Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شفهي

شفه

ش ف هـ: (الشَّفَةُ) أَصِلُهَا شَفَهَةٌ لِأَنَّ تَصْغِيرَهَا (شُفَيْهَةٌ) وَجَمْعَهَا (شِفَاهٌ) بِالْهَاءِ. وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ النَّاقِصَ مِنَ الشَّفَةِ وَاوٌ لِأَنَّهُ يُقَالُ: فِي الْجَمْعِ (شَفَوَاتٌ) وَلَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهِ. وَ (الْمُشَافَهَةُ) الْمُخَاطَبَةُ مِنْ فِيكَ إِلَى فِيهِ. 
[شفه] فيه: فليقعده معه فإن كان "مشفوهًا" فليضع في يده منه أكلة، هو القليل وأصله ماء كثرت عليه الشفاه حتى قل، وقيل: أراد مكثورًا عليه أي كثرت أكلته. ج: أي كثر سائلوه، رجل مشفوه إذا أكثر الناس سؤاله حتى نفد ما عنده. ش: فما خلوا في ذلك خبيئة من بنات "شفاههم" أي كلامهم، وخبيئة بفتح معجمة وكسر موحدة فهمزة مفتوحة. 
(شفه) - في الحديث: "إن كان الطعامُ مَشْفوها"
: أي قليلا. يقال: ماء مَشْفُوه: إذا كثُرت عليه الشِّفاه حتى قَلّ؛ وإن كان مَكْثُوراً عليه كَثُرت أَكلَتُه، وهو من الشِّفَة، وأَصلُها شَفْهَة ولهذا تُجمَع شفاهاً، والفعل منه شَافَهتُه، وتصغيرها شُفَيْهة وهذا كله يَدُل على أن المنَقوصَ منه الهاءُ.

شفه


شَفَهَ(n. ac. شَفْه)
a. Struck on the lip.
b. [acc. & 'An], Kept, diverted from.
c. Stripped of his all, beggared.

شَاْفَهَa. Put his lips to those of another; accosted, addressed
spoke to, talked with.

شَفْهَة
شَفَهَةa. see شَفَة
شَفَهِيّa. Labial.

شَاْفِهa. Thirsty.

شُفَاْهِيّa. Thicklipped.

شَِفَة (pl.
شَفَوَاتشِفَاة [] )
a. Lip; edge, brim; spout.

شِفَّة (pl.
شِفَاف)
a. [ coll. ], Lip & c.

مُشَافَهَة
a. Conversation, colloquy; tête-à-tête; interview;
conference; viva voce.
(ش ف هـ) : (رَجُلٌ) (أَشْفَهُ) وَشُفَاهِيٌّ عَظِيمُ الشَّفَتَيْنِ وَيُقَالُ هُمْ أَهْلُ الشَّفَةِ أَيْ الَّذِينَ لَهُمْ حَقُّ الشُّرْبِ بِشِفَاهِهِمْ وَأَنْ يَسْقُوا دَوَابَّهُمْ وَصَاحِبُ (الْمُشَافَهَاتِ) هُوَ عَلِيٌّ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَنْظَلِيُّ لِأَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ مَا ذُكِرَ مِنْ التَّفْسِيرِ كُلِّهِ مُسْنَدٌ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنَّهُ شَافَهَهُ بِهِ.
باب الهاء والشين والفاء معهما ش ف هـ مستعمل فقط

شفه: الشَّفةُ، حُذِفَتْ منها الهاء، وتصغيرُها: شُفَيْهة، والجميعُ: الشِّفاه، وإذا ثلثوا قالوا: شفهات وشفوات، الهاءُ أقيس، والواو أعمّ، لأنّهم شبّهوها بالسنوات، ونقصانها حذفُ هائها. والمشافهةُ بالكلام: المواجهة من فيكَ إلى فيهِ. وماء مشفوهٌ، أي: مطلوب مسئول، وهو الّذي كَثُر عليه الناسُ، وأنفدوه إلاّ أقلَّه، وإذا جمعوا قالوا: مياهٌ مشفوهةٌ. وطعام مشفوهٌ، أي: قليل. 
ش ف هـ

شافهته بحديثي. ورجل شفاهي: عظيم الشفة. وماء مشفوه: كثرت عليه الواردة. وما أظن إبلك إلا ستشفه علينا الماء. وما التفت الشفاه على كلام أحسن منه.

ومن المجاز: قول أبي مسلم لرؤبة: أتيتنا وأموالنا مشفوهة. وطعام مشفوه: كثرت عليه الأيدي. وفي الحيدث " إذا صنع لأحدكم خادمه طعاماً فليقعده معه فإن كان مشفوهاً فيضع في يده منه أكلة " وكاد العيال يشفهون مالي. وما سمعت به ذات شفة وذات فم: كلممة، وما كلمني ببنت شفة. وفلان خفيف الشفة: قليل الاستجداء. وله في الناس شفة حسنة: ذكر جميل، وما أحسن شفة الناس عليك. وشافهت البلد والأمر إذا دانيته.
[شفه] الشَفَهُ: أصلها شَفَهَةٌ، لأنَّ تصغيرها شُفَيْهَةٌ. والجمع شِفاهٌ بالهاء. وإذا نَسَبْتَ إليها فأنت بالخيار إنْ شئت تركتَها على حالها وقلت شَفِيٌّ مثال دَمِيٍّ ويَدِيٍّ وعِدِيٍّ، وإن شئت شَفَهِيٌّ. وزعم قومٌ أنَّ الناقص من الشَفَهِ واوٌ، لأنه يقال في الجمع شَفَواتٌ. ورجلٌ أَشْفَى، إذا كان لا تنضم شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ. ولا دليلَ على صحته. ورجلٌ شُفاهيٌّ بالضم: عظيمُ الشَفَتَيْنِ. ابن السكيت: فلانٌ خفيف الشَفَةِ، أي قليل السؤال للناس. ويقال: له في الناس شَفةٌ، أي ثناءٌ حسنٌ.(*) وما كلمته ببنت شَفَةٍ، أي بكلمةٍ. والشَفْهُ: الشُغْلُ. يقال: شَفَهَني عن كذا، أي شَغَلَني. وقولهم: نحن نَشْفَهُ عليك المرتَع والماء، يعني نَشْغَلُهُ عنك، أي هو قدرنا لا فضل فيه. ورجل مَشْفوهٌ، إذا كثُر سؤال الناس إياه حتى نفذ ما عنده، مثل مثمود ومضفوف ومكثور عليه. وقد شَفَهَني فلانٌ، إذا ألحّ عليك في المسألة حتّى أنفدَ ما عندك. وماءٌ مَشْفوهٌ، وهو الذى كثر عليه الناس. والمُشافَهَةُ: المخاطبةُ من فيك إلى فيه. والحروف الــشَفَهِيَّــةُ: الباء والفاءُ والميم، ولا تقل شفوية.
شفه: مشافهة: تحدث مع فلان، كان له حديث معه (فوك) (معجم البلاذري، بسام 3، 38): أمر أراد مشافهته فيه. من هنا تأت كلمة مشافهة أو شفاهاً (حياة صلاح الدين 145، 22) أي من الفم (بوشر، معجم البلاذري).
شافه ب: اخبر فلاناً بشيء ما بالقول (معجم البلاذري)؛ شافهه بالوزارة: أخبره بلسانه إنه قد عينه وزيراً (فخري 583، 6، 366، 2): من علوم الأوائل أن الشيخ حين يمليها على (يلقنها) المريد، تفضل الطريقة الأخرى التي بموجبها يقوم هذا بتلاوتها عليه (معجم البلاذرى).
وحول اسم المصدر 77، 9: - شاهدنا من ذلك بالإسكندرية مشافهة وسماعاً أمراً غريباً، وتستعمل أيضاً (الكلمة) حين يقال باللسان شيء ما لا يريده القلب، ففي تاريخ البربرية 2، 189، 1: نصبه للأمر مشافهة وعناداً للسلطان، وقد ترجمها السيد دي سلين: نصبه للأمر دون أن تكون له نية دعمه بمقدار نيته في معاندة السلطان. (انظر استعمالها كاسم في موضعها).
مشافهة: رسالة، مشافهة سرية. (الفخري: جد لي من أثق به حتى أحمله مشافهة سرية إلى الخليفة ص75).
صاحب المشافهات: لقب على ابن اسحق الحنظلي الذي استقبله لأن كان يدعم بما حفظه مشافهة عن لسان الرسول (ص) التي كان يقدمها (معجم البلاذري).
شفى: أرضى (معجم الإدريسي، معجم البلاذري، دي يونج، جوب 171، 171 المقدمة 2، 374. ولم يحسن لين ترجمتها).
شفى غُلَّه: أروى عطشه (بوشر).
شفى غُلَّه: أرضى هواه (بوشر).
شفى غُلة فلان: أرضى هواه (محيط المحيط).
شفى غليلاً: أشبع، أرضى الهوى (بوشر).
شفى غليله من: ارتوى من الذهب .. من الثأر .. (بوشر).
شفى غليله (أو قلبه) من أحد: أشبع حقده وأرضى روح الثأر في نفسه. (بوشر). و (فوك) و (عمراني 69) يقول:
شفيت النفس من حمل بن بدر ... وسيفي من حذيفة قد شفاني
شفّى: أفرح، سرّ، أبهج، أجذل (دوماس 91).
أشفى: وحدها تعنى شارف (الهلاك) وهي لا ترد بصورة أشفى على فحسب بل بمعناها العام الذي هو دنا وقرب وتأتي (من) مع هذين الفعلين (فليشر في شرحه للمقري 11، 752، 5 وبريشت 184).
أشفى غليله من: أرضى روح الثأر لديه (فوك).
تشفى: شفى غلته، قضى حاجته، أشبع الرغبة التي لديه من شيء ما (المقري 1، 657، 9، 2، 290، 1 بكري 186، 41، ابن القوطية 41: فلما تشفى من زوجته) (وفي اكتفاء ص126: على سرير الموت قالت لابد من ان أرى ابنتي وأتشفى منها).
انشفى غلُّه: شُفِي: القزويني 1، 31، 11.
انشفى غُلُّه: أروى غليله، شبع نشفى. وكلها بالمعنى المجازى (بوشر) = اشتفى غُلَّه؛ اشتفى غليله منه أي نال حاجته فبردت حرارة قلبه (محيط المحيط 474). اشتفى غُلَّه منه أرضى روح الانتقام في نفسه (بوشر). وكذلك الفعل حين يرد وحده من غير حرف الجر من، ((بيدبا في كليلة ودمنة 233، 4، الحماسة 97، 16 المقري 2، 20، 10، رياض النفوس 85: وكان بنو عبيد لعنهم الله يطلبوا (الصحيح يطلبون) جثته ليشتفوا منه)) وهنا نلاحظ أن فوك يرى هنا استعمال حرف الجر (على): لإعطاء المعنى نفسه.
اشتفى قلبه: في محيط المحيط ص474 ((واشتفى قلبه أي نال حاجته فطابت نفسه بها وهذه الثلاثة من كلام المولدين وقد يستعملون اشتفى بمعنى نال مراده فاكتفى به)) اشتفى من: (ألف ليلة 1، 65، 3): وضاجعهن الحمال إلى أن أشتفى قلبه منهن)) وكذلك الفعل حين يرد وحده من غير حرف جر ومثاله: اشتفى قلبه أي نال حاجته (محيط المحيط 474) وسبق قوله ومثاله أيضاً ما ورد (في ألف ليلة 1، 53، 2).
اشتفى من فلان: اكتفى من الأذى الذي سببه لفلان (المقري 2، 139) (معجم مسلم) (اللطائف للثعالبي 24، 7) حيث يقول الحبيب: قد أشتفى من فؤادي الكمد.
أشتفى ب: نال مراده فاكتفى به (محيط المحيط) و (فوك الذي استعمل اشتفى في، واشتفى على ورولاند الذي كتبها: شتفى) شفا وجمعها أشفية: عامية شفاء: أشفى، (فوك، الكالا) التي تقابل باللاتينية ولغة قطالونيا.
( Alesna, Puncon, Suvilla O Alesna) شِفاء. آيات الشفاء، آيات القرآن: 9، 14؛ 10، 58؛ 16، 71؛ 17، 84؛ 22، 80؛ 31، 44 (ينظر لين 387) ومن معاني الكلمة التالية أيضاً: إشفى: مخرز، مثقاب للجلد أو الخشب، وباللاتينية ( Subula) أي: شفاءٌ للثَّقب أو مخرز السكاف.
شاف: منجز، تام. كامل (بوشر).
جواب شاف: جواب دقيق، إيجابي، تام من الجوانب كافة (بوشر).
أشفا: عامية إشفى (فوك) مشفيات (جمع) نوع من المراكب التي تصنع من قطعة واحدة من الخشب، وهي، بالرغم من ذلك، بحجم سفينة شراعية حربية بطول السفينة المسماة قادس القادرة على حمل 150 إلى مائتي راكب (الأدريسي، كليم 2، القسم 6) إلا أن تحريك وضبط هذه الكلمة ليس أكيداً، والشكل الذي كتبت به وجدتها في مخطوطة ب ودال أما ألف وسين فقد كتبت بحرف السين وليس لدي نص المطقع الآخر الموجود في (جوبيرت 1، 71) وكل ما أعرفه من ملاحظة (انجلمان) أن المخطوطة ألف تذكر في الموضع نفسه كلمة: مشعيات.

شفه: الشَّفَتانِ من الإِنسان: طَبَقا الفمِ، الواحدةُ شَفةٌ، منقوصةُ

لامِ الفعلِ ولامُها هاءٌ، والشَّفةُ أَصلها شَفَهةٌ

لأَن تصغيرها شُفَيْهة، والجمع شِفاه، بالهاء، وإذا نسَبْتَ إليها

فأَنْت بالخيار، إِن شئتَ تركتها على حالها وقلتَ شفِيٌّ

مثال دَمِيٍّ ويَدِيٍّ وعَدِيٍّ، وإن شئت شَفَهيٌّ، وزعم قوم أَن الناقص

من الشَّفَةِ واو لأَنه يقال في الجمع شَفَواتٌ. قال ابن بري، رحمه

الله: المعروف في جمع شَفةٍ شِفاهٌ، مكَسَّراً غيرَ مُسَلَّم، ولامه هاء عند

جميع البصريين، ولهذا قالوا الحروف الــشَّفَهِيَّــةُ ولم يقولوا

الشَّفَوِيَّة، وحكى الكسائي إِنَّه لغَلِيظُ الشِّفاهِ كأَنه جعَل كلَّ جزءٍ من

الشَّفة شَفةً ثم جمَع على هذا. الليث: إذا ثَلَّثُوا الشَّفةَ قالوا

شَفَهات وشَفَوات، والهاء أَقْيَسُ والواو أَعمُّ، لأَنهم شَبَّهوا

بالسَّنَواتِ ونُقْصانُها حَذْفُ هائِها. قال أَبو منصور: والعرب تقول هذه

شَفةٌ في الوصل، وشَفةٌ بالهاء، فمن قال شَفةٌ

قال كانت في الأَصل شَفَهة فحذِفت الهاء الأَصلية وأُبْقِيَتْ هاءُ

العلامةِ للتأْنيث، ومَنْ قال شَفَه بالهاء أَبْقَى الهاء الأَصلية. قال ابن

بري: الشَّفَةُ للإنسان وقد تُسْتَعار للفرس قال أَبو دواد:

فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِنا،

نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتيْهِ الصَّفارا

الصَّفارُ: يبيسُ البُهْمَى وله شوكٌ

يَعْلَقُ بجَحافِل الخَيْل، واستعار أَبو عبيد الشَّفةَ للدَّلْوِ فقال:

كَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها، وقال: إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءت

الشَّفةُ مائلةً قيل كذا، قال ابن سيده: فلا أَدري أَمِنَ العرب سَمِع هذا أَمْ

هو تعبيرُ أَشْياخِ أَبي عبيد. ورجل أَشْفَى إذا كان لا تَنْضَمُّ

شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ قال: ولا دليلَ على صحته. ورجل شُفاهِيٌّ، بالضم: عظيمُ

الشَّفةِ، وفي الصحاح: غَليظُ الشَّفتَيْن.

وشافَهَه: أَدْنَى شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه، وكلَّمه مُشافَهةً،

جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله وليس في كل شيء قيل مثلُ هذا، لو قُلْتَ

كَلَّمْتُه مُفاوَهةً لم يَجُزْ إنما تَحْكي من ذلك ما سُمِع؛ هذا قول سيبويه.

الجوهري: المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فيك إلى فيه. والحروفُ

الــشَّفهِيَّــةُ: الباء والفاء والميمُ، ولا تقل شَفَوِيَّةٌ، وفي التهذيب: ويقال

للفاء والباء والميم شَفَوِيَّةٌ، وشَفَهِيَّــةٌ لأَن مَخْرَجَها من الشَّفة

ليس للِّسانِ فيها عمَلٌ.

ويقال: ما سَمِعْتُ منه ذات شَفةٍ أَي ما سمعت منه كلمةً. وما

كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفةٍ أَي بكلمةٍ. وفلانٌ

خفيفُ أَي قليلُ السُّؤال للنَّاسِ. وله في الناس شَفَةٌ

حسَنةٌ أَي ثناءٌ حسَنٌ. وقال اللحياني: إنَّ شَفةَ الناسِ عليك لحسَنةٌ

أَي ثَناءَهم عليك حسَنٌ وذِكْرهم لك، ولم يَقُلْ شِفاهُ الناس.

ورجلٌ شافِهٌ: عَطْشانُ لا يَجِد من الماء ما يَبُلُّ به شَفتَه؛ قال

تميم بن مُقبل:

فكمْ وطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ،

وكَمْ أَخَذْنا مِن انفالٍ نُفادِيها

ورجلٌ مشْفوهٌ: يَسْأَله الناسُ كثيراً. وماءٌ مَشْفُوهٌ: كثيرُ

الشارِبةِ، وكذلك المالُ والطعامُ. ورجل مَشْفوهٌ إذا كثُرَ سؤالُ الناس إياه

حتى نَفِدَ ما عنده، مثل مَثْمودٍ ومَضْفوفٍ ومَكْثورٍ عليه. وأَصبحْتَ يا

فلانُ مَشْفوهاً مَكْثوراً عليك: تُسْأَلُ وتُكلَّم؛ قال ابن بري، رحمه

الله: وقد يكون المَشْفوهُ الذي أَفْنَى مالَه عيالُه ومَنْ يَقُوتُه؛ قال

الفرزدق يصف صائداً:

عاري الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ، أَخو قَنَصٍ،

ما يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ

والشَّفْهُ: الشَّغْلُ. يقال: شَفَهَني عن كذا أَي شَغَلني. ونحن

نَشْفَه عليك المَرْتَع والماءَ أَي نشْغَلُه عنك أَي هو قَدْرُنا لا فَضْلَ

فيه. وشُفِهَ ما قِبَلَنا شَفْهاً: شُغِلَ عنه. وقد شَفَهني فلانٌ إذا

أَلَحَّ عليك في المسأَلة حتى أَنْفَد ما عِنْدك. وماءٌ

مَشْفوهٌ: بمعنى مَطْلوب. قال الأَزهري: لم أَسمعه لغير الليث، وقيل: هو

الذي قد كثُرَ عليه الناس كأَنَّهم نزَحُوه بشِفاهِهِم وشَغَلُوه بها عن

غَيرِهم. وقيل: ماءٌ مَشْفوهٌ

مَمْنوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه. ووَرَدْنا ماءً مَشْفوهاً: كثيرَ

الأَهلِ. ويقال: ما شَفَهْتُ عليك من خَبرِ فلانٍ شيئاً وما أَظنُّ إبِلَك

إلا ستَشْفَه علينا الماءَ أَي تَشْغَلُه. وفلانٌ مَشْفوهٌ

عنَّا أَي مَشْغول عنَّا مَكْثورٌ

عليه. وفي الحديث: إذا صَنَع لأَحَدِكم خادِمُه طَعاماً فليُقْعِدُه

معه، فإن كان مَشْفوهاً فليَضَعْ في يدِه منه أُكْلةً أَو أُكْلَتَين؛

المَشْفوهُ: القليلُ، وأَصله الماء الذي كثرت عليه الشِّفاه حتى قَلَّ، وقيل:

أَراد فإن كان مَكْثوراً عليه أَي كَثُرت أَكَلَتُه. وحكى ابن الأَعرابي:

شَفَهْتُ نَصبي، بالفتح، ولم يفسره، وردَّ ثعلب عليه ذلك وقال: وإنما هو

سَفِهْتُ أَي نَسِيت.

شفه
: (شَفَهَهُ) عَنهُ، (كمَنَعَهُ) ، شفَهاً: (شَغَلَهُ) .) يقالُ: نحنُ نَشْفَهُ عَلَيْك المَرْتَع والماءَ أَي نَشْغَلُه عَلَيْك، أَي هُوَ قَدْرُنا لَا فَضْلَ فِيهِ.
(أَو) شَفَهَهُ فلانٌ: إِذا (أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي المَسْأَلةِ حَتَّى أَنْفَدَ مَا عِنْده فَهُوَ مَشْفُوهٌ) ، مثْلُ مَثْمودٍ ومَضْفوفٍ ومَكْثورٍ عَلَيْهِ.
(وشَفَتَا الإنسانِ: طَبَقَا فَمِهِ، الواحِدَةُ شَفَةٌ، ويُكْسَرُ؛ و) الأصْلُ شَفَهةٌ، و (لامُها هاءٌ) عنْدَ جَميعِ البَصْرِيّين، وتَصْغيرُها شُفَيْهَة، وَلِهَذَا قَالُوا: الحُرُوفُ الــشَّفَهِيَّــةُ، وَلم يقولُوا الشَّفَوِيَّة؛ (ج شِفاهٌ) ، فَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ تَرَكْتَها على حالِها وقُلْتَ شَفِيٌّ مِثْال دَمِيَ ويَدِيَ وعَدِيَ، وَإِن شِئْتَ شَفَهِيٌّ؛ (و) زَعَمَ قوْمٌ أَنَّ النَّاقِصَ مِن الشَّفَةِ واوٌ لأنَّه يقالُ فِي الجَمْعِ (شَفَواتٌ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وسَيَأْتي للمصنِّفِ تَنْبيهٌ على ذلِكَ فِي المعْتلِّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: المَعْروفُ فِي جَمْعِ شَفةٍ شِفاهٌ، مُكَسّراً غيرَ مُسَلَّم.
وحَكَى الكِسائيُّ إنَّه لغَلِيظُ الشِّفاهِ كأَنَّه جَعَلَ كلَّ جزْءٍ مِن الشَّفَةِ شَفةً ثمَّ جَمَعَ على هَذَا.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا ثَلَّثُوا الشَّفَةَ قَالُوا شَفَهاتٌ وشَفَواتٌ، والهاءُ أَقْيَسُ والواوُ أَعَمُّ، لأنَّهم شَبَّهوها بالسَّنواتِ ونُقصانُها حَذْفُ هائِها.
قُلْتُ: وحكَى البَدْرُ الدّمامِينِي فِي شرْحِ التَّسْهيلِ شَفَهات.
قالَ الأزْهرِيُّ: والعَرَبُ تقولُ: هَذِه شَفَةٌ فِي الوَصْلِ، وشَفَهٌ بالهاءِ، فمَنْ قالَ: شَفَةٌ، كَانَت فِي الأصْلِ شَفَهَة فحذِفَتِ الهاءُ الأصْلِيَّة وأُبْقِيَتْ هاءُ العَلامةِ للتَّأْنِيثِ، ومَنْ قالَ: شَفَه بالهاءِ أَبْقَى الهاءَ الأَصْلِيَّة.
(والشُّفاهِيُّ، بالضَّمِّ: العَظِيمُها) .
(وَفِي الصِّحاحِ: غَلِيظُ الشَّفَتَيْن.
(وشافَهَهُ: أَدْنَى شَفَتَه من شَفَتِهِ) فكَلَّمَهُ مُشافَهَةً، جَاؤُوا بالمَصْدرِ على غيرِ فِعْلِه، وليسَ فِي كلِّ شيءٍ قيلَ مثلُ هَذَا، لَو قُلْتَ كَلَّمتُه مُفاوَهةً لم يَجُزْ إنَّما يُحْكَى فِي ذَلِك مَا سُمِع، هَذَا قَوْلُ سِيْبَوَيْه.
وقالَ الجوْهرِيُّ: المُشافَهَةُ المُخاطَبَةُ مِنْ فِيكَ إِلَى فِيهِ.
(و) مِن المجازِ: شافَهَ (البَلَدَ والأَمْرَ) ، إِذا (دَانَاهُ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
(والشَّافِهُ: العَطْشانُ) لَا يَجِدُ من الماءِ مَا يَبُلُّ بِهِ شَفَتَه؛ قالَ ابنُ مُقْبِل: فكَمْ وَطِئْنا بهَا مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ وكَمْ أَخَذْنا مِنَ أنفالٍ نُفادِيهاوتقدَّمَ فِي (س ف هـ) ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ السَّافِه بِهَذَا المعْنَى وَهُوَ صَحِيحٌ أَيْضاً.
(و) مِن المجازِ: (بِنتُ الشَّفَةِ: الكَلِمَةُ) .) يقالُ: مَا كَلَّمني ببِنْتِ شَفَةٍ.
(وماءٌ) مَشْفُوهٌ: كَثُرَتْ عَلَيْهِ الشِّفاهُ حَتَّى قَلَّ.
وَفِي الصِّحاحِ: الَّذِي كَثُرَ عنْدَه الناسُ.
(و) مِن المجازِ: (طَعامٌ مَشْفُوهٌ) ، إِذا (كثُرَت عَلَيْهِ الأَيْدِي) ، وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا صَنَع لأَحدِكُم خادِمُه طَعاماً فليُقْعِده مَعَه، فَإِن كانَ مَشْفُوهاً فليَضَعْ فِي يدِه مِنْهُ أُكْلةً أَو أُكْلَتَيْنِ) ؛ أَرادَ فَإِن كانَ مَكْثوراً عَلَيْهِ أَي كثُرَت أَكَلَتُه، وقيلَ: المَشْفُوهُ هُنَا القَلِيلُ.
(و) مِن المجازِ: (رَجُلٌ خَفِيفُ الشَّفَةِ) ، أَي (مُلْحِفٌ) يَسْأَلُ الناسَ كَثيراً.
(و) أَيْضاً: (قَليلُ السُّؤالِ) للنَّاسِ، فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) مِن المجازِ: (لَهُ فينَا شَفَةٌ حَسَنَةٌ) ، أَي (ذِكْرٌ جَميلٌ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
وَفِي الصِّحاحِ: ثَنَاءٌ حَسَنٌ.
(وَمَا أَحْسَنَ شَفَةَ النَّاسِ عَلَيْك) .
(وقالَ اللّحْيانيُّ: إنَّ شَفَةَ الناسِ عَلَيْك لحَسَنَةٌ، أَي ثَناءَهُم عَلَيْك حسَنٌ وذِكْرُهم لكَ، وَلم يَقُلْ شِفاهُ النَّاسِ.
(و) مِن المجازِ: (أَتَيْتَنا وأَمْوالُنا مَشْفوهَةٌ) :) أَي (قَليلَةٌ.
(وكادَ العِيالُ يَشْفَهونَ مَالِي) :) أَي يفنُونَهُ.
(وشَفَهَهُ، كمَنَعَهُ: ضَرَبَ شَفَتَه. و) أَيْضاً: (شَغَلَهُ. و) أَيْضاً: (أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي المَسْأَلَةِ حَتَّى أَنْفَدَ مَا عنْدَه) ؛) وَهَذَانِ المَعْنيانِ قد تقدَّما فِي أَوَّلِ التَّرْجمةِ فَهُوَ تكْرارٌ. (والحُرُوفُ الــشَّفَهِيَّــةُ) مَا كانَتْ (بفَمٍ) ، وَهِي الباءُ والفاءُ والميمُ، وَلَا تَقُلْ شَفَوِيَّة؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وجَوَّزَه الخَلِيلُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: ويقالُ للفاءِ والباءِ والميمِ شَفَويَّةٌ وشَفَهِيَّــةٌ لأنَّ مَخْرَجَها من الشَّفَةِ ليسَ للِّسانِ فِيهَا عَمَلٌ.
(ورجُلٌ أَشْفَى: لَا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ) ؛) نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
قالَ: وَلَا دَليلَ على صحَّتِه.
(و) مِن المجازِ: (شُفِهَ الطَّعامُ، كعُنِيَ، كَثُرَ آكِلُوه) ، فَهُوَ مَشْفُوهٌ، أَو قلَّ، كَمَا تقدَّمَ.
(و) شُفِهَ (زيدٌ: كَثُرَ سائِلُوه) حَتَّى أَنْفَدُوا مَا عنْدَه، فَهُوَ مَشْفُوهٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد يكونُ المَشْفُوهُ الَّذِي أَفْنَى مالَهُ عِيالُه ومَنْ يَقُوتُه؛ قالَ الفَرَزْدَقُ يَصِفُ صائِداً:
عارِي الأشاجِعِ مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ مَا يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ (و) شُفِهَ (المالُ) :) إِذا (كَثُرَ طالِبُوهُ) ، فَهُوَ مَشْفُوهٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُسْتعارُ الشَّفَةُ للفَرَسِ، كقَوْلِ أَبي دُوَاد:
فبِتْنا جُلوساً على مُهْرِناتنزعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفاراالصَّفارُ: يبيسُ البُهْمى وَله شوكٌ يَعْلَقُ بجَحافِلِ الخَيْلِ.
واسْتَعارَ أَبو عبيدٍ الشَّفَةَ للدَّلْوِ قالَ: إِذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءَتِ الشَّفَةُ مائِلَةً قيلَ كَذَا.
قالَ ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي أَمِنَ العَرَبِ سَمِع هَذَا أَمْ هُوَ تَعْبيرُ أَشْياخِ أَبي عُبيدٍ. وَذَات شَفَةٍ: الكَلِمَةُ.
وماءٌ مَشْفُوهٌ: مَطْلوبٌ؛ عَن اللّيْثِ.
وقيلَ: مَمْنُوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه.
وقيلَ: كثيرُ الأهْلِ.
وحَكَى ابنُ الأعْرابيِّ: شَفَهْتُ نَصِيبي، بالفتْحِ، وَلم يُفَسِّرْه.
ورَدَّ ثَعْلَب عَلَيْهِ ذلِكَ وقالَ: إنَّما هُوَ سَفِهْتُ أَي نَسِيْتُ.
وذُو الشَّفَةِ: خالِدُ بنُ سَلَمَةَ المَخْزومِيُّ أَحدُ خُطباءِ قُرَيْش وَكَانَ فِي شَفَتِه أَدْنَى علْم.
(شفه) الشَّيْء كثر طالبوه فَهُوَ مشفوه يُقَال شفه الطَّعَام وشفه المَال وشفه الرجل كثر سائلوه حَتَّى أنفدوا مَا عِنْده
شفه
الشَّفَهُ: حُذِفَتْ منها الهاءُ، وتَصْغِيرُها شُفَيْهَةٌ. والمُشَافَهَةُ: المُواجَهَةُ من فِيكَ إلى فِيه. وماءٌ مَشْفُوْهٌ: مَطْلوبٌ يَكْثُير عليه الناسُ. وطَعامٌ مَشْفُوهٌ: قَليلٌ. ورَجُلٌ شُفَاهِيٌّ - بالضمِّ - عَظِيمُ الشَّفَةِ.
وخَفِيفُ الشَّفَةِ: أي قَليلُ السُّؤال. وله شَفَةٌ في الناس: أي ثَنَاءٌ حَسَنٌ. وما كَلَّمْتُه بِبِنْتِ شَفَةٍ: أي كَلِمَةٍ. وشُفِهَ عنكَ ما عندنا شَفَهاً: أي شُغِلَ عنك.
شفهـ
شفَهَ يَشفَه، شَفْهًا، فهو شافه، والمفعول مَشْفوه
• شفَه الرَّجُلَ: أصاب شفتَه. 

شافهَ يشافه، مشافهةً وشِفاهًا، فهو مُشافِه، والمفعول مُشافَه
• شافَه الرَّجُلُ الرَّجُلَ: خاطبه وتكلّم معه وجهًا لوجه. 

أشْفَهُ [مفرد]: ج شُفْه، مؤ شفهاء، ج مؤ شَفْهاوات وشُفْه: عظيم الشَّفَتَيْن. 

شُفاهيّ [مفرد]: عظيم الشَّفَة أو الشَّفتَيْن. 

شَفَة [مفرد]: ج شَفَهات وشِفاه وشَفايِفُ:
1 - حرف "شفة الدّلو/ الجبل/ الكأس".
2 - جزء لحميّ ظاهر من الفم يستر الأسنان، وهما شفتان؛ عليا وسفلى "ما التقت الشَّفتان على كلام أحسن من كلامك- مسح شَفَتَيْه- {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ. وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} " ° أحمر شفايف: إصبع تستخدم لتلوين الشِّفاه- أطبق شفتيه: سكت- بنت الشَّفة/ ذات الشَّفة: الكلمة- تردّد اسمه على الشِّفاه/ صار اسمه على كلّ شفة: تناقلتِ النّاسُ أخبارَه- عضَّ شفتيه: ندم- فلانٌ خفيف الشَّفة: قليل الاستجداء، قليل السؤال للناس- له في النَّاس شفة حسنة: ذِكْر جميل.
• لغة الشِّفاه: وسيلة تعتمد على فهم كلمات المتحدِّث من غير سماع صوته وذلك بمراقبة حركات وجهه وشَفَتَيه. 

شَفْه [مفرد]: مصدر شفَهَ. 

شفهيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شَفَة.
2 - شفويّ؛ ما يتمّ بالكلام، عكس كتابيّ "امتحان شفهيّ- قدّم مذكّرة شفهيّــة- وعد شفهيّ".
• صوت شفهيّ: (لغ) أحد الأصوات التي تخرج من بين الشَّفَتين، وهي الفاء والباء والميم والواو.
• صوت شفهيّ سِنِّيّ: (لغ) صوت يُلفظ بالشّفة السُّفلى وأسنان الفكّ الأعلى. 

شَفَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شَفَة.
2 - شفهيّ؛ ما يتمّ بالكلام، عكس كتابيّ "امتحان/ وعد شفويّ- قدّم مذكرة شفويّة".
• صوت شفويّ: (لغ) أحد الأصوات التي تخرج من بين الشَّفتين، وهي الباء والميم والواو.
• صوت شفويّ سِنِّيّ: (لغ) الصَّوت الذي يلفظ بالشَفة السُّفلى وأسنان الفك الأعلى وهو صوت الفاء. 

شفه

1 شَفَهَهُ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَفْهٌ, (TK,) He struck his شَفَة [i. e. lip]. (K.) b2: شُفِهَ, [said of a water, (assumed tropical:) It had many lips of drinkers applied to it; i. e. it had many drinkers: (see its part. n.:) and] said of food, (tropical:) It had many eaters: (K, TA:) or [as a consequence thereof] it became little in quantity. (TA.) b3: And [hence], said of property, (assumed tropical:) It had many seekers. (K.) b4: And, said of a man, (assumed tropical:) He had many askers, or beggars, (K, TA,) so that they consumed what he had, or possessed. (TA.) [Or (assumed tropical:) He was importuned by begging, so that what he had, or possessed, was consumed: as pass. of what next follows.] b5: شَفَهَهُ (assumed tropical:) He importuned him by begging, so that he consumed what he had, or possessed. (S, K.) And one says, كَادَ العِيَالُ يَشْفَهُونَ مَالِى (tropical:) The family, or household, almost consumed my property. (K, * TA.) b6: Also, (S, K,) inf. n. شَفْهٌ, (S,) i. q. شَغَلَ. (S, K.) You say, شَفَهَنِى عَنْ كَذَا (assumed tropical:) He, or it, occupied me so as to divert me from such a thing; syn. شَغَلَنِى. (S.) And نَحْنُ نَشْفَهُ عَلَيْكَ المَرْتَعَ, and المَآءَ, meaning (assumed tropical:) We occupy the place of pasturage so as to keep it from thee, and the water, (نَشْغَلُهُ عَنْكَ,) i. e. it is sufficient for us without being more than sufficient. (S, TA.) And شُفِهَ عَنْكَ مَا عِنْدَنَا (assumed tropical:) What we had was employed so as to be kept from thee; syn. شُغِلَ عَنْكَ. (JK.) A2: IAar mentions the phrase شَفَهْتُ نَصِيبِى, with fet-h, without explaining it; but Th says that it is سفهت, [i. e.

سَفِهْتُ, with س, and with kesr to the ف,] meaning “ I forgot [my share, or portion]. ” (TA.) 3 شافههُ, (K,) inf. n. مُشَافَهَةٌ, (TA,) He put his lip (شَفَتَهُ) near to his [another's] lip. (K, TA.) And كَلَّمَهُ مُشَافَهَةً (Msb, TA) and مُشَافَاةً (Msb) He spoke to him putting his lip near to his lip: (TA:) [or mouth to mouth; for,] accord. to J, (TA,) مُشَافَهَةٌ signifies the talking with another mouth to mouth: (S, TA:) but the usage of the inf. n. of a verb different from that which it is thus made to qualify is, as Sb says, restricted to instances that have been heard: the phrase كَلَّمَهُ مُفَاوَهَةً [has not been heard, and therefore] is not allowable. (TA.) b2: [Hence,] شافه البَلَدَ, and الأَمْرَ, (tropical:) He was, or became, or drew, near to the town, or country, and the affair. (A, K, TA.) شَفَةٌ, (T, S, Msb, K, &c.,) also pronounced ↓ شِفَةٌ, (K,) is a word of which the third, i. e. the final, radical letter is elided; (T, Msb;) and accord. to some, (Msb,) this letter is ه, (T, Msb, K, TA,) so accord. to all of the Basrees, (TA,) the word being originally ↓ شفهة, (T, S, Msb, TA,) i. e. شَفَهَةٌ, (so in copies of the S,) or شَفْهَةٌ, like كَلْبَهٌ and سَجْدَةٌ, (Msb,) because it has the former of the dims. mentioned below, and the first of the pls. mentioned below, with ه, (S, Msb, *) and it is sometimes pronounced شفهة; (T, TA;) or, as some assert, the deficient letter is و, (S, Msb,) the word being originally شَفْوَةٌ, like شَهْوَةٌ, (Msb,) because it has the last of the pls. mentioned below, (S, [but omitted in one of my copies,] and Msb, *) and the latter of the two dims. mentioned below; (Msb;) both of which assertions are stated on the authority of Kh; (IF, Msb;) [The lip of a human being;] شَفَتَا الإِنْسَانِ meaning the two covers of the mouth of the human being: (K:) it is [properly] only of a human being: (Msb:) but it is sometimes, metaphorically, of the horse: and in like manner, of the دَلْو [or leathern bucket] as used by A'Obeyd; but ISd has expressed a doubt whether he had heard this from the Arabs: (TA:) the pl. is شِفَاهٌ (S, Msb, K, &c.) and شَفَهَاتٌ (Lth, Msb, TA) and شَفَوَاتٌ, (Lth, S, Msb, K,) the second of which is said by Lth to be more agreeable with analogy than the third, though the third is more common, as being likened to سَنَوَاتٌ [pl. of سَنَةٌ]: (Az, (Msb, TA:) and Ks mentions the phrase, إِنَّهُ لَغَلِيظُ الشِفَاهِ [as meaning Verily he is thick in the lip], as though the term شَفَةٌ applied to every portion of the شَفَة: (TA:) the dim. is ↓ شُفَيْهَةُ (S, Msb) and شُفَيَّةٌ. (Msb.) b2: [Hence,] هُمْ أَهْلُ الشَّفَةِ (assumed tropical:) They are those who have the right of drinking with their lips (بِشِفَاهِهِمْ) and of watering their beasts. (Mgh.) b3: And بِنْتُ شَفَةٍ (tropical:) A word; (S, Msb, K, TA;) as also ذَاتُ شَفَةٍ. (TA.) One says, مَا كَلَّمْتُهُ بِبِنْتِ شَفَةٍ (assumed tropical:) I spoke not to him a word: (S:) or مَا كَلَّمَنِىبِنْتَ شَفَةٍ (assumed tropical:) He spoke not to me a word: (TA:) and مَا سَمِعْتُ مِنْهُ بِنْتَ شَفَةٍ (assumed tropical:) I heard not from him a word: (Msb:) and مَا كَلَّمْتُ فُلَانًا ذَاتَ شَفَةٍ (assumed tropical:) I spoke not to such a one a word. (Az, T voce ذُو.) b4: And فُلَانٌ خَفِيفُ الشَّفَةِ (tropical:) Such a one is a person who asks, or begs, little of people: (ISk, S, K, * TA:) and also, (tropical:) importunate, (K, TA,) one who asks, or begs, much of people: (TA:) thus having two contr. meanings. (K.) b5: And لَهُ فِى النَّاسِ شَفَةٌ (assumed tropical:) He has praise, or commendation, among the people: (S:) and لَهُ فِينَا شَفَةٌ حَسَنَةٌ (tropical:) He has a good report, or reputation, among us. (A, K, TA.) and إِنَّ شَفَةَ النَّاسِ عَلَيْكَ لَحَسَنَةٌ (tropical:) Verily the people's speaking of thee is good. (Lh, TA.) And مَا

أَحْسَنَ شَفَةَ النَّاسِ عَلَيْكَ (tropical:) How good is the people's speaking of thee! (K, TA.) b6: See also شَفًا, in art. شفو and شفى.

شِفَةٌ, and see the next preceding paragraph.

شَفَهَةٌ or شَفْهَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَفَهِىٌّ and شَفِىٌّ are both allowable as rel. ns. of شَفَةٌ [i. e. as meaning Labial: and so, accord. to some, is شَفَوِىٌّ]. (S.) الحُرُوفُ الــشَّفَهِيَّــةُ (Kh, T, S, Msb, K) and الشَّفَوِيَّةُ, (Kh, T, Msb,) or the latter is not allowable, (S,) [i. e. The labial letters,] are ب and ف and م: (T, S, K:) [or, accord. to Lumsden (Ar. Gr. p. 28), ب and م and و: and, it seems, accord. to some, (see De Sacy's Gr. Ar. sec. ed. i. 27,) ج and ش and ض, which is strange:] so called because their place of utterance is from the شَفَة, without any action of the tongue. (T, TA.) شُفَيْهَةٌ: dim. of شَفَةٌ, q. v.

شُفَاهِىٌّ A man (S, Mgh) large [in some copies of the S thick] in the شَفَتَانِ [or lips]; (S, Mgh, K;) as also ↓ أَشْفَهُ. (Mgh. [But see this latter below.]) شَافِهٌ Thirsty, (K, TA,) not finding water enough to moisten his lip: like سَافِهٌ, mentioned in art. سفه. (TA.) أَشْفَهُ: see شُفَاهِىٌّ. b2: [Accord. to some,] أَشْفَى signifies A man whose lips do not close together: (S, K:) but there is no proof of its correctness: (S:) the fem. in this sense is شَفْيَآءُ. (TA in art. شفى.) مَشْفُوهٌ (tropical:) A water at which there are many lips (شِفَاه TA, and Har p. 669,) of those coming to drink, (Har,) so that it has become little in quantity; (TA;) or water at which are many people: (S, K: *) or water that is sought: or, as some say, forbidden to those who come to drink of it because of its being little in quantity. (TA.) b2: and hence, (Har ubi suprà,) (tropical:) Food upon which are [put] many hands; (K, TA, Har;) having many eaters: or that has become little in quantity. (TA.) b3: And (assumed tropical:) Property sought by many: (TA:) [or little in quantity; for] one says, أَتَانَا وَ أَمْوَالُنَا مَشْفُوهَةٌ (tropical:) He came to us when our possessions were little in quantity. (K, TA.) b4: And (assumed tropical:) A man of whom people have asked, or begged, much, (S,) or importuned by begging, (K,) so that all that he had, or possessed, is consumed: (S, K:) like مَثْمُودٌ, and مَضْفُوفٌ, and مَكْثُورٌ عَلَيْهِ: (so in one of my copies of the S:) and sometimes it means (assumed tropical:) one whose household and guests have consumed his property. (IB, TA.)

ذكر

ذكر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سمع عمر رَضِي الله يحلف بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ عَن ذَلِك قَالَ: فَمَا حَلَفت بهَا ذَاكِرًا وَلَا آثرا.
ذ ك ر: (الذَّكَرُ) ضِدُّ الْأُنْثَى وَجَمْعُهُ (ذُكُورٌ) وَ (ذُكْرَانٌ) وَ (ذِكَارَةٌ) كَحَجَرٍ وَحِجَارَةٍ. وَسَيْفٌ (ذَكَرٌ)وَ (مُذَكَّرٌ) أَيْ ذُو مَاءٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هِيَ سُيُوفُ شَفْرَتُهَا حَدِيدٌ ذَكَرٌ وَمُتُونُهَا حَدِيدٌ أَنِيثٌ يَقُولُ النَّاسُ: إِنَّهَا مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ. وَيُقَالُ: ذَهَبَتْ (ذُكْرَةُ) السَّيْفِ وَذُكْرَةُ الرَّجُلِ أَيْ حِدَّتُهُمَا. وَ (التَّذْكِيرُ) ضِدُّ التَّأْنِيثِ. وَ (الذِّكْرُ) وَ (الذِّكْرَى) وَ (الذُّكْرَةُ) ضِدُّ النِّسْيَانِ تَقُولُ: ذَكَرْتُهُ ذِكْرَى غَيْرَ مُجْرَاةٍ وَاجْعَلْهُ مِنْكَ عَلَى (ذُكْرٍ) وَ (ذِكْرٍ) بِضَمِّ الذَّالِ وَكَسْرِهَا بِمَعْنًى. وَ (الذِّكْرُ) الصِّيتُ وَالثَّنَاءُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} أَيْ ذِي الشَّرَفِ. وَ (ذَكَرَهُ) بَعْدَ النِّسْيَانِ وَذَكَرَهُ بِلِسَانِهِ وَبِقَلْبِهِ يَذْكُرُهُ (ذِكْرًا) وَ (ذُكْرَةً) وَ (ذِكْرَى) أَيْضًا وَ (تَذَكَّرَ) الشَّيْءَ وَ (أَذْكَرَهُ) غَيْرُهُ وَ (ذَكَّرَهُ) بِمَعْنًى. وَ (ادَّكَرَ) بَعْدَ أُمَّةِ أَيْ ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ وَأَصْلُهُ (اذْتَكَرَ) فَأُدْغِمَ. وَ (التَّذْكِرَةُ) مَا تُسْتَذْكَرُ بِهِ الْحَاجَةُ. 
[ذكر] الذَكَرُ: خلاف الأُنْثى. والجمع ذكور، وذكران، وذكارة أيضا، مثل حجر وحجارة. والذكر: العَوْفُ، والجمع المَذاكيرُ على غير قياس، كأنهم فرقوا بين الذكرى الذي هو الفَحْلَ وبين الذَكَرِ الذي هو العضْو، في الجمع. وقال الاخفش: هو من الجمع الذى ليس له واحد، مثل العباديد والابابيل. والذَكَرُ من الحديد: خلاف الأنيثِ. وذكورا البقل: ما غلظ منه، وإلى المرارة هو. وسيف ذَكَرٌ ومُذَكَّرٌ، أي ذو ماءٍ. قال أبو عبيد: هي سيوف شفراتها حديد ذكر، ومتونها أنيث. قال: ويقول الناس إنها من عمل الجن. والمذكرة: الناقة التي تشبه الجَمَلَ في الخَلْقِ والخُلُقِ. ويقال: ذهبت ذُكْرَةُ السَيْفِ وذُكْرَةُ الرجل: أي حِدَّتُهُما. وفى الحديث: " أنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غسلا، فسئل عن ذلك فقال: إنه أذكر "، يعنى أحد. وسيف ذو ذُكْرٍ ، أي صارم. ورجل ذِكِّيرٌ : جيّد الذِكْرِ والحِفْظِ. والتذكير: خلاف التأنيث. والذِكْرُ والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ. وكذلك الذُكْرَةُ، وقال كعب بن زُهير: أنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ * ومَطافُهُ لك ذُكْرَةُ وشُفوفُ - والذِكرى مِثْلُهُ. تقول: ذَكَرْتُهُ ذِكْرى، غَير مُجْراةٍ. وقولهم: اجْعَلْهُ منكَ على ذُكْرٍ وذِكْرٍ، بمعنىً. والذِكْرُ: الصيتُ والثَناءُ. وقوله تعالى:

(ص والقرآنِ ذي الذِكْرِ) * أي ذي الشَرَف. ويقال أيضاً: كم الذِكْرَةُ من وَلَدِكَ؟ أي الذكور. وذكرت الشئ بعد النِسْيانِ، وذَكَرْتُهُ بلساني وبقلبي، وتذكَّرْتُهُ. وأَذْكَرْتُهُ غيري وذَكَّرته، بمعنىً. قال الله تعالى:

(واذَّكَرَ بَعْدَ أُمِّةٍ) *، أي ذكره بعد نسيانٍ، وأصله اذتكر فأدغم. والتذكرة: ما تستذ كر به الحاجَةُ. وأَذْكَرَتِ المرأةُ فهي مُذْكِرٌ، إذا وَلَدَتْ ذَكَراً. والمِذْكارُ: التي من عادتها أن تَلِدَ الذكور. ويذكر: بطن من ربيعة.

ذكر: الذِّكْرُ: الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه. والذِّكْرُ أَيضاً: الشيء

يجري على اللسان. والذِّكْرُ: جَرْيُ الشيء على لسانك، وقد تقدم أَن

الذِّكْرَ لغة في الذكر، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً؛ الأَخيرة عن

سيبويه. وقوله تعالى: واذكروا ما فيه؛ قال أَبو إِسحق: معناه ادْرُسُوا ما

فيه. وتَذَكَّرَهُ واذَّكَرَهُ وادَّكَرَهُ واذْدَكَرَهُ، قلبوا تاء

افْتَعَلَ في هذا مع الذال بغير إِدغام؛ قال:

تُنْحي على الشَّوكِ جُرَازاً مِقْضَبا،

والهَمُّ تُذْرِيهِ اذْدِكاراً عَجَبَا

(* قوله: «والهم تذريه إلخ» كذا بالأَصل والذي في شرح الأَشموني:

«والهرم وتذريه اذدراء عجبا» أَتى به شاهداً على جواز الإِظهار بعد قلب تاء

الافتعال دالاً بعد الذال. والهرم، بفتح الهاء فسكون الراء المهملة: نبت

وشجر أَو البقلة الحمقاء كما في القاموس، والضمير في تذريه للناقة، واذدراء

مفعول مطلق لتذريه موافق له في الاشتقاق، انظر الصبان).

قال ابن سيده: أَما اذَّكَرَ وادَّكَر فإِبدال إِدغام، وأَما الذِّكْرُ

والدِّكْرُ لما رأَوها قد انقلبت في اذَّكَرَ الذي هو الفعل الماضي

قلبوها في الذِّكْرِ الذي هو جمع ذِكْرَةٍ.

واسْتَذْكَرَهُ: كاذَّكَرَه؛ حكى هذه الأَخيرة أَبو عبيد عن أَبي زيد

فقال: أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ في إِصبعه خيطاً يَسْتَذْكِرُ به حاجَتَه.

وأَذْكَرَه إِياه: ذَكَّرَهُ، والاسم الذِّكْرَى. الفراء: يكون الذِّكْرَى

بمعنى الذِّكْرِ، ويكون بمعنى التَّذَكُّرِ في قوله تعالى: وذَكِّرْ فإِن

الذِّكْرَى تنفع المؤمنين. والذِّكْرُ والذِّكْرى، بالكسر: نقيض النسيان،

وكذلك الذُّكْرَةُ؛ قال كعب بن زهير:

أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ،

ومَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ

يقال: طاف الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطَافاً وأَطافَ أَيضاً.

والشُّعُوفُ: الولُوعُ بالشيء حتى لا يعدل عنه. وتقول: ذَكَّرْتُه ذِكْرَى؛ غير

مُجْرَاةٍ. ويقال: اجْعَلْه منك على ذُكْرٍ وذِكْرٍ بمعنى. وما زال ذلك مني

على ذِكْرٍ وذُكْرٍ، والضم أَعلى، أَي تَذَكُّرٍ. وقال الفراء:

الذِّكْرُ ما ذكرته بلسانك وأَظهرته. والذُّكْرُ بالقلب. يقال: ما زال مني على

ذُكْرٍ أَي لم أَنْسَه. واسْتَذْكَرَ الرجلَ: ربط في أُصبعه خيطاً

ليَذْكْرَ به حاجته. والتَّذكِرَةُ: ما تُسْتَذْكُرُ به الحاجة. وقال أَبو حنيفة

في ذِكْرِ الأَنْواء: وأَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها من أَذْكَرِ الأَنْواء

وأَشهرها؛ فكأَن قوله من أَذْكَرِها إِنما هو على ذِكُرَ وإِن لم يلفظ

به وليس على ذَكِرَ، لأَن أَلفاظ فعل التعجب إِنما هي من فِعْلِ الفاعل لا

من فِعْلِ المفعول إِلاَّ في أَشياء قليلة. واسْتَذْكَرَ الشيءَ:

دَرَسَةَ للذِّكْرِ. والاسْتِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ للحفظ. والتَّذَكُّر: تذكر

ما أُنسيته. وذَكَرْتُ الشيء بعد النسيان وذَكْرتُه بلساني وبقلبي

وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غيري وذَكَّرْتُه بمعنًى. قال الله تعالى: وادَّكَرَ

بعد أُمَّةٍ؛ أَي ذَمَرَ بعد نِسْيان، وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم.

والتذكير: خلاف التأْنيث، والذَّكَرُ خلاف الأُنثى، والجمع ذُكُورٌ

وذُكُورَةٌ وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ. وقال كراع: ليس في

الكلام فَعَلٌ يكسر على فُعُول وفُعْلان إِلاَّ الذَّكَرُ. وامرأَة ذَكِرَةٌ

ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ: مُتَشَّبَهةٌ بالذُّكُورِ. قال بعضهم:

إِياكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقِّ

بالبُكاء، لا تأْكل من قِلَّةٍ ولا تَعْتَذِرُ من عِلَّة، إِن أَقبلت

أَعْصَفَتْ وإِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ. وناقة مُذَكَّرَةٌ: مُتَشَبِّهَةٌ

بالجَمَلِ في الخَلْقِ والخُلُقِ؛ قال ذو الرمة:

مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ، يَشُلُّها

وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ

ويوم مُذَكَّرٌ: إِذا وُصِفَ بالشِّدّةِ والصعوبة وكثرة القتل؛ قال

لبيد:فإِن كنتِ تَبْغِينَ الكِرامَ، فأَعْوِلِي

أَبا حازِمٍ، في كُلِّ مُذَكَّرِ

وطريق مُذَكَّرٌ: مَخُوفٌ صَعْبٌ.

وأَذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيْرُها فهي مُذْكِرٌ: ولدت ذَكَراً. وفي الدعاء

للحُبْلَى: أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ أَي ولدت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها.

وامرأَة مُذْكِرٌ: ولدت ذَكَراً، فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِذْكارٌ،

وكذلك الرجل أَيضاً مِذْكارٌ؛ قال رؤْبة:

إِنَّ تَمِيماً كان قَهْباً من عادْ،

أَرْأَسَ مِذْكاراً، كثيرَ الأَوْلادْ

ويقال: كم الذِّكَرَةُ من وَلَدِك؟ أَي الذُّكُورُ وفي الحديث: إِذا غلب

ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَا؛ أَي ولدا ذكراً، وفي رواية: إِذا

سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن الله أَي ولدته ذكراً. وفي

حديث عمر: هَبِلَتِ الوَادِعِيَّ أُمُّهُ لقد أَذْكَرَتْ به أَي جاءت به

ذكراً جَلْداً. وفي حديث طارق مولى عثمان: قال لابن الزبير حين صُرِعَ:

والله ما ولدت النساء أَذْكَرَ منك؛ يعني شَهْماً ماضياً في الأُمور. وفي

حديث الزكاة: ابن لبون ذكر؛ ذكر الذكر تأْكيداً، وقيل: تنبيهاً على نقص

الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن، وقيل: لأَن الابن يطلق في بعض

الحيوانات على الذكر والأُنثى كابن آوى وابن عُرْسٍ وغيرهما، لا يقال فيه بنت آوى

ولا بنت عرس فرفع الإِشكال بذكر الذَّكَرِ. وفي حديث الميراث: لأَوْلَى

رجل ذَكَرٍ؛ قيل: قاله احترازاً من الخنثى، وقيل: تنبيهاً على اختصاص

الرجال بالتعصيب للذكورية. ورجل ذَكَرٌ: إِذا كان قويّاً شجاعاً أَنِفاً

أَبِيّاً. ومطر ذَكَرٌ: شديدٌ وابِلٌ؛ قال الفرزدق:

فَرُبَّ ربيعٍ بالبَلالِيق قد، رَعَتْ

بِمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعاق ذُكُورُها

وقَوْلٌ ذَكَرٌ: صُلْبٌ مَتِين. وشعر ذَكَرٌ: فَحْلٌ. وداهية مُذْكِرٌ:

لا يقوم لها إِلاَّ ذُكْرانُ الرجال، وقيل: داهية مُذْكِرٌ شديدة؛ قال

الجعدي:

وداهِيَةٍ عَمْياءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ،

تَدِرُّ بِسَمٍّ من دَمٍ يَتَحَلَّبُ

وذُكُورُ الطِّيبِ: ما يصلح للرجال دون النساء نحو المِسْكِ والغالية

والذَّرِيرَة. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَنه كان يتطيب بِذِكارَةِ

الطِّيبِ؛ الذكارة، بالكسر: ما يصلح للرجال كالمسك والعنبر والعود، وهي

جمع ذُكَرٍ، والذُّكُورَةُ مثله؛ ومنه الحديث: كانوا يكرهون المُؤَنِّثَ من

الطيب ولا يَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً؛ قال: هو ما لا لَوْنَ له

يَنْفُضُ كالعُود والكافور والعنبر، والمؤنَّث طيب النساء كالخَلُوق

والزعفران. وذُكورُ العُشْبِ: ما غَلُظ وخَشُنَ. وأَرض مِذْكارٌ: تُنْبِتُ ذكورَ

العُشْبِ، وقيل: هي التي لا تنبت، والأَوّل أَكثر؛ قال كعب:

وعَرَفْتُ أَنِّي مُصْبِحٌ بِمَضِيعةٍ

غَبْراءَ، يَعْزِفُ جِنُّها، مِذكارِ

الأَصمعي: فلاة مِذْكارٌ ذات أَهوال؛ وقال مرة: لا يسلكها إِلاّ

الذَّكَرُ من الرجال. وفَلاة مُذْكِرٌ: تنبت ذكور البقل، وذُكُورُه: ما خَشُنَ

منه وغَلُظَ، وأَحْرَارُ البقول: ما رَقَّ منه وطاب. وذُكُورُ البقل: ما

غلظ منه وإِلى المرارة هو.

والذِّكْرُ: الصيتُ والثناء. ابن سيده: الذِّكْرُ الصِّيتُ يكون في

الخير والشر. وحكي أَبو زيد: إِن فلاناً لَرَجُلٌ لو كان له ذُكْرَةٌ أَي

ذِكْرٌ. ورجل ذَكِيرٌ وذِكِّيرٌ: ذو ذِكْرٍ؛ عن أَبي زيد. والذِّكْرُ:

ذِكْرُ الشرف والصِّيت. ورجل ذَكِيرٌ: جَيِّدٌ الذِّكْره والحِفْظِ.

والذِّكْرُ: الشرف. وفي التنزيل: وإِنه لَذِكْرٌ لك ولقومك؛ أَي القرآن شرف لك

ولهم. وقوله تعالى: ورَفَعْنَا لك ذِكْرَكَ؛ أَي شَرَفَكَ؛ وقيل: معناه

إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي. والذِّكْرُ: الكتاب الذي فيه تفصيل الدِّينِ

ووَضْعُ المِلَلِ، وكُلُّ كتاب من الأَنبياء، عليهم السلام، ذِكْرٌ.

والذِّكْرُ: الصلاةُ لله والدعاءُ إِليه والثناء عليه. وفي الحديث: كانت

الأَنبياء، عليهم السلام، إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلى الذكر، أَي

إِلى الصلاة يقومون فيصلون. وذِكْرُ الحَقِّ: هو الصَّكُّ، والجمع ذُكُورُ

حُقُوقٍ، ويقال: ذُكُورُ حَقٍّ. والذِّكْرَى: اسم للتَّذْكِرَةِ. قال أَبو

العباس: الذكر الصلاة والذكر قراءة القرآن والذكر التسبيح والذكر الدعاء

والذكر الشكر والذكر الطاعة.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ثم جلسوا عند المَذْكَر حتى بدا حاجِبُ

الشمس؛ المَذْكَر موضع الذِّكْرِ، كأَنها أَرادت عند الركن الأَسود أَو

الحِجْرِ، وقد تكرر ذِكْرُ الذّكْرِ في الحديث ويراد به تمجيد الله

وتقديسه وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده. وفي الحديث: القرآنُ

ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه؛ أَي أَنه جليل خَطِيرٌ فأَجِلُّوه. ومعنى قوله تعالى:

ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ؛ فيه وجهان: أَحدهما أَن ذكر الله تعالى إِذا ذكره

العبد خير للعبد من ذكر العبد للعبد، والوجه الآخر أَن ذكر الله ينهى عن

الفحشاء والمنكر أَكثر مما تنهى الصلاة. وقول الله عز وجل: سَمِعْنا

فَتًى يَذْكُرُهُمْ يقال له إِبراهيم؛ قال الفراء فيه وفي قول الله تعالى:

أَهذا الذي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ، قال: يريد يَعِيبُ آلهتكم، قال: وأَنت

قائل للرجل لئن ذَكَرْتَنِي لَتَنْدَمَنَّ، وأَنت تريد بسوء، فيجوز ذلك؛

قال عنترة:

لا تَذْكُرِي فَرَسي وما أَطْعَمْتُه،

فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ

أَراد لا تَعِيبي مُهْري فجعل الذِّكْرَ عيباً؛ قال أَبو منصور: وقد

أَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذِّكْرُ عيباً؛ وقال في قول عنترة لا تذكري

فرسي: معناه لا تولعي بِذِكْرِهِ وذِكْرِ إِيثاري إِياه دون العيال. وقال

الزجاج نحواً من قول الفراء، قال: ويقال فلان يَذْكُر الناسَ أَي يغتابهم

ويذكر عيوبهم، وفلان يذكر الله أَي يصفه بالعظمة ويثني عليه ويوحده،

وإِنما يحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه. وفي حديث عليّ: أَن عليّاً

يَذْكُرُ فاطمة يخطبها، وقيل: يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها، ومنه حديث عمر: ما

حلفتُ بها ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً، من قولك: ذكرت لفلان

حديث كذا وكذا أَي قلته له، وليس من الذِّكْر بعد النسيان.

والذُّكَارَةُ: حمل النخل؛ قال ابن دريد: وأَحسب أَن بعض العرب يُسَمِّي

السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ. والذَّكَرُ: معروف، والجمع ذُكُورٌ

ومَذاكِيرُ، على غير قياس، كأَنهم فرقوا بين الذَّكَرِ الذي هو الفحل وبين

الذَّكَرِ الذي هو العضو. وقال الأَخفش: هو من الجمع الذي ليس له واحد

مثل العَبَاديد والأَبابيل؛ وفي التهذيب: وجمعه الذِّكارَةُ ومن أَجله يسمى

ما يليه المَذَاكِيرَ، ولا يفرد، وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ

ومَقَادِيم. وفي الحديث: أَن عبداً أَبصر جارية لسيدة فغار السيدُ

فَجَبَّ مَذَاكِيرَه؛ هي جمع الذَّكَرِ على غير قياس. ابن سيده: والمذاكير

منسوبة إِلى الذَّكَرِ، واحدها ذَكَرٌ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ.

والذَّكَرُ والذَّكِيرُ من الحديد: أَيْبَسُه وأَشَدُّه وأَجْوَدُه، وهو خلافُ

الأَنِيثِ، وبذلك يسمى السيف مُذَكَّراً ويذكر به القدوم والفأْس ونحوه،

أَعني بالذَّكَرِ من الحديد.

ويقال: ذهبتْ ذُكْرَهُ السيف وذُكْرَهُ الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما. وفي

الحديث: أَنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً

فسئل عن ذلك فقال: إِنه أَذْكَرُ؛ أَي أَحَدُّ. وسيفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَي

صارِمٌ، والذُّكْرَةُ: القطعة من الفولاذ تزاد في رأْس الفأْس وغيره، وقد

ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ؛ أَنشد ثعلب:

صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ،

يُطَبّقُ العَظْمَ ولا يَكْسِرُهْ

وقالوا لخِلافهِ: الأَنِيثُ. وذُكْرَهُ السيف والرجل: حِدَّتُهما. ورجل

ذَكِيرٌ: أَنِفٌ أَبِيُّ. وسَيْف مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ

ومَتْنُه أَنِيثٌ، يقول الناس إِنه من عمل الجن. الأَصمعي: المُذَكَّرَةُ هي

السيوف شَفَرَاتُها حديد ووصفها كذلك. وسيف مُذَكَّرٌ أَي ذو ماء.

وقوله تعالى: ص والقرآن ذي الذِّكْرِ؛ أَي ذي الشَّرَفِ. وفي الحديث:

إِن الرجل يُقَاتِلُ ليُذْكَر ويقاتل ليُحْمَدَ؛ أَي ليذكر بين الناس ويوصف

بالشجاعة. والذِّكْرُ: الشرف والفخر. وفي صفة القرآن: الذِّكْر الحكيم

أَي الشرف المحكم العاري من الاختلاف.

وتذكر: بطن من ربيعة، والله عز وجل أَعلم.

(ذ ك ر) : (قَطَعَ مَذَاكِيرَهُ) إذَا اسْتَأْصَلَ ذَكَرَهُ وَإِنَّمَا جُمِعَ عَلَى مَا حَوْلَهُ كَقَوْلِهِمْ شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ وَأَذْكَرَتْ الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ ذُكُورًا وَقَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - هَبِلَتْ الْوَادِعِيَّ أُمُّهُ لَقَدْ أَذْكَرَتْ بِهِ أَيْ جَاءَتْ بِهِ ذَكَرًا ذَكِيًّا دَاهِيًا وَلَا ذَاكِر فِي (أث) .

ذكر


ذَكَرَ(n. ac. ذِكْر
ذِكْرَى
ذُكْر
تَذْكَاْر)
a. Recollected, remembered, called to mind; was mindful
of.
b. Mentioned, spoke of, related.

ذَكَّرَa. Reminded of, caused to remember; impressed
upon.
b. Exhorted, admonished.
c. Made masculine.

ذَاْكَرَa. [acc. & Fī], Spoke to of; conversed, conferred with .... about.

أَذْكَرَa. see II (a) (b).
c. Begot or brought forth a male.

تَذَكَّرَa. see I (a)b. Was masculine (word).
تَذَاْكَرَ
a. [acc. & Fī], Conversed, conferred together .... about.

إِذْتَكَرَ
(a. د
or
ذ )
see I (a)
إِسْتَذْكَرَa. see I (a)b. Endeavoured to recollect.

ذِكْرa. Recollection, remembrance; memory.
b. Mention; relation, narration.
c. Renown, fame, honour, eminence.
d. Invocation, prayer.

ذِكْرَة
(pl.
ذِكَر)
a. Reminiscence, souvenir.

ذِكْرَىa. Admonition, exhortation, warning.
b. Mention.
c. Repentance, contrition.

ذُكْرa. see 2 (a) (b).
ذُكْرَةa. Steel edge ( of a sword ).
b. Strength, vigour.
c. Renown; commendation; praise.

ذَكَر
(pl.
ذِكَرَة
ذِكَاْر
ذُكُوْر ذُكُوْرَة
ذُكْرَاْن)
a. Male; masculine; virile, manly, manful.
b. Membrum virile, penis.
c. Strong, hard; wrought; tempered ( iron;
sword ).
ذَكِر
ذَكُرa. One having a good memory.

ذَاْكِرَةa. Memory. —
ذَكِيْر ذَكُوْر
ذِكِّيْر
Renowned, famous.
تَذْكَاْرa. Remembrance.
b. Commemoration, celebration.
c. Souvenir, keepsake, present.
d. Memorial, record.

N. P.
ذَكڤرَa. Above-mentioned.

N. P.
ذَكَّرَa. Masculine.

تَزْكِرَة (pl.
تَذَاْكِر)
a. Writing: letter, note; receipt; certificate
testimonial; memorandum; memoir.
b. Passport.
باب الكاف والذال والراء معهما ذ ك ر مستعمل فقط

ذكر: الذِّكْرُ: الحفظ للشيء تذكره، وهو مني على ذكر. والذِّكرُ: جري الشيء على لسانك، تقول جرى منه ذِكر. والذِّكْر: الشرف والصوت، قال الله عز وجل: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ والذِّكْرُ: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين. وكل كتاب للأنبياء: ذِكرٌ. والذكر: الصلاة، والدعاء، والثناء. والأنبياء إذا حزبهم أمر فزعوا إلى ذكر الله، أي: الصلاة. وذِكرُ الحق: الصك وجمعه: ذكور حقوق، ويقال: ذكور حق. والذِّكَرَى: اسم للتذكير، والتذكير مجاوز. والذَّكَرُ معروف، وجمعه: الذكرة، ومن أجله سمي ما إليه : المذاكير. والمذاكير: سرة الرجل، لا يفرد، وإن أفرد فَمُذَكَّر مثل مقدم ومقاديم. والذُّكُورةُ، والذُّكور، والذُّكران، جمع الذَّكَر، وهو خلاف الأنثى. ومن الدواب: الذكورة. والذَّكَر [من] الحديد: أيبسه وأشده، وبه سمي السيف مُذَكْراً، وبه يُذَكَّرُ القدوم، والفأس ونحوه. وامرأة مُذَكَّرة، وناقة مذكرة، [إذا كانت] في خلقة الذَّكَر، أو شبهه في شمائلها. وأذْكَرتِ الناقة والمرأة، [إذا] ولدت ذَكَراً. وامرأة مِذْكار، [إذا] أكثرت من ولاد الذُّكُور. ويقال للحبلى في الدعاء: أيسرت وأَذْكَرَتْ، أي: يسر عليها وولدت ذكراً. والاستذكار: الدراسة للحفظ. والتذكر: طلب ما قد فات.
ذكر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] إِذا ذكر الصالحون فحيّ هلا بعمر. قيل مَعْنَاهُ: عَلَيْك بعمر ادْع عمر أَي أَنه من هَذِه الصّفة. قَالَ أَبُو عبيد: وَسمع أَبُو مهدية الْأَعرَابِي رجلا يَدْعُو رجلا بِالْفَارِسِيَّةِ يَقُول لَهُ: زُود فَقَالَ: مَا يَقُول فَقُلْنَا: يَقُول: عَجِّل قَالَ: أَلا يَقُول لَهُ: حَيّهَلَك أَي هَلُمّ وتعال. قَالَ الْأَحْمَر: وَفِي حيَّ هَلْ ثَلَاث لُغَات: يُقَال: حيّ هَلْ بفلان بجزم اللَّام وحيّ هَلْ [بفلان -]- بحركة اللَّام وحيّ هَلًا بفلان بِالتَّنْوِينِ. وَقَالَ لبيد يذكر صاحبا لَهُ فِي سفر وَكَانَ أمره بالرحيل فَقَالَ: [الرمل]

يَتَمارى فِي الَّذِي قلتُ لَهُ ... وَلَقَد يَسمع قولي حَيَّهَلْ

وَقد يَقُولُونَ: حيَّ من غير أَن يَقُولُوا: هَل وَمن ذَلِك قَوْلهم فِي الْأَذَان: حيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح إِنَّمَا هُوَ دُعَاء إِلَى الصَّلَاة والفلاح وَقَالَ بن أَحْمَر: [الْبَسِيط]

أنشأتُ أسأله مَا بَال رُفْقَته ... حيَّ الحُمول فَإِن الركب قد ذَهَبا

[قا: أنشأ يسْأَل غُلَامه: كَيفَ أَخذ الركب -] [قَالَ: وسمعته يَقُول: رِفقته ورفقته -] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] فِي مسح الْحَصَى فِي الصَّلَاة قَالَ: مرّة قَالَ: وَتركهَا خير من مائَة نَاقَة ل
(ذكر) في حَدِيث عَائِشَة، رضِي الله عنها: "كان يَتَطيَّب بذِكَارةِ الطِّيبِ".
ذِكَارتُه، بكَسْر الذَّال: ما يَصلُح للذُّكْران .
كما في الحَدِيثِ الآخر: "طِيبُ الرِّجال: ما ظَهَر رِيحُه وخَفِى لَونُه" وهو كالمِسْك والعَنْبَر ونَحْوِهما. ويحتمل أن يُرادَ به شِدَّةُ الرائِحَة: أَىْ بما هو أَذكَى رَائِحَةً.
- في الحَديث: "إذا غَلَب ماءُ الرَّجل مَاءَ المَرأةِ - وفي رواية: إذا سَبَق أَذكَرا"، وفي رِواية: "أَذكرَت بإذنِ اللهِ عزَّ وجل".
: أي وَلَدَا، أو وَلَدَت ذَكَراً فهي مُذكِر، وإن صَارَ عَادَتَها قِيلَ: مِذْكَار.
قوله تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} .
ذِكْرَى بَدَل من الخَالِص فِيمَن قرأ بالتَّنْوِينِ: أي جَعَلْناهم يُكْثرون ذِكْرَ الآخِرَة، ومن قَرأ بالِإضَافة، الذِّكْرَى: يَعْنى التَّذْكرة.
- وفي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما، "قَالت اليَهُود: نَأكُل مِمَّا قَتَلْنا, ولا نَأكُل مِمَّا قَتَل اللهُ عزَّ وجَلَّ، فأَنزلَ الله تَعالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} . فهذا يَدُلّ على أنَّ مَعْنَى ذِكْرِ اسْمِ الله عَزَّ وجَلَّ على الذَّبِيحَة في هَذه الآيةِ ليس باللِّسَان، وإنّما مَعْنَاه تَحرِيمُ ما لَيس بالمُذَكَّى من الحَيَوان، فإذا كَانَ الذَّابِح مِمَّن يَعتَقِد الاسم وإن لم يَذْكُر بلِسانِه، فَقَد سَمَّى.
قال عَبدُ الله بنُ يَزِيد المقرى: ذَكَّرتُه، من المَوعِظَة، وأذْكَرتُه من النِّسْيان.
- في الحَدِيث: "كَانَ يَطُوف على نِسائِهِ، ويَغْتَسِل من كل وَاحِدَة وقال: إنه أَذْكَرُ" .
: أي أَحدُّ، وذُكَرةُ السَّيفِ والرَّجُل: حِدَّتُهُما.
ذ ك ر : ذَكَرْتُهُ بِلِسَانِي وَبِقَلْبِي ذِكْرَى بِالتَّأْنِيثِ وَكَسْرِ الذَّالِ وَالِاسْمُ ذُكْرٌ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرُ نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَأَنْكَرَ الْفَرَّاءُ الْكَسْرَ فِي الْقَلْبِ وَقَالَ اجْعَلْنِي
عَلَى ذُكْرٍ مِنْكَ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ وَلِهَذَا اقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَيْهِ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَذْكَرْتُهُ وَذَكَّرْتُهُ مَا كَانَ فَتَذَكَّرَ وَالذَّكَرُ خِلَافُ الْأُنْثَى وَالْجَمْعُ ذُكُورٌ وَذُكُورَةٌ وَذِكَارَةٌ وَذُكْرَانٌ وَلَا يَجُوزُ جَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَإِنَّ ذَلِكَ مُخْتَصُّ بِالْعَلَمِ الْعَاقِلِ وَالْوَصْفِ الَّذِي يُجْمَعُ مُؤَنَّثُهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَمَا شَذَّ مِنْ ذَلِكَ فَمَسْمُوعٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَالذُّكُورَةُ خِلَافُ الْأُنُوثَةِ وَتَذْكِيرُ الِاسْمِ فِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ مَعْنَاهُ لَا يَلْحَقُ الْفِعْلَ وَمَا أَشْبَهَهُ عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ وَالتَّأْنِيثُ بِخِلَافِهِ فَيُقَالُ قَامَ زَيْدٌ وَقَعَدَتْ هِنْدٌ وَهِنْدٌ قَاعِدَةٌ فَإِنَّ اجْتَمَعَ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَإِنْ سَبَقَ الْمُذَكَّرُ ذَكَّرْتَ وَإِنْ سَبَقَ الْمُؤَنَّثُ أُنِّثَتْ فَتَقُولُ عِنْدِي سِتَّةُ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَعِنْدِي سِتُّ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ وَشَبَّهُوهُ بِقَوْلِهِمْ قَامَ زَيْدٌ وَهِنْدٌ وَقَامَتْ هِنْدٌ وَزَيْدٌ فَقَدْ اُعْتُبِرَ السَّابِقُ فَبُنِيَ اللَّفْظُ عَلَيْهِ وَالتَّذْكِيرُ الْوَعْظُ وَالذَّكَرُ الْفَرْجُ مِنْ الْحَيَوَانِ جَمْعُهُ ذِكَرَةٌ مِثْلُ: عِنَبَةٍ وَمَذَاكِيرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالذِّكْرُ الْعَلَاءُ وَالشَّرَفُ. 
ذ ك ر

ذكرته ذكراً وذكرى. وذكرته تذكرة وذكرى " وذكر فإن الذكرى " وذكرت الشيء وتذكرته. واجعله مني على ذكرٍ أي لا أنساه. وعقد رتيمة ليستذكر بها الحاجة. واستذكر بدراسته، طلب بها الحفظ. قال الحارث ابن حرجة الفزاريّ:

فأبلغ دريداً وأنت امرؤ ... متى ما تذكره يستذكر

وولد ذكر وذكور وذكران. والحصن ذكورة الخيل وذكارتها. وامرأة مذكار، وقد أذكرت وفي الدعاء للمطلوقة " أيسرت وأذكرت " أي يسر عليها وولدت ذكرا.

ومن المجاز: له ذكر في الناس أي صبت وشرف " وإنه لذكر لك ولقومك " ورجل مذكور. وأرض مذكار: تنبت ذكور البقل وهي خلاف الأحرار التي تؤكل. قال:

فودّعن أقواع الشماليل بعدما ... ذوي بقلها أحرارها وذكورها

وذكور الطيب: ما لا ردع له. وفلاة مذكار: ذات هول. وطريق مذكر: مخوف. ويوم مذكر: قد اشتدّ فيه القتال. وداهية مذكر: شديدة، وذلك أن العرب كانت تكره أن تنتج الناقة ذكراً فضربوا الإذكار مثلاً لكل مكروه. وقال كعب بن زهير:

وعرفت أني مصبح بمضيعة ... غبراء تعزف جنها مذكار

وقال الأصمعي: لا يقطعها إلا الذكر من الرجال. وقال أبو دؤاد:

مذكر تهلك المقانب فيه ... ينم البوم فيه كالمحزون

وقال أيضاً:

أوف فارقب لنا الأوابد واربأ ... وانفض الأرض إنها مذكار

وقال لبيد:

فإن كنت تبغين الكرام فأعولي ... أبا حازم في كل يوم مذكر وقال الجعدي:

لداهية عمياء صماء مذكر ... تدر بسم في دم يتحلب

ومطر ذكر: شديد. وأصابت الأرض ذكور الأسمية وهي التي تجيء بالبرد الشديد وبالسيل. قال:

بقدرة الله سماكيّ ذكر ... حيا لمن عاش وقتلاه هدر

وقول ذكر: صلب متين. وشعر ذكر كما يقال: شعر فحل. وسيف ذكر ومذكر وذو ذكرة. ورجل ذكر. وذهبت ذكرته. وما ولدت النساء أذكر منك. ولا يفعل مثل هذا إلا ذكورة الرجال. ويوم ذكر. قال الأغلب:

قد علموا يوم خنا بزينا ... وكان يوماً ذكراً مبيناً

هو قائد كسرى وجهه إلى بكر بن وائل يوم ذي قار في خيله فهزمته بكر بن وائل، وفيه يقول أبو النجم:

واسأل جيوش خنابزين ليخبروا ... أنّا الحماة عشية البطحاء

ولي على هذا الأمر ذكر حق أي صك، ولي عليه ذكور حق أي صكوك.
ذكر
الذِّكْرُ: تارة يقال ويراد به هيئة للنّفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه، والذِّكْرُ يقال اعتبارا باستحضاره، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول، ولذلك قيل:
الذّكر ذكران:
ذكر بالقلب.
وذكر باللّسان.
وكلّ واحد منهما ضربان:
ذكر عن نسيان.
وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ. وكلّ قول يقال له ذكر، فمن الذّكر باللّسان قوله تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ [الأنبياء/ 10] ، وقوله تعالى: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ [الأنبياء/ 50] ، وقوله:
هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي [الأنبياء/ 24] ، وقوله: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا [ص/ 8] ، أي: القرآن، وقوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص/ 1] ، وقوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [الزخرف/ 44] ، أي:
شرف لك ولقومك، وقوله: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [النحل/ 43] ، أي: الكتب المتقدّمة.
وقوله قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا [الطلاق/ 10- 11] ، فقد قيل: الذكر هاهنا وصف للنبيّ صلّى الله عليه وسلم ، كما أنّ الكلمة وصف لعيسى عليه السلام من حيث إنه بشّر به في الكتب المتقدّمة، فيكون قوله: (رسولا) بدلا منه.
وقيل: (رسولا) منتصب بقوله (ذكرا) كأنه قال: قد أنزلنا إليكم كتابا ذكرا رسولا يتلو، نحو قوله: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً [البلد/ 14- 15] ، ف (يتيما) نصب بقوله (إطعام) .
ومن الذّكر عن النسيان قوله: فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ [الكهف/ 63] ، ومن الذّكر بالقلب واللّسان معا قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً [البقرة/ 200] ، وقوله:
فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ [البقرة/ 198] ، وقوله: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [الأنبياء/ 105] ، أي: من بعد الكتاب المتقدم. وقوله هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [الدهر/ 1] ، أي: لم يكن شيئا موجودا بذاته، وإن كان موجودا في علم الله تعالى.
وقوله: أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ [مريم/ 67] ، أي: أولا يذكر الجاحد للبعث أوّل خلقه، فيستدلّ بذلك على إعادته، وكذلك قوله تعالى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ [يس/ 79] ، وقوله: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [الروم/ 27] ، وقوله:
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت/ 45] ، أي:
ذكر الله لعبده أكبر من ذكر العبد له، وذلك حثّ على الإكثار من ذكره. والذِّكْرَى: كثرة الذّكر، وهو أبلغ من الذّكر، قال تعالى: رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ [ص/ 43] ، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات/ 55] ، في آي كثيرة. والتَّذْكِرَةُ: ما يتذكّر به الشيء، وهو أعمّ من الدّلالة والأمارة، قال تعالى: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ [المدثر/ 49] ، كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ [عبس/ 11] ، أي: القرآن.
وذَكَّرْتُهُ كذا، قال تعالى: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [إبراهيم/ 5] ، وقوله: فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى [البقرة/ 282] ، قيل: معناه تعيد ذكره، وقد قيل: تجعلها ذكرا في الحكم . قال بعض العلماء في الفرق بين قوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة/ 152] ، وبين قوله: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ [البقرة/ 40] : إنّ قوله: فَاذْكُرُونِي مخاطبة لأصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم الذين حصل لهم فضل قوّة بمعرفته تعالى، فأمرهم بأن يذكروه بغير واسطة، وقوله تعالى: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ مخاطبة لبني إسرائيل الذين لم يعرفوا الله إلّا بآلائه، فأمرهم أن يتبصّروا نعمته، فيتوصّلوا بها إلى معرفته. والذَّكَرُ: ضدّ الأنثى، قال تعالى:
وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى [آل عمران/ 36] ، وقال: آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ [الأنعام/ 144] ، وجمعه: ذُكُور وذُكْرَان، قال تعالى: ذُكْراناً وَإِناثاً [الشورى/ 50] ، وجعل الذَّكَر كناية عن العضو المخصوص.
والمُذْكِرُ: المرأة التي ولدت ذكرا، والمِذْكَار:
التي عادتها أن تذكر، وناقة مُذَكَّرَة: تشبه الذّكر في عظم خلقها، وسيف ذو ذُكْرٍ، ومُذَكَّر:
صارم، تشبيها بالذّكر، وذُكُورُ البقل: ما غلظ منه. 
ذكر: ذَكَر: تأمل، تبصر، ردد الأمر في خاطره، وعزم على فعل شيء (معجم بدرون). ذكر فلاناً ب: أثنى عليه ومدحه ب، يقال مثلاً: ذكره بالشجاعة أي أثنى على شجاعته (كوسج طرائف ص79).
ذكَّر (بالتشديد). ذكَره بالشي: أذكره، جعله يذكره (عبد الواحد ص217).
ذكَّر: حدّث عن الماضي، حكى (بوشر).
وذكّر النخل، التذكير: قيام الفلاح بنثر مقدار من لقاح فحل النخل على اعذاق الأنثى ليلقحها. (برتون 1: 386، شو 1: 219، بليسييه ص150).
وتذكير التين: ما كان يفعله الأوائل مع التين وهو أن يعلقوا بعض ثمار التين الذكر أو البري على شجرة التين الأنثى لكي يمنعوا تساقط ثمرها قبل أن ينضج أو يفسد ويتغير (شو 1: 219، ألكالا).
ثم امتد استعمال هذه الكلمة فأطلقت على كثير من أشجار الفاكهة لتشير إلى الطريقة التي تجعل منها أكثر إثماراً أو تجعل ثمرها أفضل نوعاً وأطيب (ابن العوام 1: 7، 20، 562، 272).
ذكَّر الطعام: ملّح منه ما يأكله، نثر عليه ملحاً (فوك).
ذاكر. ذاكر فلاناً: كالمه وخاض معه في الحديث (معجم الطرائف، بدرون ص182) ويقال ذاكره به (دي يونج)، ففي العبدري (ص90 و، ق): قرأت عليه مقامات الحريري وكان يتعقب عليها تعقيبات نقد جيدة وذاكرته فيها بمواضع عديدة كنت أتعقبها فأثبت قولي واستحسنه.
وذاكره فيه (معجم الطرائف).
وذاكر المعلم تلميذه: سأل تلميذه سؤالاً (أبو الفداء تاريخ 3: 24).
وذاكر العلماء أو الأدباء: تحادثوا وتشافهوا وتفاوضوا وتناقشوا في أمر أو موضوع (فوك).
يقال مثلاً: ذاكر الفضلاء (ميرسنج ص27، دي يونج) والمذاكرة في الفقه (ابن بطوطة 4: 235) والمذاكرة في الأدب (بدرون ص2).
وأخيراً فإن ذاكر فلاناً تعني أيضاً: أنشده شعراً أو قصّ عليه قصصاً وحكى له حكايات (معجم بدرون).
أذكر: نجد بدل قولهم أذكره الشيء، أذكره منه في بيت من الشعر عند ويجرز (ص41). (انظر تعليقة رقم 225 ص140).
تذاكر: تفاوض، يقال مثلاً تذاكروا الصلحَ أي تفاوضوا فيه (معجم البلاذري) وتذاكروا العلمَ (الأغاني ص56). وفي معجم فوك: تذاكر مع. ونجد في المقري (1: 485): تذاكرت مع شيخنا حديث أبي ثعلبة.
انذكر: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها ذكر.
ذِكْر: ذكرى، ما يذكره الإنسان عن شيء ما (كليلة ودمنة ص15، 26، عباد ص 1).
ذِكْر: نصّ قَسَم (المقري 2: 103).
ذِكْر وجمعها أَذْكار: دعاء نافلة (بربروجر ص3، المقدمة 2: 372، 3: 145، 347) ذكر وجمعها أذكار: أذان، نداء المؤذن للصلاة. ففي معيار العلوم (ص22): وتناغى أذكار المؤذن بأسحارها نغمات الوُرْق. راجع زيشر (26: 595) نجد فيه ما ذكرته وكذلك ملر (ص 69).
ذِكْر: حفل يردد فيه عدد من الأشخاص (من الدراويش عادة) في فترات مختلفة لا إله إلاَّ الله وباقي أسماء الله الحسنى وأدعية وغير ذلك في ترانيم وألحان. وغالباً ما يصحب ذلك موسيقى ورقص (لين عادات 1: 371، عواده ص 699، ديسكرياك ص159، كندي 1: 136).
ذكر الله: ترغلة: اطرغلة يمامة (دومب ص62).
ذَكَر: بمعنى قوي شجاع أبي، لا يوصف به الرجل فقط (لين) بل يوصف به الفرس أيضاً (معجم مسلم).
وذَكَر عند أهل الحراثة: ما يدخل من طرف البِرك في سكة الحديد (محيط المحيط).
ذكر في أنثى وأنثى في ذكر: أنظره في أنثى.
الأَظفار الذكران: أنظره في ظُفْر.
ذَكَرِيّ: خاص بالذَكَر، رَجْلي (بوشر).
ذُكْراني. امرأة ذكرانية: شجاعة (فوك).
ذُكُور: كثير الحفظ في ذهنه، ويقال: ذكور للشيء (معجم الماوردي).
ذَكِير، يقال للصلب: حديد ذكير (برجرن) وأيضاً ذكير فقط (المستعيني مادة حديد، ألكالا، مارسيل، باربيه، معجم البربرية وهو يكتبه غالباً بالدال).
ذُكُورِيَّة: رجولة، رجولية (فوك، معجم الماوردي).
ذُكَّار، واحدته ذُكَّارة وهو الفحل من الشجر. مثل ذُكَّار الفستق أي فحل الفستق (ابن العوام 1: 267) وذكار التين: فحل التين وشجرة التين البري (ابن العوام 1: 419).
وتطلق كلمة ذُكّار وحدها على شجرة التين البري وثمرها (فوك، ألكالا، المعجم اللاتيني - العربي، ترجمة العقد الصقلي ص21، 23، ابن العوام 1: 16، 20، 93 (أبدل فيه الدال بالذال)، ص302 (اقرأ فيه ذكار وفقاً لما جاء في مخطوطتنا) ص573).
وتستعمل ثمرة هذه الشجرة لتلقيح (تذكير) شجرة التين الأنثى، وذلك أنهم ينظمون ثمر التين البري في قلادة من ثمرها الصغير الموجود عليها (ابن العوام 1: 573) وهذا ما يفسر هذه الأبيات المذكورة في الحلل السندسية (ص76 ق) وقد نظمها أمير صلب كثيراً من رعاياه:
أهل الحرابة والفساد من الورى ... يَعْزون في التشبيه للذُكَّار
ففساد ... الصلاح لغيره ... بالقطع والتعليق في الأشجار
ذُكَّارهم ذكرى إذا ما أبصرِوا ... فوق الجموع وفي ذُرَى الأسوار
(في البيت الثاني بياض في مخطوطتنا ولعل الصواب ففساده فيه الصلاح).
ذُكّار: لقاح النخل (باجني ص148).
ذَكِّير: من يشترك في الحفل الديني المسمى ذِكْر (انظر الكلمة) (لين عادات 2: 212). ذِكِّير: عَرَّاف، كاهن، زاجر الطير، ضارب الرمل (باين سميث 1558).
ذَكَّارة المُعَذَّبين: سلاسل، قيود، أغلال (المعجم اللاتيني - العربي).
ذاكر، القُوَّة الذاكرة: القوة الحافظة (فوك).
تَذْكِرَة: تذكر، تذكار (بوشر).
تذكرة: موعظة (ابن جبير ص150، 151).
وتذكرة وتجمع على تذاكر: رقعة، بطاقة (بوشر، همبرت ص107، محيط المحيط).
وتذكرة: براءة (فرمان) صك يصدره الأمير. (مملوك 1، 1: 188).
وتذكرة: جواز سفر (برتون: 1: 18). وفي محيط المحيط: تذكرة الطريق.
وتذكرة: بطاقة التصدير (بلسييه ص 324، كريست وبارب ص50، بلاكيير 2: 266).
وتذكرة: شهادة تمنح لأسرى النصارى حين يطلق سراحهم (لوجييه ص285).
وتذكرة: لائحة، جدول مفصل لمضمون حساب (بوشر).
وتذكرة: سند الإعفاء بكفالة من الرسوم الجمركية. (بوشر).
تذكرة النكاح: عقد النكاح (بركهارت نوبيه ص 305).
تذكار الأموات: يوم الأموات (همبرت ص154).
تذكاري: استذكاري (بوشر).
تَذْكِيرَة، وتجمع على تذاكير: مذكرة، مفكرة. (فوك).
مُذَكِّر: واعظ (فالتون ص43).
والمذكر مرادف المعرّف: العبد الدليل على أسماء الناس. وهو أشبه بالحاجب والآذان (ابن بطوطة 2: 346، 363).
مذاكر: عضو التناسل (بوشر).
مذاكر: خصية (فوك، ألكالا).
[ذكر] يقاتل "للذكر" أي ليذكر بينهم ويوصف بالشجاعة، والذكر الشرف. ن: هو بالكسر. ك: أي للشهرة وليرى مكانته أي مرتبته في الشجاعة، والأول سمعة، والثاني رياء. ج: ومنه في القرآن وهو "الذكر" الحكيم"، أي الشرف المحكم العاري من الاختلاف، أو الحاكم فيكم وعليكم ولكم. نه وفيه: ثم جلسوا عند "المذكر" حتى بدا حاجب الشمس، هو موضع الذكر كأنه أريد عند

ذكر

1 ذَكَرَهُ, [aor. ـُ inf. n. ذِكْرَى, (S, A, Msb,) which is fem., (Msb,) and imperfectly decl., (S,) and ذِكْرٌ (A, K) [and ذُكْرٌ, or, accord. to EtTebreezee, (Ham p. 26,) the latter of these two but not the former, or, as is said in the Msb., both are properly substs., and a distinction is made between them, as will be shown below,] and تَذْكَارٌ, (K,) He preserved it in his memory: (K, * TA:) he remembered it; (S, A;) as also ذَكَرَهُ بِقَلْبِهِ [to distinguish it from ذَكَرَ in a sense afterwards to be explained], (S, Msb,) and ↓ تذكّرهُ; (S, A;) and ↓ اِدَّكَرَهُ (S, K, TA,) originally اِذْتَكَرَهُ (S,) and اِذَّكَرَهُ (TA, and so in the CK,) and اِذْدَكَرَهُ (K,) and ↓ استذكرهُ, (Az, K,) signify the same as تذكّرهُ (K) [as explained above]: ↓ تذكّرهُ signifies also he became reminded of it; (Msb;) [and so ↓ ادّكرهُ and its variations: and ↓ استذكرهُ seems properly to signify, as also ↓ تذكرّهُ, he recollected it; or called it to mind: and he sought to remember it: and ↓ استذكر and ↓ تذكّر used intransitively, he sought, or endeavoured, to remember.] Yousay, ذَكَرْتُ الشَّىْءَ بَعْدَ النِّسْيَانِ [I remembered the thing after forgetting]: (S:) and ذَكَرْتُ المَنْسِىَّ and ↓ تَذَكَّرْتُهُ [I remembered the thing forgotten, and I became reminded of it, or I recollected it]: (A:) and بَعْدَ أَمَهٍ ↓ ادّكر, occurring in the Kur [xii. 45, accord. to one reading of the last word], means He remembered [or became reminded] after forgetting. (S) And رَبَطَ فِى

بِهِ حَاجَتِهِ ↓ إِصْبَعِهِ خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ [He tied upon his finger a thread or string, seeking to remember, or recollect, or call to mind, thereby the thing that he wanted: such a thread or string is commonly called رَتِيمَةٌ:]: (Az:) and ↓ استذكر is used alone with the like signification [i. e. He sought to remember]: and also signifies He studied a book and preserved it in his memory, accord. to the K; but accord. to other lexicons, he studied a thing in order to remember it, or preserve it in his memory: (TA:) you say, بِدِرَاسَتِهِ ↓ استذكر He sought to remember by his studying of a book. (A.) b2: ذَكَرَ حَقَّهُ, (K,) inf. n. ذِكْرٌ (TA,) He was mindful of his right, or claim; and did not neglect it. (K.) Agreeably with this explanation, the words in the Kur [ii. 231, &c.,] وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ have been rendered And be ye mindful of, and neglect not to be thankful for, the favour of God conferred upon you: like as an Arab says to his companion, اُذْكُرْ حَقِّىعَلَيْكَ Be thou mindful of my claim upon thee; and neglect it not. (TA.) b3: [In like manner also are explained the words] وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ in the Kur [ii. 60], And study ye what is in it, and forget it not: or think ye upon what is in it: or do ye what is in it. (Bd.) b4: One says, مَا اسْمُكَ أَذْكُرْ, (Fs and Lb, and so in a copy of the K,) or أَذْكُرْهُ, (so in another copy of the K, and in the TA,) the hemzeh of أَذْكُرْ being disjunctive, (Lb, K,) [in the CK we find مَا اسمُكَ اَذْكِرْهُ بقطعِ الهَمْزَةِ مِنْ اَذْكَر, as though the reading were أَذْكَرْهُ with a disjunctive hemzeh from أَذْكَرَ, which is manifestly wrong,] and with fet-h, because it is the hemzeh of the first person of a triliteral [unaugmented] verb, and with the ر mejzoom, because it is the complement of an interrogative phrase: (Lb:) it is expressive of disapprobation, (Lb, K,) and means, Acquaint me with thy name: [or, lit., what is thy name?] I will remember it, or I will bear it in mind (اذكره): the conditional phrase [if thou tell it to me] is suppressed because unnecessary, on account of frequent usage of the saying, and because what remains is indicative of it: (Lb, MF:) the saying is a prov.; and is also related with the conjunctive hemzeh, [اذْكُرْ, or اذْكُرْ; in which case it is most appropriately rendered, What is thy name? Say: or Tell it] but the reading with the disjunctive hemzeh is that which is commonly known: (TA:) [for]

A2: ذَكَرَهُ, aor. ـُ (TA,) inf. n. ذِكْرَى, fem., [and imperfectly decl,] (Msb,) and ذِكْرٌ and ذُكْرٌ, (TA,) [or the former of these two (which is the most common of all) but not the latter, or, as is said in the Msb, both are properly substs., and a distinction is made between them, as will be shown below,] also signifies He mentioned it; told it; related it; said it; (TA;) and so ذَكَرَهُ بِلِسَانِهِ [to distinguish it from ذَكَرَ in the first sense explained above]. (S, Msb.) You say ذَكَرْتُ لِفُلَانٍ حَدِيثَ كَذَاوَكَذَا I mentioned, or told, or related, to such a one the story of such and such things. (TA.) And ذَكَرَ امْرَأُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ [He mentioned, or spoke of, a man as having that attribute which was not in him]. (El-Jámi' es-Sagheer voce مَنْ) b2: And ذَكَرَهُ (assumed tropical:) He magnified Him, namely, God; celebrated, lauded, or praised, Him; asserted his unity; (Zj;) [saying سُبْحَانَ اللّٰهِ, and الحَمْدُ لِلّٰهِ, and اَللّٰهُ أَكْبَرُ; or لَاإِلَاهَ إِلَّااللّٰهُ; or هُوَاللّٰهُ; or the like.] b3: [And, in like manner, (assumed tropical:) He spoke well of him, namely, a man; mentioned him with approbation; eulogized, praised, or commended, him: for ذَكَرَهُ بِالجَمِيلِ, or بِخَيْرٍ

See ذِكْرٌ below.] b4: Also, contr., [for ذَكَرَهُ بِالقَبِيحِ or بِشَرٍّ] (assumed tropical:) He spoke evil of him; men-tioned him with evil words; (Fr;) mentioned his vices, or faults; spoke evil of him behind his back, or in his absence, saying of him what would grieve him if he heard it, but saying what was true; or merely said of him what would grieve him: an elliptical expression in this and in the contrary sense; what is meant being known. (Zj.) One says to a man, لَئِنْ ذَكَرْتَنِى لَتَنْدَمَنَّ, meaning [Verily, if thou mention me] with evil words [thou will assuredly repent]: and in like manner the verb is used in the Kur xxi. 37 and 61: and 'Antarah says, لَاتَذْكُرِى فَرَسِى وَمَا أَطْعَمْتُهُ فَيَكُونَ جِلْدُكَ مِثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ meaning Mention thou not reproachfully [my horse, and what I have given him for food, for, if thou do, thy skin will be like the skin of the scabby]: (Fr, T:) but AHeyth disallows this signification of the verb, and explains the saying of 'Antarah as meaning, Be not thou fond of mentioning my horse, and my preferring him before the family. (T, TA.) b5: ذَكَرَ فُلَانَةَ, inf. n ذِكْرٌ, [expressly said to be] with kesr, [so in the CK, and I think it the right reading,] or ذَكْرٌ, [so in a MS. copy of the K, and in the TA,] with fet-h, [so in the TA,] He demanded such a one in marriage: or he addressed himself to demand her in marriage: (K:) [as though the mentioning a woman implied a desire to demand her in marriage:] it occurs in one of these two senses in a trad. (TA.) A3: ذَكَرَهُ, inf. n. ذَكْرٌ, with fet-h, He struck him upon his penis. (K.) 2 ذكّرهُ إِيَّاهُ, (S, A, * Msb, K,) and ذكّرهُ بِهِ, (Kur xiv. 5, &c.,) inf. n. تَذْكِرَةٌ (A, TA) and تَذْكِيرٌ, (K, TA,) and quasi-inf. n. ↓ ذِكْرَى imperfectly decl.; (A, * K, * TA;) and ايّاهُ ↓ اذكرهُ; (S, Msb, K;) He reminded him of, or caused him to remember, him, or it. (S, Msb, K.) b2: And ذكّر, (TA,) inf. n. تَذْكِيرٌ (K) [and تَذْكِرَةٌ also, as in the Kur xx. 2], He exhorted; admonished; exhorted to obedience; gave good advice, and reminded of the results of affairs; reminded of what might soften the heart, by the mention of rewards and punishments. (K, TA.) Thus the verb is used in the Kur lxxxviii. 21. (TA.) A2: Also ذكّرهُ, inf. n. تَذْكِيرُ, He made it (a word) masculine; contr. of أَنَّثَهُ. (S, * Msb, K. *) b2: In the Kur [ii. 282], فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى is said by some to signify (assumed tropical:) That one of them may make the other to be in the legal predicament of a male: [meaning that both of them together shall be as one man:] or, accord. to others, one of them may remind the other. (TA.) b3: It is said in a trad., فَذَكِّرُوهُ ↓ القُرْآنُ ذَكَرٌ (tropical:) The Kur-án is eminently excellent [lit., masculine]: therefore do ye hold it and know it and describe it as such. (K, TA. [In the CK, for ذَكَرٌ is put ذِكْرٌ.]) b4: [Hence,] ذكّرهُ, (TA,) inf. n. تَذْكِيرٌ, (K,) He put to it, namely a sword, (TA,) and the head of an axe &c., (K,) an edge of steel. (K, * TA.) [See ذُكْرَةٌ.]3 ذاكرهُ, (MA,) inf. n. مُذَاكَرَةٌ, (KL;) He called to mind with him (MA, KL) a story, or discourse, or the like, (MA,) or a thing. (KL.) b2: [And hence, He conferred with him.]4 أَذْكَرَ see 2.

A2: اذكر also signifies He (a man [or other]) begat a male. (TA from a trad.) and اذكرت She (a woman, S, A, or other female, TA) brought forth a male, (S, A, K,) or males. (Mgh.) It is said in a prayer for a woman in labour, أَيْسَرَتْ وَأَذْكَرَتْ May she have an easy birth, and may she bring forth a male child. (A.) And you say also, اذكرت بِهِ (assumed tropical:) She brought him forth a male, and hardy: (TA from a trad.:) or a male, and sharp and cunning. (Mgh.) 5 تَذَكَّرَ see 1, in five places, in the first and second sentences. b2: [Also It (a word) was, or became, or was made, of the masculine gender; contr. of تأنّث.]6 تذاكروا They called to mind [a story, or discourse, or the like, or a thing,] one with another. (KL. [See 3.]) b2: [And hence, They conferred together.]8 اِدَّكَرَ and اِذَّكَرَ and اِذْدَكَرَ: see 1, in three places, in the first and second sentences.10 إِسْتَذْكَرَ see 1, in six places, in the first and third sentences.

ذَكْرٌ: see ذِكْرٌ: A2: and ذَكِيرٌ.

ذُكْرٌ: see ذِكْرٌ, in six places.

A2: سَيْفٌ ذُو ذُكْرٍ, or ↓ ذُكُرٍ, (as in different copies of the S,) and أَذْكِرَةٍ, [which is the pl.,] (A,) (tropical:) A cutting, or sharp, sword. (S, A.) [See ذُكْرَةٌ.]

ذِكْرٌ (Yoo, A'Obeyd, Yaakoob, S, M, A, Msb, K) and ↓ ذُكْرٌ, (Yoo, A'Obeyd, Yaakoob, S, A, Msb, K, TA,) or the latter only in the first of the senses here to be explained, (Fr, Msb, TA,) and the latter only is mentioned in this sense in the Fs, (TA,) and is said by El-Ahmar to be of the dial. of Kureysh, (TA,) [both said in the Msb to be simple substs., though many hold them to be inf. ns.,] and ↓ ذَكْرٌ, accord. to one of the expositors of the Fs, but this is strange, (TA,) and ↓ ذِكْرَةٌ (S, M) and ↓ ذُكْرَةٌ (M, TA) and ↓ ذِكْرَى, (S, M, [see 1, first sentence,]) and also دِكْرٌ (S) and دُكْرٌ, mentioned by ISd as of the dial. of Rabee'ah, but held by him to be of weak authority, (TA,) Remembrance; (S, M, A, Msb, K, &c.;) the presence of a thing in the mind: (Er-Rághib:) also termed ذِكْرٌ بِالقَلْبِ, (Msb, TA,) to distinguish it from ذِكْرٌ in another sense, to be explained below: (TA:) he pl. of ↓ ذِكْرَةٌ is ذِكَرٌ, (M,) also said to be pl. of ↓ ذِكْرَى. (MF, art. احد.) You say, ↓ اِجْعَلْهُ مِنْكَ عَلَى ذُكْرٍ and ذِكْرٍ in the same sense, Place thou him, or it, in thy remembrance. (S.) And أَجْعَلَهُ مِنِّى

↓ عَلَى ذُكْرٍ, and ذِكْرٍ, I will not forget him, or it. (A.) And ↓ مَا زَالَ مِنِّى عَلَى ذُكْرٍ, and ذِكْرٍ (K,) or the former only, (Fr, Msb, TA,) He, or it, did not cease to be in my remembrance; (K;) I did not forget him, or it. (Fr, TA.) and ↓ أَنْتَ مِنِّى عَلَى ذُكْرٍ Thou art in my mind. (ISd, Lb.) b2: The words in the Kur [xxix. 44]

وَلَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ admit of two explanations: The remembrance of God is better for a man than a man's remembrance of a man: and the remembrance of God is better as more efficacious in forbidding evil conduct than is prayer. (TA.) b3: ذِكْرٌ also signifies Memory; a certain quality of the mind, by which a man is able to remember what he cares to know; like حِفُظٌ, except that this latter term is used with regard to the preservation of a thing [in the mind], whereas the former is used with regard to calling it to mind. (Er-Rághib.) A2: Also ذِكْرٌ (Er-Rághib, Msb, TA) and ↓ ذُكْرٌ, (Msb, TA,) or the former only accord. to Fr, (Msb, TA,) and ↓ ذِكْرَى (Msb,) The mention, telling, relating, or saying, of a thing: said by some to be contr. of صَمْتٌ: (TA:) and also termed ذِكْرٌ بِاللِّسَانِ (Msb, TA,) to distinguish it from ذِكْرٌ in the sense first explained above. (TA.) b2: Also ذِكْرٌ (assumed tropical:) The praise, and glorification, of God; the celebration, or declaration, of his remoteness, or freedom, from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; or the saying سُبْحَانَ, اللّٰهِ, [and الحَمْدُ لِلّٰهِ, and أَللّٰهُ أَكْبَرُ,] and لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ, [&c., see 1,] and uttering all the forms of his praise: a reading, or reciting, of the Kur-án: a thanking [God]: obedience [to God]: (Abu-l- 'Abbás:) prayer to God; (K;) supplication. (Abu-l-'Abbás, K.) b3: Also (tropical:) Praise, or eulogy, or good speech, of another. (S, * K, * TA.) b4: [And, accord. to some, (tropical:) Dispraise, or evil speech. See 1.]

b5: Also (assumed tropical:) A thing that is current upon the tongue. (K.) b6: (tropical:) Fame; renown; report; reputation; (S, A, K;) whether good or evil; (ISd;) as also ↓ ذُكْرَةٌ. (Az, ISd, K.) Thus in the saying, لَهُ ذِكْرٌ فِى النَّاسِ (tropical:) He has fame among the people: in which it has also the signification next following. (A.) b7: (tropical:) Eminence; nobility; honour. (S, A, Msb, K.) So in the Kur [xciv. 4], وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (tropical:) And We have raised for thee thine eminence, or thy nobility, or thine honour: as some say, it means, when I am mentioned, thou art mentioned with Me: and again, in the Kur [xliii. 43], وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ (tropical:) And verily it (the Kur-án) is an honour to thee and to thy people. (TA.) Also, in the Kur [xxxviii. 1], وَ القُرْآنِ ذِى الذِّكْرِ (tropical:) By the Kur-án possessed of eminence, &c. (S) b8: Also (assumed tropical:) A book containing an exposition of religion, and an institution of religious laws: (K:) any book of the prophets: (TA:) and especially the Kur-án: (MF, TA:) and the تَوْرَاةٌ [or Book of the Law revealed to Moses]: (Aboo-Hureyreh, TA in art. زبر:) and that [law] which is [recorded] in heaven. (Sa'eed Ibn-Jubeyr, TA ubi suprà.) b9: (assumed tropical:) An exhortation; an admonition, or a warning. (Bd in xxxviii. 1.) b10: ذِكْرُ حَقٍّ (tropical:) A written obligation; syn. صَكٌّ: (A, K:) pl. ذُكُورُ حَقٍّ, (A,) or ذُكُورُ حُقُوقٍ. (TA.) You say, لِى عَلَى هٰذَا الأَمْرِ ذِكْرُ حَقٍّ (tropical:) [I have a written obligation to insure this thing]. (A.) A3: See also the next paragraph, in the latter half.

ذَكَرٌ [probably originally signifying “ mentioned,” or “ talked of,” of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ, and خَبَطٌ in the sense of مَخْبُوطٌ, and قَبَضٌ in the sense of مَقْبُوضٌ, &c.; and hence the first, and perhaps most others, of the significations here following:] Male; masculine; of the male, or masculine, sex, or gender; contr. of أُنْثَى: (S, A, Msb, K, &c.:) [the corresponding word in Hebrew () has been supposed to have this signification because a male is much “ mentioned,” or “ talked of; ” and it is well known that the Arabs make comparatively little account of a female:] pl. ذُكُورٌ (S, A, Msb, K) and ذُكُورَةٌ (A, Msb, K) and ذِكَارٌ (K) and ذِكَارَةٌ and ذُكْرَانٌ (S, A, Msb, K) and ذِكَرَةٌ: (S, K:) [the last, in one copy of the S, I find written ↓ ذِكْرَةٌ, which, if correct, is a pl. of pauc.: and in the TA, in the same phrase in which it occurs in the S, it is written ↓ ذُكْرَةٌ, and expressly said to be with damm, so that it is a quasi-pl. n.:] the pl. form with و and ن is not allowable. (Msb.) One says, كَمِ الذِّكَرَةُ مِنْ وَلَدِكَ, or ↓ الذِّكْرَةُ, (accord. to different copies of the S,) or ↓ الذُّكْرَةُ, with damm, (accord. to the TA,) How many are the males of thy children? (S, TA.) b2: The male organ of generation; the penis; syn. عَوْفٌ; (S, K, &c.;) of a man: (TA:) or the فَرْج [an equivocal term, but here evidently used in the above-mentioned sense,] of an animal: (Msb:) pl. ذُكُورٌ, (K,) or ذِكَرَةٌ, like عِنَبَةٌ, (Msb,) or ذِكَارَةٌ, (T, TA,) and ↓ مَذَاكِيرُ: (S, Msb, K:) the last contr. to analogy, (S, Msb,) as though used for the sake of distinction between this signification and the one immediately preceding: (S:) or of the same class as مَحَاسِنُ [with respect to حُسْنٌ] and مَلَامِحُ [with respect to لَمْحَةٌ]: (ISd:) Akh says that it is a pl. without a [proper] sing., like عَبَابِيدُ and أَبَابِيلُ: accord. to the T, it has no sing.; or if it have a sing., it is ↓ مُذْكِرٌ, like مُقْدِمٌ, of which the pl. is مَقَادِيمُ; and signifies the parts next to the penis: (TA:) or it signifies the penis with what is around it; [or the genitals;] and is similar to مَفَارِقُ in the phrase شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ: and قَطَعَ مَذَاكِيرَهُ signified He extirpated his penis. (Mgh.) b3: Applied to a man, (A, K,) it also signifies (tropical:) Strong; courageous; acute and ardent; vigorous and effective in affairs; [and also] stubborn; and disdainful: (TA:) or [masculine, meaning] perfect; like as أُنْثَى is applied to a woman. (T and A in art. انث.) The signification of “ strong, courageous, and stubborn,” and the significations which the same word has when applied to rain and to a saying, are assigned in the K to ↓ ذِكْرٌ; but [SM says,] I know not how this is; for in the other lexicons they are assigned to ذَكَرٌ. (TA.) You say, لَا يَفْعَلُهُ إِلَّا ذُكُورَةُ الرِّجَالِ (tropical:) [None will do it but such as are strong, &c., of men]. (A.) b4: Applied to iron, (tropical:) Of the toughest and best quality, (K,) and strongest; (TA;) contr. of أَنِيثٌ; (S;) [iron converted into steel;] as also ↓ ذَكِيرٌ. (K.) [See also ذُكْرَةٌ.] b5: Applied to a sword, (tropical:) Having مَآء

[i. e., diversified wavy marks, streaks, or grain]; (S;) as also ↓ مُذَّكَّرٌ: (S, K:) or of which the edge is of steel (حَدِيدٌ ذَكَرٌ) and the مَتْن [or middle of the broad side] of soft iron; of which the people say that they are of the fabric of the Jinn, or Genii: (A'Obeyd, S:) or ↓ مُذَكَّرُ signifies having a sharp iron blade or edge: (As:) the pl. of the former is ذُكُورٌ. (Ham p. 168.) b6: ذُكُورُ البُقُولِ (tropical:) Herbs, or leguminous plants, that are hard and thick: (TA voce عُشْبٌ:) or that are thick, and inclining to bitterness: (S, TA:) like as أَحْرَارُهَا signifies such as are slender and sweet: (TA:) or the former signifies such as are thick and rough. (AHeyth.) b7: ذُكُورَةُ الطِّيبِ, (K,) and ذُكُورُهُ, and ذِكَارَتُهُ, (TA,) (tropical:) Perfume proper for men, exclusively of women: i. e., (TA,) that leaves no stain; (K, * TA;) that becomes dissipated; such as musk, and aloes-wood, and camphire, and غَالِيَة, and ذَرِيرَة. (TA.) [See the contr., طِيبٌ مُؤَنَّثٌ, in art. انث.] b8: ذَكَرٌ applied to the Kur-án signifies (tropical:) Eminently excellent. (K.) See 2. b9: Applied to a saying, (tropical:) Strong and firm: and in like manner to poetry. (A.) b10: The Arabs disliked a she-camel's bringing forth a male; and hence they applied the term ذَكَرٌ, met., to (tropical:) Anything disliked. (A.) b11: [Thus,] applied to rain, it signifies (tropical:) Violent; (A, K;) falling in large drops. (K.) They said, أَصَابَتِ الأَرْضَ ذُكُورُ الأَسْمِيَةِ (tropical:) Rains bringing intense cold and torrents fell upon the earth. (A.) b12: Applied to a day, (tropical:) [Severe; distressing; hard to be borne: see also مُذَكَّرٌ]. (A.) b13: IDrd says, I think that the name الذكر [so in the TA, without any syll. signs; app. الذَّكَرُ] is applied by some of the Arabs to السِّمَاكُ الرَّامِحُ [or the star Arcturus]. (TA.) ذَكُرٌ: see ذَكِيرٌ.

ذَكِرٌ: see ذَكِيرٌ.

سَيْفٌ ذُو ذُكُرٍ: see ذُكْرٌ.

ذَكْرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.

ذُكْرَةٌ: see ذِكْرٌ, in two places: A2: and ذَكَرٌ, in two places.

A3: Also (tropical:) A piece of steel that is added [to the edge of a sword and] to the head of an axe &c. (K, * TA.) b2: And (tropical:) Sharpness of a sword: [see also ذُكْرٌ:] and of a man. (S, A, K.) You say, ذَهَبَتْ ذُكْرَةُ السَّيْفِ, and ذُكْرَةُ الرَّجُلِ, (tropical:) The sharpness of the sword, and the sharpness of the man, went. (S, A.) ذِكْرَةٌ: see ذِكْرٌ, in two places: A2: and ذَكَرٌ, in two places.

ذَكَرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.

ذَكِرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.

ذِكْرَى: see ذِكْرٌ, in three places. b2: Remembrance with the reception of exhortation: so in the following passage of the Kur [xlvii. 20], فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [Then how, that is, of what avail, will be to them their remembrance with the reception of exhortation when it (the hour of the resurrection) cometh to them: or] how will it be to them when it (the hour) cometh to them with their remembrance and their reception of exhortation: (K, * TA:) i. e., this will not profit them. (TA.) b3: Repentance: so in the Kur [lxxxix. 24], وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى, i. e. And how shall he have repentance? (K, TA.) b4: A reminding, or causing to remember: so in the Kur viii. 1, and xi. 121, (K,) and li. 55. (Fr.) See 2. b5: An admonition: so in the Kur xxxviii. 42, and xl. 56. (K.) b6: A being reminded, or caused to remember: so in the Kur [xxxviii. 46], in the phrase ذِكْرَى الدَّارِ Their being reminded of, or caused to remember, the latter abode, and being made to relinquish worldly things, or not to desire them: (K:) or it may mean their remembering much the latter abode. (B, TA.) ذَكِيرٌ A man possessing an excellent memory. (S.) b2: Also, (Az, K,) and ↓ ذَكْرٌ, (accord. to a MS. copy of the K, and so, as is said in the TA, accord. to the method of the author of the K,) or ↓ ذَكِرٌ, (accord. to the CK,) and ↓ ذَكُرٌ and ↓ ذِكِّيرٌ, (K,) (tropical:) A man possessing ذِكْر, (K,) i. e., fame, or renown: or glory, or boastfulness. (TA.) A2: See also ذَكَرٌ, in the latter half of the paragraph.

ذِكِّيرٌ: see the next preceding paragraph.

ذُكَّارَةٌ The males of palm-trees. (K.) ذَاكِرٌ [act. part. n. of 1]. b2: مَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا

آثِرًا: see art. اثر.

أَذْكَرُ (tropical:) More, and most, sharp, (S, TA,) acute and ardent, vigorous and effective in affairs. (TA.) Mohammad used to go round to his wives in one night, and to perform the ablution termed غُسْل for his visit to every one of them; and being asked wherefore he did so, he answered, إِنَّهُ أَذْكَرُ (tropical:) It is more, or most, sharp [or effective]; syn. أَحَدُّ. (S, TA, from a trad.) And it was said to Ibn-Ez-Zubeyr, when he was prostrated, وَاللّٰهِ مَا وَلَدَتِ النِّسَآءُ أَذْكَرَ مِنْكَ (tropical:) By God, women have not brought forth one more acute and ardent and vigorous and effective in affairs than thou. (TA from a trad.) تَذْكِرَةٌ an inf. n. of 2. (A, TA.) b2: [and hence,] A thing by means of which something that one wants [or desires to remember] is called to mind; a memorandum. (S, K, TA.) b3: [A biographical memoir. b4: And, in the present day, Any official note; such as a passport; a permit; and the like.]

مَذْكَرٌ A place of remembrance: pl. مَذَاكِرُ: whence المَذَاكِرُ in a trad., app. meaning The black corner or stone [of the Kaabeh]. (TA.) مُذْكَرٌ: see its fem., with ة, voce مُذَكَّرٌ.

مُذْكِرٌ A woman [or other female (see 4)] bringing forth a male: (S, K:) or a woman that brings forth men-children. (TA in art. رجل.) b2: And (tropical:) A desert that produces herbs, or leguminous plants, of the kind called ذُكُور. (As. [See ذَكَرٌ: and see also مِذْكَارٌ.]) b3: and (tropical:) A road that is feared. (A, K.) b4: See also مَذَكَّرٌ, in two places. b5: And see ذَكَرٌ, in the former half of the paragraph.

مُذَكَّرٌ [A masculine word; a word made mas-culine]. b2: مُذَكَّرَةٌ A she-camel resembling a hecamel in make and in disposition. (S.) and also, (K, TA,) or ↓ مُذْكَرَةٌ, (accord. to the CK,) A woman who makes herself like a male; (K;) as also ↓ ذَكَرَةٌ, (L, and so in a copy of the K,) or ↓ ذَكِرَةٌ, (so in another copy of the K, and in the TA,) or ↓ ذَكْرَةٌ, (so in the CK,) and ↓ مُتَذَكِّرَةٌ. (K.) b3: مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا A she-camel having a large head, (K, TA,) like that of a he-camel: (TA:) because her head is one of the parts that are excepted in the game of chance [called المَيْسِر] for the man who has sold her: [therefore those parts are termed الثُّنْيَا:] (K:) or resembling the make of the male in [the largeness of] the head and legs. (Th, M in art. ثنى.) b4: And يَوْمٌ مُذَكَّرٌ (tropical:) A day that is severe, distressing, or hard to be borne; as also ↓ مُذْكِرٌ: (K, TA:) or in which a severe fight, or slaughter, has taken place. (A, TA.) [See also ذَكَرٌ, last sentence but one.]

b5: And دَاهِيَةٌ مُذَكَّرَةٌ (tropical:) A severe calamity or misfortune; (A, K;) and so ↓ مُذْكِرٌ [without ة because it is from this epithet applied to a she-camel as meaning "bringing forth a male;" for her doing so was disliked, as has been mentioned voce ذَكَرٌ]: (K:) or the latter means which none can withstand but strong, courageous, stubborn men. (TA.) A2: See also ذَكَرٌ, in two places, in the latter half of the paragraph.

