Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شمعل

مذل

[مذل] نه: فيه: "المذال" من النفاق، هو أن يقلق الرجل عن فراشه الذي يضاجع عليه حليلته ويتحول عنه ليفترشه غيره، يقال: مذل بسره يمذل، أي قلق به، والمذل والماذل: من تطيب نفسه عن الشيء يتركه ويسترخي عنه.
(مذل)
بسره مذلا ومذالا قلق بِهِ وضجر حَتَّى أفشاه وَنَفسه بالشَّيْء سمحت بِهِ

(مذل) فلَان مذلا ضجر وقلق وكل من قلق بسره حَتَّى يذيعه أَو بمضجعه حَتَّى يتَحَوَّل عَنهُ أَو بِمَال حَتَّى يُنْفِقهُ فقد مذل فَهُوَ مذل ومذيل أَيْضا وعَلى فرَاشه لم يسْتَقرّ عَلَيْهِ من ضعف وَمرض وَرجله مذلا ومذلا خدرت وَاسْتَرْخَتْ

مذل


مَذَلَ(n. ac. مَذْل
مَذَاْل)
a. [Bi], Betrayed, let out, blabbed.
b. [Bi], Was lavish with.
مَذِلَ(n. ac. مَذَل)
a. see supra
(a) (b).
c. Was restless, uneasy.
d. Was benumbed (foot).
e. Vexed.

مَذُلَa. see I (a)
أَمْذَلَa. see (مَذِلَ) (d).
b. [acc. & Bi], Troubled, disturbed with.
إِمْذَلَّa. see (مَذِلَ) (d).
b. Languished.

مَذْلa. Torpor, apathy.
b. Numbness.

مِذْلa. Small.

مَذِلa. Troubled, disturbed.
b. Indiscreet.
c. Generous.

مَذِيْلa. Restless; fidgety.
b. see 5 (b)c. Soft (iron).
مَذْل النَفْسِ
مَذْل اليَدِ
a. Indulgent; generous.

رِجَال مَذْلَى
a. Restless people; fidgets.

مُمْذَئِلّ
a. Torpid, heavy.
مذل: المَذَلُ: الغَرَضُ والضَّجَرُ، ما زالَ مَذِلاً بمَالِه.
والمَذِيْلُ: المَرِيْضُ لا يَتَقَارُّ؛ يَتْرُكُ الفِرَاشَ. والجَوَادُ، ومَذِلَتْ به نَفْسي؛ فأنَا مَذِلٌ به: طَيِّبُ النَّفْسِ، ومَذُلَ مَذَالَةً ومَذِلَ مَذَلاً.
والمَذِلُ: القَلِقُ، مَذِلَ بسِرِّه.
والماذِلُ: الذي تَطِيْبُ نَفْسُه عن الشَّيْءِ؛ يَتْرُكُه ويَسْتَرْخي عنه.
والمُمَاذِلُ: الذي يَقُوْدُ على أهْلِه.
والمُمْذَئِلُّ: الخاثِرُ النَّفْسِ.
وامْذَأَلَّتْ يَدُه: خَدِرَتْ.
وامْذَلَّتْ مَفَاصِلُه: فَتَرَتْ.
والمِذْلُ: الخَسِيْسُ من النّاسِ.
م ذ ل

مذل المريض مذلاً ومذل مذالة فهو مذل ومذيل إذا لم يتقارّ من الضجر. قال الراعي:

ما بال دفّك بالفراش مذيلاً ... أقذى بعينك أم أردت رحيلاً؟

وامذلّت مفاصله امذلالاً: فترت. وأمذله المرض والهمّ. ورجل مذيلٌ، وقوم مذلى.

ومن المجاز: هو مذل بماله ومذل بسرّه. قال الأسود بن يعفر النهشليّ:

ولقد أروح على التّجار مرجّلاً ... مذلاً بمالي لينا أجيادي

وقال:

ولا تمذل بسرّك، كلّ سر ... إذا ما جاوز الإثنين فاش

ومذل من مضجعه ومن مكانه. ومذلت من كلامك: قلقت. وما زال مذلاً بامرأته إذا لم يلائمها. ومذلاً بمقامه عندنا.
[مذل] رجلٌ مِذْلٌ، أي صغير الجثّةِ، مثل مِدْلٍ. والمِذْلُ: الباذِلُ لما عنده من مال أو سِرٍّ، وكذلك إذا لم يقدر على ضبط نفسه. قال الأسود ابن يَعْفُر: ولقد أروحُ إلى التِجاراً مَذِلاً بمالي لَيِّناً أجيادي يقال: مَذَلْتُ بِسِرِّي، أمْذُلُ بالضم، مَذْلاً، أي قَلِقْتُ به وضَجِرْتُ حتَّى أفشيتُه. وكذلك المَذَلُ بالتحريك. وقد مَذِلَتُ بسرِّي بالكسر. ومَذِلْتُ من كلامه: قلقتُ. ومَذِلَتْ رِجلي أيضاً مَذَلاً، أي خَدِرَتْ. وأنشد أبو زيد: وإن مذلت رجْلي دَعَوْتُك أشْتَفي بدعواكِ من مَذِلٍ بها فيهونُ والامْذِلالُ: الاسترخاءُ والفتورُ. والمَذَل مثله. والمَذيلُ: المريض الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيفٌ. قال الراعي: ما بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذيلا أقذًى بعينِكَ أم أردت رحيلا
[م ذ ل] المَذَلُ الضَّجَرُ والقَلَقُ مَذِلَ مَذَلاً فهو مَذِلٌ والأُنْثَى مَذِلَةٌ ومَذِلَ بسِرِّه مَذَلاً ومِذالاً فهو مَذِلٌ ومَذِيلٌ ومَذَلَ يَمْذُل كِلاهُما قَلِقَ بسِرِّه فأَفْشاهُ ومَذِلَتْ نَفْسُه بالشيءِ مَذَلاً ومَذُلَتْ مَذالَةً طابَتْ وسَمَحَتْ ورَجُلٌ مَذِلُ النَّفْسِ والكَفِّ واليَدِ سَمْحٌ ومَذِلَ بمالِه سَمَحَ وكذلك مَذِلَ بنَفْسِه وعِرْضِه قال (مَذِلٌ بمُهْجَتِه إِذا ما كَذَّبَتْ ... خَوْفَ المَنِيَّةِ أَنْفُسُ الأنْجادِ)

وقالت امْرَأَةٌ من عَبْدِ القَيْسِ تَعِظُ ابْنَها

(وعِرْضَكَ لا تَمْذَلْ بعِرْضِكَ إِنَّنِي ... وَجَدْتُ مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعُهُ)

ومَذِلَ على فِراشِه مَذَلاً فهو مَذِلٌ ومَذُلَ مَذالَةً فهو مَذِيلٌ كلاهما لَمْ يَسْتَقِرَّ عليهِ من ضَعْفٍ ومَرَضٍ ورِجالٌ مَذْلَي لا يَطْمَئنُّونَ جاءُوا به عَلَى فَعْلَى لأّنَّه قَلَقٌ ويَدُلُّ على عامَّةِ ما ذَهَبَ إليه سيبَوَيْهِ في هذا الضَّرْبِ من الجَمْعِ والمُذْلَةُ النُّكْتَةُ في الصَّخْرةِ ونَواةِ التَّمْرَةِ ومَذِلَتْ رِجْلُه مَذَلاً وأَمْذَلَت خَدِرَتْ وكُلُّ خَدَرٍ أو فَتْرَةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ وقَوْلُه

(وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلِي دَعَوْتُكِ أَشْتَفِي ... بذِكْراكِ من مَذْلٍ لها فيَهُونُ)

إِمّا أَنْ يكونَ أرادَ مَذَلاً فسَكَّنَ للضَّرُورَةِ وإمّا أن تكونَ لُغةً ورَجُلٌ مِذْلٌ خَفِيُّ الجِسْمِ قَلِيلُ اللَّحْمِ والدّالُ لُغَةٌ وقد تَقَدَّم والمَذِيلُ الحَدِيدُ اللَّيِّنُ الَّذِي يُسَمَّى بالفارِسِيَّة نَرْم آهَنْ

مذل: المَذَل: الضجَر والقَلَق، مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل، والأُنثى

مَذِلة. والمَذِل: الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ، وكذلك إِذا لم يقدر على

ضبط نفسه. ومَذِل بسِّره

(* قوله «ومذل بسره إلخ» عبارة القاموس: ومذل

بسره كنصر وعلم وكرم) ، بالكسر، مَذَلاً ومِذالاً، فهو مَذِل ومَذِيلٌ،

ومَذَل يَمْذُل، كلاهما: قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه.

وروي في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: المِذالُ من

النفاق؛ هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته

ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه، ورواه بعضهم: المِذاء، ممدود، فأَما المِذال،

باللام، فإِن أَبا عبيد قال: أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي

يَقْلَق، وفيه لغتان: مَذِل يَمْذَل مَذَلاً، ومَذَل يَمْذُل، بالضم، مَذْلاً

أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته، وكذلك المَذَل، بالتحريك. ومَذِلْت

من كلامه: قَلِقْت. وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه

حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه، فقد مَذِل؛ وقال الأسود بن

يعفر:

ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً

مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادِي

وقال قيس بن الخَطِيم: فلا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ،

إِذا ما جاوَز الاثنين، فاشِي

قال أَبو منصور: فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا،

وأَما المِذاء، بالمدّ، فهو مذكور في موضعه.

ابن الأَعرابي: المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل. والمِمْذَل:

القَوَّاد على أَهله. والمِمْذلُ: الذي يَقْلَق بسرِّه.

ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة: طابتْ وسمحتْ. ورجل

مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ: سمحٌ. ومَذَل بماله ومَذِلَ: سَمَحَ، وكذلك

مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه؛ قال:

مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ،

خَوْفَ المَنِيَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ

وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها:

وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما

وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ

ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً، فهو مَذِل، ومَذُل مَذالةً، فهو مَذِيلٌ،

كِلاهما: لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض. ورجال مَذْلى: لا يطمئنون، جاؤوا

به على فَعْلى لأَنه قَلَق، ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا

الضرب من الجمع

(* قوله «من الجمع» هكذا في الأصل) . والمَذِيلُ: المريض

الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف؛ قال الراعي:

ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا؟

أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا؟

والمَذِلُ والماذِلُ: الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه.

والمُذْلةُ: النكتة في الصخرة ونواة التمر.

ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ: خَدِرَتْ، وامْذالَّتِ

امْذِلالاً. وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ؛ وقوله:

وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي، دعَوتُكِ أَشْتَفِي

بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها، فَتَهُونُ

إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة، وإِما أَن تكون لغة. وقال

الكسائي: مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد.

ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل. وحكى ابن بري عن سيبويه: رجل

مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب

(* قوله «وطب وطبيب» هكذا في

الأصل) . والامْذِلالُ: الاسترخاء والفُتور، والمَذَل مثله. ورجل مِذْل: خفيُّ

الجسم والشخص قليل اللحم، والدال لغة، وقد تقدم.

والمَذِيلُ: الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ.

مذل
مَذِلَ، كفَرِحَ مَذَلاً: ضَجِرَ وقَلِقَ، فَهُوَ مَذِلٌ، ككَتِفٍ، وَهِي مَذِلَةٌ. وَمَذَلَ بسِرِّه كَنَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ مَذْلاً، بالفَتْح وبالتحريكِ ومِذالاً، بالكَسْر، وإطلاقُه يَقْتَضي الفتحَ، فَهُوَ مَذِلٌ ومَذِيلٌ: قَلِقَ وضَجِرَ حَتَّى أَفْشَاه، وكلُّ من قَلِقَ بسِرِّه حَتَّى يُذيعَه أَو بمَضجعِه حَتَّى يتحوَّلَ عَنهُ فقد مَذلَ بِهِ، قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطيم:
(فَلَا تَمْذَلْ بسِرِّكَ، كلُّ سِرٍّ ... إِذا مَا جاوزَ الاثنَيْنِ فاشِي)
مَذِلَتْ نَفْسُه بالشيءِ، كعَلِمَتْ وكَرُمَتْ، مَذَلاً ومَذالَةً: طابَتْ وَسَمَحتْ. مَذِلَتْ رِجلُه مَذَلاً ومَذْلاً: خَدِرَتْ، كَأَمْذلَتْ وامْذالَّتْ، كَأَكْرمَتْ واحْمارَّتْ، وكلُّ فَتْرَةٍ أَو خدَرٍ مَذْلٌ وامْذِلالٌ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(وذِكْرُ البَيْنِ يَصْدَعُ فِي فُؤادي ... ويُعقِبُ فِي مَفاصِلي امْذِلالا) وأنشدَ أَبُو زَيدٍ:
(وإنْ مَذِلَتْ رِجلي دَعَوْتُكَ أَشْتَفي ... بذِكْراكَ من مَذْلٍ بهَا فيَهُونُ)
ورجلٌ مَذْلُ النَّفْسِ والكَفِّ واليَدِ: أَي سَمْحٌ. المَذِيل، كأَميرٍ: المريضُ الَّذِي لَا يَتَقارُّ وَهُوَ ضعيفٌ، قَالَ الرَّاعِي:
(مَا بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذيلا ... أَقَذَىً بعَيْنِكَ أمْ أَرَدْتَ رَحيلا)
وَقد مَذِلَ على فِراشِه كفَرِحَ مَذَلاً فَهُوَ مَذِلٌ، ومَذُلَ ككَرُمَ مَذالَةً فَهُوَ مَذيلٌ. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: المَذيل: حديدٌ يُسمّى بالفارِسيّةِ نَرْم آهَنْ أَي الحديدُ اللَّيِّن. والمِذْل، بالكَسْر: لغةٌ فِي المِدْلِ بالدالِ المُهملَة للصغيرِ الجُثّة القليلِ اللحمِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. ورِجالٌ مَذْلَى: لَا يَطْمَئِنّونَ، جَاءُوا بِهِ على فَعْلَى لأنّه قَلَقٌ، ويدُلُّ على ذَلِك عامَّةُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الضَّرْب.
والمِمْذَل، كمِنبَرٍ: القَوّادُ على أَهْلِه، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والمُمْذَئِلُّ، كمُــشْمَعِلٍّ: الخاثِرُ النَّفْسِ، كَمَا فِي العُباب. والمِذال، ككِتابٍ: المِذاء، وَمِنْه الحديثُ: الغَيْرَةُ من الإيمانِ، والمِذالُ من النِّفاق، ويُروى المِذاء. قَالَ الأَزْهَرِيّ: المِذالُ فِي الحديثِ هُوَ: أَن يَقْلَقَ الرجلُ بفِراشِه أَي عَن فِراشِه الَّذِي يُضاجِعُ فِيهِ، أَي عَلَيْهِ حَليلَتَه، أَي زَوْجَتَه ويَتَحَوَّلُ عَنهُ حَتَّى يَفْتَرِشَها غيرُه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: المَذِل، ككَتِفٍ: الباذِلُ لِما عِنْده منَ المالِ، قَالَ الأسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ: (ولقدْ أَرُوحُ على التِّجارِ مُرَجَّلاً ... مَذِلاً بِمَالي لَيِّناً أَجْيَادي)

ومَذَِلَ بنَفسِه وعِرضِه: جادَ بهما، قَالَ:
(مَذِلٌ بمُهْجَتِهِ إِذا مَا كذَّبَتْ ... خَوْفَ المَنِيّةِ أَنْفُسُ الأجْيادِ)
وَقَالَت امرأةٌ من بَني عبدِ القَيسِ تعِظُ ابنَها:
(وعِرْضكَ لَا تَمْذُلْ بعِرْضِكَ إنّما ... وَجَدْتُ مُضيعَ العِرضِ تُلْحى طَبائِعُهْ)
والمَذِلُ أَيْضا: مَن لم يَقْدِرْ على ضَبْطِ نَفْسِه. والمُماذِل: المُماذي. والمِمْذَل، كمِنبَرٍ: الَّذِي يَقْلَقُ بسِرِّه. والكثيرُ خدَرِ الرِّجْلِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والمَذِلُ، والماذِل: الَّذِي تَطِيبُ نَفْسُه عَن الشيءِ يَتْرُكُه ويَسْتَرجي غَيْرَه. والمُذْلَةُ، بالضَّمّ: النُّكْتَةُ فِي الصخرةِ ونَواةِ التَّمْرِ. وَقَالَ الكِسائيُّ: مَذِلْتُ مِن كلامِكَ، ومَضِضْتُ بِمَعْنى واحدٍ. وَحكى ابنُ بَرِّي عَن سِيبَوَيْهٍ: رجلٌ مَذِلٌ ومَذِيلٌ، وقَرِحٌ وقَرِيحٌ، وطَبٌّ وطَبيبٌ.

قذعل

[قذعل] أبو عمرو: رجلٌ قِذْعَلٌ، مثال سبحل: هين خسيس. واقذعل: عسر.
قذعل: والمُقْذَعِلُّ: السريع من كل شيء، قال:

إذا كُفيتُ أكْتَفي وإلاّ ... وَجَدْتَني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاّ

قال غير الخليل : المُقْذُعِلُّ السريع من كل شيء، والمقذعِرّ الخبيث اللسان مُقْذَعِلاًّ. قال: ويُروى مُــشمعلــاًّ .

قذعل: القِذَعْلُ، مِثال سِبَحْل: اللئيم الخسيس الهيِّن.

والمُقْذَعِلُّ: الذي يتعرَّض للقوم ليدخل في أَمرهم وحديثهم ويتزحف

إِليهم ويرمي الكلمة بعد الكلمة، وهو كالمُقْذَعِرِّ. والمُقْذَعِلُّ من كل

شيء: السريع؛ وأَنشد:

إِذا كُفِيت أَكْتفي، وإِلاَّ

وجَدْتني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاَّ

واقْذَعَلَّ: عسُر. الأَزهري في الخماسي: رجل قِنْذَعْل إِذا كان أَحمق،

وقيل: هو بالدال وبالذال معاً.

قذعل
القُذْعُل، كقُنْفُذٍ، عَن شَمِرٍ، وسِبَحْلٍ، عَن أبي عَمْرو: اللئيمُ الخَسيسُ الهَيِّنُ. واقْذَعَلَّ: عَسُرَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: المُقْذَعِلُّ: كمُــشْمَعِلٍّ: السريعُ من كلِّ شيءٍ، وأنشدَ: إِذا كُفِيتُ أَكْتَفي وإلاّ وَجَدْتَني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاً ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: المُقْذَعِلُّ: الَّذِي يَتَعَرَّضُ للقومِ ليدخُلَ فِي أمرِهم وحديثِهم، وَيَتَزحَّفُ إِلَيْهِم، وَيَرْمِي الكلمةَ بعد الكلمةِ، كالمُقْذَعِرِّ.

زبب

ز ب ب: (زَبَّبَ) عِنَبَهُ (تَزْبِيبًا) جَعَلَهُ (زَبِيبًا) يُقَالُ تَكَلَّمَ فُلَانٌ حَتَّى (زَبَّبَ) شِدْقَاهُ أَيْ خَرَجَ الزَّبَدُ عَلَيْهِمَا. 
ز ب ب

رجل أزب، وامرأة زباء: كثيرة شعر الحاجبين والذراعين والجسد، ورجال زب، وبعير أزب: كثير الوبر. وفي مل " كل أزب نفور " لأن ذلك يكون في عينه فكلما رآه ظنه شخصاً يطلبه فينفر منه. " وأسرق من زبابة " وهي فأرة برية صماء. وتقول: صموا عن الحق كأنهم زباب، وصمموا على الحرص كأنهم ذباب.

ومن المجاز: عام أزب: خصيب. وداهية زباء. وتزبب حصرما. وخرجت على يده زبيبة وهي قرحة. وغضب فثارت له زبيبتان وهما زبدتان في شدقيه، وقد زبب شدقاه. وفي الحديث " كل ذي كنز يجد كنزه في قبره شجاعاً أقرع ذا زبيبتين " وقيل هما: النكتتان فوق عينيه.
ز ب ب : الزُّبُّ الذَّكَرُ وَتَصْغِيرُهُ زُبَيْبٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَرُبَّمَا دَخَلَتْهُ الْهَاءُ فَقِيلَ زُبَيْبَةٌ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنْ الْبَدَنِ فَتَكُونُ الْهَاءُ لِلتَّأْنِيثِ وَالْجَمْعُ أزباب مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الزُّبُّ ذَكَرُ الصَّبِيِّ بِلُغَةِ الْيَمَنِ الزَّبِيبُ مَعْرُوفٌ وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الزَّبِيبُ وَهِيَ الزَّبِيبُ الْوَاحِدَةُ زَبِيبَةٌ وَزَبَّبْتُ الْعِنَبَ جَعَلْتُهُ زَبِيبًا فَتَزَبَّبَ هُوَ وَعَامٌ أَزَبُّ كَثِيرُ الْخِصْبِ وَرَجُلٌ أَزَبُّ كَثِيرُ شَعْرِ الصَّدْرِ.

وَالزَّبْزَبُ وِزَانُ جَعْفَرٍ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ وَالْجَمْعُ الزَّبَازِبُ. 
[زبب] الزُبُّ: الذَكَرُ. والزُبُّ: اللحية بلغة اليمن. والزَبَبُ: طول الشَعَرِ وكثرتُهُ. وبعيرٌ أَزَبُّ. ولا يكاد يكون الأَزَبُّ إلا نفوراً، لأنّه ينبت على حاجبيه شعيرات، فإذا ضربته الريح نَفَرَ. قال الكميت:

أو يتناسى الأَزَبُّ النُفورا * وعامٌ أَزَبُّ، أي خصيبٌ كثيرُ النباتِ. والزباء: ملكة الجزيرة، وتعد من ملوك الطوائف. والزِبابُ: جمعُ زَبابَةٍ، وهي فأرةٌ صَمَّاءُ تضرب العربُ بها المثل فتقول: " أَسْرَقُ من زَبابَةٍ ". ويُشَبَّهُ بها الجاهلُ. قال ابن حِلِّزَةَ: وَهُمُ زَبابٌ حائِرٌ * لا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا وأَزَبَّتِ الشمس، أي دَنَتْ للغروب. والزبيبُ: الذي يُؤْكَلُ، الواحدة زَبيبةٌ. تقول منه: زَبَّبَ فلان عِنَبَهُ تزبيباً. والزَبيبةُ: قَرْحَةٌ تخرج في اليد. والزبيبتان: الزَبَدَتانِ في الشِدقين، يقال: تكلم فلان حتى زبب شدقاه، أي خرج الزَّبَدُ عليهما. ومنه الحَيَّةُ ذو الزَبيبتين. ويقال: هما النُكتتان السَوداوان فوق عينيه. والزبزب: ضرب من السفن.
[زبب] يجيء كنز أحدهم شجاعًا أقرع له "زبيبتان" الزبيبة نكتة سوداء فوق عين الحية، أو هما نكتتان يتنفان فاها أو زبدتان في شدقيها. ك: وهو أوحش الحيات، أو نابان - أقوال. نه: ح: حتى عرقت و"زبب" صماغاك أي خرجفيكفي جانبي شفتيك. وفي ح علي: أنا مثل التي أحيط بها فقيل "زباب زباب" حتى دُخلت جحراها ثم احتفر عنها فاجتر برجلها فذبحت، أراد الضبع إذا أرادوا صيدها أحاطوا بها ثم قالوا لها: زباب زباب، كأنهم ؤنسونها به، والزباب جنس من الفأر لا يسمع ولعل الضبع تأكله كما تأكل الجراد، المعنى لا أكون مثل الضبع تخادع عن حتفها. وفي ح الشعبي: كان إذا سئل عن مسألة معضلة قال: "زباء" ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأعضلت بهم، يقال للداهية الصعبة: زباء ذات وبر، والزبب كثرة الشعر، يعني أنها جمعت بين الشعر والوبر. وفيه: يبعث أهل النار وفدهم فيرجعون إليهم "زبا" حبنا، الزب جمع أزب وهو الذي تدق أعاليه ومفاصله وتعظم سفلته، والحبن جمع أحبن وهو من اجتمع في بطنه الماء الأصفر. ك: كأن رأسه "زبيبة" بفتح زاي حبة العنب اليابسة السوداء، أراد بها صغر رأسه وحقارة صورته وقصر شعره وتفلفله، يعني إذا وجب طاعته فالصلاة خلفه أولى، وهذا في الأمراء والعيال دون الخلفاء إذا هم قريش.
[ز ب ب] الزَبَبُ: الزَّغَبُ. والزَّبَبُ في الرَّجلِ: كثرةُ الشَّعرِ، وفي الإِبِلِ: كثرةُ شَعرِ الوَجْهِ والعُثْنُونِ. وقِيل: الزَّبَبُ في النّاسِ: كثرةُ الشَّعرِ في الأُذُنَينِ والحاجِبَينِ، وفي الإِبِل: كثرةُ شَعَرِ الأُذُنَينِ والعَيْنَينِ زَبَّ يَزَبُّ زَبِيباً، وهو أزَبُّ. وفي المَثَل: ((كُلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ)) ، قالَ الأَخْطلُ:

(أزَبُّ الحاجِبَيْنِ بحَوْبِ سَوْء ... من النَّفَرِ الّذِينَ بَأَزْقُبانِ)

وقال آخر:

(أزَبُّ القَفَا والمَنْكِبَيْنِ كأنَّه ... من الصَرْصَرانِيّاتِ عَوْدٌ مُوَقَّعُ)

والزَّبَّاءٌ: الاستُ لِشَعَرِها. وأُذُنٌ زُبَّاءُ: كثيرةُ الشَعَرِ. وداهِيَةٌ زَبَّاءُ: شَدِيدةٌ، كما قالُوا: شَعْراءُ. وعامٌ أزَبُّ: مُخْصِبٌ. وزَبَّتِ الشَّمسُ زَبّا، وأزَبَّتْ، وزَبَّبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ وهو من ذلك؛ لأنَّها تَتَوارَى كما يَتَوارَى لَونُ العُضْوِ بالشَّعَرِ. والزَّبُّ: مِلْءُ القِرْبَةِ إلى رَأْسِها، زَبَّها يزُبُّها زَبّا، فازْدَبَّتْ. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، وخَصَّ ابنُ دُرَيدٍ بن ذَكَرَ الإنسانِ، وقالَ: وهو عَرَبِيٌّ صحيح:

(قد حَلَفَتْ بالله لا أُحبُّهْ ... )

(أنْ طال خُصْياهُ وقَصْرَ زُبُّهْ ... )

والجمعُ أزُبٌّ، وأَزْبابٌ، وزِبَبَة. والزُّبُّ: اللِّحْيةُ، يمانيةٌ، وقيل: هو مُقدَّمُ اللِّحْية عند بعضِ أَهْلِ اليَمَن. والزَّبِيبُ: ذاوِي العِنَبِ، واحدتُه زَبِيبَةٌ. وقد أزَبَّ العِنَبُ وزَبَّبَه هو. قال أبو حَنِيفةَ: واسْتَعْملَ أعرابيٌّ من أعراب السِّراةَ الزَّبِيبَ في التِّينِ، فقالَ: الفَيْلَحانِيُّ: تِينٌ شَدِيدُ السَّوادِ، جِيِّدُ الزَّبِيبِ، يعني بالزَّبِيبِ يابِسَه، وقد زَبَّبَ التِّينُ، عن أبي حَنِيفةَ أيضاً. والزَّبيبَةُ: قُرْحَةٌ تخرجُ في اليَدِ كالعَرْفَةِ. والزَّبِيبَتان: زَبَدَتانِ في شِدْقَي الإنْسانِ إذا أكثرَ الكلامَ، وقد زَبَّبَ. وزَبَّبَ شِدْقاهُ: اجتمعَ الرِّيقُ في صامِغَيْهما، واسمُ ذلك الرِّيقِ: الزَّبِيبَتانِ. وزَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَيْظِ: إذا رَأَيْتَ له زَبِيبَتَينِ في جَنْبَتَى فِيه عند مُلْتَقَى شَفَتَيه مما يَلِي اللِّسانَ، يعنِي رِيقاً يابِساً. والحَيَّةُ ذاتُ الزَّبِيبَتَيْنِ: التي لها نُقطَتانِ سَودَاوَانِ فوقَ عَينيَها. والتَّزَبُّبُ: التَّزَيُّدُ في الكلامِ. والزَّبَابُ: جِنْسٌ من الفَأْرِ لا شَعَر عليه، وقِيلَ: هو فأرٌ عَظِيمٌ أَحمرُ حَسَنُ الشَّعَرِ، وقِيلَ: هو فَأْرٌ أَصَمُّ، قال الحارِثُ بن حِلِّزَةَ:

(وَهُمُ زَبَابٌ حائِرٌ ... لا تَسمَعُ الآذانُ رَعْدَا)

واحِدَتُه زَبَابَةٌ. والزَّبَّاءُ: اسمُ المَلِكة الرُّومِيَّةِ، يُمَدُّ ويُقْصَرُ. والزَّبَّاءُ: شُعْبةُ ماءٍ لبَنِي كُلَيْبٍ، قال غَسَّانُ السَّلِيطيُّ يهجو جَِريراً:

(أَمَّا كُلَيْبٌ فإنَّ اللُّؤْمَ حالَفَها ... ما سالَ في حَفْلةِ الزَّبَّاء وادِيها)

وزَبّان: اسمٌ، ويَحتملِ أن يكونَ هذا فَعّالاً من الزَّبْنِ، فهو على هذا ثلاثي. وبَنُو زَبِيبةَ: بَطْنٌ.
زبب
: (} الزَّبَبُ، مُحَرَّكَة) و (الزُّغَبُ و) هُوَ (فِينَا) مَعْشَر الناسِ: (كثرةُ الشَّعَر) وطولُه، (وَفِي الإِبِل: كَثْرَةُ شَعر الوَجْهِ والعُثْنُونِ) ، كَذَا قَالَه ابنُ سيدَه. وَقيل: الزَّبَبُ فِي النَّاس: كَثْرَةُ الشَّعر فِي الأُذُنَيْن والحاجِبَيْن، وَفِي الإِبِل: كَثْرَة شَعَر الأُذُنِ والعَيْنَيْن. والزَّبَبُ أَيضاً: مصدر {الأَزَبّ، وَهُوَ كَثْرَ شَعَرِ الذِّرَاعَيْن والحاجِبَيْن والعَيْنَيْن، والجَمْعُ} الزُّبُّ. (و) قَدْ ( {زَبَّ} يَزَبُّ) ! زَبِيباً. قَالَ شَيْخُنَا: مُقْتَضَى اصْطِلَاحِهِ أَن يَكُونَ كضَرَب، وَهُوَ غَيْرُ صَوَابٍ فإنَّه مِنْ بَاب فَرِح بدَلِيلِ تَحْرِيكِ مَصْدَرِهِ والإِتْيانِ بِوَصْفِهِ على أَفْعَل والواجِبُ ضَبْطُه، انْتهى. (فَهُوَ أَزَبُّ) وبَعيرٌ أَزَبّ، وَفِي المَثَل: (كُلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ) ، قَالَ:
أَزَبُّ القَفَا والمَنْكِبَيْن كأَنَّه
من الصَّرْصَرَنِيّاتِ عَوْدٌ مُوَقَّعُ
وَلَا يكَاد يَكُون الأَزَبُّ إِلَّا نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِبَيْه شُعَيْرَاتٌ، فإِذا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ نَفَرَ، قَالَ الكُمَيْتُ:
بَلَوْنَاكَ فِي هَبَوَاتِ العَجَاج
فَلَمْ تَكُ فِيهَا الأَزَبَّ النَّفُورَا
على مَا رَوَاهُ ابْنُ بَرِّىّ.
(و) {زَبَّتِ (الشَّمْسُ) زَبًّا: (دَنَتْ للغُرُوب) ، وَهُوَ مَجازٌ مَأْخوذٌ من الزَّبَبِ؛ لأَنَّها تتَوَارَى كَمَا يَتَوَارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعَر (} كَأَزَبَّت وَ {زَبَّبَتْ) .
(و) قَدْ زَبَّ (القِرْبَةَ، كمدَّ) زَبًّا: (مَلأَهَا) إِلى رأسِها (} فازْدَبَّتْ) .
(و) من المَجَازِ: (عَامٌ {أَزَبُّ: مُخْصِبٌ) كَثِيرُ النَّبَاتِ.
(والأَزَبُّ: مِنْ أَسْمَاء الشَّيَاطِين) وَقد تَقَدَّم مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي حَرْف الهمْزَة. (ومِنه حَدِيثُ) عَبْدِ الله (بْنِ الزُّبَيْر مُخْتَصراً) أَورَدَهُ ابْن الأَثِر فِي النِّهَايَة مُطَوَّلاً (أَنَّه) ، بالفَتْح وَيجوز الكَسْر على الاتداءِ، وَجَدَ رَجُلاً طُولُه شِبْرَان، فأخَذَ السَّوْطَ فأَتَه، فَقَالَ: مَن أَنت؟ فَقَالَ: أَزَبُّ، قَالَ: وَمَا أَزَبُّ؟ قَالَ: رَجُلٌ من الجِنّ، فَقَلَب السَّوطَ فوضَعَه فِي رَأْسِ أَزَبَّ حَتّى بَاصَ، أَي اسْتَتَر وهَرَبَ. (وَفِي حَدِيث) بَيْعَةِ (العَقَبَةِ هُوَ شَيْطانٌ اسْمُه أَزَبُّ العَقَبَةِ) ، وَقيل: هُوَ حَيَّة، كَمَا فِي النِّهَايَة. وأَبُو نُعَيم محمدُ بنُ عَلِيِّ بْن} زَبْزَبٍ الوَاسِطُّيُّ، مُحدِّثٌ، سَمِع مِنْهُ السِّلَفِيُّ فِي وَاسِط، وَذكره فِي الأَرْبَعين.
( {والزَّبَّاءُ: الإسْتُ) بِشَعَرِهَا. ومرأَةٌ} زَبّاءُ: كَثِرَة شَعَر الحاجِبَيْن والذراعين واليَدَيْن. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كَثِيرَة شَعَر الحاجِبَيْن والذراعين واليَدَيْن. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كَثِيرَةُ الشَّعَرِ.
(و) الزَّبّاءُ (من الدَّواهِي: الشَّدِيدَة) المُنْكَرَةُ، وَهُوَ أَيْضاً مَجَاز، يُقَال: داهِيَةٌ زَبَّاءُ، كَمَا قَالُوا: شَعْرَاءُ، ومنْه المثَل: (جاءَ بالشَّعْرَاءِ والزَّبَّاءِ) أَوردَهُ المَيْدَانِيُّ. (وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبيّ أَنه سُئلَ عَنْ مَسْأَلةٍ، فَقَالَ: زَبّاءُ ذَاتُ وَبَر أَعْيَت قائِدَها وسائِقَها، لَو أُلْقِيَتْ عَلَى أَصْحابِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلملأَعْضَلَت بِهِم) . أَرَادَ أَنّها صَعْبَة مُشْكِلَة، شَبَّهَها بالنَّاقَةِ النُّفُورِ من كل شيءٍ، كأَنّ النَّاس لم يأْنَسُوا بِهَذِهِ المسْأَلَة ولَم يَعْرفُوها.
(و) الزَّبَّاءُ: (د على) شَاطِىءِ (الفُرَات) ، نَقله الصَّاغَانِيُّ، سُمِّيَت بالزَّبّاءِ قَاتِلةِ جَذِيمَة.
(و) الزَّبَّاء: (فرسُ الأُصَيْدف الطائيّ) نقَلَه الصاغَانِيّ.
(ومَاءَةٌ لِطُهَيَّةَ) نَقله الصَّاغَانِيّ، وَهِي قَبِيلَة من تَمِيم. وَمَاءٌ أَيْضاً من مِيَاه أَي بَكْر بنِ كِلَابٍ فِي جَانِبِ ضَرِيَّةَ.
(و) الزَّبَّاءُ: اسْم الملكة الرُّومِيَّة، تُمَدّ وتُقْصَر، وَهِي (مَلِكَةُ الجَزِيرة، تُعَدُّ من مُلُوك اطَّوَائف) ، لُقِّبَتْ بهَا لكْثرَة شَعَرها؛ لأَنَّها كَانَ لَهَا شَعَر إِذا أَرسلَتْه غَطَّى بَدَنَها كُلَّه، فَقِيلَ لَهَا الزَّبَّاءُ، كأَنّه تأْنِيثُ الأَزَبِّ لِلْكَثِير الشَّعَر، واختلَفُوا فِي اسْمهَا، فَقيل: بارِعَةُ، وقِيلَ؛ نَابِلَةُ، وَقيل: مَيْسُونُ، وَهِي بنتُ عَمْرو بن الظَّرِب أَحدِ أَسْرافِ الْعَرَب وحْكَمَائِهم، خدعَه جَذِيمُ الأَبْرَشُ وأَخذ عَلَيْهِ مُلْكَه وقَتَله، وَقَامَت هِيَ بأَخذ ثَأْرِه، فِي قِصَّة مَشْهورَة مُشْتَمِلَةٍ على أَمْثَالٍ كَثِيرةِ لَهَا ولقَصِيرِ بنْ سَعْد، أَورَدَهَا المَيْدَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ، كَذَا قَالَه شَيْخُنا.
(وماءَةٌ لِبَنِي سَلِيط) بْنِ يَرْبُوعٍ، وَفِي لِسَان العَرَب: هِيَ شُعْبَةُ مَاءٍ لبَنِي كُلَيْبٍ. قَالَ غسَّنُ السَّلِيطِيُّ يَهْجُو جَرِيراً:
أَمَّا كُلَيْبٌ فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَها
مَا سالَ فِي حَفْلَةِ الزَّبَّاء وَادِيها
(و) الزَّباءُ: (عَيْنٌ بالْيَمَامَة) مِنْهَا شَرِب الخِضْرِمَةُ والصَّعْفُوقة.
والزَّبَّاءُ: أَحدُ لِقَاح رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهُنّ عَشْرُ لَقَائحَ أُهْدِينَ إِليه. ( {والزُّبُّ بِالضَّمِّ: الذَّكَرُ) بلُغَ أَهْل اليَمَن، أَي مُطْلَقاً. وَفِي فقه اللُّغَة لأَبِي مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيِّ فِي تَقْسِيم الذُّكورِ: الزُّبُّ للصَّبيّ، (أَو) هُوَ (خَاصٌّ بالإِنْسَان) قَالَه ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: إِنَّه عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ، وأَنْشَد:
قَدْ حَلَفَتْ باللهِ لَا أُحِبُّهُ
أَنْ طَالَ خُصْياهُ وقَصْرَ} زُبُّهُ
وَفِي التَّهْذِيب: {الزُّبُّ: ذكر الصَّبيّ بلُغَة الْيمن، وَفِي المِصْباح: تصغِيره} زُبَيْب، عَلَى القِيَاس، وربّا دَخَلَتْه الهاءُ فَقِيل {زُبَيْبَة، عَلَى مَعْنَى أَنَّه قِطْعَ من البَدَن. فَالْهاءُ للتَّأْنِيثِ.
(ج} أَزُبٌّ {وَأَزْبَابٌ} وَزَبَبَةٌ محرّكَةً) والأَخِيرُ من النَّوَادِر.
(و) الزُّبُّ: (اللِّحْيَةُ) يَمَايةٌ (أَو مُقَدمَها) عِنْد بَعض أَهْل اليَمَن، ومثْله فِي كِتاب المجرَّد لكُرَاع، وأَنْشد الخَلِيلُ:
فَفَاضت دُمُوعُ الحَجْمَتَيْن بِعْبَرَةٍ
على الزُّبِّ حتَّى الزُّبُّ فِي الماءِ غامِسَ
(ومِثْلُه فِي شِفاء الغَلِيل.
قَالَ شَمِر: (و) قِيلَ: الزُّبُّ: (الأَنْفُ) بِلْغَةِ أَهْلِ اليَمَن.
! وزُبُّ القاضِي: من عُيُوب المَبِيع، فَسَّره الفُقَهَاءُ بِما يَقَع ثَمَرُهُ سَرِيعاً، قَالَه شَيْخُنَا.
والزُّبُّ: تَمْرٌ من تُمُورِ البَصْرة، ذكره المَيْدَانِيُّ.
ورُبُّ رُبَاحٍ، وَرَدَ فِي قَوْل (أَبي) الشَّمَقْمَقِ:
شَفِيعِي إِلى مُوسَى سَمَاحُ يَمينِه
وحَسْبُ امرِىء من شَافِع بسَمَاحِ
وِعْرِيَ شِعْرٌ يَشْتَهِي الناسُ أكْلَه
كَما يُشْتَهَى زُبْدٌ بِزُبِّ رُبَاحِ
وقِصَّتُه فِي كِتَابِ الأَمثَالِ.
( {والزّبَيبُ: ذَاوِي العِنَب) أَي يابِسه، مَعْرُوفٌ. وحِدَته زَبِيبَة. (و) قَالَ أَبو حنيفَة: واستَعْمَل أَعْرابيٌّ مِن أَعْرَاب السَّرَاةِ الزَّبِيبَ فِي (التِّين) ، فَقَالَ: الفَيْلَحَنِيّ: تين شيدُ السَّوادِ جَيِّد للزَّبيب يَعْنِي يَابِسَه. وَقد زَبَّبَ التينُ، عَن أَبي حنيفَة أَيضاً. وَبِهَذَا سقط قَوْلُ شَيْخنا؛ لأَنَّ الزَّبِيبَ إِنَّما يُعْرَف من العِنَبِ فَقَط، (و) قد (} أَزَبَّهُ) أَي العنبَ والتِّين ( {وَزَبَّبَه) } تَزبِيباً {فَتَزَبَّبَ. وَمن الْمجَاز قَوْلُهُم:} تَزَبَّبَ قَبْلَ أَن يَتَحَصْرَم.
(وإِلى بَيْعهِ) أَي الزَّبيب (نُسِبَ إِبراهيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَسْكِريُّ) أَبُو الحُسَيْن، يَرْوِي عَن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ. (وعبْدُ اللهِ بنُ إِبراهيمَ بْنِ جعْفَر) بنِ بيَّانِ البَغْدادِيُّ البزَّار، سَمِع الحَسَنَ بْنَ عَلَوَيْهِ والفِرْيَابِيّ، وَعنهُ البَرْمَكِيّ.
(وأَبُو نُعَيْم الرَّاوِي عَن مْحَمّد بْن شَرِيك) ، وَعنهُ سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السُّكَّرِيّ (وعَلِيُّ بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، المُحَدِّثُون {الزَّبِيبِيُّون) ، الأَخِيرُ عَن المُسْتَغْفِريّ. وفَاتَه الحَسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ الفَضْل الطَّلْحِيُّ} - الزَّبِيبِيُّ أَخُو إِسماعيلَ، سمع ابنع مَنْدَه، نَقله السَّمْعَانِيّ.
(و) الزّبِيبُ: (زَبَدُ المَاء) . وَمِنْه قَوْلُه:
حَتى إِذا تَكَشَّف الزَّبِيبُ
(و) الزَّبِيبُ: (السُّمُّ فِي فَم الحيَّة) نَقله الصّاغَانِيّ.
(و) من الْمجَاز: خرجَت على يدِه {زَبِيبَةٌ (بهاءٍ) وَهِي (قَر 2 حَةٌ تخرجُ فِي اليَدِ) كالعَرْفَة. (وزَبَدةٌ) تخرج (فِي فَم مُكْثِرِ الكَلَام) . (و) من الْمجَاز: غَضِبَ فَثار لَهُ} زَبِيبَتَانِ: زَبَدَتان فِي شِدْقيه. (وقَدْ زَبَّبَ) فَمْ الرَّجُل، وتكَلَّم فُلانٌ حَتّى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خرج الزَّبَدُ عَلَيْهِمَا.
(و) الزَّبِيبَ: اجتماعُ الرِّيقِ فِي الصَّامِغَيْن، و (زَببَ شِدْقاهُ: اجْتمع الرِّيق فِي صامِغَيْهِما، واسمُ ذَلِك الرِّيقِ الزَّبِيبَتَان، و) قَدْ (زَبَّبَ فَمُه) إِذا رَأَيْتَ لَهُ زَبِيبَتَين عِنْد مُلْتَقَى شَفَتَيْه مِمَّا يَلِي اللسانَ، يَعْنِي رِيقاً يابِساً.
(وهما) أَيضاً أَي الزَّبِيبَتَان (نُقْطَتَان سَوْدَاوَان فَوْقَ عَيْنَيِ الحَيَّة) ، وَمِنْه الحَيَّة ذُو {الزَّبِيبَتَيْن. وَفِي الحَدِيث (يَجِيءُ كَنْزُ أَحَدِكم يَوْمَ القِيَامَة شُجَاعاً أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَان) قَالَ أَبو عُبَيْد: وَهُوَ أَوحَشُ مَا يكون من الحَيَّاتِ وأَخْبَثُه. قَالَ ابْن الأَثِيرِ: الزَّبِيبَةُ: نِكْتَةٌ سوداءُ فَوق عَيْنِ الحَيَّة، وَهَا نُقْطَتَان تَكْتَنِفَان فَاهَا، وقِيل: هما زَبَدَتان فِي شِدْقَيْها. (و) الزَّبِيبَتَان فَوق عَيْنَي (الكَلْب) كَزَنَمَتَي البَعِيرِ أَو لَحْمَتَاني الرأْس كالقَرْنَيْن، وَقيل: نَابَانِ يَخْرُجَان من الفَم، وَقيل غيرُ ذَلِك كَمَا نَقَلَه أَهْلُ لغَرِيب وأَورده شَيخنَا فِي الْحَيَّة.
(} والتَّزَبُّبُ: التَّزَبُّدُ فِي الْكَلَام) ، وتَزَبَّبَ الرجلُ إِذا مْتَلَأَ غَيظاً، قَالَه شَمر.
ورُي عَن أُمِّ غَيْلانَ ابْنَةِ جَرِيرٍ أَنَّها قَالَت: رُبَّما أَنشدتُ أَبِي حَتَّى {تَزبَّبَ شِدْقايَ، قَالَ الراجز:
إِنِّي إِذا مَا} زَبَّبَ الأَشْدَاقُ
وكَثُر الضِّجَاجُ واللَّقْلَاقُ
ثَبْتُ الجَنَانِ مِرْجَمٌ وَدَّاقُ
(و) {الزَّبَابُ (كسَحَاب: فأْرٌ عَظِيمٌ أَصَمُّ) . قَالَ الحارثُ بن حِلِّزَةَ:
وهُمُ} زَبَابٌ حائِرٌ
لَا تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدا
أَي لَا تسمَعُ آذانُهم صوتَ الرَّعْد؛ لأَنَّهُم صُمٌّ طخرْشٌ. (أَو) هُوَ فأْرٌ (أَحْمَرُ) حَسَن (الشَّعَر أَو) هُوَ (بِلَا شَعَر) . والعَرَبُ تَضْرِبُ بهَا المَثَل فتَقُولُ: (أَسْرَقُ مِنْ {زَبَابَة) . ويُشَبَّه بِهِ الْجَاهِل واحِدَتُه زَبَابَةٌ. وفِيها طرشٌ، ويُجْمَعُ} زَبَاباً {وَزَبَابَات. وقِيلَ: الزَّبَابُ: ضَرْبٌ من الجُرَذِ عِظَامٌ، وأَنْشَد:
وَثْبَةَ سَرْعُوبٍ رَأَى زَبَابا
السُّرْعُوبُ: ابنُ عُرْس، أَي رَأَى جُرَذاً ضَخْماً. وَفِي حديثِ عَلِيّ كَرَّم الله وَجْهَه (أَنَا واللهِ إِذاً مِثْلُ الَّذِي أُحِيطَ بهَا فَقيل: زَبَابِ زَبَاب) كأَنّهم يُؤنِسُونَها بذلك. الْمَعْنى: لَا أَكونُ مثل الضَّبُع تُخادَعُ عَن حَتْفِها. الزَّبَابُ: جِنْس من الفَأْرِ لَا تَسْمَع، لَعَلّها تأْكُلُه كَمَا تأُكُلُه كَمَا تأْكُلُ الجُرَذَ.
(و) زَبَابُ (بنُ رُمَيْلَةَ الشَّاعِر) وَهُوَ (أَخُو الأَشْهَب) ، أَبُوهُما ثَوْرٌ، ورُمَيْلَةُ أُمُّهُما. وإِيّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقوله:
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلَى زَبَابٌ وَقد رَأَى
بَنِي قَطَنٍ هَزُّوا القَنَا فَتَزَعْزَعَا
وَضَبطه الحافِظُ كشَدَّاد.
(و) } زُبَيْب (كَزُبَيْرٍ: ابنُ ثَعْلَبَةَ) بن عَمْرو) صَحَابِيٌّ عَنْبَرِيّ) من بني تَميم، لَهُ وِفَادَةٌ، كَانَ ينزل بطَرِيق مَكَّةَ، روى عَنهُ بَنُوة: عُبَيْدُ اللهِ ودُجَيْنٌ وَولَداهُما شُعَيْبُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ والعدون بن دُجَيْن، كَذَا فِي المعجم.
قلت وأَخذ عَن شُعَيْث هَذَا أَبُو سَلَمَة النَّبُوذَكِيّ وحَفِيدُه سَعِيدُ بن عَمَّار بنِ شُعَيْث، رَوَى عَن آبَائِهِ وَعنهُ مُحَمَّد بن صَالح النَّرْسِيّ.
(وعبدُ اللهِ بن {زُبَيْب) كَزُبَيْر (تابِعِيٌّ جَنَدِيٌّ) . إِلى قَرْيَة بِالْيمن، روى مَعْمر عَن رجل عَنهُ. حديثُه مُرْسَل، قَالَ الْحَافِظ فِي التَّبْصِيرِ: بل مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه. قلتُ ولذ ذكره ابْن فَهْد فِي مُعْجَم الصَّحَابة، قلت: وروى عَنهُ كثير بن عَطاء.
(و) } الزَّبّابُ (كشَدّادٍ: بائعُ الزَّبِيب {- كَالزَّبِيبِيّ) ، وَقد تقدم. (وحُجَيْرُ بنُ زَبَّابٍ) نَسَبُه (فِي بني عَامِر بن صَعْصَعَةَ) ، وحَفِيدَتُه صَفِيَّةُ بنتُ جُنْدَبِ بْنِ حُجَيْر أُمُّ الحارِث بْنِ عَبْده المُطَّلِب بْنِ هَاشِم. (وعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّبَّابُ: مُحَدِّثٌ) عَن عمر بن علك المَروَزِيّ، وَعنهُ أَبُو زُرْعة رَوْح بنُ مُحَمَّد.
(} والزَّبِيبِيَّةُ: مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ، مِنْهَا أَبُو بَكْر عَبْدُ الله بْنُ طَالِبٍ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب ابْن أَبي طَالب (الزَّبِيبِيُّ) البَغْدَادِيّ المحدِّث عَن شهدة.
( {وَزِبِيبيَ بِكَسْر الزّاي والبَاء الأُولَى: جَدُّ) أَبي الفَضْل (مُحَمّدِ بْنِ عَلِيِّ بن أَي طَالِب) ابْنِ مُحَمَّد (ابْن زِبِيبَي الزِّبِيبِيِّ المُحَدِّثِ) سَمع أَبا عَلِيّ الحَسَن بْن عَلِيّ بن المُذهِب التَّميميّ القطيعيّ، تُوُفِّيَ سنة 511 هـ تَرْجمهُ أَبُو الْفَتْح البنداريّ تَرْجَمَة وَاسِعَة فِي الذَّيْل على تَارِيخ بَغْدَاد، وَهُوَ عِنْدِي، وَولده ذُو الشَّرَفَيْن أَبو طَالب الحُسَيْن بن مُحَمَّد مُحَدِّث، رَوَى عَن القَاضي أَبي القَاسِم التَّنُوخِيّ وَغَيره.
(والزَّبِيبِيُّ بالفَتْح: النَّقِيعُ) المُتَّخَذُ (مِنَ الزَّبِيبِ) نقل الصاغانيّ.
(} والزَّبْزَبُ: دابَّةٌ كالسِّنَّوْر) تأْخُذُ الصِّبْيَان من المُهُودِ، نَقله الصَّاغَانِيّ، ذكره ابْن الأَثِيرِ فِي الكَامِل فِي حوادث سنة 304 هـ وَهُوَ حَيَوَانٌ أَبْلَقُ بسَوَادٍ قَصِيرُ اليَدَيْن والرِّجْلَيْن، كَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان.
(و) {الزَّبْزَبُ: (ضَرْبٌ من السُّفُن) .
(وَ} زَبْزَبَ) إِذا (غَضِب، أَو) {زَبْزَبَ إِذا (انْهَزَمَ فِي الحَرْب) ، كِلَلاهُمَا عَن أَبِي عَمْرو.
(} والمُزَبِّبُ، كمُحَدِّثٍ: الكَثِيرُ المَال، {كالمُزبِّ، بالمضَّمِّ) . وَيُقَال: آلُ فلَان} مُزِبُّون، إِذا كَثُرت أَموالُهم وكَثُروا هم.
(وعَبْد الرَّحْمن بْنُ زَبِيبَةَ كحَبِيبَة) وَفِي نُسْخَة شَيخنَا كجُهَيْنَة، والأَوّلُ الصَّوَابُ، تابِعِيّ، عَن ابْن عُمَر.
(! والزَّبَّاوَان: رَوْضَتَان لآل عَبْد اللهِ بنِ عَامر بن كُرَيْزٍ) ، وَيُقَال: ابْن الحَنْظَلِيَّة، وَتلك بمَهَبِّ الشمَال من النِّبَاج عَن يَمِينِ المُصْعِد إِلَى مَسكَّةَ من طَرِيق البَصْرة من مَغِيض أَوْدِيَةِ حِلَّةِ النِّبَاج.
وبَنُو {زَبِيبَة: بَطْن.
} وزَبّان: اسْم، فَمن جعل ذَلِك فَعْالا من زبن صَرَفَه، ومَنْ جَعَلَه فَعْلَان مِنْ زَبّ لم يَصْرِفْه. وَيُقَال: {زَبَّ الحِمْلَ وزَأَبَهُ} وازْدَبَّه: حلَه. قَالَ الشَّاعر:
هجوتُ زَبّان ثمَّ جِئتُ مُعْتَذِراً
من هَجْو زَبّان لم أَهْجُو وَلم أَدَعِ
وزَبَّان بن قَسُور الكلفيّ: صحابيّ لَهُ حَدِيث واهٍ، قَالَه الدَّارقُطْنِيّ، وَضَبطه عبد الغنيّ بن سعيد، وَيحيى بن الطَّحَّان بالراء بدل النُّون. {وزُبَيْبٌ الضِّبابيّ كزُبَيْر: شاعرٌ إِسلامِيّ.} وزَبِيبَةُ: أُمُّ عَنْتَرَة العَبْسِيِّ وجَدّهُ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ سَمُرة.
وزَبّان: اسمُ مَوْضِع بالحجاز، كَذَا فِي مُخْتَصَر المَراصِد. ونِهْيا زُباب بِالضَّمِّ: مَا آنِ لِبَنِي كِلاب.
ودير الزَّبِيب فِي نواحي خُناصرة تجاه دير إِسحاق، نقلته من تَارِيخ ابْن العديم.
(زبب) : المُزَبِّبُ: الكَثِيرُ المَالِ كالمُزبِّ. 
(ز ب ب) : (الزَّبِيبُ) مَعْرُوفٌ وَالشَّرَابُ الْمُتَّخَذُ مِنْهُ (زَبِيبِيٌّ) زَبَّبْتُ الْعِنَبَ جَعَلْتُهُ زَبِيبًا وَتَزَبَّبَ بِنَفْسِهِ قِيَاسٌ (زَبِيبَتَانِ) فِي (ش ج) .
(زبب) الْعِنَب صَار زبيبا وَالشَّمْس دنت للغروب وشدقا فلَان اجْتمع الرِّيق فِي جانبيهما يُقَال تكلم حَتَّى زبب شدقاه وَيُقَال زبب فَم فلَان وَالْعِنَب جعله زبيبا

زبب


زَبَّ(n. ac. زَبَب)
a. Was hairy.
b. Foamed, frothed at the mouth ( in speaking).
c.(n. ac. زَبّ), Filled (water-skin).
زَبَّبَأَزْبَبَa. Dried ( grapes, figs ).
تَزَبَّبَa. Became raisins (grapes).
b. see I (b)
إِزْتَبَبَ
(د)
a. Was filled.

أَزْبَبُa. Downy; hairy.

زَبَاْبa. Kind of rat.

زَبَاْبَةa. Fem. of
زَبَاْب
زَبِيْبa. Raisins; dried figs.
b. Foam, froth.

زَبِيْبَةa. Spot, pustule on the hand.
b. Foam, froth.

زَبِيْبِيّa. Raisinwine.
{زبب} - في الحديث: "يجيء كَنزُ أَحدكم شُجاعاً أقَرعَ له زَبِيبَتان "
الزَّبِيبَة: نُكتَة سَوداءُ فوق عَيْن الحَيَّة. وقيل: هما نقطَتان تكتَنِفان فَاهَا. وقيل: هما زَبَدَتان في شِدْقيها.
- في حديث عروة: "يَبْعَثُ أَهلُ النَّارِ وَفدهُم فيرجعونَ إليهم زُبًّا حُبْنَا"
قيل: الزُّبُّ: جمع الأَزبّ، وهو الذي تَدِقُّ مفاصِله وتكون زِيادتُه في سِفْلَتهِ.
والحُبْن جمع الأحْبَن، وهو الذي اجتمعِ في بطنه الماءُ الأصفَر.
يُقال: تَكلَّم فلان حتى تَزبَّب شَدْقاه: أي أزبد.
والزَّبَادُ: نَوعٌ من الطِّيب يُجْلَب من مكّة.
قال سَلْمَان الأديب: الزَّبادة: دُوَيْبّة مثل السِّنور تكون ببلاد الهند يُحْلَب من حَلَمتِها شَبيه بالزَّبَد، له رائحةٌ طَيّبةٌ يقَعُ في الطيِّب.
وقال الجَبَّان: الزَّبادُ: دابة معروفة، وسمّيت بذلك لأن ما يُؤخذُ منها كالزَّبَد. {زبر} - في حديث شريح: "ازبأَرّت"
: أي اقْشَعَرَّت، ويجوز أن يكون من الزُّبرة، وهو مُجتمع الوَبَر في المِرْفَقَين والصَّدر؛ لأنها تنفش زَبْرَتها.
- في حديث صفية [بنت عبد المطلب] :
كيْفَ وجدْتَ زَبْرَا * أَأَقِطاً أَوْ تَمْرَا * أوْ مُــشْمَعِلًّــا صَقْرَا *
الزَّبر - بفتح الزاي وكسرها. مُكَبَّر الزُّبير ، وهو القويّ الشديد: أي وجَدتَه كطعام يُؤْكَل، أو كالصَّقْر مُختلِف الصَّيد، والمُــشْمَعِلُّ: السَّرِيعُ. 
زبب
تزبَّبَ يَتزبَّب، تزبُّبًا، فهو مُتزبِّب
• تزبَّب العِنبُ: مُطاوع زبَّبَ: صار زَبيبًا ° تزبَّبَ قبل أن يتحصرم [مثل]: ادَّعى حالة أو صفةً قبل أن يتهيَّأ لها، أو فاق مستوى زملائه. 

زبَّبَ يزبِّب، تزبيبًا، فهو مُزبِّب، والمفعول مُزبَّب (للمتعدِّي)
• زبَّب العِنبُ: صار زَبيبًا.
• زبَّب الفلاَّحُ العِنبَ: جفَّفه وصيَّره زَبيبًا. 

زَبابة [مفرد]: (حن) جنس من الحشرات مشهور بشراهته، حيث يأكل ما يعادل وزنه من الديدان والحشرات في اليوم. 

زَبَّاب [مفرد]:
1 - بائع الزَّبيب.
2 - (حن) حيوان من الثدييّات يشبه الفأر، له أنف طويل مدبّب وعينان وأذنان صغيرتان، يأكل الحشرات. 

زَبِيب [جمع]: مف زَبِيبة:
1 - ما جُفِّف من العنب، يُذكَّر ويؤنَّث ° إنما يُخدَع الصِّبيانُ بالزَّبيب: تعبير عن انشغال الناس بالصغير الظّاهر عن العظيم المستتر.
2 - شراب كحوليّ يُتَّخذ من الزَّبيب. 

زَبِيبة [مفرد]: ج زَبيبات وزَبيب:
1 - واحدة الزَّبيب.
2 - قَرحة تخرج في اليد "خرجت على يده زَبيبة".
3 - أَثَر يظهر في الجبهة من كثرة السُّجود.
4 - نقطة من نقطتين سوداوين فوق عيني الحَيَّة والكلب "مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَلَمْ يُؤدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ [حديث] ". 

زبب: الزَّبَبُ: مصدر الأَزَبِّ، وهو كَثرة شَعَر الذّراعَيْنِ

والحاجبين والعينين، والجمعُ الزُّبُّ. والزَّبَبُ: طولُ الشعَرِ وكَثرتُه؛ قال ابن سيده: الزَّبَبُ الزَّغَب، والزَّبَبُ في الرجل: كثرةُ الشعر وطُولُه، وفي الإِبل: كثرة شَعَرِ الوجه والعُثْنُونِ؛ وقيل: الزَّبَبُ في الناس كَثرَةُ الشَّعَرِ في الأُذنين والحاجبين، وفي الإِبل: كَثرةُ شَعَرِ الأُذنين والعينين؛ زَبَّ يَزُبُّ زَبِـيباً، وهو أَزَبُّ.

وفي المثل: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وقال الأَخطل:

أَزَبُّ الحاجِـبين بِعَوْفِ سَوءٍ، * من النَّفَرِ الذين بأَزْقُبانِ

وقال الآخر:

أَزَبُّ القَفا والـمَنْكِـبَيْنِ، كأَنه، * من الصَّرْصَرانِـيَّاتِ، عَوْدٌ مُوَقَّعُ

ولا يكادُ يكون الأَزَبُّ إِلاَّ نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِـبَيْهِ شُعَيْراتٌ، فإِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ نَفَرَ؛ قال الكميت:

أَو يَتَنَاسَى الأَزَبُّ النُّفورا

قال ابن بري: هذا العجز مُغَيَّرٌ(1)،

(1 قوله «مغير» لم يخطئ الصاغاني فيه إلا النفورا، فقال الصواب النفارا، وأورد صدره وسابقه ما أورده ابن الصلاح.) والبيتُ بكمالِه:

بَلَوْناكَ من هَبَواتِ العَجَاج، * فلم تَكُ فيها الأَزَبَّ النَّفُورا

ورأَيت، في نسخة الشيخ ابن الصلاح الـمُحَدِّث، حاشِـيةً بخط أَبيه، أَنَّ هذا الشعر:

رَجائيَ، بالعَطْفِ، عَطْفَ الـحُلُوم، * ورَجْعةَ حَيرانَ، إِن كان حارا

وخَوْفيَ بالظَّنِّ، أَنْ لا ائْتِلا * فَ، أَو يَتناسَى الأَزَبُّ النُّفُورا

وبين قول ابن بري وهذه الحاشية فرق ظاهر.

والزَّبَّاءُ: الاست لشعرها. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كثيرةُ الشَّعَر. وفي حديث الشعبي: كان إِذا سُئِلَ عن مسأَلةٍ مُعْضِلَةٍ، قال: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، لو سُئِل عنها أَصحابُ رسولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم،

لأَعْضَلَتْ بهم. يقال للدَّاهيةِ الصَّعْبةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، يعني أَنها

جَمَعَتْ بين الشَّعَر والوَبَرِ، أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ، شبَّهها بالناقة النَّفُور، لصُعُوبَتِها. وداهيةٌ زبَّاءُ: شديدة، كما قالوا شَعْراءُ. ويقال للدَّاهية الـمُنْكَرةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر. ويقال للناقة الكثيرة الوبَر: زَبَّاءُ، والجملُ أَزبُّ. وعامٌ أَزَبُّ: مُخْصِبٌ، كثير النباتِ.

