Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شرفة

شبك

ش ب ك: (الشَّبْكُ) الْخَلْطُ وَالتَّدَاخُلُ وَمِنْهُ (تَشْبِيكُ) الْأَصَابِعِ. وَ (الشُّبَّاكَةُ) وَاحِدَةُ (الشَّبَابِيكِ) الْمُشَبَّكَةُ مِنَ الْحَدِيدِ. وَ (الشَّبَكَةُ) الَّتِي يُصَادُ بِهَا وَجَمْعُهَا (شِبَاكٌ) . وَ (اشْتَبَكَ) الظَّلَامُ اخْتَلَطَ. 
(ش ب ك) : (اشْتِبَاكُ) النُّجُومِ كَثْرَتُهَا وَدُخُولُ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ مَأْخُوذٌ مِنْ شَبَكَةِ الصَّائِدِ (وَمِنْهَا) قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّاءَ كَانَتْ الرِّيحُ شَبَّكَتْهُمْ فَأَقْعَدَتْهُمْ أَيْ جَعَلَتْهُمْ كَالشَّبَكَةِ فِي تَدَاخُلِ الْأَعْضَاءِ وَانْقِبَاضِهَا وَعَلَيْهِ قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي السِّيَرِ شَبَّكَتْهُ الرِّيحُ.
ش ب ك : شَبَكَةُ الصَّائِدِ جَمْعُهَا شِبَاكٌ وَشَبَكٌ أَيْضًا وَشَبَكَاتٌ.

وَالشَّبَكَةُ أَيْضًا الْآبَارُ تَكْثُرُ فِي الْأَرْضِ مُتَقَارِبَةً مَأْخُوذٌ مِنْ اشْتِبَاكِ النُّجُومِ وَهُوَ كَثْرَتُهَا وَانْضِمَامُهَا وَكُلُّ مُتَدَاخِلَيْنِ مُشْتَبِكَانِ وَمِنْهُ شُبَّاكُ الْحَدِيدِ وَتَشْبِيكُ الْأَصَابِعِ لِدُخُولِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ وَبَيْنَهُمْ شُبْكَةُ نَسَبٍ وِزَانُ غُرْفَةٍ. 

شبك


شَبَكَ(n. ac. شَبْك)
a. Became intermingled, entwined, interlaced, entangled;
was locked or knit together; was intricate, complicated
involved.
b. see II
شَبَّكَa. Intermingled, entwined &c.; locked together;
interwove, knit together; complicated, rendered intricate.

أَشْبَكَa. Dug wells close together.

تَشَبَّكَتَشَاْبَكَإِشْتَبَكَa. see I (a)
شَبَكَة
(pl.
شَبَك
شِبَاْك
23)
a. Net; network.
b. Wells dug close together; country abounding in
wells.

شَاْبِك
(pl.
شَوَاْبِكُ)
a. Interlaced, entangled; complicated, intricate. —
شُبَّاْك شُبَّاْكَة
(pl.
شَبَاْبِيْكُ), Net, net-work; reed-mat; trellis, lattice-work;
lattice, window; grating.
شَوْبَك
P. (pl.
شَوَاْبِكُ)
a. Baker's rolling-pin.
[شبك] فيه: إذا مضى أحدكم إلى الصلاة "فلا يشبكن" بين أصابعه فإنه في صلاة، تشبيك اليد إدخال الأصابع بعضها في بعض، كرهه كما كره عقص الشعر واشتمال الصماء والاحتباء، وقيل: التشبيك والاحتباء مما يجلب النوم فنهى عن التعرض لما ينقض الطهارة، وقيل: هو كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها، لقوله حين ذكر الفتن فشبك بين أصابعه فقال: اختلفوا فكانوا هكذا. ومنه ح: إذا "اشتبكت" النجوم، أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها. وفيه: وقعت يد بعيرة في "شبكة" جرذان، أي أنقابها، وجحرتها تكون متقاربه بعضها من بعض. وفيه ح: التقط "شبكة" على ظهر جلال، هي آبار متقاربة قريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض، وجمعهاك. وح: الذين لهم نعم "بشبكة" حرج، هو موضع بالحجاز.
ش ب ك

اشتبكت الرياح، واشتبكت النجوم. وشبك أصابعه تشبيكاً. وشبك الأشياء فتشبكت، وشابك بينها فتشابكت. وشيء مشبك. ورأيته ينظر من الشباك. ونصبوا الشبكة والشبك والشباك، ورأيت على الماء الشباك وهم الصيادون بالشبك. قال الراعي:

أو رعلة من قطا فيحان حلأها ... من ماء يثربة الشباك والرصد

ومن المجاز: اشتبكت الأرحام، وبينهم أرحام مشتبكة ومتشابكة، وتقول: بينهما شبهة سبب، لا شبكة نسب؛ ولحمة شابكة. واشتبك الظلام. وهجمنا على شبكة وشباك وهي آبار متقاربة. قال جرير:

سقى ربي شباك بني كليب ... إذا ما الماء أسكن في البلاد
شبك
الشَّبْكُ: شَبْكُ الأصابع بَعْضِها في بَعْض، تقول: شَبَكْتُها فاشْتَبَكَتْ، شَبَكْتُها فَتَشَبَّكَتْ. والانسانُ المُشِطُّ يُشَبِّكُ. وكذلك اشْتِباكُ السَّرَاب.
والشِّبَاكُ: كالقَصَبَة المُحَبَّكَة. والمَصَايِدُ في الماءِ.
والشَّبَاكُ من الأرْض: مَواضِعُ ليستْ بسِبَاخ لا تُنْبِتُ، كنَحْوِ شِبَاكِ البَصْرة.
وطَرِيْقٌ شابِكٌ: مُخْتَلِطٌ مُلْتَبِسٌ بعضُه ببعض.
وبَعِيْرٌ شابِكُ الأنيابِ: مُخْتَلِطُها.
ورَجُلٌ شابِكُ الرمْح: إذا طَعَنَ به في الوُجُوه بثَقافَتِه. واشْتَبَكَ الظَّلامُ: اخْتَلَطَ.
واشْتَبَكَتِ النُّجُوْمُ، والحَرْبُ: نَشِبَتْ.
والشَّبَاكُ: الهَبْوَةُ والغَبَرةُ.
والشَّبَكَةُ من الرَّكايا: التي تُحْفَرُ في المَكانِ الغَلِيظِ نحو القامَةِ والقامَتَيْن يَحْتَبِسُ فيها ماءُ السَّماء. وقد أشْبَكَ بَنُو فلانٍ: أي حَفَروا شِبَاكاً.
والشُّبّاكُ: الذين يَصِيْدُوْنَ بالشَّبَكِ.
(شبك) - في الحديث: "إذَا مَضىَ أَحدُكم إلى الصّلاة فلا يُشبِّكَنَّ بين أَصابِعه، فإنه في الصَّلاة"
تَشْبِيك اليَدِ: إدخالُ الأَصابع بعضِها في بعض والامتساك بها. وقيل: كُرِه ذلك كما كُره عَقْصُ الشَّعَر، واشْتِمالُ الصَّمَّاء .
وقيل: إنما كُرِه لأنه إذَا احْتَبَى بيديه ، وشبَّك بين أصابِعه ربَّما غَلبه النومُ؛ فتَنتقِض طَهارتُه فنهى عن التَّعَرّض لِنَقْض الطَّهارة، وتأَوّله بعَضُهم على أَنَّ تَشْبِيكَ اليَدِ كِنايةٌ عن مُلابَسةِ الخصومات والخَوْض فيها، واحتَجَّ بقَوله عليه الصلاة والسلام حين ذكر الفِتَن: "فشَبَّك بين أَصابِعه". وقال: اخْتَلَفوا فكانوا هَكَذا. وأَصلُ التَّشْبِيك الاخْتِلاط. يقال: شبَكْتُه فاشْتَبَكَ. وشَبَّكْتُه فتَشَبَّك، ومنه اشْتِباك النُّجوم التي في الحدِيث: أي اختلاطُها من كثرة ما بَدَا منها، واشتبكَت الحَرْبُ: نَشِبَت وتَداخَلت، ومنه شَبَكَة النَّسَب.
- في الحديث: "وقَعَت يَدُ بَعِيره في شَبَكة جُرذَان".
وهي جُحْرها. والشَّبَكَة أيضا رَكِيَّة تُحفَر في المَكَان الغَليِظ نَحْو القَامَة والقامَتَيْن لاحْتباسِ الماءِ فيها.
(ش ب ك)

شَبكَ الشَّيْء يشبكه شيكا، فاشتبك، وشبكه فتشبك: أنشب بعضه فِي بعض وَأدْخلهُ.

وتشبكت الامور، وتشابكت، واشتبكت: التبست واختلطت.

واشتبك السراب: دخل بعضه فِي بعض.

وَطَرِيق شابك: متداخل ملتبس.

وَأسد شابك: مشتبك الانياب مختلفها، قَالَ البريق الْهُذلِيّ:

وَمَا إِن شابك من أَسد ترج ... أَبُو شبلين قد منع الخدارا

وبعير شابك: كَذَلِك.

وشبكت النُّجُوم، واشتبكت، وتشابكت: اخْتلطت.

وَكَذَلِكَ الظلام.

والشباك: مَا وضع من الْقصب وَنَحْوه على صَنْعَة البواري، فَكل طَائِفَة مِنْهَا شباكة.

وَكَذَلِكَ: مَا بَين أحناء المحامل من تشبيك القدّ.

والشبكة: شركَة الصَّائِد فِي المَاء وَالْبر.

وَالْجمع: شَبكَ وشباك.

والشباك: كالشبكة، قَالَ الرَّاعِي:

أَو رعلة من قطا فيحان حلأها ... من مَاء يثربة الشباك والرصد

والشبك: أَسْنَان الْمشْط.

والشبكة: الْآبَار المتقاربة.

وَقيل: هِيَ الرَّكية الظَّاهِرَة.

وَقيل: هِيَ الأَرْض الْكَثِيرَة الْآبَار.

وَقيل: الشبكة: بِئْر على رَأس جبل.

والشبكة: جُحر الجرذ. وَالْجمع: شباك.

والشباك من الْأَرْضين: مَوَاضِع لَيست بسباخ وَلَا منبتة، كشباك الْبَصْرَة.

وَرجل شابك الرمْح: إِذا رَأَيْته من ثقافته يطعن بِهِ فِي جَمِيع الْوُجُوه كلهَا.

والشبكة: الْقَرَابَة وَالرحم، وَأرى كُرَاعًا حكى فِيهِ: الشبكة.

وتشابكت السبَاع: نزت.

أَو أَرَادَت النزاء، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والشباك، والشبيكة: موضعان.

والشبيكة: مَاء أَو مَوضِع بطرِيق الْحجاز، قَالَ مَالك بن الريب الْمَازِني:

فَإِن بأطراف الشبيكة نسْوَة ... عَزِيز عَلَيْهِنَّ العشية مَا بيا

والشبيك: نبت مثل الدلبوث، إِلَّا أَنه اعذب مِنْهُ، عَن أبي حنيفَة.

وَبَنُو شَبكَ: بطن.

شبك: الشَّبْكُ: من قولك شَبَكْتُ أَصابعي بعضها في بعض فاشْتَبكت

وشَبَّكْتُها فتَشَبْكَّتْ على التكثير. والشِّبْكُ: الخلط والتداخل، ومنه

تشبيك الأصابع. وفي الحديث: إذا مضى أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبِّكَنَّ بين

أَصابعه فإنه في صلاة، وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض؛ قيل: كره ذلك

كما كره عَقْصُ الشعر واشْتِمالُ الصَّمَّاء والاخْتِباءُ، وقيل: التشبيك

والإحتباء مما يَجْلُبُ النوم فنهى عن التعرُّض لما ينقض الطهارة، وتأوّله

بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها، واحتج بقول،

صلى الله عليه وسلم، حين ذكر الفتن: فَشَبَّك بين أصابعه وقال: اختلفوا

فكانوا هكذا. ابن سيده: شَبَكَ الشيء يَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك

وشَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بعضه في بعض وأَدخله. وتَشَبَّكَتِ الأُمورُ

وتَشابَكت واشْتَبكت: التبست واختلطت. واشْتَبك السَّراب: دخل بعضه في بعض.

وطريق شابِكٌ: متداخل مُلْتَبس مختلط شَرَكُه بعضها ببعض.

والشَّابِكُ: من أسماء الأَسد. وأَسدٌ شَابِكٌ: مُشْتَبِكُ الأَنياب

مختلفها؛ قال البُرَيْق الهُذَلِيُّ:

وما إنْ شابِكٌ من أُسْدِ تَرْجٍ،

أَبو شِبْلَيْنِ، قد مَنَع الخُدارا

وبعير شابك الأَنياب: كذلك. وشَبَكَتِ النجومُ واشْتَبكت وتَشابَكَتْ:

دخل بعضها في بعض واختلطت، وكذلك الظلام.

التهذيب: والشُّبَّاك القُنَّاصُ الذين يَجْلُبون الشِّباكَ وهي

المَصايد للصيد. وكل شيء جعلت بعضه في بعض، فهو مُشْتَبِك. وفي حديث مواقيت

الصلاة: إذا اشْتَبكت النجومُ أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر

منها. واشْتبك الظلام إذا اختلط. والشُّبَّاكُ: اسم لكل شيء كالقَصَب

المُحَبَّكة التي تجعل على صَنْعة البَواري. والشُّبَّاكةُ: واحدة الشبابيك

وهي المُشَبَّكَةُ من الحديد. والشُّبَّاك: ما وضع من القصب ونحوه على

صنعة البواري، فكل طائفة منها شُبَّاكةٌ، وكذلك ما بين أَحناء المَحامِل

من تَشْبِيك القِدّ.

والشَّبَكَةُ: الرأس، وجمعها شَبْك: والشَّبَكةُ: المِصْيَدة في الماء

وغيره. والشَّبَكةُ: شَرَكةُ الصائد التي يصيد بها في البر والماء، والجمع

شَبَكٌ وشِبَاك. والشُّبَّاك: كالشَّبَكةِ؛ قال الراعي:

أَو رَعْلَة من قَطا فَيْحان حَلأَها،

من ماءِ يَثْرِبةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ

والشَّبَكُ: أَسنان المُشْطِ. والشَّبَكةُ: الآبار المُتقاربة، وقيل: هي

الرَّكايا الظاهرة وهي الشِّبَاك، وقيل: هي الأرض الكثيرة الآبار، وقيل:

الشَّبَكة بئر على رأس جبل. والشَّبَكةُ: جُحْرُ الجُرَذ، والجمعِ

شِباكٌ. وفي الحديث: أنه وقعت يد بعيره في شَبَكَة جِرذانٍ أَي أَنْقابها

وجِحَرتها تكون مُتقاربة بعضها من بعض. والشِّباك من الأرضين: مواضع ليست

بسِباخ ولا منبتة كشِباك البصرة، قال: وربما سَمَّوا الآبار شِباكاً إذا

كثرت في الأرض وتقاربت. قال الأزهري: شِباكُ البصرة رَكايا كثيرة فُتِح

بعضها في بعض؛ قال طَلْقُ بن عَدِيّ:

في مُسْتَوى السَّهْلِ وفي الدَّكْداك،

وفي صِمادِ البِيدِ والشِّبَاكِ

وأَشْبَكَ المكانُ إذا أكثر الناسُ احْتِفار الركايا فيه. وفي حديث

الهِرْماس بن حَبيب عن أَبيه عن جده: أَنه الْتَقَط شَبَكَةً بقُلَّةِ

الحَزْنِ أَيامَ عمر فأَتى عمَر فقال له: يا أمير المؤمنين، اسْقِني شَبَكةً

بقُلَّة الحَزْن، فقال عمر: من ترَكْتَ عليها من الشاربة؟ قال: كذا وكذا،

فقال الزبير: إنك يا أخا تميم تسأل خيراً قليلاً، فقال عمر، رضي الله عنه:

لا بل خير كثير قِرْبَتانِ قِرْبةٌ من ماء وقربة من لبن تُغادِيانِ أهلَ

بيت من مُضَر بقُلَّةِ الحَزْن قد أَسْقاكه الله؛ قال القُتَيبي:

الشَّبَكة آبار متقاربة قريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض، وقوله التقطتها أي

هجمت عليها وأنا لا أشعر بها، يقال: وردتُ الماء التِقاطاً، وقوله اسقنيها

أَي أَقْطِعْنيها واجعلها لي سُقْياً، وأَراد بقوله قربتان قربة من ماء

وقربة من لبن أَن هذه الشَّبكة ترد عليهم إبلهم وترعى بها غنمهم فيأتيهم

اللبن والماء كل يوم بقلة الحزن. وفي حديث عمر: أَن رجلاً من بني تميم

الْتَقط شَبَكةً على ظهر جَلاَّلٍ، هو من ذلك، والجمع شِباك ولا واحد لها من

لفظها. ورجل شابك الرُّمح إذا رأيته من ثَقافَتِه يَطْعنُ به في جميع

الوجوه كلها؛ وأَنشد:

كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَة شابِكا

والشُّبْكة: القرابة والرحم، قال: وأَرى كراعاً حكى فيه الشَّبَكَةَ.

واشتباكُ الرحم وغيرها: اتصال بعضها ببعض؛ والرَّحِمُ مُشْتَبِكة. وقال

أَبو عبيد: الرحم المُشْتَبِكة المتصلة. ويقال: بيني وبينه شُبْكة رحم. وبين

الرجلين شُبْكَةُ نسب أَي قرابة. ويقال: دِرْع شُبَّاك؛ قال طفيل:

لهن لشُبَّاكِ الدُّروعِ تَقاذُفٌ

وتَشابكت السباغُ: نَزَتْ أَو أَرادت النُّزاءَ؛ عن ابن الأَعرابي.

والشِّباك والشُّبَيْكة: موضعان. والشُّبَيْكَةُ: ماء أَو موضع بطريق

الحجاز؛ قال مالك بن الرَّيْبِ المازني:

فإنَّ بأَطرافِ الشُّبَيْكةِ نِسْوَةً،

عَزيزٌ عليهن العَشِيَّةَ ما بِيَا

وفي حديث أَبي رُهْمٍ: الذين لهم بشَبَكة جَِرْحٍ، هي موضع بالحجاز في

ديار غِفار.

والشُّبَيْك: نبت الدَّلَبُوث إلاَّ أَنه أَعذب منه:؛ عن أَبي حنيفة.

وبنو شِبْك: بَطُن.

شبك
شبَكَ يَشبِك، شَبْكًا، فهو شابك، والمفعول مَشبوك (للمتعدِّي)
• شبَكتِ الخيوطُ: تداخل بعضُها في بعض "شبكت أغصانُ الشّجر- هذا الطريق شابك" ° شبَكتِ الأمورُ وتشابكت: اختلطت والتبست.
• شبَك أصابعَه: أنشب بعضَها في بعض.
• شبَك الشَّابُّ الفتاةَ: قدّم لها الشَّبكةَ.
• شبَك ورقًا: ثبَّته بمِشْبَك. 

اشتبكَ يشتبك، اشتباكًا، فهو مُشتبِك
• اشتبكَ الجيشان: تداخلا، التحما "اشتبكتِ الأرحامُ: اتّصلت قرابتُها- اشتبكتِ الأمورُ: اختلطتْ والتبستْ".
• اشتبك مع العدوّ: التحم معه في حرْب، أو شرع في حرب معه ° اشتبك في حديث: دخل في نقاش. 

تشابكَ يتشابك، تشابُكًا، فهو مُتشابِك
• تشابك الشَّيئان: تداخلا "تشابكتِ الأغصانُ" ° تشابكت الأفكارُ: تشوّشت- تشابكت الأمورُ: اختلطت والتبست- تشابكت الطُّرقُ: تقاطعت- تشابكت المصالحُ: ارتبط بعضها ببعض.
• تشابك مع زميله: تشاجرا بالأيدي. 

تشبَّكَ يتشبَّك، تَشَبُّكًا، فهو مُتَشَبِّك
• تشبَّك الشَّيءُ: تداخل واختلط "تشبّكت خيوطُ الغزل/ الأسلاك". 

شبَّكَ يشبِّك، تشبيكًا، فهو مُشبِّك، والمفعول مُشبَّك
• شبَّك أصابعَه: بالغ في إدخال بعضها في بعض "شبّك تروسَ آلة: عشَّق".
• شبَّك المُحرِّكات: وصَّلها "شبَّك بين مولِّدات كهربائيَّة- شبَّك الأسلاكَ". 

اشتباك [مفرد]: ج اشتباكات (لغير المصدر):
1 - مصدر اشتبكَ.
2 - (سك) تداخل المتحاربين واختلاطهم هجومًا ودفاعًا، كرًّا وفرًّا "حثَّت الأمم المتَّحدة الدولتين المتنازعتين على فضِّ الاشتباك". 

شَبَّاك [مفرد]:
1 - صيَّاد بالشِّباك.
2 - صانع الشِّباك أو بائعُها. 

شُبَّاك [مفرد]: ج شبابيكُ:
1 - نافذة تُشَبَّك بالحديد أو الخشب "نظَر من الشُّبّاك".
2 - نافذة صغيرة مُخصَّصَة للزَّبائن أو للعموم في مؤسَّسةٍ ما "شُبَّاك التذاكر/ البريد/ الدفع/ الحَجْز". 

شَبْك [مفرد]: مصدر شبَكَ. 

شَبْكة [مفرد]: ج شَبْكات وشُبَك: هديّة يقدّمها الخطيبُ إلى خطيبته إعلانًا للخِطْبة. 

شَبَكة [مفرد]: ج شَبَكات وشِباك وشَبَك:
1 - خيط مشبّك يتّخذه الصَّائدُ في البرّ أو في البحر أداةً للصَّيد "ألقى الصيّادُ شِباكه في النّهر- نصَب شباكَه".
2 - خيط مشبَّك يُستعمل في بعض الألعاب الرياضيّة "شبكة الكرة الطّائرة".
3 - كلّ متداخل متشابك "شبكة المواصلات/ الهاتف/ الكهرباء/ الخطوط الحديديَّة/ قنوات الريّ" ° شبكة تجسُّس- شبكة تهريب.
• شبكة محطّات الإذاعة: محطّات يرتبط بعضها ببعض بحيث تتمكّن كُلُّها من بث البرنامج نفسه في وقتٍ واحد.
• شبكة المؤسّسات: تجمُّع من منظّمات الخدمة الاجتماعيّة في مجتمع من المجتمعات.
• شبكة مكتبات: نوع متخصِّص من التعاون المكتبيّ، يرمي إلى تطوير البرامج والخدمات التعاونيّة، ويشتمل على استخدام الحاسبات والاتِّصالات عن بُعْد وإنشاء مكتب مركزيّ وتدبير الموظَّفين لإنجاز برامج الشبكة.

• الشَّبكة الأرضيَّة: (جغ) شبكة خطوط الطُّول والعرض على الخريطة.
• شبكة الإنترنت: (حس) شبكة معلومات عالميّة تهدف إلى ربط العالم وجعله كقرية صغيرة، ويمكن الدّخول إليها من خلال جهاز الحاسوب "انتشرت الأخبار سريعًا عبر الإنترنت".
• شبكة عصبيَّة: (شر) شبكة من الألياف العصبيّة لا تُوجد فيها وصلات. 

شُبْكة [مفرد]: ج شُبُكات وشُبْكات: قرابة "بيني وبينك شُبكة رحم". 

شَبَكيَّة [مفرد]: (شر) غشاء عصبيّ مبطّن لقاع العين، وهو الذي يستقبل المرئيّات. 

مُشبَّك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شبَّكَ.
2 - نوع من الحلوى على هيئة أنابيب متشابكة تصنَع من الدقيق وتقلى في الزيت, ثمّ يضاف إليها السكّر المُعقَّد.
3 - مُبْهم مُعقّد "خطاب مُشبَّك". 

مِشْبك [مفرد]: ج مَشابكُ:
1 - اسم آلة من شبَكَ: أداة من خشب أو معدن أو بلاستيك يُشبك بها الشّيء ويمسك "مِشبَك الورق/ الغسيل/ الشّعر".
2 - حلية من الذّهب أو الماس تشبك في الرأس أو الصّدر للزِّينة "كم من مِشبك زانه جمالُ صاحبته". 
شبك: شَبَك: حزَّز: سنَّن، خرَّم (معجم الادريسي).
شَبَك في: انهمك في. خاض في، أحاط، أحدق تدخل في (بوشر).
شبَك نفسه في العسكرية: تطوع في الجندية رغبة أو مكراً (بوشر).
شَبَك ضبياً: استخدمه عند أستاذ (بوشر).
شَبَك العقلَ: اجتهد، عكف على (بوشر).
شَبَك قلبَه: أحب، تعلق قلبه (بوشر).
شَبَك في: علق، تعلق (بوشر).
شَبَك الإبزيم: ربطه (بوشر).
شَبَك المركبَ: ربطه بالمرساة ذات الشعب الأربع (بوشر).
شَبَك: قاتل، بدأ الحرب (بوشر).
شَبَك في: قفز (فوك) = (هجم على ووثب على وفي الخ).
شَبَك: تسلّق (ألكالا).
شَبَك الطاحونة: (( enpalagarse el molino)) ( ألكالا) وليس في المعاجم الأسبانية هذه العبارة، وأهل الأندلس لا يعرفونها.
شبك: وضع الشيء بسرعة وخفة. ففي قصة عنتر (ص24): شبك العصا على أكتافه أي وضع العصا على أكتافه. قارن هذه العبارة بملاحظة السيد دوجا في الجريدة الأسيوية (1856، 1: 65 - 66) وهو يضيف أن هذه الكلمة لا تستعمل إلا في سورية بهذا المعنى. وأنه وجدها في قصة عنتر.
شَبَك اليدين: جمع بين يديه وضمها (بوشر). وفي رياض النفوس (ص45 ق): شبك بشير يديه على رأسه وصاح وسقط إلى الأرض.
شبك للزيجة: أعلم خطبة الزواج (بوشر) شَبَّك (بالتشديد) مبالغة شبك، أنشب بعضه في بعض (بوشر).
شَبَّك: دمّج. عشَّق (بوشر).
شَبَّك: صلَب، جعله كالصليب (بوشر).
شَبَّك: جعله كالشباك (ألكالا).
وانظر: مُشَبَّك في معجم لين وشُبَّاكة.
شَبَّك: ربط، شد، أنشب، علَّق. ففي الجريدة الأسيوية (1849، 2: 271 رقم6) ثم شَبك عليها المشاقة. وقد ترجمها رينو إلى الفرنسية بما معناه: ثم اربطْ عليها المشاقة.
شَبَّك: أمسك بالشبكة أو الفخّ (فوك).
شَبَّك: أمسك به واحتبسه وأوقفه (فوك).
شَبَّك: طرَّز، زركش صوراً للحيوانات مثلاً على النسيج (فوك).
تشبْكَ: مُسِك بالشبكة أو الفخ (فوك).
تشبَّك النسيج: طُرّز وزُركش (فوك).
تشبّكت الأسنان: اصطكت الأسنان. وذلك عين تصطك الأسنان من الارتعاد الذي يسببه الرعب. ففي ألف ليلة (1: 23): فلما رأى الصياد ذلك العفريت ارتعدت فرائصه وتشبكت أسنانه ونشف ريقه.
تشبَّك الفرس: تشنجت قوائمه من البرد بعد التعب (محيط المحيط).
تشبَّك مع فلان: عمل معه، وتقابل معه (بوشر).
انشبك: ارتبك، تعرقل، التحم، تورط في عمل وانشباك في العسكر: تطوع في العسكر (بوشر).
انشبك ب: انهمك في، انقطع إلى، انكب على، تفرغ له (بوشر).
انشبك في: تعلق ب (بوشر).
انشبك في: باشر أمراً أو .. الخ تورط في قضية أو .. الخ (بوشر).
انشبك مع: تعاهد، ارتبط معه، تداخل (بوشر) اشتبك. اشتبك الجيشان: اختلط بعضهم في بعض (معجم الطرائف).
والكلمات اللاتينية التي معناها اعتنق نجد معناها أيضاً في ألف ليلة (1: 22). شبْك وكذلك شبْكة: يظهر أن معناهما حزمة من تبن، لأن مارتن يذكر (ص185): أشباك من تبن أي حزم من الحلفة.
شَبَك: شبكة، سرد (بوشر).
شُبُك وجمعها شُبُكات (بالتركية جِبُوق): غليون للتدخين، بيبة (بوشر).
شَبْكَة. شبكة تبن: حزمة من الحلفة (مارتن ص139).
شَبْكَة: وثبة، قفزة (فوك).
شَبَكَة: القسم من الإسطرلاب الذي يسمى أيضاً شبث أو عنكبوت (دورن ص27) وفي ألف استرون (2: 261): الشبكة (( axabeca)) اللوحة من الإسطرلاب التي أشرت عليها العلامات. والاسم الأسباني لها هو La Red وهو الترجمة للاسم العربي. وباللاتينية rete أيضاً أي شبكة. شَبْكة بمعنى النسيج المشبك الذي تضعه النساء على رؤوسهن ورقابهن (فريتاج، لين) انظر رحلة ابن جبير (ص309) ورحلة ابن بطوطة (4: 174). وفي قصة عنتر (ص64) في الكلام عن الفرسان: وعلى أكتافهم شباك اللؤلؤ المنظومة.
شَبَكَة: كِلّة، ناموسية (الكالا).
شبكَة: شُبَّاك، شعرية (ابن بطوطة 4: 88).
شَبكة: شُباك، مجموعة من القضبان المتشابكة (بوشر، هلو) ومجموعة من القضبان المتشابكة (هلو).
شبكة: شعرية الشبّاك، حصيرة الشباك. مشربية (هلو).
شبكة: مِشواة، شوَّاية، آلة الشيء (بوشر).
شبكة: محل صيد السمك. مَصْيَدة. ففي أماري (ص32): وبها شبكة يصاد بها التنّ الكبير، ومُشْبكة تدل على نفس المعنى.
شبكة: سلسلة من التلال وكثبان الرمال المتحركة (دوماس صحارى ص 6: 51).
شبكة: تورط في عمل (بوشر).
شبكة: عائق، مانع (بوشر).
شبكة: قتال، معركة يشتبك بها المقاتلون بعضهم مع بعض (بوشر).
شبكة: عراك، خصام (بوشر).
شبكة الزواج: عقد الزواج أمام القس (بوشر).
شَبَكِيَّة: شبكية العين، شبكية الأعصاب البصرية (بوشر).
شَبَاك: لفافة، وشربك (هلو).
شِباك (بالكسر؟): نوع من العيدان (المزاهر). (ألف ليلة 1: 365).
شبيكة: تخريمة، دانتل (بوشر، مارسيل، هلو) شبائك جمع شبيكة: نوع من الحلوى. ففي معجم المنصوري: زلابية هي الشبائك المتخذة من النشا المعجون عَجْناً رقيقاً يخرج من ثقب إناء في المقل على تلك الصورة المعروفة وتلقى في العسل فتمتلأ أنابيبها الخ.
شَبَّاك وجمعه شَبَّاكات وشَبابيك: زورق (فوك)، وقد كان هذا فيما مضى زورق صيد فيما يقول السيد جال (معجم البحرية مادة chabek ومادة enxabeque) وهو ينقل عبارة من تاريخ برتغالي يعود إلى القرن الخامس عشر.
وتجل هذه الكلمة في أيامنا هذه على سفينة حربية صغيرة في البحر المتوسط وتسمى شَبَّاك وشُبَّاك. وهي مذكورة عند بوشر ومارسيل وناجيار. وما يذكره فوك يؤيد أن السيد دفيك قد أخطأ حين قال إن هذا الكلمة تركية الأصل ففي الوقت الذي ألف فيه فوك اللغة العربية - الأسبانية لم تكن فيه كلمات تركية.
شُبَّاك: حاجز مشبك، مصبّحة، مجموعة من قضبان (بوشر). شبّاك حديد: درابزين، حاجز مفرغ (ابن بطوطة 1: 23، 202، 316، 2: 85، 86، 135، كرتاس ص37).
شُبّاك النبي: قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، وهو محاط بسياج مشبك. وحين يريد عربيان القسم في أمر هام يدخلان اليد اليمنى قائلين بشباك النبي أي نقسم بشباك النبي. ويرون أن الذي ينقض عهده يصاب بسوء ومصيبة (دوماس حياة العرب ص96).
شُبَّاك: يطلق بخاصة: مشبّك النافذة (ألكالا) وفي كرتاس (ص133): فإذا بطاق في دار عليه شبّاك خشب، ومن هذا قيل: الشُبَّاك الطاقة المشبّك فيها قضبان من الحديد أو أعواد من الخشب. وقد يطلق على التي ليس فيها شيء من ذلك (محيط المحيط) وقد ورد هذا المعنى الأخير في عوادة (ص 675) وبرتون (1: 303) وفي معجم بوشر نافذة وتغلف بالخشب والزجاج.
خرجة شبّاك: شرفة (بوشر).
شبّاك، ورّاقة الشبّاك: إطار في لوحة أو نافذة، ويكون من الخشب يركب فيه الزجاج أو قماشة الرسم (لوحة) أو الورق المزيت (بوشر).
شبّاك: الخشب المشبك في طاقة (فتحة) في الجدار (بوشر).
شبّاك: سدّ ذو أنابيب يمر الماء من فتحاته قليلاً قليلا وببطء، ففي المسعودي (6: 431) وانظر: بدرون (ص246): فإذا هو قد تطلع إلى دجلة بالشبّاك وكان في وسط القصر بركة عظيمة لها منخرق للماء إلى (إلى الماء في B) دجلة في (وفي B) المنخرق شباك حديد. وفي كرتاس (ص21): فيجري (الوادي) بين العدوتَيْن حتى يخرج من موضع يسمّى بالرميلة قد صنع له هناك في السور بابَيْن عظيَمينْ يخرج عليهما شبائك من خشب الأرز مزرّدة وثيقة يخرج منها الماء وكذلك صنع له في موضع دخوله باب كبير عليها شبَّاك محكم وثيق. غير أن عليك أن تقرأ شبابك بدل شبائك وفقاً لما جاء في المخطوطة التي نقل عنها في الترجمة (ص31 رقم9) وشبابك هذه تصحيف شبابيك. وفي كرتاس (الترجمة ص359 رقم1): اتى سيل بوادي مدينة فاس - تهدم السور وحمل الشبّاك وحمل الشجر الخ.
ويطلق مجازاً على قناة الماء في عبارات المقدسي (ص155) الذي أرشدني إليه السيد دي غويه وهي: شربُهم من نهر قويق يدخله إلى البلد إلى دار سيف الدولة في شباك حديد. وفي (ص208): ويصل النيل أيضاً إلى قصبة الإسكندرية ويدخلها في شباك حديد وعين مليحة: (20، 252) فيملئون صهاريجهم ثم ينقطع. وفي (ص252): وعين مليحة تخرج في شباك حديد إلى بركة ثم يتفرق في البساتين.

شبك

1 شَبَكَهُ, aor. ـِ (K, TA,) inf. n. شَبْكٌ; (TA;) and ↓ شبّكهُ, inf. n. تَشْبِيكٌ; He infixed, (K, TA,) and inserted, (TA,) one part thereof into another, or parts thereof into others: (K, TA:) so in the M: (TA:) [but the latter more usually signifies he infixed, and inserted, many parts thereof into others: (see 8, first sentence, respecting its quasipass.:) and hence, he made it reticulated, retiform, like a net; and like a lattice, or trellis, or grating, or cage: and both signify also he made it commingled in its several parts, intricate, complicated, perplexed, or confused; either properly, as when the object is a fabric, or anything made by art, or created; or tropically, as when the object is ideal:] primarily, (TA,) الشَّبْكُ signifies الخَلْطُ [i. e. the mixing together a thing or things]; and [implies] التَّدَاخُلُ [i. e. the entering of one part of a thing into another part, or of parts of a thing or things into other parts; or the being intermixed, or intermingled]. (S, TA.) Hence, الأَصَابِعِ ↓ تَشْبِيكُ, (S, TA,) meaning The inserting of some of the fingers [i. e. those of one hand] amid the other fingers; (Msb, TA;) which it is forbidden to do in prayer: (TA:) one says, [شبّك أَصَابِعَهُ, or] شبّك بَيْنَ أَصَابِعِهِ, He inserted, or interserted, his fingers together [so as to conjoin his two hands]: (MA:) or, as some interpret it, تَشْبِيكُ الأَصَابِعِ which is forbidden in prayer is (assumed tropical:) the mixing, and entering, into contentions, or altercations. (TA.) [Hence also,] ↓ كَانَتِ الرِّيحُ شَبَّكَتْهُمْ, a saying of Mohammad Ibn-Zekereeyà, meaning (assumed tropical:) The wind had made them like the شَبَكَة [or net], in the interkniting and contraction of the limbs. (Mgh.) b2: شَبَكَهُ عَنْهُ, inf. n. as above, means (assumed tropical:) He, or it, diverted him, or occupied him so as to divert him, from him, or it. (TA.) 2 شَبَّكَ see above, in three places: A2: and see also 8, in two places.3 شابك بَيْنَهُمَا, inf. n. مُشَابَكَةٌ, [app. (assumed tropical:) He caused an embroilment between them two,] occurring in a tradition, (TA.) 4 اشبكوا They dug wells (O, K) such as are called شِبَاكٌ (O) or such as are called شَبَكَةٌ. (K.) b2: And أَشْبَكَ It (a place) had [such] wells dug in it by many persons. (TA.) 5 تَشَبَّكَ see 8, in four places.6 تَشَاْبَكَ see 8, in three places, b2: تشابكت السِّبَاعُ The beasts of prey leaped [the females]; syn. نَزَتْ: (K:) or desired to do so (أَرَادَتِ النِّزَآءِ). (IAar, TA.) b3: تَشَابَكَا [app. (assumed tropical:) They became embroiled, each with the other;] quasi-pass. of شَابَكَ بَيْنَهُمَا. (TA.) 8 اشتبك, quasi-pass. of شَبَكَهُ, It had one part thereof infixed, (K, TA,) and inserted, (TA,) into another, or parts thereof into others; as also ↓ تشبّك, quasi-pass. of شبّكهُ: (K, TA:) so in the M: but ↓ the latter imports muchness, or multiplicity: (TA:) [i. e. it signifies it had many parts thereof infixed, and inserted, into others: and hence, it was reticulated, retiform, like a net; and like a lattice, or trellis, or grating, or cage: and both signify also it was, or became, commingled in its several parts, intricate, complicated, perplexed, or confused; either properly, as when said of a fabric, or anything made by art, or created; or tropically, as when said of what is ideal.] One says, اشتبكت النُّجُومُ, and ↓ تشابكت, and ↓ شَبَّكَت, [or the last may be a mistranscription for ↓ تشبّكت,] The stars were intermixed among themselves, and confused: (TA:) [or were clustered together:] or اِشْتِبَاكُ النُّجُومِ signifies the stars' being numerous, and being intermixed among themselves; from شَبَكَةُ الصَّائِدِ [“the net of the fisherman” or “sportsman”]: (Mgh:) or their being numerous, and [as though] gathered [or clustered] together: (Msb:) or, as some say, the appearing of all the stars [which causes them to appear confused]. (TA.) And اشتبكت العُرُوقُ The veins were knit together, commingled, or intricately intermixed or intermingled; syn. اِشْتَجَرَت. (O, TA.) And اشتبك السَّرَابُ The mirage became intermixed, or confused. (TA.) And اشتبك الظَّلَامُ (tropical:) The darkness became confused. (S, O, TA.) And اشتكبت الأُمُورُ, and ↓ تشابكت, and ↓ شبّكت, (K, TA,) and ↓ تشبّكت, (TA,) (assumed tropical:) The affairs became intricate, complicated, perplexed, or confused. (K, TA.) And اشتكبت الحَرْبُ بَيْنَهُمْ (assumed tropical:) The war, or fight, became intricate, and entangled between them; syn. نَشِبَت. (TA in art. نشب.) And اشتبكت أَنْيَابُهُ وَاخْتَلَفَتْ [His canine teeth locked together, and were dissimilar]; referring to a lion. (O. [See also شَابِكٌ.]) اِشْتِبَاكُ الرَّحِمِ means (tropical:) The close [or intimate] connexion of relationship by birth: (TA:) [and in like manner, الأَرْحَامِ ↓ تَشَابُكُ such connexion of relationships by birth: see an ex. of its part. n., voce مُشْتَبِكٌ.]

شَبَكٌ: see شَبَكَةٌ. b2: Also The teeth of a comb; (O, K;) because of their nearness together. (TA.) بَيْنَهُمَا شُبْكَةٌ, (K,) or شُبْكَةٌ نَسَب ٍ, (S, Msb,) (tropical:) Between them two is [a close or an intimate connexion of] relationship by birth: (S, K, TA:) and بَيْنَ القَوْمِ شُبْكَةُ نَسَب ٍ (tropical:) Between the people, or party, is an intermingling [of relationship]. (O, TA.) شَبَكَةٌ The شَرَكَة [meaning net] of the صَيَّاد [i. e. fisherman, and fowler or sportsman]; (K;) the مِصْيَدَة, (Lth, O, TA,) or instrument of الصَّيْد, (S,) that is used in the water [i. e. for catching fish] and on the land [i. e. for catching fowls or wild animals]; (Lth, O, * TA;) applied by some peculiarly to the مِصْيَدَة of the water; (TA;) and ↓ شُبَّاكٌ signifies the same: (K:) pl. of the former شِبَاكٌ (S, Msb, K) and شَبَكَاتٌ (Msb) and [coll. gen. n.] ↓ شَبَكٌ: (Msb, K:) and the pl. of ↓ شُبَّاكٌ is شَبَابِيكُ (K.) b2: And A certain thing for the head; (Lth, O;) [a small net, for the head, a veil of net-work, in order that the face may not be known. (Golius, on the authority of Meyd.)]

A2: Also Wells near together, (K, TA,) of which the water is near [to the mouths], communicating [app. by filtration] one with another: so accord. to El-Kutabee: (TA:) or wells separate, one from another: (M and L in art. مأد:) and, (K,) or as some say, (TA,) wells (O, K, TA) that are open to view, (K, TA,) dug in a rugged place, of the depth of the stature of a man, and twice and thrice that measure, in which the rain-water becomes retained: so called because of their mutual proximity, and confusedness: a single one of them is not called شَبَكَةٌ; for this is only a name for a plural number; but the pl. شِبَاكٌ is applied to aggregates thereof in sundry places: (O, TA:) or شِبَاكٌ, (S,) or شَبَكَةٌ, (Msb,) signifies wells that are numerous and near together in a [tract of] land; (S, Msb;) form اِشْتِبَاكُ النُّجُومِ: (Msb:) or, accord. to As, شَبَكَةٌ signifies wells, or other pits or hollows dug in the ground, that are numerous; and the pl. is شِبَاكٌ. (IDrd, O.) b2: And A [tract of] land in which are many wells, (K, TA,) not tracts that exude water and produce salt, nor such as give growth to plants, or herbage: (TA:) or [the pl.] شِبَاكٌ signifies places, of the earth, that are not such as exude water and produce salt, nor such as give growth to plants, or herbage; such as the شِبَاك of El-Basrah. (Lth, O.) b3: And The burrow of the [field-rat called] جُرَذ: (K, TA:) or the burrows thereof, which are near together: pl. شِبَاكٌ. (TA.) شِبَاكٌ, (thus in the 'Eyn and O and L and TA,) or ↓ شُبَّاكٌ, (thus in the K, there said to be like زُنَّارٌ,) but [SM says that] the latter is a manifest mistake, (TA,) A thing, (K, TA,) or anything, (Lth, O,) composed of canes, or reeds, (K, TA,) or such as canes, or reeds, (Lth, O,) firmly bound together, (Lth, O, TA,) in the manner of the manufacture of mats: (Lth, O, K, TA:) a single piece whereof is termed ↓ شِبَاكَةٌ, (Lth, O, TA,) or ↓ شُبَّاكَةٌ. (So in the K.) b2: And likewise, (i. e. شِبَاكٌ, as in the 'Eyn and O and L, but in the K ↓ شُبَّاكٌ, TA,) What is between the curved pieces of wood of the [vehicles called] مَحَامِل, [pl. of مَحْمِل, q. v., composed] of net-work of thongs (مِنْ تَشْبِيكِ القِدِّ [القِدّ being here used as a coll. gen. n.: see art. قد]). (K, TA.) شِبَاكَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَبَائِكُ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] Contentions, or altercations. (TA.) شَبَّاكٌ means مَنْ يَعْمَلُ الشِّبَاكَ الوَطِيَّاتِ [app. A maker of soft netted fabrics of thongs for مَحَامِل; (see شِبَاكٌ, latter sentence;) supposing الوَطِيَّاتِ to be for الوَطِيْئَاتِ, agreeably with a well-known license]. (TA.) شُبَّاكٌ: see شَبَكَةٌ, in two places: b2: and شِبَاكٌ, likewise in two places: b3: and شُبَّاكَةٌ, also in two places. b4: Applied to a دِرْع i. q. مَحْبُوكَةٌ [app. as signifying Woven well, or well and compactly; in which sense this epithet seems to be more properly applicable to a woman's “shift” than to “a coat of mail;” but دِرْعٌ in the former of these senses is seldom, if ever, fem.; and in the latter sense, seldom, if ever, masc.]. (TA.) A2: [It is also a pl., of which the sing., if used, is probably ↓ شَابِكٌ, accord. to analogy; as a possessive epithet, meaning ذُو شَبَكَة ٍ, like لَابِنٌ meaning ذُو لَبَن ٍ, &c.:] one says, رَأَيْتُ عَلَى المَآءِ الشُّبَّاكَ I saw, upon the water, the fishermen with the nets. (Az, Z, TA.) شُبَّاكَةٌ, (S, O, KL,) or ↓ شُبَّاكٌ, (Msb, TA,) A thing formed of grating, or lattice-work, (↓ مَشْبَكَةٌ, S, O, or مُشَبَّكٌ, KL, TA,) or iron, (S, O, Msb, K, TA,) and of other material [i. e. of wood &c.]: (TA:) and [particularly] a window so formed: (KL:) pl. شَبَابِيكُ. (S, O, TA.) One says, رَأَيْتُهُ

↓ يَنْظُرُ مِنَ الشُّبَّاكِ [I saw him looking from the grated, or latticed, window]. (TA.) b2: See also شِبَاكٌ.

شَابِكٌ [app. a possessive epithet, meaning ذُو شَبَكَة ٍ]: see شُبَّاكٌ. b2: [Also meaning ذُو اشْتِبَاك ٍ.] One says طَرِيقٌ شَابِكٌ A road, or way, that is confused and intricate. (O, K.) b3: [Hence,] أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ may mean The sun; as being the chief of the [confused] stars: or the milky way; [as being composed of confused stars;] الشَّوَابِك [pl. of الشَّابِكَة] meaning ↓ المُشْتَبِكَة. (Ham pp. 43 and 44.) b4: And لُحْمَةٌ شَابِكَةٌ: see مُشْتَبِكٌ. b5: And شَابِكٌ applied to a lion, Having the canine teeth locking together, (الأَنْيَابِ ↓ مُشْتَبِكُ, K, TA, [see 8, near the end, in the CK مُتَشَبِّكُ الاَنْيَابِ,]) dissimilar: (TA:) and شابِكُ الأَنْيَابِ is applied to a camel, (O, TA,) in like manner. (TA.) [Hence,] الشَّابِكُ is one of the names for The lion. (TA.) b6: And one says رَجُلٌ شَابِكُ الرُّمْحِ, meaning A man whom one sees, by reason of his skill, thrusting with the spear [indiscriminately] in all the faces. (O, TA.) مُشَبَّكٌ: see شُبَّاكَةٌ. b2: المُشَبَّكُ is A certain sort of food. (TA.) مُشْتَبِكٌ: see شَابِكٌ, in two places. b2: رَحِمٌ مُشْتَبِكَةٌ (A'Obeyd, S, TA) means (tropical:) [Relationship by birth] closely, or intimately, connected. (A'Obeyd, TA.) And one says also, ↓ بَيْنَهُمَا أَرْحَامٌ مُتَشَابِكَةٌ (tropical:) [Between them two are relationships by birth closely, or intimately, connected]: and ↓ لُحْمَةٌ شَابِكَةٌ [which means the like]. (TA.) أَرْحَامٌ مُتَشَابِكَةٌ: see what next precedes.
شبك
شَبَكَهُ يَشْبِكُه شَّبكًا فاشْتَبَك، وشَبكَه تَشْبِيكاً فتَشَبَّكَ: أَنْشَبَ بَعْضَه فِي بَعْضٍ وأَدْخَلَه فنَشِبَ، كَذَا فِي المُحْكَمِ، والتَّشَبكُ على التَّكْثِيرِ. وأَصْل الشَّبكِ هُوَ الخَلْطُ والتَّداخُلُ، وَمِنْه تَشْبِيكُ الأَصابعِ، وَهُوَ إِدخالُ الأَصابعِ بعضِها فِي بَعْضٍ، وَقد نُهي عَنهُ فِي الصّلاةِ كَمَا نُهي عَن عَقْصِ الشَّعْرِ واشْتِمالِ الصَّمّاءِ والاحْتِباءِ فإِنّ هؤلاءِ مِمَّا يَجْلِبُ النّومَ، وتَأَوَّلَه بعضُهم أَنّ تَشبِيكَ اليَدِ كنايَةٌ عَن مُلابَسَة الخُصُوماتِ والخَوْضِ فِيهَا. وشَبَكَت الأمُور، واشْتَبَكَتْ، وتَشابَكَتْ وتَشبَّكَتْ: اخْتَلَطَتْ والْتَبَسَتْ ودَخَل بعضُها فِي بعض. وطَرِيقٌ شابِكٌ: مُتداخِلٌ ملتبِسٌ مُخْتَلِطٌ. وأَسَدٌ شابِكٌ: مُشْتَبِك الأَنْيابِ مُخْتَلِفُها، قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلي:
(وَمَا إِنْ شابِكٌ من أسْدِ تَرجٍ ... أَبُو شِبلَيْنِ قد مَنَعَ الخِدارَا)
وبَعِيرٌ شابِكُ الأَنْيابِ كَذَلِك.
والشُّبّاكُ، كزُنّار: نَبتٌ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ كالدَّلَبُوثِ إِلاّ أَنّه أَعْظَمُ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبابِ. ونقَلَ ابنُ بَريّ عَن أبي حَنِيفَةَ: الشّبَيكُ: نَبتٌ كالدَّلَبُوثِ إِلاّ أَنّه أَعْذَبُ منهُ. والشُّبّاكُ: مَا وُضِعَ من القَصَبِ ونَحْوِه على صَنْعَةِ البَوارِي يُحْبَكُ بعضُه فِي بعضٍ وكُلُّ طائِفَةٍ مِنْهُ شُبّاكةٌ. وَالَّذِي فِي كِتابِ العَين: الشِّباكُ، ككِتابٍ، وكلُّ طائِفَة مِنْهُ شِباكَةٌ، فتأَمّلْ ذَلِك. وكَذلك مَا بَيْنَ أَحْناءِ المَحامِل من تَشْبِيكِ القِدِّ وَهَذَا أَيضًا ضَبَطَه اللَّيثُ بالكسرِ، وَمثله فِي اللِّسانِ والعُبابِ، فَفِي سياقِ المُصَنِّف وَهَمٌ ظَاهر. وشُبّاك: جَدُّ إِسْماعِيلَ بنِ المُبارَكِ عَن أَحْمَدَ بنِ الأَشْقَر. وأَيضًا: جَدُّ والدِ عَلِي بنِ أَحْمَدَ بنِ العِزِّ: المُحَدِّثَينْ الأَخير عَن عَبدِ الحَقِّ ويَحْيَى. وفاتَه: مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَنْجَبَ بنِ الشُّبّاكِ، عَن ذاكِرِ بنِ كامِلٍ نَقَلَه الحافِظ. وكشَدّادٍ: شَبّاكُ بنُ عائِذِ بن المنخل الأَزْدِيّ، روى عَن هِشامٍ الدَّسْتُوائي كَمَا فِي التَّبصِيرِ وَفِي سِياقِ المُصَنِّفِ خَطَأٌ. وشَبّاكُ بنُ عَمْرو عَن أبي أَحْمَدَ الزبَيرِيِّ، وَعنهُ الباغَنْدِيُّ: مُحَدِّثانِ. وشِباكٌ الضَّبِّيُ، ككِتابٍ عَن إِبراهيمَ النَّخَعِيِّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي صَحِيحِ مُسلِمٍ، وَكَانَ يُدَلِّسُ، وَهُوَ كوفِيٌ أَعْمَى. وشِباكُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ، وعُثْمانُ بنُ شِباك: مُحَدِّثُونَ. والشِّباكُ: ثلاثَةُ مواضِعَ أَحَدُها فِي بِلادِ غَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ، بينَ أَبْرَقِ العَزّافِ والمَدِينَةِ، والاثْنانِ على سَبعَةِ أَمْيالٍ من البَصْرَةِ طَرِيق الحاجِّ. والشَّبَكَةُ، مُحَرَّكَةً: شَرَكَةُ الصَّيّادِ الَّتِي يَصِيدُ بهَا فِي البَر، وَمِنْهُم من خَصَّه بمِصْيَدَةِ الماءِ شَبَكٌ وشِباكٌ بالكسرِ كالشُّبّاكِ، كزُنّارٍ قالَ الرّاعِي:
(أَو رَعْلَةٌ من قطا فَيحانَ حَلأَها ... من ماءِ يَثْرِبَةَ الشُّبّاكُ والرَّصَدُ)
شَبابِيكُ.)
والشَّبَكَة: الآبارُ المُتَقارِبَةُ القَرِيبَةُ الماءِ يُفْضِي بعضُها إِلى بَعْضٍ، عَن القتَيبِي. وقِيل: هِيَ الرَّكايَا الظّاهِرَةُ تُحْفَرُ فِي المَكانِ الغليظِ القامةَ والقامَتَيْنِ والثَّلاثَ يُحْتَبَسُ فِيهَا ماءُ السَّماءِ، وَهِي الشِّباكُ، سُمِّيَتْ لتَجاوُرِها وتَشابُكِها، قَالَ اللَّيثُ: وَلَا يُقالُ للواحِدِ مِنْهَا شَبَكَة، وِإنّما هِيَ اسمٌ للماءِ، وتُجْمَعُ الجُمَلُ مِنْهَا فِي مواضِعَ شَتَّى شِباكًا، قَالَ جَرِيرٌ:
(سَقَى رَبِّي شِباكَ بني كُلَيبٍ ... إِذا مَا الماءُ أُسْكِنَ فِي البِلادِ وَقَالَ طَلْقُ بنُ عَدِي:)
فِي مُستَوى السَّهْلِ وَفِي الدَّكْداكِ وَفِي صِمادِ البِيدِ والشِّباكِ وَفِي الحَدِيث: الْتَقَطَ شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ وَهُوَ مِنْ ذَلِك. وأَشْبَكُوا: حَفَروها نَقله الصّاغاني. والشَّبَكَةُ أَيضًا: الأَرْضُ الكَثِيرَةُ الآبارِ ليسَتْ بسِباخٍ وَلَا مُنبِتَة، وَكَانَ الأَصْمَعِي يَقولُ: إِذا كَثُرَت فِيهَا الحفائِر من آبارٍ وغَيرِها سُمِّيَتْ شَبَكَةً، والجمعُ شِباكٌ. والشَّبَكَة: جُحْرُ الجُرَذِ وَمِنْه الحَدِيث: أَنّه وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرِه فِي شبَكة جُرذان أَي: أَنْقابِها، وجِحَرَتُها تكونُ متَقارِبَةً بَعْضهَا من بعضٍ، والجَمْعُ شِباكٌ. وشَبَكَةُ ياطِبٍ: ماءٌ بأجأً. والشَّبَكَةُ: ماءةٌ شَرقِيَ سُمَيراءَ لأَسَدٍ، وماءةٌ لبني قُشَيرٍ. والشَّبَكَةُ: ثلاثَةُ مِياهٍ كُلُّها لبني نُمَير بالشُرَيْفِ، مِنْهَا: شبكةُ ابنِ دَخُن. والشَّبَكَة: بِئْرٌ على رَأْسِ جَبَلٍ. والشَّبَكَةُ: ماءٌ آخَرُ فِي بِلادِهِم. وَمن المَجازِ: بَينَهُما شُبكَةٌ، بالضّم: أَي: نَسَبُ قَرابَةٍ ورَحِمٍ، وَقَالَ ابنُ فارِس: بينَ القَوْمِ شُبكَةُ نَسَبٍ: أَي مُداخَلَةٌ وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: بَينَهُما شُبهَةُ سَبَب، لَا شُبكَةُ نَسَب. وشُبَيك كزُبَيرٍ: ببِلادِ بني مازِن نقَله الصّاغانيُ. والشُّبَيكَةُ كجُهَينَةَ: وادٍ قُربَ العَرجاءِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الشِّباكُ والشُّبَيكًةُ: مَوْضِعان بينَ البَصْرَةِ والبَحْرَيْنِ، وَقَالَ نَصْرٌ فِي كتابِه: الشُّبيكَةُ من منازِلِ حاجِّ البَصْرَةِ على أَمْيالٍ من وَجْرَةَ قَلِيلة. والشُّبَيكَةُ: بينَ مَكَّةَ والزَهْراءِ. والشُّبَيكَةُ: بِئْرٌ هُناكَ ممّا يَلِي التَّنْعِيمَ بَين زاهرٍ والبَلَد. والشُّبَيكَة: ماءة لبني سَلُولٍ بطَرِيقِ الحِجازِ، قَالَ مالِكُ بنُ الرَّيْبِ المازِنيُّ:
(فإِنَّ بأَطْرافِ الشُّبَيكَةِ نِسوَةٌ ... عَزِيزٌ عليهِنَّ العَشِيَّةَ مابِيَا)
وبَنُو شِبك، بِالْكَسْرِ: بَطْنٌ من العَرَبِ عَن ابنِ دُرَيْد. قلت: وهُمْ من حِمْيَر، من وَلَدِ الشِّبكِ بنِ ثَابت الحِمْيَرِيِّ، وَقد ضَبَطه الهَمْدَانِيُ فِي أَنسابِه بالسِّينِ المُهْمَلةِ، وتقدَّمت الإِشارَةُ إِليه. وَذُو شَبَكٍ، مُحَرَّكَةً: ماءٌ بالحِجاز ببلادِ بني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ من بني هَوازِنَ. والشَّبَكُ أَيْضًا: أَسْنانُ المُشْطِ لتَقارُبِها. وتَشابَكَت السِّباعُ: نَزَتْ أَو أَرادَت النِّزاءَ، عَن ابنِ الأَعْرابي. والشّابابَكُ وَقد تُزادُ الهاءُ فيُقالُ: الشّاهُ بابَكُ: نَباتٌ يُعْرَفُ بمصرَ بالبَرنُوفِ وتَقَدَّمَ التَّعْرِيف بِهِ هُناك، وَهِي لَفْظَةٌ أَعجَمِيّة.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: اشْتَبَكَ السَّرابُ: دَخَلَ بَعْضُه فِي بَعْضٍ. والشّابِكُ: من أَسماءِ الأَسَدِ. وشَبَكَت النّجُومُ، واشْتَبَكَتْ، وتَشابَكَتْ: دَخَل)
بعضُها فِي بعضٍ، واخْتَلَطَت، وَكَذَلِكَ الظَّلامُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقيل: اشْتِباكُ النُّجُومِ: ظُهُورُ جَمِيعِها. وشابَكَ بينَهُما فتَشابَكَا، وَمِنْه حَدِيثُ المُشابَكَةِ. ورأَيتُه يَنْظُر من الشّبّاكِ، وَاحِد الشَّبابِيكِ، وَهُوَ المُشَبَّكُ من نَحْو حَدِيدٍ وغيرِه، وَبِه كُنِي أَبو الحَسَن عليُّ بنُ عبدِ الرَّحِيم الرِّفاعيُ أَبا الشُّبّاكِ المَدْفُون بمصرَ لكَونِه وَقَفَ على شبّاكِ الحَضْرِة الشَّرِيفةِ فصافَحَ يَد النّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ مُعايَنَةً، فِيما يُقال.
ورأَيْتُ على الماءِ الشُّبّاكَ، وهُم الصّيّادُونَ بالشَّبَكِ، نَقله الأَزهرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ. والمُشَبَّكُ، كمُعَظَّمٍ: ضَربٌ من الطَّعامِ. وأَشْبَكَ المكانُ: إِذا أَكْثَرَ الناسُ احْتِفارَ الرَّكايَا فيهِ.
ورَجُلٌ شابِكُ الرُّمْحِ: إِذا رَأَيْتَه من ثَقافَتِه يَطْعَن بهِ فِي الوُجُوهِ كُلِّها، قَالَ: كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَه شابِكَا واشْتِباكُ الرَّحِمِ: اتِّصالُ بعضِها ببَعْضٍ، وقالَ أَبو عُبَيدٍ: الرَّحِمُ المُشْتَبِكَةُ المُتَّصِلَةُ. ويُقال: بَينَهُما أَرْحامٌ مُتَشابِكَة، ولُحْمَةٌ شابِكَة، وَهُوَ مَجاز. واشْتَبَكَت العُرُوقُ: اشْتَجَرَتْ. ودِرْعٌ شُبّاكٌ، كَرُمّانٍ: مَحْبُوكَةٌ، قَالَ طُفَيل: لَهُنَّ لِشُبّاكِ الدُّرُوعِ تَقاذُفٌ وشَبَكَة حرج موضِعٌ بالحِجازِ فِي ديارِ غِفار. وشبوكة: مَدِينَة بِفَارِس. والشَّبَكَة: قريةٌ بِمصْر، وَهِي التَّلُّ الأَحْمَر.
وشابِك، كصاحِبٍ: موضِعٌ من ديارِ قُضاعَةَ بالشامِ، ذكره نَصْر. والشَّبائِكُ: الخُصُوماتُ. وشَبَكَه عَنهُ شَبكًا: شَغَلَه.
وشَوْبَك بنُ مالِكِ بنِ عَمْرو أَخُو شُرَيْكِ بنِ مالكِ: بَطْنٌ. والشَّوْبَكُ: قريَةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ إِطْفِيح، وَقد رَأَيتُها.
وأخْرَى بالشامِ يُضافُ إِليها كَرَكُ. وأخْرَى من أَعمالِ بُلْبَيس. وأخْرَى بهَا تُعْرَفُ بشَوْبَكِ أَكراس. والشّبّاكُ، ككَتّان: من يَعْمَلُ الشِّباكَ الوَطيئات، وَبِه عرف أَبو بَكْرٍ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ النَّهْرَوِيّ، ومحمّدُ بن حَبِيب، نقَلَه الحافِظُ.

شرسف

شرسف: شُرسُوف: الطرف اللين من الضلع مما يلي البطن. (بوشر).
[شرسف] فيه: فشقًا ما بين ثغرة نحري إلى "شرسوفي" هو واحد الشراسيف وهي أطراف الأضلاع المــشرفة على البطن، وقيل: غضروف معلق بكل بطن.
[شرسف] الشَراسيفُ: مَقاطُّ الأضلاع، وهي أطرافُها التي تُشْرِفُ على البطن. ويقال: الشُرْسوفُ: غضروفٌ معلٌّقٌ بكل ضلع مثل غضروف الكتف.
شرسف
شُرسوف [مفرد]: ج شراسِفُ وشراسيفُ: (شر) طرفُ الضِّلَع اللّيِّن المشرفُ على البَطْن. 
شرسف: الشُّرسوفُ: ضلعٌ على طرفها الغُضروف الدقيق.. شاةٌ مشرسفة، أي: بجنبيها بياضٌ قد غشَّى الشَّراسيف والشَّواكل، قال:

شَيْخٌ إذا حُمِّلَ مَكروهةً ... شدَّ الشَّراسيفَ لها والحَزيم 

شرسف



شَرْسَفَةٌ Badness of natural disposition; illnature. (Ibn-'Abbád, O, K.) شُرْسُوفٌ The غُضْرُوف [or cartilage] attached to each rib; (S, O, K;) like the غُضْرُوف of the scapula: (S, O:) or the extremity of the rib, projecting over the belly: (S, O, K:) or the head of the rib, next the belly: (IAar, O:) or a rib having a غُضْرُوف [or cartilage] at its extremity: (ISd, TA:) pl. شَرَاسِيفُ. (S, O.) A2: A camel shackled. (IAar, O, K.) b2: And A camel hocked, or hamstrung, in one of his legs. (IAar, O, K.) b3: And A captive having his arms bound behind his back. (IAar, O.) A3: Calamity, or misfortune: and the commencement of hardship. (K.) One says, أَصَابَتِ النَّاسَ الشَّرَاسِيفُ The commencements of hardships befell the people. (IF, O.) شَاةٌ مُشَرْسَفَةٌ A sheep, or goat, having in its sides a whiteness covering the شَرَاسِيف [pl. of شُرْسُوفٌ, q. v.,] (Lth, O, K) and the شَوَاكِل [pl. of شَاكِلَةٌ, q. v.]. (Lth, O.)

شرسف: الشُّرْسُوفُ: غُضْرُوفٌ مُعَلَّق بكل ضِلَعٍ مثل غُضْروفِ

الكَتِف. ابن سيده: الشرسوف ضلع على طرفها الغُضْروفُ الرَّقِيقُ. وشاةٌ

مُشَرْسَفَةٌ: بجنبيها بياض قد غَشَّى شَراسِيفَها. وفي التهذيب: شاةٌ

مُشَرْسَفَةٌ إذا كان عليها بياض قد غَشَّى الشراسيفَ والشَّواكِلَ. الأَصمعي:

الشَّراسيفُ أَطْرافُ أَضْلاعِ الصدْرِ التي تُشْرِفُ على البطن، وفي

الصحاح: مَقاطُّ الأَضْلاعِ، وهي أَطْرافُها. ابن الأعرابي: الشُّرْسُوفُ

رأْسُ الضِّلَع مـما يلي البطن. وفي حديث المَبْعَث: فَشَقَّ ما بين ثُغْرَةِ

نَحْري إلى شُرْسُوفي. والشُّرْسُوفُ أَيضاً: البعير المُقَيَّدُ، وهو

أَيضاً الأَسير المكتوف، وهو البعير الذي قد عُرْقِبَتْ إحدى رجليه.

شرسف
الشُّرْسُوفُ، كَعُصْفُورٍ: غُضْرُوفٌ مُعَلَّقٌ بِكُلِّ ضِلَعٍ، مِثْلُ غُضْرُوفِ الكَتِفِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَو هُوَ مَقَطُّ الضِّلَعِ، وَهُوَ الطَّرَفُ الْمُشْرِفُ علَى الْبَطْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، والجَمْعُ: شَرَاسِيفُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشُّرْسُوفُ: رَأْسُ الضِّلَعِ مِمَّا يَلِي البَطْنَ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ المَبْعَثِ:) فَشَقَّا مَا بَيْنَ ثُغْرَةِ نَحْرِى إِلَى شُرْسُوفِى، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الشُّرْسُوفُ: ضِلَعٌ علَى طَرَفِهَا غُضْرُوفٌ.
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشُّرْسُوفُ: الْبَعِيرُ الْمُقَيَّدُ، وَهُوَ أَيْضا الأَسِيرُ المَكْتُوفُ، وَهُوَ البَعِيرُ الَّذِي قد عُرْقِبَتْ إحْدَى رِجْلَيْهِ.
والشُّرْسُوفُ: الدَّاهِيَةُ.
وَقَالَ ابنُ فارسٍ: أَوَّلُ الشّدَّةِ، وَمِنْه قَوْلُهم: أَصَابَتِ النَّاسَ الشَّرَاسِيفُ.
والشَّرْسَفَهُ: سُوءُ الْخُلُقِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
قَالَ اللَّيْثُ: شَاةٌ مُشَرْسَفَة، بفَتْحِ السِّينِ: إِذا كَانَ بِجَنْيَهْاَ بَيَاضُ، قد غَشَّى الشًّرًاسيفَ، زَادَ فِي التَّهْذِيبِ: والشَّوَاكِلِ.

شطط

(شطط) بَالغ فِي الشطط
شطط: {شططا}: جورا. {تُشطِط}: تجور وتسرف. وتَشطُط: تبعد.
شطط
الشَّطَطُ: الإفراط في البعد. يقال: شَطَّتِ الدّارُ، وأَشَطَّ، يقال في المكان، وفي الحكم، وفي السّوم، قال:
شطّ المزار بجدوى وانتهى الأمل
وعبّر بِالشَّطَطِ عن الجور. قال تعالى: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً
[الكهف/ 14] ، أي: قولا بعيدا عن الحقّ.
وشَطُّ النّهر حيث يبعد عن الماء من حافته.
ش ط ط : شَطَّتْ الدَّارُ بَعُدَتْ وَشَطَّ فُلَانٌ فِي حُكْمِهِ شُطُوطًا وَشَطَطًا جَارَ وَظَلَمَ وَشَطَّ فِي الْقَوْلِ شَطَطًا وَشُطُوطًا أَغْلَظَ فِيهِ وَشَطَّ فِي السَّوْمِ أَفْرَطَ وَالْجَمِيعُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَأَشَطَّ فِي الْحُكْمِ بِالْأَلِفِ وَفِي السَّوْمِ أَيْضًا لُغَةٌ.

وَالشَّطُّ جَانِبُ النَّهْرِ وَجَانِبُ الْوَادِي وَالْجَمْعُ شُطُوطٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
[شطط] نه: في ح تميم الداري: إن رجلًا كلمه في كثرة العبادة فقال: أرأيت إن كنت مؤمنًا ضعيفًا وأنت مؤمن قوي أنك "لشاطى" حتى أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت، أي إذا كلفتنى مثل عملك مع قوتك وضعفي فهو جور منك، لشاطى أي لظالم، من الشطط: الظلم والبعد عن الحق، وقيل: هو من شطى إذا شق عليك وظلمك. ومنه: لا وكس ولا "شطط". غ: "شططا" قولًا بعيدًا عن الحق. (و"لا تشطط") لا تجر في الحكم. نه: وفي ح التعوذ: من كآبة "الشطة" هو بالكسر بعد المسافة، من شطت الدار بعدت.
ش ط ط: (شَطَّتِ) الدَّارُ تَشُطُّ بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا (شَطًّا) وَ (شُطُوطًا) بَعُدَتْ. وَ (أَشَطَّ) فِي الْقَضِيَّةِ أَيْ جَارَ. وَ (أَشَطَّ) فِي السَّوْمِ وَ (اشْتَطَّ) أَيْ أَبْعَدَ. وَ (الشَّطُّ) جَانِبُ النَّهْرِ. وَ (الشَّطَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَهَا مَهْرُ مِثْلِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ» أَيْ لَا نُقْصَانَ وَلَا زِيَادَةَ. 

شطط


شَطَّ(n. ac.
شَطّ
شُطُوْط)
a. Was distant, far off, remote.
b.(n. ac. شَطَط
شُطُوْط) ['Ala & Fī], Was unjust to...in.
c.(n. ac. شَطَط) [Fī], Went to extremes, went too far in; overcharged
asked too much.
شَطَّطَa. see I (b)b. Walked alongside of (river).
c. [ coll. ], Ran on a sand-bank
ran aground (ship).
أَشْطَطَa. see I (b) (c).
إِشْتَطَطَa. see I (b) (c).
شَطّ
(pl.
شُطُوْط شُطَّاْن)
a. Edge, bank, river-side.

شِطَّةa. Distance.

شَطَطa. Superfluous, excessive; extravagant, outrageous;
exaggerated.
b. Injustice, wrong, abuse.
c. Exaggeration; falsehood.

شَاْطِطa. Distant, remote.

شَطَاْطa. Tallness, beauty of stature.
b. Remoteness, distance.

شَطَاْطَةa. see 2t
شِطَاْطa. see 22 (a)
شطط بن قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: إِنَّك لشاطِّي أَي إِنَّك لجائرٌ عليّ حِين تحمل قوتك على ضعْفي وهُوَ من الشطط والْجور فِي الحُكم يَقُول: إِن كنت أَنْت قَوِيا فِي الْعَمَل وَأَنا ضَعِيف أَتُرِيدُ أَن تحمل قوتك على ضعْفي حَتَّى أتكلف مثل عَمَلك فَهَذَا جَوْرٌ مِنْك عليّ وقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {فَاْحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} وَفِيه لُغَتَانِ: شَطَطْتُ وَأَشْطَطْتُ إِذا جَار فِي الحكم وأَشْطّ إشطاطا وشططا وَهُوَ رجل شاط.

حَدِيث الْبَراء عَازِب رَحمَه الله
[شطط] شَطَّتِ الدار تَشِطُّ وتَشُطُّ شَطَّاً وشُطوطاً: بَعُدَتْ. وأَشَطَّ في القضية، أي جارَ. وأَشَطَّ في السَوْمِ واشْتَطَّ: أَبْعَدَ. وأَشَطُّوا في طلبي، أي أمعَنوا. وحكى أبو عبيد: شطَطْتُ عليه وأَشْطَطْتُ، أي جرت. وفى حديث تميم الدارى: " إنك لَشاطِّي "، أي جائرٌ عليَّ في الحكم. والشَطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسنامِ. وكلُّ جانبٍ من السنام شط. قال أبو النجم: كأن تحت درعها المنعط * شطا رميت فوقه بشط * والجمع شطوط. والشطوط بالفتح: الناقةُ الضخمةُ السنامِ. والشَطاطُ: البعدُ واعتدالُ القامةِ أيضاً. يقال: جارية شَاطَّةٌ بيِّنَةُ الشَطاطِ والشِطاطِ أيضا بالكسر. قال أبو عمرو: الشَطَطُ: مجاوزةُ القدرِ في كلّ شئ. وفى الحديث: " لها مَهْرُ مثلها لا وَكْسُ ولا شطط "، أي لا نقصان ولا زيادة.
شطط وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ حِين كَلمه الرجل فِي كَثْرَة الْعِبَادَة فَقَالَ تَمِيم: أرأيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤمنا قويًّا وَأَنت مُؤمن ضَعِيف أفتحمل قوّتي على ضعفك وَلَا تَسْتَطِيع فتنبتّ أَو أرأيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤمنا ضَعِيفا وَأَنت مُؤمن قويٌّ إِنَّك لشاطِّي حَتَّى أحْملَ قوَّتكَ على ضعْفي فَلَا أَسْتَطِيع فأنْبَتّ وَلَكِن خُذْ من نَفْسك لدِينكَ وَمن دينك لنَفسك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر على عبادةٍ تُطِيْقُها هَذَا من حَدِيث ابْن علية وَابْن الْمُبَارك فَأَما ابْن علية فَرَوَاهُ عَن الْجريرِي عَن رَجُل عَن تَمِيم وَأما ابْن الْمُبَارك فَرَوَاهُ عَن الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء عَن تَمِيم وَكَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يَقُول: إِنَّك نشاطي فِيمَا بَلغنِي عَنهُ وَلَا نرَاهُ مَحْفُوظًا عَن ابْن الْمُبَارك وَلَيْسَ لَهُ معنى إِنَّمَا الْمَحْفُوظ عندنَا مَا قَالَ ابْن علية: أإنك لشاطي.
شطط
شطّتِ الدّارُ تشطُ وتشطّ شطاً وشّطوْطاً: بعدْتْ، قال:
تَشطُ غداً دارُ جيرْاننا ... وللَدّارُ بعْدَ غَدٍ أبْعدُ
وقال آخرُ:
شطّ المزارُ بجدْوى وانتْهى الأمَلُِ ... فلا خيالّ ولا عَهْد ولا طللُ
ويقال: شطَطت عليّ في السوم: أي أبعْدتَ. وقال أبو عمرو: الشّطط: مجاوزةُ الحدَ والقدْرِ في كل شيءٍ. ومنه حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وسئلَ عن رجلٍ ماتَ عن امرأته ولم يدخلْ بها ولم يفرضْ لها الصدّاق قال: إنّ لها صدَاقاً كصداقِ نسائها لا وكسْ ولا شططَ وإنّ لها الميراثَ وعليها العدةَ.
وقرأ الحسنُ البصْريّ وأبو رجاءٍ وقتادةُ وأبو حيوةَ واليماني وأبو البرهسْمِ وابن أبي عبلةَ: " ولا تشططْ " بفتح التاءِ وضمّ الطاء الأوْلى. ومنه حَديث تميمِ بن أوْسٍ الدّارِي - رضي الله عنه - حين كلمهُ رجلّ في كثرة العبادةَ؛ فقال تميمّ: أرَأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً وأنت مؤمنّ ضعيفّ أفَتحْماُ قوّتي على ضَعْفكَ فلا تَسْتطْيعَ فَتنبتّ؟ أو أرأيتْ إنْ كنتُ أنا مؤمنا ضّعْيفاً وأنت مؤمنّ قويّ أإنكَ لشاطيّ حتىّ أحْمل قوتكَ على ضعْفى فلا أسْتطيعَ فأنْبتّ، ولكنْ خذْ من نفسكَ لدْينكَ ومن دْينكَ لنفسكَ حتىّ يستْقيم بك الأمْرُ على عبادةٍ تُطْيقها، أي إنكَ لجائرّ عليّ حين تحملُ قوتك على ضعْفي. أتريْدُ أنْ تحملَ قوتكَ على ضَعْفي حتى أتكلف مثلَ عملكَ فهذا جوْرّ منك. يعْني للضعفٍ أنْ يتكلف مباراتهَ؛ فانّ ذلك يترُكه كالمنبتّ، ولكنْ عليه بالهوْينى ومبلغِ الطاّقةِ.
وقال أبو زَيدٍ: شَطّني فلانّ يشطيّ شطاً وشطّوْطاً: إذا شقّ عليك وظلمكّ والشطَ: جانبٍ الوادي والنهرِ والبحرِ والسنامِ، وكلّ جانبٍ من السنامِ شطّ، وأنشدَ الليْثُ:
ركوبْ البحْرِ شطاً بعْدَ شطّ
وقال أبو النجْم:
كأنّ تحتَ ثوبها المنعطَ ... إذا بدا منه الذي تغطي
شطاً رميتَ فوقهَ بشطّ ... والجمعّ شطوطّ
والشطوطَ - بالفتح - والشطوْطى - مثالُ خَجوْجى -: النّاقةُ الضخّمةُ السنامِ، والجمعُ: شطائطَ، قال:
قد طلحته جلةَ شطائطُ
وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العُكلي:
فلا تومرْ ممارَتي وبوّلي ... فليس يبوْءُ بخّسّ بالسوُطْ
والشطّاطُ - بالفتحْ - والشّطةَ - بالكسرَ - البعْدُ. وفي الحدَيث: أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتعوّذُ من وعْثاءِ السفرَ وكآبةِ الشطةِّ وسُوْءِ المنقّلبِ.
وقال ابن دريدٍ: الشّطشاطُ - زَعَموا - طائرّ؛ وليس بِثَبتٍ والشّطاطُ والشّطاطُ: اعْتدالُ القامةِ، يقال: جاريةً شاطّةَ بينةُ الشطّاطِ والشطّاطِ، قال المتُنخلُ الهذَليّ:
لهوْتُ بِهنّ إذ ملّقي ملْيحّ ... وإذْ أنا في المخْيلةِ والشطاّطِ
وشَطّ: قرْيةّ باليمامةِ وشَطّ عثمانَ: موْضعّ بالبصرةَ، وهو عثمانُ بن أبى العاص الثّقفيّ - رضي الله عنه -.
وأشطَ في القضيةَ: أي جاَرَ، قال الله تعالى:) ولا تشْططَ (.
وأشطَ في السوْم: أي أبْعدَ، وهو أكثرُ منَ شطَ فيه، قال:
ألا يا لقومٍ قد أشطّتْ عواذْلي ... ويزْعُمنَ أنْ أوْدى بحقيَ باطلي
وأشطوّا في طلبي: أي أمْعَنوا.
وشططّ تشَطْيطاً: بالغَ في الشّططِ، وقرأ قتادَةُ:) ولا تشططْ (بضمّ التاء وفتحْ الشّيْن وشاطهُ: غالبهَ في الاشتطاطِ، وقرأّ، وقرأَ زرّ بن حُبيشْ: " ولا تشاطِطْ " واشْتط: أي أبعدَ والتركيبُ يدلُ على البعَدِ وعلى الميلْ؟؟
شطط
شطَّ/ شطَّ في شَطَطْتُ، يَشُطّ ويَشِطّ، اشْطُطْ/ شُطَّ واشطِطْ/ شِطَّ، شطًّا وشَطَطًا وشُطوطًا، فهو شاطّ، والمفعول مَشْطُوط فيه
• شطّ المكانُ: بَعُد "شطَّتِ الدّارُ- شَطَّ المزارُ".
• شطّ في الأمر: تجاوز فيه الحدَّ، أفرط فيه "شطّ في السِّعر/ المساومة- {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطًا} ".
• شطّ في الحُكم: ظلَم وجار "لاَ وَكْسَ وَلاَ شَطَطَ [حديث]- {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} " ° لا بخس فيه ولا شطط: لا ظلم أو تجاوز فيه.
• شطّ في القول: أغلظ فيه. 

أشطَّ في يُشطّ، أشْطِطْ/ أشِطَّ، إشطاطًا، فهو مُشِطّ، والمفعول مُشَطٌّ فيه
• أشطَّ في حكمه: شَطّ فيه، ظلم وجار " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} ".
• أشطَّ في الصَّحراء: أبعد.
• أشطَّ في السّوم: أفرط. 

اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في يشتطّ، اشْتَطِط/ اشْتَطَّ، اشتطاطًا، فهو مُشتطّ، والمفعول مُشتطّ عليه
• اشتطَّ المكانُ: شطّ؛ بَعُد.
• اشتطَّ عليه في حكمه: شَطّ، ظلمَه وجارَ عليه "اشتطّ عليه في الثّمن: تجاوز فيه الحدّ".
• اشتطَّ في ادِّعاءاته: بالغ وتجاوز الحدّ "اشتطّ في تسعير بضاعته". 

شاطَّ يشاطّ، شاطِطْ/ شاطَّ، مُشاطّةً، فهو مُشاطّ، والمفعول مُشاطّ
• شاطّ فلانًا: غالبه في تجاوز الحدّ والجور، زايده في الإفراط
 والمغالاة في الأمور. 

شطَّطَ في يشطِّط، تشطيطًا، فهو مُشَطِّط، والمفعول مُشطَّط فيه
• شطَّط الغُزاةُ في التَّنكيل بالمُواطنين: بالغوا في تعذيبهم، وأفرطوا في التنكيل بهم " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشَطِّطْ} [ق]: لا تبالغ في الظّلم، والبُعْد عن الحقّ". 

شِطَاط [مفرد]:
1 - بُعْد.
2 - حسنُ القوام وطولُه "زادها شِطاطُها جمالاً". 

شطّ [مفرد]: ج شُطَّان (لغير المصدر) وشُطوط (لغير المصدر):
1 - مصدر شطَّ/ شطَّ في.
2 - شاطئ، جانب النَّهر أو البحر أو الوادي "شطّ النِّيل/ البحر/ النّهر" ° وصل شطّ الأمان: نجا من الخطر. 

شَطَط [مفرد]: مصدر شطَّ/ شطَّ في ° شطَط الخيال: ابتعاده عن موضوع معيّن. 

شطّاطة [مفرد]: جانب خَشِن في صندوق الكبريت يُحكُّ عليه العودُ فيشتعل. 

شطّة [مفرد]: فِلفِل حارّ، يستخدم في الطَّهي وغيره. 

شُطوط [مفرد]: مصدر شطَّ/ شطَّ في. 

مُشتطّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في.
2 - اسم مفعول من اشتطَّ/ اشتطَّ على/ اشتطَّ في.
3 - صفة للشّخص غير المقيّد بالواقع في شعوره وتخيّله وفي تعبيراته اللّفظيّة وحركاته الجسميّة. 

شطط: الشَّطاطُ: الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ، وقيل: حُسن القَوام.

جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ، بالكسر: وهما الاعتدال في

القامة؛ قال الهذلي:

وإِذْ أَنا في المَخيلةِ والشَّطاطِ

والشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً:

بَعُدت. وكل بَعِيدٍ شاطٌّ؛ ومنه: أَعوذ بك من الضِّبْنةِ في السفَر

وكآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بالكسر: بُعْد المسافةِ من شَطَّتِ الدارُ

إِذا بَعُدت.

والشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ في بيع أَو طلَب أَو احتكام أَو غير ذلك

من كل شيءٍ، مشتق منه؛ قال عنترة:

شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ، فأَصْبَحَت

عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ

(* هكذا رُوي هنا، وهو في معلقة عنترة:

حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين، فأَصبحت * عِسِراً عليَّ

طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ)

أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشقين، فعدَّاه حملاً على معنى جاوزت، ويجوز أَن

يكون منصوباً بإِسقاط الباء تقديره بَعُدت بموضع مَزارِهم، وهو قول

عثمان بن جني إِلاَّ أَنه جعل الخافض الساقط عن، أَي شَطَّت عن مزارِ

العاشقين. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لها مَهْرُ مِثلها لا وكْسَ ولا

شَطَطَ أَي لا نُقْصان ولا زِيادةَ. وفي التنزيل العزيز: وانه كان يقول

سَفِيهُنا على اللّهِ شَطَطاً؛ قال الراجز:

يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا

وشَطّ في سِلْعَتِه وأَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عن الحق. وشَطَّ

عليه في حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ: جارَ في قضيَّتِه.

وفي التنزيل: ولا تُشْطِطْ، وقرئَ: ولا تَشْطُطْ ولا تُشَطِّطْ، ويجوز في

العربية ولا تَشْطِطْ، ومعناها كلّها لا تَبْعُدْ عن الحقّ؛ وأَنشد:

تَشُِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا،

ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ

أَبو عبيد: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بضم الشين، وأَشْطَطْتُ: جُرْت: قال ابن

بري: أَشَطَّ بمعنى أَبْعَدَ، وشَطَّ بمعنى بعُدَ؛ وشاهد أََشَطَّ بمعنى

أَبعدَ قول الأَحوص:

أَلا يا لَقَوْمِي، قد أَشَطَّتْ عَواذِلي،

ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي

وفي حديث تَميم الدَّارِيّ: أَنَّ رجلاً كلمه في كثرة العبادة فقال:

أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قوي؟ إِنك لشاطِّي

حتى أَحْمِلَ قوَّتَك على ضَعْفِي فلا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَّ؛ قال أَبو

عبيد: هو من الشَّطَطِ وهو الجَوْرُ في الحُكْم، يقول: إِذا كَلَّفْتَني

مثل عملك وأَنتَ قويّ وأَنا ضعِيفٌ فهو جَوْرٌ منك عليَّ؛ قال الأَزهري:

جعل قوله شاطِّي بمعنى ظالِمِي وهو معتدٍّ؛ قال أَبو زيد وأَبو مالك:

شَطَّني فلان فهو يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عليك؛ قال الأَزهري:

أَراد تميم بقوله شاطِّي هذا المعنى الذي قاله أَبو زيد أَي جائر عليَّ

في الحكم، وقيل: قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لي من الشَّطَط وهو الجورُ

والظلم والبُعْدُ عن الحق، وقيل: هو من قولهم شَطَّني فلان يَشِطُّني

شَطّاً إِذا شَقَّ عليك وظلمك. وقوله عزّ وجلّ: لقد قلنا إِذاً شططاً؛ قال

أَبو إِسحق: يقول لقد قلنا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً، وهو منصوب على المصدر،

المعنى لقد قلنا إِذاً قَولاً شطَطاً. والشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ في كل

شيء. يقال: أَعطيته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَكْساً.

