Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شقاق

أن

أن: أنْ، خفيفة: نصف اسم وتمامه بفِعْل، كقولك: أُحِبُّ أن ألقاك، أي: أحبّ لقاءك، فصار (أن) و (ألقاك) في الميزان اسماً واحداً. وإنْ، خفيفة: حرف مَجازاةٍ في الشَّرط.. وجحود بمنزلة (ما) ، كقولك: إنْ لَقيتُ ذاك، أي: ما لقيت. وإنّ وأنّ ثقيلة، مكسورة الألف ومفتوحة الألف، وهي تنصب الأسماء، فإِذا كانت مبتدأ ليس قبلها شيء يعتمد عليه، أو كانت مستأنفة بعد كلام قد تمّ ومضى، فأتيتَ بها لأمرٍ يعتمدُ عليها كسرتَ الألف، وفيما سوى ذلك تنصب ألفها. وإذا وقعتْ على الأَسْماء والصّفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على اسمٍ أو فعلٍ لا يتمكّن في صِفةٍ، أو تَصريفٍ فخفّفْها، تقول: بلغني أن قد كان كذا يخفّف مِنْ أَجْلِ (كان) لأنّها فِعْل، ولولا (قد) لم يَحْسُنْ على حالٍ مع الفعل حتّى تعتمد على (ما) ، أو على الهاء في قولك: إِنّما كان زيد غائبا.. كذلك بلغني أنّه كان كذا فشدّدها إذا اعتمدت على اسم. ومن ذلك: قولك: إنْ ربّ رجلٍ: فإِذا اعتمدت قلت: إنّه ربّ رجلٍ ونحو ذلك، وهي في الصّفاتِ مشدّدة، فيكون اعتمادُها على ما بعدَ الصّفات، إنّ لك، وإنّ فيها، وإن بك وأشباهها. وللعَرَب في (إنّ) لغتان: التّخفيف والتّثقيل، فأمّا من خفّف فإِنّه يَرْفَعُ بها، إلاّ أنّ ناساً من أهل الحجاز يُخَفِّفونَ، وينصبون على توهّم الثقيلة، وقُرِىءَ: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ خفّفوا ونصبوا (كلاًّ) . وأمّا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ فَمَنْ خفّف فهو بلغة الذين يخفِّفون ويرفعون، فذلك وَجْهٌ، ومنهم مَنْ يجعل اللاّم في موضع (إلاّ) ، ويجعل (إنْ) جَحْداً، على تفسير: ما هذان إلاّ ساحرانِ، وقال الشّاعر:

أَمْسَى أبانُ ذليلاً بَعْدَ عزّته ... وإن أبانُ لَمِنْ أَعْلاجِ سوراء  

ويقال: [تكون] (إنّ) في مَوْضع (أَجَلْ) فيكسِرونَ ويثقلون، فإِذا وقفوا في هذا المعنى قالوا: إنّهْ.. تكون الهاء صلةً في الوقوف، وتَسْقط [الهاء] إذا صرفوا  ...

وبلغنا عن عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيْر أن أعرابيّاً أتاه فسأله فحرمه، فقال: لعن اللَّه ناقةً حملتني إليك، فقال ابنُ الزُّبير: إنّ وراكِبَها

، أي: أَجَلْ. فأمّا تميم فإِنّهم يَجْعلونَ ألِفَ كلّ أنّ وأَنْ، منصوبة، من المُثَقَّل والمُخَفَّف: عيناً، كقولك: أريد عَنْ أكلمك، و [بلغني عنّك مقيم] . وأنّ الرّجل يَئنُّ: من الأنين، قال: 

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُوّاده، الوَصِبُ

ورَجُلٌ أُنَنةٌ: [كثير الكَلامِ والبثِ والشَّكْوَى] ، وهو البليغُ القَوّالةُ، والجميع، الأُنَن، ولا يشتق منه فِعْلٌ. ومن الأنين يُقالُ: أَنَّ يَئِنُّ أنيناً، وأنّاً وأنّةً، وإذا أمرت قلت: اينَنْ لأن الهمزتين إذا التقتا فسكنتِ الأخيرة اجتمعوا على تليينها. ويقال للمرأة: إنّي، كما يُقالُ للرَّجُلِ: اقْرِرْ، وللمرأة قرّي. وإنّما يُقاس حرف التّضعيف على الحَرَكةِ والسُّكون بالأمثلة من الفِعْل فحيثما سكنت لام الفعل فأَظْهِرْ حرفي التَّضْعيف على ميزان ما كان في مثاله، نحو قولك للرّجل في الأمر: افْعَلْ مجزومة اللاّم، فتقول في باب التَّضْعيف: اغضضْ واقررْ وامْدُدْ، فإِذا تَحَرّكتْ لام الفعل فمثال ذلك من التّضعيف مُدْغم الحرفين، يقال للمرأة: افّعَلِي فتحرّكَتِ اللاّم قلت: غُضِّي وقَرّي وإنّي وجِدِّي فهذا قياس المجزوم كلّه في باب التّضعيف، لذلك قلت: اينَنْ.
أنْ
لها استعمالات:
تُقدَّر قبلها لامُ العلّة:
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}
أيضاً:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} .
أي لأن رآه استغنى. أيضاً:
{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} .
أيضاً:
{يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} .
أي لأن تؤمنوا. أيضاً:
{ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}
والعلة تُراعَى وجوداً وعدماً، كقول عمرو : فَعَجَّلْنَا الْقِرَى أنْ تَشْتِمُونَا
أي لِشتمِكم، ومعناه: لئلا تشتِمونا، كما تقول: هذا دواء للحمى، أي لدفع الحمى . ومنه قوله تعالى:
{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} .
لحاظاً لضلالتكم، أي لكيلا تضلوا. وكذلك:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} .
وكذلك:
{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} .
أيضاً: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} .
أيضاً:
{وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} .
ودل القرآن على تضمن النفي حيث جاء:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} .
فلولا تضمنت "أن" نفياً لما اتبعت بالنفي . وكذلك:
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} .
فلولا تضمنت نفياً لما أُتبِعت بقوله "أبداً" .
و "عن" الجارّة:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} .
وأيضاً:
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} . أيضاً:
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} .
أيضاً:
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} .
أيضاً:
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ} الآية.
و"مِنْ":
{بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} .
أي عجبوا من أن ...
وباء الجر:
{وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} .
وأيضاً:
{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} . و"على":
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا} .
أي على أن تعتدوا، كما قال تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} .
أيضاً:
{وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِــي أَنْ يُصِيبَكُمْ} .
"أن" تأتي للبيان كقوله تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} .
أيضاً:
{وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} .
فإن أردت قدّرت "بأن صدُّوكم" أيضاً، و "حَزَناً على ألا يجدوا" ولعل منه:
{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} .
يُقدَّر قبلها أيضاً ما هي بيانه، مثلاً: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} .
أي قائلاً وآمراً أن لا تشركْ أو بأن لا تشرك.
أيضا: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} .
أي تأمرك بأن تقول لنا أو تأمرنا أن ...
ولعل منه:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} .
أي وأمرك أن لا تسجد . ولعل منه:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية.
أي وتخافون، أو مخافة أن ...
ومن :
{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} .
وأيضاً: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} .
أيضاً:
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا}
ومن السابع:
{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا} .
أي ملهِمين أو مبشرين بأن لا تخافوا.
ومن البيان قوله تعالى:
{قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَنِ} .
ومنه:
{لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}
أن
أَنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف مصدريّ ينصب المضارع، ولا يؤثِّر في الماضي "ما عابني أن سبقني الجُهَّالُ- {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ".
2 - حرف مصدريّ مُخَفَّف من (أنّ) ينصب الاسم ويرفع الخبر، بشرط أن يكون اسمه ضميرًا محذوفًا " {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} ".
3 - حرف يكونُ مفسِّرًا بمعنى (أي) " {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} ".
4 - حرف زائد للتوكيد " {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} ". 
[أن] إنْ بمعنى ما في النفي وتُوصَلُ بها ما زائدة قال زُهَيْرٌ

(مَا إِنْ يَكَادُ يُخَلِّيهم لِوِجْهَتِهمْ ... تَخالُجُ الأَمْرِ إِنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ)

وقوله أنشده سيبويه

(وَرَجِّ الفَتَى للخَيْرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ ... عَلَى السِّنِّ خَيْرًا لا يزالُ يَزِيدُ)

فإنما دخلت إنْ على ما وإن كانت ما هنا مصدرية لشبهها لفظا بما النافية التي تُؤَكَّدُ بإنْ وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّرُ ما المصدرية إلى أنها كأنَّها ما التي معناها النفي أفلا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى الأخرى لم يَجُزْ لك إلحاق إِنْ بها قال سيبويه وقولهم افعل كذا وكذا إمَّا لا ألزموها ما عوضًا وهذا أحرى إذ كانوا يقولون آثِرًا ما فيُلزمون ما شبهوها بما يَلْزَمُ من النونات في لأفعلنَّ واللامِ في إن كان ليفعل وإن كان ليس مثلَه وإنما هو شاذ وتكون للشرط نحو إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ وحكى ابن جني عن قُطْرُبٍ أن طَيِّئًا تقول هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ يريدون إنْ فيبدلون وتكون زائدة مع ما النافية وحكى ثعلب أعْطِه إنْ شاء أي إذا شاء ولا تُعْطِهِ إنْ شاء معناه إذا شاء فلا تعطه وأَنْ تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن في معنى أَنَّ قال سيبويه وقولهم أمَّا أنت منطلقًا انطلقت معك إنما هي أَنْ ضُمَّتْ إليها ما وهي ما التوكيد ولزمت كراهيةَ أن يجحفوا بها لتكونَ عِوَضًا من ذهاب الفعل كما كانت الهاء والألف عوضًا في الزنادقة واليماني من الياء فأما قول الشاعر

(تَعَرَّضَتْ لِي بمكانٍ حِلِّ ... )

(تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ... )

(تَعَرُّضًا لَمْ يأْلُ عَنْ قَتْلاً لِي ... )

فإنه أراد لم يألُ أنْ قتلاً لي أي أن قتلني قتلاً فأبدل العين مكان الهمزة وهذه عَنْعَنَةُ تميم وقد تقدمت ويجوز أن يكون أراد الحكاية كأنه حكى النصب الذي كان معتادًا من قولها في بابه أي كانت تقول قتلاً قتلاً أي أنا أقتله قتلاً ثم حكى ما كانت تَلْفِظُ به وقوله

(إنِّي زَعِيمٌ يا نُويْقَةُ ... إِنْ نَجوْتِ مِنَ الرَّوَاحِ)

(أَنْ تَهْبِطِينَ بِلادَ قَوْمٍ ... يُرْتِعُونَ مَعَ الطِّلاَحِ) قال ثعلب قال الفراء هذه أنْ الدائرةُ يَليها الماضي والدائم فتبطل عنهما فلما وليها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم وتكون زائدة مع لمَّا التي بمعنى حين وتكون معنى أَيْ نحو قوله تعالى {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} ص 6 قال بعضهم لا يجوز الوقوف عليها لأنها تأتي ليعير بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبلها فالكلام شديد الحاجة إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها فيحسب ذلك امتنع الوقوف عليها وحكى ثعلب أيضًا أعْطِهِ إِلا أَنْ يشاءَ أي لا تعطه إذا شاء ولا تعطه إلا أن يشاء معناه إذا شاء فأعطه وأَنَ اسم المتكلم فإذا وقفت ألحقت ألفًا للسكوت ورُوِيَ عن قطرب أنه قال في أَنَ خمس لغات أَنَ فَعَلْتُ وأَنَا فَعَلْتُ وآاْنَ فَعَلْتُ وأَنْه فَعَلْتُ وأَنَّهْ فَعَلْتُ حكى كل ذلك عنه ابن جني وفيه ضعف كما ترى قال ابن جني يجوز أن تكون الهاء في أنَّهْ بدلاً من الألف في أَنَا لأن الأكثر في الاستعمال إنما هو أنا بالألف والهاء قليلة فهي بدل من الألف ويجوز أن تكون الهاء أُلحقت لبيان الحركة كما أُلحقت الألف ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كِتَابِيَهْ وحِسَابِيَهْ وأنت ضمير المخاطب الاسم أَنْ والتاءُ علامة المخاطب والأنثى أَنْتِ وتقول في التثنية أنتما وليس بتثنية أنْتَ إذ لو كان تثنيةً لوجب أن تقول في أَنْتَ أنتان إنما هو اسم مصوغ يدل على التثنية كما صيغ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضَرَبْتُكُما وهما يدل على التثنية وهو غير مُثنًى على حَدٍّ زيد وزيدان
إِن
: ( {إنْ: المكْسورَةُ الخَفيفَةُ) لَهَا اسْتِعمالاتٌ خَمْسةٌ:
الأَوَّل: أَنَّها (تكونُ شَرْطيَّةً) كقوْلِهِ تَعَالَى: { (إنْ يَنْتَهوا يُغْفَرْ لَهُم مَا قَدْ سَلَفَ) } ،) وقَوْلِه تَعَالَى: { (} وإنْ تَعودُوا فَعُدْ) } .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ حَرْفٌ للجَزاءِ يُوقِعُ الثانيَ مِن أَجْلِ وُقوع الأوَّل كقوْلِكَ: إنْ تأْتِني إتِك، وإنْ جِئْتني أَكْرَمْتُك؛ انْتَهَى.
وسُئِلَ ثَعْلَب: إِذا قالَ الرَّجلُ لامْرَأَتِه إِن دَخلتِ الدَّارَ إنْ كَلَّمتِ أَخاكِ فأنْتِ طالِقٌ، مَتى تَطْلُق؟ فقالَ: إِذا فَعَلَتْهما جَمِيعاً، قيلَ لَهُ: لِمَ؟ قالَ: لأنَّه قَدْ جاءَ بشَرْطَيْن، قيلَ لَهُ: {فإنْ قالَ لَهَا أَنتِ طالِقٌ} إنِ احْمَرَّ البُسْرُ؟ فقالَ: هَذِه مَسْأَلةُ مُحالٍ لأَنَّ البُسْرَ لَا بُدَّ أَنْ يَحْمَرَّ، قيلَ لَهُ: فإنْ قالَ لَهَا: أَنتِ طالِقٌ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ؟ فقالَ: هَذَا شَرْطٌ صَحيحٌ تطلُقُ إِذا احْمَرَّ البُسْرُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وقالَ الشافِعِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فيمَا أُثْبِت لنا عَنهُ: إنْ قالَ الرَّجلُ لامْرَأَتِه: أَنْتِ طالِقٌ إِن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَثْ حَتَّى يُعْلَم أنَّه لَا يُطَلِّقُها بموتِه أَو بموْتِها، قالَ: وَهُوَ قولُ الكُوفِيِّين، وَلَو قالَ: إِذا لم أُطَلِّقْك ومَتى مَا لم أُطَلِّقْك فأَنْتِ طالِقٌ، فسكَتَ مدَّةً يمكنُه فِيهَا الطَّلاقَ، طَلُقَتْ.
(وَقد تَقْتَرِنُ) إِنْ (بِلا فيَظُنُّ الغِرُّ أَنَّها إلاَّ الاسْتِثْنائيَّةُ) وليسَ كذلِكَ (نحْوُ) قوْلِه تَعَالَى: { (إلاَّ تَنْصُروه فقد نَصَرَه اللَّهُ) } ،) وقَوْله تَعَالَى: { (إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم} .
(والثَّاني: أَنْ (تكونَ نافِيَةً) بمعْنَى مَا (وتَدْخُلُ على الجُمْلَةِ الإِسْمِيَّةِ) والفِعْلِيَّةِ؛ فالاسْمِيَّة نحْو قوْله تَعَالَى: { (إنِ الكَافرونَ إلاَّ فِي غُرورٍ) } ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ (والفِعْليَّة) نحْو: ( {إنْ أَرَدْنا إلاَّ الحُسْنى) } .
(قالَ الجَوْهرِيُّ: ورُبُّمَا جُمِعَ بينَ إنْ وَمَا النافِيَتَيْن للتَّأْكيدِ، كَمَا قالَ الأَغْلَبُ العِجْليُّ:
مَا إنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغاراأَكْثَرَ مِنْهُ قِرَّةً وقَاراقالَ ابنُ بَرِّي: إنْ هُنَا زائِدَةٌ وليسَتْ نَفْياً كَمَا ذكرَ.
(وقولُ مَن قالَ: لَا تَأْتي نافِيَةً إلاَّ وبعدَها إلاَّ أَو لمَّا {كإِن: كُلُّ نَفْسٍ لمَّا عَلَيْهَا حافظٌ} ، مَرْدودٌ بقَوْلِهِ، عزَّ وجَلَّ: {إِن عِنْدَكُم مِن سُلْطانٍ بِهَذَا) } ،) وقَوْله تَعَالَى: { (قُلْ إِن أَدْري أَقَريبٌ مَا توعَدونَ} .
(والثَّالِث:) أَنَّها (تكونُ مُخَفَّفَةً مِن الثَّقيلَةِ فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ، فَفِي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ، وَفِي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها) ، وَقد تَقدَّمَ عَن الليْثِ أنَّ مَن خَفَّفَ يَرْفَع بهَا، وأَنَّ نَاسا مِن الحِجازِ يُخَفِّفونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقيلَة، ومِثَالُ الإِهْمالِ {إنْ هذانِ لَساحِرانِ} ، وَهِي قِراءَةُ عاصِمٍ والخَلِيلِ.
(وحَيْثُ وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها لامٌ مَفْتوحَةٌ فاحْكُم بأَنَّ أَصْلَها التَّشْديدُ) ؛) قالَ الجوْهرِيُّ: وَقد تكونُ مُخفَّفَةً من الشَّديدَةِ فَهَذِهِ لَا بُدَّ من أَنْ تدْخُلَ اللامُ فِي خَبَرِها عِوضاً عمَّا حُذِفَ مِن التَّشْديدِ كقَوْلِه تعالَى: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ لمَّا عَلَيْهَا حافظٌ} ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوكَ، لئَلاَّ تَلْتَبِس {بإنْ الَّتِي بمعْنَى مَا للنَّفي.
قالَ ابنُ بَرِّي: اللامُ هُنَا دَخَلَتْ فرْقاً بينَ النَّفي والإِيجَاب،} وإنْ هَذِه لَا يكونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ، فقَوْلُه: دَخَلَت اللامُ فِي خبرِها لَا معْنًى لَهُ، وَقد تدخُلُ هَذِه اللامُ مَعَ المَفْعولِ نَحْو: إنْ ضَرَبتِ لزَيداً، وَمَعَ الفاعِلِ نَحْو قوْلِكَ: إنْ قامَ لزيدٌ.
(و) الرَّابع:) أَن (تكونَ زائِدَةً) مَعَ مَا (كقَوْله:
(مَا إنْ أَتَيْتُ بشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ وَمِنْه أَيْضاً قَوْلُ الأَغْلَب العِجْليّ الَّذِي تقدَّمَ.
وَفِي المحْكَم: إنْ بمعْنَى مَا فِي النَّفْي وتُوصَلُ بهَا مَا زائِدَة، قالَ زهيرٌ:
مَا إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ (و) قَدْ (تكونُ بمعْنَى قَدْ) ، وَهُوَ الخامِسُ من اسْتِعْمالاتِها، (قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تعالَى: {فذَكِّر (إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) } ،) أَي قد نَفَعَتْ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ أَبو العبَّاسِ: العَرَبُ تقولُ: إِن قامَ زيدٌ بمعْنَى قَدْ قامَ زيدٌ؛ قالَ: وقالَ الكِسائيُّ: وسَمِعْتُهم يقُولُونَه فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسَأَلْتُهم فَقَالُوا: زيدٌ قد قامَ نُريدُ، وَلَا نُريدُ مَا قامَ زيدٌ.
ورَوَى المُنْذريُّ عَن ابنِ اليَزِيدي عَن أَبي زيْدٍ أَنَّه تَجِيءُ إنْ فِي موْضِعِ لقَدْ، مثْل قَوْله تَعَالَى: {إنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لمفْعولاً} ،) المعْنَى لقَدْ كانَ مِن غيرِ شكَ مِنَ القوْمِ، ومثْلُه: {وإنْ كادُوا لَيَفْتِنونَك} ، {وَإِن كادُوا ليَسْتَفِزُّونَك} ؛ وقَوْله تَعَالَى: { (واتَّقوا اللَّهَ) وذَروا مَا بقيَ مِنَ الرِّبا (إِن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) } ) ظاهِرُ سِياقِه أنَّ إنْ هُنَا بمعْنَى قَدْ، وَالَّذِي رَوَاه ابنُ اليزيدي عَن أَبي زيْدٍ أنَّه بمعْنَى إِذْ كُنْتُم، ومِثْلُ قَوْلُه تعالَى: {فردُّوه إِلَى اللَّهِ والرَّسولِ إنْ كُنْتُم تُؤْمِنُون باللَّهِ} ،) وقَوْله تَعَالَى: { (لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنينَ) } ،) أَي قَدْ شاءَ؛ (و) كذلِكَ (قَوْلُه) ، أَي الشَّاعِر:
(أتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا أَي قَدْ حُزَّتا؛ ويصحُّ أَنْ تكونَ بمعْنَى إِذْ (وغَيْر ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فِيهِ مُحقَّقٌ، أَو كُلُّ ذَلِك مُؤَوَّلٌ) .
(قُلْتُ: وَقد تكونُ بمعْنَى إِذا نحْو قَوْلِه تعالَى: {لَا تَتَّخِذُوا آباءَكُم وإِخْوانَكم أَوْلِياءَ إِن اسْتَحَبُّوا} ؛ وكذلِكَ قَوْله تَعَالَى: وامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نفْسَها للنبيِّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد تُزادُ إنْ بَعْدَ مَا الظَّرْفيَّة كقوْلِ المَعْلوطِ بنِ بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه:
ورجَّ الْفَتى للخَيْر مَا إنْ رأَيْتَهعلى السِّنِّ خيرا لَا يَزالُ يَزِيدُوقد تكونُ فِي جوابِ القَسَمِ تقولُ: واللَّهِ إِن فَعَلْت، أَي مَا فَعَلْت.

قدد

قدد: {قددا}: فرقا مختلفة الأهواء.
(ق د د) : (قُدَيْدٌ) وَالْكُدَيْدُ مِنْ مَنَازِل طَرِيقِ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ.
(قدد) الشَّيْء مُبَالغَة فِي قده وَاللَّحم قطعه طولا وملحه وجففه فِي الْهَوَاء وَالشَّمْس
(قدد) : اسْتَقَدَّت الإِبِلُ إذا اسْتَقَامَتْ على وَجْهِ واحد. 
ق د د [قددا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَرائِقَ قِدَداً .
قال: المنقطعة من كل وجه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولقد قلت وزيد حاسر ... يوم ولّت خيل زيد قددا 
ق د د: (الْقَدُّ) الشَّقُّ طُولًا وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الْقَدُّ) أَيْضًا الْقَامَةُ وَالتَّقْطِيعُ. وَ (الْقِدُّ) بِالْكَسْرِ سَيْرٌ (يُقَدُّ) مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ مَدْبُوغٍ. وَ (الْقِدَّةُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا الطَّرِيقَةُ وَالْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ إِذَا كَانَ هَوَى كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَةٍ يُقَالُ: كُنَّا طَرَائِقَ (قِدَدًا) . وَ (الْقَدِيدُ) اللَّحْمُ (الْمُقَدَّدُ) . 
ق د د

قدّه طولاً، وقطّه عرضاً، وقدّ القلم وقطّه. وتقول: إذا جاد قدّك وقطّك، فقد استوى خطّك. وقدذه نصفين. وانقدّ الجلد والثوب: انشقّ. وقدّد اللحم. وصاروا قددا: فرقاً. وتقول: طاروا بددا، وصاروا قددا. وأسره بالقد: بالسير من الجلد غير المدبوغ. وفلان ما يعرف القدّ من القِد أي مسك السّخلة من السّير. وفي مثل " ما يجعل قدّك إلى أديمك ". ويقال في الشتيمة: يا قديدي. وهم القديديون: تباع العساكر من الصنّاع.

ومن المجاز: جارية حسنة القد وهو القوام، كما يقال: حسنة التقطيع، وهي مقدودة. وناقة قيدود: طويلة الظهر. وقدّ المفازة: قطعها. وهو مستقيم القدّ أي الطريق. ولا يستقد له أمر: لا يستمرّ.
ق د د : قَدَدْتُهُ قَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ شَقَقْتُهُ طُولًا وَتُزَادُ فِيهِ الْبَاءُ فَيُقَالُ قَدَدْتُهُ بِنِصْفَيْنِ فَانْقَدَّ وَالْقِدُّ
وِزَانُ حِمْلٍ السَّيْرُ يُخْصَفُ بِهِ النَّعْلُ وَيَكُونُ غَيْرَ مَدْبُوغٍ وَلَحْمٌ قَدِيدٌ مُشَرَّحٌ طُولًا مِنْ ذَلِكَ وَالْقَدُّ وِزَانُ فَلْسٍ جِلْدُ السَّخْلَةِ وَالْجَمْعُ أَقُدٌّ وَقِدَادٌ مِثْلُ أَفْلُسٍ وَسِهَامٍ وَهُوَ حَسَنُ الْقَدِّ وَهَذَا عَلَى قَدِّ ذَاكَ يُرَادُ الْمُسَاوَاةُ وَالْمُمَاثَلَةُ.

وَالْقِدَّةُ الطَّرِيقَةُ وَالْفِرْقَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ قِدَدٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الْفِرْقَةُ مِنْ النَّاسِ إذَا كَانَ هَوَى كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَتِهِ. 

قدد


قَدَّ(n. ac. قَدّ)
a. Cut, tore into shreds, strips; rent, slit, split;
cleft.
b. Cut short, broke off, interrupted ( speech).
c. Traversed (desert).
d. [pass.], Had the gripes.
قَدَّدَa. see I (a)b. Cut into strips & dried in the sun.
c. ['Ala], Fitted, suited.
أَقْدَدَ
a. ['Ala], Gave the gripes to (food).

تَقَدَّدَa. Pass. of I (a).
b. Was dried in the sun (meat).
c. Separated, became divided into parties.
d. Was, became dry; became lean.

إِنْقَدَدَa. Pass. of I (a).
إِقْتَدَدَa. see I (a)b. Arranged, ordered (affairs).
إِسْتَقْدَدَa. Was uniform, even; went on undeviatingly, pursued his
course.
قَدّ
(pl.
أَقْدِدَة
أَقْدُد قِدَاْد
قُدُوْد)
a. Skin ( lamb, kid ).
b. Measure, quantity; size, bulk; stature; figure
person.
c. see 2 (b)
قِدّa. Thong.
b. Whip.
c. Vessel of skin.

قِدَّة
(pl.
قِدَد أَقْدِدَة)
a. see 2 (a)b. Party, sect; body of men.
c. Ruler, rule.

قُدّa. A certain marine fish.

مَقْدَدa. Road, way, course.
b. Level ground.

مَقْدَدِيّa. Wine of El-Makadd.

مِقْدَدa. Leather-seller's knife.

مِقْدَدَةa. see 20
قَدَاْدa. The hedgehog.
b. The jerboa.

قُدَاْدa. Belly-ache, gripes.

قَدِيْدa. Sundried meat.
b. Ragged, tattered (garment).
N. P.
قَدڤدَa. Cut into strips.
b. [ coll. ], Thin.
N. P.
قَدَّدَa. see 25 (a)
قُدَيْد
a. A garment of hair-cloth.

قَدِيْدِيُّوْن
a. The followers of an army; handicraftsmen.

عَلَى قَدِّهِ
a. According to his measure, capacity.
[قدد] نه: في ح يوم السقيفة: الأمر بيننا وبينكم "كقد"الأُبلُمة، أي كشق الخوصة نصفين. وفيه: موضع "قِده" في الجنة خير من الدنيا وما فيها، هو بالكسر السوط، واصله سير من جلد غير مدبوغ، أيسوط أحدكم أو قدر موضع يسع سوطه من الجنة، وح: كان أبو طلحة شديد "القد"، إن رُوي بالكسر فهو الوتر، وإن رُوي بالفتح فهو المد والنزع في القوس. وح: نهى أن "يقد" السير بين إصبعين، أي يقطع ويشق لئلا يعقر الحديد يده، وح: كان إذا تطاول "قد" وإذا تقاصر قط، أي قطع طولًا وقطع عرضًا. ط: "اقدد" لحما، القد: الشق طولًا، ولم يرد بقوله: الأجر بينكما، إطلاق يد العبد في النفقة بل كره صنع مولاه في ضربه على أمر تبين رشده فيه. نه: وفيه أرسلت إليه صلى الله عليه وسلم بجديين مرضوفين و "قد"، أي سقاء صغير متخذ من جلد السخلة فيه لبن، وهو بفتح قاف. وح: كانوا يأكلون "القد"، أي جلد السخلة في الجدب. وح: أتى بالعباس أسيرًا بغير ثوب فوجدوا قميص ابن أبيّ "يقدّ" عليه فكساه إياه، أي كان على قدره وطوله. وح: كان يتزود "قديد" الظباء وهو محرم، هو اللحم المملوح المجفف في الشمس. وح ابن الزبير: قال لمعاوية في جواب: رب أكل عبيط "سيقدّ" عليه، من القداد وهو داء في البطن. ومنه ح: فجعله الله حبنا و "قُدادًا"، والحبن الاستسقاء. غ: أي وجع البطن، والحبن: السقي في البطن. نه: وح: لا يسهم من الغنيمة للعبد ولا للأجير ولا "للقديديين"، هم تُباع العسكر والصناع كالحداد والبيطار، هو بفتح قاف وكسر دال، وقيل بضم ففتح، كأنهم لخستهم يلبسون القديد وهو مِسح صغير، ويقال في الشتم: يا قديدي. و"قديد" مصغرًا موضع بين مكة والمدينة. و "المَقَدِّيّ" طلاء منصف طبخ حتى ذهب نصفه، وقد تخفف داله. غ: طرائق "قددا" أي فرقا متفرقين في اختلاف الأهواء. وما تجعل "قدك" إلى أديمك، يضرب لمن يقيس الحقير بالخطير، هو القطع طولًا.
قدد
القَدُّ: قطع الشيء طولا. قال تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ
[يوسف/ 26] ، وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ [يوسف/ 27] .
والْقِدُّ: الْمَقْدُودُ، ومنه قيل لقامة الإنسان: قَدٌّ، كقولك: تقطيعه ، وقَدَّدْتُ اللّحم فهو قَدِيدٌ، والقِدَدُ: الطّرائق. قال: طَرائِقَ قِدَداً [الجن/ 11] ، الواحدة: قِدَّةٌ، والْقِدَّةُ: الفِرقة من الناس، والْقِدَّةُ كالقطعة، واقْتَدَّ الأمر: دبّره، كقولك: فصله وصرمه.
و (قَدْ) : حرف يختصّ بالفعل، والنّحويّون يقولون: هو للتّوقّع. وحقيقته أنه إذا دخل على فعل ماض فإنما يدخل على كلّ فعل متجدّد، نحو قوله: قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا [يوسف/ 90] ، قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ [آل عمران/ 13]
 ، قَدْ سَمِعَ اللَّهُ [المجادلة/ 1] ، لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 18] ، لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ [التوبة/ 117] ، وغير ذلك، ولما قلت لا يصحّ أن يستعمل في أوصاف الله تعالى الذّاتيّة، فيقال: قد كان الله عليما حكيما، وأما قوله: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى [المزمل/ 20] ، فإنّ ذلك متناول للمرض في المعنى، كما أنّ النّفي في قولك:
ما علم الله زيدا يخرج، هو للخروج، وتقدير ذلك: قد يمرضون فيما علم الله، وما يخرج زيد فيما علم الله، وإذا دخل (قَدْ) على المستقبَل من الفعل فذلك الفعل يكون في حالة دون حالة.

نحو: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً [النور/ 63] ، أي: قد يتسلّلون أحيانا فيما علم الله.
و (قَدْ) و (قط) يكونان اسما للفعل بمعنى حسب، يقال: قَدْنِي كذا، وقطني كذا، وحكي: قَدِي. وحكى الفرّاء: قَدْ زيدا، وجعل ذلك مقيسا على ما سمع من قولهم: قدني وقدك، والصحيح أنّ ذلك لا يستعمل مع الظاهر، وإنما جاء عنهم في المضمر.
(قدد) - في حديث سَمُرة - رضي الله عنه -: "نَهَى أن يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إصْبِعَين".
: أي لئلا يَعقِر الحدِيدُ يَدَه؛ هو شَبِيهٌ بمعنى نَهْيِه أن يَتَعاطى السَّيفَ مَسْلُولاً.
- في حديث يَوْمِ أُحُد: "كان أَبُو طَلْحة - رضي الله عنه - شَدِيدَ القَدِّ"
: أي المَدِّ والنَّزْع في القَوْس؛ ولذلك أَتبعَه بقوله "فكَسَر يَومَئذ قَوسَيْن أو ثلاثةً"
ويُحتَمل أن تكون الرِّوايَة: "القِدَّ" بكَسْرِ القاف.
يُريدُ وتَرَ القَوسِ.
- في حديث الأَوزاعِيِّ: "لا تُقَسَّم الغَنِيمة للقَدِيدِيِّينَ "
: أي التُّبَّاع والصُّنَّاع.
كذا يَروِيه أَصحابُ الحديثِ - بفَتْح القَافِ وكَسْرِ الدال - وقاله الجَبَّان - بضَمِّ القَافِ، وفتْح الدال - وقال: قِيل فيهم لخِسَّتِهم يَلبَسُون القُدَيْدَ، وهو مِسحٌ صَغير.
وقيل: يُشْبِهُون أَهل قُدَيْد: قَريَة في طَريق مَكَّةَ إلى المدِينة، وهم ضُعَفَاء فُقَراء أبداً.
وقيل: إنَّه من التَّقَدُّدِ؛ وهو التَّقَطُّع والتَّفَرّق؛ لأنهم للحاجَةِ يتفَرَّقُون في البِلاد. وقيل: إنه من القِدِّ؛ لأن القِدَّ مقْدُودٌ من غيره، وحُقِّرتْ أَسماؤُهم لتقدّد ثِيابهم وهو مُبْتَذَل في كلام أهلِ الشَّام، فيُشتَم أَحدُهم فيُقالُ: يا قَدِيدِي ويا قُدَيْدىّ
- في حديث عمر: "كانوا يأكلون القَدَّ"
قال أبو عُبَيْد: هو جِلْد السَّخْلة والمَاعِزَة. والقَدُّ: القَطْع طُولاً كالشَّقِّ.
- وفي حَديثِ ابن الزُّبير: "رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدُّ عليه "
من القُدَاد، وهو دَاءٌ في البطن.
(قدر) قوله تَبارَك وتَعالى: {عِندَ مَليكٍ مُقْتَدِرٍ} 
قال أبو جَعْفَر النحاس: فَعَل وافْتَعَل بمعْنًى، كما يقال دَعَا وادَّعَى، وعَدَا واعْتَدَى، وقَدَرَ واقْتَدَر. إلّا أَنَّ افْتَعل يُقال فيما يَقَع شَيئاً بعد شَىْء. وفَعَل يُقال: فِيمَا يَقَع جُملةً ومُتفَرِّقا.
[قدد] القَدُّ: الشقُّ طولاً. تقول: قَدَدْتُ السيرَ وغيره أقُدُّهُ قَدًّا. وقَدَّ المسافرُ المَفازَةَ. والانْقِدادُ: الانــشقاقُ. والقَدُّ أيضاً: جِلد السخلةِ الماعزة، والجمع القليل أَقُدٌّ والكثير قِدادٌ، عن ابن السكيت. وفي المثل: " ما يجعل قَدَّك إلى أديمِكَ "، معناه أي شئ يحملك على أن تجعل أمرك الصغيرَ عظيماً. والقَدُّ: القامةُ، والتقطيعُ. يقال: قدَّ فلانٌ قَدَّ السيف، أي جُعِلَ حسن التقطيع. وقول النابغة: ولرهط حَرَّاب وقِدٍّ سَورةٌ * في المجد ليس غرابها بمطار - قال أبو عبيد: هما رجلان من بنى أسد. والقد، بالكسر: سير يقُدُّ من جلد غير مدبوغ. والقدة أخص منه، والجمع أقد. والقِدَّةُ أيضاً: الطريقةُ، والفرقةُ من الناس إذا كان هوى كلِّ واحدٍ على حدةٍ. يقال: كنَّا طرائق قددا. و " ماله قد ولا قِحْفٌ "، فالقِدُّ: إناءٌ من جلد. والقِحْفُ من خشب. والقَديدُ: اللحمُ المُقَدَّدُ، والثوبُ الخَلَقُ. وتَقَدَّدَ القومُ: تفرَّقوا. واقْتَدَّ فلانٌ الأمورَ، إذا دبرها وميزها. وقديد: ماء بالحجاز، وهو مصغر. والقداد: وجع البطن. والمقداد: اسم رجل من الصحابة. والمقد بالفتح: القاع، وهو المكان المستوي. وقَدْ، مخفَّفةٌ: حرف لا يدخل إلا على الأفعال، وهو جواب لقولك لمَّا يَفْعَل. وزعم الخليل أن هذا لمن ينتظر الخبر، تقول: قَدْ مات فلان. ولو أخبره وهو لا ينتظره لم يقل قَدْ مات، ولكن يقول: مات فلان. وقد يكون قَدْ بمعنى ربَّما، قال الشاعر عبيد ابن الابرص: قد أترك القِرْنَ مُصْفَرًّا أنامِلُهُ * كأنَّ أثْوابَهُ مُجَّت بفِرْصادِ - وإن جعلته اسماً شدَّدته فقلت: كتبتُ قَدًّا حسنةً. وكذلك كى، وهو، ولو، لان هذه الحروف لا دليل على ما نقص منها، فيجب أن يزاد في أواخرها ما هو من جنسها وتدغم، إلا في الالف فإنك تهمزها. ولو سميت رجلا بلا أوما، ثم زدت في آخره ألفا همزت، لانك تحرك الثانية. والالف إذا تحركت صارت همزة. فأمَّا قولهم: قَدْكَ بمعنى حسبُكَ، فهو اسم، تقول: قَدِي وقَدْني أيضاً بالنون على غير قياس، لان هذا النون إنما تزاد في الأفعال وِقايةً لها، مثل ضربني وشتمني. قال الراجز :

قدنى من نصر الخبيبين قدى
(ق د د) و (ق د ق د)

الْقد: الْقطع المستأصل والشق طولا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ الْقطع المستطيل.

قده يقده قدا. وَفِي الحَدِيث: " إِن عليا عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا اعتلى قد، وَإِذا اعْترض قطّ ".

واقتده، وقدده: كَذَلِك، وَقد انقد، وتقدد.

وَالْقد: الشَّيْء المقدود بِعَيْنِه.

والقدة: الْقطعَة من الشَّيْء.

والقدة: الْفرْقَة والطريقة، مُشْتَقّ من ذَلِك. وَفِي التَّنْزِيل: (كُنَّا طرائق قددا) .

وتقدد الْقَوْم: تفَرقُوا قددا وتقطعوا.

والقديد: مَا قطع من اللَّحْم وشرر. وَقيل: هُوَ مَا قطع مِنْهُ طولا.

وَالْقد: السّير الَّذِي يقد من الْجلد. وَالْقد: الْجلد أَيْضا تخصف بِهِ النِّعَال.

وَالْقد: سيور تقد من جلد فطير غير مدبوغ، فتشد بهَا الاقتاب والمحامل.

والمقدة: الحديدة الَّتِي يقد بهَا.

وَقد الْكَلَام قداً: قطعه وَشقه.

واقتدّ الْأُمُور: اشتقها وتدبرها، وَكِلَاهُمَا على الْمثل.

وَقد الفلاة وَاللَّيْل قداًّ: خرقهما وقطعهما.

وقدته الطَّرِيق تقده قدا: قطعته.

والمقد: مشق الْقبل.

وَالْقد: قدر الشَّيْء وتقطيعه. وَالْجمع: أقد وقدود.

وَغُلَام حسن الْقد: أَي الِاعْتِدَال والجسم.

وَالْقد: جلد السخلة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ الْمسك الصَّغِير، فَلم يعين السخلة. وَالْجمع: أقد وقداد، وأقدة، الْأَخِيرَة نادرة، وَفِي الْمثل: " مَا يَجْعَل قدك إِلَى أديمك " يضْرب للرجل يتَعَدَّى طوره، أَي مَا يَجْعَل مسك السخلة إِلَى الْأَدِيم، وَهُوَ الْجلد الْكَامِل. وَقَالَ ثَعْلَب: الْقد هُنَا: الْجلد الصَّغِير أَي مَا يَجْعَل الْكَبِير مثل الصَّغِير.

وَمَا لَهُ قد وَلَا قحف. الْقد: الْجلد والقحف: الكسرة من الْقدح.

وَقيل: الْقد: إِنَاء من جُلُود. والقحف: إِنَاء من خشب.

والقداد: الحبن. وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ: " إِنَّا لنعرف الصلاء بالصناب، والفلائق والأفلاذ والشهاد بالقداد ".

والقداد: وجع فِي الْبَطن، وَقد قُدَّ.

والمقد: الْمَكَان المستوي.

والقديد: مسيح صَغِير.

والقديد: رجل.

وقديد: اسْم وَاد بِعَيْنِه.

وقديد: مَوضِع، وَبَعْضهمْ لَا يصرفهُ يَجعله اسْما للبقعة. وَمِنْه قَول عِيسَى بن جهمة اللَّيْثِيّ، وَذكر قيس بن ذريح، فَقَالَ: كَانَ رجلا منا، وَكَانَ ظريفا شَاعِرًا، وَكَانَ يكون بِمَكَّة ودونها من قديد. وقديد: فرس عبس بن جدان.

وَقد قداء: مَوضِع عَن فَارس. قَالَ:

على منهل من قد قداء ومورد

وَقد تفتح.

وَذَهَبت الْخَيل بقدان. حَكَاهُ يَعْقُوب وَلم يفسره.
قدد
قَدَّ قَدَدْتُ، يَقُدّ، اقْدُدْ/ قُدَّ، قَدًّا، فهو قادّ، والمفعول مَقْدود
• قَدَّ الثوْبَ: شقّهُ طولاً " {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} " ° قُدَّ قلبُه من حجر: كان شديدًا لا يتأثَّر. 

قُدَّ يُقَدّ، قَدًّا، والمفعول مَقْدود
• قُدَّ الشخْصُ: أصابه القُداد، وهو وجع في البطن. 

انقدَّ ينقدّ، انْقَدِدْ/ انْقَدَّ، انْقِدادًا، فهو مُنقدّ
• انقدَّ الثَّوبُ: انشقَّ "انقدَّ جلدُ الحذاء". 

تقدَّدَ يتقدّد، تقدُّدًا، فهو مُتقدِّد
• تقدَّدَ الثَّوبُ: بَلِي وتشقَّقَ.
• تقدَّد اللَّحمُ: مُلِّحَ وقطِّعَ وجُفِّف "تقدَّد لحمُ الأضحية".
• تقدَّد الرَّغيفُ: يبِس. 

قدَّدَ يُقدِّد، تقديدًا، فهو مُقدِّد، والمفعول مُقدَّد
• قدَّد الشّيءَ: بالغ في شقِّه.
• قدَّد اللحْمَ: قطّعه طولاً وملّحه وجفَّفه في الهواء والشّمس "قدّد لحمَ الأضحية- كان القدماء يقدِّدون اللَّحمَ ويحفظونه مددًا طويلة".
• قدَّد الرَّغِيفَ: أزال الرُّطوبةَ منه بالتَّسخين "رغيف مقدَّد: جافّ ليس فيه ليونة". 

قُدَاد [مفرد]: (طب) وجع في البطن. 

قَدّ [مفرد]: ج قِداد (لغير المصدر) وقُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر قَدَّ وقُدَّ.
2 - مِقْدارٌ "هذا على قَدِّ ذاك: مساوٍ له- أخذ منه على قَدِّ ما أعطاه".
3 - قامة، قوام "لهذه المرأة قَدٌّ حسن". 

قُدّ [جمع]: (حن) سمك بحريّ ضخم من فصيلة الحوت يُؤكل لحمُه، ويُؤخذ من كبده زيتٌ يُتداوى به. 

قِدَّة [مفرد]: ج قِدَّات وقِدَد:
1 - مسطرة خشبيّة يُسَوَّى بها البناءُ أو الجصّ.
2 - فِرْقة من الناس تختلف آراءُ أفرادها وأهواؤهم " {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}: ذوي مذاهب مختلفة".
3 - قطعة من الشّيء المشقوق. 

قديد [مفرد]: لَحْمٌ مقطَّعٌ مُمَلَّحٌ مجفَّفٌ في الشَّمس والهواء "يَقلُّ اليومَ استعمالُ القديد". 

مِقَدّ [مفرد]: ج مقادّ: اسم آلة من قَدَّ: أداة مؤلَّفة من شفرة عريضة دون مِقْبَض، يستعملها الإسكاف لشقّ الجلد. 

مِقَدَّة [مفرد]: مِقَدّ، أداة مُؤَلَّفة من شفرة عريضة دون مِقْبَض، يستعملها الإسكاف للصق الجلد. 

مُقدَّدات [جمع]: موادّ غذائيّة مُجفَّفة ومحفوظة بالمِلْح "كثير من النّاس يحبُّون أكلَ المقدَّدات". 
قدد
: ( {القَدُّ: القَطْعُ) مُطلقًا، وَمِنْه} قَدَّ الطريقَ {يَقُدُّه} قَدًّا: قَطَعَه، وَهُوَ مجازٌ، وَقيل: القَدُّ: هُوَ القَطْعُ (المُسْتَأْصِل، أَو) هُوَ القَطْع (المُسْتَطِيل) ، وَهُوَ قولُ ابنِ دُريد، (أَو) هُوَ (الشَّقُّ طُولاً) وَفِي بعض كُتب الغَريب: القَدُّ: القَطْعُ طُولاً كالشَّقِّ. وَفِي حَدِيث أَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ يَوْم السَّقِيفة: (الأَمْرُ بَينَنا وَبَيْنكُم {كقَدِّ الأُبْلُمَةِ) أَي كشَقِّ الخُوصةِ نِصْفَيْنِ، وَهُوَ على المَثَلِ. وَفِي الأَساس:} قَدَّ القَلَمَ، وقَطَّه، القَدُّ: الشَّقُّ طُولاً، وقَطَّه: قَطَعَهُ عَرْضاً. وَتقول: إِذا جَادَ {قَدُّك وقَطُّكَ فقد استوَى خَطُّكَ، (} كالاقْتِدَادِ {والتَّقْدِيدِ فِي الكُلّ) ، وضَرَبه بالسَّيْفِ} فقَدَّه بنصفينِ. وَفِي الحَدِيث (أَنّ عَلِيًّا رضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا اعتَلَى قَدَّ، وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ) . وَفِي رِوَايَة: (كَانَ إِذا تَطَاوَلَ قَدَّ، وإِذا تَقَاصَرَ قَطَّ) أَي قَطَعَ طُولاً وقَطَعَ عَرْضاً. {واقْتَدَّه} وقَدَّدَه. كذالك (وَقد {انْقَدَّ،} وتَقَدَّدَ) .
(و) {القَدُّ (: جِلْدُ السَّخْلة) ، وَقيل: السَّخْلَةُ الماعِزَةُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هُوَ المَسْكُ الصغيرُ، فَلم يُعَيِّن السَّخْلَة. وَفِي الحَدِيث (أَنّ امرأَةً أَرسَلَتْ إِلى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِجَدْيَيْنِ مَرْضُوفَيْنِ} وقَدٍّ) أَرادَ سِقاءً صَغِيراً مُتَّخَذاً من جِلْد السَّخْلةِ فِيهِ لَبَنٌ، وَهُوَ بفتْحِ الْقَاف. وفُلانٌ مَا يَعْرِفُ {القِدَّ مِنَ القَدِّ، أَي السَّيْرِ مِن مَسْكِ السَّخْلَة، (وَمِنْه) الْمثل ((مَا يَجْعَلُ قَدَّكَ إِلى أَدِيمكِ)) أَي مَا يَجْعَلُ الشيءَ الصغيرَ إِلى الكبيره، وَمعنى هاذا الْمثل (أَيْ أَيُّ شَيْءٍ يُضِيف صَغيرَك إِلى كَبِيرِك) ، أَيْ أَيّ شَيْء يَحْمِلك أَن تَجعل أَمْرَك الصغيرَ عَظيماً، (يُضْرعب للمُتَعَدِّي طَوْرَهُ، ولمَن يَقيس الحَقِيرَ بالخَطيرِ) . أَي مَا يَجْعَلُ مَسْكع السَّخْلَة إِلى الأَدِيمِ، وَهُوَ الجِلْدُ الكامِلُ، وَقَالَ ثَعْلَب: القَدُّ هُنا: الجِلْدُ الصَّغِير.
(و) القَدُّ (: السَّوْطُ، وَمِنْه الحديثُ (لَقَابُ قَوْسِ أَحدِكم ومَوْضِع} قَدِّه فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)) وَفِي أُخرَى (لَقِيدُ قَوْسِ أَحَدِكم) أَي قَدْرُ سَوْطِ أَحَدِكم وقَدْر المَوضِع الَّذِي يَسَعُ سَوْطَه من الجَنّة خيرٌ من الدُّنيا وَمَا فِيهَا.
(و) القَدُّ (: القَدْرُ) أَي قَدْرُ الشيءِ (و) القَدُّ (: قَامَةُ الرَّجُلِ. و) القَدُّ (: تَقْطِيعُه) أَي الرَّجُل والأَوْلعى إِرجاعه إِلى الشيءِ، (و) القَدُّ (: اعْتِدالُه) ، أَي الرَّجُل، وَلَو قَالَ: وقَدْرُ الشيءِ وتَقْطِيعُه وقَامَةُ الرَّجُلِ واعتدالُه، كَانَ أَحْسَنَ فِي السَّبْكِ. وَفِي الحَدِيث جابرٍ (أُتِي بالعَبَّاسِ يومَ بَدْرٍ أَسيراً وَلم يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فنظَر لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقميصاً، فوَجَدُوا قَميصَ عبدِ الله (بن أُبَيَ) {يقَدَّد عَلَيْهِ، فَكَسَاهُ إِيّاه) أَي كَانَ الثوبُ عَلى قَدْرِه وطُولِه. وغُلامٌ حَسَنُ القَدِّ، أَي الاعتدالِ والجِسْمِ. وشيءُ حَسَنُ القَدِّ، أَي حَسَنُ التقطِيع، يُقَال:} قُدَّ فُلانٌ قَدَّ السَّيْفِ، أَي جُعِل حَسنَ التقْطِيع، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز: جارِيَةٌ حَسَنَةُ القَدِّ، أَي القامَةِ والتقطِيعِ، وَهِي {مَقْدودةٌ، (ج} أَقُدٌّ) كأَشُدَ، وَهُوَ الجَمْعُ القَليلُ فِي القَدِّ بِمَعْنى جِلْدِ السَّخْلَة والقامةِ، (و) فِي الْكثير ( {قِدَادٌ) بِالْكَسْرِ، (} وأَقِدَّةٌ) نَادِر، ( {وقُدُودٌ) ، بِالضَّمِّ، فِي القَدِّ بِمَعْنى القامَةِ والقَدْرِ.
(و) القَدُّ (: خَرْقُ الفَلاَةِ) ، يُقَال: قَدَّ المسافِرُ الْمَفَازَة، وقَدَّ الفَلاَةَ قَدًّا: خَرَقَهُما وقَطَعَهما، وَهُوَ مَجاز.
(و) القَدُّ (: قَطْعُ الكَلامِ) ، يُقَال: قَدَّ الكلامَ قَدًّا: قَطَعَه وشَقَّه. وَفِي حديثِ سَمُرَةَ: (نَهَى أَن يُقَدَّ السَّيْرُ بَين أَصْبعينِ) أَي يُقطَع ويُشَقّ لئلاَّ يَعْقِرَ الحَدِيدُ يَدَهُ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِنَهْيِه أَن يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولاً.
(و) } القُدُّ، (و) (بِالضَّمِّ: سَمَكٌ بَحْرِيٌّ) ، وَفِي التكملة: أَن أَكْلَه يَزِيد فِي الجِمَاعِ فِيمَا يُقَال.
(و) {القدُّ، (بِالْكَسْرِ: إِناءٌ من جِلْد) يَقُولُونَ: مالَه} قِدٌّ وَلَا قِحْفٌ، القِدُّ: إِناءٌ من جِلد، والقِحْفُ إِناءٌ من خشب، وَفِي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ (كَانُوا يَأْكلون القِدَّ) يُرِيد جِلْدَ السَّخْلَة فِي الجَدْب. (و) القِدُّ (: السَّوْطُ) ، وَكِلَاهُمَا لُغَة فِي الْفَتْح، (و) القِدُّ (: السَّيْرُ) الَّذِي (! يُقَدُّ من جِلْدٍ غيرِ مَدْبُوغِ) غير فَطِيرٍ فيُخْصَف بِهِ النِّعالُ، وتُشَدُّ بِهِ الأَقتابُ والمَحامِلُ. (والقِدَّةُ واحِدُه) أَخصُّ مِنْهُ، وَقَالَ يَزيد بن الصَّعِقِ:
فَرَغْتُمْ لِتَمْرِينِ السِّيَاطِ وكُنْتُمُ
يُصَبُّ عَلَيْكُمْ بِالقَنَا كُلَّ مَرْبَعِ
فأَجابه بعْضُ بني أَسَدٍ:
أَعِبْتُم عَلَيْنَا أَنْ نُمَرِّنَ {قِدَّنَا
ومَنْ لَمْ يُمَرِّنْ} قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ
وَالْجمع {أَقُدٌّ.
(و) } القِدَّةُ: الفِرْقَة و (الطَّرِيقَة) من النَّاس.
(و) القِدَّة (: ماءٌ لِكِلابٍ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غلطٌ، وَالصَّوَاب اسمُ ماءٍ الكُلاَبِ، والكُلاَب بالضمّ، تَقدَّم فِي الوحَّدة، وأَنه اسمُ ماءٍ لَهُم، ونصُّ التكملة: ماءٌ يُسمَّى الكُلاَب، (ويُخَفَّفُ) فِي الأَخير، عَن الصاغانيّ.
(و) القِدَّةُ (: الفِرْقَةُ مِن الناسِ) إِذا كَانَ (هَوَى كُلِّ واحدٍ عَلَى حِدَةٍ، وَمِنْه) قَوْله عزّ وجلّ {كُنَّا طَرَآئِقَ {قِدَداً} (سُورَة الْجِنّ، الْآيَة: 11) قَالَ الفرَّاءُ: يَقُول حِكَايَة عَن الجِنّ (أَي) كُنَّا (فِرَقاً مُخْتَلِفَةً أَهْوَاؤهَا) ، وَقَالَ الزّجّاج: قِدَداً: مُتفرِّقين مُسلِمينَ وغيرَ مُسلمينَ، قَالَ: وقولُه {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} (سُورَة الْجِنّ، الْآيَة: 14) هاذا تَفْسِير قَوْلهم {كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} وَقَالَ غيرُه: قِدَداً جمع قِدَّة. وَصَارَ القَوْمُ قِدَداً: تَفرَّقَتْ حالاتُهم وأَهواؤُهم (وَقد} تَقَدَّدُوا) تَفَرَّقُوا قِدَداً وتَقَطَّعُوا.
( {والمِقَدُّ، كمِدَقَ) ، هاكذا بِالْكَسْرِ مضبوطٌ فِي سَائِر النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وضَبعطه هاكذا بعضُ المُحَشِّين، ومثلُه فِي التكملة بخطّ الصاغانيّ، وشَذَّ شيخُنا فَقَالَ: الصّوابُ أَنه بالضمّ، لأَن ذَاك هُوَ الْمَشْهُور الْمَعْرُوف فِيهِ، لأَنه مُسْتَثْنًى من المكسور كمحل وَمَا مَعَه، فضَبْطُ بعضِ أَربابِ الحَواشِي لَهُ بالكَسْرِ لأَنَّه آلَةٌ وَهَمٌ ظاهرٌ، انْتهى، وَالَّذِي فِي اللِّسَان} والمقَدَّةُ (حَدِيدَةٌ يُقَدُّ بهَا) الجِلد. (و) {المَقَدُّ (كمَرَدَ) ، أَي بِالْفَتْح (: الطَّرِيقُ) ، لكَوْنِه مَوضِعَ القَدِّ، أَي القَطْع،} وقَدَّتْه الطَرِيقُ: قَطَعَتْه، وقَدَّ المفازَةَ: قَطَعَها، ومَفازَةٌ مُستقِيمَةُ {المَقَدِّ أَي الطَّرِيق، وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساس.
(و) المَقَدُّ بِالْفَتْح: القاعُ وَهُوَ (المَكَانُ المُسْتَوِي، و) المَقَدُّ (: ة بالأُردُنِّ يُنْسَب إِلَيْهَا الخَمْرُ) وَقيل: هِيَ فِي طَرَف حَوْرَانَ قُرْبَ أَذْرِعَاتٍ، كَمَا فِي المَراصِد والمُعْجَم، قَالَ عَمْرُو بن مَعْدِيكَرِبَ:
وَهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا
وهُمْ مَنَعُوهُ مِنْ شُرْبِ} - المَقَدِّي
(وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ فِي تَخْفِيفِ دَالِهَا، وذَكَرها فِي مَقَد) ونصّه هُنَاكَ: المَقَدِيّ مُخفّفة الدَّال: شرابٌ مَنسوبٌ إِلَى قَرْيَةٍ بالشامِ يُتَّخَذُ مِن العَسَلِ، قَالَ الشاعِرُ:
عَلِّلِ القَومَ قَلِيلاً
يَا ابْنَ بِنْتِ الفَارِسِيَّهْ
إِنَّهُمْ قَدْ عَاقَرُوا الْيَوْ
مَ شَرَاباً مَقَدِيَّهْ
انْتهى، قَالَ الصاغانيّ: وَقد غلطِ فِي قَوْله: قَرْيَةٌ بِالشَّام. والقريَةُ بتَشْديد الدالِ.

تَابع كتاب (والشَّرَابُ المَقَدِيُّ بِالتَّخْفِيفِ غير المَقَدِّيِّ) بِالتَّشْدِيدِ، يُتّخَذُ من العَسَلِ، وَهُوَ غير مُسْكِرٍ، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات:
مَقَدِيَّا أَحلَّه الله لِلنَّا
سِ شَرَاباً وَمَا تَحِلُّ الشَّمُولُ
وَقَالَ شَمِرٌ: وسمعْتُ رَجاءَ بن سَلمة يَقُول: المَقَدِّي طِلاَءٌ مُنَصَّفٌ يُشَبَّه بِمَا قُدَّ بِنِصْفَيْنِ. انْتهى نصُّ الصاغانيِّ وَفِي النِّهَايَة والغَرِيبَين: المَقَدِّي طلاَءٌ مُنَصَّفٌ طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ نِصْفُه، تَشْبِيها بشيءٍ قُدَّ بِنِصْفَيْنِ، وَقد تُخَفَّفُ دالُه، وهاكَذَا رَوَاهُ الأَزهريُّ عَن أَبي عمرٍ وأَيضاً.
(و) ! القُدَادُ، (كغُرَابٍ: وَجَعٌ فِي البَطْنِ، وقدْ قُدَّ) ، وَفِي الأَفعال لِابْنِ القطَّاع: {وأَقدَّ علَيْه الطَّعَامُ من} القُدَاد {وقَدَّ أَيضاً، وَهُوَ داءٌ يُصِيب الإِنسانَ فِي جَوْفِه، وَفِي حَدِيث ابنِ الزُّبير قَالَ لمعاويةَ فِي جوابٍ (رُبَّ آكِلِ عَبِيطٍ} سَيُقَدُّ عَلَيْه وشارِبِ صَفْوٍ سَيَغَصُّ بِهِ) هُوَ من القُدَادِ. ويدعُو الرجُلُ على صاحِبه فَيَقُول: حَبَناً {قُدَاداً. وَفِي الحَدِيث: (فَجَعَلَه الله حَبَناً} وقُدَاداً) . والجَبَنُ: الاستسقاءُ.
(و) {قُدَادُ (بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ مُعَاويةَ) بنِ زعد بن الغَوْث بن أَنْمَار: بَطْنٌ (مِن بَجِيلَةَ) قالَه ابنُ حبيب.
(و) } قَدَادٌ، (كسَحَابٍ: القُنُفُذُ واليَرْبَوعُ) . وَفِي التكملة: القَدَادُ: من أَسماءِ القَنَافِذِ واليَرابيعِ.
(و) {قُدْقُدٌ (كَفُلْفُلٍ: جَبَلٌ بِهِ مَعْدِنٌ البِرَامِ) ، بِالْكَسْرِ، جمع بُرْمَةٍ، وَهِي القِدْرُ من الحِجَارة.
(و) } القُدَيْد ((كزُبَيْر) مُسَيْحٌ صغيرٌ) تصغيرُ مِسْحٍ، بِالْكَسْرِ، يَلْبَسه أَطرافُ الناسِ. (و) القُدَيْد: اسمُ (رَجُل. و) القُدَيْد اسْم (وَادٍ) بعَيْنِه، وَفِي الصّحاح: {وقُدَيْدٌ: ماءٌ بالحجازِ، وَهُوَ مصغَّرع، وَقد ورَدَ ذِكرهُ فِي الحَدِيث. (و) قَالَ بن الأَثير: هُوَ (ع) بَين مكَةَ والمدينةِ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وقُدَيْدٌ: مَوْضِعٌ، وَبَعْضهمْ لَا يَصرِفه، يَجعله اسْما للبُقْعَة، وَمِنْه قولُ عِيسَى بن جَهْمَةَ الليثيِّ وذَكرَ قَيْسَ بن ذَرِيح فَقَالَ: كَانَ رجُلاً مِنَّا، وَكَانَ ظريفاً شَاعِرًا وَكَانَ يكون بمكَّةَ وذَوِيها من قُدَيْدَ وسَرِفَ وحَوْلَ مَكَّةَ فِي بوادِيها كُلِّهَا.
(و) قُدَيْد: (فَرسُ قَيْس) بن عبد الله، وَفِي اللِّسَان عَبْس بن جِدَّان (الغَاضِرِيّ) ، إِلى غاضِرةَ بَطنٍ من قَيْسٍ، وَقيل: الوائليّ.
(} وقُدْقُدَاءُ، بالضمّ) ممدودٌ، عَن الفارسيّ، (و) قد (يُفْتَح: ع) من الْبِلَاد اليَمَانِية، قَالَ:
عَلَى مَنْهَلٍ مِنْ {قُدْقُدَاءَ ومَوْرِدِ
(} والقَدِيدُ: اللَّحْمُ المُشَرَّرُ) الَّذِي قُطِعَ وشُرِّرَ، (! المُقَدَّد) ، ايي المَمْلُوح، المُجَفَّفُ فِي الشَّمْس، (أَو) هُوَ (مَا قُطِعَ مِنْهُ طِوَالاً) . وَفِي حَدِيث عُرْوَةَ (كَانَ يَتَزَوَّدُ قَدِيدَ الظِّبَاءِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَعِيل بِمَعْنى مفعول. (و) القَدِيد (: الثَّوْبُ الخَلَقُ) . {والتَّقدِيد: فِعْلُ القديد.
(و) رُوىَ عَن الأَوْزَاعِيِّ فِي الحَدِيث أَنه قَالَ (لَا يُقْسَم مِنَ الغَنِيمَةِ للعَبْدِ وَلَا للأَجِيرِ وَلَا} للقَدِيدِيِّينَ) ( {القَدِيدِيُّونَ) ، بِالْفَتْح (وَلَا يُضَمُّ:) هم (تُبَّاعُ العَسْكَرِ من الصُّنَّاعِ، كالشَّعَّابِ) والحَدَّاد (والبَيْطَارِ) ، معروفٌ فِي كَلَام أَهلِ الشَّام، قَالَ ابنُ الأَثير: هاكذا يُرْوَى بِالْقَافِ وَكسر الدَّال، وَقيل بضمّ القافِ وفَتْح الدَّاله، كأَنَّهم لخِسَّتِهم يَكتَسُون القَدِيدَ، وَهُوَ مِسْحٌ صَغيرٌ، وَقيل: هُوَ من التقَدُّدِ والتفَرُّقِ، لأَنهم يَتفرَّقُون فِي البلادِ للحاجَةِ وتَمَزُّقِ ثِيَابِهِم، وتَصْغِيرُهم تَحْقيرٌ لشأْنِهِم، ويُشْتَم الرجلُ فَيُقَال} - ياقَدِيدِيُّ، وَيَا {- قُدَيْدِيّ، قَالَ الصَّاغَانِي: وَهُوَ مُبتَذَلٌ فِي كَلَام الفُرْس أَيضاً.
(و) أَبو الأَسود، وَقيل: أَبو عَمْرو، وَقيل أَبو سَعِيدٍ (} مِقْدَادُ بنُ عَمْرٍ و، ابنُ الأَسْوَدِ) الكِنْدِيّ، وعَمْرٌ وَهُوَ أَبوه الأَصليُّ الحقيقيُّ الَّذِي وَلَدَه، وأَما الأُسودُ فَكَانَ حالَفَه وَتَبَنَّاه لمَّا وَفَدَ مَكَّةَ، فنُسِب إِليه نِسْبَة وَلاءٍ وَتَربِيَةٍ، لَا نِسْبَةَ وِلادَةٍ، وَهُوَ المِقْدادُ بن عَمْرِو ابْن ثَعْلَبَةَ بن مالِكِ بن ربيعةَ بنِ عامرِ بن مَطْرُودٍ البَهْرَانِيّ وَقيل: الحَضْرَمِيّ، قَالَ ابْن الكَلْبيّ؛ كَانَ عَمرو بن ثَعْلَبةَ: أَصابَ دَمًا فِي قَوْمِه فلَحِق بحَضرَموتَ، فحالَفَ كِنْدَةَ، فَكَانَ يُقَال لَهُ الكِنْدِيّ، وتزوَّجَ هناكَ امرأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ المِقْدَادَ، فَلَمَّا كَبِرَ! المقدادُ وَقَعَ بَينه وَبَين أَبي شِمْرِ بن حُجْرٍ الكِنديّ مُنَافَرَةٌ، فضَرَبَ رِجْلَه بالسّيف وهَرَب إِلى مَكّةَ، فحالَفَ الأَسودَ بن عبد يَغوثَ الزُّهْرِيَّ، وكتبَ إِلى أَبيه فقدِمَ عَلَيْهِ، فتَبَنَّى الأَسْوَدُ المقْدَادَ، وَصَارَ يقالُ المِقدادُ ابنُ الأَسودِ، وغلَبَ عَلَيْهِ، واشتهرَ بِهِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {ادْعُوهُمْ لاِبَآئِهِمْ} (سُورَة الْأَحْزَاب، الْآيَة: 5) قيل لَهُ: الْمِقْدَاد ابْن عَمْرو، (صَحَابِيٌّ) تَزَوَّجَ ضُبَاعَةَ بنتَ الزُّبَيْرِ بن عَبْدِ المطَّلِب ابنةَ عمِّ النّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهَاجَرَ الهِجْرتينِ، وشَهِدَ بَدْراً والمَشَاهِدَ بعدَهَا. (والأَسْوَدُ) بن عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْريُّ (رَبَّاهُ أَو تَبَنَّاه فنُسِبَ إِليه) كَمَا أَشرنا إِلَيْهِ آنِفا، (و) قد (يَلْحَن فِيهِ قُرَّاءُ الحَدِيث ظَنًّا) مِنْهُم (أَنَّه) أَي الأَسودَ (جَدُّه) ، أَي إِذا ذُكِرَ فِي عَمود نَسبهِ بعدَ أَبيه عَمرٍ و، كَمَا ذَكَرَه المصنِّفُ، كأَنَّهُم يَجْعَلُون ابنَ الأَسود نعْتاً لعمرٍ و، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا قَالَ، إِنما ابنُ الأَسوَدِ نعتٌ للمقدادِ، بُنُوَّةُ تَرْبِيَة وحِلْفٍ لَا بُنَوَّةُ وِلادةٍ، كَمَا هُوَ مَشْهُور.
( {والقَيْدُودُ: الناقَةُ الطَّوِيلةُ الظَّهْرِ. ج} قَيَادِيدُ) ، يُقَال: اشتقاقُه من القَوْده مثل الكَيْنُونة من الكَوْنِ، كأَنَّها فِي مِيزَانِ فَيْعُولٍ، وَهِي فِي اللَّفظ فَعْلُولٌ، وإِحدَى الدالَيْنِ من {القَيْدُودِ زائدةٌ، وَقَالَ بعضُ أَهلِ التصريف: إِنما أَرادَ تَثْقِيل فَيْعُولٍ، بمنزلَةِ حَيْدٍ وحَيْدُودٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: بل تُرِك على لَفْظِ كُونُونَة فَلَمَّا قَبُحَ دخُولُ الواوينِ والضَّمَّات حَوَّلوا الواوَ الأُولَى يَاء لِيُشَبِّهُوها بِفَيْعُولٍ، ولأَنه لَيْسَ فِي كَلَام العربِ بناءٌ على فُوعُولٍ حَتّى أَنهم قَالُوا فِي إِعراب نَوْرُوز نَيْرُوز فِراراً من الواوِ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(} وتَقَدَّدَ) الشيْءُ (: يَبِسَ) .
وتَقَدَّدَ (القَوْمُ: تَفَرَّقُوا) قِدَداً.
(و) {تَقَدَّدَ (الثَّوْبُ: تَقَطَّعَ) وبَلِىَ.
(و) } تَقَدَّدَتِ (النَّاقَةُ: هُزِلَتْ بعْضَ الهُزَالِ، أَو) تَقدَّدَتْ (: كانَتْ مَهزُولةً) فسَمِنَتْ، وَعَن ابْن شُمَيل: ناقَةٌ {مُتَقَدِّدَة: إِذا كانتْ بَين السِّمَنِ والهُزَالِ، وَهِي الَّتِي كَانَت سَمِينَةً فَخَفَّتْ، أَو كَانَت مَهزولةً (فابتَدَأَتْ فِي السِّمَنِ) .
(و) من المَجاز: (} اقْتَدَّ الأُمورَ:) اشتقَّها و (دَبَّرَها) ، وَفِي بعض الأُمَّهاتِ: تَدَبَّرَهَا (ومَيَّزَها) .
(و) من المَجاز: (! اسْتقَدَّ) لَهُ (: اسْتَمَرَّ) . (و) {اسْتَقَدَّ الأَمْرُ (: اسْتَوَى) .
(و) } اسْتقَدَّتِ (الإِبلُ: استقَامَتْ على وَجْهٍ واحِدٍ) واستَمَرَّتْ على حالِها.
( {وقَدْ، مُخَفَّفة) كلمةٌ مَعْنَاهَا التَّوقُّع، (حعرْفِيَّة واسْمِيَّة، وَهِي) أَي الاسميّة (على وَجْهَيْنِ) :
الأَوّلُ (اسمُ فِعْلٍ مُرَادِفةٌ لَيَكْفِي) قَالَ شَيخنَا: فَهِيَ بمنزِلة الفِعْل الَّذِي تَنوب عَنهُ، فلتْزَمُها نُون الوِقَايَة نَحْو قَوْلك: (} قَدْكَ دِرْهَمٌ، {وقَدْ زَيْداً دِرْهَمٌ، أَي يَكْفِي) ، فالاسمُ بعدَها يلْزَم نَصْبُه مَفْعُولا، كَمَا فِي يَكفِي.
(و) الثَّانِي (اسْمٌ مُرَادِفٌ لِحَسْبُ، وتُسْتَعْمَل مَبْنِيَّةً غَالِباً) ، أَي عِنْد البصريّين، على السُّكون، لشَبهها بقَد الحَرفيّة فِي لَفظهَا، وبكثير من الْحُرُوف الموضعة على حَرفينِ كعَنْ وبَلْ وَنَحْوهمَا مثل (قَدْ زَيْدٍ دِرْهَمٌ، بِالسُّكُونِ) أَي بِسُكُون الدّالِ على أَصلِه مَحْكِيًّا (و) تُستعمل (مُعْرَبةً) أَي عِنْد الكوفيّين نَحْو (} قَدُ زَيْدٍ) دِرْهَمٌ، (بِالرَّفْع) أَي بِرَفْع الدَّال.
(و) أَمّا قَدْ (الحَرْفِيَّةُ) فإِنها (مُخْتَصَّة بالفِعْل) ، أَعمّ من أَن يكون مَاضِيا أَوْ مضارعاً، (المُتَصَرِّفِ) ، فَلَا تَدخل على فِعْلٍ جامدٍ، وأَما قولُ الشَّاعِر:
لَوْلاَ الحَيَاءُ وأَنَّ رَأْسِيَ قَدْ عَسَى فِيهِ المَشِيبُ لَزُرْتُ أُمَّ القَاسِمِ
فعَسَى فِيهِ لَيست الجامِدَة، بل هِيَ فِعْلٌ متصرِّفٌ مَعْنَاهُ اشتَدَّ وظهرَ وانتَشَر، كَمَا سيأْتي، (الخَبَرِيِّ) ، خرجَ بذالك لأَمْرُ، فإِنه إِنشاءٌ، فَلَا تَدخل عَلَيْهِ، (المُثْبَتِ) ، اشْتَرَطَهُ الجماهيرُ، (المُجَرَّدِ مِن جَازِمٍ وناصِبٍ، وحَرْفِ تَنْفِيسٍ) قَالَ شيخُنا: هاذه كلُّها شُرُوطٌ فِي دُخولها على المضارِع، لأَن غالِبَ النواصبِ والجوازم تَقتضي الاستقبالَ المَحْضَ، وكذالك حَرْفَا التنفيسِ (و) قد مَوْضُوعَة للْحَال كَمَا بُيّن فِي المُطَوَّلات.
(وَلها سِتَّةُ مَعَانٍ) :
الأَوّل (التَّوَقُّعُ) ، أَي كَون الفِعْل مُنْتَظَراً مُتَوَقَّعاً، فتَدخل على الْمَاضِي والمضارع. نَحْو (قد يَقْدَمُ الغائبُ) ، فتدُلّ على أَن قُودمَ الْغَائِب منتظَرٌ، وَقد أَجْحَف المُصنِّف فَلم يأْتِ بمثالِ الْمَاضِي، بِنَاء على زَعْمِه أَنَّهَا لَا تكون للتوقُّعِ مَعَ الْمَاضِي، لأَن التوقُّعَ هُوَ انتظارُ الوُقُوعه، والماضي قد وَقَعَ، وَقد ذَهَبَ إِلى هاذا القولِ جماعَةٌ من النُّحاةِ، وَقَالَ الَّذين أَثبتوه: معنَى التوقّعِ مَعَ الْمَاضِي أَنها تَدُلُّ على أَنه كَانَ مُنْتَظَراً، تَقول: قد رَكِبَ الأَميرُ. لِقومٍ كَانُوا يَنتظرون هاذا الْخَبَر ويَتوقَّعُون ثُبوتَ الفِعْل، كَمَا قَالَه ابنُ هِشام.
(و) الثَّانِي (تَقْرِيبُ الماضِي مِن الحَال) ، وَهُوَ مُقْتَضَى كلامِ الشيخِ ابنِ مَالك أَنها مَعَ المضاي تُفِيد التقريبَ، كَمَا جزمَ بِهِ ابنُ عُصفورٍ، وأَن من شَرْطِ دُخولِها كَوْنَ الفِعْل مُتَوقَّعاً، نَحْو (قد قَامَ زَيْدٌ) ، وَقَالَ أَبو حيّان فِي شرْح التَّهسيل: لَا يتحقَّق التَّوقُّع فِي قَدْ، مَعَ دُخُوله على الْمَاضِي، لأَنه لَا يُتَوَقَّع إِلا المُنتَظَرُ، وهاذا قد وَقعَ، وأَنكرَه ابنُ هِشامٍ، فِي المُغنِي فَقَالَ: وَالَّذِي يَظهر لي قولٌ ثالِثٌ، وَهُوَ أَنها لَا تُفيد التَّوقُّعَ أَصْلاً، فراجِعْه، قَالَ شَيخنَا: وَالَّذِي تَلقَّيْنَاه من أَفواهِ الشيوخِ بالأَندَلس أَنها حَرْفُ تَحقيقٍ إِذا دخلَتْ على الماضِي، وحرْفُ تَوقُّعٍ إِذا دخلَتْ على المستقبَل، وأَقرَّه صَاحب هَمْع الهوامِع، وَعَلِيهِ مُعْتَمَدُ الشُّيُوخ.
(و) الثَّالِث (التَّحْقِيقُ) ، وذالك إِذا دخلَتْ على الْمَاضِي، كَمَا ذُكر قَرِيبا، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (سُورَة الشَّمْس، الْآيَة: 9) وَزَاد ابنُ هشَام فِي الْمُغنِي: وعَلى الْمُضَارع، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 64) .
(و) الرَّابِع (النَّفْيُ) ، فِي اللِّسَان نقلا عَن ابنِ سيدَه: وَتَكون قَدْ بمنزلةِ مَا، فيُنْفَى بهَا، سُمِعَ بعض الفصحاءِ يَقُول (قد كُنْتَ فِي خَيْرٍ فَتَعْرِفَه، بِنصب تَعْرِف) ، قَالَ فِي المغنى: وهاذا غرِيبٌ، وإِليه أَشار فِي التسهيل بقوله: ورُبَّمَا نُفِيَ بقد فنُصِب الجوابُ بعْدهَا.
(و) الْخَامِس (التَّقْلِيل) ، ذكره الجماهيرُ، وأَنكره جماعةٌ، قَالَ فِي المغنى: هُوَ ضَرْبَانِ: تَقلِيلُ وُقُوعِ الفعلِ، نَحْو (قَدْ يَصْدُق الكَذُوبُ) وَقد يَجُودُ البَخِيلُ، وتَقْلِيلُ مُتَعَلَّقِةِ نَحْو {قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ} أَي مَا هم عَلَيْهِ هُوَ أَقلُّ معلوماتِه، قَالَ شَيخنَا: وزعمَ بعضُهم أَنها فِي هَذِه الأَمثلة ونحوِها للتحقيق، وأَن القتليلَ فِي المِثَالينه الأَوّلينه لم يُسْتَفَدْ مِن قَدْ، بل من قولِكَ: الْبَخِيل يجود، والكذوب يصدق، فإِنه إِن لم يُحْمَل على أَنّ صُدُورَ ذالك مِنْهُمَا قليلٌ كَانَ فَاسِدا، إِذ آخِرُ الكلامِ يُناقِض أَوَّلَه.
(و) السَّادِس (التَّكْثِيرُ) ، فِي اللِّسَان: وَتَكون قَدْ مَعَ الأَفعال الآتِيَةِ بمنْزِلَة رُبَّما، قَالَ الهذليُّ:
(قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنامِلُه)
كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ لعَبيد بن الأَبرص، انْتهى، وَقَالَهُ الزَّمخشريُّ فِي قَوْله تَعَالَى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآء} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 144) قَالَ: أَي رُبَّمَا نَرى، وَمَعْنَاهُ تَكثيرُ الرُّؤْية، ثمَّ اسْتشْهد بِبَيْت الهُذليّ. قَالَ شَيخنَا: وَاسْتشْهدَ جَمَاعَةٌ من النَّحويين على ذالك بِبَيْت العَروضِ:
قَدْ أَشْهَدُ الغَارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُني
جَرْدَاءُ مَعْرُوقَةُ اللَّحْيَيْنه سُرْحُوبُ
وَفِي التَّهْذِيب: وَقد حَرْفٌ يُوجَبُ بِهِ الشيءُ كَقَوْلِك، قد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَالْخَبَر أَن تَقول: كَانَ كَذَا وَكَذَا فأُدْخِلَ قَدْ توكيداً لتصديق ذالك، قَالَ: وَتَكون قدْ فِي مَوضِع تُشبه رُبَّما، وَعِنْدهَا تَمِيلُ قَدْ إِلى الشَّكّ، وذالك إِذا كَانَت مَعَ الياءِ (والتاءِ) وَالنُّون والأَلف فِي الفِعْل، كَقَوْلِك: قد يكون الَّذِي تَقول. انْتهى. وَفِي البصائر للمصنِّف: ويجوزُ الفَصْل بَينه وَبَين الفِعْل بالقَسَمِ، كَقَوْلِك: قد وَالله أَحْسَنْت، وَقد لَعَمْرِي بتّ ساهِراً. وَيجوز طَرْحُ الفِعْل بَعْدَهَا إِذَا فُهِم، كقولِ النَّابِغَة:
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالنَا وكَأَنْ {قَدِ
أَي كأَن قَدْ زَالَتْ، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَتَكون قَدْ مثل قَطْ بِمنزلة حَسْب، تَقول: مالَك عِنْدِي إِلاَّ هَذَا} فَقَدْ، أَي فَقَطْ، حَكَاهُ يَعقوبُ، وَزعم أَنه بَدَلٌ. (وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ: وإِنْ جَعَلْتَهُ اسْماً شَدَّدْتَه) ، فَتَقول كتَبْتُ! قَدًّا حَسَنَةً، وَكَذَلِكَ كَيْ وهُو ولَوْ، لأَن هاذه الْحُرُوف لَا دَليلَ على مَا نَقَص مِنْهَا، فيَجِبُ أَن يُزَادَ فِي أَواخِرِهَا مَا هُوَ جِنْسها وتُدْغَم إِلاَّ فِي الأَلف فإِنك تَهْمِزُها، وَلَو سمَّيْتَ رَجُلاً بِلَا، أَو مَا، ثمَّ زِدْت فِي آخِره أَلفاً هَمَزْتَ، لأَنك تُحَرِّك الثانِيةَ، والأَلِف إِذا تَحَرَّكَتْ صارَتْ هَمزةً، هاذا نصُّ عبارةِ الجوهريِّ، وَهُوَ مَذْهَب الأَخفشِ وجَمَاعَةٍ من نُحَاةِ البَصْرَةِ، ونَقلَه المُصنِّف فِي البصائر، لَهُ، وأَقرَّه، وَقَالَ ابنُ بَرِّيَ: وهاذا (غَلَطٌ) مِنْهُ (وإِنَّما يُشَدَّدُ مَا كانَ آخِرُه حَرْفَ عِلَّةٍ) . وعبارةُ ابنِ بَرِّيَ: إِنما يكون التَّضْعِيفُ فِي المُعْتَلِّ (تَقُولُ فِي هُو) اسْم رجل: هاذا (هُوّ) وَفِي لَوْ: هاذا لَوّ، وفى فِي هاذا فِيّ، (وإِنَّمَا شُدِّدَ لئلاَّ يَبْقَى الاسمُ على حَرْف وَاحِد، لسكون حَرْفِ العِلَّةِ مَعَ التَّنْوِينِ، وأَمَّا قَدْ إِذا سَمَّيْتع بهَا تَقولُ) هاذا (قَدٌ) ورأَيتُ قَداً ومررتُ بِقَدٍ، (و) فِي (مَنْ) : هاذا (مَنٌ، و) فِي (عَنْ) هاذا (عَنٌ، بالتخفيفِ) فِي الكُلِّ (لَا غَيْرُ، ونظيرُه يَدٌ ودَمٌ وشِبْهُهُ) . تَقول: هاذه يَدٌ ورأَيتُ يَداً ومررْت بِيَدٍ، وَقد تَحامَلَ شيخُنَا هُنَا على المُصَنِّف، ونَسبه إِلى القُصور وعَدمِ الاطِّلاعِ على حَقِيقةِ مَعْنَى كَلَام الجوهريّ مَا يقْضِي بِهِ العَجَب، سامَحه الله تَعَالَى، وَتجَاوز عَن تَحامُله.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
القِدُّ، بِالْكَسْرِ: الشيْءُ المَقْدُودُ بِعَيْنِه. والقِدُّ: النَّعْلُ لم يُجَرَّد من الشَّعَر، ذكرهمَا المُصنّف فِي البصائر، لَهُ. قلت: وَفِي اللِّسَان بعد إِيرَاد الحَدِيث (لَقَابُ قَوحسِ أَحَدِكم) إِلى آخِره: وَقَالَ بعضُهم: يجوز أَن يكون القِدُّ النَّعْلَ، سُمِّيت قِدًّا لأَنها تُقَدُّ مِن الجِلْدِ، وروى ابنُ الأَعرابيّ:
كسِبْتِ اليَمَانِي قِدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ
بِالْجِيم، اي لم يُجَرَّد من الشَّعْرِ، فَيكون أَلْيَنَ لَهُ، وَمن روَى: قَدُّه بِالْفَتْح، وَلم يُحَرَّد، بالحاءِ، أَراد: مِثَالُه لم يُعَوَّج، والتحْرِيد: أَن تَجْعَلَ بعضَ السَّيْرِ عَريضاً وبعضَه دَقيقاً، وَقد تَقدَّم فِي مَوْضِعه.
والمَقَدُّ بِالْفَتْح: مَشَقُّ القُبَل. وقولُ النابِغَة.
ولِرَهْطِ حَرَّابِ وقَدَ سَوْرَةٌ
فِي المَجْدِ لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ
قَالَ أَبو عُبيد: هما رَجلانِ من بني أَسَدٍ. وَفِي حَدِيث أُحُدٍ: (كَانَ أَبو طَلْحَةَ شَدِيدَ اقَدِّ) إِن رُوِيَ بالكَسر فيريد بِهِ وَتَرَ القَوْسِ، وإِن رُوِيَ بِالْفَتْح فَهُوَ المَدُّ والنَّزْعُ فِي القَوْسِ، وَقَول جَريرٍ:
إِنَّ الفَرَزْدَقَ يَا مِقْدَادُ زَائِرُكُمْ
يَا وَيْلَ قَدَ عَلَى مَنْ تُغْلَقُ الدَّارُ
أَراد بقوله (يَا وَيْلَ {قَدَ) يَا ويل مِقْدَادٍ، فاقتصر على بَعْضِ حُروفِه، وَله نظائرُ كَثيرةٌ.
وذَهبتِ الخَيْلُ} بِقِدَّان. قَالَ ابنُ سيدَه: حَكَاهُ يعقوبُ وَلم يُفَسِّرْه.
والشريف أَبو البركات أَحمد بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن أَبي {قَدَّادٍ الهاشميّ، ككَتَّان، عَن أَبي محمّد الجوهريّ.
وكغُرَاب} قُدَادُ بنُ ثَعلبَةَ الأَنمارِيُّ جاهِلِيٌّ.
{وقَدِيدَةُ، كسَفينة: لقبُ أَبي الْحسن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد البَزَّاز، مَا سنة 295.
وبالتصغير، عَلِيُّ بن الحَسَن بن} قُدَيْدِ المِصرِيّ، روى عَنهُ ابنُ يُونس فأَكْثَرَ.
وكَأَمِيرٍ،! قَدِيدُ القلمطاي، أَحد أُمراءِ مصرَ، حَجَّ أَمِيراً، وولدُه رُكنُ الدينِ عُمرُ بن قَدِيد، قَرَأَ على العِزِّ بن جَمَاعَةَ وغيرِه، مولده سنة 785.

طلي

طلي


طَلَى(n. ac. طَلْي)
a. Smeared, daubed, coated, plastered; varnished;
overlaid, gilded.
b. Vilified.
c. Tended.
d. see طَلَوَ

طَلَّيَa. see I (a) (c).
أَطْلَيَa. Hung down his head, bowed down.
b. Followed his inclinations, his passions.

تَطَلَّيَa. Gave himself to pleasure, to amusements.
b. see VIII
إِطْتَلَيَ
(ط)
a. [Bi], Was smeared, daubed &c. with.
طُلْيَة [] (pl.
طُلًى [ ])
a. Neck, nape of the neck.

طَلًى (pl.
أَطْلَآء [] )
a. Person, figure.
b. Dangerously ill.
c. Desire.

طُلَاة []
a. see 3t
مِطْلًى [] (pl.
مَطَالٍ [] )
a. Hollow, glen.

طِلَآء []
a. Tar, pitch.
b. Salve, ointment; oil &c.
c. Wine.
d. Syrup.
e. Pure silver.

طِلْيَان []
a. Tartar, yellowness of the teeth.

مِطْل=اء []
a. see 20
ط ل ي : طَلَيْتُهُ بِالطِّينِ وَغَيْرِهِ طَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى وَاطَّلَيْتَ عَلَى افْتَعَلْتَ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ لِنَفْسِكَ وَلَا يُذْكَرُ مَعَهُ الْمَفْعُولُ وَالطِّلَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ كُلُّ مَا يُطْلَى بِهِ مِنْ قَطِرَانٍ وَنَحْوِهِ وَعَلَيْهِ طُلَاوَةٌ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ أَيْ بَهْجَةٌ.

(ط ل ل) : وَالطَّلَا وَلَدُ الظَّبْيَةِ وَالْجَمْعُ أَطْلَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ. 
(ط ل ي) : (وَطَلَيْتُهُ) بِالنُّورَةِ أَوْ غَيْرِهَا لَطَّخْتُهُ (وَاطَّلَيْتُ) عَلَى افْتَعَلْتُ بِتَرْكِ الْمَفْعُولِ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ أَطَّلَى شُقَاقُ رِجْلِهِ خَطَأٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ طَلَى (وَالطَّلْيَةُ) الْمَرَّةُ وَمِنْهَا أَسْتَأْجَرَهُ عَلَى أَنْ يُنَوِّرَهُ فِي الْحَمَّامِ عَشْرَ طَلَيَاتٍ (وَالطِّلَاءُ) كُلُّ مَا يُطْلَى بِهِ مِنْ قَطِرَانٍ أَوْ نَحْوِهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَا أَشْبَهَ هَذَا بِطِلَاءِ الْإِبِلِ وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا خَثُرَ مِنْ الْأَشْرِبَةِ طِلَاءٌ عَلَى التَّشْبِيهِ حَتَّى سُمِّيَ بِهِ الْمُثَلَّثُ.
طلي
طلَى يَطلِي، اطْلِ، طَلْيًا وطِلاءً، فهو طالٍ، والمفعول مَطلِيّ
• طلَى الخشبَ: دهَنَه "طلَى الحائط بطلاء أبيض- طلَى معدنًا بطبقة ذهب" ° طلَى الليلُ الآفاقَ: أظلم. 

انطلى بـ/ انطلى على يَنطلِي، انْطَلِ، انطلاءً، فهو مُنْطَلٍ، والمفعول مُنْطَلًى به
• انطلى الحائطُ باللَّون الأبيض: مُطاوع طلَى: دُهِن به.
• انطلت عليه الحيلةُ: انخدع بها. 

انطلاء [مفرد]: مصدر انطلى بـ/ انطلى على. 

طِلاء [مفرد]: ج طلاءات (لغير المصدر) وأطْلِيَة (لغير المصدر):
1 - مصدر طلَى.
2 - دهان "طِلاء برّاق- طِلاء بالكهرباء- طِلاء للجدران- طلاء خارجي/ سطحي- طلاء زجاجي: طبقة زجاجية توضع على المعدن" ° طِلاء الأحذية: مادة مركبة تستعمل لتلميع الأحذية وحفظها من البلى- مَنْ لم يصلحه الطلاء أصلحه الكَيّ: دعوة إلى استخدام الشدة إذا لم يُجْدِ النصح والإرشاد. 

طَلْي [مفرد]: مصدر طلَى. 
[ط ل ي] طَلَي الشَّيْءَ بالهِناءِ ونَحوِه طَلْياً: لَطَخَه، وقد جاء في الشِّعر طَلَيْتُه إيّاه، قَالَ مِسْكِينٌ الدّارِمِيُّ: ... كأَنَّ المُوِقِدينَ بها جِمالٌ ... طَلاها الزَّيتَ والقِطرِانَ طَالِي) وطَلاّه كطلاَه، قَالَ أبو ذُؤَيْبٍ:

(وسِرْبٍ يُطَلَّي بالعَبِيرِ كأَنَّه ... دِماءً طِباءِ بالنُحورِ ذَبِيحُ)

وقَدِ أطَّلَي به وتَطَلَّي، ويُرْوَى بَيتُ أَبي ذُؤَيب: ((وسِرْبِ تَطَلَّي بالعَبِيرِ. .)) والطِّلاءُ: الهِناءُ. والطِّلاءُ: خَائِرُ المُنًصَّفِ، به شُبِّه، قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرصِ:

(هي الخَمرُ يَكنْوُنَها بالطِّلاءِ ... كما الذِّئبُ يَكْنَي أَبا جَعْدَه)

ورَواه ابنُ قُتَيْبَةَ: ((تُكْنَي الطِّلاءَ)) وعَرُوضُه على هذا تَنْقُصُ جُزْءاً، فإِذَن هذه الرِّوايةُ خَطَأُ. وقَالَ اللِّحيانِيُّ: الطِّلاْءُ مُذَكَّرٌ لا غَيرُ. وناقَةٌ طَلْياءُ، مَمْدودٌ: مَطْلِيَّةٌ. والطيلة صوفه [تطلى] بها الابل والطَّلاَ والطَّلَيان: بَياضٌ يَعلُو اللِّسانَ من مَرَضٍ أَو عَطِشٍ، قال:

(لقد تَرَكتْنِي ناقَتِي بتَنُوفَةٍ ... لِساني مَعْقُولٌ من الطَّلَيانِ)

والطَّلِيُّ والطَّلَيانُ: القَلَحُ في الأَسْنانِ، وقد طَلِي فُوه طَلِي، وهذه الكَلِمةً مُشْتَرِكَةٌ بين الياءِ والوَاوِ. والطٌّ لايَةُ: دُوايَةُ اللَّبَنِ، عن كُراعِ. والطَّلَي: الصَّغِيرُ من وَلَدِ كُلِّ شَيءٍ، حتَّى شَبَّه العَجَّاجُ رَمَادَ المَوْقِدِ بينَ الأَثافِيّ بالطَّلَي بين أُمَّهاتِه، فَقَالَ:

(طَلَي الرَّمادِ اسْتُرئِمَ الطَّلِيُّ ... )

أَرادَ اسْتُرِئمَه. وقِيلَ: الطَّلَي من أَولادِ النّاسِ والبَهائمِ والوَحْشِ: من حِينُ يُولَدُ إلى أَنْ يَشْتَدَّ، والجَمْعُ: أَطلاءٌ، وطُلِيٌّ وطِلْيانٌ. واسْتَِعارَِ بَعْضُ الرُّجَّازِ الأَطلاءَ لفَسِيلِ النَّخْلِ، فَقالَ:

(دُهُماً كَأنَّ اللَّيلَ في زُهائِها ... )

(لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائِها ... )

يَقُولُ: إنَّ أَولادَها إنَّما هي فَسِيلٌ، فهي لا تَرْهَبٌ الذِّئابَ عليها لذلك، لأَنَّ الذِّئابَ لا تَأْكُلُ الفَسِيلَ. والطَّلِيُّ: الصَّغِيرُ من أَولادِ الغَنَم تُشَدُّ رِجْلُه بخَيْطٍ إلى وَتِدٍ أَياماً، واسْمُ ما يُشَدُّ به: الطِّلاءُ، والطَّلْيُ، والطُّلْيةُ والطِّلْيةُ، قَالَ اللِّحْيانِيُّ: هو الخِيطُ الذي يُشَدُّ في رِجلِ الجَدْي ما دَامَ صَغِيراً، فإذا كَبِرَ رُبِقُ، والرِّبْقُ في العُنُقِ. قال: والطُّلْيةُ أيضاً: خِرْقَةُ العارِكِ، وقد طَلَيْتُه. قَالَ الفارِسيُّ: الطَّلِيُّ: صِفَةٌ غالِبةٌ، كَسَّرُوه تكْسِيرَ الأَسماءِ، فَقالُوا: طُلْيانٌ، كَقَوْلِهم: للجَدْول: سَرِيٌّ وسُرْيانٌ. وطَلَيْتُ الرَّجُلَ طَلْياً، فهو طَلِيٌّ، ومَطْلِيٌّ: حَبَسْتُه. والطَّلي: اللَّذَّة، وقال [أبو صَخْرٍ] الهُذَلِيُّ:

(كما تَمنَّي حُمَيَّا الكَأسِ شارِبُها ... لم يُقْضِ منها طَلاَهُ بعدَ إِنْفادِ)

وإنَّما قَضَيْنا على الطَّلَي الذي هو اللَّذَّةُ بالياءِ وإنْ لم يُشْتَقَّ لكَثْرَةِ (ط ل ي) وقِلَّةِ (ط ل و) . والطُّلَي: الأَعناقُ، وقِيلَ: هي أُصولُ الأَعناقِ، وقِيلَ: هي ما عَرُضَ من أَسْفَلِ الخُشَشاءِ، واحِدتُها: طُلْيَةٌ، وقَالَ شِيبَويِه: قَال أَبو الخَطَّابِ: واحِدتُها طُلاةٌ، وقَالَ: هو من بابِ رُطَبةٍ ورُطِبٍ، لا من بابِ تَمْرٍ ة وتَمْرٍ، فافْهَمْ، وأَنْشَدَ غيرُه قُوْلَ الأَعشَي:

(مَتي تُسْقَ من أنيابِها بعد هَجْعَةٍ ... من اللَّيلِ شِرْباً حين مالَتْ طُلاتُها)

قَالَ سِيبَويِه: ولا نَظيرَ لها إلاّ حرفانِ: حُكاةٌ وحُكًي، وهو ضَرْبٌ من العَظاءِ، وقِيلَ: دابَّةٌ تُشْبِه العَظاءَ، ومُهاةٌ ومُهًي، وهو ماءُ الفَحلِ في رَحِمِ الناقِةِ. وأَطْلَي الرَّجُلُ والبَعيرُ: مالَتْ عُنُقهِ للمِوْتِ، أَو غَيرِه، قالَ:

(تَركْتُ أَباكَ قد أَطْلَي ومالِتْ ... عليه القَشْعمانِ من النُّسُورِ)

والمِطْلاءُ: مُسيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرضِ، يُمَدُّ ويُقْصَرٌ، وقِيلَ: هي أَرْضٌ سَهْلَةٌ لَيِّنةٌ تُنْبِتُ العِضاهَ، وقد وهَمِ أَبو حَنِيفَة حينَ أَنْشَدَ بَيْتَ هِميانَ:

(ورُغُلَ المِطْلَي به الَواهِجَا ... )

وذلك أَنَّه قَالَ: المِطْلاءُ مُمدودٌ لا غَيرُ، وإنَّما قَصَرَه الرّاجِزُ ضَرورةً، وليس هِميانُ وَحْدَه قَصَرَها، حَكَي الفارِسِيُّ أنَّ أبا زيادٍ الكِلابِيَّ ذَكَرَ دارَ بني أَبي بكرِ بنِ كِلابٍ فَقالَ: تَصُبُّ [في] مَذانِبَ ونَواصِرَ، وهي مِطْلًي، كذا قَالَها بالقصْرِ ,
طلي
: (ى ( {طَلَى البَعيرُ الهِناءَ} يَطْليه، و) {يطْلَى (بِهِ) } طَلْياً: (لَطَخَهُ بِهِ) ؛ وشاهِدُ {طَلاهُ إيَّاه مِن غَيْر حَرْف قوْلُ مِسْكين الدَّارِمي:
كأَنَّ المُوقِدِينَ بهَا جِمالٌ
} طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالي ( {كطَلاَّهُ) } تَطْلِيةً؛ قالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وسِرْبٍ {يُطَلَّى بالعَبِيرِ كأَنَّه
دِماءُ ظِباءٍ بالنَّحورِ ذَبيحُ (وَقد} اطَّلَى بِهِ {وتَطَلَّى) ، ويُرْوَى بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وسِرْبٍ} تَطَلَّى.
(وناقَةٌ {طَلْياءُ) : أَي (} مَطْلِيَّةٌ.
( {والطِّلاءُ، ككِساءٍ: القَطِرانُ، وكلُّ مَا} يُطْلَى بِهِ.
(و) بعضُ العَرَبِ يُسَمِّي (الخَمْرَ) {الطِّلاءَ، يُريدُ بذلكَ تَحْسينَ اسْمها لَا أنَّها} الطِّلاءَ بعَيْنِه؛ قَالَ عبيدُ بنُ الأَبْرصِ للمُنْذِرِ حينَ أَرادَ قَتْلَه:
هِيَ الخَمْرُ تُكْنَى! الطِّلاءَ
كَمَا الذِّئْبُ يُكْنَى أَبا جَعْدَةْهكذا هُوَ مَعْروفٌ فِي الإنْشادِ، وَهَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ قُتَيْبة، وَهُوَ لَا يَسْتَقِيم فِي الوَزْن. ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاحِ: وَقَالُوا هِيَ الخَمْر، وليسَ بمَشْهورٍ: ووَقَعَ فِي المُحْكم: هِيَ الخَمْرُ يكنُونَها {بالطِّلاءِ.
قالَ الجوهريُّ: ضَرَبَه مَثَلاً، أَي تُظْهِرُ لي الإكْرامَ وأنْتَ تُريدُ قَتْلي، كَمَا أنَّ الذئبَ وَإِن كانتْ كُنْيَتُه حَسَنَةً فإنَّ عَمَلَه ليسَ بحَسَنٍ، وكَذلكَ الخَمْرُ وَإِن سُمِّيت} طِلاءً وحسُنَ اسْمُها فإنَّ عَمَلَها قبيحٌ.
(و) {الطِّلاءُ أَيْضاً: (خاثِرُ المُنَصَّفِ) ، وَهُوَ مَا طُبِخَ مِن عصيرِ العِنَبِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثاه، ويُسَمِّيه العَجَمُ المَيْجَنْتَج؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأساسِ: شَرِبَ} الطِّلأَ المُثَلثَ: شُبِّه فِي خُثُورَتِه بالقَطِرانِ.
(و) {الطِّلاءُ: (الشَّتْمُ) القَبيحُ.
(و) الطَّلاءُ: (الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ رِجْلُ} الطَّلَى) ، وَهُوَ الصَّغيرُ من ذَواتِ الظَّلْفِ والخفِّ.
وقالَ اللَّحْياني: هُوَ الخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي رِجْلِ الجَدْي مَا دامَ صَغيراً، فَإِذا كَبرَ رُبقَ، والرّبْقُ فِي العُنُقِ.
(و) {الطُّلاءُ، (بالضَّمِّ: قِشْرَةُ الدَّم.
(و) } الطُّلاءُ، (كمُكاءٍ: الدَّمُ) نَفْسُه. يقالُ: تَرَكْتُه يَتَشَحَّطُ فِي {طُلائِهِ، أَي يَضْطرِبُ فِي دَمِه مَقْتولاً.
وقالَ أَبُو سعيدٍ: هُوَ شيءٌ يَخْرُجُ بَعْدَ شُؤْبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَوْنَ الدَّمِ، وذلكَ عنْدَ خروجِ النَّفْسِ من الذَّبيحِ، وَهُوَ الدَّمُ الَّذِي} يُطْلَى بِهِ.
(و) {الطَّلَى، (بالفَتْح والقَصْرِ: الشَّخْصُ) . يقالُ: إنَّه لجميلُ} الطَّلَى؛ وأَنْشَدَ أَبو عمروٍ:
وخَذَ كمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه
جَمِيلِ {الطَّلى مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِكذا فِي الصِّحَاح.
(و) } الطَّلَى أَيْضاً: (! المَطْلِيُّ بالقَطِرانِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (الَّرجُلُ الشَّديدُ المَرَضِ) ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ قالَ: أَفاطِمَ فاسْتَحيي {طَلىً وتحرَّجي
مُصاباً مَتى يَلْجَجْ بِهِ الشرُّ يَلْجَجِورُبَّما قيلَ: إِن (ج:} أطْلاء وهُما {طَلَيانِ) ، بالتَّحْرِيكِ.
(و) } الطَّلَى: (الهَوَى) :) . يقالُ: (قَضَى {طَلاهُ) مِن حاجَتِه، أَي (هَواهُ.
(و) } الطِّلَى (بالكسْرِ: اللذَّةُ) ؛ وَمِنْه قولُ الهُذَلي:
كَمَا تُمَني حُمَيَّا الكأسِ شارِبَها
لم يَقْضِ مِنْهَا {طِلاهُ بعد إنْفادِيُرْوى بالكسْرِ بمعْنَى اللذَّةِ، وبالفَتْح بمعْنَى الهَوَى.
(و) } الطُّلَى، (بالضَّمِّ: الأعْناقُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو أُصُولُها) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم؛ أَو مَا عَرُضَ مِن أَسْفَل الخُشَشاءِ.
وقالَ ابنُ السِّكيت: صَفحَاتُ الأعْناقِ؛ وقالَ الأعْشى:
مَتى تُسْقَ من أَنْيابِها بعد هَجْعَةٍ
من الليلِ شِرْباً حِين مَالَتْ {طُلاتُها (جَمْعُ} طُلْيَةٍ) ، بالضَّمِّ، كَمَا قالَهُ الأصْمعي.
(أَو) جَمْعُ ( {طُلاَةٍ) ، بالضَّمِّ أَيْضاً، كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ التَّهْذيبِ.
ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاح بالفَتْح وَهُوَ غَلَطٌ، وَهُوَ قولُ أَبي عَمْروٍ والفرَّاء، ونَقَلَهُ سيْبَوَيه عَن أَبي الخطَّاب، وقالَ: هُوَ من بابِ رُطَبَةٍ ورُطَبٍ لَا من بابِ تَمْرَةٍ وتمْرٍ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا إلاَّ حَرْفانِ حُكاةُ وحُكىً ومُهاةٌ ومُهىً.
(} والطَّلْياءُ النَّاقَةُ الجَرْباءُ) ؛ وتقدَّم أَنَّ {الطَّلْياءَ هِيَ} المطْلِيَّةُ بالقَطِرانِ فكأَنَّها سُمِّيَت كذلكَ لأنَّها لَا تُطْلَى إلاَّ وفيهَا الجَرَبُ.
(و) {الطَّلْياءُ: (خِرْقَةُ العارِكِ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: أَهْوَنُ مِن الطَّلْياءِ.
وَالَّذِي عَن ابنِ الأَعْرابي: أَنَّ خِرْقَةَ العارِكِ هِيَ} الطُّلْيَةُ.
( {والتَّطْليَةُ: التَّمْرِيضُ) . يقالُ:} طَلَّى فلَانا إِذا مَرَّضَه وقامَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِه؛ نقلَهُ الأَزْهري.
(و) {التَّطْليَةُ: (الشَّتْمُ) القَبِيحُ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ وَقد} طُلِي.
(و) أَيْضاً: (الغِناءُ) ؛ وَهُوَ المُطَلِّي: أَي المُغَنِّي؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
( {والمِطْلَى، بكسْر الميمِ) مَقْصورٌ: (ع) فِي ديارِ بَني أَبي بكْرِ بنِ كلابٍ، قالَ السِّكْبُ المازنيّ:
إنِّي أرقْتُ على} المِطْلَى وأشْأَزَني
بَرْقٌ يضِيءُ أمامَ البَيْتِ أَسْكُوبُ (و) {المُطَلَّى: (كالمُهَنَّى: المَرِيضُ الدَّنِفُ) الَّذِي أَمالَهُ المَرَضُ.
(و) أَيْضاً: (المَحْبُوسُ) الَّذِي (لَا يُرْجَى خَلاصُه
(} والطُّلَّى، كرُبَّى: الشَّرْبَةُ من اللَّبَنِ) ، فُعْلَى مِن الطّلاءِ.
(و) فِي الحَدِيث: ((مَا {أَطْلَى نَبيٌّ قَطُّ) أَي: (مَا مالَ إِلَى هَواهُ) ، هَكَذَا فَسَّرَه أَبو زيْدٍ فِي نوادِرِه.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وأَصْلُه مِن مَيْلِ} الطُّلَى، وَهِي الأعْناقُ.
قُلْت: ورَواهُ بعضٌ بتَشْديدِ الطَّاء، وحَمَلَه على {الاطلاء بالنَّوْرةِ وَهُوَ غَلَطٌ.
(} والطَّلْيا) ، مَقْصورٌ، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ مُقْتَضى سِيَاقه والصَّوابُ {الطَّلِيَّا بفَتْحٍ فكسْرٍ فتَشْديدِ ياءٍ كَمَا ضَبَطَه الصَّاغاني فِي التّكْملةِ؛ (الجَرَبْ
(و) أيْضاً: (قَرْحَةٌ شبيهةٌ بالقُوباءِ) تخْرُجُ فِي جنْبِ الإنْسانِ فيُقالُ للرَّجُلِ إنَّما هِيَ قُوَباءُ وليسَتْ} بطَلِيَّا يُهَوِّنُ بذلكَ عَلَيْهِ.
(و) قَالَ ابنُ الأعْرابي: ( {تَطَلَّى) فلانٌ إِذا (لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ
(ومَنْهَلٌ} طَالٍ) : أَي (مُطَحْلَبٌ) قد ركبَ عَلَيْهِ الطّحْلبُ كالطّلاءِ.
(و) قَالَ أَبُو عمروٍ: (لَيْلٌ طالٍ) ، أَي (مُظْلِمٌ) كأنَّه طَلَى الشُّخُوصَ فغَطَّاها، وَقد! طَلَى اللَّيْلُ الآفاقَ؛ وَهُوَ مجازٌ.
( {والمِطْلَى) ، بالكسْرِ (ويُمَدُّ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأرضِ؛ أَو) هِيَ (الأَرضُ السَّهْلةُ) اللَّيِّنَةُ (تُنْبِتُ الغَضَى) ؛ كَذَا فِي نسخِ التهذيبِ؛ وَفِي المُحْكم والصِّحاحِ: تُنْبِتُ العِضَاهَ؛ وَقد وَهِمَ أَبُو حنيفَةَ حينَ أنْشَدَ بيتَ هِمْيان.
وزغل} المِطْلاَ بِهِ لَواهِجافقالَ: {المِطْلاءُ ممْدُودٌ لَا غَيْر، وإنَّما قَصَرَه الراجزُ ضَرُورَةً، وليسَ هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها، بل حَكَى الفارِسِيُّ عَن أَبي زيادٍ الكِلابي قَصْرَها أيْضاً، والجَمْعُ المَطالِي.
(} والمَطالِي: المواضِعُ) السَّهْلةُ اللينة؛ وقيلَ: هِيَ الَّتِي (تَغْذُو فِيهَا الوحشُ {أَطْلاءَها) واحِدَتُها مِطْلاءُ، عَن أبي عمْروٍ.
(} وطَلَيْتُه) ، أَي {الطَّلِيّ؛} طَلْياً {وطَلَوْتُه لُغَةٌ فِيهِ وَقد تقدَّمَ؛ (رَبَطْتُه) برِجْلِه إِلَى الوَتِدِ.
يقالُ:} اطْلُ {طَلِيَّك: أَي ارْبطْه برِجْلِه؛ حَكَاه الفرَّاءُ عَن أَبي الجرَّاح.
قالَ: وغيرُه يقولُ اطل بالضمِّ.
(و) } طَلَيْتُ الشيءَ: (حَبَسْتُه) ، فَهُوَ طَلِيٌّ ومَطْلِيٌّ.
( {والطَّلِيٌّ، كغَنِيَ: الصَّغيرُ مِن أوْلادِ الغَنَمِ) ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ قالَ: وإنَّما سُمِّي} طَلِيّاً لأنَّه {يُطْلى أَي تُشَدُّ رجْله بخَيْطٍ إِلَى وَتِدٍ أَيَّامًا؛ (ج} طُلْيانٌ، كرُغْفانٍ) ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وقالَ الفارِسِيُّ: {الطَّلِيُّ: صفَةٌ غالبَةٌ كسَّرُوه تكْسِيرَ الأسْماءِ فَقَالُوا} طُلْيانٌ، كقوْلِهم للجَدْوَلِ سَرِيٌّ وسُرْيانٌ.
( {وأَطْلَى) الرَّجُلُ والبَعيرُ فَهُوَ} مُطْلٍ: (مالَتْ عُنُقُه للمَوْتِ) أَو غيرِهِ؛ قالَ الشاعرُ:
تَرَكْتُ أَباكِ قد! أَطْلى ومالَتْ
عَلَيْهِ القَشْعَمان مِن النُّسُورِ نقلَهُ الجوهريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الطُّلْيةُ، بالضَّمِّ: صُوفَةٌ تُطْلَى بهَا الإبِلُ الجَرْبَى، وَهِي الرِّبْذةُ أَيْضاً؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
وَمِنْه قوْلُهم: مَا يُساوِي} طُلْيَةً، وَهِي أَيْضاً خِرْقَةُ العارِكِ؛ وأَيْضاً الخَيْطُ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ رِجْل الجَدْي مَا دامَ صَغِيراً، ويُفْتَحُ فِي هَذِه كالطَّلْيِ بالفَتْح.
{والطَّلا} والطَّلَيانُ، بالتّحْريكِ. بَياضٌ يَعْلو الأسْنانَ مِن مَرَضٍ أَو عَطَشٍ؛ قالَ الشاعرُ:
لقَدْ تَرَكَتْني ناقَتي بتَنُوفةٍ
لِسانيَ مَعْقُولٌ من {الطَّلَيانِ ويقالُ: بأسْنانِه} طَلِيٌّ {وطِلْيانٌ، مِثالُ صَبيَ وصِبْيانٍ، أَي قلَحٌ؛ تقولُ مِنْهُ:} طَلِيَ فُوه، كرَضِيَ، {يَطْلَى} طَلىً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وَهُوَ قولُ الأَحْمَر.
والمصنِّفُ ذكَرَ {الطَّلا فِي الواوِيِّ وأَغْفَلَه هُنَا، والحرْفُ مُشْتَرك بَيْنهما.
} والطُّلايَةُ، بالضمِّ: دُوايَةُ اللّبَن؛ عَن كُراعٍ.
وأيْضاً: مَا {يُطْلَى بِهِ.
} والطَّلَى: الرَّمادُ بينَ الأَثافي، على التَّشْبيهِ.
{وطَلَّى} يُطْلَى: إِذا شَتَم؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
{وطَلَى اللَّيْلُ الآفاقَ: أَي غَشَّاها؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة بَعْدَما
} طَلَى اللَّيْلُ أَذْنابَ البجادِ فأَظْلَماأَي غَشَّاها كَمَا {يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: أَمْرٌ} مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأنَّه قد {طُليَ بِمَا لبَّسَه.
} وطليا: قرْيةٌ بمِصْرَ مِن المنوفية.
{والطلاء: الفضَّةُ الخالِصَةُ.
وعودٌ} مَطْلِيٌّ: أَي غَيْر مَقشورٍ.
{وطَلَى البَقْلُ: ظَهَرَ على وجْهه الأرضِ.
} وأَطْلى الرَّجُلُ: مالَ عُنُقه إِلَى أَحَدِ الشِّقَّيْنِ.

طلي: طَلى الشيءَ بالهِنَاءِ وغَيرِهِ طَلْياً: لَطَخَه، وقد جاء في

الشِّعْرِ طَلَيْته إِيَّاه؛ قال مِسْكينٌ الدَّارِ مي:

كأَنّ المُوقِدِينَ بها جِمالٌ،

طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالِ

وطَلاَّهُ: كطَلاه؛ قال أَبو ذؤيب:

وسِرْبٍ يُطَلَّى بالعَبِيرِ، كأَنَّه

دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِيح

وقد اطَّلى به وتَطَلَّى؛ وروي بيت أَبي ذؤيب:

وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبيرِ

والطِّلاءُ: الهِناءُ. والطِّلاءُ: القَطِرانُ وكلُّ ما طَلَيت به.

وطَلَيْتُه بالدُّهْنِ وغيرِه طَلْياً، وتَطَلَّيْت به واطَّليتُ به على

افْتَعَلْت. والطِّلاءُ: الشَّرابُ، شُبِّهَ بطِلاءِ الإِبل وهو الهِناءُ.

والطّلاءُ: ما طُبخَ من عَصير العِنَبِ حتى ذهَبَ ثُلُثاه، وتُسَمِّيه

العَجَمُ المَيْبَخْتَج، وبعضُ العرب يسَمِّي الخَمْرَ الطِّلاء؛ يريدُ بذلك

تحسين اسْمِها إِلا أَنها الطِّلاءُ بعَيْنها؛ قال عبيد بنُ الأَبْرصْ

للمُنْذِرِ حين أَراد قتلَه:

هي الخَمْرُ يكنُونَها بالطِّلا،

كما الذِّئبُ يُكْنَى أَبا جَعْدَهْ

واستشهد به ابن سيده على الطلاءِ خاثِرِ المنَصَّف يُشبه به، وضربه عبيد

مَثَلاً أَي تُظهِرُ لي الإِكْرامَ وأَنتَ تُرِيدُ قَتْلي، كما أَنَّ

الذئبَ وإِن كانت كُنْيَتُه حَسَنَةً فإِنَّ عملَه ليس بحَسَنٍ، وكذلك

الخمرُ وإِن سميت طِلاءً وحسُنَ اسمُها فإِن عَمَلَها قبيح؛ وروى ابن

قُتَيْبة بيتَ عبيد:

هي الخَمْر تُكْنَى الطِّلا،

وعَرُوضُه، على هذا، تنقص جزءاً، فإِذاً هذه الرواية خطأٌ؛ وقال ابن

بري: وقالوا هي الخَمْرُ؛ وقال أَبو حنيفة أَحمد بن داود الدِّينَوَرِي:

هكذا يُنْشد هذا البيت على مَرِّ الزمان ونصفُه الأَول ينقص جزءاً. وفي حديث

عليّ، رضي الله عنه: أَنه كان يرزُقُهمُ الطِّلاءَ؛ قال ابن الأَثير:

هو، بالكسر والمدّ، الشرابُ المطبوخُ من عَصير العنَبِ، قال: وهو الرُّبُّ،

وأَصله القَطِرانُ الخاثِرُ الذي تُطْلى به الإِبل؛ ومنه الحديث: إِنّ

أَوَّلَ ما يُكْفَأُ الإِسلامُ كما يُكفَأُ الإِناءُ في شرابٍ يقالُ له

الطِّلاءُ؛ قال هذا نحو الحديث الآخر: سيَشْرَبُ ناسٌ من أُمَّتي الخَمْرَ

يُسَمُّونها بغير اسمها؛ يريدُ أَنهم يَشْرَبون النَّبيذَ المُسكرَ

المطبوخَ ويسمونه طِلاءً تَحرُّجاً من أَن يسموه خمراً، فأَما الذي في حديث

عليٍّ، رضي الله عنه، فليس من الخمر في شيء وإنما هو الرُّبُّ الحلالُ؛

وقال اللحياني: الطَّلاءُ مُذكَّرٌ لا غَيرُ.

وناقة طَليْاءُ، ممدودٌ: مَطْلِيَّة. والطُّلْية: صوفة تُطْلى بها

الإبل. ويقال: فلان ما يُساوي طُلْية، وهي الصوفة التي تُطْلى بها الجَرْبى،

وهي الرِّبْذةُ أَيضاً؛ قاله ابن الأعرابي، وقال أَبو طالب: ما يُساوي

طُلْيَةً أَي الخَيطَ الذي يُشَدُّ في رِجلِ الجَدْي ما دام صغيراً، وقيل:

الطُّلْيةُ خِرْقة العارك، وقيل: هي الثَّملَةُ التي يُهنَأُ بها الجَربُ.

قال ابن بري: وقول العامة لا يُساوي طُليَةً غَلَط إِنما هو طِلْوة،

والطِّلوةُ قطعَة حَبْلٍ.

والطَّلى: المَطْلِيُّ بالقَطِران. وطَلَيْتُ البَعيرَ أَطْلِيه

طَلْياَ، والطِّلاءُ الاسم.

والطَّلِيُّ: الصغير من أَولادِ الغَنم، وإنما سمي طَلِيّاً لأنه

يُْطلَى أَي تُشَدّ رجله بخيطٍ إلى وَتَدٍ أَياماً، واسمُ ما يُشَّدُ به

الطَّلِي. والطِّلاءُ: الحبلُ الذي يُشَدَّ به رِجْلُ الطَّلى إلى وتد.

وطَلَوْتُ الطَّلَى: حَبَسْته. والطِّلْوُ والطِّلوة: الخَيْط الذي يُشَدُّ به

رجل الطَّلى إلى الوتِدِ. والطَّلْيُ والطُّليَة والطِّليَة؛ قال

اللحياني: هو الخَيْطُ الذي يُشَدّ في رِجْل الجَدْي ما دام صغيراً، فإذا كَبِرَ

رُبِقَ والزَّبْقُ في العُنْقِ. وقد طَلَيْت الطَّلى أَي شَدَدْتُه.وحكى

ابن بري عن ابن دُرَيْد قال: الطَّلْوُ والطَّلَى بمعنىً. والطِّلْوَة:

قِطعة خَيْطٍ. وقال ابن حَمْزة: الطِّلِيُّ المَرْبوطُ في طُلْيَتِه لا

في رِجْلَيْه. والطُّلْيَة: صَفْحَة العُنُقِ، ويقال الطُّلاةُ أَيضاً؛

قال: ويُقَوِّي أَن الطَّلِيَّ المربوطُ في عُنُقه قول ابن السكيت: رَبَقَ

البَهْمَ يَرْبُقُها إذا جَعَلَ رُؤوسَها في عُرَى حَبْلٍ. ويقال: اطْلِ

سَخْلَتَك أَي ارْبُقها. وقال الأَصمعي: الطَّلِيُّ والطَّلَى والطَّلوُ

بمعنىً. والطُّلْيَة أَيضاً: خِرْقة العرِك، وقد طَلَيْته. قال الفارسي:

الطَّلِيُّ صفةٌ غالبةٌ كسَّروه تكسير الأَسماء فقالوا طُلْيانٌ، كقولهم

للجَدْولَ سَريٌّ وسُرْيانٌ. ويقال: طَلوتُ الطَّلَى وطَلَيْته إذا

رَبَطْته برِجْله وحَبَسْته. وطَلَيْتُ الشيءَ: حَبَسْته، فهو طَلِيٌّ

ومَطْلِيٌّ. وطَلَيْت الرجُلَ طَلْياً فهو طَلِيٌّ ومَطلِيٌّ: حَبَسْته.

والطَّلَى والطَّلَيانُ والطَّلَوانُ: بياضٌ يعلُو اللِّسانَ من مَرَض أَو عطش؛

قال:

لقَدْ تَرَكَتْني ناقَتي بتَنُوفَةٍ،

لِسانيَ مَعْقُولٌ من الطَّلَيانِ

والطَّلِيُّ والطِّلْيانُ: القَلَح في الأَسْنانِ، وقد طَليَ فُوه فهو

يَطْلَى طَلىً، والكلمة واوية ويائيّة. وبأَسْنانِه طَلِيٌّ وطِلْيانٌ،

مثلُ صبيٍّ وصِبْيانٍ،أَي قَلَحٌ. وقد طَلِيَ فَمه، بالكسر، يَطْلَى طَلىً

إذا يَبِسَ رِيقُه من العَطَشِ.

والطُّلاوَةُ: الرِّيقُ الذي يَجِفُّ على الأَسْنانِ من الجُوع، وهو

الطَّلَوانُ. الكلابي: الطِّلْيانُ ليس بالفَتْح، يقال: طَلِيَ فَمُ

الإِنسانِ إِذا عَطِشَ وبقِيَتْ رِيقة ثَقِيلَةٌ في فَمِه، وربما قيل كان

الطَّلَى من جَهْدٍ يُصيبُ الإِنسانَ من غير عَطَشٍ، وطَلِيَ لسانُه إِذا

ثقُلَ، مأْخوذٌ من طَلَى البَهْمَ إِذا أَوْثقَه. والطَّلاَ والطُّلاوَةُ

والطِّلاوة والطَّلَوان والطُّلْوانُ: الرِّيقُ يَتَخَثَّر ويَعْصِبُ بالفَمِ

من عطشٍ أَو مَرَضٍ، وقيل: الطُّلْوانُ، بضم الطاء، الرِّيقُ يَجِفُّ

على الأَسنان، لا جَمْع له؛ وقال اللحياني: في فَمِه طُلاوَةٌ أَي

بَقِيَّةٌ من طَعامٍ. وطَلاوة الكلإِ: القليل منه. والطُّلايَة والطُّلاوة:

دُواية اللَّبَن. والطُّلاوة: الجِلْدَة الرَّقِيقَة فَوْقَ اللبنِ أَو الدمِ.

والطُّلاوَة: ما يُطْلى به الشيءُ، وقياسُه طُلايَة لأَنه من طَلَيْت،

فدَخَلَت الواو هنا على الياء كما حكاه الأَحْمَر عن العَرَب من قولهم

إنَّ عندك لأَشاوِيَّ.

والطَّلَى: الصغيرُ من كلِّ شيءٍ، وقيل: الطَّلى هو الولد الصغيرُ من

كلِّ شيءٍ؛ وشبه العجَّاج رَمادَ المَوْقِد بَينَ الأَثافي بالطَّلَى بين

أُمَّهاتِه فقال:

طَلَى الرّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّلِيُّ

أَرادَ: اسْتُرْئِمَهُ؛ قال أَبو الهيثم: هذا مَثَل جعلَ الرَّمادُ

كالولد لثلاثةِ أَيْنُقٍ، وهي الأَثافي عَطَفْنَ عليه؛ يقول: كأَنَّما

الرَّمادُ ولدٌ صغيرٌ عَطَفَتْ عليه ثلاثة أَيْنُقٍ. الجوهري: الطَّلا الولد من

ذواتِ الظِّلْفِ والخُفِّ، والجمعُ أَطلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لزهير:

بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةَ،

وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ

ابن سيده: والطَّلْوُ والطَّلا الصغيرُ من كلِّ شيءٍ، وقيل: الطَّلا

ولَدُ الظَّبْية ساعة تَضَعهُ، وجمعه طِلْوانٌ، وهو طَلاَئم خِشْفٌ، وقيل:

الطَّلا من أَولادِ الناسِ والبَهائمِ والوَحْشِ من حينِ يولدُ إِلى أَن

يَتَشدّدَ. وامرأَة مُطْلِيَةٌ: ذاتُ طَلىً. وفي حديثه، صلى الله عليه

وسلم: لولا ما يَأْتِينَ لأَزواجِهِنَّ دَخلَ مُطْلِياتُهُنّ الجنة، والجمع

أَطلاءٌ وطُلِيٌّ وطُلْيانٌ وطِلْيانٌ؛ واستعار بعض الرُّجَّاز الأَطْلاء

لفَسيلِ النخل فقال:

دُهْما كأَنَّ الليلَ في زُهائِها،

لا تَرْهَبُ الذِّئبُ على أَطْلائِها

يقول: إِن أَولادَها إنما هي فَسِيلٌ، فهي لا تَرْهَب الذئب، لذلك فإن

الذَّئاب لا تأكلُ الفَسيلَ. الفراء: اطْلُ طَلِيَّكَ، والجمع

الطُّلْيانُ، وطَلَوْته، وهو الطَّلا، مقصورٌ، يعني ارْبطْه برِجلِه.

والطِّلى: اللَّذَّةُ؛ قال أَبو صَخْر الهذلي:

كما تُثَنِّي حُمَيّا الكأْسِ شارِبَها،

لم يَقْضِ منها طِلاهُ بعد إِنْفادِ

وقضى ابن سيده على الطِّلى اللذَّة بالياءِ، وإِنْ لم يُشْتَقَّ كما قال

لكثرة ط ل ي وقلة ط ل و.

وتَطَلَّى فلانٌ إِذا لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ. ويقال: قَضَى فلانٌ

طَلاهُ من حاجتِه أَي هواه.

والطُّلاةُ: هي العُنُق، والجمع طُلىً مِثلُ تُقاةٍ وتُقىً، وبعضهم يقول

طُلْوةٌ وطُلىً. والطُّلى: الأَعْناق، وقيل: هي أُصُولُ الأَعناقِ،

وقيل: هي ما عَرُضَ من أَسفل الخُشَشاءِ، واحدتُها طُلْية. غيره: الطُّلى جمع

طُلْيَةٍ، وهي صَفْحة العُنُق. وقال سيبويه: قال أَبو الخطاب طُلاةٌ وهو

من باب رُطَبَة ورُطَبٍ لا من باب تَمْرَةٍ وتَمْرٍ، فافهم؛وأنشد غيرُه

قولَ الأَعْشى:

متى تُسْقَ من أَنْيابِها بعد هَجْعةٍ

من الليلِ شِرْباً، حين مالت طُلاتُها

قال سيبويه: ولا نَظيرَ له إلا حَرْفان: حُكاةٌ وحُكىً، وهو ضَرْبٌ من

العَظاء، وقيل: هي دابة تُشْبه العظاء، ،ومُهاةٌ ومُهىً، وهو ماءُ الفحل

في رَحِم الناقةِ، واحتج الأصمعي على قوله واحدتُها طُلْية بقول ذي

الرمة:أَضَلَّه راعِيا كَلْبِيَّةٍ صَدَرا

عن مُطْلِبِ، وطُلى الأعْناقِ تضْطَرِبُ

قال ابن بري: وهذا ليس فيه حجة لأنه يجوز أن يكون جمعَ طَلاةٍ كمَهاةٍ

ومَهىً.

وأَطْلى الرجلُ والبعيرُ إطلاءً، فهو مُطْلٍ: وذلك إذا مالت عُنُقُه

للموت أَو لغيره؛ قال:

وسائلةٍ تُسائلُ عن أَبيها،

فقلت لها: وَقَعْتِ على الخَبيرِ

تَرَكْتُ أَباكِ قد أَطْلى، ومالت

عليه القَشْعَمان مِن النُّسورِ

ويروى: مثالَ الثُّعْلُبان. وفي الحديث: ما أَطْلى نَبيٌّ قَطُّ أَي ما

مالَ إلى هواهُ، وأَصله من مَيل الطُّلا، وهي الأَعْناقُ، إلى أَحدِ

الشِّقَّيْنِ،

والطُّلْوة: لغةٌ في الطُّلْية التي هي عَرْضُ العُنُق. والطُّلْية:

بياضُ الصُّبْحِ والنُّوَّار. ورجل طَلىً، مقصورٌ إذا كان شديد المَرَضِ مثل

عَمىً، لا يُثَنىَّى ولا يُجْمَع، وربما قيل رَجُلانِ طَلَيان وعَمَيان

ورِجالٌ أَطْلاءٌ وأَعْماءٌ؛ قال الشاعر:

أفاطِمَ، فاسْتَحْيي طَليً وتَحَرَّجِي

مُصاباً، متى يَلْجَجْ به الشَّرُّ يَلْجَجِ

ابن السكيت: طَلَّيْتُ فلاناً تَطلِيَةً إذا مَرَّضتْه وقمت في مَرَضِه

عليه.

والطُّلاءُ مثال المُكَّاء: الدَّمُ؛ يقال: تَرَكْته يَتَشَحَّط في

طُلاَّئِه أَي يضطرِب في دَمِه مقتولاً، وقال أَبو سعيد: الطُّلاَّءُ شيءٌ

يَخْرُجُ بعد سُؤبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَونَ الدَّمِ، وذلك عند خروج

النَّفْسِ من الذَّبيحِ وهو الدَّم الذي يُطْلى به. وقال ابن بزرج: يقال هو

أَبغضُ إِليَّ من الطَّلِيّا والمُهْلِ، وزَعم أَن الطَّلِيَّا قُرْحة

تَخْرُج في جَنْبِ الإنسان شَبِيهَة بالقُوبَاء، فيقال للرجل إنما هي

قُوبَاء وليستْ بطَلِيَّا، يُهَوّنُ بذلك عليه، وقيل: الطَّلِيَّا

الجَرَب.قال أَبو منصور: وأَما الطَّلْياءُ فهي الثَّمَلة، ممدودة. وقال ابن

السكيت في قولهم هو أَهْون عليه من طَلْية: هي الرِّبذَة وهي الثَّمَلة؛

قاله بفتح الطاء. أبو سعيد: أَمْرٌ مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قد

طُليَ بما لبَّسَه؛ وأَنشد ابن السكيت:

شامِذاً، تَتَّقِي المُبِسَّ على المُرْ

يَةِ، كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّءِ

قال: الطُّلاَّءُ الدَّمُ في هذا البيت، قال: وهؤلاء قوم يريدون تسكِين

حَرْبٍ

(* قوله «يريدون تسكين حرب إلخ» تقدم لنا في مادة شمذ: قال أبو

زبيد يصف حرباء، والصواب يصف حرباً.) وهي تَسْتَعْصِي عليهم وتَزْبِنُهُم

لما هُريقَ فيها منَ الدِّماءِ، وأَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص.

والطَّلى: الشَّخْصُ، يقال: إِنه لَجَمِيلُ الطَّلى؛ وأَنشد أَبو عمرو:

وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه،

جَمِيلِ الطَّلى، مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ

ابن سيده: الطَّلاوة والطُّلاوة الحُسْنُ والبَهْجَةُ والقَبولُ في

النَّامي وغير النامي، وحديثٌ عليه طُلاوةٌ

(* قوله « طلاوة» هي مثلثة كما في

القاموس.) وعلى كلامِهِ طُلاوةٌ على المَثَل، ويجوز طَلاوةٌ. ويقال: ما

على وجْهه حَلاوةٌ ولا طَلاوةٌ، وما عليه طُلاوةٌ، والضم اللغةُ

الجيِّدة، وهو الأَفْصَح.

وقال ابن الأَعرابي: ما على كلامه طَلاوةٌ وحَلاوة، بالفتح، قال: ولا

أَقول طُلاوة بالضم إِلا للشيءِ يُطْلى به، وقال أَبو عمرو: طَلاوة وطُلاوة

وطِلاوة. وفي قِصَّة الوَلِيد بن المُغِيرة: إِنَّ له لحَلاوةً وإِنَّ

عليه لَطُلاوةً أَي رَوْنَقاً وحُسْناً، قال: وقد تفتح الطَّاءُ.

والطُّلاوة: السِّحْر

(* قوله« والطلاوة السحر» في القاموس أنه مثلث.)

ابن الأَعرابي: طلّى إِذا شتَم شَتْماً قَبيحاً والطِّلاءُ: الشَّتْمُ.

وطَلَّيْتُه أَي شَتَمْته. أَبو عمرو: وليلٌ طالٍ أَي مُظْلِمٌ كأَنه

طَلى الشُّخُوصَ فَغَطَّاها؛ قال ابن مقبل:

أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة، بَعْدَما

طَلى اللَّيْلُ أَذْنابَ النِّجادِ، فأَظْلَمَا

أَي غَشَّاها كما يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ.

والمِطلاءُ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرض، يُمَدُّ ويُقْصَر، وقيل: هي

أَرضٌ سَهْلةٌ ليِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاهَ؛ وقد وَهِمَ أَبو حنيفة حين أَنشد

بيت هِمْيان:

ورُغُلَ المِطْلى به لَواهِجا

وذلك أَنه قال: المطلاءِ ممدود لا غير، وإِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة،

وليس هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها. قال الفارسيُّ: إِن أَبا زياد الكِلابيَّ

ذكر دَارَ أَبي بَكْرِ بن كلاب فقال تَصُبُّ في مَذانِبَ ونَواصِرَ، وهي

مِطْلىً؛ كذلك قالها بالقَصْر. أَبو عبيد: المَطالي الأَرض السَّهْلة

اللَّيِّنَة تُنْبِتُ العِضاهَ، واحدَتُها مِطْلاء على وزن مِفْعال. ويقال:

المَطالي المَواضِعُ التي تَغْذُو فيها الوَحْش أَطلاءَها. وحكى ابن بري

عن عليّ بن حَمْزَة: المَطالي رَوْضاتٌ، واحدها مِطْلى، بالقَصْر لا

غيرُ، وأَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض من الأَرض واتَّسَعَ فَيُمَدُّ

ويُقْصَرُ، والقًصْرُ فيه أَكثر، وجمعهُ مَطالٍ؛ قال زَبَّانُ بنُ سَيّارٍ

الفزاري:

رَحَلْتُ إِليكَ من جَنَفاءِ، حَتَّى

أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطالي

وقال ابن السيرافي: الواحدة مِطْلاءٌ، بالمدّ، وهي أَرضٌ سَهْلة.

والمُطَلِّي: هو المُغَنِّي.

والطِّلْوُ: الذِّئْب. والطِّلْوُ: القانصُ اللطيفُ الجِسْمِ، شُبِّه

بالذِّئبِ؛ قال الطرِمَّاح:

صادَفَتْ طِلْواً طَويلَ القَرَا،

حافِظَ العَينِ قَلِيلَ السَّأَمْ

(* قوله« طويل القرا» في التكملة: طويل الطوى.)

خرف

خرف


خَرَفَ(n. ac.
خَرْف
مَخْرَف
خَرَاْف
خِرَاْف)
a. Gathered, plucked, picked (fruit).
_ast;
خَرِفَ(n. ac. خَرَف)
خَرُفَ(n. ac. خَرَاْفَة) Was, became doting, crazed; doted, wandered in
his talk, rambled.
خَرَّفَa. Regarded as crazed or doting.

خَاْرَفَa. Entered into an engagement with, for the
autumn.

أَخْرَفَa. Entered upon the autumn.
b. Brought forth in autumn.

إِخْتَرَفَa. Gathered (fruit).
خَرْفِيّ
خِرْفِيّa. Autumnal, in autumn.

خَرَفa. Dotage.
b. Rambling; raving.

خَرِفa. Doting; dotard.

مَخْرَف
مَخْرَفَة
(pl.
مَخَاْرِفُ)
a. Garden.
b. Grove ( of palm trees ).
c. Dotage.

مِخْرَف
(pl.
مَخَاْرِفُ)
a. Small fruit-basket.

خَرَاْفa. Fruit-picking; fruit-season.
b. Crop of fruit.

خَرَاْفَةa. see 4
خِرَاْفa. see 22
خُرَاْفَةa. Dotage; rambling.
b. Fictitious, impossible story; superstition.

خَرِيْفa. Autumn.
b. Autumnal rains.

خَرِيْفِيّa. Autumnal.

خَرُوْف
(pl.
أَخْرِفَة
خِرَاْف
خِرْفَاْن
خَوَاْرِيْفُ
66)
a. Lamb; sheep.
b. Colt.