وزَبَّتِ الشمسُ زَبّاً، وأَزَبَّتْ، وزَبَّـبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ، وهو

من ذلك، لأَنها تَتَوارَى كما يَتَوارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعر.

وفي حديث عُروةَ: يَبْعَثُ أَهلُ النار وَفْدَهُم فَيَرْجِعُون إِليهم

زُبّاً حُبْناً؛ الزُّبُّ: جمع الأَزَبِّ، وهو الذي تَدِقُّ أَعاليه ومَفاصِلُه، وتَعْظُم سُفْلَتُه؛ والـحُبْنُ: جَمع الأَحْبَنِ، وهو الذي اجتمعَ في بطنِه الماءُ الأَصفر. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، بلغة أَهل اليَمَنِ، وخصَّ ابن دريد به ذَكَرَ الإِنسان، وقال: هو عربي صحيح؛ وأَنشد:

قد حَلَفَتْ باللّهِ: لا أُحِـبُّهْ، * أَن طالَ خُصْياهُ، وقَصرَ زُبُّهْ

والجمع: أَزُبٌّ وأَزْبابٌ وزَبَـبَةٌ. والزُّبُّ: اللِّحْيَةُ، يَمانِـيَّةٌ؛ وقيل: هو مُقَدَّم اللِّحْية، عند بعض أَهل اليمن؛ قال الشاعر:

ففاضَتْ دُمُوع الجَحْمَتَيْنِ بِعَبْرةٍ * على الزُّبِّ، حتى الزُّبُّ، في الماءِ، غامِسُ

قال شمر: وقيل الزُّبُّ الأَنْف، بلغة أَهل اليمن. والزَّبُّ مَلْؤُكَ

القِرْبَةَ إِلى رَأْسِها؛ يقال: زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ.

والزَّبِـيبُ: السَّمُّ في فَمِ الحيَّةِ. والزَّبِـيبُ: زَبَدُ الماء؛ ومنه قوله:

حتى إِذا تَكَشَّفَ الزَّبِـيبُ

والزَّبِـيبُ: ذاوِي العِنَب، معروف، واحدته زَبِـيبَةٌ؛ وقد أَزَبَّ

العِنَبُ؛ وزَبَّبَ فلان عنبه تَزْبِـيباً. قال أَبو حنيفة: واستعمل

أَعرابي، من أَعرابِ السَّراة، الزَّبِـيبَ في التين، فقال: الفَيْلحانِـيُّ

تِـينٌ شَديدُ السَّوادِ، جَيِّدُ الزَّبِـيبِ، يعني يابِسَه، وقد زَبَّبَ التِّينُ، عن أَبي حنيفة أَيضاً. والزَّبِـيبةُ: قُرْحَةٌ تَخرُج في اليَد، كالعَرْفَةِ؛ وقيل: تسمى العَرْفةَ.

والزَّبِـيبُ: اجتماعُ الرِّيقِ في الصِّماغَيْنِ.

والزَّبِـيبَتانِ: زَبَدَتانِ في شِدْقَي الإِنسان، إِذا أَكثرَ الكلام.

وقد زَبَّبَ شِدْقاه: اجْـتَمَعَ الرِّيقُ في صامِغَيْهِما؛ واسمُ ذلك الرِّيقِ: الزَّبِـيبَتانِ. وزَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَيْظِ إِذا رأَيتَ له زَبِـيبَتَيْنِ في جَنْبَـيْ فيهِ، عند مُلْتَقَى شَفَتَيْه مما يلي اللسان، يعني ريقاً يابساً. وفي حديث بعض القُرَشِـيِّـينَ: حتى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي خرَج زَبَدُ فِـيكَ في جانِبَيْ شَفَتَيْكَ.

وتقول: تكَلَّمَ فلان حتى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خَرج الزَّبَدُ عليهما.

وتزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْـتَلأَ غَيْظاً؛ ومنه: الحيَّةُ ذو الزَّبِيبَتَيْنِ؛ وقيل: الحيَّةُ ذاتُ الزَّبِـيبَتَيْنِ التي لها نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَيْنَيْها. وفي الحديث: يَجيءُ كَنْزُ أَحَدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِـيبَتانِ. الشُّجاعُ: الحيَّةُ؛ والأَقْرَعُ: الذي تمَرَّطَ جِلْدُ رأْسِه. وقوله زَبِـيبَتانِ، قال أَبو عبيد: النُّكْتَتانِ السَّوْداوانِ فوق عَيْنَيْهِ، وهو أَوْحَشُ ما يكون من الحيَّاتِ وأَخْبَثُه. قال: ويقال إِنَّ الزَّبِـيبَتَيْنِ هما الزَّبَدَتانِ تكونان في شِدْقَي الإِنسان، إِذا غَضِبَ وأَكثرَ الكلامَ حتى يُزْبِدَ.

قال ابن الأَثير: الزَّبِـيبَةُ نُكْتَةٌ سَوْداءُ فوق عَيْنِ الحيَّةِ، وهما نُقْطَتانِ تَكْتَنِفانِ فاها، وقيل: هما زَبَدَتانِ في شِدْقَيْها.

وروي عن أُمِّ غَيْلان بنتِ جَريرٍ، أَنها قالت: رُبَّما أَنشَدْتُ أَبي

حتى يَتَزَبَّبَ شِدقاي؛ قال الراجز:

إِنِّي، إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ،

وكَثُرَ الضِّجاجُ واللَّقْلاقُ،

ثَبْتُ الجَنانِ، مِرْجَمٌ وَدَّاقُ

أَي دانٍ من العَدُوِّ. ودَقَ أَي دَنا. والتَّزَبُّبُ: التَّزَيُّدُ في الكلام.

وزَبْزَبَ إِذا غَضِبَ. وزَبْزَبَ إِذا انْهَزَمَ في الـحَرْب.

والزَّبْزَبُ: ضَرْبٌ من السُّفُن.

والزَّبابُ: جِنْس من الفَـأْر، لا شعرَ عليه؛ وقيل: هو فأْر عظيم

أَحمر، حَسَن الشعرِ؛ وقيل: هو فأْرٌ أَصَمُّ؛ قال الحرِث بنِ حِلِّزةَ:

وهُمُ زَبابٌ حائرٌ، * لا تَسْمَع الآذانُ رَعْدا

أَي لا تسمعُ آذانُهم صوتَ الرعْد، لأَنهم صُمٌّ طُرْشٌ، والعرب تضْرِب بها الـمَثَل فتقول: أَسْرَقُ من زَبابة؛ ويُشَبَّه بها الجاهلُ، واحدته زَبابة، وفيها طَرَش، ويجمع زَباباً وزَباباتٍ؛ وقيل: الزَّبابُ ضَرْب من الجِرْذانِ عظام؛ وأَنشد:

وثْبةَ سُرْعُوبٍ رَأَى زَبابا

السُّرْعُوب: ابنُ عُرْس، أَي رأَى جُرَذاً ضَخْماً. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه، أَنا إِذاً، واللّهِ، مثلُ الذي أُحيطَ بها، فقيلَ زَبابِ زَبابِ، حتى دَخَلَت جُحْرها، ثم احْتُفِرَ عنها فاجْتُرَّ برِجلِها، فذُبِحَت، أَرادَ الضَّبُعَ، إِذا أَرادوا صَيْدَها، أَحاطُوا بها في جُحْرِها، ثم قالوا لها: زَبابِ زَبابِ، كأَنهم يُـؤْنِسُونَها بذلك. قال: والزَّبابُ جِنسٌ من الفَـأْرِ لا يَسْمَعُ، لَعَلَّها تأْكُله كما تأْكُلُ

الجرادَ؛ المعنى: لا أَكون مِثْلَ الضَّبُعِ تُخادَعُ عن حَتْفِها.

والزَّبَّاءُ: اسم الـمَلِكَةِ الرُّومِـيَّةِ، يُمَدُّ ويُقْصَر، وهي مَلكة الجزيرةِ، تُعَدُّ مِن مُلوكِ الطَّوائف. والزَّبَّاء: شُعْبَةُ ماء لِـبَني كُلَيْبٍ؛ قال غَسّانُ السَّلِـيطِـيُّ يَهجُو جريراً:

أَمـَّا كُلَيْبٌ، فإِنَّ اللُّؤْمَ حالَفها، * ما سال في حَقْلةِ الزَّبَّاءِ وادِيها

واحدته زبابة.(1)

(1 قوله «واحدته زبابة» كذا في النسخ ولا محل له هنا فإِن

كان المؤلف عنى أَنه واحد الزباب كسحاب الذي هو الفأر فقد تقدم وسابق الكلام في الزباء وهي كما ترى لفظ مفرد علم على شيء بعينه اللهم إلا أن يكون في الكلام سقط.)

وبنو زَبِـيبةَ: بَطْنٌ.

وزبَّانٌ: اسم، فَمَن جعل ذلك فَعَّالاً من زَبَنَ، صرَفَه، ومن جعله

فَعْلانَ من زَبَّ، لم يَصْرِفْه.

ويقال: زَبَّ الحِملَ وَزأَبه وازْدَبَّه إِذا حَمَلَه.

شَحَنَ

(شَحَنَ)
فِيهِ «يَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ عَبْدٍ مَا خَلا مُشْرِكاً أَوْ مُشَاحِناً» . الْمُشَاحِنُ: المُعاَدِي والشَّحْنَاءُ العَداوة. والتَّشَاحُنُ تفاعُل مِنْهُ. وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: أَرَادَ بِالْمُشَاحِنِ هَاهُنَا صاحبَ البِدْعة المُفارق لجَماعة الأُمة. وَمِنَ الْأَوَّلِ «إِلَّا رجُلا كانَ بينَه وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاء» أَيْ عَداوة. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكُرها فِي الْحَدِيثِ.
شَحَنَ السفينةَ، كمَنَعَ: مَلأَها، وطَرَدَ، وشَلَّ، وأبْعَدَ،
وـ المدينةَ: مَلأَها،
كأَشْحَنَها،
وـ الكِلابُ تَشْحُنُ، كتَنْصُرُ وتَعْلَمُ وتَمْنَعُ: أبْعَدَتِ الطَّرْدَ ولم تَصِدْ شيئاً.
والشِّحْنَةُ، بالكسر: ما يُقامُ لِلدَّوابِّ من العَلَفِ الذي يَكْفِيها يَوْمَها ولَيْلَتَها،
وـ في البَلَدِ: مَنْ فيه الكِفايَةُ لضَبْطِها من جِهَةِ السُّلْطانِ، والعَدَاوَةُ،
كالشَّحْناءِ، والرابِطَةُ من الخَيْلِ.
وشاحَنَهُ: باغَضَهُ.
وأشْحَنَ: تَهَيَّأ لِلبُكاءِ،
وـ السيفَ: أغْمَدَهُ، وسَلَّهُ، ضِدٌّ،
وـ له بِسَهْمٍ: اسْتَعَدَّ له لِيَرْمِيَهُ.
و"المُشاحِنُ" المذكورُ في الحديثِ: صاحِبُ البِدْعَةِ، التَّارِكُ للجَمَاعَةِ.
ومَرْكَبٌ شاحِنٌ: مَشْحُونٌ، ككاتِمٍ للمَكْتُومِ.
وشَحِنَ عليه، كفرحَ: حَقَدَ.
والمُشْحَئِنُّ، كمُــشْمَعِلٍّ: المُتَغَضِّبُ.

دَوَرَ 

(دَوَرَ) الدَّالُ وَالْوَاوُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى إِحْدَاقِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ مِنْ حَوَالَيْهِ. يُقَالُ دَارَ يَدُورُ دَوَرَانًا. وَالدَّوَّارِيُّ: الدَّهْرُ; لِأَنَّهُ يَدُورُ بِالنَّاسِ أَحْوَالًا. قَالَ:

وَالدَّهْرُ بِالْإِنْسَانِ دَوَّارِيُّ وَالدُّوَارُ، مُثَقَّلٌ وَمُخَفَّفٌ: حَجَرٌ كَانَ يُؤْخَذُ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى نَاحِيَةٍ وَيُطَافُ بِهِ، وَيَقُولُونَ: هُوَ مِنْ جِوَارِ الْكَعْبَةِ الَّتِي يُطَافُ بِهَا. وَهُوَ قَوْلُهُ:

كَمَا دَارَ النِّسَاءُ عَلَى الدُّوَارِ

وَقَالَ:

تَرَكْتُ بَنِي الْهُجَيْمِ لَهُمْ دُوَارٌ ... إِذَا تَمْضِي جَمَاعَتُهُمْ تَدُورُ

وَالدُّوَارُ فِي الرَّأْسِ هُوَ مِنَ الْبَابِ، يُقَالُ دِيرَ بِهِ وَأُدِيرَ بِهِ، فَهُوَ مَدُورٌ بِهِ وَمُدَارٌ بِهِ. وَالدَّائِرَةُ فِي حَلْقِ الْفَرَسِ: شُعَيْرَاتٌ تَدُورُ; وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. وَيُقَالُ دَارَتْ بِهِمُ الدَّوَائِرُ، أَيِ الْحَالَاتُ الْمَكْرُوهَةُ أَحْدَقَتْ بِهِمْ. وَالدَّارُ أَصْلُهَا الْوَاوُ. وَالدَّارُ: الْقَبِيلَةُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ» ؟ ". أَرَادَ بِذَلِكَ الْقَبَائِلَ. وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: " «فَلَمْ تَبْقَ دَارٌ إِلَّا بُنِيَ فِيهَا مَسْجِدٌ» ". أَيْ لَمْ تَبْقَ قَبِيلَةٌ. وَالدَّارِيُّ: الْعَطَّارُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ الدَّارِيِّ إِنْ لَمْ يُحْذِكَ مِنْ عِطْرِهِ عَلِقَكَ مِنْ رِيحِهِ» ". أَرَادَ الْعَطَّارَ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

إِذَا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جَاءَ بِفَارَةٍ ... مِنَ الْمِسْكِ رَاحَتْ فِي مَفَارِقِهَا تَجْرِي

وَإِنَّمَا سُمِّيَ دَارِيًّا مِنَ الدَّارِ، أَيْ هُوَ يَسْكُنُ الدَّارَ. وَالدَّارِيُّ: الرَّجُلُ الْمُقِيمُ فِي دَارِهِ لَا يَكَادُ يَبْرَحُ. قَالَ:

لَبِّثْ قَلِيلًا يَلْحَقِ الدَّارِيُّونْ ... ذَوُو الْجِيَادِ الْبُدَّنِ الْمَكْفِيُّونْ

وَالدَّارَةُ: أَرْضٌ سَهْلَةٌ تَدُورُ بِهَا جِبَالٌ، وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ مِنْهَا دَارَاتٌ كَثِيرَةٌ. وَأَصْلُ الدَّارِ دَارَةٌ. قَالَ: لَهُ دَاعٍ بِمَكَّةَ مُــشْمَعِلٌّ ... وَآخَرُ فَوْقَ دَارَتِهِ يُنَادِي

إِلَى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلَاءٍ ... لُبَابَ الْبُرِّ يُلْبَكُ بِالشِّهَادِ

وَقَالَ فِي جَمْعِ دَارَةٍ دَارَاتٍ:

تَرَبَّصْ فَإِنْ تُقْوِ الْمَرَوْرَاةُ مِنْهُمُ ... وَدَارَاتُهَا لَا تُقْوِ مِنْهُمْ إِذًا نَخْلُ

وَدَارَاتُ الْعَرَبِ الْمَشْهُورَةُ: دَارَةُ جُلْجُلٍ، وَدَارَةُ السَّلَمِ، وَدَارَةُ وَُشْحَى، وَدَارَةُ صُلْصُلٍ، وَدَارَةُ مَأْسَلٍ، وَدَارَةُ خَِنْزَرٍ، وَدَارَةُ الدُّورِ، وَدَارَةُ الْجَأْبِ، وَدَارَةُ يَمْعُونَ، وَدَارَةُ مَكْمَِنٍ، وَدَارَةُ رَهْبَى، وَدَارَةُ جَوْدَاتٍ، وَدَارَةُ الْأَرْآمِ، وَدَارَةُ الرُّهَا، وَدَارَةُ تَِيلٍ، وَدَارَةُ الصَّفَائِحِ، وَدَارَةُ هَضْبِ الْقَلِيبِ، وَدَارَةُ صَارَةَ، وَدَارَةُ دَمُّونَ، وَدَارَةُ رُمْحٍ، وَدَارَةُ الْمَلِكَةِ، وَدَارَةُ مَلْحُوبٍ، وَدَارَةُ مِحْصَرٍ، وَدَارَةُ أَهْوَى، وَدَارَةُ الْجُمُْدِ، وَدَارَةُ رِمْرِمٍ، وَدَارَةُ قُرْحٍ، وَدَارَةُ الْيَعْضِيدِ، وَدَارَةُ الْخَرْجِ، وَدَارَةُ رَدْمٍ، وَدَارَةُ جُدَّى، وَدَارَةُ النِّصَابِ.

كون

كون: {استكانوا}: أخضعوا، ووزنه استفعلوا. وقيل: هو من السكون ووزنه افتعلوا والألف إشباع نحو قوله: ينباع من ذفرى غضوب حرة [جسرة]
كون
الكَوْنُ: الحَدَثُ يكُونُ بين الناس. والمَصْدَرُ من كانَ يكُونُ كالكَيْنُونَة.
والكائنَةُ: الأمْرُ الحادِثُ. والمَكانُ: اشْتِقاقُه من كانَ يَكُونُ.
ويَقُولُونَ: كُنْتُ الكُوْفَةَ: أي كُنْتُ بها. وهذه المَنازِلُ كأنَها لم يَكُنْها أحَدٌ: أي لم يَكُنْ بها. واكْتَنْتُ بالرَّجُل اكْتِيَاناً وكنْتُ عليه أكُوْنُ كَوْناً: من الكَفالة.
الكون: اسم لما حدث دفعة؛ كانقلاب الماء هواء، فإن الصورة الهوائية كانت ماء بالقوة، فخرجت منها إلى الفعل دفعة، فإذا كان على التدريج فهو الحركة، وقيل: الكون حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكن حاصلة فيها، وعند أهل التحقيق: الكون: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم لا من حيث إنه حق، وإن كان مرادفًا للوجود المطلق العام عند أهل النظر، وهو بمعنى المكون عندهم.
ك و ن

كانت الكائنة والكوائن. وقال سويد:

فلما التقينا وكان الجلاد ... أحبّوا الحياة فولّوا شلالا

وأخبرني بالكائن عندك. وكوّن الله العالم: أحدثه فتكوّن. وتقول: أقفرت الديار كأن لم يكنها أحد أي لم يكن بها. قال ذو الرمة:

كأن لم يكنها الحيّ إذ أنت مرّةً ... بها ميت الأهواء مجتمع الشّمل

وتقول: إذا سمعت بخيرٍ فكنه، أو بمكان خير فاسكنه.
ك و ن : كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا أَيْ وَقَعَ مِنْهُ قِيَامٌ وَانْقَطَعَ وَتُسْتَعْمَلُ تَامَّةً فَتَكْتَفِي بِمَرْفُوعٍ نَحْوَ كَانَ الْأَمْرُ أَيْ حَدَثَ وَوَقَعَ قَالَ تَعَالَى {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: 280] أَيْ وَإِنْ حَصَلَ وَقَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى صَارَ وَزَائِدَةً كَقَوْلِهِ {مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ} [مريم: 29] {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17] أَيْ مَنْ هُوَ وَاَللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَالْمَكَانُ يُذَكَّرُ فَيُجْمَعُ عَلَى أَمْكِنَةٍ وَأَمْكُنٍ قَلِيلًا وَيُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ مَكَانَةٌ وَالْجَمْعُ مَكَانَاتٌ وَهُوَ مَوْضِعُ كَوْنِ الشَّيْءِ وَهُوَ حُصُولُهُ.

وَكَوَّنَ اللَّهُ الشَّيْءَ فَكَانَ أَيْ أَوْجَدَهُ وَكَوَّنَ الْوَلَدَ فَتَكَوَّنَ مِثْلُ صَوَّرَهُ فَالتَّكَوُّنُ مُطَاوِعُ التَّكْوِينِ. 

كون


كَانَ (و)(n. ac. كَوْنكِيَان []
كَيْنُوْنَة )
a. Was; existed.
b. Happened, took place.
c. [La], Belonged to; appertained to; was for; was the
right, the duty of.
d.(n. ac. كَوْن
كِوَاْن) ['Ala], Made himself surety for. — ( See idioms
below ).
كَوَّنَa. Created, formed, made; begot.

تَكَوَّنَa. Pass. of II.
إِكْتَوَنَ
a. ['Ala
or
Bi]
see I (d)b. see I (a)
إِسْتَكْوَنَ
a. [La], Humbled himself to.
كَوْن (pl.
أَكْوَاْن)
a. Being, existence.
b. State, condition; case; circumstance.

كُوْنِيّ []
a. Long-lived, longevous.

مَكَان [] (pl.
أَمْكِنَة
أَمَاكِن )
a. Place; spot; position.

مَكَانَة []
a. see 17b. Station, rank.

كَائِن []
a. Existing; being.

كَائِنَة [] (pl.
كَوَائِن [] & reg. )
a. fem. of
كَاْوِنb. Creature; created thing.
c. Event.
d. [art.], The World.
كِيَان []
a. Being, existence.
b. Nature.
c. see 1 (b)
كِيَانَة []
a. Surety.

مُكَوِّن [ N.
Ag.
a. II], Maker, creator.

تَكْوِيَْن [ N.
Ac.
a. II], Creation, formation.

الكَائِنَات
a. The creatures; creation.

كَيْوَان
P.
a. Saturn (planet).
سِفْر التَّكْوِيْن
a. The book of Genesis.

لِكَوْن
a. Because, inasmuch as.

كَانَ لَهُ مَال كَثِيْر
a. He had much property.

كَانَ لَكَ أَن تَفْعَل
a. It was thy duty &c. to do.

كَانَ يَفْعَل كَذَا
a. He was doing so & so.

مَاشَآء اللّٰهُ كَانَ
a. What God has willed will come to pass!

كُوْنِيَا
G.
a. Builder's square.

كون

1 كَانَ He or it was. A verb of the class called incomplete, (نَاقِصٌ) because, with the agent which it comprises, or to which it relates, it cannot constitute a complete proposition; i. e., non-attributive. The other verbs of this class are, ظَلَّ أَضْحَى أَمْسَى أَصْبَحَ صَارَ, مَا دَامَ مَاانْفَكَّ مَا فَتِئَ مَابَرِحَ مَا زَالَ بَاتَ, and لَيْسَ. Each of these governs its noun, or subject, in the nom. case, and its enunciative, or predicate, in the acc. case; as, كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا Zeyd was standing. b2: (The ن in يَكُنْ and the like is often irregularly elided.) b3: كَانَ, divested of all signification of time. is often used as a copula. (See De Sacy 's Gr. Ar. i. 196.) So too is كَائِنٌ; for هٰذَا زَيْدٌ and هٰذَا كَائِنٌ زَيْدًا signify the same. (Mughnee, voce أَنَّ.) b4: كَانَ as a complete, i. e., an attributive, verb, see حَصَلَ. in three places.5 تَكَوَّنَ He, or it, received, or took, his, or its, being, or existence; came into existence; originated.10 اِسْتَكَانَ He was, or became lowly, humble, submissive, or in a state of abasement. (Har, p. 4, q. v.) See اِسْتَكَنَ in art. سكن: and see art. كين.

نَعُوذُ بِاللّٰهِ من الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ

: see حَوْرٌ and كَوْرٌ.

كَيْنُونَةٌ

:see شَاخَ.

مَكَانَةٌ A particular place of being or existence. See an ex. voce نَفْسٌ. b2: مَكَانَكَ وَزَيْدًا [Keep where thou art and approach not Zeyd!] Heard by Ks. (L, art. عند.) b3: State, or condition. [Bd, xi. 122, and xxxix. 40.) See art. مكن. b4: مَكَانٌ i. q.

مَنْزِلَةٌ. (Bd, xii. 77.) b5: هٰذَا مَكَانٌ لِقَوْلِنَا كَذَا

This is a ground for our saying thus. b6: أَصْبَحَ مَكَانَ كَذَا It became as, or like, such a thing. See a verse cited voce رَتْمٌ.
(كون) - قوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}
قال الخُزَاعىّ: حُذِفَت النونُ من "تَكُ" استخفافاً لِسُكونها، والأَصلُ "تكُونُ" فاسْتَثْقَلُوا الضَّمةَ على الواوِ، فنقلوها إلى الكافِ فالتَقَى ساكِنانِ: الوَاوُ والنُّون، فحذَفوا الواوَ لالتِقَاء الساكِنَيْن، فصار "تكُن"، والموضع الذي حُذفَت النونُ مع الوَاو؛ فلأنَّ النُّونَ تُضارِعُ حُرُوفَ المَدِّ والِّلين وكَثُر استعمال كان فَحذَفوها لذلك. أَلَا ترى أَنّكَ تَقولُ: لم يكونَا، والأَصْلُ يكُونَان، فأَسْقَطُوا النونَ للجَزْمِ.، فشَبَّهُوا "لم يَكُ" في حَذْفِ النُّون بلم يَكُونَا. وقد قالت العَربُ: لم أَكُ، وَلم أُبَلْ. ولَيِسَ لك أن تَقولَ: لم أَقُ، وأنت تريد: لم أَقُل؛ لأن العَربَ لم يستَعْملوه، وإنما يُنْتَهَىِ نا هذا إلى ما استعملت العَرِبُ ولا يُقاس عليه، فحذَفَت النون من: لم يَكُنْ في ثمانِيةَ عَشر موضعًا من القُرآنِ:
حَرْفٌ منها في النِّساء: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}
وحرفٌ في الأَنفال: {لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا}
وحَرفٌ في التَّوبة: {يَكُ خَيْرًا لَهُمْ}
وحَرْفانِ في هُود: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ} موضعين.
وحرفان في النَّحْل: {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ} ، وثَلاثةٌ في مَرْيَم: {وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} {وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} . {وَلمْ أَكُ بَغِيًّا}
وحَرفٌ في لُقمانَ: {إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} وأربعةٌ في حم: "المُؤْمِن": {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا} {وَإِنْ يَكُ صَادِقًا} ، {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ} ، {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ}
وحرفان في المدَّثّر: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ}
وحَرفٌ في القيامةِ: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً} .
وجاء سائِرُ القُرآن بالتَّمام؛ وإنّما جازَ حذفُها لِسُكُونها؛ فإذا تَحرَّكَتْ فلا سَبِيلَ إلى الحذْفِ في فَصيحِ الكلام وقد أَجازَه سِيبَوَيْه، وأَنشدَ: فَلَسْتُ بآتِيهِ وَلا أَستطِيعُه
ولكِ اسقِنى إن كان مَاؤُكِ ذا فَضلِ
تقُولُ: لم يَكُن زَيْدٌ، ولم يَكُ زَيْدٌ. فإذَا قُلْتَ: لم يَكن ابنُك، أو لم يَكن الرَّجُلُ، فالإثْبَاتُ لا غيرَ إلاَّ في الشِّعْرِ.
- في الحديث: "إِنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَكَوَّنُني "
وفي رِوَايةٍ: "لا يَتكَوَّنُ في صُورَتِي "
: أي لا يَصِيرُ كائِنًا.
باب الكاف والنون و (وا يء) معهما ك ون، وك ن، ن وك، ك ن ي، ن ي ك، ك ي ن، ن كء، ء ن ك مستعملات

كون: الكَوْنُ: الحدث يكون بين الناس، ويكون مصدراً من كان يكون [كقولهم: نعوذ بالله من الحور بعد الكَوْن، أي: نعوذ بالله من رجوع بعد أن كان، ومن نقص بعد كون] . والكينونة في مصدر كان أحسن. والكائنة أيضاً: الأمر الحادث. والمكان: اشتقاقه من كان يكون، فلما كثرت صارت الميم كأنها أصلية فجمع على أمكنة، ويقال أيضاً: تمكن، كما يقال من المسكين: تمسكن. وفلان مني مكان هذا. وهو مني موضع العمامة، وغير هذا ثم يخرجه العرب على المفعل، ولا يخرجونه على غير ذلك من المصادر. والكانُونُ: إن جعلته من الكن فهو فاعول، وإن جعلته فعلولاً على تقدير: قربوس، فالألف فيه أصلية، وهي من الواو. وسمي به موقد النار. وكانونان [هما] شهرا الشتاء، كل واحد منهما كانون بالرومية.

وكن: وَكَنَ الطائر يَكِنُ وُكُوناً، أي: حضن على بيضه فهو واكنٌ، والجميع: وُكُونٌ، قال :

[تذكرني سلمى وقد حيل دونها ... حمام على بيضاتهن وكون]  [والمَوْكِنُ: هو الموضع الذي تكن فيه على البيض] . قال:

تراه كالبازي انتمى في المَوْكن

والوُكْنةُ: اسم لكل وكر، والجميع: الوُكُنات.

نوك: النُّوكُ: الحمق، والنَّوْكَى الجماعة. ويجوز في الشعر: قوم نُوك، على قياس: أفعل وفعل. والنَّواكة: الحماقة، قال :

[إن الفزاري لا ينفك مغتلما] ... من النواكة تهتارأ بتهتار

كني: كَنَى فلان، يَكْنِي عن كذا، وعن اسم كذا إذا تكلم بغيره مما يستدل به عليه، نحو الجماع والغائط، والرفث، ونحوه. والكُنْية للرجل، وأهل البصرة يقولون: فلان يُكْنَى بأبي عبد الله، وغيرهم يقول: يُكْنَى بعبد الله، وهذا غلط، ألا ترى أنك تقول: يسمى زيداً ويسمى بزيد، ويُكْنَى أبا عمرو، ويُكْنَى بأبي عمرو. نيك : النًّيكُ: معروف، والفاعلُ، نائِكٌ، والمفعول به: مَنِيكٌ ومنَيْوُك، والأنثى: مَنْيُوكة.

نكي: نَكَيْت في العدو أَنْكِي نكاية، [إذا هزمته وغلبته] . ولغة أخرى: نكأت أَنْكَؤُ نَكْأً.

كين: الكَيْنُ، وجمعه: الكُيُون: غُدَدٌ داخل قبل المرأة، قال جرير :

غمز ابن مرة يا فرزدق كينها ... غمز الطبيب نغانغ المغدور

نكأ: نَكَأْتُ القرحة أَنْكَؤُها نكأ، أي: قرفتها وقشرتها بعد ما كادت تبرأ.

أنك: الآنُكُ: الأسرب ، والقطعة: آنكة.
ك و ن: (كَانَ) نَاقِصَةٌ وَتَحْتَاجُ إِلَى خَبَرٍ. وَتَامَّةٌ بِمَعْنَى حَدَثَ وَوَقَعَ وَلَا تَحْتَاجُ إِلَى خَبَرٍ. تَقُولُ: أَنَا أَعْرِفُهُ مُذْ كَانَ أَيْ مُذْ خُلِقَ. وَقَدْ تَقَعُ زَائِدَةً لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِكَ: كَانَ زَيْدٌ مُنْطَلِقًا، وَمَعْنَاهُ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، وَتَقُولُ: كَانَ (كَوْنًا) وَ (كَيْنُونَةً) . وَقَوْلُهُمْ: «لَمْ يَكُ» أَصْلُهُ «لَمْ يَكُونْ» الْتَقَى سَاكِنَانِ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ فَبَقِيَ لَمْ يَكُنْ ثُمَّ حُذِفَتِ النُّونُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ فَإِذَا تَحَرَّكَتِ النُّونُ أَثْبَتُوهَا فَقَالُوا: لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ. وَأَجَازَ يُونُسُ حَذْفَهَا مَعَ الْحَرَكَةِ وَأَنْشَدَ:

إِذَا لَمْ تَكُ الْحَاجَاتُ مِنْ هِمَّةِ الْفَتَى ... فَلَيْسَ بِمُغْنٍ عَنْكَ عَقْدُ الرَّتَائِمِ
قُلْتُ: وَقَدْ أَوْرَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْبَيْتَ فِي [ر ت م] عَلَى غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ فَلَعَلَّ فِيهِ رِوَايَتَيْنِ وَهُوَ بَيْتٌ وَاحِدٌ أَوْ لَعَلَّهُمَا بَيْتَانِ تَوَارَدَ الشَّاعِرَانِ عَلَى بَعْضِ أَلْفَاظِهِمَا. وَتَقُولُ: جَاءُونِي لَا يَكُونُ زَيْدًا تَعْنِي الِاسْتِثْنَاءَ تَقْدِيرُهُ لَا يَكُونُ الْآتِي زَيْدًا. وَ (كَوَّنَهُ فَتَكَوَّنَ) أَيْ أَحْدَثَهُ فَحَدَثَ. وَتَقُولُ: (كُنْتُهُ) وَكُنْتُ إِيَّاهُ تَضَعُ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ مَوْضِعَ الْمُتَّصِلِ. قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ:
دَعِ الْخَمْرَ تَشْرَبْهَا الْغُوَاةُ فَإِنَّنِي رَأَيْتُ أَخَاهَا مُجْزِئًا بِمَكَانِهَا فَإِلَّا يَكُنْهَا أَوْ تَكُنْهُ فَإِنَّهُ أَخُوهَا غَذَتْهُ أُمُّهُ بِلِبَانِهَا يَعْنِي الزَّبِيبَ. وَ (الْكَوْنُ) وَاحِدُ (الْأَكْوَانِ) . وَ (الِاسْتِكَانَةُ) الْخُضُوعُ. وَ (الْمَكَانَةُ) الْمَنْزِلَةُ. وَفُلَانٌ (مَكِينٌ) عِنْدَ فُلَانٍ بَيِّنُ الْمَكَانَةِ. وَ (الْمَكَانُ) وَ (الْمَكَانَةُ) الْمَوْضِعُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} [يس: 67] وَلِمَا كَثُرَ لُزُومُ الْمِيمِ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ تُوُهِّمَتْ أَصْلِيَّةً فَقِيلَ: (تَمَكَّنَ) كَمَا قِيلَ فِي الْمِسْكِينِ: تَمَسْكَنَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا شَاخَ: (كُنْتِيٌّ) كَأَنَّهُ نُسِبَ إِلَى قَوْلِهِ كُنْتُ فِي شَبَابِي كَذَا. قَالَ:

فَأَصْبَحْتُ كُنْتِيًّا وَأَصْبَحْتُ عَاجِنًا ... وَشَرُّ خِصَالِ الْمَرْءِ كُنْتٌ وَعَاجِنُ 
[كون] (كانَ) إذا جعلته عبارةً عمَّا مضى من الزمان احتاج إلى خبر، لأنَّه دلَّ على الزمان فقط تقول: كان زيدا عالماً. وإذا جعلته عبارةً عن حدوث الشئ ووقوعه استغنى عن الخبر، لأنَّه دلَّ على معنًى وزمانٍ. تقول كانَ الأمرُ، وأنا أعرفه مذْ كانَ، أي مذْ خُلِقَ. قال الشاعر : فِدًى لبَني ذُهْلٍ بن شَيْبانَ ناقَتي * إذا كانَ يومٌ ذو كواكبَ أشْهَبُ وقد تقع زائدة للتوكيد، كقولك زيدٌ كانَ منطلقاً، ومعناه زيدٌ منطلقٌ. قال الله تعالى: (وكان الله غفوراً رحيماً) . وقال الهذليّ : وكنتُ إذا جاري دَعا لِمَضوفةٍ * أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وإنَّما يخبر عن حاله، وليس يُخبر بكُنْتُ عمَّا مضى من فعله. وتقول: كانَ كَوْناً وكَيْنونَةً أيضا، شبهوه بالحيدودة والطيرورة من ذوات الياء. ولم يجئ من الواو على هذا إلا أحرف: كينونة، وهيعوعة، وديمومة، وقيدودة. وأصله كينونة بتشديد الياء فحذفوا كما حذفوا من هين وميت ولولا ذلك لقالوا كونونة. ثم إنه ليس في الكلام فعلول. وأما الحيدودة فأصله فعلولة بفتح العين فسكنت. وقولهم: لم يك، وأصله يكون، فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقى لم يكن، فلما كثر استعمالها حذفوا النون تخفيفا، فإذا تحركت أثبتوها فقالوا: لم يكن الرجل. وأجاز يونس حذفها مع الحركة. وأنشد (*) إذا لم تك الحاجاتِ من هِمَّة الفتى * فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَتائِمِ وتقول: جاء ونى لا يكون زيدا، تعنى الاستثناء، كأنَّك قلت: لا يكون الآتي زيداً. وكَوَّنَهُ فَتَكَوَّنَ: أحْدَثَهُ فحَدَثَ. والكِيانَةُ: الكَفالة. وكنتُ على فلان أكون كونا، أي تكفلت به. واكْتَنْتُ به اكْتِياناً مِثله. وتقول: كُنْتُكَ، وكنتُ إيَّاكَ، كما تقول: ظننتُكَ زيداً وظننت زيداً إيَّاكَ، تضع المنفصل موضع المتَّصل في الكناية عن الاسم والخبر، لأنَّهما منفصلان في الأصل، لأنَّهما مبتدأ وخبر. قال أبو الاسود الدؤلى: دَعِ الخمرَ يشربها الغواةُ فإنَّني * رأيتُ أخاها مُجْزِئاً لمكانِها وإلاّ يَكُنْها أو تَكُنْهُ فإنَّه * أخوها غَذَتْهُ أمُّه بلِبانِها يعني الزبيب. والكون: واحد الاكوان. وسمع الكيان: كتاب للعجم. والاستكانة: الخضوع. والمكانة: المنزلة. وفلان مكين عند فلان بيِّن المَكانَةِ. والمَكانُ والمَكانَةُ: الموضع. قال الله تعالى: (ولو نَشاءُ لمسَخْناهُم على مَكانَتِهِمْ) ولمَّا كثُر لزوم الميم تُوُهِّمَتْ أصليَّةً فقيل تمَكَّنْ كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنْ. أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخَ كنْتِيٌّ ; كأنَّه نُسِب إلى قوله: كنتُ في شبابي كذا وكذا. قال: فأصبحتُ كنْتِيًّا وأصبحتُ عاجِناً * وشرُّ خصالِ المرء كنت وعاجن
[كون] نه: فيه: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان "لا يتكونني"، أي لا يتشبه بي ولا يتصور، أي لا يصير كائنًا في صورتي. وفيه: أعوذ بك من الحور بعد "الكون"، هو مصدر "كان" التامة، أي من النقص بعد الوجود والثبات، ويروى بالراء ومر في كور وحور. وفي ح ثوبة كعب: رأى رجلًا يزول به السراب فقال: "كن" أبا خيثمة، أي صر، يقال لرجل يرى من بعد: كن فلانًا، أي أنت فلان أو هو فلان. ومنه: "كن" أبا مسلم. وفيه: إنه دخل المسجد وعامة أهله "الكنتيون"، هم الشيوخ الذين يقولون: كنا كذا، وكان كذا، وكنت كذا، فكأنه منسوب إلى "كنت"، يقال: كأنك والله قد كنت وصرت إلى كان وكنت، أي صرت إلى أن يقال عنك: كان فلان، أو يقال لك في حال الهرم: كنت مرة كذا وكنت مرة كذا. ك: لما "كان" بين إبراهيم وأهله ما "كان". أي من جنس خصومة الضرائر. وفيه: "كنت" في أهلك ما أنت مرتين، "ما" موصولة أي الذي أنت فيه كنت في الحياة مثله، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، فإنهم يدعون أن روح الإنسان يصير طائرًا مثله. وهو المشهور عندهم بالصدى والهام، أو استفهامية أي كنت في أهلك شريفًا فأي شيء أنت الآن! أو نافية ولفظو"كان كونه" رحمة، أي وجوده صلى الله عليه وسلم. ع: ""كنتم" خير أمة" أي أنتم، أو في علمي خير أمة.
(ك ون)

الكَون: الْحَدث.

وَقد كَانَ كَوْنا، وكَيْنُونة، عَن اللحياني وكراع وَقَوله: لم يَكُ الحقُّ سِوَى أنْ هاجه ... رَسْمُ دارٍ قد تعَفَّى بالسَّرَر

إِنَّمَا أَرَادَ: لم يكن الْحق فَحذف تانون لالتقاء الساكنين، وَكَانَ حكمه إِذا وَقعت النُّون موقعا تحرّك فِيهِ فتقوى بالحركة أَلا يحذفها؛ لِأَنَّهَا بحركتها قد فَارَقت شبه حُرُوف اللين إِذْ كنّ لَا يكنَّ إِلَّا سواكن وَحذف النُّون من " يكن " أقبح من حذف التَّنْوِين، وَنون التَّثْنِيَة وَالْجمع؛ لِأَن نون يكن اصل وَهِي لَام الْفِعْل، والتنوين وَالنُّون زائدتان، فالحذف مِنْهُمَا اسهل مِنْهُ فِي لَام الْفِعْل، وَحذف النُّون أَيْضا من يكن اقبح من حذف النُّون من قَوْله:

غير الَّذِي قد يُقَال مِلْكذِب

لِأَن اصله يكن قد حذفت مِنْهُ الْوَاو لالتقاء الساكنين: فَإِذا حذفت مِنْهُ النُّون أَيْضا لالتقاء الساكنين أجحفت بِهِ لتوالي الحذفين، لَا سِيمَا من وَجه وَاحِد، وَلَك أَيْضا أَن تَقول: إِن " من " حرف والحذف فِي الْحَرْف ضَعِيف، إِلَّا مَعَ التَّضْعِيف نَحْو: إِن وَرب هَذَا قَول ابْن جني. قَالَ: وَأرى أَنا شَيْئا غير ذَلِك. وَهُوَ أَن يكون جَاءَ بِالْحَقِّ بعد مَا حذف النُّون من يكن، فَصَارَ: يَك مثل قَوْله عز وَجل: (ولم تَكُ شَيْئا) فَلَمَّا قدره: يَكُ جَاءَ بِالْحَقِّ بعد مَا جَازَ الْحَذف فِي النُّون وَهِي سَاكِنة تَخْفِيفًا، فَبَقيَ محذوفا بِحَالهِ. فَقَالَ: " لم يَكُ الحقُّ " وَلَو قدره: " يكن " فَبَقيَ محذوفا ثمَّ جَاءَ بِالْحَقِّ لوَجَبَ أَن يكسر لالتقاء الساكنين فتقوى بالحركة فَلَا يجد سَبِيلا إِلَى حذفهَا إِلَّا مستكرها، فَكَانَ يجب أَن يَقُول: لم يكن الْحق، وَمثله قَول الخنجرين صَخْر الاسدي:

فإلاَّ تكُ الِمرآة أبدت وَسَامة ... فقد أبدتِ المرآةُ جَبْهة ضَيْغَمِ

يُرِيد: فإلا تكن الْمرْآة.

والكائنة: الْحَادِثَة.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: أَنا أعرفك مذ كُنْتَ: أَي مذ خُلِقْتَ، والمعنيان متقاربان.

وكوَّن الشَّيْء: احدثه.

وَالله مُكوِّن الْأَشْيَاء: يُخرجهَا من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود.

وَبَات بكِينة سوء: أَي بِحَالَة سوء. وَالْمَكَان: الْموضع.

وَالْجمع: أمْكنة، وأماكن، توهمّوا الْمِيم أصلا حَتَّى قَالُوا: تمَّكن فِي الْمَكَان، وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي تكسير المسيل: أمسلة. وَقد بيّنت هَذَا الضَّرْب من التصريف فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَقيل: الْمِيم فِي " مَكَان " أصل، كَأَنَّهُ من التمكُّن دون الْكَوْن وَهَذَا يقويه مَا ذَكرْنَاهُ من تكسيره على أفعِلة.

وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ فِي جمعه: أمْكُن. وَهَذَا زَائِد فِي الدّلَالَة على أَن وزن الْكَلِمَة فَعَال دون مَفْعَل فَإِن قلت فَإِن فَعَالا لَا يكسّر على أفْعُل إِلَّا أَن يكون مؤنثا كأتان وآتن، وَالْمَكَان مُذَكّر، قيل: توهموا فِيهِ طرح الزَّائِد كَأَنَّهُمْ كسروا مَكْنا.

وأمكُن عِنْد سِيبَوَيْهٍ مِمَّا كسر على غير مَا يكسر عَلَيْهِ مثله.

ومضيت مَكَانتي، ومَكِينتي: أَي على طِيَّتي.

وَكَانَ يكون. من الْأَفْعَال الَّتِي ترفع الْأَسْمَاء وتنصب الْأَخْبَار، كَقَوْلِك: كَانَ زيد قَائِما، وَيكون عَمْرو ذَاهِبًا، والمصدر: كَوْنا وكيانا.

قَالَ الْأَخْفَش فِي كِتَابه الموسوم بالقوافي: وَيَقُولُونَ: أزيداً كنتَ لَهُ، قَالَ ابْن جني: ظَاهره أَنه محكي عَن الْعَرَب؛ لِأَن الْأَخْفَش إِنَّمَا يحْتَج بمسموع الْعَرَب لَا بمقيس النَّحْوِيين، وَإِذا كَانَ قد سمع عَنْهُم أزيداً كنت لَهُ، فَفِيهِ دلَالَة على جَوَاز تَقْدِيم خبر كَانَ عَلَيْهَا، قَالَ: وَذَلِكَ أَنه لَا يُفَسر الْفِعْل الناصب الْمُضمر إِلَّا بِمَا لَو حذف مَفْعُوله لتسلط على الِاسْم الأول فنصبه؛ أَلا تراك تَقول: أزيداً ضَربته، وَلَو شِئْت لحذفت الْمَفْعُول فتسلطت ضربت هَذِه الظَّاهِرَة على زيد نَفسه فَقلت: أزيداً ضربت، فعلى هَذَا قَوْلهم: أزيداً كنت لَهُ، يجوز فِي قِيَاسه أَن يَقُول: أزيداً كنت، وَمثل سِيبَوَيْهٍ كَانَ بِالْفِعْلِ الْمُتَعَدِّي فَقَالَ: وَتقول: كُنَّاهم كَمَا تَقول: ضربناهم. وَقَالَ: إِذا لم نكنهم فَمن ذَا يكونهم، كَمَا تَقول: إِذا لم نضربهم فَمن ذَا يَضْرِبهُمْ، قَالَ: وَتقول: هُوَ كَائِن ومكون، كَمَا تَقول: ضَارب ومضروب. وَقد بَينا جَمِيع ذَلِك فِي كتَابنَا الموسوم بالإيضاح والإفصاح فِي شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ، فاستغنينا عَن إِعَادَته هُنَا.

وَرجل كُنْتِيّ: كَبِير، نسب إِلَى كُنت.

وَقد قَالُوا: كُنْتُنِيّ، نسب إِلَى كنت أَيْضا، وَالنُّون الْأَخِيرَة زَائِدَة، قَالَ:

وَمَا أَنا كُنْتِيٌّ وَلَا أنَا عاجِنٌ ... وشَرُّ الرِّجَال كُنْتُنِيٌّ وعاجِنٌ وَزعم سِيبَوَيْهٍ أَن إِخْرَاجه على الأَصْل أَقيس فَيَقُول: كُونِيّ على حد مَا يُوجب النّسَب إِلَى الْحِكَايَة.

وَلَا يكون من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء، تَقول: جَاءَ الْقَوْم لَا يكون زيدا، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا مضمرا فِيهَا، وَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا يكون الْآتِي.

وتجيء كَانَ زَائِدَة أَيْضا؛ كَقَوْلِه:

على كَانَ المسوَّمة العرابِ

أَي على المسومة العراب، وَأما قَول الفرزدق:

فَكيف إِذا مررتَ بدار قوم ... وجيرانٍ لنا كَانُوا كرامِ

فَزعم سِيبَوَيْهٍ أَن " كَانَ " هُنَا زَائِدَة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: إِن تَقْدِيره: وجيران كرام كَانُوا لنا. وَهَذَا اسوغ؛ لِأَن كَانَ قد عملت هَاهُنَا فِي مَوضِع الضَّمِير وَفِي مَوضِع " لنا " فَلَا معنى لما ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ من أَنَّهَا زَائِدَة هُنَا.

وَكَانَ عَلَيْهِ كَوْنا، وكِيَانا، واكتان: وَهُوَ من الْكفَالَة.

وكَيْوان: زُحَل، القَوْل فِيهِ كالقول فِيهِ كالقول فِي خَيْوان وَقد تقدم. وَالْمَانِع لَهُ من الصّرْف: العجمة، كَمَا أَن الْمَانِع لخيوان من الصّرْف: إِنَّمَا هُوَ التَّأْنِيث وَإِرَادَة الْبقْعَة أَو الأَرْض أَو الْقرْيَة.
كون: كان: (بعد المسند النحوي أو بدونه) حدث سابقاً (معجم الجغرافيا).
كان: في الأشعار العامية نجد كان تبكي بدلاً من كنتَ تبكي وكان هويت (هكذا تقرأ وفقاً لبولانجية ومخطوطتنا رقم 1350) بدلاً من كنت هويتُ (مقدمة ابن خلدون 419:3 و10، 423، 1).
كان: (عند استعمال الحذف البياني) كان في قلوبهم منه، والمقصود الضمني هو الحقد أو ما شابه (معجم أبو الفداء).
كان: (بالحذف أيضاً): فعلوا ما أمروا به (لو صحت عبارة كوسج. كرست 141، 32): قال الأب لبناته: البسن أجمل ملابسكن ... الخ فكنَّ (أي فكن يفعلن ذلك).
كن: حين يعقبها اسم علم تستعمل حين نعتقد أن التقينا شخصاً عن بعد كن أبا زيد (على سبيل المثال) ومعناها: هل هذا أنت يا أبا زيد؟ (الحريري 171).
كان ما كان: حدث سابقاً (بوشر).
كان: خُلِقَ (محيط المحيط، عبد الواحد 6: 33): في يوم الدينونة نود أننا لو نكن كنّا (انتار 29، 12): فقالوا لا كنتَ ولا كان، ولا عمرت بكم أوطان .. وتعني أيضاً الحياة والوجود (معجم الطرائف). ويقال لا كان ولا تكوّن وهي تعني، وفقاً لصاحب محيط المحيط، لا خلق ولا تحرّك وأعتقد أن صيغة تفعّل -أي تكون- قد وردت على سبيل التأكيد على الاتباع، كما يقال (ليته لم يخلق!). ومثل هذا لا كان ولا استكان (كوسج، كرست 14، 6، 7): قال الخليفة لجاريته: هل شربت الليلة خمراً فأجابت كلا .. حين لا تكون هناك ولا أنعم النظر فيك لا أقوى على الشرب.
ومثل هذا كان الشرب ولا استكان: (ليت السماء، في هذه الحالة، لم تخلق الخمر). وفي المرجع نفسه (16، 12 إلى 13): قالت لحبيبها: حكايتك أشجتني ولشدّ ما أشعر به من الألم لما عاناه قلبك بسبب. ومثل ذلك أيضاً كنتُ ولا استكنتُ ومعناها (ليت السماء لم تخلقني) وهكذا ينبغي أن تلفظ، بالضم وليس بالفتح كنتَ ولا استكنتَ ما فعل الناشر.
كان: أقام، سكن واسم المصدر مكان وكينونة (وعلى سبيل المثال) فأعلمتُه مكانَه وكذلك أخبر بمكانه بالأسياف أي أخبروه أن فلاناً يقيم بجانب ساحل البحر (معجم الطرائف).
إن كان: إذا وجب (ألف ليلة رقم 1، 36، 12): (أيها الملك، إن كان ولا بد من قتلي ... الخ).
ما كان لك أن: لا يليق بك أن (معجم البلاذري).
كنتُ: اقتضى مني أن، وجب على .. (ميرسنج 21؛9): كنا ونحن صغار ولا نجلس إلا خلف الحلقة في حَكَمات من هذا النمط: بما اني كنت يافعاً فقد وجب عليّ أن أجلس وراء حلقة الحضور من الرجال ذوي المكانة ممن كانوا جلوساً حولها؛ وفي ألف ليلة وليلة (برسل 333:2 التي اقتبسها مرسنج 28) كنت أشعرتني بهذا الأمر لأوطن نفسي عليه: كان ينبغي أن تخبرني ... الخ.
فما كان ولا هان على أن أسمع بكاها: كان يجب، من كل بد، أن أسمع بكاها (ألف ليلة 86:1، 7).
كائناً فيه ما كان: على كل حال، مهما أو كيفما كان الأمر.
كائناً من كان: عند الحديث عن شخص.
كائناً ما كان أو كائنة ما كانت عند الحديث عن الشيء.
وكذلك يمكننا حذف كائنة كقولنا دابة ما كانت: أي حيوان مهما كان (معجم الطرائف).
أي من كان يكون: أياً كان.
إيش ما كان يكون: مهما كانت (للشيء).
كان بخير: كان في حالة جيدة (بدرون 64، 4).
كان بالمنزلة: أشغل محلاً، قام بخدمة أو بمنصب ال .. (كليلة ودمنة 10: 283). كان على: كان له الحكم المقاطعة أو المدينة أو الحكومة (معجم بدرون).
كان على أن: قارب أو أوشك أن، كان على وشك (معجم البلاذري).
كن في نفسك: ليشف ما بك ولتعد إليك قواك وأجهد في أن تتغلب على أحزانك (هذا ما بدا لي من معناه وفي ذلك يقول كارتاس (10:120) لما رأيت أنهم كانوا يبكون بحرقة حين علموا رأيت أنهم كانوا يبكون بحرقة حين علموا بموت المهدي عبد المؤمن قلت لهم: لقد رحل الإمام إلى السماء وسيلقى هناك خيراً مما تركه فكونوا في أنفسكم وانظروا فيمن تولونه أمركم.
خبر كان: لقد تفرع من هذه الصيغة النحوية التي هي مسند الفعل كان تعابير مثل أصبح في خبر كان أي اختفى وأدخله في خبر كان أي أخفاه (معجم ابن جبير).
كان وكان (فريتاج): تصنيف شعري اخترعه أهل بغداد، نشأ اسمه من التحولات الآتية: في البدء كانت هناك حكايات مقفاة تبدأ بكلمة كان وأعقب ذلك الحكم والأمثال والقواعد الخلقية في الشعر، وأغاني الغزل ... الخ. أن الكان وكان قصيدة ذات أربعة اشطر (لذلك سميت القصيدة الرباعي- ألف ليلة، برسل 185:1، 4) تكون فيها القافية في الشطر الرابع فقط دون بقية الأبيات والحرف الذي تصاغ منه ينبغي أن يسبق بالأحرف الضعيفة أي أ، و، ي. ثم إن القواعد النحوية لا تراعى كثيراً في هذه القطع الشعرية.
عالم التكوين: عالم ما تحت القمر أي عالم الأرض (هكذا ترجمها السيد دي سلان حين وردت في المقدمة ابن خلدون 173:1، 3) وأضاف إليها: أنه العالم الذي تشكلت فيه المخلوقات من مادة سابقة للوجود.
تكوين: صك: كفالة، تعهد (انظره في كان يكين) (روجرز 175، 5 و178).
تكوين: لم يتحرك، جمد، ثبت (أي عكس معناه الذي سبقه) وقد أورد المقري مثلاً لذلك في الجزء الثاني ص66، 18): فملأ الساقي قدحاً من إبريق فبقيت على فم الإبريق نقطة من الراح قد تكونت ولم تقطر.
استكان (انظرها في كان): كون: تأمل في التعابير الآتية: الفتاة الجميلة هي من كانت مشرقة اللون، مليحة الكون (ألف ليلة وليلة رقم 83:1، 7) اصفرّ لوني، تغيّر كوني (المرجع السابق 87، 12).
الكون: الكنز الفائق للطبيعة، كنز الله غير المرئي (دي ساسي جريدة العلما 1829 ص481 ابن بطوطة 47:1 و242:2 و157:3 و222:4 والمقري 593:1، 13؛ وانظر اسم الجمع الأكوان في البربرية 287:1، 7، 416، 7).
نقطة الأكوان: (المقري 1، 570، 6) لا أدري كيف تترجم.
كون أنّ: حيث أن، بما أن، من جراء (بوشر، ابن الشحنة 64): فخرج إلى الرصافة كون إنها في البرية؛ (دي ساسي كريست2: مملوك 1:1، 44):عدّ نفسه غريباً في قصر السلطان لكونه لم يجد له خداش: أي لأنه لو يكن صديقاً لهذا الأمير.
كونه: بسبب (ألف ليلة رقم 1؛88، 12).
اش كون: من، أي رجل؟ (البربرية).
كون: (تركية) جلد البقرة (بوشر).
بكونٍة، كونة: صريحاً، صراحةً، شكلياً، قطعاً (الكالا formalamente) .
كونة، بِكونة: معركة (بوشر).
كينونة. كينونة ومسكن وسيرة (وباللاتينية conversatio) .
كيان: طبيعة، طبع، سليقة، جبلّة. جوهر، ذات، ماهية، كنه. ولها نفس المعنى في السريانية: لو أن جوبيتر أو مارس عارضا ما أردت خانهما الكيان أي فاقت قدرتهما حيث لاحظ دي ساسي (105): (وَفقاً لشرح التبريزي) الكيان هو حالة الإنسان ووضعه، جبلّته وحين تتغير هذه الحالة يقال فسد كيانه أي تتغير حاله. ويضيف (حين استمع أبو إسحاق الكندي إلى أبيات أبي تمام قال: لن يمتد العمر به طويلاً وحين سئل عن السبب قال لأنه تحمل على كيانه أي فوق طاقته) وفي مقدمة ابن خلدون 197:3، 12: الأجسام بدأت من عالم الأرواح ولم تستطع هذه أن تهتدي إلى الأجسام وتتحول إليها إلاّ لما أصابها حر الكيان.
سمعُ الكيان: أصغى الجسد وهي باللاتينية physica auscultatio؛ ( ارسطو، والاسكندر الافروديسي ورازيس .. الخ وضعوا مؤلفاتهم بهذا العنوان) (عبد الواحد 175، 7 ومحيط المحيط- سمعُ الكيان كتاب المعجم ألفه ارسطو في مبادئ الطبيعة- وحاجي خليفة 619:3 وابن العوام 37:1).
كائنة: وجمعها كوائن الحادثة (ابن جبير 19:76 و77، 6).
نهار الكائنة: أيام الخطر (دوماس 155).
تكوين سفر التكوين: أول أسفار موسى الخمسة والمولدين يستعملون التكوين بمعنى الصورة والهيئة ويجمعونه على تكاوين (محيط المحيط ص799).
تكاوين: اسمع جمع بمعنى الصورة أو الهيئة (انظر ما سبق).
مكان وجمعها أمكُن (وفي الفصل 3: 78): مكاكين (فوك).
مكانك: فيها حذف ومعناها قف مكانك اقعد وهي قريبة المعنى من رويدك: انتظر تمالك نفسه (معجم الطرائف).
مكانه: حالاً، تواً (معجم الطرائف).
مكاناً: من قَبِلَ، قليلاً، قبلاً، آنفاً (معجم الطرائف).
مكان: منزلة عظيمة، مميزة أو عالية (عبد الواحد 5: 83): وكان ابن عمار في الشطرنج طبقة عالية فأخبره بمكانه منه (كوسج كرست 6: 52): كان من الورع والدين بمكان (البربرية 183:1، 1) وكان لبنيه بها ذكر وفي فقهاء قرطبة مكان.
مكان: جدارة، قيمة (عباد 324:1، 15): وجعل يطري ابن عكاشة ويذكر حسن بلائه، وينبه على مكانه من الدولة وغنائه.
مكان: قطعة (من الحيوان) ومثال ذلك: سأل القصاب أن يعطيه من الشاة مكاناً آثر أخذه (معجم الجغرافيا).
لمكان مثل لكون: بسبب (كليلة ودمنة 4: 194): كالتاجر الذي عطف على سارق لمكان امرأته (البربرية 557:2، 12): فأوعز إلى عامل سبتة بالتقبض عليه لمكان ما يونس -كذا المترجم- من ترشيحه.
لمكانه مثل لكونه: بسبب (البربرية 340:2، 6): كان للخليفة ابن عم لقبوه بالصغير لمكانه هو من هذا الاسم: لأن الآخر كان يحمل الاسم نفسه.
بمكانه: لهذا السبب (غالباً ما ترد في معجم البربرية انظر مثالً لذلك في الجزء الثاني 560، 5)
كون
كانَ يَكُون، كُنْ، كَوْنًا وكِيانًا وكَيْنُونَةً، فهو كائِن
• كان الشِّتاءُ باردًا: ثبتت له البرودة في الزمن الماضي، وكان هنا فعل ناقص يدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأوّل اسمًا له وينصب الثاني خبرًا له "كان على حقّ- {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا}: كان هنا بمعنى صار- {وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}: كان هنا بمعنى الاستقبال- {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}: كان هنا بمعنى الحال- {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}: لم يزل على ذلك وكان هنا بمعنى اتِّصال الزمان من غير انقطاع" ° كيفما كان: بطريقة غير محدّدة أو مفهومة أو معروفة.
• كان اللهُ ولا شيء معه: ثبَت ودام، وكان هنا مُكتفية بالاسم، لذا فهي تامّة "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن- إعلان عن بيع العمارة الكائنة في حي الشهداء- {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} "? أصبح في خبر كان: هلَك وفَنِي- أيًّا كان- حيث كان- على ما كانت عليه- كان ما كان: عبارة تُبْتدأ بها الخُرافات- ليكن ما يكون.
• ما كان أحسن لو عفوت: كان هنا زائدة؛ للتوكيد في وسط الكلام وآخره ولا تزاد في أوّله، فلا تعمل ولا تدلّ على حدث ولا زمان ولا تزاد إلاّ بلفظ الماضي وندر زيادتُها بلفظ المضارع "أقرب ما يكون إلى الصواب- أنت تكون ماجدٌ نبيلُ ... إذا تهُبُّ شَمْألٌ بليل"? كان بمنأى عن هذا الموضوع: لا صلة له به- كان بمنجاة من كذا.
• لا يكون: (نح) من أفعال الاستثناء، واسمها ضمير محذوف دائمًا "جاء القومُ لا يكون زيدًا: كأنك قلت: لا يكون الآتي زيدًا". 

تكوَّنَ يتكوّن، تكوُّنًا، فهو مُتكوِّن
• تكوَّنت جمعيّةٌ لمساعدة الفقراء: حَدَثت وتألّفت "تكوّنت خُطّة- ملكيّة تتكوّن من غابات- الكائِنات الحيّة/ الفضائيّة/ البحريّة".
• تكوَّن الشَّخصُ: تدرَّب وتعَلَّم "تكوّن في الجامعة".
• تكوَّنَ خُرَّاج: ظهَر، برَز "تكوّنتِ الكثبانُ بفِعل الهواء- الأجزاء تكوِّن الكُلّ". 

كوَّنَ يكوِّن، تكوينًا، فهو مُكوِّن، والمفعول مُكوَّن
• كوَّن اللهُ الشّيءَ: أخْرَجَهُ من العَدَم إلى الوجود، أحدثه، خلقه، أوجده فكان "كوَّن اللهُ العالمَ/ الخَلْقَ".
 • كوَّن المهندسُ جهازًا إليكترونيًّا: أحدثه، ركَّبَه بالتأليف بين أجزائه "كَوَّنوا جمعيّة خيريّة- عنصر مكوِّن- لا يريد تكوين علاقة مع شخص".
• كوَّنَ فكرةً عن الموِّضوع: استنتج، استخلص "كوَّن رأيًا عن الأحداث الجارية". 