واشتطَّ الرجل فيما يَطْلُبُ أَو فيما يحكم إِذا لم يَقْتَصِد. وأَشَطَّ

في طلبه: أَمْعَنَ. ويقال: أَشَطَّ القومُ في طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا

طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً. وأَشَطَّ في المَفازةِ: ذهب.

والشَّطُّ: شاطِئُ النهر وجانبه، والجمع شُطوطٌ وشُطَّانٌ؛ قال:

وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه،

بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه

ويروى: من شُطْآنِه جمع شاطِئٍ. وقال أَبو حنيفة: شَطُّ الوادِي

سَنَدُه الذي يَلي بطنَه. والشَّطُّ: جانبُ السَّنامِ، وقيل شِقُّه، وقيل

نِصْفُه، ولكل سَنام شَطَّانِ، والجمع شُطوط.

وناقة شَطُوطٌ وشَطَوْطَى: عظيمة جنبي السَّنامِ، قال الأَصمعي: هي

الضخْمةُ السنامِ؛ قال الراجز يصف إِبلاً وراعِيَها:

قد طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ،

فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ

والشَّطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسَّنامِ، وكلُّ جانبٍ من السنام

شَطٌّ، قال أَبو النجم:

عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ،

ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ،

كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ

شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ،

لم يَنْزُ في الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ

والشُّطَّانُ: موضع؛ قال كثيِّر عزَّة:

وباقي رُسُومٍ ما تزالُ كأَنَّها،

بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَيْطٌ مُضَلَّعُ

وغَدِيرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَى الطريقين من عُسْفانَ للحاجّ

إِلى مكة، صانها اللّه عزّ وجلّ؛ ومنه قول رسول اللّه، ثلّى اللّه عليه

وسلّم، لبُرَيْدةَ الأَسلمي: أَين تركت أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ؟

والشَّطْشاطُ: طائر.

شطط
{شَطَّ المنزِلُ} يَشِطُّ {ويَشُطُّ، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ،} شَطًّا {وشُطُوطاً، الأَخيرُ بالضَّمِّ: بَعُدَ، وكلُّ بَعيدٍ:} شَاطٌّ، قالَ الشَّاعِر:
( {شَطَّ المَزارُ بجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ ... فَلَا خَيالٌ وَلَا عَهْدٌ وَلَا طَلَلُ)
وقالَ آخَرُ:
(} تَشُطُّ غَداً دارُ جِيرانِنَا ... ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ)
و {شَطَّ عَلَيْهِ فِي حُكْمِه،} يَشِطُّ، من حدِّ ضَرَبَ فَقَط، {شَطيطاً، كَذَا فِي أُصول الْقَامُوس، كأميرٍ، والصَّوَابُ:} شَطَطاً، مُحَرَّكَةً: جارَ فِي قَضِيَّتِه، {كأَشَطَّ} واشْتَطَّ. وَفِي الصّحاح: وحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ: شَطَطْتُ عَلَيْهِ،! وأَشْطَطْتُ، إِذا جُرْتُ. ونقَلَ صَاحِب اللّسَان هَذَا القولَ عَن أَبي عُبَيْدٍ، ولكنَّه قالَ: {شَطَطْتُ} أَشُطُّ، بضمِّ الشِّين، فجعَلَهُ من حدِّ نَصَرَ، وعِبَارَة الجَوْهَرِيّ مُطْلَقةٌ، فَهُوَ يرُدُّ عَلَى المُصَنِّف، حيثُ جَعَلَهُ من حَدِّ ضَرَبَ، فتأمَّل. (و) {شَطَّ فِي سِلْعَتِه يَشُطُّ شَطَطاً، مُحَرَّكَةً، إِذا جاوَزَ القَدْرَ المَحْدودَ وتَباعَدَ عَن الحَقِّ. (و) } شَطَّ عَلَيْهِ فِي السَّوْمِ {يَشُطُّ} شَطَاطاً: أَبعدَ {كأَشَطَّ، وَهَذِه أَكثَرُ، وعِبَارَة الصّحاح:} أَشَطَّ فِي السَّوْمِ، {واشْتَطَّ. أَبعَدَ. قالَ ابنُ بَرِّيّ:} أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ، {وشَطَّ بمَعْنَى بَعُدَ، وشاهِدُ} أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ قَوْلُ الأَحْوَصِ:
(أَلاَ يَا لَقَوْمِي قد {أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... ويَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بحَقِّيَ بَاطِلِي)
قالَ أَبُو عمرٍ و:} الشَّطَطُ: مُجاوَزَةُ القَدْرِ فِي بَيْعٍ أَو طَلَبٍ أَو احْتِكامٍ أَو غيرِ ذلِكَ من كلِّ شيءٍ، مُشْتَقٌّ من {شَطَّتِ الدَّارُ، إِذا بَعُدَت. قُلْتُ: فظهرَ بذلك أَنَّ} الشَّطَطَ مصدَرٌ لكُلِّ مَا ذُكِرَ من الأَفعالِ. وَهِي: {شَطَّ فِي حُكْمِه، وَفِي سِلْعَتِه، وَفِي السَّوْمِ، فتَخْصيصُ المُصَنِّف إِحْدَى مَصادِرِها} بالشَّطيطِ، كأَميرٍ كَمَا فِي سائرِ النُّسَخ غيرُ صَوابٍ، لأنَّهُ مُخالِفٌ لنُصوصِ الأَئِمَّةِ فتأَمَّل ذَلِك، ومِنْهُ حديثُ ابنِ مسْعودٍ: لَهَا صَدَاقٌ كصَدَاقِ نِسائِها، لَا وَكْسَ وَلَا {شَطَطَ أَي لَا نٌ صانَ وَلَا زيادَةَ. وَفِي الْكتاب العَزيز: وأَنَّه كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ} شَطَطاً. قالَ الرَّاجِزُ: يَحْمُونَ أَلْفاً أَنْ يُسَامُوا شَطَطَا وقالَ عَنْتَرَةُ:
(شَطَّتْ مَزارَ العَاشِقينَ فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عَلَيَّ طِلابُها ابنَةُ مَخْرَمِ) أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشِقِين، فعَدَّاه حمْلاً عَلَى معنى جاوَزَتْ، وَفِي الصّحاح: وَفِي حَديثِ تَميمٍ)
الدَّارِيِّ: إِنَّك {- لشَاطِّي أَي جائِرٌ عليَّ فِي الحُكْمِ. قُلْتُ: ونَصُّ الحَديثِ: أَنَّ رَجُلاً كلَّمَهُ فِي كَثْرَةِ العبادَةِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعيفاً وأَنتَ مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَإِنَّكَ لَشَاطِّي حتَّى أَحْمِلَ عَلَى ضَعْفِي فَلَا أَسْتَطيعَ فأَنْبَتَّ. قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ من الشَّطَطِ، وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْمِ، يَقُولُ: إِذا كَلَّفْتَني مثلَ عَمَلِكَ وأَنتَ قَوِيٌّ وأَنا ضَعيفٌ فَهُوَ جَوْرٌ منكَ، عليَّ. قالَ الأّزْهَرِيّ: جَعَلَ قولَه:} - شَاطِّي بمَعْنَى ظالِمِي، وَهُوَ مُتَعَدٍّ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ، وأَبو مالكٍ: {شَطَّ فلَانا} يَشُطُّه {شَطًّا} وشُطُوطاً، إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وظَلَمَهُ، قالَ الأّزْهَرِيّ: أَرادَ تَميمٌ بقوله: {- شَاطِّي هَذَا الْمَعْنى الَّذي قالَهُ أَبُو زَيْدٍ.
} والشَّطُّ: شاطِئُ النَّهرِ وجانِبُه، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {شَطُّ الْوَادي: سَنَدُه الَّذي يَلِي بَطْنَهُ. ج:} شُطُوطٌ، {وشُطَّانٌ، بضَمِّهِما، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: رُكُوبُ البَحْرِ} شَطًّا بَعْدَ {شَطِّ وقالَ غيْرُهُ:
(وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من} شُطَّانِهِ ... بَقلٌ بظاهِرِه وبَقْلٌ مِتانِهِ)
ويُرْوَى: من شُطْآنِه، جمعُ شاطِئٍ. وَمن المَجَازِ: {الشَّطُّ: جانِبُ السَّنَامِ وشِقُّه أَو نِصْفُه، ولكلِّ سَنامٍ} شَطَّانٍ، وقالَ أَبُو النَّجْمِ: عُلِّقَتْ خَوْداً من بَنَاتِ الزُّطِّ ذاتَ جَهَازٍ مِضْغَطٍ مِلَطِّ كأَنَّ تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ! شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَه بِشَطِّ لم يَنْزُ فِي الرَّفْعِ ولَمْ يَنْحَطِّ ج {شُطُوطٌ، بالضَّمِّ. والشَّطُّ: ة، باليَمَامَةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. (و) } شَطُّ عُثْمانَ: ع بالبَصْرَةَ، يُضافُ إِلَى عُثْمانَ بن أَبي العاصِ الثَّقَفيِّ الصَّاحِبيِّ رَضِيَ الله عَنْه، كَمَا فِي العُبَاب، وراجَعْتُ فِي مَعاجِم الصَّحابةِ فوَجَدْتُ مَن اسْمُه عُثْمان من بَني ثَقيفٍ رَجُلَيْن: عُثْمان ابْن عَامر بن مُعْتب الثَّقَفيُّ، ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ، وعُثْمان الثَّقَفيّ نَزيل حِمْصَ، وَلم أَجِدْ عُثْمان بن أَبي الْعَاصِ هَذَا، فليُنْظر.
{والشَّطَاط، كسَحابٍ، وكِتابٍ. الطُّولُ وحُسْنُ القَوَامِ، قالَ الهُذَلِيُّ:
(لَهَوْتُ بِهِنَّ إذْ مَلْقي مَليحٌ ... وَإِذ أَنا فِي المَخيلَةِ} والشَّطاطِ)
أَو اعْتِدالُهُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، يُقَالُ: جارِيَةٌ {شَطَّةٌ} وشاطَّةٌ بَيِّنَةُ {الشَّطاطِ والشِّطَاطِ. والشَّطَاطُ، بالفَتْحِ:)
البُعْد،} كالشِّطَّةِ، بالكَسْرِ، ومِنْهُ الحَديثُ: اللهُمَّ إنّي أَعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السَّفَرِ، وكآبَةِ {الشِّطَّةِ وَسُوء المُنْقَلَبِ أَي بُعْدِ المَسافَةِ. والشَّطاطُ أَيْضاً: كُسارُ الآجُرِّ. ويُقَالُ: رَجُلٌ} شاطٌّ بَيِّنُ {الشَّطَاطِ} والشَّطَاطَةِ، بفَتْحِهِما. {والشِّطَاطُ، بالكَسْرِ، وَهُوَ: البَعيدُ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْن.} وشَطَّطَ {تَشْطيطاً: بالَغَ فِي} الشَّطَطِ، أَي الجَوْرِ والتَّجاوُر عَن الحَدّ، وقُرِئَ وَلَا {تُشَطِّطْ بضَمّ التَّاء وفَتْح الشّين، وَهِي قِراءةُ قَتادَة، وقُرِئَ: وَلَا} تُشْطِطْ بضَمِّ التّاء وكَسْرِ الطَّاء الأُولى وقَرَأ الحَسَن البَصْرِيُّ وَأَبُو رَجاءٍ وَأَبُو حَيْوَةَ واليَمانِيُّ وقَتادَةُ فِي إحْدَى رِوايَتَيْه، وَأَبُو إبراهيمَ وابنُ أَبي عَبْلَةَ وَلَا {تَشْطُطْ بفَتْحِ التّاءِ وضمِّ الطّاء الأُولَى، وقرأَ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ: وَلَا} تُشاطِطْ ومَعْنَى الكُلِّ: أَي لَا تُبْعِدْ عَن الحَقِّ. {وأَشَطَّ فِي الطَّلَبِ: أَمْعَن، كَمَا فِي الصِّحَاح، ويُقَالُ:} أَشَطَّ القَومُ فِي طَلَبِنا {إشْطَاطاً، إِذا طَلَبوهم مُشاةً ورُكْباناً. وأَشَطَّ فِي المَفازَةِ: ذَهَبَ، كَأَنَّهُ أَبْعَدَ فِيهَا. وغَديرُ} الأَشْطاطِ: ع بمُلْتَقَى الطَّريقَيْنِ من عُسْفانَ للحاجِّ إِلَى مَكَّةَ، شَرَّفها الله، ومِنْهُ الحَديثُ: أَيْنَ تَرَكْتَ أَهْلَك بغَديرِ الأَشْطَاطِ وقالَ عُبَيْدُ الله بنُ قَيْس الرُّقَيّاتِ:
(سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَةَ فالظَّهْ ... رانِ مِنّا مَنازِلٌ فالقَصيمُ)

(فغَديرُ الأَشْطَاطِ مِنْهَا مَحَلٌّ ... فبعُسْفانَ مَنْزِلٌ مَعْلومُ)
{والشَّطْشاطُ: طائرٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، قالَ: زَعَموا ذَلِك، وَلَيْسَ بثَبَتٍ.} والشَّطَوْطَى، كخَجَوْجَى، والشَّطُوط كصَبورٍ، وعَلى الْأَخير اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ: الناقَةُ الضَّخْمَةُ السَّنامِ كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وقالَ غيرُه: هِيَ العَظيمَةُ جَنْبَي السَّنامِ، ج:! شَطائِطُ، قالَ الرّاجِزُ يَصِفُ إبْلاً وراعِيَها: قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ فَهْوَ لَهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ وقالَ أَبُو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(فَلَا تُؤْمِرْ مُماءَرتِي وبُؤْلي ... فلَيْسَ يَبوءُ بَخْسٌ {بالشَّطُوطِ)
} وشَاطَّهُ {مُشَاطَّةً: غالَبَهُ فِي الاشْتِطاطِ فشَطَّهُ شَطًّا: غَلَبَه. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: شَطَّ الرَّجُلُ: إِذا أَنْعَظَ، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ.} والمَشَطَّةُ، كالمَشَقَّةِ وَزْناً ومَعْنًى، وبمَعْنَى البُعْدِ أَيْضاً. {والشُّطّانُ، كرُمّانٍ: مَوْضِعٌ قريبٌ من المَدينَةِ المُــشَرَّفَةِ، قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(وَبَاقِي رُسومٍ لَا تَزالُ كأَنَّها ... بأَصْعِدَةِ} الشُّطَّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ)

ويُقَالُ: هُوَ بَيْنَ الأَبْواءِ والجُحْفَةِ.
(ش ط ط) : (الشَّطَطُ) مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ وَالْحَدِّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَقَدْ كَلَّفَهُنَّ شَطَطًا أَيْ أَمْرًا ذَا شَطَطٍ.
ش ط ط

شطّت الدار. وعقبة شاطة، وقد شطت شطوطاً. وأشط في السوم واشتط. و" لا وكس ولا شطط ". وأشط في الحكم، " ولا تشطط ". وأشطوا في طلبه: أمعنوا. وجارية شاطة: مقدودة، وحسنة الشطاط وهو القوام.

ومن المجاز: أخذ شطي السنام: شقبه.

شنتر

(شنتر)
ثَوْبه وَنَحْوه مزقه
شنتر: الشَّنترة: الإصبع بالحميرية، وجمعه: الشَّناتر.
شنتر: شنتر: اغتاب، ثلب، عاب (شيرب).
شنترة: عند العامة التغضب والتغيظ (محيط المحيط).

شنتر


شَنْتَر
a. Rent, tore.

شِنْتِيَان
a. [ coll.], (pl.
شَنَاتِيْن), Wide trousers; drawers.

شنتر: الشُّنْتُرَة: الإِصبع بالحميريَّة؛ قال حميريٌّ منهم يَرْثي

امرأَة أَكلها الذئب:

أَيا جَحْمَتا بَكِّي على أُمِّ واهِبِ

أَكِيلَة قِلَّوْبٍ ببعض المَذانِبِ

فلم يبق منها غير شَطْرِ عِجانها،

وشُنْتُرَةٍ مِنها، وإِحْدَى الذَّوائِبِ

التهذيب: الشَّنْتَرَةُ والشِّنْتِيرَةُ الإِصبع بلغة أَهل اليَمَن؛

وأَنشد أَبو زيد:

ولم يبق منها غير نصف عِجانِها،

وشِنْتِيرَةٍ مِنها، وإِحْدَى الذَّوائِبِ

وقولهم: لأَضُمَّنَّك ضَمَّ الشَّناتِر، وهي الأَصابع، ويقال القِرَطَة

لغة يَمانِيَة؛ الواحدة شنْتُرَة.

وذو شَناتِرَ: من مُلوك اليَمَن، يقال: معناه ذُو القِرَطة.

شنتر
: (الشُّنْتُرَةُ، بالضَّمِّ) ، على الصَّوَاب (وفَتْحُهَا ضَعِيفٌ) وإِن حَكَاه أَقوامٌ وصَحَّحُوه: (الإِصْبَعُ) ، بالحِمْيَرِيّة، قَالَ حِمْيَرِيّ مِنْهُم يَرْثِي امرأَةً أَكَلَهَا الذِّئْبُ:
أَيَا جَحْمَتَا بَكِّي عَلَى أُمِّ وَاهِبِ
أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ ببَعْضِ المَذَانِبِ
فلَم يُبْقِ مِنْهَا غَيْرَ شَطْرِ عِجَانِهَا
وشُنْتُرَةٍ مِنْهَا وإِحْدَى الذَّوَائِبِ
(ج: شَنَاتِرُ) .
(و) الشَّنْتُرَةُ، أَيضاً: (مَا بَيْن الإِصْبَعَيْنِ) ، وذَكَرَه الصاغانيّ فِي: شتر، وَقَالَ: هُوَ الشُّتْرَةُ.
وَفِي التَّهْذِيب: الشَّنْتَرَةُ والشِّنْتِيرَةُ: الإِصْبَعُ، بلغةِ الْيمن، وأَنشد أَبو زيد:
وَلم يُبْقِ مِنْهَا غيرَ شَطْرِ عِجَانِها
وشِنْتِيرَةٍ مِنْهَا وإِحْدَى الذَّوَائِبِ
وَقَوْلهمْ: لأَضُمَّنّكَ ضَمَّ الشَّنَاتِرِ، وَهِي الأَصابِعُ، وَيُقَال: القِرَطَةُ، وَهِي لُغَة يَمانِيَّة.
(وَذُو الشَّنَاتِرِ) بالفَتْح، على أَنه جمْع شُنْتُرَة، وَهُوَ الأَكثَر الأَشهرلإِصْبَعٍ زائِدَةٍ لَهُ) ، وَقيل: لِعظَمِ أَصابِعِه، وَيُقَال: مَعْنَاهُ: ذُو القِرَطَة، كَمَا فِي الصّحاح وَاللِّسَان.
(وشَنْتَرَ ثَوْبَه: مَزَّقَهُ) ، قَالَ شيخُنَا: كلامُ المصنّف صَرِيحٌ فِي أَصَالة نُونِ الشَّنْتَرَةِ، وصَوَّبَ غيرُه أَنّهَا زائدةٌ، وأَلْحَقُوها بسُنْبُلٍ، وَهُوَ صَرِيحُ صَنِيعِ الجَوْهَرِيُّ؛ لأَنّه ذَكَره فِي شتر، وَلم يَجْعَلْ لَهُ تَرْجَمَة خاصّةً كَمَا صنَع المصَنّف، انتَهَى.
والشِّنْتَارُ والشِّنْتِيرُ: العَيّارُ، شامِيَّة.
وشَنْتَرِينُ، من كُوَرِ بَاجَةَ بالأَنْدَلُس مِنْهَا: أَبو عُثْمَانَ سَعِيدُ بنُ عبدِ الله العَرُوضِيّ الشّاعِر، ذَكَرَه ابنُ حَزْم.

شرجب

شرجب
: (اشَّرْجَبُ) من الرِّجَالِ: (الطَّوِيل) كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، وَمِنْه حدِيثُ خالدٍ: (فَعَارَضَنَا رَجُلٌ شَرْجَبٌ) . وقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ القَوَائِمِ العَارِي أَعَالِي العِظَامِ.
(و) السَّرْجَبُ: نَعْتُ الفَرْسِ الجَوَاد. وَقيل: الشَّرْجَبُ: (الفَرَس الكَرِيمُ) .
(والشَّرْجَبَنُ) بالفَتْح عَن أَبِي حَنِيفَة (ويُضَمُّ) عَنِ ابْنِ دُرَيْد وابْن الأَعْرَابِيّ، قَالَ ابْنُ دُرَيْد: ثَمَرُ نَبْتٍ شَبِيهٌ بالحَنْظَل مُرٌّ لَا يُؤْكَلُ. وَقَالَ غيرَه: (شَجَرَةٌ) . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: شُجَيْرَةٌ (كَالبَاذِنْجَان نِبْتَةً) بالكَسْرِ (وثَمَرةً غيرَ أَنَّه أَبْيَضُ وَلا يُؤْكَلُ (يُدْبَغُ بهَا) ، وَرُبمَا خُلِطتْ بالغَلْقَةِ فدُبِغَ بِهَا. وقَال ابْن الأَعْرَابِيّ: الشُّرْجُبَانَةُ: شَجَرَة مُشْعَانَّةٌ طَوِيلَة يَتَحَلَّبُ مِنها كالسَّمِّ، ولَهَا أَغْصَانٌ. قَالَ الدِّينَوَرِيّ: هُوَ كَثِيرُ الشَّوْكِ وَرَقُه قُضْبَانُه.
[شرجب] الشرجب: الطويل.
شرجب: الشَّرجبُ: نعت الفرس الكريم الجواد، [ومن الرّجال: الطويل ] .
[شرجب] فيه: فعارضنا رجل "شرجب" أي طويل، وقيل: الطويل القوائم العاري أعالي العظام.
(شرجب) - ومن رُباعِيِّه في حَديث خالد: "فَعارضَنا رَجلٌ شَرْجَبٌ"
: أي طَوَيل.
وقيل: هو الطَّويل القَوائِم العَارِى أَعَالِى العِظام في عِظَمٍ منه.
ويقال بالحَاءِ، والعَيْن أيضا
(ش ر ج ب)

والشَّرْجَب: الطَّوِيل.

والشَّرْجَب: الْفرس الْكَرِيم.

والشَّرْجَبَانُ: شَجَرَة يدبغ بهَا، وَرُبمَا خلطت بالغلقة فيدبغ بهما.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّرْجَبَانُ: شَجَرَة كشجرة الباذنجان غير أَنه أَبيض وَلَا يُؤْكَل.
شرجب: في معجم فوك: شرجب اللوحَ أو الحائط: جعل فيه شباكاً.
شَرْجَب (وبالعامية سرحب) واحدته شرجبة، والجمع شَراجِب وشراحيب: درابزين، حاجز، وحاجز النار في الموقد، وضرب من الشرفات وهي شرفة في البناية محاطة بدرابزين مرتفع مشبك.
(رسالة إلى السيد فلاشر ص97 وما يليها، وفي معجم فوك: نافذة مشبكة. ويقول أبو الوليد (ص337) أن هذه الكلمة من لهجة أهل الشام، ففي محيط المحيط: وأما الشرجب الذي تعرفه العامة من الخشب فلم يذكر في الشعر القديم، ولم يفسره. (انظر أبو الوليد ففيه سرجب بالسين).
وفي معجم جيسنيوس (1447 ن) نجد أن هذه الكلمة بربرية الأصل، وهذا خطأ.
مُشَرْجَب: ذو درابزين (رسالة إلى السيد فليشر ص98).
مُشَرْجَب وجمعه مشرجبات: درابزين (فوك).

شرجب: الشَّرْجَبُ: الطويل؛ وفي التهذيب: من الرجال الطويل. وفي حديث خالد، رضي اللّه عنه: فعارَضَنا رجُل شَرْجَبٌ؛ الشَّرْجَبُ: الطويل؛ وقيل: هو الطويلُ القوائمِ، العاري أَعالي العِظام.

والشَّرْجَبُ: نَعت الفَرس الجَوادِ؛ وقيل: الشَّرْجَبُ الفَرسُ

الكَريمُ.

والشَّرْجَبانُ: شجرة يُدْبَغ بها، وربما خُلِطَت بالغَلْقةِ، فدُبِغَ

بها. وقال أَبو حنيفة: الشَّرْجَبانُ شُجَيرةٌ كشجَرةِ الباذِنجانِ، غير

أَنه أَبيضُ، ولا يؤْكل. ابن الأَعرابي: الشُّرْجُبانُ شجرة مُشْعانَّةٌ

طويلة(1)

(1 قوله «ابن الأعرابي الشرجبان إلخ» عبارة التكملة، قال ابن

الأعرابي الشرجبانة، بالضم وقد تفتح: شجرة مشعانة إلى آخر ما هنا.)، يَتَحَلَّبُ منها كالسَّمِّ، ولها أَغصانٌ.

ركن

ر ك ن

استلم أركان البيت. وكأنه ركن يذبل. وجبل ركين: عزيز ذو أركان. وشيء مركن: له أركان. وركن إليه ركوناً، وهو راكن إلى فلان وساكن إليه.

ومن المجاز: فلان يأوي من عز قومه إلى ركن شديد. وتمسحت بأركانه: تبركت به. وناقة مركنة الضرع: منتفخته. ورجل ركين: رزين شبه بالجبل الركين، وقد ركن ركانة. وزرعوا الرياحين في المراكن.
ركن: {ولا تركنوا}: تطمئنوا.
(ركن) - في حديث حَمْنَة: "كانت تَجلِس في مِرْكَن" .
وهو الِإجَّانة التي يُغسَل فيها الثِّياب، وفي العَيْن: أنه شِبْه تَورٍ من أَدَم يُستَعمَل للماء.
(ر ك ن) : (الرُّكُونُ) الْمَيْلُ يُقَالُ رَكَنَ إلَيْهِ إذَا مَالَ إلَيْهِ وَسَكَنَ (وَالْمِرْكَنُ) الْإِجَّانَةُ وَبِالْفَارِسِيَّةِ تغاره (وَرُكَانَةُ) مُصَارِعُ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَاَلَّذِي طَلَّقَ امْرَأَتَهُ السَّهْمِيَّةَ أَلْبَتَّةَ ابْنُهُ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ رُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمٍ وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْمُطَلِّقَ الْأَبُ فَقَدْ سَهَا وَتَقْرِيرُهُ فِي الْمُعْرِبِ.
ركن
رُكْنُ الشيء: جانبه الذي يسكن إليه، ويستعار للقوّة، قال تعالى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ
[هود/ 80] ، ورَكنْتُ إلى فلان أَرْكَنُ بالفتح، والصحيح أن يقال: رَكَنَ يَرْكُنُ، ورَكِنَ يَرْكَنُ ، قال تعالى: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
[هود/ 13] ، وناقة مُرَكَّنَةُ الضّرع: له أركان تعظّمه، والْمِرْكَنُ: الإجّانة، وأَرْكَانُ العبادات: جوانبها التي عليها مبناها ، وبتركها بطلانها.
ركن
رَكِنَ إلى الدُّنْيا وهو يَرْكَنُ رَكَناً: أي مالَ واطْمَأَنَّ إليها، وفي لُغَةِ سُفْلى مُضَرَ: رَكَنَ يَرْكَنُ رُكُوناً.
والرُّكْنُ: كل ناحِيَةٍ قَوِيَّةٍ من نَواحي جَبَل أو دارٍ أو قَصْرٍ، والجميع الأركانُ.
ورُكْنُ الرَّجُل: قٌوَتُه، وقَوْمُه، وعَدَدُه. ورَجُلٌ رَكِيْن: شَدِيدٌ. وأرْكانُ الرَّجُل: قُوَاه في أعْضَائه.
وجَبَلٌ رَكِنٌ: ذو أرْكانٍ، ورَكِيْنٌ: مِثْلُه.
والمِرْكَنُ: شِبْهُ تَوْرٍ من أدَم يُسْتَعْمَلُ للماء.
وناقَةٌ مُرَكَّنَةُ الضَّرْع: وهو الذي قد انْتَفَخَ في مَوْضِعِهِ حتّى مَلأ الأرْفَاغَ وليس بجدِّ طَويلٍ.
ويُسَمّى الجُرَذُ رَكْنَاَ، ويُقال: رُكَيْنٌ اسْمُ له هكذا.
والمُرَكَّنُ: نَحْوُ الرَّكِن.

ركن


رَكَنَ
رَكِنَ(n. ac. رُكُوْن)
a. [Ila], Relied upon, trusted, confided in.
رَكُنَ(n. ac. رَكَاْنَة
رُكُوْنَة)
a. Was firm; was steady, grave.

رَكَّنَa. Fixed, made firm; strengthened; consolidated.
b. Quieted; rendered steady &c.

أَرْكَنَ
a. [Ila], Relied upon &c.
b. Inspired with confidence in.

تَرَكَّنَa. Was firm &c.

رَكْنa. Rat; mouse.

رُكْن
(pl.
أَرْكُن
أَرْكَاْن
38)
a. Support, stay, prop: pillar, column; corner
corner-stone, angle ( of a building ); base.
b. Essence, substance.

مِرْكَن
(pl.
مَرَاْكِنُ مَرَاْكِيْنُ)
a. Washing-tub, washing-tray.

رُكَاْنَةa. Firmness; steadiness; earnestness; seriousness
gravity.

رَكِيْنa. Firm, steady; solid.
b. Prudent; earnest, serious; grave.

رُكُوْنَةa. see 24t
أَرْكَاْن
a. [art.], The elements.
أُرْكُوْن (pl.
أَرَاكِنَة), G.
a. Chief, prince; archon.
[ركن] رَكَنَ إليه يَرْكَنُ بالضم. وحكى أبو زيد (*) ركن إليه بالكسر يَرْكَنُ رُكوناً فيهما، أي مالَ إليه وسكن. قال الله تعالى: (ولا تَرْكَنُوا إلى الذينَ ظَلَموا) . وأمَّا ما حكَى أبو عمرو: رَكَنَ يركن بالفتح فيهما، فإنَّما هو على الجمع بين اللغتين. وركن الشئ: جانبه الاقوى. وهو يأوي إلى رُكْنٍ شديدٍ، أي عزّ ومَنَعَةٍ. وجبلٌ رَكينٌ: له أَرْكانٌ عالية. والمُرَكَّنُ من الضروع: العظيمُ، كأنه ذو الأَرْكانِ. وناقة مركنة الضرع. والمركن، بكسر الميم: الاجانة التى تغسل فيها الثياب، عن الاصمعي. ورجل رَكينٌ، أي وقورٌ بيِّن الرَكانَةِ. وقد ركن بالضم. وركانة: اسم رجل من أهل مكة، وهو الذى طلق امرأته البتة، فحلفه النبي عليه الصلاة والسلام أنه لم يرد الثلاث.
ر ك ن: (رَكَنَ) إِلَيْهِ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَرَكِنَ أَيْضًا بِالْكَسْرِ (رُكُونًا) أَيْ مَالَ إِلَيْهِ وَسَكَنَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 113] وَحَكَى أَبُو عَمْرٍو: (رَكَنَ) مِنْ بَابِ خَضَعَ وَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. وَرُكْنُ الشَّيْءِ جَانِبُهُ الْأَقْوَى. وَهُوَ يَأْوِي إِلَى (رُكْنٍ) شَدِيدٍ أَيْ إِلَى عِزٍّ وَمَنَعَةٍ. وَجَبَلٌ (رَكِينٌ) لَهُ أَرْكَانٌ عَالِيَةٌ. وَ (الْمِرْكَنُ) بِالْكَسْرِ الْإِجَّانَةُ الَّتِي تُغْسَلُ فِيهَا الثِّيَابُ. وَرَجُلٌ (رَكِينٌ) أَيْ وَقُورٍ بَيِّنُ (الرَّكَانَةِ) وَقَدْ (رَكُنَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ. وَ (رُكَانَةُ) بِالضَّمِّ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَهُوَ الَّذِي طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَّةَ فَحَلَّفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَرُدِ الثَّلَاثَةَ. 
[ركن] فيه: رحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى "ركن" شديد، أي إلى الله تعالى الذي هو أشد الأركان وأقواها، وترحم عليه لسهوه حين ضاق صدرهالقرب. كنز: شديد "الأركان" أي قوى بنيانه.
(ر ك ن)

ركن إِلَى الشَّيْء، وركن يركن، ويركن، ركنا، وركونا، وركانة، وركانيةً: مَال.

وَقَالَ بَعضهم: ركن يركن، وَهُوَ نَادِر ايضا، وَنَظِيره: فضل يفضل وَحضر يحضر.

وركن فِي الْمنزل يركن ركونا: أَقَامَ.

وركن بالمنزل يركن ركونا: ضن بِهِ فَلم يُفَارِقهُ.

والركن: النَّاحِيَة القوية، وَمَا تقوى بِهِ من ملك وجند وَغَيره، وَبِذَلِك فسر قَوْله تَعَالَى: (فَتَوَلّى بركنه) وَدَلِيل ذَلِك قَوْله تَعَالَى: (فأخذناه وَجُنُوده) أَي: أخذناه وركنه الَّذِي تولى بِهِ.

وَالْجمع: اركان، واركن، انشد سِيبَوَيْهٍ لرؤبة:

وزحم ركنيك شَدِيد الأركن وركن الْإِنْسَان: قوته وشدته.

وَكَذَلِكَ: ركن الْجَبَل وَالْقصر.

وركن الرجل: قومه وعدده ومادته، وَفِي التَّنْزِيل: (لَو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد) وَأرَاهُ على الْمثل.

وجبل ركين: شَدِيد.

وَرجل ركين: رميز وقور رزين.

وَهِي الركانة، والركانية.

وضرع مركن: إِذا انتفخ فِي مَوْضِعه حَتَّى يمْلَأ الأرفاغ، وَلَيْسَ بِحَدّ طَوِيل، قَالَ طرفَة:

وضرتها مركنة درور

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: " مركنة ": مجمعة.

والمركن: شبه تور من أَدَم يتَّخذ للْمَاء.

والمركن: الإجانة الَّتِي تغسل فِيهَا الثِّيَاب.

والركن: الْغَار، وَيُسمى: " ركينا " على لفظ التصغير.

والأركون: الْعَظِيم من الدهاقين.

والأركون: رَئِيس الْقرْيَة، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " أَنه دخل الشَّام فَأَتَاهُ أركون قَرْيَة " التَّفْسِير الأول لأبي الْعَبَّاس، وَفِي الثَّانِيَة لشمر.

وركين، وركان، وركانة: أَسمَاء.
ر ك ن : رَكَنْتُ إلَى زَيْدٍ اعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ وَفِيهِ لُغَاتٌ إحْدَاهَا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 113] وَرَكَنَ رُكُونًا مِنْ بَابِ قَعَدَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَيْسَتْ بِالْفَصِيحَةِ وَالثَّالِثَةُ رَكَنَ يَرْكَنُ بِفَتْحَتَيْنِ وَلَيْسَتْ بِالْأَصْلِ بَلْ مِنْ بَابِ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ لِأَنَّ بَابَ فَعَلَ يَفْعَلُ بِفَتْحَتَيْنِ يَكُونُ حَلْقِيَّ الْعَيْنِ أَوْ اللَّامِ وَرُكْنُ الشَّيْءَ جَانِبُهُ وَالْجَمْعُ أَرْكَانٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ فَأَرْكَانُ الشَّيْءِ أَجْزَاءُ مَاهِيَّتِهِ وَالشُّرُوطُ مَا تَوَقَّفَ صِحَّةُ الْأَرْكَان عَلَيْهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْغَزَالِيَّ جَعَلَ الْفَاعِلَ رُكْنًا فِي مَوَاضِعَ كَالْبَيْعِ وَالنِّكَاحِ وَلَمْ يَجْعَلْهُ رُكْنًا فِي مَوَاضِعَ كَالْعِبَادَاتِ وَالْفَرْقُ عَسِرٌ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ الْفَرْقُ أَنَّ الْفَاعِلَ عِلَّةٌ لِفِعْلِهِ وَالْعِلَّةُ غَيْرُ الْمَعْلُولِ فَالْمَاهِيَّةُ مَعْلُولَةٌ فَحَيْثُ كَانَ الْفَاعِلُ مُتَّحِدًا اسْتَقَلَّ بِإِيجَادِ الْفِعْلِ كَمَا فِي الْعِبَادَاتِ وَأُعْطِيَ حُكْمَ الْعِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ وَلَمْ يُجْعَلْ رُكْنًا وَحَيْثُ كَانَ الْفَاعِلُ مُتَعَدِّدًا لَمْ يَسْتَقِلَّ كُلُّ وَاحِدٍ بِإِيجَادِ الْفِعْلِ بَلْ يَفْتَقِرُ إلَى غَيْره لِأَنَّ كُلّ وَاحِدٍ مِنْ الْعَاقِدَيْنِ غَيْرُ عَاقِدٍ
بَلْ الْعَاقِدُ اثْنَانِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُتَبَايِعَيْنِ مَثَلًا غَيْرُ مُسْتَقِلٍّ فَبَعُدَ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ عَنْ شَبَهِ الْعِلَّةِ وَأَشْبَهَ جُزْءَ الْمَاهِيَّةِ فِي افْتِقَارِهِ إلَى مَا يُقَوِّمُهُ فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ رُكْنًا وَالْمِرْكَنُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْإِجَّانَةُ وَرُكَانَةُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَالتَّخْفِيفِ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَهُوَ الَّذِي صَارَعَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. 
ركن: ركن: اتكل على، اعتمد على، وثق ب. ولا يقال: ركن إليه فقط، بل يال: ركن له أيضاً (بوشر).
ركن: سكن، هدأ. يقال مثلاً: ركن البحر أي سكن وهدأ. ويقال: ما يركن أي ما يهدأ (بوشر).
ركن: راق، اطمأن، سكن روعه، طابت نفسه، هدأ جأشه (بوشر).
ركن لفلان: لم يؤنبه، لم يوبخه (بوشر).
رَكَّن (بالتشديد): ثّبت، رسَّخ، أيد، وطّد، وثق، متّن، مكّن (باين سميث 1296).
ركَّن: أجلس أو أقعد ثانية، وضعه في محله (بوشر).
ركَّن: جعل له أركاناً (فوك)، انظر: مُرَكَّن.
رَكَّن: وضعه في ركن، رماه في جانب (ليرشندي).
رَاكَن، رَاكَنَنَي إلى عَهْد (عباد 2: 162) يظهر أن معناها: ضمن لي شيئاً وتعهد به كتابة.
والمراكنة مصدر راكن ربما كان معناها: ثقة، اعتماد، اتكال أو ما في معناه. فعند أماري (ديب ص116): وطلْبتُم مِنّا المهادنة والمؤانسة والمراكنة لِمَن يَفِد من تلكم البلاد إلى بلادنا.
أركن: صرف، سرْح، عزل، خلع (بوشر).
تركّن، ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها: ركن وزاوية، ويقال: تركن له وإليه.
ارتكن إلى، ذكرت في معجم فوك بمعنى: ركن إلى أي مال إليه واقترب منه. استركن لفلان: اختبأ أو استخبأ منه في ركن (ألف ليلة برسل 3: 84) مثل استخبى في موضع مظلم (31: 85).
رُكْن: معناها الحقيقي زاوية ولذلك أطلق على الخليج والشرم، والجون. ففي أماري (ص21): حولها أركان وهي أجوان، وهذا هو صواب العبارة وفقاً لما جاء في المخطوطة، وقد أسقط الناشر وهي إهمالاً منه.
رُكْن: صُفَيْحة، وجُيَهْ، ضلع (ألماسة) (بوشر).
أركان الإِنْسان: فسرها لين.
تعديل الأركان: أنظرها في مادة عدَّل (فليشر في زيشر 13: 617) وهو ينقل من كسباري (دراسات ص45 مع التعليقة)، وقد وردت كذلك في زيشر (11: 432) ففيه: ((ونأمر بإقامة الصلوة في أوقاتها بأركانها وأحيانها)).
الأركان الأربعة: العناصر الأربعة (فوك، محيط المحيط).
ركن الكرم: صف الكرم (المعجم اللاتيني - العربي).
رَكْنَة: رُكْن، زاوية (دوماس صحارى ص260).
ركنة (من غير شكل): إعفاء العاجز من الخدمة وتسريحه (بوشر).
رُكْنِيّ: ذو أركان، ذو زوايا (فوك).
رُكَيْنَة: رفّ صغير في زاوية البيت (محيط المحيط).
أَرْكن: أميل إلى (الجريدة الآسيوية 1825، 2: 215).
مُرَكَّن، رجل مركن: متين البناء (محيط المحيط).
الدراهم المركَّنة: معناها الحقيقي الدراهم ذات الأركان والزوايا، وهي دراهم مربعة أمر بضربها المهدي مؤسس دولة الموحدين (كرتاس ص168) مع تعليقة تورنبرج (ص434).
مُرَكَّن: ذو وجوه وأضلاع (ألماس) (بوشر).
ركن
ركَنَ/ ركَنَ إلى/ ركَنَ على يَركُن، رَكْنًا ورُكونًا، فهو راكن، والمفعول مركون
• ركَن ظهرَه إلى الحائط: أماله إليه وأسنده عليه "ركَن سيارتَه".
• ركَن إلى الشَّيء/ ركَن على الشَّيء: مال إليه واعتمد عليه، استند إليه، وثِق به "ركَن إلى الهدوء- {وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} " ° رُكِنَ على الرَّفّ: تُرِك. 

ركُنَ يركُن، رَكَانةً ورُكُونةً، فهو راكن وركين
• ركُنَ الشَّخصُ: رزُن ووقُر. 

ركِنَ إلى/ ركِنَ في يَركَن، رَكْنًا ورُكونًا، فهو راكن، والمفعول مركون إليه
• ركِن إلى الشَّيء: ركَن إليه، مال إليه واعتمد عليه "ركِن إلى الهدوء/ الدنيا- لا تركننّ إلى ذي منظر حسن ... فربَّ رائعة قد ساء مَخْبَرُها- {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ}: تطمئن وتسكن" ° شَخْصٌ لا يُركن إليه: ضعيف، لا يعتمد عليه، لا يتحمّل المسئوليَّة.
• ركِن في المنزل: أقام به فلم يفارقه. 

ارتكنَ إلى يرتكن، ارتكانًا، فهو مُرْتَكِن، والمفعول مُرتكَن إليه
• ارتكن المحامي إلى كذا: ركَن إليه، استند إليه واعتمد عليه "ارتكن بكوعه على المنضدة- ارتكن الدفاع في مرافعته إلى حيثيات واهية لم يأخذ بها القاضي". 

رَكَانة [مفرد]: مصدر ركُنَ. 

رَكْن [مفرد]: مصدر ركِنَ إلى/ ركِنَ في وركَنَ/ ركَنَ إلى/ ركَنَ على. 

رُكْن [مفرد]: ج أَركان:
1 - أَحدُ جوانب الشَّيء، أو الجانب الأقوى الذي يستند إليه، ملتقى حائطين، زاوية "جلس الطفلُ في أحد أركان الغرفة- ضرب في أركان المعمورة- استلم أركان البيت: إذا تمسَّح بأركانه تبرُّكًا به" ° تولَّى برُكنه: أعرض متكبرًا- ركن الدِّين: عمادُه، ومطبِّق تعاليمه.
2 - جزء من أجزاء حقيقة الشَّيء "أركان الصلاة: ما تَبْطُل الصلاةُ بترك أحدها عمدًا".
3 - ما يتقوَّى به من عشيرة وأنصار وأجناد " {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}: إلى عِزٍّ ومَنَعة" ° هو رُكن من أركان قومه: شريف من أشرافهم.
4 - جانب من برنامج الإذاعة يُخصَّص لموضوع معين ° ركن المعذَّبين: عمود في مجلَّة أو صحيفة يحتوي على إعلانات عن أقرباء أو أصدقاء مفقودين.
5 - (سك) لقب عسكريّ يُطلق على ضابط مؤهّل تأهيلاً عاليًا في العلوم العسكريّة ° أركان الحرب: قواد الجيش الحاصلون على مؤهّلات عليا في العلوم العسكريَّة، جماعة القُوّاد الذين تصدر عنهم خُطط قيادة الجيش، والمكان الذي يجتمع فيه هؤلاء القوّاد- المَهيبُ الرُّكْن: رتبة عسكريَّة عاليّة- رئيس الأركان: رئيس جماعة القوَّاد الذين تصدُر عنهم خُطَط الجيش.
• الرُّكنان اليمانيَّان: الرُّكن اليمانيّ والرُّكن الذي فيه الحجر الأسود في الكعبة المــشرَّفة.
• الأركان الأربعة: العناصر التي تتركَّب منها الموادّ وهي: الماء والنّار والتّراب والهواء.
• أركان التَّشبيه: (بغ) المشبَّه والمشبَّه به، وأداة التشبيه ووجه الشبه.
 • ركن المنحنى: (هس) نقطة تقاطع قوسين أو منحنيين. 

رُكْنيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى رُكْن.
• ضَرْبَة رُكْنِيَّة: (رض) ضرب الكرة بالقدم من إحدى الزاويتين المحاذيتين لمنطقة هدف الفريق الذي رمى بالكرة خطأ إلى ما وراء خطّ أهدافه. 

رُكون [مفرد]: مصدر ركِنَ إلى/ ركِنَ في وركَنَ/ ركَنَ إلى/ ركَنَ على. 

رُكُونة [مفرد]: مصدر ركُنَ. 

ركين [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ركُنَ: رزين وَقُور. 
ركن
: (رَكَنَ إِلَيْهِ) يَرْكُنُ، (كنَصَرَ؛ و) حَكَى أَبو زَيْدٍ: رَكَنَ إِلَيْهِ يَرْكَنُ مِثْل (عَلِمَ؛ و) أَمَّا حَكَاه أَبو عَمْرٍ و: رَكَنَ يَرْكَنُ مِثْل (مَنَعَ) ، فإنَّما هُوَ على الجمْعِ بينَ اللّغَتَيْنِ، (رُكوناً) ، بالضَّمِ مَصْدَرُ الأَوَّلين: (مالَ) إِلَيْهِ (وسَكَنَ) ، كلُّ ذَلِك عَن الصِّحاحِ.
قالَ الّلهُ تَعَالَى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذين ظَلَموا} ، قُرِىءَ بفتحِ الكافِ من رَكِنَ يَرْكَنُ كعَلِمَ، وقَرَأَ يَحْيَى بن وثابٍ بكسْرِ التاءِ.
(والرُّكْنُ، بالضَّمِّ: الجانِبُ الأَقْوى) مِن كلِّ شيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) رُكْنٌ: (ع باليمامَةِ.
(و) الرُّكْنُ: (الأَمْرُ العظيمُ) ، وَبِه فسَّرَ أَبو الهَيْثمِ قوْلَ النَّابغَةِ:
لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كِفاءَ لَهُ (و) الرُّكْنُ: (مَا يُقَوَّى بِهِ من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيرِهِ) ؛ وبذلِكَ فُسِّر قوْلُه تعالَى: {فتَوَلَّى برُكْنِه} ، ودَليلُ ذَلِك قَوْله تعالَى: {فأَخَذْناه وجُنودَه} ، أَي أَخَذْناه ورُكْنَه الَّذِي تَوَلَّى بِهِ.
(و) الرُّكْنُ: (العِزُّ والمَنَعَةُ) ، وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {أَو آوِي إِلَى رُكْنٍ شَديدٍ} .
وقيلَ: رُكْنُ الإِنْسانِ: قُوَّتُه وشدَّتُه؛ وكذلِكَ رُكْنُ الجَبَلِ والقَصرِ، وَهُوَ جانِبُه.
ورُكْنُ الرَّجلِ: قوْمُه وعَدَدُه ومادَّتُه؛ وَبِه فسِّرَتِ الآيَةُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: أُرَاهُ على المَثَلِ.
(و) الرَّكْنُ، (بِالْفَتْح: الجُرَذُ والفارُ كالرُّكَيْنِ، كزُبَيْرٍ.
(وتَرَكَّنَ) الرَّجُلُ: (اشْتَدَّ) وامْتَنَعَ؛ (و) أَيْضاً (تَوَقَّرَ) وتَرَزَّنَ.
(والمِرْكَنُ، كمِنْبَرٍ: آنيةٌ م) مَعْروفَةٌ، وَهُوَ شبْهُ تَوْرٍ مِن أَدَمٍ يُتَّخَذ للماءِ.
وقيلَ: هِيَ الإِجَّانَةُ الَّتِي تُغْسَلُ فِيهَا الثيابُ ونَحْوها؛ وَمِنْه حديثُ حَمْنَةَ: (أَنَّها كانتْ تجْلِس فِي مِرْكَنٍ لأُخْتها زَيْنَب وَهِي مُسْتحاضَةٌ) ؛ والجمْعُ مراكنُ ومراكينٌ. يقالُ: زَرَعُوا الرَّياحِيْن فِي المراكين.
(و) الرَّكِينُ، (كأَميرٍ: الجَبَلُ العالي الأَرْكانِ) أَو الشَّديدُها.
(و) مِن المجازِ: الرَّكِينُ (مِنَّا: الرَّزينُ الرَّمِيزُ) السَّاكِنُ الوَقُورُ (وَقد رَكُنَ، ككَرُمَ، رَكانَةً ورُكونَةً) : أَي رزنَ ووقرَ.
(والأُرْكُونُ، بالضَّمِّ: الدِّهْقَانُ العظيمُ) ، وَهُوَ رَئيسُ القَرْيةِ، أُفْعُولٌ مِن الرُّكُونِ السّكُون إِلَى الشَّيءِ والمَيْلُ إِلَيْهِ، لأَنَّ أَهْلَها يَرْكَنُونَ إِلَيْهِ، أَي يسْكنُونَ ويميلُونَ (ورُكَانَةُ، كثُمامَةٍ: ابنُ عبْدِ يَزيدَ) بنِ هاشِمِ بنِ عبْدِ المُطَّلِبِ بنِ عبْدِ منافٍ المطلبيّ (صَحابيٌّ صارَعَهُ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصَرَعَهُ مَرَّتَيْن وكانَ شَدِيداً، يُحْكَى أنّه كانَ يقفُ على جلدِ بَعِيرٍ لَيِّن جَديدٍ حِين سَلَخَه فيَجْذبُه من تحْتهِ عشرَةً فيَتَمَزَّقُ الجلْدُ وَلَا يَتَزَحْزَحُ هُوَ عَن مكانِهِ، وَهُوَ مِن مسْلِمَةِ الفتْحِ، لَهُ رِوايَةٌ؛ ويقالُ: هُوَ الَّذِي طلَّقَ زوْجَتَه البتّةَ فخلفه النبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه لم يرد الثلاثَ؛ رَوَى عَنهُ ابنُ أَخيهِ نافِعُ بنُ حجيرٍ.
(ورُكانَةُ المِصْرِيُّ الكِنْديُّ: غيرُ مَنْسوبٍ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) .
قلْتُ: الَّذِي اخْتُلِفَ فِي صُحْبَتِه وَهُوَ كِنْدِيٌّ مصْريٌّ اسمُه رَكَبُ لَا رُكَانَة، وَقد وَهِمَ المصنِّفُ فخلَطَ رَكَباً برُكَانَةَ.
قالَ ابنُ منْدَه: رَكَبُ المصْرِيُّ مَجْهولٌ لَا تُعْرَفُ لَهُ صُحْبَةٌ.
وقالَ غيرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ. وقالَ أَبو عَمْرٍ و: وَهُوَ كِنْدِيٌّ لَهُ حدِيثٌ، رَوَى عَنهُ نصيحٌ العَبْسيُّ فِي التَّواضع؛ وأَمَّا رُكانَةُ الَّذِي أَشارَ إِلَيْهِ فإنَّه يَرْوِي عَن أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ رُكانَةَ جدِيثَ المُصارَعَةِ، فَهُوَ الأَوَّلِ، حقَّقَه الحافِظُ الذهبيُّ فتأمَّل ذَلِك.
(وكغُرابٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ) ، ومِن الأَخيرِ: رُكَيْنُ بنُ الرَّبيعِ بنِ عميلَةَ الفَزارِيُّ عَن أَبيهِ وابنِ عُمَرَ، وَعنهُ حفيدُهُ الرَّبيعُ بنُ سهْلٍ وشعْبَةُ، وثَّقَهُ أَحمدُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الرَّكانَةُ والرَّكانِيَةُ: السّكونُ إِلَى الشيءِ والاطْمِئْنانُ إِلَيْهِ.
ورَكِنَ يَرْكنُ، بالكسْرِ فِي الماضِي والضَّمّ فِي الغابِرِ، نادِرٌ كفَضِلَ يَفْضُلُ وحَضِرَ يَحْضُرُ ونَعِمَ يَنْعُم.
وقيلَ: إنَّه مِن تداخُلِ اللّغَتَيْنِ.
ورَكِنَ فِي المنْزِلِ، كعَلِمَ، رَكْناً: ضَنَّ بِهِ فَلم يُفارِقْه.
وجَمْعُ الرُّكْنِ أَرْكانٌ وأَرْكُنٌ، أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لرُؤْبَة:
وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شَدِيدَ الأَرْكُنِ وقالَ أَبو الهَيْثم: الرُّكْنُ العَشِيرَةُ.
وَهُوَ رُكْنٌ مِن أَرْكانِ قوْمِه: شرِيفٌ مِن أشْرافِهم.
وأَرْكانُ الإِنْسانِ: جَوارحُه.
وأَرْكانُ كلِّ شيءٍ جَوانِبُه الَّتِي يَسْتندُ إِلَيْهَا ويقومُ بهَا.
والمُرَكَّنُ مِن الضّروعِ، كمُعَظَّمٍ: العَظيمُ كأنَّه ذُو الأرْكانِ.
وضرعٌ مُرَكَّنٌ: انْتَفَخَ فِي موْضِعِه حَتَّى يَمْلأَالأرْفاغَ، وليسَ بحَدَ طَويلٍ، قَالَ طَرَفَةُ:
وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ وقالَ أَبو عَمْرٍ و: ومُرَكَّنَةٌ: مُجَمَّعَةٌ.
وناقَةٌ مُرَكَّنَةُ الضرْعِ: لَهُ أَرْكانٌ لِعِظَمِهِ.
وأرْكانُ العِبادَاتِ: جوانِبُها الَّتِي عَلَيْهَا مَبْناها وبتَرْكِها بطْلانها. وأركانُ جمْعُ ركنٍ: ماءٌ بأَجَأَ لبنَي عَبْسٍ، عَن ياقوت.
وأَرْكونُ، بالفتْحِ: حصْنٌ مَنِيعٌ بالأَنْدَلُس مِن أَعْمالِ سنتريه، عَن ياقوت.
وشيءٌ مُرَكَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: لَهُ أَرْكانٌ.
وتَمَسَّحْتُ بأَرْكانِهِ: تَبَرَّكْتُ بِهِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
ركن الشيء: لغةً: جانبه القوي فيكون عينه، وفي الاصطلاح: ما يقوم به ذلك الشيء من التقوم؛ إذ قوام الشيء بركنه؛ لا من القيام؛ وإلا يلزم أن يكون الفاعل ركنًا للفعل، والجسم ركنًا للعرض، والموصوف للصفة. وقيل: ركن الشيء ما يتم به، وهو داخل فيه، بخلاف شرطه، وهو خارج عنه.
(ركن)
إِلَيْهِ ركنا وركونا مَال إِلَيْهِ وَسكن وَاعْتمد عَلَيْهِ

(ركن) إِلَيْهِ ركنا وركونا ركن وَفِي الْمنزل ركنا أَقَامَ بِهِ فَلم يُفَارِقهُ

(ركن) ركَانَة وركانية وركونة رزن وَوقر فَهُوَ ركين وَهِي ركينة

ركن: رَكِنَ إلى الشيءِ ورَكَنَ يَرْكَنُ ويَركُنُ رَكْناً ورُكوناً

فيهما ورَكانَةً ورَكانِيَةً أَي مال إليه وسكن. وقال بعضهم: رَكَنَ

يَرْكَن، بفتح الكاف في الماضي والآتي، وهو نادر؛ قال الجوهري: وهو على الجمع

بين اللغتين. قال كراع: رَكِنَ يَرْكُنُ، وهو نادر أَيضاً، ونظيره فَضِلَ

يَفْضُل وحَضِرَ يَحْضُر ونَعِمَ يَنْعُم؛ وفي التنزيل العزيز: ولا

تَرْكَنُوا إلى الذين ظلموا؛ قرئ بفتح الكاف من رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إذا

مال إلى الشيء واطمأَنَّ إليه، ولغة أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ، وليست بفصيحة.

ورَكِنَ إلى الدنيا إذا مال إليها، وكان أَبو عمرو أَجاز رَكَنَ

يَرْكَنُ، بفتح الكاف من الماضي والغابر، وهو خلاف ما عليه

(* قوله «وهو خلاف ما

عليه إلخ» أي لأن باب فعل يفعل بفتحتين أن يكون حلقيّ العين أَو اللام

اهـ. مصباح). الأَبنية في السالم. ورَكِنَ في المنزل يَركَنُ ركْناً:

ضَنَّ به فلم يفارقه. ورُكْن الشيء: جانبه الأَقوى. والرُّكْنُ: الناحية

القوية وما تقوّى به من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيره، وبذلك فسر قوله عز وجل:

فتَوَلَّى برُكْنِه، ودليل ذلك قوله تعالى: فأَخذناه وجنودَه؛ أَي أَخذناه

ورُكْنَه الذي تولى به، والجمع أَرْكان وأَرْكُنٌ؛ أَنشد سيبويه لرؤبة:

وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شدِيدَ الأَرْكُنِ.

ورُكْنُ الإنسانِ: قوّته وشدّته، وكذلك رُكْنُ الجبل والقصر، وهو جانبه.

ورُكْنُ الرَّجُل: قومه وعَدَدُه ومادّته. وفي التنزيل العزيز: لو أَنَّ

لي بكم قُوَّةً أَو آوِي إلى رُكْن شديد؛ قال ابن سيده: وأُراه على

المثل. وقال أَبو الهيثم: الرُّكْنُ العشيرة؛ والرُّكْنُ: الأَمر العظيم في

بيت النابغة:

لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاءَ له.

وقيل في قوله تعالى: أَو آوِي إلى رُكْن شديد؛ إن الرُّكْن القُوَّة.

ويقال للرجل الكثير العدد: إنه ليأْوي إلى رُكْن شديد. وفلان رُكْنٌ من

أَركان قومه أَي شريف من أَشرافهم، وهو يأْوي إلى رُكْن شديد أَي عز

ومَنَعة. وفي الحديث أَنه قال: رَحِمَ الله لُوطاً إن كان لَيأْوي إلى رُكْن

شديد أَي إلى الله عز وجل الذي هو أشد الأَركان وأَقواها، وإنما ترحم عليه

لسهوه حين ضاق صدره من قومه حتى قال: أَو آوي إلى ركن شديد، أَراد عز

العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط. وجبل ركِينٌ: له

أَركان عالية، وقيل: جَبَل رَكِينٌ شديد. وفي حديث الحساب: ويقال

لأَرْكانه انْطقي أَي لجوارحه. وأَركانُ كل شيء: جَوانبه التي يستند إليها ويقوم

بها. ورجل رَكِين: رَميز وَقُور رَزِينٌ بَيّنُ الرَّكانة، وهي الرَّكانة

والرَّكانِيَةُ. ويقال للرجل إذا كان ساكناً وقوراً: إنه لرَكِينٌ، وقد

رَكُنَ، بالضم، رَكانة. وناقة مُرَكَّنَةُ الضَّرْع، والمُرَكَّنُ من

الضروع: العظيم كأَنه ذو الأَركان. وضرع مُرَكَّنٌ إذا انتفخ في موضعه حتى

يَمْلأَ الأَرفاغ، وليس بحَدّ طويلٍ؛ قال طرفة:

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ

وقال أَبو عمرو: مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة. والمِرْكَن: شبه تَوْرٍ من

أَدَمٍ يتخذ للماء أَو شبه لَقَن. والمِرْكَنُ، بالكسر: الإجَّانة التي تغسل

فيها الثياب ونحوها. ومنه حديث حَمْنَةَ: أَنها كانت تجلس في مِرْكَن

لأُختها زينب وهي مستحاضة، والميم زائدة، وهي التي تخض الآلات. والرَّكْنُ:

الفَأْرُ ويُسَمَّى رُكَيْناً على لفظ التصغير. والأُرْكُون: العظيم من

الدَّهاقين. والأُرْكون: رئيس القرية. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه

دخل الشام فأَتاه أُرْكُونُ قَرْيةٍ فقال له: قد صنعتُ لك طعاماً؛ رواه

محمد بن إسحق عن نافع عن أَسلم؛ أُرْكُون القرية: رئيسها ودِهْقانها

الأَعظم، وهو أُفْعُول من الرُّكُون السكون إلى الشيء والميل إليه، لأَن أَهلها

يَرْكَنُون إليه أَي يسكنون ويميلون. ورُكَيْنٌ ورُكَانٌ ورُكانَةُ:

أَسماء. قال: ورُكانَة، بالضم، اسم رجل من أهل مكة، وهو الذي طَلَّق امرأَته

البتة فحلفه النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه لم يرد الثلاثَ.

ركن

1 رَكَنَ إِلَيْهِ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb, K;) of the dial. of the lower (سُفْلَى) [app. in territory] of Mudar, and said by Az to be not chaste [thought it, or the third, seems to be the most common of the dial. vars. here mentioned]; (Msb;) and رَكِنَ aor. ـَ (S, Msb, K;) mentioned by Az; (S;) and رَكَنَ, aor. ـَ (S, Msb, K;) which is a combination of two dial. vars., [namely, the first and second of those above mentioned,] (S, Msb,) because neither the medial nor the final radical letter is faucial; (Msb;) said to be the only instance of its kind except أَبَى aor. ـَ (T in art. ابى;) and رَكِنَ, aor. ـُ which is likewise an instance of the commixture of two dial. vars., like فَضِلَ and حَضِرَ and نَعِمَ, aor. ـْ and يَحْضُرُ and يَنْعُمُ; (TA;) inf. n. رُكُونٌ (S, Mgh, Msb, K) and رَكَانَةٌ and رَكَانِيَةٌ; (TA;) He inclined to him, or it; syn. مَالَ: and he trusted to, or relied upon, him, or it, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind; syn. سَكَنَ: (S, Mgh, K:) or he leaned, rested, or relied, upon him; syn. اِعْتَمَدَ عَلَيْهِ: (Msb:) or he inclined to him in the least degree; (Bd in xi. 115;) رُكُونٌ signifying slight inclining. (Ksh and Bd ibid.) It is said in the Kur [xi. 115], وَلَا تَرْكَنُوا

إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [And incline ye not, &c., to those who have acted wrongfully]: (S, Msb:) or, incline ye not in the least degree [&c.]: (Bd:) thus generally read; and also تِرْكَنُوا, (Ksh, Bd, TA,) accord. to the dial. of Temeem; and ↓ تُرْكَنُوا, in the pass. form, from أَرْكَنَهُ. (Ksh, Bd.) b2: رَكِنَ فِى المَنْزِلِ, aor. ـَ inf. n. رَكْنٌ, He kept tenaciously to the place of alighting, or abode, (ضَنَّ بِهِ,) and did not relinquish it. (TA.) A2: رَكُنَ, inf. n. رَكَانَةٌ (S, K) and رُكُونَةٌ (K) and رَكَانِيَةٌ, (TK,) [primarily, it seems, said of a mountain, meaning It was inaccessible, or difficult of access, having high, or strong أَرْكَان i. e. sides or angles: see Har p. 561; and see رَكِينٌ, below; and 5. b2: And hence,] (tropical:) He (a man) was, or became, firm, (Har p. 561,) still, or motionless, (TA,) grave, staid, steady, sedate; or calm. (S, K, TA.) 2 ركّن is said by Golius, as on the authority of the KL, to signify He made like, “similem fecit: ” and hence Freytag also thus explains it: but it is زكّن that has this signification. In my copy of the KL, تَزْكِينٌ (not تَرْكِينٌ) is expl. by مانند كردن.]4 اركنهُ He made him to incline [إِلَى غَيْرِهِ to another]; syn. أَمَالَهُ: [and to trust to, or rely upon, another, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind: or to lean, rest, or rely, upon another: see 1:] whence a reading in the Kur xi. 115. (Ksh, Bd. *) See 1.5 تركّن said of a man, (TA,) [or primarily and properly, of a thing, like رَكُنَ,] He, [or it] was, or became, firm, or strong, (K, TA,) and inaccessible, or difficult of access. (TA.) b2: and [hence,] (assumed tropical:) He endeavoured, or constrained himself, to be grave, staid, steady, sedate, or calm; syn. تَوَقَّرَ, (K,) and تَرَزَّنَ. (TA.) رَكْنٌ The جُرَذ [or large field-rat]: and the فَأْر [or common rat or mouse]; as also ↓ رُكَيْنٌ. (K.) رُكْنٌ The جَانِب [meaning side, or outward part,] of a thing: (Msb:) or the strongest جَانِب [i. e. side, or outward part,] (S, K, TA) of a thing (S, TA) of any kind: (TA:) the corner, or angle, (زَاوِيَة,) of a house or room or the like: (K in art. زوى:) [and this is perhaps what is meant by the “ strongest جانب; ” for the strongest outward part of the house is unquestionably the corner, or angle: thus the angle in which is the Black Stone, of the Kaabeh, is specially called رُكْنُ البَيْتِ, i. e. رُكْنُ بَيْتِ اللّٰهِ:] the رُكْن of a قَصْر [or palace, or pavilion, &c.,] is its جَانِب [or its strongest جانب], and so of a mountain: (TA: [see رَكُنَ, and رَكِينٌ:]) the pl. is أَرْكَانٌ and أَرْكُنٌ [each properly a pl. of pauc., but the former is used as a pl. of mult.]: (Msb, TA:) the أَرْكَان of anything are is جَوَانِب [or sides, or outward parts, or its corners, or angles,] upon which it rests, and by which it is supported: (TA:) and the أَرْكَان of a land are its extremities [or sides or corners]. (Ham p. 478.) b2: [Hence, (assumed tropical:) A stay, or support, of any kind: see an ex. voce مِرْجَمٌ: whence, perhaps,] one says, تَمَسَّحْتُ بِأَرْكَانِهِ, meaning تَبَرَّكْتُ بِهِ (tropical:) [i. e. I looked for a blessing by means of him, or it]. (TA.) (assumed tropical:) A thing whereby one is strengthened (مَا يُقَوَّى بِهِ [in the CK ما تَقَوَّىبه]), such as dominion (مُلْك [in the CK مَلِك]), and an army, or a military force, &c.: (K:) and thus it has been explained as occurring in the Kur [li. 39], where it is said, فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ, (TA,) i. e. (assumed tropical:) And he turned away from belief with his forces; because they were to him like the رُكْن [properly so termed]. (Jel.) (assumed tropical:) A man's kinsfolk; or nearer, or nearest, relations; or clan; or tribe; syn. عَشِيرَةٌ: (AHeyth, TA:) (assumed tropical:) a man's people, or party; and the higher among them; and the persons by whom he is aided and strengthened: thought by ISd to be thus called by way of comparison [to a رُكْن properly so termed]: and thus it has been explained as used in the Kur [xi. 82], where it is said, أَوْ آوِىَ رُكْنٍ شَدِيدٍ (assumed tropical:) [Or that I might have recourse to a strong people, or party, &c.]: (TA:) or it here means عَشِيرَة [explained above]. (Jel.) And (assumed tropical:) A noble, or high, person; as in the saying, هُوَ رُكْنٌ مِنْ

أَرْكَانِ قَوْمِهِ (assumed tropical:) [He is a noble, of the nobles of his people]. (TA.) And أَرْكَانُ الإِنْسَانِ means (assumed tropical:) The members, or limbs, of the man, with which things are gained or earned, or with which he works; as the hands or arms, and the feet or legs. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) Might, and resistance: (S, K:) so in the saying, هُوَ يَأْوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (assumed tropical:) [He has recourse to strong, or vehement, might and resistance]: (S:) and so it has been explained as used in the words of the Kur last cited above. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A thing, an affair, a case, an event, or an action, of great magnitude or moment, momentous, formidable, or terrible. (AHeyth, K.) Thus AHeyth explains it as used in the saying of En-Nábighah [Edh-Dhubyánee], لَا تَقْذِفَنِّى بِرُكْنٍ لَا كِفَآءَ لَهُ [By no means reproach thou me with a momentous, or a formidable, thing or action, or an enormity, that has not its equal; though (he proceeds to say) the enemies incite thee, with companies of men aiding one another]. (TA.) b5: In the conventional language [of the schools], رُكْنُ الشَّىْءِ means (assumed tropical:) [The essence of the thing; or] that whereby the thing subsists: from التَّقَوُّمُ; because the قِوَام [or subsistence] of the thing is by its رُكْن: not from القِيَام: else it would necessarily be the case that the agent would be a رُكْن to the action; and the substance, to the accident; and the thing to which a quality is attributed, to the quality: (KT:) it is (assumed tropical:) that without which the thing has no subsistence: (Kull:) and is [also] applied to (assumed tropical:) [an essential, or essential part, of the thing; i. e.,] a part of the مَاهِيَّة [or essence] of the thing, (Kull, [and in like manner أَرْكَانُ الشَّىْءِ is explained in the Msb as meaning the parts of the ماهيّة of the thing,]) as when we say that القِيَام is a رُكْن of الصَّلَاْة; as well as to (assumed tropical:) the whole مَاهيّة [of the thing]: (Kull:) [thus] أَرْكَانُ العِبَادَاتِ means (assumed tropical:) the fundamentals [or essentials] of the services of religion, by the neglect, or non-observance, of which they are ineffectual, or null, or void: (TA:) or, as some say, رُكْنُ الشَّىْءِ means that whereby the thing is complete; and this is intrinsic therein; differing from the شَرْط [or condition] thereof, which is extrinsic thereto. (KT.) رَكِينٌ A mountain having high أَرْكَان [i. e. sides, or angles]: (S, K:) or having strong اركان: (TA:) or inaccessible, or difficult of access, having اركان. (Har p. 561.) b2: And hence, (Har ibid.,) (tropical:) A man (S, K, &c.) firm, (Har,) still, or motionless, (TA,) grave, staid, steady, sedate, or calm. (S, K, Har, TA.) رُكَيْنٌ: see رَكْنٌ.

أَرْكُونٌ A great دِهْقَان, (K, TA,) i. e. headman, or chief, of a village or town: [app. from the Greek ἄρχω ν; though it is said that] he is thus called because the people of the village or town trust to him and incline to him. (TA.) مِرْكَنٌ A kind of vessel, well known, (K, TA,) like a تَوْر [q. v.], of leather, used for water: (TA:) or i. q. إِجَّانَةٌ [q.v.], (S, Mgh, Msb, TA,) in which clothes and the like are washed; (TA;) called in Pers\. تَغَارْ: (Mgh:) pl. مَرَاكِنُ and مَرَاكِينُ. (TA.) One says, زَرَعُوا الرَّيَا حِينَ فِى

المَرَاكِينِ [They sowed the sweet-smelling plants in the مراكين]. (TA.) مُرَكَّنٌ A thing having أَرْكَان [here meaning corners, or angles]. (TA.) b2: [Hence,] ضَرْعٌ مُرَكَّنٌ A great udder; as though having اركان: (S, TA:) and an udder that has opened [or expanded] in its place so as to fill the أَرْفَاغ [or groins], and is not very long. (TA.) Tarafeh says, وَضَرَّتُهَا مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ [And her udder is great, having much milk: or,] accord. to AA, مركّنة [here] signifies مجمّعة [app. meaning collecting much]. (TA.) and you say also نَاقَةٌ مُرَكَّنَةُ الضَّرْعِ (S, TA) [A she-camel great in the udder; or] whose udder has أَرْكَان by reason of its greatness. (TA.)

سدن

[سدن] فيه: "سدانة" الكعبة خدمتها وتولى أمرها وفتح بابها وإغلاقه، سدن فهو سادن وجمعه سدنة.
(س د ن) : (سِدَانَةُ) الْكَعْبَةِ خِدْمَتُهَا وَهُوَ سَادِنٌ مِنْ السَّدَنَةِ وَهُوَ فِي أَوْلَادِ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ.
س د ن: (السَّادِنُ) خَادِمُ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْأَصْنَامِ وَالْجَمْعُ (السَّدَنَةُ) وَقَدْ (سَدَنَ) مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَتَبَ. 
سدن: سَدِنْ = سادِن (عبد الواحد ص218) سِدَّان وجمعها سدادين: عامية سِندان (محيط المحيط).
سِادن: لا يطلق فقط على حاجب الكعبة وخادمها فقط، بل يطلق على غيره من حجبة الجوامع وخدمها. ففي حيان - بسام (3: 143 و): بعض سدنة الجامع، ويريد به جامع قرطبة.

سدن


سَدَنَ(n. ac. سَدْن
سِدَاْنَة)
a. Had the care of a temple; was doorkeeper to.
b. Let fall, lowered ( robe & c. ).
سِدْن
سَدَن (pl.
أَسْدَاْن)
a. Veil; curtain.

سَاْدِن
(pl.
سَدَنَة)
a. Attendant or door-keeper of a temple.

سَدَاْنa. see 2
سِدَاْنa. Ministry, service.

سَدِيْنa. Fat.
b. Blood.
c. Wool.
d. see 2
سدن
السَّدْنُ: الستْرُ. والسِّدَانَةُ: الحِجَابَة. وسَدَنَةُ البَيْتِ: حُجّابُه. وسَدَنَ ثَوْبَه: أسْبَلَه. والسدَانُ: بمنزلة السدِيْنِ من الحُجُبِ.
والسدِيْنُ: ضَرْبٌ من الثَياب. والدمُ أيضاً. والأسْدَانُ: الأسْدَالُ. والسدِيْنُ: الصوْفُ.
س د ن : سَدَنْتُ الْكَعْبَةَ سَدْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَدَمْتُهَا فَالْوَاحِدُ سَادِنٌ وَالْجَمْعُ سَدَنَةٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ.

وَالسِّدَانَةُ بِالْكَسْرِ الْخِدْمَةُ.

وَالسِّدْنُ السِّتْرُ وَزْنًا وَمَعْنًى. 
س د ن

هم سدنة البيت: حجبته، والدسانة في بني شيبة. وسدن الستر وسدله: أرخاه، وأسبل على الهودج سدله وسدنه. قال زفيان:

ماذا تذكرت من الأظعان ... طوالعاً من نحو ذي بوان

كأنما علقن بالأسدان ... يانع حماضٍ وأرجوان

وهو سادن فلان وآذنه: لحاجبه.
السين والدال والنون س د ن

السَّدْنُ والسّدانَةُ الحجابةُ سَدَنَهُ يَسْدُنُهُ والسَّدَنَةُ حُجّابُ البيْتِ وقَوَمَةُ الأصْنامِ في الجاهليةِ وهو الأصْلُ والسَّدَنُ السِّتْر والجمعُ أسْدان وقيل النونُ هُنَا بدَلٌ من اللام في أسْدالٍ قال الزَّفَيانُ

(كأنَّما ناطُوا على الأَسْدانِ ... يانِعَ حُمَّاضٍ وأُقْحُوانِ)
[سدن] السادِنُ: خادم الكعبة وبيت الأصنام، والجمع السَدَنَةُ. وقد سَدَنَ يسدن بالضم سدنا وسدانة. وكانت السدانة واللواء لبنى عبد الدار في الجاهلية، فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الاسلام. والاسدان: لغة في الأَسْدالِ، وهي سُدولُ الهوادج. قال الزفيان: ماذا تذكرت من الاظعان طوالعا من نحو ذى بوان كأنما علقن بالاسدان يانع حماض وأرجوان وسدن الرجل ثوبه وسدن الستر، إذا أرسله.
سدن
سدَنَ يَسدُن، سَدانَةً وسِدانَةً وسَدْنًا، فهو سادِن
• سدَن الرَّجلُ: خدَم الكعبةَ "سدانةُ الكعبة: خِدْمتها". 

سادِن [مفرد]: ج سَدَنَة:
1 - اسم فاعل من سدَنَ.
2 - خادِم الكعبة المــشرّفة.
3 - بوّاب، حاجِب "هو سادن فلان وآذِنُه". 

سَدانة/ سِدانة [مفرد]: مصدر سدَنَ. 

سَدْن [مفرد]: مصدر سدَنَ. 
سدن الرِّبَا. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنه صَالحهمْ على أَن وضع عَنْهُمُ الرِّبَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة والدماء الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم يطْلبُونَ بهَا. قَالَ الْفراء: وَمثل ربية من الرِّبَا حبية من الاحتباء سَماع من الْعَرَب - يَعْنِي أَنهم تكلمُوا بهما بِالْيَاءِ فَقَالُوا: ربية وحبية وَلم يَقُولُوا: حبوة وربوة وأصلهما الْوَاو من الحبوة والربوةقال: وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه أسقط عَنْهُمْ كل دم كَانُوا يطْلبُونَ بِهِ وكل رَبًّا كَانَ عَلَيْهِم إِلَّا رُؤُوس الْأَمْوَال فَإِنَّهُم يردونها كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {فلكم رُؤُوس أمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُوْنَ وَلاَ تُظْلَمُوْنَ} . وَهَذَا مثل حَدِيثه الآخر: أَلا إِن كل دم وَمَال ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهَا تَحت قدمي هَاتين إِلَّا سدانة الْبَيْت وسقاية الْحَاج - يَعْنِي أَنه أقرهما على حَالهمَا والسدانة فِي كَلَام الْعَرَب: الحجابة والسادن: الْحَاجِب وهم السَّدَنَة والسدنة الْجَمَاعَة.

سدن: السَّادِنُ: خادم الكعبة وبيتِ الأَصنام، والجمع السَّدَنَةُ، وقد

سَدَنَ يَسْدُنُ، بالضم، سَدْناً وسَدَانَةً، وكانت السَّدَانَةُ

واللِّواءِ لبني عبد الدار في الجاهلية فأَقرّها النبي، صلى الله عليه وسلم، لهم

في الإسلام. قال ابن بري: الفرق بين السَّادِنِ والحاجب أَن الحاجب

يَحْجُبُ وإِذْنُه لغيره، والسَّادِنُ يحجب وإذنه لنفسه. والسَّدْنُ

والسِّدانة: الحِجابة، سَدَنه يَسْدُنه. والسَّدَنة: حُجَّاب البيت وقَوَمةُ

الأَصنام في الجاهلية، وهو الأَصل، وذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، سِدَانَة

الكعبة وسِقَاية الحاجِّ في الحديث. قال أَبو عبيد: سِدَانَة الكعبة

خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمرها وفتح بابها وإِغلاقُه، يقال منه: سَدَنْتُ

أَسْدُنُ سَدَانة. ورجل سَادِنٌ من قوم سَدَنة وهم الخَدَم. والسَّدَنُ:

السِّتْرُ، والجمع أَسْدانٌ، وقيل: النون هنا بدل من اللام في أَسْدال؛ قال

الزَّفَيانُ:

ماذا تَذَكَّرْت من الأَظْعانِ،

طوالِعاً من نَحْوِ ذي بُوانِ

كأَنما ناطُوا، على الأسْدانِ،

يانِعَ حُمَّاضٍ وأُقْحُوانِ.

ابن السكيت: الأَسْدانُ والسُّدُونُ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ من

الثياب، واحدها سَدَنٌ. الجوهري: الأَسْدانُ لغة في الأَسْدالِ، وهي سُدُولُ

الهوادج. أَبو عمرو: السَّدِينُ الشحم، والسَّدينُ السِّتْرُ. وسَدَنَ

الرجلُ ثوبه وسَدَنَ السِّتْرَ إذا أَرسله.

سدن
: (السَّدِينُ، كأَميرٍ: الشَّحْمُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) قيلَ: (الدَّمُ.
(و) أَيْضاً: (الصُّوفُ.
(و) أَيْضاً: (السِّتْرُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و، (كالسَّدَانِ) ، كسَحَابٍ، (والسَّدَنِ، محرَّكةً) ، والجمْعُ أسْدانٌ.
(وسَدَنَ سَدْناً وسَدَانَةً: خَدَمَ الكَعْبَةَ، أَو بيتَ الصَّنَمِ) ، والاسمُ السِّدَانَةُ، بالكسْرِ.
(و) سَدَنَ: (عَمِلَ الحِجابَةَ فَهُوَ سادِنٌ) .
قالَ ابنُ بَرِّي: الفرقُ بينَ السَّادِنِ والحاجِبِ أنَّ الحاجِبَ يَحْجُبُ إذْنُهُ لغيرِهِ، والسادِنَ يَحْجُبُ وإذْنُه لنفْسِه، (ج سَدَنَة) ، محرَّكةً، وهم سَدَنَةُ البيتِ أَي حُجَّابُه.
وسَدَنَةُ الأَصْنَام فِي الجاهِلِيَّةِ قَوَمَتُها، وَهُوَ الأصْلُ. وكانتِ السّدَانَةُ واللِّواءُ لبَني عبْدِ الدّارِ فِي الجاهِلِيَّةِ فأَقَرَّها النبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلملهم فِي الإسْلامِ.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: سِدَانَةُ الكعْبَةِ: خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمْرِها وفَتْح بابِها وإِغْلاقُه.
(وسَدَنَ ثَوْبَهُ يَسْدِنُه ويَسْدُنُه) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ: (أَرْسَلَهُ) ، وكذلِكَ سَدَنَ السِّتْر إِذا أَرْسَلَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الأَسْدانُ والسُّدُونُ: مَا جُلِّلَ بِهِ الهَوْدَجُ مِن الثِّيابِ، واحِدُها سَدَنٌ، عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَفِي الصِّحاحِ: الأَسْدانُ: لُغَةٌ فِي الأسْدالِ، وَهِي سُدُولُ الهَوادِجِ: قالَ الزَّفَيانُ:
مَاذَا تَذَكَّرْت من الأَظْعانِطوالِعاً من نَحْوِ ذِي بُوانِكأنَّما علقن بالأَسْدانِيانِعَ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِد
باب السين والدال والنون معهما س د ن، س ن د، ن د س مستعملات

سدن: السَّدَنُ: السِّتْر، والسِّدانةُ: الحجابة . والسَّدينُ: الحاجبُ، وسَدَنَهُ البَيُتِ حُجابُه.

سند: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الارض في قُبُل جَبَلٍ أو وادٍ. وكلُّ شيءٍ أسْنَدْتَ اليه شيئاً فهو مسند. والكلامُ سَنَدٌ ومُسنَدٌ كقولك: عبد اللهِ رجلٌ صالحٌ، فعبد الله سند و [رجل] صالحٌ مُسنَدٌ إليه. وناقة سِنادٌ أي طويلةُ القَوائِم مُسنَدَة السَّنام. والسَّنْدُ: ضَربٌ من الثِّياب، قميص ثم يُلْبَس فوقه قَميصٌ أقصَرُ منه. وكذلك قُمُصٌ قِصارٌ من خِرَقٍ مُغَيَّبٍ بعضُها تحت بعض، وكل ما ظهر من ذلك يُسَمَّى سِمطاً، قال العَجّاج في الثَّوُر وما على قَوائمه من الوَشْي :

كَتّانها أو سَنَدٍ أسماطِ

والمُسْنَدُ: الدَّهْرُ لأنَّ الاشياء تُسنَد إليه، تقول: كانَ كذا في زَمانِ كذا. والسِّنادُ في الشِّعر: اختِلاف حَرْفِ المُقيَّدِ والمُرْدَف نحو الدَّيْن مع الدِّين في القوافي، يقال: سانَدْتَ في شعرك كقوله:

ألا هُبِّي بصَحنِك فاصبَحِينا

ثم قال:

تُصَفِّقُها الرِّياحُ اذا جرينا  والسندأوة: الجريء الشَّديدُ، قال:

سِندَأْوَةٌ مثل الفَنيقِ الحافِرِ

والسِّنادُ: أن يَسْلَخَ شِعرَ غَيره فيُسنِده الى نفسه فيَدَّعيه أنه من شِعرِه.

ندس: رجلٌ نَدِسٌ ونَدُسٌ أي فَطِنٌ. والنَّدسُ: السَّريعُ الاستِماع للصَّوْتِ الخَفيِّ، ويكون الصَّوتُ الخَفِيُّ نَدْساً، وقد نَدِس نَدَساً.

سدن

1 سَدَنَ, (S, L, K,) aor. ـُ (S, L,) inf. n. سَدْنٌ and سِدَانَةٌ, [or the latter, accord. to the Msb, seems to be a simple subst.,] He acted as minister, or servant, of the Kaabeh, and [so in the S and L, but in the K “ or ”] of the temple of idols; (S, L, K;) and performed the office of doorkeeper, or chamberlain. (K.) [And] سَدَنَ الكَعْبَةَ.

aor. ـُ inf. n. سَدْنٌ, has the former meaning. (Msb.) A 'Obeyd says, (L,) سِدَانَةُ الكَعْبَةِ signifies The ministry, or service, of the Kaabeh, (Mgh, L,) and the superintendence thereof, and the opening and locking of its door. (L.) The سِدَانَة and the لِوَآء [q. v.] belonged to [the family named] Benoo-'Abd-ed-Dár in the Time of Ignorance, and the Prophet confirmed it to them in El-Islám: (S, L:) [in the first age of ElIslám,] the سدانة of the Kaabeh belonged to the sons of 'Othmán Ibn-Talhah [of the family of Benoo-'Abd-ed-Dár]. (Mgh.) السِّدَانَةُ signifies [also (L)] الحِجَابَةُ [which seems to be properly a subst., meaning The office of door-keeper, or chamberlain, but here seems, from the context, to be used as an inf. n., meaning the performing that office]: you say, سَدَنَهُ, aor. as above, [app. meaning He acted as door-keeper, or chamberlain, to it, namely a temple, or for him:] (M, L:) or سَدَنَهُ, inf. n. سِدَانَةٌ, signifies he served it, or him. (MA.) A2: سَدَنَ ثَوْبَهُ, (S, L, K,) and السِّتْرَ, (S, L,) aor. ـِ and سَدُنَ, (K,) He (a man, S, L) let down, or lowered, his garment, (S, L, K,) and the curtain, or veil, (S, L,) and الشَّعَرض the hair; like سَدَلَهُ [which is held by some to be the original, the ن being held by them to be a substitute for ل: see سِدْنٌ]. (Fr, TA in art. سدل.) سَدْنٌ: see what next follows, in two places.

سِدْنٌ, (L, Msb,) or ↓ سَدْنٌ, (so in a copy of the M,) or ↓ سَدَنٌ, and ↓ سَدَانٌ, (K,) as also ↓ سَدِينٌ, (AA, L, K,) A curtain, or veil: (AA, M, L, Msb, K:) [like سِدْلٌ and سُدْلٌ:] pl. of the first (L) or second (M) [and app. of the last also, like as أَسْدَالٌ is pl. of سِدْلٌ or سُدْلٌ and also of سَدِيلٌ,] أَسْدَانٌ; in which the ن is said by some to be a substitute for ل: (M, L:) or أَسْدَانٌ is a dial. var. of أَسْدَالٌ signifying the سُدُول of the [kind of camel-vehicles for women called] هَوَادِج; (S, L;) [i. e.,] accord. to ISk, it signifies the pieces of cloth with which the هَوْدَج is covered; (L;) as also سُدُونٌ; (As, TA voce سَدِيلٌ;) and its sing. is [سَدِينٌ, like سَدِيلٌ, or] ↓ سَدْنٌ. (L. [The last word is there thus written, in this instance, with fet-h.]) سَدَنٌ: see the next preceding paragraph.

