Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شرك

غوي

غوي
غوَى يَغوِي، اغْوِ، غَيًّا وغَوَايةً وغِوايةً، فهو غَاوٍ وغوِيّ، والمفعول مَغْوِيّ (للمتعدِّي)
• غوَى فلانٌ:
1 - أمعن في الضّلال، خلاف رشَد " {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} " ° تمادى في غَيِّه: بالغ وأسرف فيه.
2 - حاد عن الحَقّ ومال إلى هواه " {وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} ".
• غواه الشَّيطانُ: أضلّه وأغراه وخيّبه "ابدأ بنفسك فانهها عن غَيِّها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ". 

غوِيَ يَغوَى، اغْوَ، غَوَايةً وغِوايةً، فهو غَوِيّ
• غوِي الرَّجلُ: غوَى، ضلَّ وانقاد للهوى "تمادى في غَوَايته- {وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوِيَ} [ق]- {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} ". 

أغوى يُغوي، أَغْوِ، إغواءً، فهو مُغوٍ، والمفعول مُغوًى
• أغواه الشَّيطانُ: غواه؛ أضلّه وأغراه بالفَساد "أغوى فتاةً/ شابًّا- {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} - {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
• أغواه اللهُ: عاقبه وأهلكه " {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ} - {وَلاَ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} ". 

غوَّى يغوِّي، غَوِّ، تَغْوِيَةً، فهو مُغَوٍّ، والمفعول مُغَوًّى
• غوَّاه: غوَاه؛ أضلَّه "غوَّاه بترك الدِّراسة". 

إغواء [مفرد]: مصدر أغوى. 

تغوية [مفرد]: مصدر غوَّى. 

غاوٍ [مفرد]: ج غاوون وغُواة، مؤ غاوية، ج مؤ غاويات: اسم فاعل من غوَى ° رأسٌ غاوٍ: كثير التلفُّت. 

غَواية [مفرد]:
1 - مصدر غوَى وغوِيَ.
2 - تملُّق، مداهنة "استماله بالغَواية". 

غِواية [مفرد]:
1 - مصدر غوَى وغوِيَ.
2 - غَواية؛ تملُّق، مداهنة "استماله بالغِواية". 

غوِيّ [مفرد]: ج أغوياءُ، مؤ غَوِيّة، ج مؤ غَوِيَّات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غوَى وغوِيَ. 

غَيّ [مفرد]:
1 - مصدر غوَى.
2 - عذاب " {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} ". 

غَيَّة/ غِيَّة [مفرد]: ضلال "مضى في غَيَّتِه/ غِيَّته لا يردعه أحد". 
غ و ي :غَوَى غَيًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ انْهَمَكَ فِي الْجَهْلِ وَهُوَ خِلَافُ الرُّشْدِ وَالِاسْمُ الْغَوَايَةُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ لِغِيَّةٍ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ كَلِمَةٌ تُقَالُ فِي الشَّتْمِ كَمَا يُقَالُ هُوَ لِزَنْيَةٍ وَغَوَى أَيْضًا خَابَ وَضَلَّ وَهُوَ غَاوٍ وَالْجَمْعُ غُوَاةٌ مِثْلُ قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَأَغْوَاهُ بِالْأَلِفِ أَضَلَّهُ وَغَوِيَ الْفَصِيلُ غَوًى مِنْ بَابِ تَعِبَ فَسَدَ جَوْفُهُ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ.

وَالْغَايَةُ الْمَدَى وَالْجَمْعُ غَايٌ وَغَايَاتٌ وَالْغَايَةُ الرَّايَةُ وَالْجَمْعُ غَايَاتٌ وَغَيَّيْتُ غَايَةً بَيَّنْتُهَا وَغَايَتُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ نِهَايَةُ طَاقَتِكَ أَوْ فِعْلِكَ. . 
غ و ي

استغواهم بالأماني الكاذبة، وهو من الغواة ومن أهل الغواية. وتقول: هو في غياية الضّلال، وغواية الضّلال. وتغاوولا عليه فقتلوه: تألبوا عليه تألب الغواة. قال:

تغاوت عليه ذئاب الحجاز ... بنو بهثةٍ وبنو جعفر

ولألقينك في أغويّة. وتقول: من استمع إلى أغنيّه، فقد وقع في أغويّه.

ومن المجاز: رأس غاوٍ: كثير التلفّت. قال مرار بن منقذ:

عنقاً يقلّبها ورأساً غاوياً ... صعلاً وقد يسمو على الصّعل

أي يزيد عليه في الصّغر، كقوله تعالى: " بعوضة فما فوقها ". وقال زهير:

ألم تريا النّعمان كان بنجوة ... من الشر لو أن امرأً كان ناجياً

فغيّر عنه ملك عشرين حجّةً ... وعشرين يومٌ واحد كان غاوياً

وحفر لأخيه مغوّاةً إذا ورّطه.

غوي


غَوِي(n. ac. غَوَايَة [] )
a. Erred, went astray; was led astray, misled; was
seduced.
b.(n. ac. غَوًى
[غَوَي]), Loned for, hankered after, coveted; desired.
c. Refused to suck; had a surfeit ( lamb & c. ).
غَوَّيَa. see I (a)b. Thickened, made to curdle (milk).

أَغْوَيَa. see I (a)
. VI, Persisted in error.
b. ['Ala], Combined, leagued against.
إِنْغَوَيَa. see (غَوِيَ) (a), (b).
إِسْتَغْوَيَa. see I (a)
غَيّa. Error.
b. Wrong road.

غَيَّةa. Error.
b. Desire.

غِيَّةa. see 1t
غَوًىa. Alone.
b. Thirst.

غَوٍa. see 25
مِغْوَاة [] (pl.
مَغَاوٍ [] )
a. Pit-fall, snare, trap, gin; peril.

غَاوٍ (pl.
غَاوُوْنغُوَاة [] )
a. Deceiving, decitful; deceiver, seducer
beguiler.
b. [art.], The Tempter, Satan.
c. Small.
d. see 21t (b)
غَاوِيَة [] (pl.
غَوَايَا)
a. fem. of
غَاْوِيb. Small water-skin.

غَوَايَة []
a. see 1
غَوِيّ [غَوِيّ]
a. Erring, decived, misled; seduced.
b. ( pl.

غُوَاة []
a. Abandoned, profligate, dissolute; transgressor.

غَيَّان []
a. see 25
مُغَوٍّ مُغْوٍ
a. see 25 (a)
إِغْوَآء [ N.
Ac.
a. IV], Deception, deceit; seduction.

مُغَوَّاة (pl.
مُغَوَّيَات)
a. see 20t
أُغْوِيَّة (pl.
أَغَاوِيّ)
a. see 20t
وَلَد غَِيّاة
a. Illegitimate child, bastard.

بِتُّ مَُغْوِيَّا
بِتُّ غَوًى
a. I have passed the night alone.

غَايَة
a. see under
غيَّ

غَيَّ
a. see after
غَيَنَ
باب اللفيف من الغين غ وي، وغ ي، غ ي ي، غ وغ مستعملات

غوي: [مصدر غَوَى: الغَيُّ] . والغَوايةُ: الإنهماكُ في الغَيّ. [ويقال: أغواه إذا أضله] . وغَوِيَ الفصيلُ يَغْوَى غَوىً إذا لم يُصِبْ رِيّاً من اللَّبَنِ حتى كاد يَهْلك، ويقال أيضاً: إذا أَكْثَرَ من اللَّبَنِ فأتُخِم. والمُغَوّاةُ: حفرةُ الصّياد، ويجمع: مَغَوَّيات، قال رؤبة:

إلى مُغَوّاةِ الفتى بالمرصاد

يعني: مَهْلكته، شبّهها بتلك الحفرة. والتغاوي: التجمع. وغي: الأواغيَ، تثقَل وتخفّف: مفاجرُ الدِّبارِ في المزارعِ، الواحدةُ: أغِيّة، وأَغِية. وهو من كلام أهل السواد، لأن الهمزة والغين لا تجتمعان في بناء كلمةٍ واحدةٍ. والوَغَى: غَمْغَمةُ الأبطالِ في الحرب، وكذلك أصوات البعوض والنحل إذا اجتمعت، ونحو ذلك.

غيي: الغايةُ: مدى كل شيء وقُصارُه، وأَلِفُه ياءٌ، وهو من تأليف غين وياءين، وتصغيرها: غُيَيّة، وكذلك كل كلمةٍ مما يظهر فيه الياء بعد الألف الأصلية، فألفها ترجع في التصريف إلى الياء، ألا ترى أنك تقول: غَيَّيْتُ غايةً. ويقال: اجتمعوا وتَغايَوْا عليه فقتلوه، ولو اشتق من الغاوي لقالوا: تَغاوَوْا.

غوغ: الغَوْغاء: الجراد، وبه سميت سَفِلةُ النّاسِ: غوغاء. والغاغةُ: نباتٌ يشبهُ [الهَرْنَوَى] .
غوي
: (و ( {غَوَى) الرَّجُلُ (} يَغْوِي {غَيًّا) ، هَذِه هِيَ اللغةُ الفَصِيحةُ المَعْروفَةُ، واقْتَصَر عَلَيْهَا الجَوْهرِي.
قالَ أَبو عُبيدٍ: (و) بعضُهم يقولُ: (} غَوِيَ) {يَغْوَى، كرَضِيَ،} غَوًى وليسَتْ بالمَعْروفَةِ.
( {وغَوايَةً) ، بالفَتْح (وَلَا يُكْسَرُ) ، هُوَ مَصْدَرُ غَوَى يَغْوِي؛ كَمَا فِي الصِّحاح وسِياقُ المصنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّه مَصْدرُ} غَوِيَ، كَرَضِيَ، وكذلكَ سِياقُ المُحْكم. وَقد فَرَّقَ بَيْنهما أَبو عُبيدٍ فجَعَلَ {الغَوايَةَ} والغَيَّ من مَصادِرِ غَوَى كرَمَى، {والغَوَى الَّذِي أَهْمَلَهُ المصنِّفُ من مَصادِرِ غَوِيَ كرَضِيَ.
(فَهُوَ} غَاوٍ) ، والجَمْعُ {غُواةٌ، وَ (} غَوِيٌّ) ، كغَنِيَ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {إِنَّك {لغَوِيٌّ مُبِينٌ} ؛ (} وغَيَّانُ) :) أَي (ضَلَّ) ؛) زادَ الجَوْهري: وخابَ أَيْضاً.
وقالَ الأزْهري: أَي فَسَدَ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: {الغَيُّ الضّلالُ والانْهِماكُ فِي الباطِلِ.
وقالَ الراغبُ: الغَيُّ جَهْلٌ مِن اعْتِقادٍ فاسِدٍ، وذلكَ لأنَّ الجَهْلَ قد يكونُ مِن كوْنِ الإنْسان غَيْر مُعْتَقدٍ اعْتِقاداً لَا صالِحاً وَلَا فاسِداً، وَهَذَا النّحْو الثَّانِي يقالُ لَهُ} غَيٌّ.
وأَنْشَدَ الأصْمعي للمُرَقّش:
فمَنْ يَلْقَ خَيْراً يَحْمَدِ الناسُ أَمْرَه
ومَنْ {يَغْوَ لَا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائِمَاوقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة:
وهَلْ أَنَا إلاَّ مِنْ غَزِيَّة إِن} غَوَتْ
{غَوَيْتُ وَإِن تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ؟ (} وغَواهُ غيرُهُ) ، حَكَاهُ المُؤَرِّج عَن بعضِ العَرَبِ؛ وأَنْشَدَ:
وكائِنْ تَرَى منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ
{غَواهُ الهَوَى جَهْلاً عَنِ الحَقِّ} فانْغَوَى قالَ الأزْهرِي: وَلَو كانَ غَواهُ الهَوَى بمعْنَى لَواهُ وصَرَفَه {فانْغَوَى كانَ أَشْبَه بكَلامِهِم وأَقْرَب إِلَى الصَّوابِ.
(} وأَغْواهُ) فَهُوَ {غَوِيٌّ على فَعِيلٍ: قالَ الأصْمعي: لَا يقالُ غَيْره، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه قولُ اللهِ تَعَالَى حِكايَةً عَن إبْليس: {فَبِما} أَغْوَيْتَنِي} أَي أَضْلَلْتَنِي، وقيلَ: فبِما دَعَوْتَني إِلَى شيءٍ غَوَيْتُ بِهِ. وأَمَّا قولُه تَعَالَى: {إِن كانَ اللهُ يريدُ أَن! يغويَكُم} ، فقيلَ: مَعْناه أَنْ يُعاقِبَكُم على الغَيِّ، وقيلَ: يَحْكُمُ علَيْكم {بغَيِّكُم.
(} وغَوَّاهُ) {تَغْويَةً؛ لُغَةً؛ (و) قولُه تَعَالَى: {والشُّعَراءُ (يَتَّبِعُهُمُ} الغاوُونَ) } ،) جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ (أَي الشَّياطِينُ، أَو مَن ضَلَّ مِن النَّاسِ، أَو الذينَ يُحِبُّونَ الشَّاعِرَ إِذا هَجَا قَوْما) بِمَا لَا يَجوزُ؛ نقلَهُ الزجَّاجُ؛ (أَو يَحبُّونَه لمَدْحِهِ إيَّاهُم بِمَا ليسَ فيهم) ويُتابِعُونَه على ذلكَ؛ عَن الزجَّاج أَيْضاً.
( {والمُغَوَّاةُ، مُشَدَّدَة) الواوِ أَي مَعَ ضمِّ الميمِ: (المُضِلَّةُ) وَهِي المُهْلِكَةُ، وأَصْلُه فِي الزُّبْيةِ تُحْفَرُ للسِّباعِ؛ وَمِنْه قولُ رُؤْبة:
إِلَى} مُغَوَّاةِ الفَتَى بالمِرْصادِ يُريدُ إِلَى مَهْلَكَتِه وَمنِيَّتِهِ؛ ( {كالمَغْواةِ، كمَهْواةٍ) ، أَي بالفَتْح. يقالُ: أَرْضٌ} مَغْواةٌ، أَي مُضِلَّةٌ؛ (ج {مُغَوَّياتٌ) ، بالألفِ والتاءِ هُوَ جَمْعُ} المُغَوَّاةِ بالتشْديدِ، وأَمَّا جَمْعُ {المَغْواةِ} فالمَغاوِي، كالمَهاوِي.
( {والأُغْوِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ: المَهْلَكَةُ؛ و) أَيْضاً: حُفْرَةٌ مِثْل (الزُّبْيةِ) تُحْفَر للذِّئْبِ ويُجْعَلُ فِيهَا جَدْيٌ إِذا نَظَرَ إِلَيْهِ سَقَطَ يُرِيدُه فيُصادُ.
(} وتَغاوَوْا عَلَيْهِ) :) أَي تَجَمَّعُوا عَلَيْهِ و (تَعاوَنُوا عَلَيْهِ) ، وأَصْلُه فِي الشَّرِّ لأنَّه مِن الغَيِّ {والغَوايَةِ.
وقوْلُه (فقَتَلُوه) :) هُوَ مِن حديثِ قَتْلةِ عُثْمان: (} فتَغاوَوْا عليهِ واللهِ حَتَّى قَتَلُوه) ؛) وَمِنْه قوْلُ أُختِ المُنْذرِ بنِ عمْرِو الأنصارِي فِيهِ حينَ قَتَلَه الكفّارُ:
! تَغاوَتْ عَلَيْهِ ذِئابُ الحِجازِ
بَنُو بُهْثةٍ وبَنُو جَعْفرِ (أَو جاؤُوا من هَهُنَا وَمن هَهُنَا وَإِن لم يَقْتُلُوهُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه؛ ويُرْوَى العَيْن أَيْضاً وَقد تقدَّمَ.
وقالَ الزَّمَخْشري: تَغاوَوْا عَلَيْهِ تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ تَأَلّب {الغُواةِ.
(} وغَوِيَ الفَصِيلُ) وَكَذَا السَّخْلَةُ، (كرَضِيَ ورَمَى) ؛) مِثْل هَوِيَ وهَوَى الأُوْلى لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ؛ (غَوًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ {غَوٍ) ، مَنْقوصٌ: (بَشِمَ من اللَّبَنِ) ، أَي شَرِبَه حَتَّى اتَّخَمَ وفسَدَ جَوْفُه؛ أَو إِذا أَكْثَرَ مِنْهُ حَتَّى اتَّخَم.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت:} الغَوى هُوَ أَن لَا يَشْرَبَ مِن لِبَا أُمِّه وَلَا يَرْوى مِن اللّبَنِ حَتَّى يَموتَ هُزالاً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(أَو) {غَوِيَ الجَدْيُ (مُنِعَ الرَّضاعَ) حَتَّى يَضُرَّ بِهِ الجُوعُ (فهُزِلَ) ؛) نقلَهُ أَبو زَيْدٍ فِي نوادِرِه.
(و) فِي التَّهذيبِ: إِذا لم يُصِبْ رِيًّا من اللّبَنِ حَتَّى (كادَ يَهْلِكُ) .
(وقالَ ابنُ شُمَيْل: الصَّبيُّ والفَصِيلُ إِذا لم يَجِدا من اللّبَنِ غُلْقَةً فَلَا يَرْوَى وتراهُ مُخْتَلاًّ.
قالَ شمِرٌ: هَذَا هُوَ الصّحِيحُ عنْدَ أَصْحابنا؛ وشاهِدُ الغَوى قولُ عامِرٍ المَجْنون يَصِفُ قوْساً وسَهْماً:
مُعَطَّفَةَ الأثْناءِ ليسَ فَصِيلُهابرازِئِها دَرًّا وَلَا مَيِّتٍ غَوَى أَنْشَدَه الجَوْهرِي وَهُوَ من اللُّغْزِ.
قُلْت: وعَلى اللُّغَةِ الثانِيَةِ نَقَلَ الزَّمَخْشري عَن بعضٍ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وعَصَى آدَمُ رَبَّه} فَغَوى} ،) أَي بَشِمَ من كَثْرةِ الأكْلِ.
قالَ البَدْر الْقَرَافِيّ: هَذَا وَإِن صَحَّ فِي لُغةٍ لكنَّه تَفْسِيرٌ خَبِيثٌ.
قُلْت: وأَحْسَنُ مِن ذلكَ مَا قالَهُ الأزْهرِي والرَّاغبُ {فغَوَى} ، أَي فَسَدَ عَلَيْهِ عَيْشُه، أَو غَوَى هُنَا بمعْنَى خابَ أَو جَهِلَ أَوْ غَيْرُ ذلكَ ممَّا ذَكَرَه المُفسِّرُونَ.
(و) يقالُ: هُوَ (وَلَدُ {غَيَّةٍ) ، بالفَتْح (ويُكْسَرُ) ؛) قالَ اللِّحياني: وَهُوَ قَليلٌ، أَي وَلَدُ (زَنْيَةٍ) كَمَا يقالُ فِي نَقِيضِه وَلَدُ رَشْدَةٍ.
(و) يقولونَ إِذا أَخْصَبَ الزَّمانُ: جاءَ (} الغاوِي) والهاوِي، {فالغاوِي (الجَرادُ) ، والهاوِي: الذِّئْبُ؛ وسَيَأْتي لَهُ فِي هوى خِلافُ ذلكَ.
(و) قوْلُه تَعَالَى: {فسَوْف يَلْقَوْنَ} غَيًّا} ؛ قيلَ: ( {غَيٌّ: وادٍ فِي جهَنَّم، أَو نَهْرٌ) أَعَدَّاهُ} للغَاوِينَ، (أَعاذَنا اللهُ من ذلكَ) .
(وقالَ الَّراغبُ: أَي يَلْقَوْن عَذاباً فسَمَّاه الغَيَّ لمَّا كانَ الغَيُّ هُوَ سَبَبُه، وذلكَ تسْمِيَةُ الشيءِ بِمَا هُوَ من سَبَبِه كَمَا يُسَمّون النَّباتَ نَدًى؛ وقيلَ: مَعْناه أَي سَوْفَ.
(وكَغَنِيَ وغَنِيَّةٍ وسُمَيَّةَ: أَسْماءٌ.
(وبَنُو {غَيَّانَ: حَيٌّ) من جُهَيْنَةَ (وَفَدُوا على رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسَمَّاهُمْ: بَني رَشْدانَ) ، وهُم بَنُو غَيَّان بنِ قَيْسِ بنِ جُهَيْنَة، مِنْهُم: بَسْبَسُ بنُ عَمْرٍ و، وكَعْبُ بنُ حمارٍ، وغنمةُ بنُ عَدِيَ، ووديعةُ بنُ عَمْرٍ و، شَهِدُوا بَدْراً.
(و (} الغَوْغاءُ: الجَرادُ) ، يُذكَّرُ ويُؤنَّثُ ويُصْرفُ وَلَا يُصْرَفُ هُوَ أَوَّلاً: سَرْوَةٌ، فَإِذا تحرَّكَ فدَبًى، فَإِذا نَبَتَتْ أَجْنِحَتُه! فغَوْغَاء؛ كَذَا فِي التّهذيبِ.
وقالَ الأصْمعي: إِذا انْسَلَخَ الجَرادُ مِنَ الألْوانِ كُلِّها واحْمَرَّ فَهُوَ {الغَوْغاءُ.
(و) الغَوْغاءُ: (الكَثيرُ المُخْتلِطُ من الناسِ) سمّوا} بغَوْغاءَ الجَرادِ على التَّشْبيهِ؛ (كالغَاغَةِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {وغَاوَةُ: جَبَلٌ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للمُتَلَمّس يخاطِبُ عَمْرَو بنَ هِنْد:
فَإِذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتِيَ} غَاوَةٌ
فابْرُقْ بأرْضِكَ مَا بَدا لَكَ وارْعُدِ (و) فِي نوادِرِ الأعْرابِ: (بِتُّ غَوًى) ، مَقْصورٌ، ( {وغَوِيًّا) ، كغَنِيَ، (} ومُغْوِياً) ، كمُحْسِنٍ، كَذَا فِي النُّسخِ، ونصَّ التَّهْذِيبِ {مُغْوًى؛ وَكَذَا قاوِياً وقَوِيًّا ومُقْوِياً: إِذا بِتُّ (مُخْلِياً) مُوحِشاً.
(} ومَغْوِيَةُ، كمَعْصِيَةٍ: لَقَبُ أَجْرَمَ بنِ ناهِسٍ) بنِ عفرس بنِ أفتلِ بنِ أَنْمار فِي بَني خَثْعمٍ.
(وأَبو {مُغْوِيَةَ، كمُحْسِنَةٍ: عَبدُ العُزَّى) رجُلٌ مِن الأزْدِ (سَمَّاه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبدَ الرحمنِ) وكنَّاهُ أَبا رَاشِدٍ؛ وَفِي الصَّحابَةِ رجُلٌ آخَرُ كانَ يُعْرَفُ بعَبدِ العُزَّى بنِ سخبرٍ فغَيَّرهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعَبْدِ العَزيزِ.
(والغاغَةُ: نَباتٌ) يُشْبِهُ الهرَنْوى، وقيلَ: هُوَ واحِدَةُ الغَاغِ للحَبَقِ، وَقد ذُكِرَ فِي الغَيْن.
(} والغاوِيَةُ: الرَّاوِيَةُ) ؛) نقلَهُ الصَّاغاني.
(! وانْغَوَى: انْهَوَى ومالَ) ، وَهُوَ مُطاوِعُ غَواهُ الهَوَى إِذا أَمَالَهُ وصَرَفَه؛ نقلَهُ الأزْهري. ( {وغَوَّيْتُ اللَّبنَ} تَغْوِيَةً: صَيَّرْتُه رائِباً) كأَنَّه أَفْسَدَه حَتَّى خثرَ.
(و) مِن المجازِ: (رأْسٌ {غاوٍ) :) أَي (صَغِيرٌ) .
(وَفِي الأساسِ: رأْسٌ غارٍ كثيرُ التَّلَفُّت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ} غَوٍ: ضالٌّ.
{والمُغَوَّاةُ: الزُّبْيَة؛ وَمِنْه المَثَلُ: مَنْ حَفَرَ} مُغَوَّاةً أَوْشَكَ أَنْ يَقَعَ فِيهَا.
{والأُغْوِيَّةُ: الداهِيَةُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: وكلُّ بِئْرٍ} مَغَوَّاةٌ.
{والغَوَّةُ والغَيَّةُ واحِدٌ.
ورأَيْتُه} غَوِيًّا مِن الجُوعِ وتَوِيًّا وضَوِيًّا وطَوِيًّا إِذا كانَ جائِعاً.
والغَوْغاءُ: شيءٌ شَبِيهٌ بالبَعُوضِ لَا يَعَضُّ وَلَا يُؤْذِي وَهُوَ ضَعَيفٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي عُبيدَةَ.
والغَوْغاءُ: الصَّوْتُ والجَلَبةُ؛ وَمِنْه قولُ الحارِثِ بنِ حِلِّزة:
أَجْمَعُوا أَمْرَهُم بلَيْلٍ فلمَّاأَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُم {غَوْغاءُ وَفِي نوادِرِ قُطْرُبٍ: مُذكَّر الغَوْغاء أَغْوَغُ، وَهَذَا نادِرٌ غَيْرُ مَعْروفٍ.
} وتَغاغَى عَلَيْهِ الغَوْغاء: رَكِبُوه بالشَّرِّ.
{وغاوَةُ: قَرْيةٌ بالشامِ قرِيبَةٌ مِن حَلَبَ؛ عَن نَصْر.
ووُجِدَ أَيْضاً بخطِّ أَبي زَكريا فِي هامِشِ الصِّحاح.
} والغَوى: العَطَشُ.
وَفِي الأَوْسِ: بَنُو غَيَّان بنِ عامِرِ بنِ حَنْظَلَةَ.
وَفِي الخَزرج: بَنُو {غَيَّان بنِ ثَعْلَبَة بنِ طَرِيفٍ؛} وغَيَّانُ بنُ حبيبٍ: أَبو قَبيلةٍ أُخْرى. 

غوي: الغَيُّ: الضَّلالُ والخَيْبَة. غَوَى، بالفَتح، غَيّاً وغَوِيَ

غَوايَةً؛ الأَخيرة عن أَبي عبيد: ضَلَّ. ورجلٌ غاوٍ وغَوٍ وغَوِيٌّ

وغَيَّان: ضالٌّ، وأَغْواه هو؛ وأَنشد للمرقش:

فمَنْ يَلْقَ خَيراً يَحْمَدِ الناسُ أَمْرَه

ومَنْ يَغْوَ لا يَعْدَمْ عَلى الغَيِّ لائمَا

وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:

وهَلْ أَنا إِلاَّ مِنْ غَزِيَّة، إِن غَوَتْ

غَوَيْتُ، وإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ؟

ابن الأَعرابي: الغَيُّ الفَسادُ، قال ابن بري: غَوٍ هو اسمُ الفاعِلِ

مِنْ غَوِيَ لا من غَوَى، وكذلك غَوِيٌّ، ونظيره رَشَدَ فهو راشِدٌ

ورَشِدَ فهو رَشِيدٌ. وفي الحديث: مَنْ يُطِع اللهَ ورَسُولَه فقَدْ رَشَد ومن

يَعْصِمها فقَدْ غَوَى؛ وفي حديث الإِسراء: لو أَخَذْت الخَمْرَ غَوَتْ

أُمَّتُك أَي ضَلَّت؛ وفي الحديث: سَيكونُ عَلَيْكم أَئِمَّةٌ إِن أَطَعْتُوهُم

غَوَيْتُهم؛ أَي إِنْ أَطاعُوهم فيما يأْمُرُونَهم به من الظُّلْم

والمعاصي غَوَوْا أَي ضَلّوا. وفي حديث موسى وآدم، عليهما السلام: أَغْوَيْتَ

الناس أَي خَيَّبْتَهُم؛ يقال: غَوَى الرجُلُ خابَ وأَغْواه غَيْرُه،

وقوله عز وجل: فعَصَى آَدَمُ ربَّه فَغَوَى؛ أَي فسَدَ عليه عَيْشُه، قال:

والغَوَّةُ والغَيَّةُ واحد. وقيل: غَوَى أَي ترَك النَّهْيَ وأَكلَ من

الشَّجَرة فعُوقِبَ بأَنْ أُخْرِجَ من الجنَّة. وقال الليث: مصدر غَوَى

الغَيُّ، قال: والغَوايةُ الانْهِماكُ في الغَيِّ. ويقال: أَغْواه الله إِذا

أَضلَّه. وقال تعالى: فأَغْويْناكمْ إِنَّا كُنا غاوِينَ؛ وحكى المُؤَرِّجُ

عن بعض العرب غَواهُ بمعنى أَغْواهُ؛ وأَنشد:

وكائِنْ تَرَى منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ

غَواهُ الهَوَى جَهْلاً عَنِ الحَقِّ فانغَوَى

قال الأَزهري: لو كان عَواه الهَوَى بمعنى لَواهُ وصَرَفه فانْعَوَى كان

أَشبَه بكلامِ العرب وأَقرب إِلى الصواب. وقوله تعالى: فَبِما

أَغْوَيْتَني لأَقْعُدَنَّ لهُمْ صِراطَك المُسْتَقِيمَ؛ قيلَ فيه قَولانِ، قال

بَعْضُهُم: فَبما أَضْلَلْتَني، وقال بعضهم: فَبما دَعَوْتَنِي إِلى شيءٍ

غَوَيْتُ به أَي غَوَيْت من أَجلِ آدَمَ، لأَقْعُدَنَّ لهُم صِراطَك أَي على

صِراطِك، ومثله قوله ضُرِبَ زيدٌ الظَّهْرَ والبَطْنَ المعنى على الظهر

والبَطْنِ. وقوله تعالى: والشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُم الغاووُن؛ قيل في

تفسيره: الغاوون الشياطِينُ، وقيل أَيضاً: الغاوُونَ من الناس، قال الزجاج:

والمعنى أَنَّ الشاعرَ إِذا هَجَا بما لا يجوزُ هَوِيَ ذلك قَوْمٌ

وأَحَبُّوه فهم الغاوون، وكذلك إِن مَدَح ممدوحاً بما ليس فيه وأَحَبَّ ذلك

قَوْمٌ وتابَعوه فهم الغاوُون. وأَرْضٌ مَغْواةٌ: مَضَلة. والأُغْوِيَّةُ:

المَهْلَكة: والمُغَوَّياتُ، بفتح الواو مشددة، جمع المُغَوَّاةِ: وهي

حُفْرَةٌ كالزُّبْية تُحْتَفَر للأَسَدِ؛ وأَنشد ابن بري لمُغَلّس بن

لَقِيط:وإِنْ رَأَياني قد نَجَوْتُ تَبَغَّيَا

لرِجْلي مُغَوَّاةً هَياماً تُرابُها

وفي مثل للعرب: مَن حَفَرَ مُغَوَّاةً أَوْشَكَ أَن يَقَع فيها. ووَقَعَ

الناسُ في أَغْوِيَّةٍ أَي في داهيَة. وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال:

إِن قُرَيْشاً تريدُ أَن تكونَ مُغْوِياتٍ لمال اللهِ؛ قال أَبو عبيد: هكذا

روي بالتخفيف وكسر الواو، قال: وأَما الذي تَكَلَّمَت به العرب

فالمُغَوَّياتُ، بالتشديد وفتح الواو، واحدتها مُغَوَّاةٌ، وهي حُفْرةٌ

كالزُّبْية تُحْتَفَرُ للذئْبِ ويجعلُ فيها جَدْيٌ إِذا نَظر الذئبُ إِليه سقَط

عليه يريدهُ فيُصادُ، ومن هذا قيلَ لكلْ مَهْلَكة مُغَوَّاةٌ؛ وقال

رؤبة:إِلى مُغَوَّاةِ الفَتى بالمِرْصاد

يريد إِلى مَهْلَكَتِه ومَنِيَّتِه، وشَبَّهَها بتلك المُغَوَّاةِ، قال:

وإِنما أَراد عمر، رضي الله عنه، أَن قريشاً تريدُ أَن تكونَ مهلكَةً

لِمالِ اللهِ كإِهلاكِ تلك المُغَوَّاة لما سقط فيها أَي تكونَ مصايدَ للمالِ

ومَهالِكَ كتلك المُغَوَّياتِ. قال أَبو عمرو: وكلُّ بئرٍ مُغَوَّاةٌ،

والمُغَوَّاة في بيت رُؤبة: القَبْرُ. والتَّغاوي: التَّجَمُّع وتَغاوَوْا

عليه تَعاوَنُوا عليه فقَتَلُوه وتَغاوَوْا عليه: جاؤوه من هُنا وهُنا وإِن

لم يَقْتُلُوه. والتَّعاوُن على الشَّرِّ، وأَصلُه من الغَواية أَو

الغَيِّ؛ يُبَيِّن ذلك شِعْرٌ لأُخْتِ المنذِرِ بنِ عمرو الأَنصارِيّ قالَتْه

في أَخيها حين قَتَله الكفار:

تَغاوَتْ عليه ذِئابُ الحِجاز

بَنُو بُهْثَةٍ وبَنُو جَعْفَرِ

وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، وقتْلَته قال: فتَغاوَوْا واللهِ عليه حتى

قَتلوه أَي تَجَمَّعوا. والتَّغاوي: التَّعاوُنُ في الشَّرِّ، ويقال بالعين

المهملة، ومنه حديث المسلِم قاتِل المــشرِكِ الذي كان يَسُبُّ النبيَّ،

صلى الله عليه وسلم ، فتَغاوى المــشركــون عليه حتى قتلوه، ويروى بالعين

المهملة، قال: والهرويّ ذكرَ مَقْتَل عثمانَ في المعجمة وهذا في المهملة .

أَبو زيد: وقَع فلان في أُغْوِيَّة وقي وامِئة أَي في داهية. الأَصمعي: إذا

كانت الطيرف تَحُومُ على الشيء قيل هي تَغايا عليه وهي تَسُومُ عليه ،

وقال شمر: تَغايا وتَغاوَى بمعنى واحدٍ ؛ قال العجاج :

وإنْ تَغاوَى باهِلاً أَو انْعَكَرْ

تَغاوِيَ العِقْبانِ يَمْزِقْنَ الجَزَرْ

قال: والتَّغاوي الارتقاءُ والانْحِدارُ كأَنه شيءٌ بعضُه فوْق بعضٍ،

والعِقْبانُ: جمع العُقابِ، والجَزَرُ: اللحْمُ. وغَوِيَ الفصيلُ

والسَّخْلَة يَغْوي غَوىً فهو غَوٍ: بَشِمَ من اللَبنِ وفَسَدَ جَوْفُه ، وقيل :

هو أَن يُمْنَع من الرَّضاعِ فلا يَرْوى حتى يُهْزَل ويَضُرَّ به الجوعُ

وتَسُوءَ حالُه ويموتَ هُزالاً أَو يكادَ يَهْلِكُ؛ قال يصف قوساً:

مُعَطَّفَة الأثْناء ليس فَصِيلُها

بِرازِئِها دَراً ولا مَيِّت غَوَى

وهو مصدرٌ يعني القوسَ وسَهْمَاً رمى به عنها ، وهذا من اللُّغَزِ.

والغَوى: البَشَمُ، ويقال: العَطَش، ويقال: هو الدَّقى؛ وقال الليث: غَوِيَ

الفَصِيلُ يَغْوى غَوىً إذا لم يُصِبْ رِيّاً من اللَّبن حتى كاد يَهْلِك،

قال أَبو عبيد: يقال غَويتُ أَغْوى وليست بمعروفة، وقال ابن شميل: غَويَ

الصبيُّ والفَصِيلُ إذا لم يَجِدْ من اللَّبَنِ إلاَّ عُلْقَةً، فلاَ

يَرْوَى وتَراهُ مُحْثَلاً، قال شمر: وهذا هو الصحيح عند أَصحابنا.

والجوهري: والغَوى مصدرُ قولِكَ: غَوِيَ الفَصِيلُ والسَّخْلَة ، بالكسر،

يَغْوَى غوىً، قال ابن السكيت: هو أَنْ لا يَرْوى من لِبَإ أُمّه ولا يَرْوى

من اللبن حتى يموتَ هُزالاً . قال ابن بري: الظاهر في هذا البيت قولُ ابن

السكيت والجمهور على أَن الغَوَى البَشَم من اللَّبَن. وفي نوادر الأَعراب

يقال: بتُّ مغْوًى وغَوًى وغَوِيّاً وقاوِياً وقَوًى وقَويّاً

ومُقْوِياً إذا بِتَّ مُخْلِياً مُوحِشاً. ويقال رأَيته غَوِيًّا من الجوع

وقَويًّا وَضوِيًّا وطَوِيًّا إذا كان جائِعًا؛ وقول أَبي وجزة:

حتَّى إذا جَنَّ أَغْواءُ الظَّلامِ لَهُ

مِنْ فَوْرِ نَجْمٍ من الجَوزاء مُلْتَهِبِ

أَغْواءُ الظَّلام: ما سَتَرَكَ بسَوادِهِ، وهو لِغَيَّة ولِغِيَّة أَي

لزَنْيَةٍ، وهو نَقِيضُ قولك لِرَشْدَةٍ. قال اللحياني: الكسر في

غِيَّةٍ قليلٌ.

والغاوي: الجَرادُ. تقول العرب: إذا أَخْصَبَ الزمانُ جاء الغاوي

والهاوي؛ الهادي: الذئبُ. والغَوْغاء: الجَرادُ إذا احْمَرَّ وانْسَلَخ من

الأَلْوان كلِّها وبَدَتْ أَجنِحتُه بعد الدَّبى. أَبو عبيد: الجَرادُ أَوّل

ما يكونُ سَرْوَةٌ، فإذا تَحَرَّكَ فهو دَبًى قبل أَن تَنْبُتَ

أَجنِحَتُه، ثم يكونُ غَوْغاء، وبه سُمِّي الغَوْغاءُ.

والغاغَةُ من الناس: وهم الكثير المختلطون ، وقيل: هو الجراد إذا صارت

له أَجنحة وكادَ يَطيرُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِلَّ فيَطِيرَ، يُذَكَّر

ويُؤَنَّث ويُصْرَفُ ولا يُصْرف، واحِدتُه غَوْغاءةٌ وغَوْغاةٌ، وبه سُمِّي

الناسُ. والغَوْغاء: سَفِلَة الناسِ، وهو من ذلك. والغَوْغاء: شيءٌ يُشبهُ

البَعُوضَ ولا يَعَضُّ ولا يُؤذي وهو ضعيف ، فمَن صَرَفه وذَكَّرَهُ

جَعَله بمنزلة قَمْقام، والهمزةُ بدلٌ من واو، ومن لم يَصْرِفْه جَعَله

بمنزلة عَوْراء. والغَوْغاء: الصَّوتُ والجَلَبة؛ قال الحرث بنُ حِلِّزة

اليشكري:

أَجْمَعُوا أَمْرَهم بلَيْلٍ، فلمَّا

أَصْبَحُوا أَصْبَحَت لهم غَوْغاءُ

ويروى: ضَوْضاءُ. وحكى أَبو عليّ عن قُطْرُب في نوادِرَ له: أَنّ

مُذَكَّرَ الغَوْغاء أَغْوَغُ، وهذا نادرٌ غيرُ معروف. وحكي أَيضاً: تَغَاغى

عليه الغَوْغاء إذا رَكِبُوه بالشَّرِّ. أَبو العباس: إذا سَمَّيْتَ

رجلاً بغَوْغاء فهو على وجهين: إن نَوَيْتَ به ميزانَ حَمراءَ لم تصرفه، وإن

نَوَيتَ به ميزانَ قعْقاع ٍ صَرَفْتَه.

وغَوِيٌّ وغَوِيَّةُ وغُوَيَّةُ: أَسماءٌ. وبَنُو غَيَّانَ: حَيٌّ همُ

الذين وَفَدوا على النبي، صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم: من أَنتم؟

فقالوا: بَنو غَيّانَ، قال لهم: بَنُو رَشْدانَ، فبناه على فَعْلانَ علماً

منه أَن غَيّانَ فَعْلانُ، وأَنَّ فَعْلانَ في كلامهم مما في آخره الألفُ

والنونُ أَكثرُ من فَعَّالٍ مما في آخره الألف والنون، وتعليلُ رَشْدانَ

مذكور في مَوْضِعه. وقوله تعالى فسوفَ يَلْقَونَ غَيًّا؛ قيل: غيٌّ وادٍ في

جَهَنَّم، وقيل: نهر، وهذا جدير أَن يكون نهراً أَعَدَّه الله للغاوين سَمَّاه

غَيًّا، وقيل: معناه فسَوْفَ يَلْقَوْنَ مُجازاة غَيِّهم، كقوله تعالى:

ومَنْ يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثاماً؛ أَي مُجازاةَ الأَثامِ. وغاوَةُ:

اسمُ جَبَل؛ قال المُتَلَمّس يخاطب عمرو بنَ هِنْدِ:

فإذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتيَ غاوَةٌ،

فابْرُقْ بأَرْصِكَ ما بَدا لَكَ وارْعُدِ

غرف

(غ ر ف) : (الْغُرْفَةُ) بِالضَّمِّ الْمَاءُ الْمَغْرُوف وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّة مِنْ الْغَرْفِ.
(غرف)
الغرف وَالشَّيْء غرفا قطعه وثناه وقصفه والناصية جزها وَالْجَلد دبغه بالغرف وَالْمَاء وَنَحْوه بِيَدِهِ أَو بالمغرفة أَخذه بهَا فَهُوَ غارف (ج) غرف وَهِي غارفة (ج) غوارف
غ ر ف

تقول: مرحباً بالسيد الغطريف، كأنه أسد الغريف؛ وهو الأجمة. قال الأعشى:

كبردية الغيل وسط الغري ... ف ساق الرصاف إليها غديرا

ومن الكناية: قوم بيض المغارف.

ومن المجاز: خيل غوارف ومغارف: تغرف الجري بأيديها غرفاً. وغرّف غرف الفرس وناصيته إذا جزّهما. وتقول: تطلّبوا ما عنده وتعرّفوه، ثم وافوه وتغرّفوه.
غ ر ف: (غَرَفَ) الْمَاءَ بِيَدِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (اغْتَرَفَ) مِنْهُ. وَ (الْغَرْفَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَبِالضَّمِّ اسْمٌ لِلْمَفْعُولِ مِنْهُ لِأَنَّهُ مَا لَمْ يُغْرَفْ لَا يُسَمَّى غُرْفَةً وَالْجَمْعُ (غِرَافٌ) كَنُطْفَةٍ وَنِطَافٍ. وَ (الْمِغْرَفَةُ) بِالْكَسْرِ مَا يُغْرَفُ بِهِ. وَ (الْغُرْفَةُ) الْعِلِّيَّةُ وَالْجَمْعُ (غُرُفَاتٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا وَ (غُرَفٌ) . 
غ ر ف : الْغُرْفَةُ بِالضَّمِّ الْمَاءُ الْمَغْرُوفُ بِالْيَدِ وَالْجَمْعُ غِرَافٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَالْغَرْفَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَغَرَفْتُ الْمَاءَ غَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَاغْتَرَفْتُهُ وَالْغُرْفَةُ الْعِلِّيَّةُ وَالْجَمْعُ غُرَفٌ ثُمَّ غُرْفَاتٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعُ الْجَمْعِ عِنْدَ قَوْمٍ وَهُوَ تَخْفِيفٌ عِنْدَ قَوْمٍ وَتُضَمُّ الرَّاءُ لِلْإِتْبَاعِ وَتُسَكَّنُ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ.

وَالْمِغْرَفَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُغْرَفُ بِهِ الطَّعَامُ وَالْجَمْعُ مَغَارِفُ. 
غرف
الْغَرْفُ: رفع الشيء وتناوله، يقال: غَرَفْتُ الماء والمرق، والْغُرْفَةُ: ما يُغْتَرَفُ، والْغَرْفَةُ للمرّة، والْمِغْرَفَةُ: لما يتناول به. قال تعالى:
إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ
[البقرة/ 249] ، ومنه استعير: غَرَفْتُ عرف الفرس: إذا جززته ، وغَرَفْتُ الشّجرةَ، والْغَرَفُ: شجر معروف، وغَرَفَتِ الإبل: اشتكت من أكله ، والْغُرْفَةُ: علّيّة من البناء، وسمّي منازل الجنّة غُرَفاً. قال تعالى: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا
[الفرقان/ 75] ، وقال: لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً
[العنكبوت/ 58] ، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ
[سبأ/ 37] .
[غرف] فيه: نهى عن "الغارفة"، الغرف أن تقطع ناصية المرأة ثم تسوى علة وسط جبينها، وغرف شعره- إذا جزه، فالغارفة بمعنى مغروفة، وهي التي تقطعها المرأة وتسويها، وقيل: مصدر بمعنى الغرف، كلا تسمع فيها لاغية- أي لغوًا؛ الخطابي: يريد التي تجز ناصيتها عند المصيبة. ك: "فغرف" بيديه، أي غرف من فضل الله فجعل كالشيء الذي يغرف منه، وحصوله في بسط الرداءة معجزة، وروى: يحذف فيه- بحاء مهملة وذال معجمة وفاء، أي يرمي. ومنه: غسل الوجه من "غرفة" واحدة، هو بفتح غين، وهو بالفتح مصدر وبالضم المغروف، أي ماء الكف وثلاث "غرف"- بالضم، جميع غرفة به. ط: ثلاث "غرفات"، هو جمع غرفة- بفتح غين مصدر للمرة، من غرف- إذا أخذ الماء بالكف. غ: ((لهم "غرف")) أي منازل مرفوعة. ك: وفيه: اتخاذ الغرف في السطوح ما لم يطلع منها على حرمة أحد.

غرف


غَرَفَ(n. ac.
غَرْف)
a. Took, scooped up, laded out (water).
b.(n. ac. غَرْف), Clipped, cut, sheared.
c. Tanned.

تَغَرَّفَa. Took all.

إِنْغَرَفَa. Was cut, severed; was bent, broken down.

إِغْتَرَفَa. see I (a)
غَرْفa. Plant used for tanning.

غِرْفَة
(pl.
غِرَف)
a. Sole; sandal.

غُرْفَة
(pl.
غِرَاْف)
a. ; Spoonful; handful.
b. (pl.
غُرَف
& غُرَُْفَات ), Upper
chamber.
c. [art.], The Seventh Heaven.
غَرَفa. see 1
مِغْرَف
(pl.
مَغَاْرِفُ)
a. see 21t (a)
مِغْرَفَة
(pl.
مَغَاْرِفُ)
a. Ladle; scoop; large spoon.

غَاْرِفَة
(pl.
غَوَاْرِفُ)
a. Swift, fleet (camel).
b. Front hair, front curls.

غِرَاْفa. A certain measure.

غُرَاْفَةa. see 3t (a)
غَرِيْف
(pl.
غُرُف)
a. Reeds, canes, rushes; sedge; reed-bed.
b. Thicket.

غَرِيْفَةa. Sandal; worn-out sandal.
b. see 25 (b)
غَرَّاْفa. Wide-stepping (horse).
b. Full (river).
N. P.
غَرڤفَ
a. [ coll. ], Basement-stone (
of an arch ).
غِرْيَف
a. Papyrus.
غرف
الغَرْفُ: غَرْفُكَ الماءَ باليَدِ وبالمِغْرَفَة. والغُرْفَةُ: قَدْرُ اغْتِرافَةٍ مِلْءَ الكَفِّ. والغَرْفَةُ: مَرَّةٌ واحِدَةٌ. وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كبيرٌ. ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ، وهي - أيضاً -: المَدْبُوغَةُ بالغَرَفِ.
والغَرِيْفَةُ: كُلُّ جِلْدَةٍ مَدْبُوغةٍ بالغَرَف. وغَرِفَتِ الإبلُ: اشْتَكَتْ من أكْلِه. والغَرِيْفُ: ماءٌ في أجَمَةٍ. والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ. والسَّماءُ السابِعَةُ: غُرْفَةٌ.
وغَرَفْتُ ناصِيَةَ الفَرَس أغْرِفُها غَرْفاً: إذا جَزَزْتَها. وانْغَرَفَ عَظْمُه: انْكَسَرَ.
والغَرِيْفَةُ: النَّعْلُ. وهي - أيضاً -: جِلْدَةٌ من أدَمٍ في أسْفَل قِرَابِ السَّيْفِ. والغَرْفُ: شَجَرٌ. والغَرَفُ - على وَزْنِ مَطَرٍ -: شَجَرُ القِسِيِّ. والغَرِيْفَةُ: شَجَرُ البانِ.
والغُرْفَةُ: الحَبْلُ المَعْقُودُ بأنْشُوطَةٍ، غَرَفْتُ البَعِيرَ أغْرِفُهُ غَرْفاً: إذا ألْقَيْتَ في رأْسِه ذاكَ. ويُقال: تَغَرَّفْتُموني: إذا أخَذُوا كُلَّ شَيْءٍ.
والغِرْيَفُ: شَجَرُ البانِ - على وَزْنِ حِذْيَمٍ -.
قال الصاحِبُ: الصَّحيحُ في الغَرَفِ فَتْحُ الراء، كذا وَجَدْتُه في أصْل أبي حَنِيفَةَ بخَطِّه، والواحِدَةُ غَرَفَةٌ. والغَرَفُ: الثُّمَامُ، عن أبي عمرو. وُيقال: الغَرَفُ من شَجَرِ الرَّمْل.
[غرف] الغَرْفُ: شجرٌ يُدْبَغ به. يقال: سقاءٌ غَرْفيٌّ، أي مدبوغ بالغرف. قال ذو الرمّة: وَفْراَء غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها مُشَلْشَلُ ضَيَّعَتْهُ بينها الكتب يعنى مزادة دبغت بالغرف. ومشلشل من نعت السرب في قوله  ما بال عينك منها الماءُ يَنْسَكِبُ كأنّه من كلى مفرية سرب وربما جاء بالتحريك، حكاه يعقوب. قال الشاعر : أمسى سُقامٌ خَلاءً لا أنيسَ به إلا السباعُ ومَرُّ الريح بالغَرَفِ سُقامٌ: اسمُ وادٍ. يقال غَرْفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً، إذا اشتكت عن أكل الغَرْفِ. والغَريفُ: الشجر الكثير الملتفُّ من أي شجرٍ كان. قال الاعشى: كبردية الغيل وسط الغريف ساق الرصاف إليه غديرا وقيل: الغريف في هذا البيت: ماء في الاجمة. والغريفة: جلدة من أدم نحو من شبرفارغة، في أسفل قراب السيف تَذَبْذَبُ، وتكون مفرضة مزينة، قال الطرماح يذكر مشفر البعير: خريع النعو مضطرب النواحى كأخلاق الغريفة ذى غضون جعله خلقا لنعومته. وبنو أسد يسمون النعل: الغَريفَةَ. وأما الغِرْيَفُ بكسر الغين وتسكين الراء، فضربٌ من الشجر. قال حاتمٌ يصف النخل: رواءٌ يسيلُ الماءُ تحت أُصولِهِ يميلُ به غيلٌ بأدناه غِرْيَفُ وقال أحيحة بن الجلاح . مغرورف أسبل جباره بحافتيه الشوع والغريف وغرفت الشئ فانغرف، أي قطعته فانقطع. قال قيس بن الخطيم: تَنامُ عن كِبْرِ شَأنها فإذا قامت رويدا تكاد تنغرف وغرفت ناصية الفرس: قطعتها وجززتها، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. وغرفت الجِلْدَ: دبغته بالغرْفِ. وغَرَفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، واغْتَرَفْتُ منه. والغَرْفَةُ المرّةُ الواحدة. والغَرْفَةُ بالضم: اسمٌ للمفعول منه، لأنك ما لم تَغْرِفْهُ لا تسميه غُرْفَةً. والجمع غراف مثل نطفة ونطاف. وزعموا ان ابنة الجلندى وضعت قلادتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت يا قوم، نزاف نزاف، لم يبق في البحر غير غراف. والغراف أيضا: مكيال ضخم مثل الجراف، وهو القنقل. والمغرفة: ما يغرف به. والغرفة: العِليَّةُ، والجمع غُرْفاتٌ وغُرُفاتٌ وغُرَفٌ. وقول لبيد: سوى فأغلق دون غرفة عرشه سبعا طباقا فوق فرع المنقل يعنى به السماء السابعة.
غرف: غرف: سحب أو أخذ إناءً ليستعمله. (ياقوت 2: 482، ابن بطوطة 4: 69) وفي ألف ليلة (1: 182) دخل دَكَّان الطبَّاخ فعرف بها بدر الدين حسن زبدية حب الرمان. وفيها (1: 19، 212) غرفوا الطعام. وانظر أمثلة أخرى في مادة بَيْضار .. وفي ألف ليلة (3: 603): اطبخْ هذا اللحم واغرفَه في زبدتين.
غرف، والمصدر غريف: صبَّ، أفرغ. (ميهرن ص32).
غرف: حمل، رفع (ألكالا) وفي حكاية باسم الحداد (ص71) فزعق شيخ السوق عليه وقال- وارفعْ هولاي إلى حضرة الخليفة- وغرف الاثنين على كتفه.
غُرْف: وعاء صغير ذو عروتين يغرف به الماء. والجفنات الصغيرة من التنكالتي نقدم بها الشوربة (الحساء) إلى جنودنا هي الغُرْف- (شيرب).
غَرْفَة، وجمعها غَرْفات وغِراف: حفنة، ملء اليد - (معجم الادريسي، فوك القسم الأول) - غَرْفَة: ملء ملعقة. (ابن بطوطة 4: 69).
غَرْفَة: انعكاس. وغرفة السروج انعكاس السروج (دوماس حياة العرب ص491).
وعند بوسييه في مادة غَرَف: غرف السرج: استدار وصار على بطن الفرس. وغرف به: أداره وعكسه.
غَرُوف: جرَة على شكل وعاء أتروسكي (نسبة إلى أتروسكا في غربي إيطاليا). (جاكسون تمبكتو ص231) ويكتبها لورشندي: غَرَّاف.
غُرَافَة: آلة لتنقية القنوات والجداول، وهي مثلث متساوي الأضلاع من الخشب طول الضلع منها ثمانية ديسيمترات تقريباً، ولها حافات ارتفاع الحافة منها 22 ديسمتر على أطرافها فقط. (صفة مصر 11، 499 رقم 8).
غرَّاف، والجمع غراريف: دولاب البئر ركبت فيه نوع من القواديس ربطت فيها دلاء تغرف الماء من الآبار القليلة العمق. (بوشر).
غَرَّاف: دولاب تديره البقر والإبل يغرف الماء من النهر ليسقي الحقول والبساتين. (برجرن) وانظر محيط المحيط في مادة دلب.
غَرَّاف: انظرها في مادة غَرُوف.
غَرَّافة: نفس المعنى غَرَّاف بمعنى دولاب. (معجم البلاذري).
مِغْرَف: مِلْعقة، خاشوقة. (دوب ص94).
مِغْرَفَة: مِلْعقة (خاشوقة) كبيرة من الخشب، ملعقة القدر.
مِغْرَفَة: ملعقة وكلاّب أو شوكة (للأكل) كبيرة من الحديد يلتقط بها اللحم من القدر. (ألكالا) وفيه: مغرفة الحديد، ومغرفة كبيرة من حديد.
مِغْرَفَة: ملء ملعقة. (ألكالا) (ابن بطوطة 4: 69) مغرفة النار: مجرفة النار (فوك، ألكالا).
مِغْرَفَة: وعاء من حديد: ففي الجريدة الآسيوية (1849،2: 269) تغلى الجميع على النار في مغرفة جديدة (حديد) (2: 274 رقم 1 منها).
وفي ابن البيطار (1: 459) في مغرفة حديد.
وعند باين سميث (1482) المغرفة التي يقلى فيها الشيء، وهي حديد. وانظر ما يلي.
نِغْرَفة: مرغاة، مطفحة (جفجير). ففي باين سميث (1482) مغارف مثقبة يصفى بها الشراب. وعند بوسييه: غَرَاف مثقوب.
مِغْرَفَة: قرص الشمعدان لتلتقي الشمع الذائب. كأس الشمعدان، ففي بابن سميث (1482) مغارف ما يوضع فيه السراج على المنارة.
مِغْرَفَة: عروة، مقبض، يد، ممسك. (باين سميث 1547).
مَغْرَوف: عند البنّائين حجر يُجعل في رجل القنطرة. (محيط المحيط).
مَغارِفّيِ: صانع المغارف والملاعق. (فوك).
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْفَاء

غَرف المَاء والمَرق وَنَحْوهمَا، يَغْرفه غَرْفاً، واغترفه.

