Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سيول

هدم

(هدم) مُبَالغَة فِي هدم
(هدم) فلَان أَخذه الهدام
(هدم)
الْبناء هدما أسْقطه ونقضه فَهُوَ هدم (فعل بِمَعْنى مفعول) والقتيل أهْدر دَمه وَالثَّوْب أَو نَحوه أبلاه ورقعه وَفُلَانًا ضربه فَكسر ظَهره وَيُقَال هدم فلَان مَا أبرمه من الْأَمر نقضه
هدم
الهدم: إسقاط البناء. يقال: هَدَمْتُهُ هَدْماً.
والهَدَمُ: ما يهدم، ومنه استعير: دم هَدْمٌ. أي:
هدر، والهِدْمُ بالكسر كذلك لكن اختصّ بالثّوب البالي، وجمعه: أهدام، وهدّمت البناء على التّكثير. قال تعالى: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ [الحج/ 40] .
هـ د م : هَدَمْتُ الْبِنَاءَ هَدْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْقَطْتُهُ فَانْهَدَمَ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ فَقِيلَ هَدَمْتُ مَا أَبْرَمَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَنَحْوِهِ وَالْهَدَمُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا تَهَدَّمَ فَسَقَطَ. 
هـ د م: (هَدَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْهَدَمَ) وَ (تَهَدَّمَ) ، وَ (هَدَّمُوا) بُيُوتَهُمْ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (الْهِدْمُ) بِالْكَسْرِ الثَّوْبُ الْبَالِي وَالْجَمْعُ (أَهْدَامٌ) . وَشَيْءٌ (مُهَنْدَمٌ) أَيْ مُصْلَحٌ عَلَى مِقْدَارٍ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
(هـ د م) : (الْهَدْمُ) مَصْدَرُ هَدَمَ الْبِنَاءَ (وَالْهَدَمُ) بِالتَّحْرِيكِ مَا انْهَدَمَ مَنْ جَانِبِ الْحَائِطِ وَالْبِئْرِ (وَأَمَّا الهدمى) فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجْهُهُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ هَدِيمٍ بِمَعْنَى مَهْدُومٍ عَلَيْهِ وَكَأَنَّهُ سَهُلَ لَهُمْ اسْتِعْمَالَ مِثْلِ هَذَا طَلَبُ الزِّوَاجِ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ آتِيكَ بِالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا.
(هدم) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "وَقَفَتْ عليه امرأَةٌ عَشَمَةٌ بأهْدَام"
: أي أخْلاقِ ثِيابٍ، واحِدُها: هِدْمٌ. وهَدمْتُ الثَّوْبَ: رقَعْتُه.
- وفي الحديث: "مَنْ كانت الدُّنيا هَدَمَه وسَدَمَه"
قيل: أي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه، كذا ذَكَره بعضُهم. والمحفوظُ "هَمَّه وسَدَمَه".

هدم

1 هَدَمَ He threw down, or pulled down, a building; (Msb;) pulled it to pieces; demolished it; destroyed it: (K:) [the last two explanations are the most correct, as is shown by the phrase]

نَقَضَ البِنَآءَ مِنْ عَيْرِ هَدْمِ [He took to pieces the building without demolishing, or destroying]: (S, A, Msb, K, * in art. قوض:) he ruined [a building, &c.]; reduced [it] to ruin. (Ham, p. 31.) 6 تَهَادَمَتِ الحِيطَانُ [The walls fell to ruin by degrees]. (S, in art. دعو.) 7 اِنْهَدَمَ It became thrown down, pulled down, pulled to pieces, demolished, or destroyed: and it fell in ruins, or to pieces; or became a ruin. b2: اِنْهَدَمَ الحَائِطُ مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْرِ هَدْمٌ [The wall fell in ruins, or to pieces, from its place, without being pulled to pieces]. (Lth, in TA, art. قيض.) الدَّمُ الدَّمُ وَالهَدَْمُ الهَدَْمُ

: see دَمْ.

هَدَمٌ Earth that is dug from a pit or well: see حَفَرٌ.

هدم


هَدَمَ(n. ac. هَدْم)
a. Pulled down, demolished, levelled, razed.
b. Broke the back of.
c. [pass.], Was sea-sick.
هَدِمَ(n. ac. هَدَم
هَدَمَة)
a. Was hot (animal).
هَدَّمَa. see I (a)
أَهْدَمَa. see (هَدِمَ).

تَهَدَّمَa. Was pulled down; tumbled down.
b. ['Ala], Fell upon; threatened, bullied.
c. see (هَدِمَ).

إِنْهَدَمَa. see V (a)
هَدْمa. Destruction, demolition.
b. Shed with impunity (blood).
هَدْمَةa. Part; portion ( of a flock ).
b. Light rain, shower.

هِدْم
(pl.
هِدَم
هُدُوْم
أَهْدَاْم)
a. Rag, tatter; patch; patched garment.
b. Old boot.
c. Decrepit old man.

هَدَمa. Ruin; crumbling wall.
b. see 1 (b)
هَدِمَة
(pl.
هِدَمَة
هَدَاْم a. ya ), Hot (animal).

هُدَاْمa. Sea-sickness.

هَدِيْمa. Vegetablerefuse, debris of plants &c.

أَهْدَاْم
a. [ coll. ], Clothes.
N. P.
هَدڤمَa. Pulled down, demolished.
b. Curdled (milk).
N. Ag.
أَهْدَمَa. see 5t
مَهْدُوْمَة
a. Rained upon, wetted (ground).
هدم
الهَدْمُ: قَلْعُ المَدَرِ من البُيُوت، والهَدَمُ: ما انْهَدَمَ من الحَوْضِ وجَوَانِبِه. والهِدْمُ: الخَلَقُ البالي والجميع الأهْدَامُ. وهَدَمَ الثَّوْبَ: رَقَعَه. والناقَةُ الهَدِمَةُ: الضَّبِعَةُ السَّرِيْعَةُ إلى الفَحْل وأهْدَمَتِ الناقَةُ وهَدِمَتْ، وفي النِّساء كذلك. والنّابُ المُتَهَدَّمَةُ - والعَجُوزُ كذلك -: وهما الشَّدِيدَةُ الضَّبْعَةِ. وقيل: الفانِيَةُ الهَرِمَةُ. والهَدْمَةُ: المَطْرَةُ الخَفِيْفَةُ، وجَمْعها هَدْمٌ وهِدَامٌ، وأرْضٌ مَهْدُوْمَةٌ.
والمَهْدُوْمَةُ من الألْبانِ: الرَّثِيْئَةُ. والهَدْمُ: ضَرْبٌ من الحَلَب. وفلانٌ هِدْمُ مالٍ: حَسَنُ القِيَام عليه. والهِدْمُ: الباذُّ الهَيْئِة، والهَدِمُ مِثْلُه. ورأيتُ هِدْماً من الناس: أي كَثْرَةً. وتَهَدَّمَ عليه من الغَضَب. وتَهَدَّمَ عَلَيَّ بالكلام: تَهَوَّنَ.
هـ د م

بناء مهدوم ومهدّم، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هدم من الحائط وهو ما انهدم منه. قال يهجو امرأة:

تمضي إذا زجرت عن سوءة قدماً ... كأنها هدمٌ في الجفر منقاض

ومن المجاز: عجوز متهدمة: فانية. وتهدّم الثوب: بلي، وعليه هدمٌ وأهدام: أخلاق. ودمه هدمٌ: هدرٌ. وجاءت هدمةٌ من مطر: دفعة منه. وتهدّمت الناقة من شدّة الضّبعة. وهو يتهدّم بالمعروف. قال ابن هرمة:

ماذا بمنبج إن تنشر مقابرها ... من التهدّم بالمعروف والكرم

وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام ويتهوّر ويقال: " إنّ جُرفك إلى الهدم " و" إن حبلك إلى أنشوطة " إذا وصف بقلّة النّصرة. وهدم الرجل في البحر: دير به، وأخذه الهدام.
[هدم] هدمت الشئ هدما فانهدم وتَهَدَّمَ. وهدَّموا بيوتهم، شدِّد للكثرة. وتَهَدَّمَ عليه من الغضب، إذا اشتدَّ غضبه. والهِدْمُ بالكسر: الثوبُ البالى، والجمع أهدام. قال أوس بن حجر: وذات هدم عار نواشرها تصمت بالماء تولبا جدعا والمهدوم من اللبن: الرثيئة. والهدم، بالتحريك: ما تهدم من جوانب البئر فسقط فيها. وقال الشاعر يصف امرأة فاجرة: تمضي إذا زُجِرَتْ عن سَوْأةٍ قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ ويقال: دماؤهم بينهم هَدَمٌ، أي هَدرٌ. وهَدْمٌ أيضاً بالتسكين، وذلك إذا لم يُودَوْا. والهَدْمَةُ: الدفعة من المال. وناقة هَدِمَةٌ: شديدةُ الضَبَعَةِ. قال الفراء: هي التي تقع من شدَّة الغضب. وقد هدمت بالكسر. وأنشد :

فيها هديم ضبع هواس * ويقال: هذا شئ مهندم، أي مُصْلَحٌ على مقدار. وهو معرّب، وأصله بالفارسية " أنْدامْ " مثل مهندس وأصله " أنذازه ".
[هدم] نه: في ح العقبة: بل الدم الدم و"الهدم الهدم"، يروى بسكون دال وفتحها، والهدم - بالحركة: القمر، أي أقبر حيث تقبرون، وقيل: المنزل، أي منزلكم منزلين نحو المحيا محياكم والممات مماتكم، أي لا أفارقكم، والهدم- بالسكون وبالفتح أيضًا هو إهدار دم القتيل، يقال: دماؤهم بينهم هدم، أي مهدرة، والمعنى أن طالب دمكم طالب دمي أي إن طلب دمكم فقد طلب دمي وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمي لاستحكام الألفة بيننا. وفيه: وصاحب "الهدم" شهيد، هو بالحركة: البناء المهدوم، فعل بمعنى مفعول، وبالسكون الفعل نفسه. ك: والمبطون و"الهدم"، هو بكسر دال من يموت تحت الهدم، وتسكن بمعنى ذو الهدم، وروي: صاحب الهدم - بفتح هاء وسكون دال، وهو بالفتح ما انهدم من جوانب البيت. ط: وفيه: الإسلام "يهدم" ما كان قبله، مظلمة كانت أغيرها صغيرة أو كبيرة، أما العمرة والحج فلا يكفران المظالم ولا الكبائر. نه: ومنه: من "هدم" بنيان ربه فهو ملعون، أي من قتل النفس المحرمة، لأنها بنيان الله وتركيبه. وح: إنه يتعوذ من "الأهدمين"، هو أن ينهار عليه بناء أويقع في بئر أو أهوية، وهو أفعل من الهدم وهو ما تهدم من نواحي البئر فسقط فيها. وفيه: وقفت عليه عجوز عشمة "بأهدام"، هي الأخلاق من الثياب، جمع هدم - بالكسر، وهدمت الثوب: رقعته. ومنه" لبسنا "أدام" البلى. وفيه: من كانت الدنيا "هدمه" وسدمه، أي بغيته وشهوته - كذا روى، والمحفوظ: همه وسدمه.
هدم: هدم فلاناً: دمّره (محمد بن الحارث 315): وقيل له إن محمد بن أسباط يقع فيك ويتناول. وقال يجب عليك أن تهدمه فقال النضر ولا والله لا أتعرض لذلك ولا أهدم ما بناه الله وكذلك هدم الناقة طول السفر (معجم مسلم).
اهدام: سَقط، انقضَ، انهدّ، انهار s'ecroelur ( مولر 5:39): خافوا من أهدام البرج
عليهم.
اهتدم: (على وزن افتعل: تهدّم (معيار 2:18) (وفي المخطوطة رقم 1 وبيت).
اهتدم: (على وزن افتعل): نقل أو حاكي أو ائتم بشعر شاعر في قصيدة من القصائد بتغييرها أو بتجريفها وإفسادها (المقري 5:66:2 و7:160).
استهدم: انهجم، تقوّض (معجم التنبيه).
هُدّم: هكذا تلفظ، في هذه الأيام، بدلاً من هِدم و = شالة أي معطف من الصوف الأبيض (زيتشر 129:22). ويجمع على هُدُوم أي الملابس عامة، في الوقت الحاضر وفي (محيط المحيط): (الهدم الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء من الصوف ويجمع على اهدام وهِدام والعامة تقول هُدُوم وتعني بها الثياب مطلقاً). (برجرن 798): ثياب، حوائج، أثاث (بقطر).
هَدَم: حطام من خشب وغيره، دور مهدمة، خرائب (بقطر، محيط المحيط، الحماسة 11:31 ياقوت 22:293:2) وتجمع على هُدُوم (قرطاس 108).
هَدمة: معطف بال (ألف ليلة 47:1 و14:48:16).
هدّام: العامل الذي يستخدم لهدم البناء (أنظر راجل في رياض النفوس).
هدن هدّن: هدّأ، أخمد، لطّف الغضب (الكالا).
هدّن: خفف شيئاً من حدة كبريائه (الكالا).
تهدّن: هدأ (ابن بطوطة 315:3)؛ بقى هادئاً (البيان 57:2): تهدن الألم عبد. وفي (159): وفي سنة الرحمن بقرطبة لم تكن له بها حركة.
تهدّن: توقف، انقطع، كفّ (الكالا).
تهدّن: انقطع المطر (الكالا).
تهدّن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة mitigare.
تهدّن: هدأ غضبه (الكالا).
باب الهاء والدال والميم معهما هـ د م، هـ م د، د هـ م، م هـ د، د م هـ، م د هـ

هدم: الهَدْمُ: قلع المَدَر، أي: البُيُوت. والهِدْمُ: الخَلَقُ البالي. والجمعُ: أهدامٌ والهَدِمةُ: النّاقةُ الضَّبِعةُ الشَّديدةُ الضَّبَعَةِ إلى الفَحْل. تقول: هَدِمَتْ تَهْدَم هَدَماً. وقد هَدِمتْ هَدْمةً شديدةٌ. ونابٌ مُتَهَدِّمةٌ، وعجوز مُتَهَدِّمة، أي: فانيةٌ هَرٍمَةُ.

همد: الهُمُودُ: المَوْتُ. كما هَمَدتْ ثَمُود. ورمادٌ هامِدٌ إذا تَغَيَّر وتَلَبَّد. وثَمَرَةٌ هامدةٌ، إذا اسْوَدَّت وعَفِنَتْ. وأرضٌ هامدةٌ: مُقْشَعِرَّةٌ لا نباتَ فيها إلا يبيسٌ مُتَحَطِّم. والهامدُ من الشَّجَر: اليابسُ، ويُقال للهامِد: هَمِيد. [والإِهْمادُ: السُّرعة. والإِهمادُ: الإِقامةُ بالمكان] .

دهم: الأَدْهَمُ: الأَسودُ، وبه دُهْمةٌ شَديدةٌ. وادْهامَّ الزَّرْعُ، إذا علاهُ السَّوادُ رِيًّا. والدَّهْمُ: الجماعةُ الكثيرةُ، ودَهَمونا، أي: جاءونا بِمَرَّةٍ جماعةً. ودَهَمَهُمْ أمرٌ، أي: غَشِيَهم فاشياً، قال :

جاءوا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهوما ... فَجْرٍ كأنَّ فوقَهُ النًّجُوما

والدَّهْماء: سَحْنةُ الرّجل. والدَّهماءُ: القِدْر. والدَّهماءُ: بَقْلةٌ، والدَّهماء: الجماعة من النّاس. والدُّهَيْمُ : الدّاهية.

مهد: المَهْدُ: الموضِع يُهَيَّأُ لينامَ فيه الصبي. والمِهاد اسمٌ أجمع من المَهْدِ، كالأرضِ جَعَلها الله مِهاداً للعِباد، وجَمْعُ المِهاد: مُهُدٌ، وثلاثةُ أًمْهِدةٍ. ومَهَّدْتُ لنفسي خيراً، أي: هيّأتُهُ ووطَأتُهُ، قال :

وامتهدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ

دمه: الدَّمَهُ: شِدّةُ حرِّ الرَّمْل، قال :

ظلّتْ على شُزُنٍ في دامِهٍ دَمِهٍ ... كأنّه من أوار الشمس مرعون

أي: مغشّي عليها. وتقول: ادمَوْمَهَ الرَّمْلُ.

مده: المَدْهُ يضارعُ المَدْحَ، إلاّ أنّ المَدْهَ في نعت الجمال والهيئة، والمدح في كل شيء، قال رؤبة :

لله درُّ الغانيات المُدَّهِ ... سَّبحْنَ واسترجَعْنَ من تألُّهي
الْهَاء وَالدَّال وَالْمِيم

الهَدْمُ: نقيض الْبناء، وهَدَمَه يَهدِمُه هَدْما، وهَدَّمَهُ، فانهدَم وتهدَّمَ.

والهَدَمُ: مَا تهدَّمَ من نواحي الْبِئْر فِي جوفها، قَالَ الشَّاعِر:

تَمضِي إِذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأةٍ قُدُما ... كَأَنَّهَا هدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنقاضُ

وَقَوله فِي الحَدِيث: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الأهْدَمَينِ " قيل فِي تَفْسِيره: هُوَ أَن يَنهدِمَ على الرجل بِنَاء أَو يَقع فِي بِئْر، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين، وَلَا أَدْرِي مَا حَقِيقَته.

والهِدْمُ: الثَّوْب الْخلق المرقع، وَقيل: هُوَ الكساء الَّذِي ضوعف رقاعه، وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ الكساء الْبَالِي من الصُّوف دون الثَّوْب، وَالْجمع أهدامٌ، وهِدَمٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة، وَهِي نادرة، وروى عَن الصموتي الْكلابِي، وَذكر حَبَّة الأَرْض فَقَالَ: تنْحَل فَيَأْخُذ بَعْضهَا برقاب بعض فتنطلق هِدَما كالبسط.

وَشَيخ هِدْمٌ، على التَّشْبِيه بِالثَّوْبِ، وخُفٌّ هِدمٌ ومُهدَّمٌ كَذَلِك، قَالَ:

عَليَّ خُفَّانِ مُهدَّمانِ

مُشتبِها الآنُفِ مُقْعَمانِ وعجوز مُتهدِّمةٌ: هرمة فانية، وناب مُتهِّدَمٌة، كَذَلِك.

والهَدِيمُ: مَا بَقِي من نَبَات عَام أول، وَذَلِكَ لقدمه.

وهَدِمَت النَّاقة هَدَما وهَدَمة، فَهِيَ هَدِمَةٌ، من إبل هَدامَى وهَدِمَةٍ، وتهدَّمتْ وأهْدَمَتْ، وَهِي مُهدِمٌ، كِلَاهُمَا: إِذا اشتدت ضبعتها فياسرت الْفَحْل وَلم تعاسره، وَقَالَ بَعضهم: الهَدِمَةُ: الَّتِي تقع من شدَّة الضبعة.

وَفُلَان يتهدَّمُ عَلَيْك غَضبا: مثل بذلك.

وتَهدَّمَ عَلَيْهِ: توعده.

ودماؤهم بَينهم هَدْمٌ وهدَمٌ، أَي هدر.

وَقَالُوا دمنا دمكم، وهَدَمُنا هَدَمُكُمْ: أَي نَحن شَيْء وَاحِد فِي النُّصْرَة، تغضبون لنا ونغضب لكم.

وتهادَم الْقَوْم: تهادروا.

والهُدامُ: الدوار يُصِيب الْإِنْسَان فِي الْبَحْر، وهُدِم الرجل: أَصَابَهُ ذَلِك.

والهَدْمُ: أَن يضْربهُ فيكسر ظَهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَذُو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قيل من أقيال حِمير.

هدم: الهَدْمُ: نَقِيضُ البناء، هَدَمَه يَهْدِمُه هَدْماً وهَدَّمه

فانْهَدَمَ

وتَهَدَّمَ وهَدَّمُوا بُيوتهم، شُدِّدَ للكثرة. ابن الأَعرابي:

الهَدْمُ قَلْعُ ا لمَدَرِ، يعني البيوت، وهو فِعْلٌ مُجاوزٌ، والفِعلُ

اللازم منه الانْهِدامُ. ويقال: هَدَمَه ودَهْدَمَه بمعنى واحد؛ قال

العجاج:

وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ،

والنُّؤْيِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ

يعني الحاجزَ حولَ البيت إِذا تَهَدَّم. والهَدَمُ، بالتحريك: ما

تَهدَّم من نواحي البئر فسقط في جَوْفِها؛ قال يصف امرأَة فاجرةً:

تَمْضي، إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ، قُدُماً،

كأَنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ

والأَهْدَمانِ: أَن يَنْهارَ عليكَ بناءٌ أَو تقعَ في بئرٍ أَو

أُهْوِيَّة. وقوله في الحديث: اللهمّ إِني أَعوذُ بك منَ الأَهْدَمَينِ؛ قيل في

تفسيره: هو أَن يَنْهَدِمَ على الرجل بناءٌ أَو يقعَ في بئرٍ؛ حكاه

الهرويّ في الغريبين، قال ابن سيده: ولا أَدري ما حقيقتُه؛ قال ابن الأَثير: هو

أَن ينهارَ

عليه بناءٌ أو يقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيّة. والأَهْدَمُ. أَفْعَلُ

من الهَدَم: وهو ما تَهَدَّمَ من نواحي البئر فسقط فيها. وفي حديث

الشهداء: وصاحبُ الهَدَمِ

شهيدٌ؛ الهَدَمُ، بالتحريك: البناءُ المَهْدُومُ، فَعَلٌ بمعنى مفعول،

وبالسكون الفِعْلُ نفْسُه؛ ومنه الحديث: مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فهو

مَلْعونٌ أَي مَنْ قَتَلَ النفَّسَ المُحرَّمة لأَنها بُنيانُ اللهِ

وتَرْكِيبُه. وقالوا: دَمُنا دَمُكم وهَدَمُنا هَدَمُكم أَي نحن شيءٌ واحدٌ في

النُّصْرة تَغْضَبون لنا ونغْضَبُ لكم. وفي الحديث. أَن أَبا الهيثم بن

التَّيِّهان قال لرسولِ

الله، صلى الله عليه وسلم: إِن بيننا وبين القومِ حبالاً ونحن قاطِعوها

فنخشَى إِنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلى قومِك، فتبَّسم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بل الدَّمُ الرَّمُ والهَدَمُ

الهَدَمُ، أَنا منكم وأَنتم مني؛ يُروى بسكون الدال وفتحها، فالهدَم،

بالتحريك: القَبْرُ يعني أُقْبَرُ

حيث تُقْبَرون، وقيل: هو المنزلُ أَي منزِلُكم مَنزِلي، كحديثه الآخر:

المَحْيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم أَي لا أُفارِقُكم. والهَدْم، بالسكون

وبالفتح أَيضاً: هو إِهدارُ

دَمِ القتيلِ؛ يقال: دِماؤهم بينهم هَدْمٌ أَي مُهْدَرةٌ، والمعنى إِن

طُلِب دَمُكم فقد طُلِبَ دَمي، وإِن أُهْدِرَ دَمُكم فقد أُهْدِرَ دَمي

لاستِحكام الأُلْفة بيننا، وهو قولٌ معروف، والعرب تقول: دَمي دَمُك

وهَدَمي هَدَمُك، وذلك عند المُعاهَدةِ والنُّصْرة. وروى الأَزهري عن ابن

الأَعرابي قال: العربُ

تقول دَمي دمُك وهَدَمي هدَمُك؛ هكذا رواه بالفتح، قال: وهذا في

النُّصْرة، والظُّلْم تقول: إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ؛ قال وأَنشدني

العُقَيلي:دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنت من دَمِ

وكان أَبو عبيدة يقول: هو الهَدَمُ الهَدَمُ واللَّدَمُ اللَّدَمُ أَي

حُرْمتي مع حُرْمتِكم وبَيتي مع بَيْتِكم؛ وأَنشد:

ثم الْحَقي بِهَدَمي ولَدَمي

أَي بأَصلي ومَوْضِعي. وأَصل الهَدَم ما انْهَدَم. يقال: هَدَمْت

هَدْماً، والمَهْدومُ هَدَمٌ، وسمي منزلُ الرجل هَدَماً لانْهِدامِه، وقال

غيره: يجوز أَن يُسمَّى القبرُ

هَدَماً لأَنه يُحْفَر تُرابُه ثم يُرَدُّ،تُرابه فيه، فهو هَدَمٌ،

فكأَنه قال: مَقْبَرِي مَقْبَرُكم أَي لا أَزالُ معكم حتى أَموتَ عندكم. وروى

الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في الحِلْف: دَمي دمُك إِن قَتَلني

إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمي كما تَطْلُبُ بدَمِ

ولِىِّك أَي ابن عَمِّك وأَخِيك، وهَدَمي هَدَمُك أَي مَنْ هَدَمَ لي

عِزّاً وشَرَفاً فقد هَدَمه منك. وكلُّ من قَتل ولِيِّي، فقد قَتل ولِيَّك،

ومَنْ أَراد هَدْمَك فقد قصَدني بذلك. قال الأَزهري: ومن رواه الدَّمُ

الدَّمُ

والهَدْمُ الهَدْمُ، فهو على قول الحَلِيف تَطْلُب بدَمي وأَنا أَطلبُ

بدَمِك. وما هَدَمْتَ من الدِّماء هَدَمْتُ أَي ما عَفَوْتَ عنه

وأَهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه وتركتُه. ويقال: إِنهم إِذا احْتَلَفوا قالوا هَدَمي

هَدَمُك ودَمي دَمُك وتَرِثُني وأَرِثُك، ثم نسَخ الله بآيات المَواريثِ

ما كانوا يَشْترِطونه من المِيراث في الحِلْف

والهِدْمُ، بالكسر: الثوبُ

الخلَقُ المُرَقَّعُ، وقيل: هو الكِساءُ الذي ضُوعِفت رِقاعُه، وخصَّ

ابنُ الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من الصوفِ

دون الثوبِ، والجمع أَهْدامٌ وهِدَمٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة، وهي

نادرة؛ وقال أَوس بن حجر:

وذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها،

تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا

قال ابن بري: صوابه وذاتُ، بالرفع، لأَنه معطوف على فاعل قبله؛ وهو:

لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ والـ

ـفِتْيانُ، طُرّاً، وطامِعٌ طَمِعا

وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد:

هَرَقْتُ في صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَه

في داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدامِ

وفي حديث عُمر: وقَفَتْ عليه عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدامٍ؛ الأَِهْدامُ:

الأَخْلاقُ من الثياب. وهَدَمْتُ الثوب إِذا رَقَعته. وفي حديث عليّ:

لبِسْنا أَهْدام البِلى، وروي عن الصَّمُوتيِّ الكلابي وذكرَ حِبَّةَ الأَرض

فقال: تَنْحَلُّ فيأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ.

وشيخٌ هِدْمٌ: على التشبيه بالثوب. أَبو عبيد: الهِدْمُ الشيخ الذي قد

انْحَطَم مثل الهِمِّ. والعجوزُ المُتَهدِّمة: الفانيةُ الهَرِمة. وتَهَدَّم

عليه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه. وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ: مثل الثوب؛

قال:

عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ،

مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ

أَبو سعيد: هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه؛ رواه ابنُ

الفَرج عنه.

وعجوز مُتَهدِّمةٌ: هَرِمةٌ فانيةٌ، ونابٌ مُتهدِّمة كذلك.

والهَدَمُ: ما بقي من نباتِ عامِ

أَوّلَ، وذلك لِقِدَمِه. وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ

هَدَماً وهَدَمةً، فهي هَدِمةٌ من إِبلٍ

هَدامى وهَدِمةٍ ، وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وهي مُهْدِم، كلاهما، إذا

اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ ولم تُعاسِرْه. وقال بعضهم: الهَدِمةُ

الناقة التي تقع من شدة الضَّبَعةِ؛ قال زيد بن تُرْكِيٍّ الدُّبَيري:

يُوشِكُ أَن يُوجسَ في الأَوْجاسِ

فيها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ،

إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ

قال ابن جني: فيه ثلاث روايات، إِحداها:

فيها هديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ

ويكون الهَديم هُنا فحلاً وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا

ضَبِعَتْ، وهَوَّاس: من نعت هديم؛ الوراية الثانية: هَوَّاسِ، بالخفض على

الجِوار؛ الرواية الثالثة:

فيها هَديمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ

وهو الصحيح لأَن الهَوَسَ يكون في النُّوق، وعليه يصحُّ استِشْهادُ

الجوهريّ لأَنه جعل الهَديمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ، ويكون هِواسِ بدلاً من

ضبَع، والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ. وهَديمُ في هذه الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ

في البيت الذي قبله أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ

فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها؛ وأَول الأُرجوزة:

مِزْيدُ، يا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ

الشُّمْسِ، بل زادُوا على الشِّماسِ

وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً: مَثَلٌ بذلك. وتهدَّم عليه:

تَوَعَّدَه. ودِماؤهم هَدْمٌ بينهم، بالتسكين، وهَدَمٌ، بالتحريك، أَي هدَرٌ،

وذلك إِذا لم يودوا قاتلَه

(* قوله «إذا لم يودوا قاتله» كذا بالأصل، ولعله

يؤذوا أو نحو ذلك). عليّ بن حمزة: هَدْمٌ، بسكون الدال.

وتهادَمَ القومُ: تهادَرُوا.

والهُدامُ: الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان في البحر؛ وهُدِم الرجلُ: أَصابه

ذلك. والهَدْمُ: أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه؛ عن ابن الأَعرابي. وفي

الحديث: من كانت الدنيا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه. قال

ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، والمحفوظ هَمَّه وسَدَمَه، والله أَعلم.

ورجلٌ هَدِمٌ: أَحمقُ مُخنَّث.

وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير.

والمَهْدومُ من اللبَن: الرَّثِيئةُ. وفي التهذيب: المَهْدومةُ

الرَّثيئة من اللبن؛ قال الشاعر:

شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه

بمَهْدومةٍ، تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِف

قال: المَهْدومةُ هي الرثيئةُ. قال شهاب: إِذا حُلِب الحَليبُ

على الحَقِين جاءت رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة، لا فَلَقٌ ولا مُمْذَقِرّة

سَمْهَجَةٌ ليّنة.

والهَدْمةُ: الدُّفْعةُ من المال. ويقال: هذا شيءٌ مُهَنْدَمٌ أَي

مُصْلَح على مقدار، وهو معرَّب، وأَصله بالفارسية أَنْدام، مثل مُهَنْدِس

وأَصله انْدازه.

وفي الحديث: كلْ مما يَليك وإِياك والهَذْمَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا

رواه بعضهم بالذال المعجمة، وهو سُرْعةُ الأَكل، والهَيْدامُ: الأَكولُ؛ قال

أَبو موسى: أَظنّ الصحيحَ بالدال المهملة يُريد به الأَكلَ من جوانب

القَصْعةِ دون وَسَطِها، وهو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحي البئر.

والهَدْمةُ: المَطرةُ الخفيفة. وأَرض مَهْدومةٌ أَي مَمْطورةٌ.

هـدم
(الهَدْمُ: نَقْضُ البَنَاء) ، هَدَمَهُ يَهْدِمُهُ هَدْماً، (كالتَّهْدِيمِ) ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هَدَّمُوا بُيُوتَهُمْ، شَدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَفِي الَحدِيثِ: ((مَنْ هَدَمَ بُنْيَانَ رَبِّهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ)) أَيْ: مَنْ قَتَلَ النَّفْسَ المُحَرَّمَةَ؛ لأَنَّهَا بُنْيَانُ اللهِ وتَرْكِيبُهُ. (و) الهَدْمُ: (كَسْرَ الظَّهْر) مَنَ الضَّرْبِ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، (فِعْلُهُما كَضَرَبَ) . (و) مِنَ المَجَازِ: الهَدْمُ: (المُهْدَرُ مَنِ الدِّمَاءِ، ويُحَرَّكُ) فَيَكُونُ كالهَدْرِ زِنَةً ومَعْنىً، وَفِي الصِّحاح، يُقَالُ: دِمَاؤُهُمْ بَيْنَهُمْ هَدَمٌ، أَيْ: هَدرٌ، وهَدْمٌ أَيْضاً، بالتَّسْكيِن، فَقدم المحرك، وَجعل التسكين لُغَةً، والمُصَنِّفُ عَكَسَ ذِلَكَ، عَلَى أَنَّ عَلَىَّ بنَ حَمْزَةَ قَدْ أَنْكَرَ الكَسْرَ. (وَ) الهِدْمُ، (بِالكَسْرِ: الثَّوْبُ البَالِي) ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مَجَازٌ، (أَو) هَوَ: الخَلَقُ (المُرَقِّعُ، أَوْ خاصٌّ بِكِسَاءِ الصُّوفِ) الْبَالِي الَّذِي ضوعِفَتْ رِقاعُهُ، دونَ الثَّوْبِ، هَكَذَا خصَّه ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ أَوْس بن حجر:
(لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَةُ ... والفِتْيانُ طُرًّا وطامِعٌ طَمِعًا)

(وذاتُ هِدْمٍ عَارٍ نَواشِرُها ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَبًا جَدِعَا)
(ج: أهْدامٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتصر الْجَوْهَرِي، (وهِدَامٌ) بِالْكَسْرِ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: هِدَمٌ، كَعِنَبٍ، وَهِي نادرةٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ أبي حنيفَة فِي كتاب النَّبات، وَأنْشد ابْن بري لأبي دَاوُد:
(هَرَقْتُ فِي صُفْنِهِ مَاء لِيَشْرَبَهُ ... فِي داثِرٍ خَلَقِ الأعضاءِ أهْدامِ)
وَفِي حَدِيث عمر: ((ووقفتْ عَلَيْهِ عجوزٌ عَشَمَةٌ بأهْدامٍ)) وَفِي حَدِيث عَلِيٍّ: ((لَبِسْنا أهْدَامَ البِلَى)) . (و) من الْمجَاز: الهِدْمُ: (الشَّيْخ الْكَبِير) على التَّشْبِيه بالثَّوب، وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الشَّيْخ الَّذِي قد انْحَطَمَ، مِثْلُ الهِمِّ. (و) من الْمجَاز: الهِدْمُ: (الخُفُّ الْعَتِيق) ، على التَّشبيه بالخَلَقِ من الثَّوبِ. (و) هِدْمٌ: (اسْم) رَجُلٍ. (و) من الْمجَاز: الهَدِمُ، (كَكَتِفٍ: المُخَنَّثُ، و) الهَدَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ) كَذَا فِي النُّسخ، والصوابُ بكسرٍ ففتحٍ، كَمَا ضَبطه ياقوتٌ، قَالَ: يشبه أَن يكون جمع هِدْمٍ: (أرضٌ) بِعَينهَا، ذكرهَا زهيرٌ فِي شعره:
(بَلْ قَدْ رَآهَا جَمِيعًا غيرَ مُقْوِيَةٍ ... سُرَّاءُ مِنْهَا فَوَادي الجَفْرِ فَالهِدَمُ)
(و) الهَدَمُ: (مَا تَهَدَّمَ، من جَوَانِب) وَفِي بعض نسخ الصِّحاح: من نواحي (الْبِئْر، فَسقط فِيهَا) ، قَالَ يصف امْرَأَة فاجرةً:أَبُو عمر: أخبرنَا ثعلبٌ عَن سَلمَة عَن الْفراء:
(فِيهَا هَديمُ ضَبَعٍ هِواسِ ... )
قلت: والمصدر فِي بَاب النِّكَاح يَأْتِي على فِعَال، نَحْو الضِّرابِ، والحِرَامِ، والحِنَاءِ، فَمن رَوَاهُ هَكَذَا فَإِنَّهُ جعله بَدَلا من ضَبَعٍ، وَمن رَوَاهُ كشداد، فَهُوَ من نعت " هَدِيمُ "، وَلكنه مجرورٌ على الْجوَار، فَتَأمل. (و) الهُدامُ، (كغرابٍ: الدُّوارُ) يُصِيب الْإِنْسَان (من ركُوب الْبَحْر، وَقد هُدٍ مَ، كَعُنِيَ) : أَصَابَهُ ذَلِك، وَهُوَ مجَاز. (والهَدْمَةُ: المطرةُ الخفيفةُ) ، وَفِي الصِّحَاح: الدُّفعة من الْمَطَر، هَكَذَا فِي بعض نُسَخِهِ، وَمثله فِي الأساس. (وَأَرْض مَهْدُومَةٌ: أصابتها) هَدْمَةٌ من الْمَطَر. (و) الهَدْمَةُ: (الدُّفْعَةُ من المَال) ، كَمَا فِي نسخ الصِّحَاح، وَهَكَذَا وجد بِخَط الْجَوْهَرِي. (وَذُو مِهْدَمٍ، كمِنْبَرٍ، ومَقْعَدٍ: قيل لحمير) وَهُوَ ابْن حَضور بن عدي بن مَالك، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: من بني حُضُور: شُعيب بن ذِي مهدم، نَبِي أَصْحَاب الرَّسِّ، وَلَيْسَ هُوَ شُعَيْب صَاحب مَدين. (و) ذُو مِهْدَمٍ، أَيْضا: (ملكُ الْحَبَش) . وَذُو الأهْدامِ: المتَوَكل بن عِيَاض، شَاعِر) . (و) أَيْضا: لقب (نافعٍ، مهجوِّ الفرزدق) . (وتَهَادَموا) و (تَهَادَروا) بِمَعْنى وَاحِد. (و) من الْمجَاز: (عجوزٌ) مُتَهَدِّمَةٌ، (و) كَذَا (نابٌ مُتَهَدِّمَةٌ) أَي: هَرِمَةٌ (فانيةٌ) . (و) من الْمجَاز: (تَهَدَّمَ عَلَيْهِ غَضَبًا) : إِذا (توعَّده) ، وَفِي الصِّحَاح: اشْتَدَّ غَضُبُه. (و) فِي الصّحاح، يُقَالُ: هَذَا (شَيْءٌ مُهَنْدَمٌ) أَيْ (مُصَلَّحٌ على مِقْدَارٍ، ولَهُ هِنْدَامٌ) بالكَسْرِ، وهُوَ (مُعَرَّبُ) أَصْلُهُ بالفَارِسِيَّةِ: (أَنْدَامٌ) ، بالفَتْحِ، مِثْلُ: مُهَنْدِسٍ، وأَصْلُهُ: أَنْدَازَهُ، هكَذا ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وتَبَعَهُ المُصَنِّفُ، وَلاَ يَخْفَى أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا تَكُونُ النُّونُ فِيهِ زَائِدَةً، بَلْ هِيَ مِنْ أَصْلِ الكَلِمَةِ، فالأَوْلَى إِيرَادُهَا فِي تَرْكِيبِ ((هـ ن د م)) . [] وَمَمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: انْهَدَم البِنَاءُ، وتَهَدَّمَ، مُطَاوِعَا هَدَمَهُ، وهَدَّمَهُ، ذَكَرهُمَا الجَوْهَرِيُّ. والأَهْدَ مَانِ: أَنْ يَنْهَدِمَ عَلَى الرُّجُلِ بِنَاءٌ، أَوْ يَقَعَ فِي بِئرٍْ [أَو أُهْوِيَّةٍ] . وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: ((اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأهْدَمَيْنِ)) حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيَبْينِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلاَ أَدْرِي مَا حَقِيقَتُهُ. وشَهِيدُ الهَدَمِ، مُحَرَّكَةً: الَّذِي يَقَعُ فِي بِئْرٍ، أَوْ يَسْقُطُ عَلَيْه جَدَارٌ. ويَقُولُونَ فِي النُّصْرَةِ والظُّلْمِ: دَمِي دَمُكَ، وهَدَمِي هَدَمُكَ، ويُقَالُ: الهَدَمُ: الأَصْلُ، وأَيْضاً: القَبْرُ؛ لأَنَّهُ يُحْفَرُ تَرَابُهُ ثُمًَّ يُرَدُّ فِيهِ، وقَدْ مَرَّ فِي ((لَدَمَ)) . وَانْقَضَّ هَدَمٌ مِنَ الحَائِط، وهُوَ مَا انْهَدَم مِنْه. والهِدْمَةُ، بالكَسْرِ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، والجَمْعُ: هُدُومٌ، بالضَّمِّ. وهَدَمَ الثَّوْبَ وهَدَّمَهُ: رَقَّعَهُ، الأَخِيرَةُ رَوَاهَا ابنُ الفَرَج عِنْ أَبِي سَعِيدٍ. والهَدِمُ، كَكَتفٍ: الأَحْمَقُ. وَالمَهْدُومَ مِنَ اللَّبَنِ: الرَّثِيئَةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ، هِيَ: المَهْدُومَةً، وأَنْشَدَ:
(شَفَيْتُ أَبَا المُخْتَارِ مِنْ دَاءِ بَطْنِهِ ... بِمَهْدُومَةٍ تُنْبِي ضُلُوعَ الشَّرَاسِف)
ِ وهُو يَتَهَدَّمُ بِالَمعْرُوفِ: يَتَوَعَّدُ. وتَهَدَّمَ عَلَيْهِ بالْكلَام: مثل تَهَوَّرَ. وَأَبُو هَدِمٍ ككَتِفٍ: أَخُو الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ، ذكره الدَّارَقُطْنِيّ، فِي الصَّحَابَة. وكزُبَيْرٍ: هُدَيْمٌ التَّغلبي، وَيُقَال: أُدَيْمٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، روى عَنهُ الصُّبَيُّ بن مَعْبَدٍ. والهُدْمُ، وبضمتين: مَاءٌ وَرَاء وَادي الْقرى، فِي قَول عدي بن الرِّقاع العاملي، قَالَه الْحَازِمِي، وَضَبطه الْوَاقِدِيّ ككَتِفٍ، كَذَا فِي المعجم.
هـدم
هدَمَ يَهدِم، هَدْمًا، فهو هادم، والمفعول مَهْدوم وهَدَم
• هدَم البناءَ: أسقطه، نقضه، هدَّه "هدَم داره ليجدِّد بناءها- {لَهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [ق] " ° هادم اللَّذَّات: الموت- هدَم ما أبرَم من أمر: نقضَه.
• هدَم الثَّوبَ: أبلاه، رقَعَه. 

هُدِمَ يُهْدَم، هُدامًا، والمفعول مَهْدوم
• هُدِمَ الرجلُ: أصابه دُوارُ البحر "ركب السفينةَ لأول مرة
 فهُدِمَ". 

انهدمَ ينهدِم، انهدامًا، فهو مُنهدِم
• انهدمَ البناءُ: مُطاوع هدَمَ: انتقض، سقط وتهدَّم "انهدمت المباني بفعل الــسُّيول- انهدمت مشاريعه فوق رأسه" ° كُلُّ بنيان علمٍ غير منهدِم: حثٌّ على الاعتماد على العلم. 

تهدَّمَ يتهدَّم، تهدُّمًا، فهو مُتهدِّم
• تهدَّم البناءُ: سقط شيئًا فشيئًا "تهدَّم سورُ المدرسة" ° تهدَّم عليه غضبًا: توعَّده- عجوز مُتهدِّمة: فانية.
• تهدَّمَ الثَّوبُ: بَلِيَ. 

هدَّمَ يهدِّم، تهديمًا، فهو مُهدِّم، والمفعول مُهدَّم
• هدَّم الحائطَ: هدَمه، أسقطه بشدَّة، نقضه وخرَّبه "هدَّمت البلديَّة بعضَ المنازل لتوسيع الشّارع- {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} ".
• هدَّم الثَّوبَ: رَقَعَهُ "خُفٌّ مُهدَّم: بالٍ، مرقَّع". 

تهديميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تهديم.
• نزعة تهديميّة: نزعة تميل إلى التَّدمير والتَّقويض "قادته نزعته التهديميّة إلى تخريب كل مكان تطؤه قدمُه". 

هُدَام [مفرد]: مصدر هُدِمَ. 

هَدّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هدَمَ: كثير الهَدْم "تتَّهم الحكومة من يُعارضها بأنّهم هدّامون".
2 - ما يُسبِّب تهديم السُّلطة أو النِّظام "نظريَّات هَدّامة". 

هَدْم [مفرد]: مصدر هدَمَ. 

هَدَم [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من هدَمَ: مهدوم.
2 - كلّ ما تهدّم فسقط "ألم تر أنّ الدّهرَ يهدِم ما بنى ... ويسلب ما أعطى ويُفسد ما أسدى" ° فلانٌ شهيد الهدَم: الذي يقع في بئرِ أو يسقط عليه جدار.
3 - ما بقي من نبات العام الماضي.
4 - (طب) دُوار يصيب الإنسان عند ركوب البَحْر.
5 - دم مُهْدَر ° دمي دمُك وهَدَمي هدَمُك: يقال هذا عند المعاهدة والنُّصرة. 

هِدْم [مفرد]: ج أهدام وهِدام:
1 - ثوب بالٍ مرقَّع "لبسنا أهدامَ البلى".
2 - كساء صوف ضوعفت رقاعه.
3 - شيخ هَرِم.
4 - خُفّ عتيق "يلبس هِدْمًا من الصقيع". 

هَدْمة [مفرد]: ج هَدَمات وهَدْمات: اسم مرَّة من هدَمَ. 

هِدْمة [مفرد]: ج هِدْمات وهُدوم:
1 - اسم هيئة من هدَمَ.
2 - ثَوْبٌ خَلَق بالٍ "يرتدي الدَّرويشُ هِدْمة- هدوم الفقير". 

هَدْميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى هَدْم: "قامت بعض الجماعات بعمليات هدميّة".
• قُوى هَدْميّة: قوى تخريبيَّة، مضيِّعة للآمال والجهود "تُعتبر حكومة الاحتلال هَدْميَّة من الدَّرجة الأولى- كان لتولي بعض القوى الهدميّة السلطة أثره السّيِّئُ على مسار عملية السلام في الشرق الأوسط". 

يرع

يرع



يَرَاعٌ A firefly: see حُبَاحِبٌ.
(يرع)

(ييرع) يرعا ويراعة صَار جَبَانًا
ي ر ع: (الْيَرَاعُ) جَمْعُ (يَرَاعَةٍ) وَهِيَ الْقَصَبَةُ. 
يرع:
يراع: ناي القصب باللاتينية calamuula المعجم اللاتيني (فيه حرف u زائد: انظر يرا.
يروع: كثل يراع: حشرة مضيئة (باين سميث 1632): صحح هذه الكلمة وكذلك يراعة التي وردت في (بارعلي 4518).
(يرع) ورعا وورعا ورعة تحرج وتوقى عَن الْمَحَارِم ثمَّ استعير للكف عَن الْحَلَال الْمُبَاح فَهُوَ ورع وورعا وورعة ووراعا ووروعة جبن وَصغر وَضعف فَهُوَ ورع (ج) أوراع
يرع
اليَرَاعُ: القَصَبُ. والجَبَانُ، ويُقال: فيه يَرَاعَةٌ ويَرَعٌ أيضاً. والبَعوْضُ، ويُقال اليَرَعُ فيه أيضاً. واليَرْعُ: وَلَدُ البَقَرةِ، وأنْشَدَ:
على بُرْجُدٍ من عَبْقَريٍّ ومِسْطَحٍ ... هَباصٍ عِرَاصٍ يَرْعُها ورُبُوْحُها.

يرع


يَرِعَ(n. ac. يَرَع)
a. Was timorous, cowardly.

يَرْعa. Calf.

يَرَعa. Cowardice.
b. A kind of gnat.

يَرَاْعa. Glowworm.
b. Reed, rush.
c. Craven, dastard.
d. see 4 (b)
يَرَاْعَةa. Reed-bank, sedge.
b. Ostrich.
c. Stupid.
d. see 4 (b) & 22
(a), (b), (c).

يَرُوْعa. Trepidation.

يَرْفَئِيّ
a. A certain animal.
ي ر ع : الْيَرَاعُ وِزَانُ كَلَامٍ الْقَصَبُ الْوَاحِدَةُ يَرَاعَةٌ وَيُقَالُ لِلْجَبَانِ يَرَاعٌ وَيَرَاعَةٌ لِخُلُوِّهِ عَنْ الشِّدَّةِ وَالْبَأْسِ وَالْيَرَاعُ أَيْضًا ذُبَابٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ كَأَنَّهُ نَارٌ الْوَاحِدَةُ يَرَاعَةٌ. 
[يرع] نه: فيه: وعاد لها "اليراع" مجرنثما، هو الضعاف من الغنم وغيرها - ومر في ج، وأصله القصب ثم سمى به الجبان والضعيف، جمع يراعة. ومنه: كنت معه صلى الله عليه وسلم فسمع صوت "يراع"، أي قصبة كان يزمر بها. ط: والمراد المزمار العراقي، قوله: وكنت إذ ذاك صغيرًا، جواب ما يقال: سماع يراع مباح؟ والمنع للتنزيه وإلا منع نافعًا عن الاستماع.
[يرع] اليَراعُ: جمع يَراعَة، وهو ذبابٌ يطير بالليل كأنه نارٌ. واليَراعُ: القصبُ. واليَراعَةُ: القصبةُ. ويقال للجبان يَراعٌ ويَراعَةٌ. وأما قول أبي ذؤيب يصف مزماراً: سَبِيٌّ من يَراعَتِهِ نَفاهُ * أتِيٌّ مَدَّهُ صخر ولوب * فيقال إنه أراد باليراعة الاجمة.
يرع
يراع1 [مفرد]: (حن) حُباحِب، حشرة تضيء في الظلام، وهي من فصيلة اليراعيَّات. 

يراع2 [جمع]: مف يراعة:
1 - قصب يتّخذ منه الأقلام "وقع الحريقُ في اليراع".
2 - أقلام تتَّخذ من القصب.
3 - قصب يزمّر به الراعي.
4 - ذباب يطير ليلاً كأنّه نار. 

يَراعيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات مُفترِسة من مُغْمَدات الأجنحة، تحمل في مُؤخِّرها غُددًا فسفوريّة تضيء في الظُّلمة. 
ي ر ع

وقع الحريق في اليراع: في القصب. قال المسيّب بن علسٍ:

وماً يرفّ كأنه إن ذقته ... عانيّةٌ شجّت بماء يراع

أراد قصب السكر. ونفخ الراعي في اليراعة، وكتب الكاتب باليراعة. قال:

أحن إلى ليلى وقد شطّت النوى ... بليلي كما حنّ اليراع المثقّب

أي المزامير. وغشيَ اليراع الوجوه وهو شبه البعوض.

ومن المجاز: قولهم للجبان الذي لا قلب له: هو يراعةٌ ويراعٌ. قال:

طال ليلي بشطّ ذات الكراع ... إذ نعى فارس الجرادة ناعي

فارس في اللّقاء غير يراع

ولبعضهم في صفة القلم:

فلا تغترر أن قد دعوه يراعةً ... فإن صريراً منه يستهزم الجندا
(ي ر ع)

اليَرْعُ أَوْلَاد بقر الْوَحْش.

واليرَاُع: الْقصب. واحدته يَرَاعَةٌ.

واليرَاعَة: مزمار الرَّاعِي.

والَيرَاعَةُ: الأجمة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف مِزْمَارًا شبه حنينه بِصَوْتِهِ:

سَبِيٌّ مِنْ يَرَاعَتِهِ نَفاهُ ... أتِىٌّ مَدَّه صُحَرٌ وَلُوبُ

سبي: مسبي. يَعْنِي مِزْمَارًا قصبته من أَرض غَرِيبَة اقتلعتها الــسُّيُول فَأَتَت بهَا من مَكَان بعيد، فَكَأَنَّهَا لذَلِك سبي.

واليَرَاعَةُ واليرَاعُ: الجبان الَّذِي لَا عقل لَهُ وَلَا رَأْي، مُشْتَقّ من الْقصب.

واليَرَاعُ: كالبعوض يغشى الْوَجْه. واحدته يَراعة.

واليَرَاعَةُ: طَائِر ترَاهُ بِاللَّيْلِ كَأَنَّهُ نَار.

واليَراعَةُ: مَوضِع بِعَيْنِه، قَالَ المثقب:

على طُرُقٍ عِنْدَ اليَرَاعَةِ تارَةً ... تُؤَازِي شَرِيرَ البَحْرِ وهْوَ قَعيدها

يرع: اليَرَعُ: أَوْلادُ بقر الوحش. واليَراعُ: القَصَبُ، واحدته

يَراعةٌ. واليَراعةُ: مِزْمارُ الرّاعي. واليَراعةُ: الأَجَمةُ؛ قال أَبو ذؤيب

يَصِفُ مزماراً شبَّه حَنِينَه بصوته:

سَبيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ

أَتيٌّ، مَدّه صُحَرٌ ولُوبُ

سَبيٌّ: مَسْبيٌّ يعني مزماراً قَصَبَتُه من أَرض غريبةٍ اقتلعتها

الــسُّيُولُ فأَتت بها من مكان بعيد فكأَنه لذلك سبيّ، وصُحَرٌ: جمع صُحْرة وهي

جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الحرّة، ويقال: إِنه أَراد باليَراعةِ

الأَجَمَةَ، قال الأَزهريّ: القَصبة التي يَنْفُخ فيها الراعي تسمى اليَراعةَ؛

وأَنشد:

أَحِنُّ إِلى لَيْل، وإِن شَطَّتِ النَّوى

بِلَيْلى، كما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ

وفي حديث ابن عمر: كنتُ مع رسولِ لله، صلى الله عليه وسلم، فسمع صوتَ

يَراعٍ أَي قَصَبَةٍ كان يُزْمَرُ بها. واليَراعةُ واليَراعُ: الجبانُ الذي

لا عَقْلَ له ولا رَأْيَ، مشتقّ من القصب؛ أَنشد ابن بري لكعب الأمثال:

ولا تَكْ من أَخْدانِ كلّ يَراعةٍ

هَواءً كَسَقْبِ البانِ، جُوفٌ مَكاسِرُهْ

وفي حديث خُزَيْمةَ: وعادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً؛ اليراع:

الضِّعافُ من الغَنَمِ وغيرها، والأَصل في اليراعِ القَصَبُ ثم سمي به لجبانُ

الضعِيفُ. واليَراعُ كالبَعُوضِ يَغْشَى الوجه، واحدته يَراعةٌ. واليَراعُ:

جمع يَراعةٍ، وهي ذباب يطير بالليل كأَنه نارٌ. واليَراعُ: فَراشةٌ إِذا

طارت في الليل لم يَشُكَّ مَن يعرفها أَنها شَرارةٌ طارَتْ عن نار، قال

عمرو بن بَحْر: نارُ اليَراعةِ قيل هي نارُ حُباحِب، وهي شبيهة بنار البرق،

قال: واليَراعةُ طائر صغير، إِن طار بالنهار كان كبعض الطير، وإِن طار

بالليل كان كأَنه شِهاب قُذِفَ أَو مِصْباح يطير؛ وأَنشد:

أَو طائِر يُدْعى اليَراعةَ، إِذْ يُرَى

في حِنْدِسٍ كَضِياءِ نارِ مُنَوِّر

وحكى ابن بري عن أَبي عبيدة: اليَراعُ الهَمَجُ بين البعوض والذِّبّانِ

يركب الوجه والرأْس ولا يلذَع. واليَراعةُ: موضع بعينه؛ قال المثقب:

على طُرُقٍ عند اليَراعةِ تارةً،

تُوازي شَرِيرَ البَحْرِ وهْوَ قَعِيدُها

قال الأَزهري: اليَرُوعُ لغة مَرْغُوب عنها لأَهل الشِّحْرِ كأَن

تفسيرها الرُّعْبُ والفَزَعُ. قال ابن بري: واليَراعةُ النّعامةُ؛ قال الرّاعي:

يَراعةً إِجْفِيلا.

يرع
{اليَرَاعُ: ذُبابٌ يَطِيرُ باللَّيْلِ كأنَّهُ نارٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي اللِّسانِ: كأنَّهُ شِهَابٌ قُذِفَ، أَو مِصْباحٌ يَطِيرُ، وهُوَ إنْ طارَ بالنَّهَارِ كانَ كبَعْضِ الطَّيْرِ، قالَ عَمْروُ بنُ بَحْرٍ: نارُ} اليَرَاعَةِ قيلَ: هيَ نارُ حُبَاحِبٍ، وهِيَ شَبِيهَةٌ بنارِ البَرْقِ.
واليَرَاعُ: القَصَبُ، قَالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:
(ومَهاً يَرِفُّ كأنَّهُ إذْ ذُقْتَهُ ... عانِيَّةٌ شُجَّتْ بماءِ! يَراعِ)
أرادَ الأنْهارَ، لأنَّهَا أخَفُّ منْ ماءِ الآبارِ وأطْيَبُ، واحِدَتُها بهاءٍ، قالَ الأزْهَرِيُّ: القَصَبَةُ الّتِي يَنْفُخ فِيهَا الرّاعِي تُسَمَّى اليَرَاعَةَ، وأنْشَدَ:
(أحِنُّ إِلَى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى ... بلَيْلَى كَمَا حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ)
واليَرَاعُ: شَيءٌ كالبَعُوضِ يَغْشَى الوَجْهَ، وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن أبي عُبَيْدَةَ: اليَرَاعُ: الهَمَجُ بَيْنَ البَعُوضِ والذِّبّانِ، يَرْكَبُ الوَجْهَ والرَّأْسَ، وَلَا يَلْذَعُ، كاليَرَعِ مُحَرَّكَةً.
وَمن المَجَازِ: اليَرَاعُ: الجَبَانُ الّذِي لَا فُؤادَ لهُ، قالَ رَبيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ: (شَهِدْتُ طِرادَها فصَبَرْتُ فيِها ... إِذا مَا هَلَّلَ النِّكْسُ اليَرَاعُ)
ومَصْدَرُه {اليَرَعُ أيْضاً أَي: بالتَّحْرِيكِ} كاليَرَاعَةِ، كَمَا فِي المُحِيطِ.
وقالَ العُزَيْزِيُّ: {اليَرَاعَةُ: الأحْمَقُ منَ الرِّجَالِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الجَبَانُ يُقَالُ لهُ:} يَراعٌ {ويَرَاعَةٌ، فعلى قَوْلِ ابنِ عَبّادٍ يَكُونُ} اليَرَاعَةُ مَصْدَرَاً، وعَلى قَوْلِ الجَوْهَرِيُّ يكُونُ اسْماً.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: اليَرَاعَةُ: النَّعامَةُ، قالَ الرَّاعِي:. . {يَرَاعَةً إجْفِيلا زادَ العُزَيْزِيّ: سُمِّيَتْ بذلكَ لأنَّها كأنَّهَا مَجْنُونَةٌ منْ خِفَّتِها.
واليَرَاعَةُ: الأجَمَةُ، وبِهِ فَسَّرَ السُّكَّرِيُّ قَوْلَ أبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مِزْمَاراً شبَّهَ حَنِينَهُ بصَوْتِه:
(سَبِيٌّ منْ} يَراعَتِهِ نَفَاهُ ... أتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ)
وقيلَ: أرادَ بهِ القَصَبَةَ.
{ويَرَعَةُ، مُحَرَّكَةً: ع، لفَزارَةَ بالحِجَازِ، منْ أعْمَالِ والِي المَدِينَةِ، بَيْنَ الحُرَاضَةِ وبُوَانَةَ.
} واليَرْعُ، بالفَتْحِ: وَلَد البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ، وأنْشَدَ:
(على بُرْجُدٍ منْ عَبْقَرِيٍّ ومِسْطَحٍ ... هِباصٍ عِراصٍ {يَرْعُها ورُبُوحُهَا)

} واليَرْوعُ كصَبُورٍ: الفَزَعُ والرُّعْبُ، لُغَيَّةٌ مَرْغُوبٌ عَنها، لأهْلِ الشِّحْرِ قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: اليَرَاعُ: الصِّغَارُ منَ الغَنَمِ وغَيْرِها، ومنهُ حديثُ خُزَيْمَةَ: وعادَ لَهَا اليَرَاعُ مُجْرَنْثِماً.
{واليَرَاعُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ، ومنْ لَا رَأْيَ لهُ وَلَا عَقْلَ.
وكَتَبَ الكاتِبُ} باليَرَاعَةِ، أَي: القَلَمِ، قالَ بَعْضُهُم فِي صِفَتهِ:
(فَلَا تَغْتَررْ أنْ قَدْ دَعَوْهُ {يَراعَةً ... فإنَّ صَرِيراً منْه يَسْتَهْزِمُ الجُنْدَا)
} واليَرَاعَةُ: مَوْضِعٌ بعَيْنِه، قالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيّ:
(على طُرُقٍ عِنْدَ اليَرَاعَةِ تارَةً ... تُوَازِي شَرِيمَ البَحْرِ وَهُوَ قَعِيدُها)

زبر

[ز ب ر] الزَّبْرُ: الحِجارَةُ. وزَبَرَه بالحِجارَةِ: رَماهُ بِها. وزَبَرَ البِئْرَ زَبْراً: طَواها بالحِجارَةِ، وقد ثَنَّاه بَعْضُ الأَغفالِ، فقال:

(حَتَّى إذا حَبْلُ الدِّلاءِ انْحَلاَ ... )

(وَانْقَاضَ زَبْراَ جَالِه فانْثَلاّ ... )

وما لَه زَبْرٌ، أي: ما لَه رَأْيٌ، وَضَعُوه على المَثَلِ، كما قالُوا: مَا لَه جُولٌ. واسْتَعَارَ ابنُ أَحمرَ الزَّبْرَ للرِّيح، فقال:

(وَلَهَتْ عَلَيهِ كُلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوْجاءَ لَيْس لِلُبِّها زَبْرُ)

وإنَّما يُريدُ انْخِراقَها وهُبوبَها، وأَنَّها لا تَسْتَقِيمُ على مَهَبٍّ واحدٍ، فهي كالنّاقَةِ الهَوْجاءِ، وهي التي كأنَّ بها هَوَجًا من سُرْعَتِها. وفي الحَديثِ: ((الفَقِيرُ الَّذي لَيْسَ له زَبْرٌ)) أي: ما يَعْتَمِدُ عليه. والزَّبْرُ: الصَّبْرُن يُقَال: مَا لَه زَبْرٌ ولا صَبْرٌ، هذه حكايةُ ابنِ الأعرابِيّ، وَعِندي أَنَّ الزَّبْرَ هَاهُنا: العَقْلُ. ورَجُلٌ زَبِيرٌ: رَزِينُ الرَّاْي. والزَّبْرُ: وَضْعُ البُنْيانِ بَعْضه على بَعْضٍ. وزَبَرَ الكِتابَ يَزْبِرهُ، ويَزْبُرُه زَبْراً: كَتَبَه، وأعْرَفُه النَّقْشُ في الحِجارِة. قالَ يَعْقُوبُ: وقالَ أعْرَابِيٌّ: ما أعْرِفُ تَزْبِرَتِي، فإِمَّا أَن يكونَ هذا مَصْدَرَ زَبَّرَ، أي: كَتَبَ، ولا أَعرِفُها مُشَدَّدَةً، وإمِّا أَن يكونَ اسماً، كالتَّنْهِيَةِ لمُنْتَهَى الماءِ، والتَّوْدِيَةِ للخَشَبَةِ التي يُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَةِ، حكاهُما سِيبَويه. والزَّبُورُ: الكِتابُ المَزْبُورُ، والجمعُ: زُبُرٌ، كما قَالُوا: رَسُولٌ ورُسُلٌ، وإنَّما مَثَّلْتُه به؛ لأَنَّ زَبُوراً ورَسُولاً في مَعْنَى مَفُعولٍ، قال لَبِيدٌ:

(وجَلاَ الــسُّيُولُ على الطُّلولِ كأنَّها ... زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَها أَقلاَمُها)

وقد غَلَبَ الزَّبُورُ على صُحُفِ دَاودَ عليه السلام. وزَبَرَه عن الأَمْرِ زَبْراً: نَهاه. والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ نَائِتَةٌ من الكاهِلِ، وقِيلَ: هو الكاهِلُ نَفْسُه فَقَطْ، وقِيلَ: هي الصُّدْرَةُ من كُلِّ دَابَّةٍ، ويُقالُ: شَدَّ للأمْرِ زُبْرَتَه، أي: كاهِلَه وظَهْرَه. وقَوْلُ العَجَّاجِ:

(بها وَقَدْ شَدُّوا لها الأَزْباراَ ... )

قيلَ في تَفسيرِه: جمعُ زُبْرَةٍ، وغَيرُ مَعُروفٍ جَمْعُ فُعْلَةٍ على أفْعالٍ، وهو عندي جَمعُ الجمْعِ، كأنه جمع زُبْرَةٍ على زُبَرٍ، وجَمَعَ زُبَراً على أزْبارٍ، ويكونُ جَمْعَ زُبْرَةٍ على إِرادةِ حَذْفِ الهاءِ. والأَزْبَرُ والمَزْبَرانِيُّ: الضَّخْمُ الزُّبْرَةِ، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

(لَيْثُ عليه من البَرْدىِّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرانِيّ عيَّالٌ بأوصالِ)

هذه روايةُ خالدِ بنِ كُلْثُومٍ، وهي خَطَأٌ عند بعضهم؛ لأَنَّه في صِفَةِ أَسَدٍ، والمَزْبَرانِيُّ: الأَسَدُ، والشَّيءُ لا يُشَبَّه بنَفْسِه، وإنّما الرِّوايةُ ((كالمَرْزُبَانِيّ)) . والزُّبْرَةُ: الشَّعرُ المُجْتَمِعُ للفَحْلِ والأسَدِ وغَيْرِهما، وقِيلَ: زُبْرَةُ الأَسَدِ: الشَّعَرُ على كاهِلِه، وقيلَ: الزُّبْرَةُ: مَوْضِعُ الكاهِلِ على الكَتِفَينِ. ورَجُلٌ أَزْبَرُ: عَظيمُ الزُّبْرَةِ. وأَسَدٌ أَزْبَرُ، ومَزْبَرَانِيُّ كذلك. والزُّبْرَةُ: كَوْكَبٌ من المَنازلِ، على التَّشْبِيهِ بزُبْرَةِ الأَسَدِ. وكَبْشٌ زَبِيرٌ: عَظيمُ الزُّبْرَةِ، وقِيلَ: مُكْتَنِزٌ أعْجَرُ. وزُبْرَةُ الحَدِيدِ: القِطْعَةُ الضَّخْمةُ منه. وزُبْرَةُ الحَدّادِ: سِنْدانُه. وزَبَرَ الرَّجُلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انْتَهَرَه. والزّبِرُّ: الشَّدِيدُ من الرِّجالِ. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حين تَخرُجُ من النَّوَاةِ. والزَّبِيرُ: الحَمأَةُ. قال: (وقد جَرَّبَ الناسُ آلَ الزُّبَيْرِ ... فذاقُوا مِنَ آلِ الزُّبَيْرِ الزَّبِيرا)

وأَخَذَ الشَّيءَ بزَبَرِه، وَزَوْبَرِه، أي: بحَمِيعِه، قال ابنُ أَحمَرَ:

(وإن قالَ غاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً ... بَها جَرَبٌ عُدَّت عَليَّ بزَوْبَرَا)

قالَ ابنُ جِنِّي: سَأَلْتُ أبا عليٍّ عن تَرْكِ صَرْفِ ((زَوْبَر)) هَا هُنا، فقالَ: عَلَّقَه عَلَماً على القَصِيدَةِ، فاجتمَعَ فيه التَّعريفُ والتّأنيثُ كما اجْتَمَعَ في سُبحانَ التَّعريفُ وزِيادَةُ الألفِ والنُّونِ. وجاءَ فُلانٌ بزَوْبَرٍ: إذا جاءَ خائِباً لم يَقْضِ حاجَتَه. وزَبْراءُ: اسمُ امرأَةٍ، وفي المَثَلِ: ((هاجَتْ زَبْراءُ)) وهي هَهُنا خَادِمُ الأَحْنَفِ، فكانَتْ إذا غَضِبَتْ قالَ لها ذَلكَ، فصارَ مَثَلاً لِكُلِّ مَنْ غَضِبَ. وزُبَيْرٌ، وزَبِيرٌ، ومُزَبِّر: أسماءٌ. وازْبَأَرَّ الرَّجُلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشَّعَرُ والوَبَرُ والنَّباتُ: طَلَع. وازْبَأَرَّ الشَّعَرُ: انْتَفَشَ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

(لها ثُنَنٌ كخَوافِي العُقَابِ ... سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرّ)

وازْبَأَرَّ للشَّرِّ: تَهَيَّأ.

زبر

1 زَبَرَ البِئْرَ, (A, TA,) [aor. ـُ and perhaps زَبِرَ also,] inf. n. زَبْرٌ, (S, K,) He cased the well, or walled it internally, with stones. (S, A, K.) b2: زَبْرٌ also signifies The disposing a building, or construction, one part upon another; (K;) [as is done in casing a well;] and in this sense likewise it is an inf. n., of which the verb is زَبَرَ. (TK.) b3: And زَبَرَهُ بِالحِجَارَةِ, (TA,) inf. n. زَبْرٌ, (K,) He threw stones at him; or pelted him with stones. (K, TA.) b4: And [hence, perhaps, or] from زَبَرَ in the first of the senses expl. above, because him whom you restrain from error you strengthen like as a well is strengthened by its being cased, (TA,) زَبَرَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K) and زَبِرَ, (Ks, K,) inf. n. as above, (S, Mgh, Msb, K,) He chid him; or checked, restrained, or forbade, him with rough speech: (S, A, Mgh, Msb, K:) he prevented, hindered, or withheld, him: (S, Mgh, K:) he forbade, or prohibited, him: (K:) he repelled him with strength. (MF in art. هزبر.) You say, زَبَرَهُ عَنِ الأَمْرِ He restrained him with rough speech, or forbade and prevented him, from doing the thing. (TA.) And زَبَرَ السَّائِلَ He chid and repelled the beggar with rough speech. (TA.) A2: زَبَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ and زَبِرَ, (S, K,) inf. n. as above, He wrote (S, A, Msb, K) a writing, or book: (A, Msb:) or he wrote it firmly, skilfully, or well: (TA:) and he inscribed, or engraved, upon stones: (Az, TA:) and ↓ تَزْبِرَةٌ, also, is syn. with كِتَابَةٌ, like زَبْرٌ, (S, K,) and خَطٌّ: As says, I heard an Arab of the desert say, أَنَا أَعْرِفُ تَزْبِرَتِى, meaning خَطِّى and كِتَابَتِى [i. e. I know my writing, or handwriting]: (S:) and Fr says, It is either an inf. n. of ↓ زَبَّرَ, meaning he wrote, though I know not the verb with teshdeed, or it is a simple subst. like تَوْدِيَةٌ: (TA:) thus زَبَرَ is syn. with ذَبَرَ: (A 'Obeyd, T and S in art. ذبر:) [and so, perhaps, is ↓ زَبَّرَ with ذَبَّرَ.] b2: And زَبَرْتُهُ signifies also I read it, or recited it; [or did so with a low, or faint, voice;] like ذَبَرْتُهُ [q. v.]. (As, TA.) b3: زَبْرٌ is also syn. with كَلَامٌ [as meaning The act of speaking, or speech as a subst.]: (K:) [SM says,] thus it is found in all the copies: but [he adds] I have not found any authoritative ex. of it, so it requires consideration. (TA.) [Accord. to the TK, however, one says, سَأَلْتُهُ فَمَا زَبَرَ لِى بِزَبْرٍ, meaning I asked him, and he spoke not to me a speech, or sentence]

A3: Accord. to the K, زَبْرٌ is also syn. with صَبْرٌ [meaning The being patient, or patience]: one says, مَا لَهُ زَبْرٌ وَلَاصَبْرٌ: ISd says, This is mentioned by IAar; but in my opinion, the meaning here is عَقْلٌ. (TA. [See زَبْرٌ below.]) [Or, as syn. with صَبْرٌ, it may be an inf. n.: for, accord. to the TK, one says, لم يزبر عليه, meaning He did not endure it with patience (لَمْ يَصْبِرْ).]

A4: زَبُرَ, inf. n. زَبَارَةٌ, He (a ram) was, or became, bulky. (Lth, TA.) 2 زَبَّرَ see 1, in two places.4 ازبر He (a man, TA) was, or became, large in body. (K.) b2: And He was, or became, courageous, brave, or strong-hearted. (K.) A2: أَزْبَرْتُهُ, inf. n. إِزْبَارٌ, I rendered him (a ram) bulky. (Lth, TA.) 5 تزبّر He (a man) quaked, or trembled, by reason of anger. (TA. [See also Q. Q. 4.]) Q. Q. 1 زَأْبَرَ (S, A, K) and زَوْبَرَ (K) [and app. زَيْبَرَ (see مُزَأْبِرٌ)], said of a garment, or piece of cloth, (S, A, K,) Its زِئْبِر [or nap] came forth; (S, K; *) it had زِئْبِر. (TA.) A2: Also the first, [and app. the second and third likewise,] He made a garment, or piece of cloth, to have its زِئْبِر [or nap] come forth. (K.) [This verb and other similar words with hemzeh next after the ز are mentioned in the K in a separate art. before art. زبر.] Q. Q. 4 اِزْبَأَرَّ It (fur, or soft hair, and a plant, or herbage) grew forth. (S, K, TA.) b2: It (hair) bristled up. (S, A, K.) b3: He (a dog [and a horse]) bristled up his hair. (S, K.) Marrár Ibn-Munkid El-Handhalee says, (S, TA,) describing a horse, (TA,) فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِى ازْبِئْرَارِهِ وَكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لَمْ يَزْبَئِرْ [And he is of a yellowish red colour on the occasion of his bristling up his hair, and of a dark bay colour as long as he does not bristle up his hair]. (S, TA.) b4: Also He (a cat) had abundance of hair. (TA.) b5: And He (a man) prepared for evil, or mischief: (K, TA:) or became affected by a quaking, or trembling, and a bristling-up of the hair. (TA) زَبْرٌ Stones. (K.) b2: [The stone casing of the interior of a well: see جُولٌ. b3: And hence,] (tropical:) Understanding, intellect, or intelligence, (S, A, K,) and judgment, (TA,) and self-restraint: (S, A:) originally an inf. n. [accord. to some; but this is evidently a mistake, as is shown by phrases in which it is coupled with جُولٌ]. (S.) One says, مَا لَهُ زَبْرٌ (tropical:) He has not understanding, or intellect, or intelligence, nor self-restraint: (S, A:) or judgment: or understanding to be relied upon. (TA.) And لَهُ زَبْرٌ وَجُولٌ: and مَا فَوْقَ ↓ هُوَ مَزْبُورٌ الجُولِ مِنْهُ وَصُلْبٌ مَا تَحْتَ الزَّبْرِ مِنَ الجُولِ: see جُولٌ. One says also of the wind, when it veers, or shifts, and does not continue to blow from one point, لَيْسَ لَهَا زَبْرٌ (tropical:) [It has not steadiness]. (TA.) A2: See also زِبِرٌّ.

زِبْرٌ [A thing] written; as also ↓ زَبِيرٌ: (K:) [or] a writing, or book; (S;) as also ↓ زَبُورٌ, of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (S, Msb, K,) like رَسُولٌ: (Msb, TA:) زَبُورٌ signifying any writing or book: or any divine book with which it is difficult to become acquainted: or a book that is confined to intel-lectual science, exclusive of legal statutes or ordinances: (TA:) ↓ الزَّبُورُ signifies particularly the Book [of the Psalms] of David: (S, Mgh, Msb, K:) and also, and لُغَةُ الزَّبُورِ, the Syriac [or Hebrew] language: (Mgh:) the pl. of زِبْرٌ is زُبُورٌ; (S, K;) and the pl. of ↓ زَبُورٌ is زُبُرٌ. (S, Msb, K.) It is said in the Kur [xxi. 105], وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى

مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ↓ الزَّبُورِ, meaning And we have written in the book sent down to David, after the تَوْرَاة [or Book of the Law revealed to Moses]: (Aboo-Hureyreh, TA:) Sa'eed Ibn-Jubeyr read الزُّبُور, [pl. of الزِّبْرُ,] and said that it means the Book of the Law revealed to Moses (التوراة) and the Gospel and the Kur-án [together]; and that الذكر means what is in heaven: (TA:) and some also read زُبُورًا in the Kur iv. 161 and xvii. 57. (S, TA.) زَبَرٌ, syn. with زَوْبَرٌ &c.: see زِئْبِرٌ.

زُبْرَةٌ A piece of iron: (S, Msb, K:) or a big piece of iron: (TA:) pl. زُبَرٌ (S, Msb, K) and زُبُرٌ. (S, K.) The former pl. occurs in the Kur xviii.

95. (S.) It is also said in the Kur [xxiii. 55], فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا, (S, TA,) and زُبَرًا; (TA;) meaning قِطَعًا, (S, TA,) in both cases; (Fr;) [i.e., But they have become divided, in their state, among themselves, into parties:] or he who reads زُبُرًا makes it pl. of ↓ زَبُورٌ, not of زُبْرَةٌ; for the measure فُعْلَةٌ does not assume the measure فُعُلٌ in the pl.; and the meaning is, they have made their religion [to be founded upon] various books: and زُبَرٌ is pl. of زُبْرَةٌ: or it may be also pl. of ↓ زَبُورٌ, and originally زُبُرٌ, being changed therefrom, like as some of the Arabs are related to have said جُدَدٌ for the pl. of جَدِيدٌ, which is originally and regularly جُدُدٌ; after the same manner as when one says رُكَبَاتٌ for رُكُبَاتٌ, and غُرَفَاتٌ for غُرُفَاتٌ: and this opinion is strengthened by AA's allowing the reading زُبُرًا and زُبْرًا and زُبَرًا; زُبْرًا being a contraction of زُبُرًا, like as عُنْقٌ is of عُنُقٌ. (IB, TA.) b2: The anvil (K) of a blacksmith. (TA.) A2: The upper part of the back, next the neck; or the part between the two shoulder-blades; or the part where the neck is joined to the back-bone; syn. كَاهِلٌ: (K:) or the place of the كاهل: (S:) or a certain thing rising from the كاهل: (TA:) pl. in this sense, أَزْبَارٌ; or this is a pl. pl., as though it were pl. of زُبَرٌ, and this were pl. of زُبْرَةٌ in this sense. (TA.) One says, شَدَّ لِلْأَمْرِ زُبْرَتَهُ He strengthened his كَاهِل and his back for the affair. (TA.) b2: Also, hence, (S,) The accumulation, or mass, of hair which is between the shoulder-blades of the lion; (S in art. لبد;) [the mane of a lion;] the collection of hair (Lth, A, K) between the shoulderblades of the lion &c., (K,) or upon the place of the كَاهِل [expl. above], and upon the elbows, of the lion; (Lth, A;) and any hair in a similar collected state. (Lth, TA.) b3: And [hence,] الزُّبْرَةُ (tropical:) A certain asterism; (K;) two bright stars [d and q], (S, K,) in the كَاهِل [or part of the back next the neck], (K,) or which are the كَاهِلَانِ, (S,) of Leo; (S, K;) one [namely the Eleventh] of the Mansions of the Moon: (S, K:) [also called الخَرَاتَانِ: see this word: and see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:] it is of the dial. of El-Yemen. (TA.) [This description is incorrect if applied to the constellation as at present figured; but doubtless correct when applied to it as figured by the Arabs. Kzw, in his description of Leo, says that they are two stars, on the belly, and on the projecting part of the haunch-bone, of Leo.] b4: Also The breast, or what projects of its upper part, (syn. صُدْرَةٌ,) of any beast. (TA.) زِبِرٌّ, applied to a lion, (S, TA,) and to a man, (TA,) Strong; (AA, S, K, TA;) as also ↓ زَبْرٌ. (K.) زَبُورٌ: see زِبْرٌ, in four places; and see زُبْرَةٌ, in two places.

زَبِيرٌ: see زِبْرٌ.

A2: Applied to a ram, Bulky: (Lth, TA:) or large in the زُبْرَة [q. v.]: or compact. (TA.) b2: Applied to a man, Strong: and also acute, sharp, or quick, in intellect; clever, ingenious, skilful, knowing, or intelligent. (TA.) A3: Also A calamity, or misfortune; (Fr, K;) and so ↓, زَوْبَرٌ, (Mohammad Ibn-Habeeb, TA,) which has been said to have this meaning in a verse of Ibn-Ahmar cited below voce زِئْبِرٌ. (TA.) A4: And Black mud; or black fetid mud. (Sgh, K.) زَأْبَرٌ: see the next paragraph.

زُؤْبُرٌ: see the next paragraph.

زِئْبِرٌ (S, and K in art. زأبر, in the CK [erroneously] written زِئْبَر,) and زِئْبُرٌ, (S, K,) sometimes thus pronounced, (S,) or this, which is mentioned by IJ and ISd, is incorrect, (K, * TA,) and ↓ زُؤْبُرٌ and ↓ زُوبُرٌ and ↓ زَوْبَرٌ, (K in arts. زأبر and زبر,) as also زَغْبَرٌ or زِغْبَرٌ (as in two different copies of the K in art. زغبر) or زِغْبِرٌ (as in another copy of the K and in the O and TA in the same art.) and زَغْبُرٌ (accord. to a copy of the K in that art.) or زِغْبُرٌ, (O and TA in that art., and so accord. to one copy of the K,) [The nap, or villous substance, upon the surface of a garment, or piece of cloth;] what is upon the surface of a new garment, or piece of cloth, like what is upon the surface of [the kind of cloth called] خَزّ; (S, TA;) the زِئْبِر of [the kind of cloth called] خَزّ, and of a قَطِيفَة, and of any garment, or piece of cloth; (Lth, TA;) the زغبر of a garment, or piece of cloth; (Az, TA;) or what appears of the دَرْز [q. v., here meaning nap, or villous substance,] of a garment, or piece of cloth. (IJ, K.) [Hence] one says, ذَهَبَتِ الأَيَّامُ بِطَرَاوَتِهِ وَنَفَضَتْ زِئْبِرَهُ (tropical:) [lit. Days took away its freshness, and shook off its nap]; meaning its age became old. (A, TA.) And ↓ أَخَذَهُ بِزَوْبَرِهِ (S, A, K) and ↓ زَأْبَرِهِ (S, K) and ↓ زَبَرِهِ, (K,) as also زَغْبَرِهِ, (S, and K * in art. زغبر,) and ↓ زَنَوْبَرِهِ, incorrectly written in the K زَبَوْبَرِهِ, (TA,) (assumed tropical:) He took it altogether, (S, A, K,) leaving nothing of it. (S.) Ibn-Ahmar says, وَإِنْ قَالَ عَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً

بِهَا جَرَبٌ عُدَّتْ عَلَىَّ بِزَوْبَرَا i. e. (assumed tropical:) [And if a howler of Ma'add utters an ode in which is a fault,] it is attributed to me altogether, (S, * L,) when I have not been the author of it: (L:) the last word, accord. to Aboo-'Alee [El-Fárisee], being imperfectly decl. because made a proper name for the قصيدة, and therefore combining the two qualities of being determinate and being of the fem. gender: so he said in answer to a question of IJ: but some say that the said word there means a calamity, or misfortune: and IB says that it is a proper name for a bitch (كلبة [if this be not a mistranscription]), of the fem. gender. (TA. [In one copy of the S, I find only the last three words of this verse: in another, it commences thus: إِذَا قَالَ غَاوٍ مِنْ تَنُوخَ: in the TA, the former reading is given, except that غَاوٍ is put in the place of عَاوٍ.]) One says also, ↓ رَجَعَ بِزَوْبَرِهِ (assumed tropical:) He returned disappointed, or unsuccessful; (TA;) without having obtained anything; (K, TA;) and without having accomplished his want. (TA.) زَوْبَرٌ: see زَبِيرٌ: A2: and see also زِئْبِرٌ, in four places.

زُوبُرٌ: see زِئْبِرٌ.

زَنْبَرِىٌّ: see art. زنبر.

زِنْبَارٌ: see art. زنبر.

زُنْبُورٌ: see art. زنبر.

أَخَذَهُ بِزَنَوْبَرِهِ: see زِئْبِرٌ.

أَزْبَرُ and ↓ مَزْبَرَانِىٌّ (the latter written in [some of] the copies of the K, [not in all of them, for in the CK it is written as above,] مُزْبِرٌ, which is a mistake, TA) Large in the زُبْرَة [q. v.]: (S, K:) the former applied to a man, and the latter to a lion: (S:) or, accord. to ISd, Khálid Ibn-Kulthoom is in error in saying that the latter is an epithet applied to the lion; and that the correct word is مَرْزُبَانِىٌّ: the fem. of the former is زَبْرَآءُ. (TA.) b2: Also the former, Annoying, or hurting. (Sgh, K.) b3: قَدْ هَاجَتْ زَبْرَآءُ [Zebrà has become excited], (S,) or هَاجَتْ زَبْرَآؤُهُ His anger has become excited, is said of any man when this has been the case: (TA:) [it is said that] Zebrà was a clamorous and foul-tongued slave-girl of ElAhnaf Ibn-Keys; and when she was angry, he used to say, قد هاجت زبرآء: and it became a proverb. (S, TA.) تَزْبِرَةٌ: see 1.

مِزْبَرٌ A writing-reed; (S, A, K, TA;) a reed with which one writes. (TA.) مَزْبَرَةٌ: see art. زنبر.

مَزْبَرَانِىٌّ: see أَزْبَرُ.

بِئْرٌ مَزْبُورَةٌ A well cased, or walled internally, with stones. (S.) b2: See also زَبْرٌ.

مُزَأْبِرٌ and مُزَأْبَرٌ (S, K) and ↓ مُزَوْبِرٌ and ↓ مُزَيْبِرٌ, or ↓ مُزَوْبَرٌ and ↓ مُزَيْبَرٌ, (accord. to different copies of the K,) the third and fourth and the fifth and sixth said by Fr to be dial. vars. of the first and second, (Sgh, TA,) A garment, or piece of cloth, having nap (زِئْبِر) upon it: (S, K:) [or the second and fifth and sixth, having its nap made to come forth:] or the first is applied to a man [as meaning making to have its nap come forth; and so the third and fourth]: and the second, to a garment or a piece of cloth [as having the second of the meanings expl. above; and so the fifth and sixth]. (TA.) مُزَوْبَرٌ: see the next preceding paragraph.

مُزَيْبَرٌ: see the next preceding paragraph.
(زبر) الْكتاب زبره
زبر: {زبور}: كتاب. {زبر الحديد} قطعه.
(زبر) زبارة ضخم فَهُوَ زبير وَهِي زبيرة
(زبر) : رَجَعَ فُلانٌ بَزْوبَرَ: إذا لم يُصِبْ شَيئاَ، ولم يَكْتَسِب، ولم يُؤخَذْ منه شيءٌ.
أنَشَدَ أَبو عمرو:
عَزِيزانِ في عُلْياً مَعَدٍّ ومَنْ يُردُ ... ظِلامَهُما يَرْجِعْ ذَمِيماً بزَوْبَرَا.
(ز ب ر) : (الزَّبْرُ) الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَابْنُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ زَوَّجَتْهُ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - (وَفِي حَدِيثِ) رِفَاعَةَ فَتَزَوَّجَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ بِفَتْحِ الزَّايِ فَعِيلٌ مِنْهُ وَهُوَ رِفَاعَةُ بْنُ زَنْبَرٍ فَنْعَلَ مِنْهُ وَالزَّبُورُ كِتَابُ دَاوُد - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَقَوْلُهُ سَيْفُ مَرْحَبٍ عِنْدَنَا فِيهِ كِتَابٌ كُنَّا لَا نَعْرِفُهُ فِيهِ بِالزَّبُورِ أَيْ لَا نَعْرِفُهُ مَكْتُوبًا بِلُغَةِ الزَّبُورِ وَيَعْنِي: بِالسُّرْيَانِيَّةِ.
ز ب ر

زبرت البئر: طويتها بالحجارة. وزبرت الكتاب بالمزبر: بالقلم. قال:

قد قضي الأمر وجفّ المزبر

وكتاب مزبور، وقد نطقت به الزبر، ورأيت في يده زبراً وزبوراً، وأنا أعرف بزبرتي أي بكتبتي وعنده زبرة من حديد وزبر. وأسد ضخم الزبرة وهي الشعر المجتمع على كاهله ومرفقيه، ومنها قولهم: ازبأر شعره إذا انتفش. وزابر الثوب، وجزّ شعره فزبره إذا لم يسوه وكان بعضه أطول من بعض. وزبرته زجرته. وأخذ الشيء بزوبره: بأمعه. وغرته الدنيا بزبرجها: بزخرفها.

ومن المجاز: ماله زبر: عقل وتماسك. قال ابن أحمر:

ولهت عليه كل معصفة ... هوجاء ليس للبها زبر

وذهبت الأيام بطراءته ونفضت زئبره إذا تقادم عهده.
ز ب ر : زَبَرَهُ زَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ زَجَرَهُ وَنَهَرَهُ وَبِمُصَغَّرِ الْمَصْدَرِ سُمِّيَ وَمِنْهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَحَدُ الصَّحَابَةِ الْعَشَرَةِ وَالزُّبَيْرِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا نِسْبَةً إلَيْهِ لِأَنَّهُ مِنْ نَسْلِهِ وَزَبَرْتُ الْكِتَابَ زَبْرًا كَتَبْتُهُ فَهُوَ زَبُورٌ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ: رَسُولٍ وَجَمْعُهُ زُبُرٌ بِضَمَّتَيْنِ.

وَالزَّبُورُ كِتَابُ دَاوُد - عَلَيْهِ السَّلَامُ -.

وَزَبِيرٌ وِزَانُ كَرِيمٍ يُقَالُ هُوَ اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ صَحَابِيٌّ.

وَالزُّبْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الْحَدِيدِ وَالْجَمْعُ زُبَرٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالزِّبْرِقَانُ بِكَسْرَتَيْنِ اسْمٌ لِلْبَدْرِ لَيْلَةَ تَمَامِهِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ.

وَالزَّبَرْجَدُ جَوْهَرٌ مَعْرُوفٌ وَيُقَالُ هُوَ الزُّمُرُّذُ. 
ز ب ر: (الزُّبْرَةُ) بِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ وَالْجَمْعُ (زُبَرٌ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: 96] وَ (زُبُرٌ) أَيْضًا بِضَمِّ الْبَاءِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا} [المؤمنون: 53] أَيْ قِطَعًا. وَ (الزَّبْرُ) الزَّجْرُ وَالِانْتِهَارُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الزُّبُرُ) أَيْضًا الْكِتَابَةُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الزِّبْرُ) بِالْكَسْرِ الْكِتَابُ وَالْجَمْعُ (زُبُورٌ) كَقِدْرٍ وَقُدُورٍ. وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا» وَ (الْمِزْبَرُ) كَالْمِبْضَعِ الْقَلَمُ. وَ (الزَّبُورُ) الْكِتَابُ وَهُوَ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ زَبَرَ. وَالزَّبُورُ أَيْضًا كِتَابُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ (الزُّنْبُورُ) بِضَمِّ الزَّاءِ الدُّبُرُ، وَهِيَ تُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ (الزَّنَابِيرُ) . وَ (الزِّئْبِرُ) بِكَسْرِ الزَّاءِ وَالْبَاءِ مَهْمُوزٌ، مَا يَعْلُو الثَّوْبَ الْجَدِيدَ مِثْلُ مَا يَعْلُو الْخَزَّ. وَضَمُّ الْبَاءِ لُغَةٌ. 
زبر
زُبْرَة [مفرد]: ج زُبُرات وزُبْرات وزُبَر وزُبُر:
1 - قطعة ضخمة " {ءَاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} - {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا}: أحزابًا متخالفين في دينهم".
2 - لبدة، شعر مجتمع بين كتفي الأسد وغيره.
3 - (فك) منزلة من منازل القمر ينزلها في الليلة الثانية عشرة. 

زَبُور1 [مفرد]: كتاب نبي الله داوود عليه السلام " {وَءَاتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} ". 