سَدَانٌ: see the next preceding paragraph.

سَدِينٌ: see سِدْنٌ. b2: Also Fat, as a subst. (AA, L, K.) b3: And Blood. (K.) b4: and Wool. (K.) سِدَانَةٌ Ministry, or service. (Msb.) [and particularly The ministry, or service, and superintendence, of a temple of idols; and afterwards, of the Kaabeh: see 1.]

سَادِنٌ A minister, or servant, of the Kaabeh, (S, Mgh, L, Msb, K,) and [so in the S and L, but in the K “ or ”] of the temple of idols; (S, L, K;) and one who performs the office of doorkeeper, or chamberlain: (K:) pl. سَدَنَةٌ: (S, Mgh, L, Msb, K:) or سَدَنَةٌ signifies the doorkeepers, or chamberlains, (حُجَّاب, [pl. of حَاجِب,]) of the House [of God, i. e. the Kaabeh]; and the intendants of the idols in the Time of Ignorance; the latter being the primary application: (M, L:) but IB says that there is this difference between the سَادِن and the حَاجِب; that the latter precludes, and his license to do so belongs to another; whereas the سادن precludes, and his license to do so belongs to himself. (L.)
(سدن)
سدنا وسدانة وسدانا خدم الْكَعْبَة

سقف

(سقف) : سَقِفَ الأَديِمَ: إذا صارَ طِراقَتَيْن، وطِراقَتاه: بَشَرتُه وأَدَمَتُه.
(سقف)
الْبَيْت وَنَحْوه سقفا عمل لَهُ سقفا

(سقف) سقفا طَال فِي انحناء وغلظت عِظَامه وَالرجل مَالَتْ على جَانبهَا والظليم اعوج عُنُقه فَهُوَ أَسْقُف وَهِي سقفاء (ج) سقف

سقف


سَقَفَ(n. ac. سَقْف)
a. Roofed, roofed over.

سَقَّفَa. Ceiled, made a ceiling to.
b. see I
سَقْف
(pl.
سُقْف
سُقُف
سُقُوْف
27)
a. Roof.
b. Ceiling.

أَسْقَفُa. Tall, lanky; big-boned.

سَقِيْفَة
(pl.
سَقَاْئِفُ)
a. Roof; eaves, gable.
b. Plank.
c. Bench, settle.
d. Splint.

أُسْقُف
G. (pl.
أَسَاْقِفُ
أَسَاْقِفَة)
a. Bishop.

أُسْقُفِيَّة
a. Bishopric; episcopate.
سقف
سَقْفُ البيت، جمعه: سُقُفٌ، وجعل السماء سقفا في قوله تعالى: وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ [الطور/ 5] ، وقال تعالى: وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً [الأنبياء/ 32] ، وقال:
لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ [الزخرف/ 33] ، والسَّقِيفَةُ: كلّ مكان له سقف، كالصّفّة، والبيت، والسَّقَفُ: طول في انحناء تشبيها بالسّقف.
سقف زرف قَالَ أَبُو عبيد: أما السُّقَفاء فَلَا أعرفهَا. وَأما الزرافات فَإِنَّهَا المواكبُ وَالْجَمَاعَات. وكل جمَاعَة زَرَافةٌ قَالَ عدي بن زيد: (المنسرح)

وبُدِّل الفَيْحُ بالزرَّافةَ وَالْ ... أيّامُ خُونٌ جَمٌّ عجائِبُها

الخُون جمع الخائن] .
(سقف) - في حديث مَقْتَل عثمان: "فأَقبلَ رجلٌ مُسقَفٌ بالسِّهام".
والأَسقَف. والمُسقَّف: الطويل مع جَنَأٍ فيه، ومنه السَّقْف لإظلاله وتَجانُئهِ على ما تحته.
- في حديث الحجاج: "إيَّاىَ وهذه السُّقَفَاء".
قيل: هو تَصحِيِف، والصَّواب "شُفَعاء" جمع شَفِيعِ، لأنهم كانوا يجتَمِعون إلى السّلطان فيشفَعُون في المُرِيبِ، أو نهاهُم عن الاجتماع؛ لأن كلَّ واحد يَشفَع للآخر، كما قَرنَه بالزَّرَافاَت.
سقف
السَّقْفُ: غِمَاءُ البَيْتِ. والسماءُ سَقْفٌ. والسَّقِيْفَة: كل بِناءٍ سُقًفَ به صُفة. وهي - أيضاً -: كل خَشَبَةٍ عَرِيضةٍ كاللًوْح أو حَجَرٍ عَرِيضٍ.
وأضْلاع البَعِيرِ تُسَمّى سَقائفَ، وكل واحدةٍ منها سَقِيفَةٌ.
وناقَة سَقْفاءُ: طَوِيلةُ الرِّجْلَيْنِ، ونَعَامَةٌ كذلك.
والأسْقُفُّ: رَأسُ النَصارى، والجَمعُ الأساقِفَةُ.
والسَّقِيْفَةُ من رأس البَعِيرِ: كالقَبيلة، وهي سَقَائفُ الرأَس. والمُسَقَّفُ: العَرِيضُ العَظْم من بَدَنِه. والأسْقَفُ: الطَّوِيلُ.
س ق ف: (السَّقْفُ) لِلْبَيْتِ وَالْجَمْعُ (سُقُوفٌ) وَ (سُقُفٌ) بِضَمَّتَيْنِ عَنِ الْأَخْفَشِ كَرَهْنٍ وَرُهُنٍ وَقُرِئَ: {سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [الزخرف: 33] . وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سُقُفٌ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ (سَقِيفٍ) مِثْلُ كَثِيبٍ وَكُثُبٍ. وَقَدْ (سَقَفَ) الْبَيْتَ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (السَّقْفُ) السَّمَاءُ. وَ (السَّقَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ طُولٌ فِي انْحِنَاءٍ يُقَالُ: رَجُلٌ (أَسْقَفُ) بَيِّنُ (السَّقَفِ) قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ (أُسْقُفُّ) النَّصَارَى لِأَنَّهُ يَتَخَاشَعُ وَهُوَ رَئِيسٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ فِي الدِّينِ. 
[سقف] السَقْفُ للبيت، والجمع سُقوفٌ وسقف أيضا عن الاخفش مثل رهن ورهن. وقرئ {سقفا من فضة} وقال الفراء: سقف إنما هو جمع سقيف، كما يقال كثيب وكثب. وقد سقفت البيت أَسْقُفُهُ سَقْفاً. والسَقْفُ: السماءُ. ويقال أيضاً: لَحْيٌ سَقْفٌ، أي طويلٌ مسترخٍ. والسَقائِفُ: ألواحُ السفينةِ، كلُّ للوح منها سقيفة. والسقيفة: الصفة، ومنه سقيفة بنى ساعدة وأما قول الحجاج: إياى وهذه السقفاء فلا يعرف ما هو. والسَقَفُ بالتحريك: طولٌ في انحناءٍ. يقال: رجلٌ أَسْقَفُ بيِّن السَقَفِ. قال ابن السكيت: ومنه اشْتُقَّ أُسْقُفُ النصارى، لأَنَّه يتخاشع، وهو رئيسٌ من رؤسائهم في الدين.
س ق ف : السَّقْفُ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ سُقُوفٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَسُقُفٌ بِضَمَّتَيْنِ أَيْضًا وَهَذَا فَعْلٌ جُمِعَ عَلَى فُعُلٍ وَهُوَ نَادِرٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ سُقُفٌ جَمْعُ سَقِيفٍ مِثْلُ: بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَسَقَفْتُ الْبَيْتَ سَقْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ عَمِلْتُ لَهُ سَقْفًا وَأَسْقَفْتُهُ بِالْأَلِفِ كَذَلِكَ وَسَقَّفْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَالسَّقِيفَةُ الصُّفَّةُ وَكُلُّ مَا سُقِّفَ مِنْ جَنَاحٍ وَغَيْرِهِ وَسَقِيفَةُ بَنِي سَاعِدَةَ كَانَتْ ظُلَّةً وَقِيلَ صُفَّةً وَالْجَمْعُ سَقَائِفُ وَالْأُسْقُفُ لِلنَّصَارَى رَئِيسٌ مِنْهُمْ بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ وَالْجَمْعُ أَسَاقِفَةٌ. 
س ق ف

لبيوتهم سقف من ساج وسقوف، وسقف بيته، وبيت مسقف. قال حاتم:

وإني وإن طال الثواء لميت ... ويضطمني ماويّ بيت مسقف

وعلى باب داره سقيفة، وقعدوا تحت السقيفة وهي كل ما سقف من جناح أو صفة أو نحوهما. وللقترة سقيفة من لوح أو حجر عريض. قال:

لناموسه من الصفيح سقائق

وبايعوا أبا بكر اصديق رضي الله تعالى عنه تحت سقيفة بني ساعدة وهي ظلة كانت لهم. ورجل أسقف: بين السقف وهو طول في انحناء. قال المسيب في صفة غائص:

فانصب أسقف رأسه لبد ... نزعت رباعيتاه للصبر ونعامة سقفاء. وهو من الأساقفة جمع أسقف النصارى.

ومن المجاز: سفينة محكمة السقائف وهي الألواح. وهدم السفر سقائف البعير: أضلاعه. ورأس عريض السقائف وهي قبائله. وضمت الكسر السقائف أي الجبائر. قال:

فكنت كذي ساق تهيض كسرها ... إذا انقطعت عنها سيور السقائق
[سقف] فيه: "أسقفه" على نصارى الشام، أي جعله أسقفا عليهم، وهو عالم رئيس من علماء النصارى ورؤسائهم، وهو سريإني، ولعله سمى به لخضوعه وانحنائه في عبادته، والسقف لغة طول في انحناء. ش: "وأساقف" نجران جمعه. غ: "المسقف" الطويل في انحناء. نه: ومنه ح عمر: لا يمنع "أسقف" من سقيفاه، هو مصدر كالخليفا من الخلافة، أي لا يمنع من تسقفه وما يعانيه من أمر دينه وتقدمه. وفي ح قتل عثمان: فأقبل رجل "مسقف" بالسهام فأهوى بها إليه، أي طويل، وبه سمى السقف لعلوه وطول جداره. ومنه: "سقيفة" بنى ساعدة، هي صفة لها سقف، فعيلة بمعنى مفعولة. ك: هو بفتح سين ساباط لهم كانوا يجتمعون فيه لفصل القضايا وكان دار ندوتهم، قوله: خالف عنا، قيل: أي في الحضور والاجتماع لا بالقلب والرأي، ولقينا بلفظ الغائب. وفيه: باب في "السقائف" هو جمع سقيفة. وفيه: و"سقفه" بالساج، بفتح فاء ماضى التفعيل، عطف على جعل، وروى بسكونها وفتح فاء عطفًا على عمده. نه: وفي ح الحجاج: إيأي وهذه "السقفاء"ولا يعرف له أصل، وصحفه الزمخشرى وصوب: الشفعاء - جمع شفيع، لأنهم كانوا يجتمعون إلى سلطان فيشفعون في أصحاب الجرائم كل واحد للآخر فنهاهم عنه كما نهاهم عن الاجتماع بقوله: وإيأي وهذه الزرافات.
(س ق ف)

السّقف: غماء الْبَيْت. وَالْجمع: سقف، وسقوف.

فَأَما قِرَاءَة من قَرَأَ: (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضَّة) فَهُوَ وَاحِد يدل على الْجمع: أَي لجعلنا لبيت كل وَاحِد سقفاً من فضَّة.

وَقد سقف الْبَيْت.

وَالسَّمَاء سقف على الأَرْض.

وَفِي التَّنْزِيل: (وجعلنَا السَّمَاء سقفاً مَحْفُوظًا) .

والسقيفة: كل بِنَاء سقفت بِهِ صفة أَو شبهها مِمَّا يكون بارزا.

وكل طريفة دقيقة طَوِيلَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَنَحْوهمَا من الْجَوْهَر: سَقِيفَة.

والسقيفة: لوح السَّفِينَة. قَالَ: بشر بن أبي خازم يصف سفينة:

معبدة السقائف ذَات دسر ... مضبرة جوانبها رداح

والسقائف: طوائف ناموس الصَّائِد، قَالَ أَوْس ابْن حجر:

فلاقى عَلَيْهَا من صباح مدمراً ... لناموسه من الصفيح سقائف وَقيل: هِيَ كل خَشَبَة عريضة أَو حجر سقفت بِهِ قترة أَو غَيرهَا.

والسقائف: اضلاع الْبَعِير.

والسقف: أَن تميل الرجل على وحشيها.

والسقف: ميل فِي انحناء.

سقف سقفا، وَهُوَ أَسْقُف.

والمسقف: كالأسقف.

وسُقْفٌ: مَوضِع.

والأسقف: رَئِيس النَّصَارَى، أعجمي قد تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا أسرب. وَالْجمع أساقف، وأساقفة.
باب القاف والسين والفاء معهما س ق ف، ف س ق، س ف ق، ف ق س، ق ف س مستعملات

سقف: السًّقْفُ: عماد البيت، والسماء سَقْفٌ فوق الأرض، وبه ذكر، قال تعالى: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ . والزَّقف: لغة الأزد في السَّقف، يقولون: ازدقف، أي: استقف والسَّقيفةُ: كل بناء سقف به صُفَّهٌ أو شبه صُفَّةٍ مما يكون بارزاً، ألزم هذا الاسم لتفرقة ما بين الأسماء. والسَّقيفةُ: كل خشبة عريضة كاللوح، وحجر عريض يستطاع أن يُسقَفَ به قترة أو غيرها، والصاد لغة، قال:

لناموسه من الصفيح سقائف  وسَقائِفُ جنب البعير: أضلاعُه، الواحدة سَقيفةٌ. والأسْقُفُ: رأس من رءوس النصارى، ويجمع أساقِفَة.

فسق: الفِسْقُ: الترك لأمر الله، وفَسق يفسُقُ فِسقاً وفُسُوقاً. وكذلك الميل إلى المعصية كما فَسَق إبليس عن أمر ربه. ورجل فُسقٌ وفِسِّيقٌ، قال:

ائتِ غلاماً كالفنيق ناشئاً ... أبلج فِسِّيقاً كذوباً خاطئا

وقال سليمان:

عاشوا بذلك عرساً في زمانهم ... لا يظهر الجور فيهم آمناً فُسقُ

والفُوَيسِقَةُ: الفأرة، وقد أمر النبي- عليه السلام- بقتلها في الحرم.

سفق: السَّفْقُ لغة في الصفق. وسَفُقَ الثوب سَفاقَةً فهو سَفيقٌ أي ليس بسخيف. ورجل سفيق الوجه أي قليل الحياء. وسَفَقْتُ الباب فأسفق. والسَّفيقةُ: خشبة عريضة، دقيقة طويلة، تلف عليها البواري فوق سطوح أهل البصرة، هكذا رأيتهم يسمونها. وكل ضريبة من الذهب والفضة والجواهر إذا ضربت دقيقة طويلة فهي سفيقة. وسَفاسِقُ السيوف، الواحدة سِفْسِقةٌ وهي شطبته كأنها عمود في متنه، ممدود كالخط، ويقال: بل هو ما بين الشطبتين على صفحة السيف طولاً، قال امرؤ القيس:

ومستلئم كشفت بالرمح ذيله ... أقمت بعضب ذي سَفاسِقَ ميله

فقس: المِفقاسُ: عودان يشد طرفاهما بخيط كما يشد في وسط الفخ، ثم يبل أحدهما، ثم يجعل بينهما شيء، يشدهما، ثم توضع فوقهما الشركة، فإذا أصابها شيء فقست أي وثبت ثم علقت الشركة في الصيد. وإذا مات الميت يقال: فَقَسَ فُقُوساً، هكذا أخبرنيه أبو الدقيش.

قفس: القُفْسُ: جيل بكرمان، في جبالها كالأكراد، قال:

زط وأكراد وقُفْسٍ قُفْسِ

وأمة قَفْساءُ أي رديئة لئيمةٌ، نعت للأمة خاصة. 
سقف: سقَّف (بالتشديد): لبّس باطن السقف بالجص (ألكالا، بوشر).
تسقَّف: صار له سقف (باين سميث 1469).
سَقُف: سقفية، أرضية الشُقة (بوشر).
سَقُف: غطاء المنزل ونحوه، غمي البيت وأعلاه (ألكالا، بوشر، همبرت ص193، هلو، المقري 1: 323، 325، 445).
سقف الحلق (همبرت ص2) أو سقف الفم (بوشر): حَنَك، القسم الأعلى من داخل الفم، ويقال سقف فقط (هلو).
سَقِيف وجمعها سُقُف: انظر سقيفة: سقافة: أسقفيّة، ففي عقد طليطلة: على سقافة كرسي كنكة (سيمونيه).
سَقِيفة: هذه الكلمة التي أساء فريتاج تفسيرها لأنه لم يفهم معنى كلمة صُفَّة التي وردت في المعاجم العربية والتي ترجمها مترجمو رحلة ابن بطوطة غالباً بما معناه مصطبة، مخدوعين به، وهي لا تدل على هذا المعنى، هذه الكلمة قد أحسن تفسيرها كاترمير في تعليقاته على البكري (ص143، 229) كما أحن تفسيرها دي جويه في معجم الطرائف ولين وهي تعني رواقاً مسقفاً. porticus عند فوك و portal عند ألكالا (بلاكيبر 2؛ 26، عشر سنوات ص 16، 24، 27، 33، 98، ليون ص96، ريشاردسون سنترال 2: 183، بوزيه 3: 18، بارت 4: 458، 5: 429) حيث يجلس الناس في الصيف (المقري 1: 560): وكثيراً ما يدور الكلام حول سقائف المساجد التي لها أعمدة (معجم الطرائف، الأغاني ص70، المقري 1: 360، 368). وفي العبدري (ص66 و): ومسجد المدينة محاط بالسقائف، وأوسع سقائفه ناحية الجنوب وفيها المحراب وهي خمسة صفوف، والسقائف القريبة من باب القصر وأبواب المدينة، ويجلس فيها رجال الحرس .. وفي مختارات من تاريخ العرب (ص580): وجعل لكل باب من أبوابها دهليزاً عليه السقائف ووكل بكل باب قُوّاداً برجالهم 900 فارس و100 راجل وفي رحلة ابن بطوطة؛ 2: 427): في كل باب سقائف بها رجال وأسلحتهم وقائدهم. وعند مارمول (2: 31) (مراكش): ((وبين هذا القصر وقصر الملك قصر آخر يسمونه السقيفة حيث يقيم حرس الملك.)) وفيه (ص176): ولتلمسان أربعة أبواب كبيرة، وفي كل باب منها سقيفة يقيم عادة الحرس وجباة الضرائب الملكية. وابن خلدون الذي يذكر أيضاً أبواب تلمسان يسميها (تاريخ البربر 3: 161) السُقُف وهي جمع سقيف مرادف سقيفة. وهؤلاء الحرس يطلق عليهم اسم مماليك السقيفة (ريشاردسن مراكش 3: 216)، ويسمى رئيسهم أو قائدهم (انظر ما ذكرناه فيما تقدم نقلاً من معجم الطرائف ورحلة ابن بطوطة): قائد السقيفة، ولما كان هذا القائد يسكن في قلعة العاصمة فقد أصبح اسم قائد السقيفة يدل على حاكم القلعة، يقول مارمول (2: 176) في كلامه عن قلعة تلمسان: ((وفيها يقيم عادة قائد السفينة مع حرس الملك)). وفيه (2: 95): وفي مدينة فاس القديمة حاكم يسمونه القائد للسفينة الذي يقيم دائماً في القصر. ويقول راموس (ص120): قائد السقيفة هو قائد القلعة. والسقيفة في الجزائر ((القسم من البيت الكائن بين الطريق والباب ويؤدي إلى الحوش)) (شربرنو) (رحلة ابن بطوطة إلى إفريقية ص46).
وتطلق السقيفة في القاهرة على أغطية من الحصر توجد في أسواق كثيرة لتحميها من الشمس (لين عادات 2: 393).
أْسْقُفِيّ: نسبة إلى أسقف (بوشر).
أَسْقُوف: وأَسْقُوفية (فوك): أسقف واسقوفية مُسَقَّف: القسم الذي له سقف من المسجد، مقابل صحن القسم المفتوح منه (معجم الادريسي، ابن جبير ص265) وفي العبدري (ص78) وبعد قوله مسجد مسقفَّ: وهذا المسقّف في الركن الغربي الخ.
مُسَقَّفة: نفس المعنى السابق (كرتاس ص37: 401).
سقف
سقَفَ يَسقُف، سَقْفًا، فهو ساقِف، والمفعول مَسْقوف
• سقَف البيتَ ونحوَه: عمل له سَقْفًا. 

أسقفَ يُسقف، إسْقافًا، فهو مُسْقِف، والمفعول مُسْقَف
• أسقف النَّصارى فلانًا: جعلوه أُسْقُفًا عليهم، أي ذا مرتبة دينيّة فوق القِسِّيس ودون المطران. 

تسقَّفَ يتسقَّف، تسقُّفًا، فهو مُتَسَقِّف
• تسقَّف الشَّخصُ: مُطاوع سقَّفَ: صار أُسْقُفًا؛ أي فوق القِسِّيس ودون المطران، وهي مرتبة دينيّة عند النّصارى. 

سقَّفَ يُسقِّف، تسقيفًا، فهو مُسَقِّف، والمفعول مُسَقَّف
• سقَّف البيتَ ونحوَه: سقَفَه؛ عمل له سَقْفًا.
• سقَّف النَّصارى فلانًا: أسْقفوه؛ جعلوه أُسْقُفًا عليهم، أي فوق القِسِّيس ودون المطران، وهي مرتبة دينيّة عندهم. 

أَسْقُف/ أُسْقُف [مفرد]: ج أساقِفُ وأساقِفَة: أَسْقُفّ، رجل من رجال الدِّين النصارى فوق القسِّيس ودون المطران ° رئيس الأساقفة: المطران المشرف على عدد من الأساقفة. 

أَسْقُفّ/ أُسْقُفّ [مفرد]: ج أساقِفُ وأساقِفَة: أَسْقُف، رجل من رجال الدِّين النّصارى فوق القسِّيس ودون المطران، أو المطران ذاته ° رئيس الأساقفة: المطران المشرف على عدد من الأساقفة. 

أُسْقُفيَّة [مفرد]:
1 - درجة، منصب الأُسْقُف "نال الأُسْقُفِيّة".
2 - موضع ممارسة الأسقف سلطته، دار الأسقف، مقرّ الأُسْقُف أو منطقة عمله "دخل الأُسْقُفيَّة". 

سَقْف [مفرد]: ج أسْقُف (لغير المصدر {وسُقُف} لغير المصدر) وسُقوف (لغير المصدر):
1 - مصدر سقَفَ.
2 - غطاء المنزل ونحوه، وهو أعلاه المقابل لأرضه " {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ

السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} ".
• السَّقْف: السماء " {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ. وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} ".
• السَّقف المنكسر: سقف ذو انحدارين، على كلّ جانب يكون الانحدار الأسفل أكثر انحدارًا.
• سقفُ الحَلْق: (شر) الحنك. 

سَقيفة [مفرد]: ج سَقيفات وسَقائِفُ: عريش يُستظلّ به "جلس العجوز تحت السّقيفة للاحتماء من حرارة الشمس- على باب داره سقيفة" ° سقيفة السّيّارة: ظُلّة بلا جدران لتظليل السَّيّارة- سَقيفة بني ساعِدة: ظُلّة كانت لهم بايع تحتها المسلمون أبا بكر الصِّدّيق رضي الله عنه بالخلافة. 

سقف: السَّقْفُ: غِماءُ البيت، والجمع سُقُفٌ وسُقُوفٌ، فأَما قراءة من

قرأ: لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبُيوتهم سَقْفاً من فِضَّة. فهو واحد يدل

على الجمع، أَي لجعلنا لبيت كل واحد منهم سَقْفاً من فِضّة، وقال الفراء

في قوله سُقُفاً من فضة: إن شئت جعلت واحدتها سَقِيفةً، وإن شئت جعلتها

جمع الجمع كأَنك قلت سَقْفاً وسُقُوفاً ثم سُقُفاً كما قال:

حتى إذا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ

وقال الفراء: سُقُفاً إنما هو جمع سَقِيفٍ كما تقول كَثِيبٌ وكُثُبٌ،

وقد سَقَفَ البيتَ يَسْقَفُه سَقْفاً والسماء سَقْفٌ على الأَرض، ولذلك

ذكِّر في قوله تعالى: السماء مُنْفَطِرٌ به، والسَّقْفِ المرفوعِ. وفي

التنزيل العزيز: وجعلنا السماء سَقْفاً محفوظاً. والسَّقِيفةُ: كل بناء

سُقِفَتْ به صُفَّةٌ أَو شِبْهُها مـما يكون بارِزاً، أُلْزِمَ هذا الاسمَ

لِتَفْرِقةِ ما بين الأَشياء. والسَّقْفُ: السماء.

والسّقيفَةُ: الصُّفَّةُ، ومنه سَقِيفةُ بني ساعِدةَ. وفي حديث اجتماع

المهاجرين والأَنصار في سَقيفِة بني ساعدةَ: هي صُفّة لها سَقْف، فَعيلةٌ

بمعنى مفعُولة. ابن سيده: وكل طريقةٍ دقيقةٍ طويلةٍ من الذهب والفِضة

ونحوهما من الجوهر سَقِيفَةٌ. والسّقِيفةُ: لَوْحُ السّفينةِ، والجمع

سَقائفُ، وكلُّ ضريبةٍ من الذهب والفضة إذا ضُرِبَتْ دقيقةً طويلةً سَقِيفةٌ؛

قال بِشر بن أَبي خازم يصفُ سفينةً:

مُعَبَّدةِ السَّقائِف ذات دُسْرٍ،

مُضَبّرَةٍ جوانِبُها رداحِ

والسّقائِفُ: طوائفُ ناموسِ الصائد؛ قال أَوْس بن حَجَر:

فَلاقَى عليها، من صباحَ، مُدمِّراً،

لِنامُوسِه من الصّفِيحِ سَقائِفُ

وهي كل خشَبة عَرِيضةٍ أَو حَجر سُقِفَتْ به قُتْرة. غيره: والسّقيفةُ

كلُّ خشبة عريضة كاللوح أَو حجر عريض يُستطاع أَن يُسَقّفَ به قترةٌ أَو

غيرها، وأَنشد بيت أَوس بن حجر، والصادُ لغة فيها. والسّقائِفُ: عِيدانُ

المُجَبِّر كلُّ جِبارةٍ منها سَقِيفة؛ قال الفرزدق:

وكنت كَذِي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُها،

إذا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقائِفِ

الليث: السَّقِيفةُ خشبة عريضةٌ طويلة توضع، يُلَفُّ عليها البَوارِي،

فوق سُطوحِ أَهل البصرة. والسّقائفُ: أَضْلاعُ البعير. التهذيب: وأَضلاعُ

البعير تسمى سَقائِفَ جَنْبَيْه، كل واحد منها سَقيفةٌ.

والسَّقَفُ: أَن تَمِيلَ الرِّجلُ على وحْشِيّها. والسَّقَفُ، بالتحريك:

طول في انحناء، سَقِفَ سَقَفاً، وهو أَسْقَفُ. وفي مَقْتَلِ عثمان، رضي

اللّه عنه: فأَقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسِّهامِ فأَهْوَى بها إليه، أَي

طويل، وبه سمِّي السَّقْفُ لِعُلُوِّه وطول جِدارِه. والمُسَقّفُ:

كالأَسْقَفِ وهو بَيِّنُ السَّقَفِ، ومنه اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النصارى لأَنه

يَتَخاشعُ؛ قال المسيب بن علس يذكر غَوّاصاً:

فانصَب أَسْقف رأْسه لبدٌ

نزعَتْ رباعيتاه الصَّبِرْ

(* هكذا بالأَصل.)

ونَعامة سَقْفاء: طويلة العُنق. والأَسْقَفُ: المُنْحني. وحكى ابن بري

قال: والسقفاء من صفة النعامة؛ وأَنشد:

والبَهْوُ بَهْوُ نَعامةٍ سَقْفاء

والأَسْقُفُّ: رئيس النصارى في الدِّين، أَعجمي تكلمت به العرب ولا نظير

له إلا أُسْرُبٌّ، والجمع أَساقِفُ وأَساقِفةٌ. وفي التهذيب:

والأَسْقُفُّ رأْس من رؤوس النصارى. وفي حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْل: أَسْقَفَه على

نصارى الشام أَي جعله أُسْقُفاً عليهم وهو العالم الرئيس من عُلماء

النصارى، وهو اسم سُرْيانيّ، قال: ويحتمل أَن يكون سمي به لخُضُوعه وانحنائِه

في عِبادتِه. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أُسقُفٌّ من سقِّيفاهُ؛ هو

مصدر كالخِلِّيفَى من الخِلافةِ، أَي لا يُمْنع من تَسَقُّفِه وما يُعانيه

من أَمر دينه وتقْدِمَته. ويقال: لَحْيٌ سَقْفٌ أَي طويل مُسْتَرْخٍ.

وقال الفراء: أَسْقُفُ اسم بلد، وقالوا أَيضاً: أُسْقُفُ نَجْرانَ.

وأَما قول الحجاج: إيايَ وهذه السُّقَفاء، فلا يعرف ما هو، وحكى ابن

الأَثير عن الزمخشري قال: قيل هو تصحيف، قال: والصواب شُفَعاء جمع شَفِيعٍ

لأَنهم كانوا يجتمعون إلى السلطان فَيَشْفَعُون في أَصحاب الجَرائِم،

فنهاهم عن ذلك لأَن كل واحد منهم يشفع للآخر كما نهاهم عن الاجتماع في قوله:

إيايَ وهذه الزَّرافاتِ.

وسُقْفٌ: موضع.

سقف
السَّقْفُ للبيت: والجمع سُقُوْفٌ وسُقُفٌ، قرأ أبو جعفر:) سَقْفاً من فِضَّةٍ (بالفتح؛ والباقون:) سُقُفاً (بضمتين، وقال الأخفش: هو مثل رَهْنِ ورُهُنٍ، وقال الفراء: سُقُفٌ جمع سَقِيْفٍ كما يقال كَثِيْبٌ وكُثُبٌ، قال: وإن شئت جعلته جمع الجمع فقلت سَقْفٌ وسُقُوفٌ وسُقُفٌ. وسَقَفْتُ البيت أسْقُفٌه سَقْفاً.
والسَّقْفُ - أيضا -: السماء، وهو مذكر، قال الله تعالى:) والسَّقْفُ المرفوع (.
ولَحْيٌ سَقْفٌ: أي طويل مسترخٍ، قال:
ترى له حين سما فاحْرَنْجَما ... لحين سَقْفَيْنِ وخطماً سلجَما
وقال ابن فارس: السَّقَفُ - بالتحريك -: طولٌ في انحناءٍ، ورجل أسْقَفُ، قال ابن السكيت: ومنه اشتقاق أُسْقُفِّ النصارى.
ونعامة سَقْفَاءُ: طويلة الرجلين مع اعوجاج فيهما، قال الحارث بن حِلزة اليشكري:
بِزَفُوْفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رئالٍ دوية سَقْفَاءُ
ويروى: " سَفْعَاءُ " أس سوداء. وظليم أسْقَفُ، قال بشر بن أبي خازم:
يبري لها خِرب المُشَاشِ مُصَلَّمٌ ... صعل هِبِلٌّ ذو مناسم أسْقَفُ
وقال أبو عمرو: سَقِفَ الأديم: إذا صار طراقتين، وطراقتاه: بشرته وأدمته.
وقال غيره: أسْقُفُ - مثال أذرح -: موضع، قال الحطيئة:
أرسم ديارٍ من هنيدة تعرفُ ... بأسْقُفَ من عِرفانها العين تذرف
وقال عنترة بن شداد:
فإن يكُ عِزّ في قُضَاعَة غائباً ... فإن لنا برَحْرحانَ وأسْقُفِ
وسَقْفٌ وسُقْفٌ: موضعان، قال الشماخ:
كأن الشباب كان روحه راكبٍ ... قضى وطراً من أهل سُقْفَ لغضورا
والسَّقَائفُ: ألواح السفينة، الواحد: سَقِيْفَةٌ.
والسَّقِيْفَةُ: كل خشبة عريضة كاللوح أو حجر عريض يُستَطاع أن يُسَقَّفَ به قُتْرَةٌ أو غيرها، قال أوس بن حجر يصف حمارا:
فلاقى عليه من صباح مُدَمِّراً ... لنامُوسه من الصفيح سَقَائفُ
والسَّقِيْفَةُ: الصُّفَّةُ، ومنها قيل: سَقِيْفَةُ بني ساعِدة.
والسَّقَائفُ: عيدان المُجَبِّر كل جُبارة منها سَقِيْفَةُ، قال الفرزدق:
وكنت كذي ساقٍ تهيض كسرها ... إذا انقطعت عنها سُيُوْرُ السَّقائفِ
واضلاع البعير تسمى: سَقَائفَ، قال طرفة بن العبد:
أُمِرَّتْ يداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجنحت ... لها عضداها في سَقِيْفٍ مُصَعَّدِ
ويروى: " مُسَنَّدِ " وقال ابن عبّاد: السَّقِيْفَةُ من رأس البعير: كالقبيلة؛ وهي سَقَائفُ الرأس.
وأما قول الحجاج: إياي وهذه السُّقَفَاء والزَّرَافات فإني لا آخذ أحداً من الجالسين في زَرَافَةٍ إلا ضربت عنقه. فقيل: إن السُّقَفَاءَ تصحيف الشُّفَعَاءِ جمع شَفِيْعٍ؛ وكانوا يجتمعون إلى السلطان يَشْفَعُوْنَ في المريب، فنهاهم عن ذلك.
والأُسْقُفُّ والأُسْقُفُ - بتشديد الفاء وتخفيفها -: أُسْقُفُ النصارى، لأنه يتخاشع، وهو رئيس من رؤسائهم في الدين، والجمع: الأساقِفَةُ.
والسِّقِّيْفى: مصدر منه، كالخِلِّيفى من الخلافة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كتب لأهل نجران حين صالحهم: أن عليهم ألفي حُلَّةٍ في كل صَفَرٍ ألف حُلةٍ وفي كل رَجَبٍ ألف حُلَّةٍ، وما قضوا من ركاب أو خيل أو دروع أخذ منهم بحساب، وعلى نجران مثوى رُسُلي عشرين ليلة فما دونها، ولنجران وحاشيتها ذمة الله وذمة رسوله على ديارهم وأموالهم ومِلَّتِهم وثُلَّتِهم وبيعهم ورهابِنَتِهم وأساقفتهم وشاهدهم وغائبهم، وعلى ألا يغيروا أُسْقُفاً من سِقَّيْفاه؛ ولا واقفاً من وقِّيْفَاه؛ ولا راهباً من رهابِنَتِه، وعلى ألا يُحْشَروا ولا يُعْشَرُوا.
وأُسْقُفَّةُ: رُسْتَاقٌ بالأندلس، ومدينتها: غافِقُ.
وسُقَيْفٌ - مصغراً -: هو سُقَيْفُ بن بشرٍ العجلي؛ من أصحاب الحديث.
وسُقِّفَ الرجل تِسْقِيْفاً: أي صُيِّرَ أُسْقُفّاً.
وسَقَّفْتُ البيت: جعلت له سقفاً، مثل سَقَفْتُه - بالتخفيف -.
ورجلٌ مُسَقَّفٌ: أي طويل، ومنه في حديث مقتل عثمان - رضي الله عنه - أنه جاء ابن أبي بكر - رضي الله عنهما - إليه فأخذ بلحيته؛ وأقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسهام فأهوى بها إليه.
وتَسَقَّفَ الرجل: صار أُسْقُفّاً.
والتركيب يدل على ارتفاع في أطلال وانحناء.

سقف

1 سَقَفَ البَيْتَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) or ـَ (K, [but this is app. a mistake, being anomalous,]) inf. n. سَقْفٌ, (S, O, Mgh,) He made a سَقْف [i. e. ceiling, or roof,] to the house or chamber or tent; [he ceiled it, or roofed it;] (S, O, Msb, K;) as also ↓ اسقفهُ; (Msb;) and ↓ سقّفهُ, inf. n. تَسْقِيفٌ; (O, K;) or this last has an intensive signification. (Msb.) A2: سَقِفَ, [aor. ـَ inf. n. سَقَفٌ, He was, or became, tall, and bent, or bowed; said of a man, and of an ostrich, &c. (TA.) A3: See also 5.2 سَقَّفَ see 1.

A2: سُقِفَ, inf. n. تَسْقِيفٌ, He was made an أُسْقُفّ [i. e. a bishop]. (O, K.) 4 أَسْقَفَ see 1.5 تسقّف He became an أُسْقُفّ [i. e. a bishop]; (O, K;) as also ↓ سقف [app. سَقَفَ], inf. n. سِقِّيفَى

[like خِلِيفَى inf. n. of خَلَفَ]. (TK.) سَقْفٌ The ceiling, roof, or covering, (JK, MA, PS,) of a house or chamber or tent; (JK, S, MA, K, PS;) as also ↓ سَقِفٌ; (K;) so called because of its height, and the tallness of its wall [or walls]: (TA:) pl. of the former سُقُوفٌ and سُقُفٌ, (S, Msb, K,) the latter pl. on the authority of Akh, (S,) extr., (Msb,) or, accord. to Fr, this is pl. of ↓ سَقِيفٌ, (S, Msb, TA,) or, accord. to Fr, it may be a pl. pl., i. e. you may say سَقْفٌ and سُقُوفٌ and [then] سُقُفٌ [as pl. of سُقُوفٌ], (TA,) and سُقْفٌ [also] is a pl. of سَقْفٌ. (Ham p. 227.) [In the Kur xliii. 32,] Aboo-Jaafar read سَقْفًا مِنْ فِضَّةٍ; with fet-h: (TA:) others read سُقُفًا: (S, TA:) in the former reading, it is a sing. denoting a pl. meaning; i. e., “we would have made to the house of every one of them a سَقْف of silver. ” (TA.) b2: [Hence,] The sky, or heaven: (S, K:) this is called سَقْفُ الأَرْضِ [the ceiling, or roof, of the earth]: of the masc. gender: occurring in the Kur xxi. 33 and lii. 5. (TA.) A2: Also, applied to the لَحْى [or part on which the beard grows] Long, and flaccid, or pendulous; syn. طَوِيلٌ مُسْتَرْخٍ. (S, K.) A3: See also أُسْقُفٌّ.

سُقْفٌ: see أُسْقُفٌّ.

A2: Also a pl. of سَقْفٌ [q. v.: perhaps a contraction of سُقُفٌ]. (Ham p. 227.) سَقَفٌ Tallness, with a bending, or bowing: (S, K:) it is in a man, (S,) [and] in an ostrich &c. (K.) [See 1, second sentence.]

السُّقَفَآءَ in the saying of El-Hajjáj, إِيَّاىَوَهٰذِهِ

ألسُّقَفَآءَ [Beware ye of me with respect to these سقفاء], (S, K, * TA,) is [said to be] a word of which the meaning is unknown: (S:) KT says, “ I have asked often respecting it, and no one knew it: ” but accord. to Z, as is related by IAth, (TA,) it is said to be a mistranscription for الشُّفَعَآء, (K, * TA,) pl. of شَفِيعٌ; (TA;) for they used to assemble in the presence of the Sultán and intercede for him who was suspected, (K, TA,) and for criminals; and he [i. e. El-Hajjáj] forbade their doing that. (TA.) سَقِيفٌ: see سَقْفٌ, in two places: b2: and see also the paragraph here following, in two places.

سَقِيفَةٌ A صُفَّة, (S, Msb, K, TA,) or the like, (TA,) [i. e. a roof, or covering,] such as projects [over the door of a house], (TA,) [or of which the ends of the beams rest upon opposite houses; i. e.] a ظُلَّة; [often applied in the present day to a roofed, or covered, portion of a street or the like;] and any wing or porch or other thing [of a building] that is roofed over: (Msb:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: (TA:) pl. سَقَائِفُ (Msb) and [coll. gen. n.]

↓ سَقِيفٌ. (MA.) b2: Any broad piece of wood, such as a plank, or a broad piece of stone, with which one may form a roof (O, K, TA) to the lurking-place of a hunter &c. (O, TA.) and [the pl.] سَقَائِفُ signifies The طوايق [app. a mistranscription for طَوَابِق, and, if so, meaning, agreeably with a modern usage, flat stones covering a hollow such as that] of the lurking-place of the hunter. (TA.) [And The pieces of wood which form the roof of the kind of vehicle called مَحْمِل: see عَارِضَةٌ: and see also خُذْرُوفٌ.] b3: (tropical:) A plank [app. of the deck] of a ship or boat: (S, K, TA:) pl. as above. (S, TA.) b4: (tropical:) A single cranial bone of the head of the camel: (Ibn-'Abbád, K, TA:) the cranial bones being termed سَقَائِفُ الرَّأْسِ. (Ibn-'Abbád, TA.) b5: And (tropical:) A single rib of a camel: (K, TA:) its ribs being termed سَقَائِفُ (Az, Z, O, TA) and ↓ سَقِيفٌ. (O, TA.) One says, هَدَمَ السَّفَرُ سَقَائِفَ البَعِيرِ [Travel disjointed, or luxated,] the ribs of the camel. (Az, Z, TA.) b6: Also (tropical:) A splint; i. e. a piece of wood with which a bone is set, or reduced from a fractured state: (O, K, TA:) pl. as above. (O, TA.) b7: And A broad and long piece of wood, which is put, or laid down, and upon which are wound the mats of reeds (البَوَارِىّ) above the house-tops of the people of El-Basrah. (TA. [See also سَفِيقَةٌ.]) b8: And (assumed tropical:) Any piece of gold, and of silver, that is beaten thin and long. (TA. [See, again, سَفِيقَةٌ.]) سَقَّافٌ One whose occupation is the construction of ceilings or roofs (سُقُوف). (TA.) سِقِيفَى [and ↓ أُسْقُفِيَّةٌِ or أُسْقُفِيَّةٌ] The office of an أُسْقُفّ [i. e. of a bishop]. (K, * O, TA.) [See also 5.]

أَسْقَفُ Tall, and bent, or bowed; (S, K;) applied to a man, (S, TA,) and to an ostrich, &c.; (K, TA;) as also with damm, (K,) i. e. ↓ اُسْقُفٌ: (TA:) fem. سَقْفَآءُ, (K,) mentioned by IB as an epithet applied to a female ostrich: (TA:) and hence the ↓ أُسْقُفّ of the Christians, (S, K,) accord. to ISk [and others ignorant of its true derivation], because he affects lowliness. (S.) And, applied to a man, [simply,] Tall; (K;) likened to the سَقْف [or ceiling, or roof,] in height; (TA;) and so ↓ مُسَقَّفٌ: (O, K:) or thick and big in the bones: (K:) and [simply] bent, or bowed: (TA:) and, applied to an ostrich, crooked in the neck (K, TA) and the legs: (TA:) fem. as above; (K;) which is applied to a female ostrich as meaning long and crooked in the legs: (O:) or to a she-camel as meaning long in the hind legs, and in like manner applied to a she-ostrich. (JK.) b2: And, applied to a camel, Having no fur upon him. (K.) أُسْقُفٌ: see the next preceding paragraph: b2: and the next following also.

أُسْقُفٌّ and ↓ أُسْقُفٌ, (S, Msb, K,) as also ↓ سَقْفٌ (K) and ↓ سَقْفٌ, (TA,) [each a variation of] a foreign word used by the Arabs, (TA,) [from the Greek ἐπίσκοπος, A bishop; i. e.] a headman of the Christians (S, Msb, K) in religion; (S, K;) or [more exactly] one who is above the قِسِيس [i. e. presbyter, or priest], and below the مَطْرَان [or metropolitan]: (K:) or one who is learned (K, TA) in their religion: (TA:) or a king who affects lowliness in his gait: (K: [a very strange explanation:]) pl. أَسَاقِفَةٌ (Msb, K) and أَسَاقِفُ. (K.) See also أَسْقَفُ.

أُسْقُفِيَّةٌ or أُسْقُفِيَّةٌ: see سِقِيفَى.

مُسَقَّفٌ Wide in the bone [or bones] of the body. (JK.) b2: See also أَسْقَفُ.

شَعَرٌ مُسَقْفَفٌ, (K accord. to the TA,) or ↓ مُسْتَقِفٌّ, (so in several copies of the K,) or both, (TK,) Hair that is raised, and shaggy, or dishe-velled, or disordered. (K.) مُسْتَقِفُّ: see what next precedes.
سقف
السَّقْفُ لِلْبَيْتِ: مَعْرُوفٌ، كَالسَّقِيفِ، كأَمِيرٍ، سُمِّىَ بِهِ لِعُلُوِّه وطُولِ جِدَارِهِ. ج: سُقُوفٌ، وسُقُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ، وَهَذِه عَن الأَخْفَشِ، مِثْل رَهْنٍ، ورُهُنٍ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ:) سَقْفاً مِنْ فِضَّةٍ (، بالفَتْحِ، والبَاقُونَ بضَمَّتَيْنِ.
قلتُ: وعلَى قراءَةِ الفَتْحِ، فَهُوَ وَاحِدٌ يدُلُّ علَى الجَمْعِ، أَي: لَجَعَلْنَا لِبَيْتِ كُلُّ واحدٍ مِنْهُم سَقْفاً مِن فِضَّةٍ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: سُقُفٌ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ سَقِيفٍ، كَمَا تَقول: كَثِيبٌ وكُثُبٌ، قَالَ: وإِن شِئْتَ جَعَلْتَه لَا جَمْعَ الجَمْعِ، فقلتَ: سَقْفٌ، وسُقُوفٌ، وسُقُفٌ.
وسَقَفَهُ، كَمَنَعَهُ، يَسْقَفُهُ، سَقْفاً: جعَل لَهُ سَقْفاً، كَذَا سَقَّفَهُ، تَسْقِيفاً.
والسَّمَاءُ سَقْفُ الأَرْضِ، مُذَكَّرٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى) والسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (،) وجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً (.
السَّقْفُ: اللَّحْىُ الطَّوِيلُ الْمُسْتَرْخِي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: تَرَى لَهُ حِينَ سَمَا فَاحْرَنْجَمَا لَحْيَيْنِ سَقْفَيْنِ وخَطْماً سَلْجَمَا سُقْفُ، بِالضَّمِّ، ويُفْتَحُ: ع، وَفِي العُبَابِ: مَوْضِعانِ، قَالَ الشَّمَّاخُ
(كَأَنَّ الشَّبَابَ كَانَ رَوْاَحَة رَاكِبٍ ... قَضَى وَطَراً مِن أَهْل سُقْفٍ لِغَضْوَرا)
السَّقَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: طُولٌ فِي انْحِنَاءٍ، يُقَال: رَجُلٌ أَسْقَفُ بَيِّنُ السَّقَفِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، والمُجْمَلِ، يُوصَفُ بِهِ النَّعَامُ وغَيْرُهُ، وَهُوَ أَسْقَفُ وَقد سَقِفَ، سَقَفاً، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خَازِمٍ:
(يَبْرِي لَهَا ضَرْبَ المُشَاشِ مُصَلَّمٌ ... صَعْلٌ هِبِلٌّ ذُو مَنَاسِمَ أَسْقفُ)
ويُضَمُّ فيُقَال: أَسْقُفُ، وَهِي، أَي: الأُنْثَى مِن النَّعَامِ، وغيرِه، سَقْفَاءُ، وحكَى ابنُ بَرِّي: والسَّقْفَاءُ من صِفَةِ النَّعامَةِ، وأَنْشَدَ: والْبَهْوُ بَهْوُ نَعَامَةٍ سَقْفَاءَ وَقَالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
(بِزَفُوفٍ كأَنَّهَا هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رِئالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ)
قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ومِنْهُ اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النَّصَارَى، زَادَ غيرُه: وسُقْفُهُمْ، كَأُرْدُنٍّ، أَي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الآخِرِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابنُ السِّكِّيتِ، فِيمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَلَا نَظِيرَ لَهُ سِوَى: أُسْرُبٍّ،) يُقَال: أُسْقُفٌ، بتَخْفِيفِ الفاءِ، مِثَال قُطْرُبٍ، والأَخِيرُ مِثْلُ قُفْلٍ، وَهَذَا الَّذِي ذَهَبْنَا إِلَيْهِ هُوَ مَا اسْتَظْهَرَه شَيْخُنَا، فإنَّه قَالَ: الظَّاهِرُ أَنَّهُ أَشار بالمِثالَيْنِ الأَوَّلَيْنِ لِضَبْطِ المَزِيدِ، الَّذِي هُوَ أَسْقُف، وَأَنه يُقَال بتَشْدِيدِ الفاءِ كأُرْدُنٍّ، وبِتَخْفِيفَها كقُطْربٍ، وَقَوله: وقُفْلٍ، مِثَالٌ لِسُقْفٍ المُجَرَّدِ، قَالَ: والقَوْلُ بأَنَّهُ أشَارَ لِزِيَادَةِ الْهَمْزةِ وأصَالَتِها بَعِيدٌ جِداًّ: اسٍ مٌ لِرَئِيسٍ لَهُم فِي الدِّينِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَهُوَ أَعْجَمِيٌّ تكُلُّمتٍ بِهِ العربُ، وَقيل: سُمِّيَ بِهِ لُِخُضوعِهِ، وانْحِنَائِهِ فِي عِبَادَتَهَ، أَو الْمَلِكُ الْمُتَخَاشِعُ فِي مشيته أَو هُوَ الْعَالم فِي دِينِهم، أَو هُوَ فَوْقَ الْقِسِّيسِ ودُونَ الْمَطْرَانِ: ج: أَسَاقِفَةُ، وأساقِفُ، والسِّقِّيفَي، كَخِلِّيفَي: مَصْدَرٌ مِنْهُ، وَمِنْه الحَدِيثُ فِي مُصَادَرَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ: وعَلَى أنْ لاَ يُغَيِّرُوا أَسْقُفَّا مِن سِقِّيفَاهُ، ولاَ وَاقِفاً من وِقِّيفَاهُ وأسْقُفَّةٌ أَيْضاً، أَي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الفاءِ: رُسْتَاقٌ بِالأَنْدَلُسِ، نَزِهٌ نَضِرٌ شَجِرٌ، وقَصَبَتَهُ غَافِقٌ.
والسَّقِيفَةُ، كَسَفِينَةٍ: الصُّفَّةُ أَو شِبْهُهَا مِمَّا يكونُ بَارِزاً، وَمِنْهَا سَقِيفَةُ بَنِي سَاعِدَةَ، بالمدينةِ المُــشْرَّفةِ، وَهِي صُفَّةٌ لَهَا سَقْفٌ، فَعِيلَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولةٍ، جاءَ ذِكْرُهَا فِي حديثِ اجْتِمَاعِ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ.
ومِن المَجَازِ: السَّقِيفَةُ: الْجِبَارَةُ مِن عِيدَانِ الْمُجَبِّرِ، جَمْعُهُ: سَقَائِفُ، وَقَالَ الفَرَزْدَقُ: (وكنتُ كَذِي سَاقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُهَا ... إذَا انْقَطَعَتْ عَنْهَا سُيُورُ السَّقَائِفِ)
مِن المَجَازِ أَيْضا: السَّقِيفَةُ: كَالْقَبِيلَةِ مِن رَأْسِ الْبَعِيرِ، وَهِي سَقَائِفُ الرَّأْسِ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وَمِنْه قولُهُم: رَأْسٌ عَظِيمُ السَّقَائِفِ، كَمَا فِي الأسَاسِ.
ومِن المَجَازِ: السَّقِيفَةُ: لَوْح السَّفِينَةِ، يُقَال: سَفِينَةٌ مُحْكَمَةٌ السَّقَائِفِ، أَي: الأَلْوَاحِ، قَالَ بِشْرٌ، يَصِفُ السَّفِينَةَ:
(مُعَبَّدَةِ السَّقَائِفِ ذَاتِ دُسْرٍ ... مُضَبَّرَةٍ جَوَانِبُهَا رَدَاحِ)
أَو كُلُّ خَشَبَةٍ عَرِيضَةٍ كَاللَّوْح، أَو حَجَرٌ عَرِيضٌ يُسْتَطَاعُ أَنْ يُسَقَّفَ بِهِ نَامُوسُ الصَّائِدِ، وغيرُه، فَهِيَ سَقِيفَةٌ، قَالَ أوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(فَلاَقَى عَلَيْهَا مِنْ صُبَاحَ مُدَمِّراً ... لِنَامُوسِهِ من الصَّفِيحِ سَقَائِفُ)
مِن المَجَاِز: السَّقِيفَةُ: ضِلَعُ الْبَعِيرِ، يُقَال: هَدَمَ السَّفَرُ سَقَائِفَ البَعِيرِ، أَي: أضْلاعَهُ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، والأَزْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لطَرَفَةَ:
(أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍٍ أُجْنِحَتْ ... لَهَا عَضُدَاهَا فِي سَقِيفٍ مُنضَّدِ)

والأَسْقَفُ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ، شُبِّهَ بالسَّقْفِ فِي طُولِه وارْتِفاعِهِ، أَو الْغَلِيظُ الْعِظَامِ الْعَظِيمُهَا، شُبِّهَ بجِدارِ السَّقْفِ.
الأسْقَفُ مِن الْجِمَالِ: مَا لاَ وبَرَ عَلَيْهِ.
الأسْقَفُ مِن الظِّلْمَانِ: الأَعْوَجُ الْعُنُقِ، أَو الرِّجْلَيْنِ، وَهِي سَقْفَاءُ، وَقد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ.
وكَزُبَيْرٍ: سُقَيْفُ بنُ بِشْرٍ العِجْلِيُّ، الْمُحَدِّثُ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: ابنُ بشير، وَهُوَ غَلَطٌ، قلتُ: وَهُوَ شيخٌ ليَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ فِي حكَايَةٍ، كَذَا فِي التَّبْصِيرِ.
وسُقِّفَ، تَسْقِيفاً: صُيِّرَ أُسْقُفاًّ، فَتَسَقَّفَ، صَارَ أُسْقُفاًّ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
المُسَقَّفُ، كَمُعَظَّمٍ: الطَّوِيلُ، وَمِنْه حديثُ مَقْتَلِ عثمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْه:) فأَقْبَلَ رَجُلٌ مُسَقَّفٌ (.
وشَعَرٌ مُسْقَفِفٌ، كَمُفْعَلِلٍّ، وَلَو قَالَ: كمُقْشَعِرٍّ، كَانَ أظْهَرَ، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلَةِ: مُسْتَقِفٌّ، بالتاءِ بَدَلَ القافِ، ومُسْقَفٌ، كَمُفْعَلِلٍ، وَلَو قَالَ: كمُدَحْرِجٍ، كَانَ أظْهَرَ: أَي مُرْتَفِعٌ جافلٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. أَمَّا قَوْلُ الْحَجَّاجِ:) إِيَّايَ وَهَذِه السُّقَفَاءَ والزَّرَافَاتِ، فإنِّي لاَ أَجِدُ أَحَداً مِن الجالِسِين فِي زَرَافَة إلاَّ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ فَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: مَا نَعْرِفُ مَا هُوَ، وَقَالَ القُتَيْبيُّ: أكْثَرْتُ السُّؤَالَ عَنهُ، فَلم يَعْرِفْهُ أَحَدٌ، وحكَى ابنُ الأَثِيرِ عَن الزَّمَخْشَرِيُّ، قَالَ قيل: هُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ: وصَوَابُهُ الشُّفَعَاءَ، جَمْعُ شَفِيعٍ، لأًنَّهُم كَانُوا يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ السَّلْطَانِ، فَيَشْفَعُونَ فِي الْمُرِيبِ، أَي: المُتَّهَمِ وأصْحَابِ الجَرَائِمِ، فَنَهاهُم عَن ذَلِك، لَأَّن كُلُّ واحدٍ منهمَ يشْفَعُ لِلآْخَرِ، كَمَا نَهاهُم فِي قَوْلِه: الزَّرَافَاتِ، ونَقَلَ شيخُنَا هُنَا عَن فائقِ الزَّمَخْشَرِيِّ مَا يُخالِف نَقْلَ ابنِ الأَثِيرِ، وكأَنَّهُ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ، وَكَذَا إقْرَارُ الشِّهابِ فِي شَرْحِ الشِّفَهاءِ، والصَّحِيحُ مَا نَقَلَهُ ابنُ الأَثِيرِ، فتَأَمَّلْ ذَلِك. وأسْقُفُ، كَأَنْصُرُ على صِيغَةِ المُتَكُلُّم، وَلَو قَالَ: كأَذْرُحٍ، كَانَ أظْهَرَ: ع بالْبَاديةِ، كَانَ بِهِ يَوْمٌ مِن أَيَّامِهِم، قَالَ الحُطَيْئَةُ: (أرَسْمَ دِيَارٍ منْ هُنَيْدَةَ تَعْرِفُ ... بأَسْقُفَ مِن عِرْفَانِهَا العَيْنُ تَذْرِفُ)
وقالَ عَنْتَرَةُ:
(فإنْ يَكُ عِزٌّ فِي قُضَاعَةَ ثَابِتٌ ... فإنَّ لنا فِي رَحْرَحَانَ وأَسْقُفِ)
أَي لنا فِي هذيْن فِي المَوْضِعَيْنَ مَجْدٌ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(وإِذا رَأَى الوُرَّادَ ظَلَّ بأَسْقُفٍ ... يَوْمٌ كيَوْمِ عَرُوبَةَ المُتَطاوِلِ)
ومّما يُسْتَدَركُ عَلَيْه: السَّقَائِفُ: طَوَائِفُ نَامُوسِ الصَّائِدِ، وكُلُّ ضَرِيبَةٍ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ، إِذا ضُرِبَتْ دَقِيقَةً طَوِيلَةً،)
فَهِيَ سَقِيفَةٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّقِيفَةُ: خَشَبةٌ عَرِيضَةٌ طَوِيلةٌ، تُوضَعُ، يُلَفُّ عَلَيْهَا البَوَارِي فَوْقَ سُطُوحِ أَهلِ البَصْرةِ.
والأَسْقَفُ: المُنْحَنِي.
والسَّقَّافُ، كشَدَّادٍ: مَن يُعَانِي عَمَلَ السُّقُوفِ.
ولُقِّبَ بِهِ عِمَادُ الدِّينِ أَبو الغَوْثِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ عليَّ ابْن عَلَوِيٍّ الحُسَيْنِيُّ، وُلِدَ سنة، وتُوُفِّيَ سنة بتريم، إحْدَى قُرَى حَضْرَمَوْت، وقَبْرُه تِرْياقٌ مُجَرَّبٌ، ووالدُه الفقيهُ المُقَدَّمُ، لَقِيَ الطَّوَاشِيَّ بحَلْيٍ، ومِن وَلَدهِ شيخُنَا المُسْنِدُ المُعَمَّرُ عمرُ ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي بكرِ بنِ محمدِ بن أبي بكرِ بن عُقَيْلٍ السَّقَّافُ العَلَوِيُّ الحُسَينِيُّ المَكِّيُّ، حَدَّثَ جَدُّه عَن الشَّمْسِ البَابِلِيِّ، وَهُوَ بنَفْسِه حَدَّثَ عَن خَالِه عبدِ اللهِ بنِ سَالمٍ البَصْرِيِّ، وَأبي العَبَّاسِ النَّخْلِيِّ، وغيرِهما. وسَقْفٌ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ فِي الأَسْقُفِّ، كأُرْدُنٍّ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا.

سمع

السمع: هو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعر الصماخ تدرك بها الأصوات بطريق وصول الهواء المتكيف بكيفية الصوت إلى الصماخ.
(سمع)
لفُلَان أَو إِلَيْهِ أَو إِلَى حَدِيثه سمعا وسماعا أصغى وأنصت وَله أطاعه وَالله لمن حَمده أجَاب حَمده وتقبله وَالصَّوْت وَبِه أحسته أُذُنه وَالدُّعَاء وَنَحْوه أطَاع واستجاب وَالْكَلَام فهم مَعْنَاهُ فَهُوَ سامع (ج) سَماع سَمعه وَهُوَ سَماع وَهِي سامعة وسماعة وَهُوَ وَهِي سميع وسموع وَيُقَال أذن سميعة وَيُقَال اسْمَع غير مسمع أَي غير مَقْبُول مَا تَقول أَو اسْمَع لَا أسمعت
(س م ع) : (يُقَالُ فَعَلَ ذَلِكَ رِيَاءً سُمْعَةً) أَيْ لِيُرِيَهُ النَّاسَ وَيُسْمِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ قَصَدَ بِهِ التَّحْقِيقَ وَسَمَّعَ بِكَذَا شَهَّرَهُ تَسْمِيعًا (وَمِنْهُ الْحَدِيث) «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ» أَيْ مَنْ نَوَّهَ بِعَمَلِهِ وَشَهَّرَهُ لِيَرَاهُ النَّاسُ وَيَسْمَعُوا بِهِ نَوَّهَ اللَّهُ بِرِيَائِهِ وَمَلَأ بِهِ أَسْمَاعَ خَلْقِهِ فَتَعَارَفُوهُ فَيَفْتَضِحُ وَالْأَسَامِعُ جَمْعُ أَسْمُعٍ جَمْعُ سَمْعٍ وَهُوَ الْأُذُنُ وَأَصْلُهُ الْمَصْدَرُ وَالسِّمْعُ بِالْكَسْرِ وَلَدُ الذِّئْبِ مِنْ الضَّبُعِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ يَرْوِي عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيِّ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ.

سمع


سَمِع(n. ac. سَمْع
سِمْع
مَسْمَع
سَمَاْع
سَمَاْعَة)
a. Heard.
b. [Ila], Listened to.
c. [La
or
Min], Listened, hearkened, gave ear to; heeded; obeyed.

سَمَّعَa. Made to hear, to listen; made known, spread about
published.
b. [Bi], Defamed; rendered notorious, disgraced.

أَسْمَعَa. Caused to hear; told.
b. Reviled, abused, insulted.
c. Put a handle to (bucket).
تَسَمَّعَ
a. [Ila], Listened, hearkened to.
تَسَاْمَعَ
a. [Bi], Was transmitted, handed down (story).

إِسْتَمَعَa. see I
سَمْع
(pl.
أَسْمُع
أَسْمَاْع
38)
a. Hearing; ear; thing heard.
b. Reputation, fame, good repute.
c. Report; hearsay.

سِمْعa. see 1 (a) (b). —
سِمْعَة
2t
سُمْعَةsee I (a) (b).
مَسْمَعa. Place of hearing.
b. Hearing.

مِسْمَع
(pl.
مَسَاْمِعُ)
a. Ear; ear hole.
b. Handle.

سَاْمِع
( pl.
reg. &
سَمَعَة)
a. Hearer; listener; auditor.

سَاْمِعَةa. Ear.

سَمَاْعa. see 1 (a) (b).
c. Singing.

سَمَاْعِيّa. Traditional; customary.

سِمَاْعِيّa. Musical.

سَمِيْعa. [art.], The All-hearing (God).
سَمُوْعa. see 21t
N. P.
سَمڤعَa. Heard; audible.

أَلسَّامِعَان [
du. ]
a. The two ears.

سَمَاعِ
a. Listen!

أُمّ السَّمِيْع
a. The brain.

سَمْعًا وَطَاعَةً
a. To hear is to obey.
س م ع

سمعته وسمعت به، واستمعوه وتسامعوا به، واستمع إلى حديثه، وألقى إليه سمعه، وملأ مسمعيه ومسامعه وسامعته، وهو مني بمرأى ومسمع. وسمع به: نوه به. وفعل كذا رياء وسمعة، وإنما يفعل هذا تسمعة وترئية. وذهب سمعه في الناس: صيته، ويقال: لا وسمع الله، يعنون لا وذكر الله. قال الأعشى:

سمعت بسمع الباع والجود والندي ... فألقيت دلوي فاستقت برشائكا

و" أسمع من سمع " وهو ولد الذئب من الضبع. وضربه على أمّ السمع وأم السميع وهي أم الدماغ. واللهم سمعاً لا بلغا بالفتح والكسر. وهذا حسن في السماع وقبيح في السماع. وأصاب فلاناً سماع سوء. قال الشماخ:

وأمر تشتهيه النفس حلو ... تركت مخافة سوء السماع

وباتوا في لهو وسماع، وغنتهم مسمعة ومسمعات.

ومن المجاز: " سمع الله لمن حمده ": أجاب وقبل. والأمير يسمع كلام فلان. وقال:

تمنى رجال ما أحبوا وإنما ... تمنيت أن أشكو إليها فتسمعا

وأخذ بمسمع المزادة والدلو والزبيل وهو العروة. قال:

ونعدل ذا الميل إن رامنا ... كما يعدل الغرب بالمسمع

وأسمعت الزبيل: جعلت له مسمعاً.
سمع
سَمِعْت سَمْعاً وسَمَاعاً وسَميْعاً.
والسمْعُ والسامِعَةُ والمَسْمَعُ - جَميعاً -: الأذنُ. والمِسْمَعُ: خَرْقُها. وسَمِعَتْ أذُني زَيْداً يَقولُ كذا: أي سَمِعْتُ. وسمعْتُ به: كَثرْتُه وأذَعْته.
والسمَاعُ: الغنَاء. والمُسْمِعَة: المُغَنيَة. وفَعَلَه رِئاءً وسُمْعَةً وتَسْمِعَةً وتَرْئيةً: أي كي يُرى ويُسْمَعَ به. وسَمعْتُ به: نوهْت. والمَسْمَعَةُ: ما سَمعْتَ به من طَعَام على خِتانٍ أو غَيْرِه.
وامْرَأة سُمْعُنةٌ نُظْرُنةٌ: أي تَسْتَمِع إلى كُل مَنْ يتكلم وتَنْظُر إليه.
ويقولون للرجُل إذا سَمًى ابْنَه باسمٍ حَسَنٍ ثم صَدق الابْنُ اسْمَه بِفِعْلِه: سَمَاعِينَ، لأن مَنْ سَمِعَ باسْمِه وفِعَالِه قال: سمَاعٌ صَادق.
وسَمَاع: في معنى اسْمَعْ. وأم السمِيْعَ: الدمَاغ.
والمِسْمَعً من المَزَادة: ما جَاوَزَ خَرْتَ العُرْوَة إلى الطرَف. ومن الدلْوِ: عُرْوَةٌ أو عُرْوَتانِ يُجْعَلُ في وَسْطِها ثم يُجْعَلُ فيها حَبْلٌ لِيَعْتَدِلَ به. وقد أسْمَعْتُها.
والمِسْمَعَانِ للزبِيْل: خَشَبَتَانِ تدْخَلانِ في عُرْوَته إذا أخْرج به الترابُ من البئْر. وقد أسْمَعْتُه.
والسمْعُ: الوَلَدُ بَيْنَ الضَّبُع والذئْب. وذَهَبَ سِمْعُه في الناس: أي ذِكْرُه.
ويقولون: اللهم سِمْعٌ لا بِلْغٌ؛ وسَمْعٌ لا بَلْغٌ: أي نَسْمَعُ بِمثْله فلا تُنْزِلْه بنا.
وهو لا يَسْمَعُ ما أقول: أي لا يَقْبَل. وفي المَثَل: " أسْمَعُ من السمْع الأزل " و " من القُرَاد " و " من فَرْخ العُقَاب " و " من الفَرَس " و " من القُنْفذ ".
والسمعمع: الرجُلُ المُنْكَمِشُ الماضي. والصغيرُ الرأس واللحْيَة. وهو في ذلك داهِيَةٌ أيضاً.
والغُوْل: سمَعْمع؛ لِخُبْثِه. وامْرَأة سَمَعْمَعَةٌ: تَشْبيهاً بها.
س م ع : سَمِعْتُهُ وَسَمِعْتُ لَهُ سَمْعًا وَتَسَمَّعْتُ وَاسْتَمَعْتُ كُلُّهَا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ بِمَعْنًى وَاسْتَمَعَ لِمَا كَانَ بِقَصْدٍ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا بِالْإِصْغَاءِ وَسَمِعَ يَكُونُ بِقَصْدٍ وَبِدُونِهِ وَالسَّمَاعُ اسْمٌ مِنْهُ فَأَنَا سَمِيعٌ وَسَامِعٌ وَأَسْمَعْتُ زَيْدًا أَبْلَغْتُهُ فَهُوَ سَمِيعٌ أَيْضًا قَالَ الصَّغَانِيّ وَقَدْ سَمَّوْا سَمْعَانَ مِثْلَ عِمْرَانَ وَالْعَامَّةُ تَفْتَحُ السِّينُ وَمِنْهُ دَيْرُ سَمْعَانَ وَطَرَقَ الْكَلَامُ السَّمْعَ وَالْمِسْمَعَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْجَمْعُ أَسْمَاعٌ وَمَسَامِعُ وَسَمِعْتُ كَلَامَهُ أَيْ فَهِمْتُ مَعْنَى لَفْظِهِ فَإِنْ لَمْ تَفْهَمْهُ لِبُعْدٍ أَوْ لَغَطٍ فَهُوَ سَمَاعُ صَوْتٍ لَا سَمَاعُ كَلَامٍ فَإِنَّ الْكَلَامَ مَا دَلَّ عَلَى مَعْنًى تَتِمُّ بِهِ الْفَائِدَةُ وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ وَهَذَا هُوَ الْمُتَبَادَرُ إلَى الْفَهْمِ مِنْ قَوْلِهِمْ إنْ كَانَ يَسْمَعُ الْخُطْبَةَ لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ فِيهِ وَجَازَ أَنْ يُحْمَلَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَسْمَعُ صَوْتَ الْخَطِيبِ مَجَازًا وَسَمِعَ اللَّهُ قَوْلَكَ عَلِمَهُ وَسَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَبِلَ حَمْدَ الْحَامِدِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ أَجَابَ اللَّهُ حَمْدَ مَنْ حَمِدَهُ وَمِنْ الْأَوَّلِ قَوْلُهُمْ سَمِعَ الْقَاضِي الْبَيِّنَةَ أَيْ قَبِلَهَا وَسَمَّعْتُ بِالشَّيْءِ بِالتَّشْدِيدِ أَذَعْتُهُ لِيَقُولَهُ النَّاسُ.

وَالسِّمْعُ بِالْكَسْرِ وَلَدُ الذِّئْبِ مِنْ الضَّبُعِ وَالسِّمْعُ الذِّكْرُ الْجَمِيلُ. 
(سمع) - في الحديث: "قال أبو جهل: إنّ محمدا نزل يَثْرِبَ وإنه حَنِق عليكم، نَفَيْتُمُوه نَفْى القُرادِ عن المَسامِع".
المَسامِع: جَمْع مِسْمع، وهي الأُذُن. والمَسْمَع بالفتحِ خَرقُها: أي أخرجْتُموه من * مَكَّةَ إخراجَ اسْتِئصال؛ لأنَّ أَخْذ القُرادِ عن الدابَّة قَلْعُه بكُلِّيَّته، والآذان أخفُّ الأعضاءِ شَعَراً، فيكون النَّزْعُ منها أَبلغَ. - في الحديث: "من سمَّع سمَّع اللَّهُ به" .
قيل: أي من سَمَّع الناسَ بعَملِه سَمَّعَه الله تَعالى وأَراه ثَوابَه من غير أن يُعْطِيه. وقيل: مَنْ أرادَ بعَمَله الناسَ أَسمعَه الله تعالى النّاسَ، وذلك ثَوابُه فقط.
- وفي حديث دُعاءِ السَّحَر: "سَمِعَ سامِعٌ بحَمْد اللَّهِ وحُسْن بَلاَئِه علينا"
: أي شَهِد شَاهِد، وحَقِيقَتُه لِيَسمع السَّامعُ وليَشْهَد الشَّاهدُ على حَمدِنا لِلَّه عَزَّ وجَلّ على نِعَمه.
- وفي الحديث: "أَعُوذُ بك من دُعاءٍ لا يُسْمَع".
: أي لا يُجاب، وأَنْشَد:
دَعوتُ الله حتى خِفْتُ أَلَّا
يكونَ اللَّهُ يَسْمَع ما أَقُولُ
: أي لا يُجيب ما أَدعُو به. - وفي الحديث: "ملأَ اللَّهُ مَسامِعَه".
جمع مِسْمَع، وهو آلة السَّمْع، أو جمع سَمْع على غير قِياسٍ كمَشابِه، ومَلامِح جَمْع شَبَه وَلمْحَة، وانما جُمِع ولم يُثَنَّ لإرادة المَسْمَعَينْ وما حولهما مُبالغةً وتَغْليظا.
- في حديث قسٍّ:
... أَنِّي بِسِمْعَانَ مُفْرَدٌ *
وهو جبل ببلاد عبد القَيْس.
[سمع] السَمْعُ: سَمْعُ الإنسان، يكون واحداً وجمعاً كقوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سَمْعِهِمْ} لأنَّه في الأصل مصدرُ قولك: سمعت الشئ سمعا وسماعا. وقد يجمع على أَسْماعٍ، وجمع الأَسْماعِ أَسامِعُ. وقولهم: سَمْعَكَ إليَّ، أي اسْمَعْ منّي. وكذلك قولهم: سَماعِ، أي اسْمَعْ، مثل دَراكِ ومَناعِ، بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ. وتقول: فَعَلَهُ رياءً وسُمْعَةً ، أي ليراه الناس وليسمعوا به. واسْتَمَعْتُ كذا، أي أصغيتُ، وتَسَمَّعْتُ إليه. فإذا أدغمتَ قلتَ اسَّمَّعْتُ إليه. وقرئ: {لا يَسَّمَّعُونَ إلى الملأ الأعلى} . يقال: تَسَمَّعْتُ إليه، وسَمِعْتُ إليه، وسَمِعْتُ له، كله بمعنى، لانه تعالى قال: {لا تسمعوا لهذا القرآن} ، وقرئ: {لا يسمعون إلى الملا الاعلى} مخففا. وتسامع به الناسُ. وأَسْمَعَهُ الحديثَ وسَمَّعَهُ، أي شتمه. وقوله تعالى: {واسْمَعْ غَيرَ مسمع} قال الاخفش: أي لا سمعت. وقوله تعالى: {أبصر به وأَسْمِعْ } ، أي ما أبصره وأَسْمَعَهُ، على التعجب. والمسمعة: المغنية. والسمع بالكسر: الصِيتُ والذكرُ الجميلُ. يقال: ذهب سِمْعُهُ في الناس. ويقال أيضاً: اللهمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً، وسَمْعاً لا بَلْغاً ، أي نَسْمَعُ به ولا يَتِمُّ. والسِمْعُ أيضاً: سَبْعٌ مركَّبٌ، وهو ولد الذئب من الضبع. وفي المثل: " أَسْمَعُ من السِمْعِ الأَزَلِّ "، وربما قالوا: " أَسْمَعُ من سِمْعٍ ". قال الشاعر: تَراهُ حَديدَ الطَرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً * أَغَرَّ طَويلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ * وسَمَّعَ به، أي شَهَّرَهُ. وفى الحديث: " من فعل كذا سمع الله به أسامع خلقه يوم القيامة ". والتَسْميعُ: التشنيعُ. ويقال أيضاً: سَمَّعَ به، إذا رفَعه من الخمول ونشرَ ذكره. وسَمَّعَهُ الصوتَ وأَسْمَعَهُ. والسامِعَةُ: الأُذُنُ: قال طرفة يصف أذُنَيْ ناقته: مُؤُلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما * كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ * وكذلك المِسْمَعُ بالكسر: يقال: فلان عظيم المِسْمَعَيْنِ. والمِسْمَعُ أيضاً: عُروةٌ تكون في وسط الغَرْب، يُجْعَلُ فيها حبلٌ ليُعَدِّلَ الدَلوَ. قال الشاعر : نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إذْ رامَنا * كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ * يقال منه أَسْمَعْتُ الدلْوَ، إذا جعلت لها مِسْمعاً والسَميعُ: السامَعُ. والسَميعُ: المُسْمِعُ. قال عمرو بن معدي كرب: أَمِنْ رَيْحانَةَ الداعي السَميعُ * يُؤَرِّقُني وأَصْحابي هُجوعُ * قال أبو زيد: امرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ بالضم، وهي التي إذا تَسَمَّعَتْ أو تبصرتْ فلم تر شيئاً تظنته تظنيا . وكان الاحمر يكسر أولهما ويفتح ثالثهما، وينشد: إن لنا لكنه * معنة مفنه * سمعنة نظرنه * كالريح حول القنه * إلا تره تظنه * والسمعمع: الصغير الرأس، وهو فعلعل .
[سمع] نه: فيه: "السميع" تعالى من لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي. و"سمع" الله لمن حمده، أي أجاب حمده وتقبله لأن غرض السماع الإجابة. ن: أي أجاب دعاءه - ومر في حمد. ط: قولوا ربنا لك الحمد "يسمع" الله بكسر عين جواب الأمر. نه: أعوذ بك من دعاء "لا يسمع" أي لا يستجاب ولا يعتد به. نه: وح: "سمع سامع" بحمد الله وحسن بلائه علينا، أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنا له على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه، وحسن البلاء النعمة والاختبار بالخير ليتبين الشكر وبالشر ليظهر الصبر. ن: هذا معنى سمع بكسر ميم، وروى بفتحها مشددة بمعنى بلغ سامع قولى هذا لغيره وقال مثله تنبيها على شرف الذكر والدعاء في السحر. ط: إذا كان في سفر وأسحر يقول "سمع" أي دخل في وقت السحر أو سار إلى وقت السحر. تو: الذهاب إلى الخير أولى، أي من كان لهوالبصر، أو هما لشدة حرصهما على استماع الحق واتباعه ومشاهدة الآيات في الآفاق والأنفس كالسمع والبصر. وح: إن كان "يسمع" ما جهرنا - مر في اجتمع. غ: كلمته يسمع الناس، أي بحيث يسمعون.
(س م ع)

السَّمْع: حس الْأذن. وَفِي التَّنْزِيل: (أوْ ألْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ) . وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: خلا لَهُ، فَلم يشْتَغل بِغَيْرِهِ. وَقد سَمِعَهُ سَمْعا، وسِمَعا وسَمَاعاً وسَماعة وسَماعِيةَ. قَالَ الَّلحيانيّ: وَقَالَ بَعضهم: السَّمْع الْمصدر، والسِّمْع الِاسْم. والسَّمْع أَيْضا: الْأذن. وَالْجمع أسماع. فَأَما قَوْله تَعَالَى (خَتَمَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِم) فقد يكون على الْحَذف، أَي على مَوَاضِع سَمْعِهم. وَيكون على انه سَمَّاهَا بِالْمَصْدَرِ فأفرد، لِأَن المصادر لَا تجمع. وَيجوز أَن يكون أَرَادَ على أسْماعِهِمْ، فَلَمَّا أضَاف السّمع إِلَيْهِم، دلّ على أسماعهم. وَأما قَول الْهُذلِيّ:

فلمَّا رَدَّ سامِعَهُ إلَيْه ... وجَلَّى عَن عَمايَتِه عَماهُ

فَإِنَّهُ عَنى بالسَّامع الْأذن، وَذكر لمَكَان الْعُضْو. وسَمَّعَه الْخَبَر، وأسمَعَه إِيَّاه.

وَقَوله تَعَالَى: (وَاسمَعْ غَيرَ مُسْمَعٍ) : فسره ثَعْلَب فَقَالَ: اسمَع لَا سَمِعْتَ. وَقَوله تَعَالَى: إِلَّا (إِن تُسْمِعُ مَنْ يُؤْمِنُ بآياتِنا) : أَي مَا تُسمع إِلَّا من يُؤمن بهَا. وَأَرَادَ بالإسماع هَاهُنَا: الْقبُول وَالْعَمَل بِمَا يسْمَع، لِأَنَّهُ إِذا لم يقبل وَلم يعْمل، فَهُوَ بِمَنْزِلَة من لم يَسْمَع.

واسْتَمَع إِلَيْهِ وتَسَمَّعَ: أصغى.

والمِسْمَعَة والمِسْمَع، والمَسْمَع، الْأَخِيرَة عَن ابْن جبلة: الْأذن. وَقيل: المَسْمَع: خرقها ومدخل الْكَلَام فِيهَا. وَقَالُوا: هُوَ مني مرأى ومَسْمَع، يرفع وَينصب. وَهُوَ مني بمرأى ومَسْمَع.

وَقَالَ ذَلِك سَمْعَ أُذُنِي، وسمْعَها، وسمَاعها، وسمَاعَتَها، أَي إسماعَهَا، قَالَ:

سمَاعَ اللهِ والعُلَماءِ إنّي ... أعُوذُ بحِقْوُ خالكَ يابنَ عَمْرِو

أوقع الِاسْم موقع الْمصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: إسماعا، كَمَا قَالَ:

وبعْدَ عَطائِكَ المِئَة الرّتاعا

أَي اعطائك. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَإِن شِئْت قلت: سَمْعا. قَالَ: ذَلِك إِذا لم تختصص نَفسك. وَقَالَ الَّلحيانيّ: سَمْعُ أُذُنِي فلَانا يَقُول ذَاك، وسمْعُ أُذُنِي، وسَمْعَةُ أُذُنِي، وسِمْعَةُ أذُني، فَرفع فِي كل ذَلِك. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: أخذت ذَلِك عَنهُ سَمْعا وسَماعا، جَاءُوا بِالْمَصْدَرِ على غير فعله. وَهَذَا عِنْده غير مطرد. وَقَالُوا: سَمْعا وَطَاعَة، فنصبوه على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره. وَمِنْهُم من يرفعهُ، أَي أَمْرِي ذَلِك. وَالَّذِي يرفع عَلَيْهِ غير مُسْتَعْمل إِظْهَاره، كَمَا أَن الَّذِي ينصب عَلَيْهِ كَذَلِك.

وَرجل سَمِيعٌ: سامِع. وعدوه فَقَالُوا: هُوَ سَمِيعٌ قَوْلك، وَقَول غَيْرك. والسَّميع: من صِفَاته جلّ وَعز. وَفِي التَّنْزِيل: (وكانَ اللهُ سَمِيعا بَصِيراً) .

وأُذُنٌ سَمْعَة، وسَمَعَة، وسَمِعَة، وسَمِيعَة، وسامِعَة، وسَمَّاعة، وسَمُوع. ومناد سَمِيعٌ: مُسْمِع، كخبير ومخبر. قَالَ عَمْرو بن معدي كرب:

أمنْ رَيْحانَةَ الدَّاعي السَّمِيعُ ... يُؤَرّقُنِي وأصحَابي هُجُوعُ؟

والسَّميع: المَسْموع أَيْضا.

والسَّمْع: مَا وقر فِي الْأذن من شَيْء تسمَعُه. والسِّمْع، والسَّمْع، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، والسَّماع، كُله: الذّكر المسموع الْحسن. قَالَ:

أَلا يَا أُمَّ فارِعَ لَا تَلُومي ... على شَيْءٍ رَفَعْتُ بهِ سَماعي

وَقَالَ الَّلحيانيّ: هَذَا أَمر ذُو سِمْع، وَذُو سَماع، إِمَّا حسن أَو قَبِيح. وكل مَا التذته الْأذن من صَوت: سَماع. والسَّماع: الْغناء.

والمُسْمِعَة: الْمُغنيَة. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

ومُسْمِعَتانِ وزَّمارَةٌ ... وظِلّ مَديدٌ وحِصْنٌ أمَقّ

فسره فَقَالَ: المُسْمِعَتان: القيدان، كَأَنَّهُمَا يُغَنِّيانه. وأنَّث لِأَن أَكثر ذَلِك للْمَرْأَة. والزمارة: الساجور. وكل ذَلِك على التَّشْبِيه.

وفَعَلَت ذَلِك تَسْمِعَتَكَ، وتَسْمِعَةً لَك: أَي لتَسْمَعَه.

وَمَا فعلت ذَاك رِيَاء وَلَا سَمْعَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: رِيَاء وَلَا سُمْعَة، وَلَا سَمْعَةً.

وسَمَّع بِهِ: أسمَعه الْقَبِيح وَشَتمه.

وسَمَّع بِالرجلِ: أذاع عَنهُ عَيْبا، فأسمَعَ النَّاس إِيَّاه. وَفِي الحَدِيث: " من سَمَّعَ بِعَبْد سَمَّعَ الله بِهِ "، وَفِيه أَيْضا: " سَمَّعَ الله بِهِ سامعُ خلقه وأسامِعَ خلقه " فَسامعُ خلقه بدل من الله تَعَالَى، وَلَا تكون صفة، لِأَن فعله كُله حَال. وَمن قَالَ: أسامِعَ خلقه بِالنّصب، كسر سَمْعا على أسمُع، ثمَّ كسر أسمُعا على أسامِع. وَذَلِكَ انه جعل السَّمْعَ اسْما لَا مصدرا، وَلَو كَانَ مصدرا لم يجمعه.

وسَمَعْ بفلان: أَي ائْتِ إِلَيْهِ أمرا يُسْمَع بِهِ، ونوه بِهِ. هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

والسُّمْعَة: مَا سُمَع بِهِ من طَعَام أَو غير ذَلِك، ليُسْمَعَ وَيرى.

وَامْرَأَة سُمْعُنَّة، وسِمْعَنَّة، وسمْعَنَة بِالتَّخْفِيفِ، الْأَخِيرَة عَن يَعْقُوب: أَي مُسْتَمِعة سَمَّاعة. قَالَ:

إنَّ لَكُمْ لَكَنَّهْ

مِعَنَّةً مِفَنَّهْ سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ

ويروى " سُمْعُنَّه نُظْرُنَّه " بِالضَّمِّ، وَقَالَ الَّلحيانيّ: امْرَأَة سُمْعُنَّة نِظْرَنَّة، وسِمْعَنَّة نِظْرَنَّة، أَي جَيِّدَة السَّمع وَالنَّظَر.

وَرجل سمْع: يُسَمِّع. وَفِي الدُّعَاء: اللَّهُمَّ سمْعٌ لَا بلغ. وسَمْعٌ لَا بلغ. وينصبان. مَعْنَاهُ: يُسْمَع وَلَا يبلغ. وَقيل: مَعْنَاهُ: تُسْمَعُ وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن تبلغ.

وسَمْعُ الأَرْض وبصرها: طولهَا وعرضها. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا وَجه لَهُ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ: الْخَلَاء وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: ألْقى نَفسه بَين سَمْع الأَرْض وبصرها: إِذا غرر بهَا، وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يدْرِي أَيْن هُوَ؟.

وسَمِعَ لَهُ: أطاعه. وَفِي الْخَبَر: أَن عبد الْملك ابْن مَرْوَان خطب يَوْمًا فَقَالَ: " وَلِيكُم عمر بن الْخطاب، وَكَانَ فظا غليظا مضيقا عَلَيْكُم، فسَمِعْتمْ لَهُ ".

وسَمَّع بِهِ: نوه.

والمِسْمَع: مَوضِع العروة من المزادة. وَقيل: هُوَ مَا جَاوز خرت العروة. وَقيل: المِسْمَع: عُرْوَة فِي وسط الدَّلْو والمزادة والإداوة.