والغَرفة، والغُرفة: مَا غُرِف.

وَقيل: الغَرْفة، الْمرة الْوَاحِدَة، والغُرفة: مَا غُرف، وَفِي التَّنْزِيل: (إِلَّا من اغترف غُرفة) وغرفة.

والغُرَافة، كالغُرْفة.

والمِغرفة: مَا غُرف بِهِ.

وبئر غَروف: يُغْرًف مَاؤُهَا بِالْيَدِ.

ودَلْوٌ غَروف، وغريفة: كَثِيرَة الْأَخْذ من المَاء. ونهر غَرّاف: كثير المَاء.

وغيث غَرَّاف: غزير، قَالَ: لَا تَسْقه صَيّبَ غَرَّاف جُؤَرْ ويُروى: غَزّاف، وَقد تقدم.

وَفرس غَرَّاف: رَغيب الشَّحوة، أَي الخطوة.

وغَرف الناصية يَغْرفها غَرْفا: جَزَّها وحلقها.

وغرف الشَّيْء يَغْرفه غَرْفاً، فانغرف: قطعه فَانْقَطع، قَالَ قيسُ بن الخطيم:

تَنام عَن كِبْر شانها فَإِذا قَامَت رُويداً تكَاد تنغرف

قَالَ يَعْقُوب: مَعْنَاهُ: تتثنَّى.

وانغرف العَظم: انْكَسَرَ.

والغُرفَةُ: العِلِّيَّة.

والغرفة: السَّمَاء السَّابِعَة، قَالَ لبيد:

سوَّى فأغلق دُون غُرفة عَرْشه سَبْعاً طِباقاً فَوق فَرْع المعقل

ويُروى: المنقل، وَهُوَ ظهر الْجَبَل.

والغُرفة: حَبل مَعْقُود بأنشوطة يلقى فِي عُنق الْبَعِير.

وغَرف الْبَعِير، يَغْرِفه ويَغْرُفه، غَرْفاً: ألْقى فِي رَأسه الغُرفة، يَمَانِية.

والغَريفة: النَّعْل، بلغَة بني أَسد.

وَقَالَ اللحياني: الغَرِيفة: النَّعْل الْخلق.

والغَريفة: جلدَة مُعَرَّضة فارغة نَحْو الشبر، أَو مرتَّبة فِي اسفل قرَاب السَّيْف تتذبذب، قَالَ الطرماح، وَذكر مشفر الْبَعِير: خَرِيع النَّعْر مُضطَرب النولحي كأخلاق الغَريفة ذَا غُضون

وَأما اللحياني فَقَالَ: الغريفة، فِي هَذَا الْبَيْت: النَّعْل الْخلق.

والغَريفة، والغَريف: الشّجر الملْتفّ.

وَقيل: الاجمة من البَرديّ والحَلفاء والقَصب.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقد يكون من السَّلم والضال، قَالَ أَبُو كَبِير:

يَأوىِ إِلَى عُظْم الغَريف ونَبْلُه كسوَام دَبْر الخَشْرَم المُتنوِّر

وَقيل: هُوَ المَاء الَّذِي فِي الاجمة، قَالَ الْأَعْشَى:

كبرديَّة الغِيل وسط الغَري فِ قد خالط المَاء مِنْهَا السرير

السرير: سَاق البَردي.

والغَرِيف: الْجَمَاعَة من الشّجر الملتف، من أَي شجر كَانَ.

والغَرْف، والغَرَف: شجر يدبغ بِهِ.

وَقيل: الغَرَف: من عضاه الْقيَاس، وَهُوَ ارقها.

وَقيل: هُوَ الثمام مَا دَامَ اخضر.

وَقيل: هُوَ الثمام عَامَّة، قَالَ الْهُذلِيّ:

امسى سُقامٌ خَلاءً لَا انيسَ بِهِ غيرُ الذّئاب ومَرَّ الرّيح بالغَرِف

ويروى: غير السبَاع.

قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا جف الغَرف ومَضغته شبهت رَائِحَته برائحة الكافور.

وَقَالَ مرّة: الغَرْف، سَاكِنة الرَّاء: مَا دُبغ بِغَيْر الْقرظ.

وَقَالَ أَيْضا: الغَرْف، سَاكِنة الرَّاء: ضُروب تجمع، فَإِذا دُبغ بهَا الْجلد سمي: غَرْفاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغَرْف، بِإِسْكَان الرَّاء: جُلُود يُؤتى بهَا من الْبَحْرين.

وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الغَرْفيّة، يَمَانِية ونجرية.

قَالَ: والغَرَفية: متحركة الرَّاء. منسوبة إِلَى " الغَرَف ".

ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف، قَالَ ذُو الرُّمة:

وفراء غَرْفية أثأى خَوارزَها مُشَلشلٌ ضيّعْته بَينهَا الكُتبُ

وَقيل: هِيَ هَاهُنَا: الملأى، وَقيل: هِيَ المدبوغة بِالتَّمْرِ والأرطى وَالْملح.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مزادة غَرَفية، وقربة غَرَفية، انشد الْأَصْمَعِي:

كَأَن خُضْرَ الغَرَفيّات الوُسُعْ نِيطَت بأحفَى مُجْرئِشَّاتِ هُمُعْ

وغَرِفت الْإِبِل غَرْفا: اشتكت من أكل الغَرَف.

والغريف: من نَبَات الجبَل، قَالَ أحيحة بن الجُلاح فِي صفة نخل:

مُعْرَورِفٍ أسْبَل جَبّاره بحافَتيْه الشُّوعُ والغرُيَفُ

قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو نصر: الغِرْيف: شجر خَوّار، مثل الغَرَب.

قَالَ: وَزعم غَيره أَن " الغِرْيف ": البَرْديَ، وانشد أَبُو حنيفَة لحاتم:

رواءَ يَسيل الماءُ تَحت أُصُوله يَميل بِهِ غِيلٌ بأدناه غِرْيَفُ

والغِرْيف: رَملٌ لبني سَعد.

وغُرَيف، وغَرّاف: اسمان.

والغَرّاف: فرسُ خُزَز بن لُوذان. 
غرف
غرَفَ يَغرِف، غَرْفًا، فهو غارِف، والمفعول مَغْروف وغُرْفة
• غرَف الماءَ ونحوَه: أخذه بيده أو بمِغْرفة "غرَف الطعامَ في أطباق- غرَف من النَّهر غرفة ليغسل وجهه- غرف ماءً بدلو/ الحساءَ بملعقة". 

اغترفَ يغترف، اغترافًا، فهو مغترِف، والمفعول مغترَف
• اغترف الماءَ ونحوَه: غرَفه؛ أخذه بيده أو بمِغْرَفة "اغترف ماء بدلو- {إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} ". 

انغرفَ ينغرف، انغرافًا، فهو منغرِف
• انغرف الماءُ ونحوُه: مُطاوع غرَفَ: أُخِذ بيد أو بمغرفة "انغرف اللَّحمُ كلُّه فانصرفنا عمَّا بقي من الطَّعام". 

تغرَّفَ يتغرَّف، تغرُّفًا، فهو متغرِّف، والمفعول متغرَّف
• تغرَّف الشَّيءَ: أخذه كله معه "تغرَّف جميع الطَّعام". 

غُرافة [مفرد]: ما غُرِف من الماء ونحوه باليد. 

غَرَّاف [مفرد]: ج غراريفُ: صيغة مبالغة من غرَفَ: كثير الغَرْف ° غيث غرّاف: غزير- فرسٌ غرّاف: واسع الخُطْوة- نهرٌ غرَّاف: كثير الماء. 

غَرَّافة [مفرد]:
1 - مؤنَّث غَرَّاف.
2 - قِنِّينة من زجاج أو بلَّور، عريضة في أسفلها وضيِّقة العنق "غرَّافة نبيذ/ طعام". 

غَرْف [مفرد]:
1 - مصدر غرَفَ.
2 - (نت) شجرة صغيرة تنبت في جزيرة العرب ومصر وإفريقية والهند، أوراقها مستطيلة أو رمحيّة، والثَّمرة لحميّة برتقاليَّة اللَّون، ترتفع إلى ثلاثة أمتار ويُدْبَغ بها. 

غَرْفة [مفرد]: ج غَرَفات وغَرْفات وغِراف:
1 - اسم مرَّة من غرَفَ: "امتلأ الوعاءُ من أوّل غَرْفة".
2 - غُرْفَة؛ حِفنة، ما غُرِف من الماء وغيره باليد " {إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ} [ق] ". 

غُرْفة1 [مفرد]: ج غِراف: صفة ثابتة للمفعول من غرَفَ: مغروف، ما غُرف من الماء وغيره باليد "اغترف غُرْفة من البئر- {إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} ". 

غُرْفة2 [مفرد]: ج غُرُفات وغُرْفات وغُرَف:
1 - علِّيَّة، بيت مرتفع عن الأرض ° جنبات الغُرْفَة: داخلها أو زواياها.
2 - قسم من منزل مخصَّص لاستعمال معيَّن "سار يخطو في فناء الغُرْفة- في أرجاء الغرفة" ° غرفة الأكل: غرفة خاصّة بتناول الطَّعام- غرفة التَّبريد: حجرة خاصّة مزودة بأجهزة للتبريد في درجة حرارة مناسبة لحفظ الأطعمة وغيرها من التَّلف مدّة طويلة- غرفة الجنح: هيئة المحكمة- غرفة الشَّاي: مطعم أو مقهى يقدم الشَّاي وبعض المرطبات- غرفة خَزْن: غرفة للخزن أو لعرض البضائع أو السِّلع- غرفة داخليَّة: غرفة واقعة خلف غرفة أخرى- غرفة درس: قاعة درس- غرفة سفينة: حجرة صغيرة- غرفة هاتف عموميَّة: غرفة منعزلة لإجراء المخابرات الهاتفيّة.
3 - مكان معدّ لاجتماع بعض الهيئات للتداول في أمور تهمّها "غرفة الاجتماع/ المداولة" ° الغرفة التِّجاريّة: جماعة من التجّار، ينتخبون من بينهم للنظر في المصالح التجاريّة- الغرفة الزِّراعيّة: جماعة من الزرَّاع، ينتخبون من بينهم للنظر في المصالح الزراعيّة- الغرفة الصِّناعيّة: جماعة من الصنّاع ينتخبون من بينهم للنظر في المصالح الصناعيّة- غرفة البيع: غرفة يتمّ فيها عرض أشياء للبيع أو للمزاد العلنيّ- غرفة الحسابات: بناية أو غرفة أو مكتب تعقد فيه عمليّات شركــة تجاريّة مثل المحاسبة والمراسلات- غرفة وزير: ديوانه، مجموع معاونيه.
4 - منزل عالٍ ودرجة رفيعة في الجنة " {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} - {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ} - {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} ".
• غُرْفة الإنعاش: مكان مخصَّص في المستشفيات ومجهَّز للعناية بالمرضى عقب الجراحة مباشرة.
• غُرْفة الاحتراق: مكان يتمّ فيه إحراق الوقود والسيطرة عليه.
• غُرْفة الولادة: مكان في المستشفى مجهَّز لإجراء عمليّات

الولادة.
• غُرْفة البريد: مكان يتمّ فيه تسلُّم البريد الداخل أو الخارج لــشركــة أو منظمة ما.
• غُرْفة العمليّات: غُرْفة مزوَّدة بأدوات لإجراء العمليّات الجراحيَّة. 

غَريف [مفرد]:
1 - ماءٌ بين الشَّجر.
2 - غابة، شجر كثير ملتفّ من أي شجر كان. 

غُرَيْفة [مفرد]: ج غُرَيفات:
1 - تصغير غَرْفة.
2 - (نت) تجويف في مبيض مقسوم إلى غريفات "ذو غُرَيْفات". 

مِغْرَفة [مفرد]: ج مغارِفُ: اسم آلة من غرَفَ: أداة يُغرَف بها الطَّعامُ ونَحوُه، وهي ملعقة كبيرة ذات يد كبيرة "مِغْرفة خشبيَّة" ° المِغْرفة المثقَّبة: مغرفة مسطَّحة يُنشل بها اللحمُ من القدر. 
غرف
الغَرْفُ: شجر يُدْبَغُ به الأديمُ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ:
وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ ... مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ
يُقال: سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: إذا دُبِغا بالغَرْفِ، قال ذو الرمَّةِ: وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرَفُ - بالتَّحريك -، الواحِدة غَرَفَةٌ، قال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ: الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال: وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنْشَدَ لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ:
أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به ... إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ
سُقامُ: وادٍ.
وغَرَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه. وقال الأصمعيُّ: يُقال: غَرَفْتُ ناصية الفرس: أي جَزَزْتُها. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - عن الغارِفَةُ. والغارِفَةُ معنيين: أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ: وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدراً بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ.
وناقَةٌ غارِفَةٌ: سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً. وفارسٌ مِغْرَفٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ:
جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ ... بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ
ويُرْوى: " قَصِيْرٌ "، ويُرْوى: " صَعَّدَتْ له ".
وغَرَفْتُ الجِلْدَ: دَبَغْتُه بالغَرْفِ.
وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، والغَرْفَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ - بالضَّمِّ: - اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو:) إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً (. بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ. وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ: غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت: يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى: غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ.
والغِرَافُ - أيضاً - مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ.
والمِغْرَفةُ: ما يُغْرَفُ به.
وغرِفَتِ الإبل - بالكَسْر - تَغْرَفُ غَرَفاً - بالتَّحريك -: إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ.
والغَرِيْفُ: الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان، قال الأعشى:
كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَرِيْفِ ... إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا
ويُرْوى: " السَّدِيْرا "، وقيل: الغَرِيْفُ في هذا البيت: ماءٌ في الأجَمَةِ. وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرِيْفُ: القَصْباء والحَلْفاءُ، قال: وهو الغَيْضَةُ أيضاً، قال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ:
يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ ... كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ
وقال آخر:
لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْتُ لَهُ ... منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ
والغَرِيْفُ: سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول:
سَيْفي الغَرِيْفُ وفَوْقَ جِلْدي نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داوود لها أزْرارُ
أنْفي به مَنْ رامَ منهم فُرْقَةً ... وبمِثْلِهِ قد تُدْرَكُ الأوْتارُ
والغَرِيْفَةُ: جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً، قال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير:
خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي ... كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُوْنِ
جعلها خَلَقاً لِنُعُومَتِها.
وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل: الغَرِيْفَةَ.
والغِرْيَفُ - مِثال حِذْيَمٍ -: ضَرْبٌ من الشجر. وقال أبو نَصْرٍ: الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ. وزعم غيره: أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنْشَدَ قول حاتم في صفة نَخْلٍ:
رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ ... يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِرْيَفُ
وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ:
يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ
والغِرْيَفُ - أيضاً -: جبلٌ لبني نُمَيْرٍ، قال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ:
كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفا ... هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا
وغِرْيَفَةُ: ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ.
وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ: أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ.
والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ، والجمعُ: غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ.
وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه:
سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ
يعني به السماءَ السابعة.
والغُرْفَةُ - أيضاً -: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ.
والغُرْفَةُ: الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ. وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه: إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ.
والغُرَافَةُ: ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ.
وبِئْرٌ غَرُوْفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤها باليد.
وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كثيرُ الأخذ للماء.
ونهرٌ غَرَّافٌ - بالفتح والتَّشديد -: كثيرُ الماء.
والغَرّافُ - أيضاً - نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ.
وقال أبو زيد: فَرسٌ غَرّافٌ: رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض.
وغَرّافٌ - أيضاً -: فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه:
فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِساً ... سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا
قال أبو محمد الأعرابيُّ: سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو؟ قال: كان جاراً للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرساً له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارساً منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا: لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت.
والانْغِرَافُ: الانْقِطاعُ، قال قيسُ بن الخَطيم:
تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ
رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته " لِشَيْءٍ " مكان " رُوَيْداً ".
والاغْتِرَافُ من الماء: الغَرْفُ منه.

غرف

1 غَرَفَ المَآءَ, (Msb, K,) or غَرَفَ المَآءَ بِيَدِهِ, (S, O, TA,) aor. ـِ (S, O, Msb, K) and غَرُفَ, (K,) inf. n. غَرْفٌ; (S, O, Msb;) and ↓ اغترفهُ, (Msb, K,) or اغترف مِنْهُ, (S,) or both of these; (O, TA;) He took [or laded out] the water with his hand [as with a ladle]: (K, TA:) and in like manner, بِالمِغْرَفَةِ [with the ladle]. (JK.) A2: غَرَفَ الشَّىْءَ, (S, O, K, *) aor. ـُ (TK,) inf. n. غَرْفٌ, (TA,) He cut, or cut off, the thing. (S, O, K. *) b2: And غَرَفَ نَاصِيَتَهُ He clipped his forelock; (S, O, K;) i. e. a horse's. (S, O.) A3: غَرَفَ الجِلْدَ, (S, O, TA,) inf. n. غَرْفٌ, (TA,) He tanned the skin with غَرْف [q. v.]. (S, O, TA.) A4: غَرَفَ البَعِيرَ, aor. ـُ and غَرِفَ, (O, TA,) inf. n. غَرْفٌ, (TA,) He put upon the head of the camel a rope, or cord, called غُرْفَة [q. v.]. (O, TA.) A5: See also 7.

A6: غَرِفَتِ الإِبِلُ, aor. ـَ (S, O, K,) inf. n. غَرَفٌ, (S, O,) The camels had a complaint (S, O, K) of their bellies (O, K) from eating غَرْف [q. v.]. (S, O, K.) 5 تَغَرَّفَنِى He took everything that was with me: (K, TA:) so in the Tekmileh. (TA.) 7 انغرف It (a thing) became cut, or cut off. (S, O, K.) b2: And It bent, or became bent: (Yaakoob, TA:) and some say, it broke, or became broken: (TA:) [and ↓ غَرَفَ, inf. n. غَرْفٌ, app. has both of these meanings; for] الغَرْفُ, accord. to IAar, signifies The bending, or becoming bent; and the breaking, or becoming broken. (TA.) انغرف said of a bone means It broke, or became broken: and said of a branch, or stick, or the like, it became broken, but not thoroughly. (TA.) b3: And He died. (TA.) 8 إِغْتَرَفَ see 1, first sentence. غَرْفٌ and ↓ غَرَفٌ, (S, K,) the latter mentioned by Yaakoob, (S,) A species of trees, (شَجَرٌ,) with which one tans; (S, K;) when dry, [said to be] what are termed ثُمَام: (TA: [but perhaps this statement applies particularly to غَرَفٌ, which see below: and see also ثُمَامٌ:]) accord. to A'Obeyd, called غَرْفٌ and غَلْفٌ [q. v.]: AHn says, the غرف is a species of trees from which bows are made; [see عِضَاهٌ;] and no one tans with it; but Kz says that its leaves may be used for tanning therewith, though bows be made of its branches: and Aboo-Mohammad mentions, on the authority of As, that one tans with the leaves of the ↓ غَرَف, and not with its branches: El-Báhilee says that غَرْفٌ signifies certain skins, not such as are termed قَرَظِيَّة, [i. e. not tanned with قَرَظ, but] tanned, in Hejer, in the following manner: one takes for them sprigs (هَدَب) of the أَرْطَى, and puts them in a mortar, and pounds them, then throws upon them dates, whereupon there comes forth from them an altered odour, after which a certain quantity is laded out for each skin, which is then tanned therewith; and the term غَرْف is applied to that which is laded out, and to every quantity of skin from that mash, to one and to all alike: but Az says, the غَرْف with which skins are tanned is well known, of the trees of the desert (البَادِيَة), and, he says, I have seen it; and what I hold is this, that the skins termed غَرْفِيَّة are thus termed in relation to the species of trees called the غَرْف, not to what is laded out: As says that الغَرْفُ, with the ر quiescent, signifies certain skins that are brought from El-Bahreyn. (TA.) غَرَفٌ, (O, K, TA,) accord. to AA, (O,) or IAar, (T, TA,) i. q. ثُمَامٌ [Panic grass]; (O, K, TA;) not used for tanning therewith; and accord. to Az, this that IAar says is correct: AHn says that when it becomes dry, and one chews it, its odour is likened to that of camphor: (TA:) or ثُمَام while green: (K:) or one of the species of ثُمَام, which resembles rushes (أَسَل,) of which brooms are made, and with which water-bags of leather are covered to protect them from the sun so that the water becomes cool: (A 'Obeyd, TA:) the n. un. is with ة. (AHn, O.) And, (O, K,) accord. to Skr, (O,) The شَثّ, and طُبَّاق, and نَشَم [thus (correctly) in the O, but in the K بَشَم], and عَفَار [in the CK غَفار], and عُتْم, and صَوْم, and حَبَج, and شَدْن, and حَيَّهَل [or حَيَّهْل], and هَيْشَر, and ضُرْم [thus in the O and in some copies of the K] or ضِرْم [thus in other copies of the K]: every one of these is called غَرَف. (O, K.) b2: See also غَرْفٌ, in two places. b3: Also The leaves of trees (K, TA) with which tanning is performed. (TA.) غَرْفَةٌ A single act of taking [or lading out] water with the hand [as with a ladle: and in like manner also with a ladle: see 1, first sentence]. (S, * Mgh, * Msb, * K.) A2: And A single act of cutting, or cutting off, a thing: or of clipping the forelock of a horse. (K, * TA.) غُرْفَةٌ The quantity of water that is taken [or laded out] with the hand [as with a ladle]; (JK, S, * Mgh, * O, Msb, * K;) as much thereof as fills the hand; (JK;) and ↓ غُرَافَةٌ signifies the same: (O, K:) before it is so taken it is not termed غُرْفَة: (S, K:) the pl. is غِرَافٌ. (S, Msb, K.) b2: and [hence, app.,] Somewhat remaining, of milk. (IAar, TA in art. جزع.) A2: Also i. q. عُِلِّيَّةٌ; (S, O, Msb, K;) i. e. [An upper chamber; or] a chamber in the upper, or uppermost, story: (Har p. 325:) pl. غُرَفٌ and غُرَفَاتٌ (S, O, Msb, K) which latter is held by some to be a pl. pl. (Msb) and غُرُفَاتٌ and غُرْفَاتٌ. (S, O, Msb, K.) b2: and الغُرْفَةُ signifies The Seventh Heaven: (S, * O, * K:) or the highest of the places of Paradise: or it is one of the names of Paradise. (Bd in xxv. 75.) Accord. to the S [and O], the phrase دُونَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ occurs in a verse of Lebeed, as applying to the Seventh Heaven: but what is [found] in his poetry is دُونَ عِزَّةِ عَرْشِهِ. (IB, TA.) A3: Also A lock (خُصْلَة) of hair. (O, K.) b2: And A rope, or cord, tied with a bow, or double bow, (مَعْقُودٌ بِأُنْشُوطَةٍ, O, K,) which is put upon the head, (O,) or hung upon the neck, (K,) of a camel: (O, K:) of the dial. of El-Yemen. (TA.) غِرْفَةٌ A mode, or manner, of taking [or lading out] water with the hand [as with a ladle]. (K.) A2: And A sandal: pl. غِرَفٌ: (K:) of the dial. of Asad. (TA.) [See also غَرِيفَةٌ.]

غَرْفِىٌّ applied to a سِقَآء [or skin for water or for milk], (S, O, K,) and غَرْفِيَّةٌ applied to a مَزَادَة [or leathern water-bag], (S, O,) Tanned with the species of tree called غَرْف: (S, O, K:) Aboo-Kheyreh says that the [skins termed] غرفيّة are of El-Yemen and El-Bahreyn: and accord. to AHn, one says ↓ مَزَادَةٌ غَرَفِيَّةٌ and قِرْبَةٌ غَرَفِيَّةٌ; and the pl. غَرَفِيَّاتٌ occurs in a verse [in which the ر cannot be quiescent], cited by As. (TA.) b2: مَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ signifies also [A leathern water-bag] full: or, as some say, tanned with dates and [the tree called] أَرْطَى and salt. (TA.) غَرَفِيَّةٌ: see the next preceding paragraph.

غِرَافٌ A certain large measure of capacity; (S, K;) like جِرَافٌ; (S;) also called قَنْقَلٌ [q. v.]. (S, K.) b2: And pl. of غُرْفَةٌ in the first of the meanings assigned to it above. (S, Msb, K.) غَرُوفٌ A well (بِئْرٌ) of which the water is taken [or laded out] with the hand. (O, L, K.) b2: And A large bucket (غَرْبٌ) that takes up much water; (O, K;) as also ↓ غَرِيفٌ; (K;) and غَرِيفَةٌ is applied [in the same sense] to a [bucket termed] دَلْو. (Lth, TA.) غَرِيفٌ: see what next precedes.

A2: Also i. q. قَصْبَآءُ [i. e. Reeds, or canes; or a collection, or bed, thereof; or a place where reeds, or canes, grow]: and [the kind of high, coarse grass called]

حَلْفَآء [q. v.]: and i. q. غَيْضَةٌ [i. e. a collection of tangled, or confused, or dense, trees; &c.]: (AHn, O, K, TA: [but for غَيْضَة, which is thus in the K accord. to the TA, as well as in the O, many (app. most) of the copies of the K have غَيْفَة, a mistranscription:]) and water [in such a collection of trees, &c., i. e.,] in an أَجَمَة; (S, O, K;) thus expl. by Lth; (TA;) said to have this meaning in a verse (S, O, TA) of El-Aashà; (O, TA;) but pronounced by Az incorrect: (TA:) and numerous tangled, or confused, or dense, trees, of any kind; (S, O, K;) as also ↓ غَرِيفَةٌ: (ISd, K:) or a dense collection (أَجَمَةٌ) of papyrus-plants and of حَلْفَآء [mentioned above] (K, TA) and of reeds, or canes; (TA;) and sometimes of the [trees called] ضَال and سَلَم: (AHn, K, TA:) pl. غُرُفٌ. (O.) غِرْيَفٌ A species of trees, (Aboo-Nasr, S, O, K,) of a soft, or weak, kind, (Aboo-Nasr, O, K,) like the غَرَب: (Aboo-Nasr, O:) or the papyrus-plant. (AHn, O, K.) غُرَافَةٌ: see غُرْفَةٌ, first sentence.

غَرِيفَةٌ A piece of leather, about a span in length, and empty, in the lower part of the [receptacle called] قِرَاب of a sword, dangling; and [sometimes] it has notches cut in it, and is ornamented. (S, O, K.) b2: And A sandal, (S, O, K,) in the dial. of Benoo-Asad, (S, O,) and used also by the tribe of Teiyi: (Sh, TA:) [see also غِرْفَةٌ:] or an old and worn-out sandal. (Lh, K.) A2: See also غَرِيفٌ.

غَرَّافٌ A river, or channel of running water, having much water. (O, K.) b2: And A copious rain: occurring in this sense in a verse: or, as some relate it, the word is there عَزَّاف [q. v.]. (TA.) b3: And A horse wide in step; that takes much of the ground with his legs. (Az, O, K. *) غَارِفَةٌ, applied to a she-camel, Swift; pl. غَوَارِفُ: and one says also ↓ خَيْلٌ مَغَارِفُ [Swift horses; app. likened, in respect of the action of their fore legs, to men lading out water with their hands; for it is added,] كَأَنَّهَا تَغْرِفُ الجَرْىَ: and فَارِسٌ

↓ مِغْرَفٌ [A swift horseman]. (O, K.) A2: الغَارِفَة which is forbidden by the Prophet is a word of the measure فَاعِلَة in the sense of the measure مَفْعُولَة, (O, K,) like رَاضِيَة in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ, (O,) and means What a woman cuts, and makes even, or uniform, fashioned in the manner of a طُرَّة [q. v., but for مُطَرَّرَةً, the reading of the K given in the TA, the CK and my MS. copy of the K have مُطَرَّزَة, and thus too has the O but without the teshdeed], upon the middle of her جَبِين [here meaning forehead]: (O, K, TA:) thus says Az: (TA:) or it is an inf. n., meaning الغَرْف, like اللَّاغِيَة (O, K, TA) and الرَّاغِيَة and الثَّاغِيَة; (O, TA;) or, accord. to Az, it is a subst. similar to رَاغِيَة and لَاغِيَة; and the meaning is, the clipping of the front hair, fashioned in the manner of a طُرَّة (مُطَرَّرَةً), upon the جَبِين: or, accord. to El-Khattábee, the meaning is, the clipper of her front hair on the occasion of an affliction. (TA.) مِغْرَفٌ, and the pl. مَغَارِفُ: see the next preceding paragraph, first sentence.

مِغْرَفَةٌ [A ladle; i. e.] the thing with which is performed the act of lading out (مَا يُغْرَفُ بِهِ, S, O, Msb, K) [water &c., or] food: pl. مَغَارِفُ. (Msb.)

غرف: غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه

واغْتَرَفَ منه، وفي الصحاح: غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً. والغَرْفةُ

والغُرفة: ما غُرِف، وقيل: الغَرْفة المرَّة الواحدة، والغُرفة ما اغْتُرِف.

وفي التنزيل العزيز: إلا مَن اغْترَفَ غرْفة، وغُرْفة؛ أَبو العباس:

غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه، وهو الاسم، والغَرْفة

المرَّة من المصدر. ويقال: الغُرفة، بالضم، مِلء اليد. قال: وقال الكسائي

لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة، ولما

كان اغترف لم يخرج على فَعْلة. وروي عن يونس أَنه قال: غَرْفة وغُرْفة

عربيتان، غَرَفْت غَرفة، وفي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وفي الإناء

حُسْوة. الجوهري: الغُرفة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما لم تَغْرِفه

لا تسميه غُرفة، والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف. والغُرافة: كالغُرْفة،

والجمع غِرافٌ. وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على

سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت: يا قوم، نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير

غِراف.

والغِرافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وهو القَنْقَل.

والمِغْرفةُ: ما غُرِفَ به، وبئر غَروف: يُغْرَف ماؤها باليد. ودلو

غَرِيفٌ وغريفة: كثيرة الأَخذ من الماء. وقال الليث: الغَرْف غَرْفُك الماء

باليد أَو بالمِغْرفة، قال: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء. قال:

ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها

من البحرين، وغَرَفية دُبغت بالغَرَف. وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ

بالغَرف. ونهر غَرَّافٌ: كثير الماء. وغيث غرَّاف: غزير؛ قال:

لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ

ويروى عزَّاف، وقد تقدم.

وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها. وغَرَفْتُ

ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، نهى عن الغارفة، قال الأَزهري: هو أَن تُسَوِّي ناصيتها

مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها. ابن الأعرابي: غَرَف شعره إذا جَزَّه، وملَطه إذا

حلَقه. وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ من الشعر؛

ومنه قول قيس: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع.

قال الأَزهري: والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة

كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل، وكقول اللّه تعالى: لا تَسْمَع فيها لاغِيةً، أَي

لَغْواً، ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين:

والغارفة في غير هذا: الناقة السريعة السير، سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع؛ وقال

الخطابي: يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة. وغرَف

شعَره إذا جَزَّه، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية. وناقة

غارفة: سريعة السير. وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف: كـأَنها تَغْرِفُ

الجَرْيَ غَرْفاً، وفرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم:

بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف

ابن دريد

(* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد.): فرس

غَرَّافٌ رَغيبُ

(* قوله « رغيب» هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس

بالحاء المهلة.) الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض.

وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابن

الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قال قيس بن الخَطِيم:

تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا

قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ

قال يعقوب: معناه تتثَنَّى، وقيل: معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها.

وانْغَرَف العظم: انكسر، وقيل: انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم

يُنْعم كَسْرُه. وانْغَرَفَ إذا مات.

والغُرْفة: العِلِّيّةُ، والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.

والغُرفة: السماء السابعة؛ قال لبيد:

سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ،

سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ

كذا ذكر في الصحاح، وفي المحكم: فوق فرع المَعْقِل؛ قال: ويروى

المَنْقل، وهو ظهر الجبل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: دون عِزَّة عَرشه.

والمَنْقلُ: الطريق في الجبل. والغُرْفةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في

عُنُق البعير. وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً: أَلقى في رأْسه

الغُرفة، يمانية. والغَرِيفةُ: النعْلُ بلغة بني أَسَد، قال شمر: وطيِّء

تقول ذلك، وقال اللحياني: الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ. والغريفة: جِلْدةٌ

مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب

السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قال الطرماح وذكر مِشْفرَ

البعير:

تُمِرُّ على الوِراكِ، إذا المَطايا

تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ

خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي،

كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ

(* قوله «ذي غضون» كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.)

وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛

والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته. وقال اللحياني: الغَريفة

في هذا البيت النعْل الخلق، قال: ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم

غَريفة أَيضاً. والغَريفةُ والغَريفُ: الشجر المُلْتَفُّ، وقيل: الأَجَمَةُ

من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة: وقد يكون من

السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير:

يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه

كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر

وقيل: هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى:

كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريـ

ـف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

السَّريرُ: ساق البَرْديّ. قال الأَزهري: أَما ما قال الليث في الغريف

إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل. والغَريفُ: الأَجمة نفْسُها بما فيها من

شجرها. والغَريف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال

الأَعشى:كبردية الغِيل، وسط الغريـ

ـف، ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا

أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير

البيتين:

كبردية الغيل، وسط الغريف،

إذا خالط الماء منها السُّرورا

والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو:

أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا

دِ، ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا

والغَرْفُ والغَرَفُ: شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل:

الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل: هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل:

هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي:

أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به

غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف

سقامٌ: اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير:

يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى،

فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ

الأَزهري: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد: هو

الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به.

والثُّمام أَنواع: منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل

به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف:

تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها،

هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها

يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف. وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ:

الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى

فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة،

ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف،

وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل

الطائف يسمونه النَّفْس. وقال ابن الأَعرابي: يقال أَعْطِني نَفْساً أَو

نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة

وغيره من لِحاء الشجر. قال أَبو منصور: والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود

معروف من شجر البادية، قال: وقد رأَيته، قال: والذي عندي أَن الجلود

الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد. قال ابن

الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله

ابن الأعرابي صحيح. قال أَبو حنيفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ

رائحته برائحة الكافور. وقال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير

القَرَظ، وقال أَيضاً: الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد

سمي غَرْفاً. وقال الأَصمعي: الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من

البحرين. وقال أَبو خَيْرة: الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال: والغَرَفية،

متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف. ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف؛ قال

ذو الرمة:

وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها

مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ

يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: من نعت السَّرَب في قوله:

ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ،

كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟

قال ابن دريد: السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛

وأَنشد بيت ذي الرمة وقال: من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء

الغرف بالتحريك؛ وأَنشد:

ومَرِّ الرّيح بالغَرَف

قال ابن بري: قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي: الغَرْف ضروب تجمع،

فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً. أَبو حنيفة: والغَرَف شجر تُعمل منه

القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد. وقال القزاز: يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت

القِسِيُّ تُعمل من عيدانه. وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي: أَن الغرْف يدبغ

بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله: وفْراء غَرْفية؛ وقيل: الغرفية ههنا

المَلأَى، وقيل: هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة:

مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي:

كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ

نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ

وغَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف. وغَرِفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ

غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف. التهذيب: وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي

تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛

ومنه قول امرئ القيس:

ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها

بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي

وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها.

والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء: ضرب من الشجر، وقيل: من نبات

الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل:

إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها،

زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره،

بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ

قال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال:

وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم:

رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ،

يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ

والغِرْيَفُ: رمل لبني سعد. وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ: اسمان. والغَرَّافُ:

فرس خُزَزَ بن لُوذان.

غرف
الغَرْفُ بالفَتْح ويُحَرَّكُ وَهَذِه نَقَلَها أَبو حَنيفَةَ والجَوْهرِيُّ عَن يَعْقُوب: شَجَرٌ يُدْبغُ بهِ فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الثُّمامُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الغَرْفُ والغَلْفُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَرْفُ والغَلْفُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَرْفُ: شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ وَلَا يَدْبُغُ بِهِ أَحدٌ، وَقَالَ القَزّازُ: يَجوزُ أَنْ يُدْبَغَ بوَرَقهِ، وإِنْ كانَت القِسِيُّ تُعْمَلُ من عِيدانِه، وحكَى أَبو مُحَمّدٍ، عَن الأَصْمَعِيِّ، أَنَّ الغَرْفَ يُدْبَغُ بوَرَقِه، وَلَا يُدْبَغُ بعِيدانِه، وشاهِدُ الْفَتْح قولُ عَبْدَةَ بنِ الطّبيب العَبْشَمِيُّ:
(وَمَا يَزالُ لَهَا شَأْوٌ يُوَقِّرُه ... مُحَرَّفٌ من سُيُورِ الغَرْفِ مَجْدُولُ)
وشاهِدُ التَّحْرِيكِ قولُ أَبِي خِراشِ الهُذَلِيِّ:
(أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لَا أَنِيسَ بِهِ ... إِلا السِّباعُ ومَر الرِّيحِ بالغَرَفِ)
سُقام: اسمُ وادٍ، ويُرْوى: غيرُ السِّباع. وسِقاءٌ غَرْفِيٌّ: دُبِغَ بهِ أَي بالغَرْف، وكذلكَ مزادَةٌ غَرْفِيَّةٌ، قَالَ عُمَرُ بن لَجَأ: تَهْمِزُه الكَفُّ على انْطِوائِها هَمْزَ شَعِيبِ الغَرْفِ مِنْ عَزْلائِها يَعْنِي مَزادَةً دُبِغَتْ بالغَرْفِ، وقالَ الباهِلِيُّ: الغَرْفُ: جُلُودٌ لَيست بقَرَظِيَّةٍ تُدْبَغُ بهَجَرَ، وَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ لَها هُدْبُ الأَرْطَى، فيوُضَعَ فِي مِنْحاز، ويُدَقَّ، ثمَّ يُطْرَحَ عَلَيْهِ التَّمْرُ، فتَخْرُجَ لَهُ رائِحَةٌ خَمِرَة، ثمَّ يُغْرَفَ لكُلِّ جِلْدٍ مِقْدارٌ، ثمَّ يُدْبَغَ بِهِ، فذلِكَ الَّذِي يُغْرَفُ يُقال لَهُ: الغَرْفُ، وكلُّ مِقْدارِ جِلدٍ من ذلِكَ النَّفِيعِ فَهُوَ الغَرْفُ، واحِدُه وجَمْعُه سَواءٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: والغَرْفُ الَّذِي تُدْبَغُ بِهِ الجُلودُ مَعْروفٌ، ومِنْ شَجَرِ البادِيَةِ، قالَ: وقَدْ رَأَيْتُه. قَالَ: والَّذِي عِنْدِ أَنَّ الجُلُودَ الغَرْفِيَّةَ)
منسوبةٌ إِلى الغَرْفِ الشَّجَرِ، لَا إِلى مَا يُغْرَفُ، وقالَ الأَصْمَعِيّ: الغَرْفُ، بإِسْكانِ الراءِ: جُلودٌ يُؤْتَى بهَا من البَحْرَيْنِ، وقالَ أَبُو خَيْرَةَ: الغَرْفِيَّةُ يَمانِيّةٌ وبَحْرانِيّةٌ، وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وَفْراءَ غَرْفيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشِلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ)
يَعْني مَزادَةً دُبغَتْ بالغَرْفِ، وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ: مَزادَةٌ غَرْفيَّةٌ، وقِرْبَةٌ غَرْفيَّةٌ، وأَنشد الأَصْمَعيُّ: كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفيّاتِ الوُسُعْ نِيطَتْ بأَحْقِي مُجْرئشّاتِ هُمُعْ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الغَرَفُ بالتّحريك: الثُّمامُ بعَيْنه لَا يُدْبَغُ بِهِ، قالَ الأزْهَريُّ: وَهَذَا الَّذي قالَه ابنُ الأعْرابيِّ صَحيحٌ، وقالَ أَبو حَنيفَةَ: إِذا جَفَّ الغَرَفُ فمَضَغْتَه شَبَّهْتَ رائحتَه برائحة الكافُورِ. أَو هُوَ الثُّمامُ مَا دامَ أَخْضَرَ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيِّ لجَريرٍ:
(يَا حَبَّذا الخَرْجُ بَين الدامِ فالأُدَمَى ... فالرِّمْثُ من بُرْقَة الرَّوْحانِ فالغَرفُ)(جَوادٌ إِذ حَوْضُ النَّدَ شَمَّرَتْ لَهُ ... بأَيْدِي اللَّهاميمِ الطِّوالِ المَغارفُ)

وغَرَفَ الماءَ بِيَدِهِ يَغْرِفُه بالكَسْر ويَغْرُفُه بالضَّمِّ غَرْفاً، واقْتَصَر الجَماعةُ على الكَسْر فِي المُضارع فَقَط: أَخَذَه بيَدِه، كاغْتَرَفَه واغْتَرَفَ منْهُ. والغَرْفَةُ بالفتحِ للمَرَّة الواحِدَةِ مِنْهُ. والغِرْفَةُ بالكَسْر: هيْئَةُ الغَرْفِ. والغِرْفَةُ: النَّعْلُ بلُغَة أَسَد ج: غِرَفٌ كعِنَبِ. والغُرْفَةُ بالضمِّ: اسمٌ للمفعُولِ مِنْهُ كالغُرافَةِ كثُمامَةِ، قَالَ الْجَوْهَرِي: لأَنَّكَ مَا لَمْ تَغْرِفْه لَا تُسَمِّيه غُرْفَةً وقَرَأَ ابنُ كَثيرٍ وأَبو جَعْفَرٍ ونافعٌ وأَبو عَمْرٍ وإِلاّ من اغْتَرَفَ غَرْفَةً بالفتحِ، والباقُونَ بالضمِّ، وَقَالَ الكسائيُّ: لَو كانَ مَوْضِعُ اغْتَرَفَ غَرَفَ اخْتَرْتُ الفَتْحَ لأَنَّه يُخَرَّجُ على فَعْلَةِ، ولمّا كَانَ اغْتَرَفَ لم يُخَرَّجْ على فَعْلَة. وَرُوِيَ عَن يُونُسَ أَنَّه قَالَ: غَرْفَةٌ وغُرْفَةٌ عَرَبيّتان، غَرَفْتُ غَرْفَةً، وَفِي القِدْر غُرْفَةٌ، وحَسَوْتُ حَسْوَةً، وَفِي الإناءِ حُسْوَةٌ. والغِرافُ، كنِطاف جمع نُطْفَةٍ جَمْعُها أَي، جَمْعُ الغُرْفَةِ بالضمِّ. والغِرافُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ مثل الجِراف، وَهُوَ القَنْقَلُ، نَقَله الجَوْهَريُّ والمِغْرَفَةُ كمِكْنَسَةٍ: مَا يُغْرَفُ بِهِ والجمعُ المَغارفُ. وغَرِفَت الإِبلُ، كفَرِحَ تَغْرَفُ غَرَفاً بالتَّحْريك: إِذا اشْتَكَتْ بُطُونَها من أَكْلِ الغَرَف وأَخْصَرُ مِنْهُ عبارَةُ الجَوْهَرِيّ: إِذا اشْتَكَتْ عَنْ أَكْلِ الغَرَفِ والغَرِيفُ، كأَميرٍ: القَصْباءُ والحَلْفاءُ نَقَله أَبو حَنيفَةَ، قالَ الأَعْشَى:
(كَبَرْ دِيَّةِ الغِيلِ وسطَ الغَريف ... إِذا مَا أَتَى الماءُ مِنْهَا السَّرِيرَا) ويُرْوَى السَّديرَا هَذَا هُوَ الصَّواب فِي إِنْشادِه، وَمَا أَنشَدَه الجوهريُّ فإِنّه مُخْتَلٌّ، نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيٌّ والصّاغانيُّ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الغَرِيفُ: هُوَ الغَيْقَةُ أَيضاً، قَالَ أَبُو كَبيرٍ الهُذَليُّ:
(يَأْوي إِلى عُظْم الغَرِيفِ ونَبْلُه ... كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ)
وَقَالَ آخرُ:
(لمّا رَأَيْتُ أَبا عَمْرٍ ورَزَمْتُ لَهُ ... مِنِّي كَمَا رَزَمَ العَيّارُ فِي الغُرُفِ)
والغَرِيفُ فِي بَيت الْأَعْشَى المَاء فِي الأجمة نَقله اللَّيْث وأبطل الْأَزْهَرِي.
والغَرِيفُ: سَيْفُ زَيْدِ بنِ حارثَةَ الكَلْبيِّ رَضِي الله عنهُ وَفِيه يَقول:
(سَيْفِي الغَرِيفُ وفَوْقَ جلْدِيَ نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داودٍ لَهَا أَزْرارُ)