مِذْكَارٌ A woman [or other female] that usually brings forth males. (S, K.) And A man who usually begets male children. (TA.) b2: Also (tropical:) Land that produces herbs, or leguminous plants, such as are termed ذُكُور: (A, TA: [see مُذْكِرٌ, and ذَكَرٌ:]) or that does not produce [anything]: but the former signification is the more common. (TA.) b3: And فَلَاةٌ مِذْكَارٌ (tropical:) A terrible desert; (As, A, K;) that is not traversed but by strong, courageous, stubborn men. (As, K.) مَذْكُورٌ [pass. part. n. of 1]. b2: (assumed tropical:) A man praised, or spoken of well. (TA.) b3: لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا, in the Kur [lxxvi. 1], means [accord. to some] When he was not a thing existing by itself, though existing in the knowledge of God. (TA.) مَذَاكِيرُ said to be an anomalous pl. of ذَكَرٌ in a sense pointed out above: see the latter word. (S, Msb, K. *) مُتَذَكّرَةٌ: see مُذَكَّرٌ.
ذكر
: (الذِّكْرُ بالكَسْر: الحِفْظُ للشَّيْءِ) يَذْكُرْه، (كالتَّذْكارِ) ، بالفَتْح، وهاذه عَن الصَّغَانِيّ، وَهُوَ تَفْعَال من الذِّكر. (و) الذِّكْر: (الشَّيْءُ يَجْرِي على اللِّسَانِ) ، وَمِنْه قَوْلهم: ذَكَرْت لِفُلان حَدِيثَ كَذَا وكَذَا، أَي قُلْتُه لَهُ، وَلَيْسَ من الذِّكْر بعد النِّسيان. وَبِه فُسِّر حَدِيثُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: (مَا حَلَفْت بهَا ذَاكِراً وَلَا آثِراً) أَي مَا تَكلّمتُ بهَا حَالِفاً.
ذَكَرَه يَذْكُره ذِكْراً وذُكْراً، الأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْه.
وَقَوله تَعَالَى: {وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ} (الْبَقَرَة: 63) قَالَ أَبُو إِسحاق: مَعْنَاهُ ادْرُسُوا مَا فِيهِ.
وَقَالَ الرَّاغِب فِي المُفْردات، وتَبِعَه المُصَنِّف فِي البَصَائر: الذِّكْر تَارَة يُرَادُ بِهِ هَيْئَةٌ لِلْنَفْس بهَا يُمْكِن الإِنْسَانَ أَن يَحْفَظَ مَا يَقْتَنِيه من المَعْرِفة، وَهُوَ كالحِفْظ إِلّا أَن الحِفْظ يُقَال اعْتباراً بإِحرَازه، والذِّكْر يُقَال اعْتِبَارَاً بإِحرَازه، والذِّكْر يُقَال اعْتِبَاراً باسْتِحْضَارِه، وَتارَة يُقَال بحُضُور الشَّيْءِ القَلْب أَو القَوْل. ولهاذا قِيل: الذِّكْر ذِكْرَانِ: (ذِكر) بالقَلْب، و (ذكر) بِاللِّسَانِ.
وأَوردَ ابْن غازِي المسيليّ فِي تَفْسير قولِهِ تَعَالَى: {اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} (الْأَحْزَاب: 41) الذِّكْر: نَقهيضُه النِّسْيَان، وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان أَن أذكرهُ (الْكَهْف: 63) والنِّسْيان مَحَلُّه القَلْبُ، فكَذَا الذِّكْر، لأَن الضِّدَّين يَجِبُ اتِّحَادُ مَحَلِّهما. وَقيل: هُوَ ضِدُّ الصَّمْت، والصَّمْت مَحَلُّه اللِّسَانُ، فَكَذَا ضِدُّه. وهاذه مُعارضة بَيْن الشِّرِيف التِّلِمسانيّ وابنِ عَبْدِ السَّلام ذَكَرَها الغزاليّ فِي المَسَالِك وغَيْره، وأَورَه شيخُنا مُفصَّلاً.
(و) من المَجاز: الذِّكْر: (الصِّيتُ) ، قَالَ ابنُ سِيده: يكون فِي الخَيْرِ والشَّرّ، (كالذَّكْرَةِ، بالضَّمّ) ، أَي فِي نقِيض النِّسيان وَفِي الصِّيت، لَا فِي الصِّيتِ وَحْدَه كَمَا زَعَمَه المُصَنِّف، وَاعْترض عَلَيْهِ. أَما الأَوّل، فَفِي المُحْكَم: الذِّكر الذِّكْرَى بالكَسْر: نَقِيضُ النِّسْيَانِ، وكذالك الذُّكْرَةُ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْر:
أَنَّى أَلَمَّ بك الخَيَالُ يَطِيفُ
ومَطافُه لَك ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ
الشُّعُوفُ: الوَلُوعُ بالشيْءِ حَتَّى لَا يَعْدِلَ عَنْه.
وأَما الثاين فَقَالَ أَبو زَيْد فِي كِتَابه الهوشن والبوثن: يُقَال: إِنَّ فُلاناً لرَجلٌ لَو كَانَ لَهُ ذُكْرَة. أَي ذِكْرٌ، أَي صِيتٌ. نَقله ابنُ سِيدَه.
(و) من المَجَاز: الذِّكْر: (الثَّنَاءُ) ، وَيكون فِي الخَيْر فَقَط، فَهُوَ تَخْصِيصٌ بعد تَعْمِيم ورجلٌ مَذْكُور، أَي يُثْنَى عَليه بخَيْر.
(و) من المَجَاز: الذِّكْر: (الشَّرَفُ) وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: 44) أَي القُرْآن شَرَفٌ لَك ولَهُم. وقَولُه تَعَالَى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الإنشراح: 2) أَي شَرَفَك. وَقيل: مَعْنَاهُ: إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي. (و) الذِّكْر: (الصلاةُ لِلَّه تَعَالَى والدُّعَاءُ) إِليه والثَّنَاءُ عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث (كَانَتِ الأَنبياءُ عَلَيْهِم السلامُ إِذا حَزَبَهم أَمرٌ فَزِعوا إِلى الذِّكْر) أَي إِلى الصَّلَاة يَقُومون فيُصَلُّون. وَقَالَ أَبو العَبّاس: الذِّكْر: الطَّاعَة والشُّكْر، والدُّعَاءُ، والتَّسْبِيح، وقِراءَةُ القرآنِ وتَمْجِيدُ الله وتَسْبِيحُه وتَهْليلُه والثَّنَاءُ عَلَيْه بجَمِيع مَحامِده.
(و) الذِّكْرُ: (الكِتَابُ) الَّذِي (فِي تَفْصِيلُ الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ) ، وكُلُّ كِتابٍ من الأَنْبِيَاءِ ذِكْرٌ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الْحجر: 9) قَالَ شيخُنا: وحُمِل على خُصُوص القُرآنِ وَحْدَه أَيضاً وصُحِّحَ.
(و) الذّكْر (مِنَ الرّجالِ: القَوِيُّ الشُّجَاعُ) الشَّهْم الماضِي فِي الأُمور (الأَبِيُّ) الأَنِفُ، وَهُوَ مَجازٌ. هاكذا فِي سَائِر الأُصول، وَلَا أَدْرِي كَيفَ يَكُونُ ذالك. ومُقْتَضى سِياق مَا فِي أُمَّهاتِ اللُّغةِ أَنه فِي الرِّجَال والمَطَرِ، والقَول الذَّكَر مُحَرَّكة لَا غير، يُقَال: رَجُلٌ ذَكَرٌ، وَمَطَرٌ ذَكَرٌ وقَوْلٌ ذَكَرٌ. فليحقّق ذالك وَلَا إِخال المُصَنّف إِلّا خالَفَ أَو سَها، وسبحانَ من لَا يَسْهُو، وَلم يُنبِّه عَلَيْهِ شيخُنا أَيضاً وَهُوَ مِنْهُ عَجِيب.
(و) الذَّكَر: (مِن المَطَر: الوابِلُ الشَّدِيدُ) . قَالَ الفرزْدَقُ:
فرُبَّ رَبيع بالبَلالِيقِ قد رَعَتْ
بمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعَاقٍ ذُكُورُها
وَفِي الأَساس: أَصابت الأَرضَ ذُكُورُ الأَسْمِيَة؛ وَهِي الَّتِي تَجِيءُ بالبَرْد الشَّدِيد وبالسَّيْل. وَهُوَ مَجاز.
(و) الذَّكَر (مِنَ القَولِ: الصُّلبُ المَتِينُ) ، وَكَذَا شِعْر ذَكَرٌ، أَي فَحْلٌ وَهُوَ مَجَاز.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: لِي على هاذا الأَمرِ ذِكْرُ حَقَ، (ذِكْرُ الحَقّ) ، بالكَسْر: (الصَّكُّ) ، والجَمْع ذُكُورُ حُقُوقٍ، وَقيل: ذُكُورُ حَقَ. وعَلى الثَّانِي اقْتَصَرَ الزَّمخْشَرِيّ، أَي الصُّكُوك.
(وادَّكَرهُ) ، واذَّكَرَه، (واذْدَكَرَه) ، قَلَبوا تاءَ افْتَعَل فِي هاذا مَعَ الذَّال بِغَيْر إِدْغام، قَالَ:
تُنْحِى على الشَّوْكِ جُرَازاً مِقْضَبَا
والهَمُّ تُذْرِيه اذْدِكاراً عَجَبَا
قَالَ ابْن سِيده: أَمّا اذَّكَرَ وادّكَرَ فإِبدال إِدغَامٍ، وَهِي الذِّكْر والدِّكر، لما رَأَوهَا قد انقلبتْ فِي ادَّكَر الّذي هُوَ الفِعْل المَاضي قَلَبُوها فِي الذِّكْر الي هُوَ جَمْع ذِكْره.
(واسْتَذْكَرَه) كاذَّكَره، حَكَى هاذِهِ الأَخيرةَ أَبو عُبَيْد عَن أَبِي زَيْد، أَي (تَذَكَّرَه) . فَقَالَ أَبو زَيْد: أَرتَمْتُ إِذا رَبَطْتَ فِي إِصبَعِهِ خَيْطاً يَسْتَذْكِر بِهِ حاجَته.
(وأَذْكَرَه إِيَّاه وذَكَّرَه) تَذْكِيراً، (والاسْمُ الذِّكْرَى) ، بالعسْر. (تقولُ: ذَكَّرتُه) تَذْكِرَةً، و (ذِكْرَى غيْرَ مُجْراة) وقولُه تَعَالَى: {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (الْأَعْرَاف: 2) الذِّكْرَى: (اسمٌ للتَّذْكِيرِ) ، أَي أُقِيم مُقَمَه، كَمَا تَقول: اتَّقَيْتُ تَقْوَى. قَالَ الفَرَّاءُ: يكون الذِّرَى بمَعْنَى الذِّكْر، وَيكون بمعنَى التَّذْكِير، فِي قَوْله تَعَالَى: {وَذَكّرْ فَإِنَّ الذّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذارايات: 55) (و) قولُه تَعَالَى فِي ص: {) 1 (. 023 رَحْمَة منا وذكرى لأولى الْأَلْبَاب} (ص: 43) أَي و (عِبْرة لَهُم. و) قولُه تَعَالَى: {يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذّكْرَى} (الْفجْر: 23) أَي يَتُوب، و (من أَيْن لَهُ التَّوْبَة. و) قَوْلُه تَعَالَى: ( {ذِكْرَى الدَّارِ} (ص: 46) أَي يُذَكَّرون بالدَّارِ الآخرةِ ويُزَهَّدُون فِي الدُّنْيَا) ، وَيجوز أَن يكون المَعْنَى يُكْثِرُون ذِكْرَ الْآخِرَة، كَمَا قَاله المُصَنِّف فِي البَصَائر. وَقَوله تَعَالَى: ( {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} (مُحَمَّد: 18) أَي فكَيفَ لَهُم إِذا جاءَتْهُم السَّاعَةُ بِذِكْرَاهم) وَالْمرَاد بهَا تَذَكُّرهم واتّعاظُهم، أَي لَا يَنْفعُهم يَوم القِيامة عِنْد مُشاهَدَةِ الأَهوال.
(و) يُقَال: اجعَلْه مِنْك على ذُكْرٍ، وذِكْرٍ، بِمَعْنى. و (مَا زالَ مِنِّي على ذُكْرٍ) ، بالضّمّ، (ويُكْسَر) ؛ والضَّمّ أَعْلَى (أَي تَذَكّرٍ) .
وَقَالَ الفَرَّاءُ: الذِّكْر: مَا ذَكَرْتَه بلِسَانك وأَظْهَرْته. والذُّكْر بالقَلْب. يُقَال: مَا زَال مِنّي على ذُكْرٍ، أَي لم أَنْسَه. واقتَصر ثَعْلبٌ فِي الفَصِيح على الضَّمِّ. وروَى بعضُ شُرَّاحِه الفَتْح أَيضاً، وَهُوَ غَرِيب. قَالَ شارِحُه أَبو جَعْفر اللَّبْلِيّ: يُقَال: ءَنتَ مِنِّي على ذُكْرٍ، بالضَّمّ، أَي عَلَى بَالٍ، عَن ابْنِ السِّيد فِي مُثَلَّثِه. قَالَ: وَرُبمَا كَسُروا أَوَّلَه. قَالَ الأَخطل:
وكُنْتُمْ إِذا تَنأَوْن عَنَّا تَعَرَّضَتْ
خَيَالاَتُكُمْ أَوبِتُّ منكمْ على ذِكْرِ
قَالَ أَبُو جَعْفَر: وحَكَى اللُّغَتَيْنِ أَيضاً يَعْقُوب فِي الإِصلاح، عَن أَبي عُبَيْدة، وكذالك حَكَاهُمَا يُونُس فِي نَوادِره.
وَقَالَ ثابِت فِي لَحْنه: زَعمَ الأَحْمَرُ أَنَّ الضَّمّ فِي ذِكْر هِيَ لُغَة قُرَيْش قَالَ: وذَكْر، بِالْفَتْح أَيضاً، لُغَة.
وَحكى ابنُ سِيدَه أَنَّ رَبِيعَةَ تَقول: اجعَلْه مِنْك على دِكْرٍ، بِالدَّال غير مُعْجمَة، واستَضْعَفَها.
وَتَفْسِير المُصَنّف الذِّكْر بالتَّذَكُّر هُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ ابنُ هِشَام اللَّخْمِيّ فِي شَرْح الفَصِيح. ومَن فَسَّره بالبالِ فإِنَّما فَسَّره بالَّلازم، كَمَا قَالَه شيخُنا.
(ورَجلٌ ذَكْرٌ) بفَتْح فَسُكُون كَمَا هُوَ مُقْتَضَى اصْطِلاحه، (وذَكُرٌ) ، بِفَتْح فَضَمّ، (وذَكِيرٌ) ، كأَمِير، (وذِكِّيرٌ) ، كسِكِّيت: (ذُو ذُكْر) ، أَي صِيتٍ وشُهْرةٍ أَو افْتِخار، الثّالِثة عَن أَبي زَيْد. وَيُقَال: رَجُل ذَكِيرٌ، أَي جَيِّدُ الذِّكرِ والحِفْظِ.
(والذَّكَر) ، مُحَرَّكةً: (خِلافُ الأُنثَى، ج ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ) ، بضَمِّهِما، وهاذِه عَن الصّغانِيّ، (وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ) ، بكَسْرِهما، (وذُكْرَانٌ) ، بالضَّمّ، (وذِكَرَةٌ) ، كعِنَبة. وَقَالَ كُرَاع: لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعَلٌ يُكَسَّر على فُعُولٍ وفُعْلانٍ إِلا الذَّكَر.
(و) الذَّكَر، من الإِنسان: عُضْوٌ معروفٌ، وَهُوَ (العَوْفُ) ، وهاكذا ذَكَرِ الجوهريّ وغيرُه. قَالَ شيخُنا: وَهُوَ من شَرْحِ الظَّاهِرِ بالغَرِب، (ج ذُكُورٌ، ومَذَاكِيرُ) ، على غَيْر قِياسٍ كأَنهم فَرَّقُوا يبن الذَّكَر الَّذِي هُوَ الفَحْل وَبَين الذَّكَرِ الَّذِي هُوَ العُضْو. وَقَالَ الأَخفش: هُوَ من الجَمْع الَّذِي لَيْس لَهُ وَاحِد، مثل العَبَابِيدِ والأَبَابِيل.
وَفِي التَّهْذِيب: وجَمْعُه الذِّكَارَة: وَمن أَجْله يُسَمَّى مَا يَلِيه المَذَاكِيرَ، وَلَا يُفْرَد، وإِن أُفردِ فمُذَكَّر، مثل مُقَدَّم ومَقَادِيم. وَقَالَ ابنُ سَيّده: والمَذَاكِير مَنْسُوبَةٌ إِلى الذَّكَر، وَاحِدهَا ذَكَرٌ، وَهُوَ من بابِ مَحَاسِنَ ومَلاَمِحَ.
(و) الذَّكَر: (أَيْبَسُ الحَدِيدِ وأَجْوَدُه) وأَشَدُّه. (كالذَّكِيرِ) ، كأَمِير، وَهُوَ خِلافُ الأَنِيثِ، وبذالك يُسَمَّى السَّيْفُ مُذَكَّراً.
(وذَكَرَهُ ذَكْراً، بالفَتْح: ضَرَبَه على ذَكَرِهِ) ، على قِيَاس مَا جَاءَ فِي هاذَا البَاب.
(و) ذَكَر (فُلاَنَةَ ذَكْراً) ، بالفَتْح: (خَطَبَها أَو تَعَرَّضَ لخِطْبَتِها) . وَبِه فُسِّر حَدِيث عَلِيَ: (إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُر فاطِمَةَ) أَي يَخْطُبُها، وَقيل: يَتعَرَّض لخِطْبَتِها.
(و) ذَكَرَ (حَقَّه) ذِكْراً: (حَفِظَه وَلم يُضَيِّعْه) . وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (الْبَقَرَة: 231) ، أَي احْفَظُوهَا وَلَا تُضَيِّعُوا شُكْرَها. كَمَا يَقُول العَرَبِيّ لصاحِبه: اذْكُرْ حَقِّي عَلَيْك، أَي احفظْهُ وَلَا تُضَيِّعْهُ.
(وامرأَةٌ ذَكِرَةٌ) ، كفَرِحة، (ومُذَكَّرةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ) ، أَي (مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكور) . قَالَ بَعضهم: (إِيَّاكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرةٍ، شَوْهَاءَ فَوْهَاءَ، تُبْطِل الحَقّ بالبُكَاءِ، لَا تَأْكُل من قِلَّة، وَلَا تَعْتَذِر من عِلّة، إِن أَقْبَلَت أَعْصَفَت، وإِن أَدبَرَتْ أَغْبَرَتْ) . وَمن ذالك: ناقةٌ مُذَكَّرة: مُشَبَّهَة بالجَمَل فِي الخَلْق والخُلُق. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ
ونَقَل الصغَانيّ: يُقَال: امرأَةٌ مُذَكَّرةٌ، إِذا أَشْبَهَت فِي شَمَائِلها الرَّجُلَ لَا فِي خِلْقَتِهَا، بِخِلَاف النَّاقَة المُذَكَّرةِ.
(وأَذْكَرَتِ) المرأَةُ وغَيرُهَا: (وَلَدَت ذَكَراً) . وَفِي الدُّعاءِ للحُبْلَى: أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ، أَي وَلَدَت ذَكَراً ويُسِّرَ عَلَيْهَا، (وَهِي مُذْكِرٌ) ، إِذا وَلَدت ذَكَراً، إِذا كَانَ ذالك لَهَا عَادَة فَهِيَ (مِذْكارٌ) ، وكذالك الرَّجل أَيضاً مِذْكارٌ. قَالَ رُؤْبة:
نَّ تَمِيماً كَانَ قَهْباً مِنْ عَادْ
أَرْأَسَ مِذْكَاراً كثيرَ الأَوْلاَدْ
وَفِي الحَدِيث: (إِذا غَلَبَ ماءُ الرَّجل ماءَ المرأَةِ أَذْكَرَا) ، أَي وَلَدَا ذَكَراً، وَفِي رِوَايَة (إِذا سَبَقَ مَاءُ الرجلِ ماءَ المرأَةِ أَذكرتْ بإِذن الله) أَي وَلَدَتْه ذَكَراً. وَفِي حَدِيث عُمر: (هبِلَت أُمُّه. لقد أَذْكَرَت بِهِ) ، أَي جاءَتْ بِهِ ذكَراً جَلْداً.
(والذُّكْرَة، بالضَّمّ: قِطْعَةٌ من الفُولاذِ) تُزَاد (فِي رأْسِ الفَأْسِ وغيرِه. و) يُقَال ذهبَتْ ذُكْرةُ السَّيْف. الذُّكْرَة (من الرَّجلِ والسيفِ: حِدَّتُهُما. وَهُوَ) مَجَاز. وَفِي الحَديث (أَنَّه كَانَ يَطُوف فِي لَيْلَة على نِسَائِه ويَغتسل من كلِّ وَاحِدَة منهنّ، غُسْلاً فسُئِلَ عَن ذالِك فَقَالَ: إِنَّه (أَذْكرُ) مِنْهُ) أَي (أَحَدُّ) .
(وذُكُورَةُ الطِّيبِ) وذِكَارَتُه، بالكَسْر، وذُكورِ: (مَا) يَصْلُح للرِّجال دُوٌّ ع النِّسَاءِ، وَهُوَ الَّذِي (لَيْسَ لَهُ رَدْعٌ) ، أَي لَوْن يَنْفُضُ، كالمِسْك والعُودِ والكَافُور والغَالِيَة والذَّرِيرَة. وَفِي حَدِيث عائِشَةَ (أَنَّه كَانَ يتَطَيَّب بذِكَارَةِ الطِّيب) ، وَفِي حديثِ آخَر (كَانُوا يَكْرَهُون المُؤَنَّث من الطِّيب وَلَا يَرَوْن بذُكُورَتِه بَأْساً) وَهُوَ مَجاز، والمُؤَنَّثُ من الطِّيب كالخَلُوق والزَّعْفَرَان. قَالَ الصَّغَانيّ: والتَّاءُ فِي الذُّكُورة لتَأْنِيث الجَمْع، مثلهَا فِي الحُزُونَة السُّهُولَة.
(و) من أمثلهم: ((مَا اسمُك أَذكُرْهُ) بقطْع الهَمْزِ من أَذْكُره) ، هاذا هُوَ الْمَشْهُور، وَفِيه الوَصْل أَيضاً فِي رِوايَة أُخْرَى، قَالَه التُّدْمِيريّ فِي شَرْح الفَصِيح وَمَعْنَاهُ (إِنْكَارٌ عَلَيْه) .
وَفِي فَصِيح ثَعْلَب: وَتقول: مَا اسمُك أَذْكُرْ، ترفَعُ الاسمَ وتجزم أَذْكُر. قَالَ شَارِحه اللَّبْلِيّ: بقَطْع الهَمْزة من أَذْكُرْ وفَتْحِها، لأَنَّهَا همزةُ المُتَكلِّم من فِل ثلاثيّ، وجَزْم الراءِ على جَوَابِ الاسْتِفْهَام. والمَعْنَى: عَرِّفني باسْمِك أَذْكْرُه، ثمَّ حُذِفت الجُمْلَةُ الشِّرْطِيَّة استِغناءً عَنْهَا لكَثْرة الاسْتِعْمَال، ولأَنَّ فِيما أُبْقِيَ دَلِيلاً عَلَيْهَا. والمَثَلُ نقلَه ابنُ هِشَامٍ فِي المُغْنى وأَطَال فِي إِعرابه وتَوْجِيهِه. ونَقَله شَيْخُنَا عَنهُ وَعَن شُرَّاح الفَصِيح مَا قَدَّمناه.
(ويَذْكُر، كيَنْصُر: بَطْنٌ من رَبِيعةَ) ، وَهُوَ أَخو يَقْدُم، ابْنَا عَنَزَة بنِ أَسدٍ.
(والتَّذْكِيرُ: خِلافُ التَّأْنِيثِ) .
(و) التَّذْكِيرُ: (الوَعْظُ) ، قَالَ الله تَعَالَى: {فَذَكّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ} (الغاشية: 21) .
(و) التَّذْكِيرُ: (وَضْعُ الذُّكْرَةِ فِي رأْسِ الفَأْسِ وغيرِهِ) كالسَّيْف: أَنْشَد ثَعْلَب:
صَمَصَامَةٌ ذَكَّرَه مُذَكِّرُهْ
يُطَبِّق العَظْم وَلَا يُكَسرْهْ
(والمُذَكَّرُ من السيفِ) كمُعَظَّم: (ذُو الماءِ) ، وَهُوَ مَجَاز. وَيُقَال: سَيْفٌ مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حَديدٌ ذَكَرٌ، ومَتْنُه أَنِيثٌ، يَقُول النَّاس: إِنَّه من عَمَل الجِنّ. وَقَالَ الأَصمعيّ: المُذَكَّرَةُ هِيَ السُّيوف شَفَراتُها حَدِيدٌ وَوَصْفُهَا كذالِك.
(و) من المَجَازِ: المُذَكَّر (من الأَيّامِ: الشَّدِيدُ الصَّعْبُ) . قَال لَبِيد:
فإِنْ كُنْتِ تَبْغِينَ الكِرَامَ فأَعْوِلِي
أَبَا حَازِمٍ فِي كُلّ يَوْمٍ مُذَكَّرِ
وَقَالَ الزمخشريّ: يومٌ مُذَكَّرٌ: قد اشتَدَّ فِيهِ القِتَالَ، (كالمُذْكِرِ، كمُحْسِن، وَهُوَ) أَي المُذْكِر كمُحْسِن: (المَخُوفُ من الطُّرُق) . يُقَال: طَرِيقٌ مُذْكِرٌ أَي مَخُوفٌ صَعْبٌ.
(و) المُذْكِر (الشَّدِيدةُ من الدّواهِي) . وَيُقَال: دَاهءَهَة مُذْكِرٌ، لَا يَقُوم لَهَا إِلَّا ذُكْرَانُ الر 2 الِ. قَالَ الجَعْديّ:
وداهِيَةٍ عَمْيَاءَ صَمَّاءَ مُذكِرٍ
تَدِرّ بسَمَ فِي دَمٍ يتَحَلَّبُ
(كالمُذَكَّرَةَ، كمُعَظَّمة) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: والعَرب تَكْرَه أَن تُنْتج النَّاقَةُ ذَكَراً، فضَربوا الإِذكار مَثَلاً لكُلّ مَكْرُوه.
(و) قَالَ الأَصمَعِيّ: (فَلاةٌ مِذْكَارٌ: ذَاتُ أَهْوالٍ) . وَقَالَ مَرَّةً: (لَا يَسلُكها إِلّا ذُكُورُ الرِّجالِ) .
(والتَّذْكِرَةُ: مَا يُسْتَذْكَرُ بِه الحاجةُ) ، وَهُوَ من الدّلالة والأَمارة، وَقَوله تَعَالَى: {فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الاْخْرَى} (الْبَقَرَة: 282) قِيلَ: مَعْنَاهُ تُعِيد ذِكْرَه. وَقيل: تَجعلها ذَكَراً فِي الحُكْم.
(والذُّكَّارةُ، كرُمَّانة: فُحّالُ النَّخْلِ) .
(والاستِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ والحِفْظُ) ، هاكذا فِي النُّسخ. وَالَّذِي فِي أُمَّهَات اللُّغَة: الدِّرَاسة للحِفظ. واستَذْكَرَ الشَّيْءَ: دَرَسِه للذِّكر. وَمِنْه الحَدِيث: (ستَذْكِرُوا القرآنَ فلَهُو أَشَدُّ تَفصِّياً من صُدُورِ الرجالِ من النَّعَم من عُقُلِها) .
(و) من المَجَاز: (ناقةٌ مُذَكَّرةُ الثُّنْيَا) ، أَي (عَظِيمةُ الرّأْسِ) كرَأْس الجَمل، وإِنما خصّ الرَّأْس (لأَنّ رأْسَها مِمّا يُسْتَثْنَى فِي القمارِ لبائِعَهَا) .
(وسَمَّوْا ذَاكِراً ومَذْكَراً كمَسْكَنٍ) ، فَمن ذالِك، ذاكِرُ بنُ كامِلِ بن أَبي غالبٍ الخُفاف الظَّفَرِيّ، مُحَدِّث.
(و) فِي الحَدِيث ((القُرآنُ ذَكَرٌ فذَكِّرُوهُ) ، أَي جَلِيلٌ نَبِيهٌ خَطِيرٌ فأَجِلُّوه واعْرِفُوا لَهُ ذالك وصِفُوه بِهِ) ، هاذا هُوَ المَشْهُور فِي تَأْويله. (أَو إِذا اخْتَلَفْتُمْ فِي الياءِ والتَّاءِ فاكْتُبُوه باليَاءِ، كَمَا صرَّحَ بِهِ) سيِّدنا عبد الله (بْنُ مَسْعُود، رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْه) . وعَلى الوَجْه الأَول اقتَصَر المصنّف فِي البَصَائِر. ومِن ذالِك أَيضاً قولُ الإِمام الشَّافِعِيّ: (العِلْم ذَكَرٌ لَا يُحِبُّه إِلّا ذُكُورُ الرِّجال) ، أَوردَه الغَزَالِيّ فِي الإِحْياءِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
استَذْكَر الرَّجلُ: أَرْتَمَ.
وَيُقَال: كَم الذُّرة مِن وَلَدك، بالضمّ أَي الذُّكور.
وَفِي حَدِيث طارقٍ مَوْلَى عُثْمَان قَالَ لِابْنِ الزُّبيْرِ حِين صُرِع (وَالله مَا وَلَدَتَ النِّسَاءُ أَذْكَرَ منْك) ، يعنِي شَهْماً ماضِياً فِي الأُمور، وَهُوَ مَجاز.
وذُكُورُ العُشْبِ: مَا غَلُظَ وخَشُنَ.
وأَرضٌ مِذْكارٌ: تُنْبِت ذُكُورَ العُشح. وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا تُنْبِت. والأَوّل أكثرُ. قَالَ كَعْب:
وعَرَفْتُ أَنِّي مُصبِحٌ بمَضِيعَةٍ
غَبْراءَ يَعزِفُ جِنُّهَا مِذْكارِ
وَقَالَ الأَصمَعِيُّ: فَلاَةٌ مُذْكِرٌ: تُنْبِت ذُكورَ البَقْلِ. وذُكُورُ البَقْلِ: مَا غَلُظَ مِنْهُ وإِلى المَرَارَة هُوَ، كَمَا أَنَّ أَحرَارَها مارَقٌ مِنْهُ وطَابَ.
وقَولُه تَعَالَى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (العنكبوت: 45) فِيهِ وَجْهانِ: أحدُهما أَنَّ ذِكْرَ الله تَعَالَى إِذا ذَكَرَهُ العَبْدُ خَيْرٌ للعَبْد من ذكْر العَبْد للعَبْد.
والوَجْهُ الآخَرُ أَنَّ ذِكْرَ اللهاِ يَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ والمُنْكَر أَكْثَرَ مِمَّا تَنْهَى الصّلاة. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} (الْأَنْبِيَاء: 6) . وَفِي قَوْله تَعَالَى: {أَهَاذَا الَّذِى يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} (الْأَنْبِيَاء: 36) قَالَ: يُرِيد يَعِيبُ آلِهتَكم. قَالَ: وأَنت قَائِل لرَجُل: لَئِن ذكَرْتَنِي لتَنْدَمَنَّ، وأَنْت تُرِيد: بسُوءٍ، فَيجوز ذالك. قَالَ عنترة.
لَا تَذْكُرِي فَرَسِي وَمَا أَطْعَمْتُه
فيَون جِلْدُكِ مثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ
أَرا: لَا تَعِيبِي مُهْرِي. فجعلَ الذِّكْر عَيْباً.
قَالَ أَبو مَنْصُور: أَنكَر أَبُو الهَيْثَم أَن يكون الذِّكْرُ عَيْباً. وَقَالَ فِي قَول عَنْتَرة أَي لَا تُولَعِي بِذِكْره وذِكْرِ إِيثارِي إِيّاه باللَّبَن دُونَ العِيَال. وَقَالَ الزَّجّاج نَحْواً من قَول الفَرَّاءِ، قَالَ: ويُقَال: فلانٌ يَذْكُر النَّاسَ، أَي يَغْتَابُهم، ويَذْكُر عُيُوبَهم.
وفلانٌ يَذْكُر الله، أَي يَصِفُه بالعَظَمَةَ ويُثْنِي عَلَيْهِ ويُوَحِّده. وإِنما يُحذَف مَعَ الذِّكْر مَا عُقِلَ مَعْنَاه.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: وأَحسَب أَن بعضَ العَرَب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرامِحَ: الذَّكَرَ.
والحُصُنُ: ذُكُورَةُ الخَيْلِ وذِكَارَتُها.
وسَيفٌ ذُو ذَكَرٍ، أَي صارِمٌ. ورجُلٌ ذَكِيرٌ، كأَمِيرٍ: أَنِفٌ أَبِيٌّ.
وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا (ثمَّ جَلَسوا عندَ المذَاكرِ حتَّى بَدَا حاجِبُ الشَّمس) المَذَاكِر: جمْع مَذْكَر، مَوضع الذِّكْر، كأَنَّهَا أَرادَت: عِنْد الرُّكْن الأَسْوَدِ أَو الحِجْر.
وقولُه تَعالى: {لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} (الْإِنْسَان: 1) أَي مَوْجُوداً بِذَاتِه وإِن كَانَ مَوْجُوداً فِي عِلْم الله.
ورَجلٌ ذَكَّارٌ، ككَتَّانٍ: كَثيرُ الذِّكْر لِلَّه تَعَالى.
وسَمَّوا مَذْكُوراً.
ذكر
ذكَرَ يَذكُر، ذِكْرًا وذُكْرًا وذِكْرى وتَذكارًا وتِذكارًا، فهو ذاكِر، والمفعول مَذْكور
• ذكَر الطَّالبُ القصيدةَ: حفظها في ذهنه واستحضرها "ذكَر الماضي- أذكر أنَّني كتبت إليه رسالة- ذكرناك في غيابك- {خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} " ° حقّق تقدُّمًا يُذكر: نجح نجاحًا مَلْحوظًا- قيمته لا تُذكر: تافه القيمة، غير ذي بال.
• ذكَر حقَّه: حفظه، ولم يضيّعه "ذكر العهدَ الذي بينه وبَيْن والده".
• ذكَر الشَّيءَ: استحضره واستعاده في ذهنه بعد نسيانٍ "ذكر الأيّامَ الغابرة- {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا}: خبرًا أو قصّة- {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} "? إذا ذكرت الذِّئبَ فأعِدّ له العصا [مثل]: يُضرب للحثّ على الاستعداد للأمور وعدم الغفلة- اذكر الصَّديقَ وهيِّئ له وسادة [مثل]: يُضرب للرّجل الصالح يُذكر في مجلس فإذا به يحضر على غير ميعاد.
• ذكَر اللهَ:
1 - أثنى عليه، وحمده وسبّحه، ومجّده، واستحضرَه في قلبه فأطاعه " {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} ".
2 - دعاه " {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} ".
3 - صلّى " {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً} ".
• ذكَر النِّعمةَ: شكرها " {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ} ".
• ذكَر شرْطًا:
1 - أورد "ذكر ملاحظاته/ واقعة- ذكرته في مَعْرِض حديثي- {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} " ° ذكرته آنفًا: أي منذ ساعة من أوّل وقت يقرب مِنّا.
2 - دوَّن "ذكر في محضر- ذكر زميلاً له في وصيَّته".
• ذكَر شخصًا: عابه "ذكر الناس: اغتابهم- ذكره بالشرِّ: ذمّه- {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ}: يعيبهم ويذمّهم" ° ذكره بالخير: مدحه، أثنى عليه.
• ذكَر فلانةَ:
1 - خطبها "إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُرُ فَاطِمَةَ [حديث]- {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} ".
2 - عرَّض بخِطبتها.
• ذكَر اسمَ الله على الذَّبيحة: نطق به " {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} " ° ذكرته بلساني وبقلبي.
• ذكَر فلانٌ الشَّيءَ لفلانٍ: أعلمه به وذكَّره إيّاه. 

أذكرَ يُذْكِر، إذكارًا، فهو مُذكِر، والمفعول مُذكَر (للمتعدِّي)
• أذكرتِ الأنثى: ولدت ذكرًا ° أذكرتِ، وأيسرتِ: من أدعية العرب للحبلى، أي ولدتِ ذكرًا، ويُسِّر عليك.
• أذكرتِ الفتاةُ: تشبَّهت في أخلاقها بالرَّجل.
• أذكره حقَّه: نبّهه، جعله يستحضره ويسترجعه في ذهنه "أذكر صديقَه أيّام الصبا- {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذْكِرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [ق] ".
• أذكر الحقَّ عليه: أظهره وأعلنه. 

ادَّكرَ يدّكِر، ادِّكارًا، فهو مُدَّكِر، والمفعول مُدَّكَر
• ادَّكرَ الشَّخصُ الموعدَ: اذَّكره، استحضره في ذهنه واسترجعه بعد نسيان " {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}: مُستحضِر مُتدبِّر، مُتّعظ حافظ- {وَقَالَ الَّذِي نَجَا
 مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} ". 

اذَّكَرَ يذّكِر، اذِّكارًا، فهو مُذّكِر، والمفعول مُذَّكَر
• اذَّكرَ الشَّخصُ الموعدَ: ادّكره، استحضره في ذهنه واسترجعه بعد نسيان " {وَاذَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} [ق]- {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا ءَايَةً فَهَلْ مِنْ مُذَّكِر} [ق]: مُتّعظ حافظ". 

اذَّكَّرَ يذَّكَّر، فهو مُذَّكِّر، والمفعول مُذَّكَّر (للمتعدِّي)
• اذَّكّر الشَّخصُ: اتّعظ واعتبر " {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} ".
• اذَّكَّر الشَّيءَ: استحضره، واسترجعه في ذهنه " {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا} ". 

استذكرَ يستذكر، استذكارًا، فهو مُستذكِر، والمفعول مُستذكَر
• استذكر الطَّالبُ الدَّرسَ: حفظه ودرسه "استذكر كتابًا/ قصيدةً".
• استذكر الشَّيءَ: استحضره، تذكَّره، واسترجعه في ذهنه "استذكر الماضي/ المحاضرات". 

تذاكرَ/ تذاكرَ في يتذاكر، تذاكُرًا، فهو مُتذاكِر، والمفعول مُتذاكَر
• تذاكروا الشَّيءَ: استحضروه في أذهانهم وذكرَهُ بعضُهم لبعض "تذاكروا أحداثَ الماضي- تذاكروا أيّامَ الشباب".
• تذاكر الكتابَ: درسه للحفظ.
• تذاكروا الأمرَ/ تذاكروا في الأمر: تفاوضوا فيه، وتشاوروا، وتبادلوا الرأي "تذاكر القضاةُ حيثيّات القضيّة- تذاكر التجّارُ في أمور البيع والشِّراء". 

تذكَّرَ يتذكَّر، تذكُّرًا، فهو مُتذكِّر، والمفعول مُتذكَّر (للمتعدِّي)
• تذكَّرتِ المرأةُ: تشبَّهت في أخلاقها بالرَّجل.
• تذكَّر الشَّيءَ: مُطاوع ذكَّرَ1: ذكره، استحضره بعد نسيان، وفطِن له "تذكَّر حادثةً/ واقِعَةً: جرت على لسانه بعد نسيان- كلَّنا ننسى أكثر ممَّا نتذكّر- {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَاب}: يتّعظ ويعتبر- {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} ". 

ذاكرَ يُذاكر، مُذاكرةً، فهو مُذاكِر، والمفعول مُذاكَر
• ذاكر فلانًا في أمرٍ:
1 - كالمه فيه، وخاض معه في حديثه "جرت بينهم مذاكرة قصيرة- ذاكرني والدي في موضوع الامتحان".
2 - نبَّهه " {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَاكِرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [ق] ".
• ذاكر الطَّالبُ دَرْسَه: فهمه وحفظه "ذاكَر دُروسَه/ المحاضرات". 

ذكَّرَ1 يُذكِّر، تذكيرًا وتذكِرةً، فهو مُذكِّر، والمفعول مُذكَّر
• ذكَّر الخطيبُ النَّاسَ: وعظهم وخوّفهم " {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} ".
• ذكَّر فلانًا: حدَّثه عن الماضي.
• ذكَّرتُ صديقي دَينَه/ ذكَّرتُ صديقي بدينه: جعلته يستحضره ويسترجعه، ويعيده إلى ذهنه، نبّهته "ذكّره وعْدَه/ بوعْده- ذكّرته بتصرُّفاتِه- ذكَّرتني الطعن وكنت ناسيًا [مثل]: تنبيه الغافل الذي أنسته المفاجأة أن لديه ما يُنفِّذه- {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ". 

ذكَّرَ2 يُذكِّر، تذكيرًا، فهو مُذكِّر، والمفعول مُذكَّر
• ذكَّر الفلاَّحُ النَّخلَ: نثَر مقدارًا من لقاح فحل النخل على أعذاق الأنثى ليلقحَها.
• ذكَّر الكلمةَ: (نح) عاملها معاملة المذكَّر، عكسه أنّث. 

تَذْكار/ تِذْكار [مفرد]:
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - شيء يُحمل، أو يُكتب، أو يُحفظ للذِّكرَى "قدم له هديَّة على سبيل التِّذكار/ التَّذكار- أهداه ساعة تِذكارًا/ تَذكارًا لصداقتهما".
3 - استرجاع الذِّهن صورة شيء أو حدثٍ ما "على سبيل التّذكار". 

تَذْكاريّ/ تِذْكاريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَذْكار/ تِذْكار: "طابع/ كتاب تذكاري- لوحة تذكاريَّة" ° صورة
 تذكاريّة: صورة تُلتقط لمجموعة من الأشخاص تسجيلاً لحدث معيّن.
• نُصُب تذكاريّ: بناء يُقام لتخليد ذكرى شهداء حرب أو تخليد ذكرى تاريخيّة. 

تَذْكِرة [مفرد]: ج تذكرات (لغير المصدر) وتذاكر (لغير المصدر):
1 - مصدر ذكَّرَ1.
2 - ما تستحضر به الحاجة في الذهن، وما يدعو إلى الاسترجاع في الذِّهن.
3 - ما يدعو إلى الذِّكرى والعبرة ويبعث على الذكر " {كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} ".
4 - بطاقة يثبت فيها أجر الركوب أو الدخول لمكان ما في (طائرة- قطار- مسرح- سينما- متحف ... ) "تذكرة هويّة/ اشتراك/ مرور/ ذهاب وإياب- مراقب التذاكر- صندوق التذاكر: كشك بيع التذاكر" ° تذكرة إثبات الشَّخصيَّة/ تذكرة إثبات الهُويَّة: وثيقة رسميَّة تحمل اسم الشخص ورسمَه وسماتِه وتثبت شخصيَّته، تصدر من الحكومة، بطاقة- تذكرة انتخابيَّة: بطاقة تثبت حقّ الشّخص في الانتخاب- تذكرة طبِّيَّة: بطاقة يسجِّل فيها الطبيبُ علاجَ المريض والأدوية التي يحتاج إليها- تذكرة مرور: وثيقة تسمح بحرِّيَّة المرور والتنقُّل بدلاً عن جواز السفر.
5 - جواز سفر. 

تذكُّر [مفرد]:
1 - مصدر تذكَّرَ.
2 - (نف) استعادة الصور، والمعاني الذهنيَّة الماضية عفوًا، أو عن قصد. 

تذكير [مفرد]:
1 - مصدر ذكَّرَ1 وذكَّرَ2.
2 - وعظ " {إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ} ".
3 - (نح) عدم إلحاق الفعل أو الاسم علامة التأنيث. 

ذاكِرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ذكَرَ.
2 - (نف) قدرة النفس على الاحتفاظ بالتجارب، والمعلومات السابقة في الذِّهن واستعادتها "لديه ذاكرة حادّة- بقي في ذاكِرة الناس" ° إن لم تخُنِّي الذَّاكرةُ: إذا لم أنسَ- خلل في الذَّاكرة/ قُصور في الذَّاكرة: ضعف ونقص فيها- ذاكِرة بصريّة: قوّة عقليَّة، يحفظ بها الإنسانُ في ذهنه كلّ ما يُبصِر- ذاكِرة حافِظة: قدرة على استبقاء الأشياء في الذِّهن- مطبوعٌ في الذَّاكرة: لا يمكن نسيانُه.
• فقدان الذَّاكرة: (نف) ضياع كلِّيّ للذَّاكرة لفترة من الزمن بسبب حوادث مُعيَّنة، فهو حالة يكون فيها المريض واعيًا ولكنَّه لا يستطيع التذكُّر.
• ذاكرة مُؤقَّتة: (حس) أداة أو منطقة تُستخدم لتخزين المعلومات بشكل مؤقَّت وتسليمها بسرعة تختلف عن التي أُدخلت بها.
• ذاكرة إضافيَّة: (حس) وحدة تخزين خارجيّة تُستخدم امتدادًا للذّاكرة الداخليّة لاستكمال تخزين برنامج أو بيانات لا تسعها الذاكرة الداخليّة.
• ذاكرة مستديمة: (حس) وسط تخزين يمكنه الاحتفاظ بالبيانات المخزونة عليه كما هي في حالة انقطاع التيّار الكهربائيّ المغذِّي له بمعنى إمكانيَّة الحصول على البيانات المخزونة في حالة انقطاع التيّار وعودته مرَّة أخرى.
• طبع محتوى الذَّاكرة: (حس) نسخة من المعلومات تحفظ في ذاكرة الحلقات الممغنطة، وعادة ما تحفظ على جهاز للحفظ الخارجيّ.
• قرص ذاكرة للقراءة فقط: (حس) قرص مُدمج يعمل كأداة قراءة فقط. 

ذَكَر1 [مفرد]: ج ذِكار وذِكارة وذُكْران وذُكُور وذُكُورة:
1 - جنس لا يلد، وهو جنس يمتلك قدرةَ الإخصاب، عكْسه أنثى "ولد/ ضفدعٌ ذكرٌ- {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} ".
2 - آدم عليه السّلام " {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا} ". 

ذَكَر2 [مفرد]: ج ذِكَرة وذُكُور ومذاكيرُ: صفة تُطلَق على كلِّ قطعة في آلة تدخل في قطعة أخرى، تسمى أنثى "ذكر أنبوب".
• الذَّكَر من الإنسان وغيره: عضو التَّناسل.
• الذَّكَر من الحديد: أجوده، وهو خلاف الأنيث.
• الذَّكَر من النُّحاس: الصّلب الذي لا يُطرق جيِّدًا.
• رجل ذكر: قويّ، شجاع، شهم، أبيّ. 

ذُكْر [مفرد]: مصدر ذكَرَ. 

ذِكْر [مفرد]: ج أذكار (لغير المصدر):
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - صيت حسن، أو سيئ، يتركه الإنسانُ بعد موته، وقيل
 الصِّيت والشرف "خالِد الذِّكْر- طيِّب الذكْر: حسن السُّمعة- *فالذِكر للإنسان عمرٌ ثانٍ*- {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} " ° آنِف الذِّكر: معلوم سابقًا- أشاد بذِكره: رفع من قدره، أثنى عليه، عظَّمه- خصَّه بالذِّكْر: أفرده بالإشارة، ذكره بصورة خاصَّة- سابِق الذِّكر/ سالف الذِّكر: معلوم سابقًا- ما زال منِّي على ذِكْر: لم أنْسَه- ممّا هو جدير بالذِّكر: ممّا يستحقّ الإشارةَ إليه.
3 - دُعاء، وتعبُّد بطريقة جماعيَّة "حلقة ذِكْر: حفل يردِّد فيه عددٌ من الأشخاص (من الدراويش عادة) لا إله إلاّ الله، وباقي أسماء الله الحسنى وأدعية وترانيم".
• الذِّكْر:
1 - القرآن الكريم، لما فيه من تذكرة النَّاس بآخرتهم ومصالح دنياهم "اقرأ ما تيسّر من آي الذِّكر الحكيم- {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} " ° الذِّكْر الحكيم: القرآن الكريم.
2 - كتاب من كتب الأوَّلين " {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ} ".
3 - اللَّوح المحفوظ " {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ".
4 - الصَّلاة والدُّعاء " {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} - {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} ". 

ذِكْرى [مفرد]:
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - عِبرة وعِظة وتوبة " {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} ".
3 - ذِكر، صِيت حسن أو سيئ يتركه الإنسانُ بعد موته.
4 - ما ينطبع في الذاكِرة، ويبقى فيها "لطفولتنا ذكريات سعيدة- ذكرى عذبة/ مؤلمة/ حيَّة- ذكريات كاتب- أعاد ذكريات الماضي" ° ذكريات الدِّراسة.
5 - تذكُّر " {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ".
6 - تسبيح وطاعة " {لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} ".
7 - دليل وحجّة " {وَمَا هِيَ إلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} ".
8 - عيد سنويّ ليوم تميَّز بحدث هامّ، أو حدوث أمر معيَّن، احتفال بمرور فترة على حادث مهمّ "ذِكرى ميلاد- ذكرى انتصار السادس من أكتوبر- احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف- ذكرى الإسراء والمعراج" ° إحياءً لذِكْرى: أقام احتفالاً تكريمًا لشخص، أو حدث- الذِّكرى الألفيّة: الاحتفال بمرور ألف عام على بناء مسجد أو إنشاء مدينة .. إلخ- الذِّكرى السَّنويّة: الاحتفال بمرور عام على زواج أو وفاة شخص .. إلخ، أو ما يُذكِّر بما حدث في اليوم ذاته لسنة أو لسنوات خلت- الذِّكرى المئويّة: الاحتفال بمرور مائة عام- تخليد الذِّكرى/ تمجيد الذِّكرى.
• يوم الذِّكرى: يوم يقيمه المستوطنون الصهاينة قبل يوم 5 مايو (آيار) وهو اليوم الذي يحتفلون فيه بعيد الاستقلال، ويُكرَّس هذا اليوم لذكرى الجنود الذين سقطوا في حرب 1948 أو الحروب التي تلتها. 

ذَكُور [مفرد]: صيغة مبالغة من ذكَرَ: كثير الحفظ في ذهنه، قويّ الذاكرة "شابٌّ ذَكور- إذا كُنت كذوبًا فكُن ذَكُورًا". 

ذُكُورة [مفرد]: مجموع الصفات الخاصّة بجنس الذكور، عكسها أنوثة "نسبة الذكورة في المواليد تتساوى في الغالب مع نسبة الأنوثة". 

ذُكُوريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذُكُورة: رجوليَّة "ذكوريَّةُ الرّأي/ الجَسَد". 

مُذَاكرة [مفرد]: مصدر ذاكرَ: معاودة فهم الدروس وحفظها "مذاكرة جهريَّة- حريص على المذاكرة". 

مِذْكار [مفرد]: ج مذاكيرُ، مذ مِذْكار: مَن اعتادت ولادة الذُّكور، وقد يطلق كذلك على الرجل الذي يتوارد أبناؤه ذكورًا ° أَرْضٌ مِذكارٌ: تنبت ذكور العُشب- فلاةٌ مِذكارٌ: صحراء ذات أهوال لا يسلكها إلاّ الذكور من الرِّجال. 

مِذْكارة [مفرد]: مِذْكار، من اعتادت ولادة الذكور "امرأة مِذْكارة". 

مُذْكِر [مفرد]: اسم فاعل من أذكرَ ° داهية مُذْكِر: شديدة لا يُقدَر عليها- طريق مُذْكِر: مَخُوف- يَوْمٌ مُذْكِر: شديد صعب. 

مُذكَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ذكَّرَ1 وذكَّرَ2.
2 - (نح) اسم لا توجد فيه علامة تأنيث، وهو خلاف مؤنَّث فيكون

مذكّرًا حقيقيًّا، أي له أنثى من جنسه كالرَّجل، والجمل، أو مذكَّرًا غير حقيقي كالكتاب، والباب.
• المُذكَّر من الإنسان والحيوان: من له صفات الذَّكر، عكسه مؤنَّث "امرأة مذكَّرة: متشبِّهة في أخلاقها بالرِّجال" ° سيف مُذَكّر: ذو رونق وحسن وصفاء- طريق مذكَّر: مَخُوف- يَوْمٌ مُذكَّر: شديد صعب.
• جَمع المذكَّر السالم: (نح) ما دلّ على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون أو ياء ونون على مفرده وأغنى عن المتعاطفين، فكان له مفرد من جنسه، ومفرده إمّا اسم وإمّا صفة.
• المُلحق بجمع المذكَّر: (نح) ما دلّ على أكثر من اثنين وعُومل معاملة جمع المذكَّر السَّالم في الرَّفع بالواو وفي النَّصب والجرّ بالياء. 

مُذكِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ذكَّرَ1 وذكَّرَ2.
2 - دفترٌ صغيرٌ يدوَّن فيه ما يراد استرجاعه واستحضاره في الذِّهن من أمور، أو أعمال، أو مواعيد، مفكِّرة، دفتر ملاحظات "هذا مدوَّن في مذكِّرتي- سجل في مذكِّرته موعد قيام الطائرة- مذكِّرات سياسيّ: ما يرويه شخص خطِّيًّا من أحداث شهدها بنفسه أو تتعلق بسيرته، وحياته العامَة أو الخاصّة".
3 - بيان مجمل أو مفصّل تُشرح فيه بعض المسائل "مذكِّرة موجَّهة إلى رئيس الدولة- مذكِّرة بطرح الثِّقة- بعثت الحكومةُ بمذكِّرة دبلوماسيّة تفصيليّة- سُلمت مذكِّرة احتجاج إلى السفارة" ° مذكِّرة إحضار/ مذكِّرة استدعاء: ورقة دعوة وجلب إلى المحكمة- مذكِّرة اتِّهام: بيان يحمل مُسوِّغات الاتِّهام في قضيَّة من القضايا- مذكِّرة احتجاج: تقرير موجز يعترض على خطأ، أو انتهاك للقانون الدوليّ- مذكِّرة توقيف: أمرٌ يُصدره قاضي التَّحقيق يقضي بتوقيف شخص وسجنه- مذكِّرة دعوَى: مذكِّرة تتعدَّى عرض الدعوى ويُدخِل فيها أحدُ الأطراف المتنازعة طُعونًا.
4 - إشعار مكتوب صادر عن الإدارة يحمل ملاحظات على سير العمل أو التنبيه إلى تدبير جديد.
• مذكِّرة قضائيّة: (قن) أمر قضائيّ يُصرِّح لشرطيّ القيام بالتَفتيش أو الحيازة أو إلقاء القبض.
• المذكِّرة التَّفسيريَّة: (قن) بيان يُصدَّر به كلّ قانون لبيان الدَّواعي إلى سَنِّه.
• مذكِّرة شفويّة: (قن) إبلاغ يُقال شفهيًّــا ويُدوَّن في مذكِّرة مكتوبة غير موقَّعة. 

مذكُور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ذكَرَ: سابق الذّكر ° المذكور أعلاه/ المذكور آنفًا/ المذكور سلفًا: المشار إليه سابقًا.
2 - ذو قيمة، وغالبًا ما تستعمل في أسلوب النّفي "لم يكن مذكورًا بينهم: لم يكن ذا قيمة بينهم- {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} ". 
(ذكر) السَّيْف والفأس وَنَحْوهمَا وضع فِي رأسهما الذكرة والكلمة ضد أنثها وَالنَّاس وعظهم وَفُلَانًا الشَّيْء وَبِه أذكرهُ
(ذكر)
الشَّيْء ذكرا وذكرا وذكرى وتذكارا حفظه واسحضره وَجرى على لِسَانه بعد نسيانه وفلانة خطبهَا وَفِي حَدِيث عَليّ (إِن عليا يذكر فَاطِمَة) وَعرض بخطبتها وَالله أثنى عَلَيْهِ وَالنعْمَة شكرها وَالنَّاس اغتابهم وَذكر عيوبهم وَيُقَال ذكر الشَّيْء عابه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَهَذا الَّذِي يذكر آلِهَتكُم} وَالشَّيْء لَهُ أعلمهُ بِهِ وَحقه حفظه وَلم يضيعه

(ذكر) ذكرا جاد ذكره وَحفظه فَهُوَ ذكر وَهِي ذكرة
ذكر
الذِّكْرُ: الحِفْظُ الذي تَذْكُرُه، وهو مِنّي على ذِكْرٍ وذُكْرٍ. وهو - أيضاً -: جَرْيُ الشيءِ على لِسَانِكَ. وكذلك الشَّرَفُ. والصَّوْتُ من قوله عَزَّ وجل: " وَإنهُ لَذِكْرٌ لكَ ولقَوْمِكَ ". والكِتَابُ الذي فيه تَفْصِيلُ الذَين. والصَّلاةُ للَّهِ عَزّ وجَل والثَّنَاءُ عليه.
وذِكْرُ الحَق: الصَّكُّ، وجَمْعُه ذُكُوْرٌ.
والذكْرَى: اسْمٌ للتَذْكِير.
والاسْتِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ للحِفْظ.
والتَّذَكُّرُ: طَلَبُ شَيْءٍ فاتَ.
والذَّكرُ: مَعْروفٌ، والجَميعُ الذَّكَرَةُ. ويُقال: مَذَاكِيْرُ ومُذْكِر، كما تقول: مَقَادِيمُ ومُقْدِمٌ.
والذَّكرُ: خِلافُ الأُنثى، ويُجْمَعُ على الذكُورَةِ والذُّكُوْرِ والذُّكْرَانِ. وامْرَأةٌ مُذَكَّرَةٌ: خِلْقَتُها خِلْقَة الذَّكَرِ. وإذا وَلَدَتِ المَرْأةُ ذَكَراً قيل: أذْكَرَتْ، وهي مِذْكارٌ. وجَمْعُ الذَّكَرِ: ذِكَارَةٌ أيضاً.
وأصابَتِ الأرْضَ ذُكُوْرُ غَيْثٍ: إذا أصابَها المَطَرُ الكَثِيرُ. وذُكُوْرُ الأسْمِيَةِ: التي تَجِيْءُ بالمَطَرِ الشَّدِيدِ والبَرْدِ.
والذكَرُ من الحَدِيدِ: أيْبَسُه وأشَدُّه. ويسَمّى السَّيْفُ مُذَكَّراً.

حدث

الحدث: ما يكون مسبوقا بمادة ومدة، وقيل ما كان لوجوده ابتداء.
باب الحاء والدال والثاء معهما ح د ث يستعمل فقط

حدث: يقال: صارَ فلان أُحدوثة أي كَثَّروا فيه الأحاديث. وشابُّ حَدَثٌ، وشابَّة حَدَثة: [فتيّة] في السِّنِّ. والحَدَث من أحداث الدهر شِبْه النازلة، والأُحدوثة: الحديث نفسه. والحديث: الجديد من الأشياء. ورجل حِدْث: كثير الحديث. والحَدَث: الإِبْداء.

حدث: الحَدِيثُ: نقيضُ القديم.

والحُدُوث: نقيضُ القُدْمةِ. حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً،

وأَحْدَثه هو، فهو مُحْدَثٌ وحَديث، وكذلك اسْتَحدثه.

وأَخذني من ذلك ما قَدُمَ وحَدُث؛ ولا يقال حَدُث، بالضم، إِلاَّ مع

قَدُم، كأَنه إِتباع، ومثله كثير. وقال الجوهري: لا يُضَمُّ حَدُثَ في شيء

من الكلام إِلا في هذا الموضع، وذلك لمكان قَدُمَ على الازْدواج. وفي حديث

ابن مسعود: أَنه سَلَّمَ عليه، وهو يصلي، فلم يَرُدَّ عليه السلامَ،

قال: فأَخذني ما قَدُمَ وما حَدُث، يعْني همومه وأَفكارَه القديمةَ

والحديثةَ. يقال: حَدَثَ الشيءُ، فإِذا قُرِن بقَدُم ضُمَّ، للازْدواج.

والحُدُوثُ: كونُ شيء لم يكن. وأَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ. وحَدَثَ أَمرٌ

أَي وَقَع.

ومُحْدَثاتُ الأُمور: ما ابتدَعه أَهلُ الأَهْواء من الأَشياء التي كان

السَّلَف الصالحُ على غيرها. وفي الحديث: إِياكم ومُحْدَثاتِ الأُمور،

جمعُ مُحْدَثَةٍ بالفتح، وهي ما لم يكن مَعْرُوفاً في كتاب، ولا سُنَّة،

ولا إِجماع.

وفي حديث بني قُرَيظَة: لم يَقْتُلْ من نسائهم إِلا امْرأَةً واحدةً

كانتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً؛ قيل: حَدَثُها أَنها سَمَّتِ النبيَّ، صلى الله

عليه وسلم؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: كلُّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ،

وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ.

وفي حديث المدينة: من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً، أَو آوَى مُحْدِثاً؛

الحَدَثُ: الأَمْرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمعتادٍ، ولا معروف في

السُّنَّة، والمُحْدِثُ: يُروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، فمعنى

الكسر مَن نَصَرَ جانياً، وآواه وأَجاره من خَصْمه، وحال بينه وبين أَن

يَقْتَضَّ منه؛ وبالفتح، هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه، ويكون معنى

الإِيواء فيه الرضا به، والصبر عليه، فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعة، وأَقرّ

فاعلَها ولم ينكرها عليه، فقد آواه.

واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جديداً؛ قال ذو الرمة:

أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعهم خَبَراً،

أَم راجَعَ القَلْبَ، من أَطْرابه، طَرَبُ؟

وكان ذلك في حِدْثانِ أَمْرِ كذا أَي في حُدُوثه. وأَخذَ الأَمْر

بحِدْثانِه وحَدَاثَته أَي بأَوّله وابتدائه. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:

لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْر، لَهَدَمْتُ الكعبةَ وبَنَيْتُها.

حِدْثانُ الشيء، بالكسر: أَوّلهُ، وهو مصدر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً

وحِدْثاناً؛ والمراد به قُرْبُ عهدهم بالكفر والخروج منه، والدُّخولِ في الإِسلام،

وأَنه لم يتمكن الدينُ من قلوبهم، فلو هَدَمْتُ الكعبة وغَيَّرْتُها،

ربما نَفَرُوا من ذلك. وفي حديث حُنَين: إِني لأُعْطِي رجالاً حَديثِي

عَهْدٍ بكفر أَتَأَلَّفُهم، وهو جمعُ صحةٍ لحديثٍ، وهو فعيل بمعنى فاعل. ومنه

الحديث: أُناسٌ حَديثةٌ أَسنانُهم؛ حَداثةُ السِّنِّ: كناية عن الشَّباب

وأَوّلِ العمر؛ ومنه حديثُ أُم الفَضْل: زَعَمَت امرأَتي الأُولى أَنها

أَرْضَعَت امرأَتي الحُدْثى؛ هي تأْنيثُ الأَحْدَث، يريد المرأَة التي

تَزَوَّجَها بعد الأُولى.

وحَدَثانُ الدَّهْر

(* قوله «وحدثان الدهر إلخ» كذا ضبط بفتحات في الصحاح

والمحكم والتهذيب والتكملة والنهاية وصرح به صاحب المختار. فقول المجد:

ومن الدهر نوبه، صوابه: والحدثان، بفتحات، من الدهر نوبه إلخ ليوافق

أصوله، ولكن نشأ له ذلك من الاختصار، ويؤيد ما قلناه أنه قال في آخر المادة.

وأوس بن الحدثان محركة صحابي. فقال شارحه: منقول من حدثان الدهر أَي

صروفه ونوائبه نعوذ بالله منها.) وحَوادِثُه: نُوَبُه، وما يَحْدُث منه،

واحدُها حادِثٌ؛ وكذلك أَحْداثُه، واحِدُها حَدَثٌ. الأَزهري: الحَدَثُ من

أَحْداثِ الدَّهْرِ: شِبْهُ النازلة.

والأَحْداثُ: الأَمْطارُ الحادثةُ في أَوّل السنة؛ قال الشاعر:

تَرَوَّى من الأَحْداثِ، حتى تَلاحَقَتْ

طَرائقُه، واهتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ

أَي مع الشِّرْشِر؛ فأَما قول الأَعشى:

فإِمَّا تَرَيْني ولِي لِمَّةٌ،

فإِنَّ الحَوادث أَوْدى بها

فإِنه حذف للضرورة، وذلك لمَكان الحاجة إِلى الرِّدْف؛ وأَما أَبو علي

الفارسي فذهب إِلى أَنه وضع الحَوادِثَ موضع الحَدَثانِ، كما وَضَع الآخرُ

الحَدَثانَ موضعَ الحوادث في قوله:

أَلا هَلَكَ الشِّهابُ المُسْتَنِيرُ،

ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ، إِذا نُغِيرُ

ووَهَّابُ المِئِينَ، إِذا أَلَمَّتْ

بنا الحَدَثانُ، والحامي النَّصُورُ

الأَزهري: وربما أَنَّثت العربُ الحَدَثانَ، يذهبون به إِلى الحَوادث،

وأَنشد الفراءُ هذين البيتين أَيضاً، وقال عِوَضَ قوله ووهَّابُ المِئين:

وحَمَّالُ المِئين، قال: وقال الفراءُ: تقول العرب أَهلكتْنا الحَدَثانُ؛

قال: وأَما حِدْثانُ الشَّباب، فبكسر الحاءِ وسكون الدال. قال أَبو عمرو

الشَّيباني: تقول أَتيته في رُبَّى شَبابه، ورُبَّانِ شَبابه، وحُدْثى

شبابه، وحديثِ شبابه، وحِدْثان شبابه، بمعنى واحد؛ قال الجوهري: الحَدَثُ

والحُدْثى والحادِثَةُ والحَدَثانُ، كله بمعنى. والحَدَثان: الفَأْسُ،

على التشبيه بحَدَثان الدَّهْر؛ قال ابن سيده: ولم يَقُلْهُ أَحَدٌ؛ أَنشد

أَبو حنيفة:

وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه،

إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا، أَجابا

الأَزهري: أَراد بِجَوْنٍ جَبَلاً. وقوله أَجابا: يعني صَدى الجَبل

يَسْمَعُه. والحَدَثانُ: الفأْس التي لها رأْس واحدة.

وسمى سيبويه المَصْدَر حَدَثاً، لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة،

وكَسَّره على أَحْداثٍ، قال: وأَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ من

أَحْداثِ الأَسماء. الأَزهري: شابٌّ حَدَث فَتِيُّ السِّنِّ. ابن سيده: ورجل

حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها: بيِّن الحَداثة والحُدُوثة.

ورجال أَحْداثُ السِّنِّ، وحُِدْثانُها، وحُدَثاؤُها. ويقال: هؤُلاء

قومٌ حُِدْثانٌ، جمعُ حَدَثٍ، وهو الفَتِيُّ السِّنِّ. الجوهري: ورجلٌ

حَدَثٌ أَي شابٌّ، فإِن ذكرت السِّنَّ قلت: حديث السِّنِّ، وهؤلاءِ غلمانٌ

حُدْثانٌ أَي أَحْداثٌ. وكلُّ فَتِيٍّ من الناس والدوابِّ والإِبل: حَدَثٌ،

والأُنثى حَدَثةٌ. واستعمل ابن الأَعرابي الحَدَثَ في الوَعِل، فقال:

إِذا كان الوَعِلُ حَدَثاً، فهو صَدَعٌ.

والحديثُ: الجديدُ من الأَشياء. والحديث: الخَبَرُ يأْتي على القليل

والكثير، والجمع: أَحاديثُ، كقطيع وأَقاطِيعَ، وهو شاذٌّ على غير قياس، وقد

قالوا في جمعه: حِدْثانٌ وحُدْثانٌ، وهو قليل؛ أَنشد الأَصمعي:

تُلَهِّي المَرْءَ بالحِدْثانِ لَهْواً،

وتَحْدِجُه، كما حُدِجَ المُطِيقُ

وبالحُدْثانِ أَيضاً؛ ورواه ابن الأَعرابي: بالحَدَثانِ، وفسره، فقال:

ِْذا أَصابه حَدَثانُ الدَّهْرِ من مَصائِبه ومَرارِئه، أَلْهَتْه

بدَلِّها وحَدِيثها عن ذلك وقوله تعالى: إِن لم يُؤْمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً؛

عنى بالحديث القرآن؛ عن الزجاج. والحديثُ: ما يُحَدِّثُ به المُحَدِّثُ

تَحْديثاً؛ وقد حَدَّثه الحديثَ وحَدَّثَه به. الجوهري: المُحادثة

والتَّحادُث والتَّحَدُّثُ والتَّحْديثُ: معروفات.

ابن سيده: وقول سيبويه في تعليل قولهم: لا تأْتيني فتُحَدِّثَني، قال:

كأَنك قلت ليس يكونُ منك إِتيانٌ فحديثٌ، غِنما أَراد فتَحْديثٌ، فوَضَع

الاسم موضع المصدر، لأَن مصدر حَدَّث إِنما هو التحديثُ، فأَما الحديثُ

فليس بمصدر. وقوله تعالى: وأَما بنِعْمةِ ربك فَحَدِّثْ؛ أَي بَلِّغْ ما

أُرْسِلْتَ به، وحَدِّث بالنبوّة التي آتاك اللهُ، وهي أَجلُّ النِّعَم.

وسمعت حِدِّيثى حَسنَةً، مثل خِطِّيبيى، أَي حَديثاً. والأُحْدُوثةُ: ما

حُدِّثَ به. الجوهري: قال الفراءُ: نُرى أَن واحد الأَحاديث أُحْدُوثة،

ثم جعلوه جمعاً للحَديث؛ قال ابن بري: ليس الأَمر كما زعم الفراءُ، لأَن

الأُحْدُوثةَ بمعنى الأُعْجوبة، يقال: قد صار فلانٌ أُحْدُوثةً. فأَما

أَحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم، فلا يكون واحدها إِلا حَديثاً، ولا

يكون أُحْدوثةً، قال: وكذلك ذكره سيبويه في باب ما جاءَ جمعه على غير واحده

المستعمل، كعَرُوض وأَعاريضَ، وباطل وأَباطِيل.

وفي حديث فاطمة، عليها السلام: أَنها جاءَت إِلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، فوَجَدَتْ عنجه حُدّاثاً أَي جماعة يَتَحَدَّثُون؛ وهو جمع على غير

قياس، حملاً على نظيره، نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِن السُّمّارَ

المُحَدِّثون. وفي الحديث: يَبْعَثُ اللهُ السَّحابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ

ويَتَحَدَّث أَحْسَن الحَديث. قال ابن الأَثير: جاءَ في الخبر أَن

حَديثَه الرَّعْدُ، وضَحِكَه البَرْقُ، وشَبَّهه بالحديث لأَنه يُخْبِر عن

المطر وقُرْبِ مجيئه، فصار كالمُحَدِّث به؛ ومنه قول نُصَيْب:

فعاجُوا، فأَثْنَوْا بالذي أَنتَ أَهْلُه،

ولو سَكَتُوا، أَثْنَتْ عليكَ الحَقائبُ

وهو كثير في كلامهم. ويجوز أَن يكون أَراد بالضحك: افْتِرارَ الأَرض

بالنبات وظهور الأَزْهار، وبالحديث: ما يَتَحدَّثُ به الناسُ في صفة النبات

وذِكْرِه؛ ويسمى هذا النوعُ في علم البيان: المجازَ التَّعْليقِيَّ، وهو

من أَحْسَن أَنواعه.

ورجل حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحَدِّثٌ، بمعنى واحد: كثيرُ

الحَديثِ، حَسَنُ السِّياق له؛ كلُّ هذا على النَّسَب ونحوه.

والأَحاديثُ، في الفقه وغيره، معروفة.

ويقال: صار فلانٌ أُحْدُوثةً أَي أَكثروا فيه الأَحاديثَ.

وفلانٌ حِدْثُك أَي مُحَدِّثُك، والقومُ يَتحادَثُون ويَتَحَدَّثُون،

وتركت البلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فيها دَويّاً؛ حكاه ابن سيده عن

ثعلب.ورجل حِدِّيثٌ، مثال فِسِّيق أَي كثيرُ الحَديث. ورجل حِدْثُ مُلوك،

بكسر الحاءِ، إِذا كان صاحبَ حَدِيثهم وسَمَرِهِم؛ وحِدْثُ نساءٍ:

يَتَحَدَّثُ إِليهنّ، كقولك: تِبْعُ نساءٍ، وزيرُ نساءٍ.

وتقول: افْعَلْ ذلك الأَمْر بحِدْثانِه وبحَدَثانه أَي أَوّله

وطَراءَته.ويقال للرجل الصادق الظَّنِّ: مُحَدَّثٌ، بفتح الدال مشدَّدة. وفي

الحديث: قد كان في الأُمم مُحَدَّثون، فإِن يكن في أُمتي أَحَدٌ، فعُمَرُ بن

الخطاب؛ جاءَ في الحديث: تفسيره أَنهم المُلْهَمُون؛ والمُلْهَم: هو الذي

يُلْقَى في نفسه الشيءُ، فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِراسةً، وهو نوعٌ

يَخُصُّ اللهُ به مَن يشاءُ من عباده الذين اصْطَفى مثل عُمر، كأَنهم حُدِّثوا

بشيءٍ فقالوه.

ومُحادَثةُ السيف: جِلاؤُه. وأَحْدَثَ الرجلُ سَيْفَه، وحادَثَه إِذا

جَلاه. وفي حديث الحسن: حادِثُوا هذه القُلوبَ بذكر الله، فإِنها سريعةُ

الدُّثورِ؛ معناه: اجْلُوها بالمَواعظ، واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنها،

وشَوِّقُوها حتى تَنْفُوا عنها الطَّبَع والصَّدَأَ الذي تَراكَبَ عليها من

الذنوب، وتَعاهَدُوها بذلك، كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ؛ قال لبيد:

كنَّصْلِ السَّيْف، حُودِث بالصِّقال

والحَدَثُ: الإِبْداءُ؛ وقد أَحْدَث: منَ الحَدَثِ. ويقال: أَحْدَثَ

الرجلُ إِذا صَلَّعَ، أَو فَصَّعَ، وخَضَفَ، أَيَّ ذلك فَعَلَ فهو مُحْدِثٌ؛

قال: وأَحْدَثَ الرجلُ وأَحْدَثَتِ المرأَةُ إِذا زَنَيا؛ يُكنى

بالإِحْداثِ عن الزنا. والحَدَثُ مِثْل الوَليِّ، وأَرضٌ مَحْدُوثة: أَصابها

الحَدَثُ.

والحَدَثُ: موضع متصل ببلاد الرُّوم، مؤَنثة.

(حدث) تكلم وَأخْبر وروى حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبالنعمة أشاعها وشكر عَلَيْهَا وَفُلَانًا الحَدِيث وَبِه خَبره
حدث: {أحاديث}: جمع أحدوثة، وهي الأخبار والعبر يتمثل بذلك في الشر ولا يقال: جعلته حديثا في الخير.
(حدث)
الشَّيْء حدوثا وحداثة نقيض قدم وَإِذا ذكر مَعَ قدم ضم للمزاوجة كَقَوْلِهِم أَخذه مَا قدم وَمَا حدث يَعْنِي همومه وأفكاره الْقَدِيمَة والحديثة وَالْأَمر حدوثا وَقع
(حدث) - في الحَدِيث: "لولا حِدْثَان قَومِك بالكُفر" .
: أي حَداثَةُ عَهدِهم به، وقُربُهم من الخُروج منه والدّخول في الِإسلام، وهو مَصْدر حَدَث.
ومنه "حِدْثَان الشَّبَاب": أي أَوَّله وجِدَّتُه.
- في الحَدِيثِ: "أَنَّ فاطمةَ جَاءَت إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوجدت عنه حُدَّاثًا فاسْتَحَيْت ورجَعْت ".
فالحُدَّاثُ جاء على غَيرِ قِياس كالجُلَّاسِ، والقِياس مُحدِّثُون، ولعله حُمِل على نَظِيره، وهو سُمَّار سمع سَامِر، فإن السُّمَّارَ المُحَدِّثون أيضا.
كقَولِه: "مَأْزُوراتٍ غَيْر مَأْجُورات".
- في الحَدِيث : "مَنْ أَحدَث فيها حَدَثًا، أو آوَى مُحدِثًا". : أي جَانِياً، وأَجارَه من خِصْمِه، وحَال بَينَه وبَينَ أن يُقتَصَّ منه".
الحاء والدال والثاء
حدث الحَدَثُ والحَدَثانُ من أحْدَاثِ الدَّهْرِ شِبْهُ النّازِلَةِ، وهو أيضاً الإِبْدَاءُ، والفِعْلُ أحْدَثَ. والحَدِيْثُ مَعْروفٌ، حَدَّثَ يُحَدِّثُ وصارَ فلانٌ أُحْدُوْثَةً أكْثَروا فيه الأحادِيْثَ، ورَجُلٌ حَدَثٌ وحَدِثٌ كَثيرُ الأحاديثِ، وحِدِّيْثٌ جَيِّدُ السِّيَاقِ لها. وحِدِّيْثٌ يُزَيِّنُ الحَدِيْثَ. ومُحَدَّثٌ يَرى الرَّأْيَ فيكون كما رأى.
والحَدِيْثُ من الأشْياءِ: المُحْدَثُ. وحَدَثَ الشَّيْءُ، واسْتَحْدَثْتُ أمْراً. وشابٌّ حَدَثٌ، وشابَّةٌ حَدَثَةٌ، وقَوْمٌ حُدْثانٌ. والحُدْثانُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الحَدِيْثِ. والأحادِيْثُ من الفِقْهِ ونَحْوِه مَعْروفَةٌ. وأحْدَثَ الشَّيْءَ: أبْدَعَه، واسْتَحْدَثَه: مِثْلُه. وهذا حِدْثانُ ما فَعَلَ هذا: أي جَعَلَه حَدِيْثاً. وناقَةٌ مُحْدِثٌ: حَدِيْثَهُ النِّتَاجِ. والحَدَثانُ: الفَأْسُ.
ح د ث: (الْحَدِيثُ) الْخَبَرُ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ، وَجَمْعُهُ (أَحَادِيثُ) عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: نَرَى أَنَّ وَاحِدَ الْأَحَادِيثِ (أُحْدُوثَةٌ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالدَّالِ ثُمَّ جَعَلُوهُ جَمْعًا لِلْحَدِيثِ. وَ (الْحُدُوثُ) بِالضَّمِّ كَوْنُ الشَّيْءِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَبَابُهُ دَخَلَ (أَحْدَثَهُ) اللَّهُ (فَحَدَثَ) . وَ (الْحَدَثُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (الْحُدْثَى) بِوَزْنِ الْكُبْرَى وَ (الْحَادِثَةُ) وَ (الْحَدَثَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (اسْتَحْدَثَ) خَبَرًا وَجَدَ خَبَرًا جَدِيدًا. وَرَجُلٌ (حَدَثٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ شَابٌّ فَإِنْ ذَكَرْتَ السِّنَّ قُلْتَ: (حَدِيثَ) السِّنِّ وَغِلْمَانٌ (حِدْثَانٌ) أَيْ أَحْدَاثٌ. وَ (الْمُحَادَثَةُ) وَ (التَّحَادُثُ) وَ (التَّحَدُّثُ) وَ (التَّحْدِيثُ) مَعْرُوفَاتٌ وَالْأُحْدُوثَةُ بِوَزْنِ الْأُعْجُوبَةِ مَا يُتَحَدَّثُ بِهِ. وَ (الْمُحَدَّثُ) بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَشْدِيدِهَا الرَّجُلُ الصَّادِقُ الظَّنِّ. 
[حدث] الحديث: نقيض القديم. يقال: أخذني ما قدم وما حدث لا يضم حدث في شئ من الكلام إلا في هذا الموضع، وذلك لمكان قدم، على الازدواج. والحديث: الخبرُ، يأتي على القليل والكثير، ويُجمَعُ على أحاديثَ على غير قياس. قال الفراء: نُرَى أنّ واحدَ الأحاديث أُحْدوثَةٌ، ثم جعلوه جمعا للحديث. والحدوث: كون شئ لم يكن. وأحدثه الله فحدث. وحَدَثَ أمرٌ، أي وقع. والحَدَثُ والحُدْثى والحادثةُ والحَدَثانُ، كلُّها بمعنىً. وأحدث الرجل، من الحدث. واستحدثت خبراً، أي وجدت خبراً جديداً. قال ذو الرمة: أَستحدثَ الرَكْبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبْراً * أَمْ راجَعَ القلب من أطرابه طرب ورجل حَدَثٌ، أي شابٌّ. فإنْ ذكرت السنَّ قلت: حديث السنّ. وهؤلاء غلمان حُدْثانٌ، أي أحداثٌ. والمحادثة، والتحدث، والتحادث، والتحديث معروفاتٌ. ومحادثة السيف: جِلاؤه. ورجل حَدُثٌ وحَدِثٌ بضم الدال وكسرها، أي حسن الحديث. ورجل حديث مثال فسيق، أي كثير الحديث. وتقول: سمعت حديثى حسنة، مثل خطيبى. والا حدوثة: ما يتحدث به. ورجل حدث ملوك، بكسر الحاء، إذا كان صاحبَ حديثهم وسَمرهم. وحِدْثُ نساءٍ، يتحدَّث إليهن. وتقول: افعل ذلك الامر بحدثانه وبحَداثَتِه أي في أوَّلِهِ وطِراءَته. ويقال للرجل الصادِق الظنِّ مُحَدِّثٌ، بفتح الدال مشددة.
ح د ث

هو حدث من الأحداث، وحديث السن. ونزلت به حوادث الدهر وأحداثه، ومن ينجو من الحدثان؟. وكان ذلك في حدثان أمره. قال البعيث:

أتى أبد من دون حدثان عهدها ... وجرت عليها كل نافجة شمل

وأحدث الشيء واستحدثه. قال الطرماح:

ظعائن يستحدثن في كل موقف ... رهيناً وما يحسن فك الرهائن

واستحدث الأمير قرية وقناة. واستحدثوا منه خبراً أي استفادوا منه خبراً حديثاً جديداً. قال ذو الرمة:

أستحدث الركب من أشياعهم خبراً ... أم عاود القلب من أطرابه طرب

وأخذه ما قدم وحدث. وحدثه بكذا، وتحدثوا به، وهو يتحدث إلى فلانة، وحادث صاحبه، وهو حديثه كقولك سميره. وهو حدث ملوك، وحدث نساء: يتحدّث إليهم، ورجل حدث وحدث: حسن الحديث، وحديث: كثير الحديث، وسمعت منه أحدوثة مليحة، وله أحاديث ملاح. وهذه حديثي: حسنة مثل خطيبي. وهو من حداثة. قال قيس:

أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن ... فأخليت فاستعجمت عند خلائيا

ومن المجاز: صاروا أحاديث. وكان عمر رضي الله عنه محدثاً أي صادق الحدس، كأنما حدث بما ظن.
(ح د ث) : (الْحُدُوثُ) كَوْنُ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ يُقَالُ حَدَثَ أَمْرٌ حُدُوثًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَقَوْلُهُمْ أَخَذَهُ مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ بِالضَّمِّ عَلَى الِازْدِوَاجِ أَيْ قَدِيمُ الْأَحْزَانِ وَحَدِيثُهَا (وَالْحَدَثُ) الْحَادِثُ (وَمِنْهُ) إيَّاكَ وَالْحَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ يَعْنِي لَا تُحْدِثْ شَيْئًا لَمْ يُعْهَدْ قَبْلُ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْحَدَثُ مِنْ قِلَاعِ الرُّومِ لِحُدُوثِهِ أَوْ لِكَوْنِهِ عُدَّةً لِأَحْدَاثِ الزَّمَانِ وَصُرُوفِهِ (وَحِدْثَانُ) الْأَمْرِ أَوَّلُهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ صَفِيَّةَ وَهِيَ عَرُوسٌ بِحِدْثَانِ مَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ (وَقَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِعَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَوْلَا (حِدْثَانُ) قَوْمِك بِالْجَاهِلِيَّةِ (وَيُرْوَى) حَدَاثَةُ قَوْمِك بِالْكُفْرِ وَهُمَا بِمَعْنًى يُقَالُ افْعَلْ هَذَا الْأَمْرَ بِحِدْثَانِهِ وَبِحَدَاثَتِهِ أَيْ فِي أَوَّلِهِ وَطَرَاءَتِهِ وَيُرْوَى لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَالصَّوَابُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِوَاوِ الْجَمْعِ مَعَ الْإِضَافَة أَوْ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ عَلَى إعْمَالِ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ (وَحَدِيثَةُ الْمَوْصِلِ) قَرْيَةٌ وَهِيَ أَوَّلُ حَدِّ السَّوَادِ طُولًا (وَحَدِيثَةُ الْفُرَاتِ) مَوْضِعٌ آخَرُ.
حدث
الحدوث: كون الشيء بعد أن لم يكن، عرضا كان ذلك أو جوهرا، وإِحْدَاثه: إيجاده.
وإحداث الجواهر ليس إلا لله تعالى، والمُحدَث: ما أوجد بعد أن لم يكن، وذلك إمّا في ذاته، أو إحداثه عند من حصل عنده، نحو:
أحدثت ملكا، قال تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ [الأنبياء/ 2] ، ويقال لكلّ ما قرب عهده محدث، فعلا كان أو مقالا. قال تعالى: حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً
[الكهف/ 70] ، وقال: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً [الطلاق/ 1] ، وكلّ كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه يقال له:
حديث، قال عزّ وجلّ: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً [التحريم/ 3] ، وقال تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ [الغاشية/ 1] ، وقال عزّ وجلّ: وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ
[يوسف/ 101] ، أي: ما يحدّث به الإنسان في نومه، وسمّى تعالى كتابه حديثا فقال: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ [الطور/ 34] ، وقال تعالى: أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ [النجم/ 59] ، وقال: فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [النساء/ 78] ، وقال تعالى: حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ [الأنعام/ 68] ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية/ 6] ، وقال تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً [النساء/ 87] ، وقال عليه السلام: «إن يكن في هذه الأمّة محدّث فهو عمر» .
وإنما يعني من يلقى في روعه من جهة الملإ الأعلى شيء ، وقوله عزّ وجل: فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ
[سبأ/ 19] ، أي: أخبارا يتمثّل بهم، والحديث: الطّريّ من الثمار، ورجل حَدُثٌ:
حسن الحديث، وهو حِدْثُ النساء، أي:
محادثهنّ، وحادثته وحَدَّثْته وتحادثوا، وصار أُحْدُوثَة، ورجل حَدَثٌ وحديث السن بمعنى، والحادثة: النازلة العارضة، وجمعها حوادث.
الْحَاء وَالدَّال والثاء

الحُدُوثُ: نقيض القدمة. حَدَثَ الشَّيْء يحْدُثُ حُدُوثا وحَداثَةً، وأحْدثَه هُوَ، فَهُوَ مُحْدَثٌ وحَديثٌ. وَكَذَلِكَ استحدَثَه. وأخذني من ذَلِك مَا قدم وحَدُثَ، وَلَا يُقَال: حدُث بِالضَّمِّ إِلَّا مَعَ قدم، كَأَنَّهُ إتباع، وَمثله كثير.

وَكَانَ ذَلِك فِي حِدْثانِ أَمر كَذَا، أَي فِي حُدُوثه.

وَأخذ الْأَمر بحِدْثانه وحَداثَتِه، أَي بأوله وابتدائه.

وحَدَثانُ الدَّهْر وحوادثُه: نوبه وَمَا يحدث مِنْهُ، وَاحِدهَا حَادث، وَكَذَلِكَ أحداته، وَاحِدهَا حَدَثٌ.

والأحداثُ: الأمطار الحادثَةُ فِي أول السّنة، قَالَ الشَّاعِر:

ترَوَّى من الأحداثِ حَتَّى تلاحَقَتْ ... طرائقُه واهتزّ بالشِّرشِرِ المَكْرُ

أَي مَعَ الشرشر، فَأَما قَول الْأَعْشَى:

فإمَّا تَرَيْنِي ولي لِمَّةٌ ... فإنَّ الحوادثَ أوْدَى بهَا

فوجهه عِنْده، انه حذف للضَّرُورَة، وَذَلِكَ لمَكَان الْحَاجة إِلَى الردف. فَأَما أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فَذهب إِلَى انه وضع الْحَوَادِث مَوضِع الْحدثَان، كَمَا وضع الآخر الْحدثَان مَوضِع الْحَوَادِث فِي قَوْله: ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا ألمَّتْ ... بِنَا الحَدَثانُ، والحامي النَّصُورُ

والحَدَثانُ: الفأس، أرَاهُ على التَّشْبِيه بحَدَثانِ الدَّهْر، وَلم يقلهُ أحد، أنْشد أَبُو حنيفَة:

وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فِيهِ ... إِذا أُجُرَاؤه نَحَطُوا أجابا

وسمى سِيبَوَيْهٍ الْمصدر حَدَثا، لِأَن المصادر كلهَا أَعْرَاض حَادِثَة، وكسره على أَحْدَاث، قَالَ: فَأَما الْأَفْعَال فأمثلة أخذت من أَحْدَاث الْأَسْمَاء.

وَرجل حَدَثُ السن وحديثُها، بَين الحَداثَةِ والحُدوثَة، وَرِجَال أحْداثُ السن وحُدْثانَها وحُدَثاؤها. وكل فَتى من النَّاس وَالدَّوَاب وَالْإِبِل حَدَثٌ، وَالْأُنْثَى حَدَثةٌ. وَاسْتعْمل ابْن الْأَعرَابِي الحَدَثَ فِي الوعل فَقَالَ: إِذا كَانَ الوعل حَدَثا فَهُوَ صدع.

والحديثُ: الْجَدِيد من الْأَشْيَاء.

والحديثُ: الْخَبَر، وَالْجمع أحاديثُ كقطيع وأقاطيع. وَهُوَ شَاذ، وَقد قَالُوا فِي جمعه حِدْثانٌ وحُدْثانٌ، وَهُوَ قَلِيل، أنْشد الْأَصْمَعِي:

تُلَهِّى المرءَ بالحِدْثانِ لَهْواً ... وتَحْدِجُه كَمَا حُدِجَ المُطِيقُ

وبالحُدْثانِ أَيْضا، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: بالحَدَثانِ، وَفَسرهُ فَقَالَ: إِذا أَصَابَهُ حَدَثانُ الدَّهْر من مصائبه ومرازيه، ألهته بدلهَا وحديثها عَن ذَلِك.

وَقَوله تَعَالَى: (فلعلك باخعٌ نفسكَ على آثارِهم إِن لم يُؤمنوا بِهَذَا الحَدِيث أسفا) عَنى بِالْحَدِيثِ الْقُرْآن، عَن الزّجاج.

وَقد حدَّثه الحديثَ وحَدَّثه بِهِ. وَقَول سِيبَوَيْهٍ فِي تَعْلِيل قَوْلهم " لَا تَأتِينِي فتحدثني ": كَأَنَّك قلت، لَيْسَ يكون مِنْك إتْيَان فحديثٌ، إِنَّمَا أَرَادَ: فتحديثٌ، فَوضع الِاسْم مَوضِع الْمصدر، لِأَن مصدر حَدَّثَ إِنَّمَا هُوَ التحديث، فَأَما الحَدِيث فَلَيْسَ بمصدر.

وَقَوله تَعَالَى: (وأمَّا بِنِعْمَة رَبك فحدّثْ) أَي بلِّغ مَا أُرسِلَتُ بِهِ، وَحدث بِالنُّبُوَّةِ الَّتِي آتاك الله وَهِي أجل النِّعم.

وَسمعت حَدِيثي حَسَنَة، أَي حَدِيثا. والأحدوثة مَا حُدّثَ بِهِ. وَرجل حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدّيثٌ: كثير الحَدِيث حسن السِّيَاق لَهُ، كل هَذَا على النّسَب وَنَحْوه. وَفُلَان حِدْثُكَ، أَي مُحَدّثُك. وَالْقَوْم يتحادثون ويتحدَّثون. وَتركت الْبِلَاد تَحَدَّثُ، أَي تسمع فِيهَا دويا، حَكَاهُ عَن ثَعْلَب.

والحَدَثُ: الإبداء، وَقد أحْدَثَ.

والحدَثُ مثل الْوَلِيّ. وَأَرْض محدوثة: أَصَابَهَا الْحَدث.

والحدثُ: مَوضِع مُتَّصِل بِبِلَاد الرّوم، مُؤَنّثَة.

وحَدَثُ الرقَاق، ويروى بِالْجِيم، مَوضِع بِالشَّام.
حدث: حدَّث (بالتشديد): في معجم فريتاج يلحق هذا الفعل ب وعن أيضاً يقال: حدث ب وحدَّث عن. غير أن معناهما مختلف كما يمكن أن يفهم من عبارة أبي الوليد (ص62) ويستدل من هذه العبارة أن حدَّث عن شيء تعني إنه لا يحدث عن شيء إلا بما رآه وإن حدَّث بشيء تعني حدَّث بما رآه أو سمعه أو اختبره.
والمعنى الذي ذكره فريتاج لقولهم بما معناه من اللاتينية حدَّث بالكتاب معنى صحيح. لأن هذا الفعل يعني شرح الكتاب وعلمه وكذلك نجد في طرائف دي ساسي (1: 119) أن المقريزي ألف كتابا بستة مجلدات عن سلالة الرسول وكل ما يتصل بذلك وحدَّث به في مكة.
حدَّث فلانا به: أوحى أليه به، ألقاه في ذهنه (بوشر).
حدَّث نفسه بشيء: علَّل نفسه بأمل فعل شيء أو الحصول عليه (معجم البيان، معجم المتفرقات) وتجد في هذا الأخير أن هذه العبارة تعني أيضاً ما معناه ارتأى، التمس. غير أني لا أرى أن ما ذكرته يفسر العبارات المذكورة فيه. (عبد الواحد ص18) = النويرياسبانيا ص471 (المقدمة 2: 177، 178، تاريخ البربر 1: 2، ابن بطوطة 4: 160).
ويقال: حَدَّثَته نَفْسه بشيء في نفس المعنى (تاريخ البربر 1: 152) أو حدثته نفسه أن (عبد الواحد ص85) غير انك تجد في معجم بوشر: حدَّثتني نفسي بأن، وفي عبارة ابن الأثير (5: 199) عليك أن تقرأ وحدَّثتُ وليس وحدَّثتْ كما ضبطها النائر، غير أن الصواب وحدثتني نفسي وحدَّث نفسه بشيء تعني اهتم به، وبأمور أمر التي تليها محرَّفة إذا قارناها بما في مختارات من تاريخ العرب (ص120). واقترح أن تقرأ: (وحدَّثتُ نفسي فيها بأمر هذا الرجل).
وفي تاريخ البربر (1: 249) حدَّث نَفْسَه بطاعته أي رأى من الحكمة ان يطيعه.
وفي المقدمة (1: 35): حدَّث نفسه ب أي ظن وارتأى.
حادث: حكى، خبَّر، روى، قَصَّ (فوك).
أَحْدَثَ، أَحْدَثَ حَدَثاً: فعل شيئا ما ففي النويري (الأندلس ص476): أمرهم أن لا يُحْدِثُوا حدثا حتى يأمرهم. وفي رياض النفوس (ص99 ق): أن فتى هرب من منستير لأنه خشي أن يشي به الغدامسي لأنه رآه يقبل صبيا، ثم سأل رجُلاً منهم هل أحدث الغدامسي من بعده حدثاً أو ذكر عنه شيئاً.
واحدث حدثاً: ثار وتمرَّد على السلطان (معجم البلاذري) وفي النويري (أفريقية ص18 ق): لا أُحْدِث حدثا وتجد في معجم البلاذري أن أحدث مغيلة (البلاذري ص173) تدل على نفس المعنى. غير أن هذا التعبير يعني بالأحرى أضر به.
واحدث: ارتكب خطيئة (مختارات من تاريخ العرب ص45).
وأحدثت به: وضعته، ولدته. ويقال مجازاً ان الحرب تُحْدِث له بالقتلى (معجم مسلم) أي أن الحرب تعطي الغالب القتلى من الأعداء.
تحدَّث: بمعنى تكلم ويقال أيضاً تحدَّث معه (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 154).
تحدث: أطنب في الكلام وقال لغواً (بوشر).
وتحدث في أو تَحَدَّث على: كانت له الرقابة والولاية والتصرف على الشيء (مملوك 2: 108) وانظر 1، 1: 18، 27، 169، 203، دي ساسي طرائف 2: 66، 182، 188، 189).
تحادثوا: عامية حدَّثوا أي اشتكوا إلى الحاكم، تظلموا إلى الحاكم (فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن (1: 154).
حَدَث: حادثة، واقعة (معجم المتفرقات).
وحَدَث: عجيب، غريب، غير مألوف، وما يظهر في السماء والهواء من شيء خارق للعادة (بوشر).
وحَدَث: ابتداع بعض التجديدات في الحكومة والإدارة (مختارات من تاريخ العرب ص398) = (بيان 1: 99، النويري في مقدمة تاريخ البربر1: 414 حيث فسرها دي سلان تفسيرا موجزا لم تسمح بها الشريعة).
وحَدَث: فتنة، شغب، تمرد، ثورة، انظر: أحدث حيث نجد المعاني المختلفة لقولهم أَحْدَثَ حَدَثاً. ومن هذا قيل في المشرق: وَالِي الأَحْداث (لأني لم اعثر على هذا في كتب المغاربة): رئيس الشرطة. ومعناها الأصلي الذي يتولى إخماد الفتن ومعاقبة مثيريها.
ويقال أيضا: صاحب الأحداث، ويقال: كان على أحداث البصرة أي رئيس الشرطة في البصرة، وقال: ولاه الأحداث أي ولاّه رئاسة الشرطة، ويقال أيضاً صرفت الأحداث إليه أي عيَّن رئيسا للشرطة، الخ (ابن الأثير 6: 27) ويُقال: عزل عن أحداث البصرة (انظر معجم البلاذري، ومعجم المتفرقات وابن خلكان 1: 272).
وقد حملت عبارات أسيء فهمها دي سلان على القول أن الأحداث هم لمجنَّدون حديثا. وقال رينو (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 231) أيضاً وقد أخطأ انهم الحرس الوطني في العصور الوسطى. فليس الأحداث أشخاصا بل أشياء وعبارة ابن الأثير الذي يتحدَّث عن شخص كان والي الشرطة في طريق مكة وفي مكة نفسها في موسم الحج وهي ((هو والي الطريق وأحداث الموسم)) لا تدع مجالاً للشك في ذلك.
وقد أخطأ دي سلان كذلك حين استنتج من كلام ابن الأثير (6: 6): ((كان على الأحداث والجوالي والشرط بالبصرة)) إن الأحداث والشرط تعني نوعا من الضرائب مثل ما تعنيه الجوالي والواقع أن رئيس الشرطة كان يتولى أحيانا جباية الضرائب أو بعض الضرائب (ففي البلاذري ص82): كان على الجباية والأحداث) كما يتولى الشؤون الدينية (انظر لين في مادة شرطة، وفي البلاذري (ص82) ولاه الأحداث والصلاة. وولاَّه الصلاة وأحداث.
وحَدَث: خطيئة (معجم البلاذري، معجم المتفرقات).
وحدث وحدها بمعنى رجل حَدَث أي فتي حديث السن وتجمع على أحداث أي فتيان السن (فوك، بوشر) وفي كتاب الخطيب (ص136و) وفي كلامه عن محمد السادس كان كلفا بالأحداث متغلبا عليهم في الطرق.
وحدث: تلميذ في صناعة، متدرَّب في تعلُّم صناعة ففي كتاب الخطيب، (ص14ق): والغنى في مدينتهم فاش حتى في الدكاكين التي تجمع صنائعها كثير (كثيرا) من الأحداث كالخفافين ومثلهم.
والأحداث: السفلة من الناس (معجم البلاذري) وأرى أن تترجم بذلك العبارات المنقولة في كتاب تاريخ السلاطين المماليك (2، 1: 124، 1: 3 من التعليقات): استنفر عليه أحداث حلب التي ترجمها كاترمير ترجمة خاطئة فيما أرى بقوله: آثار عليه فتيان حلب.
وفي مختارات فريتاج (ص116): اجتاز حلب ففرق على أحداثها مالاً وربما كانت تدل في الأصل على الفتيان والصبيان ثم أطلقت بعد ذلك على السفلة والرعاع.
حَدَثِيِّ: عَرَضي، استطرادي (بوشر).
حَدَثان: يستعمل فيما يقول لين مفردا وجمعا ومعناه في الأصل صروف الدهر ونوائبه، وقد اصبح يدل على معنى التنبؤ بالمستقبل يتنبأه العرَّاف أو الفلكي أو الكاهن الذي اختصته الآلهة بذلك فيخبر بقيام دولة في المستقل أو تولي أسرة وبقيام الحروب بين الأمم ومدة حكم الأسرة وعدد ملوكها وقد يجازف بعضهم فيذكر أسماء هؤلاء الملوك (تعريف ابن خلدون المقدمة 2: 177، 178) غير أنها تعني عادة تنبؤ الكهن والفلكي وغيرهما (المقري 1: 142= الاكتفاء ص127 د، عباد 2: 120، المقدمة 1: 290، 2: 50، 176) واستعمال دثان مفردا في المقدمة (2: 178، 193).
أهل الحدثان (المقدمة 1: 214).
وكتب الحدثان: كتب النبوءات (المقدمة 2: 40)، وفي حيان - بسام (1: 7ق): وكان هشام يقول برموز الملاحم وكتب الحدثان (دي ساسي طرائف 2: 292، ودي سلان) يقولان حِدْثان وأعتقد أن حَدَثان أفضل لأن هذه الكلمة تستعمل في الواقع مفردا وجمعا.
وحَدَثان: هذيان، هراء، كلام فارغ (فوك).
حَدَثَانِيِّ: نسبة إلى حدثان بمعنى التنبؤ (ابن جبير ص49، 76، المقدمة 2: 178).
حديث: ما يتحدث به، وما يقوله الانسان، ففي كليلة ودمنه (ص263): صدق حديثك، وفي كوسج مختارات (ص95): وصارت تُشاغِلُه بحديثها.
وحديث: كلام، لغة (هلو) - ومفاوضة مداولة، ويقال مثلا: انقطع الحديث أي انقطعت المفاوضة والمداولة. ويقال: أنا مالي معك حديث، أي لا شان لي معك (مملوك 2، 2: 109).
وحديث: سلطة، نفوذ (مملوك 2، 2: 109) وفي كتاب عبرة أولي الأبصار لعماد الدين ابن الأثير (مخطوطة جامينجوس ص138و): استبدَّ الملك العزيز بمُلك حَلَب فرفع يَدَ الاتابك عن الحديث في المملكة.
وحديث: بيان، نشرة، مذكرة، (هلو).
حديث نَفْس أو حديثُ النَفْس معناه في معجم المنصوري (مادة حديث) كل ما يحدِث به الإنسان نفسه من خير أو شر ولذلك يستعمل بمعنى الأمل وبمعنى الخوف والقلق وتجد أمثلة لهذين المعنيين في معجم المتفرقات وفي معجم مسلم ويضيف المنصوري إلى ذلك في معجمه: وخَصَّ الأطباء به التحدث بالوسواس الموحش للنفس الذي يكون في ابتداء المالنخونيا. وتجده بمعنى المالنخونيا في متفرقات (ص561).
حدِيثَة: حادثة عجيبة (الملابس ص 239).
حدِيثي: شفهي ملفوظ (بوشر) حادِث: عارض، طارئ، مصيبة، (بوشر، دي ساسي طرائف 2: 47، ألف ليلة 1: 50).
وحادث: وباء، مرض معد (ملر، سيب 1863، 2: 28، 31).
وحادث: ظاهرة، واقعة أو حادثة يمكن ملاحظتها (بوشر) - وواقعة عرضية (بوشر).
حادث في الجو: نيزك، شهاب، ظاهرة جوية كالبرق وقوس قزح (بوشر).
حادثة: ظاهرة، واقعة يمكن ملاحظتها (بوشر).
أُحْدُوثَة: سوء الأحدوثة عن فلان: كثرة الحديث السيئ عنه (دي سلان المقدمة 1 ص75 ب).
مُحْدَث. رجل محدث أو محدث وحدها: رجل حديث النعمة (بوشر).
نَصَّاب محدث: محتال لم يتقن بعد عمله. (ألف ليلة 4: 691).
ومُحْدَث: اسم البحر السادس عشر ويسمى أيا المتدارك (محيط المحيط، وفريتاج شعر العرب ص142).
مُحْدِث: الذي ارتكب خطيئة أو جريمة وتجد أمثله على هذا في معجم البلاذري.
مُحَدَّث: الذي يرى الرأي ويظن الظن فيكون كما رأى وكما ظن (الحريري ص601، المقدمة 1: 200).
مُحَدِّث: الذي يقرا عن ظهر القلب (صفة مصر 14: 230).
[حدث] فيه: فوجدت عنده "حداثاً" أي جماعة يتحدثون، وهو جمع شاذ. وفيه: يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك و"يتحدث" أحسن الحديث، جاء في الخبر أن "حديثه" الرعد، وضحكه البرق، لأنه يخبر عن المطر وقربه، فكأنه محدث، أو أراد بالضحك افترار الأرض بالنبات وظهور الأزهار، وبالحديث ما يتحدث به الناس من صفات النبات. وفيه: قد كان في الأمم "محدثون" فإن يكن في أمتي أحد فعمر، فسر في الحديث بالملهمين أي من يلقى في نفسه شيء فيخبر بهالحديث عني أو الحديث بمعنى المحدث، وعن متعلقة به، أي احذروا مما لا تعلمون لكن لا تحذروا مما تعلمونه. ووجه منع تحديث الحلم يجيء في الرؤيا، وفي نفث. ج: "حدثوا" عن بني إسرائيل ولا حرج، ليس بإباحة الكذب في أخبارهم، ورفع الإثم عن نقل الكذب عنهم، ولكن رخصة في الحديث عنهم على البلاغ وإن لم يتحقق ذلك بنقل الإسناد، لأنه أمر قد تعذر لبعد المسافة وطول المدة. ك: أي لا حرج على من حدث عنهم حقاً أو غيره لأن شريعتهم لا تلزمنا، وإنما الحرج على من حدث عني بغير ثقة، ومر في "آية" وفي "بلغوا عني". غ: من ذكر من ربهم "محدث" أي محدث تنزيله. وأما بنعمة ربك "فحدث" أي بالنبوة مبلغاً. مد: والصحيح أنه يعم جميع النعم ويشمل تعليم القرآن والشرائع. غ: فجعلناهم "أحاديث" يتحدث بهلاكهم. ش: وقال قوم بطهارة "الحدثين" منه صلى الله عليه وسلم، أي البول والغائط، وكذا دمه وسائر فضلاته. وفيه: "حديثهم" حديث أولهم، حديثهم مبتدأ وحديث أول خبر، يعني أنه كان إذا حدث أحدهم أصغوا جميعاً إلى حديثه ولا يقطعونه بمنازعة ومداخلة واعتراض، كما يفعله الجهلة السفلة مع جلسائهم. وقوله: من تكلم عنده أنصتوا له كتفسير له. وح: ما "حدثت" به أنفسها، يجيء في "نفس".
حدث
حدَثَ1/ حدَثَ عن/ حدَثَ من يَحدُث، حُدوثًا، فهو حادث، والمفعول مَحْدُوث عنه
• حدَث الأمرُ: وقع وحصَل "حدثتِ الواقعةُ تحت عينيه".
• حدَث عن كذا/ حدَث من كذا: نتج عنه أو منه "يحدث الأمرُ الكبير عن/ من الأمر الصَّغير". 

حدَثَ2 يَحدُث، حُدوثًا وحَدَاثةً، فهو حادِث
• حدَث الشَّيءُ: كان جديدًا، عكسه قدُم، وإذا استعمل مع قَدُم ضُمّت الدَّال للمزاوجة "حدَث الشِّعرُ العربيُّ بشكله ومضمونه- أخذ ما قَدُم وما حَدُث". 

أحدثَ يُحدث، إحْداثًا، فهو مُحدِث، والمفعول مُحدَث (للمتعدِّي)
• أحدث الشَّخصُ: وقع منه ما يَنقض وضوءَه.
• أحدث الشَّيءَ:
1 - ابتدعه وابتكره "أحدث طريقةً جديدةً في التّدريب وخُطَّة في اللَّعب".
2 - أوجده "أحدث اضطرابات/ انقلابًا- {لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} " ° أحدث أثرًا: أثَّر- أحدث وَقْعًا: كان له تأثير متَّسم بالإعجاب والدَّهشة. 

استحدثَ يستحدث، اسْتِحداثًا، فهو مُستحدِث، والمفعول مُستحدَث
• استحدثَ الشَّيءَ:
1 - أحدثه، ابتدعه وابتكره "استحدث الاستعمارُ أساليبَ جديدة للهيمنة على الدول".
2 - عدَّه حَديثًا "استحدث الأمرَ".
3 - وجدَه حديث السِّنِّ صغيرًا "أراد أن يكلّفه بمهمَّة لكنَّه استحدثه". 

تحادثَ يتحادث، تحادُثًا، فهو مُتحادِث
• تحادث الطَّالبان/ تحادث الطَّالبُ وصديقه/ تحادث الطَّالبُ مع صديقه: حدَّث أحدهما الآخر، تكلَّما معًا، تبادلا الأفكار وأطراف الحديث "تحادَث الوفدان ليتَّفِقَا على الصِّيغة النِّهائيَّة للوثيقة- تحادثوا بالأمر". 

تحدَّثَ/ تحدَّثَ بـ/ تحدَّثَ عن يتحدَّث، تحدُّثًا، فهو مُتحدِّث، والمفعول مُتَحَدَّث به
 • تحدَّث الشَّخصُ/ تحدَّث بالواقعة/ تحدَّث عن الواقعة: تكلَّم عنها وأخبر بها "تحدَّث إلى زميله- تحدَّث بما جدَّ عليه- لأن تعمل بالحسنى خيرٌ من أن تتحدّث بها وتقعد [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الخير بالتَّمام" ° مُتحدِّث رسميّ: من يتحدَّث باسم جهة رسميّة، ناطق رسميّ. 

حادثَ يحادث، محادثةً، فهو محادِث، والمفعول محادَث
• حادث فلانًا: كالمه، وشاركه في الحديث "ما كنت مصدِّقًا ما قيل لولا أنّه حادثني بنفسه" ° حادث قلبَه بذكر الله: تعاهده بذلك. 

حدَّثَ يحدِّث، تحديثًا، فهو محدِّث، والمفعول محدَّث (للمتعدِّي)
• حدَّث الشَّخصُ: روَى حديثَ الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
• حدَّثه الشَّخصُ/ حدَّثه الشَّخصُ بكذا/ حدَّثه الشَّخصُ عن كذا: أخبره وتكلَّم إليه "حدَّثني صديقي عمّا رأى في رحلته الأخيرة- {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}: أَشِعْها واشكر عليها" ° حدَّثته نفسُه: أوحت إليه ودعته إلى القيام بأمر من الأمور- حدَّثه قلبُه: أعلمه، أحسَّ مسبَّقًا بشيء، وخامره شعور به- حدِّث عنه ولا حَرَج: تكلَّم بحرية تامَّة.
• حدَّث الشَّيءَ: جعله حديثًا، جدَّده، بعث فيه الحداثة والتطوير "تمَّ تحديث المصنع لزيادة الإنتاج- تحديث وسائل التَّعليم/ العقل العربي/ الأمَّة". 

إحداثيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إحْداث.
• إحداثيّ أفقيّ أو سينيّ: (هس) بُعد نقطة عن مستوى المِحْوَريْن العاديّ والعينيّ.
• إحداثيّ رأسيّ لنقطة: (هس) بُعْدها العموديّ عن المحور الأفقيّ. 

إحداثيَّات [جمع]: مف إحداثيّة:
1 - (جب) خطوط متقاطعة وعموديّة على أخرى عُملت لمعرفة علاقة الأجزاء بعضها ببعض في شكل ما.
2 - (هس) أبعاد يتعيَّن بها موضع نقطة ما بالنِّسبة إلى أساس الإسناد.
• إحداثيَّات جغرافيَّة: (جغ) خطوط متقاطعة، وهي خطوط الطُّول وخطوط العرض التي تمكِّن من تحديد موقع نقطة من سطح الأرض.
• إحداثيَّات ذات قطبين: (فز) نظام إحداثيّات تكون فيه نقطة في سطح مُسْتوٍ محدّدة بأبعادها عن نقطتين ثابتتين (قطبين). 

أُحْدوثة [مفرد]: ج أحاديثُ:
1 - ما يكثُر التّحدُّث به بين النَّاس " {وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ}: أهلكوا ولم يبق إلاّ أخبارهم" ° صار أحدوثة: كثر فيه الحديث- صاروا أحاديث: مُثِّل بهم.
2 - أقصوصة، حكاية قصيرة "حُسْن الأُحْدوثة". 

تحديثيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحديث: "أهداف/ أفكار/ نقلة/ رؤية/ نهضة تحديثيَّة" ° النُّخبة التَّحديثيَّة: رجال الفكر والثقافة.
2 - مصدر صناعيّ من تحديث: نزعة تهتم بالتطوير والأخذ بأسباب العِلْم الحديث لتلبية حاجات العصر "يريد تحويل نزعته التحديثيّة إلى واقع ملموس- يُعَدّ الدكتور زكي نجيب محمود من رواد التحديثية في الفكر العربي". 

حادِث [مفرد]: ج حَوَادِثُ:
1 - اسم فاعل من حدَثَ1/ حدَثَ عن/ حدَثَ من وحدَثَ2.
2 - كلُّ ما يجدُّ ويحدُث، ما يقع فجأةً "حادث طارئ/ عرضيّ أو فجائيّ/ مُؤلم- العالَم حادث: مخلوق" ° الحوادث الجارية: مُجمل الوقائع الحالية أو اليوميّة التي يمكن ملاحظتها. 

حادِثة [مفرد]: ج حادثات وحَوَادِثُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حدَثَ1/ حدَثَ عن/ حدَثَ من: كلُّ ما يجدُّ ويحدث، ما يقع فجأة "حادثة سيّارة" ° مَسْرَح الحادثة: المكان الذي تُجرى فيه أحداث المسرحيَّة أو الفيلم أو الرِّواية أو القصص الأخرى.
2 - مصيبة ونائبة "حوادِث الدَّهر: نوائبه ومصائبه". 

حَداثة [مفرد]:
1 - مصدر حدَثَ2.
2 - جِدَّة "اهتمَّ الناس بالأزياء العصريّة لحداثتها".
3 - صِبَا، سِنّ الشباب "على الرّغم من حداثة سنّه إلاّ أنَّه تحمّل المسئوليَّة- *وما الحداثة عن حِلم بمانعة*".
 • الحداثة: (دب) مصطلح أُطلق على عدد من الحركات الفكريَّة الدَّاعية إلى التَّجديد والثَّائرة على القديم في الآداب الغربيّة وكان لها صداها في الأدب العربيّ الحديث خاصّة بعد الحرب العالميّة الثَّانية "يميل كثير من المبدعين الآن إلى الحداثة باسم التَّجديد وتارة الصِّدق الفنيّ".
• اللاَّحداثة: (دب) مبدأ يقول بوجوب اتِّباع التقاليد الموروثة في الإبداع الشِّعريّ وعدم إحداث أيّ تجديد "إنه من أنصار التبعيّة واللاّحداثة". 

حداثويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَداثة: على غير قياس.
2 - نزعة تميل إلى الاهتمام بكلّ ما هو عصريّ وجديد، وطرح كلّ ما هو قديم مطروق "كانت أعمالها تتّسق وتقاليد نزعتها الحداثويّة- هاجم البعض استعمال التقنيات الحداثويّة للمونتاج والريبورتاج في أعمال السينما". 

حدَث [مفرد]: ج أحداث:
1 - صغير السّنّ "شابٌّ حَدَثُ السِّنّ" ° مَحْكَمة الأحداث: مَحْكَمة مختَصَّة بقضايا صغار السِّنّ.
2 - ما يقع من الأمور غير المعتادة "شهر حافل بالأحداث" ° أحداث السَّاعة: أهمّ الأحداث الجارية- حَدث الدَّهْر/ أحداث الدَّهْر: نائبته أو نوائبه- عاش الأحداثَ: عاصرها، أدركها.
3 - (فق) نجاسة حكميّة تزول بالوضوء أو الغُسل أو التيمُّم.
• الحدثان:
1 - اللَّيل والنَّهار.
2 - (فق) الحدث الأكبر كالجنابة، والحدث الأصغر كالبول والغائط.
• إصلاحيَّة الأحداث: (مع) مؤسَّسة لإعادة الإصلاح وترسيخ النِّظام وتدريب مخالفي القانون من الأحداث وصغار السِّنّ وتأهيلهم. 

حَدَثان [مفرد]
• حَدَثان الدَّهر: نوائبه وحوادثه "أفناهم حَدَثان الدَّهر". 

حِدْثان [مفرد]
• حِدْثان الشَّباب: أوّلُه وابتداؤه. 

حُدُوث [مفرد]: مصدر حدَثَ1/ حدَثَ عن/ حدَثَ من وحدَثَ2.
• حدوث العالم: مصطلح يعني أنِّ العالَم محدَث له صانع أحدثه وأوجده وليس بأزليّ. 

حديث1 [مفرد]: ج أحاديثُ:
1 - كلّ ما يتحدَّث به من كلامٍ وخبر "حديث جانبيّ/ صحفيّ/ ذو شجون- {فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} " ° جاذبه أطرافَ الحديث: شاركه في الحوار- حديث المائدة: حديث عفويّ وقت تناول الطعام- حديث النَّفس: ما يحدِّث به الإنسان نفسَه من خير وشرّ- حديث ذو شجون: متشعِّب متفرِّع يستدعي بعضُه بعضًا- قطع عليه حديثَه: اعترضه- ما لي معك حديث: لا شأن لي معك.
2 - (حد) كُلُّ قول أو فعل أو تقرير أو صفة مِمَّا نُسب إلى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم "حفظت الأربعين حديثًا النوويّة" ° حديث شريف: كلام الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وصحابته.
3 - حُلْم " {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} ".
4 - عِبْرة وعِظَة " {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ".
• علم الحديث: علم يُعرف به أقوالُ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأفعاله وأحواله ° أصحاب الحديث/ أهل الحديث/ رجال الحديث: المحدِّثون.
• حديث قدسيّ: حديث يحكيه النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الله عزّ وجلّ، ويُسند مضمونه إليه ويسمّى الحديث الإلهيّ أو الرَّبّانيّ.
• الحديث الحَسَن: (حد) كلّ حديث اتصل سنده برواية عَدْلٍ قلّ ضبطه، من غير علّة ولا شذوذ، ومنه الحسن لذاته والحسن لغيره، وهو كالصحيح في الاحتجاج به غير أن رواته أقل ضبطًا من رواة الصحيح.
• الحديث الضَّعيف: (حد) كلّ حديث فقد شرطًا من شروط القبول التي للصحيح والحسن.
• الحديث المتواز: (حد) خبر ينقله من يحصل العلم بصدقه ضرورة ولابد في إسناده من استمرار هذا الشرط في رواته من أوله إلى منتهاه.
• الحديث الموضوع: (حد) كلّ كلام ينسب إلى الرسول صلَّى الله عليه وسلم افتراء وزورًا ولم يثبت أنه قاله أو فعله. 

حديث2 [مفرد]: ج حِداث وحُدَثاءُ: جديد عصريّ، عكسه قديم "صدر هذا الكتاب حديثًا" ° حديثًا: مؤخَّرًا- حديث البناء: بُني حديثًا- حديث العَهْد بالزَّواج: تزوَّج منذ وقتٍ قريب- حديث العَهْد بالشَّيء/ حديث عَهْد بالشَّيء: عرفه حديثًا- حديث نعمة/ حديث غِنى: أصبح ذا نعمة وثراء منذ وقت قريب، يتباهى بعرض ثروته ببذخٍ خالٍ من الذّوق ينمُّ عن تصنُّعٍ وغباءٍ مثيرَيْن للسُّخرية وهو ذو منشأ متواضع. 

مُحادثة [مفرد]: ج محادثات:
1 - مصدر حادثَ ° محادثة تلفونيّة: اتِّصال عبر الهاتف.
2 - مُناقشة أو مباحثة "لم تُسفر المحادثات بين الجانبين عن أيِّ تقدُّم- محادثات دبلوماسيّة".
3 - (سف) عند الصُّوفيَّة، مخاطَبة الحقّ للعارفين من عالم الملك والشّهادة، كالنِّداء من الشَّجرة لموسى. 

مُحدَث [مفرد]: ج مُحْدَثون ومُحْدَثات:
1 - اسم مفعول من أحدثَ.
2 - ما لم يكن معروفًا في كتاب ولا سُنَّة ولا إجماع "وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا [حديث] ".
3 - حَدِيث، جديد قريب العهد، عكس قديم "موضوع مُحدَث- {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} " ° مُحدَث الثَّراء/ مُحدَث النِّعمة: شخص حديث الثَّراء.
• المُحدَثون: المتأخِّرون من العلماء والأدباء، وهم خلاف المتقدِّمين أو القدماء "لم يكن اللُّغويّون القدماء يستشهدون بشعر المحدثين". 

مُحْدَثة [مفرد]: ج مُحْدَثات، مذ مُحْدَث:
1 - مؤنَّث مُحدَث.
2 - مُحْدَث، ما لم يكن معروفًا في كتابٍ ولا سُنَّة ولا إجماع "وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ [حديث] ". 

مُحدَّث [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حدَّثَ.
2 - مُلهَم يرى الرَّأي ويظّنُّ الظّنَّ، فيكون كما رأى وكما ظنّ "إِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مُحدَّثٌ فَهُوَ عُمَرُ [حديث] ". 

مُحدِّث [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حدَّثَ.
2 - راوي أحاديث النَّبيّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم "تزخر المكتبات بكتب الرّواة والمحدِّثين". 
حدث
: (حَدَثَ) الشيءُ يَحْدُثُ (حُدُوثاً) ، بالضّمّ، (وحَدَاثَةً) بالفَتْحِ: (نَقِيضُ قَدُمَ) ، والحَدِيثُ: نَقِيضُ القَدِيمِ، والحُدُوثُ: نَقِيضُ القُدْمَةِ، (وتُضَمُّ دالُه إِذا ذُكِرَ مَعَ قَدُمَ) كأَنَّه إِتْبَاعٌ، وَمثله كثِيرٌ.
وَفِي الصّحاح: لَا يُضَمُّ حَدُثَ فِي شيْءٍ من الكلامِ إِلا فِي هاذا المَوْضِعِ، وذالك لمكَانِ قَدُمَ، على الازْدِواج، وَفِي حَديث ابْن مَسْعُودٍ (أَنّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلّي فَلَمْ يَرُدَّ عليهِ السّلام، قَالَ: فأَخَذَنِي مَا قَدُمَ ومَا حَدُثَ) يعنِي هُمُومَه وأَفْكَارَه القَدِيمةَ والحَدِيثَةَ، يُقَال: حَدَثَ الشَّيْءُ، فإِذا قُرِنَ بقَدُمَ ضُمَّ، للازْدِوَاج.
والحُدُوثُ: كونُ شيْءٍ لم يَكُنْ، وأَحْدَثَهُ الله فَهُوَ مُحْدَثٌ، وحَدِيثٌ، وَكَذَلِكَ استَحْدَثَهُ، وَفِي الصّحاح: اسْتَحْدثْتُ خَبَراً، أَي وَجَدْتُ خَبَراً جد 2 يدا.
(وحِدْثانُ الأَمْرِ، بالكسْرِ: أَوَّلُه وابْتِداؤُه، كحَدَاثَتِه) ، يُقَال: أَخَذَ الأَمْر بِحِدْثَانِهِ وحدَاثَتِه، أَي بأَوَّلِهِ وابْتِدائِه، وَفِي حديثِ عائِشَةَ، رَضِي الله عَنْهَا، (لَوْلَا حِدْثانُ قَوْمِكِ بالكُفْرِ لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ وَبَنَيْتُها) والمُرادُ بِهِ قُرْبُ عَهْدِهم بالكُفْرِ والخُرُوجِ مِنْهُ والدُّخُول فِي الإِسلامِ وأَنَّهُ لم يَتَمَكَّنِ الدِّينُ فِي قُلُوبِهِم، فإِن هَدَمْتُ الكَعْبَةَ وغيَّرْتُهَا رُبَّمَا نَفَرُوا من ذالك.
وحداثَةُ السِّنِّ: كِنَايَةٌ من الشَّبَابِ وأَوَّلِ العُمُرِ.
(و) الحدثانُ (من الدَّهْرِ: نُوَبُهُ) وَمَا يَحْدُثُ مِنْهُ (كحَوَادِثِهِ) ، واحِدُها حادِث، (وأَحْدَاثُه) واحِدُهَا حَدَثٌ.
وَقَالَ الأَزحهَرِيّ: الحَدَثُ من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ: شِبْهُ النَّازِلَةِ.
وَقَالَ ابنُ مَنْظُور: فأَمّا قولُ الأَعْشَى:
فإِمّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّةٌ
فإِنّ الحَوَادثَ أَوْدَى بِهَا
فإِنه حذف للضَّرُورَة وَذَلِكَ لِمَكَان الحَاجَةِ إِلى الرِّدْفِ.
وأَمّا أَبُو عليَ الفَارِسِيّ، فذَهَبَ إِلى أَنه وَضَعَ الحَوَادِثَ مَوضعَ الحَدَثَانِ، كَمَا وَضَعَ الآخَرُ الحَدَثَانَ مَوْضعَ الحَوَادِث فِي قَوْله:
أَلاَ هَلَكَ الشِّهَابُ المُسْتَنِيرُ
ومِدْرَهُنَا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا أَلَمَّتْ
بِنَا الحَدَثَانُ والحَامِي النَّصُورُ
وَقَالَ الأَزهريّ: وَرُبمَا أَنَّثَتِ العَرَبُ الحَدَثَانَ، يَذْهَبُون بِهِ إِلى الحَوادِث.
وأَنشد الفَرّاءُ هاذين البَيْتَيْنِ، وَقَالَ: تقولُ العَربُ: أَهْلَكَتْنَا الحَدَثَانُ، قَالَ: فأَمّا حِدْثَانُ الشَّباب، فبكسرِ الحاءِ وَسُكُون الدَّال.
قَالَ أَبو عمرٍ والشيبانيّ: (تَقول:) أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبابِه ورُبَّانِ شَبَابِه، وحُدْثَي شَبَابِه، وحِدْثَانِ شَبَابِه، وحَدِيثِ شَبَابِه، بِمَعْنى واحِدٍ.
قلت: وبمثل هاذا ضبطَهُ شُرَّاحُ الحَمَاسَة، وشُرَّاح ديوانِ المُتَنَبّى، وقالُوا: هُوَ مُحَرَّكة: اسمٌ بِمَعْنى حَوَادِثِ الدَّهْرِ ونَوَائِبِهِ، وأَنشدَ شيخُنا رَحمَه الله فِي شَرحه قَول الحَمَاسِيّ:
رَمَى الحَدَثَانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ
بمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً
وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِيضَ سُودَا
مُحَرَّكَة، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشَدَهما شَيْخَانا ابنُ الشّاذِليّ، وَابْن المسناوِيّ، وهُمَا فِي شرحِ الكافِية المالكيّة، وشُرُوح التَّسْهِيل، وبعضُهم اقْتَصَرَ على مَا فِي الصّحاح من ضبطهِ بالكَسْرِ كالمُصَنّف، وبعضُهُم زَاد فِي التَّفَنُّنِ، فَقَالَ: حَدَثانِ: تَثْنِيةُ حَدَث، وَالْمرَاد مِنْهُمَا: اللّيلُ والنّهَار، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: الجَديدانِ، والمَلَوانِ، وَنَحْو ذالك.
(والأَحْدَاثُ: الأَمْطَارُ) الحادِثَةُ فِي (أَوَّل السَّنة) ، قَالَ الشَّاعِر:
تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حَتّى تَلاحَقَتْ
طَوائِفُه واهْتَزّ بالشِّرْشِرِ المَكحرُ
وَفِي اللِّسَان: الحَدَثُ: مثلُ الوَلِيّ، وأَرْضٌ مَحْدُوثةٌ: أَصابَها الحَدَثُ.
(و) قَالَ الأَزهرِيّ: شابٌّ حَدَثٌ: فَتِيُّ السِّنِّ، وَعَن ابْن سيدَه: (رَجُلٌ حَدَثُ السِّنّ، وحَدِيثُهَا، بَيِّنُ الحعدَاثَةِ والحُدُوثَةِ: فَتِيٌّ) ، ورجالٌ أَحْدَاثُ السِّنِّ وحُدْثَانُهَا، وحُدَثَاؤُهَا. وَيُقَال: هاؤلاءِ قَوْمٌ حِدْثَانٌ: جَمْعُ حَدَثٍ، وَهُوَ الفَتِيُّ السِّنِّ.
قَالَ الجَوْهَريّ: ورَجُلٌ حَدَثٌ، أَي شَابٌّ، فإِن ذَكَرْتَ السِّنَّ قلتَ: حَدِيثُ السِّنّ. وهاؤلاءِ غلْمَانٌ حُدْثَانٌ، أَي أَحْدَاثٌ.
وكلُّ فَتِيَ من النّاس والدَّوابِّ والإِبِلِ حَدَثٌ، والأُنْثَى حَدَثَةٌ، واستعملَ ابنُ الأَعْرَابِيّ الحَدَثَ فِي الوَعلِ، قَالَ: فابذا كانَ الوَعِلُ حَدَثاً فَهُوَ صَدَعٌ، كَذَا فِي اللّسان.
قلتُ: وَالَّذِي قَالَه المصنّف صرَّحَ بِهِ ابنُ دُرَيْد فِي الجَمْهَرَة، ووافقَه المُطَرِّزِيّ فِي كِتَابه غَرِيب أَسماءِ الشّعراءِ، وابنُ عُدَيْس، كَمَا نَقَلَه اللَّبْلِيُّ عَنهُ من خَطَّه، وَالَّذِي قَالَه الجَوْهَرِيّ صَرّحَ بِهِ ثَعْلَبٌ فِي الفصيح، واللِّحْيَانيّ فِي نَوادِرِه.
وَنقل شيخُنَا عَن ابنِ دُرُسْتَوَيه: العامَّة تَقول: هُوَ حَدَثُ السِّنِّ، كَمَا تَقول: حَدِيثُ السِّنّ، وَهُوَ خطَأٌ؛ لأَن الحَدَثَ صِفَةُ الرّجُلِ نفْسِه، وَكَانَ فِي الأَصل مصدَراً فوُصِفَ بِهِ، وَلَا يُقَال للسِّنّ حعدَثٌ، وَلَا للضِّرْس حَدَثٌ، وَلَا لِلنَّابِ، وَلَا تَحْتَاجُ مَعَه إِلى ذِكْرِ السِّنِّ، وإِنّمَا يُقَال للغُلامِ نفْسِه: هُوَ حَدَثٌ، لَا غيرُ، قَالَ: فأَمّا الحَديثُ، فصِفَةٌ يُوصَفُ بهَا كلُّ شيْءٍ قريبِ المُدَّةِ والعَهْدِ بِهِ، وكذالك السِّنّ الحَدِيثَةُ النَّبَاتِ، والحَدِيثُ السِّنِّ من الناسِ: القريبُ السِّنّ والمَوْلِدِ، ثمَّ قَالَ: وَعَلِيهِ أَكثرُ شُرّاحِ الفَصِيحِ.
قلت: (و) بِهِ سُمّيَ (الحَدِيث) وَهُوَ: (الجَدِيدُ) من الأَشياءِ.
(و) الحَديثُ (: الخَبَرُ) ، فهما مُترادِفانِ، يأَتي على القَلِيلِ والكثيرِ (كالحِدِّيثَي) ، بكسرٍ وشدِّ دالٍ، على وزن خِصِّيصَي، تَقول: سَمِعْتُ حِدِّيثَي حَسَنَةً، مثل خِطِّيئَي، أَي حَدِيثاً.
و (ح أَحَادِيثُ) ، كقَطيعٍ وأَقَاطِيعَ، وَهُوَ (شاذٌّ) على غيرِ قِياسٍ وَقيل: الأَحادِيثُ جمع أُحْدوثة، كَمَا قَالَه الفَرّاءُ وغيرُه، وَقيل: بل جمع (الحَدِيث) أَحْدِثَة، على أَفْعِلَة؛ ككَثِيبٍ وأَكْثبَة.
(و) قد قَالُوا فِي جَمْعه: (حِدْثانٌ) بِالْكَسْرِ، (ويُضَمّ) ، وَهُوَ قَلِيل، أَنشد الأَصمعيّ:
تُلَهَّى المَرْءَ بالحُدْثانه لَهْواً
وتَحْدِجُه كَمَا حُدِجَ المُطِيقُ
وَرَوَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ: بالحَدَثانِ محرّكَة، وفسّره فَقَالَ: إِذا أَصابَه حَدَثَانُ الدَّهْرِ من مصائِبِه ومَرازِئه أَلْهَتْهُ بدَلِّها وحَدِيثِها (عَن ذَلِك) .
(ورجلٌ حَدُثٌ) بِفَتْح فضمّ (وحَدِثٌ) بِفَتْح فَكسر (وحِدْثٌ) بِكَسْر فَسُكُون (وحِدِّيثٌ) كسِكِّينٍ، زَاد فِي اللّسَان ومُحَدِّث، كلّ ذَلِك بِمَعْنى واحدٍ، أَي (كَثِيرُه) حَسَنُ السِّيَاقِ لَهُ، كلّ هاذا على النَّسَبِ وَنَحْوه، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي أُخرى: رَجُلٌ حَدُثٌ، كنَدُسٍ، وكَتِفٍ وشِبْرٍ، وسِكِّيتٍ، وَهَذَا أَوْلَى؛ لأَنّ إِعْرَاءَ الكلماتِ عَن الضَّبْطِ غيرُ مناسبٍ، وضبطَهَا الجوهريّ فَقَالَ: وَرجل حَدُثٌ وحَدِثٌ، بِضَم الدَّال وَكسرهَا، أَي حَسَنُ الحديثِ، ورجلٌ حِدِّيثٌ مثلُ فِسِّيقٍ، أَي كثيرُ الحَدِيثِ، ففرّق بَين الأَوَّلَيْن بأَنَّهُمَا الحَسَنُ الحديثِ، والأَخِيرُ: الكثيرُه.
قَالَ شيخُنا: وَفِي كَلَام غيرِه مَا يَدُلُّ على تَثْلِيثِ الدَّالِ، وَقَالَ صاحِبُ الواعي، الحَدِث: من الرِّجَال، بضمّ الدّال وَكسرهَا، هُوَ الحَسَنُ الحَدِيثِ، والعامَّة تَقول الحِدِّيث، أَي بِالْكَسْرِ والتَّشْدِيد، قَالَ، هُوَ خَطَأٌ، إِنما الحِدِّيثُ: الكثيرُ الحَدِيثِ.
(والحَدَثُ: محرّكةً: الإِبْداءُ، وَقد أَحْدَثَ) ، من الحَدَثِ.
وَيُقَال: أَحْدَثَ الرَّجُلُ؛ إِذا صَلَّعَ وفَصَّحَ وخَضَفَ، أَيَّ ذالك فَعَلَ، فَهُوَ مُحْدِثٌ. وأَحْدَثُه: ابْتَدَأَهُ وابْتَدَعَهُ، وَلم يَكخنْ قَبْلُ.
(و) الحَدَثُ (: د، بالرُّومِ) وَفِي اللِّسَان: موضِعٌ متَّصل بِلادِ الرُّومِ، مُؤَنَّثَةٌ، زَاد الصّاغانيّ: وعندَهُ جَبَلٌ يُقَال لَهُ: الأُحَيْدِبُ، وقَدْ ذُكِرَ فِي موضِعِه.
(و) الحَدِيثُ: مَا يُحدِّثُ بِهِ المُحَدِّثُ تَحْدِيثاً، وَقد حَدَّثَهُ الحَدِيثُ، وحَدَّثَهُ بِهِ.
وَفِي الصّحاح: (المُحَادَثَةُ) و (التَّحَادُثُ) والتَّحَدُّثُ والتَّحْدِيثُ معروفاتٌ.
(و) المُحَادَثَةُ (: جِلاءُ السَّيْفِ، كالإِحْداثِ) يُقَال: أَحْدَثَ الرّجُلُ سَيْفَه، وحادَثَه، إِذا جَلاهُ، وَفِي حديثِ الحَسَن (حَادِثُوا هاذه القُلُوبَ بذِكْرِ الله تَعالى، فإِنها سَرِيعَةُ الدُّثُور) مَعْنَاهُ اجْلُوها بِالمَوَاعِظِ، واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنْهَا، وشَوِّقُوهَا حتّى تَنْفُوا عنْهَا الطَّبَعَ والصَّدَأَ الَّذِي تَرَاكَبَ عَلَيْهَا، وتَعَاهَدُوهَا بذالكَ، كَمَا يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ، قَالَ:
كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
(و) من المَجَازِ: مَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (قد كانَ فِي الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فإِنْ يَكخنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بنُ الخَطّابِ) قَالُوا: (المُحَدَّثُ، كمُحَمَّدٍ: الصَّادِقُ) أَنَّهُم المُلْهَمُونَ، والمُلْهَمُ هُوَ الذِي يُلْقَى فِي نَفْسِه الشَّيْءُ فيُخْبِرُ بِهِ حَدْساً وفِرَاسَةً، وَهُوَ نَوْعٌ يَخُصُّ الله بِهِ من يَشَاءُ من عِبَادَه الَّذين اصْطَفى، مثلَ عُمَرَ، كأَنَّهُم حُدِّثُوا بشيْءٍ فَقَالُوه.
(و) المُحْدَثُ (بِالتَّخْفِيفِ: ماءَانِ) : أَحدُهما لِبَنِي الدِّيلِ بِتِهامَةَ، والآخَرُ على سِتَّةِ أَمْيَالٍ من النَّقْرَة.
(و) المُحْدَثُ أَيضاً: (ة، بوَاسطَ) بالقُرْبِ مِنْهَا، (و) قَرْيَةٌ أُخرَى (بِبِغْدَادَ) . (و) المُحْدَثَةُ (بهاءٍ: ع) فيهِ ماءٌ ونَخْلٌ وجُبَيْلٌ يقالُ لَهُ: عَمُودُ المُحْدَثَةِ.
(وأَحْدَثَ) الرجُلُ (: زَنَى) ، وَكَذَلِكَ المرأَةُ، يُكْنَى بالإِحْدَاثِ عَن الزِّنَا.
(والأُحْدُوثَةُ) بالضَّمِ (: مَا يُتَحَدَّثُ بِهِ) ، وَفِي بعض المُتُونِ: مَا حُدِّثَ بِهِ.
وَنقل الجَوْهَرِيّ عَن الفَرّاءِ، نُرَى أَنّ واحِدَ الأَحَادِيثِ أُحْدُوثَةٌ، ثمَّ جَعَلُوهُ جَمْعاً للحَدِيثِ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ليسَ الأَمْرُ كَمَا زَعَمَ الفَرّاءُ؛ لأَنَّ الأُحْدُوثَةَ بمَعْنَى الأُعْجُوبَةِ، يُقَال: قد صارَ فُلانٌ أُحْدُوثَةً.
فَأَمَّا أَحاديثُ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا يكونُ واحدُهَا إِلاّ حَدِيثاً، وَلَا يُكونُ أُحْدُوثَةً، قَالَ: وكذالك ذَكَرَهُ سِيبويْه فِي بَاب مَا جاءَ جَمْعُه على غيرِ واحِدِه المُسْتَعْمَلِ، كعَرُوضٍ وأَعارِيضَ، وباطِلٍ وأَباطِيلَ، انْتهى.
قَالَ شيخُنا: وصَرَّحُوا بأَنَّه لَا فَرْقَ بينَها وبينَ الحَدِيثِ فِي الاستعمالِ والدَّلالَةِ على الخَيْرِ والشَّرِّ، خلافًا لمن خَصَّهَا مِمَّا لَا فَائدَةَ فيهِ، وَلَا صِحَّةَ لَهُ، كأَخْبَارِ الغَزعلِ ونحوِهَا من أَكاذِيبِ الععرَبِ، فقد خَصَّ الفرّاءُ الأُحْدُوثَةَ بأَنّها تَكونُ للمُضْحِكاتِ والخُرَافَاتِ، بخلافِ الحَدهيث، وَكَذَلِكَ قالَ ابْن هِشَام اللَّخْمِيّ فِي شَرْحِ الفَصِيح: الأُحْدُوثةُ لَا تُسْتَعْمَلُ إِلاّ فِي الشَّرِّ، ورد عَلَيْهِ أَبو جَعْفَرٍ اللَّبْلِيّ فِي شَرحه، فإِنّه قالَ: قد تُسْتَعْمعلُ فِي الخَيْرِ، قَالَ يعقُوبُ فِي إِصلاحِه: يُقَالُ: انتَشر لَهُ فِي النَّاسِ أُحْدُوثَةٌ حَسَنَةٌ، قَالَ أَبو جَعْفَر: فهاذا فِي الخَيْرِ، وأَنشَدَ المُبَرّد:
وكُنْتُ إِذا مَا زخرْتُ سُعْدَى بأَرْضِهَا
أَرَى الأَرْضَ تُطْوعى لي ويَدْنُو بَعِيدُهَا
مِنَ الخَفِراتِ البِيضِ وَدَّ جَلِيسُهَا
إِذَا مَا انْقَضَتْ أُحْدُوثَةٌ لَو تُعِيدُها وَمثل ذالك أَورده الخَفَاجِيّ فِي سورةِ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام.
(و) رَجخلٌ (حِدْثُ المُلُوكِ، بالكَسْرِ) إِذا كَانَ (صَاحِب حَدِيثِهِم) وسَمَرِهِمْ.
وحِدْثُ نِسَاءٍ: يتَحَدَّثُ إِليْهِنّ، كقَوْلِكَ: تِبْعُ نساءٍ، وزِيرُ نِسَاءٍ.
(والحَادِثُ، والحَدِيثَةُ، وأَحْدُثٌ كأَجْبُل: مَوَاضِعُ) :
فحَدِيثَةُ المَوْصِلِ: بُلَيْدَةٌ على دِجْلَةَ.
وحَدِيثَةُ الفُرَاتِ: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ قُرْبَ الأَنبارِ. ذَكرَهما الشّهابُ الفَيُّومي، والشمسُ محمدُ بن محّمدِ الحُميديّ فِي الرّوضِ المِعْطَار فِي خبر الأَمْصار.
وأَمّا حَادِثُ: فإِنها قَرْيةٌ على ساحِلِ بحرِ اليَمَنِ.
وأَحْدُثٌ. لغةٌ فِي أَجْدُثٍ، ذكرَه السُّكّريّ فِي شَرْح شِعْر هُذَيل، وأَنشدَ بيتَ المُتَنَخِّل السَّابِق فِي الْجِيم، قَالَ الصّاغَاني: وَلَيْسَ بتصحيفِ أَجْدُث بِالْجِيم.
والحَدَثَةُ، مُحَرَّكةً: وادٍ قُرْبَ مَكّةَ، أَعلاه لِهُذَيْل وأَسْفَلُهُ لكِنَانَة.
(وأَوْسُ بنُ الحَدَثانِ) بنِ عَوْفِ بنِ رَبِيعَة النَّصْريّ، (مَحَرّكَةً: صحَابِيٌّ) مَشْهُور مِن هَوازِن، نادَى أَيّامَ مِنًى أَنّهَا أَيامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ، روى عَنهُ ابنُه مَالك، وَقد قيلَ: إِنّ لابْنِه هاذا صُحْبةً أَيضاً، وَهُوَ منقولٌ من حَدَثَانِ الدَّهْرِ، أَي صُرُوفه ونَوَائبه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
حَدَثَ الأَمْرُ: وَقَعَ.
ومُحْدَثَاتُ الأُمورِ: مَا ابتَدَعَهُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ من الأَشْيَاءِ الَّتِي كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ على غيرِها، وَفِي الحديثِ: (إِيّاكُم ومُحَدَثَاتِ الأُمُور) جَمْعُ مُحْدَثِة: بالفتْح: هُوَ مَا لم يكن مَعْرُوفاً فِي كتابٍ وَلَا سُنّة وَلَا إِجْماعٍ.
وَفِي حديثِ بني قُرَيْظَةَ (لَمْ يَقْتُلْ من نسائِهِمْ إِلاّ امْرَأَةً واحِدةً كَانَتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً) قيل: حَدَثُها أَنّها سَمَّتِ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كلُّ مُحْدَثةٍ بِدْعَةٌ، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلاَلَةٌ) .
وَفِي حَدِيث المَدِينَة: (مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً، أَو آوَى مُحْدِثاً) ، الحَدَثُ: الأَمرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الَّذِي لَيْسَ بمُعْتَادٍ وَلَا مَعْرُوفٍ فِي السُّنّة، والمُحْدِثُ يُروَى بكسِر الدّال وَفتحهَا، على الفاعِل والمَفْعُول، فمعنَى الكسْرِ: من نَصَرَ جانهياً وآوَاه وأَجَارَه من خَصْمِه، وَحَال بينَه وبينَ أَن يقْتَصَّ مِنْهُ، والفتْ: هُوَ الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه، ويكونُ معنى الإِيواءِ فِيهِ: الرِّضا بهه، والصَّبْرَ عَلَيْهِ، فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعَةِ، وأَقرَّ فاعِلَها وَلم يُنْكِرْهَا عَلَيْهِ، فقد آواهُ.
واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً، أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَدِيداً، قَالَ ذُو الرُّمّة:
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَن أَشْياعِهِمْ خَبَراً
أَم راجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ
كَذَا فِي الصِّحَاح.
وَفِي حَدِيث حُنَيْنٍ (إِنّي لأُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأْلَّفُهُم) وَهُوَ جَمْعُ صِحَّة لحَدِيثٍ، فَعِيل بِمَعْنى فاعِل.
وَفِي حَدِيث أُمّ الفَضْل: (زَعَمَت امْرَأَتِي (الأُولَى أَنها أَرْضَعَت امْرَأَتي) الحُدْثَى) هِيَ تأْنيثُ الأَحْدَثِ، يريدُ المَرْأَةَ الَّتِي تَزوَّجها بعدَ الأُولَى.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الحَدَثُ والحُدْثَى والحَادِثَةُ والحَدَثَانُ كُلُّه بِمَعْنى.
والحَدَثَانُ، محرّكةً: الفَأْسُ الَّتِي لَهَا رَأْسٌ واحِدَةٌ، على التَّشْبِيه بحَدَثَانِ الدَّهْرِ، قَالَ ابنُ سِيده: وَلم يَقُلْه أَحَدٌ، أَنشد أَبو حنيفَة:
وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثَانُ فِيهِ
إِذَا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابَا
قَالَ الأَزهريّ: أَرادَ بجَوْنٍ جَبَلاً، وَقَوله: أَجَابا، يَعْنِي صَدَى الجَبَلِ تَسْمَعُه.
قلت: الشّعْر لعُوَيْجٍ النَّبْهانيّ.
والحِدْثَانُ بِالكَسْر جمعُ الحَدَثانِ، محرَّكَةً، على غير قِيَاس، وكذالك كِرْوانٌ ووِرْشَانٌ، فِي كَرَوَان ووَرَشَان، ونَحَطُوا، أَي زَفَرُوا، كَذَا حَقَّقه الصَّاغانِيّ فِي العُبَاب فِي نحط.
وسَمّى سيبويْهِ المَصْدَرَ حَدَثاً؛ لأَنّ المصادرَ كُلَّهَا أَعراضٌ حادِثَةٌ، وكسَّره على أَحْدَاث، قَالَ: وأَمّا الأَفْعَالُ فأَمْثِلَةٌ أُخِذَتْ من أَحْدَاثِ الأَسْمَاءِ.
وَفِي حَدِيث فَاطِمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: (أَنَّهَا جَاءتْ إِلى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوَجعدَتْ عندَهُ حُدَّاثاً) أَي جَمَاَعَةً يَتَحَدَّثُون، وَهُوَ جَمْعٌ على غيرِ قِياس، حَمْلاً على نَظِيرِه، نَحْو سامِرٍ وسُمَّارٍ، فإِنّ السُّمَّارَ المُحَدِّثُونَ.
وَفِي الحَدِيث: (يَبْعَثُ الله السَّحَابَ، فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ، وَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الحَدِيثِ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: جاءَ فِي الخَبَرِ أَنَّ حَدِيثَهُ الرَّعْدُ، وضَحِكَهُ البَرْقُ، وشُبِّهَ بالحَدِيثِ؛ لأَنّه يُخْبِرُ عَن المَطَرِ وقُرْبِ مجيئِهِ، فصارَ كالمُحَدِّثِ بِهِ، وَمِنْه قَول نُصَيْبٍ:
فَعَاجُوا فَأَثْنَوْا بالّذِي أَنْتَ أَهْلُه
وَلَو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقَائِبُ
وَهُوَ كَثيرٌ فِي كَلامهم، ويجوزُ أَن يكون أَرادَ بالضَّحِكِ افْتِرارَ الأَرْضِ وظُهُورَ الأَزْهَارِ، وبالحَدِيثه مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ من صِفَةِ النَّبَاتِ وذِكْرِهِ، ويُسَمَّى هَذَا النّوعُ فِي عِلْم البَيَانِ المَجَازَ التَّعْلِيقيَّ، وَهُوَ من أَحسَنه أَنواعِه.
وتَرَكْتُ البِلادَ تَحَدَّثُ، أَي تَسْمَعُ فِيهَا دَوِيًّا، حَكَاهُ ابْن سِيدَه عَن ثَعْلَب.
وَمن الْمجَاز: صَارُوا أَحادِيثَ، كَذَا فِي الأَساس.
وناقَةٌ مُحْدِثٌ، كمُحْسِ: حدِيثَةُ النّتَاج، نَقله الصّاغَانيّ.
الحدث: هو النجاسة الحكمية المانعة من الصلاة وغيرها. 