زَبُور2 [مفرد]: ج زُبُر:
1 - كتاب سماويّ سابق " {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} - {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} ".
2 - كتاب الحفظة " {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ}: جميع ما فعلته الأمم من خير أو شرّ مكتوب عليهم". 
[زبر] نه: في ح أهل النار: الضعيف الذي لا "زبر" له، أي لا عقل له ليزبره وينهاه عما لا ينبغي. ط: هو بفتح زاي وسون باء، وفيه أنه لا تكليف عليه فكيف يكون من أهل النار فيفتر بمن لا تماسك له عند مجيء الشهوات فلا يرتدع عن حرام - ويتم في شنظير. ن: ومنه: "فزبره" أي منعه. ومنه: إذا رددت على السائل ثلاثًا لا عليك أن "تزبره" أي تنهره وتغلظ له في القول والرد. وفي ح الصديق: دعا في مرضه بدواة أو "مزبرة" فكتب اسم الخليفة بعده هو بالكسر القلم، زبرت الكتاب إذا أتقنت كتابته. وفي ح صفية بنت عبد المطلب: كيف وجدت "زبرا" أقطا وتمرا، أو مشمعلا صقرا، الزبر بفتح زاي وكسرها القوى الشديد وهو مكبر الزبير، تعني ابنها، أي كيف وجدته كطعام يؤكل أو كالصقر. وفي ح الحنف: كان له جارية سليطة اسمها "زبراء" فكان إذا غضبت قال: هاجت "زبراء" فذهبت كلمته مثلا ًحتى يقال لكل شيء هاج غضبه، وهو تأنيث أزبر من الزبرة وهي ما بين كتفي الأسد من الوبر. ومنه: أتى بأسير مصدر "أزبر" أي عظيم الصدر والكاهل لأنهما موضع الزبرة. وفي ح شريح: إن هي ظهرت و"ارت" فليس لها، أي اقشعرت وانتفشت، أو هو من الزبرة وهي مجتمع الوبر في المرفقين والصدر. و"الزبير" بفتح زاي وكسر باء جبل كلم الله تعالى موسى عليه السلام في قول. غ: "الزبور" كل كتاب فيه حكمة، زبرت الكتاب أحكمته، وزبور بمعنى مزبور. و"زبر" الحديد" قطعه. ش: في "زبر" داود، بكسر زاي وسكون باء، أي في كتابه وهو الزبور، وفي بعضها بضم زاي وباء بصيغة جمع، أي صحفه والمراد أيضًا المزبور.
زبر
الزُّبْرَةُ: قطعة عظيمة من الحديد، جمعه زُبَرٌ، قال: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ [الكهف/ 96] ، وقد يقال: الزُّبْرَةُ من الشّعر، جمعه زُبُرٌ، واستعير للمجزّإ، قال: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً
[المؤمنون/ 53] ، أي: صاروا فيه أحزابا.
وزَبَرْتُ الكتاب: كتبته كتابة غليظة، وكلّ كتاب غليظ الكتابة يقال له: زَبُورٌ، وخصّ الزَّبُورُ بالكتاب المنزّل على داود عليه السلام، قال: وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً
[النساء/ 163] ، وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
[الأنبياء/ 105] ، وقرئ زبورا بضم الزاي، وذلك جمع زَبُورٍ، كقولهم في جمع ظريف: ظروف، أو يكون جمع زِبْرٍ ، وزِبْرٌ مصدر سمّي به كالكتاب، ثم جمع على زُبُرٍ، كما جمع كتاب على كتب، وقيل: بل الزَّبُورُ كلّ كتاب يصعب الوقوف عليه من الكتب الإلهيّة، قال: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ
[الشعراء/ 196] ، وقال:
وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ
[آل عمران/ 184] ، أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ [القمر/ 43] ، وقال بعضهم: الزَّبُورُ: اسم للكتاب المقصور على الحكم العقليّة دون الأحكام الشّرعيّة، والكتاب: لما يتضمّن الأحكام والحكم، ويدلّ على ذلك أنّ زبور داود عليه السلام لا يتضمّن شيئا من الأحكام. وزِئْبُرُ الثّوب معروف ، والْأَزْبَرُ: ما ضخم زُبْرَةُ كاهله، ومنه قيل: هاج زَبْرَؤُهُ، لمن يغضب .
زبر: زَبَر، مصدره زُبْر وزَبير: شذّب، شذّب الكرم وأصلحه بقطع ما لا خير فيه من أغصانه، وقطع أطراف الأغصان لمنعها من التشابك (المعجم اللاتيني - العربي، فوك، ألكالا). ومَنْجَل الزبير: منجل التزبير (دومب ص132، همبرت ص54، 181، محيط المحيط، ابن العوام 1: 11، 19، 186، 437، 500، المقري 1: 632، تقويم قرطبة ص20، ص25)، وعند ابن ليون (ص19 و): زبير العنب التقصيب والتقنيم والتقنيب.
زَبَّر (بالتشديد)، زبّر: شذّب، قضب. وزبر الكروم: قطع براعمها الزائدة (بوشر).
انزبر: شُذّب، قُضِّب (فوك).
زَبْر: صيحة الحرب، ففي ديوان الهذليين ص22 = (ص167): أنا ابن أنمار وهذا زبري. وقد فسرت بهذا صياحي، وهي تدل غالباً على هذا المعنى.
زُبْر: زُبّ، ذكر الرجل (بوشر) وهي تصحيف زُبّ. وأهل الجزائر زِبْر وزِبّ (هلو)، وزَبْر (في محيط المحيط) 657.
زَبْرَة: قطعة يقطعها الزابر من عيدان الكرم (محيط المحيط).
زَبْرَة: ذكر الرجل (محيط المحيط) (انظر زبر).
زَبَّار: من يزبر الكرم يقطع عيدانه الزائدة، مشذّب (فوك، ألكالا، بوشر، برجرن). وفي كتاب الخطيب (ص57 ق): ثم قمنا إلى زبّارين يصلحون شجرة عنب.
زُبُور (زُبُّور؟): يطلقها العامية في الأندلس على زُنْبُور، ففي ابن ليون (ص19 ق): الزنابير جمع زنبور وهي التي تسميها العامَّة الزبور.
زَبَّارة: مِشْذب، مِعْضب، مِنْجل (ألكالا، دومب ص95).
زُنْبُور: انظر مادة زنبر.
زَوْبَر: مِنجل (محيط المحيط) في مادة زأبر.
مِزْبَر ويجمع على مَزَابِر: مِشذب، معضب، منجل (فوك، ألكالا)، وفيه: cazcorvo وهي غير معروفة الآن في إسبانيا، وتعني من غير شك: مشذب، منجل. وهي تعني في كلومبيا: أصدف وهو استعمال مجازي يمكن أن يفسر بسهولة لأنه على شكل هذه الآلة وهي المشذب، انظر مثالاً لها في مادة فربال.
مِزْبَر: فأس، قدوم، بلطة، طبر (هوجسن ص85).
مِزْبَرة وجمعها مزابر: مِزبر، مشذب، منجل (ألكالا، دومب ص96، بوشر (بربرية)، معجم البربر).
مَزْبُور = مذكور (محيط المحيط). والثمن المزبور: الثمن المذكور (الجريدة الآسيوية 1843، 2: 222، 224).
زَبَرْيُور اسم نبات (دوماس حياة العرب ص381)، والكرم البري (بوسييه).
زبر الزَبُوْرُ: الكِتَابُ، وهو فَعُوْلٌ بمعنى مَفْعُوْلٍ. وكُلُّ كِتابٍ زَبُوْرٌ. وزَبَرَ الكِتَابَ زَبْراً وزِبَارَةً: وهو إتْقَانُه، وقيل: قِرَاءَتُه. والمِزْبَرُ: القَلَمُ. والزُّبْرَة من الكاهِلِ: الهَنَةُ النّاتِئَةُ من الأسَد. وكذلك كُلُّ مُجْتَمِعٍ من الوَبَرِ للفَحْلِ وغَيْرِه: زُبْرَةٌ. وهو من الحَدِيْدِ: قِطْعَةٌ ضَخْمَةٌ. والأزْبَرُ: الضَخْمُ الزُّبْرَةِ؛ والأنْثى زَبْرَاءُ، وكذلك المَزْبَرَانيُّ. وكَبْشٌ زَبِيْرٌ: مُكْتَنِز أعْجَزُ مَمْلُو. والزًبَرُّ: الشدِيدُ. ويقولون: شَذوا أزْبَارَهم لأمْرِ كذا: إذا تَشَجَّعُوا. وكانت للأحْنَفِ خادِمَةٌ سَلِيْطَةٌ تُسمّى: زَبْرَاءَ، فإذا غَضِبَتْ قال: " هاجَتْ زَبْرَاءُ "، فَذَهَبَتْ مَثَلا، واسْتُعْمِلَ في كُلِّ مَنْ هاجَ غَضَبُه: قد هاجَ زَبْرَاؤه. وتَزَبرَ الرَّجُلُ: اقْشَعَرَّ من الغَضَب. والمُزْبَئرُّ: المُنْتَفِشُ. وزَبَرَ فلانٌ فلاناً: إذا انْتَهَرَه؛ يَزْبُرُه زَبْراً، وزٍئَرَه: مِثْلُه. وإذا تَتَبعَ الرجُلُ الإمَاءَ قيل: ذَهَبَ يَزْبُرُ زُبْرة وزئبر الثوب والقَطيعَة. معروف. وثوب مزأبر قد زأبر زأبرة. والأزْبَر: الذي يَتَزَبرُ عَلىَ كل أحَدٍ بالأذَى.
وخُذْ هذا الأمْرَ بزَوْبَرِه: أي بكُلَيَّتِه، وبزَابِرِه وبزِئْبِرِه. والزُبْرَةُ: كَوْكَبٌ في بُرْجِ الأسَد. والزبْرُ: طَيُ البِئْرِ بالحِجَارَة. والزَبيْرُ: أوَّلُ طِيْنِ في البِئر عِنْدَ ظُهُوْرِ الماء، يقال: دَنَا زَبِيْرُ البِئْرِ: أي بَلَلُها. وسُمي أبو عَبْدِ اللهِ بن الزَّبِيْرِ به. والزبِيْرُ: الدّاهِيَةُ، والزَّوْبَرُ: مِثْلُها. وزَبَرُ الجَبَلِ: حَيْدُه وحَرْفُه. وفلانٌ ذُو زَبْرٍ: أي عَقْل كل وسَدَادٍ. والتَزْبِيْرُ: أنْ تَجُر الشعرَ فلا تُسَوَيَه. وزَبرَ القِرْبَةَ: مَلأها. وهو كَثِيرُ الزَبْرِ: أي الكَلاَم. وزَبَرَتِ المَرْأةُ بزَوْجِها: أي طَمَحَتْ به. وزَبَرْتُ المَتَاعَ: نَقَضْتَه.
[زبر] الزُبْرَةُ: القِطْعة من الحديد، والجمع زُبَرٌ، قال الله تعالى:

(آتُوني زُبَرَ الحَديدِ) *، وزُبُرٌ أيضاً، قال تعالى:

(فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا) *، أي قطعا. والزبرة أيضا: موضع الكَاهِل. يقال: رَجل أَزْبَر، أي عظيم الزُبْرَةِ. ومنه زُبْرَةُ. الأسد. يقال: أَسَدٌ مَزْبَرَانيٌّ، أي ضخم الزبرة. وقولهم في المثل: " قد هاجت زبراء " هي اسم جارية كانت للاحنف بن قيس، وكانت سليطة، فإذا غضبت قال الاحنف: قد هاجت زبراء! فذهب مثلا. والزبرة: كوكبان نيران ، وهما كاهلا الأسد، يَنزِلُهُما القَمَرُ. والزَبْرُ بالفتح: الزَجرُ والمَنْع. يقال: زبره يزبره بالضم زبرا، فإذا انتهره. ويقال: ما له زبر، أي عَقْلٌ وتماسُكٌ، وهو في الأصل مصدرٌ. والزَبْرُ أيضاً: طَيُّ البِئْرِ بالحجارة. يقال: بئْرٌ مَزْبورَةٌ. الزبر: الكتابة. يقال: زبر يزبر ويَزْبِرُ. قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: أنا أَعْرِفُ تَزْبِرَتي، أي خَطِّي وكتابتي. والزِبْرُ: الكتابُ، والجمع زبور مثل قدر وقدور، منه قرأ بعضهم:

(وآتينا داود زبورا) *. والمزبر قلم. والزبور بالفتح: الكتاب، وهو فعول بمعنى مفعول من زبرت. والزبور: كتاب داود عليه السلام. والزبر بالكسر والتشديد: القوى الشديد. قال الراجز :

أكون ثم أسدا زبرا * أبو زيد: أخذت الشئ بِزَوْبَرِهِ وبِزَأبَرِهِ وبِزَغْبَرِهِ، إذا أخذته كله ولم تَدَعْ منه شيئاً. قال ابن أحمر: إذا قال غاو من تنوخ قصيدة * بها جرب عدت على بزوبرا - أي نسبت إلى بكمالها. والزنبرية: ضرب من السفن ضخمة. والزُنْبورُ: الدَبْرُ، وهي تؤنثُ، والزنبار لغة فيها، حكاها ابن السكيت: والجمع الزنابير. وأرض مزبرة: كثيرة الزنابير، كأنهم ردوه إلى ثلاثة أحرف وحذفوا الزيادات، ثم بنوا عليه، كما قالوا: أرض معقرة ومثعلة، أي ذات عقارب وثعالب. وازْبَأَرَّ الكَلْبُ: تَنَفَّشَ. وازْبَأَرَّ الشَعَرُ: تنفش. قال الشاعر : فهو ورد اللَوْنِ في ازْبِئْرارِهِ. * وكُمَيْتُ اللَوْن ما لم يَزْبَئِرّ - أبو زيد: ازْبَأَرَّ النَبْتُ والوَبَرُ، إذا نَبَتَ. والزِئْبِرُ بالكسر مهموزٌ: ما يَعْلو الثَوبَ الجَديدَ، مِثْلَ ما يَعْلو الخَزَّ. يقال: زَأْبَرَ الثَوْبُ فهو مزأبر، إذ خرج زئبره. قال يعقوب: وقد قيل زئبر بضم الباء، وقد ذكرناه في ضئبل فى باب اللام.
زبر
: (الزَّبْرُ: القَوِيُّ الشَّدِيدُ) من الرِّجَال. وَهُوَ مُكَبَّر الزُّبَيْر: وَفِي حَدِيث صَفِيَّة بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلب:
كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا
أَأَقِطاً وتَمْرَا
أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْرَا
(كالزِّبِرِّ، كطِمِرَ) ، وهاذه عَن أَبي عَمْرٍ و. وَقَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ
أَكون ثَمَّ أَسَداً زِبِرَّا (و) من المَجاز: الزَّبْر (العقْلُ) والرّأْي والتَّمَاسُكُ. ومالَه زَبْرٌ، أَي مالَه رَأْيٌ. وَقيل: مالَه عَقْلٌ وتَمَساُكٌ. وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَر. وَمَاله زَبْرٌ، وَضَعُوه على المَثَل، كَمَا قَالُوا: مالَه جُولٌ وَفِي الحَدِيث (الفَقِير الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ) ، أَي عَقْل يَعتَمِد عَلَيْهِ.
(و) الزَّبْر: (الحِجَارَةُ. و) الزَّبْر: (طَيُّ البِئْرِ بِها) ، أَي بالحِجَارة. يُقَال: بِئْر مَزْبُورة.
وزَبَرَ البِئْرَ زَبْراً: طَوَاهَا بالحِجَارَة وَقد ثَنَّاه بَعْضُ الأَغْفَال وإِن كَان جِنْساً فَقَالَ:
حتَّى إِذا حَبْلُ الدّلّاءِ انْحَلَّا
وانْقاضَ زَبْرَا حَالِهِ فابْتَلَّا
(و) الزَّبْر: (الكلامُ) . هاكذا هُوَ مَوجود فِي سائِر أُصول الكتَاب. وَلم أَجد لَهُ شاهِداً عَلَيْهِ، فليُنْظَر.
(و) الزَّبْر: (الصَّبْرُ) . يُقَال: مَاله زَبْرٌ وَلَا صَبْرٌ. قَالَ ابنُ سِيده: هاذه حِكَايَة ابُ الأَعْرَابِيّ. قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ الزَّبْرَ هُنَا العَقْل.
(و) الزَّبْر: (وَضحَ البُنْيَانِ بعضِه على بَعْض) .
والزَّبْر: (الكِتابةُ) . يُقَال: زَبَرَ الكِتَابَ يَزبُره ويَزْبِرُه زَبْراً: كَتَبه. قَالَ الأَزهَرِيّ. وأَعْرِفُه النَّقْشَ فِي الحِجَارَة. وَقَالَ بعضُهُم: زَبَرْت الكِتَابَ إِذا أَتقَنْتَ كِتابَتَه.
(كالتَّزْبِرَة) . قَالَ يَعْقُوب: قَالَ الفَرّاءُ: مَا أَعرِف تَزْبِرَتِي. فإِما أَن يَكُون مَصْدرَ زَبَرَ أَي كَتَب. قَالَ: وَلَا أَعرِفِا مُشَدَّدَةً. وإِمَّا أَنْ يَكُون اسْما كالتَّنْبِيَةِ لمُنْتَهى الماءِ. والتَّوْدِيَة للخَشَبة الَّتِي يُشَدُّ بهَا خِلْفُ النَّاقَة، حكاهَا سِيبَوَيه. وَقَالَ أَعرابِيّ. لَا أَعرِف تَزْبِرَتي، أَي كِتابَتِي وخَطِّي. (و) الزَّبْر: (الانْتِهَارُ) . يُقَال: زَبَرَه عَن الأَمْر زَبْراً: انْتَهَره. وَفِي الحَدِيث: (إِذا رَدَدْتَ على السّائلِ ثَلاثاً فَلَا عَلَيْك أَن تَزْبُرَه) أَي تَنْتَهِره وتُغلِظ لَهُ فِي القَوْل والرَّدِّ.
(و) الزَّبْر: الزَّجْر و (المَنْعُ والنَّهْيُ) . يُقَال: زَبَرَه عَنِ الأَمْرِ زَبْراً، نَهَاه ومَنَعَه، وَهُوَ مَجَاز، لأَنَّ مَنْ زَبَرْتَه عَن الغَيّ فقد أَحْكَمْتَه، كَزبْرِ البِئْر بالطَّيِّ. (يَزْبُر) ، بالضّمّ، (ويَزْبِرُ) ، بِالْكَسْرِ، (فِي الثّلاثَةِ الأَخِيرة) ، اكَءْحر عَن الكِسَائيّ فِي مَعْنَى المَنْع، أَي النَّهْي والمَنْع والانتِهَار، وهاذا التَّخْصِيصُ يُخْالِف مَا فِي الأُمَّهات من أَن الزَّبْر بمعْنَى النَّهْي والانْتهار مُضارعة يَزْبُر، بالضَّمّ فَقَط، وبأَنّ الزَّبْر بمعنَى الكِتابةِ يُسْتَعْمَل مُضَارِعه بالوَجْهَيْن، كَمَا تقدّم، إِلّا أَن يُجاب عَن الأَخير بأَنَّ المُرادَ بالثَّلاثة الكِتَابَة والانْتِهَار والمَنْع. وءَمَّا النَّهْي فَفِي مَعْنَى الانْتهِار لي بِزائد عَنْه، وَفِيه تأَمُّل.
(و) الزِّبْرُ، (بِالْكَسْرِ: المَكْتوبُ ج زُبُورٌ) ، بالضّمّ، كقِدْر وقُدُورٍ. وَمِنْه قرأَ بعضُهم: {وآتينا دَاوُود زبور} (النِّسَاء: 163) . قلت: هُوَ قِراءَة حَمْزة.
(و) فِي حَدِيث أَبِي بَكْر رَضِي الله عَنهُ (أَنّه دَعَا فِي مَرضه بدَوَاة ومِزْبَر، فكَتَبَ اسمَ الخَلِيفَة بَعْدَه) . (المِزْبَرُ) ، مِنْبَرٍ: (القَلَمُ) ، لأَنه يُكْتَبُ بِهِ.
(والزَّبُورُ) ، بِالْفَتْح: (الكِتَابُ، بمعنَى المَزْبُورِ، ج زُبُرٌ) ، بضَمَّتَيْن كرَسُول ورُسُل، وإِنّما مَثَّلْتُه بِهِ لأَن زَبُوراً ورَسُولاً فِي معنى مَفْعُول، قَالَ لَبِيد:
وجَلاَ الــسُّيُولُ عَن الطُّلُولِ كأَنَّها
زُبُرٌ تَخُدّ مُتُونَهَا أَقلامُها
(و) قد غَلَب الزَّبُور على (كِتَاب دَاوودَ، عَلَيْهِ) وعَلى نَبِيّنا أَفْضَل الصَّلَاة و (السّلام) . وكُلُّ كِتَاب زَبُورٌ. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ} (الْأَنْبِيَاء: 105) ، قَالَ أَبو هُرَيْرَة. الزَّبُور: مَا أُنزِل على دَاوودَ، مِنْ بَعْد الذِّكر: من بعد التَّوْراة. وَفِي البصائر للمُصَنِّف: وسُمِّيَ كِتَابُ دَاوودَ زَبُورًّف، لأَنَّه نَزَلَ من السَّماءِ مَسْطُوراً.
والزَّبُور: الكِتَابُ المَسْطُور. وَقيل هُوَ كُلّ كِتَاب يَصْعُب الوُقُوفُ عَلَيْهِ من الكُتُب الإِلاهيَّة. وَقيل: هُوَ اسمٌ للكِتَاب المَقْصُور على الحِكْمَةِ العَقْلِيَّة دُونَ الأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وَالْكتاب لِما يتَضَمَّن الأَحكامَ. وقرأَ سَعِيد ابنُ جُبَيْر (فِي الزُّبُورِ) وَقَالَ: الزُّبُور: التَّوراة والإِنْجيلُ القُرآنُ. قَالَ: والذِّكر: الذِي فِي السَّمَاءِ. وَقيل: الزَّبُور فَعُول بمَعْنَى مَفْعُول، كأَنَّه زُبِرَ أَي كُتِبَ.
(والزُّبْرَةُ، بالضَّمّ) : هَنَةٌ ناتِئَةٌ من الكَاهِل، وقِيلَ: هُوَ (الكَاهِلُ) نَفْسُه. يُقَال: شَدَّ للأَمْرِ زُبْرَتَه، أَي كاهِلَه وظَهْرَه. (وَهُوَ أَزبَرُ ومُزْبِرٌ) ، هاكذا كأَحْمَد ومُحسِن فِي سَائِر الأُصول وَهُوَ وَهَمٌ، والصَّوابُ: وَهُوَ أَزبرُ ومَزْبَرَانِيّ (أَي عَظِيمُها) أَي الزُّبْرةِ زُبْرةِ الكاهِل. يُقَال: أَسَدٌ أَزبَرُ ومَزْبَرانِيٌّ، والأُنثى زَبْرَاءُ، وسيأْتي فِي المُسْتَدْركات.
(و) الزُّبْرَةُ: (القِطْعَةُ من الحَدِيدِ) الضَّخْمَةُ، (ج زُبَرٌ) ، كصُرَد، (وزُبُرٌ) ، بضَمَّتَيْن. قَالَ الله تَعَالَى: {فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً} (الْمُؤْمِنُونَ: 53) أَي قِطَعاً. قَالَ الفرَّاءُ فِي هاذِه الْآيَة: مَنْ قرأَها بفَتْح الباءِ أَراد قِطَعاً. مثلَ قولِه تَعَالَى: {ءاتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ} ، قَالَ: وَالْمعْنَى فِي زُبَر وزُبُرٍ واحدٌ، ومثْلَه قَالَ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: مَنْ قرأَ زُبُراً فَهُوَ جمع زَبُور لَا زُبْرة لأَنَّ فُعْلَة لَا تُجْمَع على فُعُل، والمعنَى: جَعَلُوا دِينَهم كُتُباً مُخْتَلفَة. وَمن قَرَأَ زُبَراً، وَهِي قراءَة الأَعْمش، فَهِيَ جمع زُبْرَة، فالمَعْنَى تَقَطَّعوا قِطَعاً. قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون جَمْعَ زَبُورٍ، وَقد تَقَدَّم. وأَصله زُبْرٌ ثمَّ أُبدِل من الضَّمَّة الثَّانِيَة فَتْحَة، كَمَا حَكَى بَعضُ أَهْلِ اللُّغَة أَنّ بعضَ العَرَب يَقُول فِي جمع جَدِيد: جُدَدٌ، وأَصْلُه وياسه جُدُدٌ، كَمَا قالُوا: رُكَبَات وأَصله رُكُبات، مثل غُرُفات، وَقد أَجازوا غُرَفَات أَيضاً، ويُقَوِّي هاذا أَنَّ ابنَ خالَوَيْه حَكَى عَن أَبِي عَمْرو أَنه أَجازَ أَن يقْرَأَ زُبُراً وزُبْراً وزُبَراً، فزُبْراً بالإِسكان هُوَ مخفَّف من زُبُر كعُنْق مُخفَّف من عُنُق. وزُبَرٌ بِفَتْح الباءِ مخفّف أَيضاً من زُبُر، برَدِّ الضَّمَّة فَتْحةً، كتَخْفِيف جُدَد من جُدُد. هاذا وَقد فَاتَ المُصَنِّفَ جمعُ الزُّبْرَة بمَعْنَى الْكَاهِل، قَالُوا: يُجْمَع على الأَزْبار، وأَنشدوا قَولَ العَجَّاج:
بِهَا وقَدْ شَدُّوا لهَا الأَزْبَارَا وأَنكره بعْضُهُم وَقَالُوا: لَا يُعرَف جَمْع فُعْلَة على أَفْعَال، وإِنما هُوَ جَمَ الجَمْع كأَنّه جَمَعَ زُبْرة على زُبَرِ وجَمَع، زُبَراً على أَزْبار، وَيكون جَمَع زُبْرَة على إِرادَة حَذْف الهاءِ.
(و) الزُّبْرَة: (الشَّعْرُ المجتمعُ بينَ كَتِفَي الأَسَد وغيرِه) ، كالفَحْل. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزُّبْرَة: شَعرٌ مُجْتَمِعٌ على مَوْضِعِ الكَاهِلِ من الأَسَد وَفِي مِرْفَقَيْه، وكُلُّ شَعرٍ يكون كذالك مُجْتَمِعاً فَهُوَ زُبْرَةٌ.
(و) زُبْرةُ الحَدَّادِ: (السِّنْدَانُ) .
(و) من المَجَاز: الزُّبْرَة: (كَوْكَبٌ من المَنَازِل) ، على التَّشبيه بزُبْرةِ الأَسدِ. قَالَ ابْن كِنَاسَةَ: من كَو الأَسَدِ الخَرَاتَانِ، (وهما كَوْكَبَان نَيِّرَان بكاهِلَيِ الأَسَد) ، بَينهَا قَدْرُ سَوْطٍ (يَنْزِلُهُمَا القَمَرُ) ، وَهِي يَمَانِية.
(والأَزبَرُ: المُؤذِي) ، نقل الصّاغانِيّ. (وزَبْرَاءُ: بُقْعَةٌ قُرْبَ: تَيْمَاءَ) ، نَقله الصَّاغانِيّ.
(و) زَبْرَاءُ: (جَارِيَةٌ سَلِيطَةٌ) كانَت (للأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ) التَّمِيميّ المشْهُور فِي الحِلْم، وكانَت إِذا غَضِبَت قَالَ الأَحْنَفُ: (هاجَتْ زَبْرَاءُ) ، فَصَارَت مَثَلاً لكلّ أَحدٍ حَتَّى يُقَال لِكُلِّ إِنسان إِذا هَاجَ غَضَبُه: هَاجَتْ زَبرَاؤُه.
وَفَاته: زَبْرَاءُ: مَولاة بنِي عَدِيّ، عَن حَفْصةَ، وزَبْرَاءُ مَولاةُ عَلِيَ، عَنهُ. والزَّبْرَاءُ بِنْتُ شَنَ، فِي نَسَب قُضَاعَةَ.
(وزَبَرَانُ، محرّكةً: ة، بالجَنَ) من اليَمَنِ. (مِنْهَا زَيدُ بنُ عبدِ اللهاِ الفقيهُ) الزَّبَرَانيّ. (وزِبَارُ بنُ مَيْسورٍ) الفَتْحُ.
(والزُّبَيْر، بِضَم الزَّاي وفَتْحِ الباءِ) ، وَلَو قَالَ: مُصغَراً، أَو اقْتصَرَ على قَوْله بالضمّ كَانَ أَخْصرَ، كَمَا هُوَ عادَتُه (ابنُ العَوَّام) أَبو عَبدِ الله القُرَشِيّ الأَسَدِيّ، حَوَارِيّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَتَلَه عُمَيْر بنُ جُرْمُوزٍ بَغْياً وظُلْماً. وَقد أَلَّفْت فِي نَسَب وَلدِه كُرَّاسة لطِيفة. (و) الزُّبَيْر (بنُ عبدِ الله) الكِلابيّ، أَدركَ الجاهِلِيَّة، وَيُقَال: إِنه رَأَى النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (و) الزُّبَيْر (بن عُبَيْدَةَ) الأَسَديّ، من الْمُهَاجِرين، قَدِيمُ الإِسلام، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق. (و) الزُّبَيْر (بنُ أَبي هالَةَ) ، رَوَى وائِلُ بنُ داوودَ عَن البَهِيّ عَنهُ، (صَحابيون) .
(الزَّبِيرُ، كأَمِيرٍ: الدَّاهِيَةُ) ، قَالَه الفَرَّاءُ، كالزَّوْبَر. وأَنْشَدَ لِعَبْدِ الله ابْن هَمَّام السَّلُوليّ:
وقَدْ جَرَّبَ النَّاسُ آلَ الزُّبَيْرِ
فلاَقَوْا مِنَ الِ الزُّبَير الزَّبَيْرِا
(و) الزَّبِير: اسمُ (الجَبَل الَّذِي كَلَّمَ اللهاُ تَعالى عَلَيْهِ) سيّدنا (مُوسَى عَلَيْه) وعَلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصَّلاةِ و (السَّلام) ، وَقد أَجمع المُفَسِّرون على أَن جَبَلَ المُنَاجاةِ هُوَ الطُّور. قَالَ شيخُنَا وَقد يُقَال: لَا منافاةَ، فتأَمَّلْ.
قلْت: وَقد جاءَ ذِكرُه فِي الحَدِيث، وكأَنَّه اسمٌ لموضِع مُعَيَّنٍ من الطُّور، وَهُوَ الَّذِي وَقعَ عَلَيْهِ التَّجَلِّي فاندَكَّ وَلم يَبْقَ لَهُ أَثرٌ. وأَما الطُّور فإِنه اسْم للجَبَلِ كُلِّه، وَهُوَ بَاقٍ هَائِلٌ، وحينئذٍ لَا مُنَافَاة، وَلَا أَدرِي مَا وَجْهُ التَّأَمُّلِ فِي كَلَام شَيْخِنا، فَلْيُنْظر.
(و) الزَّبِيرُ: (الحَمْأَةُ) ، نَقله الصَّاغانِيّ.
(و) الزَّبِيرُ (بنُ عبدِ اللهاِ الشَّاعرُ، وجَدُّهُ الزَّبِيرُ) أَيضاً، فَهُوَ الزَّبِير ابنُ عَبْدِ الله بن الزَّبِير. (وعبدُ اللهاِ) والدُ هاذا (هُوَ القائِلُ لعبدِ اللهاِ بنِ الزُّبَيْر) بن العَوَّام (لَمَّا حَرَمه) من العَطَاءِ: (لَعَن اللهاُ ناقَةً حَمَلَتْني إِليك. فَقَالَ لَهُ) سيّدنا عبدُ الله: (إِنَّ ورَاكِبَها أَي إِن الله لَعَنَ الناقَةَ وراكِبَهَا) فاكْتَفَى.
(و) الزَّبِيرُ: (ع) بالبادِيَة (قُرْبَ الثَّعْلِبيَّة) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
(و) الزَّبِيرُ: (الشيْءُ المكتوبُ) ، فَيل بمعنَى المَفْعول.
(وعبدُ الرحمانِ بن الزَّبِيرِ) ، كأَمِير (بنِ باطِيء: صحابِيٌّ) ، قَالَ ابنُ عبد البَرّ: هُوَ ابْن الزَّبِير ابْن باطِيَا القُرَظِيّ. واختُلِف فِي الزُّبَيْر بن عبد الرحمان، فَقيل: هُوَ بالفَتْح كجَدِّه، وَقيل: مُصَغَّرٌ، وَهُوَ الَّذِي جَزَم بِهِ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ، قَالَه شيخُنا.
قلْت: وَقد راجعتُ تاريخَ البُخَاريّ فوجَدْت فِيهِ كَمَا قالَه شيخُنَا مَضْبُوطاً بضَبْط القَلَم قَالَ: وروى عَنهُ مِسْوَر بنُ رِفَاعةَ المَدنِيّ، ونَقل شيخُنَا عَن علَّامة الدُّنْيَا الحَفِيدِ بن مَرْزُوق: الزَّبِير، بالفَتْح، فِي الْيَهُود، وَفِي غَيرهم من أَنواع الْعَرَب بالضَّمّ، قَالَ: وَنقل قَرِيبا مِنْهُ ابْن التِّلِمْسَانيّ فِي شَرْح الشِّفَاءِ.
قلْت: وَلم يُبيِّنَا وَجْهَ ذالك، ولعلّه تَبَرُّكاً باسم الجَبَل الَّذِي وَقعَ ليه الكلامُ لنَبيِّهم سَيِّدنا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. (والزَّبِيرَتَانِ) ، بالفَتْح: (ماءَتَانِ لطُهَيَّةَ) من أَطْرَاف أَخازِم جُفَافٍ، حَيْثُ أَفْضَى فِي الفُرْع، وَهُوَ أَرضٌ مُسْتَوِية. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى: هما رَكِيَّتَان. ونَقَلَه عَنهُ السّيوطيّ فِي (المزهر) فِي الأَسماءِ الَّتِي استُعِملَت مُثَنًّى.
(وزَوْبرُ) ، كجَوْهَر: اسْم (فَرَس مُطَيْرِ بنِ الأَشْيَمِ) الأَسَدِيّ، وَهِي لَا تَنْصَرِف للعلَمِيّة والتَّأْنِيثِ. (و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة وأَبُو النَّدَى. هِيَ (فَرَسُ الجُمَيْحِ بْنِ) هاكذا فِي النُّسخ وَالصَّوَاب أَنُّ الجُمَيح هُوَ (مُنْقِذ بن الطَّمّاحِ) الأَسَدِيّ. (وفرَسُ أَخيه عُرْفُطَةَ) بن الطَّمَّاح الأَسديّ، نَقَلَه الصّاغانيّ هُنَا هكاذا، وسيأْتي لَهُ زِرّةَ أَن الجُمَيحَ هُوَ ابنُ مُنْقِذ، كَمَا هُنَا للمصنّف، فانْظُرْه.
(و) يُقَال: (أَخَذَه بزَوْبَرِه، وزَأْبَرِه) ، بفَتْح المُوَحَّدَةِ فِيهما (وزَبَرِه) ، مُحَرَّكَةً، (وزَبَوْبَرِه) ، كصنَوْبَر، هاكذا فِي سائِر الأُصول ببَاءَيْنِ مُوحَّدَتَيْنِ، والصَّواب: زَنَوْبَرِه بالنُّون بعد الزَّاي، كَمَا سيأْتي، وَكَذَا زَغْبَره، (أَي أَجْمَعَ) ، فَلم يَدَع مِنْهُ شَيْئاً. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
وإِن قالَ غاوٍ مَن مَعَدَ قَصِيدَةً
بهَا جَرَبٌ عُدَّتْ عليَّ بزَوْبَرَا
أَي نُسِبَتْ إِليَّ بكَمالها وَلم أَقُلْها.
قَالَ ابنُ جُنِّي: سأَلْتُ أَبَا عَليَ عَن تَرْكِ صَرْفِ زَوْبَرَ هُنَا فَقَالَ: عَلَّقَه عَلَماً على القَصِيدة، فاجتمعَ فِيهِ التَّعْرِيف والتَّأْنِيث، كَمَا اجْتمع فِي سُبْحانَ التَّعْرِيفُ وزيادةُ الأَلِفِ والنّون.
(ورَجَعَ بزَوْبَرِ، إِذا) جاءَ خائباً (لم يُصِب شَيْئا) وَلم يَقضِ حاجتَه.
(وزَوْبَرُ الثَّوبِ) ، كجَوْهَر، (وزُؤْبُرُهُ بضَمَّتَيْن: زِئْبِرُهُ) ، وَهُوَ مَا يَعْلو الثَّوْبَ الجدِيدَ كَمَا يَعلو الخَزَّ، وَقد تقدَّم.
(و) عَن ابْن الأَعرابِيّ: يُقَال (أَزْبَرَ) الرَّجلُ، إِذا (عَظُمَ جِسْمُه) . (و) أَزبَرَ، إِذا (شَجُعَ) .
(وازْبَأَرَّ الكَلبُ: تَنَفَّشَ) . قَالَ المرَّار بن مُنْقِذٍ الحَنْظَلِيُّ صف فرسا:
فهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِي ازْبِئرارِهِ
وكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لمْ يَزْبَئِرّ
(و) ازْبَأْرَّ (الشَّعرُ: انْتَفَشَ) : قَالَ امرؤُ القَيْس
لَهَا ثُنَنٌ كخَوافِي العُقَا
بِ سُودٌ يَفِينَ إِذا تَزْبَئِرّ
(و) ازْبأَرَّ (النَّبْتُ والوَبَرُ) : طَلَعَا و (نَبَتَا) .
(و) ازبَأَرَّ (الرجلُ للشَّرِّ: تَهَيَّأَ) . وَقيل: اقشعَرَّ. وَفِي حدِيث شُرَيْح: (إِنْ هِيَ هَرَّتْ وازْبأَرَّ فلَيْس لَهَا) أَي اقشَعَرَّت وانْتَفَشَت.
(وزَوْبَرَ الثَّوْبَ فَهُوَ مُزَوْبَرٌ ومُزَيْبَرٌ) إِذا عَلاَهَ الزِّئْبَرُ، لُغتَان فِي مُزَسبر ومُزَأْبَر، على الفَرَّاءِ، نَقله الصّاغاني.
(وأَبُو زَبْرٍ) ، بفَتْح فَسُكُون، (عبدُ اللهاِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْر) بنِ عطارف الرَّبَعيّ العَبْدِيّ الدِّمَشْقيّ (مِن تابِعي التَّابِعِين) عَن القاسِم بنِ مُحمَّد وَسَالم بنِ عبدِ اللهاِ بن عُمَر، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ والولِيدُ بنُ مُسلِم، وابنُ أَخِيه القاضِي. وأَبو مُحَمَّد عبدُ الله بنُ أَحْمد بنِ رَبِيعَة بنِ سَلْمَانَ بنِ خَالِد ابنِ عبد الرَّحْمانِ بن زَبْر، ثِقَة، عَن يُونُس الكديميّ وَغَيره.
(وحَارِثَةُ وحِصْنٌ ابنَا قَطَنِ بنِ زَابِرٍ، ككَاتِبٍ، صَحَابِيّان) من بَنِي كَلب، يُقَال: كتب النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكِتَاباً لحارِثَةَ. وَيُقَال فِي أَخِيه حِصْنٍ: حُصَينٌ، مُصغَّراً. (و) أَبو عبد الله (محمدُ بنُ زِيَادِ بنِ زَبَّار، كشَدَّاد، الزَّبَّارِيُّ) الكَلْبِيّ، نِسْبة إِلى جَدِّه المَذْكُور، (أَخْبَارِيٌّ) بَغدادِيّ، عَن الشَّرْقِيّ بن القُطَامِي وَعنهُ أحمدُ بنُ مَنْصُور الرَّمَادِيّ، كثيرُ الرِّواية للشِّعْر، غير ثِقَة، قَالَه ابنُ الأَثيير. وَيُقَال فِي زَبَّار هاذا: زَبُورٌ أَيضاً، وهاكذا نَسَبَه بَعضهم.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
زَبَرْتُه وذَبَرْتُه: قَرَأْتُه، قَالَه الأَصمَعِيُّ، ونقَلَه الفَاكِهِيّ فِي شَرْح المُعَلَّقَات.
وإِذا انحرفَت الرِّيح وَلم تَستَقِم على مَهَبَ واحِدٍ، قيل: لَيْسَ لَهَا زَبْرٌ، على التَّشْبِيه. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
ولَهَتْ عَلَيْهِ كُلُّ مُعْصِفَةٍ
هَوْجَاءَ لَيْسَ للُبِّهَا زَبْرُ
شَبَّهَها بالنَّاقَة الهَوْجَاءِ الَّتِي كأَنّ بهَا هَوَجاً من سُرْعَتِها.
والزُّبْرة، بالضَّمِّ: الصُّدْرَة من كُلِّ دَابَّة.
والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسَد، قَالَه ابنُ سِيده، وأَنْشَدَ قولَ أَوْس بن حَجَر.
لَيْثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِيّ هِبْرِيَةٌ
كالمَزْبَرانِيّ عَيّالٌ بأَوْصَالِ
هاكذا فسَّره بعضُهم، وَقَالَ خالِدُ ابنُ كَلْثُوم: المَزْبَرَانِيّ: صِفَةٌ للأَسَد. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا خَطَأٌ، وإِنَّما الرِّوَايَة: كالمَرْزُبَانِيّ.
وكَبْسٌ زَبِيرٌ، كأَمِير: عَظِيمُ الزُّبْرَةِ وَقيل: مُكْتَنِزٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَي ضَخُمٌ. وَقد زَبُرَ كَبْشُك زَبَارَةً، أَي ضَخُمَ، قد أَزبَرْتُه أَنا إِزْباراً.
والزَّبِير، كأَمِير: الشَّديدُ من الرِّجَال، وَهُوَ أَيضاً الظَّرِيفُ الكيِّس.
والزُّبَارَة بالضَّمّ: الخُوصَة حِين تَخرُج من النَّواة، قَالَه الفَرَّاءُ. وَعَن محمّد بن حَبِيب: الزَّوْبَر: الدّاهِيَة، وَبهَا فَسَّرَ بعضُهم قولَ ابنِ أَحْمَر:
وإِنْ قالَ غاوٍ مِن تَنُوخَ قَصِيدةً
بهَا جَرَبٌ عُدَّت عَليَّ بزَوْبَرَ
وتَنَحَّلهَ الفرزدَقُ فَقَالَ:
إِذا قَالَ غَاو من مَعَدَ قَصِيدَة
بهَا جَرَبٌ كانَت عليَّ بزَوْبَرَا
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: زَوْبَرُ: اسمُ علمٍ للكَلْبَة مُؤَنَّث، وأَنشدَ قَوْلَ ابْنِ أَحْمَر السابقَ. قَالَ: وَلم يُسْمَع بزَوْبر هاذا الِاسْم إِلّا فِي شِعْره، كالمَامُوسَةِ عَلمٌ على النَّار، والبَابُوس لحُوَارِ الناقَةِ، والأُرنَة لِمَا يُلَفُّ على الرَّأْس.
ومُزَبِّر، كمُحَدِّث: اسمٌ.
وزَوْبَرُ: قريةٌ بِمصْر، وَقد دَخلتُها.
وَيُقَال: تَزَبَّرَ الرجلُ، إِذا انْتَسَب إِلى الزُّبَيْر، كتَقَيَّس. قَالَ مُقَاتِل بنُ الزُّبَير:
وتَزَبَّرَتْ قَيْسٌ كأَنَّ عُيُونَها
حَدَقُ الكِلاَبِ وأَظْهَرَتْ سِيمَاهَا
وتَزبَّرَ الرجلُ: اقشعَرَّ من الغَضَب.
وزَبَرُ الجَبَلِ، مُحرَّكةً: حَيْدُه.
وزَبَرَ القِرْبَةَ: مَلأَهَا.
وزَبَرْت المَتَاعَ: نَفَضْته. وجَزَّ شَعرَه فزَبَرَه: لم يُسَوِّه، وَكَانَ بعضُه أَطولَ من بَعْض.
وذَهَبَت الأَيّامُ بطَرَاءَته. ونَقَضَتْ زِئْبِرَه، إِذا تَقادمَ عَهْدُه، وَهُوَ مَجَاز.
وزُبَارَةُ، بالضَّمّ: لَقَب مُحَمَّد بن عَبْدِ الله بن الحَسَن بنِ عَلِيّ بن الحُسَيْن العَلَويّ، لأَنه كَانَ إِذا غَضِبَ قيل: زَبَرَ الأَسدُ، وَهُوَ بَطْنٌ كَبِيرٌ. مِنْهُم أَبو عليّ مُحمَّد بنُ أَحْمَد بن محمّد شَيْخُ العَلَوِيّينِ بخُرَسَانَ، وابنُ أَخِيه أَبو مُحَمَّد يَحْيَى بنُ محمّد بنِ أَحمدَ، فَرِيدُ عَصْره.
وزُبَر كصُرَد: بَطْن من بني سَامَةَ بنِ لُؤَيّ، وَهُوَ ابْن وَهْب بن وثاق. وأَبُو أَحْمد محمّدُ بنُ عُبَيد الله الزّبيري إِلى جَدِّه الزُّبير بن عُمَر بن دِرْهِمٍ الأَسَدِيّ الكوفيّ، عَن مَالك ابْن مول، وَعنهُ إِو خَيثمةَ والقَوَارِيريّ.
وبأَصْبَهَانَ زُبَيْرِيُّون يَنْتَسِبُون إِلى الزُّبَيْر بن مشكانَ جَدِّ يُونَس بنِ حبيب.
ز ب ر [زبر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: زُبَرَ الْحَدِيدِ .
قال: قطع الحديد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك وهو يقول:
تلظّى عليهم حين شدّ حميّها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر 

زبر


زَبَرَ(n. ac.
زَبْر)
a. Copied, transcribed; wrote.
b. Cased with stones (well).
زَبَّرَa. see I (a)
زَبْرa. Stones; stone-casing of a well.

زِبْر
(pl.
زُبُوْر)
a. Book; writing.

زُبْرَة
(pl.
زُبَر)
a. Part of the back between the shoulderblades.
b. Lump, piece of iron; anvil.

أَزْبَرُ
(pl.
زُبْر)
a. Wide in the back.
b. Hurtful, injurious.

مَزْبَرَةa. Land abounding in wasps.

مِزْبَرa. Reed, pen.

زَبُوْر
(pl.
زُبُر)
a. [art.], The Psalms.
زِبْرِج
P. (pl.
زَبَارِج)
a. Embroidery; filigree; jewellery, gold
ornaments.

زَبَرْجَد زَبَرْدَج
P. (pl.
زَبَارِج)
a. Chrysolite; topaz.

زبر: الزَّبْرُ: الحجارة. وزَبَرَهُ بالحجارة: رماه بها. والزَّبْرُ:

طَيُّ البئر بالحجارة، يقال: بئر مَزْبُورَةٌ. ورَبَرَ البئر زَبْراً:

طواها بالحجارة؛ وقد ثَنَّاهُ بعضُ الأَغفال وإِن كان جنساً فقال:

حتى إِذا حَبْلُ الدّلاءِ انْحَلاَّ،

وانْقاضَ زَبْرَا حالِهِ فابْتَلاَّ

وما له زَبْرٌ أَي ما له رأْي، وقيل: أَي ما له عقل وتَماسُكٌ، وهو في

الأَصل مصدر، وما له زَبْرٌ وضعوه على المَثَلِ، كما قالوا: ما له جُولٌ.

أَبو الهيثم: يقال للرجل الذي له عقل ورأْي: له زَبْرٌ وجُولٌ، ولا

زَبْرَ له ولا جُولَ. وفي حديث أَهل النار: وعَدَّ منهم الضعيفَ الذي لا

زَبْرَ له أَي لا عقل له يَزْبُرُه وينهاه عن الإِقدام على ما لا ينبغي.

وأَصلُ الزَّبْرِ: طَيُّ البئر إِذا طويت تماسكت واستحكمت؛ واستعار ابن أَحمر

الزَّبْرَ للريح فقال:

ولَهَتْ عليه كلُّ مُعْصِفَةٍ

هَوجاءَ، ليس لِلُبِّها زَبْرُ

وإِنما يريد انحرافها وهبوبها وأَنها لا تستقيم على مَهَبٍّ واحد فهي

كالناقة الهَوْجاء، وهي التي كأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتها. وفي الحديث:

الفقير الذي ليس له زَبْرٌ؛ أَي عقل يعتمد عليه. والزَّبْرُ: الصبر،

يقال: ما له زَبْرٌ ولا صَبْرٌ. قال ابن سيده: هذه حكاية ابن الأَعرابي، قال:

وعندي أَن الزَّبْرَ ههنا العقل. ورجل زَبِيرٌ: رَزِينُ الرأْي.

والزَّبْرُ: وَضْعُ البنيان بعضه على بعض.

وزَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه: قرأْته. والزَّبْرُ: الكتابة. وزَبَرَ

الكتابَ يَزْبُرُه ويَزبِرُه زَبْراً: كتبه، قال: وأَعرفه النَّقْشَ في

الحجارة، وقال يعقوب: قال الفرّاء: ما أَعرف تَزْبرَتِي، فإِما أَن يكون هذا

مَصْدَرَ زَبَرَ أَي كتب، قال: ولا أَعرفها مشدّدة، وإِما أَن يكون

اسماً كالتَّنْبِيَةِ لمنتهى الماء والتَّوْدِيَةِ للخشبة التي يُشَدُّ بها

خِلْفُ الناقة؛ حكاها سيبويه. وقال أَعرابي: إِني لا أَعرف تَزْبِرَتِي

أَي كتابتي وخطي. وزَبَرْتُ الكتاب إِذا أَتْقَنْتَ كتابته. والزَّبْرُ:

الكتابُ، والجمع زُبُورٌ مثل قِدْرٍ وقُدُورٍ؛ ومنه قرأَ بعضهم: وآتينا

داود زُبُوراً. والزَّبُورُ: الكتاب المَزبُورُ، والجمع زُبُرٌ، كما قالوا

رسول ورُسُل. وإِنما مثلته به لأَن زَبُوراً ورسولاً في معنى مفعول؛ قال

لبيد:

وجَلا الــسيولُ عن الطُّلُولِ كأَنها

زُبُرٌ، تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُها

وقد غلب الزَّبُورُ على صُحُفِ داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

وكل كتاب: زَبُورٌ، قال الله تعالى: ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ من

بَعْدِ الذِّكْرِ؛ قال أَبو هريرة: الزَّبُورُ ما أُنزل على داود من بعد

الذكر من بعد التوراة. وقرأَ سعيد بن جبير: في الزُّبُور، بضم الزاي، وقال:

الزُّبُورُ التوراة والإِنجيل والقرآن، قال: والذكر الذي في السماء؛ وقيل:

الزَّبُورُ فَعُول بمعنى مفعول كأَنه زُبِرَ أَي كُتِبَ.

والمِزْبَرُ، بالكسر: القلم. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه دعا

في مَرَضِه بدواة ومِزْبَرٍ فكتب اسم الخليفة بعده، والمِزْبَرُ: القلم.

وزَبَرَه يَزْبُرُه، بالضم، عن الأَمر زَبْراً: نهاه وانتهره. وفي

الحديث: إِذا رَدَدْتَ على السائل ثلاثاً فلا عليك اين تَزْبُرَه أَي

تَنْهَرَهُ وتُغْلِظ له في القول والرَّدِّ والزِّبْرُ، بالفتح: الزَّجْرُ والمنع

لأَن من زَبَرْتَه عن الغيّ فقد أَحْكَمْتَهُ كَزَبْرِ البئر بالطي.

والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ ناتئة من الكاهل، وقيل: هو الكاهل نفسه فقط، وقيل:

هي الصُّدْرَةُ من كل دابة، ويقال: شَدَّ للأَمر زُبْرَتَه أَي كاهله

وظهره؛ وقول العجاج:

بها وقد شَدُّوا لها الأَزْبارَا

قيل في تفسيره: جمع زُبْرَةٍ، وغير معروف جمع فُعْلَةٍ على أَفعال، وهو

عندي جمع الجمع كأَنه جَمَعَ زُبْرَةً على زُبَرٍ وجَمَعَ زُبَراً على

أَزْبَارٍ، ويكون جمع زُبْرَةٍ على إِرادة حذف الهاء.

والأَزْبَرُ والمَزْبَرَانِيُّ: الضخم الزُّبْرَةِ؛ قال أَوس بن حجر:

لَيْثٌ عليهِ من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ،

كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّالٌ بأَوْصَالِ

هذه رواية خالد بن كلثوم؛ قال ابن سيده: وهي عندي خطأٌ وعند بعضهم لأَنه

في صفة أَسد، والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسد، والشيء لا يشبه بنفسه، قال:

وإِنما الرواية كالمَرْزُبانِيِّ.

والزُّبْرَةُ: الشعر المجتمع للفحل والأَسد وغيرهما؛ وقيل: زُبْرَةُ

الأَسد الشعرُ على كاهله، وقيل: الزُّبْرَةُ: موضع الكاهل على الكَتِفَيْنِ.

ورجل أَزْبَرُ: عظيم الزُّبْرَة زُبْرَةِ الكاهل، والأُنثى زَبْرَاءُ؛

ومنه زُبْرَةُ الأَسد. وأَسد أَزْبَرُ ومَزْبَرَانِيّ: ضخم الزُّبْرَةِ.

والزُّبْرَةُ: كوكب من المنازل على التشبيه بِزُبْرَةِ الأَسد. قال ابن

كِنَاسَةَ: من كواكب الأَسد الخَرَاتَانِ، وهما كوكبان نَيِّرانِ بينهما

قَدْرُ سَوْطٍ، وهما كَتفَا الأَسَدِ، وهما زُبْرَةُ الأَسد، وهما كاهلا

الأَسد ينزلهما القمر، وهي كلها ثمانية. وأَصل الزُّبْرَةِ: الشعر الذي بين

كتفي الأَسد. الليث: الزُّبْرَةُ شعر مجتمع على موضع الكاهل من الأَسد

وفي مِرْفَقَيْهِ؛ وكل شعر يكون كذلك مجتمعاً، فهو زُبْرَةٌ وكبش زَبِيرٌ:

عظيم الزُّبْرَةِ، وقيل: هو مُكْتَنِزٌ. وزُبْرَةُ الحديد: القطعة

الضخمة منه، والجمع زُبَرٌ. قال الله تعالى: آتوني زُبَرَ الحديد، وزُبُرٌ،

بالرفع أَيضاً قال الله تعالى: فتقطعوا أَمرهم بينهم زُبُراً؛ أَي قِطَعاً.

الفراء في قوله تعالى: فتقطعوا أَمرهم بينهم زُبُراً؛ من قرأَ بفتح

الباء أَراد قطعاً مثل قوله تعالى: آتوني زبر الحديد، قال: والمعنى في زُبَرٍ

وزُبُرٍ واحد؛ وقال الزجاج: من قرأَ زُبُراً أَراد قطعاً جمع زُبْرَةٍ

وإِنما أَراد تفرقوا في دينهم. الجوهري: الزُّبْرَةُ القطعة من الحديد،

والجمع زُبَرٌ. قال ابن بري: من قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُورٍ لا زُبْرَةٍ

لأَن فُعْلَةً لا تجمع على فُعْلٍ، والمعنى جعلوا دينهم كتباً مختلفة،

ومن قرأَ زُبَراً، وهي قراءة الأَعمش، فهي جمع زُبْرَةٍ بمعنى القطعة أَي

فتقطعوا قطعاً؛ قال: وقد يجوز أَن يكون جمع زَبُورٍ كما تقدم، وأَصله

زُبُرٌ ثم أُبدل من الضمة الثانية فتحة كما حكى أَهل اللغة أَن بعض العرب

يقول في جمع جَديد جُدَدٌ، وأَصله وقياسه جُدُدٌ، كما قالوا رُكَباتٌ وأَصله

رُكُباتٌ مثل غُرُفاتٍ وقد أَجازوا غُرَفات أَيضاً، ويقوي هذا أَن ابن

خالويه حكى عن أَبي عمرو أَنه أَجاز أَن يقرأَ زُبُراً وزُبْراً،

فَزُبْراً بالإِسكان هو مخفف من زُبُر كعُنْقٍ مخفف من عُنُقٍ، وزُبَرٌ، بفتح

الباء، مخفف أَيضاً من زُبُرٍ بردّ الضمة فتحة كتخفيف جُدَد من جُدُدٍ.

وزُبْرَةُ الحدّاد: سَنْدَانُه.

وزَبَرَ الرجلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انتهره. والزِّبِيرُ: الشديد من

الرجال. أَبو عمرو: الزِّبِرُّ، بالكسر والتشديد، من الرجال الشديد القوي؛

قال أَبو محمد الفقعسي:

أَكون ثَمَّ أَسداً زِبِرا

الفرّاء: الزَّبِير الداهية. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حين تخرج من

النواة. والزَّبِيرُ: الحَمْأَةُ؛ قال الشاعر:

وقد جَرَّبَ الناسُ آل الزُّبَيْر،

فَذَاقُوا من آلِ الزُّبَيْرِ الزَّبِيرَا

وأَخذ الشيء بِزَبَرِه وزَوْبَرِه وزَغْبَرِه وزَابَرِه أَي بجميعه فلم

يدع منه شيئاً؛ قال ابن أَحمر:

وإن قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدَةً

بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عَلَيَّ بِزَوْبَرَا

(* قوله: «وإِن قال عاو من معد إِلخ» الذي في الصحاح: إِذا قال غاو من

تنوخ إلخ).

أَي نسبت إِليَّ بكمالها؛ قال ابن جني: سأَلت أَبا علي عن ترك صرف

زَوْبَر ههنا فقال: عَلَّقَهُ علماً على القصيدة فاجتمع فيه التعريف والتأْنيث

كما اجتمع في سُبْحان التعريف وزيادة الأَلف والنون؛ وقال محمد بن حبيب:

الزَّوْبَرُ الداهية. قال ابن بري: الذي منع زَوْبَر من الصرف أَنه اسم

علم للكلبة مؤنث، قال: ولم يسمع بِزَوْبَر هذا الاسم إِلا في شعره؛ قال:

وكذلك لم يسمع بمامُوسَةَ اسماً علماً للنار إِلا في شعره في قوله يصف

بقرة:

تَطَايَحَ الطَّلُّ عن أَعْطافِها صُعُداً،

كما تَطايَحَ عن مامُوسَةَ الشَّرَرُ

وكذلك سَمَّى حُوَارَ الناقة بابُوساً ولم يسمع في شعر غيره، وهو قوله:

حَنَّتْ قَلُوصِي إِلى بابُوسِها جَزَعاً،

فما حَنِينك أَم ما أَنت والذِّكَرُ؟

وسَمَّى ما يلف على الرأْس أُرنة ولم توجد لغيره، وهو قوله:

وتَلفَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه،

مُتَشَاوِساً لِوَرِيدِه نَعْرُ

قال وفي قول الشاعر:

بها جَرَبٌ، عُدَّت عَلَيَّ بِزَوْبَرَا

أَي قامت عليّ بداهية، وقيل: معناه نسبت إِليَّ بكمالها ولم أَقلها.

وروى شمر حديثاً لعبدالله بن بشر أَنه قال: جاء رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، إِلى داري فوضعنا له قطيفة زَبِيرَةً. قال ابن المظفر: كبش زَبِيرٌ

أَي ضخم، وقد زَبُرَ كَبْشُكَ زَبارَةً أَي ضَخُمَ، وقد أَزْبَرْتُه أَنا

إِزْباراً.وجاء فلان بزَوْبَرِه إِذا جاء خائباً لم تقض حاجته.

وزَبْرَاءُ: اسم امرأَة؛ وفي المثل: هاجت زَبْراءُ؛ وهي ههنا اسم خادم

كانت للأَحنف بن قيس، وكانت سَليطة فكانت إِذا غضبت قال الأَحنف: هاجت

زَبْراءُ، فصارت مثلاً لكل أَحد حتى يقال لكل إِنسان إِاذ هاج غضبه: هاجت

زَبْراؤُه، وزَبْرَاءُ تأْنيث الأَزْبَرِ من الزُّبْرَةِ، وهي ما بين كتفي

الأَسد من الوَبَرِ.

وزَبير وزُبَيْر ومُزَبَّرٌ. أَسماء.

وازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشعر والوَبَرُ والنباتُ:

طلع ونَبَتَ. وازْبَأَرَّ الشَّعْرُ: انتفش؛ قال امرؤ القيس:

لها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا

بِ سُودٌ، يَفينَ إِذا تَزْبَئِرْ

وازْبَأَرَّ للشر: تهيأَ. ويوم مُزْبَئِرّ: شديد مكروه. وازْبَأَرَّ

الكلبُ: تنفش؛ قال الشاعر يصف فرساً وهو المَرَّارُ بن مُنْقِذ الحنظلي:

فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئْرَارِه،

وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرْ

قد بَلَوْناهُ على عِلاَّتِهِ،

وعلى التَّيْسِير منه والضُّمُر

الورد: بين الكميت، وهو الأَحمر، وبين الأَشقر؛ يقول: إِذا سكن شعره

استبان أَنه كميت وإِذا ازْبَأَرَّ استبان أُصول الشعر، وأُصوله أَقل صبْغاً

من أَطرافه، فيصير في ازْبِئْرارِه وَرْداً، والتيسير هو أَن يتيسر

الجري ويتهيأَ له. وفي حديث شريح: إن هي هَرَّتْ وازْبَأَرَّتْ فليس لها...

أَي اقشعرّت وانتفشت، ويجوز اين يكون من الزُّبْرَةِ، وهي مُجْتَمَعُ

الوَبَرِ في المرفقين والصَّدر. وفي حديث صفية بنت عبد المطلب: كيف وجدتَ

زَبْرا، أَأَقِطاً وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْراً؟ الزبر، بفتح الزاي

وكسرها: هو القوي الشديد، وهو مكبر الزُّبَيْر، تعني ابنها، أَي كيف وجدته

كطعام يؤكل أَو كالصقر.

والزَّبِيرُ: اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام، بفتح الزاي وكسر الباء، وورد في الحديث.

ابن الأَعرابي: أَزْبَرَ الرجلُ إِذا عَظُمَ، وأَزْبَرَ إِذا شَجُعَ.

والزَّبِير: الرجل الظريف الكَيّسُ.

مول

م و ل: (الْمَالُ) مَعْرُوفٌ وَرَجُلٌ (مَالٌ) أَيْ كَثِيرُ الْمَالِ. وَ (تَمَوَّلَ) الرَّجُلُ صَارَ ذَا مَالٍ، وَ (مَوَّلَهُ) غَيْرُهُ (تَمْوِيلًا) . 
مول: المُوْلَةُ: العَنْكَبُوْتُ. واسْمُ عَيْنِ تَبُوْكَ.
والمالُ: مَعْرُوْفٌ، وهو عِنْدَ العَرَبِ: الإِبِلُ. ورَجُلٌ مالٌ: أي ذُوْ مالٍ. وقد تَمَوَّلَ، ومَوَّلْتُه أنَا، ومُلْتَ تَمُوْلُ، ومِلْتَ تَمَالُ. واسْتَمَالَ: كَثُرَ مالُه، ومالَ يَمَالُ: مِثْلُه. ورَجُلٌ مَيِّلٌ ومَوِّلٌ: كَثِيْرُ المالِ. وأَمَلْتُه إمَالَةً: بمَعْنى مَوَّلْتُه.

مول

5 تَمَوَّلَ He became abundant in wealth. (TA, art. ثمر).

مَالٌ Whatever one possesses: (K:) property; wealth:] accord. to Mohammad [the Hanafee Imám), whatever men possess, of dirhems, or deenárs, or gold, or silver, or wheat, or barley, or bread, or beasts, or garments or pieces of cloth, or weapons, or other things: (Mgh:) [property, or wealth:] or originally what one possesses of gold and silver: then applied to anything that one acquires and possesses of substantial things: and mostly applied by the Arabs to camels, because these constitute most of their wealth: (IAth, TA:) and animals. (TA.) b2: مَالٌ Camels or sheep or goats. (S.) The مال of the people of the desert consists of what are termed نَعَمٌ, (T, Msb,) i. e. Cattle, consisting of camels or neat or sheep or goats, or all these, or camels alone; (Msb in art. نعم;) herds, or flocks, or herds and flocks. b3: مَالٌ A square in arithmetic: pl. أَمْوَالٌ. See جَذْرٌ. b4: رَجُلٌ مَالٌ, for ذُومَالٍ. (L, art. صيد.) مَالِىٌّ Of, or relating to, property or wealth.
م و ل : الْمَالُ مَعْرُوفٌ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَهُوَ الْمَالُ وَهِيَ الْمَالُ وَيُقَالُ مَالَ الرَّجُلُ يُمَالُ مَالًا إذَا كَثُرَ مَالُهُ فَهُوَ مَالٌ وَامْرَأَةٌ مَالَةٌ وَتَمَوَّلَ اتَّخَذَ مَالًا وَمَوَّلَهُ غَيْرُهُ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: تَمَوَّلَ مَالًا اتَّخَذَهُ قِنْيَةً فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ مَا يُتَمَوَّلُ أَيْ مَا يُعَدُّ مَالًا فِي الْعُرْفِ وَالْمَالُ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِيَةِ النَّعَمُ. 
[مول] المالُ معروف، وتصغيره مُوَيْلٌ. والعامة تقول: مويل بتشديد الياء. ورجلٌ مالٌ، أي كثير المال، وأنشد أبو عمرو إذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأً ونالَ نَداهُ كلُّ دانٍ وجانِبِ ومالَ الرجلُ يَمولُ ويَمالُ مَوْلاً ومَؤُولاً، إذا صار ذا مال. وتَمَوَّلَ مثله. وموله غيره. وزعم قوم أن المول العنكبوت، الواحدة مولة. وأنشد:

ملاى من الماء كعين الموله * ولم أسمعه عن ثقة.

مول


مَالَ (و)(n. ac. مَوْلمُؤُوةل [] )
a. Was rich, wealthy.
b.(n. ac. مَوْل), Gave wealth to; enriched.
مَوَّلَأَمْوَلَa. see I (b)
تَمَوَّلَa. Became rich, wealthy.

إِسْتَمْوَلَa. see I (a)
مَال (pl.
أَمْوَال [] )
a. Riches, wealth; fortune.
b. Property; possession.
c. Stock; cattle; flocks & herds.
d. ( pl.
reg.
&
مَالَة [] ), Rich, wealthy, affluent
opulent.
مَالَة []
a. fem. of
مَوْل
(d).
مَالِيّ []
a. Financial; monetary, pecuniary.

مَالِيَّة []
a. Wealth, opulence.
b. Finance.

مُوْل [ ]مُولَة []
a. Spider.

مَيِّل []
a. Opulent, wealthy, rich.

مَوَّال [] (pl.
مَوَاْوِيْلُ)
a. [ coll. ], Song; cantata.

مَوِّل
a. see 25
مُوَيْل
a. A little property.

ذُوْ مَال
a. see 1 (d)
م و ل

موله الله فتموّل واستمال، ومال يمال ويمول. قال:

بنيّ ردّ المهر والصّقيلا ... إني أريد اليوم أن أصولا

صولة ليث يفرس القتيلا ... مخافة الإقتار أو أعيلا

حتى أزور الموت أو أمولا ... ولم يزل جدّي لها فعولا

كأنه قال مخافة أن أقتر. ورجل مال نال: متموّل معطٍ. وأنشد ابن الأعرابيّ:

إذا كان مالاً كان نالاً مرزأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانب

وخرج إلى ماله: إلى ضياعه أو إبله.
(م و ل) : (الْمَالُ) النِّصَابُ عَنْ الْغُورِيِّ وَعَنْ اللَّيْثِ مَالُ أَهْلِ الْبَادِيَةِ النَّعَمُ وَعَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (الْمَالُ) كُلُّ مَا يَتَمَلَّكُهُ النَّاسُ مِنْ دَرَاهِمَ أَوْ دَنَانِيرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ حِنْطَةٍ أَوْ شَعِيرٍ أَوْ خُبْزٍ أَوْ حَيَوَانٍ أَوْ ثِيَابٍ أَوْ سِلَاحٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ (وَالْمَالُ الْعَيْنُ) هُوَ الْمَضْرُوبُ وَغَيْرُهُ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ سِوَى الْمُمَوَّهِ وَالصَّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ وَالصَّامِتُ مِثْلُهُ وَفِي اصْطِلَاحِ الْحِسَابِ (الْمَالُ) اسْمٌ لِلْمُجْتَمِعِ مِنْ ضَرْبِ الْعَدَدِ فِي نَفْسِهِ وَمَالَ يَمُولُ وَيَمَالُ وَتَمَوَّلَ بِمَعْنًى إذَا صَارَ ذَا مَالٍ وَيُقَالُ تَمَوَّلَ الشَّيْءَ إذَا اتَّخَذَهُ مَالًا وَقِنْيَةً لِنَفْسِهِ (وَمِنْهُ) الْخَمْرُ مُتَمَوَّلٌ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى تَأْوِيلِ شَيْءٍ مُتَمَوَّلٍ.
[مول] فيه: نهى عن إضاعة "المال"، قيل: أراد به الحيوان، أي يحسن إليه ولا يهملن وقيل: هو إنفاقه في الحرام وما لا يحبه الله، وقيل: أراد به التبذير وإن كان في حلال، وأصله ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتني ويملك من الأعيان، وأكثر إطلاقه على الإبل لأنها كانت أكثر أموالهم، ومال الرجل وتمول- إذا صار ذا مال، وموله غيره، ورجل مال أي كثير المال كأنه جعل نفسه مالًا، وحقيقته ذو مال. ج: ومنه: هلك "المال"، أي المواشي. نه: ومنه: ما جاءك منه وأنت غير مشرف عليه فخذه و"تموله"، أي اجعله لك مالًا. ط: وفيه: لا تخالفه في نفسها ولا في "مالها"، إضافة المال إليها إما حقيقية والرجل معسر فلا تضيق عليه ما أنفق من مالها، أو مجازية، نسب مال الزوج إليها لتصرفها فيه، وعلى المعنى الثاني ينطق الحديث الآتي. وح: من أعتق عبدًا وله "مال"- أي في يده وحصل بكسبه دون ملكه- فمال العبد له، أي للمعتق- بالكسر، إلا أن يشترط السيد للعبد- فيكون تصدقًا منه. ك: بعت "مالا" بالوادي، أي عقارًا. وفيه: هلكت "الأموال"، جمع مال، أراد ما يتصور هلاكه بعدم المطر من الحيوان والنبات والعفإن شدة الغلاء يذهب أموال الناس في شراء القوت. وفيه: غير "متمول"، أي غير متخذ منها مالًا أي لا يجمع. وح: يشغلهم القيام على "أموالهم"، أي مزارعهم.
[م ول] المَالُ مَا مَلَكْتَهُ مِن جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَالَ سيبويه مِن شَاذِّ الإِمَالَةِ قَوْلُهُم مالٌ أَمَالُوهَا لِشَبَهِ أَلِفَها بِأَلِفِ غَزَا والأَعْرَفُ أَلا يُمَالَ لأَنَّهُ لا عِلَّةَ هُنَالِكَ تُوجِبُ الإِمَالَةَ والجَمْعُ أَمْوَالٌ وَمِلْتَ بَعْدَنَا تَمَالُ وَمُلْتَ وَتَمَوَّلْتَ كُلُّهُ كَثُرَ مَالُكَ وَرَجُلٌ مَالٌ ذُو مَالٍ وَقيلَ كَثِيرُ المَالِ قالَ سيبويه مَالٌ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَينُهُ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ فَعِلاً مِن قَوْمٍ مَالَةٍ وَمَالِينَ وَامْرَأَةٌ مَالَةٌ مِن نِسْوَةٍ مَالَةٍ وَمَالاتٍ قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ وَحَكَى الفَرَّاءُ عن العَرَبِ رَجُلٌ مَثِلٌ إِذَا كانَ كثِيرَ المَالِ وَأَصْلُهَا مَوِلٌ بِوَزْنِ فَرِقٍ وَجَذِرٍ ثُمَّ انْقَلَبَتِ الوَاوُ أَلِفًا لِتَحرُّكِهَا وانفتَاحِ مَا قَبْلَهَأ فَصَارَتْ مَالٌ ثُمَّ إِنَّهُم أَتَوا بِالكَسْرَةِ الَّتِي كانَتْ في وَاوِ مَوِلٍ فَحَرّكُوا بِهَا الألِفَ في مَالٍ فانقَلَبَتْ هَمْزَةً فَقَالُوا مَئِلٌ وَمُلْتُهُ أَعْطَيْتُهُ المَالَ وَالمُوْلَةُ العَنْكَبُوتُ وَمُوَيْلٌ من أَسْمَاءِ رَجَبٍ عَادِيَّةً انتهى الثلاثي المعتل
(مول) - في الحديث: "خُذْهُ فتَموَّله "
: أي اتّخِذه مالًا. وقد مَوَّلتُه أنا.
ويُقال: مالَ يَمال وَيمُولُ؛ إذا كَثُرَ مالُه فهو مايِلٌ، ومالٌ: أي ذُو مالٍ.
- في حديث المُغِيرة - رضي الله عنه -: "نَهَى عن إضاعَةِ المالِ "
- ذكر الطَّحاوى من حديث السّرى، عنِ الشّعبى، عن مَسْروق، عن عبدِ الله - رضي الله عنه - مرفوعاً قال: "وإضاعة المال"
يَعنِى بالمالِ الحَيوانَ: أي لا تُضَيَّع، ويُحسَنُ إليها هكذا في الحديث.
قال: ويُقوِّيه وصِيَّتُه عند موْتِه: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}
وقيل: هو المال الذي جَعلَه الله تعالى قِيامًا للناس من الحيوان وغيره، كقَوْل قَيْس بنِ عاصِم لِبَنِيه: "عليكم بالمَالِ واصْطِناعه" الحديث.
وقال الطحاوى: حدّثَنا علىُّ بن مَعْبَد، حدثنا يَعْلَى بن عبيد، حدثنا محمد بن سُوقَة، عن ابن سعيد: أنّ جُبَيْر قال: سأل رجل سَعِيدَ بنَ جُبَير عن إضاعة المال، قال: "أن يَرزقَك الله تعالى رِزقاً فتُنْفِقَه فيما حَرَّم عليك"
ويُؤَيِّد القولَ الأوّلَ حديثُ سَوادةَ بنِ الرَّبِيع: "مُرْهم فليُحْسِنوا غِذاءَ رِباعِهم، وليُقَلِّموا أَظفارَهم، لا يَعبِطُوا بها ضُرُوعَ مَواشِيهم"
- في حديث مُصْعَب بن عُمَيْر : "وكانت امرأةً مَيِّلَةً"
: أي ذَاتُ مالٍ.
ورجُل مَالٌ: فَعْل، ومَيّلٌ فَيْعل. والمالُ عند العرب: الِإبِل، قال النابغة:
* ونَمنَح المالَ في الأَمحال *
مول: مول: أضفى على أحد الناس لقب مولاي (معجم البيان، معجم ابن جبير، ابن هشام 401، القلائد 59: 2، المقري 1: 98، 17، 833، 19 المقدمة 1، 535 البربرية 1: 17، 404، 3، 428، 641، 2، 128، 3).
تكول: أثبت أن شيئا ما هو مال (دي برج 28 رقم 3، محيط المحيط، معجم التنبيه). مال:) في (محيط المحيط) (المال يذكر ويؤنث يقال هو المال وهي المال).
المال: في محيط المحيط (المال عند الفقهاء ما يجرى فيه البذل والمنع) أي المال الذي يصلح للتجارة (فإن دن برج 28).
المال: البضائع (زيتشر 11: 486).
المال: مفردا وجمعا: العقارات (معجم الادريسي).
المال: الضريبة (بوشر) الضريبة النقدية (في مقابل الخرجة الضريبة العينية) (وصف مصر 11: 489، روجرز 174: 10، 176 و177 باين سميث) انظر جهة في مادة وجه.
الأموال: الواردات، الإيرادات، الدخول (معجم الجغرافيا).
المال: (عند المحاسبين) في محيط المحيط (الحاصل من ضرب العدد في نفسه فالستة عشر مال حاصل من ضرب أربعة في أربعة. ومضروب المال في نفسه يسمى مال المال وهكذا) (الجريدة الآسيوية 1834: 1: 435 جريدة العلماء 1847 ص571 حيث استشهد كاترمير بجبر محمد بن موسى طبعة روزن ص3، 4، 5. مقدمة ابن خلدون 3: 97).
مال مال أو مال المال: انظر ما ذكره صاحب (محيط المحيط): المكعب (الجريدة الآسيوية 1: 1)، مال كعب: حاصل ضرب المكعب بالمربع (الجريدة الآسيوية 1: 1).
مول: نوع سمك (مخطوطة الاسكوريال 888 رقم 5 انظر مل في مادة مل).
مالي: كل ما يمكن أن يجري مجرى التداول التجاري (فان، دن برج 28، 2، 3).
حق مالي: دين (ابن بطوطة 3، 285).
مالية: ثروة، غنى (الخطيب 176): من أهل المالية وعلى عادة أولى المالية.
مالية: القيمة، ثمن الشيء (المقري 1: 488، 4، 5).
مالية: نوع سمك (مخطوطة الاسكوريال) انظر مول.
الموال: في محيط المحيط (الموال عند العامة تحريف الموالي).
ممول: مزدهر، ناجح (الكالا).
متمول: كل ما له قيمة (المقدمة 2؛ 273، 9، 274، 6، 13، 2 و3: 232، 12، 338، 11).

مول: المالُ: معروف ما مَلَكْتَه من جميع الأَشياء. قال سيبويه: من شاذ

الإِمالة قولهم مال، أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا، قال: والأَعرف

أَن لا يمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة، قال الجوهري: ذكر بعضهم

أَن المال يؤنث؛ وأَنشد لحسان:

المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ،

وقد تُسَوِّد غير السيِّد المالُ

والجمع أَمْوال. وفي الحديث: نهى عن إِضاعة المال؛ قيل: أَراد به

الحيوان أَي يُحْسَن إِليه ولا يهمَل، وقيل: إِضاعته إِنفاقه في الحرام

والمعاصي وما لا يحبه الله، وقيل: أَراد به التبذير والإِسْراف وإِن كان في

حَلال مُباح. قال ابن الأَثير: المال في الأَصل ما يُملك من الذهب والفضة ثم

أُطلِق على كل ما يُقْتَنَى ويملَك من الأَعيان، وأَكثر ما يُطلق المال

عند العرب على الإِبل لأَنها كانت أَكثر أَموالهم.

ومِلْت بعدنا تَمال ومُلْت وتَمَوَّلْت، كله: كثُر مالُك. ويقال:

تَمَوَّل فلان مالاً إِذا اتَّخذ قَيْنة

(* قوله «قينة» كذا في الأصل، ولعله

بالكسر كما يؤخذ ذلك من مادة قنو في المصباح) ؛ ومنه قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: فليأْكُلْ منه غير مُتَمَوِّل مالاً وغير مُتَأَثِّل مالاً،

والمعنيان مُتقارِبان. ومالَ الرجل يَمُول ويَمَالُ مَوْلاً ومُؤولاً إِذا

صار ذا مالٍ، وتصغيره مُوَيْل، والعامة تقول مُوَيِّل، بتشديد الياء، وهو

رجلٌ مالٌ، وتَمَوَّلَ مثله ومَوَّلَه غيره. وفي الحديث: ما جاءَك منه

وأَنتَ غيرُ مُشْرِف عليه فَخْذْه وتَموّله أَي اجعله لك مالاً. قال ابن

الأَثير: وقد تكرّر ذكر المال على اختلاف مُسَمَّياتِه في الحديث ويُفرَق

فيها بالقَرائن. ورجلٌ مالٌ: ذو مالٍ، وقيل: كثيرُ المال كأَنه قد جَعل

نفسَه مالاً، وحقيقته ذو مالٍ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

إِذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأً،

ونال ندَاه كلُّ دانٍ وجانِب

قال ابن سيده: قال سيبويه مال إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينُه، وإِما

أَن يكون فَعْلاً من قوم مالةٍ ومالِينَ، وامرأَة مالةٌ من نسوة مالةٍ

ومالاتٍ. وما أَمْوَلَهُ أَي ما أَكثر مالَهُ. قال ابن جني: وحكى الفراء عن

العرب رجل مَئِلٌ إِذا كان كثير المال، وأَصلُها مَوِل بوزن فَرِقٍ

وحَذِرٍ، ثم انقلبت الواو أَلِفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت مالاً، ثم

إِنهم أَتوا بالكسرة التي كانت في واو مَوِل فحركوا بها الأَلف في مالٍ

فانقلبت همزة فقالوا مَئِل. وفي حديث مُصْعَب بن عمير: قالت له أُمُّه

والله لا أَلبَس خِماراً ولا أَستظِلُّ أَبداً ولا آكل ولا أَشرب حتى تَدَعَ

ما أَنتَ عليه، وكانت امرأَة مَيِّلة أَي ذات مال. يقال: مالَ يَمالُ

ويَمول فهو مالٌ ومَيِّل، على فَعْل وفَيْعِل، قال: والقياس مائِلِ. وفي

حديث الطفيل: كان رجلاً شريفاً شاعراً مَيِّلاً أَي ذا مالٍ. ومُلْتُه:

أَعطيته المال. ومالُ أَهلِ البادية: النَّعَمُ.

والمُولةُ: العنكبوت؛ أَبو عمرو: هي العنكبوت والمُولةُ والشَّبَثُ

والمِنَنَة. قال الجوهري: زعم قوم أَن المُولَ العنكبوت، الواحدة مُولةٌ؛

وأَنشد:

حاملة دَلْوك لا محمولَهْ،

مَلأَى من المال كعَيْن المُولَهْ

قال: ولم أَسمعه عن ثِقَة.

ومُوَيْل: من أَسماء رَجَب؛ قال ابن سيده: أَراها عادِيَّة.

مول
{المالُ: مَا ملَكْتَهُ من كُلِّ شيءٍ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وذكرَ بعضُهُم أَنَّ المالَ يؤَنَّثُ، وأَنشدَ لِحَسّان:
(المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ ... وَقد تُسَوِّدُ غيرَ السَّيِّدِ المالُ)
ج:} أَمْوالٌ، وَفِي الحديثِ: نَهى عَن إضاعَةِ المالِ. قيلَ: أَرادَ بِهِ الحيوانَ، أَي يُحسَنُ إِلَيْهِ وَلَا يُهْمَلُ، وَقيل: إضاعَتُه: إنفاقُه فِي المَعاصي والحرامِ وَمَا لَا يُحِبُّه الله، وقيلَ: أَرادَ بِهِ التَّبذيرَ والإسرافَ وَإِن كانَ فِي حَلالٍ مُباحٍ. وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: المالُ فِي الأَصْلِ: مَا يُمْلَكُ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ثمَّ أُطْلِقَ على كُلِّ مَا يُقْتَنى ويُمْلَكُ من الأَعيانِ، وأَكثَرُ مَا يُطلَقُ المالُ عندَ العربِ على الإبِلِ، لأَنَّها كَانَت أَكثَرَ {أَموالِهِمْ.} ومُلْتَ، بالضَّمِّ، {تَمُولُ} وتَمالُ، {ومِلْتَ، بالكَسرِ،} تَمالُ {مَوْلاً} ومُؤُولاً: صِرْتَ ذَا مالٍ. {وتَمَوَّلْتَ} واسْتَمَلْتَ: كَثُرَ {مالُكَ.} ومَوَّلَهُ غيرُه تَمويلاً. ورَجُلٌ {مالٌ ومالٍ: ذُو مالٍ، أَو كثيرُه، كأَنَّه قد جعلَ نفسَه مَالا، وحقيقتُه ذُو مالٍ، وأَنشدَ أَبو عَمروٍ:
(إِذا كانَ} مَالا كانَ مَالا مُرَزَّأً ... ونالَ نَداهُ كُلُّ دانٍ وجانِبِ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: قَالَ سيبوَيهِ: مالٌ إمّا أَنْ يكونَ فاعِلاً ذهَبَتْ عينُه، وإمّا أَنْ يكونَ فَعْلاً. رَجُلٌ {مَيِّلٌ، كسَيِّدٍ، والقِياسُ} مائلٌ، وَفِي حديثِ الطُّفَيْلِ: كانَ رجُلاً شريفاً شَاعِرًا {مَيِّلاً، أَي ذَا مالٍ، قَالَ ابنُ جنِّيّ: وحَكى الفَرّاءُ: رَجُلٌ مَئِلٌ، ككَتِفٍ، قَالَ: الأَصْلُ مَوِلٌ بالواوِ، ثمَّ انقلَبَتْ الواوُ أَلِفاً، لتَحَرُّكِها وانْفِتاحِ مَا قبلَها، فَصَارَت: مَال. ثُمَّ إنَّهم أَتَوا بالكَسرةِ الَّتِي كَانَت فِي واوِ} مَوِلٍ فحَرَّكوا بهَا الأَلِفَ فِي مَال فانقلَبَتْ هَمزَةً. وَقَالُوا: مَئِلٌ: أَي كثيرُهُ، وهم {مالَةٌ} ومالُونَ: كثيرو المالِ، وَهِي {مالَةٌ} ومالئةٌ، ج: {مالَةٌ أَيضاً} ومالاتٌ، قَالَه سيبويهِ. {ومُلْتُه، بالضَّمِّ: أَعطَيْتُه المالَ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، زَاد غيرُهُ:} كأَمَلْتُهُ {إمالَةً.} والمُوْلَةُ، بالضَّمِّ: العَنكَبوتُ، عَن أَبي عَمروٍ، وَفِي الصحاحِ: زعَمَ قومٌ أَنَّ {المُوْلَ العَنكَبوتُ، الواحِدَةُ} مُولَةٌ، وأَنشدَ: حامِلَة دَلْوَك لَا مَحْمُولَهْ مَلأَى من الماءِ كعَيْنِ {المُولَهْ قَالَ: وَلم أَسمعْهُ عَن ثِقَةٍ.} ومُوَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: من أَسماء شهر رجَب، قَالَ ابنُ سِيدَه: أُراها عادِيَّةً.)
ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: {تَمَوَّلَ فلانٌ} مَالا: إِذا اتَّخَذَ قَيْنَةً، وَفِي الحديثِ: مَا جاءَكَ منهُ وأَنتَ غير مُشرِفٍ عَلَيْهِ فخُذْهُ {وتَمَوَّلْهُ أَي اجْعَلْهُ لكَ مَالا. وَمَا} أَمْوَلَهُ: أَي مَا أَكثرَ {مالَه. وامرأَةٌ} مَيِّلَةٌ، ككَيِّسَةٍ: ذاتُ مالٍ. ويُصَغَّرُ المالُ على {مُوَيْلٍ، والعامَّةُ تَقول:} مُوَيِّلٌ، بتَشْديد الياءِ.! والمُولُ: المالُ، لغةُ اليَمَنِ، سمعتُها من بني واقِدٍ وبَني الجَعْدِ. وأَمّا المَوّالُ الَّذِي وَلِعَتْ بِهِ العامَّةُ فأصلُه من الياءِ، يأْتي ذِكْرُهُ فِي ولي إنْ شاءَ الله تَعَالَى.
مول
تموَّلَ يَتموَّل، تَمَوُّلاً، فهو مُتَمَوِّل، والمفعول مُتَموَّل (للمتعدِّي)
• تموَّل الرَّجلُ: ازداد مالهُ ونما واقتنى مالاً، مُدّ بالمالِ "تموّلتِ الشّركةُ بأموال عربيّة".
• تموَّل مالاً: امتلكه "تموّل ما تركه أخوه بعد مماته". 

موَّلَ يموِّل، تمويلاً، فهو مُمَوِّل، والمفعول مُمَوَّل
• موَّل المشروعَ: أمدّه بمال، قدّم له ما يحتاج إليه من مالٍ "موَّل المؤسَّسةَ/ مشروعًا ثقافيًّا". 

مال [مفرد]: ج أموال: (قص) كلّ ما يملكه الفردُ أو تملكه الجماعةُ من متاع أو عروض تجارة أو عقار أو نقود أو حيوان "قلّ/ كَثُر مالهُ- عالم المال- {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} " ° بَيْتُ المالِ: خزينة الدولة- توظيف المال: استثماره- خرَج فلانٌ إلى مالِه: إلى ضِياعه أو إِبِلِه- كرائم الأموال: خيارها.
• المال المنقول: الشّيء المملوك الذي يمكن نقله كالبضائع والأثاث والسّيّارات.
• المال غير المنقول: (قص) الشَّيء المملوك الذي لا يمكن نقله كالأبنية والعقارات.

• مال الدَّولة/ المال العام: ما تملِكه الدَّولة.
• ذو مالٍ: غنيّ.
• رأسُ المالِ: (قص) جملة المال المستثمَر في عملٍ ما، ويقابلها الدخل الذي ينتج منها.
• تجميد الأموال: (قص) إجراء تلجأ إليه الدولُ أو المصارفُ، لا تفرج بمقتضاه عن الأرصدة الماليّة وتوقف سيولــتها وانتقالها وتقيّد حرِّيَّةَ السَّحب منها.
• غسيل الأموال: (قص) تحويل أموال غير مشروعة (ناتجة عن تجارة المخدِّرات أو السِّلاح أو الجنس) إلى أموال مشروعة بتحويلها إلى البنوك ودخولها في أرقام دفتريّة يمكن سحبها أو تحويلها عبر القنوات المشروعة لاستثمارها في أعمال اقتصاديّة مسموح بها. 

ماليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مال.
• التَّضخُّم الماليّ: (قص) تزايد كميَّة النَّقد المتداول على مبلغ السِّلع المشتراة. 

ماليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مال.
2 - مصدر صناعيّ من مال: دراسة تدبير الموارد الماليّة.
3 - بيت المالِ، خزينة الدولة القسم الحكوميّ المسئول عن تجميع وإدارة وإنفاق العائدات العامّة.
• الأوراق الماليَّة: (قص) الورق النَّقديّ.
• وزارة الماليَّة: وزارة تتصرّف في أموال الدولة وتشرف على ميزانيَّتها ووارداتها ونفقاتها.
• السُّوق الماليَّة:
1 - المكان الذي تُعقد فيه الصّفقات، أي تلاقي العروض والطَّلبات وفق سعر معيّن.
2 - (قص) سوق استغلال الأموال لأجل طويل.
• السَّنة الماليَّة: أيّة فترة من 12 شهرًا متتاليًا تختارها شركة أو غيرها كأساس لإعداد التَّقارير الماليَّة أو إجراء التَّخطيط أو وضع الميزانيَّة. 

مُول [مفرد]: مركز تجاريّ، مجمّع شراء ضخم. 

مَوَّال [مفرد]: ج مَوَاوِيلُ: (دب، فن) فن جديد من الفنون الشعريّة المستحدثة التي ظهرت بين الطبقات الشعبيّة في بلاد المشرق الإسلاميّ في إطار التجديد والتطوير في نظام القصيدة العربيّة الموروثة من حيث وحدة قافيتها، طلبًا للسهولة والسيرورة بين عامّة الناس تأليفا وغناءً وسماعًا، ويغنّى الموّال عادة في صحبة ناي أو ربابة. 
(مول) : يَقال: كثرتْ مالُ فلانٍ، يُؤَنِّثُون المالَ، كما أَنَّثُوا القومَ، قالَ الله تعالى (كَذَّبت قومُ نوحٍ المُرْسَلِين) .

زردب

زردب


زَرْدَبَ
a. Strangled, throttled.

زردب: زَرْدَبَه: خَنَقَه، وزَرْدَمَه كذلك.

زردب
: (زَرْدَبَهُ) : أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَي (خَنَقَه) ، وزَرْدَمَه كَذَلِك، وَقيل: دَحْرَجَه، وَقيل: رَمَاهُ فِي زِرْدَاب؛ وَهُوَ مَا انْحَدَرَن الــسُّيُولِ، قَالَهُ شَيْخُنا.

وبل

(وبل) المرتع (يوبل) وبالة ووبالا وخم وَثقل سَوَاء أَكَانَ المرعى رطبا أم يَابسا وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَالْأَرْض عَلَيْهِم وبولا وخمت فَهُوَ وبيل وَهِي وبيلة (ج) وبل
وبل: {وبال}: عاقبة. {وبيلا}: شديدا متوخما. 
وبل
الوَبْلُ والْوَابِلُ: المطر الثّقيل القطار. قال تعالى: فَأَصابَهُ وابِلٌ
[البقرة/ 264] ، كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ [البقرة/ 265] ولمراعاة الثّقل قيل للأمر الذي يخاف ضرره: وَبَالٌ. قال تعالى: فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ
[التغابن/ 5] ، ويقال طعام وَبِيلٌ، وكلأ وَبِيلٌ: يخاف وباله. قال تعالى: فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا
[المزمل/ 16] .

وبل

1 وَبَلَ He (a horse) ran vehemently: see an ex. in a verse cited voce دَامَ, in art. دوم.

وَبْلٌ Violent rain, consisting of large drops; as also ↓ وَابِلٌ; (K;) a heavy rain.

بُلَةٌ

: see إِبَالَةٌ.

وَبَلَةٌ

: see أَبَلَةٌ.

وَبَالٌ An evil result. (Msb.) وَبِيلَةٌ

: see إِبَالَةٌ.

وَابِلٌ

: see وَبْلٌ.

وَابِلَةٌ The extremity [in which is the glenoid cavity] of the scapula: and the portion of flesh [or muscle] of the scapula. (IAar, T.) See مَرْدَغَةٌ, and also ضَدَفٌ; and more particularly اِنْفَرَكَ.
و ب ل: (وَبُلَ) الْمَرْتَعُ بِالضَّمِّ يَوْبُلُ (وَبَلًا) وَ (وَبَالًا) أَيْضًا فَهُوَ (وَبِيلٌ) أَيْ ثَقِيلٌ وَخِيمٌ. وَ (الْوَابِلُ) الْمَطَرُ الشَّدِيدُ وَقَدْ (وَبَلَتِ) السَّمَاءُ مِنْ بَابِ وَعَدَ قَالَ الْأَخْفَشُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 16] أَيْ شَدِيدًا. وَضَرْبٌ وَبِيلٌ وَعَذَابٌ وَبِيلٌ أَيْ شَدِيدٌ. 

وبل


وَبَلَ
a. [ يَبِلُ] (n. ac.
وَبْل), Rained heavily.
b. Hunted.
c. [acc. & Bi], Beat with.
وَبُلَ(n. ac. وَبَاْل
وَبَاْلَة
وُبُوْل)
a. Was unwholesome & c.

وَاْبَلَa. Persevered with.

إِسْتَوْبَلَa. Deemed unhealthy.

وَبْلa. Downpour.
b. Swift run.

وَبَلَةa. Unhealthiness, insalubrity.
b. Indigestibleness, unwholesomeness.
c. Appetency.

وَبَلَىa. Yielding much milk.

مَوْبَلa. see 20t
مَوْبِلa. see 25 (c) (d).
مِوْبَلa. see 25 (c) (d).
مِوْبَلa. Plaited whip.

وَاْبِلa. see 1 (a)
وَاْبِلَةa. Head, socket ( of a bone ).
b. Knee-cap, patella.
c. The young of the flock.

وَبَاْلa. see 4t (a)b. Injury, hurt.
c. see 1 (b)
وَبِيْلa. Unhealthy, insalubrious.
b. Violent, dangerous (blow).
c. Rod, staff & c.
d. Bundle of reeds.

وَبِيْلَةa. see 25 (c) (d).
أَبِيْل عَلَى وَبِيْل
a. An old man leaning on a staff.
[وبل] نه: فيه: كل بناء "وبال" على صاحبه، أصله الثقل والمكروه، وأراد به عذاب الآخرة - ومر في ب. وفي ح العرنيين: "فاستوبلوا" المدينة، أي استوخموها ولم توافق أبدانهم، أرض وبلة أي وبئة. ومنه: إن بني قريظة نزلوا أرضًا غملة "وبلة". وفيه: كل مال أديت زكاته فقد ذهبت "وبلته"، أي مضرته وإثمه، أخذ من الوبال، ويروى بالهمزة على القلب. وفيه: أهدى رجل للحسن والحسين ولم يهد لابن الحنفية - غ: وكان جالسًا بينهما فانكسر قلبه، نه- فأومأ عليّ إلى "وابلة" محمد ثم تمثل:
وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تُصبحينا
الوابلة: طرف العضد في الكتف وطرف الفخذ في الورك، وجمعها أوابل. غ: "أخذًا "وبيلا"" ثقيلًا. و"الوابل": المطر العظيم، وجمعه وبل. والوابل: الأولاد.
و ب ل

جاده وبل ووابل. ووبلت السماء وكلأ وبيل: وخيمٌ، واستوبلت المكان: استوخمته. ويقال: والله لتستوبلنّه. وهو يشكو الوابلة وهي عظم في مفصل الركبة. وضربه بالوبيل وهي العصا الضخمة، ودقّ القصّار الثوب بالوبيل وهو مدقّه. وصكّ النصرانيّ الناقوس بالوبيل. قال الأعشى:

وما صك ناقوس الصلاة وبيلها

وتقول: كأنه الأبيل، في يده الوبيل.

ومن المجاز: رجل وابل: جواد يبل بالعطايا. أنشد الفرّاء:

فأصبحت المنازل قد أذاعت ... بها الإعصار بعد الوابليا

بعد الأجواد من أهلها. ووبله بالسياط: تابعها عليه كالوابل. وضربه بالمبيلة: بالدّرّة مفعلة من وبله. وأخذ وبيل: شديد، ومنه: الوبال: لسوء العاقبة.
و ب ل : وَبَلَتِ السَّمَاءُ وَبْلًا مِنْ بَابِ وَعَدَ وَوُبُولًا اشْتَدَّ مَطَرُهَا وَكَانَ الْأَصْلُ وَبَلَ مَطَرُ السَّمَاءِ فَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ وَلِهَذَا يُقَالُ لِلْمَطَرِ وَابِلٌ.

وَالْوَبِيلُ الْوَخِيمُ وَزْنًا وَمَعْنًى.

وَالْوَبَالُ بِالْفَتْحِ مِنْ وَبُلَ الْمَرْتَعُ بِالضَّمِّ وَبَالًا وَوَبَالَةً بِمَعْنَى وَخُمَ سَوَاءٌ كَانَ الْمَرْعَى رَطْبًا أَوْ يَابِسًا وَلَمَّا كَانَ عَاقِبَةُ الْمَرْعَى الْوَخِيمِ إلَى شَرٍّ قِيلَ فِي سُوءِ الْعَاقِبَةِ وَبَالٌ وَالْعَمَلُ السَّيِّئُ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبهِ وَيُقَالُ.

وَبُلَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ أَيْضًا إذَا اشْتَدَّ فَهُوَ وَبِيلٌ.

وَاسْتَوْبَلَتْ الْغَنَمُ تَمَارَضَتْ مِنْ وَبَالِ مَرْتَعِهَا. 
وبل:
وبّل: أنظر وتوبل في (فوك) في مادة incompositius فهي هناك موَّبل.
وبال: في (محيط المحيط): (الوبال مصدر والشدة والثقل والوخامة. ولما كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شر قيل في سوء العاقبة وبال. والعمل السيئ وبال على صاحبه؛ من هنا جاءت فكرة العقوبة أو القصاص في (فوك). وفي (بقطر): بوبال الرأس (أي تحت طائلة عقوبة الموت): وبال هذا على رقبتك (أي ستكون الجاني وستوجه التهمة إليك).
وبال تصحيف وابل: مطرة، سيلة (المقدمة 12:370:3). وينبغي أن تقرأ الكلمة وبالاً وفقاً لمخطوطتنا 1350. وابل: تستعمل، أيضاً، صفةً: وابل الغيث (البكري: شِتا وابل (فوك)).
وابل: هذه هي الكلمة التي كان على (فريتاج) أن يعدّها في مقام المعنى الذي قصد إليه حين أراد وصف المطر الغزير السريع الذي يلطم الوجه cursus vehemens الذي ورد في (ديوان الهذليين مرتين، ص162، البيت السابع و1:163) وليس وبل.
موبل والجمع موبلات: موضع آسن، مؤذ الصحة وممحل (معجم بدرون، ابن الخطيب 103): وابتاع موبلاً بوطنه به ماء وانفرد به للعبادة والتبتل.
[وبل] الوَبَلَةُ بالتحريك: الثِقلُ والوَخامَةُ، مثل الابلة. وقد وَبُلَ المرتَعُ بالضم وَبْلاً ووَبالاً، فهو وبِيلٌ، أي وخيمٌ. ويقال أيضاً: بالشاةِ وبَلَةٌ شديدة، أي شهوةٌ للفحل. وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنم. واسْتَوْبَلْتُ البَلَدَ، أي اسْتَوْخَمْتُهُ، وذلك إذا لم يوافقكَ في بَدَنِكَ وإن كنت تُحبُّه. والوَبيلُ: العصا الضخمةُ. وقال: لوَ أصبَحَ في يُمْنى يَدَيَّ زِمامُها وفي كَفِّيَ الأخْرى وبيلٌ تُحاذِرُهْ وكذلك الموبل بكسر الباء. وقال زعمت جؤية أننى عبدٌ لها أسعى بِمَوْبِلِها وأكسبُها الخَنا والمَوْبِلُ أيضاً: الحُزمةُ من الحطب، وكذلك الوبيل. قال طرفة:

عقيلة شيخ كالوبيل ألندد * والوابل: المطر الشديدُ. وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِلُ. والأرض مَوْبولَةٌ. قال الأخفش: ومنه قوله تعالى: (أَخْذاً وَبيلا) أي شديداً. وضربٌ وَبيلٌ وعذابٌ وَبيلٌ، أي شديدٌ. والوابِلَةُ: طرفُ الكَتِفِ، وهو رأس العضد. ووبال: اسم ماء لبنى أسد.
[وب ل] الوَبْلُ المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْرِ وَبَلَتِ السَّمَاءُ وَبْلاً وَوَبَلَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ وَبْلاً فَأَمَّا قَوْلُهُ

(وَأَصْبحَتِ المَذَاهِبُ قَدْ أَذَاعَتْ ... بِهَا الإِعْصَارُ بَعدَ الوَابِلِينَا)

فَإِن شِئْتَ جَعَلْتَ الوَابِلِينَ الرِّجَالَ المَمْدُوحِينَ يَصِفُهُم بِالْوَبْلِ لِسَعَةِ عَطَائِهم وَإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ وَبْلاً بَعْدَ وَبْلٍ فكَانَ جَمْعًا لَمْ يُقصَدْ بِهِ قَصْدَ كَثْرَةٍ وَلا قِلَّةٍ وَالوَبِيلُ المَرْعَى الوَخِيمُ وَبُلَ وَبَالَةً وَوَبَالاً وَوُبُلاً وَأَرْضٌ وَبِيلَةٌ وَخِيمَةُ المَرْتَعِ وَجَمَعُهَا وُبُلٌ وَهَذا نَادِرٌ لأَنَّ حُكْمهُ أَنْ يَكونَ وَبَائِلُ وَوَبُلَتْ عَلَيْهِم الأَرْضُ وُبُولاً صَارَتْ وَبِيْلَةً وَاستَوْبَلَ الأَرْض إِذَا لَمْ تُوَافِقْهُ وإِنْ كَانَ مُحِبّا لَهَا وَوَبَلَةُ الطَّعَامِ تُخَمَتُهُ وكذلِك أَبَلَتُهُ عَلَى الإِبْدَالِ وَالوَبَالُ الشِّدَّةُ والثِّقْلُ وَفِي التَّنْزِيلِ {فذاقت وبال أمرها} الطلاق 9 وَأَخَذَهُ أَخْذًا وَبِيْلاً أَي شَدِيدًا وَوَبَلَ الصَّيْدَ وَبْلاً وَهُو الغَثُّ وَشِدَّةُ الطَّرْدِ وَعَذَابٌ وَبِيْلٌ كَذلِكَ وَالْوَبِيلَةُ العَصَا مَا كانَتْ عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ وَالْوَبِيلُ وَالمِبْيَلُ العَصَا الغَلِيظَةُ قَالَ أَبُو خِرَاشٍ

(يَظَلُّ عَلَى البَرْزِ اليَفَاعِ كَأَنَّهُ ... مِنَ الغَارِ والخَوْفِ المُخِمِّ وَبِيْلُ)

يقولُ ضَمَر مِنَ الغَيرَةِ وَالخَوْفِ حَتَّى صَارَ كَالعَصَا وَقَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ

(فَقَامَ تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِبْيَلَةٍ ... قد عَادَ رَهَبًا رَذِيّا طَائِشَ القَدَمِ) قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ مِبْيَلٌ مِفْعَلٌ مِنَ الوَبِيلِ تَقُولُ العَرَبُ رَأَيْتُ أَبِيْلاً عَلَى وَبِيْلٍ أَي شَيْخًا عَلَى عَصَا وَجَمْعُ المِيْبَلِ مَوَابِلُ عَادَتِ الوَاوُ لِزَوَالِ الكَسْرَةِ وَالوَبِيلُ القَضِيبُ الَّذِي فِيهِ لِينٌ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِزِ

(إِمَّا تَرَيْنِي كَالوَبِيْلِ الأَعْصَلِ ... )

وَالوَبِيلُ خَشَبَةُ القَصَّارِ وَالوَبِيلُ خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا النَّاقُوسُ وَوَبَلَهُ بالعَصَا والسَّوْطِ ضَرَبَهُ وَقِيلَ تَابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ وَالوَبِيلُ وَالوَبِيلَةُ والإِيبَالَةُ الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ وَالوَابِلَةُ طَرَفُ رَأْسِ العَضُدِ والفَخِذِ وَقِيْلَ هُوَ طَرَفُ الكَتِفِ وقيلَ هِيَ عَظْمٌ فِي مَفْصِلِ الرُّكْبَةِ وَقِيلَ الوَابِلَتَانِ مَا الْتَفَّ مِن لَحْمِ الفَخِذَيْنِ في الْوَرِكَيْنِ وَالوَابِلَةُ نَسْلُ الإِبِلِ والغَنَمِ وَوَبَالُ فَرَسُ ضَمْرَةُ بْنِ جَابِرٍ

وبل: الوَبْلُ والوابِلُ: المطر الشديد الضَّخْم القطْرِ؛ قال جرير:

يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلاً وابِلا

وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِل وَبْلاً ووَبَلتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلاً؛

فأَما قوله:

وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ

بها الإِعْصار، بعدَ الوابِلِينا

فإِن شئت جعلت الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ، يصفهم بالوَبْل

لسَعةِ عَطاياهم، وإِن شئت جعلته وَبْلاً بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم يقصد به

قصد كَثْرةٍ ولا قِلَّة. وأَرض مَوْبُولةٌ: من الوابِل. الليث: سَحاب

وابِل، والمطر هو الوَبْلُ كما يقال وَدْقٌ وادِق. وفي حديث الاستسقاء:

فأَلَّفَ اللهُ بين السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلاً، وهو المطر الكثير

القطر، والهمزة فيه بدَل من الواو مثل أَكَّد ووَكَّدَ، وجاء في بعض

الروايات: فَوُبِلْنا، جاء به على الأَصل.

والوَبِيلُ من المَرعَى: الوخيم، وَبُلَ المَرْتَع وَبالةً ووَبالاً

ووَبَلاً. وأَرض وَبِيلةٌ: وَخيمةُ المَرتَع، وجمعها وُبُلٌ؛ قال ابن سيده:

وهذا نادر لأَن حكمه أَن يكون وَبائل، يقال: رعينا كلأً وَبِيلاً.

ووَبُلَت عليهم الأَرضُ وُبُولاً: صارت وَبِيلةً. واسْتَوْبَل الأَرضَ إِذا لم

تُوَافِقْه في بدَنه وإِن كان مُحِبّاً لها. واسْتَوْبَلْت الأَرضَ

والبلدَ: اسْتَوْخَمْتها، وقال أَبو زيد: اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لم

يسْتَمْرِئْ بها الطعامَ ولم تُوافِقْه في مَطْعَمه وإِن كان مُحِبًّا لها،

قال: واجْتَوَيْتُها إِذا كره المُقامَ بها وإِن كان في نِعمة. وفي حديث

العُرَنِيِّين: فاسْتَوْبَلوا المدينة أَي استوخَموها ولم توافق أَبدانَهم.

يقال: هذه أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة. وفي الحديث: أَنَّ بني قُرَيظة

نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلةً. والوَبِيلُ: الذي لا يُسْتَمْرَأُ. وماءٌ

وَبِيلٌ ووبيءٌ: وَخِيم إِذا كان غير مَرِيءٍ، وقيل: هو الثقيلُ الغليظُ

جدًّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ وابِل.

ووَبَلةُ الطعامِ: تُخَمَتُه، وكذلك أَبَلَتُه على الإِبْدال. وفي حديث

يحيى

(* قوله «وفي حديث يحيى إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: وفي

حديث يحيى بن يعمر كل مال أديت زكاته فقد ذهبت وبلته أي ذهبت مضرته وإثمه،

وهو من الوبال، ويروى بالهمز على القلب، وقد تقدم) بن يَعْمَر: أَيُّما

مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه، فقلبت الواو

همزة، أَي ذهبت مَضَرَّتُه وإِثْمُه، وهو من الوَبال، ويروى بالهمز على

القلب، ويروى وَبَلَتُه. والوَبالُ: الفسادُ، اشتقاقه من الوَبِيل؛ قال

شمر: معناه شَرُّه ومَضَرَّته.

الجوهري: الوَبَلةُ، بالتحريك، الثَّقَل والوَخَامة مثل الأَبَلةِ،

والوَبالُ الشدة والثِّقَل. وفي الحديث: كل بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبه؛

الوَبالُ في الأَصل: الثِّقَل والمكروه، ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة.

وفي التنزيل العزيز: فَذاقَتْ وَبالَ أَمرِها وأَخَذْناه أَخْذاً

وَبِيلاً؛ أَي شديداً. وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شديد. ووَبَلَ الصيدَ وَبْلاً: وهو

الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد، وعَذابٌ وَبِيلٌ كذلك.

والوَبِيلةُ: العَصَا ما كانت؛ عن ابن الأَعرابي. والوَبِيلُ

والمَوْبِلُ، بكسر الباء: العصا الغليظةُ الضخمةُ؛ قال الشاعر:

أَما والذي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه،

طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه

لو آصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها،

وفي كَفِّيَ الأُخْرى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ

لجاءتْ على مَشْي التي قد تُنُصِّيت،

وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ

يقول: لو تشدَّدْت عليها وأَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة

قد تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بالسير وركبت حتى هُزِلت وصارت نِضْوةً،

والنِّضْوُ: البعيرُ المهزول، وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لمن يَسوقُها

ولم تُتْعبه لذُلِّها، والمعنى في ذلك أَنه جعل ما ذكره كناية عن امرأَة

واللفظ للناقة؛ وأَنشد الجوهري في المَوْبِلِ العَصَا الضخمة:

زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لها

أَسْعَى بمَوْبِلِها، وأُكْسِبُها الخَنا

وقال أَبو خراش:

يَظَلُّ على البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه،

من الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ، وَبيلُ

يقول: ضَمَر من الغَيْرة والخوفِ حتى صار كالعَصا؛ وقال ساعدة بن

جُؤَيَّة:

فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه،

قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ

قال ابن سيده: قال ابن جني مِيبل مِفْعَل من الوَبيل، تقول العرب: رأَيت

وَبِيلاً على وبِيلٍ

(* قوله «رأيت وبيلاً على وبيل» عبارة القاموس:

وأبيل على وبيل شيخ على عصاً) أَي شيخاً على عَصاً، وجمع المِيبَل مَوابِل،

عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة. والوَبِيلُ: القضيب الذي فيه لِينٌ؛ وبه

فسر ثعلب قول الراجز:

إِمّا تَرَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ

والوَبِيلُ: خشَبة القصَّار التي يدقُّ بها الثياب بعد الغسل.