تكوين [مفرد]: ج تكوينات (لغير المصدر):
1 - مصدر كوَّنَ.
2 - تدْريب "تكوين مِهْنِيٌّ".
3 - تربية وتعليم "تكوين جامعيٌّ/ رياضيّ" ° تحت التَّكوين: في الطريق إلى تمام التربية والتعليم.
4 - صورة، هيئة "هو جميل التكوين".
5 - تركيب، بنية، إنشاء "جمعوا مالاً؛ لتكوين جمعيّة خيريّة- كائِن خياليّ".
• التَّكوين: (سف) عند المتكلِّمين إخراج المعدوم من العدم إلى الوجود.
• سِفْر التَّكوين: (دن) أوّل أسْفار التوراة الخمسة.
• التَّكوين العكسيّ: (نف) إجراء دفاعيّ مُقتبَس من النَّظريّة السَّيكوديناميكيَّة، وفيه يحاول الفرد أن يغطِّي ما التصق بلاشعوره من قيم أو أفكار بأن يتصرَّف شعوريًّا بمضادَّات هذه القيم، كالإخصائيّ الاجتماعيّ الذي لديه كراهية لا شعوريّة نحو الأطفال ربمّا يتخصَّص في قطاع الطُّفولة ويكون أكبر نصير لقوانين حماية الطُّفولة والدِّفاع عنها. 

كائِن [مفرد]: ج كائِنات (لغير العاقل)، مؤ كائِنة، ج مؤ كائِنات وكوائِنُ:
1 - اسم فاعل من كانَ.
2 - مخلوق "الكائِنات الحيّة/ الفضائيّة/ البحريّة- الإنسان كائن اجتماعيّ- كائِن خياليّ".
• كائن حيّ دقيق: (حي) كائن حيّ خلويّ صغير جدًّا بحيث لا يُرى إلاّ بالمجهر كالبكتريا ونحوها. 

كَوْن [مفرد]: ج أكوان (لغير المصدر): مصدر كانَ.
• الكَوْن: (فك) العالم، جملة الموجودات التي لها مكان وزمان كالأجرام "كَوْن كُرَويّ".
• الكَوْن الأعلى: الله.
• عِلْم الكَوْن: علم يُبْحَث فيه عن العالم من حيثُ قوانينه الطبيعيّة التي يسير بمقتضاها.
• نَشْأة الكَوْن: (فك) عِلْم يُفْسِّر كيفيّة نشْأة الكَوْن والأجرام السماويّة.
• وَصْف الكَوْن: عِلْم يبحث في مَظْهر الكَوْن وتَرْكيبه العامّ.
• الكَوْنان: الدُّنيا والآخرة. 

كَوْنيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كَوْن: وبخاصّة ما يتّصل بتركيبه الفلكيّ ويشمل الكَوْن كله "حرب كَوْنيّة- نظام كَوْنيّ".
• أشعَّة كونيّة: (فز) أشعّة تصل إلى الأرض من الفضاء الخارجيّ، وتتكوّن من جسيمات عالية الطاقة وموجات كهرومغنطيسيّة ولها قدرة عالية على النّفاذ.
• علم الكَوْنيّات: علم يبحث في القوانين العامّة للكَوْن من حيث أصله وتكوينه. 

كِيان [مفرد]: ج كِيانات (لغير المصدر):
1 - مصدر كانَ.
2 - هيئة أو بنية "كِيان صهيونيّ/ رأسماليّ- كِيانات مصطنعة- حجر الزاوية في كِيان السياسة الخارجيَّة".
3 - ذات أو وجود "في أعماق كِيانه".
4 - طبيعة وخليقة.
• الكِيان الوطنيّ: أرض الوطن بحدودها المعروفة وكافّة مقوِّمات الوطن السِّياسيّة والاقتصاديّة والثَّقافيّة وغيرها. 

كَيْنونة [مفرد]:
1 - مصدر كانَ.
2 - (سف) وجود، كِيان "التحالف الغربيّ الصهيونيّ يمسّ كينونة الأمّة العربيَّة وهُوَيّتها".
3 - أصل، طبيعة "يعمل على اختزال كينونة الموضوع وتجاهل ذاتيَّته". 

مَكان [مفرد]: ج أماكِنُ وأمْكِنة:
1 - اسم مكان من كانَ: موضع "مَكان الاجتماع القاعة الكُبْرى- احتلّ المَكانَ الأوّل- ظرف/ بعد مكانيّ- يستحيل على المرء أن يُوجد في مكانين معًا في آن واحد [مثل أجنبيّ]: - {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} " ° مَكان تحت الشَّمس: مكان أمين.
2 - منزِلَة "هو رفيع المَكان- يحتل مَكانًا مرْموقًا في الدولة- {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} " ° هذا الموضوع من الأهمية بمَكان: مُهِمٌّ جدًّا- هو من الشجاعة بمَكان: في منتهى الشجاعة.
3 - بَدلاً من "وضَع فلانًا مَكان آخر- كلمة مستعملة مَكان أخرى-

{أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ} ".
• اللاَّمَكان: المَكان البعيد أو المجهول أو غير المحدَّد.
• اسم مَكان: (نح) صيغة مشتقَّة تدلّ على مَكان وقوع الفعل.
• ظرف المَكان: (نح) مفعول فيه أو ظرف، وهو اسم يدلّ على مكان الحدث مع تضمّنه معنى: في. 

مَكانَة [مفرد]:
1 - مَكان؛ موضع "مَكانة الصّدارة من المجلس- {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} ".
2 - منزلة ورفعة شأن، مقام محترم (انظر: م ك ن - مَكانَة) "عالم ذو مكانة مرموقة/ رفيعة- حافظ على مَكانته- {يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} ". 

مكانك [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى (الزمْ) أو اُثْبُتْ منقول عن الظرف (مكان) والكاف المتصرِّفة بحسب أحوال المخاطب "مكانك أيّها اللصُّ". 

مكانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَكان.
• القلب المكانيّ: (نح) التَّقديم والتَّأخير في ترتيب حروف الكلمة، إمّا بسبب الخطأ في الاستعمال، أو اختلاف اللَّهجات، مثال ذلك في اللّهجة المصريّة (أهبل) المحرفة عن (أبله) الفصيحة. 

مُكوِّن [مفرد]: ج مُكوِّنات:
1 - اسم فاعل من كوَّنَ.
2 - ما يُستعمل لتكوين صوت لغويّ، كلمة، إلخ "عنصر مُكوِّن". 
كَون
: ( {الكَوْنُ: الحَدَثُ} كالكَيْنُونَةِ) ، وَقد {كانَ} كَوْناً {وكَيْنُونَةً؛ عَن اللَّحْيانيِّ وكُراعٍ؛} والكَيْنُونَةُ فِي مَصْدرِ كانَ! يكونُ أَحْسَنُ.
وقالَ الفرَّاءُ: العَرَبُ تقولُ فِي ذواتِ الياءِ: طِرْتُ طَيْرُورَةً، وحِدْتُ حَيْدُودَةً فيماَ لَا يُحْصَى مِن هَذَا الضَّرْبِ، فأَمَّا ذَوَات الْوَاو فإنَّهم لَا يقُولُونَ ذلكَ، وَقد أَتى عَنْهُم فِي أَرْبعةِ أَحْرف؛ مِنْهَا {الكَيْنُونَةُ مَن} كُنْتُ، والدَّيْمومَةُ مِن دُمْتُ، والهَيْعُوعَةُ من الهُواعِ، والسَّيْدُودَةُ مِن سُدْتُ، {وكانَ يَنْبَغي أَنْ} يكونَ كَوْكُونَة، ولكنَّها لمَّا قَلَّتْ فِي مَصادِرِ الواوِ وكَثُرَتْ فِي مَصادِرِ الياءِ أَلْحقُوها بِالَّذِي هُوَ أَكْثَر مَجِيئاً مِنْهَا، إِذا كانتِ الياءُ والواوُ مُتَقارِبي المَخْرج.
قالَ: وكانَ الخَليلُ يقولُ {كَيْنونَةَ فَيْعولَة هِيَ فِي الأَصْلِ كَيْوَنُونة، الْتَقَتْ مِنْهَا ياءٌ وواوٌ، الأُولى مِنْهُمَا ساكِنَةٌ فصيرتا يَاء مُشَدَّدَة مثْلَ مَا قَالُوا الهَيِّنُ من هُنْتُ، ثمَّ خَفَّفُوها كَيْنُونَة كَمَا قَالُوا هَيْنٌ لَيْنٌ.
قالَ الفرَّاء: وَقد ذُهِبَ مَذْهَباً إلاَّ أَنَّ القولَ عنْدِي هُوَ الأَوَّل.
ونَقَلَ المَناوِي فِي التَّوْقِيف: أَنَّ} الكَوْنَ اسمٌ لمَا حَدَثَ دفْعَةً كانْقِلابِ الماءِ عَن الهَواءِ، لأنَّ الصُّورَةَ الكُلِّيةَ كانتْ للماءِ بالقوَّةِ فخرَجَتْ مِنْهَا إِلَى الفِعْلِ، فَإِذا كانَ على التَّدْريجِ فَهُوَ الحركَةُ، وقيلَ: الكَوْنُ حُصُولُ الصُّورةِ فِي المادَّةِ بعْدَ أَنْ لم تكنْ فِيهَا؛ ذَكَرَه ابنُ الكَمالِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الكَوْنُ يَسْتَعْملُه بعضُهم فِي اسْتِحالَةِ جَوْهرٍ مَا إِلَى مَا هُوَ أَشْرَف مِنْهُ، والفَسَاد فِي اسْتِحالَة جَوْهرٍ إِلَى مَا هُوَ دُرنَه؛ والمُتَكلِّمون يَسْتَعْملُونَه فِي معْنى الإبْدَاعِ.
قلْتُ: وَهُوَ عنْدَ أَهْلِ التَّحْقِيقِ عِبارَةٌ عَن وُجودِ العالمِ مِن حيثُ هُوَ أنَّه حقٌّ وَإِن كانَ مُرادُنا الوُجُود المُطْلَق العامُّ عنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ.
( {والكائنَةُ: الحادِثَةُ، والجَمْعُ} الكَوائِنُ.
( {وكَوَّنَهُ} تَكْويناً: (أَحْدَثَهُ؛ وقيلَ: {التّكْوِينُ إيجادُ شيءٍ مَسْبُوقٍ بمادَّةٍ.
((و) } كَوَّنَ (اللهُ الأَشْيَاءَ تَكْويناً:
(أَوْجَدَها، أَي أَخْرجَها مِنَ العَدَمِ إِلَى الوُجودِ.
(والمَكانُ: المَوْضِعُ، كالمَكانَةِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وَلَو نشاءُ لمَسَخْناهُم على مَكَانَتِهم} ؛ (ج أَمْكِنَةٌ وأَماكِنُ، تَوَهَّمُوا المِيمَ أَصْلاً حَتَّى قَالُوا: تَمَكَّنَ فِي المَكَانِ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي تَكْسِيرِ المَسِيل أَمْسِلَة؛ وقيلَ: المِيمُ فِي المَكانِ أَصْلٌ كأَنَّه مِن التَّمَكُّنِ دُونَ الكَوْنِ، وَهَذَا يُقَوِّيه مَا ذَكَرْناه مِن تَكْسِيرِه على أَفْعِلةٍ.
وقالَ اللّيْثُ: المَكانُ اشْتقاقُه مِن كانَ يكونُ، ولكنَّه لمَّا كَثُرَ فِي الكلامِ صارَتِ المِيمُ كأَنَّها أَصْليّةٌ.
وذَكَرَ الجوْهرِيُّ فِي هَذِه التَّرْجمةِ مِثْلَ ذلكَ، قالَ: المَكانَةُ المَنْزِلَةُ، فلانٌ مَكِينٌ عنْدَ فلانٍ بَيِّنُ المَكانَةِ ولمَّا كَثُرَ لُزُوم المِيم تُوُهِّمَتْ أَصْليَّة فَقَالُوا: تَمَكَّن كَمَا قَالُوا فِي المِسْكِين تَمَسْكَنَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: مَكِينٌ فَعِيلٌ، ومَكانٌ فَعالٌ، ومَكانَةٌ فَعالَةٌ، ليسَ شيءٌ مِنْهَا مِن الكَوْنِ فَهَذَا سَهْوٌ، وأَمْكِنَةٌ أَفْعِلَةٌ، وأمَّا تَمَسْكَنَ فَهُوَ تفعل كتَمَدْرَعَ مُشْتَقّ من المِدْرَعةِ بزِيادَتِه، فعلى قِياسِه يجبُ فِي تمكَّنَ تمَكْوَنَ لأنَّه تفعل على اشْتقِاقِه لَا تمكَّنَ، وتمَكَّنَ وَزْنُه تَفَعَّلَ، وَهَذَا كلُّه سَهْوٌ ومَوْضِعُه فَصْلُ المِيمِ مِنْ بابِ النونِ. (ومَضَيْتُ مَكانَتِي ومَكِينَتِي: أَي على (طِيَّتِي، وَهَذَا أَيْضاً صَوابُ ذِكْرِه فِي مكن كَمَا سَيَأْتي.
( {وكانَ: مِنَ الأفْعالِ الَّتِي (تَرْفَعُ الاسمَ وتَنْصِبُ الخَبَر، كقوْلِكَ؛} كانَ زَيْدٌ قائِماً، {ويكونُ عَمْرو ذاهِباً، (} كاكْتَانَ، والمَصْدَرُ {الكَوْنُ} والكِيانُ، ككِتابٍ، ( {والكَيْنُونَةُ. ويقالُ: (} كُنَّاهُمْ، أَي كُنَّا لَهُم، عَن سِيبَوَيْه مَثَّلَه بالفِعْلِ المُتَعدِّي. وقالَ أَيْضاً: إِذا لم {تَكُنْهم فمَنْ ذَا} يَكُونُهم، كَمَا تقولُ إِذا لم تَضْربْهم فمَنْ ذَا يَضْرِبهم. قالَ. وتقولُ هُوَ {كائِنٌ} ومَكُونٌ، كَمَا تقولُ ضارِبٌ ومَضْروبٌ.
( {وكُنْتُ الغَزْلَ} كنوناً: (غَزَلْتُه.
( {والكُنْتِيُّ} والكُنْتُنِيُّ، بزِيادَةِ النّونِ نسْبَة إِلَى {كُنْتُ. (وزَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّ إخْراجَه على الأَصْلِ أَقْيَس فتقولُ (} الكُونِيُّ، على حَدِّ مَا يُوجِبُ النَّسَبَ إِلَى الحِكايَةِ، وَهُوَ (الكَبيرُ العُمُرِ؛ وَقد جَمَعَ الشاعِرُ بَيْنهما فِي بيتٍ:
وَمَا {كُنْتُ} كُنْتِيّاً وَمَا كُنْتُ عاجِناً وشَرُّ الرِّجالِ {الكُنْتِنِيُّ وعاجِنُ قالَ الجوْهرِيُّ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا شاخَ: هُوَ} كُنْتِيٌّ، كأنَّه نُسِبَ إِلَى قَوْلِ كُنْتُ فِي شبَابي كَذَا؛ وأَنْشَدَ:
فأَصْبَحْتُ كُنْيتا وأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُوهكذا أَنْشَدَه الجُرْجاني فِي كتابِ الكِنايَاتِ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: الكُنْتِيُّ القَوِيُّ الشَّديدُ؛ وأَنْشَدَ:
قد كُنْتُ كُنْيتا فأصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصالِ الناسِ كُنْتُ وعاجِنُوقالَ أَبو زَيْدٍ: الكُنْتِيُّ الكَبيرُ؛ وأنْشَدَ: إِذا مَا كُنْتَ مُلْتَمِساً لغَوْثٍ فَلَا تَصْرُخْ {بكُنْتِيَ كبِيرِفَلَيْسَ بمُدْرِكٍ شَيْئا بِسَعْيٍ وَلَا سَمْعٍ وَلَا نَظَرٍ بَصِيرِوفي الحديثِ: أَنَّه دَخَلَ المَسْجِدَ وعامَّةُ أَهْلِه} الكُنْتِيُّونَ؛ هم الشُّيوخُ الَّذين يقُولونَ {كُنَّا كَذَا،} وَكَانَ كَذَا، {وكُنْتُ كَذَا.
ونَقَلَ ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابيِّ: قيلَ لصَبِيَّةٍ مِن العَرَبِ مَا بَلَغَ الكِبَرُ من أَبِيكِ؟ قالتْ: قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ.
(وتكونُ كانَ زَائِدَةً وَلَا تُزادُ أَوّلاً، وإنَّما تُزادُ حَشْواً، وَلَا يكونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ وَلَا عَمَل لَهَا، كقوْلِ الشاعِرِ:
باللهُ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْيا لَيْتَ مَا كانَ كَانَ لم} يَكُنْ وكقوْلِهِ:
سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْاعلى كانَ المُسَوَّمةِ العِرابِورَوَى الكِسائي عَن العَرَب: نَزَلَ فلانٌ على كانَ خَتَنِه، أَي على خَتَنِه؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرْمى البَشَرْ أَي جادَتْ بكَفَّيْ مَنْ هُوَ مِن أَرْمى البَشَرِ؛ قالَ: والعَرَبُ تُدْخِلُ كانَ فِي الكَلامِ لَغْواً فتقولُ: مُرَّ على كانَ زيدٍ، يُريدُونَ مُرَّ على زَيْدٍ. قالَ الجوْهرِيُّ: وَقد تَقَعُ زائِدَةً للتَّوْكيدِ كقَوْلِكَ: زيْدٌ كانَ مُنْطَلقٌ، ومَعْناه: زَيْدٌ مُنْطلِقٌ؛ وأَمَّا قوْلُ الفَرَزْدقِ:
فكيفَ إِذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ وجيرانٍ لنا {كانُوا كِرامِ؟ فزَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّ كانَ هُنَا زائِدَةٌ.
وقالَ أَبو العبَّاس: إنَّ تَقْديرَهُ: وجِيرانٍ كِرامٍ كانُوا لنا.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا أَسْوغُ لأنَّ كانَ قد عَمِلَتْ هَهُنَا فِي مَوْضِعِ الضَّميرِ وَفِي مَوْضِع لنا، فَلَا معْنَى لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْه مِن أَنَّها زائِدَةٌ هُنَا.
(} وكانَ عَلَيْهِ {كَوْناً} وكِياناً، ككِتابٍ، ( {واكْتَانَ: تَكَفَّل بِهِ.
قالَ الكِسائي:} اكْتَنْتُ بِهِ {اكْتِناناً والاسمُ مِنْهُ} الكِيانَةُ، وكُنْتُ عَلَيْهِ {أَكُونُ كَوْناً: تَكَفَّلْتُ بِهِ. وقيلَ: الكِيانَةُ المَصْدَرُ كَمَا شرَّحَ بِهِ شرَّاحُ التَّسْهيل.
(ويقالُ: (كُنْتُ الكُوفَةَ: أَي (كُنْتُ بهَا ومَنازِلُ أَقْفَرَتْ (كأَنْ لم} يَكُنْها أَحدٌ، أَي (لم يَكُنْ بهَا أَحدٌ.
وتقولُ: إِذا سَمِعْتَ بخَبَرٍ فكُنْه، أَو بمكانِ خَيْرٍ فاسْكُنْه.
وتقولُ: {كُنْتُكَ} وكُنْتُ إيَّاكَ كَمَا تقولُ طَنَنْتُكَ زيْداً وظَنَنْتُ زَيْداً إيَّاك، تَضَعُ المُنْفَصِلَ فِي مَوْضِعِ المُتَّصِلِ فِي الكِنايَةِ عَن الاسمِ والخبَرِ، لأنَّهما مُنْفَصِلان فِي الأَصْلِ، لأنَّهما مُبْتَدأٌ وخَبَرٌ؛ قالَ أَبو الأَسْود الدُّؤلي:
دعِ الخمْرَ تَشْريْها الغُواةُ فإنَّنيرأَيْتُ أَخَاها مُجزِياً بمَكَانِهافإنْ لَا {يَكُنْها أَو} تَكُنْه فإنَّه أَخُوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يعْنِي الزَّبيبَ.
((و) {تكونُ كانَ (تامَّةً:
(بمَعْنَى ثَبَتَ وثُبوتُ كلِّ شيءٍ بحَسَبِه، فَمِنْهُ الأَزَليَّة كقَوْلِهم: (كانَ اللهُ وَلَا شيءَ مَعَه.
(وبمَعْنَى حَدَثَ: كقَوْلِ الشاعِرِ:
(إِذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفِئُوني (فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُوقيلَ: كانَ هُنَا بمعْنَى جاءَ.
(وبمَعْنَى حَضَرَ: كقَوْلِهِ تعالَى: {وَإِن كانَ ذُو عُسْرَةٍ} فنَظْرَة إِلَى مَيْسرة (وبمَعْنَى وَقَعَ: كقَوْلِه: (مَا شاءَ اللهُ كانَ وَمَا لم يَشَأْ لم} يَكُنْ: وحينَئِذٍ تأْتي باسمٍ واحِدٍ وَهُوَ خَبَرُ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: كانَ الأَمْرُ القصَّةُ، أَي وَقَع الأمْرُ ووَقَعَتِ القصَّةُ، وَهَذِه تُسَمَّى التامَّة المُكْتَفِيَة.
وقالَ الجوْهرِيُّ: كانَ إِذا جَعَلْتَه عِبارَة عمَّا مَضَى مِن الزَّمانِ احْتاجَ إِلَى خَبَرٍ لأنَّه دَلَّ على الزَّمانِ فَقَط، تقولُ: كانَ زيْدٌ عَالما؛ وَإِذا جَعَلْتَه عِبارَةً عَن حُدُوثِ الشيءِ ووُقُوعِه اسْتَغْنَى عَن الخبَرِ لأنَّه دَلَّ على معْنًى وزَمانٍ، تقولُ: كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرِفُه مُذْ كانَ أَي مُذْ خُلِقَ، قالَ مُقَّاسٌ العائِذِيُّ:
فِدًى لبَني ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِيإذا كانَ يومٌ ذُو كواكبَ شَهْبُ (وبمَعْنَى أَقامَ: كقَوْلِ عبدِ اللهِ بنِ عبْدِ الأَعْلى:
{كُنّا} وكانُوا فَمَا نَدرِي على وَهَمٍ أَنَحْنُ فِيمَا لَبِثْنا أَمْ هُمُ عَجِلُوا؟ {وكانَ يَقْتَضِي التّكْرَار، والصَّحيحُ عنْدَ الأُصُولِيِّين أَنَّ لَفْظَه لَا يَقْتَضِي تِكْراراً لَا لُغَةً وَلَا عُرْفاً وإنْ صَحَّحَ ابنُ الحاجِبِ خِلافَه، وابنُ دَقيقِ العيدِ اقْتِضاءَها عُرْفاً كَمَا فِي شرْحِ الدَّلائِل للفاسِي، رحِمَه اللهُ تَعَالَى عنْدَ قوْلِه: كانَ إِذا مَشَى تَعَلَّقَتِ الوُحوشُ بأَذْيالِهِ.
(و) مِن أَقْسامِ كانَ الناقِصَة أَنْ تأْتي (بمَعْنَى صارَ: كقَوْلِه تعالَى: {وكانَ مِن الكَافِرينَ} .
قالَ ابنُ بَرِّي: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى أَيْضاً: {} كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ} وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَإِذا انْشَقَّتِ السَّماءُ {فكانتْ وَرْدَةً كالدِّهانِ} ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {} وكانتُ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً} ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنا القِبْلَةَ الَّتِي {كُنْتَ عَلَيْهَا} ، أَي صِرْتَ إِلَيْهَا: وقَوْلُه تَعَالَى: {كيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً} ؛ وقالَ شَمْعَلَــةُ بنُ الأَخْضَر:
فَخَرَّ على الأَلاءَةِ لم يُوَسَّدْوقد كانَ الدِّماءُ لَهُ خِمارَا قلْتُ: وَمِنْه أَيْضاً فِي حدِيثِ كَعْبٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (} كُنْ أَبا خَيْثَمَة) ، أَي صِرْهُ؛ يقالُ للرَّجُلِ يُرَى مِن بُعْد: كُنْ فُلاناً، أَي أَنْتَ فلانٌ، أَو هُوَ فُلانٌ.
وقالَ أَبو العبَّاسِ: اخْتَلَفَ الناسُ فِي قوْلِه تعالىَ: {كيفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً} ، فقالَ بعضُهم: كانَ هُنَا صِلَة، ومَعْناه كيفَ نُكَلِّمُ مَنْ هُوَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً؛ وقالَ الفرَّاءُ: كانَ هُنَا شَرْطٌ وَفِي الكَلامِ تَعجُّبٌ، ومَعْناه: مَنْ! يَكُنْ فِي المَهْدِ صَبِيّاً فكيفَ يُكَلَّمُ؟ .
(وبمَعْنَى (الاسْتِقْبالِ: كقَوْلِه تعالَى: {يَخافونَ يَوْمًا كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} ، وَمِنْه قَوْلُ الطرمَّاحِ:
وإنّي لآتِيكُم تَشَكُّرَ مَا مَضَى من الأَمْرِ واسْتِنْجاز مَا كانَ فِي غَدِو قَوْلُ سَلَمَة الجُعْفِيّ:
وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا؟ (وبمَعْنَى المُضِيِّ المُنْقَطِعِ وَهِي التَّامَّةُ كقَوْلِه تعالَى: {وكانَ فِي المَدينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} يُفْسِدُونَ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي الغول:
عَسَى الأيامُ أَن يَرْجِعْنَ قَوماً كَالَّذي {كَانُوا أَي مَضَوْا وانْقَضَوا: وقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:
ثمَّ أَضْحَوْا كأنَّهُم لم} يَكُونوا ومُلُوكاً كَانُوا وأَهْلَ عَلاءِ (وبمَعْنَى الحالِ: كقَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خيرَ أُمَّةٍ} أُخْرِجَتْ للنَّاسِ؛ ورُوِي عَن ابنِ الأَعْرابيِّ فِي تَفْسيرِ هَذِه الآيَة قالَ: أَي أَنْتُم خَيْر أُمَّةٍ، قالَ: ويقالُ مَعْناه كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ فِي عِلْمِ اللهِ.
وَعَلِيهِ خَرَّجَ بعضٌ قَوْلَه تَعَالَى: {وكانَ اللهُ غَفْوراً حِيماً} ، لأنَّ كانَ بمَنْزلَةِ مَا فِي الحالِ، والمعْنَى: واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلاَّ أَنْ! كَوْنَ الماضِي بمعْنَى الحالِ قَلِيلٌ. واحْتَجّ صاحِبُ هَذَا القَوْلِ بقَوْلِهم: غَفَرَ اللهُ لفلانٍ، بمعْنَى لِيَغْفِر اللهُ، فلمَّا كانَ فِي الحالِ دَليلٌ على الاسْتِقْبالِ وَقَعَ الماضِي مُؤَدِّياً عَنْهَا اسْتِخْفافاً لأنَّ اخْتِلافَ أَلْفاظِ الأفْعالِ إنَّما وَقَعَ لاخْتِلافِ الأَوْقاتِ؛ وَمِنْه قَوْلُ أَبي جُنْدبٍ الهُذَليِّ: {وكنتُ إِذا جارِي دَعَا لمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِي وإنَّما يخبر عَن حالِهِ لَا عمَّا مَضَى مِن فِعْلِه.
(} وكَيْوانُ زُحَلُ مَمْنُوعٌ مِن الصَّرْفِ، والقَوْلُ فِيهِ كالقَوْلِ فِي خَيْوانَ، والمانِعُ لَهُ مِن الصَّرْفِ العُجْمة، كَمَا أنَّ المانِعَ لخَيْوان مِن الصَّرفِ إنَّما هُوَ التّأْنِيثُ وإرادَةُ البُقْعَة أَو الأَرْض أَو القَرْجيَةِ، وسَيَأْتي.
(وسَمْعُ {الكِيانِ: كتابٌ للعَجَمِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ بمَعْنَى سَماعِ الكِيانِ، وَهُوَ كتابٌ أَلَّفَه أَرَسْطو.
(} والاسْتِكانَةُ: الخُضوعُ والذّلُّ. جَعَلَهُ بعضُهم اسْتَفْعَلَ من الكَوْنِ، وجَعَلَهُ أَبو عليَ مِنَ الكَيْنِ وَهُوَ الأشْبَهُ.
وقالَ ابنُ الأنْبارِي: فِيهِ قَوْلان: أَحَدُهما: أَنَّه مِن السَّكِينَةِ وأَصْلُه اسْتَكَن افْتَعَلَ من سَكَنَ، فمُدَّتْ فتحةُ الكافِ بأَلفٍ؛ وَالثَّانِي: أنَّه اسْتِفْعالٌ من كانَ يكونُ.
(والمَكانَةُ: المَنْزِلَةُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وتقدَّمَ كَلامُ ابنُ بَرِّي قَرِيباً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الفناري فِي شرْحِ دِيباجَةِ المُطوَّلِ: إنَّ مِنَ العَجَبِ إيرادَ الجوْهرِيِّ المَكانَة فِي فصْلِ الكافِ مِن بابِ النونِ مَعَ أَصالَةِ مِيمِها.
( {والتَّكَوُّنُ: التَّحَرُّكُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ، قالَ: (وتَقُولُ العَرَبُ (للبَغِيضِ: لَا كانَ وَلَا} تَكَوَّنَ، أَي لَا خُلِقَ وَلَا تَحَرَّكَ، أَي ماتَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكَوْنُ: واحِدُ {الأكْوانِ مَصْدَرٌ بمعْنَى المَفْعول.
وَلم يَكُ أَصْلُه} يكونُ حُذِفَتِ الواوُ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، فلمَّا كَثُر اسْتِعمالُه حَذَفُوا النونَ تَخْفيفاً، فَإِذا تحرَّكَتْ أَثْبتُوها، قَالُوا: لم {يَكُنِ الرَّجُلُ؛ وأَجازَ يونُسُ حذْفَها مَعَ الحرَكَةِ، وأَنْشَدَ:
إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّةِ الفَتى فَلَيْسَ بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِومِثْلُه مَا حكَاه قُطْرُب: أنَّ يونُسَ أَجازَ لم} يَكُ الرَّجُل مُنْطلقاً؛ وأَنْشَدَ للحَسَنِ بنِ عُرْفُطة:
لم يَكُ لحق سوى أَنْ هَاجَهُرَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْوحَكَى سِيبَوَيْه: أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ {كُنْتَ، أَي مُذْ خُلِقْتَ،} والتَّكَوُّنُ؛ الحُدُوثُ، وَهُوَ مُطاوِعُ {كَوَّنَه اللهُ تَعَالَى؛ وَفِي الحدِيثِ: (فإنَّ الشَّيْطانَ لَا} يَتَكَوَّنُني) ؛ وَفِي رِوايَةٍ: لَا! يَتَكَوَّنُ على صُورَتِي.
وحَكَى سِيبَوَيْه فِي جَمْعِ مَكانٍ أَمْكُنٌ، وَهَذَا زائِدٌ فِي الدَّلالَةِ على أَنَّ وَزْنَ الكَلِمةِ فَعَال دُونَ مَفْعَل.
وحَكَى الأَخْفَش فِي كتابِ القَوافِي: ويقُولُونَ أَزَيْداً كُنْتَ لَهُ.
قالَ ابنُ جنِّي: إِن سُمِعَ عَنْهُم ذلِكَ فَفِيهِ دَلالَةٌ على جَوَازِ تقْدِيمِ خَبَر كانَ عَلَيْهَا.
وَفِي الحدِيثِ: (أَعُوذُ بكَ مِن الحَوْرِ بعْدَ الكَوْنِ) ؛ قالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ مَصْدَرُ كانَ التامَّةِ؛ والمعْنَى أَعُوذُ بكَ مِن النَّقْص بَعْدَ الوُجُودِ والثَّباتِ، ويُرْوَى: بَعْد الكَوْرِ، بالراءِ وَقد تقدَّمَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وتأْتي كانَ بمَعْنَى اتِّصال الزَّمانِ مِن غَيْرِ انْقِطاعٍ، وَهِي الناقِصَةُ ويُعَبَّرُ عَنْهَا بالزائِدَةِ أَيْضاً، كقَوْلِه تَعَالَى: {وكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} ، أَي لم يَزَلْ على ذلِكَ؛ وقَوْله تَعَالَى: {إنَّ هَذَا كانَ لكُم جَزاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً} ؛ وقَوْله تَعَالَى: {كانَ مزاجُها زَنْجَبيلاً} ؛ وَمِنْه قَوْلُ المُتَلَمس:
{وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهأَقَمْنا لَهُ من صَعْرِه فتَقَوَّماقالَ: ومِن أَقْسام كانَ الناقِصَة: أَن يكونَ فِيهَا ضَميرُ الشأْنِ والقِصَّةِ، وتُفارِقُها فِي اثْنَي عَشَرَ وَجْهاً لأنَّ اسْمَها لَا} يكونُ إلاَّ مُضْمراً غَيْرُ ظاهِرٍ، وَلَا يَرْجع إِلَى مَذْكُورٍ، وَلَا يُقْصَدُ بِهِ شيءٌ بعَيْنِه، وَلَا يُؤكَّدُ بِهِ، وَلَا يُعْطفُ عَلَيْهِ، وَلَا يُبْدلُ مِنْهُ، وَلَا يُسْتَعْمل إلاَّ فِي التَّفْخيمِ، وَلَا يُخَبَّر عَنهُ إلاّ بجُمْلةٍ، وَلَا يكونُ فِي الجمْلةِ ضَميرٌ، وَلَا يتقدَّمُ على كانَ.
قالَ: وَقد تأْتي {تكونُ بمَعْنَى كانَ، وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ:
وَلَقَد} يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ {كَنَتَ فُلانٌ فِي خَلْقِه وكانَ فِي خَلْقِه، فَهُوَ} كُنْتِيٌّ {وكانِيٌّ.
قالَ أَبو العبَّاسِ: وأَخْبَرني سَلَمَةُ عَن الفرَّاء قالَ:} الكُنْتِيُّ فِي الجِسْمِ {والكَانِيُّ فِي الخُلُقِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: إِذا قالَ كُنْتُ شابّاً وشُجاعاً فَهُوَ كُنْتِيٌّ، وَإِذا قالَ كانَ لي مالٌ فكُنْتُ أُعْطِي مِنْهُ فَهُوَ} كانِيٌّ.
ورَجُلٌ كِنْتَأْوٌ: كثيرُ شَعَرِ اللّحْيةِ؛ عَن ابنِ بُزُرْج، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي الهَمْزَةِ.
وقالَ شَمِرٌ: تقولُ العَرَبُ: كأَنَّك واللهُ قد مُتَّ وصِرْتَ إِلَى كانَ، وكأَنَّكما مُتُّما وصِرْتُما إِلَى {كانَا، وللثلاثَةِ} كَانُوا: المعْنَى صِرْتَ إِلَى أَنْ يقالَ كانَ وأَنْتَ ميتٌ لَا وأَنْتَ حَيٌّ؛ قالَ: والمعْنَى الحِكايَةُ على كُنْت مَرَّةً للمُواجَهَةِ ومَرَّةً للغائِبِ؛ وَمِنْه قَوْلُه: وكلُّ امْرىءٍ يَوْمًا يَصِيرُ كانَ. وتقولُ للرَّجُلِ: كأَنِّي بكَ وَقد، صِرْتَ {كانِيّاً، أَي يقالُ كانَ والمرْأَة} كانِيَّة، وَلَا يكونُ مِن حُرُوفِ الاسْتِثناءِ، تقولُ: جاءَ القَوْمُ لَا يكونُ زَيْداً، وَلَا تُسْتَعْمل إلاَّ مُضْمراً فِيهَا، وكأنَّه قالَ: لَا يكونُ الْآتِي زَيْداً.
والكانونُ: إنّ جعلْته من الكِنِّ فَهُوَ فاعُولٌ، وإنْ جعلْته فَعَلُولاً على تَقْديرِ قَرَبُوس فالأَلفُ فِيهِ أَصْلِيّة، وَهِي مِن الواوِ.
! والمُكاوَنَةُ: الحَرْبُ والقِتالُ. وقَوْلُ العامَّة: كاني ماني اتباعٌ وَهُوَ على الحِكايَةِ.

كون: الكَوْنُ: الحَدَثُ، وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة؛ عن اللحياني

وكراع، والكَيْنونة في مصدر كانَ يكونُ أَحسنُ. قال الفراء: العرب تقول في

ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ: طِرْتُ طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة

فيما لا يحصى من هذا الضرب، فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ ورُضْتُ،

فإِنهم لا يقولون ذلك، وقد أَتى عنهم في أَربعة أَحرف: منها الكَيْنُونة من

كُنْتُ، والدَّيْمُومة من دُمْتُ، والهَيْعُوعةُ من الهُواع،

والسَّيْدُودَة من سُدْتُ، وكان ينبغي أَن يكون كَوْنُونة، ولكنها لما قَلَّتْ في

مصادر الواو وكثرت في مصادر الياءِ أَلحقوها بالذي هو أَكثر مجيئاً منها، إِذ

كانت الواو والياء متقاربتي المخرج. قال: وكان الخليل يقول كَيْنونة

فَيْعولة هي في الأَصل كَيْوَنونة، التقت منها ياء وواوٌ والأُولى منهما

ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما قالوا الهَيِّنُ من هُنْتُ، ثم خففوها فقالوا

كَيْنونة كما قالوا هَيْنٌ لَيْنٌ؛ قال الفراء: وقد ذهب مَذْهباً إِلا

أَن القول عِندي هو الأَول؛ وقول الحسن بن عُرْفُطة، جاهليّ:

لم يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ

رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْ

إِنما أَراد: لم يكن الحق، فحذف النون لالتقاء الساكنين، وكان حكمه إِذا

وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فيه فتَقْوَى بالحركة أَن لا يَحْذِفَها

لأَنها بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّينِ، إِذ كُنَّ لا يَكُنَّ إِلا

سَوَاكِنَ، وحذفُ النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية

والجمع، لأَن نون يكن أَصل وهي لام الفعل، والتنوين والنون زائدان، فالحذف

منهما أَسهل منه في لام الفعل، وحذف النون أَيضاً من يكن أَقبح من حذف النون

من قوله: غير الذي قد يقال مِلْكذب، لأَن أَصله يكون قد حذفت منه الواو

لالتقاء الساكنين، فإِذا حذفت منه النون أَيضاً لالتقاء الساكنين أَجحفت

به لتوالي الحذفين، لا سيما من وجه واحد، قال: ولك أَيضاً أَن تقول إِن من

حرفٌ، والحذف في الحرف ضعيف إِلا مع التضعيف، نحو إِنّ وربَّ، قال: هذا

قول ابن جني، قال: وأَرى أَنا شيئاً غير ذلك، وهو أَن يكون جاء بالحق

بعدما حذف النون من يكن، فصار يكُ مثل قوله عز وجل: ولم يكُ شيئاً؛ فلما

قَدَّرَهُ يَك، جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون، وهي ساكنة تخفيفاً،

فبقي محذوفاً بحاله فقال: لم يَكُ الحَقُّ، ولو قَدَّره يكن فبقي محذوفاً،

ثم جاء بالحق لوجب أَن يكسر لالتقاء الساكنين فيَقْوَى بالحركة، فلا يجد

سبيلاً إِلى حذفها إِلا مستكرهاً، فكان يجب أَن يقول لم يكن الحق، ومثله

قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدي:

فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً،

فقد أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ

يريد: فإِن لا تكن المرآة. وقال الجوهري: لم يك أَصله يكون، فلما دخلت

عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن، فلما كثر

استعماله حذفوا النون تخفيفاً، فإِذا تحركت أَثبتوها، قالوا لم يَكُنِ الرجلُ،

وأَجاز يونس حذفها مع الحركة؛ وأَنشد:

إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتى،

فليس بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ

ومثله ما حكاه قُطْرُب: أَن يونس أَجاز لم يكُ الرجل منطلقاً؛ وأَنشد

بيت الحسن بن عُرْفُطة:

لم يَكُ الحَقُّ سوى أَن هاجَه

والكائنة: الحادثة. وحكى سيبوية: أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَي مذ

خُلِقْتَ، والمعنيان متقاربان. ابن الأَعرابي: التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك، تقول

العرب لمن تَشْنَؤُه: لا كانَ ولا تَكَوَّنَ؛ لا كان: لا خُلِقَ، ولا

تَكَوَّن: لا تَحَرَّك أَي مات. والكائنة: الأَمر الحادث. وكَوَّنَه

فتَكَوَّن: أَحدَثَه فحدث. وفي الحديث: من رآني في المنام فقد رآني فإِن

الشيطان لا يتَكَوَّنُني، وفي رواية: لا يتَكَوَّنُ على صورتي

(* قوله «على

صورتي» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: في صورتي، أَي يتشبه بي ويتصور

بصورتي، وحقيقته يصير كائناً في صورتي) . وكَوَّنَ الشيءَ: أَحدثه. والله

مُكَوِّنُ الأَشياء يخرجها من العدم إلى الوجود. وبات فلان بكِينةِ سَوْءٍ

وبجِيبةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوءٍ. والمكان: الموضع، والجمع أَمْكِنة

وأَماكِنُ، توهَّموا الميم أَصلاً حتى قالوا تَمَكَّن في المكان، وهذا كما

قالوا في تكسير المَسِيل أَمْسِلة، وقيل: الميم في المكان أَصل كأَنه من

التَّمَكُّن دون الكَوْنِ، وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على

أَفْعِلة؛ وقد حكى سيبويه في جمعه أَمْكُنٌ، وهذا زائد في الدلالة على أَن وزن

الكلمة فَعَال دون مَفْعَل، فإن قلت فان فَعَالاً لا يكسر على أَفْعُل إلا

أَن يكون مؤنثاً كأَتانٍ وآتُنٍ. الليث: المكان اشتقاقُه من كان يكون،

ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأَنها أَصلية، والمكانُ مذكر، قيل:

توهموا

(* قوله «قيل توهموا إلخ» جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده،

وما بينهما اعتراض من عبارة الازهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا

يخفى) . فيه طرح الزائد كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ، عند سيبويه، مما

كُسِّرَ على غير ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه، ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي

أي على طِيَّتي. والاستِكانة: الخضوع. الجوهري: والمَكانة المنزلة.

وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المكانة. والمكانة: الموضع. قال تعالى: ولو

نشاءُ لمَسَخْناهم على مَكانتهم؛ قال: ولما كثرلزوم الميم تُوُهِّمت

أَصلية فقيل تَمَكَّن كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنَ؛ ذكر الجوهري ذلك في

هذه الترجمة، قال ابن بري: مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة

ليس شيء منها من الكَوْن فهذا سهوٌ، وأَمْكِنة أَفْعِلة، وأَما تمسكن فهو

تَمَفْعل كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزيادته، فعلى قياسه يجب في

تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل على اشتقاقه لا تمكَّنَ، وتمكَّنَ وزنه

تفَعَّلَ، وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون، وسنذكره هناك.

وكان ويكون: من الأَفعال التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار، كقولك كان

زيد قائماً ويكون عمرو ذاهباً، والمصدر كَوْناً وكياناً. قال الأَخفش في

كتابه الموسوم بالقوافي: ويقولون أَزَيْداً كُنْتَ له؛قال ابن جني:

ظاهره أَنه محكيّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس

النحويين، وإذا كان قد سمع عنهم أَزيداً كنت له، ففيه دلالة على جواز

تقديم خبر كان عليها، قال: وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما

لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأَول فنصبه، أَلا تَراكَ تقول أَزيداً

ضربته، ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه

فقلت أَزيداً ضربت، فعلى هذا قولهم أَزيداً كنت له يجوز في قياسه أَن تقول

أَزيداً كُنْتَ، ومثَّل سيبويه كان بالفعل المتعدِّي فقال: وتقول

كُنّاهْم كما تقول ضربناهم، وقال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا يَكُونُهم كما تقول

إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم، قال: وتقول هو كائِنٌ ومَكُونٌ كما تقول

ضارب ومضروب. غيره: وكان تدل على خبر ماضٍ في وسط الكلام وآخره، ولا

تكون صلَةً في أَوَّله لأَن الصلة تابعة لا متبوعة؛ وكان في معنى جاء

كقول الشاعر:

إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني،

فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُ

قال: وكان تأْتي باسم وخبر، وتأْتي باسم واحد وهو خبرها كقولك كان

الأَمْرُ وكانت القصة أي وقع الأَمر ووقعت القصة، وهذه تسمى التامة

المكتفية؛ وكان تكون جزاءً، قال أَبو العباس: اختلف الناس في قوله تعالى: كيف

نُكَلِّمُ من كان في المَهْدِ صبيّاً؛ فقال بعضهم: كان ههنا صلة،

ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيّاً، قال: وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ

وفي الكلام تعَجبٌ، ومعناه من يكن في المهد صبيّاً فكيف يُكَلَّمُ، وأَما

قوله عز وجل: وكان الله عَفُوّاً غَفُوراً، وما أَشبهه فإن أَبا إسحق

الزجاج قال: قد اختلف الناس في كان فقال الحسن البصري: كان الله عَفُوّاً

غَفُوراً لعباده. وعن عباده قبل أَن يخلقهم، وقال النحويون البصريون:

كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك ليس بحادث وأَن

الله لم يزل كذلك، وقال قوم من النحويين: كانَ وفَعَل من الله تعالى

بمنزلة ما في الحال، فالمعنى، والله أَعلم،. والله عَفُوٌّ غَفُور؛ قال أَبو

إسحق: الذي قاله الحسن وغيره أَدْخَلُ في العربية وأَشْبَهُ بكلام العرب،

وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول إلى ما قاله الحسن وسيبويه، إلاَّ أن

كون الماضي بمعنى الحال يَقِلُّ، وصاحبُ هذا القول له من الحجة قولنا

غَفَر الله لفلان بمعنى لِيَغْفِر الله، فلما كان في الحال دليل على

الاستقبال وقع الماضي مؤدِّياً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما

وقع لاختلاف الأَوقات. وروي عن ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: كُنتُم

خَيْرَ أُمَّة أُخرجت للناس؛ أَي أَنتم خير أُمة، قال: ويقال معناه كنتم

خير أُمة في علم الله. وفي الحديث: أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ، قال

ابن الأَثير:الكَوْنُ مصدر كان التامَّة؛ يقال: كان يَكُونُ كَوْناً أَي

وُجِدَ واسْتَقَرَّ، يعني أَعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات، ويروى:

بعد الكَوْرِ، بالراء، وقد تقدم في موضعه. الجوهري: كان إذا جعلته عبارة

عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأَنه دل على الزمان فقط، تقول: كان

زيد عالماً، وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر لأَنه

دل على معنى وزمان، تقول: كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَي

مُذْ خُلِقََ؛ قال مَقَّاسٌ العائذيّ:

فِداً لبَني ذُهْلِ بن شَيْبانَ ناقَتي،

إذا كان يومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ

قوله: ذو كواكب أَي قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت بارتفاع

الغبار في الحرب، وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب؛ قال: وقد تقع زائدة

للتوكيد كقولك كان زيد منطلقاً، ومعناه زيد منطلق؛ قال تعالى: وكان الله

غفوراً رحيماً؛ وقال أَبو جُندب الهُذَلي:

وكنتُ، إذ جاري دعا لمَضُوفةٍ،

أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري

وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عمَّا مضى من فعله، قال ابن بري عند

انقضاء كلام الجوهري، رحمهما الله: كان تكون بمعنى مَضَى وتَقَضَّى، وهي

التامة، وتأْتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع، وهي الناقصة، ويعبر

عنها بالزائدة أَيضاً، وتأْتي زائدة، وتأَتي بمعنى يكون في المستقبل من

الزمان، وتكون بمعنى الحدوث والوقوع؛ فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول

أَبي الغول:

عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِعـ

نَ قوماً كالذي كانوا

وقال ابن الطَّثَرِيَّة:

فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائنٌ،

وأَنَّ جَدِيدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ

وقال أَبو الأَحوصِ:

كم مِن ذَوِي خُلَّةٍ قبْلي وقبْلَكُمُ

كانوا، فأَمْسَوْا إلى الهِجرانِ قد صاروا

وقال أَبو زُبَيْدٍ:

ثم أَضْحَوْا كأَنهُم لم يَكُونوا،

ومُلُوكاً كانوا وأَهْلَ عَلاءِ

وقال نصر بن حجاج وأَدخل اللام على ما النافية:

ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الذي لو أَتَيْتُه،

لَمَا كان لي، في الصالحين، مَقامُ

وقال أَوْسُ بن حجَر:

هِجاؤُكَ إلاَّ أَنَّ ما كان قد مَضَى

عَليَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَيْنِم

وقال عبد الله بن عبد الأَعلى:

يا لَيْتَ ذا خَبَرٍ عنهم يُخَبِّرُنا،

بل لَيْتَ شِعْرِيَ، ماذا بَعْدَنا فَعَلُوا؟

كنا وكانوا فما نَدْرِي على وَهَمٍ،

أَنَحْنُ فيما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا؟

أَي نحن أَبطأْنا؛ ومنه قول الآخر:

فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ،

وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ

وتقديره: وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم؛ ومنه ما أَنشده

ثعلب:

فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كان كائنٌ،

حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ

(* قوله «أيام الفؤاد سليم» كذا بالأصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله

غريم اقواء).

ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شيئاً أُطِيقُه،

إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ

ومنه ما أَنشده الخليل لنفسه:

بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني

كافِرٌ بالذي قَضَتْه الكَواكِبْ،

عالِمٌ أَنَّ ما يكُونُ وما كا

نَ قَضاءٌ من المُهَيْمِنِ واجِبْ

ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سبحانه وتعالى:

وكان الله غفوراً رحيماً؛ أي لم يَزَلْ على ذلك؛ وقال المتلمس:

وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه،

أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فتَقَوَّما

وقول الفرزدق:

وكنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه،

ضَرَبْْناه تحتَ الأَنْثَيَينِ على الكَرْدِ

وقول قَيْسِ بن الخَطِيم:

وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً

أُسَبُّ بها، إلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها

وفي القرآن العظيم أَيضاً: إن هذا كان لكم جَزاءً وكان سَعْيُكُم

مَشْكُوراً؛ فيه: إنه كان لآياتِنا عَنِيداً؛ وفيه: كان مِزاجُها زَنْجبيلاً.

ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أَن تأْتي بمعنى صار كقوله سبحانه: كنتم

خَيْرَ أُمَّةٍ؛ وقوله تعالى: فإذا انْشَقَّتِ السماءُ فكانت وَرْدَةً

كالدِّهانِ؛ وفيه: فكانت هَبَاءً مُنْبَثّاً؛ وفيه: وكانت الجبالُ

كَثِيباً مَهِيلاً؛ وفيه: كيف نُكَلِّمُ من كانَ في المَهْدِ صَبِيّاً؛ وفيه:

وما جَعَلْنا القِبْلَةَ التي كُنْتَ عليها؛ أَي صِرْتَ إليها؛ وقال ابن

أَحمر:

بتَيْهاءَ قَفْرٍ، والمَطِيُّ كأَنَّها

قَطا الحَزْنِ، قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها

وقال شَمْعَلَــةُ بن الأَخْضَر يصف قَتْلَ بِسْطامِ ابن قَيْسٍ:

فَخَرَّ على الأَلاءَة لم يُوَسَّدْ،

وقد كانَ الدِّماءُ له خِمارَا

ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أن يكون فيها ضميرُ الشأْن والقِصَّة،

وتفارقها من اثني عشر وجهاً لأَن اسمها لا يكون إلا مضمراً غير ظاهر، ولا

يرجع إلى مذكور، ولا يقصد به شيء بعينه، ولا يؤَكد به، ولا يعطف عليه،

ولا يبدل منه، ولا يستعمل إلا في التفخيم، ولا يخبر عنه إلا بجملة، ولا

يكون في الجملة ضمير، ولا يتقدَّم على كان؛ ومن شواهد كان الزائدة قول

الشاعر:

باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ:

يا لَيْتَ ما كانَ لم يَكُنِ

وكان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلاً، وإنما تُزادُ حَشْواً، ولا يكون لها

اسم ولا خبر، ولا عمل لها؛ ومن شواهدها بمعنى يكون للمستقبل من الزمان

قول الطِّرمَّاح بن حَكِيمٍ:

وإني لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى

من الأَمْرِ، واسْتِنْجازَ ما كانَ في غَدِ

وقال سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ:

وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ،

فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا؟

وقد تأْتي تكون بمعنى كان كقولِ زيادٍ الأَعْجَمِ:

وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها،

ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ وذَبائِح

ومنه قول جَرِير:

ولقد يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا

قال: وقد يجيء خبر كان فعلاً ماضياً كقول حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ:

وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا

والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينَا

وكقول الفرزدق:

وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ،

طَوِيلاً سَوارِيه، شَديداً دَعائِمُهْ

وقال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:

وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ،

فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ

وهذا البيت أَنشده في ترجمة كنن ونسبه لزهير، قال: ونقول كانَ كَوْناً

وكَيْنُونة أَيضاً، شبهوه بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة من ذوات الياء،

قال: ولم يجيء من الواو على هذا إلا أَحرف: كَيْنُونة وهَيْعُوعة

ودَيْمُومة وقَيْدُودَة، وأَصله كَيْنُونة، بتشديد الياء، فحذفوا كما حذفوا من

هَيِّنٍ ومَيُِّتٍ، ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة لأَنه ليس في الكلام

فَعْلُول، وأَما الحيدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح العين فسكنت. قال ابن بري:

أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة، ووزنها فَيْعَلُولة، ثم قلبت الواو ياء فصار

كَيّنُونة، ثم حذفت الياء تخفيفاً فصار كَيْنُونة، وقد جاءت بالتشديد

على الأَصل؛ قال أَبو العباس أَنشدني النَّهْشَلِيُّ:

قد فارَقَتْ قَرِينَها القَرِينَه،

وشَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِينه

يا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه،

حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُونه

قال: والحَيْدُودَة أَصل وزنها فَيْعَلُولة، وهو حَيْوَدُودَة، ثم فعل

بها ما فعل بكَيْنونة. قال ابن بري: واعلم أَنه يلحق بباب كان وأَخواتها

كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ على الحَدَث، وجُرِّدَ للزمان وجاز في

الخبر عنه أَن يكون معرفة ونكرة، ولا يتم الكلام دونه، وذلك مثل عادَ

ورَجَعَ وآضَ وأَتى وجاء وأَشباهها كقول الله عز وجل: يَأْتِ بَصيراً؛ وكقول

الخوارج لابن عباس: ما جاءت حاجَتُك أَي ما صارت؛ يقال لكل طالب أَمر

يجوز أَن يَبْلُغَه وأَن لا يبلغه. وتقول: جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ

الشريفَ؛ ومنها: طَفِق يفعل، وأَخَذ يَكْتُب، وأَنشأَ يقول، وجَعَلَ يقول.

وفي حديث تَوْبةِ كَعْبٍ: رأَى رجلاً لا يَزُول به السَّرابُ فقال كُنْ

أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ. يقال للرجل يُرَى من بُعْدٍ: كُن فلاناً أَي

أَنت فلان أَو هو فلان. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دخل المسجد

فرأَى رجلاً بَذَّ الهيئة، فقال: كُنْ أَبا مسلم، يعني الخَوْلانِيَّ.

ورجل كُنْتِيٌّ: كبير، نسب إلى كُنْتُ. وقد قالوا كُنْتُنِيٌّ، نسب إلى

كُنْتُ أَيضاً، والنون الأَخيرة زائدة؛ قال:

وما أَنا كُنْتِيٌّ، ولا أَنا عاجِنُ،

وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ

وزعم سيبويه أَن إخراجه على الأَصل أَقيس فتقول كُونِيٌّ، على حَدِّ ما

يُوجِبُ النَّسَبَ إلى الحكاية. الجوهري: يقال للرجل إذا شاخ هو

كُنْتِيٌّ، كأَنه نسب إلى قوله كُنْتُ في شبابي كذا؛ وأَنشد:

فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً، وأَصْبَحْتُ عاجِناً،

وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ

قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:

إذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ،

فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبِيرِ

فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شيئاً بَسَعْيِ،

ولا سَمْعٍ، ولا نَظَرٍ بَصِيرِ

وفي الحديث: أَنه دخل المسجدَ وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ؛ هم

الشُّيوخُ الذين يقولون كُنَّا كذا، وكانَ كذا، وكنت كذا، فكأَنه منسوب إلى

كُنْتُ. يقال: كأَنك والله قد كُنْتَ وصِرْتَ إلى كانَ أَي صرتَ إلى أَن

يقال عنك: كانَ فلان، أَو يقال لك في حال الهَرَم: كُنْتَ مَرَّةً كذا، وكنت

مرة كذا. الأَزهري في ترجمة كَنَتَ: ابن الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ في

خَلْقِه وكان في خَلْقِه، فهو كُنْتِيٌّ وكانِيُّ. ابن بُزُرْج: الكُنْتِيُّ

القوي الشديد؛ وأَنشد:

قد كُنْتُ كُنْتِيّاً، فأَصْبَحْتُ عاجِناً،

وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ وعاجِنُ

يقول: إذا قام اعْتَجَن أَي عَمَدَ على كُرْسُوعه، وقال أَبو زيد:

الكُنْتِيُّ الكبير؛ وأَنشد:

فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبير

وقال عَدِيُّ بن زيد:

فاكتَنِتْ، لا تَكُ عَبْداً طائِراً،

واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَرْ

قال أَبو نصر: اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فيه، وقال غيره: الاكْتناتُ

الخضوع؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ

للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَعُ

قال الأَزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال لا يقال

فَعَلْتُني إلا من الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين، مثل ظَنَنْتُني ورأَيْتُني،

ومُحالٌ

أَن تقول ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يشبه إضافة الفعل إلى ني، ولكن

تقول صَبَرْتُ نفسي وضَرَبْتُ نَفْسِي، وليس يضاف من الفعل إلى ني إلاّ

حرف واحد وهو قولهم كُنْتي وكُنْتُني؛ وأَنشد:

وما كُنْتُ كُنْتِيّاً، وما كُنْت عاجِناً،

وشَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ

فجمع كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً في البيت. ثعلب عن ابن الأَعرابي: قيل

لصَبِيَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبيك؟ قالت: قد عَجَنَ وخَبَزَ

وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ. قال أَبو العباس:

وأَخبرني سلمة عن الفراء قال: الكُنْتُنِيُّ في الجسم، والكَانِيُّ في

الخُلُقِ. قال: وقال ابن الأَعرابي إذا قال كُنْتُ شابّاً وشجاعاً فهو

كُنْتِيٌّ، وإذا قال كانَ لي مال فكُنْتُ أُعطي منه فهو كانِيٌّ. وقال ابن

هانئ في باب المجموع مُثَلَّثاً: رجل كِنْتَأْوٌ ورجلان كِنْتَأْوان ورجال

كِنْتَأْوُونَ، وهو الكثير شعر اللحية الكَثُّها؛ ومنه:

جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ، وهو الفسيح من الإبل في مِشْيَتِه، ورجل

قَنْدَأْوٌ ورجلان قِنْدَأْوان ورجال قَنْدَأْوُون، مهموزات. وفي الحديث:

دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيُّون، فقلتُ: ما

الكُنْتِيُّون؟ فقال: الشُّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُنْتُ، فقال

عبد الله: دارَتْ رَحَى الإسلام عليَّْ خمسةً وثَلاثين، ولأَنْ تَمُوتَ

أَهلُ دارِي أَحَبُّ إليَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان والجِعْلانِ. قال

شمر: قال الفراء تقول كأَنَّك والله قد مُتَّ وصِرْتَ إلى كانَ، وكأَنكما

مُتُّمَا وصرتما إلى كانا، والثلاثة كانوا؛ المعنى صِرْتَ إلى أَن يقال

كانَ وأَنت ميت لا وأَنت حَيٌّ، قال: والمعنى له الحكاية على كُنْت مَرَّةً

للمُواجهة ومرة للغائب، كما قال عز من قائلٍ: قل للذين كفروا

ستُغْلَبُون وسَيُغْلَبُون؛ هذا على معنى كُنْتَ وكُنْتَ؛ ومنه قوله: وكُلُّ أَمْرٍ

يوماً يَصِيرُ كان. وتقول للرجل: كأَنِّي بك وقد صِرْتَ كانِيّاً أَي

يقال كان وللمرأَة كانِيَّة، وإن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلى أَن يقال

كُنْت مرة وكُنْت مرة، قيل: أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً، وإنما قال

كُنْتُنِيّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الياء في النسبة ليتبين الرفع، كما

أَرادوا تَبين النَّصبِ في ضَرَبني، ولا يكون من حروف الاستثناء، تقول:

جاء القوم لا يكون زيداً، ولا تستعمل إلى مضمراً فيها، وكأَنه قال لا

يكون الآتي زيداً؛ وتجيء كان زائدة كقوله:

سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا

على كانَ المُسَوَّمةَِ العِرابِ

أَي على المُسوَّمة العِراب. وروى الكسائي عن العرب: نزل فلان على كان

خَتَنِه أَي نزَل على خَتَنِه؛ وأَنشد الفراء:

جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرمى البَشَرْ

أَي جادت بكفَّي من هو من أَرمى البشر؛ قال: والعرب تدخل كان في الكلام

لغواً فتقول مُرَّ على كان زيدٍ؛ يريدون مُرَّ فأَدخل كان لغواً؛ وأَما

قول الفرزدق:

فكيفَ ولو مَرَرْت بدارِِ قومٍ،

وجِيرانٍ لنا كانوا كِرامِ؟

ابن سيده: فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة، وقال أَبو العباس: إن تقديره

وجِيرانٍ كِرامٍ كانوا لنا، قال ابن سيده: وهذا أَسوغ لأَن كان قد عملت

ههنا في موضع الضمير وفي موضع لنا، فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أَنها

زائدة هنا، وكان عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ: وهو من الكَفالة. قال

أَبو عبيد: قال أَبو زيد اكْتَنْتُ به اكْتِياناً والاسم منه الكِيانةُ،

وكنتُ عليهم أَكُون كَوْناً مثله من الكفالة أَيضاً ابن الأَعرابي: كان

إذا كَفَل. والكِيانةُ: الكَفالة، كُنْتُ على فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَي

تَكَفَّلْتُ به. وتقول: كُنْتُكَ وكُنْتُ إياك كما تقول ظننتك زيداً

وظَنْنتُ زيداً إِياك، تَضَعُ المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر،

لأَنهما منفصلان في الأَصل، لأَنهما مبتدأ وخبر؛ قال أَبو الأَسود

الدؤلي:

دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ، فإنني

رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها

فإن لا يَكُنها أَو تَكُنْه، فإنه

أَخوها، غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها

يعني الزبيب. والكَوْنُ: واحد الأَكْوان.

وسَمْعُ الكيان: كتابٌ للعجم؛ قال ابن بري: سَمْعُ الكيان بمعنى سَماعِ

الكِيان، وسَمْعُ بمعنى ذِكْرُِ الكيان، وهو كتاب أَلفه أَرَسْطو.

وكِيوانُ زُحَلُ: القولُ فيه كالقول في خَيْوان، وهو مذكور في موضعه، والمانع

له من الصرف العجمة، كما أَن المانع لخَيْوان من الصرف إنما هو التأْنيث

وإرادة البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْية. والكانونُ: إن جعلته من الكِنِّ

فهو فاعُول، وإن جعلته فَعَلُولاً على تقدير قَرَبُوس فالأَلف فيه

أَصلية، وهي من الواو، سمي به مَوْقِِدُ النار.

كعن

كعن


كَعَنَ
أَكْعَنَa. Drooped, pined.