حدث


حَدَثَ(n. ac. حُدُوْث)
a. Happened, took place.
b. Came into being, originated.

حَدُثَ(n. ac. حَدَاْثَة
حُدُوْث)
a. Was new, fresh, recent; was young.

حَدَّثَa. Related, told.
b. ['An], Related of, cited.
حَاْدَثَa. Conversed, talked with.

أَحْدَثَa. Originated, brought into existence, created; produced;
brought about, gave rise to.

تَحَدَّثَ
a. [Bi
or
'An], Related, told.
تَحَاْدَثَa. Conversed, talked together.

إِسْتَحْدَثَa. Heard, learnt ( news & c. ).
b. Reproduced.

حِدْثa. Relater, narrator, teller of stories; talker
conversationalist.

حَدَث
(pl.
أَحْدَاْث)
a. New thing; novelty; innovation.
b. Event, occurrence; accident.
c. Young; young man, youth.

حَدِث
حَدُثa. see 2
حَاْدِثa. New, fresh, recent; original.

حَاْدِثَة
(pl.
حَوَاْدِثُ)
a. Novelty, change.
b. Vicissitude.
c. Event; news.

حَدَاْثَةa. Newness, freshness, novelty.
b. Youth.
c. Commencement.

حَدِيْث
(pl.
حِدَاْث
حُدَثَآءُ)
a. New, fresh, recent; young.
b. (pl.
حِدْثَاْن
أَحَاْدِيْثُ
69), Story, narrative; tale, tradition.
c. Conversation, talk, chat.

حُدُوْثa. Rise, origin; appearance.
b. see 22t (a)
حِدِّيْثa. see 2
حِدْثَاْنa. see 22t (a)
حِدْثان الدَّهْر
a. Vicissitudes of fortune.

مُحَادَثَة
a. Conversation, converse, talk.

مُحْدَث
a. Parvenu.

المُحْدَثُوْن
a. The moderns.

أُحْدُوْثَة (pl.
أَحَادِيْث)
a. News, tidings, intelligence; report, rumour.
b. Story, tale.
ح د ث : حَدَثَ الشَّيْءُ حُدُوثًا مِنْ بَابِ قَعَدَ تَجَدَّدَ وُجُودُهُ فَهُوَ حَادِثٌ وَحَدِيثٌ وَمِنْهُ يُقَالُ حَدَثَ بِهِ عَيْبٌ إذَا تَجَدَّدَ وَكَانَ مَعْدُومًا قَبْلَ ذَلِكَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَحْدَثْتُهُ وَمِنْهُ مُحْدَثَاتُ الْأُمُورِ وَهِيَ الَّتِي ابْتَدَعَهَا أَهْلُ الْأَهْوَاءِ.

وَأَحْدَثَ الْإِنْسَانُ إحْدَاثًا وَالِاسْمُ الْحَدَثُ وَهُوَ الْحَالَةُ النَّاقِضَةُ لِلطَّهَارَةِ شَرْعًا وَالْجَمْعُ الْأَحْدَاثُ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ النَّاقِضَةُ لِلطَّهَارَةِ أَنَّ الْحَدَثَ إنْ صَادَفَ طَهَارَةً نَقَضَهَا وَرَفَعَهَا وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ طَهَارَةً فَمِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَجُوزَ أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَى الشَّخْصِ أَحْدَاثٌ.

وَالْحَدِيثُ مَا يُتَحَدَّثُ بِهِ وَيُنْقَلُ وَمِنْهُ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ أَيْ قَرِيبُ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ وَحَدِيثَةُ الْمَوْصِلِ بُلَيْدَةٌ بِقُرْبِ الْمَوْصِلِ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ وَيُقَالُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَوْصِلِ نَحْوُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَرْسَخًا وَحَدِيثَةُ الْفُرَاتِ بَلْدَةٌ عَلَى فَرَاسِخَ مِنْ الْأَنْبَارِ وَالْفُرَاتُ يُحِيطُ بِهَا وَيُقَالُ لِلْفَتَى حَدِيثُ السِّنِّ فَإِنْ حَذَفْتَ السِّنَّ قُلْتَ حَدَثٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَجَمْعُهُ أَحْدَاثٌ. 

حدث

1 حَدَثَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (Mgh, Msb,) inf. n. حُدُوثٌ (S, Mgh, Msb, K) and حَدَاثَةٌ, (A, K,) It was new, or recent; contr. of قَدُمَ: (S, * A, K:) it (a thing) came into existence; began to be; had a beginning; began, or originated; existed newly, for the first time, not having been before: (S, Mgh, Msb, TA:) but when mentioned with قَدُمَ, it is written حَدُثَ, with damm to the د, (S, Mgh, K,) as in the saying, أَخَذَنِى مَا قَدُمَ وَمَاحَدُثَ, (S,) or أَخَذَهُ الخ, (A, Mgh,) meaning Old and new anxieties and thoughts [came into my mind, or his mind, or overcame me, or him]; (TA;) or old and new griefs or sorrows; (Mgh;) the former saying occurring in a trad.: (TA:) the verb is not thus in any other case [in this sense]. (S.) You say, حَدَثَ بِهِ عَيْبٌ A vice, or fault, or the like, originated in him, or it, not having been before. (Msb.) And حَدَثَ أَمْرٌ An affair, or event, originated: (Mgh:) or happened, or came to pass. (S.) حُدُوثٌ is of two kinds: حُدُوثٌ زَمَانِىٌّ, which is A thing's being preceded by non-existence: and حُدُوثٌ ذَاتِىٌّ, which is a thing's being dependent upon another for its existence. (KT.) b2: حَدَاثَةٌ and حُدُوثَةٌ, [as inf. ns. of which the verb, if they have one, is, accord. to analogy, حَدُثَ,] relating to a man, signify The being young; or [as simple substs.] youthfulness. (ISd, K.) 2 حدّثهُ [He told him, or related to him, something; he discoursed to him, or talked to him: see also 5]. You say, حدّثهُ الحَدِيثَ, (L,) and حدّثهُ بِهِ, (A, * L,) inf. n. تَحْدِيثٌ, a word of well-known meaning, (S,) He told him, or related to him, the story, or narrative, or tradition. (L.) [And حدّث He related traditions of Mohammad: and حدّث عن فُلَانٍ he related such traditions heard, or learned, from such a one: the verb in this sense being an Islámee term.] b2: [Hence,] تَرِكْتُ البِلَادَ تُحَدِّثُ (assumed tropical:) I left the countries, or towns, resounding with a buzzing, or confused noise. (Th, ISd.) 3 حادث سَيْفَهُ, (TA,) inf. n. مُحَادَثَةٌ, (S, K,) He polished his sword; (S, * K, * TA;) [as though he made it new by doing so;] as also ↓ احدثهُ, (TA,) inf. n. إِحْدَاثٌ. (K.) b2: Hence, حَادِثُوا هٰذِهِ القُلُوبَ بِذِكْرِ اللّٰهِ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ (assumed tropical:) Polish and cleanse ye these hearts by the remembrance of God, like as the sword is polished: [for they quickly become sullied:] a trad. of El-Hasan. (TA.) A2: مُحَادَثَةٌ and ↓ تَحَادُثٌ, words of wellknown meaning, (S,) are syn.: (K:) [but the former generally relates to two persons: the latter, to more than two:] you say, حادث صَاحِبَهُ [He talked, or conversed in words, with his companion]: (A:) and حادثوا and ↓ تحادثوا [They talked, or conversed in words, together, or one with another]. (TK.) 4 احدثهُ (S, A, Msb, TA) and ↓ استحدثهُ (A) He (God, S, or a man, Msb) brought it into existence, caused it to be, made it, produced it, effected it, or did it, newly, for the first time, it not having been before; began it, or originated it; invented it; innovated it. (S, Msb, TA.) [Hence,] احدث

أَمْرَا [He brought to pass an event]. (Kur lxv. 1.) And احدث حَدَثًا He originated an innovation [see حَدَثٌ]. (TA.) b2: See also 3. b3: Also احدث, (S, L, Msb, K,) inf. n. إِحْدَاثٌ, (Msb,) from الحَدَثُ, (S,) (assumed tropical:) He voided his ordure; or broke wind: (L, K:) it has both these meanings: (L:) or he did a thing that annulled his state of legal purity. (Msb.) [See حَدَثٌ.] b4: And (tropical:) He committed adultery, or fornication: (K, TA:) and in like manner one says of a woman [احدثت]. (TA.) 5 تحدّث [He talked; conversed in words; told, or related, stories, or narratives]. (S.) and تحدّث بِهِ [He talked of it; told it; related it]; (S, A, Msb, K;) namely, a حَدِيث, (Msb,) or what is termed أُحْدُوثَة. (S, K.) And يَتَحَدَّثُ

إِلَى النِّسَآءِ [He talks to women]. (S, A. *) [See also 2.] b2: It is said in a trad., يَبْعَثُ اللّٰهُ السَّحَابَ فَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ وَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الحَدِيثِ (tropical:) [God shall send the clouds, and they shall laugh with the best laughing, and talk with the best talking]: the talking here mentioned, says IAth, is said to mean thundering; and the laughing, lightning; thundering being likened to talking because it announces rain, and its near coming: or by laughing may be meant the smiling of the earth, and the appearing of the flowers or blossome; and by talking, the talking of men in describing and mentioning the plants or herbage: this figure of speech is termed مَجَازٌ تَعْلِيقِىٌّ, and is one of the most approved kinds of مجاز. (TA.) 6 تَحَاْدَثَ see 3, in two places.10 إِسْتَحْدَثَ see 4. b2: You say also, استحدث خَبَرًا He found new tidings or information: (S:) or he gained, or acquired, tidings or information. (A.) رَجُلٌ حِدْثٌ and ↓ حَدُثٌ and ↓ حَدِثٌ and ↓ حِدِّيثٌ (K) and ↓ مُحَدِّثٌ (L) A man of many stories or narratives, (L, K,) and who relates them well: (L:) or ↓ رَجُلٌ حَدُثٌ and ↓ حَدِثٌ signify a man who relates stories, or narratives, well: and رَجُلٌ

↓ حِدِّيثٌ signifies a man of many stories or narratives; (S, A, El-Wá'ee;) but is used by the vulgar to signify a man who relates stories, or narratives, well. (El-Wá'ee, TA.) And you say رَجُلٌ حِدْثُ مُلُوكٍ A man who is a companion of kings in talk (S, A, K) and in their nocturnal conversations: (S:) and حِدْثُ نِسَآءٍ one who talks to women; (S, A;) or who talks with women. (Az, TA in art. تبع.) And ↓ هُوَ حِدِّيثُهُ [He is his story-teller]. (A.) حَدَثٌ A novelty, or new thing; an innovation; a thing not known before: and particularly relating to El-Islám [i. e. to matters of religious doctrine or practice or the like]: (Mgh:) [and so ↓ أَمْرٌ مُحْدَثٌ; for] مُحْدَثَاتُ الأُمُورِ (pl. of مُحْدَثٌ, TA) signifies innovations of people of erroneous opinions, (Msb, TA,) inconsistent with the doctrines, or practices, of the just of preceding times: or what is not known in revealed scripture, nor in the Sunneh, nor in the general conventional tenets of the doctors of the law: and حَدَثٌ, [in like manner,] an innovation that is disapproved, not agreeable with custom, or usage, and not known in the Sunneh. (TA.) ↓ آوَى مُحْدَثًا, occurring in a trad., means He entertained an innovation; [i. e. he embraced, or held, it;] or he was content, or pleased, with it; or he bore it patiently: or, as some say, it is ↓ آوَى مُحْدِثًا, meaning he entertained, or harboured in his dwelling, a criminal, or an offender, and protected him from retaliation. (TA.) b2: Also i. q. ↓ حَادِثَةٌ and ↓ حَدَثَانٌ [in some copies of the S ↓ حِدْثَان] and ↓ حُدْثَى [signifying An accident, an event, a hap, or a casualty: and generally an evil accident or event, a mishap, a misfortune, a disaster, a calamity, or an affliction]: (S:) [the most common of these words is ↓ حَادِثَةٌ; and its pl., حَوَادِثُ, is more common than the sing.:] the pl. of حَدَثٌ is أَحْدَاثٌ. (TA.) أَحْدَاثُ الدَّهْرِ and ↓ حَوَادِثُهُ (A, K) and ↓ حِدْثَانُهُ, (K,) or, as is said by Fr and others, this last is ↓ حَدَثَانُهُ, (TA,) signify The accidents, or casualties, of time or fortune; or the evil accidents, or calamities, of time or fortune. (A, K.) ↓ حَوَادِثُ occurs used as a sing., said to be put by poetic license for ↓ حَدَثَانٌ: and this latter is also used [as a pl.] for حَوَادِثُ: so say Az and AAF: and it is said to be a noun in the sense of حَوَادِثُ الدَّهْرِ and نَوَائِبُ الدَّهْرِ: accord. to Fr, the Arabs say, [using it as a pl.,] أَهْلَكَتْنَا الحَدَثَانُ [The accidents, or evil accidents, of time, or fortune, destroyed us]: some say الحَدَثَانِ, making it dual of حَدَثٌ, and meaning thereby the night and day; like as they say [in the same sense] الجَدِيدَانِ and المَلَوَانِ &c. (TA.) b3: [Hence] حَدَثٌ is a term applied by Sb to The مَصْدَر [or infinitive noun]; because all مصادِر are [significant of] accidents [considered as subsisting in, or proceding from, agents]: and the pl. which he assigns to it in this sense is أَحْدَاثٌ. (TA.) b4: (assumed tropical:) The voiding of ordure; or the breaking of wind; syn. إِبْدَآءٌ: (K:) or legal impurity that forbids, or prevents, one's performing prayer &c.: (KT:) or a state annulling legal purity: pl. أَحْدَاثٌ. (Msb.) [See 4.] b5: I. q. وَلِىٌّ (assumed tropical:) [The rain following that called the وَسْمِىّ]: (L:) or الأَحْدَاثُ [pl. of الحَدَثُ] signifies the rains of the commencement, or first part, of the year. (K.) b6: Young, applied to a man, (A, * L, Msb, *) and to a horse or an ass or the like, and a camel, and, accord. to IAar, to a mountain-goat: (L:) pl. أَحْدَاثٌ (A, L, Msb,) and حُدْثَانٌ. (L.) Yousay رَجُلٌ حَدَثٌ, (Th, S, L, &c.,) and ↓ حَدِيثُ السِّنِّ, (Th, S, A, Msb, K,) and حَدَثُ السِّنّ, (IDrd, K, [but this is by some disallowed, as will be seen below,]) A young man: (S, L, Msb, K:) and in the pl. sense you say غِلْمَانٌ أَحْدَاثٌ and حُدْثَانٌ [pls. of حَدَثٌ], (S,) and رِجَالٌ أَحْدَاثُ السِّنِّ and حُدْثَانُ السِّنِّ, [or these, as is implied above, are not allowable,] and حُدَثَآءُ السِّنِّ [pl. of ↓ حَدِيثٌ]. (ISd, TA.) J says, [in the S,] if you mention the سِنّ, you say السِّنِّ ↓ حَدِيثُ [lit. Young of tooth]: and IDrst says, the vulgar say, هُوَ حَدَثُ السِّنِّ, like as you say حديث السِّنِّ; but it is a mistake; for حَدَثٌ is an epithet applied to the man himself, and is originally an inf. n.; one should not apply it as an epithet to the سِنّ nor to the ضِرْس nor to the ناب; but ↓ حَدِيثٌ is an epithet applied to anything recent. (TA.) حَدُثٌ: see حَدَثٌ, first sentence; each in two places.

حَدِثٌ: see حَدَثٌ, first sentence; each in two places.

حَدِثٌ: see حَدَثٌ.

حُدْثَى: see what next follows.

حِدْثَانٌ The first, or beginning, or commencement, of a state, or a case, or an affair; (S, A, Mgh, K;) as also ↓ حَدَاثَةٌ: (S, Mgh, K:) and its freshness; which is also a signification of both these words. (S, Mgh.) So in the saying, اِفْعَلْ ذٰلِكَ الأَمْرَ بِحِدْثَانِهِ and ↓ بِحَدَاثَتِهِ [Do thou that thing while it is in its first and fresh state]. (S, Mgh. *) One says also, أَتَيْتُهُ فِى حِدْثَانِ شَبَابِهِ and شبابه ↓ حِدْثَى and شبابه ↓ حَدِيثِ (assumed tropical:) I came to him in the beginning, or first period, of his youth. (Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, TA.) and it is said in a trad., addressed to 'Áïsheh, لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ وَبَنَيْتُهَا, (Mgh, * TA,) or, as some relate it, قومك ↓ حَدَاثَةُ, which means the same, (Mgh,) i. e. Were it not for the shortness of the period that has elapsed since thy people were in the state of infidelity, I would pull down the Kaabeh, and build it [anew]. (TA.) b2: See also حَدَثٌ, in two places.

حَدَثَانٌ, used as a sing. and as a pl.: see حدثٌ, in three places.

حَدِيثٌ New, recent; (K;) contr. of قَدِيمٌ: (S:) having, or having had, a beginning; existing newly, for the first time, not having been before; as also ↓ حَادِثٌ: (Msb:) brought into existence, caused to be, made, produced, or done, newly, for the first time, not having been before; begun, or originated; invented; innovated; as also ↓ مُحْدَثٌ. (TA.) b2: See حَدَثٌ, last two sentences, in four places. And see حِدْثَانٌ. Yousay also, هُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالإِسْلَامِ He is, or was, recently become a Muslim. (Msb.) And حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرِهِمْ, (TA,) or بِالجَاهِلِيَّةِ, or حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ, (Mgh,) Men lately in their state of infidelity [or in the state of paganism or ignorance]; who have but recently ceased to be in their state of infidelity [&c.]. (TA.) A2: Also i. q. خَبَرٌ [Information; a piece of information; intelligence; an announcement; news, or tidings; a piece of news; an account; a narration, or narrative; a story; &c.]; (S, K;) employed to signify little and much; (S;) and ↓ حِدِّيثَى signifies the same: (K:) or a thing, or matter, that is talked of, told, or narrated, and transmitted: (Msb:) [and talk, or discourse:] and [in like manner] ↓ أُحْدُوثَةٌ signifies a thing that is talked of, told, or narrated: (S, K:) or this last signifies a wonderful thing: (IB, TA:) it has been asserted, says MF, that there is no difference between احدوثة and حديث in usage, and in denoting what is good and what is evil; in contradiction to such as say that the former peculiarly signifies that [kind of story] in which there is no profit nor any truth; such as amatory stories, and the like fictions of the Arabs: Fr asserts it to signify peculiarly a laughable and an absurd story; differing from حديث: and Ibn-Hishám El-Lakhmee, in his Expos of the Fs, says that it is only used to denote what is bad, or evil: but Lb replies against him, in his Expos., that it is sometimes used to denote what is good; as in a saying mentioned by Yaakoob, which see below: (TA:) the pl. of حَدِيثٌ is أَحَادِيثُ, contr. to analogy, (S, K,) said by Fr to be pl. of ↓ أُحْدُوثَةٌ, and then used as pl. of حديث, (S,) but IB says that this is not the case; (TA;) and حِدْثَانٌ and حُدْثَانٌ are also pls. of حديث, (K, TA,) sometimes occurring; the latter, rare. (TA.) Yousay, سَمِعْتُ حَدِيثًا حَسَنًا (TA) and حَسَنَةً ↓ حِدِّيثَى (S, A, * TA) [I heard a good story or narrative &c.]; both meaning the same. (TA.) And اِنْتَشَرَ حَسَنَةٌ ↓ لَهُ فِى النَّاسِ أُحْدُوثَةٌ [A good story of him became spread abroad among the people]: a saying mentioned by Yaakoob in his “ Isláh. ” (TA.) And مَلِيحَةٌ ↓ أثحْدُوثَةٌ [A pretty story], and أَحَادِيثُ مِلَاحٌ [pretty stories]. (A.) and ↓ قَدْ صَارَ فُلَانٌ أَحْدُوثَةً [(tropical:) Such a one has become the subject of a story, or of a wonderful story: and in like manner, as is said in the A, صَارُوا أَحَادِيثَ: there said to be tropical]. (IB, TA.) b2: Hence the حَدِيث of the Apostle of God: (Msb:) [i. e.] حَدِيثٌ also signifies A narration of a مُحَدِّث: (L:) [meaning حَدِيثٌ نَبَوِىٌّ, i. e. a tradition, or narration, relating, or describing, a saying or an action &c. of Mo-hammad:] this word and خَبَرٌ both signify a tradition that is traced up to Mohammad, or to a Sahábee, or to a Tábi'ee: (TA in art. رقأ:) or حديث is applied to what comes from the Prophet: خَبَرٌ, to what comes from another than the Prophet; or from him or another: and أَثَرٌ to what comes from a Companion of the Prophet; but it may also be applied to a saying of the Prophet: (Kull p. 152:) the word in this sense, i. e. the حديث of the Prophet, has for its pl. only أَحَادِيثُ; and therefore Sb mentions it in the category of those words which have pls. anomalously formed; such as عَرُوضٌ, pl. أَعَارِيضُ; and بَاطِلٌ, pl. أَبَاطِيلُ. (TA.) [الحَدِيثَ written at the end of a quotation of a part of a trad. is for اِقْرَأِ الحَدِيثَ Read the tradition.] b3: حَدِيثٌ قُدْسِىٌّ [A holy tradition or narration] means what God has told to his prophet by inspiration, or by a dream, or in sleep, and the prophet has told in his own phraseology: the Kur-án is esteemed above this, because [it is held that] its words also were revealed: (KT:) that of which the words are from the apostle, but the meaning is from God, by inspiration, or by a dream, or in sleep. (Kull p. 288.) حَدَاثَةٌ: see حِدْثَانٌ, in three places. [Hence,] حَدَاثَةُ السِّنِّ (tropical:) Youth; the first period of life. (TA.) حُدَّاثٌ: see مُحَدِّثٌ.

حِدِّيثٌ: see حِدْثٌ, in three places.

حِدِّيثَى: see حَدِيثٌ, in two places.

حَادِثٌ: see حَدِيثٌ, first sentence.

حَادِثَةٌ; and its pl., حَوَادِثُ: see حَدَثٌ, in four places.

أَحْدَثُ More, and most, new, or recent: fem.

حُدْثَى; as in the phrase اِمْرَأَتِى الحُدْثَى, occurring in a trad., My wife who was more, or most, recently married. (TA.) أُحْدُوثَةٌ: see حَدِيثٌ, in five places.

مُحْدَثٌ: see حَدِيثٌ: b2: and see also حَدَثٌ, in two places. b3: Also, applied to a poet, i. q. مُوَلَّدٌ [A post-classical author: itself a post-classical term]. (Mz 49th نوع.) [And المُحْدَثُونَ The moderns; or people of later times; opposed to القُدَمَآءُ.]

مُحْدِثٌ: see حَدَثٌ.

مُحَدَّثٌ A true, or veracious, man: (K:) a man of true opinion: (S:) of true conjecture: (A, TA:) inspired; into whose mind a thing is put, and who tells it conjecturally and with sagacity; as though he were told a thing, and said it: occurring in a trad.: (TA:) such was 'Omar. (A, TA.) مُحَدِّثٌ A teller, or relater, of stories, narratives, or traditions: [and particularly a relater of, or one skilled in, the traditions of Mohammad:] ↓ حُدَّاثٌ in the sense of مُحَدِّثُونَ, signifying a company of men telling, or relating, stories &c., is an anomalous pl., formed by assigning it to the same predicament as words of similar meaning, of which سُمَّارٌ, pl. of سَامِرٌ, is an ex. (L.) See also حِدْثٌ.

أَرْضٌ مَحْدُوثَةٌ (assumed tropical:) Land upon which the rain called حَدَث has fallen. (L.)

حرر

حرر: {الحرور}: ريح حارة تهب بالليل وقد تكون بالنهار. {فتحرير}: إعتاق. {محررا}: عتيقا.

حرر


حَرَّ(n. ac. حَرَاْر)
a. Was, became free; was free-born; was of noble
birth.
b.(n. ac. حَرَّة), Was thirsty.
c.
(n. ac.
حَرّ
حَرَاْرَة
حُرُوْر), Was hot, burning.
حَرَّرَa. Set free, freed, liberated; emancipated.
b. Dedicated to God.
c. Composed, drew up accurately ( writing & c. ).
d. Wrote a letter.
e. Smoothed.

أَحْرَرَa. Made thirsty, dry.

تَحَرَّرَa. Was set free, emancipated.

إِسْتَحْرَرَa. Was, waxed, hot, furious (fight).

حَرّ
(pl.
حُرُوْر)
a. Heat.

حِرَّةa. Violent thirst.

حُرّ
(pl.
حِرَاْر
أَحْرَاْر حَرَاْئِرُ)
a. Free, free-born; freeman.
b. Ingenuous.
c. Generous, frank, good.

حُرَّة
(pl.
حَرَاْئِرُ)
a. Free woman.
b. Modest, refined, retiring, high-minded, virtuous
noble (woman).
حُرِّيَّةa. Freedom, liberty.

حَاْرِرa. Hot, burning; ardent, fervent.

حَرَاْرَةa. Heat, caloric; ardour, fervour.
b. Inflammation, burning.
c. [ coll. ], Thrush (
disease ).
حَرِيْرa. Heated, burning.
b. Silk, silk stuff.

حَرِيْرِيّa. Silk-mercer.
b. Harirī ( celebrated Arabic
Author ).
حَرُوْرa. Heat of the sun.

حَرُوْرَة
حَرُوْرِيَّةa. see 3yit
حَرَّاْنُ
(pl.
حَرَاْرَى
حِرَاْر
حُرَاْرَى)
a. Thirsty, parched.

تَحْرِيْر (pl.
تَحَاْرِيْر)
a. Composition; letter.
b. Enfranchisement.
حرر بيى بَلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الشبرم وَرَآهُ عِنْد أَسمَاء ابْنة عُمَيْس وَهِي تُرِيدُ أَن تشربه فَقَالَ: إِنَّه حَار جَار وأمرها بالسنا وبعض النَّاس يرويهِ: حارّ يارّ وَأكْثر كَلَامهم بِالْيَاءِ. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: حَار من الْحَرَارَة ويارّ إتباع كَقَوْلِهِم: عطشان نطشان وجائع نائع وَحسن بسن وَمثله كثير فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا سمي إتباعا لِأَن الْكَلِمَة الثَّانِيَة إِنَّمَا هِيَ تَابِعَة للأولى على وَجه التوكيد لَهَا وَلَيْسَ يتَكَلَّم بهَا مُنْفَرِدَة فَلهَذَا قيل: إتباع. وَأما حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين قتل ابْنه فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك اللَّه وبياك فَقَالَ: وَمَا بياك قيل: أضْحكك. وَقَالَ بعض النَّاس فِي بَيّاك: إِنَّمَا هُوَ إتباع وَهُوَ عِنْدِي [على -] مَا جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع وَذَلِكَ أَن الإتباع لَا [يكَاد -] يكون بِالْوَاو وَهَذَا بِالْوَاو. وَمن ذَلِك قَول الْعَبَّاس [بْن عبد الْمطلب -] فِي زَمْزَم: [إِنِّي -] لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حِلّ وبِلّ. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّه إتباع وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي كَذَلِك لمَكَان الْوَاو قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان أَنه قَالَ: بِلّ هُوَ مُبَاح بلغَة حمير قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَال: بلّ شِفَاء من قَوْلهم: قد بَلَ الرجل من مَرضه إِذا برأَ وأبل.
ح ر ر: (الْحَرُّ) ضِدُّ الْبَرْدِ وَ (الْحَرَارَةُ) ضِدُّ الْبُرُودَةِ. وَ (الْحَرَّةُ) أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ نَخِرَةٍ كَأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ وَالْجَمْعُ (الْحِرَارُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْحَرَّاتُ)
وَ (حَرُّونَ) أَيْضًا جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَمَا قَالُوا: أَرَضُونَ وَ (إِحَرُّونَ) كَأَنَّهُ جَمْعُ إِحَرَّةٍ. وَ (الْحَرَّانُ) الْعَطْشَانُ وَالْأُنْثَى (حَرَّى) كَعَطْشَى. وَ (الْحُرُّ) ضِدُّ الْعَبْدِ، وَ (حُرُّ) الْوَجْهِ مَا بَدَا مِنَ الْوَجْنَةِ. وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ. وَ (أَحْرَارُ) الْبُقُولِ بِالْفَتْحِ مَا يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوخٍ. وَ (الْحُرَّةُ) الْكَرِيمَةُ يُقَالُ: نَاقَةٌ (حُرَّةٌ) وَ (الْحُرَّةُ) ضِدُّ الْأَمَةِ. وَطِينٌ (حُرٌّ) لَا رَمْلَ فِيهِ وَرَمَلَةٌ (حُرَّةٌ) لَا طِينَ فِيهَا وَالْجَمْعُ (حَرَائِرُ) . وَ (الْحَرِيرَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَرِيرِ) مِنَ الثِّيَابِ، وَهِيَ أَيْضًا دَقِيقٌ يُطْبَخُ بِلَبَنٍ. وَ (الْحَرُورُ) بِالْفَتْحِ الرِّيحُ الْحَارَّةُ وَهِيَ بِاللَّيْلِ كَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْحَرُورُ) بِاللَّيْلِ وَقَدْ يَكُونُ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ وَقَدْ يَكُونُ بِاللَّيْلِ. وَ (حَرَّ) الْعَبْدُ يَحَرُّ (حَرَارًا) بِالْفَتْحِ أَيْ عَتَقَ وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حُرِّيَّةً) بِالضَّمِّ مِنْ حُرِّيَّةِ الْأَصْلِ. وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حَرَّةً) بِالْفَتْحِ عَطِشَ. هَذِهِ الثَّلَاثَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُضَارِعِ. وَأَمَّا (حَرُّ) النَّهَارِ فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: تَقُولُ: حَرَرْتَ يَا يَوْمُ بِالْفَتْحِ تَحُرُّ بِالضَّمِّ حَرًّا وَحَرَرْتَ بِالْفَتْحِ تَحِرُّ بِالْكَسْرِ حَرًّا وَحَرِرْتَ بِالْكَسْرِ تَحَرُّ بِالْفَتْحِ حَرًّا. وَ (الْحَرَارَةُ) وَ (الْحُرُورُ) مَصْدَرَانِ كَالْحَرِّ وَ (أَحَرَّ) النَّهَارُ لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ (حُرٌّ) بَيِّنُ (الْحَرُورَةِ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا. وَ (تَحْرِيرُ) الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ تَقْوِيمُهُ. وَتَحْرِيرُ الرَّقَبَةِ عِتْقُهَا. وَتَحْرِيرُ الْوَلَدِ أَنْ تُفْرِدَهُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ. 
ح ر ر

حر يومنا يحر، وحررت يا يوم، ويوم حار: شديد الحر، وطعام حار: شديد الحرارة. وزجل حران: شديد العطش، وبه حرة. ورماه الله بالحرة تحت القرة. وكبد حرى. وهبت الحرور، وهبت السمائم والحرائر. وحر المملوك يحر بالفتح، وحرره مولاه، وعليه تحرير رقبة، وهو حر بين الحرار والحرية. قال:

فما رد تزويج عليه شهادة ... وما رد من بعد الحرار عتيق

واستحررت فلانة فحررت لي وحرت: طلبت منها حريرة فعملتها لي. وفي الحديث " ذري وأنا أحر لك " بالضم. ومررت بحرة بني فلان، وبحرارهم.

ومن المجاز: في فلان كرم وحرية، وحرورية. وتقول: ليس من الحرورية، أن تكون من الحرورية؛ وهم قوم من الخوارج نسبوا إلى حرورا بالقصر والمد. وأرض حرة: لا سبخة فيها، وطين حر: لا رم فيه، ورملة حرة: طيبة النبات. ونزل في حر الدار، أي في وسطها. قال بشر:

وتسعة آلاف بحر بلاده ... نسف الندى مليونة وتضمر

وليس هذا منك بحر أي بحسن. قال طرفة:

لا يكن حبك داء قاتلاً ... ليس هذا منك ماويّ بحر

ووجه حر، وكلام حر، وضرب حر وجهه. وقال ذو الرمة:

والقرط في حرة الذفري معلقة

أي في أذن حرة ذفراها. وقال كعب بن زهير:

تمارى بها رأد الضحى ثم ردّها ... إلى حرتيه حافظ السمع مقفر

أي حافظ، سمعه يعي كل مسموع، وحرّتاه أذناه. وتقول: حفظ الله كريمتيك وحرّتيك. وحرر الكتاب: حسنه وخلصه بإقامة حروفه وإصلاح سقطه. وهو من أحرار البقول، وحرية البقول وهي ما يؤكل غير مطبوخ. قال الأخطل: يصف ثوراً:

حتى شتا وهو مغبوط بغائطه ... يرعى ذكوراً أطاعت بعد أحرار

وهو من حرية قومه أي من أشرافهم، وما في حرية العرب والعجم مثله. قال ذو الرمة:

فصار حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا وسحابة حرة: كريمة المطر. وباتت فلانة بليلة حرة: لم تمكن زوجها من قضتها، وباتت بليلة شيباء إذا اقتضت. قال النابغة:

شمس موانع كل ليلة حرة ... يخلفن ظن الفاحش المغيار

واستحر القتل في بني فلان. قال:

واستحر القتل في عبد الأشل
(ح ر ر) : (الْحَرُّ) خِلَافُ الْبَرْدِ (وَقَوْلُهُمْ) وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا تَمَثَّلَ بِهِ الْحَسَنُ حِينَ أَمَرَهُ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنْ يَحُدَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ أَيَّامَ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَتَوَلَّى إقَامَةَ الْحَدِّ مَنْ يَتَوَلَّى مَنَافِعَ الْإِمَارَةِ (وَالْحَرَّةُ) الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ (وَيَوْمُ الْحَرَّةِ) يَوْمٌ كَانَ لِيَزِيدَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ قُتِلَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ (وَقَوْلُهُ) وَبِهِ قَضَى زَيْدٌ فِي قَتْلَى الْحَرَّةِ فَالصَّوَابُ ابْنُهُ خَارِجَةُ لِأَنَّهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ وَيَوْمُ الْحَرَّةِ كَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَهِيَ تُعْرَفُ بِحَرَّةِ وَاقِمٍ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ.

(وَالْحُرُّ) خِلَافُ الْعَبْدِ وَيُسْتَعَارُ لِلْكَرِيمِ كَالْعَبْدِ لِلَّئِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ فَعَّالٌ مِنْ الصَّيْحَةِ (وَالْحُرَّةُ) خِلَافُ الْأَمَةِ وَبِهَا كُنِّيَ أَبُو حُرَّةَ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي السِّيَرِ وَفَتْحُ الْحَاءِ خَطَأٌ وَقَوْلُهُمْ أَرْضٌ حُرَّةٌ لَا رَمْلَ فِيهَا مَجَازٌ (وَأَمَّا قَوْلُهُمْ) لِلَّتِي لَا عُشْرَ عَلَيْهَا حُرَّةٌ فَمُوَلَّدٌ (وَالْحُرِّيَّةُ) مَصْدَرُ الْحُرِّ وَحَقِيقَتُهَا الْخَصْلَةُ الْمَنْسُوبَةُ إلَى الْحُرِّ وَيُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْأَحْرَارِ حُرِّيَّةٌ نِسْبَةً (وَمِنْهَا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَصَالَحُوهُمْ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا حُرِّيَّتَهُمْ مِنْ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ (وَحَرَّ الْمَمْلُوكُ) عَتَقَ حَرَارًا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَحَرَّرَهُ صَاحِبُهُ (وَمِنْهُ) فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (تَحَرَّرَ) بِمَعْنَى حَرَّ قِيَاسًا (وقَوْله تَعَالَى) {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35] أَيْ مُعْتَقًا لِخِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (وَالْحَرُورِيَّةُ) اسْمٌ بِمَعْنَى الْحُرِّيَّةِ وَفَتْحُ الْحَاءِ هُوَ الْفَصِيحُ (وَأَمَّا) الْحَرُورِيَّةُ الْفِرْقَةُ مِنْ الْخَوَارِجِ فَمَنْسُوبَةٌ إلَى حَرُورَاءَ قَرْيَةٍ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ بِهَا أَوَّلُ تَحْكِيمِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لِامْرَأَةٍ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ الْمُرَادُ أَنَّهَا فِي التَّعَمُّقِ فِي سُؤَالِهَا كَأَنَّهَا خَارِجِيَّةٌ لِأَنَّهُمْ تَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهُ (وَالْحَرِيرُ) الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ وَسُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْهُ حَرِيرًا وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الْحَرِيرُ مَا كَانَ مُصْمَتًا أَوْ لُحْمَتُهُ حَرِيرٌ وَفِي كَرَاهِيَةِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ كَرَاهِيَةُ الْحَرِيرِ وَتَعْلِيقُهُ عَلَى الْأَبْوَابِ وَسَتْرُ الْخِدْرِ تَصْحِيفٌ (وَحَرَّانُ) مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ إلَيْهِ تُنْسَبُ الثِّيَابُ الْحَرَّانِيَّةُ.
ح ر ر : الْحِرُّ بِالْكَسْرِ فَرْجُ الْمَرْأَةِ وَالْأَصْلُ حِرْحٌ فَحُذِفَتْ الْحَاءُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ عُوِّضَ عَنْهَا رَاءٌ وَأُدْغِمَتْ فِي عَيْنِ الْكَلِمَةِ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يُصَغَّرُ عَلَى حُرَيْحٍ وَيُجْمَعُ عَلَى أَحْرَاحٍ وَالتَّصْغِيرُ وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْكَلِمَةَ إلَى أُصُولِهَا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ يَدٍ وَدَمٍ مِنْ غَيْرِ تَعْوِيضٍ قَالَ الشَّاعِرُ
كُلُّ امْرِئٍ يَحآمِي حِرَه ... أَسْوَدَهُ وَأَحْمَرَهُ.

وَالْحُرُّ بِالضَّمِّ مِنْ الرَّمْلِ مَا خَلَصَ مِنْ الِاخْتِلَاطِ بِغَيْرِهِ وَالْحُرُّ مِنْ الرِّجَالِ خِلَافُ الْعَبْدِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ خَلَصَ مِنْ الرِّقِّ وَجَمْعُهُ أَحْرَارٌ وَرَجُلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الْحُرِّيَّةِ.

وَالْحَرُورِيَّةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَحَرَّ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبْ حَرَارًا بِالْفَتْحِ صَارَ حُرًّا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إلَّا هَذَا الْبِنَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ حَرَّرْتُهُ تَحْرِيرًا إذَا أَعْتَقْتَهُ وَالْأُنْثَى حُرَّةٌ وَجَمْعُهَا حَرَائِرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ
وَمِثْلُهُ شَجَرَةٌ مُرَّةٌ وَشَجَرٌ مَرَائِرُ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا لِأَنَّ بَابَ فَعْلَةٍ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فُعَلٍ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَإِنَّمَا جُمِعَتْ حُرَّةٌ عَلَى حَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهِمَا وَجُمِعَتْ مُرَّةٌ عَلَى مَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى خَبِيثَةُ الطَّعْمِ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهَا.

وَالْحَرِيرَةُ وَاحِدَةُ الْحَرِيرِ وَهُوَ الْإِبْرَيْسَمُ وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ.

وَالْحَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَرْدِ يُقَالُ حَرَّ الْيَوْمُ وَالطَّعَامُ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَرَّ حَرًّا وَحُرُورًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ لُغَةٌ وَالِاسْمُ الْحَرَارَةُ فَهُوَ حَارٌّ وَحَرَّتْ النَّارُ تَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَوَقَّدَتْ وَاسْتَعَرَتْ.

وَالْحَرَّةُ بِالْفَتْحِ أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ.

وَالْحَرُورُ وِزَانُ رَسُولٍ الرِّيحُ الْحَارَّةُ قَالَ الْفَرَّاءُ تَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنَا رُؤْبَةُ أَنَّ الْحَرُورَ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومَ بِاللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الْحَرُورُ وَالسَّمُومُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْحَرُورُ مُؤَنَّثَةٌ وَقَوْلُهُمْ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ صِعَابَ الْإِمَارَةِ مِنْ تَوَلَّى مَنَافِعَهَا وَالْحَرِيرُ الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ.

وَحَرُورَاءُ بِالْمَدِّ قَرْيَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ يُنْسَبُ إلَيْهَا فِرْقَةٌ مِنْ الْخَوَارِجِ كَانَ أَوَّلُ اجْتِمَاعِهِمْ بِهَا وَتَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى مَرَقُوا مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ مَعْنَاهُ أَخَارِجَةٌ عَنْ الدِّينِ بِسَبَبِ التَّعَمُّقِ فِي السُّؤَالِ. 
[حرر] الحَرُّ: ضد البرد. والحَرارةُ: ضد البُرودة. والحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارة سودٍ نخرةٍ كأنَّها أحرِقَتْ بالنار. والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ، وربَّما جمع بالواو والنون فقيل حَرُّونَ، كما قالوا أَرَضون، وإحَرُّونَ أيضاً، كأنه جمع إحرة. قال الراجز : لا خمس إلا جندل الاحرين * والخمس قد جشمنك الامرين - ونهشل بن حرى . وبعير حرى: يرعى في الحَرَّةِ. والحِرَّةُ بالكسر: العطَش. ومنه قولهم: " أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ "، إذا عطِش في يوم بارد. ويقال: إنما كسرو الحرة لمكان القرة. والحران: العطشانُ، والأنثى حَرَّى، مثل عطشى. والحرار: العطاش. وحران: بلد بالجزيرة، يقال: إن حران بناها هاران بن لوط، وبها سميت. فعلى هذا الاسم معرب وليس بعربي محض. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون. والحر بالضم: خلاف العبد. وحُرُّ الرمل وحَرُّ الدار: وسطها. وحر الوجه: مابدا من الوَجْنَةِ. يقال: لطمه على حر وجهه. والحران: الحر وأبى، وهما أخوان. وأنشد الاصمعي للمنخل : ألا من مبلغ الحرين عنى * مغلغلة وخص بها أبيا - والحر: فرخ الحمامة، وولد الظَبْية، وولد الحيّة أيضاً. قال الطرماح : منطو في جوف ناموسه * كانطواء الحر بين السلام - وساق حُرٍّ: ذكر القَمارِيّ. وأَحْرارُ البقول: ما يؤكل غيرَ مطبوخ. ويقال أيضاً: ما هذا منك بِحُرٍّ، أي بحسنٍ ولا جميل. قال طرفة: لا يكن حبك داءً قاتلاً * ليسَ هذا منك ماوِيَّ بِحُرّْ - والحُرَّةُ: الكريمة. يقال: ناقة حُرَّةٌ. وسَحابة حرّة: أي كثيرة المطر. قال عَنترة. جادتْ عليها كل بِكرٍ حُرَّة * فتركنَ كلَّ قرارة كالدِرهم - والحُرَّةُ: خلاف الأَمَة. وحُرَّةُ الذِفْرى: موضِع مَجال القُرط منها. وطينٌ حُرٌّ: لا رمْلَ فيه ورملة حُرَّةٌ، أي لا طينَ فيها، والجمع حَرائِرُ. وقولهم: باتت فلانةُ بليلةِ حُرَّةٍ، إذا لم يَقدِر بعلُها على افتضاضها. قال النابغة: شُمُس مَوانعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ * يُخْلِفْنَ ظنَّ الفاحش المغيار - فإن افتضها فهى بليلة شيباء. والحريرة: واحدة الحرير من الثياب. والحَريرةُ: دقيقٌ يُطْبَخ بلبن. والحَريرُ: المَحرورُ الذي تداخلَتْه حرارة الغيظ وغيره. قال الشاعر : خرجن حريرات وأبدين مجلدا * وجالت عليهن المكتبة الصفر - ويقال: إنى لأجد لهذا الطعام حَرورَةً في فمى، أي حرارة ولذعا. وحروراء: اسم قرية، يمد ويقصر، نسبت إليها الحرورية من الخوارج، لانه كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها. يقال: حرورى بين الحرورية. والحرور: الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَموم بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحَرورُ بالليل وقد تكون بالنَهار، والسَمومُ بالنهار وقد تكون بالليل. قال العجاج: ونسجت لوامع الحرور * سبائبا كسرق الحرير - وحر العبد يَحَرُّ حَراراً . قال الشاعر:

وما رُدَّ من بعد الحَرارِ عتيق * وحَرَّ الرجل يَحَرُّ حُرِّيَةً، من حُرِّيَةِ الأصل. وحَرَّ الرجل يحر حرة: عطش، فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل. وأما حر النهار ففيه لغتان، تقول، حَرَرْتَ يا يوم بالفتح، وحَرِرْتَ بالكسر، فأنت تَحَرُّ وتَحُرُّ وتَحِرُّ، حَرّاً وحَرارَةً وحُروراً. وأَحَرَّ النهارُ: لغةٌ فيه سمعها السكائى. وأحر الرجل فهو محر، أي صارت إبله حرارا أي عطاشاً. وحكى الفرّاء: رجلٌ حُرٌّ بيّن الحَرُورِيَةِ. وتَحْريرُ الكتابِ وغيرِه: تقويمه. وتَحْريرُ الرقَبة: عِتْقُها. وتَحريرُ الولد: أن تُفْرِده لطاعة الله وخدمةِ المسجد. واسْتَحَرَّ القتل وحر، بمعنى، أي اشتد.
[حرر] نه: من فعل كذا فله عدل "محرر" أي أجر معتق، المحرر الذي جعل من العبيد حرا. ومنه: فأنا أبو هريرة "المحرر" أي المعتق. وح: شراركم الذين لا يعتق "محررهم" أي أنهم إذا أعتقوه استخدموا فإذا أراد فراقهم ادعوا رقه. وح ابن عمر: إنه قال لمعاوية: حاجتي عطاء "المحررين" أي الموالي، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان في بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم أعطياتهم لما علم من ضعفهم وتألفاً لهم على الإسلام. ط: أول ما جاء بدأ "بالمحررين" أول ظرف بدأ، وهو مفعول ثان لرأيت. ج: كان على عائشة "محرر" أي عتق رقبة. ومنه: من اعتبد "المحرر" أي استرق المعتق. غ "محرراً" أي معتقاً من عمل الدنيا. نه ومنه ح أبي بكر: أفمنكمالميت يابس الكبد، وقيل وصفها بما يؤول أمرها إليه. وفيه: إن القتل قد "استحر" يوم اليمامة بقرائها، أي اشتد وكثر، استفعل من الحر الشدة. ط: وهذا حين بعث أبو بكر خالد بن الوليد مع جيش إلى اليمامة فقاتلهم بنو حنيفة قتالاً شديداً وقتل من القراء سبعمائة ومن غيرهم خمسمائة، ثم فتح وقتل مسيلمة، وأخشى إن استحر القتل، إن شرطية مفعول أخشى محذوف، أو مصدرية مفعوله. غ: زاد معاوية أصحابه يوم صفين خمسمائة فقال أصحاب على (ع):
لا خمس إلا جندل "الأحرين"
الحرة حجارة سود بين جبلين، وجمعها أحرون رفعاً، وأحرين نصباً وجراً. نه: وزيادة الألف من الندور، وقيل قسم على يوم الجمل ما في العسكر فأصاب كل رجل خمسمائة، فقال بعضهم في الصفين لنفسه: لا خمس إلا جندل الأحرين، يعني ليس لك إلا الحجارة ولاخيبة. والحرة أرض ذات حجارة سود، وتجمع على حر وحرار وحرات وحرين وأحرين، وقيل إن واحدة أحرة. وفيه: حتى ذهبت مني يوم "الحرة" وهي أيام يزيد بن معاوية لما نهب المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمر عليهم مسلم بن عقبة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد، وحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. ج: وقع فيه سبي النساء والولدان. وفيه: فليضرب بحده على "حرة" أراد بها نفس الحجر، أي اضرب حد سيفه بحجر لئلا يمكنه القتال به. نه وفيه: لطم وجه جارية فقال: أعجز عليك إلا "حر" وجهها، حر الوجه: ما أقبل عليك، وحر كل أرض ودار وسطها وأطيبها، وحر البقل والفاكهة والطين جيدها. ن: أي امتنع عليك إلا حر الوجه، أي صفحته وما رق من بشرته، أو عجزت ولم تجد أن تضرب إلا حر وجهها. ط ومنه: ثم يصيب شيئاً من "حر" وجهه. نه ومنه: ما رأيت أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "أحر" حسناً منه، يعني أرق منه رقة حسن. وفيه: ذرى وأنا "أحر" لك، يقول ذرى الدقيق لأتخذ لك منه حريرة، وهي حساء مطبوخ من الدقيق والدسم والماء. ك: هي بمهملات دقيق يطبخ بلبن. نه: وسئلت عائشة عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أ"حرورية" أنت؟ وهم طائفة من الخوارج نسبوا إلى "حرورا" بالمد والقصر، وهو موضع قريب من الكوفة كان أول مجمعهم وتحكيمهم فيه، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي وكان عندهم تشدد في أمر الحيض، شبهتها بهم في تشددهم في أمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها، وقيل: أرادت أنها خرجت عن السنة والجماعة كما خرجوا عنهم. ك: أحرورية أنت، بفتح حاء وضم راء أولى أي خارجية يوجبون قضاء صلاة الحيض؟ فقلت: لا ولكني أسأل لمجرد العلم لا للتعنت. ن: "الحرور" شدة الحر، والخزيرة يجيء في خ معجمة. ط: فليتزوج "الحرائر" لأن الإماء مبتذلة غير مؤدبة فلم تحسن تأديب أولادها وقد قيل: الرق رقان: رق سبي ورق هوى، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق.
حرر
حَرَّ1 حَرَرْتُ، يَحُرّ، احْرُر/ حُرّ، حَرًّا، فهو حارّ، والمفعول مَحْرور
• حرَّ الشَّيءَ: سخَّنه، رفع درجةَ حرارته "حَرَرْتُ الماءَ/ الطّعام". 

حرَّ2 حَرَرْتُ، يَحِرّ، احْرِر/ حِرّ، حَرًّا وحَرَارةً، فهو حارّ
• حرَّ القتالُ: اشتدَّ.
• حرَّ النَّهارُ: سخُن، ارتفعت درجةُ حرارته "حرَّ الهواءُ/ الماءُ". 

حرَّ3 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/ حَرّ، حَرًّا وحُرورًا، فهو حارّ، والمفعول محرور (للمتعدِّي)
• حرَّ النَّهارُ: اشتدّ حرُّه، سَخُن، ارتفعت درجةُ حرارته.
• حرَّ الماءَ: سخَّنه. 

حرَّ4 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَر/ حَرّ، حِرَّةً وحَرَارةً، فهو حرَّانُ/ حرَّانٌ
• حرَّ الرَّجلُ:
1 - عطش.
2 - شعر بالحرارة "وجَده حرّانَ/ حرّانًا".
• حرَّتْ كبدُه: يبست من عطَش أو حُزْن "فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ [حديث]: في سقي كلِّ كبد [كلِّ ذي كبد] حَرَّى، أجر". 

حرَّ5 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَر/ حَرّ، حُرِّيَّةً، فهو حُرّ
• حرَّ الرَّجُلُ: كان حُرَّ الأصْلِ غير مُقيَّد، لا يُباع ولا يُشْتَرى " {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} " ° أنت حرّ ما لم تضُرّ: اصنع ما شئت ما دمت لا تتجاوز حدود اللِّياقة. 

حَرَّ6 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/ حَرّ، حَرارًا، فهو حُرّ
• حرَّ العبدُ: صار حُرًّا طليقًا غيرَ مُقَيَّد، خلص من الرّقّ "حَرِرْت من إدمان التَّدخين" ° حُرّ التَّصرف: يفعل ما يشاء- حُرٌّ طليق. 

أحرَّ يُحِرّ، أحْرِرْ/ أحِرَّ، إِحْرَارًا، فهو مُحِرّ، والمفعول مُحَرّ (للمتعدِّي)
• أحرَّ النَّهارُ: صار حارًا "أحرَّ الجوُّ".
• أحرَّ الماءَ: جعله حارًّا (ساخنًا) "أحرّتْهُ شمسُ الصَّيف- أحرّتْهُ أنباءُ الحرب". 

احترَّ يحترّ، احْتَرِرْ/ احْتَرَّ، احترارًا، فهو مُحترّ
 • احترَّ الشَّيءُ: صار حارًّا "احترّ الشَّرابُ". 

استحرَّ يستحرّ، اسْتَحْرِرْ/ اسْتَحِرَّ، استحرارًا، فهو مُسْتحِرّ
• استحرَّ الشَّيءُ: صار حارًّا.
• استحرَّ الأمرُ: اشتدّ واحتدم "استحرَّ القتالُ". 

تحرَّرَ/ تحرَّرَ من يتحرَّر، تحرُّرًا، فهو مُتحرِّر، والمفعول مُتحرَّر منه
• تحرَّرتِ الرِّسالةُ: مُطاوع حرَّرَ: كُتبت "تحرَّرت المقالةُ".
• تحرَّر العبدُ من الرِّقِّ: أُعتِق، صار حُرًّا لا سلطان عليه.
• تحرَّر من الاستعمار ونحوه: حَرَّر نفسَه منه، وتخلَّص من سيطرته عليه "تحرَّرت شعوبُ العالم الثَّالث من الاستعمار ولم تتحرّر من سلطانه- تحرَّر من التَّقاليد: لم يلتزم بها- تحرَّر البلدُ: استعاد سيادتَه واستقلالَه- فتاة متحرِّرة: غير ملتزمة". 

حرَّرَ يُحرِّر، تَحْريرًا، فهو مُحرِّر، والمفعول مُحرَّر
• حرَّر العبدَ: أعتقه "حرَّر رقبتَه- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} ".
• حرَّر الكتابَ وغيرَه: أصلحه وجوَّد خطَّه.
• حرَّر الصَّحيفةَ أو المجلةَ: أشرف على إعدادها وأسهم في كتابة موادّها "حرَّر مقالاً على عجل".
• حرَّر الولدَ: نذره لطاعة الله وخدمة بيته " {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ".
• حرَّر الرِّسالةَ ونحوَها: كتبها "حرَّر الشُّرطيُّ مُخالفةً لقائد السَّيّارة/ محضرًا بالحادثة".
• حرَّر النِّظامَ: جعله أكثر حرّيّة وأقلّ التزامًا "حرّر المعاملات الاقتصاديّة". 

أحرُّ [مفرد]: اسم تفضيل من حرَّ3: أكثر سخونة من غيره "الصَّيفُ أحرُّ من الشتاء: الصَّيف في حرِّه أبلغ من الشِّتاء في برودته، وهنا لا يراد التفضيل بخروج الصيغة عن الدّلالة على صفةٍ مشتركة بين الطرفين، وإنمّا الوصف بأصل المعنى، أي أنّ شيئًا زاد في صفة نفسه عن آخر في نفسه كما نقول: العسل أحلى من الخلّ" ° على أحرِّ من الجَمْر: في غاية الشّوق، لا يقوى على الانتظار. 

تَحَرُّريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحرُّر.
2 - مصدر صناعيّ من تحرُّر: نزعة رامية إلى الانعتاق السِّياسيّ والاقتصاديّ.
3 - (سة) فلسفة سياسيّة تقوم على الإيمان بالتقدّم واستقلال الفرد الذّاتيّ وتنادي بحماية الحريّات السِّياسيّة والمدنيّة، تُعرف كذلك بالليبراليّة. 

تحرير [مفرد]: ج تحاريرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَّرَ ° إدارة التَّحرير: القسم المسئول عن التحرير- تحريرًا في: كُتِب أو صدَر في تاريخ مُعيَّن- رئيس التَّحرير: من يتولّى تنسيق النشاطات التحريريَّة لدار نشر أو إنتاج كما في الجريدة.
2 - خلاص، إزالة الخداع "تحريرٌ من الأوهام".
• تحرير نصّ: مراجعةٌ نقديَّة لنصٍّ بما في ذلك دمج عناصر موثوقيّة من مصادر مختلفة.
• حركة تحرير المرأة: حركة مُوَجَّهة نحو إزالة المواقف والممارسات المبنيّة على اعتبار أن الرِّجال أعلى مرتبةً وأهمَّ من النِّساء. 

تَحْريريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تحرير.
2 - كتابيّ، عكسه شفهيّ "امتحان تحريريّ- إعلان تحريريّ: يُنشر بمثابة مقالة عاديّة في الجريدة أو المجلة". 

حارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حَرَّ1 وحرَّ2 وحرَّ3 ° زَيْت حارّ: يُستخرج من الكتّان.
2 - ساخن، ضدّ بارد "جوٌّ/ ماءٌ حارٌّ" ° مشروب حارّ: ساخن.
3 - لاذع "فلفل حارّ".
4 - بتحمُّس شديد "استقبله استقبالاً حارًّا: استقبالاً متَّسمًا بالبشر والإكرام والتّرحيب- دعاء حارّ: منبعث من أعماق القلب" ° لِقاء حارّ: ودِّيّ.
5 - شديدٌ شاقّ. 

حَرار [مفرد]: مصدر حَرَّ6. 

حَرارة [مفرد]:
1 - مصدر حرَّ2 وحرَّ4 ° بحرارة: بعاطفة ملتهبة وحماسة- حرارة الشَّباب: فورته واندفاعه- حرارة العاطفة: التهابها واشتدادها- عازل الحرارة: مانع لنفوذها.
2 - سخونة، ضدّ برودة "ترتفع درجات الحرارة خلال الصَّيف- شعر بحرارة في رأسه" ° ارتفعت درجةُ حرارة المريض.
3 - (فز) صورة من صور الطاقة تُصهِر المادّة أو تُسخِّنها أو تبخِّرها.

• الحرارة النَّوعيَّة: (فز) كميّة الحرارة المقدَّرة بالسُّعرات التي إذا امتصَّها جرام واحد من مادّة ما رفعت درجة حرارته درجة واحدة مئويّة.
• الحرارة الكامنة: (فز) الحرارة التي تمتصّها المادّة عندما تتغيَّر حالتُها من صورة إلى أخرى.
• درجة الحرارة: شدّة الطاقة الحرارية في جسم ما أو في حيِّز من الفضاء، وتعتمد درجة الحرارة على متوسِّط طاقة حركة الجزيئات في حيِّز مُعيَّن، ويمكن التعبير عنها باستخدام أحد تدرُّجات عدَّة مثل: تدريج فارنهايت وتدريج سلسيوس (التدريج المئويّ). 

حراريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَرارة.
• الانتحاء الحراريّ: (حي) تحرُّك الكائن الحيّ استجابة للتغيّرات في درجة الحرارة.
• التَّصوير الحراريّ: (طب) طريقة في التشخيص بحيث تكوِّن الكاميرا ذات الأشعة تحت الحمراء صُورًا تُبيّن مواقعَ لنمو نسيج غير طبيعيّ عن طريق قياس تغيّرات درجة الحرارة في الجسم.
• التَّنظيم الحراريّ: (فز) المحافظة على درجة حرارة الجسم الداخليّة بعيدًا عن درجة حرارة البيئة أو الجوّ.
• الطُّوب الحراريّ: نوع من قوالب الطُّوب مصنوع بطريقة خاصّة ليقاوم الحرارة.
• محرِّك حراريّ: (فز) آلة لتحويل الطاقة الحراريَّة إلى طاقة ميكانيكيّة مثل محرِّك البخار أو محرِّك البنزين.
• وحدة حراريَّة: (فز) سُعْر، وحدة لقياس الحرارة وقيمة الطاقة الناتجة عن تناول الطعام.
• كهرباء حراريّة: كهرباء متولّدة من تدفّق الحرارة.
• الدِّيناميكا الحراريَّة: فرع من الفيزياء يبحث في العلاقة بين الحرارة وأشكال أخرى من الطاقة. 

حراريّات [جمع]: (فز) موادّ من الطَّفل تصنع منها الأجسام التي تتعرَّض للحرارة العالية مثل الطّوب الحراريّ. 

حَرّ [مفرد]:
1 - مصدر حَرَّ1 وحرَّ2 وحرَّ3.
2 - وصف بمعنى حارّ، ضد بَرْد "اليوم حَرّ" ° الجوّ حرٌّ: لا يُطاق.
3 - حرارة " {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} ". 

حُرّ [مفرد]: ج أحرار وحِرار، مؤ حُرَّة، ج مؤ حُرَّات وحَرائِرُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَّ5 وحَرَّ6 ° إرادة حُرَّة: مطلقة- الحُرّ تكفيه الإشارةُ [مثل]: أي أن الإشارة تُغني عن الإطالة- القطاع الحُرّ/ الاقتصاد الحُرّ/ التعليم الحُرّ: الذي لا يخضع لسيطرة الدولة- ترجمة حُرَّة: بتصرّف- مِنْ حُرِّ ماله: من ماله الذي اكتسبه بطريقة شريفة.
2 - كريم، من خير النَّاس وأفضلهم "نساء حرائر- أَوَ تَزْنِي الحُرَّةُ [حديث]: العفيفة المحصنة".
3 - خالص من الشوائب ° ذهَب حُرّ: لا نحاس فيه- طين حُرّ: لا رمل فيه- فرسٌ حُرّ: عتيق الأصل.
• الشِّعر الحُرُّ: (دب) الشِّعر المُتَحرِّر من الوزن والقافية.
• العالم الحُرّ: (سة) جزء من العالم مشهور بالأنظمة الديمقراطيَّة والرَّأسماليّة أو الاشتراكيَّة غير المتشدِّدة أكثر منه بالأنظمة الشّيوعيَّة أو الاستبداديّة.
• العَقارُ الحُرّ: (قص) كلّ مِلْك خالص الملكيّة يأتي بدخل سنويّ دائم يسمّى رَيْعًا.
• السُّوق الحُرَّة: (قص) سوق يتمّ التعامل فيها خارج البورصة أو الجمرك.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتّبعه البنوك المركزيّة في بيع الأوراق الماليّة وشرائها لزيادة المتداول من النُّقود أو نقصه.
• الفنون الحُرَّة: فروع أكاديميَّة تعليميَّة كاللغات والأدب والتاريخ والفلسفة والرِّياضيّات والعلوم تقدِّم معلومات خاصّة باهتمامات ثقافيَّة عامّة.
• المنطقة الحرَّة: منطقة إقليميّة معيَّنة لا تخضع للرسوم الجمركيّة. 

حَرَّانُ/ حَرَّانٌ [مفرد]: ج حِرار/ حرّانون، مؤ حَرَّى/ حَرَّانة، ج مؤ حِرار/ حرَّانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَّ4: عطشان من شدّة الحرّ "كانوا حرَّانين فخرجوا إلى الشَّاطئ" ° دموع حَرَّى: حارّة- زفرة حَرَّى: شديدة الحزن- كبد حَرَّى: عَطْشَى أو مفجوعة حزينة. 

حَرَّة [مفرد]: ج حرَّات وحِرار: (جو) أرض ذات حجارة سوداء كأنّها أحْرِقت بالنّار. 

حِرَّة [مفرد]: مصدر حرَّ4. 

حُرِّيَّة [مفرد]: ج حُرِّيَّات (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَّ5.
2 - حالة يكون عليها الكائن الحيّ الذي لا يخضع لقهر أو قيد أو غلبة ويتصرّف طبقًا لإرادته وطبيعته، خلاف عبوديّة "حُرِّيَّة التَّصرّف/ الرَّأي/ العبادة/ الصَّحافة" ° بحرِّيَّة: بلا تكلُّف وبلا احتراس- حُرِّيَّة الاتّجاه الفكريّ: حُرِّيَّة التَّعليم أو طلب العلم أو مناقشة بصراحة دون قيود أو تدخُّل- حُرِّيَّة الكلام: القدرة على التّصرُّف بملء الإرادة والاختيار.
3 - (سة) مذهب سياسيّ يقرّر وجوب استقلال السُّلطة التَّشريعيّة والسُّلطة القضائيّة عن السُّلطة التَّنفيذيّة ويعترف للمواطنين بضروب مختلفة من الضَّمان تحميهم من تعسُّف الحكومات، نقيض مذهب الاستبداد بالسُّلطة ° حُرِّيَّات مدنيَّة: حقوق فرديَّة أساسية منها حريَّة التّعبير، وحريَّة الدين، يقوم القانون بحمايتها ضدّ تدخلات غير مسموحة سواء حكوميَّة أو غيرها.
4 - (قص) مذهب اقتصاديّ يرمي إلى إعفاء التّجارة الدَّوليّة من القيود والرُّسوم "حُرِّيَّة اقتصاديَّة".
5 - (نف) حالة مَنْ لا يحكمه اللاّشعور أو الدوافع النفسيّة أو الجنون أو عدم الشعور بالمسئوليّة القانونيّة أو الأخلاقيّة، فهي حالة الإنسان الواعي الذي يفعل الخير أو الشرّ وهو يعلم ماذا يريد أن يفعل، ولماذا يريد ذلك، مع وجود أسباب انتهى إليها تفكيره.
• حُرِّيَّة البحار: الميثاق الذي ينصُّ على أن السُّفن من شتَّى الجنسيّات لها حقُّ العبور في المياة الدّولية دون إعاقة. 

حَرُور [مفرد]: ج حَرائِرُ
• الحَرُور:
1 - حَرّ الشَّمس " {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ. وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ".
2 - نَار.
3 - حرّ شديد " {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ".
4 - ريح حارَّة تهبُّ ليلاً أو نهارًا " {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ". 

حُرور [مفرد]: مصدر حرَّ3. 

حَرُوريّة [مفرد]
• الحَرُوريَّة: (سف) طائفة من الخوارج تنسب إلى حروراء بقرب الكوفة، لأنّهم أقاموا أول اجتماعهم وتحكيمهم بها حين خالفوا عليًّا، وكان عندهم تشدُّد في الدِّين حتى مرقوا منه. 

حَرير [جمع]: جج حَرائِرُ وحرايرُ: نوع رقيق من النّسيج يُصنع من خيوط دودة القزّ وتصنع منه الملابس "فستان من الحرير- حرير نباتيّ: نسيج حريريّ يُؤخذ من بذور بعض النباتات- حرير مَغْزول: غزل مصنوع من الحرير قصير الألياف- {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} " ° الحرير الصَّخريّ: مادّة معدنيّة خيطيَّة غير قابلة للاحتراق ولا الذَّوبان- الحرير الصِّناعيّ: أقمشة حريريّة مادّتها مركَّبة كيماويًّا- حرير خامّ: حرير غير معالَج.
• الحرير الصِّناعيّ: ألياف تُتَّخذ من عجينة الخشب أو نُسالة القطن.
• دودة الحرير: (حن) فراشة تُربَّى في البلاد التي تزدهر فيها صناعة الحرير، تضع الأنثى من 400 - 600 بيضة، وتفقس البيضة عن يرقة تتغذَّى بشراهة على أوراق التُّوت ثم تحيط نفسها بشرنقة من الحرير تتحوَّل داخلها إلى عذراء ثم إلى فراشة. 

حَرِيرَة [مفرد]: ج حَرائِرُ:
1 - قطعة من الحَرِير.
2 - دقيق يُطبخ بلبن أو دسم. 

حَرِيريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَرير: "بشرة حريريّة الملمس".
2 - صانع الحرير.
3 - بائع الحرير. 

حَرِيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى حَرير.
• الطِّباعة الحريريَّة: أُسلوب في الطِّباعة باستخدام صفيحة رقيقة من معدن أو ورق مُقوَّى أو مُشَمَّع، لها مسامّ لكي يدخل الحبر من خلالها بحيث يوضع التَّصميم على هذه الصفيحة، ويتم إدخال الحبر من خِلال هذه الصفيحة، إلى المادّة المطبوعة. 

مُتحرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تحرَّرَ/ تحرَّرَ من.
2 - من يخرج على تقاليد مجتمعه "أفكار مُتحرِّرة". 

مُحرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حرَّرَ.
2 - مسئول في صحيفة أو مجلّة يشترك في تحريرها "محرِّر أدبيّ/ سياسيّ/ رياضيّ/
 اقتصاديّ".
3 - رتبة في سُلّم الوظائف الرَّسميَّة "عيِّن محرِّرًا بمجمع اللغة العربيّة".
4 - (حس) برنامج أو مجموعة أوامر تُستخدم لتحرير نصّ أو ملفات البيانات.
• محرِّر القضاء: كاتب أحكام القضاء. 

حرر: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس

من وجهين: أَحدهما بناؤه، والآخر إِظهار تضعيفه؛ قال ابن دريد: لا أَعرف

ما صحته. والحارُّ: نقيض البارد. والحَرارَةُ: ضِدُّ البُرُودَةِ. أَبو

عبيدة: السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل، والحَرُورُ:

الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ

سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ

الجوهري: الحَرُورُ الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار؛

وأَنشد ابن سيده لجرير:

ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَنَّنا

لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم

مستن الحرور: مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه؛ يقول: نزلنا هنالك

فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف

يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ، شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ

عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس. والحَرُورُ: حر الشمس،

وقيل:الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه، وهو يكون بالنهار والليل، والسَّمُوم لا

يكون إِلا بالنهار. وفي التنزيل: ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال ثعلب:

الظل ههنا الجنة والحرور النار؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَن الظل هو

الظل بعينه، والحرور الحرّ بعينه؛ وقال الزجاج: معناه لا يستوي أَصحاب الحق

الذين هم في ظل من الحق، وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ

دائم ليلاً ونهاراً، وجمع الحَرُور حَرائِرُ؛ قال مُضَرِّسٌ:

بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها،

وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ

وتقول

(* قوله: «وتقول إِلخ» حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في

القاموس والمصباح وغيرهما، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي

والمضارع): حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم

تَحُرُّ، وحَرِرْتَ تَحِرُّ، بالكسر، وتَحَرُّ؛ الأَخيرة عن اللحياني، حَرّاً

وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ؛ وقد تكون الحَرارَةُ

للاسم، وجمعها حينئذ حَراراتٌ؛ قال الشاعر:

بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ،

على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ

وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن

الأَوَّل أَقرب.

قال الجوهري: وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي. الكسائي: شيء حارٌّ

يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. وقال اللحياني: حَرِرْت يا

رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً؛ قال ابن سيده: أُراه إِنما يعني الحَرَّ

لا الحُرِّيَّةَ. وقال الكسائي: حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير.

وقال ابن الأَعرابي: حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ، وحَرَّ يَحَرُّ

حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل، وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ؛

قال الجوهري: فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.

وفي حديث الحجاج: أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه؛ الحرار، بالفتح: مصدر من

حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً، والاسم الحُرِّيَّةُ. وحَرَّ يَحِرُّ

إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره. ابن سيده: وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي

حَرّاً وقُرّاً؛ والحِرَّةُ والحَرارَةُ: العَطَشُ، وقيل: شدته. قال

الجوهري: ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد،

ويقال: إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة.

ورجل حَرَّانُ: عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى؛ الأَخيرتان

عن اللحياني؛ وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. وفي

الحديث: في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ؛ الحَرَّى، فَعْلَى، من الحَرِّ وهي

تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ

ويَبِسَتْ من العَطَشِ، قال ابن الأَثير: والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى

أَجراً، وقيل: أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى

إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان، ويشهد له ما جاء

في الحديث الآخر: في كل كبد حارّة أَجر، والحديث الآخر: ما دخل جَوْفي ما

يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ، وما جاء في حديث ابن عباس: أَنه نهى

مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ، وفي حديث آخر: في كل كبد حرى رطبة

أَجر؛ قال: وفي هذه الرواية ضعف، فأَما معنى رطبة فقيل: إِن الكبد إِذا

ظمئت ترطبت، وكذا إِذا أُلقيت على النار، وقيل: كنى بالرطوبة عن الحياة

فإِن الميت يابس الكبد، وقيل: وصفها بما يؤول أَمرها إِليه.

ابن سيده: حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً؛

قال:

وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ

أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ، واسْتَحَرَّتْ،

كلاهما: يبست كبده من عطش أَو حزن، ومصدره الحَرَرُ. وفي حديث عيينة بن

حِصْنٍ: حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ؛ يعني

حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة؛ ومنه حديث أُم المهاجر: لما نُعِيَ

عُمَرُ قالت: واحَرَّاه فقال الغلام: حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ،

وأَحَرَّها اللهُ.

والعرب تقول في دعائها على الإِنسان: ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي

أَعطشه وقيل: معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه. وأَحَرَّ الرجلُ، فهو مُحِرٌّ

أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً. ورجل مُحِرٌّ: عطشت إِبله. وفي

الدعاء: سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد؛

وأَورده ابن سيده منكراً فقال: ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في

يوم بارد؛ وقال اللحياني: هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد. وقال

ابن دريد: الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه. قال: ومن دعائهم: رماه الله

بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد.

ويقال: إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً.

والحَرارَةُ: حُرْقَة في الفم من طعم الشيء، وفي القلب من التوجع،

والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي ذكره.

وقال ابن شميل: الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ، بالراء والواو.

والحَرَّة: حرارة في الحلق، فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة

ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ، وهو عند

خروج الروح.

وامرأَة حَرِيرَةٌ: حزينة مُحْرَقَةُ الكبد؛ قال الفرزدق يصف نساء

سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ:

خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً،

ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ

وفي التهذيب: المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ؛ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ

حَرارَة في صدورهن، وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة، وإِنما دخلتها الهاء

لما كانت في معنى حزينة، كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى

رَشِيدَة. قال: والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة.

والمُكَتَّبَةُ: السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن.

واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ. وفي حديث عمر وجَمْع القرآن:

إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن؛ أَي اشتدَّ وكثر،

وهو استفعل من الحَرِّ: الشِّدَّةِ؛ ومنه حديث عليٍّ: حَمِسَ الوَغَى

واسْتَحَرَّ الموتُ. وأَما ما ورد في حديث علي، عليه السلام: أَنه قال

لفاطمة: لو أَتَيْتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فسأَلته خادماً يَقِيكَ

حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل، وفي رواية: حارَّ ما أَنت فيه، يعني التعب

والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما، كما أَن البرد مقرون

بالراحة والسكون. والحارُّ: الشاق المُتْعِبُ: ومنه حديث الحسن بن علي قال

لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة: وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى

قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه،

والقارّ: ضد الحارّ.

والحَرِيرُ: المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره.

والحَرَّةُ: أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار.

والحَرَّةُ من الأَرضين: الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها

مطرت، والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ؛ قال سيبويه: وزعم يونس أَنهم يقولون

حَرَّةٌ وحَرُّونَ، جمعوه بالواو والنون، يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ

لأَنها مؤنثة مثلها؛ قال: وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ

وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها؛ أَنشد ثعلب

لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد

انهزم ولحق بالكوفة، وكان عليّ، رضي الله عنه، قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل

خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة، فلما قدم زيد على أَهله قالت له

ابنته: أَين خمس المائة؟ فقال:

إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ،

لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين،

وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين،

وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين،

وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين،

وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين،

قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ: هَلْ تَفِرِّين؟

لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين،

والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين،

جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ

ويروى: قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ. وقال ابن سيده: معنى لا خمس ما

ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما

التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علي، رضوان الله عليه:

لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين

أَرادوا: لا خمسمائة؛ والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال:

شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا

خمسمائة خمسمائة، فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات. قال ابن الأَثير: ورواه

بعضهم لا خِمس، بكسر الخاء، من وِردِ الإِبل. قال: والفتح أَشبه بالحديث،

ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة، والإِحَرِّينَ: جمع الحَرَّةِ.

قال بعض النحويين: إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ

وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة،

وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله، ولا هو بمنزلة أَرض

في أَنه مؤَنث بغير هاء؟ فالجواب: إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ،

وهي إِفْعَلَة، ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد، فأَسكنوا

الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده، فلما

دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين، عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو

والنون فقالوا: إِحَرُّونَ، ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها

حَرَّة، فقالوا: حَرُّونَ، وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت

إِحَرَّة من لفظها ومعناها، وإِن شئت قلت: إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في

لامها، وذلك ضرب من الإِعلال لحقها؛ وقال ثعلب: إِنما هو الأَحَرِّينَ، قال:

جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو

أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين. والحَرَّةُ: أَرض بظاهر المدينة

بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة. وفي حديث جابر: فكانت زيادة رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ؛

قال ابن الأَثير: قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في

الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية، لما انتهب المدينة عسكره من أَهل الشام الذين

ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأَمَّر عليهم مسلم بن

عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد. وفي التهذيب:

الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار. وقال ابن شميل:

الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل

البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار، وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس

بأَسود، وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها. وقال ابن الأَعرابي: الحرّة

الرجلاء الصلبة الشديدة؛ وقال غيره: هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض.

وقال أَبو عمرو: تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع

فذلك الكُرَاعُ. وأَرض حَرِّيَّة: رملية لينة. وبعير حَرِّيٌّ: يرعى في

الحَرَّةِ، وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد، حَرَّةُ النار لبني سُليم،

وهي تسمى أُم صَبَّار، وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة

النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس؛ قال الشاعر:

لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ،

بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ

والحُرُّ، بالضم: نقيض العبد، والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ؛ الأَخيرة عن

ابن جني. والحُرَّة: نقيض الأَمة، والجمع حَرائِرُ، شاذ؛ ومنه حديث عمر قال

للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد: لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي

لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على

الحرائر دون الإِماء.

وحَرَّرَهُ: أَعتقه. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ

مُحَرَّرٍ؛ أَي أَجر مُعْتَق؛ المحرَّر: الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق. يقال:

حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً، بالفتح، أَي صار حُرّاً؛ ومنه حديث أَبي

هريرة: فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ، وحديث أَبي

الدرداء: شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه

فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ

(* قوله: «ادّعوا رقه» فهو محرر

في معنى مسترق. وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه

ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر:

فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً، * فليس له حتى الممات خلاص

كذا بهامش النهاية). وفي حديث أَبي بكر: فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا

حُرَّ بوادي عوف؛ قال: هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني، كان

يقال له ذلك لشرفه وعزه، وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد

والخَوَل، وسنذكر قصته في ترجمة عوف، وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال

لمعاوية: حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ، فإِن رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم؛ أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك

أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إِنما

كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان، وكان

هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من

ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام.

وتَحْرِيرُ الولد: أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد. وقوله

تعالى: إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي؛ قال الزجاج:

هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك، وكان

ذلك جائزاً لهم، وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم، فكان

الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم، ولم يكن

ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور، فلما ولدت امرأَة عمران مريم

قالت: رب إِني وضعتها أُنثى، وليست الأُنثى مما تصلح للنذر، فجعل الله من

الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى، عليه السلام، أَن جعلها

متقبَّلة في النذر فقال تعالى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ.

والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النذيرة، وكان يفعل ذلك بنو

إِسرائيل، كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في

خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه. وإِنه لَحُرٌّ: بَيِّنُ

الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ، بفتح الحاء؛

قال:فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني

فراقَكِ، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صَدِيقُ

فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ،

ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ

والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها؛ قال شمر:

سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به؛ وقال ثعلب: قال

أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء.

والحُرُّ من الناس: أَخيارهم وأَفاضلهم. وحُرِّيَّةُ العرب: أَشرافهم؛ وقال ذو

الرمة:

فَصَارَ حَياً، وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ

على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى

أَي على أَشرافهم. قال: والهزالَى مثل السُّكارى، وقيل: أَراد الهزال

بغير إِمالة؛ ويقال: هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم. والحُرُّ من كل

شيء: أَعْتَقُه. وفرس حُرٌّ: عَتِيقٌ. وحُرُّ الفاكهةِ: خِيارُها.

والحُرُّ: رُطَبُ الأَزَاذ. والحُرُّ: كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره.

وحُرُّ كل أَرض: وسَطُها وأَطيبها. والحُرَّةُ والحُرُّ: الطين الطَّيِّبُ؛

قال طرفة:

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً،

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ، دِعْصٌ له نَدُّ

وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار: وسطها وخيرها؛ قال طرفة أَيضاً:

تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي،

أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك

وطينٌ حُرٌّ: لا رمل فيه. ورملة حُرَّة: لا طين فيها، والجمع حَرائِرُ.

والحُرُّ: الفعل الحسن. يقال: ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل؛

قال طرفة:

لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً،

ليس هذا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ

أَي بفعل حسن. والحُرَّةُ: الكريمة من النساء؛ قال الأَعشى:

حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْـ

ـبُ سُخاماً، تَكُفُّه بِخِلالِ

قال الأَزهري: وأَما قول امرئ القيس:

لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ،

ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ

إِلى أَهله أَي صاحبه. بحرّ: بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه؛

والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في

فعله؛ ويقال لأَوّل ليلة من الشهر: ليلةُ حُرَّةٍ، وليلةٌ حُرَّةٌ،

ولآخر ليلة: شَيْباءُ. وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة

زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها؛ قال النابغة يصف نساء:

شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

الأَزهري: الليث: يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر

فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ؛ يقال: باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ؛

وقال غير الليث: فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي

بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ. وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر. الجوهري:

الحُرَّةُ الكريمة؛ يقال: ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر؛

قال عنترة:

جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ،

فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ

أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة. وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين:

جَيِّدُها. وفي الحديث: ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله، صلى الله عليه

وسلم، من الحُسن إِلا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان أَحَرَّ حُسْناً

منه؛ يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ.

وأَحْرارُ البُقُول: ما أُكل غير مطبوخ، واحدها حُرٌّ؛ وقيل: هو ما

خَشُنَ منها، وهي ثلاثة: النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ؛ وقال أَبو

الهيثم: أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ، وذُكُورُها ما غَلُظَ

منها وخَشُنَ؛ وقيل: الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ.

وحُرُّ الوجه: ما أَقبل عليك منه؛ قال:

جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ،

وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ

وقيل: حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما؛

وقيل: حُرُّ الوجه الخَدُّ؛ ومنه يقال: لَطَمَ حُرَّ وجهه. وفي الحديث: أَن

رجلاً لطم وجه جارية فقال له: أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها؟

والحُرَّةُ: الوَجْنَةُ. وحُرُّ الوجه: ما بدا من الوجنة. والحُرَّتانِ:

الأُذُنانِ؛ قال كعب بن زهير:

قَنْواءُ في حُرَّتَيْها، للبَصِير بها

عِتْقٌ مُبينٌ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

وحُرَّةُ الذِّفْرَى: موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها؛ وأَنشد:

في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ

يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى، وقيل: حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة

الذفرى أَسيلتها، يكون ذلك للمرأَة والناقة. والحُرُّ: سواد في ظاهر أُذن

الفرس؛ قال:

بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ

والحُرَّانِ: السَّودان في أَعلى الأُذنين. وفي قصيد كعب بن زهير:

قنواء في حرتيها

البيت؛ أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم

الأَصل.

والحُرُّ: حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ، والجانُّ في هذه الصفة؛

وقيل: هو ولد الحية اللطيفة؛ قال الطرماح:

مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ،

كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ

وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات، وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ

في هذا البيت الحية، وقال: الحرّ ههنا الصَّقْر؛ قال الأَزهري: وسأَلت

عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي؛ وقيل: الحرّ الجانُّ من

الحيات، وعم بعضهم به الحية. والحُرُّ: طائر صغير؛ الأَزهري عن شمر:

يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ

جُمَيِّلُ حُرٍّ. والحُرُّ: الصقر، وقيل: هو طائر نحوه، وليس به، أَنْمَرُ

أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس؛ وقيل: إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو

يصيد. والحُرُّ: فرخ الحمام؛ وقيل: الذكر منها. وساقُ حُرٍّ: الذَّكَرُ من

القَمَارِيِّ؛ قال حميد بن ثور:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ،

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما

وقيل: الساق الحمام، وحُرٌّ فرخها؛ ويقال: ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي؛

ورواه أَبو عدنان: ساق حَرّ، بفتح الحاء، وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ،

بفتح الحاء، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول: ساق حرّ، وبناه صَخْرُ

الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال:

تُنادي سَاقَ حُرَّ، وظَلْتُ أَبْكي،

تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما

وقيل: إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول: ساق حرّ ساق

حرّ، وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما قال ابن سيده، وعلله

فقال: لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها. وقال

الأَصمعي: ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها؛ قال ابن جني: يشهد عندي بصحة

قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر، فقال: سَاقَ حُرٍّ إِن

كان مضافاً، أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة، فتركه

إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر؛ وأَما قول

حميد بن ثور:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما

البيت؛ فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت، ولكن الصوت قد يضاف أَوّله

إِلى آخره، وكذلك قولهم خازِ بازِ، وذلك أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ؛

قال والرواية الصحيحة في شعر حميد:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما

وقال أَبو عدنان: يعنون بساق حر لحن الحمامة. أَبو عمرو: الحَرَّةُ

البَثْرَةُ الصغيرة؛ والحُرُّ: ولد الظبي في بيت طرفة:

بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى

مُخْرِفٌ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ، حُرّ

والحَرِيرَةُ بالنصب

(* قوله: «بالنصب» أراد به فتح الحاء): واحدة

الحرير من الثياب.

والحَرِيرُ: ثياب من إِبْرَيْسَمٍ.

والحَرِيرَةُ: الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق، وقيل: هو الدقيق الذي يطبخ

بلبن، وقال شمر: الحَرِيرة من الدقيق، والخَزِيرَةُ من النُّخَال؛ وقال

ابن الأَعرابي: هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم

الحَسْوُ. وفي حديث عمر: ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك؛ يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك

منه حَرِيرَةً.

وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً: سَوَّاها. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فيها

أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان، وفي أَعلى الشبحة نقران

فيهما عُود معطوف، وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان

في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان

المنخفض.

وتحرير الكتابة: إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ. وتَحْرِيرُ الحساب:

إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ. وتَحْرِيرُ الرقبة:

عتقها.

ابن الأَعرابي: الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة، والحَرَّةُ: العذاب الموجع.

والحُرَّانِ: نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب

الفرقدان اعترضا، فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا. والحُرَّانِ: الحُرُّ وأَخوه

أُبَيٌّ، قال: هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما

أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر؛ قال المنخّل اليشكري:

أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني

مُغَلْغَلَةً، وخصَّ بها أُبَيَّا

فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ،

فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا

يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ،

ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا

قال: وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل

اليشكري، وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان، فلاعبته يوماً بقيد جعلته في

رجله ورجلها، فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال، فأَخذ المنخل ودفعه

إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه، فتسلمه فجعل يطعن في قفاه

بالصُّمُلَّةِ، وهي حربة كانت في يده.

وحَرَّانُ: بلد معروف. قال الجوهري: حرَّان بلد بالجزيرة، هذا إِذا كان

فَعْلاناً فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون.

وحَرُوراءُ: موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج

لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً، وهو من نادر

معدول النسب، إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ؛ قال الجوهري: حَرُوراءُ اسم قرية،

يمد ويقصر، ويقال: حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ. ومنه حديث عائشة

وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ هم

الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ، وكان عندهم من التشديد في الدين

ما هو معروف، فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها

بالحرورية، وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها؛ وقيل: أَرادت

أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين. قال

الأَزهري: ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ.

وحَرِّيٌّ: اسم؛ ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ. والحُرَّانُ: موضع؛ قال:

فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا،

فَجَنْبَا حِمًى، فالخانِقان فَحَبْحَبُ

وحُرَّيَات: موضع؛ قال مليح:

فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ، واحْتَوَتْ

مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ

والحَرِيرُ: فحل من فحول الخيل معروف؛ قال رؤبة:

عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا

فيه، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا

الحَرِيرُ: جد هذا الفرس، وضَرْبُه: نَسْلُه.

وحَرِّ: زجْرٌ للمعز؛ قال:

شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ، وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ،

عَمْداً، على جانِبِها الأَيْسَرِّ

قال: وحَيَّهْ زجر للضأْن، وفي المحكَم: وحَرِّ زجر للحمار، وأَنشد

الرجز.

وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ: الحِرُ والحَرِيرُ: قال ابن

الأَثير: هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال: الحِرُ، بتخفيف

الراء، الفرج وأَصله حِرْحٌ، بكسر الحاء وسكون الراء، ومنهم من يشدد

الراء، وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر، قال: والمشهور في

رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ، بالخاء والزاي، وهو ضرب

من ثياب الإِبريسم معروف، وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود، ولعله

حديث آخر كما ذكره أَبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم.

حرر
: ( {الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ،} كالحُرُور بالضمِّ {والحَرَارَةِ) بِالْفَتْح} والحِرَّةِ، بِالْكَسْرِ (ج {حُرُورٌ) بالضمّ (} وأَحارِرُ) على غير قِيَاس؛ مِن وَجْهَيْنِ: أَحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه،. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: لَا أَعرفُ مَا صِحَّتُه، وَكَذَا نَقَلَه الفِهّريُّ فِي شَرْح الفَصِيح عَن المُوعب، والعالم، والمُخَصّص، وهم نَقَلُوا عَن أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: وزَعَمَ قومٌ مِن أَهل اللغَةِ أَن الحَرَّ يُجْمَعُ على {أَحارِرَ، وَلَا أعرفُ صِحَّتَه. قَالَ شيخُنَا: وَقَالَ صاحبُ الواعِي: وَيجمع} أَحارٌ، أَي بالإِدغام. قلتُ: وكأَنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس.
وَقد يكونُ {الحَرَارَةُ الإِسمَ، وجَمْعُها حينئذٍ} حَرَاراتٌ. قَالَ الشَّاعِر:
بِدَمْعٍ ذِي {حَرَارَاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
وَقد تكونُ} الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ {حَرَارَةٍ، الَّذِي هُوَ المَصْدَرُ، إِلّا أَنَّ الأَولَ أَقربُ.
(و) تَقول:} حَرَّ النَّهَارُ، وَهُوَ {يَحَرُّ} حَرًّا، وَقد (! حَرِرْتَ يَا يَوْمُ، كمَلِلْتَ) أَي مِن حَدِّ عَلِمَ، عَن اللِّحْيَانيِّ (وفَرَرْتَ) أَيمِن حَدِّ ضَرَبَ (ومَرَرْتَ) أَي مِن حَدِّ نَصَرَ {تَحَرُّ} وتَحِرُّ {وتَحُرُّ،} حَرًّا {وحَرَّةً} وحَرَارَةً ( {وحُرُوراً) ، أَي اشتدَّ حَرُّكَ.
(و) الحَرُّ: (زَجْرٌ للبَعِير) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ للعَيْرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ التَّكْمِلَة. (يُقَال لَهُ: الحَرُّ، كَمَا يُقَال للضَّأْنِ: الحَيْهِ) . أَنشدَ ابْن الأَعْرَابيّ:
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ
قد تَرَكَتْ حَيْهِ وَقَالَت} حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ
(و) الحَرُّ؛ (جمْعُ {الحَرَّةِ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ إسمُ جنْسٍ جَمْعِيٌّ لَا جمعٌ اصْطِلاحِيٌّ.} والحَرَّةُ: إسمٌ (لأَرضٍ ذاتِ حِجارةً نَخِرَةٍ سُودٍ) ، كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار، وَقيل: {الحَرَّةُ مِن الأَرَضِينَ: الصلْبَةُ الغَلِيظَةُ الَّتِي أَلْبَستَهْا حِارَةٌ سُودٌ نَخِرَةُ، كأَنَّهَا مُطِرَتْ.
(} كالحِرَارِ) بِالْكَسْرِ جمْع تَكْسِيرٍ، وَهُوَ مَقِيسٌ، ( {والحَرّاتِ) جمْع مُؤَنَّث سَالم (} والحَرِّينَ) جمع مذكَّر عى لَفْظِه، ( {والأَحَرِّينَ) على تَوَهُّمِ أَن لَهُ مُفردا على} أحَرَّةٍ، وَهُوَ شذٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وزَعَم يُونسُ أَنهم يَقُولُونَ: {حَرَّةٌ} وحَرُّونَ، جَمَعُوه بِالْوَاو والنُّون، يُشَبِّهُون بقَوْلهمْ: أَرْضٌ وأَرضُون؛ لأَنها مؤنثةٌ مثلهَا، قَالَ: وزَعَمَ يُونُسُ أَيضاً أَنهم يَقُولُونَ: حَرَّةٌ {وإِحَرُّونَ، يَعْنِي} الحِرَارَ، كأَنه جمْعُ! إِحَرَّةٍ، وَلَكِن لَا يُتَكَلَّمُ بهَا. أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيمِيِّ، وَكَانَ زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة، وَكَانَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنهُ قد أَعْطَى أَصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسَمِائَة دِرهمٍ خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ زيدٌ عَلَى أَهله قالتْ لَهُ ابنتُه: أَين خَمْسُ المائةِ؛ فَقَالَ:
إِنّ أَباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ
لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ
وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ
وابنَ نُمَيْرٍ فِي سَرَاةِ الكِنْدِينْ
وذَا الكَلَاعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ وحابِساً يَسْتَنُّ فِي الطّائِيِّينْ
قَالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَل تَفِّرِينْ
لَا خَمْسَ إِلّا جَنْدَلُ {الإِحَرِّينْ
والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ
جَمْزاً إِلى الكُوفَةِ مِن قِنِّسْرِينْ
قَالَ بن الأَثير؛ ورَوَاه بعضُهم: (لَا خِمْس) بِكَسْر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل، والفتحُ أَشْبَهُ بِالْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَك اليومَ إِلّا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ. وَفِيه أَقوالٌ غير مَا ذكْرنا. وَقَالَ ثعلبٌ: إِنّما هُوَ} الأَحَرِّين، قَالَ: جاءَ بِهِ على {أَحَرَّ؛ كأَنه أَرادَ هاذا الموضعَ} الأَحَرَّ؛ أَي الَّذِي هُوَ {أَحَرُّ مِن غَيره، فصَيَّرَه كالأَكْرَمِين والأَرْحَمِين. ونَقَلَ شيخُنا عَن سِفْر السَّعَادَة، وَسَفِير الإِفادة للعَلَم السَّخَاويِّ مَا نَصُّه:} إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ، زادوا الهَمْزَ إِيذناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ، وأَنه لَيْسَ لَهُ جمْع السَّلامةِ، كَمَا غَيَّروه بالحَرَكة فِي: بَنُونَ وقِلُونَ، وإِنما جُمعَ حَرَّة هاذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثمَّ لم يُتِمُّوا لَهُ كمالَ السَّلامة، فزادُوا الهمزةَ، وكذالك لمّا جَمعوا أَرضاً فَقَالُوا: أَرَضُونَ، غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةَ الهمزَة فِي إِحَرِّين كزيادتها فِي تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ فِي الْجمع حَيْثُ قَالُوا: أَكْلُبٌ. وَقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الَّذِي تستحقُّه فَقَالُوا: حِرارٌ وَقَالَ بَعضهم: {حَرُّون، فَلم يزدْ الْهمزَة، انْتهى.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ: الصُّلْبَةُ الشديدةُ. وَقَالَ غيرُه: الحَرَّةُ هِيَ الَّتِي أَعْلاها سُودٌ وأَسفلُها بِيضٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: تكونُ الحَرَّةُ مستديرةً، فَإِذا كَانَ مِنْهَا شيءٌ مستطيلاً لَيْسَ بواسع، فَذَلِك الكُرَاعُ.
(و) يُقَال (بَعِيرٌ {- حَرِّيٌّ) ، إِذا كَانَ (يَرْعَى فِيهَا) أَي الحَرَّةِ.
(و) الحُرُّ، (بالضمّ: حِلافُ العَبْدِ.
(و) الحُرُّ: (خِيَارُ كلِّ شيْءٍ) وأَعْتَقُه. وحُرُّ الفاكِهَةِ، خِيَارُهَا.
والحُرُّ: كلُّ شيْءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وَغَيره.
(و) من ذالك الحُرُّ بِمَعْنى (الفَرَس العَتِيق) الأَصِيل، يُقَال: فَرَسٌ حُرٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الطِّين والرَّمْل الطَّيِّبُ) ،} كالحُرَّةِ.
{وحُرُّ كلِّ أرضٍ: وَسَطُهَا وأَطْيَبُها. وَقَالَ طَرَفَةُ:
وتَبْسِمُ عَن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ} حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
وَمن المَجاز: طِينٌ حُرٌّ: رَمْلَ فِيهِ.
ورَمْلَةٌ {حُرَّةٌ: لَا طِينَ فِيهَا، وَفِي الأَساس: طَيِّبَةُ النَّبَاتِ.} وحُرُّ الدّارِ: وسَطُهَا، وخَيْرُها، وَقَالَ طرفةُ أَيضاً:
تُعَيِّرُنِي طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي
أَلَا رُبَّ يَومٍ لي سِوَى {حُرِّ دارِكِ
(و) يُقَال: (رجلٌ) } حُرٌّ (بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ كالخُصُوصِ ةِ واللُّصُوصِيَّةِ، والفتحُ فِي الثَّلَاثَة أَفصحُ من الضَّمِّ، وإِن كَانَ القياسُ الضمَّ، قالَه شيخُنَا، (} والحُرُورَةِ) بالضّمّ، {والحَرَارَةِ، (} والحَرَارِ) ، بفتحهما، وَمِنْهُم مَن رَوَى الكسرَ فِي الثَّانِي أَيضاً، وَهُوَ لَيْسَ بصوابٍ، (! والحُرِّيَّةِ) ، بالضمّ. وَقَالَ شَمِرٌ: سمعتُ من شيخ باهِلَةَ:
فَلَو أَنْكِ فِي يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي
فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فَمَا رُدَّ تَزْوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادةٌ
وَلَا رُدَّ مِن بَعْدِ {الحَرَارِ عَتِيقُ
وَقَالَ ثعلبٌ: قَالَ أَعرابيٌّ: لَيْسَ لَهَا أَعْراقٌ فِي} حَرَارٍ، ولكنْ أَعراقُها فِي الإِماءِ.
(ج {أَحْرَارٌ) ، وَهُوَ مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ، وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ، (} وحِرَارٌ) بِالْكَسْرِ، حَكَاهُ ابْن جِنِّي، وَهُوَ الصَّوابُ، وحَكَى بعضٌ فِيهِ الفتحَ، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى فِي الْمصدر الكسْرَ، وزَعَمَ أَنه مِن الأَلفاظ الَّتِي جاءَتْ تَارَة مَصدراً، وَتارَة جمعا، كقُعُودٍ وَنَحْوه، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ، فَتَأَمَّلْ، قَالَه شيخُنَا.
(و) {الحُرُّ: (فَرْخُ الحَمَامةِ) ، وَقيل: الذَّكَرُ مِنْهَا.
(و) } الحُرُّ: (وَلَدُ الظَّبْيَةِ) فِي، بَيت طَرَفَةَ:
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى
مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ {حُرْ
(و) الحُرُّ: (وَلَدُ الحَيّةِ) اللطِيفةِ، وَقيل: هُوَ حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ، أَبيض، قَالَ الطِّرّماح:
مُنْطَوٍ فِي جَوفِ نامُوسِه
كانْطِوَاءِ الحُرِّ بينَ السِّلَامْ
وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات، وعمَّ بعضُهُم بِهِ الحَيَّةَ.
(و) مِن المَجَازِ: الحُرُّ: (الفِعْل الحَسَنُ) ، يُقَال: مَا هاذا منْكَ بحُرَ، أَي بحَسَنٍ وَلَا جَمِيلٍ. قَالَ طَرَفَة:
لَا يَكنْ حُبُّكِ دَاء داخِلاً
ليسَ هاذا منْكِ ماوِيَّ} بحُرْ
أَي بفِعْلٍ حَسَنٍ. قَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُ امرىءِ القَيْسِ:
لعَمْرُكَ مَا قَلْبِي إِلى أَهْلِه بحُرْ
وَلَا مُقْصِرٍ يَوْمًا فيأْتِينِي بقُرْ إِلى أَهلِه، أَي صاحبِه، بحُرّ: بكَرِيمٍ؛ لأَنه لَا يَصبِرُ وَلَا يَكُفُّ عَن هوَاه، والمعنَى أَن قلبَه يَنْبُو عَن أَهله، ويَصْبُو إِلى غير أَهله فَلَيْسَ هُوَ بكريمٍ فِي فِعْله.
(و) مِن المَجاز: الحُرُّ: (رُطَبُ الأَزاذِ) كسَحابٍ وَهُوَ السِّبِسْتانُ، وَهُوَ بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أَزاد درخت، وَمَعْنَاهُ الشجرةُ المَعْتُوقَةُ، فحَذَفُوا إِحدى الدُّالَيْنِ، ثمَّ لمّا عَرَّبُوا أَعْجَبُوا الذّالَ.
(و) الحُرُّ: (الصَّقْرُ) ، وَبِه فَسَّر بنُ الأَعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أَن يكونَ الحُرُّ فِيهِ بمعنَى الحَيَّةِ. قَالَ الأَزهريُّ: وسأَلْت عَنهُ أَعرابيًّا فصيحاً، فَقَالَ مثْلَ قَولِ ابْن الأَعرابيِّ.
(و) قيل: الحُرُّ هُوَ (البازِي) ، وَهُوَ قريبٌ من الصَّقْر، قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكِبَيْنِ والرَأْسِ، وَقيل: إِنه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة، وَهُوَ يَصِيدُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: لَطَمَ حُرَّ وَجهِه، الحُرُّ (مِن الوَجْهِ: ابَدَا) مِن الوَجْنَة، أَو مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
جَلَا الحُزْنَ عَن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفتْ
وكانتْ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ
وَقيل: حُر الوَجْه: أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن، مِن مَقدمِهما ومُؤَخَّرهما.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الرَّمْل: وَسَطُه) وخَيْرُه، وَكَذَا حُرُّ الأَرضِ، وَقد تقدَّم فِي أَول التَّرْجَمَة؛ فَهُوَ تَكرارٌ، كَمَا لَا يخفَى.
(و) الحُرُّ (بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ) من بَنِي ثَقِيفٍ (وإِليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ؛ لأَنه حَفَرَه، نقلَه الصَّغانيّ وَلم يَذكرْه ياقوتٌ فِي ذِكْر الأَنْهَار مَعَ استيفائِه.
(و) الحُرُّ (بنُ قَيْسِ) بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بن أَي عُيَيْنَةَ، وَكَانَ مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ. (و) الحُرُّ (بنُ مالكِ) بنِ عامرٍ، شَهِدَ أُجُداً، قالَه الطَّبَرِيّ، وَقَالَ غيرُه: جَزْءُ بنُ مَالك: (صَحابِيّانِ) ، وَفِي بعض النّسخ: صَحابِيُّون، بِصِيغَة الجمْعِ، وَهُوَ وَهَمٌ.
(و) الحُرُّ: (وادٍ بنَجْدٍ) ، وهما الحُرّانِ، قَالَه البَكرِيّ.
(و) الحُرٌّ: وادٍ: (آخَرُ بالجَزِيرَةِ) ، وهما {الحُراّنِ أَيضاً، قَالَه البكريُّ.
(و) الحُرُّ (مِن الفَرَسِ: سَوادٌ فِي ظاهِرِ أُذَنَيْه) ، قَالَ الشَّاعِر:
بَيِّنُ الحُرِّ ذُو مِرَاحٍ سَبُوقُ
وهما} حُرّانِ.
(وجُمَيْلُ حِرَ) ، بِضَم، (وَقد يُكْسَرُ: طائِرٌ) ، نقلَهما الصّغانيّ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب عَن شَمِرٍ: يُقَال لهاذا الطائرِ الَّذِي يُقَال لَهُ بالعراق: باذنْجان لِأَصغَرِ مَا يكون؛ جُمَيلُ حُرَ.
(و) قَالَ أَبو عَدنان: (ساقُ جُرَ: ذَكرُ القارِيِّ) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
وَمَا هَاجَ هاذَا الشَّوْقَ إِلّا حَمامةٌ
دَعَتْ ساقَ حُرَ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا
وَقيل: السّاقُ: الحَمَامُ،! وحُرٌّ: فَرْخُها، وَيُقَال: ساقُ حُرَ: صَوتُ القَمَارِيّ. وَرَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ: (سَاق حرَ) بِفَتْح الحاءِ لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يَقُول: سَاق حَرُّ سَاق حَرّ. وبناه صَخْرُ فجَعَلَ الإِسْمَيْنِ إسماً وَاحِدًا، فَقَالَ:
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي
تَلِيداً مَا أُبينُ لَهَا كلَاما وعَلَّلَه ابْن سِيدَه فَقَالَ: لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إِذ بَنَوْا مِن الأَسماءِ مَا ضارَعَهَا. وَقَالَ الأَصمعيّ: ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا، وإِنما هُوَ صَوْتُها. قَالَ ابْن جِنِّي: يَشْهَدُ عِنْدِي بصِحَّة قولِ الأَصمعيِّ أَنه لم يُعْرِب، وَلَو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ، فَقَالَ؛ ساقَ حُرَ، إِن كَانَ مُضَافا، أَو ساقَ حُرًّا إِن كَانَ مُركَّبا، فيَصْرِفُه لأَنه نكرةٌ، فتَرْكُه إِعرابَه يَدلُّ على أَنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه، وَهُوَ صِيَاحُه: سَاق حُرّ سَاق حُرّ، وأَمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فَلَا يدلُّ إِعرابُه على أَنه لَيْسَ بصوتٍ، ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إِلى آخِره، وكذالك قولُهم: خازهبازِ؛ وذالك أَنه فِي اللَّفْظ أَشْبَهَ بابَ دارٍ، قَالَ: والرِّوايَةُ الصحيحةُ فِي شعر حُمَيْد:
دَعَتْ ساقَ حُرَ فِي حَمَامٍ تَرَنَّمَاه
وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لحْنَ الحمامةِ.
قلتُ: وَنَقَلَ هاذاالكلَم كلَّه شيخُنَا، عَن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جعْفَر البَعْلَبَكِيِّ، فِي شَرْحِه عَلَيْهَا، ونَظرَ فِيهِ مِن وُجُوهٍ، ظانًّا أَنه كلامُه، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ مأْخوذٌ منِ كتاب المُحْكَمِ لِابْنِ سِيدَه، وَكَذَا نَظرَ فِيمَا تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي، فلْيُنْظَرْ فِي الشَّرْح، قَالَ: ومِن أَظرَف مَا قيلَ فِي سَاق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ، كَمَا أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَ اللهُ فِي شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ، وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإِمامَيْنِ: أَبي عَبده اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ، وأَبي عبدِ اللهِ بنِ الشّاذِلِيِّ، رضيَ اللهُ عَنْهُمَا، مِراراً:
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فِيهِ وعَهْدٍ
لم أُجاوِزْه، والرَّكَائِبُ تَسْرِي
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ
عَن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حيثُ لَا مُسْعِدٌ علَى الوَجْدِ إِلّا عَيْنُ حُرَ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ
أَي عينُ شَخْصٍ حُرَ تُساعِدُه على البكاءِ، أَو هاذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ مَعَه.
( {والحُرَّانِ: الحُرُّ، وأَخُوه أُبَيٌّ) ، وهما أَخَوانِ، وإِذا كَانَ أَخَوانِ أَو صاحِبانِ، وَكَانَ أَحدهما أَشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جَمِيعًا باسم الأَشْهَرِ، قَالَ المُتَنَخِّل اليَشْكُرِيُّ:
أَلَا مَنْ مُبْلِغُ} الحُرِّيْنِ عَنِّي
مُغَلْغَلَةً وخصَّ بهَا أُبَيَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لِي مِنْ عِكَبَ
فَلَا أَرْوَيْتُما أَبَداً صَدَيَّا
يُطَوِّفُ بِي عِكبُّ فِي مَعَدَ
ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا
قَالُوا: وسَببُ هاذا الشِّعرِ أَنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كَانَت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هاذا، وَكَانَ يَأْتِيها إِذا رَكِبَ النُّعْمانُ، فلاعَبَتْ يَوْمًا بقَيْدٍ، فجَعَلَتْه فِي جْلِه ورِجْلِهَا، فدَخَلَ عَلَيْهِمَا النّعْمَانُ وهما على تِلْكَ الحالِ؛ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل، ودَفَعَه إِلى عِكَبَ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه، فتَسَلَّمَه، فجَعَلَ يَطْعَنُ فِي قَفاهُ بالصُّمُلَّةِ، وَهِي حَرْبَةٌ كانتْ فِي يَدِه.
(و) ! الحِرُّ (بِالْكَسْرِ) وتشديدِ الرّاءِ: (فَرْجُ المرأَةِ، لغةٌ فِي المُخَفَّفةِ) عَن أَبي الهَيْثم، قَالَ: لأَن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ؛ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ، وَهُوَ فِي حَدِيث أَشْرَاطِ السّاعَةِ: (يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ) . قَالَ ابْن الأَثِير: هاكذا ذَكَرَ أَبو موسَى فِي حرف الحاءِ والرّاءِ، وَقَالَ: الحِرُ، بتَخْفِيف الرّاءِ: الفَرْجُ، وأَصلُه حِرْحٌ، بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ، ومنهن مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ، وَلَيْسَ بجَيِّدٍ؛ فعلى التَّخْفِيف يكونُ فِي ح ر ح لَا فِي ح ر ر، قَالَ: وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَة هاذا الحديثِ على اخْتِلَاف طُرُقِه: يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ، بالخاءِ والزّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِن ثِيَاب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ، وَكَذَا جاءَ فِي كتاب البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ، ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كَمَا ذَكَرَه أَبو مُوسَى، وَهُوَ حافِظٌ عارِفٌ بِمَا رَوَى وَشَرَح؛ فَلَا يُتَّهَمُ. (وذُكِرَ فِي ح ر ح) ؛ لأَنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ، وَيجمع على أَحْراحٍ، والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إِلى أُصُولها. وتقدَّم الْكَلَام هُنَاكَ، فراجِعْه.
( {والحَرَّةُ) ، بِالْفَتْح: (البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الحَرَّة: (العذَابُ المُوجِعُ، والظُّلْمَة الْكَثِيرَة) ، نقلَهما الصغانيُّ.
(و) } حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ، فَمِنْهَا:
{الحَرَّة: (مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍ) . (و) الحَرَّة: (ع بتَبُوكَ. و) الحَرَّة: ع (بنَقْدَةَ) . (و) الحَرَّةُ: وضعٌ (بَين المدينةِ والعَقِيقِ. وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (قِبْلِيَّ المدينةِ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (ببلادِ عَبْسٍ) وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ. (و) آخَرُ (ببلادِ فَزَارَة) . (و) الحَرَّةُ (ببلادِ بنِي القَيْنِ) . (و) الحَرَّةُ (بالدَّهْناءِ) . (و) الحَرَّةُ (بعالِيَةِ الحِجَازِ) . (و) الحَرَّة (قُرْبَ فَيْدٍ) . (و) الحَرَّةُ (بجبالِ طَيِّءٍ (و) الحَرَّةُ (بأَرْض بارِقٍ، و) الحَرَّةُ (بنَجْدٍ، قُرْبَ ضَرِيَّةَ. (و) : الحَرَّةُ: (ع لبَنِي مُرَّةَ) وَهِي} حَرَّةُ لَيْلَى. (و) الحَرَّةُ: مَوضعٌ (قُبَ خَيْبَرَ) لبني سُلَيْمٍ، (وَهِي حَرَّةُ النّارِ) وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ بَنِي عَبْسٍ، وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لبَنِي سُلَيْم، وعندَهَا جَبَلُ صَبْارٍ. وَقيل: حَرَّةُ النَّار لغَطَفَانَ، وَمِنْهَا: شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ، الَّذِي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: شِهابٌ إِلى آخِر مَا ذُكِرَ، وَقد تقدَّم فِي ج م ر، عَن ابْن الكَلْبِيِّ.
(و) الحَرَّةُ: أَرضٌ (بظاهرِ المَدِينةِ) المشرَّفةِ، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، (تحتَ واقِمٍ) وَلذَا تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم، بهَا حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ. (وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ) من أَشهرِ الوقائعِ فِي الإِسلام، فِي ذِي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة (أَيّامَ يَزِيدَ) بنِ مُعَاوِيَةَ، عَلَيْهِ مِن الله مَا يَسْتَحِقُّ، ورضيَ اللهُ عَن أَبيه؛ وذالك حِين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْكَرَه من أَهلِ الشّام، الَّذين نَدَبَهم لقتالِ أَهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين، وأَمَّرَ عَلَيْهِم مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ، أَخَزاه اللهُ تعالَى، وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ، وَقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة.
(و) الحَرَّةُ (بالبُرَيْكِ فِي طريقِ اليَمَنِ) ، وَهُوَ المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ.
(وحَرَّةُ غَلّاسٍ) ككَتّانٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى استغَاثَ شَرِيدُهمْ
! بحَرَّةِ غَلّاسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ
(و) حَرَّةُ (لُبْنٍ) بِضَم اللَّام فَسُكُون الْمُوَحدَة فِي دِيار عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
(و) حَرَّةُ (لَفْلَفٍ) كجعفَرٍ بالحِجَازِ.
(و) حَرَّةُ (شُورانَ) كعُثْمَانَ وَقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ.
(و) حَرَّةُ (الحِمَارَةِ) .
(و) حَرَّةُ (جَفْلٍ) بفتحٍ فسكونٍ.
(و) حَرَّةُ (مِيطانَ) كمِيزَابٍ.
(و) حَرَّةُ (مَعْشَرٍ) لهَوازِنَ.
(و) حَرَّةُ (لَيْلَى) لبَنِي مُرَّةَ. (و) حَرَّةُ (عَبْادٍ) .
(و) حَرَّةُ (الرَّجْلاءِ) ، هاكذا بالإِضافةِ كأَخَواتِها. وَفِي اللِّسَان: حَرَّةُ راجِلٍ وَفِي النَّوادر لِابْنِ الأَعرابيِّ: الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هِيَ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقد تَقَدَّم.
(و) حَرَّةُ (قَمحأَةَ) ، بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ. كلُّ ذالك (مَواضِعُ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تارِيخِه.
(و) {الحُرَّةُ، (بِالضَّمِّ: الكَرِيمَةُ) من النِّسَاءِ، قَالَ الأَعْشَى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّه بخِلَالِ
(و) الحُرَّةُ: (ضِدُّ الأَمَةِ. ج} حَرَائِرُ) ، شاذٌّ. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: (قَالَ للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إِلى المَسْجِدِ لأَرْدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ) ، أَي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ، فَلَا تَخْرُجْنَ إِلى المسجدِ لأَن الحِجابَ إِنما ضُرِبَ على! الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ. قَالَ شيخُنَا نَقْلَا عَن المِصباح: جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ، على غير قياسٍ، ومثلُه شَجَرَةٌ مُرَّةٌ، وشَجَرٌ مَرائِرُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لَهما؛ لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ، مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وإِنما جُمِعَتْ حُرَّة على حَرائِرَ؛ لأَنها بِمَعْنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ، فجُمِعَتْ كجَمْعِهما.
(و) الحُرَّةُ (مِن الذِّفْرَى: مَجَالُ القُرْطِ) ، مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ:
فِي خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ
يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى، وَقيل: حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ؛ أَي أَنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا، يكونُ لَك للمرأَة، والنّاقةِ. وَقيل {الحُرَّتانِ، الأُذُنانِ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
قَنْوَاءُ فِي} حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بهَا
عُتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
كأَنَّه نَسَبَهما إِلى الحُرِّيَّةِ، وكَرَمِ الأَصْلِ.
(و) مِن المَجاز: الحُرَّةُ (من السّحاب: الكثيرةُ المَطَرِ) . وَفِي الصّحاح: الحُرَّةُ: الكَرِيمةُ، يُقَال: ناقَةٌ حُرَّةٌ. وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ، أَي كثيرةُ المَطَرِ، قَالَ عنترةُ:
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةً
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
أَراد كلَّ سَحابةٍ عزيرة المَطَرِ كريمةٍ.
(وأَبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م) أَي معروفٌ، اسمُه حَنِيفَةُ، مشهورٌ بكُنْيَتِه، وَقيل: إسمُه حَكِيمٌ، ثِقَةٌ رَوَى لَهُ أَبو دَاوُود، وأَخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمانِ الرَّقاشيُّ، من أَهل البَصْرَة، مِن أَتبَاع التّابِعِين.
وأَبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرحَّمانِ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
(و) مِن المَجاز: يُقال: (باتَتْ) فُلانةُ (بلَيْلَةِ حُرَّةٍ) ، بالإِضافةِ، (إِذا) لم تُفْتَضّ لَيلةَ زفافِها، و (لم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها) . وَفِي الأَساس: لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها. وَفِي اللِّسَان: فإِن اقْتَضَّها زوجُها فِي اللَّيْلَة الَّتِي زُفَّتْ إِليه فَهِيَ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ.
(وَهِي أَوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر) أَيضاً، كَمَا أَن آخِرَ ليلةٍ مِنْهُ يُقَال لَهَا: شَيْبَاءُ، على التَّشْبِيه.
(وَيُقَال: لَيْلَةٌ حُرَّةٌ) ، فيهمَا، وكذالك ليلةٌ شَيْبَاءُ (وَصْفاً) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {حَرّ} َ يَحَرُّ) كَظَلَّ يَظَلُّ! حَرَاراً بِالْفَتْح: (عَتَقَ) ، والإِسمُ {الحُرِّيَّةُ. وَقَالَ الكِسَائيُّ:} حَرِرْتَ {تَحَرُّ؛ مِن} الحُرِّيَّةِ لَا غير. قلتُ: أَي بكَسْر العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وفَتْحِها فِي المُضَارِعِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد، وَقد يُستَعمل فِي {حُرِّيَّةِ الأَصل أَيضاً، وَقد أَغْفَلَه المصنِّفُ.
(و) } حَرَّ الرجُلُ {يَحَرُّ (} حَرَّةً) بِالْفَتْح (عَطِشَ) ، وَهُوَ أَيضاً من بَاب تَعِبَ (فَهُوَ {حَرّانُ) ، وَيُقَال:} حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ، كَمَا يُقَال: {حارٌّ يارٌّ جارٌّ؛ إِتْباعاً، نَقَلَه الكِسَائيُّ. ورجلٌ} حَرّانُ: عَطْشَانُ، مِن قوم {حِرَارٍ} وحَرَارَى {وحُرَارَى، الأَخِيرَتان عَن اللِّحْيَانِيِّ. (وَهِي} حَرَّى) ، مِن نِسْوَةٍ حِرَار وحَرَارَى: عَطْشَى وَفِي الحَدِيث: (فِي كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ) ؛ {الحَرَّى: فَعْلَى مِن} الحَرِّ، وَهِي تأْنِيثُ {حَرّانَ، وهما للمُبَالَغَةِ يُرِيدُ أَنها لِشِدَّةِ} حَرِّهَا قد عَطِشَتْ، ويَبِسَتْ مِن العَطَش. قَالَ ابْن الأَثِير: وَالْمعْنَى أَن فِي سَقْيِ كلِّ كَبِدٍ {حَرَّى أَجْراً. وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ) ، وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِدٍ} حارَّةٍ أَجْرٌ) وَمعنى رَطْبَةٍ أَن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ، وَكَذَا إِذا أُلْقِيَتْ على النّارِ. وَقيل كَنَى بالرُّطُوبة عَن الحَياة؛ فإِنّ المَيِّتَ يابسُ الكَبِدِ. وَقيل: وَصَفَهَا بِمَا يَؤُولُ أَمْرُهَا إِليه.
(و) {حَرَّ (الماءَ) } يَحَرُّه ( {حَرًّا: أَسْخَنَ) . وَالَّذِي فِي اللِّسَان:} وحَرَّ {يَحِرُّ، إِذا سَخُنَ، مَاء أَو غَيره. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ:} حَرِرْتَ يَا رجلُ {تَحَرُّ} حَرَّةً {وحَرارةً، قَالَ ابْن سِيدَه: أُراه يَعنِي الحَرَّ لَا الحُرِّيَّةَ.
(و) مِن دُعائهم: (رَمَاه اللهُ} بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ) ؛ يُرِيدُ العَطَشَ مَعَ البَرْدِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فَقَالَ: ومِن كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّة؛ أَي عَطَشٌ فِي يومٍ باردٍ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ دُعاءٌ مَعْنَاهُ رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرَارَةُ العَطَشِ والْتِهابُه. قَالَ:
ومِن دُعائهم: رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ؛ أَي بالعَطَشِ والبَرْد. (كُسِرَ للازْدِوَاجِ) ، وَهُوَ شائعٌ.
قلْتُ: ويُضْرَبُ هاذا المَثَلُ أَيضاً فِي الَّذِي يُظْهِرُ خِلافَ مَا يُضْمِرُ. صَرَّحَ، بِهِ شُرَّاحُ الفَصِيح.
( {وحَرَارَةُ كسَحَابَة) لَقَبُ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ بنِ عليَ المحدِّث الرَّحْالِ، ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ، حدَّثَ) ، عَن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ.
(} الحَرّانُ) ككَتّان (لَقَبُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ) الجوهَرِيِّ (المصِيصِيِّ الشاعرِ) .
(و) {حَرّانُ، (بِلَا لامٍ: د) كبيرٌ، قَالَ أَبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ: سُمِّيَ بهارانَ أَبي لُوطٍ، وأَخي إِبراهِيمَ عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَقد وَقَعَ الخِلَافُ فِيهِ، فَقَالَ الرُّشَاطِيُّ: هُوَ بدِيار بَكْرٍ، والسَّمْعَانِيُّ: بديارِ رَبِيعَةَ، وَقيل بدِيَارِ مُضَرَ، وَقَالَ ابْن الأَثير: (جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ) ، وَيُقَال لَهُ:} حَرّانُ العَوَامِيدِ، وَبِه وُلِدَ سَيِّدُنا إِبراهيمُ الخليلُ عَلَيْهِ الصّلَاةُ والسّلامُ، فِيمَا نُقِلَ. قَالَ الجوهَرِيُّ: هاذا إِذا كَانَ فَعْلاناً فَهُوَ مِن هاذا الْبَاب، وإِن كَانَ فَعْالاً فَهُوَ منب اب النُّون.
(مِنْهُ) : الإِمامُ (الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أبي مَعْشَر) {- الحَرانِيُّ، وعَمّه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ، فَهُوَ الحافظُ، مؤلّف تَارِيخ حَرانَ، وسمّاه تَارِيخ الجزيرتَيْن. (وَقد يُنْسَبُ إِليه} - حَرْنَانِيٌّ، بنُونَيْنِ) ، على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا: أمنانيّ فِي النِّسبة إِلى مانِي، والقِياس مانَوِيّ.
(و) حَرّانُ: (قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْن) لعبدِ القَيْس؛ (كُبْرَى وصُغْرَى) .
(و) حَرّانُ: (ة بحَلَبَ) .
(و) أُخرَى (بغُوطَةِ دِمَشْقَ) .
(و) حَرّانُ: (رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ) ، كلُّ ذالك عَن الصغانيِّ. (و) {الحُرانُ، (بالضمّ: سِكَّةٌ) معروفَةٌ (بأَصْفَهَانَ) ، مِنْهَا: أَبو المُطَّهَرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أحمدَ المُقْرِيءُ، ابنُ بِنْتِ أَبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ، رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سنة 535 هـ.
(ونَهْشَلُ بنُ} - حَرِّيَ كبَرِّيَ: شاعرٌ.
ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعِ بنِ حَرِّيَ (اللَّيْثِيُّ) ، مِن أَتباع التّابِعِين وَهُوَ أَمِيرُ خُراسَانَ.
(ومالكُ بنُ حَرِّيَ، تابِعِيٌّ) ، قُتِلَ مَعَ عليَ بصِفِّينَ.
( {والحَرِيرُ: مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الغَيْظِ أَو غيرِه،} كالمَحْرُورِ) . وامرأَةٌ {حَرِيرَةٌ: حَزينةٌ مُحْرَقَةُ الكَبِدِ. قَالَ الفَرَزْدَقُ يصفُ نسَاء سُبِينَ، فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وَهِي القِداحُ:
خَرَجْنَ} حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً
ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ
قَالَ الأَزهريّ: حَيرَات، أَي {مَحْرُورات، يَجِدْنَ حَرارةً فِي صدورهنّ،} وَحَرِيرَةٌ فِي معنى! مَحْرُورة وإِنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كَانَت فِي معنَى حَزِينَةٍ، كَمَا أُدخِلَتْ فِي حَمِيدَة؛ لأَنها فِي معنَى رَشِيدَة.
(و) الحَرِيرُ: فَحْلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ، وَهُوَ أَيضاً إسمُ (فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ) ، وَهُوَ جَدُّ الكامِلِ، والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً. قَالَ رُؤْبَةُ:
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا
فِيهِ إِذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا
الحَرِيرُ: جَدُّ هاذا الفَرَس، وضَرْبُه نَسْلُه، والمَرْئِيُّ نِسْبة إِلى امرىء القَيْسِ. قَالَ الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ: ويُنْسَبُ إِلى امرىءِ القَيْسِ (بن حُجْر) بنِ الحارثِ (بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بن عَمْرو) بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ، مسموعٌ عَن الْعَرَب فِي كِنْدَةَ لَا غيرُ، وكلُّ مَا عداهُ بعد ذالك فِي الْعَرَب من امرىءِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إِليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيَ.
(وأُمُّ {الحَرِيرِ: مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ ملكٍ) ، رَوَتْ عَن سيِّدها، وَله صُحْبَةٌ.
(و) } الحَرِيرَةُ، (بهاءٍ) : الحِسَاءُ مِن الدَّقِيق والدَّسَمِ، وَقيل: (دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أَو دَسَمٍ) . وَقَالَ شَمهر: الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق، والخَزِيرَةُ مِن النُّخال. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: هِيَ العَصِيدَةُ، ثمَّ النَّخِيرَة، ثمَّ الحَرِيرَة، ثمَّ الحَسْوُ.
( {وحَرّ كفَرّ: طَبَخَه) وَفِي حديثُ عُمر: (ذُرى وأَنا} أَحُرُّ لكِ) يَقُول: ذُرِّي الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ مِنْهُ {حَرِيرَةً.
(و) الحرِيرَة: (واحدةُ الحَرِيرِ من الثيَابِ) ، وَهِي مِن إِبْرَيْسَمٍ.
(} والحَرُورُ) ، وكصَبُورٍ: (الربحُ الحارَّةُ باللَّيلِ، وَقد تكونُ بالنَّهَار) ، والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحَارَّةُ بالن 2 ار، وَقد تكونُ باللَّيْل، قالَه أَبو عُبيْدة. قَالَ العجّاجُ:
ونَسَجَتْ لَوافِحُ {الحَرُورِ
سَبائِباً كسَرَقِ} الحَرِيرِ
وأَنشدَ ابنُ سِيده لجرِير:
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّما
لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صائِمِ
مُسْتنُّ الحَرُورِ: مُشْتدُّ! حَرِّها؛ شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عِنْد تَحرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بسَبِيبِ الفَرسِ. (و) الحَرُورُ: (حَرُّ الشَّمْسِ) . وَقيل: الحَرُرُ: اسْتِيقادُ الحَرّ ولَفْحُه، وَهُوَ يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ، والسَّمُوم لَا يَكون إِلّا بالنَّهار. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {وَلاَ الظّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} (فاطر: 21) قَالَ الزَّجّاج: مَعْنَاهُ لَا يَسْتوِي أَصحابُ الحَقِّ الَّذين هم فِي ظلَ من الحَقّ، وَلَا أَصحابُ الباطِلِ الَّذين هم فِي الحَرُورِ، أَي (الحَرّ الدّائِم) لَيلاً ونَهاراً. (و) قَالَ ثَعْلَب الظِّلُّ هُنَا الجَنَّةُ، والحَرُرُ (النّارُ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظل هُوَ الظِّلُّ بعَيْنِه، والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه. وجمعُ الحَرُورِ حَرائِر، قَالَ مُضَرِّس:
لَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها
وفاضَتْ عَلَيْهَا شَمْسُه {وحَرائِرُهْ
(} وحُريْر كزُبَيْرٍ) أَبو الحُصَيْنِ، (شيخُ إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ المَوْصَلِيِّ) النَّدِيمِ المشهورِ.
(وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ {حُرَيْرِ) بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّارِيُّ المازِنِيُّ أَبو بَشِيرٍ: (صَحَابِيٌّ) ، قُتِلَ باليَمَامَةِ وَرَوَى عَنهُ ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ.
وفَاتَ: عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسدِيّ، أَخْبَارِيّ.
(} والحُرِّيَّةُ) ، بالضمّ: (الأَرضُ الرَّمْلِيَّةُ اللَّيِّنَةُ) الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي الأَساس: أَرْضٌ حُرَّةٌ: لَا سَبَخَةَ فِيهَا.
(و) مِن المَجاز: {الحُرِّيَّةُ (مِن العَربِ: أشرافُهُم) ، يُقَال: مَا فِي حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ
على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى
أَي على أَشْرَافِهم. وَيُقَال: هُوَ مِن} حُرِّيَّةِ قَومِه: أَي مِن خالِصِهم.
والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ: أَعْتَقُه. ( {والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ: ع قُرْبَ نَخْلَةَ) بَين الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ.
(} وحُرَيْرٌ، بالضمّ: د، قُرْبَ آمِدَ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: حُرِّينُ، بالنُّون، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
( {وحَرُوراءُ، كَلُولاءَ) ، بالمَدِّ، (وَقد تُقْصَرُ: ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن مِنْهَا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا رضيَ اللهُ عَنهُ، مِن الخَوَارِجِ. (و) يُقَال: (هُوَ} - حَرُورِيٌّ بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) ، يَنْتَسِبُون إِلى هاذه القريَةِ، (وهم نَجْدَةُ) الخارِجِيُّ (وأَصحابُه) وَمن يعتقدُ اعتقادَهم، يُقَال لَهُ:} - الحَرُورِيُّ، وَقد وَرَدَ أَن عائسةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ لبعضِ مَن كانَت تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ مِن الثَّوْب: {أَحْرُورِيةٌ أَنتِ؟ تَعْنِيهم، كَانُوا يُبَالِغُون فِي العِبَاداتِ، والمشهورُ بهاذه النِّسبة عِمْرَانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسِيُّ الحَرُوريُّ. وَمن سَجَعَات الأَساس: لَيْسَ مِن الحُرُورِيَّةِ أَن يكونَ مِن الحَرُورِيَّةِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} تَحْرِيرُ الكِتَابِ وَغَيره تَقْوِيمُه) وتَخْلِيصُه؛ بإِقامةِ حُرُوفِه، وتَحْسِينه بإِصلاحِ سَقطِه.
{وتَحْرِيرُ الحِسَابِ: إِثباتُه مُسْتَوِياً لَا غَلث فِيهِ، وَلَا سَقط، وَلَا مَحْو.
(و) } التَّحْرِير (للرَّقَبَةِ: إِعتاقُهَا) .
{والمُحَرَّرُ الَّذِي جُعِلَ من العَبِيدِ حُرًّا فُعْتِقَ.
يُقَال:} حَرَّ العَبْدُ {يَحَرُّ} حَرَارةً بِالْفَتْح أَي صَار {حُرًّا. وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ: (شِرارُكم الَّذين لَا يُعْتَقُ} مُحَرَّرُهُم) ؛ أَي أَنهم إِذا أَعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه، فإِذا أَرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه.
( {ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ) الخَزْرَجِيُّ النَّجّارِيُّ (كمُعَظَّمٍ: صَحابِيٌّ) بدْرِيٌّ، تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ، وَلم يُعْقِبْ.
(و) } مُحَرَّرُ (بنُ قَتَادَةَ كَانَ يُوصِي بَنِيه بالإِسلام) ، ويَنْهَى بَنِي حَنِيفَةَ عَن الرِّدَّةِ، وَله فِي ذالك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ فِي الصَّحَابَة.
(و) مُحَرَّرُ (بنُ أَبي هُرَيْرَةَ: تابِعِيٌّ) ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ الشَّعْبِيّ، وأَهلُ الكُوفَةِ. ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات.
(ومُحَرَّرُ دارِمٍ: ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) مِنَ المَجاز: ( {اسْتَحَرَّ القَتْلُ) فِي بني فلانٍ: إِذا (اشتَدَّ) وكَثُرَ، كحَرَّ، وَمِنْه حديثُ عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ.
(و) يُقَال: (هُوَ} أَحَرُّ حُسْناً مِنْهُ) ، وَقد جاءَ ذالك فِي الحَدِيث: (مَا رأَيتُ أَشْبَه برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم من الحَسَن؛ إِلّا أَن النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم كَانَ أَحَرَّ حُسْناً مِنْهُ) ؛ (أَي أَرَقَّ مِنْهُ رِقَّةَ حُسْنٍ) .
(والحارُّ مِن العَمَلِ: شاقُّه وشديدُهُ) وَقد جاءَ فِي الحَدِيث عَن عليَ (أَنه قَالَ لفاطمةَ رضيَ للهُ عَنْهُمَا: لَو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فسَأَلْتِ خادِماً تَقِيكِ {حارَّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن العَملِ) . وَفِي أُخرى: (} حَرَّ مَا أَنتِ فِيهِ) ؛ يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ، مِن خِدْمَةِ البيتِ؛ لأَن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما، كَمَا أَن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُونِ. {والحارُّ: الشاقُّ المُتْعِبُ، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ عَن الحَسَنِ بنِ عليَ: (قَالَ لأَبِيه لمّا أَمَره بجلْدِ الولِيدِ بنِ عُقْبَةَ؛ وَلِّ} حارَّها مَن تَوَلَّى قارَها) ؛ أَي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه، ويَعْنِيه شَأْنُه.
(و) الحارُّ: (شَعرُ المَنْخرَيْنِ) ؛ لما فِيهِ مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة، نقلَه الصغانيُّ.
( {وأَحَرَّ النّهَارُ: صارَ} حَارًّا) ، لغةٌ فِي حَرَّ يَومُنَا، سَمِع، الكِسَائيُّ، وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ فِي الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ، والزَّجّاجُ فِي: فَعَلت وأَفْعَلت، قَالَ شيخُنا: ومثلُ هاذا عِنْد حُذّاقِ المُصَنِّفِين مِن سُوءِ الجَمْعِ؛ فإِنّ الأَوْلَى التَّعَرّضُ لهاذا عِنْد قَوْله: ( {حَرَرْتَ يَا يَومُ) ، بالوجُوهِ الثلاثةِ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(و) } أَحَرَّ (الرجلُ: صارتْ إِبلُه {حِراراً، أَي عِطَاشاً) . ورجلٌ} مُحِرٌّ: عَطِشَتْ إِبلُهُ.
( {وحَرْحَارٌ) ، بِالْفَتْح: (ع ببلادِ جُهَيْنَةَ) بالحِجاز.
(ومحمّدُ بنُ خالدٍ) الرّازِيُّ (} - الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيَ محدِّث) ، وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَحمدُ بنُ خالدٍ، حدَّث عَن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وموسَى بنِ نصرٍ الرّازِيَّيْنِ، ومحمّدِ بنِ يَحْيَى، ومحمّدِ بنِ يَزيِدَ السُّلَمِيِّ النَّيْسَابُورِيَّيْنِ، رَوَى عَنهُ الحُسَيْنُ بنُ عليَ المعروفُ بحُسَيْنك، وعليُّ بنُ الْقَاسِم بن شاذانَ، قَالَ ابْن ماكُولَا: لَا أَدْرِي: أَحمد بن خَالِد الرازيّ الحَرورِيُّ إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ. قلْت: وهاكذا ذَكَرَه الحافظُ فِي التَّبْصِير أَيضاً بالفَتْح وَلم يذكر أحدٌ مِنْهُم أَنَّه الحَرَوَّرِيُّ، كعَمَلَّسِيَ، فَفِي كَلَام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
{الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإِنسانِ، مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ.
} والحَرُّ: حُرْقَةُ القَلبِ، مِن الوَجَع والغَيْظِ والمَشَقَّةِ.! وأَحَرَّها اللهُ.
والعربُ تَقول فِي دُعائها على الإِنسان: مالَه أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه؛ أَي أَعْطَشَه، وَقيل: مَعْنَاهُ أَعْطَشَ اللهُ هامتَه.
وَيُقَال: إِنِّي أَجِدُ لهاذا الطَّعَمِ حَرْوَةَ فِي فَمِي، أَي حَرارةً ولَذْعاً، والحَرَارَةُ: حُرْقَةٌ فِي الفَمِ مِن طَعْم الشَّيْءِ، وَفِي القَلْب مِن التَّوَجُّع، مِن ذالك قولُهم: وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ، والضَّرْبِ، والمَوْتِ، والفِرَاقِ، وغيرِ ذالك، نَقَلَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، وَهُوَ من الكِنَايَاتِ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي فِي المعتلّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الفُلْفُلُ لَهُ حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ، بالراءِ وَالْوَاو.
{والحَرَّةُ: حَرَارةُ فِي الحَلْق، فإِن زادتْ فَهِيَ الحَرْوَةُ، ثمَّ الثَّحْثَحَةُ، ثمَّ الجَأْرُ، ثمَّ الشَّرَقُ، ثمَّ الفُؤُقُ، ثمَّ الحَرَضُ، ثمَّ العَسْفُ، وَهُوَ عِنْد خُرُوجِ الرُّوحِ.
} واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ {فحَرَّتْ لُي؛ أَي طَلَبْتُ مِنْهَا حَرِيرَةً فعَمِلَتْها.
وَفِي حَدِيث أَبي بَكْ: (أَفمنكم عَوْفٌ الَّذِي يُقال فِيهِ: لَا حُرَّ بوادِي عَوْف؟ قَالَ: لَا) . هُوَ عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ، كَانَ يُقَال لَهُ ذالك لِشَرَفِه وعِزِّه، وأَنْ مَن حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كَانَ لَهُ كالعَبِيدِ والخَوَلِ} والمُحَرَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المَوْلَى، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ، أَنه قَالَ لمُعَاوِيَةَ رضيَ اللهُ عَنْهُم: (حاجَي عَطَاءُ {المُحَرَّرِينَ) ؛ أَي المَوالِي، أَي المَوالِي، أَي لأَنهم قومٌ لَا دِيوانَ لَهُم؛ تَأَلُّفاً لَهُم على الإِسلام.
} وتَحْرِيرُ الوَلَدِ أَن يُفْرِدَه لطاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وخِدْمةِ المَسْجِدِ. وقولُه تعالَى حِكَايَة عَن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ: {إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي {مُحَرَّرًا} (آل عمرَان: 35) قَالَ الزَّجّاج: أَي خادِماً يَخْدُم فِي مُتَعَبَّداتِكَ،} والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ. {وحَرَّرَه: جَعَلَه نَذِيرَةً فِي خِدْمةِ الكَنِيسَةِ مَا عاشَ لَا يَسَعُهُ تَرْكُها فِي دِينه.
وَمن المَجاز:} أَحرارُ البُقُولِ: مَا أُكلَ غَيرَ مطْبُوخٍ، واحِدُهَا حُرٌّ، وَقيل: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِي ثلاثةٌ: النَّفَلُ، والحُرْثُبُ، والقَفْعاءُ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَحرارُ البُقُولِ: مَا رَقَّ مِنْهَا ورَطُبَ، وُكُورُها: مَا غَلُظَ مِنْهَا وخَشُنَ.
وَقيل: الحُرُّ: نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ.
! والحُرَّةُ: البابُونَجُ. {والحُرَّة: الوَجْنَةُ.
} والحُرَّتانِ: الأُذُنانِ، وَمِنْه قولُهم: حَفِظَ اللهُ كَرِيمَتَيْكَ {وحُرَّتَيْكَ، وَهُوَ مَجازٌ.
} وحَرَّ الأَرْضَ {يَحَرُّهَا حَرّاً: سَوّاهَا.} والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسْنانٌ، وَفِي طَرْفِها نَقْرَانِ، فيهمَا عُودٌ مَعْطُوفٌ، وَفِي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عَلَيْهِ. ثز يُوثَقُ بالتَّوْرَيْنِ، فتُغْرَرُ الأَسْنَانُ فِي الأَرضِ، حَتَّى تَحمِلَ مَا أُثِير من التُّراب، إِلى أَن يأْتيا بِهِ إِلى المكانِ المُنْخَفِض.
{والحُرّانِ، بالضمِّ: نَجْمَانِ عَن يَمِينِ النّاظِر إِلى الفَرْقَدَينِ، إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا، فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا.
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعْثَةً، وَيُقَال لَهَا: رَمْلَةُ} حَرُورَاءَ، وَهِي غَيرُ القَرْيَيِ الَّتِي نُسِبَ إِليها {الحَرُورِيُّون؛ فإِنها بظاهِرِ الكُوفَةِ.
والحُرّانُ: مَوضعٌ، قَالَ الشَّاعِر:
فساقانُ} فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فجَنْبَا حِمَى فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ
{وحُرَّيَاتُ: موضعٌ، قَالَ مُلَيْحٌ:
فراقَبْتُه حَتَّى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ
مَطَافِيلَ مِنْهُ} حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ
{وحُرَارُ، كغُرَابٍ: هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ، بَين الضِّبابِ وعَمرو ابْن كلابٍ وسَلُول.
} وحُرَّى، كرُرَّى: موضعٌ فِي بادِيَةِ كَلْبٍ.
وأَبو محمّدٍ القاسمُ بنُ عليٍّ! - الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ، أَحَدُ أَحْدادِه منسوبٌ إِلى نِسْجِ الحَرِيرِ، وَهُوَ مِن مُشَانةَ: قريةٍ بالبَصرةِ، وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إِلى {الحَرِيرَةِ: مِن قُرَى البَصْرَةِ.
وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَرِيرِيُّ، محدِّثٌ.
وقاصي القُضَاة شمسُ الدينِ محمّدُ ابنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ، مِن عُلَمَائِنا، رَوَى الحَدِيثَ.
وأَبو} حَرِيرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ.
{والحَرّانيَّةُ: قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ.
وأَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ} الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ - كشَدَّادٍ -: شيخٌ لِابْنِ عبدِ البَرِّ. والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون {- الحَرِيرِيَّ} الحَرّارَ، قالَه الحافِظُ.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّــة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَا (pl.
بَابَاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَاوِيّ
a. Papal.