والوَبِيلُ: خشبة يضرب بها الناقوسُ.

ووَبَله بالعَصا والسَّوْط وَبْلاً: ضرَبه، وقيل: تابع عليه الضرْب.

ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلاً؛ قال طرَفة:

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ،

عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ

والوَبِيلُ والوَبِيلةُ والإِبَالةُ: الحزْمة من الحطب. التهذيب:

والمَوْبِلة أَيضاً الحُزْمة

(* قول «والموبلة أيضاً الحزمة إلخ» وقوله «أسعى

بموبلها إلخ» هكذا في الأصل) من الحطب؛ وأَنشد:

أَسعَى بمَوْبِلِها، وأُكسِبُها الخَنا

ويقال: بالشّاةِ وَبَلةٌ شديدة أَي شهوة للفَحْل، وقد اسْتَوْبَلَتِ

الغنم.

والوابِلةُ: طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ، وقيل: هو طرف الكَتِف، وقيل:

هي لحمة الكتف، وقيل: هو عظم في مَفْصِل الرُّكْبة، وقيل: الوابِلتان ما

الْتَفَّ من لحم الفَخِذين في الوَرِكَيْن، وقال أَبو الهيثم: هي

الحَسَنُ، وهو طرَف عظْم العَضُدِ الذي يَلي المَنْكِب، سمي حَسَناً لكثرة لحمه؛

وأَنشد:

كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها

كَلْبٌ، ووَابِلَةٌ دَسْماءُ في فِيها

وقال شمر: الوَابِلةُ رأْس العضُد في حُقِّ الكتِف. وفي حديث عليّ، عليه

السلام: أَهْدَى رجل للحسن والحُسين، عليهما السلام، ولم يُهْد لابن

الحَنفيَّة فأَوْمَأَ عليٌّ، عليه السلام، إِلى وابِلَةِ محمدٍ ثم

تَمَثَّل:وما شَرُّ الثلاثةِ، أُمَّ عَمْرو،

بصاحِبك الذي لا تُصْبِحِينا

الوَابِلةُ: طرفُ العضُد في الكتِف وطرف الفَخِذ في الوَرِك، وجمعها

أَوابِل. والوَابِلة: نَسْل الإِبل والغنم.

ووَبَال: فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر. ووَبَال: اسم ماءٍ لبني أَسَد؛ قال ابن

بري: ومنه قول جرير:

تِلْك المَكارم، يا فَرَزْدَقُ، فاعْترف

لا سَوْق بَكْرِك، يَوْمَ جُرفِ وَبالِ

وبل
(} الوَبْلُ {والوابِلُ: المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْرِ) ، قَالَ جَرِيرٌ:
(يَضْرِبْنَ بِالأَكْبَادِ} وَبْلاً {وابِلاَ ... )
وَقَالَ اللّيْثُ: سَحابٌ} وابِلٌ، والمَطَرُ هُوَ {الوَبْلُ، كَمَا يُقالُ: وَدْقٌ وَادِقٌ، وَقَدْ (} وَبَلَتِ السَّماءُ) المَكانَ، ( {تَبِلُ) } وَبْلاً: (أَمْطَرَتْهُ) ، وَأَرْضٌ {مَوْبُولَةٌ مِنَ} الوَابِلِ، وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ: " {فَوُبِلْنَا "، أَي: مُطِرْنا، وَفِي رِوَاية: " فَأُبِلْنَا "، بِالهَمْز، وَهُوَ بَدَلٌ مِنَ الوَاو مِثْلُ أَكَّدَ وَوَكَّدَ.
(و) } وَبَلَ (الْصَّيْدَ) {وَبْلاً: (طَرَدَهُ شَدِيدًا، و) مِنَ المَجاز:} وَبَلَهُ (بِالعَصَا) والسَّوْطِ! وَبْلاً: (ضَرَبَهُ) ، وَقِيلَ تابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ، عَن أَبِي زَيْدٍ. (و) {الوَبِيلُ، (كَأَمِيرٍ: الشَّدِيدُ) ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فأخذناه أخذا} وبيلا} أَي: شَدِيدًا، وَضَرْبٌ {وَبِيلٌ؛ أَي: شَدِيدٌ.
(و) الوَبِيلُ: (العَصَا الغَلِيظَةُ) الضَّخْمَةُ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(أَمَا وَالَّذِي مَسَّحْتُ أَرْكَانَ بَيْتِهِ ... طَماعِيَةً أَنْ يَغْفِرَ الذَّنْبَ غَافِرُهْ)

(لَوَ اصْبَحَ فِي يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها ... وَفِي كَفِّيَ الأُخْرَى وَبِيلٌ تُحاذِرُهْ)

(لَجاءَتْ عَلَى مَشْيِ الَّتِي قَدْ تُنُضِّيَتْ ... وَذَلَّتْ وَأَعْطَتْ حَبْلَها لاَ تُعاسِرُهْ)
يَقُولُ: لَو تَشَدَّدْت عَلَيْهَا وَأَعْدَدَت لَهَا مَا تَكْرَهُ لَجَاءَتْ كَأَنَّهَا نَاقَةٌ قَدْ أُتْعِبَتْ بالسَّيْرِ وَرُكِبَتْ حَتَّى صَارَتْ نِضْوَةً وانْقَادَتْ لِمَنْ يَسُوقُها وَلَمْ تُتْعِبْهُ لِذُلِّها، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ المَرْأَةِ واللَّفْظُ لِلْنّاقَة (} كالمِيبَلِ) ، كَمِنْبَرٍ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مِفْعَلٌ مِنَ {الوَبِيْلِ، والجَمْعُ} مَوابِلُ، عَادَت الوَاوُ لِزَوالِ الكَسْرَة، ( {والوَبِيْلَة) : هِيَ العَصا مَا كانَتْ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، (} والمَوْبِل) ، كَمَجْلِسٍ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّنِي عَبْدٌ لَهَا ... أَسْعَى {بِمَوْبِلِهَا وَأُكْسِبُها الخَنا)

(و) الوَبِيلُ: (القَضِيبُ فِيْهِ لِينٌ) ، وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِز:
(أَمَا تَرَيْنِي} كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ ... )

(و) الوَبِيْلُ: (خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِها النّاقُوسُ، و) أَيْضًا (الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، ( {كالوَبِيْلَةِ} والإِبَالَة) ، وَمِنْهُ قَوْلُهم: " إِنَّها لَضِغْثٌ عَلَى {إِبَّالَةٍ "، وَقَد ذكرَ فِي " أَب ل ".
(و) } الوَبِيْلُ: (مِدَقَّةُ القَصّار) الَّتِي يَدُقُّ بِها الثِّياب (بَعْد الغَسْلِ) . (و) الوَبِيلُ مِنَ (المَرْعَى: الوَخِيمُ) ، وَقَدْ ( {وَبُلَ) المَرْتَعُ، (كَكَرُمَ،} وَبالَةً {وَوَبالاً} وَوُبُولاً) {وَوَبَلاً، مُحَرَّكَة، (وَأَرْضٌ} وَبِيْلَةٌ: وَخِيْمَةُ المَرْتَعِ) وَبِيْئَةٌ، (ج) {وُبُلٌ (كَكُتُبٍ) ، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَهذا نَادِرٌ؛ لِأَنَّ حُكْمَهُ أَنْ يَكُونَ} وَبَائِلَ، يُقالُ: رَعَيْنا كَلَأً {وَبِيْلاً، (وَقَدْ} وَبُلَتْ) عَلَيْهِم الأَرْضُ، (كَكَرُمَ) ، {وُبُولاً: صَارَتْ} وَبِيْلَةً. ( {واسْتَوْبَلَ الأَرْضَ) وَاسْتَوْخَمَهَا بِمَعْنًى وَاحِد، وَذلِكَ (إِذا لَمْ تُوافِقْهُ) فِي بَدَنِهِ، (وَإِنْ كَانَ مُحِبًّا لَهَا) ، وَقَالَ أَبُو زَيْد:} اسْتَوْبَلْتُ الأَرْضَ: إِذا لَمْ يَسْتَمْرِئْ بِهَا الطَّعامَ وَلَمْ تُوافِقْهُ فِي مَطْعَمِهِ، وَإِنْ كَانَ مُحِبًّا لَهَا، قَالَ وَاجْتَوَيْتُها: إِذا كَرِهَ المُقامَ بِها، وَإِنْ كَانَ فِي نِعْمَةٍ، وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّينَ: " {فَاسْتَوْبَلُوا المَدِيْنَة " أَيْ: اسْتَوْخَمُوها وَلَمْ تُوافِقْ أَبْدانَهُم. (} وَوَبَلَةُ الطَّعامِ {وَأَبَلَتُهُ) ، بِالواو والهَمْزِ عَلَى الإِبْدَالْ (مُحَرَّكَتَيْنِ: تُخَمَتُهُ) ، وَفِي حَدِيْثِ يَحْيَى بنِ يَعْمُرَ: " أَيُّما مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ} أَبَلَتُهُ " أَيْ: وَبَلَتُهُ، قُلِبَتِ الوَاوُ هَمْزَةً، أَيْ: ذَهَبَتْ مَضَرَّتُهُ وَإِثْمُهُ، وَهُوَ مِنَ الوَبَالِ، وَيُرْوَى بِالهَمْزِ عَلَى القَلْبِ، وَقَالَ شَمِرٌ مَعْنَاه: شَرُّهُ وَمَضَرَّتُهُ.
(و) يُقالُ (بِالشَّاةِ {وَبَلَةٌ) شَدِيْدَةٌ؛ أَي: (شَهْوَةٌ لِلْفَحْلِ، وَقَدْ} اسْتَوْبَلَتِ الغَنَمُ) : أَرَادَتْ الفَحْلَ. ( {والوَبَالُ: الشِّدَّةُ والثِّقَلُ) والمَكْرُوهُ، وَفِي الحَدِيثِ: " كُلُّ بِنَاءٍ} وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ "، المُرادُ بِهِ العَذابُ فِي الآخِرَةِ، وَفِي التَّنْزِيْلِ العَزِيز: {فذاقت وبال أمرهَا} أَيْ: وَخَامَةَ عَاقِبَةِ أَمْرِهَا. (و) وَبَالُ: (فَرَسُ ضَمْرَةَ بنِ جَابِرِ بنِ قَطَنِ) بنِ نَهْشَل.
(و) وَبَالُ: (ماءٌ لِبَنِي أَسَدٍ) ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي لِجَرِيرٍ:
(تِلْكَ المَكارِمُ يَا فَرَزْدَقُ فَاعْتَرِفْ ... لاَ سَوْقُ بَكْرِكَ يَوْمَ جُرْفِ {وَبَالِ)

(و) قَوْلُهُم: (أَبِيْلٌ عَلَى} وَبِيْلٍ) ؛ أَيْ: (شَيْخٌ عَلَى عَصًا) . ( {والوَابِلَةُ: طَرَفُ رَأْسِ العَضُدِ والفَخِذِ، أَو) هُوَ (طَرَفُ الكَتِفِ) ، أَوْ هِيَ لحْمَةُ الكَتِفِ، (أَوْ عَظْمٌ فِي مَفْصِلِ الرُّكْبَة، أَو مَا الْتَفَّ مِنْ لَحْمِ الفَخِذِ) فِي الوَرِك، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هِيَ الحَسَنُ، وَهُوَ عَظْمُ العَضُدِ الَّذي يَلِي المَنْكِبَ سُمِّيَ حَسَنًا لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الوَابِلَةُ: رَأْسُ العَضُدِ فِي حُقِّ الكَتِفِ، والْجَمْعُ:} أَوَابِل.
(و) {الوابِلَةُ: (نَسْلُ الإِبِلِ وَالغَنَم) . (} والوَبَلَى كَجَمَزَى: الَّتِي تَدِرُّ بَعْدَ الدَّفْعَة الشَّدِيْدَة) ، قَالَ عَمْرُو بن حُمَيْل:
(تَدُرُّ بَعْدَ {الوَبَلَى شَجَاذِ ... )

(مِنْهَا هَماذِيٌّ عَلَى هَماذِي ... )
(} والمُوابَلَةُ: المُواظَبَةُ) .
( {والمِيْبَلُ) ، كَمِنْبَرٍ: (ضَفِيْرَةٌ مِن قِدٍّ مُرَكَّبَةٌ فِي عُودٍ يُضْرَبُ بِهَا الإِبِل) وَتُساقُ، كَما فِي العُباب. (و) } المِيْبَلَةُ، (بِهاءٍ: الدِّرَّةُ) مِفْعَلَةٌ مِنْ {وَبَلَه، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ الشَّيْخَ:
(فَقَامَ تُرْعَدُ كَفّاهُ} بِمِيْبَلَةٍ ... قَدْ عَادَ رَهْبًا رَذِيًّا طَائِشَ القَدَمِ)
وَهِيَ أَيْضًا العَصَا، وَبِهِ فُسِّرَ هذَا البَيْت، يَقُولُ: قَامَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصاهُ وَكَفّاهُ تُرْعَدانِ. (و) {وَابِلٌ، (كَصَاحِبٍ: ع بِأَعالِي المَدِيْنَة) عَلَى سَاكِنِهَا السَّلاَمُ.
(و) وَابِلٌ: (جَدُّ هِشامِ بنِ يُونُسَ اللُّؤْلُؤِيّ المُحَدِّثُ) ، حَدَّثَ عَنْهُ التِّرْمِذِيُّ، وَحَفِيْدُهُ إِسْحاق بن إِبْرَاهِيْم، حَدَّثَ عَنْ جَدِّهِ، وَعَنْهُ أَبو القَاسِمِ بنُ النَّحّاسِ المُقْرِئُ. (} والوَبِيْلُ فِي قَوْلِ طَرَفَةَ) بن العَبْد:
(فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلاَلَةٌ ... عَقِيْلَةُ شَيْخٍ {كالوَبِيْلِ أَلَنْدَدِ)
وَيُرْوَى: " يَلَنْدَد ": (العَصَا أَوْ مِيجَنَةُ القَصَّارِ) ين، (لاَ حُزْمَةَ الحَطَبِ، كَمَا تَوَهَّمَهُ الجَوْهَرِيُّ) . قُلْتُ: وَهذَا الَّذِي وَهَّمَ فِيْهِ الجَوْهَرِيّ قَدْ ذَكَرَهُ الصّاغانِيُّ فَقَالَ بَعْدَ نَقْل القَوْلَيْن: وَقِيْلَ الحَطَبُ الجَزْلُ، وَكَذلِكَ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ خَرُوفٍ فِي شَرْحِ الدِّيْوان، فَهُوَ قَوْلٌ ثَالِثٌ صَحِيحٌ، وَمِثْلُهُ لاَ يَكونُ وَهْمًا. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ وَابِلٌ: جَوَادٌ} يَبِلُ بِالعَطَاءِ، وَهُو مَجَازٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وَأَصْبَحَتِ المَذَاهِبُ قَدْ أَذَاعَتْ ... بِها الإِعْصَارُ بَعْدَ {الوَابِلِيْنا)
يَصِفُهُم} بِالوَبْلِ لِسَعَةِ عَطاياهُمْ. وَأَرْضٌ غَمِلَةٌ {وَبِلَةٌ، أَيْ: وَبِيْئَةٌ. وَمَاءٌ} وَبِيْلٌ: غَيْرُ مَرِيءٍ، وَقِيْلَ: هُوَ الثَّقِيْلُ الغَلِيْظُ جِدًّا. {والوَبَالُ: الفَسادُ.} والوَبَلَةُ، مُحَرَّكة: الوَخامَةُ، مِثْلُ الأَبَلَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. {والمَوْبِلَةُ: الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ، وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ:
(أَسْعَى} بِمَوْبِلِها وَأَكْسِبُها الخَنَا ... )
! وَوَبَلَى، كَجَمَزَى: مَوْضِعٌ. وَمَكانٌ {مُسْتَوْبَلٌ: وَخِيْمٌ. وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحاقَ بنِ مُحَمَّد بنِ الطَّلّ بنِ} وَابِلٍ {- الوابِلِيّ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ يَعْقُوبَ، وَعَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِي، ذَكَرَهُ ابْنُ السَّمْعانِيّ، مَاتَ سَنَة 416.
(وبل) : المَوْبِل: الأَمْعَزُ الشَّديدُ، قال:
إذا سالَ بالفِتْيانِ نَعْمانُ فاجْتَنِبْ ... طَريقَ الــسُّيُولِ إِنَّ نَعْمانَ مَوْبِلُ
وبل: الوَابِلُ: المَطَرُ الغَلِيْظُ القَطْرِ الكَثِيْرُ، وسَحَابٌ وابِلٌ، والوَبْلُ: المَطَرُ نَفْسُه. وقَوْلُ الشاعِرِ:
بَعْدَ الوَابِلِيْنا
يَعْني الرِّجَالَ المَمْدُوْحِيْنَ بسَعَةِ العَطَاءِ؛ تَشْبِيْهاً بالوَابِلِ من المَطَرِ. وقيل: وَابِلاً بَعْدَ وَابِلٍ؛ فيكونُ جَمْعاً لم يُقْصَدْ به قَصْدُ كَثْرَةٍ ولا قِلَّةٍ.
والوَبِِيْلُ من المَرْعَى: الوَخِيْمُ الذي لا يُسْتَمْرَأُ. وكَلأٌ مُسْتَوْبَلٌ، واسْتَوْبَلْتُ الأرْضَ. ويقولونَ: أمَا واللهِ لَتَوْبَلَنَّه ولَتَسْتَوْبَلَنَّه: أي لَتَتْخِمَنَّه.
وأَخْذٌ وَبِيْلٌ: شَدِيْدٌ. والوَبَالُ: اشْتِقَاقُه من الشِّدّةِ وسُوْءِ العاقِبَةِ. والمُوَبَّلُ: من الوَبَالِ.
والوَابِلَةُ: طَرَفُ الفَخِذِ في الوَرِكِ. وطَرَفُ العَضُدِ في الكَتِفِ، والجَمِيْعُ الأَوَابِلُ.
والوَبِيْلُ: خَشَبَةُ القَصّارِ. وخَشَبَةٌ صَغِيْرَةٌ يُضْرَبُ بها النّاقُوْسُ، وهي المَوْبِلُ والمِئْبَلُ والمِئْبَالَةُ.
ووَبَلْتُه بالعَصَا والسَّوْطِ: تابَعْتُ عليه الضَّرْبَ.
والمِيْبَلُ: ضَفِيْرَةٌ من قِدٍّ مُرَكَّبَةٌ في عُوْدٍ يُضْرَبُ به وتُسَاقُ الإِبِلُ عليه.
والمَوْبِلُ: الحُزْمَةُ من الَحَطَبِ، ويُقال لها: الإِيْبَالَةُ أيضاً.
والمِيْبَلَةُ: الدِّرَّةُ.
ووبَلْتُ الصَّيْدَ وَبْلاً: طَرَدْته.
ووَابَلَ على الأمْرِ مُوَابَلَةً: إذا وَاظَبَ.
واسْتَوْبَلَتِ الضَّأْنُ اسْتِيْبَالاً: إذا أرادَتِ الفَحْلَ، وبها وَبْلَةٌ شَدِيْدَةٌ.
وبل
وبَلَ يَبِل، بِلْ، وَبْلاً ووُبُولاً، فهو وابِل، والمفعول موبول (للمتعدِّي)
• وبَلَت السَّماءُ: اشتدَّ مطَرُها.
• وبَلَت السَّماءُ الأرضَ: أمطرتْها، غمرتها بالماء.
• وبَلَه بالعصا ونحوِها: ضربه ضربًا متتابعًا. 

وبُلَ يَوبُل، وَبالاً ووَبالَةً، فهو وابِل ووَبيل
• وبُلَ الأمرُ: اشتدَّ "وبُلت الأحوالُ- وبُلت الكُرْبةُ- {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً} ".
• وبُلَ المكانُ: وخُم وثقُل "وبُل المَرْتَعُ/ المسكنُ" ° أمرٌ وَبيل: شديد، سيِّئ العاقبة، وخيم. 

وابِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وبَلَ ووبُلَ.
2 - مطر شديد القَطْر ضخمُه " {فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} ".
3 - شخص كريم جَوَاد "رجلٌ وابل في العطاء".
4 - ما يتساقط بغزارة "أمطره بوابل من الشتائم: سيلٌ منها- أتى العدوَّ وابلٌ من السِّهام" ° أمطره وابلاً من الرَّصاص: أطلق عليه طلقاتٍ عديدة- تحت وابل من النِّيران: معرَّض لهجوم العَدُوّ. 

وَبال [مفرد]:
1 - مصدر وبُلَ.
2 - سُوءُ العاقبة "كان ذلك وبالاً عليهم- {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} ".
3 - شدّة وضيق. 

وَبالة [مفرد]: مصدر وبُلَ. 

وَبْل [مفرد]:
1 - مصدر وبَلَ.
2 - مطر شديد "سقط الوَبْلُ في الصَّحراء- وَبْل بعد جدب". 

وَبِلة [مفرد]: ج وَبِلات: كثرة الوباء، وَخِمَة "أرض وَبِلة". 

وُبول [مفرد]: مصدر وبَلَ. 

وَبيل [مفرد]: ج وُبُل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبُلَ. 

وهد

(وهد) الوِهْدانُ: الوهادُ.
(وهد)
لَهُ الْفراش مهده
[وهد] الاصمعي: الوهدة: المكان المطمئن، والجمع وهد ووهاد.
(و هـ د) : (الْوَهْدَةُ) الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ وَتُسَمَّى بِهَا غَدِيرَةُ الْحَائِكِ وَهِيَ الْحُفْرَةُ الَّتِي يَجْعَلُ فِيهَا رِجْلَيْهِ.
وهد:
وهْد والجمع أوهاد: (عبّاد 2:60:1).
وهدة: واد (بقطر).
وهدة جبل: منحدر جبلي (بقطر).
وهدانية: جزء منخفض في مدينة (الحلل 47): وأدار على المدينة سوراً أحط بوهدانيتها.
وهد
الوهد: المكان المنخفض كأنه حفرة، أرض وهدة، ومكان وهد. وتوهد امرأة: أي داسها ووطئها. ووهدت الفراش: مهدته. وتوهدته. ووهد الشيء: بمعنى سقط. ويقال ليوم الإثنين: أوهد، ويجمع أواهد.
و هـ د : (الْوَهْدَةُ) كَالْوَرْدَةِ الْمَكَانُ الْمُطَمْئِنُّ وَالْجَمْعُ (وَهْدٌ) كَوَعْدٍ وَ (وِهَادٌ) كَمِهَادٍ. 
و هـ د

عمّ النجاد والوهاد وكلّ نجد ووهد، وبتنا في وهدة، وتوهّد: تسفّل. قال يصف سبعاص:

متضابئاً طوراً لدى استشرافه ... فإذا توهّد في مجال أرتبي

أعلو فوق ابية.
(وه د)

الوَهْدُ والوَهْدَة: المطمئن من الأَرْض وَالْجمع أوْهُدٌ ووِهادٌ.

والوَهْدَة: الهُوَّةُ تكون فِي الارض، وَمَكَان وَهْدٌ، وَأَرْض وَهْدَةٌ كَذَلِك.

وأوْهَدُ: من أَسمَاء يَوْم الِاثْنَيْنِ عَادِية، وعده كرَاع فوعلا، وَقِيَاس قَول سِيبَوَيْهٍ أَن تكون الْهمزَة فِيهِ زَائِدَة.

وهد


وَهَدَ
وَهَّدَ
a. [acc. & La], Prepared, spread for.
تَوَهَّدَa. Lay with.

وَهْد
(pl.
أَوْهُد وِهْدَاْن)
a. Low ground.

وَهْدَة
(pl.
وُهَد
وِهَاْد
23)
a. see 1b. Pit; chasm.

أَوْهَدُa. Low.
b. (pl.
أَوَاْهِدُ), Monday.
[[وهر [يهر]]]
وَهَرَ [يَهِرُ]
a. [ يَهِرُ] (n. ac.
وَهْر), Led into danger; led astray.
b. [ coll. ], Terrified.

وَهَّرَa. see I
تَوَهَّرَa. Interrupted, embarrassed.
b. Passed away; diminished.

إِسْتَوْهَرَ
(a. و
or
ي ) [Bi], Was positive of.
وَهْرَة
a. [ coll. ], Fear.
وَهَرa. Mirage.

N. Ag.
إِسْتَوْهَرَ
N. P.
إِسْتَوْهَرَa. Certain, positive.

صَاحِب وَهْرَة
a. [ coll. ], Imposing.

وهد



وَهْدٌ (L) and وَهْدَةٌ (As, S, A, L) A low, or depressed, place; (As, S, A L;) as though it were a hollow, or cavity, dug, or excavated, for which the latter is also a name: (L:) and both words, low, or depressed, ground: (L, K:) pl. أَوْهُدٌ, (L, K,) a pl. [of pauc.] of the former, (TA,) and وِهَادٌ (S, A, L, K) and وُهْدَانٌ, or وِهْدَانٌ, (as in different copies of the K, the former being the reading in the TA,) and وَهْدٌ of وَهْدَةٌ: (S, L:) [or rather this last is a coll. gen. n., of which وَهْدَةٌ is the n. un.:] also وَهْدَةٌ a hollow, or cavity, or deep hollow or cavity, (هُوَّةٌ,) in the ground; (L, K;) and so مَكَانٌ وَهْدٌ, and أَرْضٌ وَهْدَةٌ: (L:) and a round hollow excavated in the ground, deeper than what is called غَائِطٌ, not having abrupt sides, in width two and three spear's lengths, and not producing any herbage. (L.) b2: Also وَهْدَةٌ The hollow, in the ground, in which the weaver puts his legs, or feet. (Mgh.) b3: Also, i. q. خُنْعُبَةٌ, (IAar, L,) which latter, says Lth, signifies The part where the mustaches divide.

وهد: الوَهْدُ

(* قوله «الوهد» كذا بالأصل، وفي شرح القاموس بضم الواو

وسكون الهاء، وذكر بدله صاحب القاموس وهدان بضم فسكون) والوَهْدَةُ:

المطمئنُّ من الأَرض والمكان المنخفض كأَنه حفرة، والوَهْدُ يكون اسماً

للحفرة، والجمع أَوهُدٌ ووَهْدٌ ووِهادٌ.

والوَهْدةُ: الهَوّةُ تكون في الأَرض؛ ومكانٌ وهْدٌ في الأَرض أَشدّ

دخولاً في الأَرض من الغائط وليس لها حرف، وعَرْضُها رُمْحان وثلاثة لا

تُنْبِتُ شيئاً. وأَوهَدُ: من أَسماءِ يوم الاثنين، عادية، وعدّه كراع

فَوْعَلاَ، وقياس قول سيبويه أَن تكون الهمزة فيه زائدة. ابن الأَعرابي: هي

الخُنْعبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقِلْدةُ

والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمةُ. وقال الليث: الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما

بين الشاربين بِحيالِ الوَتَرةِ، والله أَعلم.

وهـد
توهَّدَ يتوهَّد، توهُّدًا، فهو مُتوهِّد
• توهَّد الفراشُ: مُطاوع وهَّدَ: تمهَّد.
• توهَّدت المنطقةُ: كثُرت فيها الوِهاد. 

وهَّدَ يوهِّد، تَوهيدًا، فهو مُوهِّد، والمفعول مُوهَّد
• وهَّد له الفِراشَ: مهَّده له. 

وَهْد [مفرد]: ج أوْهُد ووُهْدان:
1 - أرض منخفضة.
2 - حُفْرة "هي الأيّامُ من وَهْدٍ يُعلّى ... بأبنيةٍ ومن قصرٍ يُدَكّ". 

وَهْدَة [مفرد]: ج وَهَدات ووَهْدات ووِهاد ووَهْد:
1 - أرض منخفضة، هوّة في الأرض.
2 - (جغ) منطقة مستطيلة ذات ضغط منخفض في الجوّ.
3 - (جو) أرض حفرَتها الــسُّيول المتدفِّقة من مكانٍ عالٍ حفرًا عميقًا.
4 - (فز) قاع بين قمتين في موجة كهربيّة ونحوها. 
وهد
: (} الوَهْدَةُ: الأَرْضُ المُنُخَفِضَة، {كالوَهْدِ) ، وأَحسنُ من ذالك قولُ غيرهِ:} الوَهْدُ {والوَهْدَةُ: المُطْمَئنُّ من الأَرْض، والمكانُ المُنْخَفِض كأَنَّه حُفْرَةٌ،} والوَهْدُ يكون اسْما للحُفْرَةِ (ج {أَوْهُدٌ) ، كَفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (} ووِهَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، ( {ووُهْدَانٌ) ، بالضَّم، ووَقعَ فِي لِسَان الْعَرَب بدل وِهَادٍ وُهْدٌ بِضَمّ فَسُكُون فليُنْظَر.
(و) الوَهْدَةُ (: الهُوَّةُ) تكون (فِي الأَرْضِ) ، ومَكَانٌ} وَهْدٌ، وأَرْضٌ {وَهْدَةٌ كَذَلِك،} والوَهْدَةُ: النُّقْرَةُ المُنْتَقرَةُ فِي الأَرْضِ، أَشّدّ دُخولاً فِي الأَرْض من الغائطِ، وَلَيْسَ لَهَا حَرْفٌ، وعَرْضُها رُمْحَانِ وثَلاَثَةٌ، لَا تُنْبِت شَيْئاً.
( {وأَوْهَدُ، كأَحْمَدَ: يومُ الاثْنَيْنِ) ، من الأَسْمَاءِ العَادِيَّة، وعَدَّه كُرَاع فَوْعَلاً، وقِيَاسُ قولِ سِيبوَيْهِ أَن تكون الهمزةُ فِيهِ زَائِدَة (ج} أَوَاهِدُ) .
( {ووَهَّدَ الفِرَاشَ) } تَوْهِيداً (: مَهَّدَه، و) من ذالك قَولُهم ( {تَوَهَّدَ المرأَةَ) إِذا (جَامَعَهَا) ، كأَنّه افْتَرَشَها، وَهُوَ مَجاز.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الوَهْدَةُ هِيَ الخُنْعُبَة، والنّونَةُ عَن ابنِ الأَعرابِيّ وَقَالَ اللَّيْث: الخُمْعُبَة: مَشَقُّ مَا بينَ الشارِبَيْنِ بِحِيَالِ الوَتَرَةِ.
وَفِي الأَسَاس. بِتْنَا فِي} وَهْدَةٍ.
{وتَوَهَّدَ: تَسَفَّلَ.
وَفِي مُعْجم ياقُوت:} وَهْدٌ اسْم موضعٍ فِي قولِ رَجُلٍ من فَزارَةَ:
أَيَا أَثْلَتَيْ {وَهْدٍ سَقَى خَضِلُ النَّدَى
مَسِيلَ الرِّبا حَيْثُ انْحَنَى بِكُمَا} الوَهْدُ 

شرج

(شرج) مُبَالغَة فِي شرج وَالثَّوْب خاطه خياطَة متباعدة
شرج: شَرَّج (بالتشديد): ألزم، أوثق، ربط (فوك).
تشرَّج: التزم، ارتبط (فوك) شرْج: وجمعها اشراج وشرج، إلا أن أشرج التي ذكرها (فريتاج) لم ترد عند ابن جبير ولا في القاموس ومعجم البلاذري.
شَريحة: معنى شرائج في لطائف الثعالبي (ص105). ليس بالمعنى الصحيح (انظر المعجم).
وأرى أنها باب من الحلفاء (وتجد في مادة شوش مثالاً يدل على هذا المعنى) يمر منه تيار الهواء وتستعمل بدلاً من الآلة التي وصفها المؤلف من قبل.

شرج


شَرَجَ(n. ac. شَرْج)
a. Gathered, put together.
b. [acc. & Fī], Was a sharer or partner with... in.
c. see II (a)
شَرَّجَa. Closed, tied up.
b. Stitched, ran together, gathered.

شَاْرَجَa. Resembled.

أَشْرَجَa. see II (a)
تَشَرَّجَa. Was mixed.

إِنْشَرَجَa. Was split; split.

شَرْج
(pl.
شِرَاْج شُرُوْج)
a. Split, crack.
b. Party; sort, kind.

شَرَج
(pl.
أَشْرَاْج)
a. Button-hole; loop.

شَرِيْجَةa. Thing made of palmleaves or reeds.

شَِيْرَج
P.
a. Oil of sesame.
شرج
شَرْج/ شَرَج [مفرد]: ج أشراج وشُروج: مجْمَع حلقة الدُّبر.
• ألم الشَّرَج: (طب) وجع شديد يشعر به المرء في استه. 

شَرْجيّ/ شَرَجيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَرْج/ شَرَج.
• سيلان شرجيّ: (طب) سيلان مخاطيّ من فتحة الشَّرَج. 
ش ر ج

عقد شرج العيبة: عراها، وأشرجها. وخباء مشرج. وهذا شرجه وشريجه: لدته. قال يوسف بن عمر: أنا شريج الحجاج. وإذا شق العود بنصفين فأحدهما شريح الآخر. وأصبحوا في هذا الأمر شرجين: فرقتين. وشرّج الشيء: مزجه وجعله شريجين: لونين. قال أبو ذؤيب:

قصر الصبوح لها فشرج لحمها ... بالنّيّ فهي تتوخ فيها الإصبع

وشرج اللبن: نضده. ورجل أشرج: له خصية واحدة.

ومن المجاز: المؤمن بي شريجي غم وسرور. وأشرج صدره على كذا.
(شرج) - في حديث الأَحْنَفِ: "فعدلتُ إلى رائغة ، فأدخَلْت ثِيابَ صَونيِ العَيبةَ فأَشْرَجْتُها".
يقال: أَشرجْتُ العَيْبَة والخَرِيطَةَ وشَرَجْتها مُخَفَّف ومُشَدَّد إذا شَدَدتَها بالشَّرَج، وهي العُرَى.
قال الأصمعي: الشّرِيجَة: العَقَبة التي يُشَدُّ بها الرِّيشُ.
- في حديث مَازنِ بن الغَضُوبَة:
* فلا رَأْيُهم رَأْيِى ولا شَرْجُهم شَرْجي *
الشَّرْجُ: المِثْل، والشَّرِيجَة أيضا: ويقال: ليس هو من شَرْجِه: أي من طَبَقَتِه.
شرج
الشَّرَجُ: عُرى المُصْحَفِ والعَيْبَةِ كأنَّه يُشْرَجُ بعضُه ببعض.
وشَرَجُ الوادي: مُنْفَسَحُه، وجَمْعُه أشْرَاج.
والشُّرُوْجُ والشِّرَاجُ: مَسَايِلُ الماءِ من الحَرَّةِ.
وشَرَّجْتُ اللَّبِنَ تَشْرِيجاً: إذا نَضَّدْتَ بعضَه إلى بعض.
وفلانٌ يُشَرِّجُ الأحادِيثَ: أي يَضَعُها كَذِباً. وشَرَجَ أُشْرُوْجَةً: أي كَذَبَ. والشَّرِيْجَة: جَدِيلةٌ من قَصَبٍ للحَمَام. وتَشَرَّجَ اللَّبَنُ: خالَطَهُ دَمٌ. وشَرَّجْتُه أنا: إذا خَلَطْتُه بدُهْن أو بشَيْءٍ من دسمٍ.
والشَّرِيْجَانِ: لَوْنانِ مُخْتَلِفَانِ من كل شَيْءٍ. وكذلك العُوْدُ الواحِدُ يُشَقَقُ منه قَوْسانِ: يُدْعى الشَّرِيْجَ.
والشَّرِيْجُ: العَقَبُ.
وانْشَرَجَتِ القَوْسُ: انْشَقَّتْ.
ولَسْتَ من شَرْج فلانٍ: أي طَبَقَتِه.
وهذه المَرْأةُ مُشَارِجَةٌ لهذه: أي مُشَابِهَةٌ. وهو شَرْجُه وشَرِيْجُه: أي مِثْلُه في السِّنِّ.
والشَّرْجُ: ماءٌ لبَني عَبْس.
وفي المَثَل: " أشْبَهَ شرْجٌ شَرْجاً لو أن أُسَيْمِراً ".
والأشْرَجُ: الذي له خُصْيَةٌ واحِدَة. وشَرَجُ الدابَّةِ: دُخُوْلُ إحدى خُصْيَتَيْه في صَفَنِها.
والشَّرَجُ: فَرْجُ المَرْأةِ.
[شرج] شَرَجَ العَيْبَةِ بالتحريك: عُراها. وقد أشرجْتُ العَيبة، إذا داخلْت بين أَشْراجِها. ومَجَرَّةُ السماء تسمَّى شَرَجاً. وشَرَجُ الوادي: مُنفَسَحَه، والجمع أشراجٌ. ودابَّة أَشْرَجُ بيِّنُ الشَرَجِ، إذا كانت إحدى خُصييه أعظَم من الأخرى. والشَرَجُ أيضاً: انشِقاقٌ في القوس. وقد انْشَرَجَتْ، إذا انشقت، عن ابن السكيت. والشريجة: القوس تتخذ من الشَريج، وهو العود الذي يُشَقُّ فلقين. وقال الشماخ:

شرائج النبع براها القواس * والشريجة: شئ ينسج من سعَف النخل، يحمَل فيه البِطِّيخ ونحوه. والشَرْجُ بالتسكين: مَسيل ماءٍ من الحَرَّة إلى السَهل، والجمع شراج وشروج. وتقول: هذا شرج هذا، أي مثله: وهما شَرْجٌ واحد، أي ضَرْبٌ واحد . والشَرْجانِ: الفِرقتان، يقال: أصبحوا في هذا الأمرِ شَرْجَيْنِ، أي فِرقتين. وكلُّ لونين مختلفين فهما شرجان. وشرج: اسم موضع. وفى المثل: " أشبه شرج شرجا، لو أن أسيمرا ". قال يعقوب: شرج: ماء لبنى عبس. وشرجت اللَبِنَ شَرْجاً: نضدْته. والتَشْريجُ: الخياطة المتباعدة. وقول أبى ذؤيب: قصر الصبوح لها فشرج لحمها * بالنى فهى تثوخ فيها الاصبع أي خلط لحمها بالشحم. وتشرج اللحم بالشحم، أي تداخلا.
(ش ر ج) : (شَرَجُ) الْعَيْبَةِ بِفَتْحَتَيْنِ عُرَاهَا (وَمِنْهُ) شَرَجُ الدُّبُرِ حِتَارُهُ أَيْ حَلْقَتُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ النَّجَاسَةُ إذَا جَاوَزَتْ الشَّرَجَ (وَتَشْرِيجُ) اللَّبِنِ تَنْضِيدُهُ وَضَمُّ بَعْضِهِ إلَى بَعْضٍ (وَفِي جَنَائِزِ الْإِيضَاحِ) شَرَّجُوا اللَّبِنَ وَذَلِكَ أَنْ يُوضَعَ الْمَيِّتُ فِي اللَّحْدِ ثُمَّ يُقَامَ اللَّبِنُ قَائِمَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّقِّ (وَالشَّرِيجَةُ) شَيْءٌ يُنْسَجُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ يُحْمَلُ فِيهِ الْبِطِّيخُ وَنَحْوُهُ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ (وَالشَّرِيجَةُ) أَيْضًا بَابٌ مِنْ قَصَبٍ يُعْمَلُ لِلدَّكَاكِينِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ وَجَعَلُوا شَرِيجَةَ الْبَقَّالِ حِرْزًا لِلْجَوَاهِرِ (وَرَجُلٌ أَشْرَجُ) لَهُ خُصْيَةٌ وَاحِدَةٌ (وَدَابَّةٌ أَشْرَجُ) إحْدَى خُصْيَيْهِ أَعْظَمُ مِنْ الْأُخْرَى (وَشَرْجُ الْعَجُوزِ) مَوْضِعٌ أَنِيسٌ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ (وَالشِّرَاجُ) مَجَارِي الْمَاءِ مِنْ الْحِرَارِ إلَى السَّهْلِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الزُّبَيْرِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فِي سُيُولِ شِرَاجِ الْحَرَّةِ (وَالشَّيْرَجُ) الدُّهْنُ الْأَبْيَضُ وَيُقَالُ لِلْعَصِيرِ وَالنَّبِيذِ قَبْلَ أَنْ يَتَغَيَّرَ شَيْرَجُ أَيْضًا وَهُوَ تَعْرِيبُ شَيْرَهْ.
[شرج] نه: فتنحى السحاب فأفرغ في "شرجة" من تلك "الشراج" هو مسيل الماء من الحرة إلى السهل، والشرج جنسه والشراج جمعه. ومنه ح الزبير: خاصم رجلًا في "شراج" الحرة. ك: شراج بكسر معجمة وأخره جيم، فقال الأنصاري: أي حاطب بن بلتعة، وقيل: ثعلبة بن حاطب، قوله: إن كان بفتح همزة أحكمت به لأجل أنه كان ابن عمتك، وروى بكسرها، اسق بفتح همزة وكسرها، فأمره أمر من أفعال المرور، وفي بعضها بماضي الأمر، واستوعى استوعب واستوفي، قيل: إنه نسخ حكمه الأول بحكمه الأخر وقد كان له في الأصل أن يحكم بأيهما شاء إلا أنه قدم الأخف مسامحة، فلما رأي الأنصاري يجهل موضع حقه فسخ الأول بالأخر حين رآه أصلح وفي الزجر أبلغ، واجترأ بعضهم بنسبة الرجل إلى النفاق وهو باطل إذ كونه أنصاريًا يبطله، والسلف احترزوا من إطلاق لفظ الأنصاري على من اتهم بالنفاق فإنه صفة مدح، فالأولى أن يقال إنه قول أزله الشيطان بالغضب، قوله كلاهما تأكيد للمثنى، وفي بعضها بفتح كاف ولام وهمزة - ومر في جدر تمامه. ومنه: في "شريج" من الحرة، بفتح فكسر فجيم. نه: ومنه: وموالى معاوية على "شرج" من "شراج" الحرة. و"شرج" العجوز موضع قرب المدينة. وفيه ح: فأمر صلى الله عليه وسلم بالفطر فأصبح الناس "شرجين" أي نصفين: نصف صيام ونصف مفاطير. وح: فلا رأيهم رأيي "ولا شرجهم شرجي"، أي طبيعتي وشكلي. ومنه ح: وكان نسوة يأتينها "مشارجات" لها، أي أتراب وأقران، هذا شرجه وشريجه ومشارجه أي مثله في السن ومشاكله. وح: أنا "شريج" الحجاج، أي مثله في السن. وفيه: فأدخلت ثياب صوني العيبة "فأشرجتها" يقال: أشرجت العيبة وشرجتها - إذا شددتها بالشرج وهي العرى.
ش ر ج : الشَّرَجُ بِفَتْحَتَيْنِ عُرَى الْعَيْبَةِ وَالْجَمْعُ أَشْرَاجٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالشَّرْجُ مِثْلُ: فَلْسٍ مَا بَيْنَ الدُّبُرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ قَالَهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَأَشْرَجْتُهَا بِالْأَلِفِ دَاخَلْتُ بَيْنَ أَشْرَاجِهَا وَالشَّرْجُ أَيْضًا مَجْمَعُ حَلْقَةِ الدُّبُرِ الَّذِي يَنْطَبِقُ وَشَرَّجْتُ اللَّبِنَ بِالتَّشْدِيدِ نَضَدْتُهُ وَهُوَ ضَمُّ بَعْضِهِ إلَى بَعْضٍ.

وَالشَّرِيجَةُ وِزَانُ كَرِيمَةٍ شَيْءٌ يُنْسَجُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ وَنَحْوِهِ وَيُحْمَلُ فِيهِ الْبِطِّيخُ وَغَيْرُهُ وَالْجَمْعُ شَرَائِجُ وَالشَّرِيجَةُ أَيْضًا مَا يُضَمُّ مِنْ الْقَصَبِ وَيُجْعَلُ عَلَى الْحَوَانِيتِ كَالْأَبْوَابِ.

وَالشَّرْجَةُ مَسِيلُ مَاءٍ وَالْجَمْعُ شِرَاجٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَبَعْضُهُمْ يَحْذِفُ الْهَاءَ وَيَقُولُ شَرْجٌ.

وَالشَّيْرَجُ مُعَرَّبٌ مِنْ شَيْرَهْ وَهُوَ دُهْنُ السِّمْسِمِ وَرُبَّمَا قِيلَ لِلدُّهْنِ الْأَبْيَضِ وَلِلْعَصِيرِ قَبْلَ أَنْ يَتَغَيَّرَ شَيْرَجٌ تَشْبِيهًا بِهِ لِصَفَائِهِ وَهُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ مِثَالُ زَيْنَبَ وَصَيْقَلٍ وَعَيْطَلٍ وَهَذَا الْبَابُ بِاتِّفَاقٍ مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلَلٍ نَحْوُ جَعْفَرٍ وَلَا يَجُوزُ كَسْرُ الشِّينِ لِأَنَّهُ يَصِيرُ مِنْ بَابِ دِرْهَمٍ وَهُوَ قَلِيلٌ وَمَعَ قِلَّتِهِ فَأَمْثِلَتُهُ مَحْصُورَةٌ وَلَيْسَ هَذَا مِنْهَا. 
شرج تلع جدر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الزبير [بن الْعَوام -] [رَحْمَة الله عَلَيْهِ -] أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار فِي سيول شَراج (شِراج) الحَرّة إِلَى النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا زبير احْبِسْ المَاء حَتَّى يبلغ الجُدْرَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الشِراج مجاري المَاء من الْحرار إِلَى السهل وَاحِدهَا شَرْج وَقَالَ أَبُو عَمْرو مثل ذَلِك أَو نَحوه. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَأما التِلاع فَإِنَّهَا مجاري أَعلَى الأَرْض إِلَى بطُون الأودية واحدتها تَلْعَة وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: التَلعة قد تكون مَا ارْتَفع من الأَرْض وَتَكون مَا انحدر وَهَذَا عِنْده من الأضداد. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما الجُدْرُ (الجَدْر) فَهُوَ الْجِدَار وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس [رَحمَه الله -] حِين سئلَ عَن الْحطيم فَقَالَ: هُوَ الْجدر. فَيَقُول: احْبِسْ المَاء فِي أَرْضك حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الْجِدَار ثمَّ أرْسلهُ إِلَى من هُوَ أَسْفَل مِنْك وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه قضى فِي المَاء إِذا كَانَ مُشْتَركا بَين قوم أَنه يمسك الْأَعْلَى حَتَّى يبلغ الْموضع الَّذِي سمّي ثمَّ يُرْسِلهُ إِلَى الْأَسْفَل وَكَذَلِكَ قضى فِي سيل مُهزور وَادي بني قُرَيْظَة أَن يحْبسهُ حَتَّى يبلغ المَاء الْكَعْبَيْنِ ثمَّ يُرْسِلهُ لَيْسَ لَهُ أَن يحْبسهُ أَكثر من ذَلِك وَهَذَا تَأْوِيل حَدِيث ابْن مَسْعُود: أهل الشّرْب الْأَسْفَل أُمَرَاء على أَعْلَاهُ.
(ش ر ج) شَرَجها شَرْجا، وأشرجها، وشَرَّجها: أَدخل بعض عراها فِي بعض.

وشَرَّج اللَّبن: نضد بعضه إِلَى بعض.

وكل مَا ضم بعضه إِلَى بعض: فقد شُرِج وشُرِّج.

والشَّرِيجة: جديلة من قصب تتَّخذ للحمام.

والشَّرِيجان: لونان مختلطان من كل شَيْء.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هما مختلطان غير السوَاد وَالْبَيَاض.

وتَشَرَّج اللَّحْم: خالطه الشَّحْم.

وَقد شرَّجه الْكلأ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف فَارِسًا:

قَصَر الصَّبوحَ لَهَا فَشَرَّج لحمَها ... بالنَّيَ فهْيَ تَثُوخ فِيهَا الإصْبَعُ

والشَّرِيج: الْعود تشق مِنْهُ قوسان، فَكل وَاحِدَة مِنْهُمَا: شَرِيج.

وَقيل: الشَّرِيج: الْقوس المنشقة.

وَجَمعهَا: شرائج، قَالَ الشماخ:

شرائج النَّبْع براها القوّاس

وَقَالَ اللحياني: قَوس شَريج: فِيهَا شَقٌّ وشِقٌّ فوصف بالشَّرِيجِ. عَنى بالشق الْمصدر، وبالشق الِاسْم.

والشَّرَج: انشقاقها.

وَقد انشرجت.

وَقيل: الشَّرِيجة من القسي: الَّتِي لَيست من غُصْن صَحِيح مثل الفلق. وَثَلَاث شرائح؛ فَإِذا كثرت فَهِيَ الشَّرِيج، وَهَذَا قَول لَيْسَ بِقَوي؛ لِأَن " فعيلة " لَا تمْتَنع من أَن تجمع على " فعائل " قَليلَة كَانَت أَو كَثِيرَة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: الشَّريجة، بِالْهَاءِ: الْقوس من القضب الَّتِي لَا يبرى مِنْهَا شَيْء إِلَّا أَن تُسَوَّى. والشَّرْج: مسيل المَاء من الْحرار إِلَى السهولة.

وَالْجمع: أشْراج، وشِراج، وشُرُوج، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف سحابا:

لَهُ هَيْدَب يَعْلُو الشِّرَاجَ وهَيْدَبٌ ... مُسِفٌّ بأذناب التّلاع خَلُوج

وَقَالَ لبيد:

لياليَ تَحت الخِدْر ثِنْىٌ مُصِيفَةٌ ... من الأُدْم ترتاد الشُّرُوج القوابلا

والشُّرُوج: الْخلَل بَين الْأَصَابِع.

وَقيل: هِيَ الْأَصَابِع.

والشُّرُوج: الشقوق والصدوع، قَالَ الدَّاخِل ابْن حرَام الْهُذلِيّ:

دلفت لَهَا أوَان إذٍ بسَهْم ... خَليف لم تَخَوَّنْه الشُّرُوج

والشَّرْج، والشَّرَج، وَالْأولَى أفْصح: أَعلَى ثقب الاست.

وَقيل: حِتَارها.

وَقيل: الشَّرَج: القصبة الَّتِي بَين الدبر والانثيين.

والشَرَج: أَن تكون إِحْدَى البيضتين اعظم من الْأُخْرَى.

وَقيل: هُوَ أَلا تكون لَهُ إِلَّا بَيْضَة وَاحِدَة: دَابَّة أشرج. وَكَذَلِكَ الرجل.

وشَرَجُ الْوَادي: أَسْفَله إِذا بلغ منفسحه. قَالَ:

بِحَيْثُ كَانَ الواديان شَرَجا

والشَّرْج: الضَّرْب، يُقَال: هما شَرْج وَاحِد، وعَلى شَرْج وَاحِد، وَفِي الْمثل: " أشبه شَرْج شَرْجا لَو أَن أُسَيْمِرا "، جمع سَمُرا على أسْمُر ثمَّ صغره، وَهُوَ من شجر الشوك، يضْرب مثلا للشيئين يشتبهان وَيُفَارق أَحدهمَا صَاحبه فِي بعض الْأُمُور.

وَسَأَلَهُ عَن كلمة فشَرَج عَلَيْهَا أُشْرُوجة: أَي بنى عَلَيْهَا بِنَاء لَيْسَ مِنْهَا. والشَّرِيج: الْعقب، واحدته: شَرِيجة، وَخص بَعضهم بالشَّرِيجة: الْعقبَة الَّتِي يلزق بهَا يش السهْم.

وشَرَّج شرابه: مزجه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف عسلا وَمَاء:

فَشَرَّجها من نُطْفة رُجَبيَّة ... سُلاَسِلَةٍ من مَاء لِصْبٍ سُلاسِل

والشَّارج: الناطور، يَمَانِية، عَن أبي حنيفَة، وَأنْشد:

وَمَا شَاكر إلاّ عصافير جِرْبةٍ ... يقوم إِلَيْهَا شارِجٌ فيطيرُها

وشَرْج: مَاء لبني عبس، قَالَ:

قد وَقعت فِي قِضَّة من شَرْجِ ... ثمَّ استقلّت مِثْلَ شِدْق العِلج

يصف دلوا وَقعت فِي بِئْر قَليلَة المَاء فجَاء فِيهَا نصفهَا، فشبهها بشدق حمَار.

وشرَجْة: مَوضِع، قَالَ لبيد:

لمن طَلَل تضمَّنه أُثَالُ ... فشَرْجة فالمَرانة فالحِبال

شرج

1 شَرَجَ: see 4. b2: Also, (S, A, O, TA,) [aor. ـُ inf. n. شَرْجٌ, (S, O, K, TA,) He put, or set, together bricks (لَبِن), in order, side by side, or one upon another, compactly; (S, A, O, K, TA;) and (O) so ↓ شرّج, (O, Mgh, Msb,) with teshdeed, (Msb,) inf. n. تَشْرِيجٌ. (O, Mgh.) b3: And He collected together, (O, K,) or put together, or joined, (L,) any thing or things, one part to another, or one thing to another; (O, L;) as also ↓ شرّج. (L.) b4: [And app. He wove palm-leaves: see شرِيجَةٌ, below; and see also شَرِيطٌ.] b5: and He mixed (A, O, K) beverage, or wine: and in like manner ↓ شرّج he mixed honey &c. with water. (O.) b6: And شَرَجَهُ فِى الأَمْرِ, aor. ـُ (TK,) inf. n. as above, (K, TK,) He was, or became, a partner, or sharer, (K, TK,) with him in the affair. (TK.) A2: Also, (O,) inf. n. as above, (K,) He lied; (O, K;) like سَرَجَ and سَدَجَ. (O.) A3: شَرِجَ, (O, TA,) with kesr to the ر, (O,) He was, or became, beautifully fat. (O, TA.) 2 شرّج, inf. n. تَشْرِيجٌ: see above, in three places. b2: Also, said of pasture, or herbage, It caused the flesh of an animal to be intermixed with fat. (L.) And شُرِّجَ, said of the flesh of an animal, It was intermixed with fat: (S, O:) or was made to be of two colours by reason of the fat and the flesh: (TA:) and بِالشَّحْمِ ↓ تشرّج it (the flesh) became intermixed with fat. (S, O, K.) A2: And تَشْرِيجٌ also signifies The sewing with stitches far apart. (S, O, K) b2: See also 4.3 مُشَارَجَةٌ The being like, one to another. (O, K.) One says, شارجهُ He was like to him; or it, to it: and شَارَجَا They two were like, each to the other. (TK.) 4 اشرج, (Az, S, A, O, Msb,) inf. n. إِشْرَاجٌ; (K;) and ↓ شرّج, (Az, O,) inf. n. تَشْرِيجٌ; (K;) and ↓ شَرَجَ, (Az, O,) inf. n. شَرْجٌ; (K;) He closed, or made fast, the [leathern receptacle called] خَرِيطَة (Az, O, K) or عَيْبَة, (S, A, O, Msb,) by inserting its أَشْرَاج [or loops] one into another. (S, A, * O, Msb.) b2: [Hence,] اشرج صَدْرَهُ عَلَيْهِ (tropical:) [He closed his bosom upon it]. (A, TA.) 5 تَشَرَّجَ see 2.7 انشرج, (K,) or انشرجت, said of a bow, (ISk, S, O,) It split. (ISk, S, O, K.) شَرْجٌ A place in which water flows from a [stony tract such as is termed] حَرَّة to a soft, or plain, tract; (S, K;) as also ↓ شَرْجَةٌ: (TA:) or the latter signifies [simply] a place in which water flows; and some elide the ة, saying شَرْجٌ: (Msb:) pl. شِرَاجٌ (S, Mgh, Msb, K, expl. in the Mgh agreeably with the former explanation above, and said in the Msb to be pl. of شَرْجَةٌ,) and شُرُوجٌ. (S, K.) A2: Also A party, or distinct body or class [of men]. (S, K.) One says, أَصْبَحُوا فِى

هٰذَا الأَمْرِ شَرْجَيْنِ i. e. [They became, in this affair,] two parties. (S.) And it is said in a trad., أَصْبَحَ النَّاسُ شَرْجَيْنِ فِى السَّفَرِ [The people, or men, became two parties in the journey]; meaning, half of them fasting, and half of them breaking the fast. (TA.) b2: And The like of another; (S, K;) as also ↓ شَرِيجٌ: (O, K:) the latter from the same word as meaning “ a piece of wood [or a branch] that is split into two halves; ” each of which is the شريج of the other. (O.) One says, هٰذَا شَرْجُ هٰذَا This is the like of this. (S.) b3: And A sort, or species. (S, K.) One says, هُمَا شَرْجٌ وَاحِدٌ They two are one sort, or species. (S.) b4: And شَرْجَانِ Any two different colours: (S:) [and] ↓ شَرِيجَانِ signifies [the same, i. e.] two different colours (K, TA) of anything; or, accord. to IAar, two mixed colours, not black and white: (TA:) and ↓ this latter, also, the two lines of the نَيرَانِ [or two ornamental borders] of a [garment of the kind called] بُرْد, (O, K,) one of which is أَخْضَر [here meaning of a dark, or an ashy, dust-colour], and the other white or red. (O.) b5: And الشَّرْجُ, like فَلْس [in measure, not to be confounded with الشَّرَجُ], signifies The [perinæum, or] part between the anus and the testicles. (IKtt, TA.) شَرَجٌ The loops (S, Mgh, O, Msb, K) of the [leathern receptacle called] عَيْبَة, (S, Mgh, O, Msb,) and of the [tent called] خَيْمَة, (O, TA,) and the like, and of the مُصْحَف [or copy of the Kur-án, &c.]: (TA:) [the loops here meant being such as are inserted one into another, to close a bag &c.: see 4:] pl. أَشْرَاجٌ. (S, Msb.) [And it seems also, from what here follows, to signify A single loop.] b2: (assumed tropical:) The anus: (Msb, TA:) or hence شَرَجُ الدُّبُرِ signifies (assumed tropical:) the anus. (Mgh.) b3: And (assumed tropical:) The vulva of a woman: (O, K:) pl. as above. (TA.) b4: And شَرَجُ الدَّرَاهِمِ [The purse for money]. (M and K in art. صر: in the CK, شَرْج.) A2: Also A place of expanding of a valley: (S, O, K:) pl. as above. (S.) b2: and The Milky Way in the sky: (S:) or so الشَّرَجُ. (K.) A3: Also A splitting, or cracking, (اِنْشِقَاقٌ, S, and so in some copies of the K, or شُقَاقٌ, so in other copies of the K and in the O,) in a bow. (S, O, K.) b2: And in a beast, The having one of the two testicles larger than the other. (S, O, K.) شَرْجَةٌ: see شَرْجٌ. b2: Also A hollow dug in the ground, in which a piece of skin is spread, and from which camels are watered, (O, K,) water being poured upon the skin. (O.) شَرِيجٌ A branch, or rod, that is split into two halves: and ↓ شَرِيجَةٌ, a bow that is made thereof: (S, O, K:) or the former, a branch, or rod, from which are split two bows: and either of the bows thus made: or a split bow: pl. شَرَائِجُ: accord. to AA, a bow that is split from a branch, or rod, in two halves; also called فِلْقٌ: accord. to Lh, a bow in which is a splitting (شَقٌّ, used as an inf. n.), and [such as is] a شِقّ, by which is meant the subst. [i. e. half of a branch or rod divided lengthwise]; شريج being used by him as an epithet: and some say that ↓ شَرِيجَةٌ signifies a bow that is not [made] from a sound, or whole, branch; like فِلْقٌ. (TA.) b2: Also An arrow used in the game called المَيْسِر belonging to the person who plays with it, not borrowed. (TA in art. شجر.) b3: See also شَرْجٌ, in three places. b4: المَرْءُ بَيْنَ شَرِيجَىْ غَمٍّ وَسُرُورٍ is a tropical saying [app. meaning (tropical:) Man is between the two different conditions of grief and happiness]. (A, TA.) شَرِيجَةٌ A thing (S, Mgh, Msb, K) that is woven (S, Mgh, Msb) of palm-leaves (S, Mgh, Msb, K) and the like, (Msb,) in which are carried melons and other things (S, Mgh, Msb, K) of the like kind: (S, Mgh, K:) pl. شَرَائِجُ. (Msb.) b2: A door, (Mgh,) or a thing like a door, (Msb,) made of reeds, or canes, for a shop. (Mgh, Msb.) b3: A cage, or coop, (جَدِيلَة,) of reeds, or canes, (O, K, TA,) made (TA) for pigeons. (O, K, TA. [The explanation in the K is strangely misunderstood and rendered by Freytag as meaning “ Zona ex arundine facta, qua utuntur in balneo. ”]) b4: And The sinew with which the feathers of an arrow are attached: (O, K:) if it is feathered by means of glue, the glue is called رُومَةٌ. (O.) b5: [Also, accord. to Golius, as on the authority of Meyd, The tie, or band, (“ ligamentum ”) of a book.] b6: See also شَرِيجٌ, in two places.

شَيْرَجٌ, (Msb, TA,) or شِيرَجٌ, (so in my copy of the Mgh,) or the latter is not allowable, (Msb, TA,) vulgarly pronounced سِيرَج, [q. v.,] with س and kesr, (TA,) an arabicized word, (Mgh, Msb, TA,) from [the Pers\.] شِيرَهْ, (Mgh, Msb,) Oil of sesame, or sesamum: (Msb, TA:) and white oil (Mgh, Msb, TA) is sometimes thus called: (Msb, TA:) and expressed juice (عَصِير), (Mgh, Msb, TA,) or [beverage of the kind called]

نَبِيذ, (Mgh,) before it alters; (Mgh, Msb, TA;) as being likened to oil of sesame because of its clearness. (Msb, TA.) أَشْرَجُ A beast having one of his testicles larger than the other. (S, Mgh, K.) b2: A man having one testicle. (A, TA.) سَهْمٌ مُشَرَّجٌ An arrow having cracks. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

فَتَيَاتٌ مُتَشَارِجَاتٌ [in the CK, erroneously, مُتَشَارَجات,] Young women equals in age. (O, K.)

شرج: ابن الأَعرابي: شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً. وشَرِج إِذا

فَهِم. والشَّرَجُ: عُرى المُصحف والعَيْبة والخِباءِ، ونحو ذلك. شَرَجَها

شَرْجاً، وأَشْرَجَها، وشَرَّجها: أَدخل بعض عُرَاها في بعض وداخل بين

أَشراجها. أَبو زيد: أَخْرَطْتُ الخَريطَة وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتُها

وشَرَجْتُها: شدَدْتها؛ وفي حديث الأَحنف: فأَدْخَلْتُ ثِياب صَوني العَيْبَة

فأَشْرَجْتُها؛ يقال: أَشْرَجْت العَيْبَة وشَرَجْتها إِذا شدَدْتَها

بالشَّرَج، وهي العُرى. وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بعض. وكلُّ

ما ضُمَّ بعضُه إِلى بعض، فقد شُرِجَ وشُرِّج.

والشَّريجَةُ: جَديلة من قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام.

والشَّريجان: لَوْنان مُخْتلِفان من كل شيءٍ؛ وقال ابن الأَعرابي: هما

مُختلِطان غير السواد والبياض؛ ويقال لِخَطَّيْ نِيرَي البُرْدِ شَريجان:

أَحدهما أَخضر، والآخر أَبيض أَو أَحمر؛ وقال في صفة القَطا:

سَقَتْ بِوُرُودِهِ فُرَّاطَ شِرْبٍ،

شَرائِجَ، بين كُدْرِيٍّ وجُونِ

وقال الآخر:

شَريجان من لَوْنٍ، خَلِيطانِ: منهما

سَوادٌ، ومنه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ

وفي الحديث: فأَمَرَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالفِطْرِ فأَصبح

الناس شَرْجَيْن في السَّفَر؛ أَي نصفين: نصْف صِيام، ونصف مَفاطِير.

ويقال: مررت بِفَتَياتٍ مُشارِجاتٍ أَي أَتْرابٍ مُتَساوِيات في

السِّنِّ؛ وقال الأَسود بن يعفر:

يُشْوي لنا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِهِ،

بِشَريجَ بَيْنَ الشَّدِّ والإِرْوادِ

أَي بِعَدْوٍ خُلِطَ من شَدٍّ شديد، وشَدٍّ فيه إِرْوادٌ رِفْقٌ.

وشُرِّجَ اللحم: خالطه الشحمُ، وقد شَرَّجَهُ الكلأُ؛ قال أَبو ذؤَيب

يصف فرساً:

قَصَرَ الصَّبُوحَ لها، فَشُرِّجَ لَحْمُها

بالنَّيِّ، فهْي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ

أَي خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم. وتَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَي تداخلا.

معناه قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفرس التي تقدم ذكرها في بيت قبله؛

وهو:تَغْدو به خَوْصاءُ يَقْطَعُ جَرْيُها

حَلَقَ الرِّحالَة، فهي رِخْوٌ تَمْزَعُ

(* قوله «تغدو به خوصاء إلخ» أنشده الجوهري في مادة رخا: تعدو به

خوصاء.)ومعنى شُرِّج لحمها: جُعِل فيه لَوْنان من الشحم واللحم. والنَّيّ:

الشحم. وقوله: فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَع أَي لو أَدخل أَحدٌ إِصبعه في

لحمها لدخل لكثرة لحمها وشحمها؛ والإِصْبَع بدل من هي، وإِنما أَضمرها

متقدّمة لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة، ومثله ضربتها هِنْداً. والخَوْصاءُ:

الغائِرَة العينين. وحَلَق الرِّحالة: الإِبْزِيمُ. والرِّحالة: سَرْجٌ

يُعمل من جُلود. وتَمْزَع: تُسْرِع.

والشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسان، فكل واحدة منهما شَريجٌ؛

وقيل: الشَّريجُ القوس المنشقَّة، وجمعها شَرائج، قال الشماخ:

شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ

وقال اللحياني: قوس شَريج فيها شَقٌّ وشِقٌّ، فوصف بالشَّريج؛ عنى

بالشَّق المصدر، وبالشِّق الاسم. والشَّرَج: انشِقاقها. وقد انشَرَجت إِذا

انشقَّت.

وقيل: الشَّرِيجة من القِسِيّ التي ليست من غُصْن صحيح مثل الفِلْق.

أَبو عمرو: من القِسِيّ الشَّريج، وهي التي تُشَقُّ من العُود فِلْقتين، وهي

القوس الفِلْق أَيضاً؛ وقال الهذلي:

وشَرِيجَة جَشَّاء، ذات أَزامِلٍ،

تُخْطِي الشِّمالَ، بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ

يعني القَوْسَ تُخْطي تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النزع حتى يكتنزَ

السَّاعِد. والشَّرِيجة: القوس تُتخذ من الشَّرِيج، وهو العود الذي يُشق

فِلْقَيْنِ، وثلاثٌ شَرائج، فإِذا كثرت، فهي الشَّرِيج؛ قال ابن سيده: وهذا

قول ليس بقويّ، لأَن فَعِيلة لا تُمنع من أَن تجمع على فَعائل، قليلةً

كانت أَو كثيرة؛ قال: وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد: الشَّرِيجة، بالهاء،

القوس، من القَضِيب، التي لا يُبْرى منها شيء إِلا أَن تُسَوَّى.

والشَّرْج، بالتسكين: مَسِيل الماء من الحِرارِ إِلى السُّهولة، والجمع أَشْراج

وشِرَاج وشُرُوج؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً:

له هَيْدَبٌ يَعْلُو الشِّراجَ، وهَيْدَبٌ

مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ، خَلُوجُ

وقال لبيد:

لَيالِيَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْيٌ مُصِيفَةٌ

من الأُدْمِ، تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا

وفي حديث الزُّبَيْر: أَنه خاصم رجلاً من الأَنصار في سُيُول شِرَاج

الحَرَّة إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا زُبَيْرُ احْبس الماء

حتى يَبْلُغ الجُدُر. الأَصمعي: الشِّراج مَجاري الماء من الحِرار إِلى

السَّهل، واحدها شَرْج. وشَرَجُ الوادي: مُنْفَسَحُه، والجمع أَشْرَاج. وفي

الحديث: فتَنَحَّى السَّحاب فأَفْرَغ ماءَهُ في شَرْجَة من تلك الشِّراج؛

الشَّرْجَة: مَسِيل الماء من الحَرَّة إِلى السهل، والشَّرْج جنس لها.

وفي الحديث: أَن أَهل المدينة اقتتلوا ومواليَ مُعاوِية على شَرْج من

شَرْج الحَرَّة. المؤرج: الشَّرْجة حفرة تُحفر ثم تُبْسَطُ فيها سُفْرة

ويُصَبُّ الماء عليها فتشربه الإِبل؛ وأَنشد في صفة إِبِل عِطاش

سُقِيَتْ:سَقَيْنا صَوادِيها، على مَتنِ شَرْجَةٍ،

أَضامِيمَ شَتَّى من حِيالٍ ولُقَّحِ

ومَجَرَّة السماء تُسَمَّى: شَرَجاً. والشَّرِيجة: شيء يُنْسَج من سَعَف

النخل يُحمل فيه البِطِّيخ ونحوه. والتَّشْريج: الخِياطَة المتباعِدة.

والشُّرُوج: الخَلَلُ بين الأَصابع؛ وقيل: هي الأَصابع، والشُّرُوج:

الشُّقُوق والصُّدُوع؛ قال الداخِل بن حَرام الهُذَلي:

دَلَفْتُ لَها، أَوانَ إِذٍ، بِسَهْمٍ

خَلِيفٍ، لم تُخَوِّنْهُ الشُّرُوجُ

والشَّرْج والشَّرَج، والأُولى أَفصح: أَعلى ثُقب الاسْت، وقيل:

حَتارُها؛ وقيل: الشَّرَج العَصَبة التي بين الدُّبُر والأُنثيين؛ والشَّرَج في

الدابة. وفي المحكم: والشَّرَج أَن تكون إِحْدى البَيْضَتين أَعظم من

الأُخرى؛ وقيل: هو أَن لا يكون له إِلا بيضة واحدة. دابة أَشْرَج بَيِّنُ

الشَّرَج، وكذلك الرجل. ابن الأَعرابي: الأَشْرَج الذي له خُصْية واحدة من

الدوابّ. وشَرَجُ الوادي: أَسفله إِذا بلغ مُنْفَسَحه؛ قال:

بحيث كانَ الوادِيانِ شَرَجا

والشَرْج: الضَّرْب؛ يقال: هُما شَرْج واحدٌ، وعلى شَرْج واحد أَي ضرْب

واحد. وفي المثل: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً: تصغير

أَسْمُر، قال ابن سيده: جمع سَمُراً على أَسْمُرٍ ثم صغَّره، وهو من شَجَر

الشوك؛ يضرب مثلاً للشيئين يَشْتَبِهان ويُفارق أَحدهما صاحِبَه في بعض

الأُمور. ويقال: هو شَرِيج هذا وشَرْجه أَي مِثْله. وروي عن يوسف بن عمر،

قال: أَنا شَرِيج الحجاج أَي مِثْله في السِّنّ؛ وفي حديث مازن:

فلا رَأْيُهم رَأْيي، ولا شَرْجُهم شَرْجي

ويقال: ليس هو من شَرْجه أَي من طَبَقَته وشكله؛ ومنه حديث علقمة: وكان

نِسْوة يأْتِينَها مُشارِجان لها أَي أَتْراب وأَقْران. ويقال: هذا شَرْج

هذا وشرِيجه ومُشارِجه أَي مِثْله في السِّنّ ومُشاكِله؛ وقول العجاج:

بِحَيْث كانَ الوَادِيان شَرَجا

مِن الحَرِيم، واسْتَفاضَا عَوْسَجا

أَراد بحيث لَصِق الوادي بالآخر، فصار مُشْرَجاً به من الحَرِيم أَي من

حريم القوم مما يَلي دارَهُمَا. اسْتَفاضا عَوْسَجا: يعني الوادِيَين

اتَّسَعا بِنَبْت عَوْسَج. وقال أَبو عبيد: في المثل: أَشْبَهَ شَرْجٌ

شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً؛ قال: كان المفضَّل يُحدِّث

(* قوله «كان المفضل

يحدث إلخ» عبارة شرح القاموس: وذكر أَهل البادية أَن لقمان بن عاد قال

لابنه لقيم: أَقم ههنا حتى أنطلق إِلى الابل، فنحر لقيم جزوراً فأكلها ولم

يخبأ للقمان شيئاً فكره لائمته، فحرق ما حوله من السمر الذي بشرج، وشرج

واد، ليخفي المكان، فلما جاء لقمان جعلت الابل تثير الجمر بأَخفافها، فعرف

لقمان المكان وأنكر ذهاب السمر، فقال: أشبه إلخ. ثم قال: وذكر ابن

الجواليقي في هذا المثل خلاف ما ذكرنا هنا.) أَن صاحب المثَل لُقَيم بن لُقمان،

وكان هو وأَبوه قد نزلا منزلاً يقال له: شَرْج، فذهب لقيم يُعَشِّي

إِبِلَه، وقد كان لُقمان حَسَد لُقَيْماً، فأَراد هلاكه واحتَفر له خَنْدَقاً

وقطَع كلَّ ما هنالك من السَّمُر، ثم مَلأَ به الخَنْدَق وأَوقد عليه

لِيَقَع فيه لُقَيم، فلما أَقبل عَرَف المكان وأَنكر ذهاب السَّمُر، فعندها

قال: أَشبه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً؛ فذهب مَثَلاً.

والشَّرْجان: الفِرقَتان؛ يقال: أَصبحوا في هذا الأَمر شَرْجَين أَي فِرْقتَين؛

وكلُّ لَوْنَين مختلفين: فهما شَرْجان.

أَبو زيد: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذا كَذَبَ. ابن الأَعرابي:

الشَّارِجُ الشرِيك؛ التهذيب: قال المتنخل:

أَلْفَيْتَني هَشَّ النَّدَى،

بِشَرِيجِ قِدْحي، أَو شَجِيرِي

(* قوله «هش الندى بشريج» هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة شجر «هش

اليدين بمري قدحي إلخ.»)

قال: الشَّرِيج قِدْحه الذي هُوَ له. والشَّجِير: الغريب. يقول:

أَلْفَيْتَني أَضرب بقِدْحَيَّ في المَيْسِر: أَحدُهما لي، والآخر مُسْتَعار.

والشَّريجُ: أَن تُشقَّ الخشَبة بنصْفين فيكون أَحد النِّصْفين شَريج

الآخر. وسأَله عن كلمة: فَشَرج عليها أُشْرُوجَة أَي بَنى عليها بِناء ليس

منها. والشَّرِيجُ: العَقَب، واحدته شَرِيجَة، وخَصَّ بعضهم بالشَّرِيجة

العَقَبة التي يُلْزَق بها رِيشُ السَّهم؛ يقال: أَعطني شَريجة منه. ويقال:

شَرَجْت العسلَ وغيرَهُ بالماء أَي مزجتُه. وشَرَّج شرابه: مَزَجَه؛ قال

أَبو ذؤيب يصف عسلاً وماء:

فشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَحَبِيَّةٍ،

سُلاسِلَةٍ، من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ

والشَّارِج: النَّاطُور، يمانية؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

وما شاكِرٌ إِلا عصافيرُ جِرْبَةٍ،

يقومُ إِليها شارِجٌ فيُطِيرُها

وشَرْجٌ: ماء لِبَني عَبْسٍ؛ قال يصف دَلْواً وقعت في بئر قليلة الماء

فجاء فيها نصفها، فشبهها بِشِدْقِ حمار:

قد وَقَعَتْ في فِضَّةٍ من شَرْجِ،

ثم اسْتَقَلَّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ

وشَرْجَة: موضع؛ قال لبيد:

فَمِنْ طَلَلٍ تَضَمَّنَه أُثالُ،

فَشَرْجَةُ فالمَرانَةُ فالجِبالُ

وشَرْجٌ: موضع؛ وفي حديث كعب بن الأَشرف: شَرْجُ العجوز، هو موضع قرب

المدينة.

شرج
: (الشَّرَج، مُحَرَّكةً: العُرَى) عُرَى المُصْحَفِ والعَيْبَةِ والخِباءِ ونحوِ ذالك، شَرَجها شَرْجاً، وأَشْرَجَهَا وشَرَّجَها: أَدخلَ بعضَ عُرَاهَا فِي بعضٍ، ودَاخَل بينَ أَشْراجِهَا. وَفِي حَدِيث الأَحْنَف (فأَدخلْتُ ثِيابَ صَوْنِي العَيْبَةَ فأَشْرَجْتُهَا) . يُقَال: أَشْرَجْتُ العَيْبَةَ وشَرَّجْتُهَا: إِذا شَدَدْتَها بالشَّرَجِ، وَهِي العُرَى (و) الشَّرَجُ: (مُنْفَسَحُ الوادِي، ومَجَرَّةُ السَّمَاءِ، وفَرْجُ المرأَةِ) ، ولجمع من ذالك كلّه أَشْرَاجٌ. مذكورٌ فِي (الصّحاح) . (و) الشَّرَجُ: (الشِّقَاق) ونصُّ (الصّحاح) : انْشِقاقٌ (فِي القَوْس) وَقد انْشَرَجَت: إِذا انشَقَّتْ، عَن ابْن السِّكِّيت.
(والشَّرْجُ: الفِرْقَةُ) ، وهما شَرْجَان. يُقَال: أَصْبَحوا فِي هاذا الأَمرِ شَرْجَينِ: أَي فِرْقَتَيْنِ. وَفِي الحَدِيث: (فأَصْبَحَ النَّاسُ شَرْجَيْنِ، فِي السَّفَر) ، أَي نِصْفَيْنِ، نِصْفٌ صِيَامٌ، ونِصْفٌ مَفَاطِيرُ (و) الشَّرْجُ: (مَسيلُ ماءٍ من الحَرَّةِ إِلى السَّهْل) كالشَّرْجَة. و (ج) أَي جَمعهمَا (شِرَاجٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وشُروجٌ) ، بالضَّمّ (و) الشَّرْج: (الشِّرْكَةُ والمَزْجُ) ، قَالَه الزمخشريّ فِي (الأَساس) . (والجَمْعُ والكَذِبُ) ، الأَخيرُ إِمّا لُغة فِي المُهملة وَقد تَقَدَّم، أَو مُصَحَّفٌ مِنْهُ.
(و) الشَّرْجُ (: شَدُّ الخَريطةِ، كالإِشْرَاجِ والتَّشْرِيجِ) . قَالَ أَبو زيد: أَخْرَطْت الخَرِيطةَ وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتَها وشَرَجْتها: شَدَدْتها.
(و) الشَّرْجُ: (المِثْلُ، كالشَّرِيج) تَقول: هاذا شَريجُ هاذا، أَي مِثلُه، (و) الشَّرْجُ (: النَّوْع) والضَّرْب. وهما شَرْجٌ واحدٌ.
(و) الشَّرْجُ: (نَضْدُ اللَّبِن) كَكَتِف. وَفِي (الصّحاح) : وشَرَجْت اللَّبِنَ شَرْجاً: نَضَدْتُه. وَفِي نسخةٍ اللِّبْن، بِكَسْر اللَّام. وَفِي (اللِّسَان) : وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بعضٍ. وكلُّ مَا ضُمَّ بَضُه إِلى بعضٍ فقد شُرِجَ وشُرِّجَ.
(و) الشَّرْجُ: (وادٍ بِالْيمن) .
وَفِي الْمثل: (أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لَو أَنَّ أُسَيْراً) . كَذَا فِي (الصّحاح) . ووجدْت على حَاشِيَته مَا نصُّه: هاذا المثَلُ يُضْرَب للأَمْرَينِ يَشْتَبِهَان ويَفترقانِ فِي شيْءٍ، وذَكَرَ أَهلْ البادِيةِ أَن لُقْمانَ بن عَاد قَالَ لِابْنِهِ لُقَيْمٍ: أَقِمْ هَا هُنَا حَتَّى أَنطلِقَ إِلى الإِبلِ. فنَحَر لُقَيمٌ جَزوراً فأَكلَها وَلم يَخْبَأْ لِلُقمانَ شَيْئا. فكرِه لائمتَه، فحَرَّقَ مَا حولَه من السَّمُرِ الَّذِي بَشَرْج وشَرْجٌ: وادٍ لِيَخْفَى المَكَانُ. فلمَّا جاءَ لُقْمَانُ جعلَت الإِبلُ تُثِيرُ الجَمْرَ بأَخْفَافِهَا. فعرَف لقمانُ المكانَ، وأَنكرَ ذَهَابَ السَّمُرِ، فَقَالَ: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لَو أَن أُسَيْمِراً) . وأُسَيْمرٌ تَصْغِير أَسْمُرٍ، وأَسْمُرٌ جمع سَمُرٍ. وَذكر ابنُ الجَوالِيقي فِي تَفْسِير هاذا الْمثل خلافَ مَا ذَكرنا هُنَا.
(و) فِي (الصّحاح) : قَالَ يَعقوبُ: شَرْجٌ: (ماءٌ لبني عَبْسٍ) .
(وسَعْدُ بنُ شِرَاج، ككِتَاب، مُحَدِّثٌ مُقْرِىءٌ فَرْدٌ) . (وزَيْدُ بنُ شَرَاجَةَ، كسَحَابَة: شيخٌ لعَوْفٍ الأَعرابيّ) .
(وزُرْزُورُ) بالضمّ (بنُ صُهَيبٍ) مولَى آلُ جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ (الشَّرْجِيّ مُحَدِّثٌ) صالِحٌ، روى عَن عَطَاءٍ، وَعنهُ ابنُ عُيَينَةَ، منسوبٌ إِلى الشَّرْجةِ: مَوْضِعٍ بمكَّةَ.
(وشَرْجُ العَجوزِ) فِي حديثِ كَعْبِ بن الأَشْرَفِ (ع، بقُرْبِ المَدِينةِ) على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ وأَتمّ التسليمِ.
(والشَّريجةُ: شيْءٌ) يُنسَجُ (من سَعَفِ) النَّخْلِ (يُحْمَلُ فيهِ البِطِّيخُ ونَحْوُه) ، كَذَا فِي (الصّحاح) . (و) الشَّريجةُ: (قَوْسٌ تُتَّخَذُ من الشَّريجِ) والشَّرِيجُ اسمٌ (للعُودِ الّذِي يُشقّ فِلْقَيْنِ) . وَفِي (اللِّسَان) : الشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ مِنْهُ قَوْسَانِ، فكلُّ وَاحِدَة مِنْهُمَا شَرِيجٌ. وَقيل: الشَّريجُ: القَوسُ المُنْشَقَّة، وَجَمعهَا شَرَائِجُ. قَالَ الشَّمّاخ:
شرائِجُ النَّبْعِ بَرَاهَا القَوّاسْ
وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: قوسٌ شَريجٌ: فِيهَا شَقٌّ وشقٌّ. فوصفَ بالشَّريجِ، عَنَى بالشَّقّ المَصدَرَ، وبالشِّقّ الاسمَ. والشَّرَجُ: انشقاقُها. وَقيل: الشَّرِيجةُ من القسِيّ: الَّتِي ليستْ من غُصْن صَحيحٍ مثل الفِلْق. وَعَن أَبي عمرٍ و: من القِسِيِّ الشريجُ، وَهِي الَّتِي تُشَقُّ من العُودِ فِلْقَتَيْنِ، وَهِي القَوْسُ الفِلْقُ أَيضاً. وَقَالَ الهُذَلِيّ:
وشَرِيجَةٌ جَشّاءُ ذَاتُ أَزاملٍ
يُحْظِي الشِّمَالَ بهَا مُمَرٌّ أَمْلَسُ
يعتني القَوْسَ يُخْظِي: يُخرِجِ لَحْمَ السَّاعِد بشِدّةِ النَّزْعِ حَتَّى يكتنِزَ السّاعِدُ.
(و) الشَّرِيجةُ (جَدِيلةٌ من قَصَبٍ) تُتَّخَذ (للحَمَامِ. و)) الشَّريجةُ: (العَقَبَةُ الَّتِي يُلْصَق بهَا رِيشُ السَّهْمِ) .
(وعليُّ بنُ محمدِ الشَّرِيجيُّ: مُحدِّث) .
(والشَّرْجَةُ: د، بساحلِ اليَمَنِ) قَالَ شَيخنَا: إِطلاقُه يَقتضِي الفَتْحَ، وضَبطها العارِفُون بالتّحريك. قلت الْمَعْرُوف الْمَشْهُور على أَلسنتهم بالفَتح، وهاكذا ضبطَه غيرُ واحدٍ. وَقد دَخلتُها. وَهِي فِي مَسيلِ الوادِي. مِنْهَا سِرَاجُ الدّين عبدُ اللّطِيفِ بنُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بن عُمَرَ الزَّبِيدِيّ الحَنَفيّ شَيْخُ نُحَاةِ مِصْرَ، دَرّس النَّحْوَ والفِقْه بمدارِسها، توفِّيَ سنة 802، وولَدُ وَلَدِه الشيخُ زَيْنُ الدّينِ أَحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبد اللطيفِ الحنفيّ، ممّن رَوَى عَن السَّخَاوِيّ، وَهُوَ من شُيوخِ الحافظِ وَجيهِ الدينِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ عليّ بن الدَّيْبَعِ الشيبانيّ الزَّبِيديّ، وَله مؤلفَات شَهِيرةٌ.
(و) الشَّرْجَةُ أَيضاً: (حُفْرَةٌ تُحْفَر فيُبْسَط فِيهَا جِلْدٌ فتُسْقَى مِنْهَا الإِبلُ) .
(وانْشَرَجَ) القَوْسُ: (انْشَقّ) .
(والتَّشْرِيج: الخياطَةُ المُتَبَاعِدَة) ، وَمثله فِي (الصّحاح) .
(والشَّرِيجانِ: لَوْنَانِ مُخْتَلِفانِ) من كلّ شيْءٍ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: هما مختلِطان غيرَ السَّواد وَالْبَيَاض.
وَفِي (الصّحاح) : وكلُّ لَوْنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ: فهما شَرْجَانِ) .
(و) الشَّرِيجانِ: (خَطَّا نِيرَى البُرْدِ) أَحدهما أَخضَرُ والآخَرُ أَبيضُ أَو أَحمرُ. وَقَالَ فِي صِفَةِ القَطَا:
سَبَقْتُ بِوِرْدِهِ فُرّاطَ سِرْبٍ
شَرَائِجَ بينَ كُدْرِيَ وجُونِ
وَقَالَ الآخَرَ:
شَريجانِ من لَونَينِ خِلْطانِ مِنهمَا
سَوَادٌ وَمِنْه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ
(والمُشَارَجَة: المُشَابَهة) والمُمَاثَلة. (و) مِنْهُ (فَتَياتٌ مُشَارِجَاتٌ) : أَي أَتْرابٌ (مُتَسَاوِيَاتٌ فِي الشِّنّ) .
(و) شُرِّجَ اللَّحْمُ: خالطَه الشَّحْمُ. وَقد شَرَّجَه الكَلأُ. قَالَ أَبو ذُؤيب يَصِف فَرساً:
قَصَرَ الصَّبُوحَ لهَا فشُرِّجَ لَحْمُهَا
بالنَّبيِّ تَثُوخُ فِيهَا الإِصْبَعُ أَي خُلِطَ لَحْمُهَا بالشَّحْم. و (تَشرَّجَ اللَّحمُ بالشَّحْمِ: تَدَاخَلَ) ، ونصُّ (الصّحاح) وَغَيره: (تَدَاخَلاَ) ، مَعْنَاهُ: قَصَرَ اللَّبَنَ على هاذه الفَرس الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُها فِي بيتٍ قَبْلَه، وَهُوَ:
تَغْدُو بِهِ خَوْصَاءُ يَقْطَع جَرْيُها
حَلَقَ الرِّحالةِ فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ
وَمعنى شُرِّجَ لحمُهَا: جُعِل فِيهِ لَونانِ من الشَّحْم واللَّحْم. والنَّيّء: الشَّحْم. وَقَول: فَهِيَ تَثوخ فِيهَا الإِصبعُ: أَي لَو أَدْخَل أَحدٌ إِصبعَه فِي لَحْمهَا لَدَخَل لِكثرةِ لحْمِهَا وشَحْمها. والخَوْصَاءُ: غائرةُ العَينينِ. وحَلَقُ الرِّحَالةِ: الإِبْزِيمُ. والرِّحالة: سَرْجٌ يُعمَل من جُلود. وتَمْزَعُ: تُسْرع.
(ودَابَّةٌ أَشْرَجُ بَيِّنة الشَّرَجِ) : إِذا كَانَت (إِحْدَى خُصْمَيْه أَعظمَ من الأُخْرَى) ، وَمثله فِي (الصّحاح) . وَفِي (الأَساس) : رجلٌ أَشْرَجُ: لَهُ خُصْيَةٌ واحدةٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
عَن ابْن الأَعرابيّ: شَرِجَ: إِذا سَمِنَ سَمَناً حَسَناً. وشَرِجَ: إِذا فَهِمَ.
وَفِي (الْمِصْبَاح) : الشَّرَجَ، بِفتْحَتَيْنِ: مَجْمَعُ حَلْقَة الدُّبُرِ الَّذِي يَنْطَبق.
(وَقَالَ ابْن القَطّاع: الشَّرْج، كفَلْسٍ) : مَا بَين الدُّبُر والأُنْثَيَيْنِ. وَدَعوى شَيخنَا أَنه فِي (الصّحاح) ، وعجيبٌ إِهمالُ المصنّف إِيّاه، غريبٌ فإِني تَصفَّحت نُسْخَة (الصّحاح) فِي مادّته فَلم أَجدْه. نعمْ مَرَّ للمصنّف فِي أَوّل الْمَادَّة: الشَّرَجُ: فَرْجُ المرأَة، ولكانّ هاذا غير ذالك.
وشَرْجَة: موضعٌ. وأَنشد:
لمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنَه أُثَالُ
فشَرْجَةُ فالمَرَانَةُ فالحِبالُ
وشَرِيج كأَمِيرٍ: قَريةٌ بالمَهْجَم بِالْيمن. مِنْهَا أَحمد بن الأَحْوَسِ الْفَقِيه تَرْجَمه الجَنَدِيّ وغيرُه.
والشَّيْرَجُ، مِثَال صَيْقَل وزَيْنب: دُهْنُ السِّمْسِم، ورُبما قيل للدُّهْن الأَبيضِ وللعَصِير قَبْلَ أَن يَتَغيّر تَشْبِيهاً بِهِ لصفائه. وَهُوَ مُلْحق بِبَاب فَعْلَل نَحْو جَعْفَر. وَلَا يجوز كسْرُ الشِّين. والعَوَامُ يَنْطِقون بِهِ بإِهمال السّين.
وَفِي (الأَساس) وَمن الْمجَاز: المَرْءُ بَين شَرِيجَيْ غَمَ وسُرُور، وأَشْرَجَ صَدْره عَلَيْهِ.
(شرج)
الشَّيْء شرجا ضم أجزاءه بَعْضهَا إِلَى بعض وَاللَّبن وَنَحْوه نضده والعيبة أَدخل بعض عراها فِي بعض وشدها وَالشرَاب بِالْمَاءِ مزجه

(شرج) الْجِسْم شرجا سمن واكتنز

سهل

(سهل)
سهولة مَال إِلَى اللين وَقلت خشونته فَهُوَ سهل وَهِي سهلة
سهل
السَّهْلُ: ضدّ الحزن، وجمعه سُهُولٌ، قال تعالى: تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً [الأعراف/ 74] ، وأَسْهَلَ: حصل في السَّهْلِ، ورجل سَهْلِيٌّ منسوب إلى السّهل، ونهر سَهْلٌ، ورجل سَهْلُ الخلق، وحزن الخلق، وسُهَيْلٌ نجم.
سهل
السَّهْلُ: كلُّ شَيْءٍ إلى اللِّيْنِ وذَهابِ الخُشُونِة، سَهُلَ سُهُولَةٌ، وأسْهَلَ القَوْمُ. نَزَلوُا إلى السَّهْلِ. وإسْهَالُ البَطْنِ: أنْ يُسْهِلَه دَواءٌ، والسَّهُوْلُ: المَشُوُّ. والسِّهْلَةُ: تُرَابٌ كالرَّمْلِ، ونَهْرٌ سَهِلٌ: فيه سِهْلَةٌ. وفي المَثَل: أكْذَبُ من سُهَيْلَةَ وهي الرِّيْحُ. وسُهَيْلٌ: كَوْكَبٌ لا يُرى بخُراسان.
[سهل] السَهْلُ: نقيض الجبَل. وأرضٌ سَهْلَةٌ، والنسبة إليه سُهْلِيُّ بالضم على غير قياس. وأَسْهَلَ القومُ: صاروا إلى السَهْلِ. ورجلٌ سَهْلُ الخُلُقِ. والسِهْلَةُ، بكسر السين: رملٌ ليس بالدُقاق. ونَهْرٌ سَهْلٌ: ذو سِهْلَةٍ. والسُهولَةُ: ضدُّ الحزونةِ. وقد سَهُلَ الموضع بالضم. وأَسْهَلَ الدواءُ الطبيعة. والتَسْهيلُ: التيسيرُ. والتَساهُلُ: التسامحُ. واستسهل الشئ: عده سهلا. وسهيل: نجم.
(سهل) - في حديث أمِّ سَلَمة - رضي الله عنها - في مقتل الحُسَين رضي الله عنه: "أَنَّ جِبريلَ أتاه بسِهْلةٍ، أو تُرابٍ أحمر"
السَّهْلَة: رَمْل خَشنٌ ليس بالدُّقاقِ". - في الحديث: "من كَذَب علىَّ فقد استَهَلَّ مكانه من جَهَنَّم".
قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، فيما قَرأتُه عليه: هو افْتَعل من السَّهْل بمعنى تبوَّأ وأَخَذ: أي اتَّخذ مَكاناً سَهلاً من جَهَنَّم، وليس في جَهَنَّم سَهْلٌ لكنه بمعنى تَبَوَّأَ أو نَحْوه.
س هـ ل : (السَّهْلُ) ضِدُّ الْجَبَلِ وَأَرْضٌ (سَهْلَةٌ) وَالنِّسْبَةُ إِلَى السَّهْلِ (سُهْلِيٌّ) بِالضَّمِّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَ (أَسْهَلَ) الْقَوْمُ صَارُوا إِلَى السَّهْلِ وَرَجُلٌ (سَهْلُ) الْخُلُقِ. وَ (السُّهُولَةُ) ضِدُّ الْحُزُونَةِ وَقَدْ سَهُلَ الْمَوْضِعُ بِالضَّمِّ (سُهُولَةً) . وَ (أَسْهَلَ) الدَّوَاءُ طَبِيعَتَهُ. وَ (التَّسْهِيلُ) التَّيْسِيرُ. وَ (التَّسَاهُلُ) التَّسَامُحُ. وَاسْتَسْهَلَ الشَّيْءَ عَدَّهُ سَهْلًا. وَ (سُهَيْلٌ) نَجْمٌ. 
[سهل] نه: فيه: من كذب على فقد "استهل" مكانه من جهنم، أي تبوأ واتخذ مكانًالًا من جهنم، وهو افتعل من السهل وليس في جهنم سهل. وفيه: "فيسهل" فيقوم مستقبل القبلة، أسهل إذا صار إلى السهل من الأرض وهو ضد الحزن، أراد أنه صار إلى بطن الوادي. ومنه ح أم سلمة رضي الله عنها في مقتل الحسين رضي الله عنه: إن جبرئيل عليه السلام أتاه "بسهلة" أو تراب أحمر، السهلة رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: إنه "سهل" الخدين صلتهما، أي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين، والسهل ضد الصعب وضد الحزن. ك: أهل "السهل" سكان البوادي وأهل المدر أهل البلاد. ن: وكان صلى الله عليه وسلم رجلا "سهلا" أي سهل الخلق كريم الشمائل.

سهل


سَهُلَ(n. ac. سَهَاْلَة
سُهُوْلَة)
a. Was easy.
b.(n. ac. سُهُوْلَة), Was smooth, level, even.
سَهَّلَ
a. [acc. & La
or
'Ala], Facilitated; made easy for.
b. Smoothed, levelled.

سَاْهَلَa. Was obliging, accommodating to; was conciliatory
with.

أَسْهَلَa. Descended into, settled in the plain.
b. Purged, relaxed; eased (medicine).

تَسَهَّلَa. Was, was made easy.
b. Was smoothed, levelled.

تَسَاْهَلَa. Was obliging, accommodating; was friendly.

إِسْتَسْهَلَa. Considered easy.
b. Deemed smooth.

سَهْل
(pl.
سُهُوْل)
a. Smooth, level; plain.

سِهْلَةa. Sea; sand.

سَهِلa. Easy, facile.
b. Smooth, level, even.

سَهُوْلa. Laxative, purging.

سُهُوْلَةa. Ease, facility.
b. Comfort.
c. Mildness, gentleness; affability.
N. Ag.
أَسْهَلَa. Attenuant.

N. Ac.
أَسْهَلَa. Diarrhœa.

N. Ag.
تَسَاْهَلَa. Accommodating.

سُهَيْل
a. Canopus (star).
س هـ ل : سَهُلَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ سُهُولَةً لِأَنَّ هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْمَشْهُورَةُ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَقَالُوا سهل بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِهَا أَيْضًا وَالْفَاعِلُ سَهْلٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَبِمُصَغَّرِهِ أَيْضًا وَأَرْضٌ سَهْلَةٌ ابْنُ فَارِسٍ السَّهْلُ خِلَافُ الْحَزْنِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ السَّهْلُ خِلَافُ الْجَبَلِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ سُهْلِيٌّ بِالضَّمِّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَأَسْهَلَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ نَزَلُوا إلَى السَّهْلِ وَجَمْعُهُ سُهُولٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَهُوَ سَهْلُ الْخُلُقِ وَسَهَّلَ اللَّهُ الشَّيْءَ بِالتَّشْدِيدِ فَتَسَهَّلَ وَسَهُلَ وَأَسْهَلَ الدَّوَاءُ الْبَطْنَ أَطْلَقَهُ وَالْفَاعِلُ وَالْمَفْعُولُ عَلَى قِيَاسِهِمَا وَلَا يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِ النَّاسِ مَسْهُولٌ إلَّا أَنْ يُوجَدَ نَصٌّ يُوثَقُ بِهِ. 
(س هـ ل) : (السَّهْلُ) خِلَافُ الصَّعْبِ أَوْ الْحَزْنِ (وَبِهِ كُنِّيَ) أَبُو سَهْلٍ الْفَرَضِيُّ وَأَبُو سَهْلٍ الزَّجَّاجِيُّ مِنْ تَلَامِذَةِ الْكَرْخِيِّ وَقِيلَ إنَّ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ قَرَأَ عَلَيْهِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) كُنِّيَ أَبُو سُهَيْلِ ابْنُ الْبَيْضَاءِ فِي الْجَنَائِزِ وَكُنِّيَ أَبُو سُهَيْلٍ الْعَزَّالُ وَهَذَا وَالْفَرَضِيُّ كِلَاهُمَا مِنْ عُلَمَاءِ الْحَيْضِ (وَبِتَأْنِيثِهِ) سُمِّيَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ الْمُسْتَحَاضَةُ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَبُوهَا عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ وَسَهْلَةُ بِنْتُ سَهْلٍ السَّائِلَةُ عَنْ اغْتِسَالِهَا إذَا احْتَلَمَتْ وَالْأَبُ عَلَى لَفْظِ التَّكْبِيرِ وَسَهْلَةُ بِنْتُ عَاصِمٍ الَّتِي وُلِدَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَقَسَمَ لَهَا النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَوْمئِذٍ (وَأَمَّا سَهْلَةُ) الزُّجَاجِ فَبِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ وَهِيَ رَمْلُ الْبَحْرِ يُجْعَلُ فِي جَوْهَرِهِ لَا مَحَالَةَ.
(س هـ ل)

السَّهْلُ: كل شَيْء إِلَى اللين وَقلة الخشونة، وَالنّسب إِلَى سهلي، على غير قِيَاس. والسَّهِلُ كالسَّهْلِ، قَالَ الْجَعْدِي يصف سحابا:

حَتَّى إِذا هَبطَ الأفلاجَ وانقطَعتْ ... عنهُ الجَنُوبُ وحلَّ الغائِطَ السَّهِلا

وَقد سَهُلَ سُهولةً.

وسَهَّلَه: صيره سَهْلا، وَفِي الدُّعَاء: سَهَّلَ الله عَلَيْك الْأَمر وَلَك، أَي حمل مؤونته عَنْك وخفف عَلَيْك.

والسَّهْل من الأَرْض: نقيض الْحزن، وَهُوَ من الْأَسْمَاء الَّتِي أجريت مجْرى الظروف وَالْجمع سُهُولٌ.

وَأَرْض سَهلةٌ وَقد سَهُلتْ سهولةً، جَاءُوا بِهِ على بِنَاء وضده، وَهُوَ قَوْلهم حزنت حزونة.

وأسهَلَ الْقَوْم: صَارُوا فِي السَّهْلِ، وَقَول غيلَان الربعِي يصف حلبة:

وأسْهَلوهنَّ دُقاقَ البَطحاءْ

إِنَّمَا أَرَادَ أسْهلوا بِهن فِي دقاق الْبَطْحَاء، فَحذف الْحَرْف، وأوصل الْفِعْل.

وبعير سُهْلِيٌّ: يرْعَى فِي السُّهولةِ.

وَرجل سَهْلُ الْوَجْه، عَن اللحياني، وَلم يفسره، وَعِنْدِي انه يَعْنِي بذلك قلَّة لَحْمه، وَهُوَ مَا يستحسن.

والسّهْلَة: راب كالرمل يَجِيء بِهِ المَاء.

وَأَرْض سَهِلَةٌ: كَثِيرَة السَّهْلَةِ.

وإسْهالُ الْبَطن كالخلفة، وَقد أُسْهِلَ الرجل وأُسْهِلَ بَطْنه، وأسْهَلَه الدَّوَاء.

والسَّهْلُ: الْغُرَاب.

وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ: اسمان.