(أَنْفِي بِهِ مَنْ رامَ منْهُمْ فُرْقَةً ... وبمِثْلِه قَدْ تُدْرَكُ الأَوْتارُ)
والغَرِيفُ: الشَّجَرُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ من أَيِّ شَجَرٍ كانَ نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى، كالغَريفَة بالهاءِ عَن ابْن سيدَه. أَو الأَجَمَةُ من البَرْدىِّ والحَلْفاءِ والقَصَب، قَالَ أَبو حَنيفَةَ: وَقد يَكُونُ من الضّالِ والسَّلَمِ وَبِه فُسِّرَ قولُ أَبِي كَبيرٍ الهُذَليِّ السّابقُ. وغَرِيف: عابدٌ يَمانيٌّ غَيْرُ) مَنْسُوبِ حَكَى عَنهُ عَليُّ بن بَكارٍ. والغَرِيفُ بنُ الدَّيْلَميِّ: تابعيٌّ عَن واثلَةَ بن الأَسْقَعِ، هَكَذَا ذَكَرَه الحافِظُ فِي التَّبْصير، وقَرَأْتُ فِي كتاب الثِّقاتِ لابنِ حبّان مَا نصُّه: الغَريفُ ابنُ عَيّاشٍ من أهْل الشّامِ، يَرْوِي عَن فَيْرُوزَ الدَّيْلَميِّ، وَله صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ إِبْراهيمُ بنُ أَبي عَبْلَةَ انْتهى فتَأَمَّل ذَلِك. والغَرِيفَةُ بهاءِ: النَّعْلُ بلُغَة بني أَسَد، قَالَه الجَوْهَريُّ، قَالَ شَمِرٌ: وطَيِّئٌ تَقُولُ ذَلِك.
أَو الغَريفَةُ: النَّعْلُ الخَلَقُ قَالَه اللِّحْيانيُّ، وَبِه فُسِّر قولُ الطِّرِمّاحِ يَذْكُرُ مِشْفَرَ البَعير:
(خَرِيعَ النَّعْوِ مُضطَّرِبَ النَّواحِي ... كأَخْلاقِ الغَرٍ يفَةِ ذِي غُضُونِ)
قَالَ الصاغانيُّ: كَذَا وَقع فِي النُّسَخِ ذِي غُضُون والرِّواية: ذَا غُضًون منصوبٌ بِمَا قبلَه وَهُوَ قَوْله:
(تُمِرُّ على الوِراك إِذا المَطايَا ... تَقايَسَت النِّجادَ من الوجِينِ)
وقيلَ: الغَرٍ يفَةُ فِي شعر الطِّرمّاحِ: جلْدَةٌ من أَدَمٍ نَحْوُ شَبْرٍ فارغةٌ مرتَّبَةٌ فِي أَسْفَلِ قِرابِ السَّيْفِ تَذَبْذَبُ، وتَكُونُ مُفَرَّضَةً مُزَيَّنَةً وإِنما جَعَلها خَلَقاً لنُعُومَتها. والغرْيَفً كحِذْيَمٍ: شَجَرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَب، قَالَه أَبو نَصْرٍ. أَو البَرْديُّ نَقله أَبو حَنيفَةَ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ حاتمٍ فِي صفَة نَخْلٍ:
(رِواءٌ يَسيلُ الماءُ تحتَ أُصولِه ... يَميلُ بِهِ غَيْلٌ بأَدْناهُ غِرْيفُ)
وقالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ:
(يَزْخَرُ فِي حَافَّاته مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْه الشُّوعُ والغِرْيفُ)
والغِرْيفُ: جَبلٌ لبَني نُمَيْرٍ قَالَ الخَطَفَى جَدُّ جَريرٍ: كَلَّفَنِي فَلْبِىَ مَا قَدْ كَلَّفَا هوازِنِيّات حَلَلْ، َ غِرْيَفَا وغِرْيَفَةُ بهاءٍ: ماءٌ عنْدَ غِرْيفِ الْمَذْكُور فِي وَاد يُقالُ لَهُ: التَّسْريرُ. وعَمُودُ غِرْيَفَةَ: أَرْضٌ بالحِمَى لغَنِيٍّ بن أَعْصُرَ كَذَا فِي العُباب والمُعْجَمِ. والغُرْفَةُ، بالضَّمِّ: العُلِّيَّةُ، ج: غُرُفاتٌ، بضمَّتَيْن، وغُرَفاتٌ بفَتْحٍ الرّاءِ، وغُرْفاتٌ بسُكُونها، وغُرَفٌ كصُرَدٍ. والغُرْفَةُ أَيْضاً: الخُصْلَةُ من الشَّعْر. والغُرْفَةُ أَيضاً: الحَبْلُ المَعْقُودُ بأَنْشُوطَةٍ يُعَلَّقُ فِي عُنُق البَعير. وقَوْلُ لَبيدِ رَضِي الله عَنهُ:
(سَوَّى فأَغْلَقَ دُونَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ فوْقَ فَرْعِ المَعْقِل، قَالَ: ويُرْوَى المَنْقَل، وَهُوَ ظَهْرُ الجَبل، يَعْني)
بِهِ السَّماء السّابعَة قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الَّذي فِي شِعْره: دُونَ عِزَّة عَرْشه والمَنْقَلُ: الطَّريقُ فِي الجَبل. وبالتَّحْريك: غَرَفَةُ بنُ الْحَارِث الكِنْديُّ الصحابيُّ رضيَ الله عَنهُ، كُنْيَتُه أَبو الْحَارِث، سكَن مِصْرَ، وَهُوَ مُقلٌّ، لَهُ فِي سُنَن أَبي دَاود، قالَ الحافِظُ: وذَكَره ابنُ حبّان فِي الحَرْفَيْن، أَي، العَيْن المُهْمَلَة والمُعْجَمَة. قلتُ: وَفَاته: غَرَفَةُ الأَزْدِيُّ من أَصحاب الصُّفَّة، استَدْرَكُه ابنُ الدَّبّاغ، وَله حَديُثٌ، واختُلفَ فِي سِنان بنِ غَرَفَةَ الصَّحابيِّ، فقيلَ: بِالْمُعْجَمَةِ، ومثلُه فِي كتاب الصَّحابيِّ، فقيلَ: بِالْمُعْجَمَةِ ومثلهُ فِي كتاب الصَّحَابَة للطَّبَراني، والباوَرْديّ وَابْن السَّكَن وَابْن مَنْدَه، وَغَيرهم، قالَ الحافظُ: ورَأَيْتُه أَنا فِي أَكثر الرِّواياتِ بالمُعْجَمة، وَكَذَا ضبَطَهُ ابنُ فَتْحُون عَن ابْن مُفَرِّجٍ فِي كتاب ابْن السَّكن، قالَ: وَكَذَا هُوَ فِي كتاب الباوَرْدِيّ، وتَرَدَّدَ فِيهِ ابنُ الأَثير، وقالَ ابنُ فَتْحُون: ورأَيتُه أَيضاً فِي نسخةِ من كتاب ابْن السَّكَن بِكَسْر العَيْنِ الْمُهْملَة، وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا قَاف. وبِئَرٌ غَرُوفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤُها باليَد نَقله الصاغانيُّ وصاحبُ اللِّسان. وغَرْبٌ غَرُوفٌ، وغَرِيفٌ: كَبيرٌ، أَو كَثيرُ الأَخْذِ للماءِ قَالَه اللَّيْثُ، ويُقال: دَلْوٌ غَرِيفَةٌ. والغَرّافُ كشَدّادٍ: نَهَرٌ كَبيرٌ بينَ واسطَ والبَصْرَةِ، عَلَيْهِ كُورَةٌ كَبيرَةٌ لَهَا قُرًى كثيرةٌ، وَفِي التَّبْصير: هِيَ بُلَيْدَةٌ ذاتُ بَساتينَ آخرَ البَطائحِ تحتَ واسِطَ، وَمِنْهَا الإِمامُ نُورُ الدِّين أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ عبد المُحْسن بن أَحْمَدَ الحُسَيْنيُّ الغَرّافيُّ، من شُيُوخِ الشَّرَفِ الدِّمْياطيِّ، وابْناهُ: أَبو الحَسَن تاجُ الدِّين عليٌّ، مُحَدِّثُ الإِسْكَنْدَريَّة، وأَخُوه أَبُو إِسْحاقَ إِبراهيمُ تُوُفِّيَ بالإسْكَنْدَريّة سنة. وَالْقَاضِي أَبُو المَعالي هِبَةُ الله بنُ فَضْلِ الله الغَرّافيُّ، سَمَع المَقاماتِ من الحَريريِّ، وابْنُه يَحْيَى رَوَى عَن أَبي عليِّ الفارقيِّ، وابنُه مُحَمّدُ بنُ يَحْيَى ساقطُ الرِّوايَة مَاتَ سنة. ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن سُلْطاَنَ الغَرّافيُّ، عَن أَبي عليٍّ الفارقيّ أَيضاً، مَاتَ سنة. وصالحُ بنُ عبد الرَّحْمن الغَرّافيُّ، عَن الحُصَيْن. وأَبُو بكر أَحْمَدُ بنُ صَدَقَةَ الغَرّافيُّ الواسطيُّ عَن أَبي عَبْد الله الجُلاّبيِّ. وعَليُّ بنُ حَمْزَةَ الغَرّافيُّ، لَهُ شعْرٌ حَسَنٌ، ويُلَقَّبُ بالثَّوْرِ، بمُثَلَّثة. وغَرّافٌ: فَرَسُ البَرَاءِ بن قَيْس ابْن عَتّاب بن هَرْميِّ بن رياحٍِ اليَرْبُوعيِّ، وَهُوَ القائلُ فِيهِ:
(فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فَارِسًا ... سواىَ فقَدْ بُدِّلْتُ منْه سَمَيْدَعَا)
قَالَ أَبُو محمَدٍ الأَعرابيُّ: سأَلتُ أَبَا النَّدَى عَن السَّمَيْدَعِ مَنْ هُوَ قالَ: كانَ جاراً للبَرَاءِ بن قَيْسٍ، وَكَانَا فِي مَنْزِلِ فأَغارَ عَلَيْهِمَا ناسٌ من بَكْرِ بن وائلٍ، فحَمَلَ البَرَاءُ أَهْلَهَ، وركبَ فَرَساً يُقَال لَهُ: غراف، فَلَا يلْحق فَارِسًا مِنْهُم إِلاّ ضَرَبَه برُمْحه، وأُخِذَ السَّمَيْدَعُ، فنَاداه يَا بَراءُ أَنْشُدُكَ الجوارَ،)
وأَعْجَبَ القَوْمَ الفَرَسُ، فقالُوا: لَكَ جارُكَ وأَنْتَ آمِنٌ، فأَعْطِنَا الفَرَسَ، فاسْتَوْثَقَ منْهُم، ودَفَعَ إِليهم الفَرَس، واسْتَنْقَذَ جارَه، فَلما رَجَع إِلَى فَرَسَه، فقالَ فِي ذلكَ قطْعةٌ مِنْهَا هَذَا البَيْتُ. والغَرّافُ من الأَنْهُرِ: الكَثيرُ الماءِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الغَرّافُ من الخَيْل: الرَّحِيبُ الشَّحْوَةِ، الكَثيرُ الأَخْذِ بقَوائمه من الأَرْض. والغُرَيْفَةُ، كجُهَيْنَةٍ: عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا فِي التَّكْملَة. ويُقال: تَغَرَّفَنِي: أَي أَخذَ كُلَّ شَيءٍ مَعي كَمَا فِي التَّكْملَة. وانْغَرَفَ الشيءُ: انْقَطَعَ مطاوعُ غَرَفَه غَرْفاً، قَالَ قَيْسُ بن الخَطِيمِ:
(تَنامُ عَن كُبْرِ شأَنِها فإِذا ... قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ)
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: غَيْثٌ غَرّافٌ: غَزِيرٌ، قالَ: لَا تَسْقِهِ صيِّبَ غَرّافٍ جُؤَرّْ ويُرْوَى عَزّاف وقَدْ ذُكرَ فِي مَوْضِعه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الغَرْفُ: التَّثَنِّي والانْقصافُ. وقالَ يَعْقُوب: انْغَرَفَ: تَثَنَّى، وَبِه فُسِّر قولُ قَيْسِ السابقُ، وقيلَ: مَعْناه: تَنْقَصِفُ من دقَّة خَصْرِها.
وانْغَرَفَ العَظْمُ: انْكَسَرَ. وانْغَرَفَ العُودُ: انْفَرَض، وَذَلِكَ إِذا كُسِرَ وَلم يُنْعَمْ كَسْرُه. وانْغَرَفَ: مَاتَ. وغَرَفَ البَعيرَ يَغْرُفُه، ويَغْرِفُه غَرْفاً: أَلْقَى فِي رَأْسه الغُرْفَة: أَي الحَبْلَ، يمانيَّةٌ. ومَزادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: أَي مَلآنَةٌ، وَقيل: مَدْبُوغَةٌ بالتَّمْرِ والأَرْطَى والمِلْحِ. وغَرَف الجلْدَ غَرْفاً: دَبغَه بالغَرْف.
والغَرِيفُ، كأَميرٍ: رَمْلٌ لبَنِي سَعْدٍ. وأَبُو الغَرِيف: عُبَيْدُ الله بنُ خَليفَةَ الهَمْدانيُّ، رَوَى عَن صَفْوانَ بن عَسّالٍ، وَعنهُ أَبو رِزْقٍ الهَمْدانيُّ. وعَمْرُو بنُ أَبي الغَرِيف، عَن الشَّعبيِّ، وابْناه: مُحَمَّدٌ وهُذَيْلٌ، عَن أَبيهما. وَقد سَمَّوْا غُرَيفاً وغَرّافاً، كزُبَيْرٍ وشَدّادٍ. والغَرّافُ: فرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ. والزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الله بن عُبَيْدِ الله بن رياحِ المُغْتَرِفيُّ، عَن أَبيه، وَعنهُ ابنُه إِسْحاقُ، وحَفيدُه الزُّبَيْرُ بنُ إِسْحاقَ عَنْ أَبيه، ذكره ابنُ يُونُسَ.

غزل

غزل


غَزَلَ(n. ac. غَزْل)
a. Spun.

غَزِلَ(n. ac. غَزَل)
a. [Bi], Made love to, courted, dallied, toyed with.

غَاْزَلَa. Made love to &c.

أَغْزَلَa. Spun, twirled the spindle.
b. Had a young one (gazelle).
تَغَزَّلَa. see (غَزِلَ).

تَغَاْزَلَa. Made love to each other.

إِنْغَزَلَ
a. [ coll. ], Was spun.

إِغْتَزَلَa. Spun.

غَزْل
(pl.
غُزُوْل)
a. Thread; spun thread, yarn.
b. Spider's web.

غَزْلِيّa. Thready.

غَزَلa. Gallantry, dalliance, amorous conversation
love-talk.
b. Erotic poetry.

غَزِلa. Amorous; gallant; sonneteer.

أَغْزَلُa. Periodic, intermittent (fever).

مَغْزَلa. see 20
مِغْزَل
(pl.
مَغَاْزِلُ)
a. Spindle.

غَاْزِلَة
(pl.
غُزَّل
غَوَاْزِلُ
41)
a. Spinner, spinster (woman).
غَزَاْل
(pl.
غِزْلَة
غِزْلَاْن
34)
a. Gazelle.
b. Young gazelle, fawn.

غَزَاْلَةa. Female gazelle, doe.
b. [art.], The rising sun.
غَزَّاْلa. Spinner.

غَزَّاْلَةa. see 21t
N. P.
غَزڤلَa. Spun.

N. Ac.
تَغَزَّلَa. see 4
(غزل)
الصُّوف أَو الْقطن وَنَحْوهمَا غزلا فتله خيوطا بالمغزل

(غزل) غزلا شغف بمحادثة النِّسَاء والتودد إلَيْهِنَّ فَهُوَ غزل
(غزل) - في الحديث : "ورُبْع المِغْزَل"
: أي رُبْع ما غَزلَ النِّساءُ. والمِغزَل: آلتُه - بالكَسْر، وبالفَتْح - مَوضع الغَزْل، وبالضَّمِّ: ما جُعِل فيه الغَزْل.
غزل
قال تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها
[النحل/ 92] ، وقد غَزَلَتْ غَزْلَهَا.
والْغَزَالُ: ولد الظّبية، والْغَزَالَةُ: قرصة الشمس، وكني بالغَزْلِ والْمُغَازَلَةِ عن مشافنة المرأة التي كأنها غَزَالٌ، وغَزِلَ الكلب غَزَلًا: إذا أدرك الْغَزَالَ فلهي عنه بعد إدراكه.
غزل
غَزَلَتِ المَرْأةُ تَغْزِلُ. والمِغْزَلُ والمُغْزَل: لغتان وفي المَثل: " أضَل من ساقِ مِغْزَلٍ " لأنَّه يكْسُو الناسَ وهو عارٍ.
والغَزَلُ: حَدِيثُ الفِتيانِ مع الجَواري، غازَلَها مُغازَلةً. وفلانٌ غِزْلُ نِساءٍ وغِزِّيْلُ نِساءٍ: أي تِبْعُهُنَّ.
والغَزَالُ: الشادِنُ قَبْلَ الإثْنَاءِ حين يَتَحَرَّكُ وَبمْشي. والغَزِلُ: الكَلْبُ الذي إذا أدْرَكَ الغَزَالَ تَرَكَه ولَهِيَ عنه. والغِزْلَةُ: جَمْعُ الغَزَال.
والغَزَالَةُ: عَيْنُ الشَّمْس. ورَأْدُ الضُّحى.
والمَغازِلُ: عَمَدُ النَّوْرَج الذي يُدَاسُ به الكُدْسُ.
ودارَةُ الغُزَيِّل: في بَلْحَرْثِ بن رَبِيعة.
غ ز ل: (الْغَزَالُ) الشَّادِنُ حِينَ يَتَحَرَّكُ وَجَمْعُهُ (غِزْلَةٌ) وَ (غِزْلَانٌ) مِثْلُ غِلْمَةٍ وَغِلْمَانٍ. وَ (غَزَالَةُ) الضُّحَى أَوَّلُهُ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ فِي غَزَالَةِ الضُّحَى. وَقِيلَ: الْغَزَالَةُ الشَّمْسُ أَيْضًا. وَ (غَزَلَتِ) الْمَرْأَةُ الْقُطْنَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (اغْتَزَلَتْهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْغَزْلُ) أَيْضًا (الْمَغْزُولُ) . وَ (الْمُغْزَلُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا مَا يُغْزَلُ بِهِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْأَصْلُ الضَّمُّ لِأَنَّهُ مِنْ (أَغْزَلَ) أَيْ أُدِيرَ وَفُتِلَ. وَ (أَغْزَلَتِ) الْمَرْأَةُ أَدَارَتِ الْمِغْزَلَ. وَرَجُلٌ (غَزِلٌ) أَيْ صَاحِبُ غَزْلٍ وَقَدْ (غَزِلَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. 
غ ز ل

طلعت الغزالة وهي الشمس، ولا يقال: غابت وهو اسمها إلى مدّ النهار وانتفاخه، يقال: لقيته غزالة الضحى وغزاغلات الضحى. قال:

دعت سليمى دعوة هل من فتى ... يسوق بالقوم غزالات الضحى

فقام لا وانٍ ولا رثّ القوى

وجئتك مع الغزالة أي مع طلوع الشمس. وفلان غزل ومتغزل وغزيل، وهو غزيلها، فعيل بمعنى مفاعل كحديث وكليم. وتقول: إن صاحب الغزل، أضلّ من ساق مغزل؛ وضلاله: أنه يكسو الناس وهو عار. قال إياس بن سهم الهذليّ:

نسبنا بليلى فانبعثت تعيبها ... أضلّ من الحجّام أو ساق مغزل

يريد حجّام ساباط. وتقول: مغازلة الغزلان، أهون من منازلة الأقران.

ومن المجاز: أطيب من أنفاس الصبا، إذا غازلت رياض الرّبى. وفلان يغازل رغدا من العيش.
باب الغين والزاي واللام معهما غ ز ل، ل غ ز، ز غ ل، ز ل غ مستعملات

غزل: غَزَلَتِ المرأةُ تَغْزِلُ غَزْلاً بالمغزل، والمُغْزَلُ لغةٌ. والغَزَلُ: حديث الفتيان مع الجواري، يقال: غازَلَها مُغازَلةً. والتَّغَزُّلُ: تكلف ذاك. والغَزالُ: الشادن حين يتحرك ويمشي قبل الإثناء. والغَزالةُ: عين الشمس. والغَزالةُ: الضحى.

زغل: زَغَلَتِ المَزادَةُ من عزاليها أي صَبَّتْ. وأَزْغَلَتِ القطاةُ فرخها، والاسم الزُّغلةُ.

لغز: اللُّغْزُ، واللَّغَزُ لغةٌ،: ما أَلْغَزَتِ العَرَبُ من كلامٍ فَشَبَّهَتْ مَعناه. واللُّغَزُ والألْغازُ: حفرة يُلْغِزُها اليربوع في جحره يمنة ويسرة يلوذ بها. زلغ: تَزَلَّغَتُ يدي أي تشققت، وتزلعت بالعين أيضاً.
[غزل] وفيه: عليكم كذا وربع "المغزل"، أي ربع ما غزل نساؤكم، وهو بالكسر الآلة، وبالفتح موضع، وبالضم ما يجعل فيه الغزل، وقيل: هو حكم خص به هؤلاء اليهود. ك فتح: قال "للغزالين": سنتكم بينكم ربحًا، هو بتشديد زاي وبمعجمة هم البياعون المغزولات، وسنتكم- منصوب بنحو ألزموا، ومرفوع بالابتداء أي عادتكم معتبرة بينكم في معاملاتكم، قوله: وسنتهم على نياتهم ومذاهبهم- عطف على: ما يتعارفون، أي أجرى على طريقتهم الثابتة على حسب مقاصدهم وعادتهم، أي أجرى أمراءها إلى الأمصار على عرفهم وقصورهم، وروى: ربحًا، وهو هنا زائد لا معنى له وإنما هو في قوله: لا بأس العشرة بإحدى عشرة ويأخذ للنفقة ربحًا، أي لا بأس أن يبيع ما اشتراه بمائة مثلًا كل عشرة منه بإحدى عشرة، قوله: ويأخذ للنفقة ربحًا، قال مالك: لا يأخذ إلا فيما له تأثير في السلعة كالخياطة لا أجرة السمسار والطرو، قال الجمهور: للبائع أن يحسب في الرابحة جميع ما صرفه ويقول: قام علي بكذا. ط: قوم فيهم "الغزل"، مغازلة النساء محادثتهن ومراودتهن.
[غزل] الغَزالُ: الشادنُ حين يتحرَّك، ويجمع على غزلة وغزلان، مثل غلمة وغلمان. وقد أغْزَلَتِ الظَبيةُ. ومُغازَلَةُ النساء: محادثتهن ومراودتهن. تقول: غازلتها وغازلتني. والاسم الغَزَلُ. وتَغَزَّلَ، أي تكلف الغَزَلَ، وتَغازَلوا. وغَزالَةُ الضحى: أوّلها. يقال: جاءنا فلان في غَزالَةِ الضُحى. قال ذو الرمة: فأشرفت الغزالة رأس حزوى أراقبهم وما أغنى قبالا يعنى الاظغان. ونصب " الغزالة " على الظرف. ويقال: الغَزالَةُ الشمس أيضاً. وغَزَلَتِ المرأة القطنَ تَغْزِلُهُ غَزْلاً واغْتَزَلَتْهُ بمعنًى. والغَزْلُ أيضاً: المَغْزولُ. والمُغْزَلُ والمِغْزَلُ: ما يُغْزَلُ به. قال الفراء: والأصل الضم، وإنما هو من أُغْزِلَ، أي أُديرَ وفُتل. وأغْزَلَتِ المرأة: أدارت المُغْزَلَ. وغَزِلَ الكلب بالكسر، أي فَتَر، وهو أن يطلب الغَزالَ حتَّى إذا أدركه وثَغا من فَرقِه انصرف عنه ولهى. ورجل غزل، أي صاحب غَزَلٍ، وقد غَزِلَ غَزَلاً. ويقال في المثل: " هو أغزل من امرئ القيس ".
غ ز ل : غَزَلَتْ الْمَرْأَةُ الصُّوفَ وَنَحْوَهُ غَزْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ مَغْزُولُ وَغَزْلٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ غَزْلِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَالْمِغْزَلُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُغْزَلُ بِهِ وَتَمِيمٌ تَضُمُّ الْمِيمَ.

وَالْغَزَلُ بِفَتْحَتَيْنِ حَدِيثُ الْفِتْيَانِ وَالْجَوَارِي.

وَالْغَزَالُ وَلَدُ الظَّبْيَةِ وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَسْمِيَتِهِ بِحَسْبِ أَسْنَانِهِ وَاعْتَمَدْتُ قَوْلَ
أَبِي حَاتِمِ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ وَأَضْبَطُ وَكَلَامُهُ فِيهِ أَجْمَعُ وَأَشْمَلُ قَالَ أَوَّلُ مَا يُولَدُ فَهُوَ طَلًا ثُمَّ هُوَ غَزَالٌ وَالْأُنْثَى غَزَالَةٌ فَإِذَا قَوِيَ وَتَحَرَّكَ فَهُوَ شَادِنٌ فَإِذَا بَلَغَ شَهْرًا فَهُوَ شَصَرٌ فَإِذَا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سَبْعَةً فَهُوَ جَدَايَةً لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَهُوَ خَشْفٌ أَيْضًا وَالرَّشَأُ الْفَتِيُّ مِنْ الظِّبَاءِ فَإِذَا أَثْنَى فَهُوَ ظَبْيٌ وَلَا يَزَالُ ثَنِيًّا حَتَّى يَمُوتَ وَالْأُنْثَى ظَبْيَةٌ وَثَنِيَّةٌ.

وَالْغَزَالَةُ بِالْهَاءِ الشَّمْسُ وَغَزَالَةٌ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى طُوسَ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ الْإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ الشَّيْخُ مَجْدُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ شُرْوَانَ شَاه بْنِ أَبِي الْفَضَائِلِ فخراور بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سِتِّ النِّسَاءِ بِنْتِ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ بِبَغْدَادَ سَنَةَ عَشْرٍ وَسَبْعِمِائَةٍ وَقَالَ لِي أَخْطَأَ النَّاسُ فِي تَثْقِيلِ اسْمِ جَدِّنَا وَإِنَّمَا هُوَ مُخَفَّفٌ نِسْبَةٌ إلَى غَزَالَةَ الْقَرْيَةِ الْمَذْكُورَةِ. 
غزل: غزل: غزل القطن والصوف وغيرهما مدّه وفتله خيطاناً، رَدَن. والمصدر منه غزول أيضاً (فوك).
غَزِل: أطرى، أطنب في المدح، تملقَ، لاطف ففي حيان (ص55 ق) أخذ في غزلهم والرفق بهم.
غزّل (بالتشديد): دوّر، برّم، دار دوّم، أدار حول رأسه سيفاً أو عصا (الكالا).
غازل المرأة: حادثها وتودد إليها. وتستعمل مجازاً فيقال: غازله الموت ونغازل المنون ففي حيان بسام (1: 78و) أقام به في كمد وغصة والحمام يغازله إلى أن مات عنده. وفي رحلة ابن جبير (ص319): وقد كنا نغازل المنون حذراً من نفاد الزاد والماء.
تغزل: لا يقال تغزل بالمرأة فقط (لين) بل يقال: تغزل في المرأة أيضاً. (ويجزر ص71 رقم 26) وفي المخطوطة (ص23) وله يتغزل في ولاّدة.
إنغزل، غُزِل وفُتل خيطاناً، ردن (فوك).
استغزل: غزل (المقري 1: 230).
غزل. غزل حرير: حرير مغزول، وغزل قطن: قطن مغزول.
دار الغزل: المكان الذي تبيع فيه النساء غزلهن (الفخري ص181).
غَزْل والجمع غَزَول: شبكة لصيد الحيوانات الوحشية (الكالا).
غزل والجمع غزول: عرناس الكرم الذي ينمو كاللولب ويتعلق به على ما يجاوره من الأجسام (الكالا، ابن بطوطة 4: 76 وقد أسيئت ترجمته ويذكر شكوري: شراب غزل الكرم في مقويات المعدة التي تثير الشهوة للطعام (ص200 و).
غَزَل والجمع غزول: أناشيد الحب (المقدمة 3: 409).
غَزْلىّ: صانع البياضات، وهي الأقمشة القطنية أو الكتانية (دومب ص 103).
غزال: والأنثى غزالة (انظر لين، عباد 1: 102 رقم 156، فوك).
غزال المسك: حيوان ضخم بضخامةاليحمور وهو التيس الجبلي. (بوشر).
غَزَال: نوع من السمك. (ألكالا)، وانظر (بركهارت سوريا ص166).
غَزَال: مُشْط الكَمْنجَة الآلة الموسيقية. (لين عادات 2: 75).
بحر الغزال: سراب، آل، خَيْدَع. (ويرن ص105).
غَزِيل: غَزْل، رَدْن، طريقة الغزل. (بوشر).
غَزَاليِّ: صنف من التمر طويل داكن (هاملتون ص298، دسكارياك ص12).
غَزّال: من يغزل باليد. (بوشر، الكامل ص230) ومن يغزل الصوف (صفة مصر 18، قسم 2 ص380) والأنثى غَزَّالة، وهي التي ننخذ الغزل حرفة لها. (بوشر).
غَزَّال: أخينوس، تويتاء البحر، سَفَور (مارسيل، باجني مخطوطات جزائرية وهو يكتبها غُزال) وعند رولاند غُزّال جمع غَزَّال.
غَزَّالة: انظر ما تقدم.
غَزَّالَة: عنكبوت. (هلو).
غَزَّالَة، وجمعها غزازل: قطعة صغيرة مخروطية الشكل في نهاية المغزل. (ألكالا) وهي وشيعة في معجم فوك. وقد ترجمت الكلمة العبرية (وشير) (انظر يمسينيوس) بالدائرة التي تجعل في المغزل لتصويبه ونحن نسمّيه غزالة. (أبو الوليد ص792).
غَزَّالة، وجمعها غزازل وغَزائِل: دُوار المواشي (ألكالا، نبريجا).
غَزَّالية: بلطة صغيرة، قدوم (دوب ص96).
غُزَيْزَلة: عنقود عنب. (ألكالا).
مَغْزَل: حلالة الغزل، مردن، مكبّ، سلكة. (هورنمان ص435).
مَغْزَل: شبكة شرك. (هورنمان ص438).
مَغْزَل: مسمار لولبي، برغي. (ألكالا).
مَغْزَل: مِحْور، قُطْب. (ألكالا).
الْغَيْن وَالزَّاي وَاللَّام

غزلت المرأةُ القُطَن والكَتّان، وَنَحْوهمَا، تَغْزِله غَزْلا.

ونسوة غُزّل: غَوازِل، قَالَ جَندل بن الْمثنى الْحَارِثِيّ:

كَأَنَّهُ بالصَّحْصحان الأنْجَل قُطْنٌ سُخامٌ بأيادي غزَّلِ

على أَن " الغُزَّل " قد يكونُونَ هُنَا: الرِّجَال، لِأَن " فعلا " فِي جمع " فَاعل " من الْمُذكر اكثر مِنْهُ فِي جمع " فاعلة ".

والغَزْل: مَا تغزله، مُذَكّر.

وَالْجمع غُزول.

وسمَّى سِيبَوَيْهٍ مَا تَنسجه العَنكبوت غَزلاً، فَقَالَ فِي قَول العجاج:

كَأَن نَسْج العَنْكبوت المُرمَل الغَزْل، مُذَكّر، وَالْعَنْكَبُوت، أُنْثَى. كَذَا قَالَ: " الْغَزل " مُذَكّر، وَاضْرِبْ عَن ذكر النسج الَّذِي فِي شعر العجاج.

وَاسْتعْمل أَبُو النَّجْم " الغَزل " فِي الْخَيل، فَقَالَ: يَنْفس مِنْهُ الموتُ مَا لَا تغْزله وَاسم مَا تغزل بِهِ الْمَرْأَة: المِغْزل، والمُغْزُل، والمَغْزل، تَمِيم تكسر الْمِيم وَقيس تضُّمها، والأخيرة اقلها.

والمُغَيْزل: حَبل دَقيقٌ، أرَاهُ شُبِّه بالمِغزل لدقته، حكى ذَلِك الحرمازي، وانشد:

وَقَالَ اللَّواتي كنّ فِيهَا يَلُمنني لعلّ الْهوى يَوْم المغيزل قاتلُه والغَزَل: اللَّهْو مَعَ النِّسَاء.

وَكَذَلِكَ: المَغْزَل، قَالَ:

تَقول ليَ العَبْرَى المُصابُ خَلِيلُها أيا مالِكٌ هَل فِي الظَّعائن مَغْزَل

وَقد غازلها.

والتغزُّل: التَّكَلُّف لذَلِك.

وَقد تَغزّل بهَا.

وَرجل غَزِل: مُتغزِّل بِالنسَاء، أَي ذُو غَزل.

وَالْعرب تَقول: أغزل من الحُمّى، يُرِيدُونَ أَنَّهَا مُعْتَادَة للعليل متكررة عَلَيْهِ، فكانها عاشقة لَهُ مُتغزِّلة بِهِ.

وَرجل غَزلٌ: ضَعِيف عَن الْأَشْيَاء فاتر فِيهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وغازلَ الْأَرْبَعين: دنا مِنْهَا، عَن ثَعْلَب.

والغَزل، من الظباء: الشادنُ قبل الإثناء حِين يَتحرك ويَمشي.

وَقيل: هُوَ بعد الطَّلا.

وَقيل: هُوَ غزال حِين تلده أمه إِلَى أَن يبلغُ اشد الْإِحْضَار، وَذَلِكَ حِين يَقْرُن قوائمه فَيَضَعهَا مَعًا ويرفعها مَعًا.

وَالْجمع غِزَلة وغِزْلان.

وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وظَبية مُغْزِل: ذَات غزال.

وغَزِل الكلبُ غَزَلاً: إِذا طَلب الغَزال، حَتَّى إِذا ادركه وثنى من فَرقه انْصَرف مِنْهُ ولهى عَنهُ.

والغَزالة: الشَّمْس.

وَقيل: هِيَ الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا، يُقَال: طلعت الغزالة، وَلَا يُقَال: غَابَتْ الغزالة.

وَقيل الغزالة: الشَّمْس إِذا ارْتَفع النَّهَار.

وَقيل: الغزالة: عين الشَّمْس.

وغزالة الضُّحى، وغزالاتُه: بَعْدَمَا تَنبسط الشَّمْس وتُضْحى. وَقيل: هُوَ أول الضُّحَى إِلَى مَدّ النَّهَار الْأَكْبَر، حَتَّى يمْضِي من النَّهَار نحوٌ من خمسه، يُقَال: أتيتُه غَزالات الضُّحَى، قَالَ:

يَا حَبّذا أَيَّام غَيلانَ السُّرىَ ودَعوةُ الْقَوْم أَلا هَل مِن فَتَى

يسُوقُ بالقَوم غَزالاتِ الضُّحى وغَزالة والغَزالة: الْمَرْأَة الحَروريّة، مَعْرُوفَة سُميت باحد هَذِه الْأَشْيَاء، قَالَ أيمُن بن خُريم:

أَقَامَت غزالةُ سُوقَ الضِّراب لأهل العِراقَيْن حولا قَمِيطاً

وَقَالَ آخر:

هلا كررتَ على غَزالَة فِي الوغَى بل كَانَ قلبُك فِي جَناحَيْ طائرِ

وغزالُ شَعبانً: ضربٌ من الجنادب.

وغَزال: مَوضِع، قَالَ سُويد بن عُمير الهُذلي:

اقررتَ لمّا أَن رَأَيْت عديَّنا ونَسيت مَا قَدّمت يومَ غزالِ

وفَيفاء غَزال، وقَرْن غزال: موضعان.

والغزالة: عُشبة من السُّطاح ينفش على الأَرْض يخرج من وسَطه قضيبٌ طِويل يُقشّر ويُؤكل حلوا.

وَدم الغَزال: نَبَات شَبيه بنَبات البَقلة الَّتِي تُسمَّى الطَّوْخُون يُؤكل، وَله حُروفة، وَهُوَ اخضر اوله عرقٌ احمر مثل عرق الارطاة يُخطّط الْجَوَارِي بمائه مَسكاً حُمْراً فِي ايديهن.

وغزال، وغُزَيِّل: اسمان.

غزل: غَزَلَت المرأَة القطن والكتان وغيرهما تَغْزله غَزْلاً، وكذلك

اغْتَزَلَتْه وهي تَغْزِل بالمِغْزل، ونسوةٌ غُزَّلٌ غَوازُِلُ؛ قال جندل بن

المثنى الحارثي:

كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ،

قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

على أَن الغُزَّلَ قد يكون هنا الرجالَ لأَن فُعَّلاً في جمع فاعلٍ من

المذكر أَكثر منه في جمع فاعِلة. والغَزْلُ أَيضاً: المغزول. والغَزْلُ:

ما تغْزِلُه مذكر، والجمع غُزول؛ قال ابن سيده: وسمى سيبويه ما تنسجه

العنكبوت غَزْلاً فقال في قول العجاج:

كأَنّ نَسْجَ العنكبوت المُرْمَل

الغَزْلُ: مذكر، والعنكبوت أُنثى، كذا قال الغَزْل مذكر وأَضرب عن ذكر

النسج الذي في شعر العجاج؛ واستعمال أَبو النجم الغزل في الجبل

(* قوله

«في الجبل» هكذا في الأصل) فقال:

يَنْفِشُ منه الموت ما لا تَغْزِلُه

واسم ما تَغْزلُ به المرأَة المِغْزَلُ والمُغْزَلُ والمَغْزَلُ، تميم

تكسر الميم وقيس تضمها، والأَخيرة أَقلها، والأَصل الضم، وإِنما هو مِنْ

أُغْزِلَ أَي أُدِيرَ وفُتِل. وأَغْزَلَت المرأَة: أَدارت المِغْزَلَ؛ قال

الشاعر:

من السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل

قال الفراء: وقد استثقلت العرب الضمة في حروف وكسرت ميمها، وأَصلها

الضم، من ذلك مِصْحَف ومِخْدَع ومِجْسَد ومِطْرَف ومِغْزَل، لأَنها في المعنى

أُخذت من أُصْحِف أَي جُمعت فيه الصحف، وكذلك المِغْزَل إِنما هو من

أُغْزِل أَي فُتِل وأُدير فهو مُغْزَل، وفي كتاب لقوم من اليهود: عليكم كذا

وكذا ورُبع المغْزل أَي ربع ما غَزَلَ نساؤكم؛ قال ابن الأَثير: هو

بالكسر الآلة، وبالفتح موضع الغَزْل، وبالضم ما يجعل فيه الغَزْل، وقيل: هو

حُكْم خص به هؤلاء.

والمُغَيْزِل: حبل دقيق؛ قال ابن سيده: أَراه شُبّه بالمِغْزل لدقته؛

قال: حكى ذلك الحِرْمازي؛ وأَنشد:

وقال اللَّواتي كنّ فيها يَلُمْنَني:

لعل الهوى، يوم المُغَيزِل، قاتِلُهْ

والغَزَلُ: حديثُ الفِتْيان والفَتَيات. ابن سيده: الغَزَلُ اللهو مع

النساء، وكذلك المَغْزَلُ؛ قال:

تقول لِيَ العَبْرَى المُصابُ حَلِيلُها:

أَيا مالكٌ هل في الظَّعائِن مَغْزَلُ؟

ومُغازَلَتُهنّ: مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ، وقد غازَلَها،

والتَّغَزُّلُ: التكلّف لذلك؛ وأَنشد:

صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّل

تقول: غازَلْتُها وغازَلَتْني، وتَغَزَّلَ أَي تكلف الغَزَلَ، وقد

غَزِلَ غَزلاً وقد تَغَزَّلَ بها وغازَلَها وغازَلَتْه مُغازَلة. ورجل غَزِلٌ:

مُتَغَزِّلٌ بالنساء على النسب أَي ذو غَزَلٍ. وفي المثل: هو أَغْزَلُ

من امرئ القيس. والعرب تقول: أَغْزَلُ من الحُمَّى؛ يريدون أَنها معتادة

للعليل متكررة عليه فكأَنها عاشقة له مُتَغَزلة به. ورجل غَزِلٌ: ضعيف عن

الأَشياء فاترٌ فيها؛ عن ابن الأَعرابي. وغازَلَ الأَرْبَعين: دَنا

منها؛ عن ثعلب.

والغَزالُ من الظِّباء: الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حين يتحرك ويمشي،

وتشبه به الجارية في التشبيب فيذكّر النعت والفعل على تذكير التشبيه، وقيل:

هو بَعْد الطَّلا، وقيل: هو غَزالٌ من حين تَلِدُهُ أُمُّه إِلى أَن يبلغ

أَشَدَّ الإِحْضار، وذلك حين يَقْرُن قوائمه فيضعها معاً ويرفعها معاً،

والجمع غِزْلة وغِزْلانٌ مثل غِلْمة وغِلْمان، والأُنثى بالهاء، وقد

أَغْزَلَت الظبيةُ. وظبية مُغْزِلٌ: ذات غَزال. وغَزِلَ الكلبُ، بالكسر،

غَزَلاً إِذا طلب الغَزَالَ حتى إِذا أَدركه وثَغا من فَرَقِه انصرف منه

ولهِيَ عنه. ابن الأَعرابي: الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ، بالكسر، أَي فَتَر

وهو أَن يطلب الغَزال فإِذا أَحسَّ بالكلب خَرِقَ أَي لَصِقَ بالأَرض

ولَهِيَ عنه الكلبُ وانصرف، فيقال: غَزِلَ واللهِ كلبُك، وهو كلب غَزِلٌ.

ويقال للضعيف الفاتر عن الشيء: غَزِلٌ، ومنه: رجل غَزِلٌ لصاحب النساء

لضعفه عن غير ذلك.

والغَزالةُ: الشمس، وقيل: هي الشمس عند طلوعها، يقال: طلعت الغَزالةُ

ولا يقل غابت الغَزالةُ، ويقال: غرَبت الجَوْنةُ، وإِنما سميت جَوْنةً

لأَنها تَسْودّ عند الغُروب، ويقال: الغَزالةُ الشمس إِذا ارتفع النهار،

وقيل: الغَزالةُ عين الشمس، وغَزالةُ الضحى وغَزالاتُه بعدما تنبسط الشمس

وتُضْحي، وقيل: هو أَول الضحى إِلى مَدِّ النهار الأَكْبَرِ حتى يمضي من

النهار نحوٌ من خُمُسِه. يقال: أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى؛ قال:

يا حَبَّذا، أَيامَ غَيْلانَ، السُّرى

ودَعْوةُ القوم: أَلا هل مِنْ فتًى

يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحى؟

وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث اليربوعي:

تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً،

فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا

ويقال: فأَعجلنا الإِلاهةَ وهي المَهاة. ويقال: جاءنا فُلان في غَزالةِ

الضحى؛ قال ذو الرمة:

فأَشرفْتُ، الغزالةَ، رأْسَ حُزْوى

أَراقِبُهم، وما أغنى قِبالا

يعني الأَظْعانَ، ونصب الغزالة على الظرف. وقال ابن خالويه: الغزالة في

بيت ذي الرمة الشمس، وتقديرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ، ورأْس

حُزْوى مفعول أَشْرَفْت، على معنى علَوْت أَي علوت رأْس حزوى طلوع الشمس،

وجمعُ غَزالةِ الضحى غَزالاتٌ؛ قال:

دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً: هل مِنْ فَتًى

يَسُوقُ بالقوم، غَزالاتِ الضُّحى؟

وغَزالةُ والغَزالةُ: المرأَة الحَرُوريّة معروفة، سميت بأَحد هذه

الأَشياء؛ قال أَيْمُنُ بن خُرَيم:

أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب،

لأَهْلِ العِراقَيْن، حَوْلاً قَمِيطا

وقال آخر:

هلاَّ كَرَرْتَ على غَزالَة في الوَغى؟

بل كان قَلْبُك في جَناحَيْ طائر

(* هذا البيت لعمران بن حِطّان يتهكم فيه الحجَّاج، وفي رواية أخرى:

هلاّ برزت الى غزالة في الوغى).

وغَزالُ شَعْبانَ: ضربٌ من الجنادب. وغَزالٌ: موضع؛ قال سويد بن عمير

الهذلي:

أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا،

ونَسِيت ما قدّمْت يومَ غَزالِ

وفَيْفاء غَزالٍ، وقَرْنُ غزال: موضعان. والغَزالةُ: عُشْبة من

السُّطَّاح ينفرش على الأَرض يخرج من وسطه قضيب طويل يُقْشَر ويؤكل حلواً. ودمُ

الغَزال: نبات شبيه بنبات البقلة التي تسمى الطَّرْخُون، يؤكل وله حُروفة،

وهو أَخضر وله عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً

حُمْراً في أَيديهن. وغَزال وغُزَيّل: اسمان.

غزل

1 غَزَلَتِ القُطْنَ, (S, MA, O, K,) and الكَتَّانَ وَغَيْرَهُمَا, (TA,) or الصُّوفَ وَنَحْوَهُ, (Msb,) aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. غَزْلٌ, (S, MA, O, KL,) She spun the cotton, (MA, KL, PS,) and the flax, &c., (TA,) or the wool, and the like; (Msb;) and ↓ اغتزلتهُ signifies the same. (S, K.) A2: غَزِلَ, (S, O, K, TA,) aor. ـَ (K, TA,) inf. n. غَزَلٌ, (S, O, TA,) He talked, and acted in an amatory and enticing manner, with a woman, or with women; he practised غَزَل [meaning as expl. below, i. e. the talk, and actions, and circumstances, occurring between the lover and the object of love; &c.]. (S, * O, * K, * TA.) A3: And غَزِلَ is also said of a dog, meaning He flagged, or became remiss, in the pursuit of a young gazelle; i. e., when he had come up to it, the latter uttered a cry by reason of its fright, whereupon he turned away from it, (S, O, K, TA,) and became diverted; (S, O, TA;) or, as IAar says, when it became sensible of the presence of the dog, it became confounded, or perplexed, and clave to the ground, and he (the dog) became diverted from it, and turned away: (TA:) or he was confounded, or perplexed, in pursuing a young gazelle, by its uttering a cry in his face when he came up to it. (Meyd in explanation of a prov.: see أَغْزَلُ, below.) 3 غَازَلَهَا, (S, MA, TA,) inf. n. مُغَازَلَةٌ, (S, O, K, TA,) He talked with her, (S, O, * K, * TA,) and acted in an amatory and enticing manner with her; (S, TA;) and in like manner one says of a woman with a man: (S:) or he played, or sported, [or dallied, or wantoned,] and held amorous talk, with her. (MA.) b2: [Hence,] one says, أَطْيَبُ مِنْ أَنْفَاسِ الصَّبَا إِذَا غَازَلَتْ رِيَاضَ الربا (tropical:) [More pleasant, or delightful, than the breaths of the east wind (which is to the Arabs like the zephyr to us) when it has wantoned with the meadows of الربا, (app. الرُّبَا, the name of a place, mentioned in the K in art. ربو, there written الرُّبَى, and in the TA in that art. said to occur in poetry,) so as to have brought with it the odours of flowers]. (K.) And هُوَ يُغَازِلُ رَغَدًا مِنَ العَيْشِ (tropical:) [app. meaning He plays the wanton with ampleness and easiness and pleasantness of the means of subsistence]. (TA.) b3: And غازل الأَرْبَعِينَ (assumed tropical:) He approached [the age of] forty [years]. (Th, K.) 4 اغزل, (K,) or اغزلت, (S, O,) He, or she, turned round, or made to revolve, [or rather twirled,] the مِغْزَل [or spindle]: (S, O, K:) [or so اغزل المغزلَ, or اغزلتهُ, for] one says of the مغزل [or spindle], أُغْزِلَ, i. e. it was turned round [or twirled]. (Fr, S.) b2: اغزلت She (a gazelle) had a young one. (S, O. [See غَزَالٌ.]) 5 تغزّل He affected, or attempted, as a selfimposed task, (تَكَلَّفَ,) what is termed غَزَل [meaning as expl. below, i. e. the talk, and actions, and circumstances, occurring between the lover and the object of love; &c.]. (S, O, K, TA.) b2: and sometimes it means He made mention, or spoke, [generally in verse,] of what is termed غَزَل. (TA.) [See also شَبَّبَ, inf. n. تَشْبِيبٌ; and نَسَبَ, inf. n. نَسِيبٌ.] One says, تغزّل بِالمَرْأَةِ meaning He mentioned the woman [in amatory language, as an object of love,] in his poetry. (TA in art. غنى.) 6 تغازلوا [They talked, and acted in an amatory and enticing manner; or they played, sported, dallied, or wantoned, and held amorous talk; one with another: see 3]: (S, O:) from الغَزَلُ [q. v.]. (TA.) 8 إِغْتَزَلَ see 1, first sentence.

غَزْلٌ, applied to cotton, (S, O, K, TA,) and flax, &c., (TA,) or wool, and the like, (Msb,) i. q. مَغْزُولٌ [i. e. Spun]: (S, O, Msb, K, TA:) [or rather spun thread, or yarn of any kind; for] it is an inf. n. used as a subst.: (Msb:) of the masc. gender: pl. غُزُولٌ. (TA.) b2: And accord. to ISd, The web of the spider. (TA.) b3: and غَزْلُ النَبَاتِ is applied in Egypt to The sort of food called إِطْرِيَة. (TA in art. طرو, q. v.) غِزْلُ نِسَآءٍ A follower and lover of women; as also نِسَآءٍ ↓ غِزِّيلُ: (JK:) [or both may be rendered one who talks, and acts in an amatory and enticing manner; or who plays, sports, dallies, or wantons, and holds amorous talk; with women:] ↓ غِزِّيلٌ is of the measure فِعِّيلٌ in the sense of the measure مُفَاعِلٌ; like حِدِّيثٌ and كِلِّيمٌ. (TA.) غَزَلٌ, as expl. by 'Abd-El-Muttalib El-Baghdádee, in his Exposition of the نَقْدُ الشِعْرِ of Kudámeh, signifies The talk, and actions, and circumstances, occurring between the lover and the object of love; differing somewhat from تَشْبِيبٌ, which is a celebrating of the person and qualities of the beloved; and from نَسِيبٌ, which is a mentioning of the state, or condition, of the نَاسِب [himself], and of the object of the نَسِيب, and of all the affairs, or events, occurring between them two, [in the prelude of an ode,] thus including the meaning of تَشْبِيبٌ, and being a mentioning of غَزَل: accord. to Kudámeh, it signifies an inclining to foolish and youthful conduct, or a manifesting of passionate love, and becoming notorious for affections to women: (TA:) or it is the subst. from 3 [as such signifying talk, and amatory and enticing conduct, with women; or play, sport, dalliance, or wanton conduct, and amorous talk, with women]; (S, K;) as also ↓ مَغْزَلٌ: (K:) or play, sport, or diversion, with women: (ISd, TA:) or the talk of young men and [or with] young women: (Msb:) or, accord. to the leading authorities in polite literature, and those who have made the language to be their study, [or rather accord. to a loose and post-classical usage,] it signifies, like نَسِيبٌ, praise of what are apparent of the menbers of the object of love: or the mention of the days of union and of disunion: or the like thereof. (MF.) غَزِلٌ [is, by, rule, the part. n. of غَزِلَ, as such signifying Talking, and acting in an amatory and enticing manner, with a woman, or with women; &c.: but it is said that it] signifies صَاحِبُ غَزَلٍ; (S, O;) or مُتَغَزِّلٌ بِالنِّسَآءِ; (K, TA;) by which is here meant making mention, or speaking, or one who makes mention, or who speaks, [generally in verse,] of what is termed غَزَل [signifying as expl. above, i. e. the talk, and actions, and circumstances, occurring between the lover and the object of love; &c.]; thus used as being a possessive epithet, [not as a part. n. of غَزِلَ, because this differs in meaning from تَغَزَّلَ,] i. e. it signifies [properly] ذُوغَزَلٍ: (TA:) or it means displaying amorous gestures or behaviour, and foolish and youthful conduct such as is suitable to women, with the love, or passionate love, that he experiences for them, in order that they may incline to him: (Kudámeh, TA:) or it is applied to a man as meaning a companion of women because of his lacking strength to be otherwise: from what here follows. (IAar, TA.) b2: Lacking strength, or ability, to perform, or accomplish, things; (IAar, K, TA;) remiss, or languid, in respect to them. (IAar, TA.) غَزُلِىٌّ [Of, or relating to, spun thread, or yarn;] the rel. n. from غَزْلٌ used as a subst. (Msb.) غَزَالٌ A young gazelle, وَلَدُ ظَبْيَةٍ: (Msb:) or a شَادِن [or young gazelle], (T, S, O, Msb, K, TA,) or, as some say, the female, (TA, [but see what follows,]) when it becomes active, or in motion, (T, S, O, Msb, K, TA.) and walks; (T, Msb, K, TA;) to which the girl, or young woman, is likened in [the commencing of an ode by what is termed] التَّشْبِيب, wherefore the epithet and the verb [therein] are made mase.; (TA;) after the becoming a ثَنِىّ [q. v.]: (T, Msb:) or in the stage after that in which he is termed طَلًا [q. v.]: (AHát, Msb, TA:) or from the time of his birth until he attains to the most vehement running; (K, TA;) which is when he puts his legs together, [app. meaning his fore legs together and so his hind legs,] and puts them down together and raises them together: (TA:) or i. q. ظَبْىٌ [i. e. a gazelle, of any age]: (M in art. ظبى: for الظَّبْىُ is there expl. as meaning الغَزَالُ: [but this seems to be a loose rendering:]) the female is called ↓ غَزَالَةٌ; (Msb, MF, TA;) though it seems from what is said in the K [&c.] that الغَزَالُ is applied peculiarly to the male, and that the female is called only ظَبْيَةٌ, as several of the lexicologists have decisively asserted: (MF, TA:) the pl. [of pane.] is غِزْلَةٌ and [of mult.] غِزْلانٌ. (S, O, Msb, K.) A2: غَزَالُ شَعْبَانَ A certain insect (دُوَيْبَّةٌ), (K, TA,) a species of the [locusts, or locust-like insects, called]

جَنَادِب [pl. of جُنْدَبٌ]. (TA.) A3: دَمُ الغَزَالِ A certain plant, resembling the طَرْخُون [or tarragon], (O, K,) which is eaten, (O,) burning, or biting, to the tongue, (O, K,) green, and having a red root, like the roots of the أَرْطَاة [n. un. of أَرْطًى, q. v.], (O,) with the juice of which girls, or young women, make red streaks like bracelets upon their arms: (O, K:) thus AHn was informed by some one or more of the Benoo-Asad: (O:) and Aboo-Nasr says, it is of the [kind called] ذُكُور. [See also دَمُ الغَزَالِ and دَمُ الغِزْلَانِ and دُمْيَةُ الغِزْلَانِ voce دمٌ in art. دمو or دمى; and see likewise عَنْدَمٌ.]

غَزَالَةٌ fem. of غَزَالٌ, q. v.

A2: الغَزَالَةُ, also, signifies The sun; (S, O, K;) because it extends [what resemble] cords, [meaning its rays,] as though it were spinning: (K:) or the sun when rising; (Msb, K;) [therefore] one says طَلَعَتِ الغَزَالَةُ, but not غَرَبَتِ الغَزَالَةُ: (TA:) or the sun when high: (M, * K, TA:) or the عَيْن [meaning the disk, or, as it sometimes means, the rays, or beams,] of the sun. (K.) b2: And غَزَالَةُ الضُّحَى

means, (S, O, K,) as also غَزَالَاتُهُ, (K,) [or غَزَالَاتُهَا,] The beginning of the ضُحَى [or early part of the forenoon, after sunrise]; (S, O, K;) [whence] one says, جَآءَ فِى غَزَالَةِ الضُّحَى [He came in the beginning of the ضُحَى]; and Dhu-r-Rummeh uses الغَزَالَةَ, in the accus. case, as an adv. n., (S, O,) meaning in the time [or in the beginning] of the ضُحَى; (O;) or, accord. to IKh, this is for طُلُوعَ الغَزَالَةِ, meaning at the rising of the sun: (TA:) or the meaning of the phrases first mentioned in this sentence is after, or a little after, (accord. to different copies of the K,) the spreading of the son, [i. e. of the sunshine,] and its entrance upon the ضُحَى: or the first part of the ضُحَى, until the passing away of a fifth (or about a fifth, TA) of the day. (K.) A3: Also (i. e. الغَزَالَةُ) A certain herb, (Aboo-Nasr. O, K,) of the [kind called]

سُطَّاح, spreading upon the ground, with green leaves, having no thorns nor broaches; from the middle whereof comes forth a tall قَضِيب [or shoot], which is peeled and eaten, (Aboo-Nasr, O,) and it is sweet, (Aboo-Nasr, O, K,) and has yellow blossoms from its bottom to its top: and it is a pasture: (Aboo-Nasr, O:) every thing [i. e. animal] eats it: (Aboo-Nasr, O, K;) and the places of its growth are the plain, or soft, tracts. (Aboo-Nasr, O) غَزَّالٌ A vender [and a spinner] of غَزْل [i. e. thread,. or gave]. (TA.) غِزِّيلٌ; see غِزْلُ نِسَآءٍ, in two places.

غَازِلٌ [act. part. n. of غَزَلَ; Spinning]. The pls. غُزَّلٌ and غَوَازِلُ are applied as epithets to women: (K, TA:) but the former is also applied to men, and is of a measure more usual as that of the pl. of the mase. act. part. n. than of the fem. (TA.) أَغْزَلُ مِنْ عَنْكَبُوتٍ, from the act of spinning, (Meyd,) or from the act of weaving [the web], (O.) is a prov. [meaning More practised, or skilled, in weaving than a spider]: and so مِنْ سُرْفَةٍ [than a سُرْفَة, q. v.]. (Meyd.) b2: And one says also, أَغْزَلُ مِنِ امْرِئِ القَيْسِ, (S, Meyd, O,) likewise a prov., meaning [More practised, or skilled,] in the celebrating of the person and qualities of the beloved in verse [than Imra-el-Keys]. (Meyd.) b3: And [hence,] أَغْزَلُ مِنَ الحُمَّى (assumed tropical:) [More frequent in visiting, or more habitual, and more recurrent, than the fever]; a saying of the Arabs, by which they mean that it [the fever] is a frequent visiter of the sick person, recurrent to him; as though passionately loving him: thus, correctly, as in the L: in the K it is said that الأَغْزَلُ applied to the fever (الحُمَّى [though this is fem.]) means such as is a frequent visiter of the sick person; recurrent. (TA.) b4: And أَغْزَلُ مِنْ فُرْعُلٍ [More confounded and perplexed than a young one of the hyena]; from الغَزَلُ as signifying “ the being confounded and perplexed ” like as is the dog (Meyd, O, K) when pursuing the young gazelle; for it may be that the فرعل becomes in the like state in pursuing the object of its chase: (Meyd:) or فرعل was a man of ancient times, and this saying (which is a prov., Meyd) is like أَغْزَلُ مِنِ امْرِئِ القَيْسِ. (Meyd, O, TA.) مَغْزَلٌ: see مِغْزَلٌ, in two places: A2: and see also غَزَلٌ, latter half.