كعن: حكي الأَزهري عن أَبي عمرو: الإِكْعان فُتور النشاط، وقد أَكْعَن

إِكْعاناً؛ وأَنشد لطَلْق بن عَديٍّ يصف نعامتين شَدَّ عليهما فارسٌ:

والمُهْرُ في آثارِهِنَّ َيَقْبِضُ

قَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ منه يَنْكُصُ

حتى اشْمَعلَّ مُكْعِناً ما يَهْبَصُ

قال: وأَنا واقف في هذا الحرف.

كعن
: (الإِكْعانُ، بالكسْرِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ورَوَى الأزْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرو قالَ: هُوَ (فُتورُ النَّشاطِ، وأَنْشَدَ لطَلْق بنِ عَدِيَ يَصِفُ نَعامَتَيْن شَدَّ عَلَيْهِمَا فارسٌ:
والمُهْرُفي آثارِهِنَّ يَقْبِصُقَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ مِنْهُ يَنْكُصُحتى اشْمَعلَّ مُكْعِناً مَا يَهْبَصُقالَ الأَزْهرِيُّ: وأَنا واقفٌ فِي هَذَا الحَرْفِ.
(وذُو كَنْعانَ: مِن مُلُوكِ اليَمَنِ كانَ طُولُه عَشَرَةَ أَذْرُعٍ.
(وكُعانَةُ، بالضمِّ: امْرَأَةٌ.
قلْتُ: والكَنْعانِيُّونَ: جِيلٌ من النَّاسِ انْقَرَضُوا. 

زلهم

زلهم: المُزْلَهِمُّ: السريع؛ وقال ابن الأَنباري: المُزْلَهِمُّ

الخفيف؛ وأَنشد:

من المُزْلَهِمِّين الذين كأَنَّهُمْ،

إذا احْتَضَرَ القومُ الخِوانَ، على وِتْرِ

زلهـم

(المُزْلَهِمّ كَمُــشْمَعِلّ) ، أهملَه الجوهريّ. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: هُوَ (الخَفِيفُ) ، وَأنْشد:
(من المُزلَهِمّين الَّذين كأَنَّهُم ... إِذا احْتَضَر القومُ الخِوانَ على وِتْرِ)

[ٍ] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
المُزلهِمُّ: السَّرِيعُ كَمَا فِي اللِّسَان. 

زلم

زلم: {والأزلام}: القداح، واحدها زَلَم وزُلَم. 
(زلم)
زلما أَخطَأ وَأَنْفه قطعه وعطاءه قلله والسهم سواهُ وأجاد صَنعته والإناء وَغَيره ملأَهُ فَهُوَ مزلوم وزليم

(زلم) زلما كَانَ لَهُ زلمة فَهُوَ أزلم وَهِي زلماء
ز ل م: (الزَّلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْقَدَحُ وَكَذَا (الزُّلَمُ) بِضَمِّ الزَّايِ وَالْجَمْعُ (الْأَزْلَامُ) وَهِيَ السِّهَامُ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا. 
(ز ل م) : (الْأَزْلَامُ) جَمْعُ زَلَمٍ وَهُوَ الْقَدَحُ وَضَمُّ الزَّايِ لُغَةٌ وَكَانَتْ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُونَ عَلَيْهَا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَيَضَعُونَهَا فِي وِعَاءٍ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ سَفَرًا أَوْ حَاجَةً أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ذَلِكَ الْوِعَاءِ فَإِنْ خَرَجَ الْأَمْرُ مَضَى وَإِنْ خَرَجَ النَّهْيُ كَفَّ.
ز ل م : الزَّلَمُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتُضَمُّ الزَّايُ وَتُفْتَحُ الْقِدْحُ وَجَمْعُهُ أَزْلَامٌ وَكَانَتْ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَكْتُبُ عَلَيْهَا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَتَضَعُهَا فِي وِعَاءٍ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَمْرًا أَدْخَلَ يَدَهُ وَأَخْرَجَ قِدْحًا فَإِنْ خَرَجَ مَا فِيهِ الْأَمْرُ مَضَى لِقَصْدِهِ وَإِنْ خَرَجَ مَا فِيهِ النَّهْيُ كَفُّ. 

زلم


زَلَمَ(n. ac. زَلْم)
a. Made a mistake, committed an error.
b. Filled.
c. Cut, cut off.
d. see II (c)
زَلَّمَa. Smoothed; polished; rounded (mill-stone).
b. Spoilt (food).
c. Gave little to.

إِزْتَلَمَ
(د)
a. see I (c)
زَلْمَة
زُلْمَةa. Exterior appearance; physiognomy.

زَلَم
(pl.
أَزْلَاْم)
a. Cloven hoof.
b. Diviningarrow.

زَلَمَةa. Lappet of flesh, caruncle.
b. [ coll. ], Pedestrian, wayfarer;
person.
c. see 1t
زُلَمa. see 4
زَلِيْمa. Well cut (arrow).
زَلْمَآءُa. She-hawk.

N. P.
زَلَّمَa. Small, light, agile.
[زلم] نه: في ح الهجرة: فأخرجت له "زلما" وروى: الأزلام. ط: الزلم بفتح زاي وضمها وفتح لام واحد الأزلام وهي قداح كتب عليها: افعل ولا تعفل ولا شيء، وتوضع في وعاء، فإذا أراد سفرًا أو أمرًا أخرج منها زلما فإن خرج الأمر يفعل وإن خرج النهي امتنع وإن خرج لا شيء أعاد الإخراج. غ: "أزلام" بقر الوحش قوائمها تشبيهًا بها. نه:
أن فار "فازلم" به شأو العثن
أزلم أي ذهب مسرعًا، وأصله ازلأم فحذف همزته، وقيل: ازلام كاشهاب، وشأر العتن اعتراض الموت على الخلق، وقيل: ازلم قبضن والعتن الموت، أي عرض له الموت فقبضه.
زلم
أَزْلام [جمع]: مف زَلَم: سِهام كان أهل الجاهليّة يقترعون بها، وكانوا يكتبون عليها الأمر أو النهي ويضعونها في وعاء، فإذا أراد أحدهم أمرًا أدخل يده فيه وأخرج سهمًا، فإن خرج ما فيه الأمر مضى لقصده، وإن خرج ما فيه النهي كف، وكانت أيضًا تستخدم عند أخذ الرأي، وفي إثبات نسب المشكوك فيه، وفي الميسر " {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} ". 

زَلُّومة [مفرد]: ج زَلُّومات وزَلاليمُ: خُرطوم، أنف الفيل "للفيل زلُّومة طويلة". 

زُلُّومة [مفرد]: ج زُلُّومات وزَلاليمُ: زَلُّومة. 

زَلَمة [مفرد]: جُزء يتدلّى من عنق المِعْزَى، ولها زلَمتان. 
ز ل م

إستقسموا بالأزلام وهي القداح. والزلم والقلم واحد. " وأن تستقسموا بالأزلام " " إذ يلقون أقلامهم " وهما فعل بمعنى مفعول من زلمه وقلمه إذا قطعه. يقال: زلم أذنه وأنفه زلماً. وهذا العبد زلماً: قداً وتقطيعاً أي قده قدّ العبيد ويقال: زلمة وزلمة. وقال رجل من بني سعد لرجل من مخارب: إذهب فأنت والله العبد زلمة يعني لا شك في عبوديتك ولم يخطئك شكل العبيد. وعنز زلماء زنمة. وقد زلمتها وزنمتها وهي هنة من خلقة في حنك بعض المعزى وهما هنتان كالقرطين توسان وهي من أكرم المعزى وأعزها.

ومن المجاز: قول لبيد يصف البقرة:

حتى إذا حسر الظلام وأسفرت ... بكرت نزل عن الثرى أزلامها

أراد قوائمها وجعلها أزلاماً لقوتها وصلابتها. كما قال رشيد:

بات يقاسيها غلام كالزلم

وقال المتنخل:

حلو ومر كعطف القدح مرته

وقال الطرماح:

فتولّى وهو مستوهل ... ترعى أزلامه بالرغام
زلم: زلم العودَ: قطعة مربياً كالقلم (محيط المحيط).
تزلم الفارس: ترجل (محيط المحيط).
زلم وجمعه أزلام = صنم (سعدية نشيد 115) تقابل الكلمة العبرية زلامو (أبو الوليد ص 234 رقم 7).
زُلَم وحب الزُلَم: انظر مادة حب.
زَلَمة: رجل، إنسان، شخص. ويقال يا زلمة: أي يا رجل حين ينادى شخص غير معروف من المنادى ولا يبالي من يكون، والجمع أزلام وأهل مدن الشام يريدون به الراجل الذي يمشي على قدميه، وحين يراد به الجنود فإن الجمع زُلْم يعني المشاة منهم (زيشر 22: 124).
وفي محيط المحيط: والزَلَمة عند العامة الراجل ويراد به الرجل. وفي معجم بوشر يستعمل أهل الشام كلمة زلمة للرجل، وجمعها زلام، وفيه زلام جمع زلمة: رجال ومشاة. وزلمة وجمعه زلام: راجل، من يمشي على قدميه. وجندي المشاة عند هلو: زَلْمَة، وعند همبرت (ص138): زُلَمة وزُلاَمة.
زُلاَمة: انظر المادة السابقة.
زُلاَمِيّ: زمَارة، مزمار، قصبة، صرِناية. وتجمع على زلاميات (فوك)، وقد وصفت هذه الآلة في المقدمة (2: 353).
زُلُّومة وجمعها زلاليم: فنطيسة الخنزير (ألكالا، مهيرن ص29).
زُلُّومة: خرطوم الفيل (بوشر، همبرت ص63).
مَزْلُوم: غصن قطع من الشجر ليغرس (محيط المحيط).
زلنج نوع من السمك (ياقوت 1: 886)، ومخطوطات القزويني: زليخ وزلح.
زلم
الزَّلَمُ والزُّلَمُ: القِدْحُ الذي لا رِيْشَ له، والجَمِيْعُ الأزْلامُ. والزَّلَمَةُ: تكونُ للمَعزِ في حُلُوْقِها مُعَلَّقَةً كالقُرْطِ، والنَّعْتُ: أزْلَمُ؛ والأنْثى زلماء.
والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذي يكونُ خَلْفَ الظَلْفِ. وللثَّوْرِ أزْلامٌ. والزُّلَمُ: القَوائمُ، واحِدَتُها زُلْمَةٌ. والأزْلَمُ: الدَهْرُ الشدِيْدُ. والزَلْمُ: مَلْءُ الحَوْض، زَلَمْتُه زَلْماً. وحَوْضٌ مَزْلُوْمٌ: مَمْلُؤ. والانْزِلامُ: أنْ يَنْزَلِمَ الظُّفرُ فَيَنْقَطِعَ. والأزْلامُ: الوِبَارُ، واحِدُها زُلَمٌ. والمُزَلَمُ: الحَسَنُ القَدِّ. وقِدْحٌ مزَلَّمٌ وزَلِيْمٌ: أي حَسَن الصَّنْعَةِ. ومنه قَوْلُهُم: " هُوَ العَبْدُ زَلْماً " وزَلْمَةً وزُلْمَةً وزَلَمَة: أي حَقّاً.
وفَرَسٌ مُزَلَّم: مَصْنُوْعٌ.
ورَجُلٌ مُزَلًمٌ: خَفِيْفُ الهَيْئَةِ. وزُتَمَتِ الرحى تَزْلِيْماً: سُوِّيَتْ من نَواحِيها. وسَرْجٌ رَلْمٌ وزُلَمٌ: خَفيف. والزَّلْمُ: الشًخْصُ. والقَدُّ، وزَلَمَ أنْفَه: أي قَطَعَه، وازْدَلَمَه: مِثْلُه. وازْدَلَمَ الحَجَرُ ظُفُرَه: أنْدَرَه. والمُزَلمُ: المَجْدُوْعُ. وعَطَاءٌ مُزَلَّمٌ: أي مُنْقَطِعٌ وهو - أيضاً -: الصَّغِيْرُ إلجُثَّةِ القَصِيْرُ، والزُلَمُ: مِثْلُه؛ وجَمْعُه زُلَمُوْنَ. وزَلَمَ في المَشْيِ زَلَمَاناً: أي خَطا خَطْواً مُقَارِباً. وتَزَلم إلى الشَرِّ: تَسَرَّعَ إليه. وازْلأمَ الضحى: ارْتَفَعَ. والازْلِئْمَامُ: انْتِصَابُ الرِّكَابِ برُكْبَانِها. وهو المُضِيُّ والذَّهَابُ أيضاً.
[زلم] يقال هو العبد وزلمة وزُلَمَةً، وزَلْمَةً وزَلَمَةً، أي قُدَّ قَدَّ العبد. وقال الكسائي: أي حَقَّاً. قال اللحياني: يقال ذلك في النكرة، وكذلك في الامة. قال: يقال هو العبد زُلَّماً يافتى، أي قدا أو حذوا. ويقال للمرأة التى ليست بطويلة: امرأةٌ مُزَلَّمَةٌ، مثل مُقَذَّذَةٍ. ورجلٌ مُزَلَّمٌ ومُقَذَّذٌ، إذا كان مخفف الهيئة. عن ابن السكيت قال: ويقال قدح مُزَلَّمٌ وزَليمٌ، أي طُرٌّ وأُجيدَ قَدُّهُ وصَنْعَتُهُ. وعَصاً مُزَلَّمَةٌ. وما أحسن مازلم سهمه. قال ذو الرمة:

كأرحاء رقد زلمتها المناقر * شبه خف البعير بالرحى، أي قد أخذت المعاول من حروفها. والمزلم: السيِّئ الغذاء. والزَلَمُ بالتحريك: القِدْحُ. قال الشاعر : بات يقاسيها غلام كالزلم ليس براعى إبل ولا غنم وكذلك الزُلَمُ بضم الزاي، والجمع الأزْلامُ، وهي السهام التي كان أهلُ الجاهليَّة يستقسمون بها. والزَلَمُ أيضا: واحد الوبار، والجمع الارلام عن أبى عمرو. وقال الخليل: الزَلَمَة تكون للمَعْز في حلوقها متعلِّقة كالقُرط. ولها زلمتان، فإن كانت في الاذن فهيةٌ بالنون، والنعت أَزْلَمُ وأزنم، والانثى زلماء وزنماء. وقال : تركت بنى ماء السماء وفعلهم وأشبهت تيسا بالحجاز مزنما والزلم أيضاً: الزَنَمُ الذي يكون خلف الظِلف. والأزْلَمُ الجَذَعُ: الدهرُ. وقال : يا بِشْرُ لو لم أكنْ منكم بمنزلةٍ. أَلْقى عَلَيَّ يَدَيهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ وزَلَّمْتُ الحوض: ملأته. وزَلَّمْتُ عطاءه: قلَّلْتُه. وازْلامَّ القوم ازَليماماً، أي وَلّوا سراعاً. وقال أبو زيد: ارتحلوا. وازلام الشئ: انتصب. وازلام النهار، إذا ارتع ضحاؤه.
باب الزاي واللام والميم معهما ز ل م، ز م ل، ل ز م، ل م ز مستعملات

زلم: الزُّلَمُ، والزَّلَمُ، وجمعه: أزلام، وهي القِداح التي لا ريش لها، كانت العرب تَسْتَقْسِمُ بها عند الأمور إذا همّ بها أحدهم، مكتوبٌ عليها: افْعَلْ.. لا تَفْعَلْ، قال :

فرمى فأخطأه وجال كأنّه ... زَلَم على....  الأماعز منعب أي: سريعٌ، والزَّلَمَةُ تكون للمِعْزَى متعلّقة في حلوقها كالقُرْط، فإذا كانت في الأُذُن فهي زَنَمة والنَّعْتُ: أَزْلَم وأَزْنَم والأنثى: زَلمْاء وزَنْماء. والأَزْلَم الجَذَعُ: الدَّهْرُ الشّديدُ، قال:

يا بِشْرُ لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى علي يديه الأَزْلَمُ الجَذَعُ

زمل: الدّابّة تَزْمُل في عَدْوها ومشيها زَمالاً، إذا رأيتها تَتَحامَلُ على يَدَيْها بَغْياً ونشاطا، قال :

تَراهُ في إحْدَى اليدين زاملا

والزاملة: البعير يُحْمَل عليه الطّعامُ والمتاعُ. والزَّمِيلُ: الرَّدِيفُ على البّعير والدّابّة هكذا يتكلّم به العرب. والازْدِمال: احتمال الشّيء كله بمرة واحدة. والتزمل: التّلفّف بالثّياب، ومنه قوله [جلّ وعزّ] : يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ

، أي: المُتَزَمِّل، فأدغم التّاء في [الزّاي] . والزُّمَّيْل: الرَّذْلُ من الرّجال والزُّمَّيْلَةُ والزمال أيضا، وكله قيل. والأَزْمَلُ: الصَّوْتُ، والجميعُ: الأَزامل.

لزم: اللّزوم: معروف، والفعل: لَزِمَ يَلْزَمُ، والفاعل: لازم، والمفعول: ملزم، ولازَمَ لِزاماً، وقوله [تعالى] : فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً

، قيل: [هو] يوم القيامة، وقيل: يوم بدر. والملزم: خشبتان مشدودة أوساطهما بحديدةٍ، تكون مع الصّياقلة والأبّارين يُجْعلَ في طرفها قُنّاحة فيلزم ما فيها لزوما شديداً.

لمز: اللَّمْزُ، كالغمز [في الوجه] تَلْمِزُه بفيك بكلام خفّي، وقوله [تعالى] : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ

، أي: يُحَرِّك شفتيه بالطّلب. ورجل لُمَزة: يعيبك في وَجْهك لا من خَلْفك، وهو من اللَّمْز. ورجلٌ هُمَزة: يعيبك من خلفك.
[ز ل م] الزُّلَم، والزَّلَمُ: القِدْحُ الّّذىِ لا رِيشَ عليه، والجمعُ: أَزْلامٌ. وزَلَمَ القِدْحَ: سَوّاهُ ولَيَّنَهْ. وزَلَم الرَّحا: أَدارَها، وأَخّذ من حُرُوفِها، قالَ ذُو الرُّمَّة:

(كأرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ)

وقِيلَ: كُلُّ ما حُذِّقَ وأُخِذَ من حُرُوفِه فقد زُلِّمَ. والمُزَلَّمُمن الرِّجالِ: القَصيرُ الخَفيفُ الظَّريفُ، شُبِّهَ بالِقدح الصَّغِير. وفَرَسٌ مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ الخُلْقِ وزَلَّمَ غِذاءهُ: أَساءه فصَغُر جِرٍ مُه لذلكَ. وقالوا: هو العَبْدُ زَلْمًا عن اللِّحْيانِى، وزُلْمَةٌ، وزلُمَةً، وزَلْمَةً، وزَلَمَةّ، أى: قَدُّه قَدُّ العَبْدِ، وحَذْوُه حَذوْه، وقِيلَ: مَعْناه أَنَّه يَسبهُ العَبْدَ حتَّى كأَنَّه هو، وكذلك الأَمَةُ، عن اللِّحْيانِىّ، وقِيل: مَعْنى كُلِّ ذلكَ حَقّا. وعَطاءٌ مُزَلَّمٌ: قَلِيلُ. والزَّلَمَةٌ: هَنَةٌ مُعَلَّقَةُ في حَلْقِ الشّاةِ، فإذا كانَتْ في الأُذُنِ فهى زَنَمةٌ، وقد زَلًَّمْتَها وزَئَّمتُها. والُمزَلَّمُ: المٌ قطوعُ طَرفَ الأُذُنِ. والُمَزلَّمُ والُمزَنَّمُ من الإبلِ: الذي تُقْطَعُ أُذُنُه وتُترَكُ له زَلَمَةٌ أو زَنَِمةٌ، قال أبو عُبَيٍ د: وإنَّما يُفْعلُ ذلك بالكرِام منها. وشَاةٌ زَلماءُ مِثْلُ زَنْماءَ، والذَّكَرُ أزْلَمُ. والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظٍّ لْفُ، الأَخِيرةُ عن كُراع، والجمعُ أَزلامٌ، وخَصَّ بعضُهم به أَظْلافَ البَقَر. والزَّلُم: الزَّمُع: التى خَلْفَ الأَظْلافِ، والجمعُ: أَزْلامٌ، قال:

(تَزِلُّ عَنِ الأَرضِ أَزْلامُه ... كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ)

الآزَحَةُ: الكثَيرةُ لَحمِ الأَخْمَصِ، شَبَّهَها بأَزْلامِ القِداحِ. والأَزْلَِمُ الجَذَعُ: الوَعِلُ، والوُعولُ والظِّباءُ جُذْعانٌ أبداً، لا تَسْقُطُ لها سِنٌّ. والأزْلَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ الشَّديِدُ، وقِيلَ: الشّديِدُ المَرِّ، وقيل: هو الُمَتَعلِّقُ به البَلايَا والَمنايَا، وقال يَعَقوبُ: سُمِّىَ بذلك لأنَّ المَنايا مَنُوطَةٌ به، تابِعَةٌ له، قالَ الأَخطلُ:

(يا بِشْرُ لَو لَم أكُنْ مِنْكُم بَمنْزِلَةٍ ... ألقَى عَلَىَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ) وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالَها بالنُّونِ، فمعناهُ أَنَّ المَنايا مَنُوطَةٌ به، أخَذَها من زُنمَةِ الشَّاةِ، ومَنْ قالَ: الأَزْلَم أرادَ خِفَّتَها، وأَصْلُ ألأَزْلَمِ الجَذَعِ: الوَعِلُ، وقد قَدَّمْتُ أنَّ الوُعولَ والظِّباءَ لا تَسْقُطُ لها سِنّ، فهى جُذْعانٌ أَبداً، وإنَّما يريد أنَّ الدَّهَر على حَالٍ واحِدةَ. وقَالُوا: أوْدَى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ، أى: أهْلكَه الدَّهْرُ، يُقالُ ذلكَ لِمَا وَلَّى وفاتَ وَيْئُسَ مِنْه. والزَّلْماءُ: الأُرْوِيَّةُ، وقيلَ، أُنْثَى الصُّقورِ، كِلاهُما عن كُراعِ. وزَلَمَ الإناءَ: مَلأَهُ، هذه عن أبى حَنِيفَةَ. وزُلَيْمٌ، وزَلاَّمٌ: اسمانِ. والُمزْلَئِمُّ: الذاهِبُ الماضِي، وقِيلَ: هو الُمرتَفِعُ في سَيْرٍ أو غيرِه، قال كُثَيّر:

(تَأَرَّضُ أخفافُ الْمناخَةِ منهما ... مكانَ التى قد بعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ)

أى: ذَهَبَتْ فَمَضَتْ، وِقِيلَ: ارتفَعَت في سَيْرِها. وازْلامَّ القومُ: ارتَحلُوا. وازْلأمَّتِ الضُّحى: انْبَسَطَتْ.

زلم

1 زَلَمَ, (aor.

زَلُمَ, inf. n. زَلْمٌ, TK,) He cut off one's nose [and app. anything projecting, or prominent: see 2: and see also 8]. (ISh, K.) b2: (assumed tropical:) He made his gift little, or small, in quantity or amount; (S, K;) [as though he cut off something from it;] in [some of the copies of] the S, [but not so in mine,] ↓ زلّم. (TA.) b3: He filled (S, K) a water-ing-trough, or tank, (S,) or a vessel; (K;) as also ↓ زلّم, inf. n. تَزْلِيمٌ. (AHn, K.) 2 زلّم السَّهْمَ, (S, K, *) inf. n. تَزْلِيمٌ, (K,) He cut [or pared] the arrow, and made its proportion or conformation, and its workmanship, good: (S:) [he shaped it well:] or he made it even and supple. (K.) And زُلِّمَ is said of anything as meaning Its edges were pared off. (TA.) [Hence,] زلّم الرَّحَى He made the mill-stone round, and took from its edges. (K.) Dhu-r-Rummeh says, كَأَرْحَآءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْهَا المَنَاقِرُ [Like the mill-stones of Rakd (a mountain so called) which the picks have rounded by taking from their edges]: he likens the foot of the camel to a mill-stone from the edges of which the مَعَاوِل have taken, (S, TA,) and which they have made even. (TA.) And زَلَّمْتُ الحَجَرَ signifies I cut the stone, and prepared it properly for a millstone. (TA.) b2: See also 1, in two places. b3: زلّم غِذَآءَهُ (assumed tropical:) He made his food, or nutriment, bad, [i. e. fed him ill,] (K, TA,) so that his body became small. (TA.) 8 اِزْدَلَمَ He cut off one's head. (ISh, K.) And He extirpated one's nose. (K.) زَلْمٌ or زُلْمٌ, whence the phrase هُوَ العَبْدُ زَلْمًا: see زَلْمَة.

زَلَمٌ and ↓ زُلَمٌ An arrow without a head and without feathers: pl. أَزْلَامٌ: (S, Mgh, Msb, K:) which was applied to those [divining-] arrows by means of which the Arabs in the Time of Ignorance sought to know what was allotted to them: (S, K:) they were arrows upon which the Arabs in the Time of Ignorance wrote “ Command ” and “ Prohibition; ” (Mgh, Msb;) or upon some of which was written “ My Lord hath commanded me; ” and upon some, “My Lord hath forbidden me; ” (Har p. 465;) or they were three arrows; upon one of which was written “ My Lord hath commanded me; ” and upon another, “My Lord hath forbidden me; ” and the third was blank; (Bd in v. 4;) and they put them in a receptacle, (Mgh, Msb,) and when any one of them desired to make a journey, or to accomplish a want, (Mgh,) or when he desired to perform some affair, (Msb,) he put his hand into that receptacle, (Mgh, Msb,) and took forth an arrow; (Msb;) and if the arrow upon which was “ Command ” [or “ My Lord hath commanded me ” (Har ubi suprà)] came forth, he went to accomplish his purpose; but if that upon which was “ Prohibition ” [or “ My Lord hath forbidden me ” (Har)] came forth, he refrained; (Mgh, Msb;) and if the blank came forth, they shuffled them a second time: (Bd ubi suprà:) or, as some say, the ازلام were white pebbles, upon which they thus wrote, and by means of which they sought to know what was allotted to them in the manner expl. above: (Har ubi suprà:) or, accord. to Az, the ازلام [were arrows that] belonged to Kureysh, in the Time of Ignorance, upon which were written “ He hath commanded ” and “ He hath forbidden,” and “ Do thou ” and “ Do thou not; ” they had been well shaped (زُلِّمَتْ) and made even, and placed in the Kaabeh, the ministers of the House taking care of them; and when a man desired to go on a journey, or to marry, he came to the minister, and said, “Take thou forth for me a زلم; ” and thereupon he would take it forth, and look at it; and if the arrow of command came forth, he went to accomplish that which he had purposed to do; but if the arrow of prohibition came forth, he refrained from that which he desired to do: [it is said that] there were seven of the arrows thus called with the minister of the Kaabeh, having marks upon them, and used for this purpose: (Jel in v. 4:) and sometimes there were with the man two such arrows, which he put into his sword-case; and when he desired to seek the knowledge of what was allotted to him, he took forth one of them. (TA.) Some say that the أَزْلَام are The arrows of the game called المَيْسِر: but this is a mistake. (TA.) The seeking to obtain the knowledge of what is allotted to one by means of the ازلام is forbidden in the Kur v. 4. (TA.) b2: Hence, أَزْلَامُ البَقَرَةِ (tropical:) The legs of the [wild] ox or cow: likened to the arrows called ازلام because of their slenderness: or, accord. to the A, because of their strength and hardness. (TA.) [Hence, likewise,] the former of the two words (زَلَمٌ) signifies also (assumed tropical:) A strong and light or active boy: pl. as above: (TA:) [app. because] a poet likens [such] a boy to an arrow of the kind thus called. (S, TA. *) A2: Also, both words, (K,) the latter on the authority of Kr, (TA,) A cloven hoof: (K:) accord. to some, peculiarly of the ox-kind: (TA:) or the [projecting] thing that is behind it: (S, K:) pl. as above. (K, * TA.) A3: And the latter of the same two words, (AA, S,) or each of them, (K,) [The hyrax Syriacus;] one of the [animals called] وِبَار [pl. of وَبْرٌ]: pl. as above. (AA, S, K.) زُلَمٌ: see the next preceding paragraph, throughout.

هُوَالعَبْدُ زَلْمَةً and ↓ زُلْمَةً and ↓ زَلَمَةً and ↓ زُلَمَةً, [the last omitted in some copies of the K,] (S, K,) and also with ن in the place of the ل, (S and K in art. زنم) (assumed tropical:) He is one whose proportion, or conformation, (S, K,) or whose cut, (K,) is that of the slave: (S, K:) or he is the slave in truth: (Ks, S:) or he resembles the slave as though he were he: (Lh, K:) it is as though one said, ↓ هو العبد مَزْلُومًا, i. e. he is the slave, being thus created by God, so that every one who looks at him sees the characteristics of the slaves impressed upon him: and it is a prov. applied to him who is low, ignoble, or mean: (Meyd:) [i. e.,] one says thus in disapproval (فى النكرة [i. e. فِى النَّكَرَةِ] or فى النَّكِرَةِ): (Lh: so in different copies of the S:) and in like manner one says of the female slave [هِىَ الأَمَةُ زَلْمَةً &c.]: (Lh, S, K:) As said, هُوَ العَبْدُ زَلْمَةُ, using the nom. case, without tenween; but IAar said, هو العبد زَلْمَةً, using the accus. case, with tenween: so in the handwriting of 'Abd-Es-Selám El-Basree: (TA:) and accord. to Lh, one says, يَا فَتَى ↓ هٰذَا العَبْدُ زَلْمًا, (so in some copies of the S,) or ↓ زُلْمًا, (so in other copies of the S, and in the TA,) with damm, (TA,) meaning (assumed tropical:) This is the slave in proportion, or conformation, and in cut, O young man: (S, TA:) or, as some say, the meaning is, truly. (TA.) زُلْمَة: see the next preceding paragraph.

زَلَمَةٌ [A kind of wattle]: زَلَمَتَا العَنْزِ means the زَنَمَتَانِ of the she-goat: (K:) or, accord. to Kh, زَلَمَةٌ signifies a certain appertenance of goats; a thing hanging from their حُلُوق [here meaning throats, externally,] like the [kind of ear-ring called] قُرْط; the animal having two of such things: if an appertenance of the ear, it is called زَنَمَةٌ, [q. v.,] with ن. (S, TA.) See also أَزْلَمُ.

A2: See also زَلْمَة.

زُلَمَة: see زَلْمَة.

زَلِيمٌ: see مُزَلَّمٌ.

نَاىٌ زُلَامِىٌّ: see زُنَامِىٌّ, in art. زنم.

أَزْلَمُ (K) and ↓ مُزَلَّمٌ, (A'Obeyd, K,) as also [أَزْنَمُ and زَنِمٌ and] مُزَنَّمٌ [applied to a camel], (TA,) Having the end of the ear cut, (A'Obeyd, K,) a [portion termed] ↓ زَلَمَة or زَنَمَة being left [hanging] to it: (A'Obeyd, TA:) this is done only to camels of generous race, (A'Obeyd, K,) and to sheep or goats: the fem. of the first is زَلْمَآءُ: (K:) [see also زَنِمٌ: or] أَزْلَمُ, fem. as above, is applied to a goat, as meaning having what are termed زَلَمَتَانِ [dual of زَلَمَةٌ expl. above]. (S.) b2: الأَزْلَمُ الجَدَعُ signifies The mountain-goat; (K;) agreeably with the original meaning; (TA;) and so ↓ المُزَلَّمُ: (K: [in the CK, وَ is erroneously omitted between the words الوَعِلُ and الصَّغِيرُ الجُثَّةِ:]) and الزَّلْمَآءُ signifies The female mountain-goat. (Kr, K.) b3: and also, i. e. الازلم الجذع, (K,) because it is [as though it were] always جَذَع, not becoming old, (TA,) (tropical:) Time, or fortune, (S, K,) that is hard, or rigorous, (K,) in its course, (TA,) abounding with trials (K) and deaths: accord. to Yaakoob, so called because deaths hang upon it, and follow it. (TA.) They said, أَوْدَى بِهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ and الأَزْنَمُ الجَذَعُ, [q. v.] i. e. (assumed tropical:) Time, or fortune, [&c.,] destroyed it; relating to a thing that has gone, and passed, and of which one has despaired. (TA.) [See also art. جذع.] b4: الزَّلْمَآءُ also signifies The female of the hawk kind. (Kr, K.) مُزَلَّمٌ, applied to an arrow, (S, K, TA,) like

↓ زَلِيمٌ, (S, K,) Cut [or pared], (ISk, S,) and made good in its proportion or conformation, and its workmanship: (ISk, S, K:) [well shaped:] or made even and supple: (TA:) and in like manner the former, with ة, applied to a staff (عَصًا). (S.) b2: See also أَزْلَمُ, in two places. b3: Also (i. e. مُزَلَّمٌ) (assumed tropical:) Short [as though cropped] in the tail. (ISk, TA.) b4: (assumed tropical:) Small in body: (K: [in the CK, وَ is erroneously omitted before the words explaining this meaning:]) and so مُزَنَّمٌ: (IAar, TA:) and the former, rendered small in the body by being badly fed: (TA:) or [simply] badly fed. (S.) b5: Applied to a man, (S, TA,) (assumed tropical:) Light, (TA,) or, like مُقَذَّذٌ, made light, (S,) in form, figure, or person: so says ISk: (S, TA:) or (assumed tropical:) short, light, or active, and ظَرِيف [app. as meaning either elegant in form, or clever]; (M, K;) likened to a small arrow: (M:) and, with ة, applied to a woman as meaning (assumed tropical:) not tall; like مُقَذَّذَةٌ. (S.) b6: Applied to a horse, (assumed tropical:) Of middling make; مُقْتَدِرُ الخَلْقِ or مُقْتَدَرُ الخلق: (so in different copies of the K:) thus expl. in the M. (TA.) b7: And (assumed tropical:) Small [or scanted]; applied to a gift. (TA.) مَزْلُومٌ: see زَلْمَة.

زلم: الزُّلَمُ والزَّلَمُ: القِدْح لا ريش عليه، والجمع أَزْلام.

الجوهري: الزَّلَمُ، بالتحريك، القِدْحُ؛ قال الشاعر:

بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ،

ليس بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ

قال: وكذلك الزُّلَمُ، بضم الزاي، والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي

كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها.

وزَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه وليَّنه. وزَلَّمَ الرَّحَى: أَدارها وأَخذ

من حروفها؛ قال ذو الرمة:

تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ،

كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ

(* قوله «مجمرات وقيعة» هذا هو الصواب في اللفظ والضبط وما تقدم في مادة

رقد تحريف).

شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من

حروفها وسوَّتْها. وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى، قال: وهذا

أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، وقيل: كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد

زُلِّم. ويقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ

وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته، وعَصاً

مُزَلَّمَةٌ، وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه.

وفي التنزيل العزيز: وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق؛ قال

الأَزهري، رحمه الله: الاستقسام مذكور في موضعه، والأَزْلامُ كانت لقريش في

الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ

وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة، يقوم بها سَدَنَةُ البيت، فإذا أَراد رجل سفراً

أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال: أَخْرِج لي زَلَماً، فيخرجه وينظر إليه،

فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قِدْحُ النهي قعد

عما أَراده، وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه، فإِذا أَراد

الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري:

لم يَزْجُرِ الطير، إن مَرَّتْ به سُنُحاً،

ولا يُفِيضُ علي قِسْمٍ بأَزْلامِ

وقال طَرَفَةُ:

أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً،

فأتى أَغْواهما زَلَمَهْ

ويقال: مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناً

(* قوله «يزلم زلماناً»أي يسرع)

ويَحْذِم حَذَماناً؛ وقال ابن السكيت في قوله:

...كأنَّها * رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ

قال: الربابيح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح.

والمُزَلَّمُ: القصير الذنب. ابن سيده: والمُزَلَّمُ من الرجال القصير

الخفيف الظريف، شبه بالقِدْحِ الصغير. وفرس مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ

الخَلْق. ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة: رجل

مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ. وزَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر

جِرمه لذلك. وقالوا: هو العبد زُلْماً؛ عن اللحياني، وزُلْمَةً وزُلَمَةً

وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وقيل:

معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو؛ عن اللحياني، قال: يقال ذلك في

النكرة وكذلك في الأَمة، وفي الصحاح: أَي قُدَّ قَدَّ العبد. يقال: هذا العبد

زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً، وقيل: معنى كل ذلك حَقّاً. وعطاء

مُزَلَّم: قليل. وزَلَّمْتُ عطاءه: قللته. والمُزَلَّم: الرجل القصير. ابن

الأَعرابي: المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الجُثَّةِ، والمُزَلَّمُ

السيِّء الغذاء.

والزَّلَمَةُ: هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي

زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد:

بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ

وقال الليث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها

زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلَمُ

وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن.

والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل: الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو

زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها. وشاة زَلْماء:

مثل زَنْماء، والذكر أَزْلَمُ. ابن شميل: ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي

قطعه، وزَلَم الله أَنفه.

وأَزْلامُ البقر: قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ

للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح. والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛

الأَخيرة عن كراع، والجمع أَزْلامٌ، وخص بعضهم به أَظلاف البقر.

والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف، والجمع أَزْلام؛ قال:

تَزِلُّ على الأَرض أَزْلامُهُ،

كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ

الآزِحَةُ: الكثيرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها

زَلَمٌ، وهو القِدْح المَبْرِيّ؛ وقال الأَخْفش: واحد الأَزْلامِ زُلَم

وزَلَم. وفي حديث الهجرة: قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، وفي رواية:

الأَزْلامَ، وهي القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء

له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج

منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم

يفعله. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر، وقيل: الدهر الشديد، وقيل: الشديد

المرّ، وقيل: هو المتعلق به البَلايا والمَنايا، وقال يعقوب: سمي بذلك لأَن

المنايا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل:

يا بِشْرُ، لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ،

أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ

وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة

به، أخذها من زَنَمَةِ الشاة، ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بري:

وقال عباس بن مرْداسٍ:

إني أَرَى لكَ أَكْلاً لا يَقومُ به،

من الأَكولة، إلاَّ الأَزْلَمُ الجَذَع

قال: وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن

كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ

الوَعِلُ.ويقال للوعِلِ: مُزَلَّم؛ وقال:

لو كان حَيٌّ ناجِياً لَنَجَا،

من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ

وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً،

وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة. وقالوا: أَوْدَى به الأَزْلَمُ

الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر، يقال ذلك لما ولَّى وفات

ويُئِسَ منه. ويقال: لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً، ومعناه

أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ

لا يُسِنُّ.

والزَّلْماء: الأُرْوِيَّةُ، وقيل: أُنثى الصُّقور؛ كلاهما عن كراع.

وزَلَمَ الإناء: ملأه؛ هذه عن أَبي حنيفة. وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ

إذا ملأته؛ وقال:

حابية كالثَّغَبِ المَزْلوم

أَبو عمرو: الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ وقال قُحَيْفٌ:

يبيتُ مع الأَزْلامِ في رأْس حالقٍ،

ويَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ

وفي حديث سَطِيحٍ:

أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ

قال ابن الأَثير: فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً، والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف

الهمزة تخفياً، وقيل: أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفياً،

وقيل: أزلَمَّ قبض، والعَنَنُ: الموت أي عرض له الموت فقبضه.

وزُلَيْم وزَلاَّمٌ: إسمان.

وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارتحلوا؛ قال العجاج:

واحتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا

والمُزْلَئِمُّ: الذاهب الماضي، وقيل: هوالمرتفع في سير أَو غيره؛ قال

كُثَيِّر:

تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم

مكان الي قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت

أَي ذهبت فمضت، وقيل: ارتفعت في سيرها. ويقال للرجل إذا نهض فانتصب: قد

ازْلأَمَّ. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع. وزْلأَمَّت الضُّحى: انبسطت.

الجوهري: ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً. وازْلأَمَّ

الشيءُ: انتصب. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه، وقيل في شَأْوِ

العَنَنِ: إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ.

زلم

(الزَّلَم مُحَرَّكة وكَصُرَد) ، وَهَذِه عَن كُراع: (الظِّلْفُ) ، وخصّ بَعْضُهم بِهِ أَظْلافَ البَقَر، (أَو) هُوَ الزَّمَع (الَّذي) هُوَ (خَلْفَه) .
(و) الزَّلَم والزُّلَم: (قِدْحٌ لَا رِيشَ عَلَيْهِ، و) هِيَ (سِهامٌ كَانُوا يَسْتَقْسِمون بهَا فِي الجاهِلِيَّة ج) أَي: جمع الكُلّ: (أَزْلامٌ) . قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَن تستقسموا بالأزلام ذَلِكُم فسق} . قَالَ الأزهريّ: " الأزلام كَانَت لقُرَيْش فِي الجاهِليَّة مَكْتوب عَلَيْهَا أمرٌ ونَهْي، واْفْعَل وَلَا تَفْعَل، وَقد زُلِّمَت وسُوِّيت ووُضِعَت فِي الكَعْبة يقوم بهَا سَدَنَة البَيْت، فَإذْ أَرَادَ رَجلٌ سَفَراً أَو نِكاحاً أَتَى السّادنَ، وَقَالَ: أَخْرِجْ لي زَلَماً فيُخرِجُه ويَنظُر إِلَيْهِ، فَإِذا خَرَج قِدْحُ الأَمْرِ مَضَى على مَا عَزَم عَلَيْهِ، وَإِن خرج قِدْحٌ النَّهي قَعَد عمّا أَرَادَهُ، وَرُبمَا كَانَ مَعَ الرجل زَلَمان وَضَعَهما فِي قِرابِه، فَإِذا أَرَادَ الاستِقْسَام أَخْرَجَ أحدَهما، قَالَ الحُطَيْئة:
(لم يزجُرِ الطَّيرَ إِن مَرّت بِهِ سُنُحاً ... وَلَا يُفِيضُ على قِسْمٍ بأزلامِ)

وَقَالَ طَرفَةُ:
(أَخَذَ الأزلامَ مُقْتَسِماً ... فَأَتى أغَواهُما زَلَمَهْ)

وَقَالَ الأزهريّ فِي معنى الْآيَة: " أَي تَطْلُبوا من جِهَة الأزلام مَا قُسِم لكم من أَحدِ الأَمْرَيْن ". وَقد قَالَ المُؤرَّج وجَماعةٌ من أهل اللُّغة: إِن الأزلاَم قِداحُ المَيْسر قَالَ: وَهُوَ وهم، بل هِيَ قِداحُ الأمرِ والنَّهي، واْستدَلَّ عَلَيْهِ بحَدِيث سُراقةَ بنِ جَعْشَم المُدْلَجِيّ بِمَا هُوَ مَذْكُور فِي التَّهْذِيب تَركتُه لطُولِه.
(وزَلَّمَه تَزْلِيماً: سَوَّاه وَلَيَّنَه) ، فَهُوَ مُزلَّم، وَقيل: كل مَا حُذِف وأُخِذ من حُرُوفه فقد زُلّم. (و) زلَّم (الرَّحَى: أَدارَها وَأَخَذ من حُرُوفِها) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(تَفُضُّ الحَصَى عَن مُجمِراتٍ وَقِيعَةٍ ... كأَرحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المناقِرُ)

شبّه خُفَّ البعيرِ بالرَّحَى الَّتِي قد أَخَذَت المعاوِلُ من حُروفِها وسَوَّتْها. وَزَلَّمتُ الحَجَر أَي: قَطعتُه وَأَصْلَحْتُه للرَّحَى.
(و) زَلَّم (غِذاءَه: أَساءَه) فَصغُر جِرمُه لذَلِك، وَهُوَ مُزلَّم.
(و) المُزَلَّم (كَمُعَظَّم: القَصِيرُ الخَفِيف الظَّرِيفُ) ، شُبِّه بالقِدْح الصَّغِير كَمَا فِي المُحكَم.
(و) المُزَلَّم: (الفَرَسُ المُقْتَدِر الخَلْق) كَمَا فِي المُحْكَم. وَفِي بَعْض النّسخ: المُتَلَزِّز الخَلْق.
(و) المُزَلَّم (المَقْطُوع طَرَف الأُذُن) . وكَذلك المُزَنَّم: قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا (يُفْعَل ذلِك بِكرام الإبِل) ، تُقطَعُ أُذُنه وتُتْركُ لَهُ زَلَمة أَو زَنَمة. (و) زَاد غَيْرُ أبي عُبَيْد فِي (الشَّاء) أَيْضا: (وَهُوَ أزلَمُ) أَي: ذَكَر الشَّاء (وَهِي زَلْماءُ) مثل زَنْماء.
(و) المُزَلَّم: (القِدْح) طُرَّ و (أُجِيدَ صَنْعَتُه وقَدَّه كالزَّلِيم) ، يُقَال: قِدْح زَلِيم ومُزَلَّم، نَقله الجَوْهريُّ عَن ابنِ السِّكّيت.
(و) المُزَلَّم: (الوَعِل) . قَالَ الشاعِرُ:
(لَو كَانَ حَيٌّ ناجِيًا لنَجَا ... من يومِه المُزَلَّم الأعصَمُ)

(و) المُزَلَّم: (الصَّغِير الجُثَّة) كالمُزَنَّم، عَن ابنِ الأعرابيّ. (و) يُقَال: (هُوَ العَبْد زَلْمَةً) بالفَتْح (ويُضَمّ ويُحَرَك أَي: قَدُّه قَدُّ العَبْد) ، نَقَله الجوهريّ، وَفِي التَّهذِيب: (العَبِيد (أَو حَذْوُه حَذْوُه) . وَقَالَ الكِسائِيُّ: أَي: حَقًّا، كَمَا فِي الصِّحَاح. (أَو) مَعْنَاهُ (يُشْبِهُه) حَتّى (كَأَنَّه هُوَ) ، عَن اللِّحياني. قَالَ: يُقالُ ذَلِك فِي النَّكِرة، (وَكَذلِك) فِي (الأَمَة) ، وقرأتُ بِخَطّ عبدِ السَّلَام البَصْرِيّ مَا نصّه: الأصمَعِيُّ يَقُول: هُوَ العبدُ زَلَمةُ مَرْفُوع غَيرُ مُنوَّن. وابنُ الأعرابيّ يَقُول: هُوَ العَبْدُ زَنَمةً، بالنَّصْب والتنوين.
(والزَّلَم مُحَرَّكَة وكَصُرَد: واحِدُ الوِبارِج: أزلامٌ) ، عَن أبي عَمْرو، وَأنْشد لقحَيْف:
(يَبِيتُ مَعَ الأَزْلام فِي رَأسِ حالقٍ ... ويَرْتادُ مَا لم تَحْتَرِزه المَخاوِفُ)

واقْتَصَر الجوهَرِيّ على الزُّلَم كصُرَد، ونَقَله عَن أبي عَمْرو.
(وزَلَمَتا العَنْزِ) مُحَرَّكة: (زَنَمَتاها) . قَالَ الخَلِيل: " الزَّلَمة تكون للمَعِز فِي حُلوقِها مُتعَلّقة كالقُرْط "، وَلها زَلَمَتَان، فَإِن كَانَت فِي الأُذُن فَهِيَ زَنَمة بالنّون كَمَا فِي الصّحاح. (وَيُقَال للوَعِل) على الأَصْل، (والدَّهْرِ) كَمَا فِي الصِّحَاح، زَاد غَيرُه (الشَّدِيد) . وَقيل: الشَّدِيدُ المَرِّ، وَقيل: هُوَ (الكَثِير البَلايَا) ، والمَنايَا، على التَّشْبِيه (الأَزْلَمُ الجَذَعُ) ، قَالَ يَعْقُوب: سُمِّي بِذلك لِأَن المَنَايَا مَنوطَةٌ تابِعَة لَهُ، وَأنْشد الجوهَرِيُّ للأخطَلِ:
(يَا بِشرُ لوْ لم أَكُن مِنْكُم بِمَنْزِلةٍ ... ألقَى عليَّ يَدَيْه الأزلمُ الجذَعُ)

ويُروَى بالنُّون أَيْضا.
وَقَالُوا: (أَوْدَى بِهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ، والأزنَمُ: الجَذَع أَي: أهلَكه الدَّهر ". يُقَال ذلِك لما وَلَّى وَفَاتَ ويُئِس مِنْهُ. وَيُقَال: لَا آتيه الأزلَمَ الجَذَعَ أَي: أبدا. وَالْمعْنَى أَنَّ الدهرَ باقٍ على حَاله لَا يتغَيَّر على طُولِ إناه، فَهُوَ أبدا جَذَع لَا يُسنُّ.
(والزّلْماءُ: الأُروِيَّة، و) قيل: (أُنْثَى الصُقُور) كِلَاهُمَا عَن كُراع.
(والمُزَلَئِمّ كَمُــشمَعِلّ: الذاهِبُ المَاضِي، أَو المُرْتَفِع فِي سَيْر أَو غَيْرِه) ، قَالَ كُثَيّر:
(تأَرَّضَ أخفافُ المُناخَة مِنْهُمَا ... مَكانَ الَّتِي قد بُعِّدتْ فازْلأَمَّتِ)

أَي: ذَهَبت فَمَضَت. وَقيل: ارتَفَعَت فِي سَيْرها.
(و) المُزْلَئِمُّ: (المُرْتَحِلُ) ، نَقله الجَوهريّ عَن أبي زَيْد، وَقَالَ غَيره: هُوَ المُولِّي سَرِيعا.
(وازلأّمَّ الضُّحَى) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ وازلأَمَّت الضُّحَى: (انْبَسَطَت) ، وَفِي الصّحاح: ازْلأَمَّ النَّهارُ: ارتَفع ضَحاؤُه. (و) زُلَيْمٌ وزَلاَّمٌ (كَزُبَيْر وشَدَّاد: اسْمان) .
(وزَلَم) زَلْمًا: أخْطأ، و) زَلَم (الإناءَ) ، وَفِي الصّحاح: الحَوْضَ: (مَلأَه) ، فَهُوَ مَزْلومٌ. قَالَ:
(جابية كالثَّغَبِ المَزْلُومِ ... )

(و) زَلَم (عَطاءَه: قَلَّلَه) ، وَالَّذِي فِي الصّحاح بالتَّشْدِيد. (و) قَالَ ابنُ شُمَيْل: زَلَم (أَنْفَه) : إِذا (قَطَعَه وازْدَلم أنفَه: استَأْصَله. و) ازدَلَم (رأسَه: قَطَعَه) . ونصُّ ابنِ شُمَيْل: ازدَلَم رأسَه أَي: قَطَعه، وزَلَم اللهُ أنفهُ.
(والزَّلَم مُحَرَّكة: جَبَل قُرب شَهْرَزُور) .
(والزَّلَم: (نَباتٌ لَا بِزْر لَهُ وَلَا زَهْر، وَفِي عُروقِه الَّتِي تَحْت الأرضِ حَبٌّ مُفَلْطَح حُلوٌ باهِيٌ) .
[] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الزَّلَم بالتَّحْرِيك: الغُلام الشَّدِيد الخَفِيف، والجَمْع: أَزْلامٌ، قَالَ الشاعِرُ:
(بَات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ ... لَيْسَ بِراعِي إبل وَلَا غَنَمْ)

والمُزَلَّمةُ كمُعَظِّمةٍ: الْعَصَا أُجِيد قَدُّها. ومَرَّ بِنَا فلَان: يَزلِم زَلمانًا ويَحذِم حَذمَانًا.
والمُزَلَّمُ كمُعظَّمٍ: القَصِير الذَّنَب، عَن ابنِ السّكّيت، " يُقَال للرّجل إِذا كَانَ خَفِيفَ الهَيْئة، وللمرأة الَّتِي لَيْسَت بِطَوِيلة: رجل مُزلَّم، وَامْرَأَة مُزلَّمة مثل مُقَذَّذة " نَقله الجَوهَرِيّ عَن ابْن السِّكّيت. وَيُقَال: هُوَ العَبْد زَلَمةً بضَمّ فَفَتْح، نَقله الجوهريّ فَهِيَ لُغاتٌ أَرْبَعَة، وَنقل عَن اللّحيانيّ: يُقَال: هَذَا العَبْد زُلْمًا يَا فَتى بالضَّم أَي: قَدًّا وحَذْوًا، وَقيل: معنى كل ذَلِك حَقًّا. وعَطاءٌ مُزْلَّم: قلِيلٌ.
وَمن الْمجَاز: أَزلام البَقَر: قوائِمُها. قيل لَهَا: أَزلامٌ لِلطَافَتِها شُبِّهت بأَزْلام القِداح. وَفِي الأَساس: سُمِّيت لقُوِّتِها وصَلابَتِها، وَأنْشد لِلَبِيد:
(حَتَّى إِذا حَسَر الظَّلام وأسفَرَتْ ... بَكَرَتْ تَزِلّ عَن الثَّرى أَزْلامُهَا)

وتزْلِيمُ الإناءِ: مَلؤُه، عَن أَبي حَنِيفةَ.
وازلَمَّ كاحمَرَّ: ذهب مُسرِعاً كازلامّ كاحمارّ، وازلمّ أَيْضا: قَبضَ. وَيُقَال للرَّجُل إِذا نَهَض فانْتَصَب قد ازلأَم.
والأزلَمُ: أحدُ مَناهِل الحاجّ المصرِيّ، سُمِي بِهِ لِأَنَّهُ لَا يَنْبُت بِهِ نَبات كَأَنَّهُ من الزَّلَم، وَهُوَ السَّهْم الَّذِي لَا رِيشَ لَهُ، ذكره هَكَذَا أَربابُ الرحل، وَنَقله شَيخنَا كَذَلِك.
قلتُ: والصَّواب فِيهِ أَزْنَم بالنّون كَمَا ضَبَطه قَاضِي القُضاة شَمْسُ الدّين محمدُ بنُ مُحَمَّد بن ظَهِيرِ الدّين الطّرابلسيّ الحنفِيّ فِي مَناسِكه، وَسَيَأْتِي ذَلِك قَرِيبا.
والزَّلّومةُ: اللَّحمة المُتدَلِّية، عامية.
(زلم) : ازْدَلَم: اسْتَأْصَل يُقال: ازْدَلَم أَنْفَه.

تمأل

تمأل: المُتْمَئِلُّ: الطويل المنتصب. وقد اتْمَهَلَّ سَنَامُ البعير

واتْمَأَلَّ إِذا استوى وانتصب، فهو مُتْمَئِلٌّ ومُتْمَهِلٌّ. واتمَأَلّ

الشيء أَي طال واشتدَّ.

[ت م أل] والمُتْمَئِلُّ الطَّوِيلُ المُنْتَصِبُ.
تمأل
{المُتْمَئِلُّ، كمُــشْمَعِلّ أهمله الْجَوْهَرِي والصاغانيُّ، وَقَالَ غَيرهمَا: هُوَ الرَّجُل الطَّوِيلُ المُعْتَدِلُ، أَو الطَّويل المُنْتَصِبُ لُغة فِي المُتْمَهِلّ، بِالْهَاءِ.} واتْمَأَلَّ الشَّيْء: طالَ واشْتَدَّ كاتْمَهَلَّ، هَكَذَا ذَكره هُنَا، والصَّوابُ ذِكرُه فِي مأل، فإِنّه ذكر المُتْمَهِلّ فِي مهل، وهما وَاحِد، كَمَا سَيَأْتِي.

قصل

قصل
قصَلَ يَقصِل، قَصْلاً، فهو قاصِل، والمفعول مَقْصول وقصيل
• قصَل رأسَ المحكوم عليه بالإعدام: قطعه في سرعة. 

قُصالَة [مفرد]: ما عُزل من البُرِّ إذا نُقِّي ° ما هو إلاّ قُصالةٌ وحُثالة. 

قَصْل [مفرد]: مصدر قصَلَ. 

قَصْلَة [مفرد]: ج قَصَلات وقَصْلات: قُصالة؛ ما عُزل من البُرِّ إذا نُقِّي. 

مِقْصَلَة [مفرد]: ج مِقْصَلات ومَقْاصِلُ: اسم آلة من قصَلَ: وهي آلة يقطع بها رأسُ المحكوم عليه بالإعدام "شاع استعمال المِقْصَلَة في الثَّورة الفرنسيّة". 
(قصل) : أَقْصَلْتُ الدابَّةَ، مثل: قَصَلْتُها، من القَصِيلِ.
[قصل] نه: فيه: ما فعل «القصل»، هو بضم قاف وفتح صاد اسم رجل.
(قصل)
الشَّيْء قصلا قطعه قطعا قَوِيا سَرِيعا فَهُوَ مقصول وقصيل وَالْحِنْطَة داسها وَالدَّابَّة عَلفهَا القصيل

قصل

1 قَصَلَ

: see خَصَلَ.

قَصَلٌ of wheat and barley: see جُرَامَةٌ.

قَصِيلٌ Corn, or seed-produce, (K,) or barley, (Msb,) cut while green, (Msb, K,) for fodder. (Msb.) مِقْصَلٌ

: see مَخْصَلٌ.
(ق ص ل) : الْقَصْلُ) قَطْعُ الشَّيْءِ (وَمِنْهُ) الْقَصِيلُ وَهُوَ الْفَصِيلُ وَهُوَ الشَّعِيرُ يُجَزُّ أَخْضَرَ لِعَلَفِ الدَّوَابِّ وَالْفُقَهَاءُ يُسَمُّونَ الزَّرْعَ قَبْلَ إدْرَاكِهِ قَصِيلًا وَهُوَ مَجَازٌ وَقَوْلُ أَبِي نَصْرٍ كَأَنَّهَا أَكَلَتْ الْقَصِيلَ إنْكَارٌ لِخُضْرَةِ الدَّمِ.
ق ص ل

قصله قصلاً: قطعه قطعاً وحياً. وسيف قاصل وقصّال ومقصل. وزاجتز قصيلاً للدابة. وقصل فرسه يقصله: علفه القصيل. وهذه قصالة البرّ: لما يعزل إذا نقّي ثم يداس ثانية.

ومن المجاز: لسان مقصل. وما فلان إلا قصالة وحثالة أي سفلة. وتقول: مالك أصالة، وما أنت إلا قصالة.
ق ص ل: (الْقَصْلُ) الْقَطْعُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَمِنْهُ سُمِّي (الْقَصِيلُ) . وَ (قَصَلَ) الدَّابَّةَ عَلَفَهَا (قَصِيلًا) وَبَابُهُ أَيْضًا ضَرَبَ. وَ (الْقَصَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ فِي الطَّعَامِ مِثْلُ الزُّوَانِ. وَ (الْقُصَالَةُ) بِالضَّمِّ مَا يُعْزَلُ مِنَ الْبُرِّ إِذَا نُقِّيَ ثُمَّ يُدَاسُ الثَّانِيَةَ. 
ق ص ل : قَصَلْتُهُ قَصْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ فَهُوَ قَصِيلٌ وَمَقْصُولٌ وَمِنْهُ الْقَصِيلُ وَهُوَ الشَّعِيرُ يُجَزُّ أَخْضَرَ لِعَلَفِ الدَّوَابِّ قَالَ الْفَارَابِيُّ سُمِّيَ قَصِيلًا لِأَنَّهُ يُقْصَلُ وَهُوَ رَطْبٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ لِسُرْعَةِ انْفِصَالِهِ وَهُوَ رَطْبٌ وَسَيْفٌ قَصَّالٌ أَيْ قَطَّاعٌ وَمِقْصَلٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ كَذَلِكَ وَلِسَانٌ مِقْصَلٌ أَيْ حَدِيدٌ ذَرِبٌ. 
[قصل] القَصْلُ: القَطْعُ . وسَيْفٌ مِقْصَلٌ وقَصَّالٌ أي قطّاعٌ، ومنه سُمِّيَ القَصيلُ. وقَصَلْتُ الدابّةَ: عَلَفْتُها القَصيلَ. أبو عمرو: القِصْلُ بالكسر: الضعيفُ الفسل، وأنشد: ليس بقصل حلس حلسم عند البيوت راشن مقم والقصالة : ما يعزل من البر إذا نقى ثم يداس الثانية. والقَصَلُ في الطعام مثلُ الزوان، وقال : قد غربلت وكربلت من القصل * والقصلة من الابل، نحو الصرمة.

قصل


قَصَلَ(n. ac. قَصْل)
a. Cut; cut through, mowed (grass).
b. Threshed (corn).
c. [acc.
or
'Ala], Gave fresh, green fodder to (animal).

تَقَصَّلَإِنْقَصَلَa. Was cut, cut off; was mown.

إِقْتَصَلَa. see I (a)
& V.
قَصْلa. Chaff; stubble.
b. Cutting, mowing; stubble-cutting.

قَصْلَةa. Drove.
b. Soft, pliant (tree).
قِصْلa. see 1 (a)b. Weak, feeble; worthless.

قِصْلَةa. see 1t (a)
قَصَلa. see 1 (a)
مِقْصَلa. see 21
قَاْصِلa. Sharp, keen.

قُصَاْلَةa. see 1 (a)
قَصِيْلa. Corn cut when green.
b. see 1t (a)
قَصَّاْلa. see 21b. Lion.

مِقْصَاْلa. see 21
إِقْصَأَلَّ [إِقْصَاْلَّ]
a. [Bi], Seized.
قُصْلُب
a. Strong.
قصل: قصل: حش، حصد. (بوشر، همبرت ص179) قصل (بالتشديد). قصل على الدابة: قدم لها القصيل وهو ما اقتطع من الزرع اخضر لعلف الدواب. (فوك).
قصل: سنفة، قرن، غلاف الحبوب. (بوشر).
قصل: تبن، قش، موص. (ميهرن ص33).
قصيل: يجمع على قصلان. (أبو الوليد ص131).
قصيل: هو ما اقتطع من الزرع اخضر لعلف الدابة، شعير يزرع في فصل الخريف ويقطع وهو أخضر ليقدم علفا للخيل (بوشر)، (فوك وفيه واحدته قصيلة) الكالا، المعجم اللاتيني- العربي وفيه قصيل الزرع. وفي المقري (1: 384): كان يزرع كل سنة ألف مدى من الشعير قصيلا لدوابه.
قصيل: الفقهاء تسمى الزرع قبل إدراكه قصيلا وهو مجاز. (محيط المحيط).
قصيل: مزرعة الشعير، حقل الشعير (معجم الأسبانية ص78) وهي Alcacel أو alcacer alchazar في (عهد لاتيني).
قصال: حصاد، حاش. (بوشر).
مفصال، والجمع مقاصيل: منجل، مقضب، حاصدة، منجل كبير، (بوشر، همبرت ص179).
قصل
القَصْلُ: قَطْعُ الشَّيْءِ من وَسَطِه. وسَيْفٌ قَصّالٌ ومِقْصَلٌ، وكذلك اللِّسَانُ. وقَصَلَ أمْرَه يَقْصِلُه. والقَصْلَةُ من القَصِيل: قدرُ ما يَجُزُّه الرَّجُلُ فَيَحْمِلُه، وقَصَلْتُ الدابَّةَ.
والقُصَالَةُ من البُرِّ: ما يُعْزَلُ منه ثمَّ يُدَاسُ ثانِيَةً.
وقُصلُ: اسْمُ رَجُلٍ، وله حَدِيثٌ.
والقِصْيَفَةُ: العَرِيضُ القَصِيرُ من الإِبل والناس. وقيل: هو الأبْخَرُ من الرِّجالَ المُكْتَنِزُ.
والقِصْلُ: الفَسْلُ من الرِّجال الضَّعِيْفُ العَقْل، وامْرَأةٌ قِصْلَةٌ، وكذلك القُصَالة.
والقِصْلَةُ من الإبل والغَنَم: الصِّرْمَةُ. وجَماعَةٌ من الضأْنِ. ومن المال: الكثير.
والقَيْصَلُ: الجَماعَةُ. والقَصَلُ: زَهرُ السَّلَمِ. وشَجَرَةٌ قَصلَةٌ: رِخوَةٌ.
وقَصْوَلَ الذِّئبُ الحَمَلَ قَصْوَلَةً: إذا كَسَرَه وأكَلَه.
الْقَاف وَالصَّاد وَاللَّام

قصل الشَّيْء يقصله قصلاً، واقتصله: قطعه.