وسُهَيلٌ: كَوْكَب يمَان.
سهل: سَهَّل (بالتشديد): أسرع العمل: استعجل العمل (بوشر) ولعل هذا الفعل يدل على هذا المعنى أو ما يقاربه في عبارة تاريخ البربر (1: 359) في كلامه عن قبر المهدي: وقيام الحُجَّاب دون الزائرين من الغرباء لتسهيل الإذن واستشعار الأبهة وتقديم الصدقات بين أيدي زيارته.
سهَّل البطن: سبب استطلاق البطن ومُشاءه (بوشر).
تسهَّل: تمهَّد، دمِث، توطأ (بوشر).
تسهَّل: تصالح، استمال (هلو) وهو يذكر: يَسّر، هون، غير أن هذا هو معنى سَهَّل.
تساهل وتساهل في أمر: استخف به ولم يعره انتباهاً، ولم يبال به. وليس هو من لغة المحدثين، (انظر لين) بل هو معنى قديم بعض القدم. ففي حيان - بسّام (ص140 ق): تساهلوا في مأكل لم يستطبه فقيهٌ قبلهم (ابن خلكان 1: 3، 470، الصفدي عند أماري ص676، المقريزي في طرائف دي ساسي 2: 56، السيوطي عند ميرسنج (ص36) وفي المقدمة (3: 328): حذراً أن يتساهل الطبع في الخروج من وزن إلى وزن يقاربه (دي سلان) ألف ليلة 3: 614).
تساهل في الثمن: تسامح في ثمن الشيء الذي باعه، وباعه بثمن بخس. (ألف ليلة 4: 353) ويقال تساهل مع فلان (نفس المصدر 1: 5.
تساهل: أسهل، قصد النهر السهل. ففي تاريخ البربر (1: 124): يتساهل إلى بسيط المغرب.
انسهل: أُسهل، تناول مُسهلاً (ألكالا، دي ساسي طرائف 1: 146).
استسهل: عده سَهْلا، عده زهيداً (الادريسي ص99، المعّري 2: 441).
سَهْل: مواتٍ، سمح، رضي (بوشر).
سَهْل: أسلوب سهل: أسلوب سيَّال، أسلوب طبعي (بوشر).
سَهْل: أرض منبسطة ذات حصباء لا نبات فيها (مارمول 3: 15).
سَهْلَة: خَبْت، ضد حَزْن (بوشر).
سَهْلَة: ميدان محاط بعمارات (بوشر).
سُهْلَة: زحير، زحار، اسهال (دومب ص89).
سُهَيْل: سُهيل بلقين، أو بلفين، أو بلعين: 17?، 31?، و 35? في سير السفينة، ويقال أيضاً سهيل رقاس أو رقاش أو الرفاس (دورن 61).
أختا سهيل: كوكبان في الطرف الخارجي من الشعرى اليمانية أو الشعرى الغموص أو الغميصاء وطرف سيربوس (بوشر) وانظر لين.
سُهْولَة: وسيلة النجاح (بوشر).
سُهْولة: طريقة لإنهاء عمل بيسر (بوشر).
سُهَولَة: تغاضٍ عن العقاب، إفلات من قصاص (بوشر).
سهولة اللفظ: عذوبة اللفظ (بوشر، عبد الواحد ص104) غير أن صاحب محيط المحيط يذكر معنى آخر له فيقول: يقال أيضاً: السهولة والظرافة. وخلو اللفظ من التكلف والتعقيد والتعسّف في السبك، مثل قول مجنون ليلى:
أليس وعدتني يا قلب أنّي ... إذا ما تُبْتُ عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى ... فما لك كلما ذكرت تذوب
ساهِل: غير معاقب، مفلت من القصاص، وبالساهل: بلا عقوبة وبلا قصاص (بوشر).
أسْهَل: أيسر، أكثر سهولة (فوك).
إسْهال: استطلاق البطن، مُشاء (ابن بطوطة 2: 148).
اسهال الدم: زحير، زُحار (بوشر).
تَسْهِيل: اسهال، استطلاق البطن. (فوك).
تَسْهِيل: حذف الهمزة، ويقال أيضاً: تسهيل بين بين: تخفيف الهمزة مع الاحتفاظ بقسم من لفظها (دي ساسي قواعد 1: 100).
مُسْهِل: سَهول، دواء يلين البطن ويمشيه (ألكالا).
مسهلة: مكنسة (دومب ص94).
مُسْهُول. طبيعته مسهولة: بطنه مستطلقة (بوشر).
انسهال: إسهلال، استطلاق البطن (هُرار) (بوشر).

سهل: السَّهْلُ: نَقيضُ الحَزْن، والنسبة إِليه سُهْلِيٌّ. ونَهَرٌ

سَهِلٌ: ذو سِهْلَةٍ. والسُّهولة: ضد الحُزُونة، وقد سَهُل الموضعُ، بالضم.

ابن سيده: السَّهْلُ كل شيء إِلى اللِّين وقِلة الخشونة، والنسب إِليه

سُهْلِيٌّ، بالضم، على غير قياس. والسَّهِلُ: كالسَّهْل؛ قال الجعدي يصف

سحاباً:

حتى إِذا هَبَط الأَفْلاحَ وانْقَطَعَتْ

عنه الجَنوبُ، وحَلَّ الغائطَ السَّهِلا

وقد سَهُلَ سُهولةً. وسَهَّله: صَيَّره سَهْلاً. وفي الدعاء: سَهَّل

اللهُ عليك الأَمرَ ولك أَي حَمَل مؤنَته عنك وخَفَّفَ عليك. والسَّهْل من

الأَرض: نقيض الحَزن، وهو من الأَسماء التي أُجريت مُجْرى الظروف، والجمع

سُهول. وأَرض سَهْلة، وقد سَهُلَتْ سُهولةً، جاؤوا به على بناء ضده، وهو

قولهم حَزُنَتْ حُزُونةً. وأَسْهَلَ القومُ: صاروا في السَّهْل.

وأَسْهَلَ القومُ إِذا نزلوا السَّهْل بعدما كانوا نازلين بالحَزْن. وفي حديث رمي

الجمار: ثم يأْخذ ذاتَ الشِّمال فيُسْهِل فيقوم مُسْتقبلَ القبلة؛

أَسْهَلَ يُسْهِل إِذا صار إِلى السَّهْل من الأَرض، وهو ضد الحَزْن، أَراد

أَنه صار إِلى بطن الوادي. وأَسْهَلوا إِذا استعملوا السُّهولة مع الناس،

وأَحْزَنوا إِذا استعملوا الحُزونة؛ قال لبيد:

فإِن يُسْهِلوا فالسَّهْلُ حَظِّي وطُرْقَتي،

وإِن يُحْزِنوا أَرْكَبْ بهم كُلَّ مَرْكَب

وقول غَيْلان الرَّبَعي يَصف حَلْبة:

وأَسْهَلوهُنَّ دُقاقَ البَطْحا

إِنما أَراد أَسْهَلوا بهنَّ في دُقاق البطحاء فحذف الحرف وأَوْصَل.

وبعيرٌ سُهْليٌّ: يَرْعى في السُّهولة.

والتسهيل: التيسير. والتَّساهُل: التسامُح. واسْتَسْهَلَ الشيءَ: عَدَّه

سَهْلاً. وفي الحديث: من كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّداً فقد اسْتَهَلَ مكانَه

من جهنم أَي تَبَوَّأَ واتخذ مكاناً سَهْلاً من جهنَّم، وهو افْتَعَل من

السَّهْل، وليس في جهنم سَهْلٌ أَعاذنا الله منها برحمته.

ورَجُلٌ سَهْلُ الوجه؛ عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه

يُعْنى بذلك قلة لحمه وهو ما يُسْتَحْسَن. وفي صفته، صلى الله عليه

وسلم: أَنه سَهْل الخَدَّين صَلْتُهُما أَي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين،

ورَجُلٌ سَهْلُ الخُلُق.

والسِّهْلة والسِّهْل: تراب كالرمل يجيء به الماء. وأَرض سَهِلةٌ: كثيرة

السِّهْلة، فإِذا قلت سَهْلة فهي نقيض حَزْنة. قال أَبو منصور: لم أَسمع

سَهِلة لغير الليث. ابن الأَعرابي: يقال لرَمْل البحر السِّهْلة؛ هكذا

قاله بكسر السين. أَبو عمرو بن العلاء: ينسب إِلى الأَرض السَّهْلة

سُهْلِيٌّ، بضم السين. الجوهري: السِّهْلة، بكسر السين، رَمْلٌ ليس بالدُّقاق.

وفي حديث أُم سلمة في مَقْتَل الحسين، عليه السلام: أَن جبريل، عليه

السلام، أَتاه بسِهْلة أَو تراب أَحمر؛ السِّهْلة: رمل خَشِن ليس بالدّقاق

الناعم.

وإِسْهالُ البَطْن: كالخِلْفَة، وقد أُسْهِل الرَّجُلُ وأُسْهِل بطنُه،

وأَسْهَله الدَّواءُ، وإِسْهالُ البطن: أَن يُسْهِله دَواءٌ، وأَسْهَل

الدواءُ طبيعتَه. والسَّهْل: الغُرابُ.

وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ: اسمان. وسُهَيْلٌ: كوكبٌ يَمانٍ. الأَزهري: سُهَيْلٌ

كوكب لا يُرى بخُراسان ويُرى بالعراق؛ قال الليث: بَلَغَنا أَن

سُهَيْلاً كان عَشَّاراً على طريق اليمن ظَلوماً فمسَخَه الله كوكباً. وقال ابن

كُناسة: سُهَيْلٌ يُرى بالحجاز وفي جميع أَرض العرب ولا يُرى بأَرض

أَرمِينِيَة، وبين رُؤية أَهل الحجاز سُهَيْلاً ورؤية أَهل العراق إِيَّاه

عشرون يوماً؛ قال الشاعر:

إِذا سُهَيْلٌ مَطْلَعَ الشَّمْسِ طَلَعْ،

فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ، والحِقُّ جَذَعْ

ويقال: إِنه يَطْلُع عند نَتاج الإِبل، فإِذا حالَتِ السَّنَةُ

تَحَوَّلَت أَسنانُ الإِبل.

سهـل
سهُلَ/ سهُلَ على يَسهُل، سُهُولةً، فهو سَهْل، والمفعول مسهولٌ عليه
• سهُل الأمرُ/ سهُل عليه الأمرُ: يسُر، لان، عكسه صعُب وعسُر "يسهُل التَّعامل معه- سهُل عليه القيام بهذا العمل- عملٌ/ امتحانٌ/ درسٌ سَهْل". 

أسهلَ يُسهل، إسْهالاً، فهو مُسهِل، والمفعول مُسهَل (للمتعدِّي)
• أسهَل الشَّخصُ: نزل السَّهْلَ، أتاه.
• أسهَلَ الشَّيءَ: يسّره، جعله سهلاً.
• أسهَل الدَّواءُ ونحوُه البطنَ: ألانَ المعدَة فأجرى فضلات الطعام منها مرّات متكرِّرة على غير مألوف الطَّبيعة "أسهَله تناول الطَّعام الدَّسِم". 

استسهلَ يستسهل، استسهالاً، فهو مُستسهِل، والمفعول مُستسهَل
• استسهل الشَّيءَ: اعتبره سهْلاً؛ اعتبره يسيرًا، عكس استصعبه "استسهل المذاكرةَ/ الصَّعبَ- *لأستسهلَنَّ الصَّعبَ أو أُدركَ المنى*". 

تساهلَ/ تساهلَ في يتساهل، تساهُلاً، فهو مُتساهِل، والمفعول مُتساهَلٌ فيه
• تساهل معه/ تساهل في الأمر: تسامح "تساهل في عقابه- تساهل مع معارضيه/ إخوته". 

تسهَّلَ يتسهَّل، تسهُّلاً، فهو مُتسهِّل
• تسهَّل الأمرُ: مُطاوع سهَّلَ: سهُل؛ يسُر؛ لان، خلاف تعسَّر "تسهَّل العملُ". 

ساهلَ يساهل، مساهلةً، فهو مُسَاهِل، والمفعول مُسَاهَل
• ساهله: لاينه وسامحه "ساهل البائعُ المشتريَ في السّعر". 

سهَّلَ يسهِّل، تسهيلاً، فهو مُسهِّل، والمفعول مُسهَّل
• سهَّل الشَّيءَ: يسَّره، مهّده، جعله سهلاً "سهّل العملَ/ الأمرَ/ الطريقَ/ الموضعَ". 

إسهال [مفرد]:
1 - مصدر أسهلَ.
2 - (طب) زيادة غير سويّة في سيولــة الفضلات ومرّات إخراجها، على غير مألوف الطَّبيعة. 

تساهليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تساهُل: تسامحيَّة.
2 - (سف) مذهب أخلاقيّ أو تصرُّف سلوكيّ يدعو إلى التَّراخي في تطبيق القواعد الأخلاقيَّة. 

تسهيل [مفرد]: ج تسهيلات وتساهيلُ: مصدر سهَّلَ ° تسهيلات ائتمانيَّة: تيسيرات يمنحها البنكُ لعملائه.
• تسهيل الهمزة: (لغ، جد) تخفيفها؛ إبدالها من جنس حركة ما قبلها، أو جعل نطقها بين الهمزة والألف. 

سهْل1 [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سهُلَ/ سهُلَ على ° السَّهْل المُمتنع: السَّهل الذي لا يمكن تقليده أو مضاهاته، ما يحتاج إلى رويَّة وتدبُّر- سَهْل الخُلق/ سَهْل القياد/ سَهْل المِراس: طيِّع، سلِس، سَمْح، ليِّن العريكة- سهْل الهضْم: يُهضم بسهولة- سهل الوجه: قليلٌ لحمه- عُمْلة سهْلة: غير قابلة للتَّحويل إلى ذهب أو غيره- مِنْ السَّهْل أن: من اليسير أن. 

سَهْل2 [مفرد]: ج سُهول: (جغ) أرض منبسطة لا تبلغ الهضْبَة، خلاف الحَزْن " {وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا} " ° أهلاً وسهلاً: عبارة ترحيب بالضَّيف، معناها جئت أهلاً ووطئت سهلاً- سهلٌ شاسع: واسع الأرجاء. 

سُهليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَهْل2: على غير قياس "نبات سُهْليّ: ينبت في السّهل- بعير سُهْليّ: يرعى في السّهْل". 

سُهولة [مفرد]: مصدر سهُلَ/ سهُلَ على ° سُهولة الكلام: خُلوُّه من التَّكلُّف والتَّعقيد والتَّعسُّف. 

سُهَيْل [مفرد]:
1 - تصغير سَهْل.
2 - (فك) نجم من النجوم اليمانيَّة، قيل: عند طلوعه تنضج الفاكهة وينقضي القَيْظ "إذا طلع سُهَيل رُفع كيل ووُضع كيل [مثل]: يُضرب في تبدُّل الأحكام أو الأحوال". 

مُسْهِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أسهلَ.
2 - (طب) عنصر أو دواء يُطلق البطنَ "تناول مُسْهِلاً". 

سهل

1 سَهُلَ, said of a place, (S,) or of a thing, and, accord. to IKtt, they said also سَهَلَ and سَهِلَ, (Msb,) and سَهُلَتْ, said of land, (أَرْضٌ,) aor. ـُ (K,) inf. n. سُهُولَةٌ, (S, Msb, K, KL,) It was, or became, smooth or soft, plain or level, or smooth and soft; (S, Msb, K, KL, TA;) i. e. contr. of حَزُنَ and حَزُنَتْ, (S, * K, * TA,) inf. n. حُزُونَةٌ. (TA.) b2: And سَهُلَ, (MA, Msb, K,) inf. n. سُهُولَةٌ, (MA, KL,) or سَهَالَةٌ, (K,) [but the former is the more common,] It (a thing, Msb) was, or became, easy. (MA, Msb, * K, * KL.) b3: One says كَلَامٌ فِيهِ سُهُولَةٌ (tropical:) [Language, or speech, in which is smoothness, or easiness]. (TA.) 2 سِهّلهُ, (Msb, K,) inf. n. تَسْهِيلٌ, (S, K,) i. q. صَيَّرَهُ سَهْلًا [which may mean He rendered it smooth or soft, plain or level, or smooth and soft; namely, a place &c.: or what next follows]. (TA.) b2: He made it easy; he facilitated it; (S, K;) namely, a thing; said of God (Msb) [and of a man]. b3: One says, سَهَّلَ سَبِيلَ المَآءِ [He smoothed, made easy, or prepared, the way, course, passage, or channel, of the water], (S and K in art. اتى,) in order that it might pass forth to a place. (S in that art.) And سهّل مَسِيلًا لِمَآءٍ [He smoothed, made easy, or prepared, a channel for water]. (M in that art.) b4: And سهّل اللّٰهُ عَلَيْكَ الأَمْرَ, and لَكَ, a form of prayer, meaning May God [make easy, or facilitate, to thee the affair; or] take upon Himself, for thee, the burden of the affair; and lighten [it] to thee. (TA.) [And in like manner سهّل اللّٰهُ عَلَيْكَ is often said with الأَمْرَ or أَمْرَكَ understood.] b5: [And أَهَّلَ بِهِ وَسَهَّلَ, or أَهَّلَهُ وَسَهَّلَهُ, inf. ns. تَأْهِيلٌ and تَسْهِيلٌ, He said to him ↓ أَهْلًا وَسَهْلًا, meaning (as expl. in the Msb in art. اهل) أَتَيْتَ قَوْمًا أَهْلًا وَمَوْضِعًا سَهْلًا, i. e. Thou hast come to a people who are like kinsfolk, and to a place that is smooth, plain, or not rugged: see أَهَّلَ and أَهْلٌ: and see also Ham p. 184.]3 ساهلهُ, (MA, K,) inf. n. مُسَاهَلَةٌ, (TA,) He was easy, or facile, with him; (MA, K *) or gentle with him; syn. يَاسَرَهُ: (K:) and ↓ تساهل عَلَيْهِ [has a similar meaning, i. e. he acted, or affected to act, in an easy, or a facile, manner towards him; or gently]. (S and K in art. غمض: see 4 in that art.) [See also the paragraph here following.]4 اسهلوا They descended to the سَهْل [i. e. smooth or soft, or plain or level, or smooth and soft, tract]: (JK, Msb:) or they betook themselves to the سَهْل: (S:) or they became in the سَهْل: (K:) and they alighted and abode in the سَهْل, after they had been alighting and abiding in the حَزْن [i. e. rugged, or rugged and hard, or rugged and high, ground]. (TA.) Hence, in a trad. respecting the throwing of the pebbles [at Minè], يُسْهِلُ occurs as meaning He betakes himself to the interior of the valley. (TA.) b2: Also They used smoothness, or easiness, (سُهُولَة,) with men: opposed to أَحْزَنُوا. (TA.) [See also 3.]

A2: اسهل is also trans., signifying He found [a thing, a place, &c.,] to be smooth or soft, plain or level, or smooth and soft. (Ham p. 675.) b2: اسهل الطَّبِيعَةَ (S) or البَطْنَ, (Msb, K,) said of medicine, (S, Msb, K,) It relaxed, or loosened, the bowels; syn. أَلَانَ, (K,) or أَطْلَقَ. (Msb.) And أُسْهِلَ الرَّجُلُ [The man was relaxed in his bowels]: and أُسْهِلَ بَطْنُهُ [His bowels were relaxed]. (K.) [Hence the inf. n. إِسْهَالٌ signifies A diarrhœa. And اسهل, likewise said of medicine, signifies also It attenuated a humour of the body.] b3: اسهلت بِهِ She brought it forth (i. e. her fœtus, or offspring,) prematurely; i. q. أَمْلَصَتْ بِهِ [q. v.]

&c. (Abu-l-'Abbás [i. e. Th], TA in art. ملص.) 5 تسهّل [It was, or became, rendered easy, or facilitated;] quasi-pass. of 2: (Msb:) or [like سَهُلَ] it was, or became, easy. (KL.) You say, تسهّل لَهُ الأَمْرُ [The affair was, or became, rendered easy to him]. (Msb in art. اتى.) and تسهّلت طَرِيقُ الأَمْرِ [The way of accomplishing the affair was, or became, rendered easy]. (TA in that art.) b2: And تسهّل فِى أُمُورِهِ, said of a man, (K in art سنى,) He found, or experienced, ease, or facility, in his affairs. (TK in that art.) 6 تَسَاهُلٌ is syn. with تَسَامُحٌ. (S, K.) Yousay تساهلوا meaning They acted in an easy, or a facile, manner, one with another; (MA, TA in art. يسر;) or gently; syn. تَيَاسَرُوا. (TA in that art.) b2: See also 3. b3: [In the present day it is used as meaning The being negligent, or careless, فِى أَمْرٍ in an affair.] b4: [As a conventional term in lexicology, or in relation to language, it means A careless mode of expression occasioning] a deficiency in the language of a [writer or] speaker without reliance upon the understanding of [the reader or] the person addressed: (KT: [in one of my copies of that work, this explanation is omitted in the text, but written in the margin; and it is there added that it is what commonly obtains:]) or it means [sometimes such a mode of expression] that a phrase is not correct if held to be used according to the proper meaning, but is correct if held to be used according to a tropical meaning: or the mention of the whole when meaning a part. (Marginal notes in the copy of the KT above mentioned.) [See also تَسَامُحٌ, for which it is often used.]8 استهل, of the measure اِفْتَعَلَ from السَّهْلُ, occurs in a trad., where it is said, مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ فَقَدِ اسْتَهَلَ مَكَانَهُ فِى جَهَنَّمَ, meaning [He who lies against me] takes for himself easily his place of abode in Hell. (TA.) 10 استسهلهُ He reckoned it سَهْل, (S, K,) i. e. easy, or facile. (TK.) [See an ex. in a verse cited voce أَوْ, p. 123.]

سَهْلٌ Smooth or soft, plain or level, or smooth and soft: (Msb:) or anything inclining to smoothness or softness, plainness or levelness, or smoothness and softness; (JK, M, K;) inclining to have little roughness, or ruggedness and hardness; (JK, M, TA;) and ↓ سَهِلٌ signifies the same. (K.) You say أَرْضٌ سَهْلَةٌ, [meaning the same as سَهْلٌ used as a subst., expl. in what follows,] (S, Msb,) contr. of حَزْنَةٌ. (TA.) See also 2, last sentence. b2: Also Easy, or facile; (MA, Mgh, KL;) contr. of صَعْبٌ. (Mgh.) You say رَجُلٌ سَهْلُ الخُلُقِ [A man easy of disposition]: (S, Msb, * TA:) [and] سَهْلُ المَقَادَةِ [easy to be led]. (TA.) and كَلَامٌ سَهْلُ المَأْخَذِ (tropical:) [Language easy in respect of the source of derivation]. (TA.) رَجُلٌ سَهْلُ الوَجْهِ, (K, TA,) a phrase mentioned, but not explained, by Lh, (TA,) means A man having little flesh in the face, (K, TA,) in the opinion of ISd: and [it is said that] سَهْلُ الخَدَّيْنِ, in a description of the approved characteristics of the Prophet, means having expanded cheeks, not elevated in the balls thereof. (TA.) A2: [As a subst.,] A smooth or soft, plain or level, or smooth and soft, tract of land; [generally meaning a soft tract, or a plain;] (IF, S, MA, Mgh, Msb, K, TA;) i. e. contr. of جَبَلٌ, (S, Msb,) or of حَزْنٌ: (IF, Mgh, Msb, K, TA:) it is one of the nouns that are used as adv. ns. [of place]: (TA:) [for ex. you say, نَزَلُوا سَهْلًا, (a phrase occurring in the TA,) meaning They alighted and abode in a سهل:] pl. سُهُولٌ (MA, Msb, K) and سُهُولَةٌ [of which latter an ex. occurs in a verse cited voce رَأْسٌ.] (MA.) A3: Also The crow; i. e. raven, carrion-crow, rook, &c.; syn. غُرَابٌ. (K.) سَهِلٌ: see سَهْلٌ, first sentence. b2: نَهْرٌ سَهِلٌ, (S, K,) and أَرْضٌ سَهِلَةٌ, (K,) [A river, and a land,] having, (S,) or abounding with, (K,) what is termed سِهْلَةٌ [q. v.]. (S, K.) سِهْلَةٌ Sea-sand: (IAar, TA:) or sand such as is not fine: (S:) or coarse sand, such as is not fine and soft: (IAth, TA:) or a sort of earth like sand, (JK, K,) brought by water: (K:) or sand of a conduit in which water runs: (S in art. رض:) سِهْلَةُ الزُّجَاجِ is sea-sand that is made an ingredient in the substance of glass: (Mgh:) Az says that he had not heard the word سِهْلَة except on the authority of Lth. (TA.) [And Coarse sand that comes forth from the bladder; (Golius on the authority of Meyd;) what we commonly term gravel.]

سُهْلِىٌّ, with damm, [Of, or relating to, and growing in, and pasturing in, the kind of tract termed سَهْل;] a rel. n. from سَهْلٌ, (S, Msb, K,) or from أَرْضٌ سَهْلَةٌ, (Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, TA,) irregularly formed. (S, Msb.) You say نَبْتٌ سُهْلِىٌّ [A plant growing in the سَهْل]. (The Lexicons passim.) And بَعِيرٌ سُهِلىٌّ A camel that pastures in the سَهْل. (K.) سَهُولٌ Laxative to the bowels; syn. مَشُوٌّ; (O, K; in the CK [erroneously] مُشُوّ;) as also ↓ مُسْهِلٌ; applied to a medicine. (Msb, TA.) سُهَيْلٌ A certain star [well known; namely, Canopus]; (T, S, K;) not seen in Khurásán, but seen in El-'Irák; (T, TA;) as Ibn-Kunáseh says, seen in El-Hijáz and in all the land of the Arabs, but not seen in the land of Armenia; and between the sight thereof by the people of ElHijáz and the sight thereof by the people of El-'Irák are twenty days: (TA:) it is said that سهيل was a tyrannical collector of the tithes on the road to El-Yemen, and God transformed him into a star: (Lth, TA:) [it rose aurorally, in Central Arabia, about the commencement of the ear of the Flight, on the 4th of August, O. S.: the place where it rises, in that latitude, is S. 29 degrees E.; and the place where it sets, in the same latitude, S. 29 degrees W.: (see 10 in art. حب: and see جَنُوبٌ:)] at the time of its [auroral] rising, the fruits ripen, and the قَيْظ [q. v., here meaning the greatest heat,] ends. (K.) [بَالَ سُهَيْلٌ, which is a prov., and the saying of a poet, بَالَ سُهَيْلٌ فِى الفَضِيخِ فَفَسَدْ have been expl. in art. بول.] 'Omar Ibn-'AbdAllah Ibn-Abee-Rabeea says respecting Suheyl Ibn-'Abd-Er-Rahmán Ibn-'Owf, and his taking in marriage Eth-Thureiyà El-'Ableeyeh of the Benoo-Umeiyeh, deeming their coming together to be a strange thing by likening them to the stars named Eth-Thureiyà and Suheyl, أَيُّهَا المُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلًا عَمْرَكَ اللّٰهَ كَيْفَ يَلْتَقِيَانِ

هِىَ شَامِيَّةٌ إِذَا مَا اسْتَقَلَّتْ وَسُهَيْلٌ إِذَا اسْتَقَلَّ يَمَانِى

[O thou marrier of Eth-Thureiyà to Suheyl, by thine acknowledgment of the everlasting existence of God, (or, as it sometimes means, I ask God to prolong thy life,) tell me, how can they meet together? She is of the northern region when she rises, and Suheyl, when he rises, is of the southern region]. (Har p. 276. [But I have substituted اللّٰهَ for اللّٰهُ, and يَمَانِى for يَمَانٍ. See also the notice of the poet above named in the work of Ibn-Khillikán: (I have the express authority of the TA for thus writing this name:) and De Sacy's Anthol. Gramm. Arabe, p. 139.]) [Freytag states that قَدَمَا سُهَيْلٍ is the name of Two stars which are behind Canopus; on the authority of Meyd: and also mentions the name of سهيل الشام, and سهيل الفرد, as given to Certain stars in the constellation Anguis; adding that Canopus is distinguished from سهيل الشام by the name of سهيل اليمن.] The name of أُخْتَاسُهَيْلٍ

[The two sisters of Canopus] is applied to الشِّعْرَى

العَبُورُ [or Sirius] and الشِّعْرَى الغُمَيْصَآءُ [or Procyon], together. (S and K in art. شعر.) [See also حَضَارِ and الوَزْنُ.]

أَكْذَبُ مِنْ سُهَيْلَةَ is a prov., (O, K,) said to mean [More lying than] the wind: (O:) or سهيلة was a certain liar. (K.) مُسْهَلٌ Relaxed, or loosened, by medicine; applied to the belly: no credit is to be given to people's saying مَسْهُولٌ, unless an express authority be found for it. (Msb.) مُسْهِلٌ: see سَهُولٌ. [Also an attenuant medicine.]
سهـل
السَّهْلُ، بالفتحِ، والسَّهِلُ، ككَتِفٍ: كُلُّ شَيْءٍ إِلَى اللِّينِ، وقِلَّةِ الخُشُونَةِ، كَما فِي الْمُحْكَمِ، وأَنْشَدَ لِلْجَعْدِيِّ يَصِفُ سَحاباً:
(حَتَّى إِذا هَبَطَ الأَفْلاَجَ وانْقَطَعَتْ ... عَنهُ الجَنُوبُ وحَلَّ الْغَائِطَ السَّهِلاَ)
قالَ: والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ سُهْلِيٌّ، بالضَّمِّ، على غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقد سَهْلَ، ككَرُمَ، سَهالَةً. وسَهَّلَهُ، تَسْهِيلاً: يَسَّرَهُ، وصَيَّرَهُ سَهْلاً، وَفِي الدُّعاءِ: سَهَّلَ اللهُ عليْكَ الأَمْرَ، وَلَك، أَي حَمَلَ مُؤْنَتَهُ عَنْك، وخَفَّفَ عَلَيْك. والسَّهْلُ: الْغُرابُ. والسَّهْلُ مِنَ الأَرْضِ: ضِدُّ الْحَزْنِ، وهوَ مِنَ الأَسْماءِ الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرَى الظُّرُوفِ. ج: سُهُولٌ، قالَ الله تَعالى: تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِها قُصُوراً، وأَرْضٌ سَهْلَةٌ، وَقد سَهُلَتْ، كَكَرُمَ، سُهُولَةً، جاءُوا بِهِ عَلى بِنَاءِ ضِدِّهِ، وَهُوَ قَوْلُهم: حَزُنَتْ حُزُونَةً.
وبَعِيرٌ سَهْلِيٌّ، بالضَّمِّ: يَرْعَى فيهِ، قالَ أَبُو عَمْرِو بنِ الْعَلاَءِ: يُنْسَبُ إِلَى الأَرْضِ السَّهْلَةِ: سُهْلِيٌّ، بِضَمِّ السِّينِ، وأَسْهَلُوا: صَارُوا فِيهِ، ونَزَلُوهُ بعدَ مَا كَانُوا نَازِلِينَ بالحَزْنِ، ومنهُ حَديثُ رَمْيِ الْجِمارِ: ثُمَّ يأْخُذُ ذاتَ الشِّمالِ، فيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ أَرَادَ أنَّهُ يَصيرُ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي.
ورَجُلٌ سَهْلُ الْوَجْهِ، عَن اللِّحْيانِيِّ، وَلم يُفَسِّرْهُ، قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهُ يَعْنِي بذلكَ قَلِيل لَحْمِهِ، وهوَ مِمَّا يُسْتَحْسَنُ، وَفِي صِفَتِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنَّهُ سَهْلُ الخَدَّيْنِ، صَلْتُهُما، أَي سَائِلُ الخَدَّيْنِ، غيرُ مُرْتَفِعِ الوَجْنَتَيْنِ. والسِّهْلُةُ، بالكَسْرِ: تُرابٌ كالرَّمْلِ يَجِيءُ بهِ الْمَاءُ، وأَرْضٌ سَهِلَةٌ، كفَرِحَةٍ: كَثِيرَتُها، فَإِذا قُلْتَ: سَهْلَةٌ فهيَ نَقِيضُ حَزْنَةٍ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: لَمْ أَسْمَعْ سَهِلَةً لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: يُقالُ لِرَمْلِ البَحْرِ: السِّهْلَةُ، هَكَذَا قالَ، بِكَسْرِ السِّينِ. وقالَ الجَوْهَرِيُّ: السِّهْلَةُ، بالكسْرِ: رَمْلٌ ليسَ بالدَّقِيقِ، وَفِي حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ، فِي مَقْتَلِ الحُسَيْنِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ جِبْرِيلَ عليْهِ السَّلامُ أَتّاهُ بِسِهْلَةٍ، أَو تُرابٍ أَحْمَرَ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: السِّهْلَةُ: رَمْلٌ خَشِنٌ، ليسَ بالدُّقاقِ النَّاعِمِ. ونَهْرٌ سَهِلٌ، ككَتِفٍ: ذُو سِهْلَةٍ. وأَسْهِلَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ، وأُسْهِلَ بَطْنُهُ، وأسْهَلَهُ الدَّواءُ: ألاَنَ بَطْنَهُ، وَهَذَا دَوَاءٌ مُسْهِلٌ. وسَاهَلَهُ، مُسَاهَلَةً: ياسَرَهُ، واسْتَسْهَلَهُ: عَدَّهُ سَهْلاً.
وسُهَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ، إلَيْهِ نُسِبَ الإِمامُ أَبُو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحسنِ الخَثْعَمِيُّ السُّهَيْلِيُّ، مُؤَلِّفُ الرَّوْضِ الأُنُفِ وغيرِهِ، وقالَ ابنُ الأَبَّارِ: بالْقُرْبِ مِنْ مَالَقَةَ، سُمِّيَ بالكَوْكَبِ، لأَنَّهُ لَا يُرَى جَمِيعِ الأَنْدَلُسِ إلاَّ مِنْهُ، ماتَ بِمَرَّاكُشَ سنة.
وسُهَيْلٌ: وَادٍ بِها أيْضاً. وسُهَيْلٌ: نَجْمٌ يَمَانِيٌّ، عِنْدَ طُلُوعِهِ تَنْضَجُ الْفَواكِهُ، ويَنْقَضِي الْقَيْظُ، وقالَ)
الأَزْهَرِيُّ: سُهَيْلٌ كَوْكَبٌ لَا يُرَى بِخُرَاسانَ، ويُرَى بِالْعِراقِ، وقالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَنَّ سُهَيْلاً كانَ عَشَّاراً على طَرِيقِ الْيَمَنِ ظَلُوماً، فمَسَخَهُ اللهُ كَوْكَباً، وَقَالَ ابنُ كُنَاسَةَ: سُهَيْلٌ يُرَى بالحِجازِ، وَفِي جَمِيعِ أَرْضِ العَرَبِ، وَلَا يُرَى بِأَرْضِ أَرْمِينِيَةَ، وبَيْنَ رُؤْيَةِ أَهْلِ الحِجَازِ سُهَيْلاً وبَيْنَ رُؤْيَةِ أَهْلِ الْعِراقِ إِيَّاهُ عِشْرُونَ يَوْماً، قالَ الشاعِرُ: إِذا سُهَيْلٌ مَطْلَعَ الشَّمْسِ طَلَعْ فابْنُ اللَّبُونِ الْحِقُّ والْحِقُّ جَذَعْ ويُقالُ: إِنَّهُ يَطْلُعُ عندَ نَتاجِ الإِبِلِ، فِإِذا حَالَتِ السَّنَةُ تَحَوَّلَتْ أَسْنانُ الإِبِلِ. وسُهَيْلُ بنُ رَافِعِ بنِ أبي عَمْرِو بنِ عائِذِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ مالِكِ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصارِيُّ: بَدْرِيٌّ. وسُهَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ عَدِيٍّ الأَنْصارِيُّ، قالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: بَدْرِيٌّ، قُتِلَ مَعَ عَلِيٍّ بِصِفِّينَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وسُهَيْلُ بنُ بَيْضاءَ، وَهِي أُمُّهُ، وَأَبوهُ وَهْبُ بنُ رَبيعَةَ القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ. وسُهَيْلُ بنُ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. وسُهَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ وَدٍّ العامِرِيُّ أَبُو يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، وخُطَبائِهِم، وَكَانَ أَعْلَمَ الشَّفَةِ. وسُهَيْلُ بنُ عَدِيٍّ الأَزْدِيُّ، حَلِيفُ بني عَبْدِ الأَشْهَلِ، قُتِلَ يَوْمَ الْيَمامَةِ. صَحابِيُّونَ، رَضِيَ الله عَنْهُم. وفَاتُهُ: سُهَيْلُ بنُ الحَنْظَلِيَّةِ العَبْشَمِيُّ، وسُهَيْلُ بنُ خَلِيفَةَ أَبُو سُوِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ، وسُهَيْلُ بنُ عُبَيْدِ بنِ النُّعْمانِ: لَهُم صُحْبَةٌ. وسَبَقَ للمُصَنِّفِ: سُهَيْلُ بنُ عُمْرٍ والجُمَحِيُّ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهم، تَبَعاً للصَّاغَانِيُّ، وَلم أجِدْ لَهُ ذِكْراً فِي مَعَاجِمِ الصَّحابَةِ، وتقدَّم الكلامُ عليْهِ هُنَاكَ. وسُهَيْلُ بنُ أبي حَزْمٍ مِهْرَانُ الْقُطَيْعِيُّ، أَبُو بكرٍ، عَن أبي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ وثَابِتٍ، وَعنهُ بِشْرُ بنُ الوَلِيدِ وهُدْبَةُ، قَالَ أَبُو حاتِمٍ، وجَماعَةٌ: لَيْسَ بالْقَوِيِّ، وسُهَيْلُ بنُ أبي صَالِحٍ السَّمَّانُ أَبُو يَزِيدَ، عَن أبيهِ، وابنِ المُسَيَّبِ، وعنهُ شُعْبَةُ، والحَمَّادانِ، وعليُّ بنُ عاصِم، قالَ ابنُ مَعِينٍ: ليسَ بِحُجةٍ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: لَا نَحْتَجُّ بِهِ، وَوَثَّقَهُ نَاسٌ، أَخْرَجَ حديثَهُ مُسْلِمٌ، والبُخارِيُّ مَقْرُوناً، تُوُفِّيَ سنة: مُحَدِّثانِ ضَعِيفَانِ. وفَاتَهُ فِي الضُّعَفاءِ: سُهَيْلُ بنُ خَالِدٍ العَبْدِيُّ، وسُهَيْلُ بنُ بَيَانٍ، وسُهَيْلُ بنِ ذَكْوَانَ، وسُهَيْلُ بنُ أبي فَرْقَدٍ، وسُهَيْلُ ابنُ عُمَيْرٍ، الأَخِيرُ مَجُهُولٌ. وسَهْلٌ: عِشْرُونَ صَحابِيّاً، وهم: سَهْلُ بنُ سَعْدٍ، وسَهْلُ بنُ بَيْضاءَ، وسَهْلُ بنُ الْحارِثِ، وسَهْلُ بنُ أبي حَثْمَةَ، وسَهْلُ بنُ حِمَّانَ، وسَهْلُ بنُ الحَنْظَلِيَّة، وسَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ، وسَهْلُ ابنُ رَافِع بنِ خَدِيجٍ، وسَهْلُ بنُ رَافِعِ بنِ أَبي عَمْرٍ و، وسَهْلُ بنُ الرَّبِيعِ، وسَهْلُ ابنُ رُومِيٍّ، وسَهْلُ بنُ سَعْدِ بنِ مالِكٍ، وسَهْلُ بنُ أبي سَهْلٍ، وسَهْلُ بنُ) صَخْرٍ، وسَهْلُ بنَُأبي صَعْصَعَةَ، وسَهْلُ مَوْلَى بني ظَفَرٍ، وسَهْلُ بنُ عَامِرٍ، وسَهْلُ بنُ عَتِيكٍ الأَنْصَارِيُّ، وسَهْلُ ابنُ عَدِيٍّ الأَنْصارِيُّ، فَهَؤُلَاءِ عِشْرُونَ. وفَاتَهُ: سَهْلُ بنُ عَدّيٍّ الخَزْرَجِيُّ، وسَهْلُ بنُ عَمْرٍ والنَّجَّارِيُّ، وسَهْلُ بنُ عَمْرٍ والقُرَشِيُّ، وسَهْلُ بنُ عَمْرٍ والْحارِثِيُّ، وسَهْلُ بنُ قَرَظَةَ، وسَهْلُ بنُ قَيْسٍ الأَنْصارِيُّ، وسَهْلُ بنُ قَيْسٍ المُزَنِي، وسَهْلُ بنُ مالكٍ، وسَهْلُ بنُ مَنْجَابٍ، وسَهْلُ بنُ يُوسُفَ، فَهَؤُلَاءِ أَحَدَ عَشَر نَفْساً، لَهُم صُحْبَةٌ أَيْضا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجمَعِينَ.
وسَهْلٌ: مِائةُ مُحَدِّثٍ: فَمِنَ التَّابِعينَ: سَهْلُ بنُ أبي أُمَامَةَ، وسَهْلُ بنُ مُعَاذٍ، وسَهْلٌ أَبُو مِحْجَنٍ، وسَهْلُ أَبُو الأَسَدِ، وسَهْلُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وسَهْلُ بنُ حَارِثَةَ. ومِنْ أَتْباعِهِم: سَهْلُ بنُ عُقَيْلٍ، وسَهْلُ بنُ أَسَدٍ، وسَهْلُ بنُ محمدٍ، وسَهْلُ بنُ صَدَقَةَ، وسَهْلُ بنُ أبي الصَّلْتِ، وسَهْلُ بنُ أَسْلَمَ، وسَهْلُ ابنُ أبي سَهْلٍ، وسَهْلُ بنُ يُوسُفَ. ومِنْ دُونِهِمْ من المُحَدِّثينِ: سَهْلُ بنُ بَكَّارٍ أَبُو بِشْرٍ البَصْرِيُّ المَكْفُوفُ، وسَهْلُ بنُ تَمَّامِ بنِ بَزِيعٍ، وسَهْلُ بنُ حَمَّادٍ الدَّلاَّلُ، وسَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، وسَهْلُ بنُ صالِحٍ الأَنْطاكِيُّ، وسَهْلُ بنُ صُقَيْرٍ الخِلاَطِيُّ، وسَهْلُ بنُ عُثْمَانَ العَسْكَرِيُّ الحافِظُ، وسَهْلُ بنُ محمدٍ العَسْكَريُّ، وسَهْلُ بنُ محمدٍ أَبُو حاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، وسَهْلُ بنُ هاشِمٍ بِدِمَشْقَ، وسَهْلُ بنُ عبدِ اللهِ التَّسْتُرِيُّ. ومِمَّن تُكُلِّمِ فِيهِ: سَهْلُ بنُ عامِرٍ البَجَلِيُّ، وسَهْلُ بنُ عَمَّارٍ، وسَهْلُ بنُ قَرِينٍ، وسَهْلُ بنُ يَزِيدَ، وسَهْلٌ الفَزَارِيُّ، وسَهْلٌ أَبُو حَرِيزٍ، وسَهْلٌ الأَعرابِيُّ، وسَهْلُ بنُ خَاقَانَ، وسَهْلُ ابنُ عَلِيِّ، وسَهْلُ بنُ تَمَّامٍ. وغيرُ هؤلاءِ مِمَّن اسْمُ أبيهِ أَو جَدِّهِ سَهْلٌ أَو سُهَيْلٌ أَو سَهْلَةُ، مِمَّن لَهُم تَراجِمُ فِي التَّوارِيخِ وكُتُبِ الحَدِيثِ، ليسَ هَذَا مَحَلُّ اسْتِقصائِهِم. وسُهَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: كَذَّابٌ، وَفِي الْمَثَلِ: أَكْذَبُ مِنْ سُهَيْلَةَ، قالَ ألص أغانيُّ: وقيلَ: هِيَ الرِّيحُ. والسَّهُولُ: كصَبُور: المَشُوُّ، كَمَا فِي العُبابِ. وسَهْلَةُ: حِصْنٌ بِأَبْيَنَ. وسَهْلَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. وبِالْيَمَنِ، ناحِيَةٌ تُعْرَفُ بالسَّهْلَيْنِ.
وبَنُو سَهْلٍ: ة، بِصَنْعَاءَ، فِي نَواحِيها. والتَّسَاهُلُ: التَّسامُحُ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: أسْهَلُوا: اسْتَعْمَلُوا السُّهُولَةَ مَعَ النَّاسِ، وأَحْزَنُوا: اسْتَعْمَلُوا الحَزْنَ مَعَ النَّاسِ، قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(فإِنْ يُسْهِلُوا فالسَّهْلُ حَظِّي وطُرْقَتِي ... وإِنْ يُحْزِنُوا أَرْكَبْ بِهِمْ كُلَّ مَرْكَبِ)
وَفِي الحديثِ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَقَدِ اسْتَهَلَّ مَكَانَهُ فِي جَهَنَّمَ. ورَجُلٌ سَهْلُ الْخُلُقِ: سَهْلُ الْمَقادَةِ.
وكَلامٌ فيهِ سُهُولَةٌ، وَهُوَ سَهْلُ المَأْخَذِ، وَهُوَ مَجازٌ. وسَهْلَوَيْهِ: جَدُّ أبي بَكْرٍ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ سَعْدٍ السَّرْخَسِيِّ السَّهْلَوِيِّ المُحَدِّثِ. وَأَبُو سَهْلٍ البُرْسَانِيُّ، اسْمُهُ: كَثِيرُ ابنُ زِيَادٍ، رَوَى عَن مُسَّةَ)
الأَزْدِيَّةَ، وعنهُ عليُّ بنُ عَبدِ الأَعْلَى. وَأَبُو سَهْلٍ، عَن ابنِ عُمَرَ، وعنهُ دَاوُدُ بنُ سُلَيْكٍ السَّعْدِيُّ.
وَأَبُو سَهْلَةَ الأَنْصارِيُّ، لهُ صُحْبَةٌ. وَأَبُو سَهْلَةَ، مَوْلَى عُثْمانَ، عَنْهُ، وَعنهُ قَيْسُ بنُ أبي حازِمٍ.
وَأَبُو سُهَيْلِ بنِ مالِكٍ الأَصْبَحِيُّ، اسْمُهُ: نَافِعٌ، عَمُّ سِيِّدِنا مالِك بنِ أَنَسٍ، رَوَى عَن أبيهِ، وعنهُ مالِكٌ. والسَّهَلِيُّونَ، بالضَّمِّ: جَماعَةٌ فِي طَيٍّءٍ، ذَكَرَهُم الرُّشَاطِيُّ. وأمَّا قَوْلُ عُمَرَ بنِ أبي رَبِيعَةَ:
(أيُّهَا الْمُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلاً ... عَمْرَكَ اللهُ كيفَ يَلْتَقِيَانِ)
فَهُوَ سُهَيْلُ بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ.
س هـ ل

أمر سهل، وقد سهل بعد صعوبته، وسهله الله تعالى، وما تسهل لي أن أفعل ذلك، وتساهل الأمر عليه: ضد تعاسر عليه. وأسهل الدواء بطنه. والأرض سهل وحزن، وسهول وحزون، وسهولة وحزونة، وقد أسهلوا إذا نزلوا من الجبل إلى السهل. وجاء السيل بالسهلة وهي الرمل ليس بالدقاق.

ومن المجاز: رجل سهل الخلق: سهل المقادة والقياد. وكلام فيه سهولة، وهو سهل المأخذ.

سيب

سيب: {سائبة}: هو البعير يسيب عن نذر الشخص إن سلم من مرض أو بلغ كذا، فلا يحبس عن رعي ولا ماء ولا يركب. 
س ي ب

ساب الماء يسيب سيباً، وهذا سيب الماء: لمجراه.

ومن المجاز: الحية تسيب وتنساب. وسابت الدابة وسيبتها أنا، ودوابهم سوائب وسيب: مهملة. وعبده سائبة من السوائب. وساب في منطقه: أفاض فيه من غير روية. وفاض سيبه على الناس: عطاؤه. ووجد فلان سيباً: ركازاً " وفي السيوب الخمس ". وسيب الفرس جردانه إذا أدلى.

سيب


سَاب (ي)(n. ac. سَيْب)
a. Flowed; ran; glided along; ran away.
b. Roved, rambled; was left to rove; was
abandoned.

سَيَّبَa. Left to rove; abandoned.

إِنْسَيَبَa. see I (a)
سَيْب
(pl.
سُيُوْب)
a. Gift, present; favour, bounty.
b. Wealth, treasure.
c. Tail ( of a horse ).
سِيْب
(pl.
سُيُوْب)
a. Water-course; channel.
b. P.
Apple.
سَاْيِب
At large.
b. Running (water).
سَاْيِبَة
(pl.
سُيَّب)
a. Emancipated (slave).
سَيَاْبَةa. Unripe date.
سيب
السَّائِبَةُ: التي تَسَيَّبَ في المرعى، فلا تردّ عن حوض، ولا علف، وذلك إذا ولدت خمسة أبطن، وانْسَابَتِ الحيّةُ انْسِيَاباً، والسَّائِبَةُ: العبد يعتق، ويكون ولاؤه لمعتقه، ويضع ماله حيث شاء، وهو الذي ورد النهي عنه، والسَّيْبُ:
العطاء، والسِّيبُ: مجرى الماء، وأصله من:
سَيَّبْتُهُ فَسَابَ.
س ي ب: (السَّائِبَةُ) النَّاقَةُ الَّتِي كَانَتْ تَسَيَّبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِنُذْرٍ أَوْ نَحْوِهِ. وَقِيلَ: هِيَ أُمُّ الْبَحِيرَةِ: كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ كُلُّهُنَّ إِنَاثٌ (سُيِّبَتْ) فَلَمْ تُرْكَبْ وَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَهَا إِلَّا وَلَدُهَا أَوِ الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ فَإِذَا مَاتَتْ أَكَلَهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ جَمِيعًا وَبُحِرَتْ أُذُنُ بِنْتِهَا الْأَخِيرَةِ فَتُسَمَّى الْبَحِيرَةَ. وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ أُمِّهَا فِي أَنَّهَا (سَائِبَةٌ) وَجَمْعُهَا (سُيَّبٌ) مِثْلُ نَائِحَةٍ وَنُوَّحٍ وَنَائِمَةٍ وَنُوَّمٍ. وَ (السَّائِبَةُ) أَيْضًا الْعَبْدُ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَالَ لِعَبْدِهِ أَنْتَ سَائِبَةٌ عَتَقَ وَلَا يَكُونُ وَلَاؤُهُ لَهُ بَلْ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ. وَ (السَّيَابُ) الْبَلَحُ وَالسَّيَابَةُ الْبَلَحَةُ. 
[سيب] السَيْبُ: العطاء. والسُيوبُ: الرِكازُ. والسَيْبُ: مصدر سابَ الماء يَسيبُ، أي جرى. والسيب، بالكسر: مجرى الماء. وانساب فلانٌ نحوَكم، أي رجع. وانسابت الحَيَّةُ: جَرَتْ. وسَيَّبْت الدابَة: تركتها تسيب حيث شاءت.والسائبة: الناقة التي كانت تُسَيَّبُ في الجاهلية لِنَذْرٍ ونحوِه. وقد قيل: هي أمُّ البَحيرَةِ، كانت الناقةُ إذا وَلَدَتْ عشرةَ أبْطنٍ كلُّهن إناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يشرب لبنَها إلا وَلَدُها أو الضيف حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء جميعا وبحرت أذن بنتها الاخيرة فتسمى البحيرة، بمنزلة أمها في أنها سائبة. والجمع سيب، مثل نائحة ونوح، ونائمة ونوم. والسائبةُ: العبدُ، كان الرجل إذا قال لغلامه أنت سائبةٌ فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُهُ لِمُعْتِقِه، ويضع مالَهُ حيث شاء، وهو الذي وَرَدَ النَهْيُ عنه. والسَيابُ، مثال السَحابِ: البلح. والسَيابَةُ: البلحة، وبها سُمِّيَ الرجلُ، فإذا شَدَّدتَهُ ضممته، قلت: سياب وسيابة. والسوبان: اسم واد.
سيب خلط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَرُبمَا احْتَاجَ صَاحبهَا إِلَى لَحمهَا فيذبحها فَيُقَال عِنْد ذَلِك: قد اتام الرجل واتامت الْمَرْأَة. قَالَ الحطيئة يمدح آل لأي: [الوافر]

فَمَا تَتَام جارَةُ آل لأيْ ... وَلَكِن يَضْمَنون لَهَا قراها يَقُول: لَا تحْتَاج أَن تذبح تيمتها. [و -] قَالَ: والسيوب الرِّكَاز قَالَ: وَلَا أرَاهُ أَخذ إِلَّا من السيب وَهِي الْعَطِيَّة يَقُول: هُوَ من سيب اللَّه وعطائه. وَأما قَوْله: لَا خِلاط وَلَا وراط فَإِنَّهُ يُقَال: إِن الخلاط إِذا كَانَ بَين الخليطين عشرُون وَمِائَة شَاة لأَحَدهمَا ثَمَانُون وَللْآخر أَرْبَعُونَ فَإِذا جَاءَ الْمُصدق فَأخذ مِنْهَا شَاتين رد صَاحب الثَّمَانِينَ على صَاحب الْأَرْبَعين ثلث شَاة. فَيكون عَلَيْهِ شَاة وَثلث وعَلى الآخر ثلثا شَاة وَإِن أَخذ الْمُصدق من الْعشْرين وَالْمِائَة شَاة وَاحِدَة رد صَاحب الثَّمَانِينَ على صَاحب الْأَرْبَعين ثلث شَاة فَيكون عَلَيْهِ ثلثا شَاة وَعلي الآخر ثلث شَاة فَهَذَا قَوْله: لَا خلاط.
سيب السيْبُ: المَعْرُوْفُ والعَطَاءُ. والسائبُ: من الأسْمَاءِ، مَأْخُوْذ من سابَ يَسِيْبُ سَيْباً: إذا جادَ. والحَيةُ تَسِيْبُ وتَنْسَابُ: إذا مَرتْ مُسْتَمِرةً. وسَيبْتُ الدابَّةَ: إذا تَرَكْتها تَسِيْبُ حَيْثُ شاءَتْ. والسائبَةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ لِلّهِ. وكذلك البَعِيرُ إذا نُتِجَ سَنَتَيْنِ وأدْرَكَ نِتَاجُه النتَاجَ سُيبَ يرْعى حَيْثُ شاءَ.
والسيَابُ: البَلَحُ، وُيقال له: سيابَة وسَيابَة - بالتَشْدِيد -.
والسُّيابَةُ: التُفّاحَةُ.
والسُّيُوْبُ: الركَازُ. وفي الحَدِيث: " في السُّيُوْبِ الخُمسُ ". وهو من الزَرْعِ: ما سُيِّبَ فيه؛ لأنها من غَيْرِ سَقْيِ دَلْوٍ ولا سَمَاءٍ.
والسيْبُ: الوَدْعَةُ. ومَخْرَجُ الماءِ من الوادي، وجَمْعُه سُيُوْب. وما انسَابَ من المَطَرِ. والمُرْدِيُ من أدَوَاتِ السفِيْنَةِ، وجَمْعُه سِيْبَان.
وسابَ الرجُلُ في مَنْطِقِه: إذا تَكَلمَ بغَيْرِ رَوِّيةٍ؛ سُيُوْباً. والمَسَائب: النُدُوْبُ في اليَدِ والرجْلِ، يُقال: ما سابَتْ عليه دابة.
وسَيبَ الفَرَسُ ذَكَرَه وأسَابَه إسَابَةً: أي أخْرَجَه من قُنْبِه.
س ي ب : سَابَ الْفَرَسُ وَنَحْوُهُ يَسِيبُ سَيَبَانًا ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ وَسَابَ الْمَاءُ جَرَى فَهُوَ سَائِبٌ وَبِاسْمِ الْفَاعِل سُمِّيَ.

وَالسَّائِبَةُ أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَقِيلَ السَّائِبَةُ كُلُّ نَاقَةٍ تُسَيَّبُ لِنَذْرٍ فَتَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَالسَّائِبَةُ الْعَبْدُ يُعْتَقُ وَلَا يَكُونُ لِمُعْتِقِهِ عَلَيْهِ وَلَاءٌ فَيَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ.

وَسَيَّبْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ مُسَيَّبٌ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ وَمِنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهَذَا هُوَ الْأَشْهَرُ فِيهِ وَقِيلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ اسْمُ فَاعِلٍ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ
أَهْلُ الْعِرَاقِ يَفْتَحُونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَكْسِرُونَ وَيَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَيَّبَ اللَّهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي

وَانْسَابَتْ الْحَيَّةُ انْسِيَابًا وَانْسَابَ الْمَاءُ جَرَى بِنَفْسِهِ.

وَالسَّيْبُ الرِّكَازُ وَجَمْعُهُ سُيُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالسَّيْبُ الْعَطَاءُ. 
(س ي ب) : (سَابَ) جَرَى وَذَهَبَ كُلَّ مَذْهَبٍ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ رَاوِي حَدِيثِ التَّلْبِيَةِ وَقِيلَ خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ وَهُوَ أَصَحُّ وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ شَرِيكُ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَبْلَ الْبِعْثَةِ وَابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَقَيْسٌ شَرِيكَاهُ أَيْضًا وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ سَائِبُ بْنُ شَرِيكٍ أَوْ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ (وَالسَّائِبَةُ) أُمُّ الْبَحِيرَةِ وَقِيلَ كُلُّ نَاقَةٍ كَانَتْ تُسَيَّبُ لِنَذْرٍ أَيْ تُهْمَلُ تَرْعَى أَنَّى شَاءَتْ (وَمِنْهُ) صَبِيٌّ مُسَيَّبٌ أَيْ مُهْمَلٌ لَيْسَ مَعَهُ رَقِيبٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَفِي الشُّعَرَاءِ مُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ وَقِيلَ هَذَا بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ بِالْفَتْحِ وَعَبْدٌ (سَائِبَةٌ) أَيْ مُعْتَقٌ لَا وَلَاءَ بَيْنَهُمَا (وَعَنْ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - السَّائِبَةُ وَالصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا أَيْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا يُرْجَعُ إلَى الِانْتِفَاعِ بِهِمَا فِي الدُّنْيَا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - السَّائِبَةُ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ يَشَاءُ هُوَ الَّذِي لَا وَارِثَ لَهُ (وَالسَّيْبُ) الْعَطَاءُ وَأُرِيدَ بِهِ الرِّكَازُ فِي قَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «وَفِي السُّيُوبِ الْخُمُسُ» لِأَنَّهُ مِنْ عَطَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (وَسَيَابَةُ) صَحَابِيٌّ يَرْوِي قَوْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ» .
[سيب] نه: فكان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو برء من مرض أو لغيره قال: ناقتي "سائبة" فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب ولا تركب، وكان إذا أعتق عبدا يقول: "سائبة" فلا عقل بينهما ولا ميراث، وأصله من تسييب الدواب: إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت. ج: ومنه ح: "السائبة" حر. نه: ومنه ح: عمرو بن لحى أول من "سيب السوائب" فالسائبة بنت البحيرة - ومر في الباء. ك: سيب أي سمى نوقا تسمى السوائب. نه: ومنه ح: الصدقة "والسائبة" ليومهما، أي يراد بها ثواب القيامة، أي من أعتق سائبة وتصدق بصدقته فلا يرجع إلى الانتفاع بشيء منها بعد ذلك في الدنيا وإن ورثهما عنه أحد فليصرفهما في مثلهما، وهذا على وجه الفضل وطلب الأجر لا على أنه حرام، كانوا يكرهون الرجوع في شيء جعلوه لله. وح السائبة: يضع ماله حيث يشاء أي العبد المعتق "سائبة" ولا يكون ولاؤ لمعتقه ولا وارث له فيضع ماله حيث شاء وهو الذي ورد النهي عنه. وح: عرضت على النار فرأيت صاحب "السائبتين" يدفع بعصا، بدنتان أهداهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت فأخذهما رجل من المشركين، وسماهما سائبتين لأنه سيبهما الله تعالى. وفيه: إن رجلا شرب من سقاه "فانسابت" في بطنه حية فنهى عن الشرب من فم السقاء، أي دخلت وجرت مع جريان الماء من ساب الماء وانساب إذا جرى. وفيه ح: إن الحيلة بالمنطق أبلغ من "السيوب" في الكلم، السيوب ما سبب وخلى فساب أي ذهب، وساب في الكلام خاض فيه بهذر، أي التلطف والتقلل منه أبلغ من الإكثار. وح: وفي "السيوب" الخمس، السيوب الركاز، قيل: لعله من السيب العطاء، وقيل: هي عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن أي تتكون فيه وتظهر؛ الزمخشري: هي جمع سيب، يريد به المال المدفون في الجاهلية أو المعدن لأنه من فضل الله وعطائه. شا: سيوب مهملة ونحتية مضمومتين وموحدة بعد واو جمع سيب العطاء. نه: وفي ح الاستسقاء: واجعله "سيبا" نافعا، أي عطاء أو مطرا سائبا أو جاريا. وفيه: لو سألتنا "سيابة" ما أعطيناكها، السيابة بفتح سين وخفة البلحة وجمعها سياب وبها سمي الرجل سيابة.
(سيب) - في حديث عبد الله، رضي الله عنه: "السَّائِبةُ يَضَع مالَه حيثُ شَاء"
قال الحَرْبى: هو الرَّجل يُعتَق سائِبةً، فلا يكون وَلَاؤُه لأحدٍ.
وقال أبو عبيدة: السَّائِبةُ من العَبِيد: أن يَعتِقَه سائِبةً فلا يَرِثُه.
: أَىْ سَيْبَه، ولا عَقْلَ له. قال الأزهرى: السَّائبة: ما أهملته وتركته.
قال ابنُ فارس: هو العَبْد يُعتَق ولا يكون وَلاؤُه لمُعتقِه وَيضَع مالَه حَيثُ شاء، وهو الذي وَرَد النَّهىُ عنه.
- في الحديث: "عُرِضَت علىَّ النارُ، فرأيت صاحبَ السَّائِبتَين يُدفَعُ بِعَصاً".
السَّائبتان: بَدنَتان أَهْداهما النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، فأَخذَهما رجل من المشرِكين فذهب بهما، سَمَّاهما سائِبَتَين كأنه سَيَّبَهما لِلَّه عزَّ وجلَّ.
- في حديث عمر: "الصَّدقَة والسَّائِبَةُ لِيَوْمِهما".
: أي يُراد بهما ثَوابُ يومِ القِيامة، فإن وَرِثَهما فليَصْرِفْهما في مِثْلِهِما، وذلك على سَبِيل الكراهة.
- في الحديث: "أن رجلا شَرِب من سِقاءٍ فانسابَت في بَطنِه حَيَّةٌ، فنُهِى عن الشُّرب منِ فَمِ السِّقاء".
: أي دخلت وجَرَت مستِمرَّةً مع جَرَيان الماء.
- وفي حديث الاسْتِسْقاء: "واجْعَله سيبا نَافِعاً".
السَّيْب: العَطَاء ويُشبِه أن يُرِيد مَطراً سائِباً: أي جاريا.
وفي رواية بالصَّاد: "صَيِّبا" وهو المطر من قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ}
- وفي حديثَ عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: "إنّ الِحيلةَ بالمَنطِق أَبلغُ من السُّيُوب في الكَلِم" السُّيُوب: ما سُيِّب وخُلِّى، فَسَابَ: أي ذهب. ومنه يُسَمَّى الرجلُ ساَيِبا،
وساب في الكلام: خَاضَ فيه بِهَذَر، أي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أبلغ من الِإكْثَار.
س ي ب

السَّيْبُ العَطَاءُ والعُرْفُ والسُّيُوبُ الرِّكازُ لأنها من سَيْبِ الله وعَطَائِه وقال ثَعْلَب هي المَعَادِنُ وسَيْبُ الفَرَسِ شَعَرُ ذَنَبِه والسَّيْبُ مُرْدِيُّ السَّفِينة وسَابَ الماءُ سَيْباً جَرَى والسِّيبُ مَجْرَى الماء وجَمْعُهُ سُيُوبٌ وسابَ يَسِيبُ مَشَى مُسْرِعاً سابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ مَضَتْ مُسْتَمِرَّة أِنْشَدَ ثَعْلَب

(أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فلا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِيبُ)

وكذلك انْسَابَت وسَيَّبَ الشيءَ تَرَكَه وكلُّ دابَّة تَرَكْتَها وسَوْمَها فهي سَائِبَةٌ والسائِبَةُ العَبْدُ يُعْتَقُ على أن لا ولاةً والسابِيَةُ البَعِيرُ يدرَك نتاجُه فَيُسَيَّبُ ولا يُرْكَبُ ولا يُحْمَل عليه والسائِبَةُ التي في القرآن كان الرجلُ في الجاهلية إذا قَدِم من سَفَرٍ بَعِيدٍ أو نَجَّتْه دابَّتُه من مَشَقَّةٍ أو حَرْب قال هي سائِبَةٌ وقيل بأن كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارَةً أو عَظْماً فتُعْرَف بذلك وكانت لا تُحَلأ عَنْ ماءٍ ولا كَلأٍ ولا تُرْكَبُ وأُغِيرَ على رجلٍ من العَرَبِ فلم يَجِدْ دابَّةً يَرْكَبُها فَركِبَ سَائِبَةً فَقِيلَ أَتَرْكَبُ حراماً فقال يركب الحرام من لا حَلاَل له فَذَهَبَتْ مَثَلاً وكان الرَّجُلُ إذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال هو سائِبة ولا مِيراث والسَّيابُ البَلَح قال أبو حَنِيفة هو البُسْر الأَخْضَرُ واحدته سَيَابَةٌ وبها سُمِّي الرَّجُلُ قال أُحَيْحة

(أَقْسَمْتُ لا أُعْطِيكَ في ... كَعْبٍ ومَقْتَلِه سَيابَهْ)

وهو السُّيَّاب قال أبو زبيد

(أيامَ تَجْلُو لَنَا عن بارِدٍ رَتِلٍ ... تَخَالُ نُكْهتَها باللَّيْلِ سُيَّابَا)

أراد نَكْهَةَ سُيَّاب والسِّيبُ التُّفَّاحُ فارِسِيٌّ قال أبو العَلاَء وبه سُمِّيَ سيبويه سيب تُفَّاحٌ ووَيْهِ رائحتُه فكأنه رائحةُ تُفاحٍ وسائِبٌ اسْمٌ من سابَ يَسِيبُ إذا مَشَى مُسْرعاً أو من سابَ الماءُ إذا جَرَى والمُسَيَّبُ من شُعَرَائِهم
سيب: ساب الماء: جرى، وفي معجم بوشر: طغى وفاض.
ويقال مجازاً (ألف ليلة 1: 680): إن أموال الناس غير سائبة لك لأن دونها ضرب الصفاح، وطعن الرماح الخ.
ساب مزره: أسهل البطن (بوشر).
ساب: اضمحل، تشتت (دي سلان المقدمة 3: 387).
سَيَّب: ترك، خلّى، سرَّح، أهمل، أطلق (بوشر، عباد 2: 13 رقم3) وفي معجم فوك: تركه يذهب، وأطلق، خلى سبيله (همبرت ص147) وترك (ألف ليلة: 1: 206) وأعتق (الف ليلة برسل 2: 158).
سَيَّبه إلى سوء: تركه إلى مصيره السيئ (بوشر).
سَيَّب: ترك ما عضّ عليه، عدل عما شرع فيه. (بوشر) وفي ألف ليلة (برسل 4: 169) في الكلام عن شخص عض أذن شخص آخر: فسيّب أذنه، أي ترك أذنه.
سَيَّب: أهمل عمل الشيء وتوانى في إنجازه (بوشر).
سَيَّب: نزع سداد البرميل وترك يسيح ما فيه (بوشر).
سَيَّب: سرُّح الخادم وطرده (ألكالا، بوشر). وأذن للجيش بالانصراف والتفرق (ألكالا).
سَيَّب: رمى، طرح، ألقى (ألكالا) ورمى ورشق النبل (ألكالا)، سيبت العاصفة: هدمت الجدار وألقت به أرضاً.
وسَيَّب الملاحون السفينة: تركوها تسير إلى أعلى البحر. ففي ألف ليلة (برسل 4: 79): وسُيِب المركب إلى وسط البحر.
سَيَّب: رماه خارجاً (ألكالا).
سَيَّب لِوَرَا: دفعه إلى الخلف أو دفعه مرة ثانية (ألكالا).
سيَّب طفلاً: تركه وأهمله (ألكالا).
سَيّبَ: مَنَع المسكن (ألكالا).
سيَّب السائب في السائب: ترك كل شيء يأساً أو كراهية (بوشر).
انساب: زحف، دبَّ (دي ساسي عبد اللطيف ص550).
انساب على روحه: بال في لباسه (ألف ليلة 4: 167) وهو مثل قولهم: يبول على نفسه ويلوث ثيابه (ألف ليلة 4: 166).
سَيْبَة: صرف الخادم أو غيره وطرده (ألكالا).
سَيْبَة: مَنْع المسكن (ألكالا).
سيبة: ضرب من الأثاث (منضدة أو طبلة؟) ذات ثلاث قوائم. هذا إذا فهمت جيداً تفسير صاحب محيط المحيط لها بقوله: مرقاة من الخشب على ثلاث قوائم يجمعها قرص من أعلاها (وقوله مرقاة أي سلم غريب).
ولا أدري إذا كانت هذه الكلمة تدل على هذا المعنى في ألف ليلة (برسل 9: 291، 341، 350) وفي طبعة ماكن: قصبة أي أنبوب.
سيبان: نبات اسمه العلمي: fumaria capriolata بقلة الملك. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 345).
سياب. سياب البول: سلس البول، رغبة مستمرة غير ارادية للتبول (بوشر).
سائب: مهمل، متروك على هواه، سائباً: مهملاً (بوشر).
المرأة السائبة: التي لا تحفظ نفسها وليس من يحافظ عليها، وكذلك غيرها من الأشياء التي لا حفاظ عليها. ومنه قولهم في المثل المال السائب يعلم الناس السرقة (انظر بوشر في مادة سيّب، محيط المحيط) سائبة: شيء عام للجميع (الكالا).
سائب: راخي، متراخي، منحل (بوشر).
بطن سائب: جُحاف، اسهال البطن (بوشر).
تسيب: تراخى، انحلال (بوشر).
سيبا: سمك جاف (بوشر) وانظر: شيبيا.
سيب
سابَ/ سابَ في يَسيب، سِبْ، سَيْبًا وسَيَبانًا، فهو سائب، والمفعول مَسيب (للمتعدِّي)
• ساب العصفورُ: ذهب حيث يَشاء "سابت الدَّابَّةُ".
• ساب الماءُ: جرى، سالَ، ساح.
• ساب صديقَه: أهملَه.
• ساب في كلامه: أفاض فيه من غير رَوِيّة. 

انسابَ/ انسابَ إلى/ انسابَ على/ انسابَ في/ انسابَ من ينساب، انْسَبْ، انسيابًا، فهو مُنسابٌ، والمفعول مُنساب إليه
• انساب الحيوانُ: ساب، ذهب حيث يشاء "انساب البقرُ في المزارع- انساب الماءُ: جرَى وسال".
• انسابَت حيَّةٌ بين الأحجار: انْسَلّت، اختفت.
• انساب طريقٌ بين الكروم: امتدّ.
• انساب إلى الشَّيء أو المكان: تسرّب إليه "انساب الماءُ إلى السَّفينة".
• انساب على الشَّيءِ: مَرّ عليه بسرعة، كأنّه ينزلق "انساب القاربُ على الماء- انسابت أصابعُه على المعزف: مرَّت مرورًا رقيقًا سهلاً".
• انساب في كلامه: أفاض فيه من غير تفكير ولا رويَّة.
• انساب من اليد: سقط، أفلت منها. 

سيَّبَ يسيِّب، تسييبًا، فهو مُسيِّب، والمفعول مُسَيَّب
• سيَّبه: تركه، أطلقه، خلاّه يذهب حيث شاء "فتح الولدُ القفصَ وسيّب الطَّائرَ" ° سيّب العبدَ: أعتقه.
• سيَّب الشّيءَ: جعله على شكل انسيابيّ "سيَّب هيكلَ طائرة أو سيَّارة". 

إسابة [مفرد]: (كم) إذابة، عمليَّة تُحيل الجسم الصّلب إلى سائل أو غاز. 

انسياب [مفرد]:
1 - مصدر انسابَ/ انسابَ إلى/ انسابَ على/ انسابَ في/ انسابَ من.
2 - حركة في سطح المياه أو الرِّمال بسبب هبوب الرِّياح.
3 - جريان "شعرٌ مُنساب كانسياب الماء من شلالٍ مرتفع".
• خطُّ الانسياب: خطّ موازٍ لاتِّجاه تدفُّق سائل في لحظة مُعيَّنة. 

انسيابيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انسياب.
2 - له شكل رشيق يساعد على الحركة "سيارة انسيابيّة: مختصّة بمقاومة الهواء".
• شكل انسيابيّ: شكل جسم مصمَّم بحيث يقدِّم الحدّ الأدنى من المقاومة لتدفُّق السَّائل. 

انسيابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انسياب.
2 - مصدر صناعيّ من انسياب: حالة ما هو انسيابيّ الشَّكل "انسيابيَّة هيكل طائرة". 

تسيُّب [مفرد]: إهمال وانعدام الضَّوابط، ضعف الالتزام بالقوانين، فوضى واضطراب "التَّسيُّب الإداريّ يؤدِّي إلى
 الفوضى". 

سائب [مفرد]: مؤ سائبة، ج مؤ سوائب وسُيَّب: اسم فاعل من سابَ/ سابَ في. 

سائِبة [مفرد]: ج سوائبُ وسُيَّب:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سابَ/ سابَ في.
2 - ناقة كانت تُسيّب، أو تُهمل في الجاهليَّة، لنذرٍ أو غيره " {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ} ".
3 - بعير يُدْرك نتاجُ نتاجه فيُسيَّب، أي يترك ولا يُركب ولا يُحمل عليه.
4 - عبدٌ يُعتق على أن لا ولاء لمعتقه عليه.
5 - كُلّ دابَّة تركتها تذهب حيث تشاء.
• السَّائبتان: البدنتان اللتان أهداهما النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى البيت فأخذهما رجل من المشركين فقال النبيّ: عُرضت عليّ النار فرأيت صاحب السِّائبتين يُدفع بعصا. 

سَيْب [مفرد]: ج سُيوب (لغير المصدر):
1 - مصدر سابَ/ سابَ في.
2 - كلُّ ما سُيِّب وخُلِّي فساب.
3 - عطاء، معروف "طمع في سَيْبه".
4 - شعر ذنب الفرس.
5 - مال أو معدن مدفون في الأرض من زمن الجاهليَّة.
6 - خشبة تُدفع بها السّفينة. 

سَيَبان [مفرد]: مصدر سابَ/ سابَ في. 

سُيوبة [مفرد]: (كم) سُيولــة، صفة للجسم السَّائب، وقد تُطلق على الرَّقم الدَّالّ على عكس اللزوجة "سيوبة سائل/ زئبق". 

سيب

1 سَابَ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (S, A,) inf. n. سَيْبٌ, (S, M, A, K,) It ran; (S, M, A, * Mgh, Msb, K;) said of water: (S, M, A, Msb:) and ↓ انساب, likewise said of water, it ran of itself. (Msb.) b2: [Hence,] سابت الحَيَّةُ, (M,) aor. as above; (M, A;) and ↓ انسابت; (S, M, A, Msb;) (tropical:) The serpent ran: (S, A, * Msb:) or went along (M, TA) in a uniform, or continuous, course, (M,) or quickly. (TA.) ساب and ↓ انساب both signify (assumed tropical:) He, or it, walked, or went along, quickly: (K, TA:) [or] so the former verb. (M.) It is said in a trad., respecting a man who drank from the mouth of a skin, فِى بَطْنِهِ حَيَّةٌ ↓ اِنْسَابَتْ (tropical:) A serpent entered and ran into his belly with the running of the water: wherefore it was forbidden to drink from the mouth of a skin. (TA.) El-Hareeree, in [his first Makámeh, entitled] the San'áneeyeh, [p. 20,] uses the phrase, فِيهَا عَلَى غَرَارَةٍ ↓ انساب, meaning He entered into it as the serpent enters into its lurking place. (TA.) And you say of a viper, ساب and ↓ انساب, meaning (tropical:) It came forth from its lurkingplace. (TA.) And نَحْوَكُمْ ↓ انساب (assumed tropical:) He returned towards you. (S.) b3: ساب, (Mgh, Msb,) aor. as above, inf. n. سَيَبَانٌ, said of a horse and the like, (assumed tropical:) He went away at random: (Msb:) or (assumed tropical:) he [app. a horse or the like] went any, or every, way: (Mgh:) or سابت الدَّابَّةُ (tropical:) The beast was left alone, or by itself, to pasture, without a pastor. (S, * A, TA.) b4: And ساب فِى مَنْطِقِهِ (tropical:) He took every way [or roved at large] in his speech: (TA:) or he dilated, or was profuse, without consideration, in his speech. (A, TA.) and ساب فِى الكَلَامِ (tropical:) He entered into talk, or discourse, with loquacity, or irrationality. (TA.) It is said in a trad., إِنَّ الحِيلَةَ بِالمَنْطِقِ أَبْلَغُ مِنَ السُّيُوبِ فِى

الكَلِمِ, meaning (tropical:) [Verily art, or skill, in speech is more eloquent, or effective,] than what is loose, or unrestrained, [or rambling,] in words; i. e. elegance of speech, with paucity, [is more eloquent, or effective,] than profusion. (L, TA. [السُّيُوب is here an inf. n.]) 2 سيّب (assumed tropical:) He left, left alone, or neglected, a thing. (M.) b2: (tropical:) He left a beast, (S, A,) or a she-camel, (Mgh,) alone, or by itself, to pasture where it would, without a pastor. (S, A, Mgh.) b3: (assumed tropical:) He emancipated a slave so that he (the emancipator) had no claim to inherit from him, and no control over his property; he made him to be such as is termed سَائِبَة. (Msb.) b4: See also what next follows.4 اساب, said of a horse, [and جُرْدَانَهُ ↓ سيّب has the same or a similar meaning,] i. q. رَفَّضَ, q. v. (TA in art. رفض.) 7 إِنْسَيَبَ see 1, in seven places.

سَيْبٌ [is an inf. n. of 1, used in the sense of سَائِبٌ (q. v.), as will be shown in what follows in this paragraph. b2: And hence,] (tropical:) A gift: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) and a voluntary gift, by way of alms, or as a good work: (TA:) and a benefaction, an act of beneficence or kindness, a favour, or a benefit: (M, K:) pl. سُيُوبٌ. (L, TA.) It is said in a trad. respecting a prayer for rain, وَاجْعَلْهُ سَيْبًا نَافِعًا (tropical:) And make Thou it to be a beneficial gift: or the meaning in this instance may be, a flowing rain. (TA.) And one says, فَاضَ سَيْبُهُ عَلَى النَّاسِ (tropical:) His gifts flowed abundantly upon the people. (A, TA.) [See also an ex. in a verse cited voce جُبَّأٌ.] b3: Also i. q. رِكَازٌ (tropical:) [i. e. Metal, or mineral; or pieces of gold or silver, that are extracted from the earth; or any metals or other minerals; or buried treasure of the people of the Time of Ignorance]: (A, Msb:) or so سُيُوبٌ; (A 'Obeyd, S, M, Mgh, K;) which is the pl.: (A, Msb:) the latter signifies, accord. to Th, metals, or minerals: (M, TA:) accord. to Aboo-Sa'eed, veins of gold and of silver, that come into existence, and appear, in the mines: so called because of their running (لِانْسِيَابِهَا) in the earth: accord to Z, treasure buried in the Time of Ignorance: or metal, or mineral: (TA:) because of the gift of God, (M, Z, Mgh, TA,) to him who finds it. (Z, TA.) The Prophet said, (Mgh, TA,) فِى السُّيُوبِ الخُمْسُ, i. e. In the case of رِكَاز, the fifth part [is for the government-treasury]. (A, Mgh, TA.) A2: Also The hair of the tail of a horse. (M, K.) A3: And A pole with which a ship or boat is propelled. (M, K.) سِيبٌ A place, or channel, in which water runs: (S, M, K:) or so سِيبُ مَآءٍ: (A:) pl. سُيُوبٌ. (M.) A2: And The apple: in this sense a Pers\. word [arabicized]: and hence the name of [the celebrated grammarian] سِيبَوَيْهِ; as though meaning “ the scent of apples; ” (M, K, * TA;) accord. to Abu-l-'Alà, (M, TA,) and Seer: (TA:) by some, [app. such as mispronounce it,] this name is said to be from the Pers\. سِىْ signifying “ thirty ” and بُويَهْ signifying “ odour; ” as though meaning “ thirty odours: ” (MF, TA:) and some say that وَيْهِ is an ejaculation; and that the relaters of traditions dislike pronouncing this name therewith, as also other similar names, and therefore say سِيبُويَهْ, changing the ه into ة, but pausing upon it [so as to pronounce it ه]. (TA.) سَيَابٌ and ↓ سُيَّابٌ (S, M, K) and ↓ سَيَّابٌ (K) [Unripe dates in the state in which they are called] بَلَح: (S, M, K:) or [in the state in which they are called] بُسْر: (K:) or green بُسْر: (AHn, M:) As says that the flowers of the palm-tree when they have become بَلَح are termed سَيَابٌ, without teshdeed: (TA:) [but see بُسْرٌ:] the n. un. is سَيَابَةٌ (S, M) and سُيَّابَةٌ (S) [and سَيَّابَةٌ]: Sh says that they are called سَدَآء in the dial. of ElMedeeneh, and one is called سيابة in the dial. of Wádi-l-Kurà: and he adds, I have heard the Bahránees say ↓ سُيَّاب and سُيَّابَة. (TA.) سَيَابَةٌ n. un. of سَيَابٌ; (S, M;) like as سُيَّابَةٌ is of سُيَّابٌ. (S.) b2: Also Wine. (K.) سُيَّابٌ and سَيَّابٌ: see سَيَابٌ, in three places.

سَائِبٌ Running water. (Msb.) [See also سَيْبٌ, first sentence.]

سَائِبَةٌ (tropical:) Any beast that is left to pasture where it will, without a pastor: (M, A, K: *) pl. سَوَائِبُ and سُيَّبٌ. (A.) (assumed tropical:) A camel that has lived until his offspring have had offspring, and is therefore set at liberty, and not ridden, (M, K,) nor laden with a burden. (M.) In the Kur v. 102, (TA,) (assumed tropical:) A she-camel that was set at liberty to pasture where it would, (S, Mgh, Msb, K,) in the Time of Ignorance, (S, K,) on account of a vow (S, Mgh, Msb, K) and the like: (S, K:) or the mother of a بَحِيرَة; (S, Mgh; [in the Msb, said to be a بَحِيرَة (itself); and in one place in the TA said to be a she-camel of which the dam is a بَحِيرة; but both of these explanations require consideration, as will be seen from what follows;]) or (K) a she-camel which, having brought forth females at ten successive births, was set at liberty to pasture where she would, (S, K,) and not ridden, nor was here milk drunk except by her young one or a guest, until she died, when the men and the women ate her together; and the ear of her last female young one was slit, and she was [therefore] called بَحِيرَة, and was a سَائِبَة like her mother: (S:) or a she-camel of which a man, (M, IAth, K,) in the Time of Ignorance, (M,) when he came from a far journey, (M. IAth, K,) or re-covered from a disease, (IAth, TA,) or had been saved by his beast from difficulty or trouble, (M, IAth,) or when his beast had been saved therefrom, (K,) or from war, said, هِىَ سَائِبَةٌ; (M, IAth, K;) i. e. she was left to pasture where she would, without a pastor, and no use was made of her back, nor was she debarred from water, nor from herbage, nor ridden: (IAth, TA:) thus it signifies in the Kur: (M:) or a she-camel from whose back a vertebra or [some other] bone was taken forth, (M, K,) so that she became known thereby, (M,) and which was not debarred from water nor from herbage, nor ridden, (M, K,) nor milked: (TA:) the pl. is سُيَّبٌ, like نُوَّحٌ pl. of نَائِحَةٌ, and نُوَّمٌ pl. of نَائِمَةٌ; (S;) and سَوَائِبُ. (TA.) It is said in a trad., “I saw 'Amr Ibn-Loheí dragging his intestines in the fire [of Hell]: ” and he was the first who set at liberty سَوَائِب: the doing of which is forbidden in the Kur v. 102. (TA.) And it is related that a hostile attack was made upon a certain man of the Arabs, and he found not any [other] beast to ride, so he rode a سَائِبَة: whereupon it was said to him, “Dost thou ride what is forbidden? ” and he replied, يَرْكَبُ الحَرَامَ مَنْ لَا حَلَالَ لَهُ [He rides what is forbidden who has not what is allowed]: and this saying became a proverb. (M.) السَّائِبَتَانِ means The بَدَنَتَانِ [i. e. two camels, or cows or bulls, for sacrifice,] which the Prophet brought as offerings to the House [of God at Mekkeh], and which one of the believers in a plurality of gods took away: they are thus called because he gave them up (سَيَّبَهُمَا) to God. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) A slave emancipated so that the emancipator has no claim to inherit from him, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) except, accord. to EshSháfi'ee, in the case of the slave's dying without appointing any heir, in which case his inheritance belongs to his emancipator, (TA,) [for] such an emancipated slave may bestow his property where [or on whom] he pleases, (S, Mgh, Msb, TA,) agreeably with a trad.: (Mgh, TA:) [in the S, and in the Msb as on the authority of IF, it is added, that “ this is what is related to have been forbidden: ” but from what has been stated above, this appears to be a mistake; and I think that these words have been misplaced in the S and Msb, and that they relate only to the she-camel termed سَائِبَة:] a slave is thus emancipated by his owner's saying to him, أَنْتَ سَائِبَةٌ. (S.) 'Omar said, السَّائِبَةُ وَالصَّدَقَةُ لِيَوْمِهِمَا [The sáïbeh and alms are for their day]: i. e., for the day of resurrection; so that one may not return to the deriving of any advantage from them in the present world. (AO, Mgh, TA.)

سيب: السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.

والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ. وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛

قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من

السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد:

فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ

وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في

الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1)

(1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري:

السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو

الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.

وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.

والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.

والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.

وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً. وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ

مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب:

أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟

وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من

مَكْمَنِه. وفي الحديث:

أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.

وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه. والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي

تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً

يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ

الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً. وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو

بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن

ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً

فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من

تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ. وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ

من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ

اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو

مَذْكور في موضعه. وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ

وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ،

صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما

أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ. وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل

يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا

ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله. وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر. وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه. وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى. وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.

وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ. والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ:

أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ

فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد:

أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا

أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع

حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ:

سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ

قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.

وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: البَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.

والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.

وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى. والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.

والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.

سيب
: ( {السَّيْبُ: العَطَاءُ، والعُرْفُ) . والنَّافِلَةُ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ: (واجْعَلْه} سَيْباً نافِعاً) أَي عَطَاءً، ويَجُوزُ أَنْ يرِيدَ مَطَراً {سَائِباً أَي جَارِياً. وَمن الْمجَاز: فَاضَ سَيْبُهُ عَلى النَّاسِ أَي عطاؤه، كَذَا فِي الأَسَاس.
(و) } السَّيْبُ؛ (مُرْدِيُّ السَّفِينَة) . . (و) السَّيْبُ: (شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ) .
(و) السَّيْبُ: (مَصْدَرُ سَابَ) المَاءُ يَسيبُ {سَيْباً: (جَرَى) . (و) } سَاب {يَسِيب: (مَشَى مُسْرِعاً) . وَمن المَجَازِ: سَابَتِ الحيَّة} تَنْسَابُ {وتَسِيبُ إِذَا مَضَت مُسْرِعَةً. أَنشد ثَعْلَب:
أَتَذْهَبُ سَلْمَى فِي اللِّمَامِ فَلَا تُرَى
وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثَ شَاءَ يَسِيبُ
وكَذلِكَ} انْسَابَتْ. {وسَابَ الأَفْعَى} وانْسَابَ إِذَا خَرَج مِنْ مَكْمَنِه. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ {فانْسَابَتْ فِي بَطْنِه حَيَّة، فَنهِيَ عَن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاء) . أَي دَخَلَتْ وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء. يُقَال: سَابَ المَاءُ إِذا جَرَى. (} كانْسَابَ) .
وانْسَابَ فُلَان نَحْوَكُم: رَجَع. وَفِي قَوْلِ الحَرِيريّ فِي الصَّنْعَانِيَّةِ ( {فَانْسَابَ فِيهَا على غِرارة) أَي دخل فِيهَا دُخُول الحَيّة فِي مكمنها.
(و) فِي كِتَابِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: (وَفِي (} السُّيُوب) الخُمُسُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ (الرِّكاز) وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ: وَلَا أُرَاه أُخِذَ إِلَّا مِنَ {السَّيْبِ، وَهُوَ العَطِيَّة. وأَنشد:
فَمَا أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإِ
وَمَا أَنَا من} سَيْبِ الإِلَه بآيِس
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ السُّيُوبُ: الرِّكَازُ لأَنَّها من {سَيْبِ اللهِ وَعَطَائِه. وقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ المَعَادنُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: السُّيُوبُ: عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ فِي المَعْدِن، أَي تَتَكَوَّن فِيهِ وتَظهَر، سُمِّيَتْ سُيُوباً} لانْسيَابِها فِي الأَرْض. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ فِي الجَاهِلِيَّة أَوِ المَعْدِن؛ لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه. ويُوجَد هُنَا فِي بَعْض النُّسَخِ: {السِّيَاب، وَهُوَ خَطَأٌ.
(وذَاتُ} السَّيْب: رَحَبَة لإِضَم) وَفِي التكملة: مِنْ رِحَاب إِضَم.
( {والسِّيبُ بالكَسْرِ: مَجْرَى الماءِ) جَمْعه} سُيُوبٌ.
(ونَهْرٌ بخُوَارَزْم) . (و) نهر (البَصْرَة) عَلَيْهِ قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ. (وآخَرُ فِي ذُنَابَةِ الفُرَاتِ) بقُرْب الحِلَّة (وَعَلِيهِ بَلَدٌ. مِنْهُ صَبَاحُ بنُ هَارُونَ، ويَحْيَى بن أَحْمَدَ المُقْرِي) صاحِب الحماميّ، (وهِبَةُ الله بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ) أَمِير الْمُؤمنِينَ (المُقْتدِر) هكَذَا فِي النّسَخ. وَفِي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي، سمع أَبَا الحُسَيْن بن بَشرَان، وَعنهُ ابْن السَّمْرَقَنْدِيّ. (و) أَبو البركات (أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ) {- السِّيبِيّ عَن الصريفينيّ (وَهُوَ مُؤَدِّبُ) أَمِيرِ الْمُؤمنِينَ (المُقْتَفِي) لأَمرِ اللهِ العَبَّاسِيّ، وَعنهُ أَخذ، (لَا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بن السمعانيّ.
قلت: وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْده الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العَلَّاف، وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِيُّ وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّاب السَّيبِيّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْوَقْت، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَارِسِ بْنِ السيبِيّ عَنْ أَبِي الفَضْلِ الأَرْمَوِيّ، وابْنُ نَاصِر مَاتَ بِدِنِيسر سنة 614 هـ وأَخُوه عُثْمَان سَمِع مَعَهُ وَمَاتَ قَبْلَه سنة 610 هـ والمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُخْتَارٍ الدَّقَاق بْنِ السَّيبِيّ عَن أَبِي القَاسِم بن الحُصَيْنِ، وابْنُه عُبَيْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ عَنْ أَبِي الفَتْح بْنِ البَطِّيِّ. قَالَ ابْن نُقْطَةَ: سَمِعْتُ مِنْه، وفِيه مَقَالٌ. مَاتَ سَنَةَ 619 هـ. وابْنُه المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بَيَان. وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السَّيبِيّ، رَوَى عَنهُ نِظَامُ المُلْكِ. وأَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ القصْرِيّ السِّيبِيّ، حَدَّثَ عَنِ ابْن مَاس وغَيْرِه. ذكره الذَّهَبِيّ، تُوُفِّي سَنَة 439 هـ. وأَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ السِّيبِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ أَبو المَيْمُونِ عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عتِيق بْنِ وَرْدَان مُقْرِىء مصر، ذكره المُنْذِرِيّ فِي التَّكْمِلَةِ.
(و) } السِّيب بالكَسْرِ: (التُّفَّاحُ فَارِسيٌّ) . قَالَ أَبُو العَلَاء: (وَمِنْه! سِيبَوَيْه أَي) سِيبُ: تُفَّاحٌ. وَوَيْه: (رَائِحَتُه) فكأَنه رَائِحَةُ تُفَّاح، قَالَه السِّيرَافِيّ. وأَصْلُ التَّرْكيب تُفَّاح رَائِحَة؛ لأَنَّ الفُرْسَ وغَيرهم عَادَتُهم تقْدِيمُ المُضَافِ عَلَى المُضافِ إِلَيْه غَالِباً. وَقَالَ شَيْخُنا: وَفِي طَبَقَاتِ الزُّبيدِيّ. حَدَّثَنِي أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن طَاهِرٍ العَسْكَرِيّ قَالَ: سِيبَوَيه: اسمٌ فَارِسِيٌّ، والسِّي: ثَلَاثون، وبوَيْه: رَائِحَة، فكأَنَّه فِي المَعْنى ثَلَاثُونَ رَائِحة أَي الَّذِي ضُوعِفَ ذِيب رَائِحَتِه أَي الَّذِي ضُوعِفَ طِيب رَائِحَتِه ثَلَاثِين، وكَانَ فِيمَا يُقَالُ حَسَنَ الوَجْه طَيِّبَ الرَّائِحة، انْتَهَى. وَقَالَ جَمَاعة: سِيبَوَيه بالكَسْرِ، وويه: اسْم صَوْتٍ بُنِي عَلَى الكَسْرِ، وكَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ كأَضْرَابِه فَقَالُوا: سِيبُويَه، فضموا المُوَحَّدَة، وسَكَّنوا الوَاوَ، وفَتَحُوا التَّحْتِيَّةَ، وأَبْدَلُوا الهَاءَ فَوْقِيَّة يُقَفُ عَلَيْها، وهَذَا قَوْلُ الكُوفِيِّينَ. وَهُوَ (لَقَبُ) أَبِي بِشْر (عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ) بْنِ قَنْبرٍ (الشِّيرَازِيِّ) كَانَ مَوْلًى لِبَنِي الحَارِث بْنِ كَعْبٍ، وُلِد بِالبَيْضَاءِ من قُرَى شِيرَاز، ثمَّ قَدِم البَصْرَةَ لِرِوَايَة الحَدِيثِ، ولَازَم الخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ، وقَضَايَاهُ مَعَ الكِسَائِيّ مَشْهُورَةٌ، وَهُوَ (إِمَامُ النُّحَاة) بِلَا نِزَاعٍ، وكِتَابه الإِمَامُ فِي الفَنِّ، تُوفي بالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ عَن اثْنَيْن وثَلَاثِين، قَالَه الخَطِيبُ، وَقيل غَيْر ذلِكَ. (و) سِيبَوَيْهِ أَيْضاً: لَقَبُ أَبِي بَكْر (مُحَمَّد بْن مُوسَى) بْنِ عَبْد العَزِيز الكِنْدِيّ) الفَقِيهِ المِصْرِيّ عُرِف بِابْن الجَبَى، سَمِعَ من النَّسَائِيّ والمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلميّ الجبيّ والطَّحَاوِيِّ. وَغَيرهم، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيّ. مَاتَ فِي صفر سنة 358 هـ.
قُلْتُ: وَقد جَمَعَ لَهُ ابنُ زولاق تَرْجَمَة فِي مُجَلَّد لَطِيف، وهُوَ أَيْضَاً لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنِيّ، ذكره الخَطِيبُ فِي تَارِيخه. وأَيْضاً لَقَبُ أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِيز بْنِ مُحَمَّد بْن مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّيميّ الأَصبهانِيِّ النَّحْوِيّ، كَمَا فِي طَبقاتِ النحاةِ للسُّيُوطِيِّ.
(و) مِنَ المَجَاز: {سَابَتِ الدَّابَّة: أُهْمِلَت،} وسَيَّبْتُها. {وسَيَّبْتُ الشيءَ: تركْتُه} يَسِيبُ حَيْث شَاءَ. ( {والسائِبَةُ: المُهْمَلَةُ) ، ودوابهم} سَوَائِبُ! وسُيَّبٌ وعِنْدَه سَائِبَةٌ منَ السَّوَائِب.
(و) السَّائِبَةُ: (العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لَا وَلَاءَ لَهُ) أَي عَلَيْه.
وَقَالَ الشَّافِعِيّ: إِذا أَعْتقَ عَبْدَهُ {سَائِبَةً، فماتَ العَبْدُ وخَلَّفَ مَالاً وَلم يَدَعْ وِارِثاً غَيْر مَوْلَاهُ الَّذِي أَعْتَقَه، فمِيرَاثُه لمُعْتِقِه؛ لأَنَّ النبيَّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسلم جعَلَ الوَلَاءَ لُحْمَةً كلُحْمَةِ النَّسَبِ (فَكَمَا أَن لُحمةَ النّسبِ) لَا تَنْقَطِع كَذلِكَ الوَلَاءُ. وقَال صَلَى اللهُ عَلَيْه وَسلم؛ (الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَق) . ورُوي عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه أَنَّه قَالَ: (السَّائِبَةُ والصَّدَقَةِ ليَوْمِهما) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَي يَوْم القيَامة، فَلا يُرْجَعُ إِلَى الانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ مِنْهُمَا بعد ذلِكَ فِي الدُّنْيَا؛ وذلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ عَبده سَائِبَةً فَيَمُوتُ العَبْد وَيَتْرُكُ مَالاً وَلَا وَارِثَ لَه، فَلَا يَنْبَغِي لمُعْتِقِ أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِه شَيْئاً إِلا أَنْ يَجْعَلَه فِي مِثْله. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الله: (السَّائِبَة يَضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ) أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سَائِبَةً لَا يَكُونُ وَلَاؤُه لمعْتِقِه وَلَا وَارِثَ لَهُ فيضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ، وهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ.
(و) السُّائِبَة: (البَعِيرُ يُدْرِكُ نِتَاجَ نِتَاجه،} فيُسَيَّبُ، أَي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ) وَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ. (و) السَّائِبَةُ الَّتهي فِي القَرْآنِ العَزِيز فِي قَوْلِه تَعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} . (النَّاقَةُ الَّتِي (كَانَتْ {تُسَيَّبُ فِي الجَاهِلِيَّةِ لنَذْرٍ ونَحْوِه) كَذَا فِي الصَّحَاح. (أَو) أَنَّهَا هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ (كَانَت) النَاقَةُ (إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُن كُلُّهُن إِنَاثٌ} سُيِّبَتْ) فَلم تُرْكَبْ وَلم يَشرب لَبَنَهَا إِلَّا وَلَدُها أَو الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ، فإِذا مَاتَت أَكَلَهَا الرِّجَالُ والنِّسَاءُ جَمِيعاً، وبُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِيرَة فتُسَمَّى البَحِيرَةَ، وَهِي بمَنْزِلَة أُمِّها فِي أَنَّها سَائِبَةٌ، والجَمْعُ سُيَّبٌ مِثْل نَائِمَةٍ ونُوَّمٍ، ونائِحَةٍ ونُوَّحٍ.
(أَو) السَّائِبَةُ على مَا قَالَ بْنُ الأَثِيرِ: (كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ) أَو بَرِىءَ مِنْ عِلَّة، (أَوْ نَجَتْ) وَفِي لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه (دَابَّتُه مِن مَشَّقة أَو حَرْبٍ قَالَ: هِي) أَي نَاقَتي (سائِبَةٌ) أَي تُسَيَّبُ، فَلَا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا، وَلَا تُحَلَّأُ عَنْ مَاءٍ، وَلَا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ، وَلَا تُرْكَبُ. (أَو كَانَ يَنْزِعُ من ظَهْرها فقَارَة أَو عَظْماً) فتُعْرَفُ بِذلِكَ (وَكَانَت لَا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ وَلَا كَلَإِ وَلَا تُرْكَب) وَلَا تُحْلَبُ، فأْغير عَلَى رجُلٍ من العَرَب فَلم يَجِدْ دَابَّةً يَرْكَبُهَا فركِبَ سَائِبَةً، فقَيلَ: أَتَرْكَبُ حَرَاماً؟ فَقَال: (يَرْكَبُ الحرامَ مَنْ لَا حَلَالَ لَهُ) فذَهَبَتْ مَثَلاً. وَفِي الحَدِيث: (رَأَيْتُ عَمْرَ بْنَ لُحَيَ يَجُرّ قُصْبَه فِي النَّارِ) وَكَانَ أَوَّل مَنْ سَيَّب {السَّوَائب. وَهِي الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا بقَوْله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} .} فالسَّائِبَةُ: بِنْتُ البَحِيرَة. {والسَّائِبَتَان: بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيّهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ، فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَبِ بِهِمَا، سَمَّاهُمَا} سَائِبَتَيْن؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلّه تَعَالى. وقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيث (عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ {السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً) .
وَمِمَّا بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ: سَابَ الرَّجُلُ فِي منْطِقِه إِذَا ذَهَبَ فِي بِكُلِّ مَذْهَبٍ. وعِبَارَةُ الأَسَاسِ: أَفَاضَ فيهِ بِغيْرِ رَوِيَّة، وَفِي حَدِيث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف (أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ فِي الكَلِم) . السُّيُوبُ: مَا سُيِّبَ وخُلِّيَ. سَابَ فِي الكَلَام: خَاضَ فِيه بهَذْرٍ. أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ مِنْهُ أَبْلَغُ من الإِكْثَار، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب.
(} والسَّيَابُ) كسَحَاب (ويُشَدَّدُ) مَعَ الْفَتْح. (و) {السُّيَّابُ (كَرُمّاَن) إِذا فُتِح خُفِّفَ، وإِذا شَدَّدْتَه ضمْتَه وهِم شَيْخُنَا فِي الاقْتِصَارِ على الفَتْح: (البَلَحُ أَو البُسْرُ) الأَخْضَرُ، قالَه أَبو حَنِيفة، وَاحِدَتُه} سَيَابَة {وسَيَّابَة، وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ. قَالَ أُحَيْحَةُ:
أَقْسَمتُ لَا أُعْطِيَ فِي
كَعْبٍ ومَقْتَلِه} سَيَابَهْ
وَقَالَ أَبو زُبيد:
أَيَّامَ تَجْلُولَنَا عَن بَارِدٍ رَتِل
تَخَال نَكْهَتَهَا باللَّيْلِ! سُيَّابا أَراد نَكْهَةَ سُيَّابٍ.
وَعَن الأَصْمَعِيّ: إِذَ تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحاً فَهُوَ السَيَابُ مُخَفَّف، وَاحِدَته سَيَابَةٌ. قَالَ شَمِر: هُوَ السَّدَاءُ مَمْدُودٌ بِلغَةِ أهْله المَدِينَة، وَهِيَ السَّيَابَة بلُغةِ وَادِي القُرَى. وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ:
{سَيَابَةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ وَلَا أَثَرُ
قَالَ: وسَمِعْتُ البَحْرَانِيِّين تَقُولُ:} سُيَّابٌ {وسُيَّابَةٌ. وَفِي حَدِيث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ: (لَو سَأَلْتَنَا سَيَابَةً مَا أَعْطَيْنَاكَهَا) هِيَ مُخَفَّفَةٌ.
(و) سَيَابَةٌ (كَسَحَابَةٍ: الخَمْرُ) .
(} وسَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ) بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْد بن سَدد بن زُرْعة، وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَرُ، وَهُوَ (بالفَتْحِ الكَسْرُ قَلِيلٌ: أَبُو قَبِيلَةٍ) مِنْ حِمْيَر. (مِنْهَا أَبُو العَجْمَاءِ) كَذَا فِي النُّسَخ، وصَوَابُه أَبو العَجْفَاءِ (عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الله) الدَّيْلميُّ عَن عَوفِ بْنِ مَالِك. (و) أَبو زْرْعَةَ (يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرو) . قَال أَبُو حَاتم: ثِقَةٌ. (وأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد) الرَّمْلِيُّ قُلْتُ: ويروى أَبو العَجْفَاءِ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ االلهِ بْن عُمَر، نَقَله الفَرَضِيّ عَن الحَازِمِيّ. وكَتَب الفَرَضِيُّ مِيماً عَلَى عَبْد الله، وأَجْرَى عَلَى عَمْرو مَكَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْد الله المُتَقَدّمُ بِذِكْرِه وأَبُو عَمْرو وَالدُ يَحْيَى حَدَّثَ أَيْضاً، وَمَات ابْنُه يَحْيَى سنة 148 هـ قَالَه ابْن الأَثِير. وذَكَرِ الذَّهَبِيّ أَنَّ الفرضيّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ السِّيبَانِيّ المُتَقَدِّم بِذِكْره (بِكَسْر السِّين) والمَشْهُور، بفَتْحها. وضَبطَه الرِّضِيّ الشَّاطِبِيّ أَيْضاً (بالكسْر) كالهَمْدَانِيّ النَّسَّابة. وهم يَنْتَسِبونُ إِلى سَيْبَانَبْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الغَوْث. وأَسْقَطَ ابنُ حَبِيبٍ أَسْلَم وزَيْداً مِنْ نَسَبه فَقَال: هُوَ سَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ كَمَا تَقدَّم فاعْرِفْ ذَلِكَ.
(و) {سَيْبَان (بالفَتْح) وَحْدَه: (جَبَل وَرَاءَ وَادِي القُرَى) .
(ودَيْرُ} السَّابانِ) وَالَّذِي ذَكَره ابْنُ العَدِيم: سَابَان بِلَا لَام: (ع بَين حَلَب وأَنْطاكِيَةَ) قَرِيبَان من دَيْر عَمَان يُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب، وهما خَرِبَان الْآن، وفِيهمَا بِنَاءٌ عَجِيبٌ وقُصُورٌ مُشْرِفَة. وَبَيْنَهُمَا قَرْيَةُ أَحدِ الديرين مِنْ قِبَلِ القَرْيَة، والآخَرُ من شَمَالِيْهَا، وَفِيها يَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِيّ:
دَيْرُ عَمَانٍ ودَيْر سَابَانِ
هِجْن غَرَامي وزدْنَ أَشْجَانِي
إِذَا تذكَّرتُ فِيهما زَمَناً
قَضَّيْتُه فِي عُرام رَيْعَانِي
يَا لَهْفَ نَفْسي مِمَّا أُكَابِدُه
إِن لَاح بَرقٌ من دَيْر حَشْيَانِ
وَمَعْنَى دَيْر {ساَبَان بالسُّريَانِيَّة: دَيْر الجَمَاعَة، ومَعْنَى دير عَمَان دَيْر الشَّيخ، كَذَا فِي تَارِيخ حَلَبَ لابْنِ العَدِيم.
(} والمَسِيبُ كَمَسِيلٍ: وَادٍ) .
(و) {المُسَيَّبُ (كمُعَظَّم: ابنُ عَلَسٍ) مُحَرّكَة (الشَّاعِر) . والمُسَيَّبُ بن رَافِع وَهُوَ كمُحمَّد بِلَا خِلَاف. وطيّ ابْن المُسَيَّب بن فَضَالَة العَبْدِيِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَيْس. (وسَيَابَةُ بنُ عَاصِم) ابْنِ شَيْبَان السُّلميّ (صَحَابِيٌّ) فَرْدٌ لَهُ وِفَادَة، رَوَى حَدِيثَه عَمْرُو بْنُ سَعِيد قَوْله: (أَنَاابْنُ العَوَتك) كَذَا فِي المعجم.
وجَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن بَيَان بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَابَة الغَافِقِيّ المِصْرِيّ مُحَدِّث، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لَا يُسَاوِي شَيْئاً.
(وسَيَابَةُ: تابِعِيَّةٌ) عَنْ عَائِشَة، وعَنْهَا نَافِع، ويُقَال: هِيَ سَائِبَةُ.
} والسَائِبُ: اسْمٌ من سَابَ يَسِيب إِذَا مَشَى مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ المَاءُ إِذَا جَرَى.
والسَائِبُ: ثَلَاثَةٌ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا، انْظُر تَفْصِيلهم فِي الإِصَابة، وَفِي مُعْجَم الحَافِظ تَقِيِّ الدِّين بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمِيِّ.
وأَبو السَّائِب: صَيْفيُّ بْن عَائِذٍ من بَنِي مَخْزُومٍ، قِيلَ: كَانَ شَرِيكاً للنبيّ صلى الله عَلَيه وَسلم قَبْلَ مبْعَثِه. والسَّائِبُ بن عُبَيْد أَبُو شَافع المُطَّلبِيّ جَدّ الإِمَام الشاَّفِعِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قيل: لَهُ صُحْبَةٌ.
والسُّوبان: اسْم وَادٍ، وَقد تَقَدَّمَ فِي السُّوبَة.
(و) ! المُسَيِّبُ بن حَزُن بن أَبِي وَهْب المَخْزُومِيّ (كمحَدِّث: وَالِد) الإِمام التَّابِعِيّ الجَلِيل (سَعِيد) لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عنهُ ابنُه (ويُفْتَح) . قَالَ بَعْضُ المُحدِّثين: أَهْل العِرَاق يَفْتحُون، وأَهْل المَدِينَة يَكْسِرُون، ويَحْكُون عَنْه أَنه كَانَ يَقُول: سَيَّب اللهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي، والكَسْر حَكَاهُ عِيَاض وابْن المَدِيني، قَالَه شَيخنَا.
وَمِمَّا بَقِي عَلَيْهِ المُسَيَّبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ الله المَخْزُومِيّ أَخُو السَّائِبِ، أَسْلَم بَعْدَ خَيْبَر. والمُسَيَّبُ بنُ عَمْرو أُمِّر عَلَى سَرِيَّة، يُرْوَى ذلِكَ عَن مُقَاتِل بْنِ سُلَيْمَان، كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد. وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ، وبِهَا يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِمِ. فصل الشين الْمُعْجَمَة من بَاب الْمُوَحدَة

سرندب

سرندب: التهذيب في الخماسي: سَرَنْديبُ بَلَدٌ معروف بناحيةِ الـهِنْدِ.