مُغْزَلٌ: see مِغْزَلٌ, in three places.

مُغْزِلٌ A doe gazelle having a young one. (K.) مِغْزَلٌ and ↓ مُغْزَلٌ (Fr, Th, S, O, Msb, K) and ↓ مَغْزَلٌ, (Th, O, K,) the first as pronounced by [the tribe of] Temeem, the second as pronounced by [that of] Keys, and the last the most rare, (TA,) or the second as pronounced by Temeem, (Msb,) A spindle; i. e. the thing with which one spins: (S, MA, O, Msb, K. KL:) Fr says that ↓ مُغْزَلٌ is the original form, from أُغْزِلَ “ it was made to turn round ” or “ revolve ” [or “ was twirled ”]; (S, TA;) but the dammeh was deemed by the Arabs difficult of pronunciation, and therefore they said مِغْزَلٌ, and in like manner مِصْحَفٌ and مِخْدَعٌ and مِجْسَدٌ and مِطْرَفٌ: accord. to IAth, مِغْزَلٌ signifies the instrument [with which one spins]; and ↓ مَغْزَلٌ, the place of the غَزْل [which means the act of spinning and the span thread or yard]; and ↓ مُغْزَلٌ, the place in which (فِيهِ [or this may here mean upon which]) the غَزْل [i. e. spun thread or yarn] is put: (TA:) pl. مَغَازِلُ. (MA.) أَعْرى مِنْ مِغْزَلٍ is a prov. [meaning More naked than a spindle]. (Meyd.) And one says, صَاحِبُ الغَزَلِ أَضَلُّ مِنْ سَاقِ مِغْزَلٍ

[The practiser of the talk and actions &c. usual between the lover and the object of love is more erring than the shank (i. e. pin) of a spindle), of which the error is its [aiding in] clothing mankind while it is [itself] naked. (A, TA.) b2: It is said in a book of certain of the Jews, عَلَيْكُمْ كَذَا وَكَذَا وَرُبْعُ المِغْزَلِ, meaning [I pon you lie as due from you such and such things and) the fourth part of what your women have spun. (TA.) b3: And [the pl.] مَغَازِلُ signifies The عَمَد (O) or عُمُد (K) [app. meaning the upright wooden supports of the seat] of the [machine called] نَوْرَج [q. v.] with which the reaped grain heaped together is thrashed. (O, K.) مِغْزَلِىٌّ (MA) and ↓ مَغَازِلِىٌّ (S and K voce مِصْرَمٌ) A parer of spindles. (MA.) مُغَيْزِلٌ A slender cord (حَبْلٌ دَقِيقٌ) [so in copies of the K, and in the CK, but in the latter المُغْتَزَلُ is put for المُغَيْزِلُ: in my MS. copy of the K, المُغَيْزِلُ جَبَلٌ دَقِيقٌ, and this I think to be the correct reading. meaning El-Mugheyzil is a certain slender mountain]: ISd says, I think it to be likened to the مِغْزَل, because of its slenderness; adding that El-Hirmázee has mentioned it. (TA. [A verse cited by El-Hirmázee is there given as an ex.; mentioning the day of المُغَيْزِل, app. as the day of the separation of a lover from his beloved; and it is a common custom of the Arabs to call the day of an event the day of the place where it occurred.]) مَغَازِلِىٌّ: see مِغْزَلِىٌّ.
غزل
غَزَلَتْ المرأةُ القُطنَ والكَتّانَ وغيرَهما تَغْزِلُه من حدِّ ضَرَبَ، غَزْلاً، واغْتَزَلَتْه أَيْضا فَهُوَ غَزِلٌ، بالفَتْح، أَي مَغْزُولٌ، قَالَ الله تَعالى: كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها وَهُوَ مُذَكَّرٌ، جمعُه غُزولٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وسَمَّى سيبويهِ مَا تَنْسِجُه العَنكَبوتُ غَزْلاً. ونِسوَةٌ غُزَّلٌ، كرُكَّعٍ، وغَوازِلُ، قَالَ جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى الحارثيُّ: كأنّه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأيادي غُزَّلِ على أنّ الغُزَّلَ قد يكونُ هُنَا الرِّجال لأنّ فُعَّلاً فِي جمعِ فاعلٍ من المُذَكَّرِ أكثرُ مِنْهُ فِي جمعِ فاعِلَةٍ. والمِغْزَل، مُثَلَّثَةَ الميمِ، تميمٌ تكسرُ الميمَ، وَقَيْسٌ تضُمُّها، والأخيرةُ أَقَلُّها، والأصلُ الضمُّ: مَا يُغْزَلُ بِهِ، نقل ثعلبٌ اللُّغَاتِ الثلاثةَ، وَكَذَا ابنُ مالكٍ، وأنكرَ الفَرّاءُ الضمَّ فِي كتابِه البَهِيّ، كَمَا فِي العُباب. وَأَغْزَلَ: أدارَه. قلتُ: ونصُّ الفَرّاءِ فِي كتابِه البَهِيِّ: وَقد استَثْقَلَتِ العربُ الضمّةَ فِي حروفٍ وَكَسَرتْ مِيمَها وأصلُها الضمُّ، من ذَلِك مِصْحَفٌ ومِخْدَعٌ ومِجْسَدٌ ومِطْرَفٌ ومِغْزَلٌ لأنّها فِي الْمَعْنى أُخِذَتْ من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُف، وَكَذَلِكَ المِغْزَل إنّما هُوَ من أُغْزِلَ، أَي: قُتِلَ وأُديرَ فَهُوَ مُغْزَلٌ، وَفِي كتابٍ لقومٍ من اليهودِ: عَلَيْكُم كَذَا وَكَذَا ورُبُعُ المِغْزَلِ، أَي رُبُعُ مَا غَزَلَ نِساؤُكم، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ بالكَسْر: الآلَةُ، وبالفَتْح: مَوْضِعُ الغَزْلِ، وبالضَّمّ: مَا يُجعَلُ فِيهِ الغَزْلُ، وَقيل: هُوَ حُكْمٌ خُصَّ بِهِ هَؤُلَاءِ. والمُغَيْزِل: حَبلٌ دَقيقٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أُراه شُبِّه بالمِغْزَلِ لدِقَّتِه، قَالَ ذَلِك الحِرْمازِيُّ، وأنشدَ:
(وَقَالَ اللَّواتي كُنَّ فِيهَا يَلُمْنَني ... لَعَلَّ الهَوى يَوْمَ المُغَيْزِلِ قاتِلُهْ)
ومُغازَلَةُ النساءِ: مُحادَثَتُهُنَّ ومُراوَدَتُهُنَّ، والاسمُ الغَزَلُ، مُحَرَّكَةً، وَقد غَزِلَ غَزَلاً، وغازَلَها مُغازَلةً. قَالَ ابنُ سِيدَه: الغَزَل: اللَّهْوُ مَعَ النساءِ، كالمَغْزَلِ، كَمَقْعَدٍ، وأنشدَ:
(تقولُ لي العَبْرى المُصابُ حَليلُها ... أيا مالكٌ هَل فِي الظَّعائِنِ مَغْزَلُ)
قَالَ شَيْخُنا: ظاهرُه أنّ الغَزَلَ هُوَ مُحادثَةُ النساءِ، ولعلَّه من مَعانيه، والمعروفُ عِنْد أئمّةِ الأدَبِ وأهلِ اللِّسان أنّ الغَزَلَ والنَّسيبَ: هُوَ مَدْحُ الأعضاءِ الظاهرةِ من المَحبوب، أَو ذِكرُ أيّامِ الوَصْلِ والهَجْرِ، أَو نَحْو ذَلِك كَمَا فِي عُمْدَة ابنِ رَشيقٍ، وَبَسَطه بعضَ البَسْطِ الشيخُ ابنُ هشامٍ فِي أوائلِ شَرْحِ الكَعْبِيَّة، انْتهى. قلتُ: نصُّ ابنِ رَشيقٍ فِي العُمدَة: والنَّسيبُ والغَزَلُ والتَّشْبيبُ)
كلُّهاالفِعلِ، فقولُه: الغزَلُ إنّما هُوَ التَّصابي، يريدُ بِهِ التَّخَلُّقَ والانفِعال، وقولُه: إِذا كَانَ مُتَشَكِّلاً بالصَّبْوَةِ، يُرِيد بِهِ الاستعدادَ، انْتهى. والتغَزُّل: التَّكَلُّفُ لَهُ، أَي للغزَلِ، وَقد يكونُ بِمَعْنى ذِكرِ الغزَلِ، فالغَزَلُ غيرُ التغَزُّلِ، كَمَا تقدّم قَرِيبا. الغَزِلُ، ككَتِفٍ: المُتَغَزِّلُ بهنَّ، على النَّسَب، أَي ذُو غَزَلٍ، فالمُرادُ بالتغَزُّلِ هُنَا ذِكرُ الغَزَل، لَا تَكَلُّفُه، وَقد ذُكِرَ تَحْقِيقه فِي قولِ قُدامَةَ قَرِيبا. وَقد غَزِلَ، كفَرِحَ غَزَلاً. الغَزِل: الضعيفُ عَن الأشياءِ الفاتِرُ فِيهَا عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ: وَمِنْه رجلٌ غَزِلٌ لصاحبِ النساءِ لضَعفِه عَن غيرِ ذَلِك. والأَغْزَلُ من الحُمَّى: مَا كانتْ هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، والصوابُ كَمَا فِي اللِّسان والعربُ تَقول: أَغْزَلُ من الحُمَّى، يُرِيدُونَ أنّها مُعتادة للعَليلِ مُتَكَرِّرَة عَلَيْهِ، فكأنّها)
عاشِقةٌ لَهُ. وغازَلَ الأربَعين: دَنا مِنْهَا، عَن ثَعْلَبٍ. والغَزال، كسَحابٍ من الظِّباء: الشّادِن، وَقيل: الأُنثى، حِين يتحرَّكُ ويَمشي، وتُشَبَّه بِهِ الجارِيَةُ فِي التَّشبيب، فيُذَكَّرُ النعتُ والفِعلُ على تذكيرِ التَّشْبِيه، وَقيل هُوَ بَعْدَ الطَّلَى، أَو هُوَ غَزالٌ من حِين يُولَدُ إِلَى أَن يَبْلُغَ أشدَّ الإحْضارِ، وَذَلِكَ حِين يَقْرِنُ قوائِمَه فيضعُها مَعًا ويرفَعُهما مَعًا، ج: غِزْلَةٌ وغِزْلان، بكسرِهما، كغِلَمةٍ وغِلْمانٍ، والأُنْثى بالهاءِ، قَالَ شَيْخُنا: وظاهرُه يُوهِمُ أنّ الغَزالَ خاصٌّ بالذُّكورِ، وأنّه لَا يُقالُ فِي الأُنثى، وإنّما يُقال لَهَا ظَبْيَةً، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ طائفةٌ من فُقَهاءِ اللُّغَة، ومالَ إِلَيْهِ الحَريريُّ والصَّفَديُّ وغيرُهما وصَحَّحوه، والصوابُ خِلافُه، فإنّهم قَالُوا فِي الذَّكَرِ غَزالٌ، وَفِي الأُنثى غَزالَةٌ، كَمَا نَقَلَه الفَيُّوميُّ فِي المِصباحِ، وغيرُ واحدٍ من الأئمّةِ، فَلَا اعتِدادَ بِمَا زعَموه، وَإِن قيل إنّ كلامَ المُصَنِّف ربّما يُوهمُ مَا زعَموه فَلَا التفاتَ إِلَيْهِ، وَالله أعلم. وَظَبْيَةٌ مُغْزِلٌ، كمُحسِنٍ: ذاتُ غَزالٍ، وَقد أَغْزَلَتْ. وغَزِلَ الكلبُ، كفَرِحَ: فَتَرَ، وَهُوَ أَن يطلبَه حَتَّى إِذا أَدْرَكَه وَثَغَا من فَرَقِه انْصرَفَ مِنْهُ ولَهِيَ عَنهُ، كَذَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: فَإِذا أحَسَّ بالكلبِ خَرِقَ ولَصِقَ بالأرضِ ولَهِيَ عَنهُ الكلبُ وانْصرفَ، فيُقال: غَزِلَ واللهِ كَلْبُكَ. الغَزالَة، كسَحابَةٍ: الشمسُ، سُمِّيت لأنّها تَمُدُّ حِبالاً كأنَّها تَغْزِلُ، أَو الشمسُ عِنْد طُلوعِها، يُقَال: طَلَعَت الغَزالَةُ، وَلَا يُقَال: غابَت الغَزالَةُ، وَيُقَال غابَت الجَوْنَةُ لأنّها اسمٌ للشمسِ عِنْد غروبِها، أَو هِيَ الشمسُ عِنْد ارتِفاعِها، وَفِي المُحكَم: إِذا ارتفعَ النهارُ، أَو هِيَ عَيْنُ الشمسِ. أَيْضا: اسمُ امرأةِ شَبيبٍ الخارِجِيِّ، يُضرَبُ بهَا المثَلُ فِي الشَّجاعةِ، نُقِلَ أنّها هَجَمَت الكوفةَ فِي ثلاثينَ فَارِسًا، وفيهَا ثَلَاثُونَ أَلْفَ مُقاتلٍ فصَلَّتْ الصُّبْحَ، وَقَرَأتْ فِيهَا سُورةَ البقَرةِ، ثمّ هَرَبَ الحَجّاجُ وَمن مَعَه، وقِصَّتُها فِي كاملِ المُبَرِّد، وَهِي المُرادَةُ فِي قولِه:
(هَلاّ بَرَزْتَ إِلَى الغَزالةِ فِي الوَغى ... إِذْ كَانَ قَلْبُكَ فِي جَناحَيْ طائِرِ)
نَقَلَه شَيْخُنا. قلتُ: والرِّوايةُ: هَلاّ كَرَرْتَ على غَزالةَ ... بل كَانَ قَلْبُكَ، ومِثلُه قولُ الآخَرِ:
(أقامَتْ غَزالةُ سُوقَ الضِّرابِ ... لأهلِ العِراقَيْنِ حَوْلاً قَميطا)
وَقد تُحذَفُ لامُها، أَي لامُ المَعرِفةِ لأنّها لِلَمْحِ الأصلِ، قَالَه شيخُنا. قَالَ أَبُو نَصْرٍ: الغَزالَةُ: عُشبَةٌ من السُّطَّاحِ تَتَفَرَّشُ على الأرضِ بورَقٍ أَخْضَرَ، لَا شَوْكَ فِيهِ وَلَا أَفْنَان، حُلوَةٌ، يخرجُ من وسَطِها قَضيبٌ طويلٌ يُقشَرُ فيُؤكَلُ، وَلها نَوْرٌ أَصْفَرُ من أَسْفَلِ القَضيبِ إِلَى أَعْلَاهُ، وَهِي مَرْعَىً، يأكلُها كلُّ شيءٍ، ومنابِتُها السُّهول. الغَزالة: فرَسُ مُحَطِّمِ بنِ الأَرْقَمِ الخَوْلانِيِّ. وَغَزَالَةُ)
الضُّحى، وغَزالاتُه: أوّلُه، وَفِي الصِّحاح والعُباب: أوّلُها، يُقَال: أَتَيْتُه غَزالةَ الضُّحى وغَزالاتِ الضُّحى، قَالَ: يَا حَبَّذا، أيّامَ غَيْلانَ، السُّرى وَدَعْوَةُ القومِ: أَلا هلْ مِن فَتى يَسُوقُ بالقومِ غَزالاتِ الضُّحى وَيُقَال: جاءَنا فلانٌ فِي غزالةِ الضُّحى، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لذِي الرُّمَّة:
(فَأَشْرَفْتُ الغَزالَةَ رَأْسَ حُزْوى ... أُراقِبُهم وَمَا أُغني قِبالا)
هَكَذَا فِي النسخِ الصِّحاح، والصوابُ فِي الرِّوايةِ على مَا حَقَّقَه أَبُو سَهلٍ وَأَبُو زكَرِيّا: فَأَشْرَفْتُ الغَزالةَ رأسَ حَوْضَى قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَنصب الغَزالةَ على الظَّرْفِ، قَالَ الصَّاغانِيّ: أَي وَقْتَ الضُّحى، وَقَالَ ابنُ خالَوَيْه: الغَزالةُ فِي بيتِ ذِي الرُّمَّةِ الشمسُ، وتقديرُه عِنْده: فَأَشْرَفْتُ طُلوعَ الغَزالةِ، ورأسَ حُزْوى: مَفعولُ أَشْرَفْتُ، على معنى عَلَوْتُ، أَي علوتُ رَأْسَ حُزْوى طُلوعَ الشمسِ، أَو بُعَيْدَ مَا تَنْبَسِطُ الشمسُ وَتَضْحى، أَو أوَّلُها أَي الضُّحى إِلَى مَدِّ النهارِ الأكبرِ بمُضِيّ نحوِ خُمُسِ النهارِ.
وغَزالُ شَعْبَانَ: دُوَيْبَّةٌ، وَهُوَ ضَرْبٌ من الجَنادِب. قَالَ أَبُو حَنيفةَ: دَمُ الغَزالِ: نباتٌ كالطُّرْخُونِ حِرِّيفٌ يُؤكَلُ وَهُوَ أَخْضَرُ، وَله عِرْقٌ أحمرُ مثلُ عُروقِ الأَرْطاةِ، تُخَطِّطُ الجَواري بمائِهِ مَسَكَاً فِي أيديهِنَّ حُمْراً، قَالَ: هَكَذَا أَخْبَرني بعضُ بَني أسَدٍ. وغَزالُ، كسَحابٍ: عَقَبَةٌ، وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْليِّ: اسمُ طَريقٍ، وَهُوَ غيرُ مَصْرُوفٍ. قلتُ: وَمِنْه قولُ سُوَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ الهُذَليِّ:
(أَفَرَرْتَ لمّا أنْ رَأَيْتَ عَدِيَّنا ... ونَسيتَ مَا قَدَّمْتَ يومَ غَزالِ)
والغُزَيِّل، كرُبَيِّع: جَدُّ المَكْشوحِ والدِ قَيْسٍ، والمَكْشوحُ اسمُه: هُبَيْرة بنِ عَبْدِ يَغوث. ودارَةُ الغُزَيِّلِ لبَلْحارِثِ بنِ رَبيعةَ، وَقد ذُكِرَت فِي الدّارات. والمَغازِل: عُمُدُ النَّوْرَجِ الَّذِي يُداسُ بِهِ الكُدْسُ، نَقله الصَّاغانِيّ. وسمَّوْا غَزالاً وغَزالةَ، كسَحابٍ وسَحابَةٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: فِي المثَل: هُوَ أَغْزَلُ من امرئِ القَيسِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَفِي العُباب: وقولُهم: أَغْزَلُ من عَنْكَبوتٍ، هُوَ من النَّسْجِ، وقولُهم: أَغْزَلُ من فُرْعُلٍ، هُوَ من الغَزَلِ بِمَعْنى الخَرَقِ، مثل خَرَقِ الكلبِ، وَقيل: فُرْعُلٌ: رجلٌ من القُدَماءِ، وَهُوَ بِمَعْنى: أَغْزَلُ من امرئِ القَيسِ. والتَّغازُل نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ تَفاعُلٌ من الغَزَل. وَفَيْفا غَزالٍ، وَقَرْنُ غَزالٍ: مَوْضِعانِ، قَالَ كُثَيِّرٌ:)
(أُناديكِ مَا حَجَّ الحَجيجُ وكَبَّرَتْ ... بفَيْفا غَزالٍ رُفْقَةٌ وأَهَلَّتِ)
وَقد ذكر فِي فيف. وعبدُ الْقَادِر بن مُغَيْزِلٍ، أَخَذَ عَن السَّخاويِّ والسُّيوطِيِّ. ومُنْيَةُ الغَزالِ، كسَحابٍ: قريةٌ بِمصْر، من أعمالِ المَنُوفِيَّةِ، وَقد رأيتُها. وغَزالة، كسَحابةٍ: قريةٌ من قُرى طُوسٍ، قيل: وإليها نُسِبَ الإمامُ أَبُو حامِدٍ الغَزاليُّ، كَمَا صرَّحَ بِهِ النَّوَوِيُّ فِي التِّبْيانِ، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: إنّ الغَزالِيَّ مُخَفَّفاً خِلافُ المَشهورِ، وصوَّبَ فِيهِ التَّشديد، وَهُوَ منسوبٌ إِلَى الغَزَّال، بائِعِ الغَزْلِ، أَو الغَزّالِ على عادةِ أهلِ خُوارِزْمَ وجُرْجانَ كالعَصّارِيِّ إِلَى العَصّارِ، وَبَسَطَ ذَلِك السُّبْكِيُّ وابنُ خِلِّكانِ وابنُ شُهْبَةَ. وَيُقَال: هُوَ غَزيلُها: فَعيلٌ بِمَعْنى مُفاعِلٍ، كحَديثٍ وكَليمٍ.
وَتقول: صاحبُ الغَزَل أَضَلُّ ساقِ مِغْزَل، وضَلالُهُ أنّه يَكْسُو الناسَ وَهُوَ عُرْيان، كَمَا فِي الأساس. ومنَ المَجاز: أَطْيَبُ من أَنْفَاسِ الصَّبا إِذا غازَلَتْ رِياضَ الرُّبا. وَهُوَ يُغازِلُ رَغَدَاً من العَيْش. وابنُ غَزالةَ: شاعرٌ جاهليٌّ من تُجِيبَ، واسمُه رَبيعةُ بنُ عَبْد الله، وأمُّه غَزالةُ بنتُ قَنَانٍ، من إيادٍ. والغَزال، كسَحابٍ: لقَبُ يعقوبَ بنِ المُبارَكِ الكُوفيِّ. وَيحيى بنُ حَكَمٍ الغَزال: شاعرٌ أندلُسِيٌّ مُجيدٌ، مَاتَ سنةَ. وعبدُ الواحدِ بن أحمدَ بنِ غَزالٍ: مُقْرِئٌ. وَمُحَمّد بنُ الحسينِ بن عَيْنِ الغَزال، كَتَبَ عَنهُ أَبُو الطاهرِ بنُ أبي الصَّقْر. وخالدُ بنُ مُحَمَّد بن عُبَيْدٍ الدِّمْياطيّ ابْن عَيْنِ الغَزال، عَن بَكْرِ بن سَهْلٍ وغيرِه. وَمُحَمّد بن عليٍّ بن داوُدَ بنِ غَزالٍ: حافظٌ مُكْثِرٌ. وَأَبُو عبد الرَّحْمَن غَزالُ بن أبي بكرِ بنُ بُنْدارَ الخَبّاز، عَن ثابتِ بنِ بُنْدار. وَأَبُو البَدْرِ مُحَمَّد بنُ غَزالٍ الواسِطيِّ: مُحدِّث. وبالتشديد: أَحْمد بن أيُّوب المَرْوَزِيّ الغَزّالُ، ومُقاتِلُ بن يَحْيَى السُّلَمِيّ الغَزّال، وأحمدُ بنُ هارونَ البُخاريُّ الغَزّال: مُحدِّثون. وأمُّ غَزالَةَ، مُشَدَّداً: حِصنٌ من أعمالِ مارِدَةَ بالأنْدَلُس، قَالَه ياقوتُ. وأحمدُ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نَصْرِ اللهِ بنِ المُغَيْزِلِ الحَمَوِيّ، سَمِعَ من ابنِ رَواحَةَ، مَاتَ سنة.
غزل
غزَلَ يَغزِل، غَزْلاً، فهو غازِل، والمفعول مَغْزول وغَزْل
• غزَلَ الصوفَ أو القطنَ ونحوَهما: فتَله خيوطًا بالمِغزل " {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} ". 

غزِلَ بـ يَغزَل، غَزَلاً، فهو غَزِل، والمفعول مغزول به
• غزِلَ بالمرأة: شغِف بمحادثتها والتودُّد إليها، أو وصفها "غَزَل عفيف- شابٌّ غَزِل- دع النِّساء للغزل لا للوعظ [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: المرأة ريحانة لا قهرمانة". 

اغتزلَ يغتزل، اغتزالاً، فهو مُغتزِل، والمفعول مُغتزَل
 • اغتزلَ القطنَ ونحوَه: غزَله، فتَله خيوطًا بالمِغزل. 

تغازلَ يتغازل، تَغَازُلاً، فهو مُتَغَازِل
• تغازلَ الصَّديقان: تودَّد كلٌّ منهما إلى الآخر في محادثته "وقفا يتغازلان في منأى عن النّاس". 

تغزَّلَ بـ يتغزَّل، تغزُّلاً، فهو مُتغزِّل، والمفعول مُتغزَّل به
• تغزَّلَ بالمرأة: ذكَر محاسنَها ووصَف جمالَها "مكَث ساعة كاملة يتغزَّل بمفاتن المرأة". 

غازلَ يغازل، مُغازَلةً، فهو مُغازِل، والمفعول مُغازَل
• غازلَ المرأةَ: حادثها وتوَّدد إليها، أو وصفَها "مغازلة الغزلان أهون من منازلة الأقران" ° مغازلة العاشقين. 

غازِل [مفرد]: ج غازِلون وغُزَّل، مؤ غازلة، ج مؤ غازِلات وغُزَّل وغوازِلُ: اسم فاعل من غزَلَ. 

غَزال [مفرد]: ج غِزْلان وغِزْلَة: (حن) ولد الظبية، وهو حيوان لبون يمتاز بقصر ذنبه، ورشاقة جسمه، وسُرعة جريه "عيون الغزال". 

غَزالة [مفرد]:
1 - أنثى الغزال.
2 - الشَّمس عند طلوعها؛ لأنّها تمدُّ حبالاً من نورها كأنّها تغزل، ولا يُقال: غربت الغزالةُ؛ لأنّ هذا الاسم مخصوص بها عند طلوعها "ذرّ قرنُ الغزالة: طلعت الشمسُ" ° غزالة الضُّحَى: أَوَّله. 

غَزَّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غزِلَ بـ: كثير الغَزَل "كان غزَّالاً بالنِّساء في صِباه".
2 - بائع الغَزْل وصانعه "يعمل غزَّالاً منذ صِغَره". 

غزَّالة [مفرد]:
1 - امرأة تَغزِل باليد.
2 - اسم آلة من غزَلَ: آلة الغزْل "غزَّالة قطن". 

غَزْل [مفرد]: ج غُزُول (لغير المصدر):
1 - مصدر غزَلَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من غزَلَ: مغزول من القطن أو الصُّوف أو نحوهما ° غَزْل البنات: حلوى قطنيَّة الشَّكل تُصنع من السُّكَّر المغزول- كُبَّة غَزْل: لفة مخروطيّة أو أسطوانيَّة الشكل من الخيوط ملتفَّة على مِغزَل. 

غَزَل [مفرد]:
1 - مصدر غزِلَ بـ ° شِعْر غَزَليّ: خاصّ بالغزل.
2 - فنّ من فنون الشِّعر، يتغنَّى فيه الشَّاعر بامرأة ويحمِّله مشاعره نحوها "اشتهر الشَّاعر عمر بن أبي ربيعة بالغَزَل". 

غَزِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غزِلَ بـ. 

غَزْلة [مفرد]: ج غَزَلات وغَزْلات:
1 - اسم مرَّة من غزَلَ.
2 - ما يوضع من الغَزْل على المِغزَل "غزْلة كتّان". 

مِغْزال [مفرد]:
1 - اسم آلة من غزَلَ.
2 - (حي) عضو أنبوبيّ على بطن العنكبوت أو بالقرب من فم يرقة بعض أنواع الفراش يخرج خيوط الحرير. 

مَغزِل [مفرد]: ج مَغازِلُ: اسم مكان من غزِلَ بـ. 

مِغْزَل [مفرد]: ج مَغازِلُ:
1 - اسم آلة من غزَلَ.
2 - آلة يُغزل بها الصُّوفُ والقطنُ ونحوُهما يدويًّا أو آليًّا، دولاب الغَزْل "مغزل خشبيّ" ° أعرى من المِغزَل [مثل]: يُضرب في التَّعرّي؛ لأنّ المرأة لا تبقي عليه شيئًا ممّا يلبسه من الغزل.
3 - عمود إدارة صغير يدور بسرعة شديدة ° مغازل النورج: عُمُده.
4 - (حي) مِغْزَال؛ عضو أنبوبيّ على بطن العنكبوت أو بالقرب من فم يرقة بعض أنواع الفراش، يخرج خيوط الحرير.
5 - (حي) تركيب لا لونيّ مِغْزَليّ يتكوّن من أنابيب صغيرة تتوزّع فيها الكروموسومات في الانقسام غير المباشر والانقسام المنصَّف.
• عجلة المِغْزَل: مكنة لغزل الخيوط لها عجلة تدار باليد أو القدم ومِغْزَل واحد. 

مِغْزَلة [مفرد]:
1 - اسم آلة من غزَلَ.
2 - مكنة غَزْل قديمة بها عدّة دواليبَ للغَزْل. 

مِغْزَليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِغْزَل.
• النَّسيج المِغْزَليّ: إحدى شبكات الخيوط اللالونيَّة الممتدَّة من داخل أقطاب خلية انقساميَّة مكوّنة شكلاً مغزليًّا. 

غنم

غنم: الغَنَم: الشاء لا واحد له من لفظه، وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ؛

قال الشاعر:

هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما

يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما

قال ابن سيده: وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين؛

تقول العرب: تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة؛

ومنه حديث عمر: أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا

تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها

فتكون قِطْعتين لقلتها، فلا تُعطوا من له قطعتان منها، وأَراد بالسَّنة

الجَدْب؛ قال: وكذلك تروح على فلان إبلان: إبل ههنا وإبل ههنا، والجمع

أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من

قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني:

فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا،

فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما

منها:

إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ،

أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما

قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كثيرة. وفي التهذيب عن الكسائي: غنم

مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة. وقال أَبو زيد: غنم مُغَنَّمة وإبل

مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع، وهو اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور

وعلى الإناث وعليهما جميعاً، فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة،

لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين

فالتأْنيث لها لازم، يقال: له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش

إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا

على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا، وتقول: هذه غنم لفظ

الجماعة، فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة. وتَغَنَّم غَنَماً: اتخذها. وفي الحديث:

السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم؛ قيل: أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم

أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل. والعرب تقول: لا آتيك

غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر، فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه

هو على الظرف، وهذا اتساع. والغُنْم: الفَوْز بالشي من غير مشقة.

والاغتِنام: انتهاز الغُنم. والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الفيء. يقال: غَنِمَ

القَوم غُنْماً، بالضم. وفي الحديث: الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه

غُرْمه؛ غُنَّمه: زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته؛ وقول ساعدة بن جُؤية:

وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها،

نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ

يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم. وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فاز به.

وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عدّه غَنِيمة، وفي المحكم: انتهز غُنْمه.

وأَغْنَمه الشيءَ: جعله له غَنِيمة. وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته. قال

الأَزهري: الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال

المــشركــين، ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له، ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين

المُوجِفين: للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد، وأَما الفَيء فهو ما أَفاء

الله من أَموال المــشركــين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه، مثل جِزية

الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله، والباقي

يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء

وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم، وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة

والمَغنم والغنائم، وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه

المسلمون الخيل والركاب. يقال: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، والغنائم جمعها.

والمَغانم: جمع مَغْنم، والغنم، بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر. ويقال

فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة. والغانم: آخذ

الغنيمة، والجمع الغانمون. وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة؛ سماه

غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب.

وغُناماك وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه

كما يقال حُماداك، ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك.

وبنو غَنْم: قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل. ويَغْنَم: أبو

بطن. وغنّام وغانم وغُنَيم: أَسماءٌ. وغَنَّمة: اسم امرأَة. وغَنّام: اسم

بعير؛ وقال:

يا صاح، ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام

خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام

مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام

غنم
الغَنَمُ معروف. قال تعالى: وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما [الأنعام/ 146] . والغُنْمُ: إصابته والظّفر به، ثم استعمل في كلّ مظفور به من جهة العدى وغيرهم. قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ
[الأنفال/ 41] ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً [الأنفال/ 69] ، والمَغْنَمُ: ما يُغْنَمُ، وجمعه مَغَانِمُ. قال: فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ [النساء/ 94] .
(غنم)
الشَّيْء غنما فَازَ بِهِ والغازي فِي الْحَرْب ظفر بِمَال عدوه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُم حَلَالا طيبا}
غنم
الغنم: الشّاءُ، هذه غَنَمٌ للجَماعَة. وَتَغَنَمْت غَنَماً: اتَّخَذْتها. ولفلانٍ غَنَمانِ: أي قَطِيعانِ.
والغُنْمُ: الفَوْزُ بالشَّيْءِ من غيْر مَشَقةٍ والاغْتِنام: انْتِهازُه. والغَنيْمَةُ: الفَيْء. وغَنَّمْتُه فاغْتَنَم. والغِنَامَةُ: الغَنِيْمَةُ، وجَمْعُها غِنَام.
وغُنَاماكَ أنْ تَلْحَقَه: أي جُهْدَك. وبَنُو غَنْمٍ: حَيٌ من العَرَب.
غ ن م

لفلان غنمان أي قطيعان من الغنم. قال:

هما سيّدانا يزعمان وإنما ... يسوداننا أن يسّرت غنماهما

وتقول: خرج إلى غنيمته، مع غليمته؛ تصغير غلمة. وغنم مغنمة، كقولك: إبل مؤبلة أي مجتمعة، وتغنّم فلان وتأبّل: اتخذها. وغنّمه الله: نفله، وغنّمته فاغتنم ونفلته فانتفل. وتقول: الغنم المغنمه، غنائم مغنمه. واغتنم السلامة وتغنمها. وغناماك أن تفعل كذا بمعنى قصاراك ووزنه.

غنم


غَنِمَ(n. ac. غَنْم
غُنْم
غَنَم
غَنِيْمَة
غُنْمَاْن)
a. Got, obtained, acquired, won easily; carried off, made
booty of.

غَنَّمَa. Gave a share of the booty to.
b. Enriched.

تَغَنَّمَa. Seized, took, carried off.

إِغْتَنَمَa. see Vb. Seized, profited by, availed himself of ( an
occasion ).
إِسْتَغْنَمَ
a. [ coll. ]
see VIII (b)
غُنْمa. see 25t
غَنَم
(pl.
غُنُوْم
أَغْنَاْم
38)
a. Sheep; small cattle.

مَغْنَم
(pl.
مَغَاْنِمُ)
a. see 25t
غَاْنِمa. Plundering; plunderer, spoiler, pillager.
b. Successful, lucky.

غَنِيْمa. see 25t
غَنِيْمَة
(pl.
غَنَاْئِمُ)
a. Spoil, booty, plunder; prize; winnings; windfall; piece
of luck.

غَنَّاْمa. Shepherd; sheep-farmer, grazier.

غَنَم مُغَنَّمَة
a. Numerous flock.

غُنَامَاك أَن تَفْعَلَ كَذَا
a. That is quite as much as you can do.
باب الغين والنون والميم معهما غ ن م، ن غ م، غ م ن، ن م غ مستعملات

غنم: هذه غَنَمٌ لفظٌ للجَماعةِ، فإذا أفردْت قُلْتَ: شاةٌ. والغُنْمُ: الفَوْزُ بالشيء في غير مشقة. والاغتِنامُ: انتِهابُ الغُنْمِ والغَنيمةُ: الفيء. وبنُو غُنْمٍ: حي من العرب.

نغم: النَّغْمَةُ: جرسُ الكلامِ وحُسْنُ الصوتِ من القراءة ونحوها. وتقول: ما نَغَمَ بكلمةٍ. غمن: غَمَنْتُ الجلد ليلين ويحتمل الدِّباغَ. ويقال: غَمَنْتُه وغَمَلْتُه. وغَمَنْتُ المرأة بالغُمْنَةِ أي غَمَرْتُها بالغُمْرَةِ ليَحْسُنَ لونها ويرق جلدها.

نمغ: التَّنْمِيغُ: مَجْمَجَةٌ بِسواد وحمرة وبياضٍ، ورجل مُنَمَّغُ الخلق. والنَّمْغَةُ: ما تحرك من الرماعة.
[غنم] الغَنَمُ: اسمٌ مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور وعلى الاناث، وعليهما جميعا. وإذا صغرتها ألحقتها الهاء فقلت غنيمة، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازمٌ. يقال: له خمس من الغنم ذكور، فتؤنث العدد، وإن عنيت الكباش إذا كان يليه " من الغنم "، لان العدد في تذكيره وتأنيثه على اللفظ لا على المعنى. والابل كالغنم في جميع ما ذكرناه. والمغنم والغَنيمَةُ بمعنًى، يقال: غَنِمَ القوم غُنْماً بالضم. وغُناماكَ أن تفعل كذا، أي غايتك والذي تَتَغَنَّمَهُ. وغَنَّمْتُهُ تَغْنيماً، إذا نفّلته. واغْتَنَمَهُ وتغنمه: عده غنيمة. وغنام: اسم بعير. وقال:

يا صاح ما أصبر ظهر غنام * وغنم بالتسكين: أبو حى من تغلب، وهو غنم بن تغلب بن وائل.
غنم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الصَّوْم فِي الشتَاء الْغَنِيمَة الْبَارِدَة. برد قَالَ الْكسَائي وَغَيره قَوْله: الْغَنِيمَة الْبَارِدَة إِنَّمَا وصفهَا بالبرد لِأَن الْغَنِيمَة إِنَّمَا أَصْلهَا من أَرض الْعَدو وَلَا تنَال ذَلِك إِلَّا بِمُبَاشَرَة الْحَرْب والاصطلاء بحرها يَقُول: فَهَذِهِ غنيمَة لَيْسَ فِيهَا لِقَاء حَرْب وَلَا قتال وَقد يكون [أَن -] يُسمى بَارِدَة لِأَن صَوْم الشتَاء لَيْسَ كَصَوْم الصَّيف الَّذِي يقاسي فِيهِ الْعَطش والجهد وَقد قيل فِي مَثَل وَلِّ حارها من تولى قارّها - يضْرب للرجل يكون فِي سَعَة وخصب [و -] لَا ينيلك مِنْهُ شَيْئا ثمَّ يصير مِنْهُ إِلَى أَذَى ومكروه فَيُقَال: دَعه حَتَّى يلقى شَره كَمَا لقى خَيره فالقارّ هُوَ الْمَحْمُود وَهُوَ مثل الْغَنِيمَة الْبَارِدَة والحار هُوَ المذموم الْمَكْرُوه.
غنم: غَنَّم (بالتشديد): غنم. حصل على غنيمة (بوشر).
أغنم: بالمعنى الذي ذكره لين نقلا من تاج العروس. وفي الكامل (ص707): لولا أنك خلطت كلامك بالمسألة لأغنمتك جميع أموالهم.
أغنم. لم يُغْنِمّك ذلك حبَّة خردل: أي لا يساوي هذا حبة خردل. (دبوان الهذليين ص208، البيت الحادي عشر).
أغنم فلاناً: انتزع منه الغنيمة. ففي الإكتفا (ص126 ق): وأوقع بهم وأغنمهم.
استغنم= اغتنم. (فوك، ابن جبير ص347، المقري 1: 138).
غَنَم: يجمع أيضاً على أغانيم (ديوان الهذليين ص86). غَنَم: قطيع من الضأن. (فوك).
غَنَم: مقلّد. وديع، من يعمل على مثال الغير (بوشر).
غَنَمَة: رعيَّة. نعجة. (ألكالا، بوشر همبرت ص61، محيط المحيط).
غَنَمِيّ: مقلّد وديع، من طبيعته طبيعة الغنم. (بوشر).
غَنِِيمَة: مغنم، أسر سفينة والاستيلاء على ما فيها من بضائع. (بوشر، هوست ص187).
غَنَّام: صاحب الغنم وراعيها. (معجم الأسبانية ص119، محيط المحيط).
غَنَّام، والأنثى غنَامة: كلب الراعي وكلبته. (فوك).
غانِم، والجمع غُنَّام: جندي له حق الانتفاع بالأرض واستغلالها. (أخبار ص33).
غانِم، سالِم غانم: غير مصاب بأذى (بوشر).
[غنم] فيه تكرر ذكر "الغنيمة"، وهو ما أصيب من أموال أهل الحرب بإيجاف خيل وركاب، غنمت غنمًا وغنيمة، والئم جمعه، والمغانم جمع مغنم، والغنم بالضم الاسم وبالفتح المصدر. هو ينغم الأمر- أي يحرص عليه كما يحرص على الغنيمة. ط: "لنغم" على أقدامنا، أي لنغزو ونغنم ماشين على أقدامنا لا راكبين، فأضعف- بالنصب جواب نهي، فيستأثروا- أي يختاروا لأنفسهم الجيد ويدفعوا الردئ إلى امتي. نه: ومنه ح: الصوم في الشتاء "الغنيمة" الباردة، سماه غنيمة لما فيه من الأجر والثواب. وح: الرهن لمن رهنه له "غنمه" وعليه غرمه، غنمه: زيادته ونماؤه وفاضل قيمته. وفيه ح: السكينة في أهل "الغنم"، قيل: أراد أهل اليمن لأن أكثرهم أهل غنم. وح: أعطوا من الصدقة من أبقت له السنة- أي الجدب - "غنما" ولا تعطوها من أبقت له "غنمين"، أي أعطوا من أبقت له قطعة واحدة لا يفرق مثلها لقلتها فتكون قطعتين، ولا تعطوا من أبقت له غنمًا كثيرة يجعل مثلها قطعتين. غ: فيكون له هنا "غنم" وهنا "غنم". ك: فقام إلى "غنيمة"، هو مصغر غنم. وح: لنا "غنم" مائة، يشرح في ولدات من و. وإذ قسم "غنيمة"- بنصب بلا تنوين لأنه مضاف إلى حنين، وأراه معترضًا بينهما- الشك للراوي. ج: والأمانة "مغنمًا"، أي يرى من قد ائتمن أمانة أن الخيانة فيها غنيمة غنمها.
(غ ن م) : (الْغَنِيمَةُ) عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَا نِيلَ مِنْ أَهْلِ الــشِّرْكِ عَنْوَةً وَالْحَرْب قَائِمَةٌ وَحُكْمهَا أَنْ تُخَمَّسَ وَسَائِرهَا بَعْدَ الْخُمُسِ لِلْغَانِمِينَ خَاصَّةً (وَالْفَيْءُ) مَا نِيلَ مِنْهُمْ بَعْدَمَا تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَتَصِيرُ الدَّارُ دَارَ الْإِسْلَامِ وَحُكْمُهُ أَنْ يَكُونَ لِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُخْمَسُ (والنَّفَلُ) مَا يُنَفَّلُهُ الْغَازِيّ أَيْ يُعْطَاهُ زَائِدًا عَلَى سَهْمِهِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الْإِمَامُ أَوْ الْأَمِير مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ أَوْ قَالَ لِلسَّرِيَّةِ مَا أَصَبْتُمْ فَهُوَ لَكُمْ أَوْ رُبْعُهُ أَوْ نِصْفُهُ وَلَا يُخْمَسُ وَعَلَى الْإِمَامِ الْوَفَاءُ بِهِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْغَنِيمَةُ أَعَمُّ مِنْ النَّفَلِ وَالْفَيْءُ أَعَمُّ مِنْ الْغَنِيمَةِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِكُلِّ مَا صَارَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الــشِّرْكِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيّ فَالْغَنِيمَةُ فَيْءٌ وَالْجِزْيَةُ فَيْءٌ وَمَالُ أَهْلِ الصُّلْحِ فَيْءٌ وَالْخَرَاجُ فَيْءٌ لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُــشْرِكِــينَ وَعِنْدَ الْفُقَهَاءِ كُلُّ مَا يَحِلُّ أَخْذُهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَهُوَ فَيْءٌ.
غ ن م : غَنِمْتُ الشَّيْءَ أَغْنَمُهُ غُنْمًا أَصَبْتُهُ غَنِيمَةً وَمَغْنَمًا وَالْجَمْعُ الْغَنَائِمُ وَالْمَغَانِمُ وَالْغُنْمُ بِالْغُرْمِ أَيْ مُقَابَلٌ بِهِ فَكَمَا أَنَّ الْمَالِكَ يَخْتَصُّ بِالْغُنْمِ وَلَا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ فَكَذَلِكَ يَتَحَمَّلُ الْغُرْمَ
وَلَا يَتَحَمَّلُ مَعَهُ أَحَدٌ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِمْ الْغُرْمُ مَجْبُورٌ بِالْغُنْمِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْغَنِيمَةُ مَا نِيلَ مِنْ أَهْلِ الــشِّرْكِ عَنْوَةً وَالْحَرْبُ قَائِمَةٌ وَالْفَيْءُ مَا نِيلَ مِنْهُمْ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا.

وَالْغَنَمُ اسْمُ جِنْسٍ يُطْلَقُ عَلَى الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَى أَغْنَامٍ عَلَى مَعْنَى قُطْعَانَاتٍ مِنْ الْغَنَمِ وَلَا وَاحِدَ لِلْغَنَمِ مِنْ لَفْظِهَا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا الْغَنَمُ الشَّاءُ الْوَاحِدَةُ شَاةٌ وَتَقُولُ الْعَرَبُ رَاحَ عَلَى فُلَانٍ غَنَمَانِ أَيْ قَطِيعَانِ مِنْ الْغَنَمِ كُلُّ قَطِيعٍ مُنْفَرِدٌ بِمَرْعًى وَرَاعٍ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْغَنَمُ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضُوعٌ لِجِنْسِ الشَّاءِ يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَعَلَيْهِمَا وَيُصَغَّرُ فَتَدْخُلُ الْهَاءُ وَيُقَالُ غُنَيْمَةٌ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ وَصُغِّرَتْ فَالتَّأْنِيثُ لَازِمٌ لَهَا. 
الْغَيْن وَالنُّون وَالْمِيم

الغَنَم: الشَّاء، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَقد ثنوه فَقَالُوا: غَنمان، قَالَ الشَّاعِر:

هما سيِّدانا يَزْعمان وَإِنَّمَا يَسُوداننا أَن بَسَّرت غَنماهما

وَعِنْدِي انهم ثنوه على إِرَادَة القطيعين أَو السِّرْبَين.

وَالْجمع: اغنام، وغنوم، وكسره أَبُو جُندب الْهُذلِيّ على " اغانم "، فَقَالَ: أجمِّع مِنْهُم جاملا وأغانما وَعِنْدِي انه أَرَادَ: واغانيم، فاضطر فَحذف، كَمَا قَالَ: والبَكرات الفُسَّج العِظاماَ وغنم مُغْنَمة، ومُغَنَّمة: كَثِيرَة.

وتغنَّم غنما: اتخذها.

وَالْعرب تَقول، لَا آتِيك غَنَم الفِزرْ، أَي: حَتَّى يجْتَمع غنم الفِزر، فأقاموا " الْغنم " مقَام " الدَّهْر "، ونصبوه على الظّرْف، وَهَذَا اتساع.

والغُنْم، والغَنيمة، والمَغنم: الفَيء.

وَقَول سَاعِدَة بن جُؤيّة:

والزمَها من مَعشرٍ يُبغضونها نوافل تاتيها بِهِ وغُنومُ

يجوز أَن كَون كسر " غُنْماً " على " غُنوم ".

وغَنِم الشَّيْء غُنماً: فَازَ بِهِ.

وتَغَنَّمه، واغتنمه: انتهز غُنْمه.

واغنمه الشَّيْء: جعله لَهُ غنيمَة.

وغُناك أَن تُفعل كَذَا، أَي: قصاراك ومبلغ جهدك، كَمَا يُقَال: حُماداك.

وَبَنُو غَنْم: قَبيلَة.

ويَغنم: أَبُو بطنٍ.

وغنّام، وغانم، وغُنيم: أَسمَاء.

وغِنامة: اسمُ امْرَأَة.
غنم
غنِمَ يَغنَم، غُنْمًا، فهو غانِم، والمفعول مَغْنوم
• غنِم الشّيءَ: فاز به، ربحه، ناله بلا مشقَّة، عكسه غرِم "غنِم جائزةَ المسابقة". 

غنِمَ في يَغنَم، غَنْمًا وغَنيمةً، فهو غانم، والمفعول مغنوم فيه
• غنِم في الحرب: ظفِر بمال عدوِّه، أصاب غنيمة " {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا} " ° عاد سالمًا غانمًا: رجع مُعافى ظافرًا- غنِم الغازي: أصاب شيئًا. 

اغتنمَ يغتنم، اغتنامًا، فهو مغتنِم، والمفعول مغتنَم
• اغتنمَ الفرصةَ: انتهزها، استثمرها وبادر إليها "اغتنم السَّلامةَ- إذا هبّتْ رياحُكَ فاغتنمْها ... فإن الخافقاتِ لها سكونُ". 

تغنَّمَ يتغنَّم، تَغَنُّمًا، فهو مُتَغَنِّم، والمفعول مُتَغَنَّم
• تغنَّم الأمرَ: حرَص عليه كما يحرِص على الغنيمة. 

غَنْم1 [مفرد]: مصدر غنِمَ في. 

غَنْم2 [جمع]: (حن) غنَم، وهو اسم يشمل عموم الجنس يقع على الذكور والإناث ويضم الضأن والمعز " {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنْمِي} [ق] ". 

غَنَم [جمع]: جج أغنام، مف شاة (من غير لفظها): قطيع من الضأْن أو المَعْز، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، ويجب فيه التأنيث "راعي/ حظيرة الغنم- {وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} ". 

غُنْم [مفرد]: ج غُنُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر غنِمَ ° الغُنْم بالغُرْم [مثل]: يُضرب لمن يتحمَّل الضَّرر أو الخسارة مقابل الفائدة أو الرِّبح.
2 - غنيمة، ما يُؤخذ من المحاربين في الحرب قهرًا أو عنوة.
3 - فوزٌ بالشَّيء من غير مشقَّة. 

غَنَمة [مفرد]: ج غَنَمات: (رع) شكل من أشكال التقليم الأفقيّ يستعمله الهواة لبعض أنواع الأشجار المثمرة القويَّة الاندفاع رغبةً منهم في الحصول على ثمار باكوريّة. 

غَنَميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى غَنَم: "حياة غنميَّة: تقوم على رعاية الغنم- مزارع غنميَّة: لتربية الأغنام".
• الغنميَّات: فصيلة حيوانية من مزدوجات الأصابع المجترَّة، تشمل الضأن والماعز وغيرهما. 

غَنّام [مفرد]:
1 - صاحب الغَنَم، كثير الغنم "يقوم الغنَّام على تربية الأغنام وتكثيرها وتسويقها".
2 - راعي الغنم، والقائم عليها "اشترى شاتين وأعطاهما للغنَّام ليرعاهما". 

غنيمة [مفرد]: ج غنائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غنِمَ في.
2 - ما يؤخذ في الحرب قهرًا أو عنوةً، ومثلُها الفيء "تقاسم الجنودُ الغَنَائِمَ" ° رضِي من الغنيمة بالإياب: عاد
 دون تحقيق أهدافه، نجا بحياته- غنيمة باردة: سهلة طيِّبة، مكتسبة دون قتال ولا عناء- غنيمة قانونيّة. 

مَغْنَم [مفرد]: ج مغانِمُ: غنيمة؛ ما يؤخذ في الحرب قهرًا أو عَنْوةً "الحمد مغنم، والمذلّة مغرم- ليس الرقادُ للفتى بمغنم: يُضرب في الحثِّ على النهوض لكسب العيش- {وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً} ". 