وَسيف قاصل، ومقصل، وقصال: قطاع.

ولسان مقصل: ماضٍ.

وجمل مقصل: يحطم كل شَيْء بأنيابه.

والقصيل: مَا اقتصل من الزَّرْع اخضر. وَالْجمع: قصلان.

والقصلة الطَّائِفَة المقتصلة مِنْهُ. وقصل الدَّابَّة يقصلها قصلاً.

وقصل عَلَيْهَا: عَلفهَا القصيل.

والقصيل من الْبر: مَا عزل مِنْهُ إِذا نقى.

وقصلها: داسها.

وَقَالَ اللحياني: قصالة الطَّعَام: مَا يخرج مِنْهُ فَيرمى بِهِ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ أجل من التُّرَاب والدقاق قَلِيلا.

والقصل: مَا يخرج من الطَّعَام فَيرمى بِهِ.

والقصل: لُغَة، عَن اللحياني.

والقصلة: الْجَمَاعَة من الْإِبِل، نَحْو الصرمة. وَقيل: هِيَ الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين.

وَقَالَ كرَاع: القصلة، بِكَسْر الْقَاف، من الْإِبِل: الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين.

والقصل: الفسل الضَّعِيف.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَتَمَالَك حمقا. وَالْأُنْثَى: قصلة.

وقصل عُنُقه: ضربهَا، عَن اللحياني.

وقصل: اسْم رجل.

قصل: القَصْل: القَطْع، وقيل: القَصْل قطع الشيء من وسطه أَو أَسفل من

ذلك قَطْعاً وَحِيّاً. قَصَل الشيء يَقْصِله قَصْلاً واقْتَصَله: قطعة.

وسيف قاصِلٌ ومِقْصَل وقَصَّال: قَطَّاع؛ وأَنشد:

مع اقْتِصالِ القَصَرِ العَرادِمِ

ومنه سمي القَصِيل. ولسان مِقْصَل: ماضٍ. وجمل مِقْصَل: يَحْطِم كل شيء

بأَنيابه. والقَصِيلُ: ما اقتُصِل من الزرع أَخْضَرَ، والجمع قُصلان،

والقَصْلة: الطائفة المُقْتَصَلة منه، وقَصَل الدابةَ يَقْصِلُها قَصْلاً

وقَصَل عليها: علفها القَصِيل. والقُصالة من البُرِّ: ما عُزِل منه إِذا

نُقِّي، وقَصَلَها: داسَها. وقال اللحياني: قُصالة الطعام ما يخرج منه

فيرمى به ثم يُداس الثانية، وذلك إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدِّقاق

قليلاً. والقَصَل: ما يخرج من الطعام فيرمى به، والقَصْل لغة؛ عن اللحياني.

غيره: والقَصَل في الطعام مثل الزُّؤانِ؛ وقال:

يَحْمِلْنَ حَمْراءَ رَسوباً بالنَّقَلْ،

قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ

وقال الفراء: في الطعام قَصَل وزُؤان وغَفًى، منقوص، وكل هذا مما يخرج

منه فيرمى به.

والقَصْلة والقِصْلة: الجماعة من الإِبل نحو الصِّرْمة، وقيل هي من

العشرة إِلى الأَربعين، فإِذا بلغت السنين فهي الكدحة

(* قوله «فهي الكدحة»

هكذا في الأصل، وعبارته في مادة صدع: فاذا بلغت ستين فهي الصدعة أي

بالكسر).

والقِصْل، بالكسر: الفَسْل الضعيف الأَحمق، وقيل: هو الذي لا يَتَمالك

حُمْقاً، والأُنثى قِصْلة؛ وأَنشد لمالك بن مرداس:

ليس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ،

عند البيوت، راشِنٍ مِقَمِّ

وإِنما سمي القَصِيل الذي تعلف به الدواب قَصِيلاً لسرعة اقْتِصاله من

رَخَاصَتِه. قال أَبو الطيب: القِصْل في الناس، والقَصَل في الطعام.

وقَصَل عنُقَه: ضرَبها؛ عن اللحياني. وقَصَل: اسم رجل. وفي حديث الشعبي:

أُغْمِي على رجل من جهينة فلما أَفاق قال ما فعل القُصَل؛ هو بضم القاف

وفتح الصاد اسم رجل.

قصل
قَصَلَه يَقْصِلُه قَصْلاً: قَطَعَه من وسَطِه أَو أسفلَ مِنْهُ قَطْعَاً وحِيّاً، كاقْتَصَلَه، فانْقَصَل، واقْتَصَل، كِلاهما مُطاوِعان، وأنشدَ الصَّاغانِيّ: معَ اقْتِصالِ القَصَرِ العَرادِمِ قَصَلَ البُرَّ قَصْلاً: داسَه. قَصَلَ عنُقَه: ضَرَبَها، عَن اللِّحْيانِيّ. قَصَلَ الدّابّةَ، وقَصَلَ عَلَيْهَا: إِذا عَلَفَها القَصيلَ، وَهُوَ كأَميرٍ: مَا اقْتُصِلَ من الزرعِ أَخْضَرَ. والجمعُ قُصْلانٌ، سُمِّي بِهِ لسرعةِ اقْتِصالِه من رَخاصَتِه. وَسَيْفٌ قاصِلٌ، ومِقْصَلٌ، كمِنْبَرٍ وشَدّادٍ: أَي قَطّاع. ولسانٌ مِقْصَلٌ، كمِنْبَرٍ: ماضٍ، وَهُوَ مَجاز. والقَصَلُ، مُحَرَّكَةً وبالفَتْح وبالكَسْر، الفتحُ عَن اللِّحْيانِيّ، القُصالَةُ كثُمامَةٍ: مَا عُزِلَ من البُرِّ إِذا نُقِّيَ فيُرمى بِهِ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ أَجَلَّ من الترابِ والدِّقاقِ قَلِيلا، عَن اللِّحْيانِيّ، وَفِي الصِّحاح: القُصالَة: مَا يُعزَلُ من البُرِّ إِذا نُقِّيَ ثمّ يُداسُ الثانيةَ. والقَصَلُ فِي الطعامِ: الزُّؤَان، قَالَ: يَحْمِلْنَ حَمْرَاءَ رُسوباً بالنَّقَلْ قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ وَقَالَ الفَرّاءُ: فِي الطعامِ قَصَلٌ، وزُؤانٌ، وغَفىً، مَنْقُوص، وكلُّ هَذَا ممّا يُرمى بِهِ. قَالَ أَبُو عمروٍ: القِصْلُ، بالكَسْر: الفَسْلُ الضعيفُ، وأنشدَ لمالكِ بنِ مِرْداسٍ: لَيْسَ بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلَّسْمِ عِنْد البيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ أَيْضا: الأحمقُ الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ، أَو من لَا يتمالَكُ حُمْقاً، وَبِه فُسِّرَ البيتُ المذكورُ أَيْضا.
القِصْلَة، بهاءٍ: الحَمقاء. أَيْضا: الجماعةُ من الإبلِ نحوَ الصِّرْمَة، أَو هِيَ من العشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعين، فَإِذا بَلَغَت الستِّينَ فَهِيَ الكدحة. قُصَلُ كزُفَرَ: رجلٌ من جُهَيْنةَ لَهُ ذِكرٌ فِي كتابِ مَن)
عاشَ بعد الْمَوْت، كَذَا فِي العُباب، والكتابُ المذكورِ لابنِ أبي الدُّنيا، قَالَ شيخُنا: وَلم أرَ فِيهِ مَا ذَكَرَه، ولعلَّه آخَرُ لغيره، أَو سَقَطَ فِي الَّذِي رأيْناه، واللهُ أعلم، انْتهى. وَفِي حديثِ الشَّعْبيِّ: أُغْميَ على رجلٍ من جُهَيْنةَ فلمّا أفاقَ قَالَ: مَا فَعَلَ قُصَلُ، وتقدّم فِي فصل وَهَذَا محَلُّ ذِكرِه. والقِصْيَلَّةُ، بالكَسْر وفتحِ الياءِ المُثَنّاةِ التحتيّةِ واللامِ المُشَدّدةِ، وَلَو قَالَ: كقِرْشَبَّةٍ لسَلِمَ من هَذَا التَّطْوِيل: القصيرُ العريضُ من الإبلِ وَالنَّاس. أَيْضا: الأَبْجَرُ من الرِّجالِ المُكتَنِزُ اللَّحْم.
القَصيل، كأميرٍ: الْجَمَاعَة. والقَصْل، بالفَتْح: زَهْرُ السَّلَم. يُقَال: شَجَرَةٌ قَصْلَةٌ: أَي رِخوَةٌ. أَو القَصْلَة: الطائفةُ المُنْقَصِلَةُ من الزرعِ جَمْعُها قَصَلٌ، وَقد ذُكِرَ. أَيْضا: الصِّرْمَةُ من الإبلِ، ويُكسَرُ، وَقد ذكر. القَصّال، كشَدّادٍ: الأسَد، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. واقْصَأَلَّ بِهِ كاشْمَعَلَّ: قَبَضَ عَلَيْهِ.
واقْصَأَلَّ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: جَمَلٌ مِقْصَلٌ، كمِنبَرٍ: يَحْطِمُ كلَّ شيءٍ بأنيابِه.
والقَصْل، مُحَرَّكَةً: تِبْنُ الفُولِ خاصّةً. وَيُقَال: مَا فلانٌ إلاّ قُصَالَةٌ وحُثالَةٌ: أَي سَفِلَةٌ، وَهُوَ مَجاز. 

شحن

ش ح ن

شحن السفينة: ملأها وأتمّ جهازها كلّه " في الفلك المشحون " وبينهما شحناه: عداوة، وهو مشاحن لأخيه. ويقال: للشيء الشديد الحموضة: إنه ليشحن الذباب أي يطرده.
(شحن)
السَّفِينَة وَغَيرهَا شحنا حملهَا وملأها والإناء وَنَحْوه ملأَهُ وَيُقَال شحن الْبَلَد بِالْخَيْلِ ملأَهُ بهَا وَفُلَانًا طرده وأبعده

(شحن) عَلَيْهِ شحنا حقد
شحن
قال تعالى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
[الشعراء/ 119] ، أي: المملوء، والشَّحْنَاءُ:
عداوة امتلأت منها النّفس. يقال: عدوّ مُشَاحِنٍ، وأَشْحَنَ للبكاء: امتلأت نفسه لتهيّئه له.
ش ح ن: (شَحَنَ) السَّفِينَةَ مَلَأَهَا وَبَابُهُ قَطَعَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الشعراء: 119] . وَ (الشَّحْنَاءُ) الْعَدَاوَةُ وَكَذَا (الشِّحْنَةُ) بِالْكَسْرِ. وَعَدُوٌّ (مُشَاحِنٌ) . 
شحن
الشَّحْنُ: المَلْءُ، شَحَنْتُ السَّفِيْنَةَ فهيَ مَشْحُونَةٌ. والشَّاحِنُ: أعْظَمُ السُّفُن. والشَّحْنَاءُ: العَدَاوَةُ، وعَدُوٌّ مُشَاحِنٌ. والشَّيْءُ الحامِضُ يَشْحَنُ الذِّبّانَ شَحْناً: أي يَطْرُدُها. وأشْحَنَ له بالسَّيْفِ: رَفَعَه لِيَضْرِبَ به. وأشْحَنَ الصَّبِيُّ للبُكاء: تَهَيَّأ له. وشاحَنْتُه الشَّيْءَ مُشَاحَنَةً: خَالَطْتُه وفاوَضْتُه.
ش ح ن : شَحَنْتُ الْبَيْتَ وَغَيْرَهُ شَحْنًا مِنْ بَابِ نَفَعَ مَلَأْتُهُ وَشَحَنَهُ شَحْنًا طَرَدَهُ.

وَالشَّحْنَاءُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ وَشَحِنْتُ عَلَيْهِ شَحْنًا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَقَدْتُ وَأَظْهَرْتُ الْعَدَاوَةَ وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ وَشَاحَنْتُهُ مُشَاحَنَةً وَتَشَاحَنَ الْقَوْمُ. 

شحن


شَحَنَ(n. ac. شَحْن)
a. Filled; laded, freighted, equipped, fitted out (
ship ); garrisoned (town).
b. Drove away.
c.
( n. ac.
شَحْن), Pursued without catching (game).

شَحِنَ(n. ac. شَحَن)
a. ['Ala], Bore malice against.
b. see supra
(c)
شَاْحَنَa. Hated.

أَشْحَنَa. Sheathed.
b. Was ready to weep.
c. see I (a)
شَحْنa. Cargo; freight.

شِحْنَةa. Garrison; detachment of cavalry.
b. Rations, allowance.
c. see 42
شَاْحِنa. Laded, laden.

شَحْنَآءُa. Hatred, malice, spite, enmity.

N. P.
شَحڤنَa. see 21
N. Ag.
شَاْحَنَa. Rancorous, vindictive, malevolent.

N. Ac.
شَاْحَنَ
(شِحْن)
a. Hostility, malevolence.
[شحن] فيه: يغفر الله لكل عبد ما خلا مشركًا أو "مشاحنًا" أي معاديًا، والشحناء العداوة؛ الأوزاعي: أراد بالمشاحن هنا صاحب بدعة مفارق جماعة، ومن الأول: إلا رجلًا بينه وبين أخيه "شحناء" أي عداوة. ط: لطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر إلا لهما، والشحناء العداوة والغل والحقد، ولعل المراد ما يقع بين المسلمين من النفس الإمارة لا للدين. وفيه: وليذهب "الشحناء" والتباغض، وذلك لأن جميع الخلق يكونون على ملة واحدة، وأعلى أسباب التباغض اختلاف الأديان، وليدعون بفتح واو وهو لام الفعل وفاعله ضمير عيسى. ومنه: إلا رجل كانت بينه وبين أخيه "شحناء" كأنه يشحن قلبه بغضًا له، ورفعه على المعنى وإلا فالظاهر نصبه لأنه من موجب، وانظروا هذين يقطع همزة أي أخروهما. غ: "شحنت" السفينة ملأتها.
[شحن] شَحَنْتُ السفينة: ملأتها. قال الله تعالى: (في الفُلْكِ المَشْحونِ) . وشَحَنْتُ البلدَ بالخيل: ملأته. وبالبلد شِحْنَةٌ من الخيل، أي رابطة. ويقال: مريشحنهم شحنا، أي يطردهم ويشلهم ويكسؤهم. والشحناء: العداوة، وكذلك الشحنة بالكسر. وعدو مشاحن. وأشحن الصبى، أي تهيأ للبكاء، منه قول أبي قِلابة الهُذَلي: إذْ عارَتِ النَبْلُ والتفّ اللُفوفُ وإذْ سَلُّوا السيوفَ وقد هَمَّتْ بإشْحان شدن الغزال يشدن شدونا: قوى وطلع قرناه واستغنى عن أُمَّه. وربَّما قالوا: شَدَنَ المُهْرُ. فإذا أفردوا الشادِنَ فهو ولد الظَبْية. وأَشْدَنَتِ الظبيةُ فهي مُشْدِنٌ، إذا شَدَنَ ولدها. والجمع مَشادِنُ ومشادين، مثل مطافل ومطافيل. والشدنيات من النوق: منسوبة إلى موضع باليمن.
(ش ح ن)

شَحَنَ الرجل السَّفِينَة يشْحَنُها شَحْنا، ملأها. وشحْنُها، مَا فِيهَا كَذَلِك. والشِّحْنَةُ، مَا شَحَنَها، وَقَوله:

تأطَّرْنَ بالميناءِ ثمَّ تركْنَه ... وَقد لحَّ من أحْمالِهن شُحونُ

يجوز أَن يكون مصدر شَحَنَ، وَأَن يكون جمع شِحنَةٍ، نَادرا.

ومركب شاحنٌ، مشحونٌ عَن كرَاع، كَمَا قَالُوا: سر كاتم، أَي مَكْتُوم.

وشَحَنَ الْمَدِينَة وأشْحنَها، ملأها.

وشَحَنَ الْقَوْم يَشْحَنُهم شَحْنا، طردهم.

والشَّحْن، الْعَدو الشَّديد.

وشَحَنَت الْكلاب تَشْحَنُ وتشحُنُ شُحونا، أبعدت الطَّرْد وَلم تصد شَيْئا، قَالَ الطرماح يصف الصَّيْد وَالْكلاب:

يودِّعُ بالأمراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... من المُطْعِماتِ الصَّيدَ غير الشواحن

وأشحَنَ الصَّبِي: تهَيَّأ للبكاء، وَقيل: هُوَ الاستعبار عِنْد اسْتِقْبَال الْبكاء.

والشحْناءُ، الحقد. وَقد شَحِنَ عَلَيْهِ شَحَنا وشاحنَه.

والشَيْحانُ: الطَّوِيل، وَقد يكون فعلانا فَيكون من غير هَذَا الْبَاب وَسَيَأْتِي ذكره.
شحن: شَحَن: جَهز الموضع بالمؤن. وزوده بكل ما يحتاج إليه للدفاع (البلاذري ص133، 163، 165) والمصدر منه ليس هو شَحْن فقط بل شحنة أيضاً (البلاذري ص128، 133، 134، 168).
شحن: بدل أن يقال شحن المركب بالمتاع (البكري ص36) وهو التعبير الصحيح يقال: اكترى مراكب وشحن فيها متاعاً كثيراً (البيان 1: 176) شحَّن (بالتشديد). شحّن ب: ملأ (بوشر).
أشحن. أشحنه بالجراحات: أثخنه جراحاً (بوشر) وأظن أن هذا من خطأ الطباعة والصواب أثخنه الذي يدل على نفس هذا المعنى.
شَحْن (عند البحرية): ما تشحن به السفينة من البضائع وغيرها (محيط المحيط).
شِحْنَة: عدة الحرب وأجهزتها الذي يحتاج إليه الموضع. ففي البلاذري (ص188): ووضع فيها شحنتها من السلاح.
شِحْنَة: مؤونة الطعام، وجمعها شِحَن: ففي رتجرز (ص159) نقلاً من نص عربي: ما كان من شحنة الحبوب ونحوها. (رتجرز ص 127، 159، 160، 176).
شِحْنَة: وسق المركب، حمولة المركب. ففي رياض النفوس (ص89 ق): فانفتح لنا لوح فرجعنا إلى قمودة وفرّغنا بعض الشحنة أو الشحنة كلها ثم أصلحنا المركب.
شِحْنَة: هذه الكلمة تعنى حسب الأزمنة والبلاد: الحاكم أو من يتولى أمر الشرطة في المدينة والرئيس والقيّم والوكيل، وتجمع أحيانا على شِحَن غير أنها تجمع في الغالب على شَحَانِي. (انظر مملوك 142: 195 - 196، دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 172 رقم4). ويقول ابن جبير (ص301): كان الشحنة في المشرق يتولى ما كان يتولاه صاحب الشرطة في الأندلس. ويقول ابن بطوطة (3: 160) إنه كان الحاكم ورئيس الشرطة.

شحن: قال الله تعالى: في الفُلك المَشْحُونِ؛ أَي المملوء. الشَّحْنُ:

مَلْؤُكَ السفينة وإِتْمامُك جِهازَها كله. شَحَنَ السفينة يَشْحَنُها

شَحْناً: مَلأَها، وشَحَنَها ما فيها كذلك. والشِّحْنَةُ: ما شَحَنها.

وشَحَنَ البلدَ بالخيل: ملأَه. وبالبلد شِحْنةٌ من الخيل أَي رابطة. قال ابن

بري: وقول العامَّة في الشِّحْنةِ إنه الأَمير غلط. وقال الأَزهري:

شِحْنةُ الكورَة مَنْ فيهم الكفاية لضبطها من أَولياء السلطان؛ وقوله:

تأَطَّرْنَ بالميناءِ ثم تَرَكْنَه،

وقد لَجَّ من أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مصدر شَحَنَ، وأَن يكون جمع شِحْنة نادراً.

ومَرْكَبٌ شاحِنٌ أَي مَشْحُون؛ عن كراع، كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي

مكتوم. وشَحَنَ القومَ يَشْحَنُهم شَحْناً: طردهم. ومَرَّ يَشْحَنُهم أَي

يَطْرُدهم ويَشُلُّهم ويَكسَؤُهم، وقد شَحَنه إذا طرده. الأَزهري: سمعت

أَعرابياً يقول لآخر: اشْحَنْ عنك فلاناً أَي نَحِّه وأَبْعِدْه.

والشَّحْنُ: العَدْوُ الشديد. وشَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ وتَشْحُنُ شُحُوناً:

أَبْعَدتِ الطَّرَد ولم تَصِد شيئاً؛ قال الطرماح يصف الصيد والكلاب:

يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ

من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ، غيرِ الشَّواحِنِ.

والشاحِنُ من الكلاب: الذي يُبْعِدُ الطَّرِيدَ ولا يصيد. الأَزهري:

الشِّحْنة ما يُقامُ للدوابّ من العَلَف الذي يكفيها يومها وليلتها هو

شِحْنَتها. والشَّحْناء: الحقد. والشَّحْناء: العداوة، وكذلك الشحِْنه،

بالكسر، وقد شَحِنَ عليه شَحْنَاً وشاحَنَه، وعَدُوٌّ مُشاحِنٌ. وشاحَنَه

مُشاحنةً: من الشَّحْناء، وآحَنَه مُؤَاحَنة: من الإِحْنةِ، وهو مُشاحِنٌ لك.

وفي الحديث: يغفر الله لكل بَشَرٍ ما خلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً؛

المُشاحِنُ: المُعادي. والتَّشاحُنُ: تفاعل من الشَّحْناء العداوة؛ وقال

الأَوزاعي: أَراد بالمُشاحن ههنا صاحِبَ البِدْعة والمُفارِقَ لجماعة

الأُمَّة، وقيل: المُشاحَنةُ ما دون القتال من السَّبِّ، والتَّعايُر من

الشَّحْناءِ مأْخوذ، وهي العداوة، ومن الأَول: إلا رجلاً كان بينه وبين أَخيه

شَحْناء أَي عداوة. وأَشْحَنَ الصبيُّ، وقيل: الرجلُ، إِشْحاناً وأَجْهَشَ

إِجْهاشاً: تَهيأَ للبكاء، وقيل: هو الاسْتِعْبارُ عند استقبال البكاء؛

قال الهذلي:

وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ

الأَزهري: ابن الأَعرابي سيوف مُشْحَنة في أَغمادِها؛ وأَنشد:

إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفُوفُ، وإِذْ

سَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ

وهذا البيت أَورده ابن بري في أَماليه متمماً لما أَورده الجوهري في

قوله: وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ، مستشهداً به على أَجْهَشَ الصَّبيُّ إذا تهيأَ

للبكاء، فقال الهُذَلي: هو أَبو قِلابَة؛ والبيت بكماله:

إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ، وإِذْ

سلُّوا السيوف، وقد هَمَّت بإشْحانِ

وقد أَورده الأَزهري:

إذا عارَتِ النَّبلُ والتَّفَّ اللُّفوفُ، وإذْ

سَلُّوا السيوف عراة بعد إِشحانِ

قال ابن سيده: والشِّيحان والشَّيْحان الطويل، وقد يكون فَعْلاناً

فيكون من غير هذا الباب، وسيُذْكر.

شحن
شحَنَ يَشحَن، شَحْنًا، فهو شاحن، والمفعول مَشْحون
• شحَن السّفينةَ ونحوَها: حمَّلها بالبضائع "شحن الإناءَ بالماء: ملأَه- {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} " ° شحنه بالكراهية: ملأ صدرَه بها- يَوْمٌ مشحون بالمتاعب: مزدحم.
• شحَن البضاعةَ: بعثها إلى مكان آخر بطريق البحر أو البرّ أو الجوّ "سفينة شَحْن".
• شحَن بطَّاريّةً: حوّل طاقتها الكهربائيّة إلى طاقة كيماويّة، يمكن استعمالها مصدرًا للكهرباء "شاحن البطَّاريّة: جهاز لشحنها". 

شحِنَ على يَشحَن، شحْنًا وشَحَنًا، فهو شاحِن، والمفعول مشحون عليه
• شحِِن على فلانٍ: حَقَد عليه، وأظهر له العداوةَ والبغضاءَ "لا تَشْحَنْ على من أساء إليك". 

تشاحنَ يتشاحن، تشاحُنًا، فهو مُتشاحِن
• تشاحن القومُ: تباغضوا وتعادَوا، امتلأت قلوبُهم بالضَّغينة والكراهية "تشاحن أهلُ القرية بسبب الانتخابات". 

شاحنَ يشاحن، مشاحنةً، فهو مُشاحِن، والمفعول مُشاحَن
• شاحن فلانًا: باغضه وعاداه "شاحن جارَه". 

شاحن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شحَنَ وشحِنَ على.
2 - مشحون، أي محمَّل ومملوء "مَركبٌ شاحن بالنّفط".
3 - جهاز لشَحْن البطّاريّة "اشتريت الهاتفَ الجوَّال بالشّاحن". 

شاحِنة [مفرد]:
1 - مؤنَّث شاحن.
2 - عربة كبيرة في قطار، تُشحن بالبضائع ونحوها.
3 - سيّارة نقل كبيرة، مركبة تنقل البضائع برًّا. 

شَحْن [مفرد]: مصدر شحَنَ وشحِنَ على.
• بوليصة الشَّحن: (قص) السند أو الإيصال الذي يتسلَّمه صاحب البضائع الجاهزة للشحن من الشركة التي تنقل هذه البضائع.
• بيان الشَّحْن: (جر) تقرير أو مستند يوقّعه القبطان، يتضمّن قائمة بحمولة السفينة والجهة التي تقصدها. 

شَحَن [مفرد]: مصدر شحِنَ على. 

شَحْناءُ [مفرد]: عداوة وبغضاء امتلأت بها النَّفسُ "أزيلوا الشّحناءَ من قلوبكم- أسرَّ له الشّحناءَ". 

شَحْنة [مفرد]: ج شَحَنات وشَحْنات: اسم مرَّة من شحَنَ. 

شِحْنة [مفرد]: ج شِحْنات وشِحَن:
1 - بضاعة توضع في السّفينة ونحوها "أفرغتِ السّفينةُ شِحْنَتَها".
2 - شحناء؛ عداوة وبغضاء "حدثت شحنة بين الجيران".
• الشِّحنة الكهربائيَّة:
1 - (فز) مقدار ما يتحمّله جسم من الكهرباء "شِحْنة مُكثِّف".
2 - كميَّة الكهربا الموجبة أو السَّالبة على جسم ما.

• الشِّحنة المُوجبة: (فز) كهربيَّة تنتج من فقدان الجسم المتعادل كهربيًّا عددًا من الإلكترونات.
• الشِّحنة السَّالبة: (فز) كهربيَّة تحدث من إضافة عدد من الإلكترونات إلى جسم متعادل كهربيًّا.
• شِحنة مُتفجِّرة: (كم) كمِّيَّة المادّة التي تُفجَّر مرّة واحدة. 

شحن

1 شَحَنَ, (S, L, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. شَحْنٌ, (L, Msb,) He filled (S, L, Msb, K) a ship, (S, L, K,) or a house, or chamber, &c.: (Msb:) he filled, [or laded,] and completely equipped or furnished, a ship. (L.) And in like manner, It (i. e. what was in it) filled a ship. (L.) And, (S, L, K,) as also ↓ اشحن, (K,) He filled a town or city (S, L, K) بِالخَيْلِ [with horsemen or the horsemen]. (S, L.) A2: Also, (L, Msb, K,) aor. as above, (L,) and so the inf. n., (L, Msb,) He drove away (L, Msb, K) a people, or party, (L,) or him. (Msb.) And (L) one says, مَرَّ يَشْحَنُهُمْ, (S, L,) inf. n. as above, (S,) He passed along driving them away, and pursuing them. (S, L.) Az heard an Arab of the desert say, اِشْحَنْ عَنْكَ فُلَانًا, meaning Remove thou, and put far away, from thee such a one. (L.) And one says of a thing that is intensely acid, إِنَّهُ يَشْحَنُ الذُّبَابَ i. e. Verily it drives away the flies. (TA.) A3: شَحْنٌ also signifies The running vehemently. (L.) And شَحَنَ, He went far, or far away. (K.) And one says, شَحَنَتِ الكِلَابُ, (L,) [and شَحِنَت, as appears from what follows,] aor. ـْ and تَشْحُنُ, (L, K,) like تَمْنَعُ and تَعْلَمُ and تَنْصُرُ, (K,) inf. n. شُحُونٌ, (L,) The dogs went far in pursuit without catching any prey, or game. (L, K.) A4: شَحِنَ عَلَيْهِ, aor. ـَ (L, Msb, K,) inf. n. شَحَنٌ; (L, Msb;) and شَحَنَ, aor. ـَ inf. n. شَحْنٌ; (Msb;) He bore rancour, malevolence, malice, or spite, against him; (Msb, K;) and (Msb) bore, (L,) or showed, (Msb,) enmity towards him. (L, Msb.) 2 شحّنهُ He made him, or appointed him to the office of, a شِحْنَة, q. v.; occurring in postclassical works.]3 شاحنهُ, (L, Msb, K,) inf. n. مُشَاحَنَةٌ, (L, Msb, KL,) He regarded him, or treated him, with rancour, malevolence, malice, or spite; (Msb;) or with enmity; being so regarded, or treated, by him: (L, Msb, K, KL:) or, as some say, مُشَاحَنَةٌ is such reviling, and blaming, upbraiding, or reproaching, reciprocally, as does not amount to fighting one another; from شَحْنَآءُ meaning “ enmity. ” (L.) 4 اشحن: see 1. b2: Also, (K,) inf. n. إِشْحَانٌ, (L,) He sheathed the sword: (L, * K:) and he drew the sword: thus having two contr. significations. (K.) A2: Also, (S, L, K,) inf. n. as above, (S, L,) He (a boy, or child, S, L, and, as some say, a man, L) was ready, or about, to weep: (S, L, K:) or his eyes watered at the approach of weeping (L.) b2: And اشحن لَهُ بِسَهْمٍ He prepared himself to shoot him, or to shoot at him, with an arrow. (K.) 6 تَشَاحُنٌ The regarding, or treating, one another [with rancour, malevolence, malice, or spite; (see 1, last sentence; and 3;) or] with enmity. (L.) شَحْنَةٌ [thus written, with fet-h to the ش, but I incline to think that it is correctly ↓ شِحْنَةٌ,] The contents of a ship, that fill it. (L.) شِحْنَةٌ: see what next precedes. b2: [Also] A body of men sufficing for the guarding, controlling, or firm holding, of a province, or city, on the part of the Sultán. (Az, L, K. *) And (K) A troop of horsemen keeping post (S, L, K) in a country or town. (S, L.) IB says that the vulgar usage of this word as syn. with أَمِيرٌ [i. e. A commander or commandant, &c., being used app. only in post-classical times, from the Pers\.

شَحْنَهْ, meaning in Pers\., and hence in Arabic also, a viceroy, prefect, chief of the police, or the like,] is a mistake. (L.) b3: And The quantity of fodder appointed to beasts as sufficing them for a day and a night. (Az, L, K.) A2: See also what next follows.

شَحْنَآءُ Rancour, malevolence, malice, or spite: (L:) or vehement hatred: (Msb:) and enmity; (S, L, Msb, K;) as also ↓ شِحْنَةٌ. (S, L, K.) Hence the saying, كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَآءُ i. e. [There was between him and his brother] enmity. (L.) شُحُون in the following verse, cited by ISd, تَأَطَّرْنَ فِى المِينَآءِ ثُمَّ تَرَكْنَهُ وَقَدْ لَجَّ مِنْ أَحْمَالِهِنَّ شُحُونُ may be, accord. to him, an inf. n. of شَحَنَ, or an extr. pl. of شِحْنَةٌ: (L:) [but I rather think that it is a pl. of ↓ شَاحِنٌ, like as شُهُودٌ is of شَاهِدٌ; and accordingly I would render the verse (which evidently relates to ships) thus: They kept close in the port, then they left it, and laders had persisted in contention by reason of their burdens, i. e. the burdens of the ships, because of the labour that they occasioned.]

شَاحِنٌ [act. part. n. of شَحَنَ]: see the next preceding paragraph. b2: See also مَشْحُونٌ.

A2: Also A dog going far in pursuit without catching any prey, or game: pl. شَوَاحِنُ. (L.) A3: and Bearing enmity [or rancour &c. (see 1, last sentence,)] towards another: one says, هُوَ شَاحِنٌ لَكَ [He is bearing enmity &c. towards thee]. (L.) مَشْحُونٌ A ship (فُلْكٌ, so in the Kur [xxvi. 119 &c.], S, L, or مَرْكَبٌ, K [in the L, erroneously, رَكَبٌ],) Filled [or laded, and completely equipped or furnished: see 1, first sentence]; (S, L, K;) as also ↓ شَاحِنٌ, like كَاتِمٌ in the sense of مُكْتُومٌ, (L, K,) mentioned by Kr. (L.) مُشْحَئِنٌّ Becoming angered; or made angry. (K.) عَدُوٌّ مُشَاحِنٌ [An enemy who regards, or treats, another with rancour, &c., being so regarded, or treated by him: see 3]. (S, L.) المُشَاحِنُ as used in a trad. means The schismatic innovator in religion: (L, K:) so says El-Owzá'ee: or the transgressor: (L:) or it means he who has in his heart rancour &c. (شَحْنَآء) towards the Companions of the Apostle of God: or he who forsakes the institutes, or rule and usage, of his prophet; who speaks against his people; who sheds their blood. (TA.)
شحن
: (شَحَنَ السَّفينةَ، كمَنَعَ) ، يَشْحَنُها شَحْناً: (مَلأَها) .
وأَتَمَّ جِهازَها كُلّه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فِي الفُلكِ المَشْحُونِ} ، أَي المَمْلُوء.
(و) شَحَنَ شَحْناً: (طَرَدَ وشَلَّ) . يقالُ: مَرَّ يَشْحَنُهم، أَي يَطْرُدُهم يَشُلُّهم ويَكْسَؤُهم.
(و) شَحَنَ شَحْناً؛ (أَبْعَدَ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: أشْحَنْ عَنْك فلَانا أَي نَحِّه وأَبْعِدْه.
(و) شَحَنَ (المَدينَةَ) بالخيْلِ شَحْناً: (مَلأَها) بهَا، (كأَشَحْنَهَا.
(و) شَحَنَتِ (الكِلابُ تَشْحُنُ، كتَنْصُرُ وتَعْلَمُ وتَمْنَعُ) ، شَحْناً وشُحُوناً: (أَبْعَدَتِ الطَّرْدَ وَلم تَصِدْ شَيئاً) فَهُوَ كلبٌ شاحِنٌ، والجَمْعُ الشَّواحِنُ: قالَ الطرمَّاحُ يَصِفُ الصَّيْدَ والكِلابَ:
توَدِّعُ بالأَعْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشَّواحِنِويُرْوَى: الشوَّاجِن بالجيمِ؛ وتكلَّفَ ابنُ سِيْدَه فِي معْناهُ.
(والشِّحْنَةُ، بالكسْرِ: مَا يُقامُ) ؛ وَفِي التهْذِيبِ: مَا يُفاضُ، (للدَّوابِّ من العَلَفِ الَّذِي يَكْفِيها يَوْمَها ولَيْلَتَها) هُوَ شِحْنَتُها؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
(و) الشِّحْنَةُ (فِي البَلَدِ) ، وَفِي التهْذِيبِ: وشِحْنَة الكُورَةِ، (مَنْ فِيهِ) ، وَفِي التهْذِيبِ: مَنْ فيهم، (الكِفايَةُ لضَبْطِها من جِهَةِ) ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِن أَوْلياءِ، (السُّلْطانِ) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وقوْلُ العامَّةِ فِي الشِّحْنَةِ إنَّه الأَميرُ غَلَطٌ.
(و) الشِّحْنَةُ: (العَداوَةُ) تَمْتلِىءُ مِنْهَا النَّفْس، (كالشَّحْناءِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إلاَّ رجلا كانَ بَيْنه وبينَ أَخِيه شَحْناء) .
(و) الشِّحْنَةُ: (الَّرابِطَةُ من الخَيْلِ) ، هَذَا هُوَ الأَصْل فِي اللّغَةِ، ثمَّ أَطْلَقها العامَّةُ على الأميرِ على هَؤُلَاءِ.
(وشاحَنَهُ) مُشاحَنَةً: (باغَضَهُ) ، وقيلَ: مَا دُونَ القِتالِ مِن السَّبِّ والتَّعايُرِ.
(وأَشْحَنَ) الرَّجُلُ، وقيلَ الصَّبيُّ: (تَهَيَّأَ للبُكَاءِ) ، وكذلِكَ أَجْهَشَ؛ وقيلَ: هُوَ الاسْتِعْبارُ عنْدَ اسْتِقْبالِ البُكَاءِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الإِشْحانُ: أَنْ تَمْتلىءَ نَفْسه لتهيئه للبُكَاءِ.
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي قِلابَة الهُذَليّ:
إِذْ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ وإِذْسَلُّوا السُّيوفَ وَقد هَمَّتْ بإشْحانِ (و) أَشْحَنَ (السَّيفَ: أَغْمَدَهُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وسيوفٌ مُشْحَنة فِي أَغمادِها؛ وأَنْشَدَ قَوْل أَبي قِلابَة المَذْكُور:
سَلُّوا السُّيوفَ عُراةً بعدَ إشْحانِ ورِوايَةُ الجَوْهرِيّ هُنَا:
وَقد هَمَّتْ بإشْحانِ.
كَمَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّي، ورَوَاه الأزْهرِيُّ:
عُراةً بعْدَ إشْحانِ.
(و) نَقَلَ الصَّاغانيُّ عَن بعضِهم: أَشْحَنَ السَّيفَ: (سَلَّهُ) مِن غمْدِهِ، فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) أَشْحَنَ (لَهُ بسَهْمٍ) : إِذا (اسْتَعَدَّ لَهُ ليَرْمِيَهُ) ؛ عَن الصَّاغانيّ. (والمُشاحِنُ المذكورُ فِي الحديثِ) ، يعْنِي حدِيْث لَيْلَة النّصْفِ مِن شَعْبان: (يَغْفرُ اللهاُ لكلِّ بَشَرٍ مَا خَلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِنا) .
وَفِي حدِيثِ أَبي سعيدٍ مِن طريقِ محمدِ بنِ عيسَى بنِ حبَان: (لَا يَنْظر اللهاُ فِيهَا إِلَى مُشْرِكٍ وَلَا إِلَى مُشاحِنٍ) .
وأَخْرَجَ الإمامُ أَحمدُ فِي مُسْندِه مِن حدِيثِ أَبي لهيعَةَ بسَنَدِه عَن عبدِ اللهاُ بنِ عُمَرَ: إلاَّ لاثْنَيْن مُشاحِنٌ وقاتِلُ نفْسٍ.
وَفِي حدِيثِ أَبي الدَّرْداء: (إلاَّ لمُشْرِكٍ أَو قاتِل نفْسٍ حَرَّمَها الّلهُ تَعَالَى، أَو مُشاحِن) : (ورُوِي عَن عبدِ الرَّحْمن بنِ سَلام بسَنَدهِ إِلَى عُثْمان بنِ أَبي العاصِ: (إلاَّ زَانِيَة تكْسَبُ بفَرْجِها، أَو عشاراً، أَو رجلا بَيْنه وبينَ أَخِيه شَحْناء) .
وَعَن القاسِمِ بنِ محمدٍ عَن أَبيهِ عَن جدِّه: (إلاَّ مَنْ فِي قلْبهِ شَحْناء، أَو مُشْرِكاً بالّلهِ، عزَّ وجلَّ) ، وَفِي رِوايَةٍ عَنهُ أَيْضاً: مَا خَلا كافِراً أَو رجلا فِي قلْبهِ شَحْناء؛ فَسَّرُوه بأنَّ المُرادَ بِهِ المُتعادِي، إلاَّ الأُوزَاعِي فإنَّه قالَ: المُرادُ بِهِ (صاحِبُ البِدْعَةِ التَّارِكُ للجَماعَةِ) المُفارِقُ للأُمَّةِ، رَوَاه عَنهُ ابنُ المُبارَكِ؛ وَفِي رِوايَةٍ عَن الأُوزَاعِي: ليسَ المُشاحِنُ الَّذِي لَا يكلِّمُ الرَّجُل إنَّما المُشاحِنُ الَّذِي فِي قلْبِه شَحْناء لأَصْحابِ رَسُول الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ورُوِي عَن عميرِ بنِ هانىءٍ: سأَلْتُ ابنَ ثَوْبان عَن المُشاحِنِ؟ فقالَ: هُوَ التَّارِكُ لسُنَّةِ نبيِّه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطاعِنُ على أُمَّتِه السَّافِكُ دِماءَهم.
(ومَرْكَبٌ شاحِنٌ) : أَي (مَشْحُونٌ) ، عَن كُراعٍ؛ (ككَاتِمٍ للمَكْتُومِ.
(وشَحِنَ عَلَيْهِ، كفَرِحَ) ، شَحَناً: (حَقَدَ) ، وَهُوَ الشَّحْناءُ.
(والمُشْحَئِنُّ، كمُــشْمَعِلَ: المُتَغَضِّبُ) ، كالمُشْحَئِنِّ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّحْنُ: العَدْوُ الشَّديدُ.
والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ مِن الشَّحْناءِ العَداوَة.
ويُقالُ للشيءِ الشَّديد الحموضَةِ إنَّه يَشْحَن الذُّبابَ أَي يَطْردُه.
والشِّيْحانُ: الطَّويلُ، فِيعالٌ مِن الشَّحْن أَو فَعْلان مِن شاحَ، فيكونُ مِن غيرِ هَذَا البَابِ، عَن ابنِ سِيْدَه.
والشِّحْنَةُ، بالكسْرِ: مَا تُشْحَنُ بِهِ السَّفينَةُ.
وأَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ أَبي طالِبِ بنِ أَبي النَّعيم بنِ الشِّحْنَةِ، بالكسْرِ: محدِّثٌ مَشْهورٌ.
وبنُو الشّحْنَةِ الحَنَفيُّون، مِنْهُم: السريُّ بنُ عبدِ البرِّ وأصولُهُ مَعْرُوفُون، يقالُ إنَّ جدَّهم الكَبيرَ كانَ شحْنَة بحَلَبَ.
وشَحِنَ السِّقاء، كفَرِحَ: تَغَيَّرَتْ رائِحَتُه مِن تَرْك الغسْلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وكثُمامَةٍ: عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ شُحَانَةَ الحرَّانيُّ، محدِّثٌ مَعْروفٌ، سَمِعَ ابنَ الحرستاني.
وَفِي المحيطِ: شاحَنَهُ: خالَطَهُ وفاوَضَهُ.
قالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ تَصْحيفٌ صَوابُه بالسِّيْن المُهْمَلَةِ.

شقق

(شقق) - في حديث قُرَّةَ بنِ خالِد: "أَصابَنا شُقاقٌ ونحن مُحرِمُون، فسأَلْنَا أبا ذَرٍّ رضي الله عنه فقال: عليكم بالشَّحْم".
الشُّقَاق: تَشَقُّق الجِلدِ، وهو على صِيغَة الأَدواءِ كالسُّعَالِ والسُّلاقِ ونَحوِهما.
- في حديث عُثْمان رضي الله عنه: "أنه أَرسلَ إلى امرأةٍ بشُقَيْقَة سُنْبُلانِيَّة".
هي تصغير شُقَّة، وهي جِنْس من الثِّياب. وقيل: هي نِصْفُ ثَوبٍ شُقَّ من ثَوْب، والجميعِ الشُّقَق.
- في حديث أبي رَافع: "إنَّ في الجَنَّة شَجرةً تَحمِل كُسوةَ أهلِها أَشدَّ حُمرةً من شَقائِق النُّعمان".
الشَّقَائِقُ: جَمْع شَقِيقَة، وهي الفُرجَة بين الرِّمال الغَليظة تُنْبِت العُشْبَ والشَّجَر. والنُّعمانُ قيل: هو ابنُ المُنْذِر مَلِكُ العَربَ. يقال: إنه نَزَل شَقائِقَ رَمْل، قد أنبتَ الشَّقِرَ الأَحمرَ فاسْتحَبَّها، فأمر أن تُحمَى له، فَسُمِّيت الشَّقَرِيَّة .
وقيل: النُّعمان: اسمُ الدَّم شُبِّهَت حُمرتُها بحُمْرته وشَقَائِقُه: قِطَعُه. - في الحديث: "النِّساء شَقائِقُ الرِّجالِ".
: أي نظائِرهُم وأَمثالُهم في الخُلُق والطِّباع، كأنهن شُقِقْن منهم، ولأن حَوّاءَ خُلِقَت من آدمَ عليه الصلاة والسلام وشُقَّت منه.
وشَقِيق الرَّجلِ أَخُوه؛ لأن نَسَبه شُقَّ من نَسَبه. والشَّقيقَان: القَسِيمان.
- ومنه الحديث: "أَنتُم إخوانُنا وأَشِقَّاؤُنا".
جمع شَقِيق.
- في حَديث المِعْراج : "ألم تَرَوْا إلى المَيِّتِ إذا شَقَّ بَصرُه". بفتح الشين وضم الراء: أي انْفَتَح.
قال الجَبَّان: وضَمُّ الشِّين فيه غَيرُ مُخْتار، وشَقَّ نابُ البَعِير: إذا ظَهَر كأنه شَقَّ الموضِعَ الذي يخرج منه.
في حديث السَّحابِ: "أخَفْوًا أَوْ وَميضًا أو يَشُقُّ شَقًّا".
أراد استِطالَتَه إلى وَسَط السَّماء من غير أن يَأخُذ يَميناً وشِمالًا، أراد يخْفُو خَفْواً أو يَمُضُّ وَمِيضًا؛ ولذلك عَطَف عليه يَشُقّ. - في الحديث " .. في شِقَّةٍ من تَمْر".
: أي قِطْعة تُشَقُّ منه.
- ومنه الحديث: "فطارت منه شِقَّةٌ" .
- في حديث زُهَيْر: "على فَرَسٍ شَقَّاءَ مقّاءَ" .
: أي طويلة، والذى أَشَقُّ.
- في حديث البَيْعَةِ: "تَشْقِيقُ الكَلام عليكم شَدِيدٌ".
: أي التَّطَلُّب فيه ليُخرِجَه أَحْسَن مَخْرجٍ
شقق: {وشقاق}: شاقة. {بشق}: مشقة. {شقة}: سفر بعيد. {شاقوا} {أشق}: أشد. 
شقق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَن رجلا خطب فَأكْثر فَقَالَ عمر: إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق الشَّيْطَان. و [قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو وَغَيرهمَا -] قَوْله: الشقاشق واحدتها شِقْشِقَة وَهِي الَّتِي إِذا هدر الْفَحْل من الْإِبِل العِراب خاصّة خرجت من شدقه شَبيهَة بالرِئة وَهِي الَّتِي / يَقُول فِيهَا الْأَعْشَى: [السَّرِيع] 99 / ب ... واقْنَ فَإِنِّي طَبنٌ عَالم ... أقطع من شِقْشِقَة الهادرِ

وَهَذَا مثل يَقُول: إِنِّي أقطع لِسَان الْمُتَكَلّم الَّذِي يهدر كَمَا يهدر ذَاك فأسكته وَقَوله: اقْنَ يَقُول: الزم حظّك واسكت يُقَال: قنيت حيائي لَزِمته. [قَالَ أَبُو عبيد -] : فَشبه عمر إكثار الْخَاطِب من الْخطْبَة بهدر الْبَعِير فِي شِقشِقته ثمَّ نَسَبهَا إِلَى الشَّيْطَان وَذَلِكَ لما يدْخل فِيهَا من الْكَذِب وتزوير الْخَاطِب الْبَاطِل عِنْد الْإِكْثَار من الْخطب وَإِن كَانَ الشَّيْطَان لَا شقشقة لَهُ إِنَّمَا هَذَا مثل.
ش ق ق : شَقَقْتُهُ شَقًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالشِّقُّ بِالْكَسْرِ نِصْفُ الشَّيْءِ وَالشِّقُّ الْمَشَقَّةُ وَالشِّقُّ الْجَانِبُ وَالشِّقُّ الشَّقِيقُ وَجَمْعُ الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ مِثْلُ شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ وَالشَّقُّ بِالْفَتْحِ انْفِرَاجٌ فِي الشَّيْءِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وَالْجَمْعُ شُقُوقٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَانْشَقَّ الشَّيْءُ إذَا انْفَرَجَ فِيهِ فُرْجَةٌ وَشَقَّ الْأَمْرُ عَلَيْنَا يَشُقُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا فَهُوَ شَاقٌّ وَالْمَشَقَّةُ مِنْهُ وَشَقَّتْ السَّفْرَةُ أَيْضًا وَهِيَ شُقَّةٌ شَاقَّةٌ إذَا كَانَتْ بَعِيدَةً وَالشُّقَّةُ مِنْ الثِّيَابِ وَالْجَمْعُ شُقَقٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَشَاقَّهُ مُشَاقَّةً وَشِقَاقًا خَالَفَهُ وَحَقِيقَتُهُ أَنْ يَأْتِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَا يَشُقُّ عَلَى صَاحِبِهِ فَيَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي شِقٍّ غَيْرِ شِقِّ صَاحِبِهِ.

وَشَقَائِقُ النُّعْمَانِ هُوَ الشَّقِرُ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النُّعْمَانَ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ فَهُوَ أَخُوهُ فِي لَوْنِهِ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَقِيلَ وَاحِدَتُهُ شَقِيقَةٌ. 

شقق


شَقَّ(n. ac. شَقّ)
a. Split, cleft; slit, rent, tore open;
sundered, divided, parted; traversed, opened a way through.
b. Shot across the sky (lightning).
c.(n. ac. شُقُوْق), Burst the gum, came through (tooth).
d.(n. ac. شَقّ
مَشْقَقَة) ['Ala], Distressed, troubled; vexed, molested; brought
trouble upon.
e. ['Ala], [ coll. ], Visited, consoled
( one sick ).
f. Tilled (ground).
g. Extended high.

شَقَّقَa. Split up, chopped (wood); pronounced
articulated distinctly (words).
شَاْقَقَa. Separated, became estranged from, broke off
with.
b. Was hostile to.

تَشَقَّقَa. see VII (a)
تَشَاْقَقَa. Wrangled, quarreled.

إِنْشَقَقَa. Was split, riven, cloven asunder; was cracked; split
cracked open, divided & c.
b. Separated himself, became a schismatic.

إِشْتَقَقَa. Took the half of.
b. [acc. & Min], Derived from (word).
c. [Fī], Wandered, digressed in (speech).

شَقّ
(pl.
شُقُوْق)
a. Cleft, fissure; crack, split; cranny, chink.
b. Dawn, daybreak.
c. see 2 (b)
شِقّa. Half, moiety; part; counterpart; side.
b. Trouble, difficulty, distress; fatigue
weariness.

شِقَّة
(pl.
شِقَق شِقَاْق)
a. Half, moiety.
b. Splinter, chip.
c. Piece, strip, roll of cloth.
d. Long journey.
e. Distance.
f. Destination.

شُقَّة
a. [ coll. ], Note, memorandum;
intimation.
b. (pl.
شُقَق شِقَاْق)
see 2t (c) (d), (e), (f). —
مَشْقَقَة
17t
مِشْقَقَة
(pl.
مَشَاْقِقُ), Trouble, distress; toil, labour.
شِقَاْقa. Opposition; dissension, discord; dispute.
b. Division; schism.

شَقِيْق
(pl.
أَشْقِقَآءُ)
a. Split; halved.
b. Half; side.
c. Uterine brother.

شَقِيْقَة
(pl.
شَقَاْئِقُ)
a. Half; side.
b. Megrim, headache.
c. Uterine sister.
d. Valley; pass, defile, gorge.

N. P.
إِشْتَقَقَa. Derived (word); derivative.
N. Ag.
إِشْتَقَقَa. Etymology.

شَقِيْقَة النُّعْمَان
a. Anemone.

شَقَّ العَصَا
a. He separated himself.
ش ق ق: (الشَّقُّ) وَاحِدُ (الشُّقُوقِ) وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَتَقُولُ: بِيَدِ فُلَانٍ وَبِرَجُلِهِ شُقُوقٌ. وَلَا تَقُلْ: شُقَاقٌ، وَإِنَّمَا (الشُّقَاقُ) دَاءٌ يَكُونُ بِالدَّوَابِّ وَهُوَ (تَشَقُّقٌ) يُصِيبُ أَرْسَاغَهَا وَرُبَّمَا ارْتَفَعَ إِلَى أَوْظِفَتِهَا. وَ (الشِّقُّ) بِالْكَسْرِ نِصْفُ الشَّيْءِ. وَالشِّقُّ أَيْضًا النَّاحِيَةُ مِنَ الْجَبَلِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: «وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غَنِيمَةٍ بِشِقٍّ» . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ. وَالشِّقُّ أَيْضًا (الْمَشَقَّةُ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7] وَهَذَا قَدْ يُفْتَحُ. وَ (الشُّقَّةُ) مِنَ الثِّيَابِ. وَالشُّقَّةُ أَيْضًا السَّفَرُ الْبَعِيدُ يُقَالُ: (شُقَّةٌ شَاقَّةٌ) وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ. وَ (الشَّقِيقُ) الْأَخُ. وَ (شَقَائِقُ) النُّعْمَانِ زَهْرٌ وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ. وَإِنَّمَا أُضِيفَ إِلَى النُّعْمَانِ لِأَنَّهُ حَمَى أَرْضًا فَكَثُرَ فِيهَا ذَلِكَ. وَ (الشَّقِيقَةُ) وَجَعٌ يَأْخُذُ نِصْفَ الرَّأْسِ وَالْوَجْهَ. وَ (شَقَّ) الشَّيْءَ (فَانْشَقَّ) وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (شَقَّ) فُلَانٌ الْعَصَا أَيْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ. وَ (الْمُشَاقَّةُ) وَ (الشِّقَاقُ) الْخِلَافُ وَالْعَدَاوَةُ. وَ (شَقَّ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (مَشَقَّةً) أَيْضًا وَالِاسْمُ (الشِّقُّ) بِالْكَسْرِ. وَ (اشْتِقَاقُ) الْحَرْفِ مِنَ الْحَرْفِ أَخْذُهُ مِنْهُ. وَ (شَقَّقَ) الْحَطَبَ وَغَيْرَهُ (فَتَشَقَّقَ) . وَالْعُصْفُورُ (يُشَقْشِقُ) فِي صَوْتِهِ. 
(ش ق ق) : (الشُّقَاقُ) بِالضَّمِّ تَشَقُّقُ الْجِلْدِ (وَمِنْهُ) طَلَى شُقَاقَ رِجْلِهِ وَهُوَ خَاصٌّ وَأَمَّا الشَّقُّ لِوَاحِدِ الشُّقُوقِ فَعَامٌّ (وَمِنْهُ) شَقُّ الْقَبْرِ لِضَرِيحِهِ (وَفِي التَّهْذِيبِ) قَالَ اللَّيْثُ الشُّقَاقُ تَشَقُّقُ الْجِلْدِ مِنْ بَرْدٍ أَوْ غَيْرِهِ فِي الْيَدَيْنِ وَالْوَجْهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الشُّقَاقُ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ مِنْ بَدَنِ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ (وَأَمَّا الشُّقُوقُ) فَهِيَ صُدُوعٌ فِي الْجِبَالِ وَالْأَرْضِ (وَفِي التَّكْمِلَةِ) عَنْ يَعْقُوبَ يُقَالُ بِيَدِ فُلَانٍ شُقُوقٌ وَلَا يُقَالُ شُقَاقٌ لِأَنَّ الشُّقَاقَ فِي الدَّوَابِّ وَهِيَ صُدُوعٌ فِي حَوَافِرِهَا وَأَرْسَاغِهَا وَهَكَذَا فِي الْمَقَايِيسِ وَمَا فِي خِزَانَةِ الْفِقْهِ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ اللَّيْثِ (وَذَاتُ الشُّقُوقِ) مَوْضِعٌ بِقُرْبِ مَكَّةَ وَرَاءَ الْحَرَمِ (وَالشِّقُّ) بِالْكَسْرِ الْجَنْبُ فِي قَوْلِهِ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْسَرُ وَالنِّصْفُ وَالْجَانِبُ فِي قَوْلِهِ وَلَهَا شِقٌّ مَائِلٌ أَيْ هِيَ مَفْلُوجَةٌ وَكَذَا فِي قَوْلِهِ تَكَارَى شِقَّ مَحْمَلٍ (وَمِنْهُ) شَاقَّهُ مُشَاقَّةً إذَا خَالَفَهُ كَأَنَّهُ صَارَ بِشِقٍّ مِنْهُ (وَالشِّقُّ) أَيْضًا مِنْ حُصُونِ خَيْبَرَ وَرُوِيَ بِالْفَتْحِ (وَالشِّقَّةُ) الْقِطْعَةُ مِنْ كُلِّ خَشَبَةٍ (وَمِنْهَا) «حَدِيثُ عَدِيٍّ فَذَبَحَهُ بِشِقَّةِ الْعَصَا» وَبِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ مِنْ الثَّوْبِ وَبِتَصْغِيرِهَا جَاءَ الْحَدِيثُ «وَعَلَيْهِ شُقَيْقَةٌ سُنْبُلَانِيَّةٌ» وَجَمْعُهَا شُقَقٌ (وَشِقَاقٌ) بِالْكَسْرِ يُقَالُ فُلَانٌ يَبِيعُ شِقَاقَ الْكَتَّانِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الزِّيَادَاتِ اشْتَرَى مُلَاءَةً فَوَجَدَهَا شِقَاقًا (وَالشُّقَّةُ) بِالضَّمِّ أَيْضًا الطَّرِيقُ يَشُقُّ عَلَى سَالِكهِ قَطْعُهُ أَيْ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ وَقَوْلُهُ يُسْتَسْعَى الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَى حَذْفِ الصِّلَةِ كَمَا فِي الْمَنْدُوبِ وَالصَّوَابُ إثْبَاتُهَا.
ش ق ق

برجله شقوق وشقاق. وفي القدح شق وشقوق. ولا تكتب بقلم ملتو، ولا ذي مشق غير مستو. وأخذ شقه: نصفه " لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس " بمشقتها ومجهودها. ووقع في شق من هذا الأمر ومشقة ومشاق. وشق عليه ذلك. وقعدوا في شق من الدار: في ناحية منها. وخذ من شق الثياب: من عرضها ولا تختر. وقد اشتق الفرس في عدوه: مال في أحد شقيه. وسمعت بمكة من يقول لحامل الجوالق: استشق به أي حرفه على أحد شقيه حتى ينفذ الباب. وطارت من الخشبة أو القصبة شقة: شظية. وشقه فانشق، وشققه فتشقق. وأعطني شقة من الثوب وشققاً. وعنده شقاق الكتان. و" بعدت عليهم الشقة ": الطريق، وشقة شاقة، وقطعوا شقق الفلا وشاقه. وبينهما شقاق ومشاقة. وفرس أشق أمق. ونزلوا في شقيقة من شقائق الرمل وهي أرض صلبة بين رملتين تنبت الشجر والعشب.

ومن المجاز: " شق فلان عصا المسلمين ": خالفهم. وانشقت العصا بينهم: تفرقوا. وشق الصبح والناب وبصر الميت شقوقاً. ورأيت برقا يشق شقاً إذا استطال ولم يأخذ يميناً وشمالاً. وقال الشماخ:

إذا ما الليل كان الصبح فيه ... أشق كمفرق الرأس الدهين

أراد ذنب السرحان. وتشقق الفرس: ضمر. واشتق في الكلام والخصومة: أخذ يميناً وشمالاً وترك القصد. قال رؤبة:

وكيد مطال وخصم مبده ... ينوي اشتقاقاً في الضلال المتيه

وقال:

لو صخبت حولاً وحولاً لم تفق ... يشتق في الباطل منها الممتذق

تذهب في كل شق منه. واشتق الطريق في الفلاة: مضى فيها. قال الشماخ:

وأغبر وراد العداد كأنه ... إذا اشتق في جوز الفلاة فليق

يرد العد سالكوه، فليق صبح، وقيل: موضع حلقوم البعير. وهو أخي وشقيقي وشق نفسي. ورجل شاق: مطرمذ يتنفج ويقول كان وكان ويتبجح بصحبة السلطان وما أشبه ذلك. ويقال للفصيح: هدرت شقشقته وأصلها لهاة الفحل ولا تكون إلا للعربيّ.
[شقق] الشَقُّ: واحد الشُقوقِ، وهو في الأصل مصدر. وتقول: بيد فلان وبرجله شُقوقٌ، ولا تقل شُقاقٌ، وإنَّما الشُقاقُ داءٌ يكون بالدواب، وهو تشقق يصيب أرساغها، وربما ارتقع إلى أوظفتها. عن يعقوب. والشق: الصبح. والشق بالكسر: نصف الشئ، يقال: أخذت شِقَّ الشاة وشِقَّةَ الشاة. والشِقُّ أيضاً: الناحية من الجبل. وفى حديث أم زرع: " وجدني في أهل غنيمة بشق ". وقال أبو عبيد. هو اسم موضع. والشق أيضا: الشقيق. يقال: هو أخى وشق نفسي. وشق: اسم كاهن من كهان العرب. والشق: المَشَقَّةُ. ومنه قوله تعالى: {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس} وهذا قد يفتح، حكاه أبو عبيد. والشقة: شظية تشظى من لَوح أو خَشَبة. يقال للغضبان: احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ. والشُقَّةُ بالضم، من الثياب. والشُقَّةُ أيضاً: السَفَرُ البعيد. يقال: شُقَّةٌ شَاقَّةٌ، وربما قالوه بالكسر. وهذا شقيق هذا، إذا انشق الشئ بنصفين فكل واحد منها شقيق الآخر، ومنه قيل: فلان شقيق فلان، أي أخوه. قال الشاعر وقد صغَّره : يا ابْنَ أُمِّي ويا شُقَيِّقُ نَفْسي أنت خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَديدِ والشَقيقَةُ: الفُرْجَةُ بين الحَبْلين من حبال الرمل تُنبت العشب، والجمع الشَقائِقُ. قال الشاعر : ويومَ شَقيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنو شيبان آجالا قصارا والحسنان: نقوان من رمل بنى سعد. وشقائق النعمانِ معروفُ، واحده وجمعه سواء، وإنّما أضيف إلى النُّعمان لأنَّه حمى أرضاً فكثُر فيها ذلك. والشَقيقَةُ: وجعٌ يأخذ نِصف الرأس والوجه. والشقيقة: اسم جدة النعمان بن المنذر، قال ابن الكلبى: هي بنت أبى ربيعة بن ذهل بن شيبان. قال النابغة الذبيانى يهجو النعمان: حدثوني بنى الشقيقة ما يمنع فقا بقرقر أن يزولا وفرس أشق، أي طويل، والانثى شقاء. قال جابر أخوبنى معاوية بن بكر التغلبي: ويوم الكلاب استزلت أسلاتنا شرحبيل إذ آلى آلية مقسم لينزعن أَرْماحنا فإِزالَهُ أبو حَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقَّاَء صَلْدِمِ ويروى: " عن سرج ". يقول: حلف عدونا لينتز عن أرواحنا من أيدينا فقلناه. وشققت الشئ فانشق. وشق ناب البعير، أي طلع، لغةٌ في شَقَأَ. وشَقَّ فلانٌ العصا، أي فارقَ الجماعة. وانْشَقَّت العصا، أي تَفَرَّقَ الأمر. والمُشَاقَّةُ والشِقاقُ: الخلافُ والعداوةُ. وشق على الشئ يشق شقا ومشقة، والاسم الشق بالكسر. وشق بصرُ الميت، إذا نظرَ إلى شئ لا يرتد إليه طرفه. قال ابن السكيت: ولا تقل شَقَّ الميّتُ بصره، وهو الذي حضره الموت. والاشْتِقاقُ: الأخذُ في الكلام وفي الخصومة يميناً وشمالاً، مترك القصد. واشتقاق الحرف من الحرف: أَخْذُهُ منه. ويقال: شَقَّقَ الكلامَ، إذا أخرجه أحسن مخرج. وشققت الحطب وغيره فتشقق. وشقشق الفحل شقشقة: هدر. والعصفور يُشَقْشِقُ في صوته. والشِقشقَةُ بالكسر: شئ كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج. وإذا قالوا للخطيب: ذو شِقْشِقَةٍ، فإنّما يشبه بالفحل.
(ش ق ق) و (ش ق ش ق)

الشق: الصدع الْبَائِن. وَقيل: غير الْبَائِن وَقيل: هُوَ الصدع عَامَّة.