سرندب
: (سَرَنْدِيبُ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وإِنَّمَا أَعْرَاهُ عَنِ الضَّبْطِ لكَوْنِهِ مَشْهُوراً الشُّهْرَةَ التَّامَّةَ، فَلَا يَحْتَاجُ حَشْوُ الكِتَابِ بِمَا لَا يَعْنِي، وَقد لَامَه شَيْخُنا على تَرْكِه الضَّبْطَ. وَفِي المرَاصد، ورِحْلَةِ ابْن بَطُّوطَة، تَهْذِيبِ ابْن جَزَيّ الكَلْبِيّ مَا حَاصِلُه أَنَّه جَزِيرَة كبِيرَةٌ فِي بَحر هِرْكَند بِأَقْصَى: (د، يالهند، م) يُقَالُ ثَمَانُون فَرْسَخاً فِي مِثْلِهَا فِيهَا الجَبَلُ الَّذِي أُهْبِطَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ جَبَلٌ شَاهِقٌ صَعْب المُرْتَقَى لَا يُمكن الوُصُولُ إِليه؛ لأَنَّ فِي أَسْفَلِه غياضٌ عَظِيمَة، وخَنَادِقُ عَمِيقَة، وأَشْجَارٌ شَاهِقَة، وحَيَّات عِظَام، يَرَاه البَحْرِيُّزون من مَسَافَة أَيَّام كَثِيرَة، وَهُوَ جَبَلُ الرَّاهُون، فِيهِ أَثَرُ أَقْدَام سَيِّدِنا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَغْمُوسَة فِي الحَجَرِ، مَسَافَتُهَا نحُو سَبْعِين ذرَاعا، وَيُقَال: إنَّه خَطا الخُطْوَ الأُخْرَى فِي البَحْر، وَبَينهمَا مَسِرةُ يَوْمِ ولَيلة. قَالَ التّيفاشيّ: وحَجَرُ ذَلِكَ الجَبَل اليَاقُتُ نه تَحْدُرُه الــسيولُ إِلَى الوَادِي فَيَلْتَقِطُونَه.

رأي

رأي: {ورئيا}: ما رأيت من شارة وهيئة.
(ر أ ي) : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ» اللَّامُ لِلِاخْتِصَاصِ أَيْ لِوَقْتِ رُؤْيَتِهِ إذَا رَأَيْتُمُوهُ (وَرَأَتْ الْمَرْأَةُ تَرِيَّةً) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفهَا بِغَيْرِ هَمْزَة وَتَرْئِيَةٌ مِثْلُ تَرْعِيَةٍ وَتَرْئِيَةٌ بِوَزْنِ تَرْعِيَةٍ وَهِيَ لَوْنٌ خَفِيٌّ يَسِيرٌ أَقُلُّ مِنْ صُفْرَةٍ وَكُدْرَةٍ وَقِيلَ هِيَ مِنْ الرُّؤْيَةِ لِأَنَّهَا عَلَى لَوْنِهَا (وَالتُّرْبِيَّةُ) عَلَى النِّسْبَةِ إلَى التُّرْبِ بِمَعْنَى التُّرَابِ وَقَوْلُهُ «أَمَا تَرَيْ يَا عَائِشَةُ» الصَّوَابُ أَمَا تَرَيْنَ وحَتَّى تَرَيْنَ فِي (ق ص) «وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ» أَيْ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لِكَيْ يَرَاهُ النَّاسُ شَهَّرَ اللَّهُ رِيَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَايَا بِالْيَاءِ خَطَأٌ (وَالرَّأْيُ) مَا ارْتَآهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَقَدَهُ (وَمِنْهُ) رَبِيعَةُ الرَّأْيِ بِالْإِضَافَةِ فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَذَلِكَ هِلَالُ الرَّأْيِ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ صَاحِبُ الْوَقْفِ وَالرَّازِيُّ تَحْرِيفٌ هَكَذَا صَحَّ فِي مُسْنَدِ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَمَنَاقِبِ الصَّيْمَرِيِّ وَهَكَذَا صَحَّحَهُ الْإِمَامُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ وَنَقَلَهُ عَنْهُ شَيْخُنَا إلَى الْمُتَشَابِهِ كَذَلِكَ (وَمَا أُرَاهُ) يَفْعَلُ كَذَا أَيْ مَا أَظُنُّهُ (وَمِنْهُ) الْبِرَّ تَرَوْنَ بِهِنَّ وَذُو بَطْنٍ بِنْتُ خَارِجَةَ أُرَاهَا جَارِيَةً أَيْ أَظَنُّ أَنَّ مَا فِيهَا بَطْنِهَا أُنْثَى وأَرَأَيْتَ زَيْدًا وارأتيك زَيْدًا بِمَعْنَى أَخْبَرَنِي وَعَلَى هَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمَبْسُوطِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ بِالنَّصْبِ (وَمِنْهُ) فَمَهْ أَرَأَيْتَ إنْ عَجَزَ وَفِيهِ حَذْفٌ وَإِضْمَارٌ كَأَنَّهُ قِيلَ أَخْبَرَنِي أَيَسْقُطُ عَنْهُ الطَّلَاقُ وَيُبْطِلُهُ عَجْزُهُ وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ.
ر أ ي

رأيته بعيني رؤية، ورأيته في المنام رؤيا، ورأيته رأي العين. وأرأيته غيري إراءة. ورأيت الهلال. وتراءينا الهلال. وتراءى الجمعان. وتراءت لنا فلانة: تصدّت لنا لنراها. وهو يتراءى في المرآة وفي السيف: ينظر فيهما. وفي الحديث " لا يتراءى أحدكم في الماء وهو يرائي الناس " مراآة ورياء، وفعل الخير رئاء الناس. وهو حسن المرأى والمرآة. ونظر في المرآة. وله مراءٍ مجلوةٌ: ورأى رؤيا حسنة، ورؤى حساناً. ورأت المرأة ترئيةً بوزن تربعة، وتريّةً وهي ما تراه من صفرة أو بياض. ورأيت الرجل ترئيةً: أمسكت له المرآة لينظر فيها. واسترأيت بالمرآة. وله رواء حسن. وهذه امرأة لها رواء، والواو تخفيف للهمزة. وعلى وجهه رأوة الحمق وهي ما يرى عليه من آيته البينة التي لا تخفى على الناظر كأنها تتكلم به وتنادي عليه، وهذا نحو جبيت الخراج جباوة. وأرأت الشاة: تربد ضرعها فعلم أنها أقربت وهي مرء. وأرى القرن وأبدى وهو أول ما يتبين. وأرت الأرض وأبدت: أول ما يلوح شيء من النبات. وجاء حين أجنّ رؤيٌ رؤياً أي شخص شخصاً، وهو فعل بمعنى مفعول كخبز. ورأيته أصبت رئته. ورأرأت بعينها: دارت بالحدقتين للمغازلة والمهازلة. قال:

ولما رأتني رأرأت ثم أقبلت ... تهازلني والهزل داعية العهر

ورجل وامرأة رأراء العين. قال الأصمعي: الذي تدور حدقته كأنها في فلكة. ولهم أثاث ورئيٌ وهو ما رُؤا عليه من حسن زي وحال متزينة.

ومن المجاز: فلان يرى لفلان إذا اعتقد فيه. وأراه وجه الصواب. وأرني برأيك. قال نهار بن توسعة:

فلمن أقول إذا تلمّ ملمة ... أرني برأيك أو إلى من أفزع

وما أضل رأيهم وآراءهم. وارتأى في الأمر. وارتأيت رأيا في كذا أرتئيه. والرأي ما ارتآه فلان. قال:

ألا أيها المرتئي في الأمور ... سيجلو العمى عنك تبيانها

وفلان يتراءى برأي فلان أي يميل إلى رأيه ويأخذ به. واسترأيته واستريته: طلبت رأيه ومع فلان رئيٌّ ورئي: جني يريه كهانة وطباً ويلقي على لسانه شعراً. وفلان رئي قومه ورأيهم: لصاحب رأيهم ووجههم. وما أراه يفعل كذا: ما أظنه. وتراءى له الأمر. ويتراءى لي أن الأمر كيت وكيت. وداراهما تتناظران وتتراءيان. وداري ترى داره. والجبل ينظر إليك والحائط يراك. وداري مما رأت دار فلان. قال ابن مقبل:

للمازنية مصطاف ومرتبع ... مما رأت أود فالمقراة فالجرع

وقال آخر:

أيا برقتي أعشاش لازال مدجن ... يجود كما والنخل مما يراكما

ودورهم رئاء: مترائية. وحي رئاء ونظر: متجاورون. وهو يرأى هذا الأمر: يخيل إليه. قال الأعشى:

كلانا يرأى أنه غير ظالم ... فأعزبت حلمي اليوم أو هو أعزبا

وتقول العرب: أرى الله بفلان: نكل به، ومعناه أرى عدوّه فيه ما يشمت به. قال الأعشى:

وعلمت أن الله عم ... داً خسّها وأرى بها

وارتفعت رئتاي إلى حلقي من هيبة فلان.
رأي: الرأي: رأيُ القلب، ويُجْمع على الآراء، تقول: ما أَضَلَّ آراءهم، على التعجب و (راءهم) أيضا. ورأيت بعيني رؤيةً. ورأيتُه رأيَ العَيْن، أي: حيثُ يقعُ البَصَرُ عليه. وتقول من رأي القَلْب: ارتأيتُ، قال:

ألا أَيُّها المُرْتَئي في الأمور ... سَيَجْلُو العَمَى عنك تِبْيانُها 

وتقول: رأيت رؤيا حَسَنة، قال :

عَسَى أَرَى يَقْظانَ ما أُرِيتُ ... في النَّوْم رؤيا أَنّني سُقِيتُ

ولا تجمع الرُّؤيا. ومن العَرَبِ من يُلَيِّن الهمزةَ فيقول: رُويا، ومن حول الهمزة فإِنّه يجعلها ياءً، ثمّ يكسر فيقول: رأيت رِيّا حسنةً. والرّيّ: ما رأتِ العينُ من حالٍ حَسَنةٍ من المَتاع واللِّباس. والرَّئيُّ: جِنيٌّ يتعرّض [للرَّجل] يُريه كهانةً وطِبّا، تقول: معه رَئيٌّ. وبعضُ العرب تقول: رَيْتُ بمعنى رأيت، وعلى هذا قُرِىء [قوله تعالى] : أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى ، وقال:

أَقْسَم باللَّهِ أبو حفصٍ عُمَرْ ... ما رايَها من نقَبٍ ولا دَبَرْ

فاغفِرْ له اللَّهمَّ إن كان فجر  وتراءَى القوم: رأى بَعْضُهم بعضاً، قال جلّ وعزّ: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ . [وتقول] : تراءى لي فلان، أي: تصدّى لك لتراه. وتراءى له تابِعُهُ من الجِنّ إذا ظهر له ليَراه. والمِرآة: التي يُنْظَرُ فيها والجميع: المَرائي، ومن ليّن الهمزة قال: المرايا. وتراءيت في المِرآة: نَظَرْتُ فيها،

وفي الحديث: لا يَتَمرْأَى أَحَدُكم في الماء ،

أي: لا ينظرُ وجهَه فيه، وأُدْخِلَتِ الميم في حُروف الفِعْل. وتقول في يفعل وذواتها من رأيت: يَرَى وهو في الأصل: يَرْأَى ولكنّهم يحذفون الهمزة في كلِّ كلمة تُشْتَقّ من (رأيت) إذا كانتِ الرّاء ساكنة. تقول: رأيت كذا، فحذفت همزة أَرْأَيته، وأنا مُرٍ وهو مُرًى، بحذف الهمزة، إلاّ أنّهم يُثبتون في موضعين، قالوا: رأيته فهو مَرْئيٌّ، وأرأت النّاقة إذا أَرْأى ضرعها أنّها أقربت وأنزلت وهي مُرْأى، بهمزة، والحذف فيها صواب. وقد يقولون: اسْتَريتُ واسترأَيْتُ، أي: [طَلَبْتُ الرُّؤْية] . وتَقُولُ في الظَّنِّ: رِيتُ أنّ فلاناً أخوك، ومنهم من يُثْبِتُ الهَمْزة فيقول: رُئِيتُ، فإِذا قلتَ (أرى) وذواتها حذفْتَ، ومن قَلَبَ الهَمْزةَ من رأى قال: راءك، كقولك: نأى وناء. والتَّرِّية، مشدَّدة الرّاء، إن شئت همزت وإن شئت ليّنتَ وثقّلْتَ الياء، وإن شئت طرحتَ الهمزةَ وخفّفتَ الياء فقلت: تَرْية. والترية، مكسورة الرّاء خفيفة، كلّ هذا لغات، وهو ما تراه المرأة من [بقية] محيضها من صفرة أو بياض، قبل أو بعد. وأمّا البَصَرُ بالعَيْن فهو رؤية، إلاّ أن تقول: نظرت إليه رأيَ العين وتذكرُ العَيْنَ فيه. وما رأيته إلاّ رأية واحدة، قال ذو الرمة :

إذا ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ

والعربُ تَحذِف الهمزةَ فيما غُيِّر من الفِعْل في قولك: تَرَى ويَرى ونَرى وأَرَى ونحوه، وفيما زاد من الفعل في أَفْعل، واستفعل، وتَهْمِز فيما سِوى ذلك إلاّ أنّهم يقولون: أرأتِ النّاقة والشّاة أي: استبان حَمْلها. وتقول للّذي يريك شيئاً فهو مُرْءٍ والنّاقة مُرئية، وإن شئت خفّفتَ وليّنتَ الهمزة، والشّاعر إذا احتاج إلى تثقيلة ثقّل، كما قال:

وأبدتِ البيضُ الحسانُ أسوقا ... غير مَرِيّاتٍ ولكن فرقا 

وتقول رَأَّيت فلانا ترئيةً إذا رأَّيته المرآة لينظُرَ فيها. واعلَمْ أنّ ناساً من العرب لا يرون أن يَهْمِزوا الهمزةَ الأولى من الرِّئاء كراهية تعليق ألف بين همزتين، ولذلك قالوا: ذُؤابة فهمزوا، ثم جمعوا الذّوائب بلا همز كراهية (الذّآئب) ، وأمّا من همز الرئاء فمن أجل المدّة الّتي بعد الألف ليس من بعدها شيء يعتمد عليه فقد يسقط في الوقوف، وفي اضطرار الشِّعْر فيما يقصرون من الممدود، ولذلك جاز الهمز فيها ولم يَجُزْ في الذوائب. 

والرِّيّ: ما أَرَيْت القومَ من حسن الشّارة والهيئة، قال جرير:

وكلّ قوم لهم ريّ ومختبر ... وليس في تغلب رِيّ ولا خبرُ

وتقول: أرِني يا فلانُ ثَوْبَك لأراه، فإِذا استعطيتهُ شيئاً ليُعْطِيَكَهُ لم يقولوا إلاّ أرْنا بسكون الرّاء، يجعلونه سواء في الجمع والواحد والذّكر والأنثى كأنّها عندَهم كلمة وُضِعت للمُعاطاةِ خاصّةً، ومنهم من يُجرِيها على التّصريف فيقول: أَرِني وللمرأة أريني، ويفرّق بين حالاتهما، وقد يُقْرأ: أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا على هذا المعنى بالتّخفيف والتَّثْقيل، ومن أراد معنى الرُّؤْية قرأها بكسر الرّاء، فأمّا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً وأَرِنا مَناسِكَنا فلا يُقْرأ إلاّ بكَسْر الرّاء. واعلم أنَّ ناساً من العرب لما رأوا همزة (يرى) محذوفةً في كلِّ حالاتها حذفوها أيضاً من (رأى) في الماضي وهم الذين يقولون: رَيْت. [وفلانٌ يَتَراءَى برأي فلانٍ إذا كان يرى رأيه ويميلُ إليه ويقتدي به] . فأمّا التّرائي في الظّن فإِنّه فِعْلٌ قد تعدّى إليك من غيرِك، فإِذا جعلت ذلك في الماضي وأنت تُريدُ به معنى ظننت قلت: رُئيتُ. ومنهم من يَحذِفُ الهمزةَ منها أيضا فيكسر الرّاء، ويُسَكِّن الياء. فيقول: رِيتُ، وهي أقبحُها، ومنهم من يقول في الماضي: رأيتُ في معنى ظننت، وهو خُلْفٌ في القياس، كيف يكون في الماضي معروفاً وفي الغابر مجهولا من فعل واحد في معنى واحد.
(رأي)
(هـ) فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عادٍ «وَلَا تملأُ رِئَتِي جَنْبي» الرِّئَةُ الَّتِي فِي الْجَوْفِ مَعْروفة. يَقُولُ: لَستُ بجَبان تنْتَفخ رِئَتي فتَمْلأُ جَنْبِي. هَكَذَا ذكَرها الْهَرَوِيُّ، وَلَيْسَ مَوْضِعها، فَإِنَّ الهاءَ فِيهَا عوضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، تَقُولُ منه رأيته إذا أصبت رِئَتَهُ.
(هـ) فِيهِ «أنَا بَرِىءٌ مِنْ كلِّ مُسلمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ:
لَا تَرَاءَى نارَاهما» أَيْ يلزَمُ المُسْلم ويَجبُ عَلَيْهِ أَنْ يُبَاعِد مَنْزِلَه عَنْ مَنْزل المُشرك، وَلَا يَنْزل بِالْمَوْضِعِ الَّذِي إِذَا أُوقِدَت فِيهِ نارُه تلُوحُ وتظهرُ لنارِ المُشْرِك إِذَا أوقَدها فِي مَنْزِلِهِ، وَلَكِنَّهُ ينزلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي دَارِهم. وَإِنَّمَا كَرِهَ مُجَاورَة المشرِكين لأنَّهم لَا عَهْدَ لَهُم وَلَا أَمَانَ، وحثَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الهِجْرة.
والتَّرَائِي: تَفَاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَة، يُقَالُ: تَرَاءَى القومُ إِذَا رَأَى بعضُهُم بَعْضًا، وتَرَاءَى لِيَ الشيءُ: أَيْ ظهرَ حَتَّى رَأَيْتُهُ. وإسْنادُ التَّرَائِي إِلَى النارَين مجازٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ دَارِي تَنْظُر إِلَى دَارِ فُلان: أَيْ تُقَابلها.
يَقُولُ نارَاهما مُخْتلفتان، هَذِهِ تَدْعو إِلَى اللَّهِ، وَهَذِهِ تَدْعو إِلَى الشَّيْطَانِ فَكَيْفَ يَتَفِقَان. والأصلُ فِي تَرَاءَى تَتَرَاءَى، فَحَذَفَ إحْدى التاءَين تَخْفِيفا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ أهلَ الْجَنَّةِ لِيَتَرَاءُونَ أهلَ علِّيّينَ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ» أَيْ يَنْظُرون ويَرَون.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي البَخْتَري «تَرَاءَيْنَا الهِلالَ» أَيْ تَكَلّفْنا النَّظَر إِلَيْهِ هَلْ نَراه أَمْ لَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ رَمَل الطَّواف «إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ» هُوَ فاعَلنا، مِنَ الرُّؤْيَة: أَيْ أَرَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ أنَّا أقْوياء.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ خَطَب فَرُئِيَ أنَّه لَمْ يُسْمعْ» رُئِيَ: فِعْلٌ لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، مِنْ رَأَيْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْت، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، تَقُولُ: رَأَيْتُ زَيْدًا عَاقِلًا، فَإِذَا بنيتَه لِمَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ واحدٍ، فَقُلْتَ: رُئِيَ زيدٌ عَاقِلًا، فَقَوْلُهُ إِنَّهُ لَمْ يُسْمع جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي.
وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ضَمِيرُهُ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أُرَاهُمْ أَرَاهُمُنِي الباطلُ شَيْطَانًا» أَرَادَ أنَّ الْبَاطِلَ جَعَلنِي عِنْدَهُمْ شَيْطَانًا، وَفِيهِ شُذُوذ مِنْ وَجْهَيْنِ: أحدُهما أَنَّ ضَمِيرَ الْغَائِبِ إِذَا وقَع متقدِّما عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ فَالْوَجْهُ أَنْ يُجَاء بِالثَّانِي منفصِلا، تَقُولُ أعْطاه إيَّايَ، فَكَانَ مِنْ حقِّه أَنْ يَقُولَ أَرَاهُمْ إيَّايَ، وَالثَّانِي أَنَّ واوَ الضَّمِيرِ حقُّها أَنْ تثْبُت مَعَ الضَّمَائِرِ كَقَوْلِكَ أعطيتمُوني، فَكَانَ حقُّه أَنْ يقولَ أراهُمُوني.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ «تُذَكِّرُنا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ كأنَّا رَأْيَ عينٍ» تَقُولُ جعلتُ الشيءَ رَأْيَ عَيْنِكَ وبِمَرْأَى مِنْكَ: أَيْ حِذاءَك ومُقابِلكَ بحيثُ تَرَاهُ، وَهُوَ منصوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ: أَيْ كأنَّا نَرَاهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فَإِذَا رجلٌ كَرِيهُ الْمَرْآة» أَيْ قبيحُ المَنْظَرِ. يقالُ رجلٌ حَسَنُ المَنْظَر والْمَرْآةُ، وَحَسَنٌ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ الرُّؤْيَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى يَتَبين لَهُ رِئْيُهُمَا» هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ: أَيْ مَنْظَرُهما وَمَا يُرَى مِنْهُمَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «أَرَأَيْتَكَ، وأَرَأَيْتَكُمَا، وأَرَأَيْتَكُمْ» وَهِيَ كلمةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ الاسْتِخْبارِ بِمَعْنَى أخْبِرْني، وأخْبِراني، وأَخبِروني. وتاؤُها مَفْتُوحَةٌ أَبَدًا.
وَكَذَلِكَ تَكَرَّرَ أَيْضًا «ألم تَرَ إلى فلان، وأ لم تَرَ إِلَى كَذَا» وَهِيَ كلمةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ التعجُّب مِنَ الشَّيْءِ، وَعِنْدَ تَنْبيه المُخاطَب، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ»
... ، «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ»
أي ألم تَعْجَب بفعلهم، وأ لم يَنْته شَأْنُهم إِلَيْكَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لسَوَادِ بنِ قَارِبٍ: أَنْتَ الَّذِي أتاكَ رَئِيُّكَ بظُهور رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نَعَمْ» يُقَالُ لِلتَّابِعِ مِنَ الجِن رَئِيٌّ بِوَزْنِ كَمِيٍّ، وَهُوَ فَعِيل، أَوْ فَعُول، سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ يَتَراءَى لِمَتْبوعه، أَوْ هُوَ مِنَ الرَّأْي، مِنْ قَولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِه إِذَا كَانَ صاحبَ رأْيهم، وَقَدْ تُكْسَرُ راؤُه لإتْباعِها مَا بَعْدَهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِي «فَإِذَا رَئِيٌّ مِثْلُ نِحْيٍ» يَعْنِي حَيَّةً عَظِيمَةً كالزِّق، سَمَّاهَا بِالرَّئِيِّ الجِنّي؛ لِأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الحَيَّاتِ مِنْ مَسْخ الجِن، وَلِهَذَا سَمَّوْهُ شَيْطَانًا وحُبابا وَجَانًّا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وذَكَر المُتْعةَ «ارْتَأَى امْرُؤٌ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ» أَيْ أفْكَرَ وتأنَّى، وَهُوَ افْتَعَل مِنْ رُؤْيةِ الْقَلْبِ، أَوْ مِنَ الرأْي. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ «وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأْيٌ» يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ: أَيْ أَنَّهُ يَرَى رأيَ الْخَوَارِجِ وَيَقُولُ بمَذْهَبهم وَهُوَ الْمُرَادُ هَاهُنَا، والمحدِّثون يُسَمون أَصْحَابَ القياسِ أصحابَ الرَّأْيِ، يَعْنُون أَنَّهُمْ يأخُذون بِرَأيِهم فِيمَا يُشْكِل مِنَ الْحَدِيثِ، أَوْ مَا لَمْ يأتِ فِيهِ حديثٌ وَلَا أثَرٌ.
رأي
رأَى1 يَرَى، رَه، رُؤيةً، فهو راءٍ، والمفعول مَرئِيّ
• رأى الهلالَ: أبصره بالعَيْن "رأيتُ النجمَ يسبح في السماء- حجب الضبابُ الرُّؤية- {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} " ° ألم تر إلى كذا: كلمة تقال عند التعجُّب- داري ترى داره: تقع مُقابِلةً له- رأى النُّجومَ ظهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل- رأى منه عجبًا: رأى شيئًا لم يكن يتوقعه- لا يرى أَبْعَد مِن أَنْفه: قاصر الفهم، ليس لديه بُعْد نظر للأمور.
• رأى الشَّخصُ الأمرَ: تأمَّله، تروَّى فيه.
• رأى الشَّيءَ: وَجَدَه " {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا} ". 

رأَى2 يَرَى، رَه، رُؤْيا، فهو راءٍ، والمفعول مَرْئِيّ
• رأى في منامه كذا: حَلَم "رأيْتُ فيما يرى النّائم أنّني أطوف حول الكعبة- {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ". 

رأَى3 يَرَى، رَه، رَأْيًا، فهو راءٍ، والمفعول مَرْئيّ
• رأى العالِمُ شيئًا: اعتقده ونادى به "عبّر عن رأيه بصراحة- رأى في الفقه رأيًا".
• رأى فلانًا عالمًا: ظنّه أو علمه كذلك "يرى المؤمنُ الحسابَ حقًّا- رأيتُني على حقٍّ" ° أرأيت: ماذا تظن؟ أخبرني- أُراه: أظنه- تُرى/ يا تُرى/ يا هل تُرى: يا رجل هل ترى وتظن؟ لإفادة التعجّب مع طلب الرأي من السامع. 

أرى/ أرى بـ يُري، أرِ، إراءةً، فهو مُرٍ، والمفعول مُرًى
• أراه طريقَ الصَّواب: عرَّفه به وأطلعه عليه، جعله ينظر إليه "أراه كيف تدور الآلة- أراه البضاعةَ- {وَمَا جَعَلْنَا
 الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} ".
• أرى اللهُ بفلان: نكّل به، وأرى عدوَّه فيه ما يشمت به. 

ارتأى يرتئي، ارْتإِ، ارْتِئاءً، فهو مُرْتَئٍ، والمفعول مُرْتَأًى
• ارتأى الشَّخصُ الأمرَ:
1 - اعتقده ونادى به "ارتأى الفقهاءُ حلَّ كذا- ارتأى مَخْرجًا من مشكلته- ارتأى في الأمر رأيًا- ارتأى بالأمر رأيًا".
2 - شكّ فيه.
• ارتأى الشَّيءَ: رآه؛ أبصره بعينه. 

استرأى يسترئي، اسْتَرْإِ، استرئاءً، فهو مُسْتَرْءٍ، والمفعول مُسْتَرْأًى
• استرأى الشَّخصَ:
1 - عدَّه مُرائيًا (يُظهر أمامَ الناس خلاف ما يُبطن).
2 - استشاره "استرأى عالِمًا/ أباه".
3 - طلب رؤيتَه "استرأى أمَّه وهو يُحتضَر".
• استرأى الشَّيءَ: أبصره. 

تراءى يتراءى، تَراءَ، ترائيًا، فهو مُتراءٍ
• تراءى القومُ: أبصر بعضُهم بعضًا " {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}: التقتا".
• تراءى الشَّيءُ: ظهَر وبدا "يتراءى لي أن مصلحتك في إكمال تعليمك: يبدو لي ذلك- تراءى المنظر في خيالي". 

راءى يُرائي، راءِ، رِياءً ورِئاءً ومُراءاةً، فهو مُراءٍ، والمفعول مُراءًى
• راءى النَّاسَ: نافَق، أظهر أمامهم خلاف ما هو عليه "راءَى رئيسَه- {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِيَاءَ النَّاسِ} [ق]- {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً} - {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}: مرائين لهم التماسًا للجاه وطلبًا للثناء". 

إراءة [مفرد]: مصدر أرى/ أرى بـ. 

ارتئاء [مفرد]: مصدر ارتأى. 

استرئاء [مفرد]: مصدر استرأى. 

رِئة [مفرد]: ج رِئون ورِئات: (شر) عضو التنفس وهما رئتان: رئة يُمنى ورئة يُسرى، للإنسان والحيوان تقعان في التجويف الصدريّ، تتّصفان بالمرونة، تمتصان الأكسجين من هواء الشهيق وتُخرجان ثاني أكسيد الكربون مع هواء الزفير ° تنفَّس بملء رئتيه: شعر بالراحة.
• قصبة الرِّئة: (شر) أنبوب رقيق الجدار من الأنسجة الغضروفيّة الغشائيّة ينحدر من الحنجرة إلى القصبات الهوائية ويحمل الهواء إلى الرِّئة.
• ذات الرِّئة: (طب) التهاب يصيب فصًّا أو فصوصًا من الرئة، وهو عبارة عن ورم حارّ ينتج عن دمٍ أو صفراء أو بلغم مالح عفن. 

رِئويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رِئة: "تدرّن رِئويّ- سلٌّ رِئويّ".
• الصِّمام الرِّئويّ: (شر) أحد صمامين أحدهما على فتحة الأورطي، والآخر على فتحة الشريان الرِّئوي، وكلّ منهما مصنوع من ثلاث شرفات هلاليّة الشَّكل تعمل على منع الدَّم من العودة إلى البطين.
• اضطرابات رئويَّة: (طب) مجموعة من الأمراض يصاحبها عدم القدرة على تنفُّس الأكسجين إلى الرئة، وطرد ثاني أكسيد الكربون، وهذه الاضطرابات تشمل أيضًا الربو والالتهاب الرئويّ وغيرها، ولها أسباب كثيرة كالتدخين ومرض الجهاز التنفُّسيّ وتعطُّل القوى التنفُّسيّة. 

رَأْي [مفرد]: ج آراء (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى3.
2 - حُكم وتقدير لعمل أو موقف معيّن وكثيرًا ما يتأثَّر بالظروف والملابسات "لا تتعجّل في إصدار رأيكَ- باتِّفاق الآراء- اختلاف الرَّأي لا يفسد للودّ قضيّة- لا رأي لمن لا إرادة له [مثل]- الرَأْي قبل شجاعة الشُّجعان ... هو أوّلٌ وهي المحلّ الثاني" ° أخْذُ الرَّأي على أمر: إجراءُ تصويتٍ عليه- أصحاب الرَّأي والقِياس/ أهل الرَّأي والقِياس: الفقهاء الذين يستخرجون أحكامَ الفتوى باستعمالهم رأيهم الشّخصيّ والقياس الشرعيّ فيما لا يجدون فيه حديثًا أو أثرًا- استطلاع رأي: طريقة فنِّيَّة لجمع المعلومات التي تُستخدم في معرفة رأي مجموعة من الناس في مكان مُعيَّن ووقت مُعيَّن عن موضوع مُعيَّن- الرَّأي العامّ: رأي أكثريَّة النَّاس في وقت مُعيَّن إزاء موقف أو مشكلة من
 المشكلات- ذو الرَّأي: الحكيم العاقل، ذو البصيرة والحذق بالأمور- رأي الإجماع: الرَّأي الذي تتَّحد فيه كل الآراء الفرديّة والجماعيَّة، وتظهر فيه عقيدة عامَّة يقف الجميع خلفها- رأي الأغلبيّة: هو الذي يُمثِّل ما يزيد على نصف عدد أفراد الجماعة، وهو في الواقع عبارة عن عدَّة آراء أقليَّات مختلفة اجتمعت حول هدف مُعيَّن- رأي الأقلِّيَّة: رأي ما يقلّ عن نصف عدد أفراد الجماعة ويُعبِّر عن آراء طائفة من هؤلاء الأفراد- رأيته رأي العين: وقع عليه بصري- سجين الرَّأي: من يُسجن بسبب اختلافه في الرَّأي مع النظام الحاكم- صاحب رأي/ أصحاب رأي: شخص أو مجموعة أشخاص يجسِّدون خصائص ذهنيّة معيّنة- فلانٌ صُلْب الرَّأي/ فلان عند رأيه: متمسك برأيه لا يتزحزح عنه- قويم الرَّأي: ذو آراء ووجهات نظر مبنيّة على ما هو صحيح أو المقصود بأن يكون صحيحًا.
3 - ما ارتآه الإنسان واعتقده.
4 - (فق) استنباط الأحكام الشرعيّة في ضوء قواعد مقرّرة.
• صحافة الرأي: صحافة تختار من مادة الرأي العام ما يلائم دعوتها السياسيّة ويؤيِّد فكرتها الحزبيّة.
• قسم الرَّأي: (قن) إدارة الفتوى وأخذ الرَّأي القانونيّ. 

رِئْي [مفرد]: ما رأته العين من حالٍ حسنة وكسوة ظاهرة " {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} ". 

رُؤْيا [مفرد]: ج رُؤًى (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى2 ° الرُّؤيا الصَّادقة: أول طريق لكشف الغيب، وقد بدأ الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم نبوَّته بالرّؤيا الصادقة.
2 - ما يَحْلُم به النائم "رؤيا طيِّبة- {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} ". 

رؤية [مفرد]: ج رُؤًى (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى1.
2 - حالة أو درجة كون الشّيء مرئيًّا ° اختلاط الرُّؤية: غموض الأمر وعدم ظهور الصواب فيه- ذو رؤية: مُظْهر أو مُبْدٍ آراء صائبة- رؤية ثاقبة: رأيٌ سديد- رؤية عربيّة موحَّدة- مدى الرُّؤْية: أبعد مسافة يمكن رؤيتها دون أيّة مساعدة من أيّة أداة تحت ظروف جويّة معيّنة.
• الرُّؤية:
1 - إبصار هلال رمضان لأوّل ليلة فيه "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يومًا [حديث] " ° لَيْلَةُ الرؤية: الليلة التي يعقبها شهر رمضان.
2 - الرؤية بالعين؛ وهي إدراك الأشياء بحاسّة البصر وعليها المعوّل في الشهادة.
• رؤية مجسَّمة:
1 - (فز) إدراك الأجسام مجسَّمة بكلتا العينين.
2 - (حي) نوع من الرؤية تتميَّز بها الحيوانات التي لها عينان موجَّهتان للأمام وترى صور الأشياء ذوات عمق. 

رِياء [مفرد]:
1 - مصدر راءى.
2 - تظاهر بخلاف ما في الباطن "فعل ذلك رياءً- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ [حديث] ". 
2006 - 
مِرآة [مفرد]: ج مَراءٍ ومرايا: اسم آلة من رأَى1: (فز) سطح مستوٍ أو منحنٍ يعكس الضّوء عكسًا تنشأ عنه صورة لما أمامه، وقد تُصنع من فلزّ أو من زجاج مُغطَّى ظهره بالفضَّة "مرآة عاكسة- الكلمة مرآة الفكر" ° صورة المرآة: صورة منعكسة كما تظهر في مرآة. 

مَرْأََى [مفرد]:
1 - اسم مكان من رأَى1: منظر، مظهر؛ مكان النّظر "يخبر مَرْآه عن داخله- امرأة حَسَنة المرأى".
2 - في حدود الرُّؤية والمشاهدة "فعله على مرأى ومَسْمَع من الجميع". 

مَرْئيّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من رأَى1 ورأَى2 ورأَى3 ° الصُّورة المرئيّة: الجزء المرئيّ للبثّ التليفزيونيّ- وسيلة مرئيّة: مساعدة بصريّة كالنموذج البيانيّ النسبيّ أو شريط من الصور أو شريط فيديو حيث تقدِّم هذه الوسائل المعلومات بصريًّا.
2 - مُنشأ أو مصمَّم لإبقاء الأجزاء المهمّة في مكان يمكّن رؤيته أو يسهل الوصول إليه. 
[ر أي] الرؤية النظر بالعين والقلب وحكى ابن الأعرابي الحمد لله على رِيَّتِك أي رؤيتك وفيه صنعة وحقيقتها أنه أراد رؤيتك فأبدل الهمزة واوًا إبدالاً صحيحًا فقال رُويتك ثم أدغم لأن هذه الواو قد صارت حرف علّة بما سُلّط عليها من البدل فقال رُيَّتِك ثم كسر الراء لمجاورة الياء فقال رِيَّتك وقد رأيتُه رَأْيَةً ورُؤْيةً وليست الهاء في رَأْيَةٍ هنا للمرّة الواحدة إنما هو مصدر كرؤية إلا أن تريد المرّة الواحدة فيكون رأيته رَأْيَةً كقولك ضربته ضربةً فأمّا إذا لم ترد هذا فرَأْيَةٌ كرؤيةٍ ليست الهاء فيها للواحد ورأيته رِيانًا كرؤية هذه عن اللحياني وَرَيْتُه على الحذف أنشد ثعلب

(وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَقْراب يَحْسِبُهَا ... مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ رآها رَأْيَةً جَمَلاً)

(حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازِقٍ لاحِقِ الأقْرَابِ فانْشَمَلاَ)

خلق أربعة يعني ضمور أخلافِها وانْشَمَلَ ارتفع كانْشَمَرَ يقول من لم يرها قبلُ ظنها جملاً لعظمها حتى يدل عليها ضمورُ أخلافها فيعلم حينئذ أنها ناقة لأن الجمل ليس له خِلْفٌ وأنشد ابن جِنّي

(حتى يقولَ كلُّ مَن راهِ اذْ رَاهْ ... )

(يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقَاهْ ... ) أراد كلُّ من راهُ إذ راهْ فسكَّن الهاء وألقى حركة الهمزة عليها وقوله

(مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى ... إذا ما النِّسْعُ طالَ على المَطِيَّةْ)

(مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى ... إذا هَبَّتْ شآمِيَّةٌ عَرِيَّهْ)

أصل هذا رأى فأبدل الهمزة ياء كما يقال في ساءَلت سايَلْتُ وفي قرأت قَريْتُ وفي أخطأت أخطيت فلما أبدلت الهمزة التي هي عينٌ ياءً أبدلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذف الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الألف التي هي عين الفعل قال وسألت أبا عليّ فقلت له من قال من را مثل معدان بن يحيى فكيف ينبغي له أن يقول فَعِلْتُ منه فقال رَئيتُ ويجعله من باب حَييت وعَيِيتُ قال لأن الهمزة في هذا الموضع إذا أبدلت عن الياء تُقلب وذهب أبو علي في بعض مسائله إلى أنه أراد رأى فحذف الهمزة كما حذفها من أَرَيْت ونحوه وكيف كان الأمر فقد حُذفت الهمزة وقُلبت الياء ألفًا وهذا إعلالان تواليا في العين واللام ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم جا يجي فهذا إبدال العين التي هي ياءٌ ألفا وحذف الهمزة تخفيفًا فأعلّ اللام والعين جميعًا وأنا أراه والأصل أرآه حذفوا الهمزة وألقوا حركتها على ما قبلها قال سيبويه كلّ شيء كانت أوّله زائدة سوى ألف الوصل من رأيت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه وذلك لكثرة استعمالهم إياه جعلوا الهمزة تعاقب يعني أن كل شيء كان أوّله زائدة من الزوائد الأربع نحو أرى ويرى ونرى وترى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أي إنها لا تقول أرْأى ولا نرْأى ولا نرْأى ولا تَرْأى وذلك لأنهم جعلوا همزة المتكلم في أرى تعاقب الهمزة التي هي عين الفعل وهي همزة أرأى حيث كانتا همزتين وإن كانت الأولى زائدة والثانية أصلية وكأنهم إنما فرّوا من التقاء همزتين وإن كان بينهما حرف ساكن وهي الراء ثم أتبعوها سائر حروف المضارعة فقالوا يرى ونرى كما قالوا أرى قال سيبويه وحكى أبو الخطاب قد أرآهم يجيء به على الأصل وذلك قليل قال

(أَحِنُّ إِذَا رَأَيْتُ جِبَالَ نَجْدٍ ... وَلاَ أَرْأَى إِلى نَجْدٍ سَبِيلاَ)

وقال بعضهم ولا أرى على احتمال الزحاف وقال سراقة البارقيّ

(أُرى عينَيَّ ما لم تَرْأياه ... كِلانا عالمٌ بالتُّرَّهاتِ)

وقد رواه الأخفش ما لم ترياه على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف وارتأيت واسترأيت كرأيت أعنى من رؤية العين قال اللحياني قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رأيت واسترأيت وارتأيت في رؤية العين وبعضهم يترك الهمز وهو قليل والكلام العالي الهمز فإذا جئت إلى الأفعال المستَقْبَلةِ اجتمعت العرب الذين يهمزون والذن لا يهمزون على ترك الهمز قال وبه نزل القرآن نحو {فترى الذين في قلوبهم مرض} المائدة 52 {فترى القوم فيها صرعى} الحاقة 7 و {إني أرى في المنام} الصافات 102 {ويرى الذين أوتوا العلم} سبأ 6 إلا تيَم الربابِ فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة وهو الأصل قال شاعرهم

(أَلَمْ تَرْءَ ما لاقَيْتُ والدهرُ أعصُرٌ ... ومن يَتَّمَلَّ الدهرَ يَرْءَ وَيَسْمَعِ)

فإذا جئت إلى الأمر فإن أهل الحجاز يقولون رَ ذلك وللاثنين رَيا ذلك وللجميع رَوْا ذاك وللاثنين كالرجلين وللجمع رَيْن ذاكُنَّ وبنو تميم يهمزون جميع ذلك قال فإذا قالوا أرَأَيت فلانا أفرأيتَكم فلانا فإن أهل الحجاز يهمزون وإن لم يكن من كلامهم الهمز فإذا عدَوتَ أهلَ الحجاز فإن عامّة العرب على ترك الهمز نحو {أَرَيْتَ الذي يُكَذّبُ} وقالوا ولو تر ما أهل مكة قال أبو علي أرادوا ولو ترى ما فحذفوا لكثرة الاستعمال ورجل رَأََّاء كثير الرؤية قال غيلان الرَّبْعِيّ

(كأنها وقد رآها الرَّأَّاءْ ... )

والرِّءْيُ الرُّؤاء والمرآة المنظر وقيل الرِّءْيُ والرُّؤاء حُسن المنظر والمَرآة عامة المنظر حسنًا كان أو قبيحًا وماله رُؤاءٌ ولا شاهد عن اللحياني لم يزد على ذلك شيئًا والترْئِيَة البهاء وحُسن المنظر اسم لا مصدر قال ابن مُقبل

(أَمَّا الرُّؤاءُ فَفينَا حَدُّ تَرْئِيَة ... مثلُ الجبالِ الذي بالجِزع منِ إِضَمِ)

واستَرْأَى الشيء استدعى رؤيته وأرَيتُه إياه إراءةً وإرآءً المصدران عن سيبويه قال الهاء للتعويض وتركُها على ألا يُعوّض وَهُم مما يعوّضون بعد الحذف ولا يعوّضون وراءَيت الرجل مُراءَاةً ورياءً أَريْته أنّي على خلاف ما أنا عليه وفي التنزيل {بَطَرًا ورِئَاءَ النَّاسِ} الأنفال 47 وفيه {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} الماعون 6 يعني المنافقين أي إذا صلى المؤمنون صلَّوا معهم يُرونهم أنهم على ما هُم عليه وراءَيْتُه مُراءاةً ورِياءً قابلته فرأيته وكذلك تراءَيته قال أبو ذؤيب

(أَبَى اللهُ إلاَّ أَنْ يُقِيدَكَ بعدما ... تَراءَيتُمُوني من قَرِيبٍ وَمَوْدِقِ)

يقولُ أقادَ اللهُ منك علانيةً ولم يُقِدْ غِيلَةً والمِرآة ما ترأَيْت فيه وقد أرَيْتُه إياها ورأَيْتُه ترئِيَةً عرضتُها عليه أو حبستُها له ينظر نفسَه وترأَيت فيها وتراءَيت وجاء في الحديث

لا يَتَمَرْأَ أحدُكم في الماء أي لا ينظر وجهه فيه وزنه يَتَمَفْعَل حكاه سيبويه من قول العرب تَمْسكن من المسكين وتمَدْرَع من المِدْرَعة وكما حكاه أبو عبيد من قولهم تَمندَلْتُ بالمِنديل والرُّؤيا ما رأيته في منامك وحكى الفارسي عن أبي الحسن رُيَّا قال وهذا على الإدغام بعد التخفيف البدليّ شبّهوا واو رُوْيا التي هي في الأصل همزة مخففةٌ بالواو الأصلية غير المقدر فيها الهمز نحو لويتُ ليّا وشويت شيّا وكذلك حكى أيضًا رَيّا أتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلك في الواو الوضعية وقال ابن حِنِّي قال بعضهم في تخفيف رؤيا رِيَّا بكسر الراء وذلك أنه لما كان التخفيف يُصيرُها إلى رُوْيا ثم شُبِّهَتْ الهمزة المخففة بالواو المُخْلَصَة نحو قولهم قَرنٌ ألْوى وقُرونٌ لِيٌّ وأصلها لُوْيٌ فقلبت الواو للياء بعدها ولم يكن أقيسَ القولين قلبُها كذلك أيضًا كُسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قرون لِيٌّ فنظير قلب واو رُوْيا إلحاق التنوين ما فيه اللام ونظير كسر الراء إبدال الألف في الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العتابا وهي الرُّؤي ورأيت عنك رؤًى حسنَةً حملتُها والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ الجنِّيّ يراه الإنسان وقال اللحياني له رَئِيٌّ من الجن ورِئيٌّ إذا كان يحبه ويألفه والرَّئيّ والرِّئيّ الثوب ينشر للبيع عن أبي علي وقالوا رأْيَ عيني زيدًا فَعَلَ ذاك وهو من نادر المصادر عند سيبويه ونظيره سمع أُذْني ولا نظير لهما في المُتَعَدِّيَات والتَّرْئِيَةُ والترِئَة والتَّرِيَّة الأخيرة نادرة ما تراه المرأة من صُفرة أو بياضٍ أو دمٍ قليل عند الحيضِ وقد راءت وقيل التَّرِيّةُ الخِرْقَةُ التي تعرِفُ بها المرأة حَيْضَتها من طُهرها وهو من الرُّؤية وتراءَى القوم رأى بعضهم بعضًا وتراءى لي وترأَى عن ثعلب تصدَّى لأراه ورأَى المكانُ المكانَ قابله حتى كأنًّه يراه قال ساعدة (لمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفيءٍ ... عَكَرٍ كما لَبَجَ النُّزولَ الأرْكُبُ)

وقرأ أبو عمرٍ و {وأرنا مناسكنا} البقرة 128 وهو نادر لما يلحق الفِعل من الإجحاف وأرْأَتِ الناقة والشاة وهي مُرْءٍ ومُرئِيَةٌ رُئى في ضرعها الحملُ واستُبين وكذلك المرأة وجميع الحوامل إلا في الحافر والسَّبُع وأرْأَتْ العنز ورِم حَياؤها عن ابن الأعرابي وتُبين فيها ذلك وترأَى النّخل ظهرت ألوان بُسْره عن أبي حنيفة وكُلّه من رؤية العين ودورُ القوم منا رِثاءٌ أي منتهى البصر حيث تراهم وهو منّي مرأَى ومَسْمَعٌ وإن شئت نصبت وهو من الظروف المخصوصة التي أجريت مُجرَى غير المخصوصة عند سيبويه قال هو مثل مَناطَ الثُريّا ودَرَجَ الــسيولِ ومعناه هو مني بحيث أراه وأسمعه وهم رِئاءُ ألْفٍ أي زِهاءُ ألْفٍ فيما ترى العين ورأيت زيدًا حليمًا علمتُهُ وهو على المثل برؤية العين وقوله تعالى {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} آل عمران 23 قيل معناه ألم تعلم ألم ينته علمه إلى هؤلاء ومعناه اعرِفهم يعني علماء أهل الكتاب أعطاهم الله علم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عندهم مكتوب في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وقال بعضهم معنى ألم تر ألم تُخبر وتأويله سؤال فيه إعلام وتأويله أي اعلم قصتهم وأتاهم حين جَنَّ رُؤيٌ رُؤْيا ورَأْيٌ رَأْيًا أي حين اختلط الظلام فلم يتراءَوا وارْتَأَينا في الأمر وتراءَيناه نظرناه والرأي الاعتقاد اسم لا مصدرٌ والجمع آراء قال سيبويه لم يُكَسَّر على غير ذلك وحكى اللحياني في جمعه أرْءٍ مثلُ أرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيٌّ وأما ما أنشده خلف الأحمر من قول الشاعر (أما تراني رجُلا كما ترى ... )

(أحمِلُ فوقي بِزَّتي كما ترى ... )

(على قَلوصٍ صَعْبةٍ كما ترى ... )

(أخافُ أن تَطْرحَني كما ترى ... )

(فما ترى فيما ترى كما ترى ... )

فالقول عندي في هذه الأبيات أنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أيسر وذلك لأنك كنت تجعل واحدًا منها من رؤية العين كقولك كما تُبصر والآخر من رؤية القلب التي في معنى العلم فيصير كقولك كما تعلم والثالثُ من رأيتُ التي بمعنى الرأْيِ والاعتقادِ كقولك فلانٌ يرى رأي أهل العدل وفلان يرى رأي الشُّراة أي يعتقد اعتقادهم ومنه قول الله سبحانه {لتحكم بين الناس بما أراك الله} النساء 105 فحاسة البصر هنا لا تتوجَّهُ ولا يجوز أن يكون بما أعلمك الله لأنه لو كان كذلك لوجب تعدّيه إلى ثلاثة مَفْعولين وليس هناك إلا مفعولان أحدهما الكاف في أراك والآخر الضمير المحذوف للغائب أي أراكه وإذا تعدت أرى هذه إلى مفعولين لم يكن من الثالث بدٌّ أو لا تراك تقول فلان يرى رأي الخوارج ولا تعني أنه يعلم ما يدَّعون هم علمه وإنما تقول إنه يعتقد ما يعتقدون وإن كان هو وهم عندك غير عالمين بأنهم على الحق فهذا قسمٌ ثالث لرأيت فلذلك قلنا لو كانت الأبيات ثلاثة لجاز أن لا يكون فيها إبطاء لاختلاف المعاني وإن اتفقت الألفاظ وإذ هي خمسة فظاهِرُ أمرِها أن تكون إيطاءٌ لاتفاق الألفاظ والمعاني جميعًا ولو قال قائل إنه لا إيطاء هناك لرأيت له وجهًا من القياس مستقيماً ليس به بأس وذلك أن العرب قد أجرت الموصول والصلّة مُجْرَى الشيء الواحد ونزلتهما منزلة الجزء المنفرد وذلك نحو قول الله عز وجل {والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين وَإِذَا مَرِضتُ فَهُو يَشْفِين والَّذِي يُمِيتُني ثم يُحْيِيينِ والَّذِي أَطَمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين} الشعراء 79 82 إنما معناه الذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ويميتني ويحيين وأطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين لأنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأشياء كلّها وحده والشيء لا يعطف على نفسه ولكن لما كانت الصلّة والموصول كالجزء الواحد وأراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأنهما كأنهما كلاهما شيءٌ واحد مفرد وعلى ذلك قول الشاعر

(أيا بنةَ عبدِ اللهِ وابنةَ مَالكٍ ... ويا بنَة ذي الجَدَّيْنِ والفَرَسِ الوَرْد)

(إذا ما صَنَعتِ الزادَ فالتمسي لَهُ ... أكيلاً فإنِّي لَسْتُ آكِلَهُ وَحدي)

فإنما أراد يا بنة عبد الله ومالك الملك ومالكِ وذي الجدَّينِ لأنّها واحدةٌ ألا تراه يقول صنعتِ ولم يقل صنعتُنَّ فإذا جاز هذا في المضاف والمضاف إليه كان في الصلّة والموصول أسوغَ لأن اتصال الصلّة بالموصول أشدُّ من اتصال المضاف إليه بالمضاف وعلى هذا قول الأعرابي وقد سأله أبو الحسن الأخفش عن قول الشاعر

(بناتُ وِطاءٍ على خَدِّ اللَّيْلِ ... )

فقال له أين القافية فقال خدّ الليل قال أبو الحسن الأخفش كأنه يريد الكلام الذي في آخر البيت قلّ أو كثر فكذلك أيضًا تجعل ما ترى ما ترى ما وترى جميعًا القافية وتجعل ما مرة مصدرا وأخرى بمنزلة الذي فلا يكون في الأبيات إبطاء وتلخيص ذلك أن يكون تقديرها أما تراني رجلاً كرؤيتك أحمل فوقي بزتي كمرئيِّك على قلوصٍ صعبة كعلمك أخاف أن تطرحني كمعلومك فما ترى فيما ترى كمعتقدك فيكون ما ترى مرّة رؤية العين ومرّة مرئيّا ومرة علمًا ومرَّة معلومًا ومرّة معتقدًا فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما واتصلت ترى بما فكانت جُزءًا منها لاحقًا بها صارت القافية ما وترى جميعًا كما صارت في قوله خذ الليل هي خدّ الليل جميعًا لا الليل وحده فهذا قياسٌ من القوّة بحيث تراه فإن قلت فما رَوِيّ هذه الأبيات قيل يجوز أن يكون رَوِيُّها الألف فتكون مقصورة يجوز معها سعي وأي لأن الألف لام الفعل كألف سعا وسلا والوجه عندي أن تكون رائيَّةً لأمرين أحدهما أنها قد التُزِمت ومن غالب عادة العرب ألا تلتزم أمرًا إلا مع وجوبه وإن كانت في بعض المواضع قد تتطوع بالتزام ما لا يجب عليها وذلك أقل الأمرين وأدونُهما والآخر أن الشعر المطلق أضعاف الشعر المقيّد وإذا جعلتها رائية فهي مطلقة وإذا جعلتها ألِفيّةً فهي مقيّدة ألا ترى أن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا نجد العرب تلتزم فيه ما قبل الألف بل تخالفه ليعلم بذلك أنه ليس رويّا وأنها قد اعتزمت القصر كما تعتزم غيره من إطلاق حرف الروي ولو التزمت ما قبل الألف لكان ذلك داعيًا إلى إلباس الأمر الذي قصدوا لإيضاحه أعني القصر الذي اعتمدوه وعلى هذا عندي قصيدة يزيد بن الحكم التي فيها مُنهَوِي ومُدَّوِي ومُرْعوِي ومُستوِي هي واوية عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءات بعدها وصولٌ لما ذكرنا وأَرِني الشيء عاطِنيه وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وحكى اللحياني هو مَرْأَةٌ أن يفعل كذا أي مَخْلَقَةٌ وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقال هو أرآهم لأن يفعل ذاك أي أخلقُهم وحكى ابن الأعرابي لو تَرَما وأَوْ تَرَما ولَمْ تَرَما ومعناه كلّه عنده ولا سيّما والرِّئة موضع النفس والريح من الإنسان وغيره والجمع رِئات ورِئون على ما يطرد في هذا النحو قال

(فَعِظْنَاهُم حَتَّى أتى الغيظ منهم ... قُلُوبًا وأَكْبَادًا لَهُمْ وَرِئِينَا)

وإنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأنهما أسماء مَجْهُودة مُتَنَقصة ولا يكسَّر هذا الضرب في أوّليّته ولا في حد التسميةِ ورَأَيْته أصبتُ رِئَته ورُئِيَ رَأْيا اشتكى رِئته ورأَى الزَّنْدَ وَقَد عن كُراع ورأَيتُه أنا وقول ذي الرّمّة

(وجَدتُّ البُرَا أمراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ ... أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ)

قيل في تفسيره رأسٌ مُرْأًى طويل الخَطْم فيه تصويبٌ وقال نُصيْرٌ رءُوسٌ مُرْأياتٌ كأنها قراقير وهذا لا أعرف له فعلاً وما مادّة ورُؤَيَّةُ اسم أرض ويروي بيت الفرزدق

(هل تَعلَمُونَ غَداةَ يُطرَدُ سَبْيُكُمْ ... بالسَّفْحِ بينَ رُؤَيَّةٍ وطِحال)

رأي: الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد، وبمعنى العِلْم

تتعدَّى إلى مفعولين؛ يقال: رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً

ورَاءَةً مثل راعَة. وقال ابن سيده: الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب.

وحكى ابن الأَعرابي: على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ، وفيه ضَعَةٌ،

وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال

رُويَتِك، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط

عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال

رِيَّتِكَ. وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة، وليست الهاءُ في رَأْية هنا

للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ، إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ

الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذا لم تُردْ

هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة. ورَأَيْته رِئْيَاناً:

كرُؤْية؛ هذه عن اللحياني، وَرَيْته على الحَذْف؛ أَنشد ثعلب:

وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها

مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رأْيَةً جَمَلا

حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ

في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ، فانْشَمَلا

خَلْقُ أَربعةٍ: يعني ضُمورَ أَخْلافها، وانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ

كانْشمرَ، يقول: من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ

أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ؛ وأَنشد

ابن جني:

حتى يقول من رآهُ إذْ رَاهْ:

يا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ

أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة؛

وقوله:

مَنْ رَا مِثْلَ مَعْمدانَ بنِ يَحْيَى،

إذا ما النِّسْعُ طال على المَطِيَّهْ؟

ومَنْ رَامثلَ مَعْدانَ بن يَحْيَى،

إذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ؟

أَصل هذا: من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ: لا هَناك المَرْتَعُ، فاجتمعت

أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين؛ وقال ابن سيده: أَصله رأَى

فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت، وفي قرأْت قَرَيْت، وفي

أَخْطأْت أَخْطَيْت، فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء

أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي

لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل؛ قال: وسأَلت أَبا علي

فقلت له من قال:

مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى

فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت؟

قال: لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب، وذهب أَبو علي

في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت

ونحوه، وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً، وهذان إعلالان

تواليا في العين واللام؛ ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: جَا يَجِي،

فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً، فأَعلّ اللام

والعين جميعاً. وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ

وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها. قال سيبويه: كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه

زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه، وذلك لكثرة

استعمالهم إياه، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب، يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه

زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا

تقول ذلك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا

تَرْأَى، وذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي

هي عين الفعل، وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين، وإن كانت الأُولى

زائدةً والثانية أَصليةً، وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين، وإن كان

بينهما حرف ساكن، وهي الراء، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا

يَرَى ونَرَى وتَرَى كما قالوا أَرَى؛ قال سيبويه: وحكى أَبو الخطاب قدْ

أَرْآهم، يَجيءُ به على الأَصل وذلك قليل؛ قال:

أَحِنُّ إذا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ،

ولا أَرْأَى إلى نَجْدٍ سَبِيلا

وقال بعضهم: ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ؛ قال سُراقة البارقي:

أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ،

كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ

وقد رواه الأَخفش: ما لم تَرَياهُ، على التخفيف الشائع عن العرب في هذا

الحرف. التهذيب: وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ، على التخفيف، قال: وعامة كلام

العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف، قال: ويعضهم يحقِّقُه فيقول،

وهو قليل، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً،

وأَنشد بيت سراقة البارقي. وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت: كرَأَيْت أَعني من

رُؤية العَين. قال اللحياني: قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من

رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأََيْت في رُؤْية العين، وبعضهم يَترُك الهمز

وهو قليل، قال: وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ؛ وأَنشد فيمن خفف:

صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ

رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ؟

قال الجوهري: وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ، وأَنشد هذا البيت أَيضاً:

صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ

ويروى: في العلاب؛ ومثله للأَحوص:

أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ

مَضَى، ولم يَثْنِه ما رَا وما سَمِعا

وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك، بلا همز؛

قال أَبو الأَسود:

أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ

أَتاني فقال: اتَّخِذْني خَلِيلا

فترَك الهمزةَ، وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري:

فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى

جُعلْتُ لها، وإنْ بَخِلَتْ، فِداءَ

أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى،

أَتَمْنَعُني على لَيْلى البُكاءَ؟

والذي في شعره كلام حبَّى، والذي رُوِيَ كلام لَيْلى؛ ومثله قول الآخر:

أَرَيْتَ، إذا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً،

وأَنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِلِ

قال: وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز:

أَرَيْتَ، إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا

مُرَجَّلا ويَلْبَسُ البُرُودا،

أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا

قال ابن بري: وفي هذا البيت الأَخير شذوذ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم

الفاعل. قال ابن سيده: والكلامُ العالي في ذلك الهمزُ، فإذا جئتَ إلى

الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت

العرب، الذين يهمزون والذين لا يهمزون، على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى

ونَرَى وأَرَى، قال: وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل: فتَرَى الذين في

قُلُوبِهِم مَرَض، وقوله عز وجل: فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى، وإنِّي أَرَى

في المَنامِ، ويَرَى الذين أُوتوا العلم؛ إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم

يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى، وهو

الأَصل، فإذا قالوا متى نَراك قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك، وبعضٌ

يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك؛ وأَنشد:

أَلا تلك جاراتُنا بالغَضى

تقولُ: أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيقا

وأَنشد فيمن قلب:

ماذا نَراؤُكَ تُغْني في أَخي رَصَدٍ

من أُسْدِ خَفَّانَ، جأْبِ الوَجْه ذي لِبَدِ

ويقال: رأَى في الفقه رأْياً، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته

في كلامهم، وربما احتاجت إليه فهَمَزَته؛ قال ابن سيده: وأَنشد شاعِرُ

تَيْمِ الرِّباب؛ قال ابن بري: هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي:

أَلَمْ تَرْأَ ما لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ،

ومن يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمََعِ

قال ابن بري: ويروى ويَسْمَعُ، بالرفع على الاستئناف، لأَن القصيدة

مرفوعة؛ وبعده:

بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بحوزه

إليَّ، وراءَ الحاجِزَينِ، ويُفْرِعُ

يقال: أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي؛ قال وشاهد ترك الهمزة ما

أَنشده أَبو زيد:

لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

بالبَيْنِ عَنْك بما يَرْآكَ شَنآنا

قال: وهو كثير في القرآن والشعر، فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز

يَتْركون الهمز فيقولون: رَ ذلك، وللإثنين: رَيا ذلك، وللجماعة: رَوْا

ذلك، وللمرأَة رَيْ ذلك، وللإثنين كالرجلين، وللجمع: رَيْنَ ذاكُنَّ، وبنو

تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون: ارْأَ ذلك وارْأَيا ولجماعة النساء

ارْأَيْنَ، قال: فإذا قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم

فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها، وإن لم يكن من

كلامهم الهمز، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز،

نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وبه قرأَ الكسائي تَرَك

الهمز فيه في جميع القرآن، وقالوا: ولو تَرَ ما أَهلُ مكة، قال أَبو علي:

أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال. اللحياني: يقال إنه

لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان، رفعاً وجزماً، وكذلك ولا تَرَ

ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ

فيهما جميعاً وجهان: الجزم والرفع، فإذا قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ

ما فُلانٌ قالوه بالجزم، وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ؛

حكى ذلك عن الكسائي كله. وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت: ارْءَ، وعلى

الحذف: را. قال ابن بري: وصوابه على الحذف رَهْ، لأَن الأَمر منه رَ

زيداً، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال. الفراء في قوله تعالى: قُلْ

أَرَأَيْتَكُم، قال: العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان: أَحدهما أَنْ يسأَلَ

الرجلُ الرجلَ: أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك؟ فهذه مهموزة، فإذا أَوْقَعْتَها

على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال، يريد هل رأَيتَ

نَفْسَك على غير هذه الحالة، ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين

أَرَأَيْتُماكُما، وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ، وللمرأَة

أَرأََيْتِكِ، بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلك، والمعنى الآخر أَنْ تقول

أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها

وتَتركُ الهمزَ إن شئت، وهو أَكثر كلام العرب، وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً

مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤَنثه ومذكره، فنقول للمرأَة:

أَرَأَيْتَكِ زيداً هل خَرج، وللنسوة: أَرَأَيْتَكُنَّ زيداً ما فَعَل، وإنما تركت

العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم يريدوا أَن يكون الفعل منها واقعاً على

نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن

الفعل واقعاً، قال: ونحو ذلك قال الزجاج في جميع ما قال، ثم قال: واختلف

النحويون في هذه الكاف التي في أَرأَيتَكُمْ فقال الفراء والكسائي:

لفظها لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ، قال: ومثلها الكاف التي في دونك

زيداً لأَنَّ المعنى خُذْ زيداً قال أَبو إسحق: وهذا القول لم يَقُلْه

النحويون القُدَماء، وهو خطَأٌ لأَن قولك أَرأَيْتَكَ زيداً ما شأْنُه

يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قد تَعَدَّتْ إلى الكاف وإلى زيدٍ، فتصيرُ

(* قوله

«فتصير إلخ» هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ). أَرأَيْتَ اسْمَيْن فيصير المعنى

أَرأَيْتَ نفْسَكَ زيداً ما حالُه، قال:وهذا محال والذي إليه النحويون

الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أَرأَيْتَ زيداً ما

حالُه، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب

فتقول للواحد المذكر: أَرَأَيْتَكَ زيداً ما حاله، بفتح التاء والكاف،

وتقول في المؤنث: أَرَأَيْتَك زيداً ما حالُه يا مَرْأَةُ؛ فتفتح التاء على

أَصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما في الكلمة

والمُنْبِئَةَ عن الخطاب، فإن عدَّيْتَ الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت

الكافُ مفعولةً، تقول: رأَيْتُني عالماً بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ

للرجل: أَرَأَيْتَكَ عالماً بفلان، وللإثنين أَرأَيتُماكما عالَمْنِ

بفلان، وللجمع أَرَأَيْتُمُوكُمْ، لأَن هذا في تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم،

وتقول للمرأَة: أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بكسر التاء، وعلى هذا قياس

هذين البابين. وروى المنذري عن أَبي العباس قال: أَرأَيْتَكَ زيداً

قائماً، إذا اسْتَخْبَر عن زيد ترك الهمز ويجوز الهمز، وإذا استخبر عن حال

المخاطب كان الهمز الاختيار وجاز تَرْكُه كقولك: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي ما

حالُك ما أَمْرُك، ويجوز أَرَيْتَكَ نَفْسَك. قال ابن بري: وإذا جاءت

أَرأَيْتَكُما وأَرأَيْتَكُمْ بمعنى أَخْبِرْني كانت التاء موَحَّدة، فإن

كانت بمعنى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت، قُلْتَ: أَرأَيْتُماكُما

خارِجَيْنِ وأَرأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ، وقد تكرر في الحديث أَرأَيْتَكَ

وأَرأيْتَكُمْ وأَرأَيْتَكما، وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى

أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني، وتاؤُها مفتوحة أَبداً.

ورجل رَءَّاءٌ: كَثيِرُ الرُّؤيَةِ؛ قال غيلان الرَّبَعي:

كأَنَّها وقَدْ رَآها الرَّءَّاءٌ

ويقال: رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حيث يقع

البصر عليه. ويقال: من رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ؛ وأَنشد:

ألا أَيُّها المُرْتَئِي في الأُمُور،

سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانُها

وقال أَبو زيد: إذا أَمرْتَ من رأَيْتَ قلت ارْأَ زيداً كأنَّكَ قلت

ارْعَ زيداً، فإذا أَردت التخفيف قلت رَ زيداً، فتسقط أَلف الوصل لتحريك ما

بعدها، قال: ومن تحقيق الهمز قولك رأَيْت الرجل، فإذا أَردت التخفيف قلت

رأَيت الرجل، فحرَّكتَ الأَلف بغير إشباع الهمز ولم تسقط الهمزة لأَن ما

قبلها متحرك. وفي الحديث: أَن أَبا البَخْترِي قال ترَاءَيْنا الهِلالَ

بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال: إنَّ رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، مَدَّهُ إلى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّة، قال

شمر: قوله تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إليه هل نَراهُ

أَم لا، قال: وقال ابن شميل انْطَلِقْ بنا حتى نُِهِلَّ الهلالَ أَي

نَنْظُر أَي نراهُ. وقد تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه. وقال الفراء: العرب

تقول راءَيْتُ ورأَيْتُ، وقرأَ ابن عباس: يُرَاوُون الناس. وقد رأَيْتُ

تَرْئِيَةً: مثل رَعَّيْت تَرْعِيَةً. وقال ابن الأَعرابي: أَرَيْتُه

الشيءَ إراءةً وإرايَةً وإرءَاءَةً. الجوهري: أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله

أَرْأَيْتُه.

والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ: المَنْظَر، وقيل: الرِّئْيُ

والرُّواءُ، بالضم، حُسْنُ المَنْظر في البَهاء والجَمال. وقوله في الحديث: حتى

يتَبيَّنَ له رئيْهُما، وهو بكسر الراء وسكون الهمزة، أَي مَنْظَرُهُما

وما يُرَى منهما. وفلان مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بحيث أَراهُ

وأَسْمَعُ قولَه. والمَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كان أَو قَبِيحاً.

وما لهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ؛ عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك شيئاً. ويقال:

امرأَةٌ لها رُواءٌ

إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كقولك المَنْظَرَة والمَنْظر.

الجوهري: المَرْآةُ، بالفتح على مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. يقال: امرأَةٌ

حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى، وفلان حسنٌ في مَرْآةِ العَين أَي في

النَّظَرِ. وفي المَثل: تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ

على باطِنِه. وفي حديث الرُّؤْيا: فإذا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ

المَنْظرِ. يقال: رجل حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حسن في مَرْآةِ

العين، وهي مَفْعَلة من الرؤية. والتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ

المنظرِ، اسم لا مصدر؛ قال ابن مقبل:

أَمَّا الرُّواءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ،

مِثل الجِبالِ التي بالجِزْعِ منْ إضَمِ

وقوله عز وجل: هم أَحسن أَثاثاً ورِئْياً؛ قرئت رِئْياً؛ بوزن رِعْياً،

وقرئت رِيّاً؛ قال الفراء: الرِّئْيُ المَنْظَر، وقال الأَخفش: الرِّيُّ

ما ظَهَر عليه مما رأَيْت، وقال الفراء: أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها

رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ

مهموزاتِ الأَواخِر. وذكر بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يهمز

ونحو ذلك. قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً، بغير همز، فله تفسيران أَحدهما

أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النِّعْمة كأَن النَّعِيم بِّيِّنٌ

فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت، وقال الجوهري: من همزه جعله من

المنظر من رأَيت، وهو ما رأَتْهُ العين من حالٍ حسَنة وكسوة ظاهرة؛ وأَنشد

أَبو عبيدة لمحمد بن نُمَير الثقفي:

أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا

بذي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ؟

ومن لم يهمزه إما أَن يكون على تخفيف الهمز أَو يكون من رَوِيَتْ

أَلْوانهم وجلودهم رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ. وتقول للمرأَة: أَنتِ

تَرَيْنَ، وللجماعة: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ، لأَن الفعل للواحدة والجماعة سواء

في المواجهة في خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الياء، إلا أَن النون التي في

الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة، قال ابن بري:

وفرق ثان أَن الياءَ في تَرَيْن للجماعة حرف، وهي لام الكلمة، والياء في

فعل الواحدة اسم، وهي ضمير الفاعلة المؤنثة. وتقول: أَنْتِ تَرَيْنَني، وإن

شئت أَدغمت وقلت تَرَيِنِّي، بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبِنِّي.

واسْتَرْأَى الشيءَ: اسْتَدْعَى رُؤيَتَه. وأَرَيْتُه إياه إراءَةً وإراءً؛

المصدر عن سيبويه، قال: الهاء للتعويض، وتركها على أَن لا تعوَّض وَهْمٌ

مما يُعَوِّضُونَ بعد الحذف ولا يُعَوِّضون.

وراءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً: أَرَيْته أَنِّي على خلاف ما أَنا

عليه. وفي التنزيل: بَطَراً ورِئاءَ الناسِ، وفيه: الذين هُمْ يُراؤونَ؛

يعني المنافقين أَي إذا صَلَّى المؤمنون صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم

على ما هم عليه. وفلان مُراءٍ وقومٌ

مُراؤُونَ، والإسم الرِّياءُ. يقال: فَعَلَ ذلك رِياءً وسُمْعَةً. وتقول

من الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ؛

عن أَبي عمرو. ويقال: راءَى فلان الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً، وراياهم

مُراياةً، على القَلْب، بمعنىً، وراءَيْته مُراآةً ورياءً قابَلْته

فرَأَيْته، وكذلك تَرَاءَيْته؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبَى اللهُ إلا أَن يُقِيدَكَ، بَعْدَما

تَراءَيْتُموني من قَرِيبٍ ومَوْدِقِ

يقول: أَقاد الله منك عَلانيَةً ولم يُقِدْ غِيلَة. وتقول: فلان

يتَراءَى أَي ينظر إلى وجهه في المِرْآةِ أَو في السيف.

والمِرْآة: ما تَراءَيْتَ فيه، وقد أَرَيْته إياها. ورأَيْتُه

تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها عليه أَو حبستها له ينظر نفسَه وتَراءَيْت فيها

وترَأَيْتُ. وجاء في الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكم في الماء لا يَنْظُر وَجْهَه

فيه، وَزْنُه يتَمَفْعَل من الرُّؤْية كما حكاه سيبويه من قول العرب:

تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة، وتَمدْرَع من المَدْرَعة، وكما حكاه أَبو عبيد من

قولهم: تَمَنْدَلْت بالمِندِيل. وفي الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكُم في

الدنيا أَي لا يَنْظُر فيها، وقال: وفي رواية لا يتَمَرْأَى أَحدُكم

بالدُّنيا من الشيء المَرْئِيِّ. والمِرآةُ، بكسر الميم: التي ينظر فيها،

وجمعها المَرائي والكثير المَرايا، وقيل: من حوَّل الهمزة قال المَرايا. قال

أَبو زيد: تَراءَيْتُ في المِرآةِ تَرائِياً ورَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً

إذا أَمْسَكْتَ له المِرآةَ لِيَنْظُر فيها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا تراءَى

في المِرآة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

إِذا الفَتى لم يَرْكَبِ الأَهْوالا،

فأَعْطِه المِرآة والمِكْحالا،

واسْعَ له وعُدَّهُ عِيالا

والرُّؤْيا: ما رأَيْته في منامِك، وحكى الفارسي عن أَبي الحسن رُيَّا،

قال: وهذا على الإِدغام بعد التخفيف البدلي، شبهوا واو رُويا التي هي في

الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلية غير المقدَّر فيها الهمز، نحو لوَيْتُ

لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً، وكذلك حكى أَيضاً رِيَّا، أَتبع الياء الكسرة

كما يفعل ذلك في الياء الوضعية. وقال ابن جني: قال بعضهم في تخفيف رُؤْيا

رِيَّا، بكسر الراء، وذلك أَنه لما كان التخفيف يصيِّرها إِلى رُويَا ثم

شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ

لُيٌّ وأَصلها لُويٌ، فقلبت الواو إِلى الياء بعدها ولم يكن أَقيسُ

القولين قَلْبَها، كذلك أَيضاً كسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قُرون لِيٌّ،

فنظير قلب واو رؤيا إِلحاقُ

التنوين ما فيه اللامُ، ونظير كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف في الوقف على

المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العِتابا، وهي الرُّؤَى. ورأَيتُ عنك

رُؤىً حَسَنَةً: حَلَمتها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن

رُعاهُ، وهي أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْيا. ورأَى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى بلا

تنوين، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً، بالتنوين، مثل رُعىً؛ قال ابن بري: وقد

جاء الرُّؤْيا في اليَقَظَة؛ قال الراعي:

فكَبَّر للرُّؤْيا وهَشَّ فُؤادُه،

وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها

وعليه فسر قوله تعالى: وما جعلنا الرُّؤْيا التي أَرَيْناكَ إِلا

فِتْنةً للناس؛ قال وعليه قول أَبي الطَّيِّبِ:

ورُؤْياكَ أَحْلى، في العُيون، من الغَمْضِ

التهذيب: الفراء في قوله، عز وجل: إِن كنتم للرُّؤْيا تَعْْبُرُونَ؛

إِذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرؤيا قالوا الرُّويا طلباً للخفة، فإِذا

كان من شأْنهم تحويلُ الواو إِلى الياء قالوا: لا تقصص رُيَّاك، في الكلام،

وأَما في القرآن فلا يجوز؛ وأَنشد أَبو الجراح:

لَعِرْضٌ من الأَعْراض يُمْسِي حَمامُه،

ويُضْحي على أَفنانهِ الغِينِ يَهْتِفُ

أَحَبُّ إِلى قَلْبي من الدِّيكِ رُيَّةً

(* قوله «رية» تقدم في مادة عرض: رنة، بالراء المفتوحة والنون، ومثله في

ياقوت).

وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ

أَراد رُؤْيةً، فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء

مشددة، كما يقال لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً، والأَصل لَوْياً

وكَوْياً؛ قال: وإِن أَشرتَ فيها إِلى الضمة فقلت رُيَّا فرفعت الراء فجائز،

وتكون هذه الضمة مثل قوله وحُيِلَ وسُيِق بالإِشارة. وزعم الكسائي أَنه

سمع أَعربيّاً يقرأ: إِن كنتم للرُّيَّا تَعْبُرون. وقال الليث: رأَيتُ

رُيَّا حَسَنة، قال: ولا تُجْمَعُ الرُّؤْيا، وقال غيره: تجمع الرُّؤْيا

رُؤىً كما يقال عُلْياً وعُلىً.

والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يراه الإِنسانُ. وقال اللحياني: له

رَئيٌّ من الجن ورِئِيٌّ إِذا كان يُحِبه ويُؤَالِفُه، وتميم تقول

رِئِيٌّ، بكسر الهمزة والراء، مثل سِعيد وبِعِير. الليث: الرَّئِيُّ جَنِّيّ

يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبّاً، يقال: مع فلان رَئِيُّ. قال ابن

الأَنباري: به رَئِيٌّ من الجن بوزن رَعِيّ، وهو الذي يعتاد الإِنسان من الجنّ.

ابن الأَعرابي: أَرْأَى الرجلُ إِذا صار له رَئِيٌّ من الجنّ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذي أَتاكَ رَئِيُّكَ

بِظُهور رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ. يقال للتابع من

الجن: رَئِيٌّ بوزن كَمِيٍّ، وهو فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي به لأَنه

يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْيِ، من قولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ

إِذا كان صاحب رأْيِهِم، قال: وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها؛ ومنه حديث

الخُدْري: فإِذا رَئِيٌّ مثل نحْيٍ، يعني حية عظِيمَةً كالزِّقِّ، سمّاها

بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يزعمون أَن الحيَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ،

ولهذا سموه شيطاناً وحُباباً وجانّاً. ويقال: به رَئِيٌّ من الجنّ أَي

مَسٌّ. وتَراءى له شيء من الجن، وللاثنين تراءيا، وللجمع تَراءَوْا.

وأَرْأَى الرجلُ إِذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة في وجْهِه، وهي الحَماقة.

اللحياني: يقال على وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فيه قبل

أَن تَخْبُرَهُ. ويقال: إِن في وجهه لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً؛ قال

ابن بري: صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ. قال أَبو علي: حكى يعقوب على وجهه

رَأْوَةٌ، قال: ولا أَعرف مثلَ هذه الكلمة في تصريف رَأْى. ورَأْوَةُ

الشيء: دلالَتُه. وعلى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته. والرَّئِيُّ

والرِّئِيُّ: الثوب يُنْشَر للبَيْع؛ عن أَبي عليّ. التهذيب: الرِّئْيُ بوزن

الرِّعْيِ، بهمزة مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الفاخر الذي يُنشَر ليُرى حُسْنُه؛

وأَنشد:

بِذِي الرِّئْيِ الجَميلِ من الأَثاثِ

وقالوا: رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذلك، وهو من نادِرِ

المصادِرِ عند سيبويه، ونظيره سَمْعَ أُذُنِي، ولا نظير لهما في

المُتَعَدِّيات. الجوهري: قال أَبو زيد بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ

وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ. وفي حديث حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ

والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تقول: جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك

وبمَرْأَىً مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بحيث تراه، وهو منصوب على

المصدر أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ.

والتَّرْئِيَةُ، بوزن التَّرْعِيةِ: الرجلُ المُخْتال، وكذلك

التَّرائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة.

والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة، الأَخيرة نادرة: ما تراه

المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عند الحيض، وقد رَأَتْ، وقيل:

التَّرِيَّة الخِرْقَة التي تَعَْرِفُ بها المرأَةُ حَيْضَها من طهرها، وهو

من الرُّؤْيَةِ. ويقال للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِيَّةِ، وهي الدم القليل،

وقد رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قليلاً. الليث: التَّرِّيَّة مشدَّدة

الراء، والتَّرِيَّة خفيفة الراء، والتَّرْية بجَزْمِ الراء، كُلُّها لغات

وهو ما تراه المرأَةُ من بَقِيَّة مَحِيضِها من صُفْرة أَو بياض؛ قال

أَبو منصور: كأَنّ الأَصل فيه تَرْئِيَةٌ، وهي تَفْعِلَةٌ من رأَيت، ثم

خُفِّفَت الهَمْزة فقيل تَرْيِيَةٌ، ثم أُدْغِمَت الياءُ في الياء فقيل

تَرِيَّة. أَبو عبيد: التَّرِيَّةُ في بقية حيض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة

والكُدْرَة وأَخْفَى، تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ

طَهُرَت من حَيْضِها، قال شمر: ولا تكون التَّرِيّة إِلا بعد الاغتسال،

فأَما ما كان في أَيام الحيض فليس بتَرِيَّة وهو حيض، وذكر الأَزهري هذا

في ترجمة التاء والراء من المعتل. قال الجوهري: التَّرِيَّة الشيءُ

الخَفِيُّ اليَسيِرُ من الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من

الحَيْضِ. وقد رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إِذا رَأَت الدم القليلَ عند

الحيض، وقيل: التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الذي يكون عند انقطاع الحيض.

قال ابن بري: الأَصل في تَرِيَّة تَرْئِيَة، فنقلت حركة الهمزة على الراء

فبقي تَرِئْيَة، ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك

في المَراة والكَماة، والأَصل المَرْأَة، فنقلت حركة الهمزة إِلى الراء

ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها. وفي حديث أُمّ عطية: كُنَّا

لا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شيئاً، وقد جمع ابن الأَثير

تفسيره فقال: التَّرِيَّة، بالتشديد، ما تراه المرأَة بعد الحيض

والاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة، وقيل: هي البياض الذي تراه عند الطُّهْر،

وقيل: هي الخِرْقة التي تَعْرِف بها المرأَة حيضَها من طُهْرِها، والتاءُ

فيها زائدة لأَنه من الرُّؤْية، والأَصل فيها الهمز، ولكنهم تركوه

وشدَّدوا الياءَ فصارت اللفظة كأَنها فعيلة، قال: وبعضهم يشدّد الراءَ والياء،

ومعنى الحديث أَن الحائض إِذا طَهُرت واغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة

أَو كُدْرة لم يُعْتَدَّ بها ولم يُؤَثِّر في طُهْرها.

وتَراءَى القومُ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءَى لي وتَرَأَّى؛ عن ثعلب:

تَصَدَّى لأَرَاهُ. ورَأَى المكانُ المكانَ: قابَلَه حتى كَأَنَّه

يَراهُ؛ قال ساعدة:

لَمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ

عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ

وقرأَ أَبو عمرو: وأَرْنا مَنَاسِكَنا، وهو نادِرٌ لما يلحق الفعلَ من

الإِجْحاف. وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ من المَعَز والضَّأْنِ، بتَقْدِير

أَرْعَتْ، وهي مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ: رؤِيَ في ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ

وعَظُمَ ضَرْعُها، وكذلك المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا في الحَافِر

والسَّبُع. وأَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَياؤُها؛ عن ابن الأَعرابي،

وتَبَيَّنَ ذلك فيها. التهذيب: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، ولا يقال لِلنَّعْجة

أَرْأَتْ، ولكن يقال أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لا يَظْهَر. وأَرْأَى

الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ. وتَرَاءَى النَّحْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ

بُسْرِهِ؛ عن أَبي حنيفة، وكلُّه من رُؤْيَةِ العين. ودُورُ

القوم مِنَّا رِثَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم. وهُمْ

مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ، وإِن شئتَ نَصَبْتَ، وهو من الظروف المخصوصة التي

أُجْرِيَتْ مُجْرَى غير المخصوصة عند سيبويه، قال: وهو مثل مَناطَ

الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ الــسُّيُول، ومعناه هو مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ

وأَسْمَعُه. وهُمْ رِئَاءُ أَي أَلْفٍ زُهَاءُ أَلْفٍ فيما تَرَى العَيْنُ. ورأَيت

زيداً حَلِيماً: عَلِمْتُه، وهو على المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن. وقوله

عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب؛ قيل: معناه

أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ

يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء، ومَعْناه اعْرِفْهُم يعني علماء أَهل

الكتاب، أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَنه

مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عن

المُنْكر، وقال بعضهم: أَلَمْ ترَ أَلَمْ تُخْبِرْ، وتأْويلُهُ سُؤالٌ فيه

إِعْلامٌ، وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، وقد تكرر في الحديث: أَلَمْ

تَرَ إِلى فلان، وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا، وهي كلمة تقولها العربُ عند

التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ

إِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم، أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا

نَصِيباً من الكتاب؛ أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَلَمْ يَنْتَه

شأْنُهُم إِليك. وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ

اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا. وارْتَأَيْنا في الأَمْرِ

وتَراءَيْنا: نَظَرْناه. وقوله في حديث عمر، رضي الله عنه، وذَكَر المُتْعَة:

ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذلك ما شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى،

قال: وهو افْتَعَل من رُؤْيَة القَلْب أَو من الرَّأْيِ. ورُوِي عن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَنا بَرِيءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ

مُشْرِكٍ، قيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لا تَراءَى نَارَاهُما؛ قال ابنُ

الأَثِير: أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ ويجب عليه أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عن

مَنْزِل المُشْرِك ولا يَنْزِل بالموضع الذي إِذا أُوقِدَتْ فيه نارُه

تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ

المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها في مَنْزِله، ولكنه يَنْزِل معَ

المُسْلِمِين في دَارِهِم، وإِنما كره مُجاوَرَة المشركين لأَنهم لا عَهْدَ لهم

ولا أَمانَ، وحَثَّ المسلمين على الهِجْرة؛ وقال أَبو عبيد: معنى الحديث

أَنَّ المسلم لا يَحِلُّ له أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم

بقْدر ما يَرَى كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه. والتَّرَائِي: تفاعُلٌ من

الرؤية. يقال: تَراءَى القومُ إِذا رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءى لي

الشيءُ أَي ظَهَر حتى رَأَيْته، وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ من

قولهم دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فلان أَي تُقابِلُها، يقول ناراهما

مُخْتَلِفتانِ، هذه تَدْعو إِلى الله وهذه تدعو إِلى الشيطان، فكيف

تَتَّفِقانِ؟ والأَصل في تَراءَى تَتَراءَى فحذف إِحدى التاءين تخفيفاً. ويقال:

تَراءَينا فلاناً أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني. وقال أَبو الهيثم في

قوله لا تَراءَى نارَاهُما: أَي لا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ

المُشْرِك ولا يَتَشَبَّه به في هَدْيِه وشَكْلِهِ ولا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه، من

قولك ما نَارُ بَعِيرِكَ أَي ما سِمةُ بعِيرِكَ. وقولهم: دَارِي تَرَى

دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها؛ وقال ابن مقبل:

سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَيْ حَبِيرٍ، فَواحِفِ،

إِلى ما رأَى هَضْبَ القَلِيبِ المصَبَّحِ

أَراد: إِلى ما قابَلَه. ويقال: مَنازِلُهم رِئَاءٌ على تقدير رِعَاء

إِذا كانت مُتَحاذِيةً؛ وأَنشد:

لَيالِيَ يَلْقَى سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا،

ولَسْنا بِجِيرانٍ ونَحْنُ رِئَاءُ

ويقال: قَوْمِ رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بعضاً، وكذلك بُيوتُهُم رِئَاءٌ.

وتَرَاءَى الجَمْعانِ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وفي حديث رَمَلِ

الطَّوافِ: إِنما كُنَّا راءَيْنا به المشركين، هو فاعَلْنا من

الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بذلك أَنَّا أَقْوِياء. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما

تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ في كَبِدِ السماء؛ قال شمر: يتَراءَوْنَ أَي

يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ، يَدُلُّ على ذلك قولُه كما تَرَوْن.

والرَّأْيُ: معروفٌ، وجمعه أَرْآءٌ، وآراءٌ أَيضاً مقلوب، ورَئِيٌّ على

فَعِيل مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ. وفي حديث الأَزرق بن قيس: وفِينا رجُلٌ له

رَأْيٌ. يقال: فلانٌ من أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الخوارج

ويقول بمَذْهَبِهم، وهو المراد ههنا، والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ

القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فيما يُشْكِلُ من

الحديث أَو ما لم يَأْتِ فيه حديث ولا أَثَرٌ. والرَّأْيُ: الاعتِقادُ،

اسمٌ لا مصدرٌ، والجمع آراءٌ؛ قال سيبويه: لم يكَسَّر على غير ذلك، وحكى

اللحياني في جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيُّ. ويقال: فلان

يتَراءَى بِرَأْيِ

فلان إِذا كان يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي به؛ وأَما ما

أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر:

أَما تَراني رَجُلاً كما تَرَى

أَحْمِلُ فَوْقي بِزَّنِي كما تَرَى

على قَلُوص صعبة كما تَرَى

أَخافُ أَن تَطْرَحَني كما تَرَى

فما تَرى فيما تَرَى كما تَرَى

قال ابن سيده: فالقول عندي في هذه الأَبيات أَنها لو كانت عدَّتُها

ثلاثة لكان الخطب فيها أَيسر، وذلك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْية

العَيْنِ كقولك كما تُبْصِر، والآخر من رُؤْية القَلْبِ في معنى العلم فيصير

كقولك كما تَعْلم، والثالث من رأَيْت التي بمعنى الرَّأْي الاعتقاد

كقولك فلان يرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ ومنه قوله عز

وجل: لتَحْكُم بين الناسِ

بما أَرَاكَ اللهُ؛ فحاسَّةُ البَصَر ههنا لا تتَوَجَّه ولا يجوز أَن

يكون بمعنى أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كذلك لوَجَب تعدِّيه إِلى ثلاثة

مَفْعولِين، وليس هناك إِلا مفعولان: أَحدهما الكاف في أَراك، والآخر

الضمير المحذوف للغائب أَي أَراكَه، وإِذا تعدَّت أَرى هذه إلى مفعولين لم

يكن من الثالث بُدُّ، أَوَلا تَراكَ تقول فلان يَرَى رأْيَ الخوارج ولا

تَعْني أَنه يعلم ما يَدَّعون هُمْ عِلْمَه، وإِنما تقول إِنه يعتقد ما

يعتقدون وإِن كان هو وهم عندك غير عالمين بأَنهم على الحق، فهذا قسم ثالث

لرأَيت، قال ابن سيده: فلذلك قلنا لو كانت الأَبيات ثلاثة لجاز أَن لا يكون

فيها إِيطاء لاختلاف المعاني وإِن اتفقت الأَلفاظ، وإِذْ هِي خمسة فظاهر

أَمرها أَن تكون إِيطاء لاتفاق الأَلفاظ والمعاني جميعاً، وذلك أَن العرب

قد أَجرت الموصول والصلة مُجْرى الشيء الواحد ونَزَّلَتْهما منزلة الخبر

المنفرد، وذلك نحو قول الله عز وجل: الذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ

وإِذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفِينِ والذي يُميتُني ثم يُحْيِينِ والذي أَطْمَعُ

أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ؛ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه

الأَشياء كلها وحده، والشيء لا يُعْطَف على نفسِه، ولكن لما كانت الصلة

والموصول كالخبر الواحد وأَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما

كلاهما شيء واحد مفرد؛ وعلى ذلك قول الشاعر:

أَبا ابْنَةَ عبدِ الله وابْنَةَ مالِكٍ،

ويا ابْنَةَ ذي الجَدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ

إِذا ما صَنَعْتِ الزَّادَ، فالْتَمِسي لهُ

أَكِيلاً، فإِني لسْتُ آكُلُه وَحْدي

فإِنما أَراد: أَيا ابْنة عبدِ الله ومالِكٍ وذي الجَدّين لأَنها

واحدةٌ، أَلا تَراهُ يقول صنعتِ ولم يَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هذا في المضاف

والمضاف إِليه كان في الصِّلَةِ والموصولِ

أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ

إِليه بالمُضاف؛ وعلى هذا قول الأَعرابي وقد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ

عن قول الشاعر:

بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْل

فقال له: أَين القافية؟ فقال: خدّ الليلْ؛ قال أَبو الحسن الأَخفش:

كأَنه يريد الكلامَ الذي في آخر البيت قلَّ أَو كَثُر، فكذلك أَيضاً يجعل ما

تَرَى وما تَرَى جميعاً القافية، ويجعل ما مَرَّةً مصدراً ومرة بمنزلة

الذي فلا يكون في الأَبيات إِيطاء؛ قال ابن سيده: وتلخيص ذلك أَن يكون

تقديرها أَما تراني رجلاً كُرؤْيَتِك أَحمل فوقي بزتي كمَرْئِيِّك على قلوص

صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحني كمَعْلُومك فما ترى فيما ترى

كمُعْتَقَدِك، فتكون ما ترى مرة رؤية العين، ومرة مَرْئِيّاً، ومرة عِلْماً ومرة

مَعلوماً، ومرة مُعْتَقَداً، فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما

واتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافية وما ترى جميعاً، كما

صارت في قوله خدّ الليل هي خدّ الليل جميعاً لا الليل وحده؛ قال: فهذا

قياس من القوّة بحيث تراه، فإِن قلت: فما رويّ هذه الأَبيات؟ قيل: يجوز أَن

يكون رَوّيها الأَلفَ فتكون مقصورة يجوز معها سَعَى وأتى لأَن الأَلف

لام الفعل كأَلف سَعَى وسَلا، قال: والوجه عندي أَن تكون رائِيَّة

لأَمرين: أَحدهما أَنها قد التُزِمَت، ومن غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً

إِلا مع وجوبه، وإِن كانت في بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا يجب

عليها وذلك أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما، والآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف

الشعر المقيد، وإِذا جعلتها رائية فهي مُطْلقة، وإذا جعلتها أَلِفِيَّة

فهي مقيدة، أَلا ترى أَن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب

تلتزم فيه ما قبل الأَلف بل تخالف ليعلم بذلك أَنه ليس رَوِيّاً؟ وأَنها

قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إِطلاق حرف الروي، ولو التزمت ما قبل

الأَلف لكان ذلك داعياً إِلى إِلْباس الأَمر الذي قصدوا لإِيضاحِه،

أَعني القصرَ الذي اعتمدوه، قال: وعلى هذا عندي قصيدة يزيدَ بنِ الحَكَم،

التي فيها مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي، هي واويَّة عندنا

لالتزامه الواو في جميعها والياءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا. التهذيب: اليث

رَأْي ا لقَلْب والجمعُ الآراءُ. ويقال: ما أَضلَّ آراءَهم وما أَضلَّ

رأْيَهُمْ. وارْتَآهُ هو: افْتَعَل من الرَّأْي والتَّدْبِير. واسْتَرْأَيْتُ

الرُّجلَ في الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته. وهو يُرائِيهِ أَي

يشاوِرُه؛ وقال عمران بن حطَّان:

فإِن تَكُنْ حين شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا

بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيما نُرائِيكا

أَي نستشيرك. قال أَبو منصور: وأَما قول الله عزَّ وجل: يُراؤُونَ

الناسَ، وقوله: يُراؤُونَ ويَمْنَعُون الماعونَ، فليس من المشاورة، ولكن معناه

إِذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا وإِذا لم يَرَوْهم تركوا الصلاةَ؛ ومن

هذا قول الله عزَّ وجل: بَطَراً ورِئَاءَ الناسِ؛ وهو المُرَائِي كأَنه

يُرِي الناس أَنه يَفْعَل ولا يَفْعَل بالنية. وأَرْأَى الرجلُ إِذا

أَظْهَر عملاً صالِحاً رِياءً وسُمْعَة؛ وأَما قول الفرزدق يهجو قوماً

ويَرْمِي امرأَة منهم بغير الجَمِيلِ:

وبات يُراآها حَصاناً، وقَدْ جَرَتْ

لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُه

قوله: يُراآها يظن أَنها كذا، وقوله: لنا بُرَتاها معناه أَنها أَمكنته

من رِجْلَيْها. وقال شمر: العرب تقول أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى اللهُ

الناسَ بفلان العَذَابَ والهلاكَ، ولا يقال ذلك إِلاَّ في الشَّرِّ؛ قال

الأَعشى:

وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْـ

ـداً خَسَّها، وأَرَى بِهَا

يَعْنِي قبيلة ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به.