غنم

1 غَنِمَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. غُنْمٌ (S, MA, Msb, * K, KL) and غَنْمٌ, (K,) or, as some say, the former is a simple subst. and the latter is an inf. n., (TA,) and غَنَمٌ and غَنِيمَةٌ and غُنْمَانٌ, (K,) He, or they, (i. e. a man, Msb, or a party of men, S,) obtained, got, or took, (Msb, K, * TK,) spoil, (K, * TK,) or a thing [as spoil]. (Msb, TA.) [And He acquired, or gained, a thing without difficulty, or trouble, or inconvenience: or in this sense the inf. n. is غُنْمٌ, which see below, voce غَنِيمَةٌ.] مَا غَنِمْتُمْ in the Kur viii. 42 means What ye take by force [in war] from the unbelievers. (Bd, Jel.) [See also 8.]2 غَنَّمْتُهُ, inf. n. تَغْنِيمٌ, I gave him spoil, or a free and disinterested gift; syn. نَفَّلْتُهُ: (S:) or غَنَّمَهُ كَذَا, inf. n. as above, he gave him such a thing as spoil, or as a free and disinterested gift; syn. نَفَّلَهُ إِيَّاهُ. (K.) 4 أَغْنَمَهُ الشَّىْءَ He made the thing to be to him spoil. (TA.) 5 تَغَنَّمَ see 8. b2: One says also, هُوَ يَتَغَنَّمُ الأَمْرَ, meaning He eagerly desires the affair like as one eagerly desires spoil. (TA.) A2: And تغنّم, (TA in the present art.,) or تغنّم غَنَمًا, (Az, T and TA in art. ابل,) He took for himself, got, gained, or acquired, sheep or goats or both: like as one says تأبّل إِبِلًا. (Az, T and TA in art. ابل; and TA * in the present art.) 8 اغتنمهُ, as also ↓ تغنّمهُ, He reckoned it spoil: (S, K:) or both signify he took, seized, caught, or snatched, it as spoil. (KL.) b2: And [hence] one says, اغتنم الفُرْصَةَ He took, or seized, or [availed himself of,] the opportunity; or he hastened to take it; syn. اِنْتَهَزَهَا. (S and A and K in art. نهز.) غُنْمٌ: see غَنِيمَةٌ, in three places. b2: It signifies also [The regaining (as is shown by an explanation of A 'Obeyd cited in the first paragraph of art. غلق), and] the increase, and growth, and excess in value, of a pledge. (O in art. غلق, and TA in the present art.) Thus in a trad., in which it is said, الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَهُ لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ [The pledge pertains to him who pledged it; to him pertains the regaining of it, and its increase, and growth, and excess in value, if such there be, and upon him lies the obligation to pay the debt for it, without requiring any abatement thereof if the pledge have unavoidably suffered damage or total loss: see the explanation of A 'Obeyd mentioned above]. (TA.) الغُنْمُ بِالغُرْمِ means The غُنْم is compensated (مُقَابَلٌ) by the غُرْم [i. e. the regaining of the pledge, with the increase and the growth and the excess in value thereof if such there be, is compensated by the payment of the debt for it]; for like as the owner [of the pledge] is exclusively entitled to the غُنْم, no one sharing it with him, so he bears the غُرْم, no one bearing it with him: and this is the meaning of their saying, الغُرْمُ مَجْبُورٌ بِالغُنْمِ [which may therefore be rendered The loss suffered by the payment of the debt is repaired by the regaining of the pledge; app. a phrase of the lawyers, implying that such is to be considered as the case whatever be the state of the pledge at the time of its being restored unless it have suffered damage through the fault of the pledgee]. (Msb.) [See more in the first paragraph of art. غلق.] b3: See also غُنَامَاكَ.

A2: غنم [app. غُنْمٌ] is mentioned by Suh as the name of A certain idol. (TA.) غَنَمٌ i. q. شَآءٌ, (T, Msb, K,) meaning Sheep and goats; (Msb;) [and both together;] a gen. n., (S, Msb, K,) of the fem. gender, (S, K,) applied to the males and the females, and to both together: (S, Msb, K:) it has no sing. from which it is derived, the sing. being شاة: the dual غَنَمَانِ is used as meaning two flocks or herds [of sheep or of goats or of both together]; (Msb, K;) each flock or herd having its distinct place of pasture and its pastor: (Msb, TA: *) and hence it is said in a trad. that the poor-rate [meaning a portion thereof] is to be given to him to whom the year of drought has left a غَنَم, but not to him to whom it has left غَنَمَيْنِ: (TA:) the pl. is أَغْنَامٌ, (Msb, K,) [properly a pl. of pauc.,] sometimes used, (Msb,) meaning flocks or herds of غَنَم, (Msb and TA in art. ابل,) and also غُنُومٌ and أَغَانِمُ, (K,) the last used in an ode of Aboo-Jundab El-Hudhalee: (TA:) the dim. is ↓ غُنَيْمَةٌ, with ة, because quasi-pl. ns. of the class having no sing. from which they are derived, when applied to what are not human beings, are constantly fem.; so one says خَمْسٌ مِنَ الغَنَمِ ذُكُورٌ [five of sheep, males], making the n. of number fem., though one means rams, when it is followed by مِنَ الغَنَمِ, for the n. of number is masc. and fem. accord. to the word, not accord. to the meaning. (S.) b2: In the saying لَا آتِيكَ غَنَمَ الفِزْرِ i. e. حَتَّى تَجْتَمِعَ غَنَمُ الفِزْرِ [I will not come to thee until the sheep, or goats, of El-Fizr congregate], غنم [with its complement] is made to stand in the place of الدَّهْر, [the meaning being, I will not come to thee ever,] and is [therefore] put in the accus. case as though it were an adv. n. [of time]. (TA. [This saying with مِعْزَى in the place of غَنَمَ is mentioned by El-Meydánee in his “ Proverbs,” and thus in the S and K in art. فزر.

For an explanation of its origin see Freytag's Arab. Prov. ii. 484.]) b3: الأَغْنَامُ is the name of (assumed tropical:) Certain small stars between the legs of Cepheus and the star الجَدْىُ. (Kzw, in his descr. of Cepheus.) [See شَاةٌ (in art. شوه), last sentence.]

غَنِيمٌ: see what next follows.

غَنِيمَةٌ and ↓ مَغْنَمٌ (S, Msb, K) and ↓ غَنِيمٌ and ↓ غُنْمٌ all signify فَىْءٌ [as meaning Spoil, booty, or plunder]: and the acquisition of a thing without difficulty, or trouble, or inconvenience: or this is termed ↓ غُنْمٌ, and فَىْءٌ is termed غَنِيمَةٌ: (K:) or, accord. to A 'Obeyd, الغَنِيمَةُ signifies what is obtained from the believers in a plurality of gods, by force, during war; (Mgh, Msb:) and of this, a fifth is to be taken, [and applied in the manner prescribed in the Kur viii. 42,] and what remains after the fifth is for those who have obtained it, exclusively; (Mgh;) the horseman having three shares, and the foot-soldier having one share: (Az, TA:) and الفَىْءُ signifies what is obtained from them after the laying-down of arms, (Mgh, Msb,) when the country, or place, becomes a country, or place, of Islám; and this is for all of the Muslims, and is not to be divided into fifths: (Mgh:) or the فَىْء is what God has given, or restored, of the possessions of the believers in a plurality of gods, to the Muslims, without war, such as the poll-tax, and that for which peace has been made with them; and of this also a fifth is to be applied in the manner prescribed by God, and the remainder is to be expended in the purchase of horses and weapons and other apparatus for the defence of the frontiers: (Az, TA:) and النَّفَلُ is what is given to the warrior in addition to his share; and is when the Imám or the commander says, “He who slays one shall have his spoil; ” or says to a detachment, “What ye obtain shall be yours,” or “ the quarter of it,” or “ the half of it; ” and it is not divided into fifths; and it lies on the Imám to fulfil the promise: or, accord. to 'Alee Ibn-'Eesà, الغَنِيمَةُ is more general in signification than النَّفَلُ; and الفَىْءُ is more so than الغَنِيمَةُ, because it is a name for everything of the possessions of the believers in a plurality of gods that becomes the property of the Muslims: accord. to the lawyers, everything that may be lawfully taken, of their possessions, is فَىْء: (Mgh:) the pl. of غَنِيمَةٌ is غَنَائِمُ; and the pl. of ↓ مَغْنَمٌ is مَغَانِمُ, (Msb, TA,) and غُنُومٌ occurs as pl. of ↓ غُنْمٌ. (TA.) غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ see expl. in art. برد.

غُنِيْمَةٌ dim. of غَنَمٌ, q. v. (S.) غُنَامَاكَ أَنْ تَفَعَلَ كَذَا (S, K, * TA) means The utmost of thy power, or ability, and of thy case, (S, * TA,) and that which thou eagerly desirest like as one desires spoil, (S, * JM, TA, *) [is, or will be, thy doing such a thing;] i. q. قُصَارَاكَ: (K, TA: [see also عُنَانَاكَ, in art. عن:]) and so ↓ غُنْمُكَ: (TA:) and [in like manner] one says, أَنْ يَفْعَلَ كَذَا ↓ غُنَيْمَاؤُهُ, like حُسَيْنَاؤُهُ, meaning قُصَارَاهُ [The utmost of his power, &c.]. (TA in art. حسن.) غُنَيْمَاؤُهُ: see what next precedes.

غَانِمٌ Taking, or a taker, of غَنِيمَة [or spoil]. (TA.) b2: See also two exs. voce شَاجِبٌ.

مَغْنَمٌ: see غَنِيمَةٌ, in two places.

غَنَمٌ مُغْنَمَةٌ and مُغَنَّمَةٌ Sheep, or goats, collected together: (TA:) or many or numerous: (K, TA:) or, accord. to Az, one of these two epithets, thus applied, [probably the latter, like مُؤَبَّلَةٌ applied to إِبِلٌ, as he seems to say,] signifies [app. divided into distinct flocks or herds,] each [flock or herd] having its own pastor. (TA.)
غنم

(الغَنَمُ مُحَرَّكَةً: الشَّاءُ، لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا) ، وَفِي المُحْكَمِ: من لَفْظِهِ (الواحِدَةُ: شاةٌ. و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: (هُوَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ) مَوْضُوعٌ (لِلجِنْسِ، يَقَعُ على الذُّكُورِ و) عَلَى (الإناثِ وعَلَيْهِمَا جَميعًا) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: وعَلَيْها جَمِيعها: فَإِذا صَغَّرْتَهَا أَلْحَقْتَهَا الهَاءَ فَقُلْتَ غُنَيْمَةٌ؛ لأنَّ أَسْماءَ الجُموعِ الَّتِي لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها إِذا كَانَتْ لِغَيْرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيثُ لَهَا لازِمٌ، يُقالُ: خَمْسٌ من الغَنَمِ ذُكُورٌ فَتُؤَنِّثُ العَدَدَ، وَإِن عَنَيْتَ الكِباشَ إذَا كَانَ يَلِيه: " من الغَنَم "، لأنَّ العَدَدَ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِه وتَأْنِيثِه على اللَّفْظِ لَا عَلى المَعْنَى، والإِبلُ كالغَنَمِ فِي جَميعِ مَا ذَكَرْنَاه. هَذَا نَصُّ الجَوْهَرِيّ. وقَولُه: إِذا كَان يَلِيه، هَكَذا هُوَ بِخَطِّ الجَوْهَرِيّ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: إذَا كَان يَلِيهِ الغَنَمُ، وَفِي نُسْخَةٍ أُخرَى: إِذا كَانَ بَيْنَه مِنَ الغَنَمِ، وَوَجَدْتُ فِي الهامِشِ مَا نَصُّه: لَم افْهَمْ ذَلِكَ. (ج: أَغْنامٌ وغُنوم، و) كَسَّره أَبُو جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ أخُو صَخْرٍ علَى (أَغَانِمَ) ، فَقَالَ من قَصِيدَةٍ يذكُرُ فِيهَا فِرارَ زُهَيْرِ بنِ الأغَرِّ اللِّحْيانِيّ:
(فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبَةً من عِقابِنَا ... فَلَيْتَكَ لَمْ تَغْدِرِ فَتُصْبِحَ نادِمَا)

(إِلَى صلح الغسفا فَقُنَّهِ عَاذِبٍ ... أُجَمِّعُ مِنْهُمْ جامِلاً وأغانِمَا)

قَالَ ابنُ سَيدَه: وعِنْدي أَنَّه أَرادَ " وأَغانِيمَ " فَاضْطُرّ فَحَذَف.
(وقَالَوا: غَنَمانِ فِي التَّثْنِيَةِ:) قَالَ الشَّاعِر:
(هُمَا سَيِّدانَا يَزْعُمانِ وإِنَّما ... يِسُودانِنَا إِنْ يَسَّرَتْ غَنَمَا هُمَا) قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهم ثَنَّوْهُ (عَلَى إِرادَةِ قَطِيعَيْنِ) أَو سِرْبَيْنِ، تَقولُ العَرَبُ: تَروحُ على فُلانٍ غَنَمانِ أَيْ: قَطيعان، لِكُلِّ قَطيعٍ راعٍ على حِدَةٍ. ومِنْه الحَديثُ: (أَعْطُوا مِن الصَّدَقَةِ مَنْ أبقَتْ لَهُ السنَةُ غَنَمًا، وَلَا تُعْطُوهَا مِنْ أَبْقَتْ لَهُ غَنَمَيْن أَيْ: [مَنْ أَبْقَتْ لَهُ] قِطْعَة وَاحِدَة لَا يُقَطَّعُ مِثْلُها فتكونَ قِطْعَتَيْنِ لِقِلَّتِها، وأَرادَ بِالسَّنَةِ الجَدْبَ قَالَ: وكَذَلِكَ تَروحُ عَلى فُلانٍ إِبِلانِ: إِبِلٌ هَهَنا وإبلٌ هَهُنَا.
(و) فِي التَّهْذِيبِ عَن الكِسائِيّ: (غَنَمٌ مُغْنَمَةٌ، كَمُكْرَمَةٍ، ومُعَظَّمَةٍ) ، أَي: مُجْتَمِعَةٌ. وقَالَ غَيرُه: (كَثِيرَةٌ) ، وقَالَ أَبُو زَيْدٍ: غَنَمٌ مُغَنَّمَةٌ وإبلٌ مُؤَبَّلَة إِذا أُفْرِدَ لِكُلٍّ مِنْهما راعٍ.
(والمَغْنَمُ والغَنِيمُ والغَنِيمَةُ والغُنْمُ بالضَّمِّ: الفَيءُ) .
وَقد (غَنِمَ) الشَّيءَ (بِالكَسْرِ غُنْمًا بِالضَّمِّ) وعَلَيه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ (و) غَنْمًا (بالفَتْحِ و) غَنَمًا (بِالتَّحْرِيكِ) وهما لُغَتان، ويقَالَ: الغُنْمُ بالضَّمِّ الاسْمُ، وبِالفَتْحِ المَصْدَرُ (وغَنِيمَةً) كَسَفِينَةٍ (وغُنْمَانًا بالضَّمِّ) ، وَفِي الحَدِيثِ: " الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَهُ، لَهُ غُنْمُه، وعَليه غُرْمُه " غُنْمُهُ أَيْ: زِيادَتُه ونَماؤُه وفاضِلُ قِيمَتِه.
(و) الغُنْمُ: (الفَوْزُ بِالشَّيءِ بِلا مَشَقَّةٍ، أَو هَذَا الغُنْمُ والفَيءُ: الغَنِيمَةُ) .
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: " الغَنِيمَةُ: مَا أَوْجَفَ عَليه المُسْلِمون بِخَيْلِهِم ورِكابِهِم من أموالِ المُــشْرِكــين، ويَجِب فِيهَا الخُمْسُ لِمَنْ قَسَمَه الله لَهُ، وتُقَسَّمُ أربعَةُ أَخْماسِها بَيْنَ المُوجِفين، لِلفارِسِ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ، وللرَّاجِلِ سَهْمٌ واحِدٌ، وأَمَّا الفَيءُ فَهُوَ مَا أَفاءَهُ الله من أموالِ المُــشْرِكــين على المُسْلِمينِ بِلا حَرْبٍ وَلَا إيجَافٍ عَلَيْهِ، مِثْلُ جِزْيَةِ الرّؤوس وَمَا صُولِحُوا عَلَيه، فَيَجِبُ فِيهِ الخُمْسُ أَيْضا لِمَنْ قَسَمه الله تَعالَى لَهُ، والبَاقِي يُصْرَفُ فِيمَا سَدَّ الثُّغورَ من خَيلٍ وسِلاحٍ وعُدَّةَ.
(وغُنَامَاك) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا (بِالضَّمِّ) ؛ أَيْ: (قُصَارَاكَ) ومَبْلَغُ جُهْدِكَ، وَالَّذِي تَتَغَنَّمُه، كَمَا يُقالُ: حُمادَاكَ ونُعامَاكَ، ومَعْنَاه كلُّه: غايَتُكَ وآخِرُ أَمْرِكَ.
(وغَنَّمَه كَذَا تَغْنِيمًا) ، أَيْ: (نَفَّلَهُ إيَّاهُ) .
(واغْتَنَمَهُ وتَغَنَّمَهُ: عَدَّه غَنِيمَةً) ، وَفِي المُحْكَمِ: انْتَهَزَ غُنْمَهُ.
(وكَشَدَّادٍ) غَنَّامٌ (أَبو عِيَاضٍ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ولَم أَجِدْ لَهُ ذِكْرًا فِي المَعاجِمِ، وإنَّما هُوَ والدُ عَبْدِ الرّحْمنِ.
(و) غَنَّامُ (بنُ أَوْسِ) بنِ غَنَّامٍ الخَزْرَجِيُّ (البَيَاضَيُّ) بَدْرِيٌّ، قَالَه ابنُ الكَلْبِيِّ، والواقِدِيُّ: (صَحَابِيَّانِ) رَضِي الله تَعالَى عَنهما.
(و) غَنَّامٌ: اسمُ (بَعِير) قَالَ:
(يَا صَاحِ مَا أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّامْ ... )

(خَشِيتُ أَنْ تَظْهَرَ فِيه أَوْرامْ ... )

(مِن عَوْلَكَيْن غَلَبَا بِالإِبْلامْ ... )
(وغَنْمٌ بِالفَتْحِ ابنُ تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ: أَبو حَيٍّ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، ومِنْهم الأراقِمُ الَّذِينَ تَقَدَّم ذِكرُهُمْ، وَهُمْ إخوةٌ سِتَّةٌ أولادُ بَكْرِ بنِ حَبِيبِ بنِ عَمْرِو بن غَنْمٍ هَذَا.
(وكَزُبَيْرٍ، غُنَيْمُ بنُ قَيْسٍ) المازِنيُّ (تابِعِيُّ) قَدِمَ على عُمَر، وَرَوَى عَن سَعْدٍ، وأَبِي مُوسَى، وعَنْه سُليمان التَّيْمِيُّ والجَرِيرِيُّ وجَمَاعةٌ.
(وغَنَّامَةُ) بِالتَّشْدِيدِ: اسْمُ (امْرَأَة) .
ويَغْنَمُ كيَمْنَعُ ابنُ سَالِمِ بنِ قَنْبَرٍ) قَالَ ابْن حِبَّانَ: يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَسٍ. قلتُ: وجَدُّه قَنْبَرٌ مَوْلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ.
(وعَبدُ اللهِ بنُ مَغْنَمٍ كَمقْعَدٍ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ عَبدُ اللهِ بنُ مُعْتَمٍّ بِضَمِّ الْمِيم وسُكُون العَيْنِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّةِ وتَشْديدِ المِيمِ، وَهَكَذَا ذَكَره الدَّارَ قُطْنِيُّ وقَبلَه التِّرْمِذِيُّ، حَدِيثُه عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ شِهابٍ، وقَالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: إنَّه عبدُ اللهِ بنُ المُعْتَمِرِ، بِزِيَادة الرَّاء فِي آخِره.
وقَالَ ابنُ نُقْطَةَ: الصَّوابُ أَنه بِفَتْحِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المُثَنَّاةِ وكَسْرِها، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(وغُنَيْمَاتٌ بالضَّمِّ: ع) .
(وغَنَمَةُ مُحَرَّكَةً ابنُ ثَعْلَبَةَ بنِ تَيْمِ اللهِ) من أَجْدَادِ عَمْرِو بنِ العَدَّاءِ الشِّاعِر، ذَكَره الذَّهَبِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يَقُولُونَ: لَا آتِيكَ غَنَمَ الفِزْرِ؛ أَي: حَتَّى تَجْتَمِعَ غَنَمُ الفِزْرِ، فأَقَامُوا الغَنَمَ مُقَامَ الدَّهْرِ ونَصَبُوهُ هُوَ عَلَى الظَّرْفِ؛ على الإتِّساع.
ويُجْمَعُ الغُنْمُ، بالضَّمِّ على غُنُومٍ فِي قَوْل ساعِدَةَ الهُذَلِيِّ:
(وأَلْزَمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونَها ... نَوافِلُ تَأْتِيها بِهِ وغُنومُ)

وأَغْنَمَهُ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ لَهُ غَنِيمَةً.
وتَغَنَّم: اتَّخَذَ الغَنَم.
وجَمْعُ الغَنِيمَةِ: الغَنَائِم، وجَمْعُ المَغْنَمِ: المَغَانِمُ.
وَهُوَ يَتَغَنَّمُ الأَمْرَ: أَي يَحْرِصُ عَلَيْهِ كَمَا يَحرِصُ على الغَنِيمَةِ.
والغَانِمُ: آخِذُ الغَنِيمَة.
وغُنْمُك أَن تَفْعَلَ كَذَا، بالضَّمِّ، أَي: قُصَارَاكَ.
ويَغْنَمُ: أَبُو بَطْنٍ.
وغَنْمُ بنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو سَعْدٍ الأشْعَرِيُّ: صَحَابِيَّانِ.
وبَنُو غَنْمٍ: بُطُونٌ كَثِيرَةٌ: فَفِي الأَزْدِ: غَنْمُ بنُ دَوْسٍ، وَفِي طَيِّئ: غَنْمُ بنُ ثَوْرٍ، وَفِي الْأَنْصَار: غَنْم بنُ سُرى، مِنْهُم سَهْلُ بنُ رَافِعٍ الغَنْمِيُّ الخَزْرَجِيُّ، وَفِيهِمْ أَيْضًا: غَنْمُ بنُ مالكٍ النَّجَّارِ، وَفِي عبد الْقَيْس: غَنْمُ بنُ وَدِيعَةَ، وَفِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ: غَنْمُ بنُ دُودَانَ، وَفِي كِنْدَةَ: العَمَرَّطُ بنُ غَنْمِ بنِ عَوْدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ رزِّ بنِ غَنْمٍ، وَفِي كِنانةَ: غَنْمُ بنُ مالكِ ابنِ كِنانةَ، وغَنْمُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ مَالِكِ بنِ كِنَانَةَ، وَفِي بَاهِلَةَ: غَنْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، وغَنْمُ بنُ قُرْدُوسٍ، وَفِي قَحْطَانَ: غَنْمُ ابنُ نَجْمٍ، كَذَا فِي المَعَارِف لابْنِ قُتَيْبَةَ.
وغَنْم: اسمُ صَنَمٍ ذَكَره السُّهَيْلِيُّ.
وكَشَدَّادٍ: عُبَيْدُ بنُ غَنّامٍ الكُوفِيُّ: راويةُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ.
والغُنَّامِيةُ: قَريةٌ بِمِصْرَ.
والغُنَيْمِيَّةُ، بالضَّمِّ: أُخْرَى بِهَا.
والغَانِمِيَّةُ: قريةٌ باليَمَنِ.
وغُنَيْمٌ أبُو العَوَّام، عَن كَعْبِ بنِ سَعِيدِ ابنِ غُنَيْمٍ الكلابيِّ عَن عبدِ الرحمنِ بنِ غَنْمٍ، وابنُه عَنْبَسَةُ بنُ سَعِيدٍ عَن أَبَانَ بنِ أَبي عَيَّاشٍ.
وابنُ غُنَيْمٍ البَعْلَبَكِّيُّ، عَن هِشامِ بنِ الغازِ.
وَأَبُو غُنَيْمٍ سَعْدُ بنُ حُدَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ.
وغَنِيمَةُ أُمُّ سَعْدٍ بنتُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحمدَ ابنِ شَيْبَانَ الأَصْبَهَانيّةُ عَن ابنِ مَرْدَويْهِ الحَافِظِ.
وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ جَامِعِ بنِ غَنِيمَةَ، عَن أبي الحُصَيْنِ.
وأَبُو بَكْرٍ بنُ محمدِ بنِ مَعالِي بنِ غَنِيمةَ ابنٍ الحَلاوِيّ شَيْخُ الحَنَابِلَةِ.
وعبدُ العَزِيزِ وعَبْدُ الوَاحِدِ ابْنَا مَعَالِي بنِ غَنِيمَةَ بنِ مَنِينَا: محدِّثَانِ.
وأَبُو الْمَحَاسِنِ مَسْعُودُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمٍ، الغَانِمِيُّ، عَن أَبِي القَاسِمِ الخَلِيليِّ.
وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمدِ ابنٍ غانمٍ الغَانِمِيُّ الأَصبهانيُّ، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطَةَ.
غ ن م: (الْغَنَمُ) اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضُوعٌ لِلْجِنْسِ يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَعَلَيْهِمَا جَمِيعًا. وَإِذَا صَغَّرْتَهَا أَلْحَقَتْهَا الْهَاءَ فَقُلْتَ: (غُنَيْمَةٌ) لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فَالتَّأْنِيثُ لَهَا لَازِمٌ. يُقَالُ لَهُ خَمْسٌ مِنَ الْغَنَمِ ذُكُورٌ، فَتُؤَنِّثَ الْعَدَدَ وَإِنْ عَنَيْتَ الْكِبَاشَ إِذَا كَانَ يَلِيهِ الْغَنَمُ لِأَنَّ الْعَدَدَ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِهِ وَتَأْنِيثِهِ عَلَى اللَّفْظِ لَا عَلَى الْمَعْنَى. وَالْإِبِلُ كَالْغَنَمِ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَ (الْمَغْنَمُ) وَ (الْغَنِيمَةُ) بِمَعْنًى. وَقَدْ (غَنِمَ) بِالْكَسْرِ (غُنْمًا) . وَ (غَنَّمَهُ تَغْنِيمًا) نَفَّلَهُ. وَ (اغْتَنَمَهُ) وَ (تَغَنَّمَهُ) عَدَّهُ غَنِيمَةً. 

هجر

هجر
الهَجْرُ والهِجْرَان: مفارقة الإنسان غيره، إمّا بالبدن، أو باللّسان، أو بالقلب. قال تعالى:
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ
[النساء/ 34] كناية عن عدم قربهنّ، وقوله تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
[الفرقان/ 30] فهذا هَجْر بالقلب، أو بالقلب واللّسان. وقوله:
وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا [المزمل/ 10] يحتمل الثلاثة، ومدعوّ إلى أن يتحرّى أيّ الثلاثة إن أمكنه مع تحرّي المجاملة، وكذا قوله تعالى:
وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مريم/ 46] ، وقوله تعالى:
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر/ 5] ، فحثّ على المفارقة بالوجوه كلّها. والمُهاجرَةُ في الأصل:
مصارمة الغير ومتاركته، من قوله عزّ وجلّ:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا
[الأنفال/ 74] ، وقوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ
[الحشر/ 8] ، وقوله:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ [النساء/ 100] ، فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [النساء/ 89] فالظاهر منه الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان كمن هاجر من مكّة إلى المدينة، وقيل: مقتضى ذلك هجران الشّهوات والأخلاق الذّميمة والخطايا وتركها ورفضها، وقوله: إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي [العنكبوت/ 26] أي: تارك لقومي وذاهب إليه. وقوله: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها [النساء/ 97] ، وكذا المجاهدة تقتضي مع العدى مجاهدة النّفس كما روي في الخبر: «رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» ، وهو مجاهدة النّفس. وروي:
(هاجروا ولا تهجّروا) أي: كونوا من المهاجرين، ولا تتشبّهوا بهم في القول دون الفعل، والهُجْرُ: الكلام القبيح المهجور لقبحه.
وفي الحديث: «ولا تقولوا هُجْراً» وأَهْجَرَ فلان: إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد، وهَجَرَ المريض: إذا أتى ذلك من غير قصد، وقرئ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ
[المؤمنون/ 67] ، وقد يشبّه المبالغ في الهجر بالمُهْجِر، فيقال: أَهْجَرَ: إذا قصد ذلك، قال الشاعر:
كما جدة الأعراق قال ابن ضرّة عليها كلاما جار فيه وأهجرا
ورماه بهاجرات فمه أي: فضائح كلامه، وقوله: فلان هِجِّيراه كذا: إذا أولع بذكره، وهذي به هذيان المريض المهجر، ولا يكاد يستعمل الهِجِّير إلّا في العادة الذّميمة اللهمّ إلّا أن يستعمله في ضدّه من لا يراعي مورد هذه الكلمة عن العرب. والهَجِيرُ والهاجرة: الساعة التي يمتنع فيها من السّير كالحرّ، كأنها هجرت النّاس وهجرت لذلك، والهِجَار: حبل يشدّ به الفحل، فيصير سببا لهجرانه الإبل، وجعل على بناء العقال والزّمام، وفحل مهجور، أي: مشدود به، وهِجَار القوس: وترها، وذلك تشبيه بهجار الفحل.

هجر

1 هَجَرَهُ, (S, A, &c.,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. هَجْرٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and هِجْرَانٌ, (S, A, Mgh, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He cut him off from friendly or loving, communion or intercourse; contr. of وَصَلَهُ: (S, Mgh:) he forsook, or abandoned, him; syn. قَطَعَهُ: (Msb, TA:) he cut him; meaning, he ceased to speak to him, or to associate with him; syn. صَرَمَهُ, (A, Mgh, K,) and قَطَعَ كَلَامَهُ. (Mgh.) It is said in the Kur, [iv. 38,] وَاهْجُرُوهُنَّ فِى المَضَاجِعٍ, i. e., [And cut ye them off from loving intercourse] in the sleeping-places, in order to obtain their obedience. (Msb.) See also 3. b2: He left it; forsook it; relinquished it; abandoned it; deserted it; quitted it: abstained from it: neglected it: shunned or avoided it; was averse from it: syn. تَرَكَهُ; (A, Msb, K, TA;) and رَفَضَهُ; (Msb;) and فَارَقَهُ: (B:) and أَغْفَلَهُ: and أَعْرَضَ عَنْهُ: (TA:) namely, a thing to which it was necessary for him to pay frequent attention: (Lth, TA:) as also ↓ أَهْجَرَهُ; (K;) which latter is of the dial. of Hudheyl: (TA:) and هُجِرَ he, or it, was left; &c. (IKtt.) هِجْرَانٌ may be with the body and with the tongue and with the heart or mind: it is with the first in the passage of the Kur cited above: it may be with any of the three in the Kur, [lxxiii. 10,] where it is said, وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [And avoid thou them, i. e., avoid the associating with them in person, or speaking to them, or entertaining friendship for them in thy heart, with an avoiding of a becoming kind]: and it is with all the three in the following ex. in the Kur, [lxxiv. 5,] وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ [And idolatry avoid thou]. (B.) You say also, هَجَرَ الــشِّرْكَ, inf. n. هَجْرٌ and هِجْرَانٌ, [He abstained from, or avoided, polytheism, or the associating of others with God,] هِجْرَةً حَسَنَةً [with a good manner of abstaining, or avoiding]. (Lh, K.) And it is said in a trad., وَلَا يَسْمَعُونَ القُرْآنَ إِلَّا هَجْرًا, meaning, [And they hear not the Kur-án save] with neglect of it, and aversion from it: the reading الّا هُجْرًا, mentioned by IKt, and his explanation of it, save with foul speech, are both said by El-Khattábee to be erroneous. (TA.) b3: هَجَرَ, [aor. ـُ inf. n. هَجْرٌ, He (a man) went, removed, retired, or withdrew himself, to a distance, far away, or far off. (TA.) b4: هَجَرَ فِى الصَّوْمِ, (K,) aor. ـُ inf. n. هِجْرَانٌ, (TA,) He abstained from sexual intercourse in fasting. (K.) A2: هَجَرَ, (Lth, Fr, S, A, K, &c.,) or هَجَرَ فِى كَلَامِهِ, (Msb,) aor. ـُ (Lth, Fr, S, &c.,) inf. n. هَجْرٌ, (Lth, S, A, Mgh, Msb,) with fet-h, (Mgh,) or هُجْرٌ, with damm, (K,) and هِجِّيرَى, (A, K,) or this is a simple subst., (Lth,) and إِهْجِيرَى, (K,) [or this and that which immediately precedes it are intensive inf. ns.,] He (a sick man, Lth, S, Msb, K, or one having the disease termed بِرْسَام, A'Obeyd, A, or having a fever, A'Obeyd, and one sleeping. Fr, K) talked nonsense; talked irrationally or foolishly or deliriously, (Lth, Fr, S, A, Mgh, Msb, K,) and confusedly: (Msb:) or هِجِّيرَى signifies the talking much, and saying what is evil. (Sb.) In the Kur, [xxiii. 69,] instead of تَهْجُرُونَ, in the phrase سَامِرًا تَهْجُرُونَ, [Holding discourse by night, talking irrationally or foolishly,] I'Ab reads تُهْجِرُونَ from ↓ أَهْجَرَ, [q. v.,] from الهُجْرُ. (TA.) b2: See also 4. b3: هَجَرَ بِهِ, aor. ـُ inf. n. هَجْرٌ, He dreamed of him or it; or saw him or it in sleep: or he did so and talked foolishly or deliriously. (TA.) 2 هجّر, (Lth, A, K, &c.,) inf. n. تَهْجِيرٌ, (S, Msb, K,) He journeyed in the time called the هَاجِرَة; (Lth, S, A, Mgh, K;) as also ↓ تهجّر; (IAar, S, A, K;) and ↓ اهجر: (K:) or he went forth in that time: (Az, TA:) or he was (صَارَ) in that time: (Msb: [but in my copy of that work, صار is perhaps a mistake for سَارَ:]) or ↓ اهجر has this last signification; (Lth, TA;) or signifies he entered upon that time; like اظهر (A.) b2: It (the day) attained to the time called he هَاجِرَة. (S, TA.) 3 هاجرهُ, (A,) inf. n. مُهَاجَرَةٌ; (B;) and ↓ اهتجرهُ; (A;) He cut him off from friendly, or loving, communion or intercourse, being so cut off by him; or he cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him: and he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him: (A, * B:) this is the primary signification of the former. (B.) b2: هاجر, (T, A, Msb, K,) inf. n. مُهَاجَرَةٌ (T, S, A, Msb) and هِجْرَةٌ, (A,) or the latter is a simple subst., (Mgh, Msb,) He (an inhabitant of the desert) went forth from his desert to the cities or towns: this is the primary acceptation, with the Arabs, of the verb [when intrans.]: also, he (any one) left his place of abode, emigrating to another people: (Az:) he departed, or went forth, from one land to another, (S, K,) or from one country, or district, or town, to another: (Msb:) and, as used in the Kur, ii. 215, [and in many other instances in the same and other books,] he went forth [or emigrated] from the territory of the unbelievers to the territory of the believers [or to any place of safety or refuge on account of religious persecution, &c.] (B.) See an ex. voce تَهَجَّرَ; and see هِجْرَةٌ.4 اهجرهُ: see هَجَرَهُ.

A2: اهجر فِى مَنْطِقِهِ, (S, * Mgh, Msb, K,) or simply اهجر, (A,) inf. n. إِهْجَارٌ (S, K) and هُجْرٌ, (Lh, Kr, K,) or the latter is, correctly speaking, a simple subst., (TA,) He spoke, or uttered, foul, evil, bad, abominable, or unseemly, language: (S, A, Mgh, K:) or he did so much; beyond what he used to do before; as also ↓ هَجَرَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. هَجْرٌ: (L, TA:) and in like manner, he talked much of that which was not fit, suitable, meet, or proper. (S.) b2: اهجر بِهِ He mocked, or scoffed, or laughed at him, derided him, or ridiculed him, and said respecting him what was foul, evil, bad, abominable, or unseemly. (Msb, K.) A3: See also 2, in two places.5 تهجّر He affected to be like the مُهَاجِرُون [or emigrants from the territory of the unbelievers to that of the believers]. (A'Obeyd, S, A, K.) Hence the trad., وَلَا تَهَجَّرُوا ↓ هَاجِرُوا, (A'Obeyd, S, A,) i. e., Perform ye the هِجْرَة with sincerity towards God, and affect not to be like those who do so without your being really such as do so: said by 'Omar. (A'Obeyd, TA.) A2: See also 2.6 تهاجروا [They cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or they cut, or ceased to speak to, one another: they forsook, or abandoned, one another: as also ↓ اهتجروا] (A.) You say also هُمَا يَتَهَاجَرَانِ, and ↓ يَهْتَجِرَانِ, i. e., يَتَقَاطِعَانِ [They two cut each other off &c.]: (K:) تَهَاجُرٌ is syn. with تَقَاطُعُ. (S.) 8 إِهْتَجَرَ see 3 and 6; the latter in two places. b2: [He journeyed in the time of the حَاجِرَة: see 8 in art. عشو.]

هَجْرٌ: see هُجْرٌ: A2: and see also هَاجِرَةٌ.

هُجْرٌ, a subst. from أَهْجَرَ; (S, Mgh;) or from its syn. هَجَرَ; (Msb;) Foul, evil, bad, abominable, or unseemly, language, or talk; (As, Ks, T, S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ هَجْرَآءُ; (Sgh, K;) and ↓ هَاجِرَةٌ; of which last the pl. is هَوَاجِرُ, incorrectly said by IJ to be an irreg. pl. of هُجْرٌ; or ↓ هَاجِرَةٌ may be an inf. n., like كَاذِبَةٌ &c. (IB.) You say, قَالَ هُجْرًا وَبُجْرًا, and ↓ هَجْرًا وَبَجْرًا, [He said] a foul [and a wonderful] thing: ↓ هَجْرٌ is an inf. n., and هُجْرٌ is a simple subst. (L, TA.) And ↓ رَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ He assailed him with foul words: هاجرات being a word of the same class as لَابِنْ and تَامِرٌ. (A, Msb.) and ↓ رَمَاهُ بِهَاجِرَاتٍ, and ↓ بِمُهْجِرَاتٍ, (S, K,) or بِالْهَاجِرَاتِ, (A,) and بِالْمُهْجِرَاتِ, (A, Msb,) He accused him of evil things that exposed him to disgrace: (S, K:) or of foul, or evil, actions. (A, Msb.) And ↓ تَكَلَّمَ بِالْمَهَاجِرِ (in the CK بالمُهاجِرِ) He spoke foul, or evil, language. (L, K.) هِجِرٌّ: see هِجْرَةٌ.

هُجْرَةٌ: see هِجْرَةٌ.

هِجْرَةٌ, a subst. from هَجَرَهُ, (S, K,) as also ↓ هِجْرَانٌ, (Msb,) signifying The cutting another off from friendly or loving communion or intercourse: (S:) cutting one; or ceasing to speak to him: (K:) forsaking, abandoning, deserting, or shunning or avoiding, one. (Msb.) It is said in a trad., لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ [There shall be no cutting off from friendly communion after three nights with their days,]: the meaning is, هَجْرٌ as contr. of وَصْلٌ; i. e., such anger as exists between Muslims, or a failing, or falling short, with respect to the duties of society, exclusively of what relates to religion: but the هِجْرَة of those who follow their own natural desires [in matters of religion], and of innovators [in religion], should continue even as long as they do not repent, and return to the truth. (TA.) b2: [Also, A mode, or manner, of cutting another off from friendly or loving communion or intercourse: &c. See 1, where an ex. occurs.] b3: Also, A removal from the desert to the towns or villages: this was its [primary] acceptation with the Arabs: and the forsaking of his country, or district, or the like, by an inhabitant of the desert, or by an inhabitant of a town, or village, or cultivated district, and taking up his abode in another country or district, or the like, an emigration; (TA;) the forsaking of one's home and removing to another place; (Mgh;) the forsaking of a country, or district, or the like, and removing to another; (Msb;) the going forth from one land to another; as also ↓ هُجْرَةٌ. (K:) [and an emigration from the territory of the unbelievers to the territory of the believers, or to any place of safety or refuge on account of religious persecution &c.: see 3, last signification:] a subst. from هَاجَرَ. (Msb, TA.) b4: [الهِجْرَةٌ, peculiarly, The emigration, or flight, (for it was really a flight,) of Mohammad, from Mekkeh to Yethrib, which latter was afterwards called El-Medeeneh. Hence, تَأْرِيخُ الهِجْرَةِ The era of the Hijreh, or Flight. The epoch of this era is not the date of the Flight itself, as some have imagined, (for this took place on an uncertain day, most probably the first or second, of the third lunar month of the Arabian year,) but is the first day of the Arabian year in which the Flight happened: and as I believe that all European writers who have attempted to fix it, prior to M. Caussin de Perceval, have erred respecting it, the true date, as shown by him, (see his “ Essai sur l'Histoire des Arabes,” &c., in the places referred to in the index to that work,) I think it important here to mention. The first year of the Flight was the two hundred and eleventh year of a period during which the Arabs made use of a defective luni-solar reckoning, making every third year to consist of thirteen lunar months; the others consisting of twelve such months. This mode of reckoning was abolished by Mohammad in the twelfth month of the tenth year of the Flight, at the time of the pilgrimage; whence it appears that the first year of the Flight commenced, most probably, on Monday, the nineteenth of April, A. D. 622; or perhaps on the eighteenth; for the actual appearance of the new moon properly marked its commencement, and, as the new moon happened about sunset on the sixteenth, it may perhaps have been seen on the eve of the eighteenth. According to M. Caussin de Perceval, the first ten years of the Flight commenced at the following periods.

1st.[Mon.]Apr. 19, 622 2nd.[Sat.]May 7, 623 3rd.[Th.]Apr. 26, 624 4th.[Mon.]Apr. 15, 625 5th.[Sat.]May. 3, 626 6th.[Th.]Apr. 23, 627 7th.[Tu.]Apr. 12, 628 8th.[Mon.]May. 1, 629 9th.[Fri.]Apr. 20, 630 10th.[Tu.]Apr. 9, 631 Thus it appears that the first and fourth and seventh years were of thirteen lunar months each; and the seventh was the last year that was thus augmented: therefore, with the eighth year commenced the reckoning by common lunar years; and from this point we may use the tables which have often been published for finding the periods of commencement of years of the Flight. We must not, however, rely upon the exact accuracy of these tables: for the commencement of the month was generally determined by actual observation of the new moon; not by calculation; and we often find that a year was commenced, according as the place of observation was low or high, or to the east or west of the place to which the calculation is adapted, or according as the sky was obscure or clear, a day later or earlier than that which is indicated in the tables; and in some cases, even two days later. The twelfth day of the third month of the first year of the Flight, the day of Mohammad's arrival at Kubà, was Monday: therefore the first day of the year was most probably the nineteenth of April, as two months of thirty days each, or twenty-nine days each, seldom occur together. But the tenth day of the first month of the sixty-first year, the day on which El-Hoseyn was slain at Kerbelà, was Friday: therefore the first day of that year, at that place, must have been Wednesday, the third of October, A. D. 680; not the first of October, as in most of the published tables above mentioned. (For the principal divisions of the Arabian year when the luni-solar reckoning was instituted, see زَمَنٌ)]. الهِجْرَتَانِ means [The two emigrations, or flights; namely,] the هِجْرَة to Abyssinia and the هِجْرَة to El-Medeeneh. (S, K.) And ذُو الهِجْرَتَيْنِ He (of the صَحَابَة [or Companions of Mohammad] TA) who emigrated, or who has emigrated, to Abyssinia and to El-Medeeneh. (K.) هَجْرَآءُ: see هُجْرٌ.

هِجْرَانٌ: see هِجْرَةٌ.

هِجْرِيَّا: see هِجِّيرٌ.

هَجِيرٌ Left; forsaken; relinquished; abandoned; deserted; quitted: abstained from: neglected: shunned or avoided. (TA.) A2: See also هَاجِرَةٌ, in three places.

هَجِيرَةٌ: see هَاجِرَةٌ.

هِجِّيرٌ Custom; manner; habit; wont: state; condition; case; syn. دَأْبٌ, (T, S, A, K,) and عَادَةٌ, (S, TA,) and دَيْدَنٌ, (TA,) and شَأْنٌ: (T, A, K:) and the speech, or language, of a man; [or what one is accustomed to say;] syn. كَلَامٌ: (T, TA:) as also ↓ هِجِّيرَى, (T, S, A, K,) and ↓ إِهْجِيرَى, (S, K,) and ↓ إِهْجِيرَآءُ, and ↓ أُهْجُورَةٌ, and ↓ هِجْرِيَّا, (K,) and إِجْرِيَّا, and إِجْرِيَّآءُ. (S.) You say, مَا زَالَ ذٰلِكَ هِجِّيرَهُ, (A, K, * TA [in the CK, هٰذَا هِجِّيرَتُهُ,]) and هِجِّيرَاهُ, (S, A, K,) and إِهْجِيرَاهُ, &c., (K,) That ceased not to be his custom, &c. (S, A, K. *) And ↓ مَا لَهُ هِجِّيرَى

غَيْرُهَا He has no custom, &c., other than it. (TA, from a trad.) هِجِّيرَى: see هِجِّيرٌ.

هَاجِرٌ, act. part. n. of 1, q. v. b2: Talking nonsense; talking foolishly or deliriously. (S, TA.) See 1, last signification but one.

هَاجِرَةٌ: see هُجْرٌ, in four places.

A2: الهَاجِرَةُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) and ↓ هَجِيرٌ, (S, Msb, K,) and ↓ هَجِيرَةٌ, (A, K,) and ↓ هَجْرٌ, (S, K,) Midday when the heat is vehement: (S:) or midday in summer, or in the hot season: (Mgh, Msb:) or the period from a little before noon to a little after noon in summer, or in the hot season, only: (En-Nadr, ISk:) or from the time when the sun declines from the meridian: (Aboo-Sa'eed:) or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر: because people [then] shelter themselves in their tents or houses; as though they forsook one another (تَهَاجَرُوا): (K:) or the vehemence of the heat (K, TA) therein: (TA:) and الهُوَيْجِرَةُ [dim. of الهاجرة] the period a little after the هَاجِرَة: (EsSukkaree:) [pl. of the first, هَوَاجِرُ.] You say, طَبَخَتْهُ الهَوَاجِرُ [The vehement midday heats affected him with a hot, or burning, fever]. (A.) And ↓ صَلَاةُ الهَجِيرِ The prayer of noon; as also الهَجِيرُ, elliptically. (TA.) See also ظَهِيرَةٌ.

أُهْجُورَةٌ: see هِجِّيرٌ.

إِهْجِيرَى: see هِجِّيرٌ.

إِهجِيرَآءُ: see هِجِّيرٌ.

أَتَيْنَا أَهْلَنَا مُهْجِرِينَ We came to our family in the time of the هَاجِرَة. (S.) b2: مُهْجِرَاتٌ and مَهَاجِرُ: see هُجْرٌ.

هَلْ مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ Is one who journeys in the هَاجِرَة like him who stays during the time of midday? (TA, from a trad.) مَهْجُورٌ Cut off from friendly or loving communion or intercourse; forsaken, or abandoned: cut, or not spoken to. (Mgh, Msb.) In like manner مَهْجُورًا is used in the Kur, [xxv. 32,] signifying avoided, or forsaken, with the tongue, or with the heart or mind. (B.) [But see what here follows.]

A2: Talk, or language, uttered irrationally or foolishly or deliriously. It is related by Aboo-'Obeyd, on the authority of Ibráheem, that the words of the Kur, إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا, [xxv. 32,] mean, Verily my people have made this Kur-án a thing of which they have said what is not true: because the sick man, when he talks irrationally or foolishly or deliriously, says what is not true: and the like is related on the authority of Mujáhid. (S.) مُهَاجَرٌ A place to which one emigrates. (Msb.) مُهَاجِرٌ Any one, whether an inhabitant of the desert [as in the primary acceptation of the epithet] or an inhabitant of a town or village or cultivated district, who emigrates; or who forsakes his country or district or the like, and takes up his abode in another country or district or the like. Hence المُهَاجِرُونَ applied to The emigrants to El-Medeeneh: because they forsook their places of abode in which they were reared, for the sake of God, and attached themselves to an abode in which they had neither family nor property, when they emigrated to El-Medeeneh. (TA.)
هجر: {هاجروا}: تركوا بلادهم. {تهجرون}: من الهُجر، وهو الهذيان، ومن الهَجر وهو الترك.
(هجر) سَار فِي الهاجرة وَالنَّهَار انتصف وَاشْتَدَّ حره وَإِلَى الشَّيْء بكر وبادر إِلَيْهِ وَالدَّابَّة شدها وأوثقها بالهجار
(هجر)
هجرا تبَاعد وَيُقَال هجر الْفَحْل ترك الضراب وَالْمَرِيض هذى وَيُقَال هجر فِي مَرضه وَفِي نَومه وَفِي الشَّيْء وَبِه أولع بِذكرِهِ وَالشَّيْء أَو الشَّخْص هجرا وهجرانا تَركه وَأعْرض عَنهُ وَيُقَال هجر زوجه اعتزل عَنْهَا وَلم يطلقهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فِي الْمضَاجِع واضربوهن} وَالدَّابَّة هجرا وهجورا أوثقها بالهجار 
هجر دلل خطب بَأْس [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي اللَّه عَنهُ -] أَنه كَانَ يطوف بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُول: رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَّفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَّقِنَا عَذَابَ النَّارِ لَهُ هِجَّيري غَيرهَا. قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زيد وَغير وَاحِد: قَوْله: هِجِّيراه كَلَامه ودأبه وشأنه وَقَالَ ذُو الرمة يصف صائدًا رمى حُمرا فأخطأها فَأقبل يتلهف وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالْحَرب فَقَالَ: [الْبَسِيط]

رمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالبة ... فانْصَعْنَ والويلِ هِجِّيراه والحربُ
هـ ج ر: (الْهَجْرُ) ضِدُّ الْوَصْلِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (هِجْرَانًا) أَيْضًا، وَالِاسْمُ (الْهِجْرَةُ) . وَ (الْمُهَاجَرَةُ) مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ تَرْكُ الْأُولَى لِلثَّانِيَةِ. وَ (التَّهَاجُرُ) التَّقَاطُعُ. وَ (الْهَجْرُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا الْهَذَيَانُ وَقَدْ (هَجَرَ) الْمَرِيضُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (هَاجِرٌ) . وَالْكَلَامُ (مَهْجُورٌ) وَبِهِ فَسَّرَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ - تَعَالَى -: {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30] أَيْ بَاطِلًا. وَ (الْهَجْرُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْهَاجِرَةُ) وَ (الْهَجِيرُ) نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ. وَ (التَّهْجِيرُ) وَ (التَّهَجُّرُ) السَّيْرُ فِي الْهَاجِرَةِ. وَ (تَهَجَّرَ) فُلَانٌ تَشَبَّهُ بِالْمُهَاجِرِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: « (هَاجِرُوا) وَلَا تَهَجَّرُوا» . وَ (هَجَرٌ) بِفَتْحَتَيْنِ اسْمُ بَلَدٍ مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ. وَفِي الْمَثَلِ: كَمُبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هَجَرٍ. 
هجر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِنِّي كنت نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها وَلَا تَقولُوا هْجرا. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي وَبَعضه عَن الْأَصْمَعِي وَغَيرهمَا: قَالَ: الهُجر الإفحاش فِي الْمنطق والخنا وَنَحْوه يُقَال مِنْهُ: أَهجر الرجل يُهجر إهجارا قَالَ الشماخ بْن ضرار الثَّعْلَبِيّ: [الطَّوِيل]

كَمَا جِدَة الأعراق قَالَ ابْن ضرةٍ ... عَلَيْهَا كلَاما جارَ فِيهِ وأهجرا

يروي: الأعراق والأعراض وَمِنْه حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه كَانَ يَقُول لِبَنِيهِ: إِذا طفتم بِالْبَيْتِ فَلَا تَلغُوا وَلَا تهجروا وَلَا تقاصّوا أحدا وَلَا تُكَلِّمُوهُ. هَكَذَا قَالَ هشيم: تهجروا [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَوجه الْكَلَام عِنْدِي: تُهْجروا فِي هَذَا الْموضع لِأَن الإهجار كَمَا أعلمتك من سوء الْمنطق وَهُوَ الهُجْر وَأما الهَجْر فِي الْكَلَام فَإِنَّهُ الهَذيان مثل كَلَام المحموم والمبرسم يُقَال مِنْهُ: هجرت فَأَنا أَهجر هجرا وهجرانا فَأَنا هَاجر وَالْكَلَام مهجور
هجر:
هجر: طلّق (هلو).
هجر: كان تحت هجران من الملك: أي أنه قد جرّ على نفسه سخط الملك (ابن جبير 18:345).
هجره أو هجر إلى ما يحل محله: رفض شيئاً لكي يعتمد على آخر (البربرية 389:1).
هاجر: اسم مصدر لما جاء عند (فوك) في مادة redire ad Deum في القسم الأول.
انهجر: وردت عند (فوك) في مادة vitare و ordire.
استهجار الدول: الحروب بين الأسر المالكة
(البربرية 330:2) هذا ما ورد في مخطوطتنا بدلاً من استهجان.
هِجرة: طلاق (هلو).
هِجرة: موضع اللجوء (روجرز 192 و195) الذي يلفظها بفتح الهاء دون حق.
له قدمُ هجرة: كان في خدمة وزيراً وغيره من ذوي الشأن منذ مدة طويلة (مملوك 201:2:1). وكذلك قديم هجرة (حياة تيمور 30:1 وهنا أساء -فريتاج- نطقها وترجمتها). هِجرة: عصابة تضعها الفتيات فوق الجبهة (أبو الوليد 788): عندهم عصابة تجعل من الأذن للأذن على الجبهة مثل التي يجعلون -كذا. في الأصل- البنات عندنا ويسمونها هجرة.
هجّرى: منسوب إلى الهجرة (بقطر) وعلى سبيل المثال تاريخ السنة الهجرية (م. المحيط).
هجير: معناها مطابق لمعنى الفعل نفح أي هب ويرتبط بهذه المادة لغة. في (فريتاج كرست 4:77): وكان وسط النهار وقد نفح الهجير وينبغي أن يترجم المعنى إلى ريح حارة. وفي طبعة أخرى لهذه الحكاية من (ألف ليلة 398:3) جاء ذكر مرادف الكلمة هاجرة ضمن معناها المعتاد: وقد اشتدت الهاجرة.
هجيّري: مثل سائر، بيت من الشعر يردد في كل مناسبة (الكامل 2:388 و12 والمقري 359:2).
مهاجر: في (فوك) saracenus (= مسلم).
(هـ ج ر) : (الْهَجْرُ) خِلَافُ الْوَصْلِ يُقَالُ هَجَرَ أَخَاهُ إذَا صَرَمَهُ وَقَطَعَ كَلَامُهُ هَجْرًا وَهِجْرَانًا فَهُوَ هَاجِرٌ وَالْأَخُ مَهْجُورٌ وَفِي بَابِ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ فِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ أَنَّ خَادِمَ مَيْمُونَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رَأَتْ فِرَاشَ امْرَأَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - نَاحِيَةً أَيْ بَعِيدَةً مِنْ فِرَاشِهِ فَقَالَتْ (هَجْرَى) أَنْتِ فَقَالَتْ لَا وَلَكِنِّي إذَا حِضْتُ لَمْ يَقْرَبْ فِرَاشِي كَأَنَّهَا جَعَلَتْهُ صِفَةً لَهَا كَعَقْرَى وَحَلْقَى فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ وَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ (وَالْهَجَرُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا الْهَذَيَانُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67] (وَالْهُجْرُ) بِالضَّمِّ الْفُحْشُ اسْمٌ مَنْ أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ إذَا أَفْحَشَ (وَالْهِجْرَةُ) تَرْكُ الْوَطَنِ وَمُفَارَقَتُهُ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمٌ مَنْ هَاجَرَ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ مُهَاجَرَةً (وَقَوْلُ الْحَسَنِ) هِجْرَةُ الْأَعْرَابِيِّ إذَا ضَمَّهُمْ دِيوَانُهُمْ يَعْنِي إذَا أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ فَهِجْرَتُهُ إنَّمَا تَصِحُّ إذَا ثَبَتَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ الْغُزَاةِ أَيْ فِي جَرِيدَتِهِمْ (وَيُقَالُ هَجَّرَ) إذَا سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ وَهِيَ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ خَاصَّةً ثُمَّ قِيلَ (هَجَّرَ إلَى الصَّلَاةِ) إذَا بَكَّرَ وَمَضَى إلَيْهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ» وَفِي الْحَدِيثِ «الْمُهَجِّرُ إلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً» قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ الْمُرَادُ التَّبْكِيرُ إلَيْهَا وَهَذَا تَفْسِيرُ الْخَلِيلِ.
هـ ج ر

هجره وهاجره واهتجره. قال عديّ:

فإن لم تندموا فثكلت عمراً ... وهاجرت المروّق والسماعا

وقال السائب أخو الزبير:

يا قوم جدّوا في قتال القوم ... واهتجروا النوم فما من نوم

وتهاجروا أياماً. والمهاجرون من الصحابة: جماعة. وما هذا الهجر والهجرة والهجران، وهاجرت من بلد إلى بلد مهاجرةً وهجرةً " ولا هجرة بعد الفتح " وفي الحديث: " هاجروا ولا تهجّروا ": ولا تشّبهوا بالمهاجرين. وهجر المبرسم هجراً بالفتح وهو دأبه في الهذيان. يقال: رأيته يهجر هجراً وهجّيري، ومنه قولهم: ما زال ذلك هجّيراه وهجّيره. وقول ذي الرمة:

والويل هجّيراه والحرب

يحتمل ألفه التأنيث والتثنية. وأهجر: نطق بالهجر، بالضّم وهو الفحش. يقال: " من أكثر أهجر " ورماه بالهاجرات والمهجرات: بالفواحش، والهاجرات: الكلمات التي فيها فحش فهي من باب لابنٍ وتامرٍ. قال بشر:

إذا ما شئت نالك هاجرات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي

وخرج وقت الهجير والهاجرة. وطبخته الهواجر، وأهجروا دخلوا فيه كأظهروا وهجّروا، وتهجّروا ساروا فيه. قال:

وتهجير قذّاف بأجرام نفسه ... على الهول لاحته الهموم الأباعد

وقيل لأعرابية: هل عندك من غداء، قالت: نعم خبزٌ خمير، وحيسٌ فطير، ولبن هجير، وماء نمير؛ وهو اللبن الخاثر الطيّب لم يحمض بعد. وشدّ بعيره بالهجار وهو حبل يشدّ به يده إلى رجله مخالف للشّكال، وهو مهجور، وهجره، وبه فسّر قوله تعالى: " واهجروهن في المضاجع ".