بَابَارِيّ
a. Black pepper.

بَابِل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

م

م


م
a. The twenty-fourth letter of the alphabet. Its numerical value is Forty, (40).

م: الميمُ من الحُروف الشَّفَوِيَّة ومن الحُروف المَجْهورة، وكان

الخليل يسمي الميم مُطْبقَة لأَنه يطبق إِذا لفظ بها.

باب الميم

قال الخليل: الميم آخِرُ الحُروفِ الصِّحاح، وقد مَضَتِ العَربيّةُ مَعَ ما مَضَى من الحروف، فلم يَبْقَ للميم إلاّ اللّفيف ...
م
م [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الرَّابع والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفتانيّ، مجهور، ساكن أنفيّ، مُرقَّق. 
م alphabetical letter م

[The twenty-fourth letter of the alphabet; called

مِيمٌ. It is one of the letters termed مَجْهُورَة, or vocal, and of those termed شَفَهِيَّــة or labial: it is a letter of augmentation.

A2: As a numeral, it denotes forty.]

ما See Supplement مأ

R. Q. 1 مَأْمَأَتْ She (a ewe or she-goat or a gazelle) uttered continuously the cry مِئْ مِئْ, (K,) or (accord. to the Tes-heel) ماَءإ مَآءِ: [and this is confirmed by a verse which I have cited voce تَخَوَّنَ:] (MF:) thus written in his Háshiyeh. (TA.)
وَهِي من الحُرُوف الشَّفَوِيَّة، وَمن الحُرُوف المَجْهُورَة، وكانَ الخَلِيل يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقَة. وَقَالَ شَيْخُنا: أُبْدِلت المِيمُ من أَرْبَعَةِ أَحْرُف: من الواوِ فِي فَمٍ عِنْد الأكْثر؛ وَمن النُّون فِي عَمْبَر، والبَنام، فِي عَنْبَر والبَنَان، وَمن الْبَاء فِي قَوْلهم: مَا زَالَ راتِمًا، أَي: راتِبًا، أَي: مُقيمًا، لقولِهِم: رَتَبَ دُون رَتَمَ، وَمن لامِ التَّعْرِيفِ فِي لُغَة حِمْيَر.
[م] يقال: ملاك الله حبيبك، أي متَّعكَ به وأعاشَك معه طويلاً. قال الشاعر : وقد كنتُ أرجو أن أُمَلاَّكَ حِقْبَةً * فحالَ قضاءُ الله دون رَجائِيا وتَمَلَّيْتُ عمري: استمتعت منه. ويقال لمن لبس الجديد: أَبْلَيْتَ جديداً وتَمَلَّيْتَ حبيباً، أي عشت معه مَلاوَتَكَ من دهرك وتمتَّعت به. وأقمتُ عنده مَلاوَةلدهر ومُلاوةً ومِلاوَةً، أي حيناً وبرهةً. وكذلك مَلْوَةً من الدهر ومُلْوَةً ومِلْوَةً، حكاها الفراء. يقال: ملاوة مليتها. والملى: الهوى من الدهر. يقال: أقام مليا من الدهر. قال تعالى: (واهْجُرْني مَلِيًّا) أي طويلاً. ومضى مَلِيٌّ من النهار، أي ساعةٌ طويلةٌ. والمَلا مقصورٌ: الصحراء. والمَلَوانِ: الليل والنهار. يقال: لا أفعله ما اختلف المَلَوانِ، الواحد مَلاً مقصورٌ. وأمْلَيْتُ له في غَيِّه، إذا أَطلْت. وأَمْلَى الله له، أي أمهله وطوَّل له. وأمْلَيْتُ البعيرَ، إذا وسَّعتَ له في قيده. وأمْلَيْتُ الكتاب أُمْلي، وأَمْلَلْتُهُ أُمِلُّهُ، لغتان جيِّدتان جاء بهما القرآن . واسْتَمْلَيْتُهُ الكتاب: سألته أن يمليه على.

محن

م ح ن : مَحَنْتُهُ مَحْنًا مِنْ بَابِ نَفَعَ اخْتَبَرْتُهُ وَامْتَحَنْتُهُ كَذَلِكَ وَالِاسْمُ الْمِحْنَةُ وَالْجَمْعُ مِحَنٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
(محن)
فلَانا محنا خَبره وَجَربه وعذبه فَاشْتَدَّ فِي تعذيبه وَالْفِضَّة صفاها وخلصها بالنَّار والأديم لينه ومدده حَتَّى وَسعه

(محن) فلَان وَقع فِي محنة فَهُوَ ممحون

(محن) الْأَدِيم محنه
محن: {فامتحنوهن} اختبروهن.
(محن) : المَحُونَة: العار والتِّباعَةُ.
(محن) : المَحْنُ: أن تَدْأَبَ يوْمَكَ أَجْمَعَ في المَشْي أَو غيرِه.

محن



مِحْنَةٌ A trial, (S, Msb, K,) or trying affliction: (S:) pl. مِحَنٌ. (Msb.) مَحُونَةٌ (not مُحُونَةٌ): see art. حين.
(محن) - في حديث الشَّعْبىِّ، قال: "المِحْنَةُ بِدْعة"
يعنى أن يأخُذَ السُّلطان الرجُل فيَمْتَحِنَه، ويقول: فَعَلْتَ كذا وكذا ، حتّى يتَسَقَّط.
م ح ن: (الْمِحْنَةُ) وَاحِدَةُ (الْمِحَنِ) الَّتِي يُمْتَحَنُ بِهَا الْإِنْسَانُ مِنْ بَلِيَّةٍ وَ (مَحَنَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ، وَ (امْتَحَنَهُ) اخْتَبَرَهُ وَالِاسْمُ (الْمِحْنَةُ) . 
[محن] مَحَنْتُ البئر مَحْناً، إذا أخرجتَ ترابها وطينها. والمِحْنَةُ: واحدة المِحَنِ التي يُمْتَحَنُ بها الإنسان من بليَّةٍ. ومَحَنْتُهُ وامْتَحَنْتُهُ، أي اختبرته، والاسم المِحْنَةُ. ومَحَنَهُ عشرين سوطاً، أي ضربَه. وأتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً، أي ما أعطاني.
محن المِحْنَةُ: التَّجْرِبَةُ، تقول: امْتَحَنْتُه: أرَدْتُ أنْ أَعْرِفَ بِكَلامِه ضَمِيْرَ قَلْبِه. وكلّ شَيْءٍٍ جَهَدْتَه من دابَّةٍ أو رَكِيَّةٍ: فقد مَحَنْتَه. والتَّمْحِيْنُ بِمَعْناه. والمُحُوْنَةُ: المَحْقُ والبَخْسُ ومَحَنْتُه عِشْرِينَ سَوْطاً: أي ضَرَبْتَه، وكذلك: مَحَنْتُه بالعَصا.
محن
المَحْن والامتحان نحو الابتلاء، نحو قوله تعالى: فَامْتَحِنُوهُنَ
[الممتحنة/ 10] وقد تقدّم الكلام في الابتلاء. قال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى
[الحجرات/ 3] ، وذلك نحو: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً [الأنفال/ 17] وذلك نحو قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ الآية [الأحزاب/ 33] .
م ح ن

وقع في محنة ومحن، ومحن فلان وامتحن، ورجل ممحون وممتحن.

ومن المجاز: ثوب ممحون: خلق، وقد محن هذا الثوب إذا محق بطول اللبس. ومحن الأديم: مدّده حتى وسّعه وبه فسّر قوله تعالى: " امتحن الله قلوبهم " أي شرحها ووسّعها. ومحنت ناقتي: جهدتها بالسير. قال:

أتت رذايا بادياً كلالها ... قد محنت واضطربت أوصالها

محن


مَحَنَ(n. ac. مَحْن)
a. Tried, tested.
b. Wore.
c. Struck.
d. Cleaned out (well).
e. see II (a)
مَحَّنَa. Made supple, softened.
b. Scraped.

مَاْحَنَ
a. [ coll. ], Tried, vexed; teased
tormented, plagued; contradicted.
إِمْتَحَنَa. see I (a)b. [acc. & La], Inclined the heart of.... to.
مَحْنa. Soft, supple, flexible.
b. Occupation.
c. Day's journey.

مِحْنَة
(pl.
مِحَن)
a. Trial, test.
b. Fatigue, weariness; suffering; misfortune
affliction.

مُحُوْنَةa. Destruction.

N. Ac.
إِمْتَحَنَa. Trial.
b. Temptation.
c. [ coll. ], Examination.
(م ح ن)

المِحْنَةُ: الْخِبْرَة. وَقد امتحنه. وامتحن القَوْل، نظر فِيهِ وَدبره.

وَقَول مليح الْهُذلِيّ:

وحُبُّ لَيلى، وَلَا تُخشَىِ مُحونَتُه ... صَدْعٌ لِنَفْسِك مِمَّا لَيْسَ يُنتقَدُ

قَالَ ابْن جني: مَحُونَتُه عاره وتباعته يجوز أَن يكون مشتقا من المحنة لِأَن الْعَار من أَشد المِحَنِ، وَيجوز أَن يكون مفعلة من الحَيْنِ، وَذَلِكَ أَن الْعَار كَالْقَتْلِ أَو أَشد.

ومَحَنه عشْرين سَوْطًا: ضربه.

ومَحَنَ السَّوْط: ليَّنه.
محن: محن: شهى، جذب، اجتذب، جعله شهيا (بوشر).
أمحن: انظر أمحن عند (فوك) في مادة ( temptare برهن، فحص).
امتحن: عرض للعذاب (مملوك 1، 2 تاريخ بنو زيان 92): فامتحنه وضربه بالسياط. الامتحان ل: مردود، فعالية، نفاذية على (ابن العوام 1: 104): واعلموا أن خرو الناس يتلو زرق الطيور في الجودة والامتحان للأرض والمنابت كلها.
امتحن: في ألف ليلة وليلة (4: 134) وامتحن بشرب مليح وأكل مليح التي ترجمها لين إلى الإنكليزية بقوله to give himself up to أي أسلم نفسه ل أو انقطع وتخلى مع أن بوسويه شرح كلمة (تمحن) على أساس أن معناها: ملأ معدته بالماء، بالغذاء، أنتفخ، كاد ينصدع من الشرب والأكل، أمتلأ، بشم، أتخم، أفعم، اكتظ، تشبع، ملأ بطنه وكل هذه المترادفات ملائمة أكثر مما ذهب إليه (لين).
محنة: اضطهاد كمحنة المسلمين الذين أرغموا على القول بخلق القرآن (مملوك 1، 2: 82).
محنة: التعذيب (مملوك 2: 81).
[محن] نه: فيه: فذلك الشهيد "الممتحن"، هو المصفى المهذب، محنت الفضة- إذا صفيتها بالنار. ط: أي المجرب، والشهيد- خبر ذلك، والممتحن- صفة الشهيد، وفي خيمة الله- خبر بعد خبر، أو في خيمة- خبر، والبواقي أوصاف. نه: وفيه: إن "المحنة" بدعة، هي أن يأخذ السلطان الرجل فيمتحنه فيقول: فعلت كذا وفعلت كذا- فلا يزال به حتى يسقط ويقول ما لم يفعله أو ما لا يجوز قوله، يعني أن هذا الفعل بدعة. ك: "فامتحنوهم" أي اختبروهن بالحلف والنظر في الأمارات ليغلب على ظنونكم صدق إيمانهن، ونزلت الآية بيانًا له، قوله: كلامًا- مقول عائشة وقع حالًا، والنصح- عطف على مقدر. ك: اقر "بالمحنة"، هي الامتحان، أي من أقر بهذا الشرط أي بعدم الإشراك ونحوه فقد أقر بالمحنة ولم يحوجها بوقوعها إلى المبايعة باليد ونحوه، وقيل: الشرط المجيء مهاجرًا، أي من اعترف بوجوب الهجرة اعترف بوجوب المحنة، والأول أولى. ن: إذا هاجرن "يمتحن"، أي يبايعن على المذكورة في الآية الكريمة، قوله: فقد أقر بالمحنة، أي بايع البيعة الشرعية. ش: وخاتمة "المحن"، جمع محنة: البلية.
محن
مُحِنَ يُمحَن، مَحْنًا، والمفعول مَمْحون
• مُحِن الشَّخصُ: وقَع في محنة "واساه أصدقاؤُه حين مُحِن". 

امتحنَ يمتحن، امتحانًا، فهو مُمتحِن، والمفعول مُمتحَن
• امتحن المدِّرسُ تلاميذَه: اختبرهم "حضر جميع الممتحنين- {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} " ° امتُحِن فلانٌ: مُحِن؛ وقع في مِحنة.
• امتحن سلوكَ صديقه: حاول معرفتَه على حقيقته، جرَّبه واختبره "امتحن صداقتَه/ صِدْقَه". 

امتحان [مفرد]: ج امتحانات (لغير المصدر):
1 - مصدر امتحنَ.
2 - اسم ذات، فحص واختبار يخضع له الطّالبُ "نجح في الامتحان الــشَّفهيّ- لجنة/ يوم الامتحان- عند الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان [مثل]: يُضرب في الحثّ على الاستعداد للامتحان، أو التَّعبير عن التّحدي لمن يُكثر مدح نفسه". 

مَحْن [مفرد]: مصدر مُحِنَ. 

مِحْنَة [مفرد]: ج مِحْنَات ومِحَن: بلاء وشِدّة، ما يُمتحن الإنسانُ به من بليَّة، تجربة شديدة مؤلمة، وخاصّة تلك التي تمتحن الشَّخصيَّةَ أو القدرةَ على التحمُّل "وقع في مِحْنة- وقفوا بجوار صديقهم في محْنته- مِحَن الزَّمان كثيرة لا تنقضي ... وسروره يأتيك كالأعيادِ". 

مُمْتَحِنة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل امتحنَ.
• الممتَحنة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 60 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثلاث عشرة آية. 

محن: المِحْنة: الخِبْرة، وقد امتَحنه. وامتَحن القولَ: نظر فه

ودَبَّره. التهذيب: إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمي، وكان من أَصحاب سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، حَدَّث أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:

القَتْلى ثلاثة، رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه وماله في سبيل الله حتى إِذا لقي

العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل، فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله

تحت عرشه

(* قوله «في جنة الله تحت عرشه» الذي في نسخة التهذيب: في خيمة

الله). لا يَفْضُله النبيون إِلا بدرجة النبوَّة؛ قال شمر: قوله فذلك

الشهيد المُمْتحَن هو المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا

صفيتها وخلصتها بالنار. وروي عن مجاهد في قوله تعالى: أُولئك الذين

امتَحَنَ اللهُ قلوبَهم، قال: خَلَّصَ اللهُ قلوبهم، وقال أَبو عبيدة: امتَحنَ

اللهُ قلوبهم صَفَّاها وهَذَّبها، وقال غيره: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ

المُذَلَّلُ، وقيل: معنى قوله أُولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى

شَرَحَ اللهُ قلوبهم، كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوى. ومَحَنْتُه

وامتَحْنتُه: بمنزلة خَبَرْتُه واختبرته وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه. وأَصل

المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْط. وامتَحَنتُ الذهب والفضة إِذا أَذبتهما

لتختبرهما حتى خَلَّصْتَ الذهب والفضة، والاسم المِحْنة. والمَحْنُ:

العطية. وأَتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً أَي ما أَعطاني. والمِحْنة: واحدة

المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية، نستجير بكرم الله منها.

وفي حديث الشَّعْبي: المِحْنة بِدْعَة، هي أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ

فيَمْتحِنه ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله

أَو ما لا يجوز قوله، يعني أَن هذا القول بدعة؛ وقولُ مُليح الهُذَليِّ:

وحُبُّ ليلى، ولا تَخْشى مَحُونتَه،

صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما ليس يُنْتقَدُ

قال ابن جني: مَحُونته عاره وتِباعَتُه، يجوز أَن يكون مشتقّاً من

المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن، ويجوز أَن يكون مَفْعُلة من

الحَيْنِ، وذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد. الليث: المِحْنة معنى الكلام الذي

يُمتحَنُ به ليعرف بكلامه ضمير قلبه، تقول امتحَنْتُه، وامتَحنْتُ الكلمة

أَي نظرت إِلى ما يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها.

والمَحْنُ: النكاح الشديد. يقال: مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نكحها.

ومَحَنه عشرين سَوْطاً: ضربه. ومحن السَّوْطَ: لَيَّنَه. المُفَضَّلُ:

مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتى تُخْلِقه. ابن الأَعرابي:

مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وهو التليين بالطَّرْد، والمُمْتحَن والمُمَحَّص

واحد. أَبو سعيد: مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مددته حتى توسعه. ابن

الأَعرابي: المَحْنُ اللَّيِّنُ من كل شيء. ومَحْنت البئر مَحْناً إِذا

أَخرجت تُرابها وطينها. الأَزهري عن الفراء: يقال مَحَنْتُه ومخنتُه، بالحاء

والخاء، ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته

وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كله بمعنى قَشَرْتُه. وجلد

مُمتحَنٌ: مَقْشُور، والله أَعلم.

محن
: (مَحَنَهُ) عِشْرينَ سَوْطاً، (كَمَنَعَهُ؛ ضَرَبَهُ.
(و) مَحَنَهُ: (اخْتَبَرَهُ، كامْتَحَنَه) ، وأَصْلُ المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْطِ؛ (والاسمُ المِحْنَةُ، بالكسْرِ) ، والجَمْعُ المِحَنُ، وَهِي الَّتِي يُمْتَحَنُ بهَا الإِنْسانُ مِن بليةٍ، نَسْتَجِيرُ بكَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْهَا.
وقالَ الليْثُ: المِحْنَةُ مِثْلُ الكَلامِ الَّذِي يُمْتَحَنُ بِهِ ليُعْرَفَ بكَلامِه ضَمِير قلْبِهِ.
وَفِي حدِيثِ الشعبيِّ: (المِحْنَةُ بِدْعَةٌ) ، هِيَ أَنْ يأْخُذَ السُّلطانُ الرَّجلَ فيمْتَحِنه ويقولُ: فَعَلْت كَذَا وَكَذَا، فَلَا يَزالُ بِهِ حَتَّى يقولَ مَا لم يَفْعَلْه، أَو مَا لَا يَجوزُ قَوْله، يعْنِي أنَّ هَذَا القَوْلَ بِدْعَةٌ.
(و) قالَ المُفَضَّلُ: مَحَنَ (الثّوْبَ) مَحْناً: (لَبِسَه حَتَّى أَخْلَقَه.
(و) يقالُ: أَتَى فُلاناً فَمَا مَحَنَهُ شَيْئا أَي مَا (أَعْطاهُ.
(و) المَحْنُ: النِّكاحُ الشَّديدُ.
يقالُ: مَحَنَ (جارِيَتَه) إِذا (نَكَحَها) وكذلِكَ مَخنها ومَسَحَها.
(و) مَحَنَ (البِئْرَ) مَحْناً: (أَخْرَجَ تُرابَها وطِينَها) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.

(و) مَحَنَ (الأدِيمَ: لَيَّنَهُ) .
(وقالَ أَبو سعيدٍ: مَدَّه حَتَّى وَسَّعَه.
(أَو) مَحَنَه إِذا (قَشَرَهُ) ؛) نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ عَن الفَرَّاء؛ (كمَحَّنَهُ) أَي بالتَّشديدِ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: كمَخَنه بالخاءِ كَمَا هُوَ نَصُّ الفَرَّاء فِي نوادِرِهِ.
(وامْتَحَنَ القَوْلَ: نَظَرَ فِيهِ ودَبَّرَهُ) .
(وقيلَ: نَظَرَ إِلَى مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ صَيُّورُه. (و) قَوْلُه تعالَى: {أُولَئِكَ الَّذين امْتَحَنَ (اللَّهُ قُلُوبَهم) للتَّقْوَى} ،) أَي (شَرَحَها، و) كأَنَّ مَعْناهُ (وَسَّعَها) للتَّقْوى.
وقالَ مُجاهِد: أَي خَلَّصَها.
وقالَ أَبو عُبيدَةَ: أَي صَفَّاها وهَذَّبَها.
وقالَ غيرُهُ: أَي وَطَّأَها وذَلَّلَها.
(والمَحْنُ) ، بالفتْحِ: (اللَّيِّنُ من كلِّ شيءٍ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) مِن المجازِ: المَحنُ: (أَنْ تَدْأَبَ يَوْمَكَ أَجْمَعَ فِي المَشْي أَو غَيْرِهِ.
(والمُحونَةُ: المَحْقُ والبَخْسُ) ، فَعُولَةٌ من المَحْنِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ مُلَيح الهُذَليّ:
وحُبُّ ليلى وَلَا تَخْشى مَحُونَتَهصَدْعٌ لنَفْسِك ممَّا ليسَ يُنْتَقَدُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مَحَنَ الفِضَّة: إِذا صَفَّاها وخَلَّصَها بالنارِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فذلِكَ الشَّهِيدُ المُمْتَحَنُ فِي جنَّةِ اللَّهِ تَحت عَرْشِه) ، وَهُوَ الصَّفيُّ المُهَذَّبُ.
والمُمْتَحَنُ أَيْضاً: المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ.
وامْتَحَنَ الذَّهَبَ والفضَّةَ: أَذابَهُما ليَخْتَبرَهُما حَتَّى يَخْلَصَا.
ومَحَنَ السَّوْطَ: لَيَّنَهُ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَحَنَه بالشَّدِّ والعَدْوِ: وَهُوَ التَّلْيينُ بالطَّرْدِ.
وجِلْدٌ مُمْتَحَنٌ: مَقْشورٌ؛ عَن الفَرَّاء.
ومُحِنَ الرَّجُلُ، بالضمِّ، فَهُوَ مَمْحُونٌ.
وثَوْبٌ مَمْحُونٌ: خَلَقٌ بطُولِ اللُّبْسِ.
ومَحَنْتُ ناقَتِي: جَهدْتُها بالسَّيْرِ.
والمُحونَةُ: العارُ والتَّباعَةُ؛ وَبِه فَسَّر ابنُ جنِّي قَوْلَ مُلَيح الهُذَليِّ؛ قالَ: وَهُوَ مُشْتقٌّ مِن المِحْنَةِ، لأنَّ العارَ أَشَدُّ المِحَنِ؛ قالَ: ويَجوزُ أَنْ يكونَ مَفْعُلَة من الحيْنِ، وذلكَ أنَّ العارَ كالقَتْلِ أَو أَشدّ؛ وَقد تقدَّمَتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ فِي حِين.
والمَمْحُونُ: المَأْبُونُ؛ عاميَّةٌ.

نذر

نذر: نذر: نذر على وجه اللجاج أو نذر اللجاج هو (على سبيل المثال) حين يقال إن كلمت فلانا فعلي كذا (معجم التنبيه).
نذر: هو باللاتينية، في (فوك): defidare وفيه (انذر، وانذر من وانتذر) إلا أنني لم أفهم بأي معنى اشتق هذه الاشتقاقات ولعله قصد المعنى المعتاد الذي هو قريب منه: ( avetir نبه، حذر، نصح باتخاذ الحيطة).
نذر ب: انذر، حذر، اظهر عيوب شيء ما أو عمل معين (بوشر).
انذره ب: (حين يتعدى إلى مفعولين بحرف الجر) (رياض النفوس 100) وانذر الناس بموته (البكري 176: 8): وهم ينذرون بجلوسه بطبل.
انذر الناس بشيء (بوشر، ابن جبير 76: 18): أثار حدثانية وقعت بأيدي بعضهم أنذرت لشيء: حذر أحدهم بأنه ينبغي أن يفعل شيئا أمره به (المقري 1: 243) أنذره لشهود صنيع. انظر المثلين الأخيرين).
انتذر: انظرها في (فوك) في مادة premonere أي كان قد انذر (سعديا المزمور 19).
نذر. نذر الرهبنة: (الرهبنة عند بعض النصارى هو العفة والطاعة والفقر الاختياري) (محيط المحيط).
موضع النذور: الموضع الذي تحفظ فيه القرابين الدينية (ألف ليلة 515).
نذري: مختص بالنذر (بوشر).
نادر: خاضع للنذور الدينية (بوشر).
إنذار والجمع إنذارات: مصطلح طبي يتعلق بالعلامات المنذرة بسوء الأحوال الصحية (معجم المنصوري): ارابيع جمع اربوع وهو عد الأيام من اليوم إلى رابعه ويعني به أيام البحارين وإنذاراتها.
إنذار: تكهن، تنبؤ (ابن جبير 49: 20) إنذار من الإنذارات الحدثانية.
منذر: هي prexo باللاتينية عند (فوك). المنذر بالجنازة هو الذي يقود مراسيم التشييع (المقري 1: 487) أو الذي يعطي إشارة الرحيل.
المنذرية: اسم أحد الطوائف (انظر معجم الجغرافيا).
النذر: إيجاب عين الفعل المباح على نفسه؛ تعظيمًا لله تعالى.
نذر: {نذير}: محذر وإنذار. {أنذرتهم}: أعلمتهم ولا يكون إلا مع الحذر.
(نذر)
الشَّيْء نذرا ونذورا أوجبه على نَفسه يُقَال نذر مَاله لله وَنذر على نَفسه أَن يفعل كَذَا

(نذر) بالشَّيْء نذرا ونذارة علمه فحذره يُقَال نذروا بالعدو
(نذر) - في الحديث: "فَلمَّا عرف أن قد نَذِروا به هَرَبَ"
: أي شَعَروا به وأحَسُّوا وعَلِمُوا بمَكانِه، وهو لازِم أنذرتُه.
- وفي حديث آخَرَ: "انْذَرِ القَومَ"
: أي احْذَر منهم، واستَعِدَّ لهم .
باب الذّال والرّاء والنّون معهما ن ذ ر يستعمل فقط

نذر: النَّذْر: ما ينذُر الإنسانُ فيجعلُه على نفسه نَحْباً واجباً. والنَّذْر: اسمُ الإِنذار. والنُّذُر: جماعة النَّذير، وتقول: أنذَرْتُهم فنُذِروا ولم يستعملوا مصدراً . والتَّناذُر: إِنذار بعضِهم بعضاً. والنَّذيرُ: اسمُ الشيء الذي يُعطَى. ورُبُّما جَعَلَتِ اليهودية وَلَدَها نَذيرةً للكنيسة، والجمع النَّذائر. ونَذَر القومُ بالعَدُوِّ أي عَلِموا بمسيرهم. ومُناذر اسمُ رجل، ومنذر كذلك. 
ن ذ ر: (الْإِنْذَارُ) الْإِبْلَاغُ وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي التَّخْوِيفِ، وَالِاسْمُ (النُّذُرُ) بِضَمَّتَيْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16] أَيْ إِنْذَارِي. وَ (النَّذِيرُ الْمُنْذِرُ) وَ (الْإِنْذَارُ) أَيْضًا. وَ (النَّذْرُ) وَاحِدُ (الْنُذُورِ) وَقَدْ (نَذَرَ) لِلَّهِ كَذَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَيُقَالُ: (نَذَرَ) عَلَى نَفْسِهِ (نَذْرًا) وَ (نَذَرَ) مَالَهُ (نَذْرًا) وَتَنَاذَرَ الْقَوْمُ كَذَا خَوَّفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (نَذِرَ) الْقَوْمُ بِالْعَدُوِّ عَلِمُوا، وَبَابُهُ طَرِبَ. 
نذر: النَّذْرُ: ما يَنْذِرُه الإِنْسَانُ فيَجْعَلُه نَحْباً؛ كأرْشِ الجُرْحِ. واسْمٌ للإِنْذَارِ، أنْذَرْتُه إنْذَاراً ونُذُراً ونُذْراً، والنُّذُرُ: جَمَاعةُ النَّذِيْرِ، والتَّنَاذُرُ: إنْذَارُ بَعْضِهم بَعْضاً.
والنَّذِيْرَةُ: اسْمُ الشَّيْءِ الذي تُعْطي، والجَمِيْعُ النَّذَائِرُ.
ونَذرَ القَوْمُ بالعَدُوِّ: عَلِمُوا بمَسِيْرِه. ونَذِيْرَةُ الجَيْشِ: طَلِيْعَتُهم الذي يُنْذِرُهم.
ويقولونَ: عُذْرَاكَ لا نُذْرَاكَ: أي أعْذِرْ ولا تُنْذِرْ.
ومُنَاذِرٌ: اسْمُ رَجُلٍ، ومُنْذِرٌ أيضاً. وأبو المَنَاذِرِ: كُنْيَةٌ.
والنُّذْرُ: جِلْدُ المُقْلِ.
ن ذ ر : نَذَرْتُ لِلَّهِ كَذَا نَذْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي حَدِيثٍ «لَا تَنْذِرُوا لِلَّهِ فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يَرُدُّ قَضَاءً وَلَكِنْ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مَالُ الْبَخِيلِ» .

وَأَنْذَرْتُ الرَّجُلَ كَذَا إنْذَارًا أَبْلَغْتُهُ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي التَّخْوِيفِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ} [غافر: 18] أَيْ خَوِّفْهُمْ عَذَابَهُ وَالْفَاعِلُ مُنْذِرٌ وَنَذِيرٌ وَالْجَمْعُ نُذُرٌ بِضَمَّتَيْنِ وَأَنْذَرْتُهُ بِكَذَا فَنَذَرَ بِهِ مِثْلُ أَعْلَمْتُهُ بِهِ فَعَلِمَ وَزْنًا وَمَعْنًى فَالصِّلَةُ فَارِقَةٌ بَيْنَ الْفِعْلَيْنِ. 
ن ذ ر

نذر القوم بالعدوّ: علموا به فحذروه واستعدّوا له وأنذرتهم به، وأنذرتهم إيّاه، وهو نذير القوم ومنذرهم، وهم نذر القوم. " فستعلمون كيف نذير " أي إنذاري " فكيف كان عذابي ونذر ": وإنذاراتي. وهو نذيرة القوم: لطليعتهم الذي ينذرهم العدوّ. وتناذروه: خوف منه بعضهم بعضاً. قال النابغة:

تناذرها الرّاقون من سوء سمّها

وقال في صفة كتيبة المنذر:

وما تنفك محلولاً عراها ... على متناذر الأكلاء طامي

لا تزال تنزل المكان المخوف. وقالت الخنساء:

يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار

ومن المجاز: أعطيت الرجل نذر جرحه، والقوم نذور جراحهم: أروشها لأنها مما نذر رسول الله أي أوجب كما يوجب الرّجل على نفسه وهو من كلام أهل الحجاز.

نذر


نَذَرَ(n. ac.
نَذْر
نُذُوْر)
a. ['Ala], Bound (himself), took a vow, vowed.
b. [acc. & La], Dedicated, consecrated to.
c. Placed in front.

نَذِرَ(n. ac. نَذَر
نَذَاْرَة
نِذَاْرَة)
a. [Bi], Knew, was on his guard.
أَنْذَرَ
a. [acc. & Bi], Warned, cautioned against; informed, advised of
admonished about.
تَنَاْذَرَa. Warned each other.
b. [acc. & Min], Held in check.
إِنْتَذَرَa. see I (a)
إِسْتَنْذَرَ
a. [Ila], Warned.
نَذْر
(pl.
نُذُر
نُذُوْر
27)
a. Vow.
b. Votive offering; gift.
c. Mulct, fine.
d. see 3
نُذْرa. Warning, admonition; exhortation; commination.

نُذْرَى
نُذُرa. see 3
نَاْذِرa. A name of Mecca.
b. Gazer.

نَذَاْرَة
نِذَاْرَةa. see 3b. Fear, dread.

نَذِيْر
(pl.
نُذُر)
a. Consecrated, dedicated; sacred, holy.
b. Nazarite.
c. Warner: preacher; prophet; apostle.
d. Scout, spy.
e. see 3
نَذِيْرَة
(pl.
نَذَاْئِرُ)
a. Votive offering; person dedicated to God.
b. Front rank; vanguard.
c. see 3 & 25
(d).
نَذَاْرِ4َةa. Title of certain Arabian kings.

N. P.
نَذڤرَa. see 25 (a)
N. Ag.
نَذَّرَa. see 21 (b)
N. Ag.
أَنْذَرَa. Warner, exhorter, admonisher; preacher.
b. [art.], Name of a certain Arabian king.
N. Ac.
أَنْذَرَa. see 3
N. Ag.
تَنَاْذَرَa. Object of warning.
b. [art.], Lion.
أَبُو مُنْذِر
a. The cock, chanticleer.
[نذر] الانذار: الابلاغ، ولايكون إلا في التخويف. والاسم النُذَرُ، ومنه قوله تعالى:

(فكيفَ كان عذابي ونذر) *، أي إنذاري. والنذير: المُنْذِرُ. والنَذيرُ: الإنْذارُ والنَذْرُ: واحد النُذورِ. وأمَّا قول ابن أحمر: كم دون ليلى من تنو فية * لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذُرْ - فيقال: إنَّه جمع نَذْرٍ مثل رَهْنٍ ورُهُنٍ، ويقال إنه جمع نَذيرٍ بمعنى مَنْذورٍ، مثل قتيلٍ وجديدٍ. وقد نَذَرْتُ للهِ كذا، أنْذُرُ وأَنْذِرُ. قال الأخفش: تقول العرب: نَذَرَ على نفسه نَذْراً، ونَذَرْتُ مالى فأنا أنذره نذرا. أخبرنا بذلك يونس عن العرب. وابن مناذر: شاعر، فمن فتح الميم منه لم يصرفه، ويقول: إنه جمع منذر، لانه محمد بن منذر بن منذر. ومن ضمها صرفه. وهم المناذرة، يريد آل المنذر أو جماعة الحى، مثل المهالبة والمسامعة. وقولهم: " النذير العريان "، قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذى الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته. وتناذر القومُ كذا، أي خوَّف بعضُهم بعضاً. وقال النابغة يصف حيَّة: تَناذَرَها الراقونَ من سُوءِ سَمِّها * تطلقه حينا وحينا تراجع - ونذر القوم بالعدو، بكسر الذال، إذا علموا.
نذر
النّذر: أن تُوجِب على نفسك ما ليس بواجب لحدوثِ أمر، يقال: نَذَرْتُ لله أمراً، قال تعالى:
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً [مريم/ 26] ، وقال: وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ
[البقرة/ 270] ، وَالإِنْذارُ: إخبارٌ فيه تخويف، كما أنّ التّبشير إخبار فيه سرور. قال تعالى:
فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى
[الليل/ 14] ، أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ [فصلت/ 13] ، وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ
[الأحقاف/ 21] ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ [الأحقاف/ 3] ، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ [الشورى/ 7] ، لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ [يس/ 6] ، والنَّذِيرُ: المنذر، ويقع على كلّ شيء فيه إنذار، إنسانا كان أو غيره. إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ
[نوح/ 2] ، إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ [الحجر/ 89] ، وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ [الأحقاف/ 9] ، وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر/ 37] ، نَذِيراً لِلْبَشَرِ [المدثر/ 36] . والنّذر:
جمعه. قال تعالى: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى
[النجم/ 56] أي: من جنس ما أُنْذِرَ به الذين تقدَّموا. قال تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ
[القمر/ 23] ، وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ [القمر/ 41] ، فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ
[القمر/ 18] ، وقد نَذِرْتُ. أي: عَلِمْتُ ذلك وحَذِرْتُ.
[ن ذ ر] النَّذْرُ النًّحْبُ وجَمْعُه نُذُورٌ وقد نَذَرَ على نَفْسِه يَنْذِرُ ويَنْذُرُ نَذْرًا ونُذُورًا والنَّذِيرَةُ الابنُ يَجْعَلُه أَبَواه قَيِّمًا أو خادِمًا لِكَنِيسَةٍ وقَدْ نَذَرَه وفي التَّنْزِيلِ {إني نذرت لك ما في بطني محررا} آل عمران 35 ونَذِرَ بالشًّيْءِ نَذْرًا عَلِمه فحَذِرَه وأَنْذَرْتُه بالأَمْرِ إِنْذارًا ونُذْرًا عن كُراعٍ واللِّحْيانِيِّ أَعْلَمْتُه والصًّحِيحُ أَنَّ النُّذْرَ الاسمُ والإِنْذارَ المَصْدرُ وأَنْذَرَه أيضًا خَوًّفَه وحَذَّرَه وفي التَّنْزِيلِ {وأنذرهم يوم الآزفة} غافر 18 وكذلك حَكَى الزَّجّاجِيُّ أَنْذَرْتُه إِنْذارًا ونَذِيرًا والجَيِّدُ أَنَّ الإِنْذارُ المصدر والنذير الاسم وفي التنزيل {فستعلمون كيف نذير} الملك 17 والنذيرة: الإنذار والنَّذِيرُ المُنْذِرُ والجمعُ نُذُرٌ وكَذلِكَ النَّذِيرَةُ قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ

(فإذَا تُحُومِيَ جانِبٌ يَرْعَوْنَه ... وإِذا تَجِيءُ نَذِيرَةٌ لم يَهْرُبُوا)

وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ النَّذِيرُ صَوْتُ القَوْسِ لأَنَّه يُنْذِرُ الرَّمِيًّةَ وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ

(وصَفْراءَ من نَبْعٍ كأنَّ نَذِيرَها ... إِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ أَفْكَلُ)

وتَناذَرَ القَوْمُ أَنْذَرَ بعضُهم بَعْضًا والاسمُ النُّذْرُ والنَّذِيرُ المُحَذِّرُ فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل والجَمْعُ نُذُرٌ وقولُه عَزَّ وجَلَّ {وجاءكم النذير} فاطر 37 قال ثَعْلَبٌ هو الرسول وقِيلَ هو الشَّيْبُ والنَّذِيرُ العُرْيانُ رَجُلٌ من خَثْعَمَ ومُنْذِرٌ ومُناذِر اسمان وباتَ بلَيْلَةِ ابنِ مُنْذِرٍ يَعْنِي النُّعْمانَ أي بلَيلَةٍ شَدِيدةٍ قالَ ابن أَحْمَر

(وباتَ بَنُو أُمِّي بلَيْلَةٍ مُنْذِرٍ ... وأَبْناءُ أَعْمامِي عُذُوباً صوادِيًا)

عُذُوبٌ وُقُوفٌ لا ماءَ لَهُم ولا طَعام
[نذر] نه: فيه: كان إذا خطب احمرت عيناه واشتد غضبه كأنه "منذر" جيش، هو المعلم أي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المخوف أيضًا، وأصل الإنذار: الإعلام، أنذرته: أعلمته، فأنا منذر ونذير أي معلم ومخوف ومحذر، ونذرت به- إذا علمت. ن: و"نذروا" بها- بفتح نون وكسر ذال- أي علموها. ك: ومنه: إن القوم "نذروا"، وهو من باب "وأن أحد من المشركين استجارك". نه: ومنه: فلما عرف أن قد "نذروا" به هرب، أي قد علموا وأحسوا بمكانه. ومنه ح: "انذر" القوم، أي احذرهم واستعد لهم وكن منهم على علم وحذر. غ: الإنذار: الإعلام بشيء يحذر منهن وكل منذر معلم بلا عكس، "فكيف كان "نذير"" أي إنذاري. مد: "عذرًا أو "نذرًا"" هما مصدرا عذر- إذا محا الإساءة، وأنذر- إذا خوف على فعل، بدلان من "ذكرا" أو مفعول له. ش: "فأنذر" بالردة، أي أعلم بوقوعها بعده صلى الله عليه وسلم فإنه ارتد بعد قبضه عامة العرب إلا أهل الحرمين والبحرين، وكفى الله أمرهم بيد الصديق. ك: يركض "نذيرًا"، أي منذرًا ومعلمًا بمجيء الجيش، يهبط- بضم أوله. نه: وفيه ذكر "النذر"، نذرت أنذر وأنذر- إذا أوجبت على نفسك شيئًا تبرعًا من عبادة أو صدقة أو غير ذلك، وتكرر النهي عنه تأكيدًا لأمره وتحذيرًا عن التهاون به بعد غيجابه إذ لو كان للمنع لم يلزم الوفاء إذ يصير معصية، فالنهي إعلام بأن لا يجر لهم نفعًا عاجلًا ولا يصرف عنهم ضرًا ولا يرد قضاء فلا تنذروا على أن تدركوا به شيئًا لم يقدر أو تصرفوا عنكم القضاء، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا فأوفوه فإنه لازم لكم. ن: "لا تنذروا"- بكسر ذال وضمها، وجه النهي أن الناذر يؤدي نذره ضرورة بغير نشاط، أو كونه أتيا بالقربة على صورة المعاوضة، أو كون بعض الجهلة يظن أن النذر يرد القدر، قوله: يستخرج به من البخيل، أي لا يأتيه تطوعًا بل معاوضة ولا في معصية. ط: وجهه أن تعليق المبار بحصول المسار من فعل بخلاء لا تطاوعهم أنفسهم بإخراج شيء إلا بعوض، غذ السخي يتقرب إلى الله مستعجلًا، فنهى عنه فإنه لا يغني أي لا يسوق إليه خيرًا ولا يرد عنه شيئًا لكنه قد يوافق القدر فيخرج من البخيل ماله. ك: فإن قيل: الصدقة ترد البلاء والنذر التزام صدقة! قلت: لا يلزم من رد الصدقة رد التزامها. ز: المذنب: سره أن الصدقة تقدم على البلية فتدفعها، والنذر يؤدي بعد اندفاع البلية فلا يمكن دفعه لها، وإلا يلزم تحصيل الحاصل. ن: لا "نذر" في معصية ولا فيما يملكه، كان شفى الله مريضي أعتق عبد فلان أو أشرب خمرًا. ط: واختلف في المباح، واستدل المجوز بحديث: أوفى بنذرك، لقائلة: إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، وأجاب المانع بأنها قصدت به إظهار الفرح لمقدمه صلى الله عليه وسلم والمسرة بنصر الله المؤمنين ومساءة الكفار والمنافقين، فالتحقت بالقربات، كما استحب في النكاح لتميزه عن السفاح. نه: وفيه: قضيا فيالملطاة بنصف "نذر" الموضحة، أي بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة، والنذر في الحجاز: الأرش.
باب نر
نذر
نذَرَ يَنذُر ويَنذِر، نذْرًا ونُذورًا، فهو ناذِر، والمفعول مَنْذور
• نذَر الشّخصُ الشّيءَ: أوجبَه على نفسه، صدقة كان أو إحسانًا أو غير ذلك "نذر مالَه لله- نذر نفسَه لخدمة العلم: خصّصها وفرّغها- نذر أموالَه لخدمة الفقراء- نذر جهودَه لخدمة السَّلام- {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} ". 

أنذرَ يُنذر، إنذارًا، فهو مُنذِر، والمفعول مُنذَر
• أنذر الشَّخصَ الأمرَ/ أنذر الشَّخصَ بالأمر/ أنذر الشَّخصَ من الأمر: أعلمه به، وخوّفه منه قبل وقوعه، وحذّره من عواقبه "أنذره بتسليم نفسه- أنذره الخطر/ شفهيًّــا- {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} " ° قد أعذر من أنذر: أي من نبَّه على الخطأ فقد أزال عذر المخطئ. 

تناذرَ يتناذر، تناذُرًا، فهو مُتناذِر
• تناذر القومُ: أنذر بعضُهم بعضًا شرًّا "تناذروا العدوّ/ الكارثةَ/ الهجومَ عليهم". 

إنذار [مفرد]: ج إنذارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أنذرَ.
2 - إبلاغ وإعلام ولا يكون إلاّ في التَّخويف "إنذار بالمثول أمام القضاء- دقّ جرسُ الإنذار" ° أجهزة الإنذار: أجهزة تستخدم في الحروب والكوارث- بقِيَ في حالة الإنذار: بقي متأهّبًا ومستعدًّا لكلِّ طارئ.
3 - عقوبة معنويّة تواجه مخالفات لا يكتفى فيها بلفت نظر الموظف إلى عدم العودة إلى المخالفة "وجّهت الإدارةُ إنذارًا إلى الموظّف المقصِّر".
4 - (حس) تنبيه سمعيّ أو مرئيّ يحذِّر مُستخدم الحاسب الآلي أو يُعلمه بحدوث خطأ ما.
5 - (سة) تحذير توجّهه دولة إلى دولة أخرى قبل إعلان الحرب "وجَّه إنذارًا نهائيًّا للمتمردين طالبًا منهم الاستسلام- إنذار نهائيّ/ بالحرب".
6 - (قن) إخطار رسميّ يعقبه اتخاذ إجراءات قضائيّة في حالة عدم الاستجابة. 

مُنذِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أنذرَ.
2 - رسول، رجلٌ يعرف الأشياء فيُعْلِمُها قوْمَه " {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ}: مُعْلِم ومُبلِّغ- {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} " ° أبو مُنْذِر: كُنية الدِّيك. 

نَذْر [مفرد]: ج نُذور (لغير المصدر):
1 - مصدر نذَرَ.
2 - ما يقدِّمه المرءُ لربِّه أو يوجبه على نفسه من صدقة أو عبادة أو نحوهما "قد تنَسى النذور المنذورة في الأزمات بعد انحسارها [مثل أجنبيّ]- {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} " ° أوفى نذرَه: قضى نَحْبَهُ- نذْر العفَّة: نذْر يفرض الامتناع كلِّيًّا عن الملذّات الجنسيّة- نَذْر المجازاة: أن يلتزم الشَّخصُ واجبًا إذا حدثت له نعمة. 

نُذْر [مفرد]: إنذار بالتَّخويف من العذاب " {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا. عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} ". 

نُذور [مفرد]: مصدر نذَرَ. 

نذير [مفرد]: ج نُذُر:
1 - إنذار "نذير الخطر/ أزمة- {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} - {إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ. نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} " ° نذير شؤم/ نذير سوء: علامةُ وقوعِ مكروه، ما ينبئ بشرّ ويبعث
 على الخوف.
2 - مُنذِر ومخوِّف ومخدِّر "نذير بمصيبة- طقس نذير بعاصفة- {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} " ° نذيرٌ هاجِس: حدث يعدّ- باعتقاد باطل- دليلاً على حادث وقع بعيدًا.
3 - رسول " {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ} ". 

نذيرة [مفرد]: ج نذائرُ: ما يُعطيه المرءُ نَذْرًا "جعل جزءًا من ماله نذيرة لله" ° هو نذيرة الجيش: طليعتهم الذي يُعلمهم ويُنذرهم بأمر العدُوِّ.
• نذيرة الجيش: (سك) الغرفة العسكريّة التي تقوم بمهامّ المُراقبة لتنذر الجنودَ بتحرُّكات العدوّ. 

نذر

1 نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ, (Yoo, Akh, T, S, M, A, * K,) aor. ـِ and نَذُرَ, (M, K,) inf. n. نَذْرٌ (Yoo, Akh, S, M, K,) and نُذُورٌ, (M, K,) [He made a vow; imposed upon himself a vow; أَنْ يَفْعَلَ كَذَا that he would do such a thing; either absolutely, or conditionally, as will be explained below;] he made [a future action] binding, or obligatory, on himself; (T, M, A, K;) as also ↓ انتذر. (K.) And نَذْرًا ↓ انتذر signifies the same as نَذَرَ [He vowed a vow]. (Sgh.) You say also نَذَرْتُ مَالِى, aor. ـُ [and نَذِرَ as implied in the K] inf. n. نَذْرٌ, [I vowed my property; made a vow to give it.] (Yoo, Akh, S, K. *) And نَذَرْتُ لِلّٰهِ كَذَا, (S, Msb, K,) aor. ـُ and نَذِرَ, (S, Msb,) inf. n. نَذْرٌ, (Msb,) I made it binding, or obligatory, on myself, [i. e., I vowed,] of my own free will, to do or to give such a thing to God; namely, some religious service, or an alms, &c.: (TA:) or نَذْرٌ signifies the promising conditionally; as when one says, “Such a thing shall be obligatory on me if God restore to health my sick [son or other]: ”

this is termed نَذْرٌ: but the saying “ I impose upon myself the giving a deenár as alms,” is not so termed. (K.) The doing this is repeatedly forbidden in traditions: but what is meant thereby is, one's doing so in the belief that he may attain by it something which God has not decreed to betide him, or that he may divert from himself something decreed to befall him: yet if he do so, fulfilment is obligatory on him. (IAth.) Yousay also, نَذَرَ الوَلَدَ, (M, K,) and نَذَرَتْهُ, (M,) He (the father, M, K) and she (the mother, M) appointed the child [by a vow] to be a minister or servant to the church, (M, K,) or to a place appropriated to religious services or exercises, or acts of devotion: (TA:) so in the Kur, iii. 31. (M.) A2: نَذِرَ بِالشَّىْءِ, aor. ـَ (M, IKtt, Msb, K,) inf. n. نَذَرٌ (M, IKtt) and نَذَارَةٌ and نِذَارَةٌ, (IKtt,) or, as some assert, it has no inf. n., like عَسَى &c., the Arabs being content to use in its stead أَنْ followed by the verb, as is said in the 'Ináyeh, on the Kur, chap. xiv., (MF,) He knew of the thing: (Msb:) or he knew of the thing and was cautious of it or on his guard against it or in fear of it. (M, K.) You say also نَذِرَ القَوْمُ بالعَدُوِّ (S, A) The people knew of the enemy: (S:) or knew of the enemy and prepared themselves for them: (A:) or knew of the enemy and were cautious of them or on their guard against them or in fear of them. (TA.) And it is said in a trad., إِنْذَرِ القَوْمَ Have thou knowledge of the people and be cautious of them or on thy guard against them or in fear of them. (TA.) 4 أَنْذَرْتُهُ بِالأَمْرِ, (M, K,) and انذرته الشَّىْءَ, (Msb,) inf. n. إِنْذَارٌ (T, S, M, Msb, K) and نُذْرٌ (M, K) the latter accord. to Kr, but correctly it is a simple subst., (M,) and نُذُرٌ, (T, K,) or this is pl. of نَذِيرٌ, (T,) and نَذْرٌ, (K,) accord. to Lh and Kr, (TA,) [but this is properly a simple subst.,] and نَذِيرٌ, (M, K,) accord. to Zj, (M,) or Ez-Zejjájee, (TA,) but this should rather be regarded as a simple subst., (T, M,) I informed him, or advised him, of the thing: (M, K, TA:) this is the primary signification: (TA:) and [I warned him of the thing;] I cautioned him, or put him on his guard, against the thing, and put him in fear, (M, * K,) in my communication or announcement: (K:) in this sense the verb is used in the Kur, xl. 18: (M, TA:) or I announced to him the thing, (S, * Msb,) generally in a case of putting in fear the person addressed, or frightening him, (Msb,) or never otherwise than in such a case: (S:) and thus the verb is used in the Kur, ubi supra., وَأَنْذرْهُم يَوْمَ آلازِفَةِ [and warn them and put them in fear of the day of the approaching event, the day of resurrection] meaning, put them in fear of its punishment: (Msb:) and أَنْذَزْتُهُ بِكَذَا I informed him, or advised him, of such a thing. (Msb.) انذرهُ also signifies He (a spy) informed him, or advised him, of the state of the enemy: in the copies of the K, نَذَرَهُ; but this is a mistake. (TA.) And you say, أَنْذَرْتُ القَوْمَ مَسِيرَ العَدُرِّ

إِلَيْهِمْ I informed the people of the march of the enemy towards them, to put them on their guard. (T.) And أَنْذَرْتُ القَوْمَ بِالعَدُوِّ, and أَنْذَرْتُهُمُ العَدُوَّ, signify the same. (A.) It is said in a proverb, قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ, meaning, He hath become excused, and averted from himself the blame of men, who hath warned thee that he will punish thee for a future evil deed proceeding from thee, if thou then do the evil deed and he punish thee. (T.) See also أَعْذَرَ, in two places: and see عُذْرٌ.6 تناذر القَوْمُ The people warned, or cautioned, one another, or put one another in fear, (M, K,) of a terrifying evil. (TA.) You say تناذر القَوْمُ كَذَا The people warned one another, (S,) and put one another in fear, of such a thing. (S, A.) A poet says, (S,) namely, En-Nábighah, (T, TA,) describing a serpent, (T,) and his being threatened by En-Noamán so that he passed the night as though he had been stung, turning over and over upon his bed, (TA,) تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوْءِ سَمِّهَا تُطَلِّقُهُ طَوْرًا وَطَوْرًا تُرَاجِعُ [Of which the charmers have warned one another, and put one another in fear, on account of the evil nature of its poison, which it discharges one time and one time draws back]. (T, S, TA.) 8 إِنْتَذَرَ see نَذَرَ, in two places.10 استنذر إِلَيْهِ He offered warning to him (A, TA, art. عذر.) See استعذر.

نَذْرٌ A vow, which a man makes to be binding, or obligatory, on himself; (T, M, * K, * TA;) [either absolutely, or conditionally: (see نَذَرَ:)] pl. نُذُورٌ: (S, M, K: *) and in the following verse of Ibn-Ahmar, some say that نُذُر is pl. of نَذْرٌ, like as رُهُنٌ is pl. of رَهْنٌ; but others say that it is pl. of نَذِيرٌ in the sense of مَنْذُورٌ: كَمْ دُونَ لَيْلَى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ

لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ [How many a waterless desert glistening with the mirage, in which vows, or things vowed, are vowed, lie in the way to Leylà!]. (S.) b2: Also, (tropical:) The mulct for an intentional wound; used in this sense by Esh-Sháfi'ee, (T, TA,) and of the dial. of El-Hijáz; (TA;) i. q. أَرْشٌ, (T, A, K, TA,) which is of the dial. of the people of El-'Irák: (T, TA:) pl. نُذُورٌ: (T, A, K:) said by Aboo-Nahshal to be only for wounds, small and great. (T, K. *) You say, لِى قِبَلَ فُلَانٍ نَذْرٌ, (T, TS, L,) or عِنْدَ فُلَانٍ, (K,) (tropical:) A mulct for a wound is owed to me. (T, K, &c.) And أَعْطَيْتُهُ نَذْرَ جُرْحِهِ (tropical:) I gave him the mulct for his wound. (A.) Aboo-Sa'eed Ed-Dareer says that it is thus called لِأَنَّهُ نُذِرَ فِيهِ, i. e., because it is made binding, or obligatory, for it; [namely, for the wound;] from the phrase نَذَرْتُ علَى نَفْسِى. (T, TA.) b3: [A votive offering].

A2: See also نُذْرٌ.

نُذْرٌ (M) and ↓ نُذُرٌ (T, S, K) [and ↓ نَذْرٌ (see 4)] and ↓ نَذِيرٌ (S, M) and ↓ نَذِيرَةٌ (M) and ↓ نِذَارَةٌ (Esh-Sháfi'ee, K) and ↓ نُذْرَى (K) are substs. in the sense of إِنْذَارٌ [meaning An informing, or advising, of a thing: and a warning, or cautioning, and putting one on his guard, against a thing, and putting one in fear of a thing; &c.: (see 4:)] (T, S, M, K:) or a putting one in fear in announcing a thing. (TA.) عُذْرًا

أَوْ نُذْرًا and عُذُرًا أَوْ نُذُرًا, accord. to different readings, in the Kur, lxxvii. 6, put in the accus. case as causal complements, signify لِلْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ [For excusing and warning]. (Zj, T.) [See also art. عذر.] And in like manner, ↓ نُذُرِ, in the Kur, liv. 16, &c., signifies إِنْذَارِى. (S, K.) And so ↓ نَذِيرِ, in the Kur, lxvii. 17. (T, M.) Hence also the saying of the Arabs, عُذْرَاكَ لَا نُذْرَاكَ, meaning, أَعْذِرُ وَلَا تُنْذِرْ [i. e. Do thou that for which thou wilt be excused, by inflicting punishment when it is deserved, and do not merely warn and put in fear]. (TA.) نُذُرٌ: see نُذْرٌ.

نُذْرَى: see نُذْرٌ.

نَذِيرٌ i. q. ↓ مُنْذِرٌ, (T, S, M, A, Msb, K,) as also ↓ نَذِيرَةٌ; (M;) i. e. [One who gives information, or advice, of a thing, or things: and one who warns;] one who cautions; (M, TA;) and who puts in fear: (TA:) one who gives notice to a people of an enemy, or other thing, that has come upon them; (TA;) a spy who gives notice, to a people, of an enemy, to put them on their guard; (A;) and in like manner ↓ نَذِيرَةٌ, a spy who informs an army of the state of the enemy: (T, K:) نَذِيرٌ is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفْعِلٌ: (M, L:) or its verb was نَذَرَ, but this has become obsolete: (T:) its pl. is نُذُرٌ; (M, Msb, K;) occurring in the Kur, liv. 23, [&c.]. (TA.) b2: [Hence,] ابو مُنْذِرٍ The cock (Har. p. 644). b3: [And also,] النَّذِيرُ The apostle: (M, K:) so in the Kur, xxxv. 34, accord. to Th: (M:) the prophet Mohammad: (T, K:) so, accord. to most of the expositors, in that verse of the Kur. (T.) b4: Hoariness, or whiteness of the hair: (T, M, K:) so, accord. to some, in the verse of the Kur, last referred to: (T, M:) but the explanation immediately preceding is more probable. (T.) b5: The sound of a bow: (AHn, M, K:) because it warns, or frightens, (يُنْدِرُ,) that which is shot at. (AHn, M.) A2: I. q. مَنْذُورٌ [i. e. Vowed]: pl. نُذُرٌ. (S.) See نَذْرٌ.

A3: See also نُذْرٌ.

نِذَارَةٌ: see نُذْرٌ.

نَذِيرَةٌ [A votive gift;] that which he gives who makes a vow. (M, K.) b2: A child appointed by the father (M, K) and mother (M) [by a vow] to be a minister, or servant to the church, (M, K,) or to a place appropriated to religious services, or exercises, or acts of devotion: (T:) pl. نَذَائِرُ. (T.) A2: See also نَذِيرٌ, in two places.

A3: And see نُذْرٌ.

نَاذِرٌ: see مُنَذِّرٌ.

مُنْذِرٌ: see نَذِيرٌ.

مَنْذُورٌ: see نَذِيرٌ.

فُلَانٌ مُنَذِّرٌ إِلَىَّ بِعِيْنِهِ, and ↓ نَاذِرٌ, Such a one is looking at me hard or intently, and making his eye prominent. (T, in TA, art. زنر.) مُتَنَاذَرٌ [A thing of which people warn or caution one another, or of which they put one another in fear]: applied to a disease [&c.]. (TA, art. خبر voce خَيْبَرَى.) b2: [Hence,] المُتَنَاذَرُ (assumed tropical:) The lion. (Sgh, K.)
نذر
النَّذْرُ: النَّحْبُ، وَهُوَ مَا يَنْذِرُهُ الإنسانُ فيجعلُه على نفسِه نَحباً واجِباً، والشَّافِعِيُّ رَضِي الله عَنهُ سَمَّى فِي كتاب جِراحِ العَمْدِ مَا يجب قي الجِراحات من الدِّيات نَذْراً. قَالَ: ولُغَةُ أَهل الْحجاز كَذَلِك، وأَهل الْعرَاق يُسَمُّونه الْأَرْش كَذَا فِي اللِّسَان. وَفِي التكملة: وَهِي لُغَة أَهل الْحجاز، ج نُذورٌ، أَو النُّذورُ: لَا تكون إلاّ فِي الجِراح صِغارِهاهَذَا فاخرجوا عَنهُ بِالْوَفَاءِ، فإنَّ الَّذِي نَذَرْتُموه لازمٌ لكم.
والنَّذيرةُ: مَا تُعْطيه، فَعيلَة بِمَعْنى مَفعُولَة. والنَّذيرة: اسمُ الولَد الَّذِي يجعلُهُ أَبوه قَيِّماً أَو خادِماً للكنيسة أَو المُتَعَبَّد، ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثى، وَقد نَذَرَهُ أَبوه أَو أُمُّه، وَالْجمع: النَّذائرُ. النَّذيرةُ من الجَيْشِ: طليعَتُهم الَّذِي يُنْذِرُهم أَمْرَ عَدُوِّهم، وَقد نَذِرَهُ، هَكَذَا فِي سَائِر النَّسخ، وَالَّذِي فِي التكملة: يُنذِرهم من الْإِنْذَار، فحَقُّه أَن يَقُول: وَقد أَنذَرَه. وَفِي اللِّسَان: نَذيرةُ الْجَيْش: هم الَّذِي ينذرهم أمرَ عّدُوِّهم، أَي يُعْلِمُهم. ونَذِرَ بالشَّيءِ وَكَذَلِكَ بالعَدوّ، كفَرِح، نذرا عَلِمَهُ فَحَذِرَهُ، وَمِنْه الحَدِيث أَنْذِرِ القَوْمَ أَي احْذَرْ مِنْهُم وَكن مِنْهُم على عِلْمٍ وحَذَرٍ. ونقلَ شيخُنا أَنَّهم صَرَّحوا بأَنَّه لَيْسَ لَهُ مَصْدَرٌ صريحٌ، وَلذَلِك قَالُوا: إنَّه مثلُ عَسى من الأَفعال الَّتِي لَا مَصادِرَ لَهَا. وقيلَ إنَّهم استَغْنَوا بأَنْ والفِعْل عَن صَرِيح)
الفِعْل، كَمَا فِي الْعِنَايَة أَثناء سُورَة إِبْرَاهِيم. قلتُ: وَقد ذَكَر ابْن القطّاع لَهُ ثَلَاثَة مصادرَ، حَيث قَالَ: نَذَرْتُ بالشَّيءِ نَذَارَةً ونِذَارَةً ونَذَراً: عَلمْتُه. وأَنْذَرَه بالأَمْر إنْذاراً ونَذْراً، بِالْفَتْح عَن كُراع واللّحياني ويُضَمُّ، وبِضَمَّتينِ، وَنَذِيرا، الأَخير حَكَاهُ الزَّجّاجِيّ، أَي أَعْلَمُه، وَقيل: حَذَّرَه وخَوَّفَه فِي إبلاغه، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وأَنْذِرْهُمْ يومَ الآزِفَة ِ والاسمُ، أَي من الْإِنْذَار بِمَعْنى التَّخويف فِي الإبلاغ، النُّذْرَى، بالضّم، كبُشرى، والنُّذُرُ، بضمَّتين، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فكيفَ كانَ عَذابي ونُذُرِ أَي إنذاري، وَقيل: إنَّ النُّذْرَ اسمٌ والإنذارُ مَصْدَرٌ على الصَّحِيح، وَقَالَ الزّجاجيُّ: الجيِّد أَنَّ الإنْذارَ الْمصدر والنَّذير الِاسْم. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله عزّ وجلّ عُذراً أَو نُذراً قَالَ مَعْنَاهُمَا الْمصدر، وانتصابهما على الْمَفْعُول لَهُ، الْمَعْنى فالمُلْقيات ذِكراً للإعذار والإنذار. قَالَ الله تَعَالَى فستعلمونَ كيفَ نَذِيرِ، أَي إنذاري، كالنَّذارة، بِالْكَسْرِ، وَهَذِه عَن الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعيّ رَضِي الله عَنهُ. قلتُ: وَجعله ابْن القطّاع من مصَادر نَذِرْتُ بالشيءِ إِذا علمْته، كَمَا تقدَّم. النَّذير: المُنْذِرُ، وَهُوَ المُحّذِّر، فَعِيل بِمَعْنى مُفْعِل، وَقيل: المُنْذِر: المُعْلِم الَّذِي يُعَرِّف القومَ بِمَا يكون قد دهمهم من عَدُوٍّ أَو غَيره، وَهُوَ المُخَوِّف أَيضاً. وأَصل الْإِنْذَار الْإِعْلَام. ج نُذُرٌ، بضمَّتين، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى كَذَّبَتْ ثَمودُ بالنُّذُر، قَالَ الزَّجّاج: النُّذُر جمع نَذير. قَالَ أَبُو حنيفَة: النَّذيرُ: صَوتُ القوسِ، لأَنَّه يُنْذِرُ الرَّمِيَّةَ، وأَنشدَ لأَوسِ بن حجَر:
(وصفْراءَ من نبعٍ كأَنَّ نَذيرَها ... إِذا لَمْ تُخَفِّضْه عَن الوحْشِ أَفكَلُ)
قَوْله عزَّ وجلّ وجاءَكُمُ النَّذير قَالَ ثعلبٌ: هُوَ الرَّسول، وَقَالَ بعضُهم: النذير هُنَا الشَّيْبُ. قَالَ الأَزهريُّ: والأَوّل أَشْبَهُ وأَوضح. قَالَ أَهلُ التَّفْسِير: بِعني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلّم، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ إنّا أَرسلْناكَ شَاهدا ومُبَشِّراً ونَذيراً. وَفِي الحَدِيث: كَانَ إِذا خَطَبَ احْمَرَّتْ عيناهُ وَعلا صوتُه واشتدَّ غضبُه، كأَنَّه مُنْذِرُ جيشٍ يَقُول صَبَّحَكُم ومسَّاكُم. وتَناذَروا: أَنْذَرَ بعضُهم بَعضاً شَرّاً مَخُوفاً، قَالَ النّابِغةُ يصف أَنَّ النُّعمانَ تَوعَّدَه فباتَ كأَنَّه لَديغٌ يَتَمَلْمَلُ على فِراشِه:
(فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلَةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أَنيابِها السّمُّ ناقِعُ)

(تَناذَرَها الرَّاقُونَ من سوءِ سمِّها ... تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوراً تُراجِعُ)
والنَّذيرُ العُريانُ: رجُلٌ من خَثْعَمَ حَمَلَ عَلَيْهِ يومَ ذِي الخَلَصَة عَوفُ بن عامِرٍ فقطَعَ يدَهُ ويدَ امْرأَتِه. وحَكَى ابنُ برّيّ فِي أَماليه عَن أبي الْقَاسِم الزّجّاجيّ فِي أَماليه، عَن ابْن دُرَيْد قَالَ: سأَلتُ أَبا حاتِمٍ عَن قَوْلهم: أَنا النَّذيرُ العُريانُ فَقَالَ: سمعتُ أَبَا عُبَيدَةَ يَقُول: هُوَ الزُّبير بنُ عَمروٍ الخَثْعَمِيّ، وَكَانَ ناكِحاً فِي بني زُبَيْد، فأَرادَتْ بَنو زُبَيْد أَن يُغيروا على خَثْعَمَ، فخافوا أَنْ يُنْذِرَ قومَه فأَلْقَوا عَلَيْهِ بَراذِعَ وأَهداماً واحتفَظوا بِهِ، فصادَفَ غِرَّةً فحاضَرَهم وكانَ لَا يُجارَى شَدّاً فأَتى قومَه فَقَالَ:)
(أَنا المُنْذِرُ العُريانُ يَنْبِذُ ثوبَه ... إِذا الصِّدْقُ لَا يَنْبِذْ لكَ الثَّوْبَ كاذِبُ)
أَو كُلُّ مُنْذِرٍ بحَقٍّ، وَنقل الأَزْهَرِيّ عَن أبي طالبٍ قَالَ: إنَّما قَالُوا أَنا النَّذيرُ العُريانُ لأَنَّ الرَّجُلَ إِذا رأَى الغارَةَ قد فَجَأَتْهُمْ وأَرادَ إنذارَ قومِه تَجرَّدَ من ثيابِه وأَشارَ بهَا ليُعْلِمَ أَنْ قد فَجِئَتْهُمُ الغارَةُ، ثمَّ صَار مثلا لكلِّ شيءٍ يُخافُ مُفاجأَتُهُ، وَمِنْه قولُ خُفافٍ يصف فرَساً:
(نَمِلٌ إِذا ضُفِزَ اللِّجامَ كأَنَّه ... رجُلٌ يُلَوِّحُ باليدين سَليبُ)
وكأَمير وزُبَيْر ومُحْسِن، ومُناذِرٌ بالضَّمِّ، ومُنَيْذِرٌ مُصَغَّراً: أَسماءٌ. وفاتَه ناذِرٌ، كصَاحب، فمِن الأَوّل: نَذيرٌ المُحارِبيّ وَابْنه جَناح بن نَذِير شَيخٌ للبيهَقيّ وَآخَرُونَ، وَمن الثَّانِي إياسُ بنُ نُذَيْرٍ الضَّبِّيّ، عَن أَبيه وأَبو قَتادَة تميمُ بنُ نُذَيْرٍ العَدَويّ، عَنهُ ابنُ سيرينَ ورِفاعَةُ بن إِيَاس بن نُذَير، عَن أَبيه عَن جدِّه، وَابْن عمِّه مُحَمَّد بن الحجّاج بن جَعْفَر بن إِيَاس بن نُذَير، عَن عبد السّلام بن حَرْب وغيرِه. وأَبو نُذَيْرٍ مُسلِم بن نُذَير عَن عليٍّ وحُذَيْفَةَ، وثابتُ بنُ نُذَيْرٍ، مَغرِبيٌّ مَاتَ سنة. يُقَال: باتَ بليلةِ ابنِ مُنْذِرٍ، يَعْنِي النُّعمانَ ملكَ الْحيرَة، أَي بلَيْلَةٍ شَديدةٍ، كَمَا يُقَال: باتَ لَيْلَة نابِغِيَّة، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(وباتَ بَنو أُمِّي بلَيْلِ ابنِ مُنْذِرٍ ... وأَبناءُ أَعمامي عُذُوباً صَوادِيا)
وناذِرُ من أَسماءِ مَكّةَ شرَّفها الله تَعَالَى. والمُتَناذِرُ: الأَسدُ، ضَبَطَه الصَّاغانِيّ بِفَتْح الذّال الْمُعْجَمَة. وجُدَيْعُ بنُ نُذَيرٍ المُرادِيُّ الكَعبيّ بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا، خادمٌ للنَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، لَهُ صُحْبَة. قلت: وحفيدُه أَبو ظَبيان عبدُ الرّحمن بن مَالك بن جُدَيْعٍ، مِصريّ، ذكره ابْن يُونُس. وابنُ مَناذِرَ، بِالْفَتْح ممنوعٌ من الصَّرف، ويُضَمُّ فيُصرَف، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هم مُحَمَّد بن مَناذِر شاعرٌ بَصريٌّ فمَن فتح الْمِيم مِنْهُ لمْ يصرفُه وَيَقُول: إنَّه جَمع مُنذِر، لأَنَّه مُحَمَّد بن المُنذِر بن الْمُنْذر بن المُنذِر، وَمن ضمَّها صَرَفَه. قلت وَقد روى عَن شُعْبَة. قَالَ الذَّهبيّ: قَالَ يحيى: لَا يَروي عَنهُ مَن فِيهِ خيرٌ، وهم المناذِرَة، أَي آلُ المُنْذِر، أَو جمَاعَة الحَيِّ مثْل المَهالِبة والمَسامِعة. ومَناذِرُ، كَمَساجِدَ: بلدَتان بنواحي الأَهواز، وَفِي المعجم: بنواحي خوزستان كبرى وصُغرى، أَوَّل من كَوَّرَه وحَفَرَ نهرَه أَرْدَشيرُ بن بَهْمَنَ الأَكبرُ بن اسْفَنْديار بن كشاسف، وَقد اختُلِفَ فِي ضَبطِه، فضَبَطَه بِالْفَتْح فِي الْبَلَد وَاسم الرّجل. وذَكَر الغَوريّ فِي اسْم الرجل الْفَتْح والضّمّ وَفِي اسْم الْبَلَد الْفَتْح لَا غير. وَقد رُويَ بالضّمّ، وَمِمَّا يؤكِّد الْفَتْح مَا ذكره المُبَرِّد أَنَّ مُحَمَّد بن مُناذِرٍ الشّاعر كَانَ إِذا قيل ابْن مَناذِرَ بِفَتْح الْمِيم يغضَبُ وَيَقُول: أَمَنَاذِر الْكُبْرَى أم مناذِر الصُّغرى. وهما كُورَتانِ من كُوَرِ الأَهواز افتَتَحهُما سلْمى بن القَيْن وحَرْمَلَةُ بنُ مُرَيْطَة فِي سنة ثَمَان عشرَة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: النَّذيرة: الإنْذار، قَالَ ساعِدَةُ:
(وَإِذا تُحُومِيَ جانِبٌ يَرْعوْنَهُ ... وَإِذا تَجيءُ نَذيرَةٌ لمْ يَهْرُبوا)

والنُّذُر، بضمَّتين: جَمع نَذْرٍ كرَهْن ورُهُن، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(كمْ دونَ ليلى مِن تَنوفِيَّةٍ ... لَمّاعَةٍ تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ)
وَيُقَال إنَّه جمع نَذير بِمَعْنى مَنْذور. والإنذار: الإبلاغ، وَلَا يكون إلاّ فِي التَّخويف، وَمن أَمثالهم: قد أَعذَرَ مَن أَنْذَر، أَي مَن أَعلمَكَ أَنَّه يُعاقِبك على الْمَكْرُوه مِنْك فِيمَا يستقبِلُه ثمَّ أَتيتَ المَكروهَ فعاقبَكَ فقد جعَلَ لنفسِه عُذراً يكُفُّ بِهِ لائمَةَ النَّاس عَنهُ. وَالْعرب تَقول: عُذْراكَ لَا نُذراكَ. أَي أَعذِر وَلَا تُنْذِر. وانْتَذَرَ نّذْراً، أَي نَذَرَ، قَالَه الصَّاغانِيّ، وأَنشد لمُدرِك بن لأْيٍ:
(كأَنَّهُ نَذْرٌ عَلَيْهِ مُنْتَذَرْ ... لَا يبرَحُ التّاليَ مِنْهَا إنْ قَصَرْ)
والمَنْذورُ: حِصْنٌ يمانيٌّ لقُضاعةَ. ومحمّد بن الْمُنْذر بن عبيد الله، حدَّث عَن هِشَام بن عروةَ، تَركَه ابنُ حِبّان، قَالَه الذَّهبيّ، وَمُحَمّد بن الْمُنْذر بن أَسدٍ الهَرَويّ، وَمُنْذِر بن مُحَمَّد بن المُنذِر، وَمُنْذِر بن المغيرَة، وَمُنْذِر أَبو يحيى، وَمُنْذِر بن أبي المُنذر. وَمُنْذِر أَبو حيّان، وَمُنْذِر بن زيادٍ الطّائيّ، ومنذرُ بن سعيد، محَدِّثون.

نذر: النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه

نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور، والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد

ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً، قال: ولغة أَهل الحجاز كذلك،

وأَهل العراق يسمونه الأَرْش. وقال أَبو نَهْشَل: النَّذْرُ لا يكون إِلا

في الجِراح صِغارها وكِبارها وهي مَعاقِل تلك الجِراح. يقال: لي قِبَل

فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل؛ وقال أَبو سعيد الضرير: إِنما

قيل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فيه أَي أَوجب، من قولك نَذَرتُ على نفسي أَي

أَوجبْت. وفي حديث ابن المسيَّب: أَن عمر وعثمان، رضي الله عنهما، قَضَيا

في المِلْطاة بنصف نَذْرِ المُوضِحَة أَي بنصف ما يجب فيها من الأَرْش

والقِيمة؛ وقد نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً

ونُذُوراً.

والنَّذِيرة: ما يُعطيه. والنَّذِيرة: الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو

خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى، وجمعه النَّذَائر، وقد

نَذَرَه.

وفي التنزيل العزيز: إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني مُحَرَّراً؛ قالته

امرأَة عِمران أُمُّ مريم. قال الأَخفش: تقول العرب نَذَرَ على نفسه

نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً؛ رواه عن يونس عن العرب. وفي الحديث

ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً؛ تقول: نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا

أَوجبتَ على نفسِك شيئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غيرِ ذلك. قال ابن

الأَثير: وقد تكرّر في أَحاديثه ذِكْرُ النهي عنه وهو تأْكيدٌ لأَمرِه

وتحذيرٌ عن التَّهاوُن به بعد إِيجابه؛ قال: ولو كان معناه الزَّجْرُ عنه

حتى لا يُفعلَ لكان في ذلك إِبطالُ حُكمِهِ وإِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء به،

إِذْ كان بالنهي يصير معصية فلا يَلزمُ، وإِنما وجهُ الحديث أَنه قد

أَعلمهم أَن ذلك أَمرٌ لا يَجرُّ لهم في العاجل نفعاً ولا يَصرِف عنهم

ضَرًّا ولا يَرُدَ قضاء، فقال: لا تَنْذِرُوا على أَنكم تُدرِكون بالنَّذرِ

شيئاً لم يُقدِّرْه الله لكم أَو تَصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم،

فإِذا نذَرْتم ولم تعتقدوا هذا فاخرُجوا عنه بالوَفاء فإِن الذي

نذَرْتُمُوه لازم لكم.

ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ، بكسر الذال، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه.

وأَنذَرَه بالأَمر

(* قوله «وأنذره بالامر إلخ» هكذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة

القاموس مع شرحه: وأَنذره بالأمر انذاراً ونذراً، بالفتح عن كراع

واللحياني ويضم وبضمتين، ونذيراً) إِنْذاراً ونُذْراً؛ عن كراع واللحياني:

أَعلَمَهُ، والصحيح أَن النُّذْر الاسم والإِنذار المصدرُ. وأَنذَره أَيضاً:

خوّفه وحذَّره. وفي التنزيل العزيز: وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ؛

وكذلك حكى الزجاجي: أَنذَرْتهُ إِنذاراً ونذِيراً، والجيِّد أَن الإِنذار

المصدر، والنذِير الاسم.

وفي التنزيل العزيز: فستعلمون كيف نَذِير. وقوله تعالى: فكيف كان

نَذِيرِ؛معناه فكيف كان إِنذاري. والنذِير: اسمُ الإِنذار. وقوله تعالى:

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنُّذُرِ؛ قال الزجاج: النُّذُر جمع نَذِير. وقوله عز وجل:

عُذْراً أَو نُذْراً؛ قرئت: عُذُراً أَو نُذُراً، قال: معناهما المصدر

وانتصابُهما على المفعول له، المعنى فالمُلْقِيات ذكراً للإِعذارِ أَو

الإِنذار. ويقال: أَنذَرْتُه إِنذاراً. والنُّذُر: جمع النذِير، وهو الاسم

من الإِنذار. والنذِيرة: الإِنذار. والنذِيرُ: الإِنذار. والنذِير:

المُنْذِر، والجمع نُذُرٌ، وكذلك النذِيرة؛ قال ساعدة بن جُؤيَّة:

وإِذا تُحُومِيَ جانبٌ يَرْعَوْنَه،

وإِذا تَجيء نَذِيرة لم يَهْربوا

وقال أَبو حنيفة: النذيرُ صَوْت القَوْس لأَنه يُنْذِر الرَّمِيَّة؛

وأَنشد لأَوس بن حجر:

وصَفْراء من نَبْعٍ كأَن نذِيرَها،

إِذا لم تُخفِّضه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ

وتَناذَر القوم: أَنذر بعضُهم بعضاً، والاسم النُّذْر. الجوهري. تَناذرَ

القومُ كذا أَي خَوّف بعضُهم بعضاً؛ وقال النابغة الذُّبياني يصف حَيَّة

وقيل يصف أَن النعمان توعَّده فبات كأَنه لديغ يَتململ على فِراشه:

فبِتُّ كأَني ساوَرَتْني ضَئِيلَةٌ

من الرُّقْشِ، في أَنيابِها السُّمُّ ناقِعُ

تَناذَرَها الرَّاقُون من سُوء سَمِّها،

تُطَلّقُه طَوْراً، وطَوْراً تُراجِعُ

ونَذِيرة الجيش: طَلِيعَتُهم الذي يُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَي

يُعلمهم؛ وأَما قول ابن أَحمر:

كَم دون لَيْلى من تَنُوفِيَّةٍ

لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ

فيقال: إِنه جمع نَذْر مثل رَهْن ورُهُن. ويقال: إِنه جمع نَذِير بمعنى

مَنْذُور مثل قَتيل وجَديد. والإِنذارُ: الإِبلاغ، ولا يكون إِلا في

التخويف، والاسم النُّذُر. ومنه قوله تعالى: فكيف كان عذابي ونُذُرِ أَي

إِنذاري. والنَّذِير: المُحذِّر، فعيل بمعنى مُفْعِل، والجمع نُذُر. وقوله عز

وجل: وجاءكُمُ النَّذِيرُ؛ قال ثعلب: هو الرسول، وقال أَهل التفسير:

يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: إِنا أَرسَلْناك شاهِداً

ومُبَشِّراً ونَذِيراً. وقال بعضهم: النَّذِير ههنا الشَّيْب، قال

الأَزهري: والأَوّل أَشبَه وأَوضح. قال أَبو منصور: والنذِيرُ يكون بمعنى

المُنْذِر وكان الأَصلَ وفعلُه الثُّلاثيُّ أُمِيتَ، ومثله السميعُ بمعنى

المُسمِعِ والبديعُ بمعنى المُبدِعِ. قال ابن عباس: لما أَنزل الله تعالى:

وأَنْذِرْ عَشِيرتَكَ الأَقْرَبِين، أَتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

الصَّفا فصعَّد عليه ثم نادى: يا صباحاه فاجتمع إِليه الناسُ بين رجُل

يَجيء ورجُل يَبعثُ رسوله، قال: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يا بني

عبدِ المطَّلِب، يا بني فلان، لو أَخبرْتُكم أَن خَيْلاً ستَفْتَحُ هذا

الجبَلَ

(* قوله« ستفتح هذا الجبل» هكذا بالأصل؛ والذي في تفسير الخطيب

والكشاف بسفح هذا الجبل) تُريدُ أَن تُغِيرَ عليكم صدّقتُموني؟ قالوا:

نعم. قال: فإِني نَذِيرٌ لكم بين يَدَيْ عذابٍ شديدٍ، فقال أَبو لَهَب:

تَبًّا لكم سائرَ القَومِ أَما آذنْتُمونا إِلا لهذا؟ فأَنزل الله تعالى:

تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. ويقال: أَنذَرْتُ القومَ سَيْرَ العدُوّ

إِليهم فنَذِروا أَي أَعلمتُهم ذلك فعَلِموا وتحرّزوا.

والتَّناذُر: أَن يُنْذِر القومُ بعضُهم بعضاً شرًّا مَخُوفاً؛ قال

النابغة:

تَناذَرَها الرَّاقُون من شرِّ سَمِّها

يعني حيَّة إِذا لَدَغَتْ قتلت.

ومن أَمثال العرب: قد أَعذَرَ من أَنذَر أَي من أَعلَمك أَنه يُعاقِبُك

على المكروهِ منك فيما يَستقبِله ثم أَتيتَ المكروه فعاقَبَك فقد جَعَل

لنفسه عُذْراً يكُفُّ به لائِمَةَ الناس عنه. والعرب تقول: عُذْراك لا

نُذراك أَي أَعْذِر ولا تُنْذِر.

والنَّذِيرُ العُرْيانُ: رجُل من خَثْعَمَ حَمَلَ عليه يومَ ذِي

الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامر فقطَع يَده ويَدَ امرأَتِه؛ وحكى ابن بَرّي في

أَماليه عن أَبي القاسم الزجاجي في أَماليه عن ابن دريد قال: سأَلت أَبا حاتم

عن قولهم أَنا النَّذِيرُ العُرْيان، فقال: سمعت أَبا عُبيدة يقول: هو

الزبير بن عمرو الخثْعَمي، وكان ناكِحاً في بني زُبَيْد، فأَرادت بنو زبيد

أَن يُغِيروا على خَثْعَمَ فخافوا أَن يُنْذِر قومَه فأَلقَوْا عليه

بَراذِعَ وأَهْداماً واحتَفَظوا به فصادف غِرّة فحاضَرَهم وكان لا يُجارَى

شَدًّا، فأَتى قومَه فقال:

أَنا المُنْذِرُ العُرْيان يَنْبِذ ثَوبَه،

إِذا الصَّدْقُ لا يَنْبِذْ لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ

الأَزهري: من أَمثال العرب في الإِنذار: أَنا النَّذِيرُ العُرْيان؛ قال

أَبو طالب: إِنما قالوا أَنا النذِيرُ العريان لأنّ الرجُل إِذا رأَى

الغارة قد فَجِئَتْهُم وأَراد إِنذار قومه تجرّد من ثيابه وأَشار بها

ليُعلم أَن قد فَجِئَتْهُم الغارة، ثم صار مثلاً لكل شيء تخاف مُفاجأَته؛ ومنه

قول خُفاف يصف فرساً:

ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه

رجُل، يُلوِّحُ باليدَيْن، سَلِيبُ

وفي الحديث: كان إِذا خَطَب احْمرَّت عيناه وعلا صَوْتُه واشتدّ غضبُه

كأَنه مُنذِر جَيش يقول صَبَّحَكُم ومَسَّاكم؛ المُنْذِر: المعلِم الذي

يُعْرّف القومَ بما يكون قد دهَمَهم من عَدُوّ أَو غيره، وهو المخوِّف

أَيضاً، وأَصل الإِنذار الإِعلام. يقال: أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا

أَعلمته،فأَنا مُنْذِر ونَذير أَي مُعْلِم ومُخوِّف ومُحذِّر. ونَذِرْت

به إِذا عَلِمْت؛ ومنه الحديث: انذَرِ القوم أَي احْذَرْ منهم واستعِدّ

لهم وكُنْ منهم على عِلم وحَذَرٍ.

ومُنذِر ومُناذِر: اسْمان. وبات بليلة ابن المُنذِر يعني النعمان، أَي

بليلة شديدة؛ قال ابن أَحمر:

وبات بنو أُمّي بِليلِ ابنِ مُنذِر،

وأَبناءُ أَعمامي عذُوباً صَوادِيا

عذُوب: وُقُوف لا ماء لهم ولا طعام. ومُناذِر ومحمد بن مَناذِر، بفتح

الميم: اسم، وهُمُ المَناذِرة يريد آل المُنذِر أَو جماعةَ الحيّ مثل

المَهالِبة والمَسامِعة؛ قال الجوهري: ابن مناذِر شاعر، فمن فتح الميم منه لم

يصرفه، ويقول إِنه جمع مُنذِر لأَنه محمد بن مُنذِر بن مُنذِر بن مُنذِر،

ومن ضمها صرَفه.

نطق

(نطق)
نطقا ومنطقا تكلم وَيُقَال نطق الطَّائِر أَو نطق الْعود صَوت

(نطق) الرجل صَار منطيقا
(ن ط ق) : (النِّطَاقُ) وَالْمَنْطِقُ كُلُّ مَا تَشُدُّ بِهِ وَسَطَكَ وَالْمِنْطَقَةُ اسْمٌ خَاصٌّ وَمِنْهَا حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي أَهْلِ الذِّمَّةِ وَيَشُدُّوا مَنَاطِقَهُمْ وَرَاءَ ثِيَابِهِمْ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ يُنَطِّقُونَ أَيْ يَشُدُّونَ فِي مَوْضِعِ الْمِنْطَقَةِ الزَّنَانِيرَ فَوْقَ ثِيَابِهِمْ.
ن ط ق: (الْمَنْطِقُ) الْكَلَامُ وَقَدْ (نَطَقَ) يَنْطِقُ بِالْكَسْرِ (نُطْقًا) بِالضَّمِّ وَ (مَنْطِقًا) . وَ (نَاطَقَهُ) وَ (اسْتَنْطَقَهُ) أَيْ كَلَّمَهُ وَ (الْمِنْطِيقُ) الْبَلِيغُ. وَقَوْلُهُمْ: مَا لَهُ صَامِتٌ وَلَا (نَاطِقٌ) فَالنَّاطِقُ الْحَيَوَانُ وَالصَّامِتُ مَا سِوَاهُ. قُلْتُ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ أَعَمُّ مِمَّا فَسَّرَهُ بِهِ فِي [ص م ت] وَ (النِّطَاقُ) شُقَّةٌ مِنْ مَلَابِسِ النِّسَاءِ. وَ (الْمِنْطَقَةُ) الْحِزَامُ وَالْإِقْلِيمُ. 

نطق


نَطَقَ(n. ac. نُطْق
مَنْطِق
نُطُوْق)
a. [Bi], Spoke; articulated; pronounced, uttered.

نَطَّقَa. Girded.
b. Reached to the middle of.

نَاْطَقَa. Spoke to.

أَنْطَقَa. Endowed with speech.

تَنَطَّقَa. Girded himself.

إِنْتَطَقَa. see Vb. Put on a petticoat.

إِسْتَنْطَقَa. see III
& IV.
c. Interrogated, cross-examined.

نُطْقa. Speech; language.

نَطِق
نَطُقa. Eloquent.

مَنْطِقa. Speech, language.
b. Logic.

مَنْطِقِيّa. Logician; logical.

مِنْطَق
مِنْطَقَة
20t
(pl.
مَنَاْطِقُ)
a. Girdle, belt; zone.

نَاْطِقa. Endowed with speech, articulate; rational.
b. Cattle.
c. Clear, perspicuous (book).
d. see 21t (b)
نَاْطِقَةa. fem. of
نَاْطِق
(a).
b. Side, flank.

نِطَاْق
(pl.
نُطُق)
a. Girdle, belt.
b. Petticoat.

N. P.
نَطڤقَa. Spoken; pronounced; enunciated, stated.
b. Sense, signification ( of a word ).
N. P.
نَطَّقَa. Girded, belted; cloudbegirt (mountain).

N. Ag.
إِنْتَطَقَa. Eminent; influential.

N. Ac.
إِسْتَنْطَقَa. Cross-examination.

مِنْطِيْق
a. Fluent; eloquent.

مَنْطِقِيَّات
a. Dialectics.

مِنْطَقَة البُرُوْج
a. The Zodiac.
نطق
نَطَقَ يَنْطِقُ نُطْقاً ونَطْقاً. وإنَّه لَمِنْطِيْق: بَلِيْغٌ.
والناطِقُ: البَيِّنُ. وهو - عند العَرَب -: ما لهُ كَبِدٌ؛ يَعْني الحَيْوانَ.
والنَّطُوْقُ: مِثْلُ النُّطْقِ. والمَناطِقُ: جَمْعُ المَنْطِقِ.
ومِنْطَاق: في مَعْنى مِنْطِيْق.
والمِنْطَقُ: كُلُّ شَيْءٍ شَدَدْتَ به وَسْطَكَ. والمِنْطَقَةُ اسْمٌ خاصٌّ.
والنِّطَاقُ: اسْمُ إزَارٍ فيه تِكًةٌ تَنْتَطِقُ به المَرأة. وإذا بَلَغَ الماءُ النِّصفَ من الشَّجَرَةِ والأكَمَةِ قيل: نَطَّقَها. والنِّطَاقَةُ: رُقْعَةٌ صَغِيرةٌ فيها رَقْمُ ثَمَنِ الثَّوْبِ.
والنِّطَاقُ: واحِدُ النُّطُقِ وهي أعْرَاضٌ من جِبالٍ بَعْضُها فَوْقَ بعضٍ.
والنِّطَاقانِ: إسْكَتا المَرْأةِ. وانْتَطَقَ الرَّجُلُ فَرَسَه: إذا قادَه.
والمُنْتَطِقُ: العَزِيْز، وفي حَدِيثِ عَليٍّ - رضي اللهُ عنه -: " مَنْ يَطُلْ أيْرُ أبيه يَنْتَطِقْ به " " أي يَعز به.
وفي المَثَل: " مَنْ يَطُلْ ذَيْلُه يَنْتَطِقْ به " أي مَنْ كَثُرَ مالُه يُنْفِقه فيما لا يَحْتاج إليه.

نطق

1 نَطَقَ trans. by means of ب: see Ham, p. 75. b2: نَطَقَ بِهِ means he pronounced it, or articulated it. b3: نَطَقَ, said of a bird or any animal: see Bd, xxvii. 16.3 نَاطَقَهٌ , inf. n. مُنَاطَقَةٌ, He talked, or discoursed, with him; syn. كَالَمَهُ, (TA,) followed by بِ before the subject of talk, &c. (TA in art. فرغ.) 6 تَنَاطَقَا They two talked, or discoursed, each with the other; like تَقاَوَلَا. (TA.) 10 اِسْتَنْطَقَهُ He desired him to speak; (TA;) [interrogated him:] he spoke to him until, or so that, he spoke. (Msb.) نِطَاقٌ The bar (مترس) of a door. (TA, art. لز.) b2: نِطاَقُ الجَوْزَآءِ The Belt of Orion: see الجَوْزَآءُ.

نِطَاقَةٌ A ticket of price, or weight: see بِطَاقَةٌ.

نَاطِقٌ b2: اطيار ناطقة Singing birds. b3: نَاطِقٌ an epithet applied to A deenár. b4: جَذْرٌ نَاطِقٌ A rational root, in arithmetic; opposed to جَذْرٌ

أَصَمُّ. (Mgh, art. جذر.) b5: حَيَوَانٌ نَاطِقٌ A rational animal.

نَاطِقِيَّةٌ Rationality.

مَنْطِقٌ Speech: (S:) Diction; or expression of ideas, or meanings, by voice and words. (K, TA.) مِنْطَقَةٌ I. q. حِيَاصَةٌ; (Msb;) A kind of girdle, zone, or waist-belt, which is fastened round the waist with a buckle or clasp; worn by men and by women; and when worn by wealthy women generally adorned with jewels, &c., and having also two plates of silver or gold, also generally jewelled, which clasp together. See إِبْزِيمٌ.

مِنْطِيقٌ Eloquent: (S, K:) or able in speech; an able speaker. (TA in art. فوه.) الحِكْمَةُ المَنْطُوقُ بِهَا

: see حِكْمَةٌ.
[نطق] المنْطِقُ: الكلامُ. وقد نَطَقَ نُطْقاً ، وأنْطَقَهُ غيره وناطَقَهُ واسْتَنْطَقَهُ، أي كلَّمه. والمِنْطيقُ: البليغُ. وقولهم: ما له صامت ولا ناطق، فالناطق: الحيوانُ، والصامت: ما سواه. والنِطاقُ: شُقَّةٌ تَلبَسها المرأةُ وتَشُدَّ وسطَها ثم تُرسِل الأعلى على الأسفل إلى الرُكبة والأسفل يَنْجَرُّ على الأرض، وليس لها حُجْزَةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقان، والجمع نطقٌ. وكان يقال لاسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه " ذات الناطقين ". وذات النطاق أيضا: اسم أكمة لهم. وقد انتطقتِ المرأةُ، أي لبست النطاق. وانتطق الرجل، أي لبس المِنْطَقَ، وهو كلُّ ما شددتَ به وسطك. وفي المثل: " مَنْ يَطَلْ هَنُ أبيه يَنْتَطِقْ به "، أي من كثُر بنو أبيه يتقوَّى بهم. والمِنْطَقَةُ معروفة، اسمٌ لها خاصَّةً. تقول منه: نَطَّقْتُ الرجلَ تَنْطيقاً فَتَنَطَّقَ، أي شدَّها في وسطه. ومنه قولهم: جبلٌ أشَمُّ مُنَطَّقٌ، لأنَّ السحاب لا يبلغ أعلاه. وجاء فلانٌ مُنْتَطِقاً فرسَهُ، إذا جَنَبَهُ ولم يركبْه. قال الشاعر : وأَبْرَحَ ما أَدامَ اللهُ قَوْمي على الأعداءِ مُنْتَطِقاً مُجيدا يقول: لا أزال أجْنُبُ فرسي جَواداً. ويقال: إنَّه أراد قولاً يُسْتَجادُ في الثناء على قومي. والناطقة: الخاصرة.
ن ط ق : نَطَقَ نَطْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمَنْطِقًا وَالنُّطْقُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْهُ وَأَنْطَقَهُ إنْطَاقًا جَعَلَهُ يَنْطِقُ وَيُقَالُ نَطَقَ لِسَانُهُ كَمَا يُقَالُ نَطَقَ الرَّجُلُ وَنَطَقَ الْكِتَابُ بَيَّنَ وَأَوْضَحَ وَانْتَطَقَ فُلَانٌ تَكَلَّمَ.

وَالنِّطَاقُ جَمْعُهُ نُطُقٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَهُوَ مِثْلُ إزَارٍ فِيهِ تِكَّةٌ تَلْبَسُهُ الْمَرْأَةُ وَقِيلَ هُوَ حَبْلٌ تَشُدُّ بِهِ وَسَطَهَا لِلْمِهْنَةِ وَعَلَيْهِ بَيْتُ الْحَمَاسَةِ
كُرْهًا وَحَبْلُ نِطَاقِهَا لَمْ يُحْلَلْ.

وَالْمِنْطَقُ بِالْكَسْرِ مَا شَدَدْتَ بِهِ وَسَطَكَ فَعَلَى هَذَا النِّطَاقُ وَالْمِنْطَقُ وَاحِدٌ وَقِيلَ لِأَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ
قِيلَ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُطَارِقُ نِطَاقًا عَلَى نِطَاقٍ وَقِيلَ كَانَ لَهَا نِطَاقَانِ تَلْبَسُ أَحَدَهُمَا وَتَحْمِلُ فِي الْآخَرِ الزَّادَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ كَانَ فِي الْغَارِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ.

وَانْتَطَقَ شَدَّ الْمِنْطَقَ عَلَى وَسَطِهِ.

وَالْمِنْطَقَةُ اسْمٌ لِمَا يُسَمِّيهِ النَّاسُ الْحِيَاصَةَ . 
[نطق] نه: في مدحه صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها "النطق"
هو جمع نطاق وهي أعراض من جبال بعضها فوق بعض أي نواح وأوساط منهان شبهت بنطق يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلًا له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، واراد ببيته شرفه، والمهيمن نعته، أي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسب خندف. ش: القتبي: أي حتى احتويت يا مهيمن من خندف علياء، يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام البيت مكانه، ونعته بالمهيمن بمعنى الشاهد أي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك علياء الشرف من نسب ذوي خندف التي تحتها النطق وهي أوساط الجبال العالية، كما يقال: عدنان ذروة ولد إسماعيل، ومضر ذروة نزار، وخندف ذروة مضر، ومدركة ذروة خندف، وقريش ذروة مدركة، ومحمد صلى الله عليه وسلم ذروة قريش، وخندف امرأة إلياس من مضر- ومر في خ. نه: وفيه: اول ما اتخذ النساء "المنطق" من قبل أم إسماعيل، هو النطاق، وجمعه مناطق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها، وبه سميت أسماء ذات النطاقين، لأنها كانت تطارق نطاقًا فوق نطاق، وقيل: كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، وقيل: شقت نطاقها نصفين فاستعملت أحدهما وجعلت الآخر شدادًا لزادهما. ط: وسماها الحجاج به على الذم بأنها خدامة خراجة ولاجة. ن: هو بكسر نون. ك: المنطق- بكسر ميم، يعني أول الاتخاذ كان منها لتعفى أثرها أي ليرى أثر الخادم عليها إشعارًا بأنها خادمة لتجبر قلب سارة وتصلح ما فسد، يقال: عفى على ما كان منه- إذا أصلح بعد الفساد. نه: وفيه: فعمدن على حجز "مناطقهن" فشققنها واختمرن بها. غ: ""منطق" الطير" النطق لمن عبر عن معنى، فهو مجاز. وإذا بلغ الماء النصف من الأكمة ولاشجرة فقد "نطقها". ط: فيه: وإنهن مسؤولات "مستنطقات"، أحب صلى الله عليه وسلم أن يحصين تلك الكلمة بأناملهن ليحط به ما اجترحن من الأوزار فإنهن ينطقهن الله حتى يشهدن على أنفسهن بما اكتسبنها، فتنسين- صيغة مجهول مخاطب لجمع مؤنث.
ن ط ق

نطق بكذا نطفاً ومنطقاً ونطقةً واحدةً. وناطقني: كلّمني. وإنه لمنطيق ونطّيق. وأنطق الله الألسن، واستنطقته. وانتطق بنطاق ومنطقٍ وهو إزار له حجزة. قال ذو الرمة:

خبربجةٌ خود كأنّ نطاقها ... على رملة بين المقيّد والخصر

وتنّطق به وبالمنطقة. وأسماء ذات النّطاقين رضي الله تعالى عنها، ونطّقته.

ومن المجاز: فلان واسع النّطاق. وتنطّقت أرضهم بالجبال وانتطقت. قال ذو الرمّة:

دهاس سقتها الدلو حتى تنطّقت ... بنور الخزامى في التّلاع الجوائف

الواسعة الأجواف. وقال:

تنطّقن من رمل الغناء وعلّقت ... بأعناق أدمان الظباء القلائد

ونطّق الماء الشجر والأكمة: بلغ وسطها. وقال الأعشى:

قطعت إذا خبّ ريعانها ... ونطّق بالهول أغفالها أي أحاط بها الهول كالنطاق. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: من يطل أير أبيه ينتطق به أي من كثر بنو أبيه اعتضد بهم، ومنه: رجل منتطق: عزيز. وانتطق فرسه: قاده وبه فسّر قول خداش بن زهير:

وأبرح ما أدام الله قومي ... رخيّ البال منتطقاً مجيداً

صاحب فرسٍ جوادٍ. وقال ذو الرمّة:

إذا قيل من أنتم يقول خطيبهم ... هوازن أو سعدٌ وليس بصادق

ولكنّ أصل القوم قد تعلمونه ... بحوران أنباطٌ عراض المناطق

أي يهود ونصارى ومناطقهم زنانيرهم، كما قال حسان رضي الله تعالى عنه:

يسعى بها أحمر ذو برنس ... منتطق الجوف عريض الحزام

أراد بالحزام: الزّنار. ونطق العود والطائر. ومال صامت وناطق وهو ماله كبد. قال:

فما المال يخلدني صامتاً ... هبلت ولا ناطقاً ذا كبد

وكتابٌ ناطق: بيّن، وبذلك نطق الكتاب.
(ن ط ق)

نطق ينْطق نطقاً: تكلم.

والمنطق: الْكَلَام.

والمنطيق: البليغ، انشد ثَعْلَب:

وَالنَّوْم ينتزع الْعَصَا من رَبهَا ... ويلوك ثنى لِسَانه المنطيق

وَقد انطقه الله.

وَكتاب نَاطِق: بَين، على الْمثل، كَأَنَّهُ ينْطق.

وَقد يسْتَعْمل الْمنطق فِي غير الْإِنْسَان كَقَوْلِه تَعَالَى: (علمنَا منطق الطير) وانشد سِيبَوَيْهٍ:

لم يمْنَع الشّرْب مِنْهَا غير أَن نطقت ... حمامة فِي غصون ذَات اوقال

لما أضَاف " غير " إِلَى " أَن " بناها، وموضعها الرّفْع.

وَحكى يَعْقُوب: أَن أَعْرَابِيًا ضرط فتشور فَأَشَارَ بإبهامه نَحْو أسته، قَالَ: إِنَّهَا خلف نطقت خلفا يَعْنِي بالنطق: الضرط.

وتناطق الرّجلَانِ: تقاولا.

نَاطِق كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه: قاوله، وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

كَأَن صَوت حليها المناطق ... تهزج الرِّيَاح بالعشارق

أَرَادَ: تحرّك حليها، كَأَنَّهُ يناطق بعضه بَعْضًا بِصَوْتِهِ.

والمنطق، والمنطقة، والنطاق: كل مَا شدّ بِهِ وَسطه.

وَقد انتطق بِهِ، وتنطق، وتمنطق، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

والنطاق شقة أَو ثوب تلبسه الْمَرْأَة ثمَّ تشد وَسطهَا بِحَبل، ثمَّ ترسل الْأَعْلَى على الْأَسْفَل إِلَى الرّكْبَة. وَقد انتطقت، وتنطقت، واستعاره عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي غير ذَلِك، فَقَالَ: " من يطلّ أير أَبِيه ينتطق بِهِ ".

والمنطقة من الْمعز: الْبَيْضَاء مَوضِع النطاق.

ونطق المَاء الأكمة والشجرة: نصفهَا.

وَاسم ذَلِك المَاء: النطاق، على التَّشْبِيه بالنطاق الْمُتَقَدّم، واستعاره عَليّ رَضِي الله عَنهُ لِلْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ أَنه قيل لَهُ: " لم لَا تخضب فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد خضب؟ فَقَالَ: كَانَ ذَلِك وَالْإِسْلَام قل، فَأَما الْآن فقد اتَّسع نطاق الْإِسْلَام فامرأً وَمَا اخْتَار ".

ونطق المَاء: طرائقه، أرَاهُ على التَّشْبِيه بذلك. قَالَ زُهَيْر:

يحِيل فِي جدول تحبو ضفادعه ... حبو الْجَوَارِي ترى فِي مَائه نطقا
نطق
[النُّطْقُ في التّعارُف: الأصواتُ المُقَطّعة التي يُظْهِرُها اللسّانُ وتَعِيهَا الآذَانُ] . قال تعالى: ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ
[الصافات/ 92] ولا يكاد يقال إلّا للإنسان، ولا يقال لغيره إلّا على سبيل التَّبَع.
نحو: النَّاطِقُ والصَّامِتُ، فيراد بالناطق ما له صوت، وبالصامت ما ليس له صوت، [ولا يقال للحيوانات ناطق إلّا مقيَّداً، وعلى طريق التشبيه كقول الشاعر:
عَجِبْتُ لَهَا أَنَّى يَكُونُ غِنَاؤُهَا فَصِيحاً وَلَمْ تَفْغَرْ لِمَنْطِقِهَا فَماً]
والمنطقيُّون يُسَمُّون القوَّةَ التي منها النّطقُ نُطْقاً، وإِيَّاهَا عَنَوْا حيث حَدُّوا الإنسانَ، فقالوا:
هُوَ الحيُّ الناطقُ المَائِتُ ، فالنّطقُ لفظٌ مشتركٌ عندهم بين القوَّة الإنسانيَّة التي يكون بها الكلامُ، وبين الكلامِ المُبْرَزِ بالصَّوْت، وقد يقال النَّاطِقُ لما يدلُّ على شيء، وعلى هذا قيل لحكيم: ما الناطقُ الصامتُ؟ فقال: الدَّلائلُ المُخْبِرَةُ والعِبَرُ الواعظةُ. وقوله تعالى: لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ
[الأنبياء/ 65] إشارة إلى أنّهم ليسوا من جِنْس النَّاطِقِينَ ذوي العقول، وقوله: قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ
[فصلت/ 21] فقد قيل: أراد الاعتبارَ، فمعلومٌ أنَّ الأشياءَ كلّها ليستْ تَنْطِقُ إلّا من حيثُ العِبْرَةُ، وقوله: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ
[النمل/ 16] فإنه سَمَّى أصواتَ الطَّيْر نُطْقاً اعتباراً بسليمان الذي كان يَفْهَمُهُ، فمن فَهِمَ من شيء معنًى فذلك الشيء بالإضافة إليه نَاطِقٌ وإن كان صامتاً، وبالإضافة إلى من لا يَفْهَمُ عنه صامتٌ وإن كان ناطقاً. وقوله: هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ
[الجاثية/ 29] فإن الكتابَ ناطقٌ لكن نُطْقُهُ تُدْرِكُهُ العَيْنُ كما أنّ الكلام كتابٌ لكن يُدْرِكُهُ السَّمْعُ. وقوله: وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ
[فصلت/ 21] فقد قيل: إن ذلك يكونُ بالصَّوْت المسموعِ، وقيل: يكونُ بالاعتبار، واللهُ أعلمُ بما يكون في النَّشْأَةِ الآخرةِ. وقيل:
حقيقةُ النُّطْقِ اللَّفْظُ الّذي هو كَالنِّطَاقِ للمعنى في ضَمِّهِ وحصْرِهِ. وَالمِنْطَقُ والمِنْطَقَةُ: ما يُشَدُّ به الوَسَطُ وقول الشاعر:
وَأَبْرَحُ مَا أَدَامَ اللَّهُ قَوْمِي بِحَمْدِ اللَّهِ مُنْتَطِقاً مُجِيداً
فقد قيل: مُنْتَطِقاً: جَانِباً. أي: قَائِداً فَرَساً لم يَرْكَبْهُ، فإن لم يكن في هذا المعنى غيرُ هذا البيت فإنه يحتمل أن يكون أراد بِالمُنْتَطِقِ الذي شَدَّ النِّطَاقَ، كقوله: مَنْ يَطُلْ ذَيْلُ أَبِيهِ يَنْتَطِقْ بِهِ ، وقيل: معنى المُنْتَطِقِ المُجِيدِ: هو الذي يقول قولا فَيُجِيدُ فيه.
نطق: نطق: تقال أيضا عن العود Luth أو عن الطير (معجم الطرائف).
النطق: يماثل قولك يا رب (ابن جبير 151: 2).
نطق: أملى، أوحى (همبرت 107) (هلو).
نطق: جاء في المعجم اللاتيني أن معناها ينطق ويدرب exercitio,exercet تهمم ونطق.
نطق: انظرها في (فوك) في مادة Pronunciare.
انطق شخص، هي أن تنسب إلى الجمادات بعضا من خصائص الأحياء كأن تنطقهم (بوشر).
استنطق: جعله ينطق، أمره بالكلام (كلمه وطلب منه النطق)؛ فالاستنطاق إذن هو الاستجواب (محيط المحيط). استنطقه أخضعه للاستجواب (فريتاج، كرست 61: 11): فأحضرهما بين يدي أمير المؤمنين فاستنطق الرجل فأقر بالمال في ذمته.
استنطقه: دعاه لكي يفصح عن دعواه ببلاغة (معجم بدرون).
استنطق وجوها من القول والخطاب: استخدم طرقا عدة من الكلام (معجم الجغرافيا).
نطق: العقل، (القدرة العقلية ... الخ) (فوك) وفي (محيط المحيط): (النطق مصدر واسم وهو يطلق على النطق الخارجي أي اللفظ وعلى الداخلي أي إدراك الكليات وعلى مصدر ذلك الفعل وهو اللسان وعلى مظهر هذا الانفعال أي الإدراك وهو النفس الناطقة).
نطاق: النطاق ما يشد به الوسط. حين يستعمل المؤلفون هذه الكلمة بمعناها المجازي فهم يفكرون بالحزام الذي يحيط بمنتصف البدن (يقول ابن السكيت على سبيل المثال): النطاق خيط يشد به المنطق وفي ديوان (الحماسة ص38): وعقد نطاقها لم يحلل. انظر (ابن جبير) في نطق من الحديد (ص295: 2). ويقال نطاق الأسوار (المقدمة 2: 202: 2) ونطاق الخير (البربرية 2: 322: 10) انظر (المقدمة 2: 73: 2) و (البربرية 2: 108: 13) ونطاق من الخندق (البربرية 2: 379: 5) مثل قولنا: (حزام أو سور من الجدران). وكذلك قولنا: (حدود هذه الإمبراطورية محاطة من كل جوانبها إحاطة السوار بالمعصم) (المقدمة 2: 114) (انظر 1: 291، 9 و1: 292) وكما أن السور يمكن أن يكون واسعا أو ضيقا فيقال: اتسع نطاق سلطانه (أو ملكه أو دولته) للتعبير عن حدود دولته التي توسعت أو يقال، مقابل ذلك، ضاق نطاق ملكه، تضيق نطاق الخطة، تضايق نطاق الدولة ... الخ، كل ذلك للقول بأن الحدود قد تقاصرت وإن الإمبراطورية قد فقدت من اتساعها؛ ونحن نجد أمثال هذه التعابير في (حيان 29 وفي الخطيب 178 وابن خلدون في أماكن عدة؛ فيقال نطاق المدينة (المقري 15: 304): واتسع نطاقها أي حين يكون لها نطاق خارجي واسع (المقري 1: 369) أو في الحديث عن رحبة الصيد: قد خرج نطاقه عن التحديد (أي أكثر اتساعا من ان يحيط به القياس) (البربرية 1: 412). اتسع نطاق الإسلام (المقري 1: 174) أو في الحديث عن أشياء أخرى .. الحرب الأهلية، على سبيل المثال، أو العصيان حين ينتشر استوسع نطاق الفتنة (أو اتسع) (حيان 69، المقدمة 1، 290): (وحين طوق المحاصرون ساحة المعركة ضاق نطاق الحصار 0البربرية 2: 38): وأحاطوا بطريف نطاقا واحدا (387: 10). وأخيرا فإن هذه الكلمة، عند بعض المؤلفين، وعند ابن خلدون خاصة لها معنى فضفاض وغامض جدا؛ وان من الممكن ترجمتها ب .. ملك واسع، منطقة نفوذ، مجال، حقل، دائرة؛ مساحة، امتداد، ملكة، كفاءة، حق، استعداد، موهبة؛ قدرة، استطاعة، طاقة، وسع، إمكان ... الخ (انظر المقدمة 1: 177 و 7: 264): لما هم عليه من الكثرة التي يضيق عنها نطاق المزاحمة؛ (وفي 329: 12) نطاق الإمكان: دائرة الاحتمال (انظر 1: 14). (البربرية 1: 130). نطاق القدرة (أي قدرة الله تستطيع أن تفعل ما لا تفعله البشر) (دي سلان). (2: 275): ضاق نطاقه عن الممانعة: أي (لم يكن بمقدوره أن يدافع) وفي (298: 12): وحين فرض العدو الحصار على ملقة ضاق النطاق على ابن الأحمر أي (أصابته محنة عظيمة) (ابن الخطيب، الرسائل والمخطوط 2 (1): 18) لما ضاق نطاق الصبر؛ (الإحاطة 12): فيه مستخلص السلطان ما يضيق عنه نطاق القيمة ذرعا أي ما لا تقدر له قيمة.
نطاق: في (محيط المحيط): (ويطلق النطاق عند اهل الهيئة على بعض الدائرة).
نطوق= ناطق: (الكامل 236: 7).
ناطق: وردت هذه الكلمة في بيت من الشعر ورد في (الثعالبي لطائف 50) يفهم منه أن المقصود من الكلمة إنها تعني حديثا أو خطابا.
فذم رسول الله صهر أبيكم ... على منبر بالناطق الصادع الفصل
ناطق: في (محيط المحيط): (والناطق عند السبعية الرسول).
ناطق الصبح: هو الديك عند الشعراء (معجم الطرائف).
النفس الناطقة: هي ترجمة المصطلح اليوناني للنفس الناطقة عند الفلاسفة أو النفس العاقلة (دي سلان، المقدمة 199).
منطق: انظرها في منطق ومنطقة (في حرف الميم فيما تقدم).
منطق: في (ابن السكيت 525): سمعت العامرية تقول المنطق يكون للنساء ولا يكون للرجال.
منطق: والجمع منطقات: المنطق في علم الحساب هو الجذري (في العدد) أي في العدد الصحيح أو مربعه (المقدمة 3: 95) (102: محيط المحيط).
منطقة: هي عند (فوك): balteus, canes في مادة cingulo أي الزنار أو كتونة الكاهن (القميص الذي يلبسه تحت البذلة وقت الخدمة)؛ وفي (برجرن 801): حزام مخيط وموشى بالذهب أو الفضة؛ وعند (همبرت 134): حمالة السيف؛ وعند (بوشر): نوع من أنواع السيور التي تحمل السيف ... الخ: منطقة لحمل السيف.
هناك قصة غريبة يتناقلها الرواة في نحو السنة 396 الهجرية (أبو الأثير 9: 136 وأبو الفداء 2: 614). إنها تحكي قصة ملك من ملوك الهند، بعد أن أخضعه يمين الدولة لحكمه تلقى من هذا السلطان رداء من أردية الشرف ومنطقة. قام بارتداء الكسوة إلا أنه التمس الغالب لن يعفيه من عار التمنطق بالزنار، أي إحاطة حقويه بالمنطقة. إلا أن يمين الدولة كان قاسيا لا يرحم، ولم يكن للأمير الهندي من بد سوى الامتثال لأمره.
منطقة: رباط موشى حول الستار (ألف ليلة 2: 222): ثم أخذت الستر وجعلت فيه منطقة بصور طيور وصورت في دائرها صور الوحوش.
منطقة: اصطلاح هندسي يدعى دفافا (والدفاف للقبة رواق أسطواني صغير ذو أبواب زجاجية، على شكل دف يقام عند مدخل بناء لمنع الهواء والبرد) (معجم الجغرافيا).
منطقة البروج: تلك البروج (بوشر، المقدمة 1: 74 و16 و17). وهي عند (ألف استرون 1: 27): منطقة فلك البروج. أو المنطقة وحدها (محيط المحيط).
منطقي: عالم بالمنطق (فوك، م. المحيط، فهرست، معجم الجغرافيا).
منطقي: علم المنطق (بوشر).
منطقي: نوع من خبث المعدن (المستعيني: انظر خبث الفضة).
منطوق: اصطلاح حسابي= المنطق عند الحسابيين والمهندسين (محيط المحيط).
منطيقي: عالم بالمنطق؛ منطيقيا: جدليا (بوشر).

نطق: نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً: تكلم. والمَنطِق: الكلام.

والمِنْطِيق: البليغ؛ أَنشد ثعلب:

والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا من ربِّها،

ويَلوكُ، ثِنْيَ لسانه، المِنْطِيق

وقد أَنْطَقَه الله واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه. وكتاب ناطِقٌ

بيِّن، على المثل: كأَنه يَنْطِق؛ قال لبيد:

أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه،

أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ

وكلام كل شيء: مَنْطِقُه؛ ومنه قوله تعالى: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير؛

قال ابن سيده: وقد يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى: عُلِّمْنا

مَنْطِقَ الطير؛ وأَنشد سيبويه:

لم يَمْنع الشُّرْبَ منها، غَيْرَ أَن نطقت

حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ

لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها وموضعها الرفع. وحكى يعقوب: أَن

أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه، وقال: إنها خَلْف

نَطَقَت خَلْفاً، يعني بالنطق الضرط.

وتَناطَق الرجلان: تَقاوَلا؛ وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه: قاوَلَه؛

وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ

تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ

أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته. وقولهم: ما له صامِت ولا

ناطِقٌ؛ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه، وقيل: الصامِتُ الذهب

والفضة والجوهر، والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره، سمي ناطِقاً لصوته.

وصوتُ كلِّ شيء: مَنْطِقه ونطقه.

والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ: كل ما شد به وسطه. غيره:

والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة، تقول منه: نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق

أي شدَّها في وسطه، ومنه قولهم: جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا

يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه، قال خداش بن

زهير:

وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي،

على الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِيدا

يقول: لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً، ويقال: إنه أَراد قولاً يُسْتجاد

في الثناء على قومي، وأَراد لا أَبرح، فحذف لا، وفي شعره رَهْطي بدل قومي،

وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد، وقد انْتَطق بالنِّطاق

والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ؛ الأَخيرة عن اللحياني. والنِّطاق: شبه إزارٍ

فيه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به. وفي حديث أُم إسمعيل: أَوَّلُ ما

اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً؛ هو

النِّطاق وجمعه مناطق، وهو أَن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء وترفع

وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند مُعاناةِ الأَشغال، لئلا تَعْثُر في

ذَيْلها، وفي المحكم: النَّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل،

ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، فالأَسفل يَنْجَرّ على الأَرض،

وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ، والجمع نُطُق . وقد انْتَطَقت

وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها؛ وأَنشد ابن الأعرابي:

تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ،

ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ،

وانْتَطق الرجل أَي لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك. وقالت عائشة

في نساء الأَنصار: فعَمَدْن إلى حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها

وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها حين أَنزل الله تعالى:

ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن؛ المَناطِق واحدها مِنْطق، وهو النِّطاق.

يقال: مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد، كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف

ومِسْردَ وسِراد، وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، ذات

النطاقَيْنِ لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق، وقيل: إنه كان لها نِطاقان

تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، وأبي بكر، رضي الله عنه، وهما في الغار؛ قال: وهذا أصح القولين،

وقيل: إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت أَحدهما وجعلت الآخر شداداً

لزادهما. وروي عن عائشة، رضي الله عنها: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما خرج

مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت أَسماء بنت أبي

بكر، رضي الله عنهما، من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب، فلذلك كانت تسمى

ذات النطاقين، واستعاره علي، عليه السلام، في غير ذلك فقال: من يَطُلْ

أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم؛ قال ابن بري:

ومنه قول الشاعر:

فلو شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ

طويلاً، كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ

وقال شمر في قول جرير:

والتَّغْلَبيون، بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ

قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ

تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة،

مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ

قال شمر: مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها، وقال بعضهم:

النِّطاق والإزار الذي يثنى؛ والمِنْطَقُ: ما جعل فيه من خيط أَو غيره؛

وأَنشد:

تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ،

وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو

وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب والرخاوة. ويقال: تَنَطَّقَ بالمِنْطقة

وانْتَطق بها؛ ومنه بيت خِداش بن زهير:

على الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا

وقد ذكر آنفاً.

والمُنَطَّقةُ من المعز: البيضاءُ موضِع النِّطاق. ونَطَّق الماءُ

الأَكَمَةَ والشجرة: نَصَفَها، واسم ذلك الماء النِّطاق على التشبيه بالنِّطاق

المقدم ذكره، واستعارة عليّ، عليه السلام، للإسلام، وذلك أَنه قيل له:

لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد خَضَب؟ فقال: كان

ذلك والإسلامُ قُلٌّ، فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما

اختار. التهذيب: إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد

نَطَّقَها؛ وفي حديث العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:

حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من

خِنْدِفَ عَلْياءَ، تحتها النُّطُقُ

النُّطُق: جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَي نواحٍ

وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلاً له في

ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، وأَراد ببيته

شرفه، والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان

من نسبِ خِنْدِفَ. وذات النِّطاقِ أَيضاً: اسم أَكَمةٍ لهم. ابن سيده:

ونُطُق الماء طرائقه، أَراه على التشبيه بذلك؛ قال زهير:

يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ،

حَبْوَ الجَواري تَرى في مائة نُطُقا

والنَّاطِقةُ: الخاصرة.

نطق
نطَقَ/ نطَقَ بـ يَنطِق، نُطْقًا ونَطْقًا، فهو ناطِق، والمفعول مَنْطوق به
• نطَق الشّخصُ/ نطَق الشّخصُ بكذا: لفظ، تكلَّم بصوت وحروف تُعرف بها المعاني "صرّح بذلك الناطق باسم الحكومة- فاقد النُّطق- بليغ المنطق- *إذا نَطَقَ السفيه فلا تجبه*- {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}: يَشهَد" ° سكَت ألفًا ونطَقَ خَلْفًا: مثل يُضرب لمن يُطيل الصَّمت ثم يتكلّم بخطأ- نطق الكتابُ: بيَّن وأوضح- نطق باسم كذا: تكلّم بلسانه- نطق بالحكم: أصدره.
• نطَق الطائرُ أو العودُ: صوَّت "نطقت القيثارةُ". 

أنطقَ يُنطق، إنطاقًا، فهو مُنطِق، والمفعول مُنطَق
• أنطقتِ الأمُّ ولدَها: جعلته يتكلّم بأصواتٍ وحروفٍ تؤدّي معنًى "أنطق اللهُ الألسُنَ- مهمَّتُه إنطاقُ المجرمين- {قَالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} ". 

استنطقَ يستنطق، استنطاقًا، فهو مُستنطِق، والمفعول مُستنطَق
• استنطقتِ الأمُّ صغيرَها: طلبت منه أن يتكلَّم بأصواتٍ تؤدِّي معنًى "طفلٌ مستنطَق".
• استنطق القاضي المتَّهمَ: استجوبه وطلب منه أن يُدليَ بمعلوماته عن قضيَّة "استنطاق المجرمين- استنطق الشرطيُّ المجرمَ". 

انتطقَ ينتطق، انتِطاقًا، فهو مُنتطِق
• انتطق الشَّخصُ: شدَّ وسَطَه بحزام يُسمَّى نطاقًا أو مِنْطقة. 

تمنطقَ يتمنطق، تَمَنْطُقًا، فهو مُتمنْطِق (انظر: م ن ط ق - تمنطقَ/ تمنطقَ بـ). 

منطَقَ يمنطِق، مَنْطَقةً، فهو مُمنطِق، والمفعول مُمنطَق (انظر: م ن ط ق - منطَقَ). 

نطَّقَ ينطّق، تنطيقًا، فهو مُنطِّق، والمفعول مُنطَّق
• نطَّقتِ الأمُّ ولدَها: أنطقته؛ جعلته يتكلَّم بأصواتٍ وحروفٍ تؤدّي معنًى "نطّق اللهُ الألسنَ: جعلها ناطقة- نطَّق متَّهمًا بالحقيقة".
• نطَّق والدَه العجوزَ: شدَّ وسَطَه بالنّطاق. 