شقَّه يشقه شقا، فانشق، وشققه فتشقق قَالَ:

أَلا يَا خبز يَا ابْنة يثردان ... أَبى الْحُلْقُوم بعْدك لَا ينَام

وبرقا للعصيدة لَاحَ وَهنا ... كَمَا شققت فِي الْقدر السناما

والشق: الْموضع المشقوق، كَأَنَّهُ سمي بِالْمَصْدَرِ وَجمعه: شقوق. وَقَالَ اللحياني: الشق: الْمصدر، والشق: الِاسْم، لَا اعرفها عَن غَيره.

والشقاق: دَاء يَأْخُذ فِي الْحَافِر والرسغ تكون فيهمَا مِنْهُ صدوع.

وشق الْحَافِر والرسغ: أَصَابَهُ شقَاق.

وكل شقّ فِي جلد عَن دَاء: شقَاق، جَاءُوا بِهِ على عَامَّة ابنية الادواء.

وشق النبت يشق شقوقاً، وَذَلِكَ فِي أول مَا تنفطر عَنهُ الأَرْض.

وشق نَاب الصَّبِي يشق شقوقاً: فِي أول مَا يظْهر.

وشق نَاب الْبَعِير يشق شقوقاً: طلع.

وشق بصر الْمَيِّت شقوقا: شخص، وَلَا يُقَال: شقّ الْمَيِّت بَصَره.

وَانْشَقَّ الْبَرْق، وتشقق: انعق.

وشقيقة الْبَرْق: عقيقته.

وشقائق النُّعْمَان: نبت، واحدتها: شَقِيقَة، سميت بذل لحمرتها على التَّشْبِيه بشقيقة الْبَرْق. والشقيقة: المطرة المتسعة، لِأَن الْغَيْم انْشَقَّ عَنْهَا. قَالَ عبد الله بن الدمينة:

ولمح بعينيها كَأَن وميضه ... وميض الحيا تهدى لنجد شقائقه

وَقَالُوا: المَال بَيْننَا شقّ الأبلمة والأبلمة: أَي الخوصة أَي نَحن متساوون فِيهِ، وَذَلِكَ أَن الخوصة إِذا أخذت فشقت طولا انشقت بنصفين.

والشق، والمشق: مَا بَين الشفرين من حَيا الْمَرْأَة.

والشواق من الطّلع: مَا طَال فَصَارَ مِقْدَار الشبر، لِأَنَّهَا تشق الكمام، واحدتها: شاقة.

وَحكى ثَعْلَب عَن بعض بني سواءة: اشق النّخل: طلعت شواقه.

والشقة: الْقطعَة المشقوقة من لوح أَو غَيره.

وَيُقَال للْإنْسَان عِنْد الْغَضَب: احتد فطارت مِنْهُ شقة فِي الأَرْض وشقة فِي السَّمَاء.

والشق، والشقة: نصف الشَّيْء إِذا شقّ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة.

والشق: النَّاحِيَة، والجانب من الشق أَيْضا.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا وَالَّذِي شقّ الرِّجَال للخيل، وَالْجِبَال للسيل، وَلم يفسره. وَعِنْدِي: انه جعل الرِّجَال وَالْجِبَال جملَة وَاحِدَة ثمَّ خرقهما، فَجعل الرِّجَال لهَذِهِ وَالْجِبَال لهَذَا.

والشقاق: غَلَبَة الْعَدَاوَة وَالْخلاف.

شاقه مشاقة، وشقاقا: خَالفه.

وشق امْرَهْ، يشقه شقا، فانشق: انفرق وتبدد اخْتِلَافا.

وشق عَصا الطَّاعَة، فانشقت، وَهُوَ مِنْهُ.

وانشقت الْعَصَا بالبين، وتشققت. قَالَ قيس بن ذريح:

وناح غراب الْبَين وانشقت الْعَصَا ... ببين كَمَا شقّ الْأَدِيم الصوانع

وشق الرجل، وشقيقه: أَخُوهُ.

وَجمع الشَّقِيق: أشقاء.

والشقيقة: دَاء يَأْخُذ فِي نصف الرَّأْس وَالْوَجْه. والشق وَالْمَشَقَّة: الْجهد والعناء، وَحكى أَبُو زيد فِيهِ: الشق، بِالْفَتْح.

شقّ عَلَيْهِ يشق شقا.

والشقة من الثِّيَاب: السبيبة المستطيلة.

وَالْجمع: شقق، وشقاق.

والشقة، والشقة: السّفر الْبعيد.

والأشق: الطَّوِيل من الرِّجَال وَالْخَيْل، وَالِاسْم: الشقق.

واشتقاق الشَّيْء: بُنْيَانه من المرتجل.

واشتقاق الْكَلَام: الْأَخْذ فِيهِ يَمِينا وَشمَالًا.

واشتق الخصمان فِي الشَّيْء، وتشاقا: تلاحا.

واشتق الْفرس فِي عدوه: ذهب يَمِينا وَشمَالًا.

والشقيقة: قِطْعَة غَلِيظَة بَين كل حُبْلَى رمل وَهِي مكرمَة للنبات.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّقِيقَة: لين من غلظ الأَرْض يطول مَا طَال الْحَبل.

وَقيل: الشَّقِيقَة: فُرْجَة فِي الرمل تنْبت العشب. قَالَ: فال أَبُو هِشَام الْأَعرَابِي: هُوَ مَا بَين الأميلين يَعْنِي بالأميل: الْحَبل.

والشقيقة، والشقوقة: طَائِر.

وشق، وشقيق: اسمان.

والاشق: اسْم بلد. قَالَ الاخطل:

فِي مظلم غدق الربَاب كَأَنَّمَا ... يسقى الاشق وعالجا بدوالي

والشقشقة: نهاة الْبَعِير، وَلَا تكون إِلَّا للعربي من الْإِبِل.

وَمِنْه سمى الخطباء: شقاشق، شبهوا المكثار بالبعير الْكثير الهدر. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق الشَّيْطَان " فَجعل للشَّيْطَان شقاشق، وَنسب الْخطب إِلَيْهِ، لما يدْخل فِيهَا من الْكَذِب.

وَفُلَان شقشقة قومه: أَي شريفهم وفصيحهم قَالَ ذُو الرمة:

كَأَن اباهم نهشل أَو كَأَنَّهُمْ ... بشقشقة من رَهْط قيس بن عَاصِم 
[شقق] فيه: لولا أن "أشق" على أمتي لأمرتهم بالسواك، أي لولا أن أثقل عليهم، من المشقة: الشدة. ط: أفظ متكلم أي لولا خوف مشقة لأمرتهم أي أمر إيجاب. غ: "تشققت" عليه ثقلت عليه. ومنه: وجدني في أهل غنيمة "بشق" يروى بكسر من المشقة أي بجهد من العيش، ومنه ((لم تكونوا بالغيه إلاكلفت بالعمل الظاهر لأنك لا تقدر على ما في الباطن - ويتم في تقبل من ق. وح: يريد أن "يشق" عصاكم، أي يفرق جماعتكم كما تفرق العصا المشقوقة، وهو عبارة عن اختلاف الكلمة وتنافر النفوس. ط: العصا كناية عن الجمع، يعني من قصد عزل إمام ليكون هو إمامًا أو لينصب آخر في ناحية أخرى فاقتلوه. وشقة العصا القطعة من كل خشبة وبالضم القطعة من الثوب. وفيه ح: و"شقه" ساقط، هو بالكسر النصف. وح: من "شاق شق" الله عليه، هو بإطلاقه يشمل المشقة على نفسه بأن يكلفه وعلى غيره بأن يكلفه بما فوق طاقته. ك: شاق أي يضر الناس ويحملهم على أمر شاق، أو يكون في شق منهم وناحية بالخلاف لهم، شق الله أي ثقل عليه. ط: ثم "تشقق" الأنهار، أصله تنشق أي يجري من الأبحر الأربعة الأنهار إلى مكان كل من أهل الجنة. وح: استسعى غير "مشقوق" عليه، الاستسعاء أن يكلف الاكتساب والطلب حتى يحصل قيمة نصيب الشريك الآخر، وقيل: لا يستغلى عليه في الثمن. غ: "الشقاق" الخلاف والعداوة. و ((بعدت عليهم "الشقة")) أي الناحية التي ندبوا إليها وهي تبوك. ش: أنا أول من "ينشق" عنه الأرض، أي أول من يعاد فيه الروح ويبعث من القبر. وح: فإذا هو يجري ولم "يشق شقًا" أي يجري على الأرض في غير أخدود.
شقق
شقَّ1/ شقَّ على شقَقْتُ، يَشُقّ، اشْقُقْ/ شُقّ، شقًّا ومَشقَّةً، فهو شاقّ، والمفعول مشقوق عليه
• شقّ الأمرُ: صعُب وثقُل "عمل شاقّ".
• شقّ عليه الصَّومُ: صعُبَ عليه تحمُّله، أرهقه وكان عسيرًا عليه "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ [حديث]- {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} ". 

شَقَّ2 شقَقْتُ، يَشُقّ، اشْقُقْ/ شُقّ، شقًّا وشُقوقًا، فهو شاقّ، والمفعول مشقوق (للمتعدِّي)
• شقّ النّابُ: طلع أوّلُ ما يبدو منه "شقّ النباتُ: بدا وظهر، وذلك أوَّل ما تنفطر عنه الأرضُ".
• شقّ البرقُ: رُئي مستطيلا بين السّحاب ويستدلّ به على المطر.
• شقّ الشَّيءَ: صدعه وأحدث به شرْخًا أو فلقًا، أو خرقًا، أو ثقبًا نافذًا "شقَّ إطارَ سيّارة: خرقه، ثقبه- شقّ ثوبًا: مزّقه، قطعه- منظر يشقّ نياطَ القلوب- شقّ الخشبَ: فلقه" ° شق حزبًا سياسيًّا: عمل على تفرقته- شقّ السّكونَ: بدّد الهدوء- شقّ طريقَه بين الجماهير: اخترقها بصعوبة- شقّ طريقَه بين زملائه: حقّق أهدافَه مثلهم- شقَّ عَصَا الجماعة: فرّق كلمتها، خالفهم- شقَّ عَصَا الطَّاعة: خالف وعصى وتمرَّد- لا يُشقّ له غبار: لا يمكن التفوّق عليه، لا يُلحق، لا يُدرَك، لا يُبارى.
• شقّ الطَّريقَ: مهّده وهيّأه للمرور "يشقّ طريقَه إلى النجاح"? شقَّ طريقَه في مُعْتَركِ الحياة: نجح في تحقيق ما طمح إليه من مركز اجتماعيّ ونحو ذلك.
• شقّ الأرضَ: حرَثها " {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا} ".
• شقّ نهرًا: حفَره. 

اشتقَّ يشتقّ، اشْتَقِقْ/ اشْتَقَّ، اشتقاقًا، فهو مُشتقّ، والمفعول مُشتقّ
• اشتقَّ الرَّجلُ طريقَه في الصَّحراء: سلكه في صعوبة.
• اشتقَّ الكلمةَ من غيرها: صاغَها منها.
• اشتقَّ الرَّغيفَ: أخذ شِقَّه أي نِصفَه. 

انشقَّ ينشقّ، انْشَقِقْ/ انْشَقَّ، انشقاقًا، فهو مُنشقّ
• انشقَّ الشَّيءُ: انفلق، انصدع أو انقسم "انشقّ الحائطُ- {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} - {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ} ".
• انشقَّ الفجرُ: طلع وظهر.
• انشقَّ الرَّأيُ: تبدّد اختلافًا "انشقّ حزبٌ: حدث فيه انقسام واختلاف" ° انشقّت عصا الجماعة: تفرّقوا، وقع الخلافُ بينهم- دَوْلَة منشقَّة.
• انشقَّ فلانٌ: خرج عن قانون دولة أو جماعة وانضمّ إلى جماعةٍ مناهضة. 

تشاقَّ يتشاقّ، تَشاقَقْ/ تَشاقَّ، تشاقًّا، فهو مُتشاقّ
• تشاقَّ الرَّجُلان: تعاديا وتخالفا، تلاحّا وأخذا في الخصومة يمينًا وشمالاً. 

تشقَّقَ يتشقّق، تشقُّقًا، فهو مُتشقِّق
• تشقَّق المنزلُ: تصدّع وظهرت به فجوات وشقوق " {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا}: أصله (تتشقَّق) - {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ}: أصله (يتشقّق) وأُدْغمت التاء في الشين". 

شاقَّ يشاقّ، شاقِقْ/ شاقَّ، شِقاقًا ومُشاقّةً، فهو مُشاقّ، والمفعول مُشاقّ
• شاقَّ الرَّجُلَ: خالفه وعاداه " {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ} ". 

شقَّقَ يشقِّق، تشقيقًا، فهو مُشقِّق، والمفعول مُشقَّق
• شقَّق الشَّيءَ: بالغ في شقّه، فلّقه, صدّعه ° شقّق البردُ اليدين: أحدث شقوقًا صغيرة وتمزّقًا في الجلد- شقّق الجفافُ الأرضَ- شقّق حائِطًا.
 • شقَّق الكَلامَ: وسَّعه وبيَّنه وولّد بعضَه من بعض، أخرجه أحسن مخرج. 

اشتقاق [مفرد]: مصدر اشتقَّ.
• الاشتقاق:
1 - (لغ) علم يبحث في توالد الكلمات صعودًا من وضعها الحاضر إلى أبعد وضع لها معروف وهو ثلاثة أنواع: صغير، وكبير، وأكبر.
2 - (لغ) علم في قواعد اللُّغة مؤسّس على علميّ الأصوات والمعاني. 

انشقاق [مفرد]: مصدر انشقَّ.
• الانشقاق: اسم سورة من سُور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 84 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وعشرون آية. 

شاقّ [مفرد]: ج شاقّون وشواقُّ، مؤ شاقّة، ج مؤ شاقّات وشواقُّ:
1 - اسم فاعل من شقَّ1/ شقَّ على وشَقَّ2.
2 - مُرْهِق، متعب، يتطلّب جهدًا وعناءً "عملٌ شاقّ" ° أشغال شاقّة: حكم بالسَّجن مع فرض بعض الأعمال المُرهقة خلال فترة السَّجن.
3 - وَعِر، صعب، عسير "طريق شاقّ". 

شُقاق [مفرد]: تشقُّق الجلد من داء أو برد "شُقاق في جانبي الفم/ الشفايف". 

شِقاق [مفرد]:
1 - مصدر شاقَّ.
2 - اختلاف وانقسام، خصومة وعدم اتِّفاق، عداوة "شِقاق في حزب سياسيّ- القضيَّة موضوع شِقاق: سبب خلاف ونزاع- {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا} " ° ألقى بينهما بذور الشِّقاق: سعى بينهما بالنَّميمة- بينهما شِقاق- في شِقاق: مناوأة ومعاندة ومخالفة لله. 

شَقّ [مفرد]: ج شُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر شقَّ1/ شقَّ على وشَقَّ2.
2 - صَدْع أو خَرْق أو تمزّق "شقّ في إطار سيَّارة/ ثوب/ مرآة/ عضلة" ° شَقُّ شَعْرةٍ: بالتساوي.
3 - جُرح سطحيّ وتمزّق في الجلد "في رجليه شقوق كثيرة".
4 - فتحة ضيِّقة ومستطيلة "شقّ في جَبَل".
5 - (جو) فرجة ضيّقة في التكوين الصخريّ بسبب ما يحدث له من توتُّر أو ضغط.
6 - (جو) شقّ يحدث في رواسب الطين، أو الغِرْين بسبب الجفاف.
• شَقّ خيشوميّ: (حي) إحدى الفتحات على جانبي الرأس وتفتح في الجيب الخيشوميّ.
• الشَّق القيصريّ: (طب) عمليّة تُجرى لاستخراج الجنين بشقّ بطن أُمِّه في حالة تعسُّر الولادة الطَّبيعيّة. 

شِقّ [مفرد]: ج شُقوق:
1 - جُزء، نصف "خذْ شِقّ هذا الطعام- اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ [حديث] ".
2 - جانب، شطر "نمْ على شِقّك الأيمن" ° وقَع بين شِقّي رحى: أحاطت به المشكلات من كلِّ جانب، وقع بين أمرين كلاهما شرّ.
3 - جهد، تعب، مشقّة " {إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ} ". 

شَقّاق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من شَقَّ2.
2 - عامل يشُقّ جسمًا صُلْبًا "شقّاق خشب/ حجارة في منجم" ° رَجُلٌ شقَّاق: متكبِّر، مدَّعٍ ما ليس له. 

شَقّاقة [مفرد]: اسم آلة من شَقَّ2: آلة لشقِّ الحجارة في المناجم. 

شَقَّة [مفرد]: ج شقَّات وشُقَق:
1 - نصف الشّيء إذا شُقّ "شقَّةُ رغيف".
2 - ما قُطع مستطيلا من الثّوب والعصا وغيرهما.
3 - جزء مستقل من البيت تنفرد جماعة بسكناه، مسكن يتألّف من عدّة غرف ضمن بنايةٍ فيها عدد من المساكن "شقّة للإيجار/ للتمليك".
4 - (طب) ما شُرِط وبُضِع "شقّة صليبيّة الشّكل". 

شُقّة [مفرد]: ج شُقَّات وشِقاق وشُقَق:
1 - شَقَّة؛ نصف الشّيء إذا شُقّ.
2 - ما شُقّ مستطيلا من الثّوب والعصا ونحوهما.
3 - سفر بعيد، أو مسافة يصعب قطعُها " {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} " ° ضيَّق الشُّقَّة: قلّل الخلافَ.
• شُقَّة ساعيَّة: (فك) منطقة من 24 منطقة متساوية تحدّها خطوط طول تمرّ بالقطبين وتقسم مساحة الأرض اصطلاحًا إلى 24 شُقّة أو ساعة تتبع كلّ منها توقيتًا واحدًا. 

شِقَّة [مفرد]:
1 - بُعد، ناحِيَة ° صارت منه شِقّة في الأرض وشِقّة في السّماء: تعبير عن شدَّة الغضب.
2 - سفر بعيد. 

شُقوق [مفرد]: مصدر شَقَّ2. 

شَقِيق [مفرد]: ج أشِقّاءُ، مؤ شقيقة، ج مؤ شقيقات وشقائِقُ:
1 - أخو الشّخص من أبيه وأمِّه، ويستعمل مجازًا بين البلدان "له ثلاثة أشقّاء- بلد/ شعبٌ شقيق".
2 - نظير ومثيل "النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَال [حديث] ". 

شقيقة [مفرد]: ج شقيقات وشقائِقُ:
1 - أخت الرجل من أبيه وأمِّه.
2 - (طب) ألم يأخذ في نصف الرَّأس والوجه.
• الدُّول الشَّقيقة: الدُّول التي تجمعها روابط كاللُّغة والجوار الجغرافيّ والمصالح.
• شقائقُ النُّعمان: (نت) الشُقارى؛ نبات عشبيّ أحمر الزهر مُبقع بنقط سود، ينمو في المناطق الشماليّة وسمِّي بذلك لأنّ النعمان من أسماء الدم فهو أخوه في لونه. 

مُشاقّة [مفرد]:
1 - مصدر شاقَّ.
2 - شِقاق، عداوة، اختلاف وانقسام خصومة وعدم اتّفاق "مشاقّة في حزب سياسيّ- لكثرة نزاعهم حدثت مشاقّة في الآراء". 

مُشتقّ [مفرد]: ج مشتقات:
1 - اسم فاعل من اشتقَّ.
2 - اسم مفعول من اشتقَّ.
3 - (كم) مادّة مستخرجة من مادّة أخرى، أو تشبهها في التركيب البنائيّ، فتبدو كأنّها مستخرجة منها "مشتقَّات الحامض- مشتقَّات بتروليّة".
4 - (لغ) ما أُخِذ من أصل الفعل، مثل ناظر، مُحْكم، سخيّ، عكسه جامد، مثل: أسد، والمشتقات في اللغة اسم الفاعل واسم المفعول، والصفة المشبّهة، وأفعل التفضيل، وصيغ المبالغة، واسم المكان، واسم الزمان، واسم الآلة ° كلمة مشتقَّة: أصل صيغتها من كلمة أخرى. 

مَشَقَّة [مفرد]: ج مشقّات (لغير المصدر) ومَشاقّ (لغير المصدر):
1 - مصدر شقَّ1/ شقَّ على.
2 - عناء وتعب وجهد ومحنة "يجب أن تتحمّل مشقّات السّفر- لا تُدْرك الراحةُ إلاّ بالمشقّة".
3 - بؤس وفقر. 

شقق: الشَّقُّ: مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ: الصَّدْع

البائن، وقيل: غير البائن، وقيل: هو الصدع عامة. وفي التهذيب: الشَّقُّ

الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة؛ شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ

وشقَّقَه فتَشَقَّقَ؛ قال:

ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ يَثْرُدانٍ،

أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ

وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً،

كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما

(* قوله «ألا يا خبز إلخ» في هذين البيتين عيب الاصراف. وقوله: وبرقاً

تقدم في مادة ث ر د وبرق).

والشَّقُّ: الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر، وجمعه شُقوق. وقال

اللحياني: الشَّقُّ المصدر، والشَّقُّ الاسم؛ قال ابن سيده: لا أَعرفها عن

غيره. والشِّقُّ: اسم لما نظرت إليه، والجمع الشُّقوق. ويقال: بيد فلان ورجله

شُقوق، ولا يقال شُقاق، إنما الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق

يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى

أوْظِفَتِها. وشُقَّ الحافرُ والرسغ: أَصابَهُ شُقاقٌ. وكل شَقٍّ في جلد عن داء

شُقاق، جاؤوا به على عامّة أَبنية الأدواء. وفي حديث قرة بن خالد: أصابنا

شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرٍّ فقال: عليكم بالشَّحْمِ؛ هو

تَشَقُّقُ الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق. والشَّقُّ:

واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر. الأزهري: والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من

بَرْدٍ أَو غيره في اليدين والوجه. وقال الأصمعي: الشُّقاق في اليد والرجل

من بدن الإنس والحيوان.

وشَقَقْت الشيء فانْشَقَّ. وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً: وذلك في أَول

ما تَنْفَطِر عنه الأرض. وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً: في أَوّل ما

يظهر. وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً: طلع، وهو لغة في شَقا إذا فطر

نابُه. وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا: شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ إليه

طرْفُه وهو الذي حضره الموت، ولا يقال شَقَّ بَصَرَه. وفي الحديث: أَلم

تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه أي انفتح، وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار.

والشَّقُّ: الصبح. وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع. وفي الحديث:

فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة؛ يقال: شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ

إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه. وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ:

انْعَقَّ، وشَقِيقة البَرْق: عَقِيقته. ورأَيت شقِيقةَ البَرْق

وعَقِيقته: وهو ما استطار منه في الأُفق وانتشر. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله

عليه وسلم، سئل عن سحائب مَرَّت وعن بَرْقِها فقال: أَخَفْواً أم

وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً؟ فقالوا: بل يَشُقُّ شَقّاً، فقال: جاءكم الحَيا؛

قال أَبو عبيد: معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذي تراه

يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض، ويَشقّ معطوف على الفعل

الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم يشق.

وشَقائِقُ النعمان: نَبْتٌ، واحدتها شَقيقةٌ، سميت بذلك لحمرتها على

التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق، وقيل: واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى

النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك. غيره: ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق

النُّعمان، قال: وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر

نزل على شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فاستحسنها وأَمر

أَن تُحْمَى، فقيل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم

للشَّقِر، وقيل: النُّعْمان اسم الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها

بحمرة الدم، وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق

عليها. وفي حديث أبي رافع: إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها

أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق؛ هو هذا الزهر الأحمر المعروف، ويقال له

الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال. قال الأَزهري:

والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة؛ قال الهذلي:

فقلت لها: ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ

دَمِيثِ الرُّبى، جادَت عليها الشَّقائِقُ

والشَّقِيقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها؛ قال عبد

الله بن الدُّمَيْنة:

ولَمْح بعَيْنَيْها، كأَنَّ ومِيضَه

وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ

وقالوا: المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي

الخُوصِة أي نحن متساوون فيه، وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً

انْشَقّت بنصفين، وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين، فكل واحد منهما

شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه، ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه؛ قال أَبو

زبيد الطائي وقد صغره:

يا ابنَ أُمّي، ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي،

أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد

والشَّقُّ والمَشَقُّ: ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة.

والشَّواقُّ من الطَّلْع: ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ

الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ. وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ

طلعت شَواقُّه.

والشِّقَّةُ: الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو

غيره. ويقال للإنسان عند الغضب: احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض

وشِقَّةٌ في السماء. وفي حديث قيس بن سعد: ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في

شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه؛ هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في

الشين ثم قال: ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة، ورواه بعض

المتأَخرين بالسين المهملة، وهو مذكور في موضعه. ومنه حديث عائشة رضي الله

عنها: فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض؛ هو مبالغة في الغضب

والغيظ. يقال: قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه؛ به حتى

انْشَقَّ، ومنه قوله عز وجل: تكادُ تَميّزُ من الغيظِ. وشَقَّقْتُ الحطبَ

وغيره فتَشَقَّقَ. والشِّقُّ والشِّقَّة، بالكسر: نصف الشيء إذا شُقَّ،

الأخيرة عن أبي حنيفة. يقال: أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ، والعرب تقول:

خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ.

ويقال: المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة، وهما متقاربان،

فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا. قال: ولم نسمع غيره. والشِّق:

الناحية من الجبل. والشِّقُّ: الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً. وحكى

ابن الأَعرابي: لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل

الرجال لهذه والجبال لهذا. وفي حديث أُم زرع: وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ

بِشِقِّ؛ قال أَبو عبيد: هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر، فالكسر

من المَشَقّةِ؛ ويقال: هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد؛ ومنه قوله

تعالى: لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ، وأَصله من الشِّقِّ

نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه، وأما الفتح فمن

الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ

كالشَّقِّ في الجبل، ومن الأول: اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ

تمرة؛ يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً.

والمُشاقَّةُ والشّقاق: غلبة العداوةِ والخلاف، شاقَّهُ مُشاقَّةَ

وشِقاقاً: خالَفَه. وقال الزجاج في قوله تعالى: إن الظالمين لفي شِقاقٍ

بَعِيد؛ الشِّقاقُ: العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين، سمي ذلك شِقاقاً

لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ

صاحبه.وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً.

وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة، وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو

منه. وأما قولهم: شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين، فمعناه أَنهم فرَّقوا

جَمْعَهم وكلمتَهم، وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع. وقال الليث: الخارجيُّ

يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً. قال أَبو منصور: جعل شَقَّهم

العصا والمُشاقَّةَ واحداً، وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً. قال

الليث: انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت

العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت؛ قال قيس بن ذريح:

وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا

بِبَيْنٍ، كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ

وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ. وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً

ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ، والاسم الشِّقُّ، بالكسر. قال الأَزهري: ومنه

قوله، صلى الله عليه وسلم: لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم

بالسِّواك عند كلِّ صلاة؛ المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة

وهي الشدة.

والشِّقُّ: الشقيقُ الأَخُ. ابن سيده: شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه،

وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ. يقال: هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي، وفيه: النساءُ

شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن

شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من آدم. وشَقِيقُ الرجل: أَخوه لأُمّه

وأَبيه. وفي الحديث: أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا.

والشَّقِيقةُ: داء يأْخذ في نصف الرأْس والوجه، وفي التهذيب: صُداع

يأْخذ في نصف الرأْس والوجه؛ وفي الحديث: احْتَجَم وهو مُحْرِمٌ من شَقِيقةٍ؛

هو نوع من صُداعٍ يَعْرِض في مُقَدَّمِ الرأْس وإلى أَحد جانبيه.

والشِّقُّ والمَشَقَّةُ: الجهد والعناء، ومنه قوله عز وجل: إلا بِشِقّ

الأَنْفُس؛ وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأَنفس، وكأنه اسم

وكأَن الشَّقَّ فعل، وقرأ أَبو جعفر وجماعة: إلا بشَقّ الأَنفُس،

بالفتح؛ قال ابن جني: وهما بمعنى؛ وأَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ وزعم أَنه في نوادر

أَبي زيد:

والخَيْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقْـ

قَ، وقد تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ

قال: ويجوز أَن يذهب في قوله إلى أَن الجهد يَنْقُص من قوة الرجل ونفسه

حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته، فيكون الكسر على أَنه كالنصف.

والشِّقُّ: المَشَقَّة؛ قال ابن بري؛ شاهد الكسر قول النمر بن تولب:

وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له،

أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ

وقول العجاج:

أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا

مَسْحولٌ: يعني بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي. ابن سيده: وحكى أَبو زيد فيه

الشَّقّ، بالفتح، شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً.

والشُّقَّةُ، بالضم: معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة، والجمع

شِقاقٌ وشُقَقٌ. وفي حديث عثمان: أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ؛

الشُّقّة: جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وقيل: هي نصب ثوب. والشُّقَّة

والشِّقّةُ: السفر البعيد، يقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر.

الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة. قال الله تعالى: ولكن

بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ. وفي حديث وفد عبد القيس: إنَّا نَأْتِيكَ من

شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة. والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطويل.

وفي حديث زُهَير: على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة. والأشْقُّ:

الطويلُ من الرجال والخيل، والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قال جابر

أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي:

ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا

شُرَحْبِيلَ، إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ

لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَة

أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ

ويروى: عن سَرْج؛ يقول: حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا

فقتلناه.

أَبو عبيد: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ؛ وأَنشد:

وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن،

حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن

واشْتِقاقُ الشيء: بُنْيانُه من المُرتَجَل. واشِْتِقاقُ الكلام:

الأَخذُ فيه يميناً وشمالاً. واشْتِقاقُ الحرف من الحرف: أَخْذُه منه. ويقال:

شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج. وفي حديث البيعة: تَشْقِيقُ

الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج.

واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا: تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالاً

مع ترك القصد وهو الاشتِقاق. والشَّقَقةُ: الأعْداءُ. واشْتَقَّ الفرسُ

في عَدْوِه: ذهب يميناً وشمالاً. وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه:

كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد:

وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ

الأَزهري: فرس أَشَقُّ له معنيان، فالأصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل، قال:

وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله

طولاً. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين

الرجلين. والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل: الواسعة الأَرْفاغِ، قال:

وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها: يا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن

تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها.

والشّقِيقةُ: قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات؛

قال الأزهري: هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ، قال: وسمعته يقول في صفة

الدَّهْناء وشقائِقها: وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ وعَرْضُ كل حبلٍ

مِيلٌ، وكذلك عرضُ كلِّ شيء شَقِيقةٌ، وأما قدرها في الطول فما بين

يَبْرين إلى يَنْسوعةِ القُفّ، فهو قدر خمسين ميلاً. والشَّقِيقةُ: الفرجة بين

الحبلين من حبال الرمل تنبت العشب؛ قال أَبو حنيفة: الشَّقِيقة لين من

غِلَظ الأرض يطول ما طال الحبل، وقيل: الشَّقِيقةُ فُرْجة في الرمال تنبت

العشب، والجمع الشَّقائِقُ؛ قال شَمْعَلــة بن الأَخضر:

ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ

يَنُو شَيْبانَ آجالاً قِصارا

وقال ذو الرمة:

جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق

والحَسَنانِ: نَقَوانِ من رمل بني سعد؛ قال أَبو حنيفة: وقال لي أَعرابي

هو ما بين الأَمِيلَينِ يعني بالأَمِيل الحبلَ. وفي حديث ابن عمرو: في

الأرض الخامسة حيَّاتٌ كالخَطائِط بين الشَّقائِق؛ هي قِطَعٌ غلاظ بين

حبال الرمل، واحدتُها شَقِيقةٌ، وقيل: هي الرمال نفسها. والشَّقِيقةُ

والشَّقُوقةُ: طائرٌ. والأَشَقُّ: اسم بلد؛ قال الأَخطل:

في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ، كأَنَّما

يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي

والشِّقْشِقةُ: لَهاةُ البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل، وقيل: هو

شيء كالرِّئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج، والجمع الشَّقاشِقُ، ومنه

سُمّي الخطباء شَقاشِقَ، شَبَّهوا المِكْثار بالبعير الكثير الهَدْرِ. وفي

حديث علي، رضي الله عنه: أن كثيراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشيطان، فجعل

للشيطان شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إليه لِما يدخل فيها من الكذب؛ قال أَبو

منصور: شبّه الذي يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَسْرُده سَرْداً لا يبالي ما

قال من صِدْقٍ أو كذب بالشيطان وإسْخاطه ربّه، والعرب تقول للخطيب الجَهِرِ

الصوت الماهر بالكلام: هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق؛ ومنه

قول ابن مقبل يذكر قوماً بالخَطابة:

هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ

قال الأزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ،

وحكاه شمر عنهم أَيضاً.

وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً: هدَر، والعصفورُ يُشَقْشِقُ في صوته، وإذا

قالوا للخطيب ذو شِقْشَِقةٍ قإنما يشبّه بالفحل؛ قال ابن بري: ومنه قول

الأعشى:

واقْنَ فإني فَطِنٌ عالمٌ،

أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ

وقال النضر: الشِّقْشِقةُ جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح

فتنتفخ فيهدر فيها. قال ابن الأَثير: الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التي

يخرجها الجمل من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شِدْقِه، ولا تكون إلا للجمل

العربي، قال: كذا قال الهروي، وفيه نظر؛ شبه الفصيحَ المِنْطِيقَ بالفحل

الهادر ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إلى الشيطان لِمَا يدخل فيه من الكذب

والباطل وكونِه لا يُبالي بما قال، وأَخرجه الهروي عن علي، وهو في كتاب

أَبي عبيدة وغيره عن عمر، ورضي الله عنهم أجَمعين. وفي حديث علي، رضوان الله

عليه، في خطبة له: تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ؛ ويروى له في

شعر:

لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيْـ

ـيِ، أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ

وفي حديث قُسٍّ: فإذا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ؛ قيل: إنه

بمعنى يُشَقِّقُ، ولو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه يَهْدِر وهو

بينها. وفلان شِقْشِقة قومه أَي شريفُهم وفَصِيحُهم؛ قال ذو الرمة:

كأَن أَباهم نَهْشَلٌ، أو كأَنَّه

بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَبْسِ بنِ عاصمِ

وأَهلُ العراق يقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ: شَقَّاق، وليس من كلام

العرب ولا يعرفونه.

وشِقٌّ: اسم كاهن من كُهَّان العرب. وشَقِيقٌ أَيضاً: اسم.

والشَّقِيقةُ: اسم جدة النعمان بن المنذر؛ قال ابن الكلبي: وهي بنت أبي ربيعة بن

ذُهْل بن شيبان؛ قال النابغة الذبياني يهجو النعمان:

حَدِّثوني، بني الشَّقِيقةِ، ما يمـ

ـنع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزولا؟

شقق
{شَقَّه} يَشُقه {شَقًّا: صَدَعَهُ} فانْشَق (و) {شَقَّ نَاب البَعِيرِ} يَشُق {شقوقاً: طَلَعَ وَهُوَ لُغَةٌ فِي شَقَا إِذا فَطَر نابه، وَهُوَ مَجاز، وكذلكَ نَاب الصِبي. وَمن المَجاز: شَقّ فلَان العّصا إِذا فارَقَ الجَماعَةَ، وأَصل ذلكَ فِي الخَوارِج، فإِنّهم} شَقوا عَصا الْمُسلمين أَي اجْتِمَاعهم وائتلافهم أَي فرقوا جمعهم وَوَقع الْخلاف وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا تدعى الْعَصَا حَتَّى تكون جَمِيعًا فَإِذا {انشقت لم تدعى عَصا وَقَالَ اللَّيْث الْخَارِجِي يشق عَصا الْمُسلمين} ويشاقهم خلافًا، قَالَ الْأَزْهَرِي جعل {شقهم الْعَصَا} والمشاقة وَاحِدًا وهما مُخْتَلِفَانِ على مَا يَأْتِي تَفْسِيرهَا (و) {شقّ عَلَيْهِ الْأَمر يشق} شقاً {ومشقة إِذا صَعب عَلَيْهِ وَثقل وشق عَلَيْهِ إِذا أوقعه فِي} الْمَشَقَّة وَالِاسْم {الشق بِالْكَسْرِ قَالَ الْأَزْهَرِي وَمِنْه الحَدِيث لَوْلَا أَن} أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة الْمَعْنى لَوْلَا أَن أثقل على أمتِي من {الْمَشَقَّة وَهِي الشدَّة قلت وَكَذَا الْآيَة وَمَا أُرِيد أَن} أشق عَلَيْك (و) {شقّ بصر الْمَيِّت} شقوقاً: شخص وَنظر إِلَى شَيْء لَا يرْتَد إِلَيْهِ طرفه وَهُوَ الَّذِي حَضَره الْمَوْت وَلَا تقل: {شقّ الْمَيِّت بَصَره وَمِنْه الحَدِيث ألم تروا إِلَى الْمَيِّت إِذا شقّ بَصَره أَي انْفَتح قَالَ ابْن الْأَثِير وَضم الشين فِيهِ غير مُخْتَار} والشق وَاحِد {الشقوق وَهُوَ الخرم الْوَاقِع فِي الشَّيْء قَالَه الرَّاغِب وَفِي اللِّسَان هُوَ الصدع الْبَائِن وَقيل هُوَ الصدع عَامَّة وَفِي التَّهْذِيب} الشق الصدع فِي عود أَو حَائِط أَو زجاجة وَمن الْمجَاز الشق الصُّبْح وَقد {شقّ} يشق! شقاً إِذا طلع كَأَنَّهُ شقّ مَوضِع طلوعه وَخرج مِنْهُ وَفِيالحَدِيثِ: فَلَمَّا شَقَّ الفَجْران أَمَرَ بإقامَة الصلاةِ. والشَّقُّ: المَوْضِعُ {المَشْقُوقُ كأنّه سُمِّىَ بالمَصْدَرِ، وجَمْعُه} شُقوقٌ. (و) {الشَّقُّ: جَوْبَةُ مَا بَيْنَ الشُّفْرَيْنِ من جَهازِ المَرْأَةِ أَي: حياها} كالمَشَقِّ. (و) {الشَّق: التَّفْرِيقُ، ومِنْه} شَقَّ الخَارِجِيُّ عَصا المُسْلِمِينَ أَي: فَرَّقَ جَمْعَهُم وكَلِمَتَهُم، ومِنْه شَقَّ العَصا: إِذا فارَقَ الجَماعَة، كَمَا تَقَدَّمَ. وقالَ أَبُو عُبَيْد: {الشَّقُّ:} المَشَقةُ والجَهْدُ والعَناءُ، زَاد الرّاغِبُ: والانْكِسارُ الَّذِي يَلْحَقُ النَّفْسَ والبَدَنَ، وَمِنْه قَوْلُه تَعالى: ألَمْ تَكونُوا بالِغِيهِ إِلاّ {بشِقِّ الأَنْفُسِ ويُكْسَرُ وأَكْثَرُ القُرّاءِ على كَسْرِ الشِّينِ، معناهُ إِلاّ بجَهْدِ الأنْفُسِ أَو بالكَسْرِ اسمٌ، وبالفَتْح مَصْدر قَالَه اللِّحْيانِي، قَالَ ابنُ سِيده: لَا أَعْرِفُها عَن غيرِه، وقَرَأَ أَبو جَعْفَرٍ وجَماعَةٌ: إِلاّ بشَقِّ الأَنْفُسِ بِالْفَتْح، قَالَ ابنُ جِنِّى: وهُما بمَعنىً واحِدِ، وأَنْشَدَ لعَمْرو بنِ مِلْقَطٍ، وزَعَم أَنَّه فِي نَوادِرِ أَبي زَيْد:
(والخَيْلُ قَدْ تُجْشِمُ أَرْبابَها الشقّ ... َ وقَدْ تَعْتَسِفُ الراوِيَة)
قالَ: ويَجُوز أَنْ يذْهَبَ فِي قولِه إِنّ الجَهْدَ يُنقِصُ من قُوَّةِ الرجل ونَفْسِه حَتّى يَجْعَلَه قد ذَهَب)
بالنِّصْف من قوتِه فيَكُون الكَسْرُ على أَنَّه كالنِّصْفِ، قَالَ ابنُ برَي: شاهِدُ الكَسْرِ قَول النمِرِ بنِ تَوْلَب:
(وذِي إَبِل يَسعَى ويَحسِبُها لَه ... أَخِي نَصَبٍ من} شقِّها ودُؤوبِ)
وقولُ العَجّاجَ:
(وأصْبَحَ مسحولٌ يُوازِي! شِقَّا)
مَسْحُولٌ يَعْنِي بَعِيرَه، ويُوازِي: يُقاسِي. قالَ ابنُ سِيدَه: وحَكَى أَبو زَيْدٍ فِيهِ: الشَّقّ، بالفَتْح، {شَق عَلَيْهِ} يَشُق {شَقاً. وَمن المَجاز} الشق: اسْتِطالَةُ البَرْقِ إِلى وَسَطِ السًّماءَ من غَيْرِ أنْ يَأخُذَ يَمِيناً وشِمالاً، وَلَو قالَ: من غَيْر اعْتِراضٍ كَانَ أَخْصَرَ، وَقد {شقّ} يَشُق {شَقُّا، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَمِنْه الحَديثُ: أَنًّ النَّبِي صَلى الله عليهِ وسَلَّمَ سُئلَ عَن سَحائِبَ مَرَّتْ، وَعَن بَرْقِها، فقالَ: أَخَفْوا، أَم وَمِيضاً، أَم يَشُقُّ شَقاً فقالُوا: بَلْ شَقَّ شَقاً، فقالَ: جاءَكُم الحَيَا. وَمن المَجازِ:} الشِّق: بالكَسْرِ: {الشَّقِيقُ يُقال: هُوَ أَخِي} وشِق نَفْسِي، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ الرّاغِبُ: أَي كأنّه {شِق مِنِّي، لمُشابَهَة بَعضِنا بَعْضاً. والشِّق: الجانِب وجانِبَا الشَّيءَ:} شِقّاه، قَالَه الليْثُ، وقِيلَ: {الشِّق: الناحِيَةُ من الجَبَلِ. وقالَ الليثُ: الشِّقًّ: اسْم لما نظَرْتَ إِلَيْهِ. والشِّقًّ: بخَيْبَرَ، أَو وادٍ بهِ، ويُفْتَحُ. قلتُ: وهِي من قُرَى فَدك، تعْمَلُ فِيها اللجُمُ، قالَ ابنُ مقْبِل:
(يُنازِعُ} شِقِّيًّا كَأَن عِنانَه ... يَفوتُ بِهِ الإِقْداعَ جِذْعٌ مُنَقحُ)
وقالَ أَبو الندَى:
(مِن عَجْوَةِ {الشِّقِّ نَطُوف بالوَدَك)
ْ
(لَيْسَ من الوادِي ولكِنْ مِنْ فَدَكْ)
أَو الصّوابُ الفَتْحُ فِي اللغَةِ وَفِي الحَدِيثِ، وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَام بعَيْنِه قِيلَ: ومِنْهُ الحَدِيثُ قائِلُه أَبو عُبَيْدٍ، والمُرادُ بالحَدِيثِ حَدِيث أمِّ زَرع وَجَدَنِي فِي أهْلِ غُنَيْمَة} بشق كَمَا فِي الصِّحَاح، يُرْوَى بالفَتْح، وبالكَسْرِ أَو مَعْناهُ! مَشَقة وَهَذَا على رِوايَةِ الفَتْح، يُقَال: هُمْ بشَق من العَيْشِ: إِذا كانُوا فِي جَهْدٍ، أَو من الشَّقِّ بمَعْنَى الفَصْلِ فِي الشَّيْءِ، كأَنَّها أَرادَتْ أَنَّهُم فِي مَوْضِعٍ حَرِجٍ ضَيِّقٍ {كالشَّقِّ فِي الجَبَلِ.
(و) } شِقٌّ: كاهِنٌ قَدِيمٌ م معروفٌ، قالهُ ابْن دُرَيْدٍ، وحَدِيثُه مُسْتَوْفي فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْليِّ، وإِنّما سُمِّيَ بهِ لأَنّه وُلِدَ {شقَّاً واحِداً، وكانَ فِي زَمَنِ كِسْرَى أَنُوشِرْوانَ.)
وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: الشِّقُّ: جِنْسٌ من أَجناسِ الجِنِّ. وَقَالَ غيرُه: الشِّقُّ من كُلِّ شيءٍ: نصفُه إِذ} شُقَّ، والعَربُ تقولُ: خُذْ هَذَا الشِّقَّ {لشقَّةِ الشّاةِ، وَمِنْه الحديثُ: تصَدَّقُوا ولَوْ} بشِقِّ تَمْرَة أَي: نصفْفِ تَمْرَةٍ، يريدُ أَنْ لَا تَسْتَقِلُّوا مِنَ الصَّدَقةِ شَيْئاً ويُفْتَحُ. وَيُقَال: المالُ بينِي وبَبْنَكَ {شِقَّ الشَّعْرَةِ بالكَسْرِ ويفتحُ أَي: نِصْفانِ سَواء، وَكَذَا قَوْلهم: المالُ بَيْنَهُم} شِقَّ الأُبْلُمَةِ، أَي الخُوصَةِ، أَي: متَساوُونَ فِيهِ، وَقَالَ الرّاغِبُ: أَي مَقْسُومٌ كقِسْمَتِها. (و) {الشُّقُّ بِالضَّمِّ: جَمْعُ} الأَشَقِّ {والشَّقّاء من الخَيْلِ، على مَا يَأتِي بيَانُه قَرِيباً.
} والشِّقَّةُ بالكَسْرِ: شَظِيَّةٌ أَو قِطْعَةٌ {مَشْقُوقَةٌ من لَوْحِ أَو خَشَبٍ وغيرِه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الشِّقَّةُ من العَصا والثَّوْبِ وغَيْرِه من الخَشَبِ: مَا {شُقَّ مُستَطِيلاً. وقالَ: القِطْعَةُ} المَشْقُوقَةُ من كُلِّ شيءٍ، كالنِّصْفِ، والجمعُ {شُقَقٌ، قَالَ رُؤْبَةُ يصفُ الحُمُرَ:
(وانْصاعَ باقِيهِنَّ كالبَرْقِ} الشُّقَقْ)
وقالَ أَبُو حَنِيفَة: {الشِّقَّةُ: نِصْفُ الشَّيءِ إِذا} شُقَّ يُقالُ: أَخَذْتُ {شِقَّ الشّاةِ،} وشقَّةَ الشّاةِ، أَي: نِصْفَها، والعامَّةُ تَفْتَحُ الشينَ. (و) ! الشِّقَّةُ: ع. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: {الشِّقِّيَّهُ بالكَسْرِ: ضَرْبٌ من الجِماعِ وَهُوَ أَنْ يُجامِعَهَا على شِقَّها.} والشُّقَّةُ بالضَّمِّ والكَسرِ: البُعْدُ وَقَالَ الأزهريُّ: بُعْدُ مَسِيرِ الأَرْضِ البَعِيدَةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ولكَنْ بَعْدَتْ عَلَيْهِمُ {الشُّقَّةُ وَفِي حديثِ وَفْدِ عَبدِ القَيْسِ: إِنّا نَأْتِيكَ منْ} شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ أَي: مَسَافَة بَعيدةٍ. وقيلَ: {الشُّقَّةُ: الناحِيَةُ الَّتِي يَقْصِدُها المُسافِرُ، وَقَالَ ابْن عَرَفةَ فِي تَفْسِير الآيةِ: أَي: الناحِيَةُ الَّتِي نُدِبُوا إِلَيْهَا، وَقَالَ الراغِبُ:} الشُّقَّةُ: الناحِيَةُ الَّتِي تَلْحَقُكُ الشُّقَّةُ فِي الوُصولِ إِلَيْهَا.
وَفِي الصِّحَاح: الشُّقَّةُ: السَّفَرُ البَعِيدُ زادَ غيرُه الطويلُ، يُقَال: شُقَّةٌ {شاقَّةٌ، ورُبّما قَالُوهُ بالكَسْرِ، انْتهى.
وَقَالَ اليَزِيدِيُّ: إِنّ فُلاناً لبَعِيدُ الشُّقذة، أَي بَعِيدُ السَّفَرِ، والمُرادُ من الآيةِ غَزْوَةُ تَبُوك. (و) } الشُّقَّةُ أَيْضا: {المشَقَّةُ تلحقُ الإنسانَ من السَّفَرِ، قَالَ الفرّاءُ ج:} شُقَقٌ كصُرَدِ، وحَكَى عَن بَعْضِ قَيْسٍ شِقَقٌ مثل عِنَبٍ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {الشُّقَّةُ بِالضَّمِّ: السَّبِيبَةُ من الثِّيابِ المُسْتَطِيلَةُ قَالَ الراغِبُ: وَهِي فِي الأَصْلِ نصفُ ثوْبٍ، ثمَّ سُمِّيَ الثَّوْبُ كَمَا هُوَ شُقَّة، والجمعُ} شِقاقٌ {وشُقَقٌ، وَمِنْه حَدِيثُ عُثْمانَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه أَرْسَلَ إِلَى امرَأَةٍ} بشُقَيْقَةٍ. هِيَ تَصغِيرُ الشُّقَّةِ من الثَوبِ.)
{والأَشَقُّ: عز وَجل قالَ الأَخْطَلُ يَصِفُ سَحاباً.
(فِي مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ كأنَّما ... يَسْقِي} الأَشَقَّ وعالِجاً بدَوالِي)
(و) {الأَشَقُّ من الخَيْلِ: مَا} يَشْتَقُّ فِي عَدْوِه يَمِيناً وشِمالاً، كَأَنَّمَا يَمِيلُ على أَحَدِ! شِقَّيْهِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَك وتَبَاريتُ كَمَا يَمْشِي الأَشَقّ أَو هُو البَعِيدُ مَا بَيْنَ الفُروج. (و) {الأشَقُّ: الطوِيل من الخَيلِ وَالرِّجَال، والاسْمُ} الشَّقَق، محَرَّكَة.
وَقَالَ الأَزْهَرِي: فَرَس {أَشق: لَهُ مَعنَيانِ، فالأصْمَعِي يَقُول: الأشَقُّ: الطَّوِيلُ قالَ: وسَمِعْتُ عُقْبَةَ بنَ رُؤبَةَ يَصِف فَرَساً، فقالَ: هُوَ أَشَق أَشق خِبَقّ، فجَعَلَه كُله طُولاً، ورَوَى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابِيِّ: الأشَق من الخَيل: الواسِع مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ،} والشقّاءُ للمُؤَنثِ وَهِي الواسِعَة الأرْفاغَ.
قالَ ابنُ درَيْد: وَصَفَت امْرَأة من العَرَبِ فَرَساً فقالَت: {شَقاءُ مَقّاءُ، طَوِيلَةُ الأنْقاء، قالَ جابِرُ ابنُ حُنَى التَّغْلِبِيُّ:
(فَيوم الكُلابِ اسْتَنْزَلَت أسَلاتُنَا ... شُرَحبِيلَ إِذْ آلىَ أَلِيةَ مُقسِم)