خَرْفَاْنُa. see 5
خَاْرُوْف
(pl.
خَوَاْرِيْفُ)
a. Lamb; sheep.
(خرف) : الخَرْفُ: الشِّيصُ.
خ ر ف

خرف الثمار واخترفها: اجتناها. واخرفي لنا يا جارية. وخرجوا إلى المخارف بالمخارف، جمع مخرف ومخرف أي إلى البساتين بالزبل. وأتحفه بخرافة نخلته وخرفتها، وهي ما اخترف منها. وخرفت الأرض وربعت: مطرت. وأخرفنا بها: أقمنا في الخريف. وعندنا خروف وخرفان. وفي مثل: " كالخروف أينما اتكأ اتكأ على صوف " يضرب لذي الرفاهية.
(خرف)
فِي بستانه خرفا أَقَامَ فِيهِ وَقت اجتناء الثَّمر فِي الخريف وَالثَّمَر خرفا وخرافا جناه فِي الخريف فَهُوَ مخروف وخريف وَيُقَال خرف النّخل والماشية أنبت لَهَا مَا ترعاه فِي الخريف

(خرف) خرفا فسد عقله من الْكبر فَهُوَ خرف وَهِي خرفة

(خرف) الرجل خرفا وخرافة خرف

(خرف) أَصَابَهُ مطر الخريف يُقَال خرف الْقَوْم وخرفت الأَرْض
خ ر ف : خَرَفْتُ الثِّمَارَ خَرْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتهَا وَاخْتَرَفْتُهَا كَذَلِكَ وَالْخَرِيفُ الْفَصْلُ الَّذِي تُخْتَرَفُ فِيهِ الثِّمَارُ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ خَرَفِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ وَقَدْ يُسَكَّنُ الثَّانِي تَخْفِيفًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْمَخْرَفُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الِاخْتِرَافِ وَبِكَسْرِهَا الْمِكْتَلُ وَالْخَرُوفُ الْحَمَلُ وَالْجَمْعُ خِرْفَانٌ وَأَخْرِفَةٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَخْرُفُ مِنْ هَهُنَا وَمِنْ هَهُنَا أَيْ يَرْتَعُ وَيَأْكُلُ وَخَرِفَ الرَّجُلُ خَرَفًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَسَدَ عَقْلُهُ لِكِبَرِهِ فَهُوَ خَرِفٌ. 
خ ر ف: (الْمَخْرَفَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ الطَّرِيقُ وَهُوَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَ (الْخَرُوفُ) الْحَمَلُ. وَ (الْخَرِيفُ) أَحَدُ فُصُولِ السَّنَةِ (تُخْتَرَفُ) فِيهِ الثِّمَارُ أَيْ تُجْتَنَى وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (خَرْفِيٌّ) وَ (خَرَفِيٌّ) بِسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا. وَ (خُرَافَةُ) اسْمُ رَجُلٍ مِنْ عُذْرَةَ اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ فَكَانَ يُحَدِّثُ بِمَا رَأَى فَكَذَّبُوهُ وَقَالُوا: حَدِيثُ خُرَافَةَ. وَيُرْوَى «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خُرَافَةُ حَقٌّ» وَالرَّاءُ فِيهِ مُخَفَّفَةٌ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِأَنَّهُ مَعْرِفَةٌ إِلَّا أَنْ تُرِيدَ بِهِ الْخُرَافَاتِ
الْمَوْضُوعَةَ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْلِ. وَ (خَرَفَ) الثِّمَارَ اجْتَنَاهَا وَبَابُهُ نَصَرَ وَالثَّمَرُ (مَخْرُوفٌ) وَ (خَرِيفٌ) . وَ (الْخَرَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ فَسَادُ الْعَقْلِ مِنَ الْكِبَرِ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (خَرِفٌ) . 
خرف
خَرِفَ الشَيْخُ خَرَفاً. وأخْرَفَه الهَمُ.
وخَرَفَ الرجُلُ يَخْرفُ: إذا أخَذَ من طُرَفِ الفَواكه، والاسْمُ: الخُرْفَةُ. وأخْرَفْتُه نَخْلةً يَخْتَرِفُها.
والمِخْرَفُ: كالزٌبِيْل يُخْتَرَفُ فيه أطايِبُ الرُّطَب.
والخَرِيْفَةُ: النخلة المُنْتَقاةُ، والجميع الخَرائفُ.
وأخْرَفَ النَّخْلُ وهو مُخْرِفٌ، كقولك: أجَزَّ البُر.
والخَرُوْفُ: الحَمَلُ الذكَرُ من أولاد الضأن، والعَدَدُ أخْرِفَةٌ، والجميع الخِرْفانُ. وكذلك المُهْرُ إذا بَلَغَ سِتَةَ أشْهُر.
وإذا نُتِجَتِ الناقَةُ في الوَقْتِ الذي حَمَلَتْ فيه من قابِل قيل: أخْرَفَتْ فهي مُخْرِفٌ.
وسُمِّيَ الخَرِيفُ وهو مَطَرٌ أوَلَ الشَتاء خَرِيفاً لأنه يُخْرَفُ فيه كل شَيْءٍ أي يُؤخَذ. وخُرِفَ القَوْمُ: مُطِروا في الخَرِيف. والمَطَرُ الخِرْفيُّ والخَرْفيُ. وأرْضن مَخْرُوْفَةٌ: أصابها مَطَرُ الخَرِيف.
وأخْرَفَتِ الذُّرَةُ: طالتْ جِدّاً.
وعامَلْتُه مُخَارَفَةً.
وفي المَثَل: كالخَرُوْفِ أيْنَ ما اتَّكَأ على صُوفٍ.
والخُرَافَةُ والأخْرُوفة: كَذِبٌ مُسْتَمْلَح. وخَرَفْتُه أخارِيْفَ.
ورَجُلٌ مُخارَفٌ: بمعنى مُحَارَف؛ للمَحْدُوْد.
وفي الحديث " عائدُ المَرِيض على مَخَارِف الجَنة " واحِدُها مَخْرَفٌ، وهو الحائطُ ذو النَّخل والشَجر.
وقيل: الخَرِيفُ: الساقِيَةُ.
خرف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: عَائِد الْمَرِيض على مخارف الْجنَّة حَتَّى يرجع. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَاحِد المخارف مخرف وَهُوَ جنى النّخل وَإِنَّمَا سمي مخرفًا لِأَنَّهُ يخْتَرف مِنْهُ أَي يجتنى. وَمِنْه حَدِيث أَبِي طَلْحَة حِين نزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضَا حَسَناً} قَالَ: إِن لي مخرفًا وَقد جعلته صَدَقَة فَقَالَ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاء قَوْمك. قَالَ أَبُو عَمْرو فِي مخارف النّخل مثله أَو نَحوه قَالَ وَيُقَال مِنْهُ: أخرف لنا - أَي أجن لنا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَأما قَول عمر تركتكم على مثل مخرفة النعم فَلَيْسَ من هَذَا إِنَّمَا أَرَادَ بالمخرفة الطَّرِيق الْوَاسِع الْبَين قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل]

فأجزته باِفَلَّ تَحْسَبُ اثْرَه ... نَهْجاً أبانَ بِذِي فريغ مخرف

/ ب / الأفل: السَّيْف بِهِ فلول وأثره الوشي الَّذِي فِيهِ ونهج ونهج وَاحِد والنهج أَجود يَقُول: جزت الطَّرِيق وَمَعِي السَّيْف والفريغ: الْوَاسِع. وَاسم الزنبيل الَّذِي يجتني فِيهِ النّخل مخرف بِالْكَسْرِ وَأما المخرف بِضَم الْمِيم فَالَّذِي قد دخل فِي الخريف وَلِهَذَا قيل للظبية: مخرف لِأَنَّهَا ولدت فِي الخريف.
خرف: اخترف: خَرِف وخَرُف، فسد عقله وهجر وهذر (بوشر).
خَرْفَّية: ثمر الخريف (دومب ص71).
خَرْفان ومؤنثه خرفانه: خرف، شارد الفكر، متخيل، ذو أوهام، ذو هواجس (بوشر، ألف ليلة 1: 142، برسل 4: 184).
خَرُوف، والأنثى خروفة (الكالا) والجمع خِراف (محيط المحيط)، ابن خلكان 4: 89 طبعة وستنفيلد، أبو الوليد ص787، سعدية نشيد 114، ألف ليلة برسل 2: 325) وفي معجم بوشر مقابل mouton ويذكر لفظه خراف جمعاً لخاروف. وهو يذكر لفظة خراف في مادة brebis بمعنى نصارى في رعاية الراعي.
خَريف: الحصاد الثاني للذرة (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص146) حيث كلمة شتيف فيه من خطأ الطباعة وصوابها خريف لأن الحصاد الأول يسمى وسمي (انظر لين).
وخريف: خبز فطير، خبز غير خمير (الكالا).
الخريف العقل: خَرف. فاسد العقل، ذو أوهام ذو هواجس، متخيل (ألف ليلة 1: 718).
خُرافة: تجمع على خَرائف (الكالا).
وخُرافة: ادعاء مضحك، مثير للسخرية ففي العبدري (ص59 ر): ولَفّق مطالب من خرافات.
وخرافة: ثرثة، هذيان، هراء (بوشر). وخرُرافة: كلام لغو، لا طائل فيه، ففي حكاية باسم الحداد (ص90) وما قدرت أن أبطله ولا ليلة واحدة عن خرافته.
خَرِيِفيّ: نسبة إلى الخريف (فوك، بوشر).
خَرَّاف: آت بخرافات، ملفق (دوماس حياة العرب ص262).
خاروف ويجمع على خواريف وخِراف: ذكر الضأن (بوشر، محيط المحيط).
أُخْرُوفَا: جنون، حمق، عتاهة، بلاهة. وهي كلمة اخترعت للدعاية والفكاهة والمزاح. انظر: أُحْمُوقَا.
تَخْرِيف: وَهْم، هذيان، جهل، غباوة (بوشر).
تَخْرِيفَة: تُرَّهة، خرافة، خزعبل (بوشر).
مُخَرِّف: حالم، خيالي، وهمي.
مَخْرَفة. مخارف حكايات: حكايات خيالية. (ألف ليلة 1: 694).
(خ ر ف) : «عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» جَمْعُ مَخْرَفٍ وَهُوَ جَنَى النَّخْلِ وَقِيلَ النَّخْلُ وَالْبُسْتَانُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ فَابْتَعْت مَخْرَفًا فَإِنَّهُ لِأَوَّلِ مَالٍ تَأَثَّلْته وَقِيلَ الطَّرِيقُ وَتَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عَلَى خُرْفَةِ الْجَنَّةِ وَهِيَ جَنَاهَا وَكَذَا (الْخُرَافَةُ) وَحَقِيقَتُهَا مَا اُخْتُرِفَ مِنْهَا وَمِنْهُ (الْخُرَافَاتُ) لِلْأَحَادِيثِ الْمُسْتَمْلَحَةِ وَمِثْلُهَا الْفُكَاهَةُ مِنْ الْفَاكِهَةِ وَبِهَا سُمِّيَ (خُرَافَةُ) رَجُلٌ اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ كَمَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ فَلَمَّا رَجَعَ أَخْبَرَ بِمَا نَالَ مِنْهَا فَكَذَّبُوهُ حَتَّى قَالُوا لِمَا لَا يُمْكِنُ حَدِيثُ خُرَافَةَ (وَعَنْ) النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ قَالَ وَخُرَافَةُ حَقٌّ يَعْنِي مَا يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ الْجِنِّ وَفِي شَرْحِ الْحَلْوَائِيِّ اسْمُ الْمَفْقُودِ خُرَافَةُ يَعْنِي فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ بَعِيدٌ لِأَنَّهُ كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَخُرَافَةُ كَانَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (وَالْخَرِيفُ) أَحَدُ فُصُولِ السَّنَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُخْتَرَفُ فِيهِ الثِّمَارُ ثُمَّ أُرِيدَ بِهِ السَّنَةُ كُلُّهَا فِي قَوْلِهِ « مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنْ النَّارِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَوْ سَبْعِينَ» أَيْ مَسَافَةَ هَذِهِ الْمُدَّةِ وَهَذَا هُوَ التَّأْوِيلُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ يُدْفَعُ الْقَاضِي فِي مَهْوَاةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا أَيْ فِي هُوَّةٍ عَمِيقَةٍ مِقْدَارُ عُمْقِهَا مَسِيرَةُ هَذَا الْمِقْدَارِ وَلَا تُرَادُ حَقِيقَةُ الْأَرْبَعِينَ وَإِنَّمَا تُرَادُ الْمُبَالَغَةُ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ وَيَجُوزُ أَنْ تُرَادَ.
(خرف) - في حديث الجَارُود، رَضِي الله عنه، "قُلتُ: يا رسولَ الله، ذَودٌ نأتِي عليهِنّ في خُرُفٍ، فنَسْتَمتِع من ظُهُورِهِن، وقد عَلِمتَ ما يَكفِينا من الظَّهْر. قال: ضَالَّة المُؤمنِ حَرَقُ النّار" .
قيل: معنى "في خُرُف": أي في وقت خُروجِهِن إلى الخَرِيف.
- في الحَدِيث: " أيُّ الشَّجَر أَبعدُ من الخَارفِ".
الخارفُ: الذي يَختَرِف التَّمرَ ويَجْتَنِيه.
- وفي حَديثِ عُمر ، رضي الله عنه: "النَّخلةُ خُرفَة الصَّائِم" الخُرفَة: اسمٌ لِمَا يُختَرف، ونَسبَها إلى الصائم، لأنه يُستحَبُّ الِإفطارُ عليه.
- ومنه الحديث: "عَائِد المَريضِ في خُرفَةِ الجَنَّة" .
وروى: "في خِرافَة الجَنّة، وخُرُوفِ الجَنَّة، ومَخرفَةِ الجَنَّة، ومَخارِف الجَنَّة". ورُوِي: "كان له خَرِيفٌ في الجَنّة".
قال ثُوَيْر ، عن أَبيه: هو السَّاقِيَة، وقيل: الرُّطَب المَجْنِي، والخارِفُ هو الجَاني له.
قال الخَطَّابي: "كان له خَرِيفٌ في الجَنَّة": أي مَخروفٌ من ثَمَر الجَنّة - فَعِيل بَمَعْنَى مَفعول.
- وهذا مِثلُ قَولِه: "عائدُ المريض على مَخارِف الجَنَّة" . المَعْنَى، والله أعلم، أَنَّه بِسَعْيه إلى عِيادة المَريضِ يَستوجِبُ الجَنَّةَ ومخارِفهَا.
- في حديث أبي قَتادة: "فابتَعْتُ به مَخرَفًا" .
: أي حائطَ نَخْلٍ يُخرَف منه التَّمر، فأمَّا بِكَسْر المِيمِ فالوِعاء الذي يُختَرَفُ فيه.
- في حديثِ عمَر: "إذا رأيتَ قومًا خَرفُوا في حائِطِهم" .
: أي أَقاموا وقتَ اخْترافِ الثِّمار - وهو الخَرِيف - كقولهم: صَافُوا وشَتَوْا، فأما أَخرفَ وأَصافَ وأَشتَى: أي دَخَل في هذِه الأَوقاتِ.
- في حديث عيسى، عليه الصلاة والسلام،: "إنَّما أَبعثُكم كالكِباش تَلْتَقِطُون خِرفانَ بَنِي إسْرائِيل".
الخِرْفان: جَمْع الخَرُوف. قال اللَّيثُ: وهو الحَمَل الذَّكر. قيل: سُمِّي به، لأنه يَخرُف من هَا هُنا وها هنا: أي يَجْتَنى ويَأكُل، ويُرِيد بالكِباش الكِبارَ والعُلماءَ، وبالخِرْفان: الشُّبَّان، والصِّغارَ والجُهَّالَ.
- في الحديث قال لعائِشةَ، رَضى الله عنها: "حَدِّثِينى، قالت: ما أُحدِّثُكَ حَدِيثَ خُرافةٍ".
ورُوِي عن غيرِ هذا الوَجْه: خُرافَة، قيل: اسمُ رَجُل استهوَتْه الجِنّ ثم رَجَع، فكان يُحدِّث بِعَجَائِب رآها، يُصدِّقُها الناسِ، ويُكذِّبها البَعضُ. ثم يقال لكل مُستَملَحٍ عَجِيبٍ: حَدِيثُ خُرافة.
[خرف] فيه: عائد المريض على "مخارف" الجنة، هي جمع مخرف بالفتح وهوا لحائط من النخل، يريد أنه فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف منها، وقيل جمع مخرفة وهي سكة بين صفين من نخل يخترف من أيهما شاء أي يجتني، وقيل: المخرفة الطريق، أي أنه على طريق تؤديه إلى طرق الجنة. ومنه ح: تركتم على مثل "مخرفة" النعم، أي طرقها التي تمهدها بأخفافها، ومن الأول ح أبى طلحة: إن لي "مخرفًا" قد جعلته صدقة، أي بستانًا من نخل، والمخرف بالفتح يقع على النخل وعلى الرطب ومنه ح: فابتعت "مخرفا" أي حائط نخل يخرف منه الرطب. ن: هو بفتح راء، وقيل: بكسرها وبفتح ميم. ك: حائطي "المخراف" بكسر ميم وبألف والمخرف، بفتح ميم وكسر راء: البستان. نه وفيه: عائد المريض في "خرافة" الجنة، أي في اجتناء ثمرها، خرفت النخلة خرفا وخرافا. وفي أخر: على "خرفة" الجنة، هو بالضم اسم ما يخترف من النخيل حين يدرك. وفي آخر: له في "خريف" في الجنة، أي مخروف من ثمرها. ومنه ح: النخلة "خرفة" الصائم، أي ثمرته التي يأكلها، أي يستحب له الإفطار عليه. وفيه: أخذ "مخرفا" فأتى عذقا، هو بالكسر ما يجني فيه الثمر. وفيه: أن الشجر أبعد من "الخارف" هو الذي يخرف الثمر أي يجتنبه. ط: وإن عاده مساء إلا صلى عليه وكان له "خريف" أي مخروف من ثمار الجنة، وإن نافية، وخرفة الجنة بضم معجمة وسكون راء والمخرف بفتح الميم البستان أو السكة من النخل، وبالكسر وفتح الراء وعاء يجعل فيه ما يجتني فيه. غ: المخرف المكتل والمخرف جنى النخل. ط وفيه: من توضأ وعاد بوعد من النار ستين "خريفا" أي سنة، وكانت العرب يؤرخون أعوامهم بالخريف لأنه أوان جدادهم وإدراك غلاتهم إلى أن أرخ عمر بسنة الهجرة. وفيه: إن الوضوء سنة للعبادة، لأنه إن دعا كان أقرب إلى الإجابة. نه وفيه: فقراء أمتى يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين "خريفا" هو الزمان ما بين الصيف والشتاء، والمراد السنة لأنه لا يكون في السنة إلا مرة، فإذا انقضى أربعون خريفًا فقد مضت أربعون سنة. ومنه ح: ما بين منبي الخازن من خزنة جهنم "خريف" أي مسافة يقطع ما بين الخريف إلى الخريف. وفيه:
لكن غذاها لبن "الخريف"
الأزهري: اللبن يكون في الخريف أدسم، الهروى: الرواية: اللبن الخريف، فيشبه أنه أجرى اللبن مجرى الثمار التي تخترف، يريد الطرى الحديث العهد بالحلب. وفيه: إذا رأيت قوما "خرفوا" في حائطهم، أي أقاموا فيه وقت اخترافهم الثمار وهو الخريف، كصافوا وشتوا إذا أقاموا في الصيف والشتاء، فأما أخرف وأصاف وأشتى فمعناه دخل في هذه الأوقات. وفيه: قلت: يا رسول الله! ذود نأتي عليهن في "خرف" فنستمتع من ظهورهن وقد علمت ما يكفينا من الظهر، قال: ضالة المسلم حرق النار، قيل: معنى في خرف في وقت خروجهن إلى الخريف. وفي ح المسيح عليه السلام: إنما أبعثكم كالكباش تلتقطون "خرفان" بني إسرائيل، أراد بالكباش الكبار والعلماء، وبالخرفان الشبان والجهال. وفي ح عائشة قال لها: حدثيني، قالت: ما أحدثك حديث "خرافة" هو اسم رجل من عذرة استهوته الجن فكان يحدث بما رأى فكذبوه وقالوا: حديث خرافة، وأجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث وعلى كل ما يستملح ويتعجب منه، ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خرافة" حق، والله أعلم.
الْخَاء وَالرَّاء وَالْفَاء

خَرف الرجُلُ خَرَفاً، فَهُوَ خَرِف: فَسد عقله من الِكَبر، وَالْأُنْثَى: خَرِفة.

وأخْرفه الهَرمُ.

والخريف: ثَلَاثَة اشهر من آخر القَيظ وَأول الشتَاء.

والخريف: أول مَا يبْدَأ من الْمَطَر فِي إقبال الشتَاء.

قَالَ أَبُو حنيفَة: لَيْسَ الخريف فِي الأَصْل باسم الفَصل، وَإِنَّمَا هُوَ اسْم مَطر القَيظ، ثمَّ سُمى الزَّمن بِهِ.

والنَّسب إِلَيْهِ: خَرْفيّ وخرفي، كِلَاهُمَا على غير قِيَاس.

وخُرِفت الأَرْض خَرْفا: أَصَابَهَا مَطر الخريف.

وَكَذَلِكَ خُرِف الناسُ.

وخُرِفت الْبَهَائِم: أَصَابَهَا الخريف، أَو انبت لَهَا مَا ترعاه، قَالَ الطرماح:

مثلَ مَا كافَحْتَ مَخروفةً نَصَّها ذاعرُ رَوْع مُؤام

يَعْنِي: الظبية الَّتِي أَصَابَهَا الخريف.

وأخرف القومُ: دخلُوا فِي الخريف. وأخرفوا: أقامُوا بِالْمَكَانِ خريفهم.

والمَخْرَف: مَوضِع إقامتهم ذَلِك الزَّمن، كَأَنَّهُ على طْرح لزائد، قَالَ قَيْس بن ذَريح:

ففيْقةُ قالأخَياف أخيافُ ظَبْية بهَا مِن لُبَينى مَخْرَفٌ ومَرَابعُ

وعَامله مُخارفةً، وخرافا من الخريف، الْأَخِيرَة عَن اللِّحيانيّ.

واستأجره مُخارفة وخرافا، عَنهُ أَيْضا.

والمُخْرفُ: النَّاقة الَّتِي تُنْتَج فِي الخريف. وَقيل: هِيَ الَّتِي تُنتجت فِي الْوَقْت الَّذِي حَمَلت فِيهِ من قابِل.

وَالْأول اصح، لِأَن الِاشْتِقَاق يَمُدّه.

وخَرَف النَّخْل يَخرُفُه خَرْفَا وخَرَافاً وخِرافا، وأخْترفه: صرمه واجتباه.

والخَرُوفة: النَّخْلَة يُخْرف ثَمرها، أَي: يُصرم، فَعُولة، بِمَعْنى: مَفْعُولة.

والاختراف: لَقْطُ النَّخْلَة، بُسْراً كَانَ أَو رُطَبا، عَن أبي حنيفَة.

وأخْرف النَّخلُ: حَان خِرَافُه.

والخارف: الحافظُ فِي النّخل، وَالْجمع: خُراف.

وَأَرْسلُوا خُرَّافهم، أَي: نُظّارَهم.

وخَرَف الرجلُ يَخْرُف: أَخذ من طُرَف الْفَوَاكِه.

وَالِاسْم: الخُرْفة.

وأخرفه نَخلةً: جَعلها لَهُ خُرفةً.

والخَريفة: النخلةُ الَّتِي تُعزل للخُرْفة.

والخُرافة: مَا خُرِف من النّخل.

والمُخْرف: القِطعة الصَّغِيرَة من النّخل، سنّ وَسبع يَشْتَرِيهَا الرجل للخُرْفِة.

وَقيل: هِيَ جمَاعَة النّخل مَا بلغت.

والمِخْرَف: زَبيل صَغِير يُخْترف فِيهِ من اطايب الرُّطب.

والمَخرَف: جَني النّخل، وَفِي الحَدِيث: " عائدُ الْمَرِيض على خُرْفة الْجنَّة حَتَّى يرجع ".

والمخْرَف والمَخْرَفة: الطَّرِيق الْوَاضِح، يُقَال تَركتهم على مثل مخرفة النَّعام. وَقَالَ ثَعْلَب: المَخارف: الطُّرق، وَلم يُعيِّن أَيَّة الطّرق هِيَ.

والخُرافة: الحَدِيث المستملح من الْكَذِب. وَقَوْلهمْ: حَدِيث خُرافة. ذكر ابْن الْكَلْبِيّ انه من بني عُذرة، وَمن جُهينة، اختطفته الجنُّ، ثمَّ رَجع إِلَى قومه فَكَانَ يحُدِّث باحاديث مِمَّا رأى، يُعجب مِنْهَا، فَجرى على ألسن النَّاس.

والخَرُوف: ولد الحَمَل.

وَقيل: هُوَ دون الجَذَع من الضَّأْن خَاصَّة، وَالْجمع: أخرفة وخِرفان.

وَالْأُنْثَى: خروفة.

والخرُوف من الْخَيل: مَا نتج فِي الخريف.

وَقَالَ خالدُ بن جبلة: هُوَ مَا رَعى الخريفَ.

وَقيل: الخروف: ولدُ الفَرس إِذا بلغ سِتَّة اشهر أَو سَبْعَة، قَالَ:

بُمسْتَنَّة كاسْتان الخَرُو ف قد قَطَع الحَبْلَ بالمْروَدِ

أَرَادَ: مَعَ المِرْوَدِ.

وَجمعه: خُرف، قَالَ:

كَأَنَّهَا خُرُفٌ وافٍ سنابكُها فطَأطأت بُؤَراً فِي زَهْوةٍ جَدَدِ

والخَرفيَ، مَقْصُور: الجُلْبان، قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ فَارسي جَرى فِي كَلَام الْعَرَب.

وَبَنُو مخرف، وَبَنُو خارف: بطْنَان.
باب الخاء والراء والفاء معهما خ ر ف، ف خ ر، ف ر خ، ر خ ف، خ ف ر مستعملات

خرف: خَرِفَ الشَّيْخُ خَرَفاً، وأخْرَفَه الهَرَمُ، (فهو خَرِف) . وخَرَفَ الرجل يَخْرُفُ أي: أخذ من طُرَف الفواكه، والأسم الخُرْفة. وأخرَفْتُه نخلةً: جعلتها خُرْفةٌ له يَخْتَرِفُها. والمِخْرَف كالزَّبيل يُخْتَرَف فيه من أطايب التُرطَب، واسم تلك النَّخْلة التي تُعْزَلُ للخُرْفة الخَريفة، وتجمع خَرائِفَ. وأَخْرَفَ النَّخْلُ وهو مُخرِفٌ مثل أجَزَّ البُرُّ. والخروف: الحمل الذَّكَرُ، وجمعه الخِرفانُ، والعدد أخرفة، واشتقاقه أنه يخرُفُ من هنا وهنا وبه سُمِّيَ الخريف، لأنه يُخْرَفُ فيه كل شيء أي يُؤْخَذُ ويُجْتَنَي في حينه، فهو ثلاثة أشهر بين آخر القيظ وأول الشتاء. وإذا مطر القوم في الخريف قيل: خُرِفُوا. ومطر الخريف هو الخَزَفيّ، قال:

وجوازل مخروفة وبراغِزٌ ... مَحْبُورَةٌ ومُكَلَّلانِ وعَوْهَجُ

والخرافة: حديث مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ. وخَرَّفْتُ فلاناً: حدَّثته بالخُرافات. ومَخْرَفة النعم، قال الهذلي:

فاجزته بأفل تحسب أثره ... نهجاً أبان بذي فريغٍ مَخْرَفِ

رخف: الرَّخْفةُ: الزبدة، أسم لها، قال:

تضربُ دِرّاتها إذا شكرت ... تأْقِطُها والرخاف تَسْلَؤُها

وسميت رخفة لرقتها. وأرخَفْتُ العجين وأورَخْتُه إذا أكثرت ماءَه حتى يَستَرخي، وقد رَخِفَ يرخَفُ رَخَفاً ووَرِخَ ورَخاً، وأسم ذلك العجين الرَّخَفُ.

فرخ: فَرَّخَتِ الحَمامةُ تَفريخاً، واستَفْرَخْناها أي اتَّخَذْناها للفرخ. وأفرَخَ الطائر: صارَ ذا فَرْخ، وأفرَخَ البَيْضُ: خَرَجَ فَرْخُه. وأفْرَخَ الأمر وفَرَّخَ أي: استبان عاقبته بعد اشتباه. وأفرخ الروعُ إذا أمن. ويقال للفرق (الرَّعْديد) : فَرَّخ تَفريخاً، وكذاك الشَّيخْ إذا رعب، قال:

[و] ما رأينا معشَراً فيَنْتَخوا ... من شَنَأ الأقوامِ إلا فَرَّخُوا

قوله: فينتخوا من النَّخْوة. وفَرُّوخ من ولد إبراهيم- ع- كَثُر نَسْلُه ونَمَى عدده، وهو الذي ولد العجم الذين هم في وسط البلاد يعني: العراق. والفَرْخُ: الزرع إذا تهيأ للانــشقاق، والزرع ما دام في البذر فهو الحب ثم الفَرْخُ فإذا طلع رأسه فهو الحَقْل، وقد أحقَلَ الزرع. وإذا صارت الحَقْلَةُ حَقْلَتَيْن سمي مُشَعَّباً، وقد شَعَّبَ الزرع تشعيباً.

خفر: الخَفَرُ: شدة الحياء، وامرأة خَفِرة: حَيِيَّةٌ مُتَخَفِّرةٌ. وخَفيرُ القوم: مُجيرُهم الذي هم في ضَمانهِ ما داموا في بلاده، قال: لا يَجُوزَنَّ أرضنا مُضَريٌّ بخَفير ولا بغير خفير . قال الضرير: الخُفْرة الضَّمان، وخَفَرْتُ الرجل أي: أجَرْتُه، قال

يُخَفِّرُني سيفي إذا لم أُخَفَّرِ

يقول: يمنعني. وهو يَخفُرُ القوم خَفارةً، قال:

شمرُ تشمُّرَه وأخْفُرْ خَفارته ... فإنَّ منْ مَنَع الجيرانَ خَفَارُ .

وقال:

كُلٌّ له جارةٌ يَحمي خَفارتَها ... والماءُ سِيّانِ مَمْجُوجٌ ومَشروبُ

ومَمْجوج: تَمُجُّه فتصُبُّه من فِيكَ. والخِفَارة: الذمة، وانتهاكها: إخفارُها، وأَخْفَرَ الذَّمَّة أي: لم يَفِ لِمَنْ يُجيرُ. والخُفُور: الإخفارُ نفسُه من نفسُه من قِبَل المُخفِر، ومن غير فِعْلٍ على خَفَرَ يخْفُرُ، قال:

فواعَدَني وأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنّي ... وبئسَ خليقةُ المَرْءِ الخُفُورُ

فخر: فَخيرُكَ: مُفاخِرُكَ كالخَصيم، تقول: فاخَرْتُه ففَخَرْتُه، وهو نَشُر المَناقب وذِكُر الكريم بالكرم. ورجل فِخِّيرٌ: كثير الافتِخار، قال:

يمشي كمشي الفَرِحِ الفخير  والفَخيرُ: المَفْخُور. والفاخِرُ: الجيدُ. والفاخُور: ضَرْبٌ من الريحانَ، له مروٌ، وما عَرُضَ ورقهُ، وخَرَجَتُ جَماميحُه، يعني رءوسه، في وسطه كأطراف أذناب الثعالب، نورها أحمر، طيب الريح، يسميه أهل البصرة ريحان الشيوخ ويزعم أطباؤهم أنه يقطع السبات . وناقةٌ فَخور أي غزيرة، تعطيك ما عندها من اللبن، ولا بقاء للبنها، بل يقال: هي العظيمة الضرع وليس بما يظن من لبن. واسْتَفْخَرْتُ الثوب: اشتريته فاخراً، وكذلك في التزويج. وأَفْخَرَتِ المرأة: ولدت فاخِراً فقد يكون في الفخر من الفعل ما يكون في المجد إلا أنك لا تقول: فخير مكان مجيد ولكن فَخور، ولا أفخَرْتُه مكان أمجدته.
خرف
خرَفَ يَخرُف، خَرْفًا وخِرافًا، فهو خارِف، والمفعول مَخْروف وخرِيف
• خرَفَ الثَّمرَ: جناه في الخريف "خرَف النخلَ". 

خرُفَ يَخرُف، خَرَفًا، فهو خَرِف
• خرُف الشَّيخ: فسد عقلُه من الكِبَر "شيخ خَرِف".
• خرُف المتكلِّمُ: أتى بكلام ينكره العقل، فقد ترابط فكره أو تعبيره. 

خرِفَ يَخرَف، خَرَفًا، فهو خَرِف وخرفانُ/ خرفانٌ
• خرِف الشَّيخ: خرُف، فسد عقلُه من الكِبَر "خرف الجدُّ وانقطعت صلتُه بالواقع".
• خرِفَ المتكلِّمُ: خرُف، أتى بكلام ينكره العقل، فقدَ ترابط فكره أو تعبيره "خرِف من أثر المخدِّر". 

أخرفَ/ أخرفَ بـ يُخرف، إخرافًا، فهو مخرِف، والمفعول مُخرَف (للمتعدِّي)
• أخرف الشَّخصُ: دخل في الخريف.
• أخرفَه الكِبَر: أفسد عقلَه.
• أخرف فلانٌ بمكان كذا: أقام فيه مدَّة الخريف. 

خرَّفَ يخرّف، تخريفًا، فهو مخرِّف، والمفعول مُخرَّف (للمتعدِّي)
• خرَّف الرَّجلُ: فسد عقلُه من الكِبَر.
• خرَّف فلانًا: نَسَبَه إلى الخرَف "كم من حكماءَ خرَّفهم الناسُ؛ لأنّهم لم يفهموهم". 

تخريف [مفرد]: ج تخريفات (لغير المصدر) وتخاريفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر خرَّفَ.
2 - كلام وهميّ غير منطقيّ
 يُنْكره العقل "تخاريف نائم/ سكران- يجب الرد على التخريفات الصهيونية بشأن الهيكل السليماني". 

خِراف [مفرد]: مصدر خرَفَ. 

خُرَافة [مفرد]: ج خُرَافات وخرائفُ:
1 - (دب) أسطورة أو قصّة قصيرة ذات مغزًى أخلاقيّ غالبًا ما يكون أشخاصها وحوشًا أو جمادات، فنّ قصصيّ خُرافيّ ذو مَغْزًى يُمثِّل الحيوانات كشخصيّات رئيسيّة في القصّة ولكن بصفات إنسانيّة "سادت الخرافات اليونانيّة فترة طويلة".
2 - حديث باطل لا يمكن تصديقه "كان حديثه كلّه خُرافة".
3 - جملة الأفعال أو الألفاظ أو الأعداد التي يُظن أنها تجلب السَّعد أو النَّحس "تجنَّب ما يقوله العَرَّافون من خرافات". 

خُرافيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خُرَافة: "بطل/ حيوانٌ خُرافيّ- قصة/ ممارسات خرافيّة" ° حكايات خُرافيّة: من نسج الخيال، لا وجود لها في الواقع.
2 - غير علميّ "فكر خُرَافيّ: وَهْميّ، خياليّ". 

خَرْف [مفرد]: مصدر خرَفَ. 

خَرَف [مفرد]:
1 - مصدر خرُفَ وخرِفَ.
2 - تدهور عقليّ وجسديّ مميِّز للتقدُّم في السِّنّ أو لمرحلة الشيخوخة. 

خَرِف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُفَ وخرِفَ. 

خَرْفانُ/ خَرْفانٌ [مفرد]: ج خَرْفَى/ خرفانون، مؤ خَرْفَى/ خَرْفانة، ج مؤ خَرْفَى/ خرفانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرِفَ. 

خَرُوف [مفرد]: ج أَخْرِفة وخِراف وخِرْفان، مؤ خروفة وشاة ونعجة: (حن) ذكر من الغنم قبل أن يصير كبشا وبعد أن يكون حَمَلا، ذَكَر الضَّأن إذا رَعَى وقوي، حيوان ثدييّ مُجترّ، له قرون من الفصائل الأهليَّة التي تُربَّى من أجل لَحْمها وصوفها "خروف أجرب يعدي قطيعًا برمّته- كالخروف أينما اتّكأ اتّكأ على صوف [مثل]: يُضرب لذي الرّفاهية" ° انقادوا كالخِراف: سلكوا مسلك الآخرين بدون تفكير ولا رويّة. 

خَريف [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من خرَفَ: مخروف.
2 - سنة أو عام "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ بَاعَدَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَوْ سَبْعِينَ [حديث] " ° خريف العمر: فترة ما بعد الشباب، نهايته.
• الخَريف: رابع وآخر فصول السَّنة، يأتي بعد الصَّيف، ويبدأ من 23 سبتمبر/ أيلول، وينتهي في 20 ديسمبر/ كانون الأوّل، وفيه تتساقط أوراقُ الشَّجر "تزوَّج الخريف الماضي". 
خرف
خرفت الثمار أخرفها - بالضم - خرفاً ومخرفاً - بالفتح -: إذا جنيتها.
وقال شمر: خرفت فلاناً أخرفه: إذا لقطت له التمر.
قال: والمخرفة: سكة بين صفين من نخل يخترف المخترف من أيهما شاء، وعليها فسر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: عائد المريض على مخرفة الجنة - ويروى: مخارف الجنة - حتى يرجع.
وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: المخارف - واحدهما مخرف -: وهو جنى النخل، وأنما سمي مخرفاً لأنه يخترف منه: أي يجتنى، ومنه حديث أبي طلحة - رضي لله عنه - حين نزلت:) مَنْ ذا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً (قال: إن لي مخرفاً وغني قد جعلته صدقة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعله في فقراء قومك. قال: قال الأصمعي: وأما قول عمر - رضي الله عنه -: تركتم على مثل مخرفة النعم فاتبعوا ولا ترتدعوا؛ فليس من هذا في شيء، أنما أراد بالمخرفة الطريق، أي تركتم على منهاج لا حب كالجادة التي كدتها النعم بأخفافها حتى وضحت واستبانت. وعن أبي قتادة؟ رضي الله عنه -: انه لما أعطاه رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - سلب القتيل قال: فبعته فابتعت به مخرفاً؛ فهو أول مال تأثلته في الإسلام. ومن المخرف والمخرفة للطريق فول أبي كبير الهذلي:
فأجَزْتُه بأفَلَّ تَحْسبُ أثْرَهُ ... نَهْجاً أبَانَ بذي فَرِيْغٍ مَخْرَفِ
ويروى: " أجزته " يعني هذا المرثي، يعني: أجزته ومعك سيف، ويروى: " مِجْرَفِ " - بكسر الميم وبالجيم - أي يجرف كل شيء.
والمخرف - بكسر الميم -: زبيل صغير يخترف فيه من أطايب الرطب.
والخروفة: النخلة يأخذها الرجل ليخرفها: أي يلقط رطبها.
وقال الليث: الخروف: الحمل الذكر من أولاد الضأن، وأقل العدد أخرفة، والجميع: الخرفان، وأنما اشتقاقه من أنه يخرف من هاهنا وهاهنا أي يرتع.
وقال أبن السكيت: إذا نتجت الفرس يقال لولدها: مهر وخروف؛ فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول، وأنشد لرجل من بلحارث بن كعب:
ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوْفِ ... قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ
يعني طعنة فار دمها باستنان.
وخارف: أبو قبيلة من همدان، وأسم خارف: مالك بن عبد الله بن كثير، وفي الحديث: من مخلاف خارف ويام، وقد كتب الحديث بتمامه في تركب د فء.
والخارف - أيضاً -: حافظ النخل، ومنه ما روى أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أي الشجرة أبعد من الخارف؟ قالوا: فرعها، قال: فكذلك الصف الأول. والخرفة - بالضم -: المخترف والمجتنى، وفي الحديث: خرفة الصائم وتحفة البير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ص م ت. وقيل: الخرفة: ما يجتني. وقال أبو زيد: الخرائف: النخل اللاتي تخرص.
والخريف: أحد فصول السنة؛ الذي يخترف فيه الثمار. وقال الليث: الخريف ثلاثة أشهر بين آخر القيظ وأول الشتاء. وقال غيره: النسبة إلى الخريف: خرفي؟ بالتحريك - وخرفي - بالفتح -، وذلك على غير قياس، قال العجاج:
جَرَّ السَّحَابُ فوقَهُ الخَرْفِيُّ ... ومُرْدِفاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ
وقال الدينوري: الخرفي معرب، وأصله فارسي؛ من القطاني وهو الحب الذي يسمى الجلبان - اللام مشددة وربما خففت -، ولم أسمعها من الفصحاء إلا مشددة، وأسمه بالفارسية: الخلر والخربى.
والخريف - أيضاً -: المطر في ذلك الوقت، وقد خرفنا: أي أصابنا مطر الخريف، وخرفت الأرض - على ما لم يسم فاعله -.
والخريف: الرطب المجني؛ فعيل بمعنى مفعول.
وقال أبو عمرو: الخريف: الساقية.
والخريف: السنة والعام، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه عنه أبو سعدي الخدري - رضي الله عنه -: من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً.
والخريفة: أن يحفر للنخلة في البطحاء - وهي مجرى السيل الذي فيه الحصى - حتى ينتهي إلى الكدية ثم يحشى رملاً وتوضع فيه النخلة.
وخرافة: أسم رجل من عذرة استهوته الجن فكان يحدث بما رأى؛ فكذبوه وقالوا: حديث خرافة.
وقال الليث: الخرافة: حديث مستملح كذب. وقال غيره: خرافة معرفة لا تدخله الألف واللام إلا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل.
وروى إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تألفيه: أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حدثيني، قلت: ما أحدثك؟ حديث خرافة، قال: أما إنه قد كان. قال الحربي: والحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدل على أنه أسم رجل استهوته الجن ثم رجع؛ فكان يحدث بأعاجيب رآها فيهم.
والخرفة - أيضاً -: الخرفة.
والخرف - بضمتين - في حديث الجارود العبدي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله قد علمت ما يكفينا من الظهر؛ ذود نأتي عليهن في خرف فنستمع من ظهورهن، قال: ضالة المسلم حرق النار. يريد: في وقت خروجهم إلى الخريف.
وقال الكسائي: وقت اختراف الثمار: الخراف والخراف - كالحصاد والحصاد -.
والرف - بالتحريك -: فساد العقل، وقد خرف - بالكسر - يخرف فهو خرف، وقال عبد الله بن طاوسٍ: العالم لا يخرف، وقال أبو النجم:
أتَيْتُ من عِنْد زِيَادٍ كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلشفْ
وتَكْتُبَانِ في الطَّريقِ لامَ ألِفْ
ورواه بعضهم: " تكتبان " بالكسرات؛ وهي لغة لبعضهم. وقال آخر.
مِجْهَالُ رَأْدِ الضُّحى حتّى يُوَرِّعَها ... كما تُوَرِّعُ عن تَهْذائهِ الخَرِفا
وخرف الرجل: إذا أولع بأكل الخرفة.
وقال أبو عمرو: الخرف: الشيص من التمر.
وأخرفه الدهر: أي أفسده.
وقال الليث: أخرفته نخلة: أي جعلتها له خرفة يخترفها.
وأخرف النخل: أي حان له أن يخرف، كقولك: أحصد الزرع.
وأخرفت الشاة: ولدت في الخريف، قال:
يَلْقى الأمَانَ على حِيَاضِ مُحَمَّدٍ ... ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ
وقال الأموي: إذا كان نتاج الناقة ف مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل قيل: قد أخرفت، فهي مخرف. وقال شمر: لا أعرف " أخرفت؟ بهذا المعنى إلا من الخريف تحمل الناقة فيه وتضع فيه.
وأخرف القوم: دخلوا في الخريف.
وقال أبن عباد: أخرفت الذرة: طالت جداً.
قال: وخرفته أخاريف.
وقال غيره: خرفني: أي نسبني إلى الخرف.
ورجل مخارف: أي محارف؛ وهو المحدود المحروم.
وخارفته: عاملته؛ من الخريف.
واخترفت الثمار: اجتنيتها.
والتركيب يدل على اجتناء الشيء وعلى الطريق، وقد شذ عن هذا التركيب الخرف؛ فساد اعقل.

خرف

1 خَرَفَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. خَرْفٌ (Msb, K) and مَخْرَفٌ and خَرَافٌ and خِرَافٌ; (K;) and ↓ اخترف; (S Msb, K;) He gathered, or plucked, fruit: (S K:) or cut it off. (Msb.) Accord. to the M, خَرَفَ النَّخْلَ signifies He cut off the fruit of the palm-trees: and accord. to AHn, ↓ اِخْتِرَافٌ signifies the picking up the fruit of the palm-trees, whether unripe or ripe. (TA.) b2: خَرَفَ فُلَانًا, (K,) aor. ـُ inf. n. خَرْفٌ, (TA,) He picked up, for such a one, dates (تَمْرًا), or fruit (ثَمْرًا), accord. to different copies of the K: from Sh. (TA.) b3: يَخْرُفُ مِنْ هَاهُنَا وَمِنْ هَاهُنَا, said of a lamb, means He depastures, and eats, from this place and from this. (Msb, TA. *) b4: And خَرَفَ, said of a man, (JK, TA,) aor. ـِ (JK,) or ـُ (TA,) He took of the طَرَف [app. meaning the choice part] of the fruits. (JK, TA.) A2: خَرَفَ also signifies He remained, stayed, or abode, in the [season called] خَرِيف: (Ham p. 676:) and in like manner, ↓ اخرفوا they remained, stayed, or abode, in a place during their خَرِيف. (TA.) You say, خَرَفُوا فِى حَائِطِهِمْ They remained, stayed, or abode, in their حائط [or garden, or walled garden of palm-trees,] in the time of the gathering of the fruits. (TA, from a trad. of 'Omar.) A3: خُرِفْنَا We were rained upon by the rain called الخَرِيف. (S, K.) And خُرِفَتِ الأَرْضُ, (S,) inf. n. خَرْفٌ, (TA,) The land was rained upon by the rain so called. (S, TA) and خُرِفَتِ البَهَائِمُ The beasts were rained upon by the rain so called: or had that upon which they might pasture produced for them by that rain. (TA.) A4: خَرِفَ, aor. ـَ He (a man, TA) was, or became, fond of, or addicted to, the eating of خُرْفَة, (K,) i. e. gathered, or plucked, fruit (S, K, TA) of the palm-tree. (TA.) A5: خَرِفَ, (S, L, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. خَرَفٌ; (S, * Msb;) and خَرَفَ, aor. ـُ and خَرُفَ, aor. ـُ (K;) He (a man, S, Msb) doted; or was, or became, corrupted, rendered unsound, or disordered, in his intellect; (S, Msb, K;) in consequence of old age. (S, Msb.) [The first of these three verbs, in the present day, is used as meaning He doted; told stories such as are termed خُرَافَات, i. e. fictions, &c.; and talked nonsense: as also ↓ خرّف.]

A6: خَرَفَتْهُ أَخَارِيفُ [app. Stories such as are termed اخاريف, i. e. ↓ خُرَافَات, or fictions, &c., caused him to dote, or talk nonsense]. (JK, TA. * [Mentioned in the former immediately after خُرَافَةٌ explained as meaning “ a fiction that is deemed pretty. ” See also 4.]) 2 خرّفهُ, inf. n. تَخْرِيفٌ, He attributed to him خَرَف, (K, TA,) i. e. [dotage; or] a corrupt, an unsound, or a disordered, state of intellect. (TA.) A2: See also 1, near the end of the paragraph.3 خارفهُ, (K,) inf. n. مُخَارَفَةٌ and خِرَافٌ, (TA,) He bargained, or made an engagement, with him, for work, for the خَرِيف [or autumn]; (K;) from الخَرِيفُ, like المُشَاهَرَةُ from الشَّهْرُ; (O, TA;) as also عَامَلَهُ مُخَارَفَةً (S, TA) and خِرَافًا: and so اِسْتَأْجَرَهُ مُخَارَفَةً and خِرَافًا [He hired him, or took him as a hired man or a hireling, for the autumn]. (Lh, TA.) 4 اخرف, said of the palm-tree, It attained, or nearly attained, the time for its fruit to be cut off. (JK, K.) b2: And, said of a people, or party, They entered upon the [season called] خَرِيف. (S, K.) See also 1. b3: اخرفت, said of a ewe, or she-goat, She brought forth in the [season called]

خريف. (S, K.) b4: Said of a she-camel, She brought forth in the like of the time [of the year] in which she became pregnant (S, K) in the preceding year: so says El-Umawee: (S:) [or, so applied, it means the same as when said of a ewe or she-goat; for] the epithet applied to her in this case is ↓ مُخْرِفٌ; (S, K;) but this is more correctly explained as signifying, applied to a she-camel and to a ewe or she-goat, that brings forth in the خريف. (TA.) b5: Also, said of ذُرَة [or millet], It became very tall. (JK, Ibn-'Abbád, K.) A2: اخرفهُ نَخْلَةً He assigned to him a palm-tree of which he should cut, or gather, the fruit. (Lth, K.) A3: Also, (said of anxiety, JK, or of time, or fortune, TA,) It corrupted him, or disordered him; (K, TA;) [app., in his intellect; or caused him to dote; as is indicated in the JK;] namely, an old man. (JK.) 8 إِخْتَرَفَ see 1, first and second sentences.

خَرَفٌ A corrupt, an unsound, or a disordered, state of the intellect; dotage. (S. [See خَرِفَ, of which it is the inf. n.]) A2: The [bad sort of] dates called شِيص. (K, * TA.) خرِفٌ Corrupted, unsound, or disordered, in his intellect, (S, Msb, K,) in consequence of old age; doting: (S, Msb:) fem. with ة. (TA.) خُرُفٌ A time of going forth of camels, (Nh,) or of men, (O, K,) to the [herbage of the season called] خَرِيف: so in the saying of El-Járood, يَا رَسُولَ اللّٰهِ قَدْ عَلِمْتَ مَا يَكْفِينَا مِنَ الظَّهْرِ ذَوْدٌ نَأْتِى

عَلَيْهِنَّ فِى خُرُفٍ [O Apostle of God, verily thou knowest that a number such as is termed ذود, of camels for riding or carriage, whereon we come in a time of going forth &c., is not sufficient for us]. (Nh, O, K.) خُرْفَةٌ Gathered, or plucked, fruits; (S, Mgh, K;) and particularly of the palm-tree: (TA:) and ↓ خُرَافَةٌ signifies the same. (Mgh, K, TA. [See also خَرِيفٌ.]) It is said in a trad., التَّمْرُ خُرْفَةُ الصَّائِمِ [Dates are the gathered fruit of the faster]; (S, TA;) because breaking the fast upon them is approved: and in another, النَّخْلَةُ خُرْفَةُ الصَّائِمِ, meaning The palm-tree is that of which the fruit is eaten by the faster. (TA.) See also مَخْرَفٌ, last sentence.

خَرْفَى The جلبان, (i. e. جُلُبَّان, or جُلْبَان, &c., accord. to different copies of the K, [see art. جلب,]) a well-known grain or seed, (AHn, K,) of the kind called قَطَانِىّ [i. e. pulse]: (AHn:) an arabicized word, from خَرْبَى, (AHn, K,) which is Persian; also called خُلَّرٌ. (AHn.) خَرْفِىٌّ and خِرْفِىٌّ: see what next follows.

خَرَفَىٌّ and ↓ خَرْفِىٌّ, (S, Msb, K,) the latter a contraction of the former, (Msb,) and ↓ خِرْفِىٌّ, (K,) Of, or relating to, the season called خَرِيف; (S, Msb, K;) and applied to the rain of that season; (JK;) rel. ns. from الخَرِيفُ; (S, Msb, K;) irregularly formed. (S, Msb.) b2: The first also signifies The increase (نِتَاج) [of sheep and goats] in the end of the [season called] قَيْظ. (Aboo-Nasr, TA voce صَفَرِىٌّ, q. v.) خَرَافٌ and ↓ خِرَافٌ The time of the gathering, or plucking, of fruits: (Ks, K:) like حَصَادٌ and حِصَادٌ [&c.]. (TA.) b2: Also inf. ns. of خَرَفَ in the first of the senses explained above. (K.) خِرَافٌ: see the next preceding paragraph: and see مَخْرَفٌ, last sentence.

خَرُوفٌ A lamb; syn. حَمَلٌ [q. v.]: (S, Msb:) or the male young one of the sheep-kind: or such as has pastured, and become strong: (Lth, K:) younger than the جَذَع: (Lth, TA:) so called because it depastures from this place and this: (Msb, TA: [see 1:]) fem. with ة: (K:) pl. (of pauc., TA) أَخْرِفَةٌ and (of mult., TA) خِرْفَانٌ. (Msb, K, TA.) The latter pl. is sometimes used as meaning (assumed tropical:) Young and ignorant persons; like as كِبَاشٌ is used as meaning aged and learned persons. (TA.) And hence the prov., كَالْخَرُوفِ

أَيْنَمَا اتَّكَأَ عَلَى صُوفٍ [Like the lamb: wherever he reclines, he reclines upon wool]: (JK, TA: but in the latter, اتّكى:) applied to him who leads a soft and delicate life. (TA.) b2: Also, (sometimes, S,) A colt; the male offspring of a mare; when he has attained the age of six months, or seven months; (S, K;) a meaning assigned to it by As, in the “ Book of the Horse; ” but unknown to Abu-l-Ghowth: (S:) or, until a year old: (ISk, K:) it is said by some to be applied to a horse: in the L it is said that the خروف of horses is such as is brought forth in the [season called] خَرِيف: but Khálid Ibn-Jebeleh says that it means such as pastures upon the [herbage of the season called] خَرِيف: and Suh thinks that it is an epithet applied to a horse, and any beast, as meaning that depastures the trees and herbage. (TA.) خَرِيفٌ Fresh ripe dates, (K, TA,) or fruits [in general], (S, TA,) gathered, or plucked; (S, K, TA;) as also ↓ مَخْرُوفٌ. (S, TA. See also مَخْرَفٌ, last sentence. [And see خُرْفَةٌ.]) b2: And hence, (tropical:) Fresh milk; milk recently drawn from the udder. (Hr, TA.) b3: Palm-trees (نَخْلٌ) whereof the quantity of the fruit that is upon them is computed by conjecture. (K. [See also خَرَائِفُ, voce خَرِيفَةٌ.]) b4: [The autumn;] one of the divisions of the year, (S, Mgh,) the division (Msb) [consisting of] three months between the end of the قَيْظ [or summer] and the beginning of the شِتَآء

[or winter], (Lth, K, *) in which the fruits are gathered. (Lth, S, Mgh, Msb, K.) b5: And hence, (Mgh, TA,) (assumed tropical:) A year: (Mgh, K, TA:) so in the saying, مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ بَاعَدَهُ اللّٰهُ مِنَ النَّارِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَوْ سَبْعِينَ, i. e. [Whoso fasteth a day in the way of God, God will remove him from the fire of Hell] to the distance of a journey of forty years, or seventy. (Mgh: and similar exs. are given in the TA, from three trads.: see also an ex. voce إِنَّ.) b6: Also The rain of the season so called: (S, K:) or the rain, (JK,) or the first of the rain, (K,) in the beginning of the شِتَآء [or winter], (JK, K,) which comes at the time of the cutting off of the fruit of the palmtrees: then follows the وَسْمِىّ, at the coming in of the winter; then, the رَبِيع; then, the صَيْف; and then, the حَمِيم: so says As: El-Ghanawee says that the خريف is between the [auroral] rising of الشِّعْرَى [or Sirius, which commenced, in central Arabia, about the epoch of the Flight, on the 13th of July, O. S.,] and the [auroral] setting of العَرْقُوَتَانِ [or الفَرْغَانِ, the 26th and 27th of the Mansions of the Moon, commencing, in the same region and period, on the 8th and 21st of Sept., O. S., and continuing thirteen days]: El-Ghowr and Rekeeyeh [? (imperfectly written)] and El-Hijáz are all rained upon by the خريف; but Nejd is not: Az says, the first rain is the وَسْمِىّ; the follows the شَتَوِىّ; then, the دَفَئِىّ; then, the صَيْف; then, the حَمِيم; then, the خَرِيف: and therefore the year is made to consist of six seasons: accord. to AHn, [who seems in this matter to differ from most others,] الخريف is not originally the name of the division of the year; but the name of the rain of the قَيْظ [or summer]; and then the season was named thereby. (TA.) [See also نَوْءٌ.] b7: [Also The herbage of the season so called, or of the rain so called; like as رَبِيعٌ signifies the “ herbage of the season, or of the rain, so called. ” So in the phrase used by Khálid Ibn-Jebeleh (in explaining the word خَرُوف), مَا رَعَى الخَرِيفَ Such as pastures upon the خريف.] b8: Also, accord. to AA, (TA,) A rivulet, streamlet, or small channel for irrigation. (JK, K, TA.) خُرَافَةٌ i. q. خُرْفَةٌ, q. v. (Mgh, K.) b2: Hence خُرَافَاتٌ meaning Stories that are deemed pretty: similar to فُكَاهَةٌ from فَاكِهَةٌ: (Mgh:) [or] خُرَافَةُ was the name of a man, (S, Mgh, K,) of [the tribe of] 'Odhrah, (S, K,) whom the Jinn (or Genii) fascinated, (S, Mgh, K,) as the Arabs assert, (Mgh,) and carried off, (TA,) and who related what he had seen, (S, Mgh, K,) of them, when he returned, (Mgh,) and they pronounced him a liar, and said, (S, Mgh, K,) of a thing that was impossible, (Mgh,) حَدِيثُ خُرَافَةَ [a story of Khuráfeh]: (S, Mgh, K:) but it is related of the Prophet, that he said, خُرَافَةُ حَقٌّ, (S, Mgh,) meaning What Khuráfeh relates [as heard] from the Jinn [is true]: (Mgh:) the ر is without teshdeed; and the article ال is not prefixed, because the word is determinate [by itself], unless one mean thereby خُرَافَاتٌ as signifying fictictious night-stories: (S:) or خُرَافَةٌ signifies a fictitious story that is deemed pretty: (Lth, K:) [and ↓ أَخَارِيفُ app. signifies the same as خُرَافَاتٌ, as though its sing. were أُخْرُوفَةٌ, like as أَسَاطِيرُ and أَحَادِيثُ, which have similar meanings, are pls. of which the sings. are said to be أَسْطُورَةٌ and أُحْدُوثَةٌ:] see 1, last signification.

خَرُوفَةٌ: see what next follows.

خَرِيفَةٌ and ↓ خَرُوفَةٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) of which a man gathers, or plucks, the fruit for himself and his household; as also ↓ مَخْرَفٌ: (AHn:) or a palm-tree which one takes for the picking up of its fresh ripe dates: (Sh, O, K:) or the latter signifies a palm-tree of which the fruit is cut off; being of the measure فَعُولَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: and the former is said to signify one that is set apart for its fruit that is [to be] gathered, or plucked: (TA:) or a selected palm-tree: (JK:) and its pl. is خَرَائِفُ: (JK, TA:) or خَرَائِفُ signifies palmtrees whereof the quantity of the fruit that is upon them is computed by conjecture. (Az, S, K. [See also خَرِيفٌ.]) Also, the former, [A palm-tree set in the manner described in the following explanation:] one's digging, for a palm-tree, in a water-course, or channel of a torrent, in which are pebbles, until reaching hard ground, and then filling up the hollow with sand, and setting the palm-tree therein. (O, K.) خَارِفٌ A keeper, or watcher, of palm-tree: (K:) pl. خُرَّافٌ. (TA.) أَخَارِيفُ: see خُرَافَةٌ; and see 1, last signification.

مَخْرَفٌ The place of the gathering, or plucking, or cutting off, of fruit. (Msb.) A place of abode of a people, or party, during their خَرِيف. (TA. [It is there added, “as though formed from أَخْرَفُوا, by the rejection of the augmentative letter: ” but it is rather to be regarded as regularly formed, from خَرَفُوا: see 1.]) b2: Also A garden; (Mgh, TA;) and so ↓ مَخْرَفَةٌ: (S, K:) or a garden of palm-trees; as also ↓ مَخْرِفٌ and ↓ مَخْرَفَةٌ: (TA:) a single palm-tree: or a few palm-trees, up to ten; more than these being termed a بُسْتَان or a حَدِيقَة: (El-Harbee, TA:) see also خَرِيفَةٌ: or a small collection of palmtrees, six or seven, which a man purchases for the fruit that is [to be] gathered, or plucked: or any collection of palm-trees: (L, TA:) or a walled garden of palm-trees: (IAth, TA:) or palm-trees [absolutely]: (Mgh:) and an avenue between two rows of palm-trees, such that one may gather, or pluck, the fruit from whichever of them he will; (K;) as also ↓ مَخْرَفَةٌ: (Sh, K:) and, (S, Mgh, K,) as also ↓ مَخْرَفَةٌ, (S, K,) a road, (S, Mgh, K,) such as is conspicuous, clear, or open: (K:) pl. مَخَارِفُ. (Mgh, TA.) It is said in a trad., عَائِدُ المَرِيضِ عَلَى مَخَارِفِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ, i. e. The visitor of the sick is as though he were in the gardens of Paradise until he returns: or upon the palm-trees of Paradise; gathering, or plucking, their fruits: or upon the roads of Paradise: (Mgh, * TA:) or, as some relate it, الجنّةِ ↓ على مَخْرَفَةِ. (TA. [See also another explanation, and other readings in what follows.]) And it is said in a trad. of 'Omar, النَّعَمِ ↓ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مَخْرَفَةِ, (S,) or تُرِكْتُمْ, (TA,) i. e. [I have left you, or ye have been left,] upon a conspicuous road, like the road of the camels, (As, S, * TA,) which they have trodden with their feet so that it has become plainly apparent. (As, TA.) b3: Also Gathered, or plucked, fruit of palm-trees: (As, A 'Obeyd, IAmb, K:) a correct meaning, though IKt says that the proper word in this sense is only مَخْرُوفٌ: it is like مَشْرَبٌ and مَطْعَمٌ and مَرْكَبٌ as meaning مَشْرُوبٌ and طَعَامٌ مَأْكُولٌ and مَرْكُوبٌ; and may signify fresh ripe dates gathered or plucked: (IAmb, TA:) pl. as above. (As, &c.) So in the former of the two trads. mentioned above accord. to As and A 'Obeyd: (TA:) and this interpretation is corroborated by another reading, i. e., على الجنّةِ ↓ خُرْفَةِ: (Mgh:) another reading is, فِى

الجنّةِ ↓ خِرَافِ: [see خَرَافٌ:] and another, لَهُ فِى الجَنَّةِ ↓ خَرِيفٌ, i. e. [The visitor of the sick shall have] gathered fruits in Paradise. (TA.) مَخْرِفٌ: see the next preceding paragraph.

مُخْرِفٌ: see 4.

مِخْرَفٌ The thing in which fruits are gathered; (S, Har p. 374;) called by the Arabs خَافَةٌ: (Har ib.:) a [basket of the kind called] مِكْتَل, (Msb,) or زِنْبِيل, of small size, in which the best fresh ripe dates are gathered: (O, K:) pl. مَخَارِفُ. (A, TA.) One says, خَرَجُوا إِلَى المَخَارِفِ بالمَخَارِفِ, i. e. They went forth to the gardens with the baskets (زُبُل) [for gathering fruit]. (A, TA.) b2: And hence, (assumed tropical:) The basket (زنبيل) in which the importunate beggar puts his food. (Har ubi suprà.) مَخْرَفَةٌ: see مَخْرَفٌ, in six places.

مَخْرُوفٌ: see خَرِيفٌ.

A2: Also Rained upon by the rain called خَرِيف; pl., applied to men, مَخْرُوفُونَ: (TA:) [so, too, applied to a beast:] and so, with ة, applied to land (أَرْض). (As, S.) مُخَارَفٌ Denied, or refused, good, or prosperity; prevented, or withheld, from obtaining good, good fortune, or sustenance; (K;) i. q. مُحَارَفٌ; (JK, TA;) as also مُجَارَفٌ. (TA.)

خرف: الخَرَفُ، بالتحريك: فَسادُ العَقْلِ من الكِبَرِ. وقد خَرِفَ

الرجُل، بالكسر، يَخْرَفُ خَرَفاً، فهو خَرِفٌ: فَسَدَ عَقْلُه من الكِبَرِ،

والأُنثى خَرِفةٌ، وأَخْرَفَه الهَرَمُ؛ قال أَبو النَّجْم العِجْليّ:

أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زِيادٍ كالخَرِفْ، تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ

مُخْتَلِفْ،

وتَكْتُبانِ في الطَّريقِ لام الِف

(* قوله «وتكتبان» رواه في الصحاح بدون واو من التكتيب.)

نَقَلَ حركةَ الهمزة من الأَلف على الميم الساكنة من لام فانفتحت، ومثله

قولهم في العدد: ثلاثةَ اربعة. والخَريفُ: أَحَدُ فُصُولِ السنةِ، وهي

ثلاثة أَشْهر من آخر القَيْظِ وأَوَّل الشتاء، وسمي خَريفاً لأَنه

تُخْرَفُ فيه الثِّمار أَي تُجْتَنى. والخَريفُ: أَوَّلُ ما يَبدأُ من المطر في

إقْبالِ الشتاء. وقال أَبو حنيفة: ليس الخريفُ في الأَصل باسم الفصل،

وإنما هو اسم مطر القيظ، ثم سمي الزمن به، والنَّسَبُ إليه خَرْفيٌّ

وخَرَفيٌّ، بالتحريك، كلاهما على غير قياس.

وأَخْرَفَ القومُ: دخلوا في الخريف، وإذا مُطِرَ القومُ في الخريف قيل:

قد خُرِفُوا، ومَطَرُ الخريف خَرْفيٌّ. وخُرِفَتِ الأَرضُ خَرْفاً:

أَصابها مطرُ الخريف، فهي مَخْروفةٌ، وكذلك خُرِفَ الناسُ. الأَصمعي: أَرضٌ

مخْروفةٌ أَصابها خَريفُ المطر، ومَرْبُوعةٌ أَصابها الربيعُ وهو المطر،

ومَصِيفةٌ أَصابها الصيفُ. والخَريفُ: المطر في الخريف؛ وخُرِفَتِ البهائم:

أَصابها الخريفُ أَو أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه؛ قال الطِّرمَّاح:

مِثْلَ ما كافَحْتَ مَخْرُوفةً

نَصَّها ذاعِرُ رَوْعٍ مُؤام

يعني الظبْيةَ التي أَصابها الخَريفُ. الأَصمعي: أَوّل ماء المطر في

إقْبالِ الشتاء اسمه الخرِيفُ، وهو الذي يأْتي عند صِرامِ النخْل، ثم الذي

يَلِيه الوَسْميّ وهو أَوَّلُ الرَّبيعِ، وهذا عند دخول الشتاء، ثم يليه

الرَّبيع ثم الصيفُ ثم الحَمِيمُ، لأَن العرب تجعل السنة ستة أَزْمِنة.

أَبو زيد الغَنَوِيُّ: الخَريفُ ما بين طُلُوعِ الشِّعْرى إلى غُرُوبِ

العَرْقُوَتَيْنِ، والغَوْرُ ورُكْبةُ والحِجازُ، كله يُمْطَرُ بالخريف،

ونَجْدٌ لا تُمْطَرُ في الخَريف، أَبو زيد: أَوّلُ المطر الوسْمِيّ ثم

الشَّتْوِيُّ ثم الدَّفَئِيُّ ثم الصيفُ ثم الحَمِيمُ ثم الخَريفُ، ولذلك

جُعِلت السنةُ ستةَ أَزْمِنةٍ. وأَخْرَفوا: أَقامُوا بالمكان خَرِيفَهم.

والـمَخْرَفُ: موضع إقامَتِهم ذلك الزَّمَنَ كأَنه على طَرْحِ الزائد؛ قال

قَيْسُ بن ذُرَيْح:

فَغَيْقةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ،

بها من لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إذا رأَيت قوماً خَرَفُوا في حائطِهم أَي

أَقامُوا فيه وقْتَ اخْتِرافِ الثِّمارِ، وهو الخريف، كقولك صافُوا

وشَتَوْا إذا أَقاموا في الصيْف والشتاء، وأَما أَخْرَفَ وأَصافَ وأَشْتَى

فمعناه أَنه دخل في هذه الأَوقات. وفي حديث الجارود: قلت يا رسول اللّه

ذَوْدٌ نأْتي عليهنّ في خُرُف فَنَسْتَمْتِعُ من ظُهورِهنَّ وقد عَلِمْتَ ما

يَكْفِينا من الظَّهْر، قال: ضالَّةُ المؤْمِن حَرَقُ النارِ؛ قيل: معنى

قوله في خُرُف أَي في وقت خُروجهنَّ إلى الخريف.

وعامَلَه مُخارَفةً وخِرافاً من الخَريفِ؛ الأَخيرة عن اللحياني،

كالـمُشاهَرَةِ من الشهر. واسْتَأْجَره مُخارَفةً وخِرافاً؛ عنه أَيضاً. وفي

الحديث: فُقَراءُ أُمتي يدخلون الجنة قبل أَغنيائهم بأَربعين خريفاً؛ قال

ابن الأَثير: وهو الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيْف والشتار،

ويريد به أَربعين سنة لأَن الخريف لا يكون في السنة إلا مرَّة واحدة، فإذا

انقضى أَربعون خريفاً فقد مضت أَربعون سنة؛ ومنه الحديث: إن أَهل النار

يَدْعون مالكاً أَربعين خريفاً؛ وفي حديث سَلَمَة بن الأَكوع ورجزه:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولا تُمَيْراتٌ ولا رَغِيفُ،

لكِنْ غَذاها لَبَنُ الخَريفِ

(* في هذا الشطر إقواء.)

قال الأَزهري: اللبن يكون في الخَريفِ أَدْسَمَ. وقال الهروي: الرّواية

اللبنُ الخَريفُ، قال: فيُشْبِه أَنه أَجْرى اللبن مُجْرى الثِّمار التي

تُخْتَرَفُ على الاستعارة، يريد الطَّريَّ الحَديثَ العَهْدِ بالحَلَبِ.

والخَريفُ: الساقِيةُ. والخريفُ: الرُّطَبُ الـمَجْنيّ. والخَريف: السنةُ

والعامُ. وفي الحديث: ما بين مَنْكِبَي الخازِنِ من خَزَنة جهنم خَريفٌ؛

أَراد مسافةً تُقْطَعُ من الخريف إلى الخريف وهو السنة.

والـمُخْرِفُ: الناقة التي تُنْتَجُ في الخريف. وقيل: هي التي نُتِجَتْ

في مثل الوقت الذي حَمَلَتْ فيه من قابل، والأَوّل أَصحّ لأَن الاشْتِقاق

يَمُدُّه، وكذلك الشاة؛ قال الكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشميّ:

تَلْقى الأَمانَ، على حِياضِ مُحمدٍ،

ثَوْلاءُ مُخْرِفةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ

لا ذِي تَخافُ، ولا لذلِك جُرْأَةٌ،

تُهْدى الرَّعِيّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ

وقد أَخْرَفَتِ الشاةُ: وَلَدَتْ في الخَريف، فهي مُخْرِفٌ. وقال شمر:

لا أَعرف أَخرفت بهذا المعنى إلا من الخريف، تَحْمِلُ الناقةُ فيه وتَضَعُ

فيه.

وخَرَفَ النخلَ يَخْرُفُه خَرْفاً وخَرافاً وخِرافاً واخْتَرَفَه:

صَرَمَه واجْتَناه. والخَرُوفَةُ: النخلة يُخْرَفُ ثمَرُها أَي يُصْرَمُ،

فَعُولةٌ بمعنى مَفْعولة. والخرائفُ: النخل اللاَّئي تُخْرَصُ. وخَرَفْتُ

فلاناً أَخرفُه إذا لَقَطْتَ له الثَّمرَ. أَبو عمرو: اخْرُفْ لنا ثمَرَ

النخلِ، وخَرَفْتُ الثِّمار أَخْرُفُها، بالضم، أَي اجْتَنَيْتُها، الثمر

مَخْرُوفٌ وخَريف. والمِخْرَف: النخلة نَفْسُها، والاخْتِرافُ: لَقْطُ

النخل، بُسْراً كان أَو رُطَباً؛ عن أَبي حنيفة. وأَخْرَفَ النخلُ: حانَ

خِرافُه. والخارِفُ: الحافِظُ في النخلِ، والجمع خُرّافٌ. وأَرسلوا

خُرَّافَهم أَي نُظَّارَهم. وخَرَفَ الرجلُ يَخْرُفُ: أَخَذَ من طُرَفِ

الفَواكِهِ، والاسم الخُرْفةُ. يقال: التمْرُ خُرْفة الصائم. وفي الحديث: إن

الشجَرَ أَبْعَدُ من الخارِف، وهو الذي يَخْرُفُ الثَّمَر أَي يَجْتَنِيه.

والخُرْفةُ، بالضم: ما يُجْتَنى من الفَواكِه. وفي حديث أَبي عَمْرةَ: النخلة

خُرْفةُ الصائم أَي ثَمَرتُه التي يأْكلها، ونَسَبَها إلى الصائم لأَنه

يُسْتَحَبُّ الإفْطارُ عليه. وأَخْرَفَه نَخلةً: جعلَها له خُرْفةً

يَخْتَرِفُها. والخَرُوفةُ: النخلةُ. والخَريفةُ: النخلة التي تُعْزَلُ

للخُرْفةِ. والخُرافةُ: ما خُرِفَ من النخل.

والـمَخْرَفُ: القِطْعة الصغيرة من النخل سِتّ أَو سبْعٌ يشتريها الرجل

للخُرْفةِ، وقيل هي جماعة النخل ما بَلَغَتْ. التهذيب: روى ثوْبانُ عن

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: عائدُ الـمَريضِ في مَخْرَفَةِ

الجنة حتى يَرْجِعَ. قال شمر: الـمَخْرَفةُ سِكّةٌ بين صَفَّيْن من نخل

يَخْتَرِفُ من أَيِّهِما شاء أَي يجتني، وجمعها الـمَخارِفُ. قال ابن الأَثير:

الـمَخارِفُ جمع مَخْرَفٍ، بالفتح، وهو الحائطُ من النخل أَي أَنّ

العائدَ فيما يَحُوزُه من الثواب كأَنـَّه على نخل الجنة يَخْتَرِفُ

ثِمارَها.والمِخْرَفُ، بالكسر: ما يُجْتَنى فيه الثِّمارُ، وهي الـمَخارِفُ،

وإنما سمِّي مِخْرَفاً لأَنه يُخْتَرَفُ فيه أَي يُجْتَنَى. ابن سيده:

المِخْرَفُ زَبيلٌ صغير يُخْتَرَفُ فيه من أَطايِبِ الرُّطَب. وفي الحديث: أَنه

أَخذ مِخْرَفاً فأَتَى عِذْقاً؛ المِخْرَفُ، بالكسر: ما يجتنى فيه

الثمر، والـمَخْرَفُ: جَنَى النخلِ. وقال ابن قُتيبة فيما ردَّ على أَبي عبيد:

لا يكون الـمَخْرفُ جَنى النخل، وإنما الـمَخْرُوفُ جنَى النخل، قال:

ومعنى الحديث عائدُ المريض في بساتين

(* قوله «في بساتين إلخ» هذا يناسب

رواية النهاية عائد المريض على مخارف الجنة بصيغة الجمع لا الرواية هنا في

مخرفة الجنة بالافراد.) الجنة؛ قال ابن الأَنباري: بل هو الـمُخْطئُ

لأَن الـمَخْرَفَ يقع على النخل وعلى الـمَخْرُوفِ من النخل كما يقع

المشْرَب على الشُرْبِ والموضعِ والـمَشْرُوبِ، وكذلك الـمَطْعَمُ يقع على

الطعام المأْكول، والـمَرْكَبُ يقعُ على المركوب، فإذا جاز ذلك جاز أَن تقع

الـمَخارِفُ على الرطب الـمَخْرُوف، قال: ولا يجهل هذا إلا قليل التفتيش

لكلام العرب؛ قال نُصَيْبٌ:

وقد عادَ عَذْبُ الماءِ بَحْراً، فزادَني

إلى ظَمَئي أَنْ أَبْحَرَ الـمَشْرَبُ العَذْبُ

وقال آخر:

وأُعْرِضُ عن مَطاعِمَ قَدْ أَراها

تُعَرَّضُ لي، وفي البَطْنِ انْطواء

قال: وقوله عائد المريض على بساتين الجنة لأَن على لا تكون بمعنى في، لا

يجوز أَن يقال الكِيسُ على كُمِّي يريد في كُمِّي، والصِّفاتُ لا

تُحْمَلُ على أَخواتها إلا بأَثر، وما روى لُغَوِيّ قطُّ أَنهم يَضَعُون على

موضع في. وفي حديث آخر: على خُرْفةِ الجنة؛ والخُرفة، بالضم: ما يُخْتَرَفُ

من النخل حين يُدْرِكُ ثمره. ولما نزلت: مَن ذا الذي يُقْرِضُ اللّه

قرضاً حسناً، الآية؛ قال أَبو طلحة: إنَّ لي مَخْرَفاً وإني قد جعلته

صَدَقَةً أَي بُسْتاناً من نخل. والمخرف، بالفتح: يقع على النخل والرطب. وفي

حديث أَبي قَتَادة: فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً أَي حائطاً يُخْرَفُ منه

الرطب. ويقال للنخلة التي يأْخذها الرجل للخُرْفَة يَلقُطُ ما عليها من

الرُّطَب: الخَرُوفَةُ. وقد اشْتَمَلَ فلان خَرائفَه إذا لَقَطَ ما عليها من

الرطب إلا قلِيلاً، وقيل: معنى الحديث عائد المريض على طريق الجنة أَي

يؤدِّيه ذلك إلى طرقها؛ وقال أَبو كبير الهذلي يصف رجلاً ضربه ضربة:

ولقد تُحِينُ الخِرْقَ يَرْكُدُ عِلْجُه،

فَوْقَ الإِكامِ، إدامَةَ الـمُسْتَرْعِفِ

فأجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه

نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَريغٍ مَخْرَفِ

فَريغ: طريق واسع. وروي أَيضاً عن عليّ، عليه السلام، قال: سمعت النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، يقول: مَن عادَ مَريضاً إيماناً باللّه ورسوله

وتصديقاً لكِتابه كان ما كان قاعِداً في خِرافِ الجنةِ، وفي رواية أُخرى:

عائدُ المريضِ في خِرافة الجنة أَي في اجْتِناء ثمرها من خَرَفْت النخلةَ

أَخْرُفُها، وفي رواية أُخرى: عائد المريض له خَرِيفٌ في الجنة أَي

مَخْرُوفٌ من ثمرها، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ.

والـمَخْرَفةُ: البستان. والـمَخْرَفُ والـمَخْرَفَةُ: الطريق الواضحُ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: تركتكم على مَخْرَفةِ

(* قوله «تركتكم على

مخرفة» الذي في النهاية: تركتم على مثل مخرفة.) النَّعَمِ أَي على مِثْلِ

طريقِها التي تُمَهِّدُها بأَخْفافِها. ثعلب: الـمَخارِفُ الطُّرُقُ ولم

يعين أَية الطُّرُق هي.

والخُرافةُ: الحديثُ الـمُسْتَمْلَحُ من الكذِبِ. وقالوا: حديث خُرافةَ،

ذكر ابن الكلبي في قولهم حديثُ خُرافة أَنَّ خُرافةَ من بني عُذْرَةَ

أَو من جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ

بأَحاديثَ مـما رأى يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على أَلْسُنِ

الناس. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: وخُرافَةُ حَقٌّ. وفي

حديث عائشة، رضي اللّه عنها: قال لها حَدِّثِيني، قالت: ما أُحَدِّثُكَ

حَدِيثَ خُرافةَ، والراء فيه مخففة، ولا تدخله الأَلف واللام لأَنه معرفة

إلا أَن يريد به الخُرافاتِ الموضوعةَ من حديث الليل، أَجْرَوْه على كل ما

يُكَذِّبُونَه من الأَحاديث، وعلى كل ما يُسْتَمْلَحُ ويُتَعَجَّبُ منه.

والخَرُوفُ: ولد الحَمَلِ، وقيل: هو دونَ الجَذَعِ من الضأْنِ خاصّة،

والجمع أَخْرفةٌ وخِرفان، والأَنثى خَرُوفَةٌ، واشْتِقاقُه أَنه يَخْرُفُ

من ههنا وههنا أَي يَرْتَعُ. وفي حديث المسيح: إنما أَبْعَثُكُم كالكِباشِ

تَلْتَقِطون خِرْفان بني إسرائيل؛ أَراد بالكِباش الكِبارَ العُلَماء،

وبالخِرْفان الصِّغارَ الجُهّالَ. والخَرُوفُ من الخيل ما نُتِجَ في

الخَريفِ. وقال خالد بن جَبَلَة: ما رَعى الخَريفَ، وقيل: الخَرُوفُ ولَدُ

الفرس إذا بلغ ستة أَشْهر أَو سبعة؛ حكاه الأَصمعي في كتاب الفَرس؛ وأَنشد

لرجل من بني الحرث:

ومُسْتَنّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُو

فِ، قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ

دَفُوعِ الأَصابعِ، ضَرْحَ الشَّمُو

سِ نَجْلاء، مُؤيسة العُوَّدِ

أَرادَ مع المِرْودِ. وقوله ومُسْتَنَّةٍ يعني طَعْنة فار دَمُها

باسْتِنانٍ. والاسْتِنانُ والسَّنُّ: الـمَرُّ على وجهه، يريد أَن دَمَها مرَّ

على وجهه كما يمضي الـمُهْرُ الأَرِنُ؛ قال الجوهري: ولم يعرفه أَبو

الغوث؛ وقوله دَفُوع الأَصابع أَي إذا وضَعْتَ أَصابعكَ على الدَّم دَفَعها

الدم كضَرْحِ الشَّمُوسِ برِجْلِه؛ يقول: يَئِسَ العُوّادُ من صَلاحِ هذه

الطَّعْنة، والمِرْوَدُ: حديدة تُوتَدُ في الأَرض يُشَدُّ فيها حبلُ

الدابةِ؛ فأَما قول امرئ القيس:

جَوادَ الـمَحَثّةِ والمَرْوَدِ

(* قوله «جواد إلخ» صدره كما في رود من الصحاح:

وأعددت للحرب وثابة)

والـمَرْوِد أَيضاً، فإنه يريد جَواداً في حالتَيْها إذا

اسْتَحْثَثْتَها وإذا رفَقْتَ بها. والـمُرْوَدُ: مُفْعَلٌ من الرَّوْدِ وهو الرِّفْقُ،

والـمَرْوَدُ مَفْعَلٌ منه، وجمعه خُرُفٌ؛ قال:

كأَنـَّها خُرُفٌ وافٍ سَنابِكُها،

فَطأْطَأَتْ بُؤَراً في صَهْوَةٍ جَدَدِ

ابن السكيت: إذا نُتِجَت الفرَسُ يقال لولدها مُهْر وخَروف، فلا يزال

كذلك حتى يحول عليه الحول.

والخَرْفى مَقْصُورٌ: الجُلْبانُ والخُلَّرُ؛ قال أَبو حنيفة: هو فارسي.

وبنو خارِفٍ: بَطْنان. وخارِفٌ ويامٌ: قَبيلَتان من اليمن، واللّه

أَعلم.

[خرف] الخُرْفَةُ بالضم: ما يُجْتنى من الفواكه. يقال: التمر خُرْفَةُ الصائم. والمَخْرَفَةُ: البستانُ. والمَخْرَفَةُ والمَخْرَفُ أيضا: الطريق. قال أبو كبير الهذلى: فأجزته بأفل تحسب أثره نهجا أبان بذى فريغ مخرف وفي حديث عمر رضي الله عنه: " تركتكم على مَخْرَفَةِ النَعَمِ ". والمِخْرَفُ بالكسر: ما تُجْتَنى فيه الثمارُ. والخروفُ: الحَمَلُ، وربَّما سمِّي المُهْرُ إذا بلغ ستَّةَ أشهر أو سبعةَ أشهر خروفا، حكاه الاصمعي في كتاب الفرس. وأنشد لرجل من بنى الحارث: ومستنة كاستنان الخرو ف قد قطع الحبل بالمرود ولم يعرفه أبو الغيث. وحكى أبو زيد: الخرائف: النخل اللاتي تُخْرَصُ. والخَرِيفُ: أحد فصول السنة تُخْتَرَفُ فيه الثمارُ أي تُجْتَنى. والنسبة إليه خَرْفيٌّ وخَرَفيٌّ أيضاً بالتحريك على غير قياس. والخريف: المطر في ذلك الوقت. وقد خُرِفْنا، أي أصابنا مطر الخَريفِ. وخَرَفَتِ الأرضُ فهي مَخْروفَةٌ. قال الكسائي: يقال عاملتُهُ مُخارَفَةً من الخَريفِ، كالمشاهرة من الشهر. وخرافة: اسم رجل من عذرة استهوته الجن، فكان يحدث بما رأى، فكذبوه وقالوا " حديث خرافة ". ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وخرافة حق ". والراء فيه مخففة، ولا تدخله الالف واللام لانه معرفة، إلا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل. وخرفت الثمار أخرفها بالضم، أي اجتنيتُها والثَمرُ مَخْروفٌ وخَريفٌ. والخَرَفُ بالتحريك: فساد العقل من الكِبَرِ. وقد خَرِفَ الرجل بالكسر، فهو خرف. قال أبو النجم العجلى: أقبلت من عند زياد كالخرف تخط رجلاى بخط مختلف وتكتبان في الطريق لام الف وأخرفت الشاة: ولدت في الخريف. قال الشاعر  تلقى الأمانَ على حِياضِ محمدٍ ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذئبٌ أَطْلَسُ قال الأموي: إذا كان نِتاج الناقة في مثل الوقت الذي حَمَلتْ فيه من قابل قيل: قد أَخْرَفَتْ، فهي مُخْرِفٌ. وأَخْرَفَ القومُ: دخلوا في الخريف. وخارف ويام: قبيلتان من اليمن.

فأي

ف أي: (الْفِئَةُ) الطَّائِفَةُ وَالْجَمْعُ (فِئُونَ) . 
[ف أي] فَأَيتُ رَأْسَهُ بالسيف فَأْيًا فَلقْتُهُ والانفيَاءُ الانفِرَاجُ وفَأيتُ القَدَحَ فَانْفَأَى وفَأَّيتُهُ فتفأَّ صدَّعْتُهُ فَتَصَدَّعَ والفِئَةُ الجماعَةُ من النَّاسِ من ذلك والجمعُ فِئَاتٌ وفِئُونَ على ما يطَّردُ في هذا النحو
[فأي] نه: في ح ابن عمر وجماعة: لما رجعوا من سريتهم قال: أنا "فئتكم"، الفئة الجماعة من الناس في الأصل وطائفة تقيم وراء الجيش، فإن كان عليهم خوف أو هزيمة التجأوا إليهم، من فأيت رأسه وفأوته- إذا شققته، وجمعه فئات وفئون. ط: ومنه: ولعل الله أن يصلح بين "فئتين"، أي فرقتين: فرقة معه، وفرقة مع معاوية؛ وكان الحسن أحق الناس بهذا الأمر، فدعاه ورعه وشفقته على أمة جده إلى ترك الملك والدنيا رغبةً فيما عند الله، لا لقلة أو ذلة فقد بايعه على الموت أربعة ألفًا. ش: حتى تقتتل "فئتان"، أي فئة علي ومعاوية، دعواهما واحد- يدعي كل منهما أنه على الإسلام. ك: أنه على الحق وصاحبه على الباطل بحسب اجتهادهما. ج: إنا "فئة" المسلمين، أي جماعة يرجع إليهم المولون عن الحرب ويجتمعون بهم. غ: "فما لكم في المنافقين "فئتين"" كانت طائفة تكفرهم وطائفة لا تكفرهم.

فأي: فَأَوْتُه بالعَصا: ضَرَبْتُه؛ عن ابن الأَعرابي. قال الليث:

فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً وفأَيْتُه فَأْياً إذا فَلَقته بالسَّيف، وقيل: هو

ضربك قِحْفَه حتى ينفرج عن الدماغ. والانْفياءُ: الانْفراج، ومنه اشْتق اسم

الفئةِ، وهم طائفة من الناس. والفَأْوُ: الشَّق. فَأَوْتُ رأْسه فأْواً

وفَأَيْتُه فانْفَأَى وتَفأْى وفأَيْت القَدَح فَتَفَأْى: صَدَعْتُه

فَتَصَدَّع. وانْفَأَى القَدَح: انشقَّ. والفَأْو: الصَّدْع في الجبل؛ عن

اللحياني . والفَأْوُ: ما بين الجبلين، وهو أَيضاً الوَطِيءُ بين

الحَرَّتَيْن، وقيل: هي الدَّارةُ من الرِّمال؛ قال النمر بن تولب:

لم يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها

فَأْوٌ، من الأرضِ ، مَحْفُوفٌ بأَعلامِ

وكله من الانــشقاق والانفراج. وقال الأصمعي: الفَأْو بطن من الأَرض

تُطِيفُ به الرّمال يكون مُسْتطِيلاً وغير مستطيل، وإنما سمي فَأْواً

لانْفِراج الجبال عنه لأن الانْفِياء الانفتاح والانْفِراج؛ وقول ذي

الرمة:راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِيراً وَقَعَتْ

حتى انْفَأَى الفَأْوُ، عن أَعناقِها، سَحَرا

الخرج: موضع، يعني أَنها قَطعت الفأْوَ وخرجت منه، وقيل في تفسيره:

الفأْو الليل؛ حكاه أَبو ليلى. قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحته. التهذيب في

قول ذي الرمة: حتى انفأَى أَي انكشف. والفأْو في بيته أَيضاً: طريق بين

قارتين بناحية الدَّوّ بينهما فَجٌّ واسع يقال له فأْوُ الرَّيّان، قال

الأزهري: وقد مررت به. والفأْوى، مقصور: الفَيْشةُ؛ قال:

وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ، فأَضْحَوْا

هُمُ الفَأْوى وأَسْفَلُها قَفاها

والفِئة: الجماعة من الناس، والجمع فِئات وفِئُون على ما يطرد في هذا

النحو، والهاء عوض من الياء؛ قال الكميت:

تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم فِئينا

أَي فرقاً متفرقة؛ قال ابن بري: صوابه أن يقول والهاء عوض من الواو لأن

الفِئة الفرقة من الناس، من فَأَوْت بالواو أَي فَرَّقْت وشَقَقْت. قال:

وحكي فأَوْتُ فَأَواً وفَأْياً، قال: فعلى هذا يصح أَن يكون من الياء.

التهذيب: والفِئة، بوزن فِعة، الفِرقة من الناس، من فأَيْت رأسه أَي

شققته، قال: وكانت في الأصل فِئْوة بوزن فِعْلَة فنقص. وفي حديث ابن عُمر

وجماعته: لما رجعوا من سَريَّتهم قال لهم أنا فِئتَكم ؛ الفئة: الفرقة والجماعة

من الناس في الأصل، والطائفة التي تُقيم وراء الجيش، فإن كان عليهم خوف

أَو هزيمة التجأُوا إليهم.

شقف

شقف: التهذيب: أَهمله الليث، وروي عن أَبي عمرو: الشَّقَفُ الخَزَفُ

المُكَسَّر.

شقف
مُهْمَلٌ عنده.
الخارزنجيُّ: الشَّقْفُ: الخَزَف. ودرْبُ الشَقّافِيْنَ بمِصْر مَعروفٌ. ودرْبُ الشِّقّافِ أيضاً.
شقف
أبو عمرو: الشَّقْفُ: الخزف المكسر. وقال ابن عبّاد: الَّقْفُ الخزف.
قال: ودرب الشَّقّافِينَ بمصر معروف، ودرب الشَّقّافِ أيضاً.

شقف


شَقَفَ
a. [ coll.],(n. ac. شَقْف), Cut up, split (wood).
شَقَّفَa. see I
شَقْفَة
شَقَفَة
4t
(pl.
شَقَف)
a. Postsherd, broken pottery; piece, fragment.
b. Pottery, earthenware, crockery.

شَاْقُوْفa. Big hammer, sledge-hammer.
شقف
شَقَفَة [مفرد]: ج شَقَفات وشَقَف: شريحة، قطعة مكسورة
 من شيء "شقَفة فخّار/ خزف/ بطيخ". 
شقف
الشَّقَفُ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ، والجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ الْخَزَفُ، أَو مُكَسَّرُهُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عمروٍ، فِيمَا رُوِىَ عَنهُ.
ودَرْبُ الــشَّقَّاقِ، ودَرْبُ الشَّقَّافِينَ: مَوْضِعَانِ بِمِصْرَ، كَمَا فِي المُحِيطِ. وشَقِيفٌ، كَأَميرٍ: أَرْبَعَة مَوَاضِعَ، أَحدُها الحِصْنُ الَّذِي بالقُرْبِ مِن عَكَّا، مِن فُتُوحِ السلطانِ صَلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ، رَحِمَهُ اللهُ. ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الشُّقَافَةُ، كثُمامَةٍ: القِطْعَةُ مِن الخَزَفِ، مِصْرِيَّةٌ. وكَوْمُ الشَّقَفِ: قَرْيَة بمِصْرَ.

عصب

(عصب) اللَّحْم عصبا كثر عصبه فَهُوَ عصب وَالْقَوْم بِهِ عصبا اجْتَمعُوا حوله
(ع ص ب) : (الْعَصْبُ) الشَّدُّ (وَمِنْهُ) عِصَابَةُ الرَّأْسِ لِمَا يُشَدُّ بِهِ وَتُسَمَّى بِهَا الْعِمَامَةُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْمَسْحُ عَلَى الْعَصَائِبِ (وَالْعَصْبُ) مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ مَعْرُوفٌ لِأَنَّهُ يُعْصَبُ غَزْلُهُ ثُمَّ يُصْبَغُ ثُمَّ يُحَاكُ (وَيُقَالُ) بُرْدُ عَصْبٍ وَبُرُودُ عَصْبٍ وَتَقْرِيرُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْعَصَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْأَصْفَرُ بِالْفَاءِ مِنْ أَطْنَابِ الْمَفَاصِلِ وَالْعَقَبُ الْأَبْيَضُ مِنْهَا الصِّغَارُ وَجَمْعُهَا أَعْصَابٌ وَأَعْقَابٌ (وَالْعَصَبَةُ) قَرَابَةُ الرَّجُلِ لِأَبِيهِ وَكَأَنَّهَا جَمْعُ عَاصِبٍ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْ بِهِ مِنْ عَصَبُوا بِهِ إذَا أَحَاطُوا حَوْلَهُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ لِلْغَلَبَةِ وَقَالُوا فِي مَصْدَرِهَا (الْعُصُوبَةُ) وَالذَّكَرُ (يُعَصِّبُ الْأُنْثَى) أَيْ يَجْعَلُهَا عَصَبَةً.
باب العين والصاد والباء معهما (ع ص ب، ص ع ب، ب ع ص، ص ب ع، ب ص ع، مستعملات ع ب ص مهملة)

عصب: العَصَبُ: أطناب المفاصل الّذي يلائم بينها، وليس بالعقب. ولحم عِصبٌ: صُلْب كثيرُ العَصَب. والعَصَب: الطّيّ الشديد. ورجل معصوصب الخلق كأنّما لوي لّياً. قال:

ذروا [التخاجؤ] وامشوا مشية سجحا ... إن الرجال ذوو عَصْب وتشمير

التَّخاجؤ : مشية فيها نفخ. وسَجُحاً: مستوية. وروى عرّام: سرحا. والمعصوب: الجائع، في لغة هذيل، الذي كادت أمعاؤه تيبس وهو يَعْصِبُ عُصُوباً فهو عاصب أيضاً، يقال، لأنه عَصَبَ بطنه بحجر من الجوع. وعصَّبتهم تعصيباً، أي: جوّعتهم، قال :

لقد عَصَّبْت أهل العرج منهم ... بأهل صوالق إذ عصّبوني

والعَصْبُ من البرود: ما يُعْصَبُ غزلهُ ثم يُصْبَغُ ثم يُحاكُ، ليس من برود الرَّقْم. وتقول: بُرْدُ عَصْبٍ، مضاف [إليه] لا يجمع، وربما اكتفوا فقالوا: عليه العَصْب، لأن البُرْد عرف بذلك الاسم. وسمّي العصيب من أمعاء الشاة، لأنه مطوي. ويقال في سنة المحل إذا احمرّ لأفق، واغبرّ العُمْقُ: عَصَبَ الأُفْق يعصب فهو عاصب، أي: محمر. قال أبو ليلى: عصبت أفواه القوم عصوباً، إذا لصق على أَسْنانهم غبار مع الريق وجفت أرياقهم. ويقال: عَصَبَ القوم يعصب عصوباً إذا اجتمع الوسخ على أسنانهم من غبار أو شدّة عطش، فإذا غُسِل أو مُسِحَ ذهب. والعَصَبَةُ: وَرَثَةُ الرّجل عن كلالة من غير وَلَد ولا والد. فأمّا في الفرائض فكلّ من لم يكن له فريضة مسماة فهو عَصَبَة، يأخذ ما بقي من الفرائض، ومنه اشتقت العصبيّة. والعُصبة من الرجال: عشرة، لا يُقال لأقلّ منه. وإخوة يوسف عليه السَّلام عشرة، قالوا: وَنَحْنُ عُصْبَةٌ*

، ويقال هو ما بين العَشَرة إلى الأربعين من الرجال. وقوله تبارك وتعالى: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ

. يقال أربعون، ويقال: عشرة. وأما في كلام العرب فكل رجال أو خيل بفرسانها إذا صاروا قطعة فهم عصبة، وكذلك العصابة من الناس والطير. قال النابغة:

إذا ما التقي الجمعان حلّق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب

واعصوصب القوم: صاروا عصابة. قال:

يعصوصب الحشر إذا اقتدى بها

أي: يجتمع. واعصوصب القوم إذا جدّوا في السّير، واشتقاقه من اليوم العصيب، أي: الشديد. وأمر عصيب، أي: شديد. قال العجاج:

ومبرك الجائل حيث اعصوصبا

أي: تفرقت عُصَباً. وقال:

يعصوصب السّفر إذا علاها ... رهبتهم أو ينزلوا ذراها

يعصوصب السَّفْر، أي: يجدّون في السير حين رهبوا تلك المفازة. واعصوصب السفر، أي اشتدّ. ويوم عصبصب بوزن فَعَلْعَلْ بناء مردف بحرفين، قال:

............ ... أذقتهم يوما عبوسا عصبصبا

والعَصْب: أن يُشَدَّ أُنثيا الدّابة حتى تسقطا. عصبتهُ وهو معصوب. والعِصابة: ما يُشَدُّ به الرَّأس من الصُّداع. وما شددت به غير الرأس فهو عِصاب، بغير الهاء فرقاً بينهما ليُعْرفا. قال: .

فإن صعُبت عليكم فاعصِبوها ... عصابا، تُسْتَدرُّ به شديدا

واعتصب فلان بالتّاج، أي: شدَّ، ويقال: عَصَبَ وعَصَّبَ، يُخَفّف ويُشَدّد قال:

يعتصبُ التّاج فوق مَفْرِقِه ... على جبين كأنّه الذّهب

والبيت لقيس بن الرقيات

صعب: الصَّعْبُ: نقيض الذّلول من الدّوابّ، والأنثي: صَعْبة، وجمعه صِعاب. وأَصْعَبَ الجملُ الفحل فهو مُصْعَب، وإصعابه أنه لم يركب ولم يمسسه حبل، وبه سمي المسّود مُصْعَبا. وصَعُبَ الشيء صُعُوبة، أي أشتدّ. وكلّ شيء لم يُطَقْ فهو مُصْعَب. وأمرٌ صَعْبٌ، وعقبة صَعْبَة. والفعل من كلٍ: صَعُبَ يَصْعُب صعوبة.

بعص: البُعْصُوصَة: دُوَيْبَّة صغيرة لها بريق من بياضها. يقال للصَّبيّ: يا بُعْصوصة لصغره وضعفه. لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرام.

صبع: الصَّبْعُ: أن تأخذ إناء فتقابل بين إبهامَيْك وسبّابتيك، ثم تسيل ما فيه، أو تجعل شيئاً في شيء ضيّق الرأس، فهو يَصْبَعُهُ صبعاً. والإصْبَعُ يؤنث، وبعض يُذَكِّرها. من ذكّرة قال: ليس فيه علامة التأنيث، ومن أنث قال: هي مثل العينين واليدين وما كان أزواجا فأنثناه. قال الليث: قلت للخليل: ما علامة اسم التأنيث؟ قال: ثلاثة أشياء: الهاء في قولك: قائمة. والمدّة في: حمراء. والياء في حَلْقَى وعَقْرَى. وإنما أنّث الإصْبَعَ، لأنّها منفرجة، فكلّ ما كان مثل هذا مما فيه الفرْج فهو مؤنث، مثل المنخرين، وهما منفرج ما بينهما. وكذلك.. الفكان والساعدان والزندان مذكر [ان] . وهذا جنس أخر. وصَبَعت بفلان إذا أشرتَ نحوه بإصْبَعِكَ واغتبته. والإصْبَعِ: الأثر الحسن. قال:

أغرُّ كلونِ البَدْرِ في كلِّ منكبٍ ... من الناس تعمى يحتذيها وإصْبَعُ

وقال الرّاعي يذكر راعياً أحسن رِعْيَة إبِله حتى سَمِنَت فأشير إليها بالأصابع لسِمَنها:

يُسَوِّقُها بادي العُروق ترى له ... عليها إذا ما أجدبَ الناسُ إصْبَعا

وتقول: ما صَبَعَك علينا؟، أي: ما دَلَّكَ علينا؟

بصع: البَصْعُ: خرق لا يكاد ينفذ منه الماء لضيقه. بَصُع بَصاعة، وتَبَصَّع العَرَقُ من الجسد أي نبع من أصول الشَّعَر قليلاً قليلاً. قال عرَّام: الخَرقُ هو البضْعُ، بالضاد. بَضَعْتَ الثوب بضعاً، أي: مزقته تمزيقا يسيرا. وتبصع العرق من الجسد، أي: خرج. قال أبو ذؤيب:

تَأبى بدِرّتها إذا ما اسْتُعْضِبْت  ... إلاّ الحميَم فإنّه يتبصَّع
العصب: إسكان الحرف الخامس المتحرك، كإسكان لام "مفاعلَتن" ليبقى "مفاعلْتن" فينقل إلى: "مفاعيلن"، ويسمى: معصوبًا.
عصب: {عصيب}: شديد. {عصبة}: جماعة من العشرة إلى الأربعين. 
ع ص ب: (عَصَّبَ) رَأْسَهُ (بِالْعِصَابَةِ تَعْصِيبًا) وَبَابُ الثُّلَاثِيِّ مِنْهُ ضَرَبَ. وَ (عَصَبَةُ) الرَّجُلِ بَنُوهُ وَقَرَابَتُهُ لِأَبِيهِ سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ (عَصَبُوا) بِهِ بِالتَّخْفِيفِ أَيْ أَحَاطُوا بِهِ: وَالْأَبُ طَرَفٌ وَالِابْنُ طَرَفٌ وَالْعَمُّ جَانِبٌ وَالْأَخُ جَانِبٌ. وَ (الْعُصْبَةُ) مِنَ الرِّجَالِ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ. وَ (الْعِصَابَةُ) بِالْكَسْرِ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَالْخَيْلِ وَالطَّيْرِ. وَيَوْمٌ (عَصِيبٌ) وَ (عَصَبْصَبٌ) أَيْ شَدِيدٌ تَقُولُ: (اعْصَوْصَبَ) الْيَوْمُ. 

عصب


عَصَبَ(n. ac. عَصْب)
a. [Bi], Surrounded, crowded round.
b. [Bi], Sided with.
c. Bound, tied together; bandaged; strapped up.
d. [acc.
or
Bi], Dried in ( the month : saliva ).
e.(n. ac. عَصْب
عِصَاْب) ['Ala], Seized, clutched, got possession of.
f.(n. ac. عَصْب
عُصُوْب), Was dirty, unclean.
g. Was red (sky).
عَصِبَ(n. ac. عَصَب)
a. see supra
(a)
عَصَّبَa. Bound, tied; bandaged; strapped up; wound, twisted
wrapped round.
b. Made lord, chief.
c. Starved, famished.

أَعْصَبَa. Went quickly, sped along (camel).

تَعَصَّبَa. Wrapped up his head.
b. [Bi], Contented himself with, confined himself to.
c. [Fī], Espoused, embraced, defended zealously (
cause ); maintained obstinately (
opinion ).
d. Was a fanatic, sectarian, zealot.
e. [La], Sided, leagued, united, banded with; defended.
f. ['Ala], Was infuriated, incensed, embittered against.

إِنْعَصَبَa. Became arduous, difficult (affair).

إِعْتَصَبَ
a. [Bi], Wrapped round his head, put on.
b. [Bi], Contented himself with; confined himself to.
c. Banded together, formed a troop.

عَصْبa. Turban.
b. A kind of stuff.
c. The choice, best, élite of.

عُصْبَة
(pl.
عُصَب)
a. Troop, band, company.
b. Party, faction; cabal.

عَصَب
(pl.
أَعْصَاْب)
a. Nerve; sinew, tendon; muscle.
b. Chief, chieftain.

عَصَبَة
( pl.
reg. )
a. see 4 (a)b. Band; bandage; fillet.
c. Party, faction; adherents; relatives.
d. Distant relation.

عَصَبِيّa. Sinewy, muscular.

عَصَبِيَّةa. Partyspirit; partisanship; fanaticism.
b. Enthusiasm; zeal; ardour; tenacity; stubbornness
obstinacy.
c. Relationship on the father's side.

عِصَاْبa. Band, bandage.

عِصَاْبَة
(pl.
عَصَاْئِبُ)
a. Bandage; ligature; band; fillet; ribbon;
tape.
b. Troop, band.
c. Red mirage.

عَصِيْب
(pl.
عُصُب أَعْصِبَة)
a. Hot, scorching; trying, painful (day).
b. Roast liver & lights.

عَصُوْبa. Scraggy, ugly woman; hag.

عَصَّاْبa. Seller of yarn, thread &c.

N. P.
عَصڤبَa. Twisted, folded, tied &c.
b. Firm, strong, compact.
c. Elegant, slender.
d. Hungry.
e. Letter.

N. Ag.
عَصَّبَa. see N. P.
عَصڤبَ
(d), &
N. P.
عَصَّبَ
(a. c ).
N. P.
عَصَّبَa. see N. P.
عَصڤبَ
(d).
b. Turbaned; crowned.
c. Chief.

N. Ac.
تَعَصَّبَa. see 4yit (a) (b).
N. Ag.
إِعْتَصَبَa. see N. P.
عَصَّبَ
(b).
ع ص ب

" فلان لا تعصب سلماته " أي لا يقهر. قال الكميت:

ولا سمراتي يبتغيهن عاضد ... ولا سلماتي في بجيلة تعصب

وفلان معصوب الخلق: مطويّه مكتنز اللحم. ومثلي لا يدر بالعصاب أي لا يعطي بالقهر والغلبة: من الناقة العصوب وهي التي لا تدر حتى تعصب فخذاها. وفلان خوانه منصوب، وجاره معصوب؛ أي جائع قد عصب بطنه، ويقال له: عاصب. وورد عليّ من فلان معصوب أي كتاب لأنه يعصب بخيط. أنشد ابن الأعرابي:

أتاني عن أبي هرم وعيد ... ومعصوب تخب به الركاب

ويقال: شدّ رأسه بعصابة وغيره بعصاب. والملك المعتصب والمعصّب: المتوج، ويقال للتاج والعمامة: العصابة، وكانوا إذا سوّدوه عصّبوه فجرى التعصيب مجرى التسويد. وعصّبه بالسيف: مثل عمّمه به. قال ذو الرمة:

ونحن انتزعنا من شميط حياته ... جهاراً وعصبنا شتيرا بمنصل

وعليهم أردية العصب وهو ضرب من البرود يعصب غزله ثم يصبغ ثم يحاك. قال الفرزدق:

إذا العصب أمسى في السماء كأنه ... سدا أرجوانٍ واستقلّت عبورها

جعل السحاب الأحمر هو العصب بعينه وبذاته إيغالاً في الاستعارة حتى شبّهه بسدا الأرجوان غير فارق بين أن يقول كأنّ السحاب الأحمر سدا أرجوان وبين ما قاله وهذا باب من علم البيان حسن بليغ. وعصب القوم بفلان: أحاطوا به. ووجدتهم عاصبين به، ومنه العصبة. وهذا يوم عصيب وعصبصب، وقد اعصوصب يومنا. واعصوصب القوم. قال العجاج:

من أن رأيت صاحبيك أكأباً ... من عرصات الدار أمست قوبا

ومبرك الجامل حيث اعصوصبا

وفلان يتعصّب لقومه. ونبض منه عرق العصبية. ولحم عصب: صلب كثير العصب. والأمور تعصب برأسه. وقال النابغة:

حتى تراموه معصوباً بلمته ... نقع القنابل في عرنينه شمم
[عصب] العَصَبة: واحد العصب والأعصاب، وهي أطناب المفاصل. تقول: عَصِبَ اللحمُ بالكسر، أي كثُر عصبه. وانعصَب: اشتدّ. والمعصوب: الشديد اكتناز اللحم. والعصْب: الطَيُّ الشديد. ورجل مَعصوب الخلق. وجارية معصوبةٌ حسَنَة العَصْب، أي مجدولة الخلق. والمعصوب في لغة هُذيل: الجائع. والمُعَصَّب : الذي يعْصِب وسطه من الجوع. وقال أبو عبيد: هو الذي عصَّبته السِنونَ أي أكلت ماله. وتقول أيضاً: عصَّبَ رأسَه بالعِصابة تعصيباً. وعَصَبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه، وإنَّما سمُّوا عصبةً لأنَّهم عَصَبوا به أي أحاطوا به، فالاب طرف والابن طرف، والعم جانب والأخ جانب. والجمع العَصَبات. والتعصُّبُ من العَصَبيَّة. وتعصَّب، أي شدَّ العِصابة. والعُصبَة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين. والعَصْبُ: ضربٌ من بُرود اليمن، ومنه قيل للسِحاب كاللَطْخ: عَصْب. والعَصَّاب: الغزال عن أبى عمرو. قال رؤبة:

طى القسامى برود العصاب  والعصابة : العمامة وكل ما يُعصَب به الرأس. وقد اعتصب بالتاج والعمامة. والعصابة: الجماعة من الناس والخيل والطير. واعصوصَب القوم: اجتمعوا وصاروا عصائب. واعصوصب اليومُ، أي اشتدّ. ويومٌ عصيب وعصبصبٌ، أي شديد. والعَصيب: الرئة تعصب بالامعاء فتشوى. قال حميد بن ثور : أولئك لم يدرين ما سمك القرى * ولا عصب فيها رئات العمارس وعصبت فخذ الناقة لتدر. وناقة عصوب: لاتدر حتى تعصب. واسم الحبل الذي تعصب به عِصاب. وعصبتُ الشجرةَ، إذا ضممتَ أغصانها ثمَّ ضربتها ليسقط ورقها. قال الحجاج: " لا عصبنكم عصب السلم ". وقال أبو عبيد: السلمة شجرة إذا أرادوا قطعها عصبوا أغصانها عصبا شديدا حتى يصلوا إلى أصلها فيقطعوها. وعصب القوم بفلانٍ، أي استكفُّوا حوله. وعصبت الإبل بالماء، إذا دارت به. وقال الفراء: عصَبَت الإبل وعصِبت بالكسر. وعصب الريق بفيه، إذا يَبِس عليه. قال ابن أحمر: يُصلِّي على من مات منا عَرِيفُنا * ويقرأ حتَّى يعصِبَ الريقُ بالفمِ وعصَب الريقُ فاه أيضاً. وقال : يعصب فاه الريق أي عصب * عصب الجباب بشفاه الوطب وعَصَب الأفقُ: احمرّ. وعصَبْتُ الكبشَ عصباً، إذا شددت خصيَيْه حتَّى يسقطا من غير أن تنزعهما. والعَصْب في العروض: تسكين اللام من مفاعَلَتن، وينقل إلى مفاعيلن. والعصلبي من الرجال: الشديد، بزيادة اللام. قال الراجز:

قد لَفَّها الليلُ بعصلبى
عصب العَصَبُ: أطْنابُ المَفاصِل. ولَحْمٌ عَصب: كثيرُ العَصَب. وهو من عَصَبِ القَوْم: أي من خِيارِهم. وما عَصِبْتُ بذلك المَكانِ؛ عَصَباً: لم أطُرْ بِه. والعَصَبَةُ: الذين يَرثونَ عن كَلالَةٍ. ومنه اشْتُقًتِ العَصَبِيةُ.
والعَصْبُ - مُسَكَّنُ الصّاد -: الطَّيُ الشَّديدُ، وهو مُعْصَوْصِبُ الخَلْق. وأن تَضُمَّ أغْصَانَ الشَجَرة بحَبْلٍ ثم تَخْبِطها أو تقطَعها. وقيل: هو أنْ تَمُدَّ أغْصَانَ الشَّجَرة بالمِحْجَنِ ثم تُدْنِيها من الإبل إِذا لم تَنَلْ أن تَعْلُقَ ما عليها. ويُقال: لأعصبَنَهُم عَصْبَ السلمَة.
وبُرْدُ العَصْبِ: ما يُعْصَبُ غَزْلُه أي يُدرَجُ ثم يُصْبَغُ. وقيل: عليه العَصْبُ.
وعَصَبُوْا به: الْتَفُوا به وأطافوا. وعَصَبَت الإبلوعَصِبَتْ: اجْتَمَعَتْ.
والمَعْصُوبُ - في لُغَةِ هُذَيْل -: الجائعُ كادَتْ أمْعاؤه تَيْبَس، وهو عاصِبٌ عُصُوباً أيضاً. وقيل: سُمي مَعْصُوباً لأنًه عَصَبَ بَطْنَه بِحَجَرٍ من الجوع. وعَصبْتُهم: جَوًعْتهم.
وعَصَبَ الأفُقُ: يَبِسَ واحْمَر. وَعَصَبَتِ الفِصَالُ الإبل؛ عَصْباً: تَقدمَتْها.
وعَصَبَ الريْقُ بالفَم: يَبِسَ. وعَصَبَ الريقُ فاهُ عَصْباً. وعَصَبَتِ الأفْواهُ عُصُوْباً أيضاً.
والعَصْبُ: أن يَشُد أنْثيَيَ الدابةِ حَتى تَسْقُطا.
والعَصْبَةُ: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ في أجْوافِ العِضَاه تَلْتَوي بها. والعَصْبُ: النِّكاحُ. وغَيْمٌ أحْمَرُ تَراه في الأفُق الغَرْبيَّة.
والعُصْبَةُ: العَشَرَةُ من الرِّجال. وقيل: ما بَيْنَ العَشَرَة إِلى الأرْبَعين.
وهي في كَلامِهم: الجَماعَةُ، وكذلك العِصَابَةُ من النّاس والطيْر والخَيْل.
واعْصَوْ صَبُوا: صَارُوا عِصَابةً. وإِذا صلوا في السَّيْر أيضاً، وكأنَه من الأمْرِ العَصِيْبِ والعَصَوْصَبِ: أي الشَّديْدِ. واعْصَوْصَبَ السيْرُ: اشْتَدَّ.
والعِصَابَةُ: ما يُشَدُ به الرَّأسُ من الصُّدَاع. وما يُشَدُ به غَيْرُ الرأس فهو العِصَاب، فَرْقاً بينهما.
واعْتَصَبَ بالتاج وَعَصَبَ وَعًصّبَ.
والعَصُوْبُ: المَرْأةُ الرسْحَاءُ. والنًؤومُ أيضاً. والنَاقَةُ يُعْصَبُ فَخِذُها وأنْفُها؛ لِتدر؛ أو لأنْ تَرْأمَ وَلَدَ غِيرِها وذلك إذا ماتَ وَلَدُها. وقد عَصَبْتُها عَصْباً.
وحَرْث عَصُوْب: شَديدةٌ. والعَصابُ: الغَزالُ. والمًعَصبُ: الذي عَصبَتْه السنُون أكَلَتْ مالَه. وبُرد مُعصب إلى الحُمْرَة. والمَعَاصِبُ: مِثْلُ شِقَاقــي من هَمَلانِ السيْل، الواحِدُ: مِعْصَبٌ.
والعَصَائبُ: الرياحُ تَعْصِبُ الشَّجَرَ فَتدرَجُ فيه. فأما قَوْلُه:
أتاني عن أبي هَرِم وَعِيْدٌ
ومَعصُوبٌ تَخُب به الرِّكابُ فالمَعْصُوْبُ: الكِتَاب.
ع ص ب : الْعَصَبَةُ الْقَرَابَةُ الذُّكُورُ الَّذِينَ يُدْلُونَ بِالذُّكُورِ هَذَا مَعْنَى مَا قَالَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ وَهُوَ جَمْعُ عَاصِبٍ مِثْلُ كَفَرَةٍ جَمْعُ كَافِرٍ وَقَدْ اسْتَعْمَلَ الْفُقَهَاءُ الْعَصَبَةَ فِي الْوَاحِدِ إذَا لَمْ يَكُنْ غَيْرُهُ لِأَنَّهُ قَامَ مَقَامَ الْجَمَاعَةِ فِي إحْرَازِ جَمِيعِ الْمَالِ وَالشَّرْعُ جَعَلَ الْأُنْثَى عَصَبَةً فِي مَسْأَلَةِ الْإِعْتَاقِ وَفِي مَسْأَلَةٍ مِنْ الْمَوَارِيثِ فَقُلْنَا بِمُقْتَضَاهُ فِي مَوْرِدِ النَّصِّ وَقُلْنَا فِي غَيْرِهِ لَا تَكُونُ الْمَرْأَةُ عَصَبَةً لَا لُغَةً وَلَا شَرْعًا.

وَعَصَبَ الْقَوْمُ بِالرَّجُلِ عَصْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَحَاطُوا بِهِ لِقِتَالٍ أَوْ حِمَايَةٍ فَلِهَذَا اخْتَصَّ الذُّكُورُ بِهَذَا الِاسْمِ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ «فَلِأَوْلَى عَصَبَةٍ ذَكَرٍ» .
وَفِي رِوَايَةٍ «فَلِأَوْلَى عَصَبَةٍ رَجُلٍ» فَذَكَرٌ صِفَةٌ لِأَوْلَى وَفِيهِ مَعْنَى التَّوْكِيدِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى «إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ»
وَقِيلَ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ وَعَصَبَ الْقَوْمُ بِالنَّسَبِ أَحَاطُوا بِهِ.

وَعَصَبَتْ الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا عَصْبًا شَدَّتْهُ بِعِصَابَةٍ وَنَحْوِهَا وَعَصَبَ الرَّجُلُ النَّاقَةَ عَصْبًا شَدَّ فَخِذَيْهَا بِحَبْلٍ لِيُدِرَّ اللَّبَنَ.

وَعَصَبْتُ الْكَبْشَ عَصْبًا شَدَدْتُ خُصْيَتَيْهِ حَتَّى تَسْقُطَا مِنْ غَيْرِ نَزْعٍ.

وَالْعَصَبُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ أَطْنَابِ الْمَفَاصِلِ وَالْجَمْعُ أَعْصَابٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ قَالَ بَعْضُهُمْ.

عَصَبُ الْجَسَدِ الْأَصْفَرُ مِنْ الْأَطْنَابِ وَالْعَصْبُ مِثْلُ فَلْسٍ بُرْدٌ يُصْبَغُ غَزْلُهُ ثُمَّ يُنْسَجُ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَإِنَّمَا يُثَنَّى وَيُجْمَعُ مَا يُضَافُ إلَيْهِ فَيُقَالُ بُرْدَا عَصْبٍ وَبُرُودُ عَصْبٍ وَالْإِضَافَةُ لِلتَّخْصِيصِ وَيَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ وَصْفًا فَيُقَالُ شَرَيْتُ ثَوْبًا عَصْبًا وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ الْعَصْبُ صِبْغٌ لَا يَنْبُتُ إلَّا بِالْيَمَنِ.

وَالْعُصْبَةُ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ نَحْوُ الْعَشَرَةِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْعَشَرَةُ إلَى الْأَرْبَعِينَ وَالْجَمْعُ عُصَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالْعِصَابَةُ الْعِمَامَةُ أَيْضًا وَالْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْخَيْلِ وَالطَّيْرِ وَالْعِصَابَةُ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ عَصَائِبُ وَتَعَصَّبَ وَعَصَّبَ رَأْسَهُ بِالْعِصَابَةِ أَيْ شَدَّهَا. 
(عصب) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه أَرادَ أن يَنْهَى عن عَصْب اليَمَن، وقال: نُبِّئتُ أَنَّه يُصبَغُ بالبَوْل، ثم قال: نُهِينَا عنْ التَّعَمُّق"
العَصْبُ: بُرودٌ يُعصَبُ غَزلُها ويُصبَغ، ثم يُنسَج.
يقال: بُردٌ عَصْبٌ، وبُرُود عَصْبٌ، لا يُجَمع.
- ومنه حَدِيثُ المُعتَدَّة: "لا تَلبَسُ المُصَبَّغَة إلّا ثَوبَ عَصْبٍ"
وقيل: هي بُرُودٌ مُخطَّطَة. والعَصْبُ: الفَتْلُ. والعَصَّابُ: بائِعُ الغَزْلِ.
- في حديث ثَوْبان، رضي الله عنه، "اشتَرِ لِفاطِمَةَ قِلاَدةً من عَصْب وسِوارَيْن من عَاجٍ"
العاج: عظم ظهر السُّلَحْفاة البحرّية، وهو الذَبْل. فأما العصب؛ فقال الخطابى - في شَرْح كِتاب أبى داوود -: إن لم تكُن الثِّياب اليَمَانِيَّة فلا أَدرِى ما هي؛ وما أُرَى أَنَّ القِلادةَ تكونُ منها، لم يُفَسَّر بأكثرَ من ذلك.
ويُحتَمل عِندِى أَنَّ الرِّوايةَ إنما هو العَصَبُ - بفتح الصاد -: وهو أَطْنَابُ مَفاصِل الحَيَوانات وهي شيءُ مدَوَّر، فيُحتَمل أنهم كانوا يأخذُونَ عَصَب بعض الحَيَوانات الطاهرة فيَقْطَعُونه ويَجْعَلُونه شِبْه الخَرَز، فإذا يَبِس، يَتَّخذون منه القَلائِد، وإذا جَازَ وأمكَن أن يُتَّخَذ من عِظامِ السُّلحفاة وغيرها الأسْوِرَةُ جَازَ، وأمكنَ أن يُتَّخذ من عَصَب أَشباهِها خَرزٌ تُنظَم منها قَلائِدُ. ثم ذَكَر لي بَعضُ أهلِ اليمن أنّ العَصَبَ سِنُّ دابَّة بَحْرِيَّة تُسمَّى فَرسَ فِرعَون يُتَّخذ منها الخَرزُ يكونُ أَبيضَ، ويُتَّخذ منها غَيرُ الخَرزِ أيضا من نِصاب السِّكّين وغَيرِه.
- في الحديث : "العَصبِىُّ من يُعينِ قومَه على الظُّلمِ".
والعَصَبِىُّ: الذي يتعصَّب لِعَصَبَتهِ، ويُحامِى عنهم.
والعَصَبةُ: أَقاربُ الأب، لأنهم يَعْصبُونَه ، ويَعْتَصِب بهم ويَتَعَصَّبُون له، وعَصَبُوا به: أَحاطُوا به.
- في الحديث: "أنَّه رخَّص في المَسْح على العَصَائِبِ والتَّسَاخِين"
العَصائِب: جمع عِصَابَة؛ وهي كلُّ ما عَصَبْت به رأسَك من عِمامةٍ أو خِرقَة. والعِصابُ - بلا هاء -: للرأس وغيره. - في حديث : "قال عُتْبَةُ: اعْصِبُوها برَأْسىِ".
يريد: الحَربَ، وهي تُؤَنَّث، أو أَرادَ السُّبَّةَ التي تَلحَقُهم بتَركِ الحَرْب، والجُنوحِ إلى السِّلْم؛ فأَضمَرها اعتمادا على معَرِفة المُخَاطِبِين .
- في الحديث : "فأَتَاه جِبريل، عليه الصَّلاةُ والسَّلام؛ وقد عَصَبَ رأسَه الغُبارُ"
: أي رَكِب الغُبارُ رَأْسَه وعَلِق به. يقال: عَصَب الرِّيقُ فَمِى وبِفَمى. وعَصَب فَمِى: إذا جَفَّ، فبَقيَت منه لُزوجَةٌ تُمسِك الفَمَ، والعَصَبُ كالّلطْخ من السَّحاب.
- في الحديث: "أنه كان في مَسِير فَرفَع صوتَه، فلما سَمِعُوا صوته اعْصَوْصَبُوا"
: أي اجْتَمعوا وصاروا عِصابَةً واحدة؛ وذلك إذا جَدُّوا في السَّيْر، وكأنه من الأَمْر العَصيب، وهو الشَّدِيد.
واعصَوْصَبَ الشَّىءُ : اشتَدَّ. العُصْبَةُ : موضع بالمدِينة يجىء ذكرُها.

عصب: العَصَبُ: عَصَبُ الإِنسانِ والدابةِ. والأَعْصابُ: أَطنابُ الـمَفاصل التي تُلائمُ بينَها وتَشُدُّها، وليس بالعَقَب. يكون ذلك للإِنسان، وغيره كالإِبل، والبقر، والغنم، والنعَم، والظِّباءِ، والشاءِ؛ حكاه أَبو حنيفة، الواحدة عَصَبة. وسيأْتي ذكر الفرق بين العَصَب والعَقَب. وفي الحديث أَنه قال لثَوْبانَ: اشْتَرِ لفاطمةَ قِلادةً من عَصْبٍ، وسِوارَيْنِ من عاج؛ قال الخَطَّابيُّ في الـمَعالم: إِن لم تكن الثيابَ اليمانية، فلا أَدري ما هو، وما أَدري أَن القلادة تكون منها؛ وقال أَبو موسى: يُحتَمَل عندي أَن الرواية إِنما هي العَصَب، بفتح الصاد، وهي أَطنابُ مفاصل الحيوانات، وهو شيء مُدَوَّر، فيُحتَمَلُ أَنهم كانوا يأْخذون عَصَبَ بعضِ الحيواناتِ الطاهرة، فيقطعونه، ويجعلونه شِبْه الخرز، فإِذا يَبِسَ يتخذون منه القلائدَ؛ فإِذا جاز، وأَمْكَنَ أَن يُتَّخَذَ من عِظام السُّلَحْفاة وغيرها الأَسْوِرةُ، جاز وأَمكن أَن يُتَّخَذ من عَصَبِ

أَشْباهِها خَرَزٌ يُنْظَمُ منها القلائدُ.

قال: ثم ذكر لي بعضُ أَهل اليمن أَن العَصْب سِنُّ دابةٍ بحرية تُسَمَّى فَرَسَ فِرْعَوْنَ، يُتَّخَذُ منها الخَرزُ وغيرُ الخَرز، مِن نِصابِ سكِّين وغيره، ويكون أَبيضَ.

ولحم عَصِبٌ: صُلْبٌ شديد، كثير العَصَبِ. وعَصِبَ اللحمُ، بالكسر، أَي كَثُرَ عَصَبُه.

وانْعَصَبَ: اشْتَدَّ.

والعَصْبُ: الطيُّ الشديدُ. وعَصَبَ الشيءَ يَعْصِـبُه عَصْباً: طَواه

ولَواه؛ وقيل: شَدَّه.

والعِصابُ والعِصابةُ : ما عُصِبَ به .وعَصَبَ رأْسَه ، وعَصَّبَه تَعْصيباً:شَدَّه ؛ واسم ما شُدَّ به:العِصابةُ. وتَعَصَّبَ أَي شَدَّ العِصَابةَ . والعِصابةُ : العِمامةُ، منه. والعَمائمُ يقال لها العَصائبُ؛ قال الفرزدق:

وَرَكبَ ، كأَنَّنَّ الرِّيحَ تطلُبُ منهُم ، * لها سَلَباً من جّبذبِها بالعَصائبِ

أي تَنْقُضُ لَيُّ عمائمهم من شِدّتها ، فكأنها تسلُبهم إياها ؛ وقد اعتصَبَ بها .

والعِصابة : العمامة ، وكلُّ ما يُعَصّبُ به الرأسُ ؛ وقد اعتَصَبَ بالتاج والعمامة . والعِصْبةُ : هيئةُ الاعْتصَاب ، وكلُّ ما عُصبَ به كَسْرٌ أو قَرْحٌ ،

من خِرْقة أو خَبيبةٍ ، فهو عِصابٌ له . وفي الحديث : أنه رَخّص في المسح على العَصائب ، والتّساخِين ، وهِي كلُّ مَا عَصّبْتَ بِهِ رَأْسَكَ من عِمامة أو منْديل أو خِرقة . والذي ورد في حديث بدر ، قال عُتْبة بن ربيعة: ارْجِعوا ولا تُقاتلوا ، واعْصِبوها برأسي ؛ قال ابن الأثير : يريد السُّبَّةَ التي تلحَقُهم بترك الحرب ، والجُنوح إلى السّلم ، فأضْمَرها اعتماداً على معرفة المخاطبين ، أي اقْرُنوا هذه الحال بي وانسبُوها إليّ ، وإن كانتْ ذميمة .

وعَصَبَ الشجرةَ يَعْصِبُها عَصْباً : ضَمُّ ما تَفَرّقَ منها بحبل ، ثم خَبَطَها ليسقط وَرقها . وروي عن الحجاج ، أنه خَطَبَ بالكُوفةِ ، فقال : لأعْصِبَنكمْ عَصْبَ السّلَمَة ؛ السَّلَمَةُ : شجرة من العضاء ، ذاتُ شَوكٍ ، وَوَرقهُا القرَظُ الذي يُدْبَغُ به الأَدَمُ ، ويَعْسُر خَرْطُ ورَقها ، لكثرة شوكها ، فتُعصَبُ أغْصانُها ، بأ، تُجمَعَ ، ويُشَدَّ بعْضُها إلى بعض بحَبْلٍ شَدَّاً شديداً ، ثم يَهْصُرها الخابطُ إليه ، ويَخْبِطُها بعَصاه ، فيتناثر ورقُها للماشية ، ولمن أراد جمعه ؛ وقيل : إنما يُفْعَلُ بها ذلك إذا أرادوا قطعها ، حتى يُمْكِنَهم الوصول إلى أَصله .

وأصْلُ العَصْب : اللَّيُّ ؛ ومنه عَثْبُ التَّيْسِ والكبشِ ، وغيرهما من البهائم ، وهو أن تُشَدَّ خُصيْاه

صلب: العَصْلَبُ (1)

(1 قوله «العصلب إلخ» ضبط بضم العين واللام وبفتحهما

بالأصول كالتهذيب والمحكم والصحاح وصرح به المجد.) والعَصْلَبـيُّ والعُصْلُوبُ: كُلُّه الشديدُ الخَلْق، العظيمُ؛ زاد الجوهري: مِنَ الرجال؛ وأَنشد:

قد حَسَّها الليلُ بعَصْلَبـيِّ،

أَرْوَعَ خَرَّاج من الدَّوِّيِّ،

مُهاجِرٍ ليس بأَعْرابيِّ

والذي ورد في خطبة الحجاج:

قد لَفَّها الليلُ بعَصْلَبـيِّ

والضمير في لَفَّها للإِبل أَي جَمَعها الليلُ بسائِقٍ شديدٍ؛ فضربه

مثلاً لنفسه ورعيته. الليث: العَصْلَبـيُّ الشديد الباقي على المشي والعمل؛ قال: وعَصْلَبَتُهُ شِدَّةُ غَضَبه. ورجل عُصْلُبٌ: مُضْطرب.

عصب: عصب: قارن ما ذكره لين 2057 في الآخر بما جاء في أخبار (ص152) مع تعليقي عليه.
عصب: المعنى الثاني عشر في معجم فريتاج. ويقال مجازاً: افلت بعد عصب الريق.
عَصَّب (بالتشديد): ضمدَّ أو لأم جرحاً.
(هلو) وفي البكري: عصب جراحه.
عصب عَيْنيهَ: غطى عينيه، غمى عينيه.
(ألف ليلة 1: 35، 77).
عصَّب: كسا البرج وغطاه بقطعة قماش (مملوك 222: 212).
أعصب: فسر شارح ديوان مسلم قولهم معتدل الهوى بقوله: ليس لك أعْصِبْ. ويرى الناشر أن هذا الفعل للتعجب= ليس لك أن يقال أَعْصِبْ بيعقوب أي ليس لك أن يقال ما أشد يعقوب وأقواه. وهذا فيما أرى مشكوك فيه.
تعصبَّ. والمصدر منه تعصُّب: وهي المحاماة عن عصبته وقومه والغضب لهم. (بوشر).
تعصَّب بأو مع: تحزَّب له وانضم إلى حزبه وجماعته، وتحالف. (بوشر).
تعصَّب: دبر مؤامرة. (بوشر).
تعصَّب: تألب. (بوشر).
تعصَّب: اعتنق رأيا، انتمى إلى حزب. (بوشر).
تعصب برأي أحد: تعلق برأيه وارتبط به.
تعصَّب: تآمر على، ائتمر، ويقال: تعصب مع ناس على: دبر مكيدة معهم، تآمر معهم.
(بوشر، ياقوت 1: 521).
اعتصبْ ب: انضم إلى لوائه، اعتنق رأيه، انتمى إلى حزمه. ويقال: اعتصب مع: تحالف مع، وتحزب معه (بوشر).
اعصوصب: يقال اعصوصب على دعوة فلان: أعلنوا أنهم من عصبته ومؤيديه. (تاريخ البربر 1: 27) ويقال: أعصوصب على فلان. تاريخ البربر 1: 87).
اعصوصب بفلان: لم يتضح لي معناها، ففي حيان- بسام (1: 120و): فارتاعت صنهاجة من معسكر المرتضى واعصوصبوا بأميرهم زاوي مسلمين له بالتدبير.
عَصْب أو عُصْب: اسم نبات، وتجمع على عصاب (معجم الادريسي) وانظر ابن البيطار (2: 196) ففيه: هو النبات المسمى باليونانية نوارس، وهذا في مخطوطة أب (2: 563) وفي مخطوطة أب (2: 196): العصب، وكذلك عند ديسقوريدوس 3: 15).
عَصَب: رباط عظم، ويقول صاحب المعجم المنصوري أن هذه الكلمة ليست من فصيح اللغة بهذا المعنى.
وفي معجم فوك: عصب: وتر العضلة، وجمعها أعصاب.
عَصَب: معنى هذه الكلمة في المعجم اللاتيني- العربي محك للعظام، وهذا غريب.
عصِب: أحذف من معجم فريتاج معنى آلة تعذيب. وانظر: فليشر (معجم ص32).
عصبة (عَصْبة أو عِصْبة): رَبْط الجرح بالعِصاب وهو ما يشدّ به منديل أو خرقة. ففي مجمع الأنهر (2: 259) واختلف في عصبة الجراحة بالحرير.
عَصْبة: هي في مصر طرحة من الحرير مربعة الشكل سوداء اللون لها حاشية حمراء وصفراء، وهي تبطن بصورة منحرفة، ثم يلف بها الرأس، وتعقد من الخلف عقدة واحدة. (الملابس ص300). وهي في دمشق= منديل (زيشر 22: 147).
عصبة: نوع من القلانس تلبس عند النوم. (بوشر).
عَصْبة؟: محبة، تعلق، حنان. ففي قصة عنتر (ص6): زادت عصبته لعنتر.
عُصْبَة. وجمعها عُصَب: حزب، جماعة من الناس. زمرة، عصابة، متآمرون، طغمة، تحالف، ائتلاف، اتحاد، مؤامرة. (بوشر).
عصبة الشعب: ثورة الشعب وعصيانه وهيجانه. وثورة الغوغاء. (بوشر).
عَصَبَة: الذين نطلق عليهم كلمة عصبة في الفرائض من ليست لهم فريضة مسماة في الميراث وانما يأخذون ما أبقى ذوو الفروض. وقد ذكرهم فنست في دراسات في الشريعة الإسلامية (ص65).
عَصبة: سلسلة صغيرة تربط بالقرطين وتعلق على الجبهة بصورة تشكل نوعاً من الأكاليل.
(دوماس حياة العرب ص173).
عصبة الساق: ربلة الساق. (همبرت ص5)، ويقال أيضاً: عصبة فقط (هلو) وفيه الجمع أعصاب.
عَصَبَة: شريط، رباط، عِصاب، عصابة. وهي عَصّبة في معجم فريتاج.
عصبي: سريع التأثر والانفعال.
عصبية: لاحظ قولهم: كانت دعوته عصبية المولدين على العرب. (حيان ص11 ق).
عصبان: مصارين تقطع قطعاً صغيرة وتخلط باللحم وتتبل مع الرز والفلفل والملح وكثير من الاباريز والتوابل (دوماس حياة العرب ص252).
عِصاب: منديل يوضع فوق العمامة لتثبيتها (بوشر).
عِصَابة: رباط، ما يشد به من منديل أو خرقة.
عِصَاب. وجمعها في معجم بوشر: عُصَب.
عصابة انظر الملابس (ص300) وزيشر (22: 147). وفي معجم بوشر: عمارة للرأس تتكون من منديل يلف حول الرأس.
عصابة الطاقية: القسم الأعلى المدور المقبب منها. والقسم الأعلى منها الذي لا يمس الرأس.
(الملابس ص282). عصابة: راية من الحرير مزركشة بالذهب تحمل خلف السلطان تعلوها خصلة من الشعر وكانت شارة السلطنة. (مملوك 1، 1: 135، 192، 227، د 228، 250، دي ساسي طرائف 2: 268 (وقد ترجمت ترجمة سيئة، المقدمة 2: 46).
عِصَابة: عند اليهود قدة من جلد كتب عليها آيات من التوراة تجعل على الجبهة أو المصدر أو العنق أو اليد علامة للتقوى والديانة، وربما اتخذوها عوذة. (محيط المحيط).
عصَابية- دهماوية (بوشر).
عَصَاب: هو بالمغرب نبات اسمه العلمي. Lipidium Latifolium ففي المستعيني: شيطرج: وهو العَصَّاب (والشدة بالمخطوطتين) وفي معجم المنصوري مادة شيطرج: وأكثر المتأخرين على إنه المسمى بالمغرب العَصَّاب (وضبط الكلمة في في المخطوطة) وفي ابن البيطار مادة شيطرج هو العصاب بالبربرية، وفيه بعد ذلك (2: 196) (ولم يذكر سونثمير هذه المادة): عُصاب هو الشيطرج بالبربرية. وضبط الكلمة هذا في مخطوطة ب.
تعْصيب: قوة الأعصاب (الكالا).
معَصَّب: عصبي، سريع التأثر والانفعال (فوك، الكالا).
[عصب] نه: في ح الفتن: فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام و"عصائب" العراق فيتبعونه، هي جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين، ولا واحد لها من لفظها. ك: وحوله "عصابة"- بكسر عين. مد: "ونحن "عصبة"" أي تفضلهما علينا وهما صغيران لا كفاية فيهما ونحن كفاة بمرافقة فنحن أحق منهما. نه: ومنه ح: الأبدال بالشام والنجباء بمصر و"العصائب" بالعراق، أي التجمع للحروب يكون بالعراق، وقيل: أراد جماعة من الزهاد، سماهم بالعصائب لأنه قرنهم بالأبدال والنجباء. وفيه: ثم يكون في آخر الزمان أمير "العصب"، هي جمععن التعمق. وفيه: اشتر لفاطمة قلادة من "عصب" وسوارين من عاج؛ الخطابي: إن لم يكن الثياب اليمانية فلا أدري ما هو، أبو موسى: لعله: العصب- بفتح صاد وهو أطناب مفاصل الحيوان، وهو شيء مدور، فلعلهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه شبه الخرز فإذا يبس يتخذون منه القلائد، وإذا أمكن اتخاذ الأسورة من عظام السلحفاة جاز من عصب أشباهها اتخاذ خرز القلائد، وذكر أن العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون، يتخذ منه الخرز ونصاب سكين، ويكون أبيض. وفيه: "العصبى" من يعين قومه على الظلم، ومن يغضب لعصبته ويحامي عنهم، والعصبة الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم، أي يحيطون به ويشتد بهم، والتعصب المحاماة والمدافعة. وفي ح ابن الزبير حين سئل عن وجه إقباله إلى البصرة:
علقتهم أني خلقت "عصبه" ... قتادة تعلقت بنشبه
"العصبة" اللبلاب، وهو نبات يتلوى على الشجر، والنشبة من الرجال من إذا علق بشيء لم يكد يفارقه، ويقال للرجل الشديد المراس: قتادة لويت بعصبة، والمعنى خلقت علقة لخصومي، فوضع العصبة موضع العلقة، ثم شبه نفسه في فرط تعلقه بهم بالقتادة إذا استظهرت في تعلقها واستمسكت بنشبة، أي بشيء شديد النشوب، وباء بنشبة للاستعانة. وفيه: فنزلوا "العصبة"، وهو موضع بالمدينة عند قباء، وضبطه بعض بفتح عين وصاد. ك: لما قدم المهاجرون "العصبة" موضع، هو بفتح عين وسكون صاد أو بضم عين، ومنصوب بالظرف لقدم، وموضع بالرفع خبر محذوف، وبالنصب بدل أو بيان لقباء. نه: وفيه: كان في مسير فرفع صوته "فاعصوصبوا"، أي اجتمعوا وصاروا عصابة واحدة وجدوا في السير، كأنه من العصب وهو الشديد. 
الْعين وَالصَّاد وَالْبَاء

العَصَب: أطناب المفاصل، الَّتِي تلائم بَينهَا، يكون ذَلِك للْإنْسَان وَغَيره، كالابل، وَالْبَقر، وَالْغنم، وَالنعَم، والظباء، وَالشَّاء. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة. الْوَاحِدَة: عَصَبَة. وَقد قدمت الْفرق بَين العَصَب والعقب.

وَلحم عَصِب: صلب كثير العَصَب.

وعَصَب الشَّيْء يَعْصِبُه عَصْبا: طواه ولواه. وَقيل شده.

والعِصَابُ والعِصابة: مَا عُصِبَ بِهِ.

وعَصَبَ رَأسه وعَصَّبَه: شده.

وَاسم مَا شدّ بِهِ العِصَابة. والعِصَابة: الْعِمَامَة، مِنْهُ. قَالَ الفرزدق:

ورَكْبٍ كأنَّ الرّيحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ ... لَها سَلَبا من جَذْبها بالعَصَائِبِ

أَي تنقض لي عمائمهم من شدتها، فكانها تسلبهم إِيَّاهَا. وَقد اعْتَصَبَ بهَا.

والعِصْبَة: هَيْئَة الاعتصاب.

وعَصَبَ الْكَبْش والتيس وَغَيرهمَا من الْبَهَائِم، يَعْصِبُه عَصْبا: إِذا شدّ أنثييه، حَتَّى تسقطا. وعَصَب الشَّجَرَة يَعْصُبها عَصْبا: ضم مَا تفرق مِنْهَا بِحَبل، ثمَّ خبطها، ليسقط وَرقهَا. وَمن كَلَام الْحجَّاج لأهل الْعرَاق: " لأعْصِبَنَّكم عَصْب السَّلَمَة ".

وعَصَب النَّاقة يَعْصِبُها عَصْبا: شدّ فخذيها أَو أدنى منخريها بِحَبل لتدر.

وناقة عَصُوب: لَا تدر إِلَّا على ذَلِك.

والعِصَابُ: مَا عَصَبها بِهِ.

وَأعْطى على العَصْبِ: أَي الْقَهْر: مثل بذلك. قَالَ الحطيئة:

تَدِرُّونَ إِن شُدَّ العِصَابُ عَلَيْكُم ... ونأَبى إِذا شُدَّ العِصَابُ فَلَا نَدِرّ

وَرجل مَعْصوب الْخلق: شَدِيد اكتناز اللَّحْم، عُصِبَ عَصْبا. قَالَ حسان: دعوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إنَّ الرّجالَ ذَوُو عَصْب وتَذْكِيرِ

وَجَارِيَة حَسَنَة العَصْب: أَي اللي.

والعَصُوبُ من النِّسَاء: الزَّلاَّءُ. عَن كرَاع.

وتَعَصَّب بالشَّيْء واعْتَصَب: تقنع بِهِ ورضى.

والمعْصُوب: الَّذِي كَادَت امعاؤه تيبس جوعا. وَقد عَصَبَ يَعْصِب عُصُوبا. وَقيل: سمي مَعْصُوبا، لِأَنَّهُ عَصَب بَطْنه بِحجر من الْجُوع.

وعَصَّبَ الْقَوْم: جوعهم. وعَصَّبَتْهُمُ السنون: أجاعتهم.

والمُعَصَّب: الَّذِي يَتَعَصَّب بالخرق من الْجُوع.

وعَصَّبَ الدَّهْر مَاله: أهلكه.

وَرجل مُعَصَّب: فَقير.

وعَصَّب الرجل: دَعَاهُ مُعَصَّبا. عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّتْ حَلوبَتُهُ ... وَهل يُعَصَّب ماضي الهَمّ مِقْدامُ

والعَصِيب من أمعاء الشَّاة: مَا لوى مِنْهَا. وَالْجمع: أعْصِبة، وعُصُب.

والعَصْب: ضرب من برود الْيمن، يُعْصَبُ غزله، أَي يدرج، ثمَّ يصْبغ، ثمَّ يحاك. وَلَيْسَ من برود الرقم. وَلَا يجمع، إِنَّمَا يُقَال برد عَصْبٍ، وبرود عَصْبٍ. وَرُبمَا اكتفوا بِأَن يَقُولُوا عَلَيْهِ العَصْب. لِأَن الْبرد عرف بذلك. قَالَ:

يبْتذِلْنَ العَصْبَ والجَزَّ مَعا والحِبَرَاتِ

والعَصْب: غيم أَحْمَر، ترَاهُ فِي الْأُفق الغربي فِي الجدب. قَالَ الفرزدق:

إِذا العَصْبُ أمْسَى فِي السَّماءِ كأنَّه ... شَذَى أرْجُوَانٍ واستقلَّتْ عَبُورُها

وَهُوَ الْعِصَابَة أَيْضا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أعَيْنَيَّ لَا يَبْقَى على الدَّهرِ فادِرٌ ... بتَيْهُورَةٍ تحتَ الطِّخافِ العَصَائبِ وَقد عَصَب الْأُفق يَعْصِب والعَصَبَة: الَّذين يَرِثُونَ الرجل عَن كَلَالَة، من غير وَالِد وَلَا ولد، فَأَما فِي الْفَرَائِض، فَكل من لم تكن لَهُ فَرِيضَة مُسَمَّاة، فَهُوَ عصبَة، إِن بَقِي شَيْء بعد الْفَرْض أَخذ.

والعُصْبة والعِصَابة من الرِّجَال: مَا بَين الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين. وكل جمَاعَة رجال أَو خيل بفرسانها، أَو جمَاعَة طير أَو غَيرهَا: عُصْبَة وعِصَابة.

واعْتَصَبُوا: صَارُوا عُصبة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

هَبَطْنَ بطْنَ رُهاطٍ واعْتَصَبْنَ كَمَا ... يسْقِى الجُذوعَ خِلالَ الدُّورِ نضَّاحُ

وتَعَصَّبْنا لَهُ، وَمَعَهُ: نصرناه.

وعَصَبة الرجل: قومه الَّذين يتعصَّبون لَهُ، كَأَنَّهُ على حذف الزَّائِد. وعَصَبُ الْقَوْم: خيارهم.

وعَصَبوا بِهِ: اجْتَمعُوا حوله. قَالَ سَاعِدَة:

وَلَكِن رأيتُ القَوْمَ قد عَصَبوا بِهِ ... فَلَا شكَّ أَن قد كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ

واعْصَوْصَبَ الْقَوْم: استجمعوا وصاروا عِصَابة وَكَذَلِكَ إِذا جدوا فِي السّير. واعصَوْصَبت الْإِبِل، وأعْصَبت: جدت فِي السّير. واعصَوْصَبت وعَصِبَت وعَصَبَت: اجتمعَت. واعْصَوْصَبَ الشَّرّ: اشْتَدَّ وَتجمع.

وَيَوْم عَصِيبٌ وعَصَبْصَبٌ: شَدِيد. وَقيل: هُوَ الشَّديد الْحر. وَلَيْلَة عَصِيب: كَذَلِك، وَلم يَقُولُوا عَصَبْصَبة. قَالَ كرَاع: هُوَ مُشْتَقّ من قَوْلك: عَصَبْت الشَّيْء: إِذا شددته، وَلَيْسَ ذَلِك بِمَعْرُوف. أنْشد ثَعْلَب فِي صفة إبل سقيت:

يَا رُبَّ يَوْمٍ لكَ من أيَّامِها

عَصَبْصَبِ الشَّمسِ إِلَى ظَلامها

وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء: يَوْم عَصَبْصَب: بَارِد ذُو سَحَاب كثير، لَا يظْهر فِيهِ من السَّمَاء شَيْء. وعَصَب الْفَم يَعْصِبُ عَصْبا وعُصُوبا: اتسخت أَسْنَانه من غُبَار أَو شدَّة عَطش أَو خوف. وعَصَبَ الرِّيق بِفِيهِ، يَعْصِبُ عَصْبا، وعَصِبَ جف عَلَيْهِ. قَالَ ابْن أَحْمَر:

يُصَلى على من ماتَ منَّا عرِيفنا ... ويَقرأُ حَتَّى يَعْصِبَ الرّيقُ بالفَمِ

وَرجل عاصِب: عَصَب الرِّيق بِفِيهِ. قَالَ أَشْرَس ابْن بشامة الْحَنْظَلِي:

وَإِن لَقِحَتْ أَيدي الخُصُومِ وَجدْتني ... نَصُوراً إِذا مَا اسْتَيْبَس الرّيقَ عاصِبُهْ

لقحت: ارْتَفَعت. شبه الْأَيْدِي بأذناب اللواقح من الْإِبِل. وعَصَب الرِّيق فَاه، يَعْصِبُه عَصْبا: أيبسه. قَالَ:

يَعْصِبُ فاهُ الرّيقُ أيَّ عَصْبِ

عَصْبَ الحُبابِ بِشِفاهِ الوَطْبِ

وعَصَب المَاء: لزمَه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

وعَصَب الماءَ طِوَالٌ كُبْدُ

والعَصْبة، والعَصَبة، والعُصْبَة، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة: كل ذَلِك شَجَرَة تلتوي على الشّجر، وَتَكون بَينهَا، وَلها ورق ضَعِيف. وَالْجمع: عَصْبٌ وعَصَب. قَالَ:

إنَّ سُلَيْمَى عَلِقَتْ فُؤَادِي

تَنَشُّبَ العَصْبِ فُرُوعَ الْوَادي

وَقَالَ مرّة: العَصْبة: مَا تعلق بِالشَّجَرِ فرقي فِيهِ، وعَصَب بِهِ. قَالَ: وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول: العَصْبة: هِيَ اللبلاب.

وعَصَب الْغُبَار بِالْجَبَلِ وَغَيره: أطاف.

والعَصَّاب: الغزال. قَالَ رؤبة:

طَيَّ القَسامِّى بُرُودَ العَصَّابْ وعُصِبَ الشَّيْء: قبض عَلَيْهِ.

والعِصَاُب: الْقَبْض، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وكُنَّا يَا قُرَيْشُ إِذا عَصَبْنا ... تَجيءُ عِصَابُنا بدَمٍ عَبِيطِ

عِصابنا: قبضنا على من نعادي بِالسُّيُوفِ.

والعَصْبُ فِي عرُوض الوافر: إسكان لَام " مُفاعَلَتُنْ " ورد الْجُزْء بذلك إِلَى " مفاعِيلُنْ ". وَإِنَّمَا سمي عَصْبا لِأَنَّهُ عُصِب أَن يَتَحَرَّك، أَي قبض.
عصب
عصَبَ يَعصِب، عَصْبًا، فهو عاصِب، والمفعول مَعْصوب
• عصَب الشَّيءَ: طَواه، ولواه أو شدَّه "عصَب ورقةً/ سجّادةً- عصَب العمامَة على رأسه" ° عصَب القومَ أمرٌ: ضمَّهم واشتدَّ عليهم.
• عصَب رأسَه: شدَّه وأحاطه بعصابة أو عمامة "عصَب ذِراعَه: أحاطه بشيء من قُماش".
• عصَب عيني فلان: غطَّاهما بمنديل أو نحوِه "خرج من المستشفى معصوب العينين". 

تعصَّبَ/ تعصَّبَ لـ يتعصَّب، تعصُّبًا، فهو مُتعصِّب، والمفعول مُتعصَّب له
• تعصَّب الرَّجلُ: شدَّ رأسَه بعمامةٍ أو نحوها "تعصَّب اللاّعبُ- تعصَّبتِ المرأةُ".
• تعصَّب مَع صديقه/ تعصَّب لصديقه: مال إليه وغالى في التَّعلُّق به، كان غيورًا عليه، جدَّ في نصرته "تعصَّب لزعيم المعارضة/ لدينه/ لفريقه/ لمبادئ الدِّيمقراطيَّة" ° التَّعصُّب الإقليميّ: إخلاص مُفْرِط للمصالح والعادات المحليّة- تعصُّبٌ أعمى: مَيْل، أو سلوك، أو تصرُّف مبالغٌ فيه من غير اقتناع. 

عصَّبَ يعصِّب، تعصيبًا، فهو مُعَصِّب، والمفعول مُعَصَّب
• عصَّب رأسَه: عصَبه؛ شدَّه وأحاطه بعصابة أو عمامة "عصَّب عَيْنَه/ ذراعَه".
• عصَّب الأخُ أختَه: (فق) حوَّلها من صاحبةِ فرضٍ إلى عَصَبَةٍ "يَرِثُ بالتعصيب". 

أعصاب [جمع]: مف عَصَب: (شر) شبه خيوط تنتشر في الجسم تنقل الحِسَّ والحركة وتكوِّن الجهاز العصبيّ "طبيب أعصاب- أخصائيّ جراحة الأعصاب- الماء عَصَب الحياة" ° أثار أعصابَه/ هزَّ أعصابَه: هيَّجه، أغضبه- باردُ الأعصاب: هادئ لا ينفعل بسرعة، غير ثائر- تهافُت الأعصاب: انهيارُها- ثائر الأعصاب: منفعل، غاضب- حَرْبُ الأعصاب: حربٌ نفسيَّة تهدف إلى إرباك وإنقاص الرُّوح المعنويَّة للخصم- عاش على أعصابه: في قلق واضطراب- فقَد أعصابَه: ثار وغضِب، لم يتحكَّم في نفسه- لعِب بأعصابه: أزعجه، أقلقه، جعله متوتِّرًا مضطربًا- متوتِّر الأعصاب: مضطرب، قلِق، سريع الانفعال.
• العَصَب السَّمعيّ: (شر) من الأزواج الجمجميّة الثَّمانية التي تنشقّ من العصب القوقعيّ والعصب الدَّهليزيّ.
• العَصَب البصريّ: (شر) العَصَب الذي ينقل الإثارة البصريّة من العين إلى جذع الدِّماغ.
• أعصاب حركيَّة: (شر) أعصاب تحمل الدَّفعات العصبيَّة من مركز عصبيّ كالدماغ أو الحبل الشَّوْكي إلى عضلة ما.
• أعصاب حِسِّيَّة: (شر) أعصاب تحمل الدَّفعات العصبيَّة (المؤثِّرات) من مختلف أجزاء الجسم إلى الحبل الشَّوكي والدِّماغ.
• علم الأعصاب: (طب) فرع الطِّبّ الذي يبحث في بنيان الجهاز العصبيّ، ووظائفه وأمراضه وما قد يعرض له من إصابات.
• غاز الأعصاب: (كم) غاز سامّ مؤذٍ للأعصاب ويؤثِّر على وظيفتها. 