وقال ابن الأَعرابي: أَي أَرَى الله بها أَعداءَها ما يَسُرُّهم؛

وأَنشد:أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّى

وقال في موضع آخر: أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى به ما يَشْمَتُ به

عَدُوُّه. وأَرِنِي الشَّيءَ: عاطِنيهِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث، وحكى

اللحياني: هو مَرآةً أَنْ يَفْعَلَ كذا أَي مَخْلَقة، وكذلك الاثنان

والجمع والمؤَنث، قال: هو أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذلك أَي أَخْلَقُهُم.

وحكى ابن الأَعرابي: لَوْ تَرَ ما وأَو تَرَ ما ولَمْ تَرَ ما، معناه كله

عنده ولا سِيَّما.

والرِّئَة، تهمز ولا تهمز: مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ من الإِنْسانِ

وغيره، والجمع رِئَاتٌ ورِئُون، على ما يَطّرِد في هذا النحو؛ قال:

فَغِظْنَاهُمُ، حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُمُ

قُلوباً، وأَكْباداً لهُم، ورِئِينَا

قال ابن سيده: وإِنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأَنها أَسماء

مَجْهودة مُنْتَقَصَة ولا يُكَسَّر هذا الضَّرب في أَوَّلِيَّته ولا في حد

التسمية، وتصغيرها رُؤيَّة، ويقال رُويَّة؛ قال الكميت:

يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِينَا

ورَأَيْته: أَصَبْت رِئَته. ورُؤِيَ رَأْياً: اشْتكى رِئَته. غيره:

وأَرْأَى الرجلُ إِذا اشْتَكى رِئَته. الجوهري: الرِّئَة السَّحْرُ، مهموزة،

ويجمع على رِئِينَ، والهاءُ عوضٌ من الياء المَحْذوفة. وفي حديث لُقْمانَ

بنِ عادٍ: ولا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي؛ الرِّئَة التي في الجَوْف:

مَعْروفة، يقول: لست بِجَنان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي، قال: هكذا

ذكرها الهَرَوي. والتَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إِذا طَعَنَه في رِئَتِه. قال

ابن بُزُرج: ورَيْته من الرِّئَةِ، فهو مَوْرِيّ، ووَتَنْته فهو

مَوْتونٌ وشَويْته فهو مَشْوِيّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه. وقال

ابن السكيت: يقال من الرِّئة رَأَيْته فهو مَرْئيٌّ إِذا أَصَبْته في

رِئَته. قال ابن بري: يقال للرجل الذي لا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ

الرِّئَتَين؛ قال دريد:

إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ،

فَلَيْسَ بحامِضِ الرِّئَتَيْن مَحْضِ

ابن شميل: وقد وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وقع في رِئَتِه وَرْياً.

ورَأَى الزندُ: وَقَدَ؛ عن كراع، ورَأَيْته أَنا؛ وقول ذي الرمة:

وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ

أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ

يعني أَواخِيَّ الأَمْراسِ، وهذا مثل، وقيل في تفسيره: رَأْسٌ مُرْأىً

بوزن مُرْعًى طويلُ الخَطْمِ فيه شبِيةٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ؛

وقال نصير:

رُؤُوسٌ مُرْأَياتٌ كَأَنَّها قَراقِيرُ

قال: وهذا لا أَعرف له فعلاً ولا مادَّة. وقال النضر: الإِرْآءُ

انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ على حَلْقِه، يقال: جَمَلٌ مُرأىً وجِمال مُرْآةٌ.

الأَصمعي: يقال لكل ساكِنٍ لا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ؛ قال شمر: لا

أَعرف راء بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون أَراد رَاه، فجعل بدل الهاء ياءً.

وأَرأَى الرجلُ إِذا حَرَّك بعَيْنَيْه عند النَّظَرِ

تَحْرِيكاً كَثِيراً وهو يُرْئي بِعَيْنَيْه.

وسَامَرَّا: المدينة التي بناها المُعْتَصِم، وفيها لغات: سُرَّ مَنْ

رَأَى، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رأَى، وسَامَرَّا؛ عن أَحمد بن يحيى

ثعلب وابن الأَنباري، وسُرَّ مَنْ رَاءَ، وسُرَّ سَرَّا، وحكي عن أَبي

زكريا التبريزي أَنه قال: ثقل على الناس سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى

عكسه فقالوا سامَرَّى؛ قال ابن بري: يريد أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من

سَاءَ ومن رَأَى فصار سَا مَنْ رَى، ثم أُدغمت النون في الراء فصار

سَامَرَّى، ومن قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَى فجعلها بعد الأَلف فصار

سَا مَنْ رَاءَ، ثم أَدغم النون في الراء. ورُؤَيَّة: اسم أَرْضٍ؛ ويروى

بيت الفرزدق:

هل تَعْلَمون غَدَاةً يُطْرَدُ سَبْيُكُم

بالسَّفْحِ، بين رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ؟

وقال في المحكم هنا: رَاءَ لغة في رَأَى، والاسم الرِّيءُ. ورَيَّأَهُ

تَرْيِئَة: فَسَّحَ عنه من خِناقهِ. وَرَايا فلاناً: اتَّقاه؛ عن أَبي

زيد؛ ويقال رَاءَهُ في رَآه؛ قال كثير:

وكلُّ خَلِيل رَاءَني، فهْوَ قَائِلٌ

منَ اجْلِك: هذا هامَةُ اليَومِ أَو غَدِ

وقال قيس بن الخطيم:

فَلَيْت سُوَيْداً رَاءَ فَرَّ مَنْ مِنْهُمُ،

ومَنْ جَرَّ، إِذْ يَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ

وقال آخر:

وما ذاكِ من أَنْ لا تَكُوني حَبِيبَةً،

وإِن رِيءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ

وقال آخر:

تَقَرَّبَ يَخْبُو ضُوْءُهُ وشُعاعُه،

ومَصَّحَ حتى يُسْتَراءَ، فلا يُرى

يُسْتَراءَ: يُسْتَفْعَل من رأَيت. التهذيب: قال الليث يقال من الظنِّ

رِيْتُ فلاناً أَخاكَ، ومن همز قال رؤِِيتُ، فإِذا قلت أَرى وأَخَواتها لم

تهمز، قال: ومن قلب الهمز من رأَى قال راءَ كقولك نأَى وناءَ. وروي عن

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة

يومَ العِيدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لم يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ

ووعَظَهُنَّ؛ قال ابن الأَثير: رُؤِيَ فِعْلٌ لم يسَمّ فاعله من رَأَيْت

بمعنى ظَنَنْت، وهو يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، تقول رأَيتُ زيداً عاقِلاً،

فإِذا بَنَيْتَه لما لم يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مفعول واحد فقلت

رُؤِيَ زيدٌ عاقلاً، فقوله إِنه لم يُسَمِع جملة في موضع المفعول الثاني

والمفعول الأَول ضميره. وفي حديث عثمان: أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً؛

أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عندهم شيطاناً. قال ابن الأَثير: وفيه شذوذ من

وجهين: أَحدهما أَن ضمير الغائب إِذا وقع مُتَقَدِّماً على ضمير المتكلم

والمخاطب فالوجه أَن يُجاء بالثاني منفصلاً تقول أَعطاه إِياي فكان من

حقه أَن يقول أَراهم إِياي، والثاني أَن واو الضمير حقها أَن تثبت مع

الضمائر كقولك أَعطيتموني، فكان حقه أَن يقول أَراهُمُوني، وقال الفراء:

قرأَ بعض القراء: وتُرَى الناسَ سُكارى، فنصب الراء من تُرى، قال: وهو وجه

جيد، يريد مثلَ قولك رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قائماً، فيجعل

سُكارى في موضع نصب لأَن تُرى تحتاج إِلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن. قال

أَبو نصور: رُؤِيتُ

مقلوبٌ، الأَصلُ فيه أُريتُ، فأُخرت الهمزة، وقيل رُؤِيتُ، وهو بمعنى

الظن.

رجس

ر ج س [رجس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: رِجْسٌ وَغَضَبٌ .
قال: الرّجس: اللعنة، والغضب والعذاب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
إذا سنة كانت بنجد محيطة ... فكان عليهم رجسها وعذابها 
رجس
رَجَسَتِ السَّمَاءُ تَرْجُسُ رَجْساً، إِذا رَعَدَتْ شَدِيداً وتَمَخَضَّتْ، كارْتَجَسَتْ. وَفِي الأَسَاسِ: قَصَفَتْ بالرَّعْدِ. ورَجَسَ البَعِيرُ: هَدَرَ وقِيلَ: الرَّجْسُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ فِي الهَدِيرِ. ورَجَسَ فُلانٌ رَجْساً: قَدَّرَ المَاءَ أَي ماءَ البِئْرِ، بالمِرْجاسِ، كأَرْجَسَ إِرْجاساً. وسَحَابٌ رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ، ككَتَّانٍ، ومُرْتَجِسٌ: شَدِيدُ الصَّوْتِ، وكذلِكَ الرَّعْدُ، تَقول: عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ، والرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ. وبَعِيرُ رَجُوسٌ، كصَبُورٍ، ومِرْجَسٌ، كمِنْبَرٍ، ورَجَّاسٌ، ككَتَّانٍ: شَدِيدُ الهَدِير. ونَاقَةٌ رَجْساءُ الحَنِينِ: مُتَتَابِعَتُهُ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد: يَتْبَعْنَ رَجْسَاءَ الْحَنِينِ بَيْهَسَا تَرَى بِأَعْلَى فَخِذَيْهَأ عَبَسَا مِثْلَ خَلُوقٍ الفارِسِيِّ أَعْرَسَا والرِّجَّاسُ كشَدَّادٍ: البَحْرُ، سُمِّيَ بِهِ لصَوْتِ مَوْجِه، أَو لارْتِجَاسِه واضْطِرَابِه، كَمَا سُمِّيَ رَجَّافاً، لارْتِجَافِه. ويُقَال: هُمْ فِي مَرْجُوسَةٍ مِن أَمْرِهِمْ، وَفِي مَرْجُوساءَ، أَي فِي اخْتِلاطٍ والْتِبَاسٍ ودَوَرَانٍ. والمِرْجاسُ، بالكَسْرِ: حَجَرٌ يُشَدُّ فِي طَرَفِ حَبْلٍ ثُمَّ يُدَلَّى فِي البِئرِ فَتُمْخَضُ الحَمْأَةُ حتَّى تَثُورَ ثُمَّ يُسْتَقَى ذَلِك الماءُ فتَنْقَى البِئْرُ، كَذَا فِي الصّحاح، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(إِذَا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمونَ بِي ... رَمْيَكَ بِالْمِرْجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوِي)
أَو هُوَ حَجَرٌ يُرْمَى فِيهَا لِيُعْلَمَ بِصَوْتهِ عُمْقُهَا وقَدْرُ قَعْرِها، أَوْ لِيُعْلَمَ أَفِيهَا ماءٌ أَمْ لَا، نقلَه ابْن الأَعْرَابِيّ. قَالَ ابنُ سِيدَهُ: والمعروفُ الْمِرْداسُ. والرَّاجِسُ: مَنْ يَرْمِي بِه، كالمُرْجِسِ: والرِّجْسُ، بالكَسْرِ: القَذَرُ، أَو الشَّيْءُ القَذِرُ، ويُحَرِّكُ، وتُفْتَح الراءُ وتُكْسَرُ الجِيمُ، يُقَال: رِجْسٌ نِجْسٌ ورَجِسٌ نَجِسٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُهُم قالُوا: رَجَسٌ نَجَسٌ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: إِذا بَدَءُوا بالرِّجْسِ ثمّ أَتْبَعُوه النِّجْسَ كسروا النُّون، وإِذا بَدَءُوا بالنجِس، وَلم يَذْكُروا مَعَه الرِّجْسَ فتحُوا الجِيم وَالنُّون. وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ فِي قولِه تَعَالَى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً وَكَذَا فِي قولهِ تعالَى:) رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطَانِ قَالَ: الرِّجْسُ: المَأْثَمُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الرِّجْسُ: كُلُّ مَا اسْتُقْذِرَ مِنَ العَمَلِ، بالَغَ اللهُ تعالَى فِي ذَمِّ هذِه الأَشْيَاءِ فسَمَّاهَا رِجْساً. والرِّجْسُ: العَذَابُ. والعَمَلُ المُؤَدِّي إِلَى العَذَابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَمّا الرِّجْزُ: فالعَذابُ، والعَمَلُ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى العَذَابِ، والرِّجْسُ: العَذَابُ، كالرِّجْز، قَلِبت الزَّايُ سِيناً، كَمَا قِيل: الأَسْدُ والأَزْد. وَجعله الزَّمَخْشَرِيُّ مَجازاً، وَقَالَ: لأَنَّه جَزاءُ مَا استُعِيرَ لَهُ اسمُ الرِّجْسِ. وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ فِي قولِه تَعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسُ أَي الشَّكَّ.
وقالَ الفَرَّاءُ فِي قولِهِ تعَالى: ويَجْعَلُ الرِّجْسُ عَلى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُون إِنَّهُ العِقابُ والغَضَبُ، وَهُوَ مَضارِعٌ لقولِهِ الرِّجْز قَالَ: ولعلَّهما لُغَتَانِ. ورَجُسِ كفرِح وكَرُمَ، رَجَساً ورَجَاسَةً ككَرَامَةٍ: عَمِلَ عَمَلاًمَرْجُوسٌ، ورَجُلٌ مَرْجُوسٌ. وَقد يُعَبَّرُ بِهِ عَن الحَرَامِ واللَّعْنةِ والكُفْرِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الرِّجْسُ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: كذلِك يَجْعَلَ اللهُ الرِّجْسَ. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: مَرّ بِنا جَمَاعَةٌ رَجِسُون ونَجِسُون، أَي كُفَّارٌ. والرِّجْسُ: الحَرَكَةُ الخَفِيفَةُ. وَمِنْه الحَدِيث: إِذا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فوَجَدَ رِجْساً أَوْ رِجْزاً فَلاَ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعُ صَوْتاً أَوْ يَجِدَ رِيحاً. ورِجْسُ)
الشَّيْطَانِ: وَسْوَسَتُهُ. والرَّجْسُ، والرَّجْسَةُ، والرَّجَسَانُ والارْتِجَاسُ: صَوتُ الشَّيْءِ المُخْتَلِطِ العَظِيم، كالجَيْشِ والسَّيْلِ والرَّعْدِ. وَهَذَا رَاجِسٌ حَسَنٌ، أَي رَاعِدٌ حَسَنٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
رجس: {الرجس}: القذر والنتن. 
(رجس) - في الدُّعَاءِ: "أَعُوذُ بِكَ من الرِّجْسِ النِّجْسِ".
قال الفَرَّاء: إنّهم إذا بَدَأُوا بالنِّجْس ولم يَذْكُروا الرِّجْس فتحوا النُّونَ والجيمَ، وإذا بَدَأوا بالرِّجْسِ ثم أَتبَعُوه النِّجس كَسَروا النُّونَ، ومَعْنَى الرَّجْسِ: القَذَر. وقد يُعبَّر به عن الحَرامِ.
ر ج س

شيء رجس. وقد رجس ورجس رجاسة. ورجست السماء رجساً وارتجست: قصفت بالرعد. وسمعت رجس الرعد، ورجس الهدير. وسحاب رجّاس وراجس ومرتجس. وعفت الديار الغمام الرواجس، والرياح الروامس. والناس في مرجوسة أي في اختلاط قد ارتجس عليهم أمرهم.


ومن المجاز: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان ". و" وقع عليكم من ربكم رجس وغضب " أي عذاب لأنه جزاء ما استعير له اسم الرجس.
ر ج س: (الرِّجْسُ) الْقَذَرُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100] إِنَّهُ الْعِقَابُ وَالْغَضَبُ وَهُوَ مُضَارِعٌ لِقَوْلِهِ «الرِّجْزَ» . قَالَ: وَلَعَلَّهُمَا لُغَتَانِ أُبْدِلَتِ السِّينُ زَايًا كَمَا قِيلَ لِلْأَسَدِ الْأَزَدُ. وَ (النَّرْجِسُ) مُعَرَّبٌ وَالنُّونُ زَائِدَةٌ.

رجس


رَجس(n. ac. رَجْس)
a. Brayed, roared; resounded ( he-camel
thunder ).
b. Sounded (well).
c.
(n. ac.
رَجْس) [acc. & 'An], Withheld, prevented from.
رَجِسَ(n. ac. رَجَس)
رَجُسَ(n. ac. رَجَاْسَة)
a. Was, became filthy, foul; committed a filthy
abominable action.

أَرْجَسَa. Sounded (well).
إِرْتَجَسَa. Was tottering (building).
b. Brayed, &c.

رِجْسa. Filth, uncleanness.
b. see 22t
رَجَسa. see 2 & 22t
رَجِسa. Foul, filthy; polluted infamous; villainous.

رَجَاْسَةa. Foul, infamous action; infamy, villainy.

رَجَّاْسa. Roaring; thundering.

مِرْجَاْسa. Plumb-lines; soundingstone.
[رجس] نه: أعذو بك من "الرجس" النجس، الرجس القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر، والمراد هنا الأول، والنجس بفتحتين ويكسر جيمه إذا اتبع الرجس. ومنه: إنها أي الروثة "رجس" أي مستقذرة. ومنه: لما ولد صلى الله عليه وسلم "ارتجس" إيوان سرى، أي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. ومنه: فوجد "رجسًا" أو رجزًا فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. غ: رجس إذا عمل قبيحًا، و"ليذهب عنكم "الرجس"" أي الشك، و"رجسًا إلى رجسهم" أي كفرًا إلى كفرهم. و"يجعل "الرجس" على الذين لا يعقلون" أي اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
رجس: رَجَّسَ (بالتشديد): نَجٍَّ، دَنَّس (باين سميث 1484) وتستعمل مجازاً بمعنى غطاه بالعار، وفضحه، وهتك ستره (أبو الوليد ص135).
رجَّس: ترصَّد، راقب (ألكالا)، وأنظره في تَرْجِيس.
رَجَّس: طرّى، جعله طريّاً (هلو).
ترجَّس: تنجس، تدنَّس (بار علي طبعة هوفمان رقم 1879).
ارتجس: يقال: ارتجس الجيش بالمعنى الذي ذكره لين نقلاً عن تاج العروس. ونجد مثالاً له في معجم الطرائف.
رَجِس: نَجِس، دَنِس (معجم البيان، بار علي طبعة هوفمان رقم 4268، 5804، باين سميث 1485، 1490).
تَرْجِيس: احتراس، تبصُّر، بصيرة، فطنة (ألكالا).
بلا ترجيس: بلا تبصر. وقلة ترجيس: قلة تبصر.
بترجيس: باعتدال، باستواء (ألكالا).
[رجس] الرجس: القذر. وقال الفراء في قوله تعالى {ويَجْعَلُ الرِجْسَ على الذين لا يَعْقِلونَ} : إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله: الرجز. قال: ولعلهما لغتان أبدلت السين زايا، كما قيل للاسد: الازد. والرجس، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد، ومن هدير البعير. ورَجَسَتِ السماءُ تَرْجُسُ، إذا رعدتْ وتمخَّضَتْ. وارتَجَسَتْ مثلُه. وسحابٌ رَجَّاسٌ، وبعيرٌ رَجَّاسٌ. قال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَنٌ، أي راعدٌ حسنٌ. ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم، أي في اختلاط. والمِرْجاسُ: حجرٌ يشدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فيَمْخَضُ الحَمْأَةَ حتّى تثور، ثم يُسْتَقى ذلك الماءُ فتَنْقى البئر. قال الشاعر: إذا رأوا كريهة يرمون بى * رميك بالمرجاس في قعر الطوى *
رجس
الرِّجْسُ: الشيء القذر، يقال: رجل رجس، ورجال أَرْجَاسٌ. قال تعالى: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ
[المائدة/ 90] ، والرِّجْسُ يكون على أربعة أوجه: إمّا من حيث الطّبع، وإمّا من جهة العقل، وإمّا من جهة الشرع، وإمّا من كلّ ذلك كالميتة، فإنّ الميتة تعاف طبعا وعقلا وشرعا، والرِّجْسُ من جهة الشّرع: الخمر والميسر، وقيل: إنّ ذلك رجس من جهة العقل، وعلى ذلك نبّه بقوله تعالى: وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما [البقرة/ 219] ، لأنّ كلّ ما يوفي إثمه على نفعه فالعقل يقتضي تجنّبه، وجعل الكافرين رجسا من حيث إنّ الشّرك بالعقل أقبح الأشياء، قال تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ [التوبة/ 125] ، وقوله تعالى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ [يونس/ 100] ، قيل: الرِّجْسُ:
النّتن، وقيل: العذاب ، وذلك كقوله: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة/ 28] ، وقال: أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام/ 145] ، وذلك من حيث الشرع، وقيل: رِجْسٌ ورجز للصّوت الشديد، وبعير رَجَّاسٌ: شديد الهدير، وغمام رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ: شديد الرّعد.
رجس
رجُسَ يَرجُس، رَجاسةً، فهو راجِس
 • رجُس الشَّخصُ: عمِل عملاً قبيحًا.
• رجُس الشَّيءُ: نجُس وقَذِر "رجُس المكانُ". 

رجِسَ يَرجَس، رَجَسًا ورَجاسةً، فهو راجس ورَجِس
• رجِس الشَّيءُ: رجُس؛ نجُس وقَذِر "رجِست الثِّيابُ".
• رجِس الشَّخصُ: عمِل عملاً قبيحًا. 

رَجاسة [مفرد]: مصدر رجُسَ ورجِسَ. 

رَجَس [مفرد]: مصدر رجِسَ. 

رَجِس [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رجِسَ.
2 - من يعمل عملاً قبيحًا. 

رِجْس [مفرد]: ج أَرجاس:
1 - رِجْز؛ عذاب وعقاب " {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} ".
2 - قَذَرٌ، ونَجَس " {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ} ".
• رِجْس الشَّيطان: وسوسته " {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} ". 
(ر ج س)

الرِّجْس: القذر.

وَرجل مَرْجُوس، ورِجْس نِجْس ورَجِس نَجِس قَالَ ابْن دُرَيْد: وأحسبهم قد قَالُوا: رَجَس نَجَس، وَهِي الرِّجَاسة والنَّجَاسة.

والرِّجْس: الْعَذَاب كالرِّجْز.

ورِجْسُ الشَّيْطَان: وسوسته.

والرَّجْسُ، والرَّجْسَة، والرَّجَسان، والارتجاس: صَوت الشَّيْء الْمُخْتَلط الْعَظِيم كالجيش والسيل والرعد.

ورَجَس يَرْجُس رَجْساً، فَهُوَ راجِس، ورَجّاس، قَالَ:

وكلّ رَجَّاس يَسُوق الرُّجَّسا

من الــسُّيُول والسحاب المُرَّسا

يَعْنِي: الَّتِي تمترس الأَرْض فتجترف مَا عَلَيْهَا.

وناقة رَجْساء الحنين: متتابعته، حَكَاهُ ابْن الاعرابي، وَأنْشد:

يتبعن رَجْساء الحَنِين بَيْهسا

ترى باعلى فخِذيها عَبَسا

مثل خَلُوق الفارسِيّ أعرسا ورَجْسُ الْبَعِير: هديره، هَذِه عَن اللحياني، قَالَ رؤبة:

بَرجْسِ بخباخ الهَدير البَهْبَه

وهم فِي مَرْجُوسة من أَمرهم: أَي اخْتِلَاط.

والمِرْجَاس: حجر يطْرَح فِي الْبِئْر يقدر بِهِ مَاؤُهَا، عَن ثَعْلَب، وَالْمَعْرُوف: المِرْداس.

والنَّرْجِسُ: من الرياحين.

قَالَ أَبُو عَليّ: وَيُقَال: النَّرْجِس. فَإِن سميت رجلا بنَرْجِس، لم تصرفه: لِأَنَّهُ " تَفْعِل " كنجلس ونَجْرِس. وَلَيْسَ برباعي لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل جَعْفَر، فَإِن سميته بِنِرْجِس صرفته؛ لِأَنَّهُ على زنة " فِعْلِل " فَهُوَ رباعي كَهِجْرِس.
رجس
الرَّجْس - بالفتح -: الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير، يقال: رَجَسَتِ السماءُ تَرْجَسَ - بالضم -: إذا رَعَدَت وتَمَخَّضَت، وسَحَابٌ راجِس ورجّاس، قال العجّاج يَصِف المَنازِل:
غَيَّرَها عَطْفُ السِّنِيْنَ أحْرُسا ... وكُلُّ رَجّاس يَسُوْقُ الرُّجَّسا
وكذلك بعير رَجّاس ورَجُوْس ومِرْجَس - بكسر الميم - أيضاً، قال رؤبة:
وإن لَقِيْتَ العُلجَ الرَّفُوْسا ... مُسْتَصْعِباً ذا صاهِلٍ شَمُوْسا
هَدَرْتُ هَدْراً يُسْكِتُ الجُرُوْسا ... بَخْبَاخُهُ والباذِخَ الرَّجُوْسا
وقال رؤبة - أيضاً - يَصِفُ الأسد:
ليسَ له إلاّ الزئيرَ أحْرَاسْ ... كما يَرُجُّ الرَّعْدَ أحْوى رَجّاسْ
والرَّجّاس - أيضاً -: البحر، سُمِّيَ بذلك لصَوتِ مَوْجِه أو لارْتِجاسِه واضطرابه، كما سُمِّيَ رَجَّافاً لرَجَفانِه.
وقال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَن: أي راعِدٌ حَسَن.
ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم ومَرْجوساءَ من أمْرِهم: أي في اختِلاطٍ والْتِباس.
والمِرْجاس: حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَف حَبْل ثم يُدَلّى في البِئْر فَتُمْخَضُ الحَمْأةُ حتى تَثْورَ ثم يَسْتَقى ذلك الماءُ فَتُنَقّى البِئْرُ، قال:
إذا رَأوْا كَرِيْهَةً يَرْمُوْنَ بيْ ... رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِيْ
وقال ابن الأعرابي: المِرْجاس والمِرْداس: حَجَرٌ يُلْقى في جوف البئر ليُعْلَمَ بصَوْتِه قَدْرُ قَعْرِ البِئر وعُمقِها أو لِيُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا. والرّاجِسُ: الذي يَرْمي بالمِرجاسِ في البِئْر، قال:
أدْلَيْتُ دَلْوي في صَرىً مُشَاوِسِ ... فَبَلَّغَتْني بَعْدَ رَجْسٍ الرّاجِسِ
سَجْلاً عليهِ جِيَفُ الخَنَافِسِ
والرِّجْس - بالكسر - والرَّجَس - بالتحريك - والرَّجِس - مثال كَتِف - القذِر، يقال: رِجْسٌ نِجْس ورجَس نَجَس ورَجِس نَجِس؛ إتْباعٌ. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا دَخَلَ الخَلاءَ: اللهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الرِِّجْسِ النِّجْسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ الشيطان الرجيم، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث. وقوله تعالى:) رِجْسٌ أو فِسْقاً (، قال الأزهَري: الرِّجْسُ اسْمٌ لكلِّ ما اسْتُقذِرَ من العَمَل. ويقال: الرِّجس: المَأثَمُ، يقال: رَجِسَ الرجُلُ يَرْجَسُ - مثال سَمِعَ يَسْمَعُ؟ رَجَساً - بالتحريك - ورَجُسَ يَرْجُسُ - مثال كَرُمَ يكْرُمُ - رَجَاسَةً: إذا عَمِلَ عملاً قبيحاَ.
وقال بعضهم في قول الله تعالى:) فَزادَتْهُم رِجْساً إلى رِجْسِهم (أي كُفْراً إلى كُفْرِهم.
والرِّجْسُ: العملُ الذي يؤدي إلى العَذاب والعِقاب.
وقيلَ في قَولِهِ تعالى:) ويَجْعَل الرِّجْسَ على الذين لا يَعْقِلون (: إنَّه العِقابُ والغَضَب، وهو مُضارِع لقولِهِ تعالى:) رِجْزاً من السَّمَاء (، ولعلَّهما لُغَتان، أُبْدِلَت السِّين زاياً، كما قالوا للأزْدِ: الأسْدُ. وقيل معناه اللعنةُ في الدُنيا والعذاب في الآخِرَة.
وقال ابن عبّاد: رَجَسَه عن الأمر يَرْجُسُه ويَرْجِسُه: أي عاقَه.
والنَّرْجِس: هذا المَشْمُوْم، وهو مُعَرَّب نَرْكِسُ، والنون فيه زائِدَة لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام نَفْعِل، ولو سَمَّيْتَ بهِ رَجُلاً لم تَصْرِفْه، لأنَّه مِثْل نَضْرِب، ولو كان في الأسماء شيء على مِثال فَعْلِلٍ لصَرَفْناه، كما صَرَفْنا نَهْشَلاً لأنَّ في الأسماءِ فَعْلَلاً مِثْل جَعْفَر. وقال أبو عُمَر: النِّرْجِسُ - بكسر النون - لغةٌ في فَتْحِها.
وأرْجَسَ الرَّجُلُ: إذا قَدَّرَ الماء بالمِرْجاس، مِثْل رَجَسَ.
وارْتَجَسَتِ السَّماءُ: إذا رَعَدَتْ.
والارْتِجاس والارْتِجاج: الرَّجَفَان، ولَمّا وُلِدَ النبي - صلى الله عليه وسلّم - ارْتَجَسَ إيْوَانُ كِسْرى فَسَقَطَت منه أرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً.
وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب وب ذ.
والتركيب يدل على اختلاط.

رجس: الرِّجْسُ: القَذَرُ، وقيل: الشيء القَذِرُ. ورَجُسَ الشيءُ

يَرْجُسُ رَجاسَةً، وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، وكلُّ قَذَر رِجْسٌ. ورجل

مَرْجوسٌ ورِجْسٌ: نِجْسٌ، ورَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم قد نالوا

رَجَسٌ نَجَسٌ، وهي الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة. وفي الحديث: أَعوذ بك من

الرَّجْسِ النَجْسِ؛ الرِّجْسُ: القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح

والعذاب واللعنة والكفر، والمراد في هذا الحديث الأَول. قال الفراء: إِذا

بدأُوا بالرَّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ، كسروا الجيم، وإِذا بدأُوا

بالنجس ولم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم والنون؛ ومنه الحديث: نهى أَن

يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، وقال: إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة.

والرِّجْس: العذاب كالرِّجز. التهذيب: وأَما الرِّجْزُ فالعذاب والعمل الذي يؤدي

إِلى العذاب. والرِّجْسُ في القرآن: العذاب كالرِّجْز. وجاء في دعاء

الوتر: وأَنْزِلْ عليهم رِجْسَك وعذابك؛ قال أَبو منصور: الرجس ههنا بمعنى

الرجز، وهو العذاب، قلبت الزاي سيناً، كما قيل الأَسد والأَزد. وقال الفراء

في قوله تعالى: ويَجْعَلُ الرِّجْسَ على الذين لا يعقلون؛ إِنه العقاب

والغضب، وهو مضارع لقوله الرجز، قال: ولعلها لغتان. وقال ابن الكلبي في

قوله تعالى: فإِنه رِجْسٌ؛ الرجس: المَأْتَمُ، وقال مجاهد كذلك يجعل اللَّه

الرجس، قال: ما لا خير فيه، قال أَبو جعفر: إِنما يريد اللَّه ليذهب عنكم

الرِّجْسَ أَهلَ البيت ويُطَهِّرَكم، قال: الرجل الشك. ابن الأَعرابي:

مرَّ بنا جماعى رَجِسُون نَجِسُون أَي كفار. وفي التنزيل العزيز: إِنما

الخمر والميسر والأَنصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه؛ قال

الزجاج: الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه

تعالى في ذم هذه الأَشياء وسماها رِجْساً.

ويقال: رَجُسَ الرجل رَجَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملاً

قبيحاً. والرَّجْسُ، بالفتح: شدة الصوت، فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح

ذكره ويرتفع في القبح. وقال ابن الكلبي: رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي

مَأْثَمٌ؛ قال ابن السكيت: الرَّجْسُ، مصدر، صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه. غيره:

الرَّجْسُ، بالفتح، الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير. ورجَسَت السماء

تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ، وارتجَسَتْ مثله. وفي حديث سَطِيح:

لما وُلِدَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوان

كِسْرَى أَي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت. وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في

الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ

ريحاً. ورِجْسُ الشيطان: وَسْوَسَتُه. والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ

والارْتِجاسُ: صوت الشيء المختلط العظيم كالجيش والسيل والرعد. رَجَسَ

يَرْجُسُ رَجْساً، فهو راجِسٌ ورَجَّاسٌ. ويقال: سحاب ورعد رَجَّاسٌ شديد

الصوت، وهذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن؛ قال:

وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا،

من الــسُيولِ والسَّحاب المُرَّسا

يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها. وبعير رَجَّاس

ومِرْجسٌ أَي شديد الهَدير. وناقة رَجْساء الحَنِين: متتابعته؛ حكاه ابن

الأَعرابي، وأَنشد:

يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا،

تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا،

مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا

ورَجْسُ البعير: هَديرُه؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ

وهم في مَرْجُوسَة من أَمرهم وفي مَرْجُوساء أَي في التباس واختلاط

ودَوَرانٍ؛ وأَنشد:

نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ،

بذاتِ خالٍ، ليلةً الخَمِيسِ

والمِرْجاسُ: حجر يطرح في جوف البئر يُقَدَّر به ماؤها ويعلم به قَدْرُ

قعر الماء وعُمْقه؛ قاله ابن سيده، والمعروف المِرْداسُ. وأَرْجَسَ

الرجلُ: إِذا قدََّّر الماء بالمِرْجاس. الجوهري: المِرْجاسُ حجر يُشَدُّ في

طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتى تَثُور ثم يُسْتقى

ذلك الماء فتنقى البئر؛ قال الشاعر:

إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بي،

رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوي

والنَّرْجِسُ: من الرياحين، معرّب، والنون زائدة لأَنه ليس في كلامهم

فَعْلِلٌ وفي الكلام نَفْعِل، قاله أَبو علي. ويقال: النَّرْجِسُ، فإِن

سميت رجلاً بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس، وليس

برباعي، لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفر فإِن سميته بًنِرْجِسٍ صرفته لأَنه

على زنة فِعْلِلٍ، فهو رباعي كهِجْرِس؛ قال الجوهري: ولو كان في الأَسماء

شيء على مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلاً لأَن في الأَسماء

فَعْللاً مثل جَعْفَرٍ.

رجس

1 رَجَسَتِ السَّمَآءُ, (S, A, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. رَجْسٌ, (S, A,) The sky thundered vehemently, (S, A, K,) and became in a state of commotion (S, K) preparatory to rain; (TA;) as also ↓ ارتجست. (S, A, K, * TA.) b2: رَجَسَ البَعِيرُ, (K,) inf. n. as above, (A, TA,) The camel brayed: (K:) or made a vehement noise in braying. (A, * TA.) b3: And رَجَسَ, inf. n. as above and رَجْسَةٌ and رَجَسَانٌ, It (a confused and great thing, such as an army, and a torrent, and thunder,) made a sound or noise; as also ↓ ارتجس. (TA: [but in this sense, only the inf. ns. are mentioned, and رَجْسَةٌ is probably an inf. n. of un.]) A2: رَجَسَ, (K,) inf. n. رَجْسٌ, (TA,) He measured [the depth of] the water of a well with the مِرْجَاس; (K, * TA;) as also ↓ ارجس, (K,) inf. n. إِرْجَاسٌ. (TA.) A3: رَجَسَهُ عِنِ الأَمْرِ, aor. ُ and رَجِسَ, (O, K,) inf. n. رَجْسٌ, (O, TA,) He hindered, withheld, or prevented, him from doing the thing. (O, K.) A4: رَجِسَ, aor. ـَ inf. n. رَجَسٌ; (Msb;) and رَجُسَ, aor. ـُ inf. n. رَجَاسَةٌ; (A, Msb, TA;) It (a thing) was, or became, unclean, dirty, or filthy: (A, Msb, TA:) or stinking: or disliked, or hated, for its uncleanness, dirtiness, or filthiness. (Msb.) b2: And both these verbs, (K,) inf. n. of the former, (TA,) and of the latter, (K,) as above, (K, TA,) He did a bad, an evil, an abominable, or a foul, action. (K, TA.) 4 أَرْجَسَ see 1.8 ارتجس : see 1, in two places. b2: Also It (a building) became in a state of commotion, (K, TA,) so as to make a sound, or noise. (TA.) رِجْسٌ Uncleanness, dirt, or filth: or an unclean, a dirty, or a filthy, thing: syn. قَذَرٌ: (S, A, Msb, K, TA: [in the CK, القَدَرُ is put by mistake for القَذَرٌ:]) or شَىْءٌ قَذِرٌ: (TA:) anything that is disliked, or hated, for its uncleanness, dirtiness, or filthiness: stink, or foul odour: accord. to Az, filth that comes forth from the body of a man: En-Nakkásh says that it is syn. with نِجْسٌ; and it is said in the Bári' that sometimes they say الرَّجَاسَةُ وَالنَّجَاسَةُ, meaning that they make these two words syn.: (Msb:) it is also written ↓ رَجِسٌ and ↓ رَجَسٌ: (A, K:) you say رِجْسٌ نِجْسٌ, and رَجِسٌ نَجِسٌ; and IDrd says, I think that they also said رَجَسٌ نَجَسٌ: Pr says that when رجس is followed by نجس, the ج is with kesr; but when نجس is mentioned without رجس, the ج and ن are with fet-h. (TA.) Yousay also شَىْءٌ رِجْسٌ [An unclean, a dirty, or a filthy, thing]. (A.) And ↓ مَرَّبِنَا جَمَاعَةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ, meaning, A company of unbelievers passed by us. (IAar and TA.) As used in the Kur vi. 125, Mujáhid explains الرِّجْس as meaning That in which is no good. (TA.) b2: Any action that is disliked, or hated, for its uncleanness, dirtiness, or filthiness: (Zj, A, K:) a sin, or crime: (Ibn-El-Kelbee, A, K:) so in the Kur v. 92, and vi. 146: (Ibn-El-Kelbee:) an action that leads to punishment: (T, A, K:) as رَجْسٌ signifies “ vehemence of sound,” [see 1,] رِجْسٌ seems to mean an action the mention whereof is evil, and highly evil: (TA:) sometimes it signifies a thing that is unlawful, or forbidden: and unbelief: infidelity: (L:) and doubt: (Aboo-Jaafar, A, K:) so in the Kur xxxiii. 33. (Aboo-Jaafar.) b3: (assumed tropical:) Punishment; (Fr, T, S, A, K;) a sense which Z makes tropical, as being the recompense of رِجْس [in the sense of “ sin ”], (TA;) and anger: (Fr, S, A, K:) so in the Kur x. 100: like رِجْزٌ, which is perhaps formed from it by the change of س into ز: (Fr, S:) and sometimes, malediction, or execration. (L.) A2: A light, or slight, motion. (TA.) A3: Suggestion of the devil. (TA.) رَجَسٌ: see رِجْسٌ; the latter, in two places.

رَجِسٌ: see رِجْسٌ; the latter, in two places.

رَجُوسٌ: see رَاجِسٌ; the latter, in three places.

رَجَّاسٌ: see رَاجِسٌ; the latter, in three places.

رَاجِسٌ and ↓ مُرْتَجِسٌ (A, K) and ↓ رَجَّاسٌ (S, A, K) A cloud making a loud, or vehement, sound; (S, A, K, TA;) and so thunder. (TA.) You say, [of a cloud,] هٰذَا رَاجِسٌ حَسَنٌ This is a goodly thunderer. (S.) And عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ وَالرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ [The loudthundering clouds and the dust-spreading winds effaced the traces of the dwellings]. (A.) b2: [and in like manner,] ↓ رَجَّاسٌ (S, K) and ↓ رَجُوسٌ and ↓ مِرْجَسٌ (K) A camel that brays vehemently. (S, K, * TA.) You say also الحَنِينِ ↓ نَاقَةٌ رَجْسَآءُ, [fem. of ↓ أَرْجَسُ,] A she-camel that utters the [yearning cry termed] حَنِين consecutively, or continuously. (IAar, TA.) b3: [And hence,] ↓ الرَجَّاسُ The sea: (K:) because of the sound of its waves; or because of its commotion. (TA.) A2: رَاجِسٌ also signifies The thrower of the مِرْجَاس; (K;) and so ↓ مُرْجِسٌ. (TA.) أَرْجَسُ; and its fem. رَجْسَآءُ: see رَاجِسٌ.

مُرْجِسٌ: see رَاجِسٌ, last sentence.

مِرْجَسٌ: see رَاجِسٌ.

مِرْجَاسٌ A stone which is tied to the end of a rope, and which is then let down into a well, and stirs up its black mud, after which the water is drawn forth, and thus the well is cleansed: (S, K: *) or a stone which is thrown into a well in order that one may know, by the sound thereof, its depth; or that one may know whether there be in it water or not: (IAar, K:) or, accord. to ISd, the name by which this is known is مِرْدَاسٌ. (TA.) إِنَّهُ لَرِجْسٌ مَرْجُوسٌ and رجل مَرْجُوسٌ [are phrases mentioned, but not explained, in the TA: but I think that رجل is a mistranscription for رِجْزٌ; and that مرجوس, in each case, is a corroborative].

هُمْ فِى مَرْجُوسَةٍ, (S, A, K,) and ↓ فى مَرْجُوسَآءَ, (TA,) They are in a state of confusion (S, A, K) and perturbation, (A,) مِنْ أَمْرِهِمْ in respect of their affair, or case. (S, TA.) مَرْجُوسَآءُ: see what next precedes.

مُرْتَجِسٌ: see رَاجِسٌ.

نَرْجِسٌ (S, Msb, K) and نِرْجِسٌ (AA, Sgh, Msb, K) [The narcissus;] a certain sweet-smelling flower, (Msb, * TA,) well known: (Msb, K:) the smell of which is beneficial for the cold rheum and the cold headache: (K:) the word is arabicized, (S, Msb, TA,) from [the Persian] نَرْگِسْ: (TA:) [this being the case, the ن should be regarded as radical it is said, however, that] the ن in نَرْجِسٌ is augmentative, because there is no word of the measure فَعْلِلٌ, but there is of the measure نَفْعِلٌ, (S,) though only what is changed, in application, from a verb: (Msb:) but نِرْجِسٌ is of the measure فِعْلِلُ; (TA;) or it is of the measure نِفْعِلٌ, the augmentative letter being made to accord in its vowel with the radical letter in إِذْخِرٌ and that in إِثْمِدٌ

&c.: (Msb:) or, accord. to IDrd, نَرْجِسٌ is of the measure فَعْلِلٌ, and the only instance of that measure. (TA in art. نرجس.) If you name a man نَرْجِس, you make it imperfectly decl., because it is like نَضْرِبُ: (S:) but if you name him نِرْجِس, it is perfectly decl., because it is of the measure فِعْلِلٌ (TA) [or نِفْعِلٌ, neither of which is the measure of a verb]. b2: نَرْجِسُ المَائِدَةِ: see زُمَاوَرْدٌ.
رجس النَّجس الْخَبيث المخبث الشَّيْطَان الرجيم. قَوْله: الرِّجس النَّجِس زعم الْفراء أَنهم إِذا بدأوا بِالنَّجسِ وَلم يذكرُوا الرجس فتحُوا النُّون وَالْجِيم وَإِذا بدأوا بالرجس ثمَّ أتبعوه النَّجس كسروا النُّون. وَقَوله: الْخَبيث المخبث فالخبيث هُوَ ذُو الْخبث فِي نَفسه والمخبث هُوَ الَّذِي أَصْحَابه وأعوانه خبثاء وَهُوَ مثل قَوْلهم: فلَان قوي مُقوٍ فالقوي فِي بدنه والمقوي أَن يكون دَابَّته قَوِيَّة - قَالَ ذَلِك الْأَحْمَر وَكَذَلِكَ قَوْلهم: هُوَ ضَعيف مُضعِف فالضعيف فِي بدنه والمضعف فِي دَابَّته وعَلى هَذَا كَلَام الْعَرَب. وَقد يكون أَيْضا المخبث أَن يخْبث غَيره - أَي يُعلمهُ الْخبث ويفسده. وأماالحديث الآخر أَنه كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث. قَوْله: الْخبث - يَعْنِي الشَّرّ وَأما الْخَبَائِث فَإِنَّهَا الشَّيَاطِين. وَأما الخَبث - بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء - فَمَا تَنْفِي النَّار من رَدِيء الْفضة وَالْحَدِيد وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِن الْحمى تَنْفِي الذُّنُوب كَمَا يَنْفِي الْكبر الْخبث. 
ر ج س : الرِّجْسُ النَّتْنُ وَالرِّجْسُ الْقَذَرُ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَكُلُّ شَيْءٍ يُسْتَقْذَر فَهُوَ رِجْسٌ وَقَالَ النَّقَّاشُ الرِّجْسُ النَّجَسُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ وَرُبَّمَا قَالُوا الرَّجَاسَةُ وَالنَّجَاسَةُ أَيْ جَعَلُوهُمَا بِمَعْنًى وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ النَّجَسُ الْقَذَرُ الْخَارِجُ مِنْ بَدَنِ الْإِنْسَانِ وَعَلَى هَذَا فَقَدْ يَكُونُ الرِّجْسُ وَالْقَذَرُ وَالنَّجَاسَةُ بِمَعْنًى وَقَدَ يَكُونُ الْقَذَرُ وَالرِّجْسُ بِمَعْنًى غَيْرِ النَّجَاسَةِ وَرَجِسَ رَجَسًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَجُسَ مِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ وَالنَّرْجِسُ مَشْمُومٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَنُونُهُ زَائِدَةٌ بِاتِّفَاقٍ وَفِيهَا قَوْلَانِ أَقْيَسُهُمَا وَهُوَ الْمُخْتَارُ وَاقْتَصَرَ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى ضَبْطِهِ الْكَسْرُ لِفَقْدِ نَفْعِلٍ بِفَتْحِ النُّونِ إلَّا مَنْقُولًا مِنْ الْأَفْعَالِ وَهَذَا غَيْرُ مَنْقُولٍ فَتُكْسَرُ حَمْلًا لِلزَّائِدِ عَلَى الْأَصْلِيِّ كَمَا حُمِلَ إفْعِلٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَفْرَادِهِ عَلَى فِعْلِلٍ نَحْوُ الْإِذْخِرِ وَالْإِثْمِدِ وَالْإِسْحِلِ وَهُوَ شَجَرٌ وَالْإِصْبَعِ فِي لُغَةٍ وَالْقَوْلُ الثَّانِي الْفَتْحُ لِأَنَّ حَمْلَ الزَّائِدِ عَلَى الزَّائِدِ أَشْبَهُ مِنْ حَمْلِ الزَّائِدِ عَلَى الْأَصْلِيِّ فَيُحْمَلُ نَرْجِسُ عَلَى نَضْرِبُ وَنَصْرِفُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الْفِعْلَ لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الِاسْمِ حَتَّى يُشَبَّهَ بِهِ. 

قلفع

قلفع

Q. 2 تَقَلْفَعَتْ عَنِ الكَمْءِ أَنْقَاضُهُ [The crusts of earth broke up from over the truffle]. (M, art. نقض.)
قلفع
القِلْفِعُ، كزِبْرِج، ودِرْهَمٍ، كَتَبَه بالحُمْرَةِ على أنّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيُّ وليْسَ كذلِكَ، بل ذَكَرَه فِي تَرْكِيبِ قفع وصَرَّحَ بأنَّ اللَّامَ زائِدَةٌ، ونَصُّه: القِلْفَعُ مِثَالُ الخِنْصَرِ: مَا يَتَفَلَّقُ ونَصُّ الصِّحاحِ: مَا يَتَقَلَّعُ من الطّينِ ويَتَشَقَّقُ إِذا يَبِسَ، واللُّغَةُ الثّانِيَةُ ذَكَرَها ابنُ دُرَيدٍ، وحَكَاهُ أيْضاً السِّيرافِيُّ، وليْسَ فِي شَرْحِ الكِتَابِ، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للراجِزِ، وَفِي العُبَابِ: أنْشَدَ الأصْمَعِيُّ، وَفِي اللِّسانِ أنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أخِي الأصْمَعِيِّ عَنْ عَمِّهِ: قِلْفَعُ رَوْض شَرِبَ الدِّثاثا مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثَا وأوْرَدَه الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ فِي قفع تَبَعاً الجَوْهَرِيُّ، وقالَ فيهِ نَظَرٌ، ووَجَدْتُ فِي هامِشِ الصِّحاحِ زيَادَةُ اللّامِ ثانِيَةً قَلِيلٌ، وَقد حَكَمَ بزِيادةِ لامِ قِلْفِع، وَهُوَ وَهَمٌ مِنْهُ، وَقد أوْرَدَه الأزْهَرِيُّ وغَيْرُه من العُلَماءِ فِي الرُّباعِيِّ، والّلامُ أصْلِيَّةُ، فالواجِبُ أنْ يُذْكَرَ بعدَ قلع ويُقَوِّي كَوْنَها أصْلاً فِي قِلْفَعٍ أنَّه لَمْ يَأْتِ فِي الأبْنِيَةِ على مِثَالِ فَلْعَلٍ البَتَّةَ.
والقِلْفِعُ، كزِبرِجٍ: مَا تَفَرَّقَ وتَطَايَرَ من الحَدِيدِ المُحْمَى إِذا طُبِعَ أيْ طُرِقَ بالمِطْرَقَةَ.
وصُوفٌ مُقَلْفَعٌ ضُبِطَ بفَتْحِ الفاءِ وكَسْرِها، أَي قَلِحٌ.
والقِلْفِعَةُ، كزِبْرِجَةٍ: قِشْرُ الأرْضِ يَرْتَفِعُ عَن الكَمْأَةِ فيَدُلُّ عَلَيْهَا، قالَه الفَرّاءُ.
وهُوَ أيْضاً: مَا يَصِيرُ على جِلْدِ البَعِيرِ كهَيْئَةِ القِشْرِ الواسِعِ قِطَعاً قِطَعاً، كَمَا فِي العُبَابِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القِلْفِعَةُ: الكَمْأةُ نَفْسُها.

قلفع: القِلْفِعُ، مثال الخِنْصِرِ: الطين الذي إِذا نَضََبَ عنه الماءَ

يبس وتشقَّق، قال الجوهري: واللام زائدة؛ أَنشد أَبو بكر بن دريد عن

عبد الرحمن عن عمه:

قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا،

مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها

مكان تفزّه.

ويروى: شَرِبَتْ دِثاثا. وحكى السيرافي: فيه قِلْفَعٌ، بفتح الفاء، على

مثال هِجْرَعٍ، وليس من شرح الكتاب. وقال الأَزهري: القِلْفِع ما

تَقَشَّر عن أَسافل مياه الــسُّيولِ مُتَشَقِّقاً بعد نُضُوبِها.

والقِلْفِعةُ: قشرة الأَرض التي ترتفع عن الكمأَة فتدُلُّ عليها.

والقِلْفِعةُ: الكَمْأَةُ.

قلمع: قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً: ضربه فأَنْدَرَه. وقَلْمَعَ الشيءَ:

قَلَعَه من أَصله.

وقَلْمَعةُ: اسم يُسَبُّ به. والقَلْمَعةُ: السَّفِلةُ من الناس،

الخَسِيسُ؛ وأَنشد:

أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ

لَهِنَّكَ، لا أَبا لَكَ، تَزْدَرِيني

وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه.

قمع: القَمْعُ: مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه

فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ. والقَمْعُ: الذُّلُّ. والقَمْعُ:

الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ: دخله مُسْتَخْفِياً. وفي

حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها: فإِذا رأَين رسولَ

الله، صلى الله عليه وسلم، انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت

أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قال ابن الأَثير: وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس

الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. وفي حديث الذي نَظَر في

شَقِّ البابِ: فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع، كأَنَّ

المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه. وفي حديث منكر ونكير:

فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل؛ وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه، كان

اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً، فسماه

أَبوه قَمَعة، وخرج أَخوه مُدْرِكةُ

(* قوله« وخرج أخوه مدركة إلخ» كذا

بالأصل، ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة.) بن

إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها، وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ

القِدْر فسمي طابِخةَ،وهذا قول النسَّابين.

وقَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه وكَفَّه. وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت:

القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه. وأَقْمَعَ

الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه؛ وقَمَعه: قَهَره. وقَمَعَ

البردُ النباتَ: رَدَّه وأَحْرَقَه.

والقَمَعةُ: أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ، وجمعها قَمَعٌ،

وكذلك القَنَعةُ، بالنون؛ قال الشاعر:

وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى

وأَنشد ابن بري للراجز:

تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ،

تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ

والقِمَعُ والقِمْعُ: ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب

فيه الماء والشراب أَو اللبن، سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ

ونِطْعٍ، وناسٌ يقولون قَمْعٌ، بفتح القاف وتسكين الميم؛ حكاه يعقوب؛ قال ابن

الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة:

قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ

أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ،

أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ،

لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ،

اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ

أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، وإِذا الموْتُ كَنَع، وبذا القَلَع، فأَبدل من

لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك، ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي

أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ، وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ

مما يَلْزَقُ به من اللبن، والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن، والجمع أَقْماعٌ.

وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه: أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو

ماء، وهو القَمْعُ، والقَمْعُ: أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم

يُمْلأَ. وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها، فهي مقموعةٌ.

وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بالميم والنون، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والاقْتماعُ:

إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ، مُشْتَقٌّ من ذلك. واقْتَمَعْتُ السقاء:

لغة في اقْتَبَعْتُ. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما التزق بأَسفل العنب والتمر

ونحوهما، والجمع كالجمع. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما على التمرة والبسرة.

وقَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة. والقَمَعُ:

مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها

بالحِنَّاء: خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثعلب:

لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ

منْ لُجَيْنٍ، قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ

شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ، وهو الذهب لاغير.

والقِمْعانِ: الأُذنانِ. والأَقْماعُ: الآذانُ والأَسْماع. وفي الحديث:

وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ؛ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ

يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به، جمع قِمَعٍ، شبّه آذانَهم وكَثْرةَ

ما يدخلها من المواعِظِ، وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها، بالأَقْماعِ

التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها، فكأَنه يمر

عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً.

والقَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على

الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها، وقيل: يركب رؤوسَ الدوابّ

فيؤذيها، والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال ذو

الرمة:ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،

وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ

ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما. وقَمِعَتِ الظبيةُ

قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ

رأْسَها من ذلك. وتَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ

ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه؛ قال أَوس بن حجر:

ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً،

وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟

يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ. والقَمِيعة: الناتئةُ بين الأُذنين من

الدوابِّ، وجمعها قَمائِعُ.

والقَمَعُ: داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس، فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ.

وقَمَعةُ العُرُقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ. والقَمَعُ:

غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، وهو من عيوبِ الخيلِ، ويستحب أَن يكون الفرسُ

حَدِيدَ طَرفِ العرقوب، وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ، وجمعها قَمَعٌ.

وقال قائل من العرب: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم.

وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ. ويقال: عرقوب أَقْمَعُ إِذا

غَلُظَتْ إِبْرته. وقَمَعةُ الفرَس: ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ، وفي التهذيب:

ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر.

والقَمَعةُ: قُرْحةٌ في العين، وقيل: ورَمٌ يكون في موضع العين. والقَمَعُ: فسادٌ

في مُوقِ العين واحْمِرارٌ. والقَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه،

وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهي قَمِعةٌ؛ قال الأَعشى:

وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ

إِنسانَ عَيْنٍ، ومُوقاً لم يكن قَمِعا

وقيل: القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين.

والقَمَعُ: بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ، تقول منه: قَمِعَتْ عينه، بالكسر، وفي

الصحاح: والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار، قال ابن بري: صوابه أَن

يقول: القمع بثر، أَو يقول: والقَمَعَةُ بثرة. والقَمَعُ: قلة نظر العين

من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلى رأْسه

والمقْمَعةُ: واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل.

والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ، كلاهما: ما قُمِعَ به. والمَقامِعُ: الجِرَزةُ

وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس. قال الله تعالى: لهم مَقامِعُ من حديد،

من ذلك. وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها. وفي حديث ابن عمر: ثم لَقِيَني ملَكٌ

في يده مِقْمَعةٌ من حديد؛ قال ابن الأَثير: المِقْمَعةُ واحدة

المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ.

وقَمَعةُ الشيء: خِيارُه،وخَصَّ كراع به خيار الإِبل، وقد اقْتَمَعَه،

والاسم القُمْعةُ. وإِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِيارُها، وقد قَمَعْتُها

قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قال الراجز:

تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا

وقَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. والقَمِيعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وهو من

الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وجمعها قَمائِعُ؛ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي

الرمة على هذه الصيغة:

ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،

وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ

ومُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها وجحافِلُها، ويجمع على المَقامِعِ،

وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة:

وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ

قال: يريد أَنَّ رؤوسها شهود

(* قوله «شهود» كذا بالأصل.) وقَمَعَ ما في

الإِناء واقْتَمَعَه: شربه كله أَو أَخذه. ويقال: خذ هذا فاقْمَعْه في

فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه. والقَمْعُ والإِقْماعُ: أَن يَمُرّ الشرابُ في

الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ؛ أَنشد ثعلب:

إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه،

ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا

ورواية المصنف: فأَقْنَعا. وفي الحديث: أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ

الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا

أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم

ولا باقٍ عندهم، وقيل: أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم

إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل، فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل

الآخرة. والقََمَعُ والقَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، وفي التهذيب: القَمَعُ

طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ.

والأَقْماعِيُّ: عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار

كالوَرْسِ، وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء، وليس

وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة، قال: وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ: فارِسيٌّ وعَرَبيّ، ولم يزد على

ذلك.

نحا

(نحا)
إِلَى الشَّيْء نَحوا مَال إِلَيْهِ وقصده فَهُوَ ناح وَهِي نَاحيَة وَالشَّيْء قَصده وَكَذَا عَنهُ أبعده وأزاله
(نحا) - في الحديث: "يَأتِينى أنحَاءٌ مِن الملائكَةِ"
: أي ضُرُوبٌ منهم ، وفيه أنّ الملائكة كانوا يَزُورُونَه، سِوَى جبريل عليه الصلاة والسَّلَامُ.
- في حديث الحسن: "تَنحَّى في بُرْنُسِه"
: أي تَعَمَّد للعبادة، وتوجَّه لها، وصار في ناحِيَتِها، أَو تَجَنَّب الناسَ وصار في نَاحِيةٍ منهم.
ن ح ا: (النَّحْوُ) الْقَصْدُ وَالطَّرِيقُ. يُقَالُ: (نَحَا) (نَحْوَهُ) أَيْ قَصَدَ قَصْدَهُ. وَنَحَا بَصَرَهُ إِلَيْهِ أَيْ صَرَفَ، وَبَابُهُمَا عَدَا. وَ (أَنْحَى) بَصَرَهُ عَنْهُ عَدَلَهُ. وَ (نَحَّاهُ) عَنْ مَوْضِعِهِ (فَتَنَحَّى) . وَ (النَّحْوُ) إِعْرَابُ الْكَلَامِ الْعَرَبِيِّ. وَ (النِّحْيُ) بِالْكَسْرِ زِقٌّ لِلسَّمْنِ وَالْجَمْعُ (أَنْحَاءٌ) . وَ (النَّاحِيَةُ) وَاحِدَةُ (النَّوَاحِي) . 
[نحا] النَحْوُ : القصد، والطريق. يقال: نَحَوْتُ نَحْوَكَ، أي قصدت قصدك. ونَحَوْتُ بَصَري إليه، أي صرفت. وأنْحَيْتُ عنه بصري، أي عَدَلته. وقول الشاعر :

نحاه للحد زبرقان وحارث * أي صيرا هذا الميت في ناحية القبر. وأنْحى في سيره، أي اعتمد على الجانب الأيسر. والانْتِحاء مثله، هذا هو الأصل، ثم صار الانْتحاءُ الاعتمادَ والميلَ في كلّ وجه. وانتحيت لفلان، أي عرضت له. وأنْحَيْتُ على حَلْقه السكّين، أي عرضت. ونَحَّيْتُهُ عن موضعه تنحية، فتنحى. وقال :

كتنحية القتب المجلب * والنحو: إعراب الكلام العربي، وحكى عن أعرابي أنه قال: " إنكم لتنظرون في نحو كثيرة "، فشبهها بعتو، وهو قليل، والوجه في مثل هذا الواو إذا جاءت في جمع الياء، كقولهم في جمع ثدى وعصا وحقو: ثدى وعصى وحقى. وبنو نحو: قوم من العرب. والنحى بالكسر: زق للسمن، والجمع أنحاء، عن أبى عبيدة. وفى المثل: " أشغل من ذات النحيين "، وهى امرأة من تيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خوات ابن جبير الانصاري فساومها فحلت نحيا مملوءا فقال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، ثم حل آخر وقال لها: أمسكيه، فلما شغل يديها ساورها حتى قضى ما أراد وهرب، فقال في ذلك (*) وذات عيال واثقين بعقلها * خلجت لها جار استها خلجات وشدت يديها إذ أردت خلاطها * بنحيين من سمن ذوى عجرات فكانت لها الويلات من ترك سمنها * ورجعتها صفرا بغير بتات فشدت على النحيين كفا شحيحة * على سمنها والفتك من فعلاتي ثم أسلم خوات وشهد بدرا فقال له رسول الله صلى عليه وسلم: " يا خوات كيف كان شرادك) وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، قد رزق الله خيرا، وأعوذ بالله من الحور بعد الكور. وهجا رجل بنى تيم الله فقال : أناس ربة النحيين منهم * فعدوها إذا عد الصميم  الاموى: أهل المنحاة: القوم البُعَداء الذين ليسوا بأقاربَ. والمَنْحاةُ: طريق السانيةِ. والناحيَةُ: واحدة النَواحي. وقول الشاعر : لقد صبرَتْ حنيفةُ صبرَ قومٍ * كرامٍ تحت أظلال النواحي فإنَّما يريد نواحي السيوف. وقال الكسائي: أراد النَوائِحَ فقلب، يعنى الرايات المتقابلات. ويقال: الجبلان يَتَناوَحانِ، إذا كانا متقابلين.
[نحا] نه: في ح ابن ملحان: "فانتحى" له ابن الطفيل فقتله، أي عرض له وقصد، يقال: ونحا أنحى وانتحى. ومنه ح: "فانتحاه" ربيعة، أي اعتمده بالكلام وقصده. وح الخضر: و"تنحى" له، أي اعتمد خرق السفينة. وح: فلم أنشب حتى "أنحيت" عليها- في رواية، والمشهور بمثلثة وخاء معجمةخرج لحاجة أجيء أنا وغلام "نحوي"، أي مقارب لي في السن. قس: فدعا بإناء "نحو" من صاع قد صاع، نحو- بالجر منونًا صفة إناء، وروى بالنصب صفة للجار والمجرور أو بإضمار أعني، وروى: قدر صاع- بدل من نحو. ك: من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو "نحوها"- بالنصب عطفًا على الدفن، وهو الحرمان الشريفان. ح: رأس الكفر "نحو" المشرق، بالنصب على الظرف وهو خبر رأس. وفإن بقي من قراءته "نحو"- بالرفع، وروى بالنصب حال، و"من" زائدة.
باب نخ

نحا: الأَزهري: ثبت عن أَهل يُونانَ، فيما يَذْكُر المُتَرْجِمُون

العارِفُون بلسانهم ولغتهم، أَنهم يسمون عِلْمَ الأَلفاظ والعِنايةَ بالبحثْ

عنه نَحْواً، ويقولون كان فلان من النَّحْوِيينَ، ولذلك سُمي يُوحنَّا

الإِسكَنْدَرانيُّ يَحْيَى النَّحْوِيَّ للذي كان حصل له من المعرفة بلغة

اليُونانِيِّين. والنَّحْوُ: إِعراب الكلام العربي. والنَّحْوُ: القَصدُ

والطَّرِيقُ، يكون ظرفاً ويكون اسماً، نَحاه يَنْحُوه ويَنْحاه نَحْواً

وانْتَحاه، ونَحْوُ العربية منه، إِنما هو انتِحاء سَمْتِ كلام العرب في

تَصَرُّفه من إِعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير والإِضافة

والنسب وغير ذلك، ليَلْحَق مَن ليس من أَهل اللغة العربية بأَهلها في

الفصاحة فيَنطِق بها وإِن لم يكن منهم، أَو إِن شَذَّ بعضهم عنها رُدَّ به

إِليها، وهو في الأَصل مصدر شائع أَي نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت

قَصْداً، ثم خُص به انْتِحاء هذا القَبيل من العلم، كما أَن الفِقه في الأَصل

مصدر فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته، ثم خُص به علم الشريعة من التحليل

والتحريم، وكما أَن بيت الله عز وجل خُص به الكعبة، وإن كانت البيوت كلها لله عز

وجل؛ قال ابن سيده: وله نظائر في قصر ما كان شائعاً في جنسه على أَحد

أَنواعه، وقد استعملته العرب ظَرْفاً، وأَصله المصدر؛ وأَنشد أَبو

الحسن:تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ،

بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ

يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيّاتٍ،

وهُنَّ نَحْوَ البيتِ عامِداتِ

والجمع أَنْحاء ونُحُوٌّ؛ قال سيبويه: شبهوها بعُتُوٍّ وهذا قليل. وفي

بعض كلام العرب: إِنَّكم لَتَنْظُرون في نُحُوٍّ كثيرة أَي في ضُروب من

النَّحو، شبهها بعُتُوٍّ، والوجه في مثل هذه الواوات إِذا جاءت في جمعٍ

الياءُ كقولهم في جمع ثَدْي ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ. الجوهري: يقال

نَحَوْتُ نَحْوَك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك. التهذيب: وبَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود

الدُّؤليَّ وضع وجُوه العربية وقال للناس انْحُوا نحْوه فسمي نَحْواً.

ابن السكيت: نَحا نَحْوَه إِذا قصده، ونَحا الشيءَ يَنْهاه ويَنْحُوه إِذا

حَرَّفه، ومنه سمي النَّحْوِيُّ لأَنه يُحرّف الكلام إِلى وجوه الإِعراب.

ابن بزرج: نَحَوْت الشيء أَمَمْتُه أَنْحُوه وأَنْحاه. ونَحَّيْتُ الشيء

(* قوله« ونحيت الشيء» كذا في الأصل مضبوطاً، وفي التهذيب: نحيت عن

الشيء، بشد الحاء وزيادة عن.) ونَحَوْته؛ وأَنشد:

فلم يَبْقَ إِلاَّ أَن تَرَى، في مَحَلِّه،

رَماداً نَحَتْ عنه الــسُّيولَ جَنادِلُهْ

ورجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ: نَحْوِيٌّ، وكأَنَّ هذا إِنما هو على النسب

كقولك تامرٌ ولابِنٌ. الليث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشيء.

وأَنْحَىْ عليه وانْتَحَى عليه إِذا اعتمد عليه. ابن الأَعرابي: أَنْحَى

ونَحَى وانْتَحَى أَي اعْتَمَدَ على الشيء. وانْتَحَى له وتَنَحَّى له:

اعتمد. وتَنَحَّى له بمعنى نَحا له وانْتَحَى؛ وأَنشد:

تَنحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه

بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء، والنَّقْعُ ساطِعُ

وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه رأْى رجلاً تَنحَّى في سُجُوده

فقال لا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ؛ قال شمر: الانْتحاء في السجود الاعْتِمادُ

على الجبهة والأَنف حتى يُؤثِّر فيهما ذلك. الأَزهري في ترجمة ترح: ابن

مُناذر التَّرَحُ الهَبوط،

(* قوله« الترح الهبوط إلخ» هذا الضبط هو

الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة، وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم

التاء في ترح من اللسان خطأ.) ؛ وأَنشد:

كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ،

إِذا انْتَحَى بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ

قال: الانْتِحاء أَن يَسْقُط هكذا، وقال بيده، بعضُها فوق بعض، وهو في

السجود أَن يسقط جبينه إِلى الأَرض ويشدَّه ولا يعتمد على راحتيه ولكن

يعتمد على جبينه، قال الأَزهري: حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض

العرب ، قال شمر: وكنت سأَلت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه،

قال: فذكرت له ما سمعت فدَعا بدواته فكتبه بيده. وانْتَحَيْت لفلان أَي

عَرَضْت له . وفي حديث حرام بن مِلْحان: فانْتَحَى له عامر بن الطُّفَيل

فقَتَله أَي عَرَضَ له وقَصَد. وفي الحديث: فانْتَحاه رَبيعَةُ أَي

اعْتَمَدَه بالكلام وقَصَده. وفي حديث الخضر . عليه السلام: وتَنَحِّى له

أَي اعْتَمَد خَرْقَ السًّفينةِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فلم

أَنْشَبْ حتى أَنْحَيْتُ عليها. وقال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية ،

والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون. وفي حديث الحسن: قد تَنحَّى

في بُرْنُسِه وقامَ الليلَ في حِنْدِسِه أَي تَعَمَّدَ العِبادة وتوجَّه

لها وصار في ناحِيتها وتَجَنَّب الناس وصار في ناحية منهم . وأَنْحَيْتُ

على حَلقه السِّكين أَي عَرَضْتُ؛ وأَنشد ابن بري :

أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً

مَشْحُوذةً ، وكذاكَ الإثْمُ يُقْتَرَفْ

وأََنْحَى عليه ضرباً: أَقبَلَ . وأَنْحَى له السِّلاح: ضَرَبه بها

أَو طَعَنَه أَو رَماه ، وأَنْحَى له بِسَهْم أَو غيره من السلاح.

وتَنَحَّى وانْتَحى: اعْتَمَدَ. يقال: انْتَحَى له بسهم ونَحا عليه بشُفْرته،

ونحا له بسهم . ونحا الرَّجل وانْتَحَى: مالَ على أَحد شِقَّيْهِ أَو

انْحَنى في قَوْسِه. وأَنْحَى في سَيره أَي اعْتَمَد على الجانب الأَيسر . قال

الأَصمعي: الانتحاء في السير الاعْتماد على الجانب الأَيسر، ثم صار

الاعتماد في كل وجه ؛ قال رؤبة:

مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِه على وُفَقْ

ابن سيده: والانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل في سيرها على الجانب الأَيسر ،

ثم صار الانْتِحار المَيلُ والاعْتماد في كل وجه؛ وأَنشد ابن بري لكعب

بن زهير :

إذا ما انْتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه

أَي اعْتَمَدهن. ونَحَوْتُ بَصَرِي إليه أَي صرَفْت. ونَحا إليه بصَره

يَنْحُوه ويَنْحاه: صرَفه.

وأَنْحَيْتُ إليه بصَري: عَدَلْتُه؛ وقول طريف العبسي:

نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ وحرِثٌ،

وفي الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ

أَي صَيَّرا هذا الميت في ناحية القبر. ونَحَيْتُ بَصَري إليه :

صَرَفْته. التهذيب: شمر انْتَحى لي ذلك الشيءُ إذا اعتَرَض له واعتمدَه؛

وأَنشد للأَخطل :

وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِيلاً ويَنْتَحي

لنا ، من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُ

قال ابن الأَعرابي :

يَنْتَحي لنا يَعودُ لنا ، والعَوارِمُ: القِباحُ . ونَحَى الرجلَ :

صَرَفَه ؛ قال العجاج:

لقد نَحَاهُم جَدُّنا والناحي

ابن سيده: والنُّحَواء الرِّعْدة ، وهي أَيضاً التَّمَطِّي؛ قال شَبِيب

بن البَرْصاء:

وهَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ منه ،

يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ

وانْتَحى في الشيء: جَدَّ. وانتحى الفرَس في جَرْيه أَي جَدَّ.

والنَّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَى: الزِّقُّ، وقيل: هو ما كان للسمْن

خاصة. الأَزهري: النِّحْيُ عند العرب الزِّقُ الذي فيه السمن خاصة، وكذلك

قال الأصمعي وغيره: النحي الزق الذي يجعل فيه السمن خاصة؛ ومنه قِصَّةُ

ذاتِ النِّحْيَيْنِ المَثَلِ المشهور: أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحَيَيْن؛

وهي امرأَة من تَيْمِ الله بن ثعْلَبةَ وكانت تَبِيع السمن في الجاهلية ،

فأَتى خَوَّاتُ بن جُبَيْر الأَنصاري يَبتاع منها سَمناً فساوَمَها ،

فحلَّت نِحْياً مَمْلُوءاً ، فقال: أَمْسِكِيه حتى أَنظر غيره، ثم حلَّ آخر

وقال لها: أَمسكيه، فلما شَغل يديها ساوَرَها حتى قَضى ما أَراد وهرَب

فقال في ذلك:

وذاتِ عِيالٍ ، واثقِينَ بِعَقْلِها، * خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ

وشَدَّتْ يَدَيْها، إذ أَرَدْتُ خِلاطَها، * بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِ

فكانتْ لها الوَيْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها، * ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بتاتِ

فشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحةً * على سَمْنِها ، والفَتْكُ مِن فَعَلاتي

قال ابن بري: قال علي بن حمزة الصحيح في رواية خَوَّات بن جُبَيْر:

فشدَّت على النحيين كَفَّيْ شَحيحةٍ

تثنية كفّ ، ثم أَسْلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً ، فقال له رسول الله ، صلى

الله عليه وسلم: كيف شِرادُك؟ وتَبَسَّمَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم

، فقال: يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيراً وأَعوذ بالله من الحَوْ رِ

بَعدَ الكَوْرِ وهَجا العُدَيلُ بن الفَرْخِ بني تَيمِ اللهِ فقال:

تَزَحْزَحَ ، يا ابنَ تَيْمِ اللهِ ، عَنَّا * فَما بَكْرٌ أَبُوكَ ، ولا تَمِيمُ

لكُلِّ قَبِيلةٍ بَدرٌ ونجْمٌ، * وتَيْمُ الله ليس لها نُجُومُ

أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ، * فُعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ

قال ابن بري: قال ابن حمزة الصحيح أَنها امرأَة من هذيل ، وهي خَوْلة

أُم بشر بن عائذ، ويحكى أَن أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افتخرا ورضيا بإِنسان

يحكم بينهما فقال: يا أَخا هذيل كيف تُفاخِرُون العرب وفيكم خِلال ثلاث:

منكم دليل الحَبَشة على الكعبة ، ومنكم خَولةُ ذاتُ النَّحيين، وسأَلتم

رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، أَن يُحلِّلَ لكم الزنا؟ قال: ويُقَوِّي

قول الجوهري إنها من تيم الله ما أَنشده في هجائهم :

أُناس ربة النحيين منهم

وجمع النِّحْي أَنحاء ونُحِيٌّ ونِحاء؛ عن سيبويه . والنِّحْي أَيضاً :

جَرْةُ فَخّار يجعل فيها اللبن ليُمخض. وفي التهذيب: يجعل فيها اللبن

المَمْخُوض. الأَزهري :

العرب لا تعرف النِّحْيَ غير الزق ، والذي قاله الليث إنه الجَرَّةُ

يُمْخَض فيها اللبن غير صحيح . ونَحى اللبنَ يَنْحِيهِ ويَنْحاه: مَخَضه؛

وأَنشد :

في قَعْرِ نِحْيٍ أَستَثيرُ حُمَّهْ

والنِّحْيُ: ضَرْب من الرُّطَب ؛ عن كراع.

ونَحى الشيء يَنْحاه نَحْياً ونَحَّاه فتَنَحَّى: أَزاله.

التهذيب: يقال نَحَّيْت فلاناً فتَنَحَّى ، وفي لغة: نَحَيْتُه وأَنا

أَنْحاه نَحْياً بمعناه ؛ وأَنشد :

أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه

لِشيءٍ نَحَتْهُ ، عن يَدَيْهِ ، المَقادِرُ

أَي باعَدَتْه. ونَحَّيْته عن موضعه تَنْحِيةً فتنحَّى، وقال الجعدي :

أُمِرَّ ونُحِّيَ عن زَوْرِه،

كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ

ويقال: فلان نَحِيَّةُ القَوارِعِ إذا كانت الشَّدائد تَنْتَحِيه ؛

وأَنْشد:

نَحِيَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه

نُضاضةُ دَمْعٍ ، مِثْلُ ما دَمَعَ الوَشَلْ

ويقال: استَخَذَ فلانٌ فلاناً أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عليه حتى أَهلَك

ما لَه أو ضَرّه أَو جَعلَ به شَرًّا؛ وأَنشد:

إني إذا ما القوْمُ كانوا أُنْحِيَهْ

أَي انْتَحَوْا عن عمل يَعملونه . الليث: كل مَن جدَّ في أَمرٍ فقد

انْتحى فيه، كالفرس يَنْتَحي في عَدْوه.

والنَّاحِيةُ من كل شيء: جانِبه . والناحية: واحدة النَّواحي ؛ وقول

عُتيِّ بن مالك :

لقد صَبَرَتْ حَنيفة صَبْرَ قَوْمٍ

كِرامٍ ، تَحتَ أَظْلال النَّواحِي

فإنما يريد نَواحي السُّيوف ، وقيل: أَراد النَّوائح فقلب ، يعني

الرَّايات المُتقابلات . ويقال: الجبلان يَتناوَحانِ إذا كانا متقابلين.

والناحِيةُ والنَّاحاة: كل جانب تَنَحَّى عن القَرار كناصِيةٍ وناصاةٍ ؛

وقوله :

أَلِكْني إلَيْها ، وخَيْرُ الرَّسُو

لِ أَعْلَمُهمْ بنَواحِي الخَبَرْ

إنما يَعْني أَعلَمهم بنَواحي الكلام. وإبِل نَحِيٌّ:

مُتَنَحِّيةٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد :

ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً نَحِيًّا،

مثْلَ النَّجيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَّا

والنَّحي من السِّهام: العريضُ النَّصْل الذي إذا أَردت أَن تَرمي به

اضْطَجَعْته حتى تُرْسله.

والمَنْحاة: ما بين البئر إلى منتهى السَّانيِة ؛ قال جرير :

لقد ولدَتْ أُمُ الفَرَزدَقِ فَخَّةً ،

تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعا

الأَزهري: المَنْحاةُ مُنتهى مذهب السَّانِية، وربما وُضِع عنده حجر

ليَعلم قائدُ السانية أَنه المُنتَهَى فيَتَيَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إذا

جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه. الجوهري: والمَنحاةُ طريق السانيِة ؛

قال ابن بري: ومنه قول الراجز :

كأَنَّ عَينَيَّ ، وقد بانُوني،

غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ

وقال ابن الأَعرابي: المَنْحاة مَسِيلُ الماء إذا كان مُلْتَوِياً ؛

وأَنشد :

وفي أَيْمانِهِمْ بِيضٌ رِقاقٌ،

كباقِي السَّيلِ أَصْبَحَ في المَناحِي

وأَهْلُ المَنحاةِ: القوم البُعداء الذين ليسوا بأَقارِب. وقوله في

الحديث: يأْتيني أَنْحاء مِن الملائكة أَي ضُرُوبٌ منهم ، واحدهم نَحْوٌ ،

يعني أَن الملائكةَ كانوا يَزُورُونه سِوَى جبريلَ ، عليه السلام.

وبنو نَحْوٍ: بَطْنٌ من الأَزْد ، وفي الصحاح: قوم من العرب .

نقر

ن ق ر: (نَقَرَ) الطَّائِرُ الْحَبَّةَ الْتَقَطَهَا. وَنَقَرَ الشَّيْءَ ثَقَبَهُ بِالْمِنْقَارِ وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَنُقِرَ فِي (النَّاقُورِ) أَيْ نُفِخَ فِي الصُّورِ. وَ (النُّقْرَةُ) السَّبِيكَةُ. وَ (النُّقْرَةُ) أَيْضًا حُفْرَةٌ صَغِيرَةٌ فِي الْأَرْضِ وَمِنْهُ نُقْرَةُ الْقَفَا. وَ (النَّقِيرُ) النُّقْرَةُ الَّتِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ. وَالنَّقِيرُ أَيْضًا أَصْلُ خَشَبَةٍ يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فِيهِ فَيَشْتَدُّ نَبِيذُهُ وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ. وَ (الْمِنْقَرُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ الْمِعْوَلُ. وَ (مِنْقَارُ) الطَّائِرِ وَالنَّجَّارِ وَجَمْعُهُ (مَنَاقِيرُ) . وَ (أَنْقَرَ) عَنْهُ كَفَّ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُنْقِرَ عَنْ قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ» أَيْ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَكُفَّ عَنْهُ حَتَّى يُهْلِكَهُ. 
نقر: {الناقور}: في الصور. {نقيرا}: النقرة التي في ظهر النواة.
(نقر) - في الحديث: "نَهى عن نَقْرَة الغُرابِ"
يعنى تَخْفيفَ السُّجود: أي لا يمكُثُ فَيه إلاّ قدْرَ وضْع الغُرابِ مِنْقاره في لَقْطِ الحَبّ.
- في الحديث: "فأمَر بنُقْرةٍ مِن نُحَاسٍ فأُحْمِيَتْ "
النُّقْرَةُ: قِدْرٌ يُسَخَّنُ فيه الماءُ وغيرُه بالشام وغيرها.
- في الحديث : "على نَقِيرٍ من خَشَبٍ"
وهو جِذْعٌ يُنْقَرُ، ويُجْعل فيه المَراقِى، ويُصْعَد عليه إلى الغُرَف.
ويُقالُ له: العجلة أيضاً.
- في حديث عمر: "مَتَى ما يَكْثُر حَمَلَةُ القُرآن يُنَقِّرُوا "
: أي يُفتِّشُوا.
(نقر)
عَن الْأَمر نقرا بحث عَنهُ وَفِي الْحجر كتب فِيهِ وَفِي صلَاته أسْرع فِيهَا وتخفف وَفِي الحَدِيث أَنه (نهى عَن نقرة الْغُرَاب) عَن تَخْفيف السُّجُود وبلسانه صَوت بِهِ وبالدابة صَوت بهَا لتسير وَيُقَال نقر بفلان دَعَاهُ من بَين الْقَوْم وَفِي الصُّور نفخ فِيهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِذا نقر فِي الناقور} وَالشَّيْء بالشَّيْء ضربه بِهِ يُقَال نقر رَأسه بإصبعه ونقر الدُّف وَالْعود والسهم الهدف أَصَابَهُ وَلم ينفذهُ والطائر الْحبّ التقطه وَيُقَال نقر شَيْئا من الطَّعَام أَخذ مِنْهُ بإصبعه وَالشَّيْء حفره بالمنقار يُقَال نقر النقار الْخَشَبَة وَالْخَيْل الأَرْض أثرت فِيهَا بحوافرها وَيُقَال نقر فلَانا عابه واغتابه

(نقر) فلَان نقرا صَار فَقِيرا وَالشَّاة أصابتها النقرة وَعَلِيهِ غضب فَهُوَ نقر وَهِي نقرة
نقر
النَّقْرُ: قَرْعُ الشَّيْءِ المُفْضِي إِلَى النَّقْبِ، والمِنْقَارُ: ما يُنْقَرُ به كمِنْقَارِ الطَّائرِ، والحَدِيدَةِ التي يُنْقَرُ بها الرَّحَى، وعُبِّرَ به عن البَحْثِ، فقيل: نَقَرْتُ عَنِ الأَمْرِ، واستُعِيرَ للاغْتِيَابِ، فقيل: نَقَرْتُهُ، وقالتْ امرأةٌ لِزَوْجِهَا: مُرَّ بِي عَلَى بَنِي نَظَرِي ولا تَمُرَّ بي عَلَى بَنَاتِ نَقَرِى ، أي:
على الرجال الذين ينظُرون إليَّ لا على النِّساء اللَّواتِي يَغْتَبْنَنِي. والنُّقْرَةُ: وَقْبَةٌ يَبْقَى فيها ماءُ السَّيْلِ، ونُقْرَةُ القَفَا: وَقْبَتُهُ، والنَّقِيرُ: وَقْبَةٌ في ظَهْرِ النَّوَاةِ، ويُضْرَبُ به المَثَلُ في الشيء الطَّفِيفِ، قال تعالى: وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً
[النساء/ 124] والنَّقِيرُ أيضا: خَشَبٌ يُنْقَرُ ويُنْبَذُ فيه، وهو كَرِيمُ النَّقِيرِ. أي: كَرِيمٌ إذا نُقِرَ عنه. أي:
بُحِثَ، والنَّاقُورُ: الصُّورُ، قال تعالى: فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ
[المدثر/ 8] ونَقَرْتُ الرَّجُلَ: إذا صَوَّتَّ له بلسانِكَ، وذلك بأن تُلْصِقَ لسانَك بنُقْرَةِ حَنَكِكَ، ونَقَرْتُ الرَّجُلَ: إذا خَصَصْتَهُ بالدَّعْوَةِ، كأَنَّك نَقَّرْتَ له بلسانِكَ مُشِيراً إليه، ويقال لتلك الدَّعْوَةِ: النَّقْرَى.
ن ق ر

نقر الطائر الحب بمنقاره. ونقر النقّار الرحى بمنقاره. ونقر العود والدّف. ونقر رأسه بإصبعه نقرةً. ونقرت الخيل بحوافرها: احتفرت بها. واستنقع الماء في النقرة والنّقر. واحتجم في نقرة القفا. وله إبريق من النقرة وهي الفضة المذابة.

ومن المجاز: نقرته: عبته وغبته. ورميته بناقرة وبنواقر. وبينهما مناقرة: مراجعة كلام. ونقرت عن الخبر ونقّرت عنه: بحثت. ونقرت بالرجل وانتقرت به: دعوته من بين القوم وهي النّقرى. وهو يصلّي النّقرى إذا نقر في صلاته نقر الديك. ونقر باسمه إذا سمّاه من بين الناس. وسهم ناقر: أصاب عين الرقعة، وسهام نواقر. قال:

رميت بالنواقر الصّيّاب ... أعداءكم فنالهم ذبابي

أي حدّي أو شرّي. وما أغنى عني نقرةً أي أدنى شيء. ولم يكترث لي بمقدار نقرة إصبع. قال جميل:

بالله ربّك أن سألتك فاصدقي ... لا تكتميني نقرةً وفتيلاً

وقال آخر:

رأيتك لا تغنين عنّي نقرةً ... إذا ابتدروني بالهراوَي الدمالك

وما أثابني نقيراً، وأصله: النكتة في ظهر النواة. ونقر بدابّته وأنقر إذا ضرب بطرف لسانه مخرج النون وصوت كذلك إذا ضمّ إبهامه إلى طرف الوسطى وصوّت بها و" نقّر في النّاقور ": نفخ. وخفّ له منقار. ونقر في الحجر: كتب.
(ن ق ر) : (نَقَرَ) الطَّائِرُ الْحَبَّ الْتَقَطَهُ بِمِنْقَارِهِ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْأَعْرَابِ الَّذِينَ (يَنْقُرُونَ نَقْرًا) أَيْ يُسْرِعُونَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَيُخَفِّفُونَ كَنَقْرِ الطَّائِرِ (وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ) نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ وَنَقَرَ الْخَشَبَةَ حَفَرَهَا نَقْرًا وَهُوَ النَّقِيرُ وَمِنْهُ نَهَى عَنْ الشُّرْبِ (فِي النَّقِيرِ) وَالْمُزَفَّتِ وَالْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَأَبَاحَ أَنْ يُشْرَبَ فِي السِّقَاءِ الْمُوكَى (وَالنَّقِيرُ) الْخَشَبَةُ الْمَنْقُورَةُ (وَالْمُزَفَّتُ) الْوِعَاءُ الْمَطْلِيُّ بِالزِّفْتِ وَهُوَ الْقَارُ (وَالْحَنْتَمُ) الْجِرَارُ الْحُمْرُ وَقِيلَ الْخُضْرُ يُحْمَلُ فِيهَا الْخَمْرُ إلَى الْمَدِينَةِ وَالْوَاحِدَةُ حَنْتَمَةٌ (وَالدُّبَّاءُ) الْقَرْعُ وَهَذِهِ أَوْعِيَةٌ ضَارِيَةٌ تُسْرِعُ بِالشِّدَّةِ فِي الشَّرَابِ وَتُحْدِثُ فِيهِ التَّغَيُّرَ وَلَا يَشْعُرُ بِهِ صَاحِبُهُ فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ مِنْ يَشْرَبُ الْمُحْرِمُ (وَأَمَّا الْمُوكَى) فَهُوَ السِّقَاءُ الَّذِي يُنْتَبَذُ فِيهِ وَيُوكَى رَأْسُهُ أَيْ يُشَدُّ فَإِنَّهُ لَا يَشْتَدُّ فِيهِ الشَّرَابُ إلَّا إذَا انْشَقَّ فَلَا يَخْفَى تَغَيُّرُهُ وَعَنْ ابْنِ سِيرِينَ مَنْ أَوْكَى السِّقَاءَ لَمْ يَبْلُغْ السُّكْرَ حَتَّى يَنْشَقَّ (وَالنُّقْرَةُ) الْقِطْعَةُ الْمُذَابَةُ مِنْ الْفِضَّةِ أَوْ الذَّهَبِ وَيُقَالُ نُقْرَةُ فِضَّةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ لِلْبَيَانِ.
ن ق ر : نَقَرَ الطَّائِرُ الْحَبَّ نَقْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ الْتَقَطَهُ وَالْمِنْقَارُ لَهُ كَالْفَمِ لِلْإِنْسَانِ وَنَقَرَ السَّهْمُ الْهَدَفَ نَقْرًا أَصَابَهُ فَهُوَ نَاقِرٌ وَالْجَمْعُ نَوَاقِرُ قَالَ
رَمَيْتُ بِالنَّوَاقِرِ الصُّيَّابِ ... أَعْدَاءَكُمْ فَنَالَهُمْ ذُبَابِي
أَيْ حَدِّي وَلَا يُقَالُ لَهُ نَاقِرٌ حَتَّى يُصِيبَ الْهَدَفَ.

وَنَقَرْتُ الرَّجُلَ عِبْتَهُ وَنَقَرْتُ بِاسْمِهِ دَعْوَتُهُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ وَاسْمُ الدَّعْوَةِ النَّقَرَى عَلَى فَعَلَى بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ وَتَقَدَّمَ فِي الْجَفَلَى وَانْتَقَرْتُ بِهِ كَذَلِكَ.

وَنَقَرَ فِي صَلَاتِهِ نَقْرَ الدِّيكِ إذَا أَسْرَعَ فِيهَا وَلَمْ يُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ وَهُوَ يُصَلِّي النَّقَرَى.

وَالنَّقِيرُ النُّكْتَةُ فِي ظَهِرَ النَّوَاةِ.

وَالنَّقِيرُ خَشَبَةٌ تُنْقَرُ وَيُنْبَذُ فِيهَا وَنُهِيَ عَنْهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَنَقَرْتُ الْخَشَبَةَ نَقْرًا حَفَرْتُهَا وَمِنْهُ قِيلَ نَقَرْتُ عَنْ الْأَمْرِ إذَا بَحَثْتَ عَنْهُ.

وَالنُّقْرَةُ الْقِطْعَةُ الْمُذَابَةُ مِنْ الْفِضَّةِ وَقَبْلَ الذَّوْبِ هِيَ تِبْرٌ.

وَالنُّقْرَةُ حُفْرَةٌ فِي الْأَرْضِ غَيْرُ كَبِيرَةٍ.

وَنُقْرَةُ الْقَفَا حُفْرَةٌ فِي آخِرِ الدِّمَاغِ وَالْحِجَامَةُ فِي نُقْرَةِ الْقَفَا تُورِثُ النِّسْيَانَ.

وَالنِّقْرِسُ بِكَسْرِ النُّونِ وَالرَّاءِ مَرَضٌ مَعْرُوفٌ وَيُقَالُ هُوَ وَرَمٌ يَحْدُثُ فِي مَفَاصِلِ الْقَدَمِ وَفِي إبْهَامِهَا أَكْثَرَ وَمِنْ خَاصِّيَّةِ هَذَا الْمَرَضِ أَنَّهُ لَا يَجْمَعُ مِدَّةً وَلَا يَنْضَحُ لِأَنَّهُ فِي عُضْوٍ غَيْرِ لَحْمِيٍّ وَمِنْهُ وَجَعُ الْمَفَاصِلِ وَعِرْقُ النَّسَا لَكِنْ خُولِفَ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ لِاخْتِلَافِ الْمَحَالِّ. 
[نقر] نه: فيه: نهى عن "نقرة" الغراب، يريد تخفيف السجود وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله. ط: تلك صلاة المنافقين يجلس يرقب الشمس حتى إذا اصفرت "نقر"، تلك إشارة إلى ما في الذهن، ويجلس بيان له، وخص العصر لأنها الوسطى ووقت الشغل، وشبه بالمنافق فإنه لا يعتقد حقيتها بل يصلي لدفع السيف فلا يبالي بالتأخير. ج: هو ترك الطمأنينة في السجود والمتابعة بين السجدتين من غير قعود بينهما، شبه بنقر الغراب على الجيف. نه: ومنه: فلما فرغوا جعل "ينقر" شيئًا، أي يأخذ منه بإصبعه. وفيه: نهى عن "النقير"، أي عن نبيذه، هو أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر مع الماء ليصير نبيذًا مسكرًا. ومنه: على "نقير" من خشب، هو جذع ينقر ويجعل شبه المراقي يصعد عليه إلى الغرف. ن: النقير- بفتح نون وكسر قاف. نه: وفي ح ابن عباس في قوله: "ولا يظلمون "نقيرا"" وضع طرف إبهامه على باطن سبابتهوما يأمروني أن أستخلف، ظاره أن هذا الأمر قبل قضية الطعن. غ: "النقير" ما كان في ظهر النواة ومنه تنبت النخلة. و""نقر" في "الناقور"" نفخ في الصور.
نقر
النَّقْر: صوت اللَسانِ يَنْقُرُ بالدابَّةِ فتَسِيرُ. وضَرْبُ الرَّحى والحَجَر ِوغيرِ ذلك بالمنقار. والمِنْقارُ: حَدِيْدَةٌ كالفَأسِ تُقْطَعِ به الحِجَارَةُ والأرضُ الصُّلْبَةُ.
ونَقَرَتِ الخَيْلُ بحَوافِرِها: حَفرَتْ.
وضَمُكَ الإبْهَامَ إلى طَرَفِ الوُسْطى ثم تَنْقُرُ.
والنَّقّارُ: الذي يَنْقُشُ الرُّكُبَ واللُّجُمَ ونحوَها. والذي يُنَقِّرُ عن الأمُورِ والأخْبَار.
والمُنَاقَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الكلام بَيْنَ اثْنَيْنِ.
وفي الحَدِيثِ: " ما كانَ اللهُ لِيُنْقِرَ عن قاتِل المؤمن " أي يُقْلِعَ.
ونَقِر عليه: أي غَضِبَ، وهو نَقِرٌ.
والنَّقْرُ: أنْ تَعِيْبَ الإِنسانَ وتُعَرِّضَ به وتَغْتَابَه. وقالت امْرَأةٌ لزَوْجِها: مُرَّ بي على النِّظَريِّ ولا تَمُرَّ بي على النِّقَريِّ: أي اللَواتي يعبْنَ مَنْ مَرَّ بهنَّ.
وهو يُصَلَّي النَّقَرى: أي يَنْقرُ في صَلاتِه.
والنَّقِيْرُ: نُكْتَةٌ في ظَهْرِ النَواةِ منها تَنْبُتُ النَّخلةُ. وأصْلُ خَشَبَةٍ مَنْقُورةٍ يُنْبَذُ فيها. وذُبابٌ في الماء أسْوَدُ كالعَلَس. وجِذْع يُنْقَرُ ويُجْعَلُ فيه كالمَرَاقي يُصْعَدُ عليه إلى الغُرَف.
والنقِيرُ: المُزَفَتُ من أوْعِيَةِ الخَمْرِ. والصَوْت أيضاً.
والناقُوْرُ: الصُوْرُ الذي يَنْقُرُ فيه المَلَكُ أي يَنْفُخُ.
والنُّقْرَةُ: قِطْعَةُ فِضَةٍ مُذَابَةٍ. وحُفْرَةٌ في الأرْض غَيْرُ كبيرةٍ. ونُقْرَةُ القَفا: هي الوَقْبَةُ في طَرَفِ العُنُقِ بَيْنَه وبين الرَّاس.
والمِنْقَرُ: بِئْرٌ كثيرةُ الماءِ قَرِيْبَةُ القَعْرِ.
ومِنْقَر: قَبيلةٌ من تَمِيْمٍ. ومِنْقَارُ الطَّيْرِ والخُفِّ ونحوِه.
وإنَّه لَمُنْتَقِرُ العَيْنِ: غائرُها.
ورَجُلٌ حَقِيرٌ نَقِيْرٌ وحَقْرٌ نَقْرٌ: إتْبَاعٌ.
وفلانٌ يَدْعُو النَّقَرى: إذا دَعا أصْحَابَه واحِداً واحِداً.
ونَقَرَ باسْمِه: إذا سَمّاه من بَيْنهم.
ونَقِرَةُ: مَنْزِلٌ من مَنازِلِ البادِيَةِ. وأنْقِرَةُ: مَوضِعٌ بالشَّام.
والنَّقِرُ: الذي أصَابَتْه النُّقْرَةُ وهي داءٌ يأخُذُ في بُطُونِ أفخاذِ الغَنَم وفي جُنُوبِها، وعَنْزٌ نَقِرَةٌ، وتُجْمَعُ نَقَرَاتٍ وأنْقاراً، وشاةٌ مَنْقُورةٌ.
والأنْقُوْرُ: نَحْوُ النَّقِيرِ، من قَوْلهم: ما أغْنى عنه نَقِيراً: أي شَيْئاً، وكذلك نَقْرَةً ونُقَارَةً أي قَدْرَ ما يَنْقُرُ الطَّيْرُ.
والنِّقْرُ: الشَّيْءُ التافِهُ القَليلُ.
وما أخطأ فلانٌ من فلانٍ نَقْرَةً: أي شَيْئاً.
وعندَكَ نُقَارَةُ الخَبَرِ: أي شِفاؤه وصِدْقُه.
وما تَرَكَ عندي نُقَارَةً إلاّ انْتَقَرَها: أي ما تَرَكَ عندي شَيْئاً إلا كَتَبَه.
والنَّواقِرُ من السِّهام: المُقَرْطِسَاتُ المُصِيباتُ، وسَهْمٌ ناقِر.
والنُّقْرَةُ من الأرض: مَكْرُمَةٌ تُنْبِتُ، وجَمْعُها نِقَارٌ.
والمُنْقَرُ: آبارٌ صِغارٌ ضَيِّقَةُ الرّأس.
والإِنْقَارُ: صَوْتٌ ودُعَاءٌ بالحِمَار.
[نقر] نَقَرَ الطائر الحبَّة يَنْقُرُها نقرا: التقطها. ونقرت الشئ: ثقبته بالمنقار. ونُقِرَ في الناقورِ: نفخ في الصُور. ونَقَرْتُ الرجلَ نَقْراً: عبته. قالت امرأة. لزوجها: مر بى على بنى نظرى، ولا تمر بى على بنات نقرى "، أي مر على الرجال الذين ينظرون، ولا تمر بى النساء اللواتى يعبن من مر بهن. وقد نقرت بالفرس نقرا، وهو صُوَيْتٌ تزعجه به، وذلك أن تُلصِقَ لسانك بحنكك ثم تفتح . وقول الشاعر :

أنا ابن ماوية إذا جد النقر * أراد النقر بالخيل، فلما وقف نقل حركة الراء إلى القاف إذا كان ساكنا، ليعلم السامع أنها حركة الحرف في الوصل كما تقول: هذا بكر، ومررت ببكر. ولا يكون ذلك في النصب. وإن شئت لم تنقل ووقفت على السكون وإن كان قبله ساكن. والنقر: صويت يسمع من قرع الإبهام على الوسطى. يقال: ما أثابَهُ نَقْرَةً، أي شيئاً. لا يستعمل إلا في النفي. قال الشاعر: وهُنَّ حَرًى أن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً * وأنت حَرًى بالنار حين تثيب -والناقر: السهم إذا أصاب الهدف. وإذا لم يصب فليس بناقِرٍ. وقولهم: " دعوتُهم النَقَرى، أي دعوةً خاصَّةً، وهو أن يدعو بعضاً دونَ بعض. وهو الانتقار أيضا. قال طرفة بن العبد: نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الآدب منا ينتقر - ويقال أصله من نقر الطير، إذا لقط من ههنا وههنا. والنقرة: السبيكة. والنقرة: جفرة صغيرة. في الارض. ومنه نُقْرَةُ القفا. والنَقيرُ: النُقْرَةُ التي في ظهر النواة. ومنه قول لبيد يرثي أخاه أربدَ: فليس الناسُ بعدَكَ في نَقيرٍ * ولاهم غير أصداء وهام - أي ليس بعدك في شئ. قال العجاج:

دافعت عنهم بنقير موتتى * والنَقيرُ: أصل خشبةٍ يُنْقَرُ فيُنْبَذُ فيه فيشتدُّ نبيذُهُ، وهو الذي ورد النهى عنه. وقولهم: حقير نَقيرٌ، إتباعٌ له. وفلان كريم النَقيرِ، أي الأصل. والنُقَرَةُ، مثال الهُمَزَةُ: داءٌ يأخذ الشاءَ في حقويها. وقد نقرت الشاة بكسر تَنْقَرُ نَقَراً، فهي نَقِرَةٌ، وبها نقر. قال المرار العدوى: وحشوت الغيظ في أضلاعه * فهو يمشى حظلانا كالنقر - ويقال: النقر الغضبان. وقد نقر نقرا. والمنقر بضم الميم والقاف : بئر صغيرة ضيّقة الرأس تكون في نَجَفَة صلبة لئلا تتهشَّم. والجمع المَناقِرُ. والمنقر، بكسر الميم: المعول. قال ذو الرمة: تفض الحصى عن مجمرات وقيعة * كأرحاء رقد زلمتها المناقر - ومنقر أيضا: أبوحى من تميم، وهو منقر ابن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ومنقار الطائر والنَجَّار، والجمع المَناقيرُ. والتَنْقيرُ عن الأمر: البحث عنه. والتَنْقيرُ مثل الصفير. قال الراجز :

ونقرى ما شئت أن تنقري  وأنقر عنه، أي كفَّ. ومنه قول الشاعر : لَعَمْري ما ونيت في ود طيئ * وما أنا عن أعداء قومي بمُنْقِرِ - وقال ابن عباس رضي الله عنه: " ما كان الله ليُنْقِرُ عن قاتل المؤمن "، أي ما كان الله ليكف عن حتى يهلكه. وأنقرة: موضع فيه قلعة للروم وهو أيضا جمع نقير مثل رغيف وأرغفة، وهو حفرة في الارض. قال الاسود بن يعفر : نزلوا بأنقرة يسيل عليهم * ماء الفرات يجيئ من أطواد -
نقر
نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في يَنقُر، نَقْرًا، فهو ناقِر، والمفعول مَنْقور ونقير
• نقَر الخشبَ أو الحجرَ: حفَره، ثقبه بالمِنْقار "آلات النَّقْر".
• نقَر الطَّائرُ البيضَةَ عن الفرخ: نقبَها.
• نقَر السَّهمُ الهدفَ: أصابه ولم يُنْفِذه.
• نقَر الطّائرُ الحبَّ: التقطه من هنا وهناك حبَّةً حبَّة "طائر سريع النَّقْر" ° نقر شيئًا من الطَّعام: أخذه بإصبعه.
• نقَر الفّنانُ العودَ ونحوَه: عزف عليه "نَقْرٌ شجيّ- نقَر الطبلةَ بأصابعه: ضربها بأصابعه".
• نقَر صديقَه: عابَه واغتابه.
• نقَر على الباب: قرعه.
• نقَر عن الأمر: بحث عنه، نقَّب عليه "النَّقْر عن الحقيقة".
• نقَر في النّاقور: نفَخ فيه "نقَر في الصُّور- {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} ".
• نقَر في صلاته: أسرع فيها ولم يتمَّ الرّكوعَ والسّجودَ. 