(لَيَنْتَزِعَنْ أرْماحَنَإذا فأزالَه ... أبُو حَنَشٍ عَنْ ظَهرِ شَقّاء صِلدِم)
ويُروى عَن سَرج يَقُول: حَلَفَ عَدونا ليَنْتَزِعَن أَرْماحَنا من أيْدِينا، فقَتَلْناه. والشقّاءُ: فَرَس لبَنِي ضُبَيعَةَ ابنِ نِزار نَقَله الصّاغانِي. والشقّاءُ: الواسِعَةُ الفَرْج قالَ ابنُ الأعْرابِي: سَمِعْتُ أعرابِيُّاً يَسُبُّ أَمَةً، فقالَ لَهَا: ياشَقّاءُ يَا مَقّاءُ، فسَألْتُه عَن تَفْسِيرِهما، فأشارَ إِلى سَعَةِ} مَشَق جَهازِها. وَمن المَجازِ: {الشَّقِيق كأمِيرٍ: الْأَخ من الأبِ والأمِّ، قالَ ابنُ دُرَيْد: كَأَنَّهُ} شُقّ نَسَبة من نَسَبِه، قالَ أَبُو زُبيدٍ يَرْثِي ابْنَ أخْتِه الجُلاحَ فصَغَّرَه:
(يَا ابْنَ أمِّي وَيَا! شُقَيقَ نَفْسِي ... أَنْتَ خَلَّيْتَنِي لأمرٍ شَدِيدِ)
هَكَذَا رَواه الجَوْهَرِي، قالَ الصاغانِي. والرِّوايَةُ الصحِيحة: يَا ابنَ حَسْناءَ وَيَا {شِقَّ نَفْسِي يالجُلاح خَلَّفْتَنِي وجَمْعُ الشقيقِ} أَشِقّاءُ، وَمِنْه الحَديثُ: أَنْتم إِخْوانُنا {وأَشِقّاؤُنَا، وفى حَدِيث آخَرَ: النِّساءُ} شَقائِقُ الرِّجالِ أَي: نظائرهم وأَمْثالُهُم فِي الأخْلاق والطِّباع، كأنهُم {شُقِقْن مِنْهُمْ، ولأنًّ حَوّاءَ خُلِقَت من آدَمَ عليهِما السلامُ. ويسَمَّى العِجْل إِذا اسْتَحْكَمَ} شَقِيقاً، وبذلِكَ سُمِّىَ الرجلُ شَقِيقاً، قالَ:)
(أَبُوك {شَقِيقٌ ذُو صَياصٍ مُدَربٌ ... وإِنَّكَ عِجْلٌ فِي المَواطِنِ أَبْلَقُ)
وكُل مَا} انْشَق نَصْفَينِ، فكُل واحِد مِنْهُما {شَقِيق الآخر، وَمِنْه فُلانٌ شَقِيقُ فُلانٍ، أَي: أخُوه، كَمَا فِي الصِّحاحَ. والشَّقِيق: ماءٌ لبَنِي أسَيِّدٍ مصغًّراً مُثَقَّلاً، وَهُوَ ابنُ عَمْرو بنِ تَمِيم قالَ عَوْفُ بنُ عَطِيَّةَ:
(أَمِن آل مَي عَرَفْتَ الدِّيارا ... بجنبِ الشقِيقِ خَلاءً قِفَارَا)
ويُرْوَى بجَنْبِ الكَثِيبِ. (و) } الشَّقيق: سَيْفُ عَبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ نَوْفَلٍ أَرادَه مُعاوِيَةُ رضِي اللهُ عَنهُ عَلَى بَيْعِه، وأثمَن لَهُ، فأبَى، وقالَ:
(آلَيْتُ لَا أَشرِي الشقِيقَ برَغبَة ... مُعاوِي إنِّي {بالشقِيقِ ضَنِينُ)
(و) } الشَّقِيقَة كسَفِينَة: الفرْجَةُ بينَ الجَبَلَيْنِ من حِبالِ اً لرمْلِ تُنْبِتُ العُشْبَ. وقالَ أبُو حَنِيفَةَ: الشقِيقَة: لِينٌ من غِلَظِ الأَرْض يَطُولُ مَا طالَ الجَبل، وفى التَّهْذِيبِ: الشقِيقَةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ بينَ كُلِّ حَبْلَىْ رَمْل، وَهِي مَكرمَة للنباتِ ج شقائق الْأَزْهَرِي: هَكَذَا فَسَره لي أَعْرَابِي قَالَ: وسمعته يَقُول فِي صِفَةٍ الدَّهْناءِ {وشَقائِقِها، وَهِي سَبْعَةُ أَحْبُلٍ، بينَ كُلِّ حَبْلَيْنِ} شَقِيقَةٌ، وعَرْضُ كُلِّ حَبل مِيلٌ، وكذلِكَ عَرْضُ كلِّ شَيءٍ شَقِيقَةٌ، وأَما قَدرُها فِي الطُّولِ فَمَا بينَ يَبْرِينَ إِلَى يَنْسُوعَةِ القُفِّ، قَالَ شَمْعَلَــةُ بنُ الأَخْضَرِ:
(ويَوْم شَقِيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ ... بَنُو شَيءبانَ آجالاً قِصارَا)
الحَسَنان: نَقَوانِ مِ، ْ رَمْلِ بَنِي سَعْدٍ، وَقَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فلَمْ يَرِمْ ... عُرْضَ الشِّقائِقِ طَوْفُها وبُغامُها)
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جَِمادٌ وشَرْقِيّاتُ رَمْلِ الشَّقائِقِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَقَالَ لي أَعرابيٌّ: الشَّقِيقَةُ: مَا بَيْنَ الأَمِيلَيْن يَعْنِي بالأَمِيلِ الحَبْلَ، وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: وَفِي الأرضِ الخامِسَةِ حَيّاتٌ كالخَطائِطِ بَيْنَ الشَّقائِقِ. قَالَ بَعضهم: قيل هِيَ الرِّمالُ نَفْسُها.
والشًّقِيقَةُ: طائِرٌ، {كالشَّقوقَةِ،} والشُّقَيِّقَةُ تَصْغِيرُه، قَالَ أَبو حاتِمٍ: {الشَّقُوقَة: هُنَيَّةٌ صغيرةٌ زُرَيْقاءُ لون الرَّمادِ، تجتمعُ فِيهَا العَشَرةُ والخَمْسَةَ عَشَر، وأَظُنُّها} الشَّقِيقَةَ، قَالَ {والشَّقِيقَةُ دُخَّلَةٌ من الدُّخَّلِ، كُدَيْراءُ، وهَيْأَتُها هَيْأَتُهُنَّ إِلاّ أَنَّها أَصْغَرُ منُهنَّ، وإِنَّما سُمِّيَتْ} شَقِيقَة من صِغَرِها، {اشْتُقَّتْ من) شَيءٍ قلِيلٍ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي بَاب فُعَيْعِل:} الشُّقَيِّقُ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ. (و) {الشَّقِيقَةُ: المَطَرُ الوابِلُ المُتَّسِعُ سُمِّيَ بهِ لأَنَّ الغَيْمَ} انْشَقَّ عنْه والجمْعُ! شَقائِقُ، قالَ عَبْدُ اللهِ بن الدُّمَيْنَةِ: (ولَمْح بعَيْنَيْها كأَنَّ وَمِيضَهُ ... وَمِيضُ الحَيَا تُهْدَى لنَجْدٍ {شَقائِقُهْ)
وَقَالَ الأزهريُّ:} الشّقائِقُ: سحائبُ تَبَعَّجَتْ بالأَمطارِ الغَدِقَةِ، قَالَ:
(فقُلْتُ لَهُمْ مَا نُعْمُ إِلاّ كَرَوْضَةٍ ... دَمِيثِ الرُّبا جَادَتْ عَلَيْها الشَّقائِقُ)
قَالَ مُلَيْحُ بن الحكمِ الهُذليُّ: من كُلِّ عَرّاصِ النَّشاصِ راتِقِ دانِي الرَّبابِ لَثِقِ الغَرانِقِ ويَسْحَلُ ماءَ المُزَنِ البَوارِقِ غادَرَ فيهِ حَلَبَ الشَّقائِقِ وَقَالَ أَبُو سَعيدٍ: الشَّقِيقَةُ من البَرْقِ وعَقِيقَتُه: مَا انْتَشَرَ فِي الأُفُقِ. (و) ! الشَّقِيقَةُ: وَجَعٌ يَأْخُذُ نِصْفَ الرأَسِ والوَجْهِ كَمَا فِي الصحاحِ، وَفِي التهذْيبِ صُداعٌ بَدَلَ وَجَعٍ، وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ نَوْعٌ من صُداعٍ يَعْرِضُ فِي مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، وَإِلَى جانِبَيْهِ، وَمِنْه الحديثُ: احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ من شقِيقَةٍ.
والشَّقِيقَةُ: جَدَّةُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، وضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ بِالضَّمِّ، قَالَ: وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هِيَ بِنْتُ أَبي رَبِيعَةَ بنِ ذُهْلِ بن شَيْبانَ قلتُ: وَهِي أُمُّ النعمانِ بن امْرِئٍ القَيْسِ صاحِبِ قَصْرِ الخَوَرْنَقِ، وَقد تَقَدَّمتِ الإِشارَةُ إِليه فِي خَ ور ن ق وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للنابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ يَهْجُو النُّعْمانَ.
(حَدّثُونِيَنِي الشَّقِيقَةِ مَا يَمْ ... نَعُ فَقْعاً بقَرْقَرٍ أَنْ يَزُولاَ)
وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: القِطْعَةُ الَّتِي مِنْها هَذَا البيتِ لعبدِ قَيْسِ بنِ خُفافٍ البُرْجُمِيِّ.
والشَّقِيقَةُ: بِنْتُ عَبّادِ بن زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ. قالَ قُرَيْطُ بنُ أنَيْفٍ العَنْبَرِي:
(لَو كنْتُ من مازِن لَمْ تَسْتَبِحْ إِبِلِي ... بَنو الشقِيقَةِ من ذُهْلِ بنِ شَيْبانَا)
قالَ الصَّاغَانِي: وَهَذِه الرِّواية أصَح من بَنو اللَّقِيطَةِ. {وشقائِقُ النُّعْمانِ: م مَعْرُوفٌ للواحِدِ والجَمْع وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو عَمْرٍ و، وَأَبُو نَصْرٍ، وغَيْرُهما: شَقائِقُ النعْمانِ هِيَ الشَّقِرَةُ،)
وواحِدَة الشَّقائِقِ، شَقِيقَةٌ سُمِّيَتْ بذلك لحُمْرَتِها، تَشْبِيهاً} بشقِيقَةِ البَرْقِ، وقِيلَ: النعْمانُ: اسْم الدَّم، {وشقائِقهُ: قِطَعُه، فشُبهَتْ حمْرَتُها بحُمْرَةِ الدَّم، ويُقال: إِنّما أضِيفَ إِلَى ابنِ المُنْذرِ لأنّه جاءَ إِلى مَوْضِع وَقد اعْتَمَّ نَبتُه من أَصْفَرَ وأحْمَرَ وإِذا فِيهِ منْ هذِه الشقائِقِ مَا راقَهُ وِلم يرَ مِثْلهُ، فقالَ: مَا أَحسَنَ هَذِه الشَّقائِقَ: احموها، وكانَ أَول مَنْ حَمَاهَا فسُمِّيَت شَقائِقَ النُّعْمَان بذلِكَ، وأَخصَرُ من ذلِكَ عبارَةُ الجوهرِيِّ مَا نَصه: وإِنّما أضِيفَ إِلى النعمانِ لِأَنَّهُ حَمَى أَرْضاً كَثرَ فِيهَا ذَلِك، وقالَ غيرُه. لِأَن النعْمانَ بنَ المُنذرِ نَزَلَ على شقائِقِ رَمْلٍ وَقد أَنبَتَتْ الشَّقِرَ الأحْمَرَ، فاسْتَحسَنَها، وأَمرَ أَن تحْمَى، فقِيلَ للشقِرِ: شَقائِقُ النًّعْمانِ بمَنْبِتِها، لَا أَنَّها اسْم للشقرة، قالَ أَبُو حَنِيفَة: وأَنْشدَ بعضُ الروَاة:
(مِنْ صُفْرَةٍ تَعْلُو البَياضَ وحمْرَة ... نَصاعَةٍ} كشَقائِقِ النعْمانِ)
وقالَ الليْثُ: الشقائِق. نَوْرٌ أَحْمَر، وأنْشَدَ:
(ولقَد رَأَيْتُك فِي مَجاسِدِ عصْفرٍ ... كالوَرْدِ بينَ شَقائِقِ النعْمانِ)
وَفِي حدِيثِ أبي رافِعً، إَن فِي الجَنةِ شَجَرَةً تحملُ كُسْوَة أَهْلِها أشّدَّ حُفرَةً من الشقائِقِ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ هَذَا الزهْرُ الأَحْمَرُ المَعْرُوف. (و) {الشقّاقُ، كرُمّانٍ: اسمُ مَا بَيْنَ السِّرينِ إِلى جدة نَقَله الصّاغانِي. (و) } الشقاقُ، كغُراب: كُل شَق فِي جِلْدٍ عَن دَاء، جَاءُوا بِه على عامَّةِ أبْنِيَةِ الأدواءَ كالسعال، والزكام، والسلاقِ، وَقَالَ الجَوْهريُّ: هُوَ تَشَقُّقٌ يُصِيبُ أَرْساغَ الدوابًّ وحوافِرَها، يَكونُ فِيهَا مِنْهُ صُدوِعٌ، وربّما ارتَفَع إِلَى أَوظِفَتِها، عَن يَعْقُوبَ، وَقد {شُق الحافِرُ أَو الرسغُ: إِذا أَصابَهُ ذَلِك، وقالَ الجوهريُّ: وبِيَدِ فُلانٍ ورِجْلِه شُقُوقٌ، وَلَا يُقال:} شُقاق، وَقَالَ الْأَزْهَرِي.
{الشقاقُ:} تَشَقق الجِلدِ من بَرْد أَو غَيْرِه فِي اليَدَيْنِ والوَجْهِ، وقالَ الأصْمَعِيًّ: {الشقاقُ فِي اليَدِ والرجْلِ من بَدنِ الإنْسِ والحَيَوانِ، فَتَأمل ذَلِك.} والشِّقْشِقَةُ بِالْكَسْرِ: لهاةُ البَعِيرِ، لما فيهِ من {الشَّقّ، قالَهُ الرّاغِبُ، وقالَ الجَوْهرِي: هُوَ شَيء كالرِّئَةِ يُخْرِجُه البَعِيرُ من فيهِ إِذا هاجَ ومثلُه فِي العُبابِ، زادَ الجوهرِي: وإِذا قالُوا للخَطِيبِ: ذُو} شِقْشِقَة فإنّما يُشَبَّهُ بالفَحْلِ، وأَنشدَ الصّاغاني للأعْشى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:
(فارْغَمْ فإنِّي طَبِن عالِم ... أَقْطَعُ من {شقْشِقَةِ الهادرِ.)
وقالَ النَّضْرُ:} الشقْشِقَةُ: جِلْدَةٌ فِي حَلْقِ الجَمَلِ العَربِيِّ يَنْفُخُ فِيهَا الرِّيح، فتَنْتَفِخُ، فيَهْدرُ فِيها قَالَ ابنُ الأثِير: {الشّقْشِقَةُ: الجِلْدَةُ الحَمْراءُ الَّتِي يُخْرِجُها الجَمَلُ من جَوْفِه، يَنْفُخُ فِيهَا، فتَظْهَرُ من)
شدْقِهِ، وَلَا تَكُونُ إِلا للجَمَل العرَبِي، قالَ: كَذَا قالَ الهَرَوِي: وفِيه نَظَرٌ، والجَمْعُ} الشقاشِقُ. وفى حديثِ عُمَرَ رضِي اللهُ عَنهُ أَن رَجُلاً خَطَبَ فأكْثَرَ، فقالَ عُمَرُ: إِن كَثِيراً من الخُطَب من! شَقاشِق الشيْطانِ، أَي: مِمَّا يَتَكَلَّمُ بِهِ الشَّيْطانُ، لما يَدْخُل فِيهِ من الكَذِبِ والباطِلِ، هكَذا هُوَ فِي كِتابِ أَبِي عُبَيْدٍ وغَيْرِه عَن عُمَرَ، وَأَخْرَجهُ الهَرَوِيًُّ عَن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ الأَزهريُّ شَبَّه الَّذِي يَتَفَيْهَقُ فِي كَلامٍ ويَسْرُدُه سَرْداً، لَا يُبالِي مَا قالَ من صِدْقٍ أَو كَذِبٍ بالشَّيْطان وإِسءخاطِه رَبَّه، والعَرَبُ تَقول للخطيبِ الجَهِيرِ الصَّوتِ، الماهِرِ بالكلامِ: هُوَ أَهْرَتُ {الشِّقْشِقَةِ، وهَرِيتُ الشِّدْقِ.
والخُطْبَةُ} الشِّقْشِقِيَّةُ: هِيَ الخُطْبَةُ العَلَوِيَّةُ، نسبت إِلَى عَليّ رَضِي الله عَنهُ سُمِّيتْ بذل: لقولِه لابْنِ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُم لمّا قَالَ لَهُ عِنْد قَطْعِهِ كَلامَهُ: يَا أَمِيرَ المؤمِنينَ لَو اطَّرَدَتْ مَقالَتُك من حَيْثُ أَفْضَيْتَ، فقالَ: يَا ابنَ عباسٍ هَيهات، وتِلْكَ {شقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ ويُرْوَى لَهُ فِي شِعْرٍ:
(لِساناً} كشِقْشِقَةِ الأَرْحَبِيِّ ... أَو كالحُسامِ اليَمانِي الذَّكَرْ)
وَتقدم ذِكرُه مَعَ مَا قبله وبعدهُ فِي أم ع.
{وشَقَّقَ الحَطَبَ وغَيْرَه: إِذ} شَقَّهُ {شَقاً} فتَشَقَّقَ. وَمن المجازِ: {شَقَّقَ الكَلامَ} تَشْقِيقاً: أَخْرَجَهُ أَحْسَنَ مَخْرَجٍ، وَمِنْه حديثُ البَيْعَة: {تَشْقِيقُ الكلامِ علَيْكُم شَدِيدٌ، أَي: التَّطَلُّبُ فِيهِ، ليُخْرجَه أَحْسَنَ مَخْرَجٍ. (و) } المُشَقَّقُ، كمُعَظَّمٍ: وادٍ أَو ماءٌ لَهُ ذكرٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوك. وَمن الْمجَاز: {انْشَقَّتِ العَصا إِذا تَفَرَّقَ الأمْرُ وأَصْلُ هَذَا فِي الخَوارِجِ، فإِنَّهُم} شَقُّوا عَصا المُسْلِمِينَ كَمَا تقدَّم، قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا كانَت الهَيْجاءُ {وانْشَقَّتِ العَصَا ... فحَسْبُكَ والضَّحَاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ)
} والاشْتِقاق: أَخْذُ شِقِّ الشَّيْءِ وَهُوَ نِصْفُه، كَمَا فِي العُبابِ. والاشْتِقاقُ: بُ، ْيانُ الشَّيءِ من المُرْتَجَلِ. وَفِي الصِّحَاح:! الاشْتِقاقُ: الأخْذُ فِي الكلامِ وَفِي الخُصُومَةِ يَمِيناً وشِمالاً مَعَ تَرْكِ القَصْدِ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ: وَمِنْه سُمِّيَ أَخْذُ الكَلِمَةِ من الكَلِمَةِ {اشتِقاقاً، وَهُوَ على قِسْمْينٍ: صَغِير، وكبيرٌ.
} والمُشاقَّةُ {والشِّقاقُ ككتابٍ: الخِلافُ والعَداوَةُ نَقلَه الجَوْهرِيُّ، زَاد الراغبُ بكونِكَ فِي شِقٍّ غيرِ شِقِّ صاحِبكَ، أَو من شقِّ العَصَا بينَ: وبينَه، فيكونُ مجَازًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فإِنْ خِفْتُم} شِقاقَ بَيْنِهِما وَقَوله تَعَالَى: فإِنّما هُمْ فِي شِقَاقٍ وَقَوله تَعالى: ومَن {يُشاقِقِ الله ورَسُولَه أَي: صَار فِي} شِقٍّ غيرِ شِقِّ أَوْلِيائهِ. {وشَقْشَقَ الفَحْلُ} شَقْشَقَةً: هَدَرَ. نَقله الْجَوْهَرِي وَذَلِكَ لما يَهِيجُ وَبِه يُشبهُ)
البليغُ الجهْوَرِيُّ الصوتِ.
(و) {شَقْشَقَ العُصْفُورُ: صَوَّتَ قَالَ الجوهريُّ: والعُصْفُور} يُشَقْشِقُ فِي صَوْتِه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {شَقَّ النَّبتُ} يَشُقُّ {شُقُوقاً، وَذَلِكَ أَولُ مَا تَنْفَطِرُ عَنهُ الأَرْض.
} وانْشَقَّ البَرْقُ، {وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ.} والشَّوَاقُّ من الطَّلْعِ: مَا طالَ فصارَ مِقْدارَ الشِّبْرِ، لأَنَّها {تشُقُّ الكِمامَ، واحِدتُها شاقَّةٌ. وَحكى ثَعلَبٌ عَن بعضِ بَنِ سُواءَةَ:} أَشَقَّ النَّخْلُ: طَلَعتْ {شَواقُّه.
وَيُقَال للإنْسان عِنْد الغَضَبِ: احْتَدَّ فطارَتْ مِنْهُ} شِقَّةٌ فِي الأرضِ {وشقَّةٌ فِي السَّماءِ، وَهُوَ مُبالَغَةٌ فِي الغَضَب والغَيظِ. يُال: قد} انْشَقَّ فلانٌ من الغَضَب، كأَنَّه امْتَلأَ باطِنُه بِهِ حَتَّى انْشَقَّ. {وشَقَّ أَمَرهُ} يَشُقُّه {شَقَّاً} فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتَبَدَّدَ اخْتِلافاً.
{وتَشَقَّقَتْ عَصاهُم بالبَيْنِ، مثل} انْشَقَّتْ إِذا تَفَرَّقَ أَمْرهُمْ، قَالَه اللَّيْثُ. {والمَشَقَّةُ: الشِّدَّةُ والحَرَجُ، وجَمْعُه} مَشاقٌّ،! ومَشَقّاتٌ. وَهَذَا {شَقِيقُه، أَي: نَظِيرُه، ومِثلُه، كأنهُ} شُقَّ مِنْهُ. {وتَشَققَ الفَرَسُ} تَشَققاً: إِذا ضَمُرَ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ: وبالجِلالِ بعدَ ذاكَ يُعْلَيْن حَتى {تَشَقَّقْنَ ولَمّا يَشْقَين وَهُوَ مَجازٌ.} واشتَق الخَصمانِ، {وتشاقّا: تَلاحّا وأَخَذا فِي الخُصُومةِ يَمِيناَ وشِمالاً، وَهُوَ} الاشتِقاقُ. {والشقَقَةُ، محركة: الأعْداءُ، ويُقال: فلَان} شِقشِقَه قَومِه، أَي: شَرِيفُهُم وفَصِيحُهم، قَالَ ذُو الرُّمةِ:
(كَأَن أَباهُمْ نهشل أَو كَأنَّهم ... {بشِقْشِقَةٍ من رَهْطِ قَيْسِ بنِ عاصِم)
وأَهلُ العِراقِ يَقُولونَ للمُطَرْمِذِ الصلِفِ:} شَقّاقٌ، ولَيْسَ من كَلام العَرَبِ وَلَا يَعْرِفُونَه، كَمَا فِي اللِّسانِ، وَفِي الأساسِ: ورَجل {شَقّاق: مُطَرمذ يتَنفج ويَقُولُ: كانَ وكانَ، ويَتَبَجحُ بصحْبَةِ السُّلْطَان، ونَحْوِه، وَهُوَ مَجاز.} واسْتَشَق بالجُوالِق: حَرفَه على أَحَدِ شِقَّيْه حَتى يَتَعَدّى البابَ.
{واشْتَقَّ الطريقُ فِي الفَلاةِ: إِذا مَضَى فِيها وَهُوَ مَجازٌ.} والشقُوق بِالضَّمِّ: مَنْهَلٌ من مَناهِلِ الحاجِّ، ومَنْزِلٌ من مَنازِلِهم بينَ واقِصَةَ والثعْلَبِيَّةِ. والشقُوق أيْضاً: من مِياهِ بَنِي ضبةَ بأرضِ اليَمامَةِ.
وفرسٌ {أَشَق المَنخَرين، أَي: واسِعُهما، قَالَه الليْثُ. وقولُه تَعالى:} وانْشَقَّ القَمَرُ قِيلَ فِي تَفْسِيره: وَضَحَ الأمرُ، نَقله الرّاغِبُ. وأَبُو وائِل:! شَقِيقُ بنُ سًلمَةَ الأسَدِي، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ)
وسَلّم، وليسَتْ لَهُ صحْبَةٌ، سَكَن الكُوَفَة، وكانَ من زُهّادِها، رَوَى عَنْ عُمَر، وعَبْدِ الله، وَعنهُ مَنْصُور، والأعْمَشُ، وَكَانَ مولِدُه سنَةَ إحدَى من الهِجْرَةِ. {وشَقِيقُ بنُ ثَوْر السدُوسِي، وشَقِيقُ ابنُ الفَرّاءَ الكُوفِي، وشَقِيقُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى الحَضْرَمِيّينَ، وشَقِيقُ ابنُ عُقْبَةَ العَبْدِي: تابعيون ثِقاتٌ. والعَبّاسُ بنُ أحْمَدَ بنِ محمَّدٍ} - الشَّقّانِي بِالْفَتْح، حَدثَ عَن أَبي عُثمانَ الصابُونِي.
وأبُو {شقُوق: قَرْيَة من أَعْمالِ الشرقِيةِ بمِصْرَ. وابنُ} شَقِّ اللَّيل: محدِّث، ذَكَره المُصَنفُ اسْتِطْرادًا فِي ش وق. {والشقّ: مَوضِع من أَعْمال البُحَيْرةِ. وأَبو} الشقاق: ترع بالبُحَيْرةِ.

شمخر

(شمخر)
تكبر

شمخر


شَمْخر
a. Was haughty, proud.

شَمْخَرَةa. Pride.
[شمخر] المُشَمْخِرُ: الجبل العالي. قال الهذَلي : تاللهِ يَبْقى على الأيام ذو حِيَدِ * بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآس - أي لا يبقى.
شمخر: الشُّمَّخْرُ والشَّمِّخْرُ، والضُّمَّخْرُ والضِّمَّخْرُ: الجسيم من الفحول، قال رؤبة:

أَبناءُ كل مصعبٍ شِمَّخُرِ  ... سامٍ على رغم العدى ضِمَّخُرِ

ويقال: الشِّمَّخُر: العزيز النَّفسُ، والضِّمِّخُرُ: المُشَدِّخُ الضَّخْم، يشدخ كل شيء. الشمختر : معرب، قال:

والأزد أمسى نحبهم شمخترا 

شمخر
شمخرَ يشمخر، شَمْخَرَةً، فهو مُشَمْخِر
• شمخر الرَّجلُ: تكبَّر "لا يُشَمْخِر إلاّ الوضيعُ". 

اشمَخَرَّ يشمخرّ، اشمَخْرِرْ/ اشْمَخِرَّ، اشمِخْرَارًا، فهو مُشْمَخِرّ
• اشمخرَّ الجَبلُ: علا وارتفع "*وأعرضت اليمامةُ واشمخرَّت*". 

شمخر: الشُّمَّخْرُ والشِّمَّخْرُ من الرجال: الجسيم، وقيل: الجَسيم من

الفُحُول، وكذلك الضُّمَّخْرُ والضِّمَّخْر؛ وأَنشد لرؤبة:

أَبناءُ كُلِّ مُصْعَبٍ شُِمَّخْرِ،

سامٍ على رَغْمِ العَدَى، ضُِمَّخْرِ

وقيل: هو الطَّامحُ النَّطَر المتكبِّرُ. ويقال: رجل شِمَّخْر ضِمَّخْر

إِذا كان متكبراً. وامرأَة شُِمَّخْرة: طامحة الطَّرْف. وفيه شَمْخَرَة

وشَمْخرِيرة أَي كبر. وفي طعامه شُمَخْرِيرَة

(* قوله: «شمخريرة» هي بهذا

الضبط في أصلنا المعوّل عليه). وهي الرِّيح قال أَبو الهيثم: أُخذ من

الرجل الشُّمَِّخْرِ، وهو المتكبر المتغضِّب وذلك من خَبْتِ النفس، كما

يقال: أَصَنَّتِ الرَّيْحانة إِذا خَبُِثَتْ رِيحُها. يقال: رأَيته مُصِنّاً

أَي غضبانَ خَبِيثَ النفس. ابن الأَعرابي: المُشْمَخِرُّ الطويل من

الجبال. والمُشْمَخِرُّ: الجبَل العالي؛ قال الهذلي:

تالله يَبْقَى على الأَيام ذُو حِيَدٍ،

بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ

أَي لا يَبْقَى. وقيل: المُشْمَخِرُّ العالي من الجبال وغيرها.

شمخر
: (الشَّمْخَرَةُ: الكِبْرُ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، كالشَّمْخَرِيرَةِ.
(واشْمَخَّر: طالَ) .
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: (المُشْمَخِرّ، كمُــشْمَعِلَ) الطَّوِيلُ من الجِبَالِ.
والمُشْمَخِرُّ: (الجَبَلُ العالِي) ، قَالَ الهُذَلِيّ:
تاللَّهِ يَبْقَى على الأَيّامِ ذُو حِيَدٍ
بمُشْمَخِرَ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ
أَي لَا يَبْقَى.
وَقيل: المُشْمَخِرُّ: العَالِي من الجِبَالِ، وغيرِهَا.
(والشَّماخِيرُ: جِبَالٌ بالحِجَازِ بَيْنَ الطّائِفِ وجُرَشَ) ، وجُرَشُ كزُفَرَ: بَلَدٌ بينَ مَكَّة واليَمَنِ.
(والشُّمَّخْرُ، كجُمَّيْزٍ: المُتَكَبِّرُ) ، وَقيل: الطّامِحُ النَّظَرِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: هُوَ المُتَغَضِّبُ، وذالِك من خُبْثِ النَّفْسِ، وَيُقَال: رَجُلٌ شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ، إِذا كَانَ مُتَكَبِّراً، وامرأَة شُمَّخْرَةٌ، طامِحَةُ الطَّرْفِ. وَقيل: الشُّمَّخْرُ، والشِّمَّخْرُ من الرِّجَالِ: الجَسِيمُ. وَقيل: الجَسِيمُ من الفُحُولِ، وكذالك الضُّمَّخْرُ والضِّمَّخْرُ، وأَنشَدَ لرُؤْبَة:
أَبْنَاءُ كُلِّ مُصْعَبٍ شُمَّخْرِ
سَامٍ على رَغْمِ العِدَا ضُمَّخْرِ
وَفِي طَعَامِه شُمَخْرِيرَةٌ، وَهِي الرِّيحُ.

سمل

سمل

1 سَمَلَ عَيْنَهُ, (S, * M, Mgh, * Msb, K,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. سَمْلٌ, (S, M, Msb,) He put out, or blinded, (فَقَأَ,) his eye (S, M, Mgh, Msb, K, TA) with an iron instrument (S, Msb, TA) made hot; (S, Msb;) or with some other thing; sometimes with a thorn; (TA;) like سَمَرَهَا: (M and K in art. سمر:) and he pulled it out: (Mgh:) and ↓ استملها signifies the same. (Fr, K.) b2: سَمَلَ الحَوْضَ, (S, M, K,) inf. n. as above; (M;) and ↓ سمّلهُ, (M, K,) inf. n. تَسْمِيلٌ; (TA;) He cleansed, or cleared, the watering-trough, or tank, (S, M, K,) from the سَمَلَة, (M, K,) [i. e.] from the black mud, or black fetid mud, [that was in it,] and from the mud, or clay. (S.) And سَمَلْتُ البِئْرَ I cleansed, or cleared out, the well. (Msb.) b3: سَمَلَ بَيْنَهُمْ, (S, M, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (S, M,) He effected a rectification of affairs, or an adjustment, or a reconciliation, between them; as also ↓ اسمل: (S, M, K:) or he strove, laboured, or exerted himself, in effecting a rectification between them; and so فِى المَعِيشَةِ [in respect of the means of subsistence]. (Msb.) A2: سَمَلَ, (S, M, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. سُمُولٌ (S, M, K) and سُمُولَةٌ, [or this is probably the inf. n. of the latter of the next two following syn. verbs,] (K,) It (a garment, or piece of cloth,) was, or became, old, and worn out; as also ↓ اسمل; (S, M, K;) and so سَمُلَ, like كَرُمَ; (K;) and ↓ اِسْمَأَلَّ, inf. n. اِسْمِئْلَالٌ. (TA.) b2: See also the next paragraph.2 سمّل الحَوْضَ: see 1.

A2: سمّل الحَوْضُ, (M, K,) inf. n. تَسْمِيلٌ, (K,) The watering-trough, or tank, yielded but little water. (Lh, M, K.) and in like manner, (K,) سمّلت الدَّلْوُ, (M, K,) inf. n. as above, (K,) The bucket yielded, (M,) or produced [from the well], only what is termed السَّمَلَة, (K,) i. e., (TA,) little water; (M, TA;) as also ↓ سَمَلَت, (K,) inf. n. سَمْلٌ; but the former verb is said by Fr to be preferable. (TA.) A3: سمّل فُلَانًا بِالقَوْلِ He was soft, or tender, or easy and sweet, or elegant, graceful, or ornate, to such a one, (رَقَّقَ لَهُ, in the CK رَفَّقَ له,) in speech. (K.) A4: And accord. to IDrd, تَسْمِيلٌ signifies A laxness of the ذَكَر on the occasion of جِمَاع. (TA.) 4 أَسْمَلَ see 1, in two places.5 تسمّل, (K,) or تسمّل سَمَلًا, (M,) He drank, or took, remains in a vessel, (M, K,) of wine, or beverage, &c. (M.) b2: And تسمّل النَّبِيذَ He persevered, or persisted, in the drinking of the [beverage called] نبيذ. (Lh, M, K.) 8 إِسْتَمَلَ see 1, first sentence. Q. Q. 4 اِسْمَأَلَّ, (S, O, K,) inf. n. اِسْمِئلَالٌ, (S,) He (a man, O) was, or became, slender, lean, or lank, (S, O, K,) in the belly. (S, * O, * K.) b2: Said of the shade, It contracted; or went away; syn. قَلَصَ, (O,) or اِرْتَفَعَ. (TA.) The phrase إِذَا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ, in a verse which is here cited in the S and O and TA, [and which I have cited in art. تبع,] means [accord. to J,] إِذَا رَجَعَ الظِّلُّ

إِلَى أَصْلِ العُودِ [app. When the shade cast by the leaves of a tree returns to the lower part of the branch; i. e. when the sun becomes high: virtually the same as when the shade contracts]: (S, TA:) or, as some say, by التُّبَّعُ is meant [the star, or asterism, called] الدَّبَرَان, and the phrase means when الدبران rises. (TA. [See art. تبع.]) b3: Said of a person's face, It became altered in consequence of emaciation. (TA.) b4: See also 1, last sentence but one.

سَمَلٌ: see سَمَلَةٌ, in three places.

A2: Applied to a garment, or piece of cloth, Old, and worn out; (S, M, K;) as also ↓ سَمَلَةٌ and ↓ سَمِيلٌ and ↓ سَمُولٌ (M, K) and ↓ سَمِلٌ and ↓ مُسْمَئِلٌّ: (K:) the pl. of سَمَلٌ is أًسْمَالٌ: (A'Obeyd, TA:) and one says also ثَوْبٌ أَسْمَالٌ, (S, M, K,) like رُمْحُ أَقْصَادٌ and بُرْمَةٌ أَعْشَارٌ. (S.) The phrase سَمَلُ قَطِيفَةٍ occurs in a trad. [as meaning An old and worn-out garment of the kind called قطيفة]: and in another trad., أَسْمَالُ مُلّيَّتَيْنِ [meaning two old and wornout small garments of the kind called مُلَآءَة]; مُلَيَّةٌ being a dim. of مُلَآءَةٌ. (TA.) And ↓ سَوْمَلٌ signifies [in like manner] An old and worn-out [garment of the kind called] كِسَآء, on the authority of Ez-Zejjájee. (M.) b2: Also, (i. e. سَمَلٌ,) applied to a ewe, Having ragged wool: b3: and سَمَلْ سَمَلْ is A cry by which a ewe is called to be milked. (O, TA.) سَمِلٌ: see the next preceding paragraph.

سُمْلَةٌ Tears poured forth (Az, K) by the eyes affected with pain in consequence of hunger, (Az,) or on an occasion of vehement hunger, (K,) as though putting out the eye. (Az, K.) b2: See also the next following paragraph.

سَمَلَةٌ A small quantity of water (S, M, K) remaining in the bottom of a vessel &c.; like ثَمِيلَةٌ: (S:) as also ↓ سُمْلَةٌ: (S, M, * K: [app., accord. to the M, the latter is syn. with the former absolutely:]) pl. ↓ سَمَلٌ, (S, M, K,) which is used of wine, or beverage, &c., (M,) [or rather this is a coll. gen. n.,] and [the pl. properly so termed is] سُمُولٌ (As, S) and أَسْمَالٌ [a pl. of pauc.]: (AA, S:) and ↓ سُمْلَانٌ [app. pl. of ↓ سَمَلٌ, agreeably with analogy,] signifies remains of [the beverage called] نَبِيذ, (M, K,) and of water also. (TA.) Also A remaining portion of water in a watering-trough, or tank: (M, K:) and, (K,) as some say, (M,) black mud, or black fetid mud, (M, K,) therein: (M:) pl. ↓ سَمَلٌ [or rather this is a coll. gen. n., as observed above,] and سِمَالٌ; (M, K;) and سَمَائِلُ is pl. of the latter of these pls. (TA.) A2: See also سَمَلٌ.

سُمْلَانٌ: see the next preceding paragraph.

سَمُولٌ: see سَمَلٌ.

سَمِيلٌ: see سَمَلٌ.

سَمَّالٌ [One who puts out the eyes of others]. A certain tribe were called بَنُو السَّمَّالِ, (M, K, *) or بَنُو سَمَّالٍ, (S, TA,) because their founder had put out the eye of a man. (S, M, K.) سَامِلٌ One who strives, labours, or exerts himself, (S, M, K,) in, (S,) or for, (M, K,) the right management of affairs for procuring the means of subsistence. (S, M, K.) سَوْمَلٌ: see سَمَلٌ.

سَوْمَلَةٌ A small [cup of the kind called] فِنْجَانَة, (S, M, K, TA,) which latter is a post-classical word, originally فِلْجَانَة: or the سوملة, as some say, is a small فِيَالَجَة, an arabicized word from the Pers\. پِيَالَهْ; which is also called طَرْجَهَارَةٌ; (TA;) and this is the same as the فِلْجَان. (TA voce طرجهارة.) مُسْمَئِلٌّ Slender, lean, or lank, in the belly; (M, K;) applied to a man. (TA.) b2: See also سَمَلٌ.

A2: Also A certain bird. (K.)
سمل: سَمَل وجمعه أسمال: ثوب بال، خلق (القلائد ص54).
(س م ل) : (سَمَلَ) أَعْيُنَهُمْ أَيْ فَقَأَهَا وَقَلَعَهَا.
س م ل : سَمَلْتُ عَيْنَهُ سَمْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَقَأْتُهَا بِحَدِيدَةٍ مُحْمَاةٍ وَسَمَلْتُ الْبِئْرَ نَقَّيْتُهَا وَسَمَلْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَفِي الْمَعِيشَةِ سَعَيْتُ بِالصَّلَاحِ. 
س م ل: (السَّمَلُ) الْخَلَقُ مِنَ الثِّيَابِ وَ (سَمَلَ) الثَّوْبُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (أَسْمَلَ) أَيْ أَخْلَقَ. وَ (سَمْلُ) الْعَيْنِ فَقْؤُهَا بِحَدِيدَةٍ مُحْمَاةٍ. 
(سمل)
الثَّوْب وَنَحْوه سمولا وسمولة أخلق وبلي وَبينهمْ سملا أصلح وَفِي الْمَعيشَة سعى بالصلاح وَالْعين فقأها بمسمار أَو حَدِيدَة محماة والحوض وَنَحْوه نقاه من الحمأة والطين

(سمل) الثَّوْب سمالة وسمولة سمل فَهُوَ سميل
س م ل

ثوب أسمال: أخلاق، وما عليه إلا سمل وإلا أسمال، ودخل عليّ وعليه أسمال مليّتين. وقد أسمل الثوب. وما في الحوض إلا سملة وسمل: بقية ماء. وسملت عينه: ففأتها، ومنه بنو السمال. وقال أبو ذؤيب:

فالعين بعدهم كأن حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع

وسملت بين القوم: أصلحت. واسمأل الظل: قلص ولزق بأصل الحائط. و" أوفى السموأل ".
[سمل] فيه: و"سمل" أعينهم، أي فقأها بحديدة محماة أو غيرها، وقيل: هو فقؤها بالشوك وهو بمعنى السمر - وقد مر، وفعله لأنهم فعلوا بالرعاة مثله، وقيل: هو قبل نزول الحدود فلما نزلت فهى عن المثلة. وفي ح عائشة: ولنا "سمل" قطيفة، هو الخلق من الثياب، وقد سم الثوب وأسمل. ومنه: وعليها "أسمال" مليتين، هي جمع سمل، والملية تصغير الملاءة وهى الإزار. وفيه فلم يبق منها إلا "سملة كسملة" الإداوة، هي بالحركة الماء القليل يبقى في أسفل الإناء.

سمل


سَمُلَ(n. ac. سَمَاْلَة)
a. Was old, worn out.

سَمَّلَa. Cleaned out (well).
أَسْمَلَa. see I (c)b. Was old, worn out.

تَسَمَّلَa. Drank the lees.
b. Drank, tippled.

إِسْتَمَلَa. Put out (eye).
سَمَل
(pl.
أَسْمَاْل)
a. Old, worn, shabby, threadbare.

سَمَلَة
(pl.
سَمَل
سِمَاْل سُمُوْل
أَسْمَاْل)
a. Mud, slime.
b. see 4
سَمِلa. see 4

سَمَاْلa. Water-worm.

سَمِيْل
سَمُوْلa. see 4
سُمْلَاْنa. Lees, dregs of wine.

سَمْلَق
a. Even plain; desert.

مُسَمْلَق
a. Long-legged, lanky.
(سمل) - في حديث العُرَنِيِّينَ: "فسَمَل أَعْيُنَهم" .
: أي فَقأَها.
وبنو السَّمأَل: قوم من العَرَب سَمَل أبوهم عيناً، ويروى بالرَّاء، ومَخْرجاهما قَريِبَان. وقيل: إن الحَجَّاج كان يُعذِّب الناسَ بهذا الحديث. ورُوِى أَنَّ الحَسَن قال: وَدِدْت أن أَنَساً، رضي الله عنه، لم يُحدِّث الحَجَّاجَ بهذا الحديث.
ورُوِى أَنَّ ابنَ سِيرين قال: كان هذا قَبلَ أن تَنْزِل الحدود.
وعن أبي الزِّنادِ أنه قال: فَعلَ ذلك بهم، ثم أَنزَل الله، عزّ وجَلَّ، الحُدودَ فوعَظَه ونَهاه عن المَثُلة فلم يَعُد.
ورُوِى أنهم فعلوا مِثلَ ذلك بالرُّعاةِ، فاقتَصَّ منهم على مثال فِعلِهم. 
[سمل] السَمَلُ: الخَلَقُ من الثياب. يقال: ثوبٌ أَسْمالٌ، كما قالوا: رمحٌ أَقْصادٌ، وبُرْمَةٌ أَعْشارٌ. والسَمَلَةُ أيضاً: الماء القليلُ يبقى في أسفل الإناء وغيرِه، مثل الثَميلَة، والجمع سَمَلٌ. قال ابن أحمر:

مِثْلُ الوقائِع في أنصافِها السَمَلُ * وسُمولٌ عن الأصمعي. قال ذو الرمة. على حميريات كأن عيونها قِلاتُ الصَفا لم يَبْقَ إلا سمولها واسمال عن أبى عمرو. وأنشد:

يَتْرُكُ أَسْمَالَ الحِياضِ يُبَّسا * والسُمْلَةُ بالضم مثل السَمَلَةِ. وأبو سَمَّالٍ: كنيةُ رجلٍ من بني أسد. وسَمْلُ العينِ: فَقْؤُها. يقال: سُمِلَتْ عينُه تُسْمَلُ، إذا فقئت بحديدةٍ مُحْماةٍ. قال أعرابي: " فقأ جدُّنا عينَ رجلٍ فسُمِّينا بني سَمَّالٍ ". وسَمَلْتُ بين القوم سَمْلاً وأسْمَلْتُ، إذا أصلحتَ بينهم. قال الكميت: وتنأى قُعودُهُمُ في الأمور عن مَنْ يَسُمَّ ومن يُسْمِلُ أي تبعد غاياتهم عمن يداري ويُداهِن. والسامِلُ: الساعي في صلاح معاشه. وسَمَلْتُ الحوضَ، إذا نقَّيْتَهُ من الحَمْأَة والطين. وسَمَلَ الثوبُ سُمولاً وأَسْمَلَ، إذا أخلق. والسَوْمَلَةُ: الفنجانة الصغيرة. واسممأل اسمئلالا بالهمز، أي ضمر. وقول الشاعر :

وِرْدَ القطاةِ إذا اسْمَأَلَّ التُبَّعُ * أي رجع الظل إلى أصل العود. وسموأل بن عادياء مهموز، وهو فعوعل.
سمل
سمَلَ1 يَسمُل، سُمولاً وسُمولةً، فهو سامِل
• سمَل الثَّوبُ ونحوُه: أخلَق وبلِي. 

سمَلَ2 يَسمُل، سَمْلاً، فهو سامِل، والمفعول مَسْمول
• سمَل العينَ: فقأها بمسمار أو حديدةٍ مُحماة "عذّبه آسِروه وسمَلوا عينه". 

سمُلَ يَسمُل، سَمالةً وسُمُولةً، فهو سَمِيل
• سمُل الثَّوبُ ونحوُه: سمَل، أخلق وبلِي "ثوبٌ سميل". 

أسملَ يُسمِل، إِسْمالاً، فهو مُسمِل
• أسملَ الثَّوبُ: سمُل؛ أخلَق وبلِيَ. 

أسمال [جمع]: مف سَمَل: ثيابٌ بالية وقديمة "تدلّ أسْماله على فقره الشَّديد- ثوب سَمَل". 

سَمالة [مفرد]: مصدر سمُلَ. 

سَمْل [مفرد]: مصدر سمَلَ2. 

سَمَلَة [مفرد]: ج سَمَلات: بقيّة الماء في الحوض. 

سُمول [مفرد]: مصدر سمَلَ1. 

سُمولة [مفرد]: مصدر سمُلَ وسمَلَ1. 

سَميل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سمُلَ. 
سمل جوى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الرَّهْط العرنيين الَّذين قدمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَة فاجْتَوَوْها فَقَالَ: لَو خَرجْتُمْ إِلَى إبلنا فأصبتم من أبوالها وَأَلْبَانهَا فَفَعَلُوا فصحوا فمالوا على الرعاء فَقَتَلُوهُمْ وَاسْتَاقُوا الْإِبِل وَارْتَدوا عَن الْإِسْلَام فَأرْسل النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي آثَارهم فَأتى بهم فَقطع أَيْديهم وأرجلهم وسَمَل أَعينهم وَتركُوا بِالْحرَّةِ حَتَّى مَاتُوا. قَالَ: السَّمْل أَن تفْقَأ الْعين بحديدة محماة أَو بِغَيْر ذَلِك يَقُول من ذَلِك: سَمَلْتُ عينه أسمَلها سملا وَقد يكون السمل بالشوك. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يرثي بَنِينَ لَهُ مَاتُوا: [الْبَسِيط]

فالعينُ بعدهُمُ كَأَن حداقها ... سملت بشوك فَهِيَ عُور ٌتَدْمع

وَقَالَ الشماخ يصف أَتَانَا وَيذكر أَن عينهَا قد غارت من شدَّة الْعَطش: [الْبَسِيط]

قد وَكَّلَتْ بالهُدى إنسانَ ساهِمَةٍ ... كَأَنَّهُ من تَمام الظَّمْءِ مسمولُ

قَالَ: وَقَوله: قدمُوا الْمَدِينَة فاجتووها قَالَ أَبُو زَيْدُ: يُقَال: اجتويتُ الْبِلَاد إِذا كرهتها وَإِن كَانَت مُوَافقَة لَك فِي بدنك وَيُقَال: استوبَلْتُها - إِذا لم توافقك فِي بدنك وَإِن كنت محبا لَهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه قَول النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: لَو خَرجْتُمْ إِلَى إبلنا فأصبتم من أبوالها وَأَلْبَانهَا فَهَذَا رخصَة فِي شرب بَوْل مَا أكل لَحْمه وَهَذَا أصل هَذَا الْبَاب وَكَذَلِكَ ولَو وَقع فِي غير مَاء لم ينجس. وَأما قطع أَيْديهم وأرجلهم وسمل أَعينهم فيروون - وَالله أعلم - أَن هَذَا 21 / الف كَانَ فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن تَنْزل الْحُدُود فنسخ / أَلا ترى أَن الْمُرْتَد لَيْسَ حَده إِلَّا الْقَتْل فَأَما السمل فَإِنَّهُ مثله وَقد نهى النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام عَن الْمثلَة. وَعَن ابْن سِيرِينَ قَالَ: كَانَ أَمر العرنيين قبل أَن تنزل الْحُدُود قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فنرى أَن هَذَا هُوَ النَّاسِخ للْأولِ - وَالله أعلم.
س م ل

سمَلَ الثَّوبُ يَسْمُلُ سُمُولاً وأسْمَلَ أطْلَقَ وثَوْبٌ سَمَلَةٌ وسَمَلٌ وأسْمالٌ وسَمِيلٌ وسَمُولٌ قال أعرابيٌّ من بَنِي عَوْفِ بن سعد

(صَفْقَةُ ذِي ذَعالِتٍ سَمُول ... بَيْعَ امْرئٍ ليس بُمسْتَقِيلِ)

أرادَ ذي ذعالِبٍ فأبدل التاء من الباءِ وأنشد ثعلب

(بَيْعُ السَّمِيلِ الخَلَقِ الدَّرِيسِ ... )

والسَّوْمَلُ الكِساءُ الخَلَقُ عن الزّجاجي والسَّمَلَةُ الماءُ القَليلُ وجَمْعُه سَمَل والسَّمَلةُ بَقِيّةُ الماء في الحَوْضِ وقيل هو ما فيه من الحَمْأَة والجمعُ سَمَلٌ وسِمَالٌ قال أُمَيَّة بن أبي عائِذ الهذلي

(فأوْرَدَهَا فَيْحَ نَجْمِ الفُروعِ ... من صَيْهَدِ الصَّيْف بَرْدَ السِّمَالِ)

أي أوْرَدَ العَيْرُ أُتُنَهُ بَرْدَ السِّمالِ في فَيْح نَجْمِ الفُرُوع ويُرْوى

(فأوْرَدَهَا فَيْحُ نَجْمِ الفُروعِ ... )

أي أوْرَدَها الحَرُّ الماءَ والسُّمْلَةُ كالسَّمَلَةِ عن اللّحياني والتَّسَمُّل شُرْبُ السَّمَلَةِ أو أخْذُها يقالُ تركتُه يتَسَمَّلُ سَمَلاً من الشراب وغيره وسَمَل الحوضَ سَمْلاً وسَمَّلَهُ نقَّاهُ من السَّمَلَةِ وسَمَّلَ الحوضُ لم يَخْرُجْ منه إلاَّ ماءٌ قلِيل عن اللحيانيِّ وأنشد

(أصْبَحَ حَوْضاكَ لِمَنْ يَراهُمَا ... (مُسَمَّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُمَا)

وسَمَّلَتِ الدَّلْوُ خرجَ مَاؤُها قَليلاً وسُمْلاَنُ النَّبِيذ بقَاياهُ وتَسَمَّلَ النَّبيذَ ألحَّ في شُرْبِه كلاهما عَنْه أيْضاً والسَّمَالُ الدُّودُ الذي يكونُ في الماءِ النَّاقِع قال تَمِيمُ بن مُقْبل

(كأنَّ سِخَالَهَا بِذَوي سُحَارٍ ... إلى الخَرْماءِ أولادُ السَّمَال)

وسَمَلَ بينهُم يَسْمُلُ سَمْلاً وأسْمَل أصْلَح قال

(ولكِنَّنِي رائبٌ صَدْعَهَمُ ... رَقُوءٌ لما بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ)

رَقُوءٌ مُصْلِحٌ وقد تقدَّم والسَّامِلُ السَّاعي لإصلاح المعِيشة وسَمَلَ عَيْنَه يَسْمُلُهَا سَمْلاً فَقَأَها وبَنُو السَّمَّالِ منهم لأنَّ أباهم لَطَمَ رجلاً فَسَمَلَ عيْنَهُ فسُمُّوا بَنِي السَّمَّال والسَّمَّال شَجَرٌ يمانيَةٌ والسَّوْملَةُ فِنْجَانَةٌ صَغيرةٌ ومكَانٌ سَمَوِّلٌ سَهْلُ التُّرابِ وقيلَ هي الأَرضُ الواسِعَةُ وقيل هو الجَوْفُ الواسِعُ من الأرْضِ عن أبي عبيدة قال امرؤُ القيس

(أَثَرْنَ غُباراً بالكديدِ السَّمَوَّلِ ... )

والمُسْمَئلُّ الضَّامِرُ وسَمْويلُ طائِرٌ وقيلَ بَلْدَةٌ كثيرةُ الطَّيْرِ قالَ الربيعُ الكامِلُ أحد أخوال لَبيد بن رَبِيعة يُخاطِبُ النُّعمانَ

(لئن رَحَلْتُ جِمالِي لا إلى سَعَةٍ ... ما مِثْلُهَا سَعَةٌ عَرْضاً ولا طُولا)

(بِحَيْثُ لَوْ وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها ... لم يَعْدِلُوا ريشةً من ريشِ سَمْوِيلا) 

سمل: سَمَلَ الثوبُ يَسْمُل سُمولاً وأَسْمَلَ: أَخْلَق، وثوبٌ سَمَلةٌ

وسَمَلٌ وأَسْمالٌ وسَمِيلٌ وسَمُولٌ؛ قال أَعرابي من بني عوف بن سعد:

صَفْقَةُ ذي ذَعالِتٍ سَمُول،

بَيْعَ امْرئٍ لَيْسَ بمُسْتَقِيل

أَراد ذي ذَعالب، فأَبدل التاء من الباء؛ وأَنشد ثعلب:

بَيْعُ السَّمِيل الخَلَق الدَّرِيس

وفي حديث عائشة: ولنا سَمَلُ قَطِيفة؛ السَّمَلُ: الخَلَق من الثياب.

وفي حديث قَيْلة: أَنها رأَت النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليه أَسْمالُ

مُلَيَّتَيْن؛ هي جمع سَمَلٍ، والمُلَيَّةُ تصغير المُلاءة وهي الإِزار.

قال أَبو عبيد: الأَسْمال الأَخْلاق، الواحد منه سَمَلٌ. وثوبٌ أَخلاقٌ

إِذا أَخْلَق، وثوبٌ أَسْمالٌ كما يقال رُمْحٌ أَقصادٌ وبُرْمةٌ أَعشارٌ.

والسَّوْمَل: الكِساء الخَلَق؛ عن الزجاجي.

والسَّمَلة: الماء القليل يبقى في أَسفل الإِناء وغيره مثل الثَّمَلة،

وجمعه سَمَلٌ؛ قال ابن أَحمر:

الزَّاجِر العِيسِ في الإِمْلِيس، أَعْيُنها

مثلُ الوَقائِع في أَنْصافِها السَّمَل

وسُمُولٌ عن الأَصمعي؛ قال ذو الرمة:

على حِمْيَريّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها

قِلاتُ الصَّفا، لم يَبْقَ إِلاَّ سُمولُها

وأَسمالٌ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد:

يترك أَسْمال الحِياضِ يُبَّسا

والسُّمْلة، بالضم، مثل السَّمَلة. ابن سيده: السَّمَلة بَقِيَّة الماء

في الحَوْض، وقيل: هو ما فيه من الحَمْأَة، والجمع سَمَلٌ وسِمالٌ؛ قال

أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

فأَوْرَدَها، فَيْحَ نَجْمِ الفُرو

عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَرْدَ السِّمال

أَي أَوْرَد العَيرُ أُتُنَه بَرْدَ السِّمال في فَيْح نجم الفُروع،

ويروى:

فأَوْرَدَها فَيْحُ نجم الفُرو

عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَردَ السِّمال

بالضم أَي أَوْرَدَها الحَرُّ الماء، ويُجْمَع السِّمال على سَمائل؛ قال

رؤبة:

ذا هَبَواتٍ يَنْشَف السَّمائلا

والسَّمَلة: الحَمْأَة والطين. التهذيب: والسَّمَلُ، محرَّك الميم،

بَقِيَّةُ الماء في الحوض؛ قال حُمَيْد الأَرقط:

خَبْط النِّهالِ سَمَل المَطائطِ

وفي حديث عليٍّ، عليه السلام: فلم يَبْقَ منها إِلا سَمَلةٌ كسَمَلة

الإِداوة؛ وهي بالتحريك الماء القليل يبقى في أَسفل الإِناء. والتَّسَمُّل:

شُرب السَّمَلة أَو أَخْذُها، يقال ترَكْتُه يَتَسَمَّل سَمَلاً من

الشراب وغيره. وسَمَلَ الحوضَ سَمْلاً وسَمَّله: نَقَّاه من السَّمَلة.

وسَمَّل الحوضُ: لم يَخْرُج منه إِلا ماءٌ قليل؛ عن اللحياني؛ وأَنشد:

أَصْبَحَ حَوْضاكَ لمن يَراهُما

مُسَمِّلَيْن، ماصِعاً قِراهُما

وسَمَّلَتِ الدَّلْوُ: خَرج ماؤها قليلاً. وسُمْلانُ الماء والنبيذ:

بَقاياهما. وتَسَمَّل النَّبِيذَ: أَلحَّ في شُرْبه؛ كلاهما عنه أَيضاً.

والسَّمالُ: الدود الذي يكون في الماء الناقع؛ قال تميم بن مقبل:

كأَنَّ سِخالَها، بذوي سُحار

إِلى الخَرْماء، أَولادُ السَّمال

(* قوله «بذوي سحار» كذا في الأصل ومثله في المحكم وأورده ياقوت في

الخرماء وسمار بلفظ:

كأن سخالها بلوى سمار * الى الخرماء أولاد

السمال

ثم قال قال الأزدي: سمار رمل بأعلى بلاد قيس طوله قدر سبعين ميلاً).

وسَمَل بينهم يَسْمُل سَمْلاً وأَسْمَل بينهم: أَصْلَح بينهم؛ قال

الكميت:

وإِنْ يَأْوَدِ الأَمْرُ يَلْقَوْا له

ثِقافاً، وإِنْ يَحْكُمُوا يَعْدِلوا

وتَنْأَى قُعُودُهمُ في الأُمو

رِ عَمَّنْ يَسُمُّ، ومَنْ يُسْمِلُ

ولَكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم،

رَقُوءٌ لما بَيْنَهم مُسْمِلُ

رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ؛ قال ابن بري: والذي في شعره: وتَنْأَى قُعورُهم،

بالراء، أَي تَبْعُد غايتَهُم عمن يُدارِي ويُداهِن على من يَسُمُّ، وهو

الذي يَسْبُر الشيءَ ويَنْظُر ما غَوْرُه؛ يقال: فلان بعيد القَعْرِ أَي

بعيد الغَوْر لا يُدْرَك ما عنده، يقول: هم دُهاةٌ لا يُبْلَغ أَقصى ما

عندهم. قال ابن بري: والذي رواه أَبو عبيد في الغريب المصنَّف: على من

يَسُمُّ، وهو الصحيح؛ قال: وفي بعض نسخ الغريب: عَمَّن يَسُمُّ.

والسَّاملُ: الساعي لإِصلاح المعيشة، وفي الصحاح: في إِصلاح معاشه.

وسَمْلُ العَيْنِ: فَقْؤُها، يقال: سُمِلَتْ عينُه تُسْمَل إِذا

فُقِئَتْ بحديدة مُحْماةٍ، وفي المحكم: سَمَل عينَه يَسْمُلُها سَمْلاً

واسْتَمَلَها فَقَأَها. وفي حديث العُرَنِيِّين الذين ارتدُّوا عن الإِسلام: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر بسَمْل أَعينهم. قال أَبو عبيد :

السَّمْل أَن تُفْقأَ العينُ بحديدة مُحْماةٍ أَو بغير ذلك، قال: وقد يكون

السَّمْلُ فَقْأَها بالشوك، وهو بمعنى السَّمْرِ، وإِنما فَعَل ذلك بهم

لأَنهم فَعَلوا بالرُّعاة مثله وقَتَلوهم فجازاهم على صَنِيعهم بمثله، وقيل:

إِن هذا كان قبل أَن تَنْزل الحدود فلما نَزَلَتْ نَهَى عن المُثْلة؛ وقال

أَبو ذؤيب يَرْثي بَنِين له ماتوا:

فالعَيْنُ بعدَهُمُ كأَنَّ حِداقَها

سُمِلَتْ بشَوْكٍ، فهي عُورٌ تَدْمَعُ

ولطَمَ رجلٌ من العرب رجلاً ففَقأَ عينَه فسُمِّي سَمَّالاً؛ حكى

الجوهري قال: قال أَعرابي فَقَأَ جَدُّنا عينَ رجل فسُمِّينا بَني

سَمَّال.والسَّمَّال: شجرٌ، يَمانِيَةٌ. والسَّوْمَلَة: فَيالِجَةٌ صغيرة، وفي

المحكم: فِنْجانَةٌ صغيرة. ومكانٌ سَمَوَّلٌ: سَهْل التراب، وقيل: هي

الأَرض الواسعة، وقيل: هو الجَوف الواسع من الأَرض؛ عن أَبي عبيدة؛ قال امرؤ

القيس:

أَثَرْن غُباراً بالكَدِيدِ السَّمَوَّل

(* في معلقة امرئ القيس: بالكديد المُرَكَّلِ).

وسَمْوِيل: طائر، وقيل بلدة كثيرة الطَّير؛ قال الرَّبيع بن زِياد: وفي

المحكم قال الربيع الكامل أَحد أَخوال لَبِيد بن ربيعة يخاطب

النُّعْمان:لَئِن رَحَلْت جِمالي لا إِلى سَعَةٍ،

ما مِثْلُها سَعَة عَرْضاً ولا طولا

بِحَيْثُ لو وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها،

لم يَعْدِلوا رِيشَةً من رِيشِ سَمْوِيلا

تَرْعى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقُول بها،

لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا

(* قوله «ملحاً» كذا في الأصل والمحكم، وفي التهذيب والتكملة: طلحاً،

قال في التكملة: ويروى علقى).

والغَسْوِيلُ: نَبْتٌ ينبت في السَّباخ، وأَبو السَّمَّال العَدَويُّ:

رجل من الأَعراب. وأَبو سَمَّال: كنية رجل من بني أَسد.

أَبو زيد: السُّمْلة جوع يأْخذ الإِنسان فيأْخذه لذلك وَجَعٌ في عينيه

فُتَهَراقُ عيناه دَمْعاً فيُدْعَى ذلك السُّمْلة، كأَنه يفقأُ العين.

والسَّوْمَلَة: الطَّرْجَهارة، والحَوْجَلة القارُورة الكبيرة. قال:

ويقال حَوْجَلَة ودَوْخَلَة.

سمل
السَّمَلَةُ، مُحَرَّكَةً، ويُضَمُّ: الْماءُ الْقَلِيلُ، يَبْقَى فِي أَسْفَلِ الإِنَاءِ، وغيرِه، كالثَّمِيلَةِ، قالَ صَخْرُ بنُ عَمْرٍ و: فِي كُلِّ ماءٍ آجِنٍ وسَمَلَهْ ج: سَمَلٌ، قالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(الزَّاجِرِ العِيسِ فِي الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها ... مِثْلُ الوَقائِعِ فِي أَنْصافِها السَّمَلُ)
وَفِي حديثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: فَلَمْ يَبْقَ مِنْها إلاَّ سَمَلَةٌ كسَمَلَةِ إِلَّا دَاوَةِ.
والسَّمَلَةُ أَيْضا: الْحَمْأَةُ، والطِّينُ، وَأَيْضًا: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، أَو مَا فيهِ مِنَ الْحَمْأَةِ، ج: سَمَلٌ، وسِمَالٌ، بالكَسْرِ، قالَ أُمَيَّةُ الهُذَلِيُّ:
(فَأْورَدَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُو ... عِ مِنْ صَيْهَدِ الصَّيْفِ بَرْدَ السِّمَالِ) وتَسَمَّلَ الرَّجُلُ: شَرِبَها، أَو أخَذَها، يُقالُ: تَرَكْتُهُ يَتَسَمَّلُ سَمَلاً مِنَ الشَّرابِ، وغيرِهِ، وتَسَمَّلَ النَّبِيذَ: أَلَحَّ فِي شُرْبِهِ، عَن اللِّحْيانِيّ. وسَمَلَ الْحَوْضَ سَمْلاً: نَقَّاهُ مِنْهَا، أَي مِنَ السَّمَلَةِ، كسَمَّلَهُ، تَسْمِيلاً، وسَمَلَ بَيْنَهم، سَمْلاً: أَصْلَحَ، كأَسْمَلَ، قالَ الكُمَيْتُ:
(وتَنْأَى قُعُودُهُمْ فِي الأُمُو ... رِ عَمَّنْ يَسُمُّ ومَن يُسْمِلُ)
أَي تَبْعُدُ غايَتُهم عَمَّن يُدَارِي ويُداهِنُ. وسَمَلَتِ الدَّلْوُ، سَمْلاً: لَمْ تُخْرِجْ إلاَّ السَّمَلَةَ القَلِيلَة، أَي الماءَ القَلِيلَ، كسَمَّلَتْ، تَسْمِيلاً، قالَ الفَرَّاءُ: وَهُوَ أجْوَدُ مِنْ سَمَلَتْ. وسَمَلَ عَيْنَهُ، يَسْمُلُها، سَمْلاً: فَقَأَها بِحَدِيدَةٍ مُحْمَاةٍ، أَو غيرِها. وَقد يَكونُ بالشَّوْكِ، وَفِي حديثِ العُرَنِيِّينَ: فَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ. وَقد مَرَّ فِي س م ر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(فَالْعَيْنُ بَعْدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها ... سُمِلَتْ بِشَوْكٍ فَهْيَ عُورٌ تَدْمَعُ)
كاسْتَمَلَها، عَن الفَرَّاءٍ. وسَمَلَ الثَّوْبُ، سُمُولاً، وسُمُولَةً، بِضَمِّهما: أَخْلَقَ، كأَسْمَلَ، وسَمُلَ، ككَرُمَ، فَهُوَ ثَوْبٌ أسْمَالٌ، كَمَا يُقالُ: رُمْحٌ أقْصادٌ، وبُرْمَةٌ أَعْشارٌ، وسَمَلٌ، وسَمَلَةٌ، مُحَرَّكَتَيْنِ، ومنهُ الحَديثُ: ولَنا سَمَلُ قَطِيفَةٍ. وَفِي آخَر: وعليْها أسْمالُ مُلَيَّتَيْنِ. قالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَسْمالُ الأَخْلاقُ، الواحِدُ سَمَلٌ، والمُلَيَّةُ: تَصْغِيرُ المُلاءَةِ، وَهِي الإِزارُ، وثُوْبٌ سَمِلٌ، وسَمِيلٌ، وسَمُولٌ، ككَتِفٍ، وأَمِيرٍ، وصَبُورٍ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: بَيْعُ السَّمِيلِ الخَلَقِ الدَّرِيسِ)
وقالَ أَعْرابِيٌّ مِنْ بَنِي عَوْفِ بنِ سَعِدٍ: صفْقَةُ ذِي ذَعالِتٍ سَمُولٍ بَيْعَ امْرِئٍ ليسَ بِمُسْتَقِيلِ وسَمَّلَ الْحَوْضُ، تَسْمِيلاً: لم يَخْرُجْ مِنْهُ إلاَّ ماءٌ قَلِيلٌ، عَن اللِّحْيانِيِّ، وأَنْشَدَ: أصْبَحَ حَوْضَاكَ لِمَنْ يَرَاهُما مُسَمِّلَيْنِ مَاصِعاً قِراهُما وسَمَّلَتِ الدَّلْوُ: كَذَلِك، وَهَذَا قد تقدَّم قَريباً، فَهُوَ تَكْرَارٌ، ومَرَّ عَن الفَرَّاءِ أَنَّهُ أَجْوَدُ مِنْ سَمَلَتْ، بالتَّخْفِيفِ. وسَمَّلَ فُلاناً بالْقَوْلِ: إِذا رَقَّقَ لَهُ. وسُمْلانُ النَّبِيذِ، بالضَّمِّ: بَقايَاهُ، وكذلكَ مِنَ الْمَاءِ، قالَهُ اللِّحْيانِيُّ. والسَّمَالُ، كسَحابٍ: الدُّودُ الَّذِي يَكونُ فِي الْمَاءِ النَّاقِعِ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(كَأَنَّ سِخَالَها بِذَوِي سُحارِ ... إِلَى الْخَرْماءِ أَوْلاَدُ السَّمَالِ)
والسَّمَّالُ، كشَدَّادٍ: شَجَرٌ، يَمَانِيَّةٌ. وَأَيْضًا: أَبُو قَبِيلَةٍ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ لَطَمَ رَجُلاُ، فَسَمَل عَيْنَهُ، حكَى الجَوْهَرِيّ، قالَ: قَالَ أَعْرابِيٌّ: فَقَأَ جَدُّنا عَيْنَ رَجُلٍ، فسُمِّينا بَنِي سَمَّالٍ. قلتُ: هُوَ سَمَّالُ بنُ عَوْفِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ بَهَثَةَ بنِ سُلَيْمٍ، مِنْ وَلَدِهِ مُجاشِعُ بنُ مَسْعُودٍ، وأَخُوهُ مُجالِدٌ، صَحابِيَّانِ، وَمِنْهُم رَبيعَةُ بنُ رُفِيعٍ السَّمَّالِيُّ، قاتِلُ دُرَيْدٍ بنِ الصِّمَّةِ، وعبدُ اللهِ بنُ خَازِمٍ السُّلَمِيُّ، وَالِي خُراسانَ، وعُرْوَةُ بنُ أَسْماءَ بنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ، قُتِلَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ، ولِكُلٍّ صُحْبَةٌ. وأَبو السَّمَّالِ الْعَدَوِيُّ، اسْمُه: قَعْنَبٌ، رَجُلٌ مِنَ لأَعْرابِ، وَهُوَ الْمُقْرِئُ الَّذِي تُرْوَى عنهُ حُروفٌ فِي القِراءَاتِ، وَقد رَوى عَنْهُ أَبو زَيْدٍ حُرُوفاً، وأَكْثَر منهُ ابنُ جِنِّيٍّ فِي كتابِ المُحْتَسُب، الَّذِي أَلَّفَه فِي القِراءَاتِ الشَّاذَّةِ. وَأَبُو الشمالِ: شَاعِرٌ أَسَدِيٌّ، كانَ فِي الرِّدَّةِ مَعَ طُلَيْحَةَ، وَهُوَ سَمْعانُ ابنُ هُبَيْرَةُ بنِ مُساحِقِ بنِ بُجَيْرِ بنِ عُمَيْرٍ. وَأَيْضًا: رَجُلٌ آخَرُ، حَدَّهُ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، فِي الْخَمْرِ حَدَّيْنِ، واسْمُهُ النَّجَاشِيُّ، شاعِرٌ مَشْهُورٌ، لهُ أَخْبارٌ وأَشْعارٌ بِصِفِّينَ، وغيرِها.
وسَمَّالُ بْنُ عَوْفِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ: جَدٌّ لِمَجَاشِعِ بنِ مَسْعُودٍ الصَّحابِيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي تَقدَّمَ فيهِ أنَّهُ أَبُو قَبِيلَةٍ بِعَيْنِهِ، ومَرَّ قَرِيبا. وسَيَّالُ بْنُ سَمَّالِ بْنِ الْحُرَيْشِ اليَمامِيُّ، حدَّثَ عنهُ ابنُهُ محمدٌ، وَأَبُو عبدِ الرَّحيمِ خالِدُ بنُ أَبي يَزِيدَ بنِ سَمَّالٍ، صاحِبُ زَيْدِ بنِ أَبي أَنِيسَةَ، رَوَى عنهُ محمدُ بنُ سَلَمَةَ الحَرَّانِيُّ: مُحَدِّثانِ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السَّمَوَّلُ، كَحَزَوَّرٍ: الأَرْضُ الْوَاسِعَةُ، وقيلَ: هوَ الجَوْفُ الواسِعُ مِنْهَا، وقيلَ: هِيَ السَّهْلَةُ التُّرابِ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:) أَثَرْنَ غُباراً بِالْكَدِيدِ السَّمَوَّلِ وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: سَمْوِيلُ، بالفَتْحِ: طَائِرٌ، قالَ الرَّبِيعُ بنُ زِيَادٍ يُخاطِبُ النُّعْمانَ:
(بحَيْثُ لَو وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها ... لم يَعْدِلُوا رِيشَةً مِن رِيشِ سَمْوِيلاَ)
وَقد وَزَنَ بهِ المُصَنِّفُ جِبْرِيلَ فِي ج ب ر ومَرَّ فِي سَرْوَلَ قَرِيبا أَنه لَيْسَ لَهُم فِعْوِيلُ، بالكسرِ.
أَو سَمْوِيلُ: د، كَثِيرُ الطُّيُورِ، ذكرَ الوَجْهَيْنِ ابنُ سِيدَه، وألص أغانيُّ.
والسَّامِلُ: السَّاعِي لإِصْلاَحِ الْمَعِيشَةِ، وَفِي الصِّحاحِ: فِي إصْلاَحِ مَعاشِهِ. والسَّوْمَلَةُ: الْفِنْجَانَةُ الصَّغِيرَةُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. وقالَ غَيرُه: هِيَ الفَيالِجَةُ الصَّغِيرَهُ، وهيَ الطَّرْجَهارَةُ أَيْضا. قلتُ: والفَيالِجَةُ تَعْرِيبُ بيالُه بالفارِسِيَّة، والفِنْجانَةُ: لَفْظَةٌ مُوَلَّدَةٌ، أَصْلُها فِلْجانَة، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي ف ل ج. والمُسْمَئِلُ، كمُــشْمَعِلٍّ: طَائِرٌ. وَأَيْضًا: الضَّامِرُ الْبَطْنِ، وَقد اسْمَأَلَّ الرَّجُلُ: ضَمُرَ بَطْنُهُ.
والمُسْمَئِلُ: الثَّوْبُ الْبَالِي، وَقد اسْمَأَلَّ، اسْمِئْلاَلاً. والسَّمَوْأَلُ، بالهَمْزِ: طَائِرٌ، يُكْنَى أَبا بَرَاءٍ، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ. والسَّمَوْأَلُ: الظِّلُّ، كالسَّمْأَلِ، كجَعْفَرٍ، كِلاهُما عَن ابنِ سِيدَه. والسَّمَوْأَلُ: ذُبَابُ الْخَلِّ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والسَّمَوْأَلُ بْنُ عَادِيَاءَ اليَهُودِيُّ، وَفِي المُقَدِّمَةِ الفاضِلِيَّةِ: السَّمَوْأَلُ بنُ أَوْفَى بنِ عَادِيَاءَ بنِ رِفاعَةَ بنِ جَفْنَةَ صاحِبُ الحِصْنِ الأَبْلَقِ، وفيهِ المَثَلُ: أَوْفَى مِنَ السَّمَوْأَلِ، وَهُوَ مَهْمُوزٌ، ويُقالُ فيهِ أَيْضا: سَمَوَّلُ كحَزَوَّرٍ، اسْمٌ سُرْيانِيٌّ مُعَرَّبٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَزْنُهُ فَعَوْأَلُ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: صَوابُهُ فَعَوْلَل. قلتُ: وضَبَطَهُ بعضُهم بِكَسْرِ السِّينِ أَيْضا. والسَّمَوْأَلُ أَيْضا: جَدُّ صَفِيَّةَ بنتِ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ لأُمِّها، كَذَا فِي جامِعِ الأَصُولِ، والسَّمَوْأَلُ أَيْضا: فخِذٌ مِنْ كَعْبِ بنِ عَمْرِو مُزَيْقياء. وسَمْأَلَ الْخَلُّ: عَلاَهُ السَّمَوْأَلُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
والسُّمْلَةُ، بالضَّمِّ: دَمْعٌ يُهَرَاقُ عِنْدَ الْجُوعِ الشَّدِيدِ، كأَنَّهُ يَفْقَأُ الْعَيْنَ، ونَصُّ أبي زَيْدٍ: السُّمْلَةُ جُوعٌ يَأخُذُ الإِنْسانَ فَيَأخُذُهُ لذلكَ وَجَعٌ فِي عَيْنَيْهِ، فتُهَراقُ عَيْناهُ دَمْعاً، فيُدْعَى ذلكَ السُّمْلَةَ، كأَنَّهُ يَفْقَأُ العَيْنَ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: السُّمُولُ، جَمْعَ السَّمَلَةِ، لِلْمَاءِ القَلِيلِ يَبْقَى فِي الحَوْضِ، عَن الأَصْمَعِيِّ، وأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ:
(عَلى حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيُونَها ... قِلاَتُ الصَّفَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ عُيُونَها)
وأَسْمَالٌ أَيْضا، عَن أبي عَمْرٍ ووأَنْشَدَ: يَتْرُكُ أَسْمالَ الحِيَاضِ يُبَّسَا ويُجْمَعُ السِّمَالُ، الَّذِي هوَ جَمْعُ سَمَلَةٍ، على السَّمَائِلِ، قالَ رُؤْبَةُ:)
ذَا هَبَواتٍ يَنْشَفُ السَّمَائِلاَ وسَمَلَ الحَوْضَ، سَمْلاً، وسَمَّلَهُ: نَقَّاهُ مِنَ السَّمَلَةِ. وَأَبُو سَمَّالٍ العَبْدِيُّ: شاعِرٌ، ذَكَرَهُ الآمِدِيُّ.
وحُسَيْنُ بنُ عَيَّاشٍ، مَوْلَى بَنِي سَمَّالٍ: مَحَدِّثٌ. وَأَبُو الشمالِ العَنْبَرِيُّ، شاعِرٌ أَيْضا. واسْمَأَلَّ الظِّلُّ: ارْتَفَعَ، قالَتْ سَلْمَى الجُهَنِيَّةُ، تَرْثِي أَخَاهَا:
(يَرِدُ الْمِيَاهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً ... وِرْدَ الْقَطَاةِ إِذَا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ)
أَي رَجَعَ الظِّلُّ إِلَى أَصْلِ العُودِ، وقيلَ: التُّبَّعُ: الدَّبَرَانُ، واسْمِئْلالُهُ: ارْتِفَاعُهُ طَالِعاً. والسَّمَلُ: النَّعْجَةُ الْخَلَقُ الصُّوفِ، وتُدْعَى لِلْحَلْبِ، فيُقالُ: سَمَلْ سَمَلْ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. وسَمائِلُ: اسمُ قَرْيَةٍ، ويُقالُ بالشِّينِ. والتَّسْمِيلُ: اسْتِرْخَاءُ الذَّكَرِ عندَ الجَماعِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ ذَلِك فِي ش ول. واسْمَأَلَّ وَجْهُه: تَغَيَّرَ مِنْ هَزَالٍ. ومحمدُ بنُ سُلَيْمانَ بنِ مَسْمُولٍ، عَن نافِعٍ.
(سمل) الْحَوْض لم يخرج مِنْهُ إِلَّا مَاء قَلِيل والحوض وَنَحْوه سمله وَفُلَانًا بالْقَوْل رققه لَهُ
سمل
السمَلُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، وكذلك السمَلَةُ، وجَمْعُه الأسْمَالُ والسُمُوْلُ. وأسْمَلَ الثوْبُ واسْمَال وسَمُلَ: أخْلَقَ.
والتَسْمِيْلُ: أنْ يَسْتَرْخِيَ ذَكَرُ الرجُلِ عِنْدَ الجِمَاع. والسمَلُ: بَقِيةُ الماءِ في الحَوْضِ والسقَاءِ. وسَمَلْتُ الحَوْضَ: نَقَيْته من الحَمْاَةِ.
والسمْلُ: فَتْقُ العَيْنِ.
والسُمْلَةُ: جُوْعٌ يَأخُذُ الإنسانَ فيَأخُذُه وَجَعٌ في عَيْنِه. واسْمَأَل الظَلُ: قَلَصَ، والوَجْهُ: تَغَيرَ. والمُسْمَئلُ: الضّامِرُ. وهو مَسْمُوْلٌ بمَرَضٍ. واسْمَألتِ الظهِيْرَةُ: اشْتَد حَرُها. والسمَوْءَلُ: اسْمُ رَجُل وَفيِّ.
وقَرَبٌ سَمَوْءَلٌ: سَرِيْعٌ. والسَّمْوِيْلُ: طائر، ويُقال: ذُبَابُ الخَل. والسوْمَلَةُ: فِنْجَانَةٌ صَغِيْرَة. وسَمَلْتُ بَيْنَ القَوْمِ أسْمُلُ؛ وأسْمَلْتُ - أيضاً -: إذا دَخَلْتَ بَيْنَهم في الصلْحَ. والسامِلُ: السّاعي في إصْلاحِ مَعِيْشَتِه.