تعصُّب [مفرد]:
1 - مصدر تعصَّبَ/ تعصَّبَ لـ.
2 - عدم قبول الحقّ عند ظهور الدّليل من فرط التّمادي في الميل والانحياز "أطاح التّعصُّب الدِّينيّ بالعديد من الأبرياء".
3 - (نف) ارتباط الشخص بفكر أو جماعة والانغلاق على مبادئها، وقد يكون تعصُّبًا دينيًّا أو مذهبيًّا أو سياسيًّا أو طائفيًّا أو عنصريًّا، وهو سلوك خطير قد ينحدر نحو الأسوأ ثم يؤدِّي إلى التطرُّف والهلاك والخراب. 

تَعْصيب [مفرد]:
1 - مصدر عصَّبَ.
2 - (حي) توزيع الأعصاب في الجسم، أو العروق في ورقة النَّبات، أو الجناح في الحشرات. 

عُصاب [مفرد]:
1 - (طب) مرضٌ يتميّز باضطرابات انفعاليَّة
 وعاطفيَّة "ترك العملَ لمدَّةٍ بسبب إصابته بالعُصاب".
2 - (نف) اضطرابٌ نفسيٌّ أو عقليٌّ "عُصابٌ انفعاليّ". 

عِصاب [مفرد]: ج أعْصِبَة: ما يُشَدُّ به الرَّأسُ أو اليدُ ونحوُهما من عمامة أو منديل وغيره "شدَّ جُرْحَه بعِصاب فتوقَّف نزيفُ الدَّم". 

عِصاباتيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عِصابات: على غير قياس.
2 - همجيّ غير منظَّم، يحمل طابع العصابات "كان للحرب طابع عصاباتيّ". 

عِصابة [مفرد]: ج عِصابات وعَصائبُ:
1 - جماعة من النَّاس أو الجيران أو الطَّير، وأصبحت الآن تُطْلَقُ على مجموعة منظَّمة من المجرمين "أُلْقيَ القبضُ على عِصابة اللُّصوص- اكْتُشِفت عِصابةُ المُهَرِّبين" ° حَرْبُ العِصابات: حربٌ يكون أحدُ طرفَي القتال فيها جنود غير نظاميين يهاجمون عدوَّهم كلَّما سنحت لهم فرصة مناسبة ثمَّ يَفرُّون إلى مكانٍ آمِن.
2 - عِصاب، ما يُشَدُّ به الرَّأسُ أو اليدُ من عمامة أو منديل وغيره "عِصابة من قطن- عِصابةُ الجبين". 

عَصْب [مفرد]:
1 - مصدر عصَبَ.
2 - (عر) إسكان لام مفاعلَتن في عروض الوافر لتصير مفاعَلْتُنْ أي مفاعِيلُنْ. 

عَصَبة1 [مفرد]: (فق) مَنْ ليست له فريضة مُسَمَّاة في الميراث وإنَّما يرث المالَ كُلَّه في حال انفراده، ويأخذ ما بَقِىَ بعد توريث أصحاب الفروض "توريث العَصَبَة- الأخ/ العمُّ عَصَبَة". 

عَصَبة2 [جمع]: جج عَصَبات
• عَصَبة الرَّجل:
1 - قومه الذين يتعصَّبون له وينصرونه.
2 - بنوه وقرابته لأبيه، وإنّما سُمُّوا عصبة لأنَّهم عصّبوا به أي أحاطوا به فالأب طرف والابن طرف، والعمُّ جانب والأخ جانب. 

عُصْبَة [جمع]: جج عُصُبات وعُصْبات وعُصَب: جماعة من الحيوان أو الطَّير أو النَّاس "تكوّنت عُصْبَةُ من الأدباء- تسير عُصَب الطَّير بانتظام- {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} " ° عُصْبَةُ الأمم: مُنظَّمة دوليَّةٌ أُنْشئت عام 1920م في جينيف وحلَّت محلَّها عام 1946م منظّمة الأمم المتَّحدة ومقرُّها في نيويورك.
• عُصْبة من الرِّجال: ما بين العشرة إلى الأربعين " {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} ". 

عُصْبَجيَّة [جمع]: مف عُصبجيّ: مجموعة أشخاص يتَّسمون بسوء السلوك وحِدَّة الطبع "قبضت الشرطة على مجموعة من العُصبجيّة". 

عَصَبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عَصَب.
2 - سريع الانفعال والغضب "لا تكن عَصَبيًّا- عَصَبيّ المزاج".
• الجهاز العَصَبيّ: (طب) مجموعة الخلايا والعُقَد والمراكز والأنسجة العصبيَّة التي تؤمِّن إدارة الوظائف الحياتيَّة وتنسيقها واستقبال معطيات الحواسّ وتأمين الحركة.
• الجهاز العَصَبيّ المركزيّ: (طب) المخّ والعمود الفقريّ.
• انهيار عصبيّ: (طب) مرض يصيب الإنسانَ إثر صدمة نفسيّة يتسبَّب في انحطاط قوى المقاومة الجسديّة الظَّاهرة والنَّفسيّة. 

عصبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَصَب: "حالة عصبيّة".
2 - مصدر صناعيّ من عَصَب: دفاع بشدَّة عمّن يُتَعصَّبُ لهم، وحماس شديد في الميول لهم والدِّفاع عنهم "عصبيَّة قوميَّة/ قبليَّة".
3 - سرعة الانفعال، حِدَّة وخشونة "تكلَّمَ بعصبيَّة- تصرَّفَ بعصبيَّة". 

عصيب [مفرد]:
1 - شديد الهول والفزع أو شديد الحرِّ "وقت/ يوم عصيبٌ- {وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} ".
2 - صعب، شاقّ "أمرٌ عصيب". 

عصب

1 عَصَبَ, aor. ـِ (K,) inf. n. عَصْبٌ, (S, A, Mgh, O, K,) He twisted [a thing], or wound [it] round: (A, K, TA:) this is the primary signification: (TA:) and he folded [it]; (A, K;) or he folded [it] tightly: (S, O, TA:) and he bound [it], or tied [it]: (A, Mgh, K, TA:) عَصْبٌ denotes the binding, or tying, a thing with another thing, lengthwise, or [more commonly] around. (O.) See also 2, first sentence. [And see مَعْصُوبٌ.] b2: He twisted, or spun, thread. (K, * TA.) And He put together thread, and bound it, previously to dyeing it. (TA.) b3: عَصَبَ الكَبْشَ, (S, O, Msb, K, *] aor. as above, (K,) and so the inf. n., (S, Msb, K,) He bound, or tied, (tightly, TA) the testicles of the ram, in order that they might fall, without his extracting them: (S, O, Msb, K:) and in like manner one says of a goat, (K,) and of other beasts. (TA.) b4: عَصَبَ النَّاقَةَ, (O, Msb, K, *) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (Msb, K, TA,) and عِصَابٌ also; (TA;) and ↓ اعتصبها; (O, K;) He bound the thighs of the she-camel, (Msb, K, TA,) or the lower parts of her nostrils, (TA,) with a cord, (Msb, TA,) in order that she might yield her milk copiously: (Msb, K, TA:) and (O) عَصَبَ فَخِذَ النَّاقَةِ [He bound the thigh of the she-camel] for that purpose. (S, O.) [See عَصُوبٌ.] Hence one says, أَعْطَى عَلَى العَصْبِ (tropical:) He gave by means of force. (TA.) And مِثْلِى لَا يَدِرُّ بِالعِصَابِ (assumed tropical:) Such a one as I am will not give by means of force. (A, TA.) b5: عَصَبَتْ فَرْجَهَا She (a woman) bound her vulva with a bandage. (Msb.) b6: عَصَبَ الشَّجَرَةَ, (S, O, K,) aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ, (K,) He drew together the branches of the tree (S, O, K, TA) that were straggling, (K, TA,) by means of a rope, (TA,) and then beat it, (S, O, K, TA,) in order that its leaves might fall. (S, O, TA.) [Golius assigns this signification also to عَصَّبَ, as on the authority of the S, in which I do not find it.] El-Hajjáj said, (S, TA,) when preaching to the people at El-Koofeh, (TA,) لَأَعْصِبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلَمِ (S) or السَّلَمَةِ (TA) [I will assuredly draw you together and beat you as one does the selem or the selemeh]. The سَلَمَة is a tree of the kind called عِضَاه, having thorns, and its leaves are the قَرَظ with which hides are tanned: [but see قَرَظٌ:] the removal of the leaves with the hand being difficult on account of the many thorns, its branches are drawn together and bound tightly with a rope; then the beater pulls them towards him, and beats them with his staff; whereupon the leaves become scattered for the cattle and for him who desires to gather them. (TA.) Or this is done, (S, O, TA,) accord. to A 'Obeyd, (S, O,) only (TA) when they desire to cut down the selemeh, that they may get at the stock. (S, O, TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ لَا تُعْصَبُ سَلَمَاتُهُ [Such a one will not have his selemehs bound round with a rope, and beaten]: a prov., applied to a strong, mighty man, not to be subdued nor abased. (A, * TA.) And one says also of winds, تَعْصِبُ الشَّجَرَ عِنْدَ دُرُوجِهَا فِيهِ (assumed tropical:) [They compress the branches of the trees, as though they bound them round, in their passage among them]: and such winds are termed ↓ عَصَائِبُ. (O.) And عَصَبَ القَوْمَ, aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ, (assumed tropical:) It (an affair, or event,) drew the people together, and became severe to them. (Az, TA.) b7: عَصَبَ صَدْعَ الزُجَاجَةِ بِضَبَّةٍ مِنْ فِضَّةٍ He (a smith) repaired the crack of the glass vessel by putting round it a band of silver. (O, TA.) b8: عَصَبَ بِرَأْسِ قَوْمِهِ العَارَ (assumed tropical:) He made disgrace to befall his people [as though he bound it upon the head of their chief or upon the head of each of them]. (O.) It is related in a trad. respecting the battle of Bedr, that 'Otbeh the son of Rabee'ah said, اِرْجِعُوا وَلَا تُقَاتِلُوا وَاعْصِبُوهَا بِرَأْسِى (assumed tropical:) [Return ye, and fight not; and bind it upon my head]; meaning attach and attribute to me the disgrace that will befall you for relinquishing the battle and inclining to peace. (IAth, TA.) And it is said in another trad., قُومُوا بِمَا عَصَبَكُمْ بِهِ (assumed tropical:) Fulfil ye the obligations with which He (meaning God) has bound you; or which He has imposed upon you and attached to you; by his commands and prohibitions. (TA.) b9: عَصَبَ الشَّىْءَ and عَلَى

الشَّىْءِ, aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ and عِصَابٌ, He grasped the thing with his hand. (K, * TA.) A poet, cited by IAar, says, وَكُنَّا يَا قُرَيْشُ إِذَا عَصَبْنَا يَجِىْءُ عِصَابُنَا بِدَمٍ عَبِيطِ [And we were, O Kureysh, when we grasped our opponents, such that our grasping brought fresh blood]; عِصَابُنَا meaning our grasping those whom we opposed with the swords. (TA.) b10: and عَصَبَ, aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ, He clung, or kept, to a thing. (K.) One says, عَصَبَ المَآءَ He kept to, or by, the water. (IAar, TA.) And عَصَبَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ The man remained, or stayed, in his house, or tent, not quitting it. (O, TA.) b11: And He went round, encompassed, or surrounded, a thing. (K.) It is said in a trad., of the angel Gabriel, on the day of Bedr, قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الغُبَارُ The dust had overspread, [or surrounded,] and clung to, his head: or, as some relate it, قَدْ عَصَمَ ثَنِيَّتَيْهِ الغُبَارُ; and if this be not a mistake, the latter verb is syn. with the former: ب and م being often interchangeable: (L, TA:) the latter phrase means, as also with عَصَبَ, the dust had stuck to his two central incisors. (TA in art. عصم.) And Ibn Ahmar says, إِذْ عَصَبَ النَّاسَ شَمَالٌ وَقُرٌ [وَقُرْ being for وَقُرٌّ] i. e. When north wind and cold environ me. (L, TA.) And one says also, عَصَبَ الغُبَارُ بِالجَبَلِ The dust encompassed, or surrounded, the mountain. (L, TA.) And عَصَبُوا بِهِ They encompassed, or surrounded, him: (S, A, Mgh, O, TA:) and they encompassed, or surrounded, him, looking at him: (S, O:) and, (Msb, K,) as also عَصِبُوا, (K,) aor. of the former عَصِبَ, (Msb, K,) and inf. n. عَصْبٌ, (Msb,) and aor. of the latter عَصَبَ, (K,) they assembled around him (Msb, K) for fight or defence. (Msb. For another explanation of عَصَبَ and عَصِبَ, see 12.) And عَصَبَ القَوْمُ بِالنَّسَبِ i. q. أَحَاطُوا بِهِ [app. meaning The people, or party, included, or comprehended, the relations, or kinsmen; for النَّسَبُ is often used for ذَوُو النَّسَبِ]. (Msb.) and عَصَبَتِ الإِبِلُ بِالمَآءِ The camels surrounded, or encircled, the water. (S, O.) b12: عَصَبَ الرِّيقُ بِفِيهِ, (S, O, K, * TA,) aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ; (K, TA;) and عَصِبَ, aor. ـَ (TA;) The saliva became dry in his mouth. (S, O, K, * TA.) And عَصَبَ الرِّيقُ فَاهُ (S, O, TA) The saliva by its drying made his mouth dry: and the saliva adhered to his mouth. (TA.) Aboo-Mohammad El-Fak'asee says, يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَىَّ عَصْبِ عَصْبَ الجُبَابِ بِشَفَاهِ الوَطْبِ

[The saliva makes his mouth dry, with what a drying ! as the drying of the spume of camels' milk on the lips of the skin]. (S, O.) and عَصَبَ فُوهُ, aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ, His mouth, with his saliva, became dry. (O.) And عَصَبَ الفَمُ, (K, * TA,) aor. ـِ inf. n. عَصْبٌ and عُصُوبٌ, meaning [The mouth, or teeth, (the latter accord. to the explanation in the K,)] became foul, or dirty, from dust and the like, (K, TA,) as from vehement thirst, or fear. (TA.) b13: عَصَبَ, aor. ـِ inf. n. عُصُوبٌ, He was, or became, [hungry; or] very hungry; or his bowels were almost dried up with hunger: because it is said of the practice of a hungry man's binding round his belly, as expl. voce مَعْصُوبٌ [q. v.]. (TA.) b14: عَصَبَ الأُفُقُ The horizon became red. (S, O. [In Freytag's Lex. عَصِبَ, as from the K, in which I do not find it. See عَصْبٌ.]) A2: عَصِبَ, (S, O, K,) with kesr, (S, O,) like فَرِحَ, (K,) said of flesh, or flesh-meat, It had many عَصَبَ [i. e. sinews, or tendons]. (S, O, K.) b2: And عَصِبَ, aor. ـَ inf. n. عَصْبٌ, [so in the TA, and so in a verse there cited, not عَصَبٌ,] He was, or became, firm and compact in flesh. (TA.) b3: [Other meanings of this verb have been mentioned above.]2 عصّب, (S, A, O, &c.,) inf. n. تَعْصِيبٌ, (S, A, O,) [He bound, or wound round, a thing with several circumvolutions:] he bound [or wound round] a man's head with a turban, fillet, bandage, or the like; (S, * O, * Msb, K, * TA;) as also ↓ عَصَبَ, inf. n. عَصْبٌ: (MA:) and he bound a broken limb, or a wound, with a piece of rag or a bandage. (L, TA.) He turbaned a man; attired him with a turban. (A, TA.) b2: Hence, (A, O,) تَعْصِيبٌ signifies (tropical:) [The crowning a man: (see the pass. part. n.:)] the making a man a chief: (A, O, K, TA:) for turbans are the crowns of the Arabs: (O:) when a man's people made him a chief, they bound his head with a turban: (A, TA:) as kings wore crowns, so the chiefs of the Arabs wore red turbans: (L, TA:) there were brought to the desert, from Haráh (هَرَاة), red turbans, which the nobles among the Arabs wore. (Az, TA.) b3: [Hence also,] عصّبهُ بِالسَّيْفِ i. q. عَمَّمَهُ بِهِ (assumed tropical:) [He cut, or wounded, him in the place of the turban, with the sword]. (A, TA.) b4: And عصّبهُ, inf. n. as above, He, or it, [caused him to bind his waist by reason of hunger: (see the pass. part. n.:) and hence,] made him to hunger: (K:) and عَصَّبَتْهُمُ السِّنُونَ The years of drought, or sterility, made them to hunger: (TA:) or عصّبتهُ السِّنُونَ The years of drought, or sterility, ate up his property, or cattle. (A 'Obeyd, S, O.) And It [i. e. drought or the like] destroyed him: (K:) and عصّب الدَّهْرُ مَالَهُ Adverse fortune destroyed his cattle, or camels &c. (TA.) b5: And He called him مُعَصَّب [meaning poor]: so says IAar; and he cites as an ex., يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّتْ حَلُوبَتُهُ وَهَلْ يُعَصَّبُ مَاضِى الهَمِّ مِقْدَامُ [He is called the poor, whose milch-cattle have become few: but should one whose purpose is effectual, one of great boldness, be called poor?]. (TA.) b6: الذَّكَرُ يُعَصِّبُ الأُنْثَى means The male makes the female to be such as is termed عَصَبَةٌ [by his being consociated with her as such]. (Mgh.) 4 أَعْصَبَ see 12. b2: [Golius explains this v. as meaning “ Firmiter religavit: ” or, as a trans. v. governing an accus., “constringi jussit: ” as on the authority of the S, in which I do not find it in any sense.]5 تعصّب i. q. شَدَّ العِصَابَةَ [i. e. He bound the turban, or fillet, round his (own) head; a meaning well known, whence that explained in the next sentence: (see also 8:) and he bound a bandage of some kind round his (own) body, by reason of hunger: see مُعَصَّبٌ]. (S, O, Msb, * K.) b2: And (assumed tropical:) He was made a chief; quasi-pass. of 2 [q. v.]. (L, TA.) b3: And it has also another signification, from العَصَبِيَّة; (S, O;) [i. e.] it signifies also أَتَى بِالعَصَبِيَّةِ; (K, TA;) which means [He aided his people, or party, against hostile conduct: or he was angry, or zealous, for the sake of his party, and defended them: (see عَصَبِىٌّ and عَصَبِيَّةٌ:) or] he invited, or summoned, others to the aid of his party, and to combine, or league, with them against those who acted towards them with hostility, whether they were wrongdoers or wronged. (TA.) And you say, تَعَصَّبُوا عَلَيْهِمْ They leagued, or collected themselves, together against them: and تَعَصَّبْنَا لَهُ, and مَعَهُ, We [leagued together for him, and with him, and] defended him. (TA.) [See also De Sacy's Chrest. Ar., see. ed., i. 445-6; where it is shown that التَّعَصُّبُ in religion means The being zealous, or a zealot: and see Har pp.423 and 573.] b4: And تعصّب بِالشَّىْءِ He was, or became, content with the thing; as also ↓ اعتصب.

بِهِ. (K.) 7 انعصب i. q. اِشْتَدَّ [app. meaning, as seems to be indicated by the context (both before and after) in the S, It was, or became, hard, firm, or strong]. (S, O, K.) 8 اعتصب بِالعِمَامَةِ [He attired himself, or surrounded his head, with the turban], and بِالتَّاجِ [with the crown]. (S, O.) And اعتصب التَّاجَ عَلَى

رَأْسِهِ He encircled his [own] head with the crown. (Az, TA.) b2: اعتصب النَّاقَةَ: see 1, in the middle of the first quarter. b3: اعتصبوا They became formed, or collected, into companies such as those whereof one is called عُصْبَة: (K:) or, into one of such companies. (M, L, TA.) [See also 12.] b4: اعتصب بِهِ: see 5, last sentence.12 اِعْصَوْصَبَ القَوْمُ The people, or party, collected themselves together: (TA:) or did so, and became companies such as are called عَصَائِب, (S, O, TA,) and became one of such companies: [see also 8; and see عُصْبَةٌ:] and in like manner, [did so, and] strove, or exerted themselves, in journeying, or pace. (TA.) And اعصوصبت الإِبِلُ The camels strove, or exerted themselves, in journeying, or pace; as also ↓ اعصبت: and collected themselves together; (K;) [and] so ↓ عَصَبَت and ↓ عَصِبَت: (Fr, S, O:) or collected themselves together so as to become one عِصَابَة, and strove, or exerted themselves, in journeying, or pace. (TA.) b2: اعصوصب is also said of a day, [app. in relation to heat,] meaning It was, or became, vehement, or severe: (S, O:) and of evil, meaning it was, or became, vehement, or severe, (K, TA,) and concentrated. (TA.) عَصْبٌ: see عِصَابَةٌ, in two places. b2: And see also عُصْبٌ. b3: Also A particular sort of the garments called بُرُود, (S, A, Mgh, O, K,) of the fabric of El-Yemen; (S, Mgh, O;) a بُرْد of which the yarn is dyed, and then woven; (Msb;) or of which the yarn is put together and bound, then dyed, and then woven; (A, Mgh, TA; *) not of the sort called بُرُودُ الرَّقْمِ: (TA:) it has no pl., (Nh, Msb, TA,) nor dual: (Msb:) you say بُرْدُ عَصْبٍ (Nh, Mgh, TA) and بُرُودُ عَصْبٍ (Nh, Mgh, Msb, TA) and يُرْدَا عَصْبٍ, (Msb,) and also يُرْدٌ عَصْبٌ and بُرُودٌ عَصْبٌ, (Nh, TA,) and ثَوْبٌ, عَصْبٌ, (Msb,) and أَرْدِيَةُ العَصْبِ; (A, TA;) and sometimes they say عَصْبٌ alone, the بُرْد being known by this name: (TA:) or garments of the kind called بُرُود, of the fabric of El-Yemen, the yarn of which is put together and bound, and then dyed, and woven, so that they become partycoloured, because what has been bound thereof remains white, the dye not having taken it; and such garments a woman in the period termed عِدَّة [q. v.] is allowed to wear, but not garments that are [wholly] dyed: or striped garments of the kind called بُرُود: and what is forbidden in that case is a garment that has been dyed after it has been woven; or what are forbidden are the عَصْب of El-Yemen, which are said to have been dyed with urine; so in the L &c.: (TA:) or, accord. to Sub, garments of the kind called بُرُود of the fabric of El-Yemen; so called because they are dyed with عَصْب, which grows only in El-Yemen; [he says that العَصْبُ is a certain dyed that does not grow but in El-Yemen; (Msb;)] but in this he opposes the generality of authorities; for they agree in stating that the garments in question are thus called from العَصْبُ, “the act of binding,” because the yarn is bound in order that the dye may not pervade the whole of the بُرْد. (MF, TA.) b4: Hence, (assumed tropical:) Clouds like such as are termed لَطْخ [q. v.]: (S, O:) or red clouds or mist (K, TA) seen in the western horizon (TA) in a time of drought, or sterility; as also ↓ عِصَابَةٌ, (K, TA,) pl. عَصَائِبُ. (TA.) A2: In a trad., mention occurs of a necklace made of عَصْب: ElKhattábee says, if it do not mean the garments of El-Yemen, I know not what it is; yet I see not how a necklace can be made of these: Aboo-Moosà thinks it may be عَصَب, meaning the tendons of joints, as they may have taken the tendons of certain clean animals, and cut them in pieces, and made them like beads, and, when dry, made neck laces of them; but he adds his having been told by some of the people of El-Yemen that عَصْبٌ is the name of A certain beast of the sea, or of the great river, called also فَرَسُ فِرْعَوْنَ [i. e. Pharaoh's horse, perhaps meaning the hippopotamus], of which [meaning of the teeth or bones of which] beads and other things, as the handles of knives &c., are made, and which is white. (L, TA.) A3: And Saliva that sticks and dries in the mouth: whence the saying, لَفَظَ فُلَانٌ عَصْبَهُ, meaning (assumed tropical:) Such a one died. (T and TA in art. لفظ.) A4: And A light, or an active, and sharp-headed, boy, or young man; (IAar, TA;) [and] so عَضْبٌ. (IAar, TA in art. عضب.) عُصْبٌ and ↓ عَصْبٌ and ↓ عَصَبٌ (K, TA) Certain trees that twine round other trees, having weak leaves; (TA;) the kind of tree called لَبْلَاب [dolichos lablab of Linn.]; (K;) said by Sh to be a kind of plant that twines round trees, i. q. لَبْلَابٌ: [coll. gen. ns.:] the ns. un. are عُصْبَةٌ and عَصْبَةٌ and عَصَبَةٌ: (TA:) accord. to Abu-lJarráh, (O, TA,) عَصْبَةٌ signifies a certain thing [app. meaning plant] that twines about a قَنَادَة [or tragacanth], (O, K, TA,) thus, correctly, in many copies of the K, but in some فَتَاة, and in some قَنَاة, both of which are wrong, though some assert the latter to be correct, (TA,) not to be pulled off from it but with an effort: (O, K, TA:) [see عِطْفَةٌ:] one says of a man strong in struggling for the mastery, قَتَادَةٌ لُوِيَتْ بِعُصْبَةٍ (assumed tropical:) [A tragacanth twined about by a lebláb; the strong man being app. likened to a tragacanth, and his antagonist to a lebláb]: (TA:) and in a trad. of Ez-Zubeyr Ibn-El-'Owwám, he is related to have said, عَلِقْتُهُمْ إِنِّى خُلِقْتُ عُصْبَهْ قَتَادَةً تَعَلَّقَتْ بِنُشْبَهْ (O, TA:) he puts عصبه for علقه, [evidently, I think, a mistranscription for عَلِقًا, (see نُشْبَةٌ, in its proper art., for a confirmation,)] the meaning being خلقت علقة لخصومى [in which for علقة I read عَلِقًا]; then he likens himself to a tragacanth in respect of his excessive tenaciousness; for بنشبه means “ by the help of a thing of great tenaciousness: ” [or نشبه may be here an inf. n., i. e. of نَشِبَ: the meaning of the verse may therefore be, I clung to them: verily I have been created a grasper, and a tragacanth that has clung by means of a strong holdfast, or that has clung with great tenaciousness:] (TA:) Sh explains عُصْبَة (O, TA) with damm on the authority of Ed-Deenawaree [i. e. AHn], and عَصْبَة with fet-h on the authority of AA, (O,) as meaning a certain plant that twines about a tree, and is called لَبْلَاب; and نُشْبَة as meaning a man who, when he sports with a thing (عَبِثَ بِشَىْءٍ [but probably the right reading is شَبِثَ بشىء or تَشَبَّثَ i. e. clings to a thing]), hardly, or never, quits it. (O, TA.) عَصَبٌ [The sinews, or tendons; though the following explanation seems rather to denote the ligaments;] the أَطْنَاب of the joints, (S, O, Msb, K, TA,) which connect and bind together the structure thereof, in man and in others, such as the ox-kind, and sheep or goats, and gazelles, and ostriches; so says AHn; (TA;) i. q. عَقَبٌ: (S and K &c. in art. عقب:) or such as are yellow of the اطناب (Mgh, Msb) of the joints; the عَقَب being the white: (Mgh:) [it is also used as meaning ligaments: (see an ex. of its n. un. in an explanation of الصَّدَفَتَانِ, voce صَدَفٌ:) and sometimes it means nerves: (see a usage of its pl. voce صَرْعٌ:) it is a coll. gen. n.:] the n. un. is with ة: (S, O, TA:) and the pl. is أَعْصَابٌ. (S, Mgh, O, Msb.) b2: And (assumed tropical:) The best (in a pl. sense) of a people or party. (K.) b3: See also عُصْبٌ.

عَصِبٌ Flesh, or flesh-meat, having many عَصَب [i. e. sinews, or tendons]. (TA.) عَصْبَةٌ n. un. of عَصْبٌ as syn. with عُصْبٌ [q. v.]. (TA.) عُصْبَةٌ n. un. of عُصْبٌ [q. v.]. (TA.) b2: and A party, or company, of men (Az, S, O, Msb) who league together to defend one another; (O; [See also عَصَبَةٌ;]) in number from ten to forty; (Az, S, O, Msb;) or, about ten: (IF, Msb:) or accord. to Akh, a company [of men]; as also ↓ عِصَابَةٌ; having no sing.: (O:) or ↓ the latter, (S, O, Msb,) or each, (K,) signifies a company, or an assemblage, of men, and of horses, (S, O, Msb, K,) or of horses with their riders, (TA,) and of birds, (S, O, Msb, K,) and of other things, (TA,) in number from ten to forty, (K, TA,) or the former from three to ten, or consisting of forty, or of seventy, but said to be originally applied to an unlimited number: its pl. is عُصَبٌ: (IAth, Msb, TA:) and the pl. of ↓ عِصَابَةٌ is عَصَائِبُ. (S, O, Msb, TA.) It is said in a trad. of 'Alee that the أَبْدَال are in Syria; and the نُجَبَآء, in Egypt; and the ↓ عَصَائِب, in El-'Irák; meaning, by the last, Companies assembled for wars: or a company of devotees, because coupled with the ابدال and the نجباء. (TA.) عِصْبَةٌ A mode, or manner, of binding, or winding round, one's head with a turban or the like. (L, TA.) عَصَبَةٌ n. un. of عَصَبٌ. (S, &c. [See the latter word in the paragraph headed by it and also voce عُصْبٌ.]) b2: Also A man's people, or party, who league together for his defence: (K, TA: [see also عُصْبَةٌ:]) thus accord. to the leading lexicologists. (TA.) b3: And The heirs of a man who has left neither parent nor offspring: and [particularly], with respect to the [portions of inheritances termed] فَرَائِض [pl. of فَرِيضَةٌ q. v.], all such as have not a فَرِيضَة named, and who receive if there remain anything after [the distribution of] the فَرَائِض: (K, TA:) thus accord. to those who treat of the فرائض, and accord. to the [other] lawyers: (TA:) or the relations by the side of the males: this is the meaning of what is said by the leading lexicologists: (Msb:) or, as is said by Az, a man's heirs consisting of male relations: (Msb, TA:) or his sons, and relations on the father's side: (S:) so called because they encompass him; the father being a طَرَف [i. e. an extremity in the right line], and so the son, and the paternal uncle being a جَانِب [i. e. a collateral relation], and so the brother: (Az, S, TA:) or a man's relations on the father's side; (Mgh, TA;) because they encompass him and he is strengthened by them: (TA:) afterwards it became applied to a single person as well as to a pl. number, and both a male and a female: (Mgh:) or the lawyers apply it to a single person when there is no other than he, because he stands in the place of the collective number in receiving the whole of the property; and in the language of the law it is applied to a female in certain cases relating to emancipation and inheritances, but not otherwise either in the proper language or in the language of the law: (Msb:) and ↓ عُصُوبَةٌ is used as its inf. n. [meaning the state of being persons, or a person, to whom the term عَصَبَةٌ is applied]: (Mgh:) it is said [by Az] in the T, “I have not heard any sing. of عَصَبَةٌ: accord. to analogy it should be عَاصِبٌ, like as طَالِبٌ is sing. of طَلَبَةٌ: ” (TA: [and the like is also said in the Mgh: in the Msb it is said that عَصَبَةٌ is pl. of عَاصِبٌ, like as كَفَرَةٌ is pl. of كَافِرٌ:]) the pl. is عَصَبَاتٌ. (Az, S, TA.) عَصَبِىٌّ One who aids his people, or party, against hostile conduct: or who is angry [or zealous] for the sake of his party, and defends them: [or one who invites others to the aid of his party, or to combine, or league, with them against those who act towards them with hostility, whether they be wrongdoers or wronged: or one who leagues with others: or one who defends others: or a partisan; a person of party-spirit; or one zealous in the cause of a party: (see 5, and see the paragraph next following this:)] occurring in a trad. (TA.) عَصَبِيَّةٌ [The quality of him who is termed عَصَبِىٌّ: i. e., of him who aids his people, or party, against hostile conduct: or of him who is angry, or zealous, for the sake of his party, and defends them: or of him who invites others to the aid of his party, and to combine, or league, with them against those who act towards them with hostility, whether they be wrongdoers or wronged: or of him who leagues with others: or of him who defends others: or partisanship; party-spirit; or zeal in the cause of a party: or (as expl. by De Sacy, Chrest. Ar., sec. ed., i. 411,) a strong attachment, which holds several persons closely united by the same interest or the same opinion: see 5, and see the paragraph next preceding this]. (S, K, TA.) عِصَابٌ A cord with which the thigh of a she-camel is bound in order that she may yield her milk copiously. (S.) b2: See also عِصَابَةٌ, in two places.

عَصُوبٌ A she-camel that will not yield her milk copiously unless her thigh, (S, O,) or thighs, (A, K,) be bound with a cord: (S, A, O, K:) or unless the lower parts of her nostrils be bound with a cord, and she be then urged to rise, and not loosed until she is milked. (Az, TA.) b2: And A woman having little flesh in her posteriors and thighs: or light in the hips, or haunches. (Kr, K.) عَصِيبٌ Lights [of an animal] bound round with guts, and then roasted, or broiled: (S, O, K:) pl. [of pauc.] أَعْصِبَةٌ (K) and [of mult.] عُصُبٌ. (S, O, K.) And Such as are twisted, of the guts of a sheep or goat. (TA.) And its pl. عُصُبٌ, Guts of a sheep or goat, folded, and put together, and then put into one of the winding guts of the belly. (L, TA.) A2: Also, and ↓ عَصَبْصَبٌ A vehement, or severe, day: (Fr, S, O, K:) or a vehemently-hot day: (Fr, K:) and the former is in like manner applied to a night (لَيْلَة), without ة: (TA:) and ↓ the latter signifies also a cold, and very cloudy, day, in which nothing is seen of the sky. (Abu-l- 'Alà, L, TA.) عِصَابَةٌ A thing with which another thing is bound, or wound round; as also ↓ عِصَابٌ (K, TA) and ↓ عَصْبٌ: (L, TA:) or a thing with which the head is bound, or wound round: (S, A, Mgh, O, TA;) and ↓ عِصَابٌ signifies a thing with which a thing other than the head is bound, or wound round; (A, TA;) anything, such as a piece of rag, or a fillet, or bandage, with which a broken limb, or a wound, is bound, is termed thus, i. e. عِصَابٌ: (L, TA:) and عِصَابَةٌ signifies also a turban; syn. عِمَامَةٌ: (A, Mgh, Msb, K, TA:) or this [in the TA by mistake written عمامة] signifies a small thing that serves as a covering for the head, [such as a kerchief or a fillet,] being wound round it; and what is larger is termed عِمَامَةٌ: ('Ináyeh of Esh-Shiháb, MF, TA:) or whatever is bound, or wound, round the head, whether it be a turban or a kerchief or a piece of rag: (TA, from an explanation of a trad.:) and ↓ عَصْبٌ [likewise] signifies a turban, and anything with which the head is bound, or wound round: (S, O:) the pl. of عِصَابَةٌ is عَصَائِبُ. (Mgh, TA.) El-Farezdak says, وَرَكْبٌ كَأَنَّ الرِّيحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ لَهَا سَلَبًا مِنْ جَذْبِهَا بِالعَصَائِبِ [And a company of riders in such a state that it seemed as though the wind desired to take for itself spoil from them, by its dragging away the turbans]: he means that the wind untwisted their turbans by its violence, as though it despoiled them thereof. (TA.) b2: And [hence] (assumed tropical:) A crown. (A, TA.) b3: See also عَصْبٌ, latter half. b4: and see عُصْبَةٌ, in four places. b5: And for the pl. applied to winds, see 1, former half.

عُصُوبَةٌ: see عَصَبَةٌ, near the end.

عَصَبْصَبٌ: see عَصِيبٌ, in two places.

عَصَّابٌ A vender, or spinner, of thread, or yarn; syn. غَزَّالٌ. (AA, S, O.) فُوهُ عَاصِبٌ His mouth is dry from the drying up of the saliva: and رَجُلٌ عَاصِبٌ A man in whose mouth the saliva has dried up. (TA.) مُعَصَّبُ, (S, O, TA,) accord. to the author of the K ↓ مُعَصِّبٌ, like مَحَدِّثٌ, in all its senses there explained, but accord. to others like مُعَظَّمٌ, (TA,) One having his waist bound round in consequence of hunger; (S, O;) one who binds round his body (يَتَعَصَّبُ) with pieces of a garment or of cloth, by reason of hunger; (K, TA;) one who, in consequence of leanness occasioned by hunger, binds round his belly with a stone [placed under the bandage: see مَعْصُوبٌ]: (TA:) or, accord. to A 'Obeyd, one whose property, or cattle, years of drought, or sterility, have eaten up: (S, O:) [or] it signifies also a poor man. (K, TA.) b2: And Turbaned; attired with a turban; (O, L, TA;) [as also ↓ مُعْتَصِبٌ.] b3: And [hence] (assumed tropical:) A chief; (K;) one made a chief. (Az, L, TA. [See 2.]) b4: And [hence] (assumed tropical:) Crowned: (O:) or a crowned king; as also ↓ مُعْتَصِبٌ: (A, TA:) because the crown encircles the head like a turban. (Az, TA.) مُعَصِّبٌ: see the next preceding paragraph.

مَعْصُوبٌ [Twisted, or wound round: and folded, or folded tightly: and bound, or tied: see 1, first sentence. b2: And hence,] (assumed tropical:) Firm, or strong, in the compacture of the flesh. (S, O,) You say رَجُلٌ مَعْصُوبُ الخَلْقِ (assumed tropical:) [A man firm, or compact, in respect of make]; (S, A, O;) strongly, or firmly, knit, or compacted; not flabby in flesh. (TA.) And جَارِيَةٌ مَعْصُوبَةٌ, meaning حَسَنَةُ العَصْبِ i. e. مَجْدُولَةُ الخَلْقِ (assumed tropical:) [A girl, or young woman, goodly in respect of compacture; well compacted in respect of make]. (S, O.) b3: And (assumed tropical:) A slender, or an elegant, sword. (K.) b4: And (assumed tropical:) Hungry, having his belly bound round: (A:) or [simply] hungry; in the dial. of Hudheyl: (S, O:) or very hungry: (K:) or one whose bowels are almost dried up by hunger: an epithet said to be applied to a hungry man because he binds round his belly with a stone [within the bandage] on account of his hunger: it is said to have been the custom of any hungry man, among the Arabs, to bind his belly with a bandage, under which he sometimes put a stone. (TA.) b5: And (assumed tropical:) A letter (كِتَابٌ); thus called because bound round with a thread, or string: so in the saying, وَرَدَ عَلَىَّ مَعْصُوبٌ [A letter came to me]. (A, TA.) مُعْتَصِبٌ: see مُعَصَّبٌ, in two places.

رَجُلٌ يَعْصُوبٌ, A strong, or sturdy, man. (TA.)
عصب
: (العَصَبُ مُحَرَّكَةً) عَصَبُ الإِنْسَان والدّابّة. والأَعْصَابُ: (أَطْنَابُ المَفَاصِل) الَّتِي تُلَائِمُ بَينها وتَشُدُّها، وَلَيْسَ بالعَقَب، يَكُونُ ذلكَ للإِنْسَان وغَيْره، كالبَقَر والغَنَم والنَّعَم والظِّباء والشَّاء، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، الْوَاحِدَة عَصَبة، وسيأْتي ذكرُ الفَرْق بَين العَصَبِ والعَقَب.
(و) العَصَبُ: (شَجَرٌ) يلْتَوِي على الشَّجَر، وَله وَرَقٌ ضَعيف، وقالَ شَمر: هُوَ نَبَاتٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَر، وَهُوَ (اللَّبْلَاب، كالعَصْب) بفَتْح فَسُكُون، عَن أَبي عَمْرو، (ويُضَمّ) ، والوَاحِدَة العَصْبَة والعَصَبَة محرّكة والعُصْبَة، بالضَّمِّ، الأَخِرة عَن أَبي حَنِيفَا، حَكاها عَن الأَزْدِيّ قَالَ:
إِنْ سُلَيْمى عَلِقَت فُؤَادِي
تَشَبُّثَ العَصْبِ فُروعَ الوَادِي
(و) العَصَب مُحَرَّكَة: (خِيَارُ القَوْم، وعَصِبَ اللَّحْمُ كفَرِح) أَي (كَثُرَ عَصَبُه) ، وَلحم عَصِبٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ كَثيرُ العَصَب.
(والعَصْبُ: الطَّيُّ) الشَّديدُ (واللَّيُّ) . عَصَبَه يَعْصبُه عَصْباً: طَوَاه ولَوَاه. (و) قِيلَ: هُوَ (الشَّدُّ. و) العَصْبُ: (ضَمُّ مَا تَفَرَّقَ مِنَ الشَّجَر) بحَبْل (وخَبْطُه) ليَسْقُطَ وَرقُه، ورُوِيَ عَن الحَجَّاج أَنَّه خَطَب الناسَ بالكُوفَة فَقَالَ: (لأَعْصِبنَّكُم عَصْبَ السَّلَمَة) . السَّلَمَة: شَجَرَة من العِضاه ذاتُ شَوْك وورَقُها القَرَظُ الَّذِي يُدبَغُ بِهِ الأَدَمُ ويَعْسُر خَرْطُ وَرَقِها لكَثْرَةِ شَوْكِها فتُعْصبُ أَغصانُها بأَن تُجْمَع ويُشَدّ بَعْضُها إِلَى بَعْض بِحَبْلٍ شَدًّا شَدِيداً ثمَّ يَهْصُرُها الخَابِط إِلَيْه ويَخبِطُها بعَصاه فَيَتَنَاثَر ورَقُها للمَاشيَة (و) لمَنْ أَرادَ جَمْعَه. وَقيل: إِنَّمَا يُفْعَل بِهَا ذلِكَ إِذا أَرَادُوا قَطْعَها حَتَّى يُمْكنَهم الوُصُولُ إِلَى أَصْلِها (و) أَصْلُ العَصْب: اللَّيُّ. وَمِنْه (شَدّ خُصْيَي) ، مُثَنَّى، (التَّيْسِ والكَبْش (وغَيْرها من البَهَائم شَدًّا شَديداً (حَتَّى يَسْقُطا) ، وَفِي بعض الأُمَّهات يَنْدُرَا بدل يَسْقُطَا (من غَيْر نَزْع) أَوسَلّ. يُقَال: عَصَبْتُ التيسَ أَعْصبُه فَهُوَ مَعْصُوبٌ.
وَمن أَمْثَال العَرَب: (فلانٌ لَا تُعْصَبُ سَلَماتُه) يضْرب مَثَلاً للرِّجُلِ الشَّدِيد العَزِيز الَّذِي لَا يُقْهَر وَلَا يُسْتَذَلُّ. وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
وَلَا سَلَمَاتِي فِي بَجِيلَة تُعْصَبُ
كَذَا فِي الأَسَاس والمُسْتَقْصَى ولِسَان الْعَرَب.
(و) فِي الأَسَاس: عَلَيْهِم أَردِيَةُ العَصْب؛ وَهُوَ (ضَرْبٌ من البُرُودِ) اليَمَنيَّة يُعْصَب غَزْلُه، أَي يُدْرَج ثمَّ يُحَاك، وَلَيْسَ من بُرُودِ الرَّقْم، وَلَا يُجْمَع، إِنَّمَا يُقَال: بُرْدُ عَصْبٍ وبُرُودُ عَصْبٍ، أَي بالتَنوين والإِضافة كَمَا فِي النِّهَايَةِ؛ لأَنَّه مُضَافٌ إِلى الْفِعْل، وربَّما اكتَفَوْا بأَنْ يَقُولُوا: عَلَيْهِ العَصْب لأَن البُرْدَ عُرِفَ بِذَلِك الاسْم قَالَ:
يَبْتَذِلْنَ العَصْبَ والخَزَّ
مَعًا والحَبِرَات
وَمِنْه قِيلَ للسَّحَاب كاللَّطْخِ: عَصْبٌ. وَفِي الحَدِيث: (المُعْتَدَّة لَا تَلْبَسُ المُصَبَّغَةَ إلّا ثوبَ عَصْبٍ) . العَصْبُ: برودٌ يَمَنِيَّة يُعصَب غَزلُهَا أَي يُجْمَعُ ويُشَدُّ ثمَّ يُصْبَغُ ويُنسَجُ فيَأْتِي مَوْشِيًّا لِبَقَاء مَا عُصِب فِيهِ أَبيضَ لم يأْخُذْه صِبْغٌ. وَقيل: هِيَ بُرُودٌ مُخَطَّطَةٌ، فيكونُ النَّهْيُ للمُعْتَدَّة عمَّا صُبِغ بَعْد النَّسْج، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه (أَنَّه أَراد أَن يَنْهَى عَن عَصْبِ اليَمَن، وقَالَ: (نُبِّئْتُ أَنَّه يُصبَغُ بالبَوْل، ثمَّ قَالَ: (نُهِينَا عَن التَّعَمُّق) كَذَا فِي لِسَان العَرَب، وبَعْضُها فِي الأَسَاسِ والفَائِقِ وفَتْح البارِي والمَشَارِقِ والمَطَالِع والمِصْبَاح والمُجْمَلِ.
وَنقل شيخُنَا عَن الرَّوْضِ للسُّهَيْليّ أَن العَصْبَ بُرودُ اليَمَن؛ لأَنَّهَا تُصْبَغ بالعَصْب وَلَا يَنْبُتُ العَصْبُ والوَرْسُ واللُّبَانُ إِلّا فِي اليَمَن، قَالَه أَبو حَنيفَة الدِّينَورِيّ فِي كتاب النَّبات، وَقد قَلَّدَه السُّهَيْليّ فِي ذلِك، وَخَالف الجُمْهُورَ حَيْثُ إِنَّهم أَجمَعُوا على أَنه من العَصْب، وَهُوَ الشَّدّ، لِئَلَّا يَعُمّ الصِّبغ للبُردِ كلّه، كَمَا تَقَدَّم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب مَا نَصُّه: وَفِي الحَدِيث أَنَّه قَالَ لثَوْبَانَ: (اشتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلادَةً من عَصْبٍ وسِوَارَيْنِ من عَاج) . قَالَ الخَطَّابيّ فِي الَعَالم: إِن لَم تَكُن الثِّيَابَ اليَمَنِية فَلَا أَدري مَا هُو، وَمَا أَدْرِي أَن القلادة تَكُون مِنْها. وَقَالَ أَبو مُوسَى: يَحْتَمِل عِنْدِي أَنَّهَا هِيَ العَصَب بِفَتْح الصَّادِ، وَهِي أَطْنَاب المَفَاصِل وَهُوَ شيءٌ مُدوَّر فيُحتَمَل أَنَّهم كانُوا يَأْخذُون عَصَب بَعْضِ الحَيَوَانَات الطَّاهِرَة فيَقْطَعُونَ ويَجْعَلُونَه شِبْهَ الخَرَز، فإِذا يَبِسَ يَتَّخذُون مِنْهُ القَلَائِد، فإِذا جَازَ وأَمْكَنَ أَن يُتّخَذَ من عِظَامِ السُّلَحْفَاةِ وَغَيْرِها الأَسْوِرَةُ جَازَ وأَمْكَنَ أَن يُتَّخَذَ من عَصَب أَشْبَاهِها خَرَزٌ يُنظَم مِنْهَا القَلَائِدُ. قَال: ثمَّ ذَكَر لي بعضُ أَهْلِ اليَمَن أَنَّ العَصْب سِنُّ دابَّة بحرِيَّةِ تُسَمَّى فرسَ فِرْعونَ، يُتَّخَذُ مِنْهَا الخَرَزُ وغيرُ الخَرَز من نصابِ سِكِّينٍ وغَيْرِه، وَيكون أَبيضَ، انْتهى.
(و) العَصْبُ: (غَيْمٌ أَحْمَر) ترَاهُ فِي الأُفُق الغَربِيّ (يَكُونُ) أَي يَظْهر (فِي سِنِي (الجَدْبِ) أَي القَحْط، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذَا العَصْبُ أَمْسَى فِي السَّمَاءِ كأَنَّه
سَدَى أُرجُوَانٍ واستَقعَّت عَبُورُهَا
(كالعِصَابة، بِالكَسْر) قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أَعَيْنَيَّ لَا يَبْقَى على الدَّهْرِ فَادِرٌ
بتَيْهُورَةِ تَحْتَ الطِّخَافِ العَصَائِبِ
وَقد عَصَبَ الأُفُقُ يَعْصِب أَي احْمَرَّ.
(و) العَصْبُ: (شَدُّ فَخِذَيِ النَّاقَة) أَو أَدْنَى مُنْخُرَيْها بحَبْل (لِتَدِرَّ) اللبنَ كالعِصَابِ. وَقد عَصَبَها يَعْصِبُها، وسَيَأْتي.
وَفِي الأَسَاسِ: ومِثْلِي لَا يَدِرُّ بالعِصَابِ أَي لَا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَةَ. قلت: وَيَأْتِي المَزِيدُ على ذَلِكَ قَرِيباً.
(و) العَصْبُ: (اتِّسَاخُ الأَسْنَان من غُبَار ونَحْوِه) كشِدَّة عَطَشٍ أَو خَوْفٍ (كالعُصُوبٍ) بِالضَّمِّ، وَقد عَصَبَ الفَمُ يَعْصَبُ عَصْباً وعُصُوباً.
(و) العَصْبُ: (الغَزْل) والفَتْلُ. والعَصَّاب: الغَزَّال. قَالَ رُؤْبَةُ:
طَيَّ القَسَامِيّ بُرودَ العَصَّابْ
القَسَامِيُّ: الذِي يَطْوِي الثِّيابَ فِي أَوّل طَيِّهَا حَتَّى يَكسِرها على طيِّها.
(و) العَصْبُ: (القَبْضُ) وعَصَب الشيءَ وعَصَب (عَلَى الشَّيْءِ) : قَبَضَ عَلَيْهِ (كالعِصَابِ) بالكَسْرِ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ: وكُنَّا يَا قُرَيشُ إِذَا عَصَبْنَا
يَجيء عِصَابُنَا بِدَمٍ عَبِيطِ
عِصَابُنَا أَي قَبْضُنَا على مَنْ يُغادي بالسُّيُوف.
(و) العَصْب: (جَفَافُ الرِّيق) أَي يُبْسُه (فِي الفَمِ) . وفوه عَصاِبٌ. وعَصَبَ الرِّيقُ بِفِيه بالفَتْحِ يَعْصِب عَصْباً، وعَصِبَ كَفَرِح: جَفَّ ويَبِسيَ عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
يُصَلِّي علَى مَنْ مَاتَ مِنِّا عَرِيفُنَا
ويَقرأُ حَتَّى يَعْصِبَ الريقُ بالفَمِ
وَرجل عَاصِبٌ: عصَب الرِّيقُ بِفِيه. قَالَ أَشْرَسُ بْنُ بَشَّامَة الحَنْظَلِيُّ:
وإِنْ لَقِحَت أَيْدِي الخُصُومِ وَجَدْتَني
نَصُوراً إِذَا مَا اسْتَيْبَسَ الريقَ عَاصِبُهْ
لَقِحَت: ارتَفَعَت. شبَّه الأَيْدِيَ بأَذْنَاب اللَّوَاقِح مِنَ الإِبِل.
وعَصَبَ الريقُ فَاهُ يَعْصِبُه عَصْباً: أَي 2 سَه. قَالَ أَبُو مُحَمّد الفَقْعَسِيّ:
يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ
عَصْبَ الجُبَاب بشفَاهِ الوَطْبِ
الجُباب: شِبْه الزُّبْدِ فِي أَلبَانِ الإِبِلِ.
وَفِي حَدِيث بَدْر (لَمَّا فَرَغَ مِنْهَا أَتَاهُ جِبْرِيل وَقد عَصَب رأْسَه الغُبَارُ) أَي رَكِبَه وَعَلِقَ بِهِ، مِن عَصَب الرِّيقُ فَاه إِذَا لَصِق بِهِ، ورَوَى بعضُ المُحَدِّثِين (أَنَّ جِبْرِيل جَاءَ يومَ بَدر على فَرَسٍ أُنْثَى وَقد عَصَم ثَنِيَّتيه الغُبَار) . فَإِن لم يكن غَلَطاً من المُحَدِّث فِي لُغَةٌ فِي عَصَبَ والبَاءِ وَالْمِيم يتعقبان فِي حُرُوف كَثِيرَة لقُرْب مَخْرَجَيْهما. قَالَ: ضَرْبةُ لازِبٍ ولازِمٍ، وسَبَّدَ رَأْسَه وسَمَّده. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) العَصْبُ: (لُزُومُ الشيءِ) يُقَال عَصَبَ الماءَ: لزِمَه. وَهَذَا عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد: وعَصَبَ المَاءَ طِوَالٌ كُبْدُ
ويقَال: عَصَبَ الرجُلُ بيتَه أَي أَقَام فِي بَيْته لَا يَبْرَحُه لَازماً لَه. (و) العَصْب: (الإِطَافَةُ بالشَّيْءِ) قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
يَا قومٍ مَا قَوْمِي على نَأْيِهِمْ
إِذْ عَصَبَ النَّاسَ شَمَالٌ وقُرّ
يَعْجَب مِن كَرَمهِم وَقَالَ: نِعْمَ القومُ (هم) فِي المَجَاعَة إِذْ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وقُرٌّ، أَي أَطَاف بِهِم وشَمِلَهم بَرْدُهَا.
وَيُقَال: عَصَبَ الغُبَارُ بالجَبَل وغَيْرِه: أَطَافَ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَفِي الأَسَاسِ: وعَصَبوا بِهِ، أَي أَحَاطُوا. وَوجَدْتُهم عَصِبِين بِهِ. وَمِنْه العَصَبَة.
(و) العَصْبُ: (إِسْكَانُ لَامِ مُفَاعلَتُنْ فِي عرُوضِ الوَافِر ورَدُّ الجُزْءِ بِذلِك إِلَى مَفاعِيلُنْ (وإِنَّمَا سُمِّي عَصْباً لأَنَّه عُصِب أَن يَتَحرَّك أَي قُبِضَ، (وفِعْلُ الكُلِّ) مِمَّا تَقَدَّم (كضَرَب) إِلا العَصْب بمَعْنَى جَفَافِ الرِّيق، فإِنَّ مَاضِيَه رُوِي بالوَجْهَيْن الْفَتْح والكَسْر، كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْه.
(والعصَابَةُ بالكَسْرِ:) مَا عُصِب بِه، كالعِصابِ، بالكَسْر أَيْضاً، والعصب قالَه ابنُ مَنْظُور. وعَصَّبَهُ تَعْصِيباً: شَدَّه، واسمُ مَا شُدَّ بِهِ العِصَابَةُ.
وَفِي الأَسَاس، وَيُقَال: شَدَّ رأْسَه بعِصَابة، وغَيْره: بِعِصابٍ (و) العِصَابَةُ أَيضاً: التَّاجُ و (العِمَامَةُ) . والعَمَائِمُ يُقَال لَهَا العَصَائِب. قَالَ الفَرَزْدَق:
وركْبٍ كأَنَّ الريحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ
لَهَا سَلَباً من جَذْبِها بالعَصَائِبِ
أَي تَنفُض لَيَّ عَمائِمهُ مِنْ شِدَّتها فكأَنَّها تَسْلُبهم إِيَّاها.
وَنقل شيخُنَا عَن عِنَايَة الشِّهَاب فِي البَقَرَة أَنَّ العِصَابَةَ مَا يُسْتَرُ بِه الرأْسُ ويُدارُ عَلَيْه قَلِيلاً، فإِن زَادَ فعِمَامة. فَفَرَّقَ بَين العِصَابَة والعِمامَة، وظَاهِر المُصَنِّف أَنّها تُطْلَق على مَا ذَكَره وعَلى العِمَامة أَيْضاً، كأَنَّه مُشْتَرَك، وَهو الَّذِي صَرَّح بِهِ فِي النِّهَايَةِ، انْتَهَى.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: العِصْبَةُ: هَيْئة الاعْتِصَابِ، وكل مَا عُصِبَ بِكَسْرٌ أَو قَرْحٌ من خِرْقَةٍ أَو خَبِيبَةٍ فَهُوَ عِصَابٌ (لَهُ) وَفِي الحَديث (أَنَّهَ رَخَّص فِي المَسْحِ على العَصَائِب والتَّسَاخِينِ) . وَهِي كُلُّ مَا عَصَبْتَ بِهِ رَأْسَك من عِمَامَة أَو مِنْدِيل أَو خِرْقَة، والذِي وَرَدَ فِي حَدِيث بَدْر قَال عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة (ارْجِعُوا وَلَا تُقَاتِلُوا واعْصِبُوهَا بِرَأْسِي) قَالَ ابنُ الأَثِير: يُرِيد السُّبَّة الَّتِي تَلْحَقُهُم بِتَرْكِ الحَرْب والجُنُوح إِلى السِّلْم، فأَضْمَرَها اعْتِمَاداً على مَعْرِفَة 2 المُخَاطَبِين، أَي اقْرُنُوا هَذه الحَالَ بِي وانْسُبُوه إِليَّ وإِن كانَتْ ذَمِيمَةً.
(والمَعْصُوبُ: الجَائِعُ جِدًّا) وَهُوَ الَّذِي كادَتْ أَمعاؤُه تَيْبَسُ جُوعاً، وخَصَّ الجَوْهَرِيُّ هُذَيْلاً بِهَذِهِ اللُّغَة، وَقد عَصَبَ كَضَرَب يَعْصِب عُصُوباً، وَقيل: سُمِّيَ مَعْصُوباً لأَنه عَصَب بطْنَه بحَجَرٍ من الجُوع. وَفِي حَدِيثه المُغِيرَة: (فإِذا هُوَ مَعْصُوبُ الصَّدْرِ) قيل: كَان مِنْ عَادَتِهِم إِذا جَاعَ أَحدُهم أَن يَشُدَّ جوفَه بعِصَابة، ورُبّمَا جَعَل تَحْتَها حجَراً.
(و) المَعْصُوبُ: (السَّيْفُ اللَّطِيفُ) وَقَالَ البَدْرُ القَرَافيّ: هُوَ من أَسْيَاف رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَهُوَ مُسْتَدْرَك لِأَنَّه لم يُذْكَر مَعَ أَسْيَافِ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْه وسلّم فِي كُتُب السِّيَر، وَقد بَسَط ذَلِك شيخُنَا فِي هَذِه الْمَادَّة وَفِي (ر س ب) .
(وتَعَصَّبَ) أَي (شَدَّ العِصَابَةَ. و) تَعَصَّب: (أَتَى بالعَصَبِيَّة) ، مُحَرَّكَة، وَهُوَ أَنْ يَدْعُوَ الرّجلُ إِلى نُصْرَةِ عَصَبَته والتَّألُّبِ مَعَهم على من يُنَاوِئهم ظَالمِين كَانُوا أَوْ مَظْلُومِين، وَقد تَعَصَّبُوا عَلَيْهم إِذا تَجَمَّعُوا، وَفِي الحَدِيثِ: (العَصَبِيُّ مَنْ يُعِني قومَه على الظُّلْم) وَقيل: العَصَبِيُّ هُو الَّذِي يَغْضَب لعَصَبَته ويُحَامِي عَنْهم. والتَّعَصُّبُ: المُحَامَاةُ والمُدَافَعَة. وتَعَصَّبْنَاه لَهُ ومَعَه: نَصْرُنَاه.
(و) تَعَصَّبَ: (تَقَنَّعَ بالشَّيْءِ ورَضِيَ بِهِ، كاعْتَصَبَ بِهِ) .
(و) يُقَال: (عَصَّبَةُ تَعْصِيباً) إِذَا (جَوَّعَه) وعَصَّبَتْهُم السِّنونَ تَعْصِيباً: أَجَاعَتْهُم، فَهُوَ مُعَصَّب، أَي أَكلت مالَه السِّنُونَ (و) عَصَّبَ الدهرُ مالَه: (أَهْلَكُه) .
(والعَصَبَةُ مُحَرَّكَةً) : هم (الَّذِينَ يَرِثُونَ الرَّجُلَ عَن كَلَالَةٍ من غَيْرِ وَالِدٍ وَلَا وَلَدٍ) . وعَصَبَةُ الرَّجُل: بَنُوه وقَرَابَتُه لأَبِيه.
وَفِي التهذِيبِ: وَلم أَسْمَعْ للعَصَبَةِ بِوَاحِد، والقِيَاسُ أَن يكُون عَاصِباً، مثلَ طَالِبٍ وطَلَبَة، وظَالِم وظَلَمَةَ (فَأَمَّا فِي الفَرَائِضِ فكُلُّ مَنْ لَمْ يَكُن لَه فَرِيضَةٌ مُسَمَّاةٌ فَهُوَ عَصَبَةٌ إِنْ بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ الفَرَائِض أَخَذَ) ، هذَا رَأْيُ أَهْلِ الفَرَائِض والفُقَهَاء (وَ) عِنْد أَئمة اللُّغَة: العَصَبَة: (قَوْمُ الرَّجُلِ الَّذِين يَتَعَصَّبُون لَه) ، كأَنّه على حَذْفِ الزَّائد، وقِيل: العَصَبَة: الأَقَارِبُ مِن جِهَة الأَب؛ لأَنهم يَعْصِبُونَه ويَعْتَصِب بِهِم أَي يُحِيطون بِهِ ويَشْتَدُّ بهم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: عَصَبَةُ الرَّجُلِ: أَولياؤُه الذُّكُور من وَرَثَتِهِ، سُمُّوا عَصَبةً لأَنَّهُم عَصَبُوا بِنَسَبِه أَي استَكَفُّوا بِهِ؛ فالأَبُ طَرَفٌ، والابْنُ طَرَفٌ، والعَمُّ جَانِبٌ، والأَخُ جَانبٌ، والجَمْعُ العَصَبَاتُ. والعَرَبُ تُسَمِّي قَرَبَاتِ الرَّجُلِ أَطرافَه، ولمّا أَحاطَتْ بِه هَذه القراباتُ وعَصَبت بنَسَبه سُمُّوا عَصَبَةً، وكُلُّ شَيْء استدَارَ بِشيْء فَقَد عَصَبَ (بِه) ، والعمائمُ يُقَال لَهَا العَصَائِب مِنْ هَذَا. ثمَّ قَالَ: وَيُقَال: عَصَبَ القومُ بِفُلان أَي استَكفُّوا حَوْلَه وعَصَبَت الإِبِلُ بعَطَنِهَا إِذا استَكَفَّت بِهِ، قَال أَبو النَّجْمِ:
إِذْ عَصَبَت بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ
يَعْنِي المُدقَّقَ تُرَابُه.
(والعُصْبَة بالضَّمِّ مِنَ الرِّجَالِ والخَيْلِ) بفُرْسَانِهَا (وَ) جَمَاعَةِ (الطَّيْرِ) وغيرِها: (مَا بَيْنَ) الثَّلَاثَة إِلَى العَشَرَة، وَقيل: مَا بَيْنَ (العَشَرَةِ إِلى الأَرْبَعِين) ، وَقيل: العُصْبَة: أَرْبَعُون، وقِيل: سَبْعُون. وَقد يُقَالُ: أَصْلُ مَعْنَاهَا الجَمَاعَة مُطْلَقاً، ثمَّ خُصَّتْ فِي العُرْفِ، ثمَّ اختُلفَ فِيه، أَو الاخْتلافُ بحَسَبِ الوَراِد، حَقَّقَه شيخُنَا (كالعِصَابَة، بالكَسْر) ، فِي كُلَ مِمَّا ذُكِر. قَالَ النَّابِغَة:
عِصَابَة طَيْرٍ تَهْتدِي بعَصَائِب
وَفِي حَدِيث عَلِيَ رَضي اللهُ عَنْه: (الأَبْدَالُ بالشَّامِ، والنُّجَبَاءُ بمِصْر، والعَصَائِبُ بالعِرَاق) . أَرادَ أَن التَّجَمُّعَ للحُرُوبِ يكونُ بالعِرَاق، وَقيل: أَرادَ جَمَاعَةً من الزُّهَّادِ، سَمَّاهم بالعَصَائِبِ؛ لأَنَّه قرنَهم بالأَبْدالِ والنُّجَبَاءِ.
وَفِي لِسَان العَرَبِ: فِي التَّنْزِيل: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} (يُوسُف: 8) قَالَ الأَخْفَشُ: العُصْبَة والعِصَابَةُ: جَمَاعَةٌ ليسَ لَهَا وَاحِدٌ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وذَكَر ابْنُ المُظَفَّر فِي كِتَابه حَديثاً: (أَنَّه يَكُون فِي آخِرِ الزَّمان رَجُلٌ يُقَال لَهُ أَمِيرُ العُصَب) قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ جمع عُصْبَة، أَي كغُرْفَة وغُرَف، فيكُونُ مَقِيساً، كالعَصَائِب. (و) فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام لَمَّا أَقبلَ نَحْوَ البَصْرَة وسُئل عَن وَجْهِه، فَقَالَ::
عَلِقْتُهمْ إِنْي خُلِقْتُ عُصْبَهْ
قَتَادَةً تَعَلَّقَت بِنُشْبَهْ
قَالَ شَمِرٌ: وبَلَغَني أَنْ بعضَ العَرَب قَالَ:
غَلَبْتُهم إِنّي خُلِقْتُ عُصْبَهْ
قَتَادَةً مَلْوِيَّةً بنْشْبَهْ
قَالَ: والعُصْبَةُ: نباتٌ يَلْتَوِي على الشَّجَر، وهُوَ اللَّبْلَاب. والنُشبَةُ من الرِّجَال: الَّذِي إِذَا عَبِثَ بِشَيْء لم يَكَد يُفارِقُه.
وَيُقَال للرَّجُلِ الشَّدِيدِ المِرَاس: (قَتادَةٌ لُوِيَتْ بَعُصْبَة) ، والمَعْنَى: خُلِقْتُ عُلْقَة لخُصُومِي، فوَضَعَ العُصْبَة مَوْضع العُلْقَة، ثمَّ شَبَّه نفسَه فِي فَرْطِ تَعَلُّقه وتَشَبُّثه بِهِم بالقَتَادَة إِذَ استَظْهَرَت فِي تَعَلُّقِها واسْتَمْسَكَت بنُشْبَة، أَي بِشَيْء شَدِيدِ النُّشوب، والباءُ الَّتِي فِي قَوْله بُنْشَبةٍ للاستِعَانَة كالَّتي فِي: كتبتُ بالقَلَم.
وأَما قولُ كُثَيِّر:
بادِيَ الرَّبْعِ والمَعَارِفِ منهَا
غيرَ رَسْمٍ كعُصْبَةٍ الأَغْيَالِ
فقد رُوِيَ عَن ابْن الجَرَّاحِ أَنه قَالَ: العُصْبة: (هَنَةٌ تَلْتَفُّ على القَتَادَةِ) ، هكَذَا فِي النُّسخ الكَثِيرَة، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَفِي بَعْضِها على الفَتَاةِ، بالفَاءِ والفَوْقِيَّة، مُؤَنَّث الفَتَى، وَفِي أُخْرَى بالقَافِ والنُّون، وكلاهُما تَحْرِيف، وإِن صَحَّحَ بعضُّهم الثَّانية، على مَا قَالَه شيخُنَا (لَا تُنْزَعُ عَنْهَا إِلَّا بِجَهْد) . وَفِي بعضِ أُمَّهَاتِ اللُّغَة بَعْدَ جَهْد، وأَنْشَد ابنُ الجَرَّاح:
تَلبَّسَ حُبُّهَا بدَمِي ولَحْمِي
تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوع ضَالِ
(واعْتَصَبُوا: صَارُوا عُصْبَةً عْصْبَةً) هَكَذَا بالتَّكْرَار فِي نُسْخَتِنا، وَعَلَيْهَا عَلَامة الصِّحَّة، والَّذي فِي لِسَان الْعَرَب والمُحْكَم الاقْتِصارُ عَلى وَاحِد. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
هَبَطْن بَطْنَ رُعَاطٍ واعْتَصبْنَ كَمَا
يَسْقِي الجُذُوعَ خِلَالَ الدُّورِ نَضَّاحُ
(و) عَصَب (النَّاقةَ: شدَّ فَخِذَيْهَا لِتَدِرَّ) أَي تُرْسِل الدَّرَّ وَهُوَ اللَّبَنُ (ونَاقَةٌ عَصُوبٌ: لَا تَدِرُّ إِلَّا كَذلِك) وَفِي بَعْضه الأُمَّهَات: إِلا عَلى ذَلِك، قَالَ الشَّاعر:
وإِن صَعُبَت عَلَيْكم فاعْصِبُوهَا
عِصَاباً تُسْتَدَرُّ بِهِ شَدِيدَا
وَقَالَ أَبو زيد: العَصُبُ: النَّاقة الَّتي لَا تَدِرّ حَتَّى تُعْصَبَ أَدانِي مُنْخُرَيْهَا بخَيْط ثمَّ تُثَوَّر وَلَا تُحَلُّ حَتَّى تُحْلب. وَفِي حَدِيث عمر ومُعَاوِيَة: (أَن العَصُوبَ يَرْفُقُ بهَا حَالِبُهَا فتَحْلُبُ العُلْبةَ) قَالَ: العَصُوبُ: النَّاقَة الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى يُعْصَب فَخِذَاها أَي يُشَدَّانِ بالعِصَابة. والعِصابُ: مَا عَصَبها بِهِ. وأَعْطَى على العصْبِ أَي على القَهْر مَثَلٌ بِذلِك. قَالَ الحُطَيْئَةُ:
تَدِرُّونَ إِن شسُدَّ العِصَابُ عَلَيْكُمُ
ونَأْبَى إِذَا شُدَّ العِصَابُ فَلَا نَدِرّ
قَالَ: شيخُنَا: وهِي من الصِّفَات المَذْمُومَة فِي النُّوق.
(وعَصِبُوا بِهِ كسَمِعَ وضَرَبَ: اجتَمَعُوا) حَوْله. قَالَ سَاعِدَةُ:
ولكِنْ رأَيْتُ القَوْمَ قد عَصَبُوا بِهِ
فَلَا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ
وَفِي الأَسَاس: عَصَبُوا بِهِ: أَحَاطُوا. ووجَدْتُهُم عَاصِبِينَ بِهِ وقَدْ تَقَدَّم.
(والعَصُوبُ) من النساءِ: (المَرْأَةُ الرَّسْحَاءُ أَوِ الزَّلَّاءُ) ، وَكِلَاهُمَا عَن كُرَاع. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: العَصُوبُ: الرَّسْحَاءُ والمَسْحَاءُ والرَّصْعَاءُ والمَصْوَاءُ والمِزْلَاقُ والمِزْلَاجُ والمِنْدَاصُ.
(واعْصَوْصَبَتِ الإِبلُ: جَدَّت فِي السَّيْرِ كأَعْصَبَت) ، واعْصَوْصَبَ القومُ إِذَا اجتَمَعُوا، فإِذا تَجَمَّعُوا على فَرِيقٍ آخَرينَ قيل: تَعَصَّبُوا. واعْصَوْصَبُوا: استجْمَعُوا وصَارُوا عِصَابَة وعَصَائِبَ، وكَذَلِكَ إِذَا جَدُّوا فِي السَّيْر (و) اعْصَوْصبَتِ الإِبِلُ وعَصبَت وعَصِبَت: (اجْتَمَعَتْ) . وَفِي الحَدِيث (أَنَّه كَانَ فِي مَسِيرٍ فرَفَع صوتَه، فَلَمَّا سَمعوا صَوْتَه اعْصَوْصِبُوا) أَي اجْتَمَعُوا وصَارُوا عِصَابَةً واحِدَةً وجَدُّوا فِي السَّيْر (و) اعْصَوْصَبَ الْيَوْم و (الشَّرُّ: اشْتَدَّ) وتجَمَّع، كأَنَّه من الأَمْرِ العَصِيبِ أَي الشَّدِيد (و) فِي التَّنْزِيلِ: {هَاذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} (هود: 77) ، قَالَ الفرَّاءُ يومٌ (عَصَبْصَبٌ وعَصِيبٌ: شَديدُ الحَرِّ أَو شَدِيدٌ) . وليلةٌ عَصِيبٌ، كَذَلك، وَلم يَقُولُوا عصيبة قَالَ كُرَاع: هُو مُشْتَقٌّ من قَوْلك: عَصَبْتُ الشيءَ إِذَا شَدَدْتَه، وليسَ ذَلِك بمَعْرُوف. أَنشد ثَعْلَب فِي صفة إِبِلٍ سُقِيَت:
يَا رُبَّ يَوْم لَكَ مِنْ أَيَّامِهَا
عَصَبْصَبِ الشَّمْسِ إِلَى ظَلامِها
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ مأْخُوذٌ من قَوْلِك عَصَبَ القومَ أَمرٌ يَعْصِبُهُم عَصْباً إِذَا ضَمَّهُم واشْتَدَّ عَلَيْهِم. وقَال أَبُو العَلاء: يَوْم عَصَبْصَبٌ: بَارِدٌ ذُو سَحَابٍ كَثِير، لَا يَظْهَرُ فِيه مِن السَّمَاء شَيءٌ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(والعَصِيبُ) من أَمْعَاءِ الشَّاءِ: مَا لُوِي مِنْهَا. والعَصيبُ: (الرِّئَةُ تُعَصَّبُ بالأَمْعَاءِ فتُشْوَى) و (الجَمْعُ أَعْصِبَةٌ وعُصُبٌ) . قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر وقِيلَ هُوَ للصِّمَّةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيّ:
أُولئك لم يَدْرِينَ مَا سَمَكُ القُرَى
وَلَا عُصُبٌ فِيهَا رِئَاتُ العَمَارِسِ
وَفِي لِسَان الْعَرَب: ويُقَالُ لأَمْعَاءِ الشَّاةِ إِذَا طُوِيَت وجُمِعَت ثمَّ جُعِلَت فِي حَوِيَّة من حَوَايَا بَطْنِها: عُصُبٌ، واحِدُها عَصِيبٌ.
(والتَّعْصِيبُ: التَّسْوِيدُ) ، من سَوَّدَه قَوْمُه إِذَا صَيَّروهُ سَيِّداً.
وَفِي الأَسَاس: وكَانُوا إِذَا سَوَّدُوه عَصَّبُوه، فَجرى التَّعْثيبُ مَجْرَى التَّسْوِيد. (والمُعَصِّبُ، كمُحَدِّث: السَّيِّدُ) المُطَاع. وَالَّذِي فِي التَّوْشِيح وَظَاهر عِبَارَة لِسَان العَرَب ضَبْطُه كمُعَظَّم، كَمَا سنَذْكُره. قَالَ ابْن مَنْظُور: وَيُقَال للرَّجُل الَّذِي سَوَّدَه قومُه: قد عَصَّبُوه فَهُوَ مُعَصَّب، وَقد تَعَصَّبَ. وَمِنْه قَول المُخَبَّل فِي الزِّبْرِقَان:
رأَتُكَ هَرَّيتَ العِمَامَةَ بَعْدَ مَا
أَراكَ زَمَانا حاسِراً لم تَعَصَّبِ
وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِن العصَابَة، وَهِي العِمَامَة وكانَت التِّيجَانُ للمُلُوك، والعَمَائِمُ الحُمْرُ للسَّادَة من الْعَرَب، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَكَانَ يُحْمَلُ إِلى الباديَة من هَرَاةَ عَمَائِمُ حُمْرٌ يَلْبَسُهَا أَشْرَافُهُم.
ورجُلٌ مُعَصَّبٌ ومُعَمَّم أَي مُسَوَّد. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم:
وَسيِّدِ مَعْشَرٍ قد عَصَّبُوه
بتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
فَجعل المَلِكَ مُعَصَّباً أَيضاً لأَنَّ التَاجَ أَحَاطَ برَأْسه كالعِصَابَة الَّتِي عَصَبَت برأَس لابِسِهَا.
وَيُقَال: اعْتَصَبَ التَاجُ على رَأْسه إِذا استكَف بِه. ومِنْهُ قولُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّات:
يَعْتَصِبُ التاجُ فوقَ مَفْرِقِه
على جَبِينٍ كأَنَّه الذَّهَب
وكانُوا يُسَمُّون السَّيِّدِ المُطَاعَ مُعَصَّبا؛ لأَنه يُعَصَّب بالتَّاج أَو تُعَصَّب بِهِ أُمُورُ النَّاس، أَي تُرَدُّ إِليه وتُدَارُ بِهِ، والعَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَب.
وَفِي الأَسَاس: المَلِكُ المُعْتصِبُ والمُعَصَّب أَي المُتَوَّج. وعَصَّبَه بالسَّيْف تَعْصِيباً: عَمَّمه بِه. (و) المُعَصِّب بضَبْطِ المُؤلف كمُحَدِّث وبِضَبْطِ غَيْرِه كمُعَظَّم: (الَّذي يَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ جُوعاً) . والذِي عَصَبَتْه السِّنُونَ أَي أَكَلَت مَالَه. والجَائِع الَّذِي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ سَخْفَةُ الجُزعِ فيُعَصِّبُ بطنَهُ بحَجَرٍ. وَمِنْه قَوْله:
فَفِي هَذَا فنَحْنُ لُيُوثُ حَرْبٍ
وَفِي هَذَا غُيُوثُ مُعَصِّبِينا
(و) المُعَصَّبُ: (الرَّجُلُ الفَقيرُ) . وعَصَبَهُم الجَهْدُ وَهُوَ من قَوْلهم يَوْم عَصِيبٌ (وانْعَصَبَ: اشْتَدَّ) .
(و) عُصَيْبٌ (كزُبَيْر: ع بِبِلَادِ مُزَيْنَةَ) .
(والحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَصَّابُ كشَدَّادٍ: مُحَدَّثٌ) عَن شَافِع. وَفَاته مُحمّدُ بنُ إِسحاقَ العَصَّابُ عَن سَلَمَ بْنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب، عَنهُ الحَسنُ بنُ الحُسَيْن العَطَّار.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
يُقَال للرَّجل إِذَا كَانَ شَدِيدَ أَسْرِ الخَلْق غيرَ مُسْتَرْخِي اللَّحْمِ: إِنَّه لمَعْصُوبٌ مَا حُفْضِج. وَرجل مَعْصُوبُ الخَلْق: شَدِيدُ اكْتِنَازِ اللَّحْم عُصِب عَصْباً. قَالَ حَسَّان:
دَعُوا التَّخَاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً
إِنَّ الرجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ
وجارِيةٌ مَعْصُوبَةٌ؛ حَسَنَةُ العَصْب أَي اللَّلِّي مجدولةُ الخَلْق. وَرجل مَعْصوب: شَدِيدٌ. وعَصَّب الرجلَ تَعْصِيباً: دَعَاه مُعَصَّباً، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّت حَلوبَتُه
وَهل يُعَصَّبُ مَاضِي الهَمَّ مِقْدَامُ
وَيُقَال: عَصَب القَيْنُ صَدْعَ الزُّجاجَةِ بِضَبَّ من فِضّة إِذا لأَمَهَا بِه. والضَّبِّةُ: عِصَابُ الصَّدْعِ، نَقله الصَّاغَانِيّ. وَفِي حَدِيث عَلِيَ كَرَّم الله وَجْهَه (فِرُّوا إِلَى اللهِ وقُومُوا بِمَا عَصَبَهُ بكم) أَي بِمَا افْتَرَضَه عَلَيْكُم وقَرنَبكم من أَوامِرِه ونَوَاهيه. وَفِي حَديث المهاجِرِين من المَدِينَة (فنزلُوا العُصْبَة) هُوَ مَوْضِعٌ بالمَدِينة عِنْد قُبَاءَ، وَضَبطه بَعضهم بفَتْح العَيْنِ والصَّادِ، هَذَا من لِسَانِ العَرَب.
وَفِي الأَسَاسِ: ومِثْلِي لَا يَدِرُّ بالعِصَاب، أَي لَا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَة، من النَّاقَةِ العَصوب. وَفُلَان خِوَانُه مَنْصُوبٌ وجَارُهُ مَعْصُوبٌ، وَيُقَال فِيهِ: عاصب.
وَورد عليَّ مَعْصُوبٌ أَي كِتَابٌ، لأَنَّه يُعْصَب بخَيْطٍ.
والأُمُور تَعْصِبُ بِرَأْسه انْتهى.
وعليُّ بنُ الفَتْح بْنِ العَصَب الملحيّ، محركة، عَن البَاغَنْديّ، وملكةُ بنتُ عَصْب بْنِ عَمْرو، بالفَتْح فالسكون، والِدَةُ زَائِدَةَ بنِ الحَارثِ بْنِ سَامَة بن لُؤَيّ وإِخْوَتِه.
وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: غُلامٌ عَصْبٌ وعَضْبٌ وعَكْبٌ إِذا كَانَ خَفِيفاً نَشِيطاً فِي عَمَلِه.
عصلب: (العُصْلُبُ بالضَّم بالفَتْحِ والعُصْلُبيُّ منْسُوبةً) معضْمُومَةً (والعُصْلُوبُ) بالضَّم أَيضاً، وإِنما أَطلَقَه هُنَا اعْتماداً على مَا هُو مَعْرُوف عِنْدَهم، وَهُوَ نُدْرَة مَجِيء فَعْلُول بِالْفَتْح، كل ذَلِكَ بِمَعْنى (القَوِيّ) ، والذِي فِي الصِّحاحِ ولِسانِ العَرَب: (الشَّدِيدُ الخَلْق العَظِيمُ) ، زَاد الجَوْهَرِيّ: من الرِّجَالِ، قَال:
قد حَشَّهَا اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ
أَروعَ خَرَّاجٍ من الدَّادِيِّ
مُهاجرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ
قَالَ ابنُ مَنْظُور: والَّذِي فِي خُطْبة الحَجُّاج:
قد لَفَّها الليلُ بعَصْلَبيّ
وَالضَّمِير فِي لَفَّها للإِبِل، أَي جِمَعهَا الليلُ بسائِقٍ شَدِيد، فَضَربَه مَثَلاً لِنَفْسه ورَعِيَّته. وَعَن الليثِ: العُصْلُبِيّ: الشَّدِيدُ البَاقِي على المَشْيِ والعَمَل.
(وكقُنْفُذٍ) فَقَط هُوَ: (الطَّوِيلُ. 9 وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ (المُضْطَرِبُ) من الرِّجَالِ، واقْتَصَر علَيْه.
(والعَصْلَبةُ: شِدَّةُ الغَضَبِ) ، قَالَه اللَّيْثُ أَيْضاً، وَهُوَ هكَذَا بالغَيْنِ والضَّادِ المُعْجَمَتَيْنِ فِي سائِر النُّسخ. والذِي فِي التَّكْمِلَة: شِدَّة العَصْب، بالعَيْن والصَّادِ المُهْملَتَين، وَهُوَ الصَّوَاب. ثمَّ إِنّ هَذِه التَّرْجَمَة ذكرهَا الجَوْهَرِيّ فِي آخر مَادَّة عَصَب، مُشِيراً إِلى زِيَادَةِ اللَّام: وظَاهِرُ صَنِيع المُؤَلِّف أَنَّه من زِيَادَاتِه، فَفِيه تَأَمُّل. وَقد أَشَارَ لذَلِك شيخُنا، وَذكر أَيضاً أَنَّ الأَبْيَاتَ المذكورةَ ذَكَرها المُبَرِّد فِي الكَامِل.
عصب
العَصَبُ: أطنابُ المفاصلِ، ولحمٌ عَصِبٌ:
كثيرُ العَصَبِ، والمَعْصُوبُ: المشدودُ بالعَصَبِ المنزوع من الحيوان، ثمّ يقال لكلّ شدّ: عَصْبٌ، نحو قولهم: لَأُعَصِّبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلِمَةِ ، وفلانٌ شديدُ العَصْبِ، ومَعْصُوبُ الخَلْقِ. أي: مُدْمَجُ الخِلْقَةِ، ويَوْمٌ عَصِيبٌ
[هود/ 77] ، شديدٌ، يصحّ أن يكون بمعنى فاعل، وأن يكون بمعنى مفعول. أي: يوم مجموع الأطراف، كقولهم: يوم ككفّة حابل ، وحلقة خاتم، والعُصْبَةُ: جماعةٌ مُتَعَصِّبَةٌ متعاضدة. قال تعالى: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ
[القصص/ 76] ، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ
[يوسف/ 14] ، أي: مجتمعة الكلام متعاضدة، واعْصَوْصَبَ القومُ: صاروا عَصَباً، وعَصَبُوا به أمراً، وعَصَبَ الرّيقُ بفمه: يبس حتى صار كالعَصَبِ أو كالمَعْصُوبِ به. والعَصْبُ: ضربٌ من برود اليمن قد عُصِبَ به نقوشٌ، والعِصَابَةُ:
ما يُعْصَبُ به الرأسُ والعمامةُ، وقد اعْتَصَبَ فلانٌ نحو: تعمّم. والمَعْصُوبُ: الناقةُ التي لا تدرّ حتى تُعْصَبَ، والعَصِيبُ في بطن الحيوان لكونه مَعْصُوباً. أي: مطويّا.
بَاب العصب

أخبرنَا ابو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ العصب ضرب من البرود والعصب شدّ الجائع بَطْنه بالعصائب والعصب جمع أَغْصَان الشَّجَرَة ليحط وَرقهَا وَمِنْه قَول الْحجَّاج وَالله لأعصبنكم عصب السلمة والعصب أَن يشد فَخذ النَّاقة وتحلب فَلذَلِك يُقَال نَاقَة عصوب إِذا لم تدر إِلَّا على عصب هَذَا عَن ابْن خالويه والعصب جفاف الرِّيق على الشفتين وَأنْشد لأبي مُحَمَّد الفقعسي

(يعصب فَاه الرِّيق أَي عصب ... عصب الْجبَاب بشفاه الوطب)

وَأخْبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ السحب مصدر سحبه يسحبه إِذا جَرّه والسحب فضلات المَاء فِي الْحَوْض الْوَاحِدَة سحبة وَالشرب جمع شَارِب وَالشرب الْفَهم يُقَال شرب يشرب شربا إِذا فهم وَالْغَضَب الرجل الشَّديد الْحمرَة وَمِنْه قَوْله رجز

(أَحْمَر غضب لَا يبالى مَا استقى ... )

(لَا يسمع الدَّلْو إِذا الْورْد التقى)

قَالَ ابْن خالويه معنى أسمعت الدَّلْو إِذا كَانَت كَبِيرَة فيشد أَسْفَلهَا ليقل أَخذهَا للْمَاء قَالَ الراجز

(سَأَلت عمرا بعد بكر خفا ... والدلو قد تسمع كي تخفا)

الْخُف الْجمل المسن وَالْبكْر الفتي من الْإِبِل

شفق

شفق: {بالشفق}: الحمرة بعد مغيب الشمس. {مشفقون}: خائفون.
(شفق)
مِنْهُ وَعَلِيهِ شفقا خَافَ وحذر فَهُوَ شفق وَعَلِيهِ رق لَهُ وَعطف عَلَيْهِ فَهُوَ شفيق
شفق
الشَّفَقُ: الرَّديءُ من الأشياء، وأشْفَقْتُ العَطاءَ، وشَفَّقْتُ الثَّوْبَ: رَقَّقْته. وهو الخَوْفُ أيضاً، أنا مُشْفِقٌ عليك: أي خائف. والشَفَقَةُ في النُّصْحِ من ذلك، والشَّفِيْقُ: الناصِحِ، وهو شَفِيقٌ على صاحِبِه: أي ذو شَفَقَةٍ، وشَفقْتُ عليه وأشْفَقْتُ، وهو شفِقٌ. والشَّفَقُ: الحُمْرَةُ التي بين غًروبِ الشِّمس إلى صلاة العَتَمَةِ.
شفق: رأف، راعى، عفا عن، (هيلو).
مشفوق عليه: (باين سميث).
إشفاق من: يشّق عليه أن. هو في أسى شديد. (الكالا في مادة Dolerse) وبكري 187، 7: ((والزوج في ذلك كله يظهر الرغبة فيها والإشفاق من مفارقتها)).
شِفقة: غير ذي شِفقة (المعجم اللاتيني) ( Inhumanus) .
شَفَقة: رحمة، رأفة، عفو، حلم، رقة، حنو، (الكالا Clemencia، (Mesericordia) ( هيلو وكرتاس 7، 59).
شفاقة: طيبة (هيلو).
مشفّق: واهن المشاعر (فوك باللاتينية Debilis in Sensu) .

شفق


شَفِقَ(n. ac. شَفَق)
a. ['Ala], Felt pity, compassion for; was anxious, solicitous, concerned about.
شَفَّقَ
a. [acc. & 'Ala], Touched, filled with pity, compassion, solicitude
towards.
b. see IV (c) (d).
أَشْفَقَa. see Ib. [Min], Was cautious of, feared, shunned.
c. Made small, scanty.
d. Wove badly.

شَفَق
(pl.
أَشْفَاْق)
a. Pity, compassion.
b. Anxiety, solicitude, uneasiness, concern, fear.
c. Twilight, gloaming.
d. Region; outskirts.
e. Unsubstantial, flimsy.

شَفَقَةa. Pity, compassion, tenderness, fondness;
solicitude.

شَفِيْق
شَفُوْق
26a. Pitiful, compassionate, tender, affectionate.
ش ف ق

غاب الشفق.

ومن المجاز: ثوب شفق: سخيف رديء النسج، وشفقه النساج. وأشفقت العطاء أو تحته. ولي عليه شفقة وشفق: رحمة ورقة وخوف من حلول المكروه به مع نصح، وأشفقت عليه أن يناله مكروه، وأنا مشفق عليه وشفيق وشفق. قال:

قل للأمير أمير آل محمد ... قول امريء شفق عليك محامي

وأنا مشفق من هذا الأمر: خائف منه خوفاً يرق القلب ويبلغ منه.
شفق
الشَّفَقُ: اختلاط ضوء النّهار بسواد اللّيل عند غروب الشمس. قال تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
[الانــشقاق/ 16] ، والْإِشْفَاقُ: عناية مختلطة بخوف، لأنّ الْمُشْفِقَ يحبّ المشفق عليه ويخاف ما يلحقه، قال تعالى: وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ
[الأنبياء/ 49] ، فإذا عدّي (بمن) فمعنى الخوف فيه أظهر، وإذا عدّي ب (في) فمعنى العناية فيه أظهر. قال تعالى:
إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ [الطور/ 26] ، مُشْفِقُونَ مِنْها [الشورى/ 18] ، مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا [الشورى/ 22] ، أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا
[المجادلة/ 13] .
(ش ف ق) : (الشَّفَقُ) الْحُمْرَةُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ وَمِنْ التَّابِعِينَ مَكْحُولٌ وَطَاوُسٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَنَّهُ الْبَيَاضُ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وَالْأَوَّلُ قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - آخِرُ الشَّفَقِ الْحُمْرَةُ (وَالشَّفَقُ) فِي مَعْنَى الرَّدِيءِ فِي (خ ر) .
[شفق] نه: فيه "الشفق" يقع على الحمرة في المغرب بعد الغروب وعلى البياض الباقي بعدها. وفيه "شفقًا" من أن يدركه الموت، الشفق والإشفاق الخوف، وأشفقت هي اللغة العالية، وحكى: شفقت. وفيه: وما على البناء "شفقًا" ولكن عليكم، أي ما أشفق على البناء شفقًا وإنما أشفق عليكم. ن: "أشفق" على ولدها - بضم همزة وكسر فاء، أي أخاف. ط: "شفقًا" مما عندي، أي خوفًا منه. وفيه: إلا هو "مشفق" من يوم الجمعة، وهذا كاشفاق الدواب خوفًا من فجأة الساعة. وفيه: "فأشفق" أن يكون دجالًا، أي خاف، وهذا قبل التحقيق بخبر المسيح فلما أخبر بقصته في ح تميم الداري استبان أن ابن الصياد غير الدجال. ش: سأل مالكًا عن حديث وهو واقف فضربه عشرين سوطًا ثم "أشفق" أي رق له ورحمه حيث ضربه.
ش ف ق: (الشَّفَقُ) بَقِيَّةُ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَحُمْرَتُهَا فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الْعَتَمَةِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الشَّفَقُ الْحُمْرَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الْعِشَاءِ الْأَخِيرِ فَإِذَا ذَهَبَ قِيلَ: غَابَ الشَّفَقُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: عَلَيْهِ ثَوْبٌ كَأَنَّهُ الشَّفَقُ،
وَكَانَ أَحْمَرَ. وَ (الشَّفَقَةُ) الِاسْمُ مِنَ (الْإِشْفَاقِ) وَ (أَشْفَقَ) عَلَيْهِ فَهُوَ (مُشْفِقٌ) وَ (شَفِيقٌ) . وَ (أَشْفَقَ) مِنْهُ حَذِرَهُ وَأَصْلُهُمَا وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ: شَفَقَ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: (شَفَقَ) وَ (أَشْفَقَ) بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَأَنْكَرَهُ أَهْلُ اللُّغَةِ.
[شفق] الشَفَقُ: بقيّة ضوء الشمس وحُمْرَتِها في أول الليل إلى قريبٍ من العَتَمة. وقال الخليل: الشَفَقُ: الحمرةُ من غُروب الشمس إلى وقت العِشاء الآخِرة، فإذا ذهب قيل: غاب الشفق. وقال الفراء: سمعتُ بعض العرب يقول: عليه ثوبٌ كأنّه الشَفَقُ، وكان أحمرَ. والشَفَقَةُ: الاسمُ من الإشْفاقِ، وكذلك الشَفَقُ. قال الشاعر : تَهْوى حَياتي وأَهْوى مَوْتَها شَفَقاً والموتُ أكرمُ نَزَّالٍ على الحُرَمِ وأشفقت عليه فأنا مشفق وشفيق. وإذا قلت: أشفقت منه فإنما تعنى حذرته، وأصلهما واحد. ولا يقال: شَفِقْت. قال ابن دريد: شَفِقْتُ وأَشْفَقْتُ بمعنىً. وأنكره أهلُ اللغة. والشفق: الردئ من الاشياء، يقال عطاءٌ مُشَفَّقٌ، أي مُقَلَّلٌ. قال الكميت: مَلِكٌ أَعَزُّ من الملوكِ تَحَلَّبَتْ للسائلين يَدَاهُ غَيْرُ مُشَفَّقِ
(ش ف ق)

الشَّفق: الخيفة.

شفق شفقاً، فَهُوَ شفق. وَالْجمع: شفقون. وأشفق عَلَيْهِ: حذر.

واشفق مِنْهُ: جزع، وشفق: لُغَة.

والشفق، والشفقة: الخيفة من شدَّة النصح.

والشفيق: الناصح الْحَرِيص على صَلَاح المنصوح وَقَوله:

كَمَا شفقت على الزَّاد الْعِيَال

أَرَادَ: بخلت وضنت. وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن الْبَخِيل بالشَّيْء مُشفق عَلَيْهِ.

والشفق: الرَّدِيء من الْأَشْيَاء.

وَمِلْحَفَة شفق النسج: رَدِيئَة.

وشفق الملحفة: جعلهَا شفقا فِي النسج.

والشفق: بَقِيَّة ضوء الشَّمْس، وحمرتها ترى فِي الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء.

والشفق: النَّهَار أَيْضا. عَن الزّجاج. وَقد فسر بهما جَمِيعًا قَوْله تَعَالَى: (فَلَا اقْسمْ بالشفق) .

وأشفقنا: دَخَلنَا فِي الشَّفق.

وشفق، وأشفق: أَتَى بشفق.
شفق
شفِقَ/ شفِقَ من يَشفَق، شَفَقًا، فهو شفِق، والمفعول مَشْفوق
• شفِق منافِسَه/ شفِق من منافسِه: خافَه وحذِره "شفِق من الحكم/ المواجهة". 

شفِقَ على يَشفَق، شفَقًا وشَفَقةً، فهو شَفيق، والمفعول مشفوق عليه
• شفِق على المحتاجين: رقّ لهم وعطف عليهم "شفِق على فقير/ مريض/ سائل- أسلوب شفيق". 

أشفقَ على/ أشفقَ من يُشفِق، إشفاقًا، فهو مُشفِق، والمفعول مُشفَق عليه
• أشفق على فلان: شفِقَ عليه؛ رقّ قلبه له وعطف عليه "أشفقت عليه أن يناله مكروه- أشفق على الصَّغير".
• أشفق من فلان: شفِق منه؛ خافه وحذِره "أنا مُشفِق من هذا الأمر: خائف منه خوفًا يُرِقّ القلب ويبلُغُ منه- {وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} - {الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} ". 

شفِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شفِقَ/ شفِقَ من. 

شَفَق [مفرد]: ج أشْفاق (لغير المصدر):
1 - مصدر شفِقَ
 على وشفِقَ/ شفِقَ من.
2 - حُمْرة تظهر في الأفق حيث تغرب الشّمس وتستمرّ إلى قُبيل العِشاء تقريبًا "عليه ثوب مصبوغ كأنّه الشّفق- {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} " ° ثوران الشَّفَق: حمرته وانتشاره. 

شَفَقَة [مفرد]: ج شَفَقات (لغير المصدر):
1 - مصدر شفِقَ على.
2 - حنوّ ورحمة، عطف ورِقّة "رجلٌ يستحقّ الشَّفقة- قلب بلا شفقة: قاسٍ، عديم الرّحمة" ° لي عليه شفقة: رحمة ورقّة وخوف من حلول المكروه به مع نصح.
3 - خوفٌ من وقوع مكروه. 

شَفوق [مفرد]: رحيم عطوف. 

شَفيق [مفرد]: ج شُفقاءُ، مؤ شَفيقة، ج مؤ شَفيقات وشُفقاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شفِقَ على. 

مُشفِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أشفقَ على/ أشفقَ من.
2 - خائف من وقوع أمر خوفًا يُرِقّ القلبَ "كان مشفقًا على أمِّه المريضة/ الفقراء". 

شفق: الشّفَق والشَّفَقة: الاسم من الإشْفاق. والشَّفَق: الخِيفة.

شَفِقَ شَفَقاً، فهو شَفِقٌ، والجمع شَفِقُون؛ قال الشاعر إسحق بن خلف، وقيل

هو لابن المُعَلَّى:

تَهْوى حَياتي، وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً،

والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ على الحُرَمِ

وأشْفَقْت عليه وأَنا مُشْفِق وشَفِيق، وإذا قلت: أَشْفَقْت منه، فإنما

تعنى حذِرْته، وأَصلهما واحد، ولا يقال شَفَقْت. قال ابن دريد: شَفَقْت

وأَشْفَقَت بمعنى، وأَنكره أهل اللغة. الليث: الشَّفَقُ الخوف. تقول: أنا

مُشْفِق عليك أي أَخاف. والشَّفَقُ أيضاً الشَّفَقة وهو أن يكون الناصِحُ

من بُلوغِ النُّصْح خائفاً على المَنْصوح. تقول: أَشْفَقْت عليه أن

يَنالَه مكروه. ابن سيده: وأشْفَق عليه حَذِرَ، وأشْفَق منه جَزِع، وشَفَق

لغة. والشَّفَق والشَّفقة: الخيفةُ من شدة النصح. والشَّفِيق: الناصِحُ

الحريص على صلاح المنصوح. وقوله تعالى: إنّا كنّا مِنْ قَبْلُ في أَهلِنا

مُشْفِقين، أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم. وشَفِيق: بمعنى مُشْفِق مثل

أَليم ووَجِيع وداعٍ

(* قوله «وداع» هكذا في الأصل.) وسَميع. والشَّفَق

والشَّفَقة: رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبٍّ يؤدِّي إلى خوف. وشَفِقْت من

الأمر شَفَقَةً: بمعنى أَشْفَقْت؛ وأنشد:

فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي،

إذا شَفِقَتْ على الرِّزْقِ العِيالُ

وفي حديث بلال: وإنما كان يفعل ذلك شَفَقاً من أَن يدركه الموت؛

الشَّفَق والإشْفاق: الخوف، يقال: أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً، وهي اللغة

العالية. وحكى ابن دريد: شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً؛ ومنه حديث الحسن: قال

عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا على مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال: أَحسنوا مَلأَكم

أَيُّها المَرْؤون وما على البِناء شِفَقاً ولكن عليكم؛ انتصب شَفَقاً بفعل

مضمر وتقديره وما أُشْفِقُ على البناء شَفَقاً ولكن عليكم؛ وقوله:

كما شَفِقَت على الزاد العِيالُ

أراد بَخِلت وضَنّت، وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مُشْفِق عليه.

والشَّفَق: الرّديء من الأشياء وقلّما يجمع. ويقال: عطاء مُشَفَّق أَي

مُقَلَّل؛ قال الكميت:

مَلِك أَغرُّ من الملوك، تَحَلّبَت

للسائلين يداه، غير مُشَفِّق

وقد أَشْفَق العطاء. ومِلْحفة شَفَقُ النسج: رديئة. وشَفَّق المِلْحَفة:

جعلها شَفَقاً في النسج. والشَّفَقُ: بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول

الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء. والشَّفَق: النهار أَيضاً؛ عن

الزجاج، وقد فسر بهما جميعاً قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالشَّفَق. وقال

الخليل: الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة، فإذا ذهب

قيل غابَ الشَّفَق، وكان بعض الفقهاء يقول: الشَّفَق البياض لأن الحمرة

تذهب إذا أَظلمت، وإنما الشَّفَق البياضُ الذي إذا ذهب صُلِّيَت العشاءُ

الأَخيرة، والله أعلم بصواب ذلك. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب

مصبوغ كأنه الشَّفَق، وكان أَحمر، فهذا شاهِدُ الحمرة. أبو عمرو:

الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة . . . . .

(* كذا بياض بالأصل.) في السماء.

وأَشْفَقَنْا: دخلنا في الشَّفَق. وأَشْفَق وشَفَّق: أتى بشَفَقٍ وفي

مواقيت الصلاة حتى يغيب الشَّفَقُ؛ هو من الأضداد يقع على الحمرة التي تُرى

بعد مغيب الشمس، وبه أخذ الشافعي، وعلى البياض الباقي في الأُفُق الغربي

بعد الحمرة المذكورة، وبه أَخذ أَبو حنيفة. وفي النوادرَ: أنا في عَروض منه

وفي أَعْراضٍ منه أي في نواحٍ.

شفق
الشفَقُ، محَركَةً: الحمرةُ الَّتِي فِي الأفُقِ من الغروبِ إِلى العِشاء الْآخِرَة. وَنَصّ الْخَلِيل الَّتِي بَين غرُوب الشَّمْس إِلَى وَقت صَلَاة الْعشَاء الْأَخِيرَة. فَإِذا ذهب قيل: غَابَ الشَّفق وَقَالَ ابْن دُرَيْد الشَّفق: الندأة الَّتِي ترى فِي السَّمَاء عِنْد غيوب الشَّمْس وَهِي الْحمرَة وَقَالَ غَيره الشَّفق: بَقِيَّة ضوء الشَّمْس وحمرتها فِي أول اللَّيْل، ترى فِي الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء أَو إِلَى قريبها أَو إِلَى قريب من الْعَتَمَة وَقَالَ الرَّاغِب: الشَّفق اخْتِلَاط ضوء النَّهَار بسواد اللَّيْل عِنْد غرُوب الشَّمْس قَالَ الله تَعَالَى فَلَا أقسم بالشفق وَقَالَ ابْن الْأَثِير الشَّفق من الأضداد يَقع على الْحمرَة الَّتِي بعد مغيب الشَّمْس وَبِه أَخذ الشَّافِعِي وعَلى الْبيَاض الْبَاقِي فِي الْأُفق الغربي بعد الْحمرَة الْمَذْكُورَة وَبِه أَخذ أَبُو حنيفَة وَفِي الصِّحَاح قَالَ الْفراء سَمِعت بعض الْعَرَب يَقُول عَلَيْهِ كَأَنَّهُ الشَّفق وَكَانَ أَحْمَر قلت فَهَذَا شَاهد الْحمرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفق الردئ من الْأَشْيَاء قَلَّما يُجْمَعُ، يُقال: هَذِه مِلْحَفَةٌ شَفَقٌ، سواءٌ فِي الذكَرِ والأنْثَى، ويُقال أَيْضا: ثَوْبٌ شَفَقٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وضَبَطَهُ الجَوهرِي بكسرِ الفاءَ. وَقَالَ مُجاهِدٌ فِي قوْلِه تَعالَى أفَلا اقْسِمُ بالشَّفَقِ: النّهارُ ونَقَلَه الزجاجُ أَيضاً هَكَذَا. والشَّفَق: الخَوْفُ من شِدَّة النُّصْح، وَقد شَفِقَ شَفَقاً: خافَ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَد:
(فَإِنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لقَوْمِي ... إِذا شَفِقَتْ عَلَى الرِّزْقٍ العِيالُ)
وَفِي الصِّحاح: الشَّفًقَةُ: الاسمُ من الإِشْفاقِ، وكذلِكَ الشفَقُ، قالَ ابنُ المُعَلّى:
(تَهْوَى حَياتِي أَهْوى مَوْتَها شَفَقاً ... والمَوْتُ أكْرَمُ نَزّالي عَلَى الحُرَم)
وقالَ غيرُه: رَجل شَفِقٌ، ككَتِف: خائِف، والجَمْعُ شَفقونَ. والشَّفَقُ: الناحِيَةُ، ج: أَشفاقِّ وَفِي النّوادِرِ: أَنا فِي أشفاقٍ من هَذَا الأَمْرِ أَي: فِي نواح مِنْهُ، ومِثْلُه: أَنا فِي عُرُوضٍ مِنْهُ، وَفِي أَعْراضٍ مِنْهُ، أَي: نَواح. وَمن المَجازِ: الشفَقُ والشَّفَقَّة حِرصُ النّاصِح عَلَى صَلاح المَنْصوح يُقَال: لِي عَلَيْهِ شَفَقَة، أَي: رَحْمَة ورِقَّةٌ وخَوْف من حلولِ مَكرُوه بِهِ، مَعَ نُصْح، وَقد أشفقَ عليهِ أَنْ ينالَه مَكْروهٌ. وَهُوَ مشْفِق وشَفِيقٌ وَهُوَ أحَدُ مَا جاءَ على فَعِيلٍ بمَعْنَى مُفْعِلٍ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، قالَ حُمَيْدُ بن ثَورِ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيفَةِ خائِفٌ ... عَلَيها عُرامَ الطّائِفِين شَفِيقُ) وَفِي المَثَل. إنَّ الشَّفِيقَ بسُوء ظَن مُولعَ يُضْرَب فِي خَوْفِ الرجُلِ على صاحِبِه الحَوادِثَ لفَرْطِ)
الشَّفَقةِ. والشَّفِيقَة، كسَفِينَة: بِئْرٌ عندَ أبْلَى بالقُرْبِ من مَعْدِنِ بنِي سُلَيم. وقالَ ابْن دُرَيدٍ: شَفَقَ، أشْفق حاذرَ بمَعْنىً واحِد، زَعَم ذلِك قوم أَوْ لَا يُقال إِلاّ أشْفَقَ فَهُوَ مُشْفِق وشَفِيق، وهِى اللغَةُ العالِيَة. وقالَ الرّاغِبُ: الإِشفاقُ: عِنايَةٌ مخْتَلِطَةٌ بخَوْفٍ لأَنَّ المُشْفِقَ يُحبُّ المُشْفَقَ عليهِ ويَخافُ، مَا يَلْحَقُه قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وهُمْ مِنَ السّاعِةِ مُشْفِقُونَ فإِذا عُدِّى بمِن فمَعْنَى الخَوفِ فِيهِ أَظْهَرُ، وَإِذا عُدِّى بعَلَى فمَعنَى العِنايَةِ فِيهِ أَظْهر، وأَنْشدَ الصاغانِي لتَأبَّطَ شَرّاً:
(وَلَا أَقُولُ إِذا مَا خُلَّة صَرمَتْ ... يَا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ شَوْقٍ وإِشْفاقِ)
والتَّشْفِيقُ: التَّقْلِيلُ، كالإشْفاقِ، يُقال: عَطاءٌ مُشَفَّق ومُشْفَقٌ، أَي: مُقَلَّل وأنْشَدَ الجَوْهري للكُمَيْتِ:
(مَلِك أَغر من المُلُوكِ تَحَلَّبَتْ ... للسائِلِينَ يَداهُ غَيْرُ مُشَفِّقِ)
وَهُوَ مَجازٌ. والتَّشْفِيقُ: رَداءةُ النَّسْج عَن الليْثِ، يُقال: شَفق النَّسّاجُ المِلْحَفَةَ تَشْفِيقاً: إِذا نَسَجَها سَخِيفاً وَهُوَ مَجازٌ.
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: أَشْفَقَ مِنْهُ: جَزِعَ، وشَفَقَ لُغَةٌ. قَالَ ابْن سِيدَه: وشَفِقَ عَلَيْهِ، كفَرِح بَخِلَ بِهِ وضَنَّ، عَن ابْنِ درَيْد.
وقالَ أَبُو عَمْرو: الشَّفَقُ: الثوْبُ المَصْبُوغ بالحُمْرَة، وَهُوَ مَجاز. والشفيقيون: جَماعَةٌ محْدِّثونَ، مِنْهُم: أَبو الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ عَن إِبْرَاهِيم، حَدث سنة، ذَكَره ابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو طاهِر بن ياسين صَاحب الرَّازِيّ يُقَال لَهُ الشفيقي قَيده الرشيد الْعَطَّار نِسْبَة إِلَى جَامع شفيق الْملك.

شفق

1 شَفِقَ and شَفَقَ: see 4, in five places. b2: شَفِقَ عَلَيْهِ signifies He was niggardly of it: (TA:) [thus] the saying [of a poet]

كَمَا شَفِقَتْ عَلَى الزَّادِ العِيَالُ means [Like as the household] are niggardly of the provision: (IDrd, M, O:) because he who is niggardly of a thing is عَلَيْهِ ↓ مُشْفِقٌ [i. e. fearful, or cautious, on account of it]. (M.) 2 تَشْفِيقٌ signifies (tropical:) The making [a gift or the like (see مُشَفَّقٌ)] scanty, or little in amount or quantity; as also ↓ إِشْفَاقٌ. (O, K, TA.) b2: and (tropical:) The weaving badly. (K, TA.) You say, شفّق المِلْحَفَةَ (tropical:) He wove badly, (M,) or so as to make it scanty in the yarn, or unsubstantial, (TA,) the [kind of wrapper called] ملحفة. (M, TA.) A2: See also 4, last sentence.4 اشفق signifies He feared, or was cautious; as also ↓ شَفِقَ [in the CK شَفَقَ]; or only the former: (K, TA:) [accord. to ISd,] ↓ شَفِقَ, inf. n. شَفَقٌ, signifies he feared: (M:) IDrd says, ↓ شَفِقْتُ [in one of my copies of the S شفَقتُ] and أَشْفَقْتُ are syn., (S, O, TA,) as some assert, (O, TA,) but the lexicologists disallow this, (S, O,) saying that one should only say أَشْفَقْتُ: (O:) accord. to Er-Rághib, الإِشْفَاقُ signifies [the being affected with] care, or solicitude, mixed with fear; and when it is trans. by means of مِنْ, the meaning of fear is most apparent in it; but when trans. by means of عَلَى, the meaning of care, or solicitude, is most apparent in it: (TA: [and the like is said by Bd in xxi. 29:]) or it signifies [the being affected with] fright [or fear]; sometimes mixed with faithful or sincere or honest advice; and sometimes divested thereof: (Ham p. 179:) one says, أَشْفَقْتُ مِنْهُ, (S,) or مِنْ كَذَا, (Msb,) I feared, or was cautious of, (S, Msb,) him, or it, (S,) or such a thing: (Msb:) or اشفق مِنْهُ he feared him, or it: (MA:) and أَشْفَقْتُ عَلَيْهِ, (S, [in which it is implied that this differs from أَشْفَقْتُ مِنْهُ,]) or عَلَى الصَّغِيرِ, I was affectionate, kind, or compassionate, and favourably inclined, [towards him, or] towards the little one: (Msb: [and a similar explanation is given in the MA:]) and ↓ شَفَقْتُ, aor. ـِ is a dial. var. thereof [i. e. of أَشْفَقْتُ when trans. by means of عَلَى, and perhaps also when it is trans. by means of مِنْ]: (Msb:) or اشفق عَلَيْهِ signifies [he was solicitously affectionate, &c., towards him; agreeably with the explanation of Er-Rághib above, and with that here following;] he was affected with pity, or compassion, and tenderness, and fear, for him, at the same time giving him faithful or sincere or honest advice, أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ [lest some disliked or evil event should betide him]: (TA:) or he feared, or was cautious, for him: and اشفق مِنْهُ he was impatient of him, or it: and ↓ شَفَقَ is a dial. var. [of اشفق when trans. by means of مِنْ, and app. also when trans. by means of عَلَى]. (M.) A2: See also 2.

A3: Also He entered upon [the time of] the شَفَق [q. v.]. (M.) And He came in a [time of] شَفَق: and so ↓ شفّق. (M.) شَفَقٌ Fear: (K:) [see also شَفِقَ, (of which it is the inf. n.) in the next preceding paragraph:] or fear [arising] from strictness (شِدَّة) of faithful or sincere or honest advice; (M, TA;) as also ↓ شَفَقَةٌ: (M:) or ↓ the latter signifies the fear of him who gives faithful or sincere or honest advice, in consequence of his doing so, for him to whom such advice is given: (O:) or the former, (K, TA,) and ↓ the latter also, (TA,) the eagerness, or striving, of him who gives such advice, to rectify, or amend, the state of him to whom that advice is given: (K, TA: [said in the latter to be a tropical application of the words; but why, I see not:]) ↓ شَفَقَةٌ is subst. from الإِشْفَاقُ, (S, Msb, TA,) and شَفَقٌ is syn. therewith (S, O, K, TA) as being also a subst. from الإِشْفَاقُ: (S, TA:) [it is said that] the primary signification of ↓ شَفَقَةٌ is weakness: (Ham p. 179:) and it is conjoined with خَوْفٌ [fear]; therefore it is not applied as an attribute to God: (Idem p. 722:) [generally] it signifies affection, kindness, benignity, compassion, or favourable inclination: (MA:) [or solicitous affection &c.:] or pity, or compassion, and tenderness, and fear of the betiding of some disliked or evil event, together with faithful or sincere or honest advice. (TA.) A2: شَفَقٌ also signifies The redness (Kh, S, Msb, K) in the horizon (K) from sunset until the time of the last عِشَآء [i. e. nightfall], (Kh, S, Msb, K,) when it disappears, (Kh, S, Msb,) and the white شَفَق remains until the middle [or rather until a late period varying at different seasons] of the night: (Msb:) or until near that time: or until near the عَتَمَة [q. v., generally meaning the same, or nearly so]: (K:) or the redness that is seen in the sky at sunset: (IDrd, O:) or the remains of the light and redness of the sun in the first part of the night, until near the عَتَمَة: (S:) or the light and redness of the sun, seen at sunset, until the time of the prayer of nightfall: (M:) or the mixture of the light of day with the blackness of night at sunset: (Er-Rághib, TA:) accord. to Zj, the redness that is in the region of sunset after the setting of the sun: this is the meaning given as of common repute in the books of lexicology; and Mtr says [in the Mgh] that it means the redness accord. to a number of the Companions of the Prophet and of the people of the generation next succeeding them: but accord. to Aboo-Hureyreh, it means the whiteness [after sunset, which, to distinguish it from the شَفَق commonly so called, is often termed the white شَفَق, as in an instance above]: (Msb:) IAth says that this word has two contr. meanings; being applied to the redness that is seen after sunset; and to the whiteness remaining in the western horizon after the said redness. (TA.) Fr says, I heard one of the Arabs say, عَلَيْهِ ثَوْبٌ كَأَنَّهُ الشَّفَقُ [Upon him is, or was, a garment as though it were the شَفَق]: and it was red. (S.) b2: [Hence,] (tropical:) A garment, or piece of cloth, dyed red. (AA, TA.) b3: and Day. (Zj, M, K.) A3: Also i. q. نَاحِيَةٌ (assumed tropical:) [A side, &c.; or a remote side]: pl. أَشْفَاقٌ. (O, K.) One says, أَنَا فِى أَشْفَاقٍ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ i. e. نَوَاحٍ [meaning (assumed tropical:) I am apart, or aloof, from this affair; as though in, or on, remote sides thereof]: (O, TA:) and in like manner فِى عُرُوضٍ مِنْهُ [app. a mistranscription for عَرُوضٍ i. e. نَاحِيَةٍ] and فى أَعْرَاضٍ منه i. e. نَوَاحٍ. (TA.) A4: And (tropical:) A bad thing; syn. رَدِىْءٌ: (Lth, S, M, O, K, TA: [in the TA said to be written by J with kesr to the ف; but not so in either of my copies of the S:]) applied to a garment, or piece of cloth, (Mgh, TA, and Ham p. 179,) [in this sense, or] as meaning bad and thin: (Mgh in art. خرث:) [said to be] from شَفَقَةٌ signifying “ weakness: ” (Ham ubi suprà:) seldom pluralized: (O:) and used alike as masc. and fem., being applied as an epithet to a مِلْحَفَة, (M, O,) meaning رَدِيئَةٌ. (M.) شَفِقٌ: see شَفِيقٌ, in two places.

شَفَقَةٌ: see شَفَقٌ, in five places.

شَفُوقٌ: see the next paragraph.

شَفِيقٌ is syn. with ↓ مُشْفِقٌ as part. n. of 4 [signifying Fearing, or fearful, or cautious; and also affectionate, kind, or compassionate, &c.]; (S, O, Msb, * K;) as also ↓ شَفِقٌ (Msb) [and in an intensive sense ↓ شَفُوقٌ; and , from what follows, it appears that شَفِيقٌ also is used as an intensive epithet]: or ↓ شَفِقٌ signifies fearing; and its pl. is شَفِقُونَ: (M, TA:) and شَفِيقٌ, one giving faithful or sincere or honest advice, eager, or striving, to rectify, or amend, the state of him to whom that advice is given. (M.) إِنَّ الشَّفِيقَ بِسُوْءِ ظَنٍ مُولَعٌ [Verily the affectionate, &c., or the very affectionate &c., is addicted to evil opinion,] is a prov., applied in the case of the man who fears, for his friend, the accidents of fortune, by reason of his excessive شَفَقَة [or affection, &c.]. (TA.) And it is said in the Kur [xxi. 50], وَهُمْ مِنَ

↓ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ [meaning And who are fearful of the time of the resurrection]; the signification of fear being most apparent when مُشْفِقٌ is thus trans. by means of مِنْ. (TA.) See also an instance of ↓ مُشْفِقٌ [in a similar sense] in the first paragraph of this art. مُشْفَقٌ: see the last paragraph.

A2: [Accord. to Freytag, it signifies also Fear: but he names no authority for this.]

مُشْفِقٌ: see شَفِيقٌ, in three places.

عَطَآءٌ مُشَفَّقٌ (tropical:) A gift made scanty, or little in amount or quantity; (S, TA;) as also ↓ مُشْفَقٌ. (TA.)

شظي

(شظي)
الْعود وَنَحْوه شظى انْشَقَّ فلقا وَالْقَوْم تفَرقُوا وَالْفرس اعتل شظاه فَهُوَ شظ وَهِي شظية

شظي


شَظِيَ(n. ac. شَظَي)
a. Was split (wood).
شَظَّيَa. Divided, dispersed.

تَشَظَّيَa. see I
شَظًىa. Small bone.
b. Adherents, partizans.

شَظِيَّة []
a. Splinter.
ش ظ ي : الشَّظِيَّةُ مِنْ الْخَشَبِ وَنَحْوِهِ الْفِلْقَةُ الَّتِي تَتَشَظَّى عِنْدَ التَّكْسِيرِ يُقَالُ تَشَظَّتْ الْعَصَا إذَا صَارَتْ فِلَقًا وَالْجَمْعُ شَظَايَا. 
ش ظ ي: (الشَّظِيَّةُ) الْفِلْقَةُ مِنَ الْعَصَا وَنَحْوِهَا وَالْجَمْعُ (الشَّظَايَا) . يُقَالُ: (تَشَظَّى) الشَّيْءُ إِذَا تَطَايَرَ شَظَايَاهُ. 
(ش ظ ي) : (الشَّظَى) عَظْمٌ لَاصِقٌ بِعَظْمِ الذِّرَاعِ فَإِذَا زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ قِيلَ شَظِيَ الْفَرَسُ وَقِيلَ (الشَّظَى) انْــشِقَاقُ الْعَصَبِ (وَالشَّظِيَّةُ) شِقَّةٌ مِنْ عُودٍ أَوْ قَصَبَةٍ أَوْ عَظْمٍ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ مَا أَفْرَى الْأَوْدَاجَ مِنْ شَظِيَّةِ حَجَرٍ وَشُطْبَةُ تَصْحِيفٌ إنَّمَا هِيَ وَاحِدَةُ شُطَبِ السَّنَامِ وَهِيَ أَنْ تُقَطِّعَهُ قِدَدًا وَلَا تَفْصِلَهَا.
ش ظ ي

فرس سليم الشظى وهو عظيم لازق بالوظيف، وشظى الفرس: دوى شظاه. وطارت شظية من عود أو قصبة أو عظم: شقة، وتشظى العود: تشقق، وشظيته. قال أبو النجم:

سمر تشظى جندل الإكام

وفي الحديث " لما أراد الله أن يخلق لإبليس نسلاً وزوجة ألقى عليه الغضب فطارت منه شظية من نار فخلق منها امرأته ".

ومن المجاز: تشظى القوم: تفرقوا. وقال الطرماح:

تتشظى عنه الضراء فما ... تثبت أغماره ولا صيده أي الكلاب عن الثور. وشظيتهم. قال:

وردهم عن لعلع وبارق ... ضرب يشظيهم عن الخنادق

وتشظى الصدف عن اللؤلؤ. قالت:

يا من أحسّ بنيّ اللذين هما ... كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف
شظي
شظِيَ يَشظَى، اشْظَ، شَظًى، فهو شَظٍ
• شظِي العُودُ ونحوُه: انشقّ فِلَقًا "حبٌّ شظٍ".
• شظِي القَومُ: تفرَّقوا "شعبٌ شظٍ". 

أشظى يُشظي، أشْظِ، إشظاءً، فهو مُشْظٍ، والمفعول مُشْظًى
• أشظاه: أصاب شظاه وهو عُظيم ركبته البارز. 

تشظَّى يتشظَّى، تَشَظَّ، تشَظّيًا، فهو مُتشظٍّ
• تشظَّى الشَّيءُ: شَظِي، تشقَّق فِلَقًا "تشظَّى الصّدفُ عن اللؤلؤ: تشقَّق- تشظَّى العودُ: تطاير قطعًا- تشظّى الجدارُ".
• تشظَّى القومُ: شَظوا، تفرَّقوا. 

شظَّى يشظِّي، شَظِّ، تَشْظِيةً، فهو مُشظٍّ، والمفعول مُشظًّى
• شظَّى الشّيءَ: شقّقه فِلَقًا "شظّى عودًا من الخشب".
• شظَّى القومَ: فرَّقهم. 

إشظاء [مفرد]: مصدر أشظى. 

تشَظٍّ [مفرد]:
1 - مصدر تشظَّى.
2 - (فز) انفجار نواة ذرَّة تحت تأثير قصف جُسيميّ لها على درجة كافية من الشدَّة، تتفتّت من جرّائه النواةُ وتتطاير منها جسيمات. 

تشْظِية [مفرد]: مصدر شظَّى. 

شَظٍ [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شظِيَ.
2 - متفرِّق. 

شَظَى2 [جمع]: مف شَظَاة: عُظَيْم لازق بالرُّكبة. 

شَظًى1 [مفرد]: مصدر شظِيَ. 

شَظِيَّة [مفرد]: ج شَظِيَّات وشَظايا: فلقة تتناثر من جسم صُلْب، وأكثر ما تستعمل الآن في فِلَق المتفجّرات "شظيّة من خشب/ حديد- شظايا زجاج: فلق زجاج معدّة للصّهر ثانية، كي يصنع منها الزجاج". 
الشين والظاء والياء ش ظ ي

المِشظاةُ عُظَيْمٌ لازقٌ بالرُّكْبة وجَمْعُها شَظًى وقيل الشَّظَى عَصَبٌ صِغَار في الوَظِيفِ وقيل الشَّظَى عُظَيْمٌ لازقٌ بالذِّراعِ وشَظِيَ الفَرَسُ شَظًى فهو شَظٍ فُلِقَ شَظَاهُ والشظا انــشِقَاقُ العَصَب وقد تَشظَّى وشَظَّاه هو والشَّظِيَّة عَظْمُ السَّاقِ وكل فِلْقَةِ من شيءٍ شَظِيَّة والشَّظِيَّةُ القَوْسُ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّظِيَّةُ القوسُ لأن خَشَبَها شَظِيَتْ أي فُلِقَت وفي الحديث

إن الله تبارك وتعالى لما أرادَ أن يَخْلُقَ لإِبْلِيسَ نَسْلاً وزَوْجَةً أَلْقَى عليه الغضَبَ فطارتْ منه شَظِيَّةٌ من نارٍ فَخَلَقَ منها امرأَتَه فأما ما أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ من قولِه

(مَهَاهَا السِّنانُ اليَعْمَلِيُّ فَأَشْرفَتْ ... سَناسِنُ مِنْها والشَّظِيُّ لُزوقُ)

فإنه زَعَمَ أن الشَّظِيَّ جَمْعُ شَظًى وليس كذلك لأن فَعَلاً ليس ممَّا يكسُرَّ على فَعيلٍ إلا أن يكون اسْمًا للجَمْعِ فيكونَ من باب كَلِيبٍ وعَبِيدٍ وأيضا فإنه إذا كان الشَّظِيُّ جَمْعَ شَظًى والشَّظَى لا مَحالةَ جَمْعُ شَظَاةٍ فإنما الشَّظِيُّ جمعُ جَمْعٍ وليس بِجَمْعٍ وقد بَيَّنَّا أنه ليس كُلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ والذي عندِي في ذلك أنَّ الشَظِيَّ جَمْعُ شَظِيَّةٍ التي هي عظم الساقِ كما أن رَكِيّا جمع رَكِيَّةٍ وتَشَظَّى الشيءُ تَفَرَّقَ وتشقَقَّ وشَظَّاه هو قال

(فَصَدَّهُ عَنْ لَعْلَعٍ وبَارِقِ ... ضَرْبٌ يُشَظِّيهِم عَلَى الخَنَادِقِ)

أي يُفَرِّقُهم ويَشُقُّ جَمْعَهُم والشَّظَى من النَّاسِ والمَوَالِي والتِّباع والشَظَّى جَبَلٌ أنشدَ ثعلبٌ

(أَلَمْ تَرَ عُصْمَ رُءُوسِ الشَّظَى ... إذا جاءَ قانِصُها تجلَب)

وهو الشَّظَاءُ أيضاً ممدودٌ قال عَنْتَرَةٌ

(كَمُدِلَّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ نَاهِضًا ... في الوَكْرِ مَوْقِعُها الشَّظَاءُ الأرْفَعُ)

وأما الحديث الذي جاءَ

تَعَجَّبَ ربُّكَ من راعٍ في شَظِيَّةٍ يُؤذِّنُ ويُقِيمُ الصّلاَة

فالشَّظِيَّةُ فُنْدِيرةٌ من فَناديرِ الجِبَالِ عن الأَزهريِّ قال وهي الشِّظْيةُ أيضا ذكر ذلك الهرويُّ في الغريبَيْنِ وإنَّما قَضَيْنا بأن هذا كلَّه ياء لكَوْنِها لاماً وقد تقدَّم أن اللاَّمَ ياء أكثرُ منها واوًا 

شظي: شَظَى الميِّتُ يَشْظِي شَظْياً، وفي التهذيب شُظِيّاً:

انْتَفَخَ فارْتفَعتْ يَداهُ ورجْلاهُ كشَصا؛ حكاه اللحياني. الأَصمعي: شَظَى

السِّقاءُ يَشْظِي شُظِيّاً مثلُ شَصى، وذلك إذا مُلِئَ فارْتفَعتْ

قَوائِمُه. والشَّظاةُ: عُظَيْمٌ لازقٌ بالوَظيفِ، وفي المحكم: بالرُّكْبةِ،

وجمعُها شَظىً، وقيل: الشَّظَى عَصَبٌ صغارٌ في الوَظِيفِ ، وقيل:

الشَّظَى عُظَيْمٌ لازقٌ بالذِّراعِ، فإذا زال قيل شَظِيَتْ عَصَبُ الدابة. أَبو

عبيدة: في رؤُوسِ المِرْفَقْينِ إبْرَةٌ، وهي شَظِيَّةٌ لاصِقَةٌ

بالذِّراعِ ليستْ منها؛ قال: والشَّظَى عظمٌ لاصِقٌ بالرُّكْبةِ، فإذا شَخَصَ

قيل شَظِيَ الفرَسُ، وتَحَرُّكُ الشَّظَى كانتِشارِ العَصَب غيرَ أَنَّ

الفرَسَ لانتِشارِ العَصَبِ أَشدُّ احْتِمالاً منه لتَحَرُّكِ الشَّظَى،

وكذلك قال الأصمعي. ابن الأعرابي: الشَّظَى عَصَبةٌ دقِيقةٌ بين

عَصَبَتي الوَظيف، وقال غيره: هو عُظَيْمٌ دقِيقٌ إذا زال عن موضعِهِ شَظِيَ

الفَرسُ. وشَظِيَ الفرَسُ شَظىً، فهو شَظٍ: فُلِقَ شَظاهُ. والشَّظَى:

انْــشِقاقُ العَصَبِ؛ قال امرؤُ القيس:

ولم أَشْهَدِ الخَيْلَ المُغِيرَةَ بالضُّحى

على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارَةِ جَوَّالِ

سَلِيمِ الشَّظى ، عَبْلِ الشَّوى، شَنِجِ النَّسا،

له حَجباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ

قال ابن بري: ومثله للأَغلبَ العِجلي:

ليس بذي واهِنَةٍ ولا شَظى

الأَصمعي: الشَّظى عُظَيْمُ مُلزَقٌ بالذِّراعِ، فإذا تحَرَّكَ من

موضعِهِ قيل قد شَظِيَ الفرَسُ، بالكسر، وقد تشَظَّى وشَظَّاهُ هو.

والشَّظِيَّة: عَظْمُ الساقِ، وكلُّ فِلْقَةٍ من شيءٍ شظِيَّةٌ.

والشَّظِيَّة: شِقّة من خَشبٍ أَو قَصَبٍ أَو قِضّةٍ أَو عَظْمٍ. وفي الحديث: إن

الله عز وجل لمّا أَرادَ أَن يَخْلُق لإبْلِيسَ نَسْلاً وزَوْجةً، أَلقى

عليه الغَضَبَ فطارَتْ منه شَظِيّةٌ من نارٍ فخَلقَ منها امرأَتَه؛ ومنه

حديث ابن عباسٍ: فطارَتْ منه شَظِيّةٌ ووَقعَتْ منه أُخرى من شِدَّةِ

الغَضَب. والشَّظِيَّة: القوسُ. وقال أَبو حنيفة: الشّظِيَّةُ القَوسُ

لأَنَّْ خشبَها شَظِيَتْ أَي فُلِقَتْ؛ قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده ابن

الأعرابي من قوله:

مَهاها السِّنانُ اليَعْمَليُّ فأَشْرَفَتْ

سَناسِنُ منها، والشَّظِيُّ لُزُوقُ

قال: فإنه قد زعم أَن الشَّظِيَّ جمع شَظىً، قال: وليس كذلك لأَن

فَعَلاً ليس مما يُكسَّر على فَعِيلٍ إلاَّ أَن يكون اسماً للجمع فيكون من

باب كِليبٍ وعَبيدٍ، وأَيضاً فإنه إذا كان الشَّظِيُّ جمع شَظىً والشَّظى

لا محالة جمع شَظاةٍ، فإنما الشَّظيُّ جمعُ جمعٍ وليس بجمع، وقد بيَّنَّا

أَنه ليس كلُّ جمع يُجمعُ؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَن الشَّظِيَّ جمع

شَظِيَّةٍ التي هي عظمُ الساقِ كما أَن رَكِيّاً جمع رَكِيَّةٍ.

وتشَظَّى الشيءُ: تفَرَّقَ وتشَقَّق وتَطايَر شَظايا؛ قال:

يا من رأَى لي بُنَيَّ اللَّذَيْن هما

كالدُّرَّتَيْن تشَظَّى عنهما الصَّدَفُ

وشَظَّاهُ هو، وتشَظَّى القومُ: تفَرَّقوا، قال:

فصَدّه، عن لعْلَعٍ وبارِقِ،

ضرْبٌ يُشَظّيهمْ على الخَنادقِ

أَي يفرِّقُهم ويَشُقُّ جمعَهم. وشَظَّيتُ القومَ تشْظِيَةً أَي

فرَّقُتهم فتشَظَّوْا أَي تفرَّقُوا. وشَظِيَ القومُ إذا تفَرَّقُوا.

والشَّظى من الناس: المَوالي والتِّباعُ. وشَظى القومِ: خلافُ

صمِيمِهِمْ، وهم الأَتْباعُ والدُّخلاءُ عليهم بالحِلْف؛ وقال هَوْبَرٌ

الحارثي:أَلا هل أَتى التَّيْمَ بنَ عبدِ مَناءَةٍ،

على الشَّنْءِ فيما بيننا، ابنِ تمِيمِ

بمَصْرَعِنا النُّعمانَ، يومَ تأَلَّبَتْ

علينا تميمٌ من شَظىً وصَميمِ

تَزَوَّد منَّا بين أُذْنَيهِ طَعنةً،

دَعَتْه إلى هابي الترابِ عَقيمِ

قوله: بمَصْرعِنا النُّعمانَ في موضع الفاعل بأَتى في البيت قبلَه،

والباءُ زائدةٌ؛ ومثله قولُ امرئ القيس:

أَلا هل أَتاها، والحوادثُ جَمَّةٌ،

بأَن امرأَ القيسِ بنَ تَملِكَ بَيْقَرا؟

قال: ومثله قول الآخر:

أَلمْ يأْتيكَ، والأَنباءُ تَنْمي،

بما لاقتْ لَبُونُ بني زيادِ؟

والشَّظى: جبلٌ؛ أَنشد ثعلب:

أَلمْ ترَ عُصْمَ رُؤوس الشَّظى،

إذا جاءَ قانِصُها تجْلبُ؟

وهو الشَّظاءُ أَيضاً، ممدودٌ؛ قال عنترة

كمُدِلَّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ ناهِضاً،

في الوَكْرِ، مَوْقِعُها الشَّظاءُ الأَرْفعُ

وأَما الحديث الذي جاء عن عقبة بن عامر أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

قال: تعَجَّبَ رَبُّك من راعٍ في شَظِيَّة يؤذِّنُ ويقيمُ الصلاة يخافُ

مني قد غَفَرْتُ لعَبدي وأَدخلتهُ الجنة؛ فالشَّظِيَّةُ: فِنْديرةٌ من

فَناديرِ الجبالِ، وهي قطعةٌ من رؤُوسها؛ عن الأَزهري، قال: وهي

الشِّنْظِيةُ أَيضاً، وقيل: الشَّظِيَّةُ قِطعَةٌ مرتفعةٌ في رأْس الجبل.

والشَّظِيَّةُ: الفِلْقةُ من العصا ونحوِها، والجمع الشَّظايا، وهو من

التَّشَظِّي التَّشَعُّبِ والتَّشَقُّقِ؛ ومنه الحديث: فانشَظَت رَباعيةُ رسوِل

الله، صلى الله عليه وسلم، أَي انكسرت. التهذيب: شَواظي الجبال

وشَناظِيها هي الكِسَر من رؤوس الجبال كأَنها شُرَفُ المسجد، وقال: كأَنها

شَظِيَّةٌ انشَظَتْ ولم تَنْقَسِمْ أي انكسرت ولم تنْفرِجْ. والشَّظِيَّة من

الجبل: قِطْعةٌ قُطِعَت منه مثل الدار ومثل البيت، وجمعُها شَظايا، وأَصغر

منها وأَكبر كما تكون. النَّضْرُ: الشَّظى الدَّبْرَةُ على إثرِ

الدِّبْرةِ في المزْرَعة حتى تبلُغَ أَقْصاها، الواحِدُ شَظىً بدِبارِها،

والجماعةُ الأَشْظِيةُ، قال: والشَّظى ربما كانت عشْر دَبَراتٍ، يُرْوى ذلك عن

الشافعي.

شظي
: (ى (} الشَّظى: عُظَيْمٌ) مُسْتدقٌّ (لازِقٌ بالرُّكْبَةِ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(أَو) مُلْزَقٌ (بالذِّراعِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ عَن الأصْمعي.
(أَو بالوَظِيفِ) ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
(أَو عَصَبٌ صِغارٌ فِيهِ) ، أَي فِي الوَظيفِ؛ كَمَا فِي التهذيبِ.
(و) {شَظَى القوْمِ: خِلافُ صمِيمِهِم، وهم (أَتْباعُ القومِ والدُّخَلاءُ عَلَيْهِم فِي الحِلْفِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وأَنْشَدَ:
بمَصْرَعِنا النُّعمانَ يومَ تأَلَّيَتْ
علينا تميمٌ من} شَظَى وصَميم ِوفي المُحْكم: هم المَوالي والتِّباعُ.
(و) {الشَّظَى: (الدَّبْرَةُ على أَثْرِ الدَّبْرَةِ فِي المزْرَعَةِ حَتَّى تَبْلُغَ أَقْصاها) ، والجَمْعُ} أَشْظِيَةٌ، ورُبَّما كانتْ عشْرَ دَبَراتٍ؛ حكَاهُ ابنُ شُمَيْل عَن الطائِفي؛ كَمَا فِي التَّهذيبِ.
(و) فِي الصِّحاحِ عَن الأصْمعي: وبعضُ النَّاسِ يَجْعلُ الشَّظَى (انْــشِقاقَ العَصَبِ) ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْسِ: سَلِيمُ {الشَّظَى عَبْلِ الشَّوى شَنِجُ النَّسا
لَهُ حَجباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِوفي التَّهْذيبِ: قالَ أَبو عُبيدَةَ: تحرُّكُ الشَّظَى كانْتِشارِ العَصَبِ غَيْر أنَّ الفرَسَ لانْتِشارِ العَصَبِ أَشَدُّ احْتمِالاً مِنْهُ لتحرُّكِ الشَّظَى. (} كالتَّشَظِّي) ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
(و) {الشَّظَى: (جَبَلٌ) ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَلمْ تَرَ عُصْمَ رُؤُوس الشَّظى
إِذا جاءَ قانِصُها تجْلبُ؟ (و) فِي الصِّحاحِ عَن الأصْمعي: فَإِذا تحرَّكَ} الشَّظَى عَن موْضِعِه قيلَ: (شَظِيَ الفَرَسُ، كرَضِيَ) ، {يَشْظَى (} شَظًى) ، فَهُوَ {شاظٍ، إِذا (فُلِقَ شظاهُ) . وكَذلكَ} تَشَظَّى، عَن ابنِ سِيدَه.
وَفِي الأساسِ: {شَظِيَ الفَرَسُ: دَوِي} شَظاهُ.
( {والشَّظِيَّةُ) ، صَرِيحُه أنَّه بفتْحٍ فسكونٍ والصَّوابُ كغَنِيَّةٍ: (القَوْسُ) لأنَّ خَشَبَتَها} شَظِيَتْ، أَي فُلِقَتْ، عَن أَبي حنيفَةَ.
(و) {الشَّظِيَّةُ: (عَظْمُ السَّاقِ.
(وكلُّ فِلْقَةٍ من شيءٍ) :} شَظِيَّةٌ، كَمَا فِي المُحْكم.
وَمِنْه الحدِيثُ: (إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لمَّا أَرادَ أَن يَخْلقَ لإبْلِيسَ نَسْلاً وزَوْجَةً أَلْقى عَلَيْهِ الغَضَبَ فطارَتْ مِنْهُ {شَظِيَّةٌ من نارٍ فخلقَ مِنْهَا امْرأَتَه) ، أَي فِلْقَةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الشَّظيَّةُ الفِلْقَةُ من العَصا ونَحْوِها، (ج {شَظايا) .
وَفِي التَّهذيب:} الشَّظِيَّةُ شقَّةٌ من خَشَبٍ أَو قَصَبٍ أَو فضَّةٍ أَو عَظْمٍ.
( {وشَظِيٌّ) ، كغَنِيَ، جَمْعُ} شَظِيَّةٍ الَّتِي هِيَ عَظْمُ الساقِ، مثْلُ رَكِيَ ورَكِيَّةٍ، وَهُوَ اخْتِيارُ ابنِ سِيدَه، وَبِه فسّرَ قَوْل الشاعِر: مَحاها السِّنانُ اليَعْمَليُّ فأَشْرَفَتْ
سَناسِنُ مِنْهَا {والشظِيُّ لُزُوقُقالَ: وَزَعَمَ ابنُ الأَعرابي أنَّها جَمْعُ} شَظىً، وليسَ كَذلكَ لأنَّ فَعَلاً ليسَ ممَّا يُكَسَّر على فَعِيلٍ إلاَّ أَنْ يكونَ اسْماً للجَمْع فَيكون من بابِ عَبيدٍ وكَليبٍ، وأَيْضاً فإنَّه إِذا كانَ جَمْع {شَظىً،} والشَّظَى لَا مَحالَة جَمْع شَظاةٍ، فإنَّما {الشَّظِيُّ جَمْعُ الجَمْعِ وليسَ بجَمْعٍ، وَقد بيَّنَّا أنَّه ليسَ كلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ.
(و) } الشَّظِيَّةُ: (فِنْدِيرةُ الجَبَلِ) ، كأنَّها {شَظِيَّةٌ} انْشَظَتْ وَلم تَنْفَصِمْ، أَي انْكَسَرَتْ وَلم تَنْفَرج، وأَيْضاً قطْعَةٌ قُطِعَتْ مِنْهُ كالدَّارِ والبيتِ. وَبِه فسِّر الحديثُ: (تَعَجَّبَ رَبُّكَ من راعٍ فِي {شَظِيَّة يؤذِّنُ ويقيمُ الصَّلاةَ) ؛ والجمْعُ} الشَّظايا.
( {كالشِّظْيَةِ، بالكسْرِ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسخِ والصَّوابُ} كالشِّنْظِيَة بزِيادَةِ النونِ، كَمَا هُوَ نَصّ التَّهْذيب، وذَكَرَه الهَروي فِي الغَرِيبَيْن أَيْضاً.
( {وتَشَظَّى العُودُ) : تَشَقَّق؛ كَمَا فِي الأَساسِ.
وَفِي الصِّحاح:} تَشَظَّى الشيءُ إِذا (تَطَايَرَ {شَظايا) ؛ وأَنْشَدَ لفرْوَةَ بنْت أبان:
يَا مَنْ أَحسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْن هما
كالدُّرَّتَيْنِ} تَشَظَّى عَنْهُمَا الصَّدَفُوفي الأساسِ: تَشَظَّى اللُّؤلؤُ عَن الصَّدَفِ، مجازٌ.
( {وأَشْظاهُ: أَصاب} شَظاهُ) .
قالَ الصَّاغاني: والقِياسُ {شَظَاه.
(ووادِي} الشَّظَا: م) مَعْروفٌ.
( {والتَّشْظِيَةُ: التَّفْرِيقُ) ؛ قالَ الشَّاعرُ:
فصَدَّه عَن لعْلَعٍ وبارِقِ
ضرْبٌ} يُشَظّيهمْ على الخَنادِقِأَي يفرِّقُهم ويَشُقُّ جَمْعهم؛ وَهُوَ مجازٌ. (و) {الشَّظِيُّ، (كغَنِيَ: ع) ؛ نقلَهُ الصّاغانيّ.
(} وشَظِيَ المَيِّتُ) : مثْلُ (شَصِيَ) ، ضَبَطَه كرَضِيَ، والصَّوابُ {شَظَى} يَشْظِي {شُظِيّاً مِن حَدِّ رَمَى كشَصَا، كَمَا هُوَ نَصُّ الأزْهري.
وكذلكَ} شَظِيَ السَّقاءُ {يَشْظَى وَهُوَ إِذا مُلِىءَ فارْتَفَعَتْ قَوائِمُه.
(} والشَّنْظاةُ: رأْسُ الجَبَلِ) ، كأنَّه شرفَةُ مَسْجدٍ؛ والجَمْعُ {الشَّناظِي؛ نقلَهُ الأزْهري.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:} شَظِيَ الفرَسُ {تَشْظِيةً: جَعَلَه يفلق} شَظاهُ.
{والتِّشَظِّي: التفرُّقُ والتَّشَقُّقُ.
} وشَظِيَ العُودُ: فُلِقَ.
{وانْشَظَتِ الرّباعيَّةُ: انْكَسَرَتْ.
} والشَّظاءُ، كسَماءٍ: جَبَلٌ؛ قالَ عنترَةُ:
كمُدِلّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ نَاهِضاً
فِي الوَكْرِ مَوْقِعُها {الشَّظاءُ الأَرْفَعُ} وشَواظِي الجِبالِ رُؤوسُها.
وقالَ أَبو عبيدَةَ فِي رُؤُوسِ المرْفَقَيْن إبْرَةٌ، وَهِي {شَظِيَّةٌ لازقَةٌ بالذِّراعِ ليسْتَ مِنْهَا.
} والشِّظِيُّ، بكسْرَتَيْن مَعَ تَشْديدِ الياءِ: جَمْعُ {شَظِيَّةٍ، كغَنِيَّةٍ، للفلْقَةِ، عَن الكِسائي نقلَهُ الصَّغاني.

تحت

تحت


تَحَتَ(n. ac. تَحْت)
a. Took a low place; was lowly.

تَحْتa. Under, beneath, below; lower part, underneath.