استنطاق [مفرد]:
1 - مصدر استنطقَ.
2 - استجواب، طريقة من طُرق التحقيق "استنطاق المساجين السياسيِّين". 

مَنْطِق [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من نطَقَ/ نطَقَ بـ.
2 - كلام، لغة، وقد يُستعمل في غير الإنسان "رجلٌ حسن المَنْطِق- البلاء مُوَكَّل بالمَنْطِق- {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} ".
• علم المنطق: (سف) فرع من الفلسفة يدرس صور التَّفكير وطرق الاستدلال الصحيح التي تعصم مراعاتها الذِّهنَ من الخطأ في الفكر ويُسمَّى علم الميزان، إذ توزن به الحجج والبراهين "المنطق الصُّوريّ/ الرّياضيّ- منطق أرسطو" ° مِن المنطقي أن: من المعقول أن. 

مِنْطَق [مفرد]: ج مناطِقُ: اسم آلة من نطَقَ/ نطَقَ بـ: ما يُشدُّ به الوسَط "مِنْطقُ من جلْد- شدّ التاجرُ سروالَه بمِنْطق". 

مَنطِقة [مفرد]: ج مَناطِقُ: جزء محدود من الأرض له خصائص مميّزة وهي على الكرة الأرضيَّة كالحزام "المَناطِق الحارَّة- مَنطِقة الحدود/ البحر المتوسط- مَنطِقة حربيَّة/

عسكريّة" ° المناطق العشوائيّة: التجمُّعات السكانيّة المزدحمة بالسكان الفقراء والمبنيّة من الطين والخشب والصاج وبقايا المباني على أرض غير مملوكة لهم، وليس فيها مرافق- مناطق النُّفوذ: البلاد الضَّعيفة التي تبسُط الدُّولُ الكبرى سُلطانها عليها- مَنطِقة استراحة: مَنطِقة مخصَّصة للاستراحة، غالبًا ما تكون على طول طريق رئيسيّ حيث يستطيع السائقون التوقُّف للاستراحة- مَنطِقة التوقيت: المَنطِقة التي اصطُلح على أن تتّبع توقيتًا واحدًا وتمتدُّ من الغرب إلى الشرق في مساحة تبلغ خمس عشرة درجة طوليَّة.
• المَنطِقة الاستوائيَّة: (جغ) المساحة الأرضيَّة التي توجد بين المدارين.
• المَنطِقة القطبيَّة الجنوبيَّة: (جغ) الأراضي والمياه المحيطة بالقطب الجنُوبيّ.
• المَنطِقة المعتدلة: (جغ) المنطقة التي تجاور المنطقة الاستوائيّة في شماليّها، وتسمَّى المنطقة المعتدلة الشَّماليَّة، والأخرى في جنوبيّها، وتسمَّى: المنطقة المعتدلة الجنوبيَّة.
• المنطقة الحرَّة: منطقة معيَّنة لا تخضع للرُّسوم الجمركيَّة.
• منطقة التَّرحيل: منطقة تجميع وترحيل القوّات أو المعدّات التي يتمّ نقلُها قبل عمليَّة عسكريَّة مثلاً. 

مِنْطَقة [مفرد]: ج مَناطِقُ:
1 - مِنْطق، ما يُشدُّ به الوسَط "مِنْطقة من جلد- مِنْطقة الحاجّ".
2 - (جغ) مَنْطِقة؛ إقليم، جزء محدود من الأرض له خصائص مميّزة وهو على الكرة الأرضيّة كالحزام "المِنطقة الاستوائيّة- المناطق الجليديَّة". 

مَنْطِقيّ [مفرد]: ج مَناطِقة:
1 - اسم منسوب إلى مَنْطِق: "تعليله المنطقيّ- من المنطقيّ- استنتاج منطقيّ".
2 - صاحبُ علمِ المَنْطِق "مِن كبار المناطِقة".
3 - مَنْ يفكّر تفكيرًا مستقيمًا "رجلٌ منطقيّ". 

منطوق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نطَقَ/ نطَقَ بـ.
2 - (لغ) شفويّ، خلاف المكتوب "بالمنطوق".
• المنطوق: (فق) خلاف المفهوم، وهو مجرَّد دلالة اللَّفظ دون نظر إلى ما يُستنبط منه.
• منطوق الحكم: (قن) نصُّ ما قضت به المحكمة في قضيّةٍ معيَّنة، صيغة الحكم "دوّن الكاتب منطوقَ الحكم". 

مِنْطيق [مفرد]: بليغ. 

ناطِق [مفرد]: مؤ ناطقة:
1 - اسم فاعل من نطَقَ/ نطَقَ بـ ° النَّاطق باسم الحكومة: المتحدِّث الرسميّ لها- النَّاطقون بالضَّاد: المتكلِّمون بالعربيَّة- النَّفْسُ النَّاطقة: نفس الإنسان.
2 - مفكِّر، عاقل "الإنسان حيوان ناطق".
3 - نابض بالحياة، ممثِّل أو محاكٍ للحياة.
4 - واضح "دليل ناطق".
• الكتاب النَّاطق: تسجيل لقراءة كتاب، مُعَدّ لاستخدام ذوي الإعاقات البصريَّة. 

نِطاق [مفرد]: ج نِطاقات ونُطُق:
1 - حزامٌ يُشدُّ به الوسَط "نِطاق من جلد- شدّ وسّطه بالنِّطاق- انتطقتِ الفتاةُ بنطاق فضيّ" ° ذات النِّطاقين: لقب أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
2 - إزار تلبسه المرأة تشدُّه على وسطها في أثناء العمل.
3 - أطراف وحدود "نطاق المدينة- ضمن نطاق القانون/ المعاهدة- عمليّة حصار واسعة النِّطاق" ° اتّسع نطاقُ هذه الفكرة: انتشرت- شيء واسع النِّطاق: مترامي الأطراف، منتشر- ضمن نطاق هذا الموضوع/ في نطاق هذا الموضوع: في حدوده وإطاره- عقَد حُبُك النِّطاق: تهيَّأ للأمر- نطاق ضيِّق: محدود الانتشار.
4 - (فك) ثلاثة كواكب في وسط الجوزاء.
5 - (هس) منطقة من سطح كرويّ محصورة بين مستويين متوازيين. 

نَطْق [مفرد]: مصدر نطَقَ/ نطَقَ بـ. 

نُطْق [مفرد]:
1 - مصدر نطَقَ/ نطَقَ بـ ° النُّطْق الخارجيّ: اللفظ- النُّطْق الدَّاخليّ: الفهم وإدراك الكليّات والحقائق المجرّدة- علاج النُّطق: علاج عيوب النطق واختلالاته خاصَّة باستخدام التمرين والوسائل السمعيَّة والبصريَّة التي تطوِّر عادات نطقيَّة جديدة.
2 - استعمال الكلام "طفل مُبكِّر النُّطق- فاقد النُّطق- يتميّز الإنسان عن الحيوان بالنُّطق".
3 - تصريح "النطق بالحكم".
4 - دراسة الاتصال الــشفهيّ وأصوات الكلام وعِلْم وظائف الأعضاء الصوتيّة. 
نطق
نطَق ينْطِق نُطْقاً بالضمِّ ومَنْطِقاً كمَوْعد. وَزَاد ابنُ عبّاد: نطْقاً، بالفَتْح، ونُطوقاً كقُعود: تكلّم بصوْت. وقولُه تَعالى:) عُلِّمْنا منْطِقَ الطّيْرِ (قَالَ ابنُ عرَفَة: إنّما يُقال لغيْر المُخاطَبين من الحَيوان: صوْتٌ، والنُّطْقُ إنّما يكونُ لمَن عبّر عَن مَعْنىً، فَلَمَّا فهّمَ الله تعالَى سيدَنا سُليمانَ عَلَيْهِ وعَلى نبيّنا السّلام أصواتَ الطّيرِ سمّاه منْطِقاً لِأَنَّهُ عبّر بِهِ عَن معْنًى فهِمه. قَالَ: فَأَما قولُ جرير: لقدْ نطَقَ اليومَ الحمامُ ليُطْرِبا فإنّ الحَمام لَا نُطْقَ لَهُ وإنّما هُوَ صوْت. وكلُّ ناطِق مُصَوِّت: ناطِقٌ، وَلَا يُقال للصّوت: نُطْقٌ حَتَّى يكون هُنَاكَ صوْت. وحُروفٌ تُعرَف بهَا الْمعَانِي، هَذَا كُلُّه قولُ ابنِ عرَفَة. قَالَ الصَّاغَانِي: والرّواية فِي قوْل جَرير: لقد هتَف لَا غَيْر. وَفِي اللِّسان: وكَلام كل شيءٍ: منْطِقُه.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) عُلِّمْنا منْطِقَ الطّير (. قَالَ ابنُ سيدَه: وَقد يُستَعْمل المَنْطِقُ فِي غير الْإِنْسَان، كَقَوْلِه تَعَالَى:) عُلِّمْنا منْطِقَ الطّيْر (وَأنْشد سيبَويْه: (لم يمْنَعِ الشُّرْبَ مِنْهَا غيرَ أنْ نطَقَتْ ... حَمامةٌ فِي غُضونٍ ذاتِ أوقالِ)
وَحكى يَعْقُوب أنّ أَعْرَابِيًا ضرِطَ فتشوّر، فَأَشَارَ بإبْهامِه نحْو اسْتِه، وَقَالَ: إنّها خلْفٌ نطَقَت خَلْفاً يعْني بالنُطْقِ الضّرْطَ. وَقَالَ الراغِبُ: النُطقُ فِي التّعارُف: الأصْوات المُقَطَّعةُ الَّتِي يُظهِرها اللِّسان، وتَعيها الآذانُ، وَلَا يُقال للحَيوانات: ناطِقٌ إِلَّا مُقيَّداً، أَو على التّشْبيه، كقوْل الشَّاعِر:
(عجِبْتُ لَهَا أنّى يكونُ غِناؤُها ... فصيحاً وَلم تَفْغَرْ بمنْطِقِها فَما)
وأنطَقَه اللهُ تَعالى، واستَنْطَقَه: طلَب مِنْهُ النُّطْق. وَمن المَجاز قولُهم: مَا لَه ناطِقٌ وَلَا صامِتٌ، أَي: حيوانٌ وَلَا غيْرُه من المالِ، فالنّاطقُ: الحَيوان، والصامِتُ: مَا سِواه، وَقيل: الصّامتُ: الذَّهَب والفِضّة. وَقَالَ الجوهريّ: الناطِقُ: الحيوانُ من الرّقيقِ وغيرِه سُمّي ناطِقاً لصوْته.)
وصوْتُ كلّ شيءٍ، منطِقُه ونُطْقُه. والناطِقَةُ: الخاصِرَةُ نقَله الجوهريّ. والمِنْطَقَة كمِكْنَسة: مَا يُنْتَطَقُ بِهِ. والمِنْطَقُ والنِّطاقُ كمِنْبر وكِتاب: كلُّ مَا شُدَّ بِهِ الوَسَط. وَفِي حَدِيث أمّ إسماعيلَ عليْه السَّلَام: أوّلُ مَا اتّخذَ النِّساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أمِّ إسماعيلَ، اتّخذَتْ مِنْطَقاً، وَهُوَ النِّطاقُ، والجمْعُ: مَناطِقُ وَهُوَ أَن تلْبَس المرأةُ ثوبَها، ثمَّ تَشُدّ وسَطَها بشَيْءٍ، وترفَع وسَط ثوْبِها، وتُرسِله على الأسْفَل عِنْد مُعاناةِ الأشْغال لئلاّ تعْثُرَ فِي ذيلِها، وَفِي العيْن: شِبهُ إزارٍ فِيهِ تِكّةٌ، كَانَت المرأةُ تنْتَطِق بِهِ. وَفِي المُحْكَم: النِّطاقُ: شُقّةٌ أَو ثوْب تلْبَسُها الْمَرْأَة وتشُدُّ وسَطَها بحبْلٍ، فتُرْسِلُ الأعْلى على الأسْفَل إِلَى الأَرْض نصُّ المُحكم: الى الرُكْبَة، ومثلُه فِي الصّحاح والعُباب: والأسفَلُ ينْجرُّ على الأرضِ، وليسَ لَهَا حُجْزةٌ، وَلَا نَيْفَقٌ، وَلَا ساقانِ كمِلْحَف ولِحاف، ومِئْزَر وَإِزَار، وَالْجمع نُطُقٌ بضمّتيْن. وَقد انتَطَقَت: لبِسَتْها على وسَطِها. وانْتَطَقَ الرّجلُ: شدّ وسَطه بمِنْطَقَه، وَهُوَ: كلُّ مَا شدَدْتَ بِهِ وسَطَك، كتنطّق، وكذلكَ المرْأَة. وقولُ عليٍّ رضيَ الله تَعَالَى عَنهُ: منْ يَطُلْ هَنُ أَبِيه هَكَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي بعضِ الأصولِ: أيْرُ أبيهِ ينْتَطِقْ بِهِ، أَي: مَنْ كَثُر بَنو أَبِيه يتقوّى بهِمْ. قَالَ الصاغانيّ: ضرَبَ طولَه مثَلاً لكَثْرةِ الولَد، والانْتِطاق مثلا للتّقَوِّي والاعْتِضاد. والمَعْنى: من كَثُرَ إخْوَتُه كَانَ منهُم فِي عِزٍّ ومنَعَةِ. قَالَ ابنُ برّي: وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(فَلَو شاءَ ربّي كانَ أيرُ أبيكُمُ ... طَويلا كأيْرِ الحارِث بنِ سَدوسِ)
وذاتُ النِّطاقَيْن هِيَ أسماءُ بنتُ أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا لِأَنَّهَا كانَت تُطارِقُ نِطاقاً على نطاق، وَقيل: إنّه كَانَ لَهَا نِطاقان تَلْبَس أحدَهما، وتحْمِل فِي الآخَرِ الزّادَ الى سيّدِنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر رَضِي الله عَنهُ، وهُما فِي الغارِ، وَهَذَا أصحُّ القوْلين، وَقيل: لأنّها شقّتْ نِطاقَها ليلةَ خُروجِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم الى الْغَار، فجعَلَتْ وَاحِدَة لسُفْرةِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالْأُخْرَى عِصاماً لقِرْبَتِه. ورُوِيَ عَن عائِشَة رضيَ الله عَنْهَا أنّ النبيّ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم لمّا خرجَ مَعَ أبي بكر مُهاجِرَيْن صَنَعْنا لَهما سُفْرةً فِي جِرابٍ، فقَطَعت أسماءُ من نطاقِها، وأوْكَت بِهِ الجِرابَ، فلِذلك كَانَت تُسمّى ذَات النِّطاقَيْن. وذاتُ النِّطاق: أكَمَة م مَعْرُوفَة لبني كِلاب، وَهِي مُنَطَّقَةٌ ببَياضٍ وأعْلاها سَواد. قَالَ ابنُ مُقبِل:
(ضحّوا قَليلاً قَفا ذاتِ النِّطاق فَلم ... يجْمَع ضحاءَهُمُ هَمِّي وَلَا شجَني)
وَقَالَ أَيْضا:)
(خلَدَت وَلم يخْلُدْ بهَا مَنْ حَلَّها ... ذاتُ النِّطاقِ فبَرْقَةُ الأمْهارِ)
وَقَالَ ابنُ عباد: النِطاقانِ: أسْكَتا المرْأة. والمِنْطيقُ بالكسْر: البَليغُ، أنشدَ ثعْلبٌ:
(والنّومُ ينتَزِع العَصا من ربِّها ... ويَلوكُ ثِنْيَ لِسانِه المِنْطيقُ)
وَقَالَ شَمِرٌ: المِنْطيقُ فِي قوْلِ جرير:
(والتّغلَبيّون بِئْسَ الفحلُ فحْلُهُمُ ... قِدْماً، وأمُّهُمُ زَلاّءُ مِنْطيقُ)
قَالَ: هِيَ الْمَرْأَة المُتأزِّرَة بحَشيّةٍ تُعظِّم بهَا عَجيزَتَها. ويُقال: نطّقَه تنْطيقاً إِذا ألْبَسَه المِنْطَقَة فتنطّق وانْتَطَق. وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ: تغْتالُ عُرْضَ النُّقْبةِ المُذالَهْ وَلم تنطَّقْها على غِلالَهْ وَمن المَجاز: نطّقَ الماءُ الأكمَةَ وغيرَها كالشّجَرة: بلَغ نِصْفَها، واسمُ ذَلِك الماءِ النِّطاقُ، على التّشبُّهِ بالنِّطاق المُقدّم ذِكْرُه، نقَلَه الأزهريّ. والنُّطُق، بضمّتيْن فِي قوْلِ العبّاس بنِ عبد المطّلب رَضِي الله عَنهُ يمدحُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم:
(حتّى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ منْ ... خِنْدِفَ علْياءَ تحْتَها النُّطُقُ)
(سقط: آخر الصفحة رقم (425) .) شُبِّهَتْ بالنُّطُق الَّتِي تُشَدُّ بهَا الأوساطُ ضربَه مثَلاً لَهُ فِي ارتِفاعِه وتوسُّطِه فِي عشيرَتِه، وجعلَهم تحْتَه بمنْزِلة أوْساط الجِبال. وأرادَ ببَيْته شرَفَه، والمُهَيْمِنُ نعتُه، أَي: حَتَّى احتَوى شرَفُك الشاهدُ على فضْلِك أعْلى مكانٍ من نسَب خِنْدِف. وَمن المَجاز: المُنْتَطِقُ: العَزيزُ مأخوذٌ من قوْلِ عليٍّ رضيَ الله عَنهُ السَّابِق، نقَلَه ابنُ عبّادٍ والزّمخْشَريُّ. والمُنَطَّقَة كمُعَظَّمةٍ من الغنَم: مَا عُلِّم عَلَيْهَا بحُمْرةٍ فِي موضِع النِّطاق، نَقله الصاغانيّ. وَفِي اللِّسان: المُنَطَّقة من المَعز: البَيْضاء موضِعَ النِّطاق. وقولُهم: جبَلٌ أشَمُّ منَطَّق، كمُعظَّم مأخوذٌ من نطّقه المِنطقة فتنَطّق لأنّ السّحابَ لَا يَبْلُغ رأسَه أَي: أَعْلَاهُ، كَمَا هُوَ فِي الصِّحاح. وَمن المَجاز: جاءَ مُنْتَطِقاً فرسَه: إِذا جنَبَه وَلم يرْكَبْه. وَفِي نُسخة: مُتَنَطِّقاً، وهُما صَحيحان. وَأنْشد الجوهريُّ لخِداشِ بنِ زُهيْر:
(وأبْرحُ مَا أدامَ الله قومِي ... على الأعْداءِ مُنتَطِقاً مُجيدا)
يَقُول: لَا أزالُ أجنُب فرسي جَواداً. ويُقال: إنّه أَرَادَ قوْلاً يُستَجاد فِي الثّناءِ على قوْمي، كَمَا فِي الصِّحاح، وَأَرَادَ لَا أبرَحُ فحذَف لَا. وَالرِّوَايَة رَهْطي بدلَ قوْمي وَهُوَ الصّحيحُ لقوْله: مُنْتَطِقاً بالإفرادِ، كَمَا فِي اللّسانِ، وأنشدَ الصاغانيّ فِي العُباب قولَ خِداشٍ هَكَذَا:)
(وَلم يبْرَحْ طِوالَ الدّهرِ رهْطي ... بحَمْد الله مُنْتَطِقينَ جُودا)
يُريد مؤْتَزِرينَ بالجودِ، مُنْتَطِقين بِهِ، ومُرْفَدينَ بِهِ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ناطقَه مُناطَقَةً: كالَمَه.
وَهُوَ نِطّيقٌ كسِكّيت: بَليغ. ويُقال: تنطّقَت أرْضُهم بالجِبال، وانْتَطَقت، وَهُوَ مجَاز. وَكتاب ناطِقٌ، أَي: بيِّنٌ على المثَل، كأنّه ينْطِقُ، قَالَ لَبيد:
(أَو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على ألواحِه ... ألنّاطِق المَبروزُ والمَخْتومُ)
وتناطَقَ الرّجلان: تقاوَلا وناطَقَ كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه. وقولُه أنشدَهُ ابنُ الْأَعرَابِي: كأنّ صوتَ حَلْيِها المُناطِقِ تهزُّجُ الرِّياحِ بالعَشارِقِ أَرَادَ تحرُّك حَليها، كأنّه يُناطِقُ بعضُه بعْضاً بصَوْته. وتمَنْطَقَ بالمِنْطَقَة، مثل تنطّق، عَن اللِّحيانيّ. ويُقال: هُوَ واسِعُ النِّطاق على التّشبيه ومثلُه اتّسَع نطاقُ الإسْلامِ. قَالَ ابنُ سيدَه: ونُطُقُ الماءِ، بضمّتيْن: طرائِقُه، أراهُ على التّشبيه قَالَ زُهير:
(يُحيلُ فِي جدْولٍ تحْبو ضفادِعُه ... حبْوَ الْجَوَارِي تَرى فِي مَائه نُطُقا)
وَفِي الأساس: بحَوْرانَ أنْباطٌ عِراضُ المَناطِقِ أَي: يهود ونَصارى. ومناطِقُهم: زَنانيرُهم، وَهُوَ مجَاز. والنِّطاقة، بِالْكَسْرِ: الرُّقْعَةُ الصّغيرةُ، لأنّها تنطِقُ بِمَا هُوَ مرْقومٌ فِيهَا، وَهُوَ غَريبٌ، وَقد مرّ ذكرُه فِي بطق. ونطُقَ الرّجلُ، ككَرُم: صارَ مِنْطِيقاً أَي: بَليغاً عَن ابنِ القطّاع. والنِّطاقُ: قَرْيَة بمِصْر من أَعمال الغربية.

قرر

ق ر ر

يوم قر، وليلة قرّة، وذات قرّ وقرّةٍ " وأجد حرّةً تحت قرّة " وولّ حارّها من تولّى قارّها. ورجل مقرور. وقرّ يومنا يقر. واغتسل بالقرور: بالماء البارد. وأنا آتيه القرّتين: البردين. وقرّ بالمكان واستقرّ، وهو قارٌّ: مستقرٌّ، وقرّبه القرار، وهو في مقرّه ومستقرّه. واذكرني في المقار المقدسة. وما يتقارّ في موضعه. وأنا لا أقارّك على ما أنت عليه أي لا أقر معك. وقارّوا الصلاة: قرّوا فيها. وما أقرّني في هذا البلد إلا مكانك. وأقرّ على نفسه بالذنب، وقرّرته به. وقرّرت عنده الخبر فتقرّر عنده. ورجل قراريٌّ: لا يبرح مكانه. ويقال للخيّاط: القراريّ. وتقول: ليس من شأن القراري، أن يدور في البراري. وقرقر في ضحكه. وقرقرت الحمامة. وشرب بالقرقارة وهي كوب من زجاج طويل العنق.

ومن المجاز: قرّت عينه به. وقال بشر:

بها قرّت لبون الناس عيناً ... وحل بها عزاليه الغمام

وأقرّ الله به عينك، ويقرّ عيني أن أراك. وإن فلاناً لقرارة حمق وفسق. وقرّ الكلام في أذنه إذا وضع فاه على أذنه فأسمعه وهو من قرّ الماء في الإناء إذا صبّه فيه. وهو في قرّة من العيش: في رغد وطيب. وإذا وقع الأمر موقعه قالوا: " صابت بقر ". قال طرفة:

كنت فيهم كالمغطّي رأسه ... فانجلي اليوم غطاءي وخمر

سادراً أحسب غيّ رشدا ... فتناهيت وقد صابت بقر

وفلان ابن عشرين قارّة سواء. وفي مثل " ابدأهم بالصراخ يقرّوا " أيّ ابدأهم بالشكاية يرضوا بالسكوت. وتقول للعاجز عن جواب سؤالك: قد تكسرت قواريرك. وقرقر السحاب بالرعد. قال:

قالت له ريح الصّبا قرقار

أي قرقر بالرعد. وهو ابن قرقرها، كما يقال: ابن بجدتها.
ق ر ر: (الْقَرَارُ) الْمُسْتَقَرُّ مِنَ الْأَرْضِ. وَيَوْمُ (الْقَرِّ) بِالْفَتْحِ الْيَوْمُ الَّذِي بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ لِأَنَّ النَّاسَ يَقِرُّونَ فِي مَنَازِلِهِمْ. وَ (الْقُرْقُورُ) بِوَزْنِ الْعُصْفُورِ السَّفِينَةُ الطَّوِيلَةُ. (الْقِرَّةُ) بِالْكَسْرِ الْبَرْدُ. وَ (الْقَارُورَةُ) وَاحِدَةُ (الْقَوَارِيرِ) مِنَ الزُّجَاجِ. وَ (قَرْقَرَ) بَطْنُهُ صَوَّتَ. وَ (قَرَّ) الْيَوْمُ يَقُرُّ (قُرًّا) بِضَمِّ الْقَافِ فِيهِمَا أَيْ بَرَدَ، وَيَوْمٌ (قَارٌّ) وَ (قَرٌّ) بِالْفَتْحِ أَيْ بَارِدٌ، وَلَيْلَةٌ (قَارَّةٌ) وَ (قَرَّةٌ) بِالْفَتْحِ أَيْ بَارِدَةٌ. وَ (الْقَرَارُ) فِي الْمَكَانِ الِاسْتِقْرَارُ فِيهِ تَقُولُ: (قَرِرْتُ) بِالْمَكَانِ بِالْكَسْرِ أَقَرُّ (قَرَارًا) . وَ (قَرَرْتُ) أَيْضًا بِالْفَتْحِ أَقِرُّ (قَرَارًا) وَ (قُرُورًا) . وَ (قَرَّ) بِهِ عَيْنًا يَقَرُّ كَضَرَبَ يَضْرِبُ وَعَلِمَ يَعْلَمُ (قُرَّةً) وَ (قُرُورًا) فِيهِمَا. وَرَجُلٌ (قَرِيرُ) الْعَيْنِ. وَ (قَرَّتْ) عَيْنُهُ تَقِرُّ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِهَا ضِدُّ سَخِنَتْ. وَ (أَقَرَّ) اللَّهُ عَيْنَهُ أَيْ أَعْطَاهُ حَتَّى تَقَرَّ فَلَا تَطْمَحَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ. وَيُقَالُ: حَتَّى تَبْرُدَ وَلَا
تَسْخَنَ فَلِلسُّرُورِ دَمْعَةٌ بَارِدَةٌ وَلِلْحُزْنِ دَمْعَةٌ حَارَّةٌ. وَ (قَارَّهُ مُقَارَّةً) أَيْ قَرَّ مَعَهُ وَسَكَنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قَارُّوا الصَّلَاةَ» وَهُوَ مِنَ الْقَرَارِ لَا مِنَ الْوَقَارِ. وَ (أَقَرَّ) بِالْحَقِّ اعْتَرَفَ بِهِ وَ (قَرَّرَهُ) غَيْرُهُ بِالْحَقِّ حَتَّى أَقَرَّ بِهِ. وَ (أَقَرَّهُ) فِي مَكَانِهِ فَاسْتَقَرَّ. وَ (أَقَرَّهُ) اللَّهُ مِنَ (الْقُرِّ) فَهُوَ (مَقْرُورٌ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ بُنِيَ عَلَى قُرٍّ. وَ (قَرَّرَهُ) بِالشَّيْءِ حَمَلَهُ عَلَى (الْإِقْرَارِ) بِهِ. وَ (قَرَّرَ) الشَّيْءَ جَعَلَهُ فِي (قَرَارِهِ) . وَ (قَرَّرَ) عِنْدَهُ الْخَبَرَ حَتَّى (اسْتَقَرَّ) . وَفُلَانٌ مَا (يَتَقَارُّ) فِي مَكَانِهِ أَيْ مَا يَسْتَقِرُّ. 
قرر
عن العبرية بمعنى حوزي وسائق وعربة.
(قرر) : قَرَّت الحيْةُ تَقِرُّ قَرِيراً: صَوَّتَتْ.
(قرر) : اقْتَرَرْتُ حَدِيثَ القَوْمِ: تَبَحَّثْتُ عنه.
قرر: {قرة عين}: مشتق من القرور، وهو الماء البارد، ودمعة السرور باردة. {وقرن}: بفتح القاف، من القرار، وحذفت إحدى الراءين كما قالوا: ظلت ومست وهمت، أي ظللت ومسست وهممت.
(قرر) الشَّيْء فِي الْمَكَان أقره وَالشَّيْء فِي مَحَله تَركه قارا وَيُقَال قرر الطَّائِر فِي وَكره وَقرر الْعَامِل على عمله وَفُلَانًا بالذنب حمله على الِاعْتِرَاف بِهِ وَيُقَال قرر فلَانا على الْحق جعله معترفا بِهِ مذعنا لَهُ وقررت عِنْده الْخَبَر حَتَّى اسْتَقر ثَبت بعد أَن حققته لَهُ وَقرر الْمَسْأَلَة أَو الرَّأْي ضحه وحققه (مو)
قرر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] قارُّوا الصَّلَاة. قَوْله: قاروا الصَّلَاة كَانَ بعض النَّاس يذهب [بِهِ -] إِلَى الوَقار وَلَا يكون من الْوَقار قارّوا وَلكنه من الْقَرار كَقَوْلِك: قد قَرَّ فلَان يَقِرّ قَرارا وقُرورا وَمَعْنَاهُ السّكُون وَإِنَّمَا كره عبد الله الْعَبَث وَالْحَرَكَة فِي الصَّلَاة وَهَذَا كحديثه الآخر: أَنه كَانَ إِذا صلّى لم يَطْرِف وَلم يتحرّك مِنْهُ شَيْء قَالَ: فَكَانَ من أشبه النَّاس صَلَاة بِعَبْد الله. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر: خياركم ألايِنكم مناكِبَ فِي الصَّلَاة.
قرر قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: يَوْم القر يَعْنِي الْغَد من يَوْم النَّحْر وَإِنَّمَا سمي يَوْم القر لِأَن أهل الْمَوْسِم يَوْم التَّرويَة وعرفة والنحر فِي تَعب من الْحَج فَإِذا كَانَ الْغَد من يَوْم النَّحْر قروا بمنى فَلهَذَا سمي يَوْم القر وَهُوَ مَعْرُوف من [أهل -] كَلَام الْحجاز قَالَ أَبُو عبيد: وسَأَلت عَنهُ أَبَا عُبَيْدَة وَأَبا عَمْرو فَلم يعرفاه وَلَا الْأَصْمَعِي فِيمَا أعلم. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أُتِي بَبَدنات خَمُس أَو سِتّ فطفقن يزدلفن إِلَيْهِ بأيتهن يبْدَأ فَلَمَّا وَجَبت لجنوبها قَالَ عبد الله بْن قُرط: فَتكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَلِمَة خُفْيَة لم أفهمها أَو قَالَ: لم أفقهها فَسَأَلت الَّذِي يَلِيهِ فَقَالَ: [قَالَ -] : من شَاءَ فليقتطع.
(قرر) - في الحديث : "أَقِرُّوا الأَنْفُس حتى تَزْهَقَ"
: أي سَكِّنوها حتى تُفارِقَها الأَرواحُ، ولا تَسْتَعْجِلُوا سَلْخَها قَبْل .
- في حديث عَليّ: "ما أصَبْتُ مُنذُ وَليت عَمَلي إلّا هَذِه القُوَيْرِيرَة أَهْداهَا إلىَّ الدِّهْقان"
القَارُورَة: فَاعُولَة؛ من قَرَّ الماءَ يَقُرُّه؛ إذا صَبَّه.
قال الأَسدِيُّ: القَارُورةُ: ما قَرَّ فيها الشراب.
- في الحَديث : "أُقِرَّت الصَّلاةُ بالبِرِّ والزَّكاة"
وروى: "قَرَّت الصلاة"
: أي استَقَرَّت معهما وقُرِنَت بِهما.
- في حديث أُمِّ زَرْع: "لا حَرَّ ولا قُرَّ "
: أي لا ذُو حَرٍّ وَلا ذُو قُرٍّ، كَرَجُلٍ عَدْل: أي ذِي عَدْل.
والقُرُّ والقِرَّة: البَرْدُ. كالذُّل والذِّلَّة، وبالفتح. الصِّفَة، كيَوْمٍ قَرٍّ وقَارٍّ، وكلاهما كِنَاية عن الأَذَى، الحَرّ عَنْ قَلِيلِه، والبَرْد عن كثيره. كما يقال: الحَرُّ يُؤذِي، والبَردُ يَقْتُل. وقد يُكْنَى بالبرد عن الرَّاحَة في ضِدِّ الحرارَة.
(ق ر ر) : (رَجُلٌ مَقْرُورٌ) أَصَابَهُ الْقَرُّ وَهُوَ الْبَرْدُ (وَيَوْمٌ قَارٌّ) بَارِدٌ وَفِعْلُهُ مِنْ بَابَيْ لَبِسَ وَضَرَبَ (وَمِنْهُ) الْمَثَلُ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى (قَارَّهَا) أَيْ وَلِّ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا أَوْ حَمِّلْ ثِقَلَكَ مَنْ يَنْتَفِعُ بِكَ وَقَدْ تَمَثَّلَ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - حِين أُمِرَ أَنْ يَحُدَّ ابْنَ عُقْبَةَ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ إنَّمَا يُقِيمُ الْحَدَّ مَنْ تَوَلَّى مَنَافِعَ الْإِمَارَةِ (وَقَرَّ) بِالْمَكَانِ قَرَارًا (وَيَوْمُ الْقَرِّ) بَعْد يَوْمِ النَّحْرِ لِأَنَّ النَّاسَ يَقِرُّونَ فِيهِ فِي مَنَازِلِهِمْ (وَقُرَّانُ) فُعْلَانٌ مِنْهُ وَهُوَ وَالِدُ دَهْثَمٍ (وَالْإِقْرَارُ) خِلَافُ الْجُحُود (وَمِنْهُ) فَإِنْ أَتَاهُ أَمْرٌ لَا يَعْرِفَهُ فَلْيُقِرَّ وَلَا يَسْتَحِي وَفَلْيُقِرَّ مِنْ الْقَرَارِ وَفَلْيَفِرَّ مِنْ الْفِرَارِ مِنْ النَّارِ كِلَاهُمَا ضَعِيفٌ (وَفِي حَدِيثِ) ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (قَارُّوا الصَّلَاةَ) أَيْ قِرُّوا فِيهَا وَاسْكُنُوا وَلَا تَعْبَثُوا وَلَا تَحَرَّكُوا مِنْ قَارَرْت فُلَانًا إذَا قَرَرْتُ مَعَهُ.

(الْقُرْقُورُ) سَفِينَةٌ طَوِيلَةٌ.
ق ر ر : قَرَّ الشَّيْءُ قَرًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ اسْتَقَرَّ بِالْمَكَانِ وَالِاسْمُ الْقَرَارُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ يَوْمُ الْقَرِّ لِأَنَّ النَّاسَ يَقِرُّونَ فِي مِنًى لِلنَّحْرِ وَالِاسْتِقْرَارُ التَّمَكُّنُ وَقَرَارُ الْأَرْضِ الْمُسْتَقَرُّ الثَّابِتُ وَقَاعٌ قَرْقَرٌ أَيْ مُسْتَوٍ.

وَقَرَّ الْيَوْمُ قَرًّا بَرُدَ
وَالِاسْمُ الْقُرُّ بِالضَّمِّ فَهُوَ قَرٌّ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَقَارٌّ عَلَى الْأَصْلِ أَيْ بَارِدٌ وَلَيْلَةٌ قَرَّةٌ وَقَارَّةٌ.
وَفِي الْمَثَلِ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا أَوْ حَمِّلْ ثِقْلَكَ مَنْ يَنْتَفِعُ بِكَ وَقَرَّتْ الْعَيْنُ قُرَّةً بِالضَّمِّ وَقُرُورًا بَرَدَتْ سُرُورًا.
وَفِي الْكُلِّ لُغَةٌ أُخْرَى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَقَرَّ اللَّهُ الْعَيْنَ بِالْوَلَدِ وَغَيْرِهِ إقْرَارًا فِي التَّعْدِيَةِ وَأَقَرَّ اللَّهُ الرَّجُلَ إقْرَارًا أَصَابَهُ بِالْقُرِّ فَهُوَ مَقْرُورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.

وَأَقَرَّ بِالشَّيْءِ اعْتَرَفَ بِهِ.

وَأَقْرَرْتُ الْعَامِلَ عَلَى عَمَلِهِ وَالطَّيْرَ فِي وَكْرِهِ تَرَكْتُهُ قَارًّا.

وَالْقَارُورَةُ إنَاءٌ مِنْ زُجَاجٍ وَالْجَمْعُ الْقَوَارِيرُ وَالْقَارُورَةُ أَيْضًا وِعَاءُ الرُّطَبِ وَالتَّمْرِ وَهِيَ الْقَوْصَرَّةُ وَتُطْلَقُ الْقَارُورَةُ عَلَى الْمَرْأَةِ لِأَنَّ الْوَلَدَ أَوْ الْمَنِيَّ يَقِرُّ فِي رَحِمِهَا كَمَا يَقِرُّ الشَّيْءُ فِي الْإِنَاءِ أَوْ تَشْبِيهًا بِآنِيَةِ الزُّجَاجِ لِضَعْفِهَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْعَرَبُ تُكَنِّي عَنْ الْمَرْأَةِ بِالْقَارُورَةِ وَالْقَوْصَرَّةِ. 

قرر


قَرَّ(n. ac. قَرّ
قَرَاْر
قُرُوْر
تَقْرَاْرَة
تَقِرَّة )
a. [Bi
or
Fī], Stayed, remained, settled, resided in; continued
in.
b. Became quiet, still; rested.
c. ['Ala], Persevered, persisted in.
d.(n. ac. قَرّ), Poured cold water into, over.
e.
(n. ac.
قَرّ), Was cold (day).
f.(n. ac. قَرَّة
قُرَّة
قُرُوْرَة), Was refreshed, cooled; was relieved, consoled
comforted.
g. [Bi
or
Fī] [ coll. ]
see IV (a)
قَرَّرَ
a. [acc. & Fī], Made to stay, remain, in; settled, fixed
established, confirmed in; made to rest in.
b. [acc. & Bi], Made to confess, acknowledge.
c. Stated, asserted, averred, affirmed.

قَاْرَرَa. Settled, dwelt, continued with; kept quiet at.
b. Agreed with.

أَقْرَرَ
a. [Bi], Confessed, acknowledged; affirmed.
b. [Bi & La], Acknowledged, owned, recognized ( the rights
of ); assented to the truth of.
c. see II (a)d. [acc. & 'Ala
or
Fī], Left quiet, undisturbed in.
e. Cooled, refreshed (eye).
f. Visited, afflicted with cold.

تَقَرَّرَa. Was settled, fixed, established; was confirmed
ascertained, proved; was ratified.
b. see I (a)
تَقَاْرَرَ
a. [Fī]
see I (a)
إِقْتَرَرَa. see I (a)b. [Bi], Bathed in.
إِسْتَقْرَرَa. see I (a) (b).
c. Obtained, held good.

قَرّa. Rest, repose.
b. Cold; cool.
c. Fowl, hen.
d. A kind of camel-litter.
e. Fold, crease.

قَرَّةa. Frog, tree-frog.
b. see 1 (b)
قِرَّةa. see 1t (a) & 3c. Cold day.

قِرِّيَّةa. Crop, craw ( of a bird ).
قُرّa. Cold; coldness; chill; chillness; freshness
coolness.

قُرَّةa. Freshness, coolness; comfort, refreshment.
b. Cress; water-cress.
c. see 1t (a) & 4t
قَرَرَةa. Leavings, scraps.

قُرُرَةa. see 4t
مَقْرَرa. Dwellig, abode, domicile, residence; restingplace;
depository.
b. see 22 (e)
مَقْرَرَةa. Pool.
b. Jug, pitcher.

قَاْرِرa. Staying, remaining; fixed, settled, stationary; quiet
still.
b. see 1 (b)c. [ coll. ], Confessing.

قَاْرِرَةa. see 25b. Continent; main-land; terra firma.

قَرَاْرa. see 17 (a)b. Settledness, fixedness, stability; continuance
permanence.
c. Rest, quiet, repose; stillness; tranquillity.
d. Region, tract, district; plain.
e. Depressed ground; hollow; bottom.
f. Flocks.

قَرَاْرَةa. see 17 (a) & 22
قَرَاْرِيّa. Artisan, workman, artificer.
b. Butcher.
c. Tailor.

قِرَاْرَةa. Cold water.

قُرَاْرَةa. see 4t
قَرِيْر
قَرِيْرَةa. Cooled, refreshed, refrigerated; relieved
comforted.

قَرُوْرa. Cold water.

قُرُوْرَةa. see 23t
قَاْرُوْرَة
(pl.
قَوَاْرِيْرُ)
a. Flask, bottle; phial; vessel.
b. Receptacle for dates.
c. Pupil ( of the eye ).
d. Woman; wife.

N. P.
قَرڤرَa. Cooled, refreshed.
b. Cold, chilly.

N. Ac.
قَرَّرَa. Pressure, constraint, force ( used to obtain a
confession ). — [ coll. ], Report
statement.
c. (pl.
تَقَاْرِيْر) [ coll. ], Diploma; letters
patent.
N. Ac.
أَقْرَرَa. Avowal, confession; acknowledgment.

N. P.
إِسْتَقْرَرَa. see 17 (a) & 22
(d), (e).
تَقْرِيْرِيّ
a. [ coll. ]. Justificative (
document ).
أَلْقَرَّتَانِ
a. The morning & the evening.

دَارُ الْقَرَار
a. The abode of stability: the world to come.

مُسْتَقَرّ الْمُلْك
a. The seat of royal power, the royal residence.

قُرَّةُ الْعَيْن
a. Consolation, comfort; darling; dear.

قَرِيْرُ الْعَيْن
a. Consoled, comforted; refreshed.

وَقَعَ فِي قُرّ
a. He has fallen into misfortune.
[قرر] القَرارُ: المستقِرُّ من الأرض. والقَرارِيُّ: الخيَّاط قال الأعشى: يَشُقُّ الأمورَ ويَجْتابها * كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَدَنْ - الأصمعيّ: القَرارُ والقَرارَةُ: النَقَدُ، وهو ضربٌ من الغنم قصار الأرجل قباحُ الوجوه. والقَرارَةُ: القاع المستدير. قال أبو عبيد: القَرُّ مركبٌ للرجال بين الرَحْلِ والسرجِ. وقال غيره: القر الهودج. وأنشد:

كالقر ناست فوقه الجزاجز * وقال امرؤ القيس: فإمَّا تَرَيْني في رحالة جابر * على حجر كالقر تخفِقُ أكْفاني - والقَرُّ: الفَرُّوجةُ. قال ابن أحمر:

كالقَرِّ بين قوادِمٍ زعر  ويوم القر: اليوم الذى بعد يوم النَحر، لأنَّ الناس يَقَرُّونَ في منازلهم. والقَرَّتانِ: الغداة والعشيّ. قال لبيد: وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ * يعدو عليها القَرَّتَيْنِ غُلامُ - الجَوارِنُ: الدروع. ويومٌ قَرٌّ وليلةٌ قَرَّةٌ، أي باردة. والقُرُّ بالضم: البرد. والقُرُّ أيضاً: القَرارُ. ومنه قولهم عند شدة تصيبهم: " صابتْ بِقُرٍّ "، أي صارت الشدة في قرارها. وربَّما قالوا: " وقعت بِقُرٍّ ". قال عديُّ بن زيد: تُرَجِّيها وقد وَقَعَتْ بِقُرٍّ * كما تَرْجو أصاغِرَها عَتيبُ - والقَرارَةُ: ما يصبُّ في القِدر من الماء بعد الطبخ لئلا تحترق . وأمَّا ما يلتزق بأسفل القِدر فهي القُرورَةُ بضم القاف والراء، عن أبي عبيدة. وكان الفراء يفتح الراء. والقرقور: السفينة الطويلة. وقراقر، على فعالل بضم القاف: اسم ماء. ومنه غزاة قراقر. قال الشاعر: وهم ضربوا بالحنو حنو قراقر * مقدمة الهامرز حتى تولت - وحاد قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ، إذا كان جيِّد الصوت، من القرقرة. قال الراجز: أصبح صوت عامر صئيا * من بعد ما كان قراقريا * فمن ينادى بعدك المطيا * وقران: اسم رجل. وقران في شعر أبى ذؤيب : اسم واد. والقرة بالكسر: البرد. يقال: " أنشد العطش حرة على قرة ". وربما قالوا: " أجد حرة تحت قِرَّةٍ " ويقال أيضاً: " ذهبتْ قِرَّتُها "، أي الوقت الذي يأتي فيه المرض، والهاء للعلَّة. والقِرِّيَّةُ: الحوصلةُ، مثل الجرية. وأيوب بن القرية أحد الفصحاء. والقارورة: واحدة القوارير من الزجاج. والقارورُ: الماء البارد يغتسل به. والقرقر: القاع الأملس. والقَرْقَرَةُ: نوعٌ من الضحك. والقرقرة: لقب سعد الذى كان يضحك منه النعمان بن المنذر. وقرقرت الحمامة قرقرة وقرقريرا. قال: وما ذاتُ طوقٍ فوق عودِ أراكَةٍ * إذا قَرْقَرَت هاج الهَوى قرقريها - وقرقر بطنه، أي صوت. والقرقرة: الهدير، والجمع القراقر. قال شظاظ: رب عجوز من نمير شهبره * علمتها الانقاض بعد القرقره - يقال: قَرْقَرَ البعير، إذا صفا صوته ورجَّع. وبعيرٌ قَرْقارُ الهدير، إذا كان صافي الصوت في هديره. وقرقرى، على فعللى: موضع. وقولهم: قرقار بنى على الكسر، وهو معدول، ولم يسمع العدل من الرباعي إلا في عرعار وقرقار. قال الراجز أبو النجم : قالت له ريحُ الصبا قرْقارِ واختلطَ المعروف بالانكار يريد قالت له: قَرْقِرْ بالرعدِ، كأنَّه يأمر السحاب بذلك. وقررت القدر أقرها قَرًّا، إذا صببت فيها القُرارَةُ لئلا تحترق. وقَرَرْتُ على رأسه دلوا من ماء بارد، أي صببتُ. وقَرَّ الحديثَ في أذنه يَقُرُّهُ، كأنَّه صبَّه فيها. وقَرَّ يومنا من القَرِّ. ويومٌ قارٌّ وقَرٌّ، وليلةٌ قارَّةٌ وقرَّةٌ. والقَرارُ في المكان: الاستقرار فيه. تقول منه: قرقرت بالمكان، بالكسر، أقر قَراراً، وقَرَرْتُ أيضاً بالفتح أقِرُّ قَراراً وقُروراً. وقَرَرْتُ به عيناً وقَرِرْتُ به عيناً قُرَّةً وقُروراً فيهما. ورجلٌ قريرُ العين، وقد قرَّت عينه تَقِرُّ وتَقَرُّ: نقيض سخنت. وأقر الله عينَه، أي أعطاه حتَّى تَقَرَّ فلا تطمح إلى من هو فوقه. ويقال: حتَّى تبرد ولا تسخن. فللسرور دمعةٌ باردة، وللحزن دمعة حارَّةٌ. وقارَّه مُقارَّةً، أي قَرَّ معه وسكن. وفي الحديث: " قاروا الصلاة "، هو من القَرارِ لا من الوقار. وأقَرَّ بالحق: اعترف به. وقَرَّرَهُ بالحقّ غيره حتى أقر. وأقره في مكانه فاستقرَّ. وأقْرَرْتُ هذا الأمر تقرارة وتقرة. وأقرت الناقة، إذا ثبت حملها. عن ابن السكيت. وأقره الله من القُرِّ، فهو مقرورٌ على غير قياس، كأنَّه بني على قُرٍّ. وتقرير الانسان بالشئ: حمله على الاقرار به. وتقرير الشئ: جعله في قَرارِهِ. وقَرَّرْتُ عنده الخبرَ حتَّى اسْتَقَرَّ. وفلانٌ ما يَتَقارُّ في مكانه، أي ما يستقرُّ. واقتر ماء الفحل في الرحم، أي استقر. واقتررت بالقرارة: ائتدمت بها. واقتررت القرارة، إذا أخذت ما التصق بالقدر. واقتررت بالقرور: اغتسلت به. واقترت الناقة: سمنت. قال أبو ذؤيب يصف ظبية: بها أبلت شهرى ربيع كليهما * فقد مار فيها نسؤها واقترارها - نسؤها: بدء سمنها، وذلك إنما يكون في أول الربيع إذا أكلت الرطب. واقترارها: نهاية سمنها، وذلك إنما يكون إذا أكلت اليبيس وبزور الصحراء فعقدت عليها الشحم. 
[قرر] فيه: أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم "القر"، هو حادي عشر ذي الحجة لأنهم يقرون فيه بمنى أي يسكنون ويقيمون. ط: "يقرون" من تعب أعمال الحج. نه: ومنه ح: "أقروا" الأنفس حتى تزهق، أي سكنوا الذبائح حتى تفارقها أرواحها ولا تعجلوا سلخها. ومنه: "أقرت" الصلاة بالبر والزكاة، وروى: قرت، أي استقرت معهما وقرنت بهما أي مقرونة بالبر وهو الصدق وجماع الخير، ومقرونة بالزكاة في القرآن مذكورة معها. ن: أي قرنت بهما وصار الجميع مأمورًا به. نه: ومنه ح: "قارّوا" الصلاة، أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا. وفيه: فلم "أتقارّ" أن قمت، أي لم ألبث. ن: أي لم يمكنني القرار والثباتالصلاة، تكميل دافع لوهم أنه صلى الله عليه وسلم كان مائلًا إلى معاشرة أرباب الخدور مشتغلًا بهن عن معالي الأمور كتكميل في ح: لم أكن أحب إليه صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل، ليؤذن بأنه مع هذا بطل مقدام في الكر والفر مع الأعداء. ش: كل ما كان قبل الموت يسمى دنيا وهو مذمومة ومحمودة، وما ينفع ويبقى بعد موته محمودة كالعمل والعلم، وقد يأنس بهما العابد والعالم حتى يهجر النوم للعلم، وحتى قيل: ما أخاف الموت إلا من حيث يحول بيني وبين قيام الليل. شم: وقرة عيني، كلام مبتدأ قصد به الإعراض عن ذكر الدنيا، لا عطف على النساء لأنها ليست من الدنيا. وح: العين "مقرة"- يجيء في قمع. ك: فخيرت أن "تقر"- بفتح قاف وكسرها مع تشديد راء، وروى بخفة راء من وقر يقر. ط: خذ من شاربك ثم "أقره"، أي قص شاربك ثم أقر عليه ودم عليه حتى تلقاني في الحوض أو غيره، يريد كيف تبكي وكيف تقرر أنه صلى الله عليه وسلم وعدك بأنك تلقاه لا محالة، وأجاب بأنه يخاف من عدم الاكتراث بلا أبالي، وفيه أن مداومة السنة رتبة موصلة إلى جوار سيد المرسلين في دار النعيم. نه: رويدك رفقًا "بالقوارير"، شبها النساء بها لأنه يسرع إليهن الكسر، وكان أنجشة يحدو وينشد الفريض والرجز فلم يأمن أن يصيبهن أو يقع في قلوبهن حداؤه فنهاه عنه، فإن الغناء رقية الزنا، وقيل: إن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي فأزعجت الراكب وأتعبته فنهاه لضعف النساء عن شدة الحركة، وهو جمع قارورة. ك: سوقك مفعول رويد، وقول أبي قلاية: لو تكلم بها بعضكم لعبتومها، لعله نظر إلى أن وجه الشبه بين القارورة والمرأة غير جلي والحق أنه كلام في غاية الحسن:
وكم من عائب قولًا صحيحًا ... وأفته من الفهم السقيم
ولعله أراد أن هذه الاستعارة يحسن من مثله صلى الله عليه وسلم في البلاغة ويعاب من مثلنا، وروى: لا نكسر- بالرفع والجزم. نه: وفي ح علي: ما أصبت منذ وليت عملي إلا هذه "القويرية" أهداها إلي الدهقان، هي مصغر القارورة. وفي ح استراق السمع: فيتسمع الكلمة فيأتي بها إلى الكاهن"فمستقر" أي في الأرحام "ومستودع" في الأصلاب. و ((ذات "قرار" ومعين)) القرار المكان المطمئن يستقر فيه الماء. ((وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا "قرة" أعين)) هو أن يجعل أهلهم معهم تقر به أعينهم. و"قرن" من قررت بالمكان أي أقررت، حذفت الراء الأولى، وبكسر قاف من وقر يقر أو من قررت أقرّ. وحرة تحت "قرة" مثل لمن يظهر أمرًا ويخفي غيره. و"القرور" المار البارد. ووقعت "بقرك"، أي أدركت ثأرك. و"القرقر" من لباس النساء، وشبهت بشرة الوجه به، و"القراقير" جمع قرقور أصغر السفن. ن: "فأقر" به عيسى، أي أقر بقولي له أولًا أخبركم الليث.
(ق ر ر) و (ق ر ق ر)

القر: الْبرد عَامَّة. وَقَالَ بَعضهم: القر فِي الشتَاء، وَالْبرد فِي الشتَاء والصيف.

والقرة: مَا أصَاب الْإِنْسَان وَغَيره من القر.

وقر الرجل: أَصَابَهُ القر.

واقره الله، فَهُوَ مقرور. وَلَا يُقَال: قره.

واقر الْقَوْم: دخلُوا فِي القر. وَيَوْم مقرور، وقر: بَارِد.

وَلَيْلَة قُرَّة، وَقد قرت تقر: وتقرقراًّ.

وَقَالَ اللحياني: قر يَوْمنَا يقر، ويقر، لُغَة قَليلَة.

والقرارة: مَا بَقِي فِي الْقدر بعد الغرف مِنْهَا.

وقر الْقدر يقرها قراًّ: صبَّ فِيهَا مَاء بَارِدًا كَيْلا تحترق.

والقرورة، والقررة، والقرارة، والقرارة، والقررة: كُله اسْم ذَلِك المَاء.

وكل مَا لزق اسفل الْقدر من مرق أَو حطام تابل محترق أَو سمن أَو غَيره: قُرَّة، وقرارة، وقررة.

وتقررها، واقتراها: اخذها وائتدم بهَا.

وتقررت الْإِبِل: صبَّتْ بولها على أرجلها.

وتقررت: أكلت اليبيس، فتخثرت ابوالها.

وقرت تقر: نهلت وَلم تعل عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

حَتَّى إِذا قرت وَلم تقرر ... وجهرت آجنة لم تجْهر

ويروى: اجنة، وجهرت: كسحت، وآجنة: متغيرة. وَمن رَوَاهُ: أجنة، أَرَادَ: أموالها مندفنة على التَّشْبِيه بأجنة الْحَوَامِل، وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

ينشقنه فضفاض بَوْل كالصبر ... فِي مَنْخرَيْهِ قررا بعد قرر

فسره فَقَالَ: قررا بعد قرر: أَي حسوة بعد حسوة، ونشقة بعد نشقة.

وقر الْكَلَام فِي أُذُنه يقره قراًّ: فرغه، وَقيل: هُوَ إِذا ساره.

واقتر بِالْمَاءِ الْبَارِد: اغْتسل.

والقرور: المَاء الْبَارِد يغْتَسل بِهِ.

وقر عَلَيْهِ المَاء يقره: صبه. وقر بِالْمَكَانِ يقر ويقر، وَالْأولَى أَعلَى أَعنِي: أَن فعل يفعل هَاهُنَا اكثر من فعل يفعل، قراراً، وقروراً، وقراًّ، وتقرارة، وتقرة، والأخيرة شَاذَّة.

وَاسْتقر، وتقار، واقتره فِيهِ، وَعَلِيهِ.

وَقَررهُ، واقره فِي مَكَانَهُ فاستقر.

وَقَوله تَعَالَى: (وقَرْنَ ... ) و (قِرْنَ ... ) هُوَ كَقَوْلِك " ظَلْن " و" ظِلْن ": فقَرْن على: اقْرَرْن،، كظلن على اظللن وَقرن على اقررن، كظلن على اظللن.

والقرور من النِّسَاء: الَّتِي تقر لما يصنع بهَا لَا ترد الْمقبل والمراود، عَن اللحياني.

والقرارة، والقرار: مَا قر فِيهِ المَاء.

والقرار، والقرارة من الأَرْض: المطمئن. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القرارة: كل مطمئن انْدفع إِلَيْهِ المَاء فاستقر فِيهِ. قَالَ: وَهِي من مَكَارِم الأَرْض إِذا كَانَت سهولة. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

بقرار قيعان سَقَاهَا وابل ... واه فأثجم بُرْهَة لَا يقْلع

قَالَ الْأَصْمَعِي: الْقَرار هُنَا: جمع قرارة، وَإِنَّمَا حمل الْأَصْمَعِي على هَذَا قَوْله: قيعان، ليضيف الْجمع إِلَى الْجمع، أَلا ترى أنّ قراراً هَاهُنَا لَو كَانَ وَاحِدًا فَيكون من بَاب سلٍ وسلة لأضاف مُفردا إِلَى جمع. وَهَذَا فِيهِ ضرب من التناكر والتنافر.

وَصَارَ الْأَمر إِلَى قراره، ومستقره: تناهى وَثَبت.

وَقَوْلهمْ، عِنْد شدَّة تصيبهم: صابت بقر: صَارَت الشدَّة إِلَى قَرَار. وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: وَقعت فِي الْموضع الَّذِي يَنْبَغِي.

وَيُقَال للرجل: قرقار: أَي قر واسكن.

وقرت عينه تقر، هَذِه أَعلَى، اعني: فعلت تفعل.

وقرت تقر قُرَّة وقرة، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، وَقَالَ: هِيَ مصدر، وقروراً: وَهِي ضد سخنت. وَلذَلِك اخْتَار بَعضهم أَن يكون قرت " فعلت " ليجيء بهَا على بِنَاء ضدها.

وَاخْتلفُوا فِي اشتقاق ذَلِك، فَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: بردت، وَانْقطع بكاؤها واستحرارها بالدمع، وَقيل: هُوَ من الْقَرار، أَي رَأَتْ مَا كَانَت متشوفة إِلَيْهِ فقرت ونامت.

وأقرت الله عينه وبعينه.

وَعين قريرة: قارة. وقرتها: مَا قرت بِهِ.

والقرة: مصدر قرت الْعين قُرَّة.

وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين) وَقَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة: (من قراُّتِ أعين) وَرَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَيَوْم القر: الْيَوْم الَّذِي يَلِي عيد النَّحْر، لِأَن النَّاس يقرونَ فِي مَنَازِلهمْ. وَقيل: لأَنهم يقرونَ بمنى، عَن كرَاع.

ومقر الرَّحِم: آخرهَا.

ومستقر الْحمل: مِنْهُ. وَقَوله تَعَالَى: (فمستقر ومستودع) : أَي فلكم فِي الارحام مُسْتَقر، وَلكم فِي الاصلاب مستودع، وقريء: (فمستقر ومستودع) أَي: مُسْتَقر فِي الرَّحِم، وَقيل: مُسْتَقر فِي الدُّنْيَا مَوْجُود، ومستودع فِي الأصلاب لم يخلق بعد. وَقيل: فمنكم مُسْتَقر فِي الْأَحْيَاء، ومستودع فِي الثرى.

والقارور: مَا قر فِيهِ الشَّرَاب وَغَيره، وَقيل: لَا يكون إِلَّا من الزّجاج خَاصَّة.

وَقَوله تَعَالَى: (قواريرا قواريرا من فضَّة) قَالَ بعض أهل الْعلم: مَعْنَاهُ: أواني زجاج فِي بَيَاض الْفضة وصفاء الْقَوَارِير، وَهَذَا حسن، فَأَما من ألحق الْألف فِي قَوَارِير الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ زَاد الْألف لتعدل رُؤُوس الْآي.

والاقترار: تتبع مَا فِي بطن الْوَادي من بَاقِي الرطب، وَذَلِكَ إِذا هَاجَتْ الأَرْض ويبست متونها.

والاقترار: اسْتِقْرَار مَاء الْفَحْل فِي رحم النَّاقة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فقد مار فِيهَا نسؤها واقترارها

وَلَا اعرف مثل هَذَا اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون مصدرا، وَإِلَّا فَهُوَ غَرِيب ظريف، وَإِنَّمَا عبر بذلك عَنهُ أَبُو عبيد، وَلم يكن لَهُ بِمثل هَذَا علم. وَالصَّحِيح أَن الاقترار: تتبعها فِي بطُون الأودية النَّبَات الَّذِي لم تصبه الشَّمْس.

والاقترار: الشِّبَع. وناقة مقرّ: عقدت مَاء الْفَحْل فأمسكته فِي رَحمهَا وَلم تلقه.

وَالْإِقْرَار: الإذعان للحق.

وَقد قَرَّرَهُ عَلَيْهِ.

والقر: مركب للرِّجَال بَين الرحل والسرج.

والقرار: الْغنم عَامَّة، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

اسرعت فِي قَرَار

كَأَنَّمَا ضراري

أردْت يَا جعار

وَخص ثَعْلَب بِهِ الضَّأْن.

والقرر: الحسا، واحدتها: قُرَّة، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة، وَلَا ادري أَي الحسا عَنى؟ أحسا المَاء أم غَيره من الشَّرَاب؟؟؟ وطوى الثَّوْب على قره، كَقَوْلِك: على غره.

وَالْمقر: مَوضِع وسط كاظمة، وَبِه قبر غَالب أبي الفرزدق. قَالَ الرَّاعِي:

فصبحن الْمقر وَهن خوص ... على روح يقلبن المحارا

وَقيل: الْمقر: ثنية كاظمة.

وَقَالَ خَالِد بن جبلة: زعم النميري: أَن الْمقر: جبل لبني تَمِيم.

وقرت الدَّجَاجَة تقر قرا، وقريرا: قطعت صَوتهَا.

وقرقرت: ردَّتْ صَوتهَا. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وقرى، وقران: موضعان.

والقرقرة: الضحك إِذا اسْتغْرب فِيهِ وَرجع.

وقرقر الْبَعِير قرقرة: هدر، وَذَلِكَ إِذا هدل صَوته وَرجع. وَالِاسْم: القرقار. قَالَ حميد:

جَاءَت بهَا الوراد يحجز بَينهَا ... سدى بَين قرقار الهدير وأعجما وَقَوله انشده سِيبَوَيْهٍ:

قَالَت لَهُ ريح الصِّبَا قرقار

أَي: قَالَت للسحاب: قرقر بالرعد.

والقرقرة: من أصوات الْحمام.

وَقد قرقرت قرقرة، وقرقريرا، نَادرا. قَالَ ابْن جني: القرقير: فعليل، جعله رباعيا.

والقرقارة: إِنَاء سميت بذلك لقرقرتها.

وقرقر الشَّرَاب فِي حلقه: صَوت.

والقراقر، والقراقري: الْحسن الصَّوْت قَالَ:

فِيهَا عشاش الهدهد القراقر

والقراقر: فرس عَامر بن قيس. قَالَ:

وَكَانَ حداء قراقريا

والقرقور: ضرب من السفن، وَقيل: هِيَ السَّفِينَة الْعَظِيمَة.

وقراقر وقرقري: موضعان.

والقرقر: الظّهْر.

والقرقرة: جلدَة الْوَجْه، وَفِي الحَدِيث: " فَإِذا قرب الْمهل مِنْهُ سَقَطت قرقرة وَجهه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقرقر، والقرقرة: أَرض مطمئنة لينَة.

و مِمَّا ضوعف من فائه لامه
قرر
قَرَّ1 قَرَرْتُ/ قرِرْتُ، يَقَرّ ويَقُرّ ويَقِرّ، اقْرَرْ/ قَرَّ واقْرُرْ/ قُرَّ واقْرِرْ/ قِرَّ، قَرًّا، فهو قارّ وقَرّ
• قرَّ الشّيءُ: برَد "قرَّ اليومُ/ الماءُ- مُناخ قارّ" ° القَرّ والحَرّ. 

قَرَّ2 قَرِرْتُ، يقَرّ ويقِرّ، اقْرَرْ/ قَرَّ واقْرِرْ/ قِرَّ، قُرَّةً وقُرورًا وقَرَّةً، فهو قارّ وقرير
• قرَّت عينُه: بَرد دمعُها، ضدّ سخُنت، ويُكنَّى به عن السرور والابتهاج، وقيل لأنَّه للسّرور دمعة باردة وللحزن دمعة حارّة "لَوْ رَآكَ لَقَرَّت عَيْنَاهُ [حديث]: من حديث الاستسقاء ومعناه لسُرَّ بذلك وفرِح- {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}: وطيبي نفسًا".
• قرَّ الشّخصُ: رضِي وفرِح. 

قَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في قَرَرْتُ/ قَرِرْتُ، يَقَرّ ويَقِرّ، اقْرَرْ/ قَرَّ واقْرِرْ/ قِرَّ، قَرارًا وقُرورًا وقَرًّا، فهو قارّ، والمفعول مَقْرور
• قرَّ الأمرَ: ثبت عليه "لا يقِرّ له حال: مُتقلِّب الطبع- لا يقِرّ له قرار: دائم الحركة".
• قرَّ بالمكان/ قرَّ في المكان: ثبت وسكن واطمأنَّ، أقام ولم يغادر "رحّالة لا يقِرّ في مكان- {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ".
• قرَّ الرأيُ على كذا: صحَّ العزم عليه "قرَّ رأيه على الأمر: أزمع وعقد النيّة عليه". 

قُرَّ يُقَرّ، والمفعول مقرور
• قُرّ الرّجُلُ: أصابه البردُ "يوم مقرور: بارد". 

أقرَّ1/ أقرَّ بـ1/ أقرَّ لـ يُقِرّ، أقْرِرْ/ أقِرَّ، إقرارًا، فهو مُقِرّ، والمفعول مُقَرّ (للمتعدِّي)
• أقرَّ المجرمُ/ أقرَّ المجرمُ بالشَّيءِ: اعترف به "أقرّ بانتصار خصمه عليه".
• أقرَّ النُّوابُ قانونًا: صوّتوا عليه، وافقوا عليه.
• أقرَّ الرَّأيَ: رضيه وقبِله "أقرَّ المعاهدةَ- أقرَّتِ الدولتان السِّلمَ".
• أقرَّ العامِلَ على العمل: رضِي عملَه وأثبته.
• أقرَّه في المكان: أثبته فيه "أقرَّ الموظّفَ في وظيفته".
• أقرَّ لفلان بحقِّه: اعترف له به "أقرَّ له بذنبه". 

أقرَّ2/ أقرَّ بـ2 يُقِرّ، أقْرِرْ/ أقِرَّ، إقرارًا، فهو مُقِرّ، والمفعول مقرور (على غير قياس)
• أقرَّ اللهُ عينَه/ أقرَّ اللهُ بعينه:
1 - أعطاه ما يشتهيه ويرضاه.
2 - أنام عينَه. 

استقرَّ/ استقرَّ بـ/ استقرَّ على/ استقرَّ في يستقِرّ، اسْتَقْرِر/ اسْتَقِرَّ، استقرارًا، فهو مُستقِرّ، والمفعول مُسْتَقَرٌّ به
• استقرَّتِ الأسعارُ: ثبتت "استقرّ سعرُ الدولار- استقرَّ الحكمُ في البلاد".
• استقرَّ بالمكان/ استقرَّ في المكان: تمكّن فيه وسكن "استقرَّ بالعاصمة".
• استقرَّ رأيُه على الأمر: صمَّم عليه واتّخذ قرارًا بشأنه "لم يستقرّ بعد على حال: لم يتوصّل إلى موقف". 

تقرَّرَ يتقرَّر، تقرُّرًا، فهو مُتقرِّر
• تقرَّر الأمرُ: ثَبت واستقرَّ "تقرَّرتِ الزيادةُ في الأجور" ° تقرَّر أن: استقرَّ الرأيُ على أن.
• تقرَّر الرَّأيُ أو الحكمُ: أمضاه من يملك إمضاءَه. 

قارَّ يُقارّ، قارِرْ/ قارَّ، مقارّةً، فهو مُقارّ، والمفعول مُقارّ
• قارّ فلانٌ عمَّه: قرَّ معه وسكن.
• قارّ الأمرَ: اطمأنّ فيه. 

قرَّرَ يقرِّر، تقريرًا، فهو مقرِّر، والمفعول مقرَّر
• قرَّر الشّخصُ أمرًا: اتّخذ قرارًا، صمَّمَ بشِدَّة "قرَّر السفرَ للحجّ".
• قرَّر الشّخصَ: جعله يعترف بالذّنب "قرَّر الشرطيُّ المجرمَ".
• قرَّر صحَّةَ التعبير: أقرَّ بجواز استعماله.
• قرَّر الرأيَ: وضّحه وحقّقه "قرَّر المسألةَ".
• قرَّر الشّيءَ في المكان: أثبته "قرَّر الخيمة في المرعى".
• قرَّر السّماحَ لأمرٍ: وافق عليه، وأمر بإنفاذه. 

إقرار [مفرد]: ج إقرارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أقرَّ1/ أقرَّ بـ1/ أقرَّ لـ وأقرَّ2/ أقرَّ بـ2.
2 - اعتراف الشّخص بحقٍّ لآخر عليه، أو إعلان رسميّ صريح شفهيّ أو كتابيّ "جمع إقرارات المتَّهمين وسلّمها للنِّيابة". 

تقرير [مفرد]: ج تقريرات (لغير المصدر) وتقاريرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قرَّرَ.
2 - بيان تُشرح فيه مسألة أو قضيّة أو تفاصيل حادث أو نتائج دراسة ما "تقرير الطبيب الشرعيّ- تقرير عن الزراعة في البلاد".
• تقرير المصير: إمكان البلد أو الشعب من اختيار نظام حكمه وممارسته بحريّة دون الرجوع إلى سلطة خارجيّة "حقّ الشعوب في تقرير مصيرها".
• تقرير مدرسيّ: تقرير يبيِّن تقدُّم الطالب وسيره ويعرض بشكل دوريّ على أهله.
• تقرير العوائد: (قص) بيان الرِّبح والخسارة لشركةٍ ما، يبيِّن عوائدها وخسائرها لفترة زمنيّة معيّنة، ويسمَّى أيضًا: بيان الدَّخل.
• التَّقرير السَّنويّ: (قص) بيان سنويّ للوضع الماليّ لشركةٍ ما يصف عمليّاتها ويعرض ميزانيّتها والحساب الختاميّ وبيان الدّخل ومعلومات أخرى تهمّ المساهمين.
• تقارير الأداء الوظيفيّ: بيانات تتضمّن نتائج تقييم إنتاج الموظَّفين في أعمالهم ومدى اضطلاعهم بواجباتهم الوظيفيّة. 

تقريريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تقرير: "انعقد المجلس التقريريّ لاتّخاذ اللازم".
2 - مُباشِر "أسلوب/ كلام تقريريّ". 

تقريريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تقرير: "حضر اجتماع السلطة التقريريَّة- اتَّسم هذا العصر باللُّغة التقريريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تقرير: سرد الأحداث بطريقة مباشرة "أسلوبه يميل إلى التقريريَّة والخطابيَّة". 

قارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قَرَّ1 وقَرَّ2 وقَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في.
2 - بارِد "يوم قارّ".
3 - مستقِرّ "دخْل قارّ".
4 - دائم "لجنة قارّة". 

قارَّة [مفرد]:
1 - مؤنَّث قارّ: "عين قارَّة: مسرورة".
2 - أحد أجزاء اليابسة الكبرى وقسم من أقسام الأرض الخمسة، وهي: إفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا وأستراليا "أنتجت صواريخ عابرة للقارَّات". 

قارّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قارَّة.
• مُناخ قارِّيّ: (جغ) مُناخ الأقاليم الواقعة داخل اليابسة بعيدًا عن تأثير البحر فيتّسع فيها مدى الحرارة اليومي والفصلي. 

قارورة [مفرد]: ج قارورات وقوارِيرُ:
1 - وعاء من زجاج يحفظ فيه الشراب والطيب "قارورة عطر- {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا}: من زجاج في بياض الفضّة وصفاء الزجاج".
2 - حدقة العين، على التشبيه بقارورة الزجاج لصفائها. 

قَرار [مفرد]: ج قرارات (لغير المصدر):
1 - مصدر قَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في.
2 - مستقرّ ثابت " {اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا} ".
3 - مكان منخفض يجتمع فيه الماء " {إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} " ° دار القرار: الآخرة- لا قرار له: غير ثابت، لا يستقرّ.
4 - أمر يصدر عن صاحب النفوذ "أعلنت لجنةُ التحكيم قراراتها" ° مشروع قرار: مسوّدة لقرار ما زال قيد الدراسة أو لم يتمّ إقرارُه بصورة نهائيّة.
5 - (سق) نغمة موسيقيّة تتكرَّر في آخر كلّ جزء من أجزاء اللحن الموسيقيّ.
6 - (قن) بيان رسميّ من المحكمة أو أيّة هيئة قضائيّة حول الأحكام والدوافع القانونيّة الصادر بموجبها القرار. 

قَرارة [مفرد]:
1 - عُمق، قَعْر "في قرارة نفسه: في أعماقها".
2 - روضة منخفضة. 

قُرارة [مفرد]:
1 - (جو) ما تجمّع من الموادّ الطبيعيّة واستقرَّ في موضعه.
2 - ما بقي من المرق اليابس في القدر. 

قَرّ [مفرد]:
1 - مصدر قَرَّ1 وقَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَرَّ1.
• يوم القَرّ: اليوم الذي يلي النحْر لأنّ الناس يقرّون فيه بمنى أو في منازلهم. 

قَرَّة [مفرد]: مصدر قَرَّ2. 

قُرَّة [مفرد]: مصدر قَرَّ2.
• قُرَّة العَيْن:
1 - ما يصادف المرء به سرورًا فلا تطمح العين إلى ما سواه "هو قرَّة عين أمّه: سرورها وسكونها- {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} ".
2 - (نت) نبات مائيّ ينبت في الجداول والمناقع وقد يُزرع، ورقه يؤكل أخضر أو مطبوخًا، ويسمَّى أيضًا كرفس الماء وجرجير الماء. 

قِرَّة [مفرد]: بَرْد "أصابته قِرَّة". 

قُرور [مفرد]: مصدر قَرَّ2 وقَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في. 

قرير [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَرَّ2.
2 - راضٍ مسرور "فلان قرير العين". 

مُستقَرّ [مفرد]:
1 - .
2 - اسم مكان من استقرَّ/ استقرَّ بـ/ استقرَّ على/ استقرَّ في: مكان الإقامة والاستقرار " {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}: لمكان لا تجاوزه وقتًا ومحلاًّ".
3 - اسم زمان من استقرَّ/ استقرَّ بـ/ استقرَّ على/ استقرَّ في: غاية ونهاية، وقت الاستقرار والظهور " {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ}: لكلِّ خبر وقت يقع فيه ويستقرّ". 

مُستقِرّ [مفرد]: اسم فاعل من استقرَّ/ استقرَّ بـ/ استقرَّ على/ استقرَّ في.
• مستقِرّ ذهنيًّا: (نف) غير مُعرَّض للمرض العقليّ.
 • الحالة المستقِرَّة: (فز) نظريَّة كونيّة تعتقد أنّ الكثافة العاديّة للمادّة في الكون ثابتة في المكان والزَّمان، وأن تمدُّد الكون يعوّض عنه بالخلق المستمر للمادّة. 

مَقَرّ [مفرد]: ج مقرّات ومقارُّ: اسم مكان من قَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في: مكان الاستقرار "مقرّ الرئيس/ الوزارة/ الحزب- مقرّ القيادة: مركزها".
• مقرّ الرّحِم: آخرها، ومستقرّ الحمل منه. 

مُقرَّر [مفرد]: ج مقرَّرات:
1 - اسم مفعول من قرَّرَ.
2 - ثابت معترف به "جاء في الموعد المقرَّر- منهاج مقرَّر- حقيقة مقرَّرة".
3 - مجموع الموضوعات التي يفرض على التلميذ دراستها في مادّة ما في مرحلة معيّنة. 

مُقَرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قرَّرَ.
2 - عضو من جماعة يعهد إليه بكتابة تقرير عمّا يقال في الاجتماع "اجتمع مقرِّرو اللِّجان المختلفة مع المدير العام". 

مَقْرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قُرَّ وقَرَّ3/ قَرَّ بـ/ قَرَّ على/ قَرَّ في.
2 - اسم مفعول من أقرَّ2/ أقرَّ بـ2: على غير قياس. 

قرر: القُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: القُرُّ في الشتاء

والبرد في الشتاء والصيف، يقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ.

والقِرَّةُ: ما أَصاب الإِنسانَ وغيره من القُرِّ. والقِرَّةُ أَيضاً:

البرد. يقال: أَشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ، وربما قالوا: أَجِدُ

حِرَّةً على قِرَّةٍ، ويقال أَيضاً: ذهبت قِرَّتُها أَي الوقتُ الذي يأْتي

فيه المرض، والهاء للعلة، ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ:

حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ، وجعلوا الحارّ الشديدَ من قولهم اسْتَنحَرَّ القتلُ أَي

اشتدّ، وقالوا: أَسْخَنَ اللهُ عينه والقَرُّ: اليوم البارد. وكلُّ

باردٍ: قَرُّ.

ابن السكيت: القَرُورُ الماء البارد يغسل به. يقال: قد اقْتَرَرْتُ به

وهو البَرُودُ، وقرَّ يومنا، من القُرّ. وقُرَّ الرجلُ: أَصابه القُرُّ.

وأَقَرَّه اللهُ: من القُرِّ، فهو مَقْرُورٌ على غير قياس كأَنه بني على

قُرٍّ، ولا يقال قَرَّه. وأَقَرَّ القومُ: دخلوا في القُرِّ. ويوم مقرورٌ

وقَرٌّ وقارٌّ: بارد. وليلة قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي باردة؛ وقد قَرَّتْ

تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا. وليلة ذاتُ قَرَّةٍ أَي ليلة ذات برد؛ وأَصابنا

قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وطعام قارٌّ.

وروي عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدري: بلغني أَنك تُفْتي، وَلِّ

حارَّها من تَوَلَّى قارَّها؛ قال شمر: معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّى

خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها من تولى هَيِّنَتها، جعل الحرّ كناية عن الشر،

والشدّةَ والبردَ كناية عن الخير والهَيْنِ. والقارُّ: فاعل من القُرِّ البرد؛

ومنه قول الحسن بن علي في جَلْدِ الوليد بن عُقْبة: وَلِّ حارَّها من

تولَّى قارَّها، وامتنعَ من جَلْدِه. ابن الأَعرابي: يوم قَرٌّ ولا أَقول

قارٌّ ولا أَقول يوم حَرٌّ. وقال: تَحَرَّقت الأَرضُ واليوم قَرٌّ. وقيل

لرجل: ما نَثَرَ أَسنانَك؟ فقال: أَكلُ الحارّ وشُرْبُ القارِّ. وفي حديث

أُم زَرْعٍ: لا حَرٌّ ولا قُرٌّ؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو

حر ولا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر والبرد الكناية عن الأَذى، فالحرّ

عن قليله والبرد عن كثيره؛ ومنه حديث حُذَيفة في غزوة الخَنْدَق: فلما

أَخبرتُه خَبَرَ القوم وقَرَرْتُ قَرِرْتُ، أَي لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ

البرد. وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر:لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ

قُرِّيٍّ؛ قال ابن الأَثير: سئل شمر عن هذا فقال: لا أَعرفه إِلا أَن يكون من

القُرِّ البرد. وقال اللحياني: قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لغة

قليلة.والقُرارة: ما بقي في القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها. وقَرَّ القِدْرَ

يَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا

تحترق. والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كلّه: اسم

ذلك الماء. وكلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ

محترق أَو سمن أَو غيره: قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بضم القاف والراء،

وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بها. يقال: قد

اقْتَرَّتِ القِدْرُ وقد قَرَرْتُها إِذا طبخت فيها حتى يَلْصَقَ بأَسفلها،

وأَقْرَرْتها إِذا نزعت ما فيها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبي زيد.

والقَرُّ: صبُّ الماء دَفْعَة واحدة. وتَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ

بولها على أَرجلها.

وتَقَرَّرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها. والاقْتِرار: أَي

تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عليها الشحمُ فتبول في

رجليها من خُثُورة بولها. ويقال: تَقَرَّرت الإِبل في أَسْؤُقها، وقَرّت

تَقِرُّ: نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

حتى إِذا قَرَّتْ ولمّا تَقْرِرِ،

وجَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ

ويروى أَجِنَّةً. وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ. وآجنة: متغيرة، ومن رواه

أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، على التشبيه بأَجنَّة الحوامل. وقَرَّرت

الناقةُ ببولها تَقْريراً إِذا رمت به قُرَّةً بعد قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بعد

دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز:

يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ،

في مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ

قرراً بعد قرر أَي حُسْوَة بعد حُسْوَة ونَشْقَةً بعد نَشْقة. ابن

الأَعرابي: إِذا لَقِحَت الناقة فهي مُقِرٌّ وقارِحٌ، وقيل: إِن الاقْترارَ

السِّمنُ، تقول:

اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية:

به أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كلاهما،

فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقترارُها

نسؤها: بَدْءُ سمنها، وذلك إِنما يكون في أَوّل الربيع إِذا أَكلت

الرُّطْبَ، واقترارُها: نهاية سمنها، وذلك إِنما يكون إِذا أَكلت اليبيس

وبُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ عليها الشحم.

وقَرَّ الكلامَ والحديث في أُذنه يَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه وصَبَّه

فيها، وقيل هو إِذا سارَّه. ابن الأَعرابي: القَرُّ تَرْدِيدُك الكلام في

أُذن الأَبكم حتى يفهمه. شمر: قَرَرْتُ الكلامَ في أُذنه أَقُرُّه قَرّاً،

وهو أَن تضع فاك على أُذنه فتجهر بكلامك كما يُفعل بالأَصم، والأَمر:

قُرَّ. ويقال: أَقْرَرْتُ الكلامَ لفلان إِقراراً أَي بينته حتى عرفه.

وفي حديث استراق السمع: يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي

بها إِلى الكاهن فَيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ

فيها، وفي رواية: فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَرُّ:

ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه.

وقَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً

وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، ويروى: كقَزِّ

الزجاجة، بالزاي، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء. وفي حديث عائشة، رضي الله

عنها: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: تنزل الملائكة في العَنانِ وهي

السحابُ فيتحدثون ما علموا به مما لم ينزل من الأَمر، فيأْتي الشيطان

فيستمع فيسمع الكلمة فيأْتي بها إِلى الكاهن فيُقِرُّها في أُذنه كما

تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها مائة كِذْبةٍ. والقَرُّ: الفَرُّوج.

واقْتَرَّ بالماء البارد: اغتسل. والقَرُورُ: الماء البارد يُغْتَسل به.

واقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغتسلت به. وقَرَّ عليه الماءَ يَقُرُّه: صبه.

والقَرُّ: مصدر قَرَّ عليه دَلْوَ ماء يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ على رأْسه

دلواً من ماء بارد أَي صببته.

والقُرّ، بالضم: القَرار في المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر،

أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بالفتح، أَقِرُّ قراراً وقُروراً،

وقَرَّ بالمكان يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قال ابن سيده: أَعني أَن

فَعَلَ يَفْعِلُ ههنا أَكثر من فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً

وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شاذة؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ

واقْتَرَّه فيه وعليه وقَرَّره وأَقَرَّه في مكانه فاستقرَّ. وفلان ما يَتَقارُّ

في مكانه أَي ما يستقرّ. وفي حديث أَبي موسى: أُقِرَّت الصلاة بالبر

والزكاة؟، وروي: قَرَّتْ أَي اسْتَقَرَّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أَن الصلاة

مقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأَنها مقرونة بالزكاة في القرآن

مذكورة معها. وفي حديث أَبي ذر: فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لم أَلْبَثْ،

وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء في الراء. وفي حديث نائل مولى عثمان:

قلنا لرَباح ابن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ أَي أَهل

الحَضَر المستقرِّين في منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذين لا يزالون

متنقلين. الليث: أَقْرَرْتُ الشيء في مَقَرِّه ليَقِرّ. وفلان قارٌّ: ساكنٌ،

وما يَتَقَارُّ في مكانه. وقوله تعالى: ولكم في الأَرض مُسْتَقَرّ؛ أَي

قَرار وثبوت. وقوله تعالى: لكل نَبَإِ مُسْتَقَرّ؛ أَي لكل ما أُنبأْتكم

عن الله عز وجل غاية ونهاية ترونه في الدنيا والآخرة. والشمسُ تجري

لمُسْتَقَرٍّ لها؛ أَي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاًّ وقيل لأَجَلٍ قُدِّر

لها. وقوله تعالى: وقَرْنَ وقِرْنَ، هو كقولك ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ على

أَقْرَرْنَ كظَلْنَ على أَظْلَلْنَ وقِرنَ على أَقْرَرنَ كظِلْنَ على

أَظْلَلنَ. وقال الفراء: قِرْنَ في بيوتكنَّ؛ هو من الوَقار. وقرأَ عاصم

وأَهل المدينة: وقَرْن في بيوتكن؛ قال ولا يكون ذلك من الوَقار ولكن يُرَى

أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَرْنَ في بيوتكن، فحذف الراء الأُولى وحُوّلت

فتحتها في القاف، كما قالوا: هل أَحَسْتَ صاحِبَك، وكما يقال فَظِلْتم،

يريد فَظَلِلْتُمْ؛ قال: ومن العرب من يقول: واقْرِرْنَ في بيوتكن، فإِن قال

قائل: وقِرْن، يريد واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلى

القاف، كان وجهاً؛ قال: ولم نجد ذلك في الوجهين مستعملاً في كلام العرب

إِلا في فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما في الأَمر والنهي والمستقبل

فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام في النسوة ساكنة في فَعَلْن ويَفْعَلن

فجاز ذلك؛ قال: وقد قال أَعرابي من بني نُمَيْر: يَنْحِطْنَ من الجبل،

يريد ينْحَطِطْنَ، فهذا يُقَوِّي ذلك. وقال أَبو الهيثم: وقِرْنَ في

بيوتكن، عندي من القَرارِ، وكذلك من قرأَ: وقَرْنَ، فهو من القَرارِ، وقال:

قَرَرْتُ بالمكان أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ.

وقارّه مُقارَّةً أَي قَرّ معه وسَكَنَ. وفي حديث ابن مسعود: قارُّوا

الصلاةَ،هو من القَرارِ لا من الوَقارِ، ومعناه السكون، أَي اسكنوا فيها

ولا تتحرّكوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ، من القَرارِ. وتَقْرِيرُ

الإِنسان بالشيء: جعلُه في قَراره؛ وقَرَّرْتُ عنده الخبر حتى

اسْتَقَرَّ.والقَرُور من النساء: التي تَقَِرّ لما يُصْنَعُ بها لا تَرُدّ

المُقَبِّلَ والمُراوِِدَ؛ عن اللحياني، كأَنها تَقِرُّ وتسكن ولا تَنْفِرُ من

الرِّيبَة.

والقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وقيل: المستوي الأَملس الذي لا شيء

فيه.والقَرارة والقَرارُ: ما قَرَّ فيه الماء. والقَرارُ والقَرارةُ من

الأَرض: المطمئن المستقرّ، وقيل: هو القاعُ المستدير، وقال أَبو حنيفة:

القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه، قال: وهي من مكارم الأَرض

إِذا كانت سُهولةٌ. وفي حديث ابن عباس وذكر علّياً فقال: عِلْمِي إِلى

علمه كالقَرارة في المُثْعَنْجَرِ؛ القَرارةُ المطمئن من الأَرض وما يستقرّ

فيه ماء المطر، وجمعها القَرارُ. وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: ولحقت

طائفةٌ بقَرارِ الأَودية.

وفي حديث الزكاة: بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوي. وفي

حديث عمر: كنت زَميلَه في غَزْوة قَرقَرةِِ الكُدْرِ؛ هي غزوة معروفة،

والكُدْرُ: ماء لبني سليم: والقَرْقَرُ: الأَرض المستوية، وقيل: إِن أَصل

الكُدْرِ طير غُبْرٌ سمي الموضعُ أَو الماء بها؛ وقول أَبي ذؤيب:

بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ

واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ

قال الأَصمعي: القَرارُ ههنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سيده: وإِنما حمل

الأَصمعي على هذا قولُه قِيعان ليضيف الجمع إِلى الجمع، أَلا ترى أَن قراراً

ههنا لو كان واحداً فيكون من باب سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مفرداً إِلى جمعف

وهذا فيه ضرب من التناكر والتنافر. ابن شميل: بُطونُ الأَرض قَرارُها

لأَن الماء يستقرّ فيها. ويقال: القَرار مُسْتَقَرُّ الماء في الروضة. ابن

الأَعرابي: المَقَرَّةُ الحوض الكبير يجمع فيه الماء، والقَرارة القاعُ

المستدير، والقَرْقَرة الأَرض الملساء ليست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت

غلب عليها اسم التذكير فقالوا قَرْقَرٌ؛ وقال عبيد:

تُرْخِي مَرابِعَها في قَرْقَرٍ ضاحِي

قال: والقَرَِقُ مثل القَرْقَرِ سواء. وقال ابن أَحمر: القَرْقَرة وسطُ

القاع ووسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فيه ولا دَفَّ ولا

حجارة، إِنما هي طين ليست بجبل ولا قُفٍّ، وعَرْضُها نحو من عشرة أَذراع أَو

أَقل، وكذلك طولها؛ وقوله عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ هو المكان

المطمئن الذي يستقرّ فيه الماء. ويقال للروضة المنخفضة: القَرارة. وصار

الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه: تَناهَى وثبت.

وقولهم عند شدّة تصيبهم: صابتْ بقُرٍّ أَي صارت الشدّةُ إِلى قَرارها،

وربما قالوا: وَقَعَت بقُرٍّ، وقال ثعلب: معناه وقعت في الموضع الذي

ينبغي. أَبو عبيد في باب الشدّة: صابتْ بقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال:

وإِنما هو مَثَل. الأَصمعي: وقع الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛

وأَنشد:لعَمْرُكَ، ما قَلْبي على أَهله بحُرّ،

ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فيأْتيَني بقُرّْ

أَي بمُسْتَقَرّه؛ وقال عَدِيُّ بنُ زيد:

تُرَجِّيها، وقد وقَعَتْ بقُرٍّ،

كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ

ويقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك

ما كان مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ:

كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه،

من قُرَّةِ العَْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ

أَي كأَنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ

فهما مسروران به؛ قال المنذريّ: فعُرِضَ هذا القولُ على ثعلب فقال هذا

الكلام أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بالنظر إِلى ما يحب.

ويقال للرجل: قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ.

قال ابن سيده: وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هذه أَعلى عن ثعلب، أَعني

فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقال:

هي مصدر، وقُرُوراً، وهي ضدُّ سَخِنتْ، قال: ولذلك اختار بعضهم أَن يكون

قَرَّت فَعِلَت ليجيء بها على بناء ضدّها، قال: واختلفوا في اشتقاق ذلك

فقال بعضهم: معناه بَرَدَتْ وانقطع بكاؤها واستحرارُها بالدمع فإِن للسرور

دَمْعَةً باردةً وللحزن دمعة حارة، وقيل: هو من القَرارِ، أَي رأَت ما

كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ ونامت. وأَقَرَّ اللهُ عينَه وبعينه، وقيل:

أَعطاه حتى تَقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلى من هو فوقه، ويقال: حتى تَبْرُدَ ولا

تَسْخَنَ، وقال بعضهم: قَرَّت عينُه مأْخوذ من القَرُور، وهو الدمع

البارد يخرج مع الفرح، وقيل: هو من القَرارِ، وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي:

أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة. وأَقَرَّ الله عينه:

مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، وقيل: أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت

ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول

واختاره، وقال أَبو طالب: أَقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف

سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد:

أَقَرَّ به مواليك العُيونا

أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا. وقوله تعالى: فكلي واشربي

وقَرِّي عَيناً؛ قال الفراء: جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال: وإِنما

نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عينُك،

فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير. وعين قَرِيرةٌ:

قارَّة، وقُرَّتُها: ما قَرَّت به. والقُرَّةُ: كل شيء قَرَّت به عينك،

والقُرَّةُ: مصدر قَرَّت العين قُرَّةً. وفي التنزيل العزيز: فلا تعلم

نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ؛ وقرأَ أَبو هريرة: من قُرَّاتِ

أَعْيُن، ورواه عن النبي،صلى الله عليه وسلم. وفي حديث الاستسقاء: لو رآك

لقَرَّتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال: وحقيقته أَبْرَدَ اللهُ

دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة، وقيل: أَقَرَّ الله عينك أَي

بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حتى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ

إِلى غيره؛ ورجل قَرِيرُ العين وقَرِرْتُ به عيناً فأَنا أَقَرُّ

وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ في الموضع مثلها.

ويومُ القَرِّ: اليوم الذي يلي عيد النحر لأَن الناس يَقِرُّونَ في

منازلهم، وقيل: لأَنهم يَقِرُّون بمنًى؛ عن كراع، أَي يسكنون ويقيمون. وفي

الحديث: أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم القَرِّ؛ قال أَبو

عبيد: أَراد بيوم القَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي

يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في

تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنًى فسمي يومَ

القَرِّ؛ ومنه حديث عثمان: أَقِرُّوا الأَنفس حتى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا

الذبائح حتى تُفارقها أَرواحها ولا تُعْجِلُوا سَلْخها وتقطيعها. وفي حديث

البُراق: أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ وأَقَرَّ أَي سكن وانقاد.

ومَقَرُّ الرحم: آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل منه. وقوله تعالى:

فمستقرٌّ ومستودع؛ أَي فلكم في الأَرحام مستقر ولكم في الأَصلاب مستودع،

وقرئ: فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ أَي مستقرّ في الرحم، وقيل: مستقرّ في الدنيا

موجود، ومستودعَ في الأَصلاب لم يخلق بَعْدُ؛ وقال الليث: المستقر ما

ولد من الخلق وظهر على الأَرض، والمستودَع ما في الأَرحام، وقيل: مستقرّها

في الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفى في حرف

العين، إِن شاءَ الله تعالى، وقيل: مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومستودَع في

الثَّرَى.

والقارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة

وتكني عنها بها.والقارُورُ: ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل: لا يكون

إِلا من الزجاج خاصة. وقوله تعالى: قَوارِيرَ قواريرَ من فضة؛ قال بعض

أَهل العلم: معناه أَوانيَ زُجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير. قال ابن

سيده: وهذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف في قوارير الأَخيرة فإِنه زاد الأَلف

لتَعْدِلَ رؤوس الآي. والقارورة: حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة

من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة:

قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا

قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا

ابن الأَعرابي: القَوارِيرُ شجر يشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ

والموائد. وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال لأَنْجَشةَ وهو

يَحْدُو بالنساء: رِفْقاً بالقَوارير؛ أَراد،صلى الله عليه وسلم، بالقوارير

النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد،

والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ

يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمَنْ

أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه،

فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل،

وقيل: أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت في المشي واشتدت فأَزعجت

الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء يضعفن عن شدة الحركة.

وواحدةُ القوارير: قارورةٌ، سميت بها لاستقرار الشراب فيها. وفي حديث عليّ: ما

أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عملي إِلا هذه القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ

الدِّهْقانُ؛ هي تصغير قارورة. وروي عن الحُطَيْئة أَنه نزل بقوم من العرب

في أَهله فسمع شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فقال: أَغْنُوا أَغانيَّ

شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزنا. وسمع سليمانُ ابن عبد الملك غِناءَ راكب

ليلاً، وهو في مِضْرَبٍ له، فبعث إِليه من يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى

وقال: ما تسمع أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قال: وما شَبَّهْتُه إِلا

بالفحل يُرْسَلُ في الإِبل يُهَدِّرُ فيهن فيَضْبَعُهنّ.

والاقْترارُ: تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُّطْبِ، وذلك إِذا هاجت

الأَرض ويَبِستْ مُتونُها. والاقترارُ: استقرارُ ماء الفحل في رحم

الناقة؛ قال أَبو ذؤيب:

فقد مار فيها نسؤها واقترارها

قال ابن سيده: ولا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن يكون مصدراً وإِلا فهو

غريب ظريف، وإِنما عبر بذلك عنه أَبو عبيد ولم يكن له بمثل هذا علم،

والصحيح أَن الاقترار تَتَبُّعُها في بطون الأَوْدِية النباتَ الذي لم تصبه

الشمس. والاقترارُ: الشِّبَعُ. وأَقَرَّت الناقةُ: ثبت حملها. واقْتَرَّ

ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ. أَبو زيد: اقترارُ ماء الفحل في الرحم

أَن تبولَ في رجليها، وذلك من خُثورة البول بما جرى في لحمها. تقول: قد

اقْتَرَّت، وقد اقْتَرَّ المالُ إثذا شَبِعَ. يقال ذلك في الناس وغيرهم.

وناقة مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته في رحمها ولم تُلْقِه.

والإِقرارُ: الإِذعانُ للحق والاعترافُ به. أَقَرَّ بالحق أَي اعترف به.

وقد قَرَّرَه عليه وقَرَّره بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ.

والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: القَرُّ

الهَوْدَجُ؛ وأَنشد:

كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ

وقال امرؤ القيس:

فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ

على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني

وقيل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء.

والقَرارُ: الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَسْرَعْت في قَرارِ،

كأَنما ضِرارِي

أَرَدْتِ يا جَعارِ

وخصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ. وقال الأَصمعي: القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ،

وهو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه. الأَصمعي: القَرار

النَّقَدُ من الشاء وهي صغارٌ، وأَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ وأَنشد

لعلقمة بن عبدة:

والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ به،

على نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ

أَي يقل عند ذا ويكثر عند ذا.

والقُرَرُ: الحَسا، واحدتها قُرَّة؛ حكاها أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده:

ولا أَدري أَيَّ الحَسا عنى أَحَسَا الماء أَم غيره من الشراب. وطَوَى

الثَّوْبَ على قَرِّه: كقولك على غَرّه أَي على كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ

والمَقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثوب.

والمَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ،وبه قبر غالب أَبي الفرزدق وقبر امرأَة

جرير؛ قال الراعي:

فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وهنّ خُوصٌ،

على رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا

وقيل: المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ. وقال خالدُ بن جَبَلَة: زعم

النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جبل لبني تميم.

وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً: قَطَعتْ صوتَها

وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين.

والقِرِّيَّة: الحَوْصلة مثل الجِرِّيَّة. والقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قال

ابن أَحمر:

كالقَرِّ بين قَوادِمٍ زُعْرِ

قال ابن بري: هذا العَجُزُ مُغَيَّر، قال: وصواب إِنشاد البيت على ما

روته الرواة في شعره:

حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه

والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ

فَيَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً،

ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ

قال هذا يصف ظليماً. وبنو غزوان: حيّ من الجن، يريد أَن جُؤْجُؤَ هذا

الظليم أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ: القليلة الشعر. ودَفَّاه:

جناحاه، والهاء في له ضمير البيض، أَي يجعل جناجيه حرساً لبيضه ويضمه إِلى

نحره، وهو معنى قوله يلجئه إِلى النحر.

وقُرَّى وقُرَّانُ: موضعان.

والقَرْقَرة: الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ. والقَرْقَرة:

الهدير، والجمع القَراقِرُ. والقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دعاء

الشاء والحمير؛ قال شِظَاظٌ:

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ،

عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد القَرْقَره

أَي سبيتها فحوّلتها إِلى ما لم تعرفه. وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة:

هَدَر، وذلك إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، والاسم القَرْقارُ. يقال: بعير

قَرْقارُ الهَدِير صافي الصوت في هَديرِه؛ قال حُمَيدٌ:

جاءت بها الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها

سُدًى، بين قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما

وقولهم: قَرْقارِ، بُنِيَ على الكسر وهو معدول، قال: ولم يسمع العدل من

الرباعي إِلا في عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِيُّ:

حتى إِذا كان على مَطارِ

يُمناه، واليُسْرى على الثَّرْثارِ

قالت له ريحُ الصَّبا: قَرْقارِ،

واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ

يريد: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السحاب بذلك. ومَطارِ

والثَّرْثارُ: موضعان؛ يقول: حتى إِذا صار يُمْنى السحاب على مَطارِ ويُسْراه على

الثَّرْثارِ قالت له ريح الصَّبا: صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت

الرعد، وهو قَرْقَرَته، والمعنى ضربته ريح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها

قالت له وإِن كانت لا تقول. وقوله: واختلط المعروف بالإِنكار أَي اختلط ما

عرف من الدار بما أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم يعرف منها

المكان المعروف من غيره. والقَرْقَرة: نوع من الضحك، وجعلوا حكاية صوت

الريح قَرْقاراً. وفي الحديث: لا بأْس بالتبسم ما لم يُقَرْقِرْ؛

القَرْقَرة: الضحك لعالي. والقَرْقَرة: لقب سعد الذي كان يضحك منه النعمان بن

المنذر. والقَرْقَرة: من أَصوات الحمام، وقد قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً

وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قال ابن جني: القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جعله رُباعيّاً،

والقَرْقارَة: إِناء، سيت بذلك لقَرْقَرَتها.

وقَرْقَرَ الشرابُ في حلقه: صَوَّت. وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قال شمر:

القَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، والقَرْقَرة نحو القَهْقهة، والقَرْقَرة

قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، والقَرْقَر قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، وهو

القَرْقَرِيرُ.

ورجل قُرارِيٌّ: جَهيرُ الصوت؛ وأَنشد:

قد كان هَدَّاراً قُراقِرِيَّا

والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ: الحَسَنُ الصوت؛ قال:

فيها عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر

ومنه: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جيد الصوت من القَرْقَرة؛ قال الراجز:

أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا،

من بعدِ ما كان قُراقِرِيّا،

فمن يُنادي بعدَك المَطِيّاف

والقُراقِرُ: فرس عامر بن قيس؛ قال:

وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا

والقَرارِيُّ: الحَضَريّ الذي لا يَنْتَجِعُ يكون من أَهل الأَمصار،

وقيل: إِن كل صانع عند العرب قَرارِيّ. والقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قال

الأَعشى:

يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها

كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ

قال: يريد الخَيَّاطَ؛ وقد جعله الراعي قَصَّاباً فقال:

ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه،

كما سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا

ابن الأَعرابي: يقال للخياط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وهو البَيطَرُ

والشَّاصِرُ.

والقُرْقُورُ: ضرب من السفن، وقيل: هي السفينة العظيمة أَو الطويلة،

والقُرْقُورُ من أَطول السفن، وجمعه قَراقير؛ ومنه قول النابغة:

قَراقِيرُ النَّبيطِ على التِّلالِ

وفي حديث صاحب الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه في قُرْقُورٍ؛ قال: هو

السفينة العظيمة. وفي الحديث: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب

شهداءُ البحر في قَراقيرَ من دُرّ. وفي حديث موسى، عليه السلام: رَكِبُوا

القَراقِيرَ حتى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسى.

وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ: مواضع كلها

بأَعيانها معروفة. وقُرَّانُ: قرية باليمامة ذات نخل وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قال

علقمة:سُلاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها

ذُو فِيئَةٍ، من نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ

ابن سيده: قُراقِرُ وقَرْقَرى، على فَعْلَلى، موضعان، وقيل: قُراقِرُ،

على فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعينه، ومنه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال

الشاعر:وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ،

مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ

قال ابن بري: البيت للأَعشى، وصواب إِنشاده: هُمُ ضربوا؛ وقبله:

فِدًى لبني دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي،

وراكبُها يومَ اللقاء، وقَلَّتِ

قال: هذا يذكِّر فعل بني ذهل يوم ذي قار وجعل النصر لهم خاصة دون بني

بكر بن وائل. والهامُرْزُ: رجل من العجم، وهو قائد من قُوَّاد كِسْرى.

وقُراقِرُ: خلف البصرة ودون الكوفة قريب من ذي قار، والضمير في قلت يعود على

الفدية أَي قَلَّ لهم أَن أَفديهم بنفسي وناقتي. وفي الحديث ذكر

قُراقِرَ، بضم القاف الأُولى، وهي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد،

وهي بفتح القاف، موضع من أَعراض المدينة لآل الحسن بن عليّ، عليهما

السلام. والقَرْقَرُ: الظهر. وفي الحديث: ركب أَتاناً عليها قَرْصَف لم يبق منه

إِلا قَرْقَرُها أَي ظهرها.

والقَرْقَرَةُ: جلدة الوجه. وفي الحديث: فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ منه

سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وجهه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروي. قَرقَرَةُ

وجهه أَي جلدته. والقَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، وقيل:

إِنما هي رَقْرَقَةُ وجهه، وهو ما تَرَقْرَقَ من محاسنه. ويروى: فَرْوَةُ

وجهه، بالفاء؛ وقال الزمخشري: أَراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل

للصحراء البارزة: قَرْقَرٌ. والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ: أَرض مطمئنة

لينة.والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قال لبيد:

وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ،

يَعْدُو عليها، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ

الجَوارِنُ: الدروع. ابن السكيت: فلان يأْتي فلاناً القَرَّتين أَي

يأْتيه بالغداة والعَشِيّ.

وأَيوب بن القِرِّيَّةِ: أَحدُ الفصحاء. والقُرَّةُ: الضِّفْدَعَة

وقُرَّانُ: اسم رجل. وقُرَّانُ في شعر أَبي ذؤيب: اسم وادٍ. ابن الأَعرابي:

القُرَيْرَةُ تصغير القُرَّة، وهي ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة

الغنائم فتنحر وتُصْلَح ويأْكلها الناس يقال لها قُرَّة العين. يقال ابن

الكلبي: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وذلك أَن أَهل اليمن

كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًى وَضَع كلُّ رجل على رأْسه قُبْضَةَ دقيق

فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق ويجعلون ذلك الدقيق صدقة فكان

ناس من أَسد وقيس يأْخذون ذلك الشعر بدقيقة فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛

وأَنشد لمعاوية بن أَبي معاوية الجَرْمي:

أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ،

مع الشَّعْرِ، في قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ

إِذا قُرَّةٌ جاءت يقولُ: أُصِبْ بها

سِوى القَمْلِ، إِني من هَوازِنَ ضارِعُ

التهذيب: الليث: العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما

قالوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، ورجل رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وفلان دَخيلُ فلان

ودُخْلُله، والياء في رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛

وأَنشد يصف إِبلاً وشُرْبَها:

كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ

صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قال: قِرِرْ

فأَظهر حرفي التضعيف، فإِذا صَرَّفوا ذلك في الفعل قالوا: قَرْقَرَ

فيظهرون حرف المضاعف لظهور الراءين في قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ يَصِرُّ

صَرِيراً، وإِذا خفف الراء وأَظهر الحرفين جميعاً تحوّل الصوت من المد إِلى

الترجيع فضوعف، لأَن الترجيع يُضاعَفُ كله في تصريف الفعل إِذا رجع

الصائت، قالوا: صَرْصَر وصَلْصَل، على توهم المدّ في حال، والترجيع في حال.

التهذيب: واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق المصدر.

ويقال للسفينة: القُرْقُور والصُّرْصُور.

قرر
.! القُرُّ، بالضّمّ: البَرْدُ عامّة، أَو يُخَصُّ القُرُّ بالشِتَاءِ، والبَرْدُ فِي الشِّتَاءِ والصَّيْف. والقَوْلُ الأَخِيرُ نَقَلَهُ صاحِبُ المَعَالِم، وَهُوَ فِي المُحْكَم. قَالَ شيخُنَا: وحَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ فِيهِ التَّثْلِيثَ. والفَتْحُ حَكَاه اللّحْيَانيّ فِي نَوَادِرِه، وَمَعَ الحَرِّ أَوْ جَبُوه لأَجَلِ المُشَارَكَة. قلتُ: يَعْنِي بِهِ مَا وَقَع فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: لَا حَرٌّ وَلَا {قُرٌّ أَرادت أَنَّه مُعْتَدِلٌ، وكَنَتْ بالحَرِّ والقُرِّ عَن الأَذَى، قَلِيلِه وكَثِيرِه.} والقِرَّةُ، بالكَسْرِ: مَا أَصابَك من {القُرِّ ولَيْلَةٌ ذاتُ} قِرَّة، أَي بَرْد. {والقُرَّةُ، بالضَّمّ: الضِّفْدَعُ وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: عُيِّرَتْ هَوَازِنُ وبَنُو أَسَد بأَكْلِ القُرَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْل اليَمَنِ كانُوا إِذا حَلَقُوا رُؤُوسَهُم بمِنىً وَضَعَ كُلُّ رَجُلٍ عَلَى رَأْسِه قُبْضَةَ دَقِيقٍ. فإِذا حَلَقُوا رُؤُوسهم سَقَطَ الشَّعْرُ مَعَ ذَلِك الدَّقِيقِ، ويَجْعَلُونَ ذَلِك الدَّقِيقَ صَدَقةً. فَكَانَ ناسٌ من أَسَد وقَيْس يأْخذونَ ذَلِك الشَّعَرَ بدَقِيقِهِ فيَرْمُونَ بالشَّعَرِ، ويَنْتَفِعُون بالدَّقِيق. وأَنشد لمُعَاوِيَة بن أَبِي مُعَاوِيَة الجَرْمِيّ:
(أَلمْ تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبُوكُمُ ... مَع الشَّعْرِ فِي قَصِّ المُلَبِّدِ شارِعُ)

(إِذا قُرَّةٌ جَاءَتْ تَقُول أَصِبْ بهَا ... سِوَى القَمْلِ إِنّي مِنْ هَوَازِنَ ضارِعُ)
ويُثلَّث، الْفَتْح وَالْكَسْر نقلهما الصاغانيّ عَن أَبي عَمْرو. والقُرَّةُ: ة قُرْبَ القَادِسِيَّةِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والقُرَّةُ. الدُّفْعَةُ، وجَمْعُها} قُرَرٌ، وَمِنْه {قَرَّرَتِ الناقَةُ تَقْرِيراً: رَمَتْ ببَوْلِهَا قُرَّةً بَعْدَ قُرَّة، أَي دُفْعَةً بعد دُفْعَةٍ، خَاثِراً من أَكْل الحَبَّةِ، قَالَ الراجزُ:
(يُنْشِقْنَه فَضْفَاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ ... فِي مُنْخَرِيْهِ} قُرَراً بَعْدَ {قُرَرُ)
} وقُرَّةُ العَيْنِ: من الأَدْوِيَة، ويُقَال لَهَا جِرْجِيرُ المَاءِ، تكونُ فِي المِيَاهِ القائِمَةِ، وفيهَا عِطْرِيَّة، تَنْفَع من الحَصَاة، وتُدِرُّ البَوْلَ والطَّمْثَ. {وقُرَّ الرَّجُلُ، بالضّمّ: أَصَابَه القُرّ: البَرْدُ.} وأَقَرَّه الله تَعَالَى:)
من القُرِّ، وَهُوَ مَقْرورٌ، على غَيْر قِيَاسٍ، كأَنَّه بُنِيَ على قُرٍّ، وَلَا تَقُلْ: قَرَّهُ اللهُ تَعَالَى. {وأَقَرَّ: دَخَلَ فِيهِ، أَي القُرّ. ويَوْمٌ} مَقْرورٌ، {وقَرٌّ، بالفَتْح، وَكَذَا قَارّ، أَي بارِدٌ. ولَيْلَةٌ قَرَّةٌ وقارَّةٌ: بارِدَةٌ.
والقَرُّ: اليَوْمُ البَارِدُ. وكُلُّ بارِدٍ: قَرٌّ. وقَد قَرَّ يَوْمُنَا يَقرُّ، مثلّثَةَ القافِ، ذكر اللّحْيَانيّ الضَّمّ والكَسْر فِي نوادِرِه. وحَكَى ابنُ القَطّاع فِيهِ الَّتْثِليثَ كَمَا قالَهُ المُصَنّف، وَكَذَا ابنُ سِيدَه وصاحِبُ كِتَاب المَعَالِم كَمَا نَقَلَهُ شَيْخُنَا. قلتُ: الَّذِي قالَهُ ابنُ القَطَّاع فِي تَهْذِيبِ الأَبْنِيَة لَهُ: واليَوْمُ} يَقِرُّ {ويَقَرُّ} قُرّاً: بَرَدَ، أَي بالفَتْح والكَسْر هَكَذَا رَأَيْتُه مُجَوَّداً مُصَحَّحاً. ولعلَّه ذكر التَّثْلِيث فِي كِتَابٍ آخَرَ لَهُ. وَلَكِن من مَجْمُوعِ قولِه وقَوْلِ اللّحْيَانِيّ يَحْصُل التَّثْلِيثُ، فإِنَّ الذِي لم يَذْكُرْه ذَكَرَه اللّحْيَانيّ، وَهُوَ الضّمُّ. وَقَالَ شيخُنَا: والفَتح المَفْهُوم من التَّثْلِيث لَا يَظْهَر لَهُ وَجْهٌ، فإِنْ سُمِعَ فِي المَاضِي الكَسْر فَهُوَ ذك أَوْ مِنْ تَدَاخُلِ اللُّغَات، على مَا قَالَهُ غيرُ واحِد. أَمّا إِطْلاق التَّثْلِيث مَعَ فتح الماضِي فَلَا يَظْهَر لَهُ وَجْهٌ. انْتهى. وَلَكِن تَعْيِين شَيْخنا الضَّمَّ والكَسْرَ عَن اللّحْيَانيّ مَحَلّ تَأَمّل، وذلِك فإِنّ سِيَاقَ عِبَارَتِه فِي النَّوادِر على مَا نَقَلَه عَنهُ صاحِبُ اللسّاَن هَكَذَا: وَقَالَ اللّحْيَانيُّ {قَرَّ يَوْمُنا} يَقُرُّ، {ويَقَرُّ لغَةٌ قليلةٌ. وَقد ضَبَطَه مُجَوَّداً بالقَلَمِ بالضَّمّ والفَتْح، وَهَذَا يُخَالِف مَا نَصّ عَلَيْهِ شَيْخُنَا، فتَأَمَّلْ.} والقُرَارَة، بالضَّمّ: مَا بَقِيَ فِي القِدْر بعدَ الغَرْفِ مِنْهَا، أَو {القُرَارَةُ: مَا لَزِقَ بأَسْفَلِهَا من مَرَقٍ يابِسٍ أَو حُطَامِ تابَلٍ مُحْتَرِقٍ أَو سَمْنٍ أَو غَيْرِه،} كالقُرُورَة، {والقُرَّة بضمّهما} والقُرُرَة بضَمَّتَيْن و) {القُرَرَةُ، كهُمَزة. وَقد} قَرَّ القِدْرَ {يَقُرُّهَا قَرّاً: فَرَّغَ مَا فِيهَا من الطَّبِيخ، وصَبَّ فِيهَا مَاء بارِداً كي لَا تَحْتَرِق.} والقُرُورَةُ بالضَّمّ! والقَرَرَةُ محرَّكةً {والقَرَارَةُ، مثلّثَةً وكهُمَزَة أَيضاً كُلُّه: اسمُ ذلِك المَاءِ. ويُقَال: أَقْبَلَ الصِّبْيَانُ على القِدْرِ} يَتَقرُّرُونَها، إِذا أَكَلُوا القُرَّةَ. {وقَرَّرْت القِدْرَ} تَقْرِيراً، إِذا طَبَخْت فِيهَا حَتَّى يَلتَصِقَ بأَسْفَلِهَا كَذَا فِي التكملة.
وعِبَارَةُ اللّسَان هَكَذَا: {وتَقَرَّرَهَا} واقْتَرَّها: أَخَذَهَا وائْتَدَمَ بهَا. يُقَال قد {اقْتَرَّتِ القِدْرُ. وَقد} قَرْرَتُهَا، إِذا طَبَخْتَ فِيهَا حَتّى يَلْتَصِقَ بأَسْفَلِهَا. {وأَقْرَرْتُهَا، إِذا نَزَعْتَ مَا فِيهَا مِمّا لَصِقَ بهَا عَن أَبِي زَيْد. والقَرُّ: صَبُّ الماءِ دَفْعَةً واحِدَةً. و) } تَقَرَّرتِ الإِبِلُ: صَبَّتْ بَوْلَهَا على أَرْجُلِهَا. و) {وتَقَرَّرَتْ: أَكَلَتِ اليَبِيسَ فتَخَثَّرَتْ أَبْوَالُهَا.} والاقْتِرارُ: أَنْ تَأْكُلَ الناقَةُ اليَبِيسَ والحِبَّةَ فَيْنْعَقِدَ عَلَيْهَا الشَّحْمُ فتَبُول فِي رِجْلَيْهَا من خُثُورَةِ بَوْلِها. {وقَرّت} تَقِرّ، بالكَسْر: نَهِلَتْ ولَم تَعُلَّ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنسد:
(حَتَّى إِذا {قَرَّتْ ولَمَّا} تَقْرَرِ ... وجَهَرَتْ آجِنَةً لَمْ تَجْهَرِ)
) جَهَرَتْ: كَسَحَتْ. وآجِنَة: مُتَغَيِّرَةٌ. ويُرْوَى: أَجِنَّةً أَي أَمْواهاً مُنْدَفِنَةً، على التَّشبِيه بأَجِنَّة الحَوَامِل. وقَرّتِ الحَيَّةُ قَرِيراً: صَوَّتَتْ، وَكَذَا الطّائِرُ، وعَلَيْه اقْتَصَر ابنُ القَطَّاع. وَمن المَجَاز: قَرّتْ عَيْنُه تَقِرّ، بالكَسْرِ والفَتْح، نَقلهما ابنُ القَطّاع، والأَخِيرُ أَعْلَى عَن ثَعْلَب، {قَرَّةً، بالفَتْح وتُضَمّ وَهَذِه عَن ثعلَب، قالّ: هِيَ مَصْدَرٌ،} وقُرُوراً كقُعُود: ضِدّ سَخُنتْ، ولذلِك اختارَ بَعْضُهُم أَنْ يَكُونَ قَرَّت فَعُلَتْ لِيَجِئ بهَا على بِناءِ ضِدِّهَا. واخْتَلَفُوا فِي اشْتِقَاق ذلِك: قَالَ بعضُهُمْ: مَعْنَاهُ بَرَدَتْ وانْقَطَع بُكَاؤُهَا واسْتِحرارُهَا بالدَّمْع، فإِن للسُّروِر دَمْعَةً بارِدَةً، وللحُزْنِ دَمْعَةً حَاَّرةً. أَو قَرَّتْ: من القَرَارِ، أَي رَأَتْ مَا كَانَتْ مُتَشَوِّفةً إِليه فقَرَّتْ ونَامَتْ. وأَنشد الزمخشريُّ فِي الأَساس:
(بِهَا {قَرَّتْ لَبُونُ النّاسِ عَيْناً ... وحَلَّ بهَا عَزالِيَه الغَمَامُ)
وقَال بعضُهُم: قَرَّت عَيْنُه. من القَرُورُ، وَهُوَ الدَّمْعُ البَارِد يَخرجُ مَعَ الفَرَح. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: دَمْعَةُ السُّرُورِ بارِدَة. وَقَوله تَعَالَى فكُلِي وَاشْرَبِي} - وَقَرِّي عَيْناً. قَالَ الفَرّاءُ: جاءَ فِي التَّفْسِير: أَي طِيبِي نَفْساً. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ: لَو رآك {لَقَرَّتْ عَيْنَاه، أَي لسُرَّ بذلِكَ وفَرِحَ. ورجلٌ} قَرِيرُ العَيْنِ. {وقَرِرْتُ بِهِ عيْناً فَأَنَا} أَقَرُّ. (و) {قَرَّتِ الدَّجَاجَةُ} تَقِرُّ، بالكَسْر، {قَرّاً، بالفَتْح،} وقَرِيراً، كأَمِير: قَطَعَتْ صَوْتَها. {وقَرْقَرَت: رَدَّدَتْ صَوْتَهَا حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن الهَرَوِيّ فِي الغَرِيبَيْن. وَمن المَجَاز: قَرَّ الكَلامَ فِي أُذُنِه وَكَذَا فِي الحَدِيثَ،} يَقُرّه {قَرّاً: أَوْدَعَه قَالَه ابنُ القَطّاع. وقِيلَ: فَرَّغَهُ وصَبَّهُ فِيهَا، أَو سارَّهُ بأَنْ وَضَعَ فاهُ على أُذُنِهِ فأَسْمَعَهُ، وَهُوَ من قَرَّ الماءَ فِي الإِنَاءِ، إِذا صَبَّه فِيهِ قَالَه الزمخشريّ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: القَرُّ: تَرْدِيدُك الكَلامَ فِي أُذُنِ الأَبْكَمِ حَتَّى يَفْهَمَه.
وَقَالَ شَمِرٌ:} قَرَرْتُ الكلامَ فِي أُذُنِه {أَقُرُّه} قَرّاً: وَهُوَ أَنْ تَضَع فاكَ على أُذُنِه فتَجْهَرَ بكَلامِكَ كَمَا يُفْعَل بالأَصَمّ، والأَمْرُ {قرَّ. (و) } قَرَّ عَلَيْهِ المَاءَ {يَقُرُّه} قَرّاً: صَبَّهُ عَلَيْه وفِيهِ. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع:! وقَرَّتِ المَرْأَةُ على رَأْسِهَا دَلْواً من مَاء: صَبَّتْهَا. {قَرَّ بالمَكَانِ} يَقِرّ بالكَسْرِ وبالفَتْح، أَي منْ حدّ ضَرَبَ وعَلِمَ، ذكرهُما ابنُ القَطّاع. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: والأُولَى أَعْلَى، أَي أَكْثَرُ اسْتِعْمَالاً، {قَرَاراً، كسَحَابٍ،} وقُرُوراً، كقُعُود، {وقَرّاً، بالفَتْح، وتَقْرارَةً} وتَقِرَّةً، الأَخِيرَةُ شَاذَّة: ثَبَتَ وسَكَنَ، فَهُوَ قارٌّ، {كاسْتَقَرّ،} وتَقَارَّ، وَهُوَ {مُسْتَقِرٌّ. ويُقَال: فلانٌ مَا} يَتَقارُّ فِي مَكَانِه، أَي مَا يَسْتَقِرّ. وأَصْلُ {تَقَارَّ} تَقَارَرَ، أُدْغِمَت الراءُ. وَفِي حَدِيث أَبي ذَرٍّ: فَلم {أَتَقارَّ أَنْ قُمْتُ أَي لَمْ أَلْبَثْ. وأَقَرَّه فيهِ وعَلَيْه} إِقْرَاراً فاسْتَقَرَّ {وقَرَّرَهُ} فتَقَرَّرَ. {والقَرُورُ، كصَبُورٍ: المَاءُ البارِدُ يُغْتَسَلُ بِهِ، كالبَرُود قَالَ ابنُ)
السِّكِّيت، والمَرْأَةُ} قَرُورٌ: لَا تَمْنَعُ يدَ لامسٍ كأَنَّهَا {تَقَرّ وتَسْكُن لِما يُصْنَعُ بِهَا، لَا تَرُدُّ المُقَبِّلَ والمُرَاوِدَ، وَلَا تَنْفِرُ من الرِيبة وبعضُهُ من النَّوَادِر للّحْيَانِيّ.} والقَرَارُ، {والقَرَارَةُ، بفتحِهما: مَا} قَرَّ فِيهِ المَاءُ. (و) {القَرَارُ،} والقَرَارَةُ: المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ {والمُسْتَقِرُّ مِنْهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ:} القَرَارَةُ: كُلُّ مُطْمَئنٍّ انْدَفَعَ إِليه المَاءُ فاسْتَقَرّ فِيهِ. قَالَ: وهِيَ من مَكَارِمِ الأَرْضِ إِذا كانَت سُهُولَة. وَفِي حَدِيثَ ابنِ عَبّاس، وذَكَرَ عَلِيّاً رَضِيَ الله عَنْهُم، فَقَالَ: عِلمِي إِلى عِلْمِه {كالقَرَارَةِ فِي المُثْعَنْجِر. وَفِي حَدِيث يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ: ولَحِقَتْ طائفَةٌ} بقَرَارِ الأَوْدِيَة. وَكَذَا قولُ أَبِي ذُؤَيْب:
( {بقَرَارِ قِيعَانٍ سَقَاهَا وَابِلٌ ... وَاهٍ فأَثْجمَ بُرْهَةً لَا يُقْلِعُ)
قَالَ الأَصْمَعِيّ:} القَرَارُ هُنَا: جمع {قَرَارَة. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: بُطُونُ الأَرْضِ} قَرَارُهَا، لأَنَّ المَاءَ يَسْتَقِرُّ فِيهَا. ويُقَال: القَرَارُ: مُسْتَقَرُّ الماءِ فِي الرَّوْضَة. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: القَرَارَةُ: القاعُ المُسْتَدِير. وقولُه عَزَّ وجلّ: ذَاتِ! قَرَارٍ ومَعينٍ. قالُوا: هُوَ المَكَانُ المُطْمَئنُّ الذِي يَسْتَقِرّ فِيهِ الماءُ. ويُقَال للرَّوْضَة المُنْخَفِضَة: القَرَارَة. والقَرَارُ {والقَرَارَةُ: الغَنَمُ عامَّةً عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
(أَسْرَعَتِ فِي} قَرَارِ ... كأَنَّما ضِرَارِى)
أَردْتِ يَا جَعَارِ أَو يُخَصّانِ بالضَّأْنِ، خَصَّهُ ثعلَبٌ، أَو النَّقَد قَال الأَصْمَعِيّ: القَرَارُ، والقَرَارَةُ: النَّقَدُ، وَهُوَ ضَرْبٌ من الغَنَمِ قِصَارُ الأَرْجُلِ قِباحُ الوُجُوهِ وأَجْوَدُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ. وأَنشد لعَلْقَمَة بن عَبدَةَ:
(والمَالُ صُوفُ {قَرَارٍ يَلْعَبونَ بِه ... على نِقَادَتِهِ وَافٍ ومَجْلُومُ)
أَي يَقُِّل عِنْد ذَا ويَكْثُر عِنْد ذَا. وَمن المَجَازِ قولُهُم: أَقَرَّ اللهُ عَينَه، وَكَذَا بعَيْنِه، ويَقَرُّ بعَيْنِي أَنْ أَراكَ. واخْتُلِفَ فِي مَعْنَاه: فقِيل: معناهُ أَعْطَاهُ حتَّى تَقَرَّ فَلَا تَطْمَح إِلى مَنْ هُوَ فَوقَه. ويُقَالُ: تَبْرُدُ وَلَا تَسْخُنُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَتَه، لأَنّ دَمْعَة السُّرُورِ بارِدَة. وأَقَرَّ اللهُ عَيْنَه: من القَرُورِ، وَهُوَ الماءُ البارشدُ. وَقيل: مَعْنَاهُ صادَفْتَ مَا يُرْضِيكَ} فتَقَرّ عَيْنُك من النَّظَر إِلى غَيْرِه. ورَضِيَ أَبو العَبّاس هَذَا القَوْلَ واختارَهُ. وَقَالَ أَبو طالِبٍ: أَقَرّ الله عَيْنَه: أَنامَ عَيْنَه، والمَعْنَى صادََف سُروراً يُذْهِبُ سَهَرَه فَيَنَامُ. وأَنشد: أَقَرَّ بِهِ مَوَالِيكِ العُيُونَا. أَي نامَتْ عُيُونُهُم لمّا ظَفِرُوا بالمُرَاد. وعَيْنٌ {قَرِيرَةٌ،} وقارَّةٌ، ورجُلٌ قَرِيرُ العَيْنِ. {وقَرِرْتُ بِهِ عَيْناً فأَنَا} أَقَرُّ.
! وقُرَّتُهَا: مَا قَرَّت بِهِ، وَفِي التَّنْزِيل العزِيز: فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أَعْيُن. وقَرَأَ أَبو) هُرَيْرَة: من {قُرّاتِ أَعْيُن. ورَوَاه عَن النبيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم. وَفِي الحَدِيث: أَفْضَلُ الأَيّامِ عندَ اللهِ يومُ النَّحْرِ ثمّ يَوْمُ القَرِّ وَهُوَ الذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ لأَنَّهُم} يَقِرّون فِيهِ بمِنىً، عَن كُرَاع.
وَقَالَ غيرُه: لأَنَّهُم {يَقَرُّون فِي منازِلهم. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وَهُوَ حادِى عَشرَ ذِي الحِجَّة، سُمِّي بِهِ لأَنَّ أَهْلَ المَوْسِم يَوْم التَّرْوِيَةِ ويومَ عَرَفةَ ويومَ النَّحْر فِي تعَب من الحَجّ، فإِذا كانَ الغَدُ من يوْمِ النَّحْرِ قَرُّوا بمِنىً، فسُمِّيَ يَوْمَ القَرِّ.} ومَقَرُّ الرَّحِمِ: آخِرُهَا. {ومُسْتَقَرُّ الحَمْلِ، مِنْهُ، وَقَوله تَعَالَى:} فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ. أَي فلَكُمْ فِي الأَرْحامِ {مُسْتَقَرٌ، وَلكم فِي الأَصْلاب مُسْتَوْدَع. وقُرِئَ: فمُسْتَقِرٌّ ومُسْتَوْدَع أَي مُسْتَقِرّ فِي الرَّحِم. وَقيل: مُسْتَقِرّ فِي الدُّنيا موجودٌ. ومُسْتَوْدَع فِي الأَصْلاب لم يُخْلَق بعدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ:} المُسْتَقَرُّ: مَا وُلِدَ من الخَلْق وظَهَر على الأَرْض، والمُسْتَوْدَع: مَا فِي الأَرْحَامِ. وَقيل: مُسْتَقَرُّها فِي الأَصْلابِ، ومُسْتَوْدَعها فِي الأَرْحَامِ. وَقيل: مُسْتَقَرٌّ فِي الأَحْيَاءِ، ومُسْتَوْدَع فِي الثَّرَى. وسيأْتي ذكرُ ذَلِك فِي حَرْف العَيْن، إِنْ شاءَ الله تعالَى. وَمن المَجَاز: {القَارُورَةُ: حَدَقَةُ العَيْنِ، على التَّشْبِيه} بالقَارُورَة من الزُّجَاج، لِصَفائِها وأَنّ المُتَأَمِّلَ يَرَى شَخْصَه فِيهَا، قَالَ رؤْبة:
(قَد قَدَّحتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبَاً ... {قَارُورَةُ العَيْنِ فصارَتْ وَقْبَا)
والقَارُورَةُ. مَا قَرَّ فِيهِ الشَّرَابُ ونَحوُه، أَو يُخَصُّ بالزُّجَاج، وقولُه تعالَى: كَانَتْ} قَوَارِيرَ. قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ. قَالَ بعضُ أَهلِ العِلْم: أَي أَوانِيَ من زُجَاج فِي بَيَاضِ الفِضّةِ. وصفاءِ {القَوَارِيرِ. قَالَ ابنُ سِيدَه. وَهَذَا أَحْسَنُ، فأَمّا مَنْ أَلحَقَ الأَلفَ فِي قوارِيرَ الأَخِيرَة فإِنّه زادَ الأَلِفَ لتَعْدِلَ رؤُوسَ الآيِ. وَفِي حَدِيثِ عليّ رَضِي الله عَنهُ: مَا أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عَمَلِي إِلاّ هذِه} القُوَيْريرَةَ، أَهداهَا إِلى الدِّهْقَانُ هِيَ تَصْغِيرُ قَارُورَةٍ. {والاقْتِرَار: اسْتِقْرَارُ ماءِ الفَحْلِ فِي رَحِمِ الناقَةِ، وَقد} اقْتَرَّ ماءُ الفَحْلِ: اسْتَقَرَّ. {والاقْتِراُر: تَتَبُّع النَّاقَةِ مَا فِي بَطْنِ الوَادِي من باقِي الرُّطْبِ، وذلِك إِذا هَاجَتِ الأَرْضُ ويَبِسَتْ مُتُونُها. والاقْترارُ: الشِّبَع، يُقَال: اقْتَرَّ المالُ، إِذا شَبِعَ، يُقَال ذَلِك فِي النّاسِ وغَيْرِهم. والاقْتِرارُ: السِّمَن، تقولُ} اقْتَرَّتِ النَّاقةُ، إِذا سَمِنَتْ، أَو نِهَايَتُه، وَذَلِكَ إِنَّمَا يكونَ إِذا أَكَلَت اليَبِيسَ وبُزُورَ الصحرَاءِ، فعَقَدَتْ عَلَيْهَا الشَّحْمَ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ أَبي ذُؤَيْب الهُذَلِيّ يصف ظَبْيَةً:
(بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيع كِلَيْهِمَا ... فَقَدْ مارَ فِيهَا نَسْؤُهَا {واقْتِرَارُهَا)
نَسْؤُها: بَدْءُ سِمَنها، وَذَلِكَ إِنَّمَا يكونُ فِي أَوَّل الرَّبِيعِ إِذا أَكَلَت الرُّطْبَ. والاقْتِرَار: الائْتِدامُ)
بالقُرَارَةِ، أَي مَا فِي أَسْفَلِ القِدْرِ} كالتَّقَرُّرِ، يُقَال: تَقَرَّرَهَا واقْتَرَّهَا: أَخَذَهَا وائتَدمَ بهَا. والاقْتِرَارُ: الاغْتِسَالُ {بالقَرُورِ وَهُوَ المَاءُ البارِد.} واقْتَرَرْتُ بالقَرُورِ: اغْتَسَلْتُ بِهِ. ونَاقَةٌ {مُقِرٌّ، بالضَّمّ وكَسْرِ القَاف: عَقَدَتْ ماءَ الفَحْلِ فَأَمْسَكَتْه، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي بَعْضهَا: فأَسْكَنَتْه فِي رَحِمِهَا وَلم تُلْقِه.
وَقد} أَقَرَّتْ، إِذا ثَبَتَ حَمْلُهَا. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: إِذا لَقِحَت الناقةُ فَهِيَ مُقِرٌّ وقارِحٌ. {والإِقْرَارُ: الإِذْعَانُ لِلحَقّ والإعْتِرَافُ بِهِ،} أَقَرَّ بِهِ: اعْترف. وَقد {قَرّرَه عَلَيْه، وقَرَّرَه بالحَقِّ غَيْرُه حَتَّى} أَقَرَّ.
وَفِي البصائر: {الإِقْرارُ: إِثْبَاتُ الشَّيْءِ إِمَّا باللّسَان وإِمّا بالقَلْبِ أَو بِهِمَا جَمِيعًا.} والقَرُّ، بالفَتْح: مَرْكَبٌ للرِّجَالِ بَيْن الرَّحْلِ والسَّرْج {يَقَرُّون عَلَيْه، وقِيلَ: القَرُّ: الهَوْدَجُ وأَنشد:} كالقَرِّ نَاسَتْ فَوْقَه الجَزَاجِزُ. وَقَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
(فإِمَّا تَرَيْنِي فِي رِحَالَةِ جَابِرٍ ... عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفَانِي)
وقِيلَ:! القَرُّ: مَرْكَبٌ للنِّسَاءِ. والقَرُّ: الفَرُّوجَة، وأَنشد الجَوهريّ لِابْنِ أَحْمَر: كالقَرِّ بينَ قَوَادِمٍ زُعْرِ. قَالَ الصاغانِيّ: لم أَجدْه فِي دِيوانِ ابْنِ أَحْمَر، ووجَدْت فِيهِ بَيْتاً ولَيْسَ فِيهِ حُجّةٌ على القَرّ، وَهُوَ:
(حَلَقَتْ بَنُو غَزْوَانَ جُؤْجُؤَهُ ... والرّأْسَ غَيْرَ قَنَازِعٍ زُعْرِ)
قلتُ: وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: هَذَا العَجُزُ مُغَيَّر، وصوابُ إِنشادِ البَيْتِ، على مَا رَوَتْه الرُّواة فِي شِعْره: حَلَقَت إِلى آخر الْبَيْت، كَمَا أَورده الصاغانيّ، وأَورد بعده:
(فيظَلُّ دَفّاهُ لَهُ حَرَساً ... ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ)
قَالَ: هَذَا يَصِف ظَلِيماً، وبَنُو غَزْوَانَ: حَيٌّ من الجِنّ، يُرِيدُ أَنَّ جُؤْجُؤَ هَذَا الظَّلِيمِ أَجْرَبُ، وأَنَّ رَأْسَه أَقْرَعُ، والزُّعْرُ: القَلِيلَةُ الشَّعر، ودَفّاهُ: جَنَاحاهُ. والهاءُ فِي لَهُ ضَمِيرُ البَيْضِ، أَي يَجْعَلُ جَنَاحَيْه حَرَساً لِبَيْضِه ويَضُمُّه إِلى نَحْرِه، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله: يُلْجئْهُ إِلى النَّحْر. والقَرّ: ع، ذكره الصاغانيّ، وَلم يُحَلِّه، وَهُوَ بالحِجَازِ فِي دِيَارِ فَهْم كَذَا فِي أَصلٍ. وأَظنُّه قَوّ بالوَاوِ، وَقد تَصَحَّفَ على مَنْ قَالَ بالرّاءِ، وقَوٌّ يَأْتِي ذِكْره فِي مَحَلِّه كَذَا حَقَّقه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ وغَيْرُه.
وَفِي الأَساس: وأَنا آتِيهِ {القَرَّتَيْن،} القَرَّتَانِ: البَرْدَانِ، وهما الغَدَاةُ والعَشيُّ، وَقَالَ لَبِيدٌ:
(وجَوَارِنٌ بِيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ ... يَعْدُو عَلَيْهَا القَرَّتيْنِ غُلامُ)
(و) {القُرَرُ، كصُرَد: الحَسَا، وَاحدتُهَا} قُرَّةٌ حَكَاهَا أَبو حَنِيفةَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي أَيّ الحَسَا عَنَي: أَحَسَا الماءِ أَمْ غَيْره مِنَ الشَّراب {وقَرُّ الثَّوْبِ: غَرُّه، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: ويُقَال: اطءوِ الثَّوْبَ على} قَرِّه وغَرِّه {ومَقَرِّه، أَي على كَسْرِه.} والمقَرُّ، ظاهُره أَنَّه بِالفَتْح، ولَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ بكَسْرِ المِيم وفَتْح القَاف كم ضَبطه أَبو عُبَيْد والصَّاغَانيّ: ع بكاظِمةَ حيثُ ديَارُ بَنِي دارِمٍ، وَبِه قَبْرُ غَالِبٍ أَبي الفَرزْدَق، وقَبْرُ امرأَةِ جَرير، قَالَ الرّاعِي:
(فصَبَّحْنَ {المِقَرَّ وهُنَّ خُوصٌ ... عَلَى رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحَارَا)
وَقَالَ خالِدُ بن جَبَلَةَ: زَعَمَ النُّمَيْرِيّ أَنّ المقَرَّ جَبَلٌ لِبَنِي تَمِيم كَذَا فِي اللِّسَانِ. وَقَالَ الصاغانيّ: أَنشد الأَصمعيّ لِبَعْض الرُجّازِ:
(تَذَكَّرَ الصُّلْبَ إِلى} مِقَرِّهِ ... حَيْثُ تَدانَى بَحْرُه مِنْ بَرِّهِ)
والصُّلْبُ وَراءَ ذَلِك قَلِيلاً. {والقُرّى، بضَمٍّ فتَشْدِيدِ راءٍ مَفْتُوحَة: الشِّدَّةُ الواقِعَةُ بعدَ تَوَقِّيهَا، نَقله الصَّاغانيّ.} وقُرَّى: ع، أَو وادٍ، ويُقَالُ لَهُ قُرَّي سَحْبَلٍ، وهُوَ فِي بِلَاد الحَارِثِ بن ِ كَعْب، قَالَ جَعْفَرُ بنُ عُلْبَة الحَارِثِيّ:
(أَلَهْفَي {بقُرّى سَحْبَلٍ حِينَ أَجْلَبَتْ ... عَلَيْنَا الوَلاَيَا والعَدُوُّ المُبَاسِلُ)
وَمِنْه يَوْمَ} قُرَّى، قَالَ ذُو الإِصْبع:
(كأَنَّا يوْمَ قُرّى إِنَّما نَقْتُل إِيّانا ... قَتَلْنَا مِنْهُم كُلَّ فَتَىً أَبْيَضَ حُسّانَا)
{وقُرّانُ بالضّمّ: رَجُلٌ، كأَنَّه يَعْنِي بِهِ} قُرّانَ بنَ تَمّامٍ الأَسَدِيّ الكُوْفِيّ، الذِي رَوَى عَن سُهَيْلِ بن أَبِي صالِح وغَيْرِه. وقُرّانُ، فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَادٍ، قِيلََ: هُوَ بِتهَامَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ شَرََفهما الله تَعَالَى. وقُرّانُ: ة باليَمَامَةِ تُذْكَر مَعَ مَلْهَم ذاتُ نَخْل وسُيُوحٍ جارِيَةٍ لِبَنِي سُحَيْمٍ من بَنِي حَنِيفَةَ، قَالَ عَلْقَمة:
(سُلاّءَةٌ كعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئةٍ مِنْ نَوَى قُرّانَ مَعْجُومُ)
وقُرّانُ، ة قُرْبَ مَكَّة بِمَرِّ الظَّهْرانِ. وقُرّانُ أَيضاً: قَصَبَة البَذَّيْنِ بأَذْرَبْيجَانَ حَيْث استوطَنَ بابَكُ الخُزَّميّ. {والقَرْقَرَةُ: الضَّحِكُ إِذا اسْتُغْرِبَ فِيهِ ورُجِّعَ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: هُوَ حِكَايَةٌ الضَّحِك.
وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ شِبْهُ القَهْقَهَةِ. وَفِي الحَدِيث: لَا بَأْسَ بالتَّبَسُّم مَا لَمْ} يُقَرْقِر. (و) {القَرْقَرَة: هَدِيرُ البَعِيرِ، أَو أَحْسَنُة الأَخِيرُ لابْنِ القَطَّاع.} وقَرْقَرَ البَعِيرُ {قَرْقَرَةً، وَذَلِكَ إِذا هَدَلَ صَوْتَه ورَجَّعَ والجَمْعُ} القَرَاقِرُ، والاسْمُ {القَرْقَارُ، بالفَتْح. يُقَال: بَعِيرٌ} قَرْقَارُ الهَدِير: صافِي الصَّوْتِ فِي هَدِيرِه، قَالَ حُمَيْدٌ:
(جاءَ بِهَا الوُرّادُ يَحْجِزُ بَيْنَهَا ... سُدىً بَيْنَ قَرْقَارِ الهَدِيرِ وأَعْجَمَا)
)
والقَرْقَرَةُ: صَوْتُ الحَمَامِ إِذا هَدَرَ، وقَدْ {قَرْقَرَتْ} قَرْقَرَةً، {كالقِرْقَرِيرِ، نادِرٌ، وأَنشد ابنُ القَطَّاع: إِذا} قَرْقَرَتْ هاجَ الهَوى {قَرْقَرِيرُها. وَقَالَ ابنُ جِنّى:} القَرْقِيرُ فَعْلِيل جَعَلَه رباعياً. قلتُ: وقرأْتُ فِي كِتَابِ غَرِيب الحَمَامِ للحَسَنِ بن عبد الله الكاتِبِ الأَصْبَهَانِيّ مَا نَصّه: {وقَرْقَرَ الحَمَامُ} قَرْقَرةً، {وقَرْقاراً} والقَرْقارُ الاسْمُ والمَصْدَرُ جَمِيعًا، وَكَذَلِكَ القَرْقَرَة، قَالَ:
(فوَاللهِ مَا أَنْساكِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا ... وَمَا {قَرْقَرَ القُمْرِيُّ فِي ناضِرِ الشَّجَرْ)
والقَرْقَرَةُ: أَرضٌ مُطْمَئِنَّة لَيِّنةُ يَنْحَازُ إِليها الماءُ،} كالقَرْقَرِ، بِلَا هاءٍ. وَفِي حَدِيث الزَّكاة: بُطِحَ لَهُ بِقاعٍ {قَرْقَرٍ، هُوَ المكانُ المُسْتَوِي. وقِيلَ: القَرْقَرَة: الأَرْضُ المَلْسَاءُ لَيست بجِدِّ واسِعَة، فإِذا اتَّسَعَت غَلَبَ عَلَيْهَا اسمُ التَّذْكِيرِ فقالُوا:} قَرْقَرٌ. قَالَ: والقَرَقِ: مثل القَرْقَر سَواءٌ. وَقَالَ ابنُ أَحْمَر: القَرْقَرَةُ: وَسَطُ القاعِ، ووَسطُ الغائطِ المَكَانُ الأَجْرَدُ مِنْهُ لَا شَجَر فِيهِ وَلَا دَفّ وَلَا حِجَارَة، إِنّمَا هِيَ طِينٌ لَيْسَت بجَبَل وَلَا قُفٍّ، وعَرْضُهَا نحوٌ من عَشَرَةِ أَذْرُعٍ أَو أَقلّ، وَكَذَلِكَ طُولها.
والقَرْقَرَةُ: لَقَبُ سَعْد هازِلِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِر مَلِكِ الحِيرَة، كانَ يَضْحَك مِنْهُ، يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ القَرْقَرَةُ وسيأَتِي لَهُ ذِكر فِي س د ف. وَفِي الحديثِ: فإِذا قُرِّبَ المُهْلُ مِنْهُ سَقَطَت قَرْقَرةُ وَجْهِه، القَرْقَرةُ من الوَجْهِ: ظاهِرُه وَمَا بَدَا مِنْهُ هَكَذَا فَسَّره الزمخشريّ. قَالَ: وَمِنْه قِيل للصَّحراءِ البارِزَةِ: قَرْقَرةٌ. وَقيل: القَرْقَرة: جِلْدةُ الوَجْهِ حَكَاهُ ابنُ سِيده عَن الغَرِيبَيْن للهروِىّ. ويُرْوَى: فَرْوةُ وَجْهِه بالفاءِ. أَو مَا بدَا من مَحاسِنة، ورَقْرقَ، فَهُوَ تَصْحِيف رقْرقة. وَيُقَال: شَرِبَ {بالقَرْقارِ،} القَرْقارُ، بالفَتْح: إِناءٌ من زُجاجٍ، طَوِيلُ العُنُقِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمّيه الفُرْسُ بالصُّرَاحِيّ.
وَهُوَ فِي الأَساسِ واللّسَانِ {القَرْقارَةُ بالهاءِ، وَفِي الأَخِير: سُمِّيتْ بذلك} لقَرْقَرَتِها. والقَرْقارةُ بالهاءِ: الشِّقْشِقَةُ، أَي شِقْشِقَة الفَحْلِ إِذا هَدَرَ. {والقُرَاقِرُ، كعُلابِطٍ: الحادِي الحسَنُ الصَّوتِ الجيِّدُهُ،} - كالقُراقِرِيّ، بالضمّ، وَهُوَ من القَرْقَرة. قَالَ الراجز:
(أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا ... مِنْ بَعْدِ مَا كانَ {قُرَاقِرِيَّا)
فمَنْ يُنَادِي بَعْدَكَ المَطِيَّا والقُرَاقِرُ: فَرسٌ لِعَامِرِ بن قيْسٍ، قَالَ: وَكَانَ حَدّاءً قُرَاقِرِيَّا. والقُرَاقِرُ سَيْفُ ابنِ عامِرِ هَكَذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ غَلطٌّ، وَصَوَابه: سَيْفُ عامِرِ بن يَزيد بن عامِرِ بن المُلَوَّح الكِنانيّ. وقُرَاقِرُ: فرَسُ أَشْجَعَ بنِ رَيْثِ بن غَطَفانَ. وقُرَاقِر: ع بْينَ الكُوفَةِ وواسَطٍ ويُقَال: بَيْن الكُوْفَة والبَصْرَة قرِيبٌ من ذِي قارٍ، وَهُوَ اسمُ ماءٍ بعَيْنِه. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ خَلْفَ البَصْرَة، ودُونَ الكُوفَة، قَرِيبٌ من) ذِي قار، وَمِنْه غَزَاةُ} قُرَاقِرٍ. قَالَ الأَعْشَى:
(فِدىً لِبَنِي ذُهْلِ بنِ شَيْبَان ناقِتي ... وراكِبُهَا يومَ اللِّقَاءِ وقَلَّتِ)