ومن المجاز: هجر الفحل: ترك الضّراب، ونحوه قولهم: عدل الفحل. وقوس قويّة الهجار أي الوتر.

هجر


هَجَر(n. ac. هَجْر
هِجْرَاْن)
a. Broke with, cut, shunned; left, deserted, forsook
abandoned, quitted, relinquished.
b.(n. ac. هَجْر), Went away.
c.(n. ac. هَجْر
هُجْر
هِجِّيْرَى
إِهْجِيْرَى) [Fī], Raved, rambled, was delirious.
d. [Bi], Dreamed of.
e. Was excellent.
f. Praised.
g.(n. ac. هَجْر
هُجُوْر), Tethered.
h. see IV (d)
هَجَّرَa. Travelled during the noon-day heat.
b. Prayed before the time.

هَاْجَرَa. see I (a)b. [Min], Left; emigrated from.
أَهْجَرَa. see I (a)
& II (a).
c. [Fī], Doted, rambled in ( his talk ).
d. [Bi], Used foul, obscene language to.
تَهَجَّرَa. see II (a)b. Pretended to be an emigrant.

تَهَاْجَرَa. Separated, broke with each other.

إِهْتَجَرَa. see VI
هَجْرa. Separation; abandoning, forsaking.
b. Noon, mid-day; noon-day heat.
c. Halter.
d. see 21yi (a)
هَجْرَةa. Year, twelvemonth.

هِجْرa. see 5 (a)
هِجْرَةa. Breach, estrangement; separation.
b. Emigration, removal; expatriation.
c. [art.], The Hegira or flight of Muhammad from Mecca.

هُجْرa. Foul language; obscenity.

هُجْرَةa. see 2t (b)
هَجَرa. Town; province.

هَجِرa. Excellent, good, first-rate, first-class.
b. Slow walker.

أَهْجَرُa. Better, best; most excellent.
b. Longer; thicker.

هَاْجِرa. Rambling; delirious.
b. see 21yi (a)
هَاْجِرَة
( pl.
reg. &
هَوَاْجِرُ)
a. fem. of
هَاْجِرb. see 1 (b) & 3
هَاْجِرِيّa. Excellent, distinguished.
b. Townsman; villager.
c. Architect.

هِجَاْرa. Bowstring; cord, rope.
b. Ring.
c. Necklace, chain.
d. Diadem.

هَجِيْرa. Left, forsaken, abandoned; absent.
b. (pl.
هُجُر), Cistern.
c. Cup.
d. see 1 (b)e. A bitter plant.

هَجِيْرَةa. see 1 (b)
هَجُوْرِيّa. Noon-day meal; dinner.

هِجِّيْر
هِجِّيْرَة
هِجِّيْرَىa. Custom, habit, wont, manner.

هِجْرَاْنa. see 1 (a)
إِهْجِيْرَىa. see 30
هَجْرَآءُ
مَهَاْجِرُa. see 3
N. P.
هَجڤرَa. see 25 (a)b. Obsolete.
c. Absurd, nonsensical.

N. Ac.
هَجَّرَa. Noon-day journey.

N. Ag.
هَاْجَرَa. Emigrant, exile.

N. P.
هَاْجَرَa. Place of exile.

N. Ag.
أَهْجَرَa. see 21yi (a)b. Large.
c. Journeying at noon.

أُهْجُوْرَة هِجْرِيَّا إِهْجِيْرَآء
a. see 30
هَاجَر
a. Hagar.

أَلْمُهَاجِرُوْن
a. The companions of Muhammad.

رَمَاهُ بِهَاجِرَات
a. He has overwhelmed him with abuse.

لَقِيْتُهُ عَن هَجْر
a. I met him after an interval of separation.
ذَهَبَ الشَّجَرَة هَجْرًا
a. The tree has shot up.
هجر
الهِجْرَةُ: سُمِّيَتْ لأنَّ المُهاجِرِيْنَ هَجَروا دُوْرَهُم وعَشَائرَهم في الله عزَّ وجلَّ، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " هاجِروا ولا تُهَجِّروا " أي أخْلِصُوا الهِجْرَةَ ولا تَشَبَّهُوا بالمُهاجِرِين، والهِجْرَتانِ: هِجْرَةٌ إلى الحَبَشَةِ وهِجْرَةٌ إلى المَدِينة.
والهِجْرَانُ والهَجْرُ: تَرْكُ ما يَلْزَمُكَ تَعَاهُدُه، ومنه قوله عزَّ اسْمُه: " اتَّخًذُوا هذا القُرْآنَ مَهْجُوْراً ". والهَجْرُ: نِصْفُ النًّهار، وهو الهَجِيْرُ والهاجِرَةُ، وأهْجَرَ القَوْمُ وهَجًّروا: ساروا في ذلك الوًقْت، وسُمِّيَ لأنَّه يَهْجُرُ البَرْدَ. وقيل: هو من قَوْلهم: أهْجَرُ من ذاك أي أضْخَمُ.
والهُجْرُ: هَذَيَانُ المٌبَرْسَمِ، ومنه قولُه: " سامِراً تَهْجُرُوْنَ ". أي: تَهْذُوْنَ في النَّوْم، والاسْمُ: الهِجِّيْري، وهو يَهْجُرُ هَجْراً. وقيل: يقولونَ الهُجْرَ وهو الخَنَا وهو القَبِيْحُ من القَوْل، تقول منه: أهَجَرَ إهْجاراً.
ورَمَاهُ بِهاجِرَاتٍ ومُهْجِرَاتٍ: أي بفَواحِشَ. ومَثَلٌ: " مَنْ أكْثَرَ أهْجَرَ ". والهِجَارُ: مُخالِفٌ للشِّكَال، تُشَدُّ به يَدُ الفَحْلِ، فَحْلٌ مَهْجُوْرٌ، وهو وَتَرُ القَوْسِ أيضاً. والطَّوْقُ والتاجُ.
والهَجْرُ: الخِطَامُ. وهَجَرٌ: بَلَدٌ، والنّسْبَةُ إليه هَجَرِيٌّ، ومَثَلٌ: " كمٌُسْتَبْضِع التَّمْر إلى هَجَرٍ. والهَجِيْرُ: القَدَحُ الضَّخْمُ، والحَوْضُ أيضاً، وسُمِّيَ لأنَّه هَجُرَ على الحِياض أي عَظُمَ وفاقَ، من قولهم: ناقَةٌ مُهْجِرةٌ وهَجْرٌ: فائقةٌ في الشَّحْم والسِّمَنِ.
وبَعِيْرٌ مُهْجِرٌ: كَرِيْمٌ، وجَمْعُه مَهَاجِرٌ، ورَجُلٌ كذلك: إذا كان سَرِيّاً حَسَناً، وقد هَجُرَ فهو هَجْرٌ. وأهجَرَتِ النَّخْلَةُ: أكْثَرَتِ الحَمْلَ. والهَجِيْرُ: من حُمُرِ الوَحْشِ، لاسْتِعْلاجِ خَلْقِه. وفَحْلٌ هَجِيْرٌ: فادِرٌ حادِرٌ من كَثْرَةِ الضِّرَاب. ويَبِيْسُ الحَمْضِ - أيضاً -: هَجِيْرٌ. واللَّبَنُ إذا خَثُرَ وطابَ، وهَجْرٌ أيضاً: إذا قَرَصَ، هَجُرَ هُجُوْراً.
وما زال ذاكَ هَجِيْرَاه وإهْحِيْرَاه: أي دَأْبَه، وكذلك هِجْرِبّاه وهَجِّيْرَه. ولَقِيْتُه عن هَجْرٍ: أي بَعْدَ حَوْلٍ. وما بَلَدُ كذا إلاّ هَجَرٌ من الإهْجَار: أي خِصْبٌ.
هجر أسل لبب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] : هَاجرُوا وَلَا تَهَجّروا واتّقوا الأرنبَ أَن يَحْذِفها أحدكُم بالعصا وَلَكِن ليذك لكم الأسَلُ الّرِماحُ والنبل. عَن زر بن حُبيش قَالَ: قدِمت المدينةَ فَخرجت فِي يَوْم عيد فإِذا رجل متلبّب أعْسر أيشر يمشي مَعَ النَّاس كأنّه رَاكب وَهُوَ يَقُول كَذَا وَكَذَا فَإِذا هُوَ عمر. قَوْله: هَاجرُوا وَلَا تهجروا يَقُول: أَخْلصُوا الْهِجْرَة وَلَا تشبّهوا بالمهاجرين على غير صحّة مِنْكُم فَهَذَا هُوَ التهجّر وَهُوَ كَقَوْلِك للرجل: هُوَ يَتَحَلّم وَلَيْسَ بحليم ويتشجّع وَلَيْسَ بِشُجَاعٍ أَي [أَنه -] يظْهر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. [وَقَوله -] : لِيُذَكِّ لكم الأسل الرماح والنبل فَهَذَا يردّ قَول من يَقُول: إِن الأسل الرماح خَاصَّة أَلا ترَاهُ [قد -] جعل النبل مَعَ الرمااح وَقد وجدنَا الأسل فِي غير الرماح إِلَّا أَن أَكثر ذَلِك وأفشاه فِي الرماح. وَبَعْضهمْ يَقُول فِي هَذَا النَّبَات الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ لأيوب عَلَيْهِ السَّلَام {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضرِبَ بِّه وَلاَ تَحْنَثْ} إِنَّمَا قيل لَهُ الأسل لِأَنَّهُ شبّه بِالرِّمَاحِ. وَأما قَوْله: متلبّب فَإِنَّهُ المتحزِّم وكل من جمع ثِيَابه وتحزّم فقد تلبّب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: [الْكَامِل]

ونميمةٍ من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ ... فِي كفّه جَشْءٌ أجشّ وأقطعُ ... يصف الْحمر أَنَّهَا سَمِعت نميمة القانص والنميمة الصَّوْت والجشء الْقوس الْخَفِيفَة. وَأما قَوْله: أعْسر أيسر فَهَكَذَا يرْوى فِي الحَدِيث. وَأما كَلَام الْعَرَب فَإِنَّهُ أعْسر يَسَرُ. وَهُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا سَوَاء وَهُوَ الأضبط أَيْضا وَيُقَال من الْيُسْر: فِي فلَان يسرة. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه أفطر فِي رَمَضَان وَهُوَ يرى أَن الشَّمْس قد غربت ثمَّ نظر فَإِذا / الشَّمْس طالعة فَقَالَ عمر: لَا نقضيه مَا تجانفنا فِيهِ لإثم. 1 / الف
هـ ج ر : هَجَرْتُهُ هَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَالِاسْمُ الْهِجْرَانُ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34] أَيْ فِي الْمَنَامِ تَوَصُّلًا إلَى طَاعَتِهِنَّ وَإِنْ رَغِبَتْ عَنْ صُحْبَتِهِ وَدَامَتْ عَلَى النُّشُوزِ ارْتَقَى الزَّوْجُ إلَى تَأْدِيبِهَا بِالضَّرْبِ فَإِنْ رَجَعَتْ صَلَحَتْ الْعِشْرَةُ وَإِنْ دَامَتْ عَلَى النُّشُوزِ اُسْتُحِبَّ الْفِرَاقُ.

وَهَجَرَ الْمَرِيضُ فِي كَلَامِهِ هَجْرًا أَيْضًا خَلَطَ وَهَذَى.

وَالْهُجْرُ بِالضَّمِّ الْفُحْشُ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ هَجَرَ يَهْجُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ بِالْأَلِفِ إذَا أَكْثَرَ مِنْهُ حَتَّى جَاوَزَ مَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ.

وَأَهْجَرْتُ بِالرَّجُلِ اسْتَهْزَأْتُ بِهِ وَقُلْتُ فِيهِ قَوْلًا قَبِيحًا وَرَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ أَيْ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي فِيهَا فُحْشٌ وَهَذِهِ مِنْ بَابِ لَابِنٍ وَتَامِرٍ وَرَمَاهُ بِالْمُهْجِرَاتِ أَيْ بِالْفَوَاحِشِ

وَالْهِجْرَةُ بِالْكَسْرِ مُفَارَقَةُ بَلَدٍ إلَى غَيْرِهِ فَإِنْ كَانَتْ قُرْبَةً لِلَّهِ فَهِيَ الْهِجْرَةُ الشَّرْعِيَّةُ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ هَاجَرَ مُهَاجَرَةً وَهَذِهِ مُهَاجَرُهُ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ أَيْ مَوْضِعُ هِجْرَتِهِ.

وَالْهَجِيرُ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ خَاصَّةً وَهَجَّرَ تَهْجِيرًا سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ.

وَهَجَرُ بِفَتْحَتَيْنِ بَلَدٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ يُذَكَّرُ فَيُصْرَفُ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُمْنَعُ وَإِلَيْهَا تُنْسَبُ الْقِلَالُ عَلَى لَفْظِهَا فَيُقَالُ هَجَرِيَّةٌ وَقِلَالُ هَجَرَ بِالْإِضَافَةِ إلَيْهَا.

وَهَجَرُ أَيْضًا بِالْوَجْهَيْنِ مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا هَاجِرِيٌّ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَرْقًا بَيْنَ الْبَلَدَيْنِ وَرُبَّمَا نُسِبَ إلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا وَقَدْ أُطْلِقَتْ عَلَى الْإِقْلِيمِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ. 
[هجر] الهَجْرُ: ضد الوصل. وقد هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْراناً. والاسم الهِجْرَةُ. والهجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة. والمُهاجرة من أرضٍ إلى أرضٍ: تركُ الأولى للثانية. والتَهاجُرُ: التقاطعُ. والهَجْرُ أيضاً: الهَذَيانُ. وقد هَجَرَ المريض يَهْجُرُ هَجْراً، فهو هاجِرٌ والكلام مَهْجورٌ. قال أبو عبيد: يروى عن إبراهيم ما يثبِّتُ هذا القول في قوله تعالى:

(إنَّ قومي اتَّخَذوا هذا القرآن مَهْجوراً) * قال: قالوا فيه غير الحق. ألم ترَ إلى المريض إذا هجري قال غير الحق. قال: وعن مجاهد نحوه. والهُجْرُ بالضم: الاسم من الإهْجارِ، وهو الإفْحاشُ في المنطق، والخَنا. قال الشماخ: كما جدة الاعراق قال ابن ضَرَّةٍ * عليها كلاماً جارَ فيه وأَهْجَرا - وكذلك إذا أكثر الكلام فيها لا ينبغى. ورماه بهاجِراتٍ ومُهْجِراتٍ، أي بفضائح. والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النهار عند اشتداد الحرّ. قال ذو الرمّة: وبَيْداَء مِقْفارٍ يكاد ارتكاضُها * بآل الضُحى والهَجْرُ بالطرفِ يَمْصَحُ - تقول منه: هَجَّرَ النهارُ. قال امرؤ القيس: فدعْها وسلِّ الهَمَّ عنك بجَسْرَةٍ * ذَمولٍ إذا صام النهارُ وهَجَّرا - ويقال: أتينا أهلنا مُهْجِرينَ، كما يقال: مؤصلينَ، أي في وقت الهاجِرَةِ والأصيلِ. والتهجيرُ والتَهَجُّرُ: السير في الهاجرةِ. وتَهَجَّرَ فلان، أي تشبَّه بالمهاجرينَ. وفي الحديث: " هاجروا ولا تَهَجَّروا ". الفراء: يقال ناقةٌ مهجرة، أي فائقة في الشحم والسير. وبعيرٌ مُهْجِرٌ. ويقال: هو الذي يتناعَتُهُ الناسُ ويَهْجرونَ بذكره، أي ينعتونه. قال الشاعر: عركرك مهجر الضوبان أومه * روض القذاف ربيعا أي تأويم - وهذا أهجر من هذا، أي أكرمُ. يقال في كل شئ. وينشد:

وماء يمان دون طلق هجر * يقول: طلق لا طلق مثله. والهجير: يبيس الحمض الذي كسرته الماشية. وهُجِرَ أي تُرِكَ. قال ذو الرمّة: ولم يبقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له * من الرطب إلا ييسها وهجيرها - والهَجيرُ: الهاجِرَةُ. والهَجيرُ: الحوض الكبير. وأنشد القنانى. * يفرى الفرى بالهجير الواسع * وهجر: اسم بلد مذكر مصروف. وفى المثل: " كمبضع تمر إلى هجر ". والنسبة هاجرى على غير قياس. ومنه قيل للبناء هاجرى. والهِجِّيرُ، مثال الفِسِّيقِ: الدأب والعادةُ. وكذلك الهِجِّيرى والإهْجيرى. يقال: ما زال ذاك هِجِّيراهُ وإهْجيراهُ وإجْرِيَّاهُ، أي عادته ودأبه. الأصمعيّ: الهِجارُ: حبل يشدُّ في رسغ رِجل البعير، ثم يشدُّ إلى حَقِوِهِ إن كان عُرياناً، فإن كان مرحولاً شدَّ في الحَقَبِ. تقول منه: هَجَرْتُ البعيرَ أهْجُرُهُ هَجْراً. وهِجارُ القوس: وترُها: ويقال: المَهْجور الفحلُ يشدُّ رأسه إلى رجله.
باب الهاء والجيم والراء معهما هـ ج ر، هـ ر ج، ج هـ ر، ر هـ ج، ج ر هـ مستعملات

هجر:

في حديث عمر: هاجروا ولا تَهَجَّروا ،

أي: أخلصوا الهجرةَ [لله] ولا تَشَبَّهوا بالمهاجرين، كما تقول: يَتَحَلَّمُ، وليس بحليم. والهَجْرُ، والهاجرُ والهَجيرةُ: نصف النّهار. قال لبيد:

راح القطين بهجر بعد ما ابتكروا ... فما تُواصِلُه سَلْمَى وما تَذَرُ

وأَهْجَرْنا: صِرْنا في الهَجير، وهَجَّر مثله. قال:

وتهجير قذّافٍ باجرام نفسه ... على الهَوْل لاحته الهمومُ الأباعدُ

والهَجْرُ والهِجْران: تركُ ما يَلْزَمُك تَعَهُّدُهُ، ومنه آشتُقَّتْ هجرةُ المُهاجرينَ، لأنّهم هَجَروا عشائِرَهُمْ فتقطّعوهم في الله، قال الشاعر:

وأُكْثِرَ هَجْرَ البيتِ حتّى كأنّني ... مَلِلْتُ وما بي من مَلالٍ ولا هَجْرِ

وقال تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً

أي: يهجرونني وإياه. وقال تعالى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ

أي: تَهْجُرون محمّداً. ومن قرأ تَهْجُرُونَ

أي: تقولون الهُجْر، أي: قول الخّنا، والإِفحاش في المنطِق، تقول: أَهْجَر إهْجاراً، قال الشماخ: .

كما جدةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ ... عليها كلاماً جار فيهِ وأَهْجَرا

والهَجْرُ: هَذَيانُ المُبَرْسَمِ ودأبُه وشأنُه، ويُقال: منه سامراً تَهْجُرون، أي: تَهذون في النَّوْم، تقول: هَجَرْتُ هَجْراً، والاسمُ: الهِجّيرَى، تقولُ: رأيُته يَهْجُر هَجْراً وهِجْيرَى وإجِّيَرى لغةٌ وإهْجيرَى لغةٌ فيه. والهِجارُ مُخالفٌ للشّكال تُشَدُّ به يَدُ الفَحْل إلى إحدى رجْلَيْه. يُقال: فَحْلٌ مهجورٌ. قال:

كأنّما شُدَّ هِجَاراً شاكِلا

وهَجَر: بلدٌ.

هرج: الهَرْجُ: القِتالُ والاختلاطُ. تقول: رأيتهم يَتَهارَجون، أي: يَتَسافدون. وبات فلانٌ يَهْرِجُها، من ذلك.

جهر: جَهَرَ بكلامِه وصَلاتِه وقِراءَتِه يَجْهَر جِهاراً، وأَجْهَر بقراءته- لغة. وجاهرتُهم بالأمر، أي: عالَنْتهم. وآجتَهَرَ القومُ فلاناً، أي: نظروا إليه عيِاناً جِهاراً. وكلُّ شيءٍ بدا فقد جَهَرَ. ورجلٌ جَهيرٌ إذا كان في الجسمِ والمنظر مُجْتَهَراً. وكلامٌ جَهيرٌ، وصوتٌ جَهيرٌ، أي: عالٍ، والفعل: جَهُر جَهارةً. قال:

ويَقْصُرُ دونَه الصَّوْتُ الجَهيرُ

وجَهَرْتُ البِئْرَ: أخرجت ما فيها من الحمأة والماء فهي مجهورة، قال:

وإنْ وَرَدْنا آجِناً جَهَرْناه والجَهَوَر: الجريءُ المُقْدِمُ الماضي. والجَهْوَرُ: الصوتُ العالي. ونعجةٌ جَهْراء، وكبشٌ أَجْهَرُ، أي: لا يبصران في الشَّمس، ويقال في كل شيء. والجَوْهر: كلٌّ حَجَرٍ يُستَخْرَجُ منه شيءٌ يُنْتَفَعُ به. وجَوْهرُ كلٍّ شيءٍ: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه. وآجتَهَرْتُ الجيشَ، أي: كثروا في عيني حين رأيتهم، وجَهَر لغة. قال العجاج:

كأنّما زُهاؤُه لمن جَهَرْ

جره: سَمِعْتُ جَراهِيَة القومِ، وهو كلامُهم وعلانيتُهم دون سرّهم.

رهج: الرَّهْجُ: الغُبار.
(هجر) - في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح"
- وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: "لا تَنْقَطِع الهِجْرةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ"
قال الحَربىّ: الهِجْرَةُ: هِجْرتَانِ؛ إحْدَاهما التي وَعَد الله تعالى عليها الجنّةَ، فقال جلّ وعَلَا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ..} الآية، فكان الرَّجُلُ يَأتىِ النَّبِىَّ - صلَّى الله عليه وسلّم -، ويَدَعُ أَهْلَه وَمَالَه لا يَرْجِعُ في شىَء منه، ويَنْقَطِع بِنَفْسِه إلى مُهاجَرِه، ويَرِثُ قَريبَه الذي هَاجر معه، ويَرِثه قريبُهُ ذاك، فإن كان له قريب غيرُ مُهَاجرٍ لم يَتَوارثا، ثم نُسِخ ذلك بقَولِه تعالى وتَقدَّس: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فخلَطَ بينهم في المِيرَاثِ.
- وقال النَّبِىُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: "لَا هِجْرِةَ بَعدَ الفَتْحِ"
: أي انقَطَعت الموَاريثُ بين المهاجِرين خاصَّةَ، ووَرِثَهم من لَمْ يهاجر من أهل مَكّة والأعْرَاب، كذا رُوى عن قتادة، وكان النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - يَكْرَه أن يَموُت الرَّجُلُ بالأرض التي هَاجَر منها؛ فَمِنْ ثَمّ قال: "لكِن البَائِسُ سَعْدُ بنِ خَوْلَةَ"، يَرْثى له رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم أنْ مات بمَكّة، وقال عليه الصّلاة والسّلام - حين قدم مكة -: "اللهُمّ لا تَجْعَل مَنَايانَا بهَا".
وكان ابنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إذا مَرَّ بدَارِه بمكَّة غمَّضَ عَيْنَيْه، كَراهَةَ أن يَحنّ إليها، فلما فُتِحَتْ مَكّةُ صَارَت دَارَ إسْلامٍ كهيئة المَدِينَةِ، وانَقَطَعت الهِجْرَةُ.
- فأمّا قَوله عليه السَّلام: "لَا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَة"
فمعناه: مَن اتّصَلَ بالمُسْلِمين مِن الأَعْرابِ، وغزَا مَعَهم فهو مُهاجِر، ولَيْسَ بدَاخِلٍ في فَضْلِ مَن هَاجرَ قَبل الفَتح. وقال الطَّحَاوى: قوله: "لا تَنقطِعُ الهِجْرَةُ مَا كان الجِهَادُ، أو ما قُوتِل الكفَّار" يَعنى كُفارَ مَكَّة حتى فُتِحت عليهم.
وقوله: "لا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَة"
: أي الهِجْرة عن السُّوءِ.
وَرُوى هذا المعنى عن ضمضم، عن شُرَيح بن عبيد، عن مالك بن يُخامِر، عن عبد الرحمن بن عَوف - رضي الله عَنهم - مرفُوعاً، وكذلك مِن طريق فُدَيْك.
- في حديث أبى الدَّردَاءِ - رضي الله عنه -: "لا يَسْمَعونَ القُرآنَ إلَّا هَجْرًا"
الرواية الصَّحيحَةُ - بفَتح الهَاءِ؛ وهو التَّركُ له، والإِعْراضُ عنه. يُقالُ: هَجَرْتُ الشَّىءَ بمعنى أَغْفَلْتُه وتركْتُه.
- ومنه قَولُهُ تعالى: {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}
- في حديث آخرَ : "لا يذكر الله إلا مُهَاجرًا"
ورَوَاه بَعضُهم: "إلَّا هُجراً"؛ وهو غَلَطٌ؛ لأن أحَدًا مِنَ الطاعنِين لم يقل إنّ في القرآن فحْشاً، أَو يَدخلُهُ شىء من الخَنَا وقَبيحِ القَولِ؛ لِنَزَاهةِ ألفَاظِه، وبَراءتِه من القذَعِ، ومَنْ قال ذلك كذّبَهُ العَقلُ، وصحّةُ الفَهم.
- في الحديث: "كان يُصَلّى الهَجِيرَ"
وهي التي تَدعُونها الأُولى؛ وإنما سُمِّى الظُّهْر هَجيرًا لأنها تُصَلّى في الهاجِرةِ؛ وهي وَقتُ انتصاف النَّهار. وقيل: الهَاجِرَة بمعنى المَهجُورَةِ، لأنّ السَّيْرَ يُهْجَر فيها، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدفُوقٍ.
- ومنه قوله: "والهُجْر إلَى الصَّلاةِ"
ذَهَب جَمَاعَةٌ إلى أَنّ مَعنَاه التَّبْكِيرُ، وعلى مذهب مَالكٍ أنّه بعد الزَّوَال؛ لأنَّ التَّهجِيرَ إنّما يَكُون نِصفَ النَّهار، كما قَالَ الأعشىَ:
أَرمِى بها البيْدَاءَ إذْ هجَّرت ... وأنت بَيْنَ القَرْوِ وَالعَاصِرِ
- في الحديث: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ"
يعنى بَيْنَ المُسْلمين فيما يَكُون بينهم من قِبَل عَتْب وَمَوْجِدَةٍ، أو تَقْصِير يقَع في حُقُوق العِشْرَة ونَحوِها، دونَ ما كان من ذلك في حقّ الدِّين، فإنّ هِجْرَة أهْلِ الأهْوَاءِ والبِدَع دَائمةٌ على مَرِّ الأوقاتِ والأزمَانِ، مَا لم تَظْهر منهم التَّوبة، والرُّجُوع إلى الحقِّ، وكان عليه الصّلاة والسّلام خاف على كعْب بن مَالك، وأَصحابِه النِّفاقَ، حين تَخَلَّفُوا عنه في غَزْوَةِ تَبُوك، فأَمَر بهِجْرانِهم نحو خَمْسِين يَوْماً.
وأمَّا هِجران الوَالد الوَلَدَ، والزَّوجِ الزَّوْجَةَ، ومَن في مَعناهما فَلَا يَضِيق أكثرَ من ثلاث؛ فقد هجر النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَه شَهرًا، وهَجَرت عائشةُ ابنَ الزُّبَيْر - رضي الله عنهم -.
- وفي حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أَنىِّ منهم بَرِىءٌ"
دلالة أَنّ الخلاف إذا وَقَع في أُصُول الدّين ممَّا يَتعلّق بمعتقدَات الإيمانِ، أوجَبَ البَراءة، وليس كَسَائر مَا يقع فيه الخِلاف من أُصُول الأَحْكام وفرُوعها التي مُوجَبَاتها العَمَل.
- في حديث مَرَضِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "قالوا: ما شَأنُه؟ أهَجَرَ؟ "
: أي أهْذَى ، وأَهجَر: أَفحَش.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "عَجِبْتُ لتَاجرِ هَجَرٍ - بالإضافَةِ - ورَاكِبِ البحر"
يُرِيدُ بَلدَة هَجَر ، وكَثْرة وبائِها؛ أي أنهما يُخطِران بأنفسهما.
الْهَاء وَالْجِيم وَالرَّاء

هجَرَهَ يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْرانا: صرمه.

وهما يتَهجِرانِ ويتهاجران، وَالِاسْم الهِجرَة.

وهَجَرَ فلَان الــشّرك هَجْرا وهِجْرانا وهِجْرَةً حَسَنَة، حَكَاهُ عَن اللحياني.

والهِجْرَة والهَجْرَةُ: الْخُرُوج من أَرض إِلَى أَرض.

وهاجَرَ: خرج من أَرض إِلَى أُخْرَى.

وهاجرَ أرضه وَقَومه: باعدهم.

والمهاجِرون: الَّذين ذَهَبُوا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُشْتَقّ مِنْهُ، وَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ: هاجِروا وَلَا تَهَجَّروا، أَي لَا تشبهوا بالمهاجرين. والهِجِرُّ: المهاجَرة إِلَى الْقرى، عَن ثَعْلَب، وَأنْشد:

شمطاءُ جاءتْ من بلاِد الحَرِّ

قد تركَتْ حَيْزِ وقالتْ حَرّ

ثمَّ أمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ

عَمدا على جانبِها الأيسرِّ

تَحسِبَ أنَّا قَرَبُ الهِجِرِّ

وهجَر الشَّيْء، وأهجَرَه: تَركه، الْأَخِيرَة هذلية قَالَ أُسَامَة:

كَأَنِّي أُصادِيها على غُبْرِ مانعٍ ... مقَلِّصَةٍ قد أهْجَرَتها فُحولُها

وهَجَر فِي الصَّوْم يَهجُر هِجْرانا: اعتزل فِيهِ النِّكَاح.

ولقيته عَن هَجْرٍ، أَي بعد حول وَنَحْوه، وَقيل: الهَجْر: السّنة فَصَاعِدا، وَقيل: بعد سِتَّة أَيَّام فَصَاعِدا، وَقيل الهَجْر: المغيب أيا كَانَ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لمَّا أتاهمْ بعد طولِ هجرهِ ... يسعَى غُلام أهلهِ ببِشْرهِ

ببشره، أَي يبشرهم بِهِ.

وَذَهَبت الشَّجَرَة هجْرا، أَي طولا وعظما.

وَهَذَا أهجَرُ من هَذَا: أَي أطول مِنْهُ وَأعظم.

ونخلة مُهجِرٌ ومُهجِرهٌ: طَوِيلَة عَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ المفرطة الطول والعظم.

وناقة مُهجِرةٌ: فائقة فِي الشَّحْم وَالسير.

والمُهْجِر: النجيب الْحسن الْجَمِيل.

وأهجرَت الْجَارِيَة: شبت شبَابًا حسنا.

والمُهْجِر: الْجيد الْجَمِيل من كل شَيْء، وَقيل: الْفَائِق الْفَاضِل على غَيره، قَالَ:

لمَّا دنا من ذاتِ حُسنٍ مُهجِرِ والهَجِير، كالمُهجِرِ، وَمِنْه قَول الأعرابية لمعاوية حِين قَالَ لَهَا: هَل من غداء، فَقَالَت: نعم خبز خمير، وَلبن هجير، وَمَاء نمير.

وجمل هَجْرٌ، وكبش هَجْر: حسن كريم.

وَهَذَا الْمَكَان أَهجر من هَذَا، أَي أحسن، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

تبدَّلتُ دَارا من دياركِ أهجَرا

وَلم نسْمع لَهُ بِفعل، فَعَسَى أَن يكون من بَاب أحنك الشاتين وأحنك البعيرين.

والهاجِريُّ: الْجيد الْحسن من كل شَيْء.

والهُجْر: الْقَبِيح من الْكَلَام، وَقد أهجرَ فِي مَنْطِقه إهجارا وهُجْرا، عَن كرَاع واللحياني. وَالصَّحِيح أَن الهُجْرَ الِاسْم، والإهجارَ الْمصدر.

وأهْجر بِهِ: اسْتَهْزَأَ، وَقَالَ فِيهِ قولا قبيحا.

وَقَالَ هَجْراً وبجراً، وهُجْراً وبجراً، إِذا فتح فَهُوَ مصدر، وَإِذا ضم فَهُوَ اسْم.

وَتكلم بالمَهاجرِ، أَي بالهُجْرِ.

ورماه بِهاجِراتٍ ومُهجِّراتٍ، أَي فضائح.

وهَجَر فِي نَومه ومرضه يَهْجُر هَجْرا وهِجِّيري وإهجيرَي: هذى، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهِجِّيرَي: كَثْرَة الْكَلَام وَالْقَوْل بالشَّيْء.

وهَجَر بِهِ فِي النّوم يَهجُر هَجْراً: حلم وهذى. وَفِي التَّنْزِيل: (مُستَكْبرِينَ بهِ سامرا تُهجِرونَ) و" تهجرون " فتُهجِرون: تَقولُونَ الْقَبِيح، وتهجرون: تهذون.

وَمَا زَالَ ذَلِك هِجِّيراه، وإهجيرَاه، وإهجِيرَاءَهُ. بِالْمدِّ وَالْقصر، وهِجِّيَره، وأُهْجُورتَه، أَي دأبه وشأنه.

وَمَا عِنْده غناء ذَلِك وَلَا هَجْراؤُه بِمَعْنى.

والهَجِيرُ والهَجِيرُة والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النَّهَار عِنْد زَوَال الشَّمْس مَعَ الظّهْر، وَقيل: من عِنْد زَوَال الشَّمْس إِلَى الْعَصْر، وَقيل: فِي كل ذَلِك: إِنَّه شدَّة الْحر.

وهَجَّرَ الْقَوْم، وأَهْجَروا، وتَهجَّروا: سَارُوا فِي الهاجِرَة، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

بأطلاحِ مَيْسٍ قد أضرَّ بِطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكبٍ واعتِسافُ خُروقِ والهَجِيرُ: الْحَوْض الْعَظِيم، وَجمعه هُجُرٌ، وَعم بِهِ ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: الهَجيرُ: الْحَوْض وَأنْشد:

فمالَ فِي الشَّدّ حَدِيثا كَمَا ... مالَ هَجِيرُ الرجُل الأعسَرِ

يَعْنِي بالأعسر: الَّذِي أَسَاءَ بِنَاء حَوْضه فَمَال فانهدم.

والهَجِير: مَا يبس من الحمض، قَالَ ذُو الرمة:

وَلم يبقَ بالخَلْصاء مِمَّا عَنَتْ بِهِ ... منَ الرُّطْبِ إِلَّا يُبْسُها وهَجِيرُها

والهِجَار: حَبل يعْقد فِي يَد الْبَعِير وَرجله فِي أحد الشقين، وَرُبمَا عقد فِي وظيف الْيَد ثمَّ حقب بالطرف الاخر، وَقيل: الهِجارُ: حَبل يشد فِي رسغ رجله ثمَّ يشد إِلَى حقوه إِن كَانَ عريا، وَإِن كَانَ مرحولا شدّ إِلَى الحقب.

وهَجَر بعيره يَهجُره هَجرا وهُجُوراً: شده بالهِجار، وَقَول العجاج:

غِلْمَتي مِنْهُم سَحيرٌ وبَحِرْ

وأبِقٌ من جَذبِ دَلْوَيها هَجِرْ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: الهَجِر: الَّذِي يمشي مُثقلًا ضَعِيفا كَأَنَّهُ شدّ بِهِجارٍ، وَذَلِكَ من شدَّة السَّقْي.

والهِجارُ: الْوتر، قَالَ:

على كلّ عَجْسٍ من رَكُوضٍ ترَى لَهَا ... هِجاراً يُقاسي طائِعا مُتَعادِيا

والهِجار: خَاتم كَانَت تتخذه الْفرس غَرضا، قَالَ الْأَغْلَب:

مَا إنْ رأينْا مَلِكا أغارَا

اكثرَ مِنه قِرَّةً وَقارَا وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارَا

والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ.

وهَجَرُ: مَدِينَة، تصرف وَلَا تصرف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا من الْعَرَب من يَقُول " كجالب التَّمْر إِلَى هجر يَا فَتى " فَقَوله: " يَا فَتى " من كَلَام الْعَرَبِيّ، وَإِنَّمَا قَالَ: " يَا فَتى " لِئَلَّا يقف على التَّنْوِين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو لم يقل لَهُ " يَا فَتى " للزمه أَن يَقُول كجالب التَّمْر إِلَى هَجَرْ، فَلم يكن سِيبَوَيْهٍ يعرف من هَذَا أهوَ مَصْرُوف أم غير مَصْرُوف. وَالنّسب إِلَيْهِ هَجَرِيٌّ على الْقيَاس، وهاجِرِيٌّ على غير قِيَاس، قَالَ:

ورُبَّتَ غارَةٍ أوْضَعْتُ فِيها ... كَسَحّ الهاجِرِيّ جَرِيمَ تَمْرِ

والهَجْرُ والهُجَيْرُ: موضعان.

وهاجِرٌ: قَبيلَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تَركَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجِرٌ ... وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيُوُنها

وَبَنُو هاجِرٍ: بطن من ضبة.
هـجر
هجَرَ/ هجَرَ في يهجُر، هَجْرًا وهِجْرانًا، فهو هاجِر، والمفعول مَهْجور وهجير
• هجَر بيتَه: تركه وأعرض عنه "هجَر المعاصي/ الدِّراسة/ الوظيفة- {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} ".

• هجَر زوجتَه: ابتعد عنها ولم يخالطها بدون طلاق " {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} " ° هجَر في الصَّوم: اعتزل النِّساء.
• هجَر فلانًا: خاصمه، قاطعه أعرض عنه وتركه "هجَر مخالطة الأشرار- لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ [حديث]- {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} ".
• هجَر في مرضه: هذَى، لغَا " {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} ". 

أهجرَ يُهجر، إهجارًا، فهو مُهجِر
• أهجر المسافرُ: سار في الهاجرة، أي: في نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ. 

تهاجرَ يتهاجر، تهاجُرًا، فهو مُتهاجِر
• تهاجر القومُ: تباعد بعضُهم عن بعض وتقاطعوا "تهاجر الحبيبان- تهاجرت العائلات". 

تهجَّرَ يتهجَّر، تهجُّرًا، فهو مُتهجِّر
• تهجَّر فلانٌ:
1 - تشبَّه بالمهاجرين.
2 - أهجر، سار في الهاجرة. 

هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من يهاجر، مُهاجرةً وهِجْرةً، فهو مُهاجِر، والمفعول مُهاجَر (للمتعدِّي)
• هاجر الشَّبابُ: خرَجوا من بلدهم إلى بلد آخر " {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} ".
• هاجر القومَ: ترَكهم وذهب إلى آخرين "هَاجَر بلادَه".
• هاجر عن وطنه/ هاجر من وطنه: تركه وخرج إلى غيره "يهاجر العُمَّال من بلادهم بحثًا عن العمل". 
5360 - 
هجَّرَ/ هجَّرَ إلى يهجِّر، تهجيرًا، فهو مُهجِّر، والمفعول مُهجَّر (للمتعدِّي)
• هجَّر النَّهارُ: انتصف واشتد حرُّه.
• هجَّر فلانٌ: أهجرَ، سار في الهاجرة.
• هجَّر فلانًا: أخرجه من بلده "هجَّر المستعمرُ النَّاسَ من أراضيهم- هجَّرت الحروبُ قُرًى بكاملها".
• هجَّر إلى الشَّيء: بادر وبكَّر. 

تَهْجير [مفرد]: مصدر هجَّرَ/ هجَّرَ إلى.
• التَّهجير القَسْريّ: عملية إبادة اليهود من خلال التَّهجير والتَّجويع وأعمال السُّخرة، وذلك عند النَّازيّة. 

تهجيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَهْجير.
• سياسة تهجيريَّة: (سة) سياسة إكراه وتشريد وإرغام على مغادرة مسكن أو بلد من جرَّاء حربٍ أو نزاعٍ مُسلَّح أو فتنة سياسيَّة "مخطّطات تهجيريَّة وتطهير عرقي". 

مُهاجِر [مفرد]: اسم فاعل من هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من.
• المهاجِر: من هجَر ما نهى الله عنه.
• المهاجرون: الذين هاجروا مع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكة إلى المدينة " {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} ". 

مَهْجَر [مفرد]: ج مَهاجِرُ: مكانٌ يُهاجر منه أو إليه "مَهاجِر العرب في أوربا وأمريكا- تتولى السِّفارة تسهيل شئون المسافرين في المَهْجَر".
• أهل المهْجَر: العرب الذين استقرّوا في الأمريكتين.
• أدباء المهْجَر: (دب) جماعات من العرب المسيحيين هاجرت من سوريا ولبنان إلى كندا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة ونقلوا اللُّغة العربيَّة وآدابها إلى تلك المهاجر البعيدة فأنشأوا أدبا يعبرون به عن مشاعرهم وعواطفهم ويتحدَّثون عن غربتهم وحنينهم إلى أوطانهم، وأصبح أدبهم مدرسة كبرى بين مدارس الأدب الحديث ومذاهبه "جُبران من أدباء المهْجَر". 

مهْجور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من هجَرَ/ هجَرَ في.
2 - ما تُرك استعماله من الكلام المهمل الوحشيّ "خطأ مشهور خير من صحيح مهجور". 

هاجِرة [مفرد]: ج هاجرات وهَواجِرُ:
1 - نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ، وقت الظهيرَة الهاجرة "قصدتُ البحرَ عند
 الهاجرة" ° طبخته الهاجرة: لفحه نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ.
2 - الهجير؛ شدّة الحرّ.
• خطُّ الهاجِرة: (جغ) خطّ رئيسيّ يرتكز عليه قياس درجات الطُّول. 

هَجْر [مفرد]:
1 - مصدر هجَرَ/ هجَرَ في.
2 - هاجِرَة؛ نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ. 

هِجْران [مفرد]: مصدر هجَرَ/ هجَرَ في. 

هَجْرَة [مفرد]: ج هَجَرات وهَجْرات: اسم مرَّة من هجَرَ/ هجَرَ في. 

هِجْرة [مفرد]: ج هِجْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من.
2 - خروج من أرض إلى أخرى، سعيًا وراء الأمن أو الرزق "كثرت الهِجْرة إلى الخارج" ° الهجرة الوافِدة: الانتقال إلى بلد آخر بقصد المعيشة والإقامة فيه بصفة دائمة.
• الهِجْرة:
1 - (حن) انتقال الحيوان من مكان جغرافيّ إلى آخر في أوقات منتظمة من العام، لأسباب مختلفة.
2 - (نت) انتقال النَّباتات من مكان وجودها الأصليّ إلى أماكن جديدة تستوطن فيها.
• الهِجْرة النَّبويَّة: خروج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622م ° دار الهجرة: المدينة المنوّرة.
• الهِجْرتان: أولاهما هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة، والثَّانية هجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين قبله وبعده ومعه إلى المدينة. 

هِجْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هِجْرة.
• التَّاريخ الهِجْريّ: التَّاريخ الذي يبدأ بهجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622م.
• السَّنة الهِجْريَّة: السَّنة القمرية عدد شهورها اثنا عشر شهرًا تبدأ بالمحرَّم وتنتهي بذي الحجَّة. 

هَجير [مفرد]: ج هُجُر:
1 - صفة ثابتة للمفعول من هجَرَ/ هجَرَ في: متروك.
2 - هاجِرة؛ نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ، في القيظ بخاصة "اضطررنا إلى التَّوقُّف أثناء الهجير". 

هَجيرَة [مفرد]: هاجرة؛ شدَّة الحَرِّ عند منتصف النَّهار "وتوقدت عند الهجيرة شمسُه ... فتلمَّظتْ بلُعابها الصَّحراءُ". 
[هجر] نه: فيه: لا "هجرة" بعد الفتح ولكن جهاد ونية. وفي آخر: لا تنقطع "الهجرة" حتى تنقطع التوبة، الهجرة ف الأصل الاسم من الهجر ضد الوصل ثم غلب على الخروج من أرض إلى أرض، يقال منه: هاجر مهاجرة، والهجرة هجرتان: أحداهما ما وعد عليها الجنة بقوله: "أن الله اشترى من المؤمنين"، فكان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويدع أهله وماله لا يرجع ف شيء منه وينقطع بنفسه إلى مهاجره، وكان صلى الله عليه وسلم يكره الموت بأرض هاجر منها وقال حين قدم مكة: اللهم! لا تجعل منايانا بها، فلما فتحت مكة صارت دار إسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة، والثانية من هاجر من الأعراب وعزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أصحاب الهجرة الأولى فهو مهاجر وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فبهذا يجمع بينهما، وإذا اطلق ذكر الهجرتين في الحديث فاملراد به هجرة الحبشة وهجرة المدينة. ط:أي تاجرها وراكب البحر سواء في الخطر، وهجر التي ينسب إليها القلال قرية من قرى المدينة. ن: كما بين مكة و"هجر" - بفتحتين، مدينة هي قاعدة البحرين. ك: قلال "هجر"، غير منصرف مذكر بلد بقرب المدينة غير هجر البحرين. وفيه: فأخدمها "هاجر" - بفتح جيم، ويجوز الهمز بدل الهاء، أي جعلها خادمًا.

هجر: الهَجْرُ: ضد الوصل. هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْراناً:

صَرَمَه، وهما يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ، والاسم الهِجْرَةُ. وفي الحديث: لا

هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ؛ يريد به الهَجْر َ ضدَّ الوصلِ، يعني فيما يكون بين

المسلمين من عَتْبٍ ومَوْجِدَةٍ أَو تقصير يقع في حقوق العِشْرَة

والصُّحْبَةِ دون ما كان من ذلك في جانب الدِّين، فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء

والبدع دائمة على مَرِّ الأَوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إِلى الحق،

فإِنه، عليه الصلاة والسلام، لما خاف على كعب ابن مالك وأَصحابه النفاق

حين تخلفوا عن غزوة تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خمسين يوماً، وقد هَجَر

نساءه شهراً، وهجرت عائشة ابنَ الزُّبَيْرِ مُدَّةً، وهَجَر جماعة من

الصحابة جماعة منهم وماتوا متهاجرين؛ قال ابن الأَثير: ولعل أَحد الأَمرين

منسوخ بالآخر، ومن ذلك ما جاء في الحديث: ومن الناس من لا يذكر الله إِلا

مُهاجِراً؛ يريد هِجْرانَ القلب وتَرْكَ الإِخلاص في الذكر فكأَنَّ قلبه

مهاجر للسانه غير مُواصِلٍ له؛ ومنه حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: ولا

يسمعون القرآن إِلا هَجْراً؛ يريد الترك له والإِعراض عنه. يقال: هَجَرْتُ

الشيء هَجْراً إِذا تركته وأَغفلته؛ قال ابن الأَثير: رواه ابن قتيبة في

كتابه: ولا يسمعون القول إِلا هُجْراً، بالضم، وقال: هو الخنا والقبيح

من القول، قال الخطابي: هذا غلط في الرواية والمعنى، فإِن الصحيح من

الرواية ولا يسمعون القرآن، ومن رواه القول فإِنما أَراد به القرآن، فتوهم

أَنه أَراد به قول الناس، والقرآنُ العزيز مُبَرَّأٌ عن الخنا والقبيح من

القول. وهَجَر فلان الــشِّرْك هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسَنَةً؛ حكاه

عن اللحياني.