تُحُوْت
a. [art.], The lower classes.
تَحْتَاْنِيّa. Lower, under; inferior.
ت ح ت : تَحْتُ نَقِيضُ فَوْقُ وَهُوَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَاهُ إلَّا بِإِضَافَتِهِ يُقَالُ هَذَا تَحْتَ هَذَا. 
(تحت) : قال أبو القاسم في (لغات القرأن) في قوله تعالى (فناداها من تحتها) أي من بطنها بالنبطية.
وحكى الكرماني في كتاب (العجائب) مثله عن مؤرخ السدوسي رحمه الله تعالى. 
[تحت]: لا تقوم الساعة حتى تهلك الوعول وتظهر "التحوت" هم الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم لحقارتهم، وقيل: أراد ظهور كنوز تحت الأرض. ومنه ح أشراط الساعة: أن تعلو "التحوت" الوعول أي يغلب ضعفاء الناس أقوياءهم شبه الأشراف بالوعول لارتفاع مساكنها.
تحت
تَحْت مقابل لفوق، قال تعالى: لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [المائدة/ 66] ، وقوله تعالى: جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [الحج/ 23] ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ [يونس/ 9] ، فَناداها مِنْ تَحْتِها [مريم/ 24] ، يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [العنكبوت/ 55] . و «تحت» :
يستعمل في المنفصل، و «أسفل» في المتصل، يقال: المال تحته، وأسفله أغلظ من أعلاه، وفي الحديث: «لا تقوم الساعة حتى يظهر التُّحُوت» أي: الأراذل من الناس. وقيل: بل ذلك إشارة إلى ما قال سبحانه: وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ [الانــشقاق/ 3- 4] .
تحت:
ظرف مكان. ويقال: خرج من تحته: أصبح في منجى، وعمل حتى أصبح في منجى من أن يصاب بضرر (كورنج مختارات 69) وتحت الليل: في ستار الليل (بوشر).
ويقال تجوزا: مات تحتها زوجان أي مات لها زوجان مثل ما يقال: فلان تحته فلانة أي زوجته (ابن بطوطة 4: 143).
من تحت لتحت: سرا، خفية، يقال: ضحك من تحت لتحت أي ضحك خفية (بوشر).
وفوق تحت: قلب، جعل الأعلى أسفل (بوشر).
وتحت اسم للأعضاء التناسلية (ألف ليلة 4: 485، 486).
ووسط المركب أو مقدمته (برتون 1: 168).
التحتي بأل التعريف: البنصر من الأصابع (دومب 86).
تحتاني: مرؤوس، تابع (بوشر).
وخفي، مستور (بوشر).
وهذا الغرض له تحتاني أي هذا الأمر له سر باطن (بوشر).
وتحتاني: اسم لباس يلبس تحت لباس آخر، ففي تاريخ أبي الفداء (5: 344): تحتاني أطلس أصفر. وبمقارنة هذا بما جاء في 5: 80ص 294. فإني أميل إلى الظن إنه نوع من الأقبية (أنظر تحتانية).
تحتانية: اسم ثوب يلبس تحت آخر (الملابس 94 - 95، راجع تحتاني)

تحت: تحت: إِحْدى الجهاتِ السِّتِّ المُحيكة بالجِرْمِ، تكون مَرَّةً

ظرفاً، ومرَّة اسماً، وتبنى في حال الاسمية على الضم، فيقال: من تَحْتُ.

وتَحْتُ: نقيض فوق.

وقومٌ تُحوتٌ: أَرذالٌ سَفِلةٌ. وفي الحديث: لا تقوم الساعةُ حتى

تَظْهَرَ التُّحوتُ، ويَهْلِكَ الوُعُول؛ يعني الذين كانوا تَحْتَ أَقدام

الناسِ، لا يُشعَرُ بهم ولا يُؤْبَه لهم لحقارتهم، وهم السِّفْلَةُ

والأَنْذالُ؛ والوُعُولُ: الأَشْرافُ. قال ابن الأَثير: جَعَلَ التَّحتَ الذي هو

ظَرْفٌ اسْماً، فأَدْخَلَ عليه لامَ التعريف، وجَمَعه؛ وقيل: أَرادَ بظهور

التُحُوتِ، ظُهُورَ الكُنوز التي تحت الأَرض؛ ومنه حديث أَبي هريرة،

وذَكَرَ أَشْراطَ الساعةِ، فقال: وإِنَّ منها أَن تَعْلُوَ التُحُوتُ

الوُعولَ أَي يَغْلِبَ الضُّعَفاءُ من الناس أَقْوياءَهم، شَبَّه الأَشْرافَ

بالوُعُول لارْتِفاع مَساكنها.

والتحتحة: الحركة

(* قوله «والتحتحة الحركة» لم يذكر ذلك في حرف الحاء

ظناً منه أَن موضعه حرف التاء وليس كذلك كما لا يخفى.).

وما تَتَحْتحَ من مكانه أَي ما تَحَرَّكَ. قال الأَزهري: لو جاء في

الحكاية تَحْتَحَه تشبيهاً بشيء، لجاز وحسن.

تحت



تَحْت is the contr. of فَوْق: (Msb, K:) and التَّحْتُ [signifying The location that is beneath, below, or under,] is opposed to الفَوْقُ, and is used in relation to that which is separate from another thing; الأَسْفَلُ being used in relation to that which is united with [or a part of] another thing. (Kull.) Sometimes, (K,) تَحْت is an adv. n., (Msb, K,) having a vague signification, its meaning not being clear unless it is prefixed to another word, as in the phrase هٰذَا تَحْتَ هٰذَا [This is beneath, below, or under, this]. (Msb.) And sometimes, it is a simple noun; (K;) in which case, [not having the article ال,] it is indecl., with dammeh for its termination, (K, and I'Ak p. 204,) provided that the noun to which it should be prefixed is suppressed, and the meaning of this is intended to be understood, but not the word itself; (I'Ak ubi suprà;) as in مِنْ تَحْتُ [Beneath, below, or under]; (K;) and in the saying, أَقَبٌ مِنْ تَحْتُ عَرِيضٌ مِنْ عَلُ [Lean beneath; broad above]: otherwise, it is decl.; (I'Ak ibid.;) as in تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [Rivers running beneath them]; (Kur ii. 23, &c.;) i.e., beneath their trees, (Bd, Jel,) and their pavilions. (Jel.) [You say also, فُلَانٌ تَحْتَ أَمْرِ فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one is under the command, rule, or authority, of such a one. And فُلَانٌ تَحْتَهُ فُلَانَةُ (assumed tropical:) Such a one has as his wife such a woman: see an ex. in a verse cited voce إِذَا. The dim. is ↓ تُحَيْت: you say, هٰدَا تُحَيْتَ هٰذَا, and مِنْ تُحَيْتِ هٰذَا, This is a little beneath, below, or under, this.] b2: التَّحْتُ is also the sing. of التُّحُوتُ, (IAth, TA,) which latter [in the CK erroneously written التُّحُتُ] signifies The low, base, vile, or ignoble, persons. (A, IAth, K.) It is said in a trad., لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَظْهَرَ التُّحُوتُ وَ تَهْلِكَ الوُعُولُ, i. e. [The hour of resurrection will not come until] the low, or ignoble, persons [shall prevail], and the noble persons [shall perish]: (A, IAth, TA:) or, as some say, until the treasures that are beneath the earth appear. (TA.) And in another trad. it is said that among the signs of the resurrection shall be this: أَنْ يَعْلُو التُّحُوتُ الوُعُولَ That the weak of mankind shall have ascendency over the strong. (TA.) تَحْتَانِىٌّ [Of, or relating to, the location that is beneath, below, or under; inferior; lower;] rel. n. of تَحْت, like as فَوْقَانِىٌّ is of فَوْق: ا and ن being very often added in the rel. n. (TA.) [تُحَيْت dim. of تَحْت, q. v.]
تحت
تَحْت [كلمة وظيفيَّة]: (نح) من الجهات السِّتّ وتكون من النَّاحية السُّفلى، مقابل فوق، وهي ظرف مكان يُنصب إذا أضيف ولم تسبقه مِنْ أو إذا قُطع عن الإضافة لفظًا ومعنًى، ويكثر جره بمن، ويُبنى على الضم إذا قُطع عن الإضافة لفظًا لا معنًى "سحَق شيئًا تحْتَ قدَميْه- وقف تحتًا- جاء من تحتٍ- جاء الهواءُ مِنْ تَحْتُ- {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} - {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} - {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا}: " ° أمرٌ لا طائلَ تحْته: لا فائدة منه- تحت إشراف فلان: تحت رعايته- تحت أعين النَّاس: على مرأى منهم، أمامهم- تحت أمرك: في خدمتك- تحت أمره/ تحت تصرُّفه/ تحت يده: رهن إشارته- تحت الأرض: واقع، حاصل، منشأ للاستخدام تحت سطح الأرض- تحت التَجْرِبة/ تحت الطَّبْع/ تحت التَّمرين: في دور التجْربة/ الطبع/ التمرين- تحت الحساب: مبلغ من أصل المطلوب- تحت السِّلاح: في القوات المسلَّحة- تحت الشَّمس: في هذا العالم، على الأرض- تحت الصِّفر: تقل عن الصفر- تحت الطَّلب: طُلِب ولم يصل بعد، يُلبِّى بمجرد طلبه- تحت المعدَّل: أقل من المستوى- تحت ذراعي: واقع أو مستعمل تحت الذِّراع، قريب المأخذ والمنال- تحت رحمته: مُسيطَر عليه، مُتحكَّم فيه- تحت سمع النَّاس وبصرهم: جهارًا، في حضور الناس- تحت ضغط الظروف: بسببها وتأثيرها- مِنْ تحت رأسه: بتدبيره، بسببه- مِنْ تحت لتحت: سِرًّا- هي تحته: في عصمته.
• أشعَّة تحت الحَمْراء: (فز) أشعَّة غير مرئيَّة ذات موجات أطول من موجات الأشعَّة المرئيَّة تعرف بتأثيرها الحراريّ، موقعها في الطيف قبل الأحمر. 

تحتانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَحْت: على غير قياس "طابَق تحتانِيّ: جزء من البناية واقع تحْت الأرض أو في مستواها- قميص تحتانيّ: رداء داخليّ ملاصق للجسم، بكمين أو بدونهما".
• الجلد التَّحتانيّ: (شر) الجلد تحت الأدَمَة، وهو مكون من نسيج ضامّ يحتوي أعدادًا مختلفة من خلايا الدُّهن. 

تحْتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَحْت.
• تيَّار تحْتيّ: تيار مائيّ تحت السَّطح أو تحت التّيّارات العليا. 

تحتيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَحْت.
• البِنْيَة التَّحْتِيَّة: تجهيزات أساسيّة تقوم بها الحكومة كالصَّرف الصِّحيّ، وتعبيد الطُّرق، والكهرباء، والمياه وغيرها "عملت الدولة على تحسين البنية التحتيَّة". 
ت ح ت

في الحديث: " حتى تهلك الوعول وتظهر التحوت " أي السفلة.

وطط

وطط


وَطَّ(n. ac. وَطّ)
a. Chirped; squeaked.

وَطَّطَa. Yelled, whooped.
و ط ط: (الْوَطْوَاطُ) الْخُطَّافُ وَالْجَمْعُ (الْوَطَاوِيطُ) وَقَدْ يَكُونُ الْوَطْوَاطُ الْخُفَّاشَ. 
وطط
وَطَّ يَوُطّ، اوْطُطْ/ وُطَّ، وَطًّا، فهو واطّ
• وطَّ الوطواطُ: صاح. 

وَطّ [مفرد]: مصدر وَطَّ. 
وطط وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَطاء فِي الوَطْواط يُصِيبهُ المُحْرِم قَالَ: ثلثا دِرْهَم. [قَالَ الْأَصْمَعِي قَوْله -] الوَطواط هَهُنَا هُوَ الخُفاش وَيُقَال إِنَّه الخُطّاف وَهَذَا أشبه الْقَوْلَيْنِ عِنْدِي بِالصَّوَابِ [لحَدِيث عَائِشَة رَحمهَا الله قَالَ سَمِعت إِسْحَاق الرَّازِيّ يحدثه عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: لما أحْرقَ بيتُ الْمُقَدّس كَانَت الأوزاغ تَنْفُخُه بأفواهها وَكَانَت الوطاوط تطفئه بأجنحتها.
[وطط] الوطواط: الخفاش، والجمع الوطاوط. وفى حديث عطاء بن أبى رباح في الوطواط يصيبه المحرم، قال: " ثلثا درهم ". قال الاصمعي: الوطواط ههنا الخفاش ويقال إنه الخطاف. قال أبو عبيد: وهذا أشبه القولين عندي بالصواب، لحديث عائشة رضى الله عنها قالت: " لما أحرق بيت المقدس كانت الاوزاغ تنفخه بأفواهها، وكانت الوطاوط تطفئه بأجنحتها ". والوطواط أيضا، الرجل الضعيف الجبان، قال: ولا أراه سمِّي بذلك إلا تشبيهاً بالطائر، قال العجاج: وبلدة بعيدة النياط * قطعت حين هيبة الوطواط * وأمَّا قولهم: " أبْصَرُ في الليل من الوطواط " فهو الخفاش.
وطط
في حديثِ عطاءِ بن أبي رباحِ أنه قال: في الوطواطِ يصيبهُ المحرمُ ثُلثا درهمٍ. قال أبو عُبيدةٍ: الوَطواطُ - هاهُنا -: الخفاشُ، ويقالُ: إنه الخُطافُ، قال: وهذا أشبهُ القولينِ عندي بالصواب؛ لحديثِ عائشةَ - رضي الله عنها - أنها قالت: لما أحرقَ بيتُ المقدسِ كانت الأوزاغُ تنفخه بأفواهها وكانتِ الوطاوِطُ تُطفئهُ بأجنحتها. قال: فهذه هي الخطاطِيفُ.
وقد يقال للرجلِ الضعيفِ الوَطواطُ، ولا أراهُ سُمي بذلك إلا تشبيهاً بالطائرِ، انشدَ غيرهُ في أن الوَطواطَ الرجلُ الضعيفُ قولَ رؤبةَ:
أرمي إذا انشقت عَصَا الوَطواطِ ... بِرجمِ أجأى مِقْذفِ المِلاطِ
وقول العجاج:
وبلدةٍ بعيدةِ النياطِ ... مجهُولةٍ تغتالُ خطو الخاطي
وبسطهُ بسعَةِ البَسَاطِ ... كأن صيرانَ المها الأخلاطِ
بِرملها من عاطفٍ وعاطِ ... أخلاطُ أحبوشٍ من الأنباطِ
عَلَوتُ حينَ هيبةِ الوَطواطِ
وقولَ حُميدٍ الأرقَطِ يمدحُ الحجاجَ
أشجعُ عِندَ الفزعِ الفِلاطِ ... حينَ تزلُ قدما الوَطواطِ
وأما قولهم: أبصرُ في الليل من الوَطواط، فهو الخُفاشُ. وقال اللحياني: يقال للرجلِ الصياحِ: وطواطٌ، قال: وزعموا أنه الذي يُقاربُ كلامه كأن صوتهَ صَوتُ الخَطاطيفِ. والمرأةُ: وطواطةٌ.
والوَطُ: صريرُ المحملِ، وصوتُ الوَطواطِ.
والوَطواطيُ: الضعيفُ، ويقال: الكثيرُ الكلام، قاله شَمرٌ.
وقال ابنُ الأعرابي: الوُطُطُ - بضمتينِ - جمعُ الوَطاوِط.
والوُطُطُ: الضعفى العُقُولِ والأبدان.
والوَطْوَطَةُ: الضعفُ، وقد وَطْوَطُوا: أي ضعفوا؛ ويقال: كَثُرَ كلامهم، وأنشد شُمرٌ للفرزدق.
إذا كرهَ الشعبُ الــشقاقَ ووطواطَ ال ... ضعافُ وكانَ العِزُ أمرَ بزازِ
وقال ابنُ عباد: تَوَطوُطُ الصبي: ضُغاؤه.

وطط: الوَطْواطُ: الضعيف الجَبان من الرجال. والوَطْواطُ: الخُفّاش؛

قال:كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوخَ الوَطاوِط

أَراد سلوخ الوَطاوِيط فحذف الياء للضرورة كما قال:

وتَجَمَّعَ المتفرِّقُو

ن من الفَراعِلِ والعَسابِرْ

أَراد العسابِير، وهو ولد الضبُع من الذئب. وقال كراع: جمعُ الوَطْواطِ

وطاوِيطُ ووطاوِطُ، فأَما وطاوِيطُ فهو القياس، وأَما الوَطاوِط فهو جمع

مُوَطْوِط، ولا يكون جمع وَطْواط لأَن الأَلف إِذا كانت رابعة في الواحد

تثبت الياء في الجمع إِلا أَن يضطرّ شاعر كما بيَّنَّا. وقال ابن

الأَعرابي: جمع الوطواط الوُطُطُ. والوُطُطُ: الضَّعْفَى العُقولِ والأَبدانِ من

الرجال، الواحد وَطْواط؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة يهجو امرأَ القيس:

إِنّي إِذا ما عَجَرَ الوَطْواطُ،

وكثُر الهِياطُ والمِياطُ،

والتَفَّ عند العَرَكِ الخِلاطُ،

لا يُتَشَكَّى مِنِّيَ السِّقاطُ،

إِن امْرَأَ القَيْسِ هُم الأَنْباطُ

زُرْقٌ، إِذا لاقَيْتَهم، سِناطُ

ليس لَهم في نَسَبٍ رِباطُ،

ولا إِلى حَبْلِ الهُدى صِراطُ،

فالسَّبُّ والعارُ بهم مُلْتاطُ

وأَنشد لآخر:

فَداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ،

ليس كَدوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ

وقال النضر: الوَطواط الرجل الضعيفُ العقلِ والرأْي. والوَطْواط:

الخُفّاش، وأَهل الشام يسمونه السّرْوَعَ وهي البحرية، ويقال لها الخُشّافُ،

والوَطْواطُ: الخُطّافُ. وقيل: الوطواط ضرب من خَطاطِيفِ الجبال أَسود، شبه

بضرب من الخَشاشِيف لنُكوصِه وحَيْدِه، وكلُّ ضعيف وَطْواط، والاسم

الوَطْوَطةُ. وروي عن عَطاء بن أَبي رباح أَنه قال في الوَطْواط يُصيبه

المُحْرِم: قال: دِرهم، وفي رواية: ثلثا درهم. قال الأَصمعي: الوَطواط

الخُفاش. قال أَبو عبيد: ويقال إِنه الخُطّاف، قال: وهو أَشبه القولين عندي

بالصواب لحديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت لمّا أُحْرِقَ بيتُ المَقدِس:

كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه بأَفْواهِها وكانت الوَطاوِطُ تُطْفِئه

بأَجْنحتها. قال ابن بري: الخُطاف العُصفور الذي يسمى عصفور الجنة، والخفاش هو

الذي يطير بالليل، والوطواطُ المشهور فيه أَنه الخفاش، وقد أَجازوا أَن يكون

هو الخطاف، والدليل على أَنّ الوطواط الخفاش قولهم: هو أَبْصَرُ ليلاً

من الوَطْواط.

والوَطْوَطَةُ: مقاربة الكلام، ورجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك؛ وقيل:

الوَطواط الصيّاح، والأُنثى بالهاء. اللحياني: يقال للرجل الصيّاح

وَطْواط، وزعموا أَنه الذي يُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِيف، ويقال

للمرأَة وَطْواطةٌ. ويقال للرجل الضعيفِ الجَبانِ الوَطْواط، قال: وسمي

بذلك تشبيهاً بالطائر؛ قال العجاج:

وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ،

برَمْلِها من خاطِفٍ وعاطِ،

قَطَعْتُ حِينَ هَيْبةِ الوَطْواطِ

والوطْواطِيُّ: الضعيف، ويقال الكثير الكلام. وقد وَطْوَطُوا أَي

ضَعُفوا. وأَما قولهم: أَبْصَرُ في الليل من الوَطْواط فهو الخُفّاش.

وطط
! الوَطْوَاطُ: الضَّعِيفُ الجَبَانُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ. قالَ: وَلَا أُرَاهُ سُمِّيَ بِذلِكَ إِلاَّ تَشْبِيهاً بالطّائِرِ، وأَنْشَدَ للرّاجزِ، وَهُوَ العَجّاجُ:
(وَبَلْدَةٍ بَعِيدَةِ النِّياطِ ... قَطَعْتُ حِينَ هَيْبَةِ الوَطْواطِ) قَالَ الصّاغَانِيُّ: وبَيْنَ المَشْطُورَيْنِ سِتَّةُ مَشَاطِيرَ، والرِّوَايَةُ: عَلَوْتُ حِينَ. . وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لذِي الرُّمَّة يَهْجُو امْرَأَ القَيْس:
(إِنِّي إِذا مَا عَجَزَ الوَطْواطُ ... وكَثُرَ الهِيَاطُ والمِيَاطُ)
والْتَفَّ عِنْدَ العَرَكِ الخِلاطُ
(لَا يُتَشَكَّى مِنِّيَ السِّقَاطُ ... إِنَّ امْرَأَ القَيْسِ هُمُ الأَنْبَاطُ)
وأَنْشَدَ بِالآخَرَ:
(فَداكَهَا دَوْكاً على الصِّراطِ ... لَيْس كَدوْكِ بَعْلِهَا الوَطْوَاطِ)
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الوَطْواطُ: الرَّجلُ الضَّعِيفُ العَقْلِ والرَّأْي، كالوَطْوَاطِيّ. وَفِي حَدِيث عَطَاءِ بن أَبي رَباح فِي الوَطْواطِ يُصِيبُه المُحْرِمُ قَالَ: ثُلُثَا دِرْهَمْ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: الوَطْواطُ هَا هُنا: الخُفَّاشُ. وأَهْلُ الشامِ يُسَمُّونَهُ السَّرْوَعَ، وَهِي البَحْرِيَّةُ، ويُقَالُ لَهَا: الخُشَّاف.
وقِيلَ: ضَرْبٌ من الخَطَاطِيفِ، يَكُونُ فِي الجِبَالِ، أَسْوَدُ، شُبِّهَ بِضَرْبٍ من الخَشَاشِيفِ، لنُكُوصِهِ وحَيْدِه.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِ عَطَاءٍ: إِنَّهُ الخُطَّافُ، قالَ: وهُو أَشْبَهُ القَوْلَيْنِ عِنْدِي بالصَّوابِ، لِحَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهَا قالَتْ: لَمَّا أُحْرِقَ بَيْتُ المَقْدِسِ كانَتِ الأَوْزَاغُ تَنْفُخُه بِأَفْواهِها، وكانَتِ {الوَطَاوِطُ تُطْفِئُه بأَجْنِحَتِهَا، كَمَا فِي الصّحاحِ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الخُطَّافُ: العُصْفُور الَّذِي يُسَمَّى عُصْفُورَ الجَنَّةِ، والخُفَّاشُ: هُوَ الَّذِي يَطِيرُ بالَّليْلِ.} والوَطْوَاطُ المَشْهُورُ فِيهِ الخُفَّاشُ، وقَدْ أَجازُوا أَنْ يَكُونَ هُوَ الخُطَّاف، والدَّلِيلُ عَلَى أَنّ الوَطْوَاطَ الخُفاشُ قَوْلُهُمْ: هُوَ أَبْصَرُ لَيْلاً مِنَ الوَطْواطِ.
وَقَالَ الِّلحْيَانِيّ: يُقَالُ للرَّجُلِ الصَّيَّاح: {وَطْوَاطٌ. قَالَ: وزَعَمُوا أَنَّهُ الَّذِي يُقَارِبُ كَلاَمَهُ، كَأَنَّ) صَوْتَهُ صَوْتُ الخَطاطِيفِ، وهِيَ بِهَاء. قالَ كُرَاع: ج. الوَطْواطِ} وَطَاوِيطُ، عَلَى القِيَاسِ. وأَمّا {وَطَاوِطَ فَهُوَ جَمْع} وَطْوَطٍ وَلَا يَكُون جَمْعَ {وَطْواطٍ، لأَنَّ الأَلِفَ إِذا كانَتْ رَابِعَةً فِي الوَاحِدِ تَثْبُتُ الياءُ فِي الجَمْعِ، إِلاّ أَنْ يُضْطَرَّ شاعِرٌ كَقَوْلهِ: كَأَنَّ برُفْغَيْهَا سُلُوخَ} الوَطاوِطِ أَراد {الوَطاوِيطِ فحَذَفَ اليَاءَ لِلضَّرُورَةِ.
} والوَطْوَطَةُ: الضَّعْفُ. ومُقَارَبَةُ الكَلامِ: يُقَالُ مِنْ ذلِكَ: رَجُلٌ {وَطْوَاطٌ فِي المَعْنَيَيْنِ.
} والوَطُّ: صَرِيرُ المَحْمِلِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ، وكَذلِكَ صَوْتُ الوَطْواطِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ أَيضاً.
{- والوَطْوَاطِيُّ: المِهْذارُ الكَثِيرُ الكلامِ وَهُوَ الضَّعِيفُ أَيْضاً، كَمَا تَقَدَّم.
} والْوطُطُ، بضمَّتَيْن: الضَّعْفَى العُقُولِ والأَبْدَانِ من الرِّجَالِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، والوَاحِدُ {وَطْوَاطٌ.
} وتَوَطْوُطُ الصَّبِيِّ: ضُغاؤُهُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {أَوْطَاط: مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ. والرَّشِيدُ} الوَطْواطُ: شاعِرٌ.

وقع

وقع

1 وَقَعَ الأَمْرُ The thing, or affair, [fell, befell,] happened; took place; came to pass; became [executed, performed, or] realized; syn. حَصَلَ. (TA.) b2: وَقَعَ فِى He lighted, or came, upon a thing or place; and he became in a place. b3: وَقَعُوا فِى السُّنَيَّاتِ البِيضِ [They lapsed into the years of scantiness of herbage]. (K in art. سنه, q. v.) b4: وَقَعَ إِلَيْهِ It chanced, or happened, to come to him, or it: and, said of a thing borne by water, it drifted to it, namely, a place. b5: وَقَعَ عَلَيْهِ It fell, lay, or closed, upon it, or against it. b6: وَقَعَ بِالأَمْرِ He originated the thing, or event, and made it to befall. (TA.) b7: وَقَعَ He fell into a snare, or the like: he became insnared. b8: وَقَعَ فِى أَرْضٍ فَلَاةٍ

i. q.

صَارَ فِيهَا [He was, or became, meaning he found himself, came to be, or chanced to be, in a desert, or waterless, land]; (Msb:) and فِى رَوْضَةٍ [in a meadow, or garden]: (T, S, in art. انق:) [or he lighted upon, &c.; from the lighting of a bird]. b9: يَقَعُ followed by عَلَى, often signifies It (a garment, &c., or a portion thereof,) lies against or upon a certain part of the body, &c. b10: وَقَعَ بِهِمْ and بِهِمْ ↓ أَوْقَعَ He made much slaughter among them: (Msb:) or he fought them vehemently: (K:) or he fell upon them in fight: (PS:) both mean the same: (S:) he made an onslaught upon them: اوقع بِالعَدُوِّ

he made an assault, or a sudden assault, upon the enemy. (MA.) b11: وَقَعَ فِيهِ, inf. n. وَقِيعَةٌ, He spoke evil of him, behind his back, or in his absence, or otherwise, saying of him what would grieve him if he heard it; (S;) slandered him. b12: He reviled, vilified, or vituperated, him; charged him with a vice, fault, or the like; defamed him; or detracted from his reputation. (Msb.) b13: وَقَعَ مَوْقِعًا مِنْ كِفَايَتِهِ, [and مِنْ حَاجَتِهِ, (see K, art. فقر,)] It supplied, or sufficed for, his need; syn. أَغْنَى غَنَآءً. (Msb.) وَقَعَ مَوْقِعًا signifies It stood in stead, or in some stead: see فَقِيرٌ, in the K; and see Bd, and Jel, ix. 60: and مَوْقِعًا عَظِيمًا, in great stead. b14: لَمْ يَقَعْ مِنْهُ مَوْقِعًا [It did not stand with him in any stead]. (S, K, voce تَسَخَّطَ, end of art. سخط.) [You say]

وَقَعَ مِنْهُ الأَمْرُ مَوْقِعًا حَسَنًا أَوْسَيِّئًا The thing stood with him [in good stead, or (if the expression be allowable) in evil stead]; syn. تَبَتَ لَدَيْهِ. (TA.) b15: وَقَعَ مَوْقِعًا مِنَ الحَاجَةِ [It supplied, or sufficed for, what was needed]. (Bd, ix. 60.) b16: وَقَعْتُ بِقُرِّكَ, and بِقُحَاحِ قُرِّكَ: see قُحَاحٌ. b17: يَقَعُ عَلَى كَذَا It (a word) applies to such a thing.2 وَقَّعَ فِى الكِتَابِ

, (MA, TA,) inf. n. تَوْقِيعٌ, (KL, TA,) [as commonly used in the present day,] He signed the writing [for the purpose of giving effect to it, either beneath, or by endorsing it]: (MA, KL:) [but as generally used in earlier, though post-classical, times,] he annexed to the writing, after it had been finished, for the Sultán or the administrator of affairs, to whom it had been submitted, something [for the purpose of giving effect thereto]; as, for instance, when a complaint is submitted to the Sultán or to the administrator, and one writes beneath the writing or on the back thereof, “Let the affair, or case, of this person be looked into, and let his right, or due, be fully exacted for this person: ” or, accord. to Az, he wrote, upon the writing, a concise abstract, omitting redundances, of the objects of want [petitioned for therein]: from تَوْقِيعُ الدَّبَرِ ظَهْرَ البَعِيرِ [“ the gall's, or sore's, marking the back of the camel ”]; as though the مُوَقِّع upon the writing marked, upon the case respecting which the writing was written, that which confirmed it, and rendered its execution obligatory: (TA:) تَوْقِيعٌ also signifies such a writing itself (مَا يُوَقَّعُ فِى كِتَابٍِ; S, K, TA;) and its pl. is تَوْقِيعَاتٌ: (TA:) it is said to be an Islámic term; not old Arabic. (TA.) [Also He made an entry of a note or postil or the like, or entries of notes, &c., in the writing, or book: see an ex. voce ضِعْف. b2: وقّع بِهِ He blamed him; reproved him angrily, or severely. (TA.) b3: See 4.3 وَاقَعَ الأَمْرَ (assumed tropical:) He threw himself [or plunged] into the affair: he fell into the affair: he fell into the affair, subjecting himself to difficulty. (MA.) And (assumed tropical:) He fell to the thing; such as eating, and drinking, and the like: see 3 in art. فتك, for an instance of this, as well as a similar, meaning. b2: وَاقَعَ الأُمُورَ, inf. n. مُوَاقَعَةٌ and وِقَاعٌ, app., He was near to doing, or experiencing, the affairs, or events; syn. دَانَاهَا. (TA.) b3: وَاقَعَ شَيْئًا also means He experienced the occurrence of a thing; he met with a thing; i. e., something occurred. b4: وَاقَعَ شَيْئًا same as وَقَعَ فى شىءٍ He fell into a thing. (Kur, xviii. 51, and Expos. of the Jeláleyn.) b5: وَاقَعَهَا He compressed her. (MA.) b6: وَاقَعَ بِهِمْ [He engaged with them in fight, or conflict]. (S.) 4 أَوْقَعَ الأَمْرَ

, inf. n. إِيقَاعٌ, (with which ↓ تَوْقِيعٌ is syn., as is shown in the TA,) He made the thing, or affair, to happen, to take place, to come to pass, or to become executed or performed or realized. b2: أَوْقَعَهُ He caused him to fall into a snare, or the like; he ensnared him. b3: أَوْقَعَ بِهِمْ: see 1. b4: أَوْقَعَ فِيهِمْ شَرًّا He caused evil to befall them; occasioned them evil. b5: أَوْقَعَ بِهِ [He punished him]. (A, art. عذر.) b6: See 1. b7: أَوْقَعَ فِى قَلْبِهِ He put into his heart, or mind. b8: أَوْقَعَ بَيْنَ القَوْمِ, (L, art. أرش,) or أَوْقَعَ بَيْنَهُمُ الشَّرَّ (TA, in that art.) i. q. أَرَّشَ. (L, TA, in that art.) b9: أَوْقَعَ He made a verb transitive.5 تَوَقَّعَهُ and ↓ اِسْتَوْقَعَهُ He expected it; looked for its coming to pass, or being. (S, K.) 10 إِسْتَوْقَعَ see 5.

وَقِعٌ

: see 8, in art. حذو.

وَقْعَةٌ An onslaught; a shock in battle: (S:) or such as is repeatedly made. (K.) وَقِيعَةٌ The wisp of wool, &c., with which one tars a mangy camel: see رِبْذَةٌ.

وَقَّاعٌ فِى الشَّرِّ [app., One who is wont to make others fall into evil, or mischief]. (K, voce مُنْدَاصٌ, q. v., in art. ديص.) وَاقِعٌ Actually occurring. b2: An event; a fact; a case. b3: فِى الْوَاقِعِ In fact; in reality.

إِيْقَاعٌ

, in music, A cadence.

مَوْقِعُ إِثْمٍ

An occasion (lit., a place) of falling into sin. b2: [وَقَعَ مَوْقِعًا: see وَقَعَ, in three places: lit., It fell in a place of falling, or where it should fall: sometimes app. meaning it had an effect.] b3: It is said of a half of a date given as alms, لَا يَتَبَيَّنُ لَهُ مَوْقِعٌ عَلَى الجَائِعِ كَمَا لَا يَتَبَيَّنُ عَلَى الشَّبْعَانِ إِذَا أَكَلَهُ [app., There appears not, of it, any effect upon the hungry, &c.]. (O, in art. وقع, in explanation of a trad. mentioned there and in the Msb.) See وَقَعَ مَوَاقِعَهُ, voce عَلِقَ.

مُوقِعٌ An efficient.

مُوَقَّعٌ Tried, experienced: see مُوَقَّحٌ.

وقع: وقَع على الشيء ومنه يَقَعُ وَقْعاً ووُقُوعاً: سقَطَ، ووَقَعَ

الشيءُ من يدي كذلك، وأَوْقَعَه غيرُه ووَقَعْتُ من كذا وعن كذا وَقْعاً،

ووَقَعَ المطرُ بالأَرض، ولا يقال سَقَطَ؛ هذا قول أَهل اللغة، وقد حكاه

سيبويه فقال: سَقَط المطرُ مكانَ كذا فمكانَ كذا. ومَواقِعُ الغيثِ:

مَساقِطُه. ويقال: وقَع الشيءُ مَوْقِعَه، والعرب تقول: وقَعَ رَبِيعٌ بالأرض

يَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مطر يقع في الخَرِيفِ. قال الجوهري: ولا يقال

سَقَطَ. ويقال: سمعت وَقْعَ المطرِ وهو شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ.

ويقال: سمعت لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً ووُقُوعاً؛ وقول أَعْشَى

باهِلةَ:وأَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ به،

وأَلْجَأَ الحَيَّ من تَنْفاخِها الحَجرُ

إِنما هو مصدر كالمَجْلُودِ والمَعْقُول.

والمَوْقِعُ والمَوْقِعةُ: موضِعُ الوُقُوع؛ حكى الأَخيرةَ اللحياني.

وَوِقاعةُ السّترِ، بالكسر: مَوْقِعُه إِذا أُرسل. وفي حديث أُم سلمةَ

أَنها قالت لعائشة، رضي الله عنهما: اجْعَلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ وَوِقاعةَ

السِّتْرِ قَبْرَكِ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين، وقال ابن الأَثير: الوِقاعةُ،

بالكسر، موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ على الأَرض إِذا أُرْسِلَ، وهي

مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه، ويروى بفتح الواو، أَي ساحةَ الستْرِ.

والمِيقَعةُ: داءٌ يأْخذ الفصيل كالحَصْبةِ فيَقَعُ فلا يكاد يقوم.

ووَقْعُ السيفِ ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هِبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبة،

والفعل كالفعل، ووَقَعَ به ماكر يَقَعُ وُقُوعاً ووَقِيعةً: نزل.

وفي المثل: الحِذارُ أَشدُّ من الوَقِيعةِ؛ يضرب ذلك للرجل يَعْظُمُ في

صَدْرِه الشيءُ، فإِذا وقع فيه كان أَهْوَنَ مما ظنّ، وأَوْقَعَ ظَنَّه على

الشيء ووَقَّعَه، كلاهما: قَدَّرَه وأَنْزَلَه. ووَقع بالأَمر: أَحدثه

وأَنزله. ووَقَعَ القولُ والحكْمُ إِذا وجَب. وقوله تعالى: وإِذا وَقَعَ

القولُ عليهم أَخرجنا لهم دابةً؛ قال الزجاج: معناه، والله سبحانه أَعلم،

وإِذا وجب القول عليهم أَخرجنا لهم دابة من الأَرض، وأَوْقَعَ به ما

يَسُوءُهُ كذلك. وقال عز وجل: ولَمّا وقَع عليهم الرِّجْزُ، معناه أَصابَهم

ونزَلَ بهم. ووَقَعَ منه الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَيِّئاً: ثبت لديه،

وأَمّا ما ورد في الحديث: اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقّ تمرة فإِنها تَقَعُ

من الجائِعِ مَوْقِعَها من الشبْعانِ، فإِنه أَراد أَنَّ شقّ التمرةِ لا

يَتَبَيَّنُ له كبيرُ مَوْقِعٍ من الجائع إِذا تناوَلَه كما لا يتبين

على شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله، فلا تعْجِزُوا أَن تتصدّقوا به، وقيل:

لأَنه يسأَل هذا شقَّ تمرة وذا شق تمرة وثالثاً ورابعاً فيجتمع له ما

يَسُدُّ به جَوْعَتَه. وأَوْقَعَ به الدهرُ: سَطا، وهو منه.

والوَقِعةُ: الدّاهِيةُ. والواقِعةُ: النازِلةُ من صُرُوف الدهرِ،

والواقعةُ: اسم من أَسماء يوم القيامة. وقوله تعالى: إِذا وقعَتِ الواقِعةُ

ليس لِوَقْعَتِها كاذبةٌ، يعني القيامةَ. قال أَبو إِسحق: يقال لكل آت

يُتَوَقَّعُ قد وقَعَ الأَمْرُ كقولك قد جاء الأَمرُ، قال: والواقِعةُ ههنا

الساعةُ والقيامةُ.

والوَقْعةُ والوَقِيعةُ: الحْربُ والقِتالُ، وقيل: المَعْرَكةُ، والجمع

الوَقائِعُ. وقد وقَعَ بهم وأَوْقَعَ بهم في الحرب والمعنى واحد، وإِذا

وقَعَ قومٌ بقوم قيل: واقَعُوهم وأَوْقَعُوا بهم إِيقاعاً. والوَقْعةُ

والواقِعةُ: صَدْمةُ الحرب، وواقَعُوهم في القتالِ مُواقَعةً وَوِقاعاً. وقال

الليث: الوقْعَةُ في الحرب صَدْمةٌ بعد صَدْمةٍ. ووَقائِعُ العرب: أَيّامُ

حُرُوبِهم. والوِقاعُ: المُواقَعةُ في الحَرْبِ؛ قال القطامي:

ومَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا

والوَقْعةُ: النَّوْمة في آخِرِ اليل. والوَقْعةُ: أَن يَقْضِيَ في كلّ

يومٍ حاجةً إِلى مثل ذلك من الغَدِ، وهو من ذلك. وتَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَي

الغائِطَ مَرَّةً في اليوم. قال ابن الأَعرابي ويعقوب: سئل رجل عن سَيْرِه

كيف كان سَيْرُكَ؟ قال: كنت آكُل الوجْبةَ، وأَنْجو الوَقْعةَ،

وأُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ، وأَرْتَحِلُ إثذا أَسْفَرْتُ، وأَسِيرُ المَلْعَ

والخَبَبَ والوَضْعَ، فأَتَيْتُكم لِمُسْيِ سَبْع؛ الوَجْبةُ: أَكْلة في اليوم

إِلى مثلها من الغَدِ، ابن الأَثير: تفسيره الوَقْعةُ المرّةُ من

الوُقُوعِ السُّقُوطِ، وأَنْجُو من النَّجْو الحَدَثِ أَي آكُلُ مرَّةً واحدة

وأُحْدِثُ مرة في كل يومٍ، والمَلْعُ فوقَ المَشْيِ ودُونَ الخَبَبِ،

والوَضْعُ فوق الخبب؛ وقوله لِمُسْي سبع أَي لِمَساء سبع. الأَصمعي: التوْقِيعُ

في السير شبيه بالتلقيف وهو رفعه يدَه إِلى فوق.

ووَقَّعَ القومُ تَوْقِيعاً إِذا عَرَّسوا؛ قال ذو الرمة:

إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِيَّهُمْ

وطائِرٌ واقِعٌ إِذا كان على شجر أَو مُوكِناً؛ قال الأَخطل:

كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا،

فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا

(* قوله« الصواعقا» كذا بالأصل هنا، وتقدم في صقع: الصواقعا شاهداً على

أنها لغة لتميم في الصواعق.)

ووَقَعَ الطائِرُ يَقَعُ وُقُوعاً، والاسم الوَقْعةُ: نزلَ عن

طَيَرانِه، فهو واقِعٌ. وإِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ، بالكسر. وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ:

واقِعةٌ؛ وقوله:

فإِنَّك والتَّأْبِينَ عُرْوةَ بَعْدَما

دَعاكَ، وأَيْدِينا إِليه شَوارِعُ،

لَكَالرَّجُلِ الحادِي، وقد تَلَعَ الضُّحَى،

وطَيْرُ المَنايا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ

إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فهمز الواو الأُولى.

ووَقِيعةُ الطائِر ومَوْقَعَتُه، بفتح القاف: موضع وُقُوعه الذي يَقَعُ

عليه ويَعْتادُ الطائِرُ إِتْيانَه، وجمعها مَواقِعُ.ومِيقَعةُ البازِي:

مكان يأْلَفُه فيقع عليه؛ وأَنشد:

كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيّ

مَواقِع الطَّيْرِ على الصُّفِيّ

شبه ما انتشر من ماء الاستقاء بالدلو على متنيه بمواقع الطير على

الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عليه. وقال الليث: المَوْقِعُ موضع لكل واقِعٍ. تقول:

إِنَّ هذا الشيء لَيَقَعُ من قلبِي مَوْقِعاً، يكون ذلك في المَسرّةِ

والمَساءةِ. والنَّسْرُ الواقِعُ: نَجْمٌ سمي بذلك كأَنه كاسِرٌ جناحَيْه من

خلفه، وقيل: سمي واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطائر، فالنسرُ

الواقِعُ شامِيٌّ، والنَّسْرُ الطائرُ حَدّه ما بين النجوم الشامية واليمانية،

وهو مُعْتَرِضٌ غير مستطيل، وهو نَيِّرٌ ومعه كوكبان غامِضان، وهو بينهما

وقّاف كأَنهما له كالجناحين قد بسَطَهما، وكأَنه يكاد يطير وهو معهما

مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ، ولذلك جعلوه طائراً، وأَمّا الواقِعُ فهو ثلاثةُ

كواكِبُ كالأَثافي، فكوكبان مختلفان ليسا على هيئة النسر الطائر، فهما له

كالجناحين ولكنهما منضمان إِليه كأَنه طائِرٌ وقَعَ. وإِنه لواقِعُ الطيْرِ

أَي ساكِنٌ لَيِّنٌ. ووَقَعَتِ الدّوابُّ ووَقَّعَتْ: رَبَضَتْ.

ووَقَعَتِ الإِبلُ ووَقَّعَتْ: بَرَكَتْ، وقيل: وَقَّعَتْ، مشدّدة، اطمأَنت

بالأَرض بعد الريّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

حتى إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباتِ،

غيرَ خَفِيفاتِ ولا غِراثِ

وإِنما قال غير خفيفات ولا غِراث لأَنها قد شَبِعَتْ ورَوِيَتْ

فَثَقُلَتْ.

والوَقِيعةُ في الناس: الغِيبةُ، ووَقَعَ فيهم وُقُوعاً ووَقِيعةً:

اغْتابهم، وقيل: هو أَن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه. وهو رجل وَقّاعٌ

ووَقّاعةٌ أَي يَغْتابُ الناسَ. وقد أَظْهَرَ الوقِيعةَ في فلان إِذا عابَهُ. وفي

حديث ابن عمر: فوَقَعَ بي أَبي أَي لامَنِي وعَنَّقَنِي. يقال: وقَعْت

بفلان إِذا لُمْتَه ووَقَعْتُ فيه إِذا عِبْتَه وذَمَمْتَه؛ ومنه حديث

طارقٍ: ذهَب رجل ليَقَعَ في خالد أَي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه.

ووَقاعِ: دائِرةٌ على الجاعِرَتَيْن أَو حيثُما كانت عن كَيٍّ، وقيل: هي

كَيّةٌ تكون بين القَرْنَيْن قَرْنَي الرأْسِ؛ قال عوفُ بن الأَحوص:

وكتُ، إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ،

دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقاعِ

وهذا البيت نسبه الأَزهري لقيس بن زهير. قال الكسائي: كوَيْتُه وقاعِ،

قال: ولا تكون إِلا دارةً حيث كانت يعني ليس لها موضع معلوم. وقال شمر:

كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَى أُمّ رأْسِه. يقال: وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا

كَوَيْتَه تلك الكَيّةَ، ووَقَعَ في العَمَلِ وُقُوعاً: أَخذ.

وواقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً ووِقاعاً: داناها؛ قال ابن سيده وأَرى قول

الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:

ويُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ وعِنْدَه،

إِذا عُدَّتِ الهَيْجا، وِقاعُ مُصادِفِ

إِنما هو من هذا، قال: وأَما ابن الأَعرابي فلم يفسره. والوِقاعُ:

مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها. وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ

عليها. جامَعَها؛ قال ابن سيده: وأَراهما عن ابن الأَعرابي. والوَقائِعُ:

المنَاقِعُ؛ أَنشد ابن بري:

رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ

والوَقِيعُ: مناقع الماء، وقال أَبو حنيفة: الوَقِيعُ من الأَرضِ

الغليظُ الذي لا يُنَشِّفُ الماء ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقاعةِ، والجمع

وُقُعٌ.

والوَقِيعةُ: مكان صْلْبٌ يُمْسِكُ الماء، وكذلك النُّقْرةُ في الجبل

يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وجمعها وَقائِعُ؛ قال:

إِذا ما اسْتَبالُوا الخيلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ

وَقائِعَ للأَبْوالِ، والماءُ أَبْرَدُ

يقول: كانوا في فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخيلَ في أَكفهم فشربوا أَبواها من

العطش. وحكى ابن شميل: أَرضٌ وَقِيعةٌ لا تكاد تُنَشِّفُ الماءَ من

القِيعانِ وغيرها من القفافِ والجبالِ، قال: وأَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَيِّنةُ

الوَقاعةِ، قال: وسمعت يعقوب بن مَسْلَمَةَ الأَسدِيّ يقول: أَوْقَعَتِ الروضةُ

إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ؛ وأَنشدني فيه:

مُوقِعة جَثْجاثُها قد أَنْوَرا

والوَقِيعةُ: نُقْرةٌ في متن حجر في سَهْل أَو جبل يَسْتَنْقِعُ فيها

الماءُ، وهي تصغر وتعظم حتى تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِيعةِ فتكون وَقِيطاً؛ قال

ابن أَحمر:

الزَّاجِرُ العِيسَ في الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها

مِثْلُ الوَقائِعِ، في أَنْصافِها السَّمَلُ

والوَقْعُ، بالتسكين: المكان المرتفع من الجبل، وفي التهذيب: الوَقْعُ

المكان المرتفع وهو دون الجبل. الحصَى الصِّغارُ، واحدتها وَقْعةٌ.

والوَقْعُ، بالتحريك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعةٌ؛ قال الذبياني:

بَرَى وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها،

فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ

(* قوله« الذوائد» بهامش الأصل صوابه: الذوابل.)

والتوْقِيعُ: رَمْيٌ قريب لا تُباعِدُه كأَنك تريد أَن تُوقِعَه على

شيء، وكذلك توْقِيعُ الأَرْكانِ. والتوْقِيعُ: الإِصابة؛ أَنشد ثعلب:

وقد جَعَلَتْ بَوائِقُ من أُمورٍ

تُوَقِّعُ دُونَه، وتَكُفُّ دُوني

والتَّوَقُّعُ: تَنَظُّرُ الأَمْرِ، يقال: تَوَقَّعْتُ مَجِيئَه

وتَنَظَّرْتُه. وتَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَه: تَنَظَّرَه

وتَخَوَّفَه.والتوْقِيعُ: تَظَنِّي الشيءِ وتَوهُّمُه، يقال: وَقِّعْ أَي أَلْقِ

ظَنَّكَ على شيء، والتوْقِيعُ بالظنّ والكلام والرَّمْيِ يَعْتَمِدُه

ليَقَعَ عليه وَهْمُه.

والوَقْعُ والوَقِيعُ: الأَثَرُ الذي يخالفُ اللوْنَ. والتوقيعُ: سَحْجٌ

في ظهر الدابةِ، وقيل: في أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ من الركوب، وربما

انْحَصَّ عنه الشعَرُ ونَبَتَ أَبيضَ، وهو من ذلك. والتوْقِيعُ: الدَّبَرُ.

وبعير مُوَقَّعُ الظهرِ: به آثارُ الدَّبَرِ، وقيل: هو إِذا كان به

الدَّبَرُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للحكم بن عَبْدَلٍ الأَسدِيّ:

مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ، لا

يُحْسِنُ مَشْياً إِلاَّ إِذا ضُرِبا

وفي الحديث: قَدِمَتْ عليه حلمةُ فشَكَتْ إِليه جَدْبَ البلادِ، فلكم لها

خديجةَ فَأَعْطَتْها أَربعين شاةً وبعيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينةِ؛

المُوَقَّعُ: الذي بظَهْرِه آثار الدِّبر لكثرة ما حُمِلَ عليه ورُكِبَ، فهو

ذَلُولٌ مجرّبٌ، والظَّعِينةُ: الهُوْدَجُ ههنا؛ ومنه حديث عمر، رضي الله

عنه: مَنْ يَدُلُّني على نَسِيجِ وحْدِه؟ قالوا: ما نعلمه غيرَكَ، فقال:

ما هي إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها أَي أَنا مِثْلُ الإِبلِ

المُوَقَّعةِ في العيْبِ بدَبَر ظهورها؛ وأَنشد الأَزهري:

ولم يُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ

والتوْقِيعُ: إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ وإِخطاؤه بعضاً، وقيل: هو

إِنباتُ بعضها، دون بعض؛ قال الليث: إِذا أَصابَ الأَرضَ مطر متفرّق أَصاب

وأَخْطأَ، فذلك تَوْقِيعٌ في نَبْتِها. والتوْقِيعُ في الكتابِ: إِلْحاقُ

شيء فيه بعد الفراغِ منه، وقيل: هو مُشْتَقٌّ من التوْقِيعِ الذي هو

مخالفةُ الثاني للأَوّلِ. قال الأَزهري: تَوْقِيعُ الكاتِب في الكتاب

المَكْتُوبِ أَن يُجْمِلَ بين تَضاعِيفِ سُطُوره مَقاصِدَ الحاجة ويَحْذِفَ

الفُضُولَ، وهو مأْخوذ من تَوْقِيعِ الدَّبَرِ ظهرَ البعير، فكأَنّ المُوَقِّع

في الكتاب يُؤَثِّر في الأَمر الذي كُتِبَ الكتابُ فيه ما يُؤَكِّدُه

ويُوجبه. والتوْقِيعُ: ما يُوَقَّعُ في الكتابِ. ويقال: السُّرُورُ تَوْقِيع

جائزٌ.

ووَقَعَ الحدِيدَ والمُدْيةَ والسيفَ والنصلَ يَقَعُها وَقْعاً:

أَحَدَّها وضَرَبَها؛ قال الأَصمعي: يقالُ ذلك إِذا فعلته بين حجرين؛ قال أَبو

وجزة العسدي:

حَرَّى مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بها

على خِضَمٍّ، يُسَقَّى الماءَ، عجَّاجِ

أَراد بالحَرَّى المِرْماةَ العَطْشَى. ونَصْلٌ وقِيعٌ: محدّد، وكذلك

الشَّفْرةُ بغير هاء؛ قال عنترة:

وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي،

وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ

هذا البيت رواه الأَصمعي: وفي البَجَلِيّ، فقال له أَعرابي كان

بالمِرْبَدِ: أَخْطَأْتَ

(* قوله« أخطأت إلخ» في مادة بجل من الصحاح: وبجلة بطن من

سليم والنسبة اليهم بجلي بالتسكين، ومنه قول عنترة: وفي البجلي إلخ.) يا

شيخُ ما الذي يَجْمَعُ بين عَبْسٍ وبَجِيةَ؟ والوَقِيعُ من السيوف: ما

شُحِذَ بالحجر. وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ، يقال: قَعْ

حَدِيدك؛ قال الشماخ:

يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ،

نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ

ووَقَعْتُ السِّكِّينَ: أَحْدَدْتُها. وسكين مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ.

واسْتَوْقَعَ السيفُ: احتاجَ إِلى الشَّحْذِ.

والمِيقَعةُ: ما وُقِعَ به السيف، وقيل: المِيقَعةُ المِسَنُّ الطويل.

والتوْقِيعُ: إِقْبالُ الصَّيْقَلِ على السيف بِمِيقَعَتِه يُحَدّده،

ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ. والمِيقَعُ والمِيقَعةُ، كلاهما: المِطْرَقةُ.

والوَقِيعةُ: كالمِيقَعةِ، شاذٌّ لأَنها آلة، والآلةُ إِنما تأْتي على مِفْعل؛

قال الهذلي:

رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ، بكَفِّه

حدِيدٌ حدِيثٌ، بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي

وقول الشاعر:

دَلَفْتُ له بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ،

كأَنَ، على مَواقِعِه، غُبارا

يعني به مَواقِعَ المِيقَعةِ وهي المِطْرَقةُ؛ وأَنشد الجوهري لابن

حِلِّزة:

أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ،

تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خْنْسِ

ويروى: بمنَاسِمٍ مُلْسِ.

وفي حديث ابن عباس: نَزَل مع آدم، عليه السلام، المِيقَعةُ والسِّنْدانُ

والكَلْتبانِ؛ قال: المِيقَعةُ المِطْرقةُ، والجمع المَواقِع، والميم

زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم. والمِيقَعةُ: خشبة القَصّارِ

التي يَدُقُّ عليها. يقال: سيف وَقِيعٌ وربما وُقِّعَ بالحجارة. وفي

الحديث: ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ، وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ

المحَددة.

والوَقَعُ: الحَفاءُ؛ قال رؤبة:

لا وَقَعٌ في نَعْلِه ولا عَسَمْ

والوَقِعُ: الذي يشتكي رجله من الحجارة، والحجارةُ الوَقَعُ. ووَقِعَ

الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً، فهو وَقِعٌ: حَفِيَ من الحجارة أَو الشوْك

واشتكى لحمَ قدميه، زاد الأَزهري: بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض

والحجارة. وفي حديث أُبَيٍّ: قال لرجل لو اشتريْتَ دابة تَقِيكَ الوَقَعَ؛ هو

بالتحريك أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها. يقال: وَقِعْتُ أَوْقَعُ

وَقَعاً؛ ومنه قول أَبي المِقْدامِ واسمه جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ:

يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ،

وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ،

كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحافي الوَقِعْ

قال الأَزهري: معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها على التعلق بكل شيء

قَدَرَ عليه، قال: ونحوٌ منه قولهم الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ.

ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء ووَجَعٌ في حافرها من وَطْء على

غِلظٍ، والغِلظ هو الذي يَبرِي حَدَّ نُسورِها، وقد وَقَّعه الحجرُ

تَوْقِيعاً كما يُسَنُّ الحديد بالحجارة. ووَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرُ فقطعت

سنابِكَه تَوْقِيعاً، وحافر وَقِيعٌ: وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ منه.

وحافر مَوْقوعٌ: مثل وَقِيعٍ؛ ومنه قول رؤْبة:

لأْم يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا،

بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا

(* قوله« لأم إلخ» عكس الجوهري البيت في مادة دملق وتبعه المؤلف هناك.)

وقدم موْقوعةٌ: غليظةٌ شديدة؛ وقال الليث في قول رؤبة:

يَرْكَبُ قَيْناه وقِيعاً ناعِلا

الوقِيعُ: الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كما يُوقَعُ السيفُ

إِذا شُحِذ، وقيل: الوقِيعُ الحافرُ الصُّلْبُ، والناعِلُ الذي لا

يَحْفى كأَنَّ عليه نعْلاً. ويقال: طريق مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ، ورجل مُوَقَّعٌ

مُنَجَّذٌ، وقيل: قد أَصابته البلايا؛ هذه عن اللحياني، وكذلك البعير؛

قال الشاعر:

فما مِنْكُمُ، أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ،

بِغارَتِنا، إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ

أَبو زيد: يقال لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ والوِقاعُ، والوِقْعةُ

للمجمع.

والواقِعُ: الذي يَنْفُرُ الرَّحى وهم الوَقَعةُ.

والوَقْعُ: السحابُ الرَّقيق، وأَهل الكوفة يسمون الفِعْل المتعدِّي

واقِعاً.

والرِيقاعُ: من إِيقاعِ اللحْنِ والغِناءِ وهو أَن يوقع الأَلحانَ

ويبنيها، وسمى الخليل، رحمه الله، كتاباً من كتبه في ذلك المعنى كتاب

الإِيقاعِ. والوَقَعةُ: بَطْنٌ من العرب، قال الأَزهري: هم حيّ من بني سعد بن بكر؛

وأَنشد الأَصمعي:

من عامِرٍ وسَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ

ومَوْقوعٌ: موضع أَو ماء. وواقِعٌ: فرسٌ لربيعة ابنِ جُشَمَ.

(وقع) - في حديث ابن عبّاسٍ - رضي الله عنه -: "نزَل مع آدَمَ - عليه الصلاة والسَّلام - المِيقَعَةُ، والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَان"
قال الأَصْمَعىُّ: المِيقَعَةُ: المِطْرَقةُ التي يُضرَب بهَا الحَدِيد، والجمعُ: الموَاقِع؛ وقد وقَعْتُه وَقْعاً: ضَرَبْتُه بها، وشفْرَةٌ وَقيعٌ - بغير هاءٍ -: وَقَعَت بالمِيقَعَةِ، ومَوْقُوعَةٌ أيضاً.
- في حديث طارق: "ذَهَبَ رَجُلٌ ليَقَعَ في خالِد بن الوليد"
يُقال: وقَعَ في الناس وقِيعَةً، وهو وَقَّاعٌ ووَقَّاعَةٌ، وذُو وَقيعَة في الناس: أي يَغْتَابُهم.
و ق ع: (الْوَقْعَةُ) صَدْمَةُ الْحَرْبِ. وَ (الْوَاقِعَةُ) الْقِيَامَةُ. وَ (مَوَاقِعُ) الْغَيْثِ مَسَاقِطُهُ. وَيُقَالُ: (وَقَعَ) الشَّيْءُ (مَوْقِعَهُ) . وَ (الْوَقِيعَةُ) فِي النَّاسِ الْغِيبَةُ. (وَالْوَقِيعَةُ) أَيْضًا الْقِتَالُ وَالْجَمْعُ (وَقَائِعُ) . وَ (وَقَعَ) الشَّيْءُ يَقَعُ (وُقُوعًا)
سَقَطَ. وَ (وَقَعْتُ) مِنْ كَذَا وَعَنْ كَذَا (وَقْعًا) أَيْ سَقَطْتُ. وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُسَمُّونَ الْفِعْلَ الْمُتَعَدِّيَ (وَاقِعًا) . وَ (وَقَعَ) فِي النَّاسِ (وَقِيعَةً) أَيِ اغْتَابَهُمْ وَهُوَ رَجُلٌ (وَقَّاعٌ) وَ (وَقَّاعَةٌ) بِالتَّشْدِيدِ فِيهِمَا أَيْ يَغْتَابُ النَّاسَ. وَ (التَّوْقِيعُ) مَا يُوَقَّعُ فِي الْكِتَابِ يُقَالُ: السُّرُورُ تَوْقِيعٌ جَائِزٌ. 
و ق ع : وَقَعَ الْمَطَرُ يَقَعُ وَقْعًا نَزَلَ قَالُوا وَلَا يُقَالُ سَقَطَ الْمَطَرُ وَوَقَعَ الشَّيْءُ سَقَطَ وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي فُلَانٍ وُقُوعًا وَوَقِيعَةً سَبَّهُ وَثَلَبَهُ وَوَقَعَ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ صَارَ فِيهَا وَوَقَعَ الصَّيْدُ فِي الشَّرَكِ حَصَلَ فِيهِ وَوَقَعْتُ بِالْقَوْمِ وَقِيعَةً قَتَلْتُ وَأَثْخَنْتُ وَتَمِيمٌ تَقُولُ أَوْقَعْتُ بِهِمْ بِالْأَلِفِ وَوَقَعَتْ الطَّيْرُ وُقُوعًا.

وَمَوْقِعُ الْغَيْثِ مَوْضِعُهُ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنَّهَا تَقَعُ مِنْ الْجَائِعِ مَوْقِعَهَا مِنْ الشَّبْعَانِ» أَيْ أَنَّهَا لَا تُغْنِي الشَّبْعَانَ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِهَا فَإِذَا تَصَدَّقَ هَذَا بِشِقٍّ وَهَذَا وَهَذَا حَصَلَ
لَهُ مَا يَسُدُّ جَوْعَتَهُ وَوَقَعَ مَوْقِعًا مِنْ كِفَايَتِهِ أَيْ أَغْنَى غِنًى. 
و ق ع

وقع الشيء على الأرض وقوعاص. وأوقعته إيقاعاً. ووقع الطائر على الشجرة. وهذه ميقعة البازي: لكندرته. وتوقعته: ترقّبت وقوعه. ووقع الربيع في الأرض. وانتجعوا مواقع الغيث ومساقطه. وأصفى من ماء الوقيعة والوقائع وهي المناقع. وقال ذو الرمة:

سقين البشام المسك ثمّ رشفنه ... رشيف الغريريّات ماء الوقائع

وتقول: في فم الوقّاع الوقيعة، أعذب من ماء الوقيعة، وسكّين وقيع وموقّع: حديد، ووقّعه القين بالميقعة. واستوقع السّيف: أنى له أن يشحذ.

ومن المجاز: حافر موقّع: وقعته الحجارة. ووقعت الدابة بثرة الركوب: سحجت فتحاصّ عنها الشعر فنبت أبيض. قال:

ولم يوقّع بركوب حجبه

وإنه لموقّع الظهر. ووقّع في كتابه توقيعاً. وهذه النعل لا تقع على رجلي. ووقع الأمر حصل ووجد، ووقع في قلبي السفر. وفلان يسف ولا يقع إذا دنا من الأمر ثمّ لا يفعله. وإنه لقع منّي موقع مسرّة أو مساءة. وله موقع حسن عندي. ووقع فيه: اغتابه. وهو صاحب قيعة ووقائع. ووقع به السوء، وأوقعت به ما يسوء وأنزلته به، ومنه: أوقع بالعدو، ووقع به وواقعه. وبينهما وقاع، وتواقعا. وشهدت الوقعة والوقيعة. قال عنترة:

يخبرك من شهد الوقيعة أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم

وزلت به وقعة من وقعات الدّهر ووقائعه. وواقع امرأته.
وقع
الوُقُوعُ: ثبوتُ الشيءِ وسقوطُهُ. يقال: وَقَعَ الطائرُ وُقُوعاً، والوَاقِعَةُ لا تقال إلّا في الشّدّة والمكروه، وأكثر ما جاء في القرآن من لفظ «وَقَعَ» جاء في العذاب والشّدائد نحو: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ
[الواقعة/ 1- 2] ، وقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
[المعارج/ 1] ، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ [الحاقة/ 15] ووُقُوعُ القولِ: حصول متضمّنه، قال تعالى: وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا
[النمل/ 85] أي: وجب العذاب الذي وعدوا لظلمهم، فقال عزّ وجلّ: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ
[النمل/ 82] أي: إذا ظهرت أمارات القيامة التي تقدّم القول فيها. قال تعالى: قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ
[الأعراف/ 71] وقال:
أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ [يونس/ 51] ، وقال: فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [النساء/ 100] واستعمال لفظة الوُقُوعِ هاهنا تأكيد للوجوب كاستعمال قوله تعالى: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم/ 47] ، كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس/ 103] وقوله عزّ وجلّ: فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ
[الحجر/ 29] فعبارة عن مبادرتهم إلى السّجود، ووَقَعَ المطرُ نحو: سقط، ومَوَاقِعُ الغيثِ: مَساقِطُهُ، والمُوَاقَعَةُ في الحرب، ويكنّى بالمُوَاقَعَةِ عن الجماع، والإِيقَاعُ يقال في الإسقاط، وفي شنّ الحرب بالوَقْعَةِ. ووَقْعُ الحديدِ: صوتُهُ، يقال:
وَقَعْتُ الحَدِيدَةَ أَقَعُهَا وَقْعاً: إذا حددتها بالمِيقَعَةِ، وكلّ سقوط شديد يعبّر عنه بذلك، وعنه استعير:
الوَقِيعَةُ في الإنسان. والحَافِرُ الوَقِعُ: الشّديدُ الأثرِ، ويقال للمكان الذي يستقرّ الماء فيه:
الوَقِيعَةُ، والجمع: الوَقَائِعُ، والموضع الذي يستقرّ فيه الطّير: مَوْقِعٌ، والتَّوْقِيعُ: أثرُ الدَّبَرِ بِظَهْرِ البعيرِ، وأثرُ الكتابةِ في الكتاب، ومنه استعير التَّوْقِيعُ في القصص.
وقع
يُقال للإِبل والدَّوابِّ إذا رَبَضَتْ: وَقَعَتْ. وكذلك يُقال: طَيْرٌ وُقَّعٌ ووُقُوْعٌ، ومنه النَّسْرُ الواقِعُ: وهو نَجْمٌ. وطائرٌ حَسَنُ الوِقْعَةِ، كما يُقال: الجِلْسة. ومِيْقَعَة البازي: التي يُوْضَعُ عليها. ووَقْعُ الشَّيءِ: ما يُسْمَعُ من وَقْعِه. ووَقَعْتُه وَقْعاً: كَوَيْتَه وَقاعِ - على زِنَةِ حَذَامِ -: وهو الكَيُّ على الجاعِرَتَيْنِ، وقيل: من مُقَدَّمِ الرأسِ إلى مُؤخِّرِه، وقيل: في الوَجْه. ورَجْلٌ مُوَقَّعٌ: مُجَرَّبٌ. وبَعيرٌ وطَريقٌ مُوَقَّعٌ: مُذَلَّلٌ. وخُفُّها أوْقَعُ من خُفِّه: أي أوْقَحُ.
والوَقِعُ: الذي يَشْتَكي لَحْمَ قَدَمَيْه، وقد وَقِعَ وَقَعاً. والوِقَاعُ: طُرُقٌ في الجبال ضَيِّقَةٌ، الواحِدُ: وَقَعٌ. والأوْقَعُ: اسْمُ شِعْبٍ لِوقاعٍ فيه. والوَقَعُ - أيضاً - المَكانُ المُرْتَفِعُ من الجَبَل. والسَّحَابَةُ الصَّغيرةُ. تَنْشَأُ بَعْدَ إصْحَاء السماء. والتَّوَقُّعُ: الحَذَرُ. والتَّنَظُّرُ، جَميعاً.
والاسْتِيْقَاعُ: تَخَوُّفُ ما يَقَعُ. والتَّوْقِيعُ بالظَّنِّ والكَلامِ والرَّمْيِ: إذا أحْرَزْتَ الشَّيءَ لِتَقَعَ عليه، يُقال: وَقَّعْ: أي ألْقِ ظَنَّكَ.
والتَّوْقِيْعُ - أيضاً -: أثَرُ الرَّحْلِ والسَّرْجِ على ظَهْرِ المَرْكُوب. وإقْبالُ الصَّيْقَلِ على السَّيْف بمِيْقَعَتِه يُحَدِّدُه، وسَيْفٌ وَقِيْعٌ، وقد اسْتَوْقَعَ: أنَى له الشَّحْذُ. وإذا أصَابَ الأرْضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ فذلك تَوْقِيعٌ في نَباتها.
وَوَقَعْتُ الحَدِيْدَةَ: ضَرَبْتَها بالمِيْقَعَة وهي المِطْرَقَة. وتُسَمّى خَشَبَةُ القَصّارِ التي يُدَقُّ عليها: المِيْقَعَة.
والحَوَافِرُ تَقَعُ البَرَاحَ: أي تَطَأْهُ وتَضْرِبُه. وحافِرٌ وَقِيْعٌ: وَقَعَتْه الحِجارَةُ. والوَقِيْعَةُ: مَنْقَعُ الماءِ، والجَميعُ: الوَقِيْعُ ثمَّ الوَقائعُ. والوِقَاعُ: وَقَعَاتُ الدّهْرِ، جَمْعُ الوَقِيْعَةِ، وهي مِثْلُ الوَقْعَةِ. والواقِعَةُ: النّازِلَةُ. وَوَقَعْتُ بهم وأوْقَعْتُ - لُغَتانِ -: واقَعْتَهم. وهو وَقِعَةٌ في النّاسِ: أي يَقَعُوْن فيه. ووُقِعَ في يَدي: مِثْلُ سُقِطَ، ويُقال: وَقَعَ الرَّبيعُ بالأرض، ولا يُقال سَقَطَ.
والوَقَعَةُ: من بَني سَعْدِ ين هَوازِن أرِبّاءِ النبيِّ - صلّ؟ ى الله عليه وآله وسَلَّم. والمُوَقِّعُ: الخَفيفُ الوَطْءِ.
[وقع] الوَقْعَةُ: صَدمةُ الحرب. والواقِعَةُ مثله. والواقعة: القيامة. ومواقع الغيث: مساقطه. ويقال: وقع الشئ موقعه. ومَوْقَعَةُ الطائرِ بفتح القاف : الموضع الذي يَقَعُ عليه. ومِيقَعَةُ البازي: الموضع الذي يألفه فيقَع عليه، والميقَعَةُ أيضاً: خشبةُ القصَّارِ التي يدق عليها، والميقعة: المطرقة، فال ابن حلزة: أنمى إلى حرف مذكرة * تهص الحصى بمواقع خنس * وقول الشاعر: دلفت له بأبيض مشرفى * كأن على مواقعه غبارا * يعنى به مواقع الميقعة. ويقال: الميقَعَةُ: المِسَنُّ الطويلُ. والوَقْعُ بالتسكين: المكان المرتفع من الجبل، عن أبى عمرو. والوقع بالتحريك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعَةٌ. والوَقَعُ أيضاً: الحَفى. يقال وَقِعَ الرجلُ يَوْقَعُ، إذا اشتكى لحمَ قدمِه من غلظ الارض والحجارة. ومنه قول الشاعر:

كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع * والوقع أيضاً: السحابُ الرقيق. والحافرُ الوَقيعُ: الذي أصابته الحجارة فرقَّقته. والوَقيعُ من السيوف: ما شُحِذَ بالحجر. وسكِّينٌ وَقيعٌ أي حديدٌ وُقِعَ بالميقعة. يقال: قع حديدك. قال الشماخ:

نواجذهن كالحدإ الوقيع * والوقائع: المناقع. والوقيعة في الناس: الغيبَةُ. والوَقيعَةُ: القتالُ ; والجمع الوَقائعُ. وقال أبو صاعد: الوَقيعَةُ نُقْرةٌ في متن حجرٍ في سهلٍ أو جبلٍ يستنقِعُ فيها الماء، وهي تصغُر وتعظم حتَّى تجاوز حدَّ الوَقيعةِ فتكون وَقيطاً. قال ابن أحمر: الزاجر العيس في الامليس أعينها * مِثْلُ الوقائِع في أنصافِها السَمَلُ * ويقال: كَوَيْتُهُ وَقاعِ، مثل قَطامِ. قال أبو عبيد: هي الدائرة على الجاعِرتَين وحيثما كانت، لا تكون إلاَّ إدارةً . يعني ليس لها موضع معلوم. وقال : وكنتُ إذا مُنيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ * دَلَفْتُ له فَأَكْويهِ وَقاعِ * وَوَقَعْتُ بالقوم في القتال وأَوْقَعْتُ بهم، بمعنًى. ويقال أيضاً: أوْقَعَ فلانٌ بفلانٍ ما يسوءه، وأوْقَعوهُمْ في القتال مُواقَعَةً ووِقاعاً. ووقعْتُ من كذا وعن كذا وقعا. ووقع الشئ وقوعا: سقط، وأوقعه غيره. وأهل الكوفة يسمون الفعل المتعدى واقعا. ويقال: وَقَعَ رَبيعٌ بالأرض، ولا يقال: سقط. ووَقَعْتُ السكِّين. أحددْتُها. وحافرٌ موقوع، مثل وقيع. ومنه قول رؤبة:

بكل موقوع النسور أخلقا * ووقع في الناس وَقيعَةً، أي اغتابهم. وهو رجلٌ وَقَّاعٌ ووَقَّاعَةٌ: يغتاب الناس. ووَقَعَ الطائرُ وُقوعاً، وإنَّه لحَسَنُ الوِقْعَةِ بالكسر. والنَسْرُ الواقِعُ: نجمٌ. وتوقعت الشئ واستوقعته، أي انتظرت كونَه. والتَوْقيعُ: ما يوَقَّعُ في الكتاب. يقال: " السرورُ تَوْقيعٌ جائزٌ ". وطريقٌ مُوَقَّعٌ، أي مذلَّلٌ. ويقال رجلٌ مُوَقَّعٌ ; للذي أصابته البلايا، وكذلك البعير. قال الشاعر: فما منكُمُ أفْناَء بكرِ بن وائلٍ * لِغارتِنا إلاَّ ذَلولٌ مُوَقَّعُ * والتَوْقيعُ أيضاً: إقبالُ الصَيْقلِ على السيف بميقَعَتِهِ يحدِّده. وسكِّينٌ مُوَقَّعٌ، أي محدَّدٌ. ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ. والتَوْقيعُ: الدَبَرُ. وإذا كثُر بالبعير الدَبَرُ قيل: إنَّه لمُوَقَّعُ الظهرِ. وأنشد ابن الاعرابي : مثلُ الحمارِ المُوَقَّعِ الظَهْرِ لا * يُحْسِنُ مشياً إلاَّ إذا ضُرِبا * والتوقيع أيضا: تظنى الشئ وتوهمه. يقال: وَقِّعْ، أي الْقِ ظنَّك على الشئ.
[وقع] نه: فيه: اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها "تقع" من الجائع "موقعها" نم الشبعان، قيل: أراد أن شق التمرة لا يتبين له كبير موقع من الجائع إذا تناوله كما لا يتبين على شبع الشبعان إذا أكله، فلا تعجزوا أن تتصدقوا به، وقيل: لأنه يسأل هذا شق تمرة وذا شق تمرة وثالثًا ورابعًا فيجتمع له ما يسد به جوعته. وفيه: قدمت عليه حليمة فشكت إليه جدب البلاد فكلم لها خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرًا "موقعًا" للظعينة، الموقع الذي بهره أثار الدبر لكثرة ما يحمل عليه ويركب فهو ذلول مجرب. ومنه ح عمر: من يدلني على نسيج وحده؟ قالوا: ما نعلمه غيرك، قال: ما هي إلا إبل "موقع" ظهورها، أي أنا مثل الإبل الموقعة في العيب بدبر ظهورها. وفيه: لو اشتريت دابة تقيك "الوقع"! هو بالتحريك أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها، وقعت أوقع وقعا. ومنه: ابن أخي "وقع"، أي مريض مشتك، وأصل الوقع: الحجارة المحددة. ك: وقع - بفتح واو وكسرلمغربها، ولعل لله تعالى في آخر الليل إذا انحطت النجوم أفعالا ًعظيمة، قوله: مواقع وموقع واحد، أي مؤداهما واحد لأن الإضافة يعم مفردًا وجمعًا. ج: ومواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها. وحين "يقع" الشمس، أي غابت. وفيه: صياح المولود حين "يقع"، أي يسقط من بطن أمه. و"تواقعت" عليها، أي أمسكت عليها بعنقي وحنيت عليها لئلا تسقط. وفيه: من "وقع" في الشبهات وقع في الحرام، يعني لكثرة تعاطي الشبهات يصادف الحرام وإن لم يتعمده ويأثم به لتقصيره، أو يعتاد التساهل ويتمرن به حتى يقع في شبهة أغلظ ثم أغلظ إلى أن يقع في الحرام. ط: قيل: لم يقل: يوشك أن يقع فيه، تحقيقًا لمداناة الوقوع، والسر فيه أن حمى الأملاك حدود محسوسة يدركها كل ذي بصر فيحترز عنه إلا الغافل أو الجموح، وأما حمى ملك الأملاك فمعقول صرف لا يدركه إلا الحذاق. ويدخل فيه معاملة من في ماله شبهة أو خالطه ربا وجوائز السلطان والتجارة في أسواق بنوها بغير حق واجتناب ربط ومدارس وقناطير بنوها بالأموال المغصوبة. غ: "لواقع" أي واجب على الكفار. وح: القائم في حدود الله و"الواقع" - مر في ق.

وقع


وَقعَ(n. ac. وَقَع)
a. Was bare-footed.
b. Was foot-sore.

وَقَّعَa. Signed, sealed, subscribed; registered
recorded.
b. ['Ala], Formed an opinion about.
c. Alighted, halted.
d. ['Ala], Furbished ( a sword ).
e. Sprinkled.
f. Trod (road).
g. see I (l)
وَاْقَعَa. Rushed upon, attacked, charged.
b. Lay with.

أَوْقَعَa. Made to fall: threw down; dropped.
b. Brought upon; afflicted with; inflicted upon.
c. Tuned (instrument).
d. Held (water).
e. Extirpated.
f. Excited (discord).
g. see I (m)
تَوَقَّعَa. Expected, looked for.
b. ['Ala] [ coll. ], Found, met with.

تَوَاْقَعَa. Fell upon each other; closed; met.
b. ['Ala], [ coll. ], Interceded for.

إِسْتَوْقَعَa. see V (a)b. Was blunt (sword).
c. Feared.

وَقْعa. Fall; tumble.
b. Blow, stroke.
c. Projection, promontory.
d. see 5 (c)
وَقْعَةa. see 1 (a) (b) &
وَاْقِعَة
(a).
d. Shock; collision; conflict.
e. ( pl.

وَقَعَات )
a. [ coll. ], Meal.
وِقْعَةa. Descent.

وَقَعَة
(pl.
وَقَع)
a. Rock, stone.

وَقِعa. Bare-foot.
b. Footsore.
c. Heavy (rain-cloud).
مَوْقَعَة
(pl.
مَوَاْقِعُ)
a. Place of alighting; resting-place.

مَوْقِع
(pl.
مَوَاْقِعُ)
a. Place, spot.

مِوْقَع
(pl.
مَوَاْقِعُ)
a. Hammer, mallet.
b. Grindstone.
c. Washing-board, plank.

وَاْقِع
(pl.
وُقَّع)
a. Falling.
b. Happening, occurring.
c. Transitive (verb).
وَاْقِعَةa. Event, occurrence; incident; accident;
misfortune.
b. Attack, onslaught, charge; conflict, combat, fight;
battle.
c. [art.], The Resurrection.
d. Strenuous.

وَاْقِعِيّ
a. [ coll. ], Actual, real; true.
b. [ coll. ], Essential.

وَاْقِعِيَّة
a. [ coll. ], Reality, fact.

وَقَاْعa. Brand.

وَقِيْع
(pl.
وُقُع)
a. Sharp, ground (sword).
b. Worn, abraded (hoof).
c. Hard ground with pools of water.
d. [ coll. ], Fugitive, refugee.

وَقِيْعَة
(pl.
وِقَاْع
وَقَاْئِعُ
46)
a. see 21t (b)b. Pool.
c. Hard (ground).
d. Calumny, slander.

وُقُوْعa. see 1 (a) (b), (c).
وَقَّاْع
وَقَّاْعَةa. Slanderous, malicious; slanderer.

N. P.
وَقڤعَa. see 25 (b)
N. Ag.
وَقَّعَa. Privy Seal; Chancellor; Secretary.
b. Light-footed.

N. P.
وَقَّعَa. Afflicted.
b. see 25 (a) (b).
N. Ac.
وَقَّعَa. Signature, seal, subscription, sign-manual.
b. Opinion; idea, fancy.
c. (pl.
تَوَاْقِيْع), Edict, decree, firman.
d. Recordership, chancellorship.

مُوَاقَعَة [ N.
Ac.
وَاْقَعَ
(وِقْع)]
a. see 21t (b)
إِيْقَاع [ N.
Ac.
a. IV], Harmony, unison; tune.

تَوَقُّع [ N.
Ac.
a. V], Hope, expectation.

مَوَاقِع الحَرْب
a. Battle-fields.

أَنَّسْر الوَاقِع
a. A certain star.

وَقَعَ عِنْدَهُ مَوْقِعَ
الرِّضَى
a. He or it pleased him.

وُقِعَ فِى يَدِهِ
a. He repented.

[[وقف [يقف]]]
وَقَفَ [يَقِفُ] (n. ac.
وَقْف
وُقُوْف)
a. Stood; was erect.
b. Stopped, stood still; halted, paused.
c.(n. ac. وَقْف), Stopped, checked, arrested; delayed.
d. [acc. & La
or
'Ala], Bequeathed to.
e. [La], Stopped, waited for.
f.(n. ac. وُقُوْف) ['Ala], Engaged in, busied himself with.
g. ['Ala], Inquired about.
h.(n. ac. وَقْف) [acc. & 'Ala], Informed about; made to think about.
i. [acc. & 'Ala], Stopped, deferred for, until.
j. [acc. & 'An], Prevented from.
وَقَّفَa. Set up, stood; erected; raised.
b. see I (c)c. Halted (army).
d. Repaired (saddle).
e. Expounded (tradition).
f. [acc. & Bi], Dyed with.
g. Adorned, decked.

وَاْقَفَa. Stood by; assisted.
b. Fought with.
c. [acc. & 'Ala], Made to persevere with.
أَوْقَفَa. Was silent.
b. see I (c) (d), II (a) & V (
b ).
تَوَقَّفَ
a. [Fī], Stopped, halted in; delayed over, deferred.
b. ['An], Abstained from; renounced; discontinued.
c. ['Ala], Persisted with, persevered in.
d. ['Ala] [ coll. ], Consisted in.

تَوَاْقَفَa. Confronted, withstood each other.
b. [ coll. ], Appeared in court (
litigants ).
إِسْتَوْقَفَa. Bade to stop.
b. Bade to stand, to hold himself up.

وَقْفa. Stop, stoppage, halt; stand-still; pause.
b. Ivory bracelet; rim ( of a shield ).
c. Quiescence of a final letter ( in
versification ).
d. (pl.
وُقُوْف
أَوْقَاْف
38), Bequest, legacy; endowment (
ecclesiastical ).
وَقْفَةa. see 1 (a)b. Halting-place; station.
c. Sinew wound round a bow.

مَوْقِف
(pl.
مَوَاْقِفُ)
a. see 1t (b)b. Cavities in the flank of a horse.
c. Exposed parts: feet, eyes &c.

مِوْقَفa. Stick, spatula.

وَاْقِف
(pl.
وُقُوْف)
a. Upright, erect.
b. Stationary.
c. Pious founder, endower.
d. ['Ala], Informed, aware of.
وَقِيْفَةa. Animal at bay.

وُقُوْفa. Uprightness, erectness; standing posture.

وَقَّاْفa. Dilatory, procrastinatory; procrastinator.
b. Coward.

مِوْقَاْفa. see 20
N. P.
وَقڤفَa. Stopped; checked; suspended.
b. Testate, testamentary.
c. Quiescent (verse).
N. P.
وَقَّفَa. Experienced.
b. Spotted.

N. Ac.
وَقَّفَa. Stoppage, delay; suspension; pause, interruption;
cessation.
b. Notch.

N. Ac.
تَوَقَّفَa. see 1 (a)b. Perseverance, persistency.
c. Connection; concomitance.

وِقِّيْفَى
a. Sacristan.

[[وقل [يقل]]]
وَقَلَ [يَقِلُ] (n. ac.
وَقْل)
a. Stood on one leg.
b. Climbed.

تَوَقَّلَ
a. [Fi]
see I (b)
وَقْل
(pl.
أَوْقَاْل)
a. Wild palm-tree; wild date.

وَقْلَة
(pl.
وُقُوْل)
a. Kernel of the wild-date.

وَقَلa. Rocks, stones.
b. Roots, stumps.
c. see 5
وَقَلَةa. Small ( in the head ).
وَقِلa. Good climber; surefooted.

وَقُلa. see 5
أَوْقَلُa. Surerfooted.

تَوْقَلَة
a. see 5
[[وقم [يقم]]]
وَقَمَ [يَقِمُ] (n. ac.
وَقْم)
a. Treated harshly; snubbed, bullied; slighted.
b. Checked.
c. [pass.] Was trodden down (field).
أَوْقَمَa. see I (a)
تَوَقَّمَa. Threatened.
b. Killed (game).
c. Remembered, retained.
d. [Fī], Persisted in.
e. Purposed, intended.

وَاْقِمa. Citadel ( in Medina ).
وِقَاْمa. Sword, sabre.
b. Whip; stick, cudgel.
c. Rope.

N. P.
وَقڤمَa. Sad, sorrowful.
وقع:
وقع القتال بين الطائفتين: شرعا فيه (النويري أسبانيا 454). يقال: أيضاً، وقع الشرط والكتاب، وقع الصلح، وقعت الفتنة (معجم البلاذري).
ما وقع فيه: ما حصل فيه، ما صار فيه (كليلة ودمنة 3:276).
وقعت له نية: اضمر نية (النويري أسبانيا 472): وربما خرج لصلاة العيد فتقع له نية الجهاد (وفي عبارة تنسب لعبد الواحد 25): حدثت له نية.
وقع: وجدَ se trouver ( معجم الإدريسي).
وقع: ... في (المدينة) الفلانية (معجم أبي الفداء): واقع في: موجود، situe؛ واقع بالقرب من: مجاور؛ المرج الواقع حول الغدير، أي (الذي يحاذيه).
وقع: خضع للأغراء (بقطر).
وقع ذلك منه بالموافقة: وافق على اقتراحاته (دي ساسي كرست 4:31:2).
وقع: يستعمل هذا الفعل في موضع (المبنى للمجهول) لوضعَ، وعلى سبيل المثال، الأحجار المرصعة بالخشب (معجم الجغرافيا).
وقع: نقعُ من: كلمة عامية تفيد إنني قريب من فلان (فوك atinere مرادف ناسب وناسبه وتناسب معه).
وقع إلى: حدث لفلان بطريق المصادفة، أو حدث له أمر على غير انتظار، أو أدرك موضعاً (معجم بدرون والبيان ودي يونج وعبد الواحد 12:66، والبربرية 144:1 و4:1764)؛ وقع ب: حصل في (معجم البيان والبلاذري). وكذلك وقع في بلاد كذا (البكري 15:121، حيّان - بسّام 22:1): وفّروا إلى المغرب فوقعوا ببلاد أفريقية أو في أيضاً (عبد الواحد 15:133)؛ وقع من أو يقع من أي يأتي من ففي حديث عن المواد الغذائية أو البضائع حيث ترد من القطر الفلاني أو البلد الفلاني (معجم الجغرافيا) ولا يقال وقع ب لأنها تعني سقط في معناها القريب من لفظ إلى (الشاطي)؛ وهناك أيضاً وقع من ووقع إلى: صدّر، نقل البضائع من البلدان، نقل الصادرات (معجم الجغرافيا). (انظر الأصطخري 20:42 و2).
وقع: تفرّع (في الحديث عن قناة يرفدها ماء
الجدول) (معجم الجغرافيا).
وقع: حضر، سنح له عن طريق (المصادفة) (بقطر)؛ وقع إلى أو لفلان: عرض نفسه s'offrir، ese présenter ( في الحديث عن الوقائع أو عن الأسماء .. الخ) التي التقى أو التقوا بها أو وجدوها. (معجم أبي الفداء، الأغاني 1:3): في الحديث عن مجموعة من الأغاني: ثم وقعت إلى الواثق بالله. وفي (المقدمة 74:3): كان يقع له أكثر الأوقات أبيات الهروي التي وقعت له في كتاب المقامات، أي أن يقع له هنا تفيد: يخطر بباله .. يفطن .. يذكر. وترد وقع إلى أو وقع لفلان بمعنى وقع بين يديه في الحديث عن الكتب (معجم ابن الفداء).
وقع: بمعنى حصل وحدث ولا يقتصر هذا على: وقع ل بل أيضاً على وقع بفلان. ففي (كليلة ودمنة 4:4): فتخوف ذو القرنين من تقصير يقع به إن عجّل المبارزة.
وقع ب: وجد (الملابس 118 بوسويه): وقعت به في القهوة (وجدتها في القهوة).
وقعت بالعملة: ينبغي أن تعني بأن سرقته. وقع بينهما: تباعدا، تنافرا، انقطعت صلة الود بينهما. ويلاحظ إن هناك حذفاً بلاغياً. وفي (هاماكر. في كتاب منسوب للواقدي 112) ورد مثال لها الحذف وكانت الكلمة المحذوفة التي أضيفت في موضع آخر هي الخلف. أي وقع بينهما الخلف ويقال أيضاً، بالمعنى نفسه، وقع بينهما الأمر (المقري 20:122:1): الأمر الذي وقع بينه وبين فلان؛ وفي (بقطر): وقعت بنيهم: أي انقطعت صلة الصداقة بينهم، وهنا يجب أن نفترض وجود اسم أو موصوف محذوف الغبنة (على سبيل المثال). أنظر عبّن فيما سيأتي. في أمثلة الجمل التي ذكرها (هاماكر) لوقع بينهما نستطيع إضافة ما جاء في معجم أبي الفداء ودي ساسي كرست 3:51:2 (أنظر ص155 من الملاحظات) وانظر (أبي الفرج 12:271 والقمري 141:1 و8:264:2 و15:765 والنويري أفريقيا 30): في البداية كانوا أصدقاء ثم وقع بينهما بعد ذلك
وكانت فتنة عظيمة.
وقع تحت حمل الديون: soberer؛ وواقع تحت حمل الديوان (بقطر).
وقع تحت يد: أي سيطر عليه أحد الناس؛ وقع تحت يدي: أي أستطيع إيذاءه (بقطر).
وقع على الشيء أو على فلان: وجده (بقطر، معجم أبي الفداء، عبد الواحد 9:82 وحيّان - بسّام 140:3) وقع هشام على ودائع ولد المظفر.
ما وقعت له على جلية خبر: أي لم استطع الوصول إلى معرفة شيء من أمره (بقطر، ابن بطوطة مخطوط 282): لم يقع له على خبر.
وقع على: سقط على، حمّل، هاجم بضراوة (النويري مصر، مخطوط، 115:2): وقع عليهم ملك المدينة.
وقع على فلان s'adressere quelqu'un: لجأ إليه، خاطبه، استجار به (ألف ليلة 102:2 و 103).
هذا وقع عليّ كذا: كلّفني بكذا (فوك، محمد بن الحارث 319): الرداء يقع عليك بعشرة دنانير.
وقع في: دخل في تركيب الدواء الفلاني، أو احد العطور، في تركيب الأفلنجة على سبيل المثال (انظر افلنجة في الجزء الأول من ترجمة هذا المعجم).
وقع في فلان: فاجأه متلبساً Prendre sur le fait ( بقطر).
وقع عند فلان: لدى (هل) avoir ( رياض النفوس 48): فقلت هل وقع عندكم زرازير فقالوا ما وقع منها شيء حتى الساعة.
وقع لفلان: صادفه، حدث له، عرضاً، بطريق المصادفة (بقطر، الكالا، عبد الواحد 7:18): إن وقعت لي فرصة si l'en troure t'occasion ( بقطر).
وقع في عرضه وترجاه أن: توسل إليه بإلحاح أن؛ وقع في عرضه: طلب الصدقة، استعطى demandere la vie ( بقطر).
وقعت عينه على أن: سرّهُ، استحسنه il lui plut, il lui sembla bon ( معجم بدرون).
وقعت العين على العين: تقاتل en venit aux mains, commences un combat ( كوسج، كرست 2:110).
وقع في قلبه أن: خطر بباله أن، شك في، أرتاب، اشتبه ب (المقري 7:621:2). مَنْ الذي وقع بقلبك؟ مَنْ هذا الذي كان ... ؟ (أنظر حلّف في الجزء الثالث من ترجمة هذا المعجم).
فوقع في قلبي منها شيء: ساورني شكّ في هذا الموضوع (رياض النفوس 17).
وقع في قلبه: هذا الحديث كان له وقع أي تأثير كبير في قلبه (المقري 9:678:3): فوقع في قلبه وأهمَّه شأنه (الكلام هنا محذوف بلاغياً أي: وتقديره .. الخ).
وقعتْ في قلبه: أحبها أو أخذت بمجامع قلبه (الأغاني 7:58، رياض النفوس 34): فلقيته امرأة فوقع في نفسه منها شيء.
وأين تقعان مما أريد: وهي من أقوال الأمام علي (رضي الله عنه) التي ذهبت مثلاً أي شتان ما بين ما تريدان وما أريد (انظر معجم ابن جبير).
وقع: أنظر الكلمة (بالتشديد) في (فوك) في مادة cadere؛ أسقطَ، رمى أرضاً (بقطر).
وقّع: اسقطه في زلّة، أغواه ( Séduire) ( بقطر).
وقّع: فتنَ، خدع، استماله ببعض الآمال لكي
يغشه (بقطر): leurrer.
وقّع: شنّك، ومجازاً أدهش، أذهل eulacer, suprendre ( بقطر).
وقّع الغبنة بين: أو بإيجاز وقّع بين أفسد، احدث شقاقــاً بين شخصين أو أكثر (بقطر).
وقعْ الفرمان: في (محيط المحيط): (رسم على طغراء السلطان.). وقع على: وضع إمضاءه ووقّع في (بقطر، ومعجم التنبيه)؛ وقّع على قفا بوليصة: ظهّرها (بقطر).
وقّع لفلان أو به: خصص، عيّن (المقري 9:137:1): كان الشعراء يتلون أشعارهم على الأمراء وكان يوقّع لهم بالصِلات على أقدارهم. وفي (3:269:2): الأمير وقّع له بها أي منحه هذه الدور الخمسين.
التوقيع في مجالس القضاة: تدوين أو تنفيذ الأحكام التي يصدرها القاضي (دي سلان، المقدمة 66:1). واقعَ: سقط في (الأخبار 2:68): واقعت الحجارةُ المدينةَ ومجازاً واقع ذنباً: اقترفه أخطأ tomber en faute ( عبّاد 12:298:1).
واقعَ فلاناً: كان له تجارة مع أحد الناس، ارتبط معه برابطٍ (الجريدة الآسيوية 1852 و5:228:2): وكان السلطان رحمه الله لا يواقعه إلا مَنْ كان صادقاً في قوله أميناً في مناولته وعمله وفعله.
واقعَ: في المعجم اللاتيني: ( murmuro, detrao) sasurro, reprobe, obtrectatio (inratio) lacesso, detraxit, detraction؛ ( فريتاج. كرست 121): واقعه على ما قال: أنّبه بشدة على ما قاله.
أوقعه تحت حمل الديون: أثقله بالديون obérer ( بقطر).
(وق ع)

وقَع عَن الشَّيْء وَمِنْه يقَعُ وَقْعا ووُقُوعا: سقط. ووَقَع الشَّيْء من يَدي، كَذَلِك. وَوَقع الْمَطَر بِالْأَرْضِ. وَلَا يُقَال: سقط. هَذَا قَول اللُّغَة، وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: سقط الْمَطَر مَكَان كَذَا فمكان كَذَا، وَقَول أعشى باهلة:

وَأَلْجَأَ الكَلْبَ مَوْقُوعُ الصَقِيعِ بِهِ ... وألجأَ الحَيَّ مِنْ تَنْفاحِها الحَجَرُ

إِنَّمَا هُوَ مصدر كالمجلود والمعقول.

والموقِعُ والمَوْقِعَةُ: مَوْضُوع الْوُقُوع، حكى الْأَخِيرَة اللحياني. ووقاعَةُ السّتْر: مَوْقِعُهُ إِذا أُرسل. وَفِي حَدِيث أم سَلمَة أَنَّهَا قَالَت لعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا " اجْعلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ ووَقاعَةَ السِّترِ قَبْرَكِ " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والمِيقَعَةُ: داءٌ يَأْخُذ الفصيل كالحصبة فَيَقَع فَلَا يكَاد يقوم.

ووَقْعُ السَّيْف ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هَبَّتُه ونزوله بالضريبة، وَالْفِعْل كالفعل.

ووقَعَ بِهِ مَا يُكْرَه يَقَعُ وُقُوعا ووَقِيَعَةً: نزل. وَفِي الْمثل " الحذار أَشد من الوَقِيعَةِ " يضْرب ذَلِك للرجل يَعْظُمُ فِي صَدره الشَّيْء فَإِذا وَقَع فِيهِ كَانَ أَهْون مِمَّا ظنَّ.

وأوْقع ظنَّه على الشَّيْء ووَقَّعَهُ، كِلَاهُمَا: قدَّرَه وأنزله.

ووَقَع بِالْأَمر: أحدثه وأنزله.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

خَلِيليَّ طِيرَابِا لتَّفَرُّق أوْقَعا

وَقَوله تَعَالَى (وإِذا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ) قَالَ الزّجاج مَعْنَاهُ وَالله أعلم: وَإِذا وَجب القَوْل عَلَيْهِم.

وأوْقع بِهِ مَا يسوءه، كَذَلِك.

ووَقَع مِنْهُ الْأَمر مَوْقِعا حسنا أَو سَيِّئًا: ثَبت لَدَيْهِ.

وأوقع بِهِ الدَّهر: سَطَا، وَهُوَ مِنْهُ.

والوَاقِعَةُ: الدَّاهية، وَقَوله (إِذا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ) يَعْنِي الْقِيَامَة.

والوَقْعَةُ والوَقِيعَةُ: الْحَرْب والقتال. وَقيل: المعركة وَقد وَقَع بهم وأوقَعَ. وَقَوله:

فَإنَّك والتأبِينَ عُرْوَةَ بَعْدَما ... دَعاك وأيْدِينا إِلَيْهِ شَوَارِعُ

لكالرَّجُلِ الحادِي وقَد تَلَع الضُّحَى ... وطَيْرُ المَنايا فَوْقَهُنَّ أوَاقعُ

إِنَّمَا أَرَادوا وَاقِعُ جمع واقِعَةٍ فهمز الْوَاو الأولى.

والوَقْعَةُ: النَّومة فِي آخر اللَّيْل.

والوَقْعَةُ: أَن يقْضِي فِي كل يَوْم حَاجَة إِلَى مثل ذَلِك من الْغَد، وَهُوَ من ذَلِك.

وتَبرَّزَ الوَقْعَةَ: أَتَى الْغَائِط مرّة فِي الْيَوْم، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيَعْقُوب: سُئِلَ رجل أسْرع فِي سيره: كَيفَ كَانَ سيرك؟ قَالَ: " كنت آكل الوجبة وأنجو الوَقْعَةَ وأُعرس إِذا أفجرت وأرتحل إِذا أسفرت وأسير المَلْعَ والخبب والوضع فأتيتكم لمِسْىِ سَبْع " الوجبة: أَكلَة فِي الْيَوْم إِلَى مثلهَا من الْغَد. والمَلْعُ: فَوق الْمَشْي وَدون الخبب. والوضع: فَوق الخبب. وَقَوله: لمِسْى سبع أَي مسَاء سبع.

وَوَقع الطَّائِر: يَقَعُ وُقُوعا - وَالِاسْم الوَقْعْةَ - نزل عَن طيرانه، فَهُوَ واقِعٌ.

وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ: واقِعَةٌ.

ووَقِيَعَةُ الطَّائِر وموقعته: مَوضِع وُقُوعه.

وميقَعَهُ الْبَازِي: مَكَان يألفه فيقَعُ عَلَيْهِ.

والنسر الواقعُ: نجم، سمي بذلك لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ كاسر جناحيه من خَلفه.

وانه لَوَاقِعُ الطير أَي سَاكن لَيِّنٌ.

ووقعَتِ الدَّوَابّ: ربضت.

ووَقَعَت: الْإِبِل ووَقَّعَتْ: بَركت وَقيل وقَّعتْ مشدد اطمأنَّت بِالْأَرْضِ بعد الرّيّ أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

حَتَّى إِذا وَقَّعْنَ كالأَنْباثِ ... غَير خَفِيفاتٍ وَلَا غِرَاثِ

وَإِنَّمَا قَالَ: غير خفيفات وَلَا غراث لِأَنَّهَا قد شبعت وَرويت فَثقلَتْ.

ووَقَع فِي النَّاس وُقُوعا ووَقِيعَةً: اغتابهم، وَقيل هُوَ أَن يذكر فِي الْإِنْسَان مَا لَيْسَ فِيهِ.

ووَقاعِ: دَائِرَة على الْجَاعِرَتَيْنِ، أَو حَيْثُ مَا كَانَت عَن كي، وَقيل: هِيَ كَيَّةٌ تكون بَين القرنين، قَالَ عَوْف بن الْأَحْوَص:

وكنتُ إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فَأكْوِيهِ وَقاعِ

ووَقَع فِي العَمَلِ وَقَوعا: أَخذ.

وواقَع الْأُمُور مُوَاقَعَةً ووِقاعا: داناها. وَأرى قَول الشَّاعِر أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

ويُطْرِقُ إطْرَاقَ الشُّجاعِ وعِنْدَهُ ... إِذا عُدَّتِ الهَيْجا وِقاعٌ مُصَادِفُ إِنَّمَا هُوَ من هَذَا، وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَلم يفسره.

وواقعَ الْمَرْأَة ووَقَع عَلَيْها: جامَعَها، أراهما عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والوَقيعُ: مَناقعُ المَاء، قَالَ أَبُو حنيفَة: الوقيعُ من الأَرْض: الغليظ الَّذِي لَا ينشف المَاء وَلَا ينْبت، بيِّن الوَقاعَةِ، وَالْجمع وُقُعٌ.

والوَقِيعةُ: مَكَان صلب يمسك المَاء وَكَذَلِكَ النقرة فِي الْجَبَل قَالَ:

إِذا مَا اسْتَبالُوا الخَيْلَ كانَتْ أكُفُّهُمْ ... وَقائعَ للأبْوَالِ والماءُ أبْرَدُ

يَقُول: كَانُوا فِي فلاة فاستبالوا الْخَيل فِي أكفِّهم فَشَرِبُوا أبوالها من الْعَطش.

والوَقْعُ: الْمَكَان الْمُرْتَفع من الْجَبَل.

والتَّوْقِيعُ: رمى قريب.

والتَّوْقيعُ: الْإِصَابَة، أنْشد ثَعْلَب:

وَقد جَعَلَتْ بَوَائِقُ من أُمُورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَهُ وتَكُفُّ دُوني

وتوقَّع الشَّيْء واستوقَعَه: تَنَظَّرَه ونخوَّفه.

والوَقْعُ والتَّوقيعُ: الْأَثر الَّذِي يُخَالف اللَّوْن.

والتَّوقيعُ: سحج فِي ظهر الدَّابَّة من الرّكُوب، وَرُبمَا انْحَصَّ عَنهُ الشّعْر وَنبت أَبيض وَهُوَ من ذَلِك.

وبعير مُوَقَّعُ الظّهْر: بِهِ آثَار الدبر. وَقيل: هُوَ إِذا كَانَ بِهِ الدبر.

والتوقيعُ: إِصَابَة الْمَطَر بعض الأَرْض وإخطاؤه بَعْضًا. وَقيل: هُوَ إنبات بَعْضهَا دون بعض.

والتوقيعُ فِي الْكتاب: إِلْحَاق شَيْء فِيهِ بعد الْفَرَاغ مِنْهُ. وَقيل: هُوَ مُشْتَقّ من التوقيعِ الَّذِي هُوَ مُخَالفَة للْأولِ.

ووَقَعَ المُدية وَالسيف والنصل يَقَعُها وَقْعا: أحدَّها وضربها.

ونصل وَِقيعُ: محدَّد، وَكَذَلِكَ الشَّفْرَة بِغَيْر هَاء. قَالَ عنترة:

وآخَرُ مِنْهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: وَفِي البَجلِيّ، فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِي كَانَ بالمربد: أَخْطَأت يَا شيخ، مَا الَّذِي يجمع بَين عَبْسٍ وبجيلة.

واسْتوقعَ السَّيْف: احْتَاجَ إِلَى الشحذ.

والمِيَقَعَةُ: مَا وَقع بِهِ السَّيْف.

والمِيقَعُ والمِيقَعةُ: كِلَاهُمَا: المِطْرَقَةُ.

والوَقِيعَةُ كالمِيَقعةِ شَاذ لِأَنَّهَا آلَة والآلة إِنَّمَا تأتى على مِفْعَلٍ قَالَ الْهُذلِيّ:

رأى شخْص مَسعودٍ بن سَعْدٍ بِكَفِّه ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ بالوَقِيَعَةِ مُعْتَدُ

والمِيقَعَةُ: خَشَبَة الْقصار.

ووَقِعَ الرجلو الْفرس وَقَعا فَهُوَ وَقِعٌ: حَفِىَ من الْحِجَارَة أَو الشوك، وَقد وَقَعَه الْحجر.

وحافر وَقِيعٌ: وَقَعَتْهُ لحجارة فَضَّتْ مِنْهُ.

وَقدم مَوْقوعَةٌ: غَلِيظَة شَدِيدَة.

وَطَرِيق مُوقَّعٌ: مذلل.

وَرجل مُوقَّعٌ: قد أَصَابَته البلايا، هَذِه عَن اللحياني.

والوَقَعَةُ: بطن من الْعَرَب.

وموقوعٌ: مَوضِع أَو مَاء.
وقع
وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من يَقَع، قَعْ، وَقْعًا ووُقُوعًا، فهو واقِع، والمفعول موقوع عليه
• وقَعَ الأمرُ: تمّ، حدَث "وقع الحادثُ ليلةَ أمس- وقعت معركة بينهم- {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} " ° وقَع له واقع: عرَض له عارض.
• وقَعَ الحقُّ: ثبَت، بان وظهر " {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} - {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ".
• وقَعَت الإبلُ: بركَتْ.
• وقَعَ الشّيءُ/ وقَعَ الشّيءُ من يده: سقَط "وقَع أرضًا- وقَع القلم من يدي- لا تَقَعنَّ البَحْرَ إلاَّ سابحًا [مثل]: يُضرب لمن يُباشر أمرًا لا يُحْسِنُهُ- {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ} - {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} "? وقَع الأمرُ منه موقعًا حسنًا أو سَيِّئًا: ثبت لديه وكان محل رضاه أو كراهيته.
• وقَعَ الطّيرُ على الشّجرِ ونحوِه: نزَل? إن الطُّيور على أشكالها تقع [مثل]: أي أن الشَّخص يعاشر أمثاله وينجذب إلى شبيهه- وقَع اختياره على فلان: خصّه بالاختيار وانتقاه من بين الآخرين- وقَع ظنّه على فلان: ألقى ظنَّه عليه- وقَع نظره على كذا: رآه، شاهده.
• وقَعَ على السِّرِّ: عرَفه، علِمه.
• وقَعَ على الشَّخصِ القصاصُ: وجَب "وقَع عليه اللَّومُ- وقَع العقابُ على المذنب: نزَل- وقَع الحقُّ عليه- {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا} "? وقَع تحت طائلة القانون: خضَع للعقاب بحسب أحكام القانون.
• وقَعَ الحيوانُ وغيرُه في الشَّركِ ونحوِه: دخَلَ فيه "وقَع الطَّائرُ في الفخّ- وقَعَ في الطَّويل العريض [مثل]: يُضرب لمن
 وقع في أمر شَاقّ- مَنْ حفَرَ حُفْرةً لأخيه وقع فيها [مثل]: يُضرب لسوء عاقبة الغدر- وقَعَ في حَيْص بَيْص [مثل]: وقع في ورطة، أصابته شدَّة وضيق"? وَقَع في أيديهم: قبضوا عليه، أمْسكوا به- وقَع في التَّجربة: ما يدفع إلى الشَّرِّ والخطيئة- وقَع في الحُبّ: أحبّ فجأة- وقَع في فخٍّ: انخدع، جازت عليه حيلة- وقَع في قَبْضَته: حازه، تحكَّم فيه.
• وقَعَ الكلامُ في نفسه: أثَّر فيها "وقَع حديثُه في نفسي موقعًا حسنًا- لكلامه وقَع حسن- تركت النَّصيحة وقعًا حسنًا"? وقَع عليه وقوع الصَّاعقة: فاجأه، أثَّر فيه بُقوّة- وقَع في قلبه: ارتاح له، أثَّر عليه- وقَع في نفسه: اعتقد، ظنَّ، تخيَّل- وقَع في يده: ندِم، تحسَّر. 

وقَعَ بـ يَقَع، قَعْ، وَقْعًا ووَقْعةً، فهو واقِع، والمفعول موقوع به
• وقَع القومُ بالعدوِّ: بالغوا في قِتالِهم. 

وقَعَ في2 يقَع، قَعْ، وُقوعًا ووَقِيعةً، فهو واقِع، والمفعول موقوع فيه
• وقَع في فلانٍ: سبَّه وعابَه واغتابه "وقَع في أعراض النّاس/ جارِه" ° وقَع في يده: ندِم، تحسَّر.
• وقَع الكتابُ في مائة صفحة: اشتمل عليها. 

أوقعَ/ أوقعَ بـ يُوقع، إيقاعًا، فهو مُوقِع، والمفعول مُوقَع
• أوقعَ الشَّيءَ: أَسقطه، جَعَله يقع "أوقع الإناءَ فانكسر".
• أوقع بفلانٍ الشَّرَّ: أنزَله به "أوقع الصَّوتُ بقلبه الرُّعبَ- أوقعَ به العذابَ- {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} " ° أوقع به الدَّهر: سطا عليه وجار- أوقع به: دبَّر له مكيدة، أصابه بمكروه.
• أوقع الرُّعبَ في قلبه: ألقاه "أوقعه في فخّ/ ورطة/ مأزق/ كمين"? أوقعه في شباكه: أغراه.
• أوقع العقوبةَ على المذنب: فَرَضها، أَوْجبها، حكم بها "أوقع القاضي حكمًا على القاتل".
• أوقع القومُ بأعدائهم: بالغوا في قتالهم. 

تواقعَ يتواقع، تواقُعًا، فهو مُتواقِع
• تواقع الخُصُومُ: تقاتَلُوا "تواقع الرَّجلان". 

توقَّعَ يتوقَّع، توقُّعًا، فهو مُتوقِّع، والمفعول مُتوقَّع
• توقَّع الشَّخصُ الأمرَ: ترقَّبه وانتظر حدوثَه "توقّع حدوثَ أزمة- يتوقَّع شرًّا منه- أَمْر يفوق التَّوقُّع- الضَّربة المتوقَّعة أقلّ قسوة" ° مِن المتوقَّع أن: من المحتمل- نتيجة متوقَّعة: محتملة- يُتَوَقَّع حدوثُه: يُحتمل. 

واقعَ يواقع، مُواقعةً ووِقاعًا، فهو مُواقِع، والمفعول مُواقَع
• واقع الشَّخصُ خَصْمَه: حارَبه.
• واقع الشيءَ: وقَع فيه، دخَل فيه " {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}: واقعون فيها".
• واقع الأمورَ: بَاشَرها، داناها "لقد واقع قاضي التحقيق معرفة أسباب الجريمة".
• واقع الرَّجلُ زوجتَه: جامَعَها. 

وقَّعَ/ وقَّعَ على يوقِّع، توقيعًا، فهو مُوقِّع، والمفعول مُوقَّع
• وقَّع الشّخصُ الوثيقةَ وغيرَها/ وقَّع على الوثيقةِ وغيرِها: كتب اسمَه في أسفلها إمضاءً لها أو إقرارًا بها "وقَّع الوزيرُ الرِّسالةَ- وقَّع على العقد- وُقِّعَت الاتفاقيَّة بالأحرف الأولى- اجتمع الموقعون على البيان" ° الموقِّعون أدناه: الذين تأتي توقيعاتهم عقب كلام مكتوب- نسخة موقّعة: نسخة من كتاب عليها إهداء من مؤلفه بخط يده- وقَّع بالأحرف الأولى: أعلن الاتّفاق مبدئيًّا- يُوقِّع على بياض: دون تحديد المُوَقَّع عليه (المبلغ ـ العُهْدة مثلاً).
• وقَّع العقوبةَ على المذنب: أَوْقَعها، فرَضَها، أوجبها، حكَم بها "وقَّع القاضي حكمًا بالإعدام على القاتل".
• وقَّع العازفُ على الآلة الموسيقيّة: ضَرَب عليها "وقَّع على العود". 

إيقاع [مفرد]:
1 - مصدر أوقعَ/ أوقعَ بـ.
2 - (رض) حركة في المصارعة أو الفنون القتالية، فيها يُلقى الخصمُ الواقفُ أرضًا.
3 - (سق) اطّراد الفترات الزَّمنيّة التي يقع فيها أداء صوتيّ ما بحيث يكون لهذا الأداء أثر سارّ للنَّفس لدى

سماعه ° إيقاع الأصوات: اتّفاقها وتوقيعها على مواقعها وميزانها- إيقاع المغنّي: بناؤه ألحان غنائه على مواقعها وميزانها.
• بندول الإيقاع: (سق) آلة تُستخدم للتعبير عن الوقت من خلال تكّات أو ضربات تحدِّد موقع النّقلة الموسيقيّة.
• علم الإيقاع: (عر) دراسة الأوزان الشِّعريّة والإيقاع. 

إيقاعِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إيقاع: "رَقْصٌ إيقاعيّ: تترافق فيه الموسيقى والحركات الرياضيَّة- رياضة إيقاعيّة: حركات رياضيّة يرافقها الإيقاع". 

توقيع [مفرد]: ج توقيعات (لغير المصدر) وتواقيعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وقَّعَ/ وقَّعَ على.
2 - تذييل على كتاب أو وثيقة بما يفيد الرَّأي فيه "ازدهر فَنّ التوقيعات في العصر العباسيّ".
3 - (سق) توزين وأداء الألحان على آلة من الآلات. 

توقيعيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى توقيع.
• السِّباحة التَّوقيعيَّة: (رض) نوع من السِّباحة تترافق فيه الموسيقى مع الحركات الرِّياضيَّة المنتظمة. 

مَوْقِع [مفرد]: ج مَواقِعُ:
1 - مصدر ميميّ من وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من ° له مَوْقِع عند فلان: حظٌّ ومنزلة.
2 - اسم مكان من وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من: "مواقع القتال/ الجيش: مواضعه- وقع الشيء موقعه- مواقع الغيث/ القطر/ الماء: مساقطه- {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}: منازلها ومساقطها للغروب".
3 - (حس) موضع لتخزين البيانات والتعليمات والبرامج بالحاسب.
4 - (هس) نُقْطة من السَّطح أو المستقيم يقع عليها الخطُّ العموديّ. 

مَوْقِعة [مفرد]: ج مَواقِعُ:
1 - مؤنَّث مَوْقِع.
2 - صدمة، معركة في الحرب "ربح الجيش تلك المَوْقِعة- مَوْقِعة برّيّة/ بحريّة- توقف القتال بعد الموقعة الأولى". 

واقِع1 [مفرد]: ج وُقّع ووُقوع: اسم فاعل من وقَعَ بـ ووقَعَ في2 ووقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من. 

واقِع2 [مفرد]: حاصِل، حقيقة، عكسه خيال "دون الواقع بكثير- من واقع السِّجلاّت- لم ينقل الشاهدُ واقعَ ما رأى من الجريمة- وهل يدفع الإنسانُ ما هو واقِعٌ .. وهل يعلم الإنسان ما هو كاسِب" ° الأمر الواقع: الوضع الواقعي أو الفعلي- الأمر واقع قطعًا: بدون ريب- سياسَةُ الأمر الواقع: فرض ما هو واقع بالقوَّة- في الواقع: في الحقيقة/ فعلاً- وضَعه أمام الأمر الواقع: فرض عليه شيئًا لا يرغب فيه.
• الواقع التَّقريبيّ/ الواقع الافتراضيّ: (حس) محاكاة يولِّدها الحاسوب لمناظر ثلاثيّة الأبعاد لمحيط أو سلسلة من الأحداث تمكِّن النَّاظر الذي يستخدم جهازًا إلكترونيًّا خاصًّا من أن يراها على شاشة عرض ويتفاعل معها بطريقة تبدو فعليَّة. 

واقِعة1 [مفرد]: مؤنَّث واقِع1.
• الواقِعة:
1 - القيامة " {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 56 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ وتسعون آية. 

واقِعة2 [مفرد]: ج واقعات ووقائعُ:
1 - مصادَمة في الحرب.
2 - نازلة من مصائب الدّهر، حادث طارئ "واقعة مؤلمة- ما أبشع واقعة القطار".
3 - (سف) ما حدَث ووُجد فعلاً ويتميّز عن المتخيَّل والمتوهَّم، حدث حقيقيّ "واقِعةُ الحال- واقعات الميلاد" ° وقائع الجلسة: أحداثها. 

واقِعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى واقِع2: "مذهب/ حَدث واقِعيّ" ° غير واقعيّ: غير منسجم مع الحقيقة والواقع، خياليّ- واقعيًّا: في الواقع.
2 - شخص عمليّ، معبِّر عن إدراك الأشياء كما هي في الواقع ° رَجُلٌ واقعيّ: يتصرَّف آخذًا الواقع بعين الاعتبار.
3 - (دب) كاتب أو أديب يستمدّ مادته من ظواهر الحياة الحاضرة الملموسة.
4 - (سف) ما هو موجود بالفعل، أو حقيقة ثابتة بوجودها في الواقع، عكسه خياليّ. 

واقِعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى واقِع2: "قِصَّة واقعيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من واقِع ° فكرة غير واقعيَّة: خياليَّة.
3 - (دب) مذهب يعتمد على الوقائع ويطلب من الفن أن يعكس الواقع، ويُعنى بتصوير أحوال المجتمع على ما هو عليه "الواقعيَّة النَّقديَّة".
4 - (سف) مذهب يُلتزم فيه التصوير الأمين لمظاهر الطَّبيعة والحياة كما هي، وكذلك عرض الآراء والأحداث والظُّروف والملابسات بدون نظر

مثاليّ.
• سياسة واقعيَّة: (سة) سياسة وطنيَّة توسيعيَّة هدفها الأوحد تقديم المصلحة الوطنيَّة.
• الواقعيَّة التَّصويريَّة: (فن) أسلوب في فنّ الرّسم يشبه التَّصوير الضَّوئيّ من حيث اهتمامه بالتَّفاصيل الواقعيَّة.
• اللاَّواقعيَّة: موقف لا يأخذ الواقع بعين الاعتبار ولا يقدِّره بدقَّة، فِقدان الحِسّ العمليّ "بلغ في تعنُّته أقصى درجات اللاواقعيَّة". 

وَقْع [مفرد]:
1 - مصدر وقَعَ بـ ووقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من.
2 - صوت الضَّرب بالشَّيء "وَقْع أقدام/ حوافر".
3 - تأثير، صدًى "كان لكلامه وَقْع حسن- لهذا النَّبأ وَقْع شديد في نفسه- لفلان وَقْع عند فلان: قَدْرٌ ومنزِلة". 

وَقْعة [مفرد]: ج وَقَعات (لغير المصدر {ووَقْعات} لغير المصدر) ووقائعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وقَعَ بـ.
2 - اسم مرَّة من وقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من: "تسبَّبت وَقْعته في كسر مضاعف- {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} ".
3 - معركة، غزوة "وَقْعة بدر/ اليرموك- سقط في هذه الوَقْعة عددٌ كبيرٌ من القتلى". 

وُقوع [مفرد]: مصدر وقَعَ في2 ووقَعَ/ وقَعَ على/ وقَعَ في1/ وقَعَ من. 

وقيعة [مفرد]: ج وقائعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر وقَعَ في2.
2 - اغتياب النَّاس "سَعَى بالوقيعة بينهم".
3 - صدمة الحرب والقتال "الحذرُ أشدُّ من الوقيعة [مثل]: يُضرب لمن يعظم في صدره الشَّيء فإذا وقع فيه كان أهون مما ظنّ- يخبرك مَن شهِدَ الوقيعةَ أنَّني ... أغشى الوغى وأعِفُّ عند المَغنمِ" ° وقائع العرب: أيّام حروبها. 
(و ق ع) : وَقَعَ الشَّيْءُ عَلَى الْأَرْضِ وُقُوعًا وَوَقَعَ بِالْعَدُوِّ أَوْقَعَ بِهِمْ فِي الْحَرْبِ وَهِيَ الْوَقْعَةُ وَالْوَقِيعَةُ (وَوَقَعَ فِي النَّاسِ) مِنْ الْوَقِيعَةِ إذَا عَابَهُمْ وَاغْتَابَهُمْ وَقَوْلُهُ التَّزْكِيَةُ فِي الْعَلَانِيَةِ جَوْرٌ وَمُعَادَاةٌ (وَوَقِيعَةٌ) عَلَى النَّاسِ إمَّا سَهْوٌ أَوْ تَضْمِينٌ (وَالْمُوَاقَعَةُ) وَالْوِقَاعُ مِنْ كِنَايَاتِ الْجِمَاعِ.

وعي

وعي: {يوعون}: يجمعون في صدورهم من التكذيب. {وتعيها}: تحفظها. {واعية}: حافظة. 
و ع ي: (الْوِعَاءُ) وَاحِدُ (الْأَوْعِيَةِ) . وَ (أَوْعَى) الزَّادَ وَالْمَتَاعَ جَعَلَهُ فِي الْوِعَاءِ. وَ (وَعَى) الْحَدِيثَ يَعِيهِ (وَعْيًا) حَفِظَهُ. وَأُذُنٌ (وَاعِيَةٌ) . « {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ} [الانــشقاق: 23] » أَيْ يُضْمِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ التَّكْذِيبِ. 
و ع ي : وَعَيْتُ الْحَدِيثَ وَعْيًا مِنْ بَابِ وَعَدَ حَفِظْتُهُ وَتَدَبَّرْتُهُ وَأَوْعَيْتُ الْمَتَاعَ بِالْأَلِفِ فِي الْوِعَاءِ قَالَ عُبَيْدٌ 
وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ.

وَالْوِعَاءُ مَا يُوعَى فِيهِ الشَّيْءُ أَيْ يُجْمَعُ وَجَمْعُهُ أَوْعِيَةٌ وَأَوْعَيْتُهُ وَاسْتَوْعَبْتُهُ لُغَةٌ فِي الِاسْتِيعَابِ وَهُوَ أَخْذُ الشَّيْءِ كُلِّهِ. 
و ع ي

وعيت العلم وعياً " وتعيها أذن واعية " ولفلان عين راعية، وأذن واعية: وأوعيت المتاع. ووعى الجرح: انضم فوه على مدّة، ويقال برئ جرحه على وعى. ووعى عظمه: انجبر. وسمعت وعَى الجيش: جلبته، ووعى البعوض. قال الهذليّ:

كأن وعى الخموش بجانبيه ... وعى ركبٍ أميم ذوي هيّاط

وارتفعت الواعية: الصراخ على الميت. وسمعت واعية القوم: أصواتهم. قال الراعي:

فلما علا وجه النهار ورفّعت ... به الطير أصواتاً كواعية الجند

وعي


وَعِيَ(n. ac. وَعًي [ ])
a. [ coll. ], Awoke.
وَعَّيَ
a. [ coll. ] Awoke, aroused.

وَاْعَيَ
a. [acc.
or
Ila], Watched over.
أَوْعَيَa. Put, stowed away; hoarded; hid.
b. Taught.
c. [acc.
or
'Ala], Stinted.
d. Uprooted.

تَوَعَّيَ
a. [Fī] [ coll. ], Was careful over;
did with deliberation.
إِسْتَوْعَيَa. see IV (d)b. [ coll. ]
see V
وَعْيa. Pus, matter.
b. Refuge; escape.
c. see 4
وَعًىa. Shouts, cries; clamour.

وَاعٍa. Guardian.
b. [ coll. ], Attentive; mindful.

وَاعِيَة []
a. fem. of
وَاْعِيb. Sound, cry.

وُعَآء [وِعَاْي], (pl.
أَوْعِيَة [] )
a. Receptacle: vessel; vase; jar.
b. Heart.

وَعِيّa. Strong.

مَوْعِيّ الرُّسْغ
a. Firm-wristed.
وعي: وَعَى يَعِي وَعْياً: أيْ حَفِظ حديثاً ونحوه. وَوَعَى العَظْمُ: إذا انجَبَرَ بعدَ كَسْرٍ، قال

دلاث دلعثي ، كأن عظامه ... وعت في محال الزور بعدَ كُسُورِ 

وقال أبو الدُّقَيْش: وَعَتِ المِدَّةُ في الجُرْحِ، ووَعَتْ جايئَتُه يَعْني مِدَّتُه. وأَوْعَيتُ شَيئاً في الوِعاء وفي الإِعاءِ، لغتان. والواعِيةُ: الصُّراخُ على المَيِّتِ ولم أسمع منه فعلا. والوَعَلأ : جَلَبَةٌ وأصْواتٌ للكِلابِ إذا جَدَّتْ في الطَّلَبِ وهَرَبَتْ . قال:

عَوابِساً في وعكة تحت الوعا  جَعَلَه آسْماً من الواعِية. وإذا أَمَرْتَ من الوَعَى قُلْتَ: عِهْ، الهاءُ عِمادٌ للوُقُوفِ الإبتِداءُ والوُقُوفُ على حرف واحد. والوَعْوَعَةُ: من أصواتِ الكلاب وبنات آوَى وخَطيبْ وَعْوَعٌ: نَعْتٌ له حَسَنٌ، قالت الخنساء:

هو القَرْمُ واللَّسِنُ الوَعْوَعُ 

رَجُل وَعْواعٌ، نَعْتٌ قبيحٌ: أي مِهْذار، قال:

نِكْسٌ من القوم ووغواه وعيّ 

وكَقَول الآخَر:

تَسْمَعُ للمَرْءِ به وَعْواعا

وتقولُ: وَعْوَعَتِ الكلبة وَعْوَعةً، والمصدَرُ الوَعْواع، لا يُكْسَرُ على وِعْواع نحو زِلْزال كراهيةً للكَسْر في الواو. وكذلك حكاية اليَعْيَعَة من الصَّوتِ: يَع، واليَعْياع، لا يُكْسَر. وإنَّما يَع من كَلامِ الصِّبيان وفِعالِهم، إذا رَمَى أَحَدهُم الشَّيْءَ إلى الآخَر، لأنَّ الياءَ خِلْقَتُها الكَسْرة فَيَسْتَقْبِحُونَ الواو بينَ كَسْرَتَيْن. والواو خِلْقَتُها من الضَمَّة فيستقبحون التِقاءَ كَسْرةٍ وضَمَّةٍ، ولا تَجِدها في كلام العرب في أصل البناء سِوى النَّحوْ . 
(وع ي)

وعى الشَّيْء وعيا واوعاه: حفظه وَقَبله. وَقَول الاخطل:

وعاها من قَوَاعِد بَيت رَأس ... شوارف لاحها مدر وغار

إِنَّمَا مَعْنَاهُ حفظهَا أَي حفظ هَذِه الْخمر، وعنى بالشوارف الخوابي الْقَدِيمَة.

ووعى الْعظم وعيا: برأَ على عثم قَالَ: كَأَنَّمَا كسرت سواعده ... ثمَّ وعى جبرها وَمَا التأما

وَلَا وعى لَك عَن ذَلِك أَي لَا تماسك.

وَمَالِي عَنهُ وعي أَي بُد.

ووعت الْمدَّة فِي الْجرْح وعيا: اجْتمعت.

ووعى الْجرْح وعيا: سَالَ قيحه.

والوعي: الْقَيْح.

وبريء جرحه على وعي أَي نغل.

والوعاء والإعاء - على الْبَدَل - والوعاء، كل ذَلِك: ظرف الشَّيْء. وَالْجمع اوعية. وَيُقَال لصدر الرجل: وعَاء علمه واعتقاده تَشْبِيها بذلك، ووعى الشَّيْء فِي الْوِعَاء واوعاه: جمعه فِيهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحذلمي:

تاخذه بُد مِنْهُ فتوعيه

أَي تجمع المَاء فِي اجوافها.

والوعي والوعي: الجلبة قَالَ الْهُذلِيّ:

كَأَن وعي الخموش بجانبيه ... وعي ركب اميم ذَوي هياط

وَقَالَ يَعْقُوب: عينه بدل من غين وغى، أَو غين وغى بدل مِنْهُ. وَقيل: الوعي: جلبة صَوت الْكلاب فِي الصَّيْد.

والواعية كالوعي. وَقيل: الواعية: لصراخ على الْمَيِّت، وَلَا فعل لَهُ، وَقَوله انشده ابْن الاعرابي:

إِنِّي نَذِير لَك من عَطِيَّة ... قرمش لزاده وعيه

لم يُفَسر الوعية، وَأرى انه مستوعب لزاده يوعيه فِي بَطْنه كَمَا يوعى الْمَتَاع، هَذَا إِن كَانَ من صفة عَطِيَّة، وَإِن كَانَ من صفة الزَّاد فَمَعْنَاه انه يدخره حَتَّى يخنز الْقَيْح فِي الْقرح.
وعي
وعَى يعِي، عِ/ عِهْ، وَعْيًا، فهو واعٍ، والمفعول مَوْعِيّ (للمتعدِّي)
• وعَتِ الأُذُنُ: سَمِعت.

• وعَى الزيْتَ في الجَرَّة: جمَعه فيها "وعَى خمرًا في قارورة- وعى قَمْحًا في كيس".
• وعَى الشّخصُ الأمرَ: أدركه على حقيقته "وعى أهميّة المشروع- وعَوْا كُنْهَ الموضوع" ° الوعْي القوميّ: الشُّعور القوميّ، القوميَّة- عقلٌ لا واعٍ: عقل باطن، لا شعوريّ.
• وعَى الشّخصُ حديثًا: حَفِظهُ وقبِلَهُ وفَهِمَه وتدبَّره " {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةًٌ} "? لا يعي ما يقول: أي في غيبوبة. 

وعِيَ يعَى، عَ/ عَهْ، وَعْيًا، فهو واعٍ
• وعِي فلانٌ: انتبه من نوْمه أو غفْلتِه "وعِي من إهماله/ سُكْره". 

أوعى يُوعي، أَوْعِ، إِيعاءً، فهو مُوعٍ، والمفعول مُوعًى
• أوعى الزَّادَ ونحوَه: وعاه؛ جعله في الوِعاء "الخير يبقى وإن طال الزمان به ... والشرّ أخبث ما أوعيت من زادِ- {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى. وَجَمَعَ فَأَوْعَى} ".
• أوعى الكلامَ: وعاه؛ حَفِظهُ وقبِلَهُ وفَهِمَه وتدبَّره "أوعى الحديثَ- {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ. وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ}: المراد ما في قلوبهم". 

استوعى يستوعي، اسْتَوْعِ، استيعاءً، فهو مستوعٍ، والمفعول مستوعًى
• استوعى الأمرَ: وعاه؛ أدركه على حقيقته. 

وعَّى يوعِّي، وَعِّ، تَوْعِيَةً، فهو مُوَعٍّ، والمفعول مُوَعًّى
• وعَّى فلانًا: نَصحَهُ وحمله على إدراك موضوع من المواضيع "الإعلام يعمل على توعية الجماهير- التَّوعية الصِّحّيّة ضروريّة". 

إيعاء [مفرد]: مصدر أوعى. 

استيعاء [مفرد]: مصدر استوعى. 

توعية [مفرد]: مصدر وعَّى. 

واعٍ [مفرد]: ج واعون ووُعاة: اسم فاعل من وعَى ووعِيَ. 

واعيَة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل وعَى ووعِيَ.
• أُذُن واعية: حافِظة "لفلان عيْنٌ راعية، وأُذُن واعية- {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} ". 

وِعاء [مفرد]: ج أوْعِيَة:
1 - ما يُجْمَعُ فيه الشّيءُ ويُحْفظ "وِعاءٌ مَنْزليٌّ- وعاء من خزف- {ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ} ".
2 - إناء ذو سَعة مُعيّنة يُستعمل لكيل السّوائل والمواد الجافّة.
3 - إناء منزليّ يُصنع من الخزف أو المعدن أو الزُّجاج كوعاء الطَّبخ الذي له يد وغطاء أو وعاء دائريّ لتقديم الطَّعام أو إناء حفظ القهوة والشَّاي.
• الوعاء الدَّمَويّ: (شر) قناة أنبوبيَّة مرنة كالشُّريان أو الوريد أو الأنبوب الشّعريّ والذي يدور الدَّم من خلاله ° الأوعية الدَّمويّة: العروق الدموية- علم الأوعية: علم يدرس الأوعية الدّمويّة واللمفاويّة. 

وِعائيّات [جمع]
• وعائيات البذور: (نت) النباتات التي تكون بذرتها داخل غلاف بدلاً من أن تكون عارية كاللوز. 

وَعْي [مفرد]:
1 - مصدر وعَى ووعِيَ ° لا وعْي عن ذلك الأمر: أي لا تماسك دونه- ما لي عنه وَعْيٌ: أي بدٌّ.
2 - شعور، يقظة، تمييز أو إدراك عن طريق الحواس أو عبر الملَكة العقلية "الوَعْي الأخلاقيّ من أهداف الندوات الدينيّة- زيادة الوَعْي" ° الوعْي الحُلْميّ: شعور النَّفس بذاتها وقت الأحلام.
3 - (نف) شعور الكائن الحيّ بما في نفسه وما يحيط به "الوَعْي القوميّ/ الأخلاقيّ".
• فقْد الوَعْي: (نف) صدمة ناتجة من انفعال عنيف تؤدِّي إلى فقد الوعي مؤقّتًا "فقد وَعْيَه في حادث سيّارة- عاد إلى وعيه/ استعاد وَعْيَه: استعاد حواسّه، ثاب إليه رُشْده" ° اللاَّوعي: يُعبّر به عن مجمل المشاعر والميول والعوامل النَّفسيّة الكامنة في باطن الإنسان والتي لا يعيها الإنسان أي لا يدركها الوَعْيُ- في كامِل وعْيه: يَقِظ- مِنْ دون وَعْي: مِنْ دون انتباه.
• تيَّار الوَعْي: (دب) أسلوب متطور في كتابة الرواية.
• تيَّار اللاَّوَعْي:
1 - (نف) انسياب التجارب النفسيّة داخل الإنسان.
2 - (دب) وصف المؤلِّف الحياة النفسيّة الداخليّة لشخصيّات قصّته بطريقة تقلّد حركة التفكير التلقائيّة التي
 لا تخضع لمنطق معيَّن ولا لنظام تتابع خاصّ. 

وعي: الوَعْيُ: حِفْظ القلبِ الشيءَ. وعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً

وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فهو واعٍ، وفلان أَوْعَى من فلان

أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ. وفي الحديث: نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي

فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعى من سامِعٍ. الأَزهري: الوَعِيُّ الحافِظُ

الكَيِّسُ الفَقِيه. وفي حديث أَبي أُمامة: لا يُعَذِّبُ اللهُ قَلْباً

وَعَى القُرآنَ؛ قال ابن الأَثير: أَي عقَلَه إِيماناً به وعَمَلاً، فأَما

من حَفِظ أَلفاظَه وضَيَّعَ حُدوده فإِنه غير واعٍ له؛ وقول الأَخطل:

وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بيْتِ رَأْسٍ

شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ وغارُ

إِنما معناه حَفِظَها أَي حَفِظَ هذه الخَمر، وعَنَى بالشَّوارِفِ

الخَوابيَ القديمة. الأَزهري عن الفراء في قوله تعالى: والله أَعلم بما

يُوعُونَ؛ قال: الإِيعاء ما يَجْمعون في صدورهم من التكذيب والإِثم. قال:

والوَعْيُ لو قِيلَ: والله أَعلم بما يَعُون، لكان صواباً ولكن لا يستقيم في

القراءة. الجوهري: والله أَعلم بما يُوعُونَ أَي يُضْمِرون في قلوبهم من

التكذيب، وأُذُنٌ واعِيةٌ

(* قوله« وأذن واعية» كذا هي في الأصل، إِلا

أنها مخرجة بالهامش، وأصلها في عبارة الجوهري: وعى الحديث يعيه وعياً وأذن

واعية.)

الأَزهري: يقال أَوْعَى جَدْعَه واسْتَوْعاه إِذا اسْتَوْعَبه. وفي

الحديث: في الأَنف إِذا اسْتُوعِيَ جَدْعُه الدِّيةُ؛ هكذا حكاه الأَزهري في

ترجمة وعوع. وأَوْعَى فلانٌ جَدْعَ أَنْفِه واسْتَوْعاه إِذا استَوْعَبه.

وتقول: اسْتَوْعى فلان من فلان حَقَّه إِذا أَخذه كله. وفي الحديث:

فاسْتَوْعى له حَقَّه؛ قال ابن الأَثير: استوفاه كله مأْخوذ من الوِعاء.

ووَعَى العَظْمُ وَعْياً: بَرَأَ على عَثْمٍ؛ قال:

كأَنما كُسِّرَتْ سَواعِدُه،

ثمَّ وَعى جَبْرُها وما الْتَأَما

قال أَبو زيد: إِذا جَبَرَ العظمُ بعد الكسر على عَثْمٍ، وهو

الاعْوِجاجُ، قيل: وَعى يَعِي وَعْياً، وأَجَرَ يأْجِرُ أَجْراً ويأْجُرُ أُجُوراً.

ووَعَى العظمُ إِذا انْجَبَر بعد الكسر؛ قال أَبو زيد:

خُبَعْثِنَةٌ في ساعِدَيْه تَزايُلٌ،

تَقُولُ وَعى مِنْ بَعْدِ ما قد تجَبَّرا

هذا البيت كذا في التهذيب، ورأَيته في حواشي ابن بري: من بعد ما قد

تكسرا؛ وقال الحطيئة:

حتى وَعَيْتُ كَوَعْيِ عَظْـ

ـمِ السَّاقِ لأْأَمَه الجَبائِرْ

ووَعَتِ المِدَّةُ في الجُرْح وَعْياً: اجتمعَتْ. ووَعى الجُرْحُ

وَعْياً: سالَ قَيْحُه. والوَعْيُ: القَيْحُ والمِدَّة. وبرئ جُرحُه على

وَعْيٍ أَي نَغَلٍ. قال أَبو زيد: إِذا سالَ القَيْحُ من الجُرْح قيلَ وَعى

الجُرْحُ يَعِي وَعْياً، قال: والوَعْيُ هو القيحُ، ومثله المِدَّة. وقال

الليث في وَعْيِ الكَسر والمِدَّة مِثلَه، قال: وقال أَبو الدُّقَيْشِ

إِذا وَعَتْ جايِئَتُه يعني مِدَّته. قال الأَصمعي: يقال بئسَ واعِي اليتيمِ

ووالي اليتيمِ وهو الذي يقوم عليه. ويقال: لا وَعْيَ لك عن ذلك الأَمر

أَي لا تَماسُك دونه؛ قال ابن أَحمر:

تَواعَدْن أَنْ لا وَعْيَ عن فَرْجِ راكِسٍ،

فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ عن ذاكَ مَغْضَرا

يقال: تَغَضَّرْتُ عن كذا إذا انصرفْت عنه. وما لي عنه وَعْيٌ أَي

بُدٌّ. وقال النضر: إنه لفي وَعْيِ رِجالٍ أَي في رجال كثيرة:

والوِعاءُ والإعاءُ على البَدَل والوُعاءُ، كل ذلك: ظرف الشيء، والجمع

أَوْعِيةٌ، ويقال لصدر الرجل وِعاء عِلْمِه واعْتِقادِهِ تشبيهاً بذلك.

ووَعى الشيء في الوعاء وأَوْعاه: جَمَعَه فيه؛ قال أَبو محمد

الحَذلَمِيُّ:

تأْخُذُه بِدِمْنِه فَتُوعِيهْ

أَي تجمع الماء في أَجوافها. الأزهري: أَوْعى الشيءَ في الوِعاء يُوعِيه

إيعاء، بالألف، فهو مُوعًى . الجوهري: يقال أَوْعِيْتُ الزاد والمَتاع

إذا جعلته في الوِعاء؛ قال عَبِيد بن الأَبرص:

الخَيْرُ يَبْقى، وإنْ طالَ الزَّمانُ به،

والشَّرُّ أَخْبَثُ ما أَوْعَيْتَ من زادِ

وفي الحديث: الاسْتِيحاء من الله حقَّ الحَياء أَن لا تَنْسَوُا

المَقابرَ والبِلَى والجوفَ وما وَعى أَي ما جمع من الطعام والشراب حتى يكونا من

حِلِّهِما. وفي حديث الإِسْراء: ذكر في كل سماء أَنبياءَ قد سمَّاهم

فأَوْعَيْتُ منهم إدْرِيس في الثانية؛ قال ابن الأثير: هكذا روي، فإن صح

فيكون معناه أَدخلته في وِعاء قلبي؛ يقال: أَوْعَيْت الشيء في الوِعاء إذا

أَدخلته فيه؛ قال: ولو روي وَعَيْتُ بمعنى حَفِظْت لكان أبين وأَظهر .

وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: حَفِظْتُ عن رسول الله،صلى الله عليه

وسلم، وِعاءَيْن منَ العلم؛ أَراد الكناية عن مَحَلّ العِلم وجَمْعِه

فاستعار له الوعاء.

وفي الحديث: لا تُوعِي فيُوعَى عَلَيْكِ أَي لا تَجْمَعي وتَشِحِّي

بالنفَقة فَيُشَحَّ عَلَيْكِ وتُجازَيْ بَتَضْيِيقِ رِزْقِكِ. الأَزهري: إذا

أَمرت من الوَعْي قلت عِهْ، الهاء عماد الوقوف لخفّتها لأَنه لا يُستطاع

الابتداء والوُقوف معاً على حرف واحد.

والوَعْيُ والوَعَى، بالتحريك: الجَلَبةُ والأَصوات، وقيل: الأَصوات

الشديدة؛ قال الهذلي:

كَأَنَّ وَعَى الخَمُوشِ، بجانِبَيهِ،

وَعَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوِي زِياطِ

وقال يعقوب: عينُه بدَل من غين وغَى، أَو غين وغَى بدل منه، وقيل:

الوَعَى جلبة صوتِ الكِلابِ في الصَّيدِ. الأَزهري: الوَعَى جَلَبة أَصوات

الكلاب والصَّيد، قال: ولم أَسمع له فعلاً. والواعيةُ: كالوَعَى، الأَزهري:

الواعِيةُ والوَعَى والوَغََى كلها الصوت. والواعِيةُ: الصَّارِخَةُ،

وقيل الواعِيةُ الصُّراخ على الميت لا فِعْلَ له. وفي حديث مقتل كعب بن

الأَشْرَف أَو أَبي رافعٍ: حتى سمعنا الواعِيةَ؛ قال ابن الأَثير: هو

الصُراخ على الميت ونَعْيُه، ولا يُبْنى منه فِعل؛ وقوله أَنشده ابن

الأَعرابي:إِنِّي نَذِيرٌ لَكَ مِنْ عَطِيِّه،

قَرَمَّشٌ لِزَادِه وَعِيَّه

لم يفسر الوعية، قال ابن سيده: وأُرى أَنه مسْتَوْعِب لزاده يُوعِيه في

بطنه كما يُوعَى المَتاعُ، هذا إن كان من صفة عطية، وإن كان من صفة الزاد

فمعناه أَنه يَدَّخِرُه حتى يَخْنَزَ كما يَخْنَزُ القيح في القَرْح.