(همُ ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ! قُرَاقِرٍ ... مُقَدِّمةَ الهَامَرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ) قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يَذْكُر فِعْلَ بَنِي ذُهْل يومَ ذِي قارٍ، وجعلَ النَّصْرَ لَهُم خاصَّةً دونَ بني بَكْرِ بنِ وائلِ. والهَامَرْزُ: رجلٌ من العَجَم من قُوَّاد كِسْرى. وَفِي الرَّوْضِ الأُنف للسهيليّ: وأَنشد ابنُ هِشَام للأَعشى:
(والصَّعْبُ ذُو القَرْنَيْنِ أَصْبَح ثاوِياً ... بالحِنْوِ فِي جَدَثٍ أُمَيْمَ مُقِيمِ)
قَالَ: قولُه: بالحِنْوِ: يُرِيد حِنْوَ قُرَاقِر الّذِي ماتَ فِيهِ ذُو القَرْنَيْن بالعِرَاق. (و) {قُرَاقِر: ع بالسَّماوَة فِي بادِيَة الشامِ لِبَنِي كَلْب تَسِيلُ إِليه أَوْدِيَةُ مَا بَيْنَ الجَبَلَيْنِ فِي حقِّ أَسَدٍ وطَيِّئ. وقُرَاقِرُ: قاعٌ مُسْتَطِيلٌ بالدَّهْنَاءِ، وقِيلَ: هِيَ مَفازَةٌ فِي طَريق اليَمامَة قَطَعها خالدُ بنُ الوَليد. وَقد جاءَ ذكْرُها فِي الحَدِيث، وَهَكَذَا فَسّرَهُ ابنُ الأَثِير. (و) } القُرْاقِرَةُ، بهاءٍ: الشِّقْشِقةُ كالقِرْقارَةِ. وَلَو ذَكَرَهُمَا فِي مَحَلٍّ وَاحِد لأَصَابَ. (و) {قُرَاقِرَةُ: ماءَةٌ بنجْد. (و) } القُرَاقِرَةُ: المرْأَةُ الكثِيرةُ الكَلامِ، على التَّشْبِيه.
{- وقُراقِرِىّ بالضمّ: ع ذكَرهُ الصاغانيّ.} وقَرَاقِرٌ، بالفتْح: موضِعٌ من أَعْراضِ المدِينَةِ شرَّفها الله تَعَالَى، لألِ الحسنِ بن عليٍّ رَضِي الله عَنْهُمَا، وَلَيْسَ بتَصْحِيفِ قُرَاقِر بالضّمِّ كَمَا زَعَمَ بعضُهُم، فإِنّ ذلِك بالدَّهناءِ وَقد تَقَدَّم. {والقُرْقُورُ، كعُصْفُورٍ: السَّفِينَةُ، أَو الطّويلة، أَو العظِيمةُ، وَالْجمع} القَرَاقِير. وَمِنْه قولُ النابِغة:! قَرَاقِيرَ النَّبِيطِ على التِّلالِ. وَفِي الحَدِيثِ: فإِذا دخَل أَهْلُ الجَنَّةِ الجنَّة ركِب شُهداءُ البَحْرِ فِي {قَرَاقِيرَ من دُرٍّ. وَفِي حديثِ مُوسَى عَلَيْهِ وعَلى نَبِيّنَا أَفضلُ الصَّلاة وَالسَّلَام: ركِبُوا} القَراقِيرَ حتَّى أَتْوا آسِيةَ امْرَأَةَ فِرْعوْنَ بِتَابُوتِ مُوسى. وَفِي الحَدِيث: خَرجَ النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم على صَعْدةٍ، يَتْبَعُهَا حُذَاقِىُّ، عَلَيْهَا قَوْصَفٌ، لم يَبْقَ مِنْها إِلاَّ {قَرْقَرُها الصَّعْدةُ: الأَتانُ. والحُذاقِىّ: الجَحْشُ. والقَوْصفُ: القَطِيفَة.} والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ، {كالقِرْقِرَّى، كفِعْفِلَّى، بِكَسْر الفاءَيْن وَتَشْديد الّلام الْمَفْتُوحَة. وَفِي بعض النُّسخ بِفَتْحِ الفاءَيْن وتَخْفِيف الّلام.
قَالَ شَيْخُنَا: ومثلُه فِي شرح التَّسْهِيل لأَبي حيّانَ، ولكنّه فَسّره بأَنّه اسمُ موْضع، وكذلِك الجوهرِيّ. قلتُ: الَّذِي ذَكَرُوه أَنَّه اسمُ مَوْضِع هُوَ} قَرْقَرَى بالفَتْح، ووَزَنُوه بفَعْلَلَى، وَلَا إِخالُه إِلاّ هَذَا، وَمَا ذَكَره المُصَنّف غَرِيبٌ. ثمَّ إِنّهُم اقْتَصرُوا على ذكْر الموْضِع، وَلم يُحلّوه. ووجدتُ أَنا فِي مُعْجم البِلاد مَا نصّه: {قَرْقَرَى، مَقْصُورا: بلَدٌ من الْيَمَامَة، أَرْبعةُ حُصُونٍ: اثنانِ لِثَقِيف،)
وحِصْنٌ لكِنْدَةً، وآخَرُ لِنُمير. (و) } القَرْقَرُ: القَاعُ الأَمْلَسُ، وَمِنْه حديثُ الزَّكَاةِ، وَقد تَقَدَّم قَرِيبا فِي كلامِه، فَهُوَ تَكْرَارٌ، ويَرْتَكِبُ مثلَ هَذَا كثيرا. والقَرْقَرُ: لِباسُ المَرْأَةِ، لغةٌ فِي القَرْقَل قَالَه الصاغانيّ. ويُقَال: شُبِّهتْ بَشَرةُ الوَجْهِ بِهِ كَذَا فِي اللّسَان. وَمن المَجَازِ: قَالَ بَعْضُ العَرب لرجُلٍ: أَمِنْ أُسْطُمَّتِها أَنْتَ أَمْ مِنْ {قَرْقَرِهَا القَرْقَرُ من البَلْدَةِ: نَواحِيها الظاهِرَة، على التشّبيه} بقَرْقَرَةِ الوَجْه هَكَذَا ذكرَهُ الصاغانيّ. وَفِي الأَساس: يُقَال: هُوَ ابنُ قَرْقَرِها، كَمَا يُقَالُ: ابْن بَجْدَتِها. {والقِرِّيَّة، كجِّريَّة: الحَوْصَلَةُ والقِرِّيَّةُ: لقَبُ جُمَاعَةَ بنَت جُشَمَ وَهِي أُمّ أَيُّوبَ بن يَزيدَ البليغِ الشَّاعِر الفَصيح المعْرُوف وهوَ أَيُّوبُ بنُ يَزيدَ بن قَيْس بن زُرَارة بن سَلمة بن جُشَم بن مَالك بن عَمْرو بن عامِرِ بن زَيْد منَاةَ بنِ عَوْفِ بنِ سعْد بنِ الخَزْرج بنِ تَيْمِ اللهِ بنِ النَّمِر، وكانَ ابنُ} القِرِّيَّةِ خَرج مَعَ ابنِ الأَشْعثِ، فقَتَله الحجّاجُ بنُ يُوسُفَ ذكره ابنُ الكَلْبِيّ. {- والقَرَارِىُّ: الخَيّاطُ، قَالَ الأَعْشَى:
(يَشُقُّ الأُمُورَ ويجْتَابُها ... كشَقِّ} القَرَارِىِّ ثَوْبَ الرَّدَنْ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: يُقَال للخَيّاطِ: القَرَارِىّ، والفُضُولىّ، وَهُوَ البِيَطْرُ. وقِيل: القَرَارِىّ: القَصّابُ، قَالَ الرّاعِي فِي رِواية غير ابْن حَبِيب:
(ودَارِىٍّ سَلخْنَ اللَّيْلَ عَنهُ ... كَمَا سَلَخَ القَرارِىُّ الإِهَابَا)
والقَرَارِىُّ: الحَضرِىُّ الذِي لَا يَنْتَجِعُ، يكونُ من أَهْلِ الأَمْصَارِ، أَو كلّ صانِعٍ عِنْد العَرب {- قَرارِىّ. قلتُ: وَقد استعملَتْه العامَّةُ الْآن فِي المُبَالَغَة فيَقُولُون إِذا وَصَفُوا صانِعاً: خيّاطٌ قَرَارِىٌّ، ونَجّارٌ قَرَارِىٌّ. وَمن المَجازِ قولُهُمْ:} قَرْقَارِ، مبنِيَةًً على الكَسْرِ، وَهُوَ معدولٌ، قَالَ الأَزْهرِيّ: وَلم يُسْمع العَدْلُ فِي الرُّباعي إِلاّ فِي عَرْعَارِ! وقَرْقَارِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ العِجْلِيُّ:
(حتَّى إِذا كَانَ علَي مُطَارِ ... يُمْناهُ واليُسرَى على الثَّرْثَارِ)
قالَتْ لهُ رِيحُ الصَّبَا قَرْقَارِ أَي {- اسْتِقرِّى، ويُقَال للرَّجُلِ: قَرْقَارِ، أَي قَرَّ واسْكُنْ. وَمعنى البيْتِ: قالتْ لَهُ رِيحُ الصَّبا: صُبَّ مَا عِنْدكَ من الماءِ مُقْتَرِناً بصوْتِ الرَّعْدِ، وَهُوَ} قَرْقَرتُه. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: {المَقَرَّةُ: الحَوْضُ الصَّغِيرُ يُجْمع فِيهِ المَاءُ. قَالَ الصاغَانيّ: وكَوْنُ المقَرَّةِ الجَرَّة الصَّغِيرَة الَّتِي هِيَ فَوْقَ الكُوز ودُون الجرَّةِ لُغَةٌ يمانِيَّة، وفِيه تَوَسُّعٌ وتَسامُحٌ.} والقَرَارَةُ: القَصِيرُ، على التَّشْبِيه، (و) {القَرَارَةُ: القَاعُ المُسْتَدِيرُ، قَالَه ابنُ الأَعْرابيّ. وَقد تَقدّم فِي كَلام المُصَنّف، فَهُوَ تَكْرار.} والقَرُورَةُ: الحقِيرُ، نَقله)
الصاغانيّ. {والقَرَوْرى بِفَتْح القافِ والراءِ الأُولَى. وكَسْرِ الرَّاء الثَّانِيَة كَذَا فِي النُّسَخ، وَهُوَ خَطأٌ والصَّوابُ كَمَا ضَبَطَه الصاغانيّ بفَتحَاتِ، وَقَالَ: هُوَ من صِفَةِ الفَرَس المَدِيد الطَّوِيل القَوَائمِ. وَقَالَ أَيضاً:} وقَرَوْرَى، أَي بالضَّبْطِ السابِق: ع بَيْنَ الحاجِز والنُّقرَة. وَمن المَجاز: يُقَال عِنْدَ المُصِيبَة الشَّدِيدَة تُصِيبهُم: صابَتْ {بقُرٍّ. ورُبمَا قَالُوا: وَقَعَتْ} بقُرٍّ، بالضَّم، أَي صارتْ الشِّدَّةُ فِي {قَرارِهَا أَي إِلَى قَرَارِهَا. وَقَالَ ثعلبٌ: وَقَعَتْ فِي المَوْضِع الذِي يَنْبَغِي. قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْد:
(تُرَجِّيَها وقدْ وَقَعتْ} بقُرٍّ ... كَمَا تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ) وَقَالَ الزَّمخشريّ: إِذا وَقَع الأَمْر مَوْقِعَه قالُوا: صابَتْ بقُرٍّ. قَالَ طَرَفَةُ:
(كُنْت فِيهمْ كالمُغطَّى رَأْسهُ ... فانْجَلَى اليَوْمَ غِطائِي وخُمُرْ)

(سادِراً أَحسَبُ غَيِّي رَشَداً ... فتَناهَيْتُ وَقد صابَتْ {بقُرّ)
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بابِ الشِّدَّة: صابَتْ بقُرٍّ، إِذا نَزَلَتْ بهم شِدَّةٌ. قَالَ: وإِنّمَا هُوَ مَثَلٌ. وَقَالَ الأَصْمعيّ: وَقع الأَمْرُ} بِقُرِّهِ، أَي {بمُسْتَقَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يُقال للثّائر إِذا صادَفَ ثأْرَه: وَقَعْتَ} بقُرِّكَ، أَي صادَفَ فُؤادُكَ مَا كَانَ مُتطلِّعاً إِليه. {وقَارَّهُ} مُقارَّةً: {قَرَّ مَعَه وسَكَنَ، وَمِنْه قَوْلُ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِي الله عَنهُ:} قارُّوا الصَّلاةَ، هُوَ من {القَرَارِ لَا مِنَ الوَقارِ، ومعناهُ السُّكُونُ، أَي اسْكُنُوا فِيهَا وَلَا تَتَحَرَّكُوا وَلَا تَعْبَثُوا، وَهُوَ تَفَاعُلٌ من القَرَارِ.} وأَقَرَّهُ فِي مَكَانِه {فاسْتَقَرَّ، وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى:} أُقِرَّت الصَّلاةُ بالبرِّ والزَّكَاة أَي {اسْتَقَرَّت مَعَهُما وقُرنَت بِهِمَا. وَقَالَ اللَّيْث:} أَقْرَرْتُ الشَّيْءَ فِي {مَقَرِّه} لِيَقِرَّ. وفُلانٌ {قارٌّ: ساكِنٌ.} وأَقَرَّت الناقَةُ: ثَبَت وَفِي تَهْذِيب ابنِ القَطّاع: ظَهَر، وَقَالَ غيرُه: اسْتَبانَ حَمْلُهَا، فَهِيَ مُقِرٌّ، وَقد تقدَّم ذَلِك فِي كَلامِه، فَهُوَ تَكْرَار. {وتَقَارَّ الرَّجُلُ:} اسْتَقَرَّ، وَفِي حديثِ أَبي ذَرٍّ: فَلم {أَتَقارَّ أَنْ قُمْتُ أَي لم أَلْبَثْ، وأَصلُه أَتَقارَر، فأُدغِمَت الرّاءُ فِي الرّاءِ.} وقَرُورَاءُ، كجَلُولاءَ: ع. {وقَرَارٌ، كسَحَابِ: قَبِيلَةٌ قَلِيلَةُ باليَمَن، مِنْهُم عليُّ بنُ الهَيْثَم بنِ عُثْمَانَ} - القَرَارِيُّ، رَوَى عَنهُ ابنُ قَانع، وأَبو الأَسَدِ سَهْلٌ القَرَارِىّ، رَوَى عَنهُ الأَعْمَشُ.
وقَرَارٌ: ع بالرّومِ، ذكره الصاغانيّ. وسَمَوْا {قُرَّة، بالضَّمّ، وقُرْقُر، كهُدْهُد، وزُبَير، وإِمامٍ، وغَمَام. أَمّا المُسَمَّوْنَ} بقُرَّةَ فكثيرُون. وَمن الثّانِي: أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ {قُرْقُرٍ الحَذَّاءُ، بَغْدادِيٌّ وابنُ أَخِيه عبدُ الوَاحِد بنُ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ} قُرْقُر، سَمِع، الدّارَ قُطْنِيّ. وفاتَهُ قَرْقَر، كجَعْفَر، مِنْهُم: عَبْدُ اللهِ بنُ قَرْقَر هَكَذَا ضَبَطَه الصاغَانيّ والحافِظ، حدَّث عَن أَبِي عَرُوبَةَ الحَرّانِيّ، وَعنهُ ابْنُ جُمَيْع. وَكَذَا {قَرِيرٌ، كأَمِير، مِنْهُم عبدُ العَزيز بنُ} قَرِيرٍ، عَن ابْنِ سِيرينَ وأَخُوه عبدُ)
المَلِك بنُ {قَرِيرٍ، عَن طَلَقٍ اليَمَامِيِّ.} وقِرَارُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ مالِكٍ العَنْبَرِيّ، بالكَسْر. وغالِبُ بنُ {قُرّانَ، بالفَتْح. ودَهْثَمُ بنُ قُرّانَ بالضَّمّ رَوَى عَنهُ مَرْوَانُ الفَزارِيُّ. وأَبو قُرّانَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ شاعِرٌ. وغالِبُ بن قُرّانَ، لَهُ ذِكْر. وعُثْمَانُ} - القُرَيْرِىُّ بالضَّمّ صاحِبُ كَشْف وأَتْبَاعٍ، مَاتَ بكَفْرِ بَطْنَا فِي بِضْع وثمانِينَ وسِتّمائة. والمُقْريُ شِهَابُ الدِّين بنُ نَمرٍ {- القُرَيْرِيُّ الشافعيُّ. وقُرَارٌ كهُمام: ع، نَقله الصاغانيّ، قلت: وَهُوَ فِي شعر كَعْبٍ الأَشْقَرِيّ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: مِن أَمْثَالِهِم لِمَنْ يُظْهِرُ خِلافَ مَا يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة. وَيُقَال: أَشَدُّ العَطشِ حِرَّةٌ على} قِرَّة. ويُقال أَيضاً: ذَهَبَتْ {قِرَّتُهَا، أَي الوَقْتُ الذِي يَأْتِي فِيهِ المَرضُ، والهاءُ للعِلَّة. وقولُهُم: ولَّ حارَّهَا مَنْ تَوَلَّى} قَارَّها أَي شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا قَالَه شِمرٌ. أَو شَدِيدتَها مَنْ توَلَّى هَيِّنَتَهَا. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يَوْمٌ {قَرٌّ، وَلَا أَقولُ:} قارٌّ، وَلَا أَقُولُ: يَوْمٌ حَرٌّ. وقِيل لِرَجُل: مَا نَثَرَ أَسْنَانَك فَقَالَ: أَكْلُ الحَارِّ، وشُرْبُ القارِّ. وَفِي حديثِ حُذَيفةَ فِي غزْوَةِ الخَنْدَق: فلمّا أَخبرتُه خبَرَ القَوْمَ {وقَرَرْتُ} قَررْت أَي لَمّا سَكَنْتُ وَجَدْتُ مَسَّ البَرْدِ. {والقَرُّ: صَبُّ الماءِ دَفْعةً وَاحِدَة.} وأَقْرَرْتُ الكَلامَ لِفُلانٍ {إِقْراراً، أَي بَيَّنْتُه حَتَّى عَرَفَه.} وقَرْقَرَتِ الدَّجَاجَةُ {قَرْقرةً: رَدَّدَتْ صَوْتَها.} وقَرُّ الزُّجَاجَةِ: صَوْتُهَا إِذا صُبَّ فِيهَا الماءُ. {والقَرَارُ، بِالْفَتْح: الحَضَرُ، وإِليه نُسِب} - القَرارِىّ، لاسْتِقْرَارِه فِي المَنَازِل، وَمِنْه حديثُ نائلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ: قُلْنَا لرَبَاحِ بن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِنَاءَ أَهْلِ القَرَارِ. ولَكُمْ فِي الأَرْضِ {مُسْتَقرُّ. أَي قَرَاٌ ر وثُبُوتٌ. ولِكُلِّ نَبَإٍ} مُسْتَقَرٌّ أَي غايَةٌ ونِهَايَةٌ تَرَوْنَه فِي الدُّنْيَا والآخِرَة.
والشَّمْسُ تجْرِي {لِمُسْتَقَرٍّ لَها. أَي لِمَكانٍ لَا تُجَاوِزُه وَقْتاً ومَحَلاً، وَقيل: لأَجل قُدِّر لَهَا. وأَما قَوْله: وَقَرْن فِي بُيُوتِكُنَّ. قُرِئَ بالفَتْح، وبالكَسْر. قيل: من الوَقَارِ، وَقيل: من القَرار. وَفِي حديثِ عُمَرَ: كُنْتُ زَمِيلَةُ فِي غَزْوَةِ قَرْقَرَةِ الكُدْرِ. الكُدْرُ: ماءٌ لِبَنِي سُلَيْمٍ.} والقَرْقَرُ: الأَرْضُ المستويةُ.
وقِيلَ: إِن أَصْلَ الكُدْرِ طيْرٌ غُبْرٌ سُمِّىَ المَوْضِعُ أَو الماءُ بهَا. وسيأْتِي فِي الكافِ قَرِيباً إِنْ شاءَ الله تَعَالَى. {والقَرَارَةُ: مَوضعٌ بمكَّةَ معروفٌ. ويُقال: صارَ الأَمْرُ إِلى قَرَارِه،} ومُسْتَقَرِّه، إِذا تَناهَى وثبَت. وَفِي حديثِ عُثْمَانَ:! أَقِرُّوا الأَنْفُسَ حَتَّى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا الذَّبائحَ حَتَّى تُفَارِقَها أَرْواحُها وَلَا تُعْجِلُوا سَلْخَهَا وَلَا تَقْطِيعَها. وَفِي حديثِ البُرَاقِ: أَنَّه اسْتَصْعَبَ ثمَّ ارْفضَّ وأَقرَّ، أَي سَكنَ وانْقادَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: {القَوَارِيرُ: شَجرٌ يُشْبِهُ الدُّلْب تُعْمَلُ مِنْهُ الرِّحال والمَوَائِد.
والعَرَبُ تُسمِّي المَرْأَةَ} القَارُورَةَ، مَجازاً. وَمِنْه الحديثُ: رُوَيْدَكَ، رِفْقاً {بالقَوَارِيرِ شَبَّهَهُنَّ بهَا لضَعْفِ عَزَائِمِهِنَّ وقِلَّةِ دَوامِهنّ على العَهْد،} والقَوَارِيرُ من الزُّجاج يُسرِعُ إِلَيهَا الكَسْرُ وَلَا تَقْبَلُ)
الجَبْرَ. فأَمَر أَنْجَشَهَ بالكَفِّ عَن نَشِيدِه وحُدائه حِذَارَ صَبْوَتِهِنَّ إِلى مَا يَسْمَعْنَ فيَقَعُ فِي قُلُوبِهنّ.
وقِيلَ: أَرادَ أَنَّ الإِبِلَ إِذا سَمِعَتِ الحُداَءُ أَسْرَعَتْ فِي المَشْيِ واشتدَّت، فأَزْعَجَتِ الرّاكبَ فأَتْعَبَتْه، فنَهاهُ عَن ذَلِك لأَن النِّساءَ يَضْعُفْنَ عَن شِدَّة الحَرَكَة. ورُوِىَ عَن الحُطَيئة أَنّه قَالَ: الغِنَاءُ رُقْيَةُ الزِّنَى وسَمعَ سُلَيْمَانُ بنُ عبدِ المَلِكِ غِناءَ راكبٍ لَيْلاً، وَهُوَ فِي مِضْرَب لَهُ، فبَعَثَ إِلَيْه من يُحْضِرُه، وأَمَرَ أَنْ يُخْصَى، وَقَالَ: مَا تَسْمَعُ أُنْثَى غِنَاءَه إِلا صَبَتْ إِلَيْه. وَقَالَ: مَا شَبَّهْتُه إِلاّ بالفَحْلِ يُرْسَلُ فِي الإِبِلِ، يُهَدِّرُ فِيهِنَّ فيَضْبَعُهُنَّ. {ومَقَرُّ الثَّوْبِ: طَيُّ كَسْرِه عَن ابنِ الأَعْرَابيّ:} والقَرْقَرَةُ: دُعَاءُ الإِبِل والإِنْقَاضُ دُعَاءُ الشّاءِ والحَمِير. قَالَ شِظَاظٌ:
(رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ ... عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرَهْ)
أَي سَبَيْتُها فَحَوَّلْتُهَا إِلى مَا لَمْ تعْرفْه. وجَعَلُوا حِكَايَةَ صَوْت الرِّيحِ {قَرْقَاراً.} والقَرْقَرِيرُ: شِقْشِقَةُ الفَحْلِ إِذا هَدَرَ. ورَجُلٌ {- قُرَاقِرِيٌّ، بالضَّمّ: جَهِيرُ الصَّوْتِ. قَالَ: قَدْ كانَ هَدّاراً} قُرَاقِرِيَّا. {وقَرْقَرَ الشَّرَابُ فِي حَلْقَهِ: صَوَّتَ. وقَرْقَرَ بَطْنَه: صَوَّتَ من جُوعٍ أَو غَيْرِه. قَالَ ابنُ القَطّاع فِي كِتَاب الأَبْنِيَة لَهُ: وكانَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيّ من رِجَالِ قَوْمِه، فخرَج فِي سَفَرٍ لَهُ. فَمَرَّ بامرأَة من العَرَب، وَلم يُصِبْ قبلَ ذَلِك طَعاماً بثَلاث أَو أَرْبَع. فَقَالَ: يَا رَبَّةَ البَيْتِ، هَلْ عِنْدَكِ من طَعَامٍ قَالَت: نَعَمْ. وأَتَتْهُ بعُمْرُوس فذَبَحَهُ وسَلخَه، ثمَّ حَنَّذَتْه وأَقْبَلَتْ بِهِ إِليه. فَلَمَّا وَجَدَ رِيحَ الشِّوَاءِ قَرْقَرَ بَطْنُه، فَقَالَ: وإِنَّك} لتُقَرْقِرُ مِن رائِحَةِ الطَّعَامِ، يَا رَبَّةَ البَيت، هَل عِنْدَكم من صَبِرٍ قالتْ: نعم، فَمَا تَصْنَع بِهِ قَالَ: شئٌ أَجِدُه فِي بَطْنِي. فأَتَتْهُ بصَبِرٍ فمَلأَ رَاحَتَه ثمَّ اقْتَمَحْهُ وأَتْبَعه المَاءَ.
ثمَّ قَالَ: أَنتِ الآنَ {- فَقَرْقِرِى إِذا وَجَدْتِ رائحةَ الطَّعَام. ثمَّ ارْتَحَلَ ولَمْ يَأْكُل. فقالتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَلْ رَأَيْتَ قَبِيحاً قَالَ: لَا واللهِ إِلاَّ حَسَناً جَمِيلاً. ثمَّ أَنشأَ يقولُ:
(وإِنّي لأُثْوِى الجُوعَ حَتَّى يَمَلَّني ... جَنَانِي ولَمْ تَدْنَس ثِيابِي وَلَا جِرْمى)

(وأَصْطَبِحُ المَاءَ القَرَاحَ وأَكْتَفِي ... إِذا الزَّادُ أَمْسَى للمُزلَّجِ ذَا طَعْمِ)

(أَرُدُّ شُجَاعَ البَطْنِ قد تَعْلَمِينَه ... وأُوثِرُ غَيْرِي من عِيالِكِ بالطُّعْمِ)

(مَخَافَةَ أَنْ أَحْيَا برَغْم وذِلَّةٍ ... ولَلْمَوْتُ خَيرٌ من حياةِ على رَغْمِ)
قلتُ: وَقد قَرَأْتُ هذِه القِصَّةَ هَكَذَا فِي بُغْيَةِ الآمالِ لأَبِي جَعْفَرٍ اللَّبْلِىِّ اللُّغَوِيِّ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ:} القُرَيْرَةُ: تصغِير القُرَّةِ، وَهِي ناقَةٌ تُؤْخَذُ من المَغْنَم قَبْلَ قِسْمَةِ الغَنَائمِ فتُنْحَر وتُصْلح ويَأْكُلُهَا الناسُ، يُقَال لَهَا: قُرَّةُ العَيْنِ.! وتَقَرُّرُ الإِبِلِ، مثْلُ اقْتِرَارِهَا. وَهُوَ ابْن عِشْرِينَ {قارَّةٍ سَوَاءٍ،)
وَهُوَ مَجَازٌ.} وقُرّانُ، بالضّمِّ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ رَبِيعَةَ الجَعْدِيِّ. واذْكُرْنِي فِي {المَقَارِّ المُقَدَّسَةِ. وأَنا لَا} أُقَارُّك على مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، أَي لَا {أَقَرُّ مَعَكَ. وَمَا} - أَقَرَّنِي فِي هَذَا البَلَدِ إِلا مَكَانُك. وَمن المَجَازِ: إِنّ فُلاناً {لقَرَاَرَةُ. حُمْق وفِسْقٍ. وَهُوَ فِي قُرَّةٍ من العَيْشِ: فِي رَغَدٍ وطِيبٍ.} وقَرْقَرَ السَّحَابُ بالرَّعْدِ. وَفِي المَثَلِ: ابْدَأْهُمْ بالصُّراخ {يَقِرّوا أَي ابْدَأْهُم بالشِّكايَة يَرْضَوْا بالسُّكُوت.} وقَرْقَرٌ، كجَعْفَر: جانبٌ من القُرَيَّة، بِهِ أَضاةٌ لِبَنِي سِنْبِسٍ، والقُرَيَّة: هذِه بَلْدَةٌ بَين الفَلَج ونجْرانَ.
{وقَرْقَرَى، بالفَتْح مَقْصُورا، تَقَدّم ذِكْره.} وقِرّانُ، بكَسْر فتَشْدِيد راءٍ مَفْتُوحَة: ناحِيَةٌ بالسَّرَاةِ من بِلادِ دَوْسٍ، كانَت بهَا وَقْعَةٌ وصُقْعٌ من نَجْدٍ وجَبَلٌ من جِبَالِ الجَدِيلَة. وَقد خُفِّفَ فِي الشِّعْر، واشتهر بِهِ حَتّى ظُنَّ أَنَّهُ الأَصْل. {وقُرَّةُ، بالضَّم: بَلَدٌ حَصِينٌ بالرُّوم ودَيْرُ} قُرَّةَ: مَوْضِعٌ بالشَّام.
{وقُرَّةُ: أَيضاً مَوْضِعٌ بالحِجَازِ، وَفِي دِيارِ فِرَاس، من جِبالِ تِهَامَةَ لهُذَيْل. وسِراجُ بن قُرَّةَ: شاعِرٌ من بَنِي عبد اللهِ بن كِلابٍ. وقُرَّةُ بنُ هُبَيْرَة القُشَيرِيّ، الَّذِي قتَلَ عِمْرَانَ بنَ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيَّ.
} والقَرْقَرُ، كجَعْفَرٍ: الذَّلِيلُ نَقَلَه السُّهَيْلِيّ. قُلتُ: وَهُوَ مَجَازٌ، مأْخوذٌ من {القَرْقَرِ، وَهُوَ الأَرْضُ المَوْطُوءَةُ الَّتِي لَا تَمْنَعُ سالِكَهَا، وَبِه فُسِّر قولُه: مَنْ لَيْسَ فيهَا} بقَرْقَرِ.
(قرر) : القُراقِرةُ: الكَثِيرُ الكَلاَم.

ر

ر


ر
a. Rā . The tenth letter of the alphabet. Its numerical value is Two Hundred, (200).
[ر] ز: "ر" مفتوحًا صيغة أمر من رأى يرى. ك ومنه: "فر" فيها رأيكن وروى بهمزة بعد راء.
ر
ر [كلمة وظيفيَّة]: الحرف العاشر من حروف الهجاء، وهو صوت لثويّ، مجهور، ساكن تكراريّ (تردُّديّ)، مُرقَّق. 

ر: الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذُّلْق، وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان، والحروف الذلق ثلاثة: الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام.

الراءُ: حَرْفٌ مِن حُروفِ المُعْجم تُمَدُّ وتُقْصَرُ. ورَيَّيْتُ رَاء حَسَنَةً وحَسَناً: كَتَبْتُها؛ والجَمْعُ أَرْواءٌ ورَاآتٌ.
وقصِيدَةٌ رَوِيُّها الرَّاء؛ ويقالُ: الرَّاويةُ، ويقالُ الرَّئِيّةُ.
ومِن أمْثالِ الْعَامَّة: الرَّاءُ حِمارُ الشُّعراءِ إشارَةً إِلَى سعَةِ وُقُوعِها فِي كَلامِ العَرَبِ.
والراءُ، بالمدِّ، للشَّجَرَة، قد تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ، وَكَانَ على المصنِّف أَن يُشِيرَ لَهُ هُنَا.
ر alphabetical letter ر

The tenth letter of the alphabet: called رَآءٌ and رَا: pl. [of the former] رَاآتٌ and [of the latter]

أَرْوَآءٌ. (TA in باب الالف الليّنه.) It is one of the letters termed مَجْهُورَة [or vocal, i. e. pronounced

with the voice, not with the breath only]; and of the letters termed ذُلْق, which are, and ل and ن, [also termed ذَوْلَقِيَّة, or pronounced with the extremity of the tongue, and ب and ف and م which are also termed شَفَهِيَّــة, or pronounced with the lips:] these letters which are pronounced with the tip of the tongue and with the lips abound in the composition of Arabic words: (L:) and hence ر is termed, in a vulgar prov., حِمَارُ الشُعَرَآءِ [“ the ass of the poets ”]. (TA in باب الالف اللّينة.)

ر is substituted for ل, in نَثْرَةٌ for نَثْلَةٌ, and in رَعَلَّ for لَعَلَّ, and in وَجِرٌ and أَوْجَرُ for وَجِلٌ and أَوْجَلُ; and this substitution is a peculiarity of the dial. of Keys; wherefore some assert that the ر in these cases is an original radical letter. (MF.)

A2: [As a numeral, it denotes Two hundred..]

رَ is an imperative of رَأَى [q. v.]. (Az, T and S and M in art. رأى.)
من كتاب القامُوس.
قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ: الرّاءُ من الْحُرُوف المَجْهُورة، وَهِي من الحُرُوفِ الذُّلْقِ، وَهِي ثَلَاثَة: الرّاءُ واللّامُ والنُّونُ، وهنَّ فِي حَيِّز واحدٍ. وإِنما سمِّيَتْ بالذُّلْق، لأَنَّ الذَّلَاقَةَ فِي المَنْطِقِ إِنما هِيَ بطَرَفِ أَسَلةِ اللِّسَان، وهنَّ كالشَّفَوِيَّة كَثِيرَة الدُّخولِ فِي أَبنيةِ الكلامِ.
قَالَ شيخُنَا: وَقد أُبدِلَتِ الرّاءُ من اللامِ فِي النَّثْرة بمعنَى النَّثْلة، وَهُوَ الدِّرع، بِدَلِيل قَوْلهم: نَثَلَ دِرْعَ عَلَيْهِ، ولمي قُولُوا: نَثَرها، فاللّامُ أَكثرُ تصريفاً، والرّاءُ بَدَلٌ مِنْهَا، كَمَا أَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ فِي شرْح الخُلاصة وَقَالُوا: رَعَلَّ بمعنَى لَعَلَّ، وَقَالُوا: رجلٌ وَجِرٌ وأَوْجَرُ، وامرأَةٌ وَجِرَةٌ، بِمَعْنى وَجِلٍ وأَوْجَلَ ووَجِلَةٍ، وَهِي لغةُ قَيْس، ولذالك ادَّعَى بعضُهم أصالتَها. وَقَالَ الفَرّاءُ: أَنشَدَنِي أَبو الهَيْثَمِ:
وإِنِّيَ بالجارِ الخَفَاجِيِّ واثقٌ
وقَلْبي مِن الجارِ العِبَادِيِّ أَوْجَرُ
إِذا مَا عُقيْلِيَّانِ قامَا بذِمَّة
شرِيكيْنِ فِيهَا فالعِبَادِيُّ أَغْدَرُ
فأَوجرُ بِمَعْنى أَوْجَل وأَخْوَف.

ر: تَقْ، وللمرأَة: تَقي؛ قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي:

زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها،

تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو

بنى الأَمر على المخفف، فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في

المستقبل، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي، فحذفت التاء الأُولى، وعليه ما أُنشده

الأَصمعي، قال: أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة:

جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها

خِفافاً، كلُّها يَتَقي بأَثر

أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه؛ رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين

الشاطِبي، رحمه الله، قال: قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى

اللهَ رجل فعَل خَيْراً؛ يريدون اتَّقى اللهَ رجل، فيحذفون ويخفقون، قال:

وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ، على لغة من قال تَعْلَمُ

وتِعْلَمُ، وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب،

وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ

هُذيل فيقولون تَعْلَم، والقرآن عليها، قال: وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد

علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم، بالكسر، قال: نقلته من نوادر أَبي

زيد. قال أَبو بكر: رجل تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْقِياء، معناه أَنه مُوَقٍّ

نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي

أَقيها؛ قال النحويون: الأَصل وَقُويٌ، فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما

قالوا مُتَّزِر، والأَصل مُوتَزِر، وأَبدلوا من الواو الثانية ياء

وأَدغموها في الياء التي بعدها، وكسروا القاف لتصبح الياء؛ قال أَبو بكر:

والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل، فأَدغموا الياء الأُولى في

الثانية، الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء،

ومن قال هو فَعُول قال: لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه، قال أَبو منصور:

اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى، على افتعل، فقلبت الواو ياء

لانكسار ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ

الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي، بفتح التاء

فيهما مخففة، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى

يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي؛ قال ابن بري: أَدخل همزة الوصل على تَقى،

والتاء محركة، لأَنَّ أَصلها السكون، والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل

لتحرك التاء؛ قال أَبو أَوس:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه

يَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد، يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف

رُمْحاً؛ وقال الأَسدي:

ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني،

ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ

الرَّبيسُ: الدَّاهي المُنْكَر، يقال: داهِيةٌ رَبْساء، ومن رواها

بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا

البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي، بفتح التاء لا غير، قال:

وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً، وقال: يلزم أَن يقال في الأَمر

اتْقِ، ولا يقال ذلك، قال: وهذا هو الصحيح. التهذيب. اتَّقى كان في

الأَصل اوْتَقى، والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل

اتَّقى، ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي

بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه، وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه

صار تَقِيّاً، ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي. ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ

بمعنى واحد. وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول: واحدة

التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى، وهذان الحرفان نادران؛ قال الأَزهري:

وأَصل الحرف وَقى يَقي، ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية،

قال: ولذلك كتبتها في باب التاء. وفي الحديث: إِنما الإِمام جُنَّة

يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى

بقُوّته، والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية، وتقديرها

اوْتَقى، فقلبت وأُدغمت، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف

فقالوا اتَّقى يَتَّقي، بفتح التاء فيهما.

(* قوله«فقالوا اتقي يتقي بفتح

التاء فيهما» كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى. ولعله

فقالوا: تقى يتقي، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما. ويؤيده

ما في نسخ النهاية عقبه: وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي.) وفي الحديث:

كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،

أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به

وقُمْنا خَلْفَه وِقاية. وفي الحديث: قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ؟

قال: نَعَمْ، تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ؛ التَّقِيَّةُ

والتُّقاةُ بمعنى، يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ

والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك. قال: والتَّقْوى اسم، وموضع التاء واو وأَصلها

وَقْوَى، وهي فَعْلى من وَقَيْتُ، وقال في موضع آخر: التَّقوى أَصلها

وَقْوَى من وَقَيْتُ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء، ثم تركت التاءُ في

تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ

والاتِّقاءِ، قال: والتُّفاةُ جمع، ويجمع تُقِيّاً، كالأُباةِ وتُجْمع

أُبِيّاً، وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ، على فَعُولٍ، فقلبت الواو الأُولى

تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج، قالوا: والثانية قلبت ياء للياءِ

الأَخيرة، ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ، وقيل: تَقيٌّ كان في الأَصل

وَقِيّاً، كأَنه فَعِيل، ولذلك جمع على أَتْقِياء. الجوهري: التَّقْوى

والتُّقى واحد، والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا. وحكى ابن بري

عن القزاز: أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى. والتُّقاةُ:

التَّقِيَّةُ، يقال: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قال ابن بري:

جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم

إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى.

والوِقايةُ التي للنساءِ، والوَقايةُ، بالفتح لغة، والوِقاءُ والوَقاءُ: ما

وَقَيْتَ به شيئاً.

والأُوقِيَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً، وإن جعلتها

فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب؛ وقال اللحياني: هي الأُوقِيَّةُ وجمعها

أَواقِيُّ، والوَقِيّةُ، وهي قليلة، وجمعها وَقايا. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي

عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ؛ فسرها مجاهد فقال: الأُوقِيَّة أَربعون درهماً،

والنَّشُّ عشرون. غيره: الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قال الأَزهري:

واللغة أُوقِيَّةٌ، وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ. وفي حديث آخر مرفوع: ليس

فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ؛ قال أَبو منصور: خمسُ أَواقٍ

مائتا دِرْهم، وهذا يحقق ما قال مجاهد، وقد ورد بغير هذه الرواية: لا صَدَقة

في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي، والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ

وأَثافِيَّ وأثافٍ، قال: وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها

زائدة، قال: وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً، وهي في

غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ، وهو جزء من اثني عشر جزءاً، وتختلف

باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهري: الأُوقيَّة في الحديث، بضم الهمزة وتشديد

الياء، اسم لأَربعين درهماً، ووزنه أُفْعولةٌ، والأَلف زائدة، وفي بعض

الروايات وُقِية، بغير أَلف، وهي لغة عامية، وكذلك كان فيما مضى، وأَما

اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة

دراهم وخمسة أَسباع درهم، وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار، والجمع الأَواقي،

مشدداً، وإِن شئت خففت الياء في الجمع. والأَواقِي أَيضاً: جمع واقِيةٍ؛

وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي، وقد تقدّم في صدر هذه

الترجمة، قال: وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع

الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً.

وسَرْجٌ واقٍ: غير مِعْقَر، وفي التهذيب: لم يكن مِعْقَراً، وما

أَوْقاه، وكذلك الرَّحْل، وقال اللحياني: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود،

وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى من الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قال

امرؤ القيس:

وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى،

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

ويقال: فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره، وقد

وَقَى يَقِي؛ عن الأَصمعي، وقيل: فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ

الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ؛ قال ابن

أَحمر:تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها،

شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ

أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وفرس واقِيةٌ: للتي بها

ظَلْعٌ، والجمع الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً. قال ابن

بري: والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر؛ قال أَفيون التغْلبي:

لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي،

إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا

ويقال للشجاع: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ على ظَلْعِك أَي

الزَمْه وارْبَعْ عليه، مثل ارْقَ على ظَلْعِك، وقد يقال: قِ على ظَلْعِك

أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك، فتقول: قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً.

التهذيب: أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مثل

القاضِي؛ قال مُرَقِّش:

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو، على واقٍ وحاتِمْ

فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ

قال أَبو الهيثم: قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه، فشُبّه

بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قال خُثَيْمُ

بن عَدِيّ، وقيل: هو للرَّقَّاص

(* قوله« للرقاص إلخ» في التكملة: هو لقب

خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر،

قال ابن بري: وهو الصحيح:

وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ

بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ

وليس بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه،

يقول: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ،

ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً،

إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ

ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: وفي جمهرة

النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ،

قال: وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ:

وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة

بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير

معروف. قال الجوهريّ: ويقال هو الواقِ، بكسر القاف بلا ياء، لأَنه سمي

بذلك لحكاية صوته.

وابن وَقاء أَو وِقاء: رجل من العرب، والله أَعلم.

فوه

ف و هـ: (الْأَفْوَاهُ) مَا يُعَالَجُ بِهِ الطِّيبُ كَمَا أَنَّ التَّوَابِلَ مَا تُعَالَجُ بِهِ الْأَطْعِمَةُ. يُقَالُ: (فُوهٌ) وَ (أَفْوَاهٌ) مِثْلُ سُوقٍ وَأَسْوَاقٍ ثُمَّ (أَفَاوِيهُ) . وَ (الْفُوهُ) أَصْلُ قَوْلِنَا فَمٌ لِأَنَّجَمْعَهُ (أَفْوَاهٌ) . وَكَلَّمْتُهُ (فَاهُ) إِلَى فِيَّ أَيْ مُشَافِهًا وَالْمِيمُ فِي فَمٍ عِوَضٌ عَنِ الْهَاءِ فِي فُوهٍ لَا عَنِ الْوَاوِ. قُلْتُ: قَالَ فِي فَمٍ: إِنَّ الْمِيمَ فِيهِ عِوَضٌ عَنِ الْوَاوِ وَهُوَ مُنَاقِضٌ لِقَوْلِهِ هُنَا. وَ (أَفْوَاهُ) الْأَزِقَّةِ وَالْأَنْهَارِ وَاحِدَتُهَا (فُوَّهَةٌ) بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ يُقَالُ: اقْعُدْ عَلَى فُوَّهَةِ الطَّرِيقِ. وَ (فَاهَ) بِالْكَلَامِ لَفَظَ بِهِ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (تَفَوَّهَ) بِهِ أَيْضًا يُقَالُ: مَا فُهْتُ بِكَلِمَةٍ وَمَا تَفَوَّهْتُ أَيْ مَا فَتَحْتُ فَمِي بِهَا. 
(فوه) الطَّعَام أَو الشَّرَاب طيبه بالأفاويه وَالثَّوْب صبغه بالفوه وَالشَّيْء وسع فَمه
(فوه) - في حديث الأحنف: "خَشِيتُ أن تَكونَ مُفَوَّهًا"
: أي بَلِيغا مِنْطيقًا، كأنه مأخوذ من الفَوَه، وهو سَعَةُ الفَمَ.
(ف و هـ) : (الْفُوهُ) بِالضَّمِّ الطِّيبُ وَالْجَمْع أَفْوَاهٌ وَأَفَاوِيهُ جَمْعُ الْجَمْعِ (وَمِنْهُ) وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا اتَّخَذَ مِنْ الْخَمْرِ عِطْرًا أَوْ أَلْقَى فِيهِ أَفَاوِيَهُ وَقِيلَ مَا يُعَالَجُ بِهِ كَالتَّوَابِلِ مِنْ الْأَطْعِمَة يُقَالُ هُوَ مِنْ أَفْوَاهِ الطِّيبِ وَأَفْوَاه الْبُقُول لِأَصْنَافِهَا وَأَخْلَاطِهَا.
[فوه] نه: فيه: فلما "تفوه" البقيع، أي دخل في أول الفم، فشبهه بالفم لأنه أول ما يدخل الجوف منه، ويقال لأول الزقاق والنهر، فوهة -بضم فاء وتشديد واو كسكر - عروف دقاق طوال حمر يصبغ بها، نافع للكبد والطحال، وثوب مفوه صبغ به. وفيه خشيت أن يكون "مفوها"، أي بليغ منطقا من الفوه وهو سعة الفم. وح: أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم "فاه" إلى "في"، أي مشافهة وتلقينا وهو حال بتأويل مشتق، ويقال: فوه إلى في، فالجملة مفتتح مسالك قصورها، جمع فوهة -بضم فاء وشدة واو. غ: «قولهم " بأفواههم"». أي لا معنى تحته. و "تفوه" البقيع، دخل فوهته أي رأسه. باب الفاء مع الهاء
فوه
أَفْوَاهُ جمع فَمٍ، وأصل فَمٍ فَوَهٌ، وكلّ موضع علّق الله تعالى حكم القول بِالْفَمِ فإشارة إلى الكذب، وتنبيه أنّ الاعتقاد لا يطابقه. نحو:
ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ [الأحزاب/ 4] ، وقوله: كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ [الكهف/ 5] ، يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ [التوبة/ 8] ، فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ [إبراهيم/ 9] ، مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ [المائدة/ 41] ، يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران/ 167] ، ومن ذلك: فَوْهَةُ النّهر، كقولهم: فم النّهر، وأَفْوَاهُ الطّيب. الواحد: فُوهٌ.
فوه الوفه أصل بناء الفم. فاه الرجل بكلام يفوه إذا لفظ به. ورجل مفوه قادر على الكلام. والفوهة القالة، ما أنا بفاه ذلك، وفاهٌ - يرفع -؛ نحو شاك السلاح. وهو فاه بجوعه وفاه أي يفتح فاه ويطلب. واستفاه الرجل اشتد أكله بعد قلة. وإذا سكن العطش بالشرب قيل استفاه. ورجل فَيِّهٌ أكول، وأفوه واسع الفم. وفرس فوهاء شوهاء. والفوه خروج الثنايا العلى وطولها. والفوهة فم النهر وفم الوادي. وقد يخفف. والفوهة عروق يصبغ بها. وأفواه العشب أخلاطه؛ والبقول أصنافها. وأفواه الطيب وأفاويه، واحدها فوه. وشراب مفوه بأفاويه الطيب. ويقال للمحالة إذا طالت أسنانها التي يجري الرشاء بينهن إنها لفوهاء. ومن أمثالهمفي شواهد الظاهر على الباطن " أفواها مجاسها ". وعند معصية الرجل صاحبيه " فاها لفيك " دعاء عليه، والهاء كناية عن الداهية، أي لقاك الله داهية.

فوه


فَوِهَ(n. ac. فَوَه [ ])
a. Was widemouthed.

فَوَّهَa. Made widemouthed.
b. Ate much.

فَاْوَهَa. Talked, conversed with.

تَفَوَّهَa. see Ib. Spoke.
c. Entered the orifice, the opening of.
d. see II (b)
تَفَاْوَهَa. Talked, conversed.

إِسْتَفْوَهَa. Appeased (hunger); quenched (
thirst ).
فَاهa. see 3 (a)
فِيْهa. see 3 (a)
فُوْه (pl.
أَفْوَاْه)
a. Mouth; orifice, aperture, opening; entrance.
b. (pl.
افْوَاة [] أَفَاوِيْه [أَفَاْوِيْهُ
69]), Perfume; aromatics, spice.
c. Kind, sort, species.

فُوْهَة []
a. see 3 (a) & 11t
(e).
c. Crater (volcano).
فَوَهa. Wide-mouthedness.

فُوَّهa. Madder.

فُوَّهَة [] ( pl.
reg. )
a. Saying; speech; word.
b. Backbiting.
c. see 3 (a)d. ( pl.
reg.
أَفْوَاْه
&
فَوَائِه [] ), Entrance ( of a
valley ).
e. Milk.
f. Portion of one absent.

أَفْوَه [] (pl.
فُوْه)
a. Wide-mouthed.

فَيِّه []
a. Eloquent; talkative, garrulous; chatterer
talker.
b. Greedy, gluttonous; glutton, gourmand.

فَوْهَآء []
a. fem. of
أَفْوَهُ
مُفَوَّه [ N. P.
a. II]
see 25 (a) (b).
c. Spiced, spicy, aromatic (beverage).
d. Dyed with madder.

فُوَيْه
a. Little mouth.

فُوَّة
a. see 11
كَلَّمْتُهُ فَاهُ إَلَي فِيّ
a. I have spoken to him face to face.

مَاتَ لفِيْهِ
a. He fell down dead.
ف و هـ : الْفُوهُ الطِّيبُ وَالْجَمْعُ أَفْوَاهٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَأَفَاوِيهُ جَمْعُ الْجَمْعِ وَيُقَالُ لِمَا يُعَالَجُ بِهِ الطَّعَامُ مِنْ التَّوَابِلِ أَفْوَاهُ الطِّيبِ وَفَاهَ الرَّجُلُ بِكَذَا يَفُوهُ تَلَفَّظَ بِهِ وَفُوَّهَةُ الطَّرِيقِ بِضَمِّ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مَفْتُوحَةً فَمُهُ وَهُوَ أَعْلَاهُ وَفُوَّهَةُ الزُّقَاقِ مَخْرَجُهُ وَفُوَّهَةُ النَّهْرِ فَمُهُ أَيْضًا وَجَمْعُهُ
أَفْوَاهٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ : فُوَّهَةُ الطِّيبِ جَمْعُهَا فَوَائِهِ وَالْفَمُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ أَصْلُهُ فَوَهٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَلِهَذَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْوَاهٍ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَيُثَنَّى عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ فَيُقَالُ فَمَانِ وَهُوَ مِنْ غَرِيبِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي لَمْ يُطَابِقْ مُفْرَدُهَا جَمْعَهَا وَإِذَا أُضِيفَ إلَى الْيَاءِ قِيلَ فِي وَفَمِي وَإِلَى غَيْرِ الْيَاءِ أُعْرِبَ بِالْحُرُوفِ فَيُقَالُ فُوهُ وَفَاهُ فِيهِ وَيُقَالُ أَيْضًا فَمُهُ. 
ف و ه

ما فهت بكلمةٍ وما تفوّهت بها وفاوهته بكذا، وتفاوهوا به. وكان الأحنف مفوّهاً منطيقاً. ورجلٌ أفوه وارمأة فوهاء، وزوّجوني فوهاء شوهاء: واسعة الفم قبيحة. وفرس فوهاء شوهاء: حديدة النفس. ورجل فيّه ومستفيه: أكول، واستفاه فلان: اشتدّ أكله بعد قلّته. ورأيته عند فوهة النهر وفوّهة الزقاق. وتفوّه الزقاق: دخله. وف ي الحديث: " إنه خرج فلما تفوّه: مطيب. وتقول: منطيق مفوّه، ومنطق مفوّه. وقد أصاب المال من أفواه البقل أي من أخلاطه وصنوفه. قال:

بها قضب الريحان تندى وحنوةٌ ... ومن كل أفواه البقول بها بقل

وتقول: إن رد الفوهة لشديد وهي الفالة.

ومن المجاز: محالة فوهاء: بيّنة الفوه إذا اتسعت طالت أسنانها. وطعة فوهاء: واسعة. ودخلوا في أفواه البلد وخرجوا من أرجله وهي أوائله وأواخره. قال ذو الرمة:

ولو قمت مذ قام ابن ليلى لقد هوت ... ركابي بأفواه السماوة والرجل

أي لو قمت من مرضي منذ وُلّيَ عبد العزيز بن مروان لسرت إليه. وطلعت علينا فوهة إبلك أي أوّلا. ويقال: سقط فوه، ولا فض فوه أي ثغره، وسقط لفيه أي لوجهه. " ولو وجدت إليه فاكرشٍ " أي أدنى طريق. " وفاهاً لفيك " أي جعل الله فم الداهية لفيك أي كفحتك الداهية. قال الكميت:

ولا أقول لذي ذنب واصرة ... فاهاً لفيك على حالٍ من العطب

وجرّ فلان إبله على أفواهها إذا تركها ترعى وتسير، وسقى إبله على أفواهها إذا نزع لها الماء وهي تشرب.
[فوه] الأفْواهُ: ما يُعالَجُ به الطيبُ، كما أنَّ التوابل ما تُعالَجُ به الأطعمة. يقال فوهٌ وأفواه، مثل سوق وأسواق، ثم أفاويه. والفوه أصل قولنا فَمٌ، لأنَّ الجمع أفْواهٌ إلا أنهم استثقلوا اجتماع الهاءين في قولك: هذا فوهُهُ بالإضافة، فحذفوا منها الهاء فقالوا: هذا فوهُ وفو زيدٍ، ورأيت فا زيدٍ، ومررت بفي زيدٍ، وإذا أضفتَه إلى نفسك قلت: هذا فِيَّ، يستوي فيه حال الرفع والنصب والخفض، لأنَّ الواو تُقْلَبُ ياء فتدغم. وهذا إنما يقال في الاضافة، وربما قالوا ذلك في غير الاضافة، وهو قليل. قال العجاج: خالط من سلمى خياشيم وفا * صهباء خرطوما عقارا قرقفا يصف عذوبة ريقها، يقول: كأنها عقار خالط خياشيمها وفاها، فكف عن المضاف إليه. وقولهم: كلمته فاه إلى فِيِّ، أي مُشافِهاً، ونُصب فوهُ على الحال. وإذا أفردوا لم تحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوّضوا من الهاء ميماً فقالوا هذا فَمٌ وفَمانِ وفَمَوانِ، ولو كانت الميم عِوَضاً من الواو لما اجتمعتا أبو زيد: فاها لفيك، ومعناه الخيبة لك. قال أبو عبيد: وأصله أنه يريد: جعل الله لفيك الارض، كما يقال: بفيك الحجر، وبفيك الاثلب. وأنشد لرجل من بلهجيم : فقلت له فاها لفيك فإنها * قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره يعنى يقريك، من القرى. والفوه بالتحريك: سعةُ الفَمِ. ورجلٌ أفْوَهُ وامرأةٌ فَوْهاءُ، بَيِّنا الفَوَهِ. وقد فَوِهَ يَفْوَهُ. ويقال: الفَوَهُ خروجُ الثنايا العلى وطولها. وأفواه الازقة والانهار واحدتها فوهة، بتشديد الواو. ويقال: اقعد على فُوَّهَةِ الطريق، والجمع أفْواهٌ على غير قياس. ويقال أيضاً: إن رَدَّ الفُوَّهَةِ لشديدٌ، أي القالَة، وهو من فُهْتُ بالكلام. والافوه الاودى: شاعر. ومَحالَةٌ فَوْهاءُ، إذا كانت أسناتها التي يجري الرَشاءُ بينها طِوالاً. وفوَّهَهُ الله: جعله أفْوَهَ. وفاهَ بالكلام يَفوهُ: لفَظَ به. يقال: ما فُهْتُ بكلمة وما تَفَوَّهْتُ، بمعنًى، أي ما فتحت فمي بها. والمُفَوَّهُ: المِنْطيقُ. واسْتَفاهَ الرجلُ فهو مُسْتَفيهُ، إذا اشتدَّ أكله بعد ضَعْفٍ وقلة. والفَيِّهُ: الأكول، وأصله فَيْوَهٌ فأُدغم، وهو المنطيق أيضا، والمرأة فيهة.
فوهـ
فاهَ بـ يَفوه، فُهْ، فوهًا، فهو فائه، والمفعول مَفوه به
• فاه بالقول: نطق به وفتح به فمَه "لم يفُه بكلمة- ما فاه إلاّ بالكلام العذب". 

فوِهَ يَفْوَه، افوَهْ، فَوَهًا، فهو أَفْوَهُ
• فوِه الرجلُ:
1 - اتّسع فمُه.
2 - انفرجت شفتاه عن أسنانه. 

تفاوهَ يتفاوه، تفاوُهًا، فهو مُتَفاوِه
• تفاوه القومُ: تكالموا. 

تفوَّهَ بـ يتفوّه، تفوُّهًا، فهو مُتفوِّه، والمفعول مُتفوَّه به
 • تفوَّه بالكلام: نطق به، تكلَّم "لم يتفوّه بكلمة". 

فاوهَ/ فاوهَ بـ يُفاوِه، مُفاوَهةً، فهو مُفاوِه، والمفعول مُفاوَه
• فاوهتُ صديقي/ فاوهتُ صديقي بالأمر: ناطقته، خاطبته. 

فوَّهَ يفوِّه، تفويهًا، فهو مُفوِّه، والمفعول مُفوَّه
• فوَّه الطعامَ: طيّبه بالأفاويه؛ التَّوابل "نصحه الطبيب بالامتناع عن تناول الطعام المفوَّه".
• فوَّه الشَّيءَ: جعله أفوه، أي وسَّع فمَه.
• فوَّهه اللهُ: جعله أفوه. 

أفوهُ [مفرد]: ج فُوه، مؤ فَوْهاءُ، ج مؤ فَوْهاوات وفُوه:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فوِهَ: واسع الفم "بئر فوهاءُ".
2 - مَنْ تخرج أسنانُه من شفتيه مع طولها. 

فائه [مفرد]: اسم فاعل من فاهَ بـ. 

فُو [مفرد]: ج أفواه: فَم، من الأسماء الخمسة في حالة الرفع، ويكون مضافًا إلى غير ياء المتكلم "فتح فاه- وضع الطعام في فيه- {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} " ° لا فُضَّ فوك: لا نثرت أسنانك، وهو تعبير يقال استحسانًا لما قاله المتكلِّم، حتَّى يبقى فصيحًا. 

فَوْه [مفرد]: مصدر فاهَ بـ. 

فَوَه [مفرد]: مصدر فوِهَ. 

فُوه [مفرد]: ج أفواه، جج أفاويه: تابل "يُكثر من الأفاويه في طعامه". 

فُوهة [مفرد]: ج فُوهات: فم، فتحة يخرج منها شيء "فُوهة مدفع/ بئر/ بركان" ° كان على فُوَّهة بُرْكان: كان معرَّضًا للخطر. 

فُوَّه [جمع]: (نت) عُشب مُعَمَّر من الفصيلة الفوِّية ينبت في شواطئ البحر المتوسط، سيقانه حُمر متسلقة وبذوره حُمر يستخرج منها صبغ الحرير والصوف. 

فُوَّهة [مفرد]: ج فُوَّهات:
1 - فُوهة، فتحة، فم "فُوَّهة مِدْفع/ بُركان" ° على فُوَّهة بركان: عُرضة للخطر أو الهلاك.
2 - أوّل الشَّيء "فُوَّهة الطريق/ النهر/ البئر".
3 - (جو) هُوَّة؛ حفرة في أعلى البركان شبه مستديرة ذات جوانب شديدة الانحدار. 

مُفوَّه [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فوَّهَ.
2 - فصيح، بليغ الكلام "خطيب مفوَّه". 
(ف وه)

الفاه والفُوهُ، والفِيهُ، والفم سَوَاء، وَالْجمع أفْواهٌ، وَقَوله عز وَجل: (ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأفْواهِهِمْ) وكل قَول إِنَّمَا هُوَ بالفم، إِنَّمَا الْمَعْنى: لَيْسَ فِيهِ بَيَان وَلَا برهَان إِنَّمَا هُوَ قَول بالفم وَلَا معنى صَحِيحا تَحْتَهُ، لأَنهم معترفون بِأَن الله لم يتَّخذ صَاحِبَة، فَكيف يَزْعمُونَ أَن لَهُ ولدا؟ أما كَونه جمع فُوهٍ فبيِّن، وَأما كَونه جمع فِيهِ فَمن بَاب ريح وأرواح، إِذْ لم نسْمع أفْياهاً، وَأما كَونه جمع فاهٍ فَإِن الِاشْتِقَاق يُؤذن أَن فاهاً من الْوَاو لقَولهم: مُفَوَّهٌ، وَأما كَونه جمع فَم فَلِأَن أصل فَمٍ فُوهٌ فحذفت الْهَاء، كَمَا حذفت من سنة فِيمَن قَالَ: عاملت مسانهة، وكما حذفت من شَاة وَمن شفة وَمن عضة وَمن است، وَبقيت الْوَاو طرفا متحركة، فَوَجَبَ إبدالها ألفا لانفتاح مَا قبلهَا، فبقى فاً وَلَا يكون الِاسْم على حرفين أَحدهمَا التَّنْوِين، فأبدل مَكَانهَا حرف جلد مشاكل وَهُوَ الْمِيم، لِأَنَّهُمَا شفهيَّــتان، وَفِي الْمِيم هوى فِي الْفَم يضارع امتداد الْوَاو، وَأما مَا حكى من قَوْلهم أفْمامٌ فَلَيْسَ بِجمع فَمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ من بَاب ملامح ومحاسن، وَيدل على أَن فَماً مَفْتُوح الْفَاء وجودك إِيَّاهَا مَفْتُوحَة فِي هَذَا اللَّفْظ، وَأما مَا حكى فِيهَا أَبُو زيد وَغَيره من كسر الْفَاء وَضمّهَا فَضرب من التَّغْيِير لحق الْكَلِمَة لإعلالها بِحَذْف لامها وإبدال عينهَا، وَأما قَول الراجز:

يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ

حَتَّى يَعودَ المُلْكُ فِي أُسْطُمِّهِ

يرْوى بِضَم الْفَاء من فَمه وَفتحهَا، فَالْقَوْل فِي تَشْدِيد الْمِيم عِنْدِي انه لَيْسَ بلغَة فِي هَذِه الْكَلِمَة أَلا ترى انك لَا تَجِد لهَذِهِ الْمُشَدّدَة الْمِيم تَصرفا إِنَّمَا التَّصَرُّف كُله على " ف وه "، من ذَلِك قَول الله عز وَجل: (يَقُولُونَ بِأفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلوبِهِمْ) وَقَالَ الشَّاعِر:

فَلا لَغْوٌ وَلَا تَأْثِيمَ فِيهَا ... ومَا فَاهُوا بِهِ أَبَداً مُقِيمُ

وَقَالُوا: رجل مُفَوَّهٌ، إِذا أَجَاد القَوْل، وَمِنْه الأفْوَهُ: للواسع الْفَم، وَلم نسمعهم قَالُوا: أفمامٌ، وَلَا تَفَمَّمْتُ، وَلَا رجل أفَمُّ، وَلَا شَيْئا من هَذَا النَّحْو لم نذكرهُ، فَدلَّ اجْتِمَاعهم على تصرف الْكَلِمَة بِالْفَاءِ وَالْوَاو وَالْهَاء على أَن التَّشْدِيد فِي فَم لَا أصل لَهُ فِي نفس الْمِثَال، إِنَّمَا هُوَ عَارض لحق الْكَلِمَة، فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِذا ثَبت بِمَا ذكرته أَن التَّشْدِيد فِي فَم عَارض لَيْسَ من نفس الْكَلِمَة، فَمن أَيْن أَتَى هَذَا التَّشْدِيد؟ وَكَيف وَجه دُخُوله إِيَّاهَا؟ فَالْجَوَاب أَن أصل ذَلِك انهم ثقَّلوا الْمِيم فِي الْوَقْف فَقَالُوا فَمّْ، كَمَا يَقُولُونَ: هَذَا خَالِد وَهُوَ يَجْعَل، ثمَّ إِنَّهُم أجروا الْوَصْل مجْرى الْوَقْف، فَقَالُوا: هَذَا فَمٌّ، وَرَأَيْت فمًّا، كَمَا أجروا الْوَصْل مجْرى الْوَقْف فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَنْهُم من قَوْلهم:

ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأضْخَمَّا

وَقَوْلهمْ:

بِبازِلٍ وَجْناءَ أوْ عَيْهَلِّ

كأنَّ مَهْواها عَلى الكَلْكَلِّ

مَوقِعُ كَفَّيْ رَاهِبٍ يُصَلِّيِ

يُرِيد " العَيْهَلَ " و" الكَلْكَلَ " قَالَ ابْن جني: فَهَذَا حكم تَشْدِيد الْمِيم عِنْدِي، وَهُوَ أقوى من أَن تجْعَل الْكَلِمَة من ذَوَات التَّضْعِيف بِمَنْزِلَة هَمٍّ وحَمٍّ، قَالَ: فَإِن قلت: فَإِذا كَانَ أصل فَم عنْدك فوه، فَمَا تَقول فِي قَول الفرزدق:

هُما نَفَثا فِي فِيِّ مِنْ فمَوَيْهِما ... على النَّابِحِ العاوِي أشَدَّ رِجامِ

وَإِذا كَانَت الْمِيم بَدَلا من الْوَاو الَّتِي هِيَ عين فَكيف جَازَ لَهُ الْجمع بَينهمَا؟ فَالْجَوَاب أَن أَبَا عَليّ حكى لنا عَن أبي بكر وَأبي إِسْحَاق انهما ذَهَبا إِلَى أَن الشَّاعِر جمع بَين الْعِوَض والمعوض مِنْهُ، لِأَن الْكَلِمَة مجهورة منقوصة، وَأَجَازَ أَبُو عَليّ مِنْهُ وَجها آخر وَهُوَ: أَن يكون الْوَاو فِي فَمَويْهِما لاما فِي مَوضِع الْهَاء من أَفْوَاه، وَتَكون الْكَلِمَة تعتقب عَلَيْهَا لامان هَاء مرّة وواو أُخْرَى، فَجرى هَذَا مجْرى سنة وعضة، أَلا ترى أَنَّهُمَا فِي قَول سِيبَوَيْهٍ: سنوات وأسنتوا ومساناة وعضوات واوان وتجدهما فِي قَول من قَالَ: لَيست بسنهاء، وبعير عاضه هاءين، وَإِذا ثَبت بِمَا قدمْنَاهُ أَن عين فَم فِي الأَصْل وَاو فَيَنْبَغِي أَن تقضي بسكونها، لِأَن السّكُون هُوَ الأَصْل حَتَّى تقوم الدّلَالَة على الْحَرَكَة الزَّائِدَة. فَإِن قلت: فَهَلا قضيت بحركة الْعين لجمعك إِيَّاه على أَفْوَاه؟ أَلا ترى أَن أفعالا إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَمر الْعَام جمع فعل نَحْو بَطل وأبطال، وَقدم وأقدام، ورسن وأرسان. فَالْجَوَاب أَن فعلا مِمَّا عينه وَاو بَابه أَيْضا أَفعَال، وَذَلِكَ سَوط وأسواط، وحوض وأحواض، وطوق وأطواق، ففوهٌ لِأَن عينه وَاو أشبه بِهَذَا مِنْهُ بقدم ورسن وَأما قَوْله، أنْشدهُ الْفراء:

يَا حَبَّذا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما

قَالَ الْفراء: أَرَادَ " الفَمانِ " يَعْنِي الْفَم وَالْأنف: فثناهما بِلَفْظ الْفَم للمجاورة، وَأَجَازَ أَيْضا أَن تنصبه على أَنه مفعول مَعَه، كَأَنَّهُ قَالَ " مَعَ الفَمِ " قَالَ ابْن جني: وَقد يجوز أَن ينصب بِفعل مُضْمر، كَأَنَّهُ قَالَ: " وَأحب الْفَم " وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع رفع إِلَّا أَنه اسْم مَقْصُور بِمَنْزِلَة عصى.

وَقَالُوا: فُوكَ وفُو زيد، فِي حد الْإِضَافَة وَذَلِكَ فِي حد الرّفْع. وفا زيد، وَفِي زيد، فِي حد النصب والجر، لِأَن التَّنْوِين قد أَمن هَاهُنَا بِلُزُوم الْإِضَافَة، وَصَارَت كَأَنَّهَا من تَمَامه، وَأما قَول العجاج:

خالَطَ مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا

فَإِنَّهُ جَاءَ بِهِ على لُغَة من لم ينون، فقد أُمِنَ حذف الْألف لالتقاء الساكنين، كَمَا أُمِن ذَلِك فِي شَاة وَذَا مَال.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: كَلَّمْتُه فاهُ إِلَى فِيَّ، وَهِي من الْأَسْمَاء الْمَوْضُوعَة مَوضِع المصادر، وَلَا ينْفَرد مِمَّا بعده لَو قلت: كلَّمته فاهُ لم يجز لِأَنَّك تخبر بقربك مِنْهُ، وَأَنَّك كَلمته وَلَا أحد بَيْنك وَبَينه، قَالَ: وَإِن شِئْت رفعت، أَي وَهَذِه حَاله.

قَالَ: وَفِي الدُّعَاء " فاهَا لِفيكَ " يُرِيد " فا " الداهية وَهِي من الْأَسْمَاء الَّتِي أُجريت مجْرى الْمصدر الْمَدْعُو بهَا على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره، قَالَ: ويدلك على انه يُرِيد الداهية قَوْله:

وداهِيَةٍ مِنْ دَواهيِ المَنُو ... نِ يَرْهَبُها النَّاسُ لَا فَا لهَا

فَجعل للداهية فَماً وَكَأَنَّهُ بدل من قَوْلهم: دهاك الله، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي تَثْنِيَة الفَمِ فمَانِ وفَميَانِ وفَموَانِ، فَأَما فَمانِ فعلى اللَّفْظ وَأما فَميَانِ وفَمَوانِ فنادر، وَأما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ فِي قَول الفرزدق:

هُما نَفَثا فِي فِيِّ من فَمَويْهِما ... على النَّابِحِ العاوِي أشَدَّ رِجامِ

إِنَّه على الضَّرُورَة.

والفَوَهُ: سَعَة الْفَم وعظمه.

والفَوَهُ أَيْضا: خُرُوج الْأَسْنَان من الشفتين وطولهما.

فَوِهَ فَوَها، فَهُوَ أفْوَهُ، وَالْأُنْثَى فَوْهاءُ.

وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْخَيل، ومحالة فَوْهاءُ: طَالَتْ أسنانها.

وبئر فَوْهاءُ: وَاسِعَة الْفَم.

وطعنة فَوْهاءُ: وَاسِعَة.

وفاهَ بالْكلَام يَفُوهُ: نطق.

وَقد تقدّمت هَذِه الْكَلِمَة فِي الْيَاء، لِأَنَّهَا يائية وواوية.

وَرجل مُفَوَّهٌ: قَادر على الْمنطق، وَكَذَلِكَ فَيِّهٌ، والفَيِّهُ أَيْضا: الشَّديد الْأكل من النَّاس وَغَيرهم، وَالْأُنْثَى فَيِّهَةٌ.

واسْتَفاهَ الرجل اسْتِفاهَةً واسْتِفاهًا: الْأَخِيرَة عَن اللحياني: اشْتَدَّ أكله بعد قلَّة، وَقيل: استَفاهَ فِي الطَّعَام: أَكثر مِنْهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَلم يخص هَل ذَلِك بعد قلَّة أم لَا، وَقد تكون الاسْتِفاهَةُ فِي الشَّرَاب.

والمُفَوَّه: النهم الَّذِي لَا يشْبع. وأفْواهُ الطّيب: نوافحه، وَاحِدهَا فُوهٌ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الأفْواهُ: ألوان النُّور وضروبه قَالَ ذُو الرمة:

تَرَدَّيْتُ مِنْ أفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها ... زَرابِيُّ وارْتَجَّتْ علَيكَ الرَّواعِدُ

وَقَالَ مرّة: الأفْواهُ: مَا أُعدَّ للطيب من الرياحين، قَالَ: وَقد تكون الأفواهُ من الْبُقُول، قَالَ جميل:

بِها قُضُبُ الرَّيحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ... ومِنْ كُلِّ أفْواهِ البُقُولِ بِها بَقْلُ

والأفْواهُ: الْأَصْنَاف والأنواع.

وفُوَّهَةُ السِّكَّة وَالطَّرِيق والوادي وَالنّهر: فَمُه، وَالْجمع فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ.

وفُوهَةُ الطَّرِيق كَفُوَّهَتِه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والفُوَّهَةُ: عروق يصْبغ بهَا.

والفُوهَةُ: اللَّبن مَا دَامَ فِيهِ طعم الْحَلَاوَة، وَقد تقال بِالْقَافِ، وَهُوَ الصَّحِيح.

والأفَوَهُ الأوْدِيُّ: من شعرائهم.

فوه

1 فَاهَ بِهِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb) and يَفِيهُ also, (ISd, TA,) inf. n. فَوْهٌ, (MA,) [and inf. n. of unity فَوْهَةٌ, (see Har p. 434,)] He uttered it, or pronounced it, (S, Msb, K,) namely, a saying; (S;) as also ↓ تفوّه. (S, K.) One says, مَا فُهْتُ بِكَلِمَةٍ, and ↓ ما تَفَوَّهْتُ, i. e. I opened not my mouth with a word, or sentence. (S.) فَاهَ لِسَانٌ, a phrase used by El-Hareeree, the Arabs did not say: they only said, فاه الرَّجُلُ بِكَذَا [The man opened his mouth with such a thing, i. e., with such a saying, &c.]. (Har p. 191.) And هٰذَا أَمْرٌ مَا فُهْتُ عَنْهُ, inf. n. فُوُوهٌ [or فُؤُوهٌ ?], is a saying mentioned by Fr, as meaning This is a thing, or an affair, which I mentioned not, or have not mentioned. (TA.) b2: See also 2.

A2: فَوِهَ, aor. ـْ [inf. n. فَوَهٌ,] He (a man) had what is termed ↓ فَوَهٌ, (S, TA,) which means width of the mouth, (S, K, TA,) and largeness thereof: (TA:) or protrusion and length of the upper central incisors: (S, TA:) or length of all the teeth; length of the upper central incisors being termed رَوَقٌ: (IB, TA:) or protrusion of the teeth from the lips, with length thereof. (K, TA.) 2 فوّههُ He (i. e. God) made him to be أَفْوَه [or wide in the mouth, &c.]. (S, K.) b2: شَدَّ مَا فَوَّهْتَ فِى هٰذَا الطَّعَامِ, [thus accord. to the TA, but an explanation of مُفَوَّهٌ seems to show that the right reading is فُوِّهْتَ, in the pass. form,] and ↓ تَفَوَّهْتَ, and ↓ فُهْتَ, means شَدَّ مَا أَكَلْتَ [app. Much indeed, or greatly indeed, didst thou eat, or hast thou eaten, of this food; see شَدَّ: and see also 10]. (TA.) 3 فاوههُ, (K, TA,) inf. n. مُفَاوَهَةٌ; (TA;) and فَاهَاهُ, [formed from the former by transposition,] (K, TA,) inf. n. مُفَاهَاةٌ; (TA;) He talked, or discoursed, with him: [see also 6:] and he contended with him for superiority in glory, or excellence. (K, TA.) 5 تفوّه He spoke. (KL.) See also 1, first and second sentences. b2: And see 2.

A2: تفوّه المَكَانَ (assumed tropical:) He entered the فُوَّهَة of the place; (K, TA;) i. e., the mouth thereof; likened to the فَم [properly thus called] as being the first place of ingress to the interior thereof. (TA.) 6 تفاوهوا They talked [app. one to another: see 3]. (K.) 10 استفاه, (S, K,) inf. n. اِسْتِفَاهَةٌ and اِسْتِفَاهٌ, (K,) the latter mentioned by Lh, (TA,) He (a man, S) ate, (S, K,) or drank, (K,) vehemently, after scantiness, (S, K,) or after weakness; (so in a copy of the S;) but seldom used in relation to drinking: or you say, استفاه فِى الطَّعَامِ, meaning he ate much of the food: so says IAar, not particularizing the act as being after scarcity or not. (TA.) [See also 2.] b2: And He quenched his thirst by drinking. (K.) فَاهٌ: see what next follows: and see the next paragraph again, in the latter half: A2: and the same word, and فَاهٍ, (the latter in two places,) see voce فَاوُوهَةٌ.

فُوهٌ and ↓ فَاهٌ and ↓ فِيهٌ (K, TA) and, accord. to the copies of the K, فُوهَةٌ, [or, as in the CK, فَوْهَة,] but correctly ↓ فُوَّهَةٌ, (TA,) and فَمٌ, all signify the same [i. e. The mouth]: (K, TA:) the pl. is أَفْوَاهٌ, (S, K, TA,) pl. of فُوهٌ, (S, TA,) and as such its case is plain; as pl. of فِيهٌ, it is like أَرْوَاحٌ as pl. of رِيحٌ; as pl of فَاهٌ, it is allowable as having و for its original medial radical; but as pl. of فُوَّهَةٌ, it is anomalous: (TA:) and another pl. is أَفْمَامٌ, (K, TA,) said by some to be pl. of فُمٌّ or فَمٌّ, with teshdeed, of which an ex. occurs in a verse cited in the first paragraph of art. فم; but some disallow this pl.; and accord. to some, (TA,) it has no sing. (K, TA) agreeable with rule, (TA,) for فَمٌ is originally فَوَهٌ, (K, TA,) with the و movent by fet-h, or [فَوْهٌ, as in some copies of the S,] with the و quiescent, on the authority of IJ; (TA;) the ه is elided, and the و becomes a movent final, therefore it must be changed into ا, because of the fet-hah preceding it, so the word becomes فا; but a noun may not be of two letters whereof one is [the ن of] the tenween, (K, TA,) thus the passage is expressed in the M, but MF remarks that correctly we should say whereof one is the ا, (TA,) and therefore a hard letter is substituted for it, one similar to it in kind, which is م, for they are both labials, and in the م is a sort of humming sound (هَوِىٌّ, in the CK هُوِىٌّ,) in the mouth, [or rather in the nose,] resembling [the sound of] the prolongation of the و: (K, TA:) [several similar disquisitions, added in the TA, respecting the change from فوه to فم, I omit, regarding them as needless: what is said on this subject in the S, in art. فم, I have mentioned in that art.:] in the present art., J says that the م of فم is a substitute for the ه, not for the و, of فوه; but this is a mistake: (IB, TA:) the dual of فَمٌ is فَمَانِ and فَمَوَانِ (IAar, S, Msb, K) and فَمَيَانِ, the second and third of which are anomalous: (IAar, K:) of the second, which occurs in a verse of ElFarezdak, [and respecting which see the first paragraph of art. فم,] Sb says that it is used by poetic license. (TA.) In using it as a prefixed noun, in the phrase هٰذَا فُوهُهُ, they deemed the combination of the two هs difficult in respect of utterance; therefore they suppressed the [radical]

ه thereof [in this case, and then in other, similar, cases], and said, هٰذَا فُوهُ, and فُو زَيْدٍ, and رَأَيْتُ فَا زَيْدٍ, and مَرَرْتُ بِفِى زَيْدٍ: and when prefixing it to [the pronoun denoting] thyself, thou sayest, هٰذَا فِىَّ; and this thou dost alike in using it in the nom. case and in the accus. and in the gen., because the و [of فُو] is changed into ى and is then incorporated [into the pronominal ى]: (S, and the like is said in the Msb:) and sometimes, though rarely, they did the like in other cases, when not prefixing it; for instance, فَا occurs at the end of a verse of El-'Ajjáj, without an affix, in this case for فَاهَا. (S.) b2: In the saying كَلَّمْتُهُ فَاهُ إِلَى فِىَّ, meaning I spoke to him, his mouth being near to my mouth, فاه is in the accus. case as a denotative of state: (S, TA: *) or by reason of the derivative [مُكَلِّمًا] meant to be understood: or, as Sb says, it is an instance of one of the nouns that are put in the place of inf. ns., and it is not to be separated from what should follow it, so that you may not say كَلَّمْتُهُ فَاهَ [alone], for you tell of your nearness to the person, and that there is not any one between you and him: and if you will, you may use the nom. case, meaning وَهٰذِهِ حَالُهُ [this being his state], (Sb, TA,) i. e. فُوهُ إِلَى فِىَّ [his mouth was near to my mouth], the clause [following كلّمته] occupying the place of a denotative of state. (TA.) b3: The saying فَاهَا لِفِيكَ, (Meyd, K, TA,) which is a prov., (Meyd, TA,) means May God make the mouth of misfortune to cleave to thy mouth; (Meyd, K, * TA;) [but lit. signifies, only, her, or its, mouth to thy mouth; and is [likewise] an instance of one of the nouns that are used in the manner of inf. ns. expressive of imprecation, by reason of a verb not mentioned: Sb says, فاها is without tenween, meaning فَا الدَّاهِيَةِ, as is shown by the saying, وَدَاهِيَةٍ مِنْ دَوَاهِى المَنُو نِ يَرْهَبُهَا النَّاسُ لَا فَا لَهَا

[Many a misfortune is there, of the misfortunes of time, which men fear, that has no mouth, wherewith to bite]: (Sb, TA:) A'Obeyd says that its primary meaning is, may God make the ground to be in thy mouth; that it is like the sayings بِفِيكَ الحَجَرُ and بِفِيكَ الأَثْلَبُ; (S, Meyd;) and [hence] it means disappointment [cleave] to thee: (S, * Meyd:) a man of Belhujeym, (S, Meyd,) cited by A'Obeyd, (S,) addressing a wolf that sought to get his she-camel, (Meyd,) says, فَقُلْتُ لَهُ فَاهَا لِفِيكَ فَإِنَّهَا قَلُوصُ امْرِئٍ قَارِيكَ مَا أَنْتَ حَاذِرُهُ [And I said to him, فاها لفيك, for she is the youthful she-camel of a man who will give thee as a guest's entertainment that which thou fearest]; (S, Meyd; but in the S, as IB has observed, فَإِنَّهُ is erroneously put for فَإِنَّهَا;) i. e. [who will entertain thee with] the shooting of arrows; (Meyd;) [by قَارِيكَ] he means يَقْرِيكَ, from قِرَى

الضَّيْفِ: (S:) it is also said that فَاهَا is metonymically used as meaning the dust of the earth, which is termed the mouth of the earth because it drinks the water; and it is as though the saying meant the dust be in thy mouth: (Meyd:) Sh is related to have said, I heard IAar say لِفِيكَ ↓ فَاهًا, with tenween, meaning may God make thy mouth to cleave to the ground; [or rather, ground to thy mouth; lit., simply, a mouth to thy mouth;] and some say فَاهَا لِفِيكَ, without tenween, as an imprecation meaning (assumed tropical:) may God break thy فَم [i. e. thy teeth, to which فَم is often metonymically applied, as is also فُوه]. (TA.) b4: One says also, سَقَى فُلَانٌ إِبِلَهُ عَلَى أَفْوَاهِهَا, meaning (tropical:) Such a one drew for his camels the water when they came to it, while they were drinking; not having stored it for them in the drinking-trough: and جَرَّ فُلَانٌ

إِبِلَهُ عَلَى أَفْوَاهِهَا (tropical:) Such a one suffered his camels to pasture while going along [by his driving them gently: see art. جر]: so says As: and so accord. to the A and other lexicons; but the author of the K, by an omission, has assigned the latter explanation to the former phrase. (TA.) b5: لَوْ وَجَدْتُ

إِلَيْهِ فَا كَرِشٍ, meaning أَدْنَى طَرِيقٍ, (K, TA,) has [with other, similar, phrases] been explained in art. كرش [q. v.]. (TA.) b6: فُو فَرَسٍ حَمِرٍ [Mouth of a horse that is suffering indigestion in consequence of his having eaten barley and so made it to stink] is an appellation applied to him who has stinking breath. (TA. [An ex. of it occurs in a verse of Imra-el-keys cited in the TA in art. حمر as in Ahlwardt's “ Divans of the Six Ancient Arabic Poets,” p. 125; and differently in De Slane's “ Diwan d'Amro-'kaïs,” p. 36 of the Arabic text.]) b7: And فُو جُرَدٍ [Mouth of a large fieldrat] and فُو دَبًا [Mouth of a sort of small wingless locust, or perhaps correctly فُو دَبَاةٍ mouth of a small wingless locust,] are nicknames applied to a little man. (TA.) b8: One says also, لَا فُضُّ فُوهُ, meaning (tropical:) May his teeth, or front teeth, not be broken. (K, * TA.) And سَقَطَ فُوهُ (assumed tropical:) His teeth fell out. (TA in art. فض [q. v.]) b9: And مَاتَ لِفِيهِ i. e. لِوَجْهِهِ [meaning (tropical:) He died upon his face; prone: like سَقَطَ لِوَجْهِهِ (assumed tropical:) He fell upon his face: the ل in both being used in the sense of عَلَى; as it is in the phrase خَرُّوا لِأَذْقَانِهِمْ (expl. in art. خر), &c.]. (A, K, TA. [The explanation in the TK, being somewhat ambiguous (though correct), has misled Freytag in this case.]) And [in like manner, using لِ in the sense of على,] كبَّهُ اللّٰهُ لِفِيهِ, one of their forms of imprecation, meaning (assumed tropical:) May God cause him to die: or prostrate him [upon his face; as also كَبَّهُ لِوَجْهِهِ]. (TA.) b10: [See also فُوَّهَةٌ as syn. with فُوهٌ; like which it has أَفْوَاهٌ for a pl.]

A2: فُوهٌ also, having for its pl. أَفْوَاهٌ, and pl. pl. أَفَاوِيهُ, (S, Mgh, Msb, K,) [which last is of very frequent occurrence,] signifies Perfume, or an odoriferous substance: (Mgh, Msb:) or a thing, or substance, with which a perfume, or an odoriferous substance, is compounded or prepared (يُعَالَجُ); like as تَوَابِلُ signifies things, or substances, with which sorts of food are compounded or prepared: (S, Mgh:) or the تَوَابِل [or seeds used in cooking] with which food is compounded or prepared (يُعَالَجُ) are also called أَفْوَاهُ الطِّيبِ: (Msb:) [the pl. and pl. pl. are now generally applied to spices, or aromatics:] or الأَفْوَاهُ, the pl. mentioned above, signifies [the seeds called] التَّوَابِلُ: and also what diffuse fragrance [I read نَوَافِحُ, as in my MS. copy of the K, pl. of نَافِحٌ, q. v., instead of نَوَافِجُ (with جِيم), the only reading that I find in other copies of the K, regarding the latter as indubitably a mistranscription,] of perfumes, or odoriferous substances: (K:) and the sorts, or species, of flowers; (K, TA;) thus says AHn; and in one place he says that الافواح signifies what are prepared for perfume, of sweetsmelling flowers; and sometimes they are of herbs, or leguminous plants: (TA:) and also sorts, or species, of a thing [app. of any kind]: (K:) and one says, هُوَ مِنْ أَفْوَاهِ الطيب, and أَفْوَاهِ البُقُولِ, meaning It is of the sorts, or species, and of the mixtures, or compounds, of perfume, and of herbs, or leguminous plants: (Mgh:) but فُوهٌ is not applied to anything that is termed عَقَّارٌ. (AHeyth, TA in art. عقر.) فَوَهٌ: see 1, last sentence. b2: Also The quality of a مَحَالَة [or large sheave of a pulley] such as is termed فَوْهَآء, fem. of أَفْوَهُ, q. v. (TA.) فِيهِ: see its syn. فُوهٌ.

فُوهَةٌ: see فُوَّهَةٌ, in five places.

فُوَّهٌ Certain slender, long, red roots, with which one dyes; beneficial for the liver and the spleen and the نَسَا [app. as meaning sciatica or the sciatic nerve] and pain of the hip and of the flank, powerfully diuretic, and kneaded with vinegar and applied as a liniment it cures the [leprosy termed]

بَرَص: (K, TA:) but the word was not known to Az in this sense, [which is the only meaning, except one which I think doubtful, that I find assigned to it;] and it is said to be the فُوَّة [which see in art. فو, i. e. madder]. (TA.) A2: See also فُوَّهَةٌ.

فَيِّهُ, originally فَيْوِهٌ: see مُفَوَّهٌ.

فُوَّهَةٌ: see its syn. فُوهٌ. b2: [Hence] it signifies also (tropical:) The فَم [i. e. mouth] of a place; likened to the فَم [properly so called] as being the first place of ingress, or entrance, to the interior: (TA:) [and so too as being the place of egress, or exit, from the interior:] it is of a river, or rivulet, (Lth, S, Msb, TA,) and of a valley, or water-course, or torrent-bed, (K, TA,) and of a street, and of a road; (S, Msb, K, TA;) signifying the فَم [or mouth]; as also ↓ فُوهَةٌ, (K, TA,) without teshdeed; mentioned by IAar: (TA:) or it signifies thus in relation to a river, or rivulet; (Lth, Msb, TA;) the foremost part thereof: or, as some say, the place of its pouring into the كِظَامَة [q. v.]: and accord. to Lth, in relation to a valley, or water-course, or torrent-bed, its رَأْس [or head, as though in this case having one, or each, of two contr. meanings, unless, as I believe it to be, the mouth, or outlet, of a valley or water-course or torrent-bed be sometimes called its رأس as being its foremost part]: (TA:) and of a street, it is the place of egress, or exit; (Msb;) the foremost part thereof: (TA:) and of a road, it is the فَم [or mouth], which is the upper part thereof (اعلاه): (Msb: [thus in my copy; but I think that اعلاه is a mistranscription, in my copy, for أَوَّلُهُ, and that the correct meaning is therefore the foremost part thereof, agreeably with what is said above in relation to a road and to a river or rivulet:]) but accord. to some, ↓ فُوهَةٌ, without teshdeed, is not allowable; and one should say, الطَّرِيقِ قَعَدَ عَلَى فُوَّهَةٍ, and ↓ فُوَّهِهِ [probably, I think, a mistranscription for فوهِهِ, with the و quiescent, both meaning He sat at the mouth of the road]; not ↓ فُوهَتِهِ, without teshdeed: (TA:) and فُوَّهَةٌ signifies also (assumed tropical:) the first, or foremost, part, of a thing; (K, TA;) like that of the street and that of the river or rivulet: [whence] one says, طَلَعَ عَلَيْنَا فُوَّهَةُ إِبِلِكَ i. e. (tropical:) The first, or foremost, portion of thy camels [came to us, or came forth upon us]; like the phrase فُوَّهَةُ الطَّرِيقِ: (TA:) the pl. of فُوَّهَةٌ is أَفْوَاهٌ, (Ks, S, Msb, TA,) which is anomalous, (S, Msb, TA,) and (TA) فُوَّهَاتٌ [in the CK فُوْهاتٌ] and فَوَائِهُ. (K, TA.) [Hence] one says, دَخَلُوا فِى أَفْوَاهِ البَلَدِ وَخَرَجُوا مِنْ أَرْجُلِهِ, (A, K, * TA,) in the copies of the K أَرْجُلِهَا, which is wrong, (TA,) i. e. (tropical:) They entered into the foremost parts of the country, or town, and went forth from the hindermost parts thereof: (A, K, TA:) the sing. of أَفْوَاه as here used is فُوَّهَةٌ. (TA.) A2: It signifies also A say, or saying, or speech; (S, K, TA;) from 1 in the first of the senses assigned to it above: hence one says, إِنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَدِيدٌ (S, TA) Verily the retracting of that which has been said is difficult: (Har p. 434:) and [hence] one says also, هُوَ يَخَافُ فُوَّهَةَ النَّاسِ [He fears the say, or speech, of men]. (TA.) b2: And The Muslims' rending one another's reputation by evil speech, or by backbiting; (K, TA;) as also ↓ فُوهَةً. (TA.) b3: إِنَّهُ لَذُو فُوَّهَةٍ means Verily he is strong in speech, and free, or unconstrained, in tongue. (TA.) b4: And one says, مَا أَشَدَّ فُوَّهَةَ بَعِيرِكَ فِى هٰذَا الكَلَأِ, meaning [How vehement is] thy camel's eating [of this herbage]! and in like manner, فُوَّهَةَ فَرَسِكَ [the vehement eating of thy horse]: whence their saying أَفْوَاهُهَا مَجَاسُّهَا [which may be well rendered as it has been in art. جس, q. v.], meaning Their good eating shows thee their fatness, causing thee to be in no need of feeling them to test their condition. (TA.) A3: And Milk, as long as there remains in it the taste of sweetness; (K, * TA;) as also ↓ فُوهَةٌ; and sometimes correctly said with ق, i. e. [قُوهَةٌ,] without teshdeed. (TA.) فَاوُوهَةٌ A man who reveals, or discloses, everything that is in his mind; as also ↓ فَاهٍ, (Fr, S, TA, [but omitted in one of my copies of the S,]) and ↓ فَاهٌ: (Fr, TA:) and بِجُوعِهِ ↓ فَاهٍ one who reveals his hunger; originally فَائِهٌ, like as they said هَارٍ and هَائِرٌ. (TA.) أَفْوَهُ Having what is termed فَوَهٌ, meaning as expl. in the last sentence of the first paragraph [i. e. width of the mouth, &c.]; fem. فَوْهَآءُ; (S, K, TA;) the former applied to a man, and the latter to a woman; (S, TA;) and in like manner to horses. (TA.) فَوْهَآءُ شَوْهَآءُ, applied to a woman, means Wide-mouthed, ugly: and, applied to a mare, wide-mouthed, long-headed: or sharp in spirit. (TA.) b2: [Hence,] بِئْرٌ فَوْهَآءُ A widemouthed well. (K.) b3: And طَعْنَةٌ فَوْهَآءُ A wide wound made by piercing. (K.) b4: And مَحَالَةٌ فَوْهَآءُ [A large sheave of a pulley] (S, K, TA) that is wide (K, TA) and (TA) whereof the teeth between which runs the well-rope are long. (S, TA.) [See also مَحَالَةٌ فَوْقَآءُ, in art. فوق.]

مُفَوَّهٌ and ↓ فَيِّهٌ, (S, K,) the latter originally فَيْوِهٌ, (S,) Eloquent; (S, K, TA;) and so فَيِّهَةٌ applied to a woman; (S, TA;) able in speech; an able speaker: or فَيِّهٌ signifies good in speech; a good speaker: (TA:) or both signify good and eloquent in speech; as though taken from الفَوَهُ meaning “ width of the mouth: ” (IAar, TA:) or having an inordinate desire, or appetite, for food; a vehement eater; (K, TA;) applied to a man and to other than man: (TA:) and the latter (فَيِّهٌ), having an inordinate and insatiable desire, or appetite, for food: (TA:) and this also signifies a man who eats much; syn. أَكُولٌ; (S, K;) and so does ↓ مُسْتَفِيهٌ: (K [in some copies of which, كوفى is strangely put in the place of اكول in the explanation here given]:) or ↓ مُسْتَفِيهٌ signifies a man eating vehemently after scantiness, (S,) or after weakness: (thus in a copy of the S:) and مُفَوَّهٌ is also expl. as meaning a man who eats vehemently. (TA.) And one says مِنْطِيقٌ مُفَوَّهٌ (K, TA) meaning [Very] eloquent in speech: (TA:) and مَنْطِقٌ مُفَوَّهٌ (K, TA) Good, or excel-lent, speech, or diction. (TA.) A2: شَرَابٌ مُفَوَّهٌ means [Beverage, or wine,] perfumed (K, TA.) with [the odoriferous substances called] أَفَاوِيهُ [pl. pl. of فُوهُ, q. v.]. (TA.) A3: And ثَوْبٌ مُفَوَّهٌ (Lth, K) and مُفَوًّى (K) A garment, or piece of cloth, dyed with فُوَّه [or فُوَّة, i. e. madder]. (Lth, K.) مُسْتَفِيهٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

فوه: الليث: الفُوهُ أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ. قال أَبو منصور: ومما

يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها

قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ، وامرأَة فَيِّهةٌ. ورجل أَفْوَهُ:

عظيمُ الفَم طويلُ الاسنان. ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي

يَجْري الرِّشاءُ فيها. ابن سيده: الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ

سواءٌ، والجمعُ أَفواهٌ. وقوله عزَّ وجل: ذلك قولُهم بأَفْواهِهم؛ وكلُّ قولٍ

إنما هو بالفم، إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ، إنما هو قولٌ

بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه، لأَنهم معترفون بأَنّ اللهَ لم يتَّخِذْ

صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ،

وأَما كونه جمع فِيهٍ فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ

أَفْياهاً؛ وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم

مُفَوَّةٌ، وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ، فحُذِفت

الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً، وكما حُذِفت من

شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ، وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب

إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً، ولا يكون الاسم على حرفين

أَحدُهما التنوينُ، فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لها، وهو الميمُ

لأَنهما شَفَهِيَّــتان، وفي الميم هُوِيٌّ في الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ

الواوِ. قال أَبو الهيثم: العربُ تستثقل وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ

والياءِ إذا سَكَنَ ما قبلَها، فتَحْذِفُ هذه الحروفَ وتُبْقي الاسمَ

على حرفين كما حذفوا الواوَ من أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ، والياءَ من يَدٍ

ودَمٍ، والحاءَ من حِرٍ، والهاءَ من فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ، فلما حذفوا

الهاءَ من فُوهٍ بقيت الواو ساكنة، فاستثقلوا وقوفاً عليها فحذفوها، فبقي

الاسم فاءً وحدها فوصلوها بميم ليصيرَ حرفين، حرفٌ يُبْتَدأُ به فيُحرَّك،

وحرفٌ يُسْكَت عليه فيُسَكِّن، وإنما خَصُّوا الميم بالزيادة لِمَا كان

في مَسْكَنٍ، والميمُ من حروف الشَّفَتين تنطبقان بها، وأَما ما حكي من

قولهم أَفْمامٌ فليس بجمع فَمٍ، إنما هو من باب مَلامِحَ ومَحاسِنَ،

ويدل على أَن فَماً مفتوحُ الفاء وُجُودك إياها مفتوحةً في هذا اللفظ، وأَما

ما حكى فيها أَبو زيد وغيرهُ من كسْرِ الفاء وضمِّها فضرْبٌ من التغيير

لَحِقَ الكلمةَ لإعْلالِها بحذف لامِها وإبدال عيْنِها؛ وأَما قول

الراجز:

يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ،

حتى يَعودَ المُلْك في أُسْطُمِّهِ

يُرْوَى بضم الفاء من فُمِّه، وفتحِها؛ قال ابن سيده: القول في تشديد

الميم عندي أَنه ليس بلغة في هذه الكلمة، أَلا ترى أَنك لا تجد لهذه

المُشدِّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إنما التصرُّفُ كله على ف و ه؟ من ذلك قولُ

الله تعالى: يقولون بأَفْواهِهم ما ليْسَ في قُلوبِهم؛ وقال الشاعر:

فلا لَغْوٌ ولا تأْثِيمَ فيها،

وما فاهُوا به أَبداً مُقِيمُ

وقالوا: رجلٌ مُفَوَّه إذا أَجادَ القولَ؛ ومنه الأفْوَهُ للواسعِ

الفمِ، ولم نسْمَعْهم قالوا أَفْمام ولا تفَمَّمت، ولا رجل أَفَمّ، ولا شيئاً

من هذا النحو لم نذكره، فدل اجتماعهم على تصَرُّفِ الكلمة بالفاء والواو

والهاء على أَن التشديد في فَمٍّ لا أَصل له في نفس المثال، إنما هو

عارضٌ لَحِقَ الكلمة، فإن قال قائل: فإذا ثبت بما ذَكَرْتَه أَن التشديد

في فَمٍّ عارض ليس من نفس الكلمة، فمِنْ أَيْنَ أَتَى هذا التشديد وكيف

وجهُ دخولهِ إياها؟ فالجواب أَن أَصل ذلك أَنهم ثَقَّلوا الميمَ في الوقف

فقالوا فَمّ، كما يقولون هذا خالِدّ وهو يَجْعَلّ، ثم إنهم أَجْرَوُا

الوصل مُجْرَى الوقف فقالوا هذا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً، كما أَجْرَوُا

الوصلَ مُجْرَى الوقف فيما حكاه سيبويه عنهم من قولهم:

ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا

وقولهم أَيضاً:

ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ،

كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ،

مَوْقِعُ كَفِّيْ راهِبٍ يُصَلِّي

يريد: العَيْهَلَ والكَلْكَلَ. قال ابن جني: فهذا حكم تشديد الميم عندي،

وهو أَقوى من أَن تَجْعَل الكلمةَ من ذوات التضعيف بمنزلة همٍّ وحمٍّ،

قال: فإن قلت فإذا كان أَصلُ فَمٍ عندك فَوَه فما تقول في قول

الفرزدق:هما نَفَثا في فيَّ مِنْْ فَمَوَيْهِما،

على النّابِحِ العاوِي، أَشدَّ رِجام

وإذا كانت الميم بدلاً من الواو التي هي عَيْنٌ فكيف جاز له الجمع

بينهما؟ فالجواب: أَن أَبا عليٍّ حكى لنا عن أَبي بكر وأَبي إسحق أَنهما

ذهبا إلى أَن الشاعر جمعَ بين العِوَض والمُعَوَّض عنه، لأَن الكلمة

مَجْهورة منقوصة، وأَجاز أَبو علي فيها وجهاً آخرَ، وهوأَن تكون الواوُ في

فمَوَيْهِما لاماً في موضع الهاء من أَفْواه، وتكون الكلمة تَعْتَفِبُ عليها

لامانِ هاءٌ مرة وواوٌ أُخرى، فجرى هذا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ، أَلا ترى

أَنهما في قول سيبويه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ؟

وتَجِدُهما في قول من قال ليست بسَنْهاء وبعير عاضِهٌ هاءين، وإذا ثبت بما

قدَّمناه أَن عين فَمٍ في الأصل واوٌ فينبغي أََن تقْضِيَ بسكونها، لأَن

السكون هو الأَصل حتى تَقومَ الدلالةُ على الحركةِ الزائدة. فإن قلت:

فهلاَّ قضَيْتَ بحركة العين لِجَمْعِك إياه على أَفْواهٍ، لأَن أَفْعالاً

إنما هو في الأَمر العامّ جمعُ فَعَلٍ نحو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ

وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ؟ فالجواب: أَن فَعْلاً مما عينُه واوٌ بابُه

أَيضاً أَفْعال، وذلك سَوْطٌ وأَسْواطٌ، وحَوْض وأَحْواض، وطَوْق

وأَطْواق، ففَوْهٌ لأن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بهذا منه بقَدَمٍ ورَسَنٍ. قال

الجوهري: والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الجمع أَفْواهٌ، إلا أَنهم

استثقلوا اجتماعَ الهاءين في قولك هذا فُوهُه بالإضافة، فحذفوا منه الهاء فقالوا

هذا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فا زيدٍ، وإذا أَضَفْتَ إلى نفسك قلت هذا

فِيَّ، يستوي فيه حالُ الرفع والنصبِ والخفضِ، لأَن الواوَ تُقُلَبُ

ياءً فتُذْغَم، وهذا إنما يقال في الإضافة، وربما قالوا ذلك في غير

الإضافة، وهو قليل؛ قال العجاج:

خالَطَ، مِنْ سَلْمَى، خياشِيمَ وفا

صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا

وصَفَ عُذوبةَ ريقِها، يقول: كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وفاها

فكَفَّ عن المضاف إليه؛ قال ابن سيده: وأَما قول الشاعر أَنشده الفراء:

يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما

قال الفراء: أَراد والفَمَانِ يعني الفمَ والأَنْفَ، فثَنَّاهُما بلفظ

الفمِ للمُجاوَرةِ، وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه على أَنه مفعول معَه

كأَنه قال مع الفم؛ قال ابن جني: وقد يجوز أَن يُنصَب بفعل مضمر كأَنه قال

وأُحِبُّ الفمَ، ويجوز أَن يكون الفمُ في موضع رفع إلا أَنه اسم مقصورٌ

بمنزلة عَصاً، وقد ذكرنا من ذلك شيئاً في ترجمة فمم. وقالوا: فُوك وفُو

زيدٍ، في حدِّ الإضافة وذلك في حد الرفع، وفا زيدٍ وفي زيدِ في حدِّ

النصب والجر، لأَن التنوين قد أُمِنَ ههنا بلزوم الإضافة، وصارت كأَنها من

تمامه؛ وأَما قول العجاج:

خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفا

فإنه جاءَ به على لغة من لم ينون، فقد أُمِنَ حذْف الأَلف لالتقاء

الساكنين كما أُمِنع في شاةٍ وذا مالٍ، قال سيبويه: وقالوا كلَّمْتُه فاهُ

إلى فِيَّ، وهي من الأسماء الموضوعة مَوْضِعَ المصادر ولا ينفردُ مما

بعده، ولو قلتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ، لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك منه، وأَنك

كلَّمْتَه ولا أَحَدَ بينك وبينَه، وإن شئت رفعت أَي وهذه حالُه. قال

الجوهري: وقولهم كلَّمتُه فاه إلى فِيَّ أَي مُشافِهاً، ونصْبُ فاهٍ على

الحال، وإذا أَفْرَدُوا لم يحتمل الواوُ التنوين فحذفوها وعوَّضوا من

الهاءِ ميماً، قالوا هذا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان، قال: ولو كان الميمُ عِوَضاً

من الواو لما اجتمعتا، قال ابن بري: الميمُ في فَمٍ بدلٌ من الواو،

وليست عِوَضاً من الهاءِ كما ذكره الجوهري، قال: وقد جاء في الشعر فَماً

مقصور مثل عصاً، قال: وعلى ذلك جاء تثنيةُ فَمَوانِ؛ وأَنشد:

يا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما،

والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قد نَما

وفي حديث ابن مسعود: أَقْرَأَنِيها رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

فاهُ إلى فِيَّ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً، وهو نصبٌ على الحال بتقدير

المشتق، ويقال فيه: كلَّمني فُوهُ إلى فِيَّ بالرفع، والجملة في موضع الحال،

قال: ومن أَمثالهم في باب الدعاء على الرجُل العرب تقول: فاهَا لِفِيك؛

تريد فا الداهية، وهي من الأَسماء التي أُجْرِيت مُجْرَى المصدر المدعوّ

بها على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارهُ؛ قال سيبويه: فاهَا لِفِيك،

غير منون، إنما يريد فا الداهيةِ، وصار بدلاً من اللفظ بقول دَهاكَ اللهُ،

قال: ويَدُلُّك على أَنه يُريدُ الداهيةَ قوله:

وداهِية مِنْ دَواهي المَنو

نِ يَرْهَبُها الناسُ لا فا لها

فجعل للداهية فماً، وكأَنه بدلٌ من قولهم دَهاكَ الله، وقيل: معناه

الخَيْبة لَكَ. وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ، كما يقال بفيك

الحجرُ، وبفيك الأَثْلبُ؛ وقال رجل من بَلْهُجَيْم:

فقلتُ له: فاهَا بفِيكَ، فإنها

قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أَنتَ حاذِرهُ

يعني يَقْرِيك من القِرَى، وأَورده الجوهري: فإنه قلوصُ امرئ؛ قال

ابن بري: وصواب إنشاده فإنها، والبيت لأَبي سِدْرة الأَسَديّ، ويقال

الهُجَيْميّ. وحكي عن شمر قال: سمعت ابن الأَعرابي يقول فاهاً بفِيك، منوَّناً،

أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ، قال: وقال بعضهم فاهَا لفِيكَ، غير

مُنوَّن، دُعاء عليه بكسر الفَمِ أَي كَسَر الله فَمَك. قال: وقال سيبويه

فاهَا لفِيكَ، غيرُ منوَّن، إنما يريد فا الداهيةِ وصار الضميرُ بدلاً من

اللفظ بالفعل، وأُضْمِرَ كما أُضمر للتُّرب والجَنْدَل، وصار بدلاً من

اللفظ بقوله دَهاكَ الله، وقال آخر:

لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذليلاً، لَطالَما

سَعَى للَّتي لا فا لها، غير آئِبِ

أَراد لا فَمَ لها ولا وَجْه أَي للداهية؛ وقال الآخر:

ولا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ:

فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ

ويقال للرجل الصغير الفمِ: فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى، يُلَقَّب به الرجل.

ويقال للمُنْتِن ريحِ الفمِ: فُو فَرَسٍ حَمِرٍ. ويقال: لو وَجَدتُ إليه

فَا كَرِشٍ أَي لو وجدت إليه سبيلاً. ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي في

تثنية الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ، فأَما فَمانِ فعلى اللفظ،

وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فنادر؛ قال: وأَما سيبويه فقال في قول

الفرزدق:هُما نَفَثا في فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما

إنه على الضرورة.

والفَوَهُ، بالتحريك: سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه. والفَوَهُ أَيضاً: خُروجُ

الأَسنانِ من الشَّفَتينِ وطولُها، فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً، فهو

أَفْوَهُ، والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ، وكذلك هو في الخَيْل. ورجل

أَفْوَهُ: واسعُ الفمِ؛ قال الراجز يصف الأَسد:

أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهَِ

وفرس فَوْهاءِ شَوْهاء: واسعة الفم في رأْسها طُولٌ. والفَوَهُ في بعض

الصفات: خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها. قال ابن بري: طول الثنايا

العليا يقال له الرَّوَقُ، فأَما الفَوَهُ فهو طول الأَسنانِ كلِّها.

ومَحالةٌ فَوْهاء: طالت أَسنانُها التي يَجْري الرِّشاءُ بينها. ويقال

لمحالة السانِيةِ إذا طالت أَسْنانُها: إنها لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ؛ قال

الراجز:

كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم

وبئر فَوْهاء: واسَعةُ الفمِ. وطَعْنةٌ فَوْهاءُ: واسعةٌ. وفاهَ بالكلام

يَفُوهُ: نَطَقَ ولَفَظَ به؛ وأَنشد لأُمَيَّةَ:

وما فاهُوا به لَهُمُ مُقيمُ

قال ابن سيده: وهذه الكلمة يائيَّة وواويَّة. أَبو زيد: فاهَ الرجل

يَفُوه فَوْهاً إذا كان مُتكلِّماً. وقالوا: هو فاهٌ

بجُوعِه إذا أَظْهَرَه وباحَ به، والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فقيل فاهٌ

كما قالوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ. ابن بري: وقال الفراء رجل فاوُوهةٌ

يَبُوح بكلِّ ما في نفسه وفاهٌ وفاهٍ. ورجل مُفَوَّهٌ: قادرٌ على

المَنْطِق والكلام، وكذلك فَيِّهٌ. ورجلٌ فَيِّهٌ: جَيِّدُ الكلامِ. وفَوهَه

اللهُ: جعَلَه أَفْوََِهَ. وفاهَ بالكلام يَفُوه: لَفَظَ به. ويقال: ما

فُهْتُ بكلمةٍ وما تَفَوَّهْتُ بمعنى أَي ما فتَحْتُ

فمِي بكلمة. والمُفَوَّهُ: المِنْطِيقُ. ورجل مُفَوَّهُ بها. وإِنه لذُو

فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان.

وفاهاهُ إذا ناطَقَه وفاخَرَه، وهافاهُ إذا مايَلَه إلى هَواه.

والفَيِّهُ أَيضاً: الجيِّدُ الأَكلِ. وقيل: الشديدُ الأَكلِ من الناس وغيرهم،

فَيْعِل، والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل. والفَيِّهُ: المُفَوَّهُ

المِنْطِيقُ أَيضاً. ابن الأَعرابي: رجل فَيِّهٌ

ومُفَوَّهٌ إذا كان حسَنَ الكلامِ بليغاً في كلامه. وفي حديث

الأَحْنَفِ: خَشِيت أَن يكون مُفَوَّهاً أَي بليغاً مِنْطِيقاً، كأنه مأْخوذ من

الفَوَهِ وهو سَعةُ الفمِ.

ورجل فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ في الطعام إذا كان أَكُولاً. الجوهري:

الفَيِّهُ الأَكولُ، والأَصْلُ فَيْوِهٌ

فأُدْغم، وهو المِنْطيقُ أَيضاً، والمرأَةُ فَيِّهةٌ. واستَفاهَ الرجلُ

اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو مُسْتَفِيهٌ: اشتَدَّ

أَكْلُه بعد قِلَّة، وقيل: اسْتَفاهَ في الطعام أَكثَرَ منه؛ عن ابن

الأَعرابي ولم يخصَّ هل ذلك بعدَ قلَّةٍ أَم لا؛ قال أَبو زبيد يصف

شِبْلَيْن:

ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما

عن التَّصَبُّب لا شَعْبٌ ولا قَدْعُ

اسْتَفاها: اشتَدَّ أَكْلِهما، والتَّصَبُّبُ: اكْتساءُ اللحمِ

للسِّمَنِ بعد الفِطامِ، والتَّحلُّم مثلُه، والقَدْعُ: أَن تُدْفَعَ عن الأَمر

تُريدُه، يقال: قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً. وقد اسْتَفاهَ في الأَكل وهو

مُسْتَفِيهٌ، وقد تكون الاسْتِفاهةُ في الشَّرابِ. والمُفَوَّهُ:

النَّهِمُ الذي لا يَشْبَع. ورجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ

أَي شديدُ الأَكلِ. وشَدَّ ما فَوَّهْتَ في هذا الطعام وتفَوَّهْتَ

وفُهْتَ أَي شَدَّ ما أَكَلْتَ. وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ

في الكلام أَيضاً، وقد اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً في الأَكل، وذلك إذا كنت

قليلَ الطَّعْم ثم اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ. ويقال: ما أَشَدَّ فُوَّهَةَ

بعيرِك في هذا الكَلإ، يريدون أَكْلَه، وكذلك فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك،

ومن هذا قولهم: أَفْواهُها مَجاسُّها؛ المعنى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُلك

على سِمَنِها فتُغْنيك عن جَسِّها، والعرب تقول: سَقَى فلانٌ

إِبلَه على أَفْواهِها، إذا لم يكن جَبَي لها الماءَ في الحوض قبل

ورُودِها، وإِنما نزَعَ عليها الماءَ حين وَرَدَتْ، وهذا كما يقال: سَقَى

إبلَه قَبَلاً. ويقال أَيضاً: جَرَّ فلانٌ إبلَه على أَفْواهِها إذا تركها

تَرْعَى وتسِير؛ قاله الأَصمعي؛ وأَنشد:

أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ،

جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ

(* قوله «على أفواهها والسجح» هكذا في الأصل والتهذيب هنا، وتقدم إنشاده

في مادة جرر أفواههن السجح).

بُلَيّ: تصغير بِلُوٍ، وهو البعير الذي بَلاه السفر، وأَراد بالسُّجْحِ

الخراطيمَ الطِّوال. ومن دُعائِهم: كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه؛

ومنه قول الهذلي:

أَصَخْرَ بنَ عبدِ الله، مَنْ يَغْوِ سادِراً

يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ

وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادي والنهرِ: فَمُه، والجمع

فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ. وفُوهةُ الطريقِ: كفُوَّهَتِه؛ عن ابن الأَعرابي. والزَمْ

فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَهوفَمَه. ويقال: قَعَد على فُوَّهةِ الطريق

وفُوَّهةِ النهر، ولا تقل فَم النهر ولا فُوهة، بالتخفيف، والجمع أَفْواه

على غير قياس؛ وأَنشد ابن بري:

يا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ

صِيدَ على فُوَّهةِ الطَّريقِ

(* قوله «للأفاق الفليق» هو هكذا بالأصل).

ابن الأَعرابي: الفُوَّهةُ مصَبُّ النهر في الكِظَامةِ، وهي السِّقاية.

الكسائي: أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار واحدتها فُوَّهةٌ، بتشديد

الواو مثل حُمَّرة، ولا يقال فَم. الليث: الفُوَّهةُ فمُ النهر ورأْسُ

الوادي. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج فما تفَوَّهَ البَقيعَ

قال: السلامُ عليكم؛ يريد لما دَخَل فمَ البَقِيعِ، فشَبَّهه بالفم

لأَنه أَول ما يُدْخَل إلى الجوفِ منه. ويقال لأَوَّل الزُّقاقِ والنهر:

فُوَّهَتُه، بضم الفاء وتشديد الواو. ويقال: طَلع علينا فُوَّهةُ إبِلك أَي

أَوَّلُها بمنزلة فُوَّهةِ الطريق.

وأَفْواهُ المكان: أَوائُله، وأَرْجُلُه أَواخِرُه؛ قال ذو الرمة:

ولو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَتْ

رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ

يقول: لو قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي: وقولهم: إنَّ رَدَّ

الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ، وهو من فُهْتُ بالكلام. ويقال: هو يخاف

فُوَّهَة الناسِ أَي فُهْتُ بالكلام. ويقال: هو يخاف فُوَّهةَ الناسِ أَي

قالتَهم. والفُوهةُ والفُوَّهةُ: تقطيعُ المسلمين بعضهم بعضاً بالغِيبة.

ويقال: مَنْ ذا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ. والفُوَّهةُ: الفمُ. أَبو

المَكَارم: ما أحْسَنْتُ شيئاً قطُّ كَثَغْرٍ في فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي ما

صادَفْت شيئاً حسناً. وأَفْواهُ الطيب: نَوافِحُه، واحدُها فوه. الجوهري:

الأفْواهُ ما يُعالج به الطِّيبُ كما أَنَّ التَّوابِلَ ما تُعالَج به

الأَطْعمة. يقال: فُوهٌ وأَفْواه مثل سُوقٍ وأَسْواق، ثم أفاويهُ وقال

أَبو حنيفة: الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه؛ قال ذو الرمة:

تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها

زَرابيُّ، وارْتَجَّتْ عليها الرَّواعِدُ

وقال مرَّة: الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّيبِ من الرياحين، قال: وقد تكون

الأَفْواه من البقول؛ قال جميل:

بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ،

ومن كلِّ أَفْواه البُقول بها بَقْلُ

والأَفْواهُ: الأَصْنافُ والأَنواعُ. والفُوَّهةُ: عروقٌ

يُصْبَغ بها، وفي التهذيب: الفُوَّهُ عروقٌ يصبغ بها. قال الأَزهري: لا

أَعرف الفُوَّهَ بهذا المعنى. والفُوَّهةُ: اللبَنُ ما دامَ فيه طعمُ

الحلاوةِ، وقد يقال بالقاف، وهو الصحيح.

والأَفْوه الأَوْدِيُّ: مِنْ شُعَرائهم، والله تعالى أَعلم.