ناقرَ يناقر، مُناقرةً ونِقارًا، فهو مُناقِر، والمفعول مُناقَر
• ناقر زميلَه:
1 - راجعه في الكلام وحاجَّه "ناقَر والدَه/ معلِّمَه".
2 - نازَعَه "بين الجارتين نِقارٌ مستمرّ". 

نقَّرَ/ نقَّرَ على/ نقَّرَ عن/ نقَّرَ في ينقِّر، تنقيرًا، فهو مُنقِّر، والمفعول مُنقَّر
• نقَّر الطَّائرُ الحبَّ: جدَّ في التقاطه بمنقاره من هنا وهناك.
• نقَّر على جاره: عابه وذكره بسوء "أخذ بالتَّنقير على منافسه أمام جلسائه".
• نقَّر عن الحقيقة: بحث عنها، فتَّش واستقصى "نقّر في الملفّات السِّريَّة عن وثائق مُهمَّة".
• نقَّر الطائرُ في المكان: سهَّله ليبيضَ فيه "وقف يراقب تنقير الطَّائر في مكان البيض". 

مِنْقار [مفرد]: ج مَناقيرُ: اسم آلة من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في: أداة من حديد كالفأس مشكّكة مستديرة تُستخدم في النَّقر أو الثَّقب أو الحَفْر "منقارُ الخشَبِ".
• مِنْقار الطَّائر: (حن) مِنْسرهُ؛ الفمّ البارز المدبَّب للطَّائر "منقار طويل/ حادّ". 

مِنْقَر [مفرد]: ج مَنَاقِرُ: اسم آلة من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في: مِعْوَل "عمِل الفلاّحُ بالفأس والمِنقر". 

ناقور [مفرد]: ج نواقيرُ: اسم آلة من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في: بوقٌ، صُور يُنفخ فيه " {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} ". 

نِقارة [مفرد]: حرفة النقَّار "ورث النِّقارة عن أبيه وجدِّه- نِقارَةُ الخَشَب/ الحجر". 

نَقْر [مفرد]:
1 - مصدر نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في.
2 - صوت يُسمع من قرع الإبهام على الوسطى "نَقْر الأصابع".
3 - صوت اللِّسان حين يلزق الإنسانُ طرفَ لسانه بمخرج النّون ثم يصوِّت، وهو يسوق دابّة ليحثّها على السَّير.
• آلة النَّقْر: (سق) آلة موسيقيَّة كالطَّبْل والبيانو ينتج فيها الصَّوتُ بقرع جسم بآخر عليها. 

نَقْرة [مفرد]: ج نَقَرات ونَقْرات: اسم مرَّة من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في: "من النقرة الأولى على العود بدأ الغناء" ° ما أثابه نقرة: شيئًا. 

نُقْرة [مفرد]: ج نُقُرات ونُقْرات ونِقار ونُقَر:
1 - حُفْرة صغيرة مستديرة في الأرض ونحوها "عثَر في نُقرة- نُقْرة الرَّحَى: فتحة مستديرة يُرسل منها الحبُّ إلى ما بين شِقَّي الرَّحى ليُطحن".
2 - مَبيضُ الطّائر الذي يضع فيه البيضَ "نُقْرة اليمامة".
3 - حُفْرةُ العَيْن ° نقرةُ القفا: حفرة في آخر الدّماغ. 

نُقَرة [مفرد]: ج نُقَرات: (طب) داء يصيبُ الماشيةَ في أرجُلها فترُم منه بطونُ أفخاذها وتَظْلع وهو التواء العُرْقوبَيْن. 

نَقَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في.
2 - مَنْ يحترف نقْرَ الحجارة والخشب ونحوهما.
3 - مَنْ يجدّ في البحث عن الأمور والأخبار.
4 - (حن) طائر من الفصيلة النقَّاريّة، متوسط الحجم، يقرع الخشبَ بمنقاره القويّ حتّى يثقبه؛ ليخرج ما به من الحشرات فيلتقطها بلسانه الطويل.
5 - (سق) من يَعْزف آلة نقر. 

نَقير [مفرد]: ج أنقرَة ونُقُر:
1 - صفة ثابتة للمفعول من نقَرَ/ نقَرَ على/ نقَرَ عن/ نقَرَ في: منقور، ما ثُقِب أو حُفِر من الحجر أو الخشب.
2 - حفرة مستديرة في ظهر نواة البلح " {وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}: يُضرَب مثلاً في الشّيء الضعيف- {فَإِذًا لاَ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} " ° لا يملك شَرْوَى نقير [مثل]: مُعدِم لا يملك شيئًا، وهو مثل يُضرب في القِلّة. 
(ن ق ر)

نقره ينقره نقرا: ضربه.

والمنقار: حَدِيدَة كالفأس ينقر بهَا.

ونقر الطَّائِر نقراً: كَذَلِك.

ومنقار الطَّائِر: منسره، لِأَنَّهُ ينقر بِهِ.

ومنقار الْخُف: مقدمه، على التَّشْبِيه.

وَمَا اغنى عني نقرة: يَعْنِي نقرة الديك، لِأَنَّهُ إِذا نقر أصَاب.

والنقر، والنقرة، والنقير: النُّكْتَة فِي النواة كَأَن ذَلِك الْموضع نقر مِنْهَا، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا لَا يُؤْتونَ النَّاس نقيرا) .

قَالَ أَبُو هُذَيْل، أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء:

وَإِذا أردنَا رحْلَة جزعت ... وَإِذا اقمنا لم تفد نقرا

والنقير: مَا ثقب من الْخشب وَالْحجر وَنَحْوهمَا.

وَقد نقر، وانتقر.

وفقير نقير: كَأَنَّهُ نقر، وَقيل: إتباع لَا غير، وَكَذَلِكَ: حقير نقير، وحقر نقر.

والمنقر من الْخشب: الَّذِي ينقر للشراب. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المنقر: كل مَا نقر للشراب، قَالَ: وَجَمعهَا: مناقير، وَهَذَا لَا يَصح إِلَّا أَن يكون جمعا شاذاً جَاءَ على غير وَاحِدَة.

والنقرة: الوهدة المستديرة فِي الأَرْض، وَالْجمع: نقر، ونقار، وَفِي خبر أبي العارم: وَنحن فِي رَملَة فِيهَا من الأرطى والنقار الدفئية مَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله.

والنقرة فِي الْقَفَا: مُنْقَطع القمحدوة، وَهِي هزمة فِيهَا.

ونقرة الْعين: وقبتها.

وَهِي من الورك: الثقب الَّذِي فِي وَسطهَا.

والنقرة من الذَّهَب وَالْفِضَّة: الْقطعَة المذابة.

وَقيل: هُوَ مَا سبك مجتمعا مِنْهَا، وَالْجمع: نقار.

والنقار: النقاش.

والنقر: الْكتاب فِي الْحجر.

ونقر الطَّائِر فِي الْموضع: سهلة ليبيض فِيهِ. قَالَ الراجز:

يَا لَك من قبرة بِمَعْمَر

خلا لَك الجو فبيضي واصفري

ونقري مَا شِئْت أَن تنقري والنقرة: مبيضة، قَالَ المخبل السَّعْدِيّ:

للقاريات من القطا نقر ... فِي جانبيه كَأَنَّهَا الرقم

ونقر الْبَيْضَة عَن الفرخ: نقبها.

وَمَاله نقر: أَي مَاء.

والمنقر، والمنقر، بِئْر ضيقَة الرَّأْس تحفر فِي الأَرْض الصلبة لِئَلَّا تهشم.

والمنقر، والمنقر: بِئْر كَثِيرَة المَاء بعيدَة القعر.

والمنقر، أَيْضا: الْحَوْض، عَن كرَاع. ونقر الرجل ينقره نقراً: عابه.

وَالِاسْم: النقري. قَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لبعلها: مر بِي على بني نَظَرِي، وَلَا تمر بِي على بَنَات نقري: أَي مر بِي على الرِّجَال الَّذين ينظرُونَ الي، وَلَا تمر بِي على النِّسَاء اللواتي يعبنني، ويروى: نَظَرِي ونقري، مشددين.

والمناقرة: مُرَاجعَة الْكَلَام.

وبيني وَبَينه مناقرة، ونقار، وناقرة، ونقرة: أَي كَلَام عَن، اللحياني، وَلم يفسره، وَهُوَ عِنْدِي: من الْمُرَاجَعَة.

والناقرة: الداهية.

وَسَهْم ناقر: صائب، تَقول الْعَرَب: نَعُوذ بِاللَّه من العواقر والنواقر. وَقد تقدم ذكر العواقر.

ورماه بنواقر: أَي بكلم صوائب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي النواقر من السِّهَام:

خواطئاً كَأَنَّهَا نواقر

أَي: لم تخطيء إِلَّا قَرِيبا من الصَّوَاب.

وانتقر الشَّيْء، وتنقره، ونقر عَنهُ، كل ذَلِك: بحث عَنهُ.

وانتقر الْقَوْم: اخْتَارَهُمْ.

ودعاهم النقرى: إِذا دَعَا بَعْضًا دون بعض.

وَقد انتقرهم، قَالَ طرفَة:

نَحن فِي المشتاة نَدْعُو الجفلى ... لَا ترى الآدب فِينَا ينتقر

وَقيل: هُوَ من الانتقار، الَّذِي هُوَ الِاخْتِيَار.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ الْعقيلِيّ: مَا ترك عِنْدِي نقارة إِلَّا انتقرها: أَي مَا ترك عِنْدِي لَفْظَة منتخبة منتقاة إِلَّا اخذها لذاته، وَقد تقدّمت هَذِه الْحِكَايَة كَامِلَة.

ونقر باسمه: سَمَّاهُ من بَينهم.

والنقر: أَن تلزق طرف لسَانك بحنكك ثمَّ تصوت وَقيل: هُوَ اضْطِرَاب اللِّسَان فِي الْفَم إِلَى فَوق وَإِلَى اسفل. وَقد نقر بالدابة نقرا، قَالَ:

أَنا ابْن ماوية إِذْ جد النقر

أَرَادَ: النقر، فالقى حَرَكَة الرَّاء على الْقَاف.

والناقور: الصُّور الَّذِي ينقر فِيهِ الْملك: أَي ينْفخ، وَقَوله تَعَالَى: (فَإِذا نقر بالناقور) . قيل: الناقور: الصُّور. وَقيل فِي التَّفْسِير: انه يَعْنِي بِهِ النفخة الأولى.

وضربه فَمَا انقر عَنهُ حَتَّى قَتله: أَي مَا اقلع. وَفِي الحَدِيث: " مَا كَانَ الله لينقر عَن قَاتل الْمُؤمن ".

والنقرة: دَاء يَأْخُذ الشَّاة فتموت مِنْهُ.

والنقرة: دَاء يَأْخُذ الْغنم فترم مِنْهُ بطُون أفخاذها وتظلع.

نقرت نقرا، فَهِيَ نقرة، قَالَ المرار الْعَدوي:

وحشوت الغيظ فِي أضلاعه ... فَهُوَ يمشي خضلاناً كالنقر

والنقرة: دَاء يُصِيب الْغنم وَالْبَقر فِي ارجلها، وَهُوَ التواء العرقوبين.

ونقر عَلَيْهِ نقرا، فَهُوَ نقر: غضب.

وَبَنُو منقر: بطن من تَمِيم.

ونقرة: منزل بالبادية.

والناقرة: مَوضِع بَين مَكَّة وَالْبَصْرَة.

والنقيرة: مَوضِع بَين الأحساء وَالْبَصْرَة.

ونقرى: مَوضِع، قَالَ:

لما رَأَيْتهمْ كَأَن جموعهم ... بالجزع من نقرى نجاء خريف

فَأَما قَول الْهُذلِيّ: وَلما رَأَوْا نقرى تسيل أكامها ... بأرعن جرار وحامية غلب

فَإِنَّهُ اسكن ضَرُورَة.

ونقير: مَوضِع، قَالَ العجاج:

دَافع عني بنقير موتتي

وأنقرة: مَوضِع بِالشَّام، أعجمي، وَاسْتَعْملهُ امْرُؤ الْقَيْس على عجمته:

... قد غودرت بأنقرة
نقر: نقر: دق الباب (فوك، ابن الخطيب 186): وإذا بنقر عنيف بالباب، وفي (187) وإذا بنافر بالباب.
نقرا على المنخار: ضربة على الأنف (بوشر).
نقر: ضرب الطبل، ضرب بالدف ذي الجلاجل (فوك، ابن جبير 189: 19): نقر في طبل (عباد 2: 37): نقر دفوف (ألف ليلة 3: 429) حيث ذكر (برسل) نقر طيران.
نقر: لامس وتر الآلة بأصابعه لكي يستخرج رنينها، ضرب بمضراب العازف (وصف مصر 13: 494).
نقر: نقر بمنقاره (بوشر، كليلة ودمنة 460: 9): في الحديث عن زوج من الحمام: وجعل الذكر ينقر الأنثى حتى ماتت.
نقر: نطح (الكالا).
نقر فلان في صلاته نقر الديك: أي أسرع فيها وخفف، ولم يتم الركوع والسجود كما ينقر الديك، فيقال عنه هو يصلي النقري (محيط المحيط).
نقره كلمة: عابه بكلمة، خدشه بكلمات إلجاء، سخر به وقذفه بما يعيب، قال له كلمة نابية؛ ضربه كلمة نقر في حجر أي رماه بكلمة جارحة، تقده نقدا لاذعا (بوشر).
نقر رأسه بإصبعه: (الأساس) أو نقر رأسه وحدها وهي قريبة في معناها من دغدغ أذنه أو جبهته (علامة لمن يشعر بضيق) للتعبير عن عجزه عن قول أو فعل شيء دون أن يفكر في الأمر ممعنا التفكير فيه (كوسج كرست 132: 2): فناهيك ما كان أنبلها وأنبل مجلسها من تكلم أو تحرك نقر رأسه (لا تقرأ نقر بالتشديد الذي ذكره الناشر).
نقر: حفر، نقش (بوشر، همبرت 87).
نقر: تلفظ الصوت على نحو واضح، جاعلا لسانه في سقف حنكه بعكس اتجاه الأسنان بحيث يتم تلفظ حرف العلة مع الحرف الساكن أو الحرف الصوتي معه (وصف مصر 13: 494).
نقر: ضرب على الطنبور (بوشر، همبرت 98).
نقر على دف: ضرب على الدف ( tembour de basque jouer du) ( بوشر).
نقر: قرع ناقوسا أي دقه (الكالا).
نقر: أي بمنقاره (بوشر).
ناقر: نازع، احتج على، اعترض (هلو). خاصم، ماحك، جادل فيما لا طائل تحته، أثار المصاعب بوجه ... (بوشر).
ناقرني سري: أصابني الوسواس، عذبني ضميري (رياض النفوس 102).
تناقر: تضاربا بالمنقار (بوشر).
تناقروا في الكلام: تبادلوا الكلمات الجارحة المنبعثة عن الغضب (بوشر).
انتقر: انظرها في (فوك) في: portam pulsare ad.
نقر: طنبور (وصف مصر 8: 494).
نقر: الضربات الرتيبة التي تحدثها آلات الإيقاع (وصف مصر).
نقر: سخر سخرية مرة فيها إهانات وسباب (بوشر).
نقر: حفر، نقش، ترصع (بوشر).
نقر والجمع انقار: قطع نقود (البكري 3: 162): وتبايع أهل سوقه بالحلي المكسورة انقار الفضة: أي بدلا من، أو عوضا عن النقود الفضية.
نقر: تصويت بالغم لتسكين الفرس (امرؤ القيس 29: 2):
أخفضه بالنقر لما علوته ... ويرفع طرفا غير جاف غضيض
وانظر الشرح الذي قدمه (الكامل للمبرد 324: 19) وقوله إن النقير هو تصغير النفر وأنه تصويت باللسان يسكن به الفرس إذا اضطرب بفارسه.
نقر: ثقب (محيط المحيط).
نقرة: قرع الطبل (ابن بطوطة 1: 433).
نقرة: والجمع نقرات: ضربة، الصوت الذي يحدثه الضرب على الصندوق بقضيب أو عصا قصيرة (بوشر).
نقرة: طبل (قرطاس 239): -وأمر بضرب النقرة ليسمعهم من ضل عن الطريق- فضربت النقرة.
نقرة: حركة التقاط الحب (المقري 2: 337).
نقرة: نقده نقدا لاذعا، جواب حاد لاذع (بوشر).
نقرة: حفيرة، غمازة الخد أو الحنك (بوشر).
نقرة: فرج المرأة وإناث الحيوانات (ألف ليلة 4: 208: يجب أن تقرأ بضم النون).
نقرة الإبط: (بوشر).
نقرة الرقبة: جديلة الشعر الملتفة في مؤخر رأس المرأة، العنق، تجويف بين الرأس وجديلة الشعر التي في أسفله (بوشر) وعند (همبرت 3) النقرة حين ترد وحدها تعني نقرة الرقبة.
نقرة المعدة: (بوشر).
نقرة ضفادع: مستنقع ضفادع (بوشر).
نقرة: موقد المدفأة، المدفأة التي يتم فيها تحضير القهوة ويلتف حولها الناس ليتسامروا مساء يهديهم إليها نورها (زيتشر 22: 150).
نقرة: والجمع نقر: سبيكة Lingot ( المقدمة 1: 322) (معجم الجغرافيا).
نقرة: فضة المنجم (دافيدسون 91).
نقرة: فضة (دومب 101، هوست 137، فيتشر 2: 430، جاكسون 191) ومنه جاء تعبير درهم نقرة أو الدرهم النقرة الذي يطلق على نوع من أنواع الدراهم الفضية (فريتاج، كرست 138: 2، ابن الأثير 10: 285، ابن بطوطة 1: 361، 403 و2: 159 و4: 210، 317، 334) وهناك النقرة حين ترد وحدها (ابن بطوطة 4: 334 وكذلك في العبارات التي وردت في ألف ليلة والتي ذكرها فريتاج في معجم هابيشت)، وانظر (ابن بطوطة 2: 9 في حديثه عن البصرة): ودرهم ثلث النقرة والوصف نفسه في (2: 50) في حديثه عن مدينة (الخليل) الصغيرة التي تبعد مسيرة ثلاثة أيام عن (اصفهان).
نقرة: كل حرف يحدث صوتا (وصف مصر 13: 494).
نقري: انظر نقر.
نقرتي: طبال (بوشر).
نثرية: دف صغير. دقاق نقريات: نقار (بوشر).
نقار: مماحكة، إزعاج مؤسف، صعوبة لا تخلو من مضايقة (بوشر).
نقير: يرى (غوليوس) ويؤيده (فوك) أنها حين تجمع على نقائر ونواقير فهي قناة، ترعة، مسقى ماء canal.
نقير: قاطع الحبل (وصف مصر 13: 494).
نقير: اصطلاح عند البنائين يجمع على نقران، وفي (محيط المحيط): (والنقير عند البنائين لوح يحمل عليه الطين وشبه صندوق ينقل فيه الطين أيضا، ج نقران).
نقير: جاء في (المزمور 81 من مزامير سعديا): النقير هو الإناء الذي يحلمون فيه اللبن بين اثنين.
نقير: اشطب ما ورد عند (فريتاج) ما ذكره عن معنى كلمة ( cornu - اقرن) ومعنى كلمة ( Tuba - طوبة: آلة موسيقية) إذ المقصود نفير وليس نقير وهذا ما لاحظه (لين) في ترجمته) (ألف ليلة 2: 546 العدد 5).
نقارة: مهنة النقار، وفي (محيط المحيط): (النقار فعال للمبالغة ومن عمله نقر الحجارة والخشب ... الخ) (انظر الكلمة).
نقارة: طبل، دف (بركهارت، نوبية 319، داسكرياك 367، ويرن 97: 92).
نقورة: سخرية (بوشر).
نقيرة: نوع من أنواع الطبول (عوادي 422).
نقيرة والجمع نقائر: سفينة حربية، حراقة، زورق خفيف من زوارق رحلات الاستكشاف (بوشر، همبرت 126، هلو).
نقيرة: طبل صغير (فوك، الكالا، عباد 2: 243).
نقارية: دف صغير، طبل صغير، حوض من النحاس أو من الطين مغطى بالجلد المشدود أو المسحوب بشدة (بوشر).
نقار: النقار هو الذي يقرع الباب (فوك).
نقار: ضارب الطبل أو من كانت مهنته ضرب الطبول (ابن بطوطة 1: 423).
نقار: نافخ البوق (وصف مصر 13: 494).
نقار: نحات الحجر، أو الارحاء والطواحين (بدرون 142: 5= رجل ينقر الارحى) (1: 4). مثال المرمر أو الخشب أو الصخر (وصف مصر 18 القسم الثاني همبرت، محيط المحيط). النقاش، الحفار، المرصع (بوشر).
نقار الخشب: pic، قراع (بوشر). نقارة: والجمع نقاقير: دف صغير، طبل صغير، حوض من النحاس أو الطين مغطى بالجلد المشدود أو المسحوب بشدة (بوشر). وفي (محيط المحيط): (عند المولدين شبه الدف من الجلد يضرب عليها وبعضهم يقول النقيرة) (همبرت 98).
نقارة: دف كبير من النحاس يحمل على جمل أو بغل (مونج 421: 2، لين طبائع 2: 86، فسكيه 74، مهرن 36، عباد 2: 243 عدد 65).
نقارة والجمع نقاقير: مقرعة، حلقة أو مضرب حديد معلق في وسط الباب من الخارج يضرب الباب به لمن يطلب فتحه (فوك) وباللاتينية ( porte annulus = حلقة) (ليرشندي) ( puerta ablbaba de) .
نقارة: نقارتا الباب هما المقرعتان أو الكلابتان اللتان يدخل فيهما القفل عند الإغلاق (ابن جبير 80: 17): وللباب نقارتا فضة كبيرتان يتعلق عليهما قفل الباب (هكذا يجب أن تقرأ الكلمة وفقا للشربشي) (ابن بطوطة 1: 309): وللباب نقارتان كبيرتان من فضة عليهما قفل.
نقيرة انظر نقارة.
ناقر والجمع نقار؛ عازف الطبل (الكالا).
ناقر: من كانت مهنته رفع الصوت في البوق (وصف مصر 13: 494).
ناقر: اصطلاح طبي (شيكوري 208): وقد ذكر بعض الأطباء علة سماها بالناقر قال رأيت الوجع ينقر في الموضع من البدن ثم ينتقل بسرعة.
ناقور: بوق الصيد (هلو).
انقر: اعور (فوك). هو Todjibide d'Araagon الذي سردت قصته في (أبحاثي 1: 288 وما بعدها) وكان يلقب بالانقر وهناك آخر (بيان وما بعدها) وكان يلقب بالانقر وهناك آخر (بيان 100: 4) يحمل الاسم نفسه.
منقر والجمع مناقر: أزميل لنقر الخشب والحجر escopolo ( الكالا).
منقر والجمع مناقر: أنف معقوف (الكالا).
منقار والجمع مناقير: أزميل صغير للحفار (فوك) أزميل (بوشر، هلو).
منقار: وتد ضئيل حجمه قريب الشبه في شكله بالأوتاد التي تستعمل للتعليق (ابن العوام 1، 408، 4، 9، 451، 7، 452، 17، 453، 7، 18، 484، 18، 23).
منقور بالجدري: مجدور (بوشر).
منقيرة: (كلمة أسبانية) mancera مقبض المحراث (الكالا).
مناقير: نوع سمك (ياقوت 1: 886).

نقر

1 نَقَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. نَقْرٌ, (S, Msb,) He (a bird) pecked, or picked up, (S, A, Msb, K,) a grain, (S,) or grains, (A, Msb,) from this place and that, (A, K,) بِمِنْقَارِهِ with his beak. (A.) [Accord. to the TA, the addition “ from this place and that,” which is found in the K and A, and in one place in the S, seems to be unnecessary. And ↓ انتقر signifies the same: see 8, in art. قب.] b2: [Hence, because of the sure aim with which a bird pecks a thing,] the same verb, having the same [aor. and] inf. n. signifies, (tropical:) It (an arrow) hit the butt. (Msb.) And He (an archer) hit the butt, without making his arrow to pass through, partly or wholly. (TA.) b3: [Hence also,] (assumed tropical:) He took [or picked] a thing, as, for instance, food, with the finger. (TA.) b4: Also, (M, K,) aor. and inf. n. as above, (M, TA,) He struck a thing (IKtt, K, * TA,) with a thing: (IKtt, TA:) [generally, he struck, knocked, or pecked, a thing with a pointed instrument, like as a bird strikes a thing with its beak:] he struck [or pecked] a mill-stone, or a stone, &c., with a مِنْقَار [which is a pick, or a kind of pickaxe; i. e., he wrought it into shape, and roughened it in its surface, with a pick]. (M, TA.) b5: [Hence,] (tropical:) He wrote [or engraved writing] فِى حَجَرٍ upon a stone. (A, K.) Whence the saying, التَّعْلِيمُ فِى الصِّغَرِ كَالنَّقْرِ عَلَى الحَجَرِ [or, as in a verse of Niftaweyh, فِى الحَجَرِ, i. e., Teaching in infancy is like engraving writing upon stone]. (TA.) b6: He struck [or fillipped] a man's head, and in like manner a lute, and a tambourine, with his finger. (TA.) You say also أُذُنَهُ ↓ أَنْقَرَ, meaning, He struck [or fillipped] his ear with his finger. (AA, in TA, art. نطب.) b7: [Hence,] نَقَرَ, [aor. ـُ inf. n. نَقْرٌ, as appears from what follows;] and ↓ أَنْقَرَ; (tropical:) [He made a snapping with his thumb and middle finger;] he struck his thumb against the end of the middle finger and made a sound with them. (A.) [And in like manner the former verb used transitively; as in the following instance:] وَضَعَ طَرَفَ إِبْهَامِهِ عَلَى بَاطِنِ سَبَّابَتِهِ ثُمَّ نَقَرَهَا [(tropical:) He put the end of his thumb against the inner side of his first finger, then made a snapping with it]. (TA.) See also نَقْرٌ, below. b8: [Hence also,] نَقَرَ بِالدَّابَّةِ, (T, A, TS,) or بِالفَرَسِ, (S,) aor. ـُ (TA,) inf. n. نَقْرٌ; (T, S, TS;) and ↓ أَنْقَرَ, (A, TS,) inf. n. إِنْقَارٌ; (TS;) (tropical:) He made a [smacking or] slight sound, to put in motion the [beast or] horse, by making his tongue adhere to his palate and then opening [or suddenly drawing it away]: (S:) or he struck with his tongue the place of utterance of the letter ن and made a [smacking] sound [by suddenly withdrawing his tongue]: (A:) نَقْرٌ signifies the making the end of the tongue to adhere to the palate, then making a sound [by suddenly withdrawing it]: (M, K:) or one's putting his tongue above his central incisors, at the part next the palate, then making a smacking sound [so I render ثُمَّ يَنْقُر]: (TA:) [the sounds thus described, which are nearly the same, are commonly made by the Arabs in the present day, in urging beasts of carriage:] or an agitation of the tongue (K, TA) in the mouth, upwards and downwards: (TA:) or a sound, (so in some copies of the K and in the TA,) or slight sound, (so in the TS [as mentioned in the TA] and in some copies of the K) by which a horse is put in motion: (TS, K:) or نَقَرَ بِلِسَانِهِ, accord. to IKtt, signifies he struck his palate with his tongue to quiet the horse: but this is at variance with what is said by Az, J, and ISd, and requires consideration. (TA.) A poet, (S,) Fedekee El-Minkaree, (K,) i. e., 'Obeyd Ibn-Máweeyeh, of the tribe of Teiyi, (TA,) uses النَّقُرْ for النَّقْرْ, meaning النَّقْرُ بِالْخَيْلِ [The smacking with the tongue to urge the horses]: pausing after the word, at the end of a hemistich, he transfers the vowel of the ر to the ق, (S, K,) agreeably with the dial. of certain of the Arabs, (TA,) that the hearer may know it to be the vowel of the [final] letter when there is no pause; (S;) like as you say, هٰذَا بَكْرُ and مَرَرْتُ بِبَكِرْ: but this is not done when the word is in the accus. case (S, K:) and if you choose, you may make the final letter quiescent in pausing, though it is preceded by a quiescent letter. (S.) b9: Hence also, فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ [Kur, lxxiv. 8,] (tropical:) For when the horn shall be blown: (S, * A, * Bd, K:) from نَقْرٌ signifying (tropical:) the making a sound: originally, striking, which is the cause of sound. (Bd.) See also نَاقُورٌ, below. b10: Also, نَقَرَ He bored, perforated, or made a hole through or in or into, a thing: (TA:) or he did so with a مِنْقَار: (S:) and, inf. n. نَقْرٌ, he hollowed out, or excavated, a piece of wood. (Mgh, Msb.) نُقِرٌ and ↓ اِنْتَقَرَ, (so in some copies of the K,) or ↓ أُنْتُقِرَ, (so in other copies of the K and in the TA,) both in the pass. form, (TA,) said of stone and of wood and the like, signify alike, (K,) It was bored, or perforated, or it had a hole made through or in or into it: (TA:) [and it was hollowed out.] Yousay, نَقَرَ البَيْضَةَ عَنِ الفَرْخِ, (K,) aor. ـُ inf. n. نَقْرٌ, (TA.) He made a hole in the egg [so as to disclose the young bird]. (K.) And نَقَرَت الخَيْلُ, (A,) and بحوافرها نُقَرًا ↓ انتقرت, (Lth, K,) The horses made hollows in the ground with their hoofs. (Lth, A, K.) And in like manner, ↓ انتقرت الــسُّيُولُ نُقَرًا The torrents left hollows in the ground, in which water was retained. (TA.) b11: Hence, نَقَرَ عَنِ الأَمْرِ; (Msb;) and عَنْهُ ↓ نقّر, (S, K,) inf. n. تَنْقِيرٌ; (S;) and ↓ نقّرهُ; and ↓ تنقّرهُ: and ↓ انتقرهُ; (K;) (tropical:) He searched or inquired into the thing; investigated, scrutinized, or examined, it; (S, Msb, K, TA;) and endeavoured to know it: (TA;) and so نَقَرَ عَنِ لخَبَرِ (tropical:) he investigated the news, and endeavoured to know it. (A.) [and hence,] السَّهْمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ↓ نقّر. (K, in art. حن,) or عَلَى الإِبْهَامِ, inf. n. تَنْقِيرٌ, (K, in art. دوم,) [He tried the sonorific quality of the arrow by turning it round between his fingers, or upon his thumb: see حَنَّانٌ, and دَرَّ السَّهْمُ, and see also 4, in art. دوم: or] نقّر السَّهْمَ signifies he made the arrow to produce a sharp sound [by turning it round between his fingers, or] upon his thumb. (TK, in art. دوم.) 2 نَقَّرَ see 1, last two sentences.4 أَنْقَرَ see 1, in three places, in the first half.

A2: انقر عَنْهُ, (S, K,) inf. n. إِنْفَارٌ, (TA,) He refrained, forbore, abstained, or desisted, from it or him; he left or relinquished, it or him. (S, * K.) Hence the saying, ضَرَبَهُ فَمَا أَنْقَرَ عَنْهُ حَتَّى قَتَلَهُ He beat him and left him not until be killed him. (TA.) And hence the saying of I'Ab, مَاكَانَ اللّٰهُ لِيُنْقِرَ عَنْ قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ, i. e., God will not leave the slayer of the believer until He destroy him (S, TA.) 5 تَنَقَّرَ see 1, last signification 8 إِنْتَقَرَ see 1, latter part, in four places.

نَقْرٌ (tropical:) A slight sound that is heard in consequence of striking the thumb against the middle finger [and then letting them fly apart in opposite directions, passing each other]: (S, K:) [or the snapping with the fingers or with the thumb and middle finger, or with the thumb and first finger; as also ↓ نَقيرٌ: n. an. of the former with ة.] One says, مَا أَثَابَهُ نَقْرَةٌ (tropical:) [He did not reward him with even a snap of the fingers;] meaning, with anything: (S, K [in the former of which it is implied that نقرة thus used is from نَقْرٌ in the first of the senses explained above;]) not used thus save in [a negative phrase. (S.) A poet says, وَهُنّ حَرَى أَلَّا يُثِبْنَكَ نقْرَةٌ وَأَنْتَ حَرُى بِالنَّار حِينَ تُثِيبُ (tropical:) [And they are fit, or worthy, not to reward thee with anything, and thou art fit for, or worthy of, the fire of hell when thou rewardest]. (S.) Or the right reading in both these instances is ↓ نُقْرَةً, with damm. (TA.) [See نُقْرَةٌ.] One says also, لَمْ يَكْتَرِتْ لِى بِقَدُر نَقْرَة إِصْبَعٍ (tropical:) [He did not care for me so much as a snap of a finger]. (A.) [See also an (??) in a verse cited in the first paragraph of art. شأو.] I'Ab, in explanation of the words of the Kur, [iv. 123,] وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا, put the end of the thumb against the inner side of his first finger, then made a snapping with it (ثُمَّ نَقَرَهَا), and said, This is what is termed ↓ نَقِيرٌ; [denoting the lit. meaning to be (tropical:) And they shall not be wronged a snap of the fingers.] (TA.) But see نُقْرَةٌ, below. b2: Also, A sound, or slight sound, by which a horse is put in motion: (TS, K:) as also ↓ نَقِيرٌ: (TA:) or the former has one or other of the different significations assigned to it above, in the explanations under the head of نَقَرَ بِالدَّابَّةِ. (K, &c.) نِقْرٌ: see نُقْرَةٌ.

نَقْرَةٌ: see نَقْرٌ, in four places.

نُقْرَةٌ A small hollow or cavity in the ground: (S:) or a hollow or cavity in the ground, not large: (Msb:) or a hollow or cavity in the ground in which water stagnates: (TA:) or a round وَهْدَة [or hollow] in the ground, (K, TA,) not large, in which water stagnates: (TA:) pl. نُقَرٌ (A, K) and نِقَارٌ: (K:) ↓ نَقِيرٌ also signifies a hollow, or cavity, in the ground; and its pl. is أَنْقِرَةٌ. (S.) b2: Hence, (S.) The place where the قَمَحْدُوَة [or occiput] ends, in the back part of the neck; (K;) i. e., the hollow in the back of the neck; (TA;) what is called نُقْرَةُ القَفَا; (S, A, Msb;) i. e., the hollow where (??) brain ends: the cupping in that part occasions forgetfulness: (Msb.) [and any similar hollow as the pit of the stomach: and a dimple: accord. to present usage; and in this sense it is used in the A, K, and TA, voce فَحْصَةٌ b3: The cavity, or socket, of the eye. (K.) b4: Foramen and; syn. ثَقْبُ الاِسْتِ: (K:) but in the (??) it is said that نُقْرَةُ الوَرِكِ signifies the hole, or perforation, that is the middle of the haunch; [app. meaning the sacro-ischiatic foramen: see الفَائِلُ, in art. فيل: but perhaps it may sometimes mean the socket of the thigh-bone; for نُقْرةٌ signifies any socket of a bone.] (TA.) b5: The little spot [or embryo] upon the back of a date stone, (AHeyth, K,) which is as though it were hollowed. (TA,) and from which the palm-tree grows forth: (AHeyth;) as also ↓ نَقيرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ نِقْرٌ (K) and ↓ أُنْقُورٌ. (Sgh, K) You say, مَا أَثَابَهُ نُقْرَةٌ, (El-Basáir, TA,) and ↓ نَقِيرًا, (A,) lit., [He did not reward hour] (??) even a little spot on the back of a date-stone; (A, El-Basáïr;) meaning, (tropical:) with the meanest thing. (El Basáïr.) In the S and K, ما اثابه نَقْرَةٌ: see نَقْرٌ.] And مَا أَعْنَى عَنِّى نُقْرَةٌ (tropical:) He did not stand me in stead of the meanest (??) (A.) Lebeed says, bewailing the death of his brother Arbad.

↓ وَلَيْسَ النَّاسُ بَعْدَكَ فِى نَقِيرٍ

lit., [And the people, after thee, are not worth] a little spot on the back of a date-stone; meaning, لَبْسُوا بَعْدَكَ فِى شَىْءٍ (tropical:) [after thee they are not worth anything]. (S.) And hence, accord. to ISk [and the Jel], the saying in the Kur, [iv. 123.] وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [And they shall not be wronged even as to a little spot on the back of a date-stone.] (TA.) Hence also, [in verse 56 of the same chap.,] لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (tropical:) They would not give men a thing as inconsiderable as the little hollow in the back of a date-stone. (Jel.) See also نَقْرٌ. b6: The place in which a bird lays its eggs: (K:) pl. نُقَرٌ. (TA.) نَقِيرٌ: see نَقْرٌ, in three places.

A2: What is bored, or perforated; and what is hollowed out, or excavated; (مَا نُقِبَ, TA, and مَا نُقِرَ, K, TA;) of stone, and of wood, and the like. (K, TA.) b2: A piece of wood, (Msb,) or a block of wood, (أَصْلُ خَشَبَةٍ, S, K,) or a stump, or the lower part, (أَصْل,) of a palm-tree, (T,) which is hollowed out, and in which the beverage called نَبِيذ is made; (T, S, Msb, K;) the نبيذ whereof becomes strong: (S, K:) or a stump, or the lower part, (اصل,) of a palm-tree, which it was a custom of the people of El-Yemámeh to hollow out, then they crushed in it ripe dates and unripe dates, which [with water poured upon them] they left until fermentation had taken place therein and subsided: (A 'Obeyd:) or a stump, or the lower part, (اصل,) of a palm-tree, whereof the middle was hollowed out, then dates were put in them, with water, which became intoxicating نبيذ: (IAth:) the word is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (Msb.) It is said in a trad., that Mohammad forbade النَّقِير, (S, * Msb, * TA,) meaning, the نبيذ thereof. (TA.) b3: A trunk of a palm-tree, hollowed out, and having the like of steps made in it, by which one ascends to غُرف [or upper chambers]. (K. [See also عَجَلَةٌ.]) b4: See also نُقْرَةٌ, throughout.

نُقَارَةٌ The quantity [of grain] which a bird pecks, or picks up. (K.) See 8, in art. قب. b2: What remains from the boring, or excavating, (نَقْر,) of stones: like نُجَارَةٌ and نُحَاتَةٌ. (TA.) نَقَّارٌ An engraver: or, accord. to Az, one who engraves stirrups and bits and the like: and one who bores (يَنْقُرُ) mill-stones. (TA.) b2: (tropical:) One who investigates, scrutinizes, or examines, and endeavours to know, affairs, and news. (TA.) ناَقِرٌ act. part. n. of نَقَرَ. b2: (tropical:) An arrow that hits, (Msb,) or has hit, (S, A, K,) the butt, (S, K,) or the eye of the target: (A:) if it do not hit the butt it is not so called: (S, TA:) [but see a phrase following:] pl. نَوَاقِرُ. (A, Msb.) b3: [Hence,] أَخْطَأَتْ نَوَاقِرُهُ (tropical:) [lit., His arrows that were wont to hit the butt missed]; meaning, he did not continue in the right course. (TA.) [And hence,] نَاقِرَةٌ (tropical:) A calamity; (K, TA;) pl. نَوَاقِرُ. (TA.) One says, رَمَاهُ الدَّهْرُ بِنَاقِرَةٍ, and بِنَوَاقِرَ, (tropical:) Fortune smote him with a calamity, and with calamities. (TA.) b4: Also, نَاقِرَةٌ (tropical:) A right argument, allegation, evidence, or the like; syn. حُجَّةٌ مُصِيبَةٌ: in the K, a و is incorrectly inserted between these two words: but the pl., نَوَاقِرُ, is afterwards correctly rendered in the K. (TA.) One says, أَتَتْنِى عَنْهُ نَوَاقِرُ (tropical:) There came to me, from him, speech which displeased me, or grieved me: or right arguments, or the like, (K, TA,) like arrows hitting the mark. (TA.) In the L, رَمَاهُ بِنَوَاقِرَ (tropical:) He cast at him words that hit the mark. (TA.) نَاقُورٌ (tropical:) A horn in which one blows; syn. صُورٌ: (S, K:) in the Kur, lxxiv. 8, the horn in which the angel shall blow for the congregating at the resurrection: the blast there mentioned is said to be the second blast: Fr. says that it is the first of the two blasts. (TA.) أُِنْقُورٌ: see نُقْرَةٌ.

مِنْقَرٌ: see مِنْقَارٌ.

مُنَقَّرُ العَيْنِ, (K,) and ↓ مُنْتَقَرُهَا, (Sgh, K,) or ↓ مُنْتَقِرُهَا, (CK,) Having the eye sunken. (K.) مِنْقَارٌ The beak of a bird; that which is to a bird as the mouth to a man; (Msb;) because it pecks, or picks up, with it: (TA:) or of a bird which is not one of prey; that of a bird of prey being called مِنْسَرٌ: (Fs, and S in art. نسر, and MF:) therefore the explanation in the K, which is, the مِنْسَر of a bird, is incorrect: (MF:) [and the dual signifies the two mandibles of a bird; used in this sense in the TA, art. صغو:] pl. مَنَاقِيرُ. (S.) b2: Hence, (TA,) The fore part of the خُفّ [app. meaning the foot of a camel, not a boot]. (K.) b3: [A kind of pickaxe; or a pick, by which a mill-stone, or the like, is pecked, or wrought into shape, and roughened in its surface; (see 1;)] an iron instrument like the فَأْس, (A, K,) slender, round, and having a خَلْف [or pointed head], (TA,) with which one pecks, (يُنْقَرُبِهَا, A, K, TA,) and cuts stones, and hard earth; (TA;) used [also] by a carpenter: (S:) and ↓ مِنْقَرٌ signifies [app. the same, or nearly the same,] i. q. مِعْوَلٌ: (S, K:) [the former is applied in the present day to a chisel:] pl. of the former, مَنَاقِيرُ; (S;) and of the latter, مَنَاقِرُ. (TA.) Dhu-r-Rummeh says, كَأَرْحَآءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْهَا المَنَاقِرُ [Like mill-stones of Rakd (a mountain so called) which the minkars have rounded]. (TA.) See زَلَّمَ.

مُنْتَقَرُ العَيْنِ, or مُنْتَقِرُهَا: see مُنَقَّر.

نقر: النَّقْرُ: ضربُ الرَّحى والحجرِ وغيره بالمِنْقارِ. ونَقَرَهُ

يَنْقُره نَقْراً: ضربه. والمِنْقارُ: حديدة كالفأْس يُنْقَرُ بها، وفي

غيره: حديدة كالفأْس مُشَكَّكَةٌ مستديرة لها خَلْفٌ يُقطع به الحجارة

والأَرض الصُّلْبَةُ. ونَقَرْتُ الشيء: ثَقَبْتُه بالمِنْقارِ. والمِنْقَر،

بكسر الميم: المِعْوَل؛ قال ذو الرمة:

كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ

ونَقَرَ الطائرُ الشيءَ يَنْقُره نَقْراً: كذلك.

ومِنْقارُ الطائر: مِنْسَرُه لأَنه يَنْقُرُ به. ونَقَرَ الطائر

الحَبَّة يَنْقُرُها نَقْراً: التقطها. ومِنْقارُ الطائر والنَّجَّارِ، والجمع

المَناقِيرُ، ومِنْقارُ الخُفِّ: مُقَدَّمُه، على التشبيه.

وما أَغْنى عَنِّي نَقْرَةً يعني نَقْرَةَ الديك لأَنه إِذا نَقَرَ

أَصاب. التهذيب: وما أَغنى عني نَقْرَةً ولا فَتْلَةً ولا زُبالاً. وفي

الحديث: أَنه نهى عن نَقْرَةِ الغراب، يريد تخفيف السجود، وأَنه لا يمكث فيه

إِلا قدر وضع الغراب مِنْقارَهُ فيما يريد أَكله. ومنه حديث أَبي ذر: فلما

فرغوا جعل يَنْقُرُ شيئاً من طعامهم أَي يأْخذ منه بأُصبعه.

والنِّقْرُ والنُّقْرَةُ والنَّقِيرُ: النُّكْتَةُ في النواة كأَنَّ ذلك

الموضعَ نُقِرَ منها. وفي التنزيل العزيز: فإِذاً لا يُؤْتُونَ الناس

نَقيراً؛ وقال أَبو هذيل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء:

وإِذا أَرَدْنا رِحْلَةً جَزِعَتْ،

وإِذا أَقَمْنا لم نُفِدْ نِقْرا

ومنه قول لبيد يرثي أَخاه أَرْبَدَ:

وليس النَّاسُ بَعْدَكَ في نَقِيرٍ،

ولا هُمْ غَيْرُ أَصْداءٍ وهامِ

أَي ليسوا بعدك في شيء؛ قال العجاج:

دَافَعْت عنهمْ بِنَقِيرٍ مَوْتتي

قال ابن بري: البيت مغير وصواب إِنشاده: دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ. قال:

وفي دافع ضمير يعود على ذكر الله سبحانه وتعالى لأَنه أَخبر أَن الله عز وجل

أَنقذه من مرض أَشْفى به على الموت؛ وبعده:

بَعْدَ اللُّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتي

وهذا مما يعبر به عن الدواهي. ابن السكيت في قوله: ولا يظلمون نَقِيراً،

قال: النقير النكتة التي في ظهر النواة. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال:

النَّقِيرُ نُقْرَةٌ في ظهر النواة منها تنبت النخلة. والنَّقِيرُ: ما

نُقِبَ من الخشب والحجر ونحوهما، وقد نُقِرَ وانْتُقِرَ. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: على نَقِير من خشب؛ هو جِذْعٌ يُنْقَرُ ويجعل فيه شِبْهُ

المَراقي يُصْعَدُ عليه إِلى الغُرَفِ. والنَّقِيرُ أَيضاً: أَصل خشبة

يُنْقَرُ فَيُنْتَبَذ فيه فَيَشْتَدُّ نبيذه، وهو الذي ورد النهي عنه. التهذيب:

النَّقِيرُ أَصل النخلة يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فيه، ونهى النبي، صلى الله

عليه وسلم، عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ؛ قال

أَبو عبيد: أَما النقير فإِن أَهل اليمامة كانوا يَنْقُرُونَ أَصل النخلة ثم

يَشْدَخُون فيها الرُّطَبَ والبُسْرَ ثم يَدَعُونه حتى يَهْدِرَ ثم

يُمَوَّتَ؛ قال ابن الأَثير: النَّقِيرُ أَصل النخلة يُنْقَرُ وسَطُه ثم ينبذ

فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذاً مسكراً، والنهي واقع على ما

يعمل فيه لا على اتخاذ النقير، فيكون على حذف المضاف تقديره: عن نبيذ

النَّقِيرِ، وهو فعيل بمعنى مفعول؛ وقال في موضع آخر: النَّقِيرُ النخلة

تُنْقَرُ فيجعل فيها الخمر وتكون عروقها ثابتة في الأَرض. وفَقِيرٌ نَقِيرٌ:

كأَنه نُقِرَ، وقيل إِتباع لا غير، وكذلك حقِير نَقِير وحَقْرٌ نَقْرٌ

إِتباع له. وفي الحديث: أَنه عَطَسَ عنده رجل فقال: حَقِرْتَ ونَقِرْتَ؛

يقال: به نَقِيرٌ أَي قُرُوحٌ وبَثْرٌ، ونَقِرَ أَي صار نَقِيراً؛ كذا قاله

أَبو عبيدة، وقيل نَقِيرٌ إِتباعُ حَقِير.

والمُنْقُر من الخشب: الذي يُنْقَرُ للشراب. وقال أَبو حنيفة:

المِنْقَرُ كل ما نُقِرَ للشراب، قال: وجمعه مَناقِيرُ، وهذا لا يصح إِلا أَن يكون

جمعاً شاذّاً جاء على غير واحده.

والنُّقْرَةُ: حفرة في الأَرض صغيرة ليست بكبيرة. والنُّقْرَةُ:

الوَهْدَةُ المستديرة في الأَرض، والجمع نُقَرٌ ونِقارٌ. وفي خبر أَبي العارم:

ونحن في رَمْلَةٍ فيها من الأَرْطى والنِّقارِ الدَّفَئِيَّةِ ما لا يعلمه

إِلا الله. والنُّقْرَةُ في القفا: مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ، وهي

وَهْدَةٌ فيها. وفلان كَريمُ النَّقِيرِ أَي الأَصل. ونُقْرَةُ العينِ:

وَقْبَتُها، وهي من الوَرِك الثَّقْبُ الذي في وسطها. والنُّقْرَةُ من الذهب

والفضة: القِطْعَةُ المُذابَةُ، وقيل: هو ما سُبِكَ مجتمعاً منها.

والنُّقْرَةُ: السَّبِيكَةُ، والجمع نِقارٌ.

والنَّقَّارُ: النَّقَّاشُ، التهذيب: الذي يَنْقُشُ الرُّكُبَ

واللُّجُمَ ونحوها، وكذلك الذي يَنْقُرُ الرَّحَى.

والنَّقْرُ: الكتابُ في الحَجَرِ. ونَقَرَ الطائرُ في الموضع: سَهَّلَهُ

ليَبِيضَ فيه؛ قال طرفة:

يا لَكِ من قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ،

خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري،

ونَقِّري ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي

وقيل: التَّنْقِيرُ مثلُ الصَّفِير؛ وينشد:

ونَقِّرِي ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّري

والنُّقْرَةُ: مَبِيضُهُ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:

لِلقارِياتِ من القَطَا نُقَرٌ

في جانِبَيْهِ، كأَنَّها الرَّقْمُ

ونَقَرَ البَيْضَةَ عن الفَرْخ: نَقَبَها. والنَّقْرُ: ضَمُّكَ الإِبهام

إِلى طَرَفِ الوُسْطَى ثم تَنْقُر فيسمع صاحبك صوت ذلك، وكذلك باللسان.

وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: ولا يُظْلَمُونَ نَقِيراً؛ وضَعَ

طَرَفَ إِبهامه على باطن سَبَّابَتِهِ ثم نَقَرَها وقال هذا التفسير. وما له

نَقِرٌ أَي ماء.

والمِنْقَرُ والمُنْقُرُ، بضم الميم والقاف: بئر صغيرة، وقيل: بئر ضيقة

الرأْس تحفر في الأَرض الصُّلْبَةِ لئلاَّ تَهَشَّمَ، والجمع المَناقِرُ،

وقيل: المُنْقُر والمِنْقَرُ بئر كثيرة الماء بعيدة القعر؛ وأَنشد الليث

في المِنْقَرِ:

أَصْدَرَها عن مِنْقَرِ السَّنابِرِ

نَقْرُ الدَّنانِيرِ وشُرْبُ الخازِرِ،

واللَّقْمُ في الفاثُورِ بالظَّهائِرِ

الأَصمعي: المُنْقُرُ وجمعها مَناقِرُ وهي آبار صغار ضيقة الرؤُوس تكون

في نَجَفَةٍ صُلْبة لئلاَّ تَهَشَّمَ، قال الأَزهري: القياس مِنْقَرٌ كما

قال الليث، قال: والأَصمعي لا يحكي عن العرب إِلا ما سمعه. والمُنْقُرُ

أَيضاً: الحوض؛ عن كراع. وفي حديث عثمانَ البَتِّيِّ: ما بهذه

النُّقْرَةِ أَعلم بالقضاءِ من ابن سِيْرينَ، أَراد بالبصرة. وأَصل النُّقْرَةِ:

حُفْرَةٌ يُسْتَنْقَعُ فيها الماء.

ونَقَرَ الرجلَ يَنْقُره نَقْراً: عابه ووقع فيه، والاسم النَّقَرَى.

قالت امرأَة من العرب لبعلها: مُرَّ بي على بني نَظَرى ولا تَمُرَّ بي على

بنات نَقَرَى أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ ولا تَمُرَّ بي

على النساءِ اللَّوَاتي يَعِبْنَنِي، ويروى نَظَّرَى ونَقَّرَى،

مشدَّدين. وفي التهذيب في هذا المثل: قالت أَعرابية لصاحبة لها مُرِّي بي على

النَّظَرَى ولا تَمُرِّي بي على النَّقَرَى أَي مري بي على من ينظر إِليّ

ولا يُنَقِّرُ. قال: ويقال إِن الرجال بنو النَّظَرَى وإِن النساءَ بنو

النَّقَرَى.

والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ. وقد ناقَرَهُ أَي نازعه. والمُناقَرَةُ:

مُرَاجَعَةُ الكلام. وببني وبينه مُناقَرَةٌ ونِقارٌ وناقِرَةٌ ونِقْرَةٌ

أَي كلام؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: ولم يفسره، قال: وهو عندي من

المراجعة. وجاءَ في الحديث: متى ما يَكْثُرْ حَمَلَةُ القرآن يُنَقِّرُوا،

ومتى ما يُنَقِّرُوا يختلفوا؛ التَّنْقِيرُ: التَّفْتِيشُ؛ ورجل نَقَّارٌ

ومُنَقِّرٌ. والمُناقَرَةُ: مراجعةُ الكلام بين اثنين وبَثُّهُما

أَحادِيثَهما وأُمُورَهما. والنَّاقِرَةُ: الداهيةُ. ورَمَى الرامي الغَرَضَ

فَنَقَره أَي أَصابه ولم يُنْفِذْهُ، وهي سِهامٌ نَواقِرُ. ويقال للرجل إِذا

لم يستقم على الصواب: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه؛ قال ابن مقبل:

وأَهْتَضِمُ الخَالَ العَزِيزَ وأَنْتَحِي

عليه، إِذا ضَلَّ الطَّرِيقَ نَواقِرُه

وسهم ناقِرٌ: صائبٌ. والنَّاقِرُ: السهم إِذا أَصاب الهَدَفَ. وتقول

العرب: نعوذ بالله من العَواقِرِ والنَّواقِرِ، وقد تقدم ذكر العواقر، وإِذا

لم يكن السهم صائباً فليس بِناقِرٍ. التهذيب: ويقال نعوذ بالله من

العَقَرِ والنَّقَرِ، فالعَقَرُ الزَّمانَة في الجسد، والنَّقَرُ ذهاب المال.

ورماه بِنَواقِرَ أَي بِكَلِمٍ صَوائِبَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي يف

النواقر من السهام:

خَواطِئاً كأَنها نَواقِرُ

أَي لم تخطئْ إِلاَّ قريباً من الصواب.

وانْتَقَرَ الشيءَ وتَنَقَّرَه ونَقَّرَه ونَقَّرَ عنه، كل ذلك: بحث

عنه. والتَّنْقيرُ عن الأَمرِ: البحث عنه. ورجل نَقَّارٌ: مُنَقِّرٌ عن

الأُمور والأَخبار. وفي حديث ابن المسيب: بلغه قول عكرمة في الحين أَنه ستة

أَشهر فقال: انْتَقَرَها عِكْرِمَةُ أَي استنبطها من القرآن؛ قال ابن

الأَثير: والتَّنْقير البحث هذا إِن أَراد تصديقه، وإِن أَراد تكذيبه فمعناه

أَنه قالها من قِبَل نفسه واختص بها من الانتقار الاختصاص، يقال: نَقَّرَ

باسم فلان وانْتَقَر إِذا سماه من بين الجماعة. وانْتَقَر القومَ:

اختارهم.

ودعاهم النَّقَرَى إِذا دعا بعضاً دون بعض يُنَقِّرُ باسم الواحد بعد

الواحد. قال: وقال الأَصمعي إِذا دعا جماعتهم قال: دَعَوْتُهم الجَفَلَى؛

قال طرفة بن العبد:

نحن في المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى،

لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

الجوهري: دعوتهم النَّقَرَى أَي دَعْوَةً خاصةً، وهو الانْتِقار أَيضاً،

وقد انْتَقَرَهُم؛ وقيل: هو من الانتقار الذي هو الاختيار، أَو من

نَقَرَ الطائر إِذا لقط من ههنا وههنا.

قال ابن الأَعرابي: قال العُقَيليّ ما ترك عندي نُقارَةً إِلاَّ

انْتَقَرَها أَي ما ترك عندي لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقاةً إِلاَّ أَخذها

لذاته. ونَقَّر باسمه: سماه من بينهم. والرجل يُنَقِّرُ باسم رجل من جماعة

يخصه فيدعوه، يقال: نَقَّرَ باسمه إِذا سماه من بينهم، وإِذا ضرب الرجل

رأْس رجل قلت: نَقَرَ رأْسه. والنَّقْرُ: صوت اللسان، وهو إِلزاق طرفه

بمخرج النون ثم يُصَوِّتُ به فَيَنْقُر بالدابة لتسير؛ وأَنشد:

وخانِقٍ ذي غُصَّةٍ جِرْياضِ،

راخَيْتُ يومَ النَّقْرِ والإِنْقاضِ

وأَنشده ابن الأَعرابي:

وخانِقَيْ ذي غُصَّةٍ جَرَّاضِ

وقيل: أَراد بقوله وخانِقَيْ هَمَّيْن خَنَقَا هذا الرجل. وراخيت أَي

فَرَّجْتُ. والنَّقْرُ: أَن يضع لسانه فوق ثناياه مما يلي الحَنَكَ ثم

يَنْقُرَ. ابن سيده: والنَّقْرُ أَن تُلْزِقَ طرف لسانك بحنكك وتَفْتَحَ ثم

تُصَوِّتَ، وقيل: هو اضطراب اللسان في الفم إِلى فوق وإِلى أَسفل؛ وقد

نَقَرَ بالدابة نَقْراً وهو صُوَيْتٌ يزعجه. وفي الصحاح: نَقَرَ بالفرس؛ قال

عبيد بن ماوِيَّةَ الطائي:

أَنا ابنُ ماوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ،

وجاءَتِ الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ

أَراد النَّقْرَ بالخيل فلما وقف نقل حركة الراء إِلى القاف، وهي لغة

لبعض العرب، تقول: هذا بَكُرْ ومررت بِبَكِر، وقد قرأَ بعضهم: وتواصَوْا

بالصَّبِرْ. والأَثابِيُّ: الجماعات، الواحد منهم أُثْبِيَّة. وقال ابن

سيده: أَلقى حركة الراء على القاف إِذ ان ساكناً ليعلم السامع أَنها حركة

الحرف في الوصل، كما تقول هذا بَكُر ومررت بِبَكِر، قال: ولا يكون ذلك في

النصب، قال: وإِن شئت لم تنقل ووقفت على السكون وإِن كان فيه ساكن، ويقال:

أَنْقَرَ الرجلُ بالدابة يُنْقِرُ بها إِنْقاراً ونَقْراً؛ وأَنشد:

طَلْحٌ كأَنَّ بَطْنَهُ جَشِيرُ،

إِذا مَشَى لكَعْبِه نَقِيرُ

والنَّقْرُ: صُوَيْتٌ يسمع من قَرْع الإِبهام على الوُسْطى. يقال: ما

أَثابَهُ نَقْرَةً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي؛ قال الشاعر:

وهُنَّ حَرًى أَن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً،

وأَنتَ حَرًى بالنار حين تُثِيبُ

والنَّاقُور: الصُّورُ الذي يَنْقُر فيه المَلَكُ أَي ينفخ. وقوله

تعالى: فإِذا نُقِرَ في النَّاقُور؛ قيل: الناقور الصور الذي يُنْفَخُ فيه

للحشر، أَي نُفِخَ في الصور، وقيل في التفسير: إِنه يعني به النفخة الأُولى،

وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال: النَّاقُور القلبُ، وقال

الفرّاء: يقال إِنها أَوّل النفختين، والنقير الصوتُ، والنَّقِير الأَصلُ.

وأَنْقَرَ عنه أَي كف، وضربه فما أَنْقَرَ عنه حتى قتله أَي ما أَقلع عنه.

وفي الحديث عن ابن عباس: ما كان الله ليُنْقِرَ عن قاتل المؤمن أَي ما كان

الله ليُقْلِعَ وليَكُفَّ عنه حتى يهلكه؛ ومنه قول ذؤيب بن زُنَيم

الطُّهَوِيِّ:

لعَمْرُك ما وَنَيْتُ في وُدِّ طَيِّءٍ،

وما أَنا عن أَعْداء قَوْمِي بِمُنْقِرِ

والنُّقَرَةُ: داء يأْخذ الشاة فتموت منه. والنُّقَرَةُ، مثل

الهُمَزَةِ: داء يأْخذ الغنم فتَرِمُ منه بطون أَفخاذها وتَظْلَعُ؛ نَقِرَتْ

تَنْقَرُ نَقْراً، فهي نَقِرَةٌ. قال ابن السكيت: النُّقَرَةُ داء يأْخذ

المِعْزَى في حوافرها وفي أَفخاذها فَيُلْتَمَسُ في موضعه، فيُرَى كأَنه وَرَمٌ

فيكوى، فيقال: بها نُقَرَةٌ، وعَنْزٌ نَقِرَةٌ. الصحاح: والنُّقَرَةُ،

مثال الهُمَزَةِ، داء يأْخذ الشاء في جُنُوبها، وبها نُقَرَةٌ؛ قال

المَرَّارُ العَدَوِيُّ:

وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِهِ،

فَهْوَ يَمْشِي خَضَلاناً كالنَّقِرْ

ويقال: النَّقِرُ الغضبان. يقال: هو نَقِرٌ عليك أَي غضبان، وقد نَقِرَ

نَقَراً. ابن سيده: والنُّقَرَةُ داء يصيب الغنم والبقر في أَرجلها، وهو

التواء العُرْقوبَينِ. ونَقِرَ عليه نَقَراً، فهو نَقِرٌ: غضب.

وبنو مِنْقَرٍ: بطن من تميم، وهو مِنْقَرُ بن عبيد بن الحرث بن عمرو بن

كعب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم. وفي التهذيب: وبنو مِنْقَرٍ حَيّ من

سعد. ونَقْرَةُ: منزل بالبادية. والنَّاقِرَةُ: موضع بين مكة والبصرة.

والنَّقِيرَةُ: موضع بين الأَحْساءِ والبصرة. والنَّقِيرَةُ: رَكِيَّةٌ

معروفة كثيرة الماء بين ثاجَ وكاظِمَةَ. ابن الأَعرابي: كل أَرض مُتَصَوِّبَة

في هَبْطَةٍ فهي النَّقِرَةُ، ومنها سميت نَقِرَةُ بطريق مكة التي يقال

لها مَعْدِنُ النَّقِرَة. ونَقَرَى: موضع؛ قال:

لما رَأَيْتُهُمُ كأَنَّ جُمُوعَهُمُ،

بالجِزْعِ من نَقَرَى، نِجاءُ خَرِيفِ

(* قوله« كأن جموعهم» كذا بالأصل. والذي في ياقوت: كأن نبالهم إلخ، ثم

قال: أي نبالهم مطر الخريف. وقوله: واما قول الهذلي، عبارة ياقوت: مالك بن

خالد الخناعي الهذلي) .

وأَما قول الهُذَليّ :

ولما رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ أَكامُها

بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيَةٍ غُلْبِ

فإِنه أَسكن ضرورة. ونَقِيرٌ: موضع؛ قال العجاج:

دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ مَوْتَتي

وأَنْقِرَةُ: موضع بالشأْم أَعجمي؛ واستعمله امرؤ القيس على عُجْمَتِهِ:

قد غُودِرَتْ بأَنْقِرَه

وقيل: أَنْقِرَةُ موضع فيه قَلْعَةٌ للروم، وهو أَيضاً جمع نَقِيرٍ مثل

رغيف وأَرْغِفَةٍ، وهو حفرة في الأَرض؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ:

نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ يَسِيلُ عليهِمُ

ماءُ الفُرَاتِ، يَجِيءُ من أَطْوَادِ

أَبو عمرو: النَّواقِرُ المُقَرْطِسات؛ قال الشماخ يصف صائداً:

وسَيِّرْهُ يَشْفِي نفسَه بالنَّواقِر

والنَّواقِرُ: الحُجَجُ المُصِيباتُ كالنَّبْلِ المصيبة. وإِنه

لَمُنَقَّرُ العين أَي غائر العين. أَبو سعيد: التَّنَقُّرُ الدعاء على الأَهل

والمال. أَراحني الله منه، ذهب الله بماله. وقوله في الحديث: فأَمَرَ

بنُقْرَةٍ من نحاس فأُحميت؛ ابن الأَثير: النُّقْرَةُ قِدْرٌ يُسَخَّنُ فيها

الماء وغيره، وقيل: هو بالباء الموحدة، وقد تقدم. الليث: انْتَقَرَتِ

الخيلُ بحوافرها نُقَراً أَي احْتَفَرَتْ بها. وإِذا جَرَتِ الــسُّيُولُ على

الأَرض انْتَقَرتْ نُقَراً يحتبس فيها شيء من الماء. ويقال: ما لفلان

بموضع كذا نَقِرٌ ونَقِزٌ، بالراء وبالزاي المعجمة، ولا مُلْكٌ ولا مَلْكٌ

ولا مِلْكٌ؛ يريد بئراً أَو ماء.

نقر
نَقَرَه، أَي الشيءَ بالشيءِ، نَقْرَاً: ضَرَبَه بِهِ، عَن ابنِ القَطّاع. وَفِي المُحكَم: النَّقْرُ: ضربُ الرَّحا والحجرِ وغيرِه بالمِنْقار، نَقَرَه يَنْقُره نَقْرَاً: ضَرَبَه. منَ المَجاز: نَقَرَه: أَي الرجلَ، يَنْقُره نَقْرَاً: إِذا عابَهُ، واغْتابَه وَوَقَع فِيهِ. والاسمُ النَّقَرَى، كَجَمَزى. قَالَت امرأةٌ لبَعلها: مُرَّ بِي على بَني النَّظَرَى، وَلَا تَمُرَّ بِي على بَناتِ النَّقَرى. وَقد مرَّ فِي نظ ر وَسَيَأْتِي أَيْضا فِي آخر الْمَادَّة. نَقَرَ البَيْضةَ عَن الفَرخِ يَنْقُرها نَقْرَاً: نَقَبَها. قَوْلُهُ تَعالى: فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقور أَي الصُّور الَّذِي نَقْرُ فِيهِ المَلَك، أَي ينْفخ فِيهِ لحَشْر، وَنَقَرَ فِيهِ، أَي نَفَخَ، وَهُوَ مَجاز. وَقيل فِي التَّفْسِير: إنّه يَعْنِي بِهِ النَّفْخَةَ الأولى. وَقَالَ الفَرَّاء: يُقَال: إنّها أوّلُ النَّفختَيْن. منَ المَجاز: نَقَرَ فِي الحَجَرِ: كَتَبَ، وَمِنْه قَوْلهم: التَّعليمُ فِي الصِّغَر كالنَّقْشِ على الحجرِ. نَقَرَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُرهُ نَقْرَاً: لَقَطَ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، هَذِه الْعبارَة أَخذهَا من كَلَام الجَوْهَرِيّ فِي النَّقَرى والانْتِقار جعله مأخوذاً من لَقْطِ الطَّيرِ الحَبَّ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وأمّا غيرُه من الأئمّة فإنّهم ذكرُوا فِي معنى نَقْرِ الطَّائِر الالتقاطَ فَقَط، وَلم يُقَيِّدوا من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فتأمَّل، فَإِن الجج إنّما قيَّده بِمَا ذَكَرَ لمناسبةِ المَقام. والمِنْقار، بِالْكَسْرِ: حَديدةٌ كالفأسِ مُشكَّكَةٌ مستديرةٌ لَهَا خَلْفٌ يُنقَر بهَا ويُقطَع بهَا الحجارةُ والأرضُ الصُّلْبَة.
المِنْقار من الطَّائِر: مِنْسَرُهُ، لأنّه يَنْقُرُ بِهِ. قَالَ شَيْخُنا: وَسبق أَن المِنْسَر خاصٌّ بالصائد. وَفِي الفَصيح: المِنْقارُ لغير الصَّائِد من الطَّيْر، وصائدُه يُقَال لَهُ المِنسَر، فهما غَيْرَان كَمَا حرَّرْته فِي شَرْحِ الفصيح أثْنَاء بَاب الفَرْق. قلت: وَجمع مِنْقار الطائرِ والنَّجَّار المَناقير. المِنْقار من الخُفِّ: مُقَدَّمُه، على التَّشْبِيه. قَالَ ابْن السِّكِّيت فِي تَفْسِير قَوْلُهُ تَعالى: وَلَا يُظلَمونَ نَقيراً النَّقير: النُّكْتَة فِي ظَهْرِ النَّواة، وَقَالَ غيرُه: كأنَّ ذَلِك الموضِعَ نُقِرَ مِنْهَا. وَقَالَ لبيدٌ يرثي أَخَاهُ أَرْبَدَ:
(وليسَ الناسُ بَعْدَكَ فِي نَقيرٍ ... وَلَا همْ غَيْرُ أَصْدَاءٍ وهَام)
أَي لَيْسُوا بعْدك فِي شيءٍ، كالنُّقْرَة، بالضّمّ، عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: وَهِي الَّتِي تَنْبُت مِنْهَا النَّخلة. والنِّقْر، بِالْكَسْرِ، والأَنْقورِ، بالضّمّ الْأَخير نَقله الصَّاغانِيّ، وَشَاهد النِّقْر بالكسْر، قَالَ أَبُو هُذَيْل: أنْشدهُ أَبُو عمروِ بن الْعَلَاء:
(وَإِذا أَرَدْنا رِحْلةً جَزِعَتْ ... وَإِذا أَقَمْنا لم تُفِدْ نِقْرا)
النَّقير: مَا نُقِرَ ونُقِبَ من الحَجَر والخَشَب وَنَحْوه، وَفِي بعض الأُصول: ونحوِهما: وَقد نُقِرَ وانْتُقِرَ، كِلَاهُمَا مَبنِيَّان على المَفعول. فِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: على نَقيرٍ من خَشَبِ، هُوَ جِذْعٌ يُنْقَرُ ويُجْعَلُ فِيهِ كالمَراقي يُصْعَد عَلَيْهِ إِلَى الغُرَف، وَفِي الحَدِيث: نَهَى النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم عَن الدُّبّاء والحَنْتَمِ والنَّقير والمُزّفَّت. النَّقيرُ: أَصل خَشَبَةٍ يُنْقَرُ، فيُنْبَذُ، وَفِي بعض الأُصول: فيُنْتَبَذ فِيهِ فيَشْتَدُّ نَبيذُه، وَفِي التَّهْذِيب: النَّقير: أَصل النَّخلَة يُنْقَرُ فيُنْبَذُ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو عُبيد: أَما النَّقير فإنَّ أَهلَ الْيَمَامَة كَانُوا يَنقُرون أَصلَ النَّخْلَة ثمَّ يشدخُون فِيهَا الرُّطَبَ والبُسْرَ ثمَّ يدَعونَه)
حَتَّى يَهْدِرَ ثمَّ يُمَوَّتَ. وَقَالَ ابْن الأَثير: النَّقير: أَصل النَّخْلَة يُنْقَرُ وسَطُه ثمَّ يُنْبَذُ فِيهِ التَّمْرُ ويُلْقَى عَلَيْهِ الماءُ فَيصير نَبيذا ً مُسْكِراً، والنَّهي واقعٌ على مَا يُعْمَل فِيهِ، لَا على اتِّخاذ النَّقير، فَيكون على حذف المُضاف، تَقْدِيره: عَن نَبيذِ النَّقير، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفعُول. النَّقير: أَصل الرَّجل ونجَارُهُ، وَمِنْه قولُهم: فلانٌ كريمُ النَّقير، كَمَا يَقُولُونَ: كريمُ النَّحيتِ. النَّقيرُ: الفقيرُ جِدّاً، كأَنَّه نُقِرَ. وَهُوَ مَجاز. النَّقير: ذُبابٌ أَسودُ يكون فِي الماءِ، نَقله الصَّاغانِيّ. والمنْقر، كمُنْخُلٍ ومِنْبَرٍ: الخشَبَةُ الَّتِي تُنْقَرُ للشَّراب، وَقَالَ أَبو حنيفَة: المنْقر: كلُّ مَا نُقِرَ للشَّراب. قَالَ: وَج مَناقير، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا لَا يصحّ إلاّ أَنْ يكونَ جَمْعاً شاذّاً جَاءَ على غير واحِدِه. المُنْقُرُ والمِنْقَرُ: البئرُ الصَّغيرة الضَّيِّقَةُ الرَّأْسِ تُحْفَرُ فِي صُلْبَةٍ من الأَرض، وَفِي النَّوادر للأَصمعيّ: تكون فِي نَجَفَةٍ صُلْبَةٍ لئلاّ تَهَشَّمَ، ضبطَه اللّيث بِكَسْر الْمِيم والأَصمعيّ بالضّمِّ قَالَ: وجمعُه مَناقِرُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والقِياسُ مِنْقَرٌ كَمَا قَالَ اللَّيْث، قَالَ: والأَصمعيّ لَا يَحكي عَن الْعَرَب إلاّ مَا سَمِعَهُ. أَو المنْقر، بالضَّبْطَيْن: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء الْبَعِيدَة القَعْرِ، نَقله الصَّاغانِيّ. المِنْقر أَيضاً: الحَوْض، عَن كُراع. النُّقْرَة، بالضَّمّ: الوَهدَةُ المُستديرة فِي الأَرضِ لَيست بكبيرة يُسْتَنْقَع فِيهَا الماءُ، ج نُقَرٌ، كَصُرَد، ونِقارٌ، كَكِتابٍ، وَفِي خبَر أبي العارِم: وَنحن فِي رَمْلَةٍ فِيهَا من الأَرْطَى والنِّقار الدَّفيئَة مَا لَا يعلمُه إلاّ الله تَعَالَى.
يَقُولُونَ احتجَمَ فِي نُقْرَة القَفا، وَهُوَ مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ فِي القَفا، وَهِي وَهْدَةٌ فِيهَا. لَهُ إبريقٌ من نُقْرَةٍ، وَهِي الْقطعَة المُذابَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّة، وَهِي السَّبيكة، وَقيل: هُوَ مَا سُبِكَ مُجتمعاً مِنْهُمَا. وَاقْتصر الزَّمخشريّ فِي الأَساس على الفضَّة المُذابة. قلتُ وَهَكَذَا استعمالُ العَجَم إِلَى الآنَ يُطْلِقونها على مَا سُبِكَ من دراهِمِ الفضَّةِ الَّتِي يُتَعامَلُ بهَا عِنْدهم، ج نِقارٌ، بِالْكَسْرِ. النُّقْرَةُ: وَقْبُ العَيْنِ. والنُّقرَة: ثقبُ الإستِ، وَفِي اللِّسَان: النُّقرَةُ من الوَرِكِ: الثُّقب الَّذِي فِي وسَطِها. النُّقرَة: مَبيضُ الطّائر، جمعُه نُقَرٌ، قَالَ المُخَبَّل السَّعدِيّ:
(للقارِياتِ من القَطا نُقَرٌ ... فِي جانِبَيْه كأَنَّها الرَّقْمُ)
ونَقَّرَ الطَّائِر فِي المَوضِع تَنْقيراً: سَهَّلَه لِيَبيضَ فِيهِ، قَالَ طَرَفةُ:
(يَا لَك من قُبَّرَة بمَعْمَرِ ... خلا لَكِ الجَوُّ فبِيضي واصْفِرِي)
ونَقِّري مَا شئتِ أَنْ تُنَقِّري وَقيل: التَّنقير مثلُ الصَّفيرِ. من المَجاز يُقَال: بينَهما مُناقَرَةٌ، ونِقارٌ، وناقِرَةٌ، بالكَسر، أَي كلامٌ، عَن اللِّحيانيّ. قَالَ ابْن سِيده: وَلم يفسِّرْه، قَالَ: وَعِنْدِي هُوَ مُراجَعَةٌ فِي الْكَلَام وبثُّهما أَحاديثَهُما وأُمورَهُما. من المَجاز: النَّقْرُ: أَن تُلزِقَ طَرَفَ لِسانِكَ بحَنَكِك وتفتحَ ثُمَّ تُصَوِّتَ، قَالَه ابنُ سِيدَه. وَقَالَ هُوَ أَن يضع لسانَه فَوق ثناياه مِمَّا يَلي الحَنَكَ ثمَّ يَنْقُر، وَقيل: هُوَ إلزاقُ طَرَفِ اللسانِ بمَخرَج النُّون ثمَّ التَّصويت بِهِ فيَنْقُر بالدَّابَّة لتسيرَ، أَو هُوَ اضْطِرَاب اللِّسَان فِي الْفَم إِلَى فَوق وَإِلَى أَسفل، أَو هُوَ صَوْتٌ، وَفِي التكملة: صُوَيْتٌ يُزْعَجُ بِهِ الفَرَسُ. وَفِي الصِّحَاح: نَقَرَ بالفَرَس، وَفِي)
التَّهْذِيب والتكملة: ونَقَرَ بالدَّابَّة نَقْراً. وَزَاد فِي التكملة: وأَنْقَرَ بهَا إنْقاراً، مِثلُه. وَقَالَ ابْن القطّاع: نَقَرَ بِلِسَانِهِ نَقراً: ضَرَبَ حَنَكَهُ ليسَكِّنَ الفَرَس من قَلَقه. قلت: وَهُوَ مُخالفٌ لما ذكره الجَوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ وَابْن سِيده، فليُتَأَمَّل. وَقَول فَدَكِيّ المِنْقَرِيّ الطّائي وَهُوَ عُبيد بن ماوِيَّة:
(أَنا ابنُ ماوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ ... وَجَاءَت الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: أَراد النَّقْرَ بِالْخَيْلِ، فَلَمَّا وقف نَقلَ حركةَ الرَّاء إِلَى الْقَاف وَهِي لغةٌ لبَعض الْعَرَب وَقد قرأَ بَعضهم وتَواصَوا بالصَّبِرْ، والأَثابِيّ: الْجَمَاعَات، الْوَاحِدَة مِنْهُم أُثْبِيَّة. وَقَالَ ابْن سَيّده: أَلقى حَرَكَة الرَّاء على الْقَاف إِذْ كَانَ سَاكِنا لِيَعلَم السّامع أَنَّها حركةُ الحَرف فِي الوَصل، كَمَا تَقول: هَذَا بَكُرْ، ومَرَرْتُ بِبَكِرْ، قَالَ: وَلَا يكون ذَلِك فِي النَّصبِ. قَالَ: وَإِن شئتَ لم تَنْقُل ووقفْتَ على السّكون، وَإِن كَانَ فِيهِ سَاكن. والنَّقرُ، أَيضاً، صويت يُسْمَعُ من قرع الْإِبْهَام على الوُسْطَى، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس فِي قَوْله تَعَالَى: وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً وضَع طَرَفَ إبهامِه على باطِن سَبَّابَتِه ثمَّ نقَرَها وَقَالَ: هَذَا النَّقير. من المَجاز: نَقَّرَ باسمِه تَنْقيراً: سَمَّاه من بَينهم، وَكَذَلِكَ انْتَقَرَه، إِذا سَمَّاه من بَين الْجَمَاعَة. وانْتَقَرَهُ: اخْتارَهُ، قيل: وَمِنْه دَعْوَةُ النَّقَرَى. من المَجاز: انْتَقَرَ الشَّيْءَ، إِذا بحثَ عنهُ، كنَقَّرَهُ تَنقيراً، نَقَّرَ عَنهُ وتَنَقَّرَهُ. والتَّنقيرُ عَن الأَمر: الْبَحْث عَنهُ والتَّعرُّف، وَفِي حَدِيث ابْن المُسَيِّب بلَغَهُ قولُ عِكْرَمَةَ فِي الحِين أَنّه سِتَّةُ أَشْهُرٍ فَقَالَ: انْتَقَرَها عِكْرَمَةُ، أَي استَنْبَطَها من الْقُرْآن. قَالَ ابْن ُ الأَثير: هَذَا إِن أَراد تصديقَه، وَإِن أَراد تكذيبَه فَمَعْنَاه أَنَّه قَالَهَا من قِبَلِ نفسِه واختصّ بهَا. وأَنْقَرَ عنهُ إنْقاراً: كَفَّ، وَيُقَال: ضَرَبَ فَمَا أَنْقَرَ عَنهُ حَتَّى قتلَه، أَي مَا أَقْلَع عَنهُ، وَمِنْه حَدِيث ابْن عبّاس: مَا كَانَ الله لِيُقْلِعَ ولِيَكُفَّ عَنهُ حَتَّى يُهلِكَه، وَمِنْه قَول ذُؤَيْب بن زُنَيْمٍ الطُّهَوِيّ:
(لَعَمْرُكَ مَا وَنَّيْتُ فِي وُدِّ طَيِّئٍ ... وَمَا أَنا عَن شَيْءٍ عَنانِي بِمُنْقِرِ)
ونَقِرَ عَلَيْهِ، كفَرِحَ، ينقَرُ نَقَراً: غَضِبَ، والنَّقِرُ: الغضبان، وَيُقَال: هُوَ نَقِرٌ عَلَيْك. نَقِرَت الشّاةُ نَقَراً: أَصابتْها النُّقَرَةُ، كهُمَزَة، وَهِي داءٌ يصيبُ الغَنَمَ والبقَرَ فِي أَرْجُلِها فتَرِمُ مِنْهُ بُطونُ أَفخاذِها وتَظْلَعُ. وَقيل: هُوَ التِواءُ العُرْقوبَيْن.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: داءٌ يأْخُذُ المِعْزَى فِي حوافرِها وَفِي أَفخاذها فيُلْتَمَسُ فِي مَوْضِعه فيُرى كأَنَّه وَرَمٌ فيُكوى، فَيُقَال: بهَا نُقَرَةٌ. وعَنْزٌ نَقِرَةٌ. وَفِي الصِّحَاح: النُّقَرَةُ: داءٌ يأْخُذُ الشّاةَ فِي جُنوبِها، قَالَ المَرّار العَدَويّ:
(وَحَشَوْتُ الغَيْظَ فِي أَضلاعه ... فَهْوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِرْ)
وَفِي تَهْذِيب ابْن القطّاع: داءٌ يأْخُذُها فِي بطُون أَفخاذِها يَمْنعُها المَشْيَ، قَالَ: وَقد يعتري ذَلِك النَّاس. والنَّاقِرَةُ: ع بَين مكّة وَالْبَصْرَة. النَّاقِرَةُ: الدَّاهِيَةُ، وَالْجمع النَّواقِرُ، وَيُقَال: رَمَاه الدَّهرُ بناقِرَةٍ ونَواقِرَ، وَهُوَ مَجاز، وَيُقَال نَعوذُ بِاللَّه من العَواقِرِ والنَّواقِرِ، وَقد تقدَّم ذكر العواقِر. النَّاقِرَةُ: الحُجَّةُ والمُصيبَةُ. هَكَذَا بواو الْعَطف بَينهمَا، وَصَوَابه:)
الحُجَّةُ المُصيبَةُ، وجَمعها النَّواقِرُ، وَهُوَ مَجاز. على أَنه سيأْتي فِي كَلَام المصنّف ذِكرُ النَّواقِر وَقَالَ هُنَاكَ: الحُجَجُ المُصيباتُ. وَهُوَ يدلُّ على مَا قُلْنَا، وَلَو ذكَرَهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أَخصر. منَ المَجاز: يُقَال: مَا أَثابَهُ نَقْرَةً، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ مضبوطٌ فِي النّسَخ، وَقيل بالضَّمّ، ويدلّ لذَلِك قَول المصنّف فِي البصائر والزَّمخشريّ فِي الأَساس: وأَصلها النُّقْرَة الَّتِي فِي ظهر النَّواة. وَقد تقدم أَنَّهَا بالضَّم، أَي شَيْئا. وَفِي البصائر: أَي أَدنى شيءٍ. لَا يُسْتَعمَلُ إلاّ فِي النَّفي، قَالَ الشّاعر:
(وهُنَّ حَرىً أَن لَا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً ... وأَنْتَ حَرىً بالنّار حينَ تُثيبُ)
منَ المَجاز: النَّاقِرُ: السَّهمُ إِذا أَصابَ الهدَفَ، وَإِذا لم يكن صائباً فَلَيْسَ بناقِر. يُقَال: رَمَى الرَّامِي الغَرَضَ فَنَقَرَه، أَي أَصابه وَلم يُنْفِذْه، وَهِي سِهامٌ نَواقِرُ: مَصيبَةٌ، وأَنشَد ابْن الأَعرابيّ: خَواطِئاً كأَنَّها نَواقِرُ أَي لم تخطئ إلاّ قَرِيبا من الصَّوَاب. والمُنْقِرُ، كمُحْسِن: اللَّبَن الحامض جِدّاً، نَقله الصَّاغانِيّ. قلتُ: وَهُوَ لغةٌ فِي المُمْقِرِ، بالميمِ وَقد تقدم فِي مَوْضِعه. المِنْقَر، كَمِنْبَر: المِعْوَلُ، والجَمع المَناقِرُ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ مِنْقَرٌ: أَبو بَطْن من سعد ثمَّ من تَمِيم، وَهُوَ مِنْقَرُ بنُ عُبيد بنُ مُقاعِسٍ، واسْمه الْحَارِث بن عَمرو بن كَعْب بن سعد بن زيد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. والنَّقَرُ، مُحَرَّكَةً: ذَهابُ المالِ، وَمِنْه يُقَال: أَعوذُ بِاللَّه من العَقَرِ والنَّقَرِ، والعَقَر الزّمانَة فِي الجَسَد، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وأَنْقِرَةُ: ع بالحيرَةِ، أَعجميّ، وَاسْتَعْملهُ امْرُؤ الْقَيْس على عُجْمَته فَقَالَ: قد غُودِرَتْ بِأَنْقِرَهْ قيل أَنْقِرةُ: د بالرُّوم مَشْهُور، قيلَ: مُعَرَّبُ أَنكُورِيَةَ الَّتِي يُجلَبُ مِنْهَا ثيابُ الصّوف والخَزِّ، فَإِن صحَّ فَهِيَ عَمُّورِية الَّتِي غَزاها المعتصم بِاللَّه العبّاسيّ فِي شدَّة الْبرد، فِي قصَّة ذكرهَا القطبيّ فِي أَعلام الأَعلام، وَمَات بهَا امْرُؤ الْقَيْس بن حُجْر الكِنديّ الشّاعر حِين اجتاز بهَا من الرُّوم مَسْموماً، فِي قصَّة ذكرهَا أَهل التواريخ. والنَّقيرةُ، كسفينة: رَكِيَّةٌ مَعروفةٌ كَثِيرَة الماءِ، بينَ ثاجَ وكاظِمَةَ، قَالَه الأَزْهَرِيّ. ونُقَيْرَة، كجُهَيْنَةَ: ة بعَيْنِ التَّمْرِ، هَكَذَا وُجد فِي كتاب أَبي حنيفَة إِسْحَاق بن بِشْر بخَطِّ العَبْدَريّ فِي قصَّة مسير خَالِد بن الْوَلِيد من عَين التَّمْرِ. وضُرَيْبُ بنُ نُقَيْر، بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا، م معروفٌ، أَو هُوَ نُفَيْر بِالْفَاءِ، وَيُقَال فِيهِ، أَي فِي نُقَيْرِ: نُقَيْلٌ، أَيضاً صحابيٌّ، المُراد بِهِ أَبوه، رَوى عَنهُ ابنُه ضُرَيْبٌ المَذكور، ويُكْنَى ضُرَيْبٌ أَبَا السَّليل، وَحَدِيثه فِي سنَن النِّسائيّ، وَلَو قَالَ: ونُقَيْرٌ كزُبَيْر والِدُ ضُرَيْبٍ صحابيٌّ، كَانَ أَنْسَب. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: قَالَ العُقَيليّ: مَا ترك عِنْدِي نُقارَةً إلاّ انْتَقَرَها، نُقارَةٌ، بالضَّمّ، أَي)
مَا تركَ عِنْدِي شَيْئا إلاّ كتبهُ، ونصّ النَّوادر: لَفْظَة مُنتخبَةً مُنْتقاةً إلاّ أَخَذَها لِذاتِه. والنُّقارَةُ: قَدْرُ مَا يَنْقُرُ الطَّائِرُ. وإنَّه لَمُنَقَّر العَيْنِ، كمُعَظَّم، ومُنْتَقَرُها، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ، أَي غائِرُها. منَ المَجاز: انْتَقَرَ الرجلُ، إِذا دَعَا بَعْضًا دون بعض، فكأَنَّه اختارَهم واختصَّهم من بَينهم، قَالَ طَرَفَة:
(نَحْنُ فِي المَشْتاةِ نَدْعو الجَفَلَى ... لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ)
انتقرت الخَيْلُ بحوافِرِها نُقَراً، أَي احتَفَرَت بهَا، قَالَه اللَّيْث، وَكَذَا إِذا جَرَت الــسُّيول على الأَرضِ. يُقَال: انْتَقَرَت نُقَراً يَحْتَبِسُ فِيهَا شيءٌ من الماءِ. والنَّقْرَةُ، بِالْفَتْح، هَذَا قَول الجُمهور. وَيُقَال: مَعْدِنُ النَّقْرَة. وَقد تُكْسَر قافُهما، وَفِي مُخْتَصر الْبلدَانِ: وَقد تُكسَر النُّون، ولعلَّه غلطٌ: مَنْزِلٌ لِحاجِّ العراقِ، بَين أُضاخَ ومَاوَانَ، قَالَ أَبو المِسْوَر:
(فَصبَّحَتْ مَعْدِنَ سُوقِ النَّقْرَهْ ... وَمَا بأَيِديهَا تُحِسُّ فَتْرَهْ)

(فِي رَوْحَةٍ مَوصولَةٍ بِبُكْرَهْ ... من بينِ حَرْفٍ بازِلٍ وبَكْرَهْ)
وَقَالَ السَّكُونِيّ: النَّقِرَة، بِكَسْر الْقَاف، هَكَذَا ضَبطه ابْن أَخي الشّافعيّ، بطرِيق مكَّة، يجيءُ المُصْعِد إِلَى مكَّة من الحاجر إِلَيْهِ، وَفِيه بِرْكَةٌ وثلاثُ آبارٍ: بئرٌ تُعرَف بالمَهدِيّ، وبئران تُعرَفان بالرَّشيد، وآبارٌ صغارٌ للأَعراب تُنْزَحُ عِنْد كَثرَة النَّاس، وماؤُهُنَّ عَذْبٌ، ورِشاؤُهُنَّ ثَلَاثُونَ ذِرَاعا، وَعِنْدهَا تفترق الطَّريق، فَمن أَراد مكّة نَزَلَ المُغيثَةَ، وَمن أَراد المدينَةَ أَخَذَ نَحْو العُسَيْلَة فنَزَلَها. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: كُلُّ أَرضٍ مُتَصَوِّبَةٍ فِي هَبْطَة فَهِيَ نَقِرَةٌ، كَفَرِحَة، قَالَ: وَبهَا سُمِّيَت نَقِرَةُ الَّتِي بطرِيق مكّة شرَّفها الله تَعَالَى. قَالَ أَبو زِيَاد: لبني فَزارَة فِي بِلَادهمْ نَقِرَتانِ بَينهمَا مِيلٌ، هَكَذَا نقلَه عَنهُ ياقوت. وبناتُ النَّقَرَى، كجَمَزَى:وَهُوَ مَجاز، وَفِي التَّهْذِيب: مَا أَغنى عني نَقْرَةً وَلَا فَتْلَةً وَلَا زُبالاً. وَهُوَ يُصَلِّي النَّقَرَى: يَنْقُرُ فِي صلَاته نَقْرَ الدِّيك. وَقد نُهِيَ عَنهُ، وَهُوَ مَجاز. والنَّقْرُ: الأَخْذُ بالإصبَع، وَمِنْه حَدِيث أَبي ذَرٍّ: فلمّا فرغوا جعلَ يَنْقُر شَيْئا من طعامهم، أَي يأْخُذُ مِنْهُ بإصبعه. وَقَالَ العجّاج:
(دافَعَ عنّي بنُقَيْرٍ مَوْتَتي ... بعدَ اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتى)
نُقَيْرٌ، كزُبَيْر: مَوضِع، أَخبرَ أَنَّ الله أَنْقَذَه من مرضٍ أَشْفَى بِهِ على المَوْت. ونَقِرَ الرجلُ، كفَرِحَ: صَار نَقيراً، أَي فَقِيرا. والنَّقَّار، كشَدَّاد: النَّقّاشُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ الَّذِي ينقش الرُّكُبَ واللُّجُمَ ونَحوَها، وَكَذَلِكَ الَّذِي ينقُر الرَّحَى.
وَيُقَال: مَا لِفُلان بِموضع كَذَا نَقِرٌ ونَقِزٌ بالرَّاء وبالزَّاي: يُرِيد بِئْرا أَو مَاء. والنّواقِيرُ فُرْجَةٌ فِي جَبَلٍ بَين عكّا وصَفَد، على سَاحل بحرِ الشَّام، نقرَها الإسكندرُ. قَالَه ياقوت. وَفِي حَدِيث عثمانَ البَتِّيّ: مَا بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعلمُ بِالْقضَاءِ من ابْن سيرينَ، أَراد بِالْبَصْرَةِ، وأَصل النُّقْرَة: حُفرةٌ يَستَنْقِعُ فِيهَا الماءُ. ونُقَيْرَة بن عَمروٍ الخُزاعِيّ، كجُهَيْنَة، ذُكِر فِي الصَّحَابَة، وَفِيه نظَرٌ، روَى عَن عُمَر، وَعنهُ حِزامُ بنُ هِشَام. ونُقرانُ، كعُثمانُ: موضعٌ ببادية تَمِيم. والمُناقَرَة، المُنازَعةُ، وَقد ناقَرَه: نازَعَه. والتَّنْقير: التَّفتيش. وَيُقَال للرجل إِذا لم يسْتَقِم على الصَّوابِ: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه، قَالَ ابْن مُقبِل:
(وأَهْتَضِمُ الخالَ العزيزَ وأَنتحي ... عَلَيْهِ إِذا ضَلَّ الطَّريقَ نَواقِرُه)
وَهُوَ مَجاز. ورجلٌ نَقَّارٌ، كشَدّاد: مُنَقِّرٌ عَن الأُمور والأَخبار. والانْتِقارُ: الاختصاصُ. وَإِذا ضَرَبَ الرجلُ رأْسَ رجلٍ. قلتَ: نَقَرَ رأْسَه، وَكَذَا العُود، والدُّفّ، بإصبعِه. وأَنْقَرَ الرَّجل بالدَّابَّةِ إنقاراً، مثل نَقَرَ بِهِ نَقْراً. والنَّقير: كأَمير: اسْم ذَلِك الصَّوتِ، قَالَ الشَّاعِر:
(طَلْحٌ كَأَنَّ بطنَهُ جَشيرُ ... إِذا مَشَى لكَعْبِه نَقيرُ)
والنَّاقور: القلبُ، رَوَاهُ ثَعلبٌ عَن ابْن الأَعرابيّ. والنَّقيرةُ، كسفينةٍ: مَوضِعٌ بَين الأَحساءِ والبَصْرَة. والنَّقيرة: سفينةٌ صغيرةٌ، وَهِي الجَرْمُ. ونَقَرَى، مُحَرَّكَةً: مَوضِعٌ، قَالَ:
(لَمَّا رأَيْتُهُمُ كَأَنَّ جُمُوعَهُمْ ... بالجِزْعِ من نَقَرَى نِجاءُ خَرِيفِ)
وسَكَّنَه الهُذَلِيُّ ضَرُورَة فَقَالَ:
(ولمّا رَأَوا نَقْرَى تَسِيلُ إِكامُها ... بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيَةٍ غُلْبِ)
والنُّقار، كغُراب: مَوضِعٌ يكون فِي الْجبَال تَجْتَمِع إِلَيْهِ الْمِيَاه. والأَنْقِرَةُ: جَمْعُ نَقيرٍ، مثل رغيفٍ وأَرْغِفَةٍ، وَهُوَ حُفرَةٌ فِي الأَرضِ، قَالَ الأَسودُ بنُ يَعْفُر:) (نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ يسيلُ عليهمُ ... ماءُ الفراتِ يجيءُ من أَطوادِ)
وَقَالَ أَبو عَمرو: النَّواقِرُ: المُقَرْطِساتُ. وَقَالَ أَبُو سعيد: المُتَنَقِّر: الدَّعَّاءُ على الأَهل وَالْمَال، يَقُول، يَقُول، أَراحَني اللهُ مِنكم، ذَهَبَ اللهُ بِمَالِه. وَفِي الحَدِيث: فأَمَرَ بنُقْرَةٍ من نُحاس فأُحْمِيَتْ. قَالَ ابْن الأَثير: النُّقْرَة: قِدْرٌ يُسَخَّن فِيهَا الماءُ وَغَيره، وَقيل هُوَ بِالْبَاء المُوَحَّدة، وَقد تقدّم. وانْتَقَرَت الــسُّيولُ نُقَراً، إِذا أَبْقَتْ حُفَراً فِي الأَرضِ يَحتَبِسُ فِيهَا شيءٌ من المَاء. وكَفْرُ النَّاقِر: قريةٌ صغيرةٌ بِمصْر بِالْقربِ من مَسْجِد الخَضِر. والنَّقَّار، كشَدَّاد: لقبُ أَبي عليٍّ الحَسَنِ بن داوُد المُقرئ بالكُوفة، مَاتَ سنة. ونُقار، كغُراب: موضعٌ فِي ديار أَسَدٍ بنَجْد. والنَّقْراءُ، بِالْفَتْح ممدوداً ويُقْصَر: حَرَّةٌ حَجازِيَّة. والنَّقْرُ بِالْفَتْح: جَبَلٌ بحِمَى ضَرِيَّة بأَقبال نَضادِ عِنْد الجَثْجاثة. وَقيل ماءٌ لغنيّ قَالَه الأَصمعيّ وأَنشد:
(ولَنْ تَرِدِي مِذْعَى ولَنْ تَرِدي زَقا ... وَلَا النَّقْرَ إلاّ أَنْ تُجِدِّي الأَمانِيا)
ونقرها: قريةٌ بالبحيرة من مصر. والنُّقارَةُ بالضَّمِّ: مَا يبْقى من نَقْرِ الحِجارَة، مثلُ النُّجارَة والنُّحاتَة. والنِّقارُ، ككِتاب، مَوضِع فِي الْبَادِيَة بَين التيه وحِسْمَى، فِي خبَرِ المتَنَبِّي لمّا هرب من مصر. والنَّقير، كأَمير: موضعٌ بَين هَجَر والبَصْرَة. وَذُو النَّقير ماءٌ لبني القَيْن من كلْب قَالَه ابْن السِّكِّيت وأَنشدَ قولَ عُرْوَةَ:
(ذَكَرْتُ منازِلاً من أُمِّ وَهْبٍ ... مَحَلَّ الحَيِّ أَسْفَلَ ذِي النَّقيرِ) 
(نقر) : نَقْرَي: حَرَّةٌ.
(نقر) الطَّائِر فِي الْموضع سهله ليبيض فِيهِ وباسم فلَان سَمَّاهُ من بَين الْجَمَاعَة وَالشَّيْء وَعنهُ بحث عَنهُ وفتش

نقر


نَقَرَ(n. ac. نَقْر)
a. ['Ala], Smacked (tongue); snapped (
finger ); filliped (ear).
b. Hit, struck; reviled.
c. Hollowed out.
d. [Fī], Carved, engraved, sculptured.
e. [Fī], Blew (trumpet).
f. Pecked, picked.
g. [acc. & 'An], Pecked away, removed from ( the chicken :
egg ).
h. ['An]
see II (b)i. see VIII (c)j. [Bi], Preferred, signalled out.
نَقِرَ(n. ac. نَقَر)
a. Became irritated.