وأسمَعَ الدَّلْو: جعل لَهَا عُرْوَة فِي أَسْفَلهَا من بَاطِن، ثمَّ شدّ بهَا حبلا إِلَى العرقوة، لتخف على حاملها. قَالَ:

سألتُ عَمْراً بعدَ بَكْرٍ خُفَّا

والدَّلْوُ قد تُسْمَع كي تَخِفَّا

يَقُول: سَأَلته خفا بعد مَا كنت سَأَلته بكرا، فَلم يعطنيه.

والمِسْمَعان: الخشبتان اللَّتَان تدخلان فِي عروتي الزبيل إِذا أُخرج بِهِ التُّرَاب من الْبِئْر. وَقد أسمع الزبيل. والمِسْمَعان: جوربان، يتجورب بهما الصَّائِد إِذا طلب الظباء فِي الظهيرة.

والسِّمْع: سبع بَين الذِّئْب والضبع.

والسَّمَعْمَعُ: الصَّغِير الرَّأْس والجثة، الداهية. وَقيل: هُوَ الْخَفِيف اللَّحْم، السَّرِيع الْعَمَل، الْخَبيث اللبق، طَال أَو قصر. وَقيل: هُوَ المنكمش الْمَاضِي. وغول سَمعْمَعٌ، وَشَيْطَان سَمَعْمَع، لخبثه. قَالَ:

وَيْلٌ لأجمال مِنِّي

إِذا دَنَوْتُ أوْ دَنَوْنَ مِنِّي

كأنني سَمَعْمَعٌ مِنْ جِنّ

لم يقنع بقوله سَمَعْمَعٌ، حَتَّى قَالَ من جن، لِأَن سَمَعْمَعِ الْجِنّ أنكر وأخبث من سَمَعْمَعَ الْإِنْس. قَالَ ابْن جني. لَا يكون رويه إِلَّا النُّون، أَلا ترى أَن فِيهَا من جن، وَالنُّون فِي جن لَا تكون إِلَّا رويا، لِأَن الْيَاء بعْدهَا للإطلاق لَا محَالة. وَامْرَأَة سَمَعْمَعَة: كَأَنَّهَا غول أَو ذئبة. وَالرَّأْس السَّمَعْمَعُ: الصَّغِير الْخَفِيف.

ومِسْمع: أَبُو قَبيلَة مِنْهُم، يُقَال لَهُم المَسامِعة، دخلت فِيهِ الْهَاء للنسب. وَقَالَ الَّلحيانيّ: المَسامِعَة من تيم اللات.

وسُمَيْع، وسَماعة، وسمْعان: أَسمَاء.

وسِمْعان: اسْم الرجل الْمُؤمن من آل فِرْعَوْن، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يكتم إيمَانه. وَقيل: كَانَ اسْمه حبيبا.

ودير سِمْعان: مَوضِع.
سمع
سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ يَسمَع، سماعًا وسَمْعًا، فهو سامِع وسميع، والمفعول مَسْموع
• سمِع الصَّوتَ: أدركه بحاسّة الأذن "سمِعتُ ما قلت- {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا} - {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} " ° اسْمَعْ غير مُسْمَع: غير مقبول ما تقول، اسمع لا أُسمِعْتَ- رَجُلٌ مسموع الكلمة: مُطاعٌ محتَرم الرَّأي.
• سمِع الكلامَ: تدبَّره، فهم معناه وأدركه " {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ} - {قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} ".
• سمِع إلى أستاذه/ سمِع لأستاذه: أصغى إليه وأنصت "سمِع لمحدِّثه/ لمعلِّمه- سمِع إلى نصائح والده"? ألقى السَّمْعَ/ أطرق السَّمْعَ: أنصتَ- اسمع الطََّرف الآخر: لا يجوز الحكم على أحد دون سماع أقواله.
• سمِعَ لسيِّده: أطاعه، استجاب له "اسمع لوالديك- أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَة [حديث]- {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُوا} ".
• سمِع اللهُ لمن حَمِدَه: تقبَّل دعاءَه " {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} ". 

أسمعَ يُسمع، إسماعًا، فهو مُسمِع، والمفعول مُسمَع
• أسمعه شيئًا: جعله يسمَعه، أوصله إلى سَمْعه "أسمعه حديثًا/ صوتًا/ كلامًا/ أغنية أو موسيقى- {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ} - {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ} " ° أسمع الله زيدًا: لا جعله أصمَّ- أسمِع به: أي ما أدقّ سمعه، على التعجّب. 

استمعَ/ استمعَ إلى/ استمعَ لـ يستمع، استماعًا، فهو مُستمِع، والمفعول مُستَمَع
• استمع الكلامَ/ استمع إلى الكلام/ استمع للكلام: أصغى إليه وأحسن الاستماع "استمع لمحدِّثه/ لوشاية الواشين- لا تستمع إلى واحد ثم تحكم على اثنين [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربي: آسِ بين الخصوم- {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} ". 

اسَّمَّعَ إلى يَسَّمَّع، فهو مُسَّمِّع، والمفعول مُسَّمَّعٌ إليه
• اسَّمَّعَ إلى الكلام: تسمَّع، أصغى إليه خفيةً " {لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ}: لا يسترقون السَّمعَ". 

تسامعَ/ تسامعَ بـ يتسامع، تسامُعًا، فهو مُتسامِع، والمفعول مُتَسامَع
• تسامع النَّاسُ الكلامَ/ تسامع النَّاسُ بالكلامِ: سمعه بعضُهم من بعض وتناقلوه بينهم.
• تسامع النَّاسُ بالشَّخص: شاع عَيْبُه بينهم. 

تسمَّعَ/ تسمَّعَ إلى/ تسمَّعَ لـ يتسمَّع، تسمُّعًا، فهو مُتسمِّع، والمفعول مُتسمَّعٌ إليه
• تسمَّع الطَّبيبُ: فحص المريضَ بأُذنه أو بالسّمّاعة.
 • تسمَّعَ إليه/ تسمَّعَ له: استمع، أصغى إليه خفيةً "تسمَّع إلى محدِّثه- يتسمَّع الأخبارَ قبل ذيوعها". 

سمَّعَ/ سمَّعَ بـ يسمِّع، تسميعًا، فهو مُسمِّع، والمفعول مُسمَّع
• سمَّعه شيئًا: أسمعه إيّاه، جعله يسمعه "سمّعه حديثًا/ صوتًا/ كلامًا/ أغنيةً".
• سمَّع القصيدةَ ونحوَها: ألقاها عن حفظ "سمّع درْسًا- حصَّة تسميع النّصوص".
• سمَّع بفلانٍ: شهَره وفضحه، نشر عيوبَه "سمَّع به في النَّاس". 

استماع [مفرد]: مصدر استمعَ/ استمعَ إلى/ استمعَ لـ ° جَلْسَة استماع: لقاء يتمّ بقصد الاستماع إلى الآخرين لمعرفة آرائهم وجمع المعلومات منهم.
• قسم الاستماع: قسم في الإذاعة مهمَّته الاستماع إلى الإذاعات العالميّة وتسجيل موادّها الإخباريَّة وإعداد تقارير فوريَّة عنها. 

سامِع [مفرد]: ج سامعون وسَمَعة وسُمّاع، مؤ سامعة: اسم فاعل من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ.
• السَّامِع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُدرِك للأصوات، الذي يسمع السِّرَّ والنَّجوى، والجهر والخفت، والنّطق والسّكون، والذي يقبل الدّعاء ويجيبه.
• السَّامعة: الأذن.
• السَّامعان: الأذنان. 

سَماع [مفرد]:
1 - مصدر سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ ° قالوا ذلك سماع أذني: وأنا سامعهم- هذا أمر ذو سماع: يليق أن يسمع.
2 - غناء، كلُّ ما التذَّته الأذنُ من صوت حسن "باتوا في لهوٍ وسماع" ° مَجْلِس السَّماع: مجلس الغناء.
3 - (لغ) ما يستعمل على غير قياس لأنّه سمع من العرب، خلاف القياس. 

سَمَاعِ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى اسمعْ "قال الوالد لابنه: سماعِ النَّصيحة، وإلاَّ ندمتَ". 

سَماعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى سَماع.
2 - (سق) قطعة موسيقيّة تشبه المطلع تخضع في تأليفها لتركيب خاصّ ° قالب سماعيّ: قالب موسيقيّ.
3 - (لغ) ما سُمع عن العرب، خلاف القياسيّ "جموع/ مصادر سماعيَّة". 

سَمْع [مفرد]: ج أسْماع (لغير المصدر):
1 - مصدر سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ ° أمُّ السَّمْع: الدّماغ- استرق السَّمْع: تسمَّع خِفْيَةً- تحت سمع النَّاس وبصرهم: جهارًا، في حضور النَّاس- ساء سمعًا فأساء إجابة: لم يسمع حسنًا- سمع الأرض وبصرها: طولها وعرضها- سمعًا وطاعةً: سمعتُ ما قُلتَ وسأطيعك- سمْعك إلىَّ: أصغِ إلىَّ- سمعٌ وطاعةٌ: أمري سمعٌ وطاعةٌ- لقيته بين سمع الأرض وبصرها: بأرضٍ خلاء ما بها أحد.
2 - أذُن " {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ} " ° أعاره سمْعَه: أنصت إليه- ألقى إليه السَّمْع: أنصت، أصغى- ثقيل السَّمْع: مصاب بشبه صَمَم- مَرْكَز تخزين سَمْعيّ: يعمل بواسطة جهاز هاتفيّ- مُرْهَف السَّمْع: ذو أذن حسّاسة تلتقط الذَّبذبات الضَّعيفة- وسائل سمعيَّة وبصريَّة: تعتمد على حاستيّ السَّمع والبصر.
• حاسَّة السَّمع: إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، وهي حاسّة في الأذن تُدرك بها الأصوات "فقد سمْعَه في حادث- هل العين بعد السَّمع تكفي مكانةً ... أم السَّمع بعد العين يهدي كما تهدي". 

سُمْعة [مفرد]: صِيت، ما يُسمَع عن شخص من ذِكر حسن أو سيّئ، تقييم عام لما يتمتّع به الشَّخص من إيجابيّات أو سلبيَّات "مؤسّسة تتمتَّع بسُمْعَة طيِّبة- السُّمْعة الحسنة خيرٌ من الذهب [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الثَّنا خَيْرٌ من الغنى" ° حطَّ من سُمعته: حقّره- سُمْعَة عطِرة: مــشرِّفة، نظيفة- فعل ذلك رِياءً وسُمْعَةً: ليراه النَّاسُ ويسمعوا به- لطّخ سمعةَ فلان: شانه، عابه، وأساء إليه. 

سَمْعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَمْع.
• العَصَب السَّمعيّ: (شر) من الأزواج الجمجميّة الثَّمانية التي تنشقّ من العصب القوقعيّ والعصب الدَّهليزيّ "فوق سمعيّ". 

سَمْعِيّات [جمع]: ما يستند إلى الوحي، كالجنّة والنَّار وأحوال يوم القيامة.
 • علم السَّمْعِيَّات: (فز) علم الأصوات. 

سَمّاع [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ: كثير الاستماع لما يقال " {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} ".
2 - جاسوس، مَنْ يسمع بفضول "جاري سمَّاع لكلِّ ما أقوله". 

سَمَّاعة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَمّاع.
2 - آلة في الهاتف، يُرسلُ بها الحديث ويُسمعُ "رفع سمّاعة الهاتف".
3 - جزء يُسمع الصَّوت بواسطته في المذياع ونحوه.
4 - (طب) آلة لتقوية السّمْع توضع بالقرب من الأذن أو داخلها.
5 - (طب) آلة يسمع بها الطَّبيبُ نبضَ القلب ونحوه "وضع الطَّبيبُ السَّمَّاعةَ على صدر المريض". 

سَمِيع [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ.
2 - صيغة مبالغة من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ.
• السَّميع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يسمع السِّرَّ والنّجوى، والجهرَ والخَفْتَ، والنّطق والسّكون، والذي يقبل الدّعاء ويجيبه " {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ". 

مَسامِعُ [جمع]: مف مِسْمَع ومِسْمَعة: آذان "بلغ مَسامِعي ما قيل عنِّي" ° على مَسامِعه: بحيث يسمع. 

مُسْتَمِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استمعَ/ استمعَ إلى/ استمعَ لـ.
2 - مَنْ يستمع إلى الإذاعة ونحوها "أُعجب المستمعون بحديثه".
3 - مَنْ يُسجِّل اسمه في الجامعة لحضور المحاضرات دون الحصول على مؤهّل جامعيِّ. 

مِسْمَاع [مفرد]: سمَّاعة؛ آلة يستخدمها الأشخاصُ الذين يعانون من مشكلة السَّمع. 

مَسْمَع [مفرد]: ج مَسامِعُ:
1 - اسم مكان من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ: "هو منِّي بمرأى ومَسْمَع: في موضع أراه منه وأسمعه- سبَّه على مَسْمَع من الجميع" ° على مَسْمَع منه: بحيث يسمع.
2 - مصدر ميميّ من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ. 

سمع: السَّمْعُ: حِسُّ الأُذن. وفي التنزيل: أَو أَلقى السمْع وهو شهيد؛

وقال ثعلب: معناه خَلا له فلم يشتغل بغيره؛ وقد سَمِعَه سَمْعاً

وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً. قال اللحياني: وقال بعضهم السَّمْعُ

المصدر، والسِّمع: الاسم. والسَّمْعُ أَيضاً: الأُذن، والجمع أَسْماعٌ. ابن

السكيت: السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وغيره، يكون واحداً وجمعاً؛ وأَما قول

الهذلي:

فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه،

وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ

فإِنه عنى بالسامِع الأُذن وذكّر لمكان العُضْو، وسَمَّعه الخبر

وأَسْمعه إِيّاه. وقوله تعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَع؛ فسره ثعلب فقال: اسْمَعْ

لا سَمِعْتَ. وقوله تعالى: إِنْ تُسْمِعُ إِلا من يؤْمِنُ بآياتنا؛ أَي

ما تُسمع إِلا من يؤمن بها، وأَراد بالإِسماعِ ههنا القبول والعمل بما

يسمع، لأِنه إِذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع. وسَمَّعَه الصوت

وأَسمَعه: اسْتَمَعَ له. وتسَمَّع إِليه: أَصْغى، فإِذا أَدْغَمْت قلت

اسَّمَّعَ إِليه، وقرئ: لا يَسَّمَّعون إِلى الملإِ الأَعلى. يقال

تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ له، كله بمعنى لأَنه تعالى قال: لا

تَسْمَعوا لهذا القرآن، وقرئ: لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى،

مخففاً. والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ؛ الأَخيرة عن ابن جبلة: الأُذن،

وقيل: المَسْمَعُ خَرْقُها الذي يُسْمَعُ به ومَدْخَلُ الكلام فيها.

يقال: فلان عظيم المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ. والسامِعتانِ: الأُذنان من

كل شيء ذي سَمْعٍ. والسامِعةُ: الأُذن؛ قال طرفة يصف أُذن ناقته:

مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما،

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ

ويروى: وسامِعتانِ. وفي الحديث: ملأَ الله مَسامِعَه؛ هي جمع مِسْمع وهو

آلةُ السَّمع أَو جمع سمع على غير قياس كمَشابِهَ ومَلامِحَ؛ ومنه حديث

أَبي جهل: إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عليكم نَفَيْتُموه

نَفْي القُراد عن المَسامِع، يعني عن الآذان، أَي أَخرجتموه من مكة إِخراج

استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه باكللية، والأُذن أَخَفُّ

الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر عليه

(* أعاد الضمير في عليه الى

العضو، واحد الأعضاء، لا الى الأذن، فلذلك ذكّره.)، فيكون النزع منها أَبلغ.

وقالوا: هو مني مَرأًى ومَسْمَعٌ، يرفع وينصب، وهو مِني بمَرأًى

ومَسْمَعٍ. وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي

إِسْماعَها؛ قال:

سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي

أَعْوذُ بخَيْرِ خالِك، يا ابنَ عَمْرِو

أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال:

وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا

أَي إِعطائِك. قال سيبويه: وإِن شئت قلت سَمْعاً، قال ذلك إِذا لم

تَخْتَصِصْ نفْسَك. وقال اللحياني: سَمْعُ أُذني فلاناً يقول ذلك، وسِمْعُ

أُذني وسَمْعةُ أُذني فرفع في كل ذلك. قال سيبويه: وقالوا أَخذت ذلك عنه

سَماعاً وسَمْعاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعله، وهذا عنده غير مطرد،

وتَسامَعَ به الناس. وقولهم: سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني، وكذلك قولهم:

سَماعِ أَي اسْمَعْ مثل دَراكِ ومَناعِ بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ؛ قال ابن

بري: شاهده قول الشاعر:

فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ

قال: وقد تأْتي سَمِعْتُ بمعنى أَجَبْتُ؛ ومنه قولهم: سَمِعَ الله لمن

حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وتقبّله. يقال: اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن

غرض السائل الإِجابةُ والقَبُولُ؛ وعليه ما أَنشده أَبو زيد:

دَعَوْتُ اللهَ، حتى خِفْتُ أَن لا

يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقولُ

وقوله: أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على

التعجب؛ ومنه الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من دُعاء لا يُسْمعُ أَي لا يُستجاب

ولا يُعْتَدُّ به فكأَنه غير مَسْموع؛ ومنه الحديث: سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ

الله وحُسْنِ بلائه علينا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ

حَمْدَنا اللهَ تعالى على ما أَحسَن إِلينا وأَوْلانا من نعمه، وحُسْنُ

البلاء النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بالخير ليتبين الشكر، وبالشرّ ليظهر

الصبر. وفي حديث عمرو بن عَبْسة قال له: أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ؟ قال:

جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فيه وأَوْلى بالاستجابة

وهو من باب نهارُه صائم وليله قائم. ومنه حديث الضحّاك: لما عرض عليه

الإِسلام قال: فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولاً أَسْمَعَ منه؛ يريد

أَبْلَغَ وأَنْجَعَ في القلب. وقالوا: سَمْعاً وطاعة، فنصبوه على إِضْمار

الفعل غير المستعمل إِظهاره، ومنهم من يرفعه أَي أَمري ذلك والذي يُرْفَعُ

عليه غير مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذي ينصب عليه كذلك. ورجل سَمِيعٌ:

سامِعٌ، وعَدَّوْه فقالوا: هو سميع قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك. والسميع: من

صفاته عز وجل، وأَسمائه لا يَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع، وإِن خفي، فهو يسمع

بغير جارحة. وفَعِيلٌ: من أَبْنِيةِ المُبالغة. وفي التنزيل: وكان الله

سميعاً بصيراً، وهو الذي وَسِعَ سَمْعُه كل شيء كما قال النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال الله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، وقال

في موضع آخر: أَم يحسبون أَنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى؛ قال الأَزهري:

والعجب من قوم فسَّروا السميعَ بمعنى المُسْمِع فِراراً من وصف الله

بأَن له سَمْعاً، وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سَمِيعٌ ذو

سَمْعٍ بلا تَكيِيفٍ ولا تشبيه بالسمع من خلقه ولا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه،

ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف، قال: ولست أُنكر في

كلام العرب أَن يكون السميع سامِعاً ويكون مُسْمِعاً؛ وقد قال عمرو بن

معديكرب:

أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ

يُؤَرِّقُني، وأَصحابي هُجُوعُ؟

فهو في هذا البيت بمعنى المُسْمِعِ وهو شاذّ، والظاهر الأَكثر من كلام

العرب أَن يكون السميعُ بمعنى السامِعِ مثل علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ.

ومُنادٍ سَمِيعٌ: مُسْمِعٌ كخبير ومُخْبر؛ وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ

وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ. والسَّمِيع: المَسْمُوعُ

أَيضاً. والسَّمْعُ: ما وَقَر في الأُذن من شيء تسمعه. ويقال: ساءَ

سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لم يَسْمَعْ حسَناً. ورجل سَمّاعٌ إِذا كان كثير

الاستماع لما يُقال ويُنْطَقُ به. قال الله عز وجل: سَمّاعون للكذب، فُسّر

قوله سماعون للكذب على وجهين: أَحدهما أَنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما

سمعوا، ويجوز أَن يكون معناه أَنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس، والله

أَعلم بما أَراد. وقوله عز وجل: ختمَ الله على قلوبِهم وعلى سَمْعِهم وعلى

أَبصارهم غشاوة، فمعنى خَتَمَ طَبَع على قلوبهم بكفرهم وهم كانوا يسمعون

ويبصرون ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالاً يُجْدِي عليهم فصاروا

كمن لم يسمع ولم يُبْصِرْ ولم يَعْقِلْ كما قالوا:

أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع

وقوله على سَمْعِهم فالمراد منه على أَسماعهم، وفيه ثلاثة أَوجه: أَحدها

أَن السمع بمعنى المصدر يوحّد ويراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع،

والثاني أَن يكون المعنى على مواضع سمعهم فحذفت المواضع كما تقول هم عَدْل

أَي ذوو عدل، والثالث أَن تكون إِضافته السمع إِليهم دالاًّ على أَسماعِهم

كما قال:

في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شَجِينا

معناه في حُلوقكم، ومثله كثير في كلام العرب، وجمع الأَسْماعِ

أَسامِيعُ. وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: ويقال لجميع خروق الإِنسان عينيه

ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لا يُفْرَدُ واحدها. قال الليث: يقال سَمِعَتْ

أُذُني زيداً يفعل كذا وكذا أَي أَبْصَرْتُه بعيني يفعل ذلك؛ قال الأَزهري:

لا أَدري من أَين جاء الليث بهذا الحرف وليس من مذاهب العرب أَن يقول

الرجل سَمِعَتْ أُذُني بمعنى أَبْصَرَتْ عيني، قال: وهو عندي كلام فاسد ولا

آمَنُ أَن يكون ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء. والسِّمْعُ والسَّمْعُ؛

الأَخيرة عن اللحياني، والسِّماعُ، كله: الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن

الجميلُ؛ قال:

أَلا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِي * على شيءٍ رَفَعْتُ به سَماعي

ويقال: ذهب سمْعُه في الناس وصِيتُه أَي ذكره. وقال اللحياني: هذا أَمر

ذو سِمْع وذو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ. ويقال: سَمَّعَ به إِذا

رَفَعَه من الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه.

والسَّماعُ: ما سَمَّعْتَ به فشاع وتُكُلِّمَ به. وكلُّ ما التذته

الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع. والسَّماعُ: الغِناءُ. والمُسْمِعةُ:

المُغَنِّيةُ.

ومن أَسماء القيدِ المُسْمِعُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ،

وظِلٌّ مَدِيدٌ، وحِصْنٌ أَنِيق

فسره فقال: المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه، وأَنث لأَنّ

أَكثر ذلك للمرأَة. والزَّمّارةُ: السّاجُور. وكتب الحجاج إِلى عامل له

أَن ابعث إِليّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً

مُسَوْجَراً، وكل ذلك على التشبيه.

وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لك أَي لِتَسْمَعَه؛ وما فعَلْت

ذلك رِياءً ولا سَمْعةً ولا سُمْعةً.

وسَمَّعَ به: أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه. وتَسامَعَ به الناسُ وأَسمَعَه

الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه. وسَمَّعَ بالرجل: أَذاعَ عنه عَيْباً

ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه، وأَسمَعَ الناسَ إِياه. قال الأَزهري: ومن

التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله، صلى الله عليه وسلم: مَنْ

سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به. أَبو زيد: شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً،

ونَدَّدْتُ به، وسَمَّعْتُ به، وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ

وشَتَمْتَه. وفي الحديث: من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به

سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه، وروي: أَسامِعَ خَلْقِه، فَسامِعُ خَلْقه

بدل من الله تعالى، ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ؛ وقال

الأَزهري: من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع، أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به

أَي فضَحَه، ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه، بالنصب، كَسَّرَ سَمْعاً على

أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ، وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا

مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه، يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا

الرجل يوم القيامة، وقيل: أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله

وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه، وقيل: من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله

الناس وكان ذلك ثوابه، وقيل: من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم

يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه

وأَن عمله لم يكن خالصاً، وقيل: يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم

يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه؛ ومنه

الحديث: إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه؛ ومنه

الحديث: قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان؟ قال: أَتُرَوْنَني

أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون. وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال:

سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به،

ومن يُرائي يُرائي اللهُ به. وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً

يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره؛ هذه عن اللحياني. وسَمَّعَ بفلان بالناس: نَوَّه

بذكره. والسُّمْعةُ: ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ

ويُرى، وتقول: فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به. والتسْمِيعُ:

التشْنِيعُ.

وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ، بالتخفيف؛ الأَخيرة عن

يعقوب، أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ؛ قال:

إِنَّ لكم لَكَنّهْ

مِعَنّةً مِفَنّهْ

سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ

كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ

إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ

ويروى:

كالذئب وسْطَ العُنّهْ

والمِعَنّةُ: المعترضةُ. والمِفَنَّةُ: التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب،

ويروى: سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً، بالضم، وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو

تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ،

وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما، وقال اللحياني: سُمْعُنّةٌ

نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر. وقوله: أَبْصِرْ

به وأَسْمِعْ، أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب. ورجل سِمْعٌ

يُسْمَعُ. وفي الدعاء: اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً، وسَمْعاً لا بَلْغاً،

وسِمْعٌ لا بِلْغٌ، وسَمْعٌ لا بَلْغ، معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ، وقيل:

معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ، وقيل: يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ.

الكسائي: إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: سِمْعٌ ولا بِلْغ، وسَمْع

لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني. وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها:

طُولُها وعَرْضها؛ قال أَبو عبيد: ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء. وحكى

ابن الأَعرابي: أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها

وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو. وفي حديث قَيْلة: أَن أُختها قالت:

الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها، وفي

النهاية: لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض

وبصرها. يقال: خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه

لأَنه لا يقع على الطريق، وقيل: أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحذفت

الأَهل كقوله تعالى: واسأَل القريةَ، أَي أَهلها. ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ

بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو: أَلقى نفسه بين سمع الأَرض

وبصرها. وقال أَبو عبيد: معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها، أَن

الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ

القَفْرُ، ليس أَن الأَرض لها سَمْع، ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها

بالرجل الذي صَحِبها؛ وقال الزمخشري: هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا

يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها، والبكْريّ الذي تَصْحَبُه. قال ابن السكيت:

يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد. وسَمِعَ

له: أَطاعه. وفي الخبر: أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال:

ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب، وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم

له. والمِسمَع: موضع العُروة من المَزادة، وقيل: هو ما جاوز خَرْتَ

العُروة، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ، يجعل

فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو؛ قال عبد الله بن أَوفى:

نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إِنْ رامَنا،

كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ

وأَسمَعَ الدلوَ: جعل لها عروة في أَسفلها من باطن ثم شدّ حبلاً إِلى

العَرْقُوةِ لتخف على حاملها، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو

بإِزائها عروة أُخرى، فإِذا استثقل الشيخ أَو الصبي أَن يستقي بها جمعوا بين

العروتين وشدوهما لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها للماء، يقال منه: أَسْمَعْتُ

الدلو؛ قال الراجز:

أَحْمَر غَضْب لا يبالي ما اسْتَقَى،

لا يُسْمِعُ الدَّلْو، إِذا الوِرْدُ التَقَى

وقال:

سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا،

والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا

يقول: سأَله بكراً من الإِبل فلم يعطه فسأَله خُفًّا أَي جَمَلاً

مُسِنًّا.

والمِسْمَعانِ: جانبا الغَرْب. والمِسمَعانِ: الخَشَبتانِ اللتان

تُدْخَلانِ في عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر، وقد

أَسْمَعَ الزَّبِيلَ. قال الأَزهريّ: وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين

ينزعان المِشْآة من البئر يترابها عند احتفارها: أَسْمِعا المِشآة أَي

أَبيناها عن جُول الركية وفمها. قال الليث: السَّمِيعانِ من أَدَواتِ

الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقْرَنُ به الثور أَي لحراثة

الأَرض. والمِسْمَعانِ: جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب

الظباء في الظهيرة.

والسِّمْعُ: سَبُع مُرَكَّبٌ، وهو ولَد الذِّئب من الضَّبُع. وفي المثل:

أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ، وربما قالوا: أَسمَعُ من سِمْع؛ قال

الشاعر:

تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً،

أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ، أَسْمَعَ من سِمْعِ

والسَّمَعْمَعُ: الصغير الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ؛ قال ابن بري شاهده

قول الشاعر:

كأَنَّ فيه وَرَلاً سَمَعْمَعا

وقيل: هو الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ، طال أَو

قَصُر، وقيل: هو المُنْكَمِشُ الماضي، وهو فَعَلْعَلٌ. وغُول سَمَعْمَعٌ

وشيطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه؛ قال:

ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي،

إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي،

كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ

لم يقنع بقوله سمعمع حتى قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ وأَخبث من

سمعمع الإِنس؛ قال ابن جني: لا يكون رويُّه إِلا النون، أَلا ترى أَن فيه

من جِنّ والنون في الجن لا تكون إِلا رويّاً لأَن الياء بعدها للإِطلاق

لا محالة؟ وفي حديث علي:

سَمَعْمَعٌ كأَنَّني من جِنِّ

أَي سريع خفيف، وهو في وصف الذئب أَشهر. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها

غُولٌ أَو ذئبة؛ حدّث عوانة أَن المغيرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء

فقال: النساء أَرْبَع: فَرَبِيعٌ مَرْبَع، وجَمِيعٌ تَجْمَع، وشيطانٌ

سَمَعْمَع، ويروى: سُمَّع، وغُلٌّ لا يُخْلَع، فقال: فَسِّرْ، قال: الرَّبِيعُ

المَرْبَع الشابّةُ الجميلة التي إِذا نظرت إِليها سَرَّتْك وإِذا

أَقسَمْتَ عليها أَبَرَّتْك، وأَما الجميع التي تجمع فالمرأَة تتزوجها ولك

نَشَب ولها نشَب فتجمع ذلك، وأَما الشيطان السَّمَعْمَعُ فهي الكالحة في

وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ في إِثْرك إِذا خرجت. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ:

كأَنها غُول. والشيطانُ الخَبِيث يقال له السَّمَعْمَعُ، قال: وأَما

الغُلُّ الذي لا يُخْلَعُ فبنت عمك القصيرة الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السوداء

التي نثرت لك ذا بطنها، فإِن طلقتها ضاع ولدك، وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها

على مِثْلِ جَدْعِ أَنفك. والرأْس السَّمَعْمَعُ: الصغير الخفيف. وقال

بعضهم: غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس؛ وأَنشد شمر:

فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه،

ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ

وفي حديث سفيان بن نُبَيح الهذلي: ورأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ

أَي لطيف الرأْس. والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ من الرجال: الطويل الدقيقُ،

وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ.

ومِسْمَعٌ: أَبو قبيلة يقال لهم المَسامِعةُ، دخلت فيه الهاء للنسب.

وقال اللحياني: المَسامِعةُ من تَيْمِ اللاَّتِ. وسُمَيْعٌ وسَماعةُ

وسِمْعانُ: أَسماء. وسِمْعانُ: اسم الرجل المؤمن من آل فرعون، وهو الذي كان

يَكْتُمُ إِيمانَه، وقيل: كان اسمه حبيباً. والمِسْمَعانِ: عامر وعبد الملك

ابنا مالك بن مِسْمَعٍ؛ هذا قول الأَصمعي؛ وأَنشد:

ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ: بُوآ

بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ

وقال أَبو عبيدة: هما مالك وعبد الملك ابْنا مِسْمَع ابن سفيان بن شهاب

الحجازي، وقال غيرهما: هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع

ابن سِنان بن شهاب. ودَيْرُ سَمْعانَ: موضع.

سمع
السَّمعُ حِسُّ الأُذُنِ، وَهِي قُوَّةٍ فِيهَا، بهَا تُدْرَكُ الأَصْوَات، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزيز: أَو أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهيدٌ قَالَ ثَعْلَب: أَي خَلا لَهُ فَلم يَشْتَغِلْ بغَيرِه، يُعَبَّرُ تَارَة بالسَّمْعِ عَن الأُذُن، نَحْو قَوْله تَعالى: خَتَمَ اللهُ على قلوبِهم وعَلى سَمْعِهم كَمَا فِي المُفرَدات. السَّمْعُ أَيْضا: اسمُ مَا وَقَرَ فِيهَا من شيءٍ تَسْمَعُه، كَمَا فِي اللِّسان. السَّمْعُ أَيْضا: الذِّكْرُ المَسموع الحسَنُ الجَميل، ويُكسَر، كالسَّمَاع، الفَتحُ عَن اللِّحْيانيّ، والكسرُ سيذكرُه المُصَنِّف فِيمَا بعد بِمَعْنى الصِّيت، وشاهِدُ الْأَخير:
(أَلا يَا أمَّ فارِعَ لَا تَلومي ... على شيءٍ رَفَعْتُ بِهِ سَماعي)
والسَّماع: مَا سمَّعْتَ بِهِ فشاعَ وتُكُلِّمَ بِهِ. وَيكون السَّمْعُ للواحدِ وَالْجمع، كقولِه تَعَالَى: خَتَمَ اللهُ على قلوبِهم وعَلى سَمْعِهم لأنّه فِي الأصلِ مصدرٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، ج: أَسْمَاعٌ، قَالَ أَبُو قيسِ بنُ الأَسْلَت:
(قالتْ وَلم تَقْصِدْ لقِيلِ الخَنا ... مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْمَاعي)
ويُروى: إسماعي بِكَسْر الْهمزَة على الْمصدر وَجمع القِلّة أَسْمُعٌ، وجج أَي جمع الأَسْمُع كَمَا فِي العُباب، وَفِي الصِّحَاح: جَمْعُ الأسْماع: أسامِع، وَمِنْه الحَدِيث: مَن سَمَّعَ الناسَ بعمَلِه سَمَّعَ الله بِهِ أسامِعَ خَلْقِه، وحقَّرَه، وصَغَّرَه يُرِيد أنّ الله تَعالى يُسَمِّعُ أَسْمَاعَ خَلْقِه بِهَذَا الرجلِ يومَ الْقِيَامَة.
ويحتَمِلُ أَن يكون أرادَ أنّ اللهَ يُظهِرُ للناسِ سَريرَتَه، ويَملأُ أسماعَهم بِمَا يَنْطَوي عَلَيْهِ من خُبثِ السَّرائر جَزاءً لعمَلِه، ويُروى سامِعُ خَلْقِه بِرَفْع العَين، فَيكون صفة من الله تَعالى الْمَعْنى: فَضَحَه الله تَعالى. سَمِعَ، كعَلِمَ سَمْعَاً، بالفَتْح ويُكسَر، كعَلِمَ عِلْماً، أَو بالفَتْح المصدرُ، وبالكَسْر الِاسْم، نَقَلَه اللِّحْيانيّ فِي نَوادِرِه عَن بَعضهم، وسَماعاً وسَماعَةً، وسَماعِيَةً ككَراهِيَة. وَتَسَمَّعَ الصوتَ: مثلُ سَمِعَ، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يصفُ مَهاةً: (وَتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ فَراغَها ... عَن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنيسُ سَقامُها)
إِذا أَدْغَمتَ قلت: اسَّمَّعَ، وَقَرَأَ الكوفيُّون، غيرِ أبي بكرٍ: لَا يَسَّمَّعون، بتَشْديد السينِ وَالْمِيم، وَفِي الصِّحَاح: يُقَال: تَسَمَّعْت إِلَيْهِ، وسَمِعْتُ إِلَيْهِ، وسَمِعْتُ لَهُ، كلُّه بِمَعْنى واحدٍ لأنّه تَعَالَى قَالَ: وَقَالُوا لَا تَسْمَعوا لهَذَا القُرآنِ وقُرِئَ: لَا يسمَعُون إِلَى الملإِ الأَعْلى مُخَفّفاً. والسَّمْعَة: (فَعْلَةٌ من الإسْماعِ وبالكَسْر: هَيْئَتُه، يُقَال: أَسْمَعْتُه سَمْعَةً حَسَنَةً. قولُهم: سَمْعَكَ إليَّ، أَي اسْمَعْ))
منِّي، وَكَذَلِكَ سَمَاعِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَسَيَأْتِي سَماع للمُصنِّف فِي آخرِ المادّة. وَقَالُوا: ذَلِك سَمْعَ أُذُنِي بالفَتْح ويُكسَر، وسَماعَها وسَماعَتَها، أَي إسْماعَها، قَالَ:
(سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ إنِّي ... أعوذُ بخَيرِ خالِكَ يَا ابنَ عَمْرِو)
أَوْقَع الاسمَ مَوْقِعَ المصدرِ، كأنّه قَالَ: إسْماعاً عنِّي، قَالَ: وبعدَ عَطائِكَ المائَةَ الرِّتاعا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وإنْ شِئتَ قلتَ: سَمْعَاً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَيْضا: ذَلِك إِذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ، غير المستعملِ إظْهارُه. وَقَالُوا: أَخَذْتُ ذَلِك عَنهُ سَمْعَاً وسَماعاً، جَاءُوا بالمصدرِ على غيرِ فِعلِه وَهَذَا عندَه غيرُ مُطَّرِدٍ. وَقَالُوا: سَمْعَاً وَطَاعَة مَنْصُوبانِ على إضمارِ الفِعلِ، وَالَّذِي يُرفَعُ عَلَيْهِ غيرُ مُستَعمَلٍ إظهارُه، كَمَا أنّ الَّذِي يُنصَب عَلَيْهِ كَذَلِك، ويُرفَع أَيْضا فيهمَا، أَي أَمْرِي ذَلِك، فَرفع فِي كلِّ ذَلِك. وسَمْعُ أُذُني فلَانا يَقُول ذَلِك، وسَمْعَةُ أُذُني، ويُكسَران. قَالَ اللِّحْيانيّ: وَيُقَال: أُذُنٌ سَمْعَةٌ، بالفَتْح، ويُحَرَّك، وَكَفَرْحَةٍ، وشَريفَةٍ، وشَريفٍ، وسامِعَةٌ وسَمّاعَةٌ وسَمُوعٌ، كصَبُورٍ وجَمعُ الْأَخِيرَة: سُمُعٌ، بضمَّتَيْن. يُقَال: مَا فَعَلَه رِياءً وَلَا سَمْعَةً بالفَتْح، ويُضمُّ، ويُحرّك، وَهِي مَا نُوِّه بذِكرِه، ليُرى ويُسمَع، وَمِنْه حديثُ عمرَ رَضِيَ الله عَنهُ: من الناسِ من يُقاتِلُ رِياءً وسُمْعَةً، وَمِنْهُم من يقاتلُ وَهُوَ يَنْوِي الدُّنيا، وَمِنْهُم من أَلْحَمه القتالُ فَلم يَجِدْ بُدَّاً، وَمِنْهُم من يقاتلُ صابِراً مُحتَسِباً أولئكَ هم الشُّهداءُ. والسُّمْعَة: بِمَعْنى التَّسْميع، كالسُّخْرَةِ بِمَعْنى التَّسْخير.
ورجلٌ سِمْعٌ، بالكَسْر: يُسْمَع، أَو يُقَال: هَذَا امرؤٌ ذُو سِمْعٍ، بالكَسْر، وَذُو سَماعٍ إمّا حسَنٌ وإمّا قبيحٌ، قَالَه اللِّحْيانيّ. وَفِي الدُّعاء: اللهُمَّ سِمْعاً لَا بِلْغاً، ويُفتَحان، وَكَذَا سِمْعٌ لَا بِلْغٌ، بكسرِهما، ويُفتَحان، فَفِيهِ أَرْبَعةُ أَوْجُهٍ، ذَكَرَ أحدَها الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ سِمْعاً لَا بِلْغاً بالكَسْر مَنْصُوباً، أَي يُسمَعُ وَلَا يَبْلُغ، أَو يُسمَعُ وَلَا يُحتاجُ إِلَى أَن يُبَلَّغ، أَو يُسمَعُ بِهِ وَلَا يَتِمُّ، الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَو هُوَ كلامٌ يقولُه من يَسْمَعُ خَبَرَاً لَا يُعجِبُه، قَالَه الكسائيّ، أَي أَسْمَعُ بالدَّواهي وَلَا تَبْلُغُني.
والمِسْمَع، كمِنبَرٍ: الأُذُن، وَقيل: خَرْقُها، وَبهَا شُبِّه حَلْقَةُ مِسْمَعِ الغَرب، كَمَا فِي المُفردات، يُقَال: فلانٌ عظيمُ المِسْمَعَيْن، أَي عظيمُ الأُذُنَيْن، وَقيل للأُذُن: مِسْمَعٌ لأنّها آلَةٌ للسَّمْع كالسَّامِعَة، قَالَ طَرَفَةُ يصفُ أُذُني ناقَتِه:
(مُؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهِما ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ)
كَمَا فِي الصِّحَاح، ج: مَسامِعُ، ورُوِيَ أنّ أَبَا جهلٍ قَالَ: إنّ مُحَمَّدًا قد نَزَلَ يَثْرِبَ، وإنّه حَنِقٌ)
عَلَيْكُم نَفَيْتُموه نَفْيَ القُرادِ عَن المَسامِع. أَي أَخْرَجْتُموه إخراجَ استِئْصالٍ لأنّ أَخْذَ القُراد عَن الدّابَّةِ هُوَ قَلْعُه بكُلِّيَتِه، والأُذُن أخَفُّ الأعضاءِ شعرًا، بل أكثرُها لَا شَعَرَ عَلَيْهِ، فَيكون النَّزْعُ مِنْهَا أَبْلَغ. قَالَ الصَّاغانِيّ: ويجوزُ أَن يكونَ المَسامِعُ جَمْعَ سَمْعٍ على غيرِ قِياسٍ، كمَشابِه ومَلامِح، فِي جَمْعَى: شِبه ولَمْح. منَ المَجاز: المِسْمَع: عُروَةٌ تكون فِي وسَطِ الغَربِ يُجعَلُ فِيهَا حَبْلٌ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ للشاعرِ، وَهُوَ أوسٌ، وَقيل: عَبْد الله بنُ أبي أَوْفَى:
(نُعَدِّلَ ذَا المَيْلِ إنْ رامَنا ... كَمَا عُدِّلَ الغَرْبَ بالمِسْمَعِ)
وَقيل: المِسْمَع: مَوْضِع العُروَةِ من المَزادَة، وَقيل: هُوَ مَا جاوَزَ خُرْتَ العُروَة. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: المِسْمَع: أَبُو قَبيلةٍ من العربِ وهم المَسامِعَة، كَمَا يُقَال: المَهالِبَة، والقَحاطِبَة. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: هم من بَني تَيْمِ اللاّتِ. قَالَ الأَحْمَر: المِسْمَعان: الخَشَبَتان اللَّتانِ تُدخَلانِ فِي عُروَتي الزَّبيل إِذا أُخرَجَ بِهِ التُّرابُ من الْبِئْر، وَهُوَ مَجاز. المَسْمَع، كَمَقْعَدٍ: المَوضِعُ الَّذِي يُسمَعُ مِنْهُ، نَقَلَه ابْن دُرَيْدٍ. قَالَ: وَهُوَ من قَوْلِهم: هُوَ منِّي بمَرْأَى ومَسْمَعٍ، أَي بحيثُ أراهُ وأَسْمَعُ كلامَه، وَكَذَلِكَ هُوَ منّي مَرْأَى ومَسْمَعٌ، يُرفَعُ ويُنصَبُ، وَقد يُخَفِّفُ الهَمزةِ الشاعرُ، قَالَ الحادِرَةُ:
(مُحْمَرَّةِ عَقِبَ الصَّبُوحِ عُيونُهمْ ... بمَرىً هناكَ من الحياةِ ومَسْمَعِ)
يُقَال: هُوَ خَرَجَ بَيْنَ سَمْعِ الأرضِ وبَصَرِها، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذا لم يُدْرَ أينَ توَجَّه، أَو مَعْنَاهُ: بينَ سَمْعِ أَهْلِ الأرضِ وأبْصارِهم، فحُذِفَ المُضافُ، كقولِه تَعَالَى: واسْأَلِ القَريةَ أَي أَهْلَها، نَقَلَه أَبُو عُبَيْد أَو معنى لَقيتُه بينَ سَمْعِ الأرضِ وبصَرِها، أَي بأرضٍ خالِيَةٍ مَا بهَا أحَدٌ، نَقله ابْن السِّكِّيت، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ صحيحٌ يَقْرُبُ من قولِ أبي عُبَيْدٍ. أَي لَا يَسْمَعُ كلامَه أحدٌ، وَلَا يُبصِرُه أحدٌ، هُوَ مأخوذٌ من كلامِ أبي عُبَيْدٍ فِي تفسيرِ حديثِ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَت: الوَيلُ لأُختي لَا تُخْبِرْها بِكَذَا، فَتَتَبَّعَ أَخا بَكْرِ بنِ وائلٍ بينَ سَمْعِ الأرضِ وَبَصَرِها. قَالَ: مَعْنَاهُ أنّ الرجلَ يَخْلُو بهَا ليسَ مَعهَا أحدٌ يَسْمَعُ كلامَها، أَو يُبصِرُها إلاّ الأرضُ القَفْر، لَيْسَ أنّ الأرضَ لَهَا سَمْعٌ وَبَصَرٌ، ولكنّها وَكَّدَت الشَّناعةَ فِي خَلْوَتِها بالرجلِ الَّذِي صَحِبَها، أَو سَمْعُها وَبَصَرُها: طُولُها وَعَرْضُها، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا وَجْهَ لَهُ، إنّما مَعْنَاهُ الخَلاء. وَيُقَال: أَلْقَى نَفْسَه بَين سَمْعِ الأرضِ وَبَصَرِها، إِذا غَرَّرَ بهَا، وأَلْقَاها حيثُ لَا يُدرى أَيْن هُوَ، قَالَه ثعلبٌ وابْن الأَعْرابِيّ، أَو أَلْقَاهَا حيثُ لَا يُسمَعُ صَوْتُ إنسانٍ، وَلَا يُرى بصَرُ إنسانٍ. وَهُوَ قريبٌ من قولِ ثَعْلَبٍ. وسَمَّوا سَمْعُون، وَسَمَاعَةَ مُخَفّفةً وسِمْعانَ، بالكَسْر والعامّةُ تَفْتَحُ السينَ،)
وسُمَيْعاً كزُبَيْرٍ فَمن الأوّل: أَبُو الحُسين بنُ سَمْعُونَ الواعِظُ مَشْهُورٌ، وَأَخُوهُ حسَنٌ من شيوخِ ابنِ الأَبَنوسيّ، وَفِي سِمْعانَ قَالَ الشَّاعِر:
(يَا لَعْنَةُ اللهِ والأَقْوامِ كلِّهم ... والصَّالِحينَ على سِمْعانَ من جارِ)
حَذَفَ المُنادى، ولَعْنَةُ: مرفوعٌ بالابْتِداءِ، وعَلى سِمْعانَ: خبَرُه، ومِن جَار: تَمْيِيز، كأنّه قَالَ: على سِمْعانَ جاراً. ودَيْرُ سِمْعان، بالكَسْر: ع، بحَلَب. دَيْرُ سِمْعانَ أَيْضا: ع، بحِمص، بِهِ دُفِنَ عمرُ بنُ عبدِ العَزيز، رَحِمَه الله تَعالى، وَقد تقدّم ذِكر الدَّيْرِ فِي دير وَقيل: سِمْعانُ هَذَا كَانَ أَحَدَ أكابِرَ النَّصَارَى، قَالَ لَهُ عمرُ بنُ عبدِ الْعَزِيز: يَا دَيْرَانيُّ، بَلَغَني أنّ هَذَا المَوضِعَ مِلْكُكُم، قَالَ: نعم، قَالَ: أُحِبُّ أنْ تَبيعَني مِنْهُ مَوْضِعَ قَبرٍ سَنَةً، فَإِذا حالَ الحَوْلُ فانْتَفِعْ بِهِ. فَبكى الدَّيْرانيُّ، وباعَه، فدُفِنَ فِيهِ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(سقى رَبُّنا مِن دَيْرِ سِمْعانَ حُفرَةً ... بهَا عُمَرُ الخَيْراتِ رَهْنَاً دَفينُها)

(صَوابِحُ مِن مُزْنٍ ثِقالاً غَوادِياً ... دَوالِحَ دُهْماً ماخِضاتٍ دُجونُها)
وَمُحَمّد بنُ مُحَمَّد بن سِمْعانَ، بالكَسْر، السِّمْعانيُّ أَبُو مَنْصُور: مُحدِّثٌ، عَن مُحَمَّد بن أحمدَ بن عبدِ الجَبّار، وَعنهُ عبدُ الواحدِ المَليحيُّ. وبالفَتْح، ويُكسَر، واقْتَصرَ الحافظُ على الْفَتْح: الإمامُ أَبُو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ مُحَمَّد بنِ عبدِ الجَبّارِ بنِ سَمْعَان السَّمْعانيّ، وابنُه الحافظُ أَبُو بكرٍ محمدٌ وآلُ بَيْتِه. السَّمِيع، كأميرٍ: المُسْمِع، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَأنْشد لعمرِو بن مَعْدِ يَكْرِب:
(أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدّاعي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُني وأَصْحابي هُجوعُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: العجَبُ من قومٍ فسَّروا السَّميعُ بِمَعْنى المُسْمِع فِراراً من أَن يوصَفَ الله تَعالى بأنّ لَهُ سَمْعَاً، وَقد ذَكَرَ الله تَعالى الفِعلَ فِي غيرِ مَوْضِعٍ من كتابِه، فَهُوَ سَميعٌ: ذُو سَمْعٍ بِلَا تَكْيِيف وَلَا تَشْبِيهٍ بالسَّمْع من خَلْقِه، وَلَا سَمْعُه كَسَمْعِ خَلْقِه، وَنحن نَصفُه كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَه بِلَا تَحديدٍ وَلَا تَكْيِيفٍ، قَالَ: ولستُ أُنكِرُ فِي كلامِ العربِ أَن يكون السَّميعُ سامِعاً أَو مُسمِعاً، وَأنْشد: أَمِنْ رَيْحَانة ...قَالَ، وَهُوَ شاذٌّ والظاهرُ الأكثرُ من كلامِ العربِ أَن يكون السَّميعُ بِمَعْنى السامِع مِثَال: عَليم وعالِم، وقَديرٍ وقادِرٍ. السَّميع: الأسَدُ الَّذِي يَسْمَعُ الحِسَّ حِسَّ الإنسانِ والفَريسةِ من بُعدٍ، قَالَ: مُنْعَكِرُ الكَرِّ سَميعٌ مُبْصِرُ وأمُّ السَّميع، وأمُّ السَّمْع: الدِّماغ، كَمَا فِي العُباب، وعَلى الأخيرِ اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيّ، قَالَ: يُقَال:) ضَرَبَه على أمِّ السَّمْعِ. والسَّمَعُ، مُحرّكةً، كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ، أَو كعَنِبٍ، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ، هُوَ ابنُ مالكِ بنِ زَيْدِ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ وائلِ بنِ الغَوثِ بنِ قَطَنِ بن عَريبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَعِ بنِ حِمْيَرَ: أَبُو قبيلةٍ من حِميَر، مِنْهُم أَبُو رُهْمٍ، بضمِّ الرَّاء، أَحْزَابُ بنُ أَسيدٍ كأميرٍ الظَّهْرِيُّ، وشُفْعَةُ، بضمِّ الشين المُعجَمة، السَّمَعِيّان التابِعِيّان. قلت: وَقَالَ الحافظُ فِي التبصير: قيل: لأبي رُهْمٍ صُحبةٌ، وَقَالَ ابنُ فَهْدٍ: أَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ ذكرَه ابنُ أبي خَيْثَمَة فِي الصَّحابة، وَهُوَ تابعيٌّ اسمُ أَحْزَابُ بنُ أَسيد، ثمَّ قَالَ بعده: أَبُو رُهْمٍ الظَّهْريُّ: شيخُ مَعْمَر، أَوْرَدَه أَبُو بكرِ بنُ أبي عليٍّ فِي الصَّحابةِ، وَقد تقدّم ذِكرُه فِي ظ هـ ر بأَتَمَّ من هَذَا، فراجِعْه، وَجَعَله هُنَاكَ صَحابِيّاً. وَمُحَمّد بنُ عمروٍ السَّمَعِيُّ، ضَبَطَه الحافظُ بِالتَّحْرِيكِ، من أتباعِ التَّابِعين، شيخٌ للواقِديِّ، وعَلى ضَبْطِ الحافظِ فَهُوَ من الْأَنْصَار، لَا من حِميَر، وَقد أَغْفَلَه المُصَنِّف، وَسَيَأْتِي، فَتَأَمَّلْ. وعبدُ الرحمنِ بنُ عَيّاشٍ الْأنْصَارِيّ ثمّ السَّمَعِيُّ، مُحرّكةً، المُحدِّث عَن دَلْهَمِ بنِ الأَسْوَدِ، أَو يُقَال فِي النِّسبَةِ أَيْضا: سِماعِيٌّ، بالكَسْر، وَهَكَذَا يَنْسُبون أباهم المّكور. والسُّمَّع، كسُكَّرٍ: الخَفيف، ويُوصَفُ بِهِ الغُول، يُقَال: غُولٌ سُمَّعٌ، وأنشدَ شَمِرٌ:
(فَلَيْسَتْ بإنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه ... ولكنّها غُولٌ من الجِنِّ سُمَّعُ)
والسَّمَعْمَع: الصغيرُ الرأسِ، وَهُوَ فَعَلْعَلٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ. أَو: الصغيرُ اللِّحْية، عَن ابْن عَبَّادٍ، هَكَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَنهُ، وَهُوَ تَحريفٌ مِنْهُمَا، وصوابُه: والجُثَّةِ، أَي الصغيرُ الرأسِ والجُثّةِ، الدّاهِيَة، هَكَذَا بغيرِ واوٍ، فَتَأَمَّلْ. السَّمَعْمَع: الداهيةُ، وَعَن ابْن عَبَّادٍ أَيْضا: الخفيفُ اللحمِ السريعُ العمَل، الخَبيثُ اللَّبِقُ ويوصَفُ بِهِ الذِّئبُ، وَمِنْه قولُ سَعْدِ بن أبي وَقّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَأَيْتُ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ يومَ بدرٍ وَهُوَ يَقُول:
(مَا تنقِمُ الحَربُ العَوانُ مِنِّي ... بازِلُ عامَيْنِ حَديثٌ سِنِّي)

(سَمَعْمَعٌ كأنّني من جِنِّ ... لمِثلِ هَذَا وَلَدَتْني أمِّي)
وَمِنْه أَن المُغيرةَ سألَ ابنَ لِسانِ الحُمَّرَةِ عَن النِّسَاء، فَقَالَ: النساءُ أَرْبَع: فرَبيعٌ مَرْبَع، وجَميعٌ تَجْمَع، وشَيْطَانٌ سَمَعْمَع، وغُلٌّ لَا تُخلَع، فَقَالَ: فَسِّرْ، قَالَ: الرَّبيع المَرْبَع: الشابّةُ الجميلةُ الَّتِي إِذا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذا أَقْسَمْتَ عَلَيْهَا أبرَّتْكَ، وأمّا الجميعُ الَّتِي تَجْمَع: فالمرأةُ تزَوَّجُها وَلَمَ نَشَبٌ، وَلها نَشَبٌ، فتجمَعُ ذَلِك. وَأما الشيطانُ السَّمَعْمَع فَهِيَ: المرأةُ الكالِحَةُ فِي وَجْهِك إِذا) دَخَلْتَ، المُوَلْوِلَةُ فِي أثَرِك إِذا خَرَجْتَ. قَالَ: وأمّا الغُلُّ الَّتِي لَا تُخلَع، فبِنتُ عَمِّك القَصيرةُ الفَوْهاء، الدَّميمةُ السَّوْدَاء، الَّتِي نَثَرَتْ لَك ذَا بَطْنِها، فَإِن طلَّقْتَها ضاعَ ولَدُك، وإنْ أَمْسَكْتَها على مِثلِ جَدْعِ أَنْفِكَ. قَالَ غيرُه: السَّمَعْمَع: الرجلُ الطويلُ الدَّقِيق، وَهِي بهاءٍ. امرأةٌ سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ، كقِرْشَبَّةٍ، أَي بكسرِ أوّلهما، وفتحِ ثالثِهما، وَهُوَ قولُ الأحمرِ وطُرْطُبَّة. أَي بضمِّ أوّلهما، وَهُوَ قولُ أبي زَيْدٍ وتُكسَر الفاءُ واللاّمُ، وَقد تقدّمَ فِي: نظر بيانُ ذَلِك وَيُقَال فِيهَا: سِمْعَنَّةٌ كخِرْوَعَةٍ، مُخَفّفةَ النُّون، أَي مُستَمِعَةٌ سَمّاعَةٌ، وَهِي الَّتِي إِذا تسَمَّعَتْ أَو تبَصَّرَتْ فَلم تَسْمَعْ وَلم ترَ شَيْئا تظَنَّتْه تظَنِّياً، وَكَانَ الأحمرُ يُنشِدُ:
(إنَّ لنا لكنَّهْ ... مِعَنَّةً مِفَنَّهْ)

(سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّهْ ... كالريحِ حَوْلَ القُنَّهْ)
إلاّ تَرَهْ تظَنَّهْ والسِّمْع، بالكَسْر: الذِّكرُ الْجَمِيل، يُقَال: ذَهَبَ سِمعُه فِي النَّاس، نَقله الجَوْهَرِيّ. السِّمْع أَيْضا: سَبُعٌ مُرَكَّبٌ، وَهُوَ: ولَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ، وَهِي بهاءٍ، وَفِي المثَل: أَسْمَعُ من السِّمْعِ الأزَلّ.
وَرُبمَا قَالُوا: أَسْمَعُ من سِمْعٍ، قَالَ الشَّاعِر:
(تراهُ حديدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً ... أغَرَّ طَويلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ)
يَزْعُمون أنّه لَا يَعْرِفُ العِلَلَ والأسْقام، وَلَا يموتُ حَتْفَ أَنْفِه كالحَيَّة، بل يموتَ بعَرَضٍ من الْأَعْرَاض يَعْرِضُ لَهُ، لَيْسَ فِي الحيوانِ شيءٌ عَدْوُه كَعَدْوِ السِّمْعِ لأنّه فِي عَدْوِه أَسْرَعُ من الطَّيْرِ، وَيُقَال: وَثْبَتُه تزيدُ على عِشرينَ، وثلاثينَ ذِراعاً. سِمْعٌ بِلَا لامٍ: جبَلٌ. يُقَال: فَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَك، أَي لتَسْمَعَه، قَالَه أَبُو زَيْد. والسَّمَاع، كَسَحَابٍ: بطنٌ من العربِ، عَن ابْن دُرَيْدٍ. قولُهم: سَماعِ، كَقَطَام، أَي اسْمَع، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ مِثلُ دَرَاكِ، ومَناعِ، أَي أَدْرِكْ وامْنَعْ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وشاهِدُه: فَسَمَاعِ أَسْتَاهَ الكلابِ سَماعِ والسُّمَيْعِيَّةُ، كزُبَيْرِيَّةٍ: ة، قربَ مكّةَ شرَّفَها الله تَعالى. وأَسْمَعَه: شَتَمَه، نَقَلَه الصَّاغانِيّ والجَوْهَرِيّ. قَالَ الراغبُ: وَهُوَ مُتَعارَفٌ فِي السَّبِّ. منَ المَجاز: أَسْمَعَ الدَّلْوَ، أَي جَعَلَ لَهَا مِسْمَعاً، وَكَذَا أَسْمَعَ الزَّبيلَ، إِذا جَعَلَ لَهُ مِسْمَعَيْنِ يُدخَلانِ فِي عُروَتَيْه إِذا أُخرِجَ بِهِ التُّرابُ من الْبِئْر، كَمَا تقدّم. والمُسْمِع، كمُحسِنٍ، من أسماءِ القَيْد، قَالَه أَبُو عمروٍ، وأنشدَ:) (ولِي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ ... وظِلٌّ ظَليلٌ وحِصْنٌ أَنيقْ)
وَقد تقدّم فِي زمر. المُسْمِعَةُ: بهاءٍ: المُغَنِّيَةُ، وَقد أَسْمَعَتْ، قَالَ طَرَفَةُ يصفُ قَيْنَةً:
(إِذا نَحْنُُ قُلنا: أَسْمِعينا، انْبَرَتْ لنا ... على رِسْلِها مَطْرُوفةً لم تَشَدَّدِ)
والتَّسْميع: التَّشْنيعُ والتَّشْهير، وَمِنْه الحَدِيث: سَمَّعَ اللهُ بِهِ أسامِعَ خَلْقِه وَقد تقدّم فِي أوّل المادّة.
التَّسْميعُ أَيْضا: إزالةُ الخُمولِ بنَشرِ الذِّكرِ، يُقَال: سَمَّعَ بِهِ، إِذا رَفَعَه من الخُمولِ، وَنَشَرَ ذِكرَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. التَّسْميع: الإسْماع، يُقَال: سَمَّعَه الحديثَ، وأَسْمَعَه، بِمَعْنى، نَقله الجَوْهَرِيّ.
المُسَمَّع، كمُعَظَّمٍ: المُقَيَّدُ المُسَوْجَر، وكتبَ الحَجّاجُ إِلَى عاملٍ لَهُ أنْ: ابعَثْ إليَّ فلَانا مُسَمَّعاً مُزَمَّراً. أَي: مُقَيَّداً مُسَوْجَراً، فالصوابُ أنَّ المُسَوْجَر تفسيرٌ للمُزَمَّر، وأمّا المُسَمَّعُ فَهُوَ المُقَيَّد فَقَط، وَقد تقدّم فِي سجر. واسْتَمعَ لَهُ، وَإِلَيْهِ: أَصْغَى، قَالَ أَبُو دُوَادٍ يصفُ ثَوْرَاً:
(ويُصيخُ تاراتٍ كَمَا اسْ ... تَمَعَ المُضِلُّ لصَوْتِ ناشِدْ)
وشاهِدُ الثَّانِي قَوْله تَعالى: وَمِنْهُم من يَسْتَمِعون إِلَيْك. يُقَال: تَسامَعَ بِهِ النَّاس. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَي اشتهرَ عندَهم. وقَوْله تَعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ أَي غيرَ مَقْبُولٍ مَا تقولُ، قَالَه مُجاهِد، أَو مَعْنَاهُ اسْمَع لَا أُسْمِعْت، قَالَه ابنُ عَرَفَة، وَكَذَلِكَ قولُهم: قُمْ غَيْرَ صاغِرٍ، أَي لَا أَصْغَرَكَ اللهُ، وَفِي الصحاحِ قَالَ الْأَخْفَش: أَي لَا سَمِعْتَ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ والراغب: رُوِيَ أنّ أَهْلَ الكتابِ كَانُوا يَقُولُونَ ذَلِك للنَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، يُوهِمونَ أنّهم يُعَظِّمونَه ويَدْعُونَ لَهُ، وهم يَدْعُونَ عَلَيْهِ بذلك. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ سَمّاعٌ، كشَدّادٍ، إِذا كَانَ كثيرَ الاستِماعِ لما يُقَال ويُنطَقُ بِهِ، وَهُوَ أَيْضا: الجاسوس. وَيُقَال: الأميرُ يَسْمَع كلامَ فلانٍ، أَي يُجيبُه، وَهُوَ مَجاز. وقولُ ابنِ الأَنْباريّ: وقولُهم: سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَه أَي أجابَ اللهُ دُعاءَ من حَمِدَه، فوضعَ السَّمْعَ مَوْضِعَ الإجابةِ، وَمِنْه الدّعاء: اللهُمَّ إنّي أعوذُ بك من دُعاءٍ لَا يُسمَع. أَي لَا يُعتَدُّ بِهِ، وَلَا يُستَجاب، فكأنّه غيرُ مَسْمُوع، وَقَالَ سُمَيْرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيّ:
(دَعَوْتُ اللهَ حَتَّى خِفْتُ أنْ لَا ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أقولُ)
وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ أَي غيرَ مُجابٍ إِلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ. وقولُهم: سَمْعٌ لَا بَلْغٌ، بالفَتْح مَرْفُوعان، ويُكسَران: لُغَتَانِ فِي سَمْعَان لَا بَلْغَان. والسَّمَعْمَع: الشيطانُ الْخَبيث.
والسَّمْعانِيَّة، بالكَسْر: من قُرى ذَمَار بِالْيمن. واسْتَمَع: أَصْغَى، قَالَ الله تَعالى: قُل أُوحيَ إليَّ أنّه اسْتَمَعَ نفرٌ من الجِنِّ وقَوْله تَعالى: واسْتَمِعْ يومَ يُنادي المُنادي وَكَذَا اسْتَمَعَ بِهِ، وَمِنْه قَوْله) تَعالى: نحنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعون بِهِ. ويُعَبَّر بالسَّمْع تَارَة عَن الفَهم، وَتارَة عَن الطَّاعَة، تَقول: اسْمَعْ مَا أقولُ لَك، وَلم تَسْمَعْ مَا قلتُ لَك، أَي لم تَفْهَمْ، وقَوْله تَعالى: وَلَو عَلِمَ اللهُ فيهم خَيْرَاً لأَسْمَعَهُم، أَي أَفْهَمَهُم بِأَن جَعَلَ لَهُم قُوّةً يَفْهَمون بهَا، وَقَالَ الله تَعالى: إنِّي آمَنْتُ برَبِّكُم فاسْمَعون أَي أَطيعون. وَيُقَال: أَسْمَعَكَ الله، أَي لَا جَعَلَكَ أصَمَّ، وَهُوَ دعاءٌ. وقَوْله تَعالى: أَبْصِرْ بِهِ وأَسْمِعْ أَي مَا أَبْصَرَه وَمَا أَسْمَعَه على التعَجُّب، نَقله الجَوْهَرِيّ. والسَّمَّاع، كشَدّادٍ: المُطيع. وَيُقَال: كلَّمَهُ سِمْعَهُم، بالكَسْر، أَي: بحيثُ يَسْمَعون، وَمِنْه قولُ جَنْدَلِ بن المُثَنَّى: قامَتْ تُعَنْظي بكَ سِمْعَ الحاضِرِ أَي بحيثُ يَسْمَعُ مَن حَضَرَ. وتقولُ العربُ: لَا وسِمْعِ اللهِ، يَعْنُون وذِكرِ الله. والسَّماعِنَة: بَطنٌ من العربِ، مَساكِنُهم جبَلُ الخَليلِ عَلَيْهِ السَّلَام. والسَّوامِعَة: بطنٌ آخَر، مَساكِنُهم بالصَّعيد.
والمَسْمَع: خَرْقُ الأُذُن، كالمِسْمَع. نَقله الراغبُ. والسَّماعِيَةُ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ. وبَنو السَّميعَة، كسَفينَةٍ: قبيلةٌ من الْأَنْصَار، كَانُوا يُعرَفون ببَني الصَّمَّاء، فغَيَّرَه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم.
والمَسْمَع، كَمَقْعَدٍ: مصدرُ سَمِعَ سَمْعَاً. وَأَيْضًا: الأُذُن، عَن أبي جَبَلَةَ، وَقيل: هُوَ خَرْقُها الَّذِي يُسمَعُ بِهِ، وَحكى الأَزْهَرِيّ عَن أبي زَيْدِ: وَيُقَال لجَميعِ خُروقِ الإنسانِ عَيْنَيْه ومَنْخَريْه واسْتِه، مَسامِع، لَا يُفرَدُ واحدُها. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: سَمِعَتْ أُذُني زَيْدَاً يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، أَي أَبْصَرْتُه بعَيْني يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلَا أَدْرِي من أَيْن جاءَ الليثُ بِهَذَا الحرفِ، وَلَيْسَ من مَذْهَبِ العربِ أَن يقولَ الرجلُ: سَمِعَتْ أُذُني بِمَعْنى أَبْصَرَتْ عَيْني، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي كلامٌ فاسِدٌ، وَلَا آمَنُ أَن يكونَ ولَّدَه أَهْلُ البِدَعِ والأهواء. وَيُقَال: باتَ فِي لَهْوٍ وسَماعٍ: السَّماع: الغِناء، وكلُّ مَا الْتَذَّتْه الآذانُ من صوتٍ حسَنٍ: سَماعٌ. والسَّميع، فِي أسماءِ اللهِ الحُسْنى: الَّذِي وَسِعَ سَمْعُه كلَّ شيءٍ. والسَّميعانِ من أَدَوَاتِ الحَرّاثينَ: عُودانِ طَويلانِ فِي المِقْرَنِ الَّذِي يُقرَنُ بِهِ الثَّوْرانِ لحِراثَةِ الأرضِ، قَالَه الليثُ. والمِسْمَعان: جَوْرَبان يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طَلَبَ الظِّباءَ فِي الظَّهيرَة. والمِسْمَعان: عامِرٌ وعبدُ الملكِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعٍ، هَذَا قولُ الأَصْمَعِيّ، وأنشدَ:
(ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقلتُ بُوآ ... بقَتلِ أخي فَزارَةَ والخَبَارِ)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: هما مالكٌ وعبدُ المَلِك ابْنا مِسْمَع بنِ سُفيانَ بنِ شِهابِ الحِجازِيِّ، وَقَالَ غيرُه: هما مالكٌ وعبدُ الملِك ابْنا مِسْمَعِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعِ بنِ سِنانِ بنِ شِهابٍ. وَأَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن)
عثمانَ بن سَمْعَان الْحَافِظ: حدَّثَ عَن أَسْلَمَ بنِ سَهْل الواسِطِيِّ، وغيرِه. 
سمع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من سمع النَّاس بِعِلْمِهِ سمع اللَّه بِهِ سامع خلقه وحقّره وصغّره. قَالَ أَبُو زيد [الْأنْصَارِيّ -] : يُقَال: سَمِعت بِالرجلِ تسميعا إِذا نددت بِهِ وشهرته وفضحته. وَرَوَاهُ بَعضهم: سمع اللَّه بِهِ أسامع خلقه. فَإِن كَانَ هَذَا مَحْفُوظًا فانه أَرَادَ جمع السّمع أسمع ثمَّ جمع الأسمع أسامع يُرِيد أَن اللَّه تَعَالَى يُسمع أسامع النَّاس بِهَذَا الرجل يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمن قَالَ: سامع [خلقه -] جعله من نعت اللَّه تبَارك وَتَعَالَى. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْدٍ -] : أسامع [خلقه -] أَجود وَأحسن فِي الْمَعْنى.
س م ع: (السَّمْعُ) سَمْعُ الْإِنْسَانِ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7] لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: (سَمِعَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ (سَمْعًا) وَ (سَمَاعًا) وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى (أَسْمَاعٍ) وَجَمْعُ الْأَسْمَاعِ (أَسَامِعُ) . وَفَعَلَهُ رِيَاءً وَ (سُمْعَةً) أَيْ لِيَرَاهُ النَّاسُ وَلِيَسْمَعُوا بِهِ. وَ (اسْتَمَعَ) لَهُ أَيْ أَصْغَى، وَ (تَسَمَّعَ) إِلَيْهِ وَ (اسَّمَّعَ) إِلَيْهِ بِالْإِدْغَامِ. وَقُرِئَ: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} [الصافات: 8] وَيُقَالُ: تَسَمَّعَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ لَهُ كُلُّهُ بِمَعْنًى. لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ} [فصلت: 26] وَقُرِئَ: «لَا يَسْمَعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى» مُخَفَّفًا. وَ (تَسَامَعَ) بِهِ النَّاسُ وَ (أَسْمَعَهُ) الْحَدِيثَ. وَ (سَمَّعَهُ) أَيْ شَتَمَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [النساء: 46] قَالَ الْأَخْفَشُ: أَيْ لَا سَمِعْتَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} [مريم: 38] أَيْ مَا أَبْصَرَهُمْ وَمَا أَسْمَعَهُمْ عَلَى التَّعَجُّبِ. وَ (الْمُسْمِعَةُ) الْمُغَنِّيَةُ. وَ (سَمَّعَ) بِهِ (تَسْمِيعًا) أَيْ شَهَّرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ فَعَلَ كَذَا سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ (أَسَامِعَ) خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَ (سَمَّعَهُ) الصَّوْتَ (تَسْمِيعًا) وَ (أَسْمَعَهُ) . وَ (السَّامِعَةُ) الْأُذُنُ وَكَذَا (الْمِسْمَعُ) بِالْكَسْرِ. وَ (السَّمِيعُ السَّامِعُ) وَ (السَّمِيعُ) أَيْضًا (الْمُسْمِعُ) . 
سمع
السَّمْعُ: قوّة في الأذن به يدرك الأصوات، وفعله يقال له السَّمْعُ أيضا، وقد سمع سمعا.
ويعبّر تارة بالسمّع عن الأذن نحو: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ
[البقرة/ 7] ، وتارة عن فعله كَالسَّمَاعِ نحو: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
[الشعراء/ 212] ، وقال تعالى:
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[ق/ 37] ، وتارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول: اسْمَعْ ما أقول لك، ولم تسمع ما قلت، وتعني لم تفهم، قال تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا
[الأنفال/ 31] ، وقوله:
سَمِعْنا وَعَصَيْنا [النساء/ 46] ، أي: فهمنا قولك ولم نأتمر لك، وكذلك قوله: سَمِعْنا وَأَطَعْنا [البقرة/ 285] ، أي: فهمنا وارتسمنا.
وقوله: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
[الأنفال/ 21] ، يجوز أن يكون معناه: فهمنا وهم لا يفهمون، وأن يكون معناه:
فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، وإذا لم يعمل بموجبه فهو في حكم من لم يسمع. ثم قال تعالى:
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا
[الأنفال/ 23] ، أي: أفهمهم بأن جعل لهم قوّة يفهمون بها، وقوله: وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ
[النساء/ 46] ، يقال على وجهين:
أحدهما: دعاء على الإنسان بالصّمم.
والثاني: دعاء له.
فالأوّل نحو: أَسْمَعَكَ الله، أي: جعلك الله أصمّ.
والثاني: أن يقال: أَسْمَعْتُ فلانا: إذا سببته، وذلك متعارف في السّبّ، وروي أنّ أهل الكتاب كانوا يقولون ذلك للنبيّ صلّى الله عليه وسلم يوهمون أنهم يعظّمونه، ويدعون له وهم يدعون عليه بذلك.
وكلّ موضع أثبت الله السّمع للمؤمنين، أو نفى عن الكافرين، أو حثّ على تحرّيه فالقصد به إلى تصوّر المعنى والتّفكر فيه، نحو: أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها [الأعراف/ 195] ، ونحو: صُمٌّ بُكْمٌ [البقرة/ 18] ، ونحو:
فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ [فصلت/ 44] ، وإذا وصفت الله تعالى بِالسَّمْعِ فالمراد به علمه بِالْمَسْمُوعَاتِ، وتحرّيه بالمجازاة بها نحو: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها [المجادلة/ 1] ، لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا [آل عمران/ 181] ، وقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ
[النمل/ 80] ، أي: لا تفهمهم، لكونهم كالموتى في افتقادهم بسوء فعلهم القوّة العاقلة التي هي الحياة المختصّة بالإنسانيّة، وقوله: أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ
[الكهف/ 26] ، أي: يقول فيه تعالى ذلك من وقف على عجائب حكمته، ولا يقال فيه: ما أبصره وما أسمعه، لما تقدّم ذكره أنّ الله تعالى لا يوصف إلّا بما ورد به السّمع وقوله في صفة الكفّار: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا [مريم/ 38] ، معناه: أنهم يسمعون ويبصرون في ذلك اليوم ما خفي عليهم، وضلّوا عنه اليوم لظلمهم أنفسهم، وتركهم النّظر، وقال: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا [البقرة/ 93] ، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ
[المائدة/ 42] ، أي: يسمعون منك لأجل أن يكذبوا، سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة/ 41] ، أي: يسمعون لمكانهم، والِاسْتِمَاعُ: الإصغاء نحو: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ، إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ
[الإسراء/ 47] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ [محمد/ 16] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ [يونس/ 42] ، وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ
[ق/ 41] ، وقوله: أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ [يونس/ 31] ، أي:
من الموجد لِأَسْمَاعِهِمْ، وأبصارهم، والمتولّي لحفظها؟ والْمِسْمَعُ والْمَسْمَعُ: خرق الأذن، وبه شبّه حلقة مسمع الغرب .

سمع

1 سَمِعَهُ, (S, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. سَمْعٌ (S Msb, K) and سِمْعٌ, or this latter is a simple subst., (Lh, K,) and سَمَاعٌ, (S, K,) or this last [also] is a simple subst., (Msb,) and سَمَاعَةٌ and سَمَاعِيَةٌ (K) and مَسْمَعٌ, (TA,) [He heard it, (namely, a thing, as in the S,) or (tropical:) him;] and ↓ تسمّع, (Msb, K,) also written and pronounced اِسَّمَّعَ; (K, TA;) and ↓ استمع; (Msb;) are syn. with سَمِعَ (Msb,K) as trans. By itself; (Msb;) and استمع [also] in sys. With سَمِعَ [ as trans. by itself]: (Ham p. 694, where occurs a usage of its act. part. n. showing the verb to be trans. by itself:) or ↓ استمع denotes what is intentional, signifying only he gave ear, hearkened, or listened: but سَمِعَ, [as also ↓ تمسمّع and ↓ استسمع,] what is unintentional, as well as what is intentional. (Msb.) You say, سَمِعَ الشَّىْءَ [He heard or listened to, the thing] (S.) And الصَّوْتَ ↓ تسمّع [He listened to, or heard, the sound]. (TA.) [and سَمِعْتُ لَهُ صَوْتًا I heard him, or it, utter, or produce, a sound; lit. I heard a sound attributable to him, or it. And سَمِعَهُ مِنْهُ He heard it form him. And سَمِعَهُ عَنْهُ He heard it as related from him; he heard it on his authority. And سَمِعَهُ يَقُولُ كَذَا He heard him say such a thing.] and سَمِعَ بِهِ [He heard of it; for سَمِعَ التَّكَلُّمَ بِهِ, or the like]. (Kur xii. 31 and xxviii. 36 and xxxviii. 6, S, K, TA.) [When trans. by means of لِ alone, or إِلَى, it denotes what is intentional.] You say, سَمِعْتُ لَهُ, (S, Msb, TA,) and إِلَيْهِ, (S, TA,) meaning I gave ear, hearkened, or listened, to him, or it; (S, Msb, * TA;) and له ↓ تسمّعت (Msb,) or اليه, and اِسَّمَّعْتُ, (S, TA,) signify the same; (S, Msb, TA;) and so له ↓ استمعت, (S, Msb, K,) and اليه. (K.) It is said in the Kur [xxxvii. 8], accord. to different readings, لَا يَسْمَعُونَ إِلَى المَلَإِ الأَعْلَى, and ↓ لَا يَسَّمَّعُونَ, They shall not listen [to the archangels]: (S:) or the former has this signification, they shall not listen to the angels (Bd, Jel) in heaven, (Jel,) or the exalted angels: (Bd:) and ↓ the latter, they shall not seek, or endeavour, to listen &c. (Bd.) and in the same [xvii. 50], ↓ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ [We are cognizant of that on account of which they hearken when they hearken to thee]; به meaning بِسَبَبِهِ, (Bd, Jel,) and لِأَجْلِهِ, (Bd,) alluding to scoffing, or derision. (Bd, Jel.) [For various usages of سَمْعٌ and other inf. ns., whether employed as inf. ns. or as simple substs., see those words below.] b2: It also signifies He understood it; (TA;) he understood its meaning; i. e., the meaning of a person's speech. (Msb.) You say, لَمْ تَسْمَعْ مَا قُلْتُ لَكَ Thou didst not understand what I said to thee. (TA.) and such is the most obvious meaning of the verb in the saying, إِنْ كَانَ يَسْمَعُ الخَطِيبَ [If he understand the words of the preacher]; for this is the proper meaning in this case: but it may be rendered tropically, (tropical:) if he hear the voice of the preacher. (Msb.) b3: Also He knew it: as in the saying, سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَكَ [God knew thy saying]. (Msb.) b4: Also (assumed tropical:) He accepted it; namely, evidence, and praise: or, said of the latter, (assumed tropical:) he recompensed it by acceptance: (Msb:) (tropical:) he paid regard to it, and answered it; namely, prayer: (tropical:) he answered, or assented to, or complied with, it; namely, a person's speech. (TA.) The saying سَمِعَ اللّٰهُ لِمَنْ حَمِدَهُ means May God accept the praise of him who praiseth Him: or, accord. to IAmb, may God recompense by acceptance the praise of him who praiseth Him: (Msb:) or may God answer the prayer of him who praiseth Him. (TA, as on the authority of IAmb.) b5: Also (assumed tropical:) He obeyed him: as in the saying in the Kur [xxxvi. 24], إِنِّى آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (assumed tropical:) [Verily I believe in your Lord, and do ye obey me]. (TA.) b6: Lth says that the phrase سَمِعَتْ أُذُنِى

زَيْدًا يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا means (assumed tropical:) My eye saw Zeyd doing such and such things: but Az says, I know not whence Lth brought this; for it is not of the way of the Arabs to say سمعت اذنى as meaning my eye saw: it is in my judgment corrupt language, and I am not sure but that it may have been originated by those addicted to innovations and erroneous opinions. (TA.) 2 تَسْمِيعٌ [inf. n of سمّع, as also تَسْمِعَةٌ, q. v. infrà, voce سُمْعَةٌ,] is syn. with ↓ إِسْمَاعٌ [The making one to hear]. (K.) You say, سمّعهُ الصَّوْتَ and ↓ اسمعهُ [He made him to hear the sound]. (S.) And سمّعهُ الحَدِيثَ (TA) and ↓ اسمعهُ (S, TA) [He made him to hear the narra-tive]; both signifying the same. (TA.) [and سمّع بِهِ He made to hear of it, or him.] It is said in a trad., مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللّٰهُ بِهِ

أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ (S, * Mgh, TA) [Whoso maketh men to hear of his deed,] God will make the ears of his creatures to hear of him on the day of resurrection; (TA;) or whoso maketh his deed notorious, that men may see it and hear of it, God will make notorious his hypocrisy, and fill with it the ears of his creatures, and they shall be generally acquainted with it, [and He will render him contemptible, and small in estimation,] so that he will become disgraced; (Mgh;) or the meaning may be, God will manifest to men his internal state, and fill their ears with the evilness of his secret intentions, in requital of his deed: or, as some relate it, [for أَسَامِعَ خَلْقِهِ] we should say, سَامِعُ خَلْقِهِ, which is an epithet applied to God; so that the meaning is, Go [the Hearer of his creatures] will disgrace him: (TA:) [for]

b2: سمّع به, (S, Mgh, Msb,) inf. n. تَسْمِيعٌ, (S, Mgh, K,) signifies [also] He rendered him, or it, notorious, and infamous: (S, Mgh, K: *) or he spread it abroad, for men to speak of it. (Msb.) b3: Also He raised him from obscurity to fame. (S, K. *) b4: And He made him to hear what was bad, evil, abominable, or foul, and he reviled him: (Az, T and L in art. ند:) and ↓ اسمعهُ [also] has the latter of these two significations. (S, K.) 4 اسمعهُ, inf. n. إِسْمَاعٌ: see 2, in four places. b2: He told him [a thing]. (Msb) b3: He made him to understand: the verb being used in this sense in the Kur [viii. 23], لَوْعَلِمَ اللّٰهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ [Had God known any good in them, He had made them to understand]. (TA.) b4: أَسْمَعَكَ اللّٰهُ May God not make thee to be deaf. (TA.) b5: أَسْمَعَتْ She sang. (TA.) One says to a female singer, أَسْمِعِينَا Sing thou to us: thus used in a verse of Tarafeh. (TA.) b6: أَسْمَعْتَ Thou hast said a saying that ought to be heard and followed. (Har p. 398.) A2: اسمع الدَّلْوَ (tropical:) He made, or put, a مِسْمَع [q. v.] to the bucket. (S, K, TA.) And in like manner, اسمع الزِّنْبِيلَ (K) (tropical:) He made, or put, what are termed مِسْمَعَانِ to the basket. (TA.) A3: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ; and أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ; see art. بصر.5 تَسَمَّعَ, also written and pronounced اِسَّمَّعَ: see 1, in the former half of the paragraph, in six places.6 تسامع بِهِ النَّاسُ (S, K) The people heard of it, [or him,] one from another: (PS, TK:) [or the people heard one another talk of it, or him:] or it, or he, became notorious among the people. (TA.) b2: تسامع also signifies He feigned himself hearing. (KL.) 8 إِسْتَمَعَ see 1, in the former half of the paragraph, in four places.10 إِسْتَسْمَعَ see 1, in the first sentence, in two places.