رذم

ر ذ م

جفنة وصحفة رذوم: ملأى تصب من جوانبها، وجفان وصحاف رذم. وفي يده عظم رذوم: يسيل مخاً وودكاً، وقذ رذم يرذم.
[رذم] رذم الشئ: سال وهو ممتلئ. وجَفْنَةٌ رَذُومٌ: كأنّها تسيل دسماً لامتلائها. وجِفانٌ رُذُمٌ ورَذَمٌ، مثل عمود وعمد وعمد، ولا تقل رِذَمٌ. وأَرْذَمَ على الخمسين، أي زاد.
[رذم] نه: في قدور "رذمة" أي متصببة من الامتلاء، والرذم القطر والسيلان، وجفنة رذوم وجفان رُذُم كأنها تسيل دسمًا لامتلائها. ومنه ح الكيل: لا دق ولا "رذم" ولا زلزلة، هو أن يملأ المكيال حتى يجاوز رأسه.
(رذم)
رذما ورذمانا امْتَلَأَ حَتَّى سَالَ من جوانبه يُقَال رذم الْمِكْيَال وَفِي حَدِيث عَطاء فِي الْكَيْل (لَا دق وَلَا رذم وَلَا زَلْزَلَة)

(رذم) رذما رذم فَهُوَ رذم وَيُقَال قدر رذمة

رذم


رَذَمَ(n. ac.
رَذْم
رَذَمَاْن)
a. Was full to the brim, overflowed, brimmed over, ran
over.

رَذِمَ(n. ac. رَذَم)
a. see supra.

أَرْذَمَa. see Ib. ['Ala], Exceeded ( a number ).
رَذْمa. Vile, abject.

رَذَمa. Rags, tatters.
b. Straggling band of men.

رُذَاْمa. see 1

رَذُوْمa. Full; brimming over, overflowing.

رَذَمَاْنa. Small band, troop.
(رذم) - في حَدِيثِ عَبدِ المَلِك بنِ عُمَيْر: " في قُدُورٍ رَذِمَة".
: أي مُتَصَبِّبةٍ، من الامْتلَاء، والرَّذْم: القَطْر والسَّيَلان، ورَذَم أَنفُه: سَالَ، ورَذِمَ أَيضاً، وأرذَمه غَيرُه. والرَّذُوم: القَطُور من الدَّسَم والرُّذُم: الأَعضاء المُمِخَّة.
رذم: الرَّذُوْمُ: القَصْعَةُ التي امْتَلأَتْ حَتّى تَتَصَبَّب، والفِعْلُ: رَذَمَتْ تَرْذِمُ. والرَّذَمُ: الامْتِلاَءُ.
وكُلُّ رَاذِمٍ: قاطِرٌ.
ورَذَمَ يَرْذَمُ: إذا ضَرَطَ، وهو الرُّذَام.
والرَّوْذَمَةُ: مَشْيُ البِرْذَوْنِ بِسُرْعَةٍ.
ورَأيْتُ رَذَماً من النّاسِ: أي مُتَفَرِّقِيْنَ. وهو في رَذَمَانٍ من النّاسِ: لَيْسَ بكَثِيْرٍ.
[ر ذ م] رَذَمَ أَنْفُه يَرْذِمُ ويَرْذُمُ رَذْمًا ورَذَمانًا قَطَرَ قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ

(ما لِيَ منها إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ... ومن أُوَيْسٍ إِذا ما أَنْفُه رَذَمَا)

وناقَةٌ راذِمٌ إذا دَفَعَتْ باللَّبَنِ والرَّذُومُ السائلُ من كُلِّ شَيْءٍ وقَصْعَةٌ رَذُومٌ مَلأَى تَصَبَّبَتْ جَوانِبُها والجَمْعُ رُذُمٌ قالَ أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ يَمْدَحُ عبدَ اللهِ بنَ جُدْعان

(له داعٍ بمَكَّةَ مُــشْمَعِلٌّ ... وآخرُ فوقَ دارَتِه يُنادِي)

(إلى رُذُمٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ)

وقد رَذِمَتْ رَذَمًا وأَرْذَمَتْ وقولُه

(أَعْنِي ابنَ لَيْلَى عَبْدَ العَزِيزِ ببَابِ ... الْيُونَ تَغْدُو جِفانُه رَذَمَا)

كَذَا رَواهُ الأَصْمَعِيّ سَمّاها بالمَصْدَرِ ورواه غيره رُذُمًا جمع رَذُومٍ وكِسْرٌ رَذُومٌ يسيلُ وَدَكُه قال

(وعاذِلَةٍ هَبَّتْ بلَيْلٍ تَلُومُنِي ... وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ)

وقد تَقَدَّم والرَّذْمُ والرُّذامُ الفَسْلُ 
باب الذّال والرّاء والميم معهما ر ذ م، ذ م ر، م ذ ر مستعملات

رذم: قَصْعةٌ رّذومٌ، رَذِمَتْ أي امَتَلأَتْ حتى إنَّ جوانبَها لَتَصَبَّبُ. ورَذَمته أرذُمُه، وقلَّ ما يستعمَل اِلاّ بفِعلٍ مُجاوز، قال:

لا تَمْلأُ الدَّلُوَ صبابات الوذم ... إلا سجال رَذَمٌ على رَذَمْ

الرَّذَمُ هاهنا: الامتِلاءُ، والرَّذَم الاسْمُ، والرَّذْم المصدر.

ذمر: الذَّمْرُ: اللَّوْمُ والحض معاً، والقائد يذمُر أصحابَه اي يَلومُهم ويُسمِعُهم ما يكرَهُون لِيكونَ أجَدَّ لهم في القتال. والتَذَمَّرُ: اشتُقَّ منه، وهو أن يُقَصِّرَ الرجلُ في أمرٍ فيَلومُ نفسَه ويُعاتبُها كي يَجِدَّ في الأمر. والقوم يتذامَرون في الحرب. وذِمارُ الرجلِ: كلُّ شيءٍ يلزَمُه الدفْعُ عنه، وإنْ ضَيَّعَه لَزِمَه الذَّمْرُ أي اللَّوْمُ. والمُذَمِّرُ للنّاقةِ كالقابلة للنِّساء، وذلك أنه يُذَمِّرُ أي يَلمِسُ إذا خَرَج، وهو القَبْضُ على عِلْباوَيْهِ، فإِنْ كان ذكَراً أَو أُنثَى عَرَفه بذلك، قال الكميت:

وقال المُذَمِّر للنّاتجينَ ... متى ذُمِّرَت قَبليَ الأَرجلُ

وذامَرَ فلانٌ فلاناً فذَمَرَه أي غَلَبَه في المُذامَرةِ. والمُذَمَّرُ: الكاهِلُ والعُنُقُ وما حولَه إلى الذِّفْرَى من أصل الأُذُنِ. مذر: مَذَرَتِ البيضةُ إذا غَرْقَلَتْ وفَسَدَتْ، وقد امذَرَتْها الدَّجاجةُ. والتَمَذُّرُ: خُبْثُ النفس. والمِذْرَوان: فَرْعَا الأَلْيَتَيْنِ، قال:

أحَوْلِي تَنُفضُ اسْتَك مِذُرَوَيْها ... لتَقْتُلَني فها أنا ذا عُمارا

رذم: رَذَمَ أنفُه يَرْذُمُ ويَرْذِمُ رَذْماً ورَذَماناً: قطر؛ قال كعب

بن زهير:

ما ليَ منها، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ،

ومن أُوَيْسٍ، إذا ما أَنْفُهُ رَذَما

وناقة راذِمٌ إذا دفعت باللبن.

والرَّذُومُ: السائل من كل شيء. وقَصعة رَذُومٌ: مَلأى تصبّب جوانبُها

حتى إن جوانبها لتَنْدى أو كأنها تَسيلُ دَسَماً لامتلائها، والجمع

رُذُمٌ؛ قال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ يمدح عبد الله بن جُذْعانَ:

له داعٍ بمكة مُــشْمَعِلٌّ،

وآخرُ فَوْقَ دارَتِه ينادي

إلى رُذُمٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ

لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ

الجوهري: وجِفانٌ رُذُمُ ورَذَمٌ مثل عَمُودٍ وعُمُدٍ وعَمَدٍ، ولا تقل

رِذَمٌ، وقد رَذِمَتْ تَرْذَمُ رَذَماً وأَرْذَمَتْ، قال: وقلما يستعمل

إلا بفعل مجاوز مثل أرْذَمَتْ؛ وقوله:

أعني ابنَ لَيْلى عبدَ العزيزِ بِبا

بِ الْيُونِ تَغْدُو جِفانُه رَذَما

قال ابن سيده: كذا رواه الأصمعي، سماها بالمصدر، ورواه غيره رُذُماً جمع

رَذُوم. قال أبو الهيثم: الرَّذُوم القَطُر من الدَّسَم، وقد رَذَمَ

يَرْذِمُ إذا سال. الجوهري: رَذَمَ الشيءُ سال وهو ممتلئ. وفي حديث عبد

الملك بن عمير: في قُدور رَذِمة أي مُتَصَبِّبة من الامْتلاء. والرَّذْمُ:

القَطر والسَّيلان. وجَفْنة رَذوم وجِفان رُذُم: كأنها تسيل دسماً

لامتلائها. وفي حديث عطاء في الكيل: لا دَقَّ ولا رَذْم ولا زَلْزَلَة؛ هو أن

يملأ المِكيال حتى يجاوِز رأْسه. وكِسْر رَذُوم: يسيل وَدَكُه؛ قال:

وعاذِلةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلُومُني،

وفي كفِّها كِسْرٌ أبَحُّ رَذُومُ

الأَبحُّ: العظيم الممتلئ من المُخّ، والجفنة إذا ملئت شَحماً ولحماً

فهي جَفنة رَذُوم، وجِفان رُذُم. ابن الأَعرابي: الرُّذُم الجفان الملأَى،

والرُّذُم الأَعضاء المُمِخَّة؛ وأنشد غيره:

لا يملأ الدلْوَ صُبابات الوَذَمْ،

إلاّ سِجالٌ رَذَمٌ على رَذَمْ

قال الليث: الرَّذَم ههنا الامتلاء، والرَّذَم الاسم، والرَّذْم المصدر،

والرَّذْم والرُّذام الفَسْلُ. وأرْذم على الخمسين: زاد.

رذم

(كَرَذم أنفُه يَرْذُم وَيَرْذِم) من حَدّى نَصَر وضَرَب (رَذْمًا) بِالْفَتْح (وَرذَمانًا) محركة: سَالَ. وَفِي الصّحاح: رَذَم الشيءُ: سَالَ وَهُوَ ممتلِئٌ، هَذِه رِواية أَبِي عُبَيْد وثَعْلب، وَرَوَاهُ كُراع بالدَّال الْمُهْملَة. وَقد تَقدّم، قَالَ كَعبُ بنُ زُهَيْر:
(مَا لِيَ مِنْهَا إِذا مَا أَزمةٌ أزمَتْ ... وَمن أُويْسٍ إِذا مَا أنفُه رَذَما)

والرَّذْم: القَطْر والسَّيَلان. وَفِي حَدِيث عَطاء فِي الكَيْل: " لَا دَقًّ وَلَا رَذْم " هُوَ أَن يَملأَ المِكْيال حَتَّى يُجاوِزَ رأسَه.
(وناقة رَاذِمٌ: دَفَعت بِلَبَنِها) .
(والرَّذُوم) كَصَبُور: (السائِلُ من كُلّ شَيْء) . وَقَالَ أَو الهَيْثم: هُوَ القَطُور من الدَّسَم.
(و) الرَّذُوم) : القَصْعَة المُمْتَلِئة تُصَبّ) شَحْمًا ولَحْمًا حَتَّى إِنّ (جَوانِبَها) لَتَنْدَى أَو تَسِيل دَسَما. (و) قَالَ ابنُ الأعرابيّ: الرَّذُوم: (العُضْو المُمِخُّ) أَي: المُمْتَلِئ من المُخّ (ج) : رُذُمٌ (كَكُتُب، ويُحَرَّك) مثلَ عَمُود وعُمُد وعَمَد، قَالَ الجوهريّ: وَلَا تقل رِذَم أَي: بِكَسْر ففَتْح. قَالَ أُميّةُ بنُ أَبِي الصَّلْت يمدح عبدَ الله بنِ جُدْعان:
(إِلى رُذُمٍ من الشِّيزى ملاءٍ ... لُبابُ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ)

(وَقد رَذِمَتْ القَصْعَة، كَفَرِح) رَذَمًّا، (وَأَرْذَمَت) ، وَقَلَّما يُسْتَعْمل إِلَّا بِفِعْل مُجاوِز مثل أَرذَمت. (والرَّذْم بالفَتْح، وكَغُراب: الفَسْل) نَقله اللَّيث:
(وَأْرذَم على الخَمْسِين: زَادَ) ، نَقله الجوهريّ.
(والرَّوْذَمَة: مَشْيُ البِرْذَوْن) .
(ورأيتُ رَذَماً من النَّاس محركة أَي: مُتَفرِّقين) .
(و) قَوْلهم: (صَارَ بَعْد) الوَشْي و (الخَزّ فِي رَذَمِ أَي) : فِي (خُلْقان) . قُلتُ: الصَّواب ذِكرُه فِي ردم، فَإِنَّهُ بالدّال المُهْمَلَة، وَهَكَذَا ذَكَره غَيْرُ واحدٍ من الأَئِمة هُناك.
(وَهُوَ فِي رَذَمان من النَّاس، مُحَرَّكة، أَي: لَيْسُوا بالكَثِير) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قُدورٌ رَذِمَةٌ، كَفَرِحة: مُتَصَبِّبة من الامتلاء.
وكَسْرٌ رَذُومٌ: يسيل وَدَكُه.
والرَّذَم، محركة: الامتِلاء، وَأنْشد اللَّيْث:
(لَا يملأُ الدَّلوَ صُبابَاتُ الوَذَمْ ... )

(إِلَّا سِجالٌ رَذَمٌ على رَذَمْ ... )

رفل

(رفل) : يرْفِلُ في ثَوْبِه: لغة في يَرْفلُ.
ر ف ل: (رَفَلَ) فِي ثِيَابِهِ أَطَالَهَا وَجَرَّهَا مُتَبَخْتِرًا مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (رَفِلٌ) وَكَذَا (أَرْفَلَ) فِي ثِيَابِهِ. 
(رفل)
رفلا ورفولا ورفلانا جر ذيله وتبختر فِي سيره وَيُقَال رفل فِي مَشْيه أَو فِي قيوده ورفل فِي ثَوْبه أطاله وجره متبخترا فَهُوَ رافل وَهِي رافلة والبئر وَنَحْوهَا أجمها
(رفل) يُقَال رفل فِي ثِيَابه أَو فِي مَشْيه رفل وثوبه أَو إزَاره أَو ذيله أرفله أَو وَسعه وَالْقَوْم فلَانا أرفلوه وَيُقَال رفل الْملك فلَانا جعله أَمِيرا أَو حَاكما وعظمه وَملكه وَيُقَال حكم فلَانا ورفله زَاده على مَا احتكم والبئر وَنَحْوهَا رفلها
رفل: رَفَل، كما يقال: يرفل في ثيابه يقال: يرفل في القيود (كرتاس ص270).
ارتفل: مرادف عظم، نبل، كبر (بابن سميث 1628).
ارفل (تحريف الأرفى) وهي رفلاء: مسترخي الأذنين ويطلق على الحمار حقيقة فيقال حمار أرفل، ويطلق مجازاً على الناس (محيط المحيط).
مَرَافِيل: عفرة الأسد والضبع (ويرن ص30)، وقد ترجم في (ص83) هذه الكلمة بكلمة ضبع، وهو خطأ فيما يظهر.

رفل


رَفَلَ(n. ac. رَفْل
رُفُوْل
رَفَلَاْن)
a. Trailed on the ground (garment).
b. Swaggered, strutted; sauntered along.
c. see infra.

رَفِلَ(n. ac. رَفَل)
a. Was awkward, clumsy; was badly-dressed.

رَفَّلَa. Exalted.
b. Abased.
c. Allowed the water to collect ( in a well ).
d. Added a syllable to.

أَرْفَلَa. see I (a) (b).
رِفْلa. Skirt, train.

رَفِلa. Awkward, clumsy.
b. Stupid, foolish.

رِفَلّa. Trailing (garment).
b. Ample, luxurious (living).
أَرْفَلُa. see 5 (a)
[رفل]: فيه "رفل" على قومه، سود. نه: مثل "الرافلة" في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة، هي التي ترفل في ثوبها أي تتبختر والرفل الذيل، ورفل إزاره إذا أسبله وتبختر فيه. ومنه ح أبي جهل: "يرفل" في الناس، ويروى: يزول، بزاي وواو، أي يكثر الحركة ولا يستقر. وفيه: يسعى "ويترفل" على الأقوال، أي يتسود ويترأس استعارة من ترفيل الثوب وهو إسباغه وإسباله. ش: هو بتشديد فاء، أي يفتخر عليهم.
[رفل] رَفَلَ في ثيابه يَرْفُلُ ، إذا أطالها وجرَّها متبختراً، فهو رافِلٌ. ورَفِلَ بالكسر رَفَلاً: خَرُقَ في لِبْسَتِهِ، فهو رَفِلٌ. الأصمعيّ:

في الرَكْبِ وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِلْ * وكذلك أَرْفَلَ في ثيابه. وامرأَةٌ رَفِلَةٌ: تَتَرَفَّلُ في مِشيتها خُرْقاً، فإن لم تُحسن المشيَ في ثيابها قيل رَفْلاءُ. والرَفِلُ أيضاً: الأحمق. ومعيشةٌ رَفِلَةٌ، أي واسعة. وثوب رفل، مثال هجف. وفرس رفل أي طويل الذَنَبِ، وكذلك البعير. قال الجعدى فعرفنا هزة تأخذه فقرناه برضراض رفل أيد الكاهل جلد بازل أخلف البازل عاما أو بزل وربما وصف به إذا كان واسع الجلد. ومنه قول الراجز * جعد الدرانيك رفل الا جلاد * والتَرْفيلُ: التعظيمُ. قال ذو الرمَّة: إذا نحن رَفَّلْنا امْرَأً سادَ قَوْمَةُ وإن لم يكنْ من قبل ذلك يُذْكَرُ وتَرفيلُ الرَكِيَّةِ: إجمامها.
ر ف ل

رفل في ثيابه ورفل وأرفل وترفل، وله رفل ورفول وهو جر الذيل والركض بالرجل. وأرفل ذيله ورفله: أسبله. قال ذو الرمة:

كستها عجاج البرقتين وراوحت ... بذيل من الدهنا على الدار مرفل

وثوب رفال. ورجل رفل. وامرأة رفلة ومرفال، وهي ترفل المرافل أي كل ضرب من الرفول كقولك تمشي المماشي. وخرج إلينا في مرفلة: في حلة طويلة يرفل فيها. قال المتلمس:

إني كساني أبو قابوس مرفلة ... كأنها سلخ أبكار المخاريط

الحيّات التي خرطت خراشيها أي سلختها، جمع مخراط. وشمر رفله أي ذيله. وقميص سابغ الرفل بوزن الطفل.

ومن المجاز: عيش رفلة: واسعة سابغة. وفرس رفل: ذيّال. ورفّل الملك فلاناً: سوده وأمره. قال ذو الرمة:

كما ذببت عذراء غير مشيحة ... بعوض القرى عن فارسيّ مرفل

وحكمته ورفلته: زدته على ما احتكم. ورفلت الركية: أجمعتها، وهذا رفل الركية: مكلتها بوزن تفل.
رفل: الرَّفْلُ: جَرُّ الذَّيْلِ ورَكْضُه بالرِّجْلِ.
والرِّفْلُ: الذَّيْلُ.
وامْرَأَةٌ رِفَلَّةٌ: تَتَرَفَّل في مَشْيِها، ورَفْلاَءُ: لا تُحْسِنُ المَشْيَ في الثِّيَابِ، ومِرْفَالٌ: كَثِيرةُ الرُّفُوْلِ.
وقَوْلُه:
تَرَفَّلُ المَرَافِلا
أي تَمْشِي كُلَّ ضَرْبٍ من الرَّفْلِ.
وفَرَسٌ وثَوْرٌ رِفَلٌّ: طَوِيْلُ الأذْنَابِ.
وبَعِيْرٌ رِفَلٌّ: واسِعُ الجِلْدِ.
وشَعْرٌ رَفَالٌ: طَوِيْلٌ.
ومَعِيْشَةٌ رِفَلَّةٌ: أي واسِعَةٌ سابِغَةٌ.
وثَوْبٌ مِرْفَلٌ: سابِغٌ. والمِرْفَلَةُ: حُلَّةٌ طَوِيْلَةٌ يُرْفَلُ فيها. وثَوْبٌ رَفّالٌ: طَوِيْلٌ.
وهُوَ يَرْفُلُ ويَرْفِلُ في مِشْيَتِه. وأرْفَلَ الرَّجُلُ ورَفَلَ: واحِدٌ.
والتِّرْفِيْلُ: الذي يَرْفُلُ في ثِيَابِه.
والتَّرْفِيْلُ: التَّسْوِيْدُ، رَفَّلَ المَلِكُ فلاناً: أي سَوَّدَه على قَوْمِه ومَلَّكَه.
ورَفَّلْتُ الرَّكِيَّةَ: أجْمَمْتُها. ورَفَلُ الرَّكِيَّةِ: جَمَّتُها.
وهو رَفِلٌ في العَمَلِ: أي أخْرَقُ.
ورَفَّلْتُ الرَّجُلَ: أعْظَمْته.
والمُرَفَّلُ في عَرُوْضِ الكامِلِ: زِيَادَةُ سَبَبٍ على جُزْءِ الضَّرْبِ.
وناقَةٌ مُرَفَّلَةٌ: تُصَرُّ بخِرْقَةٍ ثُمَّ تُرْسَلُ على أخْلاَفِها فتُغَطَّى بها، وهو بمَنْزِلَةِ رِفَالِ التَّيْسِ.
والنَّعْجَةُ تُدْعى للحَلَبِ فيُقَال: رَفَلْ رَفَلْ.
باب الرّاء والّلام والفاء معهما ر ف ل تستعمل فقط

رفل: الرَّفْلُ: جَرُّ الذَّيْل، ورَكْضُهُ بالرِّجْلِ.. امرأة رافلةٌ ورَفِلَةٌ، أي: تَتَرَفّلُ في مشيها، أي: تَجُرُّ ذيلها إذا مَشَتْ وماسَتْ في ذلك. وامرأة رفلاء، أي: لا تُحْسِنُ المَشْيَ في الثّياب.. عن أبي الدُّقَيْش. وفَرَسٌ رِفَلٌّ، وثَوْرٌ رِفَلٌّ إذا كان طَويلَ الذَّنَب. وبعير رِفَلٌّ [يوصف به على وجهين: إذا كان طويل الذنب، وإذا كان] واسعَ الجِلْدِ، قال :

جَعْدِ الدَّرانِيكِ رِفَلِّ الأَجْلادْ

والرَّفْنُ: لغة في الرَّفْلِ، ولا يُشْتَقُّ الفِعْل إلا باللام. وامرأةٌ مِرْفالٌ: كثيرةُ الرُّفُول في ثَوْبها. وشَعرٌ رَفالٌ: طويلٌ، قال:

بفاحِمٍ مُنْسَدِلٍ رَفالِ

وقوله :

[أو زِيرَ بيضٍ] تَرْفُل المَرافِلا

أي: تمشي كلّ ضَرْبٍ من الرَّفْلِ، وهذا كقولهم. يَمْشِي المَماشي، ويَأْكُلُ المآكِل، أي: يَفْعلُ كلّ نوع من ذلك، ولو قيل: امرأةٌ رَفِلة تُطَوِّلُ ذيلها وتَرْفُل فيه كان حسناً. ورفّلوا فُلاناً ترفيلاً، أي: سَوَّدُوهُ على قَوْمِهِ ... والتّرفيل: بِرُّ المَلِكِ، قال :

إذا نحن رَفَّلْنا امْرَأً ساد قومه ... وإن لم يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذلك يُذْكَرُ

والرّجل يَرْفُلُ في سَيْفه وحَمائِلِهِ. وقيل امرأة رفلاءُ ورَفلةٌ، أي: خَرْقاء، وهي الّتي لا تُحْسِنُ عملا. [والمُرَفَّلُ من أجزاء العَرُوض: ما زِيدَ في آخر الجُزْء سَبَبٌ آخر فيصير متفاعلان مكانَ متفاعلن] . 
[ر ف ل] رَفَلَ يَرْفُلُ رَفْلاً ورَفِلَ رَفَلاً خَرُقَ باللِّباسِ وكُلِّ عَمَلٍ ورَجُلٌ أَرْفَلُ ورَفِلٌ أَخْرَقُ باللِّباسِ وغيرِه والأُنثى رَفْلاءُ وامْرَأَةٌ رِفِلَةٌ ورَفِلَةٌ قَبِيحَةٌ وكذلك الرَّجُلُ ورَفَلَ يَرْفُلُ رَفْلاً ورَفَلانًا وأَرْفَلَ جَرَّ ذَيْلَهُ وتَبَخْتَرَ وقِيلَ خَطَرَ بِيَدِه ورَجُلٌ تَرْفِيلٌ يَرْفُلُ في مَشْيِه عن السِّيرافِيِّ وأَرْفَلَ ثَوْبَه أَرْسَلَه وشَمَّرَ رَفْلَه أَي ذَيْلَه وامْرَأَةٌ رَفِلَةٌ تَجُرُّ ذَيْلَها جَرًا حَسَنًا ورَفْلاءُ لا تُحْسِنُ المَشْيَ في الثِّيابِ فهي تَجُرَّ ثَوْبَها ومِرْفالٌ كَثِيرَةُ الرَّفَلانِ والتَّرْفِيلُ في مُرَبَّعِ الكامِلِ أَنْ يُزادَ تُنْ على مُتَفاعِلُنْ فيجئَ مُتَفاعِلاتُنْ وبَيْتُه

(ولقد سَبَقْتُم إِلَيّ ... فلِمْ نَزَعْتَ وأَنْتَ آخِرْ) وقَوْلُه تَوَاَنْتَ آخر متفاعلاتُنْ وإِنَّما سُمِّي مُرَفَّلاً لأَنَّه وُسِّعَ فصارَ بمَنْزِلَةِ الثَّوْبِ الذَِّي يُرْفَلُ فيه وشَعْرٌ رَفِلٌّ طَويلٌ وفَرَسٌ رِفَلٌّ طَوِيلُ الذَّنَبِ وكذلِكَ البَعِيرُ والوَعِلُ ورِفَنٌّ لٌ غَةٌ وقِيلَ نُونُها بَدَلٌ من لامِ رِفَلٍّ قالَ ابنُ مَيّادَة

(يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَبِطٍ جَعْدٍ رِفَلْ ... )

(كأَنّ حَيْثُ تَلْتَقِي مِنْهُ المُحُلْ ... )

(من جانِبَيْهِ وَعِلانِ ووَعِلْ ... )

وقِيلَ الرِّفَلُّ والرِّفَنُّ من الخَيْلِ جَمِيعًا الكَثِيرُ اللَّحْمِ قالَ النّابِغَةُ

(بكُلِّ مُدَجَّجٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو ... إِلى أَوْصالِ ذَيّالٍ رِفَنِّ)

ويَعِيرٌ رِفَلٌّ واسِعُ الجِلْدِ وقد يكونُ الطَّوِيلَ الذَّنَبِ وثَوْبٌ رِفَلٌّ واسِعٌ ومِعٍ يشَةٌ رِفَلَّةٌ كذلك والتَّرْفِيلُ التَّسْوِيدً والتَّعْظِيمُ قال ذُو الرُّمَّةِ

(إِذا نَحْن رَفَّلْنا امْرَأَ سادَ قَوْمَه وإِنْ لَمْ يكنْ من قَبْلِ ذلك يُذْكَرُ ... )

وقِيلَ رَفَّلْتُ الرَّجُلَ ذَلَّلْتَه ومَلَكْتُه ورَفَّلْتُ الرَّكيَّةَ أَجْمَعْتُها ورَفَلُ الرَّكِيَّة مُلْكَتُها ورِفالُ التَّيْسِ شَيْءٌ يوضع بينَ يَدَيْ قَضِيبِه لِئَلاّ يَسْفِدَ وناقَةٌ مُرَفَّلَةٌ تُصَرُّ بخِرْقَةٍ ثم تُرْسَلُ عَلَى أَخْلافِها فتُغَطَّى بِها ورَوْفَلٌ اسمٌ 
رفل
رفَلَ في يَرفُل، رَفْلاً ورُفُولاً ورَفَلانًا، فهو رافِل،
 والمفعول مرفولٌ فيه
• رفَل الشَّخصُ في ثيابه/ رفَل الشَّخصُ في مشيه: جرَّ ثَوْبَه وتبختر في مشيه "الكاعب الحسناء تَرْ ... فُلُ في الدِّمَقْس وفي الحريرِ".
• رفَل السَّجينُ في قيده: سار مُثقلاً به.
• رفَل الشَّخصُ في النِّعمة: تنعَّم وعاش مُترفًا. 

رفِلَ في يَرفَل، رَفْلاً ورُفُولاً ورَفَلانًا، فهو رافِل، والمفعول مرفول فيه
• رفِلَ الشَّخصُ في ثيابه: رفَلَ، جرّ ثوبه وتبختر في مشيه.
• رفِل السَّجينُ في قيده: سار مُثْقلاً به.
• رفِل الشَّخصُ في النِّعمة: تنعّم وعاش مترفًا. 

أرفلَ/ أرفلَ في يُرفل، إرفالاً، فهو مُرفِل، والمفعول مُرفَل
• أرفل ثيابَه: أطالها وأرخاها.
• أرفلت العروسُ في ثوب العُرْس: رفَلَتْ؛ جرَّت ذيله وتبخترت "يُرفل في عباءته". 

ترفَّلَ في يترفَّل، ترفُّلاً، فهو مُترفِّل، والمفعول مُترفَّل فيه
• ترفَّل الشَّخصُ في ثيابه: رفَل؛ جرَّ ثوبَهُ متبخترًا في مشيه. 

رفَّلَ/ رفَّلَ في يُرفِّل، ترفيلاً، فهو مُرفِّل، والمفعول مُرفَّل
• رفَّل الثَّوبَ: أرفله؛ طوَّله ووسَّعه.
• رفَّل الشَّاعرُ شِعرَه: (عر) أتى بالترفيل؛ أي ألحق بـ (متفاعلن) سببًا خفيفًا فصارت (متفاعلاتن).
• رفَّلَ الرَّجلُ في ثيابه/ رفَّلَ في مشيته: رفَلَ، جرّ ثوبه وتبختر في مشيه. 

تَرْفيل [مفرد]:
1 - مصدر رفَّلَ/ رفَّلَ في.
2 - (عر) زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع وبه تتحول (متفاعلن) إلى (متفاعلاتن). 

رَفْل [مفرد]: مصدر رفَلَ في ورفِلَ في. 

رَفلان [مفرد]: مصدر رفَلَ في ورفِلَ في. 

رُفول [مفرد]: مصدر رفَلَ في ورفِلَ في. 

رفل: الليث: الرَّفْل جَرُّ الذيل ورَكْضُه بالرِّجْل؛ وأَنشد:

يَرْفُلْن في سَرَق الحَرِير وقَزَّه،

يَسْحَبْن من هُدَّابه أَذْيالا

رَفَل يَرْفُل رَفْلاً ورَفِل، بالكسر، رَفَلاً: خَرُق باللباس وكُلِّ عمل، فهو رَفِلٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:

في الرَّكْب وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِل

وكذلك أَرْفَل في ثيابه. ورجُل أَرْفَلُ ورَفِلٌ: أَخْرَق باللباس وغيره، والأُنثى رَفْلاء. وامرأَة رافلة ورَفِلة: تَجُرُّ ذيلها إِذا مشت وتَمِيس في ذلك، وقيل: امرأَة رَفِلة تتَرَفَّل في مِشْيتها خُرْقاً، فإِن لم تحسن المشي في ثيابها قيل رَفْلاء. ابن سيده: امرأَة رَفِلة ورِفِلة قبيحة، وكذلك الرجل. ورَفَل يَرْفُل رَفْلاً ورَفَلاناً وأَرْفَل: جرّ ذيله وتبختر، وقيل: خَطَر بيده. وأَرْفَلَ الرجلُ ثيابَه إِذا أَرخاها. وإِزار مُرْفَلٌ: مُرْخىً. ورَفَل في ثيابه يرْفُل إِذا أَطالها وجرّها متبختراً، فهو رافل. والرَّفِل: الأَحمق. ورجل تَرْفِيلٌ: يَرْفُلُ في مشيه؛ عن السيرافي. وأَرْفَل ثوبه: أَرسله. وشَمَّر رِفْله أَي ذيله. وامرأَة رَفِلة: تَجُرُّ ذيلها جَرّاً حسناً، ورَفْلاء: لا تُحْسِن المشي في الثياب، فهي تَجُرُّ ذيلها، ومِرْفالٌ: كثير الرَّفَلان. وامرأَة مِرْفالٌ: كثيرة الرُّفول في ثوبها، ولو قيل: امرأَة رَفِلة تُطَوِّل ذيلها وتَرْفُل فيه، كان حسناً. وفي الحديث: إِن الرافلة في غير أَهلها كالظُّلْمة يوم القيامة؛ هي التي تَرْفُل في ثوبها أَي تتبختر. والرِّفْل: الذيل. ورَفَّل إِزاره إِذا أَسبله وتبختر فيه؛ ومنه حديث أَبي جهل: يَرْفُل في الناس، ويروى يَزُول، بالزاي والواو، أَي يُكثر الحركة ولا يستقرّ.

والتَّرْفيل في عروض الكامل: زيادة سبب في قافيته. ابن سيده: الترفيل في مُرَبَّع الكامل أَن يزاد «تُنْ» على مُتَفاعلن فيجيء مُتَفاعِلاتُنْ وهو المُرَفَّل؛ وبيته قوله:

ولقد سَبَقْتَهُمُ إِليْــيَ فلِمْ نَزَعْتَ، وأَنت آخر؟

فقوله «تَ وَأَنت آخر» متفاعلاتن؛ قال: وإِنما سُمِّي مُرَفَّلاً لأَنه وُسِّع فصار بمنزلة الثوب الذي يُرْفَل فيه.

وشَعرٌ رَفالٌ: طويل؛ قال الشاعر :

بفاحِمٍ مُنْسدِلٍ رَفال

قال: وأَما قول الشاعر:

ترفل المَرافلا

فمعناه تمشي كل ضرب من الرَّفْل. وفرس رِفَلُّ: طويل الذنب، وكذلك البعير والوَعِل؛ قال الجعدي:

فَعَرَفْنا هِزَّةً تأْخُذُه،

فَقَرَنَّاه برَضْراضٍ رِفَل

أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازلٍ،

أَخْلَف البازل عاماً أَو بَزَل

ورِفَنٌّ لغة، وقيل نونها بدل من لام رِفَلّ؛ قال ابن مَيَّادة:

يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَبِط جَعْدٍ رِفَل،

كأَن حيث تلتقي منه المُحُل،

من جانبيه، وعِلان ووَعِل

وقال: الرَّفَلُّ والرِّفَنُّ من الخيل جميعاً الكثير اللحم. وبعير رِفَلٌّ: واسع الجلد، وقد يكون الطويل الذنب يوصف به على الوجهين؛ وأَنشد لرؤبة:

جَعْدُ الدَّرانِيك، رِفَلُّ الأَجلاد،

كأَنه مُخْتَضِبٌ في أَجساد

وثوبٌ رِفَلُّ مثل هِجَفٍّ: واسعٌ. ومعيشة رِفَلَّة: واسعة. والتَّرفيل: التسويد والتعظيم. ورَفَّلْت الرجلَ إِذا عَظَّمته ومَلَّكْته؛ قال ذو الرمة:

إِذا نحن رَفَّلْنا امْرَأً ساد قومَه،

وإِن لم يكن، من قبل ذلك، يُذْكَر

وفي حديث وائل بن حجر: يَسْعى ويَترفَّل على الأَقوال أَي يَتَسَوَّد ويَتَرأْس استعارة من ترفيل الثوب وهو إِسباغه وإِسباله؛ قال شمر: الترفُّل التسوّد، والترفيل التسويد. ورُفِّل فلان إِذا سُوّد على قومه، وقيل: رَفَّلت الرجل ذَلَّلته ومَلَكْته. وترفيل الرَّكِيَّة: إِجْمامها.

ورَفَّلْتُ الركيَّة: أَجْممتها. ورَفَلُ الرَّكِيَّةِ: مَكْلتُها. ورِفال التيس: شيء يوضع بين يدي قَضِيبه لئلا يَسْفِد. وناقة مُرَفَّلة: تُصَرُّ بخِرْقة ثم تُرْسَل على أَخْلافها فتُغَطَّى بها.

ومرافل: سَوِيقُ يَنْبُوتِ عُمان. ورَوْفَل: اسم.

رفل
رَفَلَ، كنَصَرَ، يَرْفُلُ، رَفْلاً، ورَفِلَ أَيْضا، مِثْلُ فَرِحَ، رَفَلاً: خَرُقَ باللِّباسِ، وكُلِّ عَمَلٍ، وَهُوَ أَرْفَلُ، ورَفِلٌ، ككَتِفٍ، قَالَ جَنْدَلُ بن حري: رُبَّ ابنِ عَمٍّ لِسُلَيْمَى مُــشْمَعِلّْ يُحِبُّهُ القَوْمُ وتَشْناهُ الإِبلْ فِي الشَّوْلِ وَشْوَاشٌ وَفِي الحَيِّ رَفِلْ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ فِي الرَّكْبِ وَشْواشٌ. وَهِي رَفْلاَءُ، وامْرَأَةٌ رَفِلَةٌ، كفَرِحَةً، وبِكَسْرَتَيْنِ: أَي قَبِيحَةٌ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه. ورَفَلَ الرَّجُلُ فِي ثِيابِهِ، يَرْفُلُ، رَفْلاً، بالفَتْحِ، ورَفَلاَناً، بالتَّحْرِيكِ، وأَرْفَلَ: جَرَّ ذَيْلَهُ وتَبَخْتَرَ، وقالَ اللَّيْثُ: الرَّفْلُ: جَرُّ الذَّيْلِ، ورَكْضُهُ بالرِّجْلِ، وأَنْشَدَ:
(يَرْفُلْنَ فِي سَرَقِ الْحَرِيرِ وقَزِّهِ ... يَسْحَبْنَ مِن هُدَّابِهِ أَذْيالاَ)
أَو رَفَلَ، وأَرْفَلَ: خَطَرَ بِيَدِهِ تَبَخْتُراً، فَهُوَ رَافِلٌ. ورَجُلٌ تَرْفِيلٌ، كتَمْتِينٍ: يَرْفُلُ فِي مِشْيَتِهِ، عَن السَّيرَافِيِّ، والتَّاءُ زائِدَةٌ. وأَرْفَلَ رِفْلَهُ، بِالْكَسْرِ: أَي أَرْسَلَ ذَيْلَهُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وكذلكَ أَْفَلَ ثَوْبَهُ، وقَمِيصٌ سَابغُ الرِّفْلِ أَي الذَّيْلِ، ووَقَعَ فِي بعضِ نُسَخِ الجَمْهَرَةِ: الرِّفَلُّ، كهِجَفٍّ: الذَّيْلُ، يُقالُ: شَمَّرَ رِفَلَّهُ، أَي ذَيْلَهُ. وامْرَأَةٌ رَفِلَةٌ، كفَرِحَةٍ، ورَافِلَةٌ: تَجُرُّ ذَيْلَهَا جَرَّاً حَسَناً إِذا مَشَتْ، وتَمِيسُ فِي ذلكَ، وقيلَ: رَفِلَةٌ، تَتَرَفَّلُ فِي مِشْيَتِها خُرْقاً، ورَفْلاَءُ إِذا كانَتْ لَا تُحْسِنُ الْمَشْيَ فِي ثِيابِها، فَتَجُرُّ ذَيْلَها. ورَجُلٌ مِرْفَالٌ: كَثِيرُ الرَّفَلاَنِ، وامْرَأِةٌ مِرْفالٌ: كثيرَةُ الرُّفُولِ فِي ثِيابِها. وشَعَرٌ رَفَالٌ، كسَحابٍ: طَوِيلٌ، قَالَ الشَّاعِرُ: بِفَاحِمٍ مُنْسَدِلٍ رَفالِ)
ومِن المَجاز: الرَّفَلُّ، كخِدَبٍّ: الطَّوِيلُ الذّنَبِ مِنَ الخَيْلِ، وكذلكَ مِنَ البَعِيرِ، والوَعِلِ، قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ:
(فعَرَفْنا هِزَّةً تَأْخُذُهُ ... فَقَرَنَّاهُ برَضْراضٍ رِفَلّ)

(أَيِّدِ الكاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ ... أَخْلَفَ البازِلَ عَاما أَو بزَلْ)
ورِفَنٌّ: لُغَةٌ، وَقيل: نُونُها بَدَلٌ مِن لامِ رِفَلٍّ. والرِّفَلُّ، والرِّفَنُّ جَمِيعًا مِن الخَيْلِ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، والرِّفَلُّ: الثَّوْبُ الْوَاسِعُ، وَأَيْضًا: الْبَعِيرُ الْواسِعُ الجِلْدِ، وَقد يكونُ الطَّوِيلَ الذَّنَبِ، يُوصَف بالوَجْهَيْن، قَالَ رُؤْبَةُ: جَعْدُ الدَّرَانِيكِ رِفَلُّ الأَجْلادْ كأَنَّهُ مُخْتَضِبٌ فِي أَجْسادْ والتَّرْفيلُ: إِجْمامُ الرَّكِيَّةِ، كالرَّفْلِ، بالفَتْحِ، وَهُوَ مَجازٌ. ومِن المَجازِ: التَّرْفِيلُ: أَنْ يُزَادَ فِي عَرُوضِ الكَامِلِ سَبَبٌ خَفِيفٌ، وَهُوَ: تُنْ عَلى مُتَفَاعِلُنْ، فيَصِيرُ مُتَفاعِلاَتُنْ، سُمِّيَ بِهِ لأنَّهُ وُسِّعَ فصارَ بمَنْزِلَةِ الثَّوْبِ الَّذِي يُرفَلُ فِيهِ، وبَيْتُه قَوْلُ الحُطَيْئَةِ:
(أَغَرَرْتَنِي وزَعْمْتَ أَنْ ... نَكَ لابِنٌ بالصَّيْفِ تَامِرْ)
ومِن المَجازِ: التَّرْفِيلُ التَّسْوِيدُ، والتَّأْمِيرُ، والتَّحْكيمُ، رَفّلَهُ المُلْكَ، فَتَرَفَّلَ، وَمِنْه حَدِيثُ وَائِلِ بنِ حُجْرٍ، رَضِيَ اللهُ تعالىَ عَنهُ: ويَتَرَفَّلُ على الأَقْوالِ حيثُ كانُوا مِن أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ أَي يَتَسَوَّدُ ويَتَرَأَّسُ، مُسْتَعارٌ مِن تَرْفِيلِ الثَّوْبِ، وَهُوَ إِسْباغُه وإِسْبالُه. والتَّرْفِيلُ: التَّعْظِيمُ، وَهُوَ فِي مَعْنَى التَّسْوِيدِ. وقيلَ: التَّرْفِيلُ: التَّذْلِيلُ، فَهُوَ ضِدٌّ، لأَنَّهُ إِذا حَكَّمَه فِي أمْرٍ فكأَنَّهُ جعَلَهُ ذَلِيلاً، مُسَخّراً لخِدْمَتِه. والتَّرْفِيلُ: التَّمْلِيكُ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِذا نحنُ رَفَّلْنا امْرأً سادَ قَوْمَهُ ... وَإِن لم يَكُنْ مِن قبلِ ذلكَ يُذْكَرُ)
ورِفَالُ التَّيْسِ، ككِتَابٍ: شَيْءٌ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ قَضِيبِهِ لِئَلاَّ يَسْفِدَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. قَالَ: وناقَةٌ مُرَفَّلَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: تُصَرُّ بِخِرْقَةٍ، ثمَّ تُرْسَلُ على أَخْلافِها فَتُغَطَّى بهَا، كَمَا فِي العُبابِ، واللِّسانِ.
ورَوْفَلٌ، كجَوْهَرٍ: اسْمٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وتَرْفُلُ، كتَنْصُرُ: ابْنُ عبدِ الكَرِيمِ، وابنِ داوُدَ: مُحَدِّثانِ، وأصحابُ الحديثِ يَضُمُّونَ تاءَها، كَمَا فِي العُباب. وكزُبَيْرٍ: رُفَيْلُ بنُ المُسْلِمَةِ، رَجُلٌ، وإليهِ نُسِبَ نَهْرُ رُفَيْلٍ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ورَفَلُ الرَّكِيُّةِ، مُحَرِّكَةً: حَمْئَتُها، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: جُمّتُها، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي الأساسِ، واللِّسانِ: مَكْلَتُها، وَهُوَ مَجازٌ. ورَفْلَ رَفْلَ: دُعاءٌ لِلنّعْجَةِ)
إِلَى الحَلَبِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. وتَرْفَلَ، تَرْفَلَةً: تَبَخْتَرَ كِبْراً، والتَّاءُ زائدَةٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: امْرَأةٌ رَافِلَةٌ: تَجُرُّ ذَيْلَها إِذا مَشَتْ، وتَمِيسُ. وإِزارٌ مُرْفَلٌ: مُرْخىً. وَهِي تَرْفُلُ المَرافِلَ: أَي كُلَّ ضَرْبٍ مِن الرُّفُولِ. وثَوْبٌ رَفالٌ: طَوِيلٌ. وتَرَفَّلَ فِي ثِيابِهِ، مِثْلُ رَفَلَ، وأَرْفَلَ. وخَرَجَ فِي مُرْفَلَةٍ: أَي حُلَّةٍ طويلةٍ، يَرْفُلُ فِيهَا. وعَيْشٌ رِفَلٌّ وَاسِعٌ سَابِغٌ وَهُوَ مجَاز. والرَّفِلُ: الأَحْمَقُ. ورَفَّلَهُ، تَرْفِيلاً: زادَهُ عَلى مَا احْتَكَمَ، وهوَ مَجازٌ.

رفل

1 رَفِلَ, (S, M, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. رَفَلٌ; (S, M;) and رَفَلَ, aor. ـُ (M, K,) inf. n. رَفْلٌ; (M;) He was awkward (S, M, K,) in his manner of wearing his clothes, (S,) or with his clothes [when walking &c. (see رَفِلٌ)], and in every work. (M, K.) b2: And رَفَلَ, (M, K,) or رَفَلَ فِى ثِيَابِهِ, (S, TA,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. رَفْلٌ (Lth, T, M, K) and رُفُولٌ (T, TA) and رَفَلَانٌ; (M, K;) and ↓ ارفل; (S, M, K;) He dragged his skirt, and kicked it with his foot: (Lth, T:) or he made his clothes long, and dragged them, walking with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side: (S:) or he dragged his skirt, and walked in the manner described above: or he moved his arm up and down [in walking]: (M, K:) and فِى ثِيَابِهِ ↓ ترفّل signifies the same as رَفَلَ and ارفل: (TA:) or ↓ إِرْفَالٌ [inf. n. of 4] signifies a man's having a long garment, such as a skirt and a جُبَّة: (Khálid Ibn-Jembeh, T in art. ذيل:) and one says, فِى مِشْيَتِهَا خرْقًا ↓ تَتَرَفَّلُ [She drags her skirt, &c., in her gait, by reason of awkwardness]. (S.) تَرْفُلُ المَرَافِلَا, a phrase used by Ru-beh, [↓ مَرَافِلُ being app. pl. of مَرْفَلٌ, a regular inf. n. of رَفَلَ,] means She walks with every sort of رَفْل or رُفُول [i. e. dragging of the skirt, &c.]. (Lth, T accord. to different copies.) And ↓ تَرْفَلَ, inf. n. تَرْفَلَةٌ, He walked with an inclining of his body from side to side (تَبَخْتَرَ) by reason of pride (كِبْرًا), or by reason of old age (كِبَرًا): (K, accord. to different copies:) the ت is augmentative. (TA.) A2: See also the next paragraph, last sentence, in two places.2 تَرْفِيلٌ The making a garment ample, or long towards the ground: the letting it down, or making it to hang down: (TA:) [and so ↓ إِرْفَالٌ:] you say, ثِيَابَهُ ↓ ارفل, (Sh, T,) or ثَوْبَهُ, (M,) or رِفْلَهُ, (K, TA, in the CK رَفِلَهُ,) He let down, or made to hang down, his garments, or his garment, or his skirt. (Sh, T, M, K.) b2: Hence, (TA,) رفّلهُ, (A 'Obeyd, T, S, M,) inf. n. as above, (Sh, T, S, M, K,) (tropical:) He magnified him, or honoured him: (A 'Obeyd, T, S, M, K:) he made him a king, (A 'Obeyd, T, M, K,) and a lord, or chief, (Sh, T, M, K,) and a commander, and a judge: (TA:) [like رَفَّدَهُ:] and he rendered him submissive; made him to submit; or brought him under, or into, subjection: (M, K:) thus it has two contr. meanings; (K;) [like تَرَّفَهُ;] for when a man is made judge in an affair, it is as though he were subjected to service therein. (TA.) Dhu-r-Rummeh says, إِذَا نَحْنُ رَفَّلْنَا امْرَأً سَادَ قَوْمَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذٰلِكَ يُذْكَرُ (assumed tropical:) [When we magnify a man, or make a man a king, &c., he becomes lord, or chief, of his people, though he have been before that not mentioned]. (T, S, M.) And you say, رُفِّلَ فُلَانٌ (assumed tropical:) Such a one was made a lord, or chief, over his people. (Sh, T.) b3: Also (tropical:) He increased, or exceeded, to him that over which he had authority to judge, or to decide. (TA.) b4: And تَرْفِيلٌ also signifies (tropical:) The leaving a well for its water to collect in it; (S, O, K;) and so ↓ رَفْلٌ: (O, K:) you say, رفّل الرَّكيَّة (tropical:) He left the well for its water to collect in it; (Ks, T, M;) as also ↓ رَفَلَهَا, aor. ـُ inf. n. رَفْلٌ. (O.) 4 ارفل, and its inf. n. إِرْفَالٌ: see 1, in two places: A2: and see also 2, in two places.5 تَرَفَّلَ see 1, in two places. b2: ترفّل also signifies (tropical:) He was, or became, or was made, a lord, or chief. (Sh, T, TA.) Hence, in a trad. of Wáïl Ibn-Hojr, يَتَرَفَّلُ عَلَى الأَقْوَالِ حَيْثُ كَانُوا مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ (tropical:) [He is, or will be, &c., a lord, or chief, over the subordinate kings, wherever they are, of the people of Hadramowt]. (T, * TA.) Q. Q. 1 تَرْفَلَ, inf. n. تَرْفَلَةٌ: see 1.

رِفْلٌ, (IDrd, O, K, TA,) or, as in some copies of the JM, ↓ رِفَلٌّ, (O, TA,) or ↓ رَفَلٌ, (accord. to a copy of the M,) or ↓ رَفِلٌ, (accord. to the CK,) [in the K said to be with kesr, which, accord. to a rule observed in that work, indicates that it is رِفْلٌ,] The skirt, or lower extremity, of a garment. (M, O, K.) You say, أَرْفَلَ رِفْلَهُ [explained above: see 2]. (K.) And قَمِيصٌ سَابِغُ الرِّفْلِ, i. e. [A shirt ample, or long,] in the skirt. (TA.) رَفَلٌ (tropical:) The water that collects after drawing, (جَمَّة, thus accord. to the T and O and some copies of the K, [and this is said in the TA to be the right explanation,]) or the black mud, or black fetid mud, (حَمْأَة, thus accord. to other copies of the K, or مُكْلَة [which has the same or a similar meaning], thus accord. to the M and A and L,) of a well. (T, M, O, A, L, K.) A2: See also the next preceding paragraph.

A3: رَفَلْ رَفَلْ A call to the ewe, to be milked. (Ibn-'Abbád, K.) رَفِلٌ Awkward (S, M, K) in his manner of wearing his clothes, (S,) or with his clothes [when walking &c.], and in every work; as also ↓ أَرْفَلُ; fem. [of the latter] ↓ رَفْلَآءُ. (M, K.) And رَفِلَةٌ (Lth, T, M, K, TA) and ↓ رَافِلَةٌ (Lth, T, TA) A woman who drags her skirt (Lth, T, M, K, TA) well, or beautifully, (M, K, TA,) when she walks, and who walks with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side: (Lth, T, TA:) or the former signifies a woman who drags her skirt (تَتَرَفَّلُ), in her gait, by reason of awkwardness: (S, TA:) and ↓ رَفْلآءُ, a woman who does not walk well (ADk, T, S, M, K) in her clothes, (ADk, T, S, M,) dragging her garment, (M,) or dragging her skirt: (K:) and ↓ رَافِلٌ, a man making his clothes long, and dragging them, walking with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side; (S;) in which sense رَفِلَةٌ may be well used as an epithet applied to a woman: (Lth, T:) or ↓ رَافِلٌ (TA) and ↓ تَرْفِيلٌ, (Seer, M, K, TA,) in which latter the ت is augmentative, (TA,) signify a man who drags his skirt, and walks in the manner last described above; or who moves his arm up and down in walking. (Seer, M, K, TA.) b2: Also, i. e. رَفِلٌ, Foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect, or understanding. (S.) b3: And رَفِلَةٌ, A foul, or an unseemly, or ugly, woman; (M, K;) as also ↓ رِفَلَّةٌ, (M,) or ↓ رِفِلَةٌ, with two kesrehs: (K:) and the same epithets are applied likewise in this sense to a man. (M.) A2: See also رِفْلٌ.

رِفِلَةٌ: see the next preceding paragraph, near the end.

رِفَلٌّ Long in the tail; (Lth, T, S, M, K;) applied to a garment: (S:) or, thus applied, wide, or ample: (M, K:) in the former sense, applied to a horse, (Lth, As, T, M,) and to a bull, (Lth, T,) and to a camel, (Lth, T, S, M,) and to a mountaingoat; (M;) and رَفَنٌّ signifies the same: (Lth, As, M:) and applied to a horse as meaning also (M) having much flesh; (M, K;) and so رِفَنٌّ: (M:) and to a camel as meaning also wide in the skin: (Lth, T, S, M, K:) and, applied to hair, long; (M;) [or] so ↓ رَفَالٌ, like سَحَابٌ; (K;) or ↓ رُفَالٌ, or ↓ رِفَالٌ; (so accord. to different copies of the T;) and so ↓ رَفَالٌ applied to a garment. (TA.) Also A man having a long skirt. (Ham p. 386.) b2: [Hence,] عَيْشٌ رِفَلٌّ, (TA,) or مَعِيشَةٌ رِفَلَّةٌ, (S, M, in one copy of the S رَفِلَةٌ,) (tropical:) Ample means of subsistence. (S, M, TA.) A2: See also رِفْلٌ.

A3: and see رَفِلٌ.

رَفَالٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

رُفَالٌ: see رِفَلٌ.

رِفَالٌ: see رِفَلٌّ.

A2: رِفَالُ التَّيْسِ A thing that is put before the penis of the goat, in order that he may not copulate. (IDrd, M, K.) رَافِلٌ; and its fem., with ة: see رَفِلٌ, in three places.

أَرْفَلُ; and its fem., رَفْلَآءُ: see رَفِلٌ, in three places.

تَرْفِيلٌ: see رَفِلٌ.

إِزَارٌ مُرْفَلٌ [A waist-wrapper] made to hang down. (Sh, T.) [Hence, perhaps, what next follows.]

مرفلة [written without any syll. signs, app. either مُرْفَلَةٌ or مُرَفَّلَةٌ, an epithet used as a subst., or converted into a subst. by the addition of ة,] A long [dress or garment such as is called] حُلَّة, in which one drags his skirt, and walks with an elegant and a proud and self-conceited gait (يُرْفَلُ فِيهَا). (TA.) مُرَفَّلَةٌ A she-camel having her udder bound with a piece of rag, which is made to hang down over her teats so as to cover them. (M, O, L, K.) b2: [See also the next preceding paragraph.]

مِرْفَالٌ, applied to a woman, means كَثِيرَةُ الرُّفُولِ فِى ثَوْبِهَا [i. e. Who drags her skirt, &c., much]: (Lth, T:) [and in like manner,] applied to a man, (TA,) كَثيرُ الرَّفَلَانِ [which means the same: see 1]. (M, K, TA.) مَرَافِلُ [app. pl. of مَرْفَلٌ, an inf. n. of رَفَلَ]: see 1.

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وسميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مــشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت فعيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.