والهِجْرَةُ والهُجْرَةُ: الخروج من أَرض إِلى أَرض. والمُهاجِرُونَ:

الذين ذهبوا مع النبي، صلي الله عليه وسلم، مشتق منه. وتَهَجَّرَ فلان أَي

تشبه بالمهاجرين. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: هاجِرُوا ولا

تَهَجَّروا؛ قال أَبو عبيد: يقول أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله ولا تَشَبَّهُوا

بالمهاجِرِينَ على غير صحة منكم، فهذا هو التَّهَجُّر، وهو كقولك فلان

يَتَحَلَّم وليس بحليم ويَتَشَجَّع أَي أَنه يظهر ذلك وليس فيه. قال

الأَزهري: وأَصل المُهاجَرَةِ عند العرب خروجُ البَدَوِيّ من باديته إِلى

المُدنِ؛ يقال: هاجَرَ الرجلُ إِذا فعل ذلك؛ وكذلك كل مُخْلٍ بِمَسْكَنِه

مُنْتَقِلٍ إِلى قوم آخرين بِسُكناهُ، فقد هاجَرَ قومَه. وسمي المهاجرون

مهاجرين لأَنهم تركوا ديارهم ومساكنهم التي نَشَؤُوا بها لله، ولَحِقُوا بدار

ليس لهم بها أَهل ولا مال حين هاجروا إِلى المدينة؛ فكل من فارق بلده من

بَدَوِيٍّ أَو حَضَرِيٍّ أَو سكن بلداً آخر، فهو مُهاجِرٌ، والاسم منه

الهِجْرة. قال الله عز وجل: ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يَجِدْ في الأَرض

مُراغَماً كثيراً وسَعَةً. وكل من أَقام من البوادي بِمَنادِيهم ومَحاضِرِهم

في القَيْظِ ولم يَلْحَقُوا بالنبي، صلي الله عليه وسلم، ولم يتحوّلوا

إِلى أَمصار المسلمين التي أُحدثت في الإِسلام وإِن كانوا مسلمين، فهم غير

مهاجرين، وليس لهم في الفَيْءِ نصيب ويُسَمَّوْنَ الأَعراب. الجوهري:

الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلى الحبشة وهجرة إِلى المدينة. والمُهاجَرَةُ من

أَرض إِلى أَرض: تَرْكُ الأُولى للثانية. قال ابن الأَثير: الهجرة هجرتان:

إِحداهما التي وعد الله عليها الجنةَ في قوله تعالى: إِن الله اشترى من

المؤمنين أَنْفُسَهم وأَموالَهم بأَن لهم الجنَّة، فكان الرجل يأْتي

النبي، صلي الله عليه وسلم، ويَدَعُ أَهله وماله ولا يرجع في شيء منه وينقطع

بنفسه إِلى مُهاجَرِه، وكان النبي، صلي الله عليه وسلم، يكره أَن يموت

الرجل بالأَرض التي هاجر منها، فمن ثم قال: لكن البائِسُ سَعْدُ بن

خَوْلَةَ، يَرْثي له أَن ماتَ بمكة، وقال حين قدم مكة: اللهم لا يَجْعَلْ

مَنايانا بها؛ فلما فتحت مكة صارت دار إِسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة؛ والهجرة

الثانية من هاجر من الأَعراب وغزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أَصحاب

الهجرة الأُولى، فهو مهاجر، وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو

المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فهذا وجه الجمع بين

الحديثين، وإِذا أَطلق ذكر الهجرتين فإِنما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة

المدينة. وفي الحديث: سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجْرَة، فخيار أَهل الأَرض

أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهيمَ؛ المُهاجَرُ، بفتح الجيم: موضع المُهاجَرَةِ،

ويريد به الشام لأَن إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لما خرج

من أَرض العراق مضى إِلى الشام وأَقام به. وفي الحديث: لا هِجْرَةَ بعد

الفتح ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ. وفي حديث آخر: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع

التوبة. قال ابن الأَثير: الهِجْرة في الأَصل الاسم من الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ،

وقد هاجَرَ مُهاجَرَةً، والتَّهاجُرُ التَّقاطُعُ، والهِجِرُّ

المُهاجَرَةُ إِلى القُرَى؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

شَمْطاءُ جاءتْ من بِلادِ الحَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ،

عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ،

تَحْسَبُ أَنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ

وهَجَرَ الشيءَ وأَهْجَرَه. تركه؛ الأَخيرة هذلية؛ قال أُسامة:

كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ

مُقَلَّصَةً، قد أَهْجَرَتْها فُحُولُها

وهَجَر الرجلُ هَجْراً إِذا تباعد ونَأَى. الليث: الهَجْرُ من

الهِجْرانِ، وهو ترك ما يلزمك تعاهده. وهَجَر في الصوم يَهْجُرُ هِجْراناً: اعتزل

فيه النكاح. ولقيته عن هَجْرٍ أَي بعد الحول ونحوه؛ وقيل: الهَجْر

السَّنَةُ فصاعداً، وقيل: بعد ستة أَيام فصاعداً، وقيل: الهَجْرُ المَغِيب

أَيّاً كان؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لمَّا أَتاهمْ، بعد طُولِ هَجْرِه،

يَسْعَى غُلامُ أَهْلِه بِبِشْرِه

يبشره أَي يبشرهم به. أَبو زيد: لقيت فلاناً عن عُفْرٍ: بعد شهر ونحوه،

وعن هَجْرٍ: بعد الحول ونحوه. ويقال للنخلة الطويلة: ذهبت الشجرة هَجْراً

أَي طولاً وعِظماً. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَطول منه وأَعظم. ونخلة

مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلة عظيمة، وقال أَبو حنيفة: هي المُفْرِطَةُ

الطول والعِظَم. وناقة مُهْجِرَةٌ: فائقة في الشحم والسَّيْرِ، وفي التهذيب:

فائقة في الشحم والسِّمَنِ. وبعير مُهْجِرٌ: وهو الذي يَتَناعَتُه الناس

ويَهْجُرون بذكره أَي يَنْتَعِتُونه؛ قال الشاعر:

عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه

رَوْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْوِيمِ

قال أَبو زيد: يقال لكل شيء أَفْرَطَ في طول أَو تمام وحُسْنٍ: إِنه

لمُهْجِرٌ. ونخلة مُهْجِرَةٌ إِذا أَفْرَطَتْ في الطول؛ وأَنشد:

يُعْلى بأَعلى السَّحْق منها

غشاش الهُدْهُدِ القُراقر*قوله «يعلى إلخ» هكذا بالأصل.

قال: وسمعت العرب تقول في نعت كل شيء جاوز حَدَّه في التمام: مُهْجِرٌ.

وناقة مُهْجِرَةٌ إِذا وصفت بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ. الأَزهري: وناقة

هاجِرَة فائقة؛ قال أَبو وَجْزَةَ:

تُبارِي بأَجْيادِ العَقِيقِ، غُدَيَّةً،

على هاجِراتٍ حانَ منها نُزولُها

والمُهْجِرُ: النجيب الحَسَنُ الجميل يَتَناعَتُه الناسُ ويَهْجُرون

بكره أَي يتناعَتُونه. وجارية مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ

والحُسْنِ، وإِنما قيل ذلك لأَن واصفها يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إِلى

صفة كأَنه يَهْجُر فيها أَي يَهْذِي. الأَزهري: والهُجَيرة تصغير

الهَجْرة، وهي السمينة التامة.

وأَهْجَرَتِ الجاريةُ: شَبَّتْ شباباً حسناً. والمُهْجِر: الجيد الجميل

من كل شيء، وقيل: الفائق الفاضل على غيره؛ قال:

لما دَنا من ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر

والهَجِيرُ: كالمُهْجِرِ؛ ومنه قول الأَعرابية لمعاوية حين قال لها: هل

من غَدَاء؟ فقالت: نعم، خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي

فائق فاضل.

وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر: حسن كريم. وهذا المكان أَهْجَر من هذا أَي

أَحسن؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

تَبَدَّلْتُ داراً من دِيارِكِ أَهْجَرَا

قال ابن سيده: ولم نسمع له بفعل فعسى أَن يكون من باب أَحنك الشاتين

وأَحنك البعيرين. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَكرم، يقال في كل شيء؛

وينشد:وماء يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ

يقول: طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله. والهَاجِرُ: الجَيِّدُ الحَسَنُ من كل

شيء.والهُجْرُ: القبيح من الكلام، وقد أَهْجَرَ في منطقه إِهْجاراً

وهُجْراً؛ عن كراع واللحياني، والصحيح أَن الهُجْر، بالضم، الاسم من الإِهْجار

وأَن الإِهْجارَ المصدر. وأَهْجَرَ به إِهْجاراً: استهزأَ به وقال فيه

قولاً قبيحاً. وقال: هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً، إِذا فتح فهو مصدر،

وإِذا ضم فهو اسم. وتكلم بالمَهاجِر أَي بالهُجْر، ورماه بِهاجِرات

ومُهْجِرات، وفي التهذيب: بِمُهَجِّرات أَي فضائح. والهُجْرُ: الهَذيان.

والهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، وهو الإِفحاش، وكذلك إِذا أَكثر الكلام

فيما لا ينبغي. وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى

وإِهْجِيرَى: هَذَى. وقال سيبويه: الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء.

الليث: الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إِذا هَذَى. وهَجَر المريضُ يَهْجُر

هَجْراً، فهو هاجِرٌ، وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى.

وفي التنزيل العزيز: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون؛

فَتُهْجِرُون تقولون القبيح، وتَهْجُرُونَ تَهْذُون. الأَزهري قال: الهاء في

قوله عز وجل للبيت العتيق تقولون نحن أَهله، وإِذا كان الليلُ سَمَرْتم

وهَجَرْتُمُ النبيَّ، صلي الله عليه وسلم، والقرآنَ، فهذا من الهَجْر

والرَّفْضِ، قال: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: تُهْجِرُون، من أَهْجَرْتُ،

وهذا من الهُجْر وهو الفُحْش، وكانوا يسبُّون النبي، صلي الله عليه وسلم،

إِذا خَلَوْا حولَ البيت ليلاً؛ قال الفراء: وإِن قُرئَ تَهْجُرون، جعل

من وقولك هَجَرَ الرجلُ في منامه إِذا هَذَى، أَي أَنكم تقولون فيه ما

ليس فيه وما لا يضره فهو كالهَذيان. وروي عن أَبي سعيد الخدري، رضي الله

عنه، أَنه كان يقول لبنيه: إِذا طفتم بالبيت فلا تَلْغُوا ولا تهْجُروا،

يروى بالضم والفتح، من الهُجْر الفُحْش والتخليط؛ قال أَبو عبيد: معناه ولا

تَهْذُوا، وهو مثل كلام المحموم والمُبَرْسَمِ. يقال: هَجَر يَهْجُر

هَجْراً، والكلام مَهْجُور، وقد هَجَر المريضُ. وروي عن إِبراهيم أَنه قال

في قوله عز وجل: إِنَّ قومي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُوراً، قال:

قالوا فيه غير الحق، أَلم ترَ إِلى المريض إِذا هجر قال غير الحق؟ وعن مجاهد

نحوه. وأَما قول النبي، صلي الله عليه وسلم: إِني كنت نَهَيْتُكم عن

زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْراً، فإِنَّ أَبا عبيد ذكر عن الكسائي

والأَصمعي أَنهما قالا: الهُجْرُ الإِفحاش في المنطق والخنا، وهو بالضم،

من الإِهْجار، يقال منه: يُهْجِرُ؛ كما قال الشماخ:

كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ

عليها كلاماً، جارَ فيه وأَهْجَرا

وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي. ومعنى الحديث: لا تقولوا

فُحْشاً. هَجَر يَهْجُر هَجْراً، بالفتح، إِذا خلط في كلامه وإِذا هَذَى. قال

ابن بري: المشهور في رواية البيت عند أَكثر الرواة: مُبَرَّأَة الأَخلاق

عوضاً من قوله: كماجدة الأَعراق، وهو صفة لمخفوض قبله، وهو:

كأَنَّ ذراعيها ذِراعَا مُدِلَّةٍ،

بُعَيْدَ السِّبابِ، حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا

يقول: كأَنّ ذراعي هذه الناقة في حسنهما وحسن حركتهما ذراعا امرأَة

مُدِلَّة بحسن ذراعيها أَظهرتهما بعد السباب لمن قال فيها من العيب ما ليس

فيها، وهو قول ابن ضرتها، ومعنى تعَذَّر أَي تَعتذر من سوءِ ما رميت به؛

قال: ورأَيت في الحاشية بيتاً جُمِعَ فيه هُجْر على هواجِر، وهو من الجموع

الشاذة عن القياس كأَنه جمع هاجِرَةٍ، وهو:

وإِنَّكَ يا عامِ بنَ فارِس قُرْزُلٍ

مُعِيدٌ على قِيل الخنا والهَواجِرِ

قال ابن بري: هذا البيت لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنماري يخاطب عامر بن

طفيل. وقُرْزُلُ: اسم فرس للطفيل. والمعيد: الذي يعاود الشيءَ مرة بعد مرة.

قال: وكان عثمان بن جني يذهب إِلى أَن الهواجر جمع هُجْر كما ذكر غيره،

ويرى «أَنه من الجموع الشاذة كأَنَّ واحدها هاجرة، كما قالوا في جمع حاجة

حوائج، كأَنَّ واحدها حائجة، قال: والصحيح في هواجر أَنها جمع هاجرة

بمعنى الهُجْر، ويكون من المصادر التي جاءَت على فاعلة مثل العاقبة والكاذبة

والعافية؛ قال: وشاهد هاجرة بمعنى الهُجْر قول الشاعر أَنشده المفضل:

إِذا ما شئتَ نالَكَ هاجِراتِي،

ولم أُعْمِلْ بِهِنَّ إِليك ساقِي

فكما جُمِعَ هاجِرَةٌ على هاجِرات جمعاً مُسَلَّماً كذلك تُجْمَعُ هاجرة

على هواجر جمعاً مكسراً. وفي الحديث: قالوا ما شَأْنُه أَهَجَرَ؟ أَي

اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أَي هل تغير كلامه واختلط

لأَجل ما به من المرض. قال ابن الأَثير: هذا أَحسن ما يقال فيه ولا يجعل

إِخباراً فيكون إِما من الفُحْشِ أَو الهَذَيانِ، قال: والقائلُ كان عُمَر

ولا يظن به ذلك.

وما زال ذلك هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه، بالمد

والقصر، وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه

وعادته. وما عنده غَناءُ ذلك ولا هَجْراؤُه بمعنى. التهذيب: هِجِّيرَى

الرجل كلامه ودأْبه وشأْنه؛ قال ذو الرمة:

رَمَى فأَخْطَأَ، والأَقدارُ غالِبةٌ

فانْصَعْنَ، والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ

الجوهري: الهِجِّير، مثال الفِسِّيق، الدَّأْبُ والعادة، وكذلك

الهِجِّيرى والإِهْجِيرَى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ما له هِجِّيرى غيرها؛ هي

الدَّأْبُ والعادةُ والدِّيْدَنُ.

والهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ: نصف النهار عند زوال الشمس

إِلى العصر، وقيل في كل ذلك: إِنه شدة الحر؛ الجهري: هو نصف النهار عند

اشتداد الحر؛ قال ذو الرمة:

وبَيْداءَ مِقْفارٍ، يكَادُ ارتِكاضُها

بآلِ الضُّحى، والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ

والتَّهْجِير والتَّهَجُّر والإِهْجارُ: السير في الهاجرة. وفي الحديث:

أَنه كان، صلي الله عليه وسلم، يصلي الهَجِيرَ حين تَدْحَضُ الشمسُ؛

أَراد صلاة الهَجِير يعني الظهر فحذف المضاف. وقد هَجَّرَ النهارُ وهَجَّرَ

الراكبُ، فهو مُهَجِّرٌ. وفي حديث زيد بن عمرو: وهل مُهَجِّر كمن قالَ أَي

هل من سار في الهاجرة كمن أَقام في القائلة. وهَجَّرَ القومُ

وأَهْجَرُوا وتَهَجَّرُوا: ساروا في الهاجرة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:بأَطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بِطِرْقِها

تَهَجُّرُ رَكْبٍ، واعْتِسافُ خُرُوقِ

وتقول منه: هَجَّرَ النهارُ؛ قال امرؤ القيس:

فَدَعْ ذا، وسَلِّ الهَمَّ عنك بِجَسْرَةٍ

ذَمُولٍ، وإِذا صامَ النهارُ وهَجَّرا

وتقول: أَتَيْنا أَهْلَنا مُهْجِرين كما يقالُ مُوصِلين. أَي في وقت

الهاجرة والأَصِيل. الأَزهري عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول

الله، صلي الله عليه وسلم: لو يعلم الناسُ ما في التهجير لاسْتَبَقُوا

إِليه. وفي حديث آخر مرفوع: المُهَجِّرُ إِلى الجمعة كالمُهْدي بَدَنَةً. قال

الأَزهري: يذهب كثير من الناس إِلى أَن التَّهْجِيرَ في هذه الأَحاديث

من المُهاجَرَة وقت الزوال، قال: وهو غلط والصواب فيه ما روى أَبو داود

المَصاحِفي عن النضر بن شميل أَنه قال: التَّهجير إِلى الجمعة وغيرها

التبكير والمبادرة إِلى كل شيء، قال: وسمعت الخليل يقول ذلك، قاله في تفسير

هذا الحديث. يقال: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فهو مُهَجِّر، قال

الأَزهري: وهذا صحيح وهي لغة أَهل الحجاز ومن جاورهم من قيس؛ قال لبيد:

رَاحَ القَطِينُ بهَجْرٍ بَعْدَما ابْتَكَرُوا

فقرن الهَجْرَ بالابتكار. والرواحُ عندهم: الذهابُ والمُضيُّ. يقال: راح

القوم أَي خَفُّوا ومَرُّوا أَيَّ وقت كان. وقوله، صلي الله عليه وسلم:

لو يعلم الناس ما في التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إِليه، أَراد التَّبْكِيرَ

إِلى جميع الصلوات، وهو المضيّ إِليها في أَوَّل أَوقاتها. قال

الأَزهري: وسائر العرب يقولون: هَجَّر الرجل إِذا خرج بالهاجرة، وهي نصف النهار.

ويقال: أَتيته بالهَجِير وبالهَجْرِ؛ وأَنشد الأَزهري عن ابن الأَعرابي

في نوادره قال: قال جِعْثِنَةُ بن جَوَّاسٍ الرَّبَعِيّ في ناقته:

هلَْ تَذْكُرين قَسَمِي ونَذْري،

أَزْمانَ أَنتِ بِعَرُوضِ الجَفْرِ،

إِذ أَنتِ مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ،

عَلَيَّ، إِن لم تَنْهَضي بِوِقْري،

بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْرِ،

بالخالديّ لا بصاعِ حَجْرِ،

وتُصْبِحي أَيانِقاً في سَفْرِ،

يُهَجِّرُونَ بَهَجِيرِ الفَجْرِ،

ثُمَّتَ تَمْشي لَيْلَهُمْ فَتَسْري،

يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ،

طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ

قال: المِضْرارُ التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِقَّها من النشاط. قال

الأَزهري: قوله يُهَجِّرُون بهجير الفجر أَي يبكرون بوقت الفجر. وحكى ابن السكيت

عن النضر أَنه قال: الهاجِرَة إِنما تكون في القيظ، وهي قبل الظهر بقليل

وبعدها بقليل؛قال: الظهيرة نصف النهار في القيظ حين تكون الشمس بِحِيال

رأْسك كأَنها لا تريد أَن تبرح. وقال الليث: أَهْجَرَ القومُ إِذا صاروا

في ذلك الوقت، وهَجَّرَ القومُ إِذا ساروا في وقته. قال أَبو سيعد:

الهاجرة من حين نزول الشمس، والهُوَيْجِرَةُ بعدها بقليل. قال الأَزهري: وسمعت

غير واحد من العرب يقول: الطعام الذي يؤْكل نصف النهار الهَجُورِيُّ.

والهَجير: الحوض العظيم؛ وأَنشد القَناني:

يَفْري الفَريَّ بالهَجِير الواسِع

وجمعه هُجُرٌ، وعَمَّ به ابن الأَعرابي فقال: الهَجِير الحوض، وفي

التهذيب: الحوض المَبْنِيّ؛ قالت خَنْساء تصف فرساً:

فمال في الشَّدِّ حثِيثاً، كما

مال هَجِيرُ الرجُل الأَعْسَرِ

تعني بالأَعسر الذي أَساء بناء حوضه فمال فانهدم؛ شبهت الفرس حين مال في

عدوه وجَدَّ في حُضْرِه بحوض مُلِئَ فانْثَلَم فسال ماؤه. والهَجِيرُ:

ما يَبِس من الحَمْضِ. والهَجِيرُ: المتروك. وقال الجوهري: والهَجِيرُ

يَبِيسُ الحَمْضِ الذي كَسَرَتْهُ الماشية وهُجِر أَي تُرِكَ؛ قال ذو

الرمة:ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مما عَنَتْ به

من الرُّطْبِ، إِلاَّ يَبْسُها وهَجِيرُها

والهِجارُ: حَبْل يُعْقَدُ في يد البعير ورجله في أَحد الشِّقَّيْنِ،

وربما عُقِدَ في وَظِيفِ اليَدِ ثم حُقِبَ بالطَّرَفِ الآخر؛ وقيل:

الهِجارُ حبل يُشد في رُسْغ رجله ثم يُشَدُّ إِلى حَقْوِه إِن كان عُرْياناً،

وإِن كان مَرْحُولاً شُدَّ إِلى الحَقَبِ. وهَجَرَ بعيرَه يَهْجُرُه

هَجْراً وهُجُوراً: شَدَّه بالهِجارِ.

الجوهري: المَهْجُورُ الفحل يُشَدُّ رأْسه إِلى رجله. وقال الليث:

تُشَدُّ يد الفحل إِلى إِحدى رجليه، يقال فحل مَهْجُورٌ؛ وأَنشد:

كأَنَّما شُدَّ هِجاراً شاكِلا

الليث: والهِجارُ مخالف الشِّكالِ تُشَدُّ به يد الفحل إِلى إِحدى

رجليه؛ واستشهد بقوله:

كأَنما شُدّ هجاراً شاكلا

قال الأَزهري: وهذا الذي حكاه الليث في الهِجار مقارب لما حكيته عن

العرب سماعاً وهو صحيح، إِلا أَنه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحْلُ وغيره. وقال

أَبو الهيثم: قال نُصَيْرٌ هَجَرْتُ البَكْرَ إِذا ربطت في ذراعه حبلاً

إِلى حقوه وقصَّرته لئلا يقدر على العَدْوِ؛ قال الأَزهري: والذي سمعت من

العرب في الهِجار أَن يؤْخذ فحل ويسوّى له عُرْوتانِ في طرفيه وزِرَّانِ ثم

تُشَدَّ إِحدى العروتين في رُسْغ رجل الفرس وتُزَرَّ، وكذلك العُرْوَة

الأُخرى في اليد وتُزَرَّ، قال: وسمعتهم يقولون: هَجِّرُوا خيلكم. وقد

هَجَّرَ فلان فرسه. والمهجور: الفحل يُشدّ رأْسه إِلى رجله. وعَدَدٌ

مُهْجِر: كثير؛ قال أَبو نُخَيْلَةَ:

هذاك إِسحق، وَقِبْصٌ مُهْجِرُ

الأَزهري في الرباعي: ابن السكيت التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مع الغنى؛

وأَنشد:

تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ

وهم بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ

والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ؛ قال لبيد:

كعَقْرِ الهاجِرِيِّ، إِذا بَناه

بأَشْباهٍ حُذِينَ على مِثالِ

وهِجارُ القوس: وَتَرُها. والهِجارُ: الوَتَرُ؛ قال:

على كل (كذا بياض بالأصل.) من ركوض لها

هِجاراً تُقاسِي طائِفاً مُتَعادِيا

والهجار: خاتم كانت تتخذه الفُرْسُ غَرَضاً؛ قال الأَغلب:

ما إِنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغارَا،

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقارَا،

وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا

يصفه بالحِذْق. ابن الأَعرابي: يقال للخاتم الهِجار والزينة؛ وقول

العجاج:

وغِلْمَتي منهم سَحِيرٌ وبَحِرْ،

وآبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ

فسره ابن الأَعرابي فقال: الهَجِر الذي يمشي مُثْقَلاً ضعيفاً متقارِبَ

الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء، وفي

المحكم: وذلك من شدة السقي. وهَجَرٌ: اسم بد مذكر مصروف، وفي المحكم: هَجَرُ

مدينة تصرف ولا تصرف؛ قال سيبويه: سمعنا من العرب من يقول: كجالب التمر

إِلى هَجَرٍ يا فَتى، فقوله يا فتى من كلام العربي، وإِنما قال يا فتى

لئلا يقف على التنوين وذلك لأَنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أَن يقول كجالب

التمر إِلى هجر، فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أَنه مصروف أَو غير مصروف.

الجوهري: وفي المثل: كَمُبْضِع تمر إِلى هَجَرَ. وفي حديث عمر: عَجِبْتُ

لتاجِر هَجَرَ وراكب البحر؛ قال ابن الأَثير: هَجَرٌ بلد معروف بالبحرين

وإِنما خصها لكثرة وبائها، أَي تاجرها وراكب البحر سواء في الخَطَرِ،

فأَما هَجَرُ التي ينسب إِليها القلال الهَجَرِيَّة فهي قرية من قرى المدينة،

والنسب إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ على القياس، وهاجِرِيٌّ على غير قياس؛

قال:ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها،

كَسَحِّ الهاجِرِيِّ جَرِيمَ تمْرِ

ومنه قيل للبَنَّاءِ: هاجِرِيٌّ. والهَجْرُ والهَجِيرُ: موضعان.

وهاجَرُ: قبيلة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

وبنو هاجَرَ: بطن من ضَبَّة. غيره: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذيلها

وأَوّل من ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل من خُفِضَ؛ قال: وذلك أَن سارة غضبت

عليها فحلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها، فأَمرها إِبراهيم، عليه

السلام، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها، فصارت

سُنَّةً في النساء.

هجر
هَجَرَه يَهْجُره هَجْرَاً، بِالْفَتْح، وهِجْراناً، بِالْكَسْرِ: صَرَمَه وَقَطَعه. والهَجْرُ: ضِدُّ الوَصْل. هَجَرَ الشيءَ يَهْجُره هَجْرَاً: تَرَكَه وأَغْفَله واَعْرَض عَنهُ، وَمِنْه حديثُ أبي الدَّرْداء: وَلَا يَسْمَعون القرآنَ إلاّ هَجْرَاً يُرِيد التَّركَ لَهُ والإعراضَ عَنهُ، وَرَوَاهُ ابنُ قُتَيْبة فِي كِتَابه: إلاّ هُجْراً، بالضمّ، وَقَالَ: هُوَ الخَنا والقَبيح من القَوْل، وَقد غلَّطه الخَطَّابيّ فِي الرِّواية وَالْمعْنَى، راجِع النِّهاية لِابْنِ الْأَثِير، كَأَهْجَرَه، وَهَذِه هُذَليَّة، قَالَ أُسَامَة:وسلَّم، وَلم يتحَوَّلوا إِلَى أَمْصَار المُسلمين الَّتِي أُحدِثَت فِي الْإِسْلَام وإنْ كَانُوا مُسلمين فهم عيرُ مُهاجِرين،)
وَلَيْسَ لَهُم فِي الفَيْءِ نَصيبٌ، ويُسَمَّوْن الأعْراب. وَفِي البصائر للمصنّف: والهِجْرانُ يكون بالبَدَنِ وباللسان وبالقلب، وقولُه تَعَالَى: واهْجُروهُنَّ فِي الْمضَاجِع أَي بالأبْدان، وَقَوله: هَذَا الْقُرْآن مَهْجُوراً أَي بِاللِّسَانِ أَو بالقَلب وقولَه: واهْجُرْهُم هَجْرَاً جَميلا مُحْتَمل للثَّلَاثَة، وَقَوله: والرُّجْزَ فاهْجُرْ حَثَّ على المفارَقة بالوُجوه كلّها. والمُهاجَرَة فِي الأَصْل مُصارَمةُ الغَيرِ ومُتارَكَتُه. وَفِي قَوْلُهُ تَعالى: وَالَّذين هاجَروا وجاهَدوا الخروجُ من دارِ الكُفر إِلَى دارِ الْإِيمَان. والهِجْرَتان: هِجرَةٌ إِلَى الحبَشَة وهِجرَةٌ إِلَى الْمَدِينَة، وَهَذَا هُوَ المُراد من الهِجْرَتَيْن إِذا أُطلِقَ ذِكرُهما، قَالَه ابنُ الْأَثِير. والمُهاجَرَةُ من أرضٍ: تَرْكُ الأولى للثَّانِيَة، وَذُو الهِجْرَتَيْن من الصَّحابة: مَن هاجَرَ إليْهما. وَفِي الحَدِيث: لَا هِجْرَةَ بعدَ الفَتْح ولكنْ جِهادٌ ونِيَّة. وَفِي حديثٍ آخَرَ: لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ. انْظُر الْجمع بَينهمَا فِي النِّهاية. والهِجِرّ، كفِلِزٍّ: المُهاجَرَةُ إِلَى القُرى، عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
(شَمْطَاءُ جاءَتْ من بلادِ الحَرِّ ... قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وَقَالَت حَرِّ)
ثمّ أمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّعَمْدَاً على جانِبِها الأَيْسَرِّ تَحْسَبُ أنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ ولَقيتُه عَن هَجْرٍ بِالْفَتْح، أَي بعد حَوْلٍ ونحوِه، وَقيل: الهَجْرُ: السَّنَةُ فصاعِداً، أَو بعد سِتَّةِ أيّامٍ فصاعِداً، أَو بعدَ مَغيب أيَّاً كَانَ، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ
(لمّا أتاهُمْ بعد طُولِ هَجْرِهِ ... يَسْعَى غلامُ أَهْلِهِ ببِشْرِهِ)
وَقَالَ أَبُو زيد: لَقيتُ فلَانا عَن عُفْرٍ: بعد شَهر ونَحوه، وَعَن هَجْرٍ: بعدَ الحَولِ ونحوِه. عَن أبي زيد: يُقَال للنخلةِ الطَّويلة: ذَهَبَت الشجرةُ هَجْرَاً، أَي طُولاً وعِظَماً. ونَخلةٌ مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلةٌ عظيمةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ المُفرِطة الطُولِ والعِظَمِ، وَهَذَا أَهْجَرُ مِنْهُ، أَي أَطْوَلُ مِنْهُ، أَو أَضْخَم، هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ نَصُّ التَّكملة. وَفِي بعضِ الأُصول: وأَعظم. وناقةٌ مُهْجِرَةٌ: فائقةٌ فِي الشَّحْمِ والسَّيْرِ. وَفِي التَّهْذِيب: فِي الشَّحم والسِّمَن، وَقيل: ناقةٌ مُهْجِرَةٌ، إِذا وُصِفت بنَجابةٍ أَو حُسْنٍ. والمُهْجِرُ، كمُحسِن: النَّجيبُ الحَسَنُ الجميلُ يَهْجُرون بذِكره، أَي يَتَنَاعَتُونه، يُقَال: بَعيرٌ مُهْجِرٌ، من ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:
(عَرْكَركٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأْوِيمِ)
المُهْجِرُ: الجَيِّدُ الجَميلُ من كلِّ شيءٍ، وَقيل: الفائقُ الفاضلُ على غيرِه، قَالَ: لمّا دَنَا من ذَات حُسْنٍ مُهْجِرِ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لكلِّ شيءٍ أَفْرَطَ فِي طُولٍ أَو تَمامٍ وحُسْنٍ: إنّه لمُهْجِرٌ. قَالَ: وسمعتُ العربَ تقولُ فِي نَعْتِ كلِّ شيءٍ جاوزَ حَدَّه فِي التَّمام: مُهْجِرٌ. قلتُ: وإنّما قيل ذَلِك فِي كلّ ممّا ذُكِر لأنّ واصِفَه يَخْرُج من حَدّ المُقارِبِ الشَّكلِ)
للموصوفِ إِلَى صفة كأنّه يَهْجُرُ فِيهَا، أَي يَهْذِي. كالهَجِرِ، ككَتِف، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، وصوابُه: كالهَجير، كأَمير، فَفِي اللِّسَان وغيرِه: والهَجيرُ كالمُهْجِر، وَمِنْه قَوْلُ الأعْرابِيَّةُ لمُعاويةَ حِين قَالَ لَهَا: هَل من غَداءٍ فَقَالَت: نعم، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَنٌ هَجيرٌ، وماءٌ نَميرٌ. أَي فائقٌ فاضِل. والهاجِر، يُقَال: بعير هاجِرٌ، وناقةٌ هاجِرةٌ، أَي فائقةٌ فاضِلة، وَالْجمع الهاجِرات. قَالَ أَبُو وَجْزَةَ: تَبارى بأَجْيادِ العَقيق غُدَيَّةًعلى هاجِراتِ حَان مِنْهَا نُزولُها وأَهجَرَت الناقةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، ونَصُّ ابنِ دُرَيْد، على مَا فِي التكملة وَاللِّسَان: أَهْجَرَت الجاريةُ، إِذا شَبَّتْ شَباباً حَسَنَاً. وَقَالَ غيرُه: جاريةٌ مُهْجِرَةٌ، إِذا وُصِفَت بالفَراهةِ والحُسْن. والهَجْرُ، بِالْفَتْح: الحَسَنُ الكريمُ الجَيِّد، يُقَال: جَملٌ هَجْرٌ، وكَبشٌ هَجْرٌ، أَي حَسَنٌ كريمٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: وماءٍ يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ يَقُول: طَلَقٌ لَا طَلَقَ مثله، كالهاجِرِيّ، وَهُوَ الجيِّدُ الحَسنُ من كلِّ شَيْء. الهَجْرُ أَيْضا: الخِطامُ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
الهُجْرُ، بالضمّ: الْقَبِيح من الْكَلَام، والفُحشُ فِي المَنْطق، والخَنَا، نَقله الكسائيّ والأصمعيّ، كالهَجْراءِ، ممدوداً، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. الهِجْرُ، بِالْكَسْرِ: الفائقةُ والفائقُ فِي الشَّحم والسَّيْر، من النُّوقِ والجِمالِ، نَقله الصَّاغانِيّ، يُقَال: ناقةٌ هِجْرٌ مثل مُهْجِرَةٍ. وأَهْجَرَ فِي مَنْطقه إهْجاراً وهُجْراً، بالضمّ، عَن كُراع واللِّحيانيّ، وَالصَّحِيح أَن الهُجْر بالضمّ الِاسْم من الإهْجار، وأنّ الإهْجار الْمصدر. أَهْجَرَ بِهِ إهْجاراً: اسْتَهزأَ بِهِ وَقَالَ فِيهِ قولا قبيحاً، وَقَالَ هَجْرَاً وبَجْرَاً، وهُجراً وبُجْراً، إِذا فَتَحَ فَهُوَ الْمصدر، وَإِذا ضمَّ فَهُوَ الِاسْم. وَتَكَلَّم بالمَهاجِر، أَي الهُجْرِ من القَول، ورَماهُ بهاجِراتٍ ومُهْجِرات، أَي بفَضائح، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي الأساس: أَي بفَواحِش، قَالَ: والهاجِرات: هِيَ الكلماتُ الَّتِي فِيهَا فُحْشٌ، فَهِيَ من بابِ لابِن وتامِرٍ. الهُجْرُ أَيْضا: الهَذَيانُ وإكثارُ الْكَلَام فِيمَا لَا يَنْبَغِي. يُقَال: هَجَرَ فِي نَوْمِه ومَرضِه يَهْجُرُ هُجْراً، بالضمّ، وهِجِّيرَى، وإهْجيرَى، كِلاهما بِالْكَسْرِ: هَذَى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهِجِّيرَى: كَثْرَةُ الْكَلَام وَالْقَوْل السيِّئ، وَقَالَ اللَّيْث: الهِجِّيرى: اسمٌ من هَجَرَ، إِذا هَذى، وَهَجَرَ المريضُ هَجْرَاً فَهُوَ هاجِرٌ، وَهَجَرَ بِهِ فِي النَّوم هَجْرَاً: حَلَمَ وهَذى، وَفِي التَّنْزِيل: مُستَكبرينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرون قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَرَأَ ابنُ عبّاس: تُهْجِرون، من أَهْجَرْت، من الهُجْر وَهُوَ الإفْحاش، وَقَالَ الفَرّاء: وَإِن قُرئَ تَهْجُرون، جُعلَ من قَوْلك: هَجَرَ الرجلُ فِي مَنامِه، إِذا هَذى، وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ مِثلُ كلامِ المَحْموم والمُبَرْسَم والكلامُ مَهْجُورٌ، وَقد هَجَرَ المريضُ ورُوي عَن إبراهيمَ فِي قَوْله عزَّ وجلَّ: إنّ قومِي اتَّخذوا هَذَا القُرآنَ مَهْجُوراً قَالَ: قَالُوا فِيهِ غَيْرَ الحقّ. أَلَمْ ترَ إِلَى المريضِ إِذا هَجَرَ قَالَ غَيْرَ الحقِّ. وَعَن مُجاهدٍ نَحْوُه. يُقَال: هَذَا هِجِّيراه وإهْجيراهُ وإهْجِيرَاؤُه، بالمدّ والقَصْر، وهِجِّيرُه، كسِكِّيتٍ، وأُهْجورَته، بالضمّ، وهِجْرِيَّاهُ وإجْرِيّاه، أَي دَأْبُه ودَيْدنُه وشَأْنَه وعادَتُه. وَفِي التَّهْذِيب: هِجِّيرى الرجلِ: كلامُه ودَأْبُه)
وشَأْنه. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(رَمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالِبَةٌ ... فانْصَعْنَ والوَيْلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ)
وَفِي الصّحاح: الهِجِّيرُ مِثالُ الفِسِّيق: الدَّأْبُ وَالْعَادَة، وَكَذَلِكَ الهِجِّيرى والإهْجيرى، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مالَه هِجِّيرى غيرُها هِيَ الدَّأْبُ والعادةُ والدَّيْدَن. يُقَال: مَا عندَه غَناءُ ذَلِك وَلَا هَجْرَاؤُه، بِمَعْنى واحدٍ.
والهَجيرُ، كأَميرٍ، والهَجيرَةُ، بزيادةِ الهاءِ، والهَجْرُ، بِالْفَتْح، والهاجِرَةُ: نِصفُ النَّهارِ عندَ زَوالِ الشَّمسِ مَعَ الظُّهْرِ، أَو من عِنْد زَوالِها إِلَى العَصْر، سُمِّي بذلك لأنّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ فِي بُيُوتهم كأنّهم قد تَهاجَروا، وَحكى ابْن السِّكِّيت عَن النَّضْر أنّه قَالَ: الهاجرَةُ إنّما تكون فِي القَيْظ وَهِي قَبْلَ الظُّهرِ بِقَلِيل وبَعدَه بِقَلِيل، وَقَالَ أَبُو سعيد: الهاجرةُ من حِين تَزُول الشمسُ، والهُوَيْجِرَةُ بعْدهَا بِقَلِيل. أَو شِدَّةُ الحَرِّ فِي كلّ ذَلِك. وَفِي الصّحاح: هُوَ نِصفُ النَّهارِ عندَ اشتدادِ الحَرِّ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وبَيْداءَ مِقْفارٍ يكادُ ارْتكاضُها ... بآلِ الضُّحى والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ)
وهَجَّرْنا تَهْجِيراً، وأَهْجَرْنا، وتهجَّرْنا: سِرنا فِي الهاجرة. الأخيرةُ عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد:
(بأطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكْبٍ واعْتِسافُ خُروقِ)
وَفِي حَدِيث زَيْدِ بن عَمْرو: وَهل مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ، أَي هَل مَن سارَ فِي الهاجِرَةِ كَمَنْ أقامَ فِي القائلة وَتقول مِنْهُ: هَجَّرَ النّهارُ، قَالَ امرؤُ القَيس:
(فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنكَ بجَسْرَةٍ ... ذَمولٍ إِذا صَامَ النَّهارُ وهَجَّرا)
وَتقول: أَتَيْنَا أَهْلَنا مُهْجِرين، كَمَا يُقَال: مُؤْصِلين أَي فِي وَقت الهاجِرَة والأَصيل. قَالَ الصَّاغانِيّ تبعا للأزْهريّ: التَّهجيرُ فِي قولِه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم فِي حديثٍ مَرْفُوع: المُهَجِّرُ إِلَى الجُمُعَة كالمُهْدي بَدَنَةٍ قَالَ الأَزْهَرِيّ: يذهبُ كثيرٌ من الناسِ إِلَى أنّ التَّهجير فِي هَذِه الْأَحَادِيث، من المُهاجَرَة وَقْتَ الزَّوال، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّواب فِيهِ مَا روى أَبُو دَاوُود المَصاحفيّ عَن النَّضْر ابنُ شُمَيْل أنّه قَالَ: التَّهجير إِلَى الجُمُعَة وغيرِها: التَّبْكيرُ والمُبادَرةُ إِلَى كلّ شيءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الخليلَ يَقُول ذَلِك، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا صحيحٌ، وَهِي لغةٌ أهلِ الحجازِ وَمن جاوَرَهم من قَيْس، قَالَ لَبيد: راحَ القَطينُ بهَجْرٍ بعدَما ابْتَكَروا فَقَرَنَ الهَجرَ بالابْتِكارِ، والرَّواحُ عِنْدهم الذَّهابُ والمُضِيُّ، يُقَال: راحَ القومُ، أَي خَفُّوا ومَرُّوا أيَّ وَقْتٍ كَانَ. وقولُه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: وَلَو يَعْلَمون، وَفِي رِوَايَة: لَو يَعْلَمُ الناسُ، مَا فِي التَّهْجيرِ لاسْتَبَقوا إِلَيْهِ بِمَعْنى التَّبْكير إِلَى جَمِيع الصَّلَوات، وَهُوَ المُضِيُّ إِلَيْهَا فِي أوائلِ أَوْقَاتِها. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسائرُ الْعَرَب يَقُولُونَ: هَجَّرَ الرجلُ: إِذا خَرَجَ)
بالهاجِرَة، وَهِي نِصفُ النَّهار، وَيُقَال: أَتَيْتُه بالهَجيرِ وبالهَجْر، وَأنْشد الأَزْهَرِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ فِي نَوادِرِه قَالَ: قَالَ جِعْثِنَةُ بنُ جَوّاس الرَّبَعيّ يُخاطبُ ناقتَه:
(وتَصْحَبي أيانِقاً فِي سَفْرِ ... يُهَجِّرون بهَجيرِ الفَجْرِ)
أَي يُبِكِّرون بوَقتِ الْفجْر. زَاد الصَّاغانِيّ: وليسَ التّهجيرُ فِي هذَيْن الحَديثين من الهاجِرَة فِي شيءٍ. والهَجيرُ، كأَمير: الحَوضُ الْعَظِيم، وَقَالَ: يَفْرِي الفَرِيَّ بالهَجيرِ الواسِعِ ج هُجُرٌ، بضَمَّتَيْن، وعَمّ بِهِ ابنُ الأعرابيّ فَقَالَ: الهَجيرُ: الحَوضُ، وَفِي التَّهْذِيب: الحَوضُ المَبْنيّ، قَالَت خَنْسَاءُ تَصِف فرسا:
(فَمالَ فِي الشَّدِّ حَثيثاً كَمَا ... مالَ هَجيرُ الرجلِ الأَعْسَرِ) تَعْنِي بالأَعْسر الَّذِي أساءَ بناءَ حَوْضِه فمالَ فانْهَدَم، شَبّهت الفرَسَ حينَ مالَ فِي عَدْوِه وجَدّ فِي حُضْرِه بحَوضٍ مُلئَ فانْثَلَمَ فسالَ ماؤُه. الهَجيرُ: مَا يَبِسَ من الحَمْض، وَفِي الصّحاح: يَبِيسُ الحمضِ الَّذِي كَسَرَتهُ الماشيةُ وهُجِرَ، أَي تُرَك. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَلم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممّا عَنَتْ بِهِ ... من الرُّطْب إلاَّيبْسُها وهَجيرُها)
الهَجيرُ: الغليظُ الضَّخم من حُمُرِ الوَحشِ، والهَجير: القَدَحُ الضَّخَم، نَقله الصَّاغانِيّ. الهَجيرُ: ماءٌ، وَفِي التكملة: ماءَةٌ لبني عِجْل بن لُجَيْم، بَين الكُوفةِ والبَصْرة، نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وَقيل: مَوضعٌ. منَ المَجاز: الهَجيرُ: الفَحلُ الفادِرُ السَّمين الجافِرُ من الضِّراب يُقَال: هَجَرَ الفَحلُ، إِذا تَرَكَ الضِّرابَ، كَقَوْلِهِم: عَدَلَ الفَحْلُ، كَمَا فِي الأساس. الهَجيرُ: اللَّبَنُ الخاثِر، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالصَّوَاب فِيهِ: اللَّبن الْفَائِق الْجيد وَفِي الكِفاية: الهَجير: اللبَنُ الجيِّد، وَقد تقدّم فِي شرح قولِ الأعرابيّة لمعاوية. وَلم يَذْكُر أحدٌ من الأئمّة أنَّ الهَجيرَ هُوَ الخاثِرُ من اللّبن، وَمَا عَلِمْتُ للمُصنِّف فِي ذَلِك قُدوة، فتأَمَّلْ. منَ المَجاز: قَوسٌ قَويَّة الهِجار، ككِتابٍ، أَي الوَتَر، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. الهِجار: خاتَمٌ كَانَت الفُرسُ تتَّخذه غَرَضَاً، أَي هَدَفَاً، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد للأغْلَبِ العِجْليّ:
(مَا إنْ عَلِمْنا مَلِكَاً أغارا ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارا)
وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارا قَالَ: يصِفُه بالحِذْق. الهِجار: الطَّوْق، والتَّاج، والهِجارُ: حَبلٌ يُشَدُّ فِي رُسْغِ رِجلِ البعيرِ ثمَّ يُشدُّ إِلَى حَقْوِه إنْ كَانَ عُرْياناً، وَإِن كَانَ مَوْصُولاً، هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غلطٌ وصوابُه: وإنْ كَانَ مَرْحُولاً شُدَّ إِلَى الحَقَب. وَقيل: هُوَ حَبلٌ يُعقَد فِي يَدِه ورِجْله فِي أحدِ الشِّقَّيْن وربّما عُقِدَ فِي وَظيفِ اليَدِ، ثمَّ حُقِّبَ بالطرف الآخَر، وَهَجَرَ بَعيرَه يَهْجُره) هَجْرَاً، بِالْفَتْح، وهُجوراً، بالضمّ: شَدَّه بِهِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَهْجورُ: الفَحلُ يُشَدُّ رَأْسُه إِلَى رِجْله. وَقَالَ الليثُ: تُشَدُّ يَدُ الفَحل إِلَى إِحْدَى رِجلَيْه، يُقَال: فحلٌ مَهْجُور. قَالَ: والهِجارُ مُخالِفُ الشِّكالِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ الليثُ فِي الهِجارِ مُقارِبٌ لما حَكَيْتُه عَن العربِ سَماعاً، وَهُوَ صحيحٌ إلاّ أنّه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحلُ وغيرُه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ نُصَيْرٌ: هَجَرْتُ البَكْرَ: إِذا رَبَطْت فِي ذِراعِه حَبلاً إِلَى حَقْوِه وقَصَّرْتَه لئلاّ يَقْدِر على العَدْوِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَالَّذِي سمعتُ من الْعَرَب فِي الهِجارِ أَن يُؤخذ فَحلٌ ويُسَوَّى لَهُ عُرْوَتان فِي طَرَفَيه وزِرّان، ثمَّ تُشَدُّ إِحْدَى العُرْوَتَيْن فِي رُسْغِ رِجلِ الفرَسِ وتُزَرُّ، وَكَذَلِكَ العُرْوَة الأُخرى فِي اليدِ وتُزَرّ، قَالَ: وسَمِعْتُهم يَقُولُونَ: هَجِّروا خَيْلَكم، وَقد هَجَّرَ فلانٌ فرسَه. والهَجِرُ، ككَتِف، الَّذِي يمشي مُثْقَلاً ضَعِيفا مُتقارِبَ الخَطْوِ، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد قَوْلَ العَجّاج:
(وغِلْمَتي مِنْهُم سَحيرٌ وبحِرْ ... وآبِقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ)
قَالَ: كَأَنَّهُ قد شُدَّ بهِجارِ لَا يَنْبَسط ممّا بِهِ من الشّرِّ والبَلاءِ، وَفِي الْمُحكم: وَذَلِكَ من شدَّةِ السَّقْي. وَهَجَر، محرَّكةً: د، بِالْيمن بَينه وبينَ عَثَّرَ يومٌ وليلةٌ من جهةِ الْيمن، مُذكّر مَصْرُوفٌ وَقد يؤنَّث ويُمْنع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قد سَمِعْنا من العربِ مَن يَقُول: كجالب التَّمْرِ إِلَى هَجرٍ يَا فَتى، فَقَوله: يَا فَتى، من كَلَام العربيِّ، وإنّما قَالَ يَا فَتى لئلاّ يَقِفَ على التَّنوين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو لم يقل لَهُ يَا فَتى لَلَزمه أَن يَقُول: كجالب التمرِ إِلَى هَجَر، فَلم يكن سِيبَوَيْهٍ يعرف من هَذَا أنّه مَصْرُوف أَو غيرُ مَصْرُوف، والنِّسبَةُ هَجريٌّ، على الْقيَاس، وهاجِرِيٌّ، على غيرِ قياسٍ، كَمَا قيل: حارِيّ بالنّسبة إِلَى الحِيرَة، قَالَ الشَّاعِر:
(ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فِيهَا ... كسَحِّ الهاجِرِيِّ جَريمَ تَمْرِ)
وَقَالَ عَوْفُ بن الخَرِع:
(يَشُقّ الأَحِزَّةَ سُلاَّفُنا ... كَمَا شَقَّقَ الهاجريُّ الدِّبارا)
هَجَرُ: اسمٌ لجَمِيع أَرض البحْرَيْن. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: بلدٌ مَعْرُوف بالبَحرَيْن، وَقَالَ غيرُه: هُوَ قَصَبَةُ بلادِ البحرَيْن، مِنْهُ إِلَى يَبْرِينَ سبعةُ أيّام، وَمِنْه المثَل: كمُبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هجرَ. ذكره الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: كجالبِ الدُّرِّ إِلَى البَحر. مِنْهُ أَيْضا قولُ عمر رَضِي الله عَنهُ: عَجِبْتُ لتاجِرِ هَجَرَ، وراكبِ البَحر. كَأَنَّهُ أَرَادَ لكثرةِ وَبائه أَو لرُكوبِ البَحر. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وإنّما خَصَّها لكثرةِ وَبائِها، أَي تاجِرُها وراكِبُ البَحرِ سَواءٌ فِي الخَطَر. وكلامُ المُصنّف غَيْرُ مُحرّرٍ هُنَا. هَجرُ: ة، كَانَت قربَ الْمَدِينَة المُشرّفة، إِلَيْهَا تُنسَب القِلالُ الهَجَرِيَّة وَقد جَاءَ ذِكرها فِي حديثِ المِعراج، أَو أَنَّهَا تُنسَب إِلَى هَجَرِ الْيمن وَفِيه اختلافٌ. هَجَرُ: حِصَّةٌ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، والصوابُ كَمَا فِي المعجم وَغَيره: هَجَرُ: حِصْنَةٌ، بكسرٍ فسكونٍ فنون مَفْتُوحَة، من مِخْلافِ مازنٍ، والهَجَر بلغَة حِمْيَر: الْقرْيَة.)
والهَجَران: قَريتان مُتقابِلَتان فِي رأسِ جبلٍ حَصينٍ قربَ حَضْرَمَوْت تَطْلُع إِلَيْهِ فِي مَنْعَة من كلّ جَانب. يُقَال لإحداهما: خَيْدُونُ وخَوْدُونُ، وللأُخرى: دَمُّون، قَالَ الحسنُ بن أَحْمد بن يَعْقُوب اليمنيّ: وَسَاكن خَوْدُونَ الصَّدِف، وساكنُ دَمُّونَ بَنو الْحَارِث بن عمروٍ المَقْصور بن حُجْرٍ آكلِ المُرار، وفيهَا يَقُول امرؤُ القَيْس: كأنِّي لم آلَهْ بدَمُّونَ مَرَّةًوَلَمْ أَشْهَدِ الغاراتِ يَوْمًا بعَنْدَلِ وكلُّ رجل من هاتَيْن القَريتَيْن مُطِلٌّ على قَلْعَته، وَلَهُم غيل يصُبُّ من سفح الجبلِ يَشْرَبونه وزُروعُ هَذِه الْقرى النَّخل والذُّرَة والبُرُّ، وَفِيهِمَا يَقُول المُتَمَثِّل: الهَجَران كفّة بكفّة، بهَا الدَّبْر مُحتَفّه. الدَّبْرُ عِنْدهم: الزَّرْعُ، يُقَال: مَا بلَدُه إلاّ هَجَرٌ من الأَهْجارِ، أَي خِصْبٌ، نَقله الصَّاغانِيّ. وهاجِرُ بِكَسْر الْجِيم: قَبيلةٌ من ضَبَّة، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها)
أمّا هاجَرُ، بِفَتْح الْجِيم، فإنّها أمُّ إِسْمَاعِيل صلّى الله على نبيِّنا وَعَلِيهِ وسلَّم، وَيُقَال لَهَا: آجَرُ أَيْضا، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه. وَفِي اللِّسَان: هاجَرُ: أوّلُ امرأةٍ جَرَّت ذَيْلَها وَثَقَبتْ أُذُنَيْها، وأوّل من خُفِضَ. قَالَ: وَذَلِكَ أنّ سارةَ غَضِبَت عَلَيْهَا فَحَلَفت أَن تقطع ثلاثةَ أعضاءٍ من أعضائها، فأمرَها إبراهيمُ عَلَيْهِ السّلام أَن تَبَرَّ قَسَمَها بثَقْبِ أُذُنَيْها وخَفْضِها، فَصَارَت سُنَّةً فِي النِّسَاء. والهَجْرُ، بِالْفَتْح. جَاءَ ذِكرُه فِي شِعر قَالَه الحازميّ. والهُجَيْرُ كزُبَيْر. موضعان.
والهاجِريُّ: البِناءُ، كأنّ مَنْسُوبٌ إِلَى هَجَر، مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الشاعرِ الَّذِي تقدّم ذِكرُه عِنْد ذِكرِ هاجِريّ. الهاجِرِيُّ أَيْضا: مَن لَزِمَ الحَضَر، وَهَذَا على حَقِيقَته، فإنّ الهِجْرَةَ عِنْدهم هِيَ الانتقالُ من البَدْوِ إِلَى القُرى، كَمَا تقدّم.
والهَجُورِيّ، بِالْفَتْح: اسمُ الطّعامِ الَّذِي يُؤكَل نِصفَ النّهارِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول هَكَذَا.
والتَّهَجُّر: التَّشبُّه بالمُهاجِرين، وَمِنْه قَوْلُ عمر رَضِي الله عَنهُ: هاجِروا وَلَا تَهَجَّروا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: يَقُول: أَخْلِصوا الهِجرَةَ لله تَعَالَى وَلَا تَشبَّهوا بالمُهاجِرين على غيرِ صِحَّةٍ مِنْكُم، فَهَذَا هُوَ التَّهَجُّر، وَهُوَ كقولِك: فلانٌ يَتحلَّم وَلَيْسَ بحليم، أَي أنّه يُظهِر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. وهجرَةُ البُحَيْح، كزُبَيْر: قربَ صنعاءِ الْيمن، نَقله ياقوت فِي المُعجَم، وهَجرَةُ ذِي غَبَبٍ، مُحرَّكةً وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كصُرَد، قُربَ ذَمارِ بِالْيمن، نَقله ياقوت. ثمَّ إنّ مُقتضى سِياق المصنِّف أَنَّهُمَا بِالْفَتْح، ورأيتُ الصَّاغانِيّ قد ضَبَطَهما بِالْكَسْرِ بخطّه مُجَوِّداً، وَهُوَ الْمَشْهُور على الْأَلْسِنَة. وَذُو هَجَرَان الحِمْيَريّ، مُحرَّكةً، هُوَ ابنُ نُسْمى، بِضَم النُّون وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة مَقْصُور، من بني مِيتَمٍ بن سَعْدٍ، كمِنْبَر، من الأَذْواء، وَهُوَ من الأَقْيال. يُقَال: عَدَدٌ مُهْجِرٌ، كمُحسِن، أَي كَثيرٌ، قَالَ أَبُو نُخَيْلةَ السَّعديّ: هذاكَ إسحاقُ وقِبْضٌ مُهْجِرُ قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا أَنْشَده الأَزْهَرِيّ. وَفِي رَجْزِه: مُجْهِر، على الْقلب. وَإِسْحَاق هُوَ ابنُ مُسلِم العُقَيْليُّ.والمُتَهَجِّرُ: فرَسُ عبدِ يَغوثَ بن عَمْرِو بن مُرَّة بن هَمّام. والهُجَيْرَة: تَصْغِير الهَجْرَة بِالْفَتْح: وَهِي السَّنَةُ التّامّةُ، قَالَه ابْن)
الأَعْرابِيّ. هَكَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَنهُ، كَمَا رأيتُه فِي التّكملة، وتَبِعَه المُصنِّف، وَهُوَ تَصحيفٌ قَبيحٌ، وصوابُه على مَا هُوَ فِي التّهذيب للأزهريّ نقلا عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والهُجَيْرَة: تَصْغِير الهَجْرَة وَهِي السَّمينَةُ التّامةُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَجْرُ: تَرْكُ مَا يَلْزَمُكَ تَعاهُدُه، قَالَه اللَّيْث. والمُهاجَرَة فِي الذِّكْر: تَرْكُ الإخلاصِ فِيهِ، فكأنّ قلبَه مُهاجِرٌ للسانِه، وَمِنْه الحَدِيث: ومنَ الناسِ مَن لَا يَذْكُر اللهَ إلاّ مُهاجِراً، يُرِيد هِجْرانَ الْقلب. وَهَجَره: أَغْفَله. ومُهاجَرُ إبراهيمَ، بِفَتْح الْجِيم: الشّامُ. وَمِنْه الحَدِيث: سَيكون هِجْرَةٌ بعد هِجرَةٍ، فخِيارُ أهلِ الأرضِ أَلْزَمُهم مُهاجَرَ إِبْرَاهِيم وإنّما أُضيف إِلَيْهِ لأنّه عَلَيْهِ السلامُ لمّا خرجَ من أرضِ الْعرَاق مضى إِلَى الشامِ وَأقَام بِهِ. وَهَذَا المكانُ أَهْجَرُ من هَذَا، أَي أحسنُ. حَكَاهُ ثَعْلَب. وَأنْشد: تَبدَّلَتُ دَارا مِن دِيارِكَ أَهْجَرا قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم نسْمع لَهُ بفِعْل، فَعَسَى أَن يكون من بَاب أَحْنَكِ الشّاتَيْن، وأَحْنَكِ البَعيرَيْن، وَقَالَ هُجْراً وبُجْراً: أَي فُحشاً. وهَجَرَ بِهِ النومُ يَهْجُر هَجْرَاً: حَلَمَ. والهَواجِرُ، جمع هُجْر بِمَعْنى الفُحْش، على غير قِيَاس، وَهُوَ من الجموع الشاذّة، كأنّ وَاحِدهَا هاجِرَةٌ، كَمَا قَالُوا فِي جمع حاجةٍ: حَوائِج، كأنّ واحدَها حائِجَة، قَالَه ابنُ جنّي وَأنْشد:
(وإنَّكَ يَا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ ... مُعيدٌ على قِيلِ الخَنَا والهَواجِرِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: البَيتُ لسَلَمةَ بن الخُرْشُب الأَنْماريّ يُخاطِبُ عامرَ بن الطُّفَيْل. وقُرْزُل: اسْم فرسٍ للطُّفَيْل. والمُعيد: الَّذِي يُعاوِدُ الشيءَ مرّةً بعد مرّةٍ. قَالَ: والصَّحيحُ فِي الهَواجِرِ أنّها جمع هاجِرَةٍ بِمَعْنى الهُجْر، وَيكون من المَصادر الَّتِي جاءَت على فاعِلَة، مثل العاقِبَة والكاذِبَة والعافِيَة، قَالَ: وشاهِد هاجِرَة بِمَعْنى الهُجْر قَوْلُ الشَّاعِر، أنْشدهُ المفضّل:
(إِذا مَا شِئتَ نالَكَ هاجِراتي ... وَلم أُعْمِلْ بهنَّ إليكَ ساقي)
فَكَمَا جُمِعَ هاجرَةٌ على هاجِراتٍ جَمْعَاً مُسلَّماً كَذَلِك يُجمَع هاجِرَةٌ على هَواجِرَ جمعا مُكَسَّراً. وهِجِّيرى الرجلِ: كلامُه، قَالَه الأَزْهَرِيّ. وصَلاةُ الهَجير، كأَمير: صلاةُ الظُّهر، وَفِي الحَدِيث: أنّه كَانَ يُصلّي الهَجيرَ حِين تَدْحَضُ الشمسُ على حذفِ مُضاف، وَقد هَجَّرَ النهارُ فَهُوَ مُهَجَّر. وَقَالَ الليثُ أَهْجَرَ القومُ: إِذا صَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت، وهَجَّروا: إِذا سَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت. والهُوَيْجِرَة، بعد الهاجِرَةِ بِقَلِيل، قَالَه السُّكَّريّ. والهجير، كأَمير: المَتروك، وَقد هُجِرَ إِذا تُرِك، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. والهَجْرُ، بِالْفَتْح، والهجير، كأمير موضعان. وهما غير الْمَوْضِعَيْنِ اللَّذين ذكرهمَا المُصَنّف والهَجَرُ، مُحرَّكةً: مَوْضِعٌ، عَن ابْن دُرَيْد، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَهُوَ غيرُ هَجَر الَّذِي لَا تَدْخُله الألفُ وَاللَّام.
وأَهْجَرَت الحاملُ: عَظُمَ بَطْنُها، نَقله ابنُ القَطّاع. وهِجْرةُ القِيريّ: من أعمالِ كَوْكَبان، وَقد تقدّم ذِكرها فِي قي ر. وهاجِرُ بن عبد مَناف الخُزاعيّ، بِكَسْر الْجِيم، وبنتُه لُبْنى بنت هاجِرِ أمُّ أبي لَهَب، ذكره السُّهَيْليّ فِي الرَّوْض،)
وَنَقله الشّاميّ فِي السِّيرَة. وهاجِرُ بن عُرَيْنة فِي نسَبِ عبد الرَّحْمَن بن رُماحِس الكِنانيّ، بِكَسْر الْجِيم أَيْضا. وَهَذَا نَقَلَه الحافظُ فِي التبصير. وهِجَارُ بن وَبَيْر بن أبي دُعَيْج، ككِتاب، بطنٌ من بني الحَسَنِ بن عليّ رَضِي الله عَنهُ.
والإمامُ أَبُو الحسَن عليّ الهُجْويريّ بالضمّ، مُؤلِّف: كَشْفُ المَحْجوب. والمَدْفون بلاهور، من قُدَماءِ المَشايخ، كأنّه إِلَى هُجْويرة قريةٌ من مُضافات غَزْنِينَ، فليُنظَرْ. والهَجَران، محرَّكة: اسمٌ للمُشَقَّر وعَطالَة، حِصنانِ باليَمامة، وهما غير اللَّذَان ذكرَهما المُصنِّف. ومَهْجُورٌ: اسمُ ماءٍ فِي نواحي الْمَدِينَة. ومَهْجَرةُ: بَلْدَةٌ فِي أوّلِ أعمالِ الْيمن، بَينهَا وَبَين صَعْدَةَ عِشرونَ فَرْسَخاً.
(هجر) : الأُهْجُوَرةُ: العادَةُ. 