سَمْعٌ inf. n. of سَمِعَ, (S, Msb, K,) like ↓ سَمَاعٌ, (S, K,) [&c.,] or the latter is a simple subst. [used in the abstract sense of the former]. (Msb.) Yousay, سَمْعًا وَطَاعَةً, [for أَسْمَعُ سَمْعًا وَأُطِيعُ طَاعَةً, an emphatic mode of expression, meaning I hear and I obey, or for سَمِعْتُ سَمْعًا وَأَطَعْتُ طَاعَةً, which means the same, but more emphatically; طَاعَةً

being a quasi-inf. n. for إِطَاعَةً;] the verb [of each] being understood: and سَمْعٌ وَطَاعَةٌ, meaning أَمْرِى ذٰلِكَ [i. e. أَمْرِى سَمْعٌ وَطَاعَةٌ My affair is hearing and obeying]. (K.) You say also, [in like manner,] اَللّٰهُمَّ سَمْعًا لَا بَلْغًا, (K,) and سَمْعٌ لَا بَلْغٌ: (TA:) see سِمْعٌ. And سَمْعُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولَ ذٰلِكَ, (K,) [said to be] the only instance of the kind among inf. ns. of trans. verbs except رَأْىُ عَيْنِى, (TA in art. رأى,) [in a copy of the M, in art. رأى, written سَمْعَ اذنى and رَأْىَ عينى,] and اذنى ↓ سِمْعُ, and اذنى ↓ سَمْعَةُ, and اذنى ↓ سِمْعَةُ [My ear heard (lit. my ear's hearing) such a one say that]. (K) b2: [As a simple subst., it signifies] The sense of the ear; (K;) [i. e., of hearing;] the faculty in the ear whereby it perceives sounds. (TA.) Thus in the Kur [1. 36], أَوْ أَلْقَى

السَّمْعُ, (TA,) meaning, Or who hearkeneth. (Bd, Jel.) [And hence,] أُمُّ السَّمْعِ The brain; (Z, O, K;) as also ↓ أُمُّ السَّمِيعِ. (O, K.) One says, ضَرَبَهُ عَلَى أُمِّ السَّمْعِ [He struck him upon the brain]. (TA.) b3: [It is also used for the inf. n. of أَسْمَعَ. Hence] one says, قَالُوا ذٰلِكَ سَمْعَ أُذُنِى, and in like manner, اذنى ↓ سِمْعَ, and اذنى ↓ سَمَاعَ, and اذنى ↓ سَمَاعَةَ, i. e. إِسْمَاعَهَا [They said that making my ear to hear]: (K:) and one may say, سَمْعًا [making to hear]: this latter one says when he does not particularize himself. (Sb, K.) and ↓ كَلَّمَهُ سِمْعَهُمْ, with kesr, meaning, [He spoke to him making them to hear, or] so that they heard. (TA.) And a poet says, اللّٰهِ وَالعُلَمَآءِ أَنِّى ↓ سَمَاعَ

أَعُوذُ بِخَيْرِ خَالِكَ يَاابْنَ عَمْرِو [Making God and the learned men to hear that I seek protection by the goodness of thy maternal uncle, O son of 'Amr; or أَعُوذُ بِحَقْوِ خَالِكَ, i. e. I have recourse for protection to thy maternal uncle; thus in the TA in art. حقو;] using the subst. in the place of the inf. n., as though he said إِسْمَاعًا عَنِّى. (TA.) One says also, أَخَذْتُ ذٰلِكَ عَنْهُ سَمْعًا, and in like manner, ↓ سَمَاعًا, [i. e. I received that from him by being made to hear, which virtually means, by hearsay, or hearing it from him,] making the inf. n. [in each case] to be of a different form from that of the verb to which it belongs [in respect of signification; i. e., using an inf. n. of سَمِعَ for that of أَسْمَعَ]. (K, * TA.) [See also سُمْعَةٌ.] b4: It also signifies The ear; (S, * Mgh, Msb, * K;) as also ↓ مِسْمَعٌ, (S, Msb, K, TA,) because it is the instrument of hearing, (TA,) and ↓ مَسْمَعٌ, [because it is the place thereof,] (Aboo-Jebeleh, TA,) and ↓ سَامِعَةٌ; (S, K;) or ↓ مِسْمَعٌ signifies the ear-hole; (TA;) and so ↓ مَسْمَعٌ, and ↓ مُسْتَمَعٌ: (Er-Rághib, TA:) and سَمْعٌ is also used as a pl., (S, K,) being originally an inf. n.; but sometimes (S) it has for its pl. أَسْمَاعٌ (S, Msb, K) and أَسْمُعٌ, (Mgh, O, K,) a pl. of pauc., (TA,) [as is also the former,] and أَسَامِعُ is a pl. pl., (S, Mgh, O, K,) i. e. pl. of أَسْمَاعٌ, (S,) or of أَسْمُعٌ: (Mgh, O:) [for an ex. of the pl. pl., see 2:] the pl. of ↓ مِسْمَعٌ is مَسَامِعُ; (Msb, K;) or this may be an irreg. pl. of سَمْعٌ, like as مَشَابِهُ is of شَبَهٌ. (Sgh, TA.) You say, سَمْعُكَ إِلَىَّ i. e. [Incline thine ear to me; or] hear thou from me. (S, K.) And طَرَقَ الكَلَامُ السَّمْعُ [The speech struck the ear]. (Msb.) سَمْعٌ is used as a pl. in the Kur [ii. 6], where it is said, خَتَمَ اللّٰهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمِعْهِمْ [God hath set a seal upon their hearts and upon their ears]. (S.) One also says, ↓ فُلَانٌ عَظِيمُ المِسْمَعَيْنِ Such a one is great in the ears. (S.) The phrase هُوَ بَيْنَ سَمْعِ الأَرْضِ وَبَصَرِهَا means (assumed tropical:) It is not known whither he has repaired: (Az, K:) or he is between the ears of the people of the land and their eyes, [so that they neither hear him nor see him,] the prefixed noun أَهْل being suppressed: (AO, K, * TA:) or (assumed tropical:) in a void land, wherein is no one; (ISk, K;) i. e., none hears his speech, nor does any see him, except [the wild animals of] the desert land: (K:) or (tropical:) between the length and breadth of the land. (K, TA.) You say also, أَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرْضِ وَبَصَرِهَا (assumed tropical:) He exposed himself to perdition, or imperilled himself, and cast himself no one knew where: (IAar, Th:) or (assumed tropical:) he cast himself where no voice of man was heard, nor eye of man seen. (K, * TA.) b5: Also What rests in the ear, of a thing which one hears. (L, K.) b6: See also سِمْعٌ, in three places, beside the two places before referred to.

سِمْعٌ i. q. سَمْعٌ, either as an inf. n. or as a a simple subst. (Lh, K.) You say, اَللّٰهُمَّ سِمْعًا لَا بِلْغًا, (S, K,) and لَا بَلْغًا ↓ سَمْعًا, (K,) and سِمْعٌ لَا بِلْغٌ, and لَا بَلْغٌ ↓ سَمْعٌ, (TA,) a form of prayer, (K,) meaning O God, may it be heard of but not fulfilled: (S, K:) or may it be heard but not come to: or may it be heard but not need to be come to: or it is said by him who hears tidings not pleasing to him: (K:) Ks says that it means I hear of calamities but may they not come to me. (TA.) You say also, سِمْعُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولُ ذٰلِكَ: see سَمْعٌ. b2: Also i. q. إِسْمَاعٌ: so in the phrase قَالُوا ذٰلِكَ سِمْعَ أُذُنِى: (K:) and in the phrase كَلَّمَهُ سِمْعَهُمْ: (TA:) both explained above: see سَمْعٌ. b3: Also Mention, fame, report, that is heard; as also ↓ سَمْعٌ, and ↓ سَمَاعٌ: (K:) fame, or good report; (S, Msb, K, TA;) and so ↓ سَمْعٌ and ↓ سَمَاعٌ. (TA.) You say, ذَهَبَ سِمْعُهُ فِى النَّاسِ His fame, or good report, went among mankind. (S.) And the Arabs say, اللّٰهِ ↓ لَا وَسَمْعِ [or وَسِمْعِ اللّٰه,] meaning لَا وَ ذِكْرِ اللّٰهِ [No, by the glory of God]. (TA.) b4: [It is also used as an epithet: thus,] رَجُلٌ سِمْعٌ means يُسَمِّعُ [A man who makes others to hear of him]: or one says, هٰذَا امْرُؤٌ ذُو سِمْعٍ, and ↓ ذُوسَمَاعٍ, [This is a man of fame, or notoriety], (K,) whether good or bad. (Lh, TA.) A2: Also A certain mongrel beast of prey, (S,) the offspring of the wolf, begotten from the hyena: (S, Mgh, Msb, K:) fem. with ة: they assert that it does not die a natural death, like the serpent, (K, TA,) but by some accident that befalls it, not knowing diseases and maladies; and that it is unequalled by any other animal in running, (TA,) its running being quicker than [the flight of] the bird; and its leap exceeding thirty cubits, (K, TA,) or twenty. (TA.) It is said in a prov., مِنَ السِّمْعِ الأَزَلِّ ↓ أَسْمَعُ [More quick of hearing than the سمع that is lean in the buttocks and thighs; or than the light, or active, سمع]: and sometimes they said أَسْمَعُ مِنْ سِمْعٍ

[more quick of hearing than a سمع]. (S.) سَمْعَةٌ A single hearing, or hearkening, or listening. (K.) b2: سَمْعَةُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولُ ذٰلِكَ: see سَمْعٌ. b3: See also سُمْعَةٌ.

A2: أُذُنٌ سَمْعَةٌ: see سَامِعٌ.

سُمْعَةٌ is syn. with تَسْمِيعٌ, like as سُخْرَةٌ is with تَسْخِيرٌ. (TA.) You say, فَعَلَهُ رِئَآءً وَسُمْعَةً He did it [to make men to see it and hear of it, or] in order that men might see it and hear of it. (S.) And مَافَعَلَهُ رِئَآءً وَلَاسُمْعَةً, and ↓ سَمْعَةً, and ↓ سَمَعَةً, He did it not making it notorious so as to make [men] to see and to hear [it]. (K.) And فَعَلْتُهُ

↓ تَسْمِعَتَكَ, and تَسْمِعَةً لَكَ, I did it in order that thou mightest hear it. (Az, K.) [See also سَمْعٌ, where similar phrases are mentioned and explained.] b2: السُّمْعَةُ, also, signifies What is heard, of fame, or report, &c.: (Har p. 34:) and [particularly] good report. (Id. p. 196.) سِمْعَةٌ A mode, or manner, of hearing, hearkening, or listening. (K.) You say, سَمِعْتُهُ سِمْعَةً

حَسَنَةً [I heard it with a good manner of hearing]. (TA.) b2: سِمْعَةُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولُ ذٰلِكَ: see سَمْعٌ.

سَمَعَةٌ: see سُمْعَةٌ.

A2: أُذُنٌ سَمَعَةٌ: see سَامِعٌ.

أُذُنٌ سَمِعَةٌ: see سَامِعٌ.

سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ, and سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ, (S, K,) the former accord. to Az, the latter accord. to ElAh, (S,) and سِمْعِنَّةٌ نِظْرِنَّةٌ, (K,) or the second and third are without teshdeed, and mentioned by Yaakoob also, (TA in art. نظر, [but this, I think, is a mistake,]) applied to a woman, Who listens, or hearkens, and endeavours to see, and, not seeing nor hearing anything, thinks it, or opines it: (S, * K, * [the latter in art. نظر,] and TA:) and one also applies to her the epithet سِمْعَنَةٌ, meaning who listens, or hearkens, and does so much, or habitually. (K.) سَمَعْمَعٌ (of the measure فَعَلْعَلٌ, S) Small in the head, (S, K,) and in the body; for او اللِّحْيَةِ in the K is a mistranscription for وَالجُثَّةِ: (TA:) cunning, or very cunning: (K, TA:) light of flesh, quick in work, wicked, and clever: (TA:) or [simply] light and quick: and applied as an epithet to a wolf. (K.) b2: Also A woman that grins and frowns in thy face when thou enterest, and wails after thee when thou goest forth. (K, * TA.) b3: And A tall and slender man: (K, TA:) fem. in this sense with ة. (TA.) b4: And A wicked, deceitful, or crafty, devil. (TA.) سَمَاعٍ [an imperative verbal n.] Hear thou: (S, K:) like دَرَاكِ and مَنَاعِ, meaning أَدْرِكْ and اِمْنَعْ. (S.) سَمَاعٌ: see its syn. سَمْعٌ; first sentence. b2: Also syn. with إِسْمَاعٌ, as in three exs. expl. above; see سَمْعٌ, in the middle portion of the paragraph. b3: Also [an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., meaning What has been heard, or heard of:] a thing that one has heard of, and that has become current, and talked of. (TA.) [Hence, used in lexicology and grammar as meaning What has been received by hearsay; i. e. what is established by received usage: as in the phrase, مَقْصُورٌ عَلَى السَّمَاعِ restricted to what has been received by hearsay; &c.: and in the phrase شَاذٌّ فِى السَّمَاعِ deviating from the constant course of speech with respect to what has been receeived by hearsay; &c.; which virtually means deviating from what is established by received usage: “ what has been received by hearsay ” always meaning “ what has been heard, either immediately or mediately, from one or more of the Arabs of the classical times. ”] b4: [Also What is heard, or being heard, of discourse, or narration, and of matters of science. See an ex. voce مُرِذٌّ, in art. رذ.] b5: And [hence,] Singing, or song; and any [musical performance whether vocal or instrumental or both combined, or any other] pleasant sound in which the ears take delight: as in the saying, بَاتَ فِى لَهْوٍ وَسَمَاعٍ [He passed the night in the enjoyment of diversion and singing, &c.]. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce مُشَارٌ, in art. شور.] b6: See also سِمْعٌ, in three places.

سَمُوعٌ: see سَامِعٌ, in two places.

سَمِيعٌ: see سَامِعٌ, in six places. b2: It is also syn. with مُسْمِعٌ [Making to hear; &c.]. (S, K.) Az remarks its being wonderful that persons should explain it as having this meaning in order to avoid the assigning to God the attribute of hearing, since that attribute is assigned to Him in more than one place in the Kur-án, though his hearing is not like the hearing of his creatures: he, however, adds, I do not deny that, in the language of the Arabs, سميع may be syn. with سَامِعٌ or مُسْمِعٌ; but it is mostly syn. with سَامِعٌ, like as عَلِيمٌ is with عَالِمٌ, and قَدِيرٌ with قَادِرٌ. (TA.) b3: Also [Made to hear; or] told; applied to a man. (Msb.) b4: أُمُّ السَّمِيعِ: see سَمْعٌ.

A2: السَّمِيعَانِ Two long pieces of wood [fixed] in the yoke with which the bull is yoked for ploughing the land. (Lth, TA.) سَمَاعَةٌ an inf. n. of سَمعَ. (K.) b2: And i. q. إِسْمَاعٌ, whence a phrase expl. above: see سَمْعٌ.

سَمَاعِىٌّ, in lexicology and grammar, applied to a word &c., means Relating, or belonging, to what has been received by hearsay; i. e., to what is established by received usage. See سَمَاعٌ.]

سُمَّعٌ Light, active, or agile: and applied as an epithet to a غُول. (K.) سَمَّاعٌ One who hearkens, or listens, much to what is said, and utters it. (TA.) [Its primary signification is simply One who hears, hearkens, or listens, much, or habitually: and it signifies also quick of hearing.] See also سَامِعٌ. b2: A spy, who searches for information, and brings it. (TA.) b3: (assumed tropical:) Obedient. (TA.) سَامِعٌ and ↓ سَمِيعٌ are syn.; [signifying Hearing; and hearkening, or listening;] (Az, S, Msb, K;) like عَالِمٌ and عَلِيمٌ, and قَادِرٌ and قَدِيرٌ. (Az, TA.) [↓ السَّمِيعُ, applied to God, signifies He whose hearing comprehends everything; who hears everything. (TA.) And [hence, also,] ↓ this same epithet is applied to The lion that hears the faint sound (K, TA) of man and of the prey (TA) from afar. (K, TA.) You say also, أُذُنٌ سَامِعَةٌ, and ↓ سَمِيعَةٌ, and ↓ سَمِيعٌ, and ↓ سَمْعَةٌ, and ↓ سَمَعَةٌ, and ↓ سَمِعَةٌ, and ↓ سَمَّاعَةٌ, and ↓ سَمُوعٌ: [the first signifying A hearing, or a hearkening or listening, ear: and the last two, and app. all but the first, an ear that hears, or hearkens or listens, much; or that is quick of hearing:] the pl. of ↓ the last is سُمُعٌ. (K.) سَامِعَةٌ fem. of سَامِعٌ [q. v.]. b2: [It is also used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]: see سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph.

أَسْمَعُ [More, and most, quick of hearing]: see سِمْعٌ; last sentence.

تَسْمِعَةٌ [an inf. n. of 2]: see سُمْعَةٌ.

مَسْمَعٌ A place whence [and where] one hears, or hearkens, or listens. (IDrd, K.) You say, هُوَ مِنِّى بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ He is where I see him and hear his speech; (IDrd, K;) and in like manner, هُوَ مِنِّ مَرْأًى وَمَسْمَعٌ; (TA;) and مَرْأًى وَمَسْمَعًا, (M and K in art. رأى, q. v.,) and sometimes they said مَرًى. (TA.) And فُلَانٌ فِى مَنْظَرٍ وَمَسْمَعٍ

Such a one is in a state in which he likes to be looked at and listened to. (T, A, TA, in art. نظر.) b2: See also سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph, in two places. b3: It is also an inf. n. of سَمِعَ. (TA.) مُسْمَعٌ [pass. part. n. of 4, q. v.]. وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ, in the Kur [iv. 48], means [And hear thou without being made to hear; i. e.] mayest thou not be made to hear: (Ibn-'Arafeh, K:) or mayest thou not hear, (Akh, S, Bd, Jel,) by reason of deafness, or of death; (Bd;) said by way of imprecation: (Az, Er-Rághib:) or hear thou without being made to hear speech which thou wouldest approve: or not being made to hear what is disliked; accord. to which explanation, it is said hypocritically: or hear thou speech which thou wilt not be made [really] to hear; because thine ear will be averse from it; accord. to which explanation, what follows the verb is an objective complement: or hear thou without having thine invitation assented to: (Bd:) or without having what thou sayest accepted. (Mujáhid, K.) مُسْمِعٌ [act. part. n. of 4, q. v.] b2: [Hence,] مُسْمِعَةٌ A female singer. (S, K.) [See an ex. of the pl. in a verse cited voce شَارِبٌ.] b3: and hence, (TA in art. زمر,) the former is applied to (tropical:) A shackle. (K, and TA in art. زمر.) مِسْمَعٌ An instrument of hearing. (TA.) b2: See سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph, in four places.

A2: (assumed tropical:) A loop which is in the middle of the [large bucket called] غَرْب, and into which is put a rope in order that the bucket may be even; (S, K;) so called as being likened to an ear: (ElMufradát, TA:) or the part of the [leathern water-bag called] مَزَادَة which is the place of the loop: or what goes beyond, or through, the hole of the loop. (TA.) b2: Also, (K,) or مِسْمَعَانِ, (El-Ahmar, TA,) (tropical:) The two pieces of wood that are put into the two loops of the [basket called] زِنْبِيل when earth is taken forth with it from a well. (El-Ahmar, K, TA.) b3: And the latter, (i. e. the dual,) A pair of socks, or stockings, worn by the sportsman when he is pursuing the gazelles during midday, or during midday in summer when the heat is vehement. (TA.) مُسَمَّعٌ (tropical:) Shackled: the explanation in the K, shackled and collared, applies to مُسَمَّعٌ مُسَوْجَرٌ together; not to the former of these two words alone. (TA.) [See مُسْمِعٌ.]

مَسْمُوعَاتٌ [Things heard]. See 4 in art. جوز.

مَسَامِعُ is pl. of مِسْمَعٌ (Msb, K) [and of مَسْمَعٌ]. b2: As a pl. without a sing., it is applied to All the holes of a human being; such as are [the holes of] the eyes, and such as the nostrils, and the anus. (TA.) مُسْتَمَعٌ: see سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph.

سيب

سيب: {سائبة}: هو البعير يسيب عن نذر الشخص إن سلم من مرض أو بلغ كذا، فلا يحبس عن رعي ولا ماء ولا يركب. 
س ي ب

ساب الماء يسيب سيباً، وهذا سيب الماء: لمجراه.

ومن المجاز: الحية تسيب وتنساب. وسابت الدابة وسيبتها أنا، ودوابهم سوائب وسيب: مهملة. وعبده سائبة من السوائب. وساب في منطقه: أفاض فيه من غير روية. وفاض سيبه على الناس: عطاؤه. ووجد فلان سيباً: ركازاً " وفي السيوب الخمس ". وسيب الفرس جردانه إذا أدلى.

سيب


سَاب (ي)(n. ac. سَيْب)
a. Flowed; ran; glided along; ran away.
b. Roved, rambled; was left to rove; was
abandoned.

سَيَّبَa. Left to rove; abandoned.

إِنْسَيَبَa. see I (a)
سَيْب
(pl.
سُيُوْب)
a. Gift, present; favour, bounty.
b. Wealth, treasure.
c. Tail ( of a horse ).
سِيْب
(pl.
سُيُوْب)
a. Water-course; channel.
b. P.
Apple.
سَاْيِب
At large.
b. Running (water).
سَاْيِبَة
(pl.
سُيَّب)
a. Emancipated (slave).
سَيَاْبَةa. Unripe date.
سيب
السَّائِبَةُ: التي تَسَيَّبَ في المرعى، فلا تردّ عن حوض، ولا علف، وذلك إذا ولدت خمسة أبطن، وانْسَابَتِ الحيّةُ انْسِيَاباً، والسَّائِبَةُ: العبد يعتق، ويكون ولاؤه لمعتقه، ويضع ماله حيث شاء، وهو الذي ورد النهي عنه، والسَّيْبُ:
العطاء، والسِّيبُ: مجرى الماء، وأصله من:
سَيَّبْتُهُ فَسَابَ.
س ي ب: (السَّائِبَةُ) النَّاقَةُ الَّتِي كَانَتْ تَسَيَّبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِنُذْرٍ أَوْ نَحْوِهِ. وَقِيلَ: هِيَ أُمُّ الْبَحِيرَةِ: كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ كُلُّهُنَّ إِنَاثٌ (سُيِّبَتْ) فَلَمْ تُرْكَبْ وَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَهَا إِلَّا وَلَدُهَا أَوِ الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ فَإِذَا مَاتَتْ أَكَلَهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ جَمِيعًا وَبُحِرَتْ أُذُنُ بِنْتِهَا الْأَخِيرَةِ فَتُسَمَّى الْبَحِيرَةَ. وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ أُمِّهَا فِي أَنَّهَا (سَائِبَةٌ) وَجَمْعُهَا (سُيَّبٌ) مِثْلُ نَائِحَةٍ وَنُوَّحٍ وَنَائِمَةٍ وَنُوَّمٍ. وَ (السَّائِبَةُ) أَيْضًا الْعَبْدُ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَالَ لِعَبْدِهِ أَنْتَ سَائِبَةٌ عَتَقَ وَلَا يَكُونُ وَلَاؤُهُ لَهُ بَلْ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ. وَ (السَّيَابُ) الْبَلَحُ وَالسَّيَابَةُ الْبَلَحَةُ. 
[سيب] السَيْبُ: العطاء. والسُيوبُ: الرِكازُ. والسَيْبُ: مصدر سابَ الماء يَسيبُ، أي جرى. والسيب، بالكسر: مجرى الماء. وانساب فلانٌ نحوَكم، أي رجع. وانسابت الحَيَّةُ: جَرَتْ. وسَيَّبْت الدابَة: تركتها تسيب حيث شاءت.والسائبة: الناقة التي كانت تُسَيَّبُ في الجاهلية لِنَذْرٍ ونحوِه. وقد قيل: هي أمُّ البَحيرَةِ، كانت الناقةُ إذا وَلَدَتْ عشرةَ أبْطنٍ كلُّهن إناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يشرب لبنَها إلا وَلَدُها أو الضيف حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء جميعا وبحرت أذن بنتها الاخيرة فتسمى البحيرة، بمنزلة أمها في أنها سائبة. والجمع سيب، مثل نائحة ونوح، ونائمة ونوم. والسائبةُ: العبدُ، كان الرجل إذا قال لغلامه أنت سائبةٌ فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُهُ لِمُعْتِقِه، ويضع مالَهُ حيث شاء، وهو الذي وَرَدَ النَهْيُ عنه. والسَيابُ، مثال السَحابِ: البلح. والسَيابَةُ: البلحة، وبها سُمِّيَ الرجلُ، فإذا شَدَّدتَهُ ضممته، قلت: سياب وسيابة. والسوبان: اسم واد.
سيب خلط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَرُبمَا احْتَاجَ صَاحبهَا إِلَى لَحمهَا فيذبحها فَيُقَال عِنْد ذَلِك: قد اتام الرجل واتامت الْمَرْأَة. قَالَ الحطيئة يمدح آل لأي: [الوافر]

فَمَا تَتَام جارَةُ آل لأيْ ... وَلَكِن يَضْمَنون لَهَا قراها يَقُول: لَا تحْتَاج أَن تذبح تيمتها. [و -] قَالَ: والسيوب الرِّكَاز قَالَ: وَلَا أرَاهُ أَخذ إِلَّا من السيب وَهِي الْعَطِيَّة يَقُول: هُوَ من سيب اللَّه وعطائه. وَأما قَوْله: لَا خِلاط وَلَا وراط فَإِنَّهُ يُقَال: إِن الخلاط إِذا كَانَ بَين الخليطين عشرُون وَمِائَة شَاة لأَحَدهمَا ثَمَانُون وَللْآخر أَرْبَعُونَ فَإِذا جَاءَ الْمُصدق فَأخذ مِنْهَا شَاتين رد صَاحب الثَّمَانِينَ على صَاحب الْأَرْبَعين ثلث شَاة. فَيكون عَلَيْهِ شَاة وَثلث وعَلى الآخر ثلثا شَاة وَإِن أَخذ الْمُصدق من الْعشْرين وَالْمِائَة شَاة وَاحِدَة رد صَاحب الثَّمَانِينَ على صَاحب الْأَرْبَعين ثلث شَاة فَيكون عَلَيْهِ ثلثا شَاة وَعلي الآخر ثلث شَاة فَهَذَا قَوْله: لَا خلاط.
سيب السيْبُ: المَعْرُوْفُ والعَطَاءُ. والسائبُ: من الأسْمَاءِ، مَأْخُوْذ من سابَ يَسِيْبُ سَيْباً: إذا جادَ. والحَيةُ تَسِيْبُ وتَنْسَابُ: إذا مَرتْ مُسْتَمِرةً. وسَيبْتُ الدابَّةَ: إذا تَرَكْتها تَسِيْبُ حَيْثُ شاءَتْ. والسائبَةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ لِلّهِ. وكذلك البَعِيرُ إذا نُتِجَ سَنَتَيْنِ وأدْرَكَ نِتَاجُه النتَاجَ سُيبَ يرْعى حَيْثُ شاءَ.
والسيَابُ: البَلَحُ، وُيقال له: سيابَة وسَيابَة - بالتَشْدِيد -.
والسُّيابَةُ: التُفّاحَةُ.
والسُّيُوْبُ: الركَازُ. وفي الحَدِيث: " في السُّيُوْبِ الخُمسُ ". وهو من الزَرْعِ: ما سُيِّبَ فيه؛ لأنها من غَيْرِ سَقْيِ دَلْوٍ ولا سَمَاءٍ.
والسيْبُ: الوَدْعَةُ. ومَخْرَجُ الماءِ من الوادي، وجَمْعُه سُيُوْب. وما انسَابَ من المَطَرِ. والمُرْدِيُ من أدَوَاتِ السفِيْنَةِ، وجَمْعُه سِيْبَان.
وسابَ الرجُلُ في مَنْطِقِه: إذا تَكَلمَ بغَيْرِ رَوِّيةٍ؛ سُيُوْباً. والمَسَائب: النُدُوْبُ في اليَدِ والرجْلِ، يُقال: ما سابَتْ عليه دابة.
وسَيبَ الفَرَسُ ذَكَرَه وأسَابَه إسَابَةً: أي أخْرَجَه من قُنْبِه.
س ي ب : سَابَ الْفَرَسُ وَنَحْوُهُ يَسِيبُ سَيَبَانًا ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ وَسَابَ الْمَاءُ جَرَى فَهُوَ سَائِبٌ وَبِاسْمِ الْفَاعِل سُمِّيَ.

وَالسَّائِبَةُ أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَقِيلَ السَّائِبَةُ كُلُّ نَاقَةٍ تُسَيَّبُ لِنَذْرٍ فَتَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَالسَّائِبَةُ الْعَبْدُ يُعْتَقُ وَلَا يَكُونُ لِمُعْتِقِهِ عَلَيْهِ وَلَاءٌ فَيَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ.

وَسَيَّبْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ مُسَيَّبٌ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ وَمِنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهَذَا هُوَ الْأَشْهَرُ فِيهِ وَقِيلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ اسْمُ فَاعِلٍ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ
أَهْلُ الْعِرَاقِ يَفْتَحُونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَكْسِرُونَ وَيَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَيَّبَ اللَّهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي

وَانْسَابَتْ الْحَيَّةُ انْسِيَابًا وَانْسَابَ الْمَاءُ جَرَى بِنَفْسِهِ.

وَالسَّيْبُ الرِّكَازُ وَجَمْعُهُ سُيُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالسَّيْبُ الْعَطَاءُ. 
(س ي ب) : (سَابَ) جَرَى وَذَهَبَ كُلَّ مَذْهَبٍ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ رَاوِي حَدِيثِ التَّلْبِيَةِ وَقِيلَ خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ وَهُوَ أَصَحُّ وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ شَرِيكُ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَبْلَ الْبِعْثَةِ وَابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَقَيْسٌ شَرِيكَاهُ أَيْضًا وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ سَائِبُ بْنُ شَرِيكٍ أَوْ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ (وَالسَّائِبَةُ) أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَقِيلَ كُلُّ نَاقَةٍ كَانَتْ تُسَيَّبُ لِنَذْرٍ أَيْ تُهْمَلُ تَرْعَى أَنَّى شَاءَتْ (وَمِنْهُ) صَبِيٌّ مُسَيَّبٌ أَيْ مُهْمَلٌ لَيْسَ مَعَهُ رَقِيبٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَفِي الشُّعَرَاءِ مُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ وَقِيلَ هَذَا بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ بِالْفَتْحِ وَعَبْدٌ (سَائِبَةٌ) أَيْ مُعْتَقٌ لَا وَلَاءَ بَيْنَهُمَا (وَعَنْ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - السَّائِبَةُ وَالصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا أَيْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا يُرْجَعُ إلَى الِانْتِفَاعِ بِهِمَا فِي الدُّنْيَا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - السَّائِبَةُ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ يَشَاءُ هُوَ الَّذِي لَا وَارِثَ لَهُ (وَالسَّيْبُ) الْعَطَاءُ وَأُرِيدَ بِهِ الرِّكَازُ فِي قَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «وَفِي السُّيُوبِ الْخُمُسُ» لِأَنَّهُ مِنْ عَطَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (وَسَيَابَةُ) صَحَابِيٌّ يَرْوِي قَوْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ» .
[سيب] نه: فكان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو برء من مرض أو لغيره قال: ناقتي "سائبة" فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب ولا تركب، وكان إذا أعتق عبدا يقول: "سائبة" فلا عقل بينهما ولا ميراث، وأصله من تسييب الدواب: إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت. ج: ومنه ح: "السائبة" حر. نه: ومنه ح: عمرو بن لحى أول من "سيب السوائب" فالسائبة بنت البحيرة - ومر في الباء. ك: سيب أي سمى نوقا تسمى السوائب. نه: ومنه ح: الصدقة "والسائبة" ليومهما، أي يراد بها ثواب القيامة، أي من أعتق سائبة وتصدق بصدقته فلا يرجع إلى الانتفاع بشيء منها بعد ذلك في الدنيا وإن ورثهما عنه أحد فليصرفهما في مثلهما، وهذا على وجه الفضل وطلب الأجر لا على أنه حرام، كانوا يكرهون الرجوع في شيء جعلوه لله. وح السائبة: يضع ماله حيث يشاء أي العبد المعتق "سائبة" ولا يكون ولاؤ لمعتقه ولا وارث له فيضع ماله حيث شاء وهو الذي ورد النهي عنه. وح: عرضت على النار فرأيت صاحب "السائبتين" يدفع بعصا، بدنتان أهداهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت فأخذهما رجل من المشركين، وسماهما سائبتين لأنه سيبهما الله تعالى. وفيه: إن رجلا شرب من سقاه "فانسابت" في بطنه حية فنهى عن الشرب من فم السقاء، أي دخلت وجرت مع جريان الماء من ساب الماء وانساب إذا جرى. وفيه ح: إن الحيلة بالمنطق أبلغ من "السيوب" في الكلم، السيوب ما سبب وخلى فساب أي ذهب، وساب في الكلام خاض فيه بهذر، أي التلطف والتقلل منه أبلغ من الإكثار. وح: وفي "السيوب" الخمس، السيوب الركاز، قيل: لعله من السيب العطاء، وقيل: هي عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن أي تتكون فيه وتظهر؛ الزمخشري: هي جمع سيب، يريد به المال المدفون في الجاهلية أو المعدن لأنه من فضل الله وعطائه. شا: سيوب مهملة ونحتية مضمومتين وموحدة بعد واو جمع سيب العطاء. نه: وفي ح الاستسقاء: واجعله "سيبا" نافعا، أي عطاء أو مطرا سائبا أو جاريا. وفيه: لو سألتنا "سيابة" ما أعطيناكها، السيابة بفتح سين وخفة البلحة وجمعها سياب وبها سمي الرجل سيابة.
(سيب) - في حديث عبد الله، رضي الله عنه: "السَّائِبةُ يَضَع مالَه حيثُ شَاء"
قال الحَرْبى: هو الرَّجل يُعتَق سائِبةً، فلا يكون وَلَاؤُه لأحدٍ.
وقال أبو عبيدة: السَّائِبةُ من العَبِيد: أن يَعتِقَه سائِبةً فلا يَرِثُه.
: أَىْ سَيْبَه، ولا عَقْلَ له. قال الأزهرى: السَّائبة: ما أهملته وتركته.
قال ابنُ فارس: هو العَبْد يُعتَق ولا يكون وَلاؤُه لمُعتقِه وَيضَع مالَه حَيثُ شاء، وهو الذي وَرَد النَّهىُ عنه.
- في الحديث: "عُرِضَت علىَّ النارُ، فرأيت صاحبَ السَّائِبتَين يُدفَعُ بِعَصاً".
السَّائبتان: بَدنَتان أَهْداهما النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، فأَخذَهما رجل من المشرِكين فذهب بهما، سَمَّاهما سائِبَتَين كأنه سَيَّبَهما لِلَّه عزَّ وجلَّ.
- في حديث عمر: "الصَّدقَة والسَّائِبَةُ لِيَوْمِهما".
: أي يُراد بهما ثَوابُ يومِ القِيامة، فإن وَرِثَهما فليَصْرِفْهما في مِثْلِهِما، وذلك على سَبِيل الكراهة.
- في الحديث: "أن رجلا شَرِب من سِقاءٍ فانسابَت في بَطنِه حَيَّةٌ، فنُهِى عن الشُّرب منِ فَمِ السِّقاء".
: أي دخلت وجَرَت مستِمرَّةً مع جَرَيان الماء.
- وفي حديث الاسْتِسْقاء: "واجْعَله سيبا نَافِعاً".
السَّيْب: العَطَاء ويُشبِه أن يُرِيد مَطراً سائِباً: أي جاريا.
وفي رواية بالصَّاد: "صَيِّبا" وهو المطر من قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ}
- وفي حديثَ عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: "إنّ الِحيلةَ بالمَنطِق أَبلغُ من السُّيُوب في الكَلِم" السُّيُوب: ما سُيِّب وخُلِّى، فَسَابَ: أي ذهب. ومنه يُسَمَّى الرجلُ ساَيِبا،
وساب في الكلام: خَاضَ فيه بِهَذَر، أي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أبلغ من الِإكْثَار.
س ي ب

السَّيْبُ العَطَاءُ والعُرْفُ والسُّيُوبُ الرِّكازُ لأنها من سَيْبِ الله وعَطَائِه وقال ثَعْلَب هي المَعَادِنُ وسَيْبُ الفَرَسِ شَعَرُ ذَنَبِه والسَّيْبُ مُرْدِيُّ السَّفِينة وسَابَ الماءُ سَيْباً جَرَى والسِّيبُ مَجْرَى الماء وجَمْعُهُ سُيُوبٌ وسابَ يَسِيبُ مَشَى مُسْرِعاً سابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ مَضَتْ مُسْتَمِرَّة أِنْشَدَ ثَعْلَب

(أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فلا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِيبُ)

وكذلك انْسَابَت وسَيَّبَ الشيءَ تَرَكَه وكلُّ دابَّة تَرَكْتَها وسَوْمَها فهي سَائِبَةٌ والسائِبَةُ العَبْدُ يُعْتَقُ على أن لا ولاةً والسابِيَةُ البَعِيرُ يدرَك نتاجُه فَيُسَيَّبُ ولا يُرْكَبُ ولا يُحْمَل عليه والسائِبَةُ التي في القرآن كان الرجلُ في الجاهلية إذا قَدِم من سَفَرٍ بَعِيدٍ أو نَجَّتْه دابَّتُه من مَشَقَّةٍ أو حَرْب قال هي سائِبَةٌ وقيل بأن كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارَةً أو عَظْماً فتُعْرَف بذلك وكانت لا تُحَلأ عَنْ ماءٍ ولا كَلأٍ ولا تُرْكَبُ وأُغِيرَ على رجلٍ من العَرَبِ فلم يَجِدْ دابَّةً يَرْكَبُها فَركِبَ سَائِبَةً فَقِيلَ أَتَرْكَبُ حراماً فقال يركب الحرام من لا حَلاَل له فَذَهَبَتْ مَثَلاً وكان الرَّجُلُ إذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال هو سائِبة ولا مِيراث والسَّيابُ البَلَح قال أبو حَنِيفة هو البُسْر الأَخْضَرُ واحدته سَيَابَةٌ وبها سُمِّي الرَّجُلُ قال أُحَيْحة

(أَقْسَمْتُ لا أُعْطِيكَ في ... كَعْبٍ ومَقْتَلِه سَيابَهْ)

وهو السُّيَّاب قال أبو زبيد

(أيامَ تَجْلُو لَنَا عن بارِدٍ رَتِلٍ ... تَخَالُ نُكْهتَها باللَّيْلِ سُيَّابَا)

أراد نَكْهَةَ سُيَّاب والسِّيبُ التُّفَّاحُ فارِسِيٌّ قال أبو العَلاَء وبه سُمِّيَ سيبويه سيب تُفَّاحٌ ووَيْهِ رائحتُه فكأنه رائحةُ تُفاحٍ وسائِبٌ اسْمٌ من سابَ يَسِيبُ إذا مَشَى مُسْرعاً أو من سابَ الماءُ إذا جَرَى والمُسَيَّبُ من شُعَرَائِهم
سيب: ساب الماء: جرى، وفي معجم بوشر: طغى وفاض.
ويقال مجازاً (ألف ليلة 1: 680): إن أموال الناس غير سائبة لك لأن دونها ضرب الصفاح، وطعن الرماح الخ.
ساب مزره: أسهل البطن (بوشر).
ساب: اضمحل، تشتت (دي سلان المقدمة 3: 387).
سَيَّب: ترك، خلّى، سرَّح، أهمل، أطلق (بوشر، عباد 2: 13 رقم3) وفي معجم فوك: تركه يذهب، وأطلق، خلى سبيله (همبرت ص147) وترك (ألف ليلة: 1: 206) وأعتق (الف ليلة برسل 2: 158).
سَيَّبه إلى سوء: تركه إلى مصيره السيئ (بوشر).
سَيَّب: ترك ما عضّ عليه، عدل عما شرع فيه. (بوشر) وفي ألف ليلة (برسل 4: 169) في الكلام عن شخص عض أذن شخص آخر: فسيّب أذنه، أي ترك أذنه.
سَيَّب: أهمل عمل الشيء وتوانى في إنجازه (بوشر).
سَيَّب: نزع سداد البرميل وترك يسيح ما فيه (بوشر).
سَيَّب: سرُّح الخادم وطرده (ألكالا، بوشر). وأذن للجيش بالانصراف والتفرق (ألكالا).
سَيَّب: رمى، طرح، ألقى (ألكالا) ورمى ورشق النبل (ألكالا)، سيبت العاصفة: هدمت الجدار وألقت به أرضاً.
وسَيَّب الملاحون السفينة: تركوها تسير إلى أعلى البحر. ففي ألف ليلة (برسل 4: 79): وسُيِب المركب إلى وسط البحر.
سَيَّب: رماه خارجاً (ألكالا).
سَيَّب لِوَرَا: دفعه إلى الخلف أو دفعه مرة ثانية (ألكالا).
سيَّب طفلاً: تركه وأهمله (ألكالا).
سَيّبَ: مَنَع المسكن (ألكالا).
سيَّب السائب في السائب: ترك كل شيء يأساً أو كراهية (بوشر).
انساب: زحف، دبَّ (دي ساسي عبد اللطيف ص550).
انساب على روحه: بال في لباسه (ألف ليلة 4: 167) وهو مثل قولهم: يبول على نفسه ويلوث ثيابه (ألف ليلة 4: 166).
سَيْبَة: صرف الخادم أو غيره وطرده (ألكالا).
سَيْبَة: مَنْع المسكن (ألكالا).
سيبة: ضرب من الأثاث (منضدة أو طبلة؟) ذات ثلاث قوائم. هذا إذا فهمت جيداً تفسير صاحب محيط المحيط لها بقوله: مرقاة من الخشب على ثلاث قوائم يجمعها قرص من أعلاها (وقوله مرقاة أي سلم غريب).
ولا أدري إذا كانت هذه الكلمة تدل على هذا المعنى في ألف ليلة (برسل 9: 291، 341، 350) وفي طبعة ماكن: قصبة أي أنبوب.
سيبان: نبات اسمه العلمي: fumaria capriolata بقلة الملك. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 345).
سياب. سياب البول: سلس البول، رغبة مستمرة غير ارادية للتبول (بوشر).
سائب: مهمل، متروك على هواه، سائباً: مهملاً (بوشر).
المرأة السائبة: التي لا تحفظ نفسها وليس من يحافظ عليها، وكذلك غيرها من الأشياء التي لا حفاظ عليها. ومنه قولهم في المثل المال السائب يعلم الناس السرقة (انظر بوشر في مادة سيّب، محيط المحيط) سائبة: شيء عام للجميع (الكالا).
سائب: راخي، متراخي، منحل (بوشر).
بطن سائب: جُحاف، اسهال البطن (بوشر).
تسيب: تراخى، انحلال (بوشر).
سيبا: سمك جاف (بوشر) وانظر: شيبيا.
سيب
سابَ/ سابَ في يَسيب، سِبْ، سَيْبًا وسَيَبانًا، فهو سائب، والمفعول مَسيب (للمتعدِّي)
• ساب العصفورُ: ذهب حيث يَشاء "سابت الدَّابَّةُ".
• ساب الماءُ: جرى، سالَ، ساح.
• ساب صديقَه: أهملَه.
• ساب في كلامه: أفاض فيه من غير رَوِيّة. 

انسابَ/ انسابَ إلى/ انسابَ على/ انسابَ في/ انسابَ من ينساب، انْسَبْ، انسيابًا، فهو مُنسابٌ، والمفعول مُنساب إليه
• انساب الحيوانُ: ساب، ذهب حيث يشاء "انساب البقرُ في المزارع- انساب الماءُ: جرَى وسال".
• انسابَت حيَّةٌ بين الأحجار: انْسَلّت، اختفت.
• انساب طريقٌ بين الكروم: امتدّ.
• انساب إلى الشَّيء أو المكان: تسرّب إليه "انساب الماءُ إلى السَّفينة".
• انساب على الشَّيءِ: مَرّ عليه بسرعة، كأنّه ينزلق "انساب القاربُ على الماء- انسابت أصابعُه على المعزف: مرَّت مرورًا رقيقًا سهلاً".
• انساب في كلامه: أفاض فيه من غير تفكير ولا رويَّة.
• انساب من اليد: سقط، أفلت منها. 

سيَّبَ يسيِّب، تسييبًا، فهو مُسيِّب، والمفعول مُسَيَّب
• سيَّبه: تركه، أطلقه، خلاّه يذهب حيث شاء "فتح الولدُ القفصَ وسيّب الطَّائرَ" ° سيّب العبدَ: أعتقه.
• سيَّب الشّيءَ: جعله على شكل انسيابيّ "سيَّب هيكلَ طائرة أو سيَّارة". 

إسابة [مفرد]: (كم) إذابة، عمليَّة تُحيل الجسم الصّلب إلى سائل أو غاز. 

انسياب [مفرد]:
1 - مصدر انسابَ/ انسابَ إلى/ انسابَ على/ انسابَ في/ انسابَ من.
2 - حركة في سطح المياه أو الرِّمال بسبب هبوب الرِّياح.
3 - جريان "شعرٌ مُنساب كانسياب الماء من شلالٍ مرتفع".
• خطُّ الانسياب: خطّ موازٍ لاتِّجاه تدفُّق سائل في لحظة مُعيَّنة. 

انسيابيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انسياب.
2 - له شكل رشيق يساعد على الحركة "سيارة انسيابيّة: مختصّة بمقاومة الهواء".
• شكل انسيابيّ: شكل جسم مصمَّم بحيث يقدِّم الحدّ الأدنى من المقاومة لتدفُّق السَّائل. 

انسيابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انسياب.
2 - مصدر صناعيّ من انسياب: حالة ما هو انسيابيّ الشَّكل "انسيابيَّة هيكل طائرة". 

تسيُّب [مفرد]: إهمال وانعدام الضَّوابط، ضعف الالتزام بالقوانين، فوضى واضطراب "التَّسيُّب الإداريّ يؤدِّي إلى
 الفوضى". 

سائب [مفرد]: مؤ سائبة، ج مؤ سوائب وسُيَّب: اسم فاعل من سابَ/ سابَ في. 

سائِبة [مفرد]: ج سوائبُ وسُيَّب:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سابَ/ سابَ في.
2 - ناقة كانت تُسيّب، أو تُهمل في الجاهليَّة، لنذرٍ أو غيره " {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} ".
3 - بعير يُدْرك نتاجُ نتاجه فيُسيَّب، أي يترك ولا يُركب ولا يُحمل عليه.
4 - عبدٌ يُعتق على أن لا ولاء لمعتقه عليه.
5 - كُلّ دابَّة تركتها تذهب حيث تشاء.
• السَّائبتان: البدنتان اللتان أهداهما النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى البيت فأخذهما رجل من المشركين فقال النبيّ: عُرضت عليّ النار فرأيت صاحب السِّائبتين يُدفع بعصا. 

سَيْب [مفرد]: ج سُيوب (لغير المصدر):
1 - مصدر سابَ/ سابَ في.
2 - كلُّ ما سُيِّب وخُلِّي فساب.
3 - عطاء، معروف "طمع في سَيْبه".
4 - شعر ذنب الفرس.
5 - مال أو معدن مدفون في الأرض من زمن الجاهليَّة.
6 - خشبة تُدفع بها السّفينة. 

سَيَبان [مفرد]: مصدر سابَ/ سابَ في. 

سُيوبة [مفرد]: (كم) سُيولة، صفة للجسم السَّائب، وقد تُطلق على الرَّقم الدَّالّ على عكس اللزوجة "سيوبة سائل/ زئبق". 

سيب

1 سَابَ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (S, A,) inf. n. سَيْبٌ, (S, M, A, K,) It ran; (S, M, A, * Mgh, Msb, K;) said of water: (S, M, A, Msb:) and ↓ انساب, likewise said of water, it ran of itself. (Msb.) b2: [Hence,] سابت الحَيَّةُ, (M,) aor. as above; (M, A;) and ↓ انسابت; (S, M, A, Msb;) (tropical:) The serpent ran: (S, A, * Msb:) or went along (M, TA) in a uniform, or continuous, course, (M,) or quickly. (TA.) ساب and ↓ انساب both signify (assumed tropical:) He, or it, walked, or went along, quickly: (K, TA:) [or] so the former verb. (M.) It is said in a trad., respecting a man who drank from the mouth of a skin, فِى بَطْنِهِ حَيَّةٌ ↓ اِنْسَابَتْ (tropical:) A serpent entered and ran into his belly with the running of the water: wherefore it was forbidden to drink from the mouth of a skin. (TA.) El-Hareeree, in [his first Makámeh, entitled] the San'áneeyeh, [p. 20,] uses the phrase, فِيهَا عَلَى غَرَارَةٍ ↓ انساب, meaning He entered into it as the serpent enters into its lurking place. (TA.) And you say of a viper, ساب and ↓ انساب, meaning (tropical:) It came forth from its lurkingplace. (TA.) And نَحْوَكُمْ ↓ انساب (assumed tropical:) He returned towards you. (S.) b3: ساب, (Mgh, Msb,) aor. as above, inf. n. سَيَبَانٌ, said of a horse and the like, (assumed tropical:) He went away at random: (Msb:) or (assumed tropical:) he [app. a horse or the like] went any, or every, way: (Mgh:) or سابت الدَّابَّةُ (tropical:) The beast was left alone, or by itself, to pasture, without a pastor. (S, * A, TA.) b4: And ساب فِى مَنْطِقِهِ (tropical:) He took every way [or roved at large] in his speech: (TA:) or he dilated, or was profuse, without consideration, in his speech. (A, TA.) and ساب فِى الكَلَامِ (tropical:) He entered into talk, or discourse, with loquacity, or irrationality. (TA.) It is said in a trad., إِنَّ الحِيلَةَ بِالمَنْطِقِ أَبْلَغُ مِنَ السُّيُوبِ فِى

الكَلِمِ, meaning (tropical:) [Verily art, or skill, in speech is more eloquent, or effective,] than what is loose, or unrestrained, [or rambling,] in words; i. e. elegance of speech, with paucity, [is more eloquent, or effective,] than profusion. (L, TA. [السُّيُوب is here an inf. n.]) 2 سيّب (assumed tropical:) He left, left alone, or neglected, a thing. (M.) b2: (tropical:) He left a beast, (S, A,) or a she-camel, (Mgh,) alone, or by itself, to pasture where it would, without a pastor. (S, A, Mgh.) b3: (assumed tropical:) He emancipated a slave so that he (the emancipator) had no claim to inherit from him, and no control over his property; he made him to be such as is termed سَائِبَة. (Msb.) b4: See also what next follows.4 اساب, said of a horse, [and جُرْدَانَهُ ↓ سيّب has the same or a similar meaning,] i. q. رَفَّضَ, q. v. (TA in art. رفض.) 7 إِنْسَيَبَ see 1, in seven places.

سَيْبٌ [is an inf. n. of 1, used in the sense of سَائِبٌ (q. v.), as will be shown in what follows in this paragraph. b2: And hence,] (tropical:) A gift: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) and a voluntary gift, by way of alms, or as a good work: (TA:) and a benefaction, an act of beneficence or kindness, a favour, or a benefit: (M, K:) pl. سُيُوبٌ. (L, TA.) It is said in a trad. respecting a prayer for rain, وَاجْعَلْهُ سَيْبًا نَافِعًا (tropical:) And make Thou it to be a beneficial gift: or the meaning in this instance may be, a flowing rain. (TA.) And one says, فَاضَ سَيْبُهُ عَلَى النَّاسِ (tropical:) His gifts flowed abundantly upon the people. (A, TA.) [See also an ex. in a verse cited voce جُبَّأٌ.] b3: Also i. q. رِكَازٌ (tropical:) [i. e. Metal, or mineral; or pieces of gold or silver, that are extracted from the earth; or any metals or other minerals; or buried treasure of the people of the Time of Ignorance]: (A, Msb:) or so سُيُوبٌ; (A 'Obeyd, S, M, Mgh, K;) which is the pl.: (A, Msb:) the latter signifies, accord. to Th, metals, or minerals: (M, TA:) accord. to Aboo-Sa'eed, veins of gold and of silver, that come into existence, and appear, in the mines: so called because of their running (لِانْسِيَابِهَا) in the earth: accord to Z, treasure buried in the Time of Ignorance: or metal, or mineral: (TA:) because of the gift of God, (M, Z, Mgh, TA,) to him who finds it. (Z, TA.) The Prophet said, (Mgh, TA,) فِى السُّيُوبِ الخُمْسُ, i. e. In the case of رِكَاز, the fifth part [is for the government-treasury]. (A, Mgh, TA.) A2: Also The hair of the tail of a horse. (M, K.) A3: And A pole with which a ship or boat is propelled. (M, K.) سِيبٌ A place, or channel, in which water runs: (S, M, K:) or so سِيبُ مَآءٍ: (A:) pl. سُيُوبٌ. (M.) A2: And The apple: in this sense a Pers\. word [arabicized]: and hence the name of [the celebrated grammarian] سِيبَوَيْهِ; as though meaning “ the scent of apples; ” (M, K, * TA;) accord. to Abu-l-'Alà, (M, TA,) and Seer: (TA:) by some, [app. such as mispronounce it,] this name is said to be from the Pers\. سِىْ signifying “ thirty ” and بُويَهْ signifying “ odour; ” as though meaning “ thirty odours: ” (MF, TA:) and some say that وَيْهِ is an ejaculation; and that the relaters of traditions dislike pronouncing this name therewith, as also other similar names, and therefore say سِيبُويَهْ, changing the ه into ة, but pausing upon it [so as to pronounce it ه]. (TA.) سَيَابٌ and ↓ سُيَّابٌ (S, M, K) and ↓ سَيَّابٌ (K) [Unripe dates in the state in which they are called] بَلَح: (S, M, K:) or [in the state in which they are called] بُسْر: (K:) or green بُسْر: (AHn, M:) As says that the flowers of the palm-tree when they have become بَلَح are termed سَيَابٌ, without teshdeed: (TA:) [but see بُسْرٌ:] the n. un. is سَيَابَةٌ (S, M) and سُيَّابَةٌ (S) [and سَيَّابَةٌ]: Sh says that they are called سَدَآء in the dial. of ElMedeeneh, and one is called سيابة in the dial. of Wádi-l-Kurà: and he adds, I have heard the Bahránees say ↓ سُيَّاب and سُيَّابَة. (TA.) سَيَابَةٌ n. un. of سَيَابٌ; (S, M;) like as سُيَّابَةٌ is of سُيَّابٌ. (S.) b2: Also Wine. (K.) سُيَّابٌ and سَيَّابٌ: see سَيَابٌ, in three places.

سَائِبٌ Running water. (Msb.) [See also سَيْبٌ, first sentence.]

سَائِبَةٌ (tropical:) Any beast that is left to pasture where it will, without a pastor: (M, A, K: *) pl. سَوَائِبُ and سُيَّبٌ. (A.) (assumed tropical:) A camel that has lived until his offspring have had offspring, and is therefore set at liberty, and not ridden, (M, K,) nor laden with a burden. (M.) In the Kur v. 102, (TA,) (assumed tropical:) A she-camel that was set at liberty to pasture where it would, (S, Mgh, Msb, K,) in the Time of Ignorance, (S, K,) on account of a vow (S, Mgh, Msb, K) and the like: (S, K:) or the mother of a بَحِيرَة; (S, Mgh; [in the Msb, said to be a بَحِيرَة (itself); and in one place in the TA said to be a she-camel of which the dam is a بَحِيرة; but both of these explanations require consideration, as will be seen from what follows;]) or (K) a she-camel which, having brought forth females at ten successive births, was set at liberty to pasture where she would, (S, K,) and not ridden, nor was here milk drunk except by her young one or a guest, until she died, when the men and the women ate her together; and the ear of her last female young one was slit, and she was [therefore] called بَحِيرَة, and was a سَائِبَة like her mother: (S:) or a she-camel of which a man, (M, IAth, K,) in the Time of Ignorance, (M,) when he came from a far journey, (M. IAth, K,) or re-covered from a disease, (IAth, TA,) or had been saved by his beast from difficulty or trouble, (M, IAth,) or when his beast had been saved therefrom, (K,) or from war, said, هِىَ سَائِبَةٌ; (M, IAth, K;) i. e. she was left to pasture where she would, without a pastor, and no use was made of her back, nor was she debarred from water, nor from herbage, nor ridden: (IAth, TA:) thus it signifies in the Kur: (M:) or a she-camel from whose back a vertebra or [some other] bone was taken forth, (M, K,) so that she became known thereby, (M,) and which was not debarred from water nor from herbage, nor ridden, (M, K,) nor milked: (TA:) the pl. is سُيَّبٌ, like نُوَّحٌ pl. of نَائِحَةٌ, and نُوَّمٌ pl. of نَائِمَةٌ; (S;) and سَوَائِبُ. (TA.) It is said in a trad., “I saw 'Amr Ibn-Loheí dragging his intestines in the fire [of Hell]: ” and he was the first who set at liberty سَوَائِب: the doing of which is forbidden in the Kur v. 102. (TA.) And it is related that a hostile attack was made upon a certain man of the Arabs, and he found not any [other] beast to ride, so he rode a سَائِبَة: whereupon it was said to him, “Dost thou ride what is forbidden? ” and he replied, يَرْكَبُ الحَرَامَ مَنْ لَا حَلَالَ لَهُ [He rides what is forbidden who has not what is allowed]: and this saying became a proverb. (M.) السَّائِبَتَانِ means The بَدَنَتَانِ [i. e. two camels, or cows or bulls, for sacrifice,] which the Prophet brought as offerings to the House [of God at Mekkeh], and which one of the believers in a plurality of gods took away: they are thus called because he gave them up (سَيَّبَهُمَا) to God. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) A slave emancipated so that the emancipator has no claim to inherit from him, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) except, accord. to EshSháfi'ee, in the case of the slave's dying without appointing any heir, in which case his inheritance belongs to his emancipator, (TA,) [for] such an emancipated slave may bestow his property where [or on whom] he pleases, (S, Mgh, Msb, TA,) agreeably with a trad.: (Mgh, TA:) [in the S, and in the Msb as on the authority of IF, it is added, that “ this is what is related to have been forbidden: ” but from what has been stated above, this appears to be a mistake; and I think that these words have been misplaced in the S and Msb, and that they relate only to the she-camel termed سَائِبَة:] a slave is thus emancipated by his owner's saying to him, أَنْتَ سَائِبَةٌ. (S.) 'Omar said, السَّائِبَةُ وَالصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا [The sáïbeh and alms are for their day]: i. e., for the day of resurrection; so that one may not return to the deriving of any advantage from them in the present world. (AO, Mgh, TA.)

سيب: السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.

والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ. وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛

قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من

السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد:

فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ

وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في

الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1)

(1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري:

السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو

الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.

وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.

والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.

والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.

وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً. وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ

مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب:

أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟

وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من

مَكْمَنِه. وفي الحديث:

أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.

وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه. والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي

تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً

يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ

الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً. وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو

بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن

ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً

فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من

تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ. وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ

من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ

اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو

مَذْكور في موضعه. وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ

وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ،

صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما

أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ. وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل

يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا

ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله. وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر. وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه. وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى. وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.

وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ. والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ:

أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ

فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد:

أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا

أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع

حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ:

سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ

قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.

وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.

والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.

وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى. والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.

والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.

سيب
: ( {السَّيْبُ: العَطَاءُ، والعُرْفُ) . والنَّافِلَةُ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ: (واجْعَلْه} سَيْباً نافِعاً) أَي عَطَاءً، ويَجُوزُ أَنْ يرِيدَ مَطَراً {سَائِباً أَي جَارِياً. وَمن الْمجَاز: فَاضَ سَيْبُهُ عَلى النَّاسِ أَي عطاؤه، كَذَا فِي الأَسَاس.
(و) } السَّيْبُ؛ (مُرْدِيُّ السَّفِينَة) . . (و) السَّيْبُ: (شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ) .
(و) السَّيْبُ: (مَصْدَرُ سَابَ) المَاءُ يَسيبُ {سَيْباً: (جَرَى) . (و) } سَاب {يَسِيب: (مَشَى مُسْرِعاً) . وَمن المَجَازِ: سَابَتِ الحيَّة} تَنْسَابُ {وتَسِيبُ إِذَا مَضَت مُسْرِعَةً. أَنشد ثَعْلَب:
أَتَذْهَبُ سَلْمَى فِي اللِّمَامِ فَلَا تُرَى
وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثَ شَاءَ يَسِيبُ
وكَذلِكَ} انْسَابَتْ. {وسَابَ الأَفْعَى} وانْسَابَ إِذَا خَرَج مِنْ مَكْمَنِه. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ {فانْسَابَتْ فِي بَطْنِه حَيَّة، فَنهِيَ عَن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاء) . أَي دَخَلَتْ وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء. يُقَال: سَابَ المَاءُ إِذا جَرَى. (} كانْسَابَ) .
وانْسَابَ فُلَان نَحْوَكُم: رَجَع. وَفِي قَوْلِ الحَرِيريّ فِي الصَّنْعَانِيَّةِ ( {فَانْسَابَ فِيهَا على غِرارة) أَي دخل فِيهَا دُخُول الحَيّة فِي مكمنها.
(و) فِي كِتَابِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: (وَفِي (} السُّيُوب) الخُمُسُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ (الرِّكاز) وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ: وَلَا أُرَاه أُخِذَ إِلَّا مِنَ {السَّيْبِ، وَهُوَ العَطِيَّة. وأَنشد:
فَمَا أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإِ
وَمَا أَنَا من} سَيْبِ الإِلَه بآيِس
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ السُّيُوبُ: الرِّكَازُ لأَنَّها من {سَيْبِ اللهِ وَعَطَائِه. وقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ المَعَادنُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: السُّيُوبُ: عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ فِي المَعْدِن، أَي تَتَكَوَّن فِيهِ وتَظهَر، سُمِّيَتْ سُيُوباً} لانْسيَابِها فِي الأَرْض. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ فِي الجَاهِلِيَّة أَوِ المَعْدِن؛ لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه. ويُوجَد هُنَا فِي بَعْض النُّسَخِ: {السِّيَاب، وَهُوَ خَطَأٌ.
(وذَاتُ} السَّيْب: رَحَبَة لإِضَم) وَفِي التكملة: مِنْ رِحَاب إِضَم.
( {والسِّيبُ بالكَسْرِ: مَجْرَى الماءِ) جَمْعه} سُيُوبٌ.
(ونَهْرٌ بخُوَارَزْم) . (و) نهر (البَصْرَة) عَلَيْهِ قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ. (وآخَرُ فِي ذُنَابَةِ الفُرَاتِ) بقُرْب الحِلَّة (وَعَلِيهِ بَلَدٌ. مِنْهُ صَبَاحُ بنُ هَارُونَ، ويَحْيَى بن أَحْمَدَ المُقْرِي) صاحِب الحماميّ، (وهِبَةُ الله بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ) أَمِير الْمُؤمنِينَ (المُقْتدِر) هكَذَا فِي النّسَخ. وَفِي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي، سمع أَبَا الحُسَيْن بن بَشرَان، وَعنهُ ابْن السَّمْرَقَنْدِيّ. (و) أَبو البركات (أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ) {- السِّيبِيّ عَن الصريفينيّ (وَهُوَ مُؤَدِّبُ) أَمِيرِ الْمُؤمنِينَ (المُقْتَفِي) لأَمرِ اللهِ العَبَّاسِيّ، وَعنهُ أَخذ، (لَا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بن السمعانيّ.
قلت: وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْده الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العَلَّاف، وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِيُّ وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّاب السَّيبِيّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْوَقْت، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَارِسِ بْنِ السيبِيّ عَنْ أَبِي الفَضْلِ الأَرْمَوِيّ، وابْنُ نَاصِر مَاتَ بِدِنِيسر سنة 614 هـ وأَخُوه عُثْمَان سَمِع مَعَهُ وَمَاتَ قَبْلَه سنة 610 هـ والمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُخْتَارٍ الدَّقَاق بْنِ السَّيبِيّ عَن أَبِي القَاسِم بن الحُصَيْنِ، وابْنُه عُبَيْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ عَنْ أَبِي الفَتْح بْنِ البَطِّيِّ. قَالَ ابْن نُقْطَةَ: سَمِعْتُ مِنْه، وفِيه مَقَالٌ. مَاتَ سَنَةَ 619 هـ. وابْنُه المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بَيَان. وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السَّيبِيّ، رَوَى عَنهُ نِظَامُ المُلْكِ. وأَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ القصْرِيّ السِّيبِيّ، حَدَّثَ عَنِ ابْن مَاس وغَيْرِه. ذكره الذَّهَبِيّ، تُوُفِّي سَنَة 439 هـ. وأَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ السِّيبِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ أَبو المَيْمُونِ عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عتِيق بْنِ وَرْدَان مُقْرِىء مصر، ذكره المُنْذِرِيّ فِي التَّكْمِلَةِ.
(و) } السِّيب بالكَسْرِ: (التُّفَّاحُ فَارِسيٌّ) . قَالَ أَبُو العَلَاء: (وَمِنْه! سِيبَوَيْه أَي) سِيبُ: تُفَّاحٌ. وَوَيْه: (رَائِحَتُه) فكأَنه رَائِحَةُ تُفَّاح، قَالَه السِّيرَافِيّ. وأَصْلُ التَّرْكيب تُفَّاح رَائِحَة؛ لأَنَّ الفُرْسَ وغَيرهم عَادَتُهم تقْدِيمُ المُضَافِ عَلَى المُضافِ إِلَيْه غَالِباً. وَقَالَ شَيْخُنا: وَفِي طَبَقَاتِ الزُّبيدِيّ. حَدَّثَنِي أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن طَاهِرٍ العَسْكَرِيّ قَالَ: سِيبَوَيه: اسمٌ فَارِسِيٌّ، والسِّي: ثَلَاثون، وبوَيْه: رَائِحَة، فكأَنَّه فِي المَعْنى ثَلَاثُونَ رَائِحة أَي الَّذِي ضُوعِفَ ذِيب رَائِحَتِه أَي الَّذِي ضُوعِفَ طِيب رَائِحَتِه ثَلَاثِين، وكَانَ فِيمَا يُقَالُ حَسَنَ الوَجْه طَيِّبَ الرَّائِحة، انْتَهَى. وَقَالَ جَمَاعة: سِيبَوَيه بالكَسْرِ، وويه: اسْم صَوْتٍ بُنِي عَلَى الكَسْرِ، وكَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ كأَضْرَابِه فَقَالُوا: سِيبُويَه، فضموا المُوَحَّدَة، وسَكَّنوا الوَاوَ، وفَتَحُوا التَّحْتِيَّةَ، وأَبْدَلُوا الهَاءَ فَوْقِيَّة يُقَفُ عَلَيْها، وهَذَا قَوْلُ الكُوفِيِّينَ. وَهُوَ (لَقَبُ) أَبِي بِشْر (عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ) بْنِ قَنْبرٍ (الشِّيرَازِيِّ) كَانَ مَوْلًى لِبَنِي الحَارِث بْنِ كَعْبٍ، وُلِد بِالبَيْضَاءِ من قُرَى شِيرَاز، ثمَّ قَدِم البَصْرَةَ لِرِوَايَة الحَدِيثِ، ولَازَم الخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ، وقَضَايَاهُ مَعَ الكِسَائِيّ مَشْهُورَةٌ، وَهُوَ (إِمَامُ النُّحَاة) بِلَا نِزَاعٍ، وكِتَابه الإِمَامُ فِي الفَنِّ، تُوفي بالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ عَن اثْنَيْن وثَلَاثِين، قَالَه الخَطِيبُ، وَقيل غَيْر ذلِكَ. (و) سِيبَوَيْهِ أَيْضاً: لَقَبُ أَبِي بَكْر (مُحَمَّد بْن مُوسَى) بْنِ عَبْد العَزِيز الكِنْدِيّ) الفَقِيهِ المِصْرِيّ عُرِف بِابْن الجَبَى، سَمِعَ من النَّسَائِيّ والمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلميّ الجبيّ والطَّحَاوِيِّ. وَغَيرهم، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيّ. مَاتَ فِي صفر سنة 358 هـ.
قُلْتُ: وَقد جَمَعَ لَهُ ابنُ زولاق تَرْجَمَة فِي مُجَلَّد لَطِيف، وهُوَ أَيْضَاً لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنِيّ، ذكره الخَطِيبُ فِي تَارِيخه. وأَيْضاً لَقَبُ أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِيز بْنِ مُحَمَّد بْن مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّيميّ الأَصبهانِيِّ النَّحْوِيّ، كَمَا فِي طَبقاتِ النحاةِ للسُّيُوطِيِّ.
(و) مِنَ المَجَاز: {سَابَتِ الدَّابَّة: أُهْمِلَت،} وسَيَّبْتُها. {وسَيَّبْتُ الشيءَ: تركْتُه} يَسِيبُ حَيْث شَاءَ. ( {والسائِبَةُ: المُهْمَلَةُ) ، ودوابهم} سَوَائِبُ! وسُيَّبٌ وعِنْدَه سَائِبَةٌ منَ السَّوَائِب.
(و) السَّائِبَةُ: (العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لَا وَلَاءَ لَهُ) أَي عَلَيْه.
وَقَالَ الشَّافِعِيّ: إِذا أَعْتقَ عَبْدَهُ {سَائِبَةً، فماتَ العَبْدُ وخَلَّفَ مَالاً وَلم يَدَعْ وِارِثاً غَيْر مَوْلَاهُ الَّذِي أَعْتَقَه، فمِيرَاثُه لمُعْتِقِه؛ لأَنَّ النبيَّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسلم جعَلَ الوَلَاءَ لُحْمَةً كلُحْمَةِ النَّسَبِ (فَكَمَا أَن لُحمةَ النّسبِ) لَا تَنْقَطِع كَذلِكَ الوَلَاءُ. وقَال صَلَى اللهُ عَلَيْه وَسلم؛ (الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَق) . ورُوي عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه أَنَّه قَالَ: (السَّائِبَةُ والصَّدَقَةِ ليَوْمِهما) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَي يَوْم القيَامة، فَلا يُرْجَعُ إِلَى الانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ مِنْهُمَا بعد ذلِكَ فِي الدُّنْيَا؛ وذلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ عَبده سَائِبَةً فَيَمُوتُ العَبْد وَيَتْرُكُ مَالاً وَلَا وَارِثَ لَه، فَلَا يَنْبَغِي لمُعْتِقِ أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِه شَيْئاً إِلا أَنْ يَجْعَلَه فِي مِثْله. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الله: (السَّائِبَة يَضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ) أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سَائِبَةً لَا يَكُونُ وَلَاؤُه لمعْتِقِه وَلَا وَارِثَ لَهُ فيضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ، وهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ.
(و) السُّائِبَة: (البَعِيرُ يُدْرِكُ نِتَاجَ نِتَاجه،} فيُسَيَّبُ، أَي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ) وَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ. (و) السَّائِبَةُ الَّتهي فِي القَرْآنِ العَزِيز فِي قَوْلِه تَعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} . (النَّاقَةُ الَّتِي (كَانَتْ {تُسَيَّبُ فِي الجَاهِلِيَّةِ لنَذْرٍ ونَحْوِه) كَذَا فِي الصَّحَاح. (أَو) أَنَّهَا هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ (كَانَت) النَاقَةُ (إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُن كُلُّهُن إِنَاثٌ} سُيِّبَتْ) فَلم تُرْكَبْ وَلم يَشرب لَبَنَهَا إِلَّا وَلَدُها أَو الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ، فإِذا مَاتَت أَكَلَهَا الرِّجَالُ والنِّسَاءُ جَمِيعاً، وبُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِيرَة فتُسَمَّى البَحِيرَةَ، وَهِي بمَنْزِلَة أُمِّها فِي أَنَّها سَائِبَةٌ، والجَمْعُ سُيَّبٌ مِثْل نَائِمَةٍ ونُوَّمٍ، ونائِحَةٍ ونُوَّحٍ.
(أَو) السَّائِبَةُ على مَا قَالَ بْنُ الأَثِيرِ: (كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ) أَو بَرِىءَ مِنْ عِلَّة، (أَوْ نَجَتْ) وَفِي لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه (دَابَّتُه مِن مَشَّقة أَو حَرْبٍ قَالَ: هِي) أَي نَاقَتي (سائِبَةٌ) أَي تُسَيَّبُ، فَلَا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا، وَلَا تُحَلَّأُ عَنْ مَاءٍ، وَلَا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ، وَلَا تُرْكَبُ. (أَو كَانَ يَنْزِعُ من ظَهْرها فقَارَة أَو عَظْماً) فتُعْرَفُ بِذلِكَ (وَكَانَت لَا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ وَلَا كَلَإِ وَلَا تُرْكَب) وَلَا تُحْلَبُ، فأْغير عَلَى رجُلٍ من العَرَب فَلم يَجِدْ دَابَّةً يَرْكَبُهَا فركِبَ سَائِبَةً، فقَيلَ: أَتَرْكَبُ حَرَاماً؟ فَقَال: (يَرْكَبُ الحرامَ مَنْ لَا حَلَالَ لَهُ) فذَهَبَتْ مَثَلاً. وَفِي الحَدِيث: (رَأَيْتُ عَمْرَ بْنَ لُحَيَ يَجُرّ قُصْبَه فِي النَّارِ) وَكَانَ أَوَّل مَنْ سَيَّب {السَّوَائب. وَهِي الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا بقَوْله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} .} فالسَّائِبَةُ: بِنْتُ البَحِيرَة. {والسَّائِبَتَان: بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيّهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ، فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَبِ بِهِمَا، سَمَّاهُمَا} سَائِبَتَيْن؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلّه تَعَالى. وقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيث (عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ {السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً) .
وَمِمَّا بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ: سَابَ الرَّجُلُ فِي منْطِقِه إِذَا ذَهَبَ فِي بِكُلِّ مَذْهَبٍ. وعِبَارَةُ الأَسَاسِ: أَفَاضَ فيهِ بِغيْرِ رَوِيَّة، وَفِي حَدِيث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف (أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ فِي الكَلِم) . السُّيُوبُ: مَا سُيِّبَ وخُلِّيَ. سَابَ فِي الكَلَام: خَاضَ فِيه بهَذْرٍ. أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ مِنْهُ أَبْلَغُ من الإِكْثَار، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب.
(} والسَّيَابُ) كسَحَاب (ويُشَدَّدُ) مَعَ الْفَتْح. (و) {السُّيَّابُ (كَرُمّاَن) إِذا فُتِح خُفِّفَ، وإِذا شَدَّدْتَه ضمْتَه وهِم شَيْخُنَا فِي الاقْتِصَارِ على الفَتْح: (البَلَحُ أَو البُسْرُ) الأَخْضَرُ، قالَه أَبو حَنِيفة، وَاحِدَتُه} سَيَابَة {وسَيَّابَة، وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ. قَالَ أُحَيْحَةُ:
أَقْسَمتُ لَا أُعْطِيَ فِي
كَعْبٍ ومَقْتَلِه} سَيَابَهْ
وَقَالَ أَبو زُبيد:
أَيَّامَ تَجْلُولَنَا عَن بَارِدٍ رَتِل
تَخَال نَكْهَتَهَا باللَّيْلِ! سُيَّابا أَراد نَكْهَةَ سُيَّابٍ.
وَعَن الأَصْمَعِيّ: إِذَ تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحاً فَهُوَ السَيَابُ مُخَفَّف، وَاحِدَته سَيَابَةٌ. قَالَ شَمِر: هُوَ السَّدَاءُ مَمْدُودٌ بِلغَةِ أهْله المَدِينَة، وَهِيَ السَّيَابَة بلُغةِ وَادِي القُرَى. وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ:
{سَيَابَةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ وَلَا أَثَرُ
قَالَ: وسَمِعْتُ البَحْرَانِيِّين تَقُولُ:} سُيَّابٌ {وسُيَّابَةٌ. وَفِي حَدِيث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ: (لَو سَأَلْتَنَا سَيَابَةً مَا أَعْطَيْنَاكَهَا) هِيَ مُخَفَّفَةٌ.
(و) سَيَابَةٌ (كَسَحَابَةٍ: الخَمْرُ) .
(} وسَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ) بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْد بن سَدد بن زُرْعة، وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَرُ، وَهُوَ (بالفَتْحِ الكَسْرُ قَلِيلٌ: أَبُو قَبِيلَةٍ) مِنْ حِمْيَر. (مِنْهَا أَبُو العَجْمَاءِ) كَذَا فِي النُّسَخ، وصَوَابُه أَبو العَجْفَاءِ (عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الله) الدَّيْلميُّ عَن عَوفِ بْنِ مَالِك. (و) أَبو زْرْعَةَ (يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرو) . قَال أَبُو حَاتم: ثِقَةٌ. (وأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد) الرَّمْلِيُّ قُلْتُ: ويروى أَبو العَجْفَاءِ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ االلهِ بْن عُمَر، نَقَله الفَرَضِيّ عَن الحَازِمِيّ. وكَتَب الفَرَضِيُّ مِيماً عَلَى عَبْد الله، وأَجْرَى عَلَى عَمْرو مَكَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْد الله المُتَقَدّمُ بِذِكْرِه وأَبُو عَمْرو وَالدُ يَحْيَى حَدَّثَ أَيْضاً، وَمَات ابْنُه يَحْيَى سنة 148 هـ قَالَه ابْن الأَثِير. وذَكَرِ الذَّهَبِيّ أَنَّ الفرضيّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ السِّيبَانِيّ المُتَقَدِّم بِذِكْره (بِكَسْر السِّين) والمَشْهُور، بفَتْحها. وضَبطَه الرِّضِيّ الشَّاطِبِيّ أَيْضاً (بالكسْر) كالهَمْدَانِيّ النَّسَّابة. وهم يَنْتَسِبونُ إِلى سَيْبَانَبْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الغَوْث. وأَسْقَطَ ابنُ حَبِيبٍ أَسْلَم وزَيْداً مِنْ نَسَبه فَقَال: هُوَ سَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ كَمَا تَقدَّم فاعْرِفْ ذَلِكَ.
(و) {سَيْبَان (بالفَتْح) وَحْدَه: (جَبَل وَرَاءَ وَادِي القُرَى) .
(ودَيْرُ} السَّابانِ) وَالَّذِي ذَكَره ابْنُ العَدِيم: سَابَان بِلَا لَام: (ع بَين حَلَب وأَنْطاكِيَةَ) قَرِيبَان من دَيْر عَمَان يُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب، وهما خَرِبَان الْآن، وفِيهمَا بِنَاءٌ عَجِيبٌ وقُصُورٌ مُــشْرِفَة. وَبَيْنَهُمَا قَرْيَةُ أَحدِ الديرين مِنْ قِبَلِ القَرْيَة، والآخَرُ من شَمَالِيْهَا، وَفِيها يَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِيّ:
دَيْرُ عَمَانٍ ودَيْر سَابَانِ
هِجْن غَرَامي وزدْنَ أَشْجَانِي
إِذَا تذكَّرتُ فِيهما زَمَناً
قَضَّيْتُه فِي عُرام رَيْعَانِي
يَا لَهْفَ نَفْسي مِمَّا أُكَابِدُه
إِن لَاح بَرقٌ من دَيْر حَشْيَانِ
وَمَعْنَى دَيْر {ساَبَان بالسُّريَانِيَّة: دَيْر الجَمَاعَة، ومَعْنَى دير عَمَان دَيْر الشَّيخ، كَذَا فِي تَارِيخ حَلَبَ لابْنِ العَدِيم.
(} والمَسِيبُ كَمَسِيلٍ: وَادٍ) .
(و) {المُسَيَّبُ (كمُعَظَّم: ابنُ عَلَسٍ) مُحَرّكَة (الشَّاعِر) . والمُسَيَّبُ بن رَافِع وَهُوَ كمُحمَّد بِلَا خِلَاف. وطيّ ابْن المُسَيَّب بن فَضَالَة العَبْدِيِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَيْس. (وسَيَابَةُ بنُ عَاصِم) ابْنِ شَيْبَان السُّلميّ (صَحَابِيٌّ) فَرْدٌ لَهُ وِفَادَة، رَوَى حَدِيثَه عَمْرُو بْنُ سَعِيد قَوْله: (أَنَاابْنُ العَوَتك) كَذَا فِي المعجم.
وجَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن بَيَان بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَابَة الغَافِقِيّ المِصْرِيّ مُحَدِّث، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لَا يُسَاوِي شَيْئاً.
(وسَيَابَةُ: تابِعِيَّةٌ) عَنْ عَائِشَة، وعَنْهَا نَافِع، ويُقَال: هِيَ سَائِبَةُ.
} والسَائِبُ: اسْمٌ من سَابَ يَسِيب إِذَا مَشَى مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ المَاءُ إِذَا جَرَى.
والسَائِبُ: ثَلَاثَةٌ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا، انْظُر تَفْصِيلهم فِي الإِصَابة، وَفِي مُعْجَم الحَافِظ تَقِيِّ الدِّين بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمِيِّ.
وأَبو السَّائِب: صَيْفيُّ بْن عَائِذٍ من بَنِي مَخْزُومٍ، قِيلَ: كَانَ شَرِيكاً للنبيّ صلى الله عَلَيه وَسلم قَبْلَ مبْعَثِه. والسَّائِبُ بن عُبَيْد أَبُو شَافع المُطَّلبِيّ جَدّ الإِمَام الشاَّفِعِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قيل: لَهُ صُحْبَةٌ.
والسُّوبان: اسْم وَادٍ، وَقد تَقَدَّمَ فِي السُّوبَة.
(و) ! المُسَيِّبُ بن حَزُن بن أَبِي وَهْب المَخْزُومِيّ (كمحَدِّث: وَالِد) الإِمام التَّابِعِيّ الجَلِيل (سَعِيد) لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عنهُ ابنُه (ويُفْتَح) . قَالَ بَعْضُ المُحدِّثين: أَهْل العِرَاق يَفْتحُون، وأَهْل المَدِينَة يَكْسِرُون، ويَحْكُون عَنْه أَنه كَانَ يَقُول: سَيَّب اللهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي، والكَسْر حَكَاهُ عِيَاض وابْن المَدِيني، قَالَه شَيخنَا.
وَمِمَّا بَقِي عَلَيْهِ المُسَيَّبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ الله المَخْزُومِيّ أَخُو السَّائِبِ، أَسْلَم بَعْدَ خَيْبَر. والمُسَيَّبُ بنُ عَمْرو أُمِّر عَلَى سَرِيَّة، يُرْوَى ذلِكَ عَن مُقَاتِل بْنِ سُلَيْمَان، كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد. وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ، وبِهَا يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِمِ. فصل الشين الْمُعْجَمَة من بَاب الْمُوَحدَة

سكب

(سكب) : أُسْكُوَبُه النِّحْىِ، وسَكَبَتُه: إسْكابَتُه.
(سكب)
المَاء وَنَحْوه سكبا وسكوبا انصب وسال فَهُوَ ساكب وسكب وسكوب وَالْمَاء وَنَحْوه سكبا وتساكبا صبه فَهُوَ مسكوب
سكب
قال عزّ وجلّ: وَماءٍ مَسْكُوبٍ
[الواقعة/ 31] ، أي: مصبوب، وفرس سَكْبُ الجري، وسَكَبْتُهُ فَانْسَكَبَ، ودمع سَاكِبٌ، متصوّر بصورة الفاعل، وقد يقال: مُنْسَكِبٌ، وثوب سَكْبٌ، تشبيها بالمنصبّ لدقّته ورقّته كأنّه ماء مسكوب.
س ك ب : سَكَبَ الْمَاءُ سَكْبًا وَسُكُوبًا انْصَبَّ وَسَكَبَهُ غَيْرُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

وَالسِّكْبَاجُ طَعَامٌ مَعْرُوفٌ مُعَرَّبٌ وَهُوَ بِكَسْرِ السِّينِ وَلَا يَجُوزَ الْفَتْحُ لِفَقْدِ فَعْلَالٍ فِي غَيْرِ الْمُضَاعَفِ. 
(س ك ب) : (السَّكْبُ) مَصْدَرُ سَكَبْتُ الْمَاءَ إذَا صَبَبْتَهُ (وَمِنْهُ) فَرَسٌ سَكْبٌ كَثِيرُ الْجَرْيِ وَبِهِ سُمِّيَ فَرَسُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - (وَفِي الْحَدِيثِ) «هُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ» أَيْ هُوَ مَوْضِعٌ لَأَنْ يُبْكَى فِيهِ طَلَبًا لِلْمَغْفِرَةِ.

سكب


سَكَبَ(n. ac. سَكْب
تَسْكَاْب)
a. Poured out; melted, smelted, cast ( metal).
b.(n. ac. سَكْب
سُكُوْب)
see VII
إِنْسَكَبَa. Was poured out; was melted, smelted, cast.

سَكْبa. Continuous rain, downpour.
b. Fleet, swift; generous, thorough-bred (
horse ).
c. Lead.
d. see 26
سَكْبَةa. Cap, calotte.
b. Membrane that envelopes the fœtus.

سَكَبa. Anemone.

مَسْكَبَة
(pl.
مَسَاْكِبُ)
a. Seed-plot.

سَاْكِبa. see 26
سَكَاْبa. see 1 (b)
سَكِيْب
سَكُوْب
26a. Poured out; running (water).
[سكب] توسط: ((وماء "مسكوب")) أي يجرى على وجه الأرض من غير حفر، من سكبته سكبا، ويقال: سكب سكوبًا - لازمًا. نه: كان له فرس يسمى "السكب" من فرس سكب أي كثير الجرى كأنما يصب جريه صبا، من سكب الماء. ومنه: كان يصلى فيما بين العشاءين حتى ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة فإذا "سكب" المؤذن بالأول من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، أي أذن فاستعير السكب للافاصة في الكلام. وفيه: ما أنا بمنط عنك شيئا يكون على أهل بيتك سبة "سكبا" أي لازما.
س ك ب: (سَكَبَ) الْمَاءَ صَبَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمَاءٌ (مَسْكُوبٌ) أَيْ جَارٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ غَيْرِ حَفْرٍ. وَ (سَكَبَ) الْمَاءُ بِنَفْسِهِ انْصَبَّ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (تَسْكَابًا) أَيْضًا وَانْسَكَبَ مِثْلُهُ. وَمَاءٌ (أُسْكُوبٌ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَمَاءٌ (سَكْبٌ) أَيْ مَسْكُوبٌ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ كَمَاءٍ صَبٍّ وَمَاءٍ غَوْرٍ. 
سكب
سَكَبْتُ الماءَ فانْسَكَبَ. ودَمْعٌ ساكِبٌ. وماءٌ أُسْكُوْبٌ ومُنْسَكِبٌ. والسَّكْبَةُ: الكُرْدَة العُلْيا من الأرض التي تَسْقي دِبَارَ الطّبَاقَةِ من الأرض.
والمَسَاكِبُ: الدِّبَارُ، الواحدةُ مَسْكَبَةٌ. والسَّكْبُ: ضَرْبٌ من الثِّيَاب رَقِيْقٌ.
والسَّكْبَةُ: الخِرْقَةُ التي تُقَوَّرُ للرَّأس كالشَّبَكَةِ. والسَّكْبُ: الصُّفْرُ والنُّحَاسُ. واسْمُ فَرَس كانَتْ للنَبيَ صلى الله عليه وسلم. وفَرَسٌ سَكْبٌ وأُسْكُوْبٌ: أي حَتٌ سَرِيْعٌ. والإِسْكابَةُ: الخَشَبَةُ التي تُشْبِهُ الفَلكةَ تُجْعَلُ في الخَرْق من الزَّقِّ، وجَمْعُها إسْكابٌ. والسَّكَبُ: شَجَرَةُ طَيِّبَةُ الريْح كأنَّ رِيْحَها الخَلُوْق. وقيل: هو نَبْتٌ يكون في السَّهْل. والسَّكَبَةُ: ثَمَرَةً الأَلاَءِ، ومَنْبِتُه الغِلَظُ والقِيْعَانُ.
[سكب] سَكَبْتُ الماء سَكْباً، أي صببته. وماءٌ مسكوبٌ، أي يجري على وجه الأرض من غير حفر. وسكب الماء بنفسه سكوبا وتسكابا. وانسكب، بمعنى. وماء أسكوب. قال الشاعر : والطاعِن الطَعْنَةُ النَجْلاَء يَتْبَعُها * مُثْعَنْجِرٌ مِنْ دَمِ الأَجْوافِ أُسْكوبُ وماءٌ سَكْبٌ، أي مَسْكوبٌ، وُصِفَ بالمصدر، كقولهم ماءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ. والسَكْبُ أيضاً: ضربٌ من الثياب. وفرسٌ سَكْبٌ، أي ذريع، مثل حت . والسكب، بالتحريك: ضرب من الشجر طَيِّبُ الريح. قال الكميت يصف ثوراً وحشياً: كأنَّهُ مِنْ نَدى العَرارِ مَعَ ال‍ * قُرَّاصِ أو ما ينفض السكب الواحدة سكبة. وسكاب: اسم فرس، مثل قطام. وقال الشاعر: أبيت اللعن إن سكاب علق * نفيس لا يعار ولا يباع
سكب
سكَبَ يَسكُب، سَكْبًا، فهو ساكِب، والمفعول مَسْكوب
• سكَب الماءَ ونحوَه: صبَّه " {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} " ° سكَب دمعًا: بكى. 

انسكبَ ينسكب، انسكابًا، فهو مُنْسكِب
• انسكب الماءُ ونحوُه: مُطاوع سكَبَ: انصبّ وسال "انسكب اللبنُ". 

سَكْب [مفرد]: مصدر سكَبَ. 

سَكَب [جمع]: (نت) شجر طيِّب الرائحة له زغب كورق السعتر. 