وعي
: ي (} وَعاهُ) ، أَي الشَّيءَ والحديثَ، ( {يَعِيهِ) } وَعْياً: (حَفِظَهُ) وفَهِمَهُ وقَبِلَهُ فَهُوَ {وَاعٍ؛ وَمِنْه حديثُ أَبي أَمامَةَ: (لَا يُعَذِّبُ اللهاُ قَلْباً} وَعَى القُرْآنَ) ؛ قَالَ ابنُ الْأَثِير: أَي عقلَه إِيمَانًا بِهِ وعَمَلاً، فأَمَّا مَنْ حَفِظَ أَلْفاظَه وضَيَّع حُدُودَه فإنَّه غيرُ واعٍ لَهُ؛ وقولُ الأخْطل:
{وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بيْتِ رَأْسٍ
شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ وغارُإنَّما مَعْناهُ حَفِظَها يَعْني الخَمْرَ، وعَنَى بالشَّوارِفِ الخَوابي القَديمةِ.
وَفِي الحَدِيث: (نَضَّر اللهاُ امْرأً سَمِعَ مَقالَتِي} فوَعَاها) ، أَي حَفِظَها.
(و) {وَعاهُ} يَعِيِه {وَعْياً: (جَمَعَهُ) فِي} الوِعاءِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (الاسْتِحياءُ مِن اللهِ حَقَّ الحَياءِ أَنْ لَا تَنْسَوا المَقابِرَ والبِلَى والجوْفَ وَمَا {وَعَى أَي مَا جَمَع مِن الطَّعام والشَّرابِ حَتَّى يكونَا مِن حِلِّهِما.
(} كأَوْعاهُ فيهمَا) ؛ أَي فِي الحفْظِ والجَمْع، فمِن الأوَّلِ حَدِيث الإسْراء: ( {فأَوْعَيْتُ مِنْهُم إدْرِيس فِي الثَّانِيَةِ) ، أَي حَفِظْت؛ ومِن الثَّاني قولهُ تَعَالَى: {وااُ أَعْلَم بِمَا} يُوعُونَ} قَالَ الأزْهري عَن الفرَّاء: {الإيعاءُ مَا يَجْمعَونَ فِي صُدورِهم مِن التكْذِيب والإثْمِ.
وَقَالَ الجَوْهرِي فِي مَعْنى الآيَةِ: أَي يُضْمِرونَ فِي قُلوبهم مِن التَّكْذِيب؛ وقالَ أَبو محمدٍ الحَذْلمي:
تأْخُذُه بدِمْنةِ} فتُوعِيهْ أَي تَجْمَعُ الماءَ فِي أَجْوافِها.
قالَ الأزْهَري: {أَوْعَى الشيءَ فِي} الوِعاءِ {يُوعِيه} إيعاءً فَهُوَ {مُوعًى.
وَقَالَ الجَوْهرِي:} أوْعَيْتُ الزَّادَ والمَتاعَ إِذا جَعَلْته فِي {الوِعاءِ؛ وقالَ عبِيدُ بنُ الأبْرص:
الخَيْرُ يَبْقى وَإِن طالَ الزَّمانُ بِهِ
والشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِن زَادِ (و) } وَعَى (العَظْمَ) {وَعْياً: (بَرَأَ على عَثْمٍ) ؛ قَالَ الشَّاعرُ:
كأَنَّما كُسِّرَت سَواعِدُه
ثمَّ وَعَى جَبْرُها وَمَا الْتَأَماقالَ أَبو زيْدٍ: إِذا جَبَرَ العَظْمُ بَعْد الكَسْر على عَثْمٍ، وَهُوَ الإعْوجاجُ، قيل:} وَعَى {يَعِي} وَعْياً.! ووَعَى العَظْمَ: انْجَبَرَ بَعْد الكَسْرِ؛ قالَ أَبو زبيدٍ:
خُبَعْثَنَةٌ فِي ساعِدَيْه تَزايُلٌ
نَقُولُ {وَعَى مِنْ بَعْدِ مَا قد تَجَبَّراكذا نَصّ الأزْهري؛ وَهُوَ فِي حواشِي ابنِ بَرِّي من بَعْدِ مَا قد تَكَسَّرا؛ قالَهُ صاحِبُ اللِّسانِ: وَقَالَ الحُطَيْئة:
حَتَّى وَعَيْتُ} كوَعِيِ عَظْمِ
السَّاقِ لأمته الجبائِرْ ( {والوَعْيُ) ، بِالْفَتْح: (القَّيحُ والمِدَّةُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهري عَن أَبي عبيدٍ.
وَقَالَ أَبُو زيْدٍ:} الوَعْيُ القَيْحُ ومِثْلُه المِدَّة.
(و) الوَعْيُ أَيْضاً: (الجَلَبَةُ) والأصْواتُ؛ أَو الأصْواتُ الشَّديدَةُ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
( {كالوَعَى) ، كفَتًى؛ قالَ يَعْقوب: عَيْنُه بدلٌ مِن غَيْنِ الوَغَى، أَو بالعَكْسِ. واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على} الوَعى؛ (أَو يَخُصُّ) جَلَبَةَ صَوْتِ (الكِلاَبِ) فِي الصَّيْدِ.
قالَ الأزْهري. وَلم أَسْمَعْ لَهَا فِعْلاً.
(و) يقالُ: (مَالِي عَنهُ {وَعْيٌ) أَي (بُدٌّ.
(و) يقالُ: (لَا وَعْيَ) لكَ (عَن ذلكَ الأمْر) : أَي (لَا تَماسُكَ دونَه) ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
تَواعَدْن أَنْ لَا وَعْيَ عَن فَرْجِ راكِسٍ
فَرُحْنَ وَلم يَغْضِرْنَ عَن ذاكَ مَغْضَرا (} والوِعاءُ) ، بالكسْر وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهري، (ويُضمُّ) عَن ابنِ سِيدَه، (! والإعاءُ) على البَدَلِ، كلُّ ذلكَ (الظَّرْفُ) للشيءِ. وَفِي حديثِ أبي هُرَيْرَة: (حَفِظْتُ عَن رَسُولِ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وِعاءَيْنِ مِنَ العِلْم) ، أَرادَ الكِنايَةَ عَن مَحَلِّ العِلْم وجَمْعِه فاسْتَعارَ لَهُ} الوِعاءَ؛ (ج {أَوْعِيةٌ) ، وأَمَّا} الأَواعِي فجمْعُ الجَمْع.
( {وأَوْعاهُ} وأَوْعَى عَلَيْهِ: قَتَّرَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْه) الحديثُ: ((لَا {تُوعِي} فيُوعِيَ اللهاُ عَلَيْك) ،) أَي لَا تَجْمَعِي وتَشِحِّي بالنَّفَقة فيُشَحَّ عَلَيْك وتُجازَيْ بتَضْيِيقِ رِزْقِكِ؛ هَكَذَا رُوِي هَذَا الحديثُ، والمَشْهورُ مِن حَدِيث أَسْماء، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا،: (أَعْطِي وَلَا تُوكِي فيُوكَى عَلَيْك) ، أَي لَا تَدَّخِري وتَشدِّي مَا عنْدكِ وتَمْنعِي مَا فِي يَدِكِ فتَنْقَطِعَ مادَّة الرِّزْقِ عَنْكِ؛ وَهَكَذَا أوْرَدَه ابنُ الأثيرِ وغيرُهُ، فَتَأمل.
(و) {أَوْعَى (جَدْعَهُ: أَوْعَبَهُ) ، أَي جَدَعَ أَنْفَهُ؛ (} كاسْتَوْعاهُ) ؛ وَمِنْه الحديثُ: (فِي الأَنْفِ إِذا {اسْتُوعِيَ جَدْعُه الدِّيةُ) ، هَكَذَا حَكَاهُ الأزْهرِي.
(} والوَاعِيَةُ: الصُّراخُ) على المَيِّتِ؛ عَن اللَّيْثِ؛ وأَيْضاً: نَعْيُه وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ؛ (والصَّوْتُ) ، يقالُ: سَمِعْتُ {وَاعِيَةَ القَوْمِ أَي أَصْواتَهُم؛ كَمَا فِي الأساسِ؛ (لَا الصَّارِخَةُ؛ ووَهِمَ الجَوْهرِي) .
قالَ الصَّاغاني: قالَ الجَوْهري:} الوَاعِيَةُ الصارِخَةُ، وليسَ كَمَا زَعَمَ وإنَّما الواعِيَةُ الصَّوْتُ، اسْمٌ مِثْل الطاغِيَةِ والعاقِبَةِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الواعِيَةُ! والوَعَى والوَغَى كُلُّها الصَّوتُ.
قالَ البَدْر الْقَرَافِيّ: قد يكونُ مرادُه بالصارِخَةِ المَصْدَر لَا اسْم الفاعِلِ كَمَا فِي لاغِيَةٍ وواقِيَةٍ فَلَا وَهم، انتَهَى.
وَقَالَ شيْخُنا: الصارِخَةُ تكونُ مَصْدراً كالصّراخِ، مِثْل العاقِبَةِ ونَحْوهِ، وجاءَ بهَا الجَوْهرِي لمُشاكَلَةِ الواعِيَةِ، وَلَو أُرِيدَ حَقِيقَةَ الصارِخَة لم يَكُنْ ذلكَ وَهَماً كَمَا قالَ، لأنَّ بابَ المَجاز واسِعٌ فِي تَصْحِيح الكَلام.
(و) قالَ الأصْمعي: يقالُ بِئْسَ ( {واعِي اليَتِيمِ) و (والِيهِ) ، وَهُوَ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ.
(وَهُوَ} مَوْعِيُّ الرُّسْغِ) ، كمَرْمِيَ، أَي (مُوَثَّقُه.
(وفَرَسٌ {وَعًى) ، كفَتًى: (شَديدٌ) ، لُغَةٌ فِي وَأًى بالهَمْز، وَقد تقدَّمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
هُوَ} أَوْعَى مِن فلَان: أَي أحْفَظُ وأَفْهَمُ؟ وَمِنْه الحديثُ: (فرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِن سامِع) .
{وأَوْعَى مِن النَّمْلةِ: أَي أَجْمَع مِنْهَا.
} والوَعِيُّ، كغَنِيَ: الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيهُ.
{والوَعِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: المُسْتَوْعبُ للزّادِ، كَمَا} يُوعَى المتاعُ، وأيْضاً الزّادُ يَدّخِرُ حَتَّى يَخْنَزَ كَمَا يَخْنَزُ القيْحُ فِي الجُرْحِ.
{واسْتَوْعَى مِنْهُ حَقَّه: أَخَذَه كُلّه واسْتَوْفاهُ.
} ووَعَى الجُرْحُ {وَعْياً: سالَ قَيْحُه.
وَفِي الأساسِ: انْضَمَّ فُوهُ على مِدَّةٍ.
} ووَعَتِ المِدَّة فِي الجُرْحِ {وَعْياً: اجْتَمَعَتْ.
وبَرِىءَ جُرْحُه على} وَعْيٍ: أَي نَغلٍ. وقالَ النَّضْرُ: إنَّه لفِي {وَعْيِ رِجالٍ، أَي فِي رِجالٍ كَثِيرٍ.
وأُذُنٌ} واعِيَةٌ: حافِظَةٌ.

زرع

ز ر ع : زَرَعَ الْحَرَّاثُ الْأَرْضَ زَرْعًا حَرَثَهَا لِلزِّرَاعَةِ وَزَرَعَ اللَّهُ الْحَرْثَ أَنْبَتَهُ وَأَنْمَاهُ وَالزَّرْعُ مَا اسْتُنِبْتَ بِالْبَذْرِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَمِنْهُ يُقَالُ حَصَدْتُ الزَّرْعَ أَيْ النَّبَاتَ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَا يُسَمَّى زَرْعًا إلَّا وَهُوَ غَضٌّ طَرِيٌّ وَالْجَمْعُ زُرُوعٌ وَالْمُزَارَعَةُ مِنْ ذَلِكَ وَهِيَ الْمُعَامَلَةُ عَلَى الْأَرْضِ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَالْمَزْرَعَةُ مَكَانُ الزَّرْعِ وَازْدَرَعَ حَرَثَ وَالْمُزْدَرَعُ الْمَزْرَعَةُ. 
[زرع] الزَرْعُ : واحد الزُروعِ، وموضعُهُ مَزْرَعَةٌ ومُزْدَرَعٌ. والزَرْعُ أيضاً: طرحُ البذر في الارض. والزرع أيضا: الإنباتُ. يقال: زَرَعُهُ الله، أي أنبته. ومنه قوله تعالى: {أَءَنْتُمْ تَزرَعونَهُ أم نَحْنُ الزارِعون} . وتقول للصبيّ: زَرَعَهُ الله، أي جَبَرَهُ. وازدرع فلان، أي احترث، وهو افتعل، إلا أن التاء لما لان مخرجها لم توافق الزاى لشدتها، فأبدلوا منها دالا، لان الدال والزاى مجهورتان والتاء مهموسة. والمزارعة معروفة. والمزروعان من بنى كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم: كعب بن سعد، ومالك بن كعب بن سعد.
(زرع) : أَزْرَع هذا الزَّرْعُ: إذا نَبَتَ، وحَسُنَ.
ز ر ع: (الزَّرْعُ) وَاحِدُ (الزُّرُوعِ) وَمَوْضِعُهُ (مَزْرَعَةٌ) وَ (مُزْدَرَعٌ) . وَ (الزَّرْعُ) أَيْضًا طَرْحُ الْبَذْرِ. وَالزَّرْعُ أَيْضًا الْإِنْبَاتُ. يُقَالُ: زَرَعَهُ اللَّهُ أَيْ أَنْبَتَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 64] وَبَابُهُمَا قَطَعَ. وَازْدَرَعَ فُلَانٌ أَيِ احْتَرَثَ. وَ (الْمُزَارَعَةُ) مَعْرُوفَةٌ. 

زرع


زَرَعَ(n. ac. زَرْع
زِرَاْعَة)
a. Sowed; scattered seed.
b. Made to grow, thrive; blessed (God).

أَزْرَعَa. Had seed.
b. Germinated, shot up, grew (seed).

إِزْتَرَعَ
(د)
a. see I
زَرْع
(pl.
زُرُوْع)
a. Seed; offspring.
b. Sown field.
c. Standing corn.

زَرْعَة
زِرْعَةa. Field fit for sowing.

زُرْعَةa. Seed.
b. see 1t
زَرَعَةa. see 1t
مَزْرَعَة
(pl.
مَزَاْرِعُ)
a. Sown field.
b. Hamlet.

زَاْرِع
(pl.
زُرَّاْع
& reg. )
a. see 28 (a) (b).
زِرَاْعَةa. Seed.
b. Agriculture, farming.

زَرِيْعَةa. Cereals, corn.
b. Vegetables.

زَرَّاْع
(pl.
زَرَّاْعَة)
a. Sower, husbandman.
b. Farmer, agriculturist.
c. Slanderer.
زرع
زَرَعَه الله فانْزَرَعَ: أي أنْبَتَه وأنْماه.
والزُرْعَةُ: البَذْ ر. والزراعات: مَواضِعُ الزَرْع؛ كالملاحات، ويُقال: مَزْرَعَةٌ ومَزْرُعَة.
وأزْرَعَ الزرْعُ: أحْصِدَ. والزريْعُ: العَثَرِيُّ الذي يُسْقى من السمَاء. وكُلُّ ناعِم يُسَمى زرْيعاً؛ تشبيهاً به. وازدرَعَ: إذا زَرَعَ أو أمَرَ به لنَفْسِه خُصوصاً. ويُقال: زُرعَ له بَعْدَ شَقَاوَةٍ: إذا أصَابَ مالاً بعد الحاجة.
وهو يَتَزرعُ إلى الشر: أي يَتَسَرع. وزَارع: اسْمُ الكَلْب. ويُقال للكِلاب: أولادُ زارع.
والمَزْرَعَانِ: لَقَب لِكَعْب بنِ سَعْدٍ ومالكِ بن كَعْب؛ من بَني كَعْب بن سعد.
وزُرْعَةُ وزُرَيْعٌ: اسْمان.
زرع
الزَّرْعُ: الإنبات، وحقيقة ذلك تكون بالأمور الإلهيّة دون البشريّة. قال: أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ
[الواقعة/ 64] ، فنسب الحرث إليهم، ونفى عنهم الزَّرْعَ ونسبه إلى نفسه، وإذا نسب إلى العبد فلكونه فاعلا للأسباب التي هي سبب الزّرع، كما تقول أنبتّ كذا: أذا كنت من أسباب نباته، والزَّرْعُ في الأصل مصدر، وعبّر به عن الْمَزْرُوعِ نحو قوله: فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً [السجدة/ 27] ، وقال: وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ
[الدخان/ 26] ، ويقال: زَرَعَ الله ولدك، تشبيها، كما تقول: أنبته الله، والمُزْرِعُ:
الزَّرَّاعُ، وازْدَرَعَ النبات: صار ذا زرع.
(ز ر ع) : (زَرَعَ اللَّهُ) الْحَرْثَ أَنْبَتَهُ وَأَنْمَاهُ وَقَوْلُهُمْ زَرَعَ الزَّارِعُ الْأَرْضَ أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ مِنْ إسْنَادِ الْفِعْلِ إلَى السَّبَبِ مَجَازًا (وَمِنْهُ) إذَا زَرَعَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ نُزِعَ مِنْهَا النَّصْرُ أَيْ اشْتَغَلَتْ بِالزِّرَاعَةِ وَأُمُورِ الدُّنْيَا وَأَعْرَضَتْ عَنْ الْجِهَادِ بِالْكُلِّيَّةِ فَأَمَّا مَنْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فَقَدْ أَخَذَ بِالسُّنَّةِ وَالْمُرَادُ بِنَزْعِ النَّصْرِ الْخِذْلَانُ (وَالزَّرْعُ) مَا اسْتُنِبْتَ بِالْبَذْرِ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ وَجَمْعُهُ زُرُوعٌ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ يَرْوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَالْمُزَارَعَةُ مُفَاعَلَةٌ مِنْ الزِّرَاعَةِ.
[زرع] فيه ذكر الزراعة وهي معروفة وهي بفتح زاي وشدة راء، قيل: الأرض التي تزرع. ك: "ازرعوها" أو "ازرعوها" أو أمسكوها، الأول من ثلاثي والثاني من مزيد، خير بين أن يزرعوها بأنفسهم أويجعلوها مزرعة للغير مجانًا، أو يمسكوها معطلة. وفيه باب "المزارعة" بالشرط، قوله: الثوب، أي يعطي للنساج المغزول حتى نسجه بثلث المنسوج والثلثان لمالك الغزل، وإطلاق الثوب مجاز، قوله: على الثلث، أيثلث الكراء الحاصل منها، قوله: خيرًا، أي أهل خير، ومن زرع إشارة إلى المزارعة، وثمر بمثلثة إشارة إلى المساقاة، ويمضي أي يجري لهن. وفيه: أكثر أهل المدينة "مزدرعا" أي مكان الزرع أو مصدر، قوله: وإن جاء، بكسر همزة. ن: ليزرعها" أخاه، أي يجعلها مزرعة له أي يعرها إياه بلا عوض. وفيه: أو كلب "زرع" وكان لأبي هريرة زرع فاعتنى بحفظ هذه الزيادة وأتقنها ولا يريد به توهين روايته. وفيه: مر على "زراعة" بصل، بفتح زاي وتشديد راء أي أرض مزروعة.
ز ر ع

العبد يحرث والله يزرع: ينبت وينمّى " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ".

ومن المجاز: زرع الله ولدك للخير، وأستزرع الله ولدي للبر وأسترزقه له من الحل. وزرع الحب لك في القلوب كرمك وحسن خلقك. وبئس الزرع زرع المذنب. وزرع الزارع الأرض من إسناد الفعل إلى السبب مجازاً. وازدرع لنفسه: وهذه مزرعة فلان ومزارعه ومزدرعه وزراعته وزراعتاته. وزارعه على الثل ونحوه مزارعة. وأعطني زرعة أزرع بها أرضي بذراً ومنها قيل لفرخ القبجة: الزرعة. وفي أرضه زريع كثير وهو ما ينبت مما تناثر من الحب وقت الحصاد، ويقال له: الكاث. وكأنهم أولاد زارع وهي الكلاب. وأنشد الجاحظ لابن فسوة:

ولولا دواء ابن المحل وعلمه ... هررت إذا ما النّاس هرّ كليبها

وأخرج بعد الله أولاد زارع ... مولعة أكتافها وجنوبها

هو ابن الملح بن قدامة كان يداوى من الكلب. والكلب يهر كالكلب. ويقال: إن الكلب الكلب إذا عض إنساناً ألقحه بأجر صغار فإذا دووي بال علقاً في صور الكلاب. وزرع لفلان بعد شقاوة إذا استغنى بعد العقر.
(ز ر ع)

زَرَع الْحبّ يَزْرَعُه زَرْعا وزِرَاعة: بذره. وَالِاسْم: الزَّرْع. وَقد غلب على الْبر وَالشعِير. وَجمعه زُرُوع. وَقَوله:

إنْ يأبِرُوا زَرْعا لغَيرِهِمِ ... وَالْأَمر تَحْقِرُهُ وقَدْ يَنْمِى

قَالَ ثَعْلَب: الْمَعْنى: أَنهم قد حالفوا أعداءهم ليستعينوا بهم على قوم آخَرين. واستعار عليّ رَضِي الله عَنهُ ذَلِك للحكمة أَو الْحجَّة، فَقَالَ، وَذكر الْعلمَاء الأتقياء: " بهم يحفظ الله حججه، حَتَّى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها فِي قُلُوب أشباههم ".

والزَّرِيعَة، والزِّّرِّيعة: مَا بذر.

وَالله يَزْرَع الزَّرْع: ينميه، على الْمثل. وَفِي التَّنْزِيل: (أَفَرَأَيْتُم مَا تحْرُثونَ. أأَنْتُم تزْرَعُونَهُ أمْ نحنُ الزَّارِعُون) : أَي أَنْتُم تنمونه أم نَحن المنمون لَهُ.

وَقَوله تَعَالَى: (يُعِجبُ الزُّرَّاع ليَغيظَ بهِمُ الكُفَّار) . قَالَ الزّجاج: الزُّرَّاعُ: مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه، الدعاة إِلَى الْإِسْلَام، رضوَان الله عَلَيْهِم.

وأزْرَع الزَّرْع: نبت ورقه. قَالَ رؤبة:

أوْ حَصْدُ حَصدٍ بعْدَ زَرْعٍ أزْرَعا وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مَا على الأَرْض زَرْعَة وَاحِدَة، وَلَا زُرْعَة وَلَا زِرْعة. أَي مَوضِع يُزْرَع فِيهِ.

والزَّرَّاع: معالج الزّرع. وحرفته الزّرَاعَة.

وازْدَرَع الْقَوْم: اتَّخذُوا زَرْعا لأَنْفُسِهِمْ خُصُوصا.

والمَزْرُعَةُ والمَزْرَعَة والزَّرَّاعة: مَوضِع الزَّرْع. قَالَ جرير:

لَقَلَّ غَناءً عنكَ فِي حَرْبِ جَعْفَرٍ ... تُغَنِّيكَ زَرَّاعاتُها وقُصُورُها

أَي قصيدتك الَّتِي قَول فِيهَا: " زَرّاعاتُها وقُصُورُها ".

والزَّرِيعةُ: الأَرْض المَزْرُوعة.

وزَرْع الرجل: وَلَده.

وزَرْع: اسْم. وَفِي الحَدِيث: " كنت لَك كَأبي زَرْعٍ لأُمّ زَرْع " وزُرْعة، وزُرَيع، وزَرْعان: أَسمَاء.

وزَارع، وَابْن زارع جَمِيعًا: الْكَلْب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وزارِعٌ مِن بعْدِه حَتَّى عَدَلْ

زرع: زَرَعَ الحَبَّ يَزْرَعُه زَرْعاً وزِراعةً: بَذَره، والاسم

الزَّرْعُ وقد غلب على البُرّ والشَّعِير، وجمعه زُرُوع، وقيل: الزرع نبات كل

شيء يحرث، وقيل: الزرْع طرح البَذْر؛ وقوله:

إِنْ يأْبُروا زَرْعاً لِغَيْرِهم،

والأَمْرُ تَحْقِرُه وقد يَنْمِي

قال ثعلب: المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءهم ليستعينوا بهم على قوم

آخرين؛ واستعار عليّ، رضوان الله عليه، ذلك للحِكمة أَو للحُجة وذكر العلماء

الأَتقياء: بهم يحفظ الله حُجَجَه حتى يُودِعُوها نُظَراءَهم ويَزْرَعُوها

في قلوب أَشباههم.

والزَّرِّيعةُ: ما بُذِرَ، وقيل: الزِّرِّيعُ ما يَنْبُتُ في الأَرض

المُسْتَحيلةِ مما يَتناثر فيها أَيامَ الحَصاد من الحَبّ. قال ابن بري:

والزَّرِيعةُ، بتخفيف الراء، الحبّ الذي يُزْرَع ولا تَقُلْ زَرِّيعة،

بالتشديد، فإِنه خطأٌ.

والله يَزْرَعُ الزرعَ: يُنَمِّيه حتى يبلغ غايته، على المثل. والزرعُ:

الإِنباتُ، يقال: زَرَعه الله أَي أَنبته. وفي التنزيل: أَفرأَيتم ما

تحرثون أَأَنتم تزرعونه أَم نحن الزارعون؛ أَي أَنتم تُنَمُّونه أَم نحن

المُنَمُّون له. وتقول للصبي: زَرَعه الله أَي جَبَره الله وأَنبته. وقوله

تعالى: يُعْجِب الزُّرّاع ليغيظ بهم الكفار؛ قال الزجاج: الزُّرّاعُ محمد،

صلى الله عليه وسلم، وأَصحابه الدُّعاةُ إِلى الإِسلام، رضوان الله

عليهم. وأَزْرَعَ الزرْعُ: نبت ورقه؛ قال رؤبة:

أَو حَصْد حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا

وقال أَبو حنيفة: ما على الأَرض زُرْعةٌ واحدة ولا زَرْعة ولا زِرْعة

أَي موضع يُزْرَعُ فيه. والزَّرّاعُ: مُعالِجُ الزرعِ، وحِرْفته

الزِّراعةُ. وجاء في الحديث: الزَّرَّاعةُ، بفتح الزاي وتشديد الراء، قيل هي الأَرض

التي تُزْرَعُ. والمُزْدَرِعُ: الذي يَزْدَرِعُ زَرْعاً يتخصص به لنفسه.

وازْدَرَعَ القومُ: اتخذوا زَرْعاً لأَنفسهم خصوصاً أَو احترثوا، وهو

افتعل إِلا أَنّ التاء لما لانَ مخْرجها ولم توافق الزاي لشدّتها أَبدلوا

منها دالاً لأَن الدال زالزاي مجهورتان والتاء مهموسة. والمُزارَعةُ:

معروفة. والمَزْرَعةُ والمَزْرُعةُ والزّرّاعةُ والمُزْدَرَعُ: موضع الزرع؛

قال الشاعر:

واطْلُبْ لنَا منْهُمُ نَخْلاً ومُزْدَرَعاً،

كما لِجِيراننا نَخْلٌ ومُزْدَرَعُ

مُفْتَعَلٌ من الزرع؛ وقال جرير:

لَقَلَّ غناءٌ عنكَ في حَرْبِ جَعْفَرٍ،

تُغَنِّيكَ زَرّاعاتُها وقُصُورُها

أَي قَصِيدتك التي تقول فيها زَرّاعاتها وقصورها. والزَّرِيعةُ: الأَرضُ

المزروعةُ، ومَنِيُّ الرجل زَرْعُه؛ وزَرْعُ الرجل ولَدُه. والزَّرّاعُ:

النمَّام الذي يزرع الأَحْقادَ في قلوب الأَحِبَّاء.

والمَزْرُوعانِ من بني كعب بن سعد بن زيد مَناةَ ابن تميم: كعبُ بنُ سعد

ومالكُ بن كعب بن سعد. وزَرْعٌ: اسم. وفي الحديث: كنتُ لكِ كأَبي زَرْع

لأُمّ زرع. وزُرْعةُ وزُرَيْعٌ وزَرْعانُ: أَسماء. وزارعٌ وابن زارعٍ،

جميعاً: الكلبُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وزارعٌ من بَعْدِه حتى عَدَلْ

زرع: زَرَع، زرع جميلاً: أحسن (بوشر)، زرع معه جميلاً: أحسن إليه (ألف ليلة برسل 1: 139) = (طبعة برسل 1: 346)، عمل معروفاً معه (برسل 2: 253).
زرع المعروف: أحسن، أولى خيراً (بوشر).
زَرَّع (بالتشديد): بعثر، نثر، بدَّد (فوك).
زَرَّع: نبت، برز البذر وظهر نبته (بوشر).
زَرَّع الشيب في لحيته: أخذ في الظهور (محيط المحيط).
انزرع: زُرع، بُذِر (فوك، باين سميث 1158).
انزرع (الرأي): تأصل وتمكن، وانزرعت العادة: تأصلت وتمكنت (بوشر).
انزرع في: ثبت في الموضع وبقي فيه طويلاً (بوشر).
زَرْع، صاحب الزرع: زرّاع، فلاح (كليلة ودمنة ص 283، ألف ليلة 1: 7).
زَرْع: مزروع، مزرعة، موضع تزرع في الأشجار والأزهار وغير ذلك، وهذه الأشجار والأزهار (بوشر).
وبمعنى الأشجار والأزهار (ألف ليلة 1: 236، 576، 2: 599).
زَرْع: مزرعة، مشتل، نبات قصب السكر، والتبغ وغير ذلك (بوشر).
زَرْعَة: تجمع على زراع، وهذا صواب الكلمة في مخطوطتي أوب عند أماري ص38. زرعة رُزّ: مَرَزَّة، مزرعة رز (بوشر).
زَرَعِيّ: أخضر (فوك، ألف ليلة 4: 472).
زراع: زُرْعة، زرع (بوشر).
زَرِيع: بذر، بذار (هلو).
زَرِيع الكتان: بزر الكتان (باجني مخطوطات).
زُرَيْع: مزرعة صغيرة (الفخري ص362).
زَرَاعة: كل ما يزرع (معجم الإدريسي).
زَرَاعة: فلاحة، حراثة.
زَرَاعة: مؤسسة في المستعمرات لزرع الأرض (بوشر).
زَرَاعة: قمح وحنطة وشعير وجاودار (ألكالا).
زَرِيعَة، وقت الزريعة: فصل زراعة الأرض (دومب ص56).
زَرِيعَة: ذرية، نسل، سلالة (بوشر).
زَرِيعَة: مكان لإعداد الاختصاصيين في مهنة (بوشر).
زَرِيعَة: أحسن الكلاب لصيد الخنازير هي التي تسمى Sereet telt أو النسل الثالث من الكلاب السلوقية وهي من أقوى الكلاب (جاكسون تمبكتو ص245)، ويظهر أن معناه زريعة ثالثة.
زريعة إبليس: نبات اسمه العلمي Ononis antiquarum ( ابن البيطار 2: 93).
زِرِيّع: كل ما ينبت من غير أن يزرعه أحد (محيط المحيط).
زَرَّاعة، وجمعها زراريع: أرض مشتركة بين الناس (معجم الإدريسي)، واحذف هذه الكلمة من معجم دي يونج لأن الكلمة في العبارة التي ينقلها هي زِرَاعة مصدر زرع وقد أشار إليها لين، ونجد أمثلة لها في معجم الإدريسي.
زَرَّاعة: بذر، بزر (ألكالا).
كِبْش لِزُرَّاعة: آلة تضرب وتهدم بها الحيطان، منجنيق (ألكالا).
زُرَّاعَة وجمعها زُرَّاع: قُبُّرة وقنبرة (فوك).
زُرّاعة: طائر صغير يكون في حيطان القمح (ألكالا) وهي بالإسبانية trigyera والكلمة العربية والإسبانية مشتقتان من أصل واحد لأن زرع و trigo تعني كل واحدة منهما كلمة قمح.
زَرِّيعة وجمعها زرارع: بذر، بزر (فوك)، وهي تكتب بالشدة على الراء في رياض النفوس (ص23 و)، زَرِّيعة خضر (محيط المحيط).
زرّيعة الحرير: لا أدري معناها غير أنها مذكورة عند ابن البيطار (2: 291): والذي يبقى منه إلى سنة أخرى يتولد منه ذلك الحب وهو بمنزلة زرّيعة الحرير ويكون الخ (والشدّة على الراء في مخطوطة أ) (لعل المراد به خيوط الحرير).
مَزْرَع، مزرع قيبس: حقل قُنَّب، حقل مزروع ببزر القنب (بوشر).
مَزْرَع: مخيم الزرّاع. يقول بركهارت (سوريا ص129) ما ترجمته من الإنجليزية: حيث يمكن زراع الأرض ولو بين الصخور بالقمح والشعير، فإذا كانت هذه الأرض بعيدة عن القرية فإن الزراع ينصبون خياماً لهم لحفظ الزرع، وهذه المخيمات يطلق عليها اسم مزرع.
مزرعة: ضيعة، دسكرة (همبرت ص177، محيط المحيط).

زرع

1 زَرَعَ, aor. ـَ (K,) inf. n. زَرْعٌ (S, TA) and زِرَاعَةٌ, (TA,) He sowed, or cast seed; (S, K, TA;) as also ↓ اِزْدَرَعَ, (S, Msb, K,) originally اِزْتَرَعَ, the ت being changed into د in order that it may agree with the ز, (S, K,) for د and ز are pronounced with the voice as well as the breath, whereas ت is pronounced with the breath only: (S, TA:) [or the latter verb, as appears from an explanation of it to be found below, may signify he sowed for himself.] They say, مَنْ زَرَعَ حَصَدَ [He who sows reaps]. (TA.) And [they use this verb transitively, saying,] زَرَعْتُ البُرَّ وَالشَّعِيرَ [I sowed wheat and barley]: and in like manner, زَرَعْتُ الشَّجَرَ [I sowed the trees; or sowed the seeds which should produce the trees: or it may signify I planted the trees]. (Ibn-Abi-l-Hadeed.) and زَرَعَ الحُبَّ لَكَ فِى القُلُوبِ كَرَمُكَ وَحُسْنُ خُلُقِكَ (tropical:) [Thy generosity and the goodness of thy disposition have sown love for thee in the hearts]. (TA.) And it is said in a trad., مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلِيَزْرَعْهَا أَوْ لِيَمْنَحْهَا أَخَاهُ فَإِنْ أَبَى فَلِيُمْسِكْ أَرْضَهُ [Whoso hath land,] let him sow it [or let him lend it, or give it, to his brother; and if he refuse, let him retain his land]. (TA.) b2: زَرَعَ الأَرْضَ, (Mgh, Msb,) inf. n. زَرْعٌ, (Msb,) signifies [also] (tropical:) He ploughed up, or tilled, or cultivated, the land, or ground, for sowing. (Mgh, Msb.) Hence [the saying in a trad.], إِذَا زَرَعَتْ هٰذِهِ الأُمَّةُ نُزِعَ مِنْهَا النَّصْرُ (tropical:) When this nation shall employ itself altogether with agriculture and the affairs of the present world, and turn away from warring against unbelievers and the like, aid shall be withdrawn from it. (Mgh.) b3: زَرَعَهُ اللّٰهُ signifies God caused it, or made it, to grow, vegetate, or germinate; (S, Mgh, Msb, K;) and, to increase; (Mgh;) namely, الحَرْثَ [the seed-produce]. (Mgh, Msb;) The verb is properly thus used of divine affairs, exclusively of human: (Er-Rághib:) and hence the saying in the Kur [lvi. 63-4], أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (S, * Er-Rághib) Now think ye, what ye sow, do ye cause it to grow, or are We the causers of growth? (Bd:) or, as some say, do ye cause it to increase, or are We the causers of its increase? the حَرْث [or sowing] being ascribed to them, and the زَرْع [or causing to grow] exclusively to God: when the latter is ascribed to a man, it is because he is an agent as a means of making to grow; as when you say, أَنْبَتُّ كَذَا (assumed tropical:) I was a means of causing such a thing to grow. (Er-Rághib.) [In like manner,] you say, زَرْعًا ↓ اِزْدَرَعَ, meaning (tropical:) [He raised seed-produce, i. e., was a means of causing it to grow,] for himself, in particular. (TA.) b4: [Hence,] one says, with respect to a child, زَرَعَهُ اللّٰهُ (tropical:) May God render him sound and strong; syn. جَبَرَهُ: (S, K, TA:) like as one says أَنْبَتَهُ اللّٰهُ: and in like manner, زَرَعَ اللّٰهُ وَلَدَكَ لِلْخَيْرِ (tropical:) [May God render thine offspring sound and strong, or rather, cause thine offspring to grow up, for the doing, or enjoyment, of what is good]. (TA.) b5: [Hence also,] زُرِعَ لَهُ بَعْدُ شَقَاوَةٍ (tropical:) [An increase was made for him after adversity; or] he obtained property after want; for the verb in this instance is like عُنِىَ. (Ibn-'Abbád, K.) 3 مُزَارَعَةٌ is of the measure مُفَاعَلَةٌ, [denoting a mutual action,] from الزِّرَاعَةُ, (Mgh,) and its signification is well known; (S;) i. e. (tropical:) The making a contract, or bargain, with another, for labour upon land, [to till and sow and cultivate it, as is indicated in the Mgh and Msb,] for a share, or portion, of its produce, (Msb, K, TA,) the seed being from the owner of the land. (K, TA.) [You say, زَارَعَهُ (tropical:) He made with him a contract, or bargain, such as is above described; and in like manner, خَابَرَهُ, and آكَرَهُ. The doing this is forbidden, because of the uncertainty of the result.]4 ازرع It (a plant, or herbage,) had, or became in the state of having, زَرْع [i. e. produce of its seed; i. e. it grew from its seed]: (TA:) and, said of زَرْع [or seed-produce], it became tall: (K:) or, as some say, it produced its leaves: and it attained to the proper time for its being reaped. (TA.) b2: ازرع النَّاسُ signifies أَمْكَنَهُمُ الزَّرْعُ [expl. in the TK as meaning The men, or people, became able to sow seed; i. e., became possessors of seed: but I rather think that it means they had seedproduce within their power, or reach; they became able to avail themselves thereof; or they attained to a season when they had seed produce]. (K.) 5 تزرّع إِلَى الشَّرَّ i. q. تسرّع [He hastened, or made haste, to do evil, or mischief]. (Sgh, K.) 8 اِزْدَرَعَ, originally اِزْتَرَعَ: see 1, in two places.10 أَسْتَزْرِعُ اللّٰهَ وَلَدِى لِلْبِرِّ وَأَسْتَرْزِقُهُ لَهُ مِنَ الحِلِّ (tropical:) [I beg God to make my offspring grow up for piety, and I beg of Him means of subsistence for them, or him, of such kind as is of lawful attainment]. (TA.) زَرْعٌ, originally an inf. n., [see 1,] (Mgh, Msb, TA,) used as a subst. properly so termed, signitying Seed-produce; what is raised by means of sowing; (Mgh, Msb;) what is sown; (K, TA;) while in growth, [i. e. standing corn, and the like,] (K and TA voce أَزْرَعَ,) and also after it has been reaped; (S and Msb and K in art. رفع, &c.;) its predominant application is to wheat and barley; (TA;) but it signifies also plants, or herbage, [in general,] such as one reaps; or, as some say, only while fresh and juicy: (Msb:) [and often a sown field:] pl. زُرُوعٌ. (S, Mgh, Msb, K.) b2: [Hence,] (tropical:) Offspring, or children; or a child. (IDrd, K, TA.) You say, هٰؤُلَآءِ زَرْعُ فُلَانٍ (tropical:) These are the offspring, or children, of such a one. (IDrd, TA.) And هُوَ زَرْعُ الرَّجُلِ (tropical:) He is the offspring, or child, of the man. (TA.) b3: And (assumed tropical:) The seed, or seminal fluid, of a man. (TA.) b4: [and (assumed tropical:) The fruit, or harvest, of a man's conduct; as though it were the produce of what he sowed.] One says, بِئْسَ الزَّرْعُ زَرْعُ المُذْنِبِ (assumed tropical:) [Very evil is the fruit, or harvest, of conduct; the fruit, or harvest, of the conduct of the sinner]. (TA.) زَرْعَةٌ and ↓ زُرْعَةٌ and ↓ زِرْعَةٌ and ↓ زَرَعَةٌ A place in which to sow. (AHn, Sgh, K.) You say, مَا فِى الأَرْضِ زَرْعَةٌ, &c., (K,) or زَرْعَةٌ وَاحِدَةٌ, &c., and in like manner, عَلَى الأَرْضِ, (TA,) There is not in the land, (K,) or upon the land, (TA,) a place, (K,) or a single place, (TA,) in which to sow. (K, TA.) b2: [The first also app. signifies An ear of corn: see سَبَلٌ.]

زُرْعَةٌ: see زَرْعَةٌ. b2: Also Seed, or grain, for sowing, or that is sown; syn. بَذْرٌ. (K.) You say, أَعْطِنِى زُرْعَةً أَزْرَعُ بِهَا أَرْضِى [Give thou to me seed that I may sow therewith my land]. (TA.) [See also زَرِيعَةٌ.] b3: And (tropical:) The young one of a قَبْجَة [generally meaning a partridge]. (Z, TA.) زِرْعَةٌ: see زَرْعَةٌ.

زَرَعَةٌ: see زَرْعَةٌ.

زَرِيعٌ [i. q. ↓ مَزْرُوعٌ Sown: &c.: see زَرِيعَةٌ]. b2: Seed produce that is watered by the rain. (Ham p. 657.) b3: And hence, (tropical:) Anything soft, or tender; as being likened thereto. (Id.) زِرَاعَةٌ [an inf. n. of 1, q. v.: and] The business, or occupation, of sowing, (tropical:) ploughing up, tilling, or cultivation, land. (Mgh, * Msb, * TA.) زَرِيعَةٌ A thing that is sown; (IDrd, K;) sometimes used in this sense; as though meaning ↓ مَزْرُوعَةٌ: (IDrd:) or grain that is sown: زَرِّيعَةٌ, with teshdeed, is wrong. (IB.) [See also زُرْعَةٌ.]

زَرَّاعٌ: see زَارِعٌ. b2: Also (tropical:) A calumniator: (IAar:) one who sows rancours in the hearts of friends. (TA.) زِرِّيعٌ (tropical:) What grows in land that has been left unsown for a year or more, from what has become scattered upon it in the days of the reaping; (K;) i. e., of the grain; mentioned by Sgh, on the authority of ISh; and by Z, who says that it is also called كَاثٌّ. (TA.) زَرَّاعَةٌ: see مَزْرَعَةٌ, in two places.

زَارِعٌ [act. part. n. of 1:] i. q. ↓ زَرَّاعٌ (TA) [One who sows:] (tropical:) one who ploughs up, tills, or cultivates, land: (Mgh:) pl. زُرَّاعٌ. (TA.) By this pl., in the Kur xlviii. 29, are meant Mohammad and his Companions, the inviters to El-Islám. (Zj.) b2: Causing to grow, vegetate, or germinate: (S, TA:) causing to increase: (TA:) pl. with ون. (S, TA.) A2: Also The name of a certain dog: (Ibn-'Abbád, IF, K:) whence أَوْلَادُ زَارِعٍ

meaning (tropical:) dogs. (Ibn-'Abbád, Z, K.) مَزْرَعَةٌ (S, Msb, K, &c.) and مَزْرُعَةٌ (Sgh, L, K) and مَزْرِعَةٌ (K) A place of زَرْع [or seed-produce]; as also ↓ مُزْدَرَعٌ; (S, Msb, K;) and ↓ زَرَّاعَةٌ; (Ham p. 657;) or this last signifies land that is sown: (TA:) pl. of the first مَزَارِعُ; (TA;) and of ↓ the last زَرَّاعَاتٌ. (Ham, TA.) b2: [Hence the saying,] الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الآخِرَةِ (tropical:) [The present world is the place in which is produced the fruit, or harvest, to be reaped in the world to come]. (TA.) مَزْرُوعٌ and مَزْرُوعَةٌ: see زَرِيعٌ and زَرِيعَةٌ.

مُزْدَرَعٌ: see مَزْرَعَةٌ.

مُزْدَرِعٌ (tropical:) One who raises seed-produce (يَزْدَرِعُ زَرْعًا) for himself, in particular. (TA.)
زرع
زرَعَ يَزرَع، زَرْعًا وزِراعةً، فهو زارع، والمفعول مَزْروع
• زرَع الفلاَّحُ الحبَّ: بذره، طرحه في الأرض لينبت "من يزرع الشوك لا يجني العنب- من جدّ وجد، ومن زرع حصَد [مثل]- لا تسلموا العيون للبكاء ولا تزرعوا الشَّقاء في الضُّلوع- {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} " ° حصَد ما زرع: نال جزاء فعله- زرَعَ الألغام: خبّأها في الأرض- زرَعَ الــشِّقاق: هيَّج الفتنة وأثارها- زرَعَ المعروفَ: أحسن، أولى خيرًا- زرَعَ لك الحُبَّ في القلوب: كرّمك وحَسَّن خُلُقك.
• زرَع البستانيُّ الأشجارَ: غرسها.
• زرَع اللهُ الزَّرعَ: أنبته ونمّاه حتى بلغ غايته "زرع الله ولدَك للخير- {ءَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} "? زُرع له بعد شقاوة: استغنى بعد فَقْر.
• زرَع الطَّبيبُ العضوَ: (طب) استبدله بالعضو المريض عن طريق الجراحة. 

استزرعَ يستزرع، استزراعًا، فهو مُستزرِع، والمفعول مُستزرَع
• استزرع الأرضَ:
1 - طلب زِراعتها "استزرعت الدولةُ الأرضَ الصحراويّة".
2 - هيّأها للزِّراعة "استزرع الأرضَ البُور". 

انزرعَ/ انزرعَ في ينزرع، انزراعًا، فهو مُنزرِع، والمفعول مُنزرَع فيه
• انزرع الشَّخصُ/ انزرع الشَّخصُ في المكان: ثبت، وبقي فيه طويلاً.
• انزرع الرَّأيُ: تأصّل وتمكّن. 

زارعَ يزارع، مُزارعةً، فهو مُزارِع، والمفعول مُزارَع
• زارع المالكُ الزَّارعَ: اتَّفق معه على أن يقوم بزراعة أرضه بشرط أن يُقسَّم الناتج بينهما بنسبة يُعيِّنها العقد أو العُرف. 

زرَّعَ يزرِّع، تزريعًا، فهو مزرِّع
• زرَّعَ البذرُ: نبت، أخذ في الظُّهور "زرّع الشيبُ في لحيته". 

زارِع [مفرد]: ج زارعون وزُرّاع: اسم فاعل من زرَعَ.
• زارِعة الألغام: ناقلة تَبُثّ الألغام. 

زِراعة [مفرد]:
1 - مصدر زرَعَ.
2 - حرفة الزّارع.
3 - (قص) علم فلاحة الأرض، واستثمار النباتات الزراعيّة والحيوانات الداجنة على أكمل وجه اقتصاديّ "كلية/ وزارة الزِّراعة".
• الزِّراعة المختلطة: زَرْع المحاصيل الغذائيَّة والعلفيَّة وتربية المواشي في مزرعة واحدة.
• الزِّراعة الخفيفة: (قص) ما يُستخدم فيها مقادير قليلة من العمل ورأس المال بالنِّسبة إلى مساحة الأرض، وهي تقابل الزِّراعة الكثيفة.
• الزِّراعة الجافَّة: (رع) أسلوب من أساليب الزِّراعة بلا ريّ وذلك عن طريق حفظ الرُّطوبة الطَّبيعيّة في التُّربة من التَّبخُّر بحرث الأرض أو فرش مِهاد من التِّبْن.
 • الزِّراعة المائيَّة: (رع) زراعة نباتات معيَّنة بغرض الزِّينة في محاليل أملاح غير عضويّة وتعرف بالزِّراعة اللاتُرْبيَّة.
• منظَّمة الأغذية والزِّراعة: (رع) منظمة تابعة للأمم المتحدة أنشئت سنة 1945 تتولَّى مسئولية برامج الزراعة والغذاء على مستوى دول العالم النامي والمتقدِّم وتسعى لتحسين الإنتاج الزراعي ومصايد الأسماك والغابات وإيجاد البذور المحسَّنة والمخصّبات ومكافحة الآفات الزراعيّة. 

زِراعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى زِراعة: "إصلاح/ بلد/ تعليم زراعيّ- دورة زراعيَّة" ° زِراعيّ صِناعيّ: مصْدر طاقة للزِّراعة والصِّناعة.
2 - مَن يتعامل مع الزِّراعة "التحقتُ بنقابة الزِّراعيِّين بعد تخرُّجي مباشرة". 

زَرِّيعة [مفرد]: بذر، حبٌّ يُلقى في الأرض للإنبات "طرح الفلاحُ زَرِّيعة الذُّرة في أرضه". 

زَرْع [مفرد]: ج زُرُوع (لغير المصدر):
1 - مصدر زرَعَ ° الزَّرْع والضَّرْع: فلاحة الأرض وتربية الحيوان.
2 - كل ما هو غَضٌّ أخضر، مجموعة من الأشجار أو النباتات المزروعة " {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ} - {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} - {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} " ° زَرْع الرّعاويّة: زَرْع مكون من خليط من البذر يستعمل علفًا أخضر- زَرْع العفير: هو زَرْع الحبوب قبل المطر- ما زال زرعك أخضر: شأن مَن توقَّع حدوث شيء قبل أوانه.
3 - ما ينبت بالبَذْر من قمح وشعير وذرة ونحوها. 

زَرِيعة [مفرد]: ج زَرِيعات وزَرائِعُ:
1 - أرض مزروعة "زريعة قمح".
2 - بَذْر، حَبّ يُلقى في الأرض للإنبات "طرح الفلاح زَرِيعة الشعير في أرضه". 

مُزارِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من زارعَ.
2 - من يتولَّى الزِّراعة سواء في أرضه أو في أرض غيره ° المُزارِع المستأجر: مُزارِع يَعمْل على أرْض غيره مُقابل أجْر نَقْديّ أو حِصَّة من المحصول. 

مزارعة [مفرد]:
1 - مصدر زارعَ.
2 - (قص) طريقة لاستغلال الأراضي الزراعية باشتراك المالك والزارع ويقسم الناتج بينهما بنسبة يعينها العقد أو العرف. 

مَزْرَعة [مفرد]: ج مَزْرَعات ومَزارِعُ:
1 - اسم مكان من زرَعَ: مكان الزَّرع، أرض يقوم الناس بزراعتها "مَزْرَعة نموذجيَّة لأصناف الخُضَر والفاكهة" ° الدُّنيا مَزْرَعة الآخرة.
2 - موضع تربية الماشية والدّواجن "مَزْرَعة دواجن/ أبقار".
• مَزْرَعة التَّشغيل: مَرْكز إصلاحِيّ يعمل به السُّجناء.
• مَزْرَعة الأسماك: مَزْرَعة تجاريَّة تحْوي عَدّة أحواض أو بحيرات تُربَّى فيها الأسماك.
• مَزْرَعة ألْبان: مكان لإنتاج الحليب ومشتقّاته. 

مَزْرُوعات [جمع]: مف مَزْرُوع ومزروعة: كُلّ ما زُرع حديثًا "مزروعات الخُضر والفاكهة". 
زرع
زَرَعَ، كَمَنَعَ، يَزْرَعُ زَرْعَاً وزِراعَةً: طَرَحَ البَذْرَ، وَمِنْه الحديثُ: مَن كَانَت لَهُ فَلْيَزْرَعْها، أَو ليَمْنَحَها أَخَاهُ، فإنْ أَبى فليُمسِكْ أَرْضَه وَقيل: الزَّرْع: نَباتُ كلِّ شيءٍ يُحرَث. وَفِي شَرْحِ نَهْجِ البلاغةِ لابنِ أبي الحَديدِ أنّه يُقَال: زَرَعْتُ الشجَرَ، كَمَا يُقَال: زَرَعْتُ البُرَّ والشعيرَ، كازْدَرَعَ، أَي احْترثَ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وأصلُه ازْتَرعَ، افْتَعلَ، أَبْدَلوها دَالا لتُوافِقَ الزَّاي، لأنّ الدالَ والزايَ مَجْهُورَتان، وَالتَّاء مَهْمُوسَةٌ. الزَّرْع: الإنْباتُ، يُقَال: زَرَعَ اللهُ، أَي أَنْبَتَ، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ الراغبُ: وحقيقةُ ذَلِك بالأمورِ الإلهيّةِ دونَ البَشَريَّة، وَلذَلِك قَالَ الله تَعالى: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثونَ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعونَه أم نحنُ الزَّارِعون فَنَسَبَ الحَرثَ إِلَيْهِم، ونَفى عَنْهُم الزَّرْعَ، ونَسَبَه إِلَى نَفْسِه، فَإِذا نُسِبَ إِلَى العَبدِ فلكَونِه فاعِلاً للأسبابِ الَّتِي هِيَ سببُ الزَّرع، كَمَا تقولُ: أَنْبَتُّ كَذَا، إِذا كنتَ من أسبابِ الإنْبات. وَقَالَ غيرُه: الْمَعْنى أَأَنْتم تُنَمُّونَه أم نحنُ المُنَمُّون لَهُ يُقَال: اللهُ يَزْرَعُ الزَّرْعَ، أَي يُنَمِّيه حَتَّى يَبْلُغَ غايتَه، على المثَل. وَيُقَال للصَّبيِّ: زَرَعَه الله، أَي جَبَرَه، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ مَجاز، كَمَا يُقَال: أَنْبَته اللهُ، وَكَذَا زَرَعَ اللهُ وَلَدَك للخَيرِ. منَ المَجاز: الزَّرْع: الولَد، وَهُوَ زَرْعُ الرجُل. والزَّرْع فِي الأصلِ مَصْدَرٌ، عُبِّرَ بِهِ عَن المَزْروع، نَحْو قولِه عزَّ وجلَّ: فنُخرِجُ بِهِ زَرْعَاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهم وأَنْفُسُهم وَقد غَلَبَ اسمُ الزَّرْعِ على البُرِّ وَالشعِير ج: زُروعٌ. قَالَ الله تَعالى: كم تركُوا من جَنَّاتٍ وعُيونٍ، وزُروعٍ ومَقامٍ كَريمٍ ومَوْضِعُه المَزْرَعَة، مُثَلَّثَة الرَّاء. اقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الفَتح، وزادَ الصَّاغانِيّ وصاحبُ)
اللِّسان الضَّمَّ، وأمّا الكَسرُ فَلم أَعْرِفْ من أَيْن أَخَذَه المُصَنِّف. كَذَلِك المُزْدَرَع: مَوْضِعُ الزَّرْع، وأنشدَ الليثُ:
(واطْلُبْ لنا مِنْهُم نَخْلاً ومُزْدَرَعاً ... كَمَا لجيرانِنا نَخْلٌ ومُزْدَرَعُ)
الزَّرْبَعَة، كسَفينَةٍ: الشيءُ المَزْروع، عَن ابْن دُرَيْدٍ، ونَصُّه: يُقَال: هؤلاءِ زَرْعُ فلانٍ، أَي وَلَده، فأمّا الزَّريعَةُ فرُبّما سُمِّي بهَا الشيءُ المَزْروع، كأنّها فَعيلَةٌ فِي معنى مَفْعُولةٍ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: والزَّريعَة، بتَخفيفِ الرَّاء: الحَبُّ الَّذِي يُزْرَع، وَلَا تَقُلْ: زَرِّيعَةٌ بالتَّشديد، فإنّه خَطَأٌ. الزِّرِّيع: كسِكِّيتٍ: مَا يَنْبُتُ فِي الأرضِ المُستَحيلةِ ممّا يَتناثَرُ فِيهَا أيّامَ الحَصادِ من الحَبّ. نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَن ابنِ شُمَيْلٍ، ونَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ أَيْضا، وَقَالَ: وَيُقَال لَهُ: الكاثُّ، وَهُوَ مَجاز. والزُّرْعَة، بالضَّمّ: البَذْر، وبِلا لامٍ: اسمٌ. وزُرْعَةُ بنُ خَليفَةَ، وزُرْعَةُ الشَّقِرِيُّ، وزُرْعَةُ بنُ عامِرِ بنِ مازِنٍ الأَسْلَمِيّ: صحابِيُّون. وزُرْعَةُ بنُ سيفِ بنِ ذِي يَزَنَ الحِمْيَرِيُّ، قيل: من الأَقْيالِ، أَسْلَمَ، وكتبَ إِلَيْهِ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وزُرْعَةُ بنُ عَبْد الله البَياضِيُّ: تابِعيٌّ، وحديثُه مُرسَلٌ. وزُرْعَةُ بنُ ضَمْرَةَ العامِريُّ، روى عَنهُ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ. وسَمَّوْا زُرَيْعاً، وزَرْعَان، وزُرْعان، كزُبَيرٍ، وسَحْبَانَ، وعُثْمان. وزارِع: اسمُ كلبٍ، نَقله ابنُ فارِسٍ وابنُ عَبّادٍ، وَمِنْه قيل للكِلاب: أولادُ زارِعٍ، قَالَه ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيّ، وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: وزارِعٌ مِن بَعْدِه حَتَّى عَدَلْ أَبُو الهَيثَم مُحَمَّد بنُ مَكِّيِّ بنُ زُرَاعٍ، كغُرابٍ الكُشْمَيْهَنِيُّ: رَاوِي صَحيحِ البُخاريِّ عَن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن يوسُفَ الفِرَبْرِيِّ، وَقد حدَّثَتْ عَنهُ أمُّ الكِرامِ كَريمَةُ بنتُ مُحَمَّد المَرْوَزِيَّة، وغيرُها.
والمَزْروعانِ، هَذَا هُوَ الصَّوَاب، ووُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ: والمَزْرَعان وَقد نَبَّه أَبُو سَهْلٍ على خطَئِه، وكَتَبَ فِي الحاشِيَةِ. صوابُه المَزْروعان. وَقد صحَّفَه ابنُ سِيدَه، فَجَعَله المَزُوعان، وَقد نبَّه عَلَيْهِ الرَّضِيُّ الشاطِبِيُّ، كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمةِ زوع: من بَني كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ، وهما كَعْبُ بنُ سَعْدٍ، ومالِكُ بنُ كَعْب بنِ سَعْدٍ. يُقَال: مَا فِي الأرضِ وَمَا على الأرضِ زَرْعَةٌ واحدةٌ مُثَلَّثَةً، عَن أبي حَنيفة، كَمَا فِي اللِّسان، وزادَ الصَّاغانِيّ عَنهُ: زَرَعَةٌ تُحرَّكُ، أَي مَوْضِعٌ يُزرَعُ فِيهِ. قالَ ابنُ عبادٍ: يقالُ: زُرِعَ لهُ بَعْدَ شقَاوَةٍ، كعُني: إِذا أَصَابَ مَالا بَعْدَ الحاجَةِ وهوَ مجازٌ. وأزْرَعَ الزَّرْعُ: طالَ وقِيل: نَبَتَ وَرَقُهُ. قَالَ رَؤْبَهُ: أَو حَصْدُ حَصْدٍ بَعْدَ زَرْع أزْرَعَا.)
وَفِي المُفْرَداتِ: أَزْرَعَ النَّباتُ: صَارَ ذَا زَرْعٍ، وأَزْرَعَهَ الناسُ إِذا أَمْكَنَهُمْ الزَّرْعُ. والمُزَارَعَةُ مَعْرُوفَةٌ وهُوَ المُعَامَلَةُ على الأَرْضِ ببعَضِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ويكونُ البَذْرُ مِنْ مَالِكِها، وَهُوَ مجازٌ قَالَ ابْن عَبَّادٍ: يُقَال: تزَرَّعَ إِلَى الشَّرِّ: مثلُ تسَرَّعَ، نَقله الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الزَّرَّاع، كشَدَّادٍ: الزارِع، وحِرفَتُه الزِّراعَة، قَالَ: ذَرينيلكِ الوَيْلاتُآتي الغوانِيامتى كنتُ زَرَّاعاً أسُوقُ السَّوانِيا والزَّرَّاع أَيْضا: النَّمَّام، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ الَّذِي يَزْرَعُ الأحْقادَ فِي قلوبِ الأَحِبّاءِ، وَهُوَ مَجاز. وجَمع الزّارِع: زُرّاع، كرُمّانٍ. وقَوْله تَعالى: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ قَالَ الزَّجَّاج: المُرادُ بِهِ مُحَمَّد رسولُ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وأصحابُه الدُّعاةُ لِلْإِسْلَامِ، رَضِيَ الله عَنْهُم. والزَّرَّاعَة، بالفَتْح وَالتَّشْدِيد: الأرضُ الَّتِي تُزرَع، قَالَ جَريرٌ:
(لَقَلَّ غَناءٌ عنكَ فِي حَرْبِ جَعْفَرٍ ... تُغَنِّيكَ زَرَّاعاتُها وقُصورُها)
والمُزْدَرِع: الَّذِي يَزْدَرِع زَرْعَاً يَتَخَصَّصُ بِهِ لنَفسِه. وَهُوَ مَجاز. وأَزْرَعَ الزَّرْعُ: إِذا أَحْصَدَ.
وَيُقَال: أَسْتَزْرِعُ اللهَ ولَدِي للبِرِّ، وأَسْتَرْزِقُه لَهُ من الحِلّ. وَهُوَ مَجاز. وَزَرَعَ الحُبَّ لَك فِي القلوبِ كرَمُكَ، وحُسنُ خُلُقِكَ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: بِئسَ الزَّرْعُ زَرْعُ المُذنِب. وَالدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الآخِرَة. وَهُوَ مَجاز. والزُّرْعَة، بالضَّمّ: فَرْخُ القَبَجَة. نَقله الزَّمَخْشَرِيّ، وَهُوَ مَجاز. وتِلكَ مزارِعُهم، وزَرَّاعاتُهم. ومَنِيُّ الرجُلِ زَرْعُه. وَيَقُولُونَ: مَن زَرَعَ حَصَدَ. وزَرْعٌ: اسمٌ. وَفِي الحَدِيث: كنتُ لكِ كَأبي زَرْعٍ لأمِّ زَرْعٍ هِيَ أمُّ زَرْعٍ بنتُ أُكَيْمِلِ بنِ ساعِدَةَ. وَأَبُو زُرْعَةَ الرازِيّ: حافظٌ مَشْهُورٌ. وَأَبُو زُرْعَةَ أحمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ العِراقيُّ: مُحدِّثٌ مشهورٌْ. وسَمَّوْا زارِعاً، كصاحِب. وَمن أمثالِهم: أَجْوَعُ مِن زُرْعَةَ.
(زرع)
الْحبّ زرعا وزراعة بذره وَالْأَرْض حرثها للزِّرَاعَة وَالله الزَّرْع أَنْبَتَهُ ونماه حَتَّى بلغ غَايَته وَيُقَال زرع لَهُ بعد شقاوة اسْتغنى بعد فقر

أنن

[أنن] أَنَّ الرجل يَئِنُّ من الوجع أَنيناً. قال ذو الرمة:

كما أَنَّ المريضُ إلى عُوَّادِهِ الوَصِب * والأُنانُ بالضم مثل الأَنينِ. وقال المغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخراً: أراك جمعتَ مسألةً وحِرْصاً وعند الفَقْر زَحَّاراً أنانا وكذلك التأنان. قال الراجز إنا وجدنا طرد الهوامل خيرا من التأنان والمسائل وماله حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقة ولا شاة. ويقال: لا أفعله ما أنّ في السماء نجمٌ، أي ما كان في السماء نجمٌ، لغةٌ في عَنَّ. وما أَنَّ في الفُرات قطرةٌ، أي ما كانت في الفرات قطرة. ولا أفعله ما أَنَّ في السماء ماء. وإن وأن: حرمان ينصبان الاسماء ويرفعان الاخبار. فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر. وقد يخففان فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل. وقد تزاد على أن كاف التشبيه تقول: كأنه شمس، وقد تجفف أيضا فلا تعمل شيئا. قال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " كأن وريديه ". وقال آخر: ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقان ويروى: " ثدييه " على الاعمال. وكذلك إذا حذفتها، إن شئت نصبت وإن شئت رفعت قال طرفة:

ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى * يروى بالنصب على الاعمال، والرفع أجود، قال تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) . وإنى وإنني بمعنى، وكذلك كأنى وكأنني، ولكني ولكننى، لانه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التى تلى الياء. وكذلك لعلى ولعلنى، لان اللام قريبة من النون. وإن زدت على إن " ما " صار للتعيين، كقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) لانه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه. وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه، تقول: أريد أن تقوم، والمعنى أريد قيامك، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع، إلا أنها لا تعمل، تقول: أعجبني أن قمت، والمعنى أعجبني قيامك الذى مضى. وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل. تقول: بلغني أن زيد خارج. قال الله تعالى: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها) وأما إن المكسورة فهى حرف للجزاء، يوقع الثاني من أجل وقوع الاول، كقولك: إن تأتني آتك، وإن جئتني أكرمتك. وتكون بمعنى " ما " في النفى كقوله تعالى: (إن الكافرون إلا في غرور) . وربما جمع بينهما للتأكيد، كما قال الراجز الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا أكثر منه قرة وقارا وقد تكون في جواب القسم، تقول: والله إن فعلت، أي ما فعلت. وأما قول عبد الله ابن قيس الرقيات: بكرت على عواذلى يلحيننى وألومهنه ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه أي إنه قد كان كما يقلن. قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب، يكتفى منه بالضمير لانه قد علم معناه. وأما قول الاخفش إنه بمعنى نعم، فإنما يريد تأويله، ليس أنه موضوع في اللغة لذلك. قال: وهذه الهاء أدخلت للسكوت. قال: وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل، كقوله تعالى: (وما يشعر كم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) . وفي قراءة أبى: (لعلها) . وأن المفتوحة المخففة قد تكون بمعنى أي، كقوله تعالى: (وانطلق الملا منهم أن امشوا) . وأن قد تكون صلة للما، كقوله تعالى: (فلما أن جاء البشير) وقد تكون زائدة، كقوله تعالى: (وما لهم ألا يعذبهم الله) ، يريد: وما لهم لا يعذبهم الله. وقد تكون إن المكسورة المخففة زائدة مع ما، كقولك: ما إن يقوم زيد. وقد تكون مخففة من الشديدة، فهذه لا بد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد، كقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) ، وإن زيد لاخوك، لئلا تلتبس بإن التى بمعنى ما للنفي. وأما قولهم: أنا، فهو اسم مكنى، وهو للمتكلم وحده، وإنما بنى على الفتح فرقا بينه وبين أنالتى هي حرف ناصب للفعل، والالف الاخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف، فإن توسطت الكلام سقطت، إلا في لغة رديئة، كما قال حميد ابن بحدل: أنا سيف العشرة فاعرفوني حميدا قد تذريت السناما واعلم أنه قد توصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه. تقول: أنت، وتكسر للمؤنث، وأنتم، وأنتن. وقد تدخل عليها كاف التشبيه تقول: أنت كأنا وأنا كأنت، حكى ذلك عن العرب. وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر وإنما تتصل بالمظهر، تقول: أنت كزيد ولا تقول أنت كى، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حسن وفارق المتصل.
(أ ن ن) : (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ» أَيْ مَخْلَقَةٌ وَمَجْدَرَةٌ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنْ إنَّ التَّوْكِيدِيَّةِ وَحَقِيقَتُهَا مَكَانُ قَوْلِ الْقَائِلِ إنَّهُ عَالِمٌ وَإِنَّهُ فَقِيهٌ.
أ ن ن

أنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً. وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:

فقلت سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب

يعني الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
(أنن) - في حَديِث لَقِيط بنِ عَامِر: " ويَقُولُ ربُّك عزَّ وجل: وإنَّه"
فيه قَولِان: أحدُهما: أن يكون بمَعْنَى نَعَم، والهاء للوَقْف، والآخر: أن تَجعلَ الكَلَام مُختَصراً مُقْتَصِرا مِمَّا بَعدَه عليه، كأنه قال: "وإِنّه كَذَلَك"، أو إنه على ما تَقُول، كما قال الشاعر : بَكَرتْ علىَّ عَوازِلى ... يَلْحَيْنَنِي وألومُهُنَّه
ويَقُلنَ شَيبٌ قد عَلاَ ... ك وقد كَبِرْت فقُلْت: إنَّه
- ومنه حديث فَضالَة بن شَرِيك "أَنَّه أَتَى ابنَ الزُّبَير وقال: إنَّ ناقَتِى قد نَقِب خُفُّها فاحْمِلْنى، فقال ابنُ الزّبير: ارقَعْها بجِلْد واخْصِفْها بهُلْب وانْجُد بها يبرُدْ خُفُّها، وسِرْ بها البَردَين .
فقال فَضَالَة: إنما أَتيتُك مُستَحْمِلا لا مُسْتَوصِفاً، لا حَمَل اللهُ ناقةً حملَتْنِي إليكَ، فقال ابنُ الزُّبَيْر: إنَّ ورَاكِبِها".
: أي نَعَمَ مَعَ راكِبِها، وهذا على القَولِ الأوّل.
- في الحَدِيث: "مَئِنَّة من فِقْه الرّجل".
قيل: هي مَفْعِلة من لَفْظَة "إنَّ" التي هي للتَّأكيد والمُبالَغَة، كما تقول: إنَّ زيدًا عاقِل: أي مُبَالغ في العَقْلِ، وكذا يبنون مَفْعَلة بفَتْح العَيْن في هذا المعنى: كمَجْبَنة ومَحْزَنة ومَبْخَلة، وهذا للوَاحِد والجَمْع بلفظ واحد، وكُلُّ ما دَلَّك على شيء فهو مَئِنَّةٌ له، وقيل: هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله:
* إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * 
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله".
وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح.
أنن
أنَّ أنَنْتُ، يَئِنّ، ائْنِنْ/ إنَّ، أنًّا وأنينًا، فهو آنّ
• أنَّ المريضُ: تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّ جريح/ متوجِّع".
• أنَّ بابٌ: أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين "أنَّتِ الرِّيحُ".
• أنَّت القوسُ ونحوُها: رنَّ وترُها في امتداد. 

أنَّنَ يؤنِّن، تأنينًا، فهو مُؤَنِّن
• أنَّنَ المريضُ: أنَّ، تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّن مصاب". 

أنَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف توكيد ونصب من أخوات إنَّ يدخل على الجملة الاسميّة فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وإذا دخلت عليه (ما) كفَّته عن العمل "علمت أنّ الحقَّ منتصرٌ- {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} - {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} - {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- على أنَّ ... : للاستدراك. 

أَنّ [مفرد]: مصدر أنَّ. 

أنَّة [مفرد]: ج أنَّات:
1 - اسم مرَّة من أنَّ: "مات ولم نسمعْ له أنَّة".
2 - أنين، تأوُّه، إخراج النفس بصوتٍ فيه توجُّع وتحزُّن "توجّعتُ من أنّات الجريح- أنَّة ألم" ° أنَّات وآهات. 

أنين [مفرد]:
1 - مصدر أنَّ.
2 - صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا "للساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين". 
أنن قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ فِي الحَدِيث غير هَذَا. قَوْله: فَإِن ذَلِك مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَإِن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مُكَافَأَة مِنْكُم لَهُم. كحديثه الآخر: من أزلّت عَلَيْهِ نعْمَة فليكافئ بهَا فَإِن لم يجد فليظهر ثَنَاء حسنا فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: فَإِن ذَاك يُرِيد هَذَا الْمَعْنى وَهَذَا اخْتِصَار من كَلَام الْعَرَب وَهُوَ من أفْصح كَلَامهم اكْتفى مِنْهُ بالضمير [لِأَنَّهُ قد علم مَعْنَاهُ وَمَا أَرَادَ بِهِ الْقَائِل -] وَقد بلغنَا عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى عمر بْن عبد الْعَزِيز من قُرَيْش يكلمهُ فِي حَاجَة [لَهُ -] فَجعل يمت بقرابته فَقَالَ [عمر -] : فَإِن ذَاك ثمَّ ذكر لَهُ حَاجته فَقَالَ: لَعَلَّ ذَاك. لم يزدْ على أَن قَالَ: فَإِن ذَاك وَلَعَلَّ ذَاك أَي إِن ذَاك كَمَا قلت وَلَعَلَّ حَاجَتك أَن تقضي وَقَالَ ابْن قيس الرقيات: [الْكَامِل]

بكرت على عواذلي ... يلحينني وألومهنّهْ ... وَيَقُلْنَ شيب قد علا ... ك وَقد كَبرت فَقلت إنّهْ

أَي أَنه [قد كَانَ] كَمَا تقلن. والاختصار فِي كَلَام الْعَرَب كثير لَا يُحْصى وَهُوَ عندنَا أعرب الْكَلَام وأفصحة وَأكْثر مَا وَجَدْنَاهُ فِي الْقُرْآن من ذَلِك قَوْله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسَى إنِ أضْرِبْ بِّعَصّاكَ الْبَحْرَ فَأنْفَلَقَ} إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَضَربهُ فانفلق وَلم يقل: فَضَربهُ لِأَنَّهُ حِين قَالَ: أَن اضْرِب بعصاك علم أَنه قد ضربه وَمِنْه قَوْله: {وَلَا تحلقوا رؤوسكم حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضْاً أوْ بِه أَذًى مِّنْ رَأسِه فَفِدْيَةٌ مِّنْ صيَام} وَلم يقل: فحلق ففدية من صِيَام اختصر وَاكْتفى مِنْهُ بقوله: وَلَا تحلقوا[رءوسكم -] وَكَذَلِكَ قَوْله: {قَالَ مُوْسى أتّقُوْلُوْنَ لِلْحَقَ لَمَّا جَاءَكُمْ أسِحْرٌ هَذا ولاَ يُفلِحُ السَّاحِرُوْنَ} وَلم يخبر عَنْهُم فِي هَذَا الْموضع أَنهم قَالُوا: إِنَّه سحر [و -] لَكِن لما قَالَ [تبَارك وَتَعَالَى -] : أَسِحْرٌ هَذَا علم أَنهم قد قَالُوا: إِنَّه سحر وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ انْدَاداً لَيضل عَنْ سَبِيلِه قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَليْلا إنْكَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} - يُقَال فِي التَّفْسِير: [مَعْنَاهُ -] أَهَذا أفضل أم من هُوَ قَانِت فَاكْتفى بالمعرفة بِالْمَعْنَى وَهَذَا أَكثر من أَن يحاط بِهِ وَأنْشد للأخطل: [الرجز]

لما رأونا والصليبَ طالعا ... ومار سرجيس وموتا ناقعا

خلوا لنا راذان والمزارعا ... كَأَنَّمَا كَانُوا غُرابا وَاقعا أَرَادَ فطار فَترك الْحَرْف الَّذِي فِيهِ الْمَعْنى لِأَنَّهُ قد علم مَا أَرَادَ.
أ ن ن: (أَنَّ) الرَّجُلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ بِالْكَسْرِ (أَنِينًا) وَ (أُنَانًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ وَ (تَأْنَانًا) وَ (إِنَّ) وَ (أَنَّ) حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الِاسْمَ وَيَرْفَعَانِ الْخَبَرَ. فَالْمَكْسُورَةُ مِنْهُمَا يُؤَكَّدُ بِهَا الْخَبَرُ وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ، وَقَدْ تُخَفَّفَانِ، فَإِذَا خُفِّفَتَا فَإِنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ. وَقَدْ تُزَادُ عَلَى أَنَّ كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ كَأَنَّهُ شَمْسٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ كَأَنَّ أَيْضًا فَلَا تَعْمَلُ شَيْئًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْمِلُهَا. وَ (إِنِّي) وَ (إِنَّنِي) بِمَعْنًى وَكَذَا كَأَنِّي وَكَأَنَّنِي وَلَكِنِّي وَلَكِنَّنِي لِأَنَّهُ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ وَهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلِي الْيَاءَ وَكَذَا لَعَلِّي وَلَعَلَّنِي لِأَنَّ اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إِنَّ مَا صَارَتْ لِلتَّعْيِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: 60] الْآيَةَ لِأَنَّهُ يُوجِبُ إِثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ. وَ (أَنْ) تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ فَتَنْصِبُهُ تَقُولُ: أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ، أَيْ أُرِيدُ قِيَامَكَ فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ كَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مَصْدَرٍ قَدْ وَقَعَ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ تَقُولُ أَعْجَبَنِي أَنْ قُمْتَ أَيْ أَعْجَبَنِي قِيَامُكَ الَّذِي مَضَى. وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً عَنِ الْمُشَدَّدَةِ فَلَا تَعْمَلُ تَقُولُ بَلَغَنِي أَنْ زَيْدٌ خَارِجٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} [الأعراف: 43] فَأَمَّا إِنِ الْمَكْسُورَةُ فَهِيَ حَرْفٌ لِلْجَزَاءِ يُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ وَإِنْ جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20] وَرُبَّمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ:

مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا
وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُ أَيْ مَا فَعَلْتُ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ. أَيْ إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُكْتَفَى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مَعْنَاهُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْأَخْفَشِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى نَعَمْ فَإِنَّمَا يُرِيدُ تَأْوِيلَهُ لَيْسَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلَتْ لِلسُّكُوتِ. وَقَالَ: وَأَنَّ الْمَفْتُوحَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 109] وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ لَعَلَّهَا. وَأَنِ الْمَفْتُوحَةُ الْمُخَفَّفَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} وَأَنْ قَدْ تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: 96] وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] يُرِيدُ وَمَا لَهُمْ لَا يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ تَكُونُ إِنِ الْمُخَفَّفَةُ الْمَكْسُورَةُ زَائِدَةً مَعَ مَا كَقَوْلِكَ مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الشَّدِيدَةِ، وَهَذِهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] وَإِنْ زَيْدٌ لَأَخُوكَ لِئَلَّا تَلْتَبِسَ بِإِنِ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. وَ (أَنَا) اسْمٌ مَكْنِيٌّ وَهُوَ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنِ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ وَالْأَلِفُ الْأَخِيرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ فَإِنْ تَوَسَّطَتِ الْكَلَامَ سَقَطَتْ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ كَقَوْلِهِ:

أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي
وَتُوصَلُ بِهَا تَاءُ الْخِطَابِ فَيَصِيرَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ تَقُولُ أَنْتَ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ وَأَنْتُمْ وَأَنْتُنَّ. وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ أَنْتَ كَأَنَا وَأَنَا كَأَنْتَ وَكَافُ التَّشْبِيهِ لَا تَتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بِالْمُظْهَرِ تَقُولُ أَنْتَ كَزَيْدٍ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ وَلَا تَقُولُ أَنْتَ كَـ (ي) إِلَّا أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُظْهَرِ فَلِذَلِكَ حَسُنَ قَوْلُهُمْ أَنْتَ كَأَنَا وَفَارَقَ الْمُتَّصِلَ. 
[أن ن] أَنَّ يَئِنُّ أنّا وأَنِينًا وأْنَاناً تأوَّه ورجلٌ أنَّانٌ وأُنَّانٌ وأُنَنَةٌ كثيرُ الأَنِينِ وقيل الأُنَنَةُ الكثير النَّثِّ للشكوى وامرأة أنَّانة كذلك وفي بعض وصايا العرب لا تتخذها حنَّانَةً ولا مَنَّانَةً ولا أنَّانَةً ومَالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أي ناقةٌ ولا شاةٌ وقيل الحانَّةُ الناقة والآنَّةُ الأَمَةُ تَئِنُّ من التعب وأنَّتِ القوس تَئِنُّ أَنِينًا أَلانَتْ صوتَها ومدَّتْهُ حكاه أبو حنيفة وأنشد قول رؤبة

(تَئِنُّ حِيْنَ يَجْذِبُ المَخْطُومَا ... )

(أَنِيْنَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيْمَا ... )

والأُنَنُ طائر يضرب إلى السواد له طَوْقٌ كهيئة طَوْقِ الدُّبْسِيّ أحمر الرجلين والمنقار وقيل هو الوَرَشَانُ وقيل هو مثل الحمام إلا أنه أسود وصوتُه أنين أُوْهْ أُوْهْ وإِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يفعل ذاك أي خَلِيقٌ وقيل مَخْلَقَةٌ من ذاك وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقد يجوز أن تكون مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً فهو على هذا ثلاثي وأتاه على مَئِنَّة ذاك أي حينه ورُبَّانه وفي الحديث مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْه الرجل أي بَيانٌ منه وأنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّا صبَّه وفي كلام الأوائل أُنَّ ماءً ثم اغْلِهِ حكاه ابن دريد قال وكان ابن الكلبي يرويه أُنَّ ماءً ويزعم أن أُنَّ تصحيف وإِنَّ حرف تأكيد وقوله عز وجل {إن هذان لساحران} طه 63 أخبر أبو علي أن أبا إسحاق ذهب فيه إلى أن إنَّ هنا بمعنى نعم وهذان مرفوع بالابتداء وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة وأن تقديره نعم هذان لهما ساحران وحكى عن أبي إسحاق أنه قال هذا الذي عندي فيه والله أعلم وقد بين أبو عليٍّ فساد ذلك فغنِينا نحن عن إيضاحه هنا فأما قوله عز وجل {إِنَّا كُلَّ شَيٍ خَلَقْناه بِقَدَرٍ} القمر 49 {إنا نحن نحيي ونميت} ق 43 ونحو ذلك فأصله إنَّنَا ولكن حذفت إحدى النونين من إِنَّ تخفيفًا وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف وهي أضعف ومن العرب من يبدل همزتها هاءً مع اللام كما أبدلوها في هَرَقْتُ فيقول لَهِنَّكَ لرجُلُ صدقٍ قال سيبويه وليس كل العرب تتكلم بها قال الشاعر

(أَلا يَا سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى ... لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَرِيمُ)

وحكى ابن الأعرابي هِنَّك وواهِنَّكَ وذلك على البدل أيضًا وأنَّ كإنَّ في التأكيد إلا أنه تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاءً ولذلك قال سيبويه وليس إِنَّ كأنَّ إنَّ كالفعل وأنَّ كالاسم ولا تدخل اللام مع المفتوحة فأما قراءة سعيد بن جبير {إلا إنهم ليأكلون الطعام} الفرقان 20 بالفتح فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله

(لَهِنَّكِ في الدُّنَيا لَبَاقِيةُ العُمْرِ ... )

ولا أفعل كذا ما أنَّ في السماء نجما حكاه يعقوب ولا أعرف ما وجه فتح أنَّ هنا إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال ما ثبت أنَّ في السماء نجمًا أو ما وجد أنَّ في السماء نجمًا وحكى اللحياني ما أنَّ ذلك الجبل مكانه وما أنَّ حراءً مكانه ولم يُفسره وكأنَّ حرف تشبيه إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف قال ابن جني إن سأل سائل فقال ما وجه دخول الكاف هاهنا وكيف أصل وضعها وترتيبها فالجواب أن أصل قولنا كأنَّ زيدًا عمروٌ إنما هو إِنَّ زيدًا كعمرو فالكاف هنا تشبيه صريح وهي متعلقة بمحذوف وكأنك قلت إن زيدًا كائنٌ كعمرو وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذي عليه عقدوا الجملة فأزالوا الكاف من وسط الجملة وقدموها إلى أَوَّلِها لإفراط عنايتهم بالتشبيه فلما أدخلوها على إنَّ من قبلها وجب فتح إنَّ لأنَّ المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ولا تقع إلا أوَّلاً أبدا وبقي معنى التشبيه الذي كان فيها وهي متوسطةٌ بحالِهِ فيها وهي متقدمة وذلك قولهم كأنَّ زيدًا عمروٌ إلا أنَّ الكاف الآن لما تقدمت بطل أن تكون معلقة بفعل ولا بشيء في معنى الفعل لأنها فارقت الموضع الذي يمكن أن تتعلق فيها بمحذوف وتقدمت إلى أوَّل الجملة وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلقة بخبر إنَّ المحذوف فزال ما كان لها من التعلق بمعاني الأفعال وليست هاهنا زائدة لأن معنى التشبيه موجود فيها وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها فإن قلت إنَّ الكاف في كأنَّ الآن ليست متعلقة بفعل وليس ذلك بمانع من الجر فيها ألا ترى أن الكاف في قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} الشورى 11 ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارَّةٌ ويؤكد عندك أيضًا هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها وذلك قولك عجبت من أنك قائم وأظن أنك منطلق وبلغني أنك كريم فكما فَتَحْتَ أنَّ لوقوعها بعد العوامل قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضًا في كأنك قائم لأن قبلها عامًلا قد جرَّها وأما قول الراجز

(فَبَادَ حَتَّى لَكَأنْ لَمْ يَسْكُنِ ... )

(فَالْيَومَ أَبْكِي وَمَتَى لَمْ يُبْكِني ... )

فإنه أكد الحرف باللام وقوله

(كَأنَّ دَرِيئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا ... لِنَصْلِ السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ)

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأنَّ في الظرف الزماني الذي هو لما التقينا وجاز ذلك في كأنَّ لما فيها من معنى التشبيه وقد تخفف أَنْ ويرفع ما بعدها قال الشاعر

(أَنْ تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُما ... مِنِّي السَّلامَ وأَنْ لاْ تُعْلِما أحَدا)

قال ابن جني سألت أبا عليٍّ فقلت لم رفع تقرآن فقال أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآنِ قال أبو عليٍّ وأولى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعلَ بلا عوض ضرورة وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون قال وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن قال شبه أنْ بما فلم يُعملها في صلتها وهذا مذهب البغداديّين قال وفي هذا بُعْدٌ وذلك أنَّ أنْ لا تقع إذا وصلت حالاً أبدًا إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أنْ قام زيد ويسرني أنْ يقوم ولا تقول يسرني أن يقوم وهو في حال قيام وما إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا نحو قولك ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى وكل واحدة منها موقع صاحبتها ومن العرب من ينصب بها مخففة وتكون إنَّ في موضع أَجَلْ وحكى سيبويه ائْتِ السوقَ أَنَّك تشتري لنا شيئًا أي لَعَلَّكَ وعليه وجه قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} الأنعام 109 إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له قال الفارسي فسألت عنه أَوَانَ القراءة أبا بكر فقال هو كقول الإنسان إنَّ فلانًا يقرأ ولا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وتبدل من همزة أنَّ مفتوحةً عَيْنٌ فيقال علمت عَنَّك منطلق وقالوا لا أَفْعَلُهُ ما أنَّ في السماء نجم وما أنَّ في الفرات قطرة أي ما كان وحكى اللحياني ما أنَّ في فراتٍ قطرةٌ وقد ينصب ولا أفعَلَهُ ما أنَّ السماءَ سماءٌ قال اللحياني ما كان وإنما فسره على المعنى وأَنَّى كلمة معناها كيف ومِنْ أَيْنَ
أنن
: (} أَنَّ) الرَّجلُ مِن الوَجَعِ ( {يَئِنُّ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (} أَنًّا {وأَنِيناً} وأُناناً) ، كغُرابٍ، وظاهِرُ سياقِه الفتْح وليسَ كذلكَ، فقد قالَ الجوْهرِيُّ {الأُنانُ، بالضمِّ، مثْلُ} الأَنِينِ، وأَنْشَدَ للمُغِيرةِ بنِ حَبْناء يَشْكو أَخاهُ صَخْراً:
أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً وَعند الفَقْرِ زَحَّاراً {أُنانا وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النِّسْعَتَينِ كَمَا} أَنَّ المَرِيضُ إِلَى عُوَّادِه الوَصِبُوذَكَرَ السِّيرافيُّ أَنَّ {أُناناً فِي قوْلِ المُغيرة ليسَ بمصْدَرٍ فيكونُ مثْل زَحَّار فِي كوْنِه صفَةً.
(} وتَأْناناً) :) مَصْدَر أَنَّ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للقيط الطَّائيّ، ويُرْوَى لمالِكِ بنِ الرَّيْب، وكِلاهُما مِن اللّصوصِ: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِخيراً من! التَّأْنانِ والمَسائِل ِوعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِمَلْقوحةً فِي بَطْنِ نابٍ حائِلِ أَي (تَأَوَّهَ) وشَكَا مِنَ الوَصبِ، وكذلكَ: أَنَتَ يأْنِتُ أَنِيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً.
(ورَجُلٌ {أُنانٌ، كغُرابٍ، وشَدَّادٍ وهُمَزَةٍ: كثيرُ} الأَنينِ) .
(قالَ السِّيرافِيّ: قوْلُ المُغِيرة زَحَّار {وأُنان صِفَتان وَاقِعَتان مَوْقِع المَصْدرِ.
وقيلَ:} الأُنَنَةُ: الكثيرُ الكَلامِ، والبَثِّ والشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل،
(وَهِي {أُنَّانَةٌ) ، بالتَّشديدِ، وَفِي بعضِ وَصايَا العَرَبِ: لَا تَتَّخِذْها حَنَّانةً وَلَا مَنَّانة وَلَا أَنَّانةً.
وقيلَ:} الأَنَّانَةُ هِيَ الَّتِي ماتَ زَوْجُها وتَزَوَّجتْ بعْدَه، فَهِيَ إِذا رأَتِ الثَّانِي {أَنَّتْ لمُفارَقَتِه وتَرحَّمَتْ عَلَيْهِ؛ نَقَلَهُ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(و) يقالُ: (لَا أَفْعَلُه مَا} أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْمٌ) ، أَي (مَا كانَ) فِي السَّماءِ نَجْمٌ، لُغَةٌ فِي عَنَّ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللّحْيانيّ.
وَفِي المُحْكَم: وَلَا أَفْعَل كَذَا مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً؛ حَكَاهُ يَعْقوب، وَلَا أَعْرفُ مَا وَجْه فَتْحِ أَنَّ، إِلاَّ أَنْ يكونَ على توهُّمِ الفِعْل، كأَنَّه قالَ: مَا ثَبَت أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً، أَو مَا وُجِدَ أنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً.
وحَكَى اللّحْيانيُّ: مَا أَنَّ ذلكَ الجَبَل مَكانَه، وَمَا أَنَّ حِراءً مكانَه، وَلم يفسّره.
( {وأَنَّ الماءَ) } يؤُنُّه {أَنّاً: (صَبَّه) ؛) وَفِي كَلامِ الأوائِلِ: أنَّ مَاء ثمَّ أَغْلِه: أَي صُبَّه ثمَّ أَغْلِه؛ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وكانَ ابنُ الكلْبي يَرْوِيه أُزَّ مَاء ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحيفٌ.
(و) يقالُ: (مَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا} آنَّةٌ) :) أَي (ناقةٌ وَلَا شاةٌ) ؛) كَذَا فِي الصِّحاحِ والأساسِ.
(و) قيلَ: لَا (ناقَةٌ وَلَا أَمَةٌ) ، فالحانَّةُ: الناقَةُ، {والآنَّةُ: الأَمَةُ تَئِنُّ منَ التَّعَبِ.
(و) } الأُنَنُ، (كصُرَدٍ: طائِرٌ كالحَمامِ) إلاَّ! أنَّه أَسْودُ، لَهُ طَوْقٌ كطَوْقِ الدُّبْسِيّ، أَحْمرُ الرِّجْلَيْن والمِنْقارِ، (صَوْتُه {أَنينٌ: أُوهْ أُوهْ) .) وقيلَ: هُوَ مِنَ الوَرَشانِ.
(وإِنَّهُ} لَمَئنَّةٌ أَن يَكونَ كَذَا: أَي خَليقٌ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ الأَصْمَعيُّ: سأَلَنِي شعْبَةُ عَن! مَئِنَّة فقلْتُ: هُوَ كقوْلِكَ عَلامة وخَلِيق؛
(أَو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ مِن أَنَّ، أَي جَديرٌ بأَنْ يقالَ فِيهِ إِنَّهُ كَذَا) .
(وَفِي الأَساسِ: هُوَ مَئِنَّةٌ للخَيْرِ ومَعْسَاةٌ: من أَن: (وعَسَى أَي هُوَ محلُّ لأنَّ؛ يقالُ فِيهِ: إنَّه لخيِّرٌ وعَسَى أَنْ يفعَلَ خيْراً.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إِنَّه لَمِئِنَّةٌ أَنْ يفعَلَ ذلكَ، وإنَّهم لمَئِنَّةٌ أنْ يفْعَلوا ذلكَ بمعْنَى إنَّه لخَلِيق؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْزِل مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بهمَئِنَّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنَّاتِوقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذلكَ ومَظِنَّة أَنْ يفْعَل ذلكَ؛ وأَنْشَدَ:
مَئِنَّةٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوجِ قالَ الأَزْهرِيُّ: فلانَّ مَئِنَّةً، عِنْدَ اللّحْيانيِّ، مبدِلٌ الهمزةَ فِيهَا مِن الظاءِ فِي المَظِنَّة، لأنَّه ذَكَر حُروفاً تُعاقِبُ فِيهَا الظاءُ الهَمْزَةَ، مثْل قَوْلهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ، وَقد أَفَرَ وظَفَرَ أَي وَثَبَ.
وَفِي الفائِقِ للزَّمَخْشريّ: مَئِنَّةٌ مَفْعِلَةٌ مِن أنَّ التَّوْكِيدِيَّة غَيْر مُشْتَقّة مِن لفْظِها، لأنَّ الحُروفَ لَا يُشْتَق مِنْهَا، وإنَّما ضُمَّنَتْ حُرُوف تَرْكِيبها الإيضَاحِ الدَّلالَةِ على أنَّ معْناها فِيهَا، والمعْنى مَكان يقولُ القائِلُ أنَّه كَذَا؛ وقيلَ: اشْتُقَّ مِن لفْظِها بعْدَما جعَل اسْما كَانَ قَول، انْتهى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَفِي الاشْتِقاقِ قَبْل أَو بَعْد لَا يَخْفى مَا فِيهِ مِن مُخالَفَةِ القواعِدِ الصَّرْفيَّة فتأَمَّل.
وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً، فعلى هَذَا ثلاثيٌّ، يأْتي فِي مَأَنَ. ( {وتَأَنَّنْتُه} وأَنَّنْتُهُ) :) أَي (تَرَضَّيْتُهُ.
(وبِئْرُ {أَنَّى، كحَتَّى) ، ويقالُ بالموحَّدَةِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ، (أَو) أُنَا، (كَهُنا) وَهَكَذَا ضَبَطَه نَصْر، (أَو إِنِي، بكسْرِ النُّونِ المُخَفَّفَةِ) ، وعَلى الأَخِيرَيْن اقْتَصَرَ ياقوتُ، فمحلُّ ذِكْرِه فِي المُعْتلِّ: (مِن آبارِ بَني قُرَيْظَةَ بالمَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
قالَ نَصْر: وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غَزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّضير.
(وأَنَّى تكونُ بمعْنَى حيثُ وكيفَ وأَيْنَ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {فأْتوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم} ، يَحْتَمل الوُجُوه الثلاثَةَ؛ وقوْلُه: أَنَّى لكَ هَذَا، أَي مِن أَيْنَ لكَ، (وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ) ، كقوْلِهِم: أَنَّى يكُنْ أَكُنْ.
(} وإِنَّ) ، بالكسْرِ، ( {وأَنَّ) ، بالفتْحِ: (حَرْفَانِ) ، للتَّأْكِيدِ، (يَنْصِبانِ الاسْمَ ويَرْفَعانِ الخَبَرَ؛ وَقد تَنْصِبُهُما) ، أَي الاسْم والخَبَر إنَّ (المَكْسورَةُ، كقولِهِ) :
(إِذا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيلِ فَلْتَأْتِ ولتَكُن (خُطاكَ خِفافاً} إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا) فالحُرَّاس اسْمها والأُسْد خَبَرها، وكِلاهُما مَنْصوبانِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّم سَبْعينَ خَرِيفاً) وَقد يَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ فيكونُ اسْمُها ضَميرَ شأنٍ مَحْذوفاً نَحْو) الحدِيْث: ((إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيامَةِ المُصَوِّرونَ) ؛ والأَصْلُ! إِنَّه) .
(وَمِنْه أَيْضاً قوْلُه تعالَى: {إِنَّ هذانِ لساحِرانِ} ؛ تَقْديرُه إنَّه كَمَا سَيَأْتي قرِيباً إنْ شاءَ اللَّه تَعَالَى.
(والمَكْسورَةُ) مِنْهُمَا (يُؤَكَّدُ بهَا الخَبَرُ، وَقد تُخَفَّفُ فتَعْمَلُ قَلِيلا وتُهْمَلُ كَثيراً) .
(قالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَتْ أَنَّ على الأَسْماءِ والصِّفاتِ فَهِيَ مُشَدَّدَة، وَإِذا وَقَعَتْ على فِعْل أَو حَرْفٍ لَا يتمكَّن فِي صِفةٍ أَو تَصْريفٍ فخفّفْها، نقولُ: بَلَغَني أَن قد كانَ كَذَا وَكَذَا، تخفِّف مِن أَجْل كانَ لأَنَّها فِعْل، وَلَوْلَا قَدْ لم تحسن على حالٍ مِن الفِعْل حَتَّى تعْتَمد على مَا أَو على الهاءِ كقوْلِكَ {إنَّما كانَ زيْدٌ غائِباً، وبَلَغَنِي أَنَّه كانَ إخْوَتك غيباً، قالَ: وكذلِكَ بَلَغَني أنَّه كانَ كَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُها إِذا اعْتمدَتْ، ومِن ذلِكَ:} إنْ رُبّ رَجُلٍ، فتخَفّف، فَإِذا اعتمدَتْ قلْتَ: إنَّه رُبَّ رجُلٍ، شدَّدْتَ، وَهِي مَعَ الصِّفاتِ مُشَدَّدَة إنَّ لكَ وإِنَّ فِيهَا وإنَّ بكَ وأَشْبَاهها، قالَ: وللعَرَبِ فِي إِنَّ لُغَتانِ: إِحْدَاهما التَّثْقِيل، والأُخْرَى التَّخْفِيف، فأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فإنَّه يَرْفَعُ بهَا إلاَّ {أَنَّ نَاسا مِن أَهْلِ الحِجازِ يخفِّفونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقِيلَة، وقُرىءَ: {} وإِنْ كلاّ لما ليُوَفِّيَنَّهُم} ؛ خفَّفوا ونَصَبُوا؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ فِي تخْفِيفِها مَعَ المُضْمر:
فلوْ {أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتَنِيفِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَديقُوأَنْشَدَ القَوْل الآخر:
لقد عَلِمَ الضَّيْفُ والمُرْمِلونإذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالا} بأَنْكَ رَبيعٌ وغَيْثٌ مَريعوقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا:
وقالَ أَبو طالِبٍ النّحويُّ فيمَا رَوَى عَنهُ المُنْذريّ: أَهْل البَصْرة غَيْر سِيْبَوَيْه وذَوِيه يقُولُونَ العَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّديدةَ وتُعْمِلُها؛ وأَنْشَدُوا: وصَدْرٍ حسن النَّحْر {كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَرادَ} كأَنَّ فخفَّف وأَعْمَل. (وَعَن الكوفيينَ: لَا تُخَفَّفُ) .
(قالَ الفرَّاءُ: لم يُسْمَع أَنَّ العَرَبَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلاَّ مَعَ المَكْنيّ لأنَّه لَا يتبيّن فِيهِ إعْراب، فأَمَّا فِي الظاهِرِ فَلَا، وَلَكِن إِذا خَفَّفوها رَفَعُوا، وأمّا مَنْ خَفَّف {وإِنْ كلاَّ لَما ليُوَفِّيَنَّهم} ، فإنَّهم نصَبُوا كُلاًّ بِلَنُوَفِّيَنَّهم كأَنَّه قالَ: وإِن لَنُوَفِّيَنَّهم كُلاًّ، قالَ: وَلَو رُفِعَت كُلاّ لصلَح ذلكَ، تقولُ: إنْ زيدٌ لقائمٌ.
(وتكونُ) إنَّ (حَرْفَ جَوابٍ بمعْنَى نَعَمْ كَقَوْله) ، هُوَ عبيدُ اللَّهِ بنُ قَيْس الرُّقَيّات:
بَكَرَتْ عليَّ عَواذِلييَلْحَيْنَنِي وأَلُومُهُنَّهْ (ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا (كَ وَقد كَبِرْتَ فقُلْتُ {إِنَّهْ) أَي: إِنَّه كَانَ كَمَا يَقُلْن.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهَذَا اخْتِصارٌ مِن كَلامِ العَرَبِ يُكْتَفى مِنْهُ بالضَّميرِ لأَنَّه قد عُلِم معْناهُ.
وأَمَّا قَوْلُ الأَخْفش إنَّه بمعْنَى نَعَمْ فإنَّما يُريدُ تأْوِيلَه ليسَ} أَنه موضُوعٌ فِي أَصْلِ اللّغَةِ كذلِكَ، قالَ: وَهَذِه الْهَاء أُدْخِلت للسكوتِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ومِن ذلِكَ أَيْضاً قَوْله تعالَى: {إِن هذانِ لَساحِرانِ} ؛ أَخْبَرَ أَبُو عليَ أنَّ أَبا إسْحاق ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَن إنَّ هُنَا بمعْنَى نَعَمْ، وهذانِ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ، وأنَّ اللامَ فِي لَساحِران داخِلَةٌ على غيرِ ضَرُورَةٍ، وَأَن تَقْديرَه نَعَمْ هذانِ هُما ساحِرانِ؛ وَقد رَدّه أَبو عليَ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، وبَيَّن فَسادَهُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو إسْحاق النّحويُّ: قَرَأَ المدنيُّونَ والكُوفيُّون إلاَّ عَاصِمًا: إنَّ هذانِ لَساحِران، ورُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ: إنْ هذانِ، بتخْفِيفِ إنْ؛ وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ و: إِنَّ هذينِ لَساحِران، بتَشْدِيدِ إنَّ ونَصْبِ هذينِ؛ قالَ: والحجَّةُ فِي إنَّ هذانِ لَساحِرانِ، بالتَّشْديدِ والرَّفْع، أنَّ أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى عَن أَبي الخطَّاب أنّها لغةٌ لكنانَةَ، يَجْعلونَ أَلفَ الاثْنَيْن فِي الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على لفْظٍ واحِدٍ. ورَوَى أَهْلُ الكُوفَة والكِسائي والفرَّاءُ: أنَّها لُغَةٌ لبَني الحرِثِ بنِ كَعْبٍ، قالَ: وقالَ النَّحويُّون القُدَماء: هَهُنَا هاءٌ مُضْمرَةٌ، المعْنَى: إنَّه هذانِ لَساحِرانِ.
قالَ أَبو إسْحاق: وأَجْودُ الأَوْجه عنْدِي أَن إنَّ وَقَعَتْ مَوْقعَ نَعَمْ، وأَنَّ اللامَ وَقَعَتْ مَوْقِعَها، وأَنَّ المعْنَى نَعَمْ هذانِ لَهما ساحِرانِ، قالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الجَوْدةِ مَذْهبُ بني كِنانَةَ وبَلْحَرِثِ بنِ كَعْبٍ، فأَمَّا قراءَةُ أَبي عَمْرٍ وفلا أُجيزُها لأَنَّها خِلافُ المصْحَف؛ قالَ: وأَسْتحْسن قِراءَةَ عاصِمٍ، اه.
(وتُكْسَرُ إنَّ) فِي تسْعَةِ مَواضِع.
الأَوّل: (إِذا كانَ مَبْدُؤاً بهَا لَفْظاً أَو مَعْنًى) ليسَ قَبْلها شيءٌ يُعْتَمدُ عَلَيْهِ، (نحْو: إِنَّ زَيْداً قائِمٌ.
(و) الثَّاني: (بَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ) نَحْو: (أَلاَ إِنَّ زَيْداً قائمٌ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {أَلاَ! إنَّهم حِين يثنون صدورَهم} .
(و) الثَّالِثُ: أَنْ يكونَ (صِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ) نَحْوَ قَوْله تعالَى: { (وآتَيْناهُ من الكُنوزِ مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ) لتنوء بالعصْبةِ أولى القُوَّة} .
(و) الرَّابع: أَنْ تكونَ (جَوابَ قَسَمٍ سواءٌ كانَ فِي اسمِها أَو خَبَرِها اللَّامُ أَوْ لمْ يَكُنْ) ، هَذَا مَذْهَب النَّحويِّين يقُولُون: واللَّه إنَّه لقائِمٌ، {وإِنَّه قائِمٌ، وقيلَ: إِذا لم تأْتِ باللاَّم فَهِيَ مَفْتوحَة: واللَّهِ أَنَّك قائِمٌ؛ نَقَلَهُ الكِسائي، وقالَ: هَكَذَا سَمِعْته مِنَ العَرَبِ.
(و) الخامِسُ: أَنْ تكونَ (مَحْكِيَّةً بالقَوْلِ فِي لُغَةِ من لَا يَفْتَحُها قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {} إِنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ} ) ، قالَ الفرَّاءُ: إِذا جاءَتْ بَعْدَ القَوْلِ وَمَا تصرَّف مِنَ القَوْل وكانتْ حكايَةً لم يَقَعْ عَلَيْهَا القوْلُ وَمَا تصرَّف مِنْهُ فَهِيَ مكْسُورَةٌ، وَإِن كانتْ تفْسِيراً للقوْلِ نَصَبَتْها وذلِكَ مثْل قَوْل اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وقوْلِهم {إنَّا قَتَلْنا المَسِيحَ عيسَى ابْن مَريَمَ} ، كسَرْتَ لأنَّها بعْدَ القَوْلِ على الحِكايَةِ.
(و) السَّادِسُ: أَنْ تكونَ (بعدَ واوِ الحالِ) نحْوَ: (جاءَ زَيدٌ وإِنَّ يَدَهُ على رأْسِه.
(و) السَّابِعُ: أَنْ تكونَ (موضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ) نحْو: (زَيْدٌ إِنَّهُ ذَاهِبٌ، خِلافاً للفَرَّاءِ.
(و) الثَّامِنُ: أَنْ تكونَ (قَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ) نحْوَ قوْلِهِ تعالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ} إِنَّكَ لرَسولُهُ) } .) قالَ أَبو عبيدٍ: قالَ الكِسائيُّ فِي قوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وإنَّ الذينَ اخْتَلَفوا فِي الكِتابِ لفي شقاقٍ بَعِيدٍ} ، كُسِرَتْ إنَّ لمَكانِ الَّلامِ الَّتِي اسْتَقْبلتها فِي قوْلهِ: لَفِي، وكذلِكَ كلُّ مَا جاءَك مِن أنَّ فكانَ قَبْله شيءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فإنَّه مَنْصوبٌ، إِلاَّ مَا اسْتَقْبَله لامٌ فإنَّ الَّلامَ تَكْسِره.
قلْتُ: فأمَّا قِراءَة سعيدِ بنِ جُبَيْر: إِلَّا! أَنَّهم ليأْكلُونَ الطَّعامَ بالفتْح فإنَّ الَّلامَ زائِدَةٌ.
(و) التَّاسِعُ: أَنْ تكونَ (بَعْدَ حَيثُ) ، نحْو: (اجلِس حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ) .) فَهَذِهِ المَواضِعُ التِّسْع الَّتِي تُكْسَرُ فِيهَا إنَّ. وفاتَهُ:
مَا إِذا كانتْ مُسْتأْنَفَة بَعْدَ كَلامٍ قدِيمٍ ومَضَى، نحْو قوْلهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْزُنك قَوْلُهم إنَّ العزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} ، فإنَّ المعْنَى اسْتِئْنافٌ، كأَنَّه قالَ: يَا محمدُ إنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَميعاً؛ وكَذلِكَ إِذا وَقَعَتْ بَعْدَ إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّة فإنَّها تُكْسَر سواءٌ اسْتَقْبلَتْها اللامُ أَو لمْ تَسْتقْبلْها كقوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَرْسَلْنا قَبْلَك مِنَ المُرْسَلِين إلاّ {إِنَّهم ليأَكلُونَ الطَّعامَ} ؛ فَهَذِهِ تُكْسَر وَإِن لم تَسْتَقْبلْها لامٌ.
(وَإِذا لَزِمَ التَّأْوِيلُ بمَصْدَرٍ فُتِحَتْ وذلِكَ بَعْدَ لَوْ) ، نَحْو (لَوْ} أَنَّكَ قائِمٌ لقُمْتُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: والمَفْتوحَةُ وَمَا بَعْدَها فِي تأْوِيلِ المَصْدَرِ، (و) أَنَّ (المَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عَن) إنَّ (المَكْسورَةِ فَصَحَّ أَنَّ {أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ} كَإِنَّما) .
(وَفِي التَّهْذيبِ: أَصْلُ إنَّما مَا مَنَعت إنَّ عَن العَمَلِ، ومعْنَى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا زِدْتَ على إنَّ مَا صارَ للتَّعْيِين كقوْلِه تَعَالَى: {إنَّما الصَّدَقاتُ للفُقراءِ والمَساكِينِ} ، لأنَّه يُوجِبُ إثْباتَ الحَكْمِ للمَذْكورِ ونَفْيَه عمَّا عَداه؛ اه.
(واجْتَمعا فِي قوْلِهِ تعالَى: {قُلْ إِنَّما يُوحَى إليَّ أَنَّما إلهُكُمْ إلللههٌ واحِدٌ} ، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِّفَةِ على المَوْصوفِ، والثَّانيةُ لعَكْسه) ، أَي لِقَصْرِ المَوْصوفِ على الصِّفَةِ. (وقولُ من قالَ) مِن النَّحويِّين: (إِنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَةِ) ، وَإِلَيْهِ أَيْضاً يُشيرُ نَصّ الجَوْهرِيّ، (مَرْدودٌ، و) أَنَّ (المَفْتوحَة) قد (تكونُ لُغَةً فِي لَعَلَّ كقَوْلِكَ: إئْتِ السُّوقَ! أَنَّكَ تَشْتَرِي) لنا (لَحْماً) أَو سَويقاً، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
(قيلَ: ومِنهُ قِراءَةُ مَن قَرَأَ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ {أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنونَ) } .
(قالَ الفارِسِيُّ: سأَلْتُ عَنْهَا أَبا بكْرٍ أَوانَ القِراءَةِ فقالَ: هُوَ كقَوْلِ الإنْسان إنَّ فلَانا يَقْرأُ فَلَا يَفْهَم، فتَقُول أَنْتَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّه لَا يَفْهَم.
وَفِي قِراءَةِ أُبَيَ: لَعَلّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنون؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحُطائِطِ بنِ يَعْفُر؛ وقيلَ: هُوَ لدُرَيْدٍ:
أَرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً} لأنَّني أَرى مَا تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّداقالَ الجَوْهرِيُّ: وأَنْشَدَه أَبو زيْدٍ لحاتِمٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ الصَّحيحُ.
قالَ: وَقد وَجَدْته فِي شعْرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنيّ.
قلْتُ: هُوَ فِي الأَغاني لحُطائِطٍ وساقَ قصَّته.
وقالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
أَعاذِكَ مَا يُدْريكِ أنَّ مَنِيَّتيإلى ساعةٍ فِي اليومِ أَو فِي ضُحَى الغَدِ؟ أَي لَعَلَّ مَنِيَّتي.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ على مَا ذَكَرْناهُ قوْلُه تعالَى: {وَمَا يُدْرِيكَ لعَلَّه يَزَّكَّى} ، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعَةَ تكونُ قَرِيبا} .

أنن: أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً، قال ذو الرمة:

يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين، كما

أَنَّ المرِيضُ، إلى عُوَّادِه، الوَصِبُ

والأُنانُ، بالضم: مثل الأَنينِ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه

صخراً:

أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً،

وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا

وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار

في كونه صفة، قال: والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر، قال: وكذلك

التأْنانُ؛ وقال:

إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ

(* قوله «إنا وجدنا إلخ» صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو:

بين الرسيسين وبين عاقل).

وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ

مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ.

ملقوحة: منصوبةٌ بالعِدَة، وهي بمعنى مُلْقَحَةً، والمعنى أَنها عِدةٌ

لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سيده: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه. التهذيب: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ

نَئِيتاً بمعنى واحد. ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ: كثيرُ الأَنين، وقيل:

الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى، ولا يشتقّ منه فعل، وإذا

أَمرت قلت: إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على

تَلْيينِها، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع

الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى. ويقال للمرأَة: إنِّي، كما يقال للرجل

اقْررْ، وللمرأَة قِرِّي، وامرأَة أنّانةٌ كذلك. وفي بعض وصايا العرب: لا

تَتّخِذْها حَنَّانةً

ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً. وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ

ولا شاةٌ، وقيل: الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب.

وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً: أَلانت صوتَها ومَدّته؛ حكاه أَبو حنيفة؛

وأَنشد قول رؤبة:

تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما،

أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما.

والأُنَنُ: طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد، له طَوْقٌ

كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وقيل: هو

الوَرَشان، وقيل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ

أُوهْ. وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ، وقيل: مَخْلَقة من ذلك،

وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فعلى

هذا ثلاثيٌّ. وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه. وفي حديث

ابن مسعود: إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل

أَي بيانٌ منه. أَبو زيد: إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك، وأَنتما

وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك؛ قال

الشاعر:

ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به،

مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ

به تجاوزت عن أُولى وكائِده،

إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات.

أَول حكاية

(* قوله «أول حكاية» هكذا في الأصل). أَبو عمرو: الأَنّةُ

والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد؛ وقال دُكَيْن:

يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ،

مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ،

مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ

يقال: مكان من هلاكِ النفوس، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ

لِمَئِنّةٍ، قال: وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة، والخَروسُ: البَكْرةُ

التي ليست بصافية الصوتِ، والجَروسُ، بالجيم: التي لها صوت. قال أَبو عبيد:

قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت: هو كقولك عَلامة وخَليق، قال

أََبو زيد: هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة؛ قال أبو عبيد: يعني أَن هذا

مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه، قال: وكلُّ شيءٍ دلَّكَ

على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له؛ وأَنشد للمرّار:

فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا: عَرِّسوا

من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّسِ

قال أَبو منصور: والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير

المَئِنّة صحيحٌ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة

للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ، وهي في

مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن.

اللحياني: هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك؛ وأَنشد:

إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ،

ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ

مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ

فكأَن مَئِنّةً، عند اللحياني، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في

المَظِنَّة، لأَنه ذكر حروفاً

تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ، منها قولُهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ

والظَّهَرةِ. وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب. وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا

صبَّه. وفي كلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه؛

حكاه ابن دريد، قال: وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ

تصحيفٌ. قال الخليل فيما روى عنه الليث: إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ

الأَلفِ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء، قال: وإذا كانت

مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام

قديم ومَضَى، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ

الأَلفُ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف. وقال الفراء في إنَّ: إذا جاءت بعد

القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما

تصرَّف منه فهي مكسورة، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله

عز وجل: ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً؛ وكذلك المعنى

استئنافٌ كأَنه قال: يا محمد إن العزَّة لله جميعاً، وكذلك: وقوْلِهم إنَّا

قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على

الحكاية، قال: وأَما قوله تعالى: ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ

اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها

القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ، ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاماً حسَناً

أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام

والكلامُ منصوبٌ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها، قال: وقد تكون إنَّ

بعد القول مفتوحةً

إذا كان القول يُرافِعُها، منْ ذلك أَن تقول: قولُ عبد الله مُذُ اليومِ

أَن الناس خارجون، كما تقول: قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم. وقال

الليث: إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على

فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها، تقول: بلغني أَن قد

كان كذا وكذا، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل، ولولا قَدْ لم تحسن على

حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً،

وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً، قال: وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا،

تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ، ومن ذلك قولك: إنْ رُبَّ رجل، فتخفف، فإذا

اعتمدَتْ قلت: إنه رُبَّ رجل، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ

فيها وإنَّ بك وأَشباهها، قال: وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة: إحداهما

التثقيل، والأُخرى التخفيف، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ

ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة، وقرئَ: وإنْ

كلاً لما ليُوفّينّهم؛ خففوا ونصبوا؛ وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر:

فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني

فِراقَك، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صديقُ

وأَنشد القول الآخر:

لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون،

إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا،

بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع،

وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا

قال أَبو عبيد: قال الكسائي في قوله عز وجل: وإنَّ الذين اختلفوا في

الكتاب لفي شقاق بعيد؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي،

وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب، إلا

ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة

على كل حال، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل: وما

أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ؛ فهذه تُكْسر وإن

لم تستقبلها لامٌ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك: والله إنه

لقائمٌ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ: واللهِ أَنَّكَ قائم، قال: هكذا سمعته

من العرب، قال: والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ. وقال أَبو

طالب النحوي فيما روى عنه المنذري: أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون

العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها؛ وأَنشدوا:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر،

كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ

أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ، قال: وقال الفراء لم نسمع العربَ

تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب، فأَما

في الظاهر فلا، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً

لمَا ليُوَفِّيَنَّهم، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه قال:

وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ، قال: ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك، تقول: إنْ

زيدٌ لقائمٌ. ابن سيده: إنَّ حرف تأْكيد. وقوله عز وجل: إنَّ هذانِ

لساحِران، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى

نَعَمْ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير

ضرورة، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران، وحكي عن أَبي إسحق أَنه قال:

هذا هو الذي عندي فيه، والله أَعلم. قال ابن سيده: وقد بيَّن أَبو عليٍّ

فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا. وفي التهذيب: وأَما قول الله عز

وجل: إنَّ هذان لَساحِران، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما قال فيه

النحويون فحَكَيْت كلامه. قال: قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً: إنَّ

هذان لَساحِران، وروي عن عاصم أَنه قرأَ: إنْ هذان، بتخفيف إنْ، وروي عن

الخليل: إنْ هذان لساحِران، قال: وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران،

بتشديد إنّ ونصْبِ هذين، قال أَبو إسحق: والحجةُ في إنّ هذان لساحِران،

بالتشديد والرفع، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ،

يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: رأَيت

الزيدان، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء: أَنها لغة لبني الحرث بن

كعب، قال: وقال النحويون القُدَماء: ههنا هاءٌ مضمرة، المعنى: إنه هذانِ

لساحِران، قال: وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم؛ وأَنشدوا لابن قيس

الرُّقَيَّات:

بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي

يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ

ويَقُلْنَ: شَيْبٌ قدْ علاّ

كَ، وقد كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ.

أَي إنه قد كان كما تَقُلْن؛ قال أَبو عبيد: وهذا اختصارٌ من كلام العرب

يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه؛ وقال الفراء في هذا: إنهم

زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر، كما

فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي، في الرفع والنصب والجر، قال: فهذا جميع

ما قال النحويون في الآية؛ قال أَبو إسحق: وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت

موقع نَعَمْ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما

ساحران، قال: والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن

كعب، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف، قال:

وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران. وقال غيرُه: العرب تجعل

الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه، والمراد إنه لكذلك، وإنه على ما

تقول، قال: وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس

أَنه موضوع في اللغة لذلك، قال: وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت. وفي حديث

فَضالة بن شَريك: أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال: إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها

فاحْمِلْني، فقال: ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها

البَرْدَين، فقال فَضالةُ: إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً، لا

حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير: إنّ وراكِبَها أَي

نعَمْ مع راكبها. وفي حديث لَقيط ابن عامر: ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي

وإنه كذلك، أَو إنه على ما تقول، وقيل: إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف،

فأَما قوله عز وجل: إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت،

ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً،

وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ، وهي أَضعف، ومن العرب من

يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت، فتقول:

لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قال سيبويه: وليس كلُّ العرب تتكلم بها؛ قال

الشاعر:أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى،

لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم

وحِكى ابن الأَعرابي: هِنّك وواهِنّك، وذلك على البدل أَيضاً. التهذيب

في إنّما: قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل، ومعنى إنما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله:

وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي

المعنى: ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي، وأَنَّ:

كإن في التأْكيد، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها

هاءً، ولذلك قال سيبويه: وليس أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، وأَنَّ

كالاسْمِ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر: إلاَّ

أَنهم ليأْكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله:

لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ

الجوهري: إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ،

فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر،

وقد يُخَفِّفان، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ،

وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه، تقول: كأَنه شمسٌ، وقد تخفف أَيضاً

فلا تعْمَل شيئاً؛ قال:

كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب

ويروى: كأَنْ ورِيدَيْهِ؛ وقال آخر:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ،

كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ

ويروى ثَدْيَيْه، على الإعمال، وكذلك إذا حذفْتَها، فإن شئت نصبت، وإن

شئت رفعت، قال طرفة:

أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى،

وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هل أَنتَ مُخْلدي؟

يروى بالنصب على الإعمال، والرفْعُ أَجود. قال الله تعالى: قل أَفغَيْرَ

الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون، قال النحويون: كأَنَّ

أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه، وهي حرفُ تشبيه، والعربُ تنصب به

الاسمَ وترفع خبرَه، وقال الكسائي: قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك

أميرُنا فتأْمُرُنا، معناه لستَ أََميرَنا، قال: وكأَنَّ أُخرى بمعنى

التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معناه لَيْتَني

قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه، ولذلك نُصِب فأُجيدَه، وقيل: تجيء كأَنَّ

بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء، وكأَنك خارجٌ؛ وقال

أَبو سعيد: سمعت العرب تُنشِد هذا البيت:

ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ

وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً

فخفف وأَعْمَل، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ، ومَن رفع أَراد كأَنها

ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشد:

كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ،

ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ.

قال: يريد كأَنما فقال كأَمَّا، والله أَعلم. وإنِّي وإنَّني بمعنى،

وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه

الحروف، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء، وكذلك

لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون، وإن زِدْتَ على إنَّ ما

صارَ للتَّعيين كقوله تعالى: إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء، لأَنه يُوجِبُ

إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه. وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل

في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه، تقول: أُريد أن تقومَ، والمعنى أُريد قيامَك،

فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع، إلا أَنها لا

تَعْمَل، تقول: أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى، وأَن

قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل، تقول: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛

وفي التنزيل العزيز: ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها؛ قال

ابن بري: قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ،

واسمها مقدَّرٌ

في النيَّة تقديره: أَنه تِلْكُمْ الجنة. ابن سيده: ولا أَفعل كذا ما

أَنَّ في السماء نجْماً؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ، إلا أَن

يكون على توهُّم الفعل كأَنه قال: ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً، أَو

ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً. وحكى اللحياني: ما أَنَّ ذلك الجَبَل

مكانَه، وما أَن حِراءً مكانَه، ولم يفسّره وقال في موضع آخر: وقالوا لا

أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما

عَرَضَ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ

أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ، قال: وقد يُنْصَب، ولا أَفْعَله ما أَنَّ

في السماء سماءً، قال اللحياني: ما كانَ وإنما فسره على المعنى.

وكأَنَّ: حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف؛ قال ابن جني: إن سأَل

سائلٌ فقال: ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها؟

فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو،

فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت: إنَّ زيداً كائنٌ

كعمْرو، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ،

فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم

بالتشبيه، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ، لأَنَّ

المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً، وبقِي معنى

التشبيه الذي كانَ فيها، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها، وهي متقدّمة، وذلك

قولهم: كأَنَّ زيداً

عمروٌ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً

بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن

تتعلَّق فيه بمحذوف، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة، وزالت عن الموضع الذي كانت

فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني

الأَفعال، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها، وإن كانت قد

تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ

التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة؛ قال ابن سيده: فأَقوى

الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف، وإن

قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من

الجرِّ فيها، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى: ليس كمِثْله شيءٌ، ليست

متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً

هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل

الجارّة وغيرها، وذلك قولهم: عجِبتُ مِن أَنك قائم، وأَظنُّ أَنك منطلق،

وبلغَني أَنك كريمٌ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ

الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها؛ وأَما

قول الراجز:

فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ،

فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي

(* قوله «لكأن لم يسكن» هكذا في الأصل بسين قبل الكاف). فإنه أَكَّد

الحرف باللام؛ وقوله:

كأَنَّ دَريئةً، لمّا التَقَيْنا

لنَصْل السيفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما

التَقَيْنا، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه، وقد تُخَفَّف أَنْ

ويُرْفع ما بعدها؛ قال الشاعر:

أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ، وَيحَكُما

منِّي السلامَ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

قال ابن جني: سأَلت أَبا عليّ، رحمه الله تعالى، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟

فقال: أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن؛ قال أَبو علي: وأَوْلى أَنْ

المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة، قال: وهذا على كل حال وإن

كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون، قال: وقرأْت على

محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ، قال: شبَّه أَنْ

بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها، وهذا مذهب البَغْداديّين، قال: وفي هذا

بُعْدٌ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً، إنما هي للمُضيّ أَو

الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام، ويُسرُّني أَن تقوم، ولا تقول سَرَّني

أَن يقوم، وهو في حال قيام، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال

أَبداً نحو قولك: ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن،

فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ

صاحبتها، ومن العرب من يَنصب بها مخففة، وتكون أَنْ في موضع أَجْل. غيره:

وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ، وحكى سيبويه: إئتِ السوقَ أَنك تشتري

لنا سَويقاً أَي لعلك، وعليه وُجِّه قوله تعالى: وما يُشْعِركم أَنها إذا

جاءت لا يؤْمنون؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم، قال

الفارسي: فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال: هو كقول الإنسان إنَّ

فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم، فتقول أَنتَ: وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ

(*

قوله «إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم» هكذا

في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين). وفي قراءة أُبَيٍّ:

لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون؛ قال ابن بري: وقال حُطائِط بن يعْفُر،

ويقال هو لدُريد:

أَريني جَواداً مات هَزْلاً، لأَنَّني

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا

وقال الجوهري: أَنشده أَبو زيد لحاتم قال: وهو الصحيح، قال: وقد وجدته

في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني؛ وقال عدي بن زيد:

أَعاذِلَ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي

إلى ساعةٍ في اليوم، أَو في ضُحى الغَدِ؟

أَي لعل منيتي؛ ويروى بيت جرير:

هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا

نرى العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِيامِ

قال: ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه: وما

يُدْريك لعله يَزَّكَّى، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً. وقال ابن

سيده: وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول: علمتُ عَنَّكَ منطلق.

وقوله في الحديث: قال المهاجرون يا رسول الله، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا،

إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا، فقال: تَعْرفون ذلك لهم؟ قالوا:

نعم، قال: فإنَّ ذلك؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ

اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم؛ ومنه حديثه الآخر: من أُزِلَّتْ

إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ

ذلك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ

الله، إنَّ عبدالله، قال: وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم

الفصيح. وأَنَّى: كلمة معناها كيف وأَين. التهذيب: وأَما إنْ الخفيفةُ

فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه قال: إنْ تقع في موضع

من القرآن مَوْضعَ ما، ضَرْبُ قوله: وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ

لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه؛ معناه: ما مِن أَهل الكتاب، ومثله: لاتَّخَذْناه من

لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين؛ أَي ما كنا فاعلين، قال: وتجيء إنْ في موضع

لَقَدْ، ضَرْبُ قوله تعالى: إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً؛ المعنى:

لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم، ومثله: وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك، وإنْ

كادوا ليَسْتَفِزُّونك؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ، ضَرْبُ قوله: اتَّقُوا اللهَ

وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين،

وكذلك قوله تعالى: فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله؛

معناه إذْ كنتم، قال: وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع

إذْ أَيضاً، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا، من ذلك قوله عز وجل: لا

تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا؛ مَنْ خَفضَها

جعلَها في موضع إذا، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب؛ ومنه قوله

تعالى: وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ؛ من خفضها جعلها

في موضع إذا، ومن نصبها ففي إذ. ابن الأَعرابي في قوله تعالى: فذَكِّرْ

إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى؛ قال: إنْ في معنى قَدْ، وقال أَبو العباس: العرب

تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد، قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولونه

فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فقالوا: نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما

قام زيد. وقال الفراء: إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء، والعرب تُجازِي بحروف

الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ

وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما. وسئل ثعلبٌ: إذا قال الرجل لامرأَته إن

دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، متى تَطْلُق؟ فقال: إذا

فَعَلَتْهما جميعاً، قيل له: لِمَ؟ قال: لأَنه قد جاء بشرطين، قيل له:

فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ؟ فقال: هذه مسأَلةُ محال

لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ، قيل له: فإن قال أَنت طالِقٌ إذا

احْمَرَّ البُسْرُ؟ قال: هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ، قال

الأَزهري: وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ

طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها

بموته أَو بموتِها، قال: وهو قول الكوفيين، ولو قال إذا لم أُطَلِّقْك

ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق، فسكتَ مدَّةً

يمكنه فيها الطّلاق، طَلُقَت؛ قال ابن سيده: إنْ بمعنى ما في النفي

ويُوصل بها ما زائدة؛ قال زهير:

ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ

تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ

قال ابن بري: وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ

القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه:

ورجَّ الفتى للْخَيْر، ما إنْ رأَيْتَه

على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ

وقال ابن سيده: إنما دخَلت إنْ على ما، وإن كانت ما ههنا مصدريةً،

لِشَبَهَها لفظاً

بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما

المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ، أَلا ترى أَنك لو لم

تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها؟

قال سيبويه: وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا، أَلْزَموها ما عوضاً، وهذا

أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً

ما، فيُلْزمون ما، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ،

واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل، وإن كان ليْس مِثْلَه، وإنَّما هو شاذ، ويكونُ

الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ. وفي حديث بيع الثمر: إمّا لا فلا تبَايَعُوا

حتى يَبْدُوَ صلاَحُه؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات

كثيراً، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث، وأَصلها إنْ وما ولا،

فأُدْغِمت النونُ في الميم، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالت العربُ

لا إمالةً

خفيفةً، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً، وهي خطأٌ،

ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ

الجزاء، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك: إنْ تأْتني آتِك،

وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى: إنِ

الكافرون إلاّ في غُرور؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما قال الأَغْلَبُ

العِجْليُّ:

ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَارا

قال ابن بري: إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر، قال: وقد تكون في

جواب القسم، تقول: والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت، قال: وأَنْ قد تكون بمعنى

أَي كقوله تعالى: وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال: وأَن قد تكون

صِلةً

لِلَمَّا كقوله تعالى: فلما أَنْ جاء البشيرُ؛ وقد تكون زائدةً كقوله

تعالى: وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم

الله؛ قال ابن بري: قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً

لِلَمّا وقد تكون زائدةً، قال: هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي

الزائدةُ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ، قال: وقد تكونُ

زائدةً مع ما كقولك: ما إنْ يقُومُ زيد، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد

من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله

تعالى: إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك، لئلا يلتبس بإنْ

التي بمعنى ما للنفي. قال ابن بري: اللامُ هنا دخلت فرقاً

بين النفي والإيجاب، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ

ولا خبر، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له، وقد تدخُلُ هذه

اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً، ومع الفاعل في قولك إن قام

لزيدٌ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، يريدون

إنْ، فيُبْدِلون، وتكون زائدةً مع النافية. وحكى ثعلب: أَعْطِه إنْ شاء

أَي إذا شاء، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه. وأَنْ

تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ، قال سيبويه: وقولُهم

أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً

انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما، وهي ما للتوكيد، ولَرِمَت

كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل، كما كانت الهاءُ

والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء؛ فأَما قول الشاعر:

تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ،

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ،

تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي

فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني، فأَبدل العينَ

مكان الهمزة، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ، وهي مذكورة في موضعها، ويجوز أَنْ يكون

أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي

كانت قول قَتْلاً قَتْلاً

أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به؛ وقوله:

إني زَعيمٌ يا نُوَيْـ

ـقَةُ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح،

أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ

مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح.

قال ثعلب: قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل

عنهما، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم، وتكون

زائدة مع لما التي بمعنى حين، وتكون بمعنى أَي نحو قوله: وانْطَلَق

الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال بعضهم: لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي

ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ

إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها،

ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، وحكى ثعلب أيضاً:

أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء، ولا تُعْطِه إلا أَن

يشاءَ، معناه إذا شاء فأَعْطِه. وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ: قال له

ارْكَبْها، قال: إنها بَدنةٌ، فكرر عليه القولَ فقال: ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت

بَدنةً. التهذيب: للعرب في أَنا لغاتٌ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ

عليها قلت أَنا بوزن عَنَا، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك، بوزن

عَنَ فَعَلْتُ، تحرّك النون في الوصل، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير

المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها، ومن العرب من يقول أَنا

فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن، ومنهم مَن يُسَكِّنُ

النونَ، وهي قليلة، فيقول: أَنْ قلتُ ذلك، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى

آنَ قلتُه؛ قال عديّ:

يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ،

مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟

وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ:

أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني،

أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ، فاعْرِفوني

وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع،

فإن قيل: لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا؟ فقيل:

لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا، وأَما أَنْتَ

فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه، فلذلك

ثُنِّيَ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت

النوناتُ فحُذِفت إحداها، وقيل إنَّا، وقوله عز وجل: إنَّآ أَو إِيَّاكم

(الآية) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا

على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك، معناه إني وإنك، فافْهمه؛ وقال:

إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم،

فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ

إنَّا تثنيةُ إني في البيت. قال الجوهري: وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ

مكنيٌّ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً

بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي

لبيان الحركة في الوقف، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما قال:

أَنا سَيْفُ العَشيرةِ، فاعْرفوني

جميعاً، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا

واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير

أَن تكون مضافة إليه، تقول: أَنت، وتكسر للمؤَنث، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ، وقد

تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول: أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ؛ حكي ذلك عن

العرب، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر، وإنما تتصل بالمُظهر، تقول:

أَنتَ كزيدٍ، ولا تقول: أَنت كِي، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان

بمنزلة المُظْهَر، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل. قال ابن سيده: وأَنَ اسم

المتكلم، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت، مَرْويّ عن قطرب أَنه

قال: في أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ

فعلت، وأَنَهْ فعلت؛ حكى ذلك عنه ابن جني، قال: وفيه ضعف كما ترى، قال ابن

جني: يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً

من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء

قِبَلَه، فهي بدل من الأَلف، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان

الحركة كما أُلحقت الأَلف، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في

كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا

للسكوت: وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ. وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ

أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وتقول في التثنية

أَنْتُما، قال ابن سيده: وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في

أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ

يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما،

يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً، على حدّ زيد وزيدان. ويقال: رجل

أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ.

فلل

(فلل) : أَفلّهُم الدَّهْرُ أي أَذْهَبَ أَمْوالَهُم.
(فلل) السَّيْف مُبَالغَة فِي فَلهُ والثغر حدد أَسْنَانه ونظفه
(ف ل ل) : الْفَلُّ) الْمُنْهَزِمُونَ مِنْ فَلَّهُ إذَا كَسَرَهُ (وَالْفَلَق) الْمُهْرُ وَالْجَمْعُ أَفْلَاءٌ كَعَدُوٍّ وَأَعْدَاءٍ.
ف ل ل : الْفُلْفُلُ بِضَمِّ الْفَاءَيْنِ مِنْ الْأَبْزَارِ قَالُوا وَلَا يَجُوزُ فِيهِ الْكَسْرُ وَفَلَلْتُ الْجَيْشَ فَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَانْفَلَّ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَالْفَلُّ كَسْرٌ فِي حَدِّ السَّيْفِ وَالْجَمْعُ فُلُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
(فلل) - في حديث الحجَّاج بن عِلاطٍ - رضي الله عنه: "لَعَلِّي أُصِيب من فَلِّ مُحمدٍ وأصحابه"
الفَلُّ: المُنهَزِمون، من فَلَلتُ الحديدَ؛ إذا كسرتَ حدَّها: أي لَعَلِّي أَشتَري مِمَّا أُصِيب من الغَنائم في الوقْعَة وَقْت انْهزامِهم. وأصل الفَلِّ: الكَسْر والهَزْم، وجمعه فُلُولٌ وفِلالٌ.

فلل


فَلَّ(n. ac. فَلّ)
a. Broke, notched, jagged (sword).
b. Overthrew, discomfited, defeated, routed.
c. [ coll. ], Fled, ran away.
d. [ coll. ], Returned home, came
back.
e.(n. ac. فَلّ) ['An], Left temporarily (reason).

فَلَّلَa. see I (a) (b).
c. [ coll. ], Sent, drove away; put
to flight.
أَفْلَلَa. Lost his property, was beggared.
b. Was dry, arid, barren (country).
c. Was in a barren country.

تَفَلَّلَإِنْفَلَلَإِفْتَلَلَa. Pass. of I (a), (b).

إِسْتَفْلَلَa. Took a tenth of.
b. see I (b)
فَلّ
(pl.
فُلُوْل)
a. Notch, break; portion.
b. Spark.
c. Filings.
d. (pl.
فِلَاْل
فُلُوْل), Defeated, routed; fugitive.
e. (pl.
فُلّ
أَفْلَاْل Waterless desert.
f. Company.
g. A kind of cloth.

فَلَّة
a. [ coll. ], Rout, flight.
b. [ coll. ], Return.
فِلّa. see 1 (e) & 3
(b).
فِلِّيَّة
(pl.
فَلَاْلِيّ)
a. see 1 (e)
فُلّ
(pl.
فُلُوْل فُلَّاْل)
a. see 1 (d)b. Jasmine.

أَفْلَلُa. see 25 (a)
فَلِيْلa. Notched, jagged.
b. Knot of hair.
c. see 1 (f)
فَلِيْلَةa. see 25 (b)
فُلُوْلa. see 1 (f)
N. P.
فَلڤلَإِنْفَلَلَa. see 25 (a)
كَتِيْبَة فُلَّى
a. Routed, fugitive army.

فِلٌّ مِنَ الخَيْر
a. Devoid of good.

يَا فُلُ
a. يَا فُلَان O thou!
فُلَان
a. So & so.
[فلل] الفلُّ بالفتح: واحد فُلولِ السيف، وهي كسورٌ في حدّه. وسيفٌ أفَلُّ بيِّن الفَلَلِ. ونَضِيٌّ مُفَلَّلٌ، إذا أصاب الحجارة فكسرته. وتَفَلَّلَتْ مضاربه، أي تكسَّرت. ويقال أيضاً: جاء فَلُّ القوم، أي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع. يقال: رجلٌ فَلٌّ، وقومٌ فَلٌّ، وربَّما قالوا: فَلولٌ وفِلالٌ. وفَللتُ الجيش: هزمته. وفَلٌّهُ يَفُلُّهُ بالضم، يقال فَلَّهُ فانْفَلَّ، أي كسره فانسكر. يقال: من قل ذل، ومن أمر فل. والفل بالكسر: الارض التى لم تمطر ولا نبات بها. وقال يصف العزى، وهى شجرة كانت تعبد: وأن التى بالجزع من بطن نخلة ومن دانها فل من الخير معزل أي خال من الخير. ويروى: " ومن دونها " أي الصنم المنصوب حول العزى. وقال الراجز يصف إبلا حرقها حمض بلاد فل وغتم نجم غير مستقل يقال: أفْلَلْنا، أي صِرنا في فِلٍّ من الأرض. وأفَلَّ الرجلُ أيضاً، أي ذهب ماله. والفَليلُ والفَليلَةُ: الشعر المجتمع. والفَليلُ: نابُ البعير إذا انثلم. والفلفل بالضم: حب معروف. وشرابٌ مُفَلْفَلٌ: أي يلذع لذعَ الفلفل. وتفلفل قادمتا الضرع، إذ اسودت حلمتاهما قال ابن مقبل:

لها توأبانيان: لم يتفلفلا * والتوأبانيان: قادمتا الضرع. وقولهم في النداء: يا فل، مخففا إنما هو محذوف من يا فلان، لا على سبيل الترخيم، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا. وربما قيل ذلك في غير النداء للضرورة. قال أبو النجم.* في لجة أمسك فلانا عن فل
[فلل] نه: فيه: شجك أو "فلك"، الفل الكسر والضرب، تقول: إنا بين شج رأس أو كسر عضو أو جمع بينهما، وقيل: أراد بالفل الخصومة. ومنه ح سيف الزبير: فيه "فلة فلها" يوم بدر، هي الثلمة في السيف، وجمعها فلول. ك: فلة - بفتح فاء، وفلها - بلفظ مجهول، وها - راجع إلى الفلة. نه: وح: و "لا تفلوا" المدى بالاختلاف، كنى بفل السكين عن النزاع والــشقاق. ومنه ح صفة الصديق: ولا "فلوا" له صفاة، أي كسروا له حجرا، كنت به عن قوته في الدين. وح: على: يستزل لبك و "يستفل" غربك، هو يستفعل من الفل: الكسر، والغرب: الحد. وفيه: لعلي أصيب منحمد وأصحابه، الفل: القوم المنهزمون، من الفل: الكسر، مصدر سمى به فاستوى فيه الواحد وغيره، وربما قيل: فلول وفلال، وفل الجيش يفل - إذا هزمه، أراد: لعلي أشتري مما أصيب من غنائهم عند الهزيمة. ومنه: "فل" من القوم هارب، وش كعب: إن يترك القرن إلا وهو "مفلول"؛ أي مهزوم. وح: في يده - أي معاوية - "فليلة"، هي كبة من شعر. وفيه: أي "فل"! ألم أكرمك؟ معناه: يا فلان، وليس ترخيما وإلا ضم أو فتح، هو بسكون لام، بل ارتجلت في النداء، وقلت في غيره: فبنو أسد تسوى فيه الواحد وغيره، وغيرهم يثنى ويجمع، وفلان وفلانة كناية عن الذكر والأنثى، من الناس منكرا ومن غيرهم معرفا، وقيل: مرخم فلان، فتفتح اللام عندهم وتضم. ومنه ح: الجائر يلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال: أي "فل"! أين ما كنت تصف. ط: ومنه: أي "فل"! ألم أسودك؟ أي - حرف نداء، وفل - بضم فاء وسكون لام محذوف فلان، أي ألم أجعلك سيدا، وأذرك - أي أدعك، ترأس - تصير رئيس القوم، أي ألم أمكنك على القوم، قوله: فذكر مثله - أي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني مثل ما ذكر في الأول من سؤال الله وجواب العبد، وأما حكم الثالث فليس كذلك فإنه لما ذكر الله نعماءه قال: آمنت بكتابك - الخ، فقال: ههنا إذن، أي إذا أثنيت على نفسك فاثبت هنا حتى تعرف أعمالك، وذلك أي السؤال والجواب وختم الفم وتطليق الفخذ، ليعذر - ببناء الفاعل من الإعذار أي يزيل عذره من قبل نفسه بكثرة ذنوبه وشهادة أعضائه عليه.
فلل
فلَّ1/ فلَّ عن فَلَلْتُ، يَفَلّ، افْلَلْ/ فَلَّ، فَلَلاً، فهو أفلُّ، والمفعول مَفْلول (للمتعدِّي)
• فلّ السَّيفُ ونحوُه: تثلّم حدُّه؛ صار ضعيف القطع "فلَّت السكينُ لكثرة استعمالها- سيف أفَلّ".
• فلَّ السَّيفَ: كسَره في حدِّه.
• فلَّ عن فلانٍ عقلُه: ولَّى ثم رجع. 

فلَّ2 فَلَلْتُ، يَفُلّ، افْلُلْ/ فُلَّ، فَلاًّ، فهو فالّ، والمفعول مَفْلول
• فلَّ السَّيفَ ونحوَه: ثلَم حدَّه؛ جعله ضعيف القطع "فلّ الاستعمالُ الطَّويلُ السِّكِّينَ- لا يَفُلّ الحديدَ إلاّ الحديدُ [مثل]: يُضرب في أنَّ الشَّيءَ لا يؤثّر فيه إلا ما كان من جنسه".
• فلَّ القومَ: كسرهم وهزمهم. 

انفلَّ ينفَلّ، انفَلِلْ/ انْفَلَّ، انفلالاً، فهو مُنفلّ
• انفلَّ السَّيفُ ونحوُه: انثلم حَدُّه؛ انكسر "ضَرب الصَّخرةَ بالسَّيف فانفلّ".
• انفلَّ القومُ: انهزموا. 

تفلَّلَ يتفلَّل، تفلُّلاً، فهو مُتَفَلِّل
• تفلَّل السَّيْفُ: تثلَّم.
• تفلَّل القومُ: تفرّقوا مهزومين من القتال. 

فلَّلَ يفلِّل، تفليلاً، فهو مُفلِّل، والمفعول مُفلَّل
• فلَّل السَّيفَ: فلّه وثلَم حدَّه. 

أفَلُّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فلَّ1/ فلَّ عن. 

فَلّ [مفرد]: ج فُلول (لغير المصدر): مصدر فلَّ2.
• فلول الشَّيء: ما انفصل أو تناثر منه، كبرادة الحديد، وشرر النار، وغيرهما ° فلول الجيش: الجماعات المتفرِّقة من الجنود المنهزمين. 

فَلَل [مفرد]: مصدر فلَّ1/ فلَّ عن. 

فُلّ [جمع]: مف فُلَّة: (نت) نبات من فصيلة الزَّيتونيّات، زهره ذكيّ الرائحة، نقيّ البياض، وهو أحد أنواع جنس الياسمين، يُقال له أيضًا الياسمين الزّنبقيّ. 

فِلَّة [مفرد]: سِدادة للقارورة من الفِلِّين. 
[ف ل ل] الفَلُّ الثَّلْمُ في أي شيء كان فَلَّهُ يَفُلُّه فَلاّ وفَلَّلَهُ فَتَفَلَّلَ وانْفَلَّ وافْتَلَّ قال بعض الأَغْفَالِ

(لو تَنْطَحُ الكُنَادِرَ العُضُلاَّ ... فَضَّتْ شؤونَ رأْسِهِ فافْتَلاَّ)

وسيفٌ فَلِيلٌ مَفْلولٌ وأَفَلُّ أي مُنْفَلٌّ قال عنترةٌ

(وسيفي كالعَقِيقَةِ وهو كُمْعِي ... سلاحي لا أفَلَّ ولا فُطَارا)

وفُلُولُه ثُلَمُه واحدها فَلٌّ وقد قيل الفُلُولُ مصدرٌ والأول أصَحُّ والفَلِيلُ نابُ البعير المُتَكَسِّرُ وفَلَّ القومَ يَفْلَّهم فلاّ هَزَمهم فانْفَلُّوا وتَفَلَّلوا وقوم فَلٌّ مُنهزِمون والجمع فُلولٌ وفُلاَّلٌ أبو الحَسَنِ لا يَخْلو من أن يكون اسمَ جمعٍ أو مصدرًا فإن كان اسمَ جمعٍ فقياسُ واحِدِهِ أن يكون فالاّ كشارِبٍ وَشَرْبٍ ويكون فالٌّ فاعِلاً بمعنى مَفْعولٍ لأنه هو الذي فُلَّ ولا يَلْزَمُ أن يكون فُلولٌ جَمْعَ فَلٍّ بل هو جمعُ فَالٍّ لأن جمعَ اسم الجمعِ نادِرٌ كجمعِ الجمعِ وأما فُلاَّلٌ فجمعُ فالٍّ لا مَحَالَةَ لأن فَعْلاً ليس مما يُكَسَّرُ على فُعَّالٍ وإن كان مصدرًا فهو من بابِ نَسْجِ اليَمَنِ أي أنه في معنى مفعولٍ هذا تفسيرُ ما أجْملَهُ أهلُ اللُّغَةِ والفَلُّ الجماعةُ والجمع كالجمعِ وهو الفَليلُ والفَلُّ ما نَدَرَ من الشيء كَسُحَالةِ الذَّهبِ وبرادة الحديد وشَرَرِ النار والجمعُ كالجمعِ وأَرْضٌ فِلٌّ وفَلٌّ جَدْبَةٌ وقيل هي التي أخْطَأَها المطر أعوامًا وقيل هي الأرضُ التي لَمْ تُمْطَر بين أَرْضَيْنِ مَمْطوَرَتَيْنِ أبو عبيدةَ هي الخَطِيطَةُ فأمَّا الفِلُّ فالَّتِي تُمْطَرُ ولا تُنْبِتُ قال أبو حنيفةَ أَفَلَّتِ الأرض صارت فِلاّ وأنشدَ

(وكمْ عَسَفَتْ من مَنْهَلٍ مُتَخَاطِئٍ ... أَفَلَّ وأَقْوى فالجِمامُ طَوامِ)

وقيل الفلُّ الأرض القفرة والجمع كالواحد وقد تكسر على أفلال وأفْلَلْنا وَطِئْنا أرضًا فِلاّ وأفَلَّ الرجلُ ذهب مَالُه مأخوذٌ من الأرضِ الفِلِّ واسْتَفَلَّ الشَّيءَ أَخَذَ منه أدنى جزءٍ لِعُسْرِهِ والفَلِيلَةُ والفَليلُ الشَّعَرُ المجتَمِعُ فإما أن يكون من باب سَلَّةٍ وسَلٍّ وإما أن يكون من الجمعِ الذي لا يفارِق واحِدَهُ إلا بالهاءِ قال الكُمَيْتُ

(ومُطَّرَدُ الدِّماءِ وحيث يُلْقَى ... من الشَّعَرِ المُضَفَّرِ كالفَلِيلِ)

والفَلِيلُ اللِّيفُ هُذَلِيَّةٌ وفَلَّ عنه عَقْلُه يَفِلُّ ذهب ثم عاد والفُلْفُلُ معروفٌ ولا يَنْبُتُ بأرض العرب وقد كَثُر مَجيئه في كلامِهم وأصلُ الكَلِمَةِ فارسيةٌ قال أبو حنيفةَ أخبرني من رأى شَجَرَهُ فقال شَجَرَةٌ مِثلُ شجر الرُّمانِ سَواءً وبين الورقَتَيْن منه شِمْراخانِ مَنْظومانِ والشِّمْراخُ في طول الإِصْبَعِ وهو أخْضَرُ فَيُجْتَنى ثم يُشَرُّ في الظِّلِّ فَيَسْودُّ ويَتَكَمَّشُ وله شوكٌ كشوكِ الرُّمانِ وإذا كان رَطْبًا رُبِّبَ بالماء والمِلْحِ حتى يُدْرِكَ ثم كما يُؤكلُ البُقولُ المُرَبَّبَةُ على الموائدِ فيكون هاضُومًا واحدَتُه فُلْفُلَةٌ وقد فَلْفَلَ الطَّعامَ والشَّرابَ قال

(كأن مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلاً فًا مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَلِ)

ذَكَّرَ على إرادة الشراب والمُفَلْفَلُ ضرب من الوَشْي عليه كَصَعاريرِ الفُلْفُلِ وتَفَلْفَلَ شَعَرُ الأسْودِ اشْتدَّت جُعودَتُه وربما سُمي ثَمَرُ البَرْوَقِ فُلْفُلاً تَشْبيها بهذا الفُلْفُلِ المتقدمِ قال

(وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودًا فُلْفُلُهْ ... )

ومَنْ رَوَى فِلْفِلُه فقد أخطأ لأن الفِلْفِلَ ثَمرُ شجرٍ من العِضاه وأهل اليمنِ يُسَمُّون ثمرَ الغَافِ فِلْفِلا وأَديمٌ مُفَلْفَلٌ نَهَكَهُ الدِّباغُ

فلل: الفَلُّ: الثَّلْم في السيف، وفي المحكم: الثَّلْم في أَيّ شيء

كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قال

بعض الأَغْفال:

لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ،

فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ

وفي حديث أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ،

الفلُّ: الكسر والضرب، تقول: إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع

بينهما، وقيل: أَرادت بالفَلِّ الخصومة. وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي

مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة:

وسَيْفي كالعَقِيقة، وهو كِمْعي،

سِلاحي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا

وفُلولُه: ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، وقد قيل: الفُلول مصدر، والأَول أَصح.