فوه
: ( {الفَاهُ} والفُوهُ، بالضَّمِّ، {والفِيهُ، بالكَسْرِ،} والفُوهَةُ، بالضَّمِّ كَمَا فِي النسخِ، والصَّوابُ كَسُكَّرَة، وَهِي لُغَةٌ، (والفَمُ: سواءٌ) فِي المَعْنَى.
قَالَ اللَّيْثُ: الفُوهُ أَصْلُ بِنَاءِ تَأْسِيسِ الفَمِ، انْتَهَى.
وَقَالَ أَبُو المَكَارِمِ: مَا أَحْسَنْتُ شَيْئاً قَطُّ كَثَغْرٍ فِي! فُوَّهَةٍ جَارِيَةٍ حَسْناء، أَي مَا صَادَفْتُ شَيْئاً حَسَناً قَطّ كَثَغْرٍ فِي فَمِ جَارِيَةٍ. (ج {أَفْوَاهٌ، أَمَّا كَوْنُهُ جَمعَ} فُوهٍ فَبَيِّنٌ، وَأَمَّا كَوْنُهُ جَمعَ فِيهٍ فَمِنْ بَابِ رِيحٍ وأَرْوَاحٍ إِذا لَمْ نَسْمَعَ أَفْيَاهاً، وأَمَّا كَوْنُهُ جَمعَ {الفاهِ، فَإِنَّ الاِشْتِقَاقَ يُؤْذِنُ أَنَّ} فَاهاً مِنَ الوَاوِ لِقَوْلِهِمْ {مُفَوّهٌ، وأَمَّا كَوْنُهُ جَمعَ} فُوَّهة فَعَلى خِلاَفِ القِيَاسِ كَمَا سَيَأْتِي.
( {وأَفْمَامٌ،) واخْتُلِفَ فِيهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ جَمْعُ فَمَ، مُشَدَّد المِيمِ، حَكَاهُ اللّحْيَانِي، وَنَقَلَهُ شَارِحُ التَّسْهِيلِ، واسْتَدَلَّ أَرْبَابُ هَذَا القَوْلِ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ:
يَا لَيْتَهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ} فُمِّه ِحَتَّى يَعُودَ المُلْكَ فِي أُسْطُمِّه ِيُرْوَى بِضَمِّ الفَاءِ، وَفَتْحِهَا، عَنْ أَبَي زَيْدٍ؛ وَمَنَعَهُ الأَكْثَرُونَ.
فَقَالَ ابنُ جِنيِّ فِي سِرِّ الصِّنَاعَةِ: إِنَّا لَمْ نَسْمَعْهُمْ يَقُولُونَ {أَفْمَام.
وَتَقَدَّم لِلْجَوْهَرِيِّ فِي المِيمِ: وَلاَ تَقُلْ أَفْمَام.
وَتَبِعهما الحَرِيري فِي درَّةِ الغَوَّاصِ.
(وَمِنْهُم مَنْ قَالَ: إِنَّ} أَفْماماً لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ إِلاَّ أَنَّهُ (لاَ وَاحِدَ لَهَا) مَلْفُوظاً عَلى القِيَاسِ (لأَنَّ {فَمَاً أَصْلُه} فَوَهٌ، بِالتَّحْرِيكِ أَو بِالتَّسْكِينِ، كَمَا يَأْتِي عَن ابنِ جِنِّي، (حُذِفَتِ الهَاءُ كَمَا حُذِفَتْ مِنْ سَنَةٍ فِيمَنْ قَالَ عَامَلْتُهُ مُسَانَهةً، وَكَمَا حُذِفَتْ مِنْ شَاةٍ وَعِضَةٍ وَمِنْ اسْتٍ، (وَبِقَيتِ الواوُ طَرَفاً مُتَحَرِّكَة، فَوَجَبَ إِبْدالُهَا أَلْفاً لاِنْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَبَقِيَ! فاً، ولاَ يَكُونُ الاِسْمُ عَلَى حَرْفَيْنِ أَحْدُهما التَّنْوِينُ،) هَكَذَا هُوَ نَصُّ المُحْكَمُ، قَالَ شَيْخُنَا: الصَّوَابُ: أَحدهما الأَلف؛ (فَأُبْدِلَ مَكَانَهَا حَرْفٌ جَلْدٌ مُشَاكِلٌ لَهَا وَهُوَ الميمُ لأَنَّهما شَفَهِيَّــتَانِ، وَفِي المِيمِ هُوِيٌّ فِي الفَمِ يُضَارِعُ امْت 2 دادَ الواوِ. وقالَ أَبو الهَيْثمِ: العَرَبُ تَسْتَثْقلُ وُقوفاً على الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إِذا سَكَنَ مَا قَبْلَها، فتَحْذِفُ هَذِه الحرُوفَ وتُبْقِي الاسمَ على حَرْفَينِ كَمَا حَذَفُوا الواوَ مِن أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ، والياءَ من يَدٍ ودَمٍ، والحاءَ من حِرٍ، والهاءَ من {فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ، فلمَّا حَذَفُوا الهاءَ من} فُوهٍ بَقِيَتِ الواوُ ساكِنَةً، فاسْتَثْقلُوا وُقوفاً عَلَيْهَا فحَذَفُوها، فبَقِي الاسمُ فا وَحْدها فوَصَلُوها بميمٍ ليَصِيرَ حَرْفَيْن، حَرْفٌ يُبْتدأُ بِهِ فيُحرَّك، وحَرْفٌ يُسْكَتُ عَلَيْهِ فيُسَكَّن.
قالَ ابنُ جنِّي: وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ عينَ فَمٍ فِي الأصْلِ واوٌ فيَنْبَغي أَن يُقْضَى بسكونِها، لأنَّ السكونَ هُوَ الأَصْلُ حَتَّى تَقومَ الدَّلالةُ على الحَركَةِ الزائِدَةِ. فَإِن قلتَ: فهَلاَّ قَضَيْتَ بحركَةِ العَيْنِ لجَمْعِكَ إيَّاه على {أفْواهٍ، لأنَّ أفْعالاً إنَّما هُوَ فِي الأمْرِ العامِّ جمعُ فَعَلٍ نَحْو بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ؟ فالجوابُ: أَنَّ فَعْلاً ممَّا عينُه واوٌ بابُه أَيْضاً أَفْعال، وَذَلِكَ سَوْطٌ وأَسْواطٌ، وحَوْضٌ وأَحْواضٌ، وطَوْقٌ وأَطْواقٌ،} ففَوْهٌ لأَنَّ عيْنَه واوٌ أَشْبَه بِهَذَا مِنْهُ بقَدَمٍ ورَسَنٍ.
قُلْتُ: وَبِه جَزَمَ الرضى والجوْهرِيُّ وغيرُهُما. وَفِي الهمعِ: أَنَّه مَذْهَبُ البَصْرِيَّة، فجَمْعُه على {أَفْواهٍ قياسِيّ. وسِياقُ ابنُ سِيدَه يَقْتَضِي أنَّه بالتَّحْرِيكِ. وعبارَةُ المصنِّفِ تَحْتملُ الوَجْهَيْن إلاَّ أَنَّ أَفعالاً فِي فَعْل الأجْوف قَليلٌ، نَبَّه عَلَيْهِ شيْخُنا.
وقالَ الجوْهرِيُّ:} الفُوهُ أَصْلُ قوْلنا فَم لأنَّ الجَمْعَ {أَفْواهٌ إلاَّ أَنَّهم اسْتَثْقلُوا الجَمْعَ بينَ هاءَيْن فِي قوْلِكَ هَذَا} فُوهُه بالإضافَةِ، فحَذَفُوا مِنْهَا الهاءَ فَقَالُوا {فُوه} وفُو زيْدٍ، ورأَيْت {فَا زيْدٍ، ومَرَرْت} بفِي زيْدٍ، وَإِذا أَضَفْتَ إِلَى نفْسِك قُلْتَ: هَذَا! فِيَّ، يَسْتوِي فِيهِ حالُ الرَّفْع والنَّصْبِ والخَفْضِ، لأنَّ الواوَ تُقْلَبُ يَاء فتُدْغَم؛ قالَ: وَهَذَا إنَّما يقالُ فِي الإضافَةِ، ورُبَّما قَالُوا ذَلِك فِي غيرِ الإضافَةِ، وَهُوَ قَلِيلٌ؛ قالَ العجَّاجُ:
خالَطَ مِنْ سَلْمَى خياشِيمَ {وفا صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَاوصَفَ عُذوبَةَ رِيقِها، يقولُ: كأَنَّها عُقارٌ خالَطَ خِياشِيمَها} وفاهَا فكَفَّ عَن المُضافِ إِلَيْهِ.
وقالَ ابنُ جنِّي فِي قوْلِ العجَّاجِ هَذَا: إنَّه جاءَ بِهِ على لُغَةِ مَنْ لم ينوِّنْ، فقد أُمِنَ حذْف الألِفِ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن كَمَا أُمِنَ فِي شاةٍ وَذَا مالٍ.
(و) قَالُوا (فِي تَثْنِيَتِه: {فَمَان} وفَمَوان {وفَمَيَانِ) ، محرَّكَتَيْنِ؛ أَمَّا} فَمَان فعلى اللَّفْظِ، (والأَخِيرانِ نادِرَانِ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ، أَي لمَا فيهمَا مِنَ الجمْعِ بينَ البَدَلِ والمُبْدَلِ مِنْهُ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: وَإِذا أَفْرَدُوا لم يَحْتملِ الواوُ التَّنْوينَ فحَذَفُوها وعَوَّضُوا من الهاءِ مِيماً، قَالُوا: هَذَا {فَمٌ} وفَمَانِ {وفَمَوانِ، وَلَو كانَ الميمُ عِوَضاً مِن الواوِ لمَا اجْتَمعا.
قالَ ابنُ بَرِّي: الميمُ فِي فَمٍ بدلٌ مِن الواوِ، وليسَتْ عِوَضاً مِن الهاءِ كَمَا ذَكَرَه الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ جنِّي: فَإِن قُلْتَ: فَإِذا كانَ أَصْلُ فَمٍ عنْدَك} فَوَه فَمَا تقولُ فِي قوْلِ الفَرَزْدق:
هما نَفَثا فِي {فيَّ مِنْ} فَمَوَيْهِما على النّابِحِ العاوِي أَشَدَّ رِجاموإذا كانتِ الميمُ بَدَلاً مِن الواوِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ فكيفَ جازَ لَهُ الجَمْعَ بَيْنهما؟ فالجوابُ أنَّ أَبا عليَ حكَى لنا عَن أَبي بكْرٍ وأَبي إسْحاق أَنَّهما ذَهَبا إِلَى أَنَّ الشاعِرَ جمعَ بينَ المُعَوَّض والمُعَوَّض عَنهُ، لأنَّ الكَلِمَةَ مَجْهورَةٌ مَنْقوصةٌ، وأَجازَ أَبو عليَ فِيهَا وجْهاً آخَرَ، وَهُوَ أَنْ تكونَ الواوُ فِي فَمَوَيْهِما لاماً فِي موْضِعِ الهاءِ مِن {أَفْواه، وَتَكون الكَلِمَةُ تَعاقَبَ عَلَيْهَا لأَمَانِ هاءٌ مَرَّةً وواوٌ أُخْرَى، فَجرى هَذَا مَجْرى سَنَةٍ وعِضَةٍ، أَلا تَرَى أَنَّهما فِي قوْلِ سِيْبَوَيْه سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُسانَاة وعِضَوات واوانِ؟ وتَجِدُهما فِي قوْلِ مَنْ قالَ ليسَتْ بسَنْهاء وبَعيرٌ عاضِهٌ هاءَيْن.
قُلْتُ: وأَمَّا سِيْبَوَيْه فقالَ فِي قوْلِ الفَرَزْدقِ: إنَّه على الضَّرُورَةِ.
(} والفَوَهُ، محرّكةً: سَعَةُ الفَمِ) وعِظَمُه؛ رجُلٌ {أَفْوَهُ وامْرأَةٌ} فَوْهاءُ بَيِّنا الفَوَهِ؛ وَقد فَوِهَ، كفَرِحَ.
(أَو) {الفَوَهُ: (أَن تَخْرُجَ الأسْنانُ من الشَّفَتَيْنِ مَعَ طُولِها) .
(وقالَ الجوْهرِيُّ: ويقالُ الفَوَهُ خُرُوجُ الثَّنايا العُلْيا وطُولُها.
قالَ ابنُ بَرِّي: طُولُ الثّنايا العُلْيا يقالُ لَهُ الرَّوَقُ، فأَمَّا الفَوَهُ فَهُوَ طُولُ الأسْنانِ كُلِّها؛ (وَهُوَ} أَفْوَهُ وَهِي {فَوْهاءُ) ؛) وكَذلِكَ هُوَ فِي الخَيْلِ.
(} وفَوَّهَهُ اللَّهُ) تَعَالَى: جَعَلَهُ أَفْوَه؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
( {والأَفْوَهُ الأَزْدِيُّ: شاعِرٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الأوْدِيّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِهِ، وأَوَدُ قَبيلَةٌ مِن مَذْحِجٍ.
(وبِئْرٌ} فَوْهاءُ: واسِعَةُ الفَمِ.
( {وفاهَ بِهِ) } يَفُوهُ ويَفِيه؛ قالَ ابنُ سِيدَه: واوِيَّة يائِيَّة؛ (نَطَقَ) ولَفَظَ بِهِ؛ قالَ أُمَيَّة: فَلَا لَغْواً وَلَا تأْثِيمَ {فِيهَا وَمَا} فاهُوا بِهِ لَهُم مُقِيمُ ( {كتَفَوَّهَ) .) يقالُ: مَا} فُهْتُ بكَلِمَةٍ وَمَا {تَفَوَّهْتُ بمعْنًى، أَي مَا فتَحْتُ فمِي بكَلِمَةٍ.
(و) رجُلٌ (} مُفَوَّهٌ، كمعَظَّمٍ، {وفَيِّهٌ، ككَيِّسٍ) ، أَي (مِنْطِيقٌ) أَي قادِرٌ على المنْطِقِ والكَلامِ.
أَو} فَيِّهٌ: جَيِّدُ الكَلامِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: رجُلٌ فَيِّهٌ {ومُفَوَّهٌ: حَسَنُ الكَلامِ بَلِيغٌ فِيهِ، كأَنَّه مَأْخُوذٌ مِن} الفَوَهِ وَهُوَ سَعَةُ الفَمِ.
(أَو) {فَيِّهٌ: (نَهِمٌ شَديدُ الأَكْلِ) جَيِّدُه مِن الناسِ وغيرِهِم؛ وكَذلِكَ} المُفَوَّهُ: وَهُوَ النَّهِمُ الَّذِي لَا يَشْبَعُ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: {الفَيِّهُ الأَكُولُ، وأَصْلُهُ فَيْوِهٌ، فأُدْغِمَ، وَهُوَ المِنْطِيقُ أَيْضاً: وامْرأَةٌ} فَيِّهَةٌ.
( {واسْتَفَاهَ) الرَّجُلُ (} اسْتِفاهَةً {واسْتِفاهاً) ؛) الأخيرَةُ عَن اللّحْيانيِّ، فَهُوَ} مُسْتَفِيهٌ: (اشْتَدَّ أَكْلُهُ أَو شُرْبُهُ بعد قِلَّةٍ) ، وَهُوَ فِي الشُّرْبِ قَلِيلٌ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {اسْتَفاهَ فِي الطَّعامِ أَكْثَرَ مِنْهُ؛ وَلم يخصَّ هَل ذلكَ بعد قلَّةٍ أم لَا.
ويقالُ: رجُلٌ} مُفَوَّهٌ {ومُسْتَفِيهٌ: شَديدُ الأكْلِ؛ قالَ أَبو زبيدٍ يَصِفُ شِبْلَيْن:
ثمَّ} اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهماعن التَّصَبُّبِ لَا شَعْبٌ وَلَا قَدْعُأَي اشْتَدَّ أَكْلُهُما، والتَّصَبُّبُ: اكْتِساءُ اللحْمِ بعدَ الفِطامِ.
(أَو) ! اسْتَفاهَ: (سَكَنَ عَطَشُهُ بالشُّرْبِ. ( {والأَفْواهُ: التَّوابِلُ ونَوافِجُ الطِّيبِ) .
(وقالَ الجوْهرِيُّ:} الأَفْواهُ مَا يُعالَجُ بِهِ الطِّيبُ، كَمَا أنَّ التَّوابِلَ مَا يُعالَجُ بِهِ الأَطْعِمَةُ.
(و) قالَ أَبو حنيفَةَ: الأَفْواهُ (أَلْوانُ النَّوْرِ وضُرُوبُهُ) ؛) قالَ ذُو الرُّمَّة:
تَرَدَّيْتُ مِنْ {أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها زَرابيُّ وارْتَجَّتْ عَلَيْهَا الرَّواعِدُوقالَ مرَّة: الأَفْواهُ مَا أُعِدَّ للطِّيبِ من الرّياحِين؛ قالَ: وَقد تكونُ الأفْواهُ مِن البُقُولِ؛ قالَ جميلٌ:
بهَا قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ وَمن كلِّ أَفْواه البُقُولِ بهَا بَقْلُ (و) الأَفْواهُ: (أَصْنافُ الشَّيءِ وأَنْواعُهُ، الواحِدُ} فُوهٌ، كسُوقٍ) وجَمْعُه أَسْواقٍ، (جج) جَمْعُ الجَمْعِ ( {أَفاوِيهُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} وفَاهَاهُ {وفاوَهَهُ: ناطَقَهُ وفاخَرَهُ) ،} مُفاهَاةً {ومُفاوَهَةً.
(} والفُوَّهَةُ، كقُبَّرَةٍ: القالَةُ) ؛) هُوَ مِن {فُهْتُ بالكَلامِ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: إنَّ رَدَّ} الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ. ويقالُ: هُوَ يَخافُ {فُوَّهَةَ الناسِ.
(أَو) } الفُوَّهَةُ: (تَقْطِيعُ المُسْلِمِيْنَ بَعْضِهِم بَعْضاً بالغِيبَةِ) ، كالفُوهَةِ.
(و) {الفُوَّهَةُ: (اللَّبَنُ) مَا دَامَ (فِيهِ طَعْمُ الحَلاوَةِ) ،} كالفُوهَةِ؛ وَقد يقالُ بالقَافِ وَهُوَ الصَّحيحِ، أَي مَعَ التَّخْفيفِ كَمَا سَيَأْتي.
(و) {الفُوَّهَةُ (من السِّكَّةِ والطَّريقِ والوادِي) والنَّهرِ: (فَمُهُ،} كفُوهَتِه، بالضَّمِّ) مَعَ التَّخْفِيفِ، وَهَذِه عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
يقالُ: الزَمْ {فُوَّهَةَ الطَّريقِ} وفُوهَتَه وفَمَه.
وقيلَ:! الفُوَّهَةُ مَصَبُّ النهرِ فِي الكِظَامَةِ. وقالَ اللّيْثُ: {الفُوَّهَةُ فَمُ النهْرِ ورأْسُ الوادِي؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
يَا عَجَباً للأَفْلَقِ الفَليقِصِيدَ على} فُوَّهةِ الطَّريقِوأَنْكَرَ بعضُهم التَّخْفيفَ فقالَ: قُلْ قَعَدَ على فُوهَةِ الطَّريقِ {وفُوَّهَةِ النهْرِ، وَلَا تَقُلْ فَم النهْرِ وَلَا} فُوهَتَه بالتخْفِيفِ.
(و) {الفُوَّهَةُ: (أَوَّلُ الشَّيءِ) كأَوَّلِ الزُّقاقِ والنهْرِ.
ويقالُ: طَلَعَ علينا} فُوَّهَةُ إِبِلِكَ، أَي أَوَّلُها بمنْزِلَةِ فُوَّهَةِ الطَّريقِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(ج {فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ) } وأَفْواهُ، الأخيرَةُ على غيرِ قِياسٍ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ الكِسائيُّ: {أَفْواهُ الأزِقَّةِ والأنْهارِ، واحِدَتُها} فُوَّهَةٌ، كحُمَّرةٍ، وَلَا يقالُ فَمٌ.
( {وتَفاوَهُوا: تَكَلَّمُوا.
(و) مِن المجازِ: (مَحالَةٌ} فَوْهاءُ) بَيِّنةُ {الفَوَهِ إِذا اتَّسَعَتْ وطالَتْ أَسْنانُها الَّتِي يَجْرِي الرِّشاءُ بَينهَا؛ قالَ الراجزُ:
كَبْداء} فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم (و) مِنَ المجازِ: (طَعْنَةٌ {فَوْهاءُ) ، أَي واسِعَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (دَخَلُوا فِي} أَفْواهِ البَلَدِ وخَرَجُوا من أَرْجُلِها) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أَرْجُلِه، (وَهِي أَوائِلُهُ وأَواخِرُهُ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ؛ واحِدَتُها {فُوَّهَةٌ كقُبَّرَةٍ؛ وقالَ ذُو الرُّمَّة:
وَلَو قُمْتُ مَا قامَ ابنُ لَيْلى لقد هَوَت ْرِكابي} بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يقولُ: لَو قُمْتُ مَقامَه انْقَطَعَتْ رِكابي.
(و) مِن المجازِ: (لَا فُضَّ! فُوهُ، أَي) لَا كُسِرَ (ثَغْرُهُ) ؛) وَمِنْه قَوْلُ الحَرِيرِيّ: لَا فُضَّ {فُوكَ وَلَا بُرَّ مَنْ يَجْفُوكَ؛ يقالُ ذلِكَ فِي الدّعاءِ.
(و) مِن المجازِ: (ماتَ} لِفِيهِ، أَي لوَجْهِهِ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
(و) مِن المجازِ: (لَو وجَدْتُ إِلَيْهِ {فَا كَرِشٍ، أَي) لَو وجَدْتُ إِلَيْهِ (أَدْنَى طَريقٍ) ؛) ومَرَّ لَهُ فِي الشِّين وقالَ هُنَاكَ: أَي سَبيلاً وَهُوَ مِن أَمْثالِهِم المَشْهورَةِ وتَفْصِيله فِي حَرْفِ الشِّيْن.
(و) مِن أَمْثالِهم فِي بابِ الدعاءِ على الرّجُلِ: (} فاهَا {لِفِيكَ، أَي جَعَلَ اللَّهُ} فَمَ الدَّاهِيَةِ {لفَمِكَ) ، وَهِي مِن الأسْماءِ الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصادِرِ المَدْعُوّ بهَا على إضْمارِ الفِعْلِ غَيْر المُسْتَعْمل إظهارُه.
قالَ سِيْبَوَيْه: فاهَا غَيْرُ منوَّنٍ إنَّما يريدُ فالدَّاهِيَة، وصارَ بَدَلاً مِن اللَّفْظِ بقوْلِه دَهاكَ اللَّهُ، ويَدُلُّك على أنَّه يُريدُ الدَّاهِيَة قَوْله:
وداهِية مِنْ دَواهِي المَنونِ يَرْهَبُها الناسُ لَا فا لَهافجَعَلَ للدَّاهِيَة فَمَا، وكأَنَّه بدلٌ منْ قوْلِهم: دَهاكَ اللَّهُ، وقيلَ: سَعْناه الخَيْبَة لَكَ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ.
قالَ: وقالَ أَبو عبيدٍ: أَصْلُه أَنَّه يُريدُ جَعَلَ اللَّهُ} بفِيكَ الأرضَ، كَمَا يقالُ: بفِيكَ الحَجَرُ،! وبفِيكَ الأثْلبُ؛ وأَنْشَدَ لرجُلٍ من بَني الهُجَيْم:
فقلتُ لَهُ فاهَا لفِيكَ فإنَّهقَلُوصُ امْرىءٍ قارِيكَ مَا أَنْتَ حاذِرُهيعْنِي يَقْرِيكَ مِن القِرَى.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه فإنَّها، والبَيْتُ لأبي سِدْرَةَ الأسَديِّ؛ ويقالُ: الهُجَيْمِيّ.
وحُكِي عَن شَمِرٍ قالَ: سَمِعْتُ ابنَ الأعْرابيِّ يقولُ: {فاهاً} بفِيكَ منوَّناً، أَي أَلْصَقَ اللَّهُ فاكَ بالأَرضِ؛ قالَ: وقالَ بعضُهم: فاهَا لفِيكَ غيْرُ منوَّنٍ؛ دُعاء عَلَيْهِ بكسْرِ الفَمِ أَي كَسَر اللَّهُ فَمَكَ؛ وقالَ الراجزُ:
وَلَا أَقولُ لذِي قُرْبَى وآصِرةٍ فاها لِفِيكَ على حالٍ من العَطَبِ (و) مِن المجازِ: (سَقَى) فلانٌ (إِبِلَهُ على {أَفْواهِها) ، إِذا لم يكنْ جَبَى لَهَا الماءَ فِي الحوْضِ قَبْل وُرُودِها، وإنَّما نَزَعَ عَلَيْهَا الماءَ حِين وَرَدَتْ.
ويقالُ أَيْضاً: جَرَّ فلانٌ إِبِلَهُ على أَفْواهِها، (أَي تَرَكَها تَرْعَى وتَسِيرُ) ؛) قالَهُ الأصْمعيُّ وأَنْشَدَ:
أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيَ ظِلْحِجَرّ على أَفْواهِها والسُّجْحِبُلَيّ: تَصْغيرُ بِلْوٍ، وَهُوَ البَعيرُ الَّذِي بَلاهُ السَّفَرُ، وأَرادَ بالسُّحْجِ الخَراطِيمَ الطِّوالَ.
وَإِذا عَرَفْتَ ذلكَ ظَهَرَ لكَ أَنَّ فِي سِياقِ المصنِّفِ سَقْطاً والصَّوابُ فِي العِبارَةِ وسَقَى إبِلَه على أَفْواهِها نَزَعَ لَهَا الماءَ وَهِي تَشْربُ. وجَرَّها على أَفْواهِها: أَي تَرَكَها تَرْعَى وتَسِيرُ؛ هَذَا هُوَ المُوافِقُ لسائِرِ أُمَّهاتِ اللغَةِ، وَهُوَ نَصُّ الأساسِ بعَيْنِه.
(وشَرابٌ} مُفَوَّهٌ: مُطَيَّبٌ) {بالأفاوِيه.
(و) تقولُ: (مِنْطِيقٌ} مُفَوَّهٌ) :) أَي بَلِيغُ الكَلامِ.
(ومَنْطِقٌ مُفَوَّهٌ) :) جَيِّدٌ.
(ورجُلٌ فَيِّهٌ) ، كسَيِّدٍ، (! ومُسْتَفِيهٌ) :) أَي (كُوفِي) ؛) هَكَذَا فِي النسخِ، وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلكَ، ولعلَّه كوني بالنّونِ، وَهُوَ الَّذِي يقولُ فِي كَلامِهِ كانَ كَذَا وكانَ كَذَا، أَشارَ بذلكَ إِلَى كثْرَةِ الكَلامِ، أَي كَمَا أَنَّ {الفَيِّهَ} والمُسْتَفِيهَ يُسْتَعْملانِ فِي كَثْرةِ الأكْلِ فكَذلِكَ فِي كَثْرَةِ الكَلامِ، فتأَمَّلْ؛ أَو أنَّ الصَّوابَ فِي النسْخةِ أَكُولٌ، وَقد صَحَّفَه النُّسَّاخُ.
( {والفُوَّهُ، كسُكَّرٍ: عُرُوقٌ رِقاقٌ طِوالٌ حُمْرٌ يُصْبَغُ بهَا، نافِعٌ للكَبِدِ والطِّحالِ والنِّسَا ووَجَع الوَرِكِ والخاصِرَةِ، مُدِرٌّ جِدّاً، ويُعْجَنُ بخَلَ فيُطْلَى بِهِ البَرَصُ فإِنّهُ يَبْرَأُ) .
(وقالَ الأزْهرِيُّ: لَا أَعْرِفُ الفُوَّهَ بِهَذَا المعْنَى.
وقالَ بعضُهم: هُوَ} الفُوَّهَةُ؛ وسَيَأْتي للمصنِّفِ فِي المعْتَلِّ.
(وثَوْبٌ {مُفَوَّهٌ) ؛) وَهَذِه عَن اللَّيْث؛ (ومُفَوًّى: صُبِغَ بِهِ) ، أَشارَ بهما إِلَى القَوْلَيْن.
(} وتَفَوَّهَ المَكانَ: دخَلَ فِي {فُوَّهَتِه) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: خَرَجَ فَلَمَّا} تَفَوَّهَ البَقِيعَ قالَ: (السلامُ عَلَيْكم) ؛ يُريدُ لما دَخَلَ فمَ البَقِيعِ، فشَبَّهَه {بالفَمِ لأنَّه أَوَّل مَا يُدْخَل إِلَى الجَوْفِ مِنْهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقُولونَ: كَلَّمتُه فَاهُ إِلَى} فِيَّ، أَي مُشافهاً، ونَصْبُ فَاهٍ على الحالِ بتَقْدِيرِ المُشْتَقِّ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: هِيَ من الأسْماءِ المَوْضُوعَةِ مَوْضِع المَصادِرِ، وَلَا ينْفردُ ممَّا بعْدَه؛ وَلَو قُلْتَ كلَّمتُه فاهُ لم يَجُزْ، لأنَّك تُخْبِر بقُرْبِك مِنْهُ، وأَنَّك كلَّمتَه وَلَا أَحَدَ بَيْنك وبَيْنَه، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ أَي وَهَذِه حالُه، انتَهَى.
أَي يقالُ: كلَّمني {فُوهُ إِلَى} فِيَّ، بالرَّفْعِ، والجملَةُ فِي مَوْضِعِ الحالِ.
ويقالُ للرَّجُلِ الصَّغيرِ: فُو جُرَذٍ! وفُو دَبَى، يلَقَّبُ بِهِ الرَّجُلُ.
ويقالُ للمُنْتِنِ رِيحِ الفمِ: فُو فَرَسٍ حَمِرٍ. وفَرَسٌ {فَوْهاءُ شَوْهاءُ: واسِعَةُ الفَمِ فِي رأْسِها طُولٌ، أَو حَديدَةُ النفْسِ.
وزوْجَتِي فَوْهاءُ شَوْهاءُ: واسِعَةُ الفَمِ قَبيحَةٌ.
وَقَالُوا: هُوَ} فَاهٌ بجُوعِه إِذا أَظْهَرَه وأَباحَ بِهِ، والأصْلُ {فائِهٌ بجُوعِه، كَمَا قَالُوا جُرُفٌ هارٌ وهائِرٌ.
وقالَ الفرَّاءُ: رجُلٌ} فاوُوهَةٌ: يَبُوحُ بكلِّ مَا فِي نفْسِه {وفاهٌ} وفاهٍ.
وإنَّه لذُو {فُوَّهةٍ: أَي شَديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسانِ.
ويقالُ: شَدَّ مَا} فَوَّهْتَ فِي هَذَا الطَّعامِ {وتَفَوَّهْتَ} وفُهْتَ: أَي شَدّ مَا أَكَلْتَ.
ويقالُ: مَا أَشَدَّ {فُوَّهَةَ بعيرِكَ فِي هَذَا الكَلَأِ، يُريدُونَ أَكْلَه؛ وكَذلِكَ} فُوَّهَة فَرَسِكَ، ومِن هَذَا قَوْلهم: {أَفْواهُها مَجاسُّها، المعْنَى أنَّ جَوْدَةَ أَكْلِها تَدُلُّكَ على سِمَنِها فتُغْنِيك عَن جَسِّها.
ومِن دُعائِهِم: كَبَّهُ اللَّهُ} لِفِيهِ، أَي أَمَاتَه أَو صَرَعَه.
ويقالُ: هَذَا أَمْرٌ مَا {فُهْت عَنهُ} فُؤُوها، أَي لم أَذْكُرْه؛ عَن الفرَّاء.
(فوه) فوها اتَّسع فَمه وانفرجت شفتاه عَن أَسْنَانه فَهُوَ أفوه وَهِي فوهاء (ج) فوه
فوه: فوه: تثاءب. (فوك. الكالا).
فوه الزهر للفتح: أوشك، على وشك أن يتفتح. ففي ابن العوام (1: 643، 644): روس الورد إذا فوهت وهمت بالفتح.
فوه: ارتعد. ففي المعجم اللاتيني- العربي: tremeo (metuo) : يرتعد ويفوه.
تفوه بلسانه: فرقع بلسانه، ففي ألف ليلة (2: 395): ثم إنها تفوهت بلسانها فرحا ببراءتها. وفي طبعة برسل: لقلقت.
تفوه: فغر فمه، تثاءب. (فوك، بوسييه) وفي معجم هلو: تفوى أي تثاءب.
فوه: معناها فم، وتطلق على كأس الزهرة وهو كم الزهرة. (وانظرها في مادة غلف).
فوه. نزل المطر كأفواه القرب: تعبير مأثور معناه هطل المطر مدرارا كأنه ينزل من أفواه القرب.
(ويجرز ص150 رقم 245، المقري 2: 800 مع تعليقه فليشر في الإضافات).
فوه: القسم الأعلى المفتوح من الزورق. ففي الإدريسي في العبارة التي ترجمها جوبرت (1: 62): ينسجون على أفواه الزوارق شبكا. وبعد ذلك: فتكتسي الشباك فوق أفواه الزوارق ويجتذبون الزوارق إلى أنفسهم.
فوه والجمع افاوه: تابل يعالج به الطعام (فرك). تفويه، والجمع تفاويه: تابل يعالج به الطعام (فوك).
في في بمعنى فيَ وتستعمل قبل الألف لربطها بالكلمة التي بعدها في الشعر (معجم أبي الفدا).
في لست من الشيخ في شيء: تعبير اصطلاح معناه لا شأن لك من الشيخ. (معجم الطرائف).
في: عوضا عن، بدلا من ب. ففي حيان -بسام (3: 28 ق) في الكلام عن أمة: فأعطاه فيها ثلاثة آلاف دينار فملكها. (المقدمة 3: 231).
في: تستعمل بعد الأفعال التي معناها سافر ورحل وانطلق وذهب ومضى وتوجه وسار. فيكون معنى في حينئذ: ذهب يبحث، يقال مثلا: توجه في فلان، أي ذهب يبحث عنه. ويقال: وجه (بعث) في فلان. (رسالة إلى السيد فليشر ص36 - 37).
في: ليسأل، ليطلب، يقال مثلا: فلقي وصيفا في رزق يجرى له، أي لقي وصيفا ليطلب منه أن يجري له راتبا. (معجم الطرائف).
في: تستعمل في اختصار اللعن. ففي رياض النفوس (ص74 ق): فضربه أسود بالرمح فقال له فيك وفي سك (بنيك؟) فقتل بالرماح.
يعيش رأسك فيه: عسى أن تعيش بعدة مدة طويلة: كما ترجمها لين مرتين في ألف ليلة (برسل 4: 172).

عسجد

ع س ج د: (الْعَسْجَدُ) الذَّهَبُ. 
عسجد: العَسْجَدُ: الذَّهبُ، ويقال: بل العَسْجَد اسم جامعُ للجَوْهر كُلِّه، من الدر والياقوت. 
عسجد
عَسْجَد [مفرد]
• العَسْجَد: الذَّهَبُ، الجوهر كُلُّه كالدُّرّ والياقوت "خاتمٌ مصنوع من عَسْجد". 
[عسجد] العسجد: الذهب، وهو أحد ما جاء من الرباعي بغير حرف ذولقى. والعسجدية في قول الاعشى:

والعسجدية فالابواء فالرجل *: اسم موضع. والعسجدية: ركاب الملوك، وهي إبلٌ كانت تُزَيَّن للنعمان.

عسجد



عَسْجَدٌ, an instance of a quadriliteral-radical word without any letter of the kind termed ذَوْلَقِىٌّ; (S, O, TA;) the letters of this kind being six; three pronounced with the tip of the tongue, namely, ر and ل and ن; and three labial, namely, ب and ف and م; (TA;) Gold: (S, O, K:) and (as some say, O, TA) any gems, such as pearls and يَاقُوت [or sapphires]. (O, K.) A2: Also A large, or bulky, camel: (O, K:) a small one is called لَطِيمٌ. (TA.) b2: And, accord. to Az, A certain stallion-camel. (O.) See also the following paragraph.

عَسْجَدِيَّةٌ Large weaned camels: (O, K:) small ones are called لَطِيمَةٌ. (TA.) b2: And, (O, K,) accord. to El-Mufaddal, (TA,) Camels on which kings ride; [and particularly] certain camels which were decked, or adorned, for En-Noamán (S, O, K, TA) Ibn-El-Mundhir; or, accord. to AO, camels on which kings ride, which bear [fine housings or the like, of the kind of stuff called]

دِقّ [q. v. voce دَقِيقٌ] of great price: (TA:) and, (O, K, TA,) by El-Mázinee, (TA,) it is said to signify (O, TA) camels that carry gold; (O, K, TA;) but IAar rejected this assertion: (O:) it is said (O, TA) by Nasr, on the authority of As, (TA,) to be a [fem.] rel. n. from the name of a certain market in which is عَسْجَد, i. e. gold: (O, TA:) IAar relates, on the authority of El-Mufaddal, that it is a rel. n. from the name of a certain stallion of generous race, called ↓ عَسْجَدٌ; and he is said to have been called العَسْجَدِىُّ also: (TA:) in the T, (TA,) or by AO, (O,) it is said that العَسْجَدِىُّ, (O, TA,) or العَسْجَدِيَّةُ, (O,) was a horse or mare (فَرَس) of the offspring of Ed-Deenáree (O, TA) Abu-l-Humeys Ibn-Zád-er-Rá- kib: (TA:) in the K, العَسْجَدِيَّةُ is said to have been [the name of] a mare (فَرَس) of the offspring of Ed-Deenáree. (TA.)

عسجد: العَسْجَدُ: الذهب؛ وقيل: هو اسم جامع للجوهر كله من الدرّ

والياقوت. وقال ثعلب: اختلف الناس في العسجد؛ فروى أَبو نصر عن الأَصمعي في

قوله:

إِذا اصْطَكّتْ بِضيقٍ حُجْرَتاها،

تلاقى العَسْجَدِيَّةُ واللَّطيمُ

قال: العسجدية منسوبة إِلى سوق يكون فيها العسجد وهو الذهب؛ وروى ابن

الأَعرابي عن المفضل أَنه قال: العسجدية منسوبة إِلى فحل كريم يقال له

عَسْجَد؛ قال وأَنشده الأَصمعي:

بَنونَ وهَجْمَةٌ، كأَشاءِ بُسٍّ،

تحلّي العَسْجَدِيَّة واللَّطِيمِ

(* قوله «بنون إلخ» بياقوت بدل المصراع الثاني ما نصه «صفايا كنة الابار

كوم» فالظاهر أَن ما هنا عجز بيت آخر).

قال: العسجد الذهب، وكذلك العِقْيانُ، والعَسْجَدية ركاب الملوك، وهي

إِبل كانت تزين للنعمان. وقال أَبو عبيدة: العسجدية ركاب الملوك التي تحمل

الدِّقَّ الكثير الثمن ليس بجاف. واللَّطيمةُ: سوق فيها بَزُّ وطِيبٌ.

ويقال: أَعظمُ لَطِيمَةٍ من مِسْك أَي قطعة. وقال المازني: في العسجدية

قولان: أَحدهما تلاقى أَولادُ عَسْجَدٍ وهو البعير الضخم؛ ويقال: الإِبل

تَحْمِل العسجد وهو الذهب؛ ويقال: اللطيم الصغير من الإِبل سمي لطيماً لأَن

العرب كانت تأْخذ الفصيل إِذا صار له وقت من سنه، فتقبلُ به سهيلاً إِذا

طلع ثم تَلْطِمُ خدَّه، ويقال له: اذهب لا تذق بعدها قطرة.

والعَسْجَدِيَّةُ: العِيرُ التي تحمل الذهب والمال، وقيل: هي كبار الإِبل.

والعَسْجَدُ: من فحول الإِبل، معروف، وهو العسجدي أَيضاً كأَنه من إِضافة الشيءِ

إِلى نفسه؛ قال النابغة:

فِيهمْ بَناتُ العَسْجَدِيّ ولاحِقٍ،

وُرْقاً مراكِلُها من المِضْمارِ

الجوهري: العسجدية في قول الأَعشى:

فالعَسْجَدِيَّةُ فالأَبْواءُ فالرِّجَلُ

اسم موضع. الأَزهري: العسجدي اسم فرس لبني أَسَدٍ من نِتاج الدِّيناريّ

بن الهُمَيْسِ بن زاد الركب. الجوهري: العسجد هو أَحد ما جاءَ من الرباعي

بغير حرْف ذَوْلَقيٍّ، والحروف الذَّوْلَقِيَّةُ ستة: ثلاثة من طَرف

اللسان وهي الراء واللام والنون، وثلاثة شَفَهِيَّــة وهي الباء والفاء

والميم، ولا نجد كلمة رباعية أَو خماسية إِلا وفيها حرف أَو حرفان من هذه الستة

أَحرف، إِلا ما جاءَ نحو عسجد وما أَشبهه.

عسجد
: (العَسْجَدُ: الذَّهَبُ، و) قيل: هُوَ اسمٌ جاسِعٌ، يُطْلَقُ على (الجَوْهَرِ كُلِّه، كالدُّرِّ والياقُوتِ.
(و) قَالَ المازِنِيُّ: العَسْجَد: (البعِيرُ الضَّخْمُ) ، واللَّطِيمُ: الصَّغِيرُ من الإِبل.
وَفِي الصِّحَاح، العَسْجَدُ: أَحدُ مَا جاءَ من الرُّباعِيِّ بَغَيْرِ حَرْفٍ ذَوْلَقِيٍ. والحروف الذَّوْلَقِيَّةُ سِتَّةٌ: ثلاثةٌ من طَرَفِ اللِّسَانِ، وَهِي: الرَّاءُ واللَّام والنُّون، وثلاثةٌ شَفَهِيَّــةٌ، وَهِي: الباءُ والفَاءُ وَالْمِيم. وَلَا تَجِد كلمة رُبَاعِيَّةً وَلَا خُمَاسِيَّةً إِلَّا فِيهَا حرْفٌ أَو حرْفانِ من هاذه الستةِ أَحرف، إِلّا مَا جاءَ نَحْو عَسْجد وَمَا أَشبهه. انْتهى. وَمثله فِي (سرّ الصِّناعَة) لِابْنِ جِنّي، والاقتراح) . وَفِي مقدِّمات (سفاءِ الغَليل) .
وأَحسَنُ كلامِ الْعَرَب مَا بُنِيَ من الحُرُوفِ المتباعدةِ المخارِجِ، وأَخَفُّ الحُروفِ حُروفُ الذَّلَاقَةِ، وَلذَا لَا يَخلو الرُّباعي والخُمَاسيُّ مِنْهَا إلَّا (نَحْو) عَسْجَد، لِشَبَهِ السِّين فِي الصَّفير بالنُّون فِي الغُنَّة، فإِذا وَرَدَت كلمةٌ رُباعيّةٌ، أَو خُماسِيَّة لَيْسَ فِيهَا شيْءٌ من حُروفِ الذَّلَاقةِ فاعلمْ أَنَّها غير أَصلِيَّة فِي العَرِبيَّة. انْتهى.
قلتُ: وَمن هُنَا أَخذَ مُلَّا على فِي (النامُوس) ، وحَكَم على عَسْجَد أَنَّه لَيْسَ بعربيَ، وغَفَلَ عَن الاستثناءِ، وحَفِظَ شَيْئا وغابَت عَنهُ أَشياءُ. وَفِي كَلَامه فِي (الناموس) غلطٌ من وَجْهَين، أَشار لَهُ شيخُنَا، رَحمَه الله تَعَالَى، فراجِعْه.
(و) قَالَ ثَعْلَب: اختلَفَ النّاسُ فِي العَسْجَدِ، فرَوَى أَبو نَصْرٍ عَن الأَصْمَعيِّ فِي قَول غامانَ بنِ كَعْب بن عَمْرِو بن سَعْدٍ:
إِذَ اصْطَكَّتْ بِضَيْقٍ حَجْرَتَاها
تَلَاقَى (العَسْجَدِيَّةُ) واللَّطِيمُ
قَالَ: العَسْجَدِيَّةُ منسوبةٌ إِلى سُوقٍ يكون فِيهَا العَسْجدُ، وَهُوَ الذَّهَب، وروَى ابنُ الأَعرابيِّ عَن المفضَّل أَنه قَالَ: العَسْجَدِيَّةُ منْسوبةٌ إِلى فَحْلٍ كَرِيمٍ، يُقَال لَهُ: عسْجَدٌ. وَقَالَ غَيره: وَهُوَ العَسْجَدِيُّ أَيضاً، كأَنَّهُ من إِضافةِ الشيْءِ إِلى نفسِه.
وَفِي التَّهْذِيب: العَسْجَدِيُّ: (فَرَسٌ) لبني أَسَدٍ (من نِتَاج الدِّينارِيِّ) بن الهُجَيْس بن زَاد الرَّكْب.
(و) فِي الصّحاح: العَسْجَدِيَّة فِي قولِ الأَعشى:
فالعَسْجَدِيَّةُ فالأَبواءُ فالرِّجَلُ
(ع) .
(و) العَسْجَدِيَّة (كِبَارُ الفُصْلانِ) ، واللَّطِيمةُ: صغارُها.
(و) العَسْجَدِيَّةُ: (لإِبِلُ تَحمِلُ الذَّهَبَ) ، قَالَه المازِني.
(و) رُوِيَ عَن الفضَّلِ: هِيَ (رِكَابُ المُلوكِ، وَهِي إِبِلٌ كانَتْ تُزَيَّنُ للنُّعْمَانِ) بنِ المُنْذِرِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ: هِيَ رِكابُ المُلوكِ الّتي تَحْمِلُ الدِّقَّ الكَثِيرَ الثَّمَنِ، لَيْسَ بِجَافٍ. وَقَالَ أَبو زيدٍ فِي نوادِره: عَسْجَدٌ: فَحْلُ من فُحول الإِبل، وَبِه فسَّر البيتَ الْمَذْكُور، وكذالك قَالَه ابنُ الأَعرابيِّ فِي نوادره، وزَيَّف قولَ من قَالَ إِنها مَنسوبةٌ إِلى العَسْجَد، أَي الذَّهَبِ.

ذلق

(ذلق) السكين وَنَحْوه ذلقه وَالْفرس ضمره وَاللَّبن خلطه بِالْمَاءِ والضب أذلقه
ذلق: ذَلِق: دقيق، لطيف، مدرب. يقال: سمع ذَلِق. وفي ملر (ص31) في كلامه عن طرائد الصيد: كلّ ذلق المسامع.
ذليق = ذَلِق: حاد، يقال رمح ذلق أي حاد السنان (عباد 1: 59).
ذ ل ق: (ذَلِقَ) اللِّسَانُ مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ ذَرِبَ يَعْنِي صَارَ حَادًّا. وَيُقَالُ أَيْضًا: (ذَلُقَ) اللِّسَانُ بِالضَّمِّ (ذَلْقًا) بِوَزْنِ ضَرْبٍ فَهُوَ (ذَلِيقٌ) بَيِّنُ (الذَّلَاقَةِ) . 

ذلق


ذَلَقَ(n. ac. ذَلْق)
a. Sharpened.
b. Weakened, exhausted.

ذَلِقَ(n. ac. ذَلَق)
a. Was sharp, cutting, keen, pointed; was sharp, keen
caustic, eloquent.
b. Shone, gave light.
c. Was shaken, shook.

ذَلَّقَa. Sharpened, pointed.

أَذْلَقَa. Sharpened, pointed.
b. Weakened, exhausted.

إِنْذَلَقَa. Was sharpened, pointed.

ذَلْقa. Tip of the tongue.

ذَلِقa. see 14
أَذْلَقُ
(pl.
ذُلْق)
a. Sharp, cutting, keen, pointed.

ذَلِيْقa. see 14
ذٰلَكَ
a. see under
ذَا
(ذلق)
اللِّسَان ذلاقة كَانَ حادا طلقا والس كين وَنَحْوه حدده وَالصَّوْم وَغَيره فلَانا أضعفه

(ذلق) السنان وَاللِّسَان ذلقا ذرب فَهُوَ أذلق (ج) ذلق والسراج أَضَاء وَفُلَان قلق وَمن الْعَطش أشرف مِنْهُ على الْمَوْت وَفِي الحَدِيث (أَنه ذلق يَوْم أحد من الْعَطش) فَهُوَ ذلق وَهِي ذلقة

(ذلق) اللِّسَان ذلاقة فَهُوَ ذليق وذلق
(ذلق) - في حَدِيثِ جَابِر، رَضى الله عنه: "فكَسرتُ حَجَراً وحَسَرتُه فانذَلَق فَقَطَعْتُ بِه".
: أي تَحدَّد وصار له حَدٌّ، وذَلَقْته وأذْلَقْتُه: أحدَدْته فَذَلَق ذَلاقَةً، ومنه ذَلِيقُ اللِّسان، والذَّلْق: حَدُّ كُلِّ شىءٍ.
- في الحديث: "أَنَّه ذَلِق يومَ أُحُد من العَطَش".
: أي أَخرَج لِسانَه، فَقِيلَ: إنه من قَولِهم: ضَبٌّ مُذلَق من جُحْره: أي مُسْتَخرَج. وذلِيقٌ أَيضًا: أي خَارِج. والدَّلَق بالدَّالِ ، أَيضًا: خُروجُ الشَّىءِ من الشَّىءِ بسُرعَةٍ.
ذ ل ق

كأنه ذلق سنان، وذولق سنان وهو طرفه. وذلقته حدّدته. وسنان مذلق.

ومن المجاز: في لسانه ذلاقة وذلق. وقد ذلق لسانه، وهو ذليق اللسان، وتكلم بلسان طلق ذلق وطلق ذلق وطلق ذلق. وحروف ذلق، وذولقية: خارجة من دلق اللسان. وعدوّ ذليق: شديد. قال الهذلي:

أوائل بالشدّ الذليق وحشّني ... لدى المتن مشبوح الذراعين خلجم

طويل. وذلقت الفرس: ضمرته حتى ألقى فضول لحمه. قال عديّ:

فذلّقته حتى ترفع لحمه ... أداويه مكنوناً وأركب وادعاً
[ذلق] نه فيه ح ماعز: فلما "أذلقته" الحجارة جمز وفر، أي بلغت منه الجهد حتى قلق. ومنه ح عائشة: كانت تصوم في السفر حتى "أذلقتها" السموم أي جهدها وأذابها، أذلقه صومه وذلقه ضعفه. ومنه ح: أنه "ذلق" يوم أحد من العطش، أي جهده حتى خرج لسانه. وفي ح مناجاة أيوب: "أذلقني" البلاء فتكلفت، أي جهدني. ومنه: يكسعها بقائم السيف حتى "أذلقه" أي أقلقه. وفيه: جاءت الرحم فتكلمت بلسان "ذلق" روى كصرد أي فصيح بليغ. وفيه: على حدسنان "مذلق" أي محدد، أرادت أنها معه على مثل السنان المحدد فلا تجد معه قرارًا. ومنه ح: فكسرت حجرًا وحسرته "فانذلق" أي صار له حد يقطع. وفيه: وتنحر "المذلاقة" الرفداء، هي الناقة السريعة السير. وذلقية بضم ذال وسكون قاف وفتح تحتية مدينة بالروم.
[ذلق] الذَلَقُ بالتحريك: القلقُ. وقد ذَلِقَ بالكسر، وأَذْلَقْتُهُ أنا. يقال: أَذْلَقْتُ الضبَّ إذا صببتَ في جُحْرِهِ الماء ليخرج. قال الفراء: الذَلْقُ بالتسكين: مَجرى المِحور في البكرة. وذلق كل شئ أيضا: حَدُّهُ، وكذلك ذَوْلَقُهُ. وذَوْلَقُ اللسان: طَرَفه، وكذلك ذَوْلَقُ السِنانِ. وذَلِقَ اللسانُ: بالكسر يَذْلَقُ ذَلَقاً، أي ذَرِبَ وكذلك السِنانُ، فهو ذَلِقٌ وأَذْلَقُ. ويقال أيضاً: ذَلُقَ اللسانُ بالضم ذَلْقاً، فهو ذَليقٌ بيِّن الذَلاقَةِ. وحكى ابنُ الأعرابي: لسانٌ ذَلْقٌ طَلْقٌ، وذَليقٌ طليقٌ، وذُلُقٌ طلق، [وذلق طلق ] أربع لغات فيها. والحروف الذلق: حروف طرفِ اللسانِ والشفةِ، الواحدُ أذلق. وهن ستة، ثلاثة منها ذَوْلَقِيَّةٌ، وهي الراء واللام والنون، وثلاثة شَفَوية وهي الفاء والباء والميم. وإنما سمِّيتْ هذه الحروف ذُلْقاً لأنَّ الذَلاقَةَ في المنطق إنما هي بطرف أَسَلَة اللسان والشفتين، وهما مَدْرَجَتا هذه الحروف الستّة. وخطيبٌ ذَلقٌ وذَليقٌ، والأنثى ذَلِقَةٌ وذَليقَةٌ. وكلُّ محدَّدِ الطرفِ: مذلق.
ذلق
ذلَقَ يَذلُق، ذَلاقةً، فهو ذَلْق وذَليق، والمفعول مذلوق (للمتعدِّي)
• ذلَق اللِّسانُ: كان حادًّا طَلْقًا "ذلاقة اللِّسان- لسانٌ ذليقٌ طليق- لسانٌ ذَلْق".
 • ذلَق السِّكِّينَ: حدّده. 

ذلُقَ يَذلُق، ذَلاقةً، فهو ذَلْق وذَليق
• ذلُق اللِّسانُ:
1 - ذلَق؛ كان حادًّا طَلْقًا.
2 - كان فصيحًا بليغًا. 

ذلِقَ يَذلَق، ذَلَقًا، فهو ذَلِق وأذْلقُ
• ذلِق اللِّسانُ: ذلَق، ذلُق؛ فَصُحَ "لسانٌ ذَلِق- لسانٌ أذلقُ". 

أذلقُ [مفرد]: ج ذُلْق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذلِقَ: فصيح، حادّ، طَلْق. 

ذلاقة [مفرد]: مصدر ذلَقَ وذلُقَ.
• حروف الذَّلاقة: (لغ) حروف طرف اللِّسان، والشفة، وهي الراء، واللام، والنون، والفاء، والباء، والميم. 

ذَلْق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذلَقَ وذلُقَ: حادٌّ، طَلْق. 

ذَلَق [مفرد]: مصدر ذلِقَ.
• ذَلَق اللِّسان: طرفُه. 

ذَلِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذلِقَ: فصيحٌ، حاد. 

ذُلَق [مفرد]
• لسانٌ ذُلَقٌ: لسان فصيح بليغ "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَاءَتِ الرَّحِمُ فَتَكَلَّمَتْ بِلِسَانٍ طُلَقٍ ذُلَقٍ [حديث] ". 

ذليق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذلَقَ وذلُقَ: بليغ، طليق ° عدوٌّ ذليق: شديد حادّ في خصومته. 
(ذ ل ق)

ذلق كل شَيْء، وذلقه، وذلقته: حَده.

وَقد ذلقه ذلقا، وأذلقه، وذلقه، وَقَول رؤبة:

حَتَّى إِذا توقدت من الزرق ... حجرية كالجمر من سنّ الذلق

يجوز أَن يكون جمع: ذالق، كرائح وروح، وعازب وعزب، وَهُوَ المحدد للنصل. وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: من سنّ الذلق. فحرك للضَّرُورَة، وَمثله فِي الشّعْر كثير.

وذلق اللِّسَان، وذلقته: حِدته.

وذلق ذلاقة، فَهُوَ ذليق، وذلق، وذلق وحروف الذلاقة: سِتَّة الرَّاء، وَاللَّام، وَالنُّون، وَالْفَاء، وَالْبَاء، وَالْمِيم، لِأَنَّهُ يعْتَمد عَلَيْهَا بذلق اللِّسَان، وَهُوَ صَدره وطرفه.

قَالَ ابْن جني: وَفِي هَذِه الْحُرُوف السِّتَّة سر ظريف ينْتَفع بِهِ فِي اللُّغَة، وَذَلِكَ أَنَّك إِذا رَأَيْت اسْما رباعيا أَو خماسيا غير ذِي زَوَائِد. فَلَا بُد فِيهِ من حرف من هَذِه السِّتَّة أَو حرفين، وَرُبمَا كَانَ ثَلَاثَة، وَذَلِكَ نَحْو: جَعْفَر، فَفِيهِ الْفَاء وَالرَّاء، وقعضب: فِيهِ الْبَاء، وسلهب: فِيهِ اللَّام وَالْبَاء، وسفرجل: فِيهِ الْفَاء وَالرَّاء وَاللَّام، وفرزدق: فِيهِ الْفَاء وَالرَّاء، وهمرجل: فِيهِ الْمِيم وَالرَّاء وَاللَّام، وقرطعب: فِيهِ الرَّاء وَالْبَاء، وَهَكَذَا عَامَّة هَذَا الْبَاب، فَمَتَى وجدت كلمة ربَاعِية أَو خماسية معراة من بعض هَذِه الأحرف السِّتَّة فَاقْض بِأَنَّهُ دخيل فِي كَلَام الْعَرَب وَلَيْسَ مِنْهُ، وَلذَلِك سميت الْحُرُوف غير هَذِه السِّتَّة: المصمتة: أَي صمت عَنْهَا أَن يبْنى مِنْهَا كلمة ربَاعِية أَو خماسية معراة من حُرُوف الذلاقة.

والذلق: مجْرى المحور فِي البكرة.

وذلق السهْم: مستدقه.

والإذلاق: سرعَة الرَّمْي. وأذلق الضَّب، واستذلقه: إِذا صب على جُحْره مَاء حَتَّى يخرج.

وذلقه الصَّوْم وَغَيره، وأذلقه: اضعفه وأقلقه. وَفِي الحَدِيث: " أَنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجم رجلا حَتَّى إِذا اذلقته الْحِجَارَة فر ". وَفِي حَدِيث ايوب عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ فِي مناجاته: " اذلقني الْبلَاء فتكلمت " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

ذلق

1 ذَلِق, aor. ـَ (S, K,) inf. n. ذَلَقٌ, (S,) It (a spear-head [and the like]) was, or became, sharp, cutting, or penetrating. (S, K.) b2: and in like manner, aor. and inf. n. as above, [the inf. n. erroneously written in the CK ذَلْق,] said of the tongue, (tropical:) It was, or became, sharp and eloquent; as also ذَلُقَ, aor. ـُ inf. n. ذَلَاقَةٌ; and ذَلَقَ, aor. ـُ (K, TA:) and i. q. ذَرِبَ [which means it was, or became, sharp properly speaking; and also chaste, or eloquent; and profuse of speech, or clamorous]. (S in explanation of the first verb, and app. of the second also, i. e. ذَلُقَ, inf. n. ذَلَاقَةٌ; and K in explanation of the first only.) b3: Also, i. e. like فَرِحَ, (assumed tropical:) It (a lamp, or lighted wick,) gave light, shone, was bright, or shone brightly: (K:) [or] so ذَلَقَ, inf. n. ذَلْقٌ. (JK.) A2: Also, i. e. ذَلِقَ, aor. ـَ inf. n. ذَلَقٌ, It, or he, was, or became, unsettled, unsteady, unquiet, restless, disquieted, disturbed, agitated, flurried, or in a state of commotion. (S, TA.) You say, ذَلِقْتُ عَنْ مَكَانِى I rose from my place, and became disquieted, or disturbed. (JK.) b2: And, said of the [lizard called] ضَبّ, (K,) inf. n. as above, (TA,) It came forth from the roughness of the sand to the softness of the water. (K.) b3: and ذَلِقَ مِنَ العَطَشِ He (a man) became at the point of death from thirst: (K:) or he became affected severely by thirst so that his tongue protruded. (TA.) A3: ذَلَقَهُ, (JK, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. ذَلْقٌ, (JK, TA,) He sharpened it; (JK, K;) namely, a knife, (K,) or anything; (JK;) as also ↓ اذلقهُ; (Lth, K;) and ↓ ذلّقه, (K,) inf. n. تَذْلِيقٌ. (TA.) A4: And ذَلَقَهُ said of the [hot wind called] سَمُوم, or of fasting, It weakened him, (K,) and emaciated him, and disquieted him, or disturbed him; (TA;) as also ↓ اذلقهُ: (K, TA:) or the latter, thus used, it affected him severely, afflicted him, or distressed him. (JK.) A5: ذَلَقَ said of a bird, i. q. ذَرَقَ [It muted, or dunged]; (K;) and in like manner, ذَرْقَهُ ↓ اذلق (K, * TA) it cast forth its dung quickly. (TA.) 2 ذلّقهُ, inf. n. تَذْلِيقٌ: see 1: A2: and 4 A3: ذلّق الفَرَسَ, (JK, K,) inf. n. as above, (K,) i. q. ضَمَّرَهُ [He made the horse lean, or light of flesh; or prepared him for racing, &c. by feeding him with food barely sufficient to sustain him, after he had become fat, or after he had been fed with fodder so that he had become fat; &c.;] (JK, K;) and took good care of him. (JK.) 4 اذلقهُ as syn. with ذَلَقَهُ and ذلّقهُ: see 1. b2: Also, (inf. n. إِذْلَاقٌ, TA,) (assumed tropical:) He made it to give light, shine, become bright, or shine brightly; namely, a lamp, or lighted wick. (JK, K.) A2: Also He, or it, unsettled, disquieted, disturbed, agitated, flurried, or put into a state of commotion, him, or it. (JK, S, K.) You say, أَتَانِى خَبَرٌ فَأَذْلَقَنِى News came to me, and unsettled me, or disquieted me, &c. (JK.) And it is said in a trad. of Má'iz, لَمَّا أَذْلَقَتْهُ الحِجَارَةُ جَمَزَ, (Mgh, TA,) i. e. When the stones disquieted him, &c.: (TA:) or when the stones hit him, or hurt him, with the point, or edge, [or rather the points, or edges,] thereof, he ran [or went] quickly. (Mgh.) See also 1, last sentence but one. You say also, أَذْلَقَنِى قَوْلُكَ Thy saying afflicted me, or distressed me, so that I writhed, or showed that I was hurt. (TA.) And اذلق الضَّبَّ He poured water into the hole of the [lizard called] ضبّ in order that he might come forth, (S, K, TA,) thus disturbing him; (TA;) as also ↓ ذلّقهُ, (K,) inf. n. تَذْلِيقٌ. (TA.) A3: اذلق also signifies He dug أَخَادِيد [i. e. furrows, trenches, or channels; or rivulets, or streamlets]. (TA.) A4: And إِذْلَاقٌ The casting quickly. (JK, TA.) See 1, last sentence.7 انذلق It (a branch) had [or presented to one (for the verb occurs in a trad. cited as an ex. in the TA followed by لِى)] a point, or an extremity, (K, TA,) to be cut off. (TA.) 10 استذلق الضَّبَّ He sought, or endeavoured, to make the [lizard called] ضبّ come forth from its hole. (TA.) One says likewise, المَطَرُ يَسْتَذْلِقُ الحَشَرَاتِ The rain draws forth the reptiles, or small creeping things, or makes them to come forth, from their holes; as also يستدلقها. (TA in art. دلق.) And استذلق السَّيْفَ and استدلقهُ He drew forth the sword, or made it to come forth. (TA ibid.) ذَلْقٌ (JK, S, Mgh, K) and ↓ ذَلْقَةٌ and ↓ ذَلَفَةٌ (K) and ذَوْلَقٌ (S, K) The point, extremity, or edge, (JK, S, Mgh, K,) of anything: (JK, S, K:) and the sharpness thereof: (AA, TA:) and the last, [particularly,] the extremity of a spear-head, and (assumed tropical:) of the tongue. (S, K.) b2: And the first, The slender part of an arrow. (TA.) b3: And The place in which turns the pin, or pivot, of the sheave of a pulley. (S, TA.) A2: For the first, also, see ذَلِقٌ, in three places.

ذَلَقٌ inf. n. of ذَلِقٌ. (S, K, * TA.) b2: It may be also pl. of ↓ ذَالِقٌ, signifying Sharpened, or pointed, in the iron head or blade: [like مُذَلَّقٌ:] b3: and it may be used by poetic license for ذَلْقٌ. (L.) b4: See also the paragraph next following.

ذَلِقٌ and ↓ أَذْلَقُ, applied to a spear-head [and the like], Sharp, cutting, or penetrating: (S, K:) pl. of the latter ذُلْقٌ. (K, * TA.) b2: And in like manner, both words, applied to the tongue, (tropical:) i. q. ذَرِبٌ [which means Sharp properly speaking; and also chaste, or eloquent; and profuse of speech, or clamorous]: (S, K:) and ↓ ذَلِيقٌ and ↓ ذَلْقٌ and ↓ ذُلَقٌ and ↓ ذُلُقٌ, so applied, signify sharp and eloquent. (K.) You say لِسانٌ ذَلِقٌ طَلِقٌ, expl. in art. طلق [q. v.]: (K:) and طَلْقٌ ↓ لِسَانٌ ذَلْقٌ and طَلِيقٌ ↓ ذَلِيقٌ and طُلُقٌ ↓ ذُلُقٌ and طُلَقٌ ↓ ذُلَقٌ: (IAar, S:) and ↓ طَلْقٌ ذَلْقٌ and ↓ طَلَقٌ ذَلَقٌ [or طَلِقٌ ذَلِقٌ] and ↓ طَلِيقٌ ذَلِيقٌ: all meaning [a tongue] sharp, penetrating, or effective: and طُلْقٌ ↓ أَلْسِنَةٌ ذُلْقٌ, or طُلْقٌ ذُلْقٌ. (TA.) And خَطِيبٌ ذَلِقٌ and ↓ ذَلِيقٌ (S, K) (assumed tropical:) [An orator, or a preacher,] chaste in speech, or eloquent: (K, * TA:) the fem. of each of these epithets is with ة. (S, K. *) ذُلَقٌ and ذُلُقٌ: see the next preceding paragraph, each in two places.

ذَلْقَةٌ and ذَلَقَةٌ: see ذَلْقٌ.

ذَلِيقٌ: see ذَلِقٌ, in four places. b2: Also A vehement run or running. (JK, TA.) ذَالِقٌ: see ذَلَقٌ.

ذَوْلَقٌ: see ذَلْقٌ.

ذَوْلَقِيَّةٌ: see the paragraph next following, in two places.

أَذْلَقُ, and its pl. ذُلْقٌ: see ذَلِقٌ. b2: الحُرُوفُ الذُّلْقُ The letters [that are pronounced by means] of the tip of the tongue and the lip: (S, K:) sing.

أَذْلَقُ: they are six; (S;) [comprised in the phrase مُرْ بِنَفْلٍ:] three of these are termed ↓ ذَوْلَقِيَّةٌ, namely, ر and ل and ن; and three, شَفَوِيَّةٌ, namely, ب and ف and م: (S, K:) or all of these six letters are termed ↓ ذَوْلَقِيَّةٌ. (TA voce عَسْجَدٌ.) Every quadriliteral-radical or quinqueliteral-radical word [that is genuine Arabic] contains one or two or three of these six letters: every word of either of these classes that does not contain one of these six letters is to be judged adventitious: all the other letters are termed الحُرُوفُ المُصْمَتَهُ. (IJ.) مُذَلَّقٌ Anything sharpened, or pointed, at the extremity: (S:) [like ذَالِقٌ:] or a sharp point. (TA.) b2: Also Milk mixed with water: (Az, K:) [like مُذَرَّقٌ:] accord. to Ibn-'Abbád, like نَسْءٌ. (TA.) مِذْلَاقَةٌ A quick-paced she-camel. (TA.)

ذلق: أبو عمرو: الذَّلَقُ حِدَّة الشيء. وحَدُّ كل شيء ذَلْقُه، وذَلْقُ

كل شيء حَدُّه. ويقال: شَباً مُذَلَّقٌ أي حادٌّ؛ قال الزَّفَيانُ:

والبيض في أيْمانِهم تأَلَّقُ،

وذُيَّل فيها شَباً مُذَلَّقُ

وذَلْقُ السِّنان: حَدُّ طرَفه، والذلْقُ: تَحْديدك إياه. تقول:

ذَلَقْته وأذْلقْته. ابن سيده: ذَلْقُ كل شيء وذَلَقُه وذَلْقَتُه حِدَّته،

وكذلك ذَوْلَقُه، وقد ذَلَقه ذَلْقاً وأذْلقه وذَلَّقه؛ وقول رؤْبة:

حتَّى إذا تَوقَّدَتْ مِن الزَّرَقْ

حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ من سَنِّ الذَّلَقْ

(* قوله «من سن الذاق» تقدم هذا البيت في مادة حجر بلفظ الدلق بدال

مهملة تبعاً للأصل وهو خطأ والصواب ما هنا).

يجوز أن يكون جمع ذالق كرائح وروَح وعازِب وعَزَب، وهو المُحدَّد النصل،

ويجوز أن يكون أراد من سَنِّ الذلْق فحرك للضرورة ومثله في الشعر كثير.

وذلَقُ اللسان وذَلَقَته: حِدَّته، وذَوْلقُه طرفه. وكلُّ محدَّد الطرَف

مُذَلَّق، ذَلُقَ ذلاقةً، فهو ذَلِيق وذَلْق وذُلَق وذُلُق.

وذَلِقَ اللسانُ، بالكسر، يَذْلَقُ ذلَقاً أي ذَرِبَ وكذلك السنان، فهو

ذَلِقٌ وأذْلَقُ. ويقال أيضاً: ذَلُقَ السنان، بالضم، ذَلْقاً، فهو

ذَلِيق بيِّن الذَّلاقة. وفي حديث أُم زَرْع: على حدِّ سِنان مُذلَّقٍ أي

مُحَدَّدٍ؛ أرادت أنها معه على حَدِّ السنان المحدَّد فلا تَجد معه قَراراً.

وفي حديث جابر: فكسرتُ حجراً وحسَرْتُه فانْذَلَق أي صار له حدّ يَقطَع.

ابن الأَعرابي: لِسان ذَلْقٌ طَلْقٌ، وذَلِيقٌ طَلِيق، وذُلُقٌ طُلُقٌ،

وذُلَقٌ طُلَقٌ، أربع لغات فيها. والذَّلِيق: الفصيحُ اللسانِ. وفي

الحديث: إذا كان يومُ القيامة جاءَت الرَّحِم فتكلمت بلسان ذُلَقٍ طُلَقٍ،

تقول: اللهم صِلْ مَن وصَلني واقْطَع مَن قطعني. الكسائي: لسان طُلَقٌ ذُلَقٌ

كما جاءَ في الحديث أي فصيح بليغ، ذُلَق على فُعَل بوزن صُرَد؛ ويقال:

طُلُقٌ ذُلُقٌ وطَلْق ذَلْق وطِلِيق ذَلِيق، ويراد بالجميع المَضاء

والنَّفاذ.

أبو زيد: المُذَلَّق من اللبن الحليبُ يُخلط بالماء. وعَدْوٌ ذَلِيق:

شديد. قال الهذلي:

أوائل بالشَّدِّ الذَّليقِ وحَثَّني،

لَدى المتْنِ، مَشْبُوحُ الذِّراعَيْن خَلْجَم

(* قوله «لدى المتن» في الاساس: بذا المتن).

وذَلَّقْتُ الفرس تَذليقاً إذا ضَمَّرْته؛ قال عدي ابن زيد:

فَذَلَّقْتُه حتى تَرَفَّع لحمُه،

أُداوِيهِ مَكْنوناً وأركَبُ وادِعا

أي ضمَّرته حتى ارتفع لحمُه إلى رؤُؤس العظام وذهب رَهَلُه. وفي حديث

حَفْر زَمزمَ: ألم نسقِ الحَجِيج وننحر المِذْلاقةَ؛ هي الناقة السريعة

السير.

والحروف الذُّلْقُ: حروف طَرف اللسانِ. التهذيب: الحروف الذُّلْق الراء

واللام والنون سميت ذُلْقاً لأنَّ مخارجها من طرف اللسان. وذَلَقُ كل شيء

وذَوْلَقُه: طرَفُه. ابن سيده: وحروف الذَّلاقة ستة: الراءُ واللام

والنون والفاء والباء والميم لأنه يُعتَمد عليها بذَلَقِ اللسان، وهو صدره

وطرَفه، وقيل: هي حروف طرف اللسان والشفة وهي الحروف الذُّلْق، الواحد

أذْلق، ثلاثة منها ذوْلَقِيَّة: وهي الراء واللام والنون، وثلاثة شفوِية: وهي

الفاء والباء والميم، وإنما سمِّيت هذه الحروف ذلقاً لأن الذلاقة في

المَنطِق إنما هي بطرف أسَلةِ اللسان والشفتين، وهما مَدْرجتا هذه الحروف

الستة؛ قال ابن جني: وفي هذه الحروف الستة سِرٌّ ظَريف يُنتفع به في اللغة،

وذلك أنه متى رأيت اسماً رباعيّاً أو خماسيّاً غير ذي زوائد فلا بد فيه

من حرف من هذه الستة أو حرفين وربما كان ثلاثة، وذلك نحو جعفر فيه الراء

والفاء، وقَعْضَب فيه الباء، وسَلْهَب فيه اللام والباء، وسَفَرْجل فيه

الفاء والراء واللام، وفَرَزْدق فيه الفاء والراء، وهَمَرْجَل فيه الميم

والراء واللام، وقِرْطَعْب فيه الراء والباء، وهكذا عامَّة هذا الباب،

فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية مُعَرَّاة من بعض هذه الأَحرف الستة فاقض

بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه، ولذلك سميت الحروف غير هذه الستة

المُصْمَتةَ أي صُمِت عنها أن يبنى منها كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف

الذَّلاقة.

والذَّلْق، بالتسكين: مَجْرى المِحْور في البَكرة. وذَلْقُ السهم:

مُسْتَدَقُّه. والإذْلاقُ: سُرعة الرمي، والذَّلَقُ، بالتحريك: القَلَقُ، وقد

ذَلِق، بالكسر.

وأَذلقْته أَنا وأَذْلَق الضَّبَّ واسْتذْلَقه إِذا صبَّ على جحره

الماءَ حتى يخرج. التهذيب: والضب إِذا صُب الماءُ في جحره أَذْلقه فيخرج منه.

وفي الحديث: أَنه ذَلِقَ يومَ أُحُد من العطش؛ أَي جَهَده حتى خرج

لسانُه. وذَلقه الصوم وغيره وأَذْلقه: أَضْعفه وأَقْلَقه. وفي حديث ماعِزٍ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمرَ برَجْمه فلما أَذْلقَتْه الحِجارة جَمَزَ

وفَرً أَي بَلَغَتْ منه الجَهْدَ حتى قَلِق. وفي حديث عائشة: أَنها كانت

تصوم في السفر حتى أَذْلَقها الصوْمُ؛ قال ابن الأعرابي: أَذلقها أَي

أَذابَها، وقيل: أَذلقها الصوم أَي جهَدها وأَذابها وأَقلقها. وأَذْلَقه

الصومُ وذَلَقَه وذَلًّقه أَي أَضعفه. وقال ابن شميل: أَذلقها الصوم أَحرجها،

قال: وتَذْلِيق الضًّباب توجيه الماء إِلى جِحَرَتها؛ قال الكميت:

بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكا

مِ، يَمْنَعُ مِن ذي الوِجارِ الوِجارا

يعني الغيث أَنه يستخرج هوامّ الإِكام. وقد أَذْلَقَني السَّمُوم أَي

أَذابني وهزَلَني. وفي حديث أَيوب، عليه السلام، أَنه قال في مُناجاته:

أَذْلَقني البلاء فتكلمْتُ أَي جَهَدني، ومعنى الإِذْلاق أَن يبلغ منه

الجَهْدُ حتى يَقْلَقَ ويَتَضَوَّر. ويقال: قد أَقلقني قولُك وأَذْلقَني. وفي

حديث الحُدَيْبِية: يَكْسَعُها بقائم السيف حتى أَذْلقَه أَي أَقْلقَه.

وخطِيب ذَلِقٌ وذَلِيقٌ، والأُنثى ذَلِقةٌ وذَلِيقة. وأَذْلقْتُ السراجَ

إِذلاقاً أَي أَضأْته.

وفي أَشراط الساعة ذكر ذُلَقْيَة؛ هي بضم الذال وسكون القاف وفتح الياء

المثناة من تحتها: مدينة.

ذلق
ذَلَقَ السِّكِّينَ يذْلقُه ذَلْقاً: حَدَّدَه، كذَلَّقَه تَذْلِيقاً وأذْلَقَه نَقله اللَّيْثُ. وذَلَق السَّمُومُ، أَو الصَّومُ فُلاناً أَي: أَضْعَفَه وأَهزلَه وأَقلَقَه. وذَلَق الطّائِرُ: ذَرَقَ، كأَذْلَقَ فِيهما يُقَال: أَذْلَقَ الطائِرُ ذَرْقَه: إِذا حَذَفَهُ بسُرعة. وأَذْلَقَه السَّموم: أَضْعَفَه، وكذلكَ الَصَّوْمُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنّ عائِشَةَ رضِيَ الله عَنْهَا كانَتْ تَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتّى أَذْلَقها الصَّومُ أَي: أضْعَفَها، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: أَي: أَذابَها، وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: أَذْلَقَها الصَّومُ، أَي: أَحْرجَهَا. وذَلِقَ اللِّسانُ وَهُوَ مَجازٌ.
وَكَذَا ذَلِقَ السنِّانُ كفَرحَ يَذْلقُ ذَلَقاً: ذَرِبَ فَهُوَ ذَلِقٌ وأَذْلَقُ، وأَسِنَّة ذُلْقٌ بالضمِّ، جمعُ أَذْلَقَ، قَالَ زاهِرٌ التَّيْمي:
(ساقَيْتُه كَأْس الرَّدَى بأَسنةٍ ... ذُلْقٍ مُؤَلَّلةِ الشِّفارِ حِدادُ)
وذَلَقَ اللِّسان، كنصرَ وفَرِحَ، وكَرُمَ فَهُوَ ذَلِيقٌ، وذَلْقٌ بِالْفَتْح وذُلُق كصُرَدٍ وعُنُقَّ، أَي: مُنْطلَقٍ حَديدٌ فَهِيَ أَربعُ لُغَات: لسانٌ ذَليقٌ طَلِيقٌ، وذَلْقٌ طَلْقٌ بِالْفَتْح فيهمَا، وذُلقٌ طُلْقٌ، مثالُ عُنُقٍ، وذُلَقٌ طُلْقٌ، مِثَال صُردٍ، ذَكَرَهُنَ ابنُ الأَعرابِيَ، ويُقال: أَلْسِنَةٌ ذُلْقٌ طُلْقٌ بالضمِّ، وقِيل: بَلِيغٌ بَيَنُ الذَّلاقَةِ مصدَرُ ذَلُقَ، ككرُمَ. والذَّلَق مُحَرَّكَةً مصدر ذَلِقَ كَفِرحَ، وَفِي الحَدِيثِ: إَذا كانَ يومُ القِيامَةِ جاءَتِ الرَّحِمُ، فتَكلمَتْ بلسانٍ ذَلْقٍ طَلْقٍ ويُروى: بأَلْسنَةِ طلْقٍ ذُلْقٍ تَقُول: اللَّهُمَّ صِل) مَن وَصَلَنِي، واقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي وَقَالَ الكِسائِيُّ: لِسان طُلَقٌ ذُلَقٌ كَمَا جاءَ فِي الحديثِ إِنّه فصِيحٌ بَلِيغٌ، ذُلَق، على وَزْنِ صُرَد ويقّالُ: طُلُقٌ ذُلُقٌ، وطَلْقٌ ذَلْقٌ، وطَلِيَق ذَلِيقٌ، ويُرادُ بالجَمِيع المَضاءُ والنَّفاذُ. وذَلِقَ السِّراجُ، كفَرِحَ: أَضاءَ. وأَذْلَقَه إِذْلاقاً: أَضاءّه. وذَلِقَ الضَّبُّ ذَلَقاً: خَرَجَ من خُشُونَةِ الرملِ إِلى لِينِ الماءَ. وذَلِقَ فلانٌ من العَطَشِ: إِذا أَشْرَفَ على المَوْتِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنّه ذَلِقَ يومَ أحُد من العَطَش أَي: جَهَدَه حَتىَّ خَرَجَ لِسانُه.
وذَلْقُ كُلِّ شَيْءِ، وذَلْقتُه، ويُحَرَّكُ، وذَوْلقهُ كجَوْهَرٍ: حَدُّه وحِدَّتُه، عَن أَبِى عَمْروٍ. وذَوْلَقُ اللِّسانِ والسِّنانِ: طَرَفُهما.
ولِسانٌ ذَلْقٌ طَلْقٌ يأْتي بيانُه فِي: ط ل ق. وَمن المَجازِ: الحُرُوفُ الذُلْقُ بالضَّمِّ، وَهِي: حُرُوف طَرَفِ اللِّسانِ والشفَهّ الواحدُ أَذلَقٌ، وهُن سِتَّةٌ: ثلاثَة ذَوْلَقِيَّهّ وَهِي: الّلامُ، والرّاءُ، والنُّونُ، وثلاثَةٌ شَفَهِيَّــةٌ وَهِي: الباءُ والفاءُ، والمِيمُ، وإِنَّما سًمِّيَت هَذِه الحُرُوف ذُلْقاً لأَنَّ الذَّلاقَةَ فِي المَنْطِقِ إِنّما هى بطَرَفِ أَسَلَةِ اللِّسانِ والشَّفَتَيْنِ، وهما مَدْرَجَتا هذِه الحُروفِ السِّتة، نَقله الصّاغانِيُّ وابنُ سِيدَه، وزادَ الأَخِير: وقِيلَ: لأنَّه يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا بذَلَقِ اللِّسانِ وَهُوَ صَدْرُه وطَرَفه، قَالَ ابنُ جِنِّى: وَفِي هَذِه الحُروف الستَّة سِرّ ظَرِيف يُنْتَفَعُ بِهِ فِي اللّغَة، وذلِكَ أَنّه مَتَى رَأَيتَ اسْماً رُباعِيًّا أَو خُماسِياً غَيَر ذِي زوائِدَ فلابدَّ فِيه من حَرْفِ من هَذِه السِّتة، أَو حَرْفَيْنِ، ورُبّما كَانَ ثلاثَة، وَذَلِكَ نَحْو جَعْفَرٍ، فِيهِ الراءُ والفاءُ، وقَعْضَب، فِيهِ الْبَاء، وسَلْهَب، فِيهِ اللامُ وَالْبَاء وسَفَرْجَلٍ فِيهِ الْفَاء والراءُ والّلام، وفَرَزْدَق فِيهِ الفاءُ والراءُ، وهَمَرجَل، فِيهِ الميمُ والرّاءُ والّلامُ، وقِرْطَعْبٍ، فِيهِ الرّاءُ والباءُ، وَهَكَذَا عامَّةُ هَذَا الْبَاب، فَمَتَى وَجَدتَ كلمة رُباعِيَّةً أَو خماسيَّةً مُعرّاةً من بَعْض هَذِه الحروفِ السِّتَّة فاقْضِ بأَنَّه دَخِيلٌ فِي كَلام العَرَبِ، وَلَيْسَ مِنْه، وَلذَلِك سُمِّيَتِ الحُروفُ غيرُ هَذِه السِّتَّةِ المصمتةَ، أَي صُمِتَ عَنْهَا أَنْ يُبْنىَ مِنْهَا كَلِمَةٌ رُباعِيَّة أَو خُماسِيَّةِّ مُعرَّاةً من حُروفِ الذَّلاقةِ. وخَطِيبٌ ذَلِقٌ وذَلِيقٌ ككَتِفِ وأَمِيرِ أَي: فَصِيحٌ بَلِيغٌ وَهِي بهاءً ذَلِقَة، وذَلِيقَةٌ. وأَذلقَه: أقْلقَهُ وَمِنْه حَدِيث ماعِزٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ: فَلمّا أَذلَقَتْهُ الحِجارَةُ جَمَزَ أَي: أَقْلَقَتْهُ. وأَذْلَقَه الصَّومُ، أَي: أَضْعَفَه وَهَذَا قد تَقَدَّمَ، فَهُوَ تكْرَار. وأَذْلَقَ السِّراجَ: أَضاءَه وأَوْقَدَهُ.
وأذْلَقَ الضَّبَّ أَقْلَقه، بِأَن صَبَّ الماءَ فِي حُجْرِه ليَخْرُج، كَمَا فِي التّهذيبِ قَالَ جَرِيرٌ:
(أُمّ الفَرَزْدَق عندَ عَقْرِ بَعِيرها ... شُق النِّطَاقُ عَن اسْتِ ضَبٍّ مُذْلَقِ)
كذَلَّقَه تَذْلِيقاً، وقالَ ابنُ شُمَيلٍ: تذْلِيقُ الضِّبات: تَوْجِيهُ الماءَ إِلى حجِرَتها. وذَلّقَ الفَرَسَ تَذْلِيقاً:) إِذا ضَمرَه قَالَ عَدِي بنُ زَيْدٍ:
(فذَلَّقْتهُ حَتّى تَرَفَّعَ لَحْمُه ... أُداوِيهِ مَكنُوناً وأَرْكَبُ وادِعَا)
وَقَالَ أَبو زَيدٍ: المُذَلَّقُ، كمُعَظّم: اللَّبَنُ المَخْلُوطُ بالماءَ وقالَ ابنُ عَبادِ هُوَ مِثْل النَّسِئ. وابنُ المُذَلقِ قالَ ابنُ عَبّادِ: يُرْوَى بالإِعْجام والإِهمالِ، والإعجامُ أَصَحُّ: رَجُل مَن بَني عَبْدِ شَمْس ابنِ سَعْدِ بنِ زَيدِ مَناةَ بنِ تَمِيم لم يَكُنْ يَجِدُ بِيتَ لَيْلَةِ وَلَا أَبُوه وَلَا أجْدادُه، وكانُوا يُعْرَفونَ بالإِفْلاسِ فقيلَ: أَفْلَسُ مِن ابْنِ المُذَلَّقِ قَالَ الشَّاعِر فِي أَبِيه:
(فإِنَّكَ إِذْ تَرْجُو تَمِيماً ونَفْعَها ... كراجي الندىَ والعرفِ عندَ المُذَلَّقِِ)
وانذَلَقَ الغُصْنُ: صارَ لهُ ذَلْقٌ أَي: حَدٌّ يُقْطَعُ، وَمِنْه قَول جَابر رضيَ اللهُ عَنهُ: فانْذلَقَ لي، فقَطعْت من كلِّ واحِدةٍ مِنْهُما غصْناً. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. شَباً مُذَلَّق، كمُعَظَّم، أَي: حادٌّ، قَالَ الزَّفَيانُ: والبيضُ فِي أَيْمانِهم تَأَلَقُ وذُبَّلٌ فِيها شَباً مُذَلَّق والذَّلَقُ، بالتحرِيك: القَلَقُ والحدَّةُ أَيضاً، قَالَ رُؤبَةٌ: حَتّى إِذا تَوَقَّدَت من الزُّرقْ حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ من سَنََّ الذَّلَقْ وَفِي اللِّسانْ يَجُوزُ أَن يكوِنَ الذَّلَق هُنَا جَمْعُ ذالِقٍ، كرائِحٍ ورَوحٍ وعازِبٍ وعَزَبٍ، وَهُوَ المُحَدّدُ النَّصْلِ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ أَرادَ الذَّلْقَ، فحَرَّكَ للضَّرورةِ، وَمثله فِي الِّشعْرِ كَثِيرٌ. وعَدوٌ ذَلِيق: شديدٌ، قَالَ الهذَلي:
(أُوائِلُ بالشَّدِّ الذَّلِيقِ وحَثَّنِي ... لَدَى المَتنِ مَشبُوحُ الذِّراعَينِ خَلْجَمُ) والمِذْلاَقَة: الناقَةُ السَّرِيعةُ السَّير. وَمِنْه حديثُ حَفْرِ زَمْزَمَ: أَلَمْ نَسْقِ الَحجِيجَ وننْحَرُ المذْلاقَةَ.
والذلْقَ، بالفتحَ: مَجْرَى المحوَرِ فِي البَكرة. ذَلْقُ السَّهم: مستَدَقهُ. والإِذلاقُ: سُرعَة الرميِ. والذَّلَقُ، بالتحريكِ: القَلَقُ وَقد ذلِقَ، كفَرِح: قَلِقَ. واسْتَذْلَق الضَّبَّ من جُحْرِه: إِدْا استخْرَجَه، قَالَ الكُمَيتُ يَصِفُ مَطَراً:
(بمُسْستَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكا ... مَ يَمْنَعُ مِن ذِي الوِجارِ الوِجارَا)
يَعْنِي الغَيْثُ يُسْتَخْرِجُ هَوامَّ الإِكامِ، ويُرْوَى بالدّالِ، وَقد تَقَدم. وأذْلَقَنِي قَوْلُك، أَي: بَلَغَ مني الجَهدَ) حَتى تَضَوَّرْتَ.
وَفِي حَدِيثِ أَشراطِ الساّعة ذكَر ذُلُقْيةَ بضَمَ الدْالِ وَاللَّام وسكُونِ القافِ وَفتح الياءَ التَّحْتِيَّة: اسْم مَدِينَةٍ.
وأَذَلقُ: حُفَرٌ وأَخادِيدُ.

لوث

لوث: من لاث به: اتباعه أو أشياء (محمد بن لوّث) (بالتشديد): حقّر، أهان (فوك).
لوّث: غسل (باين سميث 1223، 1342).
تلوّث: تحقّر، أهين (فوك).
التاث: التفّ، مثل الوتر حول وتد الآلة الموسيقية (معجم مسلم).
التاث: وهن ففي (ابن عبد الملك 139): وقد كان أصابه حينئذ التياث لزم من اجله داره (مرض الكآبة)؛ وبالمعنى المجازي (مخطوطة ابن خلدون 7:4): كانت طاعتهم ملتاثة، ومن هنا كانت كلمة التيث تفيد معنى الميل إلى العصيان أو الذهن المفتن (ابن الابار 3:123) وفي معجم البلاذري): ملتاث في الحديث عن القطر من الأقطار أو في وصف مدينة مشاغبة أو تميل إلى الثورة أو العصيان. ورد في المعجم نفسه التاث على فلان: ثار عليه.
لَوث: في محيط المحيط (باطن الخفّ لا يخلو عن لوث أي دنس ونجاسة).
لوث: قيام ظرف يستدعي الشك القوي في ادعاء المدعي (فنسنت دراسات 68 وفي محيط المحيط): شبه الدلالة والبينة الضعيفة الغير كاملة (معجم التنبيه، مخطوطة القيرواني 620، 621 المارودي 368، 16 حيث يجب أن نقرأ ومع الدعوى اللوث ونضرب صفحاً عن العفل ألوث الذي أورده الناشر) (ابن بطوطة 440:3): وسجنته بسبب الدعوى للوث ظهر عليه.
لوثة: خسة، حقارة (فوك vilitas) .
لَوْثي: دنيء، خسيس (فوك).
لَوثية: خسة، حقارة (فوك).
ألوث: فسّرها (الكامل 17: 68) ب: أهوج.
(لوث) فِي الْأَمر لوثا أَبْطَأَ فِيهِ وَفُلَان بطؤ كَلَامه وكل لِسَانه وَضعف واسترخى وحمق ومسه الْجُنُون فَهُوَ ألوث وَهِي لوثاء (ج) لوث
ل و ث: (لَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ (تَلْوِيثًا) لَطَّخَهَا. وَ (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ. 
(لوث) الشَّيْء بالشَّيْء خلطه بِهِ ومرسه وَيُقَال لوث الشَّيْء فِي التُّرَاب لطخه بِهِ وَالشَّيْء دلكه فِي المَاء بِالْيَدِ حَتَّى انْحَلَّت أجزاؤه وَفُلَانًا عَن كَذَا حَبسه وَالْمَاء كدره
ل و ث : اللَّوْثُ بِالْفَتْحِ الْبَيِّنَةُ الضَّعِيفَةُ غَيْرُ الْكَامِلَةِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ الْعَقْلِ أَلْوَثُ وَفِيهِ لَوْثَةٌ بِالْفَتْحِ أَيْ حَمَاقَةٌ.

وَاللُّوثَةُ بِالضَّمِّ الِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانَ.

وَلَوَّثَ ثَوْبَهُ بِالطِّينِ لَطَّخَهُ وَتَلَوَّثَ الثَّوْبُ بِذَلِكَ. 
(ل و ث) : (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ (وَلَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ أَيْ لَطَّخَهَا فَتَلَوَّثَتْ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَاطِنُ الْخُفِّ لَا يَخْلُو عَنْ لَوْثٍ أَيْ عَنْ دَنَسٍ وَنَجَاسَةٍ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا وَمِنْهُ " بَيْنَهُمْ لَوْثٌ وَعَدَاوَةٌ " أَيْ شَرٌّ أَوْ طَلَبٌ بِحِقْدٍ وَعَنْ مَالِكٍ فِي الْقَسَامَةِ إذَا كَانَ هُنَاكَ لَوْثَةٌ اُسْتُحْلِفَ الْأَوْلِيَاءُ خَمْسِينَ يَمِينًا وَاقْتُصَّ مِنْ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ (246 / ب) قَالَ: وَاللَّوْثَةُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ عَلَامَةُ الْقَتْلِ فِي وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ أَوْ تَكُونَ هُنَاكَ عَدَاوَةٌ ظَاهِرَةٌ وَكَأَنَّهَا مِنْ الْأَوَّلِ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَأَمَّا (اللُّوثَةُ) بِالضَّمِّ فَالِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانِ.
[لوث] نه: فيه فلما انصرف من الصلاة "لاث" به الناس، أي اجتمعوا حوله، لاث يلوث وألاث، والملاث: السيد تلاث به الأمور، أي تقرن به وتعقد. وفيه: كنا معه صلى الله عليه وسلم إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة في ضبعها، أي إذا أبطأت في سيرها نخسها بالسروة وهو نصل صغير، من اللوثة: الاسترخاء والبطء. ومنه: إن رجلا به لوثة فكان يغبن في البيع أي ضعف في رأيه وتلجلج في كلامه. وفيه أن رجلا وقف عليه فلاث لوثا من كلام في دهش أي لم يبينه ولم يشرحه. وقيل: هو من اللوث الطي والجمع من لثت العمامة. ومنه: فحللت من عمامتي لوثة أو لوثتين، أي لفة أو لفتين. وح: الأسقية التي تلاث على أفواهها، أي تشد وتربط. ن: هو بضم تحتية أي يلف الخيط، وروي بضم فوقية أي تلف الأسقية. نه: ومنه: إن امرأة عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن أي أدارته، وقيل: خلطته. وفيه: ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر، ارفع يا غلام ضع يا غلام. الحربي: أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام، من اللوث: إدارة العمامة. وفي ح: القسامة ذكر اللوث، وهو أن يشهد شاهد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أو تهديد منه أو نحوها، وهو من التلوث التلطخ. غ: وفيه "لوثة"، أي شكيمة.

لوث


لَوِثَ(n. ac. لَوَث)
a. [Fī]
see supra
(f)
لَوَّثَa. Fouled (water).
b. [acc. & Bi], Soiled, bedaubed with.
c. Mixed.
d. see I (d)
& VIII (a).
أَلْوَثَ
(و)
a. Produced green herbage (land).
b. ( ا) [acc. & Bi], Mixed with.
c. [Bi & acc.], Gave to as a deposit.
d. Became luxuriant (plant).
e. see I (b)
تَلَوَّثَ
a. [Bi], Was soiled, soiled himself with.
b. [Bi], Was confused by.
إِنْلَوَثَa. Was confused, intricate.
b. [Bi], Was wound round.
c. Was collected.
d. ['Ala], Perplexed, confused.
e. Became strong; became fat.
f. Restrained himself.
g. Was slow.
h. see I (f)
& IV (d).
لَوْثa. Twist, fold.
b. Strength, vigour.
c. Determination.
d. Wounds.
e. Evil.
f. Rancour.
g. Palm-shoots.
h. see 3t (a) (b).
لَاثa. see 21 (a)
لُوْثَة []
a. see 1 (c) & 3t
(b).
c. Wound.

لُوْثَة []
a. Weakness; languor; slowness.
b. Stupidity.
c. Partial insanity.
d. Excitement.
e. Fatness.
f. Knotted rag.
g. Impediment ( in speech ).
h. see 1 (b)
لَوَثa. see 3t (a)
أَلْوَث [] (pl.
لُوْث)
a. Languid, slow.
b. Weak.
c. Stupid.
d. Strong, vigorous.

مَلَاث []
مِلْوَث [] (pl.
مَلَاْوِثُ مَلَاْوِثَة
مَلَاْوِيْثُ)
a. Centre, central point.
b. Mainstay.
c. Refuge.

لَائِث []
a. Tangled; entwined, twined.
b. [art.], Lion.
لِوَاثa. see 24t (b)
لُوَاثَة []
a. Company, troop.
b. Flour.

لَيِّث []
a. see 21 (a)
لَوِيْثَة []
a. see 24t (a)
لَيِّثَة []
a. femm. of
لَوِيْث
مُلَيَّث
a. [ N P. II I], Slow, dilatory.
[لوث] اللوثَةُ بالضم: الاسترخاء والبطء. واللوثَةُ أيضاً مسُّ جنون. واللوثَةُ أيضاً: الهَيْجُ. ويقال أيضاً: ناقة ذات لوثَةٍ، أي كثيرة اللحم والشحم، ذات هَوَجٍ. واللَوْثُ بالفتح: قال الشاعر : بذات لوث عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ * فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا، أي عصبَها. ولاثَ الرجلُ يَلوثُ، أي دار. وفلان يَلوثُ بي، أي يلوذ بي. والالتِياث: الاختلاط والالتفاف. يقال: الْتاثَتِ الخُطوبُ. والْتاثَ برأس القلم شَعَرَةٌ. والْتاثَ في عمله: أبطأ. وما لاثَ فلانٌ أن غلب فلاناً، أي ما احتبس. ولوَّثَ ثيابَه بالطين، أي لطخَها. ولَوَّثَ الماءَ، أي كدَّرَهُ. واللَويثَةُ على فَعيلَةٍ: الجماعةُ من قبائل شتَّى. والممن الرجال: البطئ لسمنه. ورجل ألوث، فيه استرخاء بيِّن اللَوَثِ. وديمَةٌ لَوْثاءُ. واللِيثُ بالكسر: نبات ملتفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. الكسائي: يقال للقوم الأشراف: إنَّهم لَمَلاوِثُ، أي يُطافُ بهم ويُلاثُ، الواحد مَلاثٌ، والجمع مَلاوِثُ. وقال: هَلاَّ بَكَيْتِ مَلاوِثاً * من آلِ عبدِ مناف ومَلاويثُ أيضاً: وقال : كانوا مَلاويثَ فاحتاجَ الصديقُ لهم * فَقْدَ البلادِ إذا ما تُمْحِلُ المَطَرا وكذلك المَلاوِثَةُ. وقال: مَنَعْنا الرَعْلَ إذ أَسْلَمْتُموهُ * بفِتْيانٍ مَلاوِثَةٍ جلاد
ل و ث

لاث العمامة على رأسه. قال:

عقيليّة أمّا ملاث إزارها ... فدعصٌ وأمّا خصرها فبتيل

ولوّث الأمر: لبّسه. ولوّث التبن بالقت: خلطه، وتلوث بالطّين. وتلوث بفلان رجاء منفعة: لاذ به وتلبّس بصحبته: والتاثت عليه الأمور: التبست. والتاثت بالقلم شعرة. والتاث في عمله: أبطأ. والتاث في كلامه: عيّ بحجته. والتاث بالدم: تلطّخ به. قال أبو دؤاد:

لا تكونّن كملتاث الضحى ... بدم القتل وما كان قتل

جعل الضحى ملتاثاً والالتياث للرجل. وبه لوثة: مسّ جنون. قال:

وإني على ما فيّ من عنجهيّتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب

وناقة ذات لوثٍ: سمن وقوة. وفيه لوثة: استرخاء.

ومن المجاز: هو ملاث من الملاوث: للسيد الذي تلاث به الأمور. قال:

هلا بكيت ملاوثاً ... من آل عبد مناف

وكان يقال لحمزة: ابن الملاوث. ولاث الضّباب بالجبل. قال المرّار الفقعسي:

تضمن ماءها متمرّدات ... من اللائي يلوث بها الضباب

وقال الأعشى:

وإذا يلوث لغامه بسديسه ... ثنيّ وهب هبابه وتزيّدا

أي جاء بسير بعد سير وتكلّف الزيادة فيه.
(لوث) - في حديث: "امرأة مِن بَنِى إسرَائيل فعَمدَت إلى قَرْنٍ مِن قُرونِها فلَاثَتْه بالدُّهْنِ"
: أي أَدَارَتهُ، وقيل: خَلطَتْه. والَّلائِثُ من الشَّجَرِ وَالنّباتِ: مَا اخْتلطَ والْتبَس. وَلَاوَثَه: خَالَطَه في الشِّراءِ وَالبَيْع.
وَاللَّيِّثُ مِنَ النَّبَات: المُختَلِط رَطْبُه بيَابِسِه.
- وفي حديث ابنِ جَزْءٍ: "وَيلٌ لِلَّوَّاثِين الذين يَلُوثُون مِثْلَ البَقَرِ ارْفَعْ يَا غُلَامُ، ضَعْ يَا غُلامَ"
قال الحَرْبىُّ: أَظُنُّه الذين يُدَارُ عليهم بأَلوانِ الطعَام؛ لأنَّ اللَّوْثَ: إدَارَةُ العِمامَة والإِزَار وَنَحوهما مرَّتَين فَصاعِدًا.
- في حديث ابن عُمَر - رَضىَ الله عنهما -: "أَنَّ رَجُلاً كان بِلسَانِهِ لُوْثَةٌ، فقَال: قُلْ لا خِلَابَةَ ".
الُّلوثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَان لا يكاد يُخرج الكَلِمةَ إلَّا بَعد جَهدٍ، وهي بضَمّ الّلام؛ وقد يكون الاسترخَاءَ والضَّعْف أَيضاً. وقد لَاثَ لِسَانُه: لاكَه. والألْوَثُ: العَيىُّ الثَّقِيلُ والضَّعِيفُ والقَوِىُّ أيضاً. والْتَاث: أُفْحِمَ، فهو ألْوَثُ، وهي لَوْثَاءُ. - واللَّوْثُ في القَسَامَةِ .
: أن يَشْهَد شاهِدٌ واحدٌ على إقرَار المَقْتُولِ أنّ فلانا قَتلَنِى، أو شاهدَان على عَدَاوةٍ بينهما، أو تَهدِيدٍ منه له، أَو نحو ذلك مِن التَلوُّث، وهو التَّلطُّخ.
يقال: لَاثَه في التُّراب ولَوَّثَه فَتَلَوَّثَ، وهو مِن الإدَارَةِ أيضاً.
لوث: اللَّوْثُ: إدَارَةُ الإِزَارِ مَرَّتَيْنِ. ويُقال: لاثٍ ولائِثٌ على القَلْبِ.
ولاثَ به: بمَعْنى لاذَ به، وكذلك تَلَوَّثَ به، وهو يَلُوْثُ به ويَلُوْذُ. ويُقال للأشْرَافِ: مَلاَوِثُ؛ لذلك، ومَلاَوِثَةُ: مِثْلُه.
وكانَ يُقال لحَمْزَةَ رَحِمَه اللهُ: ابْنُ المَلاَوِثِ؛ والواحدُ مَلاَثٌ. وهو من الرِّجَالِ: الصِّنْدِيْدُ. ويُقال: تَلَوَّثْتُ به أيضاً.
وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ: أي ضَخْمَةٌ لا يَمْنَعُها ذاكَ من سُرْعَةٍ.
ورَجُلٌ ألْوَثُ: قَوِيٌّ.
والْتَاثَ البَعِيْرُ: سَمِنَ.
والأَلْوَثُ: الضَّعِيْفُ أيضاً، من الأضْدَادِ.
ودِيْمَةٌ لَوْثَاءُ: تُلَوِّثُ النَّبَاتَ بَعْضَه على بَعْضٍ. واللاّئِثُ من الشَّجَرِ والنَّبَاتِ: ما الْتَبَسَ واخْتَلَطَ.
والْتَاثَ فلانٌ في عَمَلِهِ: أي أبْطَأَ فيه، وفي كَلامِه: إذا أُفْحِمَ.
ولاثَ لِسَانَه: أي لاَكَها.
واللُّوْثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَانِ. وهو أيضاً: الاسْتِرْخَاءُ والضَّعْفُ.
واللُّوثَةُ: الأحْمَقُ في فَعَالِه.
والأَلْوَثُ: العَيِيُّ. والثَّقِيْلُ أيضاً، فَرَسٌ ألْوَثُ.
وهُمْ لُوَاثَةُ المائةِ ولَوْثُها: أي قَرِيْبٌ من المائةِ أو أكْثَرُ قَلِيلاً.
واللَّوِيْثَةُ: جَمَاعَةٌ من النّاسِ من قَبَائِلَ شَتّى. وفلانٌ في لَوِيْثَةٍ ولُوَاثَةٍ.
وفلانٌ لُوَاثَةٌ: يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَيْءٍ ويَتَلَطَّخُ.
وألَثْتُ به مالي: إذا اسْتَوْدَعْته إيّاه؛ إلاَثَةً. واللاُّثَةُ: المالُ. ولاوَثَه يُلاَوِثُه: أي خالَطَه في الشِّرى والبَيْعِ.
ولاثَني فلانٌ والْتَاثَني ولَوَّثَني عن كذا: أي حَبَسَني، ولُثْتُه: أي حَبَسْته.
ولم يُلِثْ أنْ فَعَلَ كذا: أي لم يَلْبَثْ ولم يُبْطِئْ، وما ألاَثَ بمَعْنَاه إلاَثَةً.
ولاثَ بالخَبَرِ: أي كَتَمَه. ولاثَ كَلاَمَه: لم يُصَرِّحْ به.
واللَّيِّثُ من النَّبَاتِ: بمَنْزِلَةِ الخَلِيْسِ من الشَّعْرِ وهو المُخْتَلِطُ يابِسُه برَطْبِه. والْتَاثَ رَأْسُه. والْتَاثَ الكَلأُ وألْوَثَ إلْوَاثاً. وألْوَثَتِ الأرْضُ: أنْبَتَتِ الرَّطْبَ في اليابِسِ.
واللُّوْثَاتُ: خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بها، وهي اللُّوَثَةُ.
لوث
لاثَ/ لاثَ في يلُوث، لُثْ، لَوْثًا، فهو لائِث، والمفعول مَلوث
• لاث الشَّخْصُ الثَّوبَ: وسَّخه.
• لاث الشَّخْصُ الكلامَ: تمتم خجلاً، لم يُبَيِّنْه استحياءً.
• لاث الشَّخْصُ العمامةَ على رأسه: لفَّها وعصبها.
• لاث في الأمر: أبطأ فيه "لاث الطالبُ في الإجابة عن السؤال الــشفهيّ". 

لوِثَ يلوَث، لَوَثًا، فهو ألوثُ
• لوِث الشَّخْصُ:
1 - حمُق.
2 - مسَّه الجنونُ. 

تلوَّثَ يتلوَّث، تلوُّثًا، فهو مُتلوِّث
• تلوَّثَ الثَّوبُ: مُطاوع لوَّثَ: تلطَّخ، توسَّخ "طعام مكشوف معرَّض للتلوُّث".
• تلوَّث الماءُ/ تلوَّث الهواءُ ونحوُه: خالطته موادُّ غريبة ضارّة "تلوَّث الهواءُ بعوادم السَّيّارات".
• تلوَّثتِ الطَّبيعةُ: وُضعت فيها أوساخٌ وقاذورات ونحوها. 

لوَّثَ يلوِّث، تلويثًا، فهو مُلوِّث، والمفعول مُلوَّث
• لوَّث ثيابَه وغيرَها: لطَّخها ووسَّخها "لوَّث سمعتَه- طعامٌ ملوَّث- ماله ملوَّثٌ: مُكتَسَب بطرق غير مشروعة".
• لوَّث الماءَ: كدَّره، أوسخه، أفسده وغيّره.
• لوَّث البيئَةَ: وضع فيها أوساخًا وقاذورات "لوَّثتِ المصانعُ الهواءَ- لوَّث المكانَ بالقاذورات- لوَّث المدينة بدخان معمله". 

ألوثُ [مفرد]: ج لُوث، مؤ لَوْثاءُ، ج مؤ لوثاوات ولُوث: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لوِثَ. 

تلوُّث [مفرد]: ج تلوّثات (لغير المصدر):
1 - مصدر تلوَّثَ.
2 - فساد القيم والمبادئ الأخلاقيَّة "تلوُّث الأفكار".
3 - (جو) فساد الجوّ والبيئة ومياه البحار الناتج عن مجمل الإفرازات الكيميائيّة والذريَّة "تلوّث الأرض من الإشعاع النووي". 

لائث [مفرد]: اسم فاعل من لاثَ/ لاثَ في. 

لَوْث [مفرد]: مصدر لاثَ/ لاثَ في. 

لَوَث [مفرد]: مصدر لوِثَ. 

لَوْثة [مفرد]: ج لَوْثات ولَوَثات: اسم مرَّة من لوِثَ: حماقة، جنون "فيه لَوْثة". 

لُوثة [مفرد]: ج لُوثات: حماقة، مسُّ الجنون "أصابته لُوثَة في عقله". 
[ل وث] اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمْرِ لَوِثَ لَوَثًا والْتاثَ وهو أَلْوَثُ ورَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ بَطيءٌ مُتَمكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ والأَلْوَثُ الأَحْمَقُ كالأَثْوَلِ قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ

(إذا ما غَزَا لم يُسْقِطِ الخَوْفُ رُمْحَه ... ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصَمِ)

واللُّوَثَةُ كالأَلْوَثِ واللُّوثَةُ واللَّوْثَةُ الحُمْقُ والاسْتِرخاءُ والضَّعْفُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقِيلَ هي بالضَّمِّ الضَّعْفُ وبالفَتْح القُوَّةُ والشِّدَّةُ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثَةٍ ولَوْثٍ أي قُوَّة واللَّيْثُ الأَسَدُ زَعَم كُراع أَنّه مُشْتَقٌّ من اللَّوْثِ الَّذِي هو القُوَّة فإِن كان ذلِك فالياءُ مُنْقَلِبَةٌ عن الواو وليسَ هذا بقَوِيٍّ لأَنّ الياءَ ثابِتَةٌ في جَمِيع تَصارِيفِه وقد تَقَدَّم في الياءِ والأَلْوَثُ البَطِيءُ الكَلامِ الكَلِيلُ اللِّسانِ والأُنْثَى لَوْثاءُ والفِعْلُ كالفِعلِ ولاثَ الشَّيْءَ لَوْثًا أَدارَهُ مَرَّتَيْنِ كما تُلاثُ العِمامَةُ والإزارُ ولاثَ يَلُوثُ لَوْثًا لَزِمَ ودارَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... )

(من عَزَبٍ لَيْسَ بذِي مَلاثِ ... )

أي لَيْسَ بذِي دارٍ يَأْوِي إِلَيْها ولا أَهْلٍ ولاثَ الشَّجَرُ والنَّباتُ فهو لائِثٌ ولاثٌ ولاثٍ لَبِسَ بَعْضُه بَعْضًا وتَنَعَّمَ وكذلِك الكَلأُ فأَمّا لائِثٌ فعَلَى وَجْهِه وأَمّا لاثٌ فقَدْ يَكُون فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقَدْ يَكُون فاعِلاً ذَهَبَتْ عينُه وأَمّا لاثِ فمَقْلُوبٌ عن لائِثٍ ووَزْنُه فالِعٌ قالَ

(لاثٍ بهِ الأشاءُ والعُبْرِيُّ ... )

وشَجَرٌ لَيِّثٌ كلاثٍ والْتاثَ وأَلاثَ وأَلْوَث كلاثَ وقد لاثَهُ المَطَرُ ولَوَّثَه وأَلْوَثَ الصِّلِّيانُ يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرَّطْبُ بعدَ ذلك وقد يَكُونُ في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يَكادُ يُقال في الثُّمامِ ولكن يُقالُ فيه بَقَلَ ولا يُقالُ في العَرْفَجِ أَلْوَثُ ولكِن أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه ودِيمَةٌ لَوْثاءُ تَلُوثُ النَّباتَ بَعْضَه على بَعْضٍ وكُلُّ ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُثْتَه ولَوَّثْتَه كما تَلُوثُ الطِّينَ بالتٍّ بْنِ والجِصَّ بالرَّمْلِ وإن المَجْلِسَ ليَجْمَعُ لَوِيثَةً من النّاسِ أي أَخْلاطًا لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ واحِدَةٍ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أي لَحْمٍ وسِمَنٍ قد لِيثَ بِها والمَلاثُ والمِلْوَثُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ لأنَّ الأُمُورَ تُلاثُ بهِ وتُعْصَبُ أَنْشَدَ يَعْقُوب

(هَلاّ بَكَيْتَ مَلاوِثًا ... من آلِ عَيْدِ مَنافِ)

فأَمّا قَوْلُه

(كانُوا مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصَّدِيقُ لهم ... فَقْدَ البِلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المَطَرَا)

إنَّما أَلْحَق الياءَ لإتْمامِ الجُزْءِ ولو تركه لغنى عنه واللِّثَةُ مَغْرِزُ الأَسْنانِ من هذا البابِ في قَوْلِ بَعْضِهم لأَنَّ اللَّحْمَ لِيثَ بأُصُولِها ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ أَدارَه لَها قال امْرُؤُ القيس

(إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمامَتُه ... كما يُلاثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ) ولاثَ به يَلُوثُ كَلاَذَ وإِنَّه لنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفانِ أي المَلاذُ وزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ثاءَ لاثَ هاهُنا بَدَلٌ من ذالِ لاذَ واللُّوثُ فِراخُ النَّحْلِ عن أَبِي حَنِيفَةَ

لوث

1 لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He folded a thing: (IAar, IKt:) and twisted it. (IAar.) These are the original meanings. (IAar, IKt.) b2: He turned a thing round twice; as a turban is turned round, and an إِزَار. (TA.) b3: He bound, or wound round, a turban. (K.) Yousay لَاثَ العَمِامَةَ عَلَى رَأْسِهِ, aor. and inf. n. as above, He bound, or wound round, the turban on his head. (S.) b4: لَاثَ الوَبَرَ بِالفَلْكَةِ He wound the camel's hair round the whirl of the spindle. (TA.) b5: الأَسْقِيَةُ الِتَّى تُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا The skins that are bound and tied round their mouths. (TA, from a trad.) b6: لَاثَ, aor. ـُ He (a man) went round about; syn. دَارَ. (S.) b7: لَاثَ بِشَىْءٍ He went round about a thing; syn. طاف به. (TA.) b8: لَاثَ بِهِ النَّاسُ, and ↓ الاث, The people collected around him. (TA, from a trad.) b9: لَاثَتْ قَرُنًا مِنْ قُرُونِهَا بِالدُّهْنِ She surrounded, or, as some say, intermixed [one of her locks of hair with ointment]. (TA, from a trad.) b10: لَاثَ, and ↓ الاث, and ↓ التاث, It (a plant, or tree, or herbage,) became tangled and luxuriant. (TA.) b11: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He rolled about a morsel of food in melted fat or the like. (K.) b12: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He chewed, or mumbled, a thing; syn. لَاكَ; (K;) such as a morsel of food, &c. (TA) b13: لَاثَهُ المَطَرُ, and ↓ لوّثهُ, The rain laid it, or mixed it, (i. e., a plant,) part over part. (TA.) b14: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; (K;) or لَوِثَ, [aor. ـْ inf. n. لَوَثٌ; (L;) and ↓ التاث, (S, K,) He was slow, or tardy, (S, K,) فِى عَمَلِهِ in his work, (S,) or فِى الأَمْرِ in the affair. (K.) b15: ↓ التاث He (a camel) was slow, or tardy and languid. (TA, from a trad.) b16: لَاثَ عَنْ حَاجَتِى He was slow, tardy, or tedious, in accomplishing my want. (TA.) b17: لَاثَ لَوْثًا مِنَ الكَلَامِ He twisted his speech, and did not make it plain by reason of shame. (IKt, TA, from a trad.) [Similarly, فى كَلَامِهِ ↓ التاث. (A.)] b18: لَاثَ He was slow in speech, and heavy in tongue. (TA.) b19: See 8. b20: لَاثَ الدَّارَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He kept to the house. (K.) b21: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; He mixed, and steeped, or macerated, in water. (K.) b22: لَاثَ بِهِ, aor. ـُ (inf. n. لَوْثٌ, K,) He took refuge in him; had recourse to him for protection or concealment: (S, K:) i. q. لَاذَ: (S:) accord. to Yaakoob, the ث here is a substitute for the ذ of لاَذَ. (TA.) 2 لوّث التِّبْنَ بِالقَتِّ He mixed the straw with [the kind of trefoil called] قتّ. (A.) b2: لوّث He, or it, rendered water turbid. (S.) b3: لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, He befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, (S, K,) his clothes with mud. (S.) b4: See 1 and 8.4 أَلْوَثَ see 1.

A2: أَلْوَثَتِ الأَرْضُ The land produced fresh, or green, herbage, (رَطْب, as in some copies of the K, or رُطْب, as in others and in the TA,) among that which was dry. So in the K: but in the L, as follows. الوث الصِّلِّيَانُ The صلّيان dried up, and then produced fresh, or green, shoots: and sometimes the same verb is thus used with reference to the ضَعَة and هَلْتَى and سَحَم: of the ثُمَام, one scarcely ever says الوث, but بَقَلَ; nor does one say of the الوث عَرْفَج, but ادبى, and إِمْتَعَسَ. (TA.) b2: أَلَثْتُ بِهِ مَالِى I asked him to keep my property as a deposit. (K.) From اللَّوْثُ “ the taking refuge. ” (TA.) b3: لَمْ يُلِثْ, in a verse of El-'Ajjáj, He, or it, did not make to delay. (TA.) 5 تلوّث It (a garment) was, or became, befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, with mud. (Msb.) b2: تلوّث بِالْأَمْرِ [app., He was confused, or perplexed, by the affair]. (Lth.) 8 التاث: see 1. b2: It was, or became, collected together. (TA) b3: التاث; (S, K;) and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; (L;) It (an affair, TA,) was, or became, confused, (S, K,) intricate, and difficult. (TA.) You say التاثت عَلَيْهِ الأُموُرُ The affairs became confused, and intricate, to him: (TA:) and التاثت الخُطُوبُ [The affairs became confused]. (S.) b4: Also, both verbs, (the former accord. to the S and K, and the latter accord. to the L,) It became wound about. (S, L, K.) Yousay إِلْتَاثَتْ بِرَأْسِ القَلَمِ شَعْرَةٌ (so in one copy of the S: in another, التاث) [A hair became wound about the head, or tip, of the reed-pen: read, erroneously, by Golius, and Freytag, التاث برأس القلم شَعَرَهُ]. (S.) b5: He became strong, powerful, or vigorous. (K, TA.) b6: He became fat. (K, TA.) b7: He withheld, or restrained; syn. حَبَسَ: (K:) [but it seems rather to signify he withheld, or restrained, himself; syn. إِحْتَبَسَ; like ↓ لَاثَ]. Accord. to the K, لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, signifies the same; but it is not so: it is the same as التاث only as signifying “ it was, or became confused ”, and “ it became wound about. ” (TA.) حَلَّ مِنْ عِمَامَتِهِ لَوْثًا أَوْ لَوْثَيْنِ He loosed, or undid, a turn, or twist, or two turns, or twists, of his turban. (TA, from a trad.) A2: لَوْثٌ Strength; power; vigour: (S, K, TA:) as also ↓ لُوثَةٌ, [as in one place,] or ↓ لُوْثَةٌ, [as in another]. (TA.) A3: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْثٍ, and ↓ لُوثَةٍ A strong she-camel; a she-camel endowed with strength, or vigour: (TA:) or, the former, (L,) or the latter, (S,) a she-camel having much flesh and fat, (S, L,) with which she is bound round: (L:) or, as some say, stupid, unsteady, and hasty; syn. ذات هَوَجٍ: (S:) or, the former, a bulky she-camel; yet her bulkiness does not prevent her being swift. (Lth.) b2: رَجُلٌ ذُو لَوْثٍ A strong man. (TA.) b3: لَوْثٌ, (IAar,) or ↓ لَوْثَةٌ, (As,) Resolution of mind, (IAar, As,) and strength of mind. (IAar.) b4: لَوْتٌ, Evil, as a subst. (K.) b5: لَوْثٌ Mutual suits, or demands, with malevolences, or rancours: (K:) one says, بَيْنَهُمْ لَوْثٌ Between them are mutual suits, &c. (TK.) A4: لَوْثٌ Offsets of palm-trees. (AHn.) A5: لَوْثٌ Wounds; syn. حِرَاحَاتٌ. (K.) A6: لَوْثٌ Weak, incomplete, evidence; (Az, in Msb;) resembling what is termed دَلَالَةٌ, (Az, K,) not complete, or perfect, evidence; so accord. to Esh-Sháfi'ee: (Az.:) it is one person's giving his testimony to the fact of a slain person's declaring, before his death, that a certain person slew him; or two persons giving their testimony to the fact of there having existed enmity between them two, [i. e., the slain person and the person accused of slaying him,] or, of one's having threatened the other; and the like: it is from تَلَوَّثَ as signifying “ it was befouled, or defiled. ” (TA.) b2: See لَوَتٌ, and لُوثَةٌ.

لِيثٌ A certain plant (S, K) that winds about: the و is changed into ى on account of the kesreh before it. (S.) لَوَثٌ, or ↓ لَوْثٌ, (as in different copies of the S) Languor; flaccidity; in a man. (S.) لَوِثٌ: see لَائِثٌ.

لِثَةٌ The gum, accord. to some, belongs to this art., because the flesh of the gums is bound (لِيثَ) round the roots of the teeth. (TA.) لَوْثَةٌ: see لَوْثٌ, and لُوثَةٌ.

لوثَةٌ Languor, and slowness, or tardiness. (S, K.) b2: رَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ A man slow, or tardy, and weak. (TA.) b3: لُوثَةٌ Weakness: (IAar, K:) as also ↓ لَوْثٌ. (TA.) b4: Weakness of judgment, and a repetition, or stuttering, (تَلَجْلُجٌ,) in speech. (TA, from a trad.) An impediment in speech. (Msb.) b5: لُونَةٌ (IAar, M, K) and ↓ لَوْثَةٌ (IAar, M) and ↓ لَوْثٌ (Msb) Stupidity; foolishness; paucity of sense. (IAar, M, K, Msb.) b6: لُوثَةٌ A touch, or first affection, of insanity, or diabolical possession. (S, K.) b7: لُوثَةٌ A state of excitement; syn. هَيْجٌ. (S, K.) A2: لُوثَةٌ Abundance of flesh and fat, (S, K,) in a she-camel. (S.) [See لَوْثٌ.]

A3: لُوثَةٌ A piece of rag collected together, with which one plays. (K.) لِوَاثٌ: see لُوَاثَةٌ.

لُوَاثَةٌ and ↓ لَوِيثَةٌ A company, an assembly, or a troop, (K,) of men, and of other animals. (TA.) b2: مِنَ النَّاسِ ↓ لَوِيثَةٌ A company, or an assembly, of people of different tribes; (S, K;) like لَبِيثَةٌ. (K.) A2: لُوَاثَةٌ One who, or a thing which, (الَّذِى: in the TA, الذر:) is befouled, or defiled, (يَتَلَوَّثُ) in anything. (K.) A3: لُوَاثَةٌ and ↓ لِوَاثٌ (the latter [in the CK لُوَاثٌ] is with kesr, and is mentioned in the L, without the former, on the authority of Fr, TA,) Flour [of wheat, &c.] which is sprinkled upon the table, beneath dough; (K,) to prevent the dough's adhering to the table. (TA.) لَوِيثَةٌ: see لُوَاثَةٌ.

لَيِّثٌ: see لَائِثٌ. b2: لِحْيَةٌ لَيِّثَةٌ (tropical:) A tangled beard. (TA.) b3: A beard in which half-white hairs are mixed with white: so in the K; but correctly, in which half-white, or grizzly, hairs are mixed with black. (TA.) وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الَّذِينَ يَلُوثُونَ مَعَ البَقَر إِرْفَعْ يَا غُلَامُ ضَعْ يَا غُلَامُ: respecting these words, occurring in a trad., El-Harbee says, I think the meaning to be, those to whom various kinds of food are carried round about; from اللَّوْثُ, “winding round ” a turban on the head. (IAth.) نَبَاتٌ لَائِثٌ, and ↓ لَاثٌ, and ↓ لَيِّثٌ, A tangled plant; (K;) a tangled and luxuriant plant: and in like manner, herbage: لَاثٌ is originally لَوِثٌ, or لَائِثٌ: (TA:) so also a tree.

A2: اللَّائِثُ (and اللَّيْثٌ, TA,) The lion: (K:) from لَوْثٌ

“ strength. ” (TA.) أَلْوَثُ A man slow, or tardy. (M.) b2: دِيمَةٌ لَوْثَاءُ [A lasting, or continuous, and still, rain] that lays, or mixes, the plants, part upon part, (Lth, K, TA,) like as straw is mixed with the kind of trefoil called قَتّ: (Lth, TA:) but this explanation is disapproved by AM. (TA.) b3: سَحَابَةٌ لَوْثَاءُ A slow cloud: such a cloud is the longest in raining. (AM.) b4: أَلْوَثُ Slow and heavy in tongue; (K;) slow in speech, and heavy in tongue: fem. لَوْثَاءُ, [pl. لُوتٌ]. (TA.) b5: A man weak in mind, or understanding: from لَوْثٌ, as signifying “ weak, incomplete, evidence. ” (Msb.) b6: أَلْوَثُ, like أَثْوَلُ, Stupid; foolish; of little sense; as also ↓ مُلْتَاثٌ: (TA:) stupid, foolish, or of little sense, and cowardly: pl. لُوثٌ. (IAar.) b7: Languid; flaccid: (S, K:) applied to a man. (S.) A2: Strong; powerful; vigorous. Thus the word bears two contrary significations. (K.) مَلَاثٌ [A place of refuge; a refuge]. [You say,] إِنَّهُ لَنِعْمَ المَلَاثُ لِلضِّيفَانِ Verily he is an excellent refuge for guests. (TA.) b2: مَلَاثٌ (S, K) and ↓ مِلْوَثٌ (K) (tropical:) One who is a refuge to others; a noble chief; (TA;) a nobleman; (Ks, S, K;) whom others compass, and go round about: (Ks, S:) or so called because the command is [as it were] bound round him; i. e., because affairs are connected with him: (TA:) pl. مَلَاوِثُ and مَلَاوِثَةٌ and مَلَاوِيثُ: (S, K:) the last used by poetic licence. (ISd.) مِلْوَثٌ: see مَلَاثٌ.

مُلَيَّثٌ A man (S) slow, or tardy, by reason of his fatness. (S, K.) [See also art. ليث.]

مَكَانٌ مُلَوَّثٌ and رَأْسٌ مُلَوّثٌ: see مُلَيَّثٌ in art. ليث.]

مُلْتَاثٌ: see أَلْوَثُ.

لوث: التهذيب، ابن الأَعرابي: اللَّوْثُ الطيُّ. واللوثُ: اللَّيُّ.

واللوث: الشرُّ. واللَّوْثُ: الجِراحات. واللوث: المُطالبات بالأَحْقاد.

واللَّوثُ: تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة. قال أَبو منصور: واللوث عند

الشافعي شبه الدلالة، ولا يكون بينة تامة؛ وفي حديث القسامة ذكرُ اللوثِ، وهو

أَن يشهد شاهد واحد على إِقرار المقتول، قبل أَنْ يموت، أَن فلاناً قتلني

أَو يشهد شاهدان على عداوة بينهما، أَو تهديد منه له، أَو نحو ذلك، وهو

من التَّلَوُّث التلطُّخ؛ يقال: لاثه في التراب وَلَوَّثَهُ. ابن سيده:

اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمر. لوِثَ لَوَثاً والتاثَ، وهو أَلوَثُ.

والتاث فلان في عمله أَي أَبطأَ. واللُّوثَةُ، بالضم: الاسترخاءُ والبطءُ. وفي

حديث أَبي ذر: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا التاثت راحلة

أَحدنا طعن بالسَّروة، وهي نصل صغير، وهو من اللُّوثَةِ الاسترخاءِ

والبطءِ.

ورجل ذو لُوثة: بطيءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف. ورجل فيه لُوثة أَي استرخاءٌ

وحمق، وهو رجل أَلوَثُ. ورجل أَلوث: فيه استرخاءٌ، بيِّن اللوَث؛ وديمة

لَوثاءُ.

والمُلَيَّث من الرجال: البَطيءُ لسمنه. وسحابة لوثاءٌ: بها بُطْءٌ؛

وإِذا كان السحاب بطيئاً، كان أَدوم لمطره؛ قال الشاعر:

من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم

قال الليث: اللوثاءُ التي تَلُوثُ النباتَ بعضه على بعض، كما تلوث التبن

بالقت؛ وكذلك التلوُّث بالأَمر. قال أَبو منصور: السحابة اللوثاءُ

البطيئة، والذي قاله الليث في اللوثاءِ ليس بصحيح.

الجوهري: وما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَي ما احتبس.

والأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قال طفيل الغنوي:

إِذا ما غزا لم يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ،

ولم يَشْهدِ الهيجا بأَلْوَثَ مُعْصِم

ابن الأَعرابي: اللُّوثُ جمع الأَلْوث، وهو الأَحمق الجبان؛ وقال ثمامة

بن المخبر السدوسي:

أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه،

نَفى عنه وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما

(* قوله «العرائما» كذا بالأَصل وشرح القاموس. ولعله القرائما جمع

قرامة، بالضم، العيب.)

يقول: رب أَحمق نفى كثرة ماله أَن يُحَمِّق؛ أَراد أَنه أَحمق قد زيَّنه

ماله، وجعله عند عوام الناس عاقلاً. واللُّوثة: مس جنون. ابن سيده:

واللوثة كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الحمق والاسترخاءُ والضعف، عن ابن

الأَعرابي؛ وقيل: هي، بالضم، الضعف، وبالفتح، القوَّة والشدة. وناقة ذاتُ

لَوْثة ولَوْث أَي قوة؛ وقيل: ناقة ذات لَوْثة أَي كثيرة اللحم والشحم،

ويقال: ناقة ذات هَوَج.

واللَّوْث، بالفتح: القوَّة؛ قال الأَعشى:

بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت،

فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال: لَعا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: مِن أَن أَقول لعا، قال وكذا هو في شعره،

ومعنى ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها، فلو عثرت لقلت: تَعِست وقوله: بذات لوث

متعلق بِكلَّفت في بيت قبله، وهو:

كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وشايعني

هَمِّي عليها، إِذا ما آلُها لمَعا

الأَزهري قال: أَنشدني المازني:

فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ،

فاشتدَّ ناباهُ، وغَيْرُ النابَينْ

قال: التاثَ افتعل من اللَّوث، وهو القوَّة. واللُّوثة: الهَيْج.

الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بالعقل. وقال ابن الأَعرابي:

اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الحمقة، فإِن أَردت عزمة العقل قلت: لَوْث أَي

حَزْم وقوَّة. وفي الحديث: أَن رجلاً كان به لُوثة، فكان يغبن في البيع،

أَي ضعف في رأْيه، وتلجلج في كلامه. الليث: ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة،

ولا يمنعها ذلك من السرعة. ورجل ذو لَوْث أَي ذو قوَّة. ورجل فيه لُوثة

إِذا كان فيه استرخاءٌ؛ قال العجاج يصف شاعراً غالبه فغلبه فقال:

وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي

(* قوله «رأى دوني من تجهمي إلخ» كذا بالأصل.)

أُمَّ الرُّبَيْقِ. والأُرَيْقِ المُزْنَم،

فلم يُلِثْ شَيطانَهُ تَنُهُّمي

يقول: رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني

داهية، فلم يُلِثْ أَي لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري.

والليث: الأَسد؛ زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذي هو القوة؛ قال ابن

سيده: فإِن كان ذلك، فالياءُ منقلبة عن واو، قال: وليس هذا بقويّ لأَن

الياء ثابتة في جميع تصاريفه، وسنذكره في الياء. واللَّيثُ، بالكسر: نبات

ملتف؛ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.

والأَلوث: البطِيء الكلام، الكلِيلُ اللسان، والأُنثى لَوْثاء، والفعل

كالفعل.

ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مرتين كما تُدارُ العِمامة والإِزار. ولاث

العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها؛ وفي الحديث: فحللت من

عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين. وفي حديث: الأَنبذةُ

والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط. وفي الحديث: أَنَّ امرأَة

من بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي

أَدارته؛ وقيل: خلطته. وفي الحديث، حديث ابن جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين

يَلُوثون مع البَقر ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير: قال

الحربي: أَظنه الذي يُدارُ عليهم بأَلوان الطعام، من اللَّوْث، وهو

إِدارة العمامة. وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فوقف عليه ولاث

لوثاً من كلام، فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى بابنته؛ ومعنى

لاث أَي لوى كلامه، ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به. يقال: لاث بالشيء

يلوث به إِذا أَطاف به. ولاث فلان عن حاجتي أَي أَبطأَ بها؛ قال ابن

قتيبة: أَصل اللوث الطيّ؛ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تكلم

بكلام مَطْويّ، لم يبينه للاستحياء، حتى خلا به؛ ولاث الرجل يلوثُ أَي

دار. وفلان يَلُوث بي أَي يَلُوذ بي. ولاث يلُوث لَوْثاً: لزِمَ ودار

(* قوله

«لزم ودار» كذا بالأصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار اهـ. فمعنى

لاث لزم الدار.)، عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ

من عَزَبٍ، ليس بِذِي مَلاثِ

أَي ليس بذي دارٍ يَأْوي إِليها ولا أَهل. ولاث الشجر والنبات، فهو

لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ: لبس بعضه بعضاً وتَنَعَّمَ؛ وكذلك الكلأُ، فأَما لائث

فعلى وجهه، وأَما لاثٌ فقد يكون فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وقد يكون فاعلاً

ذهبت عينه. وأَما لاثٍ فمقلوب عن لائث، مِن لاث يلوث، فهو لائثٌ، ووزنه

فالعٌ؛ قال:

لاثٍ به الأَشاءُ والعُبْريُّ

وشجر ليِّثٌ كَلاثٍ؛ والتاثَ وأَلاثَ، كَلاث؛ وقد لاثه المطرُ ولَوَّثه.

واللاَّئث واللاثُ مِن الشجر والنبات: ما قد التبس بعضه على بعض؛ تقول

العرب: نبات لائثٌ ولاثٍ، على القلب؛ وقال عدي:

ويَأْكُلْنَ ما أَغْنى الوَلِيُّ ولم يُلِثْ،

كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا

أَي لم يجعله لائثاً. ويقال: لم يُلِثْ أَي لم يلث بعضه على بعض، مِن

اللوث، وهو اللَّيّ. وقال الـوري

(* كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن

أَنه البوري نسبة إلى بور، بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهير، والله

أَعلم.): لم يُلِثْ لم يُبْطئْ. أَبو عبيد: لاثٍ بمعنى لائث، وهو الذي

بعضه فوق بعض.

وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ: يبس ثم نبت فيه الرَّطْب بعد ذلك، وقد يكون في

الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، ولا يكاد يقال في الثُّمَام، ولكن يقال

فيه: بَقَلَ، ولا يقال في العَرْفج: أَلْوَثَ، ولكن أَدْبَى وامْتَعَسَ

زِئْبِرُه.

وديمة لَوْثاءُ: تَلُوثُ النبات بعضه على بعض.

وكل ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ: فقد لُثْتَه ولَوَّثْته، كما تلوثُ الطين

بالتبن والجِصِّ بالرمل. ولَوَّث ثِيابه بالطين أَي لطَّخها. ولَوَّث

الماء: كدَّره.

الفراء: اللُّوَاثُ الدقيق الذي يُذَرُّ على الخِوانِ، لِئلا يَلْزَق به

العجين.

وفي النوادر: رأَيت لُواثة ولَوِيثةً من الناس وهُواشة أَي جماعة، وكذلك

من سائر الحيوان. واللَّوِيثَةُ، على فعِيلة: الجماعة من قبائل شتَّى.