مِسْكَبة [مفرد]: ج مَساكِبُ: اسم آلة من سكَبَ: أداة لسكب الماء ونحوه، أنبوب قائم يُستمدّ به الماء من المجرى الأصليّ "أرسل الماء في مِسْكبة". 
سكب: سكب. سكب عثمانية: نوع من الحلوى (ألف ليلة برسل 1: 149).
سَكَب وجمعها أَسْكاب: قميص من الحرير (فوك) (وانظر لين).
سَكُوب وجمعها سَكوبات في مصطلح الطب: دواء يغلي ويصب على العضو قليلاً قليلاً (محيط المحيط).
ساكب: يقال بدلاً من ساكب الماء المساكب أيضاً (دورن ص56).
مَسْكَب: محل السكب، منهمر، منصب (المعجم اللاتيني والعربي).
مَسْكَبة (عند لين) أصبحت Almacega باللغة البرتغالية، وهي تعنى حوضاًُ صغيراً أو غديراً يتصل بآخر أكبر منه ويستخدم خزاناً للماء الذي ترفعه الدواليب المائية أو لماء المطر (موراس).
وقد حذفوت المقطع الأخير من المسكبة فصارت almacega. وقد أخبرني السيد دي غويه أن الاسم مساكب يطلق على الأحواض والغدران التي يبخرون بها الماء المالح.
مسكبة: طبقة معزولة من الأرض (برجرن) وهي بالأسبانية Almaciga ومعناها مزرعة وهي قطعة محددة من الأرض يزرع فيها الفلاحون البقول التي ينقلونها بعد نموها إلى موضع أوسع ومعناها الأصلي المحل الذي يسكب فيه الماء للري لأن النباتات الصغيرة في Almaciga بحاجة لأن يسكب إليها الماء لترتوي.
س ك ب

ماء ودمع ساكب ومسكوب ومنسكب وقد سكبته سبكاً، وسكب هو بنفسه سكوباً. ويقول أهل المدينة: اسكب على يدي. واستكب الماء إذا سكب له. وماء ودم أسكوب. قالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب:

الطاعن الطعنة النجلاء يتبعها ... مثعنجر من دم الأجواف أسكوب

وأرسل الماء في المكبة وهي الدبرة العليا التي منها تسقى الدبار.

ومن المجاز: ماء سكب، وفرس سكب وأسكوب: ذريع. قال سلامة:

من كل سكب إذا ما ابتل ملبده ... صافي الأديم أسيل الخد يعبوب

وقال عتبة بن مكرم يصف فرساً:

كبداء مــشرفة القطرين لينة ... سباقة مرطي الغارات أسكوب

وهذا أمر سكب، وسنة سكب: حتم. قال لقيط بن زرارة لأخيه معبد وقد طلب إليه حين أسر أن يفديه بمائتين من الإبل: ما أنا بمنط عنك شيئاً يكون على أهل بيتك سنة سكباً، ويدرب له الناس بنا درباً.
(س ك ب)

سكب المَاء والدمع وَنَحْوهمَا يسكبه سكبا، وتسكابا، فسكب، وانسكب: صبه فانصب.

وَمَاء سكب وساكب، وسكوب، وسيكب وأسكوب: منسكب، أَو مسكوب، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

برق يضيء أَمَام الْبَيْت أسكوب

كَأَن هَذَا الْبَرْق يسْكب الْمَطَر.

وطعنة أسكوب: كَذَلِك.

وَقَالَ اللحياني: السكب، والأسكوب: الهطلان الدَّائِم.

وَفرس سكب: جواد كثير الْعَدو.

والسكب: فرس النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ كميتا أغر محجلا مُطلق الْيُمْنَى، سمي بالسكب من الْخَيل.

والسكبة: الكردة الْعليا الَّتِي سقى بهَا الكرود من الأَرْض.

والسكب: النّحاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والسكب: ضرب من الثِّيَاب رَقِيق.

والسكبة: الْخِرْقَة الَّتِي تقور للراس كالشبكة من ذَلِك.

والسكبة: الهبرية الَّتِي فِي الرَّأْس.

والأسكوب، والإسكاب: لُغَة فِي الإسكاف.

وأسكبة الْبَاب: أسكفته.

والإسكابة: الفلكة الَّتِي تُوضَع فِي قمع الدّهن وَنَحْوه.

وَقيل: هِيَ الفلكة الَّتِي يشعب بهَا خرق الْقرْبَة.

وَقيل: الإسكابة، والإسكاب: قِطْعَة من خشب تدخل فِي خرق الزق، انشد ثَعْلَب:

قمرز آذانهم كالإسكاب وَقيل: الإسكاب هُنَا: جمع إسكابة، وَلَيْسَ بلغَة، أَلا ترَاهُ قَالَ: " آذانهم " فتشبيه الْجمع بِالْجمعِ أسوغ من تَشْبِيه بِالْوَاحِدِ.

والسكب: شجر طيب الرّيح، كَأَن رِيحه ريح الخلوق، ينْبت مُسْتقِلّا على عرق وَاحِد، لَهُ ورق مثل ورق الصعتر، إِلَّا انه اشد خضرَة ينْبت فِي القيعان والأودية، ويبيسه لَا ينفع أحدا، وَله جنى يُؤْكَل، ويصنعه أهل الْحجاز نبيذاً، وَلَا ينْبت جناه فِي عَام حَيا إِنَّمَا ينْبت فِي أَعْوَام السنين.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: السكب: عشب يرْتَفع قدر الذِّرَاع، وَله ورق اغبر، بيه بورق الهندباء، وَله نور أَبيض شَدِيد الْبيَاض فِي خلقَة نور الفرسك.

وسكاب: اسْم فرس، قَالَ:

أبين اللَّعْن إِن سكاب علق ... نَفِيس لَا تعار وَلَا تبَاع

وسكاب: فرس عُبَيْدَة بن ربيعَة.

سكب

1 سَكَبَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ (A, TA,) inf. n. سُكُوبٌ (S, A, Msb, K) and سَكْبٌ (Msb) and تَسْكَابٌ, (S, [this last assigned in the K to the trans. verb,]) said of water, (S, A, Msb, K,) and a flow of tears (دَمْع), (A, TA,) and the like, (TA,) It poured out or forth; or was, or became, poured out or forth; (S, A, Msb, K;) as also ↓ انسكب. (S, K.) A2: And سَكَبَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. as above, (A, TA,) inf. n. سَكْبٌ (S, Mgh, K) and تَسْكَابٌ, (K, [the latter assigned in the S to the intrans. verb,]) He poured it out or forth; namely, water, (S, A, Mgh, Msb, K,) and a flow of tears, (A, TA,) and the like; (TA;) as also ↓ اسكبهُ. (A.) The people of El-Medeeneh say, اُسْكُبْ عَلَى

يَد َىَّ Pour thou out, or forth, upon my hands. (A.) And it is said in a trad., هَاهُنَا تُسْكَبُ العَبَرَاتُ [Here tears are to be poured forth], meaning this is the place in which one should weep, seeking forgiveness. (Mgh.) 4 أَسْكَبَ see the next preceding paragraph.7 إِنْسَكَبَ see the next preceding paragraph.

سَكْبٌ and ↓ سَاكِبٌ and ↓ سَكُوبٌ and ↓ سَيْكَبٌ (K) and ↓ سَكِيبٌ (CK [omitted in the TA and in my MS. copy of the K]) and ↓ أُسْكُوبٌ (K) Water poured out or forth, or being poured out or forth: or poured out or forth, (K, TA,) running upon the surface of the earth without any excavation: (TA:) or the first signifies water poured out or forth; and is an inf. n. used as an epithet, like صَبٌّ and غَوْرٌ applied as epithets to water: and ↓ سَكُوبٌ, water running upon the surface of the earth without any excavation: and ↓ أُسْكُوبٌ, water pouring out or forth, or being poured out or forth; (S;) or, as some say, pouring much: (Har pp. 469 et seq.:) and also this last, running water: (TA:) or this signifies دَائِمُ الهَطَلَانِ [i. e. continually pouring, or continually pouring dispersedly and in large drops; as also سَكْبٌ; for hence it appears evident that الهَطَلَانُ الدَّائِمُ as an explanation of السَّكْبُ and الأُسْكُوبُ in the K is a mistake for الدَّائِمُ الهَطَلَانِ]; and is applied as an epithet to water and to blood; (A;) and also [probably in this sense] to clouds (سَحَابٌ); and to a wound made with a spear or the like (طَعْنَةٌ): and ↓سَاكِبٌ is applied as an epithet to tears (دَمْعٌ). (TA.) b2: [Hence]

سَكْبٌ applied to a horse means (tropical:) Wide in step: (S, A, K:) or fleet, or swift, or excellent in running; (A, K;) that runs much: (Mgh, TA:) or light, or active: and ↓ أُسْكُوبٌ, so applied, has one or another of these meanings: (A:) or the former, thus applied, that runs vehemently; as also فَيْضٌ; likened to water pouring forth: (EthThaalebee, TA:) also, (K, TA,) applied to a horse and a man and a boy, (TA,) (assumed tropical:) light of spirit; and brisk, lively, or sprightly, (K, TA,) in work, or action. (TA.) السَّكْبُ was the name of the first horse possessed by the Prophet; (Mgh, * K;) as also ↓ السَّكَبُ: and the name of a horse of Shebeeb Ibn-Mo'áwiyeh. (K.) b3: [Hence also,] (assumed tropical:) A certain sort of clothes, or garments, (T, S, K,) thin so as to resemble dust, and as though resembling pouring water by reason of its thinness; and so, accord. to IAar, ↓سَكَبٌ. (T, TA.) b4: Applied to a man, (assumed tropical:) Tall; (K;) a dial. var. of سَقْبٌ [q. v.]. (TA.) b5: And (tropical:) A necessary thing or affair: (A, K, TA:) and (tropical:) a disgrace (سُبَّةٌ) that is necessary, or unavoidable. (A, TA.) Lakeet Ibn-Zurárah said to his brother Maabad, when he required him to ransom him with two hundred camels, he being a captive, نُمِيطُ عَنْكَ شَيْئًا يَكُونُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ سُبَّةً سَكْبًا, meaning (tropical:) [We will put away from thee a thing that would be to the people of thy house] a necessary, or an unavoidable, disgrace. (TA.) A2: Also Copper, or brass; syn. نُحَاسٌ: or lead: (IAar, K:) and so ↓ سَكَبٌ, (K,) in the latter sense, or in both senses, or in all the senses. (TA.) سَكَبٌ: see the next preceding paragraph, latter half, in three places.

A2: Also A certain kind of tree, (S, K,) of sweet odour, (S,) as though its odour were that of [the perfume called] خَلُوق [q. v.], growing apart from others, upon a single root, having a downy substance, and leaves like those of the صَعْتَر [a species of origanum, or marjoram], except in being more green: it grows in the plains and the valleys; and what has dried up thereof is of no use to any one: it has a fruit which is eaten, and the people of El-Hijáz make of it a [beverage such as is termed] نَبِيذ: its fruit does not grow forth in one year, but only in several years: AHn says that the سَكَب is a herb that rises to the height of a cubit, having dustcoloured leaves like those of the هِنْدَبَآء [or endive], and a blossom intensely white, of the form of that of the فِرْسِك [i. e. peach, or a species or variety thereof]: (TA:) n. un. with ة: (S, TA:) As mentions the سَكَب as one of the plants of the plain, or soft, tracts. (TA.) b2: It is also said to be The [plant called] ريح [app. رَيِّح or رِيح which seem to be coll. gen. ns. of each of which the n. un. is with ة (see رَيِّحَةٌ)], having a yellow blossom. (TA.) b3: And The anemone (شَقَائِقُ النُّعْمَانِ). (K.) b4: And One of the trees of the hot season. (TA.) سَكَابٌ and سَكَابِ, the latter [indecl., with kesr for its termination,] like قَطَامِ, and ↓ سَكَّابٌ, [all app. meaning The fleet, or swift, like السَّكْبُ and الأُسْكُوبُ,] are names of certain horses. (K: the second only mentioned in the S.) سَكُوبٌ: see سَكْبٌ, in two places.

سَكِيبٌ: see سَكْبٌ.

سَكَّابٌ: see سَكَابٌ.

سَاكِبٌ: see سَكْبٌ, in two places.

A2: [And act. part. n. of سَكَبَهُ. Hence,] سَاكِبُ المَآءِ (assumed tropical:) [The sign of Aquarius;] the eleventh of the signs of the Zodiac; also called الدَّلْوُ. (Kzw.) سَيْكَبٌ: see سَكْبٌ

أُسْكُبَّةٌ The أُسْكُفَّة [i. e. threshold] of a door. (K.) إِسْكَابٌ: see the next paragraph.

أُسْكُوبٌ: see سَكْبٌ, in three places. b2: Also Lightning extending towards the earth. (K.) So in the saying of Zuheyr El-Mázinee, بَرْقٌ يُضِىْءُ أَمَامَ البَيْتِ أُسْكُوبُ [Lightning shining, or shining brightly, before the tent, or house, extending towards the earth]; as though it were pouring forth rain. (TA.) b3: And A row of palm-trees; (IAar, K;) as also أُسْلُوبٌ: if of other than palm-trees, it is termed أُنْبُوبٌ, and مِدَادٌ. (IAar, TA.) A2: Also i. q. إِسْكَافٌ [A maker of shoes or boots, or a sewer of leather, &c.]; like ↓ إِسْكَابٌ: or a blacksmith. (K.) المِسْكَبَةُ [altered in a copy of the A from المَسْكَبَةُ, which may perhaps be the right word,] The higher, or highest, rivulet, or small channel for irrigation, from which the other rivulets, or small channels, are supplied with water. (A.) b2: [In a copy of the A (in art. سطب), المَسْطَبَة, which I believe to be in that instance a mistranscription for المسكبة, occurs expl. as meaning (assumed tropical:) The Milky Way.]

سكب: السَّكْبُ: صَبُّ الماءِ.

سَكَبَ الماءَ والدَّمْعَ ونحوَهما يَسْكُبُه سَكْباً وتَسْكاباً،

فسَكَبَ وانْسَكَبَ: صَبَّه فانْصَبَّ. وسَكَبَ الماءُ بنفسِه سُكوباً،

وتَسْكاباً، وانْسَكَبَ بمعنًى. وأَهلُ المدينة يقولون: اسْكُبْ على

يَدِي.وماءٌ سَكْبٌ، وساكِبٌ، وسَكُوبٌ، وسَيْكَبٌ، وأُسْكُوبٌ: مُنْسَكِبٌ،

أَو مَسكُوبٌ يجري على وجهِ الأَرضِ من غَيرِ حَفر.

ودمْعٌ ساكِبٌ، وماءٌ سَكْبٌ: وُصِفَ بالمصدرِ، كقولِهم ماءٌ صَبٌّ،

وماءٌ غَوْرٌ؛ أَنشد سيبويه:

بَرْقٌ، يُضِـيءُ أَمامَ البَيْتِ، أُسْكوبُ

كأَنَّ هذا البَرْقَ يَسْكُب المطَر؛ وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كذلك؛ وسَحابٌ

أُسْكُوبٌ. وقال اللحياني: السَّكْبُ والأُسْكوبُ الـهَطَلانُ الدَّائمُ. وماءٌ أُسْكُوبٌ أَي جارٍ؛ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عمرٍو ذي الكلب،

تَرثِـيه:

والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ، يَتْبَعها * مُثْعَنْجِرٌ، من دَمِ الأَجْوافِ، أُسْكوبُ

ويروى:

من نَجِـيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ

والنَّجْلاءُ: الواسعة. والـمُثْعَنْجِرُ: الدَّمُ الذي يَسِـيلُ، يَتْبَعُ بعضُه بَعْضاً. والنَّجِـيعُ: الدَّمُ الخالِصُ. والأُثْعُوبُ، من الإِثْعابِ: وهو جَرْي الماءِ في الـمَثْعَبِ.

وفي الحديث عن عروة، عن عائشة، رضي اللّه عنها: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُصَلِّي، فيما بين العشاءِ إِلى انْصِدَاعِ الفَجر، إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فإِذا سَكَبَ الـمُؤَذِّنُ بالأُولى من صلاةِ الفجْرِ، قامَ فرَكَعَ رَكْعَتَيْن خَفِـيفَتَيْنِ؛ قال سُوَيْدٌ: سَكَبَ، يريدُ أَذَّنَ، وأَصْلُه من سَكْبِ الماءِ، وهذا كما يقال أَخَذَ في خُطْبَة

فسَحَلَها. قال ابن الأَثير: أَرادت إِذا أَذَّن، فاسْتُعِـيرَ السَّكْبُ

للإِفاضَةِ في الكلامِ، كما يقال أَفْرَغَ في أُذُني حديثاً أَيْ أَلْقَى

وصَبَّ.

وفي بعض الحديث: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شَيئاً يكون على أَهل بَيْتِكَ

سُنَّةً سَكْباً. يقال: هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازِمٌ؛ وفي رواية: إِنَّا نُمِـيطُ عنكَ شيئاً. وفَرَسٌ سَكْبٌ: جوادٌ كثير العَدْوِ ذَرِيعٌ، مثلُ حَتٍّ. والسَّكْبُ: فَرَسُ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وكان

كُمَيْتاً، أَغَرَّ، مُحَجَّلاً، مُطْلَقَ اليُمْنَى، سمي بالسَّكْبِ من الخَيْلِ؛ وكذلك فَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ. وغُلامٌ سَكْبٌ إِذا كان خفيف الرُّوحِ نَشِـيطاً في عَمَلِه. ويقال: هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازمٌ.

ويقالُ: سُنَّةٌ سَكْبٌ. وقال لَقِـيطُ بنُ زُرارَة لأَخيه مَعْبَدٍ، لما طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بمائتين من الإِبل، وكان أَسِيراً: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شيئاً يكون على أَهل بيتِك سُنَّةً سَكْباً، ويَدْرَبُ الناسُ له بِنا دَرْباً.

والسَّكْبَةُ: الكُرْدَة العُلْيا التي تُسْقى بها الكُرودُ من الأَرض؛

وفي التهذيب: التي يُسْقَى منها كُرْدُ الطِّبابَةِ من الأَرض.

والسَّكْبُ: النُّحاسُ، عن ابن الأَعرابي.

والسَّكْبُ: ضَرْبٌ من الثيابِ رَقِـيقٌ.

والسَّكْبَةُ: الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْس، كالشَّبَكَة، من ذلك.

التهذيب: السَّكْبُ ضربٌ من الثيابِ رَقِـيقٌ، كأَنه غُبارٌ من رِقَّتِه،

وكأَنه سَكْبُ ماءٍ مِنَ الرِّقَّة، والسَّكْبَة من ذلك اشْتُقَّتْ: وهي

الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْسِ، تُسَمِّيها الفُرْسُ الشُّسْتَقَةَ.

ابن الأَعرابي: السَّكَبُ ضَرْبٌ من الثِّياب، محرّك الكاف. والسَّكَبُ: الرَّصاصُ. والسَّكْبة: الغِرْسُ الذي يَخْرُجُ على الوَلَد، أُرى من ذلك. والسَّكَبة: الـهِبْرِية التي في الرأْس.

والأُسْكُوب والإِسْكاب: لغة في الإِسكاف.

وأُسكُبَّة الباب: أُسْكُفَّته.

والإِسْكابة: الفَلْكَةُ التي تُوضَعُ في قِمَع الدُّهْنِ ونحوه؛ وقيل:

هي الفَلْكةُ التي يُشْعَبُ بها خَرْقُ القِرْبةِ. والإِسْكابةُ: خَشَبة

على قدرِ الفَلْس، إِذا انْشَقَّ السِّقاءُ جعلوها عليه، ثم صَرُّوا

عليها بسَيْرٍ حتى يَخْرُزوه معه، فهي الإِسكابةُ. يقال: اجعلْ لي إِسكابةً، فيُتَّخَذُ ذلك ؛ وقيل: الإِسكابة والإِسكابُ قِطْعَةٌ من خَشَبٍ تُدْخَلُ في خَرْقِ الزِّقِّ؛ أَنشد ثعلب:

قُمَّرِزٌ آذانُهُم كالإِسْكاب

وقيل: الإِسْكابُ هنا جمعُ إِسكابةٍ، وليس بلُغةٍ فيه؛ أَلا تراه قال

آذانُهُم؟ فتَشْبِـيهُ الجمع بالجمع، أَسْوَغُ من تَشْبِـيهِه بالواحد.

والسَّكَبُ، بالتحريك: شَجَرٌ طَيِّبُ الريح، كأَنَّ ريحَه رِيحُ الخَلُوقِ، يَنْبُتُ مُسْتَقِلاًّ على عِرْقٍ واحدٍ، له زَغَبٌ ووَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الصَّعْتَر، إِلا أَنه أَشدُّ خُضْرةً، يَنْبُتُ في القِـيعانِ والأَودِيَة، ويَبيسُه لا يَنْفَعُ أَحداً، وله جَـنًى يُؤْكَلُ، ويَصْنَعُه أَهل الـحِجازِ نَبيذاً، ولا يَنْبُتُ جَنَاهُ في عام حَياً، إِنما يَنْبُتُ في أَعوامِ السنينَ؛ وقال أَبو حنيفة: السَّكَبُ عُشْبٌ يرتفِـعُ قَدْرَ الذراع، وله ورقٌ أَغْبَر شبيهٌ بورق الـهِنْدباءِ، وله نَوْرٌ أَبيضُ شديدُ البياضِ، في خِلْقة نَوْرِ الفِرْسِكِ؛ قال الكميت يصف ثوراً وَحْشيّاً:

كأَنه منْ نَدَى العَرارِ معَ الــ * ــقُرَّاصِ، أَو ما يُنَفِّضُ السَّكَبُ

الواحدة سَكَبة. الأَصمعي: من نباتِ السهلِ السَّكَبُ؛ وقال غيرُه:

السَّكَبُ بَقْلَةٌ طَيِّبَة الريحِ، لها زَهْرةٌ صَفراءُ، وهي من شجر

القَيْظِ. ابن الأَعرابي: يقال للسِّكَّةِ من النخلِ أُسْلُوبٌ وأُسْكُوبٌ،

فإِذا كان ذلك من غير النخل، قيل له أُنْبوبٌ ومِدادٌ؛ وقيل: السَّكْبُ ضربٌ من النباتِ.

وسَكاب: اسم فرسِ عُبيدةَ بن ربيعة وغيره. قال: وسَكابِ اسمُ فرسٍ، مثلُ قَطامِ وحَذامِ؛ قال الشاعر:

أَبَيْتَ اللَّعْنَ،إِنَّ سَكابِ عِلْقٌ * نفيسٌ ،لا تُعارُ ولا تُباعُ!

سكب
: (سَكَبَ المَاءَ) والدَّمْعَ ونَحْوَهَما يَسكُبُه (سَكْباً وتسْكَاباً) بالفَتْح (فسَكَبَ هُوَ) كنَصَر (سُكُوباً. وانْسَكَبَ: صَبَّه فَانْصَبَّ) . وسَكَبَ المَاءُ بِنَفْسِه سُكُوباً وتَسْكَاباً وانْسَكَب بِمَعْنًى. وأَهْلُ المَدِينَةِ يَقُولُون: اسْكُبْ عَلَى يَدي. (ومَاءٌ سكْبٌ وسَاكِبٌ وسَكُوبٌ وسَيْكَبٌ وأُسْكُوبٌ) بالضّمّ: (مُنْسَكِبٌ أَو مَسْكُوبٌ) يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ من غَيْرِ حَفْر. ودَمْعٌ سَاكِبٌ. ومَاءً سَكْبٌ، وصف بِالْمَصْدَرِ، كقَوْلم: مَاءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ، وأَنْشَد:
بَرْقٌ يُضِيءُ أَمَامَ البَيْتِ أُسْكوبُ كأَن هَذَا البَرْقَ يَسْكُبُ المَطَر.
وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كَذلِكَ. وسَحَابٌ أُسْكُوبٌ. ومَاءٌ أُسْكُوبٌ: جَارٍ. (والسَّكْبُ) لُغَة فِي السَّقْبِ: (الطّوِيلُ من الرِّجَالِ) .
(و) عَن اللِّحْيانيّ: السَّكْبُ: (الهَطَلَانُ الدَّائِمُ كالأُسْكوبْ) . قَالَتْ جَنوبُ أُخْتُ عَمْرٍ وذِي الكَلْب تَرْثيهِ:
والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ يَتْبَعُها
مُثْعَنْجِرٌ من دَمِ الأَجْوَافِ أُسْكُوبُ
ويروى: من نَجِيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ.
(و) فِي التَّهْذِيب: السَّكْبُ: (ضَرْبٌ من الثِّيَاب) رَقِيقٌ، كأَنَّه غُبَارٌ مِنْ رِقَّته، وكأَنه سَكْبُ مَاءٍ من الرِّقَّة، ويُحَرَّك، عَنِ ابْنه الأَعْرَابِيّ.
(و) السَّكْبُ (من الخَيْلِ: الجَوَادُ) كَثِيرُ العَدْوِ (أَو الذَّرِيعُ) . قَالَ شَيْخُنَا: قَالَ الثَّعْلَبِيّ: إِذَا كَان الفَرَسُ شَدِيدَ الجَرْى فِو فَيْضٌ وسَكْبٌ تَشْبِيهاً بفِيضِ المَاء وانْسِكَابِه. وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: فَرَسٌ سَكْب وأُسْكُوبٌ: ذَرِيعٌ أَو خَفِيفٌ أَو جَوَادٌ.
(و) السَّكْبُ من النَّاسِ والخَيل: الخَفِيفُ الرُّوحِ. والنَّشِيطُ) فِي العَمَل. وفَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْر وغَمْر، وغُلَامٌ سَكْبٌ.
(و) من الْمجَاز: السَّكْبُ: (الأْمْرُ اللَّازِمُ) . وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ لِأَخِيهِ مَعْبَدٍ لَمَّا طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بِمِائَتَيْنِ مِنَ الإِبِل وَكَانَ أَسِيراً: مَا أَنَا بِمُنْطٍ عَنْكَ شَيْئاً يَكُونُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِك سُنَّةً سَكْباً) أَي حَتْماً. وَيُقَال: هذَا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لَازِمٌ.
(و) السَّكْبُ: (أَولُ فَرَسٍ مَلَكه النَّبِيُّ صَلَى اللهُ) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسَلَّم) ؛ سُمِّي بالسَّكْب من الخَيْل كالبَحْر والغَمْر والفَيْض، اشْتَرَاه بعَشْرَةِ أَوَاقٍ، وأَوَّلُ غَزْوَة غَزَاهَا عَلَيْه غَزْوَةُ أُحُد وَلم يكُن للمُسْلِمَين يَوْمَئذ فَرَسٌ، ثمَّ ذَكَر أَوصافَه الدَّالَّة على يُمْنِه وبَرَكَته بِقَوْله: (وَكَانَ كُمَيْتاً أَغَرَّ مُحَجَّلا مُطْلَقَ اليُمْنَى) . وأَخْرَج الطبَرَانِيُّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قَالَ: (كَانَ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم فرسٌ أَدهمُ يُسَمَّى السَّكْبَ) . والكُمْتَةُ والدُّهْمةُ مُتَقَارِبان، (ويُحَرَّك) صَرّح بِهِ فِي شرح سِيرَة ابْن الجَزَرِيّ والتكملة للصَّاغَانِيّ. (و) السَّكْتب أَيضاً: (فَرَس شَبِيبِ بْنِ مُعَاوِيَة) بْنِ حُذَيْفة بْن بَدْر.
(و) السَّكْبُ: (النُّحَاسُ) ، عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ (أَو الرَّصَاصُ) ، عَنْه أَيضاً (ويُحَرَّك) فِي الأَخير أَو فِيهِما أَوْ فِي الكُلِّ.
والسَّكْبُ: لَقب زُهَيْرِ بْنِ عُرْوَة بْنِ جُلْهُمة المَازِنِيّ لقَوْلِه:
بَرْق يُضِيء خِلَالِ البَيْتِ أُسْكُوبُ
كَذَا فِي شرح نَوَادِر القاليّ، استدركه شَيخنَا. قلت: أَنشدَه سِيبَويْه لكنه قَالَ بَدَل (خِلَال) (أَمَام) .
(و) السَّكَبُ (بالتَّحْرِيكِ: شَجَرٌ) طَيِّب الرِّيح كأَنَّ رِيحَه رِيحُ الخَلُوق، يَنْبُتُ مُسْتَقِلًّا على عِرْقٍ واحِد، لَهُ زَغَبٌ وَوَرَقٌ مِثْلُ الصَّعْتَر إِلَّا أَنَّه أَشَدُّ خُضْرَةً، يَنْبُتُ فِي القِيعَانِ والأَوْدِيَةِ، ويِبِيسُه لَا يَنْفَعُ أَحَداً، وَله جَنًى يُؤْكَلُ ويَصْنَعُه أَهْلُ الحِجَاز نَبِيذاً، وَلَا يَنْبُت جَنَاه فِي عامِ حَياً إِنما يَنْبُت فِي أَعوَام السِّنينَ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّكَبُ: عُشْب يَرْتَفِع قَرَ الذِّرَاع، ولَهُ وَرَقٌ أَغْبَر شِبِيهٌ بوَرَق الهِنْدِباءِ وَله نَوْرٌ أَبْيَضُ شَدِيدُ البَيَاضِ فِي خِلْقَة نَوْرِ الفِرْسِك. قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا:
كأَنَّه مِنْ نَدَى العَرَارِ مَعَ ال
قُرَّاص أَو مَا يُنَفِّضُ السَّكَبُ
الوَاحدة سَكَبَة. وَعَن الأَصْمَعِيّ: من نَبَاتِ السهلِ السَّكَبُ. (و) قَالَ غيرُه: السكَبُ: بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الرّيحِ لَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ، وَهِي (شَقَائِقُ النعْمَان) وَهِي من شَجَرِ القَيْظِ. قَالَتِ امْرَأَةٌ تُرقِّص هَنَها:
إِنَّ حِرِى حَزَنْبَلٌ حَزَابِيهْ
كالسَّكَبِ المُحْمَرِّ فَوقَ الرَّابِيَهْ
(و) من الْمجَاز: (السَّكْبَةُ) بالفَتْح وَهِي (الخِرْقَةُ) الَّتِي (تُقَوَّرُ للرَّأْسِ كالشَّبَكَة) يُسَمِّيها الفُرْسُ السُّسْتَقَه.
(و) السَّكْبَةُ: (الغِرْسُ) وَهُوَ أَيْضاً مَجَازٌ.
(و) السَّكَبَةُ (بالتَّحْرِيكِ: الهِبْرِيَةُ) الَّتِي (تَسْقُطُ مِنَ الرَأْسِ) وَهِي الحَزاز.
(و) سَكَبَة (بْنُ الحَارِث) الأَسْلَميّ.
(صَحَابِيٌّ) وَكَانَ يُطيلُ الصلاةَ، لَا رِوَايَةَ لَه.
(والأُسْكُوبُ) ، بالضَّمّ: (الإِسْكَافُ بالفَاءِ (كالإِسْكَابِ) وهُو لُغَةٌ فِيه. (أَو القَيْنُ) وَهُوَ الحَدَّادُ.
(و) الأُسْكُوبُ (من البَرْقِ: الَّذِي يَمْتَدُّ إِلى جِهَة الأَرْضِ) ، وَقد مَرّ شَاهِدُه فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ المَازِنِيّ.
(و) عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ: (السِّكَّةُ من النَّخْلِ) أُسْكُوبٌ وأُسْلُوبٌ، فإِذَا كَان ذلِك من غَيْر النَّخْلِ قيل لَهُ أُنْبُوبٌ ومِدَادٌ.
(وأُسْكُبَّةُ البَابِ) بالضَّمِّ فِي أَوَّلِه وثَالِثِه وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة: (أُسْكُفَّتُه) .
(والإِسْكَابَةُ: الفَلْكَةُ) بِسُكُون اللَّام الَّتِي (تُوضَعُ فِي قِمَع) بالكَسْرِ وبِالفَتْح وكعِنَب: مَا يوضَع فِي فَمِ الإِناءِ فيُصَبُّ فِيهِ (الدُّهْن ونَحْوه) ، وَقيل: هِيَ الفَلْكَة الَّتِي يُشْعَبُ بهَا خَرقُ القِرْبَة. (أَو) الإِسْكَابَةُ: خَشَبَةٌ عَلى قَدْرِ الفَلْس، إِذا انْشَقّ السِّقَاءُ جَعَلُوهَا عَلَيْه، ثمَّ صَرُّوا عَلَيْهَا بسَيْرٍ حَتْى يَخْرِزُوه مَعَه. يُقَال: اجْعَلْ لي إِسْكَابَةُ (قِطْعَةٌ من خَشَب تُدخَل فِي خَرْق الزِّقِّ) ويُشَدُّ عَلَيْه بِهَا لئلّا يَخْرُجَ مِنْهُ شَيْءٌ (كالأُسْكُوبَة) والإِسْكَابَة عَن الفرَّاءِ. وَبِه فُسِّر قَوْلُ ابْنِ مُقْبِل:
يَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكَابِ وَافَقَهُ
أَيْدِي الهَبَانِيقَ بالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ
وَقد صَحَّفه ابنُ عبَّاد بالفاءِ كَمَا سيأْتي فِي (س ك ف) .
(وسَكَابٌ كَسَحابٍ: فَرَسُ الأَجْدَع ابْنِ مَالِكٍ) الهَمْدَانِيِّ. (و) سَكَاب (كَقَطَامِ) وحَذَامِ: فَرَسٌ (آخَرُ لِتَمِيمِيَ) ، وَبِه جَزَم شُرَّحُ المقَامَات الحَرِيرِيَّة، وفِيهَا يَقُول:
أَبَيْتَ اللَّعنَ إِنَّ سَكَابِ عِلْقٌ
نَفِيسٌ لَا يُعَارُ وَلَا يُبَاعُ
(أَو لِكَلْبِيَ، أَو) أَنَّها فَرَسٌ (لعُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ قَحْطَانَ) ، وَفِي نُسْخَة قَحْفَان.
(و) سَكَّابٌ (كَكَتَّان) : فرسٌ (آخَرُ) .
وأَسْكِبُون (بالفَتْح ثُمَّ السُّكُون وكَسْرِ الكَافِ والبَاءِ مُوَحَّدَة) : إِحْدَى قِلَاع فَارِس المَنِيعَة صَعْبَةُ المُرْتَقَى جِدًّا، ليسَت مِمَّا يُمْكن فَتْحُها عَنْوَةً، وَبهَا عَيْنٌ من المَاءِ حَارَّة، كَذَا فِي المعجم.

سرب

سرب

1 سَرَبَ aor. ـُ inf. n. سُرُوبٌ, He went forth: and he went away. (M.) You say, سَرَبَ فِى الأَرْضِ, (M, A, Mgh, Msb,) aor. as above, (M, Msb,) and so the inf. n., (M, A, Msb,) He went away [into the country, or in the land]. (M, A, Mgh, Msb.) And سَرَبَ فِى حَاجَتِهِ He went, or went away, (A'Obeyd, M,) or, as some say, during the day, (M,) for the accomplishment of his want. (A'Obeyd, M.) And هُوَ يَسْرُبُ النَّهَارَ كُلَّهُ فِى

حَوَائِجِهِ [He goes, or goes away, all the day, accomplishing his wants]. (A.) b2: سَرَبَ [or rather سَرَبَ فِى الأَرْضِ] also signifies He (a man) went away at random into the country, or in the land. (Har pp. 448 and 511.) A poet says, (S,) namely, Keys Ibn-El-Khateem, (TA,) ↓ أَنَّى سَرَبْتِ وَكُنْتِ غَيْرَ سَرُوبِ [i. e. Whence hast thou gone away at random? for thou wast not one wont to go away at random:] (S, TA:) thus, سربت, as related by IDrd: accord. to others, [سَرَيْتِ,] with ى. (TA.) b3: سَرَبَتِ الإِبِلُ, aor. and inf. n. as above, The camels went away into the country, or in the land, going forth whithersoever they would: and in like manner سَرَبَ is said of a stallion [camel]': (Az, TA:) or سَرَبَ, (S, K,) said of a stallion [camel], aor. as above, (S,) and so the inf. n., signifies he repaired, or betook himself, to the place of pasture: (S, A, K:) and سَرَبَ المَالُ, aor. ـُ inf. n. سَرْبٌ, the camels, or cattle, pastured during the day without a pastor. (Msb.) b4: سَرَبَ المَآءُ, (A, Mgh, Msb,) aor. as above, (Msb,) inf. n. سُرُوبٌ; (Mgh, Msb;) or سَرِبَ, [aor. ـَ inf. n. سَرَبٌ; (M;) The water ran (A, Mgh) upon the surface of the ground: (A:) or flowed; as also ↓ انسرب: (M:) [or the latter signifies it ran swiftly: (see Har p. 586:)] and in like manner one says of the سَرَاب [or mirage], يَسْرَبُ, inf. n. سَرَبٌ, it runs. (AHeyth, TA.) and سَرِبَتِ العَيْنُ, inf. n. سَرَبٌ; and سَرَبَتْ, aor. ـُ inf. n. سُرُوبٌ; The عين [or source, or perhaps (assumed tropical:) eye, (see مَسْرَبٌ,)] flowed; as also ↓ تسرّبت: so says Lh. (M.) And سَرِبَتِ المَزَادَةُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. سَرَبٌ, (S,) The مزادة [or leathern water-bag] flowed. (S, K.) And خَرَجَ المَآءُ سَرَبًا The water came forth from the punctures made in sewing the skin. (TA.) [Or] سَرِبَتْ said of a new [water-skin such as is termed] قِرْبَة, or of a مَزَادَة, signifies It had water poured into it in order that the thong [with which it was sewed] might become moistened, so as to swell, and fill up the holes made in the sewing. (M.) b5: See also سَرَبٌ, below. b6: [Golius explains سَرَبَ, inf. n. سَرَبَانٌ, as on the authority of the KL, as signifying “ Ingressus fuit in rem, totum subivit implevitve locum: ” but this is a mistake, evidently occasioned by his finding سَرَبَانٌ, explained in this sense, instead of سَرَيَان, the reading in my copy of the KL.]

A2: سَرْبٌ [as an inf. n.] is [also] syn. with خَرْزٌ [signifying The sewing of a skin or the like]. (Kr, K, TA. [In a copy of the M, I find السَّرَبُ الخَرَزُ erroneously written for السَّرْبُ الخَرْزُ.]) You say, سَرَبْتُ القِرْبَةَ, inf. n. سَرْبٌ, I sewed the قربة [i. e. water-skin, or milk-skin]. (TK.) A3: سُرِبَ, (M, K,) like عُنِىَ, [i. e. pass. in form but neuter in signification,] (K,) said of a man, (TA,) He became affected with suppression of the feces, or constipation of the bowels, (أَخَذَهُ حُصْرٌ or حَصَرٌ accord. to different copies of the K,) by the entrance of the fume of [molten] silver [see أُسْرُبٌّ] into the innermost parts of his nose, and other passages, (K,) or into his mouth, and the innermost parts of his nose, and his anus, (M, * TA,) and other passages: (TA:) the epithet applied to a man thus affected is ↓ مَسْرُوبٌ: (K:) sometimes he recovers, and sometimes he dies. (TA.) 2 سَرَّبَ [سرّب app. signifies, primarily, He sent camels in a herd or drove, together, to pasture. And hence, b2: ] سرّب عَلَىَّ الإِبِلَ (tropical:) He sent [against me] the camels [app. with armed riders], one detached number after another: (As, S, A, K, TA:) and in like manner, الخَيْلَ (tropical:) [the horsemen]. (S, A, Mgh, TA.) It is said in a trad. of ' Áïsheh, [referring to girls who were her playmates,] كَانَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَىَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِى (assumed tropical:) He used to send them to me [app. party after party, and they would play with me]. (TA.) And one says, سَرَّبْتُ إِلَيْهِ الشَّىْءَ (assumed tropical:) I sent to him the thing, one by one; or rather, portion by portion. (L, TA.) And سَرَّبْتُ إِلَيْهِ الأَشْيَآءَ (tropical:) I gave him the things, one after another. (A, TA.) And سَرَّبَهُ He sent him back in his سرب [i. e. سَرْب], meaning way [by which he had come]. (Har p. 20.) b3: See also 4.

A2: سرّب سَرَبًا He made a subterranean excavation. (M, A.) b2: سرّب الحَافِرُ, (As, TA,) inf. n. تَسْرِيبٌ, (S, K,) The digger [of a well], in digging, took [i. e. dug] towards the right and left: (As, S, * K, * TA:) in some copies of the K, [and in the S,] right or left: but the former is the correct explanation. (TA.) A3: سرّب القِرْبَةَ, (S, M, A,) inf. n. as above, (K,) He poured water into the قربة [i. e. water-skin, or milk-skin], in order that the holes made in the sewing might become filled up (S, M, A, K) by their being moistened, (S, K,) or by the moistening, and consequent swelling, of the thong [with which it was sewed]; the قربة being new. (M.) 4 اسرب He made water to flow; as also ↓ سرّب. (M.) 5 تَسَرَّبَ see 1, near the middle of the paragraph. b2: [Hence, app.,] تسرّبوا فِيهِ (assumed tropical:) They followed one another continuously in it; namely, a road. (M.) b3: See also 7.

A2: تسرّب مِنَ المَآءِ He became full of water. (TA.) 7 إِنْسَرَبَ see 1, near the middle of the paragraph. b2: انسرب فِيهِ He entered into it; (S, M, K;) i. e., a wild animal, into his سَرَب, (S, M, Msb,) meaning his subterranean habitation, (S, Msb,) or his place of abode; (M;) and a fox, (S,) into his burrow; as also ↓ تسرّب. (S, K.) سَرْبٌ Pasturing مَال, (M, A, TA,) i. e. camels: (M, TA:) or camels, and مَال [here meaning cattle in general], that pasture: (S:) or مَال [i. e. camels or cattle] pasturing during the day without a pastor; an inf. n. used as a subst. in this sense; and ↓ سَارِبٌ [meaning مَالٌ سَارِبٌ] signifies the same: (Msb:) or, accord. to IAar, (M,) any مَاشِيَة [i. e. camels and other cattle]; (M, K;) thus say IJ and Ibn-Hishám El-Lakhmee: and accord. to Kz, ↓ سِرْبٌ also, [q. v.,] with kesr, signifies مَالٌ [syn. with مَاشِيَةٌ]; and IO says the like: (TA:) pl. of the former سُرُوبٌ, (M, TA,) and some say أَسْرَابٌ [which is a pl. of pauc.]. (TA.) Hence the saying, اِذْهَبْ فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكَ, i. e. Go thou away, for I will not drive back thy [pasturing] camels; (S, Msb; *) they shall go, (S,) or I will leave them to pasture, (Msb,) where they will; (S, Msb;) meaning, I have no need of thee: (S:) in the Time of Ignorance, they used to divorce by saying thus, (S, M, Msb,) اِذْهَبِى فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ. (S, M, A.) b2: [Freytag also explains it, from the Deewán el-Hudhaleeyeen, as meaning A sheep-fold.]

A2: Also A way, or road; (Az, S, M, A, Mgh, Msb, K;) and so ↓ سِرْبٌ with kesr; (M, K;) the latter accord. to Aboo-' Omar and Th, but' disallowed by Mbr, who knew only the former in this sense; said by Ibn-Es-Seed to have been pronounced by Az with fet-h, and by Aboo-' Omar with kesr: (TA:) and one's way, or course; (M, K, * TA;) the way by which one goes. (T, TA. [See also سُرْبَةٌ, and مَسْرَبٌ.]) One says, خَلِّ سَرْبَهُ Leave thou free, or unobstructed, his way (T, M, Mgh, Msb, TA) by which he goes, (T, TA,) and his course; (M, TA;) and so ↓ سِرْبَهُ, with kesr; (M, TA;) accord. to Aboo-' Omar: (TA:) or خَلِّ لَهُ سَرْبَهُ leave thou free, or unobstructed, to him his way. (S, A.) And أَطْلَقَ الأَسِيرَ وَخَلَّى سَرْبَهُ [He loosed the captive and left free to him his way]. (A.) Hence, in a trad., مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِى سَرْبِهِ, meaning فِى مُتَقَلَّبِهِ and مُتَصَرَّفِهِ [i. e. He who has become secure in his scope, or room, for free action]: or, accord. to one reading, the last words are فِى

↓ سِرْبِهِ, meaning, (tropical:) in respect of his wives, or women under covert, and his household, or family; a metaphorical sense, from the سِرْب of gazelles &c. (A, and so in the Fáïk. [See also سِرْبٌ.]) Hence also the saying, إِذَا كَان مُخَلَّى

السَّرْبِ, meaning When he is made to be in ample circumstances; not straitened. (Mgh.) And you say وَاسِعُ السَّرْبِ, instead of السِّرْبِ; meaning Whose way that he pursues is ample. (TA. [But see what follows.]) A3: Also The bosom, or breast; or the mind; syn. صَدْرٌ. (Mbr, M, K.) إِنَّهُ لَوَاسِعُ السَّرْبِ means Verily he is of ample bosom, or mind; and judgment; and love: (M, TA:) or, as some say, ample of bosom, or mind; slow of anger. (M. [The latter meaning is assigned in the Msb and TA to وَاسِعُ السِرْبِ: see the next paragraph.]) سِرْبٌ: see سَارِبٌ. b2: [Hence, app.,] A قَطِيع, (S, M, K,) or جَمَاعَة, (Mgh, Msb,) [i. e. herd,] of gazelles, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) and of oxen, (M, Mgh, Msb,) [app. meaning wild oxen,] and of [wild] asses, (M,) and of wild animals [in general], (S, Msb,) and [a flock or herd] of sheep or goats, (M,) and [a flock] of the birds called قَطًا, (S, Msb,) and of birds [in general], (M,) and [a party, or bevy,] of women, (S, M, Msb, K,) &c.; (K;) and, as used by El-' Ajjáj, it is of men also: (Sh, TA:) and a poet of the Jinn, as they assert, used it metaphorically in speaking of a سِرْب of the [lizards called] عَظَآء: (M:) it signifies also (assumed tropical:) a collection of palm-trees; (M, K; in some copies of the latter of which النَّحْل is erroneously put for النَّخْل; TA;) so says AHn; and Abu-l-Hasan thinks it to be by way of comparison: and ↓ سُرْبَةٌ is like it [in its meanings]: (M: [particularly mentioned in the K as used in the last of the senses above mentioned:]) each of these words is said to be applied to a قطيع of the birds called قَطًا, and of gazelles, and of sheep or goats, on the authority of As; and the latter [or each] of them is applied to a قطيع of women as being likened to gazelles: (TA:) the pl. of the former is أَسْرَابٌ; (Sh, M, Msb, TA;) and of ↓ the latter, سُرُبٌ, (K, accord. to the TA,) with two dammehs, (TA,) [in the CK سُرُوبٌ,] or سُرْبٌ, (so in my MS. copy of the K, [either a contraction of the former pl. or a coll. gen. n. of which سُرْبَةٌ is the n. un.,]) or both. (TA. [See also سُرْبَةٌ below, where the pl. is said to be سُرَبٌ.]) b3: [Hence, as some explain them, two phrases mentioned below in this paragraph.] b4: See also سَرْبٌ, first sentence.

A2: It is also syn. with سَرْبٌ as meaning A way, or road: and a course: see سَرْبٌ in two places. b2: Also i. q. بَالٌ [app. as syn. with حَالٌ, i. e. State, or condition]. (S, Msb, K.) One says, فُلَانٌ وَاسِعُ السِّرْبِ, meaning رَخِىُّ البَالِ [i. e. Such a one is in an ample, or unstraitened, state or condition: or the meaning may be, such a one is easy, or unstraitened, in mind: see what follows, and see also بَالٌ]: (S, Msb:) or, as some say, ample of bosom, or mind; slow of anger: (Msb, TA:) [see also وَاسِعُ السَّرْبِ, in two places near the end of the next preceding paragraph:] MF thinks that for بَال we should read مَال, agreeably with an explanation of a phrase in what here follows. (TA.) b3: Also The قَلْب [meaning heart, or mind]: (M, K:) and the نَفْس [meaning self]. (IAar, M, Msb, K.) One says, هُوَ آمِنٌ فِى سِرْبِهِ He is secure in, or in respect of, his heart, or mind: or, himself: (M:) but IDrd disallows this latter explanation; and says that the meaning is, his family, and his مَال [or camels, or cattle, or other property], and his, children; as though the phrase آمن فى سربه were originally used in relation to the pastor, and the stallion [camel], and then extended in its relation to others, metaphorically: (TA:) or the meaning is [simply], his مَال: or, his people, or party: (M, TA:) or as expl. above, voce سَرْبٌ, q. v.: or, accord. to Kz, his way. (TA.) The pl. is سِرَابٌ. (El-Hejeree, M, TA.) A3: See also مَسْرُبَةٌ.

سَرَب A subterranean excavation: (M, K:) or a habitation (S, Mgh, Msb, TA) of a wild animal, (S, * Msb,) in, (S, Mgh, Msb,) or beneath, (TA,) the earth, or ground, (S, Mgh, Msb, TA,) having no passage through it; also called وَكْرٌ: (Msb:) such as has a passage through it is termed نَفَقٌ: (Mgh, Msb:) the burrow, or hole, (M, K,) of a wild animal, (K,) or of a fox, and likewise [the den] of a lion, and of a hyena, and of a wolf; and the place into which a wild animal enters: (M:) pl. أَسْرَابٌ. (M, A, Msb.) In the saying in the Kur [xviii. 60], فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَبًا [And it (the fish) took its way into the sea &c.], Fr says that when the fish was restored to life by the water that came upon it from the fountain [of life], and fell into the sea, its way became congealed, and like a سَرَب [or subterranean excavation, &c.]: Zj says that سربا may be considered as put in the accus. case in two ways; either as a second objective complement of the verb, or as an inf. n. [of ↓ سَرِبَ, q. v.]: and AHát thinks that it here means ذَهَابًا [going away]: or, accord. to IAth, سَرَبٌ signifies a secret, or hidden, place of passage: or, as used by El-Moatarid Edh-Dhafaree, it means [simply] a road, or way. (TA.) It signifies also A subterranean channel or conduit, by which water enters a حَائِط [or garden, or walled garden of palm-trees]. (M, K.) And طَرِيقٌ سَرَبٌ meansA way, or road, in which people follow one another continuously. (M.) b2: Also Flowing water: (M, K: [see also سَرِبٌ:]) or water flowing from a مَزَادَة [or leathern water-bag] and the like: (S:) or water dropping from the punctures made in the sewing of a water-skin. (A.) b3: and Water that is poured into a قِرْبَة [or skin for water or milk], (M, K,) when it is new, or into a مَزَادَة [or leathern water-bag], (M,) in order that the thong [with which it is sewed] may become moistened, (M, K,) so as to swell, and fill up the holes made in the sewing. (M.) سَرِبٌ Flowing water. (S, * M. [See also سَرَبٌ.]) You say also مَزَادَةٌ سَرِبَةٌ, i. e. [A leathern-water-bag] flowing. (S, K.) سَرْبَةٌ: see the next paragraph.

A2: I. q. خَرْزَةٌ [A single puncture, or stitch-hole, made in sewing a skin or the like]. (K. [There expressly said to be, in this sense, with fet-h; but I think that we should read سُرْبَةٌ, and خُرْزَةٌ: see, again, the next paragraph.]) سُرْبَةٌ A short journey; (IAar, M;) or so ↓ سَرْبَةٌ. (K. [But I think that the former is the right.]) You say, إِنَّكَ لَتُرِيدُ سُرْبَةً Verily thou desirest a short journey. (IAar, M.) A long journey is termed سُبْأَةٌ. (TA.) b2: And i. q. مَذْهَبٌ (S, M, A, K) and طَرِيقَةٌ (A, K) [i. e. A way by which one goes or goes away, a proper meaning of the former word; and a way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like, which is a meaning of both of these words]. One says, فُلَانٌ بَعِيدُ السُّرْبَةِ, (S, A, TA,) meaning [Such a one is] one who takes a distant way into the country, or land: (TA:) or meaning بَعِيدُ المَذْهَبِ (S, A) and الطَّرِيقَةِ (A) [i. e., who follows a distant, or remote, way in journeying, and a long way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like. See also سَرْبٌ, and مَسْرَبٌ]. Esh-Shenfarà says, عَدَوْنَا مِنَ الوَادِى الَّذِى بَيْنَ مِشْعَلٍ

وَبَيْنَ الحَشَا هَيْهَاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتِى

[We passed from the valley that is between Mish' al and El-Hashà: distant was it: I made my way to lead me far off]; meaning, how distant was the place from which I commenced my journey! (TA.) And one says also, إِنَّهُ لَقَرِيبُ السُّرْبَةِ, meaning قَرِيبُ المَذْهَبِ [i. e. Verily he is one who pursues a near way]; who hastens, or is quick, in accomplishing his want. (Th, M.) A2: Also A portion, or detached number, (S, Mgh, Msb,) of what compose a سِرْب, (Mgh, Msb,) i. e., of a collection [or herd] of gazelles, and of [wild] oxen, (Mgh,) or [of a flock] of the birds called قَطًا, and of horses, and asses, and gazelles: (S:) pl. سُرَبٌ, like غُرَفٌ pl. of غُرْفَةٌ. (Msb.) See also سِرْبٌ, in two places; in the latter of which the pl. is said to be سُرُبٌ and سُرْبٌ. b2: A collection of خَيْل [i. e. horses, or horsemen], from twenty to thirty, (M, K,) or from ten to twenty. (M.) b3: A company of men who steal away from an army, and make a hostile incursion into the territory of a people, and return. (IAar, TA.) b4: A row of grape-vines: (M, K:) and any طَرِيقَة [meaning row or line]. (M.) b5: See also مَسْرُبَةٌ. b6: Also i. q. خُرْزَةٌ [i. e. A seam, or a stitch, or a puncture, or stitch-hole, of a skin or the like]. (M. [See also سَرْبَةٌ.]) سَرَابٌ [The mirage;] i. q. آلٌ: (As, M, TA:) or the semblance of water, (S, M, A, K,) of running water, (M,) at midday, (S, M, A, K,) cleaving to the ground, (M,) and [in appearance] lowering everything so that it becomes [as though it were] cleaving to the ground, having no شَخْص; (TA;) whereas the آل is that which is in the ضُحَى [or early part of the day when the sun is yet low], raising figures seen from a distance, and making them to quiver: (M:) [several other distinctions between the سراب and the آل, mentioned here in the TA, see voce آلٌ:] سَرَابٌ has no pl. (S and K voce نَهَارٌ.) One says أَخْدَعُ مِنْ سَرَابٍ [More deceitful than a middaymirage]. (A.) A2: سَرَابِ, like قَطَامِ, (A, K, TA,) i. e. indecl., with kesr for its termination, as also سَرَابُ, imperfectly decl., (TA,) determinate, (K, TA,) as a proper name, not having the article ال prefixed to it, (TA,) is the name of The she-camel of El-Basoos (البَسُوس), (K,) or the she-camel El-Basoos, (A, TA,) for El-Basoos was her surname: (TA:) whence the saying أَشْأَمُ مِنْ سَرَابِ [More inauspicious than Sarábi]: (A, K, TA:) a celebrated prov.: for she was the cause of a famous war. (TA.) سَرُوبٌ [Wont to go away at random]: see 1, near the beginning of the paragraph.

سَرِيبَةٌ A sheep, or goat, (شَاةٌ,) which one drives back, or brings back, from the water, when the sheep, or goats, are satisfied with drinking, and which they follow. (M, TA. [See also شَرِيبَةٌ.]) سَارِبٌ Going forth: and going away; as also ↓ سِرْبٌ; the latter expl. by IAar as syn. with ذَاهِبٌ and مَاضٍ: (M: [in one place in the TA the latter is erroneously written سيرب:]) or going away at random into the country, or in the land. (S, K.) See also سَرْبٌ, first sentence. You say مَالٌ سَارِبٌ, (A,) and فَحْلٌ سَارِبٌ, (TA,) i. e. [Camels, or cattle, and a stallion-camel,] repairing to the place of pasture: (A, TA:) and ظَيْبَةٌ سَارِبٌ (M) or سَارِبَةٌ (TA) [a she-gazelle] going away in her place of pasture. (M, TA.) A poet says, (S, M,) namely, El-Akhnas Ibn-Shiháb ElTeghlibee, (TA,) وَكُلُّ أُنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ وَنَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فَهُوَ سَارِبُ

[And all other men have contracted the shackles of their stallion-camel; but we have pulled off his shackles, and he is going away whithersoever he will in his place of pasture]: (S, M, TA: but in the last, حَلَلْنَا is put in the place of خَلَعْنَا: [in the Ham (p. 347) it begins thus: أَرَى كُلَّ قَوْمٍ:]) this, says As, is a prov.; meaning [other] men have abode in one place, not daring to remove to another, and have contracted the shackles of their stallion, that is, confined him, that he may not advance, and be followed by their [other] camels; fearing a hostile attack upon them: but we are people of might, wandering about the land, and going whithersoever we will; and we have pulled off the shackles of our stallion, that he may go whither he will; and whithersoever he hastes away to herbage produced by the rain, thither we follow him: (IB, TA:) or it may be that by the فحل he means the chief, whom, Abu-l-'Alà says, he likens to the stallion-camel. (Ham p. 347.) And hence the saying in the Kur [xiii. 11], مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ, (S, M, TA,) i. e. [Hiding himself by night, and] appearing by day: (S:) or appearing by day in his way, or road, or in the roads: or, as is related on the authority of Akh, appearing by night, and hiding himself by day; and Ktr says the same of سارب. (TA.) أُسْرُبٌ, (M, K,) and أُسْرُبٌّ, (M, Msb, K,) the former mentioned by Sh, (TA,) [the latter the more common,] a Pers\. word, (M, TA,) arabicized, (Msb, TA,) originally أُسْرُبْ, (M,) [or أُسْرُپْ,] or أُسْرُفْ, (Msb, MF, TA,) [and in the TA سترب,] i. q. رَصَاصٌ [i. e. Lead], (M, Msb,) or آنُكٌ [which signifies the same, or black lead, or tin, or pewter]. (K.) b2: And the latter, The fume of [molten] silver. (M. [See 1, last sentence.]) مَسْرَبٌ A way by which one goes; [like سَرْبٌ and سُرْبَةٌ;] syn. مَذْهَبٌ: (Har p. 448:) a place in which the مَال [i. e. camels, or cattle,] go to pasture (تَسْرُبُ); (Ham p. 99;) and ↓ مَسْرَبَةٌ signifies [the same, or] a place of pasture: (S, K:) pl. of the former مَسَارِبُ, (Ham ubi suprà,) and so of the latter. (S, K.) b2: And A channel of water. (A, and Har ubi suprà.) [Hence,] one says, اِخْضَلَّتْ مَسَارِبُ عَيْنَيْهِ i. e. (tropical:) The channels of the tears [of his eyes became moist so as to scatter drops]. (A.) مَسْرَبَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also The passage, and place of exit, of the dung; (Mgh, Msb, TA;) in this sense with fet-h (Mgh, Msb) only [i. e. to the ر]; or so and likewise ↓ مَسْرُبَةٌ: and both signify the upper part of the anus. (TA.) b3: See also the next following paragraph. b4: Also [A sitting-place] like a صُفَّة [q. v.], before a [chamber such as is called] غُرْفَة: not مشربة; for this is a غُرْفَة [itself]. (TA.) مَسْرُبَةٌ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) with damm to the ر, (S, Mgh, Msb,) and ↓ مَسْرَبَةٌ, (M, Msb,) with fet-h, (Msb,) i. e. to the ر, (TA,) and ↓ سُرْبَةٌ, (M, K,) The narrow hair that extends from the breast to the navel: (S:) or the hair growing in the middle of the breast, extending to the belly: (M, K:) or the hair extending from the breast to the pubes: (A, Mgh:) or the hair of the breast, extending to the pubes: (Msb:) and ↓ سِرْبٌ, also, signifies the hair of the breast. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce جِذْمٌ.] b2: The مَسَارِب of beasts are The soft parts of their bellies: (M, TA:) or the مسربة of any beast means the upper parts, from the part next the neck to the root of the tail: and the soft parts of the belly, and the groins, or any similar parts. (A 'Obeyd, TA.) b3: See also مَسْرَبَةٌ.

مَسْرُوبٌ: see 1, last sentence.

مُنْسَرِبٌ Very tall; (K, TA;) applied to a man: and very long; applied to hair. (TA.)
سرب: {سارب}: ظاهر، ويقال: سالك في سربه، أي: في طريقه. {سربا}: مسلكا.
(سرب)
سروبا خرج وَفِي الأَرْض ذهب على وَجهه فِيهَا فَهُوَ سارب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن هُوَ مستخف بِاللَّيْلِ وسارب بِالنَّهَارِ} وَيُقَال سرب فِي حَاجته مضى فِيهَا وَالْمَاء جرى وَالْعين سَالَتْ والقربة سربا خرزها

(سرب) المَاء سربا سَالَ فَهُوَ سرب
س ر ب: (السَّارِبُ) الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ فِي الْأَرْضِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10] أَيْ ظَاهِرٌ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (السِّرْبُ) بِالْكَسْرِ النَّفْسُ يُقَالُ: فُلَانٌ آمِنٌ فِي سِرْبِهِ أَيْ فِي نَفْسِهِ وَهُوَ أَيْضًا الْقَطِيعُ مِنَ الْقَطَا وَالظِّبَاءِ وَالْوَحْشِ وَالْخَيْلِ وَالْحُمُرِ وَالنِّسَاءِ. وَ (السَّرَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ بَيْتٌ فِي الْأَرْضِ. وَ (انْسَرَبَ) الْحَيَوَانُ وَ (تَسَرَّبَ) دَخَلَ فِيهِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: 61] . وَ (السَّرَابُ) الَّذِي تَرَاهُ نِصْفَ النَّهَارِ كَأَنَّهُ مَاءٌ.

سرب


سَرَبَ(n. ac. سُرُوْب)
a. Went out, forth.
b. Pastured freely; ranged about.
c. Flowed, ran.

سَرَّبَ
a. [acc. & 'Ala], Sent to.
b. Went forth; returned home.

تَسَرَّبَإِنْسَرَبَ
a. [Fī], Went, entered into.
سَرْب
(pl.
سُرُوْب)
a. Herd, drove; troop.
b. Road, way.

سِرْب
(pl.
أَسْرَاْب)
a. Troop; party, bevy ( of women ); group.

سُرْبَة
(pl.
سُرْب
سُرَب سُرُب)
a. Herd; flock; troop.
b. Short journey.

سَرَب
(pl.
أَسْرَاْب)
a. Lair, den; burrow.
b. Subterranean passage; conduit; channel.
c. Running water.

سَرِبa. Flowing, running (water).
مَسْرَبa. Channel; course, way.

مَسْرَبَة
(pl.
مَسَاْرِبُ)
a. Meadow, pastureland.
b. see 19t
مَسْرُبَة
(pl.
مَسَاْرِبُ)
a. Hair of the breast.

سَاْرِبa. Going forth.
b. Clear.

سَرَاْبa. Mirage.

سَرُوْبa. see 21 (a)
N. Ag.
إِنْسَرَبَa. Tall, long; giant.

أُسْرُب أُسْرُبّ
P.
a. Lead.

سَرْبَخ
a. Vast desert.
(س ر ب) : (سَرَبَ) فِي الْأَرْضِ مَضَى وَسَرَبَ الْمَاءُ جَرَى سُرُوبًا (وَمِنْهُ) السَّرْبُ بِالْفَتْحِ فِي قَوْلِهِمْ خَلِّ سَرْبَهُ أَيْ طَرِيقَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي السِّيَرِ وَإِذَا كَانَ مُخَلَّى السَّرْبِ أَيْ مُوَسَّعًا عَلَيْهِ غَيْرَ مُضَيَّقٍ عَلَيْهِ وَقَبْلُهُ وَإِذَا جَاءَ مَعَ الْمُسْلِمِ وَهُوَ مَكْتُوفٌ أَيْ مَشْدُودٌ (وَالسِّرْبُ) بِالْكَسْرِ الْجَمَاعَةُ مِنْ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ (وَالسُّرْبَةُ) بِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ (وَمِنْهَا) سَرَّبَ عَلَى الْخَيْلَ إذَا أَرْسَلَهَا سُرَبًا وَالسَّرَبُ بِفَتْحَتَيْنِ بَيْتٌ فِي الْأَرْضِ فَإِذَا كَانَ لَهُ مَنْفَذٌ سُمِّيَ نَفَقًا (وَالْمَسْرُبَةُ) بِضَمِّ الرَّاءِ الشَّعْرُ السَّابِلُ مِنْ الصَّدْرِ إلَى الْعَانَةِ (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ» (وَالْمَسْرَبَةُ) بِالْفَتْحِ مَجْرَى الْغَائِطِ وَمَخْرَجُهُ (وَمِنْهَا) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - سُئِلَ عَنْ الِاسْتِطَابَةِ فَقَالَ أَوَلَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ حَجَرَيْنِ لِلصَّفْحَتَيْنِ وَحَجَرًا لِلْمَسْرَبَةِ» الصَّفْحَتَانِ جَانِبَا الْمَخْرَجِ.
(سرب) - في صِفَتهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان ذا مَسْرُبَة".
المسْرُبة: الشَّعَر النّابِتُ وَسَط الصَّدْر، وقيل: هي ما دَقَّ من شَعَر الصَّدر سائلا إلى الجَوْف
- وفي حديث آخر: "أنه كان دقيق المَسْرُبة"
والمَسْرُبة في حديث الاستنجاء: مَجْرَى الحَدث من الدُّبُر والمَسرُبة - بضَمِّ الرَّاء وفتحها - مثل الصُّفَّة بين يدى الغُرفَة، وقد جاء في بَعْض الأخبار: دخل مَسرُبتَه، وقد تُصحَّف بالمَشْرُبة . ومسرُبَة كلِّ دابة: أعالِيه من لَدُن عُنُقه إلى عَجْب ذَنَبِه.
- في حديث الحُباب بن عَبْد: "كأَنَّهم سِرْبُ ظِباء"
السِّرب والسُّربة: القَطيع من الظِّباء والقَطَا والخَيْلِ والحُمُرِ والبَقَرِ، والنِّساءِ. وقيل: السُّرَبة: الطائفة، من السِّرْب.
- ومنه حديث جابر - رضي الله عنه -: "فإذا قَصَّر السَّهْم قالَ: سَرِّب شيئاً"
: أي أَرسِلْه.
- وحديث عَلىّ - رضي الله عنه -: "إني لأُسَرِّبه عليه"
: أي أُرسِلهُ قِطعةً قِطْعَةً. وسرَّبتُ إليك الشيءَ: أي أرسلتهُ واحداً واحداً، وقيل: سِرْباً سِرْباً والسَّربُ: جماعة النساء على التَّشْبيه بالظِّباء
سرب
السَّرَبُ: الذّهاب في حدور، والسَّرَبُ:
الْمَكَانُ الْمُنْحَدِرُ، قال تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً [الكهف/ 61] ، يقال: سَرَبَ سَرَباً وسُرُوباً ، نحو مرّ مرّا ومرورا، وانْسَرَبَ انْسِرَاباً كذلك، لكن سَرَبَ يقال على تصوّر الفعل من فاعله، وانْسَرَبَ على تصوّر الانفعال منه. وسَرَبَ الدّمع: سال، وانْسَرَبَتِ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا، وسَرَبَ الماء من السّقاء، وماء سَرَبٌ، وسَرِبٌ: متقطّر من سقائه، والسَّارِبُ: الذّاهب في سَرَبِهِ أيّ طريق كان، قال تعالى: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ
[الرعد/ 10] ، والسَّرْبُ: جمع سَارِبٍ، نحو: ركب وراكب، وتعورف في الإبل حتى قيل: زُعِرَتْ سَرْبُهُ، أي: إبله. وهو آمن في سِرْبِهِ، أي: في نفسه، وقيل: في أهله ونسائه، فجعل السِّرْبُ كناية، وقيل: اذهبي فلا أنده سِرْبَكِ ، في الكناية عن الطّلاق، ومعناه: لا أردّ إبلك الذّاهبة في سربها، والسُّرْبَةُ: قطعة من الخيل نحو العشرة إلى العشرين. والْمَسْرَبَةُ: الشّعر المتدلّي من الصّدر، السَّرَابُ: اللامع في المفازة كالماء، وذلك لانسرابه في مرأى العين، وكان السّراب فيما لا حقيقة له كالشّراب فيما له حقيقة، قال تعالى: كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً [النور/ 39] ، وقال تعالى:
وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً [النبأ/ 20]
[سرب] نه: من أصبح أمنًا في "سربه" هو بالكسر أي في نفسه، هو واسع السرب أي رخى البال، ويروى بفتحه وهو المسلك والطريق. ومنه ح: إذا مات المؤمن يخلى له "سربه" يسرح حيث يشاء، أي طريقه ومذهبه الذي يمر فيه. وفيه ح: فكان للحوت "سربا" هو بالحركة المسلك في خفية. ك: وكان أي إحياء الحوت وإمساك جرية الماء حتى صار مسلكًا عجبًا لموسى وفتاه فانطلقا بقية بالنصب ليلتهما ويومهما مجروران والوجه نصب يومهما، وفي مسلم كما للمؤلف في التفسير بقية يومهما وليلتهما وهو الصراب لقوله: فلما أصبح. غ: (و"سارب" بالنهار) أي ذاهب ظاهر في مسربه أي مذهبه، وسرب الماء سأل. نه: كأنهم "سرب" ظباء، هو بالكسر، والسربة القطيع من الظباء والقطا والخيل، ومن النساء على التشبيه بالظباء، وقيل: السرية الطائفة من السرب. وفي ح عائشة: فكان صلى الله عليه وسلم "يسريهن" إلى فيلعبن معى، أي يبعثهن إلى. ن: هو بتشديد راء وهو من لطفه. ح: من السرب جامعه النساء- ويتم في ينقمعن. نه: ومنه: ح: "لأسربه" عليه، أي أرسله قطعة قطعة. وح: فإذا قصر السهم قال: "سرب" شيئًا، أي أرسله. وفيه: كان صلى الله عليه وسلم ذا "مسربة" هو بضم راء ما دق من شعر الصدر سائل إلى الجوف، وفي آخر: دقيق المسربة. شم: هي بفتح ميم. شفا: خيط شعر بين الصدر والسرة. نه: وفي ح الاستنجاء: حجرين للصفحتين وحجرًا "للمسربة" هو بفتح راء وصمها مجرى الحدث من الدبر. وفيه: دخل "مسربته" قيل: هو مثل الصفة بين يدى الغرفة، وبالمعجمة نفسها. ك: "السراب" ما يرى في شدة الحر كالماء. ومنه: فإذا "السراب" يقطع دونها، أي كانت من وراء السراب بحيث لا بد من قطع المسافة السرابية للوصول إليها. ن: فيسخرون فيحشرون إلى النار كأنها "مسراب" يحسبها الكفار لعطشهم ماء فيأتونها فيتساقطون فيها.
س ر ب

سرب في الأرض سروباً: مضى فيها. وهو يسرب النهار كله في حوائجه. وسرب الماء: جرى على وجه الأرض، وهذا مسرب الماء. وسرب النعم: توجه للرعي. ومال سارب، ومن ذلك قيل للطريق: السرب لأنه يسرب فيه، وللمال الراعي: السرب لأنه يسرب وكلاهما بالفتح، يقال: خل له سربه: طريقه. قال ذو الرمة:

خلّى لها سرب أولاها وهيجها ... من خلفها لاحق الصقلين همهيم

وأطلق الأسير وخلّى سربه، ومنه " من أصبح آمناً في سربه " في متقلبه ومتصرّفه ويأبى تفسيره بالمال قوله: " لقه قوت يومه " وروي بالكسر أي في حرمه وعياله، مستعار من سرب الظباء والبقر والقطا. ويقال: مرّ سرب وأسراب، ومرت سربة وهي الطائفة من السرب. وأغير على سرب القوم: نعمهم. و" اذهبي فلا أنده سربك ". وقال:

يا ثكلها قد ثكلته أروعا ... أبيض يحمي السرب أن يفزعا

وللوحش والنعم والنحل: مسارب ومسارح. قال المسيب يصف نحلاً

سود الرءوس لصوتها زجل ... محفوفة بمسارب خضر

وفلان بعيد السربة أي المذهب. واتخذ سرباً وأسراباً ونفقاً وأنفاقاً. وسرب سرباً: عمله. وسال سرب القرية وهو الماء الذي يقطر من خرزها، وسقاء سرب، وماء سرب، وقد سرب سرباً، وسرب القربة: اجعل فيها ماء ليسد الخرز. وهو دقيق المسربة وهي الشعر السائل من الصدر إلى العانة. وتقول: أخدع من سراب و" أشأم من سراب " وهي ناقة البسوس.

ومن المجاز: سرب عليّ الخيل والإبل: أرسلها سرباً. وسربت إليه الأشياء: أعطيته إياها واحداً بعد واحد. وأخضلت مسارب عينيه وهي مجاري الدمع. قال عمر بن أبي ربيعة:

أقول لأسماء اشتكاءً وأخضلت ... مسارب عينيّ الدموع السواجم
س ر ب : سَرَبَ فِي الْأَرْضِ سُرُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبَ وَسَرَبَ الْمَاءُ سُرُوبًا جَرَى وَسَرَبَ الْمَالُ سَرْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَعَى نَهَارًا بِغَيْرِ رَاعٍ فَهُوَ سَارِبٌ وَسَرْبٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَيُقَالُ لَا أَنْدَهُ سِرْبَكَ أَيْ لَا أَرُدُّ إبِلَكَ بَلْ أَتْرُكُهَا تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَكَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ طَلَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

وَالسَّرْبُ أَيْضًا الطَّرِيقُ وَمِنْهُ يُقَالُ خَلِّ سَرْبَهُ أَيْ طَرِيقَهُ وَالسِّرْبُ بِالْكَسْرِ النَّفْسُ وَهُوَ وَاسِعُ السِّرْبِ أَيْ رَخِيُّ الْبَالِ وَيُقَالُ وَاسِعُ الصَّدْرِ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَالسِّرْبُ الْجَمَاعَةُ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَقَرِ وَالشَّاءِ وَالْقَطَا وَالْوَحْشِ وَالْجَمْعُ أَسْرَابٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالسُّرْبَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ السِّرْبِ وَالْجَمْعُ سُرَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالسَّرَبُ بِفَتْحَتَيْنِ بَيْتٌ فِي الْأَرْضِ لَا مَنْفَذَ لَهُ وَهُوَ الْوَكْرُ وَانْسَرَبَ الْوَحْشُ فِي سَرَبِهِ وَالْجَمْعُ أَسْرَابٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَنْفَذٌ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَهُوَ النَّفَقُ.

وَالْمَسْرُبَةُ بِضَمِّ الرَّاءِ شَعْرُ الصَّدْرِ يَأْخُذُ إلَى الْعَانَةِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ حَكَاهَا فِي الْمُجَرَّدِ وَالْمَسْرَبَةُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ مَجْرَى الْغَائِطِ وَمَخْرَجُهُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْسِرَابِ الْخَارِجِ مِنْهَا فَهِيَ اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ.

وَالْأُسْرَبُّ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ هُوَ الرَّصَاصُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ عَنْ الْأُسْرُفِّ بِالْفَاءِ.

وَالسِّرْبَالُ مَا يُلْبَسُ مِنْ قَمِيصٍ أَوْ دِرْعٍ وَالْجَمْعُ سَرَابِيلُ وَسَرْبَلْتُهُ السِّرْبَالَ فَتَسَرْبَلَهُ بِمَعْنَى أَلْبَسْتُهُ إيَّاهُ فَلَبِسَهُ. 
سرب
السرْبُ: مالُ القَوْمِ، والجَميعُ السُّرُوْبُ. وفلانٌ آمِنٌ في سَرْبِه: وهو الذي لا تُغْزى نَعَمُه لعِزِّه، وقيل: آمِنُ القَلْبِ. وقَوْلُهم: " اذْهَبي فلا أنْدَهُ سَرْبَكِ " أي لا أرُدُّ إبِلَكِ، وكانَتِ المَرْأةُ تَطْلُقُ بهذه الكلمة.
وسَرَبَ في حَوَائجِه سُرُوْباً: بالنهارِ.
والسرْبُ: القَطِيْعُ من الظبَاءِ والبَقَرِ والقَطا والنَسَاءِ. والسُّرْبَةُ: الطائفَةُ من السِّرْب. وفُلان مُنْسَاحُ السرْبِ: كأنَّه أرادَ به سَعَةَ صَدْرِه وبَلَدِه. والمَسْرَبُ: المَوْضِعُ الذي تُسْرَبُ فيه الظبَاءُ والوَحْشُ لِمَرَاعِيْها، والجَميعُ المَسَارِبُ.
ومَسَارِبُ الدوَاب: مَرَاقُها من حَوَالي بُطُونِها وأرْفاغِها. وهي - أيضاً -: مَجاري الماء.
والمِسْرَبُ: المِثْعَبُ.
ومَسَارِيْبُ الإنسانِ: جَوَارِحُه. وماء سَرَب: للذي يَقْطُرُ من خَرْزِ السِّقَاء، سَرِبَ السقَاءُ يَسْرَبُ سَرَباً. وسَربْ قِرْبَتَكَ: أي اصْبُبْ فيها ماءً حَتّى تَنْتَفِخَ سُيُوْرُها. والمَسْرُبَةُ: الشعراتُ التي تَنْبُتُ في وسط الصَّدْر إلى أسْفَلِ السُّرَّةِ، ويُنْصَبُ الراءُ.
ومَسْرَبَةُ كُل دابةٍ: أعَالِيْه من لَدُنْ عُنُقِه إلى عَجْبِ ذَنَبِه. والمَسْرَبَةُ: مِثْلُ الضُفةِ تكونُ بَيْنَ يَدَيِ الغُرْفَةِ، ويُضَمُّ الراءُ.
والسَّرَبُ: مَحْفُوْرٌ لا نَفَاذَ له، والجَميعُ الأسْرَابُ. والخَشَبَةُ الجَوْفاءُ التي تُجْعَلُ في خَرْقِ البُسْتَانِ للماءِ.
والسرَبُ: مِثْلُ العِذَارِ من النَخْلِ إذا كانَ سَطْراً مُتَسقاً. والسَّهْمُ أيضاً. والسرِيْبَةُ من الغَنَمِ: التي يُصْدِرُها الراعي إذا رَوِيت فَيَتْبَعُها الغَنَمُ. وسَربْ عَلَي الإبِلَ: أي أرْسِلْها قِطْعَةً قِطْعَةً. وسَربْتُ الشَّيْءَ إلى فلانٍ: إذا أعْطَيْته واحِداً بَعْدَ واحِدٍ؛ تَسْرِيباً. وإنه لَقَرِيْبُ السرْبَةِ: إذا كانَ مَذْهَبُه إلى المَسْجِدِ قَرِيباً؛ وإلى حاجَتِه.
والمَسْرَبُ: المَذْهَبُ والطَّرِيْقُ، وكذلك السرْبُ. والسُرْبَةُ: الطَّرِيْقَةُ من شَجَرِ العِنَبِ؛ كُلُّ طَرِيْقَة: سُرْبَةٌ. وهي من جَماعاتِ الخَيْلِ: ما بَيْنَ عِشْرِيْنَ فارِساً إلى ثلاثين. وجَماعَةٌ قَليلةٌ من الطَّيْرِ. والسرْبَانُ: أوْدِيَةٌ صِغَارٌ، الواحِدُ سَرَبٌ. وكُلُّ مُطْمَن: سَرَبٌ.
والمُنْسَرِبُ من الرجَالِ: الطوِيلُ جِدّاً. ويقولونَ: " أشْأَمُ من سَرَابَ " وهي اسْمُ ناقَةِ بَسُوْسَ.
[سرب] السارب: الذاهب على وجهه في الأرض. قال الشاعر : أَنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَروب * وتُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ وسَرَبَ الفحلُ يَسْرُبُ سُروباً، إذا توجه للرَعْي. قال الاخنس التغلبي: وكل أناس قاربوا قيد فحلهم * ونحن خلعنا قيده فهو سارب ومنه قول تعالى: (وَمَنْ هو مُسْتَخْفٍ باللَيلِ وسارِبٌ بالنهارِ) ، أي ظاهرٌ. والسَّرْبُ، بالفتح: الإبل وما رَعى من المال، ومنه قولهم: " اذهب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ "، أي لا أَرُدُّ إِبِلِك، تذهبُ حيث شاءَتْ، أي لا حاجة لي فيك. وكانوا في الجاهلية يقولون في الطلاق: " اذْهَبي فَلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ " فتُطَلَّقُ بهذه الكلمة. والسَّرْبُ أيضاً: الطريقُ، عن أبى زيد. يقال: خَلّ له سَرْبَهُ. قال ذو الرُمَّة: خَلَّى لها سَرْبَ أولاها وَهَيَّجَها * مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُقْلَينِ هِمْهيمُ وفلان آمَنٌ في سِرْبِه، بالكسر، أي في نفسه. وفلانٌ واسع السِرْبِ، أي رَخِيُّ البالِ. ويقال أيضاً: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِباءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أي قطيعٌ. وتقول: مَرَّ بي سُرْبَةٌ بالضم، أي قطعةٌ من قَطاً وخيلٍ وحُمُرٍ وظِباءٍ. قال ذو الرمَّة يصف ماءً: سِوى ما أصابَ الذِئْبَ منه وسُرْبَةٍ أَطافَتْ به من أُمَّهاتِ الجَوازِلِ ويقال أيضاً: فلانٌ بعيدُ السُرْبَةِ، أي بعيدُ المذهبِ. قال الشَنفَرى: غَدَوْنا من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ * وبين الحشا هيهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي والسَّرَبُ، بالتحريك: الماء السائل من المَزادة ونحوِها. قال ذو الرمة: ما بال عينيك منها الماءُ يَنْسَكِبُ * كأنّه من كُلى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ قال أبو عبيد : ويروى بكسر الراء. يقال منه سَرِبَتِ المَزادَةُ بالكسر تَسْرَبُ سَرَباً فهي سَرِبَةٌ، إذا سالَتْ. والسَّرَبُ أيضاً: بيتٌ في الأرض. تقول: انْسَرَبَ الوَحْشِيُّ في سَرِبِهِ. وانْسَرَبَ الثَعلب في جُحْرِهِ وتَسَرَّبَ، أي دخَل. وتقول: سَرِّبْ عليَّ الإبِلَ، أيْ أَرْسِلْها قِطعةً قطعةً. ويقال: سَرِّبْ عليه الخيلَ، وهو أن يبعث عليه الخيلَ سُرْبَةً بعد سُرْبَةٍ. وتَسْريبُ الحافِرِ: أَخْذُهُ في الحَفْرِ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وتقول أيضاً: سَرَّبْتُ القِرْبَةَ، إذا صَبَبْت فيها الماء لِتَبْتَلَّ عُيونُ الخُرَزِ فتَنْسَدَّ. والمَسْرُبَةُ بضم الراء: الشَعَرُ المُسْتَدِقُّ الذي يَأخُذُ من الصدر إلى السُرَّةِ. قال الذُّهْليُّ : الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي * وَعَضَضْتُ من نابى على جذم  والمَسْرَبَةُ، بالفتح: واحدة المسارِبِ، وهي المراعي. والسَّرابُ: الذي تراه نِصْفَ النهار كأنه ماء.
سرب: سَرَّب (بالتشديد)، سَرَّب أبيه وفيه: أرسل إليه سراً أو علانية، ويقال بخاصة) سَرَّب إليه دراهم، وسرّب إليه السلاح، وسرّب إليه الكتائب ونحو ذلك.
(رسالة إلى السيد فليشر ص35 - 36).
سرَّب: روّج النقود المزيفة وجعلها متداولة. ففي رسالة إلى السيد فليشر (ص35 - 36) يسرّبونها في الناس.
سرَّب: جعل الماء يجري من النهر أو من المنبع في قنوات تحت الأرض. ففي رحلة ابن جبير (ص257): وسرُبّ لها (للقلعة) من هذا النهر ماء ينبع فيها (انظر ص186). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص36 و): وسرَّب الماء إليها من الوادي. وفي المقدمة (2: 322): تسريب المياه في القنوات. وفي مادة رشح مثال آخر على هذا.
وسرَّب أيضاً بمعني أسال الفضلات في قنوات أو مجاري ففي المقدمة (2: 322): الفضلات المسرَّية في القنوات. وقد ذكر هذا الفعل في معجم فوك.
سرَّب: ذهب كل واحد إلى بيته (بوشر) ورجع إلى بيته (محيط المحيط) تسْرّب. تسرّب الماء: سال في المجاري والأنابيب والقنوات والسواقي. ففي رحلة ابن جبير (ص260) في كلامه عن خان كبير: في وسطه صهريج كبير مملوء ماء يتسرّب له تحت الأرض من عين على البعد. (انظر أيضاً ص261، 278) وفيها (ص215): وتشقُّ هذه البسائط أغصان من ماء الفرات تتسرب بها وتسقيها. وفي (ص214): نهر متسرب من الفرات. ويوجد هذا الفعل تسرَّب في معجم فوك. سَرْب وجمعها سُرُوب: بالوعة. هكذا ينطقونها بتسكين الراء في أسبانيا بدل سَرَب لأنها بالأسبانية azarbe سِرْب: تطلق أيضاً على الكتيبة من الرجال (رسالة إلى السيد فليشر ص45 - 46) سَرَب (انظر سَرْب) وتجمع على سُرُب، وسِراب وأسراب: قناة. مجري ماء، بالوعة (معجم الادريسي، ابن جبير ص241) وفي ابن البيطار (1: 5) بسروب العيون.
سَرَب: طريق تحت الأرض (البكري ص31). وفي الجويري (ص90 و): يطلق اسم سروب على دهاليز المناجم.
سِرْبَة: كتيبة من الفرسان (زيشر 22: 15). وهي تصحيف سُرْبة.
سُرْبَة: جماعة من الخيل حسب ما جاء في المعاجم العربية. وقد ترجمها فريتاج ب ((من الخيل)) وترجمها لين ب من الخيل أو من الفرسان)) والصواب ترجمتها بفرسان لأن نجد في معجم الكالا: جماعة من الناس وكذلك جناح من الجيش. وانظر المادة السابقة. وقد أصبحت هذه الكلمة تدل على معني أوسع وهو كتيبة من الرجال المسلمين أو الجنود.
سُرْبَة: حزب، عصبة، جماعة من الرجال يتتابعون ويتلاحقون أو ينتمون إلى حزب واحد. وتطلق للاحتقار (بوشر).
سُرْيَة: موكب، قطيع كبير، كثرة وتوالي (بوشر).
سَرَبيَّة: قناة (معجم الادريسي).
سراب: نبيئة، حمأ الاوحال، قذر المجاري، قذر المستنقع الذي نظف (بوشر).
سريب = فراسيون وهو نبات اسمه العلمي: Prassium Foetidum ( المستعيني في مادة فراسيون سراباتي منظف المراحيض، نزاح، محترف الحرف الخسيسة (بوشر).
سرَّاب: حفار البلاليع (فوك).
سارب = مرداسنج: متك (المستعيني في مادة مرداسنج) مَسْرَب: بالوعة (تاريخ البربر 2: 150).
مَسْرب: طريق تحت الأرض (تاريخ البربر 2: 367).
مُتَسَّرب: قناة تحت الأرض (ابن جبير ص278).
منسرب: موضع يسيل منه الماء (معجم البلاذري).
باب السين والراء والباء معهما س ر ب، س ب ر، ب س ر، ب ر س، ر س ب، ر ب س مستعملات

سرب: السَّرْبُ: مال القوم، والجميع السُّرُبُ، قال:

لعلَّ الخَيْلَ تُعجِلُ سَرْبَ تَيْمٍ

وفلانٌ آمِنُ السِّربِ أي لا تُغزَى نَعَمُه من عزِّهِ. وقول اللهِ عزَّ وجلَّ-: وَسارِبٌ بِالنَّهارِ

أي ساعٍ في أموره نهاراً يَسرُبُ في حَوائجه بالنّهار سُروباً. ويُرادُ بآمِن السِّرْبِ آمِنَ القَلْب. والسِّربُ: قطيعٌ من الظِّباءِ والجَواري والقَطَا. والسُّرْبةُ: الطائفة من السِّربِ، قال ذو الرُمّة:

سِوَى ما أصابَ الذِّئبُ منه وسُرْبةٌ ... أَطافَتْ به من أمهات الجوازل  يصف بقيَّةَ ماءٍ في الحَوْض. وفلانٌ مُنْساحُ السِّرْب يُرادُ به [شَعر] صدره [وبَدَنِه] . والمَسْرَبُ: الموضِعُ الذي يَسْرُبُ فيه الظِّباءُ والوَحشُ لمراعيها. والماءُ يَسرَب أي يجري فهو سَرِب أي قاطِرٌ من خُرَزِ السِّقاء، وسَرِبَ سَرَباً. والمَسْرُبة: شَعَراتٌ تَنْبُتُ في وَسَط الصدر إلى أصل السُّرَّةِ كقَضيب. ومَسارِبُ الدَّوابِّ: مَراقُّها من حَوالَي بطونِها وأرفاغِها وآباطِها. والسَّرابُ: الآلُ. وسَرَبْتُ سَرَباً وهو المحفور سُفْلاً لا نَفاذَ له، وإِنَّما انسَرَبَ الماءُ في موضعٍ سَرْبٍ اي قَطْعٍ. وسَرِّبْ قِرْبتَكَ حتى تُعيبها أي تتبَع عُيوبَها فتُذهبَها حتى تكتُمَ الماءَ. وقوله تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً

، أي دخولاً في الماء. رسب: الرُّسُوبُ: الذَّهابُ في الماء سُفْلاً، والفعل: رَسَبَ يرسُبُ. وسَيْفٌ رَسُوبٌ: يغيب في الضَّريبة ماضياً. وبَنُو راسبٍ: حَيٌّ من العَرَب، وبنو راسب : اسْمُ ذي الحَيَّتَين وهو الضَّحّاك.