والتَّفْلِيل: تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف؛

وأَنشد:

بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ

وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذو فُلول. والفَلُّ، بالفتح: واحد فُلول

السيف وهي كُسور في حدِّه. وفي حديث سيف الزبير: فيه فَلَّة فُلَّها يوم

بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف، وجمعه فُلول؛ ومنه حديث ابن عوف: ولا

تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين، كنى

بفَلِّها عن النزاع والــشقاق. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما:

ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته في

الدِّين. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ

غَرْبَك؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، والغرب الحدُّ. ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا

أَصاب الحجارة فكسرته. وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت.

والفَلِيل: ناب البعير المتكسر، وفي الصحاح: إِذا انثلَم.

والفَلُّ: المنهزِمون. وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ: هزمهم فانفَلُّوا

وتَفَلَّلوا. وهم قوم فَلٌّ: منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل؛ قال أَبو

الحسن: لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقياس

واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول

لأَنه هو الذي فُلَّ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ،

لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا

محالة، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب

نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ما أَجمله

أَهل اللغة. والفَلُّ: الجماعة، والجمع كالجمع، وهو الفَلِيل. والفَلُّ:

القوم المنهزمون وأَصله من الكسر، وانْفَلّ سِنُّه؛ وأَنشد:

عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ،

طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ

وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر. والفُلَّى: الكتيبة المُنْهزمة، وكذلك

الفُرَّى، يقال: جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع؛ قال

ابن بري: ومنه قول الجعدي:

وأَراه لم يُغادِر غير فَل

أَي المَفْلول. ويقال: رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ، وربما قالوا فَلُول

وفِلال. وفَلَلْت الجيش: هزمته، وفَلَّه يفُلُّه، بالضم. يقال: فَلَّه فانفَلَّ

أَي كسره فانكسر. يقال: مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ. وفي حديث الحجاج

بن عِلاط: لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه؛ الفَلُّ: القوم

المنهزمون من الفَلِّ الكسر، وهو مصدر سمي به، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من

غنائمهم عند الهزيمة. وفي حديث عاتكة: فَلّ من القوم هارب؛ وفي قصيد

كعب:ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ

أَي مهزوم: والفَلُّ: ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد

وشَرَر النار، والجمع كالجمع. وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وقيل: هي التي

أَخطأَها المطر أَعواماً، وقيل: هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين

ممطورتين؛ أَبو عبيدة: هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت.

قال أَبو حنيفة: أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ؛ وأَنشد:

وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ

أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي

غيره: الفِلُّ: الأَرض التي لم يصبها مطر. وأَرض فلٌّ: لا شيء بها،

وفَلاةٌ منه، وقيل: الفِلُّ الأَرض القفرة، والجمع كالواحد، وقد تكسَّر على

أَفْلال. وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض. وأَفْلَلْنا: وطئنا

أَرضاً فِلاًّ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت

تُعبد:شَهِدْت، ولم أَكذِب، بأَنَّ محمداً

رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ

وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ،

ومَنْ دانَها، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ

أَي خالٍ من الخير، ويروى: ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل

العُزَّى؛ وقال آخر يصف إِبلاً:

حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ

وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ،

فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي

الغتْم: شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس. وقال ابن شميل: الفَلالِيُّ

واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من

العام المقبل. ويقال: أَرض أَفْلال؛ قال الراجز:

مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ

وقال الفراء: أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر؛ قال الشاعر:

أَفَلَّ وأَقْوَى، فهو طاوٍ، كأَنما

يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل

وأَفَلَّ الرجل: ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ.

واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره. والاسْتِفْلال: أَن

يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا

يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً.

والفَلِيلة: الشعر المجتمع. المحكم: الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع،

فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا

يفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكميت:

ومُطَّرِدِ الدِّماء، وحيث يُلْقى

من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل

قال ابن بري: ومنه قول ابن مقبل:

تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه

وقال ساعدة بن جؤية:

وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه

مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لها فَلِيلُ

وفي حديث معاوية: أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة؛

الفَلِيلة: الكُبَّة من الشعر. والفَلِيل: الليفُ، هذلية.

وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ: ذهب ثم عاد.

والفُلْفُل، بالضم

(* قوله «والفلفل بالضم إلخ» عبارة القاموس: والفلفل

كهدهد وزبرج حب هندي): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في

كلامهم، وأَصل الكلمة فارسية؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني من رأَى شجرَه فقال:

شجره مثل شجر الرمَّان سواء، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان،

والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ

وينكمِش، وله شوك كشوك الرمان، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى

يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون

هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، وقد فَلْفل الطعام والشراب؛ قال:

(* امرؤ القيس في معلقته).

كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً،

صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل

ذكَّر على إِرادة الشراب. والمُفَلْفَل: ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير

الفُلْفُل. وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة

الفُلْفُل وصِغَرَه. وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي

اللسانَ. وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل. وتَفَلْفَل قادِمَتا

الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل:

فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً،

لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا

التَّوْأَبانِيَّان: قادِمَتا الضرع. والفُلْفُل: الخادم الكيِّس. وشعَر

مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. المحكم: وتَفَلْفَل شعر الأَسود

اشتدَّت جُعودته، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل

المتقدم؛ قال:

وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه

ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، وأَهل

اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ. وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ.

وفي حديث عليّ: قال عَبْد

خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا

هو يتَفَلْفَل، وفي رواية السُّلمي: خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل؛

قال ابن الأَثير: قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء

والمِسواك في فِيه يَشُوصُه؛ ويقال: جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية

المتبختر، وقيل: هو مُقارَبة الخُطى، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين؛ وقال

القتيبي: لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك، قال: ولعله يتَتَفَّل لأَن من

استاك تَفَل. وقال النضر: جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه

بالسِّواك. وفَلْفَل إِذا استاك، وفَلْفَل إِذا تبختر، قال: ومن خفيف هذا الباب

فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ؛ قال الكميت:

وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها

يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ

وللمرأَة: يا فُلَة. قال سيبويه: وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم

يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء، ولكنهم بنوا الاسم على

حرفين وجعلوه بمنزلة دَم؛ قال: والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد

يقول يا فُلْ، وهذا اسم اختص به النداء، وإِنما بُني على حرفين لأَن

النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية

لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير

النداء؛ قال أَبو النجم:

تَدافَعَ الشيبُ، ولم تقْتلِ

في لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ

فكسر اللام للقافية؛ الجوهري: قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو

محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم، قال: ولو كان ترخيماً لقالوا يا

فُلا. وفي حديث القيامة: يقول الله تبارك وتعالى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك

وأُسَوِّدْك؛ معناه يا فُلان؛ قال ابن الأَثير: وليس ترخيماً لأَنه لا

يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه:

ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء، وجاء أَيضاً في غير

النداء؛ وقال الجوهري: ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة، فبنو

أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني

ويجمع ويؤنث، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، فإِن

كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة، قال: وقال قوم إِنه ترخيم

فُلان، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي

الترخيم. وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقَى في النار

فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف؟

فلل
{فَلَّهُ} يَفُلُّهُ {فَلاًّ،} وفَلَّلَه {تَفليلاً: ثَلَمَهُ،} فتَفَلَّلَ {وانْفَلَّ} وافْتَلَّ، الأَخيران مُطاوِعا فَلَّهُ، {وتَفَلَّلَ مُطاوِع} فَلَّلَه، وَلذَا قَالَ شيخُنا: فِيهِ نَخليطٌ بالنِّسبَةِ لِقواعِدِ الصَّرْفِيِّينَ، ويُحمَلُ كلامُه على اللَّفِّ والنشرِ المُشَوَّشِ، انْتهى، وَقَالَ بعضُ الأَغفالِ: لوْ تَنطَحُ الكُنادِرَ العُضُّلا قَضَّتْ شؤونَ رأْسِهِ {فافْتَلاّ وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْ: شَجَّكِ، أَو} فَلَّكِ، أَو جمعَ كُلاًّ لكِ، أَرادَتْ {بالفَلِّ الكَسْرَ والضَّرْبَ، تقولُ: إنَّها مَعَه بَين شَجِّ رأْسٍ، أَو كَسْرِ عُضْوٍ، أَو جَمْعٍ بينَهُما، وَقيل: أَرادت بالفَلِّ الخُصُومَةَ. (و) } فَلَّ القَومَ {يَفُلُّهُم فَلاًّ: هزمَهُم} فانْفَلُّوا {وتَفَلَّلوا، أَي انهَزَموا. وقَومٌ} فَلٌّ: مُنهزِمونَ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد والجَمعُ، قَالَ ابنُ برّيّ: وَمِنْه قولُ الجَعدِيِّ: وأُراهُ لمْ يُغادِرْ غيرَ {فَلُّ أَي} المَفلول، وَفِي قصيدِ كَعْبٍ: أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاّ وهوَ {مَفلولُ أَي مَهزوم: ج:} فُلولٌ، بالضَّمِّ، {وأَفلالٌ، هَكَذَا فِي لنُّسخ، والصّوابُ} فُلاّلٌ كرُمّانٍ، فَفِي المُحكَمِ قَالَ أَبو الحَسَنِ: لَا يَخلو من أَن يكونَ اسْمَ جَمعٍ أَو مَصدراً، فَإِن كانَ اسْمَ جَمعٍ فقِياسُ واحِدِه أَنْ يكونَ {فالاًّ، كشارِبٍ وشَرْبٍ، ويكونَ} فالٌّ فاعِلاً بمَعنى مَفعولٍ، لأَنَّه هُوَ الَّذِي {فُلَّ، بل هُوَ جَمع فالٍّ، لأَنَّ جَمعَ الجَمعِ نادِرٌ، وأَمّا فُلاّلٌ فجَمعُ فالٍّ لَا مَحالَةَ، لأَنَّ فَعلاً لَيْسَ مِمّا يُكَسَّرُ على فُعَّالٍ، فتأَمَّلْ. وسَيْفٌ} فَليلٌ، {ومَفلولٌ،} وأَفَلُّ، {ومُنْفَلٌّ: أَي مُنثَلِمٌ، قَالَ عنترَةُ:
(وسيفي كالعَقيقَةِ وَهُوَ كِمْعِي ... سِلاحي لَا} أَفَلَّ وَلَا فُطارا)
وسَيْفٌ أَفَلُّ، بيِّنُ {الفُلَلِ: ذُو} فُلولٍ. {وفُلولُهُ: ثُلَمُه، وَهِي كَسورٌ فِي حَدِّه، واحدُها فَلٌّ، وَقد قيلَ:} الفُلولُ مَصدَر، والأَوّلُ أَصَحُّ، قَالَ النّابغَةُ الذُّبيانِيّ: بِهِنَّ فُلولبٌ من قِراعِ الكَتائبِ وَفِي حديثِ سيفِ الزُّبَيرِ: فِيهِ {فَلَّةٌ} فُلَّها يومَ بَدْرٍ، {الفَلَّةُ: الثُّلْمَةُ فِي السَّيفِ.} والفَليلُ: نابُ البعيرِ المُنكَسِرُ، وَفِي الصِّحَاح إِذا انْثَلَم. (و) {الفَليلُ: الجَماعَةُ،} كالفَلِّ، والجمعُ فُلولٌ، قَالَ أَعشى باهِلَةَ: (فجاشَتِ النَّفْسُ لمّا جاءَ {فَلُّهُمُ ... وراكِبٌ جاءَ من تَثليثَ مُعتَمِرُ)
) أَي جماعَتُهمُ المُنهزِمون. الفَليلُ: الشَّعْرُ المُجتمعُ،} كالفَليلَةِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: فإمّا أَنْ يكونَ من بابِ سَلَّةٍ وسَلٍّ، وإمّا أَنْ يكونَ من الجَمعِ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحِدَهُ إلاّ بالهاءِ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(ومُطَّرِدِ الدِّماءِ وحيثُ يُلْقَى ... مِنَ الشَّعْرِ المُضَفَّرِ {كالفَليلِ)
والجَمعُ} فَلائلُ، وأَنشدَ ابنُ بريّ لابنِ مُقبل: تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُهُ {وفَلائِلُهْ وَفِي حَدِيث معاوِيَةَ: أَنه صَعِدَ على المِنبَرِ وَفِي يَده فَليلَةٌ وطَريدَةٌ،} الفَليلَةُ: الكُبَّةُ من الشَّعَر، وقالَ الزَّمَخشَريُّ: وكأَنَّ المُرادَ الكُبَّةُ من الدِّمَقْسِ. الفَليلُ: اللِّيفُ، هُذَلِيَّةٌ. {والفَلُّ: مَا ندَرَ عَن الشيءِ كسُحالَةِ الذَّهَبِ، وبُرادَةِ الحديدِ، وشَرَرِ النّارِ، وَفِي بعض النُّسخ وشِرارِ النّاسِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والجَمعُ فُلولٌ. (و) } الفَلُّ: الأَرْضُ الجَدْبَةُ، ويُكسَرُ، أَو هِيَ الَّتِي تُمطَرُ وَلَا تُنبِتُ، عَن أَبي عُبيدَةَ، أَو مَا أَخْطأَها المَطَرُ أَعواماً، أَو مَا لم تُمْطَرْ بينَ أَرْضَيْنِ مَمْطورَتينِ، وَهِي الخَطيطَةُ، وَقد ردَّهُ أَبو عُبيدَةَ، وصَوَّبَ أَنَّها الَّتِي تُمطَرُ وَلَا تُنبِتُ، وقيلَ: هِيَ الَّتِي لمْ يُصِبْها مَطَرٌ، أَو هِيَ الأَرضُ القَفْرَةُ لاشيءَ بهَا، {وفلاةٌ مِنْهَا، والجَمعُ كالواحِد، وَقد تُكَسَّرُ على} أَفلال، قَالَ الرَّاجِزُ: مَرْتُ الصَّحارَى ذُو سُهوبٍ أَفلالْ! وأَفْلَلنا: وَطِئناها، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَفَلَّ الرَّجُلُ صارَ بأَرضٍ فَلم يُصِبْهُ مَطَرٌ وأَنشدَ:
( {أَفَلَّ وأَقْوى فَهْوَ طاوٍ كأَنَّما ... يُجاوِبُ أَعلى صَوتِهِ صَوْتُ مِعْوَلِ)
(و) } الفِلُّ، بالكَسْرِ: الأَرضُ لَا نباتَ بهَا وَلم تُمطَرْ، قَالَ عبد الله بن رَواحَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(شَهدْتُ فلَمْ أَكْذِبْ بأَنَّ مُحَمَّداً ... رسولُ الَّذِي فوقَ السَّمواتِ مِنْ عَلُ)

(وأَنَّ أَبا يَحيى ويَحيى كِلَيْهِما ... لهُ عمَلٌ فِي دينِه مُتَقَبَّلُ)

(وأَنَّ الّتي بالجِزْعِ مِنْ بطْنِ نَخلَةٍ ... ومَنْ دانَها {فِلٌّ من الخَيرِ مَعْزِلُ)
أَي خالٍ من الخيرِ، ويُروى: ومَنْ دونَها، أَي الصَّنَمُ المَنصوبُ حولَ العُزَّى.
قَالَ الصَّاغانِيُّ: وتُروى القِطعَةُ الَّتِي مِنْهَا هَذِه الأَبياتُ لِحَسّانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَهِي موجودةٌ فِي أَشعارِهِما. وَقَالَ أَبو صالحٍ مَسعودُ بنُ قَيْدٍ، وَاسم قَيْدٍ، يَصِفُ إبِلا: حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتَقِلِّ فَمَا تكادُ نِيبُها تُوَلِّي)
الغَتْمُ: شِدَّةُ الحَرِّ الَّذِي يأْخُذُ بالنَّفَسِ. الفِلُّ: مَا رَقَّ من الشَّعَرِ.} واستَفَلَّ الشيءُ: أخّذَ مِنْهُ أَدنى جُزءٍ كعُشرِهِ. وَقيل: {الاستِفلالُ أَن يُصيبَ من المَوضِعِ العَسِرِ شَيْئا قَلِيلا من موضعِ طلَبِ حَقٍّ أَو صِلَةٍ، فَلَا يَسْتَفِلُّ إلاّ شَيْئا يَسِيرا.} وأَفَلَّ الرَّجُلُ، ذهبَ مالُهُ، من الأَرضِ! الفَلِّ.(تَرى بَعَرَ الصِّيرانِ فِي عَرَصاتِها ... وقِيعانِها كأَنَّه حَبُّ {فُلْفُلِ)
وَقَالَ المُرَقِّشُ الأَكبرُ، وَقيل: الأَصغَرُ:
(فكأَنَّ حَبَّةَ فُلْفُلٍ فِي جَفنِهِِ ... مَا بينَ مَضْجَعِها إِلَى إمسائِها)
وأَمّا الدَّارَ فُلْفُلَ وَهُوَ شجَرُ} الفُلْفُلِ أَوَّلَ مَا يُثْمِرُ، قَالَ شيخُنا: صَرَّحَ جماعَةٌ بأَنَّ شجرَ دارَ فُلْفُلَ غيرُ شجَرِ الفُلْفُلِ، فيَزيدُ فِي الباءَةِ ويُحدِرُ الطَّعامَ، أَي يَهضِمُه، ويُزيلُ المَغَصَ والنَّفْخَ، ويَنفَعُ من نَهشِ الهَوامِّ طِلاءً بالدُّهْنِ. قلتُ: ويُعرَفُ الدَّارَ فُلْفُلَ بمِصْرَ بعِرْقِ الذَّهَبِ، وبالفارسيَّةِ بُلْبُلْ دَرازْ. الفُلْفُل، كهُدْهُدٍ: الخادِمُ الكَيِّس، زادَ منلا عليّ فِي ناموسِه: وكزِبْرِجٍ أَيْضا مثلُ ذَلِك، بل)
هُوَ الْأَكْثَر فِي استعمالِه. قَالَ شَيْخُنا: كَذَا قَالَ وَفِيه تأمُّلٌ. الفُلْفُل: اللِّيف. فُلْفُلٌ: اسمُ رجلٍ. {وَتَفَلْفَلَ الرجلُ: قارَبَ بَين الخُطا وتبَخْتَر، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ عَن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَرَجَ علينا عليٌّ، رَضِي الله تَعالى عَنهُ، وَهُوَ} يَتَفَلْفَلُ. وَكَانَ كَيِّسَ الفِعلِ، وروى: يَتَقَلْقَل، وروى عَبْدُ خَيرٍ: أنّه خرجَ وَهُوَ يَتَفَلْفَلُ فسألْتُه عَن الوِترِ، فَقَالَ: نِعْمَ سَاعَة الوِترِ هَذِه، هَكَذَا فسَّره النَّضْرُ.
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: {تَفَلَفَلَ شاصَ فاهُ بالسِّواكِ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ، وفسَّره النَّضرُ أَيْضا هَكَذَا.
ونقلَ ابنُ الأثيرِ عَن الخَطّابيِّ يُقَال: جاءَ فلانٌ} مُتَفَلْفِلاً، إِذا جاءَ والمِسْواكُ فِي فيهِ يَشُوصُه. وَقَالَ القُتَيْبيُّ: لَا أعرفُ يَتَفَلْفَلُ بِمَعْنى يَسْتَاك، قَالَ: ولعلَّه يَتَتَفَّل لأنّ مَن استاكَ تَفَلَ، {كَفَلْفَلَ فيهمَا، عَن النَّضْر. تَفَلْفَلَ: قادِمَتا الضَّرع إِذا اسْوَدَّتْ حَلَمَتاهُما، ووُجِدَ فِي بعضِ نسخِ الصِّحاح: حَلَمَتاها قَالَ ابنُ مُقبِلٍ يصفُ نَاقَة:
(فمَرَّتْ على أَظْرَابِ هِرٍّ عَشِيَّةً ... لَهَا تَوْأَبانِيّانِ لم} يَتَفَلفَلا)
التَّوْأَبانِيّان: قادِمتا الضَّرْع. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {الفِلِّيَّة، بالكَسْر كالعِلِّيَّة: الأرضُ الَّتِي لم يُصبْها مطَرُ عامِها حَتَّى يُصيبَها المطرُ من العامِ القابِل، ج:} الفَلالِيُّ. وثوبٌ {مُفَلْفَلٌ، بالفَتْح، أَي على صيغةِ المَفعول: مُوَشَّى، داراتُ وَشْيِه كصعاريرِ الفُلْفُل، أَي تحكي استدارَتَه وصِغَرَه. وشَرابٌ مُفَلْفَلٌ: يَلْذَعُ لَذْعَةً، قَالَ:
(كأنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَلِ)
ذَكَّرَ على إرادةِ الشَّرَاب. وَقيل: خَمْرٌ مُفَلْفَلٌ أُلقيَ فِيهِ الفُلْفُلُ فَهُوَ يَحْذِي اللِّسان وطعامٌ مُفَلْفلٌ كَذَلِك. وَشَعَرٌ مُفَلْفلٌ: شديدُ الجُعودةِ. كَشَعَرِ الأَسْوَد. وأَديمٌ مُفَلْفلٌ: نَهَكَه الدِّباغُ فَظَهَرَ فِيهِ مِثل الفُلْفُل.} والأَفَلُّ: سَيْفُ عَدِيٍّ بن حاتِمٍ، الطائِيّ، رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَفِيه يَقُول:
(إنّي لأَبْذُلُ طارِفي وتِلادي ... إلاّ {الأفَلَّ وشِكَّتي والجَرْوَلا)
} وفِلفِلان، بالكَسْر: ة بأَصْبَهان، مِنْهَا: أَبُو يَعْقُوب إسحاقُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ السَّكَن، عَن إسحاقَ بن سَلْمَانَ الرّازِيّ، صاحبِ جَريرٍ، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد بنُ فارسٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَلُّ: الخُصومةُ والنزاعُ والــشِّقاقُ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضا حديثُ أمِّ زَرْعٍ كَمَا تقدَّم، وَالْمعْنَى كَسَرَكَ بخُصومتِه.} والتَّفْليلُ: تفَلُّلٌ فِي حدِّ السِّكِّين، وَفِي غروبِ الأسنانِ، وَفِي السَّيفِ، وَفِي حديثِ عائشَةَ تصفُ أَبَاهَا رضيَ الله تَعالى عَنْهُمَا: وَلَا {فَلُّوا لَهُ صَفاةً. أَي كسروا لَهُ حَجَرَاً، كَنَتْ بِهِ عَن قُوَّتِه فِي الدِّين.} واسْتَفَلَّ غَرْبَه: أَي كَسَرَه. {وَتَفَلَّلَتْ مَضارِبُه: تكَسَّرَت.} والفَلُّ: ثَوْبٌ من) مُشاقَةِ الكَتّان. {وانْفَلَّ سِنُّه: انْثَلَم، قَالَ: عُجَيِّزٌ عارِضُها} مُنْفَلُّ طعامُها اللُّهْنَةُ أَو أَقَلُّ وقومٌ {فِلالٌ، بالكَسْر: مُنْهَزِمون، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأَفَلَّت الأرضُ: صارتْ {فَلاًّ عَن أبي حنيفَة، وَأنْشد:
(وَكَمْ عَسَفَتْ من مَنْهَلٍ مُتَخاطِئٍ ... } أَفَلَّ وأَقْوَى فالجِمامُ طَوامي)
{والفَليل: العُرْف، وَبِه فسَّرَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ قولَ ساعدةَ بنِ جُؤْيَّةَ:
(وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبتْهُ ... مُذَرَّعَةٌ أُمَيْمَ لَهَا} فَليلُ)
نَقَلَه شَيْخُنا، وأمّا السُّكَّريُّ فإنّه فسَّرَه بالشَّعَر المَكْبوب. {وَتَفَلْفَلَ شَعْرُ الأسْوَد: اشتدَّتْ جُعودَتُه، كَمَا فِي المُحكَم. وربّما سُمِّي ثمَرُ البَرْوَقِ} فُلْفُلاً، تَشْبِيها بِهَذَا الفُلْفُلِ، قَالَ: وانْتَفضَ البَرْوَقُ سُوداً! فُلْفُلُه وأهلُ اليمنِ يُسمُّونَ ثَمَرَ الغافِ فُلْفُلاً. {وَفَلْفلَ} وَتَفَلْفَلَ: مَشى مُتَبَخْتِراً. {وفلاّنُ، كرُمّانٍ: ناحيةٌ ببلادِ السُّودان.} وفِيلال، بالكَسْر: اسْم سِجِلْماسَةَ، لمدينةٍ فِي الغَرب. {وفُلْفُلُ المَاء: نبتٌ يجاورُ الماءَ، سَبْطٌ ناعمُ الورَق، لَهُ حَبٌّ فِي عناقيد.} وفَلافِلُ السُّودان: حَبٌّ مُستَدير أَمْلَسُ فِي غُلُفٍ، ذِي أَبْيَاتٍ، مثل الصَّنوبر. {وفُلْفُلُ القُرود: حبُّ اللِّيم. وفُلْفُلُ الصَّقالِبَة: فنجكشت.} والفُلُّ، بالضَّمّ: عبارَة عَن ياسَمين مُضاعَفٍ، إمّا بالتركيبِ أَو بِشَقِّ أصلِه، ويُوضَعُ فِيهِ الياسمين، وَهُوَ زهرٌ نَقِيُّ البَياض، والتَّدَلُّك بورَقِه يُطَيِّبُ الْبدن. {وفُلْفُلَةُ بنُ عَبْد الله الجُعْفِيّ: تابِعيٌّ يروي عَن ابنِ مَسْعُودٍ، وَعنهُ القاسمُ بنُ حسّان، ثِقةٌ. وَفِي المثَل: من قَلَّ ذَلَّ، وَمن أَمِرَ} فَلَّ. وَغدا {فِلاًّ من الطعامِ، بالكَسْر: أَي خالِياً.} والفَليلَة: شَعَرُ زُبْرَةِ الأسَدِ، قَالَ مالكُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(يَا لَهْفَ مِن عَرْفَاءَ ذاتِ {فَليلَةٍ ... جاءَتْ إليَّ على ثلاثٍ تَخْمَعُ)
} والفُلْفِيلَة: بالضَّمّ: نهرٌ صغيرٌ يَنْشَقُّ من النِّيل.
ف ل ل: (تَفَلَّلَتْ) مَضَارِبُ السَّيْفِ أَيْ تَكَسَّرَتْ. وَ (فَلَّ) الْجَيْشَ هَزَمَهُ وَبَابُهُ رَدَّ يُقَالُ: (فُلَّهُ فَانْفَلَّ) أَيْ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ. وَيُقَالُ: مَنْ قَلَّ ذَلَّ وَمَنْ أَمَرَ فَلَّ. وَ (الْفُلْفُلُ) بِالضَّمِّ حَبٌّ مَعْرُوفٌ. وَشَرَابٌ (مُفَلْفَلٌ) يَلْذَعُ كَلَذْعِ الْفُلْفُلِ. 
ف ل ل

فلل السيف وتلفلل، وفي حدّه تفليل وتفلّل، وسيف أفل: ذم لما به من الخلل الظاهر ومدح لما ضرب به كثيراص. قال صخر الغيّ:

فيخبره بأن العقل عندي ... جراز لا أفلّ ولا أنيث

وقال حاتم:

إني لأبذل طارفي وتلادي ... إلا الأفلّ وشكّتي والجرولا

هو فرسه. وناب فليل: فل منه شيء أي كسر، وثغر مفلل: مؤشّر وفيه تفليل وتأشير. وتقول: فلّت جيوشهم، وثلث عروشهم. وذهبوا فلالاً، وطاروا شلالا؛ أي مفلولين مشلولين. وتركتهم وهم فرّ مشردون، وفل مطردون. وقرص مفلفلٌ: جعل فيه الفلفل.

ومن المجاز: فلان فل من الخير: خالٍ منه من الأرض الفل غير الممطورة. وتقول: فلان إن ذكرت الشرّ كان صلا، وإن ذكرت الخير كان فلا. وشراب مفلفل. فيه لذعة للسان كأنّ فيه فلفلاً. وهو مفلفل الشعر: شديد الجعودة. ورءوس الحبش مفلفلة وهو من الفلفل، ألا ترى إلى قول الراعي:

دسم الثياب كأن فروة رأسه ... زرعت فأنبت جانباه فلفلاً

وتفلفلت حلمات ضرع الناقة إذا اسودّت للإقراب. وقال مزاحم العقيليّ:

تكشّف عن ضاوي الغراز كأنه ... فلافل جون عهدهنّ قديم

يعني إذا رمحت الأتان العير تكشّف الضرع عن يابس ذاهب اللبن وهو صفته. وقال أبو النّجم:

وانتفض البروق سوداً فلفله ... واختلف النمل فصار ينقله

سمّى حبّه فلفلاً لسواده على سبيل الاستعارة.

ظهر

ظهر

1 ظَهَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. ظُهُورٌ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) [It was, or became, outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence,] it appeared; became apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; (S, Mgh, Msb, K, TA;) after having been concealed, or latent: (Msb, TA:) and ↓ تظاهر signifies the same. (Har p. 85.) Hence the phrase ظَهَرَ لِى رَأْىٌ (assumed tropical:) [An idea, or opinion, occurred to me], said when one knows what he did not know before. (Msb.) [And هٰذَا مَا يَظْهَرُ لِى (assumed tropical:) This is what appears to me to be the case, or to be the right way or course; or this is my opinion.] ظَهَرَ الحَمْلُ, inf. n. as above, means Pregnancy became apparent, or manifest: it is said that this is not the case in less than three months. (Msb.) and it is said in a trad. of 'Áïsheh, كَانَ يُصَلِّى العَصْرَ فِى حُجْرَتِى قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ i. e. [He used to perform the prayer of the afternoon in my chamber] before it (meaning the sun) became high and apparent: (TA:) or وَالشَّمْسُ فِى حُجْرَتِى لَمْ تَظْهَرْ بَعْدُ i. e. [when the sun was in my chamber,] it not having risen high so as to be on the flat roof [thereof]: referring to the Prophet. (O. [But العَصْرَ must be a mistranscription for الفَجْرَ, i. e. the prayer of the dawn.]) The saying in the Kur [xxiv. 31], وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [which is app. best rendered And that they discover not their ornature except what is external thereof] has been expl. in seven different ways, most correctly as meaning the clothes: (O, TA:) accord. to 'Áïsheh, it means the bracelet (القُلْب) and the ring (الفَتَخَة): and accord. to I'Ab, the hand and the signet-ring and the face. (TA.) b2: Also He went forth, or out, (Mgh, TA,) to the outside of a place. (O, TA.) b3: And He (a bird) migrated, or went down, from one country or region to another: used in this sense by AHn in relation to the vulture, migrating to Nejd. (L.) b4: ظَهَرَ عَنْهُ, said of a vice, or fault, (O, TA,) or a disgrace, (JK, A, O,) (tropical:) It did not cleave to him; (A, O, TA;) it was remote from him; (TA;) it quitted him, or departed from him. (JK.) b5: ظَهَرْتُ بِهِ, (O, TA,) inf. n. ظَهْرٌ, (K,) (assumed tropical:) I gloried, or boasted, by reason of it. (O, K * TA.) [Respecting a meaning assigned to ظَهَرَ بِفُلَانٍ in the K, see 4.] b6: أَكَلَ الرَّجُلُ أُكْلَةً

ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً means (assumed tropical:) [The man ate some food] in consequence of which] he became fat. (TA.) A2: ظَهَرَهُ He mounted it; went, or got, upon it, or upon the top of it; (S, A, * Mgh, O, Msb, K;) as also ظَهَرَ عَلَيْهِ; (O;) namely, a house, (S,) or a house-top, (A, Mgh, O,) and a mountain, (A,) and a wall; (O, Msb;) properly, he became upon its back: (Mgh:) and [in like manner] one says, فُلَانٌ نَجْدًا ↓ ظَهَّرَ, inf. n. تَظْهِيرٌ, Such a one mounted, or went up, upon the high region (ظَهْر) of Nejd. (O.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) ظَهَرَ عَلَيْهِ (S, Mgh, O, Msb, K) and بِهِ, (K,) inf. n. ظُهُورٌ (Bd in xxiv. 31) and ظَهْرٌ also, (Ham p. 301,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, or mastered, him; gained the mastery or victory, or prevailed, over him; (S, Mgh, O, Msb, K;) namely, his enemy; (Msb;) and in like manner, [he conquered, won, achieved, or attained, it, i. e.] a thing. (O, TA.) [The saying فُلَانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ is expl. in the L and TA by the words اى لا يَسْلَم, and said to be tropical: but Ibr D thinks that the correct reading is لا يُسَلِّمُ, from التَّسْلِيمُ; and that it is said of one who will not give up, or resign, what is in his hand; so that the meaning is, (tropical:) Such a one is a person whom no one will overcome in respect of that which he holds in his possession.] b3: And [hence also] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Msb, TA,) inf. n. ظُهُورٌ, (TA,) He knew, became acquainted with, or got knowledge of, him, or it. (Msb, TA.) So in the Kur xxiv. 31, وَالطِّفْلُ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ [And the young children] who have not attained knowledge of the عورات, (Bd, Jel,) meaning [pudenda, or] parts between the navel and the knee, (Jel,) of women, by reason of their want of discrimination: (Bd:) or (tropical:) who have not attained to the generative faculty; (O, Bd, * TA;) from الظُّهُورُ in the sense of الغَلَبَةُ. (Bd.) So too in the Kur [xviii. 19], إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ If they get knowledge of you. (O, TA.) b4: And [hence] ظَهَرَ عَلَيْهِ, (Fr, A, O, TA,) and ↓ استظهرهُ, (S, A, O, K,) (tropical:) He knew it, or learned it, by heart; namely, the Kur-án; (A, O, TA;) and he recited it by heart: (A, * TA; and so in the S and O in explanation of the latter:) or [simply] he recited it by heart; namely, the Kur-án; as also ↓ اظهرهُ: (O, K, TA:) in the copies of the K we find أَظْهَرْتُ عَلَى القُرْآنِ and أَظْهَرْتُهُ; but the former is a mistake for ظَهَرْتُ, aor. ـَ (TA.) A3: For another signification of ظَهَرَ عَلَيْهِ, see 3.

A4: ظَهَرَ بِحَاجَتِى, (S, A, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. ظَهْرٌ; (TK;) and ↓ ظهّرها, (K, TA,) in some copies of the K ظَهَرَهَا; (TA;) and ↓ اظهرها, (K,) inf. n. إِظْهَارٌ; (TA;) and ↓ اِظَّهَرَهَا, (K,) of the measure اِفْتَعَلَ; (TA;) (tropical:) He held the object of my want in little, or light, estimation, or in contempt; (S, A;) [lit.] he put it behind [his] back; (S, K;) as though he put it away, [out of his sight,] and paid no regard to it. (S, TA.) One says also, يَظْهَرُونَ بِهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُونَ

إِلَى أَرْحَامِهِمْ [They hold them in contempt, and do not pay any regard to their ties of relationship]. (S.) b2: See also 10, in three places.

A5: ظَهَرَهُ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. ظَهْرٌ, (K,) He struck, or smote, (TA,) or hit, or hurt, (O, K,) his back. (O, K, TA.) A6: ظَهِرَ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ظَهَرٌ, (O, K,) He (a man, S, O) had a complaint of his back. (S, O, K.) A7: ظَهُرَ, (JK, O, L,) or ظَهَرَ, (K, [but this is app. a mistranscription,]) inf. n. ظَهَارَةٌ, (S, O, L, K,) said of a camel, (JK, S, O,) He was, or became, strong (JK, S, O, L, K) in the back. (L, K.) 2 ظَهَّرَ see 1, near the middle: b2: and again, in the last quarter: b3: and see also 3. b4: ظهّر الثَّوْبَ [and ↓ اظهرهُ, contr. of بطّنهُ and ابطنهُ,] He faced the garment, or piece of cloth; put a facing, or an outer covering, (ظِهَارَة,) to it. (TA.) A2: See also 4, last sentence.3 ظاهرهُ, (A,) inf. n. مُظَاهَرَةٌ, (S, O, Msb,) He aided, or assisted, him; (S, A, O, Msb;) as also عَلَيْهِ ↓ ظَهَرَ. (Th, K.) And ظاهر عَلَيْهِ He aided, or assisted, against him. (TA.) b2: ظاهر بِهِ: see 10. b3: ظاهر بَيْنَهُمَا, (K,) i. e. (TA) بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (S, A, Mgh, TA,) and دِرْعَيْنِ, (A, Mgh, TA,) and نَعْلَيْنِ, (TA,) i. q. طَارَقَ بَيْنَهُمَا, (S, TA,) or طَابَقَ, (A, K, TA,) i. e. (TA) He put them on, or attired himself with them, [namely, two garments, and two coats of mail, and two sandals or soles, or rather, when relating to two soles, he sewed them together,] one over, or outside, the other: (Mgh, TA:) app. from تَظَاهُرٌ in the sense of “ mutual aiding or assisting. ” (IAth.) The phrase ظاهر بِدِرْعَيْنِ requires consideration; and the ب in it should be regarded as meant to denote conjunction; not as a part of the necessary complement of the verb. (Mgh.) ظاهر الدِّرْعَ is said to signify لَأَمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ [app. meaning He folded over and fastened one part of the coat of mail upon another]. (TA.) And ظاهر عَلَيْهِ جِلَالًا means He threw upon him (i. e. a horse) housings or coverings [one over another]. (TA in art. حنذ.) A2: ظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ, (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. ظِهَارٌ (S, Mgh, Msb, K) and مُظَاهَرَةٌ; (JK, TA;) and مِنْهَا ↓ تظاهر, (A, Mgh, O, TA,) and ↓ اِظَّاهَرَ; (Mgh;) and منها ↓ تظهّر, (S, Msb, K,) and ↓ اِظَّهَّرَ; (O, TA;) and منها ↓ ظهّر, (S, O, K,) inf. n. تَظْهِيرٌ; (S;) signify the same; (O;) He said to his wife أَنْتِ عَلَىَّ كَظَهْرِ أُمِّى

[Thou art to me like the back of my mother]; (S, Mgh, Msb, K;) [as though he said رُكُوبُكِ حَرَامٌ عَلَىَّ;] meaning رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَىَّ كَرُكُوبِ أُمِّى لِلنِّكَاحِ; the back being specified in preference to the بَطْن or فَخِذ or فَرْج because the woman is likened to a beast that is ridden, and the act of نِكَاح to that of رُكُوب: the phrase being a form of divorce used by the Arabs in the Time of Ignorance. (Msb, * TA.) In the Kur lviii. 2 [and 4], some read ↓ يَظَّهَّرُونَ; some

↓ يَظَّاهَرُونَ; and 'Ásim read يُظَاهِرُونَ. (Bd.) The verb is made trans. by means of مِن because the man who uttered this sentence estranged himself from his wife. (IAth.) 4 اظهرهُ He made it apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, plain, or evident; he showed, exhibited, manifested, displayed, discovered, revealed, or evinced, it; or put it forth: (S, O, K:) [it is also used in relation to a saying, and an action, and the like, as meaning it showed, &c., as above, or it bespoke, it:] and Mtr relates his having heard from one worthy of reliance of the people of Baghdád, that they say ↓ تظاهرتُ بِهِ in the place of أَظْهَرْتُهُ, and scarcely ever employ اظهر in its usual sense. (Har p. 85.) [Hence, اظهر التَّضْعِيفَ He made the doubling of a letter distinct; as in لَحِحَتْ; which, accord. to a general rule, should be لَحَّتْ: opposed to أَدْغَمَ. And اظهر لَهُ كَذَا He showed, &c., to him such a thing: and he made a show of, professed, pretended, or feigned, to him such a thing: as, for instance, love.] b2: أَظْهَرْتُ بِفُلَانٍ means أَعْلَيْتُ بِهِ [a phrase which I have not found except in this instance, app. I elevated, or exalted, such a one: like أَعْلَيْتُهُ, which has this meaning]: (S, IKtt, L, TA:) or أَعْلَنْتُ بِهِ [app. meaning I made such a one to be, or become, publicly known]: (So in the O:) [but the former explanation seems to be regarded by SM as the right; for he remarks that,] accord. to all the copies of the K, the explanation is أَعْلَنَ بِهِ, and refers to ظَهَرَ بِفُلَانٍ

[instead of أَظْهَرَ]; so that what its author says in this case differs in two points of view from what is found in the “ Kitáb el-Abniyeh ” of IKtt, in which the ى in أَعْلَيْتُ has been marked as correct, and in the L [as well as in the S]. (TA.) A2: اظهرهُ اللّٰهُ عَلَى عَدُوِّهِ means God made him to overcome, conquer, subdue, overpower, master, gain the victory over, or prevail over, his enemy. (S, A, O, TA.) b2: And [hence] اظهرهُ عَلَيْهِ He (God) made him to know it, or become acquainted with it: you say, أَظْهَرَنِى اللّٰهُ عَلَى مَا سُرِقَ مِنِّى God made me to know [or discover] what had been stolen from me. (TA.) A3: See also 1, last quarter, in two places.

A4: And see 2.

A5: اظهر signifies also He entered upon the time called the ظَهِيرَة: (A, Msb, K:) or the time called the ظُهْر. (Msb.) And He went, or journeyed, in the time called the ظَهِيرَة; as also ↓ ظهّر, (K,) inf. n. تَظْهِيرٌ: (TA:) or the time called the ظُهْر. (S, O.) 5 تظهّر and اِظَّهَّرَ: see 3, latter half, in three places.6 تَظَاْهَرَ see 1, first sentence: b2: and see also 4, first sentence. b3: تظاهروا They aided, or assisted, one another. (S, O, * K.) And تظاهروا عَلَى فُلَانٍ

They leagued together, and aided one another, against such a one. (Ibn-Buzurj, TA in art. ضفر.) b4: Also They regarded, or treated, one another with enmity, or hostility; or severed themselves, one from another: (S, Msb, K:) as though they turned their backs, one upon another: (S:) or, because they who do so turn their backs, one upon another. (Msb.) Thus the verb has two contr. meanings. (K.) b5: تظاهر مِنِ امْرَأَتِهِ and اِظَّاهَرَ: see 3, latter half, in three places.8 اِظَّهَرَ: see 1, last quarter.10 استظهر بِهِ He sought aid, or assistance, in, or by means of, him, or it, (S, O, Msb, K, TA,) عَلَيْهِ [against him, or it]; as also استظهرهُ. (TA.) [In the CK, after the explanation of استظهر به, is an omission, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ.] One says, استظهر بِالْغِنَى عَلَى النَّوَائِبِ [He sought aid in wealth against calamities, or afflictions]. (Msb.) And بِهِ ↓ ظاهر signifies the same as استظهر [in this sense or in another of the senses expl. in what follows]. (TA.) b2: and استظهرتُ بِالشَّىْءِ, and بِهِ ↓ ظَهَرْتُ, and ↓ ظَهَرْتُهُ, I put the thing behind my back for protection, or security. (Har p. 265.) b3: And استظهر He prepared for himself a camel, or two camels, or more, for future need: (T:) and استظهرهُ, and بِهِ ↓ ظَهَرَ, He prepared him, namely, a camel, for future need: (K:) and استظهر بِبَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ He prepared for himself two camels for future need. (T. [See ظِهْرِىٌّ.]) b4: Hence, (T,) استظهر signifies also He used precaution (T, Msb) with respect to anything: (T:) he secured himself, (اِسْتَوْثَقَ,) by using precaution; as, for instance, a woman does by remaining three days, before she performs the ablution termed غُسْل, and prays, after the usual period of the menses. (T, L.) One says, يُسْتَحَبُّ الاِسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ

وَثَالِثَةٍ The using precaution by a second and a third washing, to make sure of being pure, is approved. (Er-Ráfi'ee, Msb.) And استظهرتُ فِى طَلَبِ الشَّىْءِ I adopted the most fit, or proper, way, and used precaution, in seeking to attain the thing. (Msb.) b5: See also 1, in the middle of the latter half.

ظَهْرٌ The back; contr. of بَطْنٌ: (S, A, O, Msb, K:) in a man, from the hinder part of the كَاهِل [or base of the neck] to the nearest part of the buttocks, where it terminates: (TA:) in a camel, the part containing six vertebræ on the right and left of which are [two portions of flesh and sinew called the] مَتْنَانِ: (AHeyth, T, O:) of the masc. gender: (Lh, A, K:) pl. [of pauc.] أَظْهُرٌ, and [of mult.] ظُهُورٌ and ظُهْرَانٌ. (Msb, K.) b2: رَجُلٌ خَفِيفُ الظَّهْرِ (tropical:) A man having a small household to maintain: and ثَقِيلُ الظَّهْرِ (tropical:) having a large household to maintain. (K, * TA.) b3: أَنْت عَلَىَّ كَظَهْرِ

أُمِّى Thou art to me like the back of my mother: said by a man to his wife. (S, Mgh, Msb, K.) [This has been expl. above: see 3.] b4: عَدَا فِى

ظَهْرِهِ (tropical:) He stole what was behind him: (A:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. means (tropical:) A thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O, K.) b5: أَقْرَانُ الظَّهْرِ (S, O, K) and الظُّهُورِ (O, TA) Adversaries who come to one from behind his back, in war, or fight. (S, O, K, * TA.) In the copies of the K, يُحِبُّونَكَ is erroneously put for يَجِيؤُونَكَ. (TA.) You say also, فُلَانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ Such a one is an adversary who comes to one from behind, unknown. (IAar, As.) b6: قَتَلَهُ ظَهْرًا He slew him unexpectedly; he assassinated him; syn. غِيلَةٌ. (IAar, TA.) b7: جَعَلَنِى بِظَهْرٍ (tropical:) He cast me off. (TA.) And جَعَلتُ حَاجَتَهُ بِظَهْرٍ (tropical:) I cast his want behind my back: (AO, K:) and ↓ جَعَلَهَا ظِهْرِيَّةً signifies the same: (S:) and ↓ اِتَّخَذَهَا ظِهْرِيًّا, (K,) and ↓ ظِهْرِيَّةً: (TA:) or the former of the last two phrases signifies he held it in contempt; as though ظهريّا were an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (TA:) or ↓ اِتَّخَذَهُ ظِهْرِيًّا signifies he neglected, or forgot, (S, O, * Msb,) him, as in the Kur xi. 94, (S, O,) or it, namely, what was said. (Msb.) And لَا تَجْعَلْ حَاجَتِى

بِظَهْرٍ (tropical:) Forget not thou, or neglect not, my want: (S:) and ↓ جَعَلَهُ ظِهْرِيًّا signifies he forgot it; as well as جعله بِظَهْرٍ. (A.) And جَعَلْتُ هٰذَا الأَمْرَ بِظَهْرٍ, and رَمَيْتُهُ بِظَهْرٍ, (tropical:) I cared not for this thing. (Th, O.) b8: فُلَانٌ مِنْ وَلَدِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) Such a one is of those who do not belong to us: or of those to whom no regard is paid: (TA:) or of those who are held in contempt, and to whose ties of relationship no regard is paid. (S, TA.) b9: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ ظَهْرًا (tropical:) [He is his cousin on the father's side,] distantly related: contr. of دِنْيًا [and لَحًّا]. (As, A, O, TA.) b10: رَجَعَ عَلَى ظَهْرِهِ [He receded, retired, or retreated]. (K in art. ثبجر.) b11: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ, and ↓ بين ظَهْرَانَيْهِمْ, (S, A, O, Msb, K, *) in which latter the ا and ن are said by some to be added for corroboration, (Msb,) and for which one should not say ظَهْرَانِيهِمْ, (IF, S, O, Msb, K,) and بين أَظْهُرِهِمْ, (Msb, K,) (tropical:) He is making his abode in the midst of them; in the main body of them: (K, TA:) originally meaning he is making his abode among them for the purpose of seeking aid of them and staying himself upon them: as though it meant that the back of one of them was before him, and that of another behind him, so that he was defended in either direction: afterwards, by reason of frequency of usage, it came to be employed to signify abiding among a people absolutely. (IAth, Msb.) You say also هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ, and ↓ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ, meaning It (anything) is in the midst, or main part, of it, namely, another thing. (TA.) b12: لَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ, and ↓ بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ, (S, O, Msb, K,) (tropical:) I met him during the day, (Msb,) or during the two days, (S, O, K,) or during the three days, (K,) or the days: (S, O, Msb:) from the next preceding phrase. (TA.) And أَتَيْتُهُ مَرَّةً بَيْنَ الظَّهَرْينِ (tropical:) I came to him one day: or, accord. to Aboo-Fak'as, on a day between two years. (Fr.) And اللَّيْلِ ↓ رَأَيْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) I saw him between nightfall and daybreak. (TA.) and النَّهَارِ ↓ جِئْتُهُ بَيْنَ ظَهْرَانَىِ (tropical:) [I came to him between the beginning and end of the day]. (A.) b13: تَقَلَّبَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) It turned over and over, or upside down, (lit. back for belly,) as a serpent does upon ground heated by the sun. (S and TA in art. قلب.) [Hence,] قَلَبْتُ الأَرْضَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (tropical:) [I turned the earth over, upside-down]. (A.) And [hence,] قَلَّبَ أَمْرَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ, (O, * TA,) and ظَهْرَهُ لِبَطْنٍ, and ظَهْرَهُ لِبَطْنِهِ, and ظَهْرَهُ لِلْبَطْنِ, which last form is preferred by El-Farezdak to the second, because [as in the third form] the second of the two words is determinate like the first word, (tropical:) He meditated, or managed, the affair with forecast, and well. (O, * TA.) b14: The Arabs used to say, هٰذَا ظَهْرُ السَّمَآءِ and هذا بَطْنُ السَّمَآءِ, both meaning (tropical:) This is the apparent, visible, part of the sky. (Fr, Az.) And the like is said of the side of a wall, which is its بَطْن to a person on the same side, and its ظَهْر to one on the other side. (Az.) b15: مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ, [part of] a saying of Mohammad, [of which see the rest voce مُطَّلَعٌ,] means (assumed tropical:) Not a verse of the Kur-án has come down but it has a verbal expression and an interpretation: (K, * TA:) or a verbal expression and a meaning: or that which has an apparent and a known [or an exoteric] interpretation and that which has an intrinsic [or esoteric] interpretation: (TA:) or narration (K, TA) and admonition: (TA:) or [it is to be read and to be understood and taught; for] by the ظهر is meant the reading; and by the بطن, the understanding and teaching. (TA.) [See also بَطْنٌ.] b16: ظَهْرٌ signifies also (tropical:) Camels on which people ride, and which carry goods; (S, * A, * O, K, * TA;) camels that carry burdens upon their backs in journeying: (TA:) [or] a beast: or a camel for riding: (Mgh:) pl. ظُهْرَانٌ. (TA.) It is said in a trad. of 'Arfajeh, فَتَنَاوَلَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْرِ And he reached, or took in his hand, the sword from the camels for carrying burdens and for riding: and in another, أَتَأْذَنُ لَنَا فِى نَحْرِ ظَهْرِنَا Dost thou permit us to slaughter our camels which we ride? (TA.) And one says also, هُوَ عَلَى ظَهْرٍ (tropical:) He is determined upon travel: (K:) as though he had already mounted a beast for that purpose. (TA.) b17: [Hence, app.,] (assumed tropical:) Property consisting of camels and sheep or goats: (TA:) or much property. (K, TA.) b18: (assumed tropical:) The short side [or lateral half] of a feather: (S, O, K:) pl. ظُهْرَانٌ: (S, M, K, TA, &c.:) opposed to بَطْنٌ, sing. of بُطْنَانٌ, (TA,) which latter signifies the “ long sides: ” (S, TA:) and ↓ ظُهَارٌ signifies the same as ظَهْرٌ, (K,) or the same as ظُهْرَانٌ, being an irregular pl.; and this is meant by the saying الظُّهَارُ بِالضَّمِ الجَمَاعَةُ, mentioned in a later place in the K [in such a manner as to have led to the supposition that ظُهَارٌ is also syn. with جَمَاعَةٌ]: (TA:) AO says that among the feathers of arrows are the ظُهَار, which are those that are put [upon an arrow] of the ظَهْر [or outer side] of the عَسِيب [app. here meaning the shaft] of the feather; (S, TA;) i. e., the shorter side, which is the best kind of feather; as also ظُهْرَان: sing. ظَهْرٌ: (TA:) ISd says that the ظُهْرَان are those parts of the feathers of the wing that are exposed to the sun and rain: (TA:) Lth says that the ظُهَار are those parts of the feathers of the wing that are apparent. (O, TA.) One says, رِشْ سَهْمَكَ بِظُهْرَانٍ وَلَا تَرِشْهُ بِبُطْنَانٍ

[Feather thine arrow with short sides of feathers, and feather it not with long sides of feathers]. (S, TA.) [De Sacy supposes that ظُهُورٌ and بُطُونٌ are also pls. of ظَهْرٌ and بَطْنٌ thus used: (see his “ Chrest. Arabe,” sec. ed., tome ii., p.

374:) but his reasons do not appear to me to be conclusive.] ↓ ظُهَارٌ and ظُهْرَانٌ are also used as epithets: you say, رِيشٌ ظُهَارٌ and رِيشٌ ظُهْرَانٌ. (TA.) b19: [ظَهْرُ الكَفِّ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The back of the hand. And in like manner, ظَهْرُ القَدَمِ and ↓ ظَاهِرُهَا mean (assumed tropical:) The upper, or convex, side, or back, of the human foot, corresponding to the back of the hand, including the instep: opposed to بَطْن and بَاطِن. And ظَهْرُ اللِّسَانِ means (assumed tropical:) The upper surface of the tongue.] b20: And ظَهْرٌ also signifies (tropical:) A way by land. (S, M, O, Msb, K.) This expression is used when there is a way by land and a way by sea. (M.) You say, سَارُوا فِى طَرِيقِ الظَّهْرِ (tropical:) They journeyed by land. (A.) b21: And (assumed tropical:) An elevated tract of land or ground; as also ↓ ظَاهِرةٌ: (A:) or rugged and elevated land or ground; (JK, K;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) opposed to بَطْنٌ, which signifies “ soft and plain and fine and low land or ground: ” (TA:) and ↓ ظَوَاهِرُ [pl. of. ظَاهِرَةٌ] signifies (assumed tropical:) elevated tracts of land or ground: (S, K:) you say, هَاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ, meaning, (assumed tropical:) the herbs, or leguminous plants, of the elevated tracts of land, or ground, dried up: (As, S, L:) and ↓ ظَاهِرٌ signifies (assumed tropical:) the higher, or highest, part of a mountain; (ISh, L, TA;) whether its exterior be plain or not: (TA:) and ↓ ظَاهِرَةٌ, the same, of anything: (L:) when you have ascended upon the ظَهْر of a mountain, you are upon its ظَاهِرَة. (TA.) b22: سَالَ وَادِيهِمْ ظَهْرًا means (assumed tropical:) Their valley flowed with the rain of their own land: opposed to دُرْءًا, meaning, “from other rain: ” (IAar, O, K: *) or the former signifies their valley flowed with its own rain: and the latter, “with other than its own rain: ” (TA:) and some say ↓ ظُهْرًا, which Az thinks the better form. (O, TA.) b23: [Hence, probably,] أَصَبْتُ مِنْهُ مَطَرَ ظَهْرٍ (assumed tropical:) I obtained from him, or it, much good. (Sgh, O, K.) b24: And another signification of ظَهْرٌ is What is absent, or hidden, or concealed, from one. (O, K.) b25: It is sometimes prefixed to another noun to give plainness and force to the expression; as in ظَهْرُ الغَيْبِ and ظَهْرُ القَلْبِ, meaning نَفْسُ الغَيْبِ and نَفْسُ القَلْبِ: (Msb:) or it is redundant in these instances. (Mgh.) Lebeed says, describing a [wild] cow going about after a beast of prey that had eaten her young one, وَتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سَقَامُهَا [And she heard the sound of man, and it frightened her, from a place that concealed what was in it; for man is her malady; i. e., a cause of pain and trouble and death to her]: (TA:) meaning, she heard the sound of the hunters, &c. (TA in art. غيب.) And you say, تَنَاوَلَهُ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِمَا يَسُوؤُهُ He carped at him behind the back, or in absence, by saying what would grieve him. (TA in art. غيب.) And تَكَلَّمْتُ بِهِ عَنْ ظَهْرِ الغَيْبِ (A, O) or عن ظَهْرِ غَيْبٍ (TA) [app., (tropical:) I spoke it by memory; in the absence of a book or the like; as one says in modern Arabic, عَلَى الغَائِب. See also غَيْبٌ.] And قَرَأَهُ عَنْ ظَهْرِ القَلْبِ (tropical:) He recited it by heart, or memory; without book: (L, K: [in the latter, مِنْ is put in the place of عَنْ; but the right reading is that in the L: and in the CK is an omission here, to be supplied by the insertion of وَقَرَأَهُ:]) and ↓ قرأه ظَاهِرًا and قرأه عَلَى

ظَهْرِ لِسَانِهِ [signify the same]. (K.) And حَمَلَ القُرْآنَ عَلَى ظَهْرِ لِسَانِهِ like حَفِظَهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ (tropical:) [He knew the Kur-án by heart]. (A, * O, TA.) b26: One says also, فُلَانٌ يَأْكُلُ عَلَى ظَهْرِ يَدِ فُلَانٍ (tropical:) Such a one eats at the expense of such a one. (A, O, K. *) And in like manner, الفُقَرَآءُ يَأْكُلُونَ عَلَى ظَهْرِ أَيْدِى النَّاسِ (tropical:) The poor eat at the expense of the people. (A, TA.) And أَعْطَاهُ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ (tropical:) He gave him originally; without compensation. (O, * K; but in some copies of the K we find مِنْ in the place of عَنْ.) It is said [in a trad.], أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (tropical:) The most excellent of alms is that which is [derived] from competence; ظهر: (Msb:) or simply عَنْ غِنًى, the word ظهر being here redundant: (Mgh:) or from manifest competence upon which one relies, and in which he seeks aid against calamities, or afflictions: or from what remains after fight: (Msb:) or from superfluous property. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ

A3: قِدْرُ ظَهْرٍ means (assumed tropical:) An old cooking-pot: (O, K: *) pl. قُدُورُ ظُهُورٍ: (O:) as though, because of its oldness, it were thrown behind the back. (TA.) ظُهْرٌ Midday, or noon: (IAth, TA:) or the time when the sun declines from the meridian: (Msb, * K, * O, * TA:) or [the time immediately] after the declining of the sun: (S, Mgh:) masc. and fem.; unless when the word صَلَاة is prefixed to it, in which case it is fem. only: (Msb:) [pl. أَظْهَارٌ. See also ظَهِيرَةٌ.] صَلَاةُ الظُّهْرِ means The prayer [i. e. the divinely-ordained prayer] of midday, or noon: (IAth, TA:) or of the time after the declining of the sun. (S, O.) In the phrases أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ [Defer ye the prayer of midday until the cooler time of day] and صَلَّى الظُّهْرَ [He performed the prayer of midday], the prefixed noun (صَلَاة) is suppressed. (Mgh.) A2: سَالَ وَادِيهِمْ ظُهْرًا: see ظَهْرٌ, last quarter.

ظَهِرٌ, (S,) or ↓ ظَهِيرٌ, (K,) [the former agreeable with analogy, being derived from ظَهِرَ,] A man (S,) having a complaint of the back: (S, K:) or having a pain in the back: as also ↓ مَظْهُورٌ. (O, TA.) ظُهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in three places.

A2: Also The tortoise. (O, K.) ظِهْرَةٌ: see ظَهِيرٌ, in six places.

ظَهَرَةٌ The goods, or furniture and utensils, of a house or tent; (IAar, S, O, K, TA;) as also أَهَرَةٌ: (IAar, TA:) or the former signifies the exterior of a house, or tent; and the latter, the “ interior thereof. ” (Th, TA.) b2: And Abundance of مَال [i. e. property, or cattle]. (TA.) A2: See also ظَهِيرٌ.

ظِهْرِىٌّ A camel prepared for future need; (T, S, O, K;) taken, by way of precaution, to bear the burden of any camel that may happen to fail in a journey: sometimes two or more unladen camels are taken for this purpose: some say that such a camel is thus called because its owner puts it behind his back, not riding it nor putting any burden upon it: (T, TA:) the word appears to be an irreg. rel. n. from ظَهْرٌ: (ISd, TA:) pl. ظَهَارِىٌّ, imperfectly decl., because the rel. ى

retains its place in the sing. [inseparably; there being no such word as ظِهْر: but if it be a rel. n., this pl. is irreg., like مَهَارِىٌّ]. (S, O, K.) b2: See ظَهْرٌ, first quarter, in five places, for examples of ظِهْرِىٌّ and ظِهْرِيَّةٌ used tropically.

ظُهْرَان [app. ظُهْرَانٌ (which is also a pl. of ظَهْرٌ used in several senses), or, perhaps ظُهْرَانِ, as having a dual meaning,] The upper, thick, pair of wings of the locust. (AHn, TA.) b2: [See also ظَهْرٌ.]

بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ, and ظَهْرَانَيْهِ, and الظَّهْرَانَيْنِ, &c.: see ظَهْرٌ, former half, in five places.

ظَهَارٌ The exterior (K, TA) and elevated (TA) part of a [stony tract such as is called] حَرَّة. (K, TA.) ظُهَارٌ Pain in the back. (Az, O, TA.) A2: See also ظَهْرٌ, third quarter, in two places.

ظَهِيرٌ: see ظَاهِرٌ.

A2: Also An aider, or assistant; (S, A, O, Msb, K;) and so ↓ ظِهْرَةٌ (S, K) and ↓ ظُهْرَةٌ: (K:) [in one place, in the K, ظِهْرَةٌ is expl. by عَوْن; but by this is meant, as will be seen below, the same as is meant by مُعِين, by which all the three words are expl. in another place in the K, as well as in the S &c.:] and aiders, or assistants; (S, Msb;) as also ↓ ظِهْرَةٌ and ↓ ظُهْرَةٌ and ↓ ظَهْرٌ: (TA:) the pl. of ظَهِيرٌ is ظُهَرَآءُ. (O.) It is said in the Kur [xxv. 57], وَكَانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا And the unbeliever is an aider of the enemies of God [against his Lord]. (Ibn-'Arafeh.) You say also, فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ ↓ ظِهْرَتِى Such a one is my aider (عَوْن) against such a one: and عَلَى هٰذَا ↓ أَنَا ظِهْرَتُكَ الأَمْرِ I am thine aider against this thing, or affair. (S, O.) And it is also said in the Kur [lxvi. 4], وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ [And the angels after that will be his aiders]: and instance of ظهير in a pl. sense: (S, O, Msb:) for words of the measures فَعُولٌ and فَعِيلٌ are sometimes masc. and fem. [and sing.] and pl. (S.) You also say, ↓ جَآءَ فُلَانٌ فِى ظِهْرَتِهِ, (S, A, K,) and ↓ ظُهْرَتِهِ, (A, K,) and ↓ ظَهَرَتِهِ, and ↓ ظَاهِرَتِهِ, (K,) Such a one came among his people, (S,) or kinsfolk, (K,) and those who performed his affairs for him, (S, A,) i. e., his aiders, or assistants. (A.) And وَاحِدَةٍ ↓ هُمْ فِى ظِهْرَةٍ They aid one another against the enemies. (TA.) b2: Also Strong in the back; (K;) sound therein: (Lth:) and so ↓ مُظَهَّرٌ: (S, O, K:) applied to a man: (S:) or hard and strong; whether in the back or any other part is not said: (TA:) in this sense, (TA,) or as signifying strong, (S, O,) applied to a camel: fem. with ة. (S, O, TA.) b3: Also A camel whose back is not used, on account of galls, or sores, upon it: or unsound in the back by reason of galls, or sores, or from some other cause. (Th.) Thus it has two contr. significations. (TA.) A3: See also ظَهِرٌ.

ظِهَارَةٌ [The facing, or outer covering, or] what is uppermost, (TA,) what is apparent (Msb, TA) to the eye, (Msb,) not next the body, of a garment; (TA;) and in like manner, what is uppermost and apparent, not next the ground, of a carpet; (TA;) as also ↓ ظَاهِرَةٌ: (JK:) contr. of بِطَانَةٌ: (S, O, Msb, K:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) ظَهِيرَةٌ The point of midday: (M, A, K:) or only in summer: (M, K:) or i. q. هَاجِرَةٌ [i. e. midday in summer or when the heat is vehement: or the period from a little before, to a little after, midday in summer: or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر]: (S, O, TA:) or the هَاجِرَة, which is when the sun declines from the meridian: (Msb:) or the vehement heat of midday: (IAth, TA:) or i. q. ظُهْرٌ [q. v.]: (Az, TA:) pl. ظَهَائِرُ. (TA.) You say, أَتْيْتُهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ [I came to him at the point of midday in summer; &c.]: and حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ [when the sun had become high, and the shade had almost disappeared: so expl. in art. قوم]. (S, O.) and أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ Stay thou until the middayheat shall have become assuaged, and the air be cool. (L in art. فيح.) And hence, in a trad. of 'Omar, when a man came to him complaining of gout in the feet, he said, كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ, meaning Take thou to walking during the heat of the middays in summer. (TA.) ظُهَارِيَّةٌ One of the modes of seizing [and throwing down] in wrestling: or i. q. شَغْزَبِيَّةٌ: (K:) the twisting one's leg with the leg of another in the manner that is termed شَغْزَبِيَّة, and so throwing him down: one says, أَخَذَهُ الظُّهَارِيَّةَ and الشَّغْزَبِيَّةَ [He seized him and threw him down by the trick above described]: both signify the same: (ISh, O:) or ظُهَارِيَّةٌ signifies the throwing one down upon the back. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And (hence, as being likened thereto, TA) (tropical:) A certain mode, or manner, of compressing, or coïtus. (O, K, TA.) b3: And أَوْثَقَهُ الظُّهَارِيَّةَ He bound his hands behind his back. (Ibn-Buzurj, O, K, TA.) ظَاهِرٌ [Outward, exterior, external, extrinsic, or exoteric: and hence, appearing, apparent, overt, open, perceptible or perceived, manifest, conspicuous, ostensible, plain, or evident: in all these senses] contr. of بَاطِنٌ: (S, K, TA:) and so ↓ ظَهِيرٌ. (TA.) [Hence, ظَاهِرًا Outwardly, &c.: and apparently; &c.: and فِى الظَّاهِرِ in appearance. And الظَّاهِرُ أَنَّهُ كَذَا It appears, or it seems, or what seems to be the case is, that it is so, or thus. And ظَاهِرُ كَذَا for ظَاهِرٌ فِيهِ كَذَا, meaning A person, or thing, in whom, or in which, such a quality is apparent, or manifest, &c.: see an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. طعن.] See also مُظْهَرٌ. b2: [Hence also,] عَيْنٌ ظَاهِرَةٌ A prominent eye; (S, O, K, TA;) that fills its cavity. (TA.) b3: And هٰذَا

أَمْرٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهُ (tropical:) This is a thing, or an affair, of which the disgrace is remote from thee: (S, TA:) or does not cleave to thee. (TA.) and هٰذَا عَيْبٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ (tropical:) This is a vice, or fault, that does not cleave to thee. (A.) A poet says, (namely, Kutheiyir, accord. to a copy of the S, or Aboo-Dhu-eyb, TA,) وَعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّى أُحِبُّهَا وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (tropical:) [And the slanderers taunted her with the fact of my loving her; but that is a fault of which the disgrace is remote from thee]. (S, TA.) b4: [الظَّاهِرُ also signifies The outside, or exterior, of a thing. You say, نَزَلَ ظَاهِرَ المَدِينَةِ He alighted, or took up his abode, outside the city: comp. ظَاهِرَةٌ. Hence,] ظَاهِرُ الكَفِّ and ظَاهِرُ القَدَمِ; and another signification of ظَاهِرٌ: for all of which see ظَهْرٌ, third quarter. b5: [Also The external, outward, or extrinsic, state, condition, or circumstances, of a man: and the outward, or apparent, character, or disposition of the mind: opposed to البَاطِنُ.] b6: One says also, فُلَانٌ ظَاهِرٌ عَلَى فُلَانٍ Such a one has the ascendancy, or mastery, over such a one; is conqueror of him, or victorious over him. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ بِكَ This is a thing, or an affair, that overcomes, or overpowers, thee. (TA.) And هٰذَا أَمْرٌ

أَنْتَ بِهِ ظَاهِرٌ This is an affair which thou hast power to do. (TA.) [And هُوَ ظَاهِرٌ عَلَى كَذَا He is a conqueror, a winner, an achiever, or an attainer, of such a thing: see an ex. voce غَرَبٌ, near the end.] And الظَّاهِرُ is one of the names of God, meaning The Ascendant, or Predominant, over all things: or, as some say, He who is known -by inference of the mind from what appears to mankind of the effects of his actions and his attributes. (IAth, TA.) b7: حَاجَتُهُ عِنْدَكَ ظَاهِرَةٌ means (tropical:) His want is in thine estimation [an object of contempt, or neglect, as though] cast behind the back. (O, * TA.) b8: قَرَأَهُ ظَاهِرًا: see ظَهْرٌ, towards the end of the paragraph.

A2: شَآءٌ ظَوَاهِرُ Sheep, or goats, that come to the water every day at noon. (TA.) ظَاهِرَةٌ as a subst.; and its pl. ظَوَاهِرُ: see ظَهْرٌ, in four places, in the third quarter of the paragraph. [Hence,] قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ Those, of Kureysh, that dwell in the exterior of Mekkeh, (O,) upon the mountains thereof, (K, * TA,) or upon the higher parts of Mekkeh: (TA:) those who dwell in the lower parts are called قُرَيْشُ البِطَاحِ; (O, * TA;) and these are the more honourable, (O, TA, *) because they are neighbours of the House of God. (O.) b2: See also ظِهَارَةٌ.

A2: And see ظَهِيرٌ.

A3: Also The coming of camels, (S, O, K, TA,) and of sheep or goats, (TA,) to the water every day, at noon. (S, O, K, TA.) One says, of camels, [and of sheep or goats,] تَرِدُ الظَّاهِرَةَ [They come to the water every day, at noon]: and Sh says that they return from the water at the عَصْر. (TA.) And شَرِبَ الفَرَسُ ظَاهِرَةً The horse drank every day, at noon. (TA.) ظَاهِرَةُ الغِبِّ [The coming to the water at noon on alternate days] is for sheep or goats; scarcely ever, or never, for camels; and is a little shorter [in the interval] than what is called [simply] الغِبُّ. (O, TA.) مَظْهَرٌ i. q. مَصْعَدٌ [i. e. A place of ascent, or a place to which one ascends]; (O, K; in some copies of the latter of which, both words are erroneously written with damm to the م; TA;) and دَرَجَةٌ [as meaning a degree, grade, rank, condition, or station, or an exalted, or a high, grade, &c.]: (O:) used by En-Nábighah ElJaadee as meaning Paradise. (O, TA.) مُظْهَرٌ Made apparent, &c. b2: And hence, as also ↓ ظَاهِرٌ, but the former more commonly, applied to a noun, Explicit; and, elliptically, an explicit noun; opposed to مُضْمَرٌ and ضَمِيرٌ (a concealed noun, i. e. a pronoun); and to مُبْهَمٌ (a noun of vague signification).]

مُظْهِرٌ Possessing camels for riding or for carrying goods: pl. مُظْهِرُونَ. (S, * K, * TA.) A2: and A camel made to sweat by the ظَهِيرَة [or vehement heat of midday in summer]. (Sgh, K, TA.) and accord. to As, one says, ↓ أَتَانَا فُلَانٌ مُظَهِّرًا, meaning Such a one came to us in the time of the ظَهِيرَة [or midday in summer, &c.]: but accord. to A 'Obeyd, others say مُظْهِرًا, without teshdeed; and this is the proper form: (S) or both mean, in the time of the ظُهْر. (O.) مُظَهَّرٌ: see ظَهِيرٌ, near the end of the paragraph.

مُظَهِّرٌ: see مُظْهِرٌ.

مُظْهُورٌ pass. part. n. of ظَهَرَ [q. v.]. b2: See also ظَهِرٌ. Quasi ظور 3 ظَاوِرْ, occurring in a trad. for ظَائِرْ: see 3 in art. ظأر.
(ظهر) الْقَوْم سَارُوا فِي الظهيرة وَالْحَاجة ظهر بهَا والصك وَنَحْوه كتب على ظَهره مَا يُفِيد تحويله إِلَى شخص آخر (مج)
ظهر: {تظهرون}: تدخلون في الظهيرة. {ظهيرا}: عونا. {يظهرون}: يقول أحدهم: أنت علي كظهر أمي فتحرم كتحريم ظهور الأمهات. {تظاهرون}: تعاونون. {يظاهروا}: يعينوا. {أن يظهروه}: يعلوه.
(ظهر)
الشَّيْء ظهورا تبين وبرز بعد الخفاء وعَلى الْحَائِط وَنَحْوه علاهُ وعَلى الْأَمر اطلع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّهُم إِن يظهروا عَلَيْكُم يرجموكم} وعَلى عدوه وَبِه غَلبه وبالحاج استخف بهَا وَلم يخف لَهَا وَعنهُ الْعَار زَالَ وَلم يعلق بِهِ وَالطير من بلد كَذَا إِلَى بلد كَذَا انحدرت مِنْهُ إِلَيْهِ وبالشيء فَخر وَفُلَانًا ظهرا ضرب ظَهره وَالثَّوْب جعل لَهُ ظهارة وَالْبَيْت والحائط وَنَحْوهمَا علاها

(ظهر) ظهرا اشْتَكَى ظَهره فَهُوَ ظهر وظهير
ظ هـ ر : (الظَّهْرُ) ضِدُّ الْبَطْنِ. وَهُوَ أَيْضًا الرِّكَابُ. وَهُوَ أَيْضًا طَرِيقُ (الْبَرِّ) وَيُقَالُ: هُوَ نَازِلٌ بَيْنَ (ظَهْرَيْهِمْ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَ (ظَهْرَانَيْهِمْ) بِفَتْحِ النُّونِ. وَلَا تَقُلْ: ظَهْرَانِيهِمْ بِكَسْرِ النُّونِ. وَ (الظُّهْرُ) بِالضَّمِّ بَعْدَ الزَّوَالِ وَمِنْهُ صَلَاةُ الظُّهْرِ. وَ (الظَّهِيرَةُ) الْهَاجِرَةُ. وَ (الظَّهِيرُ) الْمُعِينُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَإِنَّمَا لَمْ يَجْمَعْهُ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَعِيدٍ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الْعَوَاذِلَ لَسْنَ لِي بِأَمِيرِ
أَيْ بِأُمَرَاءَ. وَ (الظِّهْرِيُّ) الَّذِي تَجْعَلُهُ بِظَهْرٍ أَيْ تَنْسَاهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92] . وَ (الظَّاهِرُ) ضِدُّ الْبَاطِنِ. وَ (ظَهَرَ) الشَّيْءُ تَبَيَّنَ. وَظَهَرَ عَلَى فُلَانٍ غَلَبَهُ وَبَابُهُمَا خَضَعَ. وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَى عَدُوِّهِ. وَأَظْهَرَ الشَّيْءَ بَيَّنَهُ. وَأَظْهَرَ سَارَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ. وَ (الْمُظَاهَرَةُ) الْمُعَاوَنَةُ وَ (التَّظَاهُرُ) التَّعَاوُنُ وَاسْتَظْهَرَ بِهِ اسْتَعَانَ بِهِ. وَ (الظِّهَارَةُ) بِالْكَسْرِ ضِدُّ الْبِطَانَةِ. وَ (الظِّهَارُ) قَوْلُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وَقَدْ (ظَاهَرَ) مِنِ امْرَأَتِهِ. وَ (تَظَهَّرَ) مِنْهَا وَ (ظَهَّرَ) مِنْهَا (تَظْهِيرًا) كُلُّهُ بِمَعْنًى. قُلْتُ: تَرَكَ (تَظَاهَرَ) مِنْهَا وَهِيَ مِمَّا قُرِئَ بِهِ فِي السَّبْعَةِ وَذَكَرَ ظَهَّرَ الَّذِي مِنْ غَرَابَتِهِ لَمْ يُقْرَأْ بِهِ فِي الشَّوَاذِّ أَيْضًا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظَهِّرًا) بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ أَيْ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ: أَتَانَا فُلَانٌ (مُظْهِرًا) بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ الْوَجْهُ.
ظهر وبطن ولِكلّ حَرْفٍ حد ولِكُلّ حد مطلع. فَقلت: يَا أَبَا سعيد مَا المطلع قَالَ: يطلع قوم يعْملُونَ بِهِ

ظهر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فأحسب قَول الْحَسَن هَذَا إِنَّمَا ذهب بِهِ إِلَى قَول عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فِيهِ حَدَّثَنِي حجاج عَن شُعْبَة عَن عَمْرو بْن مرّة عَن عَبْد اللَّه قَالَ: مَا من حرف أَو قَالَ آيَة إِلَّا وَقد عمل بهَا قوم أَو لَهَا قوم سيعملون بهَا فَإِن كَانَ الْحَسَن ذهب إِلَى هَذَا فَهُوَ وَجه وَإِلَّا كَانَ المطلع فِي كَلَام الْعَرَب على غير هَذَا 43 / الف الْوَجْه / وَقد فسرناه فِي مَوضِع آخر وَهُوَ المأتى الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ حَتَّى يعلم علم الْقُرْآن من كل ذَلِك المأتى والمصعد. وَأما قَوْله: لَهَا ظهر وبطن فَإِن النَّاس قد اخْتلفُوا فِي تَأْوِيله يرْوى بطن عَن الْحسن أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: أَن الْعَرَب يَقُول: قد قلبت أَمْرِي ظهرا لبطن. وَقَالَ غَيره: الظّهْر لفظ الْقُرْآن والبطن تَأْوِيله. وَفِيه قَول ثَالِث وَهُوَ عِنْدِي أشبه الْأَقَاوِيل بِالصَّوَابِ وَذَلِكَ أَن اللَّه عز وَجل قد قصّ عَلَيْك من نبأ عَاد وَثَمُود وَغَيرهمَا من الْقُرُون الظالمة لأنفسها فَأخْبر بِذُنُوبِهِمْ وَمَا عاقبهم بهَا فَهَذَا هُوَ الظّهْر إِنَّمَا هُوَ حَدِيث حَدثَك بِهِ عَن قوم فَهُوَ فِي الظَّاهِر خبر وَأما الْبَاطِن مِنْهُ فَكَأَنَّهُ صير ذَلِك الْخَبَر عظة لَك وتنبيها وتحذيرا أَن تفعل فعلهم فَيحل بك مَا حل بهم من عُقُوبَته أَلا ترى أَنه لما أخْبرك عَن قوم لوط وفعلهم وَمَا أنزل بهم أَن ذَلِك مِمَّا يبين ذَلِك أَن من صنع ذَلِك عُوقِبَ بِمثل عقوبتهم وَهَذَا كَرجل قَالَ لَك: إِن السُّلْطَان أُتِي بِقوم قتلوا فَقَتلهُمْ وَآخَرين سرقوا فقطعهم وَشَرِبُوا الْخمر فجلدهم فَهَذَا الظَّاهِر إِنَّمَا هُو حَدِيث حَدثَك بِهِ وَالْبَاطِن أَنه قد وعظك بذلك وأخبرك أَنه يفعل ذَلِك بِمن أذْنب تِلْكَ الذُّنُوب فَهَذَا هُوَ الْبَطن على مَا يُقَال وَالله أعلم.
باب الهاء والظاء والراء معهما ظ هـ ر فقط

ظهر: الظَّهْرُ: خلافُ البطْنِ من كلِّ شَيْءٍ. والظَّهْرُ من الأَرضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَع، والبَطْن ما رَقَّ منها واطْمَأَنَّ. والظَّهْرُ: الرِّكاب تَحْمِل الأثقالَ في السَّفَر. ويُقالُ لطَريقِ البَرِّ، حيث يكون فيه مَسْلَكٌ في البَرِّ، ومَسْلَكٌ في البحر: طريقُ الظَّهْر. والظُّهْرُ: ساعةُ الزَّوال، ومنه يُقالُ: صلاةُ الظًّهْر. والظَّهِيرةُ: حدُّ انْتِصافِ النَّهار. والظَّهِيرُ من الإبِل: القويّ الظهر، الصَّحِيحُهُ، وقد ظَهَر ظَهارةً. والظَّهيرُ: العَوْنُ، والمُظاهر: المُعاونُ، وهما يَتَظاهرانِ، أي: يَتَعاونان. والظُّهورُ: بُدُوُّ الشَّيءِ الخفِيّ. والظُّهورُ: الظَّفَرُ بالشَّيء، والاطَّلاع عليه، ظَهَرْنا على العدوَّ، والله أظهرنا عليه، أي: أَطْلَعَنا. والظَّهْرُ فيما غاب عنك، تقول: تكلَّمْتُ بذلك عن ظهر غيب. وظَهْر القلب: حفظٌ من غير كتاب، تقول: قرأتُه ظاهراً واسْتَظْهَرْتُه. والظّاهرةُ: كلّ أرضٍ غليظة مَشرِفة كأنّها على جَبَل. والظّاهرةُ: العَيْنُ الجاحظةُ، وهي خلافُ الغائرة. والظّاهرة والظّهارة: خلاف الباطن والبطانة من الأقبية ونحوها. وظهّرتُه تَظهيرا: جعلتَ له ظاهرةً. والظَّهارةُ: مُظاهرةُ الرّجُلِ امرأتَه إذا قال: هي عليّ كظَهْر أُمي، أو كظهر ذات رحم مُحرّم. والظُّهار من الرِّيش: الّذي يَظْهَر من ريشِ الطّائِرِ وهو في الجَناح، ويُقالُ: الظهار جماعة، الواحد: ظَهْر، ويُجْمَع أيضاً على الظُّهْران، وهو أفضلُ ما يُراشُ به السَّهْمُ، فإذا رِيشَ بالبُطْنانِ كان عَيْباً. والظِّهْريُّ: الشَّيءُ تنساهُ وتَغْفل عنه. ورجلٌ ظَهْريُّ: من أَهْل الظَّهْر. ولو نَسَبْتَ رجلاً إلى ظَهْر الكوفة لقلت: ظَهْرِيٌّ وكذلك لو نسبت جلداً إلى ظَهْر قلت: جِلْدً ظَهْريّ. والظَّهران من قولك: أنا بين ظَهْرانَيْهِم وظَهْرَيْهم. وكذلك الشَّيء في وَسَط الشَّيء: هو بين ظَهْرَيْهِ وظَهْرانَيْهِ، قال :

ألبس دعصا بين ظهري أو عَسا

ويُقال للمدبّر للأَمر: قلبت الأمرَ ظهراً لبَطْن.

ظهر


ظَهِرَ(n. ac. ظَهَر)
a. Had a pain in the back.

ظَهَّرَa. Was at noon; journeyed &c. at noon.
b. Disregarded, neglected, slighted, made light
of.

ظَاْهَرَa. Helped, aided, assisted.

أَظْهَرَa. Showed, exposed, disclosed, manifested, revealed; made
clear, evident, plain; declared, proclaimed; attested.
b. Paraded, made a show of, exhibited.
c. [acc. & 'Ala], Made victorious, gave the mastery over; disclosed
to (secret).
d. see II
تَظَاْهَرَa. Appeared; showed himself.
b. Showd.
c. [Bi], Displayed, paraded, made a show of.
d. Helped, aided each other.
e. see X (b)
إِسْتَظْهَرَ
a. [Bi], Sought help of, had recourse to.
b. ['Ala], Overcame, prevailed over, vanquished.
c. [La], Was prepared, ready for.
d. Took, got ready (steed).
e. Knew, learnt by heart, mastered the contents of (
book ).
ظَهْر
(pl.
أَظْهُر
ظُهُوْر ظُهْرَاْن)
a. Back: surface, upper side; top, summit (
mountain ); deck (ship).
b. Literal, exoteric meaning ( of a book ).
c. Lateral half ( of a feather ).
ظِهْرَةa. Help, assistance.
b. Helper, aider.

ظِهْرِيّ
(pl.
ظَهَاْرِيّ)
a. Pack-camel, saddle-camel.
b. abandoned, neglected.

ظُهْر
(pl.
أَظْهَاْر)
a. Midday, noon.

ظُهْرَةa. see 2t (b)
ظُهْرِيَّة
a. [ coll. ]
see 25t
ظَهَرَةa. Furniture, household-goods.
b. Family, household.

ظَهِرa. One having pain in the back.

مَظْهَرa. Place of ascent; height, out-look.

ظَاْهِرa. Outward, outer, external, exterior; superficial;
literal, exoteric (meaning).
b. Apparent, clear, manifest, evident, plain.
c. Appearance, outside, exterior.

ظَاْهِرَة
(pl.
ظَوَاْهِرُ
& reg. )
a. Fem. of
ظَاْهِر
(a), (b).
c. Tribe; family.
d. Height, elevation, eminence.

ظِهَاْرَةa. Facing, nap ( of clothing ).
b. [ coll, ], A kind of back-pad ( used
by carrivers ).
ظُهَاْرَةa. Troop, band.

ظَهِيْرa. Helper, protector.
b. Strong-backed.
c. see 5
ظَهِيْرَةa. Midday ( in summer ).
ظُهُوْرa. Appearance, apparition, manifestation.
b. [ coll. ], Epiphany.

ظَهَرَاْنa. see 1 (c)
N. P.
ظَهڤرَa. see 5
. N. P.II, Strong-backed. N.Ag.IV
One having many camels
b. Exhibitor.

N. P.
أَظْهَرَa. Explicit, clear.

N. Ac.
أَظْهَرَa. Manifestation; disclosure; demonstration;
notification.
b. Expansion, amplification.

ظَاهِرًا ظَاهِرَةً
a. Outwardly, externally.
b. Visibly; openly, publicly.

فِى الظَّاهِر
a. Apparently.

عَن ظَهْر قَلْبِهِ
a. From memory.

أَقْرَان الظَّهْر
a. Rear-guard.

أَعْطَى عَن ظَهْريَدٍ
a. He gave it disinterestedly, without
compensation.

ثَقِيْل الظَّهْر
a. One with a large family.

لَا تَجْعَل حَاجَتِي بِظَهْر
a. Do not neglect my business.

هُوَ عَلَى ظَهْر
a. He is about to start.
ظ هـ ر

رجل مظهر: قوي الظهر، وظهر: يشتكي ظهره. وجمل ظهير وظهريّ: قويّ، وناقة ظهيرة، وقد ظهر ظهارة، وتقول لفلان: جمل ظهريّ، كأنه مهريّ، وجمال ظهاري. وظاهر من امرأته، وتظاهر منها. وراش سهمه بالظهران والظهار وهو ما كان من ظهر عسيب الريشة. وظاهره: عاونه، وتظاهرا، وهو ظهيري عليه. وجاء في ظهرته وظهرته وناهضته وهم أعوانه. قال ابن مقبل:

ألهفي على عز عزيز وظهرة ... وظل شباب كنت فيه فأدبرا

وظاهر بين ثوبين ودرعين. وظهر عليه: غلب. وأظهره الله. ونزلوا في ظهر من الأرض وظاهرة وهي المشرفة، يقال: أشرفت عليه: اطلعت عليه، والموضع: مشرف، ومشارف الأرض: أعاليها. وظهر الجبل والسطح. " فما اسطاعوا أن يظهروه ". وما أحسن أهرة فلان وظهرته: أثاثه. وأظهرنا: دخلنا في وقت الظهر. قال الراعي:

أخاف الفلاة فأرمي بها ... إذا أعرض الكانس المظهر

يعرض عن الشمس. وخرجت في الظهيرة والظهائر. والخيل ترد ظاهرة. قال:

ما أورد الناس من غب وظاهرة ... إلا وبحرك منه الريّ والثمد

ومن المجاز: " قلبت الأمر ظهراً لبطن ". وضربوا الحديث ظهراً لبطن. قال عمر بن أبي ربيعة:

وضربنا الحديث ظهراً لبطن ... وأتينا من أمرنا ما اشتهينا

ولهم ظهر ينقلون عليه أي ركاب. وهم مظهرون. وهو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم وأظهرهم. وجئته بين ظهراني النهار. قال:

أتانا بين ظهراني نهار ... فأروى ذوده ومضى سليماً وجعله بظهر وظهرياً: نسيه. وظهر بحاجته: استخف بها. وساروا في طريق الظهر: في البرّ. وهو يأكل الفقراء على ظهر أيدي الناس. وهو ابن عمه ظهراً: خلاف دنيا. وتكلمت به عن ظهر الغيب، وحفظته عن ظهر قلبي. وحمل القرآن على ظهر لسانه، وظهر على القرآن واستظهره. وعدا في ظهره. سرق ما وراءه. وعين ظاهرة: جاحظة. وظهر عنك العار: لم يعلق بك، وهذا عيب ظاهر عنك. وقال بيهس:

كيف رأيتم طلبي وصبري ... والسيف عزّي والإله ظهري 
(ظ هـ ر) : (الظَّهْرُ) خِلَافُ الْبَطْنِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ أُسَيْدَ بْنِ ظُهَيْرٍ وَيُسْتَعَارُ لِلدَّابَّةِ أَوَالرَّاحِلَةِ (وَمِنْهُ) وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِذَا كَانَ رَجُلًا مَعَهُ قُوَّةٌ
مِنْ الظَّهْرِ وَالْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ وَأَمَّا لَا صَدَقَةَ إلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى أَيْ صَادِرَةٌ عَنْ غِنًى فَالظَّهْرُ فِيهِ مُقْحَمٌ كَمَا فِي ظَهْرِ الْقَلْبِ وَظَهْرِ الْغَيْبِ (وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا وَتَظَاهَرَ وَاظَّاهَرَ) بِمَعْنًى وَهُوَ أَنْ يَقُولَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي (وَظَاهَرَهُ) عَاوَنَهُ وَهُوَ ظَهِيرُهُ (وَظَاهَرَ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ وَدِرْعَيْنِ) لَبِسَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَقَوْلُهُ ظَاهَرَ بِدِرْعَيْنِ فِيهِ نَظَرٌ وَوَجْهُهُ أَنْ يَجْعَلَ الْبَاءَ لِلْمُلَابَسَةِ لَا مِنْ صِلَةِ الْمُظَاهَرَةِ (وَظَهَرَ عَلَيْهِ) غَلَبَهُ (وَمِنْهُ) وَلَمَّا ظَهَرُوا عَلَى كِسْرَى ظَفِرُوا بِمَطْبَخِهِ (وَظُهِرَ عَلَى اللِّصِّ) غُلِبَ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَهَرَ فُلَانٌ السَّطْحَ إذَا عَلَاهُ وَحَقِيقَتُهُ
صَارَ عَلَى ظَهْرِهِ وَأَصْلُ الظُّهُورِ خِلَافُ الْخَفَاءِ وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْخُرُوجِ وَالْبُرُوزِ لِأَنَّهُ يَرْدَفُ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ» وَتَصْدِيقُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا» (وَأَمَّا مَا رُوِيَ) لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِهَا أَوْ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي لَمْ يَظْهَرْ الْفَيْءُ بَعْدُ فَعَلَى الْكِنَايَةِ وَعَنْ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ هَذَا أَبْيَنُ مَا رُوِيَ فِي أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ لِأَنَّ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَوْضِعٍ مُنْخَفِضٍ مِنْ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَتْ هِيَ بِالْوَاسِعَةِ وَذَلِكَ أَسْرَعُ لِارْتِفَاعِ الشَّمْسِ عَنْهَا (وَالْمُسْتَحَاضَةُ تَسْتَظْهِرُ) بِكَذَا أَيْ تَسْتَوْثِقُ (وَالظُّهْرُ) مَا بَعْدَ الزَّوَالِ (وَأَمَّا) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَصَلَّى الظُّهْرَ فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
(ظهر) - قَولُه تَعالَى وتَقدَّس: {وَحِينَ تُظْهرُونَ}
: أي تَصِيرُون وتَدْخُلُون في وَقْت الظَّهيرة، وهي وَقْت الحَرِّ في نِصفِ النهار.
قيل: ولا يُقالُ ذَلِك في الشِّتاء وزَمانِ البَرْد فكأنه في الشِّتَاء الوقتَ الذي يكَون في الصَّيف ظهيرة. فأما الظُّهر فوقت الصَّلاة في جَمِيع الأَزْمِنَة. قيل: سُمِّى به لأَنّه أَظهَرُ أَوقاتِها للأَبصار وقيل: أَظْهَرها حَرًّا. وقيل: لأنه أَظَهرُ الأَوقاتِ لأَوَّل الصَّلوات؛ لأَنَّها أَولُ صَلاةٍ أُظْهِرت، أو أَوَّل صَلاةٍ صُلِّيت، وأَتانَا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا،: أي في وَقْت الظُّهر. وأظْهَرنا: صِرْنَا في وَقْت الظَّهِيرة.
- في الحَديث: "أَنَّه عَلَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ ظَاهَر بَيْن دِرْعَينْ يَومَ أُحُد"
: أي طَارَق وطَابَق وجَمَع ولَبِس إحدَاهما فَوقَ الآخَر، ولعَلَّه من المُظَاهَرة والتَّظاهُرِ: أي التَّعاون.
- في حديث عَرْفَجة: "فتَناوَل السَّيفَ من الظَّهْرِ فتَحذَّفَه
به". الظَّهْر: الرِّكاب الذي يُحمَل عليه في السَّفَر، وعند فُلانٍ ظَهْر: أي إِبلٌ جِيادُ الظُّهورِ.
- وفي الحديث: "أتَأذَن لنَا في نَحْر ظَهْرنا "
- في حَديثِ صِفَةِ القُرآنِ: "لكِّل آيةٍ منها ظَهْرٌ وبَطْن"
الظَّهْر: ما ظَهَر تَأويلُه وعُرِف مَعْناه. والبَطْن: ما بَطُن تَفْسِيرُه وظهَر لَفظُه، وبَطْنُه: مَعْناه، وقيل: قِصَصُها في الظَّاهِر أَخبارٌ وفي البَاطِن عِبْرة وتَنْبيهٌ وتَحْذِيرٌ. وقيل: مَعْنَاهما التِّلاوَة والتَّفَهُّم أن يَقرأه كما نَزَل وَيتَدبَّر فيه وَيتَفَكَّر، فالتِّلاوة بالتَّعلّم، والتّفَهّم بصِدْق النِّيَّة وتَعْظِيم الحُرمهِ.
وفي هذا الحديث: "ولكل حَدٍّ مَطْلَع"
والحَدُّ في التِّلاوة أن لا يُجاوِزَ المُصْحَفَ والتَّفْسِيَر المَسْمُوع: والمَطْلَعُ: المَصْعَد الذي يُصْعَد إليه من مَعْرِفَة عِلمِه. وقيل: هو الفَهْم الذي يَفْتَح الله تَعالَى على المُتَدَبِّر والمُتَفَكِّر من التَّأويلِ.
- في الحَديث: "أنه أَمَرَ خُرَّاصَ النَّخْل أن يَسْتَظْهِرُوا"
: أي يَحْتاطوا ، مَأخوذٌ من الظَّهير وهو المُعِين، أي يدعو لهم قَدْرَ ما يَنُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأضْيافِ وأبناءِ السبيل.
- قوله عَزَّ وجَلَّ: {أَمْ بظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ} .
: أي غَائِب بَعِيدٍ عن الحَقِّ. وقيل: بَاطِل، وقِيل: زَائلٌ.
وأنشد:
* وذَلك عَارٌ يابنَ رَيْطَة ظَاهِر *
في الحديث: "فأَقَاموا بَيْن ظَهْرانَيْهم"
: أي بَينَهم على سَبِيلِ الاستِظْهار والاسْتناد إليهم، وكذلك بين ظَهْرِهم وبين أَظْهُرهم، زِيدَت فيه الأَلِف والنُّونُ تَأكِيدًا كالنَّفْسانىِ للعُيوُن، مَنْسُوبٌ إلى النَّفْس، والصَّيْدلانىِ مَنْسوب إلى الصَّيْدل، وهو أُصولُ الأَشياء وجَواهِرُها، وبالنُّون أيضا، وكان مَعَنى التَّثْنِيَة أن ظَهرًا منهم قُدَّامَه وآخِرَه وَرَاءَه، فهو مَكْنُوف من جَانِبَيه، ثم كَثُر حتى استُعمِل في الإقامة بين القَوْم وإن لم يكن مَكْنُوفًا.
ظهر
الظَّهْرُ: خِلافُ البَطْنِ، ورَجُلٌ مُظَهَّرٌ: شَديدُ الظَّهْرِ. وشَيْخٌ ظَهِيْرٌ: يَشْتكي ظَهْرَه. والظَّهْرُ من الأرْضِ: ما غَلُظَ وارْتَفَعَ، والظّاهِرَهُ مِثْلُه، والرِّكَابُ التي تَحْمِل الأثْقالَ. وفي بَني فلانٍ ظَهِيْرَةٌ وظَهْرٌ: أي إبِلٌ جِيَادُ الظُّهُور. والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ: العُدَّةُ، للحاجَةِ إليه، ويُجْمَعُ ظَهَارِيَّ وظِهَارى. وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ. وقَلَبْتُ الأمْرَ ظَهْراً لبَطْنٍ: أي دَبَّرْتَه.
والظُّهْرُ: ساعَةُ الزَّوال، والظَّهِيْرَةُ: حَدُّ انْتِصافِ النَّهار. وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ: هَجَمَتْه الظَّهِيْرةُ، وظَهَّرْتُ تَظْهِيْراً وأظْهَرْتُ: من الظَّهِيْرَة.
والظَّهِيْرُ: البَعِيرُ القَوِيُّ الظَّهْرِ الصَّحِيْحُه، والفِعْلُ: ظَهَرَ ظَهَارَةً، ويَظْهَرُه: أي يَتْبَعُه. والظَّهِيْرُ: العَوْنُ يُظَاهِرُكَ، وهما يَتَظَاهَرانِ، والظَّهْرَةُ: ظَهْرُ الرَّجُلِ وأنصارُه، وليستْ له ظَهَرَةٌ: أي مَنَعَةٌ، وفلانٌ ظِهْرِيُّ فلانٍ: أي مُعِيْنُه. والظُّهُوْرُ: بُدُوُّ الشَّيْءِ الخَفيِّ إذا ظَهَرَ. والظُّهُوْرُ: الظَّفَرُ بالشَّيْءِ والإطِّلاعُ عليه. وظَهْرُ الغَيْبِ: ما غابَ عنكَ. والاسْتِظْهارُ: أنْ تَقْرَأ الشَّيْءَ ظاهِراً. وظَهَرْتُ على القُرآن وأظْهَرْتُه: بمعنىً.
والظاهِرَةُ: العَيْنُ الجاحِظَةُ وهي خِلافُ الغائرة. والظاهِرَةُ: الظِّهَارُ من الفُرشِ والأقْبِيَةِ، له ظاهِرَةٌ وباطنَةٌ، وظِهَاةٌ وبِطَانَةٌ. وظَهَّرْتُه تَظْهِيراً: جَعَلْتَ له ظِهَارَةً. والمُظاهَرَةُ والظِّهَارُ: أنْ يقولَ الرَّجُلُ لامْرَأتِه: أنتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، وتَظَهَّرَ فلانٌ من امرأتِه.
والظُّهَارُ من الرِّيشِ: الذي يَظْهَرُ من رِيْشِ الطائر، والجميع الظُّهْرَانُ. والظُّهَارُ: الجَمَاعَةُ، الواحِدُ ظَهْرٌ. والظِّهْرِيُّ: الشَّيْءُ تَنْسَاه وتَغْفُل عنه وفي القُرآن: " واتَّخَذْتُموه وراءكُم ظِهْرِيّاً ".
وأظْهَرْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُه وَرَاءَ ظَهْري، وظَهَرْتُ به وأظْهَرْتُ به: بمعنىً. وإذا نَسَبْتَ رَجُلاً إلى ظَهْر الكُوفة قُلْتَ: ظَهْرِيٌّ. وهو بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِم وظَهْرَيْهِم. وأتانا بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي مُنْذُ شَهْرٍ أو نحوِه، ولَقِيْتُه بَيْنَ الظَّهْرَانَيْنِ: أي في اليَوْمَيْنِ، وأتانا ظاهِراً: أي كلَّ يومٍ. وشَرَبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً: أي كلَّ يومٍ نِصْفَ النَّهار، وكذلك الإبلُ. ويقولون: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ وظاهِرَةَ الفَرَس. ويُقال لِمَتَاع البَيْتِ: ظَهَرَةٌ وأهَرَةٌ. وقيل: هي مُؤخَّرُ البَيْتِ الذي يكون عليه الأنْضَادُ، وكذلك هَيْئةُ الرَّجُل، وخِيَارُ الشَّيْءِ وكَثْرَتُه، وكذلك: الظَّهَرُ من الناس خِيَارُهم.
وقِدْرٌ ظَهْرٌ وقُدُْورٌ ظُهُوْرٌ: أي قَدِيْمَةٌ. وهو ابنُ عمِّه ظَهْراً: أي دِنْياً. وأصَبْتُ من فلانٍ مَطَرَ ظَهْرٍ: أي خَيْراً كثيراً. وسالَ الوادي ظَهْراً: أي من قُرْبٍ. ولِصٌّ عادِيْ ظَهْرٍ: أي عَدا في ظَهْرٍ فَسَرَقَه. وأقْرَانُ الظَّهْرِ: الذين يَجِيْئونَ من ورائكَ ويُعِيْنُونَكَ، وأقْرانُ الظُّهُورِ أيضاً.
والظُّهَارِيَّةُ من أُخَذِ الصِّرَاع: أنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ. وهو ضَرْبٌ من البُضْع أيضاً. والظُّهْرَةُ: السُّلَحْفَاةُ. ويقولون: ظَهَرَ عنه العارُ: أي زالَ وذَهَبَ، وعلى ذا فُسِّرَ:
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها
ويقولون: ذلك على ظَهْرِ العُسِّ: أي أنَّه ظاهرٌ واضح، كقولهم: على رأْسِ الثُّمَام.
ظهر
الظَّهْرُ الجارحةُ، وجمعه ظُهُورٌ. قال عزّ وجل:
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ
[الانــشقاق/ 10] ، مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
[الأعراف/ 172] ، أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح/ 3] ، والظَّهْرُ هاهنا استعارة تشبيها للذّنوب بالحمل الذي ينوء بحامله، واستعير لِظَاهِرِ الأرضِ، فقيل: ظَهْرُ الأرضِ وبطنها. قال تعالى: ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ
[فاطر/ 45] ، ورجلٌ مُظَهَّرٌ: شديدُ الظَّهْرِ، وظَهِرَ: يشتكي ظَهْرَهُ.
ويعبّر عن المركوب بِالظَّهْرِ، ويستعار لمن يتقوّى به، وبعير ظَهِيرٌ: قويّ بيّن الظَّهَارَةِ، وظِهْرِيٌّ:
معدّ للرّكوب، والظِّهْرِيُّ أيضا: ما تجعله بِظَهْرِكَ فتنساه. قال تعالى: وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
[هود/ 92] ، وَظَهَرَ عليه: غلبه، وقال: إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
[الكهف/ 20] ، وظاهَرْتُهُ:
عاونته. قال تعالى: وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ
[الممتحنة/ 9] ، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
[التحريم/ 4] ، أي: تعاونا، تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[البقرة/ 85] ، وقرئ: (تَظَّاهَرَا) ، الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ
[الأحزاب/ 26] ، وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ
[سبأ/ 22] ، أي: معين . فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ
[القصص/ 86] ، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ
[التحريم/ 4] ، وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً
[الفرقان/ 55] ، أي: معينا للشّيطان على الرّحمن. وقال أبو عبيدة : الظَّهِيرُ هو المَظْهُورُ به. أي: هيّنا على ربّه كالشّيء الذي خلّفته، من قولك:
ظَهَرْتُ بكذا، أي: خلفته ولم ألتفت إليه.
والظِّهَارُ: أن يقول الرّجل لامرأته: أنت عليّ كَظَهْرِ أمّي، يقال: ظَاهَرَ من امرأته. قال تعالى:
وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ
[المجادلة/ 3] ، وقرئ: يظاهرون أي: يَتَظَاهَرُونَ، فأدغم، ويَظْهَرُونَ
، وظَهَرَ الشّيءُ أصله:
أن يحصل شيء على ظَهْرِ الأرضِ فلا يخفى، وبَطَنَ إذا حصل في بطنان الأرض فيخفى، ثمّ صار مستعملا في كلّ بارز مبصر بالبصر والبصيرة. قال تعالى: أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ
[غافر/ 26] ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ
[الأعراف/ 33] ، إِلَّا مِراءً ظاهِراً
[الكهف/ 22] ، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا
[الروم/ 7] ، أي: يعلمون الأمور الدّنيويّة دون الأخرويّة، والعلمُ الظَّاهِرُ والباطن تارة يشار بهما إلى المعارف الجليّة والمعارف الخفيّة، وتارة إلى العلوم الدّنيوية، والعلوم الأخرويّة، وقوله: باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
[الحديد/ 13] ، وقوله: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
[الروم/ 41] ، أي: كثر وشاع، وقوله: نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً
[لقمان/ 20] ، يعني بالظَّاهِرَةِ: ما نقف عليها، وبالباطنة: ما لا نعرفها، وإليه أشار بقوله: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، وقوله: قُرىً ظاهِرَةً
[سبأ/ 18] ، فقد حمل ذلك على ظَاهِرِهِ، وقيل: هو مثل لأحوال تختصّ بما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، وقوله:
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً
[الجن/ 26] ، أي: لا يطلع عليه، وقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
[التوبة/ 33] ، يصحّ أن يكون من البروز، وأن يكون من المعاونة والغلبة، أي: ليغلّبه على الدّين كلّه. وعلى هذا قوله: إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ
[الكهف/ 20] ، وقوله تعالى: يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ
[غافر/ 29] ، فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
[الكهف/ 97] ، وصلاة الظُّهْرِ معروفةٌ، والظَّهِيرَةُ: وقتُ الظُّهْرِ، وأَظْهَرَ فلانٌ: حصل في ذلك الوقت، على بناء أصبح وأمسى . قال تعالى:
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
[الروم/ 18] .
ظ هـ ر : ظَهَرَ الشَّيْءُ يَظْهَرُ ظُهُورًا بَرَزَ بَعْدَ الْخَفَاءِ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ لِي رَأَى إذَا عَلِمْتَ مَا لَمْ تَكُنْ عَلِمْتَهُ وَظَهَرْتُ عَلَيْهِ اطَّلَعْتُ وَظَهَرْتُ عَلَى الْحَائِطِ عَلَوْتُ وَمِنْهُ قِيلَ ظَهَرَ عَلَى عَدُوِّهِ إذَا غَلَبَهُ وَظَهَرَ الْحَمْلُ تَبَيَّنَ وُجُودُهُ وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ النِّسَاءِ عَنْ ظُهُورِ الْحَمْلِ فَقُلْنَ لَا يَتَبَيَّنُ الْوَلَدُ دُونَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.

وَالظَّهْرُ خِلَافُ الْبَطْنِ وَالْجَمْعُ أَظْهُرٌ وَظُهُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ وَجَاءَ ظُهْرَانٌ أَيْضًا بِالضَّمِّ.

وَالظَّهْرُ الطَّرِيقُ فِي الْبَرِّ

وَالظَّهْرَانُ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ اسْمُ وَادٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ وَنُسِبَ إلَيْهِ قَرْيَةٌ هُنَاكَ فَقِيلَ مَرُّ الظَّهْرَانِ.

وَالظَّهِيرَةُ الْهَاجِرَةُ وَذَلِكَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ.

وَالظَّهِيرُ الْمُعِينُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] وَالْمُظَاهَرَةُ الْمُعَاوَنَةُ وَتَظَاهَرُوا تَقَاطَعُوا كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إلَى صَاحِبِهِ وَهُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ بِفَتْحِ النُّونِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا تُكْسَرُ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلتَّأْكِيدِ وَبَيْن ظَهْرَيْهِمْ وَبَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كُلُّهَا بِمَعْنَى بَيْنَهُمْ وَفَائِدَةُ إدْخَالِهِ فِي الْكَلَامِ أَنَّ إقَامَتَهُ بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِظْهَارِ بِهِمْ وَالِاسْتِنَادِ إلَيْهِمْ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُمْ قُدَّامَهُ وَظَهْرًا وَرَاءَهُ فَكَأَنَّهُ مَكْنُوفٌ مِنْ جَانِبَيْهِ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الْإِقَامَةِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَكْنُوفٍ بَيْنَهُمْ وَلَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ وَالظَّهْرَانَيْنِ أَيْ فِي الْيَوْمَيْنِ وَالْأَيَّامِ وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى الْمُرَادُ نَفْسُ الْغِنَى وَلَكِنْ أُضِيفَ لِلْإِيضَاحِ وَالْبَيَانِ كَمَا قِيلَ ظَهْرُ الْغَيْبِ وَظَهْرُ الْقَلْبِ وَالْمُرَاد نَفْسُ الْغَيْبِ وَنَفْسُ الْقَلْبِ وَمِثْلُهُ نَسِيمُ الصَّبَا وَهِيَ نَفْسُ الصَّبَا قَالَهُ الْأَخْفَشُ وَحَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَالْعَرَبُ تُضِيفُ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ طَلَبًا لِلتَّأْكِيدِ قَالَ بَعْضُهُمْ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ لَحَقُّ الْيَقِينِ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ وَقِيلَ الْمُرَادُ عَنْ غِنًى يَعْتَمِدُهُ وَيَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى النَّوَائِبِ وَقِيلَ مَا يَفْضُلُ عَنْ الْعِيَالِ.

وَالظُّهْرُ مَضْمُومًا إلَى الصَّلَاةِ مُؤَنَّثَةٌ فَيُقَالُ دَخَلَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ وَمِنْ غَيْرِ إضَافَةٍ يَجُوزُ التَّأْنِيثُ
وَالتَّذْكِيرُ فَالتَّأْنِيثُ عَلَى مَعْنَى سَاعَةِ الزَّوَالِ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْوَقْتِ وَالْحِينِ فَيُقَالُ حَانَ الظُّهْرُ وَحَانَتْ الظُّهْرُ وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا بَاقِي الصَّلَوَاتِ وَأَظْهَرَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ أَوْ الظَّهِيرَةِ.

وَالظِّهَارَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَظْهَرُ لِلْعَيْنِ وَهِيَ خِلَافُ الْبِطَانَةِ.

وَظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ ظِهَارًا مِثْلُ قَاتَلَ قِتَالًا وَتَظَهَّرَ إذَا قَالَ لَهَا أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أَمِّي قِيلَ إنَّمَا خُصَّ ذَلِكَ بِذِكْرِ الظَّهْرِ لِأَنَّ الظَّهْرَ مِنْ الدَّابَّةِ مَوْضِعُ الرُّكُوبِ وَالْمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ وَقْتَ الْغِشْيَانِ فَرُكُوبُ الْأُمِّ مُسْتَعَارٌ مِنْ رُكُوبِ الدَّابَّةِ ثُمَّ شُبِّهَ رُكُوبُ الزَّوْجَةِ بِرُكُوبِ الْأُمِّ الَّذِي هُوَ مُمْتَنِعٌ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ حَرَامٌ عَلَيَّ وَكَانَ الظِّهَارُ طَلَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنُهُوا عَنْ الطَّلَاقِ بِلَفْظِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ الْكَفَّارَةَ تَغْلِيظًا فِي النَّهْيِ وَاِتَّخَذْتُ كَلَامَهُ ظِهْرِيًّا بِالْكَسْرِ أَيْ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

وَاسْتَظْهَرْتُ بِهِ اسْتَعَنْتُ وَاسْتَظْهَرْتُ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ تَحَرَّيْتُ وَأَخَذْتُ بِالِاحْتِيَاطِ.

قَالَ الْغَزَالِيُّ وَيُسْتَحَبُّ الِاسْتِظْهَارُ بِغَسْلَةٍ ثَانِيَةٍ وَثَالِثَةٍ قَالَ الرَّافِعِيُّ يَجُوزَ أَنْ يَقْرَأَ بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ فَالِاسْتِطْهَارُ طَلَبُ الطَّهَارَةِ وَالِاسْتِظْهَارُ الِاحْتِيَاطُ وَمَا قَالَهُ الرَّافِعِيُّ فِي الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ اسْتِعَانَةٌ بِالْغَسْلِ عَلَى يَقِينِ الطَّهَارَةِ وَمَا قَالَهُ فِي الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ لَمْ أَجِدْهُ 
[ظهر] نه: "الظاهر" تعالى الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه، وقيل: عرف بطرق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه. ن: أي القاهر الغالب. ز: فليس فوقك شيء، أي في الظهور أو الغلبة. ش: الظاهر لا تخيلًا أي ظنًا ووهمًا بسكون هاء أي متصف بالظهور على القطع والجزم لا على الظن والوهم، وقيل: الظاهر بأدلته الدالة على وجوده قطعًا. نه: وصلاة "الظهر"، هو اسم لنصف النهار، سمي به من ظهيرة الشمس وهو شدة حرها، وقيل: أضيفت إليه لأنه أظهر أوقات الصلاة للأبصار، وقيل: أظهرها حرًا، والظهيرة شدة الحر نصف النهار ولا يقال في الشتاء: ظهيرة، وأظهرنا دخلنا في وقت الظهر، وجمعها الظهائر. وفيه: قال عمر لمن شكى النقرس: كذبتك "الظهائر"، أي عليك بالمشي في الهواجر. ن: حين يقوم قائم "الظهيرة"، أي حال استواء الشمس حين لا يبقى للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب. ط: أي قيام الشمس، من قامت به دابته: وقفت، وهي إذا بلغت الوسط أبطأ حركة الظل فيتخيل أنها واقفة. ك: صلينا "بالظهائر"، هي جمع ظهيرة أي الهاجرة والمراد الظهر، وجمع باعتبار تعدد الأيام. ط: وباء بالظهائر زائدة. ج: نحر الظهيرة أوائلها. نه: "فظاهر" من امرأته وتظهر إذا قال: أنت علي كظهر أمي، وقيل: أرادوا أنت علي كبطن أمي كجماعها فكنوا بالظهر عن البطن للمجاورة، وقيل: إن إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان حرامًا عندهم ويقول أهل المدينة إنه سبب كون الولد أحول فلقصد تغليظ التحريم شبهت بالظهر، وللمبالغة جعلت كظهر الأم، وعدىأي جعلتموه وراء ظهركم، وهو منسوب إلى ظهر، وكسر ظائه من تغييرات النسب. غ: يقال لشيء لا يعبأ به: قد جعلته بظهر. ومنه: "واتخذتموه وراءكم "ظهريًا"" أي أعرضتم عنه، أو اتخذتم الرهط ظهريًا تستظهرون به على. نه: فعمد إلى بعير "ظهير" فأمر به فرحل، يعني شديد الظهر قويًا على الرحلة. ج: انصرف إلى بعير "ظهير"، أي قوي شديد. و"ظهير" عليهم، أي معين. نه: "ظاهر" بين درعين يوم أحد، أي جمع ولبس أحدهما فوق أخرى، وكأنه من التظاهر والتعاون. ومنه ح على: إنه بارز يوم بدر و"ظاهر"، أي نصر وأعان. ومنه ح: "فظهر" الذين كان بينهم وبين رسول الله عهد فقنت شهرًا، أي غلبوهم، والأشبه أنه مصحف كما في أخرى: فغدروا بهم. وفيه: أمر خراص النخل أن "يستظهروا"، أي يحتاطوا لأربابها ويدعوا لهم قدر ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل. وفيه: كسا في كفارة اليمين ثوبين "ظهرانيا" ومعقدًا، هو ثوب يجاء به من مر الظهران، وقيل: منسوب إلى ظهران قرية، والمعقد من برود هجر. ن: ومر "الظهران" واد بين مكة وعسفان، ومر بفتح ميم وشدة راء اسم قرية مضافة إليه. ومنه ح النابغة أنشده:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك "مظهرا"
فغضب وقال: إلى أين "المظهر"؟ فقال: إلى الجنة يا رسول الله؟ قال: أجل إن شاء الله، المظهر المصعد. ك: لا يزال من أمتي على الحق "ظاهرين"، هو من ظهرت: علوت وغلبت، واحتج الحنابلة به على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد، البخاري: هم أهل العلم. ط: أي ثابتين على الحق، وظاهرين خبر بعد خبر أو حالعائشة وسودة وزينب، وذكر هنا أن الشرب عند زينب والمتظاهرات عائشة وحفصة، فلعل الشرب كان مرتين، قوله لعائشة وحفصة، أي خطاب "أن "تتوبا" لهما، قوله: بل شربت العسل، أي الحديث المسر كان ذلك القول. ن: "يظهر" الزنا، أي يفشو وينتشر. ودعا "بظهر" الغيب، أي بغيبة المدعو وفي سر، ولك بمثله بكسر ميم وسكون ثاء، وروى بفتحتين، ويحصل هذه الفضيلة بالدعاء لجماعة من المسلمين أو لجملتهم. ط: والباء زائدة، وإنما كان أسرع إجابة لأنه أقرب إلى الإخلاص، ويعينه الله في دعائه لأن الله تعالى في عون العبد ما دام في عون أخيه. ن: أشار "بظهر" كفه إلى السماء، قيل: السنة في الدعاء لدفع البلاء كالقحط جعل ظهر كفه إلى السماء حين يرفع، وفي الدعاء بطلب شيء جعل بطنه إليه. ط: فعله تفاؤلا بتقلب الحال ظهرًا لبطن كتحويل الرداء، أو إشارة إلى جعل السحاب إلى الأرض لينصب ماؤه. مف: تحلى ذهبًا "تظهره"، أي تظهره للأجانب، أو يقال إنه منسوخ، وهمزة أما للاستفهام الإنكاري وما نافية، وما في ما تحلين موصولة ولكن خبره. ط: والنهي عن الجزءين فلا يدل على جواز التبرج بالفضة. وح: أن "لا يظهر" أهل الباطل، أي الباطل، وإن كثرت أنصاره فلا يغلب الحق بحيث يمحقه ويطفئ نوره، ولم يكن ذلك بحمد الله، وحرف النفي في القرائن زائدة. وفيه: إنه أي ورقة بن نوفل صدقك قبل أن "تظهر"، أي قبل ظهور صيت نبوتك يعني أن يدرك زمان دعوتك ليصدقك ويأتي بأعمال شريعتك. غ: ""لم يظهروا" على عورات النساء" لم يبلغوا أن يطيقوا إتيانهن. و"أن يظهروا" عليكم" يطلعوا ويعثروا.
ظهر: ظَهَر. بما يَظْهَر لهم: بما يبدو لهم (أماري ديب ص3) وقد أخطأ الناشر فظن أن الفعل يُظْهر مضارع أظهر.
ظهر إلى فلان: أظهر نفسه أرى نفسه: يقال مثلاً: ظهر إلى الناس أي برز إلى الناس (مملوك 1، 1:10): ظهر على. يقال: ظهر العدو على إذا بدا أمام سور المدينة (عبد الواحد ص99).
ظهر: اشتهر وعُرف ففي النويري (الأندلس ص451) في كلامه عن الحكم الأول: فاستعان بعمروس بن يوسف المعروف بالموَّلد وكان قد ظهر في هذا الوقت بالثغر الأعلى واظهر طاعة الحكم ودعا إليه. وفي الحلل السندسية (ص6 و) قوي أمر جدالة وزاد ظهورهم.
ظهر: بمعنى خَرَج وهذا الفعل قد استعمله غَريب بهذا المعنى فيما يقول العبدري (ص37 ق) وقد لاحظ هذا الرحالة أن بدو برقة لا يزالون يستعملونه بهذا المعنى.
ظهر: علا علي وظهر على (لين) اقل استعمالاً من ظهر فقط الذي نجده في المقري (1: 135).
ظهر على: اطلع على، أحاط به علماً (لين 1926).
وفي رياض النفوس (ص64 و) وقيل انه لم يبق عند سحنون كتاب إلا وقد ظهر عليه يونس.
ظهر له: عاونه وظهر عليه: غلبهُ (بوشر).
ظهَّر (بالتشديد): أظهر، أبدى، ابان، كشف (هلو) ظَهَّر فلان السفنجة كتب على ظهرها ما يعلن وصول قيمتها، وهو من اصطلاح التجار (محيط المحيط).
ظاهَر: ظاهر فلاناً: تراءى له، اظهر نفسه له (عباد 1: 57، 131 رقم 344) ظاهرَ: تذرّع ب تعلل ب، اتخذه حجة وذريعة وعذراً (عباد 2: 104) والصواب فيه يُظاهر كما قلت في (3: 206) منه.
ظاهَر: يعني في الحقيقية استظهر (انظر لين في مادة استظهر) أي استعان به وطلب مساعدته ففي كتاب ابن القوطية (ص38 و) ولما لم يجرأ على الظهور أمام والده أتى عمَّه مظاهراً وفيه (ص39 و) أتيت عَمّي مظاهراً.
ظاهر: لبس ثوباً فوق أخر ففي حيان- بسام (3: 4و) كان يُظاهر الوشي على الخز.
أظهْر: اصدر قانوناً (الكالا) وأصدر كتاباً (بوشر، همبرت ص96).
أظهر دعوة فلان: اعترف بسلطته وسيادته.
ففي رحلة ابن بطوطة (1: 363): وكان الحاج سعيد قد سمع من ملك الهند أنه يريد إظهار الدعوة العباسية ببلده، وفي مخطوطة جاينجوس الدولة.
أظهْر: عرض شيئاً، أبدى شيئاً (عباد 1: 424) أظهر على أحد: عرض عليه شيئاً وأبداه له.
(عباد 1: 237 رقم 65 المقري 2: 69).
أظهر برهن على، أقام الدليل، أثبت (ألكالا، هلو).
أظهر فلاناً: جعله ذائع الصيت مشهوراً ففي الحلل السندسية (ص6 ق) أراد أن يظهرهم ويملكهم بلاد المغرب.
أظهْر: أبدى، أرى، (معجم جوليوس، معجم لين، فوك، كليلة ودمنة ص242، 281).
أظْهر: هذا الفعل عند الصرفيين والقراء ضد ادغم. ومعنى ادغم ادخل حرفاً في حرف يقال مثلا: اِدَّغم بدل اِدْتَغَم. والفعل أظهر معناه لم يدخل حرفاً حرف كأن يقول اِدْتَّغم بدل اِدَّغم (محيط المحيط، البيضاوي 2: 47، المقري 1: 489) وانظره في تضعيف.
تَظَهرَ: ظهر، بدا، انكشف (فوك).
تظاهَر: عرض، بين، وظهر أمام الجمهور، وانفق بسخاء للمباهاة (بوشر). ونجد كلمة تظاهر بمعنى تفاخر وتباه في عبارة العبدري التي ذكرتها رسالتي إلى السيد فليشر (ص80).
تظاهر ب: عمل شيئاً علانية وجهاراً. ففي كتاب الخطيب (ص36 و) وكان غير متظاهر بقول الشعر إلا أن أصحابه يسمعون منه ويروون عنه.
تظاهر ب: تكلّف، تخّلق ب (تاريخ البربر 1: 53) تظاهر بفلان: تحالف معه، واستعان به.
(انظر في مادة تضافر).
تظاهر لفلان ب: تعاون، تآزر، استعان ففي المقري (1: 848): على الرجل العاقل أن يتظاهر لِكُل بما يرفقه.
استظهر: احتاط (لين) ويقال: استظهر ب (أبحاث 2 ملحق ص47) وفيها: وتحت درع يوسف درعُ حصينة كان قد استظهر بلباسها خلل ثيابه. واستظهر على: احتاط ضد واحتاط لِ. ففي رحلة ابن جبير (ص188) كُلّ ذلك من قوة الاستعداد وشدَّة الاستظهار على الأسفار (ابن جبير ص208) وانظر ابن حيان (ص55 و) ففيه: فخافوه على أنفسهم- فاستظهروا على إتيانه بان لبسوا دروعهم وكفروا عليها.
وفي عبارة الفخري (ص375) قبض على الخليفة ونُقل إلى دار في دار الخلافة فأقام بها تحت الاستظهار على حالة الإكرام والمراعاة إلى أن مات تحت الاستظهار في سنة 617.
والمصدر استظهار يعني فيما يظهر اتخاذ احتياطات لكيلا يهرب السجين. ومن هذا كان معناه حراسة. استظهر: أيدّ رأياً (الملابس ص6 رقم 3) ترافع أمام القاضي ودافع عن الخصم علناً.
ففي المقري (1: 594): فوكل ابا طالب في التكلم عنه والاستظهار بين يديه (أي أمام الحبر الأعظم البابا).
استظهر: ظاهر بين ثوبين أي لبس أحدهما فوق الآخر. ففي المقري (2: 88) رأى ان يلبسوا الخ- ويستظهروا من تحتها إذا احتاجوا صنوف الفراء.
استظهر: درس علماً، أكب على الدرس.
ففي تاريخ البربر (1: 528): استظهر عِلْم الطبّ وهو الفعل الذي يدل على حفظ.
استظهر فلاناً ل: رجا حضوره المجلس ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): ولحين وصوله عقد مجلسَ مذاكرة استظهر له نُبهاء الطَلَبة.
استظهر: وجدت في تعليقه لهماكر (الواقدي ص85) أن جيكيجز يقول أن هذا الفعل معناه تبختر، وهذا صحيح فكلمة استظهار موجودة في المقري (2: 335) بمعنى: تباهى، تفاخر، فخفخة، خيلاء، زهو، وقد أشرت في مادة تظاهر أن كلمة تظاهُر تدل على نفس هذا المعنى.
استظهر ب: استعد للمقاومة ب (عبد الواحد ص66، ابن بطوطة 1: 260، 177) (وقد أسيئت ترجمتها) 3: 112، 430، أماري ديب ص22، 100، 125) وفي حيان (ص53 و): فغضبت العرب- واستظهرته بالبعد عن الحاضرة فخرج بنو حجاج عنها إلى باديتهم بالسند الخ.
ورد هذا الفعل بهذا المعنى أيضاً في أول عبارة نقلتها في (عباد 1: 233 رقم 47) وقد أسأت تصحيحها لأن، على ذلك فيها، تعني (في نفس الوقت)، وصواب العبارة: استظهر بجّر الأذيال.
استظهر على فلان: غلبه وتفوق عليه. (بوشر، فريتاج) ولم يذكرها لين. وفي محيط المحيط: علا وغلبه (عبد الواحد ص7) وفي النويري (الأندلس ص458) فقاتلوه فلم تستظهر إحدى الطائفتين على الأخرى.
استظهر على فلاناً: عامله بعجرفة وتكبر. ففي تاريخ البربر (2: 437): وكان صاحب ديوان العطاء يحيى الفرقاجي وكان مستظهراً على العُمَّال.
استظهر على: استولى على (عباد 1: 223 رقم 47) وانظر: استظهر ب لمعرفة معنى الفقرة الأولى التي نقلتها منه. وفي حيان- بسام (1: 10و): ورَجَوْا استظهاره على الأمر.
استظهر على: استطاع عمل شيء ففي حيان- بسام (1: 46و): وحكم هذا السلطان وتصريفه للأمور قد أفاد رعيته واستظهروا به على العمارة. وهذا المعنى يوافق كل الموافقة عبارة الواقدي (ص39) التي أربكت هماكر وهي: أني قد استظهرت على مخاطبة ملوك الروم.
استظهر على: استعد له كل الاستعداد (فريتاج) وعبارة الطرائف لسلفستر دي ستسي التي ينقلها من الطبعة الأولى موجودة في (1: 154) من الطبعة الثانية.
ظَهْر وتجمع على أظْهِرَة (قصة عنتر ص45) الظَهر في الظهر: ظهراً لظهر (بوشر).
ويقول عبد الواحد (ص244) إشارة إلى مهمة الصلب في نتاج النسل: انتشر من ظهر عمر هذا بشر كثير وكان له عدة من الولد.
ظَهْرَك! حَذَارِ! (كويان ص176، ما نتجازا ص89، بوشر، زيشر 11: 480).
شَدَّ ظَهْره: ساعده وآزره بكل قوته واعتنق حزبه، ويقال: ظهره مشدود، ومشدود الظهر، وله الظهر أي له من يستده ويؤيده (بوشر).
اشدٌّ ظهري: أرى أني قويّ. اشتد ظهري: أشعر بأني قوي (معجم الطرائف).
قطع ظهرَه: ملأه غماً وأحزنه وأشجاه ويقال أيضاً: علاه ظهراً، كما يقال: قُطع ظهره بالبناء للمجهول، أو انقطع ظهره (معجم الطرائف). أو تقطع ظهره (قصة عنتر ص48).
ظهره مقطوع أو مقطوع الظهر: مهمل، ليس له سند، ليس له من يؤيده (بوشر).
كسر الظهر: أضنى، أتعب (بوشر).
ظَهْر: مسند، جزء من الكرسي أو المقعد وغيرهما يسند إليه الظهر (بوشر).
ظَهْر: سطح سفينة (ابن بطوطة 4: 93).
ظهر الأرض: ظاهر الأرض سطح الأرض ويقال اختصاراً: على ظهرها أي على سطح الأرض.
وهذا موجود في القرآن الكريم ويقال كثيراً: على الظهر أي على الأرض بدل على ظهر الأرض.
على ظهر البحر: يقال أيضاً بمعنى على سطح البحر. وقد يقال بمعنى على شاطئ البحر ايضاً، وعلى ضفة البحر (معجم الطرائف) وانظر (معجم مسلم).
ظَهْر (الاصطخري ص9) والى ظهر وبظهر (الأغاني ص32، ابن جبير ص212، المقري 1: 486).
وعلى ظهر، وفي ظهر (ابن جبير ص13 ف، كرتاس ص131) كل هذا يعني: خلف، وراء (معجم الطرائف) وفي حيان - بسام (1: 47ق): خرج من باب بظهر القصر أي خلف القصر.
ظَهْر: مساعدة، عون، حماية (بوشر) ظَهْر: حامٍ، ظهير، مدافع (بوشر).
ظَهْر: جنود احتياط، رديف، وسفينة في المؤخرة (بوشر).
ظَهْر: قمَّة، ذروة، قنّة (همبرت ص 169).
على ظَهْر (الشيء) فوقه (الادريسي ص182، 187 وهذا هو الصواب في المخطوطات الأخرى. (كرتاس ص34).
حفظ على ظَهْر، وقرأ على ظَهْر. أي حفظ الشيء وقرأ من حفظه وفي فوك: حفظ ظَهَرْ، وقرأ ظَهَر.
ظَهْر: ورقة الغلاف (ابن خلكان 11: 123).
وقد تحرفت هذه العبارة في طبعة وستنفيلد وفي طبعة بولاق وفيها: ونقل من نسخة لكتاب إصلاح المنطق. والصواب: نُقل من ظَهْرَ نُسخة لكتاب إصلاح المنطق (من غير واو قيل نقل) والمعنى نقل ما تقدم من ورقة الغلاف لكتاب إصلاح المنطق.
ظُهَرَة: من يظهر سرّه ويبوح به ولا يكتمه (الكامل ص424) ظَهْريّ: نسبة إلى الظَهْر، صُلبي، فقاريّ (بوشر).
ظُهري: نسبة إلى الظُهر وهو نصف النهار وساعة زوال الشمس (فوك) والظهريات. جهاراً، في وضح النهار (بوشر).
ظَهْريَّة: مسند، قسم الكرسي وغيره من المقاعد الذي يسند إليه المظَهْر (بوشر).
ظُهْريَّة= ظهيرة أي وقت الظُهْر (باين سميث 1435).
ظَهرَوى: من الشمال (دوماس صحارى ص104، 240).
ظهور: فجر (فوك).
الظهور الإلهي: التجلي الالهي، الوحي الإلهي.
الكشف الإلهي (زيشر 3: 303).
عيد الظهور: عند النصارى عيد التجلي عيد الدنح أو الغطاس (همبرت ص153 محيط المحيط) ظَهير، وجمعها ظَهائر: شهادة، براءة مرسومة، وثيقة رسمية منح امتياز، منح هبة (عباد 2: 164 رقم 59 فوك) وفي كتاب ابن القوطية (ص6 و): وزعم عبد الرحمن بن عبد الله أن ولاية جَدَّهم عبد الرحمن الأندلسي كانت من قبل يزيد بن عبد الملك لا من قبل عامل أفريقية وبايديهم بذلك ظهير. وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص95): ولما دنا الرشيد إلى مدينة مراكش كتب لاهلها ظهيرا بتامين كافتهم- ووجه بهذا الظهير الفقيه القاضي الخ (ابن بطوطة 1: 35، 2: 34 كرتاس ص41، 45، تاريخ البربر 1: 252، دي ساسي ديب 9: 486 وصواب الكلمة فيه ظهير بدل طهير).
ظهير: مرسوم وثيقة رسمية كتبها يوسف الثاني امير الموحدين لرهبان دير بوبلات وقد نشرت في مذكرات تاريخ الأندلس (6: 115).
وتبدأ بما يلي: هذا ظهير كريم أمر به أمير المؤمنين- لرهبان بوبلات. وفي تاريخ تونس (ص101): ولما تقلد منصب الباشا صار يكتب في ظهائره إبراهيم الشريف باي داي باشا.
ظِهَارَة، وتجمع على ظَهائِر: جلباب أو قميص يلبس فوق الثياب من قماش أبيض (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( camisa ملحفة وقميص وظهاره) ورداء طويل أبيض (فوك، المقري1: 230،2: 88) ويذكر عريب (البيان 1: 157) انه رداء يرتدي شعاراً للحزن في عهد الامويين. وفي المقري (1: 251): عليهم الظهائر البيض شِعارُ الحزن.
ظُهَارة الدابة: ما يجعل على ظهرها وقاية لها، وهو من كلام المولدين (محيط المحيط).
ظاهر. هذا ليس على ظاهره: هذا ليس بالمحتمل هذا ليس قريباً من الحق (المقدمة ب: 13).
ظاهِر: عالٍ، مرتفع. يقال مثلاً بلد ظاهر (معجم البلاذري) ويظهر أن اسم المقري الظاهرة وهو اسم قرى نغزاوة في مقاطعة قسطلة يعني القرى المرتفعة (تاريخ البربر 1: 146، 2:639).
ظاهِرِ: رَبْوة، جبل (البكري ص109، 114، أماري ص118) وانظر تعليقات نقدية.
ظاهِر: فاخر، رائع، بديع، جميل، نفيس.
ويقال: لباس ظاهِر (دي ساسي طرائف 1: 2، المعجم اللاتيني العربي. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج وقال إنها صفة تستعمل أيضاً اسماً للباس الرائع البديع الجميل).
ظاهر: سطح السفينة (فريتاج طرائف ص134).
ظاهر وجمعها ظَواهِر مرسوم، براءة، امتياز، شهادة وثيقة، رسمية، مثل ظهير (الكالا).
الظاهر في خراسان نقيب العلويين. وانظر في مادة طاهر بالطاء المهملة.
ظاهِر الباب: الباب الرئيسي للبناية (بوشر).
ظاهِرة: يتكهنون بالمستقبل حسب ظواهر مأثورة وتأويلات محتملة (المقدمة 2: 171).
ولا ادري ما تعنيه الكلمة الأولى. وقد ترجمها دي ساسي (طرائف 2: 299) إلى الفرنسية بما معناه: حوادث حقيقية نقلتها الروايات المأثورة. وترجمها دي سلان بما معناه: حادثة كبيرة احتفظ بذكرها.
ظاهِر: تستعمل بدل ظَهْر ففي أماري (ص400) وبقي الأسطول على ظاهر البحر لا يمكنه الدخول إلى البلاد بسبب الريح أو بدل. ظهر البحر والمترجم لكتاب الاصطخري بغير أحياناً كلمة ظهر الواردة في النص بكلمة ظاهر (معجم الطرائف).
ظاهري: سطحي (بوشر).
أَظْهَر: هذا اظهر من الشمس: هذا أوضح من النهار، هذا أمر جلي، هذا بين صريح (بوشر).
تظهير: براءة، مرسوم، شهادة، وثيقة رسمية، ظهير (شيرب، مارتن ص90).
مَظْهّر: مَسْرَح. مشهد، جزء من فصول مسرحية، ومجازاً موقع يجتذب الانظار، ومنطقة ومجازاً. مكان يستطيع المرء أن ينمي مواهبه وخصاله الحسنة فيه (بوشر).
مَظْهَر: شيء محسوس؛ مادة، جسم وموضوع أو مادة حيث يقع فعل أو عمل- وبسبب العواطف والأعمال يقال مثلاً: مظهر الألطاف الملوكية، أي موضعها (بوشر).
مظاهر: تجليّات خارجية (المقدمة 3: 68).
حيث يلاحظ السيد دي سلان أن بعض الصوفية يرون أن المظاهر هي كل ما يتكون منه العالم المحسوس.
ظهـر
ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن يَظهَر، ظُهُورًا، فهو ظاهِر، والمفعول مظهور (للمتعدِّي)
• ظهَر الشَّيءُ:
1 - بدا واتَّضح بعد خفاء، تبيَّن وجودُه "ظهَر الحقُّ- ظهرت سُحُبُ الدُّخان في الأفق" ° ظهَر الغَضبُ على وجهه/ ظهَر الفرحُ على وجهه: تبيَّن وارتسم-
 ظهَر بمظهر لائق: بدا في هيئة لائقة- ظهَر على حقيقته: انكشف أمره، افتُضح- ظهَر للعيان: اتَّضح، بدا للنّظر- ظهَر لي رأي: بدت لي فكرة جديدة- يظهَر أنَّ: يبدو أنَّ.
2 - عزَّ وارتقى " {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ} ".
3 - شاع وكثُر وانتشر "ظهر الرّخاءُ في البلاد- ظهَر المرضُ بسبب المجاعة- {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ".
• ظهَر الشَّيءَ/ ظَهَر على الشَّيءِ: علاه، صار فوقَه "ظهَر الحائطَ- ظهَر على البيت- {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} ".
• ظهَر على عدوّه: غلبه، قوي عليه "ظهَر على منافسه- {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} ".
• ظهَر على الأمرِ: اطَّلَع عليه "ظهَر على السِّرِّ- {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ".
• ظهَر عنه العارُ: زال ولم يعلق به. 

ظهَرَ على2 يظهَر، ظَهْرًا وظُهورًا، فهو ظَهِير، والمفعول مَظْهور عليه
• ظهَر عليه فلانٌ: أعانه وسانده. 

ظهِرَ يَظهَر، ظَهَرًا، فهو ظهِر وظهِير
• ظهِر الشَّخصُ: اشتكَى ظَهْرَه. 

أظهرَ يُظهر، إظهارًا، فهو مُظهِر، والمفعول مُظهَر (للمتعدِّي)
• أظهر القَومُ: دخلوا في الظهيرة، ساروا في وقت الظُّهر " {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ".
• أظهر الشَّيءَ:
1 - بيَّنه وكشفه وأوضحه "أظهرت ذكاءً خارقًا- أظهر كفاءَته/ نواياه الحقيقيَّة/ خوفًا شديدًا/ عيوبُ المجتمع- ثوب يُظهر ما تحته".
2 - جعله وراء ظهره "أظهر حاجتي: استخفَّ بها".
• أظهر القرآنَ: قرأه على ظهر لسانه.
• أظهره على الأمر: أطلعه عليه "أظهر صديقَه على السرِّ- {وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ} ".
• أظهره على عدوِّه: نصره وأعلاه، أعانه عليه "أظهر اللهُ المسلمين على الكافرين- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ". 

استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على يستظهر، استظهارًا، فهو مُستظهِر، والمفعول مُستظهَر
• استظهر الدَّرسَ: حفظه وقرأه بلا كتاب "استظهر القصيدةَ عن ظهر قلب- استظهر القرآنَ".
• استظهر بفلان: استعان به "استظهرت بالله على الشّيطان".
• استظهر على عدوِّه: غلبه. 

تظاهرَ/ تظاهرَ بـ يتظاهَر، تظاهُرًا، فهو مُتَظاهِر، والمفعول مُتظاهَر به
• تظاهر القَومُ:
1 - تعاونوا " {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
2 - تجمَّعوا ليعلنوا رضاهم أو سخطهم على أمر يهمّهم "تظاهر الطُّلاّبُ/ العمّالُ".
3 - تدابروا وولَّى كلّ واحد منهم ظهرَه إلى صاحبه.
• تظاهر بالشَّيءِ:
1 - ادَّعى غير الحقيقة "تظاهر بالشّجاعة/ بالكرم- تظاهر بعدم معرفة الأمر".
2 - عرضه بتباه "تظاهر بمواهبه". 

تمظهرَ في يتمظهر، تَمَظْهُرًا، فهو مُتمظهِر، والمفعول مُتمظهَر فيه (انظر: م ظ هـ ر - تمظهرَ في). 

ظاهرَ1/ ظاهرَ من يظاهر، ظِهارًا، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر زوجتَه/ ظاهَر من زوجته: حرّمها على نفسه بقوله لها: أنت عليّ كظهر أُمِّي: أي أنت عليَّ حرامٌ " {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} ". 

ظاهرَ2 يُظاهِر، مظاهرةً، فهو مُظاهِر، والمفعول مُظاهَر
• ظاهَر الشَّخصَ: عاوَنَه وناصَرَه " {وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} ". 

ظهَّرَ يظهِّر، تظهيرًا، فهو مُظهِّر، والمفعول مُظهَّر

(للمتعدِّي)
• ظهَّر النَّاسُ: ساروا في الظّهيرة، دخلوا فيها.
• ظهَّر شيكًا ونحوَه: كتب على ظهره ما يفيد تحويلَه إلى شخص آخر "شيك مظهَّر".
• ظهَّر الصُّورةَ: بيَّنها وأظهرها على الفيلم أو على الورق بفعل الموادّ الكيميائيَّة.
• ظهَّر الحَاجةَ: جعلها وراء ظهره. 

مظهَرَ يمظهِر، مَظْهَرةً، فهو مُمظهِر، والمفعول مُمظهَر (انظر: م ظ هـ ر - مظهَرَ). 

إظهاريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من إظهار.
2 - (نف) نزعة المرء إلى إظهار مقدرته أو سلوكه بطريقة تلفت الأنظارَ إليه. 

استظهار [مفرد]: مصدر استظهرَ/ استظهرَ بـ/ استظهرَ على.
• الاستظهار: الاجتهاد في الطلب والأخذ بالأحوط. 

تظاهُرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من تظاهرَ/ تظاهرَ بـ.
2 - خروج النَّاس إلى الشوارع مجتمعين تعبيرًا عن رأي أو احتجاجًا على فعل أو قول أو مطالبين بأمر يريدونه "تظاهرة شعبيَّة/ طلاّبيَّة- نظَّمت بعضُ النقابات عدَّة تظاهرات سلميَّة". 

تظهير [مفرد]: مصدر ظهَّرَ.
• التَّظهير:
1 - التصوير الشمسيّ؛ إبراز الصُّورة على الفيلم بغسله بمواد كيميائيَّة خاصّة.
2 - (قن) صيغة يكتبها حامل سند على ظهره لتحويل ملكيَّته إلى سواه. 

ظاهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° أهل الظَّاهر: العامَّة الذين يكتفون بظاهر الأشياء ولا يغوصون إلى بواطنها- حسَب الظَّاهر/ في ظاهر الأمر: كما يبدو للناظر- ظاهر الإثْم وباطنه: أفعال الجوارح، (وباطنه اعتقادات القلوب) - ظاهِر البلد: خارجه- قرأه ظاهرًا: أسمعه حفظًا بدون كتاب.
2 - (سف) ما يبدو من الشَّيء في مقابل ما هو عليه في ذاته.
3 - ما يدرك بالحواسّ " {وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} ".
• الظَّاهر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الغالب بالقدرة على كلّ شيء، الظَّاهر للعقول بأفعاله وحججه وبراهين وجوده وأدلّة وحدانيّته " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• الظَّاهر من الأسماء: (نح) ما ليس ضميرًا. 

ظاهراتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِرة: على غير قياس.
• منهج ظاهراتيّ: منهج يهتمُّ بوصف الظّواهر وتصنيفها، وهو عبارة عن الوصف العلميّ للظواهر الواقعيّة مع اجتناب كلِّ تأويل أو شرح أو تقييم. 

ظاهِراتيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ظاهِرات.
• الظَّاهراتيَّة: علم الظَّاهرات، وهو علم دراسة الخبرة الحسِّيَّة من زاوية وعي الفرد بها، أو تصنيف ظواهر أيّ فرع من فروع المعرفة دون محاولة التَّفسير، ومقابل هذه الدِّراسة: الدِّراسة التَّحليليَّة. 

ظاهِرة [مفرد]: ج ظاهِرات وظواهِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° ظاهرة الجَبل: أعلاه- عين ظاهرة: جاحظة.
2 - (سف) ما يمكن إدراكُه أو الشعور به، وما يُعرف عن طريق الملاحظة والتجربة "درَس أسبابَ الظاهرة وأحاط بها معرفة وتحليلاً" ° ظاهرة الثَّبات: ميل اللّمعان أو اللّون أو الحجم إلى البقاء ثابتا نسبيًّا بالرغم من التغيُّر الملحوظ في الإثارة.
3 - (كم) حقيقة أو حادث غير عاديّ أو نادر يمكن وصفه وإيضاحه على أساس علميّ.
4 - (مع) أمر ينجم بين الناس ويعمّ "ظاهرة الإدمان/ التدخين- ظاهرة الشِّعر الحرّ" ° الظَّاهرة الخُلُقيَّة: القواعد الخلقيّة التي تسود كلَّ شعب في حقبة مُعيَّنة من الزمن وعلى أساسها تصدر المحاكمُ أحكامَها ويظهر الرأي العامّ سخطَه أو رضاه- ظواهر التَّمرّد/ ظواهر المرض: أعراضه.
• الظَّاهرة السَّطحيَّة: (فز) ظاهرة تناوب التَّيَّار الكهربائيّ لكي يتدفَّق بالقرب من سطح المادَّة الموصِّلة للكهرباء.
• الظَّاهرة الجَوِّيَّة: (فك) ما يطرأ من أحوال الطَّبيعة كالحرارة والبرودة وهبوب الرِّياح.
• علم الظَّواهر: العلم الذي يدرس الظّواهر أو المعطيات التي تبدو للوعي دون أن يحاول اصطناع الفروض وتقديم
 التفسيرات لها. 

ظاهريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظاهِر.
• التَّناقض الظَّاهريّ: (سف) عبارة تبدو متناقضة في ظاهرها مع أنَّها بالفحص والتَّأمّل يتبيَّن أنّ لها أساسًا من الحقيقة. 

ظاهريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من ظاهِر.
2 - (فق) مذهب يقوم على الأخذ بظاهر ألفاظ الكتاب والسّنة والإعراض عن التأويل والرأي والقياس. 

ظُهار [مفرد]: (طب) وَجَع يُصيب الظّهْرَ من أسباب متعدِّدة. 

ظِهار [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ1/ ظاهرَ من.
2 - (فق) تشبيه الرّجلِ زوجتَه أو جزءًا سائغًا منها أو جزءًا يعبّر به عنها بامرأة محرّمة عليه تحريمًا مؤبّدًا أو بجزء منها يحرم عليه النظر إليه كالظهر والبطن والفخذ. 

ظَهْر [مفرد]: ج أظْهُر (لغير المصدر) وظُهُور (لغير المصدر):
1 - مصدر ظهَرَ على2.
2 - دابَّة تحمل الأثقالَ في السَّفر "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ [حديث]- إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضًا قَطَعَ وَلا ظَهْرًا أَبْقَى [حديث]: المنبتُّ: المُجهِدُ دابَّتَه في السَّير".
• ظَهْر الإنسان: من مؤخّر الكاهل إلى أدنى العجُز، خلاف البَطْن "انحنى ظَهْرُه من ثقل الحِمْل- {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} " ° أدار له ظَهْره: تخلَّى وأعرض عنه- أَعْطاه عن ظَهْر يَدٍ: تفضُّلاً بلا بيع أو قرض أو مكافأة- أقام بين ظَهْرانَيْهم/ أقام بين ظَهْرَيْهم/ أقام بين أَظْهرُهم: بينهم، في وسطهم- أنتِ عليَّ كظَهْر أمِّي: أنت محرَّمة عليّ، وتسمّى صيغة الظِّهار- اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- انحناء الظَّهر: تقوّسه، ويستخدم مجازًا للتعبير عن شدّة الإرهاق- بِظَهْر الغَيب/ عن ظَهْر الغَيب: دون علم- حقيبة الظَّهْر: حقيبة توضع على ظهر حاملها، وتكون من الجلد ونحوه لها حمّالات على الكتف، وتصلح لحمل معدَّات التَّخييم ونحوه- سلسلة الظَّهْر: العمود الفقريّ- طعَنه في ظَهْره: غدر به، خانه- عمِل من وراء ظَهْره: خادعه- قتله ظهْرًا: غيلة- قصَم ظَهْرَه: حمَّله ما لا يطيق، أنزل به مصيبة عظيمة- قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره- قلبه ظَهْرًا على عَقِب: جعل عاليه سافله- قويّ الظَّهر: كثير الأنصار- ليس له ظَهْر: ليس له سند- ما يُلوَى ظَهْرُه: قويٌّ لايصرعه أحد- مِنْ خَلْف ظَهْره/ مِنْ وراء ظَهْره: في غيابه، بدون علمه- هو ثقيل الظَّهْر: كثير العيال- هو خفيف الظَّهْر: قليل العيال- هو يأكل من ظهر يدي/ هو يأكل على ظهر يدي: أُنفق عليه.
• ظَهْر الشَّيء:
1 - أعلاه "ظَهْر السفينة/ الحيوان- ظَهْر الأرض: ظاهرها وسطحها".
2 - الجانب الخلفيّ له "ظَهْر القماش/ الورقة/ الكفّ" ° ظَهْر الصُّورة: الوجه السيِّئ لأمر ما- ظَهْر العُملة/ ظَهْر الميدالية: مقابل وجهها الذي يحمل التصميم الرئيسيّ- ظَهْر الغَيْب: المجهول- على ظَهْر لسانه: قريب حاضر- قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب: حفظًا دون كتاب- قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة. 

ظَهَر [مفرد]: مصدر ظهِرَ. 

ظَهِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ. 

ظُهْر [مفرد]: ج ظُهُور: منتصف النّهار، ساعة زوال الظّل "انتهيت من عملي ظُهرًا" ° أراه النُّجومَ في الظُّهر: ضايقه بشدّة- بعد الظُّهْر: الفترة الواقعة ما بين منتصف النّهار وحلول اللّيل- رأى الكَواكبَ ظُهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل.
• الظُّهْران: الظُّهْر والعصر. 

ظَهْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ظَهْر: "زعنفة ظهريّة: زعنفة رئيسيّة على سطح ظهر الأسماك وبعض الثدييّات البحريّة".
• الحبل الظَّهْريّ: (شر) العمود الفقريّ الأَوَّليّ، حبل مرن يشكِّل الدّعامة الأساسيَّة للجسم في الحبليّات السُّفلى. 

ظِهْريّ [مفرد]: ما يجعله المرء وراء ظهره وينساه "جعله ظِهْريًّا- {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} ". 

ظُهُور [مفرد]: مصدر ظهَرَ على2 وظهَرَ/ ظهَرَ على1/ ظهَرَ عن ° حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت إليه الأنظار. 

ظَهير [مفرد]: ج ظُهَراء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظهِرَ وظهَرَ على2: "كان لصديقه ظِهيرًا- {فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} ".
2 - (رض) أحدُ لاعبي كرة القدم الأحد عشر، وهما ظهيران أيمن وأيسر "أنقذ الظهيرُ الأيمن هدفًا مؤكّدًا". 

ظَهيرة [مفرد]:
1 - مؤنَّث ظَهير.
2 - وقت الظُّهر، منتصف النّهار "مكث في البيت حتى الظَّهيرة- طعام الظَّهيرة- شهِد لقاءَ الظَّهيرة- {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} " ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النّهار- قام قائم الظَّهيرة: أبطأت حركة الشّمس ظهرًا، قيل ذلك لأنّ الشّمس إذا بلغت وسط السّماء وأبطأت حركة الظلّ حسبها الناظر أنها وقفت. 

مُظاهَرة [مفرد]:
1 - مصدر ظاهرَ2.
2 - تظاهُرة، إعلان رأيٍ أو إظهار عاطفة في صورة مسيرة جماعيّة "مظاهرة شعبيّة/ طلاّبيَّة- مظاهرة احتجاج/ تأييد- مظاهرات مطالبة بالديمقراطيّة". 

مَظْهر [مفرد]: ج مظاهر: شكل خارجيّ، صورة يبدو عليها الشّيء "مظاهر انفراج الأزمة آخذة في الازدياد- المظاهر خدّاعة: خلاف الحقيقة- حسن المظهر والمخبر" ° مظاهر الاحترام/ مظاهر الفَرح: دلائله- مظاهر الحَياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبّر بها الكائن الحيّ عن حيويَّته. 

مُظْهِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أظهرَ.
2 - (كم) محلول كيميائيّ لإظهار الصور. 

مَظهريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَظْهر: "لا يهتمُّ بالأمور المظهريّة- أجرى بعض التغييرات المظهريّة لا الجوهريّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَظْهر: حالة من الخداع وإظهار ما هو خلاف الحقيقة والواقع "تتَّسم أفعالُه غالبًا بالمظهريَّة- أثبتوا سوءَ نيّاتهم بهذه المظهريَّة الكاذبة". 

ظهر: الظَّهْر من كل شيء: خِلافُ البَطْن. والظَّهْر من الإِنسان: من

لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح بذلك

اللحياني، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف، والجمع أَظْهُرٌ

وظُهور وظُهْرانٌ. أَبو الهيثم: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، والكاهلُ

والكَتَِدُ ستُّ فقارات، وهما بين الكتفين، وفي الرَّقبَة ست فقارات؛ قال أَبو

الهيثم: الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ، قال

الأَزهري: هذا في البعير؛ وفي حديث الخيل: ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها

ولا ظُهورها؛ قال ابن الأَثير: حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها

مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها؛ ومنه الحديث الآخر: ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ

ظَهْرِها. وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَه، وكذلك يقول

المُدَبِّرُ للأَمر. وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه

لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قال الفرزدق:

كيف تراني قالباً مِجَنّي،

أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ

وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله

ظَهْرَه معرفة، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله، وإِن اختلف وجه التعريف؛

قال سيبويه: هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على

الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول،

فالبدل أَن يقول: ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ

والبطنُ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه، فهذا كله على البدل؛ قال: وإِن شئت كان

على الاسم بمنزلة أَجمعين، يقول: يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما

يصير أَجمعون توكيداً للقوم، كأَنك قلت: ضُرِبَ كُلّه؛ قال: وإِن شئت

نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ، قال: ولكنهم أَجازوا هذا كما

أَجازوا دخلت البيتَ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل، قال: وليس

المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت: هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت

تعني شيئاً على ظهره لم يجز، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن

والسَّهْل والجَبَلِ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله، وكما لم يجز حذف حرف الجر

إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ

والجبلَ بهذا، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء.

وقوله، صلى الله عليه وسلم: ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ

بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ؛ قال أَبو عبيد: قال بعضهم

الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله، وقيل: الظهر الحديث والخبر، والبطن ما

فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه،

أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن

قيل: ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل: أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف

معناه، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره، وقيل: قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي

الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير، وقيل: أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم

والتعلم. والمُظَهَّرُ، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. وظَهَره

يَطْهَرُه ظَهْراً: ضرب ظَهْره. وظَهِرَ ظَهَراً: اشتكى ظَهْره. ورجل

ظَهِيرٌ: يشتكي ظَهْرَه. والظَّهَرُ: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل، بالكسر، إِذا

اشتكى ظَهْره. الأَزهري: الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ، ورجل مَظْهُورٌ.

وظَهَرْتُ فلاناً: أَصبت ظَهْره. وبعير ظَهِير: لا يُنْتَفَع بظَهْره من

الدَّبَرِ، وقيل: هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره؛ قال ابن سيده: رواه

ثعلب. ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ: قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر: شديد

الصَّدْر، ومَصْدُور: يشتكي صَدْرَه؛ وقيل: هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن

يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً. ورجل خفيف الظَّهْر:

قليل العيال، وثقيل الظهر كثير العيال، وكلاهما على المَثَل. وأَكَل الرجُل

أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها. قال: وأَكل أَكْلَةً

إِن أَصبح منها لناتياً، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها؛ يقول: سَمِنْتُ

منها. وفي الحديث: خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان

عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى، وقيل: أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال؛ والظَّهْرُ قد

يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ

قَويٍّ من المال. قال مَعْمَرٌ: قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، ما

ظَهْرُ غِنًى؟ قال أَيوب: ما كان عن فَضْلِ عيال. وفي حديث طلحة: ما

رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ، قيل: عن ظهر يَدٍ

ابْتدَاءً من غير مكافأَة. وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو

يُنْفِقُ عليه. والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس.

قال الفراء: العرب تقول: هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ

لظاهرها الذي تراه. قال الأَزهري: وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه

كَبَطْنه، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه، ولما وَلِيَ غَيْرَك

ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه

الجسدَ وكان داخلاً، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ؛ وكذلك

ظِهارَة البِسَاطِ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ. ويقال: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا

جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً، وجمع الظِّهارَة

ظَهَائِر، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ، بالكسر: نقيض البِطانة.

وَظَهَرْتُ البيت: عَلَوْتُه. وأَظْهَرْتُ بفلان: أَعليت به. وتظاهر

القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه.

وأَقْرانُ الظَّهْرِ: الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب،

مأْخوذ من الظَّهْرِ؛ قال أَبو خِراشٍ:

لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً،

ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ

الأَصمعي: فلان قِرْنُ الظَّهْر، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم؛

قال ذلك ابن الأَعرابي، وأَنشد:

فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه،

ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ

وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده:

فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا،

ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ

قال: أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد

غلباك. وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف، وهو من الظَّهْر. ابن

بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه.

والظَّهْرُ: الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على

ظُهُورها. وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه، كما

يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ. وفي حديث عَرْفَجَة: فتناول

السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به؛ الظَّهْر: الإِبل التي يحمل عليها

ويركب. يقال: عند فلان ظَهْر أَي إِبل؛ ومنه الحديث: أَتأْذن لنا في نَحْر

ظَهْرنا؟ أَي إبلنا التي نركبها؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران، بالضم؛ ومنه

الحديث: فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة. وفلانٌ على

ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك؛ قال يصف

أَمواتاً:

ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا

معي، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ

والبعير الظَّهْرِيُّ، بالكسر: هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه، نسب

إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس. يقال: اتَّخِذْ معك بعيراً أَو

بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ، وفي

الصحاح: ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد. وبَعير

ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً، وناقة ظهيره. وقال الليث:

الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً. وفي

الحديث: فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ، يعني شديد

الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ؛ وقد ظَهَّر به

واسْتَظَهْرَهُ.

وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها: جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم

يَخِفَّ لها، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها

كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر،

كقوله تعالى: فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ

إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك؛ قال

الفرزدق:تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي

بظَهْرٍ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها

والظِّهْرِيُّ: الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه.

والظِّهْرِيُّ: الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه؛ ومنه قوله: واتَّخَذْتَمُوه

وراءكم ظِهْرِيّاً؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه. ابن سيده: واتخذ حاجته

ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر، على غير قياس، كما

قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ. وفي حديث علي، عليه السلام:

اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه

وراء ظهوركم، قال: وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب؛ وقال ثعلب في قوله

تعالى: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً: نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم؛ وقال

الفراء: يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم، يقول شعيب، عليه السلام:

عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه. وقال في أَثناء

الترجمة: أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ، وذلك لا

ينجيكم من الله تعالى. يقال: اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً. ويقال

للشيء الذي لا يُعْنَى به: قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ.

وقولهم. ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها. وحاجتُه عندك ظاهرةٌ

أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ. وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ: جعلها وراء

ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عبيدة: جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي

خَلْفِي؛ ومنه قوله: واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً، وهو استهانتك بحاجة الرجل.

وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني. وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ: قَوِيَ. وفي

التنزيل العزيز: أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء؛ أَي

لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء؛ وقوله:

خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا،

أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ

هو من ذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه،

قال: وليس بقوي، وأَراد منها عازب ومنها مشغول، وكل ذلك راجع إِلى معنى

الظَّهْر. وأَما قوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر

منها؛ روي الأَزهري عن ابن عباس قال: الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ، وقالت

عائشة: الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة، وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة

الثياب. والظَّهْرُ: طريق البَرِّ. ابن سيده: وطريق الظَّهْره طريق

البَرِّ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر. والظَّهْرُ من

الأَرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ.

وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال

دُرْأً؛ وقال مرة: سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً؛ قال الأَزهري:

وأَحْسِبُ الظُّهْر، بالضم، أَجْودَ لأَنه أَنشد:

ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً،

ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ

وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا: انحدرت منه إِليه، وخص أَبو

حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ

إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها. وفي كتاب عمر،

رضي الله عنه، إِلى أَبي عُبيدة: فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها

يعني إِلى أَرض ذكرها، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم. وفي حديث

عائشة: كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر، تعني الشمس، أَي تعلو

السَّطْحَ، وفي رواية: ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم

ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها؛ ومنه قوله:

وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا

يعني مَصْعَداً.

والظاهِرُ: خلاف الباطن؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فهو ظاهر وظهِير؛

قال أَبو ذؤيب:

فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم،

ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، ظَهِيرُ

ويروى طهير، بالطاء المهملة. وقوله تعالى: وذَروا ظاهِرَ الإِثم

وباطِنَه؛ قيل: ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ، وباطنه الزنا؛ قال

الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أَعلم، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً

وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً. والظاهرُ:

من أَسماء الله عز وجل؛ وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّل والآخر والظاهر

والباطن؛ قال ابن الأَثير: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه؛ وقيل: عُرِفَ

بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه.

وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم، بفتح النون ولا يكسر: بين

أَظْهُرِهم. وفي الحديث: فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم؛ قال ابن

الأَثير: تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على

سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً،

ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه، ومن

جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم

مطلقاً.

ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة

أَو في الأَيام، وهو من ذلك. وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه، فهو بين

ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه. وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال

بينكما؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري عن الفراء: فلانٌ بين ظَهْرَيْنا

وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد، قال: ولا يجوز بين ظَهْرانِينا، بكسر

النون. ويقال: رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر. قال

الفراء: أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام. قال: وقال أَبو

فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين. ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء: هو

بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه؛ وأَنشد:

أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا

والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعي: يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض

وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها. ويقال: هاجَتْ ظَواهِرُ

الأَرض. ابن شميل: ظاهر الجبل أَعلاه، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه، استوى

أَو لم يستو ظاهره، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال

مُهَلْهِلٌ:

وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين،

كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره

وقال الكميت:

فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا

حِ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ

قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل،

وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم

نزول بظواهر جبالها؛ ويقال: أَراد بالظواهر أَعلى مكة. وفي الحديث ذِكر

قريشِ الظَّواهِرِ، وقال ابن الأَعرابي: قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا

بظُهور جبال مكة، قال: وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر،

وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة.

والظُّهارُ: الرّيشُ. قال ابن سيده: الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس

والمَطَرَ من الجَناح، وقيل: الظُّهار، بالضم، والظُّهْران من ريش السهم

ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ، وهو أَجود

الريش، الواحد ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس، وأَما ظُهار فنادر؛ قال:

ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ،

والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ

أُخْرَى، وهو أَجود ما يكون، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فهو

لُغابٌ ولَغْبٌ. وقال الليث: الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر

وهو في الجناح، قال: ويقال: الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ، ويجمع على

الظُّهْرانِ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو

عَيْبٌ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش، والجمع الظُّهْرانُ،

والبُطْنان الجانب الطويل، الواحد بَطْنٌ؛ يقال: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا

تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ؛ وقد ظَهَّرت

الريش السهمَ. والظَّهْرانِ: جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان؛ عن

أَبي حنيفة. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ،

فالبطن ما يلي منها الوَتَر، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ.

وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين: لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق

بينهما وطابقَ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن، وقيل: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ

بعضها على بعض.

وفي الحديث: أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما

فوق الأُخرى، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد؛ وقول وَرْقاء بن

زُهَير:رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ،

فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ

فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً،

ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ

إِنما عنى بالحديد هنا الدرع، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي

هو الحديد؛ وقال أَبو النجم:

سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها،

ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها،

وظاهِري بِجَلِفٍ عليها

قال ابن سيده: هو من هذا، وقد قيل: معناه اسْتَظْهِري، قال: وليس بقوي.

واسْتَظَهْرَ به أَي استعان. وظَهَرْتُ عليه: أَعنته. وظَهَرَ عَليَّ:

أَعانني؛ كلاهما عن ثعلب. وتَظاهرُوا عليه: تعاونوا، وأَظهره الله على

عَدُوِّه. وفي التنزيل العزيز: وإن تَظَاهَرَا عليه. وظاهَرَ بعضهم بعضاً:

أَعانه، والتَّظاهُرُ: التعاوُن. وظاهَرَ فلان فلاناً: عاونه.

والمُظاهَرَة: المعاونة، وفي حديث علي، عليه السلام: أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ

وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان. والظَّهِيرُ: العَوْنُ، الواحد والجمع في ذلك

سواء، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر

والمؤُنث والجمغ، كما قال الله عز وجل: إِنَّا رسولُ رب العالمين. وفي

التنزيل العزيز: وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً؛ يعني بالكافر الجِنْسَ،

ولذلك أَفرد؛ وفيه أَيضاً: والملائكة بعد ذلك ظهير؛ قال ابن سيده: وهذا كما

حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ؛ والظَّهِيرُ:

المُعِين. وقال الفراء في قوله عز وجل: والملائكة بعد ذلك ظهير، قال: يريد

أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء. قال ابن سيده: ولو قال قائل إِن

الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً، ولكن حَسُنَ أَن

يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله: والملائكة بعد ذلك، أَي مع نصرة هؤلاء،

ظَهيرٌ. وقال الزجاج: والملائكة بعد ذلك ظهير، في معنى ظُهَراء، أَراد:

والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي، صلى الله عليه وسلم، أَي أَعوان النبي،

صلى الله عليه وسلم، كما قال: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً؛ أَي رُفَقاء، فهو

مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في

قوله:

يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي،

إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ

يعني لَسْنَ لي بأُمَراء. وأَما قوله عز وجل: وكان الكافر على ربه

ظَهيراً؛ قال ابن عَرفة: أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى. وقوله عز وجل:

وظاهَرُوا على إِخراجكم؛ أَي عاوَنُوا. وقوله: تَظَاهَرُونَ عليهم؛ أَي

تَتَعاونُونَ. والظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قال تميم:

أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ،

وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا

والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ: الكسر عن كراع: كالظَّهْرِ. وهم ظِهْرَةٌ

واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه

وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه. وظَاهرَ عليه:

أَعان. واسْتَظَهَره عليه: استعانه. واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر: استعان. وفي

حديث علي، كرّم الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه.

وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي:

هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً، بجزم الهاء، وأَما

الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره، بكسر الظاء. الليث: رجل

ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت

ظِهْريٌّ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ.

والظُّهُور: الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه. ابن سيده: الظُّهور

الظفر؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه. وله ظَهْرٌ أَي مال

من إِبل وغنم. وظَهَر بالشيء ظَهْراً: فَخَرَ؛ وقوله:

واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ

أَي افْخَرْ به على غيره. وظَهَرْتُ به: افتخرت به وظَهَرْتُ عليه:

يقال: ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه. وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب

عليه. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وفي الحديث: فظَهَر الذين كان بينهم

وبين رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع

يدعو عليهم؛ أَي غَلَبُوهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، قالوا:

والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى: فَغَدَرُوا

بهم. وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا، وقيل: معناه أَنه لا يلتفت

إِليهم؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة:

فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا

وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ؟

أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم. وفلان لا

يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم.

والظَّهَرَةُ، بالتحريك: ما في البيت من المتاع والثياب. وقال ثعلب: بيت

حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه، والأَهَرَةُ

ما بَطَنَ منه. ابن الأَعرابي: بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ

والعَقارِ بمعنى واحد. وظَهَرَةُ المال: كَثْرَتُه. وأَظْهَرَنَا الله على

الأَمر: أَطْلَعَ. وقوله في التنزيل العزيز: فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه؛

أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه. يقال: ظَهَرَ على الحائط

وعلى السَّطْح صار فوقه. وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه. ويقال: ظَهَرَ

فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه. وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: علاه. وقوله

تعالى: ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون، والمعارج الدَّرَجُ. وقوله

عز وجل: فأَصْبَحُوا ظاهِرين؛ أَي غالبين عالين، من قولك: ظَهَرْتُ على

فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته. يقال: أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين

أَي أَعلاهم عليهم.

والظَّهْرُ: ما غاب عنك. يقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ، والظَّهْر

فيما غاب عنك؛ وقال لبيد:

عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها

ويقال: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه، كما يقال: حَفِظَه عن

ظَهْر قلبه. وفي الحديث: من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره؛ أَي حفظه؛ تقول:

قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي. وظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه

عن غير كتاب. وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً.

والظاهرةُ: العَين الجاحِظَةُ. النضر: لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت

نُقْرَة العَيْن، وهي خلاف الغائرة؛ وقال غيره: العين الظاهرة هي الجاحظة

الوَحْشَةُ. وقِدْرٌ ظَهْرٌ: قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ

لِقِدَمِها؛ قال حُمَيْدُ بن ثور:

فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها،

ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ

وتَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ، فهو ضدّ. وقتله

ظَهْراً أَي غِيْلَةً؛ عن ابن الأَعرابي. وظَهَر الشيءُ بالفتح،

ظُهُوراً: تَبَيَّن. وأَظْهَرْتُ الشيء: بَيَّنْته. والظُّهور: بُدُوّ الشيء

الخفيّ. يقال: أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه. ويقال:

فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد. وقوله: إِن

يَظْهَرُوا عليكم؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا. يقال: ظَهَرْت على الأَمر. وقوله

تعالى: يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم.

الأَزهري: والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابن شميل: الظُّهَارِيَّة أَن

يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه. يقال: أَخذه الظُّهارِيَّةَ

والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى.

والظُّهْرُ: ساعة الزوال، ولذلك قيل: صلاة الظهر، وقد يحذفون على

السَّعَة فيقولون: هذه الظُّهْر، يريدون صلاة الظهر. الجوهري: الظهر، بالضم،

بعد الزوال، ومنه صلاة الظهر.

والظَّهِيرةُ: الهاجرة. يقال: أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم

الظَّهِيرة. وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر؛ قال ابن الأَثير: هو اسم لنصف

النهار، سمي به من ظَهِيرة الشمس، وهو شدّة حرها، وقيل: أُضيفت إِليه

لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ، وقيل: أَظْهَرُها حَرّاً، وقيل:

لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت. وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث،

وهو شدّة الحرّ نصف النهار، قال: ولا يقال في الشتاء ظهيرة. ابن سيده:

الظهيرة حدّ انتصاف النهار، وقال الأَزهري: هما واحد، وقيل: إِنما ذلك في

القَيْظِ مشتق. وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة، قال:

ومُظْهِراً، بالتخفيف، هو الوجه، وبه سمي الرجل مُظْهِراً. قال الأَصمعي: يقال

أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى. ويقال: أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ

إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر. وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر.

وأَظْهر القومُ: دخلوا في الظَّهِيرة. وأَظْهَرْنا. دخلنا في وقت الظُّهْر

كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء، ونجمع الظَّهيرة على

ظَهائِرَ. وفي حديث عمر: أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال: كَذَبَتْكَ

الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر. وفي التنزيل

العزيز: وحين تُظْهِرونَ؛ قال ابن مقبل:

وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه

عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً؛ أَلا ترى أَن قبل هذا:

فأَضْحَى له جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ،

أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ

ويقال: هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل، وقيل: ظاهرٌ عنك أَي ليس

بلازم لك عَيْبُه؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ

تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها

وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها،

وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها

ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة

والذكرِ القبيح. ويقال: ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا

عَنِّي، وفي النهاية: إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء؛ وقيل لابن

الزبير: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها؛ فقال متمثلاً:

وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها

أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه

فيَزيدُه نُبْلاً. وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه. وهذا

أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك.

والظِّهارُ من النساء، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته، ومنها، مُظاهَرَةً

وظِهاراً إِذا قال: هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر،

وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى. وقوله عز وجل: والذين

يَظَّهَّرُون من نِسائهم؛ قُرئ: يظاهِرُون، وقرئ: يَظَّهَّرُون، والأَصل

يَتَظَهَّرُون، والمعنى واحد، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته: أَنتِ عليّ

كظَهْر أُمِّي. وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان

الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت

الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته، وهو الظِّهارُ، وأَصله مأْخوذ من

الظَّهْر، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج، وهذه أَولى

بالتحريم، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت،

فكأَنه إِذا قال: أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي، أَراد: رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام

كركُوب أُمي للنكاح، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب، وأَقام

الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب، وهذا من لَطِيف الاستعارات

للكناية؛ قال ابن الأَثير: قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها،

فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة، قال: وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها

إِلى السماء كان حراماً عندهم، وكان أَهلُ المدينة يقولون: إِذا أُتِيت

المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرجل

المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر، ثم لم

يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه؛ قال: وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن

لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ

ويحترزون منها، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها، كما

قيل: آلى من امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن.

وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة: إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها

الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت

بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي؛ قال الأَزهري: ومعنى

الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق، وهو مأْخوذ من

الظِّهْرِيّ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك، قال الأَزهري: واتخاذُ الظِّهْرِيّ

من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه

إِليه، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته،

فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون

مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة، ثم

يقال: استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ

مُقامَ الاحتياط في كل شيء، وقيل: سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه

جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن

مَسَّت إِليه؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب: واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم

ظِهْرِيّاً. وفي الحديث: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا؛ أَي

يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من

الأَضْياف وأَبناءِ السبيل.

والظاهِرةُ من الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار.

ويقال: إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار. وقال

شمر: الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر؛ يقال:

شاؤُهم ظَواهِرُ، والظاهرةُ: أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً. وظاهرةُ الغِبِّ:

هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ

قليلاً.

وظُهَيْرٌ: اسم. والمُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل. ابن سيده:

ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم. والظَّهْرانُ ومَرُّ

الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثير:

ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً

بالله، عند مَحارِم الرحمنِ

بالراقِصات على الكلال عشيّة،

تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

العَرْمَضُ ههنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة: وروى ابن

سيرين: أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً

ومُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ،

وقيل: هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين. والمُعَقَّدُ:

بُرْدٌ من بُرود هَجَر، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، وهو واد بين مكة

وعُسْفان، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ، بفتح الميم وتشديد الراء؛ وفي

حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده، صلى الله عليه وسلم:

بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا،

وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا

فغَضِبَ وقال: إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى؟ قال: إِلى الجنة يا

رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله. المَظْهَرُ: المَصْعَدُ. والظواهر:

موضع؛ قال كثير عزة:

عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ،

فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت، فالأَصافِرُ

ظهر
: (الظَّهْرُ) من كلّ شيْءٍ: (خلافُ البَطْنِ) .
والظَّهْرُ من الإِنْسَانِ: من لَدُنْ مُؤَخَّرِ الكاهلِ إِلى أَدْنَى العَجُزِ عِنْد آخِرِه، (مُذَكَّرٌ) لَا غيرُ، صَرَّح بِهِ اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ من الأَسماءِ الَّتِي وُضِعَتْ مَوضِعَ الظُّروفِ، (ج: أَظْهُرٌ، وظُهُورٌ، وظُهْرَانٌ) ، بضمّهما. (و) من المَجَاز: الظَّهْرُ: (الرّكابُ) الَّتِي تَحْمِلُ الأَثْقَالَ فِي السَّفَرِ على ظُهورِها.
(و) يُقَال: (هُمْ مُظْهِرُونَ، أَي لَهُم ظَهْرٌ) يَنقُلُون عَلَيْهِ، كَمَا يُقَال: مُنْجِبُون، إِذا كانُوا أَصحابَ نَجائِب.
وَفِي حَدِيث عَرْفَجَةَ: (فتَنَاولَ السَّيْفَ من الظَّهْرِ، فحَذَفَه بهِ) المرادُ بِهِ الإِبلُ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا ويُركَب، يُقَال عِنْد فُلانٍ ظَهْرٌ، أَي إِبِلٌ، وَمِنْه الحديثِ: (أَتَأْذَنُ لنا فِي نَحْرِ ظَهْرِنا) أَي إِبلِنا الَّتِي نَرْكَبُها، ويُجمَع على ظُهْرَانٍ، بالضّمّ، وَمِنْه الحَدِيث: (فجَعَل رِجالٌ يَستَأْذِنُونَه فِي ظُهْرَانِهم فِي عُلْوِ المَدِينَةِ) .
(و) الظَّهْرُ: (القِدْرُ القَدِيمةُ) ، يُقَال: قِدْرٌ ظَهْرٌ، وقُدُورٌ ظُهورٌ، أَي قدِيمَةٌ، كأَنّها لقِدَمِها تُرْمَى ورَاءَ الظَّهْرِ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
فتَغَيَّرَتْ إِلاّ دَعَائِمَها
ومُعَرَّساً من جَوْفِه ظَهْرُ
(و) الظَّهْرُ: (ع) ذكره الصاغانِيّ.
(والظَّهْرُ) : (المالُ الكثِيرُ) ، يُقَال: لَهُ ظَهْرٌ، أَي مالٌ من إِبِلٍ وغَنَمٍ.
(و) الظَّهْرُ: (الفَخْرُ بالشَّيْءِ) .
وظَهَرْتُ بِهِ: افْتَخَرْتُ بهِ، قَالَ زِيَادٌ الأَعْجَمُ:
واظْهَرْ بِبِزَّتِهِ وعَقْدِ لِوَائِهِ
واهْتِفْ بِدَعْوَةِ مُصْلِتِين شَرَامِحِ
أَي افْخَر بهِ على غيرِه، قَالَ الصّاغانيّ: وروى القصيدَةَ الأَصمعيُّ للصَّلَتَانِ.
(و) الظَّهْرُ: (الجَانِبُ القَصِيرُ من الرِّيشِ، كالظُّهَارِ بالضّمّ، ج: ظُهْرانٌ) ، بالضَّمّ، والبُطْنَانُ الجانِبُ الطَّوِيلُ، يُقَال: رِشْ سَهْمَكَ بظُهْرَانٍ، وَلَا تَرِشْه ببُطْنَانٍ، واحدُهُما ظَهْرٌ وبَطْنٌ، مثْل عَبْدٍ وعُبْدَان.
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الظُّهْرَانُ: الرِّيشُ الَّذِي يَلِي الشَّمْسَ والمَطَرَ من الجَنَاحِ. وَقيل: الظُّهَارُ والظُّهْرَانُ من رِيشِ السَّهْمِ: مَا جُعِلَ مِنْ ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشَةِ، وَهُوَ الشَّقُّ الأَقْصرُ، وَهُوَ أَجْوَدُ الرِّيشِ، الواحِدُ ظَهْرٌ، فأَمّا ظُهْرَانٌ فعَلَى القِيَاسِ، وأَمّا ظُهَارٌ فنادِرٌ، قَالَ: ونَظِيرُه عَرْقٌ وعُرَاقٌ، ويُوصَف بِهِ فَيُقَال: رِيشٌ ظُهَارٌ وظُهْرَانٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الظُّهَارُ من الرِّيشِ: هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ من ريشِ الطّائِرِ، وَهُوَ فِي الجَنَاحِ، قَالَ: وَيُقَال: الظُّهَارُ جَمَاعَةٌ واحدُهَا ظَهْرٌ، ويُجْمَعُ على الظُّهْرَانِ، وَهُوَ أَفضلُ مَا يُراشُ بِهِ السَّهْمُ، فإِذا رِيشَ بالبُطْنَانِ فَهُوَ عَيْبٌ.
(و) من المَجَازِ: الظَّهْرُ: (طَرِيقُ البَرِّ) ، قَالَ ابْن سِيدَه: وطَرِيقُ الظَّهْرِ: طَرِيقُ البَرِّ، وذالك حِين يكون فِيهِ مَسْلَكٌ فِي البَرِّ ومَسْلَكٌ فِي البَحْرِ.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَلُظَ من الأَرْضِ وارْتَفَعَ) ، والبَطْنُ: مَا لاَنَ مِنْهَا وسَهُلَ ورَقَّ واظْمَأَنَّ.
(و) قَوْله صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَا نَزَلَ من القُرْآنِ آيَةٌ إِلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ، ولكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولِكُلِّ حَدَ مُطَّلَعُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: قَالَ بعضُهُم: الظَّهْرُ: (لَفْظُ القُرآنِ، والبَطْنُ: تَأْوِيلُه) .
(و) قيل: الظَّهْرُ: (الحَدِيثُ والخَبَرُ) والبَطْنُ: مَا فِيهِ من الوَعْظِ والتَّحْذِيرِ والتَّنْبِيه، والمُطَّلَعُ: مَأْتَي الحَدِّ ومَصْعَدُه.
وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ) ، قيل: ظَهْرُها: لَفْظُهَا، وبَطْنُها: مَعْنَاهَا.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ مَا ظَهَرَ تأْوِيلُه وعُرِفَ مَعْنَاه، وبالبَطْنِ مَا بَطَنَ تَفْسِيرُه.
وَقيل: قَصُصُه فِي الظَّاهِرِ أَخْبَارٌ، وَفِي؟ ؟ عِبْرَةٌ وتَنْبِيهٌ وتَحْذير.
وَقيل: أَرادَ بالظَّهْرِ التِّلاوَةَ، وبالبَطْنِ التّفَهُّمَ والتَّعَلُّم.
(و) الظَّهْرُ: (مَا غَابَ عَنْكَ) ، يُقَال: تكَلَّمْتُ بذالك عَن ظَهْرِ غَيْبٍ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ لَبِيدٌ:
وتكَلَّمَتْ رِزَّ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا
عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها
(و) الظَّهْرُ: (إِصَابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ والفِعْلُ كجَعَلَ) ، ظَهَرَهُ يَظْهَرُه ظَهْراً: ضَرَبَ ظَهْرَه، فَهُوَ مَظهُورٌ.
(و) الظَّهَرُ (بالتَّحْرِيكِ: الشِّكَايَةُ من الظَّهْرِ) ، يُقَال: (ظَهِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ، فَهُوَ ظَهِيرٌ) : اشتَكَى ظَهْرَه، وكذالك مَظْهُورٌ: بِهِ ظُهَارٌ، وَهُوَ وَجَعُ الظَّهْرِ، قالَه الأَزهريّ.
(وَهُوَ) ، أَي الظَّهِيرُ أَيضاً: (القَوِيُّ الظَّهْرِ) ، صَحيحُه، قَالَه اللَّيْث، (كالمُظَهَّرِ، كمُعَظَّمٍ) ؛ كَمَا يُقَال: رجلٌ مُصَدَّرٌ: شَدِيدُ الصَّدْرِ، ومَصْدُور: يَشْتَكِي صَدْرَه.
وَقيل: هُوَ الصُّلْب الشَّدِيدُ، من غيرِ أَن يُعَيَّنَ مِنْهُ ظَهْرٌ وَلَا غَيْرُه. بَعِيرٌ ظَهِيرٌ. وناقَةٌ ظَهِيرَةٌ. (وَقد ظَهَرَ ظَهَارَةً بالفَتْح) .
(و) يُقَال: (أَعْطَاهُ عَن ظَهْرِ يَدٍ) ، هُوَ مأْخُوذٌ من الحَدِيث: (مَا رأَيْتُ أَحَداً أَعطَى لجَزِيلٍ عَن ظَهْرِ يدٍ من طَلْحَةَ) ، قيل: عَن ظَهْرِ يَدٍ، أَي (ابْتِداءً بِلاَ مُكَافَأَةٍ) .
وفُلانٌ يأْكلُ عَن ظَهْرِ يَدِ فُلان، إِذا كَانَ هُوَ يُنفِقُ عَلَيْهِ. والفقراءُ يأْكُلُون عَن ظَهْرِ أَيْدِي النَّاسِ، وَهُوَ مَجَاز.
(و) رَجلٌ (خَفِيفُ الظَّهْرِ: قليلُ العِيَالِ. وثقيلُه: كثِيرُه) ، وكلاهُما على المَثَل.
(وهُوَ على ظَهْرٍ) ، أَي (مُزْمِعٌ للسَّفَرِ) ، غيرُ مظمَئنّ، كأَنّه قد رَكِبَ ظَهْراً لذالك، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ يَصِفُ أَمْواتاً:
وَلَوْ يَسْتَطِيعُونَ الرَّواحَ تَرَوَّحُوا
مَعِي أَو غَدَوْا فِي المُصْبِحِينَ على ظَهْرِ
(وأَقْرَانُ الظَّهْرِ: الَّذين يُحِبُّونَك) ، هاكذا فِي الأُصول المصحَّحَة، وَهُوَ خطَأٌ، والصَّوَابُ: يَجِيوؤُونَكَ (مِنْ وَرَائِكَ) ، أَو مِنْ وَراءِ ظَهْرِك فِي الحَرْبِ، مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
لكَان جَميلٌ أَسْوأَ النَّاسِ تَلَّةً
ولاكنّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: فلانٌ قِرْنُ الظَّهْرِ، وَهُوَ الّذِي يَأْتِيه مِنْ وَرَائه وَلَا يَعْلَم، قَالَ ذَلِك ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
فلَوْ كَانَ قِرْنِي واحِداً لكُفِيتُه
ولاكنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ
ورَوَى ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعرابِيّ أَنّه أَنشده:
فلَوْ أَنَّهُمْ كانُوا لَقُونَا بمِثْلِنا
ولاكِنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مُغَالِبُ
قَالَ: أَقْرَان الظُّهُورِ: أَن يَتَظَاهَرُوا عَلَيْهِ إِذا جاءَ اثنانِ وأَنتَ واحدٌ غَلَبَاكَ.
(والظِّهْرَةُ، بالكَسْر: العَوْنُ) وظَهْرُ الرجُلِ وأَنصارُه، كالظُّهْرَةِ، بالضَّمّ، والكَسْرُ عَن كُرَاع، كالظَّهْرِ بالفَتْح، يُقَال: فلَان ظُهْرَتِي على فُلانٍ، وأَنَا ظِهْرَتُك على هاذا، أَي عَونُك. قَالَ تَمِيمٌ:
أَلَهْفِي على عِزَ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ
وظِلّ شَبَابٍ كُنْتُ فِيهِ فأَدْبَرَا
(وأَبُو رُهْمٍ) ، بالضّمّ: (أَحْزَابُ ابْنُ أَسِيدٍ) ، كأَمِيرٍ (الظِّهْرِيّ) ، بِالْكَسْرِ، هاكذا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ، وَضَبطه ابنُ ماكُولاَ بِالْفَتْح، ورجَّحَه الحافِظُ فِي التَّبْصِير وَقَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح، نُسِبَ إِلى ظَهْرِ: بَطنٍ من حِمْيَر، قلْت: وَهُوَ ظَهْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ وائِلِ بنِ الغَوْثِ، وصحّفه بعضُهُم بظَفْر: (صحابِيّ) .
وَقَالَ ابنُ فَهْد فِي مُعْجَمِه: أَبو رُهْمٍ الظَّهْرِيّ شيخ مُعمَّرٌ، أَوردَه أَبو بكرِ بنُ عليّ فِي الصّحابةِ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْم السماعِيّ أَو السَّمَعيّ، ذَكَرَه ابنُ أَبي خَيْثَمَةَ فِي الصَّحَابَة، وَهُوَ تابعيّ اسْمه أَحزابُ بنُ أَسيدٍ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبي رُهْمٍ الأَنْمَارِيّ: رَوَى عَنهُ خالدُ بن مَعْدَانَ، قلْت: أَظُنُّه الفِهْرِيّ، انْتهى. فتأَمَّل، وَفِي مُعْجم البَغَوِيّ: أَنه عَاشَ مائَة وَخمسين سنة، ولَيستْ لَهُ رِوَايَةٌ.
(والحارِثُ بنُ مُحَمَّرٍ) ، كمُعِظَّم، (الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، (تابَعِيّ) ، كنْيته أَبو حَبِيب، عَن أَبي الدّرداءِ، وَعنهُ حَوْشَبُ بن عَقيلٍ، ذكره ابنُ الأَثير.
(و) أَبو مَسْعُودٍ (المُعَافَى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيّ) الحِمْصِيّ، وَيُقَال: المَوْصِلِيّ روى عَن مَالك وإِسماعيلَ بنِ أَبي عَيَّاش، والأَوْزَاعِيّ، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ عبدِ الله وغيرُه، ذَكَره ابْن أَبي حاتِمٍ عَن أَبيه، وَهُوَ (ضَعِيفٌ) ، وَقَالَ الْحَافِظ: لَيِّنٌ. وَفَاته: أَبو الْحَارِث حَبِيبُ بنُ محمّدٍ الظِّهْرِيّ الحِمْصِيّ، لَقِيَ أَبا الدَّرْدَاءِ، أَوردَه الحافظُ فِي التبصير، قلت: وَهُوَ بِعَيْنه الَّذِي قَبْلَه، إِنما جَعَل كُنْيَتَه اسْمَه، واسمَه، وكَنيتَه، فتَأَمَّل.
(و) الظَّهَرَةُ، (بالتَّحْرِيكِ: مَتاعُ البَيْتِ) وأَثَاثُه، وَقَالَ ثعلبٌ: بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهْرَةِ والأَهَرَةِ. فالظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، والأَهَرَةُ: مَا بَطَنَ مِنْهُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: بَيْتٌ حَسَنٌ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ والعَقَارِ، بِمَعْنى واحدٍ.
وظَهَرَةُ المَال: كَثْرَتُه.
(والظَّاهِرُ: خِلاَفُ البَاطِنِ) ، ظَهَرَ الأَمْرُ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فَهُوَ ظاهِرٌ، وظَهِيرٌ، وَقَوله تعالَى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (الْأَنْعَام: 120) ، وَقيل: ظاهِرُه المُخَالَّةُ على جِهَةِ الرّيبَةِ، قَالَ الزّجّاج: وَالَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ الكلامُ وَالله أَعلم أَن المَعْنَى اترُكُوا الإِثْمَ ظَهْراً وبَطْناً، أَي لَا تقرَبُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ جَهْراً وسِرّاً.
(و) الظَّاهِرُ: (من أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعالَى) الحُسْنَى، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فوقَ كلّ شيْءٍ، وعَلاَ عَلَيْهِ، وَقيل: عُرِفَ بطَرِيقِ الاستدلالِ العَقْلِيّ بِمَا ظَهَرَ لَهُم من آثارِ أَفعالِه وأَوْصَافِه.
(و) الظَّاهِرَةُ، (بالهَاءِ) ، من الوِرْدِ: (أَنْ تَرِدَ الإِبِلُ كُلَّ يَومٍ نِصْفَ النَّهَارِ) ، يُقَال: إِبِلُ فُلانٍ تَرِدُ الظَّاهِرَةَ، وَزَاد شَمِرٌ: وتَصْدُرُ عِنْد العَصْرِ، يُقَال شَاؤُهُم ظَوَاهِرُ، والظَّاهِرَةُ: أَن تَرِدَ كلَّ يومٍ ظُهْراً.
(و) الظَّاهِرَةُ: (العَيْنُ الجاحِظَةُ) . النَّضْرُ: العَيْنُ الظاهِرَةُ الَّتِي مَلأَتْ نُقْرَة العَيْنِ، وَهِي خلافُ الغائِرَةِ.
(والظَّواهِرُ: أَشْرَافُ الأَرْضِ) ، جَمعُ شَرَف، مُحَرَّكةً، لِمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) فِي الحَدِيث ذِكْرُ (قُرَيْش الظَّوَاهِرِ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ، وهم (النّازِلُونَ بظَهْرِ) جِبَالِ (مَكَّةَ) ، شَرَّفها اللَّهُ تعالَى، وقُرَيْشُ البِطَاحِ: هم النّازِلُونُ ببِطَاحِ مَكَّةَ، قَالَ: وهم أَشْرَفُ وأَكرمُ مِن قُرَيْشِ الظّواهِرِ، وَقَالَ الكُمَيْتُ:
فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطَا
حِ وحَلَّ غيرُكَ بالظَّوَاهِرْ
قَالَ خالِدُ بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البِطَاحِ: بَطْنُ مَكَّةَ، وذالِك أَنّ بنِي هاشِم، وبَنِي أُمَيَّةَ، وسَادَةَ قُرَيْش نُزُولٌ ببَطْنِ مَكَّةَ، ومَنح كانَ دونَهُم فهم نُزُولٌ بظَوَاهِرِ جِبَالِها، وَيُقَال: أَرادَ بالظَّوَاهِرِ: أَعْلَى مكّةَ.
(والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ، بِالْكَسْرِ) ، هُوَ (المُعَدُّ للحاجَةِ) إِن احْتِيجَ إِليه، نُسِبَ إِلى الظَّهْرِ على غير قِياسٍ، يُقَال: اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ، أَي عُدَّةً.
(وَقد ظَهَرَ بهِ، واسْتَظْهَرَه) ، قَالَ الأَزهريّ: الاسْتِظْهَارُ: الاحتياطُ واتّخاذُ الظِّهْرِيّ من الدّوابّ عُدَّةً للحاجةِ إِليه احتِياطٌ؛ لأَنّه زِيَادَةٌ على قَدْرِ حاجَةِ صاحِبِه إِليه، وإِنما الظَّهْرِيُّ: الرجلُ يكونُ مَعَهُ حاجتُه من الرِّكَابِ لحُمُولَتِه، فيحْتاطُ لسَفَرِه، ويَعُدُّ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن أَو أَكثرَ فُرَّغاً تكون مُعَدَّةً لاحتمالِ مَا انقَطَع مِن رِكَابِه أَو ظَلَعَ أَو أَصابَتْه آفةٌ ثمَّ يُقَال: استَظْهَر ببَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ مُحتاطاً بهما، ثمَّ أُقيم الاسْتِظْهارُ مُقَامَ الاحتياطِ فِي كلِّ شيْءٍ.
وَقيل: سُمِّيَ ذالِك البَعِيرُ ظِهْرِيّاً، لأنّ صاحبَه وَرَاءَ ظَهْرِه، ولَمْ يَركَبْهُ، وَلم يَحْمِلْ عَلَيْهِ، وتَرَكَه عُدّةً لحاجتِه إِن مَسَّتْ إِليه، وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ حِكَايَةً عَن شُعَيْب: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) .
(ج: ظَهَارِيُّ، مُشَدَّدَةً مَمنوعَةً) ، من الصَّرْفِ؛ (لأَنّ ياءَ النّسْبَةِ ثابتَةٌ فِي الواحِدِ) ، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) من المَجَاز: (ظَهَرَ بحَاجَتِي) ، كمَنَعَ، (وظَهَّرَها) ، بالتَّشْدِيد، وَفِي بعض النَّسخ بالتّخفيفِ، (وأَظْهَرَهَا) إِظْهاراً، (واظَّهَرَها) ، كافتعل: (جَعَلَها بِظَهْرٍ، أَي وَرَاءَ ظَهْر) ، واستَخَفّ بهَا، تَهاوُناً بهَا، كأَنّه أَزالَها وَلم يَلْتَفِتْ إِليها.
(واتَّخَذَها ظِهْرِيّاً) وظِهْرِيَّةً، أَي خَلْفَ ظَهْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ} (آل عمرَان: 187) ، قَالَ الفَرَزْدَق:
تَميمُ بنَ قَيْس لَا تَكُونَنَّ حاجَتِي
بظَهْرٍ فَلَا يَعْيَا عَليَّ جَوَابُهَا
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: واتَّخَذَ حاجَتَه ظِهْرِيّاً: استهانَ بهَا، كأَنَّه نَسَبَهَا إِلى الظَّهْرِ، على غير قياسٍ، كَمَا قالُوا فِي النَّسب إِلى البَصْرَة بِصْرِيّ.
وَقَالَ ثعلبٌ: يقالُ للشيْءِ الَّذِي لَا يُعْنَى بِهِ: قد جَعَلْتُ هاذا الأَمْرَ بظَهْر، ورمَيْتُه بظَهْر، وَقَوْلهمْ: لَا تَجْعَلْ حاجَتِي بظَهْرٍ، أَي لَا تَنْسَها.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: جَعلْتُ حاجَتَه بظَهْر، أَي بظَهْرِي خَلْفِي، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءكُمْ ظِهْرِيّاً} (هود: 92) ، هُوَ استهانَتُك بحاجةِ الرَّجل.
وجَعَلَني بظَهْرٍ: طَرَحَنِي.
(وظَهَرَ) الشيْءُ (ظُهُوراً) ، بالضّمّ: (تَبَيَّنَ) ، والظُّهُورُ: بُدُوُّ الشيْءِ المَخْفِيّ، فَهُوَ ظَهِيرٌ وظاهِرٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فإِنّ بَنِي لِحْيَانَ إِمّا ذَكَرْتَهم
نَثَاهُم إِذَا أَخْنَى اللِّئَامُ ظَهِيرُ
ويُرْوَى: (طَهِير) بالطّاءِ الْمُهْملَة، وَقد تقدّم.
(وَقد أَظْهَرْتُه) ، أَنا، أَي بَيَّنْتُه.
وَيُقَال: أَظْهَرَنِي اللَّهُ على مَا سُرِقَ مِنِّي، أَي أَطْلَعَنِي عَلَيْهِ.
(و) ظَهَرَ (عليَّ: أَعانَنِي) ، قَالَه ثعلبٌ.
(و) ظَهَرَ (بِهِ وعَلَيْهِ) ، يَظْهَر: (غَلَبَه) وقَوِيَ، وفُلانٌ ظاهِرٌ على فُلانٍ، أَي غالِبٌ، وظَهَرْتُ على الرَّجُل: غَلَبْتُه، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ} (الصفّ: 14) ، أَي غالِبِين عالِينَ، من قَوْلك: ظَهَرْتُ على فُلانٍ، أَي عَلَوْتُه وغَلَبْتُهُ.
وهاذا أَمْرٌ أَنتَ بهِ ظاهِرٌ، أَي أَنتَ قَوِيٌّ عَلَيْهِ.
وهاذا أَمْرٌ ظاهِرٌ بِكَ، غالِبٌ عَلَيْك.
وَقيل: الظُّهُور: الظَّفَرُ بالشيْءِ، والاطّلاعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن سَيّده: ظَهَرَ عليهِ يَظْهَرُ ظُهُوراً، وأَظْهَرَه اللَّهُ عَلَيْه.
(و) ظَهَرَ (بفُلانٍ: أَعْلَنَ بهِ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي كتاب الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع: وأَظْهَرْتُ بفُلانٍ: أَعْلَيْتُ بِهِ، هاكذا بالتّحتِيّة بدل النُّون، وصحّح عَلَيْهَا، ومثْله فِي اللّسان، فإِنه قَالَ فِيهِ: وظَهَرْتُ البَيْت: عَلَوْتُه، وأَظْهَرْتُ بفلانٍ: أَعْلَيْتُ بهِ، فَفِي كلامِ المُصنِّف مخالفةٌ من وَجْهَيْن، فانظرْ ذالك.
ويُقَال أَيضاً: أَظهَرَ اللَّهُ المُسْلمِينَ على الكافِرِين، أَي أَعْلاهُم عَلَيْهِم.
(و) من المَجَاز: (هُوَ) نازِلٌ (بَيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرَانَيْهِم، وَلَا تُكْسَرُ النّونُ، و) كَذَا (بَين أَظْهُرِهِمْ، أَي وسَطَهُم وَفِي مُعْظَمِهِمْ) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: قد تَكرّرت هاذه اللفظةُ فِي الحَدِيثِ، والمُرادُ بهَا أَنّهم أَقامُوا بينَهُم على سَبيلِ الاسْتِظْهَارِ والاسْتِنَادِ إِليهم، وزِيدَت فِيهِ أَلِفٌ وَنون مَفْتُوحَة تأْكيداً، وَمَعْنَاهُ: أَنّ ظَهْراً مِنْهُم قُدّامَه وظَهْراً وراءَه، فَهُوَ مَكْنُوفٌ من جانِبَيْه، وَمن جَوَانِبِه، إِذَا قيل: بَين أَظْهُرِهِمْ، ثمَّ كَثُرَ حتّى استُعْمِل فِي الإِقامةِ بَين القومِ مُطْلَقاً.
(ولَقِيتُه بَيْن الظَّهْرَيْنِ، والظَّهْرَانَيْنِ، أَي فِي اليَوْمَيْنِ، أَو الثَّلاثَة) ، أَو فِي الأَيّام، وَهُوَ من ذالك، وكُلُّ مَا كانَ فِي وَسَطِ شَيْءٍ ومُعْظَمِه فَهُوَ بَين ظَهْرَيْه وظَهْرَانَيْهِ.
ورَوَى الأَزْهَريُّ عَن الفَرّاءِ: فُلانٌ بَين ظَهْرَيْنَا، وظَهْرَانَيْنَا، وأَظْهُرِنَا، بمَعْنًى واحدٍ، قَالَ: وَلَا يجوزُ بَين ظَهْرَانِيا، بِكَسْر النُّون.
وَيُقَال: رأَيته بَين ظَهْرَانَيِ اللَّيْلِ، يَعْنِي بينَ العِشَاءِ إِلى الفَجْرِ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: أَتَيْتُه مَرَّةً بَين الظَّهْرَيْنِ: يَوماً من الأَيام، قَالَ: وَقَالَ أَبو فَقْعَس: إِنّمَا هُوَ يَوْمٌ بَيْنَ عامَيْنِ، وَيُقَال للشيْءِ إِذا كانَ فِي وَسَط شَيْءٍ: هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ وظَهْرَانَيْهِ.
(والظُّهْرُ) ، بالضَّمّ: (سَاعَةُ الزَّوَالِ) ، أَي زَوالِ الشَّمْسِ من كَبِدِ السّمَاءِ، وَمِنْه: صَلاةُ الظُّهْرِ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ اسمٌ لنِصْفِ النَّهارِ، سُمِّيَ بِهِ من ظَهِيرَةِ الشَّمْسِ، وَهُوَ شِدَّةُ حَرِّهَا.
وَقيل: إِنما سُمِّيَت لأَنّهَا أَوَّلُ صَلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَتْ.
(و) الظُّهْرَةُ، (بهاءٍ: السُّلَحْفاةُ) ، نَقله الصاغانيّ. (والظَّهِيرَةُ) : الهاجِرَةُ، يُقَال: أَتَيْتَهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ، وحينَ قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ شِدَّةُ الحَرِّ نِصْفَ النّهَارِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الظَّهِيرَةُ: (حَدُّ انْتِصَافِ النَّهارِ) وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هما واحدٌ، (أَو إِنّمَا ذالِكَ فِي القَيْظِ) . وَلَا يُقَال فِي الشّتاءِ: ظَهِيرَةٌ، صرَّحَ بِهِ ابنُ الأَثِيرِ وابنُ سِيدَه.
وجَمْعُهَا الظَّهَائرُ، وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ: (أَتاهُ رَجُلٌ يَشْكُو النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ) أَي عَلَيْك بالمَشْيِ فِي الظّهائِرِ فِي حَرِّ الهَوَاجِرِ.
(وأَظْهَرُا: دَخَلُوا فِيهَا) ، وَيُقَال: دَخَلُوا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ، كَمَا يُقَال: أَصْبَحْنا، وأَمْسَيْنَا. فِي الصّباحِ والمَسَاءِ، وَفِي التّنْزِيلِ العزِيز: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (الرّوم: 18) ، قَالَ ابْن مُقبل:
فَأَضْحَى لَهُ جُلْبٌ بأَكْنافِ شُرْمَةٍ
أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ
وأَظْهَر فِي غُلاّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه
عَلاَجِيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضحْضِحُ
يَعْنِي أَنّ السّحَابَ أَتَى هاذا المَوضعَ ظُهْراً.
(و) يُقَال: أَظْهَر القَوْمُ، إِذا (سَارُوا فِيهَا) ، أَي فِي الظَّهِيرَةِ، أَو وَقت الظُّهْرِ، قَالَه الأَصمعِيُّ. (كظَهَّرُوا) تَظْهِيراً، يُقَال: أَتانِي مُظْهِراً، ومُظَهِّراً، أَي فِي الظَّهِيرةِ، قَالَ الأَزهريُّ: ومُظْهِرٌ بالتَّخْفِيف هُوَ الوَجْه، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ مُظْهِراً.
(وتَظَاهَرُوا: تَدابَرُوا) ، كأَنَّه وَلَّى كلُّ واحِدٍ مِنْهُم ظَهْرَه للآخَرِ. (و) تَظَاهَرُوا عَلَيْهِ: (تَعَاوَنُوا، ضِدٌّ) .
(والظَّهِيرُ) كأَمِيرٍ: (المُعِينُ) ، الواحِدُ والجَمِيعُ فِي ذالك سَوَاءٌ، وإِنما لم يُجْمَع ظَهِيرٌ؛ لأَنّ فَعِيلاً وفَعُولاً قد يَستوِي فيهمَا المذكّر والمؤَنّث والجمْعِ، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 16) ، وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذالِكَ ظَهِيرٌ} (التَّحْرِيم: 4) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا كَمَا حَكَاه سِيبَوَيْه من قَوْلهم للْجَمَاعَة: هم صَدِيقٌ، وهم فَرِيقٌ.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ فِي قَوْله عَزَّ وجَلّ: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبّهِ ظَهِيراً} (الْفرْقَان: 55) ، أَي مُظَاهِراً لأَعداءِ اللَّهِ تَعَالَى.
(كالظُّهْرَةِ) ، بالضّمّ، (والظِّهْرَةِ) ، بِالْكَسْرِ، وهاذه عَن كُرَاع، وَقد تَقدَّم، وفَسَّرَه هُنَاكَ بالعَوْنِ، وتقدّم أَيضاً إِنشادُ قَوْلِ تَمِيم فِي الظِّهْرَةِ.
وَيُقَال: هُمْ فِي ظِهْرَةٍ واحِدَةٍ أَي يَتَظَاهَرُونَ على الأَعداءِ.
(و) يُقَال: (جاءَنَا فِي ظُهْرَتِهِ، بالضّمّ وبالكَسْرِ وبالتَّحْرِيكِ، وظاهِرَتِهِ، أَي) فِي (عَشِيرَتِهِ) وقَوْمِه ونَاهِضَتِه الَّذين يُعِينُونَه.
(و) ظاهَرَ علَيْه: أَعانَ.
واسْتَظْهَرَه عليهِ: اسْتَعانَهُ.
و (اسْتَظْهَرَ) عَلَيْه (بِهِ: اسْتَعَانَ) ، ومنْهُ حَدِيث عليَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: (يَسْتَظْهِرُ بحُجَجِ اللَّهِ وبِنِعْمَتِه على كِتَابِهِ) .
(و) من المَجَاز: (قَرَأَه مِنْ ظَهْرِ القَلْبِ، أَي) قَرَأَه (حِفْظاً بِلَا كِتَابٍ) .
وَيُقَال: حَمَلَ فُلانٌ القُرْآنَ على ظَهْرِ لِسَانِه، كَمَا يُقَال: حَفِظَه عَنْ ظَهْرِ قَلْبِه.
(و) قد (قَرَأَه ظَاهِراً) .
(و) يُقَال: ظَهَرَ على القُرْآنِ: (اسْتَظْهَرَه) ، أَي حَفِظَه وقَرَأَه ظاهِراً.
(و) من المَجَاز: (أَظْهَرْتُ على القُرْآنِ، وأَظْهَرْتُه) ، هاكذَا فِي سائرِ النَّسخ عندنَا بإِثبات الْهَمْز فِي الِاثْنَيْنِ، وَالصَّوَاب فِي الأَوّل ظَهَرْتُ من بَاب مَنَع، كَمَا رأَيتُه هاكذا فِي التَّكْمِلَة مجَوَّداً مُصَحَّحاً وعزَاه للفَرّاءِ، أَي (قَرَأْتُه على ظَهْر لِسَانِي) ، وَهُوَ مَجَاز.
(والظِّهَارَةُ، بِالْكَسْرِ: نَقِيضُ البِطَانَةِ) ، فظِهَارَةُ الثّوْب: مَا عَلاَ مِنْهُ وظَهَر، ولمْ يَلِ الجَسَدَ، وبِطَانَتُه: مَا وَلِيَ مِنْهُ الجَسَدَ وكانَ داخِلاً، وكذالك ظِهَارَةُ البِسَاطِ، وبِطَانَتُه ممّا يَلِي الأَرْضَ.
ويُقَال: ظَهَرْتُ الثَّوْبَ، إِذا جعَلْتَ لَهُ ظِهَارَةً، وبَطَنْتُه. إِذا جعَلْتَ لَهُ بِطَانَةً، وجَمْعُهما: ظَهَائِرُ وبَطَائِنُ.
(وظَاهَرَ بَيْنَهُمَا) ، أَي بينَ نَعْلَيْنِ، وثَوْبَيْنِ: لَبِسَ أَحدَهما على الآخر، وذالك إِذا طارَقَ بَينهمَا و (طَابَقَ) ، وكذالك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْنِ.
وَقيل: ظَاهَرَ الدِّرْعَ: لأَمَ بعضَهَا على بَعْضٍ، وَفِي الحَديث: (أَنّه ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُد) ، أَي جَمَع ولَبِسَ إِحْدَاهُمَا فوقَ الأُخْرَى، وكأَنَّه من التَّظَاهُرِ والتَّعَاوُنِ والتساعُد، قَالَه ابنُ الأَثِير، وَمِنْه قولُ وَرْقاءَ بنِ زُهَيْرٍ:
فَشُلَّت يَمِينِي يَومَ أَضْرِبُ خَالِدا
ويَمْنَعُه مِنِّي الحَدِيدُ المُظَاهَرُ
وعَنَى بالحَدِيد هُنَا الدِّرْعَ.
(و) من المَجَاز: (الظِّهَارُ) من النِّسَاءِ، ككِتَاب هُوَ (قَوْلُه) ، أَي الرجل، (لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي) ، أَو كظَهْرِ ذَات رَحم، وَكَانَت العربُ تُطَلِّقُ نِساءَهَا بهاذِه الكَلِمَة، وَكَانَ فِي الجاهِليَّة طَلاقاً، فَلَمَّا جاءَ الإِسلامُ نُهُوا عَنْهَا، وأَوجَب الكَفّارة على من ظَاهَرَ من امرأَتِهِ، وَهُوَ الظِّهَارُ، وأَصلُه مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ، وإِنّمَا خَصُّوا الظَّهْرَ دونَ البَطْنِ والفَخْذِ والفَرْج، وهاذه أَوْلَى بالتّحْرِيم؛ لأَنّ الظَّهْرَ مَوضعُ الرُّكُوبِ، والمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ إِذا غُشِيَتْ، فكأَنَّه إِذا قَالَ: أَنْت عليَّ كظَهْرِ أُمِّي، أَرادَ: رُكُوبُك للنِّكاحِ عليَّ حَرَامٌ، كرُكوبِ أُمِّي للنِّكاحِ، فأَقَامَ الظَّهْرَ مُقَامَ الرُّكُوبِ، لأَنّه مَرْكُوبٌ، وأَقام الرُّكُوبَ مُقَامَ النِّكَاحِ؛ لأَنّ النّاكحَ راكِبٌ، وهاذا من لَطِيفِ الاستعَارَات للكِنَايَةِ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: قِيلَ: أَرادُوا أَنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمِّي، أَي كجِمَاعِهَا، فكَنَوْا بالظَّهْرِ عَن البَطْنِ للمُجَاوَرَةِ، وقالَ: وَقيل: إِنّ إِتْيَانَ المَرْأَةِ وظَهْرُهَا إِلى السماءِ كَانَ حَراماً عندهُم، وَكَانَ أَهلُ المَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذا أُتِيَت المَرْأَةُ ووَجْهُها إِلى الأَرضِ جاءَ الولدُ أَحْوَلَ، فلِقَصْدِ الرَّجلِ المُطَق مِنْهُم إِلى التغليظِ فِي تَحْرِيمِ امرَأَتِه عَلَيْهِ شَبَّهَها بالظَّهْرِ، ثمَّ لم يَقْنَعْ بذالِك حتّى جَعَلَها كظَهْرِ أُمِّهِ.
(وَقد ظاهرَ مِنْهَا) مُظَاهَرَةً وظِهَاراً، (وتَظَهَّرَ، وظَهَّرَ) تَظْهِيراً، وتَظَاهَرَ، كلُّه بمَعْنًى، وَقَوله عَزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نّسَآئِهِمْ} (المجادلة: 3) ، قرىءَ: يُظَاهِرُونَ، وقُرِىءَ يَظَّهَّرُونَ، والأَصل يَتَظَهَّرُونَ، والمَعْنَى واحدٌ.
قَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنّمَا عُدِّيَ الظِّهَارُ بمِنْ لأَنَّهم كانُوا إِذا ظاهَرُوا المَرْأَةَ تجَنَّبُوهَا، كَمَا يتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقَة ويَحْتَرِزُونَ مِنْهَا، فَكَانَ قَوْله ظَاهَرَ من امرأَتِه أَي بَعُدَ واحْتَرَزَ مِنْهَا، كَمَا قيل: آلَى من امْرَأَتِه، لمّا ضُمِّنَ معنَى التّبَاعُدِ عُدِّي بمِن.
(والمَظْهَرُ: المَصْعَدُ) ، كِلَاهُمَا مِثَالُ مَقْعَد، كَذَا ضَبطه الصّاغانيّ، ويُوجَد هُنَا فِي بعضِ النُّسخ بضمّ الميمِ فيهمَا، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ النّابِغَةُ الجَهْدِيّ وأَنشَدَه رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وسَنَاؤُنَا
وإِنّا لنَرْجُو فَوقَ ذالك مَظْهَرا
فَغضِبَ، وَقَالَ: إِلى أَيْنَ المَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى؟ فَقَالَ: إِلى الجَنَّة يَا رَسولَ الله، قَالَ: أَجَلْ إِن شاءَ اللَّهُ تعالَى.
(والظَّهَارُ، كسَحَابٍ: ظاهِرُ الحَرَّةِ) وَمَا أَشْرَفَ مِنْهَا.
(و) الظُّهَارُ، (بالضّمِّ: الجَمَاعَةُ) ، هاكذا نقلَه الصّاغانِيُّ، وَلم يُبَيِّنْه، وتَبَعَه المصنِّف من غير تَنبيهٍ عَلَيْهِ مَعَ أَنّه مذكورٌ فِي أَوّل المادّة. وتحقيقه أَنّ الظُّهَارَ، بالضّمّ قيل مُفرد، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث، وَيُقَال: جَماعة، واحدُها ظَهْرٌ، وَيجمع على الظُّهْرانِ، وَهُوَ أَفْضلُ مَا يُرَاشُ بِهِ السَّهْم، فتأَمَّل.
(والظُّهَارِيَّةُ، مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ) ، والأُخَذُ، بضمّ فَفتح، جمع أُخْذَة، نَقله الصّاغانيُّ، (أَو هِيَ الشَّغْزَبِيَّةُ) ، يُقَال: أَخَذَه الظُّهَارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّة بِمَعْنى. (أَوْ أَنْ تَصْرَعَه على الظَّهْرِ) ، وهاذا الَّذِي فسّر بِهِ الصّاغانِيّ قولَه: من أَخَذِ الصِّرَاعِ، فَهُوَ قَولٌ واحِدٌ، والمصنِّف أَتَى بأَو الدّالّةِ على التّنْوِيعِ والخِلافِ تكْثِيراً للمادّة من غير فائِدَةٍ، كَمَا هُوَ ظَاهر. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الظُّهَارِيَّةُ: أَنْ تَعْتَقلَه الشَّغْزَبِيَّة فتَصْرَعَه.
(و) من المَجَاز: الظُّهَارِيَّة: (نَوْعٌ من النِّكَاحِ) ، تَشْبِيهاً بالشَّغْزَبِيَّةِ، وَقد ذكرَه الصّاغانِيُّ.
(وأَوْثَقَه الظُّهَارِيّةَ، أَي كَتَّفَه) قَالَه ابْن بُزُرْج، وَهُوَ إِذَا شَدَّه إِلى خَلْفٍ، وَهُوَ من الظَّهْرِ.
(وظَهْرَانُ) كسَحْبانَ: (ة بالبَحْرَيْنِ) وثَوْبٌ ظَهْرَانِيٌّ: منسوبٌ إِليها.
(و) ظَهْرَانُ: (جَبَلٌ) لأَسَدٍ (فِي أَطْرافِ القَنَانِ) ، (و) ظَهْرانُ: (وادٍ قُرْبَ مَكَّةَ) ، بَينهَا وَبَين عُسْفانَ، (يُضَافُ إِليه مَرٌّ) ، بِفَتْح الْمِيم، فَيُقَال: مَرُّ الظَّهْرَانِ، فمَرّ: اسمُ القَرْيَةِ، وظَهْرَانُ: الوادِي، وبمَرّ عُيُونٌ كَثِيرةٌ ونَخِيلٌ لأَسْلَمَ وهُذَيْلٍ وغاضِرَةَ، ويُعْرَف الآنَ بِوَادِي فاطِمَةَ، وَهِي إِحْدَى مناهِلِ الحاجِّ، قَالَ كُثَيِّر:
ولَقَدْ حَلَفْتُ لَهَا يَمِيناً صادِقاً
بِاللَّه عندَ مَحارِمِ الرَّحْمانِ
بالرّاقِصَاتِ على الكَلاَلِ عَشِيَّةً
تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ
العَرْمَضُ هُنَا صِغَارُ الأَرَاكِ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن أَبي حَنِيفَةَ.
ورَوَى ابنُ سِيرِين أَنّ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيّ كسا ثَوْبَيْنِ فِي كفّارَةِ اليَمِين ظَهْرَانِيّاً ومُعَقَّداً، قَالَ ابنُ شُمَيل: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَقيل: إِلى القَرْيَةِ الّتي بالبَحْرَيْنِ، وَبِهِمَا، فُسِّرَ.
(و) مُظَهَّرٌ، (كمُعَظَّم: جَدُّ عبدِ المَلِكِ بنِ قُرَيْب) بن عبدِ المَلِك بنِ عليِّ بنِ أَصْمَعَ بنِ مُظَهَّرٍ (الأَصْمَعِيّ) ، صاحِب الأَخْبَارِ، والنّوادِرِ، وَقد تقَدَّم عامُ وِلادَتِه ووَفَاته فِي المُقَدِّمَةِ، وضَبطَه الحافِظُ وغيرُه كمُحْسِنٍ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَال: (سَالَ وادِيهِمْ ظَهْراً) ، بالفَتْح، (أَي مِنْ مَطَرِ أَرْضِهِمْ و) ، سالَ (دُرْءَاً) ، بالضَّمِّ (أَي من مَطَرِ غيْرِهِمْ) ، هاكذا فِي النُّسخ، ونصّ ابْن الأَعْرَابِيّ: من غيرَ مَطَرِ أَرضِهِم.
وَقَالَ مَرَّةً: سالَ الوَادِي ظُهْراً، كقَوْلك ظَهْراً. وَقَالَ غَيْرُه: سالَ الوَادِي ظَهْراً، إِذا سالَ بمَطْرَةِ نَفْسِه، فإِن سالَ بمَطَرِ غيرِهِ قيل: سَالَ دُرْءاً. قَالَ الأَزهَريُّ: وأَحسَبُ الظُّهْرَ بالضَّمّ أَجودُ؛ لأَنّه أَنشد:
وَلَو دَرَى أَنَّ مَا جَاهَرْتَنِي ظُهُراً
مَا عُدْتُ مَا لأْلأَتْ أَذْنَابَهَا الفُورُ
(و) يُقَال: (أَصَبْتُ مِنْه مَطَرَ ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي خَيْراً كَثِيراً) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) يُقَال: (لِصٌّ عادِي ظَهْرٍ) ، بالإِضافَة، (أَي عَدَا فِي ظَهْرٍ فَسَرَقَه) . وَقَالَ الزَّمَخْشريُّ: عَدَا فِي ظَهْرِه: سَرَقَ مَا وَرَاءَه.
(وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ، كمُحْسِن: هَجَمَتْهُ الظَّهِيرَةُ) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(و) من المَجَاز: (هُوَ يَأْكُلُ على ظَهْرِ يَدِي، أَي أُنْفِقُ عَلَيْهِ) ، والفُقَراءُ يأْكُلُونَ على ظَهْرِ أَيْدِي النّاسِ.
(وكزُبَيْرٍ: ظُهَيْرُ بْنُ رافِعِ) بن عَدِيَ الأَنْصَاريُّ الأَوْسِيُّ (الصّحابِيُّ) ، عَقَبِيٌّ أُحُدِيٌّ، روى عَنهُ رافِعُ بنُ خَدِيج (وجَمَاعَةٌ) ، مِنْهُم من الصحابةَ: ظُهَيْرُ بنُ سِنَانٍ الأَسَدِيّ حجَازِيٌّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حديثٍ غَرِيب.
(وأَبُو ظُهَيْر: عَبْدُ اللَّهِ بنُ فارِسٍ العُمَرِيُّ، شَيْخُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمانِ السُّلَمِيِّ) ، هاكذا ضَبَطَه السِّلَفيُّ.
(وكأَمِير) ، الإِمام مَجْدُ الدِّينِ أَبو عَبْدِ اللَّه (مُحَمَّدُ بنُ) أَحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ شاكِرٍ، عُرِفَ بابنِ (الظَّهِيرِ، الإِرْبِلِيُّ) الحَنَفِيُّ الأَدِيبُ، ولد بإِرْبِلَ سنة 632 سمع بدِمَشْقَ العَلَمَ السَّخَاوِيّ، وكَرِيمَةَ، وابنَ اللَّتِّيِّ، وَعنهُ الدِّمْيَاطِيُّ، والمِزِّيُّ، وَله من بَدِيع الاستطراد قَوْله:
أَجازَ مَا قَدْ سَأَلُوا
بشَرْطِ أَهْلِ السَّنَدِ
محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدِ
وَله ديوَان شِعر، وتُوُفِّي فِي سنة 677. (ومُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِيّ) ، اشتغلَ بحَمَاةَ، وحَدَّثَ. (مُحَدِّثَانِ) .
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَلَّبَ الأَمْرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَهُ، وكذالِك يَقُول المُدَبِّرُ للأَمْرِ.
وقَلَّب فلانٌ أَمْرَهُ ظَهْراً لبَطْن، وظَهْرَهُ لبَطْنِه، وظَهْرَه للبَطْنِ، وَهُوَ مَجاز قَالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيْفَ تَرانِي قالِباً مِجَنِّي
أَقلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ
وإِنما اخْتَار الفَرَزْدَقُ هُنَا (للبَطْنِ) على قولِه: لِبَطْنِ؛ لأَنّ قَوْله: ظَهْرَه معرفةٌ، فأَراد أَن يَعطِفَ عَلَيْه معرفَة مثلَه وإِن اخْتَلَفَ وَجْهُ التَّعْرِيف.
وبَعِيرٌ ظَهِيرٌ: لَا يُنْتَفَعُ بظَهْرِه من الدَّبَرِ. وَقيل: هُوَ الفَاسِدُ الظَّهْرِ من دَبَرٍ أَو غيرِه، رَوَاهُ ثعلبٌ.
وبعير ظَهِيرٌ: قَوِيٌّ، قَالَه اللَّيْثُ، وذَكَرَه المُصَنّف، فهما ضدٌّ.
وَيُقَال: أَكَلَ الرجلُ أَكْلَةً ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً، أَي سَمِنَ مِنْهَا.
وَفِي الحَدِيث: (خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَن ظَهْرِ غِنًى) ، أَي مَا كَانَ عَفْواً قد فَضَلَ عَن غِنًى، وَقَالَ أَيُّوب: عَن فَضْلِ عِيَالٍ.
قَالَ الفَرّاءُ: العَربُ تقولُ: هاذا ظَهْرُ السّماءِ، وهاذا بَطْنُ السَّماءِ، لظاهِرِها الَّذِي تَرَاه.
قَالَ الأَزهرِيّ: وهاذا جاءَ فِي الشَّيْءِ ذِي الوَجْهَيْنِ الَّذِي ظَهْرُه كبَطْنِه، كالحَائِطِ القائِمِ، لمَا وَلِيَكَ يُقَال بَطْنُه، وَلما وَلِيَ غَيرَكَ يُقَال ظَهْرُه، وَهُوَ مَجَاز.
وظَهَرْتُ البَيْتُ: عَلَوْتُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {12. 042 فَمَا اسطاعوا أَن يظهروا} (الْكَهْف: 97) ، أَي مَا قَدَرُوا أَن يَعْلُو عَلَيْهِ؛ لارتفاعه. وَقَوله تَعَالَى: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} (الزخرف: 33) ، أَي يَعْلُونَ.
وحاجَتُه عندَك ظاهِرَةٌ، أَي مُطَّرَحَةٌ ورَاءَ الظَّهْرِ.
وجَعَلَنِي بظَهْرٍ، أَي طرَحَنِي، وَهُوَ مَجاز، وَقَوله جلّ وعَزّ: {أَوِ الطّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْراتِ النّسَآء} (النُّور: 31) ، أَي لم يَبْلُغُوا أَنْ يُطِيقُوا إِتْيَانَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَجاز، وَمن ذالك قولُ الشّاعرِ:
خَلَّفْتَنَا بينَ قَوْمٍ يَظْهَرُونَ بِنَا
أَمْوالُهُم عازِبٌ عنّا ومَشْغُولُ
وَقَوله جَلّ وعزّ: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، رَوَى الأَزْهَرِيّ عَن ابنِ عبّاس قالَ: الكَفُّ والخَاتَمُ الوَجْهُ، وَقَالَت عائِشَةُ: الزّينَةُ الظّاهِرَةُ. القُلْبُ والفَتَخةُ، وَقَالَ ابنُ مَسْعُود: الثِّيَابُ، وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ، كَمَا أَشار إِليه الصّاغانيج، وَقَالَ: إِنّ فِيهِ سبعَةَ أَقوالٍ.
وظَهَرَت الطَّيْرُ من بَلَدِ كَذَا إِلى بَلَدِ كَذَا، إِذا انْحَدَرَتْ مِنْهُ إِليه، وخَصّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ النَّسْرَ.
وَفِي كتابِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عنهُ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ: (فاظْهَرْ بمَنْ مَعَكَ من المُسْلِمِينَ إِليهَا) ، أَي اخرُجْ بهِم إِلى ظاهِرِهَا، وابرُزْ بِهِم، وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (كَانَ يُصَلِّي العَصْرَ فِي حُجْرَتِي قبلَ أَن تَظْهَر) . تَعْنِي الشَّمْسَ، أَي تَعْلُو وتَظْهَر، أَو ترْتَفع.
وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال: هاجَت ظُهُورُ الأَرْضِ، وذالِك مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، ومعنَى هاجَتْ: يَبِسَ بَقْلُهَا، وَيُقَال: هاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: ظاهِرُ الجَبَل: أَعلاه، وظاهِرَةُ كلّ شَيْءٍ: أَعلاَه، اسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ ظاهِرُه.
وَفِي الأَساس: الظّاهِرَةُ: الأَرضُ المُشْرِفَةُ. انْتهى.
وإِذا عَلَوْتَ ظَهْرَ الجَبَلِ فَأَنْتَ فوقَ ظاهِرَتِه.
والظُّهْرَانِ الضَّمّ: جَنَاحَا الجَرادَةِ الأَعْلَيَانِ الغَلِيظَانِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وظَاهَرَ بِهِ: اسْتَظْهَرَ.
وظاهَرَ فُلاناً: عاوَنَه ونَصَرَه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ ابنُ عَمِّه دِنْيَا، فإِذَا تَبَاعَدَ فَهُوَ ابنُ عَمِّه ظَهْراً، بالفَتْح، وَهُوَ مَجَاز.
وفُلانٌ من وَلَدِ الظَّهْرِ، أَي لَيْسَ مِنّا، وَقيل: مَعْنَاهُ: أَنْه لَا يُلْتَفَتْ إِليهِم قَالَ أَرْطَاةُ بنُ سُهَيَّةَ:
فمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنَا
وَجَدْنَا بَنِي البَرْصاءِ مِن وَلَدِ الظَّهْرِ ونَسبه الجَوْهَرِيُّ إِلى الأَخْطَل، وأَنكرَه الصّاغانيُّ، أَي من الَّذين يَظْهَرُونَ بهم وَلَا يَلْتَفِتُون إِلى أَرْحَامِهِم.
وفُلانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، أَي لَا يُسَلِّمُ، وَهُوَ مجَاز.
وأَظْهَرَنا اللَّهُ على الأَمرِ: أَطْلَعَ.
وقَتَلَه ظَهْراً، أَي غِيلَةً، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَقَوله تَعَالَى: {إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ} أَي يَطَّلِعُوا ويَعْثُرُوا.
وهاذا أَمرٌ ظاهِرٌ عَنْك عارُه، أَي زائِلٌ، وَهُوَ مَجَاز، وَقيل: ظاهِرٌ عَنْك، أَي لَيْسَ بلازِمٍ لَك عَيْبُه، قَالَ أَبو ذؤَيب:
أَبَى القَلْبُ إِلاَّ أُمَّ عَمْرٍ وفأَصْبَحَتْ
تُحَرَّقُ نارِي بالشّكاةِ ونارُهَا
وعَيَّرَهَا الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها
وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُهَا
ومعنَى: (تُحَرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ) أَي قد شاعَ خَبَرِي وخَبَرُهَا وانتَشَرَ بالشَّكاةِ والذِّكْرِ القَبِيحِ.
وَيُقَال: ظَهَرَ عني هاذا العَيْبُ، إِذا لم يَعْلَقْ بِي ونَبَا عنّي، وَفِي النِّهَايَةِ: إِذا ارْتَفَع عَنْك، وَلم يَنَلْكَ مِنْهُ شيْءٌ، وَفِي الأَساس: لم يَعْلَقْ بك.
وَقيل لابْنِ الزُّبَيْرِ: يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ، تَعْيِيراً لَهُ بِهَا، فَقَالَ مُتَمَثِّلاً:
وتِلْكَ شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنْكَ عارُهَا
أَرادَ أَنّ نِطاقَهَا لَا يَغُضُّ مِنْهَا وَلَا مِنْهُ فيُعَيَّرَ بِهِ، ولاكنّه يَرفَعُه فيَزِيدُه نُبْلاً.
والاسْتِظْهَارُ: الاحتِيَاطُ والاسْتِيثَاقُ وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قَول الفُقَهَاءِ: إِذا اسْتُحِيضَت المَرْأَةُ واستَمَرّ بهَا الدَّمُ فإِنها تَقْعُدُ أَيّامَهَا للحَيْضِ وَلَا تُصَلِّي، ثمَّ تَغْتَسِلُ وتُصَلِّي، وَهُوَ مَأْخُوذٌ من البَعِيرِ الظِّهْرِيِّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: (أَنّه أَمَرَ خُرّاصَ النَّخْلِ أَن يَسْتَظْهِرُوا) أَي يَحْتَاطُوا لأَرْبابِهَا، ويَدَعُوا لَهُم قَدْرَ مَا يَنُوبُهُم ويَنْزِلُ بهم من الأَضْيَافِ وأَبنَاءِ السَّبِيلِ.
وظَاهِرَةُ الغِبِّ: هِيَ للغَنَمِ لَا تَكَادُ تكونُ للإِبِلِ، وظَاهِرَةُ الغِبِّ: أَقْصَرُ من الغِبِّ قَلِيلا.
والمُظْهِرُ، كمُحْسِنٍ اسمٌ.
وَفِي المُحْكَم: مُظْهِرُ بنُ رَبَاح: أَحَدُ فُرْسانِ وشُعَرائِهِمْ. والظَّواهِرُ: مَوضعٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّة:
عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ
فأَكْنَافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ فالأَصافِرُ
وظَهُورٌ، كصَبُورٍ: مَوْضِعٌ بأَرْضِ مَهْرَةَ.
وشَرِبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً، أَي كُلَّ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ.
وظَهَّرَ فُلانٌ نَجْداً تَظْهِيراً: عَلاَ ظَهْرَها. الثلاثَةُ نقَلَها الصّاغانِيّ.
وظاهِرٌ: لَقَبُ عبد الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيّ المُحَدِّث، سمع ابنَ المُذَهَّبِ.
والمُسَمَّوْنَ بظاهِرٍ من المُحَدِّثِينَ كثِيرُون، أَورَدَهُم الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ.
وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ الأَعَزِّ بنِ علِيَ البَغْدَادِيّ المعروفُ بابنِ الظَّهْرِيّ، بِالْفَتْح، من شُيُوخ الحافِظِ الدِّمْيَاطِيّ.
والظَّاهِرِيَّةُ: من الفُقَهَاءِ مَنسوبُون إِلى القَوْلِ بِالظَّاهِرِ، مِنْهُم داوودُ بنُ عَلِيّ بنِ خَلَف الأَصْبَهَانِيّ رئيسُهُم، رَوَى عَن إِسْحَاقَ بن رَاهَوَيهِ، وأَبِي ثَوْرٍ، مَاتَ سنة 270 ببغْدَادَ.
والحافِظُ جَمَالُ الدّينِ الظَّاهِرِيّ، وآلُ بَيْتِه، منسوبون إِلى الظَّاهِرِ صاحِبِ حَلَبَ.
والشيخُ شِهَابُ الدِّينِ الظّاهِرِيُّ الفقيهُ الشّافِعِيُّ، مَنْسُوبٌ إِلى الظَّاهِرِ بِيبَرْسَ.
والظّاهِرَةُ: قريَةٌ باليَمَنِ، مِنْهَا الشَّيْخُ الإِمامُ العالِمُ صِدِّيقُ بنُ محَمّد المِزْجاجِيّ الظّاهِرِيّ المُتَوَفَّى بزَبِيدَ سنة 912.
وبَنُو ظَهِيرَةَ، كسَفِينَة: قَبِيلَةٌ بمكَّةَ، مِنْهُم حُفّاظٌ وعُلَمَاءُ ومُحَدِّثُونَ، وَقد تَكَفَّلَ لبيانِ أَحْوَالِهِمْ كتابُ البُدُورِ المُنِيرَة فِي السّادَةِ بني ظَهِيرَة.
والظِّهْرانِيُّ بِالْكَسْرِ: أَبُو القاسِمِ عليُّ بنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَن مَكْحُول البَيْرُوتِيّ، هاكذا ذَكروه، وَلم يُبَيِّنُوا. قلت: والصّوَابُ أَنّه بالفَتْحِ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ؛ لكَوْنِه نَزَلَه، وسَمِعَ بِهِ الحَدِيثَ، وَالله أعلم.
ومُظْهِ بنُ رافِعٍ، كمُحْسِنٍ، صحابِيٌّ، بَدْرِيٌّ أَخُو ظَهِيرٍ الَّذِي تقَدّم ذِكْرُه.
ومَعْقِلُ بنُ سِنَانِ بنِ مُظْهِرٍ الأَشْجَعِيّ صَحابِيٌّ مشهورٌ.
ومُظْهِرُ بنُ جَهْمِ بنِ كَلَدَة، عَن أَبيه، وَعنهُ حَفِيدُه أَبو اللَّيْثِ مُظْهِرٌ.
والحَارِثُ بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبدةَ بنِ مُظْهِرِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَاريّ، لَهُ صُحْبَةٌ، قُتِلَ يومَ الجِسْرِ.
وحَبِيبُ بنُ مُظْهِرِ بنِ رِئابٍ الأَسَدِيّ، قُتِلَ مَعَ الحُسَيْنِ بنِ عليَ، رَضيَ الله عَنْهُمَا.
ومُظَاهِرُ بنُ أَسْلَمَ، عَن المَقْبُرِيّ.
وسِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ: شَيْخٌ لأَبي كُرَيْب.
وعبدُ اللَّهِ بنُ مُظَاهِرٍ: حافِظٌ مَشْهُور، تُوُفِّيَ سنة 304.
والظَّهْرين: قَرية باليَمَنِ، مِنْهَا الإِمام الحافِظُ إِبراهِيمُ بنُ مَسْعُود، سمع الحَدِيثَ على الإِمام المُحَدِّثِ عبدِ الرّحمانِ بن حُسَيْنٍ النزيليّ بهِجْرَةِ القيريّ من أَعمالِ كَوْكَبَان، وانتهتْ إِليه الرِّحْلَةُ فِي زَمانِه فِي الْحِفْظ.
[ظهر] الظَهْرُ: خلاف البطن. وقولهم: لا تجعل حاجتي بِظَهْرٍ، أي لا تَنْسَها. والظَهْرُ: الرِكاب. وبنو فلان مُظْهِرونَ، إذا كانَ لهم ظَهْرٌ ينقلون عليه، كما يقال: مُنْجِبونَ، إذا كانوا أصحابَ نجائب. والظَهْرُ: الجانب القصير من الريش، والجمع الظُهْرانُ. والظَهْرُ: طريق البَرّ. وأقران الظهر: اللذين يجيئون من وراء ظهرك في الحرب. ويقال: هو نازلٌ بين ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِمْ، بفتح النون، ولا تقل ظَهْرانِيهم بكسر النون. قال الأحمر: قولهم لقيته بين الظَهْرانَيْنِ، معناه في اليومين أو في الأيام قال: وبين الظهرين مثله، حكاه عنه أبو عبيد. والظهر، بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظُهر. والظَهيرةُ: الهاجرة. يقال: أتيتُه حَدَّ الظهيرة، وحين قامَ قائمُ الظهيرة. والظَهيرُ: المُعين، ومنه قوله تعالى:

(والمَلائكَةُ بعد ذلكَ ظهَيرٌ) * وإنَّما لم يجمعه لأنَّ فَعيل وفَعول قد يستوي فيهما المذكَّر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى:

(إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين) *. قال الشاعر: يا عاذلاتي لا تردن ملامتي * إن العواذل لسن لى بأمير - يريد الامراء. قال الاصمعي: يقال بعير ظَهيرٌ بيِّن الظَهارَةِ، إذا كانَ قويًّا. وناقة ظَهيرَةٌ. والبعير الظِهْرِيُّ بالكسر: العُدّة للحاجة إن احتيجَ إليه، وجمعه ظَهارِيُّ غير مصروف، لأنَّ ياء النسبة ثابتةٌ في الواحد. والظِهْرِيُّ أيضاً: الذي تجعله بِظَهْرٍ، أي تنساه. ومنه قوله تعالى:

(واتخذتموه وراءكم ظهريا) *. وفلان ظِهرتِي على فلان، وأنا ظِهْرَتُكَ على هذا الأمر، أي عَوْنُك. والظاهِرُ: خلاف الباطن. والظاهِرَةُ من العيون: الجاحظة. ويقال: هذا أمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه، أي زائل. قال الشاعر كثيِّر : وعيَّرها الواشون أنِّي أحِبُّها * وتلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عازها - ومنه قولهم: ظهر فلانٌ بحاجتي، إذا استخفَّ بها وجعلها بِظَهْرٍ، كأنَّه أزالها ولم يلتفتْ إليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً، أي خَلْف ظَهْرٍ. قال الأخطل :

وَجَدنا بني البَرصاءِ من ولَدِ الظَهْرِ * أي من الذين يَظْهَرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. والظاهِرَةُ من الوِرْدِ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصف النهار. وقال الاصمعي: هاجت ظواهر الارض، أي يبس بقلها. قال: والظواهر أشراف الارض. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ظاهر مكة . والظهرة بالتحريك: متاع البيت. ويقال أيضاً: جاء فلان في ظَهَرَتِهِ، أي في قومه وناهِضَته. والظَهَرُ أيضاً: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل بالكسر، إذا اشتكى ظَهْرَهُ، فهو ظهر. وظهر الشئ بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وظَهَرْتُ البيت: علوته. وأظْهَرْتُ بفلانٍ: أعلنتُ به. وأظْهَرَهُ اللهُ على عدوه. وأظهرت الشئ: بينته. وأَظْهَرْنا، أي سِرنا في وقت الظُهر. والمُظاهَرَةُ: المعاونة. والتَظاهُرُ: التعاون. وتظاهرَ القومُ أيضاً: تدابَروا، كأنَّه ولَّى كلُّ واحدٍ منهم ظهرَه الى صاحبه. واسْتَظْهَرَ به، أي استعان به. واستظهر الشئ، أي حفِظَه وقرأه ظاهِراً. قال أبو عبيدة: في ريش السهام الظُهارُ بالضم، وهو ما جُعِلَ من ظَهْرِ عَسيب الريشة. والظُهْرانُ: الجانب القصير من الريش. والبُطْنان: الجانب الطويل. يقال: رِشْ سهمَك بِظُهْرانٍ ولا تَرِشْه ببُطْنان. الواحد ظَهْرٌ وبطن، مثل عبد وعبدان. والظهارة بالكسر: نقيض البطانة. وظاهَرَ بين ثَوبَين، أي طارَقَ بينهما وطابَقَ. والظِهارُ: قول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمّي. وقد ظاهَرَ من امرأته، وتَظَهَّرَ من امرأته، وظَهَّرَ من امرأته تظهيرا، كله بمعنى. والمظهر بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. والمظهر بكسر الهاء: اسم رجل. قال الاصمعي: أتانا فلان مُظَهِّراً، أي في وقت الظهيرة. قال: ومنه سمى الرجل مظهرا بالتخفيف. قال: وهو الوجه.

فوت

فوت
الْفَوْتُ: بُعْدُ الشيء عن الإنسان بحيث يتعذّر إدراكه، قال: وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ
[الممتحنة/ 11] ، وقال: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ [الحديد/ 23] ، وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ
[سبأ/ 51] ، أي: لا يَفُوتُونَ ما فزعوا منه، ويقال: هو منّي فَوْتَ الرّمح ، أي: حيث لا يدركه الرّمح، وجعل الله رزقه فَوْتَ فمه. أي:
حيث يراه ولا يصل إليه فمه، والِافْتِيَاتُ: افتعال منه، وهو أن يفعل الإنسان الشيء من دون ائتمار من حقّه أن يؤتمر فيه، والتَّفَاوُتُ: الاختلاف في الأوصاف، كأنه يُفَوِّتُ وصف أحدهما الآخر، أو وصف كلّ واحد منهما الآخر. قال تعالى: ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ
[الملك/ 3] ، أي: ليس فيها ما يخرج عن مقتضى الحكمة.
فوت: {فلا فوت}: مخلص. {تفاوت}: اضطراب واختلاف.
(ف و ت) : (الِافْتِيَاتُ) الِاسْتِبْدَادُ بِالرَّأْيِ افْتِعَال مِنْ الْفَوْت السَّبْقُ (وَمِنْهُ) خَشِيَ أَنْ يَكُونَ افْتَاتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - (وَفِي) حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَمِثْلِي يُفْتَاتُ عَلَيْهِ فِي بَنَاتِهِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ أَيْ لَا يَصْلُح أَمْرُهُنَّ بِغَيْرِ إذْنِي.
ف و ت: (فَاتَهُ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (فَوَاتًا) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَ (أَفَاتَهُ) إِيَّاهُ غَيْرُهُ. وَ (الِافْتِيَاتُ) السَّبْقُ إِلَى الشَّيْءِ دُونَ ائْتِمَارِ مَنْ يُؤْتَمَرُ تَقُولُ: (افْتَاتَ) عَلَيْهِ بِأَمْرِ كَذَا أَيْ فَاتَهُ بِهِ. وَفُلَانٌ لَا يَفْتَاتُ عَلَيْهِ أَيْ لَا يَعْمَلُ شَيْءٌ دُونَ أَمْرِهِ. وَ (تَفَاوَتَ) الشَّيْئَانِ تَبَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا تَفَاوُتًا بِضَمِّ الْوَاوِ وَنُقِلَ فِيهِ فَتْحُ الْوَاوِ وَكَسْرُهَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 
ف و ت : فَاتَ يَفُوتُ فَوْتًا وَفَوَاتًا وَفَاتَ الْأَمْرُ وَالْأَصْلُ فَاتَ وَقْتُ فِعْلِهِ وَمِنْهُ فَاتَتْ الصَّلَاةُ إذَا خَرَجَ وَقْتُهَا وَلَمْ تُفْعَلْ فِيهِ وَفَاتَهُ الشَّيْءُ أَعْوَزَهُ وَفَاتَهُ فُلَانٌ بِذِرَاعٍ سَبَقَهُ بِهَا وَمِنْهُ قِيلَ افْتَاتَ فُلَانٌ افْتِيَاتًا إذَا سَبَقَ بِفِعْلِ شَيْءٍ وَاسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ وَلَمْ يُؤَامِرْ فِيهِ مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْهُ بِالْأَمْرِ فِيهِ وَفُلَانٌ لَا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ أَيْ لَا يُفْعَلُ شَيْءٌ دُونَ أَمْرِهِ وَتَفَاوَتَ الشَّيْئَانِ إذَا اخْتَلَفَا وَتَفَاوَتَا فِي الْفَضْلِ تَبَايَنَا فِيهِ تَفَاوُتًا بِضَمِّ الْوَاوِ. 
باب التاء والفاء و (وء ي) معهما ف وت، ف ت ويستعملان فقط

فوت: فاتَني يفُوتُني فأنا مَفُوتٌ، وبينهما فَوْتٌ فائت كما تقول: بائنْ. وبينَهما تَفَوُّتٌ وتفاوُتٌ، وتقول: أَدْرِكْ أمرَ كذا قبل الموت، فيقول: إنَّه لا يُفْتاتُ، أي لا يَفوت، يُفْتَعَل من الفَوْت. ولا أفتاتُه أي لا أسْبِقُ عليه.

فتو: الفَتيُّ والفَتِيَّةُ: الشاب والشابة، والقياس فَتُو فَتَاءً. وفَعَلَ ذلك في فَتائة، ممدود مهموز، وجماعة الفَتَى فِتْيَةَ وفِتيان، وتَفَتَّى فلانٌ أي تَشَبَّهَ بالفِتيان. ويجمع الفَتَى على الأفتاء، [وجمع الفَتأةِ فَتَيات] . والفَقيهُ يُفتي أي يَبَيِّنُ المُبهم، ويقال: الفُتْيا فيه كذا، وأهل المدينة يقولون: الفتوى. 
فوت
فاتَ يَفُوْتُ فَوْتاً؛ فهو فائِتٌ ومَفُوْتٌ. وبَيْنَهُما فَوْت فائت: أي بَوْنٌ، وتَفَاوُتٌ. وإنَه لا يُفْتَاتُ: أي لا يُسْبَقُ إليه. وُيقال للخَلَلِ الذي بَيْنَ الأصَابع: فَوْتٌ، وجَمْعُه أفْوَاتٌ. وجَعَلَ اللَهُ رِزْقَه فَوْتَ فَمِه: أي قَدْرَ ما يَفُوْتُ فَمَه ولا يَقْدِر عليه.
وأفْلَتَنا فَوْتَ اليَدِ وفُوَيت الظُّفرِ. وافْتَاتَ كلاماً: ابْتَدَعَه. وافْتُئتَ على فلانٍ في ابْنَتِه: أي زُوِّجَتْ من غَيْرِ أمْرِه، وقيل: غير مَهْمُوْزٍ أيضاً.

وتَفَوتَ على أبيه في مالِهِ: أىِ فاتَ أباه بمالِه. وافْتَاتَ الأمْرُ: بمَعنى فاتَ. ومَوْتُ الفُوَاتِ: مَوْتُ الفُجَاءَةِ. وافْتَاتَ عَلَيْنا فلان وافْتَرى: بمعنىً.
وافْت َأتَ بأمْرِهِ: اسْتَبَد به؛ افْتِئاتاً؛ ومَضى على رَأيِه. ورَجُلٌ فُوَيْتٌ: لا يُشَاوِرُ أحَداً. وافْتُئِتَ فلانٌ: مات فُجَاءَةً.
[فوت] نه: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط مائل فأسرع وقال: أخاف موت "الفوات"، أي موت الفجأة، من فاتني فلان بكذا: سبقني. ومنه ح: إن رجلا "تفوت" على أبيه في ماله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: اردد على ابنك ماله فإنما هو سهم من كنانتك، يقال: تفوت فلان على فلان في كذا، وافتات عليه - إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه، وعدى بعلى لتصرف معنى التغلب، ومعناه أن الابن لم يستشر أباه ولم يستأذنه في هبة ماله فأتي الأب النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: ارتجعه من الموهوب له واردده على ابنك فإنه وما في يده تحت يدك وفي ملكتك وليس يستبد بأمر دونك، فضرب كونه سهما من كنانته مثلا لكونه بعض كسبه. ومنه ح عبد الرحمن: أمثلي "يفتات" عليه في بناته، هو افتعل من الفوت: السبق، يقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك: فقد افتات عليه فيه: ك: «لا تقدموا بين يدي الله»، أي "لا تفتاتوا"، أي لا تسبقوا. ز: الظاهر أنه تفسير «تقدموا» بفتح تاء ودال.
ف و ت

فاتني بكذا: سبقني به وذهب به عني. قال الأخطل:

صحا القلب إلا من ظعائن فاتني ... بهن أمير مستبد فأصعدا

وجاريته حتى فته أي سبقته. وهم يتفاوتون إلى الشّرف. وافتات فلان عليكم برأيه: سبقكم به ولم يشاوركم. وفلان يتفوّت على أبيه في ماله أي يبذّره بغير إذنه. ورجل فويت: يستبد برأيه. وتقول: أبعد الله كلّ فويت، قاعد بين لوّ وليت. وهو مني فوت الرمح أي حيث لا يبلغه، وسمع أعرابيّ يقول لآخر: أدن دونك فأبطأ، فقال: جعل الله رزقك فوت فمك أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ولا تقدر عليه. وأفلتنا فلان فوت اليد وفويت الظفر. قال طفيل:

مشيف على إحدى اثنتين بنفسه ... فويت العوالي بين أسر ومقتل

وقال رؤبة:

إن أنا لم أصدقك ما لقيت ... من كرب فوت الرّدى رديت

أي قريب من لاردى. وأعوذ بالله من موت الفوات وهو الفجاءة.
[فوت] الفَوْتُ: الفواتُ. تقول: فاتَهُ الشئ وأفاته إياه غيره. ويقال: مات فلانٌ موتَ الفواتِ، أي فوجئ. وشتَم رجلٌ آخر فقال: جعل الله رزقه فوت فمه، أي حيث يراه ولا يصل إليه. وتقول: هو منِّي فَوْتَ الرمح، أي حيث لا يبلغه. والفَوْتُ: الفُرجةُ ما بين إصبعين، والجمع أفْواتٌ. والافْتياتُ: افتعالٌ من الفوت، وهو السبق إلى الشئ دون ائتمار من يُؤتمر. تقول: افْتات عليه بأمر كذا، أي فاتَهُ به. وفلان لا يُفتاتُ عليه، أي لا يعمل شئ دون أمره. وفى الحديث " أمثلى يفتات عليه في أمر بناته ". وتفوت عليه في ماله، أي فاتَهُ به. وتفَاوَتَ الشيئان، أي تباعد ما بينهما تَفاوُتاً بضم الواو. وقال ابن السكيت: قال الكلابيُّون في مصدره تفاوتا ففتحوا الواو. وقال العنبري: تفاوتا فكسر الواو. وحكى أيضا أبو زيد تفاوتا وتفاوتا بفتح الواو وكسرها. وهو على غير قياس، لان المصدر من تفاعل يتفاعل تفاعل مضموم العين، إلا ما روى في هذا الحرف.

فوت


فَاتَ (و)(n. ac. فَوْت
فَوَاْت)
a. Passed, passed away, elapsed, expired (
time ); escaped (opportunity).
b. Missed (mark).
c. [acc. & Bi], Outstripped, anticipated, was before in.
d. [Fī] [ coll. ], Entered into.
e. [Bi]
see VIII (c)
فَوَّتَ
a. [ coll. ], Made to pass, to
escape; made to lose.
b. [ coll. ], Made to enter.
c. [ coll. ], Faded (
flower ).
أَفْوَتَa. Made to miss, to escape.
b. ['Ala & Fī], Surpassed, excelled in; was beforehand with
outstripped in.
تَفَاْوَتَa. Were far apart.
b. Were different, distinct, separate.

تَفَوَّتَa. see VIII (c)
إِفْتَوَتَa. see I (a)b. Missed (opportunity).
c. ['Ala & Fī], Acted independently of....in, respecting.
d. [Ala & Fī], Decided against.
e. Originated, excogitated, extemporized (
speech ).
f. [Bi], Effected, accomplished by himself.
g. [pass.] [Ala], Was done without the orders of.
فَوْت (pl.
أَفْوَاْت)
a. Distance, interval, space.

تَفَاوُت [ N.
Ac.
a. VI], Distance, interval.
b. Irregularity; defect.

إِفْتِيَات [ N.
Ac.
a. VIII], Obstinacy, wilfulness, self-will.

فَوْتَ
a. Out of reach, beyond the reach of.

فُوَيْت
a. Independent, obstinate, wilful, self-willed
self-opinionated.

مَوْت الفَوَات
a. Sudden death.

هُوَ مِنّى فَوْتَ اليَدِ
a. He is beyond my reach.

فُوْتَنَج
P.
a. Penny royal, mint.
فوت
فاتَ/ فاتَ في يفُوت، فُتْ، فَوْتًا وفَوَاتًا، فهو فائت، والمفعول مَفُوت (للمتعدِّي)
• فات الأمرُ: مرَّ ومضى، ذهب وقت فعله، انقضى "فاتت الصلاة/ الفرصة- رُبَّ رَيْثٍ يُعقِب فوتًا".
• فات الشيءَ: جاوزه، سبقه "فات أصحابَه- لا تدعه

يفوتك" ° فاتَهُ القِطارُ: تأخّر، وصل بعد فوات الأوان، ضاعت الفرصة عليه- فاتَهُ قِطارُ الزَّواج: فاته أوانه.
• فاته الأمرُ: مضى ولم يدركه "فاته أنهم كانوا يخدعونه- {لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} ".
• فاته فِعْلُ الخير: سها، غفل، غاب عن ذهنه أن يفعله? لا تفوته صغيرة ولا كبيرة: لا يغفل عن شيء، ينتبه للتَّفاصيل ودقائق الأمور.
• فات في الشيء: دخل فيه. 

أفاتَ يفيت، أَفِتْ، إفاتةً، فهو مُفيت، والمفعول مفات
• أفاته الأمْرَ: جعله يفوته "أفاته حضورَ النَّدوة وكان حريصًا على المشاركة فيها". 

افتاتَ/ افتاتَ بـ/ افتاتَ في يفتات، افْتَتْ، افتياتًا، فهو مُفْتَات، والمفعول مُفْتَات
• افتات الكلامَ/ افتات الكلامَ عليه: افتأته، ابتدعه واختلقه، رماه به زورًا "يفتات عليَّ بالحيل دائمًا" ° هذا رجلٌ لا يُفتات عليه: لا يُفعل الأمر من غير مشورته.
• افتات بالأمر/افتات في الأمر: افتأت به، انفرد به، استبدّ به، لم يستشر أحدًا فيه. 

تفاوتَ/ تفاوتَ في يتفاوت، تفاوُتًا وتفاوَتًا وتفاوِتًا، فهو مُتَفَاوِت، والمفعول مُتَفَاوَتٌ فيه
• تفاوت الشَّيئان: تباعد ما بينهما، اختلفا في التقدير وتباينا " {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}: اختلال أو تناقص".
• تفاوت الرَّجلان في الفضل: تباينا فيه "هذان الأخوان يتفاوتان في مستوى ذكائهما". 

فوَّتَ يفوِّت، تفويتًا، فهو مُفَوِّت، والمفعول مُفَوَّت
• فوَّت الفرصةَ: ضيعَّها ولم يستفد منها.
• فوَّت عليه الأمرَ: جعله يمضى، يمرّ، يفلت من يده. 

إفاتة [مفرد]: مصدر أفاتَ. 

فائت [مفرد]: اسم فاعل من فاتَ/ فاتَ في. 

فَوات [مفرد]:
1 - مصدر فاتَ/ فاتَ في ° بَعْدَ فوات الأوان: بعد أن تعذَّرتْ معالجة الأمور- قَبْل فوات الأوان: قَبْل أن يُصبح من المتعذَّر تدارُك الأمر- موت الفَوَات: ما يأخذ الإنسان بغتةً؛ وهو موت السَّكتة.
2 - (فق) تضييع منفعة العين المملوكة، كإمساك عين لها منفعة يستأجرها. 

فَوْت [مفرد]:
1 - مصدر فاتَ/ فاتَ في ° جعل الله رزقك فوت فمك: أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ولا تقدر عليه- فوت الحاجة: مرور وقتها بدون إنجاز.
2 - نجاة ومهرب " {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ} ". 
فوت على أَبِيه فِي مَاله فَأتى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَو أَبَا بكر أَو عمر فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ: ارْدُدْ علىابنك [مَاله -] فَإِنَّمَا هُوَ سهم من كنانتك. قَوْله: تفوت مَأْخُوذ من الْفَوْت إِنَّمَا هُوَ تفعّل مِنْهُ كَقَوْلِك من القَوْل: تَقول وَمن الْحول: تحوّل وَمَعْنَاهُ أَن الابْن فَاتَ أَبَاهُ بِمَال نَفسه فوهبه وبذره وَمن ذَلِك قَالَ: ارْدُدْ على ابْنك فَإِنَّمَا هُوَ سهم من كنانتك يَقُول: ارتجعه من مَوْضِعه فَرده إِلَى ابْنك فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَن يفتات عَلَيْك بِمَالِه. وَمِنْه حَدِيث عبد الرَّحْمَن بْن أبي بكر حِين زوّجت عَائِشَة ابْنَته من الْمُنْذر بْن الزبير وَهُوَ غَائِب فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ: أمثِلي يفتات عَلَيْهِ فِي بَنَاته أَي يفات بِهن وَهُوَ غير مَهْمُوز وَكَذَلِكَ كل من أحدث دُونك شَيْئا فقد فاتك بِهِ قَالَ معن بْن أَوْس يُعَاتب امْرَأَته: [الوافر]

فَإِن الصُّبْح منتظر قريب ... وَإنَّك بالملامة لن تفاتي

وَفِي [هَذَا -] الحَدِيث من الْفِقْه أَن الْوَلَد وَمَاله من كسب الْوَالِد. 65 / ب وَمِمَّا يصدقهُ الحَدِيث الآخر عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن أفضل مَا أكل لرجل من كَسبه وَأَن وَلَده من كَسبه. وَكَانَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة يحْتَج فِي ذَلِك بآيَات من الْقُرْآن: قَوْله تَعَالَى {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ ولاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الَمَرِيْضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أنْفُسِكُمْ أنْ تأكُلُوْا مِنْ بُيُوِتكُمْ أوْ بُيُوْتِ آبَائِكُمْ أوْ بُيُوْتِ أُمَّهَاتكُم} حَتَّى ذكر الْقرَابَات كلهَا إِلَّا الْوَلَد فَقَالَ: أَلا ترَاهُ إِنَّمَا ترك ذكر الْوَلَد لِأَنَّهُ لما قَالَ {أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} فقد دخل فِيهِ مَال الْوَلَد. قَالَ سُفْيَان: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {إنَّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرَّا} قَالَ: فَهَل يكون النّذر إِلَّا فِيمَا يملك العَبْد. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا التَّأْوِيل حجَّة لمن قَالَ: مَال الْوَلَد لِأَبِيهِ مَعَ الحَدِيث الَّذِي ذكرنَا عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَأما حجَّة من قَالَ: كل أحد أحقّ بِمَالِه فَإِنَّهُ يحْتَج بالفرائض يَقُول: أَلا ترى لَو أَن رجلا مَاتَ وَله أَب وورثة لم يكن لِأَبِيهِ إِلَّا السُّدس كَمَا سَمَّاهُ اللَّه وَيكون سَائِر المَال لوَرثَته فَلَو كَانَ أَبوهُ يملك مَال ابْنه لحازه كُله وَلم يكن لوَرَثَة الابْن شَيْء من ولد وَلَا غَيره وَمَعَ هَذَا حَدِيث يروي عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: كلّ أحد أَحَق بِمَالِه من وَالِده وَولده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله [إِن أُمِّي افتُلِتَت -] نَفسهَا فَمَاتَتْ وَلم تُوصِ أفأتصدق عَنْهَا قَالَ: نعم. قَوْله: افتلتت نَفسهَا يَعْنِي مَاتَت فَجْأَة لم تمرض فتُوصي وَلكنهَا أخذت فلتة وَكَذَلِكَ كل أَمر فعل على غير تمكث وتلبث فقد افتُلِتَ وَالِاسْم مِنْهُ الفَلتة. وَمِنْه قَول عمر فِي بيعَة أبي بكر: إِنَّهَا كَانَت فتلة فَوقِي اللَّه شَرها. إِنَّمَا مَعْنَاهُ: البغتة وَإِنَّمَا عوجل بهَا مبادرة لانتشار الْأَمر والــشقاق حَتَّى [لَا -] يطْمع فِيهَا من لَيْسَ لَهَا بِموضع وَكَانَت تِلْكَ الفلتة هِيَ الَّتِي وقى اللَّه بهَا الشرَّ المخوفّ وَقد كتبناه فِي غير هَذَا الْموضع.

فوت: الفَوْتُ: الفَواتُ.

فاتَني كذا أَي سَبَقَني، وفُتُّه أَنا. وقال أَعرابي: الحمد لله الذي

لا يُفات ولا يُلاتُ. وفاتَني الأَمرُ فَوْتاً وفَواتاً: ذهَب عني. وفاتَه

الشيءُ، وأَفاتَه إِياه غيره؛ وقول أَبي ذؤَيب:

إِذا أَرَنَّ عليها طارِداً، نَزِقَتْ،

والفَوْتُ، إِن فاتَ، هادي الصَّدْرِ والكَتَدُ

يقول: إِن فاتَتْه، لم تَفُتْه إِلا بقَدْرِ صَدْرها ومَنكِبها،

فالفَوْتُ في معنى الفائت. وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ؛ عن اللحياني.

وتَفَوَّتَ الشيءُ، وتَفاوَتَ تَفاوُتاً، وتَفاوَتاً، وتَفاوِتاً:

حكاهما ابن السكيت. وفي التنزيل العزيز: ما تَرَى في خَلْقِ الرحمن من

تَفاوُتٍ؛ المعنى: ما تَرى في خَلْقِه تعالى السماءَ اختِلافاً، ولا اضْطراباً.

وقد قال سيبويه: ليس في المصادر تَفاعَلٌ ولا تَفاعِلٌ.

وتَفاوَتَ الشيئان أَي تَباعد ما بينهما تَفاوُتاً، بضم الواو؛ وقال

الكلابيون في مصدره: تَفاوَتاً، ففتحوا الواو؛ وقال العنبري: تَفاوِِتاً،

بكسر الواو، وهو على غير قياس، لأَن المصدر من تَفاعل يَتَفاعَلُ

تَفاعُلٌ، مضموم العين، إِلاَّ ما روي من هذا الحرف. الليث: فاتَ يَفُوتُ

فَوْتاً، فهو فائتٌ، كما يقولون: بَوْنٌ بائنٌ، وبينهم تَفاوُتٌ وتَفَوُّتٌ.

وقرئَ: ما ترى في خلقِ الرحمن من تَفاوُتٍ وتَفَوُّتٍ؛ فالأُولى قراءَة

أَبي عمرو؛ قال قتادة: المعنى من اخْتلافٍ؛ وقال السُّدِّيُّ: مِن

تَفَوُّتٍ: مِن عَيْبٍ، فيقول الناظر: لو كان كذا وكذا، كان أَحسنَ؛ وقال الفراءُ:

هما بمعنى واحد، وبينهما فَوْتٌ فائتٌ، كما يقال بَوْنٌ بائنٌ.

وهذا الأَمْرُ لا يُفْتاتُ أَي لا يَفُوتُ، وافْتاتَ عليه في الأَمْرِ:

حكَمَ. وكلُّ من أَحدَثَ دونك شيئاً: فقد فاتَكَ به، وافْتاتَ عليك فيه؛

قال مَعْنُ بن أَوْسٍ يُعاتِبُ امرأَته:

فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَريبٌ،

وإِنَّكِ، بالمَلامة، لنْ تُفاتي

أَي لا أَفُوتُك، ولا يَفوتُك مَلامي إِذا أَصْبَحْت، فدَعِيني ونَومي

إِلى أَن نُصْبِحَ، وفلان لا يُفْتاتُ عليه أَي لا يُعْمَلُ شيءٌ دون

أَمره. وزَوَّجَتْ عائشةُ ابنةَ أَخيها عبد الرحمن بن أَبي بكر، وهو غائب،

مِن المنذر بن الزُّبير، فلما رجع من غَيبته، قال: أَمِثْلي يُفْتاتُ عليه

في أَمْر بناتِه؟ أَي يُفْعَلُ في شَأْنهن شيءٌ بغير أَمره؛ نَقِمَ عليها

نكاحَها ابْنَته دونه. ويقال لكل من أَحْدَثَ شيئاً في أَمْرِكَ دونك:

قد افْتاتَ عليك فيه؛ وروى الأَصمعي بيت ابن مقبل:

يا حُرُّ أَمْسَيْتُ شيخاً قد وَهَى بَصَري،

وافْتِيتَ، ما دون يومِ البَعْثِ، من عُمُري

قال الأَصمعي: هو من الفَوْتِ. قال: والافْتِيات الفَراغ.

يقال: افْتاتَ بأَمره أَي مَضى عليه، ولم يَسْتَشِرْ أَحداً؛ لم يهمزه

الأَصمعي. وروي عن ابن شميل وابن السكيت: افْتَأَت فلانٌ بأَمره، بالهمز،

إِذا اسْتَبَدَّ به. قال الأَزهري: قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف، وما

علمت الهمز فيه أَصليّاً، وقد ذكرته في الهمز أَيضاً. الجوهري:

الافْتِياتُ افْتِعالٌ من الفَوْت، وهو السَّبْقُ إِلى الشيءِ دون ائْتِمار من

يُؤْتَمر. تقول: افْتاتَ عليه بأَمر كذا أَي فاتَه به، وتَفَوَّتَ عليه في

ماله أَي فاته به. وقوله في الحديث: إِنَّ رجلاً تَفَوَّتَ على أَبيه في

ماله، فأَتى أَبوه النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فذَكَر له ذلك، فقال:

ارْدُدْ على ابنك مالَه، فإِنما هو سَهْمُ من كِنانَتِك؛ قوله: تَفَوَّتَ،

مأْخوذٌ من الفَوْت، تَفَعَّلَ منه؛ ومعناه: أَنَّ الابنَ لم يَسْتَشِرْ

أَباه، ولم يستأْذنه في هبة مال نفسه، فأَتى الأَبُ رسولَ الله، صلى الله

عليه وسلم، فأَخبره، فقال: ارْتَجِعْه من المَوْهُوب له، وارْدُدْه على

ابْنِكَ، فإِنه وما في يده تحت يدك، وفي مَلَكَتِك، فليس له أَن

يَسْتَبِدَّ بأَمْرٍ دُونَكَ، فَضَرَب، كونَه سَهماً من كنانته، مَثَلاً لكونه

بعضَ كسبه، وأَعلمه أَنه ليس للابن أَن يَفتات على أَبيه بماله، وهو من

الفَوْت السَّبقِ. تقول: تَفَوَّتَ فلانٌ على فلان في كذا، وافتاتَ عليه إِذا

انْفَرَدَ برأْيه دونه في التصرف فيه. ولمَّا ضُمِّنَ معنى التَّغَلُّبِ

عُدِّيَ بعلى.

ورجل فُوَيْتٌ، مُنْفَرِدٌ برأْيه، وكذلك الأُنثى. وزَعَمُوا أَنَّ

رجلاً خرج من أَهله، فلما رَجَع قالت له امرأَتُه: لو شَهِدْتَنا

لأَخْبَرناك، وحَدَّثْناك بما كان، فقال لها: لن تُفاتي، فهاتي.

والفَوْتُ: الخَلَل والفُرْجَةُ بين الأَصابع، والجمع أَفْواتٌ. وهو

مِنِّي فَوْتَ اليدِ أَي قَدْرَ ما يَفُوتُ يدي؛ حكاها سيبويه في الظروف

المخصوصة. وقال أَعرابي لصاحبه: ادْنُ دُونَك، فلما أَبطَأَ قال له: جَعَلَ

الله رِزْقكَ فَوْتَ فمِكَ أَي تَنْظُر إِليه قَدْرَ ما يَفوتُ فَمَكَ،

ولا تَقْدِرُ عليه؛ وتقول: هو مني فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حَيْثُ لا

يَبْلُغه. ومَوْتُ الفَواتِ: مَوْتُ الفَجْأَةِ. وفي حديث أَبي هريرة، قال:

مَرَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، تحتَ جِدارٍ مائِلٍ، فأَسْرَعَ المَشْيَ،

فقيل: يا رسول الله، أَسْرَعْتَ المَشْيَ، فقال: إِني أَكْرَه موتَ

الفَواتِ، يعني مَوْتَ الفُجاءَة؛ وفي رواية: أَخافُ موتَ الفَواتِ؛ هو مِن

قولك: فاتني فلان بكذا أَي سَبَقَني به. ابن الأَعرابي: يقال لِمَوتِ

الفَجْأَةِ: المَوتُ الأَبْيضُ، والجارِفُ، واللاَّفِتُ، والفاتِلُ، وهو

المَوْتُ الفَواتُ والفُوَاتُ، وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ، وهو الوَحِيّ؛ ويقال:

مات فلانٌ مَوْتَ الفَواتِ أَي فُوجِئَ.

فوت:
فات الأمر: مضى وقته ولم يفعل (لين)، ويقال مثلا: فقتلها لا يفوت: أي لم يمض وقت قتلها (كليلة ودمنة ص259). وفي ياقوت (2: 744): قد فات فيه الأمر، يقال عن حالة ميئوس منها، كأن يصاب الرجل بجرح بليغ لا يرجى شفاؤه. ففي كرتاس (ص141): فركب أمير المؤمنين والأمر قد فات فيه فاشتدت به آلامه وطعناته فمات في الطريق. أو يقال عن رجل يبحث عنه وكان قد مات ففي الخطيب (نسخة الاسكوريال في مادة علي بن حمود): وهذا الأمير بحث عن هشام وقد فات فيه الأمر. ويستعمل هذا الفعل وحده بمعنى مضى الموسم ففي ابن العوام (1: 285): فإن فات ففي أول مارس وينبت في أبريل. وفيه (1: 296): ما فات الوقت أي لم يتأخر الوقت، ومعناه الحرفي: لم يمض الوقت. (برجرن).
فات: تأخر، أبطأ. (الكالا).
فات: مضى، برح، زال (همبرت ص250).
فات: قدم، وعتق فلم يعد مستعملا منذ زمن طويل. (بوشر).
فما فات؟: ماذا أضاع؟ ماذا فقد؟ ماذا يفعل (فريتاج طرائف ص109).
فات: مر، يقال مثلا: لما يفوت صاحب الرياحين أي أن بائع الرياحين لم يمر، فإذا مر اشتريت لك (ألف ليلة 2: 11).
فائت: مار، الذي يمر في الطريق (بوشر). وفي ألف ليلة (2: 116) وإذا بقنصل فائت في الطريق فات من موضع إلى موضع: مر من موضع إلى موضع، ذهب من موضع إلى آخر. (بوشر).
فات الدكاكين: مر بالدكاكين (ألف ليلة 4: 157).
فات على: مر بالمكان. (بوشر).
فات من البلد: مر بالبلد. (بوشر).
فات إلى جوا: دخل. (بوشر).
فات: تجاوز. يقال مثلا في الكلام عن شجر: لا يفوت اليد أي ارتفع ارتفاعا بحيث تبلغه اليد ولا يتجاوزها. (البكري ص162).
فات من: تخلص من، أفلت من. (فوك) من فاتته ركعة: من سها عن ركعة (البكري ص169).
فات: حذف، أهمل، اسقط، ترك، اغفل، نسي، سها. (بوشر).
فات الشيء: انساب، انزلق (بوشر).
فات: ترك، تخلى عن، تنازل عن. (بوشر، همبرت ص142، زيشر 11: 677 رقم 2، ألف ليلة برسل 11: 39).
فاته إلى سوء بخته: تركه إلى سوء حظه (بوشر).
فات: تخلى عن، وترك صديقه لمنفعة مادية، تنازل عن، (بوشر).
فات الشيء: تركه، واستسلم لضياعه الشيء وفقده. (بوشر).
فات شيئا لأحد: تنازل له عنهن تخلى له عن، هـ، تركه له. (بوشر).
فات له الدين: أبرأه من الدين. أعفاه من الدين. (بوشر). فات الملك: ترك الملك، تخلى عن الملك (بوشر).
فات: أهمل حقوقه وتركها. (بوشر).
فات في مصطلح الحقوق: فسد. (فان دن برج ص99 رقم 2).
فوت. فوت الفرصة: ضيع الفرصة. (بوشر، همبرت ص256).
فوت: تركه يمر. يقال: فوتني أي اتركني أمر، دعني أمر. (بوشر) وفوت: أضاع فقي المقري (2: 342):
لا تفوت ساعة من ... كأس خمر وعشيقه
فوت: تغاضى عن، صفح عن، غفر، سامح (بوشر).
فوت: أخر. (الكالا).
فوت: في محيط المحيط: والعامة تقول فوت طبق الورد ونحوه أي فات وقت قطفه فضعفت رائحته وصار ورقه يتناثر. ولا أدري ما معنى كلمة طبق.
فات: خالف، ميز. ففي الدميري (1: 176) طبعة بولاق: فسبحان من فاوت بين الخلق.
أفات: أهلك (ديوان الهذليين ص245).
أفات نفسه: أهلك نفسه وحرمها من الحياة. ففي عباد (2: 122): بطش به وأفات نفسه.
تفاوت: تستعمل فيما يحدث في مدة طويلة غير متساوية. وتباين الخطوات وعدم انتظام النبض.
ففي معجم المنصوري: تفاوت هو ضد التواتر وهو أن يكون بين النبضتين أو المشيتين بالجملة زمان له قدر بالإضافة إلى المعتدل والمراد هنا هو في النبض خاصة وفي (أخبار 2: 3) وكان العسس لا يقوم بواجبهم في الحراسة جيدا لسوء الطقس فإنما تسمع صياحا ضعيفة متفاوتة، أي صياحا بين فترات طويلة غير متساوية.
والمصدر تفاوت معناه اختلاف وتباين (القرآن الكريم السورة 67، الآية 3).
تفاوت: جاوز الحد المألوف (فوك).
ويقال: تفاوت في. وفي رحلة ابن بطوطة (3: 100) في كلامه عن الكركدن: رأسه كبير متفاوت الضخامة. أي رأسه كبير قد تجاوز الحد المألوف في الضخامة. (وأنظر 3: 119).
وفي الأخبار (ص150): ثم أن الأمور تفاقمت في ولايته وتفاوتت بعد قرب تداركها. أي أن الحالة قد تجاوزت الحد في الخطورة.
وقول مسلم: متفاوت في الرأي بمعنى في قول اللغويين: سابق فيه لا يدانى (معجم مسلم).
تفاوت: تخلى عن، تنازل عن حقوقه (بوشر).
تفاوت له عن: (استقال واعتزل عن منصبه إكراما ومراعاة له. (بوشر).
افتات على: عامله معاملة ظالمة جائرة. (فوك).
فوت: فراغ في النص خلل في النص ونقصان فيه. ففي ترجمة ابن خلدون بقلمه (ص198 و). وكان في نيتي شرح هذا الكتاب إلا فوتا يسيرا من كتاب الصيد.
فرت: موت. ففي كرتاس (ص213): (قد طابت نفوسهم على الموت، وباعوها من ربهم بالجنة قبل الفوت) (ص224).
فوت: نقل الملكية. ففي الجريدة الآسيوية (1843، 2: 222): لم تخرج من يده بوجه من وجوه الفوت. وفي كتاب العقود (ص6): حجره تحجبرا صحيحا يمنع له التصرف والدخول والفوت.
فوت الميعاد: سقوط الحق لفوات الميعاد. (بوشر).
فوت الوقت: تأخر الوقت. (برجرن).
فوات: حذف، إسقاط، إهمال، إغفال. إلغاء، إزالة، إبطال. (بوشر).
فوات: تفرغ، تخل عن، ترك، تنازل عن، تضحية، إقلاع عن. (بوشر).
فوات: آنية، حالة ما هو آتي، حينية، وقتية (بوشر).
فوات: تأخر. (فوك). فَوَات: متأخر، بطيء (ألكالا).
فَوَات ميعاد، تقادم، حق اكتساب بمرور الزمن.
اكتساب الملكية، سقوط الدَّين لعدم المطالبة به في موعده المعيَّن. (بوشر).
أمر بقوات البضائع: سند مرور، رخصة نقل. وهو من اصطلاح الكمارك، وهو أمر أو رخصة بمرور البضائع. (بوشر).
فائت. جمال فائت: جمال ممتاز خالٍ من العيوب: جمال رائع. ويقال للرجل أنه فائت الحسن أي رائع الجمال. (ابن بطوطة 2: 167، 168، 203، 377، 439).
فائت: تارك حقَّه، تنازل عن حقه (بوشر).
فائتة، والجمع فوائت: قضاء ما فات من الصلوات.
ومنه يقال عن الإمام: قضاء الفوائت أي تولى قضاء ما فات من الصلوات (ابن بطوطة 2: 212) وكذلك: قضاء الصيام. ففي حياة صلاح الدين (ص5).
وأما صوم رمضان فإنه كان عليه منه فوائت بسبب أمراض تواترت عليه في رمضان متعددة - وشرع في قضاء فوائت ذلك في القدس الشريف. (انظر ما يلي أيضاً).
أَفْوتُ: فيما بعد، في المستقبل. (ألكالا).
مَفَات: انظر ديوان الهذليين (ص 200 والبيت التاسع والعشرين).
مُفاوت له: متنازل له عن حق. (بوشر).
مفاوته: تنازل عن حق. (بوشر).

فوت

1 فَاتَ الأَمْرُ, aor. ـُ inf. n. فَوْتٌ and فَوَاتٌ, originally signifies فَاتَ وَقْتُ فِعْلِهِ [i. e. The time, or opportunity, of the doing, or performing, of the affair passed, passed away, elapsed, or escaped, neglected by him, without his doing it or performing it]; and hence the phrase فَاتَتِ الصَّلَاةُ, meaning The time of prayer passed, passed away, elapsed, or escaped, without his performing it therein (Msb:) and ↓ افتات is syn. with فَاتَ. (M, O.) [And both of these verbs are trans.:] one says فَاتَهُ الشَّىْءُ, (S, O, Msb,) or الأَمْرُ, (M, K,) aor. as above, (O,) and so the inf. ns.; (S, * M, O, * Msb, K;) and ↓ افتاتهُ: (K;) The thing, (??) affair, passed, or passed away, from him [neglected by him]; (M, K;) [or the time, or opportunity, of the doing, or performing, thereof passed, or passed away from him neglected by him;] or the thing escaped him, [or became beyond his reach,] so that he was unable to attain it, or to do it, or to accomplish it. (Msb.) But this explanation is not applicable except in the case of prayer, and the like: in other cases, فَاتَهُ signifies He, or it, preceded him; was, or became, or got, before him; outwent him; passed beyond him; or had, got, or look, precedence of him: and went, or passed, away from him: and the like. (MF, TA.) One says, فَاتَنِى كَذَا, meaning سَبَقَنِى [i. e. Such a thing preceded me, &c., app. so as to become beyond my reach]: and فُتُّهُ

أَنَا [I preceded it, &c.]: (T:) and جَارَيْتُهُ حَتَّى

فُتُّهُ I ran with him until I passed beyond him, or outwent him: (A, TA:) and فَاتَهُ فُلَانٌ بِذِرَاعٍ

Such a one preceded him, or outwent him, by a cubit. (Msb.) فَلَا فَوْتَ, in the Kur xxxiv. 50, means فَلَا فَوْتَ لَهُمْ مِنًّا [And there shall be for them no escaping from us], i. e. لَا يَفُوتُونَنَا [they shall not escape us]. (Jel. [And Bd says the like; adding, “by flight, or fortifying themselves. ”]) An Arab of the desert is related to have said, الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى لا يُفَاتُ وَلَا [expl. in art. ليت) (T. And they assert that a man went forth from his family, and when he returned, his wife said to him, “If thou hadst been present with us, we would have related to thee what hath happened; ” whereupon he said to her, لَمْ تُفَاتِى

فَهَاتِى (M, Meyd) i. e. It has not escaped thee [lit. thou hast not been escaped], so adduce what thou hast [to tell]: the saying is a proverb. (Meyd.) b2: See also 5: and see 8, in three places. b3: فَاتَ is also syn. with فَادَ [as signifying He died; in which sense the aor. is يَفُوتُ, and the inf. n. فَوْتٌ]. (A in art. فيد.) And ↓ أفْتِيتَ signifies He died suddenly. (TA in art. فأت, q. v.) 4 افاتهُ الشَّىْءَ, (S, MA,) or الأَمْرَ, (K,) He made the thing, or affair, to pass, or pass away, from him [neglected by him; or he made the time, or opportunity, of the doing, or performing, thereof to pass, or pass away, from him neglected by him; or he made the thing to escape him, or become beyond his reach, so that he was unable to attain it, or to do it, or to accomplish it: see 1, second sentence]. (M, A, K.) 5 تفوّت عَلَيْهِ فِى مَالِهِ means بِهِ ↓ فَاتَهُ, (A 'Obeyd, T, S, M, O, K,) i. e. He acted exclusively of him, (M,) [or passed him over], namely, his father, (A 'Obeyd, T, M, O, *) in respect of his property, (A 'Obeyd, T, &c.,) i. e. his own property, (A 'Obeyd, T,) by giving it away, (A 'Obeyd, T, M, O,) and squandering it, (A 'Obeyd, T, M.) without consulting him, or asking his permission: (O, TA:) occurring in a trad., relating to a case in which the Prophet ordered the father to cause the property to be restored to his son; and informed him that the son had no right to act thus to his father. (A 'Obeyd, T, O. *) b2: See also 8 latter half, in two places: b3: and see the paragraph here following, in two places.6 تفاوت has for its inf. n. تَفَاوُتٌ and تَفَاوَتٌ and تَفَاوِتٌ, (S, M, O, K,) the second and third of which are mentioned by Az; the second is said by ISk (who mentions this and the third, M) to be of the dial. of the Kilábees, and the third is mentioned by El-'Ambaree; both anomalous, for the inf. n. of a verb of the measure تَفَاعَلَ is تَفَاعُلٌ.

[in the copies of the S يتفاعل, and said to be so in J's handwriting,] with damm to the ع except in this instance (S. O:) but Sb said that there is not among inf. ns. an instance of تَفَاعَلٌ nor of تَفَاعِلٌ. (M.) مَا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفَاوُتٍ, (T, M, O, K,) or ↓ تَفَوُّتٍ, (T, O, K.) [the former in the CK and the latter in other copies of the K,] the latter being the reading of Hamzeh and Ks, in the Kur [lxvii. 3], (O,) means Thou seest not in the creation of the Compassionate, (M, O,) i. e. in his creation of the heaven, (M,) any incongruity, or discordance; (T, M, O;) or any fault, defect, or imperfection, so that the beholder might say, “If it were thus, it were better; ” (T, O, K;) thus the latter reading is expl. by Es-Suddee; (T, O, TA;) and Fr says that both readings have one meaning: (T, TA:) you say of a thing ↓ تفوّت and تفاوت. (M.) b2: And one says, تفاوت الشَّيْآنِ The two things were far apart, one from the other; or widely distinct or separated; (S, O, K;) or differed, or were different. (Msb.) And تَفَاوَتَا فِى الفَضْلِ They two were distinct, or dissimilar, in respect of excellence, (Msb,) or فِى الشَّرَفِ [in eminence, or nobility]. (A.) 8 إِفْتَوَتَ see 1, first and second sentences. b2: As, relating the verse of Ibn-Mukbil, يَا حُرَّ أَمْسَيْتُ شَيْخًا قَدْ وَهَى بَصَرِى

وَافْتِيتَ مَا دُونَ يَوْمِ لبَعْثِ مِنْ عُمُرِى

[which may be rendered O ingenuous woman, (حُرَّ being an abbreviation of حُرَّةٌ,) I have become an old man, my sight has become weak, and what is anterior to the day of resurrection, of my life, has been passed, or has run out like water poured forth (فَرِغَ)], says, it is from الفَوْتُ, and الاِفْتِيَاتُ [app. as the inf. n. of the pass. v. افتيت used in this verse] signifies الفَرَاغُ. (T.) b3: See also 1, last sentence. b4: الاِفْتِيَاتُ signifies also The betaking oneself, or applying oneself, before another or others, or hastily, (S, O, Msb,) to a thing, (S, O,) or to the doing of a thing, (Msb,) without obeying him who should be obeyed, (S, O,) or following his own opinion only, without consulting him who had the best right to order in the case: (Mgh, * Msb:) you say, افتات عَلَيْهِ بِأَمْرِ كَذَا i. e. بِهِ ↓ فَاتَهُ [app. meaning He so betook himself, &c., in opposition to him: or فاته به may be here used in the sense in which it is expl. above voce تَفَوَّتَ]. (S, O.) And you say, فُلَانٌ لَا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ Such a one, nothing is to be done without his order; (S, O, K; *) and so عليه ↓ لَا يُفَاتُ; (Har p. 63;) or لَا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ شَىْءٌ دُونَ أَمْرِهِ [which means the same]. (Msb.) أَمِثْلِى يُفْتَاتُ عَلَيْهِ فِى بَنَاتِهِ, (T, M, O,) or فِى أَمْرِ بَنَاتِهِ, (S, TA,) occurs in a trad., (S, M, Mgh, O, TA,) meaning Shall such a one as I [am] have anything done in respect of his daughters without his order? (Mgh, * TA;) and was said by 'Abd-Er-Rahmán the son of Aboo-Bekr to his sister 'Áïsheh, on the occasion of her having given in marriage his daughter, the elder Hafsah, during his absence, to El-Mundhir the son of Ez-Zubeyr. (T, * O, TA. *) And you say, افتات عَلَيْهِ فِى شَىْءٍ, and بشَىْءٍ ↓ فَاتَهُ, meaning He brought to pass a thing exclusively of him [i. e., of another person, without the latter's having any part therein]. (TA.) And افتات عَلَيْهِ فى كَذَا, and عَلَيْهِ فِيهِ ↓ تفوّت, He followed his own opinion only, exclusively of him [i. e., of another], in the disposal, or management, of such a thing: the verbs being trans. by means of عَلَى because implying the meaning of الثَّغَلُّب. (TA.) and افتات عَلَيْهِ فِى الأَمْرِ, (M, K, * TA,) and ↓ تفوّت عَلَيْهِ فِيهِ, (MA,) He decided against him in the affair. (M, MA, K, * TA.) b5: And افتات بِأَمْرِهِ He effected, or executed, his affair without consulting any one: thus accord. to As, without hemz: (T, TA:) and, as is related on the authority of ISh and ISk, one says, افتأت بأمره, with hemz, meaning he was alone in his affair; and in like manner one says, بِرَأْيِهِ in his opinion. (TA. [See also art. فأت.]) b6: And افتات الكَلَامَ He originated, or excogitated, the speech: (O, K, TA:) and he extemporized the speech; spoke it without consideration, or thought, or preparation, or without pausing, or hesitating; as also اِفْتَلَتَهُ. (TA.) فَوْتٌ an inf. n. of 1. (S, * M, &c.) b2: فَوْتَ فَمِهِ and فَوْتَ رُمْحِهِ and فَوْتَ يَدِهِ [lit. Beyond the reach of his mouth and of his spear and of his hand, or arm (in several copies of the K erroneously written فَوْتُ)] mean where he sees it but will not [be able to] reach it, or attain it. (K, TA.) A man said to another, reviling him, [or rather said of him,] جَعَلَ اللّٰهُ رِزْقَهُ فَوْتَ فَمِهِ i. e. [May God make his sustenance to be beyond the reach of his mouth,] where he shall see it and shall not attain it. (S, O. [And the like is said in the M and A.]) And one says, هُوَ مِنِّى فَوْتَ الرُّمْحِ [He, or it, is] where my spear will not reach him, or it. (S, A, O.) And هُوَ مِنِّى فَوْتَ اليَدِ [He, or it, is] beyond the reach of my hand, or arm: mentioned by Sb among what are peculiarly adverbial expressions. (M.) And أَفْلَتَنَا فُلَانٌ فَوْتَ اليَدِ and فَوْتَ الظُّفْرِ [Such a one escaped from us beyond the reach of a hand, or an arm, and beyond the reach of a finger-nail]. (A. [Golius, as on the authority of the A, has ظُفْرٍ ↓ فُوَيْتَ, which he explains as syn. with فَوْتَ يَدٍ; but it signifies A little beyond the reach of a finger-nail.]) b3: أَسْمَعُ صَوْتًا وَأَرَى فَوْتًا means I hear a sound, or voice, but I see not a deed, or no deed. (TA in art. صوت.) b4: فَوْتٌ signifies also The space between two fingers [when they are extended apart (see بُصْمٌ)]: (S, M, O, K:) pl. أَفْوَاتٌ. (S, M, O.) b5: And you say, ↓ بَيْنَهُمَا فَوْتٌ فَائِتٌ like as you say بَوْنٌ بَائِنٌ [i. e. Between them two (meaning two men) is a wide distance; app. in respect of rank or estimation: the last word being in this case a corroborative, like the latter word in مَوْتٌ مَائِتٌ and لِيْلٌ لَائِلٌ]. (M.) فَوْاتٌ an inf. n. of 1. (S, * M, &c.) b2: [Hence,] مَوْتٌ الفَوَاتِ Sudden death: (S, M, A, O, K:) likewise termed المَوْتُ الفَوَاتُ and المَوْتُ الفُوَاتُ. (IAar, TA.) You say, مَاتَ مَوْتَ الفَوَاتِ He died a sudden death. (S, O.) The Prophet, passing by a leaning wall, quickened his pace; and being asked wherefore he did so, answered, أَخَافُ مَوْتَ الفَوَاتِ [I fear sudden death]. (O.) فُوَيْتٌ One who follows his, or her, own opinion only, (M, O, K,) not consulting any one: (O:) applied alike to a man and to a woman: (M, O, K:) on the authority of Er-Riyáshee: pronounced by Az with hemz. (O.) b2: See also فَوْتٌ [of which it is the dim.]