والالتياث: الاختِلاط والالتفاف؛ يقال: الْتاثَتِ الخطُوب، والتاثَ

برأْس القلم شعَرة، وإِنَّ المجلس ليجمع لَوِيثَةً من الناس أَي أَخلاطاً

ليسوا من قبيلة واحدة. وناقة ذاتُ لَوْثٍ أَي لحم وسِمَنٍ قد لِيثَ بها.

والملاث والمِلْوَث: السيد الشريف لأَنَّ الأَمر يُلاثُ به ويُعْصَب أَي

تُقْرَنُ به الأُمور وتُعْقَدُ، وجمعه مَلاوِث. الكسائي: يقال للقوم

الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يطاف بهم ويُلاث؛ وقال:

هلاَّ بَكَيْت مَلاوِثاً

من آل عبدِ مَناف؟

ومَلاويثُ أَيضا: فأَما قول أَبي ذؤيب الهذلي، أَنشده أَبو يعقوب:

كانوا مَلاوِيثَ، فاحْتاجَ الصديقُ لهم،

فَقْدَ البلادِ، إِذا ما تُمْحِلُ، المطرا

قال ابن سيده: إِنما أَلحق الياء لاتمام الجزء، ولو تركه لَغَنِيَ عنه؛

قال ابن بري: فَقْدَ مفعول من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمَّا هلكوا،

كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت؛ وكذلك المَلاوِثَة؛ وقال:

منَعْنَا الرِّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه،

بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد

وفي الحديث: فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس أَي اجتمعوا حوله؛ يقال:

لاث به يلوث وأَلاث، بمعنى.

واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، من هذا الباب في قول بعضهم، لأَن اللحم

لِيثَ بأُصولها.

ولاث الوَبَر بالفَلْكة: أَداره بها؛ قال امرؤ القيس:

إِذا طَعَنْتُ به، مالتْ عِمامتُهُ،

كما يُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ

ولاث به يلوث: كلاذ. وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضَّيفان أَي المَلاذ؛

وزعم يعقوب أَن ثاء لاث ههنا بدل من ذال لاذ؛ يقال: هو يلوذ بي ويلوث.

واللُّوث: فِراخ النَّحْل، عن أَبي حنيفة.

لوث
: ( {اللَّوْثُ: القُوَّةُ) والشِّدّة، قَالَ الأَعْشَي:
بِذَاتِ} لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرَتْ
فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا من أَنْ يُقَالَ: لَعَا
وناقَةٌ ذَاتُ {لَوْثَةٍ} ولَوْثٍ، أَي قُوَّةٍ. وَفِي اللِّسَان: وناقَةٌ ذتُ لَوْثٍ، أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ، قد {لِيثَ بهَا.
وَعَن اللَّيْثِ: ناقَةٌ ذتُ لَوْث: وَهِي الضَّخْمَةُ وَلَا يمنَعُهَا ذالك من السُّرْعة.
وَرجل ذُو لَوْثٍ، أَي وقُوّةٍ.
(و) اللَّوْثُ (: عَصْبُ العِمَامَةِ) .
} ولاثَ الشَّيْءَ {لَوْثاً: أَدارَهُ مرَّتينِ، كَمَا تُدار العِمَامةُ والإِزارُ.
ولاثَ العِمَامَةَ على رَأْسِه} يَلُوثُها لَوْثاً، أَي عَصَبَها، وَفِي الحَدِيث:
(فَحَلَلْتُ من عِمَامَتِي لَوْثاً أَو {لَوْثَيْنِ) أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ.
وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: أَصلُ اللَّوْثِ الطَّيّ،} لُثْتُ العِمَامَةَ {أَلُوثُها لَوْثاً.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: اللَّوْثُ: الطَّيُّ، واللَّوْثُ: اللَّيُّ.
(و) اللَّوْثُ (: الشَّرُّ) .
(و) اللَّوْثُ: (اللَّوْذُ) ،} لاثَ بِه {يَلُوثُ، كلاَذَ، وإِنّه لَنِعْمَ} المَلاَثُ للضِّيفانِ، أَي المَلاذُ، وزعمَ يعقوبُ أَنّ ثاءَ لاثَ هَا هُنا بَدَلٌ من ذَالِ لاذَ، يُقَال: هُوَ! يَلُوثُ بِي ويَلُوذُ.
(و) اللَّوْثُ (: الجِرَاحاتُ) .
(و) اللَّوْثَ (المُطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ) .
قَالَ أَبو مَنْصُور: (و) اللَّوْثُ عِنْد الشّافِعيّ: (شِبْه الدَّلاَلَةِ) وَلَا يكونُ بَيِّنَةً تَامّةً، وَفِي حَدِيث القَسَامَة ذُكر اللَّوْثُ، وَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ شاهِدٌ واحدٌ على إِقرارِ المَقْتُولِ قبلَ أَن يموتَ أَنَّ فُلاناً قَتَلَنِي، أَو يشهدَ شاهِدانِ على عَدَاوةٍ بَينهمَا، أَو تَهْدِيدٍ مِنْهُ لَهُ، أَو نحوِ ذالك، وَهُوَ من التَّلَوُّثِ: التَّلَطُّخِ، كَمَا سيأْتي.
(و) اللَّوْثُ (تَمْراغُ اللُّقْمَةِ فِي الإِهَالَةِ) ، وَفِي اللِّسَان وغيرهِ: تَمْرِيغُ بدل تَمْراغ، وَهُوَ بِالْفَتْح من المصادِر النّادرة.
(و) اللَّوْثُ (: لُزُومُ الدّارِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد: تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
مِنْ عَزَبٍ ليسَ بِذَي مَلاَثِ
أَي لَيْسَ بِذِي دارٍ يَأْوهي إِليها وَلَا أَهْلٍ.
(و) اللَّوْثُ (: لَوْكُ الشَّيْءِ فِي الفَمِ) كاللُّقْمَةِ وغيرِهَا.
(و) اللَّوْثُ: (البُطْءُ فِي الأَمْرِ) ، وَقد {لَوِثَ} لَوَثاً، {والْتَاثَ، وَهُوَ} أَلْوَثُ، كَذَا فِي الْمُحكم.

وَقَالَ غَيره: {لاثَ فلانٌ عَن حاجَتِي، أَي أَبْطَأَ بهَا.
(} واللُّوثَةُ بالضّمّ: الاسْتِرْخَاءُ والبُطْءُ) وَرجل ذُو {لُوثَة: بَطِىءٌ مُتَمَكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ.
(و) اللُّوْثَةُ (: الحُمْقُ) ، ويُفْتَح، وذكَر الوَجْهَينِ ابنُ سِيدَهْ فِي الْمُحكم، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) اللُّوثَةُ (: الهَيْجُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، و (مَسُّ الجُنُونِ) ، وَعَن الأَصمعيّ:} اللَّوْثَةُ: الحَمْقَة، {واللَّوْثَة: العَزْمَة بالعَقْلِ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} اللُّوثَةُ {واللَّوْثَةُ بِمَعْنى الحَمْقَة، فإِن أَردت عَزْمةَ العَقْله قُلْتَ:} لَوْثٌ، أَي حَزْمٌ وقُوَّة.
وَعَن اللَّيْث: رجلٌ فِيهِ {لُوثَةٌ إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِرْخاءٌ.
(و) اللَّوْثَةُ فِي النَّاقَةِ (كَثْرَةُ اللَّحْمِ والشَّحْمِ) وَيُقَال: نَاقَةٌ ذاتُ} لَوثةٍ، إِذا كانتْ كثِيرَةَ الشَّحْمِ واللَّحْمِ.
(و) اللُّوثَةُ: (الضَّعْفُ) عَن ابنِ الأَعرابيّ، وَيفتح، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ رجُلاً كَانَ بِهِ لُوثَةٌ فَكَانَ يُغْبَنُ فِي البَيْعِ) أَي ضَعْفٌ فِي رَأَيِهِ وتَلَجْلُجٌ فِي كَلامِه.
(و) فِي الحَدِيث: (فَلَمّا انْصَرَفَ من الصَّلاةِ {لاثَ بهِ النَّاسُ) ، أَي اجْتَمَعُوا حولَهُ، يقالُ: لاثَ بهِ} يَلُوثُ، {وأَلاثَ بِمَعْنًى.
واللُّوثَةُ: (خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بِها) ، جمعُه لوثاتٌ.
(} والالْتِيَاثُ) : الاجتماعُ و (الاخْتِلاطُ) والالْتِبَاسُ، وصُعُوبةُ الأَمرِ وشِدَّتُه، من قَوْلهم {الْتاثَتْ عليهِ الأُمُورُ، إِذا الْتَبَسَتْ واخْتَلَطَتْ.
(و) } الالْتِياثُ: (الالْتِفافُ) يُقَال: {الْتَاثَت الخُطُوبُ،} والْتَاثَ برأْسِ القلمِ شَعْرَةٌ.
(و) {الالْتِياثُ: (الإِبْطَاءُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ البُطْءُ، واْلتَاثَ وَهُوَ أَلْوَثُ.
} والْتَاثَ فلانٌ فِي عمله، أَي أَبْطَأَ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي حديثِ أَبي ذَرَ: (كُنَّا معَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا {الْتاثتْ رَاحِلَةُ أَحِدِنا طَعَنَ بالسَّرْوَةِ) ، وَهِي نَصْلٌ صغيرٌ، أَي أَبْطَأَتْ واسْتَرْخَت.
(و) الالْتِيَاثُ: افتعالٌ من اللَّوْثِ، وَهُوَ (القُوَّةُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَنشد المَازِنِيّ:
} فالْتَاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَيْنْ
فاشْتَدَّ نابَاهُ وغيرُ النّابَيْنْ
(و) الالْتِيَاثُ: (السِّمَنُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ كَثْرَةُ اللّحْمِ والشّحمِ، وَقد تقدّم.
(و) الالْتِيَاثُ: (الحَبْسُ) والمُكْثُ، افتعالٌ من اللَّوْثِ، يُقَال: مَا لاَثَ فُلانٌ أَنْ غَلَب فُلاناً، أَي مَا احْتَبَس، (كالتَّلْوِيثِ) .
ظاهِر عِبَارَته أَنه يُشَارك الالْتِياثَ فِي سائرِ مَعانيه الْمَذْكُورَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، وإِنما ساتُعْمِل الوجهانِ فِي معنى الِاخْتِلَاط والالتفافِ فَقَط، صرَّحَ بِهِ ابْن مَنْظُور وغيرُه، كَمَا يَدلّ لذَلِك عبارتُه بعدُ.
( {والتَّلْوِيثُ: التَّلْطِيخُ) ، وَمِنْه اللَّوْثُ فِي القَسَامَةِ، وَقد تقدّم.
(و) } التَّلْوِيثُ: (الخَلْطُ والمَرْسُ، كاللَّوْثِ) ، وكلّ مَا خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُشْتَه ولَوَّثْتَه.
{ولَوَّثَ ثِيابَه بالطِّينِ، أَي لَطَّخَها.
ولَوَّثَ الماءَ: كَدَّرَه.
(و) من المحاز: (} المَلاَثُ) ، يُقَال: هُوَ {مَلاَثٌ من} المَلاَوِثَةِ، أَي المَلاَذُ السَّيِّد (الشّرِيف، {كالمِلْوَثِ، كمِنْبَرٍ) ، لأَنّ الأَمرَ} يُلاثُ بِهِ ويُعْصَب، أَي تُقْرَنُ بِهِ الأُمورُ وتُعْقَد، و (ج {المَلاَوِثُ) . عَن الْكسَائي: يقالُ للقومِ الأَشرافِ إِنّهُم} لَمَلاَوِثُ، أَي يُطاف بهم {ويُلاث، وَقَالَ:
هَلاّ بَكَيْت} مَلاَوِثاً
من آلِ عَبْدِ مَنَافٍ
(و) كذالك ( {المَلاوِثَة) وَقَالَ:
مَنَعْنَا الرَّعْلَ إِذْ سَلَّمْتُمُوه
بفِتْيَانِ} مَلاَوِثَةٍ جِلاَدِ
( {والمَلاَوِيثُ) فِي. قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ، أَنشده يَعقوبُ:
كانُوا مَلاَوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْ
فَقْدَ البِلادِ إِذا مَا تُمْحِلُ المَطَرَا
قَالَ ابْن سِيدَه: إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ، وَلَو تركَه لغَنِيَ عَنهُ، قَالَ ابْن بَرّيّ: (فَقْدَ) : مفعولٌ من أَجله، أَي احْتَاجَ الصّديق لَهُم لمّا هَلَكوا، كفقد البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ.
(} واللُّوَاثَةُ بالضَّم: الجَمَاعَةُ) من النَّاس، وَكَذَلِكَ من سائرِ الْحَيَوَان ( {كاللَّوِيثَةِ) ، على فَعِيلة، الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى، كَذَا فِي النّوادر، وَيُقَال: رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من النَّاس وهُوَاشَة.
(و) } اللُّوَاثَةُ (: دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ) لِئلاّ يَلْزَقَ بِهِ، ( {كاللُّوَاثِ) ، بالضّمّ، وَعَلِيهِ اقتصرَ ابنُ مَنْظُور، ونقلَه عَن الفَرّاءِ.
(و) اللُّوَاثَة أَيضاً: (الَّذِي يَتَلَوَّثُ فِي كُلِّ شَيْءٍ) ويَتَلَطَّخُ بِهِ، نَقله الصّاغَانيّ.
(} وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَت الرُّطْبَ) بضمَ فَسُكُون (فِي اليابِسِ) .
وَعبارَة اللّسان: {وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ: يَبِسَ ثمَّ نَبَتَ فِيهِ الرُّطْبُ بعد ذالك، ثمّ قَالَ: وَقد يكون فِي الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، وَلَا يكَاد يُقالُ فِي الثُّمَامِ: أَلْوَثَ، ولاكن يُقَال فِيهِ: بَقَلَ، وَلَا يُقَال فِي العَرْفَجِ:} أَلْوَثَ، وَلَكِن: أَدْبَى وامْتَعَسَ (زِئْبِرُهُ) . ( {والأَلْوَثُ: المُسْتَرْخِي، والقَوِيُّ ضِدٌّ) ، وَقد تقدّم أَن اللّوثَةَ، بِالضَّمِّ: الضَّعْفُ، وبالفَتْحِ: القُوّة والشّدّة، وَالِاسْم مِن كلَ مِنْهُمَا أَلْوَثُ، فَيكون بهاذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد.
(و) الأَلْوَثُ أَيضاً: (البَطِىءُ) الكلامِ (الثَّقِيلُ) ، وَفِي بعض الأُمهات: الكَلِيلُ (اللِّسَانِ) ، والأُنثى} لَوْثَاءُ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {واللِّيثُ بِالْكَسْرِ: نباتٌ) مُلْتَفٌّ، صَارَت الواوُ يَاء لكسرةِ مَا قَبْلَهَا.
(ولِحْيَةٌ} لَيِّثَةٌ، ككَيِّسَةٍ) : مُلْتَفّةٌ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات، فَهُوَ مَجاز، (اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَقد تكلَّم شيخُنَا على ذَلِك فَقَالَ: الأَوْلَى (شَمَطُهَا ببياضِها) ، لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة، ثمَّ الصَّوَاب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا؛ لأَن الشَّمَطَ هُوَ بياضُ الشَّيْبِ الَّذِي يَعْتَرِي الشَّعرَ، فتأَمَّلْ. انْتهى، وسيأْتي فِي لَيْث.
(ونَبَاتٌ {لائثٌ،} ولاَثٌ، {ولَيِّثٌ) ككَيِّسٍ (: الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ) والْتَبَس، وكذالك الكَلأُ، وَفِي بعض النّسخ: (على بَعْضِ) ، فأَمّا لَا ئِتٌ فعَلَى وَجْهِه، وأَمّا} لاثٌ: فقد يكونُ فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وَقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، (وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عَن لائث، من لاث يلوث فَهُوَ لائثٌ ووزنهُ فالِع) قَالَ العَجّاج:
لاثٍ بِهِ الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
وشجرٌ لَيِّثٌ، {كلاَثٍ، والْتَاثَ وأَلاثَ،} كلاَثَ.
وَقَالَ ابْن مَنْظُور: {واللاّئِثُ} واللاَّثُ من الشَّجَرِ والنّبَات: مَا قد الْتَبَس بعضُه على بعض، تَقول العَرَبُ: نباتٌ لائِتٌ ولاث، على القلْب، وَقَالَ عديّ بن زيد:
ويَلْهَدْنَ مَا أَغْنَي الوَلِيُّ وَلم! يُلِثْ
كأَنّ بحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا
أَي لم يَجْعَلْهُ لائثاً، وَيُقَال: لم يُلِثْ، أَي لم يُلِثْ بعضُهُ على بعضٍ، من اللَّوْثِ وَهُوَ اللَّيُّ.
وَقَالَ أَبو عبيد: لاثٍ بمعني لائِث، وَهُوَ الَّذِي بعضُه فوقَ بعْضٍ.
( {وأَلَثْتُ بِهِ مالِي: استَوْدَعْتُه إِيّاه) ، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعني اللَّوْذِ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً فِي حِمايَتِه.
(} والمُلَيَّثُ، كمُعَظَّمِ) من الرّجال: (البَطِيءُ لِسِمَنِهِ) .
(و) اللَّيْثُ و (اللاَّئِثُ: الأَسدُ) ، من اللَّوْثِ وَهُوَ القُوَّة، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذالك.
(و) {لاثَهُ المطرُ} ولَوَّثَه.
و (دِيمَةٌ {لَوْثَاءُ) ، وَهِي الَّتِي (تَلُوثُ النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ) كَمَا تَلُوثُ التِّبْنَ بالقَتِّ وَكَذَلِكَ التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ، كَذَا عَن اللَّيث.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: السَّحَابَة} اللَّوْثَاءُ: البَطِيئة، وإِذا كَانَ السَّحَابُ بَطِيئاً كَانَ أَدْوَمَ لِمَطَرِه، قَالَ الشَّاعر:
من لَفْحِ سارِيَة {لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ
وَالَّذِي قالَه اللَّيْث فِي اللَّوْثَاءِ لَيْسَ بصَحِيحٍ، كَذَا فِي اللّسانِ.
(و) إِن المَجلِسَ ليَجْمَعُ (} لَوِيثَةً من النَّاسِ) أَي (لَبِيثَةٌ) ، وَقد تَقَدَّم فِي محلّه، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّي، وإِعادتُه هُنَا مَعَ تقدّم قَوْله {كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ، كَمَا هُوَ ظَاهر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الأَلْوَث: الأَحْمَقُ، كالأَثْوَلِ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
إِذا مَا غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ
وَلم يَشْهَدِ الهَيْجَا! بأَلْوَثَ مُعْصِمِ
وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وَهُوَ الأَحْمَق الجَبانُ، وَقَالَ ثُمامَةُ بنُ مخبر السَّدوسيّ:
أَلاَ رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ
نَفَي عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا يَقُول: رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عِنْد عوامّ النَّاس عاقِلاً.
وَلم {يُلِثْ، فِي قَول العجاج يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه:
فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي
أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه، أَي انْتِهاري.
وَفِي حَدِيث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ (الَّتِي} تُلاثُ على أَفواهِهَا) أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُورُنِها {فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ) أَي أَدارَتْه، وَقيل: خَلَطَتْه، وَفِي حَدِيث ابنِ جَزْءٍ:
(وَيْلٌ} لِلَّوَّاثِينَ الَّذين {يَلُوثُونَ مَعَ البَقَرِ، ارفَعْ يَا غلامُ، ضَعْ يَا غُلام) قَالَ ابْن الأَثير. قَالَ الحَرْبِيّ: أَظُنّه الَّذين يُدَار عَلَيْهِم بأَلوانِ الطّعَام، من اللَّوْث وَهُوَ إِدارةُ العمامةِ.
وجاءَ رجل إِلَى أَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (} فَلاَثَ {لَوْثاً من الكَلامِ) أَي لَوَى كلاَمه، وَلم يُبَيّنه، وَلم يَشْرحْه وَلم يُصَرِّح بِهِ، يُقَال: لاَثَ بالشيْءِ} يَلُوثُ بِهِ، إِذا أَطافَ بِهِ، وَقَالَ ابْن قُتيبةَ: أَراد أَنه تَكلَّم بِكَلَام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ، حَتَّى خَلا بِهِ.
ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ، أَي دَارَ.
{واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنانِ، من هاذا الْبَاب فِي قَول بَعضهم، لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بِأُصولِهَا.
ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ: أَدارَه بهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
إِذا طَعَنْتُ بِهِ مالَتْ عِمَامَتُه
كَمَا يُلاَثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
} واللُّوثُ: فِرَاخُ النَّحْلِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وَمن المَجاز: لاَثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ، كَذَا فِي الأَساس.

ذهن

ذ هـ ن : الذِّهْنُ الذَّكَاءُ وَالْفِطْنَةُ وَالْجَمْعُ أَذْهَانٌ. 
الذهن: قوة للنفس تشمل الحواس الظاهرة والباطنة، معدة لاكتساب العلوم.

الذهن: هو الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر. 
ذهن: ذِهْن وذَهَن: فكر، رأي. في الذهن، أو ذهناً: في الفكر، مثالي، تصوري (المقدمة 2: 52، 53).
على ذهن: ظاهراً، عن ظهر القلب، غيباً استظهاراً. (بوشر، همبرت ص 112).
باب الهاء والذال، والنون معهما ذ هـ ن مستعمل فقط

ذهن: الذِّهْنُ: حِفْظُ القَلْب، نقول: اجعَلْ ذِهْنَك إلى كذا وكذا.
ذهن
الذِّهْنُ: الحِفْظُ، ورَجُلٌ مَذْهُونٌ وقد ذُهِنَ: أي فاتَه الذِّهْنُ، والعَقْلُ. والمُسْتَذْهِنُ: الذي يَذْهَبُ بالذِّهْنِ والعَقْل. وما رأيتُ بالإبلِ ذِهْناً: أي شَحْماً وقُوَّةً.
(ذهن)
قرنه ذهنا غَلبه وفاقه جودة ذهن

(ذهن) ذهنا فطن وَالشَّيْء فهمه وعقله فَهُوَ ذهن وَهِي ذهنة

(ذهن) فلَان ذهب بذهنه فَلَا يعي فَهُوَ مذهون

(ذهن) ذهانة وعى ذهنه مَا أودعهُ

ذهن


ذَهَنَ(n. ac. ذَهْن)
a. Surpassed in intelligence.

ذَهِنَ(n. ac. ذِهْن
ذَهَن)
a. Understood.

ذَهُنَ(n. ac. ذَهَاْنَة)
a. Had a retentive memory.

ذَاْهَنَa. Surpassed in intelligence.

ذِهْن
(pl.
أَذْهَاْن)
a. Intelligence, understanding, sagacity; prudence;
memory.
b. Fat.

ذِهْنِيّa. Intellectual; subjective; ideal.

ذَهَن
(pl.
أَذْهَاْن)
a. see 2 (a)
ذَهِنa. Intelligent.
[ذهن] الذِهْنُ: الفطنة والحفظ. والذَهَنُ بالتحريك مثله. والذِهْنُ: القوَّة. وقال الشاعر أوس بن حجر: أنوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها وأَعْيَتْ بها أختها الغابره 

ذهن: الذِّهْنُ: الفهم والعقل. والذِّهْن أَيضاً: حِفْظُ القلب، وجمعهما

أَذْهان. تقول: اجعل ذِهْنَك إلى كذا وكذا. ورجل ذَهِنٌ وذِهْنٌ كلاهما

على النسب، وكأَنَّ ذِهْناً مُغيَّر من ذَهِنٍ. وفي النوادر: ذَهِنْتُ

كذا وكذا أَي فهمته. وذَهَنتُ عن كذا: فَهِمْتُ عنه. ويقال: ذَهَنَني عن

كذا وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَني أَي أَنساني وأَلهاني عن الذِّكْرِ.

الجوهري: الذَّهَُ مثل الذِّهْنِ، وهو الفِطْنة والحفظ. وفلانُ يُذاهِنُ الناس

أَي يُفاطنهم. وذاهَنَني فذَهَنْتُه أَي كنت أَجْوَدَ منه ذِهْناً.

والذِّهْنُ أَيضاً: القوَّة؛ قال أَوس بن حَجَر:

أَنُوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها

وأَعْيَتْ بها أُخْتُها الغابِرَه

والغابرة هنا: الباقية.

ذ هـ ن

ما رأينا بإبلك ذهنا يقيها السنة أي طرقاً وشحماً يقويها. وما برجلي ذهن: قوة على المشي. قال:

أنوء برجل بها ذهنها ... وأعيت بها أختها العاثره

واستذهنت السنة القصب: ذهبت بذهنها وهو نقيها.

ومن المجاز: هو من أهل الذهن والأذهان. وهو القوة في العقل والمسكة. واجعل ذهنك إلى ما أقول، وألق ذهنك. وقد ذهن ذهناً. وهو ذهن فطن زكن. وما يذهن فلان شيئاً: ما يعقله. قال الطرماح يصف واعظاً:

وأدلّ في عظة على ما لم يكن ... أبداً ليذهنه ذوو الأبصار

وفلان يذاهن الناس ويفاطنهم: يباريهم بفطنته، وقد ذاهنني فذهنته وهو مذهون. وقد ذهن: ذهب بذهنه. تقول: لقد غبنت وذهنت. واستذهنك حب الدنيا: ذهب بذهنك.
ذ هـ ن : (الذِّهْنُ) الْفِطْنَةُ وَالْحِفْظُ وَ (الذَّهَنُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِثْلُهُ. ذُو بِمَعْنَى صَاحِبٍ فَلَا يَكُونُ إِلَّا مُضَافًا فَإِنْ وَصَفْتَ بِهِ نَكِرَةً أَضَفْتَهُ إِلَى نَكِرَةٍ وَإِنْ وَصَفْتَ بِهِ مَعْرِفَةً أَضَفْتَهُ إِلَى الْأَلِفِ وَاللَّامِ. وَلَا يَجُوزُ إِضَافَتُهُ إِلَى مُضْمَرٍ وَلَا إِلَى زَيْدٍ وَنَحْوِهِ. تَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذِي مَالٍ وَبِامْرَأَةٍ (ذَاتِ) مَالٍ وَبِرَجُلَيْنِ (ذَوَيْ) مَالٍ بِفَتْحِ الْوَاوِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطلاق: 2] وَبِرِجَالٍ ذَوَيْ مَالٍ وَبِنِسْوَةٍ (ذَوَاتِ) مَالٍ وَيَا ذَوَاتِ الْمَالِ بِكَسْرِ التَّاءِ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ كَتَاءِ مُسْلِمَاتٍ. وَأَصْلُ ذُو (ذَوًى) مِثْلُ عَصًا، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: (ذَاتَ) مَرَّةٍ وَ (ذَا) صَبَاحٍ فَهُوَ ظَرْفُ زَمَانٍ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ تَقُولُ: لَقِيتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَذَاتَ لَيْلَةٍ وَذَاتَ غَدَاةٍ وَذَاتَ الْعِشَاءِ وَذَاتَ مَرَّةٍ وَذَا صَبَاحٍ وَذَا مَسَاءٍ بِغَيْرِ تَاءٍ فِيهِمَا وَلَمْ يَقُولُوا ذَاتَ شَهْرٍ وَلَا ذَاتَ سَنَةٍ. وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَيْتَ وَذَيْتَ مِثْلُ كَيْتَ وَكَيْتَ. 
ذهن
: (الذِّهْنُ، بالكسْرِ: الفَهْمُ والعَقْلُ.
(و) أَيْضاً: (حِفْظُ القَلْبِ) . يقالُ: اجْعَلْ ذِهْنَك إِلَى كَذَا وَكَذَا.
(و) أَيْضاً: (الفِطْنَةُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هُوَ قوَّةٌ فِي النفْسِ معدَّةٌ لاكْتِسابِ العلومِ تشْملُ الحَوَاس الظاهِرَةَ والباطِنَةَ وشِدَّتها هِيَ الذَّكَاء وجودتها لتَّصوّر مَا يرد عَلَيْهَا هِيَ الفِطْنَةُ؛ (ويُحَرَّكُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) الذِّهْنُ: (القُوَّةُ) . ويقالُ: مَا برِجْلِي ذهْنٌ: أَي قوَّةٌ على المَشْيِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأَوْس بنِ حَجَر:
أَنُوءُ برِجْلٍ بهَا ذِهْنُهاوأَعْيَتْ بهَا أُخْتُها الغابِرَة (و) الذِّهْنُ: (الشَّحْمُ) . يقالُ: مَا رأَيْنا بإِبْلِكَ ذِهْناً يقيمها السّنة أَي طِرقاً وشَحْماً يُقوِّيها؛ (ج أَذْهانٌ) .
يقالُ: هُوَ مِن أَهْلِ الذِّهْنِ والأَذْهانِ: وَهُوَ القُوَّةُ فِي العقْلِ والمُسْكةِ؛ وَهُوَ مجازٌ. (و) يقالُ: (ذَهَنَني عَنهُ وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَنِي) : أَي (أَنْساني وأَلْهاني) عَن الذِّكْرِ.
(وذَاهَنَني فَذَهَنْتُه) : أَي (فاطَنَني فكُنْتُ أَجْوَدَ مِنْهُ ذِهْناً) ؛ وَهُوَ مَذْهونٌ.
(وذُهْنُ بنُ كَعْبٍ، بالضَّمِّ: بَطْنٌ من مَذْحِجٍ) .
قالَ الحافِظُ: وَالَّذِي فِي أَنْسابِ ابنِ السّمعانيِّ: الدَّهِنُ، بفتْحِ الدالِ المهْمَلَةِ وكسْرِ الهاءِ، هُوَ ابنُ كَعْبِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبِ بنِ الحارِثِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ عِلّة بنِ جلدِ بنِ مالِكِ بنِ أُدَدٍ؛ مِنْهُم: شريكُ بنُ الأَعْورِ، واسمُ الأَعْورِ الحارِثُ بنُ عبْدِ يغوثَ بنِ خَلَف بنِ سَلَمَةَ بنِ دُهْنٍ المَذْحجيُّ، كانَ فِي شيعَةِ عليَ، رضِيَ الِلَّهُ تَعَالَى عَنهُ، ماتَ بالكُوفَةِ فِي أَيامِ زِيادٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجلٌ ذَهِنٌ، ككَتِفٍ، وذِهْنٌ، بالكسْرِ: أَي ذكيٌّ فَطِنٌ، كِلاهُما على النّسَبِ، وكأَنَّ ذِهْناً مغيَّرٌ عَن ذَهِنٍ وَقد ذَهِنَ، كعَلِمَ.
واذهَنَ إِلَى مَا أَقولُ افطنَ.
وَهُوَ لَا يَذْهَنُ شَيْئا: لَا يَعْقِلُ.
واسْتَذْهَنك حبُّ الدُّنْيا: ذَهَبَ بذهْنِك.
واسْتَذْهَنَتِ السّنةُ القَصَبَ: ذَهَبَتْ بذِهْنِها وَهُوَ نِقْيُها.
وَفِي النَّوادِرِ: ذَهِنْتُ كَذَا وَكَذَا: فَهِمْتُه.
وذَهَنْتُ عَن كَذَا: فهمت عَنهُ. 

ذهن

1 ذَهِنَ, (MA, TA,) aor. ـَ (TA,) inf. n. ذِهْنٌ and ذَهَنٌ, (MA, KL,) He was, or became, intelligent, possessed of understanding, sagacious, acute, skilful, knowing, (MA, KL, PS, TA,) and endowed with a retentive mind. (KL, PS.) Yousay, اِذْهَنْ إِلَى مَا أَقُولُ Understand thou what I say. (TA.) And هُوَ لَا يَذْهَنُ شَيْئًا He does not understand anything. (TA.) And ذَهِنْتُ كَذَا وَ كَذَا I understood such and such things. (TA) And ذَهِنْتُ عَنْ كَذَا I understood from such a thing. (TA.) A2: ذَاهَنَنِى فَذَهَنْتُهُ: see 3. b2: ذَهَنَنِى عَنْهُ, and ↓ أَذْهَنَنِى, and ↓ اِسْتَذْهَنَنِى, He, or it, made me to forget it; diverted me from remembering it: (K, * TA:) [like ذَهَلَنِى

عَنْهُ, and أَذْهَلَنِى.] And ذُهِنَ Memory, or understanding, escaped him, or left him. (JK.) 3 ذَاْهَنَ ↓ ذَاهَنَنِى فَذَهَنْتُهُ He vied with me, or contended with me for superiority, in intelligence, understanding, sagacity, acuteness, skill, or knowledge, and I surpassed him [therein, i. e.,] in ذِهْن. (K.) 4 أَذْهَنَ see 1.10 إِسْتَذْهَنَ see 1. b2: You say also, اِسْتَذْهَنَكَ حُبُّ الدُّنْيَا The love of the present world took away, or has taken away, thy ذِهْن [i. e. intelligence, understanding, &c.]. (TA.) b3: And اِسْتَذْهَنَتِ السَّنَةُ القَصَبَ (assumed tropical:) The year of drought took away the ذِهْن, i. e. pith (نِقْى), of the canes, or reeds. (TA.) ذِهْنٌ (JK, S, Msb, K, &c.) and ↓ ذَهَنٌ (S, K) Intellect, intelligence, understanding, sagacity, acuteness, skill, or knowledge; syn. عَقْلٌ, (JK, K,) and فَهْمٌ, (K,) and فِطْنَةٌ, (S, Msb, K,) and ذَكَآءٌ; (Msb;) and retentiveness of mind, or memory: (JK, * S, * K:) or, as some say, a faculty of the soul, provided for the acquisition of the several species of knowledge, including the external and internal senses: strength thereof is termed ذَكَآءٌ: and a good quality thereof for the forming ideas of the things that present themselves to it is termed فِطْنَةٌ: (TA:) pl. أَذْهَانٌ. (Msb, K. *) One says, اِجْعَلْ ذِهْنَكَ إِلَى كَذَا وَكَذَا [Apply thine intellect, &c., to such and such things]. (TA.) [Both are also inf. ns.: see 1, first sentence.] b2: Also, the former, (assumed tropical:) Strength: (JK, S, K:) and fat: (JK, K:) pl. as above. (K.) One says, مَا بِرِجْلَىَّ ذِهْنٌ There is not in my legs any strength to walk. (TA.) and هُوَ مِنْ أَهْلِ الذِّهْنِ and الأَذْهَانِ (tropical:) He is of those endowed with strength [of body: and also, of those endowed with intelligence, &c., and intelligent faculties]. (TA.) And مَا رَأَيْتُ بِالإِبِلِ ذِهْنًا (assumed tropical:) I saw not, in the camels, fat and strength. (JK.) b3: Also (assumed tropical:) The pith (نِقْى) of canes, or reeds. (TA.) A2: See also ذَهِنٌ.

ذَهَنٌ: see the next preceding paragraph.

ذَهِنٌ and ↓ ذِهْنٌ Intelligent, possessed of understanding, sagacious, acute, skilful, or knowing, [and endowed with a retentive mind;] each [said to be] a possessive epithet, [signifying possessing ذِهْن, though the former is agreeable with a general rule as part. n. of ذَهِنَ,] applied to a man; the latter app. changed [or contracted] from the former. (TA.) ذِهْنِىٌّ Of, or relating to, the ذِهْن, or intellect, &c.; intellectual; subjective; ideal. Hence, الأَمُورُ الذِّهْنِيَّةُ Intellectual things; the things that are conceived in the mind, or considered subjectively; opposed to الأَمُورُ الخَارِجِيَّةُ.]
ذهـن
ذهُنَ يَذهُن، ذَهانةً، فهو ذَهِن
• ذهُن فلانٌ: وعى ذهنُه ما أودعه من أفكار. 

ذهِنَ1 يذهَن، ذَهَنًا، فهو ذَهِن
• ذهِن الشَّخصُ: فهم، صار ذا فطنة "تلميذٌ ذَهِن". 

ذهِنَ2 يذهَن، ذهَنًا، فهو ذَاهِن، والمفعول مَذْهون
• ذهِن أمرًا: فهمه، وعقله "ذهِن الدرسَ- تلميذ ذَاهِن". 

ذاهنَ يُذاهن، مُذاهنةً، فهو مُذاهِن، والمفعول مُذاهَن
• ذاهَن فلانٌ فلانًا: فاطنَه وباراه في جودة الذهن. 

ذُهَان [مفرد]: (نف) اختلال شديد في القوى العقليّة، يؤدِّي إلى اختلال جميع وسائل التكيُّف والتوافق العقليّ والاجتماعيّ والمهنيّ والدينيّ، مع فقد القدرة على الاستبصار "ذُهان هذيانيّ- أصيب بذُهَان فنُقِل إلى مستشفى الأمراض النفسيّة".
• ذُهَان الشَّيخوخة: (طب) مرض عقليّ يصاحب الشيخوخة ولا ينتج عنها بالضرورة.
• الذُّهَان المسِّيّ الكآبيّ: (نف) مرض عقليّ وظيفيّ خطير يتَّصف بحدوث فترات من المسّ والكآبة تحدث بشكل متناوب وتتوقّف نوعيّتها على الشّخص المصاب.
• الذُّهَان الزَّهريّ: (طب) شلل غير عامّ في معظم الأحيان، منشؤه في الغالب الإصابة بمرض الزَّهريّ في القشرة الدِّماغيّة، ويتميّز بإصابة شديدة في التَّذكُّر. 

ذَهانة [مفرد]: مصدر ذهُنَ. 

ذَهَن [مفرد]:
1 - مصدر ذهِنَ1 وذهِنَ2.
2 - فطنة وذكاء وفهم. 

ذَهِن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ذهُنَ وذهِنَ1: ذكيّ فَطِن. 

ذِهْن [مفرد]: ج أذهان:
1 - عقل وذكاء وفطنة "فلان حادّ/ بطيء/ متوقِّد الذِّهن- غاب عن ذهني كذا" ° ألقِ إليَّ ذهنك: أنصت إليَّ، وتمعَّن فيما أقول- اجعل ذهنك إلى ما أقول: انتبه إليَّ- علِق بذهنه: احتفظ به في ذاكرته- غليظ الذِّهن: عَديم الذّكاء- قدَح ذهنَه في الأمر/ شحذ ذهنَه
 في الأمر: فكَّر فيه طويلاً، استغرق في التفكير وأمعن فيه- متوقِّد الذِّهن/ ثاقب الذِّهن: سريع الخاطر، متيقِّظ دائمًا، نبيه.
2 - (نف) ما يُمكِّن الإنسانَ من الشعور بالظواهر النفسيّة وإجراء الحكم والتحليل.
3 - مجموعة العمليّات الواعية وغير الواعية لكائن ذي عقل توجّه وتؤثِّر على التصرُّف العقليّ والفعليّ "يتشتَّت ذهنُه: يفقد صفاءَ فكره وترابطه".
• شُرود الذِّهْن: (نف) عدم الانتباه إلى الظروف المحيطة أو الملابسات الطارئة. 

ذِهْنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ذِهْن: عَقْليّ "عمل ذِهْنيّ- قوَّة ذِهنيّة".
2 - عمل يحدث، ويتمّ في العقل فقط، دون تعبير شفهيّ، أو كتابيّ "حساب ذِهْنيّ".
3 - طريقة تفكير مردُّها ومرجعها إلى معتقدات، وأفكار، وعادات تُميِّز مجتمعًا معيّنًا، أو جماعة بشريّة.
• مُستقِرّ ذهنيًّا: (نف) غير مُعرَّض للمرض العقليّ.
• صُورة ذهنيَّة: تخيُّل لما كان في الماضي أو يكون في المستقبل. 

شفو

شفو


شَفَا(n. ac. شَفْو)
a. Was near setting (sun).
b. Appeared; rose.
شفو
شَفَة [مفرد]: (انظر: ش ف هـ - شَفَة). 

شَفَويّ [مفرد]: شفهيّ (انظر: ش ف هـ - شَفَويّ). 
الشين والفاء والواو ش فوشَفَتِ الشَّمْسُ تَشْفُو قَارَبَتِ الْغُرُوبَ وقد تقدّم ذلك في الياءِ لأن الكَلِمَةَ يائِيَّةٌ وَاويَّةٌ وشَفَا الهِلالُ طَلَع وشَفَا الشَّخْصُ ظَهَرَ هاتانِ عن الجوهريِّ والشَّفَا حرف الشَّيْءِ حكى الزّجّاج في تَثْنِيَتِهِ شَفَوَانِ
ش ف و : الشَّفَةُ مُخَفَّفٌ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ عَنْهَا وَلِلْعَرَبِ فِيهَا لُغَتَانِ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا هَاءً وَيَبْنِي عَلَيْهَا تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ وَيَقُولُ الْأَصْلُ شَفْهَةٌ وَتُجْمَعُ عَلَى شِفَاهٍ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَعَلَى شَفَهَاتٍ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَتُصَغَّرُ عَلَى شُفَيْهَةٍ وَكَلَّمْتُهُ مُشَافَهَةً وَالْحُرُوفُ الــشَّفَهِيَّــةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا وَاوًا وَيَبْنِي عَلَيْهَا تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ وَيَقُولُ الْأَصْلُ شَفْوَةٌ وَتُجْمَعُ عَلَى شَفَوَاتٍ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ وَتُصَغَّرُ عَلَى شُفَيَّةٍ وَكَلَّمْتُهُ مُشَافَاةً وَالْحُرُوفُ الشَّفَوِيَّةُ وَنَقَلَ ابْنُ فَارِسٍ الْقَوْلَيْنِ عَنْ الْخَلِيلِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا قَالَ اللَّيْثُ تُجْمَعُ الشَّفَةُ عَلَى شَفَهَاتٍ وَشَفَوَاتٍ وَالْهَاءُ أَقْيَسُ وَالْوَاوُ أَعَمُّ لِأَنَّهُمْ شَبَّهُوهَا بِسَنَوَاتٍ وَنُقْصَانُهَا حَذْفُ هَائِهَا وَنَاقَضَ الْجَوْهَرِيُّ فَأَنْكَرَ أَنْ يُقَالَ أَصْلُهَا الْوَاوُ وَقَالَ تُجْمَعُ عَلَى شَفَوَاتٍ وَيُقَالُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ بِنْتَ شَفَةٍ أَيْ كَلِمَةً وَلَا تَكُونُ الشَّفَةُ إلَّا مِنْ الْإِنْسَانِ وَيُقَالُ فِي الْفَرْقِ الشَّفَةُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَالْمِشْفَرُ مِنْ ذِي الْخُفِّ وَالْجَحْفَلَةُ مِنْ ذِي الْحَافِرِ وَالْمِقَمَّةُ مِنْ ذِي الظِّلْفِ وَالْخَطْمُ وَالْخُرْطُومُ مِنْ السِّبَاعِ وَالْمِنْسَرُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وَالسِّينُ مَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا مِنْ ذِي الْجَنَاحِ الصَّائِدِ وَالْمِنْقَارُ مِنْ غَيْرِ الصَّائِدِ وَالْفِنْطِيسَةُ مِنْ
الْخِنْزِيرِ. 
شفو
: (و {شَفَتِ الشَّمسُ} تَشْفُو) : أَهْملهُ الجوهريُّ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَي (قارَبَت الغُرُوبَ) ؛
قالَ: ومَرَّ فِي الياءِ لأنَّ الكلمةَ يائيَّةٌ واويَّةُ.
(و) ! شَفا (الهِلالُ) : إِذا (طَلَعَ.
(و) شَفا (الشَّخْصُ) : إِذا (ظَهَرَ. (و) أَبُو الحُصَيْن (الهَيْثمُ بنُ {شَفٍ، كعَمٍ) ، الرعينيُّ (مُحدِّثٌ) عَن أَبي ريحانَةَ مَوْلى رَسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفضالة ابنِ عُبيدٍ وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ يزيدُ بنُ أَبي حبيبٍ وعباسُ الْقِتْبَانِي.
(وقولُ المحَدِّثينَ:} شَفِيَ، كَرضِيَ أَو سُمَىَ لحْنٌ) ، والصَّوابُ الأوَّل، كَمَا قالهُ النّسائي وغيرُهُ.
( {وشُفَيٌّ، كسُمَيَ، ابنُ مانِعٍ) الأَصْبحيّ (محدِّثٌ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ ابْنُه حُسَيْن وعقبةُ بنُ مُسْلم وربيعَةُ بنُ سيْفٍ، ماتَ سَنَة 105؛ وابْنُه ثُمامَهُ بنُ شُفَيَ محدِّثٌ أيْضاً.
(} والشَّفَةُ) للإنسانِ مَعْروفةٌ، و (نُقْصانُها) إمَّا (واوٌ) ، تقولُ: ثلاثُ {شَفَواتٍ، (أَو هاءٌ) ، وتُجَمْعُ شِفاهاً، وَمِنْه المُشافَهَةُ؛ (وتقَدَّمَ) فِي الهاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الشَّفا: حَرْفُ الشيءِ؛ حكَى الزجَّاجُ فِي تَثْنِيتِه {شَفَوانِ.
والحُروفُ} الشَّفَوِيَّةُ مَنْسوبَةٌ إِلَى الشَّفَة؛ عَن الخَليلِ.
{وشَفِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ: رَكِيَّةٌ على بُحيرَةِ الأحْساءِ.
ورجُلٌ} أَشْفى: هُوَ الَّذِي لَا تَنْضمُّ شَفَتاهُ؛ وامْرأةٌ {شَفْياءُ، كَذَا ذَكَرَه ابنُ عبَّاد.
ذُو} شُفَيَ، كسُمَيَ، ابنُ مشرقِ بنِ زيْدِ بنِ جشمٍ الهَمَدانيُّ.
باب الشين والفاء و (وا يء) معهما ش ف و، ش وف، ف ش و، ش ف ي، ف ي ش، شء ف مستعملات

شفو: شفا كلِّ شيء: حدّه وحرفه، وجمعه: أشفاء، وقيل: شُفيٌّ وشفاه، إنك تقول: شفا البئر وشفةُ البِئر. والشَّفا: ما بين اللّيل والنهار عند غروب الشَّمس حيثُ يغيبُ بعضها ويبقى بعضها، قال :

أوفيته قبل شفاً أو بشفا ... والشَّمس قد كادت تكون دنفا

والشفة: نقصانها واو، تقول: شفةٌ وثلاث شفوات، وإذا أردت الهاء، قلت: شفاه. والمشافهة: مفاعلة منه. شوف: الشَّوف: الجلو، قال الطّرماح :

والقيض أجنبهُ كأن حُطامه ... فلقُ الحواجل شافهنَّ الموقدُ

قوله: أجنبهُ، أي: في أجنبه، فنزع الصِّفة. وقال عنترة :

ولقد شربتُ من المدامة بعد ما ... ركد الهواجرُ بالمشُوفِ المُعلمِ

والمشُوف: الدينار. وتشوَّفتِ المرأةُ: تزينت وظهرت ... وتشوفتِ الأوغال: ارتفعت على معاقل الجبال، فأشرفت ... وتشوَّفت أمري: طمحتُ ببصري إليه.

فشو: فشا الشَّيءُ يفشو فُشُوّا إذا ظهر، وهو عامٌّ في كلِّ شيءٍ، ومنه: إفشاءُ السرِّ. ويكتب بالسّواد على الشيء فيتفشى فيه، [أي: ينتشر] وتفشَّى بهم المرضُ، وتفشاهم المرضُ، قال:

تفشَّى بإخوانِ الثِّقاتِ فعمهم ... وأسكتُّ عنّي المُعولاتِ البواكيا

وفشت على فلانٍ أموره، أي: انتشرت، فلم يدرِ بأي ذلك يأخذُ، وأفشيته أنا. والفواشي: كلّ ما ينتشر من المال، مثل الغنم السائمة والإبل وغيرها. والتَّفشِّي: التوسُّع وفشا وتفشَّى: توسَّع وكثر وظهر. شفي: الشَّفاءُ: معروفٌ، وهو ما يبرىء من السَّقم.. شفاهُ الله يشفيه شفاءُ. واستشفى فلان، إذا طلب الشفاء.. وأشفيت فلاناً، إذا وهبت له شفاءٌ. وقيل: شفيته بمعنى: أشفيته في هبة الشَّفاء.. وشِفاءُ العيِّ: السُّؤال. والإشفى: المثقب، والجميع: الأشافي

فيش: الفيشُ، والجميعُ: فيوش: الفيشلة الضَّعيفة، والفيشوشةُ: الضعف والرخاوة. ورجل فيوش: ضعيف جبانٌ. وفاش الرّجلُ فيشأ، إذا نصب الأمر وهيجه، فإذا أخذ الأمر، واستحق رجع وجبُن وذاك هو الانفشاش والتَّفيُّش، قال :

فازجُر بني النجاجة الفشوشِ ... عن مُسمهرٍّ ليس بالفيوشِ

شأف: شئفته شأفاً: إذا بغضته بغضاً شديداً.
شفو and شفى 1 شَفَتِ الشَّمْسُ, aor. ـُ [inf. n. app. شَفًا, but said in the TK to be شَفْوٌ,] The sun was, or became, near to setting: (K in art. شفو:) and شَفَت, (K in art. شفى,) [aor. ـِ inf. n. شَفًا, (TA,) it (the sun) set; as also شَفِيَت: (K:) or, accord. to IKtt, set save a little; and the like is said in the T. (TA.) قُبَيْلَ الشَّفَا means A little before the setting of the sun. (TA.) [See also شَفًا below.]

b2: And شَفَا said of the هِلَال [or moon a little after or before the change], It rose. (K.) And said of a شَخْص [or bodily form or figure seen from a distance, or a person], It, or he, appeared, or became apparent. (K.)

A2: شَفَاهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. شِفَآءٌ, (S, Msb,) He (God, S, Msb) recovered

him, or restored him to convalescence, syn. أَبْرَأَهُ, so in the M, but in the K بَرَاهُ, (TA,) namely a sick person, (Msb,) مِنْ مَرَضِهِ [from his disease, or sickness]. (S, TA.)

b2: [Hence, شَفَيْتُهُ, in art. بضع in the S, said by a person respecting one who asked him concerning a question, as meaning (assumed tropical:) I relieved him from doubt: and شَفَاهُ عَنِ المَسْأَلَةِ in the same art. in the K, as meaning (assumed tropical:) He relieved him from doubt respecting the question. See 8 as quasi-pass. of the verb thus used.]

b3: And يَشْفِيكَ إِنْ قَالَ (assumed tropical:) [He will please thee if he speak; i. e.] his speech will please thee. (Har p. 433.)

b4: شَفَاهُ also signifies He sought, or demanded, or desired, for him, recovery, or restoration to convalescence; and so ↓ أَشْفَاهُ: (K, TA:) thus in the M. (TA.)

2 شفّاهُ بِكُلِ شَىْءٍ, inf. n. تَشْفِيَةٌ, He treated him medically, or curatively, with everything whereby he might attain recovery, or restoration to convalescence. (TA.)

b2: مَا شَفَّى فُلَانٌ أَفْضَلُ

مِمَّا شَفَّيْتَ i. e. مَا ازْدَادَ and رَبِحَ [meaning The gain of such a one (ما being here what is termed مَصْدَرِيَّة, as اِزْدَادَ and رَبِحَ are intrans.,) is more excellent than thy gain] is said to be an instance of substitution, [originally شَفَّفَ and شَفَّفْتَ,] like

[قَصَّى and تَقَصَّى and] تَقَضَّى [for قَصَّصَ and تَقَصَّصَ and تَقَضَّضَ]. (TA.)

3 مُشَافَاةٌ [an inf. n. of which the verb, if used, is شَافَى]: see 3 in art. شفه.

4 اشفى عَلَيْهِ He was, or became, on the brink of it; (S, Msb, K, TA;) namely, a thing; and death: (S, Msb:) mostly used in relation to evil, but also in relation to good: so says IKtt. (TA.)

[See شَفًا.]

b2: And اشفى [alone] (assumed tropical:) He was, or became, at the point of [giving or receiving] a charge or an injunction, or a trust or deposit. (TA.)

b3: And (assumed tropical:) He was, or became, in the last part of the night; which is termed شَفَا اللَّيْلِ. (TA.)

A2: أَشْفَى نَفْسَهُ عَلَى هُلْكٍ (K and TA in art. خطر) and اشفى بِهَا (TA in the same) i. e. عَلَى شَفَا هُلْكٍ [meaning (assumed tropical:) He caused himself to be on the brink of destruction]. (TA ibid.)

A3: اشفاهُ He gave him a remedial medicine. (Az, TA.) And He prescribed for him a remedy in which should be his recovery, or restoration to convalescence. (TA.) And أَشْفَيْتُكَ الشَّىْءَ (S, K *)

I gave thee the thing in order that thou shouldst attain, or seek, recovery, or restoration to convalescence, thereby. (S: in two copies thereof, بِهِ ↓ تَشْتَفِى: in two other copies thereof, and in like manner in the K, بِهِ ↓ تَسْتَشْفِى.) And اشفاهُ

اللّٰهُ عَسَلًا God made honey to be his remedy. (AO, S: and the like is said by IKtt as cited in the TA.)

b2: See also 1, last sentence.

b3: اشفى also signifies (assumed tropical:) He gave [a person] something. (TA.)

5 تشفّى: see 8 [with which it is syn.].

b2: [Hence,] تشفّى مِنْ غَيْظِهِ (S, MA, K) (assumed tropical:) He recovered from his anger, wrath, or rage. (MA.)

And تشفّى مِنْ عَدُوِّهِ, (T, TA,) or بِالعَدُوِّ, and به ↓ اشتفى, (Msb,) (assumed tropical:) He inflicted injury upon his enemy [or the enemy] in a manner that rejoiced him [or relieved him from his anger]: (T, TA:) [or he attained what he desired from his enemy or the enemy, and so appeased his anger:] because latent anger is like a disease; and when it departs by reason of that which one seeks to obtain from his enemy, he is as though he became free, or recovered, from his disease. (Msb.)

6 تَشَافَيْتُ المَآءَ a phrase mentioned by IAar as meaning I exhausted the water: said by ISd to be originally تَشَافَفْتُ. (TA in art. شف.)

8 اشتفى بِكَذَا (S, K, TA) He attained recovery, or restoration to convalescence, by means of such a thing: (TA;) and so ↓ تشفّى: (TK:) and مِنْ عِلَّتِهِ ↓ استشفى [if not a mistranscription for اشتفى] he became free from his disease, sickness, or malady; recovered from it; or became convalescent. (TA.) See 4, latter part.

b2: and see also 5.

b3: [Also (assumed tropical:) He was, or became, content with such a thing; or relieved from doubt thereby: and] (assumed tropical:) he profited by such a thing. (MA.) One

says, اِشْتَفَيْتُ بِمَا أَخْبَرَنِى فُلَانٌ (assumed tropical:) I was, or became, content with that which such a one told me, [or relieved from doubt thereby,] because it was true. (IB in art. حك, from Az.) And أَخْبَرَهُ

فُلَانٌ فَاشْتَفَى بِهِ (assumed tropical:) [Such a one gave him information] and he profited by his veracity. (TA.)

10 استشفى He sought, or demanded, a remedy, or cure. (TA.) See 4, latter part.

b2: And see also 8.

شَفًا The point or extremity, verge, brink, or edge, of anything; (S, Msb, K, &c.;) like ↓ شَفَةٌ; for شَفَا الحُفْرَةِ (Ksh in iii. 99) or شَفَا البِئْرِ (Bd ibid.) and شَفَتُهَا both signify the same, (Ksh, Bd,) i. e. حَرْفُهَا (Ksh) or طَرَفُهَا; (Bd;) but the final و in the former is changed into ا, and in the latter [accord. to those who hold شَفَةٌ to be originally شَفْوَةٌ] it is elided; (Ksh, Bd;) شَفًا being originally شَفَوٌ: (Bd:) [but شَفًا generally signifies as expl.

above; and شَفَةٌ almost always signifies the “ lip ” of a human being:] the dual is شَفَوَانِ; this being known, as Akh says, by the fact that إِمَالَة in the word شَفًا is not allowable: (S:) and the pl. is أَشْفَآءٌ. (TA.) It is said in the Kur [iii. 99], وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٌ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [and ye were on the verge, or brink, of a pit of the fire of Hell, and He saved, or rescued, you from it]. (S.) And one says, هُوَ عَلَى شَفَا الهَلَاكِ (tropical:) [He is on the brink of destruction]. (TA.)

b2: Also (tropical:) A little; (S, A, K, TA;) a small part, or portion; somewhat; (A, TA;) somewhat remaining of the moon when near the change, (K, TA, [الهَلاك in the CK is erroneously put for الهِلَال,]) and of the sight (البَصَر), and of the day, and the like, as in the T. (TA.) One says of a man on the occasion of his dying, and of the moon at [the last period of the month called] its مُحَاق, and of the sun at its setting, (S,) مَا بَقِىَ مِنْهُ إِلَّا شَفًا [and مِنْهَا when

said of the sun] (assumed tropical:) There has not remained of him, or it, save a little: (S, K: *) and [in like manner]

مِنَ العُمُرِ [of life]. (S.) And one says, أَتَيْتُهُ

بِشَفًا مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ (assumed tropical:) [I came to him in a time when there was little remaining of the light of the sun]. (TA.) El-'Ajjáj says, أَشْرَفْتُهُ بِلَا شَفًا أَوْ بِشَفَا وَمِرْبَأٍ عَالٍ لِمَنٌ تَشَرَّفَا

meaning [Many an elevated place of observation, high to him who ascends it, I have ascended]

when the sun had set or when there was somewhat of it remaining. (S.) One says also, صَارَ فِى شَفَا

القَمَرِ meaning (assumed tropical:) He was, or became, in the last part of the night. (TA.) And it is said in a trad., (in relation to [the temporary marriage termed]

المُتْعَة,) فَلَوْ لَا نَهْيُهُ عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنَا إِلَّا شَفًا, accord. to the T meaning [Were it not for his (i. e. God's) forbidding it, none would need having recourse to fornication,] save a small number of men: (T, TA:) or, accord. to 'Atà, it means, but would be on the brink thereof, without falling into it; شَفًا being thus used in the place of the inf. n. إِشْفَآء: so says IAth, as from Az. (TA.)

شَفَةٌ, in which the deficient letter is و, (K, TA,) for it has for pl. شَفَوَاتٌ, (TA,) or ه, (K, TA,) for it has [also] for pl. شِفَاهٌ, (TA,) has been mentioned before, (K, TA,) in art. شفه [q. v.]. (TA.)

b2: See also شَفًا above, first sentence.

شِفَآءٌ, (K, TA,) like كِسَآءٌ, (TA,) [in the CK erroneously written شَفاء,] primarily signifies The becoming free from disease, sickness, or malady; recovering therefrom; or becoming convalescent:

b2: and then, Medical, or curative, treatment: (TA:) the giving of health; (KL:) inf. n. of شَفَاهُ

[q. v.]: (S, Msb, TA:)

b3: and [then], (TA,) A medicine, or remedy: pl. أَشْفِيَةٌ, and pl. pl. أَشَافٍ. (K, TA.) [Hence, دَارُ الشِفَآءِ The hospital.]

b4: [And hence,] one says, شِفَآءُ العِىِّ السُّؤَالُ (tropical:) [The remedy of inability is the asking information]. (TA.)

شَفِىٌّ: see art. شفه.

شُفَيَّةٌ: see art. شفه.

شَفَوِىٌّ: see art. شفه.

شَافٍ [Recovering, or restoring to convalescence; remedial;] health-giving. (KL.)

b2: [Hence, جَوَابٌ شَافٍ (assumed tropical:) An answer that relieves from doubt.]

أَشْفَى More [and most remedial or] healthgiving. (KL.)

A2: Also A man whose lips do not close together: fem. شَفْيَآءُ. (TA.) See أَشْفَهُ, in art. شفه.

إِشْفًى An instrument for perforating; (K;) a thing pertaining to the makers or sewers of boots or shoes or sandals &c.; (S;) [i. e.] the awl used by them: (MA, KL:) and the instrument with which leather, or skin, is sewed: (Mgh, K:) or, accord. to ISk, it is [an instrument used] for water-skins and water-bags and the like; and the مِخْصَف is for sandals: (S:) [see also art. اشف:] masc. and fem.: (K, * TA:) pl. أَشَافٍ. (Mgh, TA.)

b2: Th mentions the saying, إِنْ لَاطَمْتَهُ

لَاطَمْتَ الإِشْفَى [if thou contend with him in slapping, thou wilt do so with the اشفى]; meaning that when one does so, it will be against himself. (TA.)

b3: And إِشْفَى المِرْفَقِ, a phrase used by a poet, means (assumed tropical:) Sharp in the elbow. (TA.)

و

و:
و: تكون الواو، أحياناً زائدة، حشوية، مثل الواو في وسواء (المقدمة 15:267:2): والملكات كلها جسمانية وسواء كانت في البدن أو في الدماغ.
الواوُ: حَرْفُ هِجاءٍ، ويقالُ: وَوٌ، ثُنائِيَّةً. (والواوُ مُؤَلَّفَةٌ من واوٍ وياءٍ وَوَاوٍ) ، وتُذْكَرُ أقْسامُها في الحُروفِ اللَّيِّنَةِ.

و


و
a. Waw . The twenty-seventh letter of the alphabet. Its numerical value is Six, (6).

وَ
a. And, also.

جَآءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو
a. Zaid & 'Amr have come.

وَ
a. Whilst, together with, at the same time as.

لَا تَأُكُل السَّمَك وَتَشْرَب
اللَّبَن
a. Do not eat fish whilst drinking milk.

جَآءَ وَالشَّمْس طَالِعَة
a. He came at the rising of the sun.

وَ (a. Used in oaths ) By!
وَاللّٰهِ
a. By God.

وَ
a. With.

مَا لَكَ وَزَيْدًا
a. What have you to do with Zaid?

وَ (a. sometimes placed after the Interrogative
أَ ).
أَوَ عَجِبْتُم
a. Are you surprised?

وَ (a. In place of
رُبَّ ).
وَرَجُلٌ كَرِيْمٌ رَأَيْتُهُ
a. Possibly (rarely) have I seen a generous
man.
وَا
a. Ah! Oh!

وَأَمَّا
a. But.
[و] فلان لا يصطلى بناره، إذا كان شجاعاً لا يطاق. وصليت لفلان، مثال رميت، إذا عملت له في أمرٍ تريد أن تمحل به فيه وتوقعه في هَلَكةٍ ; ومنه المَصالي، وهي الأشراك تنصب للطير وغيرها. وفى الحديث: " إن للشيطان فخوخا ومصالى "، الواحدة مصلاة. والصلا: ما عن يمين الذنب وشِماله ; وهما صَلَوانِ. وأَصْلَتِ الفرس، إذا استرخى صَلَواها، وذلك إذا قرب نتاجها. والصلاء، بالكسر والمد: الشواء ; لانه يصلى بالنار. والصلاء أيضا: صِلاءُ النار، فإن فتحت الصادَ قصرت وقلت صلا النار. وقوله تعالى: (وبِيَعٌ وصَلَواتٌ) ، قال ابن عباس رضى الله عنها: هي كنائس اليهود، أي مواضع الصلوات.
الْوَاوُ مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ تَجْمَعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَلَا تَدُلُّ عَلَى التَّرْتِيبِ. وَتَدْخُلُ عَلَيْهَا أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 63] كَمَا تَقُولُ: أَفَعَجِبْتُمْ. وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى مَعَ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمُنَاسَبَةِ، لِأَنَّ مَعَ لِلْمُصَاحَبَةِ كَقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ إِلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى» أَيْ مَعَ السَّاعَةِ. وَقَدْ تَكُونُ الْوَاوُ لِلْحَالِ كَقَوْلِهِمْ: قُمْتُ وَأُكْرِمُ زَيْدًا أَيْ قُمْتُ مَكْرِمًا زَيْدًا وَقُمْتُ وَالنَّاسُ قُعُودٌ. وَقَدْ يُقْسَمُ بِهَا تَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا وَهِيَ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ لِتَقَارُبِ مَخْرَجَيْهِمَا. وَلَا تَدْخُلُ إِلَّا عَلَى الْمُظْهَرِ نَحْوُ وَاللَّهِ وَحَيَاتِكَ وَأَبِيكَ. وَقَدْ تَكُونُ ضَمِيرَ جَمَاعَةِ الْمُذَكَّرِ فِي قَوْلِكَ: فَعَلُوا وَيَفْعَلُونَ وَافْعَلُوا. وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِمْ: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» . وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73] يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ فِيهِ زَائِدَةٌ. 
قَالَ الأزهريّ: يُقَال للواو وَالْيَاء وَالْألف الأحرف الجُوف، وَكَانَ الْخَلِيل يُسَمِّيها الأحرفَ الضعيفة الهوائية، وَسميت جُوفاً لِأَنَّهُ لَا أحْيَازَ لَهَا فتنسب إِلَى أحيازِها كَسَائِر الْحُرُوف الَّتِي لَهَا أحيازٌ إِنَّمَا تخرج مِنْ هَواءِ الجَوْفِ فَسُمِّيتْ مَرَّةً جُوفاً وَمرَّة هوائية، وَسميت ضَعِيفَة لانتقالها من حَال عِنْد التصرُّف باعتلال انْتهى.
وَقَالَ شَيخنَا: الْوَاو أبدلت من ثلاثةِ أحرف فِي الْقيَاس: ألف ضَارب قَالُوا فِي تصغيره ضُوَيْرِب، وَالْيَاء الْوَاقِعَة بعد ضم كَمُوقِن من أَيْقَنَ، والهمزة كَذَلِك كمومن من آمن، وَمَا عدا ذَلِك إِن ورد كَانَ شاذّاً، وَأما الْيَاء فقد قَالُوا إِنَّهَا أوْسَع حُرُوفِ الْإِبْدَال، يقالُ إِنَّهَا أبدلت من نَحْو ثمانيةَ عَشَرَ حَرْفاً أوردهَا المرادِيُّ وَغَيْرُه انْتهى.
وَقَالَ الجوهريُّ جَمِيع مَا فِي هَذَا الْبَاب من الْألف إمّا أَن تكونَ مُنقلبةً من واوٍ مثل دَعَا، أَو من يَاء مثل رمى، وكل مَا فِيهِ من الْهمزَة فَهِيَ مبدلة من الْيَاء أَو الْوَاو نَحْو الْقَضَاء، وَأَصله قضاي، لِأَنَّهُ من قضيت، وَنَحْو الغِراء وأصلِه غِرَاو لِأَنَّهُ من غَرَوْتُ، قَالَ: وَنحن نشِير فِي الْوَاو وَالْيَاء إِلَى أصولهما، هَذَا تَرْتِيب الجوهريّ فِي صحاحه، وأمّا ابْن سَيّده وَغَيره فَإِنَّهُم جعلُوا المعتلَّ عَن الْوَاو بَابا، والمعتلّ عَن الْيَاء بَابا، فاحتاجوا فِيمَا هُوَ معتلٌّ عَن الْوَاو وَالْيَاء إِلَى أَن ذَكرُوهُ فِي الْبَابَيْنِ فَأَطَالُوا وكَرَّروا، وتقسم الشَّرْح فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
قلت: وَإِلَى هَذَا التَّرْتِيب مَال المصنِّفُ تبعا لهَؤُلَاء، وَلَا عِبْرَة بقوله فِي الْخطْبَة إِنَّه اختصَّ بِهِ من دونهم، وَقد ذكر أَبُو مُحَمَّد الحريرّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي كِتَابه المقامات فِي السَّادِسَة وَالْأَرْبَعِينَ مِنْهَا قَاعِدَة حَسَنَة للتمييز بَين الْوَاو وَالْيَاء، وَهُوَ قَوْله:
إِذا الفِعْلُ يَوْمًا غُمَّ عَنْكَ هجاؤُهُ
فَأَلْحِقْ بِهِ تاءَ الخِطابِ وَلا تَقِفْفإنْ تَرَ قَبْلَ التّاءِ يَاء فَكَتْبُهُ
بِياءٍ وَإلاّ فَهُوَ يُكْتَبُ بِالألِفْوَلاَ تَحْسَبِ الفِعْلَ الثُّلاثِيَّ وَالّذِي
تَعَدّاهُ وَالمَهْمُوزَ فِي ذاكَ يَخْتَلِفْوأمّا الْجَوْهَرِي فَإِنَّهُ جَعلهمَا بَابا وَاحِدًا، قَالَ صَاحب اللِّسَان: وَلَقَد سمعتُ مَنْ ينتقصُ الجوهريَّ رَحمَه الله، يقولُ إِنَّه لم يجعلْ ذَلِك بَابا وَاحِدًا إِلَّا لجهله بانقلاب الْألف عَن الْوَاو أَو عَن الْيَاء، ولِقِلَّةِ عِلْمِهِ بِالتَّصْريف، قَالَ: ولستُ أرى الأمرَ كَذَلِك.
قلت وَلَقَد سَاءَنِي هَذَا القولُ، وَكَيف يكونُ ذَلِك وَهُوَ إِمَام التَّصْرِيفِ، وحامِلُ لوائه، بل جذيلُه المُحَكَّكُ عِنْدَ أهل النَّقْدِ وَالتَّصْرِيفِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ بذلك الوضوحَ للناظِرِ وَالْجَمْعَ للخاطِرِ، فَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى الإطالة فِي الْكَلَام وتقسيم الشَّرْح فِي موضِعين فَتَأمل.
وَأما الْألف اللينة الَّتِي لَيست متحرِّكة فقد أفرد لَهَا الجوهريُّ بَابا بعد هَذَا الْبَاب فَقَالَ: هَذَا بابٌ مبنيُّ على ألفات غير منقلبات عَن شَيْء، فَلهَذَا أفردناه، وَتَبعهُ المُصَنّف كَمَا سَيَأْتِي.
و
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف السَّابع والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ طبقي مع استدارة الشفتين، مجهور، متوسط بين الشِّدَّة والرَّخاوة، مُرقَّق. 

و2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف عطف وهو لمطلق الجمع يعطف الشّيءَ على مصاحبه وعلى سابقه وعلى لاحقه "أتى زيدٌ وأحمدُ- له واحد وعشرون كتابًا- {وَلُوطًا ءَاتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} ".
2 - حرف استئناف تبتدئ الجملة بعده "على الحاكِم أن لا يجورَ ويعدلُ- {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} ".
3 - حرف يسبق جملة الحال ويسمَّى: (واو الحال) "جاء والشّمسُ طالعة- متى استعبدتم النَّاسَ وقد ولدتهم أُمّهاتهم أحرارًا؟ - {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} ".
4 - حرف يدلُّ على المعيَّة وينصب الاسم بعده على أنه مفعول معه، ويسمَّى: (واو المعيّة) "سِرتُ والشَّاطِئَ/ والنِّيلَ- استوى الماءُ والخشبةَ".
5 - حرف يدلّ على القسم ولا يدخُل إلاّ على اسم ظاهر ويسمَّى: (واو القسم) "واللهِ لأعملنَّ بجِدٍّ- {وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ} ".
6 - حرف يدخل على النكرة، تقدر (ربّ) بعده، ويسمَّى: (واو ربّ) "*وقاطِرَةٍ تَرْمي الفضا بدُخَانها*- *وليلٍ كَموجِ البحر أرْخَى سُدُولَه*".
7 - حرف يكون علامة للرفع في جمع المذكّر السالم والأسماء الخمسة "جاء المُعلِّمون- دخل معلِّمو المدرسة- اتَّفَق النّاطقون باللُّغة العربيَّة على توحيد المصطلحات العلميّة العربيَّة- خرج أبوك وأخوك".
8 - حرف زائد للتأكيد "ما من أحدٍ إلاّ وله مَطمع: وتزاد الواو هنا لتأكيد الحكم المطلوب إثباته- {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} " ° ربَّنا ولك الحمد: تقال عند الرَّفع من الرُّكوع في الصَّلاة- كل عام وأنتم بخير.
9 - حرف يُكْتب ولا يُلفظ ويُسمّى (واو الفصل) كواو عمرو في حالتي الرّفع والجَرّ، للفصل بينه وبين عُمَر، أو يُسمَّى (الواو الفارقة)، كواو أولئك وأولي.
10 - حرف يؤكّد لصوقَ جملة الصِّفة بموصوفها " {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}: وقيل إنّ الواو هنا حاليّة".
11 - حرف نصب، يُنصب بعده الفعل المضارع بشرط أن يتقدَّم عليه نفي أو طلب ويسمَّى (واو المعية) " {يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} ".
12 - حرف عطف يفيد التخيير ويكون نائبا عن (أو) " {فَانْكِحُوا .. مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}: مثنى أو ثلاث أو رباع".
13 - حرف عطف يفيد التقسيم "الكلمة: اسم وفعل وحرف".
14 - حرف بمعنى الباء "أنت أعلمُ ومالُك".
15 - حرفُ عطفٍ يكون بمعنى (مع) يفيد المعية نصًّا مع العطف، يليه اسم مرفوع معطوف على المبتدأ ويحذف الخبر وجوبًا ويقدَّر بكلمة تدل على المصاحبة "كل جنديّ وسلاحُه: متلازمان".
16 - حرف زائد، ويسمى (واو الثمانية) يذكر قبل العدد ثمانية؛ لأن العرب اعتبرت العدد سبعة عددًا تامًا، وما بعده عدد مستأنف تذكر الواو قبله " {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} ".
17 - ضمير رفع متصل لجماعة الذكور الغائبين والمخاطبين "الرجال قاموا- إنَّهم يطالبون بحقِّهم- {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} ". 
الواوُ المُفْرَدَةُ أقْسامٌ، الأُولَى: العاطِفَةُ لِمُطْلَقِ الجَمْعِ فَتَعْطِفُ الشيء على مصاحبه: {فأنجيناه وأصحابَ السَّفينَةِ} ، وعلى سابِقِهِ: {ولقد أرْسَلْنا نوحاً وإبراهيم} ، وعلى لاحقه: {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قَبْلِكَ} . وإذا قيل: قامَ زَيْدٌ وعَمْرٌو، احْتَمَلَ ثَلاثَةَ مَعَانٍ، وكَوْنُها للمَعِيَّةِ راجِحٌ، ولِلتَّرْتيبِ كَثيرٌ، ولِعَكْسِهِ قَليلٌ. ويَجوزُ أن يَكونَ بَيْنَ مُتَعاطفَيْها تقارُبٌ أو تَرَاخٍ: {إنَّا رادُّوهُ إلَيْكِ، وجاعِلُوه من المُرْسَلينَ} . وقد تَخْرُجُ الواوُ عن إفادَة مُطْلَقِ الجَمْعِ، وذلك على أوْجُهٍ، أحَدُها: تَكُونُ بمَعْنَى أَوْ، وذلك على ثَلاثةِ أوجُه، أحَدُها: تكونُ بمعْناها في التَّقْسيمِ، نحوُ: الكَلِمَةَ اسمٌ وفِعْلٌ وحَرْفٌ، وبمَعْناها في الإِباحَةِ: جالِسِ الحَسَنَ وابنَ سِيرينَ، أَي: أحَدَهُما، وبمَعْناها في التَّخْيير:
وقالُوا نَأَتْ فاخْتَرْ لَها الصَّبْرَ والبُكا
والوَجْهُ الثاني بمَعْنَى باءِ الجَرِّ، نحوُ: أنتَ أعلمُ ومالَكَ، وبِعْتُ الشاءَ شاةً ودِرْهَماً. الثالثُ: بِمَعْنى لامِ التَّعْليلِ، نحوُ: {يا لَيْتَنا نُرَدُّ ولا نُكذِّبُ} ، قالَهُ الخارَزَنْجِي. الرابعُ: واوُ الاسْتِئْنافِ: لا تَأْكُلِ السَّمَكَ وتَشْرَبُ اللَّبَنَ، فيمن رفَع. الخامسُ: واوُ المَفْعولِ معه: كَسِرْتُ والنِيلَ. السادسُ: واوُ القَسَمِ، ولا تَدْخُلُ إلاَّ على مُظْهَرٍ، ولا تَتَعَلَّقُ إلا بمحذوفٍ، نحوُ: {والقرآنِ الحكيمِ} ، فإِنْ تَلَتْها واوٌ أُخْرَى، فالثانيَةُ للعَطْفِ، وإلاَّ لا تحْتاجَ كلٌّ إلى جوابٍ، نحوُ: {والتِّينِ والزَّيْتُونِ} . السابعُ: واوُ رُبَّ، ولا تَدْخُلُ إلاَّ على مُنَكَّرٍ. الثامنُ: الزَّائدَةُ: {حتى إذا جاؤوها وفُتِحَتْ أبوابُها} . التاسعُ: واوُ الثمانيةِ، يقالُ: ستَّةٌ سبعَةٌ وثمانِيَةٌ، ومنه: {سبعةٌ وثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} . العاشرُ: واوُ ضميرِ الذُّكُورِ، نحوُ: الرِّجالُ قامُوا، اسمٌ. الأخْفَشُ، والمازِنِيُّ: حَرْفٌ. الحادي عَشَرَ: واوُ عَلامةِ المُذَكَّرِينَ في لُغَةِ طَيِّئٍ أَو أزْدِ شَنُوءَةَ أَوْ بَلْحارِث، ومنه: "يَتَعاقَبُونَ فيكُمْ ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهارِ". الثاني عَشَرَ: واوُ الإِنْكارِ، نحوُ: أَالرَّجُلُوهْ، بعدَ قَوْلِ القائِلِ: قامَ الرَّجلُ. الثالثَ عَشَرَ: الواوُ المُبْدَلَةُ من هَمْزةِ الاِسْتفْهامِ المَضْمُومُ ما قَبْلَها كَقِراءَةِ قُنْبُلٍ: {وإليه النُّشورُ وأمِنْتُمْ} ، {قال فِرْعَوْنُ وآمَنْتُمْ} . الرابعَ عَشَرَ: واوُ التَّذْكِيرِ. الخامسَ عَشَرَ: واوُ القَوافِي. السادِسَ عَشَرَ: واوُ الإِشْباعِ: كالبُرْقُوعِ. السابعَ عَشَرَ: مَدُّ الاسْمِ بالنِّداءِ. الثامنَ عَشَرَ: الواوُ المُحَوَّلَةُ: طُوبَى، أصْلُها طُيْبَى. التاسِعَ عَشَرَ: واواتُ الأبْنِيَةِ: كالجَوْرَبِ والتَّوْرَبِ. العِشرونَ: واوُ الوَقْتِ، وتَقْرُبُ من واوِ الحالِ: اعْمَلْ وأنْتَ صَحِيحٌ. الحادي والعِشرونَ: واوُ النِسْبَةِ، كأَخَوِيٍّ، في النِسْبَةِ إلى أخٍ. الثاني والعِشرونَ: واوُ عَمْرٍو، لِتَفْرِقَ بينَه وبين عُمَرَ.
الثالثُ والعشرونَ: الواوُ الفارِقَةُ: كواوِ أُولئِكَ وأُولَى، لِئَلاَّ يَشْتَبِه بإلَيْكَ وإلى. الرابعُ والعِشرونَ: واوُ الهَمزةِ في الخَطِّ: كهذه نِساؤُكَ وشاؤُكَ، وفي اللَّفْظِ: كحَمْراوانِ وسَوْداوانِ. الخامسُ والعِشرونَ: واوُ النِداءِ والنُّدْبَةِ. السادسُ والعِشرونَ: واوُ الحالِ: أتَيْتُه والشمسُ طالِعَةٌ. السابعُ والعِشرونَ: واوُ الصَّرْفِ: وهو أن تأتِيَ الواوُ معطوفَةً على كلامٍ في أوَّلِه حادِثةٌ لا تَسْتَقيمُ إعادتُها على ما عُطِفَ عليها، كقولِهِ:
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مِثْلَهُ ... عارٌ عليك إذا فَعَلْتَ عَظِيمُ
فإِنه لا يجوزُ إعادَةُ "وتأتِيَ مِثْلَهُ" على "تَنْهَ"، سُمِّيَ صَرْفاً إذ كان مَعْطوفاً ولم يَسْتَقِمْ أن يُعادَ فيه الحادِثُ الذي فيما قَبْلَهُ.
(الْوَاو) الْحَرْف السَّابِع وَالْعشْرُونَ من حُرُوف الهجاء وَهُوَ مجهور وأشبه بالحروف المتوسطة ومخرجه من بَين أول اللِّسَان ووسط الحنك الْأَعْلَى وَأَصلهَا ويو فألفها مبدلة من يَاء على الْأَرْجَح تَقول وييت واوا حَسَنَة كتبتها وَتَكون فِي الْكَلَام أصلا كَمَا فِي وعد وزائدة كَمَا فِي مَنْصُور وبدلا كَمَا فِي وَاو يُؤذن المبدلة من همزَة يُؤذن
وَالْوَاو المفردة تَأتي على أوجه

(1) العاطفة وَمَعْنَاهَا مُطلق الْجمع فتعطف الشَّيْء على مصاحبه نَحْو {فأنجيناه وَأَصْحَاب السَّفِينَة} وعَلى سابقه نَحْو {وَلَقَد أرسلنَا نوحًا وَإِبْرَاهِيم} وعَلى لاحقه نَحْو {كَذَلِك يوحي إِلَيْك وَإِلَى الَّذين من قبلك} وَيجوز أَن يكون بَين متعاطفيها تقَارب أَو تراخ مثل {إِنَّا رادوه إِلَيْك وجاعلوه من الْمُرْسلين}

(2) وَاو الِاسْتِئْنَاف نَحْو {لنبين لكم ونقر فِي الْأَرْحَام مَا نشَاء}

(3) وَاو الْحَال الدَّاخِلَة على الْجُمْلَة الاسمية نَحْو جَاءَ فلَان وَالشَّمْس طالعة أَو الدَّاخِلَة على الْجُمْلَة الفعلية نَحْو جَاءَ فلَان وَقد طلعت الشَّمْس

(4) وَاو الْمَفْعُول مَعَه وَينصب الِاسْم بعْدهَا نَحْو سرت والنيل

(5) الْوَاو الدَّاخِلَة على الْمُضَارع الْمَنْصُوب لعطفه على اسْم صَرِيح نَحْو
(وَلبس عباءة وتقر عَيْني ... )
أَو مؤول نَحْو
(لَا تنه عَن خلق وَتَأْتِي مثله ... ) وَلَا بُد فِي هَذَا أَن يتَقَدَّم الْوَاو نفي أَو طلب

(6) وَاو الْقسم وَلَا تدخل إِلَّا على مظهر وَلَا تتَعَلَّق إِلَّا بِمَحْذُوف نَحْو {وَالْقُرْآن الْحَكِيم}

(7) وَاو دُخُولهَا كخروجها وَهِي (الزَّائِدَة) نَحْو {حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت أَبْوَابهَا} أثبتها جمَاعَة من النَّحْوِيين وتزاد أَيْضا بعد إِلَّا لتأكيد الحكم الْمَطْلُوب إثْبَاته نَحْو مَا من أحد إِلَّا وَله طمع أَو حسد

(8) وَاو الثَّمَانِية ذكرهَا جمَاعَة من الأدباء وَمن النَّحْوِيين وَمن الْمُفَسّرين زَعَمُوا أَن الْعَرَب إِذا عدوا قَالُوا سِتَّة سَبْعَة وَثَمَانِية إِيذَانًا بِأَن السَّبْعَة عدد تَامّ وَأَن مَا بعْدهَا عدد مُسْتَأْنف وَاسْتَدَلُّوا على ذَلِك بقوله تَعَالَى فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {سيقولون ثَلَاثَة رابعهم كلبهم} إِلَى قَوْله تَعَالَى {سَبْعَة وثامنهم كلبهم} 
(9) الْوَاو الدَّاخِلَة على الْجُمْلَة الْمَوْصُوف بهَا لتأكيد لصوقها بموصوفها نَحْو {وَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَهُوَ خير لكم} وَقيل هِيَ وَاو الْحَال

(10) وَاو ضمير الذُّكُور نَحْو الرِّجَال قَامُوا

(11) وَاو الْفَصْل وَهِي وَاو كِتَابِيَّة فَحسب كواو عَمْرو فِي الرّفْع والجر لتفرق بَينه وَبَين عمر وَالْوَاو الفارقة كواو أُولَئِكَ وأولي
وتنفرد الْوَاو العاطفة عَن سَائِر أحرف الْعَطف بِخَمْسَة عشر حكما هِيَ

(1) احْتِمَال معطوفها مَعَاني ثَلَاثَة هِيَ عطف الشَّيْء على مصاحبه وعَلى سابقه وعَلى لاحقه

(2) اقترانها بإما نَحْو {إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا}

(3) اقترانها بِلَا إِن سبقت بِنَفْي وَلم يقْصد الْمَعِيَّة نَحْو مَا قَامَ زيد وَلَا عَمْرو

(4) اقترانها بلكن نَحْو قَامَ زيد وَلَكِن عَمْرو جَالس

(5) عطف الْمُفْرد السببي على الْأَجْنَبِيّ عِنْد الِاحْتِيَاج إِلَى الرَّبْط نَحْو مَرَرْت بِرَجُل قَائِم زيد وَأَخُوهُ

(6) عطف العقد على النيف نَحْو أحد وَعِشْرُونَ

(7) عطف الصِّفَات المفرقة مَعَ اجْتِمَاع منعوتها كَقَوْل الشَّاعِر
(بَكَيْت وَمَا بَكَى رجل حَزِين ... على ربعين مسلوب وبال)

(8) عطف مَا حَقه التَّثْنِيَة وَالْجمع كَقَوْل الفرزدق
(إِن الرزية لَا رزية مثلهَا ... فقدان مثل مُحَمَّد وَمُحَمّد)

(9) عطف مَا لَا يسْتَغْنى عَنهُ نَحْو جَلَست بَين زيد وَعَمْرو

(10) عطف الْعَام على الْخَاص نَحْو {اغْفِر لي ولوالدي وَلمن دخل بَيْتِي مُؤمنا}

(11) عطف الْخَاص على الْعَام {وَإِذ أَخذنَا من النَّبِيين ميثاقهم ومنك وَمن نوح}

(12) عطف عَامل حذف وَبَقِي معموله على عَامل آخر يجمعهما معنى وَاحِد نَحْو
(وزججن الحواجب والعيونا ... )
أَي وكحلن العيونا

(13) عطف الشَّيْء على مرادفه نَحْو {إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله} و {أُولَئِكَ عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة}

(14) عطف الْمُقدم على متبوعه للضَّرُورَة مثل
(أَلا يَا نَخْلَة من ذَات عرق ... عَلَيْك وَرَحْمَة الله السَّلَام)

(15) عطف المخفوض على الْجوَار نَحْو {وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} فِيمَن خفض الأرجل
الْوَاو المُفْرَدَةُ
: مِن حُروفِ المُعْجم، وَقد تقدَّم ذِكْرها، وَهِي على (أَقْسام:
(الأُولَى: العاطِفَةُ لمُطْلَقِ الجَمْع) مِن غيرِ تَرْتيبٍ (فَتَعْطِفُ الشَّيءَ على مصاحِبِه) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فأَنْجَيْناهُ وأَصْحابَ السَّفينةِ} ، و) تَعْطِفُ الشَّيءَ (على سابِقِه) كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَلَقَد أَرْسَلْنا نُوحاً وإبراهيمَ} ؛ وعَلى لاحِقِه) كَقَوْلِه تَعَالَى: {كَذلكَ يُوحِي إِلَيْك وَإِلَى الذينَ مِن قَبْلِكَ} . والفَرْقُ بَيْنها وبَيْنَ الفاءِ أنَّ الواوَ يُعْطَفُ بهَا جُمْلَةٌ وَلَا تدلُّ على التَّرْتيبِ فِي تَقْدِيمِ المُقَدّم ذِكْره على المُؤَخّرِ ذِكْره، وأَمَّا الفرَّاء فإنَّه يُوصِلُ بهَا مَا بَعْدَها بِالَّذِي قَبْلها والمُقدّمُ الأَوَّل، وَقَالَ الفرَّاء: إِذا قلْت زُرْتُ عَبْدَ اللهِ وزَيْداً فأيّهما شِئْتَ كَانَ هُوَ المُبْتَدَأ بالزِّيارَةِ، وإنْ قلْت زُرْتُ عَبْدَ اللهِ فزَيْداً كانَ الأوَّل هُوَ الأوَّل والآخرُ هُوَ الآخرُ، انتَهَى. (وَإِذا قيلَ: قامَ زَيْدٌ وعَمْرٌ و، احْتَمَلَ ثلاثَةَ مَعانٍ) : المَعِيّة ومُطْلَق الجَمْع والتَّرْتيب، (وكَوْنُها للمَعِيَّةِ راجِحٌ) لمَا بَيْنهما مِن المُناسَبَةِ لأنَّ مَعَ للمُصاحَبَةِ، وَمِنْه الحديثُ: (بُعِثْتُ أَنا والساعَةُ كهَاتَيْن) ، أَي مَعَ الساعَةِ؛ (وللتَّرْتيبِ كَثيرٌ ولعَكْسِه قَليلٌ، ويجوزُ أَنْ يكونَ بَيْنَ مُتَعاطِفَيْها تَقارُبٌ أَو تَراخٍ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنَّا رَادُّوهُ إِلَيْك وجاعِلُوه مِنَ المُرْسَلِيْنَ} ، فإنَّ بينَ رَدِّ موسَى إِلَى أُمِّه وجَعْلهِ رَسُولاً زَمانٌ مُتراخٍ؛ (وَقد تَخْرُجُ الواوُ عَن إفادَةِ مُطْلَقِ الجَمْع وذلكَ على أَوْجُهٍ:
(أَحَدُها: تكونُ بمعْنَى أَوْ وذلكَ على ثلاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُها) : أَنْ (تكونَ بمعْناها فِي التَّقْسِيم، نحوُ: الكَلمةُ اسمٌ وفِعْلٌ وحَرْفٌ؛ و) الثَّانِي: (بمعْناها فِي الإباحَةِ) كَقَوْلِك: (جالِسِ الحَسَنَ وابنَ سِيرِينَ أَي أَحَدَهُما؛ و) الثالثُ: (بمَعْناها فِي التَّخْيير) كقولِ الشَّاعرِ:
(وَقَالُوا نَأَتْ فاخْتَرْ لَها الصَّبْرَ والبُكا (والوَجْهُ الثَّانِي) : أَنْ تكونَ (بمعْنَى باءِ الجَرِّ نحوُ: أَنْتَ أَعْلَمُ ومالَكَ) ، أَي بمالِكَ، (وبِعْتُ الشَّاءَ شَاة ودِرْهَماً) ، أَي بدِرْهَمٍ.
(الثَّالث: بمعْنَى لامِ التَّعْليل؛ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نَكْذِبُ} ، أَي لئَلاَّ نَكْذِبَ، (قالَهُ الخارَزَنْجي) مُصنِّفُ تَكْملة العَيْن وَقد مَضَتْ تَرْجمتُه عنْدَ ذِكْرِه فِي حَرْفِ الجِيم.
(الَّرابع: وَاو الاسْتِئْنافِ) كَقَوْلِهِم: (لَا تَأْكُلِ السَّمَكَ وتَشْرَبِ اللَّبَنَ فيمَنْ رَفَعَ) ، وَقد ذُكِرَ ذلكَ فِي بَحْثِ لَا قَرِيباً.
(الْخَامِس: واوُ المَفْعولِ مَعَه: كسِرْتُ والنِّيلَ.
(السَّادِسُ: واوُ القَسَمِ) كقولِهم: واللهاِ لقَدْ كانَ كَذَا، وَهُوَ بدلٌ مِن الباءِ وإنَّما أبدلٌ مِنْهُ لقُرْبِه مِنْهُ فِي المَخْرَجِ إِذْ كانَ مِن حُروفِ الشَّفَةِ (وَلَا تَدْخُلُ إلاَّ على مُظْهَرٍ) فَلَا يقالُ وك اسْتغْنَاء بِالْبَاء عَنْهَا، (وَلَا تَتَعَلَّقُ إلاَّ بمَحْذُوفٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {والقُرآنُ الحَكِيم} ، وَلَا يقالُ أُقْسِمُ واللهاِ، (إنْ تَلَتْها واوٌ أُخْرَى) كقولِهِ تَعَالَى: {والطّورِ وكِتابٍ مَسْطورٍ} (فالثانِيَةُ للعَطْفِ) والأُولى للقَسَمِ (وإلاَّ لاحْتاجَ كلٌّ إِلَى جَوابٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {والتِّيْنِ والزَّيتُونِ) وطُورِ سِيِنِيْنَ} . (السَّابعُ: واوُ رُبّ، وَلَا تَدْخُلُ إلاَّ على مُنَكَّرٍ) مَوْصوفٍ لأنَّ وَضْعَ رُبَّ لتَقْليلِ نَوْعٍ مِن جِنْسٍ فيذكرُ الجِنْسَ ثمَّ يَخْتَصُّ بصفَةِ تَعْرفةٍ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
وبَلْدةٍ ليسَ بهَا أَنِيسُ
إلاَّ اليَعافِيرُ وإلاَّ العِيسُ أَي ورُبَّ بَلْدةٍ.
(الثَّامن: الَّزائِدَةُ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {حَتَّى إِذا جاؤها وفُتِحَتْ أَبوابُها} ، جَوَّزَه الجَوْهرِي؛ وَقَالَ غيرُه: هِيَ واوُ الثمانِيَةِ، وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: قلْتُ لأبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ: وقولُهم رَبّنا ولكَ الحَمْدُ، فقالَ: يقولُ الرَّجُلُ للرَّجُلِ بِعْني هَذَا الثَّوْبَ، فيقولُ: وَهُوَ لَكَ وأَظنُّه أَرادَ هُوَ لَك؛ وأَنْشَدَ الأخْفَش:
فَإِذا وذلِكَ يَا كُبَيْشةُ لمْ يَكُنْ
إلاَّ كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَيالِكأنَّه قَالَ: فَإِذا ذلكَ لم يَكُنْ، وقالَ آخَرُ، وَهُوَ زُهيرٌ:
قِفْ بالدِّيارِ الَّتِي لم يَعْفُها القِدَمُ
بَلَى وغَيَّرَها الأَرْواحُ والدِّيَمُيُريدُ: بَلَى غَيَّرَها؛ كَذَا فِي الصِّحاح قَالَ ابنُ برِّي: وَقد ذَكَرَ بعضُ أَهْل العِلْم أنَّ الواوَ زائِدَةٌ فِي قَوْله تَعَالَى: {وأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لتُنَبِّئَنَّهم بأَمْرِهم هَذَا} ، لأنَّه جوابُ لمَّا فِي قَوْله: {فلمَّا ذَهَبُوا بِهِ وأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوه فِي غَيابَةِ الجُبِّ} . (التَّاسِعُ: واوُ الثَّمانِيَةِ: يقالُ ستَّةٌ سَبْعةٌ وثمانِيَةٌ، وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {سَبْعةٌ وثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {ثَيِّبات وأَبْكَاراً} ، وَقَوله تَعَالَى: {والنَّاهُونَ عَن المُنْكَر} قَالَ السَّهيلي فِي الرَّوْضِ: واوُ الثمانِيَةِ فِي قَوْله تَعَالَى: {سَبْعةٌ وثامِنُهُم كَلْبُهُم} تدلُّ على تَصْدِيقِ القائِلِينَ بأنَّهم سَبْعةٌ لأنَّها عاطِفَةٌ على كَلامٍ مُضْمَرٍ تَقْديرُه نَعَم وثامِنُهُم كَلْبُهُم، وذلكَ أنَّ قائِلاً لَو قالَ: إنَّ زَيْداً شاعِرٌ فقُلْت لَهُ: فَقِيهٌ، كُنْت قد صدَّقْته كأنَّك قُلْت: نَعَم هُوَ كَذلكَ وفَقِيهٌ أَيْضاً؛ وَكَذَا الحديثُ: (أَيتوضَّأُ بمَا أَفْضَلَتِ الحُمُر؟ قالَ. وَبِمَا أَفْضَلَتِ السِّباعُ) ؛ يريدُ نَعَم وبَما أَفْضَلَت السِّباعُ؛ خَرَّجَه الدَّارْقطْني؛ قالَ: وَقد أَبْطَل واوَ الثمانِيَةِ هَذِه ابنُ هِشامٍ وغيرُهُ مِن المُحقِّقين وَقَالُوا: لَا مَعْنى لَهُ وبَحثُوا فِي أَمْثِلتِه وَقَالُوا إنَّها مُتناقِضَةٌ.
(العاشِرُ: واوُ ضميرِ الذُّكُورِ نحوُ) قَوْلهم: (الرِّجالُ قامُوا) ويَقُومُونَ وقُومُوا أَيّها الرِّجال، وَهُوَ (اسْمٌ) عنْدَ الأكْثرينَ، وقالَ (الأخْفَشُ والمازِنيُّ) ؛ هُوَ (حَرْفٌ.
(الحادِي عَشَرَ: واوُ عَلامةِ المُذَكَّرِينَ فِي لُغَةِ طيِّىءٍ أَو أَزْدِشَنُوءَةَ أَو بَلْحَارِثِ) على اخْتِلافٍ فِي ذلكَ؛ (وَمِنْه) الحديثُ: ((يتعاقَبُونَ فيكُمْ ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ) .
(الثَّانِي عَشَرَ: واوُ الإنْكارِ نحوُ: الرَّجُلُوهُ بعدَ قَوْلِ القائِلِ: قامَ الرجلُ) ، فَقَوله: الرَّجُلُوهْ هُوَ قَوْلُ المُنْكِر يَمدُّه بالواوِ والهاءِ للوَقْفَة؛ وَمِنْه كَذلكَ: الحَسَنُوهْ وعَمْرُوه، وتُسَمَّى أَيْضاً واوُ الإسْتِنْكار.
(الثَّالثُ عَشَرَ: الواوُ المُبْدلَةُ مِن هَمْزةِ الاسْتِفْهامِ المَضْمومُ مَا قَبْلَها كقِراءَةِ قُنْبُلٍ: {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ وأَمِنْتُمْ} ،) وكَذلكَ: {قَالَ فِرْعَوْنُ وآمَنْتُمْ} .
(الَّرابعُ عَشَرَ: واوُ التَّذْكِيرِ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ التَّذكّر، فَفِي التّكْملةِ: وتكونُ للتَّعايي والتَّذَكّر كقولِكَ: هَذَا عَمْرُو فتَسْتَمِدُّ ثمَّ تقولُ مَنْطَلِقٌ؛ وكَذلكَ الألِفُ والياءُ قد تكونانِ للتَّذَكّر، انتَهَى.
(الخامسُ عَشَرَ: واوُ) الصِّلَةِ و (القَوافِي) ، كَقَوْلِه:
قِفْ بالدِّيار الَّتِي لم يَعْفُها القِدَمُو فوُصِلَتْ ضمَّةُ الْمِيم بواوٍ ثَمَّ بهَا وَزْنُ البَيْتِ.
(السَّادسُ عَشَرَ: واوُ الإشْباعِ كالبُرْقُوع) والمُعْلُوقِ، والعربُ تَصِلُ الضمَّةَ بالواوِ. وحَكَى الفرَّاءُ: أُنْظُور فِي مَوْضِعِ أَنْظُر؛ وأنْشَدَ:
مِن حَيْثُ مَا سَلَكُوا أَدْنُو فأَنْظُورُ وَقد ذُكِرَ فِي الرَاءِ، وأنْشَدَ أَيْضاً:
لَوْ أنَّ عَمْراً هُمَّ أَن يَرْقُودا
فانْهَضْ فشُدَّ المِئْزَرَ المَعْقُوداأَرادَ: أنْ يَرْقُد فأَشْبَعَ الضمَّةَ ووَصَلَها بالواوِ ونَصَبَ يَرْقُودَ على مَا يُنْصَبُ بِهِ الفِعْلُ.
(السَّابعُ عَشَرَ: مَدُّ الاسْمِ بالنِّداءِ) كَقَوْلِهِم: يَا قُورْطُ، يُريدُ قُرْطاً، فمدُّوا ضمَّة القافِ بالواوِ ليَمْتَدَّ الصَّوْتَ بالنِّداءِ.
(الثَّامنُ عَشَرَ: الواوُ المُحَوَّلَةُ) نَحْو: (طُوبَى أَصْلُها طُيْبَى) قُلِبَتِ الياءُ واواً لانْضِمام الطاءِ قَبْلَها وَهِي مِن طابَ يَطِيبُ، ومِن ذَلِك واوُ المُوسِرِينَ مِن أَيْسَرَ. ومِن أَقْسامِ الواوِ المُحوَّلةِ: واوُ الجَزْمِ المُرْسَلِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرا} فأُسْقِطَتِ الواوُ لالْتِقاءِ السَّاكِنَينِ لأنَّ قَبْلَها ضمَّةً تَخْلُفها؛ وَمِنْهَا: واوُ الجَزْمِ المُنْبَسِطِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُم} فَلم تَسْقُطِ الواوُ وحَرَّكُوها لأنَّ قَبْلَها فتْحةً لَا تكونُ عِوَضاً عَنْهَا. قالَ الأزْهري: هَكَذَا رَواهُ المُنْذرِي عَن أَبي طالِبٍ النحوّي.
(التَّاسعُ عَشَرَ: واواتُ الأَبْنِيَةِ كالجَوْرَبِ والتَّوْرَبِ) للتُّرابِ والجَدْوَلِ والحَشْوَرِ وَمَا أَشْبَهَها.
(العِشْرونَ: واوُ الوَقْتِ: وتَقْرُبُ مِن واوِ الحالِ) كَقَوْلِك: (اعْمَلْ وأَنْتَ صَحِيحٌ) ، أَي فِي وقْتِ صحَّتِكَ والآنَ وأَنْتَ فارِغٌ.
(الحادِي والعِشْرونَ: واوُ النِّسْبَةِ: كأَخَوِيَ فِي النِّسْبَةِ إِلَى أَخٍ) ، بفَتْح الهَمْزةِ والخاءِ وكَسْر الواوِ، وَهَكَذَا كانَ يَنْسبُه أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ، وَكَانَ يَنْسبُ إِلَى الزِّنازِنَوِيٌّ، وَإِلَى أُخْتٍ أُخَوِيٌّ بضمِّ الهَمْزةِ، وَإِلَى ابنِ بَنَوِيٌّ، وَإِلَى عالِيَةِ الحجازِ عُلْوِيٌّ، وَإِلَى عَشِيَّة عَشَوِيٌّ، وَإِلَى أَبٍ أَبَوِيٌّ.
(الثَّاني والعِشْرونَ: واوُ عَمْرٍ و) : زِيدَتْ (لتَفْرِقَ بَيْنه وبينَ عُمَرَ) فِي الرَّفْعِ والخَفْضِ وَفِي النّصْبِ تَسْقُطُ تقولُ: رأَيْتُ عَمْراً لأنّه حَصَلَ الأمْنُ مِن الالْتِباسِ، وزِيدَتْ فِي عَمْرٍ ودُونَ عُمَر لأنَّ عُمَرَ أثْقَلُ مِن عَمْرٍ و.
(الثَّالثُ والعِشْرونَ: الواوُ الفارِقَةُ) : وَهِي كلُّ واوٍ دَخَلَتْ فِي أَحَدِ الحَرْفَيْن المُشْتَبَهَيْن تَفْرقُ بَيْنه وبينَ المُشْبَه لَهُ فِي الخَطِّ (كواوِ أُولئِكَ وأُولَى لئَلاَّ يَشْتَبِه بإِلَيْكَ وَإِلَى) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {أُولئِكَ على هُدًى من رَبِّهم} ، وَقَوله تَعَالَى: {غَيْرُ أُولي الضَّرَرِ} زِيدَتْ فيهمَا الواوُ فِي الخَطِّ ليَفْرقَ بَيْنهما وبينَ مَا شَاكَلهما فِي الصُّورَةِ.
(الَّرابعُ والعِشْرونَ: واوُ الهَمْزةِ فِي الخَطِّ) واللّفْظِ، فأَمَّا الخَطّ (كهذهِ نِساؤُكَ وشاؤُكَ) صُوِّرَتِ الهَمْزةُ واواً لضمَّتها، (و) أَمَّا (فِي اللَّفْظِ: كحَمْراوانِ وسَوْداوانِ) وَمثل قَوْلك: أُعِيذُ بأَسْماواتِ اللهاِ وأَبْناواتِ سَعْدٍ، وَمثل السَّمواتِ وَمَا أَشْبَهها.
(الخامسُ والعِشْرونَ: والنِّداءِ والنُّدْبةِ) ، الأوَّل كوازَيْد، وَالثَّانِي كواغُرْبَتاهْ، وَقد تقدَّمَ. وَفِي التكملةِ: وَهِي غَيْرُ واوُ النُّدْبة. فتأَمَّل.
(السَّادسُ والعِشْرون: واوِ الحالِ) ، كَقَوْلِك: (أَتَيْتُه والشمسُ طالِعَةٌ) ، أَي فِي حالِ طُلوعِها، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِذْ نادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} ، ومَثَّل الجَوْهرِي لواوِ الحالِ بقولِهم: قُمْتُ وأَصُكّ وَجْهَه، أَي قُمْتُ صاكًّا وَجْهَه، وكقولهم: قُمْتُ والناسُ قُعُودٌ.
(السَّابعُ والعِشْرونَ: واوُ الصَّرْفِ) : قَالَ الفرَّاء: (وَهُوَ أَنْ تأْتي الواوُ مَعْطوفَةً على كَلامٍ فِي أَوَّلهِ حادِثَةٌ لَا تَسْتَقيمُ إعادتُها على مَا عُطِفَ عَلَيْهَا كقولهِ) ، أَي الشاعرِ، وَهُوَ المُتَوكِّلُ اللَّيْثي:
(لَا تَنْهَ عَن خُلُقٍ وتأْتيَ مِثْلَهُ (عارٌ عَلَيْك إِذا فَعَلْتَ عَظِيمُ (فإنَّه لَا يجوزُ إعادَةُ: وتَأْتي مِثْلَه على تَنْهَ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ، ونَصّ الفرّاء أَلا تَرَى أَنَّه لَا يجوزُ إعادَةُ (لَا) على (وتَأْتي مِثْلَه) ، فلذلكَ (سُمِّيَ صَرْفاً إِذْ كَانَ مَعْطوفاً وَلم يَسْتَقِمْ أَن يُعادَ فِيهِ الحادِثُ الَّذِي فِيمَا قَبْلَهُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
واوُ الإعْرابِ: كَمَا فِي الأسْماءِ السِّتَّةِ.
وبمعْنَى إِذْ نَحْو: لَقِيتُكَ وأَنْتَ شابٌّ، أَي إِذْ أَنتَ، وَعَلِيهِ حملَ قَوْله تَعَالَى: {وطائِفَة قد أَهَمَّتْهم} ، أَي إِذْ طائِفَة.
وللتَّفْصِيل: كَقَوْلِه تَعَالَى: {ومِنْكَ ومِن نُوح} ، {ونَخْلٍ ورُمَّانٍ} .
وتَدْخُلُ عَلَيْهَا أَلِفُ الاسْتِفْهامِ: كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَو عَجِبْتُم أَنْ جاءَكُم ذِكْرٌ مِن رَبِّكم} ، كَمَا نقولُ أَفَعَجِبْتم؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وكذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَو لم يَنْظُرُوا} ، {أَوَ لم يَسِيرُوا} .
وللتِّكْرار: كَقَوْلِه تَعَالَى: {حافِظُوا على الصَّلواتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى} .
وَمِنْهَا الواواتُ الَّتِي تدخُلُ فِي الأجْوبةِ فتكونُ جَواباً مَعَ الجَوابِ وَلَو حُذِفَتْ كانَ الجَوابُ مُكْتَفِياً بنَفْسِه؛ أنْشَدَ الفرَّاء:
حَتَّى إِذا قَلَتْ بُطُونَكُمُ
ورَأَيْتُمُ أَبْناءَكُم شَبُّواوقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لَنا
إنَّ اللَّئِيمَ العاجِزُ الخَبُّأَرادَ: قَلَبْتُم. ومِثْلُه فِي الكَلامِ: لمَّا أَتانِي وأَثِبُ عَلَيْهِ، كأنَّه قَالَ: وَثَبْتُ عَلَيْهِ، وَهَذَا لَا يجوزُ إلاَّ مَعَ لمَّا وَحَتَّى إِذا.
وَمِنْهَا الواوُ الدائِمَةُ: وَهِي كلُّ واوٍ تلابسُ الجزاءَ ومَعْناها الدَّوامُ كَقَوْلِك: زُرْني وأَزُورَكَ وأَزُورُكَ، بالنَّصْبِ والرَّفْع، فالنَّصْبُ على المُجازاةِ، ومَنْ رَفَعَ فمعْناهُ زِيارَتَكَ عليَّ واجبةٌ أُدِيمُها لكَ على كلِّ حالٍ.
و alphabetical letter و

The twenty-seventh letter of the alphabet; called وَاوٌ: it is one of the class termed شَفَهِيَّــة [or labials], and is a letter of augmentation.

b2: For the uses of و as a particle 

; for و in the sense of بل see a verse in art. قَصَدَ; و

giving fulness of sound to 1َ2ُ3َ, see نَظَرَ; و used لِلتَّذَكُّرِ, see الف التَّعَايِى in art. ا, and see الف الإِسْتِنْكَارِ; و in the sense of ب, see a verse in art. عَسِيلَ.

b3: As a numeral it denotes Six.

لغو

لغو


لَغَا(n. ac. لَغْو)
a. Spoke.
b. Was futile.
c. see infra.
لغو: {باللغو}: ما لم يكن يعتقد يمينا. {والغوا فيه}: من اللغا، وهو الهُجر.
(ل غ و) : (اللَّغْوُ) الْبَاطِلُ مِنْ الْكَلَامِ وَمِنْهُ اللَّغْوُ فِي الْأَيْمَانِ لِمَا لَا يُعْقَدُ عَلَيْهِ الْقَلْبُ وَقَدْ (لَغَا) فِي الْكَلَامِ (يَلْغُو) وَ (يَلْغَى) و (لَغَى يَلْغَى) وَمِنْهُ «فَقَدْ لَغَوْتَ» وَيُرْوَى «لَغَيْتَ» .
اللغْو من اليمين: هو أن يحلف على شيء وهو يرى أنه كذلك. وليس كما يرى في الواقع هذا عند أبي حنيفة، وقال الشافعي: هي ما لا يعقد الرجل قلبه عليه، كقوله: لا والله، وبلى والله.

اللغو: ضم الكلام ما هو ساقط العبرة منه، وهو الذي لا معنى له في حق ثبوت الحكم.

لغو

3 لَاغَاهُ He jested, or joked, with him; inf. n. مُلَاغَاةٌ. (A, TA.) You say, لَاغَاهُ فِى البَيْعِ. (A, TA, art. كيس.) لَغْوٌ, applied to speech, &c., Nought; of no account; (M, K;) unprofitable. (M.) b2: اليَمِينُ اللَّغْوُ: see KT, voce يَمِينٌ.

اللُّغَةُ The genuine language of the Arabs; which is the classical language.

لُغَوِىٌّ Of, or relating to, the genuine language of the Arabs. مَعْنًى لُغَوِىٌّ A genuine lexicological meaning.

لُغَيَّةٌ A word of weak authority. (TA, voce جِرَاب, et passim.) لَاغٍ: see مَائِرٌ.
ل غ و
لغا فلان يلغو، وتكلّم باللّغو واللّغا. وتقول: زاغ عن الصواب وصغا، وتكلّم بالرّفث 
واللّغا، ولغوت بكذا: لفظت به وتكلّمت. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم: فاستنطقهم، وسمعت لغواهم. قال الراعي يصف القطا:

قوارب الماء لغواها مبينة ... في لجّة الماء لمّا راعها الفزع

وتقول: اسمع لغواهم، ولا تخف طغواهم، ومنه: اللغة، وتقول: لغة العرب أفصح اللّغات، وبلاغتها أتمّ البلاغات. وهم يلغون في الحساب: يغلطون. ولاغيته: هازلته، وهو يلاغي صاحبه، وما هذه الملاغاة؟ وحلف بلغو اليمين. وأخذوا الحاشية لغواً إذا لم يعدوها في الدية.

ومن المجاز: لغا عن الطريق وعن الصواب: مال عنه.
(ل غ و)

اللَّغْو، واللغا: السقط، وَمَا لَا يعْتد بِهِ من كَلَام وَغَيره، وَلَا يحصل مِنْهُ على فَائِدَة وَلَا نفع. وشَاة لَغْو، ولغا: لَا يعْتد بهَا فِي الْمُعَامَلَة.

وَقد الغى لَهُ شَاة.

وكل مَا اسقط فَلم يعْتد بِهِ ملغى، قَالَ ذُو الرمة:

وَيهْلك وَسطهَا المرئى لَغوا ... كَمَا الغيت فِي الدِّيَة الحوارا

عمله لَهُ جرير، ثمَّ لقى الفرزدق ذَا الرمة فَقَالَ انشدني شعرك فِي المرئى فانشده، فَلَمَّا بلغ هَذَا الْبَيْت، قَالَ لَهُ الفرزدق: حس اعد عَليّ، فاعاد، فَقَالَ: لَاكَهَا، وَالله، من هُوَ اشد فكين مِنْك!! وَقَوله تَعَالَى: (لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم) قيل: مَعْنَاهُ مَا لَا يعْقد عَلَيْهِ الْقلب مثل قَوْلك: لَا وَالله، وبلى وَالله. وَقيل: معنى اللَّغْو: الْإِثْم، وَالْمعْنَى: لَا يُؤَاخِذكُم الله بالإثم فِي الْحلف إِذا كَفرْتُمْ.

ولغا فِي القَوْل يَلْغُو، ويلغى لَغوا، ولغى لَغَا، وملغاة: أَخطَأ، قَالَ رؤبة:

عَن اللغا ورفث التَّكَلُّم وَفِي الحَدِيث: " اياكم وملغاة أول اللَّيْل " يُرِيد بِهِ: اللَّغْو.

وَكلمَة لاغية: فَاحِشَة، وَفِي التَّنْزِيل: (لَا تسمع فِيهَا لاغية) وَأرَاهُ على النّسَب: أَي ذَات لَغْو.

ولغا يَلْغُو لَغوا: تكلم، وَفِي الحَدِيث: " من قَالَ فِي الْجُمُعَة، والأمام يخْطب، لصَاحبه صه، فقد لَغَا: أَي: تكلم.

واللغة: اللسن، وَحدهَا: أَنَّهَا أصوات يعبر بهَا كل قوم عَن اغراضهم، وَهِي " فعلة " من لغوت: أَي تَكَلَّمت، اصلها: لغوة، ككرة وَقلة وثبة، كلهَا لاماتها واوات، وَالْجمع: لُغَات ولغون قَالَ ثَعْلَب: قَالَ أَبُو عَمْرو لأبي خيرة: يَا أَبَا خيرة سَمِعت لغاتهم؟ فَقَالَ أَبُو خيرة: وَسمعت لغاتهم، فَقَالَ أَبُو عَمْرو يَا أَبَا خيرة، أُرِيد اكثف مِنْك جلدا، جِلْدك قد رق، وَلم يكن أَبُو عَمْرو سَمعهَا.

وَقد لَغَا يَلْغُو.

وَالطير تلغى باصواتها: أَي تنغم.

واللغوي: لغط القطا، قَالَ الرَّاعِي:

صفر المحاجر لغواها مبينَة ... فِي لجة اللَّيْل لما راعها الْفَزع

ولغى بالشَّيْء لغى: لهج.

ولغى بِالْمَاءِ لَغَا: اكثر مِنْهُ، وَهُوَ فِي ذَلِك لَا يرْوى.

وَإِنَّمَا حملنَا هَاتين الْكَلِمَتَيْنِ على الْوَاو لوُجُود: ل غ و، وَعدم: ل غ ي.
لغو
لغا/ لغا في يَلغُو، الْغُ، لَغْوًا، فهو لاغٍ، والمفعول ملغوٌّ فيه
• لغَا الشَّخْصُ:
1 - تكلَّم "مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَا [حديث] ".
2 - تحدّث بأمور ومواضيع تافهة، أو لا فائدة منها ولا يعتدّ بها.
• لغَا الحالفُ: حلف بيمين على شيء ظانًّا أنّه كما حلف وليس كذلك، حلف من غير قصد " {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} ".
• لغَا في قوله: أخطأ وقال باطلاً، وذلك إذا تكلَّم من غير رويّة وفكر. 

لغِيَ/ لغِيَ بـ/ لغِيَ في يلغَى، الْغَ، لَغًا، فهو لاغٍ، والمفعول مَلْغوّ به
• لغِي الشَّخصُ: لغا؛ تكلَّم.
• لغِي الطّائرُ ونحوُه بصوتِه: نغَم "لغِي الرضيعُ".
• لغِي في قوله: أخطأ وقال باطلاً وذلك إذا تكلَّم من غير رويّة ولا فكر " {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} ". 

ألغى يُلغي، أَلْغِ، إلغاءً، فهو مُلْغٍ، والمفعول مُلْغًى (للمتعدِّي)
• ألغى القانونَ: أبطله "تمّ إلغاء المعاهدة- ألغى الموعِدَ المحدّد- ألغى الصفقةَ: رجع عن إتمامها- كان ابن عبَّاس يُلْغي طلاقَ المُكْرَه".
• ألغى من الشَّيء كذا: أسقطه "ألغى من الدُّيون نصفَها". 

استلغى يستلغي، اسْتَلْغِ، استلغاءً، فهو مُسْتَلْغٍ، والمفعول مُسْتَلْغًى
• استلغى الطِّفلَ: استنطقه واستمع إليه "استلغت الأمُّ طفلَها الصَّغير- إذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلْغِهِم: فاستنطقهم واطلب إليهم أن يتكلَّموا". 

لاغى يلاغي، لاغِ، مُلاغاةً، فهو مُلاغٍ، والمفعول مُلاغًى
• لاغى الطفلَ: هازله، مازَحه وضاحَكه "هو يلاغي صاحِبَه". 

إلغاء [مفرد]: مصدر ألغى.
• الإلغاء: (نح) إبطال عمل العامل لفظًا ومحلاًّ في أفعال القلوب التي تتعدَّى إلى مفعولين، تقول: العلم نافعٌ علمتُ، والعلمُ علمتُ نافعٌ، وهو حكم جائز لا واجب.
• إلغاء جزئيّ: (قن) إلغاء بعض الموادّ القانونيّة في تشريع سابق تتعارض مع القانون الجديد. 

استلغاء [مفرد]: مصدر استلغى. 

لاغِيَة [مفرد]: ج لاغيات ولَوَاغٍ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل لغا/ لغا في ولغِيَ/ لغِيَ بـ/ لغِيَ في.
2 - كلام لا فائدة منه ولا نفع.
• كلمة لاغِية: فاحشة وقبيحة " {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً} ". 

لَغًا [مفرد]: مصدر لغِيَ/ لغِيَ بـ/ لغِيَ في. 

لُغَة [مفرد]: ج لُغات ولُغًى:
1 - أصواتٌ يعبِّر بها كُلُّ قومٍ عن أغراضهم "اللُّغة العربيّة/ الفرنسيّة/ الإنجليزيّة" ° لُغَة الضَّاد: اللُّغَة العربيَّة.
2 - كُلُّ وسيلة لتبادل المشاعر والأفكار كالإشارات والأصوات والألفاظ "لغة حيّة- لغات أجنبيّة- لغة التخاطب" ° أُحاديّ اللُّغَة: معبَّر عنه بلغة واحدة فقط، أو مَنْ يعرف أو يستخدم لغة واحدة فقط- أهل اللُّغة: العالمون بها، ويقال لهم أيضًا: اللُّغويّون واللِّسانيّون والألسنيّون- اللُّغة الأُمّ: اللُّغة الأولى التي يمتلكها الفردُ، اللُّغة الأصل التي تتفرَّع إلى لغات- شواردُ اللُّغة: غرائبُها ونوادرُها- كتب اللُّغة: المعاجم والقواميس- كثير اللُّغات/ متعدّد اللُّغات: متحدَّث أو مكتوب أو مؤلّف من عدّة لغات- لُغَة اصطناعيّة: لُغَة مخترعة على أساس قواعد موضوعة- لُغَة الإشارة: لُغَة تعتمد على الحركات اليدويَّة للوصول للمعنى، لُغَة الصُّم والبُكْم- لُغَة الآلة: عدد من التعليمات يتمّ تغذية الحاسوب بها ليستخدمها بدون أي نوع من الترجمة- لُغَة الجسم: إيماءات وأوضاع الجسم وتعابير الوجه اللاّإراديّة عادة في الاتّصال غير الــشّفهيّ- لُغَة رمزيّة: لُغَة برمجيّة ذات مستوى عالٍ- لُغَة ميِّتة: أي: لم تعد مُسْتعملة- متن اللُّغَة: أصولها ومفرداتها- مُفْردات اللُّغَة: جميع الكلمات الموجودة في اللُّغة.
• اللُّغة العاميَّة: (لغ) اللُّغة المتداولة بين النَّاس، وهي بخلاف اللُّغة الفصحى المستخدمة في الكتابة والأحاديث الرَّسميَّة والعلميَّة.
• لغة طبقيّة: (لغ) لغة خاصّة بأهل حرفة أو طبقة لا يفهمها غير أفرادها، وقد امتدّ هذا المعنى ليشمل كلَّ أنواع التعبير التي تميِّز فئة خاصّة من الناس كالعلماء والفقهاء وغيرهم.
• ثُنائيّ اللُّغة:
1 - (لغ) من يتكلّم لغتين على مستوى واحد سواء أكان فردًا أم جماعة.
2 - صفة للنصوص أو المعاجم التي تُستخدم فيها لغتان، كالقواميس الإنجليزيّة العربيّة أو بالعكس.
• فِقْه اللُّغة: (لغ) علم يخْتص بدراسة اللُّغة دراسة منهجيَّة في إطار من ثقافة شعبها وتاريخه ونتاجه الأدبيّ، وذلك بالاقتصار على دراسة قواعدها النحويَّة والصرفيَّة وتاريخ تطوّر الصيغ فيها عبر العصور.
• علم اللُّغَة: (لغ) علم يدرس أوضاع الأصوات والألفاظ والتراكيب وأنظمتها ويقال له علم اللِّسان أو اللِّسانيّات أو الألسنيّة.
• إشارات اللُّغة المصاحبة: (لغ) التعبيرات غير الصوتيّة المصاحبة للكلام، وتعطيه بعض المعاني وتعبِّر عن الانفعالات المختلفة كنغمة الصوت ووحدته والوقفات والابتسامات والتأوّهات ونبرات الصوت وغيرها.
• علم اللُّغويّات الوصفيّ: (لغ) دراسة لغة أو لغات في مرحلة تطوُّر محدَّدة مع التأكيد على البناء النحويّ التامّ بدلاً من التطوُّر أو المقارنة مع لغاتٍ أخرى.
• لغة البرمجة: (حس) جمل وقواعد ورموز أو كلمات تستخدم لإعطاء التعليمات للحاسب الآلي. 

لَغْو [مفرد]:
1 - مصدر لغا/ لغا في.
2 - ما لا يُعْتَدُّ به من
 كلام وغيره ولا يحصل منه على فائدة ونفع " {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} - {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّابًا} " ° لَغْو القول: الكلام الذي لا ثمرة له.
3 - كلام يبدُر من اللِّسان ولا يُراد معناه، ومنه لَغْو اليمين " {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} " ° اليمين اللَّغْو: ما يحلف عليه الشَّخصُ ظانًّا أنّه كذا وهو بخلافه، أو ما ورد على اللِّسان بغير قصد. 

لُغَوِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى لُغَة: "بحث/ خطأ لُغَوِيّ- دراسة لُغَوِيَّة" ° ثُنائيّة لُغويَّة: أي: الكتابة بلغة والتكلُّم بلغة أخرى- قواعد لُغَوِيَّة: قواعد ترتيب الكلمات والعناصر المكونة للتعليمات في لغات البرمجة.
2 - عالمٌ باللُّغة، ويقال أيضًا: لسانيّ وألسُنيّ، من يجمع مفردات اللُّغة مرتَّبة بطريقة من الطرق شارحًا كلاًّ منها، وممثِّلاً لها أحيانًا، وذاكرًا الأصل الذي اشتقّ منه "عضو مجمعيّ لُغَوِيّ".
• المجاز اللُّغويّ: (بغ) استعمال الكلمة في غير ما وُضعت له، مع وجود علاقة بين المعنى الأصليّ والمعنى المراد، وقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقيّ، على نحو ما يحدث في الاستعارة والتشبيه والكناية.
• العرف اللُّغويّ: (لغ) طريقة الاستعمال لعناصر لغة ما في الكلام المفيد الذي يعبِّر عن فكرة إنسانيّة في بيئة وزمان معيّنين.
• المادَّة اللُّغويَّة: (لغ {المعنى الجذريّ المستفاد من المادّة اللُّغويّة} التي ليست أداة ولا حرفًا) مجرَّدًا عن الزَّمن والشَّخص والشَّكل، فالمادّة اللُّغويّة (ك ت ب) في العربيَّة تدلّ على فكرة الكتابة من غير أن تسند إلى شخص أو زمن مُعيّن وبدون أن تأخذ شكلاً خاصًّا كشكل المصدر أو اسم الزَّمان. 

مُلْغًى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ألغى.
2 - محذوف، موقوف "مباراة مُلغاة- اجتماع مُلْغًى- الفصل الأوّل من الكتاب الدراسيّ مُلْغًى". 
لغو: نطق (هلو).
لغو: في (محيط المحيط): لغا الشيءُ بطل. لَغى يلغى: احتقر، ازدرى، استخف، استهان (الكالا: desdear a otro) ؛ ويبدو أنها تحريف ألغى.
ألغى: أبطل (عامية: المقري 557:2).
بآل سعيد يفخر والعلى ... فأيدهم تلغي أيادي الغمائم
(لأن عطاياهم تبطل ما يجود به الغمام).
ألغى: أبطل أيضاً إنما بمعنى يختلف عما سبقه (المقري 442:2) (انظر إضافات): فما أصغى إليه ولا ألغى موجدته عليه أي لم ينقطع غضبه عليه.
ألغى: ألغى ضريبة (معجم البلاذري).
ألغى: تسريح الجنود (الكالا): ( Soltar el juramento وترادف سرَّح وأطلق؛ عند (نبريجا): exauctor) .
ألغى عن: أغفل، ضرب صفحاً عن (المقري 591:1) وفي نص صححته في رسالتي إلى السيد فليشر) وهاأنا أصف لك بعض ما خصه الله به من الأمور التي هي خارقة للعادة ونلغى عن الأمور الخفية التي لا نعلمها ونقصد الأمور الظاهرة التي نعلمها) (انظر فوك في مادة dimitere في ألغى وألغى عن).
لغو: خطأ (فوك).
لغو اليمين: انظر (فريتاج ومعجم التنبيه). لغوة والجمع لغاوٍ: نبرة، النطق اللفظي الصحيح للغ شعب من الشعوب أو منطقة معينة (بوشر).
لغوة: اللهجة المحلية (بوشر).
لغوة: اللهجة الإقليمية (بوشر).
لغوة: تعبير اصطلاحي (بوشر).
لَغِيّة: مومس، عاهرة (فوك).
لُغيّة: (مصغر لغة) صيغة منسوبة إلى لهجة محلية رديئة (فليشر 301:3).
ألغى: أكثر تبحراً في أصول اللغة (أماري 12: 677): كان إماماً في اللغة حافظاً لها حتى إنه لو قيل لم يكن في زمانه ألغى منه لما استعبد.
ل غ و : لَغَا الشَّيْءُ يَلْغُو لَغْوًا مِنْ بَابِ قَالَ بَطَلَ وَلَغَا الرَّجُلُ تَكَلَّمَ بِاللَّغْوِ وَهُوَ أَخْلَاطُ الْكَلَامِ وَلَغَا بِهِ تَكَلَّمَ بِهِ وَأَلْغَيْتُهُ أَبْطَلْتُهُ وَأَلْغَيْتُهُ مِنْ الْعَدَدِ أَسْقَطْتُهُ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُلْغِي طَلَاقَ الْمُكْرَهِ أَيْ يُسْقِطُ وَيُبْطِلُ وَاللَّغْوُ فِي الْيَمِينِ مَا لَا يُعْقَدُ عَلَيْهِ الْقَلْبُ كَقَوْلِ الْقَائِلِ لَا وَاَللَّهِ وَبَلَى وَاَللَّهِ وَاللَّغَى مَقْصُورٌ مِثْلُ اللَّغْوِ وَاللَّاغِيَةُ الْكَلِمَةُ ذَاتُ لَغْوٍ وَمِنْ الْفَرْقِ اللَّطِيفِ قَوْلُ الْخَلِيلِ اللَّغَطُ كَلَامٌ لِشَيْءٍ لَيْسَ مِنْ شَأْنِكَ وَالْكَذِبُ كَلَامٌ لِشَيْءٍ تَغُرُّ بِهِ وَالْمُحَالُ كَلَامٌ لِغَيْرِ شَيْءٍ وَالْمُسْتَقِيمُ كَلَامٌ لِشَيْءٍ مُنْتَظِمٍ وَاللَّغْوُ كَلَامٌ لِشَيْءٍ لَمْ تُرِدْهُ

وَاللَّغْوُ أَيْضًا مَا لَا يُعَدُّ مِنْ أَوْلَادِ الْإِبِلِ فِي دِيَةٍ وَلَا غَيْرِهَا لِصِغَرِهِ.

وَلَغَى بِالْأَمْرِ يَلْغَى مِنْ بَابِ تَعِبَ لَهَجَ بِهِ وَيُقَالُ اشْتِقَاقُ اللُّغَةِ مِنْ ذَلِكَ وَحُذِفَتْ اللَّامُ وَعُوِّضَ عَنْهَا الْهَاءُ وَأَصْلُهَا لُغْوَةٌ مِثَالُ غُرْفَةٍ وَسَمِعْتُ لُغَاتِهِمْ أَيْ اخْتِلَافَ كَلَامِهِمْ. 

ذَلَقَ

ذَلَقَ السِّكينَ: حَدَّدهُ،
كذَلَّقَه وأذْلَقَه،
وـ السَّمومُ أو الصومُ فلاناً: أضْعَفَه،
وـ الطائرُ: ذَرَقَ،
كأَذْلَقَ فيهما.
وذَلِقَ اللسانُ والسِّنانُ، كفرِحَ: ذَرِبَ، فهو ذَلِقٌ وأذْلَقُ، وأسِنَّةٌ ذُلْقٌ.
وذَلَقَ اللسانُ، كنَصَرَ وفَرِحَ وكرُمَ، فهو ذَليقٌ وذَلْقٌ، بالفتح، وكصُرَدٍ وعُنُقٍ، أي: حديدٌ بَليغٌ، بَيِّنُ الذَّلاقَةِ والذَّلَقِ.
وذَلِقَ السِّراجُ، كفرحَ: أضاءَ،
وـ الضَّبُّ: خَرَجَ من خُشونَةِ الرَّمْلِ إلى لِينِ الماءِ،
وـ فلانٌ من العَطَشِ: أشْرَفَ على الموتِ.
وذَلْقُ كلِّ شيءٍ وذَلْقَتُه، ويُحَرَّكُ،
وذَوْلَقُه: حَدُّهُ.
وذَوْلَقُ اللسانِ والسِّنانِ: طَرَفُهُما. ولسانٌ ذَلْقٌ طَلْقٌ، في: ط ل ق.
والحُروفُ الذُّلْقُ: حُروفُ طَرَفِ اللسانِ والشَّفَةِ، ثلاثةٌ ذَوْلَقِيَّةٌ: اللامُ والراءُ والنونُ، وثلاثةٌ شَفَهِيَّــةٌ: الباءُ والفاءُ والميمُ.
وخَطيبٌ ذَلِقٌ، ككتِفٍ وأميرٍ: فَصيحٌ، وهي: بهاءٍ.
وأذْلَقَه: أقْلَقَه وأضْعَفَه،
وـ السِّراجَ: أضاءَهُ وأوقَدَه،
وـ الضَّبَّ: صَبَّ الماءَ في جُحْرِه ليَخْرُجَ،
كذَلَّقَه.
وذَلَّقَ الفرسَ تَذْليقاً: ضَمَّرَه. وكمُعَظَّمٍ: اللَّبَنُ المَخْلوطُ بالماءِ. وابنُ المُذَلَّقِ: من عبدِ شَمْسٍ، لم يكنْ يَجِدُ بِيتَ ليلةٍ ولا أبوهُ ولا أجْداده، فقيل: "أفْلَسُ من ابنِ المُذَلَّقِ".
وانْذَلَقَ الغُصْنُ: صار له ذَلْقٌ، أي: حَدٌّ.
(ذَلَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ مَاعِزٍ «فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ جَمَزَ وفرَّ» أَيْ بَلَغَت مِنْهُ الجًهْدَ حَتَّى قَلِقَ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهَا كَانَتْ تَصُوم فِي السَّفر حَتَّى أَذْلَقَهَا الصومُ » أَيْ جَهَدَها وأذابَها. يُقَالُ أَذْلَقَهُ الصومُ وذَلَقَهُ: أَيْ ضَعَّفَه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ ذَلِقَ يَوْمَ أُحُد مِنَ العَطَش» أَيْ جَهَده حَتَّى خَرَجَ لسانُه.
(هـ) وَفِي مُنَاجَاةِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَذْلَقَنِي البَلاءُ فتكلَّمْتُ» أَيْ جَهَدني.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحُدَيْبِيَةِ «يكسَعُها بقائِم السَّيف حَتَّى أَذْلَقَهُ» أَيْ أقْلَقَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الرَّحِمِ «جَاءَتِ الرحِمُ فتكلَّمَت بِلسانٍ ذُلَقٍ طُلَقٍ» أَيْ فَصيح بليغٍ، هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَلَى فُعَل بِوَزْنِ صُرَد. وَيُقَالُ طَلِقٌ ذَلِقٌ، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطَلِيقٌ ذَلِيق، ويُراد بِالْجَمِيعِ المَضاء والنَّفاذُ. وذَلْقُ كُلِّ شَيْءٍ حَدُّه.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ «عَلَى حَدِّ سِنانٍ مُذَلَّق» أَيْ مُحَدَّدٍ، أَرَادَتْ أَنَّهَا مَعَهُ عَلَى مِثْل السِّنانِ المُحَدَّدِ فلا تَجِد معه قراراً. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «فكسرتُ حَجراً وحَسَرتُه فَانْذَلَقَ» أَيْ صَارَ لَهُ حَدٌّ يَقْطَع.
وَفِي حَدِيثِ حَفْر زَمْزَمَ «أَلم نَسْق الْحَجِيجَ ونَنْحر الْمِذْلَاقَةَ الرُّفْد» . الْمِذْلَاقَةُ: الناقةُ السَّريعة السَّيْرِ.
وَفِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ذَكَرَ «ذُلَقْيَة» هِيَ بِضَمِّ الذَّالِ وَسُكُونِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْيَاءِ تَحتها نُقْطَتَان:
مدينةٌ للرُّوم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.