بسر: البَسْرُ الاِعجال، وبَسَرَ الفَحْلُ قَلوصاً أي ضَرَبَها قبل حِينها. والباسِرُ: القاهِرُ بَسراً أي قَهراً. وابتَسَرَ الفَحْلُ الناقة أي قَهَرها على نفسِها حتى يَنُزو عليها. والبُسُورُ: العُبُوس، ويَبْسُرُ فهو باسِرٌ من هَمٍّ أو فِكرٍ. والبُسْرُ من التَّمْر قبلَ أن يُرْطِبَ، والواحدة بُسرةٌ، وأبْسَرَ النَّخْل صارَ بُسْراً بعدَ ما كان بَلَحاً،

وفي الحديث: لا تَبسُروا

أي لا تَخلِطُوا البُسْر بالتَّمْر للنَّبيذ، وقد بسره بَسْراً. والبُسْرةُ: ما قد ارتَفَعَ من النَّبات عن وجه الأرض شيئاً ولم يَطُلُ، وهو غَضٌّ أَطَيبُ ما يكون، وقيل: البُسْرَةٌ البُهْمَى خاصّة تخرج في فَرْعها في وَسَط الربيع ثمَّ يُمسِكْها البَرْد فتَصمَع تلك البُسْرةُ ثم تَتَفَقَّاًُ عن السَّفَى الذي يكون للبُسْرة، قال ذو الرمّة:

رعت بأرض البهممى جميما وبسرة  والبَياسرةُ: قوم من أهل السِّند يُؤاجِرُون أنفُسَهم من أهل السُّفُن لمُحاربةِ عدوِّهم، وهو رجلٌ بَيْسَريُّ. والبِسارَ: مطرٌ يُصيبُ أهلَ السِّنْد أيّامَ الصَّيف لا يُقلِعُ عنهم ساعة فتلك أيّام البِسار . والباسور مُعَرَّبةٌ .

سبر: السَّبْرُ: التَّجرِبةُ، وسَبَرَ ما عنده أي جَرَّبَه. وسبر الجرح بالمسبار أي نظر ما ما مقداره. والسِّبارُ: فَتيلةٌ تُجْعَلُ في الجُرْحِ، قال:

ترد على السابري السبار

والسبر: الأسد. والسبرة: الغَداة الباردةُ، ومنه إِسباغُ الوُضوءِ في السَّبَراتِ والسُّبَرُ: طائر دونَ الصَّقْر، قال:

حتى تَعاوَرَه العِقْبانُ والسُّبَرُ  ربس: الرَّبْسُ منه الارتِباس، يقال: عُنقُود مُرْتَبِس، [ومعناه انِهضامُ حَبِّه وتَداخُلُ بعضِه في بعض] . وكبْش رَبيس ورَبيزٌ أي مُكْتَنِزٌ أَعْجَز. وارتَبَسَ الأمر أي اختَلَطَ بعضه ببعض. والرِّيباس مُعرَّب.

برس: البُرْسُ: القُطن، [وهو قُطن البَرديِّ] قال:

سَبائِخٌ من بُرُسٍ وطُوطِ
السين والراء والباء س ر ب

السَّرْبُ المالُ الرَّاعي أعْني بالمالِ الإِبِلِ وقال ابنُ الأعرابيِّ السَّرْبُ الماشيةُ كلُّها وجمْعُ كل ذلك سُرُوبٌ وسَرَبَ يَسْرُبُ سُروباً خَرَجَ وسَرَبَ في الأرض يَسْرُبُ سُروباً ذَهَبَ وفي التنزيل {وسارب بالنهار} الرعد 10 قال

(وكُلُّ أُناسٍ قارَبُوا قيدَ فَحْلِهم ... ونحنُ خَلَعْنَا قَيْدَه فهو سارِبُ)

وظبْيَةٌ سارِبٌ ذاهِبَةٌ في مَرْعَاها أنْشد ابنُ الأعرابيِّ في صِفَةِ عُقَابٍ

(فَخَاتَتْ غَزالاً جاثِماً بَصُرَتْ به ... لَدَى سَلَماتٍ عِنْد أدْمَاءَ سَارِبِ)

ورواه بعضهم سالِبِ وقال بعضُهم سَرَبَ في حاجَتِه مضَى فيها نَهاراً وعمَّ بِه أبو عَبَيْدٍ وإنَّه لقَرِيبُ السُّرْبَةِ أي قَريبُ المَذْهبِ يُسْرِعُ في حَاجَتِه حكاهُ ثعلَبٌ والسَّرِبُ الذاهِبُ الماضي عن ابن الأعرابيِّ وفُلانٌ آمِنُ السَّرْبِ لا يُغْزَى مالُهُ لِعزِّه وفي الطَّلاقِ اذْهَبِي فلا انْدَهُ سَرْبَكِ فَتَطْلُقُ أي لا أَرُدُّ إبلَكِ حتَّى تذهبَ حيث شاءتْ وخَلِّ سَرْبَهُ أي طَرِيقَهُ ووَجْهَهُ قال ذو الرُّمَّةِ

(خَلَّى لَها سَرْبَ أُولاهَا وهَيَّجَها ... من خَلْفِها لاَحِقُ الصُّقْلَيْنَ هَمْهِيمُ)

وخَلِّ سِرْبَهُ بالكسْرِ كذلك وإنَّه لواسعُ السَّرب أي واسعُ الصَّدرِ والرَّأيِ والهَوَى وقيل هو الواسع الصَّدْرِ البَطْيءُ الغَضَبِ آمِنٌ في سِرْبِه أي في نَفْسِه وقيل في قَوْمِهِ والسِّرْبُ هنا القَلْبُ والجمع سِرَابٌ عن الهَجَريّ وأنْشَد

(إذا أصبحتُ بيْنَ بني سُلَيْم ... وبيْنَ هَوازِنٍ أمِنَتْ سِرَابِي)

والسَّرِبُ القطيعُ من النِّساءِ والطَّيْرِ والظباءِ والبَقَرِ والحُمُرِ والشَّاءِ واستَعَارَهُ شاعِرٌ من الجِنِّ زعَمُوا للعَظَاءِ فقال أنشده ثعلب

(ركِبتُ المطايَا كُلَّهُنَّ فلم أجِدْ ... ألَذَّ وأشْهى من جِيادِ الثَّعالبِ)

(ومِن عَضْرفُوطٍ حَطَّ بي فَزَجَرْتُه ... يُبَادِرُ سرباً مِنْ عَظَاءٍ قَوارِبِ)

وقال أبو حنيفةَ ويقال للجماعةِ من النَّخْلِ السِّرْبُ فيما ذكر بعضُ الرُّواةِ قال أبو الحَسَن وأنا أظُنُّه على التَّشْبيهِ والجمع من كلِّ ذلك أسْرابٌ والسُّرْبَهُ مثلُه والسُّرْبَةُ الجماعة من الخيْلِ ما بين العِشرينَ إلى الثلاثين وقيل ما بين العشرة إلى العشرين والسُّرْبَةُ الصَّفُّ من الكَرْمِ وكلُّ طريقةٍ سُرْبَةٌ والسُّرْبةُ والمَسْرَبَةُ والمَسْرُبة الشَّعَر النابتُ وسطَ الصَّدْر إلى البطْن قال سيبويه ليست المَسْرُمَة على المكان ولا المصْدَر وإِنَّما هي اسمٌ للشَّعَر ومَسَارِبُ الدَّوابّ مَرَاقُّ بُطُونِها والسَّرابُ الآل وقيل السَّرابُ الذي يكون نِصْفَ النَّهارِ لاطِئا بالأرض كأنه ماءٌ جَارٍ والآل الذي يكون بالضُّحَى يَرْفَعُ الشُّخوصَ ويَزْهَاهَا والسَّرِيبَةُ الشَّاةُ التي تُصْدِرهَا إذا رَوِيَت الغَنَمُ فَتَتْبَعُها والسَّرَبُ حَفيرٌ تَحْتَ الأرض وقدْ سرَّبُتُه والسَّرَب جُحْرُ الثعْلب والأسدِ والضَّبُع والذِّئبِ والسَّرَبُ الموْضِعُ الذي قد حلَّ فيه الوَحشيُّ والجمع أسْرابٌ وانْسَرَبَ الوَحْشيُّ في سَرَبهِ دخَلَ والسَّرَبُ القَناةُ الجوْفاءُ التي يَدْخُل مِنْها الماءُ الحائطَ والسَّرَبُ الماءُ السَّائِلُ سَرِبَ سرباً فهو سرِبٌ وانْسَرَبَ وأسْرَبَهُ هُوَ وسَرَّبَهُ وقالَ اللِّحْيانيُّ سَرِبَتْ العَيْنُ سَرباً وسَرَبَتْ تسْرُبُ سُرُوباً وتسرَّبَتْ سالَتْ والسَّريبُ الماءُ يُصَبُّ في القِربة الجديدةِ أو المَزَادةِ لِيبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِخَ فَتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ وقد سَرَّبتُها فسَرِبَتْ سَرباً وطريقٌ سَرِبٌ يَتَتَابَعُ النَّاسُ فيِه قال أبو خِراش

(في ذاتِ رَبْدٍ كَزَلْقِ الزّجُ مُــشْرِفةً ... طَرِيقُهَا سَرِبٌ بالناسِ رُعْبوبُ)

وتَسَرَّبوا فيه تتابعُوا والسَّرْبُ الخَرْزُ عن كُراع والسَّرْبَةُ الخَرْزَةُ وإنك لَتُرِيدُ سَرْبَهً أي سَفَرَاً قريباً عن ابن الأعرابيِّ والأُسْرُبُ الرَّصاصُ عَجَمِيٌّ هو في الأصْلِ أَسْرُبُ والأُسْرُبُ دُخَانُ الفِضَّةِ يَدْخُلُ في الفَمِ والخَيْشُوم والدُّبُرِ فَيُحْصِرُ وقد سُرِبَ
سرب
سرَبَ/ سرَبَ في يَسرُب، سُرُوبًا، فهو سارِب،

والمفعول مسروبٌ فيه
• سرَب الماءُ ونحُوه: جرى وسال "سرَب الدَّمعُ- سَربتِ العينُ: سالت".
• سرَب في الأرض: ذهب على وجهه فيها، خرج ومضى "سَرب في حاجته: مضى فيها- {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}: ظاهر بارز في سيره، سالك طريقه، منصرف في حوائجه" ° ظبية ساربة: ذاهبة في مرعاها. 

سرِبَ/ سرِبَ من يَسرَب، سَرَبًا، فهو سرِب، والمفعول مسروبٌ منه
• سرِب الإناءُ: سال ما فيه.
• سرِب الماءُ من الإناء: سال "ماءٌ سرِب: جارٍ أو سائل". 

أسربَ يُسرب، إسرابًا، فهو مُسْرِب، والمفعول مُسْرَب
• أسرب الماءَ ونحوَه: أساله. 

انسربَ ينسرب، انسرابًا، فهو مُنْسَرِب
• انسرب الماءُ ونحوُه: سرَب؛ سال. 

تسرَّبَ/ تسرَّبَ إلى/ تسرَّبَ في يتسرّب، تسرُّبًا، فهو مُتَسَرِّب، والمفعول مُتسرَّبٌ إليه
• تسرَّب الماءُ ونحوُه: مُطاوع سرَّبَ: انسرَب، سال، اخترق الحاجز ونفذ، رشح "تسرَّب الغازُ/ الدخانُ" ° تسرّبت العينُ: سالت.
• تسرَّب الامتحانُ: خرج خفية وأفلت "تسرَّبت أخبارُ الجلسة السِّرِّيّة إلى الجمهور- تسرَّبت أنباءُ حشود الجيش- تسرّب بعضُ التلاميذ من مدارسهم: تفلّتوا منها، هربوا".
• تسرَّب إلى المكان/ تسرَّب في المكان: دخله خُفْية، تسلّل إليه "تسرّب إلى/ في البلد".
• تسرَّب القومُ في الطَّريق: تتابعوا. 

سرَّبَ يُسرِّب، تسريبًا، فهو مُسَرِّب، والمفعول مُسَرَّب
• سرَّب الماءَ: أسالَه.
• سرَّب الامتحانَ ونحوَه: أَمَرَّه خفية، أرسله قطعةً قطعةً "سرَّب الأنباءَ- سرَّب إلى البلاد بضائع ممنوعة". 

تسرُّب [مفرد]:
1 - مصدر تسرَّبَ/ تسرَّبَ إلى/ تسرَّبَ في.
2 - حركة بطيئة للمياه وغيرها خلال الشّروخ الصّغيرة والمسامّ والفرجات "تسرُّب غاز/ دخان" ° تسرُّب وظيفيّ.
3 - (فز) ضياع في التيّار الكهربائيّ نتيجة لعزل خاطئ. 

تَسْريب [مفرد]:
1 - مصدر سرَّبَ.
2 - إفشاء أو كشف متعمَّد لمعلومات غاية في السّرّيّة "تسريب الأخبار: إتاحتها بشكل غير رسميّ".
3 - (طب) إدخال سائل في الوريد ببطء. 

سَراب [مفرد]:
1 - ما لا حقيقة له، وهْم أو مظهر مُغرٍ وخادع، هباء "سَراب الحُبّ/ المجد- {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} ".
2 - (جغ) ظاهرة طبيعيّة تُرى كمسّطحات ماء تلصق بالأرض عن بُعد، تنشأ عن انكسار الضوء في طبقات الجوّ عند اشتداد الحرّ، وتكثر بخاصّة في الصحراء، ما يُرى نصفَ النهار لاصقًا بالأرض كأنّه ماءٌ جارٍ "هو أخدع من سَراب [مثل]: يضرب في الكذب والخداع- {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} ". 

سَرَب [مفرد]: ج أسْراب (لغير المصدر):
1 - مصدر سرِبَ/ سرِبَ من.
2 - مَسْلك في خفية، مسلك ممتدّ منحدر " {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} ".
3 - بيت تحت الأرض لا منفذ له وهو الوكر " {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} ". 

سَرِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سرِبَ/ سرِبَ من. 

سِرْب [مفرد]: ج أسْراب: فريق أو جماعة من ظباء أو طير أو حيوان أو غير ذلك "سِرْب من الطّائرات/ النَّحل- انتشرتْ أسرابُ الجراد في هذه الأيام" ° هو آمن في سِرْبه: آمن على أهله وماله، آمِن النفس والقلب- هو في غير سِرْبه: غريب، في جماعة لا ينتمي إليها. 

سُرُوب [مفرد]: مصدر سرَبَ/ سرَبَ في. 

مَسْرَب [مفرد]: ج مَسارِبُ:
1 - اسم مكان من سرَبَ/ سرَبَ في: مجرى الماء، مسيلُه "مَسْرَب الماء- مَسْرَب الفيضان: بوَّابة في قناة أو نهر للتحكّم في تدفُّق المياه".
2 - موضع تسرح فيه الحيوانات "مساربُ الوحوش لا تسرحُ فيها الظّباء"
 ° مَساربُ الحيَّات: مواضع آثارها إذا انسابت في الأرض على بطونها. 

سرب: السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ. وقال ابن

الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ.

تقول: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة. وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ. وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ.

وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه. ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه،

فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والـمُسْتَخْفِـي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والـمُضْمِرُ في نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ. ورُوي عن الأَخْفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ الـمُتواري. وقال أَبو العباس: المستخفي الـمُسْتَتِرُ؛ قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عنده واحدٌ. وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ.

يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه.

قال الأَزهري: تقول العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحل

سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ. والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض؛ قال قَيْس بن الخَطيم:

أَنـَّى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، * وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ

قال ابن بري، رواه ابن دريد: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب. ومن رواه: سَرَيْت، بالياء باثنتين، فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً، وأَنتِ لا تَسرُبِـينَ نَهاراً.

وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إِذا توجَّه للـمَرْعَى؛

قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبـي:

وكلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ، * ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ

قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في

موضِـعٍ واحدٍ، لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره، وقارَبـُوا قَيْدَ

فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن يُغَارَ عليها؛ ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه.

وظَبْية سارِبٌ: ذاهبة في مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة عُقابٍ:

فخاتَتْ غَزالاً جاثِـماً، بَصُرَتْ به، * لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ

ورواه بعضهم: سالِبِ.

وقال بعضهم: سَرَبَ في حاجته: مضَى فيها نهاراً، وعَمَّ به أَبو عبيد.

وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ المذهب يُسرِعُ في حاجته، حكاه

ثعلب. ويقال أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ الـمَذْهَبِ في الأَرض؛ قال الشَّنْفَرَى، وهو ابن أُخْت تأَبـَّط شَرّاً:

خرَجْنا من الوادي الذي بينَ مِشْعَلٍ، * وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَـأْتُ سُرْبَتي(1)

(1 قوله «وبين الجبا» أورده الجوهري وبين الحشا بالحاء المهملة والشين المعجمة وقال الصاغاني الرواية وبين الجبا بالجيم والباء وهو موضع.)

أَي ما أَبْعَدَ الموضعَ الذي منه ابتَدَأْت مَسِـيري !ابن الأَعرابي:

السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْـأَةُ: السَّفَرُ البَعيد.

والسَّرِبُ: الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي.

والانْسِرابُ: الدخول في السَّرَب. وفي الحديث :مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابي: السِّرْب النَّفْسُ،

بكسر السين. وكان الأَخفش يقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً في سَرْبِه،

بالفتح، أَي مَذْهَبِه ووجهِه. والثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح

آمِناً في سِرْبِه أَي في نَفْسِه؛ وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه

ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وفلان آمن في سِرْبِه، بالكسر، أَي في نَفْسِه. قال ابن بري: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ من قال: في نَفْسِه؛ قال: وإِنما المعنى آمِنٌ في أَهلِه ومالِه وولدِه؛ ولو أَمِنَ على نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله ومالِه وولدِه، لم يُقَلْ: هو آمِنٌ في سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ ههنا ما للرجُل من أَهلٍ ومالٍ، ولذلك سُمِّيَ قَطِـيعُ البَقَرِ، والظِّـباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً.

وكان الأَصلُ في ذلك أَن يكون الراعِـي آمِناً في سِرْبِه، والفحلُ آمناً في سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ في غير الرُّعاةِ، استعارةً فيما شُبِّهَ به، ولذلك كُسرت السين، وقيل: هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قومِه. والسِّرْبُ هنا: القَلْبُ. يقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، والجمع سِرابٌ، عن الـهَجَري؛ وأَنشد:

إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَيمٍ، * وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي

والسِّرْب، بالكسر: القَطِـيعُ من النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ،

والبَقَرِ، والـحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا،

للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالى:

رَكِبْتُ الـمَطايا كُلَّهُنَّ، فلم أَجِدْ * أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّعالِبِ

ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه، * يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارِبِ

الأَصمعي: السِّرْبُ والسُّرْبةُ من القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يقال: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِـبَاءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِـيعٌ. وقال أَبو حنيفة: ويقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فيما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الـحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه على التَّشبِـيه، والجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه.

ابن الأَعرابي: السُّرْبةُ جماعة يَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فيُغيرون

ويَرْجعُون. والسُّرْبة: الجماعة من الخيلِ، ما بين العشرين إِلى

الثلاثينَ؛ وقيل: ما بين العشرةِ إِلى العِشرينَ؛ تقول: مَرَّ بي سُرْبة، بالضم، أَي قِطْعة من قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف ماءً:

سِوَى ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، وسُرْبةٍ * أَطافَتْ به من أُمـَّهاتِ الجَوازِلِ

وفي الحديث: كأَنهم سِرْبٌ ظِـباءٍ؛ السِّرْبُ،

بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِـيعُ من الظِّباءِ ومن النِّساءِ على التَّشْبيه بالظِّباءِ. وقيل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ.

وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِـي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ.

ومنه حديث عليٍّ: إِني لأُسَرِّبُه عليه أَي أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً.

وفي حديث جابر: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قال: سَرِّبْ شيئاً أَي أَرْسِلْه؛

يقال: سَرَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا أَرْسَلْتَه واحداً واحداً؛ وقيل: سِرْباً سِرباً، وهو الأَشْبَه. ويقال: سَرَّبَ عليه الخيلَ، وهو أَن يَبْعَثَها عليه سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعي: سَرِّبْ عليَّ الإِبلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً.

والسَّرْبُ: الطريقُ. وخَلِّ سَرْبَه، بالفتح، أَي طريقَه ووجهَه؛ وقال أَبو عمرو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قال ذو الرمة:

خَلَّى لَـها سِرْبَ أُولاها، وهَيَّجَها، * من خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ، هِمْهِـيمُ

قال شمر: أَكثر الرواية: خَلَّى لَـها سَرْبَ أُولاها، بالفتح؛ قال

الأَزهري: وهكذا سَمِعْتُ العربَ تقول: خلِّ سَرْبَه أَي طَريقَه. وفي حديث ابن عمر: إِذا ماتَ المؤمنُ يُخَلَّى له سَرْبُه، يَسْرَحُ حيثُ شاءَ أَي طريقُه ومذهبُه الذي يَمُرُّ به.

وإِنه لواسعُ السِّرْبِ أَي الصَّدْرِ، والرأْي، والـهَوَى، وقيل: هو

الرَّخِـيُّ البال، وقيل: هو الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِـيءُ الغَضَب؛

ويُروى بالفتح، واسعُ السَّرْبِ، وهو الـمَسْلَك والطريقُ.

والسَّرْبُ، بالفتح: المالُ الراعي؛ وقيل: الإِبل وما رَعَى من المالِ.

يقال: أُغِـيرَ على سَرْبِ القومِ؛ ومنه قولُهم: اذْهَب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَي لا أَرُدُّ إِبلكَ حتى تَذْهَب حيثُ شاءَت، أَي لا حاجة لي فيك. ويقولون للمرأَة عند الطلاقِ: اذْهَبـي فلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بهذه الكلمة. وفي الصحاح: وكانوا في الجاهليةِ يقولون في الطَّلاقِ،

فَقَيَّده بالجاهليةِ. وأَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ.

الفراءُ في قوله تعالى: فاتخذَ سبيلَه في البحرِ سَرَباً؛ قال: كان

الـحُوت مالحاً، فلما حَيِـيَ بالماءِ الذي أَصابَه من العَينِ فوقَع في

البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه في البحرِ، فكان كالسَّرَبِ، وقال أَبو إِسحق: كانت سمكةً مملوحةً، وكانت آيةً لموسى في الموضعِ الذي يَلْقَى الخَضِرَ، فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً؛ أَحْيا اللّه السمكة حتى سَرَبَتْ في البحر.

قال: وسَرَباً منصوبٌ على جهتَين: على المفعولِ، كقولك اتخذْتُ طريقِـي في السَّرَب، واتخذتُ طريقي مكانَ كذا وكذا، فيكون مفعولاً ثانياً، كقولك اتخذت زيداً وكيلاً؛ قال ويجوز أَن يكونَ سَرَباً مصدراً يَدُلُّ عليه اتخذ سبيلَه في البحر، فيكون المعنى: نَسِـيَـا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طريقَه في البحر؛ ثم بَيَّن كيف ذلك، فكأَنه قال: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ وقال الـمُعْتَرِض الظَّفَرِي في السَّرَب، وجعله طريقاً:

تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِليهم، * تَنُوبُ اللحمَ في سَرَبِ الـمَخِـيمِ

قيل: تَنُوبُه تأْتيه. والسَّرَب: الطريقُ. والمخيم: اسم وادٍ؛ وعلى هذا معنى الآية: فاتخذ سبيلَه في البحر سَرَباً، أَي سبيل الحوت طريقاً لنفسِه، لا يَحِـيدُ عنه. المعنى: اتخذ الحوتُ سبيلَه الذي سَلَكَه طريقاً طَرَقَه. قال أَبو حاتم: اتخذ طريقَه في البحر

سَرباً، قال: أَظُنُّه يريد ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك يَذهَب ذَهاباً. ابن الأَثير: وفي حديث الخضر وموسى، عليهما السلام: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحريك: الـمَسْلَك في خُفْيةٍ.

والسُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ. وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ. والسُّرْبة،

والـمَسْرَبةُ، والـمَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر الـمُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وفي الصحاح: الشَّعَر الـمُسْتَدِقُّ،

الذي يأْخذ من الصدرِ إِلى السُّرَّة. قال سيبويه: ليست الـمَسْرُبة على المكان ولا المصدرِ، وإِنما هي اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلي:

أَلآنَ لـمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي، * وعَضَضْتُ، من نابي، على جِذْمِ

وحَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، * وأَتَيْتُ ما آتي على عِلْمِ

تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لها، * هذا تَخَيُّلُ صاحبِ الـحُلْمِ!

قوله:

وعَضَضْتُ، من نابي، عَلى جِذْمِ

أَي كَبِرْتُ حتى أَكَلْت على جِذْمِ نابي. قال ابن بري: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمي، وهو غلط، وإِنما هو للذُّهلي، كما ذكرنا.

والـمَسْرَبة، بالفتح: واحدة الـمَسارِبِ، وهي الـمَراعِـي. ومَسارِبُ

الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عبيد: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِـيهِ من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها في بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد:

جَلال، أَبوهُ عَمُّه، وهو خالُه، * مَسارِبُهُ حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ

قال: أَقْرابهُ مَراقُّ بُطُونه. وفي حديث صفةِ النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: كان دَقِـيقَ الـمَسْرُبَة؛ وفي رواية: كانَ ذا مَسْرُبَة.

وفلانٌ مُنْساحُ السرب: يُريدون شَعر صَدْرِه. وفي حديث الاسْتِنْجاءِ بالـحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْهِ بـحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ

الـمَسْرُبة؛ يريدُ أَعْلى الـحَلْقَة، هو بفتح الراءِ وضمِّها، مَجْرَى

الـحَدَث من الدُّبُر، وكأَنها من السِّرْب الـمَسْلَك. وفي بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هي مثلُ الصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ

التي بالشين المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ.

والسَّرابُ: الآلُ؛ وقيل: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً

بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ. والآلُ: الذي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالـمَلا، بينَ السماءِ والأَرض. وقال ابن السكيت: السَّرَابُ الذي يَجْرِي على وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، وهو يكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صلاة العصر؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الآل يرفعُ كلَّ شيءٍ حتى يصِـير آلاً أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حتى يَصِـيرَ لازِقاً بالأَرضِ، لا شَخْصَ له. وقال يونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلى

ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليومِ. ابن السكيت: الآلُ الذي يَرْفَع الشُّخوصَ، وهو يكون بالضُّحَى؛ والسرابُ الذي يَجْري على وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، وهو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيتُ العرب بالبادية يقولونه. وقال أَبو الهيثم: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنـَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛

يقال: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً.

والسَّريبة: الشاة التي تصدرها، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها.

والسَّرَبُ: حَفِـير تحتَ الأَرض؛ وقيل: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وقد

سَرَّبْتُه. وتَسْريبُ الـحَافِرِ: أَخْذُه في الـحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة.

الأَصمعي: يقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَبَ أَي أَخذ يميناً وشمالاً.

والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ.

والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِـي، والجمع أَسْرابٌ.

وانْسَرَب الوَحْشِـي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل.

ومَسارِب الـحَيَّاتِ: مَواضِـعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على

بُطُونِها.

والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ.

(يتبع...)

(تابع... 1): سرب: السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ. وقال ابن... ...

والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ. ومِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من الـمَزادَة ونحوها. سَرِبَ سَرَباً إِذا سَالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه؛ قال ذو الرمة:

ما بالُ عَيْنِكَ، منها الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ * كأَنـَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ

قال أَبو عبيدة: ويروى بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت الـمَزادة،

بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهي سَرِبَةٌ إِذا سَالَت.

وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فيها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها.

ويقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، وذلك إِذا خرج من عُيونِ الخُرَزِ.

وقال اللحياني: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً،

وتَسَرَّبَت: سالَتْ.

والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو الـمَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِـخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ وقد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً.

ويقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فيها ماءً حتى تَنْتَفِـخَ عيونُ

الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جرير:

نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ، * كما عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا

أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَـَّلأْتُ.

وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فيه؛ قال أَبو خِراشٍ:

فِي ذَاتِ رَيْدٍ، كزلق الرخ مُــشْرِفَةٍ، * طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ(1)

(1 قوله «كزلق الرخ إلخ» هكذا في الأصل ولعله كرأس الزج.)

وتَسَرَّبُوا فيه: تَتابَعُوا.

والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ.

والسَّرْبةُ: الخَرْزة. وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قَريباً، عن ابن الأَعرابي.

شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِـيعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: ولم

أَسْمَعْ سِرْباً في الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال:

ورُبَّ أَسْرابِ حَجِـيجٍ نظمِ

والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِـيٌّ، وهو في الأَصْل

سُرْبْ.

والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ في الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ،

ورُبَّما ماتَ. وقد سُرِبَ الرجل، فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً. وقال شمر: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، وهو بالفارسية سُرْبْ، واللّه أَعلم.

سرب
: (السِّرْبُ) : المَالُ الرَّاعِي، أَعْنِي بالمَالِ الإِبلَ. يُقَال: أُغِير على سَرْبِ القَوْم. وَمِنْه قَوْلهم:
اذْهَبْ فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكَ. أَي لَا أَرُدُّ إبِلَك (حَتَّى) تذْهب حَيْثُ شَاءَت أَي لَا حَاجَة لِي فِيكَ. وَيَقُولُونَ للمَرْأَةِ عِنْدَ الطَّلَاقِ: اذْهَبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَك، فتَطْلُق بِهذِه الكَلِمَة. وَفِي الصَّحَاح: وَكَانُوا فِي الجَاهِلِيَّة يَقُولُون فِي الطَّلَاق. فقَيَّدَه بالجَاهِلِيَّة، وأَصْلُ النَّدْه الزَّجْر.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: السّرْبُ: (المَاشِيَة كُلُّها) ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي ونَقَله ابْنُ هِشَام اللَّخُمِيّ. وجَمْعُه سُرُوبٌ، وَقيل أَسْرَابٌ.
(و) السَّرْبُ: (الطَّرِيقُ) . قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولَاهَا وهَيَّجَهَا
من خَلْفِها لَاحِقُ الصقْلَيْن هِمْهِيمُ
قَالَ شَمر: أَكْثَرُ الرِّوَايَة بالفَتْح. قَالَ الأَزهَرِيّ: وهكَذَا سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ: خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ (إِذَ مَاتَ المُؤْمِنُ يُخَلَّى لَهُ سَرْبُه يَسْرَحُ حَيْثُ شَاءَ) .
أَي طَريقَه ومَذْهَبَه الَّذي يمُرُّ بِهِ، وقالَ أَبُو عَمْرو: خَلِّ سِرْبَ الرَّجُلِ، بالكَسْر، وأَنْشَدَ قَولَ ذِي الرُّمَّةِ هَذَا.
قلت: فالوَاجِب على المُصَنِّف الإِشَارَةُ إِلَى هذَا القَوْل بقَوْله: ويُكْسَر، وَلم يَحْتَج إِلى إِعَادَتهِ ثانِياً. وسيأْتِي الخِلَافُ فِيه قَرِيباً.
وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْلِه تَعَالى: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً} (الْكَهْف: 61) ، قَالَ: كَانَ الحُوتُ مَالِحاً، فَلَمَّا حَيِيَ بالمَاءِ الَّذِي أَصَابَه من العَيْنِ فوقَع فِي البَحْر جَمَد مَذْهَبُه فِي البَحْرِ فَكَانَ كالسِّرَبِ.
وَقَالَ أَبُو إِسحاق الزَّجَّاجُ: وسَرَباً مَنْصُوبٌ على جِهَتَين، على المَفعول كقَوْلِكَ: اتَّخَذْتُ طَرِيقِي فِي السَّرَب، واتَّخَذْتُ طَرِيقي كَانَ كَذَا وكَذَا فتكُون مَفْعُولاً ثَانيا، كَقَوْلِك: اتَّخَذْتُ زَيْداً وكِيلاً، قَالَ: وَيجوز أَن يكون سَرَباً مَصْدَراً يَدُلّ عَلَيْهِ اتَّخَذَ سَبِيلَه فِي البَحْرِ، فَيكُونُ المَعْنَى نَسِيَا حُوتَهُمَا فجعَلَ الحُوتُ طَرِيقَه فِي البَحْر، ثمَّ بَيَّن كَيْفَ ذَلِك، فكأَنَّه قَالَ: سَرِب الحوتُ سَرَباً.
وَقَالَ المُعْترِضُ الظَّفَرِيّ فِي السَّرَب وجَعَلَه طَرِيقاً:
تَرَكْنَا الضُّبْعَ سَارِبَةً إِلَيهم
تَنُوبُ اللَّحْم فِي سَرَبِ المَخِيمِ
السَّرَب: الطَّريقُ، والمَخِيمُ اسْمُ وادٍ.
وعَلى هذَا المَعْنى الآيَة: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً} أَي سَبِيلَ الحُوت طَرِيقاً لِنَفْسِه لَا يَحِيدُ عَنْه. المَعْنَى اتَّخَذَ الحُوتُ سَبِيلَه الَّذِي سَلَكَه طَرِيقاً طَرَقَه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: اتَّخَذَ طَرِيقَه فِي البَحْرِ سَرَباً. قَالَ: أَظُنُّه يُرِيدُ ذَهَاباً. سَرِب سَرَباً كذَهَب ذَهَاباً. وَقَالَ ابْن الأَثير: السَّرَبُ (بالتَّحْرِيكِ) : المَسْلَكُ فِي خُفْيَةٍ.
(و) السَّرْبُ: (الوِجْهَةُ) . يُقَال: خَلِّ سَرْبَه (بالفَتْح) أَي طَرِيقَه وَوَجْهَه. (و) السَّرْبُ: (الصَّدْرُ) قَالَه أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّد. وإِنَّه لَوَاسعُ السَّرْبِ أَي الصَّدْرِ والرَّأْيِ والهَوَى.
(و) السَّرْبُ: (الخَرْزُ) ، عَن كُرَاع. يُقَال: سَرَبْتُ القِرْبَةَ أَي خَرَزْتُها. والسَّرْبَةُ: الخَرْزَةُ.
(و) السِّرْب (بالكَسْرِ: القَطِيعُ من الظِّبَاء والنِّساء) والطَّيْرِ (وغَيْرِها) كالبَقَر والحُمُرِ والشَّاءِ. واسْتَعَارَهُ شَاعِرٌ من الجِنِّ للقَطَا فَقَالَ أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:
رَكبْتُ المَطَايَا كُلَّهُنَّ فَلم أَجِدْ
أَلَذَّ وأَشهَى من جِناد لثَّعالِبِ
وَمن عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بِي فَزَجَرْتُه
يُبَادِرُ سرْباً من عَظَاءٍ قَوَارِبِ وَقَالَ ابنُ سِيدَه فِي العَوِيصِ: السِّرْبُ: جَمَاعة الطُّيور. وعَنِ الأَصْمَعِيّ: السِّرْبُ والسِّرْبَةُ مِن القَطَا والظِّبَاءِ: القَطِيعُ. يُقَال: مَرَّ بِي سِرْبٌ من قَطاً وظِبَاءٍ وَوَحْشٍ وَنِسَاءٍ، أَي قَطيعٌ. وَفِي الحَدِيث: (كَأَنَّهم سِرْبُ ظِبَاءٍ) . السِّرْبُ، بالكَسْر.
والسَّرِبُ: الذَّاهِبُ المَاضِي، عَن ابْن الأَعرابيّ. وَعنهُ أَيضاً، قَالَ شَمِر: الأْسْرَابُ مِنَ النَّاسِ: الأَقَاطِيع، وَاحِدُهَا سِرْب، بالكَسْر. قَالَ: وَلم أَسْمَع سِرْبا فِي النَّاس إِلَّا لِلْعَجَّاج (و) السِّرْبُ: الطَّرِيقُ. قَالَه أَبُو عَمْرو وثَعْلَب، وأَنكَرَهُ المُبَرِّدُ قَالَ: إِنَّه لَا يَعْرِفه إِلّا بالفَتْحِ. وَقَالَ ابْن السّيد فِي مثلثه: السَّرْبُ: الطَّرِيق، فَتَحه أَبُو زَيْد، وكَسَرُه أَبُو عَمْرو. (و) إِنه لَوَاسِعُ السِّرْب، قيل: هُوَ الرَّخِيُّ (البَالِ) . وَقيل: هُوَ الوَاسعُ الصَّدْرِ البَطِيءُ الغَضَب، ويروى بالفَتح وَاسَعُ السَّرْبِ، وَهُوَ المَسْلَكُ والطَّرِيقُ، وَقد تقدم. قَالَ شَيخنَا: هَذَا فِي الأُصولِ، يَعْنِي بالمُوَحَّدَةِ، والظَّاهِر أَنَّه بِالْمِيم؛ لأَنَّه الوَاقِع فِي شَرْحِ اللَّفْظِ الوَارِد، وإِنْ وَقَعَ فِي الصَّحَاح تَفْسِيرُ وَاسِع السِّربِ برَخِيِّ البَالِ، فإِنه لَا يَقْتَضى أَنْ يَشْرَحَ السِّربَ بالبَالِ كَمَا لَا يَخْفَى، انْتهى.
قُلْتُ: السَّرْبا بمَعْنَى المَالِ إِنَّمَا هُوَ بِالْفَتْح لَا غَيْر. فَفِي لِسَانِ الْعَرَب، السَّرْبُ بِالْفَتْح: المَالُ الرَّاعِي، وقِيلَ: الإِبلُ وَمَا رَعَى مِنَ المَالِ. وَقد تَقَدَّم بَيَانُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِك، والمُؤَلِّف إِنَّمَا هُو بِصَدَد معنى السِّرْبِ بِالْكَسْرِ، فالصَّوَابُ مَا فِي أَكْثَرِ الأُصول، لَا مَا زَعَمَه شَيْخُنَا كَمَا لَا يَخْفَى. ثمَّ إِنِّي رأَيتُ القَزَّاز ذكرَ فِي مُثَلَّثِه: يَقُولُونَ: فلانٌ آمِنٌ فِي سِرْبهِ (بِالْكَسْرِ) أَي مَالِه أَي فَهُوَ لُغَةٌ فِي الْفَتْح، وَمثله لابْن عُدَيْس، فَعَلَى هَذَا يُوَجَّه مَا قَالَه شَيُخُنا.
(و) السِّرْبُ فِي قولهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمٍ: (مَنْ أَصْبَح آمِناً فِي سِرْبه مُعَافًى فِي بَدَنه عِنْدَه قُوتُ يَوْمه فَكَأَنَّما حِيزَت لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِها) ويُرْوَى الأَرْضُ (القَلْبُ) . يُقَال: فلَان آمِنُ السِّرْب أَي آمِنُ القَلْبِ. وَالْجمع سِرَابٌ، عَن الهَجَرِيّ. وأَنشد:
إِذَا أَصْبَحْتُ بَيْنَ بَني سُلَيْمٍ
وبينَ هَوَازِنٍ أَمِنَتْ سِرَابِي
وَقيل: هُوَ مِنٌ فِي سِرْبِه، أَي فِي قَوْمِه. (و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: السِّربُ فِي الحَدِيثِ: (النَّفْسُ) . ومثْلُه قَوْلُ الثَّقَاتِ مِن أَهْلِ اللّغَة: فلانٌ آمِنُ السِّرْب: لَا يُغْزَى مَالُه ونَعَمُ لِعِزِّه. وَفُلَان آمِنٌ فِي سِرْبه أَي فِي نَفْسِه، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، ونَقَل عَنهُ صَاحِبُ الغَرِيبَيْن. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ اللّغَة، وأَنْكَر ابْنُ دَرَسْتَوَيْه قَوْلَ مَنْ قَالَ: فِي نَفْسِه، قَالَ: وإِنَّمَا الْمَعْنى، آمِنٌ فِي أَهْلِه ومَالِه وَوَلَدِه، وَلَو أَمِن عَلى نَفْسِه وَحْدَهَا دُونَ أَهْلِه وَمَالِه وَوَلَده لَمْ يُقَلْ هوَ آمِنٌ فِي سِرْبه. وإِنما السِّرب هَا هُنَا مَا للِرَّجُل من أَهْلٍ ومَالٍ؛ ولِذلِكَ سُمِّيَ قطيعُ البَقَر والظِّبَاء والقَطَا والنِّسَاءِ سِرباً، وكأَن الأَصْلَ فِي ذَلك أَن يَكُونَ الرَّاعِي آمِناً فِي سِرْبِه، والفَحْلُ آمِناً فِي سِرْبه، ثمَّ استُعْمِل فِي غَيْرِ الرُّعَاةِ اسْتِعَارَةً فِيمَا شُبِّه بهِ، وَلذَلِك كُسِرَتِ السِّينُ. وَقيل: هُوَ آمِنٌ فِي سِرْبِه أَي فِي قَوْمِه. وَقَالَ القَزَّاز: آمِنٌ فِي سِرْبه أَي طَرِيقه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الفَائِق: مَنْ أَصْبح آمنا فِي سَرْبه أَي فِي مُنْقَلَبه ومُنْصَرَفهِ، من قَوْلهم: خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه، ورُوِي بالكَسْر أَي فِي حِزْبِه وعِيَاله، مْسْتَعارٌ منسِرْبِ الظِّبَاء والبَقَرِ والقَطَا (و) قَالَ أَبو حَنِيفَة: وَيُقَال: السِّربُ: (جَمَاعَة النَّخْلِ) فِيمَا ذَكَر بَعْضُ الرُّوَاة. قَالَ أَبُو الحَسَن: وأَنا أَظُنُّه على التَّشّبِيهِ. والجَمْعُ أَسْرَابٌ. وَيُوجد فِي بَعْضِ النسَخ النَّحْلُ بالحاءِ المُهْمَلَة، وَهُوَ خَطَأُ والسُّرْبَةُ مِثْلُه كَمَا سَيَأْتِي.
(و) السَّرَبُ (بالتَّحْرِيكِ: جُحْرُ) الثَّعْلَبِ والأَسَدِ والضَّبُع والذِّئْبِ والسَّرَبُ: المَوْضِعُ الَّذِي يَدْخُل فِيهِ (الوَحْشِيُّ) وَالْجمع أَسْرَابٌ. وانْسَرَبَ الوَحْشُ فِي سَرَبِه، والثَّعْلَبُ فِي جُحْرِه. وتَسَرَّبَ: دَخَل:
(و) السَّرَبُ: الحَفِيرُ) ، وَقيل: بَيْتٌ (تَحْتَ الأَرْضِ) وسيأْتي. (و) السَّرَبُ: (القَنَاةُ) الجَوْفَاءُ (يَدْخُلِ مِنْهَا الماءُ الحَائِطَ. و) السَّرَبُ: (المَاءُ يُصَبُّ فِي القِرْبَةِ) الجَدِيدَة أَو المَزَادَة (ليبتَلَّ سَيرُها) حَتَّى تَنْتَفِخ فتَنْسَدَّ مَواضِعُ عُيُونِ الخَرْزِ. وَقد سَرَّبها تَسْرِيباً فَسَرِبَتْ سَرَباً. وَيُقَال: سَرِّبْ قِرْبَتَك، أَي اجْعَلْ فِيهَا مَاءً حَتَّى تَنْتَفِخَ عُيُونُ الخُرَزِ فَتَستَدَّ.
(و) السَّرَبُ: (المَاءُ السَائِلُ) . قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مَا بَالُ عَيْنِك مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ
كأَنَّه مِنْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ
وَمِنْهُم مَنْ خَصَّ، فَقَالَ: السَّائِلُ مِن المَزَادَةِ ونَحْوِها.
(و) أَبُو الفَضْل (مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبهَانِي الزاهِدُ الوَاعِظُ) كَانَ فِي حُدُود سنة 470 هـ. (وأُخْتُه ضَوْءٌ. ومُبَشِّرُ بْنُ سعدِ بْنِ مَحْمُودِ السَّرَبِيّون، مُحَدِّثون) .
(و) يُقَال: إِنَّه لَقَرِيبُ (السُّرْبَة بالضَّمِّ) أَي قعِيبُ (المَذْهَب) يُسْرعُ فِي حاجَتِه، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. ويُقَالُ أَيْضاً بَعِيد السُّربَة أَي بَعِيدُ المَذْهَب فِي الأَرْض. قَالَ الشَّنْفَرَى، وَهُوَ ابنُ أُخْتِ تَأَبَّط شَرًّا:
خَرَجْنَا مِنَ الْوَادِي الَّذِي بَين مِشْعَلٍ
وَبَين الجَبَى هَيْهَاتَ أَنْسَأَتْ سُرْبَتِي
أَيما أَبْعَدَ المَوْضِعَ الَّذِي مِنْهُ ابْتَدَأْتُ مَسِيرى.
والسُّرْبَةُ: الطَّائفَةُ من السِّرْب. (والطَّرِيقَة) ، وكل طَريقَة سُرْبة، (وجَمَاعَةُ الخَيْلِ مَا بَيْنَ العِشْرِين إِلَى الثَّلَاثِين) ، وَقيل: مَا بَيْن العَشَرَةِ إِلى العِشْرِين.
والسُّرْبَةُ مِنَ القَطَا والظِّبَاءِ والشَّاءِ: القَطِيع. تَقول: مَرَّ بِي سُرْبَةٌ (بِالضَّمِّ) أَي قِطْعَةٌ مِنْ قَطاً وخَيْلٍ وحُمُرٍ وظِبَاءٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ مَاءً:
سِوَى مَا أَصَابَ الذِّئبُ مِنْه وسُرْبَةٌ
أَطافَت بِهِ من أُمَّهَاتِ الجَوَازِلِ
والسُّرْبَة: القَطِيعُ مِنَ النِّسَاءِ، على التَّشْبِيهِ بالظِّبَاءِ. والسُّرْبَةُ: جَمَاعَةٌ من العسْكرِ يَنْسَلُّون فيُغِيرونَ ويَرجِعُونَ، عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ.
(و) السُّرْبَةُ: (الصَّفُّ من الكَرْمِ) . (و) السُّرْبَةُ: (الشَّعَر) المُسْتَدِقُّ النَّابِتُ (وَسَط الصَّدْرِ إِلَى البَطْن) . وَفِي الصَّحاح الشَّعَر المُسْتَدِقّ الَّذِي يَأْخُذُ من الصَّدْرِ إِلَى السُّرَّةِ. (كَالمَسْرُبَة) ، بِضَم الرَّاءِ وفَتْحهَا. قَالَ سَيبَوَيْهِ؛ لَيْسَت المَسْرُبَة عَلَى المَكَانِ وَلَا المَصْدَر، وإِنما هِيَ اسْم للشَّعَر. قَالَ الحَارِثُ بْنُ وَعْلَةَ الذُّهْلِيّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ظنَّه قوم أَنَّه للحَارِث بْنِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ، وإِنَّما هُوَ للذُّهْلِيِّ كَمَا ذَكَرْنَا:
أَلْآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي
وعَضَضْتُ مِنْ نَابِي على جِذْمِ
وحَلَبْتُ هذَا الدَّهْرَ أَشْطُرَه
وأَتَيْتُ مَا آتِي عَلَى عِلْمِ
تَرْجُو الأَعَادِي أَنْ أَلِينَ لَهَا
هَذَا تَخَيُّل صَاحِبِ الحُلْمِ
ومَسَارِبُ الدَّوَابّ: مَرَاقُّ بُطُونِهَا. وعَنْ أَبِي عُبَيْد: مَسْرَبَةُ كُلِّ دَابَّةٍ: أَعَالِيهِ من لَدُن عُنُقه إِلى عَجْبِه. ومَرَاقُّهَا فِي بُطُونِهَا وأَرْفَاغِها، وأَنشد:
جَلالٌ أَبُوهُ عَمُّه وَهْو خَالُه
مَسَارِبُهُ حُوٌّ وأَقْرَابُه زُهْرُ
وَفِي حديثِ صِفةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (كَانَ دَقِيقَ المَسْرُبَة) . وَفِي رِوَايَةِ: (كَانَ ذَا مَسْرُبَة) .
وفُلَانٌ مُنْسَاحُ السّربِ، يُرِيدُونَ شَعرَ صَدْرِه. وَفِي حَدِيث الاسْتِنْجَاءِ بالحِجَارَة: (يَمْسَح صَفْحَتَيْه بحَجَريْن، ويَمْسَح بالثَّالِثِ المَسْرُقَة) . يُرِيدُ أَعْلَى الحَلْقَة، وَهُوَ بِفَتْح الراءِ وضَمِّها: مَجْرَى الحَدَث من الدُّبُر، وكَأَنَّهَا من السَّرْب: المَسْلَك. وَفِي بَعْض الأَخْبَارِ (دَخَلَ مَسْرُبَتَه) هِيَ مِثْلُ الصُّفَّة بَيْنَ يَدَيِ الغُرْفَةِ، ولَيْسَت الَّتي بِالشِّين المُعْجَمَة، فإِنْ تِلْك الغُرْفَةُ.
(و) السُّرْبَةُ: (جَمَاعَة النَّخْلِ) ، وَقد تقدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه. والسُّرْبَةُ: القِطْعَةُ مِنَ الخَيْلِ. يُقَال: سَرَّبَ عَلَيْهِ الخَيْلَ وَهُوَ أَنْ يَبْعَثَها عَلَيْه سُرْبَة بعد سُرْبَةٍ. وَعَن الأَصْمَعِيّ: سَرِّبْ عليَّ الإِبِل أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَةً.
(ج سُرْب) بضَمَّتَين وبإِسْكَان الثَّاني.
(و) السُّرْبَةُ: (ع) . قَالَ تَأَبَّطَ شرًّا:
فيوماً بغَزّاء وَيَوْما بسخرْبَة
وَيَوْما بِجَسْجاس من الرّجل هَيصَم
(و) السَّرْبَةُ (بِالْفَتْح: الخَرْزَةُ) .
(و) إِنك لَتُريدُ سَربَة أَي (السَّفَر القَريب) ، والسُّبْأَةُ: السَّفَر البَعيدُ، وَقد تقدم عَن ابْن الأَعرابيّ.
(والمَسْرةُ) بفَتْح الرَّاءِ: (المَرْعَى ج المَسَارِبُ) .
(والسَّرَابُ) : الآلُ، وَقيل: السَّرَابُ: (مَا ترَاهُ نِصْفَ النَّهَار) لاطِئاً بالأَرْض لَاصِقاً بهَا (كأَنَّه مَاءٌ) جارٍ. والآلُ: الَّذي يَكُونُ بالضُّحَى يَرْفَع الشُّخُوصَ كالمَلَا بَيْن السَّمَاءِ والأَرْضِ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: السَرابُ الَّذي يجْرِي عَلَى وَجْه الأَرْضِ كأَنَّهُ المَاءُ، وَهُوَ يَكُونُ نِصْفَ النَّهار. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: السَّرَابُ والآلُ وَاحِد. وخَالَفَه غَيْرِ فَقَالَ: الآلُ: مِنَ الضُّحَى. إِلى زَوَال الشَّمْس، والسَّرَابُ بَعْد الزَّوال إِلَى صَلَاة العَصْر، واحْتَجُّوا بأَنَّ الآلَ يَرْفَعُ كُلَّ شَيْء حَتَّى يَصِيرَ آلاً، أَي شَخُصاً، وأَنَّ السرابَ يَخُفِضُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى يَصِيرَ لَازِقاً بالأَرْضِ لَا شَخْص لَهُ.
وقَال يُونُس: تَقُولُ العَرَبُ: الآلُ مُذْ غُدْوَةٍ إِلَى ارتِفَاعَ الضُّحَى الأَعْلَى، ثمَّ هُوَ سَرَابٌ سَائِر اليَوْم. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الآلُ: الَّذِي يَرْفَعُ الشُّخُوصَ؛ وَهُوَ يَكُون بِالضُّحَى، والسَّرَابُ: الَّذِي يَجْرِي على وَجْهِ الأَرْض، كأَنَّه المَاءُ وَهُو نِصْفُ النَّهَار. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ الَّذِي رَأَيْتُ العَربَ بالبَادِيَة يَقُولُونه. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: سُمِّي السَّرَابُ سَرَاباً لأَنَّه يَسْرُبُ سُرُوباً أَي يَجْرِي جَرْياً. يُقَالُ: سَرَبَ المَاءُ يَسْرُبُ سُرُوباً.
(وسَرَابُ مَعْرِفَةً) أَي عَلَمٌ لَا يَدْخُلُه الأَلِفُ واللَّامُ، ويُعْرَبُ إِعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِف. (و) فِي لُغَة مَبْنِيًّا عَلَى الكَسْر (كقَطَام: اسْمُ نَاقَة) و (البَسُوس) : لَقَبُها. (ومنهُ) المَثَلُ الْمَشْهُور: (أَشْأَمُ من سرَاب) لكوْنِها سَبَاً فِي إِقَامَة الحَرْب بَيْن الحَيَّيْن، وقِصَّتُها مَشْهُورَة فِي كتب التَّوَارِيخ. وذَكَرَ البَلَاذُرِيّ فِي نَسَب عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْد مَنَاةَ مَا نَصُّه: (ومِنْهُم البَسُوس، وهِي الَّتِي يُقَال: أَشْأَمُ من البَسُوس صَاحِبَة سَرَاب الَّتِي وقَعَت الْحَرْبُ بَين ابْنَي وَائِلٍ بسَبَبِها.
(و) عَنْ أَبِي زَيْد (سُرِب) الرَّجلُ (كعُنِي فَهُوَ مَسْرُوبٌ) سَرْباً: (دَخَل فِي) فَمه و (خَيَاشِيمِه وَمَنَافِذِه) كالدُّبُر وغَيْرِه (دُخَانُ الفِضَّة فأَخذه حُصْرٌ) فَرُبَّما أَفْرَق ورُبَّمَا مَاتَ (والسَّارِبُ) كالسَّرِب، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وَهُوَ (الذَّاهِبُ عَلَى وجْهِه فِي الأَرْضِ) . قَالَ قَيْسُ بن الخَطيم:
أَنَّى سَرَبْتِ وكُنْتِ غيرَ سَرُوبَ
وتُقَرِّبُ الأَحْلَامُ غيرَ قَرِيبِ
رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْد: سَرَبْت بِالْبَاء، ورَوَى غَيره بالْيَاءِ.
(وسَرَبَ) الفَحْلُ يَسْرُبُ (سُرُوباً) فَهُوَ سَارِبٌ إِذا (تَوَجَّه للمَرْعَى) ، وَفِي نُسْخَة للرِّعيّ بكَسْرِ الرَّاء، ومَالٌ سَارِبٌ. قَالَ الأَخْنَسُ بْنُ شِهَاب التَّغْلَبِيّ:
وكُلُّ أَنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ
ونَحْنُ حَلَلْنَا قَيْدَه فَهُوَ سَارِبُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هذَا مَثَلٌ، يُرِيدُ أَنَّ النَّاسَ أَقَامُوا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، لَا يَجْتَرِئُون عَلَى النُّقْلَةِ إِلَى غَيْره، وقَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهُم عَنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ فَتَتْبَعَهُ إِبلُهم خَوْفاً أَن يُغَارَ عَلَيْهَا، ونَحْنُ أَعِزَّاءُ نَقْتَرِي الأَرْضَ نَذْهَبُ حَيْثُ شِئْنَا، فنَحْنُ قَدْ خَلَعْنَا قَيْدَ فَحْلِنا ليذْهَبَ حَيْثُ شَاءَ، فحَيْثُمَا نَزَعَ إِلَى غَيْثٍ تَبِعْنَاه.
وَقَالَ الأَزهريّ: سَرَبَتِ الإِبِلُ تَسْرُب، وسَرَبَ الفَحْلُ سُرُوباً أَي مَضَتْ فِي الأَرْضِ ظَاهِرَةً حَيْثُ شَاءَت. وظَبْيَةٌ سَارِبَةٌ: ذَاهِبَةٌ فِي مَرْعَاهَا. وسَرَبَ سُرُوباً خَرَجَ. وسَرَبَ فِي الأَرْضِ: ذَهَبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} (الرَّعْد: 10) أَي ظَاهِر بالنَّهَارِ فِي سِرْبِهِ. ويُقَالُ: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فالمَعْنَى: الظَّاهِرُ فِي الطُّرقَاتِ والمُسْتَخْفِي فِي الظُّلُمَات، والجَاهِرُ بِنُطْقِه والمُضْمِر فِي نَفْسه، عِلْمُ اللهِ فِيهِم سَوَاءٌ. ورُوِي عَنِ الأَخْفَش أَنَّه قَال: مُسْتَخْفِ بِاللَّيْلِ أَي ظَاهِرٌ، والسَّارِبُ: المُتَوَارِي. وَقَالَ أَبو العَبَّاسِ: المُسْتَخْفِي: المُسْتَتِرُ. قَالَ: والسَّارِبُ: الخَفِيُّ والظَّاِهرُ عِنْدَه وَاحد. وَقَالَ قُطْرُب: سَارِبٌ بِالنَّهَار: مُسْتَتِر. كَذَا فِي لِسَانِ العَرَبِ. وَقَالَ شَيْخُنَا: السُّروبُ بِمَعْنَى الظُّهُورِ مَجَازٌ.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة: سَرِبت (المَزَادَةُ كفَرح) إِذَ (سَالَت فَهِي سَرِبَةٌ) ، مَأْخُوذٌ من سَرِب المَاءُ سَرَباً إِذَا سَال، فَهُوَ سَرِبٌ.
وانْسَرَبَ وأَسْرَبَه هُوَ وسَرَّبَه. قَال ذُو الرُّمَّةِ:
مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ
كَأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ
وَقَالَ اللحيانيّ: سَرِبَتِ العَيْنُ وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُرُوباً، وتَسَرَّبَتْ: سَالَتْ.
(وانْسَرَبَ) : دَخَل فِي السَّرَبِ، والوَحْشِيُّ فِي سَرَبِه وكِنَاسِهِ، والثَّعْلبُ (فِي جُحْرِه. وتَسَرَّبَ) إِذا (دَخَلَ) .
وطَرِيقٌ سَرَبٌ، محركة: يَتَتَابَعُ النَّاسُ فِيه. قَالَ أَبو خِرَاش:
طَرِيقُها سَرَبٌ بالنَّاسِ دُعْبُوبُ وتَسَرَّبوا فِيهِ: تَتَابَعُوا.
(و) من المَجَازِ قَوْلُهم: (سَرِّبْ عَلَيَّ الإِبِلَ) أَي (أَرْسِلْها قِطْعَةً قِطْعَةً) ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ. وَيُقَال: سَرَّبَ عَلَيْه الخَيْلَ وهُو أَن يَبْعَثَها عَلَيْهِ سُرْبَةً بَعْدَ سُرْبَة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشة رَضِيَ الله عَنْهَا: (فكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي) أَي يُرسِلُهُن إِلَيَّ. ومِنْه حَدِيثُ عَليَ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (إِني لَأُسَرِّبُه عَلَيْهِ) أَي أُرْسِلُه قِطْعَةً قطْعَةً. وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (فإِذا قَصَّر السَّهْمُ قَالَ: سَرِّب شَيْئاً) أَي أَرْسِلْه. يُقَال: سَرَّبْتُ إِلَيْه الشيءَ إِذَا أَرْسَلْتَه وَاحِداً وَاحِداً، وَقيل: سِرْباً سِرْباً، وَهُوَ الأَشْبَه. كَذَا فِي لِسَان العَرَب. وعِبَارَةُ الأَسَاسِ: وسَرَّبْتُ إِليهِ الأَشْيَاءَ: أَعْطَيْتُ إِيَّاهَا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِد. وهُمَا مُتَقَارِبَانِ.
(و) سَرَّبَ الحَفاِرُ تَسْرِيباً. (تَسِرِيبُ الحَافر: أَخْذُه فِي الحَفْر يَمْنَةً أَو يَسْرَة) وَفِي بعض النُّسَخِ: ويَسْرَةً، وهُو الصَّوَابُ وعَن الأَصْمَعِيّ، يُقَالُ للِرَّجُل إِذَا حَفَر: قد سَرَّب، أَي أَخَذَ يَمِيناً وشِمالاً.
(و) التَّسْرِيبُ (فِي القِرْبة: أَنْ يُصَبّ فِيهَا المَاء لتَبْتَلَّ عَ يونُ الخُرَزِ) فتَنْتَفِخَ (فَتَنْسَدّ) ، وَيُقَال: خَرَجَ المَاءُ سَرِباً، ولِكَ إِذَا خَرَج من عُيُونِ الخُرَزِ، وَقد سَرَّبَهَا فَسَرِبتْ سَرَباً. ويُقَالُ: سَرِّبْ قِرْبتَك.
السَّرِيبَةُ: الشَّاةُ الَّتي يُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتِ الغَنَم فتَتْبَعُهَا.
(و) سَرْبَى (كسَكْرَى) ويُمَد أَيْضاً: (ع بنَوَاحِي الجَزِيرَة) .
(وسُورابُ) وَفِي بَعْضِ النّسَخِ سَوَارِبُ: (ة بِمَا زَنْدَرانَ) أَو من قُرى أَسْتَرابَاذ، مِنْهَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَد بْنِ الحَسَنِ السُّورَابِيُّ، شيخٌ لأَبِي نُعَيم الأَسْتَرَابَاذِيّ.
(المُنْسَرِبُ) من الرِّجَالِ والشَّعَرِ: (الطَّوِيلُ جِدًّا) .
(والأُسْرُبُ كَقُنْفُ. و) أُسْرُبٌّ بالتَّشْدِيد ك (أُسْقُفَ) ، ورَوَاه شَمِر بتَخْفِيفِ البَاءِ: (الآنُكُ) بالمَدِّ، هُوَ الرّصَاص، وَهُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّب، قِيلَ: كَانَ أَصْلُه سُرْبْ. وَقَالَ شَيخنَا: أُسْرُف، بالْفَاء، وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَسَرَّبَ مِنَ المَاءِ وَمن الشَّرابِ أَي تَمَلَّأَ مِنْهُ، عَنْ أَبِي مَالِك.
(سرب) السرب عمله وَالشَّيْء أرْسلهُ قِطْعَة قِطْعَة يُقَال سرب إِلَيْهِ الشَّيْء وسرب عَلَيْهِ الْإِبِل وَالْخَيْل وَالْمَاء أساله

رمي

رمي


رَمَى(n. ac. رَمْي
رِمَاْيَة)
a. [acc. & Bi], Threw, flung, hurled, shot at;
assailed with; reproached with, accused of.
b. [acc. & Fī], Hit, struck, smote in.
c. [La], Protected, defended.
أَرْمَيَ
a. [acc.
or
Bi], Threw, flung, hurled, shot; cast out.
تَرَاْمَيَa. Shot at, pelted each other.
b. ['Ala], Threw himself at the feet of, supplicated
besought, entreated.
c. Was relaxed, loose, slack.

إِرْتَمَيَa. Was thrown &c.

رَمْيَة []
a. Throw, fling; shot.

رِمًىa. Whizzing; hissing.

مَرْمًى [] (pl.
مَرَامٍ []
a. Butt, target.

مَرْمَاة []
a. Range, limit ( of a shot ).
مِرْمًى [] (pl.
مَرَاْمِيُ)
a. Projectile, missile: dart; arrow.
b. Military engine.

مِرْمَاة [] (pl.
مَرَاْمِيُ)
a. Small arrow.
b. Cloven hoof.

رَامٍ (pl.
رُمَاة [] )
a. Thrower, flinger; shooter; archer; slinger.

رَمَآء []
a. Increase.

رَمِيَّة [] (pl.
رَمَايَا)
a. Wounded animal, game.

الرَّامِي
a. Sagittarius ( sign of the zodiac ).

مُرْتَمٍ (مُرْتَمِي)
a. Scout.
ر م ي : رَمَيْتُ عَنْ الْقَوْسِ رَمْيًا وَرَمَيْتُ عَلَيْهَا بِمَعْنًى قَالُوا وَلَا يُقَالُ رَمَيْتُ بِهَا إلَّا إذَا أَلْقَيْتَهَا مِنْ يَدِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ بِمَعْنَى رَمَيْتُ عَلَيْهَا وَيَجْعَلُ الْبَاءَ مَوْضِعَ عَنْ أَوْ عَلَى وَرَمَيْتُ الرَّجُلَ إذَا رَمَيْتَهُ بِيَدِكَ فَإِذَا قَلَعْتَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ قَلْعًا قُلْتَ أَرَمَيْتُهُ عَنْ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ بِالْأَلِفِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا فِي بَابِ الرُّبَاعِيِّ طَعَنَهُ فَأَرْمَاهُ عَنْ فَرَسِهِ أَيْ أَلْقَاهُ وَالْمَرَّةُ رَمْيَةٌ وَالْجَمْعُ رَمَيَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَرَمَيْتُ الصَّيْدَ رَمْيًا وَرِمَايَةً وَرِمَاءً وَالرَّمِيَّةُ مَا يُرْمَى مِنْ الْحَيَوَانِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَالْجَمْعُ رَمِيَّاتٌ وَرَمَايَا مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطِيَّاتٍ وَعَطَايَا وَأَصْلُهَا فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَرَمَيْتُهُ بِالْقَوْلِ قَذَفْتُهُ وَتَرَامَى الْقَوْمُ مُرَامَاةً. 
(ر م ي) : (رَمَاهُ) عَنْ الْقَوْسِ وَعَلَيْهَا وَبِهَا عَنْ الْغُورِيِّ رَمْيًا وَرِمَايَةً وَالرَّمْيَةُ الْمَرَّةُ (وَمِنْهَا) قَوْله إذَا أَرْمَاهُ وَخَلَصَتْ الرَّمْيَةُ إلَى الصَّيْد فَعَلَيْهِ الْجَزَاءُ وَالرَّمِيَّةُ مَا يُرْمَى مِنْ الْحَيَوَانِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى (وَمِنْهَا) حَدِيثُ بَهْزٍ «هِيَ رَمِيَّتِي» وَالتَّشْدِيدُ فِي الْأَوَّلِ وَالتَّخْفِيفُ فِي الثَّانِي كِلَاهُمَا خَطَأٌ (وَالْمِرْمَاةُ) سَهْمُ الْهَدَفِ وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ الْمَنْجَنِيقُ عَلَى الْمَجَازِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا آلَةُ الرَّمْيِ (وَأَمَّا حَدِيثُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دُعِيَ إلَى مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابَ وَهُوَ لَا يُجِيبُ الْجَمَاعَةَ» فَفُسِّرَ فِيهِ الْمِرْمَاةُ بِظِلْفِ الشَّاةِ لِأَنَّهُ مِمَّا يُرْمَى وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا فِي الْحَدِيثِ السَّهْمُ وَقَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى إلَى مِرْمَاتَيْنِ أَوْ عَرْقٍ لَا يُسَاعِدُ عَلَيْهِ (وَفِي حَدِيثِ) ابْنِ الْحَكَمِ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ أَيْ نَظَرُوا إلَيَّ شَزْرًا أَوْ نَظَرًا بِتَحْدِيقٍ وَأَرْمَى الشَّيْءُ زَادَ إرْمَاءً (وَمِنْهُ) إنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ الْإِرْمَاءَ وَرُوِيَ الرَّمَاءُ وَهُوَ الزِّيَادَةُ وَيَعْنِي بِهِ الرِّبَا.
ر م ي: (رَمَى) الشَّيْءَ مِنْ يَدَيْهِ يَرْمِيهِ (رَمْيًا) أَلْقَاهُ (فَارْتَمَى) وَ (رَمَى) بِالسَّهْمِ (رَمْيًا) وَ (رِمَايَةً) وَ (رَامَاهُ مُرَامَاةً) وَ (رِمَاءً) وَ (ارْتَمَوْا) وَ (تَرَامَوْا) . ابْنُ السِّكِّيتِ: (رَمَى) عَنِ الْقَوْسِ وَعَلَيْهَا وَلَا تَقُلْ: رَمَى بِهَا. قَالَ: وَيُقَالُ: خَرَجَ (يَتَرَمَّى) أَيْ يَرْمِي فِي الْأَغْرَاضِ وَأُصُولِ الشَّجَرِ، وَخَرَجَ (يَرْتَمِي) أَيْ يَرْمِي الْقَنَصَ. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: أَنْتِ تَرْمِينَ وَأَنْتُنَّ تَرْمِينَ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا مَا قَدْ سَبَقَ فِي تَرَيْنَ. وَ (الرَّمَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الرِّبَا. وَهُوَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَ (تَرَامَى) الْجُرْحُ إِلَى الْفَسَادِ. وَيُقَالُ: طَعَنَهُ (فَأَرْمَاهُ) عَنْ فَرَسِهِ أَيْ أَلْقَاهُ، وَ (أَرَمَى) الْحَجَرَ مِنْ يَدِهِ أَلْقَاهُ. وَ (الرَّمِيَّةُ) الصَّيْدُ يُرْمَى، يُقَالُ: بِئْسَ الرَّمْيَةُ الْأَرْنَبُ أَيْ بِئْسَ الشَّيْءُ مِمَّا يُرْمَى الْأَرْنَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دُعِيَ إِلَى مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابَ وَهُوَ لَا يُجِيبُ إِلَى الصَّلَاةِ» قِيلَ: الْمِرْمَاةُ هُنَا الظِّلْفُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَا بَيْنَ ظِلْفَيِ الشَّاةِ وَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا وَجْهُهُ إِلَّا أَنَّهُ هَكَذَا يُفَسَّرُ. 
ر م ي

رماه عن القوس بالمرماة وبالمرامي رمية صائبة ورميات صوائب، وهو جيد الرمي والرماية. ورموت اليد يده. وهو من رماة الحدق. وهو رجل رماه. وتراموه وارتموه. وخرجوا يرتمون ويترامون في الغرض. وراماه مراماة ورماء، وفي ثل " قبل الرماء تملأ الكنائن " وخرجت أرتمي: أرمي القنص. وخرجت أرتمّى: أرمى في الأغراض. ورأيت المتاع مرمى به في كل موضع. ونفذ سهمه في الرمية والرمايا.

ومن المجاز: رمي في عينه بالقذى، ورماه بعينه. ورماه بالفاحشة. ورمى بحبله على غاربه: تركه وخلاه. قال ذو الرمة:

أطاع الهوى حتى رمته بحبله ... على ظهره بعد العتاب عواذله

وهو مرام عن قومه: مناضل. وطعنه فرمى به، وأرماه عن ظهر فرسه. ورمى بالعدل عن ظهر البعير وأرماه: ألقاه. وأكل التمر ورمى بالنوى. ورمت الأرمية بالأسمية أي السحب بالأمطار. والرمي: السحاب الخريفيّ العظيم القطر. قال أبو جندب الهذليّ:

هنالك لو دعوت أتاك منهم ... فوارس مثل أرمية الحميم

وهو مطر الصيف. وقال آخر:

حنين اليماني هاجه بعد سلوة ... وميض رميّ آخر الليل يبرق

وترامى الجرح والأمر إلى الفساد. ورمى الله لك: نصرك. ورميت على الخمسين وأرميت: زدت، وهو يرمي على صاحبه ويرمى. قال:

حنيك مليّ بالأمور إذا عرت ... طوى مائة عاماً وقد كاد أو رمى

وفي هذا رمية على ما قيل لي أي زيادة. وفيه رمي على ما سمعت أي فضل، وهو صاحب رمية أي يزيد في الحديث. وارتمى المال ورمى وأرمى: زاد وكثر. ورأيت ناساً يرمون الطائف: يقصدونه وهذا كلام بعيد المرامي. وله همة قصيّة المرمى، وما أبعد مرمى همته. وتقول: هذه الموامي، بعيدة المرامي. وكيف تصنع إن رميت بك على العراقين أي إن سلطتك عليهما ووليتك. وقال ذو الرمة:

درفس رمى روض القذافين متنه ... بأعرف ينبو بالحنيين تامك
[ر م ي] رَمَى الشَّيْءَ رَمْيًا ورَمَى بهِ ورَمَى عن القَوْسِ ورَمَى عَلَيْها ولا يُقالُ رَمَى بِها في هذا المَعْنَى قالَ

(أَرْمِي عَلَيْها وهي فَرْعٌ أَجْمَعُ ... )

ورَمَى القَنَصَ رَمْيًا لا غَيْرُ وخَرَجَ يَرْتَمِي إِذا خَرَجَ يَرْمِي القَنَصَ وخَرَجَ يَتَرَمَّى إذا خَرَجَ يَرْمِي في الأَغْراضِ وأُصُولِ الشَّجَرِ وتَيْسٌ رَمِيٌّ مَرْمِيٌّ وكذلِكَ الأُنْثَى وجَمْعُهما رَمايَا وإذا لَمْ يَعْرِفُوا ذَكَرًا من أُنْثَى فهي بالهاءِ فيهما وقالَ اللِّحْيانِيُّ عَنْزٌ رِمِيٌّ ورَمِيَّةٌ والأُولى أَعْلَى قال سِيبَوَيْهِ وقالُوا بِئْسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنَبُ يُرِيدُونَ بئْسَ الشَّيْءُ ممّا يُرْمَى يَذْهَبُ إِلى أَنّ الهاءَ في غالِبِ الأَمْرِ إنَّما تَكُونُ للإشْعارِ بأَنَّ الفِعْلَ لم يَقَعْ بعدُ بالمَفْعُولِ وكذلِكَ يَقُولُونَ هذه ذَبِيحَتُكَ للشّاةِ التي لم تُذْبَحْ بعدُ كالضَّحِيَّةِ فإذا وَقَعَ بها الفِعْلُ فهي ذَبِيحٌ وبَيْنَهُمْ رِمِّيّا أَي رَمْيٌ والمِرْماةُ سَهْمٌ يُتَعَلَّمُ به الرَّمْيُ وقالَ أبو حَنِيفةَ هو سَهْمٌ صَغِيرٌ ضَعِيفٌ قال وقالَ أَبُو زِيادٍ مَثَلٌ للعَرَبِ إذا رَأَوْا كَثْرَةَ المَرامِي في جَفِيرِ الرَّجُلِ قالُوا (ونَبْلُ العَبْدِ أَكْثَرُها المَرامِي ... )

وقِيلَ مَعْناه أَنَّ الحُرَّ يُغالِي بالسِّهامِ فيَشْتَرِي المِعْبَلَةَ والنَّصْلَ لأَنَّهُ صاحِبُ حَرْبٍ وصَيْدٍ والعَبْدٌ إِنّما يكونُ راعِيًا فتُقْنِعُه المَرامِي لأَنَّها أَرْخَصُ أَثْمانًا إِنِ اشْتَراها وإِنِ اسْتَوْهَبَها لَمْ يَجُدْ له أَحَدٌ إلا بمِرْماةٍ ومِنْهُ قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

يَدَعُ أَحَدُكُم الصَّلاةَ وهُو يُدْعَى إِلَيْها فلا يُجِيبُ ولو دُعِيَ إِلى مِرْماتَيْنِ لأَجابَ والمِرْماةُ والمَرْماةُ هَنَةٌ بَيْنَ ظِلْفَي الشّاةِ وأَرْمَى الشَّيْءَ من يَدِه أَلْقاهُ ورَمَى اللهُ في يَدِه وأَنْفِه وغَيْرِ ذلِك من أَعْضائِه رَمْيًا إِذا دُعِيَ عليه بذلِك قالَ النّابِغَةُ

(قُعُودًا لَدَى أَبْياتِهم يثْمِدُونَها ... رَمَى اللهُ في تِلكَ الأُنُوفِ الكَوانِعِ)

رَمَى اللهُ لفُلانٍ نَصَرَه ومَنَعَ له عن أَبِي عَلِيٍّ قالَ وهُو مَعْنَى قَوْلِه تَعالَى {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} الأنفال 17 وهذا كُلُّه من الرَّمْيِ لأَنَّه إِذا نَصَرَه رَمَى عَدُوَّه والرَّمِيُّ قِطَعٌ صِغارٌ من السَّحابِ وقِيلَ هي سَحابَةٌ عَظِيمَةُ القَطْرِ شَدِيدَةُ الوَقْعِ والجمع أَرْماءٌ وأَرْمِيَةٌ ورَمايَا والسَّحابُ يَتَرامَى أَي يَنْضَمُّ بعضُه إلى بعضٍ وكذلِك يَرْمِي قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ

(أَنْشَأَ في العَيْقَةِ يَرْمي لها ... جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ)

ورَمَى بالقَوْمِ من بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ أَخْرَجَهُم مِنها وقد ارْتَمَتْ بهِ البلادُ وتَرامَتْ بهِ قال الأَخْطَلُ

(لكن قَذَاها زائِرٌ لا تُحِبُّه ... ترامَتْ بهِ الغيطانُ من حَيْثُ لا نَدْرِي) والرَّمْيُ الزِّيادَةُ في العُمُرِ عن ابن الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(وعَلَّمْنَا الصَّبْرَ آباؤُنا ... وخُطَّ لَنَا الرَّمْيُ في الوافِرَة)

الوافِرَةُ الدُّنْيا وقالَ ثَعْلَبٌ الرَّمْيُ هاهنا الخُرُوجُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ورَمَى عَلى الخَمْسِين رَمْيًا وأَرْمَى زادَ وكُلُّ ما زادَ عَلَى شَيْءٍ فقَدْ أَرْمَى عليهِ وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

(فلَمّا تَرامَاهُ الشَّبابُ وغَيُّهُ ... وفي النَّفْسِ مِنهُ فِتْنَةٌ وفُجُورُها)

قال السُّكَّرِي تَرامَاهُ الشَّبابُ أي تَمَّ شَبابُه والرِّماءُ الرِّبَا ورُمَيّ ورِمِيّان مَوْضِعان وأَرْمِياء اسمُ نَبِيٍّ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسِبُه مُعَرَّبًا
رمي
رمَى/ رمَى إلى/ رمَى بـ يَرمِي، ارْمِ، رَمْيًا ورِمايةً، فهو رامٍ، والمفعول مَرْمِيّ
• رمى الشَّيءَ/ رمى بالشَّيء: ألقاه وقذفه "أكل التمر ورمى النّوى- من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه- رمى عليه حجرًا: ألقاه عليه- {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} - {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} " ° رمَى بحبله على غاربه: تركه وخلاّه.
• رمى فلانًا بكذا: أطلق عليه ما يصيبه به "رمى العدوَّ بالقذائف- رماه بالرصاص- رمى صيدَه بالسِّهام"? رماه الزَّمان بسهامه: أصابته الرّزايا ولازمته التعاسة- رماه بعينه: نظر إليه نظرة استهزاء.
• رمى فلانًا بأمر قبيح: قذَفه ونسبه إلى الفاحشة "رماه بتهمة/ بالبهتان- لا ترم حجرًا في البئر التي شربت منها [مثل]- {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} "? رماه بالكذب: قال عنه كذبًا- رمَى به البلاد: سلّطه عليها وولاّه- رمَى نفسه عليه: مهَّد لعقد صداقة معه.
• رمى إلى الشَّيء: قصَده وعناه "نظامٌ يرمي إلى قَمْع الغش- رمى إلى تهدئة الأفكار"? رمَى لغايةٍ بعيدة: قصد تحقيق مطلب بعيد المنال. 

أرمى يُرمي، أَرْمِ، إرماءً، فهو مُرْمٍ، والمفعول مُرْمًى
• أرمى الشَّيءَ عن ظهر فرسه: رَماه؛ ألقاه عنه وطرحه، أسقطه من فوقه. 

ارتمى/ ارتمى على/ ارتمى في يرتَمي، ارْتَمِ، ارتِماءً، فهو مُرتَمٍ، والمفعول مُرتمىً عليه
• ارتمى شخصان: قذَف كُلٌّ منهما الآخر "ارتمى الفارسان- خرج يَرْتَمي: إذا كان يبغي القَنْصَ".
• ارتمى على الأرض: سقَط عليها "ارتمى على سريره: ألقى بنفسه عليه" ° ارتمى على قدميه/ ارتمى تحت قدميه: أظهر الذل له.
 • ارتمى الولدُ في حِضْن أبيه: ألقى نفسه بسرعة بين يديه. 

ترامى/ ترامى إلى يترامَى، تَرامَ، تَرَاميًا، فهو مُتَرامٍ، والمفعول مُترامًى إليه
• ترامى القومُ: قذَف بعضهم بعضًا "ترامَوا بالسِّهام/ بالسّباب والشتائم".
• ترامى الشَّيءُ: تتابَع وازداد ° مُترامِي الأطراف: واسعٌ، شاسع، غير محدود.
• ترامى الأمرُ إلى كذا: صار إليه وأفضى "ترامَى الخبرُ إليه- ترامَى الجُرْحُ إلى فساد- ترامى إلى المدير أن العمال سيطالبون بزيادة الأجور"? ترامى إلى الطَّاعة: خضَع واستسلم. 

رامى/ رامى عن يُرامي، رامِ، مُراماةً ورِماءً، فهو مُرامٍ، والمفعول مُرامًى
• رامى فلانٌ فلانًا: ألقى كلٌّ منهما على الآخر ما يصيبه به "رامَى الفارسُ خصمَه بالسِّهام- رامى عدوَّه بالحجارة".
• رامى عن قومه: ناضل في سبيلهم ° قَبْل الرِّماء تُملأ الكنائن [مثل]: يُضرب في الحثّ على الاستعداد للأمر والتحرّز له. 

إرماء [مفرد]: مصدر أرمى. 

ارتماء [مفرد]: مصدر ارتمى/ ارتمى على/ ارتمى في. 

رامٍ [مفرد]: ج رامُون ورُماة: اسم فاعل من رمَى/ رمَى إلى/ رمَى بـ ° الرَّامي البحريّ: جندي من البحرية- رُبَّ رمية من غير رامٍ [مثل]: يضرب لمن يصيب وعادته أن يخطئ- سلاح الرامي: الأقواس والسِّهام. 

رماء [مفرد]: مصدر رامى/ رامى عن. 

رِماية [مفرد]:
1 - مصدر رمَى/ رمَى إلى/ رمَى بـ.
2 - حرفة الرَّامي.
3 - إصابة الهدف بالبندقية أو المسدَّس أو الرَّشّاش، وهي هواية رياضية وأيضًا من أعمال القتال "فلانٌ بطل في الرماية- أعلِّمه الرِّمايةَ كُلّ يومٍ ... فلمّا اشتدّ ساعِدُه رماني".
• مَيْدان الرِّماية: ساحة التَّدريب أو التَّسابق في الرَّمي. 

رَمْي [مفرد]: مصدر رمَى/ رمَى إلى/ رمَى بـ ° أُعدم رَمْيًا بالرَّصاص: بإطلاق النار عليه.
• رمْي القرص: (رض) رياضة قديمة يقوم اللاعب فيها برمي قرص خشبيّ أو معدنيّ من داخل دائرة محدودة.
• خطُّ الرَّمْي: (سك) خطّ وهميّ مستقيم يصل بين عين الرَّامي والهدف مرورًا بحدقة التصويب والقمحة في سلاح ناريّ.
• رَمْي الجمرات: (فق) من مناسك الحج في الإسلام، وهو من واجبات الحج، ومن لم يقم به يجب عليه ذبح شاة، ويرمز رمي الجمرات إلى مخالفة الشيطان وإبعاد وسوسته. 

رَمِيَّة [مفرد]: ج رَمِيَّات ورَمايا: ما يُلقَى من الحيوان ذكرًا كان أو أنثى "بئس الرَّمِيَّة الأَرنَبُ [مثل] ". 