فَائِتٌ act. part. n. of 1 [q. v.]. (T.) b2: See also فَوْتٌ, last sentence.

فلج

(فلج) الطَّعَام وَنَحْوه بَينهم مُبَالغَة فِي فلجه وَالْأَمر نظر فِيهِ بتدبر وَالْمَرْأَة أسنانها فرقت بَينهَا للزِّينَة
(فلج)
فلجا ظفر وَيُقَال فلج بحاجته وبحجته أحسن الإدلاء بهَا فغلب خَصمه وَيُقَال فلجت حجَّته وَالشَّيْء شقَّه نِصْفَيْنِ وَيُقَال فلج الحراث الأَرْض للزِّرَاعَة شقها وقلبها وَالطَّعَام وَنَحْوه بَينهم قسمه والوالي الْجِزْيَة على الْقَوْم فَرضهَا

(فلج) الرجل وَنَحْوه فلجا وفلجة تبَاعد مَا بَين سَاقيه أَو يَدَيْهِ أَو أَسْنَانه خلقَة وَيُقَال فلج ثغره وفلجت أَسْنَانه فَهُوَ أفلج وَهِي فلجاء (ج) فلج

(فلج) الرجل أَصَابَهُ دَاء الفالج فَهُوَ مفلوج
ف ل ج: (الْفَلْجُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الظَّفَرُ وَالْفَوْزُ. وَ (فَلَجَ) عَلَى خَصْمِهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَأْتِ الْحَكَمَ وَحْدَهُ يَفْلُجُ. وَ (أَفْلَجَهُ) اللَّهُ عَلَيْهِ وَالِاسْمُ (الْفُلْجُ) بِالضَّمِّ. وَ (أَفْلَجَ) اللَّهُ حُجَّتَهُ قَوَّمَهَا وَأَظْهَرَهَا. وَ (الْفَلَجُ) فِي الْأَسْنَانِ بِفَتْحَتَيْنِ تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَاتِ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَرَجُلٌ (أَفْلَجُ) الْأَسْنَانِ وَامْرَأَةٌ (فَلْجَاءُ) الْأَسْنَانِ. وَ (الْفَالِجُ) رِيحٌ. وَقَدْ (فُلِجَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الْفَاءِ فَهُوَ (مَفْلُوجٌ) . 
(ف ل ج) : (الْفَلَجُ) بِالْفَتْحِ خُمْسَا الْكُرِّ الْمُعَدَّل عَنْ شَيْخِنَا أَبِي عَلِيٍّ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى هُوَ أَكْبَرُ مِنْ الْفِلْجِ (وَفِي التَّهْذِيب) الْفَلِجُ نِصْفُ الْكُرِّ الْكَبِير (وَالْفِلْجُ) الْمِكْيَالُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ فَالَغَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ أَنَّهُ بَعَثَ حُذَيْفَةَ وَابْنَ حُنَيْفٍ إلَى السَّوَادِ فَفَلَجَا الْجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِهِ أَيْ فَرَضَاهَا وَقَسَمَاهَا وَإِنَّمَا أَخَذُوا الْقِسْمَةَ مِنْ هَذَا الْمِكْيَال لِأَنَّ خَرَاجَهُ كَانَ طَعَامًا وَقِيلَ (الْفَلْجُ) الْقِسْمَةُ (عَنْ شِمْرٍ) يُقَالُ فَلَّجْتُ الْمَالَ بَيْنَهُمْ أَيْ قَسَّمْتُهُ وَفَلَجْتُ الشَّيْءَ فَلْجَيْن أَيْ شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ (وَمِنْهُ) الْفَالِجُ فِي مَصْدَر الْمَفْلُوج لِأَنَّهُ ذَهَابُ النِّصْفِ عَنْ ابْنَ دُرَيْدٍ (وَالْأَفْلَجُ) الْمُتَبَاعِدُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ (وَأَمَّا الْمُفَلَّجُ الْأَسْنَان) فَلَا يُقَال إلَّا أَفْلَجُ الْأَسْنَانِ.

فلج


فَلَجَ(n. ac.
فَلْج
فُلُوْج)
a. Succeeded, was successful.
b. ['Ala], Triumphed, prevailed over, overcame, vanquished.
c.(n. ac. فَلْج), Split, divided, parted.
d. [acc. & Bain], Distributed, shared amongst.
e. Furrowed, tilled, ploughed (land).
f. [Bi
or
Fī], Established (arguments).
g. [pass.], Was afflicted with hemiplegy.
فَلِجَ(n. ac. فَلَج
فَلَجَة)
a. Had the teeth, the feet &c. wide apart.
b. see supra
(g)
فَلَّجَa. see I (c) (e).
فَاْلَجَa. Competed, contended with.

أَفْلَجَa. see I (a) (b).
c. [acc. & 'Ala], Made to triumph, prevail over.
d. Established, made good (argument).

تَفَلَّجَa. Was cracked.

إِنْفَلَجَ
a. [ coll. ]
see I (g)
فَلْج
(pl.
فُلُوْج)
a. Division; half; protion, share, part.
b. see 3
فِلْجa. A certain measure of capacity. —
فُلْج فُلْجَة
Success; victory; triumph.
فَلَجa. Wideness of the teeth &c.
b. (pl.
أَفْلَاْج), Rivulet, streamlet, rill.
أَفْلَجُa. Wide-toothed.
b. Deformed, malformed.

فَاْلِجa. Successful; winning; victorious; triumphant; winner;
victor, vanquisher.
b. Dividing, halving &c.
c. Hemiplegy, partial paralysis.
d. Two-humped camel.

فَلُّوْجa. Writer.

فِلْجَاْنa. see فِنْجَان

N. P.
فَلڤجَ
(pl.
مَفَاْلِيْجُ)
a. Hemiplegic, paralysed; paralytic.

N. P.
فَلَّجَa. see 14 (a)
فَالَج
a. see 2
فَيْلَج
a. Cocoon ( of the silk-worm ).
ف ل ج

فلجت على خصمك، وفلجت حجّتك. وخرج لك سهمٌ فالج أي فائز. والله أفلجك عليه وأظفرك. قال الطّرماح:

وأفلجهم في كلّ يوم كريهة ... كرام الفحول واعتيام الحواصن

ولمن الفلج والفلج. وتقول: قضي لك الفلج، فقضى لي الثّلج. واستفلج فلان بأمره بالجيم والحاء إذا ملكه، ومنه قول الكافي في الطلاق: استفلجي بأمرك. وتعال أفالجك أموراً من الحقّ أي أسابقك إلى الفلج لأيّنا يكون. وفلجت فلانة بقلبي: ذهبت به. قال أبو ذؤيب:

وسعدى بألباب الرجال فلوج

وأنا منه فالج بن خلاوة أي بريء يخال. وتقول: فلان يدعى عليّ فودين وعلاوه، وأنا منها فالج بن خلاوه، أي ألفين وخمسمائة. وفي أسنانه فلج وتفليج، وثغر أفلج ومفلج. واستقيت الماء من الفلج وهو الجدول. وفلجوا الجزية بينهم: فسموها. وفلج بين أعشرائك لا تختلط أي فرق بينها وهي أنصباء الجزور. ويقال لقاسمها: المفلج. واكتمل بالفج والفالج وهو مكيال ضخم. وفلج الرجل فهو مفلوج، وقوم مفاليج. وتقول: فلان اكتال الفالج بالفالج أي أخذ منه النصيب الأوفر.
(فلج) - في حديث أَبي هريرة - رضي الله عنه -: "الفالِج دَاءُ الأَنْبِياء" هو دَاءٌ معروف يُرْخِي نِصْفَ البَدَن في الغَالِب، واشتِقاقُه من الفَلْج وهو النِّصف من كلِّ شيءٍ؛ ومنه البَعيرُ ذو الفَالِج، وهو ذو السَّنَامَينْ.
- ومنه الحديث: "أَنَّ فَالجاً تَردَّى في بِئر"
ولا يكون السَّنَامَان إلَّا مُخْتَلِفَي المَيْل. وأمر مُفَلَّج:
ليس بمُسْتَقِيم على وَجهِه، وفي المَثَل: "أنَا مِنْه فَالِجُ بن خَلَاوَة ": أىِ برِيءٌ. - وفي حديث علي - رضي الله عنه -: "أَيُّنا فَلَج فَلَجَ أَصحابَه"
والفُلج والفَلْج: الظَّفَر بالشَّيءِ والغَلَبَة عليه، وقد أَفْلَجَنِي الله عزّ وجلَّ.
- في الحديث: "لَعَن اللَّهُ الوَاشِمَاتِ، والمُسْتَوشِماتِ والمُتَفَلِّجات "
وهُنَّ اللَّاتي يُعالْجِنَ أَسنانَهن حتى يكون لها تَحدُّدٌ وأُشُرٌ.
يقال: ثَغْر أَفلَج؛ إذا كان مُتباعِدَ الثَّنَايا والرّبَاعيات، وتَفلَّجت قَدمُه: تَشقَّقَت.
وفَلُّوجَة : من قُرَى سواد الكوفة يجيء ذِكرُها في الحديث. مَعنَاها الأَرضُ المُصْلَحَة للزَّرع؛ لِتفَلُّجِها بالغَرسِ والزَّرع: أي تَشَقُّقِها.
فلج وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين بعث حُذَيْفَة وَابْن حُنَيْف إِلَى السوَاد فَفَلَجَا الْجِزْيَة على أَهله. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: فَلَجَا يَعْنِي قسما الْجِزْيَة عَلَيْهِم. قَالَ: وأصل ذَلِك من الفِلْج وَهُوَ الْمِكْيَال الَّذِي يُقَال لَهُ الفالج قَالَ: وَأَصله سرياني يُقَال لَهُ بالسُّرْيَانيَّة: فالغا فَعرِّب فَقيل [لَهُ -] : فالج وفِلْج قَالَ الْجَعْدِي يصف الْخمر: [المنسرح]

اُلْقِيَ فِيهَا فِلْجانِ من مِسْك دا ... رِينَ وفلج من فلفل ضرم يَعْنِي حرارة طعم الفلفل. وَإِنَّمَا سمى الْقِسْمَة بالفلج لِأَن خراجهم كَانَ طَعَاما. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا الفِلْج فَأَما الفُلْج بِضَم الْفَاء فَهُوَ أَن يَفْلُجَ الرجلُ أصحابَه يعلوهم ويفوتهم. يُقَال مِنْهُ: قد فلج يفلُج [فَلْجا وفُلْجا -] . وَأما الفَلَج بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام فَهُوَ النَّهر قَالَ الْأَعْشَى: [الطَّوِيل]

فَمَا فَلَجٌ يجْرِي إِلَى جنب صعنبي ... لَهُ مَشْرَع سهل إِلَى كل مَوردِ

والفَلَج أَيْضا فِي الْأَسْنَان من الرجل الأفلج وهُوَ المتباعد مَا بَين الثنايا والرباعيات.
ف ل ج : فَلَجْتُ الْمَالَ فَلْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفُلُوجًا قَسَمْتُهُ بِالْفِلْجِ بِالْكَسْرِ وَهُوَ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ وَفَلَجْتُ الشَّيْءَ شَقَقْتُهُ فِلْجَيْنِ أَيْ نِصْفَيْنِ وَالْفَيْلَجُ وِزَانُ زَيْنَبَ مَا يُتَّخَذُ مِنْهُ الْقَزُّ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْأَصْلُ فَيْلَقٌ كَمَا قِيلَ كَوْسَجٌ وَالْأَصْلُ كَوْسَقٌ وَمِنْهُمْ مِنْ يُورِدُهُ عَلَى الْأَصْلِ وَيَقُولُ الْفَيْلَقُ وَفَلَجَ فُلُوجًا مِنْ بَابِ قَعَدَ ظَفِرَ بِمَا طَلَبَ وَفَلَجَ بِحُجَّتِهِ أَثْبَتَهَا وَأَفْلَجَ اللَّهُ حُجَّتَهُ بِالْأَلِفِ أَظْهَرَهَا.

وَالْفَالِجُ مَرَضٌ يَحْدُثُ فِي أَحَدِ شِقَّيْ الْبَدَنِ طُولًا فَيُبْطِلُ إحْسَاسَهُ وَحَرَكَتَهُ وَرُبَّمَا كَانَ فِي الشِّقَّيْنِ وَيَحْدُثُ بَغْتَةً.
وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّهُ فِي السَّابِعِ خَطَرٌ فَإِذَا جَاوَزَ السَّابِعَ انْقَضَتْ حِدَّتُهُ فَإِذَا جَاوَزَ الرَّابِعَ عَشَرَ صَارَ مَرَضًا مُزْمِنًا وَمِنْ أَجْلِ خَطَرِهِ فِي الْأُسْبُوعِ الْأَوَّلِ عُدَّ مِنْ الْأَمْرَاضِ الْحَادَّةِ وَمِنْ أَجْلِ لُزُومِهِ وَدَوَامِهِ بَعْدَ الرَّابِعَ عَشَرَ عُدَّ مِنْ الْأَمْرَاضِ الْمُزْمِنَةِ وَلِهَذَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ أَوَّلُ الْفَالِجِ خَطَرٌ وَفُلِجَ الشَّخْصُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَفْلُوجٌ إذَا أَصَابَهُ الْفَالِجُ. 
فلج: الفَلَجُ: الماءُ الجارِي من العَيْنِ ونَحْوِه. وهو في الأسْنَانِ: تَبَاعُدُ ما بَيْنَ الثَّنَايَا والرَّباعِيَاتِ، وصاحِبُه أفْلَجُ، فإنْ تَكَلَّفَ ذلك فهو التَّفْلِجُ. وهو في الرِّجْلَيْنِ: تَبَاعُدُ القَدَمَيْنِ أُخُراً، وتَفَلَّجَتْ قَدَمُه: أي تَشَقَّقَتْ. وهي الفُلُوْجُ، الواحِدُ فَلْجٌ وفِلْجٌ. والفُلْجُ: الظَّفْرُ بمَنْ تُخَاصِمُه، فَلَجَتْ حُجَّتُكَ، وأفْلَجَهَا اللهُ. وحَجِيْجٌ فَلْيْجٌ علة الإِتْبَاعِ: وهو الذي يَحَاجُّ خَصْمَه ويُفْلِجُه. ويُقال: خَصَمْتُ وأفْلَجْتُ: بمعنى فَلَجْتُ. وفَلَجْتُكَ على الخَصْمِ وأفْلَجْتُكَ عليه. وأمْرٌ مُفْلِجٌ: ليس بمُسْتَقِيمٍ على جِهَتِه. وفَلَجْتُ الشَّيْءَ: قَسَمْتَه وفلج بين غنمك أي فرق بينها. وكُلُّ شَيْءٍ فَرَّجْتَ بَيْنَه فهو فَلِيْجٌ. وفلْجٌ: وادٍ بِطَرِيْقِ ال [َصْرَةِ إلى مَكَّةَ. وفَلُّوْجَةُ: من قُرى سَوَادِ الكُوءفَةِ. والفَلُّوْجَةُ: الأرْضُ المُصْلَحَةُ للزَّرْعِ، وهي الفَلاَلِيْجُ. والفالِجُ: الجَمَلُ ذو السَّنَامَيْنِ الضَّخْمُ. ومِكْيَالٌ ضَخْمٌ، وهو الفِلْجُ أيضاً. والقامِرُ. ورِيْحٌ تَأْخُذُ الإِنسانَ يَرْتَعِشُ منها، وصاحِبُه مَفْلُوْجٌ. والفَلاَئِجُ من الأوْبَارِ: المُتَكَبِّبَةُ، ويُقال: هي جَمْعُ الفَلِيْجَةِ وهي نِصْفُ جِزَّةٍ من صُوْفٍ. والفَلِيْجُ: البِجَادُ الضَّيِّقُ، والواسِعُ أيضاً. وشِقَّةٌ من شِقَقِ البَيْتِ، وجَمْعُه فُلُجٌ. وفي المَثَلِ:: أنَا منه فالِجُ ابنُ خَلاَوَةَ " أي أنَا منه بَرِيْءٌ.
فلج: فلج أو فلج؟ في ألف ليلة (برسل 22810): في الكلام عن رجل تظاهر بالجنون: فلج يديه ولا أدري كيف أترجمها. وفي طبعة ماكن: أشاح بيديه، أي ترك يديه مدلاة.
أفلج: شل، أصاب بالفالج. (فوك)، في ابن البيطار (1: 202): فإن النوم عليه يفلج ويفسد نسبة الأعضاء الطبيعية.
أفلج: روع، أخاف، أرعب. (فوك) .. معناه الحقيقي: شل، أصابه بالفالج، كما يقال الرعب يشل كل القوى.
انفلج: انقسم، تجزأ، انشق. (أبو الوليد ص572).
انفلج: أصيب بالفالج. (فوك).
انفلج: ارتعب، تروع. (الكالا) والمعنى الحقيقي أصيب بالفالج. (انظر: أفلج) وفي ألف ليلة (1: 826): إني رأيت إنسانا في هذه الليلة لو رأيته ولو في المنام لانفلجت عليه. وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: (أنت لابد من أن تصاب بالفالج من الدهشة والعجب منه).
فلجة: أنظر فليجة.
فلجة: سنا، سنى. نبات مسهل. (كاتتيه 1: 109).
فليج. فليجة الثغر (ألف ليلة 1: 116): التي تباعدت أسنانها.
فليجة. (فلجة: قماش تصنع منه الخيام). (دوماس عادات ص270، كاريت جغرافية ص219، بارت ص222، وفيه: فلدشة، وعند اسبينا (مجلة الشرق والجزائر 13: 156): فليج أو قماش لصناعة الخيام. وفي غدامس (ص137): فليج، ربطات من القماش تصنع منها الخيام. وهي فليجة عند يونج فان رود نبورج. وهي فلجة عند هلو. ويذكر بوسييه كلمة فليج للمفرد وفلجة للجمع.
فالج: يظهر أنها الكلمة المبتورة من الكلمة اليونانية فالجيا، ومعناها: شلل شقي. (فوك) وهو يذكر فوالج جمعا لها (بوشر). وسكتة دماغية، داء النقطة. (برجرن).
فالج: انظر عن هذا المكيال ما قاله أبو الوليد ص260، 572).
مفلوج: مصاب بالفالج، مشلول. (لين، فوك، بوشر، برجرن).
مفلوج: مستسق، مصاب بداء الاستسقاء. (المعجم اللاتيني- العربي).
[فلج] فيه: كان "مفلج" الأسنان، وروى: أفلج، الفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات، والفرق فرجة ما بين الثنيتين. ط: "أفلج" الثنيتين، استعمل الفلج موضع الفرق، قوله: إذا تكلم ربي كالنور يخرج من بين ثناياه، ضمير يخرج لما دل عليه تكلم، أو للنور على أن كافه زائدة ولا تشبيه فيه بل معجزة، وعلى الأول تشبيه ووجهه البيان والظهور كما شبهت الحجة بالنور. نه: ومنه: لعن الله "المتفلجات" للحسن، أي نساء يفعلنه بأسنانهن للتحسين. ن: هي من تبرد ما بين أسنانها، وتفعله العجوز إظهارا للصغر، لأن هذه الفرجة تكون للصغائر فإذا عجزت كبرت سنها وتوحشت، قوله: للحسن - يشير إلى أنه لو فعله لعلاج أو عيب لا بأس به، وهذا لا يدل على أن كل تغير حرام إذ المغيرات ليست صفة مستقلة في الدم بل قيد للمتفلجات. ج: والمتفلجة من تكلف على ذلك بصناعة وهو محبوب إلى العرب. نه: وفيه: إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت وتغرى به لئام الناس كالياسر "الفالج"، الياسر المقامر، والفالج: الغالب في قماره، فلجه وفلج عليه - إذا غلبه، والاسم الفلج - بالضم. ش: هو بضم فاء وسكون لام. نه: ومنه ح: أينا "فلج فلج" أصحابه. غ: وأفلجه الله. نه: وح: فأخذت سهمي "الفالج"، أي القامر الغالب، ويجوز أن يكون السهم الذي سبق به في النضال. وح: بايعته صلى الله عليه وسلم وخاصمت إليه "فأفلجني"، أي حكم لي وغلبني على خصمي. وفيه: "ففلجا" الجزية على أهله، أي قسماها، من الفلج والفالج وهو مكيال معروف وأصله سرياني، وسمى القسمة بالفلج لأن خراجهم كان طعاما. و "فلج" بفتحتين قرية من ناحية اليمامة وموضع باليمن وهو بسكون اللام واد بين البصرة وحمى ضرية. وفيه: إن "فالجا" تردى في بئر، هو البعير ذو السنامين، سمي به لأن سناميه يختلف ميلهما. وفيه: "الفالج" داء الأنبياء، هو داء معروف يرخى بعض البدن.
فلج
فلَجَ يفلِج، فَلْجًا، فهو فالج، والمفعول مَفْلوج
 • فلَج الشَّيءَ: شَقَّه وقسَّمه "فلَج الأرضَ: شقَّها وقلَّبها تمهيدًا لزرعها". 

فُلِجَ يُفلَج، فَلْجًا، والمفعول مَفْلوج
• فُلِج الرَّجلُ: أُصيب بالشَّلل النِّصفيّ "فُلج أبوه- انهارت المؤسسة عندما فلِج مديرُها". 

تفلَّجَ يتفلَّج، تفلُّجًا، فهو مُتفلِّج
• تفلَّج الشَّيءُ: تشقَّق "تفلَّجت الأرض/ قدمه".
• تفلَّجت الأسنانُ: تباعد ما بينها خِلْقةً. 

فلَّجَ يفلِّج، تفليجًا، فهو مُفلِّج، والمفعول مُفلَّج
• فلَّج أنبوبًا: وسَّع فوهته.
• فلَّج الشَّيءَ: قسَّمه.
• فلَّجت أسنانهَا: فرَّقت بينها للزِّينة. 

أفلجُ [مفرد]: مَن تباعدَ ما بين قدميه أو يديه أو أسنانه. 

فالِج [مفرد]: ج فَوالِج:
1 - اسم فاعل من فلَجَ.
2 - (طب) شلل نصفيّ؛ شلل يصيب أحد شقيّ الجسْم طولاً فيُبْطل إحساسَه وحركتَه "أُصيب بالفالج فصار قعيد المنزل". 

فَلْج [مفرد]: مصدر فُلِجَ وفلَجَ. 

فَلَج [مفرد]:
1 - تباعُدُ ما بين الأسنان خِلقة "في أسنانه فَلَج".
2 - (جو) خاصّيّة ميل بعض المعادن والصخور إلى الانــشقاق إلى صفائح متقاربة ومتوازية. 
فلج نأنأ بطن غور قَالَ أَبُو عبيد: فالياسرون هم الَّذِي يتقامرون على الجَزور وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي أهل الشّرف مِنْهُم والثروةِ والجدةِ وَكَانُوا يفتخرون بِهِ قَالَ الْأَعْشَى يمدح قوما: [السَّرِيع]

المُطعِمُو الضيفِ إِذا مَا شَتَوا ... والجاعلو القُوتِ على الياسرِ ... وَقَالَ طرفَة: [الرمل]

فهُمُ أيسارُ لُقْمَان إِذا ... أغْلَتِ الشتوةُ أبداء الجُزُر ... وَهُوَ كثير فِي أشعارهم فَأَرَادَ عليّ بقوله: كالياسرِ الفالجِ ينْتَظر فَوزةً من قِداحه أَو دَاعِي الله فَمَا عِنْد الله خير للأبرار يَقُول: هُوَ بَين خيرتين 4 / ب إِمَّا صَار إِلَى مَا يحب من الدُّنْيَا / فَهُوَ بِمَنْزِلَة المعلّى وَغَيره من القِداح الَّتِي لَهَا حظوظ أَو بِمَنْزِلَة الَّتِي لَا حظوظ لَهَا يَعْنِي الْمَوْت فَيحرم ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَمَا عِنْد الله خير لَهُ. والفالج: القامر يُقَال: قد فَلَجَ عَلَيْهِم وفَلَجَهم قَالَ الراجز فِي الفالج: [الرجز]

لمّا رأيتُ فالجا قد فَلجَا ... وَمِمَّا يبين ذَلِك أَنه أَرَادَ بالحرمان فِي الدُّنْيَا المَنيح حَدِيث يرْوى عَن جَابر ابْن عبد الله قَالَ: كنتُ مَنِيحَ أَصْحَابِي يومَ بدر. [قَالَ -] : وَكَانَ أَصْحَاب الحاديث يحملون هَذَا على استقاء المَاء لَهُم وَلَيْسَ هَذَا من استقاء المَاء فِي شَيْء إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ أنّه لم يَأْخُذ سَهْما من الْغَنِيمَة يَوْمئِذٍ لصغره وَقَالَ العجاج يذكر فرسا سبق خيلا: [الرجز]

قطعهَا بنفسٍ مريّح ... عطفَ الْمُعَلَّى صكّ بالمنيح ... يَعْنِي أَنه سبقها كَمَا قَمَر المُعلَّى المنيحَ قَالَ الْكُمَيْت: [الوافر]

فَمهْلًا يَا قضاعَ فَلَا تَكُونِي ... مَنِيحا فِي قداح يَدَيْ مُجيلِ ... يَعْنِي فِي انتسابهم إِلَى الْيمن وتركهم النّسَب الأول. 
[فلج] فلج: اسم موضع بين البصرة وضرية، مذكر مصروف. قال الشاعر : وإنَّ الَّذِي حانت بفَلْجٍ دماؤهم * هُمُ القومُ كُلُّ القوم يا أم خالد والفلج أيضا: نهر صغير. وقال:

فصبحا عينا روى وفلجا * والفلج أيضاً: الظَفَرُ والفَوْزُ. وقد فَلَجَ الرجل على خَصْمِه يَفْلِجُ فلْجاً. وفي المثل: " من يَأتِ الحَكَم وَحْدَه يَفْلُجْ ". وأفْلَجَه الله عليه. والاسمُ الفُلْجُ بالضم. وأفْلَجَ الله حجته: قومها وأظهرها. والفلج، بالكسر: مكيال معروف. قال الجَعْديُّ يصف الخمر: أُلْقي فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دا * رينَ وفِلْجٌ من عَنْبَرٍ ضرم والفلج بالتحريك: لغة في الفلج، وهو نهر صغير. قال عبيد: أو فلج ببطن واد * للماء من تحته قسيب ولو روى: " في بطون واد "، لاستقام وزن البيت. والجمع أفلاج. والفَلَجُ أيضاً في الأسنان: تباعُدُ ما بين الثنايا والرَباعيات. رجلٌ أفْلَجُ الأسنان، وامرأةٌ فلجاء الأسنان. قال ابن دريد: لا بدَّ من ذكر الأسنان. والأفْلَجُ أيضاً من الرجال: البعيد ما بين الثَدْيين . ورجل مُفَلَّجُ الثنايا، أي مُنْفَرِجُها، وهو خلاف المُتَراصّ الأسنان. والسهم الفالِجُ: الفائز. والقَفيزُ الفالج مثل الفلج، وهو مكيال، عن أبى عبيد. والفالج: ريح. وقد فُلِجَ الرجل فهو مفلوج، قال ابن دريد: لأنه ذهب نِصفُه. قال: ومنه قيل لشقة البيت: فليجة. والفالج: الجمل الضَخم ذو السنامين يُحْمَل من السند للفحلة. وفلجت الشئ بينهم أفلجه بالكسر فلجا، إذا قسمته. وفلجت الشئ فلجين، أي شققته نِصفين، وهي الفُلوجُ، الواحد فَلْجٌ وفِلجٌ. وفَلَجْتُ الجِزْية على القوم، إذا فرضتها عليهم. قال أبو عبيد: هو مأخوذ من القفيز الفالج. وفالج: اسم رجل، وهو فالج بن خلاوة الاشجعى. ومنه قولهم: " أنا من هذا الامر فالج ابن خلاوة " أي برئ وبمعزل منه. وذلك أنه قيل لفالج يوم الرقم لما قتل أنيس الاسرى: أتنصر أنيسا؟ قال: إنى منه برئ! وفلجت الارض للزراعة. وكل شئ شققته فقد فلجته. والفَلُّوجة: الأرض المُصْلَحَةُ للزَرع، والجمع فلاليج. ومنه سمى موضع في الفرات فلوجة. والفليجة: شقة من شقق الخِباء. قال عُمر بن لَجَأٍ: تَمَشَّى غَيْرَ مُشْتَمِلٍ بِثَوبٍ سوى خَلِّ الفَليجَةِ بالخِلالِ وتَفلّجتْ قدمُه: تشققت.
(ف ل ج)

فِلْجُ كل شَيْء: نصفه.

وفَلَج الشَّيْء بَينهمَا فَلْجا: قسمه نِصْفَيْنِ.

والفَلْج، والفالِج: الْبَعِير ذُو السنامين، وَهُوَ الَّذِي بَين البختي والعربي؛ سمي بذلك لِأَن سنامه نِصْفَانِ.

والفالِج: ريح تَأْخُذ الْإِنْسَان فتذهب بشقه.

وَقد فُلِج فالِجا، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من المصادر على مِثَال فَاعل.

والفَلَج: باعد مَا بَين الشَّيْئَيْنِ.

وفَلَجُ الْأَسْنَان: تبَاعد نبتتها.

فَلِجَ فَلَجا، وَهُوَ أفلج.

وثغر مُفَلَّج: أفلج.

وفَلَجُ السَّاقَيْن: تبَاعد مَا بَينهمَا.

وَرجل أفلجُ السَّاقَيْن: متباعد مَا بَينهمَا.

والفَلَج: انقلاب الْقدَم على الوحشي وَزَوَال الكعب.

وَقيل: الأَفلج: الَّذِي اعوجاجه فِي يَدَيْهِ، فَإِن كَانَ فِي رجلَيْهِ فَهُوَ أَفحج. وَهن أفلج: متباعد الإسكتين.

وَفرس أفلج: متباعد الحرقفتين.

وَيُقَال من ذَلِك كُله: فَلِج فَلَجا، وفَلَجة، عَن اللحياني.

وَأمر مُفَلَّج: لَيْسَ على استقامة.

والفَلِيجة: الْقطعَة من البجاد.

والفلِيجة، أَيْضا: شقة من شقق الخباء، قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا ادري أَيْن هِيَ!؟ قَالَ عمر بن لَجأ:

تَمشَّى غير مُشْتَمل بِثَوْب ... سَوى خَلّ الفليجة بالخِلال

وَقَول سلمى بن المقعد الْهُذلِيّ:

لظلَّت عَلَيْهِ أمُّ شبْل كَأَنَّهَا ... إِذا شيعت مِنْهُ فَلِيج ممدَّدُ

يجوز أَن يكون أَرَادَ: فليجة ممددة فَحذف، وَيجوز أَن يكون مِمَّا يُقَال بِالْهَاءِ وَبِغير الْهَاء. وَيجوز أَن يكون من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ.

وفَلَج الْقَوْم، وعَلى الْقَوْم يَفْلُج ويَفْلِجُ فَلْجا، وأفلج: فَازَ.

وفَلَج سَهْمه وأفْلَج: فَازَ.

وفَلَج بحجته، وَفِي حجَّته يَفْلُج فَلْجا، وفُلْجاً، وفَلَجا، وفلوجا: كَذَلِك.

وأفلجه على خَصمه: غَلبه وفضله.

وفالَج فلَانا ففَلَجه يَفْلُجه: خاصمه فخصمه وغلبه.

وأَفلج الله حجَّته: اظهرها.

وَالِاسْم من جَمِيع ذَلِك: الفُلْج، والفَلَج، يُقَال: لمن الفُلْج والفَلَج.

وَرجل فالِج فِي حجَّته، وفلج، كَمَا يُقَال: بَالغ وَبلغ، وثابت وَثَبت.

وَأَنا من هَذَا الْأَمر فالج بن خلاوة: أَي برِئ.

والفَلَج: النَّهر.

وَقيل: هُوَ النَّهر الصَّغِير. وَقيل: هُوَ المَاء الْجَارِي من الْعين، قَالَ عبيد:

أَو فَلَج بِبَطن وادٍ ... للمء من تَحْتَهُ قَسِيب

وَالْجمع: أفلاج، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

بعينَيَّ ظُعْن الحَيِّ لمَّا تحملوا ... لَدَى جانبِ الأفلاج من جَنْب تَيْمَرا

وَقد يُوصف بِهِ فَيُقَال: مَاء فَلَج، وَعين فَلَج.

والفُلُج: الساقية الَّتِي تجْرِي إِلَى جَمِيع الْحَائِط.

والفُلْجان: سواقي الزَّرْع.

والفَلَجات: الْمزَارِع، قَالَ:

ذَرُوا فَلَجاتِ الشَّام قد حَال دونهَا ... طِعانٌ كأَبوال الْمَخَاض الْأَوْرَاك

وَقد تقدم ذَلِك بِالْحَاء.

والفَلَج: الصُّبْح، قَالَ حميد بن ثورا:

عَن القراميص باعلى لاحِبٍ ... معبَّدٍ من عهد عادٍ كالفَلَج

وانفلج الصُّبْح: كانبلج، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْحَاء.

والفَلُّوجة: الأَرْض الطّيبَة الْبَيْضَاء المستخرجة للزِّرَاعَة.

والفالِج والفِلْج: مكيال ضخم.

وَقيل: هُوَ القفيز، وَأَصله بالسُّرْيَانيَّة: فالغا، فعرب، قَالَ الْجَعْدِي:

أُلقِى فِيهَا فِلْجان من مِسْك دَار ... ين وفِلْج من فُلْفُل ضَرِم قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الفُلُجّ: الصِّنْف من النَّاس، يُقَال: النَّاس فُلُجَّان: أَي صنفان من دَاخل وخارج.

قَالَ السيرافي: الفُلُجْ الَّذِي هُوَ الصِّنْف، والصنف: مُشْتَقّ من الفِلْج الَّذِي هُوَ القفير، فالفِلْج على هَذَا القَوْل عَرَبِيّ؛ لِأَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا حكى الفُلُجّ على انه عَرَبِيّ غير مُشْتَقّ من هَذَا الأعجمي.

وفَلْج: مَوضِع بَين الْبَصْرَة وضرمة، مُذَكّر.

وَقيل: هُوَ وَاد بطرِيق الْبَصْرَة إِلَى مَكَّة، ببطنه منَازِل للْحَاج.

والإفليج: مَوضِع.

والفَلُّوجة: قَرْيَة من قرى السوَاد.

وفَلُّوج: مَوضِع.

والفَلَج: أَرض لبني جعدة وَغَيرهم من قيس من نجد.

وفالِج: اسْم، وَقَوله:

من كَانَ أَشرك فِي تفرّق فالج ... فَلَبُونُه جَرِبتْ مَعًا وأغدَّتِ

يجوز أَن يكون اسْم حَيّ، وَأَن يكون اسْم رجل.

فلج: فِلْجُ كلِّ شَيءٍ: نِصْفُه.

وفَلَج الشيءً بينهما يَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً: قَسَمَه بنِصْفَيْنِ.

والفَلْجُ: القَسْمُ. وفي حديث عمر: أَنه بَعَثَ حُذَيْفَةَ وعثمانَ بنَ

حُنَيفٍ إِلى السّوادِ فَفَلَجَا الجِزْيةَ على أَهْلِهِ؛ الأَصمعي:

يعني قَسَماها، وأَصْلُه من الفِلْج، وهو المِكْيَالُ الذي يقال له

الفالِجُ، قال: وإِنما سميت القِسْمةُ بالفَلْجِ لأَن خراجهم كان

طعاماً.شمر: فَلَّجْتُ المالَ بينهم أَي قَسَمْتُه؛ وقال أَبو دواد:

فَفَرِيقٌ يُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً،

وفَرِيقٌ لِطابِخِيهِ قُتارُ

وهو يُفَلِّج الأَمر أَي ينظر فيه ويُقَسِّمُه ويُدَبِّرهُ. الجوهري:

فَلَجْتُ الشيء بينهم أَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً إِذا قسمته. وفَلَجْتُ

الشيء فلِْجَيْنِ أَي شَقَقْتُه نِصفين، وهي الفُلُوجُ؛ الواحد فَلْجٌ

وفِلْجٌ. وفَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القوم إِذا فرضتها عليهم؛ قال أَبو عبيد:

هو مأْخوذ من القَفِيز الفالِجِ. وفَلَجْتُ الأَرضَ للزراعة؛ وكل شيء

شَقَقْتَه، فقد فَلَجْتَه.

والفَلُّوجَةُ: الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، والجمع فَلالِيجُ، ومنه

سمي موضعٌ في الفُرات فَلُّوجةَ. وتَفَلَّجَتْ قدَمه: تَشَقَّقَتْ.

والفَلْجُ والفَالِجُ: البعير ذُو السنامَين، وهو الذي بين البُخْتيِّ

والعَرَبيِّ، سمي بذلك لأَن سنامه نِصفان، والجمع الفَوالِجُ. وفي الصحاح:

الفَالِجُ الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السِّنْدِ لِلْفِحْلَة. وفي

الحديث: أَنَّ فالِجاً تَرَدَّى في بئر، هو البعير ذو السنامين، سمي بذلك

لأَن سناميه يختلف مَيْلُهما.

والفالِجُ: رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فيذهب بشقِّه، وقد فُلِجَ فَالِجاً،

فهو مَفْلُوجٌ؛ قال ابن دريد: لأَنه ذهب نصفه، قال: ومنه قيل لشُقَّةِ

البيت فَلِيجَةٌ. وفي حديث أَبي هريرة: الفالِجُ داءُ الأَنبياء؛ هو داءٌ

معروف يُرَخِّي بعضَ البدن؛ قال ابن سيده: وهو أَحد ما جاء من المصادر على

مثال فاعل. والمَفْلُوجُ: صاحب الفالِجِ، وقد فُلِجَ.

والفَلَجُ: الفَحَجُ في السَّاقَينِ، وقال: وأَّصل الفَلْجِ النِّصفُ من

كل شيءٍ، ومنه يقال: ضَرَبَه الفالِجُ في السَّاقَينِ، ومنه قولهم:

كُرٌّ بالفالج وهو نصف الكُرِّ الكبير.

وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: ليس بِمُسْتقِيمٍ على جهتِهِ.

والفَلَجُ: تباعُدُ القَدَمَينِ أُخُراً. ابن سيده: الفَلَجُ تَباعُدُ

ما بين السَّاقَيْنِ. وفَلَجُ الأَسنان: تباعُدٌ بينها؛ فَلِجَ فَلَجاً،

وهو أَفْلَجُ، وثَغْرٌ مُفَلَّجٌ أَفْلَجُ، والفَلَجُ بين الأَسنان. ورجل

أَفْلَجُ إِذا كان في أَسْنانِه تَفَرُّقٌ، وهو التفليج أَيضاً. التهذيب:

والفَلَجُ في الأَسنان تباعد ما بين الثّنايا والرَّباعِيات خِلْقةً،

فإِن تُكُلِّفَ، فهو التفليجُ.

ورجل أَفْلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَلْجاءُ الأَسنانِ، قال ابن دريد: لا

بد من ذكر الأَسنان، والأَفلج أَيضاً من الرجال: البعيد ما بين الثديين.

ورجل مُفَلَّجُ الثنايا أَي مُنْفَرِجُها، وهو خلاف المُتراصِّ

الأَسنان، وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسنانِ، وفي

رواية: أَفْلَجَ الأَسنانِ. وفي الحديث: أَنه لَعَنَ المُتَفَلِّجاتِ

للحُسْنِ، أَي النساءَ اللاتي يَفْعَلْنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين.

وفَلَجُ الساقَيْنِ: تباعد ما بينهما. والفَلَجُ: انقِلابُ القدم على

الوَحْشِيّ وزوال الكَعْبِ.

وقيل: الأَفْلَجُ الذي اعْوِجاجُه في يَدَيْهِ، فإِن كان في رجليه، فهو

أَفْحَجُ. وَهَنٌ أَفْلَجُ: متباعِدُ الأَسْكَتَيْنِ. وفَرسٌ أَفْلَجُ:

مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَيْنِ، ويقال من ذلك كله: فَلِجَ فَلَجاً

وفَلَجةً، عن اللحياني. وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: ليس على اسْتِقامةٍ.

والفِلْجةُ: القِطْعةُ من البِجادِ. والفَلِيجةُ أَيضاً: شُقَّة من

شُقَقِ الخِباء، قال الأَصمعي: لا أَدري أَين تكون هي؟ قال عمرو بن

لَجَإٍ:تَمَشَّى غيرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ،

سِوى خَلِّ الفَلِيجةِ بالخِلالِ

قال ابن سيده: وقول سلمى بن المُقْعَد الهُذَليِّ:

لَظَلَّتْ عليه أُّمُّ شِبْلٍ كأَنَّها،

إِذا شَبِعَتْ منه، فَلِيجٌ مُمَدَّدُ

يجوز أَن يكون أَراد فَلِيجَةً مُمَدَّدَةً، فحذف، ويجوز أَن يكون مما

يقال بالهاء وغير الهاء، ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده

إِلا بالهاء.

والفَلْجُ: الظَّفَرُ والفَوْزُ؛ وقد فَلَجَ الرجلُ على خَصْمِه

يَفْلُجُ فَلْجاً. وفي المثل: مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ.

وأَفْلَجَه الله عليه فَلْجاً وفُلُوجاً، وفَلَجَ القومَ وعلى القومِ

يَفْلُجُ ويَفْلِجُ فَلْجاً وأَفْلَجَ: فازَ. وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ:

فاز. وهو الفُلْجُ، بالضم. والسهْمُ الفالِجُ: الفائِزٌ. وفَلَجَ

بحُجَّتِه وفي حجته يَفْلُجُ فُلْجاً وفَلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً، كذلك؛

وأَفْلَجَه على خَصْمِه: غَلَّبَه وفَضَّلَه.

وفالَجَ فلاناً فَفَلَجَه يَفْلُجُه: خاصَمه فخصَمَه وغَلَبَه.

وأَفْلَجَ اللهُ حجته: أَظْهَرها وقَوَّمَها، والاسم من جميع ذلك الفُلْجُ

والفَلَجُ، يقال: لمن الفُلْجُ والفَلَجُ؟ ورجل فالِجٌ في حُجَّته وفَلْجٌ، كما

يقال: بالِغٌ وبَلْغٌ، وثابتٌ وثَبْتٌ. والفَلْجُ: أَن يَفْلُجَ الرجلُ

أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ.

وأَنا من هذا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَي بِريءٌ؛ فالِجٌ: اسم رجل،

وهو فالج بن خَلاوةَ الأَشجعي؛ وذلك أَنه قيل لفالج بن خَلاوةَ يوم

الرَّقَمِ لما قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرى: أَتَنْصُرُ أُنَيْساً؟ فقال: إِنِّي

منه بريء.

أَبو زيد: يقال للرجل إِذا وقع في أَمر قد كان منه بمعزل: كنتَ من هذا

فالِجَ بنَ خَلاوةَ يا فتى. الأَصمعي: أَنا من هذا فالج بن خلاوة أَي أَنا

منه بريء؛ ومثله: لا ناقةَ لي في هذا ولا جَمَلَ؛ رواه شمر لابن هانئ،

عنه.

والفَلَجُ، بالتحريك: النهر، وقيل: النهر الصغير، وقيل: هو الماء

الجاري؛ قال عبيد:

أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ

للماءِ، من تَحْتِه، قَسِيبُ

الجوهري: ولو روي في بُطونِ وادٍ، لاستقامَ وزن البيت، والجمع أَفْلاجٌ؛

وقال الأَعشى:

فما فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى،

له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كلِّ مَوْرِدِ

الجوهري: والفَلْج نهر صغير؛ قال العجاج:

فَصَبِّحا عَيْناً رِوًى وفَلْجا

قال: والفَلَجُ؛ بالتحريك، لغة فيه؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده:

تَذَكَّرا عَيْناً رِوًى وفَلَجا

بتحريك اللام؛ وبعده:

فَراحَ يَحْدُوها وباتَ نَيْرَجا

النَّيْرَجُ: السريعة؛ ويروى:

تَذَكَّرا عَيْناً رَواءً فَلَجا

يصف حماراً وأُتُناً. والماءٌ الرِّوي: العَذْبُ، وكذلك الرَّواءُ،

والجمع أَفْلاجٌ؛ قال امرؤ القيس:

بِعَيْنَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ، لمَّا تَحَمَّلُوا

لَدى جانِبِ الإَفْلاجِ، منْ جَنْبِ تَيْمَرا

وقد يوصف به، فيقال: ماء فَلَجٌ وعين فَلَج، وقيل: الفَلَجُ الماء

الجاري من العين؛ قاله الليث وأَنشد:

تذكَْرا عيناً رَواءً فَلَجا

وأَنشد أَبو نصر:

تذكَّرا عيناً رِوًى وفَلَجا

والرِّوى: الكثير. والفُلُجُ: الساقِيةُ التي تَجْري إِلى جميع الحائطِ.

والفُلْجانُ: سواقي الزَّرْع. والفَلَجاتُ: المَزارِعُ؛ قال:

دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ، قدْ حال دُونَها

طِعانٌ، كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ

وهو مذكور في الحاء.

والفَلُّوجةُ: الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ.

والفَلَجُ: الصبح؛ قال حميد بن ثور:

عن القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ

مُعَبَّدٍ، من عَهْدِ عادٍ، كالفَلَجْ

وانْفَلَجَ الصبْحُ: كانْبَلَجَ.

والفالِجُ والفِلْجُ: مِكيالٌ ضخم معروف؛ وقيل: هو القَفِيز، وأَصله

بالسُّرْيانية فالغاء، فعُرِّب؛ قال الجعدي يصف الخمر:

أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دا

رِينَ، وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ

قال سيبويه: الفَِلْج الصِّنْفُ من الناس؛ يقال: الناسُ فِلْجانِ أَي

صِنْفانِ من داخلٍ وخارج؛ قال السيرافي: الفَِلْجُ هو الصِّنْفُ والنِّصْفُ

مشتق من الفِلْجِ الذي هو القَفِيزُ، فالفِلج على هذا القول عربي، لأَن

سيبويه إِنما حكى الفلج على أَنه عربي، غير مشتقّ من هذا الأَعجمي؛ وقول

ابن طفيل:

تَوَضَّحْنَ في عَلْياء قَفْرٍ كأَنَّها

مَهارِقُ فَلُّوجٍ، يُعارِضْنَ تاليَا

ابن جنبة: الفَلُّوجُ الكاتِبُ. والفَلْجُ والفُلْجُ: القَمْرُ. وفي

حديث علي، رضي الله عنه: إِن المُسْلِم، ما لم يَغْشَ دناءةً يَخْشَعُ لها

إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري به لِئامَ الناس، كالياسِرِ الفالِجِ؛ الياسِرُ:

المُقامِرُ؛ والفالِجُ: الغالبُ في قِمارِه. وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى

أَصحابِه إِذا غَلَبَهم. وفي الحديث: أَيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه. وفي

حديث سعد: فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ، قال: ويجوز أَن

يكون السهمَ الذي سبق به النِّضال. وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ: بايعت رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْلَجَني أَي حَكَمَ لي

وغَلَّبَني على خَصْمِي.

وفَلالِيجُ السَّوادِ: قُراها، الواحدة فَلُّوجةٌ.

وفَلْجٌ: اسم بلد، ومنه قيل لطريق يأْخذ من طريق البصرة إِلى اليمامة:

طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ. ابن سيده: وفَلْجٌ موضع بين البَصْرةِ وضَرِيَّةَ

مذكر، وقيل: هو واد بطريق البصرة إِلى مكة، ببطنه مَنازِلُ للحاجّ، مصروف؛

قال الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة:

وإِنَّ الذي حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ

هُمُ القَوْمُ، كُلُّ القَوْمِ، يا أُمَّ خالِدِ

قال ابن بري: النحويون يستشهدون بهذا البيت على حذف النون من الذين

لضرورة الشعر، والأَصل فيه وإِن الذين؛ كما جاء في بيت الأَخطل:

أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا

قَتَلا المُلُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا

أَراد اللذان، فحذف النون ضرورة. والإِفْلِيجُ: موضع. والفَلُّوجةُ:

قَرْيَةٌ من قُرى السَّوادِ. وفَلُّوجٌ: موضع. والفَلَجُ: أَرض لبني

جَعْدَةَ وغيرهم من قَيْسٍ من نَجْدٍ. وفي الحديث ذكر فَلَجٍ؛ هو بفتحتين، قرية

عظيمة من ناحية اليمامة وموضع باليمن من مساكن عادٍ؛ وهو بسكون اللام،

وادٍ بين البَصْرةِ وحِمَى ضَرِيَّةَ. وفالِجٌ: اسم؛ قال الشاعر:

مَنْ كانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ،

فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ

فلج

1 فَلَجَ, aor. ـُ (S, M, O, L, Msb, K,) and فَلِجَ, (K,) or the latter only [when the verb is trans. as] in فَلَجَ القَوْمَ, (TA,) inf. n. فَلْجٌ, (S, O, K,) or فُلُوجٌ, (Msb,) or both, and, accord. to Kr, فُلْجٌ and فَلَجٌ, but it is said in the L that these two are simple substs: (TA;) and ↓ افلج, inf. n. إِفْلَاجٌ; (K, TA;) the latter verb authorized by AO and Ktr and others, but omitted by Th in the Fs; (TA;) He succeeded; succeeded in an enterprise or a contest; overcame, conquered, or gained a victory: (S, O, K, &c.:) or he attained his object; gained what he sought. (Msb.) One says, مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدهُ يَفْلُجْ [He who comes to the judge by himself will succeed, or overcome, or gain his cause]: a proverb. (S, O.) And فَلَجَ عَلَى خَصْمِهِ, (S, O,) and ↓ افلج, (TA,) He (a man) succeeded against, or overcame, his adversary; (S, O, TA;) and got before him, or got precedence of him. (TA.) And فَلَجَ بِحُجَّتِهِ, (Msb, TA,) and فِى حُجَّتِهِ, (TA,) He established, (Msb,) or he overcame by and in, (TA,) his argument, plea, allegation, or proof. (Msb, TA.) And فَلَجَتْ حُجَّتُهُ [His argument, &c., was successful]. (A.) And فَلَجَ سَهْمُهُ, and ↓ افلج, His arrow was successful. (O, TA.) And فَلَجَتْ بِقَلْبِى

She (a woman) took away [or captivated] my heart. (A, TA.) b2: And فَلَجَ القَوْمَ, in which case only one says يَفْلُجُ and يَفْلِجُ, and فَلَجَ

أَصْحَابَهَ, He (a man) succeeded against, or overcame, the people, or party, and his companions. (TA.) b3: فَلَجَ, aor. ـِ (S, M, O, L, K,) and فَلُجَ, (K,) or the former only, (MF. TA,) inf. n. فَلْجٌ, He divided a thing; parted it; divided it in parts or shares; or distributed it: (S, O, K;) as also ↓ فلّج, inf. n. تَفْلِيجٌ: (O, K:) he divided property, (Mgh, TA,) or running water: (TA:) and he divided a thing in halves. (M, L, Msb, TA.) One says, فَلَجَتُ الشَّىْءَ بَيْنَهُمْ I divided, parted, or distributed, the thing between them, or among them. (S, O.) And فَلَجَ الشَّىْءَ بَيْنَهُمَا He divided the thing between them two in halves. (M, L, TA.) And فَلَجْتُ أَلْفًا, aor. ـِ inf. n. فَلْجٌ and فُلُوجٌ, I divided, parted, or distributed, a thousand [dirhems] by means of the فِلْج, a well-known measure of capacity. (Msb.) b4: And فَلَجْتُ الشَّىْءَ, (S, Msb, K, *) aor. in this case and in other cases following فَلُجَ and فَلِجَ, (K,) or فَلُجَ only, (TA,) [but it is implied in the S and O and Msb that it is فَلِجَ,] inf. n. فَلْجٌ, (K,) I split the thing, clave it, or divided it lengthwise: (S, O:) or I split the thing, &c., into two halves: (Msb, K:) or فَلَجْتُ الشَّىْءَ فَلْجَيْنِ has this latter meaning. (S, O.) b5: And فَلَجْتُ الأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ, (S, O, K, *) inf. n. فَلْجٌ, (K,) [like فَلَحْتُهَا,] I furrowed, or ploughed, the land for sowing. (S, O, K.) b6: And هُوَ يَفْلُجُ الأَمْرَ He looks into, and divides, or distributes, and manages, the thing, or affair. (L, TA.) b7: And فَلَجَ, inf. n. فَلْجٌ, He imposed the [tax called] جِزُيَة. (K.) One says, فَلَجَ الجِزْيَةَ عَلَى القَوْمِ, (T, S, Mgh, * O, &c.,) and فَلَجَ القَوْمَ, (TA,) He imposed the جزية upon the people, or party; (T, S, Mgh, O, &c.:) he di(??) the جزية among the people, or party, (??) upon each person his portion: (As, Mgh; *) and فَلَجَ الجِزْيَةَ بَيْنَهُمْ: (A:) [said to be] from فِلْجٌ, or فَالِجٌ, (As, Mgh,) or القَفِيزُالفَالِجُ; (A'Obeyd, S, O;) signifying a certain measure of capacity; because the جزيه used to he paid in wheat, or corn: (As, Mgh:) or the verb in this sense (??) arabicized word. (Shifá el-Ghaleel.) A2: فَلِجَ, aor. ـَ inf. n. فَلَجٌ and فَلَجَةٌ, He had what is termed فَلَجٌ, meaning [as expl. below, i. e.] width. between the teeth, and feet [or legs, and arms], &c. (Lh, TA.) b2: فَلِجَ, (Th, S, O, Msb, K,) inf. n. فَالِجٌ, one of the [few] inf. as. of the measure فَاعِلٌ; (ISd, TA;) and فَلِجَ, aor. ـَ mentioned by IKtt and Es-Sarakustee and others; (MF, TA;) but the former alone is mentioned by Th in the Fs, and by other celebrated lexicologists; (TA;) [and vulg. ↓ انفج;] He had the disease termed الفَالِجُ [expl. below]. (Th, S, O. Msb, K.) 2 فَلَّجَ see 1, former half: b2: and see also فَلَجٌ, in two places.3 فالجهُ He contended with him, trying which of them should succeed, or overcome. (TA.) Hence one says, (TA,) أُفَالِجُكَ أُمُورًا مِنَ الحَقِّ I will contend with thee, trying which of us shall succeed, to accomplish affairs of right. (A, TA.) 4 افلج as intrans.: see 1, former half, in three places.

A2: افلجهُ اللّٰهُ عَلَيْهِ God made him to succeed against him; to overcome him, conquer him, or gain the victory over him: (S, O, K: *) and made him to excel him. (TA.) b2: And خَاصَيْتُ فَأَفْلَجَنَى I contended in an altercation, disputed, or litigated, and he decided in my favour, and judged me to have prevailed against, or overcome, my adversary. (TA, from a trad.) b3: And افلج اللّٰهُ حُجَّتَهُ, (S, O, Msb,) or بُرْهَانَهُ, (K, *) God made his argument, plea, allegation, or proof, right, and manifest, or clear: (S, O, K: *) or established it. (Msb.) 5 تفلّجت قَدَمُهُ His foot became cracked, or chapped. (S, O, K.) [See also مُتَفَلِّح, in art. فلح.] b2: [And تفلّجت said of a woman, She made open spaces between her front teeth: see the part. n., voce أَفْلَجُ.]7 انفلج الصُّبْحُ i. q. انبلج [The daybreak shone, or shone brightly]. (TA.) A2: See also 1, last sentence.10 استفلج فُلَانٌ بِأَمْرِهِ Such a one mastered, or became master of, his affair: and so استفلح, with ح. (A, TA.) [See the latter verb.]

فَلْجٌ an inf. n. of فَلَجَ [q. v.]. (S, O, K, &c.) b2: And [probably as such] i. q. قَمْرٌ [app. as meaning An overcoming in a game of hazard]; as also ↓ فُلْجٌ. (L.) A2: See also فَالِجٌ, in two places.

A3: Also, and ↓ فِلْجٌ, (S, O, K,) and ↓ فُلُجٌّ, [q. v.,] (Seer, L,) [or perhaps this is a mistranscription for فَلْجٌ or فِلْجٌ,] The half of a thing: (S, O, K:) pl. of the first and second فُلُوجٌ. (S, O.) One says, هُمَا فَلْجَانِ They two are two halves. (K.) b2: And one says, فِى رِجْلِهِ فُلُوجٌ, [pl. of فَلْجٌ,] In his foot are fissures, or cracks; as also فُلُوحٌ. (S in art. فلح.) b3: See also فَلَجٌ.

فُلْجٌ (S, O, K) and ↓ فَلَجٌ (L) and ↓ فُلْجَةٌ, (O, K,) substs., (or, accord. to some, the first and second are inf. ns., TA,) Success; success in an enterprise or a contest; conquest; or victory. (S, O, L, K.) One says, لِمَنَ الفُلْجُ and ↓ الفَلَجُ To whom belongs success, or the conquest, or victory? (Lh, L.) b2: See also فَلْجٌ.

فِلْجٌ: see فَلْجٌ. b2: Also, (S, O, Msb, K,) and ↓ فَالِجٌ, (TA,) or قَفِيزٌ فَالِجٌ, (AO, S, O,) A certain measure of capacity, (AO, S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) with which things are divided, (TA,) of large size, said to be the same as the قَفِيز [q. v.]; and ↓ فَالِجٌ is said to be an arabicized word, from the Syriac فالغا: (L: [but see فُلُجٌّ:]) it is said that the ↓ فَالِج [thus in my copy of the Mgh, but it is there strangely added that it is “ with fet-h,” as though فَالَج,] is two fifths of what is termed الكُرُّ المُعَدَّلُ, [see art. كر,] and, by 'Alee Ibn-'Eesà, that it is larger than the فِلْج: in the T, the ↓ فَالِج is said to be the half of the great كُرّ; and the فِلْج is the measure of capacity that is called in Syriac فَالَغَا. (Mgh.) فَلَجٌ: see فُلْجٌ, in two places.

A2: It is also an inf. n. of فَلِجَ [q. v.]: (Lh, TA:) and signifies Distance, or width, between the teeth; (K;) as also ↓ تَفْلِيجٌ: (TA:) or, between the medial and lateral incisors, (T, S, O,) when natural; and تَفْلِيجٌ, distance, or width, between those teeth when it is the effect of art. (T.) فَلَجٌ in all the teeth is disapproved, and not at all beautiful; but it is esteemed goodly when only between the two middle teeth. (TA.) b2: Also Distance, or width, between the feet, (Lth, O, K, TA,) in the posterior direction: (O, TA:) or, between the shanks; like فَحَجٌ: (ISd, TA:) or crookedness, or curvature, [or a bowing outwards,] of the arms. (TA. [See أَفْلَجُ.]) And The turning over of the foot upon the outer side, and displacement of the heel; in a neuter sense. (L.) A3: Also, (S, K,) and, accord. to the S, فَلْجٌ, but this is a mistake, (IB, K,) A river: (A'Obeyd, TA:) or a small river: (S, O, K:) a rivulet, or streamlet; syn. جَدْوَلٌ: (A:) or a running spring of water: or running water: (R, TA:) or a large well: (Ibn-Kunáseh, TA:) pl. أَفْلَاجٌ (S, O) and فَلَجَاتٌ (R, TA) [or فُلْجَانٌ, for] فُلْجَانٌ signifies rivulets, streamlets, or small channels, for the irrigation of seed-produce: and ↓ فُلُجٌ, with two dammehs, signifies a rivulet, streamlet, or small channel, for irrigation, running to every part of a garden. (L.) b2: فَلَجٌ is also sometimes used as an epithet: one says مَآءٌ فَلَجٌ meaning Running water: and عَيْنٌ فَلَجٌ a running spring of water. (L.) A4: And الفَلَجُ signifies The daybreak. (TA.) فَلِجٌ [part. n. of فَلِجَ]: see an ex. voce أَفْلَجُ.

فُلُجٌ: see فَلَجٌ, last sentence but two. b2: It is also a pl. of فَلِيجٌ [q. v. voce فَلِيجَةٌ].

فَلْجَةٌ: see فَلِيجَةٌ.

فُلْجَةٌ: see فُلْجٌ.

فَلَجَاتٌ Fields, or lands, sown, or for sowing. (TA. [See also فَلَحَةٌ, in art. فلح.]) b2: See also فَلَجٌ, last sentence but two.

فُلُجٌّ, [thus in the L,] accord. to Sb, A sort of men: one says, النَّاسُ فُلُجَّانِ The people, or men, are two sorts; [for ex.,] consisting of entering and going out: [but I think it most probable that فُلُجٌّ and فُلُجَّانِ are mistranscriptions for فِلْجٌ and فِلْجَانِ, for] Seer says that فلج signifying “ a half ” and “ a sort ” is derived from فِلْجٌ syn. with قَفِيزٌ: thus he makes فِلْجٌ an Arabic word. (L.) See also فَلْجٌ.

فِلْجَانٌ, [said to be] from فِلْجٌ signifying “ a certain measure of capacity,” [but app. from the Pers\. فِنْجَان,] A [small porcelain or earthenware] cup out of which coffee &c. is drunk; commonly pronounced by the vulgar فِنْجَان and فِنْجَال [from the Pers\. پِنْگَان and پِنْگَال, and also called ↓ فِلْجَانَةٌ, vulgarly فِنْجَانَة; and ↓ فِيَالَجَة: (see سَوْمَلَةٌ:) pl. فَلَاجِينُ and فَنَاجِينُ and فَنَاجِيلُ]. (TA.) فِلْجَانَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَلِيجٌ: see the paragraph here following.

فَليِجَةٌ One of the oblong pieces of cloth of a tent: (TA:) or, of a [tent of the kind called]

خِبَآء: (As, S, O, K:) As says, I know not in what part it is: (TA:) ↓ فَلِيجٌ appears to be used for it by poetic license; or the word may be one of those pronounced with and without ة; or without ة it may be a pl. [or coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is with ة: (M, TA:) [or] فَلِيجٌ signifies a single oblong piece of a بِجَاد [q. v.]; and its pl. is فُلُجٌ: (L and TA in art. بجد:) and [in like manner] ↓ فَلْجَةٌ signifies a piece of a بِجَاد. (TA in the present art.) b2: See also فَلِيحَةٌ, with ح.

فَلُّوجٌ A writer. (Ibn-Jembeh, O, K.) and A manager and reckoner: from the phrase هُوَ يَفْلُجُ الأَمْرَ, expl. above. (TA.) فَلُّوجَةٌ Land that is put into a right, or proper, state for sowing; (S, O, K;) good, clear, land prepared for sowing: (TA:) pl. فَلَالِيجُ. (S, O, K.) And [hence, app.,] Any one town, or village, of the Sawád: (O, K: *) pl. as above. (O.) رَجُلٌ فَالِجٌ فِى حُجَّتِهِ A man who succeeds, or overcomes, in his argument, plea, allegation, or the like; as also ↓ فَلْجٌ. (TA.) And السَّهْمُ الفَالِجُ The arrow that is successful: (S, O, K:) the winning arrow in the game called المَيْسِر: or it may mean the arrow that is successful in a contest at archery. (TA.) A2: See also فِلْجٌ, in four places. b2: فَالِجٌ (S, O, L, K) and ↓ فَلْجٌ (L) also signify A large, or bulky, camel, with two humps, that is brought from Es-Sind for the purpose of covering: (S, O, * K:) or a camel with two humps, between the Bukhtee (البُخْتِىّ) and the Arabian: so called because his hump is divided in halves, or because his two humps have different inclinations: (L:) pl. of the former فَوَالِجُ. (S, M, K; all in art. صر.) b3: And الفَالِجُ signifies [Palsy, or paralysis, whether partial or general; hemiplegia or paraplegia:] a disease arising from a flaccidity in one of the lateral halves of the body; (A;) or a flaccidity in one of the lateral halves of the body, (K, TA,) arising suddenly, (TA,) occasioned by an efflux of a phlegmatic humour, and causing the passages of the spirit to become obstructed; (K, TA;) this being its first effect; it deprives the patient of his senses and his motion; and is sometimes in one member: (TA:) or a flatus (رِيحٌ S, O, L, TA) which attacks a man, and deprives him [of the use] of one lateral half of the body; (thus in the L, and the like is said in the 'Eyn; TA;) whence it is thus called: (IDrd, S, O:) or a disease that arises in one of the lateral halves of the body, occasioning the loss of the senses and of motion, and sometimes in both lateral halves, and sudden in its attack; on the seventh [day] it is dangerous; but when it has passed the seventh, its acuteness ceases; and when it has passed the fourteenth, it becomes a chronic disease: (Msb:) it is called in a trad. of Aboo-Hureyreh دَآءُ الأَنْبِيَآءِ [the disease of the prophets]: and is said by Et-Tedmuree, in the Expos. of the Fs, to be a disease that attacks a man when the venters (بُطُون) of the brain become filled with certain moistures, or humours, occasioning the loss of sensation and of the motions of the members, and rendering the patient like a dead person, understanding nothing. (TA.) A3: أَنَا مِنْ هٰذَا الأَمْرِ فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ, or كَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ, is a saying expl. in art. خلو.

فَيْلَجٌ [The cocoon of a silk-worm;] the thing from which قَزّ is obtained: an arabicized word; [from the Pers\. پِيلَهْ pélah; but said to be] originally فَيْلَق, and thus some pronounce it. (Msb,) فِيَالَجَةٌ: see فِلْجَانٌ. [فَيَالِجَة occurs in art. قز.

in the TA, as its pl.; being there expl. as meaning small cups (فَنَاجِين) in which wine (شَرَاب) is drunk: but I think that this may be taken from a mistranscription for فِيَالَجَة.]

أَفْلَجُ, (TA,) or أَفْلَجُ الأَسْنَانِ, (S, Mgh, O, K, TA,) applied to a man, and فَلْجَآءُ الأَسْنَانِ applied to a woman, (S, O,) for the teeth must be mentioned, (IDrd, S, O, K,) [but MF disputes this,] and الأَسْنَانِ ↓ مُفَلَّجُ, applied to a man, accord. to one reading of a trad., (TA,) Having the teeth separate, one from another: (TA:) or, distant, or wide apart, one from another: (Mgh, * K:) or having the medial and lateral incisors distant, one from another, or wide apart. (S, O.) [See also أَفْرَقُ.] And الثَّنَايَا ↓ مُفَلَّجُ A man having an interstice between the middle pair of teeth; (S, O, K;) as also الثَّنَايَا ↓ فَلِجُ; (A;) contr. of مُتَرَاصُّ الثَّنَايَا. (S, O.) And ↓ مُتَفَلِّجَةٌ A woman that makes open spaces between her front teeth, for the purpose of improving their appearance. (L, from a trad., in which a curse is pronounced against her who does this.) And ثَغْرٌ أَفْلَجُ Front teeth that are separate, or distant, or wide apart, one from another; and ↓ مُفَلَّجٌ signifies the same [app. when they are rendered so artificially: see فَلَجٌ]. (TA.) b2: And أَفْلَجُ applied to a man, Having a crookedness, or curvature, [or bowing outwards,] in the arms: when it is in the legs, the person is termed أَفْحَجُ: (L:) or wide between the arms: (O, K:) or wide between the paps; (S, L;) which last explanation is said in the K to be erroneous; but he who is wide between the paps is also wide between the arms. (MF.) b3: هِنٌ أَفْلَجُ A vulva, of a woman, whereof the labia majora are wide apart. (L.) b4: فَرَسٌ أَفْلَجُ A horse having the prominent parts of the haunch-bones wide apart. (IDrd, O, L.) أَفْلَجِىٌّ Having the fingers wide apart. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

مُفْلَجٌ [Rendered] successful, or victorious; and safe, or secure. (KL.) [See also its verb.]

مُفَلَّجٌ: see أَفْلَجُ, in three places. b2: أَمْرٌ مُفَلَّجٌ An affair not rightly disposed or directed. (O, K.) مَفْلُوجٌ Having the disease termed الفَالِجٌ. (S, Mgh, O, Msb, K.) مُتَفَلِّجَةٌ: see أَفْلَجُ.
فلج
: (الفَلْجُ) بفتحٍ فسكونٍ (: الظَّفَرُ والفَوْز) ، هاذا هُوَ الْمَنْقُول فِيهِ، (كالإِفْلاجِ) رُبَاعيًّاً. صَرَّحَ بِهِ ابنُ القَطّاع فِي الأَفْعَال، والسَّرَقُسْطيّ، وصاحِبُ الواعِي، وثابتٌ، وأَبو عُبَيْدَةَ، وقُطْربٌ فِي فَعَلْت وأَفْعَلت، وغيرُهم. واقتصرَ ثعلبٌ فِي الفَصِيح على الثلاثيّ، ومُقْتَضَى كلامِه أَن يكون الرباعيُّ مِنْهُ غيرَ فصيحٍ. وَلم يُتَابَعْ على ذالك. يُقَال: فَلَجَ الرَّجلُ على خَصْمِه وأَفْلَجَ إِذا عَلاهُم وفاتَهم. وكذالك فَلَجَ الرّجُلُ أَصحابَه. وفَلَجَ بحُجَّته، وَفِي حُجَّتِه، يَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً، كذالك. وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ فازَ. وأَفْلَجَه اللَّهُ عَلَيْه فَلْجاً وفُلُوجاً.
(وَالِاسْم) للمصدر من كلّ ذالك الفُلْجُ، (بالضّمّ) فالسكون، (كالفُلْجَة) بِزِيَادَة الهاءِ. وهاذا الّذي ذكرَه المصنِّف من الضّمّ فِي اسْم الْمصدر هُوَ الْمَعْرُوف فِي قواعِد اللُّغويّين والصَّرفيّين. وحكَى بعضٌ فِيهِ الفَلَجَ، محرَّكَةً، فَهُوَ مُسْتَدْرك عَلَيْهِ.
قَالَ الزَّمَخْشَريّ فِي شرخ مقاماته: الفُلْجُ والفَلَجُ كالرُّشْد والرَّشَد: الظَّفَر. ومِثْلُه فِي (الأَساس) . ونَقَلَه شُرّاحُ الفَصِيح.
وَفِي (اللِّسَان) : والاسمُ من جَمِيع ذالك الفُلْجُ والفَلَجُ، يُقَال: لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ؟ .
قلت: هُوَ نَص عِبارةِ اللِّحْيَانيّ فِي النَّوادر. وَقَالَ كُراع فِي المُجرَّد: يُقَال فِي الْمصدر من فَلَجَ: الفُلْج، بضمّ الفاءِ وتسكين الّلام، والفَلَجُ، بِفَتْح الفاءِ واللاّم.
قلت: وَقد أَنكرَه الدَّمَامِينيّ، وتَبِعَه غيرُ واحِدٍ، وَلم يُعوَّل عَلَيْهِ.
(و) الفَلْجُ: القَسْمُ، فِي (الصّحاح) : فَلَجْتُ الشْيءَ أَفْلِجْه، بِالْكَسْرِ، فَلْجاً: إِذا قَسَمْته.
وَفِي (الْمُحكم) و (اللِّسَان) : فَلَجَ الشَّيْءَ بَينهمَا يَفْلِجُه، بِالْكَسْرِ، فَلْجاً: قَسَمَه بِنصْفَيْن. وَهُوَ التَّفْريق و (التَّقْسِيم، كالتَّفْليجِ) ، وَمِنْهُم من خَصَّه بِالْمَالِ، باللاَّمِ، وَآخَرُونَ بالماءَ الجارِي؛ والكلُّ صحيحٌ. قَالَ شَمِرٌ: فَلَّجْتُ المالَ بَينهم: أَي قَسَمْته. وَقَالَ أَبو دُواد:
فَفريقٌ يُفْلِّجُ اللَّحْمَ نيئاً
وفَرِيقٌ لِطَابِخِيهِ قُتَارُ
وَهُوَ يُفَلِّجُ الأَمْرَ، أَي يَنظر فِيهِ ويُقَسِّمه ويُدَبِّره؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الْمِصْبَاح) ، وسيأْتي القولُ الثَّانِي.
(و) الفَلْجُ أَيضاً: (الشَّقُّ نِصْفَيْنِ) يُقَال: فَلَجْت الشيْءَ فِلْجَيْن، أَي شَقَقْته نِصْفَيْن، وَهِي الفُلُوجُ، الوَاحِد فَلْج وفِلْجٌ.
(و) الفَلْجُ: (شَقُّ الأَرْضِ للزِّراعَة) ، يُقَال؛ فَلَجْت الأَرْضَ للزِّراعَة، وكلُّ شَيْءٍ شَقَقْتَه فقد فَلَجْتَه.
(و) الفَلْجُ (فِي الجِزْيَة: فَرْضُهَا) ، وَفِي نُسخة شَيخنَا الَّتِي شَرَحَ عَلَيْهَا (والجِزْيَةَ: فَرَضَهَا) ثمّ نقلَ عَن شفاءِ الغليل: أَنه مُعَرَّب. وَفِي حَدِيث عُمَرَ (أَنه بَعثَ حُذيفَةَ وعُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ إِلى السَّوَادِ ففَلَجَا الجِزْيَةَ على أَهْلِهَا) فَسَّرَه الأَصمعيّ فَقَالَ: أَي قَسَماها، وأَصلُه من الفِلْج، وَهُوَ المِكْيَالُ الَّذِي يُقَال لَهُ: الفَالِجُ. قَالَ: وإِنّمَا سُمِّيَت القِسْمَةُ بالفَلْجِ لأَنّ خَرَاجَهُم كَانَ طَعَاما.
وَفِي (الأَساس) : وفَلَجُوا الجِزْيَةَ بينَهُم قَسَمُوهَا. وفَلِّجْ بَين أَعْشِرائِك لَا تَخْتَلِطْ، أَي فَرِّقُ. وَفِي (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) و (اللِّسَان) فَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القَوْمِ: إِذا فَرَضْتَهَا عَلَيْهِم. قَالَ أَبو عُبيد: هُوَ مأْخُوذٌ من القَفيزِ الفالِجِ.
وفَلَجَ القَوْمَ، وعَلَى القَوْمِ، (يَفْلُجُ ويَفْلِج) ، بالضّمّ وَالْكَسْر، فَلْجاً، وَاقْتصر الجماهيرُ على أَن الفِعْل الثلاثيَّ مِنْهُ كنَصَرَ لَا غيرُ، وَبِه صَرَّحَ فِي (الصّحاح) وَغَيره، قَالَه شيخُنَا.
ثمَّ إِن هاذا الَّذِي ذَكرْناه من الوَجُهَيْن إِنما هُوَ فِي: فَلَج القَوْمَ: إِذا ظَفِرَ بهم. والمصنِّف يدَّعي أَنه (فِي الكُلّ) من فَلَجَ: إِذا ظَفِرَ، وفَلَجَ: إِذا قَسَمَ، وفَلَجَ: إِذا شَقّ، وفَلَج: إِذا فَرَض. وَلم يُصَرِّحْ بذالك أَربابُ الأَفعال. فالمعروف فِي فَلَجَ: إِذا قَسَمَ، أَنه من حَدِّ ضرَب لَا غيرُ، وَمَا عَدَاهَا كنَصَرَ لَا غَيْرُ، فلتُرَاجَعْ فِي مَظَلِّهَا. ثمَّ إِنه لم يتعرَّض لتَعْدِيَتِه بنفْسِه أَو بأَحَدِ الحُرُوف. فالمشهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجمهورُ أَنه يتَعَدَّى بَعَلَى، وَاقْتصر عَلَيْهِ فِي الفصيح ونَظْمه. وصَرَّحَ ابنُ القَطَّاع بتعْدِيَته بنفْسه، وتابَعَه جماعةٌ.
(و) عَن ابْن سَيّده: الفَلْجُ: (: ع، بَين البَصْرَة و) حِمَى (ضَرِيَّةَ) مُذكَّر. وَقيل: هُوَ وَادٍ بطريقِ البَصْرةِ إِلى مكَّة، ببطْنِه منازلُ للحَّاجِّ، مَصْرُوفٌ. قَالَ الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة:
وإِنّ الّذي حَانَتْ بفَلْجٍ دِمَاؤُهمْ
هُمُ القَوْمُ كلُّ القَوْمِ يَا مَّ خالدِ
وَقيل: هُوَ بَلدٌ. وَمِنْه قِيل. لطريقٍ مأْخَذُهُ من البَصرَةِ إِلى اليمامَةِ: طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ. قَالَ ابْن بَرّيّ: النّحويّون يستشهدون بهاذا الْبَيْت على حذف النّون من (الَّذين) لضَرُورَة الشِّعْر، والأَصل فِيهِ: (وإِنّ الّذِين) فحذَفَ النّونَ ضَرُورَة.
(و) الفِلْج، (الكسْر: مِكْيَالٌ) ضَخْمٌ (م) ، أَي مَعْرُوف يُقْسَم بِهِ وَيُقَال لَهُ: الفَالِجُ. وقِيل: هُوَ القَفِيزُ. وأَصلُه بالسُّرْيَانِيَّة: (فالغَاءُ) فعُرِّبَ. قَالَ الجَعْدِيّ يَصف الخَمْر.
أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا
رِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ
قلت: وَمن هُنَا يُؤْخَذ قَوْلهم للظَّرْف المُعَدِّ لشُرْبِ القَهْوَةِ وغيرَهَا (فِلْجَان) والعَامّة تَقول: فِنْجَان، وفِنْجَال، وَلَا يصحّانِ.
(و) الفِلْج من كل شْيءِ: (النِّصْفُ) ، وَقد فَلَجَه: جعلَه نِصْفَين. (ويُفْتَح) فِي هاذه، (و) يُقَال: (هُمَا فِلْجَانِ) . وَقَالَ سِيبويه: الفِلْج: الصِّنْف من النَّاس، يُقَال: الناسُ فَلْجَانِ: أَي صِنْفَانِ من داخلٍ وخارجٍ. وَقَالَ السِّيرَافيّ من داخلٍ وخارجٍ. وَقَالَ السِّيرَافيّ الفِلْج: الّذي هُوَ النِّصْف والصِّنْف مُشْتَقّ من الفِلْج الّذي هُوَ القَفيز، فالفلْج على هاذا القَوْل عربيّ، لأَن سِيبَوَيْهٍ إِنما حَكَى الفلْج على أَنه عربيّ، غير مشتقّ من هاذا الأَعجميّ: كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) الفَلَجُ، (بِالتَّحْرِيكِ: تَبَاعُدُ مَا بَين القَدَمَيْنِ) أُخُراً. وَقيل: الفَلَجُ اعْوجاجُ اليَدَيْنِ، وَهُوَ أَفْلَجُ، فإِن كَانَ فِي الرِّجْلَيْن فَهُوَ أَفْحَجُ، (و) قَالَ ابْن سَيّده: الفَلَجُ: (تَبَاعُدُ) مَا بَين السّاقَيْنِ، وَهُوَ الفَحَجُ، وَهُوَ أَيضاً تَبَاعُدخ (مَا بينَ الأَسنانِ) ، فَلِجَ فَلَجاً وَهُوَ أَفْلَجُ، وثَغْرٌ مُفَلَّجُ أَفْلَجُ، ورجُلٌ أَفْلَجُ: إِذا كَانَ فِي أَسنانِه تَفرُّقٌ، وَهُوَ التَّفْليجُ أَيضاً. وَفِي التّهذيب والصّحاح: الفَلَجُ فِي الأَسنانِ: تَباعُدُ مَا بينَ الثَّنَايَا والرَّبَاعِيَاتِ خِلْقَةً، فإِنْ تُكُلِّفَ فَهُوَ التَّفْلِيج. (وَهُوَ أَفْلَجُ الأَسنانِ) وامرأَةٌ فَلْجَاءُ الأَسنانِ. قَالَ ابْن دُريد: (لَا بُدَّ من ذِكْر الأَسنانِ) ، نَقله الجوهَرِيّ. وَقد جاءَ فِي وَصْفه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَانَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ) ، وَفِي روايةٍ: (مُفَلَّجَ الأَسنانِ) ، كَمَا فِي الشَّمائل. وَفِي الشِّفَاءِ (كَانَ أَفْلَجَ أَبْلَجَ) قَالَ شَيخنَا: وإِذا عَرفتَ هاذا، ظهرَ لَك أَن مَا قالَه ابنُ دُرَيْدٍ: إِنْ أَراد لَا بُد من ذكر الأَسنان وَمَا بمعناها كالثَّنَايَا كَانَ على طريقِ التَّوْصِيف، أَو لأَخفّ الأَمرِ، ولَّكنه غيرُ مسلَّم أَيضاً، لمَا ذَكَره أَهلُ اللّغَة من أَن فِي الجمهرة أُموراً غير مُسلَّمة. وَبِمَا ذُكِرَ تَبَيَّن أَنه لَا اعتراضَ على مَا فِي الشّفاءِ، وَلَا يَأْبَاه كونُ أَفلَجَ لَهُ معنى آخَرُ، لأَن القَرِينَةَ مُصَحِّحةٌ للاستعمال. انْتهى. ثمَّ إِن الفَلَجَ فِي الأَسنان إِن كَانَ المرادُ تَبَاعُدَ مَا بَينهَا وتَفْرِيقَها كلَّهَا فَهُوَ مذمومٌ، لَيْسَ من الحُسْنِ فِي شَيْءٍ، وإِنما يَحْسُن بَين الثنايا، لتفصيلِه بَين مَا ارْتَصَّ من بَقِيَّة الأَسنان وتَنَفُّسِ المتكلِّم الفَصِيح مِنْهُ، فَلْيُحَقَّقْ كلامُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجمهرةِ.
وَفِي (الأَساس) : استَقَيْتُ الماءَ من الفَلَجِ: أَي الجَدْوَلِ.
قَالَ السُّهَيْليّ فِي (الرَّوْض) : الفَلَجُ: العَيْنُ الجارِيَةُ، والماءُ الجارِي، يُقَال ماءٌ فَلَجٌ، وعَيْنٌ فَلَجٌ، وَالْجمع فَلَجَاتٌ وَقَالَ ابْن السِّيد فِي الفَرق: الفَلَج: الجارِي من الْعين. والفَلَج: البِئْرُ الْكَبِيرَة، عَن ابْن كُنَاسة. وماءٌ فَلَجٌ: جارٍ. وَذكره أَبو حنيفَة الدِّينَوريّ بالحاءِ الْمُهْملَة، وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر: سُمِّيَ الماءُ الْجَارِي فَلَجاً، لأَنه قد حَفَر فِي الأَرضِ وفَرَّقَ بينَ جانِبَيْهَا، مأْخُوذٌ من فَلَجِ الأَسنان، قلتُ: فَهُوَ إِذنْ من الْمجَاز.
(و) فِي (اللِّسَان) : الفَلَج، بالتَّحْرِيك (: النَّهْرُ) ، عَن أَبي عُبَيْدٍ. وَقيل: هُوَ النَّهْرُ (الصَّغِيرُ) ، وَقيل: هُوَ الماءُ الجَارِي. قَالَ عَبِيدٌ:
أَو فَلَج ببَطْنِ وادٍ
للماءِ من تَحْتِه قَسِيبُ
قَالَ الجوهريّ: (وَلَو رُوِيَ: (فِي بطُون وادٍ) ، لاسْتَقَامَ وَزْنُ البيتِ. والجمعُ أَفلاجٌ. وَقَالَ الأَعشى:
فَمَا فَلَجٌ يَسْقِي جَدَاوِلَ صَعْنَبَى
لَهُ مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كُلِّ مَوُرِدِ
(وغَلِطَ الجوهَريّ فِي تسكين لامه) . نَصُّه فِي صحاحه: والفَلْج: نَهرٌ صغيرٌ. قَالَ العَجّاج:
فَصَبَّحَا عَيْناً رِوًى وفَلْجَا قَالَ: والفَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ، لُغَة فِيهِ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: صوابُ إِنشادِه:
تَذَكَّرَا عَيْناً رِوًى وفَلَجَا
بتحريك اللَّام. وَبعده:
فرَاحَ يَحْدُوهَا وبَاتَ نَيْرَجَا
وَالْجمع أَفْلاَجٌ. قَالَ امْرُؤ القَيْس:
بعَيْنَيّ ظُعْنُ الحَيِّ لمَّا تَحَمَّلوا
لَدَى جانِبِ الأَفْلاَجِ مِن جَنْب تَيْمَرَا
وَقد يُوصَف بِهِ، فَيُقَال: ماءٌ فَلَجٌ، وعَيْنٌ فَلَجٌ. وَقيل: الفَلَج: المَاءُ الجارِي من العَين؛ قَالَه اللّيث. وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: الفَلَجُ: مدينةٌ بأَرضِ اليَمَامة لبنِي جَعْدَةَ وقُشَيْرٍ ابْنَيْ كَعْبِ بن رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعةَ، كَمَا أَن حَجْراً مدينةٌ لبني رَبِيعَةَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدّ بنِ عَدْنَانَ، قَالَ الجَعْدي:
نَحْنُ بنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ
قلت: وأَنشد ابنُ هِشَام فِي (المُغْني) قَول الرّاجز:
نَحن بَنو ضَبَّةَ أَصحابُ الفَلَجْ
قَالَ البَدْرُ الدَّمامِينيّ فِي شرْحه: إِنّ التحريكَ غيرُ مَعْرُوف، وإِنه وقعَ للرَاجز على جِهة الضَّرُورَة والإِتباع للفَتْحة. قَالَ شيخُنا: وَهَذَا مِنْهُ قُصورٌ وعدمُ اطّلاع، واغترارٌ بِمَا فِي (القَامُوس) و (الصّحاح) من الِاقْتِصَار الّذي يُنافي دَعْوَى الإِحاطَةِ والاتّساع، ثمَّ قَالَ: وَمَا قَاله الدّمامينيّ مَبْنيٌ على شَرْح الفَلْج بالظَّفَرِ، وشَرَحه غيرُهُ بأَنه اسمُ مَوضعٍ. انْتهى.
و (الأَفْلَج: البَعيدُ مَا بَين اليَدَيْنِ) .
وَفِي (اللِّسَان) : وَقيل الأَفلجُ: الّذي اعْوِجاجُه فِي يَدَيْه، فإِن كَانَ فِي رِجْليه فَهُوَ أَفْحَجُ.
(وغَلِطَ الجوهريّ فِي قَوْله: البعيدُ مَا بَين الثَّدْيَيْنِ) .
وَفِي (اللِّسَان) : الأَفلجُ أَيضاً من الرِّجَال: البَعيدُ مَا بَين الثَّدْيَينِ. قَالَ شيخُنا: وَقد تَعَقَّبوه بأَنّ الْمَعْنى واحدٌ، وَهُوَ الْمَقْصُود من التَّعْبِير، وَقَالُوا: يَلزمُ عادَةً من تَبَاعُدِ مَا بَين الثَّدْيَين تباعُدُ مَا بَيْن اليَدَينِ، والثَّدْيُ عامٌّ فِي الرِّجال والنِّسَاءِ، كَمَا تقدّم، فَلَا غلطَ.
(و) الفَلْجُ والفَالِجُ: البَعِيرُ ذُو السَّنامَيْن، وَهُوَ الّذي بَين البُخْتِيّ والعَرَبيّ، سُمِّي بذِّلك لأَن سَنامه نِصْفَانِ، وَالْجمع الفَوَالِجُ. وَفِي (الصّحَاح) (الفالِجُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ ذُو السَّنامَيْن يُحْمَل من السِّنْدِ) البلادِ المعروفةِ (للفِحْلَةِ) ، بِالْكَسْرِ. وَقد ورد فِي الحَدِيث: (أَنّ فالِجاً تَردَّى فِي بِئرٍ) . وَقيل: سُمِّيَ بذالك لأَن سَنَامَيْه يَخْتلِف مَيْلُهما.
والفَلْج والفُلْج: القَمْر.
والفَالِجُ فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: اللَّهُن المُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لَهَا إِذا ذُكِرَتْ وتُغْرِي بِهِ لِئَام النّاسِ كاليَاسِرِ الفالِجِ) اليَاسِرُ المُقَامِرُ (و) عنهُ الفالِجُ: (الفائزُ من السِّهَام) . سَهْمٌ فَالِجٌ: فائزٌ. وَقد فَلَجَ أَصحابَه وعَلى أَصحابه، إِذا غَلَبَهُم. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَيُّنَا فَلَجَ أَصحابَه) . وَفِي حَدِيث سعدٍ: (فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ) : أَي القامِرَ الغالِبَ. قَالَ: وَيجوز أَن يكون السّهْمَ الّذي سَبَقَ بِهِ فِي النِّضَال.
(و) الفالجُ: مَرَضٌ من الأَمراضِ يَتَكوَّنُ من (اسْتِرْخَاءِ) أَحدِ شِقَّيِ البَدَنِ طُولاً؛ هاذا نَصُّ الزَّمَخْشَريّ فِي (الأَسَاس) . وَزَاد فِي شَرْحِ نَظْمِ الفصيح: فيَبحطُلُ إِحساسُه وحَرَكَتُه، وَرُبمَا كَانَ فِي عُضْوٍ وَفِي (اللِّسَان) هُوَ رِيحٌ يأْخُذُ الإِنسانَ فَيَذْهَب بشِقِّه. ومثلُه قَول الخَليل فِي كتاب العَين. وَقد يَعْرِض ذالك (لأَحَدِ شِقَّيِ البَدَنِ) ويَحْدُث بَغْتَةً (لانْصِبابِ خِلْطٍ بَلْغَمِيّ) ، فأَوّلُ مَا يُورِث أَنه (تَنْسَدّ مِنْهُ مَسَالِكُ الرُّوحِ) ، وَهُوَ حاصلُ كلامِ الأَطباءِ. وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ: (الفالِجُ داءُ الأَنبياءِ) : وَقَالَ التَّدْمُريّ فِي (شرح الفصيح) : الفالِج: داءٌ يُصيب الإِنسانَ عِنْد امتلاءِ بُطُون الدِّماغ من بعضِ الرُّطوبات، فيَبْطُل مِنْهُ الحِسُّ وحَركاتُ الأَعضاءِ، ويَبْقَى العَليلُ كالمَيْتِ لَا يَعْقِل شَيْئا.
والمَفْلُوجُ: صاحبُ الفالِج.
وَقد (فُلِجَ كعُنِيَ) اقْتصر عَلَيْهِ ثعلبٌ فِي الفَصِيح، وتَبعَه المشاهيرُ من الأَئمّة، زَاد شيخُنَا: وبَقِيَ على المصنّف أَنه يُقَال: فَلِجَ، بِالْكَسْرِ، كعَلِمَ؛ حكاهَا ابنُ القَطَّاع والسَّرَقُسْطِيّ وغيرُهُمَا (فَهُوَ مَفْلُوجٌ) ، قَالَ ابْن دُرَيْد: لأَنّه ذَهَبَ نِصْفُه. وَقَالَ ابْن سَيّده: فُلِجَ فالِجاً، أَحَدُ مَا جاءَ من المصادرِ على مِثَالِ فاعِلٍ.
(و) بِلَا لامٍ: (ابنُ خلاوَةَ) الأَشْجَعِيّ، اسمُ رَجلٍ، (و) كَانَ فِي قِصَّته أَنه (قِيلَ لَهُ يَوْمَ الرَّقَم) محرّكةً من أَيّامهم الْمَشْهُورَة (لمّا قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرَى) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي بَعْضهَا: لمّا قتلَ أَنيسٌ الأَسَديّ، وَلَا يصحّ (: أَتَنْصُر أُنَيْساً؟ فَقَالَ: إِنه مِنْهُ بَرِيءٌ. ومَنه قولُ المُتَبَرِّىءِ من الأَمْر) : فُلانٌ يَدَّعِي عَلَيَّ فَوْدَيْن وغِلاوَةً و (أَنا مِنْهُ فالِجُ بنُ خَلاَوَة) : أَي أَنا مِنْهُ بَرِىءٌ؛ قَالَه الأَصمعيُّ، وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَال للرجل إِذا وَقَعَ فِي أَمْرٍ قدْ كَانَ مِنْهُ بمَعْزِلٍ: كنتَ من هذَا فالِجَ بنَ خَلاَوَةَ، يَا فَتى. وَفِي (اللّسَان) : ومثلُه قَول الأَصمعيّ: لَا نَاقَةَ لي فِي هاذا وَلَا جَمَلَ؛ رَوَاهُ شَمهرٌ لابنِ هانِىءٍ، عَنهُ.
(والفَلُّوجَةُ، كسَفُّودَة: القَرْيَةُ من السَّوَادِ و) هِيَ أَيضاً (الأَرضُ المُصْلَحَةُ) الطّيِّبَةُ البيضاءُ المُسْتَخْرَجَةُ (للزَّرْع) ، و (ج فَلالِيجُ. و) مِنْهُ سْمِّيَ (ع) : مَوْضِعٌ (بالعِراق) فَلُّوجَة. وَفِي (اللِّسَان) : (بالفُرات) بدل: (العِراق) .
(و) قَالَ ابْن دُريد فِي المفلوجِ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه ذَهَب نِصْفُه.
وَمِنْه قيلَ:
الفَلِيجَةُ، (كسَفِينَة) ، وَهُوَ (شُقَّةٌ من شُقَق) البَيتِ. وَقَالَ الأَصمعيّ: من شُقَقِ (الخِبَاءِ) . قَالَ: وَلَا أَدرِي أَين تكون هِيَ. قَالَ عُمَر بن لَجَإٍ:
تَمَشَّى غَيرَ مُشْتَمِل بثَوْبٍ
سِوَى خَلِّ الفَلِيجَةِ بالخِلاَلِ
وَفِي (المُحْكَم) : وَقَول سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَليّ:
لَظَلَّتْ عَلَيْهِ أُمُّ شِبْل كأَنَّها
إِذا شَبِعَتْ مِنْهُ فَلِيجٌ مُمَدَّدُ
يجوز أَن يكون أَراد: فَلِيجَةً ممدَّدَةً، فحذَف، وَيجوز أَن يكون ممّا يُقَال بالهاءِ وَبِغير الهاءِ، وَيجوز أَن يكون من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارقُ واحِدَه إِلاّ بالهاءِ.
(و) فِي قَول ابْن طُفَيْل.
تَوَضَّحْنَ فِي عَلْيَاءَ قَفْرٍ كأَنّها
مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعَارِضْنَ تالِيَا
قَالَ ابنُ جَنْبَةَ: هُوَ (كالتَّنُّورِ: الكاتِبُ) قلت: ويُطْلَق على المدبِّر الحاسِبِ، من قَوْلِهم: هُوَ يُفلِّج الأَمْرَ، أَي ينظر فِيهِ ويُقَسِّمه ويدَبِّره.
(و) فَلُّوجٌ: (ع) .
(و) يُقَال: (أَمْرٌ مُفَلَّجٌ، كمُعَظَّم: غيرُ مُستقيمٍ) على جِهَته (ورَجلٌ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا) وفَلِجُها أَي (مُتَفَرِّجُها) ، الأَخيرة من الأَساس؛ هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: مُنْفَرِجُها، من بابِ الانفعال، وَهُوَ خلافُ المُتَراصّ الأَسنانِ. وَفِي صِفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ) ، وَفِي روايةٍ: (أَفْلَجَ الأَسنانِ) ، وَفِي أُخْرَى: (أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْن) .
(وإِفْلِيجِ، كإِزْمِيل: ع) .
(وفُلْجَةُ) ، بالتسكين (: ع بَين مَكَّةَ والبَصرَةِ) ، وَقيل: هُوَ الفَلَج، المتقدّم ذِكْرُه.
(و) فِي الْمثل: (مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ) . و (أَفْلَجَه) اللَّهُ عَلَيْهِ فَلْجاً وفُلُوجاً: (أَظْفَره) وغَلَّبَه وفَضَّلَه. (و) أَفْلَجَ اللَّهُ (بُرْهَانَه: قَوَّمَه وأَظْهَرَه) . وَالِاسْم من جَمِيع ذالك الفُلْجُ والفَلَجُ، يُقَال: لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ؟ وَفِي حَدِيث مَعْنِ بن يَزِيد: (يابَعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموخاصمتُ (إِليه) فَأَفْلَجَني) أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمي.
(وتَفَلَّجَتْ قَدَمُه) : إِذا (تَشَقَّقتْ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ من هاذه المادّة:
امرأَة مُتفلِّجَة: وَهِي الّتي تَفعل ذالك بأَسنانها رَغْبَةً فِي التَّحسين. وَمِنْه الحَدِيث (أَنه لَعَنَ المُفتَفلِّجاتِ للحُسْن) .
والفَلَج، محَرَّكةً: انْقِلابُ القَدَم على الوَحْشِيّ وزَوَالُ الكَعْب.
وَهن أَفلج: مُتَبَاعِدَ الاسْكتيْن. وفَرَسٌ أَفْلَجُ: متباعِدُ الحَرْقَفتَين. وَيُقَال من ذالك كلّه: فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجَةً، عَن اللَّحْيَانيّ:
والفِلْجَةُ: القِطْعَة من البِجَادِ.
وتَعَالَ: أُفَالِجْك أُموراً من الحَقِّ، (أَي) أُسَابِقك إِلى الفَلَج لأَيِّنا يكون، من فالَجَ فُلاناً ففَلَجه يَفْلُجه: خاصَمَه فخَصَمَه وغَلَبَه.
ورجلٌ فالِجٌ فِي حُجَّتِه وفَلْجٌ، كَمَا يُقَال بالِغٌ وبَلْغٌ، وثابِتٌ وثَبْتٌ.
والفُلُجُ، بضمّتين: السّاقِيَةُ الّتي تَجْرِي إِلى جَميعِ الحائطِ.
والفُلْجَانِ: سَوَاقِي الزَّرْعِ.
والفَلَجَاتُ: المَزَارِعُ. قَالَ:
دَعُوا فَلَجَاتِ الشَّأْمِ قدْ حالَ دُونَهَا
طِعَانٌ كأَفْوَاهِ المَخَاضِ الأَوَراكِ
وَهُوَ مَذْكُور فِي الحاءِ.
والفَلَج: الصُّبْح. قَالَ حُميدُ بنُ ثَوْرٍ:
عَن القراميصِ بأَعْلَى لَا حِبٍ
مُعبَّد من عَهْدِ عَاد كالفَلَجْ وانْفَلَجَ الصُّبْحُ كانْبَلَجَ.
واسْتَفْلَجَ فُلانٌ بأَمْرِه بِالْجِيم والحاءِ مَلَكَه.
وفَلجَتْ فُلاَنَةُ بقَلْبي: ذَهَبَتْ بِهِ، وهاذه وَمَا قبلهَا من الأَساس.
وَفِي الحَدِيث ذِكْرُ فَلَجَ، وَهُوَ محرَّكةً: قَريةٌ عظيمةٌ من ناحيةِ اليَمامة، ومَوضعٌ باليَمن من مساكنِ عادٍ؛ كَذَا فِي أَنساب أَبي عِبيدٍ البَكْرِيّ. قلت: وَمن الأَخير ابنُ المُهَاجِر؛ ذَكَرَ ذالك الهَمْدَانيُّ فِي أَسماءِ الشُّهُور والأَيّام.
وفَالُوجَةُ: قَرْيَةٌ بِفِلَسْطِينع.
وفَالِجٌ: اسْمٌ. قَالَ الشّاعِر:
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّقِ فَالِجٍ
فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ
وفالجانُ: قريةٌ بتُونسَ.

فرخ

(فرخ) الطَّائِر والبيضة وَالزَّرْع أفرخ وَالْقَوْم فزعوا وذلوا وَالْأَمر استبانت عاقبته بعد اشْتِبَاه وَقَالُوا باض فِي رَأسه الشَّيْطَان وفرخ أغواه واستقرت غوايته
فرخ: فرخ (بالتشديد): أفرخ، صار ذا أفراخ (فوك).
فرخ: أفرق (النحل) تشول، هاجر، تفرق (ألكالا).
فرخ: حمامة (همبرت ص66 جزائرية).
فراخ: جمع فرخ: يطلق على الزغاليل فراغ الحمام بخاصة. (معجم المنصوري).
فراخ (جمع) طيور ميتة تعلق على حبل مربوط بين عمودين، إذا حركتها الريح خافت منها الطيور وهربت (ابن العوام 90:2).
فرخ حلال، وهي فرخة حلال، والجمع فراخ حلال: ابن حلال وهي بنت حلال، ابن شرعي (فوك).
فرخ زنا: ابن حرام، ابن زنا، نغل، ولد غير شرعي. (فوك).
فرخ، والجمع فروخ: شكير، برعم بتلة، فسيلة تنبت في أسفل ساق الشجرة. (بوشر). فرخ، والجمع فراخ وأفراخ: صحيفة من الورق، (بوشر جزائرية، همبرت ص110). وفي ألف ليلة (برسل 15:12): كتبت في فرخ ورق. كتاب في الفرخ: ما يكون بقطع نصف لحية من الورق. (بوشر).
فرخ: ضرب من السمك النهري العريض (معجم الإدريسي، ألف ليلة 154:4). ويظهر أن كلمة سمك في ألف ليلة من كلام الشارح.
فرخ، والجمع فراخ: قوس القوطية، وهو قوسان يتقاطعان في أعلاهما، كما فسرها شبر نجر (زيشر 411:15).
فرخ جمر: جمرة، دمل كبير، دمل طاعوني، خراج وبائي. (بوشر).
فرخ الماء: دردور، دوامة. موجة. (دوب ص55، هلو).
فرخ النحل: فرق النحل، خشرم. ثول من صغار النحل (ألكالا).
فرخة: حمامة (همبرت ص66) جزائرية.
فرخة، والجمع فراخ: دجاجة (بوشر مصرية، همبرت ص65).
ريش الفرخة: نتف ريش الدجاجة. وتستعمل بمعنى ابتز الأموال واغتصبها، وجار وظلم. (بوشر).
فرخة: مزراف أو رمح طويل (عواده ص429).
فرخة: صحيفة ورق. (مملوك 2، 239:2، مونج ص135).
فرخة: عقد جسر، قنطرة، قوس العقد. (معجم الإدريسي).
فرخة: باب صغير، (فوك).
فرخة، والجمع فرخ: طاقية (قلنسوة) الراهبة. (ألكالا).
فرخة: فسيلة نخلة. (فوك).
فرخة: تطلق من أعالي مصر حتى السودان أو على الأقل السودان الشرقية أي نصف إقليم السودان على الفتاة وعلى الأمة الشابة، وعلى الشابة الجميلة. (عواده ص695، ريشاردسن سنترال 203:2).
فرخة الباب: غلق من خشب. (همبرت ص193 بربرية). وكذلك فرخة العود (دومب ص92).
فراخ: صنف من السمك. (ياقوت 886:1).
فراخة: صنف من الجُلبان. (ابن العوام 69:2) شذونة؟ فراخي: أجود أصناف التمر (هاملتون ص298) ويقول إن ثمرته قصيرة لونها إلى البياض هش مجعد كأنه ملبس بالسكر.
فرارخي: بائع الطيور الأهلية والدجاج والفراخ (بوشر).
فارخ: هي في المغرب تصحيف فارغ (معجم الإدريسي).
(ف ر خ) : الْفَرْخ ذُكِرَ آنِفًا (الْفَرْسَخُ) فِي (غ ل) .
ف ر خ: الْفَرْخُ وَلَدُ الطَّائِرِ وَالْأُنْثَى (فَرْخَةٌ) وَجَمْعُ الْقِلَّةِ (أَفْرُخٌ) وَ (أَفْرَاخٌ) وَالْكَثْرَةِ (فِرَاخٌ) . وَ (أَفْرَخَ) الطَّائِرُ وَ (فَرَّخَ تَفْرِيخًا) . قُلْتُ: مَعْنَاهُ صَارَ ذَا فِرَاخٍ. 
فرخ
فَرخَتِ الحَمامةُ تفريخاً. واسْتَفْرَخْناها: اتخَذْنَاها للفَرْخ. وأفْرَخَ الطائرُ والبَيْضُ: إذا خَرَج فَرْخُه.
وأفْرَخَ الأمْرُ وفَرخ: إذا اسْتَبَانَتْ عاقِبَتُه بعد اشْتِباهٍ. وأفْرَخ الرَّوْعُ: إذا أمِنَ.
ومَثَلٌ: أفْرَخَ القَوْم بَيْضَتَهم.
والشًيخُ الكبيرُ الضَّعيفُ إذا رُعِبَ فارْتَعَدَ قيل: فَرَّخَ تَفْرِيخاً.
والفَرْخُ: الزرعُ إذا تهيأ للانْــشِقاق.
وفَروْخ: اسْم.
والفِرْيَخةُ في الرأس: انْقِلابُ أَم الرأس. وصِغَرُ الخَطْم.
والفَرِخُ: الحَقِيرُ الضعيفُ.
والف
َرْفَخُ: الكَعَابِر من الحِنْطَة. واسْمُ بَقْلةٍ.
ف ر خ : الْفَرْخُ مِنْ كُلِّ بَائِضٍ كَالْوَلَدِ مِنْ الْإِنْسَانِ وَالْجَمْعُ أَفْرُخٌ وَأَفْرَاخٌ وَفِرَاخٌ وَفُرُوخٌ وَفِرْخَانٌ وَقَدْ سُمِعَ مِنْ نِسَاءِ الْعَرَبِ مَالِي وَلِلشُّيُوخِ النَّاهِضِينَ كَالْفُرُوخِ وَمِنْ كَلَامِ كَاهِنَةِ سَبَأَ مَا وُلِدَ مَوْلُودٌ وَنَقَفَتْ فُرُوخٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أُمُّ الْفُرُوخِ لِمَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الْعَوْلِ لِكَثْرَةِ الِاخْتِلَافِ فِيهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَمْ يُسْمَعْ فُرُوخٌ إلَّا فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ وَهِيَ أُمُّ الْفُرُوخِ وَفَرَّخَ الطَّائِرُ بِالتَّشْدِيدِ وَأَفْرَخَ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا فَرْخٍ وَأَفْرَخَتْ الْبَيْضَةُ بِالْأَلِفِ انْفَلَقَتْ عَنْ الْفَرْخِ فَخَرَجَ مِنْهَا. 
(فرخ) - في الحديث: "نَهَى عن بَيعِ الفُروخ بالمَكِيل من الطَّعام."
وهو من السُّنْبُل: ما اسْتَبان عاقِبَتُه، وانْعَقَد حَبُّه.
وقيل: الفَرْخ للزَّرْع؛ إذا تَهيَّأَ للانْــشِقَاق.
وقد أَفرخَ الزَّرْعُ . وهذا مِثْل نَهْيِه عن الإِجْبَاء والمُخَاضَرة والمُحَاقَلة ونَحوِها.
- في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "بَيضٌ لَتُفْرِخُنَّه."
يقال: أَفْرخَتِ البَيْضَةُ: خَلَتْ من الفَرْخ، وأَفرَختْها أُمُّها، يعني قَتْلَ عُثْمان: "إن تَفْعَلُوا يتَولَّدُ منه شَرٌّ كَثيِرٌ." قال:
أَرَى فِتْنَةً هاجَتْ وباضَتْ وفَرَّخَتْ
ولو تُرِكَتْ طارَتْ إليكَ فِراخُها
[فرخ] الفَرْخُ: ولد الطائر، والأنثى فَرْخَةٌ، وجمع القلة أفْرُخٌ وأفْراخٌ، والكثير فِراخٌ. وأفرَخَ الطائرُ وفَرَّخَ. وأفْرَخَ القوم بيضَهم، إذا أبدوا سرَّهم. وأفْرَخَ الروع، أي ذهب الفزع يقال: ليفرخ روعك أي ليخرج عنك فزعك كما يخرج الفرخ عن البيضة. وأفرخ روعك يا فلان، أي سكِّن جأشكَ. وأفْرَخَ الأمر: استبان بعد اشتباه. واسْتَفْرَخْتُ الحمام، إذا اتَّخذته لفراخه. وانْفَرَخَ الزرع، إذا تهيَّأ للانــشقاق بعد ما يطلُع. وقد فَرَّخَ الزرعُ تَفْريخاً. وقول الفرزدق: ويوم جعلنا البيضَ فيه لعامِرٍ * مُصمِّمَةً تَفْأى فِراخَ الجماجم يعنى به الدماغ. وأما قول الشاعر:

ومقذوذين من برى الفريخ * فهو مصغر، اسم رجل كان في الجاهلية يبرى السهام. وقولهم: فلان فريخ قريش، إنما صغر على وجه المدح، كقول الحُبابِ بن المنذر: " أنا جُذَيْلُها المحكك، وعذيقها المرجب ".
(ف ر خ) : (الْفَرْخُ) بِالْخَاءِ عَامٌّ فِي وَلَدِ كُلِّ طَائِرٍ وَالْجَمْع أَفْرُخٌ وَأَفْرَاخٌ وَفِرَاخٌ (وَفِرَاخُ الزَّرْعِ) شَاخَاتُهُ اسْتِعَارَةً (وَمِنْهُ) وَلَوْ دَفَعَ إلَيْهِ رَطْبَةً قَدْ صَارَتْ فِرَاخًا وَقِدَاحًا تَصْحِيف (وَمِنْ) مَسَائِل الْعَوْلِ (أُمُّ الْفُرُوخِ) لِكَثْرَةِ الِاخْتِلَاف فِيهَا وَلَمْ يُسْمَع هَذَا الْجَمْعُ إلَّا هَاهُنَا (وَأَفْرَخَ) الْبَيْضُ خَرَجَ فَرْخُهُ (وَأَفْرَخَ) الطَّائِرُ وَفَرَّخَ صَارَ ذَا فَرْخٍ عَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي الطَّائِر ذَا فُرِّخَ بِالضَّمِّ خَطَأٌ (وَفَرُّوخُ) اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ وَالِدُ رُسْتُمَ وَصَاحِبِ جَيْشِ الْعَجَمِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ (وَفِي الْفُتُوح) رُسْتُمُ بْنُ (فَرْخَزَادَ) وَلَقَبُهُ هُرْمُزَانُ رَمَى هِلَالَ بْنَ عَلْقَمَةَ بِسَهْمٍ فَشَكَّ قَدَمَهُ مَعَ رِكَابِهِ فَضَرَبَهُ هِلَالٌ عَلَى تَاجِهِ فَقَتَلَهُ وَقَالَ شِعْرًا مِنْهُ
فَاضْرِبْ بِالسَّيْفِ يَافُوخَهُ ... فَكَانَتْ لَعَمْرُكَ فَتْحَ الْعَجَمِ
وَفِي بَعْضِ الشُّرُوح وَكَانَ لَعَمْرِي وَقِيحَ الْعَجَمِ وَهُوَ خَطَأٌ لُغَةً وَرِوَايَةً وَالضَّمِير فِي فَكَانَتْ لِلضَّرْبَةِ الدَّالُّ عَلَيْهَا فَاضْرِبْ.
[فرخ] نه: فيه: نهى عن بيع "الفروخ" بالمكيل من الطعام، الفروخ من السنبل ما استبان عاقبته وانعقد حبه، وأفرخ الزرع- إذا تهيأ للانــشقاق، وهو كنهيه عن المحاقلة. وفي ح على: أتاه قوم فاستأمروه في قتل عثمان فنهاهم وقال: إن تفعلوا فبيضًا "فلتفرخنه"، أي إن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولد منها شر كثير، وبيضًا- منصوب بفعل محذوف على شريطة التفسير، أي فلتفرخن بيضًا فلتفرخنه، ويقال: أفرخت البيضة- إذا خلت من الفرخ وأفرختها أمها. ومنه ح عمر: يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم و "فرخ"، أي اتخذهم مقرًا ومسكنًا. وكتب معاوية إلى ابن زياد: "افرخ": روعك قد وليناك الكوفة، وكان يخاف أن يوليها غيره، أصل الإفراخ: الانكشاف، وأفرخ فؤاده- إذا خرج عن روعه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفقلت عن الفرخ فخرج منها، وهو مثل، وليفرخ روعك- أي ليذهب فزعك فإن الأمر ليس على ما تحاذر. وفيه: يا بني "فروخ"، قيل: فروخ من ولد إبراهيم عليه السلام بعد إسحاق وإسماعيل عليهما السلام فكثر نسله فولد العجم الذين في وسط البلاد. ن: هو بفتح فاء وتشديد راء وإعجام خاء، كثر نسله بالعجم فكني ببنيه عن الموالي وخاطب به أبا حازم، قوله: لو علمت أنكم ههنا ما توضأت- إشارة إلى أنه لا ينبغي للمقتدي إذا ترخص لضرورة أو لاعتقاده مذهبًا شاذًا أن يفعله بحضرة العامة الجهلة لئلا يترخصوا لغير ضرورة، حيث يبلغ الحلي- أي يبلغه. ط: أصوات "فراخ" طائر هو جمع فرخ: ولد الطير. ومنه ح: فجيء بنا كأنا "أفراخ"، أي كنا صغارًا، قوله: أمهلهم ثلاثا- أي لما قتل جعفر بن أبي طالبت ترك آله يبكون عليه ثلاثة أيام.
ف ر خ

أفرخت الحمامة وفرّخت: صارت ذات فرخٍ. وأفرخت البيضة: خرج فرخها. وهم يستفرخون الحمام أي يتخذونه للفراخ.

ومن المجاز: " أفرخ روعك " أي خلا قلبك من الهمّ خلوّ البيضة من الفرخ. قال:

وقل للفؤاد إن نزا بك نزوة ... من الروع أفرخ أكثر الروع باطله

وهذا ظاهر. وأما أفرخ روعك فيمن رواه بالفتح فوجهه أن يراد زوال ما يتوقّعه المرتاع وإذا زال ذلك انقلب الرّوع أمناً، جعل المتوقع الذي هو متعلق الرّوع من الرّوع بمنزلة الفرخ من البيضة وكثر حتى صار في معنى انكشف. قال ذو الرمة:

وليّ يهذُّ انهزاماً وسطها زعلا ... جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب

وأما " أفرخ القوم بيضتهم " فالبيضة فيه منتصبة على التمييز كقوله تعالى: " إلاّ من سفه نفسه " ومعناه انكشاف أمرهم وظهور سرّهم. ويقال: أفرخ الأمر وفرّخ إذا استبان بعد الاشتباه. وفرّخ الزرع: كثرت فراخه. وفرّخ شجرهم فراخاً كثيرة وهي ما يخرج في أصوله من صغاره. وتقول هذيل: إن لم أفعل كذا فإني فرخٌ: يريد الحفارة. وسمع منهم من يقول لراعيتيه: يا فرختان، يا مملوكتان. وسمعت العرب يقولون: فلان فرخٌ من الفروخ: يريدون ولد زناً. وقالوا: فلان فريخ قومه: للمكرّم منهم، شبّه بفريخٍ في بيت قوم يربونه ويرفرفون عليه وللمعاني منصرفات ومذاهب، ألا تراهم قالوا: " أعز من بيضة البلد " و" أذل من بيضة البلد " حيث كانت عزيزة لترفرف النعامة عليها وحضنها لها، وذليلة لتركها إياها وحضنها أخرى.
فرخ
استفرخَ يستفرخ، استفراخًا، فهو مُستفرِخ، والمفعول مُستفرَخ
• استفرخ الحمامَ: اتّخذها للفِراخ.
• استفرخ الأفكارَ: ولّدها وخلّفها. 

أفرخَ يُفرخ، إفراخًا، فهو مُفرِخ
• أفرخ الطَّائرُ وغيرُه: صار ذا فَرْخ ° أفرخ القلبُ/ أفرخ الفؤادُ: زال عنه الخوف- أفرخ اللهُ رَوْعَه: أذهب عنه الخوف- أفرخ رَوْعُه/ أُفرِخ روعُه: ذهب عنه خوفه، سكن.
• أفرخت البيضةُ: انفلقت عن فَرْخ. 

فرَّخَ يفرِّخ، تفريخًا، فهو مُفرِّخ
• فرّخ الطائرُ وغيرُه: أفرخ؛ صار ذا فَرْخ "فرّخَت الحمامةُ" ° باض الشَّيطان في رأسه وفرّخ: أغواه وتقبّل غوايته فاستقرّت فيه.
• فرَّخت البيضةُ: أفرخت؛ انفلقت عن فَرْخ. 

تفريخ [مفرد]:
1 - مصدر فرَّخَ.
2 - (رع) نمو جنين البيضة بالحرارة، وقد يكون طبيعيًّا أو صناعيًّا.
 • آلة التَّفريخ: جهاز لحضانة البيض أو تفقيسه صناعيًّا. 

فَرْخ1 [مفرد]: ج أفراخ وأفرُخ وفِراخ وفُروخ، مؤ فَرْخَة، ج مؤ فِراخ: ولد الطَّائر، كُلُّ صغير من الحيوان والنبات والشجَّر وغيرها "فَرْخ دجاج/ حمام- أكلنا فَرْخَة مشويّة" ° أفراخُ الشَّخصِ: أولاده الصِّغار- فَرْخ الشَّجرة: ما ينمو عليها بعد أن تُقطع فروعُها. 

فَرْخ2 [مفرد]: ج أفراخ وأفرُخ وفُروخ
• فرْخ ورق: صحيفة تُستخدم للكتابة مختلفة الأحجام. 

فَرّاخة [مفرد]: آلة تعمل للتفريخ "فَرّاخة طيور/ سمّان". 

مَفْرَخ [مفرد]: مكان التفريخ "مَفْرَخ بيض". 

مَفْرَخة [مفرد]: ج مفارِخُ: مكان التَّفريخ "مَفْرَخة طيور". 

فرخ: الفَرْخ: ولد الطائر، هذا الأَصل، وقد استعمل في كل صغير من

الحيوان والنبات والشجر وغيرها، والجمع القليل أَفرُخ وأَفراخه وأَفرِخَةٌ

نادرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ، كأَنَّها

أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ

والكثير فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ؛ قال:

مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا

دَرادِقاً، وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا

يقول: إِن هؤلاء وإِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشيوخ. والأُنثى

فرخة.

وأَفْرَخَت البيضة والطائرة وفرّخت، وهي مُفْرِخٌ ومُفْرِّخٌ: طار لها

فَرْخ. وأَفرخ البيضُ: خرج فرخه. وأَفرخ الطائر: صار ذا فرخ؛ وفرَّخ كذلك.

واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ: اتخذوها للفراخ. وفي حديث عليّ، رضوان الله

عليه: أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان، رضي الله عنه، فنهاهم وقال: إِن

تفعلوه فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه؛ أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى

منها شيء كثير؛ كما قال بعضهم:

أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت،

ولو تُركت طارت إِليها فراخُها

قال ابن الأَثير: ونصب بيضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره

فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه، كما تقول زيداً أَضرب ضربت

(*

قوله «أضرب ضربت» كذا في نسخة المؤلف). أَي ضربت زيداً، فحذف الأَول وإِلا

فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير، لأَن الفاء الثانية لا بدَّ لها من

معطوف عليه، ولا تكون لجواب الشرط لكون الأُولى كذلك. ويقال أَفرخت البيضة

إِذا خلت من الفرخ وأَفَرختها أُمّها. وفي حديث عمر: يا أَهل الشام،

تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ أَي اتخذهم مقرّاً

ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأَفراخه.

وفَرْخُ الرأْسِ: الدماغُ على التشبيه كما قيل له العصفور؛ قال:

ونحن كشَفْنا عن مُعاويةَ التي

هي الأُمُّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق

وقول الفرزدق:

ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فيه، لعامِرٍ،

مُصَمَّمَةً، تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ

يعني به الدماغ. والفَرْخُ: مقدَّمُ دماغ الفرس. والفَرْخُ: الزرع إِذا

تهيأَ للانــشقاق بعدما يطلُع؛ وقيل: هو إِذا صارت له أَغصان؛ وقد فرّخ

وأَفرخ تفريخاً. الليث: الزرع ما

دام في البَذر فهو الحب، فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ؛ فإذا

طلع رأْسه فهو الحَقْل. وفي الحديث: أَنه نهى عن بيع الفَرُّوخ بالمَكِيل

من الطعام؛ قال: الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته وانعقد حبه وهو

مِثلُ نهيه عن المُخاضَرة والمُحاقَلة. وأَفرخَ الأَمر وفرّخ: استبانت

عاقبته بعد اشتباه. وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سرهم؛ يقال ذلك للذي

أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خبره لأَن إفراخَ البيض أَن يخرج فرخه.

وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ: ذهب الفَزَع؛ يقال: لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ

أَي ليخرج عنك فَزَعُك كما يخرج الفرخ عن البيضة؛ وأَفْرِخْ رَوْعَك يا

فلان أَي سَكِّنْ جأْشَك. الأَزهري، أَبو عبيد: من أَمثالهم المنتشرة في

كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم: أَفْرِخْ رَوْعَك؛ يقول:

لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فإن الأَمر ليس على ما تحاذر. وفي الحديث: كتب معاوية

إلى ابن زياد: أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد وليناك الكوفة؛ وكان يخاف أَن

يوليها غيره. وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه وانكشف عنه الفزع كما

تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها؛ وأَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ

من إِفراخ البيض إِذا انقاض عن الفرخ فخرج منها؛ قال وقلبه ذو الرمة

لمعرفته في المعنى فقال:

جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ

قال: والرَّوْعُ في الفؤاد كالفرخ في البيضة؛ وأَنشد:

فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً

من الخَوْفِ: أَفرِخْ، أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه

وقال أَبو عبيد: أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دعي له أَن يسكن رَوْعُه ويذهب.

وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وكذلك الشيخ الضعيف. الأَزهري:

ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ، قد فرَّخَ تَفْريخاً؛ وأَنشد:

وما رأَينا من معشر يَنْتَخوا

من شَنا إِلا فَرَّخُوا

(* قوله «وما رأينا من معشر إلخ» كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص

ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف).

أبو منصور: معنى فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم؛ وقيل: معناه ذلوا.

الهوازني: إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض

أَي لزق بها يفرخ فرخاً. وفَرِخَ الرجل إِذا زال فزعه واطمأَن.

والفَرِخُ: المدغدغ من الرجال.

والفَرْخَة: السنان العريض.

والفُرَيْخُ على لفظ التصغير: قَيْنٌ كان في الجاهلية تنسب إليه النصال

الفُرَيْخِيَّة؛ ومنه قول الشاعر:

ومَقْذوذَيْنِ من بَرْيِ الفُرَيْخِ

وقولهم: فلان فُرَيخ قريش، إِنما هو على وجه المدح كقول الحُباب

بن المنذر «أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ»

والعرب تقول: فلان فُريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه، وصغر على وجه

المبالغة في كرامته.

وفَرّوخ: من ولد إِبراهيم، عليه السلام. وفي حديث أَبي هريرة: يا بني

فَرّوخ؛ قال الليث: بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهيم، عليه السلام،

ولد بعد إِسحاق وإسماعيل وكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط

البلاد؛ وأَما قول الشاعر:

فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ،

ولو كانت خَنانيصاً صغاراً

فإنه جعله أَعجميّاً فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف.

فرخ

1 فَرِخَ, aor. ـَ (K,) inf. n. فَرَخٌ, (TK,) He (a man, TA) became free from fright, or fear, and at ease, or calm. (K.) [See also 4.] b2: and فَرِخَ إِلَى الأَرْضِ He clave to the ground; (K, TA;) as also ↓ فرّخ. (TA.) 2 فَرَّخَتْ, and ↓ أَفْرَخَتْ, said of a bird, (S, A, Msb, K, but in the S and Msb the verbs are in the masc. forms,) [inf. n. of the former تَفْرِيخٌ,] She had [or she produced by hatching] a young one, (Msb, K,) or young ones. (A.) [In the L, in one place, and so, accord. to the TA, in other lexicons, for صَارَ in the explanatory phrase صَارَ لَهَا فَرْخٌ, is put طَارَ; as though the verbs signified She had a young one that flew.] b2: And both verbs, said of an egg (بَيْضَةٌ), It had [or produced] a young one: (L, K:) or افرخت said of an egg, it had in it a young bird: (ISh, TA in art. بيض:) or it broke open from over the young bird, which thereupon came forth from it. (AHeyth, TA in art. روع; and Msb.) b3: See also the next paragraph, in two places. b4: فرّخ الزَّرْعُ, (S, A, L, K,) inf. n. تَفْرِيخٌ, (S, L,) (tropical:) The seed-produce, or corn, was ready to cleave open, when it had come up: (S:) or produced many shoots: (A:) or put forth its shoots: (K:) or shot forth into leaf from the grain, when the latter had cloven asunder; as also ↓ افرخ. (L.) [See also قَصَّبَ.] And فرّخ شَجَرُهُمْ فِرَاخاً كَثِيرَةً (tropical:) Their trees produced many offsets, or shoots from their roots or stems. (A.) b5: See also 1. b6: [Hence,] وَفَرَّخَ َبَاضَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ, occurring in a trad., means (tropical:) The devil made his fixed abode among them; like as a bird keeps to the place of its eggs and young ones. (L.) and [in like manner] one says, فرّخ الشيطان فِى رَأْسِهِ (tropical:) The devil took up an abode in his head. (TA in art. فحص.) b7: فرّخ القَوْمُ means (assumed tropical:) The people, or party, became weak; i. e., became like young birds. (K.) And فرّخ said of a man, (assumed tropical:) He was, or became, base, vile, or abject. (T, TA.) and (assumed tropical:) He (a man) was frightened; or he feared, or was afraid. (K.) And فُرِّخَ, in the pass. form, said of a coward, and of a weak old man, inf. n. تَفْرِيخٌ, (assumed tropical:) He was frightened, and made to tremble. (L.) 4 أَفْرَخَتْ said of a bird: b2: and of an egg: see 2. b3: [Hence,] one says, أَفْرَخَ بَيْضَةُ القَوْمِ, meaning (assumed tropical:) What was hidden, of the affair, or case, of the people, or company of men, became apparent. (ISh, TA in art. بيض. [See also a similar phrase in what follows.]) And افرخ فُؤَادُهُ (tropical:) His heart became free from fear: fear in the heart being likened to a young bird in the egg. (L.) And افرخ الرَّوْعُ (tropical:) Fright, or fear, departed; (S, K, TA;) as also ↓ فرّخ, inf. n. تَفْرِيخٌ: (K, TA:) and one says, لِيُفْرِحْ رَوْعُكَ (tropical:) Let thy fright, or fear, depart; like as the young bird goes forth from the egg. (S, TA. [But see رَوْعٌ: and see also a phrase similar to this in what follows.]) and أَفْرَخَ الأَمْرُ The affair, or case, became manifest, or plain, (S, A, L, K,) as to its issue, or result, (L,) after having been confused, or dubious; (S, A, L, K;) as also ↓ فرّخ. (L.) b4: افرخ القَوْمُ بَيْضَهُمْ, (S, L, K,) or بَيْضَتَهُمْ, (as in some copies of the K,) meaning (tropical:) The people, or party, disclosed their secret, (S, L, K, TA,) is said of those whose case has become apparent. (L.) [Hence it seems that افرخ البَيْضَةَ properly signifies It (a bird) hatched the egg, and produced the young bird.] أَفْرِخْ رَوْعَكَ (tropical:) Calm thy mind, (S, L, K, TA,) is a prov., mentioned by Az, from A'Obeyd, as said, on occasions of fear, to him who is cowardly. (L, TA.) And أَفْرَخَ رَوْعَهُ means (assumed tropical:) He prayed for him that his fright, or fear, might become calmed, and depart. (AO, TA.) b5: See also 2, latter half.10 استفرخ الحَمَامَ He took for himself the pigeons (S, K) for their young ones, (S,) or for [the purpose of their producing] young ones. (K.) فَرْخٌThe young one of a bird: (S, A, Mgh, L, K:) this is the primary signification: (L:) or, of any creature that lays eggs: (Msb:) fem. with ة: (S, A:) and, (L, K,) sometimes, (L,) the young one of any animal: (L, K:) pl. (of pauc., S, L) أَفْرُخٌ and أَفْرَاخٌ (S, Mgh, L, Msb, K) and أَفْرِخَةٌ, (L, K,) the last of which is extr. [with respect to rule], (IAar,) and (of mult., S, L) فِرَاخٌ (S, L, Msb, K) and فِرْخَانٌ (L, Msb, K) and فُرُوخٌ (Msb, K) and فُرُخٌ. (L.) [See an ex. (from a poet) in which فِرَاخ is treated grammatically as a sing. in the first paragraph of art. خلف.] b2: [Hence,] (assumed tropical:) A base, a vile, or an abject, man, who is driven away. (K.) And one says, فُلاَنٌ فَرْخٌ مِنَ الفِرَاخِ, (TA,) or من الفُرُوخِ, (so in two copies of the A,) meaning (tropical:) Such a one is a bastard: (A, TA:) said by El-Khafájee to be a phrase of the people of El-Medeeneh, peculiarly; but accord. to MF, it is a post-classical phrase common in El-Hijáz. (TA.) b3: And (tropical:) A sucker, an offset, or a sprout, of any plant (L, K) or tree &c.: (L:) or a branch of a tree: or, as some say, a branch that is in the middle of a tree: (Ham p. 347:) or [its pl.] فِرَاخٌ signifies offsets, or shoots, from the roots or stems of trees: (A:) and this is also said to signify worms that are in herbs. (Ham p. 491.) And (tropical:) Seed-produce, or corn, shooting forth into leaf from the grain, when the latter has cloven asunder: (Lth, TA:) or, ready to cleave open, (S, K,) when it has come up: (S:) or, when it has shoots. (L.) b4: And الفَرْخُ signifies (tropical:) The fore part of the brain; (K, TA;) thus called by way of comparison [to the young one of a bird], in like manner as it is called العُصْفُورُ; (TA;) or the عصفور is beneath the فَرْخ: (TA in art. عصفر:) the pl. is فِرَاخٌ: and الفَرْخُ signifies [also, particularly,] the fore part of the brain of the horse. (TA in the present art.) In the saying of ElFarezdak, وَيَوْمَ جَعَلْنَا البِيضَ فِيْهِ لِعَامِرٍ

مُصَمِّمَةً تَفْأَى فِرَاخَ الجَمَاجِمِ he means [And a day in which we made the swords, penetrating into that which they smote, cleave] the brains [lit. brain (الدّمَاغ) of the tribe of 'Ámir]. (S, TA.) فَرِخٌ, like كَتِفٌ, (assumed tropical:) A man whose grounds of pretension to respect, or honour, are suspected. (TA.) فَرْخَةٌ fem. of فَرْخٌ [q. v.]. (S, A.) b2: Also (assumed tropical:) A broad سِنَان [or spear-head]. (K.) b3: فَرْخَةُ الدَّيْلَمِ: see ذُرَّاحٌ.

فُرَيْخٌ a dim. [of فَرْخٌ]: hence the saying, فُلَانٌ فُرَيْخُ قُرَيْشٍ (tropical:) [Such a one is the honoured and cherished of Kureysh]: فريخ being here a dim. (S, K) denoting magnification (K) [i. e.] denoting commendation: (S:) and فُلاَنٌ فُرَيْخُ قَوْمِهِ (tropical:) Such a one is the honoured [and cherished] of his people; like a little young bird in the house of a people who rear it and treat it with kindness. (A.) فُرَيْخِيَّةٌ [or, probably, فُرَخِيَّةٌ, agreeably with analogy,] an epithet applied to نِصَال [meaning “ arrow-heads,” &c., but app. a mistranscription for نِبَال i. e. “ arrows ”], which were so called in relation to الفُرَيْخ, a certain blacksmith in the Time of Ignorance: (TA:) or الفُرَيْخ was a man who used, in the Time of Ignorance, to pare, or shape, arrows: (S:) mentioned by a poet in the saying, وَمَقْذُوذَيْنِ مِنْ بَرْىِ الفُرَيخِ [And two feathered arrows of the paring, or shaping of El-Fureykh]. (S, TA.) [Freytag mentions فُرَّخِىٌّ, as applied to an arrow, meaning “ ad virum فرّيخ appellatum referendus: ” but he names no authority: and it has been shown above that the name of the man is without teshdeed; and so, therefore, is its rel. n.]

فَرُّوخٌ Ears of wheat of which the final condition has become apparent, and of which the grain has become organized and compact: occurring in a trad., in which the selling of such for measured wheat is forbidden. (IAth, TA.) مُفْرَخٌ: see مَفَارِخُ.

مُفْرِخٌ A hen-bird having [or producing by hatching] a young one [or young ones (see 2)]; (L, K;) as also ↓ مُفَرِّخٌ. (L.) مُفَرَّخٌ: see مَفَارِخُ.

مُفَرّخٌ: see مُفْرِخٌ.

مَفَارِخُ, a pl. of which the sing. is not mentioned, (TA,) Places where birds have [or produce by hatching] young ones. (K.) [Such a place may be called, accord. to analogy, ↓ مُفْرَخٌ (which may be the sing. of مَفَارِخُِ) and ↓ مُفَرَّخُ.]
فرخ
: (الفَرْخُ: ولَدُ الطّائرِ) ، هاذا الأَصلُ، (و) قد استُعمِل فِي (كلّ صغيرٍ مِنَ الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ) : الشَّجَرِ وغَيرِهَا. (ج) القليلُ (أَفْرُخٌ) ، بضمّ الراءِ، (وأَفْرَاخٌ) ، وَهُوَ شاذّ، لأَنّ فَعْلاً الصّحيحَ العَيْنِ لَا يُجْمعَ على أَفعالٍ، وشَذّ مِنْهُ ثلاثةُ أَلفاظِ فَرْخ وأَفراخٌ، وزَنْدٌ وأَزناد، وحَمْل وأَحمال، قَالَه ابْن هِشَام فِي شرْحِ الكَعبيّة، وأَشار إِليه فِي التَّوضيح وغيرِه. قَالَ: وَلَا رَابِع لَهَا، بِخِلَاف نَحو ضَيْف وأَضياف، وسَيْف وأَسياف. فإِنَّه بابٌ واسعٌ، كَذَا نقلَه شَيخنَا. (وفِرَاخٌ) ، بِالْكَسْرِ جمْعٌ كثير، (و) كذالك (فُرُوخٌ) ، بالضّمْ، وفُرُوخٌ، بحذّف الْوَاو، (وأَفْرِخَةٌ) ، جمعٌ قليلٌ نادرٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
أَفْوَاقُهَا حِذَة الجَفِيرِ كأَنّها
أَفْوَاهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ
(وفِرخَانٌ) ، بِالْكَسْرِ جمْع كَثير.
(و) الفَرْخُ: (الرَّجُل الذَّليلُ المَطْرُودُ) ، وَقد فَرَّخ، إِذَا ذَلّ، قَالَه أَبو مَنْصُور.
(و) من المَجاز: الفَرْخُ (الزَّرْعُ المُتَهيِّىء للانــشِقاقِ) بَعْدَمَا يَطلُعُ، وَقيل هُوَ إِذا صارَتْ لَهُ أَغصانٌ، وَقد فَرَّخَ وأَفرَخَ، وَقَالَ اللّيث: الزَّرْعُ مَا دَامَ فِي البَذْرِ فَهُوَ الحَبُّ، فإِذا انشَقَّ الحَبُّ عَن الوَرَقِ فَهُوَ الفَرْخ، فإِذا طَلَعَ رأْسُه فَهُوَ الحَقْل.
(و) الفَرْخ (عَلَمٌ. و) الفَرْخُ (مُقَدَّمُ الدِّماغِ) ، على التَّشْبِيه، كَمَا قيل لَهُ: العُصْفُورُ، جمْعه فِرَاخٌ. قَالَ الفرزدق:
ويَوْمَ جَعلْنا البِيضَ فِيهِ لعامرٍ
مُصَمّمَةً تَفْأَى فرَاخَ الجَماجِمِ
يَعنِي بِهِ الدِّمَاغِ والفَرْخ: مُقَدَّمُ دِمَاغِ الفَرَس.
(وأَفْرَخَتِ البَيْضَةُ والطَّائرةُ وفَرَّخَتْ) ، مُشدّداً (: صارَ) ، هَكَذَا بالصَّاد فِي النّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) وَغَيره: طَار (لهَا) ، بالطّاءِ الْمُهْملَة (فَرْخٌ. وَهِي مُفْرِخٌ) ، كمُحْسن ومُفرِّخ، بالتَّشْدِيد، وأَفرَخَ البيضُ: خَرَجَ فَرْخُه وأَفرَخَ الطائرُ: صَار ذَا فَرْخٍ وفَرَّخَ، كذالك. (والمَفَارِخُ: مَواضِعُ تَفريخِها) ، لم يذكُرُوا لَهُ مُفْرَداً.
(واسْتَفْرَخَ الحَمَامَ: اتَّخَذَها للفرَاخِ) ، وَمِنْه قَول الحَريريّ. يَستَفْرخُ حَيْثُ لَا أَفراخ.
(و) من المَجاز: (فَرَّخَ الرَّوْعُ) ، بِفَتْح الرّاءِ (تَفْرِيخاً: ذَهَبَ، كأَفْرَخَ) ، وَمِنْهُم من ضَبطَ الرُّوع، بالضمّ، وَلَا معنَى لذَهاب القَلْب، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، يُقَال: ليُفرِخ عَنْك رَوْعُك، أَي ليَخرُجْ عَنْك فزَعُك كَمَا يَخرحُ الفَرْخ عَن البَيْضة. (و) فَرّخَ (الرَّجُلُ) : تَفْرِيخاً (فَزِعَ ورَعَبَ) ، وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ، بالبناءِ للْمَجْهُول، تفريخاً: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وكذالك الشَّيخُ الضّعيف. وَقَالَ الأَزهَرِيّ: يُقَال للفَرِقِ الرِّعديد: قد فَرّخَ تفريخاً، (و) فَرّخَ (القَوْمُ: ضَعُفُوا، أَي صَارُوا كالفِرَاخِ) من ضَعْفِهُم.
(و) فِي (الأَساس) : من المَجازِ فرَّخَ (الزَّرْعُ) تَفريخاً (: نَبَتَ أَفراخُهُ) ، وفَرَّخَ شَجرُهم فِرَاخاً كَثِيرَة، وَهِي مَا يَخْرُجُ فِي أُصوله من صِغَاره.
(و) فَرِخَ الرَّجلُ (: كَفَرِحَ: زَالَ فَزَعُهُ واطْمَأَنَّ. و) قَالَ الهوازنيّ: إِذا سَمِعَ صاحبُ الآمّةِ الرَّعْدَ والطَّحْنَ فَرِخَ (إِلى الأَرْضِ) أَي (لَزِقَ بهَا) ، تفريخاً، هاذا مُقْتَضى عِبَارَته، وَقد وَرَد من بَاب فَرِحَ أَيضاً.
(و) فِي حَدِيث أَبي هُريرةَ يَا بَنِي (فَرُّوخ) ، قَالَ اللَّيْث: هُوَ (كَتَنُّورٍ) من وَلَدِ إِبراهيمَ عَلَيْهِ وعَلى نَبِيّنَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام (أَخو) سيِّدنا الذّبيح (إِسماعيلَ، و) سيِّدنا الغَيورِ (إِسحَاقَ) عَلَيْهَا السّلام، وُلدَ بعدهُمَا وكثُرَ نسلُه ونَمَا عَددُه، فَهُوَ (أَبو العَجَمِ الّذين فِي وَسَطِ البِلادِ) ، وَهُوَ فارسيٌّ، وَمَعْنَاهُ السَّعِيد طالعُه، وَقد تَسقُط واوُه فِي الِاسْتِعْمَال. وَقَالَ الشَّاعِر:
فإِنْ يأْكُلْ أَبو فَرُّوخَ آكُلْ
وَلَو كانَتْ خَنَانِيصاً صِغَارَا
قَالَ ابْن مَنْظُور: جَعلَه أَعجميًّا فَلم يَصْرِفه، لمكانِ العُجْمَة والتّعريف.
(و) من الْمجَاز (أَفْرَخَ الأَمْرُ) وفَرَّخَ: (اسْتَبَانَ) آخِرُ أَمْرِه (بَعْدَ استِبَاه. و) مِنْهُ أَيضاً أَفرَخَ (القَوم بَيْضَتَهم) ، وَفِي بعض الأُمَّهات بَيضَهُم، إِذا (أَبْدَوْا سِرُّهُمْ) ، يُقَال ذالك للّذي أَظهَر أَمْرَه وأَخرَجَ خَبَرِ، لأَنّ إِفراخَ البَيْضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُه، (و) مِنْهُ أَيضاً نقل الأَزهريّ عَن أَبي عُبَيْدٍ من أَمثالهم المنتشرةِ فِي كَشْفِ الكَرب عِنْد المخاوِف عَن الجَبان قولَهم (أَفْرِخْ رُوعَكَ) يَا فلَان، (أَي سَكِّنْ جَأْشَكَ) ، يَقُول: ليَذْهَبْ رْعبُك وفَزَعُك؛ فإِنَّ الأَمرَ لَيْسَ على مَا تُحَاذِر. وَفِي الحَدِيث كتبَ مُعَاوِيَة إِلى ابْن زيادٍ (أَفْرِخْ روعَك قد وَلَّيناك الكُوفةَ) وَكَانَ يَخاف أَن يُولِّيَها غيرَه.
وأَفرَخَ فُؤادُ الرَّجُلِ، إِذَا خَرَجَ، روعُه وانكشَفَ عَنهُ الفَزَعُ كَمَا تُفرِخُ البَيضةُ إِذا انفلَقَتْ عَن الفَرْخِ فخرَجَ. وأَصْلُ الإِفراخ الانكشافُ، قَالَ الأَزهريّ: وقَلَبه ذُو الرُّمّة لمعرفته بِالْمَعْنَى فَقَالَ:
ولَّيَ يَهُزّ انهزاماً وَسْطا زَعِلاً
جَذْلاَنَ قد أَفْرخَتْ عَن رَوعِه الكُرَبُ
قَالَ: والرَّوْعُ فِي الفُؤادِ كالفَرْخِ فِي البَيْضَةِ. وأَنشد:
وقُلْ للفُؤادِ إِن نَزا بِك نَزْوَةً
من الخَوْف أَفْزِخْ أَفْرِخْ أَكثَرُ الرَّوْعِ باطلُهْ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: أَفْرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ لَهُ أَن يَسكن رَوْعُه ويَذهب.
(والفَرْخَةُ) ، بفتْح فَسُكُون: (السِّنَانُ العرِيضُ) .
(و) فُرَيْخ، (كزُبَيْر: لَقَبُ أَزْهَرَ بنِ مَرْوَانَ المحدِّثِ) .
(و) قَوْلهم (فُلانٌ فُرَيْخ قُريشٍ) ، إِنّما هُوَ (تَصغِيرُ تَعْظِيمٍ) على وَجْهِ المدْح، كَقَوْل الحُبَاب بن المُنذر: (أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّب) . وَالْعرب تَقول: فلانٌ فُرَيخُ قَوْمِه، إِذا كَانُوا يُعظِّمونه ويُكرمونه، وصُغِّر على وَجْهِ المبالغةِ فِي كَرَامته. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
باض فيهم الشَّيْطَانُ وفَرَّخَ، أَي اتَّخَذَهُمْ مَسكَناً ومعْبراً لَا يُفَارِقُهم، كَمَا يُلازِم الطائرُ مَوضعَ بَيْضِه وأَفْراخه. وَقَالَ بعضُهم:
أَرَى فِتْنَةً هَاجَتْ وبَاضَتْ وفَرَّخَتْ
وَلَو تُرِكَتْ طَارَتْ إِليها فِرَاخُهَا
وَفِي الحَدِيث (أَنّه نهَى عَن بَيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطَّعَام) . قَالَ ابْن الأَثير: الفَرُّوخ من السُّنْبُل: مَا اسْتَبَانَ عَاقَتُه وانَقَدَ حَبُّه، وَهُوَ مِثْلُ نَهْيِهِ عَن بَيْعِ المُخَاضَرةِ والمَحَاقَلَة.
والفَرِخ، ككَتِفٍ: المُدَغْدَغُ من الرِّجَال.
والفُرَيخ، مُصغَّراً، قَيْنٌ كَانَ فِي الجاهليّة تُنسَب إِليه النِّصَالُ الفُرَيخِيَّةُ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
ومَقْذُوذَين من بَرْيِ الفُرَيْخِ
وَمن الْمجَاز: فُلانٌ فَرْخٌ من الفُرُوخ، أَي وَلَدُ زِنًى. وَقَالَ الخَفاجيُّ فِي (شفاءِ الغَليل) : هُوَ إِطلاقُ أَهلِ الْمَدِينَة خاصَّةً.
وَقَالَ شَيخنَا: بل هُوَ إِطلاقٌ شائعٌ مُوَلّد فِي الْحجاز.
وَفِي (الأَساس) : فُلانٌ فُرَيْخُ قَوْمِهِ، للمُكرَّم فيهم، شَبيهٌ بفُرَيخٍ فِي بَيتِ قَومٍ يُرَبُّونه ويُرَفْرِفون عَلَيْهِ. وللمعاني متصرَّفَات ومذاهبُ، أَلاَ تَرَاهُم قَالُوا: (أَعَزُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ) ، حَيْث كَانَت عَزيزةً لتَرفْرُفِ النَّعامةِ عَلَيْهَا وحَضْنِها، وأَذلُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ، لتَرْكهَا إِيَّاهَا وحَضْنِ أُخرَى.
وشَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ مَحدِّثٌ مَشهورٌ خَرَّخَ لَهُ الأَئمّةُ، وذكَرَه الحافظُ فِي التَّقْرِيب. وعَمْرُو بن خَالِد بن فَرّوخٍ الحَرّانيّ التّميميّ، والدُ أَبي عُلاَثة، من رِجال الصَّحيحَيْن.

فرخ


فَرِخَ(n. ac. فَرَخ)
a. Was free from fear.
b. [Ila], clave to, squatted on ( the ground ).

فَرَّخَa. Hatched.
b. Cracked, opened (egg).
c. Germinated; sprouted.
d. Swarmed, pullulated, multiplied.
e. Became weak.
f. Feared.

أَفْرَخَa. see I (a)
& II (a), (b), (
c ), (d).
f. Abated, was allayed (fever).
g. Became manifest.

فَرْخ
(pl.
أَفْرِخَة
أَفْرُخ
فِرَاْخ فُرُوْخ
فِرْخَاْن
أَفْرَاْخ
38)
a. Young bird, chicken.
b. Sucker, off-set, shoot.
c. Abject man; bastard.

فَرْخَة
(pl.
أَفْرَاْخ)
a. see 1 (a) (b).
c. Spear-head.

فَرِخa. Suspected.

فَرُّوْخa. Sprouting corn.

N. P.
فَرَّخَa. see N. P.
أَفْرَخَ
N. P.
أَفْرَخَ
(pl.
مَفَاْرِخُ)
a. Hen-house.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.