دعا

د ع ا: (الدَّعْوَةُ) إِلَى الطَّعَامِ بِالْفَتْحِ. يُقَالُ: كُنَّا فِي دَعْوَةِ فُلَانٍ وَمَدْعَاةِ فُلَانٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ وَالْمُرَادُ بِهِمَا الدُّعَاءُ إِلَى الطَّعَامِ. وَ (الدِّعْوَةُ) بِالْكَسْرِ فِي النَّسَبِ وَ (الدَّعْوَى) أَيْضًا هَذَا أَكْثَرُ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَعْدِيُّ الرَّبَابِ يَفْتَحُونَ الدَّالَ فِي النَّسَبِ وَيَكْسِرُونَهَا فِي الطَّعَامِ. وَ (الدَّعِيُّ) مَنْ تَبَنَّيْتَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] . وَادَّعَى عَلَيْهِ كَذَا، وَالِاسْمُ (الدَّعْوَى) . وَ (تَدَاعَتِ) الْحِيطَانُ لِلْخَرَابِ تَهَادَمَتْ. وَ (دَعَاهُ) صَاحَ بِهِ وَ (اسْتَدْعَاهُ) أَيْضًا. وَ (دَعَوْتُ) اللَّهَ لَهُ وَعَلَيْهِ أَدْعُوهُ (دُعَاءً) . وَ (الدَّعْوَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَ (الدُّعَاءُ) أَيْضًا وَاحِدُ الْأَدْعِيَةِ وَتَقُولُ لِلْمَرْأَةِ: أَنْتِ تَدْعِينَ وَتَدْعُوِينَ وَتَدْعُيْنَ بِإِشْمَامِ الْعَيْنِ الضَّمَّةَ وَلِلْجَمَاعَةِ أَنْتُنَّ تَدْعُونَ مِثْلُ الرِّجَالِ سَوَاءٌ. وَ (دَاعِيَةُ) اللَّبَنِ مَا يُتْرَكُ فِي الضَّرْعِ لِيَدْعُوَ مَا بَعْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ» . 
(دعا) - في حديث عُمَيْر بن أَفصَى، رضي الله عنه: "لَيْس في الخَيْل داعِيةٌ لعامِل".
: أي لا دَعوَى للمُصَدِّق فيه، ولا حَقَّ يدعو إلى قَضائِه. لأنه تَجِب فيه الزَّكاة.
- في الحديث: "لا دِعْوةَ في الإِسلام ". الدَّعوة، بالكِسْر: ادِّعاء وَلَدِ الغَيْر، كما كانوا في الجاهِلِيَّة يَتَبَنّون أَولادَ الغَيْر، فإنَّ حُكمَ الِإسلام أنَّ الوَلد للفِراش.
- في كتاب هِرَقْل: "أَدعُوكَ بدِعايَةِ الإِسلام" .
: أي بدَعْوَتِه، وهي كلمة الشِّعار التي يُدعَى إليها أَهلُ المِلَل الكَافِرة.
وفي رواية: "بِدَاعِيَة الإِسلام". وهي بمعنى الدَّعو أيضًا، مَصْدَر كالعَافِيَة والعَاقِبة.
- في الحَدِيث: "كَمَثل الجَسَد إِذَا اشْتَكَى بَعضُه تَداعَى سَائِرُه بالسَّهَر والحُمَّى" .
- وفي حَديثٍ آخَرَ: "تَداعَتْ عليكم الأُمَمُ" .
يقال: تَداعَى عليه القَوُم: أي أقْبَلُوا وتداعَت الحِيطان: تَساقَطَت أو كَادَت
- وفي حدِيث ثَوْبَان: "يوُشِكُ أَنْ تَداعَى عليكم الأُممُ كما تَدَاعَى الأَكلَةُ على قَصْعَتِها ".
- في حديث ضِرَارِ بنِ الأَزْور : "دَعْ دَاعِىَ اللَّبَن" .
قال الطَّحاوِىُّ: من أَخْلاقِ العَرَب إذا حَلَبُوا النَّاقةَ أن يُبقُوا في ضَرْعِها شَيئًا، فإذا احتَاجوا إلى اللَّبنِ لِضَيفٍ نَزَل، أو لغَيْره احتَلَبُوا ما بَقَّوه وإن قَلَّ، ثم خَلَطوه بالماءِ البَارِد، ثم ضَربُوا به ضَرعَها وأَدنَوْا منها حُوارَها أو جِلدَه فتَلْحَسه وتَدُرّ عليه من اللَّبَن مِلءَ ضَرْعِها فيَصرِفُونَه في حَوائِجِهم.
- في الحَدِيثِ: "فإنَّ دَعوتَهم تُحِيطُ من وَرائِهم" .
: أي تَحوطُهُم وتَكْنُفهُم وتَحفَظُهم، يُرِيدُ أَهلَ السُّنَّة دُونَ أهل البِدْعَة، والدَّعوةُ: المَرَّة الوَاحِدَةُ من الدُّعاءِ.
[دعا] الدَعْوَةُ إلى الطعام بالفتح. يقال: كنا في دَعْوَةِ فلان ومَدْعاةِ فلان، وهو في الأصل مصدرٌ، يريدون الدُعَاءَ إلى الطعام. والدِعْوَةُ بالكسر في النسب، يقال: فلان دَعيٌّ بيّن الدِعْوَةِ والدَعْوى في النسب. هذا أكثر كلام العرب إلا عدى الرباب فإنهم يفتحون الدال في النسب ويكسرونها في الطعام. والدعى أيضا: من تَبَنَّيْتَهُ. قال تعالى: (وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبناءكم) . وادَّعيتُ على فلانٍ كذا. والاسم الدَعْوى. والادِّعاءُ في الحرب: الاعتزاء، وهو أن يقول: أنا فلان بن فلان. وتَداعَتِ الحِيطانُ للخراب، أي تهادمتْ. والأُدْعِيَةُ مثل الا حجية. والمداعاة: المحاجاة. يقال: بينهم أدعية يتداعون بها. وهي مثل الأغلوطات. حتَّى الألغاز من الشعر أُدْعِيَّةٌ، مثل قول الشاعر: أُداعِيك ما مُسْتَصْحَباتٌ مع السُرى * حسانٌ وما آثارُها بِحسانِ يعنى السيوف. وقال آخر يصف القلم: حاجيتك يا خنسا * ء في جنس من الشعر وفيما طوله شبر * وقد يوفى على الشبر له في رأسه شق * نطوف ماؤه يجرى (*) أبينى لم أقل هجرا * ورب البيت والحجر ودعوت فلانا، أي صِحْتُ به واسْتَدْعَيْتُهُ، ودَعَوْتُ الله له وعليه دُعاءً. والدَعْوَةُ المرَّةُ الواحدة. والدُعاءُ: واحد الأدْعِيَةِ، وأصله دعاؤ، لانه من دعوت إلا أن الواو لما جاءت بعد الالف همزت. وتقول للمراة: أنت تدعين، وفيه لغة ثانية: أنت تدعوين، وفيه لغة ثالثة أنت تدعين بإشمام العين الضمة، وللجماعة: أنتن تدعون مثل الرجال سواء. وداعية اللبن: ما يترك في الضرع ليَدْعُوَ ما بعده. وفي الحديث: " دَعْ داعِيَ اللبن ". ودَواعي الدهر: صروفه. وقولهم: ما بالدار دُعْويٌّ بالضم، أي أحد. قال الكسائي: هو من دَعَوْتُ، أي ليس فيها من يَدْعُو، لا يتكلَّم به إلا مع الجحد. وقول العجاج:

إنى لا أسعى إلى داعيه * مشددة الياء، والهاء للعماد مثل التى في سلطانيه وماليه. قال الاخفش: سمعت من العرب من يقول: لو دعونا لا ندعينا، أي لاجبنا ; كما تقول: لو بعثونا لانبعثنا. حكاه عنه أبو بكر ابن السراج.
دعا
الدُّعَاء كالنّداء، إلّا أنّ النّداء قد يقال بيا، أو أيا، ونحو ذلك من غير أن يضمّ إليه الاسم، والدُّعَاء لا يكاد يقال إلّا إذا كان معه الاسم، نحو: يا فلان، وقد يستعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر. قال تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة/ 171] ، ويستعمل استعمال التسمية، نحو: دَعَوْتُ ابني زيدا، أي: سمّيته، قال تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور/ 63] ، حثّا على تعظيمه، وذلك مخاطبة من كان يقول: يا محمد، ودَعَوْتَهُ: إذا سألته، وإذا استغثته، قال تعالى: قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ
[البقرة/ 68] ، أي: سله، وقال: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ
[الأنعام/ 40- 41] ، تنبيها أنّكم إذا أصابتكم شدّة لم تفزعوا إلّا إليه، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً [الأعراف/ 56] ، وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [البقرة/ 23] ، وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ [الزمر/ 8] ، وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ [يونس/ 12] ، وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ [يونس/ 106] ، وقوله: لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً [الفرقان/ 14] ، هو أن يقول: يا لهفاه، ويا حسرتاه، ونحو ذلك من ألفاظ التأسّف، والمعنى: يحصل لكم غموم كثيرة. وقوله: ادْعُ لَنا رَبَّكَ [البقرة/ 68] ، أي: سله. والدُّعاءُ إلى الشيء: الحثّ على قصده قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف/ 33] ، وقال: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ [يونس/ 25] ، وقال:
يا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُــشْرِكَ بِهِ [غافر/ 41- 42] ، وقوله: لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ [غافر/ 43] ، أي: رفعة وتنويه.
والدَّعْوَةُ مختصّة بادّعاء النّسبة ، وأصلها للحالة التي عليها الإنسان، نحو: القعدة والجلسة. وقولهم: «دَعْ دَاعِي اللّبن» أي: غُبْرَةً تجلب منها اللّبن. والادِّعاءُ: أن يدّعي شيئا أنّه له، وفي الحرب الاعتزاء، قال تعالى: وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا
[فصلت/ 31- 32] ، أي: ما تطلبون، والدَّعْوَى: الادّعاء، قال: فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا [الأعراف/ 5] ، والدَّعْوَى: الدّعاء، قال: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [يونس/ 10] .
[دعا] فيه أمر بحلب ناقة وقال: دع "داعي" اللبن، أبق في الضرع قليلًا من اللبن فنه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله، وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ دره. وفيه: ما يال "دعوى" الجاهلية؟ هو يال فلان! كانوا يدعون بعضهم بعضًا عند الأمر الحادث الشديد. ومنه ح فقال قوم: يال الأنصار! وقال قوم: يال المهاجرين! فقال صلى الله عليه وسلم دعوها فنها منتنة. ك: ليس منا من "دعا بدعوى" الجاهلية، نحو أن يتكلم بكلمة الكفر عند النياحة أو يحل حرامًا. ط: دعوى الجاهلية أني نادي من غلب عليه خصمه يا آل فلان! فيبتدرون إلى نصره ظالمًا أو مظلومًا جهلًا منهم وعصبية. غ: الدعوى الادعاء"فما كان "دعواهم"" والدعاء "وأخر "دعواهم"" و"له "دعوة" الحق" وهي شهادة أن لا إله إلا الله، والدعاء الغوث. ومنه: ""ادعوني" استجب لكم" أي استغيثوا ذا نزل بكم ضر. ومنه "أن "تدع" مثقلة" وكلما اشتهى أهل الجنة شيئًا قالوا: سبحانك اللهم! فيجيئهم فإذا طعموا قالوا: الحمد لله رب العالمين، فلذل "أخر "دعواهم"". "ولهم ما "يدعون"" أي يتمنون، وادع ما شئت تمنه. و"هذا الذي كنتم به "تدعون"" أي تستبطؤنه فتدعون به. "و"تدعوا" من أدبر" تعذب أو تنادي أو كقولهم: دعانا غيث وقع بناحية كذا، أي كان سببًا لانتجاعنا، يقال: ما الذي دعاك غليه، أي حملك عليه، و"لا تجعلوا "دعاء" الرسول بينكم" أي ادعوه في لين وتواضع، أو سارعوا على ما يأمركم به. قا: أو دعاؤه ربه مستجاب، أو دعاؤهالمظلوم، وفي الأولين حذف دعوة لقرينة عطف الثالث، ويرفعها حال من ضمير الدعوة، والأولى أنه خبر قوله: ودعوة المظلوم. وفيه: أفضل "الدعاء" الحمد لله، لأنه سؤال لطيف يدق مسلكه ومنه قول أمية:
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاء من تعرضه الثناء
ويمكن أن يراد به "اهدنا الصراط". وح: لا يخص نفسه "بالدعاء" مر في خ. وفيه: "لا تدعوا" على أنفسكم، أي لا تقولوا شرًّا وويلًا وما أشبهه، أو أنهم إذا تكلموا في حق الميت بما لا يرضى به الله يرجع تبعته إليهم فكأنهم دعوا على أنفسهم بشر، أو المعنى كقوله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم" أي بعضكم بعضًا. وفيه: لا يرد القضاء إلا "الدعاء" أراد بالقضاء ما نخافه من نزول مكروه ونتوقاه ويُدفع بالدعاء، وتسميته قضاء مجاز أو يراد به حقيقة القضاء، ومعنى رده تسهيله وتيسيره حتى كان القضاء النازل كأنه أنه لم ينزل، ويؤيده ح: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، أما نفعه مما نزل فصبره عليه وتحمله له ورضاؤه به، وأما نفعه مما لم ينزل فبصرفهباب الدال مع الغين

دعا: قال الله تعالى: وادْعوا شُهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين؛

قال أَبو إسحق: يقول ادْعوا من اسْتَدعَيتُم طاعتَه ورجَوْتم مَعونتَه في

الإتيان بسورة مثله، وقال الفراء: وادعوا شهداءكم من دون الله، يقول:

آلِهَتَكم، يقول اسْتَغِيثوا بهم، وهو كقولك للرجل إذا لَقِيتَ العدوّ

خالياً فادْعُ المسلمين، ومعناه استغث بالمسلمين، فالدعاء ههنا بمعنى

الاستغاثة، وقد يكون الدُّعاءُ عِبادةً: إم الذين تَدْعون من دون الله عِبادٌ

أَمثالُكم، وقوله بعد ذلك: فادْعُوهم فلْيَسْتجيبوا لكم، يقول: ادعوهم في

النوازل التي تنزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون يُجيبوا دعاءكم، فإن

دَعَوْتُموهم فلم يُجيبوكم فأَنتم كاذبون أَنهم آلهةٌ. وقال أَبو إسحق في

قوله: أُجِيبُ دعوة الدَّاعِ إذا دَعانِ؛ معنى الدعاء لله على ثلاثة أَوجه:

فضربٌ منها توحيدهُ والثناءُ عليه كقولك: يا اللهُ لا إله إلا أَنت،

وكقولك: ربَّنا لكَ الحمدُ، إذا قُلْتَه فقدَ دعَوْته بقولك ربَّنا، ثم

أَتيتَ بالثناء والتوحيد، ومثله قوله: وقال ربُّكم ادعوني أَسْتَجِبْ لكم

إنَّ الذين يَسْتَكبرون عن عِبادتي؛ فهذا ضَرْبٌ من الدعاء، والضرب الثاني

مسأَلة الله العفوَ والرحمة وما يُقَرِّب منه كقولك: اللهم اغفر لنا،

والضرب الثالث مسأَلة الحَظِّ من الدنيا كقولك: اللهم ارزقني مالاً وولداً،

وإنما سمي هذا جميعه دعاء لأَن الإنسان يُصَدّر في هذه الأَشياء بقوله

يا الله يا ربّ يا رحمنُ، فلذلك سُمِّي دعاءً. وفي حديث عرَفة: أَكثر

دُعائي ودعاء الأَنبياء قَبْلي بعَرفات لا إله إلا اللهُ وحدهَ لا شريك

له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير، وإنما سمي التهليلُ

والتحميدُ والتمجيدُ دعاءً لأَنه بمنزلته في استِيجاب ثوابِ الله وجزائه

كالحديث الآخر: إذا شَغَلَ عَبْدي ثناؤه عليَّ عن مسأَلتي أَعْطَيْتُه

أَفْضَلَ ما أُعْطِي السائِلين، وأَما قوله عز وجل: فما كان دَعْواهُمْ إذ

جاءَهم بأْسُنا إلا أَن قالوا إنا كنا ظالمين؛ المعنى أَنهم لم يَحْصُلوا

مما كانوا ينْتَحِلونه من المذْهب والدِّينِ وما يَدَّعونه إلا على

الاعْتِرافِ بأَنهم كانوا ظالمين؛ هذا قول أَبي إسحق.

قال: والدَّعْوَى اسمٌ لما يَدَّعيه، والدَّعْوى تَصْلُح أَن تكون في

معنى الدُّعاء، لو قلت اللهم أَــشْرِكْــنا في صالحِ دُعاءِ المُسْلمين أَو

دَعْوَى المسلمين جاز؛ حكى ذلك سيبويه؛ وأَنشد:

قالت ودَعْواها كثِيرٌ صَخَبُهْ

وأَما قوله تعالى: وآخِرُ دَعْواهم أَنِ الحمدُ لله ربّ العالمين؛ يعني

أَنَّ دُعاءَ أَهلِ الجَنَّة تَنْزيهُ اللهِ وتَعْظِيمُه، وهو قوله:

دَعْواهم فيها سُبْحانكَ اللهمَّ، ثم قال: وآخرُ دَعْواهم أَن الحمدُ لله ربّ

العالمين؛ أَخبرَ أَنهم يبْتَدِئُون دُعاءَهم بتَعْظيم الله وتَنزيهه

ويَخْتِمُونه بشُكْره والثناء عليه، فجَعل تنزيهه دعاءً وتحميدَهُ دعاءً،

والدَّعوى هنا معناها الدُّعاء. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال: الدُّعاءُ هو العِبادَة، ثم قرأَ: وقال ربُّكم ادْعوني أَسْتَجِبْ

لكم إنَّ الذين يسْتَكْبرون عن عِبادتي؛ وقال مجاهد في قوله: واصْبِرْ

نفْسَكَ مع الذين يَدْعُون رَبَّهم بالغَداةِ والعَشِيّ، قال: يُصَلُّونَ

الصَّلَواتِ الخمسَ، ورُوِي مثل ذلك عن سعيد بن المسيب في قوله: لن

نَدْعُوَ من دونه إلهاً؛ أَي لن نَعْبُد إلهاً دُونَه. وقال الله عز وجل:

أَتَدْعُون بَعْلاً؛ أَي أَتَعْبُدون رَبّاً سِوَى الله، وقال: ولا تَدْعُ معَ

اللهِ إلهاً آخرَ؛ أَي لا تَعْبُدْ. والدُّعاءُ: الرَّغْبَةُ إلى الله

عز وجل، دَعاهُ دُعاءً ودَعْوَى؛ حكاه سيبويه في المصادر التي آخرها أَلف

التأْنيث؛ وأَنشد لبُشَيْر بن النِّكْثِ:

وَلَّت ودَعْواها شَديدٌ صَخَبُهْ

ذكَّرَ على معنى الدعاء. وفي الحديث: لولا دَعْوَةُ أَخِينا سُلْيمانَ

لأَصْبَحَ مُوثَقاً يَلْعَبُ به وِلْدانُ أَهلِ المدينة؛ يعني الشَّيْطان

الذي عَرَضَ له في صلاته، وأَراد بدَعْوَةِ سُلْىمانَ، عليه السلام،

قوله: وهَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأَحَدٍ من بَعْدي، ومن جملة مُلكه تسخير

الشياطين وانقِيادُهم له؛ ومنه الحديث: سأُخْبِرُكم بأَوَّل أَمري

دَعْوةُ أَبي إبراهيم وبِشارةُ عِيسى؛ دَعْوةُ إبراهيم، عليه السلام، قولهُ

تعالى: رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً منهم يَتْلُو عليهم آياتِكَ؛

وبِشارَةُ عيسى، عليه السلام، قوله تعالى: ومُبَشِّراً برَسُولٍ يأْتي من

بَعْدي اسْمهُ أَحْمَدُ.وفي حديث معاذ، رضي الله عنه، لما أَصابَهُ الطاعون

قال: ليْسَ بِرِجْزٍ ولا طاعونٍ ولكنه رَحْمةُ رَبِّكم ودَْوَةُ

نبِيِّكُم، صلى الله عليه وسلم؛ أَراد قوله: اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي

بالطَّعْن والطاعونِ، وفي هذا الحديث نَظَر، وذلك أَنه قال لما أَصابَهُ

الطاعون فأَثبَتَ أَنه طاعونٌ، ثم قال: ليسَ برِجْزٍ ولا طاعونٍ فنَفَى أَنه

طاعونٌ، ثم فسَّر قوله ولكنَّه رحمةٌ من ربِّكم ودَعوةُ نبِيِّكم فقال

أَراد قوله: اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعون، وهذا فيه

قَلَق. ويقال: دَعَوْت الله له بخَيْرٍ وعَليْه بِشَرٍّ. والدَّعوة: المَرَّة

الواحدةَ من الدُّعاء؛ ومنه الحديث: فإن دَعْوتَهم تُحِيطُ من ورائهم

أَي تحُوطُهم وتكْنُفُهم وتَحْفَظُهم؛ يريد أهلَ السُّنّة دون البِدْعة.

والدعاءُ: واحد الأَدْعية، وأَصله دُعاو لأنه من دَعَوْت، إلا أن الواو

لمَّا جاءت بعد الأَلف هُمِزتْ. وتقول للمرأَة: أَنتِ تَدْعِينَ، وفيه لغة

ثانية: أَنت تَدْعُوِينَ، وفيه لغة ثالثة: أَنتِ تَدْعُينَ، بإشمام

العين الضمة، والجماعة أَنْتُنِّ تَدْعُونَ مثل الرجال سواءً؛ قال ابن بري:

قوله في اللغة الثانية أَنتِ تَدْعُوِينَ لغة غير معروفة.

والدَّعَّاءةُ: الأَنْمُلَةُ يُدْعى بها كقولهم السِّبَّابة كأنها هي

التي تَدْعُو، كما أَن السبابة هي التي كأَنها تَسُبُّ. وقوله تعالى: له

دَعْوةُ الحقّ؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنها شهادة أَن لاإله إلا

الله، وجائزٌ أَن تكون، والله أََعلم، دعوةُ الحقِّ أَنه مَن دَعا الله

مُوَحِّداً اسْتُجيب له دعاؤه. وفي كتابه، صلى الله عليه وسلم، إلى

هِرَقْلَ: أَدْعُوكَ بِدِعايةِ الإسْلام أَي بِدَعْوَتِه، وهي كلمة

الشهادة التي يُدْعى إليها أَهلُ المِلَلِ الكافرة، وفي رواية: بداعيةِ

الإسْلامِ، وهو مصدر بمعنى الدَّعْوةِ كالعافية والعاقبة. ومنه حديث عُمَيْر

بن أَفْصى: ليس في الخْيلِ داعِيةٌ لِعاملٍ أَي لا دَعْوى لعاملِ الزكاة

فيها ولا حَقَّ يَدْعُو إلى قضائه لأَنها لا تَجب فيها الزكاة. ودَعا

الرجلَ دَعْواً ودُعاءً: ناداه، والاسم الدعْوة. ودَعَوْت فلاناً أَي صِحْت

به واسْتَدْعَيْته. فأَما قوله تعالى: يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّه أَقْرَبُ

من نَفْعِه؛ فإن أَبا إسحق ذهب إلى أَن يَدْعُو بمنزلة يقول، ولَمَنْ

مرفوعٌ بالابتداء ومعناه يقولُ لَمَنْ ضَرُّه أَقربُ من نَفْعه إلهٌ وربٌّ؛

وكذلك قول عنترة:

يَدْعُونَ عَنْتَرَ، والرِّماحُ كأَنها

أَشْطانُ بئرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ

معناه يقولون: يا عَنْتَر، فدلَّت يَدْعُون عليها. وهو مِنِّي

دَعْوَةَ الرجلِ ودَعْوةُ الرجُلِ، أَي قدرُ ما بيني وبينه، ذلك يُنْصَبُ على

أَنه ظرف ويُرفع على أَنه اسمٌ. ولبني فلانٍ الدَّعْوةُ على قومِهم أَي

يُبْدأُ بهم في الدعاء إلى أَعْطِياتِهم، وقد انتهت الدَّعْوة إلى بني

فلانٍ. وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يُقدِّمُ الناسَ في

أَعطِياتِهِم على سابِقتِهم، فإذا انتهت الدَّعْوة إليه كَبَّر أَي النداءُ

والتسميةُ وأَن يقال دونكَ يا أَميرَ المؤمنين.

وتَداعى القومُ: دعا بعضُهم بعضاً حتى يَجتمعوا؛ عن اللحياني، وهو

التَّداعي. والتَّداعي والادِّعاءُ: الاعْتِزاء في الحرب، وهو أَن يقول أنا

فلانُ بنُ فلان، لأنهم يَتداعَوْن بأَسمائهم.

وفي الحديث: ما بالُ دَعْوى الجاهلية؟ هو قولُهم: يا لَفُلانٍ، كانوا

يَدْعُون بعضُهم بعضاً عند الأَمر الحادث الشديد. ومنه حديث زيدِ بنِ

أَرْقَمَ: فقال قومٌ يا للأَنْصارِ وقال قومٌ: يا للْمُهاجِرين فقال،

عليه السلام: دَعُوها فإنها مُنْتِنةٌ.

وقولهم: ما بالدَّارِ دُعْوِيٌّ، بالضم، أَي أَحد. قال الكسائي: هو مِنْ

دَعَوْت أَي ليس فيها من يَدعُو لا يُتكَلَّمُ به إلاَّ مع الجَحْد؛

وقول العجاج:

إنِّي لا أَسْعى إلى داعِيَّهْ

مشددة الياء، والهاءُ للعِمادِ مثل الذي في سُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ؛

وبعد هذا البيت:

إلا ارْتِعاصاً كارْتِعاص الحَيَّهْ

ودَعاه إلى الأَمِير: ساقَه. وقوله تعالى: وداعِياً إلى الله بإذْنهِ

وسِراجاً مُنيراً؛ معناه داعياً إلى توحيد الله وما يُقَرِّبُ منه، ودعاهُ

الماءُ والكَلأُ كذلك على المَثَل. والعربُ تقول: دعانا غَيْثٌ وقع

ببَلدٍ فأَمْرَعَ أَي كان ذلك سبباً لانْتِجاعنا إيَّاه؛ ومنه قول ذي

الرمة:تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّيَبُ

والدُّعاةُ: قومٌ يَدْعُونَ إلى بيعة هُدىً أَو ضلالة، واحدُهم داعٍ.

ورجل داعِيةٌ إذا كان يَدْعُو الناس إلى بِدْعة أَو دينٍ، أُدْخِلَت

الهاءُ فيه للمبالغة. والنبي، صلى الله عليه وسلم، داعي الله تعالى، وكذلك

المُؤَذِّنُ. وفي التهذيب: المُؤَذِّنُ داعي الله والنبيّ، صلى الله عليه

وسلم، داعي الأُمَّةِ إلى توحيدِ الله وطاعتهِ. قال الله عز وجل مخبراً عن

الجنّ الذين اسْتَمعوا القرآن: وولَّوْا إلى قومهم مُنْذِرِين قالوا يا

قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ. ويقال لكلّ من مات دُعِيَ فأَجاب.

ويقال: دعاني إلى الإحسان إليك إحسانُك إليّ. وفي الحديث: الخلافة في

قُرَيْشٍ والحُكْمُ في الأَنْصارِ والدَّعْوة في الحَبَشة؛ أَرادَ بالدعوة

الأَذانَ جَعله فيهم تفضيلاً لمؤذِّنِهِ بلالٍ. والداعية: صرِيخُ الخيل في

الحروب لدعائه مَنْ يَسْتَصْرِخُه. يقال: أَجِيبُوا داعيةَ الخيل. وداعية

اللِّبَنِ: ما يُترك في الضَّرْع ليَدْعُو ما بعده. ودَعَّى في

الضَّرْعِ: أَبْقى فيه داعيةَ اللَّبنِ. وفي الحديث: أَنه أَمر ضِرارَ بنَ

الأَزْوَر أَن يَحْلُبَ ناقةً وقال له دَعْ داعِيَ اللبنِ لا تُجهِده أي أَبْق

في الضرع قليلاً من اللبن ولا تستوعبه كله، فإن الذي تبقيه فيه يَدْعُو ما

وراءه من اللبن فيُنْزله، وإذا استُقْصِيَ كلُّ ما في الضرع أَبطأَ

دَرُّه على حالبه؛ قال الأَزهري: ومعناه عندي دَعْ ما يكون سَبباً لنزول

الدِّرَّة، وذلك أَن الحالبَ إذا ترك في الضرع لأَوْلادِ الحلائبِ لُبَيْنةً

تَرضَعُها طابت أَنفُسُها فكان أَسرَع لإفاقتِها. ودعا الميتَ: نَدَبه

كأَنه ناداه. والتَّدَعِّي: تَطْريبُ النائحة في نِياحتِها على مَيِّتِها

إذا نَدَبَتْ؛ عن اللحياني. والنادبةُ تَدْعُو الميّت إذا نَدَبَتْه،

والحمامة تَدْعو إذا ناحَتْ؛ وقول بِشْرٍ:

أَجَبْنا بَني سَعْد بن ضَبَّة إذْ دَعَوْا،

وللهِ مَوْلى دَعْوَةٍ لا يُجِيبُها

يريد: لله وليُّ دَعْوةٍ يُجيب إليها ثم يُدْعى فلا يُجيب؛ وقال

النابغة فجعَل صوتَ القطا دعاءً:

تَدْعُو قَطاً، وبه تُدْعى إذا نُسِبَتْ،

يا صِدْقَها حين تَدْعُوها فتَنْتَسِب

أَي صوْتُها قَطاً وهي قَطا، ومعنى تدعو تُصوْت قَطَا قَطَا. ويقال: ما

الذي دعاك إلى هذا الأَمْرِ أَي ما الذي جَرَّكَ إليه واضْطَرَّك. وفي

الحديث: لو دُعِيتُ إلى ما دُعُِيَ إليه يوسفُ، عليه السلام، لأَجَبْتُ؛

يريد حي دُعِيَ للخروج من الحَبْسِ فلم يَخْرُجْ وقال: ارْجِعْ إلى ربّك

فاسْأَلْه؛ يصفه، صلى الله عليه وسلم، بالصبر والثبات أَي لو كنت مكانه

لخرجت ولم أَلْبَث. قال ابن الأَثير: وهذا من جنس تواضعه في قوله لا

تُفَضِّلوني على يونُسَ بنِ مَتَّى. وفي الحديث: أَنه سَمِع رجُلاً يقول في

المَسجِدِ من دَعا إلى الجَمَلِ الأَحمر فقال لا وجَدْتَ؛ يريد مَنْ وجَدَه

فدَعا إليه صاحِبَه، وإنما دعا عليه لأَنه نهى أَن تُنْشَدَ الضالَّةُ في

المسجد. وقال الكلبي في قوله عز وجل: ادْعُ لنا ربَّك يُبَيِّن لنا ما

لَوْنُها، قال: سَلْ لنا رَبّك. والدَّعْوة والدِّعْوة والمَدْعاة

والمدْعاةُ: ما دَعَوتَ إليه من طعام وشراب، الكسر في الدِّعْوة

(* قوله «الكسر

في الدعوة إلخ» قال في التكملة: وقال قطرب الدعوة بالضم في الطعام

خاصة). لعَدِي بن الرِّباب وسائر العرب يفتحون، وخص اللحياني بالدَّعْوة

الوليمة. قال الجوهري: كُنا في مَدْعاةِ فلان وهو مصدر يريدون الدُّعاءَ إلى

الطعام. وقول الله عز وجل: والله يَدْعُو إلى دار السلام ويَهْدي مَنْ

يشاء إلى صراط مستقيم؛ دارُ السلامِ هي الجَنَّة، والسلام هو الله، ويجوز

أَن تكون الجنة دار السلام أَي دار السلامة والبقاء، ودعاءُ اللهِ

خَلْقَه إليها كما يَدْعُو الرجلُ الناسَ إلى مَدْعاةٍ أَي إلى مَأْدُبَةٍ

يتَّخِذُها وطعامٍ يدعو الناسَ إليه.

وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال إذا دُعيَ أَحَدُكم إلى

طعام فلْيُجِبْ فإن كان مُفْطِراً فلْيَأْكُلْ وإن كان صائماً فلْيُصَلِّ.

وفي العُرْسِ دَعْوة أَيضاً. وهو في مَدْعاتِهِم: كما تقول في عُرْسِهِم.

وفلان يَدَّعي بكَرَم فِعالهِ أَي يُخْبِر عن نفسه بذلك. والمَداعي: نحو

المَساعي والمكارمِ، يقال: إنه لذُو مَداعٍ ومَساعٍ. وفلان في خير ما

ادَّعَى أَي ما تَمَنَّى. وفي التنزيل: ولهم ما يَدَّعُون؛ معناه ما

يتَمَنَّوْنَ وهو راجع إلى معنى الدُّعاء أَي ما يَدَّعِيه أَهلُ الجنة يأْتيهم.

وتقول العرب: ادَّعِ عليَّ ما شئتَ. وقال اليزيدي: يقا لي في هذا الأَمر

دَعْوى ودَعاوَى ودَعاوةٌ ودِعاوةٌ؛ وأَنشد:

تأْبَى قُضاعَةُ أَنْ تَرْضى دِعاوَتَكم

وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ

قال: والنصب في دَعاوة أَجْوَدُ. وقال الكسائي: يقال لي فيهم دِعْوة أَي

قَرابة وإخاءٌ. وادَّعَيْتُ على فلان كذا، والاسم الدَّعْوى. ودعاهُ

اللهُ بما يَكْرَه: أَنْزَلَه به؛ قال:

دَعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأَفْعَى،

إذا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكا

(* وفي الأساس: دعاك الله من رجلٍ إلخ).

القَيْسُ هنا من أَسماء الذَّكَر. ودَواعي الدَّهْرِ: صُرُوفُه. وقوله

تعالى في ذِكْرِ لَظَى، نعوذ بالله منها: تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ

وتَوَلَّى؛ من ذلك أَي تَفْعل بهم الأَفاعيل المَكْرُوهَة، وقيل: هو من الدعاء

الذي هو النداء، وليس بقَوِيّ. وروى الأَزهري عن المفسرين: تدعو الكافر

باسمه والمنافق باسمه، وقيل: ليست كالدعاءِ تَعالَ، ولكن دَعْوَتها إياهم ما

تَفْعَل بهم من الأَفاعيل المكروهة، وقال محمد بن يزيد: تَدْعُو من

أَدبر وتوَلَّى أَي تُعَذِّبُ، وقال ثعلب: تُنادي من أَدْبر وتوَلَّى.

ودَعَوْته بزيدٍ ودَعَوْتُه إياهُ: سَمَّيته به، تَعَدَّى الفعلُ بعد إسقاط

الحرف؛ قال ابن أَحمرَ الباهلي:

أَهْوَى لها مِشْقَصاً جَشْراً فشَبْرَقَها،

وكنتُ أَدْعُو قَذَاها الإثْمِدَ القَرِدا

أَي أُسَمِّيه، وأَراد أَهْوَى لما بِمِشْقَصٍ فحذف الحرف وأَوصل. وقوله

عز وجل: أَنْ دَعَوْا للرحمن وَلَداً؛ أَي جعَلوا، وأَنشد بيت ابن أَحمر

أَيضاً وقال أَي كنت أَجعل وأُسَمِّي؛ ومثله قول الشاعر:

أَلا رُبَّ مَن تَدْعُو نَصِيحاً، وإنْ تَغِبْ

تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِحِ الصَّدْرِ

وادَّعيت الشيءَ: زَعَمْتُهِ لي حَقّاً كان أَو باطلاً. وقول الله عز

وجل في سورة المُلْك: وقيل هذا الذي كُنْتُم به تَدَّعُون؛ قرأَ أَبو عمرو

تَدَّعُون، مثقلة، وفسره الحسن تَكْذبون من قولك تَدَّعي الباطل

وتَدَّعي ما لا يكون، تأْويله في اللغة هذا الذي كنتم من أَجله تَدَّعُونَ

الأَباطيلَ والأَكاذيبَ، وقال الفراء: يجوز أَن يكون تَدَّعُون بمعنى

تَدْعُون، ومن قرأَ تَدْعُون، مخففة، فهو من دَعَوْت أَدْعُو، والمعنى هذا الذي

كنتم به تستعجلون وتَدْعُون الله بتَعْجيله، يعني قولهم: اللهم إن كان

هذا هوالحَقَّ من عندك فأَمْطِر علينا حجارةً من السماء، قال: ويجوز أَن

يكون تَدَّعُون في الآية تَفْتَعِلُونَ من الدعاء وتَفْتَعِلون من

الدَّعْوَى، والاسم الدَّعْوى والدِّعْوة، قال الليث: دَعا يَدْعُو دَعْوَةً

ودُعاءً وادَّعَى يَدَّعي ادِّعاءً ودَعْوَى. وفي نسبه دَعْوة أَي دَعْوَى.

والدِّعْوة، بكسر الدال: ادِّعاءُ الوَلدِ الدَّعِيِّ غير أَبيه. يقال:

دَعِيٌّ بيِّنُ الدِّعْوة والدِّعاوَة. وقال ابن شميل: الدَّعْوة في

الطعام والدِّعْوة في النسب. ابن الأَعرابي: المدَّعَى المُتَّهَمُ في نسبَه،

وهو الدَّعِيُّ. والدَّعِيُّ أَيضاً: المُتَبَنَّى الذي تَبَنَّاه رجلٌ

فدعاه ابنَه ونسبُه إلى غيره، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، تَبَنَّى

زيدَ بنَ حارثةَ فأَمَرَ اللهُ عز وجل أَن يُنْسَب الناسُ إلى آبائهم

وأَن لا يُنْسَبُوا إلى مَن تَبَنَّاهم فقال: ادْعُوهم لآبائهم هو

أَقْسَطُ عند الله فإن لم تَعْلَموا آباءَهم فإخوانُكم في الدِّينِ

ومَوالِيكمْ، وقال: وما جعلَ أَدْعِياءَكم أَبْناءَكم ذلِكم قَوْلُكمْ بأَفْواهِكم.

أَبو عمرو عن أَبيه: والداعي المُعَذِّب، دَعاهُ الله أَي عَذَّبَه

الله. والدَّعِيُّ: المنسوب إلى غير أَبيه. وإنه لَبَيِّنُ الدَّعْوَة

والدِّعْوةِ، الفتح لعَدِيِّ بن الرِّباب، وسائرُ العرب تَكْسِرُها بخلاف ما

تقدم في الطعام. وحكى اللحياني: إنه لبيِّنُ الدَّعاوة والدِّعاوة. وفي

الحديث: لا دِعْوة في الإسلام؛ الدِّعْوة في النسب، بالكسر: وهو أَن

ينْتَسب الإنسان إلى غير أََبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه فنهى عنه وجعَل

الوَلَدَ للفراش. وفي الحديث: ليس من رجل ادَّعَى إلى غير أَبيه وهو

يَعْلمه إلا كَفَر، وفي حديث آخر: فالجَنَّة عليه حرام، وفي حديث آخر: فعليه

لعنة الله، وقد تكرَّرَت الأَحاديث في ذلك، والادِّعاءُ إلى غيرِ الأَبِ مع

العِلْم به حرام، فمن اعتقد إباحة ذلك فقد كفر لمخالفته الإجماع، ومن لم

يعتقد إباحته ففي معنى كفره وجهان: أَحدهما أَنه قدأَشبه فعلُه فعلَ

الكفار، والثاني أَنه كافر بنعمة الله والإسلام عليه؛ وكذلك الحديث الآخر:

فليس منا أَي إن اعْتَقَد جوازَه خرج من الإسلام، وإن لم يعتقده فالمعنى

لم يَتَخَلَّق بأَخلاقنا؛ ومنه حديث علي بن الحسين: المُسْتَلاطُ لا

يَرِثُ ويُدْعَى له ويُدْعَى به؛ المُسْتَلاطُ المُسْتَلْحَق في النسب،

ويُدَعى له أَي يُنْسَبُ إليه فيقال: فلان بن فلان، ويُدْعَى به أَي يُكَنَّى

فيقال: هو أَبو فلان، وهو مع ذلك لا يرث لأَنه ليس بولد حقيقي.

والدَّعْوة: الحِلْفُ، وفي التهذيب: الدَّعوةُ الحِلْف. يقال: دَعْوة بني فلان

في بني فلان.

وتَداعَى البناءُ والحائط للخَراب إذا تكسَّر وآذَنَ بانْهِدامٍ.

وداعَيْناها عليهم من جَوانِبِها: هَدَمْناها عليهم. وتَداعَى الكثيب من الرمل

إذا هِيلَ فانْهالَ. وفي الحديث: كَمَثَلِ الجَسدَ إذا اشْتَكَى بعضهُ

تَداعَى سائرهُ بالسَّهَر والحُمَّى كأَن بعضه دعا بعضاً من قولهم

تَداعَت الحيطان أَي تساقطت أَو كادت، وتَداعَى عليه العدوّ من كل جانب:

أَقْبَلَ، من ذلك. وتَداعَت القبائلُ على بني فلان إذا تأَلَّبوا ودعا بعضهم

بعضاً إلى التَّناصُر عليهم. وفي الحديث: تَداعَتْ عليكم الأُمَم أَي

اجتمعوا ودعا بعضهم بعضاً. وفي حديث ثَوْبانَ: يُوشكُ أَن تَداعَى عليكم

الأُمَمُ كما تَداعَى الأَكَلَةُ على قَصْعَتِها. وتَداعَتْ إبلُ فلان فهي

مُتدَاعِيةٌ إذا تَحَطَّمت هُزالاً؛ وقال ذو الرمة:

تَباعَدْتَ مِنِّي أَن رأَيتَ حَمُولَتي

تَداعَتْ، وأَن أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ

والتَّداعِي في الثوب إذا أَخْلَقَ، وفي الدار إذا تصدَّع من نواحيها،

والبرقُ يَتَداعَى في جوانب الغَيْم؛ قال ابن أَحمر:

ولا بَيْضاءَ في نَضَدٍ تَداعَى

ببَرْقٍ في عَوارِضَ قد شَرِينا

ويقال: تَداعَت السحابةُ بالبرق والرَّعْد من كل جانب إذا أَرْعَدَت

وبَرَقَت من كل جهة. قال أَبو عَدْنان: كلُّ شيء في الأَرض إذا احتاجَ إلى

شيء فقد دَعا به. ويقال للرجل إذا أَخْلَقَت ثيابُه: قد دعَتْ ثِيابُكَ

أَي احْتَجْتَ إلى أَن تَلْبَسَ غيرها من الثياب. وقال الأَخفش: يقال لو

دُعينا إلى أَمر لانْدَعَينا مثل قولك بَعَثْتُه فانْبَعَثَ، وروى

الجوهريّ هذا الحرف عن الأَخفش، قال: سمعت من العرب من يقول لو دَعَوْنا

لانْدَعَيْنا أَي لأَجَبْنا كما تقول لو بَعَثُونا لانْبَعَثْنا؛ حكاها عنه

أَبو بكر ابن السَّرَّاج. والتَّداعي: التَّحاجِي. وداعاهُ: حاجاهُ

وفاطَنَه.

والأُدْعِيَّةُ والأُدْعُوّةُ: ما يَتَداعَوْنَ به. سيبويه: صَحَّت

الواو في أُدْعُوّة لأَنه ليس هناك ما يَقْلِبُها، ومن قال أُدْعِيَّة

فلخِفَّةِ الياء على حَدِّ مَسْنِيَّة، والأُدْعِيَّة مِثْل الأُحْجِيَّة.

والمُداعاة: المُحاجاة. يقال: بينهم أُدْعِيَّة يَتَداعَوْنَ بها

وأُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بها، وهي الأُلْقِيَّة أَيضاً، وهي مِثْلُ الأُغْلُوطات

حتى الأَلْغازُ من الشعر أُدْعِيَّة مثل قول الشاعر:

أُداعِيكَ ما مُسْتَحْقَباتٌ مع السُّرَى

حِسانٌ، وما آثارُها بحِسانِ

أَي أُحاجِيكَ، وأَراد بالمُسْتَحْقَباتِ السُّيوفَ، وقد دَاعَيْتُه

أُدَاعِيهِ؛ وقال آخر يصف القَلَم:

حاجَيْتُك يا خَنْسا

ءُ، في جِنْسٍ من الشِّعْرِ

وفيما طُولُه شِبْرٌ،

وقد يُوفِي على الشِّبْرِ

له في رَأْسِهِ شَقٌّ

نَطُوفٌ، ماؤُه يَجْرِي

أَبِيِني، لَمْ أَقُلْ هُجْراً

ورَبِّ البَيْتِ والحِجْرِ

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.