مَرْمًى [مفرد]: ج مَرَامٍ:
1 - اسم مكان من رمَى/ رمَى إلى/ رمَى بـ: مكان تُطلق إليه السِّهام ونحوها، وتُصوَّب إليه الكرة "أطلق الكرة إلى المرمى- أصاب المرمى- ما أبعد مرمى همّته- على مرمى حجر له".
2 - مصدر ميميّ من رمَى/ رمَى إلى/ رمَى بـ: ما يقصده الإنسان من فعله أو كلامه "بلغ مرماه- هذا كلام بعيد المرمى: بعيد المقصد" ° بَعيدُ مرمى النَّظر: عميق التفكير- هذا الشيءُ في مَرْمَى النظر: في مجال الرؤية.
3 - (رض) خط موجود في طرفي الملعب وهو ممتدّ عرضًا حيث ينصب المرمى الذي يجب أن تدخل الكرة فيه لإحراز هدف ° حارس المَرْمَى: مَنْ يحرس المَرْمَى من أن يدخل فيه هدف- قائمة المَرْمَى: أحد زوجي الأعمدة المتصل بالعارضة والموضوع على طرفي الملعب لتشكيل المرمى.
4 - شُرْفة في حصن لرمي الحجارة أو صبّ السَّوائل المحرقة على المهاجمين ° على مرمى حَجَر: على مسافة قصيرة- مرمى قوس: مسافة سهم. 
رمي
: (ى (} رَمَى الشَّيءَ) مِن يدِهِ، (و) رَمَى (بِهِ) رَمْياً: (أَلْقاهُ) ، فَهُوَ {رامٍ وذَاكَ} مَرْميٌّ، ( {كأرْمَى) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه (} فارْتَمَى) ، هُوَ مُطاوِعُ رَماهُ؛ وَمِنْه قوْلُ الشَّاعِرِ:
وسوق بالاباعر! يرتمينا أَرادَ يَطِحْنَ ويَخْرِزْنَ.
(و) رَمَى (على الخَمْسِينَ: زادَ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ وابنِ الأَعْرابيِّ؛
(كأرْمَى) ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لحاتِمِ طيِّىءٍ: وأَسْمَرَ خَطِّيّاً كأَنَّ كُعوبَهُ
نَوَى القَسْبِ قَدْ {أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِوكلُّ مَا زادَ على شيءٍ فقد أَرْمَى عَلَيْهِ.
(و) مِن المجازِ: رَمَى (اللهُ لَهُ) : إِذا (نَصَرَه) وصَنَعَ لَهُ، عَن أَبي عليَ، قالَ: وَهُوَ مَعْنى قَوْله تَعَالَى: {وَمَا} رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكنَّ اللهَ رَمَى} ؛ لأنَّه إِذا نَصَرَه رَمَى عَدُوَّه؛ ونقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عبيدَةَ.
(و) رَمَى اللهُ (فِي يدِهِ وأَنْفِه وغيرِ ذلكَ) مِن أَعْضائِهِ {رَمْياً: إِذا (دَعَا (7 ع) (عَلَيْهِ) بذلكَ؛ قالَ النَّابغَةُ:
قُعوداً لدَى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها
رَمَى اللهُ فِي تلكَ الأُنوفِ الكَوانِعِ (8) (و) رَمَى (السَّهْمَ عَن القوسِ، و) رَمَى (عَلَيْهَا) .
قالَ ابنُ السِّكِّيت: و (لَا) تَقُل رَمَى (بهَا) إلاَّ إِذا ألْقَاها مِن يدِهِ؛ (رَمْياً) ، بالفتْحِ، (} ورِمايَةً، بالكسْرِ) ؛ قالَ الراجزُ:
{أَرْمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْعٌ أَجْمَعُ
وَهِي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُوفي المِصْباح: وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَل رَمَى بهَا بمعْنَى} رَمَيْت عَلَيْهَا، ويَجّعَل الباءَ مَوْضِع عَن أَو على.
( {ورامَيْتُه) بالسِّهام (} مُراماةً {ورِماءً) بِالْكَسْرِ.
وَمِنْه المَثَلُ: قَبْل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَائنُ يُضْرَبُ فِي الأَمْرِ يُتقدَّمُ فِيهِ قَبْل فِعْلِه.
(} وتَرْماءً) بالفتْحِ وَهَذِه عَن الأَزْهرِيِّ.
(وارْتَمَيْتا وتَرامَيْتا) كل ذَلِك إِذا رَمَى بعضُهم بَعْضًا.
(و) مِن المجازِ: (! ترامَى الأمْرُ) : إِذا (تَراخَى) .
ونصّ الأزْهريّ: ترامَى الجرْحُ إِلَى فسَادٍ أَي تراخَى وصارَ عَفِناً فَاسِدا.
(و) تَرامَى (أَمْرُهُ إِلَى الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ) : أَي (صَارَ) إِلَيْهِ؛ وَمِنْه حديثُ زيْدِ بنِ حارِثَةَ: أَنَّه سُبِيَ فِي الجاهِلِيَّة فتَرامَى الأَمْرُ أَنْ صارَ لِخَدِيجَة فوَهَبَتْه للنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَعْتَقَهُ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَي صارَ وأَفْضَى إِلَيْهِ، وكأَنَّه تَفاعَل مِنَ الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقْدارُ إِلَيْهِ.
(و) تَرامَى (السَّحابُ: انْضَمَّ بعضُه إِلَى بعضٍ) فتَراكَمَ.
( {والمِرْماةُ، كمسْحاةٍ: سَهْمٌ صغيرٌ ضَعيفٌ) ؛ عَن أَبي حنيفَةَ؛ والجَمْعُ المَرامِي.
وَمِنْه قوْلُهم إِذا رَأَوا كَثْرَةَ المَرامِي فِي حَفِيرِ الرَّجُلِ:
ونَبْلُ العَبْد أَكْثرُها المَرامِي وقيلَ: مَعْنَاهُ أَن يُغالِي بالسِّهامِ فيَشْتري المِعْبَلَة والنَّصْل لأنَّه صاحِبُ حَرْبٍ وصيدٍ، والعَبْدُ إنَّما يكونُ راعِياً فتُقْنِعُه المرَامِي لأنَّها أَرْخصُ أَثْماناً إِن اشْتَراها، وَإِن اسْتَوْهَبَها لم يَجُدْ لَهُ أَحد إلاَّ بمَرْماةٍ.
(أَو سَهْمٌ يُتَعَلَّمُ بِهِ الرَّمْيُ) وَهُوَ أَحْقَرُ السِّهامِ وأَرْذلُها.
وَقَالَ الأصْمعِيُّ: هُوَ سَهْمُ الأَهْدافِ.
وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ:} المِرْماةُ مثْلُ السَّرْوةِ وَهُوَ نَصْلٌ مدَوَّرٌ للسَّهْمِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ؛ المَعْنيانِ يرجعانِ إِلَى واحِدٍ؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ: (لَو أَنَّ أَحَدَهم دُعِي إِلَيّ! مِرْمَاتَيْنِ لأَجابَ وَهُوَ لَا يُجيب إِلَى الصَّلاةِ، أَي لَو دُعِيَ إِلَى أَن يُعْطَى سَهْمَيْن مِن هَذِه السِّهامِ لأَسْرَعَ الإِجابَةَ.
(و) أَنْكَرَه الجوهريُّ والزَّمَخْشريُّ. فقالَ الجوهريُّ: المِرْماةُ فِي الحدِيثِ (الظِّلْفُ.
(و) قَالَ الزَّمَخْشريُّ: هَذَا ليسَ بوَجيهٍ، ويَدْفَعُه قَوْله فِي الرِّوايَةِ الأُخْرى لَو دُعِيَ إِلَى مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ.
وقالَ أَبُو عبيدَةَ: المِرْماةُ فِي الحدِيثِ: (هَنَةٌ بَين ظِلْفَيِ الشَّاةِ) يُريدُ بِهِ حَقارَته؛ قَالَ أَبو عبيدَةَ: (ويُفْتَحُ) وَلَا أَدْرِي مَا وَجْهه إلاَّ أنَّه هَكَذَا يُفَسَّر.
(وأَرْماهُ: أَلْقاهُ من يَدِهِ) ، وَهَذَا قد تقدَّمَ فِي قوْلِه كأرْمَى فِي أوَّل المادَّةِ.
وَفِي المِصْباح: رَمَيْت الرَّجُل إِذا رَمَيْته بيدِكَ فَإِذا قَلَعْته مِن موْضِعِه قلْتَ: أَرْمَيته عَن القَوْسِ وغيرِه.
وقالَ الفارَابي فِي بابِ الرّباعِي: طَعَنَه فأَرْماهُ عَن فَرَسِه، أَي أَلقاهُ عَن ظَهْرِ دابَّتِه؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: {أَرْمَيْت الحِمْل عَن ظَهْرِ البَعيرِ فارْتَمَى عَنهُ إِذا طاحَ.
(و) } الرَّمِيُّ والسَّقِيُّ كِلاهُما (كغَنِيَ: قِطَعٌ صِغارٌ مِن السَّحابِ) قدْرُ الكَفِّ وأَعْظمُ شَيْئا؛ قالَهُ الليْثُ، قالَ مُليْحُ الهُذَليُّ:
حَنِين اليَماني هاجَهُ بعْدَ سَلْوةٍ
ومِيضُ رَمِيَ آخرَ اللَّيْلِ مُعْرِقِ (أَو سحابَةٌ عظيمَةُ القَطْرِو) شَدِيدَةُ (الوِقْعِ) مِن سَحائِب الحمِيمِ والخرِيفِ؛ عَن الأَصْمعيِّ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه؛ (ج {أَرْماءٌ} وأَرْمِيَةٌ! ورَمَايا) ؛ الثَّانِي عَن الأَصْمعيّ؛ وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيبٍ:
يَمانِيَةٍ أحيى لَهَا مَظَّ مائِدٍ
وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِويُرْوَى: أَسْقِيه؛ والمعْنَى واحِد؛ وقالَ أَبو جُنْدبِ الهُذَليُّ: هنالكَ لَو دَعَوْت أَتاكَ منْهُم
رِجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَمِيم (و) مِن المجازِ: ( {أَرْمَتْ بِهِ البِلادُ} وتَرَامَتْ أَخْرَجَتْه) ؛ قالَ الأَخْطَل:
وَلَكِن فداها زائرٌ لَا تُحِبُّهُ
{تَرَامَتْ بِهِ الغِيطانُ من حيثُ لَا نَدْرِي (} وإِرمِياءُ، بالكسْرِ: نَبيٌّ) مِن الأَنْبياءِ، عَلَيْهِم السَّلام.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه مُعَرَّباً.
قُلْتُ: ومِثْلُه قَوْل ابنِ الجَواليِقِي.
قالَ الفاسِيُّ فِي شرْحِ الدَّلائِلِ: قيلَ: هُوَ الخضْرُ، عَلَيْهِ السَّلام، والصَّحِيحُ أنَّه مِن أَنْبياءِ بَني إسْرائِيل. وَفِي بعضِ النُّسخِ المُعْتَمَدَةِ بفتحِ الهَمْزةِ؛ وَالَّذِي فِي القاموسِ بكَسْرِها.
وَفِي شرْحِ البُخارِي لابنِ حَجَر، ويُرْوَى بضمِّها وأَشْبَعها بعضُهم واواً، انتَهَى.
قُلْتُ: فَهُوَ إِذا مُثَلَّث وأَغْفله المصنِّفُ؛ وكَذلِكَ شيْخنا قُصُوراً.
( {والرَّماءُ، كسَماءٍ: الرِّبَا) ، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخ الصِّحاحِ.
وَمِنْه حدِيثُ عُمَر: (لَا تَشْتروا الذَّهبَ بالفِضَّة إلاَّ يدا بيَدٍ هاءَ وهاء إنِّي أَخافُ عَلَيْكُم} الرَّمَاء) .
قالَ الكِسائيُّ هُوَ مَمْدودٌ، انتهَى.
وزادَه ابنُ الأثيرِ إيضاحاً، فقالَ هُوَ بالفتْحِ والمدِّ الزِّيادَة على مَا يَحِلُّ؛ ويُرْوَى {الإرْماء. يقالُ: أَرْمَى على الشيءِ إِذا زادَ عَلَيْهِ، كَمَا يقالُ أَرْبَى؛ ووُجِدَ فِي نسخِ المُحْكَم عَن اللّحْيانيّ الرِّماءُ بالكَسْرِ، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ، وَهِي لُغَةٌ فِي الرِّبَا.
(} والرِّمِّيا، كعِمِّيا: المُراماةُ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ، وَهُوَ بتَشْديدِ الميمِ كَمَا يدلُّ لَهُ قَوْله كعِمِّيا، والصَّوابُ الرِّمَّيَّا بوَزْنِ الهِجِّيري والخِصِّيصى كَمَا فِي النِّهايَةِ؛ وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ.
قالَ الجوهريُّ: كانتْ بَيْنهم رَمِّيَّا ثمَّ صارُوا إِلَى حِجِّيزَى.
قالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ فعِّيلى من الرَّمْي، مَصْدرٌ يُرادُ بِهِ المُبالَغَةُ، أَي ترامٍ بالحِجارَةِ ثمَّ كَفَّ بعضُهم عَن بعضٍ.
( {والرِّمَى، كإلَى صَوتُ الحَجَرِ يَرْمِي بِهِ الصَّبِيُّ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وَهُوَ} مُرْتَمٍ لنا) : أَي (طَلِيعَةٌ) كمُرْتَبٍ ومُنْتَمٍ؛ نقلَهُ الأزهريُّ؛ والأصْلُ فِيهِ الهَمْزُ.
( {والرُّمَةُ، كثُبَةٍ: وادٍ) يمرُّ بينَ أبانين أَعْلاهُ لأهْلِ المدينَةِ وبَني سُلَيْم ووَسَطُه لبَني كِلابٍ وغَطَفان.
(و) } رُمَيٌّ، (كسُمَيَ: (ع) . {ورِمِّيانُ، بالكسْر وشَدِّ الميمِ: ع) ، أَي مَوْضِعانِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وممَّا يِسْتدركُ عَلَيْهِ:
خَرَجَ يَرْمِي القَنْصَ.
} ويَتَرَمَّى: إِذا جَعَلَ يَرْمِي فِي الأَغْراضِ وأُصُولِ الشَّجَرِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وتَيْسٌ {رَمِيٌّ، كغَنِيَ: مَرْمِيٌّ، وَكَذَا الأُنْثَى بغيرِ هاءٍ، والجَمْعُ رَمايَا، وَإِذا لم يَعْرفُوا ذكرا مِن أُنْثَى فَهِيَ بالهاءِ فيهمَا.
وقالَ اللحْيانيُّ: عَنْزٌ رَمِيٌّ ورَمِيَّة؛ والأُوْلى أَعْلى.
قَالَ سِيْبَوَيْه: وَقَالُوا بئْسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنبُ؛ يَقُولُونَ: بئْسَ الشيءُ ممَّا} يُرْمى هُوَ؛ وإنَّما جاءَت بالهاءِ لأنَّها صارَتْ فِي عِدَادِ الأسْماءِ وليسَ هُوَ على! رُمِيَتْ فَهِيَ مَرْمِيَّة، ثمَّ عُدِلَ بِهِ إِلَى فعيل.
ورَمَى السَّحابُ: انضمَّ بعضُه إِلَى بعضٍ؛ قالَ المُتَنَخَّل الهُذَليُّ:
أَنْشَأَ فِي العَيْقةِ يَرْمِي بِهٍ
جُوفُ رَبابٍ وَارِهٍ مُثْقَلِ ورَمَى بالقوْمِ مِن بلَدٍ إِلَى بلدٍ: أَخْرَجَهُم مِنْهَا.
والرَّمْي: الزِّيادَةُ فِي العُمُرِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيّ؛ وأَنْشَدَ:
وعَلَّمنا الصَّبْرَ آباؤُنا
وخُطَّ لنا الرَّمْيُ فِي الوافِرَهْالوافرةُ: الدُّنيا.
وَقَالَ ثَعْلَب: الرَّمْيُ هُنَا الخُرُوجُ مِن بلَدٍ إِلَى بلَدٍ.
وتَرامَاهُ الشَّبابُ: تَمَّ؛ وَبِه فسَّرَ السُّكَّريُّ قوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فلمَّا تَرامَاهُ الشَّبابُ وغَيُّه
وَفِي النَّفْسِ مِنهُ فِتْنَةٌ وفُجورُهاوقال ابنُ الأعرابيِّ: رَمَى الرَّجُلُ إِذا سافَرَ.
قالَ الأزهريُّ: وسَمِعْتُ أعْرابيّاً يقولُ لآخَر: أَيْنَ تَرْمِي؟ فقالَ: أُرِيدُ بلَدَ كَذَا؛ أَرادَ إِلَى أَيِّ جهَةٍ تَنْوِي.
ورَماهُ بقَبِيحٍ: قَذَفَهُ؛ وَمِنْه قوُلُه تَعَالَى: {الَّذين يَرْمُونَ المُحْصَنات} ، {وَالَّذين يَرْمُونَ أَزْواجَهم} .
ورَمَى يَرْمِي: إِذا ظنَّ ظنّاً غيرَ مصِيبٍ.
وَفِي الحديثِ: (ليسَ وراءَ اللهِ مَرْمىً) ، أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إِلَيْهِ الآمالُ ويوجّه نحوَه الرَّجاءُ.
والمَرْمى: موْضِعُ الهَدَفِ الَّذِي تُرْمى إِلَيْهِ السِّهامُ.
! ورُمُيَ فِي جَنازَتهِ، كعُنِيَ: ماتَ لأنَّ جَنازَتَه يَصِيرُ مَرْميّاً فِيهَا؛ والمُرادُ بالرَّمْي الحَمْلُ والوَضْعُ، والفِعْلُ فاعِلُه الَّذِي أُسْنِدَ إِلَيْهِ هُوَ الظَّرْفُ بعَيْنِه.
والرَّمْيَةُ: المرَّةُ مِنَ الرَّمْي، والجَمْعُ رَمياتٌ، كسَجْدَةٍ وسَجداتٍ.
والرَّمِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَا يرْمى مِنَ الحَيَوانِ ذَكَراً كانَ أَو أُنْثى والجَمْعُ {رَمِيَّاتٌ} ورَمايا كعَطِيَّة وعَطِيَّاتٍ وعَطَايا، وَمِنْه قوْلُ المتنبِّي:
كالقَوْسِ تَرْمِي الرَّمايا وَهِي مَرْنان والرَّمِيَّةُ أَيْضاً مَا يَرْمِيهِ العامِلُ على رَعِيَّتِه.
وأَبو سعيدٍ محمدُ بنُ العبَّاس السَّمَرْقَنْدي المَعْروفُ {بالرَّامِي إِلَى الرَّمْي بالقَوْسِ تخرُجُ بِهِ جماعَة فِي الرَّمي، رَوَى عَنهُ أَبو سعيدٍ الإدْرِيسي توفّي سَنَة 374.
} والرُّماةُ، كسُعاةٍ: بَطْنٌ مِن العَرَبِ فِي اليمنِ.

{والرِّمَايَات: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
والرَّمْي بالفتْحِ فالسكونِ، لُغَةٌ فِي الرَّمِيِّ، كغَنِيَ للسَّحابِ. نقلَهُ الصَّاغانيُّ.

رمي: الليث: رَمى يَرْمي رَمْياً فهو رامٍ. وفي التنزيل العزيز: وما

رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ قال أَبو إسحق: ليس هذا نَفْيَ

رَمْيِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل. وروي

أَنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: ناوِلْني

كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَهُ كفّاً فرَمى به فلم يَبقَ منهم

أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَيْنهِ، فأَعْلَمَ الله عز وجل أَن

كَفّاً من تُرابٍ أَوحَصًى لا يَمْلأُ به عُيونَ ذلك الجيش الكثير بَشَرٌ،

وأَنه سبحانه وتعالى توَلَّى إيصالَ ذلك إلى أَبصارهم فقال: وما رَمَيْتَ

إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ أَي لم يُصِبْ رَمْيُك ذلك ويبْلُغ ذلك

المَبْلَغ، بل إنما الله عز وجل تولى ذلك، فهذا مَجازُ وما رَمَيْتَ إذْ

رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى، وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس أَنه قال:

معناه وما رَمَيْتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ في قلوبهم إذْ رَمَيْتَ بالحَصى

ولكنّ الله رَمى؛ وقال المبرد: معناه ما رميت بقوتك إذ رميت ولكن بقوة

الله رميت. ورَمى اللهُ لفلان: نَصَره وصنَع له؛ عن أَبي علي، قال: وهو

معنى قوله تعالى وما رميت إذْ رميت ولكنّ الله رمى، قال: وهذا كله من

الرَّمْيِ لأَنه إذا نصره رَمى عدُوَّه.

ويقال: طَعَنه فأَرْماه عن فَرسه أَي أَلقاه عن ظهر دابته كما يقال

أَذْراه. وأَرْمَيْتُ الحجَرَ من يدي أَي أَلقيت. ابن سيده: رَمى الشيءَ

رَمْياً ورَمى به ورَمى عن القوْس ورَمى عليها، ولا يقال رَمى بها في هذا

المعنى؛ قال الراجز:

أَرْمي عليها فَرْعٌ أَجْمَعُ،

وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ

قال ابن بري: إنما جاز رَمَيْتُ عليها لأَنه إذا رَمى عنها جعَلَ

السهمَ عليها. ورَمى القَنَصَ رَمْىاً لا غير. وخرجتُ أَرْتَمِي وخرج

يَرْتَمي إذا خرج يَرْمي القنَصَ؛ وقال الشماخ:

خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَمِي،

تَقَعْقَع في الآباطِ منها وِفاضُها

قال: ترْتمي أَي تَرْمي الصَّيدَ، والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ. أَبو

عبيدة: ومن أَمثالهم في الأَمر يُتقدَّم فيه قَبْلَ فِعْلِه: قبل الرِّماءِ

تُمْلأُ الكَنائنُ.

والرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ. والتِّرْماءُ: مثل الرِّماءِ

والمُراماةِ.

وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يتَرَمَّى إذا خرج يَرْمي في الأَغْراضِ

وأُصُول الشجر. وفي حديث الكسوف: خرجتُ أَرْتَمي بأَسْهُمي، وفي رواية:

أَتَرامى. يقال رَمَيْت بالسَّهْمِ رَمْىاً وارْتَمَيْت وترامَيْت تَرامِىاً

ورامَيْت مُراماةً إذا رَمَيْت بالسهام عن القِسِيّ، وقيل: خرجتُ أَرْتَمِي

إذا رَمَيْت القَنَصَ، وأَترَمَّى إذا خرجت تَرْمي في الأَهْدافِ

ونحوِها. وفلان مُرْتَمىً للقوم

(* قوله «وفلان مرتمى للقوم إلخ» كذا بالأصل

والتهذيب بهذا الضبط، والذي في القاموس والتكملة: مرتم، بكسر الميم

الثانية وحذف الياء). ومُرْتَبىً أي طليعة. وقوله في الحديث: ليس وراءَ اللهِ

مَرْمىً أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إليه الآمالُ ويوجَّه نحوهَ

الرَّجاءُ.والمَرْمى: موضع الرَّمْيِ تشبيهاً بالهَدَف الذي تُرْمى إليه السهام. وفي

حديث زيد بن حارثة: أنه سُبِيَ في الجاهلية فتَرامى به الأَمرُ إلى أَن

صار إلى خديجة، رضي الله عنها، فوَهَبَتْه للنبي، صلى الله عليه وسلم،

فأَعْتَقَه؛ تَرامَى به الأَمرُ إلى كذا أَي صار وأَفْضى إليه، وكأَنه

تَفاعَل من الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقدارُ إليه.

وتَيْسٌ رَمِيٌّ: مَرْمِيٌّ، وكذلك الأُنثى وجمعها رَمايا، إذا لم

يعرفوا ذكراً من أُنثى فهي بالهاء فيهما. وقال اللحياني: عَنْزٌ رَمِيٌّ

ورَمِيَّة، والأَول أَعلى.وفي الحديث الذي جاء في الخوارج: يَمْرُقون من

الدين كما يَمْرُق السهم من الرَّمِيَّة؛ الرَّمِيَّة: هي الطريدة التي

يَرْميها الصائد، وهي كلُّ دابةٍ مَرْمِيَّةٍ، وأُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت

اسماً لا نعتاً،يقال بالهاء للذكر والأُنثى: قال ابن الأَثير:

الرَّمِيَّة الصيد الذي تَرْميه فتَقْصِدهُ ويَنْفُذُ فيه سَهْمُك، وقيل: هي كلُّ

دابة مَرْمِيَّة. الجوهري: الرَّمِيَّة الصيد يُرْمى. قال سيبويه:

وقالوا بئس الرَّميَّةُ الأَرْنَبُ؛ يريدون بئس الشيءُ مما يُرْمى، يذهب إلى

أن الهاء في غالب الأَمر إنما تكون للإشعار بأَن الفعل لم يقع بعدُ

بالمفعول، وكذلك يقولون: هذه ذبيحتك، للشاة التي لم تُذْبَح بعدُ كالضَّحية،

فإذا وقع بها الفعل فيه ذبيحٌ. قالالجوهري في قولهم بئس الرَّمِيَّة

الأَرنب: أَي بئس الشيءُ مما يُرْمى به الأَرنب،قال: وإنما جاءت بالهاء

لأَنها صارت في عداد الأَسماء، وليس هو على رُمِيَتْ فهي مَرْمِيَّة، وعُدِلَ

به إلى فعيل، وإنما هو بئسَ الشيءُ في نفسه مما يُرْمى الأَرْنَبُ.

وبينهم رَمِّيَّا أَي رَمْيٌ. ويقال: كانت بين القومِ رِمِّيَّا ثم

حَجَزَتْ بينهم حِجِّيزى، أَي كان بين القوم تَرامٍ بالحجارة ثم توسَّطَهم

من حجزَ بينهم وكفَّ بعضَهم عن بعض.

والرِّمى: صوت الحجر الذي يَرْمي به الصبي.

والمِرْماةُ: سهمٌ صغير ضعيف؛ قال: وقال أَبو زياد مثلٌ للعرب إذا

رأَوْا كثرةَ المَرَامي في جَفِير الرجل قالوا:

ونَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرامي

قيل: معناه أَن الحُرَّ يغالي بالسهام فيشتري المِعْبَلة والنِّصْل

لأَنه صاحب حربٍ وصيدٍ، والعبد إنما يكون راعياً فتُقْنِعُه المَرامي لأَنها

أَرخصُ أَثماناً إن اشتراها، وإن اسْتَوهَبها لم يَجُدْ له أَحد إلا

بمرْماة. والمِرْماة: سهمُ الأَهداف؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم:

يَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ وهو يُدْعى إليها فلا يُجيبُ، ولو دُعِيَ إلى

مِرْماتَيْنِ لأَجابَ، وفي رواية: لو أَن أَحدهم دُعِيَ إلى مِرْماتَيْن

لأَجابَ وهو لا يُجيب إلى الصلاة، فيقال المِرْماةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ

الشاةِ. قال أَبو عبيدة: يقال إن المرماتَينِ ما بين ظِلْفَي الشاةِ،

وتُكْسَر ميمُه وتُفتح. قال: وفي بعض الحديث لو أَن رجلاً دَعا الناس إلى

مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه، قال: وفيها لغة أُخرى مَرْماة، وقيل:

المِرْماةُ، بالكسر، السَّهمُ الصغير الذي يُتَعلَّمُ فيه الرَّمْيُ وهو

أَحْقَرُ السهام وأَرْذَلُها، أَي لو دُعِي إلى أَن يُعْطى سهمين من هذه

السهام لأَسْرَعَ الإجابة؛ قال الزمخشري: وهذا ليس بوجيه، ويدفعه قوله في

الرواية الأُخرى لو دُعِيَ إلى مِرْماتَين أَو عَرْقٍ.

قال أَبو عبيد: وهذا حرف لا أَدري ما وجهه إلا أَنه هكذا يُفَسَّر بما

بين ظِلْفَي الشاةِ يريد به حقارَته قال ابن بري: قال ابن القَطاع

المِرْماة ما في جَوْفِ ظِلْف الشاة من كُراعِها، وروي عن ابن الأَعرابي

أَنه قال: المِرْماةُ، بالكسر، السَّهْمُ الذي يُرْمى به، في هذا الحديث.

قال ابن شميل: والمَرامي مثل المَسالِّ دقيقةٌ فيها شيءٌ من طول لا

حُروفَ لها ، قال: والقِدْحُ بالحديد مِرْماةٌ، والحديدة وحدها مِرْماةٌ،

قال: وهي للصيد لأَنها أَخَفّ وأَدَقُّ، قال: والمِرْماةُ قِدْح عليه

رِيشٌ وفي أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإصْبع؛ قال أَبو سعيد: المِرْماتانِ، في

الحديث، سهمان يَرْمي بهما الرجلُ فيُحْرِزُ سَبَقَه فيقول سابَق إلى

إحْرازِ الدنيا وسَبَقِها ويَدَع سَبَق الآخرة. الجوهري: المِرماة مثل

السِّرْوةِ وهو نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم. ابن سيده: المِرْماة والمَرْماة

هَنَة بين ظِلْفَي الشَّاةِ.

ويقال: أَرْمى الفرسُ براكِبه إذا أَلقاه. ويقال: أَرْمَيْت الحِمْل عن

ظَهْرِ البَعِير فارْتَمى عنه إذا طاح وسَقَط إلى الأَرض؛ ومنه قوله:

وسَوْقاً بالأَماعِزِ يَرْتَمِينا

أَراد يَطِحْن ويَخْرِرْنَ. ورَمَيْت بالسَّهْم رَمْىاً ورِمايَةً

ورامَيْتُه مُراماةً ورِماءً وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا وكانت بينهم

رِمِّىَّا ثم صاروا إلى حِجِّيزى. ويقال للمرأَة. أَنتِ تَرْمِين وأَنْتُنَّ

تَرْمِين، الواحدة والجماعة سواء. وفي الحديث: من قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ في

رِمِّيَّا تكون بينهم بالحجارة؛ الرِّمِّيَّا، بوزن الهِِجِّيرى

والخِصِّيصى: من الرَّمْي، وهو مصدرٌ يُراد به المبالغة. ويقال: تَرامَى القوم

بالسهام وارْتَمَوْا إذا رَمَى بعضُهم بعضاً. الجوهري: رَمَيْت الشيءَ من

يَدي أَي أَلْقَيْته فارْتَمى. ابن سيده: وأَرْمى الشيءَ من يدهِ أَلقاه.

ورَمى الله في يدِه وأَنْفِه وغير ذلك من أَعضائهِ رَمْىاً إذا دُعِي

عليه؛ قال النابغة:

قُعوداً لدى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها،

رَمى اللهُ في تلك الأُنوفِ الكَوانِعِ

والرَّمِيُّ: قِطَعٌ صغار من السحاب، زاد التهذيب: قدرُ الكَفِّ وأَعظمُ

شيئاً، وقيل: هي سحابة عظيمةُ القَطرِ شديدة الوقْعِ، والجمع أَرْماءٌ

وأَرْمِيَةٌ ورَمايا؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب يصف عسلاً:

يَمانِيَةٍ أَجْبى لها مَظَّ مائِدٍ،

وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْميَةٍ كُحْلِ

ويروى: صوبُ أَسْقِية. الجوهري: الرَّميّ السّقيُّ وهي السحابة العظيمة

القطرِ. الأَصمعي: الرَّمِيّ والسَّقِيُّ، على وزن فعيل، هما سحابتان

عظيمتا القطر شديدتا الوقع من سحائب الحميم والخريف؛ قال الأَزهري: والقول

ما قاله الأَصمعي؛ وقال مُلَيح الهُذَلي في الرَّميّ السحاب:

حَنِين اليَماني هاجَه، بعْدَ سَلْوةٍ،

ومِيضُ رَميٍّ، آخرَ اللَّيلِ، مُعْرِقِ

وقال أَبو جندب الهذلي وجمعه أَرْمِيةً:

هنالك لو دَعَوْت، أَتاكَ منْهمُ

رجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَميم

والحَميم: مطرُ الصيف، ويكون عظيمَ القطر شديدَ الوَقْع. والسحابُ

يَتَرامى أَي يَنْضم بعضهُ إلى بعض، وكذلك يَرْمي؛ قال المُتَنَخِّل

الهذلي:أَنْشَأَ في العَيْقةِ يَرْمِي لَهُ

جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ

ورَمَى بالقوم من بلد إلى بلد: أَخْرَجهم منه، وقد ارْتَمَت به البلادُ

وترَامَتْ به؛ قال الأَخطل:

ولكن قَذاها زائرٌ لا تُحِبُّهُ،

تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا يَدْرِي

ابن الأَعرابي: ورَمَى الرَّجلُ إذا سافر. قال أَبو منصور: وسمعت

أَعرابيّاً يقول لآخر أَيْنَ تَرْمِي؟ فقال: أُرِيدُ بلَدَ كذا وكذا؛ أَراد

بقوله أَيْنَ تَرْمِي أَيَّ جهةٍ تَنْوِي. ابن الأَعرابي: ورَمَى فلان

فلاناً بأَمرٍ قبيحٍ أَي قذفه؛ ومنه قول الله عز وجل: والذين يَرْمُون

المُحْصَنات، والذين يَرْمُون أَزواجَهم؛ معناه القَذْف. ورَمَى فلان يَرْمِي

إذا ظَنَّ ظَنّاً غيرَ مُصيب؛ قال أَبو منصور: هو مثل قوله رَجْماً

بالغيب؛ قال طُفَيْل يصف الخيل:

إذا قيلَ: نَهْنِهْها وقد جَدَّ جِدُّها،

تَرامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِيد المُثَقَّفِ

تَرامَتْ: تَتابَعَت وازْدادَتْ. يقال: ما زال الشرُّ يَتَرامَى بينهم

أَي يَتَتابَع. وتَرامَى الجُرْحُ والحَبْنُ إلى فَسادٍ أَي تَراخَى وصار

عَفِناً فاسداً. ويقال: تَرامَى أَمرُ فلانٍ إلى الظَّفَرِ أَو

الخِذْلانِ أَي صار إليه. والرَّمْي: الزيادة في العُمْرِ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

وعَلَّمَنا الصَّبْرَ آباؤُنا،

وخُطَّ لَنا الرَّمْيُ في الوافِرَهْ

الوافرة: الدنيا. وقال ثعلب: الرَّمْي أَن يُرْمَى بالقومِ إلى بَلَدٍ.

ورَمَى على الخمسين رَمْىاً وأَرْمَى: زاد. وكلُّ ما زاد على شيء فَقَدْ

أَرْمَى عليه؛ وقول أَبي ذؤيب:

فَلَمَّا تَراماهُ الشَّباب وغَيُّه،

وفي النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها

قال السُّكّري: تَراماهُ الشَّباب أَي تَمَّ. والرَّماء، بالمَدَّ:

الرِّبا؛ قال اللحياني: هو على البَدَل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا

تَبيعُوا الذهب بالفِضَّة إلاَّ يَداً بِيَدٍ هاءَ وهاء إني أَخافُ عليكم

الرَّمَاء؛ قال الكسائي: هو بالفَتْح والمدّ. قال أَبو عبيد: أَراد

بالرَّماء الزيادة بمعنى الرِّبَا، يقول: هو زيادة على ما يَحِلُّ. يقال:

أَرْمَى على الشيءِ إرْماءً إذا زاد عليه كما يقال أَرْبى؛ ومنه قيل: أَرْمَيْت

على الخَمْسين أَي زدت عليها إرْماءً، ورواه بعضهم: إني أَخاف عليكم

الإرْماءَ، فجاءَ بالمصدر؛ وأَنشد لحاتم طيّء:

وأَسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ

نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِ

أَي قد زَادَ عليها، وأَرْمَى وأَرْبى لغتان. وأَرْمَى فلانٌ أَي

أَرْبَى. ويقال: سابَّهُ فأَرْمَى عليه إذا زادَ، وحديث عَدِيٍّ الجُذَامِي:

قال يا رسول الله كانَ لي امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَرَمَيْتُ إحْداهما

فرُمِيَ في جنَازَتِها أَي ماتَتْ فقال: اعْقِلْها ولا تَرِتْهَا؛ قال ابن

الأثير: يقال رُمِيَ في جنازةِ فلان إذا مات لأنَّ الجِنازَة تَصيرُ

مَرْميّاً فيها، والمراد بالرَّمْيِ الحَمْلُ والوَضْعُ، والفِعلُ فاعِلهُ

الذي أُسْنِدَ إليه هو الظَّرْفُ بعينه كقولك سِيرَ بِزَيْدٍ، ولذلك لم

يُؤَنَّث الفعل، وقد جاء في رواية فرُمِيَتْ في جِنازَتها، بإظهار

التاء.ورُمَيٌّ ورِمِّيانُ: موضعان. وأَرْميَا: اسمُ نَبِيٍّ؛ قال ابن دريد:

أَحْسبه مُعَرَّباً. قال ابن بري: ورَمَى اسم وادٍ، يصرف ولا يصرف؛ قال

ابن مُقْبِل:

أَحَقّاً أَتاني أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِكٍ

ببَطْنِ رَمَى يُهْدِي إلَيَّ القَوافِيَا؟

(* قوله «ببطن رمى» في ياقوت: بين رمى، وقال: بِين رمى، بكسر الباء،

موضع إلخ).

ردي

ردي: {فتردى}: فتهلك. {أرداكم}: أهلككم. {والمتردية}: هي التي تردت من جبل أو حائط فماتت ولم تدرك ذكاتها.

ردي


رَدِيَ(n. ac. رَدًى [ ])
a. Perished.

رَدَّيَa. Threw down.

رَاْدَيَa. Flattered, cajoled, enticed.
b. Stoned; drove away.

أَرْدَيَa. see I (e) (f) & II.
d. Destroyed, ruined.
e. Made to trot (horse).
تَرَدَّيَa. Puton, wore a mantle, cloak &c.
b. see I (g)
إِرْتَدَيَa. see V (a)
رَدَاة [] (pl.
رَدًى [ ])
a. Stone; rock, boulder.

رَدٍa. Lost, ruined; perishing.

مِرْدًى [] (pl.
مَرَادٍ [] )
a. Stone; missile, projectile.

مِرْدَاة [] (pl.
مَرَاْدِيُ)
a. see 20
&
رِدَاْي
(a).
رِدَآء [] (pl.
أَرْدِيَة [] )
a. Cloak, mantle, wrapper.
b. Sword, sabre.
c. Intelligence.
d. Ignorance.

رِدَايَة []
a. see 23 (a)
ر د ي

أقيك من الردى، وقد رديَ الشيء فهو ردٍ. وأرداه الدهر. قال دريد:

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارساً ... فقلت أعبد الله ذلكم الردى

وأقبلوا والخيل تردي بهم: تعدو ردياناً. وارتدى بالثوب وتردّى به. وجاء وعليه الرداء والمردى، وجاؤا وعليهم الأرتدية والمرادي. قال عبد بني الحسحاس:

لعبن ببدكداك خصيب جنابه ... وألقين عن أعطافهن المراديا

وهو حسن الردية. ورديته أنا. ورديته بالحجارة، وترادوا بها. وتردّى في الهوة. وتردّى من الجبل. وتقول: إن فلاناً تردّى لما تردى؛ أي للقضاء والتقدّم.

ومن المجاز: فلان مردي حرب، وهم مرادي حروب. والخيل تضرب الأرض بمراديها. وهو يرادي عن قومه: يناضل عنهم. وقنّعه رداءه أي سيفه. قال:

وداهية جرّها جارم ... جعلت رداءك فيها خماراً

أي قنعت سيفك رءوس القوم، يقال: عمّمه بسيفه، وخمّره بسيفه. وفلان خفيف الرداء: لا دين عليه. ومنه قول العرب: من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء، وليخفف الرداء، وليقلّ عشيان النساء؛ وهو غمر الرداء وهو المعروف والعطاء. ولبست المرأة رداءها أي وشاحها. وتردّت وارتدت: توشحت. وهي هيفاء المردّى: ضامر الموشح. قال ابن مقبل:

ضمر المردى رداح في تأودها ... مخطوفة منتهى الأحشاء عطبول

وحلت الشمس على وجهه امغذ؛ أراد سماع الحديث والعلم لا سماع الغناء.

ومن المجاز: يوم مرذ. وأرذت العين بمائها. وأرذ السقاء، وسقاه مرذ مغذ. وأرذت الشجة. ونحن نرضى برذاذ نيلك، ورشاش سيلك.
ردي
ردِيَ/ ردِيَ في يَردَى، ارْدَ، رَدًى، فهو رَدٍ، والمفعول مرديّ فيه
• ردِي الشَّخصُ: هلَك "وقاك الله من الرّدى- أصابه الرَّدى وهو في مقتبل العمر- {فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} ".
• رَدِيَ في البئر أو الحفرة: سَقَطَ. 

أردى يُردِي، أَرْدِ، إرداءً، فهو مُردٍ، والمفعول مُردًى
• أردى فلانًا:
1 - أهلكه "أرداه الدَّهْرُ- {قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} " ° أرداه قتيلاً: صرعه.
2 - أسقطه "أرداه في البئر- أرداه عن فرسه". 

ارتدى/ ارتدى بـ يَرتَدي، ارْتَدِ، ارتداءً، فهو مُرتَدٍ، والمفعول مُرتَدًى
• ارتدى الشَّخصُ الثِّيابَ/ ارتدى الشَّخصُ بالثِّياب: لَبِسَها "ارتدى قميصًا جديدًا- مُرتَدٍ أحسن ما عنده- يرتدي ثياب المصلحين- ارتدت القضية طابعًا من الخطورة". 

تردَّى/ تردَّى في/ تردَّى من يتردَّى، تَرَدَّ، تَرَدّيًا، فهو مُتردٍّ، والمفعول مُتردًّى فيه
• تردَّى الشَّخصُ/ تردَّى الشَّخصُ في كذا/ تردَّى الشَّخصُ من كذا: سقَط "تردَّى في الهُوَّة- تردَّى من الجبل- {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}: مات، سقَط في جهنم" ° تردَّى في الإثم: ارتكب ذنبًا- تردَّى في الرَّذائل. 

ردَّى يُردِّي، رَدِّ، ترديةً، فهو مُرَدٍّ، والمفعول مُرَدًّى
• ردَّى فلانًا:
1 - ألبسه الثِّيابَ "ردَّى طفلَه".
2 - أسقطه في حفرة أو نحوها.
3 - أهلكه "كاد البردُ يردِّيه". 

إرداء [مفرد]: مصدر أردى. 

ارتداء [مفرد]: مصدر ارتدى/ ارتدى بـ. 

تردٍّ [مفرد]:
1 - مصدر تردَّى/ تردَّى في/ تردَّى من.
2 - (حي) تعاقب الجماعات النباتيَّة بالرُّجوع إلى مرحلة أدنى في صفاتها بسبب ظهور عامل غير مُواتٍ. 

تردية [مفرد]: مصدر ردَّى. 

رَدٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ردِيَ/ ردِيَ في. 

رِداء [مفرد]: ج رداءات ورداوات وأَردية، مث رداءان ورداوان: ما يُلبس فوق الثياب، كالجُبَّة والعباءة، ويستعار لكل ما يلبس كالوشاح والسَّيف والقوس "رِداء السَّهرة" ° بسَط اللَّيلُ رداءَه: نزَل، عمَّ- خفيف الرداء: قليل العيال والدَّيْن- رِداء الشَّباب: حسنُه ونضارتُه- رِداء الشَّمس: حسنُها ونورُها- رداء العِزّ- رداء المساء: ظلامه- غَمْرُ الرِّداء: كثير المعروف واسعُه- هو في رداء فلان: في رعايته وحمايته. 

رَدًى [مفرد]: مصدر ردِيَ/ ردِيَ في. 

مُتَرَدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تردَّى/ تردَّى في/ تردَّى من.
• المتردِّي من الحيوانات: ما وقع من عُلْوٍ فمات، ونُهي عن أكل المتردِّيّة؛ لأنّها ماتت من غير ذبح شرعيّ " {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ .. وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ} ". 

مُرْدِيّ [مفرد]: ج مَرادِيُّ
• المُرْدِيُّ: خشبة تُدْفَع بها السَّفينة. 
[ر د ي] الرَّدَى: الهَلاكُ، رَدِيَ رَدًي، فهو رَدٍ. وأَرْداهُ اللهُ، وفي التَّنْزِيلِ: {إن كدت لتردين} [الصافات: 56] وفيه: {واتبع هواه فتردى} [طه: 16] . ورَديَ في الهُوَِّةِ رَدًي، وتَرَدَّى: تَهَوَّرَ. وأَرْادهُ اللهُ، ورَدَّاهُ فترَدَّى: قَلَبَهُ فانْقَلَبَ. والرِّداءُ: من المَلاحِفِ، وقَوْلُ طَرَفَةَ:

(ووَجْهُ كأَنَّ الشَّمْسَ حَلَّتْ رِداءَها ... عليهِ نَقِيُّ اللَّوْنِ لم يَتَخَدَّدِ)

فإنَّه جَعَلَ للشَّمْسِ رِداءً وهو جَوْهَر، لأَنَّه أَبْلَغُ من النُّورِ الذي هو العَرَضُ، والجمعُ: أَرْدِيَةٌ، وهو الرِّداءَةُ، كقولهم: الإزارَ. وقد تَرَدَّى به، وارتَدَى. وإِنَّه لَحَسنُ الرِّدْيَةَ: أي الارْتِداءِ. ورَجُلٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعُ المَعْرُوفِ وإن كانَ رِداؤُه صَغِيراً، قال كُثَيِّرٌ:

(غَمْرُ الرِّداءًِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكاً ... غَلِقَتْ لضَحْكَتِه رِقابُ المالِ)

وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعٌ خَصِيبٌ. والرِّداءُ: السَّيْفُ، أًراهُ على التَّشْبِيِه بالرِّداءِ من المَلابِسِ، قالَ مُتَمِّمٌ:

(لَقَدْ كفَّنَ المِنْهالُ تَحْتَ رِدائِه ... فَتًى غيرَ مبطانِ العَشِيَّة أَرْوَعَا)

وكانَ المِنْهالُ قَتَل أَخاه مالِكاً، وكانَ الرَّجُلُ إذا قَتَلَ رَجُلاً مَشْهُوراً وَضَعَ سيفَه عليهِ ليُعْرَفَ قاتلُه. وقد تَرَديَّ به، وارْتَدَى، وأنشد ثَعْلَبٌ:

(إِذا كَشَفَ اليَوْمٌ العَماسُ عن اسْتِه ... فلا يرتَدِيِ مِثْلِي ولا يَتَعَمَّمُ ... )

كَنَى بالارْتِداءِ عن تَقَلُّدِ السَّيْفِ، وبالتَّعَمُّم: عن حَمْلِ البَيْضَةِ أو المِغْفَرِ. قال ثَعْلَبٌ: معناهما: أَلْبسُ ثِيابَ الحَرْبِ ولا أَتَجَمَّلُ. والرِّداءُ: القَوْسُ، عن الفارِسِيِّ. والرِّداءُ: العَقْلُ. والرِّداءًُ: الجَهْلُ، كِلاهُما عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ: وأَنْشَدَ:

(رَفَعْتُ رِداءَ الجَهْلِ عَنِّي زَيَّنَكَ ولم يَكُنْ ... يُقَصِّرُ عَنِّي قبلَ ذاكَ رِداءُ)

وقال مَرَّةً: الرِّداءُ: كُلُّ ما زَيَّنَكَ حَتَّى دارُكَ وابنُكَ. فعَلَى هذا يَكُونُ الرِّداءُ: كُلَّ ما زانَ وما شانَ. والمَرَادِي: الأَرْدِيَةُ، قالَ:

(لا يَرْتَدِي مَرادِي الحَرِير ... ) (ولا يُرَى بسُدَّةِ الأمِيرِ ... )

(إِلاَّ لَحِلْبِ الشّاةِ والبَعِيرِ ... )

قال ثَعْلًَبٌ: لا واحِدَ لها. وقولُه: ((من سَرَّهُ النَّساءُ ولا نَسَاءَ، فليُباكِرِ الغَداءَ، وليُكْرِ العَشاءَ، وليُخَفِّفِ الرِّداءَ، وليُحِدَّ الحِذاءَ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ)) . والرِّداءُ هُنا: الدَّيْنُ. قالَ ثَعْلَبُ: أرادَ لو زادَ شَيءَْ في العافِيَةِ لزادَ هَذا، ولا يكون. ورَدَتَ الخَيْلُ رَدْياً، وَرَدَيَاناً: رَجَمَتِ الأَرْضَ بحَوافَرِها في سَيْرَِها وعَدْوِها، وأَرْداهَا هُوَ، وقِيلَ: الرَّدَيَانُ: التَّقْرِيبُ، وقِيلَ: الرَّدَيانُ: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه. ورَدَى الغُرابُ: حَجَلَ. والجَوَارِي يَرْدِينَ رَدْياً: إِذا رَفَعْنَ رِجْلاً ومَشَيْنَ على أُخْرَى يَلْعَبْنَ. وَرَدَيْتُ الشُّيءَ بالحَجَرِ: كَسَرتْهُ. والمِرْدَاةُ: الصَّخْرَةُ تَِرْدِى بِها. وفي المثل: ((كُلُّ ضَبٍّ عندَه مِرْداتُه)) . وهي الصَّخْرَةُ التي يَهْتَدِي بِها إلى جُحْرِه. والمَرادي: القَوائِمُ من الإِبِلِ والفِيَلَةِ، على التَّشْبِيِه. والمَرادِي: المَرامِي. وفُلانٌ مِرْدَى خُصُومِةٍ، و [مِرْدَى] حَرْب: صَبُورٌ عليهِما. ورادَى الرًَّجُلَ: داراهُ وراوَدَه، قالَ ظُفَيْلٌ:

(يرادَي على فَأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما ... تُرادَي به مَرْقاةُ جِذْعِ مُشَذَّبِ)

ورَدَيتُ على الشَّيءَْ، وأَرْدَيْتُ: زِدْتُ. وأَرْدَى على الخَمْسِينَ، والثَّمانِينَ: زادَ. ورَدَتْ غَنِمي وأَرْدَتْ: زادَتْ، عن الفَرّاءِ. وأَمّا قولُ كُثَيِّرِ:

(لَهُ عَهْدُ وُدٍّ لمْ يُكَدَّرْ يَزينُه ... رَدِي قَوْلِ مَعْرْوُفِ حَديثٍ ومُزْمِنِ)

فقيلَ في تَفْسيِره: رَدِي: زِيادَةٌ. وأُراه بَنَى منه مَصْدَراً على فَعِلَ كالضَّحِك والحِبِقِ، أو اسْماً على فَعِلٍ، فوضَعَه موضِعَ المَصْدَر. وإنَّما قَضَيْنا عَلَى ما لم تَظْهَرْ فيه الياءًُ من هذا البابِ بالياء؛ لأَنَّها لامٌ، مع وَجُودِ ((ردي)) ظاهِرَةً، وعدم ((ردو)) .
ردي
: (ى؛ {رَدَى الفَرَسُ، كرَمَى) } يَرْدِي ( {رَدْياً) ، بالفتْحِ، (} ورَدَياناً) ، بالتحْريكِ: إِذا (رَجَمَتِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ رَجَمَ كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحاحِ أيْضاً.
ونَصّ المُحْكَم: {ورَدَتِ الخيْلُ} رَدْياً! ورَدَياناً: رَجَمَتْ فكأنَّه أَخَذَ أَوَّل العِبارَةِ مِن الصِّحاح ثمَّ ساقَ بسِياقِ المُحْكَم؛ (الأرضَ بحَوافِرِها) فِي سَيْرِها وعَدْوِها، هَذَا نَصُّ المُحْكَم.
(أَو هُوَ بينَ العَدْوِ والمَشْيِ) .
ونَصّ الجَوْهريّ عَن ابنِ السِّكِّيت: رَجَمَ الأرضَ رَجْماً بَيْنَ العَدْوِ والمَشْيِ الشَّديدِ.
قالَ الأصْمعيُّ: قُلْتُ لُمنْتَجِع بنِ نَبْهان: مَا {الرَّدَيانُ؟ قالَ: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه، انتَهى.
زادَ ابنُ سِيدَه: وقيلَ: الرَّدَيانُ: التَّقْرِيبُ.
(} وأَرْدَيْتُها) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: {وأَرْدَيْتُه.
وأمَّا ابنُ سِيدَه فإنَّه قالَ} وأَرْدَاها لمَا سَبَقَ لَهُ فِي أَوَّل السَّياق {رَدَتِ الخَيْل، فساغَ لَهُ إرْجاع الضَّمِير المُؤَنَّث، إِلَيْهَا بخِلافِ المصنِّف.
(و) } رَدَى (الغرابُ: حَجَلَ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) {رَدَتِ (الجارِيَةُ) } رَدَياناً: (رَفَعَتْ رِجْلاً ومَشَتْ على أُخْرى) ؛ ونَصّ المُحْكَمْ: على آخَر، وصَحَّح عَلَيْهِ الأَرْموي.
ونَصّ التّهْذيبِ: ومَشَتْ على رِجْلٍ؛ (تَلْعَبُ.
(و) {رَدَى (الشيءُ) بالحجرِ: (كَسَرَهُ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: رَدَى الحجرَ بصَخْرةٍ أَو بمعْولٍ: ضَرَبَهُ ليَكْسِرَه.
(و) } رَدَتْ (غَنَمُهُ: رادَتْ؛ {كأَرْدَتْ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن الفرَّاءِ.
(و) رَدَى (فُلاناً: صَدَمَهُ) كَمَا يَصْدمُ المِعْولُ الحجرَ.
(و) } رَداهُ (بحَجَرٍ: رَماهُ بِهِ) ؛ قالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
وكأَنَّ المَنونَ {تَرْدِي بِنَا أَعْ
صَم صمَ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ (وَهُوَ) أَي ذلكَ الحَجَر الَّذِي يُرْمَى بِهِ (} المِرْدَى) ، كَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ نَصُّ الصِّحاح.
وَالَّذِي فِي المُحْكَم والتَّهْذِيبِ: {المِرْدَاةُ وجَمْعُها} المَرادِي وسَيأْتي قرِيباً.
(و) ! رَدَى (فُلانُ: ذَهَبَ) . يقالُ: مَا أَدْرِي أَيْنَ رَدَى، أَي أَيْنَ ذَهَبَ. (و) يقالُ: رَدَى (فِي البِئْرِ) إِذا (سَقَطَ) فِيهَا، ( {كتَرَدَّى) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَمِنْه} المُتَرَدِّيَةُ: وَهِي الَّتِي تَطِيحُ فِي بِئْرٍ فتَموتُ.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُغْني عَنهُ مالُه إِذا {تَرَدَّى} ، أَي سَقَطَ فِي هوَّةِ النَّارِ.
وقالَ اللَّيْثُ:} التَّرَدِّي التَّهَوُّرُ فِي مَهْواةٍ.
( {وأَرْداهُ غيرُهُ) : أَسْقَطَه؛ (} ورَدَّاهُ) {تَرْدِيَةً مِثْل ذلكَ.
(} ورَدِيَ) فلانٌ، (كَرَضِيَ، {رَدًى) ، بالقَصْرِ: (هَلَكَ) فَهُوَ} رَدٍ أَي هالِكٌ.
( {وأَرْدَاهُ) غيرُهُ؛ وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: {إنْ كِدْتَ} لتُرْدِينِ} ، أَي لتُهْلِكُني.
( {والرِّداءُ) ، ككِتابٍ: (مِلْحَفَةٌ م) مَعْرُوفَةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: الَّذِي يُلْبَسُ والجَمْعُ} الأَرْدِيَةُ.
وَفِي المِصْباح: {الرِّداءُ مُذَكَّرٌ وَلَا يَجوزُ تَأْنِيثَه؛ قالَهُ ابنُ الأَنْبارِي.
(} كالرِّداءَةِ) ، كقَوْلهم: الإِزارُ والإِزارَةُ؛ ( {والمِرْداةِ) جَمْعُها} المَرادِي،؛ وَمِنْه قَوْله:
لَا {يَرْتَدي} مَرادِيَ الحرِيرِولا يُرَى بسدَّةِ الأَميرِ إلاَّ لحَلْبِ الشَّاءِ والبَعِيرِ
وَقَالَ ثَعْلَب: لَا واحِدَ لَهَا.
قالَ الجوهريُّ: وتَثْنِيَةُ {الرِّداءِ} الرِّدَاءانِ، وإنْ شِئْتَ {رِدَاوَانِ، لأنَّ كلَّ اسمٍ مَهْموزٍ مَمْدودٍ فَلَا تَخْلُو هَمْزَتُه إمَّا أَنْ تكونَ أَصْلِيَة فتَتْرُكُها فِي التَّثْنِية على مَا هِيَ عَلَيْهِ وَلَا تَقْلِبها فتَقُول جَزَاآنِ وخَطَاآنِ، وإمَّا أَنْ تكونَ للتَّأْنيثِ فتَقْلِبها فِي التَّثْنِيةِ واواً لَا غَيْر تَقول صَفْراوَانِ وسَوْداوَانِ، وإمَّا أَنْ تكونَ مُنقلِبَة عَن واوٍ أَو ياءٍ مثل كِسَاءٍ} ورِداءٍ أَو مُلْحَقَةً مثلُ عِلْباءٍ وجِرْباءٍ مُلْحَقةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ، فأَنْتَ فِيهَا بالخيارِ إنْ شِئْتَ قَلَبْتها واواً مثْل هَمْزَةِ التّأْنيثِ فقُلْت كِساوَانِ وعِلْباوانِ {ورِدَاوَانِ، وإنْ شِئْتَ تَركْتَها هَمْزةً مثْل الأصْلِيَّة، وَهُوَ أَجْوَد، فقُلْت كِساآنِ} ورِدَاءانِ، والجَمْعُ أَكْسِيَةٌ {وأَرْدِيَةٌ.
(و) } الرِّداءُ: (السَّيْفُ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ على التَّشْبيهِ {بالرِّداءِ مِن المَلابِسِ؛ قالَ مُتَمِّم:
لقد كَفَّنَ المِنهالُ تحتَ} رِدَائِه
فَتى غيرَ مبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعاوكانَ المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، وكانَ الرَّجلُ إِذا قتَلَ رجُلاً مَشْهوراً وضَعَ سيفَه عَلَيْهِ ليُعْرفَ قاتِلُه.
وَفِي التَّهْذيبِ: قيلَ للسَّيْفِ {رِداءٌ لأنَّ مُتَقلِّدَه بحمائِلِه} مُتَرَدَ بِهِ؛ قالتِ الخَنْساءُ:
وداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ
جعَلْتَ {رِداءَكَ فِيهَا خِمارَاأَي عَلَوْتَ بسَيْفِك فِيهَا رِقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الَّذِي يَتَجَلَّلُ الرأْسَ.
(و) الرِّداءُ: (القَوْسُ) عَن الفارِسِيّ؛ لأنَّ المُتَقَلَّدَ بهَا} يَتَردَّاها {كالرِّداءِ.
وَفِي الحدِيثِ: (نِعْمَ} الرِّداءُ القَوْسُ) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: لأنَّها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ.
(و) الرِّداءُ: (العَقْلُ والجَهْلُ) ، كِلاهُما عَن ابنِ الأَعْرابيّ؛ وأَنْشَدَ:
رفَعْتُ {رِداءَ الجَهْلِ عنِّي وَلم يكن
يُقَصِّرُ عنِّي قَبْلَ ذاكَ} رِداءُ (و) قالَ مرّةُ: الرِّداءُ كلُّ مَا يُزَيِّنُك حتَّى دارِكَ وأَبِيكَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: فعلى هَذَا يكونُ الرِّداءُ (مَا زانَ وماشانَ) .
قالَ المصنِّفُ: وَهُوَ (ضِدٌّ) ، أَي بينَ العَقْلِ والجَهْلِ وبينَ الزَّيْن والشَّيْن، وَفِيه نَظَرٌ.
(و) فِي حديثِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (مَنْ أَرادَ البَقاءَ وَلَا بَقاءَ، فليُباكِرِ الغَداء وليُبَكِّر العَشاءَ وليُخَفِّفِ الرِّداءَ وليجد الحِذَاءَ، وليُقِلَّ غَشيانَ النِّساءِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: الرِّداءُ هُنَا (الدَّيْنُ) .
قالَ ثَعْلَب: أَرادَ لَو زادَ شَيْء فِي العافِيَةِ لزادَ هَذَا وَلَا يكونِّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ بَعْدَ ذِكْرِ الحدِيثِ قَالُوا: وَمَا تَخْفِيفُ الرِّداء فِي البَقاءِ؟ قالَ: قِلَّةُ الدَّينِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: سَمَّاه رِداءً لأنَّ الرِّداءَ يَقع على المَنْكِبَيْن ومُجْتَمَعِ العُنُقِ، والدَّيْنُ أَمانَةٌ، والعَرَبُ تقولُ فِي ضمانِ الدَّيْن هَذَا لكَ فِي عُنُقِي ولازِمٌ رَقَبَتي، انتَهَى.
وزادَ ابنُ الْأَثِير: وَهِي أَي الرَّقَبة مَوْضِعُ الرِّداءِ.
(و) فِي التَّهذِيبِ: الرِّداءُ (الوِشاحُ.
(وتَرَدَّتِ الجارِيَةُ: توشَّحَتْ) ؛ قالَ الأعْشى:
وتَبْردُ بَرْدَ رِداءِ العَرُو
سِ بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فِيهِ العَبِيرايَعْنِي بِهِ وِشاحَها المُخَلَّقَ بخَلُوق.
(و) {تَردَّتْ: (لَبِسَتِ الرِّداءَ،} كارْتَدَتْ.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ غَمْرُ الرِّداءِ) ، أَي (كثيرُ المَعْرُوفِ واسِعُهُ) ؛ نَصّ المُحْكَم: واسِعُهُ؛ ونَصّ التَّهْذِيبِ: كثيرُهُ؛ زادَ فِي المُحْكَم: وإنْ كانَ! رِداؤُه صِغِيراً؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
غَمْرُ الرّداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكاً
غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ ويقالُ: عَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: أَي واسِعٌ خَصِيبٌ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ (خَفِيفُ الرِّداءِ) ، أَي (قلِيلُ العِيالِ) لأنَّهم كالغلِّ فِي الرَّقَبَةِ.
(و) أَيْضاً: خَفِيفُ (الدِّيْنِ) ، وَقد تقدَّمَ وَجْهُه.
( {ورَادَاهُ) } مُرادَاةً: (رَاوَدَهُ) ؛ مَقْلوبٌ عَنهُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجوهرِيُّ، وأَنْشَدَ الطُفَيْل الغَنَويّ:
يُرادَى على فأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما
{يُرادَى بِهِ مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ (و) يقالُ أَيْضاً} رَادَاهُ بمعْنَى (دَارَاهُ) ، حَكَاهُ أَبو عبيدٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التهْذِيبِ: قالَ أَبو عَمْروٍ: {رَادَيْتُ الرَّجُلَ ودَاجَيْتُه ودَالَيْتُه وفانَيْتُه بمعْنىً واحِدٍ.
(و) } رَادَى (عَن القَوْمِ) {مُرادَاةً: (رَمَى عَنْهُم بالحِجارَةِ.
(وَفِي الصِّحاحِ: رَامَى بالحِجارَةِ.
(ورجُلٌ} رَدٍ: هالِكٌ؛ وَهِي {رَدِيَةٌ) كفَرِحَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وفعْلهُ} رَدِيَ {يَرْدَى، كرَضِيَ وَقد تقدَّمَ.
(} والمُرْدِيُّ، بالضَّمِّ والشدِّ) ؛ وليسَ فِي نسخِ الصِّحاحِ شَدّ الياءِ؛ (خَشَبَةٌ تُدْفَعُ بهَا السَّفِينَةُ) تكونُ بيدِ المَلاَّحِ، (ج {مَرادِي) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهِي} المَدارِي بلغَةِ العامَّةِ واحِدُها مَدْرَى.
( {والرَّادِي: الأسَدُ) لكَوْنِه يرْدِي أَي يَصْدمُ.
(} والمَرادِي: الأُزُرُ) .
قالَ ثَعْلَب: لَا واحِدَ لَهَا.
وقيلَ: واحِدُها مرْدَاةٌ، وَقد تقدَّمَ قرِيباً.
(و) {المَرادِي: (قوائِمُ الإِبِلِ والفِيلِ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ نَصُّ الليْثِ.
وَفِي المُحْكَم الفِيَلَة وَهُوَ على التَّشْبيهِ أَي} بالمَرادِي الَّتِي هِيَ الحِجارَةُ.
قالَ الأزهرِيُّ: سُمِّيَتْ بذلكَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ لَهَا خاصَّة.
( {والرَّداةُ: الصَّخْرَةُ، ج} رَدًى) ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ:
وقَرَّبُوا للبَيْن والتَّمَضِّي
فَحْلُ مَخَاضٍ {كالرَّدَى المُنْقَضِّوفي التَّهْذيب عَن الفرَّاء: يقالُ للصَّخْرةِ} الرَّداةُ وجَمْعُها {رَدَياتٌ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
وقَافِية مثل حَدِّ الرِّدا
ةِ لَمْ تَتَّرِكْ لمُجِيبٍ مَقالاوقالَ طُفَيْل:
} رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ يَلَمْلَم وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
إنَّه لحَسَنُ {الرِّدْيَةِ؛ بالكسْرِ، أَي} الارْتِدَاءِ، كالجِلْسَةِ من الجُلُوسِ؛ نقلَهُ الجَوْهريُّ.
{وارْتَدَى فلانٌ: تَقَلَّدَ بالسَّيْفِ.
} وارْتَدَتِ الجارِيَةُ: رَفَعَتْ رِجْلاً ومَشَتْ على رِجْلٍ تَلْعَبُ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {رَدَى الغُلامُ رَفَعَ إحْدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخْرى.
وَفِي المَثَلِ: كلُّ ضَبَ عنْدَه} مِرْداتهِ؛ وَهِي الصَّخْرَةُ الَّتِي يَهتدِي بهَا إِلَى حُجْرِهِ، يُضْرَبُ للشيءِ العَتِيدِ ليسَ دُونَه شيءٌ.
وقالَ النَّضْر: {المِرْداةُ الحَجَرُ الَّذِي لَا يكادُ الرَّجُل الضَّابِطَ يَرْفَعُه بيَدَيْه} يُرْدَى بِهِ الحَجَرُ، والمَكانُ الغَلِيظُ يَحْفرُونَهُ فيَضْرِبُونَه بِهِ فيُلَيِّنُونَهُ، {ويُرْدَى بِهِ حُجْرُ الضَبِّ إِذا كانَ فِي قَلْعةٍ فتَلِينُ القَلْعة ويَهْدِمُها،} والرَّدْيُ إنَّما هُوَ رَفْعٌ بهَا ورَمْيٌ بهَا.
{والمَرادِي: المَرامِي.
ويقالُ للرَّجُلِ الشُّجاعِ: إنَّه} لمِرْدَى حُروبٍ، وهُم {مَرادِي.
ويُشَبَّهُ} بالمِرْداةِ الناقَةُ فِي الصَّلابَةِ فيُقالُ: نَاقَة {مِرْداةٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: إنَّه} لمِرْدَى خُصُومَةٍ وحَرْبٍ: أَي صَبُورٌ عَلَيْهَا، وَهُوَ مَجازٌ.
{ورَدَى على الشيءِ} وأَرْدَى: زادَ.
يقالُ: {أَرْدَى على الخَمْسِينَ والثَّمانينَ.
} والرَّدَى: الزِّيادَةُ.
يقالُ مَا بَلَغَتْ {رَدَى عَطِيّتك أَي زِيادَتك فِي عَطِيّتك.
ويَعْجبُني رَدَى قَوْلِكَ: أَي زِيادتُه؛ قالَ الشاعِرُ:
تضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عَنْهُم
فأَعْطَوْها وَقد بَلَغوا} رَدَاها {وتَرَدَّى: وَقَعَ مِن جَبَلٍ فماتَ.
} ورَدِيَ فلانٌ فِي القَلِيبِ {يَرْدَى، كرَضِيَ، لُغَةٌ فِي} رَدَى كرَمَى، عَن أَبي زَيْدٍ.
وامْرَأَةٌ هَيْفاءُ {المُرَدَّى: أَي ضامِرَةُ موضِعِ الوِشاحِ.
} ورِداءُ الشَّبابِ: حسنُه وغَضارَتُه ونعْمَتُه.
ورِداءُ الشمْسِ: حسنُها ونورُها.
{ورَدَّيْتُه} تَرْدِيَةً: ألْبَسْتُه {الرِّداءَ.
(ردي) ردى هلك وَفِي الْهَوَاء سقط فَهُوَ رد

ردي: الرَّدى: الهلاكُ. رَدِيَ، بالكسر، يَرْدى رَدىً: هَلَكَ، فهو

رَدٍ. والرَّدِي: الهالِكُ، وأَرْداهُ اللهُ. وأَرْدَيْتُه أَي أَهلكتُه.

ورجلٌ رَدٍ: للهالك. وامرأَة رَدِيَةٌ، على فَعلةٍ. وفي التنزيل العزيز: إنْ

كِدْتَ لتُرْدِينِ؛ قال الزجاج: معناه لتُهْلِكُني، وفيه: واتَّبَعَ

هَواهُ فتَرْدى. وفي حديث ابن الأَكوع: فأَرْدَوْا فرَسَين فأَخَذْتُهما؛ هو

من الرَّدى الهلاكِ أَي أَتْعَبُوهُما حتى أَسْقَطوهُما وخَلَّفُوهُما،

والرواية المشهورة فأَرْذَوْا، بالذال المعجمة، أَي تركُوهما لضَعْفِهما

وهُزالهما. ورَدي في الهُوَّةِ رَدًى وتَرَدَّى: تَهِوَّر. وأَرْداهُ

الله ورَدَّاه فَتَرَدّى: قلبَه فانْقَلب. وفي التنزيل العزيز: وما يُغْني

عنه مالُه إذا تَرَدََّى؛ قيل: إذا مات، وقيل: إذا ترَدّى في النار من

قوله تعالى: والمُتَرَدِّيةُ والنَّطِيحَة؛ وهي التي تَقَع من جَبَلٍ أَو

تَطِيحُ في بِئْرٍ أَو تسقُطُ من موضِعٍ مُشْرفٍ فتموتُ. وقال الليث:

التّرَدِّي هو التَّهَوُّر في مَهْواةٍ. وقال أَبو زيد: رَدِيَ فلانٌ في

القَلِيب يَرْدى وتردّى من الجبل تَرَدِّياً. ويقال: رَدى في البئر وتَرَدَّى

إذا سَقَط في بئرٍ أَو نهرٍ من جبَلٍ، لُغتان. وفي الحديث أَنه قال في

بَعيرٍ ترَدَّى في بئر: ذَكِّه من حيث قدَرْت؛ تردَّى أَي سقَطَ كأَنه

تفَعَّل من الرَّدى الهَلاكِ أَي اذْبَحْه في أَيِّ موضع أَمْكَن من بدَنِهِ

إذا لم تتمكن من نحره. وفي حديث ابن مسعود: من نَصَر قوْمَه على غير

الحقِّ فهو كالبعير الذي رَدى فهو يُنْزَعُ بذَنَبه؛ أَرادَ أَنه وقَع في

الإثم وهَلَك كالبعِير إذا تَرَدَّى في البِئر وأُريد أَن يُنْزَعَ بذَنَبه

فلا يُقْدَرَ على خلاصه، وفي حديثه الآخر: إنَّ الرجلَ ليَتَكَلَّم

بالكَلِمَة من سَخَطِ الله تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأََرضِ أََي

توقعُهُ في مَهْلَكة.

والرِّداءُ: الذي يُلْبَسُ، وتثنيتُه رِداءَانِ، وإن شِئتَ رِداوانِ

لأَن كل اسمٍ ممدودٍ فلا تَخْلُو همْزَتُه، إمّا أَن تكون أَصلِيَّة

فتَتْرُكها في التثنية على ما هي عليه ولا تَقْلِبها فتقول جَزَاءانِ

وخَطاءَانِ، قال ابن بري: صوابه أَن يقولَ قُرّاءَانِ ووُضَّاءَانِ مما آخِرُه

همزةٌ أَصليَّة وقبلَها أَلِفٌ زائدة، قال الجوهري: وإما أَن تكونَ للتأْنيث

فتَقْلِبها في التَّثنية واواً لا غيرُ، تقول صفراوان وسَوْداوانِ، وإما

أَن تكونَ مُنقَلبة من واوٍ أَو ياءٍ مثل كساءٍ ورداءٍ أَو مُلحِقَةً مثلُ

عِلْباءٍ وحِرْباءٍ مُلْحِْقَةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ، فأَنتَ فيها

بالخيار إن شئت قلبَتْها واواً مثل التأْنيثِ فقلت كِساوانِ وعِلْباوانِ

ورِداوانِ، وإن شئت تركتَها همزةً مثل الأصلية، وهو أَجْوَد، فقلت كِساءَانِ

وعِلْباءَانِ ورِداءَان، والجمع أَكْسِية. والرِّداءُ: من المَلاحِفِ؛

وقول طَرَفة:

ووَجْه، كأَنّ الشَّمْسَ حَلّتْ رِداءَها

عليه، نَقِيّ اللّونِ لم يتَخَدَّدِ

(* وفي رواية أخرى: ألقَت رداءها).

فإنه جعل للشمس رداء، وهو جَوْهر لأَنه أَبلغ من النُّور الذي هو

العَرَض، والجمع أَرْدِيَةٌ، وهو الرداء كقولهم الإزارُ والإزارة، وقد تَرَدّى

به وارْتَدَى بمعنًى أي لبِسَ الرِّداءَ. وإنه لحَسَنُ الرِّدْيَةِ أَي

الارْتِداء. والرِّدْيَة: كالرِّكبةِ من الرُّكوبِ والجِلْسَةِ من

الجُلُوسِ، تقول: هو حسن الرِّدْيَة. ورَدَّيْتُه أَنا تَرْدِيةً. والرِّداءُ:

الغِطاءُ الكبير. ورجلٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعُ المعروف وإن كان رِداؤُه

صغيراً؛ قال كثير:

غَمْرُ الرِّداءِ، إذا تبَسَّمَ ضاحِكاً

غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ

وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعٌ خَصِيبٌ. والرِّداءُ: السَّيْفُ؛ قال

ابن سيده: أُراهُ على التشبيه بالرِّداءِ من المَلابِسِ؛ قال مُتَمِّم:

لقد كَفَّنَ المِنْهالُ، تحتَ رِدائِه،

فتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعا

وكان المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، وكان الرجلُ إذا قَتَل رجُلاً

مشهوراً وضع سيفَه عليه ليُعرفَ قاتِلُه؛ وأَنشد ابن بري للفرزدق:

فِدًى لسُيوفٍ من تميم وَفَى بِها

رِدائي، وجَلَّتْ عن وجُوهِ الأَهاتِم

وأَنشد آخر:

يُنازِعُني رِدائي عَبْدُ عَمْرٍو،

رُوَيْداً يا أَخا سَعْدِ بنِ بَكْرِ

وقد ترَدَّى به وارْتَدَى؛ أَنشد ثعلب:

إذا كشَفَ اليومُ العَمَاسُ عن اسْتِه،

فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يتَعَمَّمُ

كَنَى بالارتداء عن تقَلُّد السيفِ، والتَّعَمُّمِ عن حملِ البَيْضة أَو

المِغْفَر؛ وقال ثعلب: معناهما أَلْبَسُ ثيابَ الحرب ولا أَتَجَمَّل.

والرَّداءُ: القَوْسُ؛ عن الفارسي. وفي الحديث: نِعْمَ الرِّداءُ القَوْسُ

لأَنها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ. والرِّداءُ: العقلُ.

والرِّداءُ: الجهلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

رفَعْتُ رِداءَ الجهلِ عَنِّي ولم يكن

يُقَصِّرُ عنِّي، قَبْلَ ذاكَ، رداءُ

وقال مرّة: الرِّداء كلُّ ما زَيَّنَك حتى دارُكَ وابْنُكَ، فعلى هذا

يكونُ الرِّداء ما زانَ وما شانَ. ابن الأَعرابي: يقال أَبوكَ رداؤُكَ

ودارُكَ رداؤُكَ وبُنَيُّكَ رداؤُكَ، وكلُّ ما زَيَّنَكَ فهو رداؤُكَ.

ورِداءُ الشَّبابِ: حُسْنُه وغَضارَتُه ونَعْمَتُه؛ وقال رؤْبة:

حتى إذا الدَّهْرُ اسْتَجَدَّ سِيما

من البِلى يَسْتَوْهِبُ الوَسِيما

رداءَهُ والبِشْرَِ والنَّعِيما

يَسْتوْهِبُ الدّهرُ الوَسِيمَ أَي الوجهَ الوَسيم رداءَهُ، وهو

نَعْمَتُه، واسْتَجدّ سِيما أَي أَثَراً من البِلى؛ وكذلك قول طرفة:

ووَجْه، كأَنّ الشَّمسَ حَلَّتْ رِداءَها

عليه، نَقيّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ

أَي أَلقت حسنها ونُورَها على هذا الوجه، من التحلية، فصار نُورُها

زينةً له كالحَلْيِ. والمَرَادي: الأَرْدِيةُ واحِدَتُها مِرْداةٌ؛ قال:

لا يَرْتَدي مَراديَ الحَريرِ،

ولا يُرَى بشِدّةِ الأَمِيرِ،

إلاَّ لِحَلْبِ الشَّاةِ والبَعِيرِ

وقال ثعلب: لا واحد لها. والرِّداءُ: الدَّينُ. قال ثعلب: وقول حكيم

العرَب من سَرّه النَّساءُ ولا نَساءَ، فلْيُباكِرِ الغَداءَ والعَشاءَ،

وليخفِّفِ الرِّداء، وليُحْذِ الحِذاء، وليُقِلَّ غِشيانَ النِّساء؛

الرِّداءُ: هنا الدَينُ؛ قال ثعلب: أَرادَ لو زاد شيء في العافية لزاد هذا ولا

يكون. التهذيب: وروي عن علي، كرّم الله وجهه، أَنه قال: مَنْ أَرادَ

البقاء ولا بَقاء، فلْيُباكِرِ الغَداء، وليُخَفِّف الرَّداء، وليُقِلِّ

غِشْيانَ النِّساءِ؛ قالوا له: وما تَخْفِيفُ الرِّداء في البَقاءِ؟ فقال:

قِلَّة الدَّيْنِ. قال أَبو منصور: وسُمِّي الدَّيْنُ رِداءً لأن الرداء

يقَع على المَنْكِبين والكَتِفَينِ ومُجْتَمَعِ العُنُقِ، والدَّيْنُ

أَمانةٌ، والعرب تقول في ضمان الدين هذا لك في عُنُقي ولازِمٌ رَقَبَتي، فقيل

للدَّينِ رِداءٌ لأَنه لَزِمَ عُنُقَ الذي هو عليه كالرِّداءِ الذي

يَلْزَم المَنْكِبين إذا تُرُدِّيَ به؛ ومنه قيل للسَّيفِ رِداءٌ لأَن

مُتَقلِّدَه بحَمائِله مُتَرَدٍّ به؛ وقالت خنساء:

وداهِيةٍ جَرَّها جارِمٌ،

جعَلْتَ رداءَكَ فيها خِمارا

أَي عَلَوتَ بسَيْفِك فيها رقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الذي يتَجَلَّلُ

الرأْسَ، وقَنَّعْتَ الأَبْطالَ فيها بسيفِك. وفي حديث قُسٍّ: ترَدَّوْا

بالصَّماصِمِ أَي صَيَّرُوا السُّوُف بمنزلة الأَرْدِية. ويقال للوِشاحِ

رداءٌ. وقد ترَدَّت الجارية إذا توَشَّحَت؛ وقال الأَعشى:

وتَبْرُد بَرْدَ رِداءِ العَرُو

سِ، بالصَّيفِ، رَقْرَقتَ فيه العَبيرا

يعني به رِشاحَها المُخَلَّقَ بالخَلُوق. وامرأَة هَيْفاءُ المُرَدَّى

أَي ضامِرَةُ موضعِ الوِشاحِ. والرداءُ: الشباب؛ وقال الشاعر:

وهَذَا وِدَائِي عِنْدَهُ يَسْتَعِيرُهُ

الأَصمعي: إذا عَدَا الفَرَسُ فرَجَم الأَرْضَ رَجْماً قيل رَدَى،

بالفتح، يَرْدِي رَدْياً ورَدياناً. وفي الصحاح: رَدَى يَرْدِي رَدْياً

ورَدَياناً. وفي الصحاح: رَدَى يَرْدِي رَدْياً ورَدَياناً إذا رَجَم الأَرضَ

رَجْماً بين العَدْو والمَشْي الشديد؛ وفي حديث عاتكة:

بجَأْوَاءَ تَرْدِي حافَتَيه المَقَانِبُ

أَي تَعْدُو. قال الأَصمعي: قلت لِمُنْتَجِعِ بنِ نَبهان ما الرَّدَيان؟

قال: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه. ورَدَت الخَيْلُ

رَدْياً ورَدَياناً: رَجَمَت الأَرضَ بحَوافِرِها في سَيْرِها وعَدْوِها،

وأَرْدَاها هُو، وقيل: الرَّدَيانُ التَّقْريبُ، وقيل: الرَّدَيانُ

عَدْوُ الفَرَس. ورَدَى الغُرابُ يَرْدِي: حَجَلَ. والجَواري يَرْدِينَ

رَدْياً إذا رَفَعْنَ رِجْلاً ومَشَيْن على رِجْلٍ أُخْرَى يَلْعَبْنَ. ورَدَى

الغُلامُ إذا رَفَع إحدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخرى. ورَدَيتُ فلاناً

بحَجَرٍ أرْدِيهِ رَدْياً إذا رَمَيْته؛ قال ابن حِلِّزَةَ:

وكأنَّ المَنونَ تَرْدِي بِنَا أعْـ

صَم صمٍّ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ

وَرَدَيْتُه بالحِجارَةِ أَرْدِيهِ رَدْياً: رَمَيْته. وفي حديث ابن

الأَكوع: فَرَدَيْتُهُم بالحجارة أَي رَمَيْتُهُم بها. يقال: رَدَى يَرْدِي

رَدْياً إذا رَمَى. والمِرْدَى والمِرْدَاةُ: الحَجَرُ وأَكثر ما يقال في

الحَجَرِ الثَّقِيلِ. وفي حديث أُحد: قال أَبو سفيان من رَداهُ أَي منْ

رَماهُ. ورَدَيْتُه: صَدَمْته. ورَدَيْت الحَجَرَ بِصَخْرَة أَو

بِمعْوَلٍ إذا ضَرَبته بها لتَكسِره. ورَدَيْت الشيءَ بالحَجَرِ: كَسَرْته.

والمِرْداةُ: الصَّخْرة تَرْدِي بهَا، والحَجَر تَرْمِي به، وجَمْعُها

المَرادِي؛ ومنه قولهم في المَثَل: عند جُحْرِ كُلِّ ضَبٍّ مِرْداتُهُ؛ يضرب

مثلاً للشيءِ العَتِيدِ ليس دونَه شيءٌ، وذلك أَن الضبَّ ليس يَنْدَلُّ على

جُحْرِه، إذا خَرَج منه فعاد إليه، إلاّ بحَجَرٍ يَجعَلُه علامَةً

لجُحْرِه فيَهْتَدِي بِها إليهِ، وتُشَبَّهُ بِهَا النّاقَةُ في الصَّلابَةِ

فيقالُ مِرْداةٌ. وقال الفراء: الصَّخْرة يقالُ لَها رَدَاةٌ، وجمعها

رَدَياتٌ؛ وقال ابن مقبل:

وقَافِية، مثل حَدِّ الرَّدا

ةِ، لَمْ تَتّرِكْ لِمُجِيبٍ مَقالا

وقال طُفَيل:

رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ يَلَمْلَم

ويَلَمْلَمُ: جَبَلٌ. والمِرْداةُ: الحَجَر الذي لا يَكَادُ الرَّجُلُ

الضابِطُ يَرْفَعه بيدِهِ يُرْدَعى به الحجرُ، والمكانُ الغَليظُ

يَحْفِرونَهُ فيَضْرِبُونَه فيُلَيِّنُونَهُ، ويُرْدَى به جُحْرُ الضَّبِّ إذا

كان في قَلْعَةٍ فَيُلَيِّنُ القَلْعَة ويَهْدِمُها، والرَّدْيُ إنَّما هو

رَفْعٌ بها ورَمْيٌ بها. الجوهري: المِرْدَى حَجَرٌ يرمى به، ومنه قيل

للرجل الشجاع: إنه لَمِرْدَى حُروبٍ، وهُمْ مَرادِي الحُرُوبِ، وكذلك

المِرْداةُ. والمِرْداةُ: صَخْرَةٌ تُكْسَرُ بها الحِجَارَة. الجوهري:

والرَّداةُ الصَّخرَةُ، والجمعُ الرَّدَى؛ وقال:

فَحْلُ مَخَاضٍ كالرِّدَى المُنْقَضِّ

والمَرَادِي: القَوائِمُ من الإبِلِ والفِيَلة على التَّشْبِيه. قال

الليث: تُسَمَّى قوائِمُ الإبِلِ مَرادِيَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ

لها خاصَّة، وكذلك مَرادِي الفِيل. والمَرادِي: المَرامِي. وفلان

مِرْدَى خُصومَةٍ وحَرْبٍ: صَبُورٌ عليهما. ورادَيْتُ عن القَوْمِ مُراداةً إذا

رامَيْت بالحِجارةِ. والمُرْدِيُّ: خَشَبة تُدْفَعُ بها السفينة تكونُ

في يدِ المَلاَّحِ، والجمعُ المَرادي. قال ابن بري: والمَرْدَى مَفْعَلٌ

من الرَّدَى وهو الهَِلاكُ.

ورادَى الرجلَ: داراهُ وراوَدَهُ، وراوَدْتُه على الأَمرِ وراديْتُه

مقلوب منه. قال ابن سيده: رادَيْته على الأَمْرراوَدْته كأَنه مَقْلُوبٌ؛

قال طُفَيْل يَنْعَت فَرَسَه:

يُرادَى على فأْسِ اللِّجام، كأَنما

يُرادَى به مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

أَبو عمرو: رادَيْت الرجل وداجَيْته ودالَيْته وفانَيْته بمعنًى واحِدٍ.

والرَّدَى: الزيادة. يقال: ما بَلَغَت رَدَى عَطائِكَ أَي زيادَتُك في

العَطِيَّة. ويُعْجِبُني رَدَى قولِك أَي زيادةُ قَوْلك؛ وقال كثير:

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه

رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ

أَي يَزينُ عَهْدَ وِدِّهِ زيادةُ قولِ معروفٍ منه؛ وقال آخر:

تَضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عنهم

فأَعْطَوْها، وقد بَلَغوا رَداها

ويقال: رَدَى على المائَةِ يَرْدِي وأَرْدَى يُرْدِي أَي زادَ. ورَدَيْت

على الشيء وأَرْدَيْت: زِدْتُ. وأَرْدَى على الخَمسينَ والثمانينَ:

زادَ؛ وقال أَوس:

وأسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ

نَوَى القَسْبِ، قد أَرْدَى ذراعاً على العَشْرِ

وقال الليث: لغة العرب أَرْدَأَ على الخمسين زاد. ورَدَتْ غَنَمي

وأَرْدَتْ: زادت؛ عن الفرّاء؛ وأَما قول كثير عزة:

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه

رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ

فقيل في تفسيره: رَدَى زيادة؛ قال ابن سيده: وأُراه بَنَى منه مَصْدَراً

على فَعِلَ كالضحك والحمق، أَو اسماً على فعَل فوضَعه موضِعَ المصدر،

قال ابن سيده: وإنما قضينا على ما لم تَظْهر فيه الياءُ من هذا الباب

بالياء لأَنها لامٌ مع وجود ردي ظاهرة وعدم ردو. ويقال: ما أَدرِي أَين رَدَى

أَي أَين ذَهَبَ. ابن بري: والمِرداء، بالمدِّ، موضع؛ قال الراجز:

هَلاَّ سأَلتُم، يَوْمَ مِرداءِ هَجَرْ،

إذْ قابَلَتْ بَكْرٌ، وإذْ فَرَّتْ مُضَرْ

وقال آخر:

فَلَيْتَكَ حالَ البحرُ دونَكَ كلُّه،

ومَنْ بالمَرادِي من فَصيحٍ وأَعْجَمِ

قال الأَصمعي: المَرادِي جمع مِرْداءٍ، بكسر الميم، وهي رمال منبطحة

ليست بمُــشْرِفة.

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مــشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.