نَقَّرَa. see I (f)b. [acc.
or
'An], Examined, tested.
c. [acc. & Bi], Called by (name).
d. [Fī], Nested in.
نَاْقَرَa. Quarreled, wrangled with; contradicted; teased;
expostulated with.

أَنْقَرَ
a. ['An], Abstained from.
b. see I (a) (c).
تَنَقَّرَ
a. [acc.]
see II (b)
إِنْتَقَرَa. see I (f)b. [acc.]
see II (b)c. [acc. & Bi], Scraped up the ground (horse).
d. [ acc. or
Bi], Called aside.
e. Chose, selected.
f. Wrote; engraved.
g. Was hollowed out.

نَقْرa. Excavation, cavity; engraving.
b. Smack; snap.

نَقْرَة
نِقْرa. see 3t (e)
نِقْرَةa. see 23
نُقْرَة
(pl.
نُقَر نِقَاْر)
a. see 1 (a)b. Cavity, socket; pit ( of the
stomach ); hollow ( on the back of the neck).
c. Dimple.
d. Nest.
e. Spot on a date-stone.
f. (pl.
نِقَاْر), Molten gold or silver.
g. Money.

نَقَرa. Anger, irritation.
b. Loss, misfortune, calamity.
c. A certain disease ( in sheep ).

نَقَرَىa. Slander, defamation.

نَقِرa. Vexed, angry.
b. Diseased.

مِنْقَر
(pl.
مَنَاْقِرُ)
a. Pick, pick-axe.
b. (pl.
مَنَاْقِيْرُ), Wooden bowl.
c. Reservoir; well.

نَاْقِر
(pl.
نَوَاْقِرُ)
a. Hitting the mark (arrow).
نَاْقِرَة
(pl.
نَوَاْقِرُ)
a. Misfortune.
b. Conclusive argument; proof.
c. see 23
نِقَاْرa. Dispute, altercation.

نُقَاْرَةa. Pick, peck; beakful.
b. Chippings, stone-dust.

نَقِيْرa. see 3t (e)b. (pl.
نُقَر), Hollow stump of a palm-tree.
c. Ladder.
d. (pl.
نِقْرَاْن), Trough, tub ( for mortar ).
e. (pl.
أَنْقِرَة)
see 1 (a)f. Origin.

نَقَّاْرa. Pecking.
b. Sculptor; engraver; borer.
c. Investigator.
d. A kind of sparrow.

نَقَّاْرَة
a. [ coll. ], Kettledrum; cymbal;
tambourine.
نَاْقُوْر
(pl.
نَوَاْقِيْرُ)
a. Trumpet; horn.

مِنْقَاْر
(pl.
مَنَاْقِيْرُ)
a. Beak, bill; mandible.
b. Pick; adz.
c. Tip ( of a boot ).
d. see 20 (b)
N. Ac.
نَاْقَرَ
a. see 23
نُقَّيْرَة
a. [ coll. ]
see 28t
نَقَرَى
a. Specially.

مُنْقُر
a. see 20
أُنْقُوْر
a. see 3t (e)
بَنَات النَّقَرَى
a. Scandal-mongers (women).
مُنَقَّر العَيْن
مُنْتَقَِر العَيْن
a. Hollow-eyed.

مَا أَثَابَهُ نُقْرَةً
a. He did not reward him with anything.

لَيْسُوا فى نَقِيْرٍ
a. They are people of no account.

نصر

ن ص ر

نصره الله تعالى على عدوّه ومن عدوّه: " ونصرناه من القوم الذين كذّبوا " نصراً ونصرة، والله ناصره ونصيره. واستنصرته عليه، وتناصروا، وهم أنصاري. وانتصرت منه. ورجل نصراني وامرأة نصرانيّة ونصران ونصرانة، وقوم نصارى، وتنصّر، ونصّر ولده. ومن المجاز: أرض منصورة: مغيثة، ونصر الله الأرض: سمّى المطر نصراً كما سمّى فتحاً. ومدّت الوادي النواصر: المسابل التي تأتي بالماء من بعيد، الواحد: ناصر. ووقف سائل على قوم فقال: انصروني نصركم الله: يريد أعطوني أعطاكم الله.
(ن ص ر) : (النَّصْرُ) خِلَافُ الْخِذْلَانِ وَبِهِ سُمِّيَ نَصْرُ بْنُ دَهْمَانَ الْمَنْسُوبُ إلَيْهِ مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ وَالْحَارِثُ النَّصْرِيُّ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ فَلَوْ أَنَّ نَصْرًا فِي (ص ح) (النَّاصُورُ) قُرْحَةٌ غَائِرَةٌ قَلَّمَا تَنْدَمِلُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ كَانَ بِي النَّاصُورُ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ «صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» هَكَذَا فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد.
نصر
النَّصْر: عَوْنُ المَظْلُوْمِ. والأنْصَارُ: جَماعَة الناصِرِ. وانْتَصَرَ: انْتَقَمَ من ظالِمِه. والنّصْرَةُ: حُسْنُ المَعُوْنَةِ. والنَّصِيْرُ: الناصرُ. والنُّصُوْرُ: النصْرُ. وفي المَثَل: " لا تَعْدَمُ من ابْنِ عَمِّكَ نَصْراً "، و " لا يَمْلِكُ مَوْلىً لِمَوْلىً نَصْراً ".
ويُقال: أنْصَارٌ وأَنَاصِيْرُ. والتَنَصرُ: الدخوْلُ في النَصْرَانِيةِ، وهم يُنْسَبُونَ إلى قَرْيَةٍ يُقال لها نَصُوْرِيَّةُ. ونَصْرَانَة: في مَعْنى نَصْرَانِيَّةٍ.
والنَوَاصِرُ من المَسَائلِ: ما جاء من مَكانٍ بَعِيدٍ فينصُر الــسيُوْلَ، الواحِدُ ناصِرٌ. وقيل: هو قاعٌ يَسِيْلُ.
وأرْضُ بَني فُلانٍ مَنْصُوْرَةٌ: أي مَغِيْثَةٌ. ونَصَرْتُ أَرْضَ بَني فلانٍ: أي انْتَجَعْتها. والنَّاصُوْرُ: قَوم من العَجَم.
ن ص ر: (نَصَرَهُ) عَلَى عَدُوِّهِ يَنْصُرُهُ (نَصْرًا) ، وَالِاسْمُ (النُّصْرَةُ) . وَ (النَّصِيرُ) (النَّاصِرُ) وَجَمْعُهُ (أَنْصَارٌ) كَشَرِيفٍ وَأَشْرَافٍ. وَجَمْعُ النَّاصِرِ (نَصْرٌ) كَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ. وَ (اسْتَنْصَرَهُ) عَلَى عَدُوِّهِ سَأَلَهُ أَنْ يَنْصُرَهُ عَلَيْهِ. وَ (تَنَاصَرَ) الْقَوْمُ نَصَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (انْتَصَرَ) مِنْهُ انْتَقَمَ. وَ (نَصْرَانُ) بِوَزْنِ نَجْرَانَ قَرْيَةٌ بِالشَّامِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا (النَّصَارَى) ، وَيُقَالُ: اسْمُهَا (نَاصِرَةُ) . وَ (النَّصَارَى) جَمْعُ (نَصْرَانٍ) وَ (نَصْرَانَةٍ) كَالنَّدَامَى
جَمْعُ نَدْمَانٍ وَنَدْمَانَةٍ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ نَصْرَانٌ إِلَّا بِيَاءِ النِّسْبَةِ. وَ (نَصَّرَهُ تَنْصِيرًا) جَعَلَهُ (نَصْرَانِيًّا) . وَفِي الْحَدِيثِ: «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ» . 
[نصر] نه: فيه: كل مسلم عن مسلم محرم أخوان "نصيران"، أي هما أخوان يتناصران ويتعاضدان، وهو ناصر أو منصور لأن كلًا من المتناصرين ناصر ومنصور. ومنه ح الضيف المحروم: فإن "نصره" حق على كل مسلم حتى يأخذ بقوى ليلته، قيل: لعله في مضطر لا يجد ما يأكله ويخاف التلف فله الأكل من مال أخيه بقدر الضرورة بالضمان. وفيه: إن هذه السحابة "تنصر" بني كعب، أي تمطرهم، نصرت الأرض فهي منصورة أي ممطورة، ونصر الغيث البلد- إذا أعانه على الخصب والنبات، وقيل: هو في قصة خزاعة وهم بنو كعب حين قتلهم قريش في الحرم بعد الصلح فاستنصروا به صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذه السحابة تنصر أرض بني كعب، أي بما فيها من ملائكة، فهو من النصر والمعونة. وفيه: لا يؤمنكم "أنصر"، أي أقلف- فسر به في الحديث. ط: فذلك "نصرك" إياه، أي منعك أخاك من الظلم نصرك إياه من الشيطان الذي يغويه وعلى نفسه التي تأمره بالسوء. ن: امرؤ "تنصر"، أي صار نصرانيًا. غ: "من "ينصرني" من الله" يمنعني. ونصرت المكان: أتيته، و"النصارى" جمع نصران، والأنثى نصرانة- منسوبة إلى ناصرة. و"ألا إن "نصر" الله" مر في كذبوا.
[نصر] نَصَرَهُ الله على عدوِّه يَنْصُرُهُ نَصْراً. والاسم النُصْرَةُ. والنَصيرُ: الناصر، والجمع الانصار، مثل شريف وأشراف. وجمع الناصر نصر، مثل صاحب وصحب. واستنصره على عدوه، أي سأله أن يَنْصُرَهُ عليه. وتَناصَروا: نَصَرَ بعضُهم بعضاً. ونَصَرَ الغيث الأرضَ، أي غاثَها. ونُصِرَتِ الأرضُ فهي مَنْصورَةٌ، أي مطرتْ. وقال يخاطب خيلاً : إذا دَخَلَ الشهرُ الحرامُ فَجاوِزي * بلادَ تميمٍ وانْصُري أرضَ عامرِ - وانْتَصَرَ منه: انتقم. ونصر: أبو قبيلة من بنى أسد * وهو نصر ابن قعين. قال الشاعر : شأتك قعين غثها وسمينها * وأنت السه السفلى إذا دعيت نصر - والنَصْرُ: العطاءُ. قال رؤبة: إنِّي وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطرا * لَقائلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصرا - والنَصارى: جمع نَصرانٍ ونَصْرانةٍ، مثل الندامى جمع ندمان وندمانة. قال الشاعر : فكلتاهما خرت وأسجد رأسها * كما أسجدت نصرانة لم تحنف - ولكن لم يستعمل نَصْرانٌ إلا بياء النسب، لأنَّهم قالوا: رجلٌ نَصْرانيٌّ وامرأةٌ نَصرانيَّةٌ. ونَصَّرَهُ: جعله نَصْرانِيًّا. وفي الحديث: " فأبواه يهودانه وينصرانه ".
ن ص ر : نَصَرْتُهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَنَصَرْتُهُ مِنْهُ نَصْرًا أَعَنْتُهُ وَقَوَّيْتُهُ وَالْفَاعِلُ نَاصِرٌ وَنَصِيرٌ وَجَمْعُهُ أَنْصَارٌ مِثْلُ يَتِيمٍ وَأَيْتَامٍ وَالنُّصْرَةُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْهُ وَتَنَاصَرَ الْقَوْمُ مُنَاصَرَةً
نَصَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَانْتَصَرْتُ مِنْ زَيْدٍ انْتَقَمْتُ مِنْهُ وَاسْتَنْصَرْتُهُ طَلَبْتُ نُصْرَتَهُ وَالنَّاصُورُ عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي الْبَدَنِ مِنْ الْمَقْعَدَةِ وَغَيْرِهَا بِمَادَّةٍ خَبِيثَةٍ ضَيِّقَةِ الْفَمِ يَعْسُرُ بُرْؤُهَا وَتَقُولُ الْأَطِبَّاءُ كُلُّ قُرْحَةٍ تُزْمِنُ فِي الْبَدَنِ فَهِيَ نَاصُورٌ وَقَدْ يُقَالُ نَاسُورٌ بِالسِّينِ وَرَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ بِفَتْحِ النُّونِ وَامْرَأَةٌ نَصْرَانِيَّةٌ وَرُبَّمَا قِيلَ نَصْرَانٌ وَنَصْرَانَةٌ وَيُقَالُ هُوَ نِسْبَةٌ إلَى قَرْيَةٍ اسْمُهَا نَصْرَةُ قَالَهُ الْوَاحِدِيُّ وَلِهَذَا قِيلَ فِي الْوَاحِدِ نَصْرِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَالنَّصَارَى جَمْعُهُ مِثْلُ مُهْرِيٌّ وَمَهَارَى ثُمَّ أُطْلِقَ النَّصْرَانِيُّ عَلَى كُلِّ مَنْ تَعَبَّدَ بِهَذَا الدِّينِ. 

نصر


نَصَر(n. ac. نَصْر
نُصُوْر)
a. Helped, aided; succoured; rescued.
b. [acc. & 'Ala
or
Min], Delivered, saved from; vindicated from.
c.(n. ac. نَصْر), Watered.
d. Gave to.

نَصَّرَa. Made a Christian.

نَاْصَرَa. see I (a)
تَنَصَّرَ
a. [La], Strove to help &c.; defended.
b. Became a Christian.

تَنَاْصَرَa. Helped each other.
b. Agreed, tallied (accounts).
إِنْتَصَرَ
a. ['Ala], Overcame, vanquished; triumphed over.
b. [Min], Revenged himself upon; cleared himself from.
c. Defended himself.

إِسْتَنْصَرَ
a. [acc. & 'Ala], Asked the help of.... against.
b. [Bi], Had, took as his defender.
c. Begged.

نَصْرa. Help, aid, succour.
b. Victory, triumph, conquest.
c. see 21 (a)d. Spoil, booty.
e. Rain.
f. Gift.

نَصْرَةa. see 1 (a) (b).
نَصْرِيّa. see 33yi
نُصْرَةa. see 1 (a) (b), (e).
نُصَرa. see 21 (a)
أَنْصَرُa. Uncircumcised.

نَاْصِر
(pl.
نَصْر
نُصَّاْر أَنْصَاْر
أَنَاْصِيْرُ)
a. Helper; defender; support, auxiliary.
b. (pl.
نَوَاْصِرُ), Channel.
نَاْصِرَةa. Nazareth.

نَاْصِرِيّa. Nazarene.

نَصِيْر
(pl.
أَنْصَاْر
نُصَرَآءُ
43)
a. see 21 (a)
نَصُوْرa. Defender, protector; champion.

نَصَّاْرa. see 26
نَصْرَاْنُa. see 33yi
نَصْرَاْنَةa. see 33yit (b)
نَصْرَاْنِيّ
(pl.
نَصَاْرَى
22ya
أَنْصَاْر)
a. Christian; Nazarene.

نَصْرَاْنِيَّة
a. [art.], Christianity.
b. Christian woman.

أَنْصَاْر
a. [art.], Surname of the inhabitants of Medina.
نَصَاْئِرُa. Gifts.

N. P.
نَصڤرَa. Aided, assisted.

N. Ag.
إِنْتَصَرَa. Victorious; victor, conqueror, vanquisher.

N. Ac.
إِنْتَصَرَa. Victory, triumph.

N. Ag.
إِسْتَنْصَرَa. Suppliant.
b. Beggar.
نصر: نصر من: انتقم من (المقري 2: 698).
نصر: أنجد، أمد، أعان (البيان 1، المقدمة 88: 1 رقم 3).
نصر: جعله نصرانيا، عمده (همبرت 27، بوشر).
ناصر: ساعد، انجد (روجرز 155: 12 و157) وفي (محيط المحيط): ( .. وناصره مناصرة نصر أحدهما الآخر).
ناصر: قاتل؟ (عباد 2: 194): فإن كنت لا تستطيع الجواز فابعث إلي بما عندك من المراكب لا جوز إليك وأناصرك في أحب البقاع لديك؛ ولما كان تفسيري هذا غاية في الغرابة يخيل إلي أن المقصود وأقاصدك (3: 232). -التفسير أيضا لا يخلو من الغموض. المترجم- انصر: ساعد. أنجد (عباد 2: 191): واجب على كل مسلم إغاثة أخيه المسلم والأنصار له؛ هناك تحريف في كلتا المخطوطتين، فالكلمة هي الانتصار وهي غير موجودة في المخطوطة الأولى أو في الثانية وإنما في الثالثة التي هي اردأ المخطوطات عامة.
انتصر على: ظفر (جوليوس) (بوشر) و (في محيط المحيط) (انتصر عليه: استظهر) استولى، ربح المعركة (هلو، البكري 189، ألف ليلة برسل 6: 259).
انتصر ب؛ عضد ب (أخبار 86: 4): وكانوا قد -أضفنا كلمة قد إلى الأصل. المترجم- رجوا دخول قرطبة والتوسع في معاشها والانتصار بأهلها. أو استنجد (معجم أبي الفداء).
انتصر لفلان أي صار له نصيرا أي دافع عن (معجم أبي الفداء، محمد بن الحارث 273) وهو يقول سب رب عبدناه أن لم ننتصر له إنا لعبيد سوء (المقري 1: 152 و6 و285 و486 و1: 572، 20، 418، 3، 938، 4، 2: 51 عباد 2: 125) (قمت بتصحيح الملاحظة 3: 213) (مملوك 2: 1 ابن بطوطة 415: 4: 239 أماري 255، المقدمة 1: 32 و2: 365 و10 البربرية 1: 299).
انتصر له ومنه: ثأر لفلان من (بسام 3: 23): الانتصار لكواف المسلمين من فعلهم الذميم؛ انتصر ل فلان وانتصر من: انتصر لفلان من الإهانات التي لحقته من فلان (حيان 66): ان سوارا، أمير عرب غرناطة غزا البحرين الذين اختطوا مدينة بجانة وقد بلغه استخفافهم بمن جاورهم من العرب الغسانيين واستطالتهم عليهم فقصدهم سوار طمعا في الانتصار لقومه الغسانيين منهم.
استنصر به: في (محيط المحيط): (استنصر بفلان استغاث به) وفي (فوك): بالله ويفلان، أو طلب العون من (النويري أسبانيا 478): وكان ابن غومس القومس مع شنشول يريد قرطبة معاقدا له يستنصر به على من يناوبه من القمامسة.
انتصر ل فلان= انتصر له: (معجم أبي الفداء إلا أن الاستشهاد لم يكن صحيحا).
نصرة. نصرة الداخل في (محيط المحيط): (النصرة المرة ونصرة الداخل عند أهل الرمل شكل صورته هكذا: ونصرة الخارج شكل آخر صورته هكذا.).
نصري: منتصر (بوشر).
نصراني: انظر معنى الكلمة في لعبة طاب عند (لين 2: 61).
ناصرة: منشأة خارجية بين القلعة والمدينة تستخدم للدفاع وللهجوم (روجرز 180: 3).
ناصري. الدرهم الناصري: (المقري 1: 694): يساوي ستة فلوس من فلوس المرابطين، والدوقية 32 درهما (مارمول 2: 254) انظر (ليون 569). ويساوي ثمانية سنتات ونصف سنت (بربروجر 286)؛ في تونس تساوي الاربع نصريات سبعة سنتات (براكس جريدة الشرق والجزائر 5: 290 وانظر 294).
عصابة ناصرية: (ابن خلكان 10: 4): في الحديث عن صبايا بغداد يعتصبن العصائب الناصريات؛ إن السيد دي سلان (4: 4 رقم 3) إن كلمة عصابة قد سميت ناصرية تيمنا بصلاح الدين إذ ان اللقب الرسمي كان: الملك الناصر.
ناصور: انظر ناسور.
تنصير: تعميد (همبرت 154).
تنصيري: تعميدي (بوشر).
منصر والجمع مناصر: عامية منسر: فرقة، عصابة لفافة، ربطة (بوشر).
منصورية: قميص استعير اسمه من أمير المؤمنين المنصور أبي العباس أحمد الشريف الحسني لأنه هو الذي أدخله في أزياء عصره (المقري 3: 634): وقال وقد لبس منصورية من النوع الذي يقال له قلب حجر والمنصورية نوع لبس معروف بالمغرب استخرجه السلطان المذكور وأضافه إلى اسمه. ترجمها (دومبي 82) إلى indusium. يقرر هوست في كتابه (أخبار عن مراكش ص119) أن نساء مراكش يلبسن: 1 - القميص 2 - القفطان 3 - ويلبس بعضهن فوق هذا الثوب منسرية ueberzug من تيل الكتان الرقيق.
4 - وأخيرا الحيك. وقد تأيد هذا المذهب من قبل كرابر دي همسو في كتابه (المرأة ص82) المكتوبة فيه الكلمة monsoria ويكتبها (دونباي. النحو المغربي العربي ص82)، منصورية ويترجم الكلمة بأنها indusium. وبوجه آخر هناك (فلوجل) (67 ص7) الذي يقول أن نساء مراكش يلبسن: أولا: المنسرية: أي القميص المغلق من وراء بأزرار.
ثانيا القفطان.
ثالثا: قميص ثان. يبدو أن هذه الكلمة فقدت مقطعها الأول لأننا نقرأ الآن عند (مالتزان) إن نساء تونس يلبسن (سورية أي قميصا داخليا واسعا فضفاضا يختلف قليلا، في جوهره عن (جبة) الرجال وأوسع منها في الأكمام).
إن (هاملتن 2) يشهد، أيضا أن (بن غازي) يلبس قميصا ذا أكمام واسعة هي السورية فوقه فرملة أو زبون.
مناصر: مساعد، معاون (بوشر).
متنصر: المرتد عن إسلامه إلى المسيحية (الكالا).
نصطفير: نوع طير (ياقوت 1: 855).
ن ص ر

النَّصْرُ إعانةُ المَظْلومِ نَصَرَه يَنْصُره نَصْراً ورَجُلٌ ناصِرٌ من قَوْمٍ نُصَّارٍ ونَصْرٍ وأَنْصَارِ قال

(واللهُ سَمَّى نَصْرَكَ الأَنْصارا ... آثرَكَ اللهُ به إيثارَا)

وقَوْلُ خِداشِ بن زُهَيرٍ

(فإن كُنْتَ تَشْكُو من خليلٍ مَخَانَةً ... فتِلْكَ الحَوارِي عَقُّها ونُصُورُها)

يَجُوزُ أن يكونَ نُصُورٌ جَمْعَ ناصِرٍ كشاهدِ وشُهودٍ وأن يكونَ مصْدراً كالخُرُوجِ والدُّخُولِ وقولُ أُمَيَّةَ الهُذَلِيِّ

(أولَئِكَ آبائِي وَهُمْ لي ناصِرٌ ... وهُمْ لَكَ إن صَانَعْتَ ذلك مَعْقِلُ)

أراد جمع ناصرٍ كقَوْلِه تعالى {نحن جميع منتصر} القمر 44 والنَّصِيرُ الناصِرُ والجمعُ أنْصَارٌ والأنْصَارُ أنْصَارُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم غَلبتْ عليهم الصِّفَة فَجَرَى مَجْرى الأسْماءِ كأنَّه اسْمُ الحيِّ ولذلك أُضِيفَ إليه بِلَفْظِ الجَمْعِ فَقِيلَ أنصاريٌّ وقال رَجُلٌ نَصْرٌ وقومٌ نَصْرٌ فَوَصَفُوا بالمَصْدَرِ كَرَجُلٍ عَدْلٍ وقَوْمٍ عَدْلٍ عن ابن الأعرابيِّ والنُّصْرةُ حُسْنُ المَعُونةِ والانْتِصارُ الانْتِقامُ وفي التنزيل {ولمن انتصر بعد ظلمه} الشورى 41 وقوله عزَّ وجلَّ {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} الشورى 39 إن قال قائلٌ أَهُمْ مَحْمودُونَ على انْتِصارِهم أم لا قيل مَن لم يُسْرفْ ولم يُجاوِزْ ما أمَرَ الله به فهو مَحْمودٌ والاسْتِنْصارُ اسْتِمدادُ النَّصْرِ وليس من باب تجلَّم وتنزَّر والتَّناصُرُ التَّعاونُ على النَّصْر وتَناصَرَتِ الأخبارُ صَدَّقَ بعضُها بعضاً والنَّواصِرُ مَجارِي الماءِ إلى الأَوْدِية واحِدُها ناصِرٌ والناصِر أَعْظَمُ من التَّلْعَةِ يكون مِيلاً ونَحْوه ثم تَمُجُّ النواصِرُ في التِّلاعِ وقال أبو حنيفةَ النَّاصِر والناصِرةُ ما جاء من مكانٍ بَعيدٍ إلى الوادِي فَنَصَرَ الــسُّيُولَ ونَصَرَ البِلادَ يَنْصُرُها أتاها عن ابن الأعرابي وأنشد

(إذا دَخَلَ الشَّهْرُ الحرامُ فَوَدِّعِي ... بِلادَ تَميمٍ وانْصُرِي أرْضَ عامرِ)

ونَصَرَ الغَيْثُ الأرضَ نَصْراً سَقاها قال

(مَنْ كان أَخْطأهُ الرَّبيعُ فإنَّما ... نَصْرُ الحجازِ بِغَيْثِ عبد الواحِدِ)

ونَصَرَه يَنْصُرُه نَصْراً أعطاه وهو مَثَلٌ بذلك والنَّصَائِرُ العطايَا والمُسْتَنْصِرُ السائلُ ووقَفَ أعرابيٌّ على قَوْمٍ فقال انْصُرُونِي نَصَرَكُم الله أي أعْطُونِي أعطاكم اللهُ ونصريٌّ ونُصْرَى وناصِرةٌ ونَصُورِيَّةٌ قَرْيةٌ بالشامِ والنَّصارَى مَنْسوبونَ إليها هذا قولُ أهْلِ اللُّغةِ وهو ضَعِيفٌ إلا أن نادِرَ النَّسبِ يَسَعُه وأما سيبويه فقال أما النَّصارَى فَذَهَبَ الخَلِيلُ إلى أنه جَمْعُ نَصْرِيٍّ ونَصْرَانٍ كما قالوا نَدْمانُ ونَدَامَى ولكنهم حَذَفُوا إحدى الياءَيْنِ كما حذفوا من أُثْقِيّة وأَبْدلُوا مكانَها أَلِفاً كما قالوا صَحَارَى قال وأما الذي نُوَجِّهُه نحن عليه فإنه جاء على نَصْرانٍ لأنَّه قد تكلّم به فكأنّك جَمَعْتَ نَصْراناً كما جَمَعْتَ مَسْمَعاً والأَشْعَثَ وقُلْتَ نَصارَى كما قلت نَدَامَى فهذا أَقْيَسُ والأولُ مذهبٌ وإنَّما كان أَقْيَسَ لأنَّا لم نَسْمَعْهُم قالوا نَصْرِيٌّ والتَّنَصُّر الدُّخولُ في دِينِ النَّصارَى ونَصَّرهُ جَعَلَه كذلك وفي الحديث

كلّ مَوْلودٍ يُوْلَد على الفِطْرِة حتى يكونَ أبَوَاهُ اللَّذانِ يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه اللَّذانِ رَفْعٌ بالابْتِداء لأنه أُضْمِرَ في يكون كذلك رواه سيبَوَيْه وأنشدَ

(إذا ما المَرْءُ كان أَبُوهُ عَبْسٌ ... فحَسْبُكَ ما تُرِيدُ إِلَى الكَلامِ)

أي كان هُوَ والأَنْصَرُ الأَقْلَفُ وهو من ذلك لأنَّ النَّصارَى قَلْفٌ ومنه الحديث

لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن ونَصَّرُ صَنَمٌ وقد نَفَى سيبَوَيْه هذا البِناءَ في الأسماءِ وبُخْتُ نَصَّرُ مَعروفٌ وهو الذي خَرَّب بيتَ المَقْدِسِ قال الأصْمعِيُّ إنما هو بُوخَت نصَّرَ فأُعْرِبَ وبُوخَتْ ابنٌ ونَصَّر اسمُ صَنَمٍ كان وُجِدَ عند الصَّنَم ولم يُعْرَفْ له أبٌ فَقِيلَ هو ابن الصَّنَمِ ونَصْرٌ ونُصَيْرٌ وناصِرٌ ومنْصورٌ أسماءٌ وبَنُو ناصِرٍ وبَنُو نَصْرٍ بَطْنانِ
نصر
نصَرَ يَنصُر، نَصْرًا ونُصْرةً، فهو ناصر، والمفعول مَنْصور
• نصَر مظلومًا: أيَّده وأعانه ونجده "عقد له لواءَ النصر- هبَّ أصحابُه إلى نُصْرته- نصره الله على عدوِّه- انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا [حديث]- {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ".
• نصَره من عدوِّه: خلَّصه وحماه ونجَّاه منه " {وَنَصَرْنَاهُ
 مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا} ". 

استنصرَ/ استنصرَ بـ يستنصر، استِنصارًا، فهو مُستنصِر، والمفعول مُستنصَر
• استنصر فلانًا/ استنصره على فلانٍ: طلب منه النُّصرةَ والإغاثة والإعانة والتَّأييد " {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ".
• استنصرَ بفلان: استنجده، استغاث به "استنصر بجاره عند هجوم اللصوص عليه". 

انتصرَ/ انتصرَ على/ انتصرَ من يَنتصِر، انتصارًا، فهو مُنتصِر، والمفعول مُنتصَرٌ عليه
• انتصر الرَّجُلُ: امتنع وقاوم " {هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ} ".
• انتصر على خصمه: غلبَه وقهره واستظهر عليه "قائدٌ منتصر- انتصار الحقّ/ ساحق في الانتخابات- انتصر المجاهدون على جيوش الاستعمار- أعظم المنتصرين مَن انتصر على نفسه [مثل أجنبيّ] ".
• انتصر من عدوِّه: انتقم منه " {وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ} ". 

تناصرَ يتناصر، تناصُرًا، فهو مُتناصِر
• تناصر القومُ: أيَّد بعضُهم بعضًا، وتعاونُوا على النّصر "تناصر الحلفاءُ على العدو- {مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ} ".
• تناصرتِ الأخبارُ: صدّق بعضُها بعضًا "توالت أنباء الحادث تتناصر". 

تنصَّرَ/ تنصَّرَ لـ يتنصَّر، تنصُّرًا، فهو مُتنصِّر، والمفعول مُتنصَّرٌ له
• تنصَّر الشَّخصُ: دخل في النصرانيَّة "تنصَّر وثنيُّون- شعبٌ مُتنصِّر".
• تنصَّر لصديقه: سعى في نصرِه "تنصَّر لمظلوم- متنصِّرٌ للحقِّ". 

ناصرَ يناصر، مُناصرةً، فهو مُناصِر، والمفعول مُناصَر
• ناصر صديقَه في الانتخابات: نصَره، أيّده، عاوَنه على أمره "ناصر جارَه في وجه المعتدي- ناصَر أخاه/ أصدقاءه/ الحكومَة/ قضيّة/ حزبًا/ القانونَ/ مبدأً- مناصِر للحقِّ- مناصَرة المبادئ". 

نصَّرَ ينصِّر، تنصيرًا، فهو مُنصِّر، والمفعول مُنصَّر
• نصَّر ولدَه: جعله نصرانيًّا "نصَّر بلدًا- شعبٌ مُنصَّر- سياسة التنصير- كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ [حديث] ". 

أنصار [جمع]: مف نصير وناصِر: أتباع ومدافعون "أنصار حزب/ زعيم/ الانفصال- {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ".
• الأنصار: أهل مدينة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الذين نصروه حين هاجر من مكة إليهم في المدينة، وهم خلاف المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة " {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} ". 

انتِصار [مفرد]: ج انتصارات (لغير المصدر):
1 - مصدر انتصرَ/ انتصرَ على/ انتصرَ من.
2 - فوز، وغَلَبة وظَفَر "انتصارات الجيش على العدوّ- انتصار سياسيّ- فخور بانتصاراته". 

تنصيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تنصير: "حملات/ مخطّطات تنصيريّة".
2 - مصدر صناعيّ من تنصير: "نجحت التنصيرية في بعض البلاد الإفريقية: إدخال الغير من النصرانيّة".
• الحركة التنصيريَّة: حركة تهدف إلى جعل الغير يدين بالنّصرانيَّة. 

ناصِر [مفرد]: ج ناصرون وأنصار ونُصَّار، مؤ ناصِرة، ج مؤ ناصِرات ونُصَّار ونواصرُ: اسم فاعل من نصَرَ ° أخَذ بناصِره: ساعده وأعانه.
• النَّاصِر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُيسِّر للغلبة. 

ناصريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ناصِر: مِنْ أنصار الرئيس المصريّ الرّاحل جمال عبد الناصر، المعتنقين آراءَه
 "الحزب الناصريّ- اتِّجاه ناصريّ". 

ناصريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ناصِر: "فتاة ناصريّة".
2 - مصدر صناعيّ من ناصِر.
3 - (سة) اسم مذهب واتِّجاه سياسيّ منسوب إلى اسم رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر. 

نَصْر [مفرد]: مصدر نصَرَ ° علامة النَّصر: إشارة باليد تشير إلى النصر أو التضامن أو الموافقة برفْع إصْبَعَي السبابة والوُسطى على شكل حرف V- نشوة النصر- هبَّت رياحُ النَّصر: ظهرت علاماته.
• النَّصْر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 110 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثلاث آيات.
• قَوْس النَّصْر: قَوْس يُنصب في الطّريق العام، ويُزَيَّن احتفالاً بعيد وطنيّ أو قدوم زعيم. 

نَصْرانِيّ [مفرد]: ج نَصَارَى، مؤ نَصْرانِيّة، ج مؤ نَصْرانِيّات ونَصَارَى: مَنْ يتَّبع دينَ المسيح "رجلٌ نصرانيّ- {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ} - {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} ". 

نَصْرانيّة [مفرد]: مؤنَّث نَصْرانِيّ: "تزوّج بنصرانيّة أثناء بعثته".
• النَّصرانيَّة: (دن) دين المسيح عيسى عليه السَّلام "اعتنق النصرانيَّةَ". 

نُصرة [مفرد]: مصدر نصَرَ. 

نَصِير [مفرد]: ج أنصار ونُصراءُ: صيغة مبالغة من نصَرَ: كثير التَّأييد والعون بدعم وقوَّة " {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ".
• النَّصير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يخذل وليَّه. 

نصر: النَّصر: إِعانة المظلوم؛ نصَره على عدوّه ينصُره ونصَره ينصُره

نصْراً، ورجل ناصِر من قوم نُصَّار ونَصْر مثل صاحب وصحْب وأَنصار؛ قال:

واللهُ سَمَّى نَصْرَك الأَنْصَارَا،

آثَرَكَ اللهُ به إِيْثارا

وفي الحديث: انصُر أَخاك ظالِماً أَو مظلوماً، وتفسيره أَن يمنَعه من

الظلم إِن وجده ظالِماً، وإِن كان مظلوماً أَعانه على ظالمه، والاسم

النُّصْرة؛ ابن سيده: وقول خِدَاش بن زُهَير:

فإِن كنت تشكو من خليل مَخانَةً،

فتلك الحَوارِي عَقُّها ونُصُورُها

يجوز أَن يكون نُصُور جمع ناصِر كشاهد وشُهود، وأن يكون مصدراً كالخُروج

والدُّخول؛ وقول أُمية الهذلي:

أُولئك آبائي، وهُمْ لِيَ ناصرٌ،

وهُمْ لك إِن صانعتَ ذا مَعْقِلُ

(*« أولئك آبائي إلخ» هكذا في الأصل والشطر الثاني منه ناقص.)

أَراد جمع ناصِر كقوله عز وجل: نَحْنُ جميع مُنْتَصِر. والنَّصِير:

النَّاصِر؛ قال الله تعالى: نِعم المولى ونِعم النَّصير، والجمع أَنْصَار مثل

شَرِيف وأَشرافٍ. والأَنصار: أَنصار النبي، صلى الله عليه وسلم، غَلبت

عليهم الصِّفة فجرى مَجْرَى الأَسماء وصار كأَنه اسم الحيّ ولذلك أُضيف

إِليه بلفظ الجمع فقيل أَنصاري. وقالوا: رجل نَصْر وقوم نَصْر فَوصَفوا

بالمصدر كرجل عَدْلٍ وقوم عَدْل؛ عن ابن الأَعرابي.

والنُّصْرة: حُسْن المَعُونة. قال الله عز وجل: من كان يَظُنّ أَن لَنْ

ينصُره الله في الدنيا والآخرة؛ المعنى من ظن من الكفار أَن الله لا

يُظْهِر محمداً، صلى الله عليه وسلم، على مَنْ خالفَه فليَخْتَنِق غَيظاً حتى

يموت كَمَداً، فإِن الله عز وجل يُظهره، ولا يَنفعه غيظه وموته حَنَقاً،

فالهاء في قوله أَن لن يَنْصُرَه للنبيّ محمد، صلى الله عليه وسلم.

وانْتَصَر الرجل إِذا امتَنَع من ظالِمِه. قال الأَزهري: يكون

الانْتصَارَ من الظالم الانْتِصاف والانْتِقام، وانْتَصَر منه: انْتَقَم. قال الله

تعالى مُخْبِراً عن نُوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ودعائِه

إِياه بأَن يَنْصُره على قومه: فانْتَصِرْ ففتحنا، كأَنه قال لِرَبِّه: انتقم

منهم كما قال: رَبِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً.

والانتصار: الانتقام. وفي التنزيل العزيز: ولَمَنِ انْتَصَر بعد ظُلْمِه؛

وقوله عز وجل: والذين إِذا أَصابهم البغي هم يَنْتَصِرُون؛ قال ابن سيده: إِن

قال قائل أَهُمْ مَحْمُودون على انتصارهم أَم لاف قيل: من لم يُسرِف ولم

يُجاوِز ما أمر الله به فهو مَحْمُود.

والاسْتِنْصار: اسْتِمْداد النَّصْر. واسْتَنْصَره على عَدُوّه أَي

سأَله أَن ينصُره عليه. والتَّنَصُّرُ: مُعالَجَة النَّصْر وليس من باب

تَحَلَّم وتَنَوَّر. والتَّناصُر: التَّعاون على النَّصْر. وتَناصَرُوا: نَصَر

بعضُهم بعضاً. وفي الحديث: كلُّ المُسْلِمِ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّم

أَخَوانِ نَصِيرانَ أَي هما أَخَوانِ يَتَناصَران ويَتعاضَدان. والنَّصِير

فعيل بمعنى فاعِل أَو مفعول لأَن كل واحد من المتَناصِرَيْن ناصِر

ومَنْصُور. وقد نصره ينصُره نصْراً إِذا أَعانه على عدُوّه وشَدَّ منه؛ ومنه حديث

الضَّيْفِ المَحْرُوم: فإِنَّ نَصْره حق على كل مُسلم حتى يأْخُذ

بِقِرَى ليلته، قيل: يُشْبه أَن يكون هذا في المُضْطَرّ الذي لا يجد ما يأْكل

ويخاف على نفسه التلف، فله أَن يأْكل من مال أَخيه المسلم بقدر حاجته

الضرورية وعليه الضَّمان. وتَناصَرَتِ الأَخبار: صدَّق بعضُها بعضاً.

والنَّواصِرُ: مَجاري الماء إِلى الأَودية،واحدها ناصِر، والنَّاصِر:

أَعظم من التَّلْعَةِ يكون مِيلاً ونحوَه ثم تمج النَّواصِر في التِّلاع.

أَبو خيرة: النَّواصِر من الشِّعاب ما جاء من مكان بعيد إِلى الوادي

فَنَصَرَ سَيْلَ الوادي، الواحد ناصِر. والنَّواصِر: مَسايِل المِياه، واحدتها

ناصِرة، سميت ناصِرة لأَنها تجيء من مكان بعيد حتى تقع في مُجْتَمع

الماء حيث انتهت، لأَن كل مَسِيل يَضِيع ماؤه فلا يقع في مُجتَمع الماء فهو

ظالم لمائه. وقال أَبو حنيفة: الناصِر والناصِرة ما جاء من مكان بعيد إِلى

الوادي فنَصَر الــسُّيول. ونصَر البلاد ينصُرها: أَتاها؛ عن ابن

الأَعرابي. ونَصَرْتُ أَرض بني فلان أَي أَتيتها؛ قال الراعي يخاطب

خيلاً:إِذا دخل الشهرُ الحرامُ فَوَدِّعِي

بِلادَ تميم، وانْصُرِي أَرضَ عامِرِ

ونَصر الغيثُ الأَرض نَصْراً: غاثَها وسقاها وأَنبتها؛ قال:

من كان أَخطاه الربيعُ، فإِنما

نصر الحِجاز بِغَيْثِ عبدِ الواحِدِ

ونَصَر الغيثُ البلَد إِذا أَعانه على الخِصْب والنبات. ابن الأَعرابي:

النُّصْرة المَطْرَة التَّامّة؛ وأَرض مَنْصُورة ومَضْبُوطَة. وقال أَبو

عبيد: نُصِرَت البلاد إِذا مُطِرَت، فهي مَنْصُورة أَي مَمْطُورة. ونُصِر

القوم إِذا غِيثُوا. وفي الحديث: إِنَّ هذه السَّحابةَ تَنصُر أَرضَ بني

كَعْب أَي تُمطرهم. والنَّصْر: العَطاء؛ قال رؤبة:

إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا

لَقائِلٌ: يا نَصْرُ نَصْراً نَصْراً

ونَصَره ينصُره نَصْراً: أَعطاه. والنَّصائِرُ: العطايا.

والمُسْتَنْصِر: السَّائل. ووقف أَعرابيّ على قوم فقال: انْصُرُوني نَصَركم الله أَي

أَعطُوني أَعطاكم الله.

ونَصَرى ونَصْرَى وناصِرَة ونَصُورِيَّة

(* قوله« ونصورية» هكذا في

الأصل ومتن القاموس بتشديد الياء، وقال شارحه بتخفيف الياء): قرية بالشام،

والنَّصارَى مَنْسُوبُون إِليها؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة، قال:

وهو ضعيف إِلا أَن نادِر النسب يَسَعُه، قال: وأَما سيبويه فقال أَما

نَصارَى فذهب الخليل إِلى أَنه جمع نَصْرِيٍّ ونَصْران، كما قالوا ندْمان

ونَدامى، ولكنهم حذفوا إِحدى الياءَين كما حذفوا من أُثْفِيَّة وأَبدلوا

مكانها أَلفاً كما قالوا صَحارَى، قال: وأَما الذي نُوَجِّهه نحن عليه جاء

على نَصْران لأَنه قد تكلم به فكأَنك جمعت نَصْراً كما جمعت مَسْمَعاً

والأَشْعَث وقلت نَصارَى كما قلت نَدامى، فهذا أَقيس، والأَول مذهب، وإِنما

كان أَقْيَسَ لأَنا لم نسمعهم قالوا نَصْرِيّ. قال أَبو إِسحق: واحِد

النصارَى في أَحد القولين نَصْرَان كما ترى مثل نَدْمان ونَدامى، والأُنثى

نَصْرانَة مثل نَدْمانَة؛ وأَنشد لأَبي الأَخزر الحماني يصف ناقتين

طأْطأَتا رؤوسهما من الإِعياء فشبه رأْس الناقة من تطأْطئها برأْس النصوانية

إِذا طأْطأَته في صلاتها:

فَكِلْتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأْسُها،

كما أَسْجَدَتْ نَصْرانَة لم تحَنَّفِ

فَنَصْرانَة تأْنيث نَصْران، ولكن لم يُستعمل نَصْران إِلا بياءي النسب

لأَنهم قالوا رجل نَصْراني وامرأَة نَصْرانيَّة، قال ابن بري: قوله إِن

النصارى جمع نَصْران ونَصْرانَة إِنما يريد بذلك الأَصل دون الاستعمال،

وإِنما المستعمل في الكلام نَصْرانيٌّ ونَصْرانِيّة، بياءي النسب، وإِنما

جاء نَصْرانَة في البيت على جهة الضرورة؛ غيره: ويجوز أَن يكون واحد

النصارى نَصْرِيّاً مثل بعير مَهْرِيّ وإِبِل مَهارَى، وأَسْجَد: لغة في

سَجَد. وقال الليث: زعموا أَنهم نُسِبُوا إِلى قرية بالشام اسمها نَصْرُونة.

التهذيب: وقد جاء أَنْصار في جمع النَّصْران؛ قال:

لما رأَيتُ نَبَطاً أَنْصارا

بمعنى النَّصارى. الجوهري: ونَصْرانُ قرية بالشأْم ينسب إِليها

النَّصارى، ويقال: ناصِرَةُ.

والتَّنَصُّرُ: الدخول في النَّصْرانية، وفي المحكَم: الدخول في دين

النصْري

(* قوله« في دين النصري» هكذا بالأصل) . ونَصَّرَه: جعله

نَصْرانِيّاً. وفي الحديث: كلُّ مولود يولد على الفِطْرة حتى يكونَ أَبواه اللذان

يَهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه؛ اللَّذان رفع بالابتداء لأَنه أُضمر في يكون؛

كذلك رواه سيبويه؛ وأَنشد:

إِذا ما المرء كان أَبُوه عَبْسٌ،

فَحَسْبُك ما تُرِيدُ إِلى الكلامِ

أَي كان هو. والأَنْصَرُ: الأَقْلَفُ، وهو من ذلك لأَن النصارى قُلْف.

وفي الحديث: لا يَؤمَّنَّكُم أَنْصَرُ أَي أَقْلَفُ؛ كذا فُسِّر في

الحديث.ونَصَّرُ: صَنَم، وقد نَفَى سيبويه هذا البناء في الأَسماء.

وبُخْتُنَصَّر: معروف، وهو الذي كان خَرَّب بيت المقدس، عَمَّره الله تعالى. قال

الأَصمعي: إِنما هو بُوخَتُنَصَّر فأُعرب، وبُوخَتُ ابنُ، ونَصَّرُ صَنَم،

وكان وُجد عند الصَّنَم ولم يُعرف له أَب فقيل: هو ابن الصنم. ونَصْر

ونُصَيْرٌ وناصِر ومَنْصُور: أَسماء. وبنو ناصِر وبنو نَصْر: بَطْنان.

ونَصْر: أَبو قبيلة من بني أَسد وهو نصر ابن قُعَيْنٍ؛ قال أَوس بن حَجَر يخاطب

رجلاً من بني لُبَيْنى بن سعد الأَسَدِي وكان قد هجاه:

عَدَدْتَ رِجالاً من قُعَيْنٍ تَفَجُّساً،

فما ابنُ لُبَيْنى والتَّفَجُّسُ والفَخْرُف

شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها،

وأَنت السَّهُ السُّفْلى، إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ

التَّفَجُّس: التعظُّم والتكبر. وشأَتك: سَبَقَتْك. والسَّه: لغة في

الاسْتِ.

نصر
نَصَرَ المَظلومَ يَنْصُرهُ نَصْرَاً ونُصوراً، كقُعود، ونُصْرَةً، وَهَذِه عَن الزَّمَخْشَرِيّ، وَفِي المُحكَم: وَالِاسْم النُّصْرَة: أَعَانَهُ على عَدُوِّه وشَدَّ مِنْهُ، وشاهِدُ النُّصور قَوْلُ خِدَاشِ بنِ زُهَيْر:
(فإنْ كنتَ تَشْكُو من خَلِيل مَخانَةً ... فتلكَ الجوازي عَقْبُها ونُصورُها) قَالَ ابنُ سِيدَه: وَيجوز أَن يكون نُصوراً هُنَا جَمْعُ ناصِر، كشاهد وشُهود، وَفِي الحَدِيث: انْصُرْ أخاكَ ظالِماً أَو مَظْلُوماً وتفسيرُه أَن يَمْنَعه من الظُّلم إِن وَجَدَه ظَالِما، وَإِن كَانَ مَظْلُوما أَعَانَهُ على ظالمه. منَ المَجاز: نَصَرَ الغيثُ الأرضَ نَصْرَاً: غاثَها وسقاها وعَمَّها بالجَوْد وأَنْبَتها، قَالَ:
(من كَانَ أَخْطَأَهُ الرَّبيع فإنّما ... نُصِرَ الحجازُ بغَيْث عبدِ الواحِدِ)
وَنَصَر الغيثُ البلدَ: إِذا أَعَانَهُ على الخصْب والنبات، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النُّصْرَة: المَطْرَة التَّامَّة. وأرضٌ مَنْصُورةٌ: مَمْطُورة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: نُصِرَت البلادُ، إِذا مُطِرَت، فَهِيَ مَنْصُورة. وَفِي الحَدِيث: إنّ هَذِه السَّحابةَ تَنْصُر أرضَ بني كَعْبٍ أَي تُمطِرُهم. وَنَصَره مِنْهُ نَصْرَاً ونُصرَةً: نَجَّاه وخلَّصه. وَفِي البصائر: ونُصرَة الله لنا ظاهِرةٌ. ونُصرَتُنا لله هُوَ النُّصْرَة لِعِبَادِهِ أَو الْقيام بحفظِ حُدُوده وإعانةِ عهوده وامتثالِ أوامره، وَاجْتنَاب نواهيه، قَالَ اللهُ تَعَالَى: إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكم وَهُوَ ناصِرٌ ونُصَرٌ، كصُرَد، الْأَخير نَقله الصَّاغانِيّ، من قوم نُصَّارٍ وأَنْصَارٍ ونَصْرٍ، الأخيرُ كصَحْب جَمْع صاحِب قَالَ:
(واللهُ سَمَّى نَصْرَكَ الأَنْصارا ... آثركَ الله بِهِ إيثارا)
ويُجمَع الناصرُ أَيْضا على نُصور، كشاهد وشُهود، كَمَا تقدّم. والنَّصِيرُ بِمَعْنى النّاصر قَالَ اللهُ تَعَالَى: نِعْمَ المَولى ونِعمَ النَّصير وَالْجمع أَنْصَار، كشَريف وأَشْرَاف، ويُجمَع الأَنْصار أناصير، وَهُوَ جَمْعُ الْجمع، ذَكَرَه الصَّاغانِيّ وَأَهْمَلَهُ المُصنِّف وَهُوَ على شَرْطِه. الأنْصار، وهم أَنْصَارُ النبيّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، من الأوسِ والخزرج، ونصروا النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فِي ساعةِ العُسرة، غَلَبَتْ عَلَيْهِم الصِّفة فَجَرَى مَجْرَى الْأَسْمَاء، وَصَارَ كأنّه اسمُ الحيّ، وَلذَلِك أُضيف إِلَيْهِ بلفظِ الْجمع فَقيل: أَنْصَاري. قَالُوا: رجلٌ نَصْرٌ وقومٌ نَصْرٌ، فَوَصَفوا بِالْمَصْدَرِ، كرجلٍ عَدْلٍ وقومٍ عَدْلٍ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والنُّصْرَة بالضمّ: حُسنُ المَعونة قَالَ الله عزَّ وجلَّ: من كَانَ يظنُّ أنْ لنْ يَنْصُرَه الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَي لَا يُظهِر مُحَمَّدًا صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم على من خالَفَه. وَفِي حَدِيث الضَّيْف المَحروم: فإنّ نَصْرَهُ حقٌّ على كلِّ مُسلِم حَتَّى يَأْخُذ بقِرى لَيْلَتِه. والاسْتِنْصار: استِمْدادُ النَّصْر، وَقد اسْتَنْصَرَه)
عَلَيْهِ: استَمَدَّه. الاسْتِنْصار: السُّؤَال، والمُستنْصِر: السَّائِل، كأنّه طالبُ النَّصْر، وَهُوَ العَطاء. والتَّنَصُّر: مُعالجةُ النَّصْر، وَلَيْسَ من بَاب تحَلَّم وَتَنَوَّر. وَتَنَاصروا أَيْضا: تَعاونوا على النَّصْر. وَتَنَاصَروا أَيْضا: نَصَرَ بَعْضُهم بَعْضًا.
منَ المَجاز: تَنَاَصَرت الأخبارُ: صَدَّقَ بعضُها بَعْضًا. منَ المَجاز: مَدَّت الواديَ النَّواصِرُ، هِيَ مَجاري المَاء إِلَى الأوْدِية، جمع ناصرٍ. والناصرُ: أَعْظَمُ من التَّلْعَة يكون ميلًا ونحوَه. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: النَّواصِر من الشِّعاب: مَا جَاءَ من مَكَان بعيد إِلَى الْوَادي فَنَصَر الــسُّيول، سُمِّيت ناصِرَة لِأَنَّهَا تجيءُ من مَكَان بعيد حَتَّى تقع فِي مُجتَمَع الماءِ حَيْثُ انْتَهَت، لأنّ كل مَسيلٍ يضيع مَاؤُهُ فَلَا يَقع فِي مُجتَمع الماءِ فَهُوَ ظَالِم لمائه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: النَّواصِرُ مُسايلُ الْمِيَاه، الْوَاحِدَة ناصِرَة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النَّاصرُ والنَّاصِرة: مَا جَاءَ من مكانٍ بعيد إِلَى الْوَادي فَنَصَر الــسُّيول.
والأَنْصَر: الأَقْلَف، وَهُوَ مَأْخُوذ من مادَّة النَّصارى، لأنّهم قُلْفٌ قَالَ الصَّاغانِيّ: وَفِي الْأَحَادِيث الَّتِي لَا طُرُقَ لَهَا: لَا يَؤُمَّنَّكُم أَنْصَرُ وَلَا أَزَنُّ وَلَا أَفْرَعُ. الأَزَنُّ: الحاقِنُ، والأفرع: المُوَسْوِس، والأَنْصَر: الأَقْلَف. وبُخْتَ نَصَّر، بِالتَّشْدِيدِ، معروفٌ. قَالَ الأصمعيّ: إنّما أَصله بُوخْت، وَمَعْنَاهُ ابنٌ، ونَصَّر، كبَقَّم: صَنَم فأُعرِب. وَقد نفى سِيبَوَيْهٍ هَذَا البِناء. وَكَانَ وُجِد عِنْد الصَّنَم وَلم يُعرَف لَهُ أبٌ فنُسِب إِلَيْهِ. وَقيل: بُخْتُ نَصّر، أَي ابْن الصَّنم، وَهُوَ الَّذِي كَانَ خَرَبَ القُدسَ، عَمَرَه اللهُ تَعَالَى. وَنَصْرُ بنُ قُعَيْن: أَبُو قَبيلَة من بني أَسد، قَالَ أوسُ بن حَجَرٍ يُخاطبُ رجلا من بني لُبَيْنى بن سعد الأسَديّ، وَكَانَ قد هَجاه:
(عَدَدْتَ رِجالاً من قُعَيْنٍ تَفَجُّساً ... فَمَا ابنُ لُبَيْنى والتَّفَجُّسُ والفخرُ)

(شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمينُها ... وأنتَ السَّهُ السُّفلى إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ)
وإنشادُ الجَوْهَرِيّ لرؤبة:
(إنِّي وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا ... لَقائلٌ يَا نَصْرُ نَصْرَاً نَصْرَا)
غَلَط هُوَ مسبوقٌ إِلَيْهِ، وَفِي بعض النّسخ: وَهُوَ مَسْبُوق فِيهِ، فإنّ سِيبَوَيْهٍ أَنْشَده كَذَلِك وَنَسَبه إِلَى رؤبة، وتَبِعَه أَيْضا ابنُ القَطَّاع فأنشده هَكَذَا، وَلَكِن لم يُعيِّن الْقَائِل، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَلَيْسَ لرؤبة، وَمَعَ هَذَا هُوَ تَصحيفٌ والرِّواية: يَا نَضْرُ نَضْرَاً نَضْرَا بالضادِ المُعجَمة. ونَضرٌ هَذَا هُوَ حاجبُ نَصْر بن سَيَّار، بالصادِ المُهملة. وبعدُه:
(بَلَّغك اللهُ فبلِّغْ نَصْرَا ... نَصْرَ بن سَيَّارٍ يُثِبْني وَفْرَا)
هَذَا نصّ الصَّاغانِيّ فِي التكملة. قَالَ شَيْخُنا: قلت كلامُه هُوَ الْغَلَط، بل صَحَّحوه وحَقَّقوه، كَمَا فِي شُرُوح الشواهدِ البغداديّة للرَّضِي والمُغني، فَلَا التفاتَ لما للمُصنِّف. انْتهى. قلت: وَهَذَا تحامُلٌ من شَيخنَا فِي غيرِ محلِّه، مَعَ أنّ الحقَّ هُنَا مَعَ المُصنِّف، وَهُوَ قَلَّد غَيره فِي الانتقاد. وَأصَاب. وَالْبَيْت الَّذِي ذَكرْنَاهُ بعد البيتِ السَّابِق يُبيِّن مِصْداقَ مَا)
ذهبَ إِلَيْهِ، كَمَا هُوَ الظَّاهِر، فَكيف يكون قولُ شَيخنَا لَا التفاتَ لما للمُصنِّف وَلَيْتَهُ لَمَّا أحالَ على شُرُوح الشواهد أَتَى ببعضِ مَا يَرْفَع الشُّبْهة ويُبِت الحقَّ لمن روى بالصَّاد الْمُهْملَة، فتأمّل. وَالله أعلم. وَإِبْرَاهِيم بن نَصَرِ بنِ عَنْبَرٍ الضَّبِّيّ السَّمَرْقَنْدِيّ، عَن عليّ بن خَشْرَم، الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن نَصَر البِسْطاميّ، مُحرَّكتَيْن، محدِّثان، وولَدُ الْأَخير أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن نَصَر، تفقَّه على المَحامِلِيّ بِبَغْدَاد، وَسمع من أبي نَصْرٍ الإسماعيليّ، توفّي سنة قَالَه ابْن نَاصِر، وحفيدُه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله حَدَّث، وقريبُه الإِمَام أَبُو شُجَاع عمر بن أبي عَبْد الله البَلْخيّ المُتوَفَّى سنة وَمن ولدِ أبي عَبْد الله البِسطاميّ أَيْضا الإمامُ أَبُو شُجَاع البِسطاميّ، حدّث وتُوفّي سنة وَهُوَ الَّذِي حكى عَنهُ ابنُ ناصرٍ عَن جدِّه، قَالَ ابْن نَاصِر: وسألْتُ أهلَ بِسْطام فَقَالُوا: إنّ هَذَا الاسمَ، يَعْنِي بِفَتْح الصَّاد، معروفٌ عندنَا نُسمِّي بِهِ كثيرا. قلت: وَقد فَاتَ المُصنِّف: القَاضِيوالأُتْرُجّ مُستَفيضٌ عِنْدهم، لَا يَدْفَعهُ دافعٌ، وأهلُ بيتِ المَقدِس يَأْبَون ذَلِك، ويزعمون أنّ الْمَسِيح إنّما وُلِد فِي بَيت لَحْم، وَإِنَّمَا انْتَقَلت بِهِ أمُّه إِلَى هَذِه الْقرْيَة.
قَالَ ياقوت: فأمّا نَصّ الإنْجيل فإنّ فِيهِ أنّ عِيسَى وُلد فِي بيتِ لحم وَخَافَ عَلَيْهِ يُوسُف زَوْجُ مريمَ من دهاءِ هارودس مَلِكُ المَجوس فأُريَ فِي مَنامه أَن احْمِلْه إِلَى مصر ... فَأَقَامَ بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ هارودس. . فَقدم بِهِ القدسَ. . فأُريَ فِي الْمَنَام أَن انْطَلِقْ بِهِ إِلَى الخَليل، فَأَتَاهَا فَسَكَنَ مَدِينَة تُدعى ناصِرَة. وذُكرَ فِي الإنْجيل يَسوع)
النّاصريّ كثيرا، وَالله أعلم. قَالَ ابنُ دُرَيْد: النَّصارى منسوبون إِلَى نَصْرَانة، وَهِي مَوْضِع، هَذَا قَول الأصمعيّ، وَقيل: هِيَ ة بِالشَّام، وَيُقَال لَهَا ناصِرَة، وَهِي الَّتِي طَبَرِيَّة، وَقد تقدّم عَن اللَّيْث، قَالَ غيرُه: هِيَ نَصُوريَة، بِفَتْح النُّون وَتَخْفِيف التحتيَّة، كَمَا ضَبطه الصَّاغانِيّ. وَيُقَال فِيهَا أَيْضا: نَصْرَى بِالْفَتْح، ونَصْرُونة، يُنسَب إِلَيْهَا النَّصارى.
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ أهلِ اللُّغَة، قَالَ: وَهُوَ ضعيفٌ إلاّ أنّ نادرَ النَّسَبِ يسَعُه، أَو النَّصارى جمعُ نَصْرَانٍ، كالنَّدامى جمع نَدْمَان، وَلَكنهُمْ حذفوا إِحْدَى الياءَيْن، كَمَا حذفوا من أُثْفِيَّة وأبدلوا مَكَانهَا ألفا كَمَا قَالُوا صَحارى، وَهَذَا مذهبُ الخليلِ وَنَقله سِيبَوَيْهٍ. أَو النَّصارى جَمْعُ نَصْرِيٍّ، كمَهْرِيٍّ وإبلٍ مَهارى، فَهِيَ أَقْوَال ثَلَاثَة. والنَّصْرانِيَّة والنَّصْرانة واحدةُ النَّصارى. وَأنْشد أَبُو إِسْحَاق لأبي الأَخْزَر الحِمّانيّ، يصف ناقتَيْن طأَطَأَتا رؤوسهُما من الإعْياء، فشبَّه رَأْسَ الناقةِ بِرَأْس النَّصْرانيَّة إِذا طَأْطَأته فِي صلاتِها:
(فكِلْتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رَأْسُها ... كَمَا أَسْجَدَت نَصْرَانةٌ لم تَحَنَّفِ)
فَنَصْرانةٌ تَأْنِيث نَصْرَانٌ وَلَكِن لم يسْتَعْمل نصران إلاّ بياءِ النَّسَب، لأنّهم قَالُوا: رجلٌ نَصْرَانيٌّ وامرأةٌ نَصْرَانيّة قَالَ ابنُ برِّي: قولُه: إنّ النَّصارى جمع نَصْرَانٍ ونَصْرَانةٍ إِنَّمَا يُرِيد بذلك الأصلَ دون الِاسْتِعْمَال، وَإِنَّمَا المُستَعمَل فِي الْكَلَام نَصْرَانيّ ونَصْرَانيّة، بياءَيْ النَّسب، وَإِنَّمَا جاءَ نَصْرَانة فِي الْبَيْت على جِهَة الضَّرُورَة. وأَسْجَد لغةٌ فِي سَجَدَ.
والنَّصْرانِيَّةُ أَيْضا دينُهم ومُعتَقَدُهم الَّذِي يذهبون إِلَيْهِ، وَيُقَال: نَصْرَانيٌّ وأَنْصَارٌ، يُشِير بِهِ أنّ أَنْصَاراً جمع نَصْرَانيٍّ، بياءِ النَّسَب، كَمَا هُوَ فِي سَائِر النّسخ هَكَذَا، والصوابُ أنَّ أَنْصَاراً جمع نَصْرَانٍ، بِغَيْر ياءِ النَّسَب، كَمَا هُوَ فِي اللِّسَان والتكملة. وَذكر قولَ الشَّاعِر: لمَّا رأيتُ نَبَطَاً أَنْصَارا بِمَعْنى النَّصَارَى. وَتَنَصَّر الرجلُ: دخلَ فِي النَّصْرَانِيَّة. وَفِي المُحكَم: فِي دينِهم. ونَصَّره تَنْصِيراً: جعله نَصْرَانيَّاً، وَمِنْه الحَدِيث: كلُّ مَوْلُودٍ يُولَد على الفِطرَةِ حَتَّى يكون أَبَوَاهُ اللَّذَان يُهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه وانْتَصَر الرجلُ، إِذا امتنعَ من ظالمِه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: يكون الانتِصارُ من الظَّالِم الانتِصافَ والانتِقام. وانْتَصَر مِنْهُ: انتقَم. قَالَ اللهُ تَعَالَى مُخبِراً عَن نوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام ودعائِه إيَّاه بِأَن يَنْصُره على قَوْمِه: فانْتَصِرْ، فَفَتَحنا كأنّه قَالَ لرَبه: انتَقِمْ مِنْهُم. وَفِي البصائر: وإنّما قَالَ انتَصِر، وَلم يقل: انْصُر، تَنبيهاً على أنّ مَا يَلْحَقُني يَلْحَقُك من حَيْثُ إنّي جئتهم بأمرِك فَإِذا نَصَرْتني فقد انْتَصَرْتَ لنفَسِك. انْتهى. وَفِي الْكتاب الْعَزِيز أَيْضا: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بعدَ ظُلْمِه وقولِه عزَّ وجلَّ: وَالَّذين إِذا أصابَهُم البَغْيُ هم يَنْتَصِرون قَالَ ابنُ سِيدَه: إنْ قَالَ قَائِل: أهمْ مَحْمُودون على انْتِصارِهم أم لَا قيل: منْ لم يُسرِف وَلم يُجاوِز مَا أمرَ الله بِهِ فَهُوَ مَحْمُود. واسْتَنْصَرَه عَلَيْه، أَي على عدَوِّه، إِذا سَأَلَه أَن يَنْصُره عَلَيْهِ.
والمَنْصورة، مفعولة من النَّصْر، فِي عدَّة مواضِع، مِنْهَا: د، بالسِّنْدِ إسْلاميّة، وَهِي قَصَبَتُها، مدينةٌ كبيرةٌ كثيرةُ)
الخَيْرات، ذَات جامعٍ كبيرٍ، سَوارِيه ساجٌ، وَلَهُم خليجٌ من نهرِ مِهْران. قَالَ حَمْزَة: وهمناباذ: مدينةٌ من مدن السِّند سَمَّوها الْآن المَنْصورة. وَقَالَ المَسْعودِيّ: سُمِّيت المنصورة بمنصور بن جُمْهُور الكلْبِيّ بناها، وَكَانَ خرج مُخَالفا لهارون وَأقَام بالسِّند. وَقَالَ المُهَلَّبيّ: سُمِّيت لأنّ عمرَ بن حَفْص الملقّب بهزار مرْد بناها فِي أَيَّام المَنصور من بني الْعَبَّاس. . وَفِي أَهلهَا مُروءة وصَلاح ودِين وتِجارات، وَهِي شديدةُ الحرِّ كَثِيرَة البَقِّ، بَينهَا وَبَين الدَّيْبُل ستُّ مراحل، وَبَينهَا وَبَين المُلْتان اثْنَتَا عشرَة مرحلةً، ومَلِكُهم قُرَشِيٌّ، يُقَال إنّه من وَلدِ هَبَّار بن الأَسْوَد، تغَلَّب عَلَيْهَا هُوَ وأجداده، يتَوارَثون بهَا المُلْك. مِنْهَا المَنصورة: د، بنواحي واسِط بالبَطِيحة، عمَّرها مُهَذّب الدَّولة فِي أَيَّام بَهاءِ الدولة بن عَضُد الدولة وَأَيَّام الْقَادِر بِاللَّه وَقد خَرِبَت ورُسومها بَاقِيَة. مِنْهَا المنصورة وَهِي اسمُ خُوارِزْم الْقَدِيمَة الَّتِي كَانَت على شَرقيّ جُيْحُون وَمُقَابل الجُرْجانيّة مَدِينَة خُوارزم الْيَوْم، أَخذهَا الماءُ حَتَّى انْتقل أَهلهَا بِحَيْثُ هم الْيَوْم. مِنْهَا المنصورة: د، قُربَ القَيْروان، من نواحي إفريقية، اسْتَحْدَثها الْمَنْصُور بن الْقَائِم بن المَهْدِيّ، الخارِج بالمَغْرِب سنة وعمَّر أسواقها واستوطَنَها، ثمَّ صَارَت منزلا لملوك بَين باديس، فخَرَّبها العربُ بُعَيْد سنة فَكَانَت هِيَ فِيمَا خربتْ، هَذِه يُقَال لَهَا المنصورِيَّة أَيْضا خاصّةً بالنِّسْبَة، قيل سُمِّيت بالمَنصور بنِ يُوسُف ابنِ زيري بن مُنَاد، جدّ بني باديس. مِنْهَا المنصورة: د، بِبِلَاد الدَّيْلَم، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَهُوَ غلطٌ وصوابُه: بِبِلَاد الْيمن، كَمَا حقَّقه ياقوت وغيرُه، وَهِي بَين الجَنَد ونَقيل الْحَمْرَاء، وَكَانَ أوّل من أسَّسَها سيف الْإِسْلَام طُغْتَكِين بن أيُّوب، وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ بهَا، فَقَالَ شاعره الآميّ:
(أَحْسَنَتْ فِي فِعالِها المَنْصورَهْ ... وأقامَتْ لنا من العَدْلِ صُورَهْ)

(رامَ تَشْيِيدها العزيزُ فاعْطَتْ ... هُ إِلَى وَسْطِ قَبْرِهِ دُسْتورَهْ)
مِنْهَا المنصورة: د، بينَ الْقَاهِرَة ودِمْياط، أَنْشَأها الملكُ الكاملُ بن الْملك الْعَادِل بن أيُّوب فِي حُدُود سنة ورابط بهَا فِي وَجْهِ الفِرنج لمّا ملَكوا دِمْياط، وَلم يَزَلْ بهَا فِي عَسَاكِر، وأعانه أَخَوَاهُ الْأَشْرَف والمعظّم حَتَّى استنقذ دِمْياط فِي رَجَب سنة وَقد دَخَلْتُها مِراراً، وَهِي مدينةٌ حسنةٌ ذَات أسواقٍ وفَنادقَ وحَمّامات، وَمِنْهَا الشِّهاب المَنصوريّ الشَّاعِر المُجوّد، أحدُ الشُّهُب السَّبْعَة، وَمن الْعجب أنَّ كُلاًّ مِنْهَا بناها مَلِكٌ عظيمٌ فِي جلالِ سُلْطَانه وعُلُوّ شانِه، وسَمَّاها المَنْصورة تَفاؤلاً بالنَّصْرِ والدَّوام، فخَرِبَتْ جَميعُها، وانْدَرَسَتْ، وتَعَفَّت رُسومُها وانْدَحَضَت. قلت: وَقد فَاتَ المُصنِّف المَنْصوريَّة، وَهِي قَرْيَة كبيرةٌ عامرةٌ بالجِيزة من مصر، وَقد دخلتُها، وسكَنَتْها العُرْبان.
والمَنْصوريَّة: قريةٌ عامرةٌ بِالْيمن، مَسْكَن السَّادة بني بَحْر من بني القديميّ، وَقد وَردتُها مِراراً، وبيتُ رِياسَتها بَنو قَاسم بن حَسَن بن قَاسم الْأَكْبَر، قيل: إنّهم من ذُرِّيَّة الحارِث بن عبد المُطَّلِب بن هَاشم. وبَنو ناصرٍ وَبَنُو نَصْرٍ: بَطْنَان، الْأَخير هم بَنو نَصْر بن مُعاوية بن هَوازن. أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بنُ حَمْدَان النَّيْسابوريّ، من طبقةِ)
البَرْقانيّ، مشهورٌ، سَمِعَ مِنْهُ عبد الغَفَّار الشِّيرويّ، وَمُحَمّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن نَصْرَوَيْه النَّيْسابوريّ الْمُؤَدب النَّصْرَوِيان، مُحَدِّثان روى عَن ابنِ خُزَيْمة، مَاتَ سنة. والنَّصْرِيُّون جماعةٌ من المُحَدِّثين منسوبون إِلَى الجدّ وَإِلَى نَصْرَة، محَلَّةٍ من مَحالّ بَغْدَاد الغربيّة، مُتَّصِلَة بدارِ الشَّيْبانيّ النَّصْرِيّ، وَأَخُوهُ عبد الْوَاحِد، شيخُ شُهْدَة، حَدَّثا، وَعبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد الأنصاريّ وَالِد قَاضِي المارسْتان وَأحمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش النَّصْريّ مَاتَ سنة وَعبد المحسن بن عَليّ الشِّيحيّ النَّصْريّ أحد الرَّحَّالة، وَعبد الْملك بن مَواهب النَّصْرِيّ، وَأحمد بن عليّ بن دَاوُود النَّصْريّ، وَأَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى النَّصْريّ، وَالْإِمَام تَقِيّ الدّين عُثْمَان بن الصَّلاح عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُوسَى بن أبي النَّصْر النَّصْريّ الشَّهْرَزُورِيّ، وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نَصْر النَّصْريّ الجُرْجانيّ المُؤذِّن، وَأَبُو نصر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن نصر النَّصْريّ الأصْبهانيّ السِّمْسار، شيخ السِّلَفيّ، مُحَدِّثون. والنُّصْرَة، بالضمّ ابنُ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أيُّوب، لَهُ روايةٌ وسَماعٌ، حدَّث وَيُقَال لَهُ نُصْرَة الدّين، واسمُه إِبْرَاهِيم، وَقد ذَكَرَه الْحَافِظ فِي التَّبْصير وَلم يُعيِّن اسمَه، وإخوتُه ثمانيةَ عَشَرَ نَفْسَاً، وكلّهم ممّن سَمِعَ الحَدِيث، وَقد جمعْتُهم فِي كُرّاسةٍ لَطِيفَة. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَصَرَ البلادَ يَنْصُرها: أَتَاهَا، عَن ابْن الأعرابيّ. ونصَرْتُ أرضَ بني فلَان: أَي أَتَيْتُها، قَالَ الرَّاعِي يُخاطبُ إبِلا:
(إِذا دَخَلَ الشَّهرُ الحَرامُ فَوَدِّعي ... بلادَ تَميمٍ وانْصُري أَرْضَ عامرِ)
أَي اقْصِديها وائتيها، قَالَه أَبُو عَمْرُو. وَفِي الحَدِيث: كلُّ المُسلِمِ عَن المُسلِم مُحَرَّمٌ، أَخَوَان نَصيران أَي هما أَخَوَان يَتَنَاصَران وَيَتَعاضَدان. والنَّصير فَعيلٌ بِمَعْنى فَاعل أَو مفعول، لأنّ كلَّ واحدٍ من المُتَناصِرَيْن ناصرٌ ومنصورٌ.
وسُمِّي المطرُ نَصْرَاً ونُصْرَةً، كَمَا سُمِّي فَتْحَاً، وَهُوَ مجَاز. والنَّصْر: العَطاء. ووقف سائلٌ على الْقَوْم فَقَالَ: انْصُروني نَصَرَكم الله. أَي أَعْطُوني أَعْطَاكُم الله. وَنَصَره يَنْصُره: أَعْطَاه، وَهُوَ مجَاز. والنّصائر: العَطايا. وَنَصَره اللهُإفريقية والمَغرِب، اخْتَطَّها النَّاصِرُ بنِ عِلْناس بن حمّاد بن زيري، وَهِي فِي لِحْفِ جَبَلٍ شَاهِق، وَفِي قِبْلَتِها جبالٌ، بَينهَا وَبَين الجزائر أَرْبَعَة أَيَّام، كَانَت قاعدةَ مُلكِ بني حَمّاد.

نصر

1 نَصَرَهُ, (M, A, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. نَصْرٌ (M, A, K) and نُصْرَةٌ, (A,) or this is a simple subst., (S, Msb,) and نُصُورٌ, (K,) [but see the verse of Khidásh in what follows,] He aided or assisted him, (M, K,) namely, a person wronged, misused, or treated unjustly or injuriously, (M. A, K,) against his enemy: (TA:) [he avenged him: (see the verse here following, and see 8:) he supplied his want, or somewhat thereof (TA.) Kidásh Ibn-Zuheyr says.

فَإِنْ كُنْتَ تَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ مَخَانَةً

فتِلْكَ الجَوَازِى عَقْبُهَا وَنُصُورُهَا [And if thou complain of treachery from a friend. those requitals are its result and its avengers, or avengement]: here نُصُور may be a pl. of نَاصِرٌ.

like شُهُودٌ is of شَاهِدٌ; or it may be an inf. n., like دُخُولٌ and خُرُوجٌ. (M.) You say, تَصَرَهُ عَلَى عَدُوِّهِ, (S, A, Msb,) and مِنْ عَدُوِّهِ, (A, Msb,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. نَصْرٌ (S, A, Msb) and نُصْرَةٌ, (A,) or this, as remarked above, is a simple subst., (S, Msb.) He (namely, God. S, A, or a man, Msb,) aided or assisted him, and strengthened him, against his enemy: (Msb:) [he avenged him of his enemy. (See 8.)] and نَصَرَهُ اللّٰهُ God made him to be victorious, to conquer, or to overcome: so in the Kur, xxii. 15, where the pronoun relates to Mohammad. (TA.) In the Kur, xlvii. 8. إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ means, If ye aid God's religion and his apostle, He will aid you against your enemy: (Bd, Jel) or if ye aid his servants, &c.: or if ye keep his ordinances and aid his orders and comply with his commands and shun the things which He hath forbidden, &c. (El-Basáïr.) And the trad.

أُنْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمَّا أَوْ مَظْلُومًا is explained as meaning, Prevent thou thy brother from wronging when he is a wronger, and aid him against his wronger when he is wronged. (TA.) Also, نَصَرَهُ مِنْهُ, (K,) inf. n. نَصْرٌ and نُصْرَةٌ, (TA,) [or the latter in this sense, as in the cases above mentioned, is a simple subst.,] He served or Preserved him from him or it. (K.) b2: نَصَرَاللّٰهُ الأَرْضَ God gave rain to the earth or land. (A.) And نَصَرَ الغَيْثُ الأَرْضَ (S, M, K,) [aor. ـُ inf. n. نَصْرٌ, (M,) (tropical:) The rain aided the earth or land: (S:) or watered it: (M:) or watered it generally and copiously, (K, TA,) and caused it to produce herbage: (TA:) and نَصَرَ البَلَدَ (tropical:) it assisted the country to produce abundance of herbage: (TA:) and نُصِرَتِ الأَرْضْ (tropical:) the earth or land was watered by rain. (S.) b3: Hence, نَصَرَهُ, aor. ـُ inf. n. نَصْرٌ, (tropical:) He gave to him. (M.) An Arab of the desert [in the A a beggar] accosted a people saying, أُنْصُرُونِى نَصَرَكُمُ اللّٰهُ, meaning, (tropical:) Give ye to me: may God give to you. (M, A.) b4: نَصَرَهُ اللّٰهُ also signifies (assumed tropical:) God bestowed upon him the means of subsistence, or the like; syn. رَزَقَهُ. (IKtt.) 2 نصّرهُ, (inf. n. تَنْصِيرٌ, K,) He made him a Christian. (S, M, K.) It is said in a trad., [relating to the natural disposition of a child to adopt the true faith,] فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ [But his two parents make him a Jew or make him a Christian]. (S.) 3 نَاْصَرَ [ناصرهُ He rendered reciprocal aid to him. See an ex. voce عَاصَرَ.]5 تنصّر He laboured, or strove, to aid, or assist; syn. عَالَجَ النَّصْرَ: (M, K:) not of the same category as تَحَلَّمَ [he endeavoured to acquire حِلْم] and تبرّر [he endeavoured to characterize himself by بِرّ]. (M.) A2: He became a Christian. (M, K.) 6 تناصروا They aided or assisted one another: (S, Msb, TA:) they assisted one another to aid. (M, A, K, TA.) b2: تناصرت الأَخْبَارُ (tropical:) The accounts, or tidings, confirmed, or verified, one another. (M, K, TA.) 8 انتصر He defended himself: (Bd, Jel, lv. 35:) he defended himself against his wronger, or injurer. (TA.) b2: انتصر مِنْهُ He exacted, or obtained, his right, or due, completely, from him, so that each of them became on a par with the other: (Az, TA:) he revenged himself upon him. (Az, S, M, * Msb, K.) 10 استنصر He asked, sought, or desired, aid, or assistance. (M, K.) And استنصره He asked him to aid him, (S, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, K,) i. e. against his enemy. (S, TA.) b2: (tropical:) He begged; (K;) as though he asked for a gift, which is termed نَصْر. (TA.) نَصْرٌ [used a subst.,] Aid or assistance, rendered to another, especially against an enemy: [avengement or another:] victory or conquest: (Bd, xxix. 9:) and ↓ نُصْرَةٌ is a subst. from نَصَرَهُ [and therefore signifies the same]: (S, Msb:) or the ↓ latter signifies good aid, or assistance: (M, K:) and this ↓ same word, when the object is God, signifies aid of God's servants; &c.; as explained above: see 1. (El-Basáïr.) b2: Spoil; plunder; booty. (Bd, ubi supra.) b3: (tropical:) Rain; (A, TA;) as also ↓ نُصْرَةٌ: (TA:) in like manner as it is called فَتْح: (A, TA:) or the ↓ latter signifies a complete rain. (IAar.) b4: [Hence,] (tropical:) A gift: (S, TA:) and نَصَائِرُ gifts. (M.) b5: See also نَاصِرٌ.

نُصَرٌ: see نَاصِرٌ.

نُصْرَةٌ: see نَصْرٌ, in five places.

نَصْرِىٌّ: see نَصْرَانِىٌّ.

نَصْرَانٌ: see نَصْرَانِىٌّ.

نَصْرَانِىٌّ, (S, A, Msb, K, &c.) and ↓ نَصْرَانٌ, (M, A,) or this latter has not been used without the addition of the relative ى, (S,) or it has been sometimes used, (M,) and ↓ نَصْرِىٌّ, (M, Msb, K,) but we have not heard this used, (M,) [A Christian: or this is a secondary application, and the original meaning is a Nazarene:] fem. نَصْرَانِيَّةٌ, (S, A, Msb, K,) and نَصْرَانَةٌ, (S, A, K,) or the latter is used only by poetic licence: (IB:) ↓ نَصَارَى [applied to the Christians] is a rel. n. from نَاصِرَةُ, [or Nazareth,] a town of Syria, (S, M, K,) also called نَصْرَانَةُ, (Lth, IDrd, K,) or نَصْرَانُ, (S, Msb,) and نَصُورِيَةٌ, (M, Sgh, K,) without teshdeed, accord. to Sgh, (TA,) and نُصْرِىٌّ and نُصْرَى, (as in a copy of the M,) or نَصْرَى and نَصْرَوَةُ: (TA:) so originally, and then applied to such as hold the religion of its inhabitants: (Msb:) this is the opinion of the lexicologists; but it is of weak authority, though admissible as there are other anomalous rel. ns.: (M:) or [so in K, but in the S, and] نَصَارَى is pl. of نَصْرِىٌّ, (Kh, M, Msb, K,) like as مَهَارَى is pl. of مَهْرِىٌّ; (Msb, K;) or of نَصْرَانٌ (Kh, S, M) and نَصْرَانَةٌ, (S,) like as نَدَامَى is pl. of نَدْمَانٌ (Kh, S, M) and نَدْمَانَةٌ; (S;) but more probably of نَصْرَانٌ, because this word has been sometimes used, whereas we have not heard نَصْرِىٌّ used: (M:) and it is implied in the copies of the K, that أَنْصَارٌ is pl. of نَصْرَانِىٌّ; but correctly, it is a pl. of نَصْرَانٌ, without ى, as is said in the TS, and the L, in both of which is mentioned the saying of the poet, لَمَّا رَأَيْتُ نَبَطًا أَنْصَارَا [When I saw Nabatheans, Christians], meaning نَصَارَى. (TA.) النَّصْرَانِيَّةُ The religion of the نَصَارَى [or Christians]. (K, TA.) نَصُورٌ One who aids, or assists, much or well. (TA in art. عقرب.) نَصِيرٌ: see نَاصِرٌ. It has the signification of the measure فَاعِلٌ or of the measure مَفْعُولٌ; for أَخَوَانِ نَصِيرَانِ, occurring in a trad., means Two brothers, aiders of, and aided by, each other. (TA.) نَصَارَى: see نَصْرَانِىٌّ.

نَصَائِرُ: see نَصْرٌ.

نَاصِرٌ act. part. n. of نَصَرَ, An aider or assister, especially against an enemy; &c.; as also ↓ نَصِيرٌ, (S, * M, A, Msb, K,) and ↓ نَصَرٌ: (Sgh, K:) pl. (of نَصِيرٌ, (S, M, Msb, and of نَاصِرٌ, M,) أَنْصَارٌ (S, M, A, Msb, K) and (of نَاصِرٌ, M) نُصَّارٌ, (M, K,) and نُصُورٌ may also be a pl. of the same, as occurring in the verse of Khidásh, cited above: (M:) and أَنَاصِيرُ is a pl. pl., being pl. of أَنْصَارٌ: (TA:) and ↓ نَصْرٌ is used as sing. and pl., (M, K,) being an inf. n. employed as an epithet, like عَدْلٌ. (M.) b2: الأَنْصَارُ also signifies The Assistants of the Prophet; (M, K;) of [the tribes of] El-Ows and El-Khazraj; (TA;) being an epithet applied to them especially, (M, K,) and used as a subst., as though it were the name of a tribe, wherefore the rel. n. أَنْصَارِىٌّ [which is used as sing.] is formed from it. (M.) نَاصُورٌ: see نَاسُورٌ.

أَنْصَارٌ: see نَصْرَانِىٌّ: b2: and ناصِرٌ.

أَنْصَارِىٌّ: see نَاصِرٌ.

مَنْصُورٌ [Aided or assisted, especially against an enemy, &c.]. b2: أَرْضٌ مَنْصُورَةٌ (tropical:) Land watered by rain; rained upon. (S, A.) مُسْتَنْصِرٌ [Asking, seeking, or desiring, aid, or assistance]. b2: (tropical:) A beggar. (M.)
نصر
النَّصْرُ والنُّصْرَةُ: العَوْنُ. قال تعالى: نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
[الصف/ 13] ، إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ
[النصر/ 1] ، وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ [الأنبياء/ 68] ، إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ
[آل عمران/ 160] ، وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ
[البقرة/ 250] ، كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم/ 47] ، إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا
[غافر/ 51] ، وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ
[التوبة/ 74] ، وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً
[النساء/ 45] ، ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ [التوبة/ 116] ، فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ
[الأحقاف/ 28] إلى غير ذلك من الآيات، ونُصْرَةُ الله للعبد ظاهرة، ونُصْرَةُ العبد لله هو نصرته لعباده، والقيام بحفظ حدوده، ورعاية عهوده، واعتناق أحكامه، واجتناب نهيه. قال: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
[الحديد/ 25] ، إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
[محمد/ 7] ، كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ
[الصف/ 14] وَالانْتِصَارُ والاسْتِنْصَارُ: طلب النُّصْرَة وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ
[الشورى/ 39] ، وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ
[الأنفال/ 72] ، وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ
[الشورى/ 41] ، فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ
[القمر/ 10] وإنما قال:
«فَانْتَصِرْ» ولم يقل: انْصُرْ تنبيهاً أنّ ما يلحقني يلحقك من حيث إنّي جئتهم بأمرك، فإذا نَصَرْتَنِي فقد انْتَصَرْتَ لنفسك، وَالتَّنَاصُرُ: التَّعاوُن. قال تعالى: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ [الصافات/ 25] ، وَالنَّصَارَى قيل: سُمُّوا بذلك لقوله: كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ
[الصف/ 14] ، وقيل: سُمُّوا بذلك انتسابا إلى قرية يقال لها: نَصْرَانَةُ، فيقال: نَصْرَانِيٌّ، وجمْعُه نَصَارَى، قال: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى
الآية [البقرة/ 113] ، ونُصِرَ أرضُ بني فلان. أي: مُطِرَ ، وذلك أنَّ المطَرَ هو نصرةُ الأرضِ، ونَصَرْتُ فلاناً: أعطيتُه، إمّا مُسْتعارٌ من نَصْرِ الأرض، أو من العَوْن.

المَقْدِسُ

المَقْدِسُ:
في اللغة المنزه، قال المفسرون في قوله تعالى:
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ 2: 30، قال الزّجاج: معنى نقدس لك أي نطهّر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهّره، قال: ومن هذا قيل للسطل القدس لأنه يتقدّس منه أي يتطهّر، قال:
ومن هذا بيت المقدس، كذا ضبطه بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتخفيف الدال وكسرها، أي البيت المقدّس المطهّر الذي يتطهر به من الذنوب، قال مروان:
قل للفرزدق، والسفاهة كاسمها: ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنها محذورة، ... والحق بمكة أو بيت المقدس
وقال قتادة: المراد بأرض المقدس أي المبارك، وإليه ذهب ابن الأعرابي، ومنه قيل للراهب مقدّس، ومنه قول امرئ القيس:
فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدّس
وصبيان النصارى يتبرّكون به وبمسح مسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوطه منه حتى يتمزق عنه ثوبه، وفضائل بيت المقدس كثيرة ولا بدّ من ذكر شيء منها حتى يستحسنه المطّلع عليه، قال مقاتل بن سليمان قوله تعالى: وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ، 21: 71 قال: هي بيت المقدس، وقوله تعالى لبني إسرائيل: وواعدناكم جانب الطور الأيمن، يعني بيت المقدس، وقوله تعالى: وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين، قال:
البيت المقدس، وقال تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى 17: 1، هو بيت المقدس، وقوله تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، البيت المقدس، وفي الخبر: من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء، ورفع الله عيسى بن مريم إلى السماء من بيت المقدس وفيه مهبطه إذا هبط وتزفّ الكعبة بجميع حجّاجها إلى البيت المقدس يقال لها مرحبا بالزائر والمزور، وتزف جميع مساجد الأرض إلى البيت المقدس، أول شيء حسر عنه بعد الطوفان صخرة بيت المقدس وفيه ينفخ في الصور يوم القيامة وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة، وقد قال الله تعالى لسليمان بن داود، عليهما السلام، حين فرغ من بناء البيت المقدس:
سلني أعطك، قال: يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي، قال: لك ذلك، قال: يا رب وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد، قال: لك ذلك، قال: وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه، قال: لك ذلك، قال:
وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه، قال: ولك ذلك، وعن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد البيت المقدس، وإن الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره، وأقرب بقعة في الأرض من السماء البيت المقدس ويمنع الدّجال من دخولها ويهلك يأجوج ومأجوج دونها، وأوصى آدم، عليه السّلام، أن يدفن بها وكذلك إسحاق وإبراهيم، وحمل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها، وأوصى يوسف، عليه السّلام، حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها، وهاجر إبراهيم من كوثى إليها، وإليها المحشر ومنها المنشر، وتاب الله على داود بها، وصدّق إبراهيم الرؤيا بها، وكلّم عيسى الناس في المهد بها، وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرّق الناس إلى الجنة أو إلى النار، وروي عن كعب أن جميع الأنبياء، عليهم السلام، زاروا بيت المقدس تعظيما له، وروي عن كعب أنه قال: لا تسمّوا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه فإن إيلياء امرأة بنت المدينة، وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: فلما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله حكما يوافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك، وعن ابن عباس قال: البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبيّ أو أقام فيه ملك، وعن أبي ذر قال: قلت لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: أيّ مسجد وضع على وجه الأرض أوّلا؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أيّ؟ قال: البيت المقدس وبينهما أربعون سنة، وروي عن أبيّ بن كعب قال: أوحى الله تعالى إلى داود ابن لي بيتا، قال: يا رب وأين من الأرض؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه، فرأى داود ملكا على الصخرة واقفا وبيده سيف، وعن الفضيل بن عياض قال: لمّا صرفت القبلة نحو الكعبة قالت الصخرة: إلهي لم أزل قبلة لعبادك حتى إذا بعثت خير خلقك صرفت قبلتهم عني! قال: ابشري فإني واضع عليك عرشي وحاشر إليك خلقي وقاض عليك أمري وناشر منك عبادي، وقال كعب: من زار البيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة، ومن صلى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا، ومن تصدّق فيه بدرهم كان فداءه من النار، ومن صام فيه يوما واحدا كتبت له براءته من النار، وقال كعب: معقل المؤمنين أيام الدجال البيت المقدس يحاصرهم فيه حتى يأكلوا أوتار قسيّهم من الجوع، فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من الصخرة فيقولون هذا صوت رجل شعبان، ينظرون فإذا عيسى بن مريم، عليه السّلام، فإذا رآه الدجال هرب منه فيتلقاه بباب لدّ فيقتله، وقال أبو مالك القرظي في كتاب اليهود الذي لم يغيّر: إن الله تعالى خلق الأرض فنظر إليها وقال: أنا واطئ على بقعتك، فشمخت الجبال وتواضعت الصخرة فشكر الله لها وقال: هذا مقامي وموضع ميزاني وجنتي وناري ومحشر خلقي وأنا ديّان يوم الدين، وعن وهب بن منبّه قال: أمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لابان ابن تاهر بن أزر وكان مسكنه فلسطين فتوجه إليها يعقوب، وأدركه في بعض الطريق الليل فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم كأن سلّما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه وأوحى الله إليه: إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورّثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوّة ثم أنا معك حتى تدرك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه أنت وذريتك، فيقال إنه بيت المقدس، فبناه داود وابنه سليمان ثم أخربته الجبابرة بعد ذلك فاجتاز به شعيا، وقيل عزير، عليهما السلام، فرآه خرابا، فقال: أنّي يحيى هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام ثم بعثه، كما قص، عزّ وجل، في كتابه الكريم، ثم بناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك، وكان قد اتخذ سليمان في بيت المقدس أشياء عجيبة، منها القبّة التي فيها السلسلة المعلقة ينالها صاحب الحق ولا ينالها المبطل حتى اضمحلت بحيلة غير معروفة، وكان من عجائب بنائه أنه بنى بيتا وأحكمه وصقله فإذا دخله الفاجر والورع تبيّن الفاجر من الورع لأن
الورع كان يظهر خياله في الحائط أبيض والفاجر يظهر خياله أسود، وكان أيضا مما اتخذ من الأعاجيب أن ينصب في زاوية من زواياه عصا آبنوس فكان من مسها من أولاد الأنبياء لم تضرّه ومن مسها من غيرهم أحرقت يده، وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارئ، والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلّها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة البتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك، وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة، وأما الأقصى فهو في طرفها الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود، عليه السّلام، وهو طويل عريض وطوله أكثر من عرضه، وفي نحو القبلة المصلى الذي يخطب فيه للجمعة وهو على غاية الحسن والإحكام مبنيّ على الأعمدة الرخام الملونة والفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها لا جامع دمشق ولا غيره، وفي وسط صحن هذا الموضع مصطبة عظيمة في ارتفاع نحو خمسة أذرع كبيرة يصعد إليها الناس من عدة مواضع بدرج، وفي وسط هذه المصطبة قبة عظيمة على أعمدة رخام مسقفة برصاص منمّقة من برّا وداخل بالفسيفساء مطبقة بالرخام الملون قائم ومسطح، وفي وسط هذا الرخام قبة أخرى وهي قبة الصخرة التي تزار وعلى طرفها أثر قدم النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وتحتها مغارة ينزل إليها بعدّة درج مبلّطة بالرخام قائم ونائم يصلّى فيها وتزار، ولهذه القبة أربعة أبواب، وفي شرقيها برأسها قبة أخرى على أعمدة مكشوفة حسنة مليحة يقولون إنها قبة السلسلة، وقبة المعراج أيضا على حائط المصطبة وقبة النبي داود، عليه السّلام، كل ذلك على أعمدة مطبق أعلاها بالرصاص، وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به، ويشرب أهل المدينة من ماء المطر، ليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه رديّة أكثرها يجتمع من الدروب وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدّنس الكثير، وبها ثلاث برك عظام: بركة بني إسرائيل وبركة سليمان، عليه السّلام، وبركة عياض عليها حمّاماتهم، وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خرّبوه على ما نحكيه بعد، وفي المثل:
قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها، هذا قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن البنّاء البشّاري المقدسي له كتاب في أخبار بلدان الإسلام وقد وصف بيت المقدس فأحسن فالأولى أن نذكر قوله لأنه أعرف ببلده وإن كان قد تغير بعده بعض معالمها، قال: هي متوسطة الحرّ والبرد قلّ ما يقع فيها ثلج، قال:
وسألني القاضي أبو القاسم عن الهواء بها فقلت: سجسج لا حرّ ولا برد، فقال: هذه صفة الجنّة، قلت:
بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه ولا أنفس منه ولا أعفّ من أهلها ولا أطيب من العيش بها ولا أنظف من أسواقها ولا أكبر من مسجدها ولا أكثر من مشاهدها، وكنت يوما في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بهرام بالبصرة فجرى ذكر مصر إلى أن سئلت: أيّ بلد أجلّ؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أطيب؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أفضل؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أحسن؟ قلت:
بلدنا، قيل: فأيهما أكثر خيرات؟ قلت: بلدنا، قيل: فأيهما أكبر؟ قلت: بلدنا، فتعجب أهل المجلس من ذلك وقيل: أنت رجل محصّل وقد ادّعيت ما لا يقبل منك وما مثك إلا كصاحب
الناقة مع الحجاج، قلت: أما قولي أجلّ فلأنها بلدة جمعت الدنيا والآخرة فمن كان من أبناء الدنيا وأراد الآخرة وجد سوقها، ومن كان من أبناء الآخرة فدعته نفسه إلى نعمة الدنيا وجدها، وأما طيب هوائها فإنه لا سمّ لبردها ولا أذى لحرها، وأما الحسن فلا يرى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها، وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبل والأشياء المتضادّة كالأترجّ واللوز والرطب والجوز والتين والموز، وأما الفضل فهي عرصة القيامة ومنها النشر وإليها الحشر وإنما فضلت مكة بالكعبة والمدينة بالنبي، صلّى الله عليه وسلّم، ويوم القيامة تزفّان إليها فتحوي الفضل كله، وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون إليها فأي أرض أوسع منها؟ فاستحسنوا ذلك وأقرّوا به، قال: إلا أن لها عيوبا، يقال إن في التوراة مكتوبا بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب، ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة وهي مع ذلك قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء وعلى الرحبة والفنادق ضرائب ثقال وعلى ما يباع فيها رجّالة وعلى الأبواب أعوان فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس إلا بها مع قلة يسار، وليس للمظلوم أنصار، فالمستور مهموم والغني محسود والفقيه مهجور والأديب غير مشهور، ولا مجلس نظر ولا تدريس، قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الناس والمسجد من الجماعات، وهي أصغر من مكة وأكبر من المدينة عليها حصن بعضه على جبل وعلى بقيته خندق، ولها ثمانية أبواب حديد:
باب صهيون وباب النية وباب البلاط وباب جب ارميا وباب سلوان وباب أريحا وباب العمود وباب محراب داود، عليه السّلام، والماء بها واسع، وقيل: ليس ببيت المقدس أكثر من الماء والأذان قلّ أن يكون بها دار ليس بها صهريج أو صهريجان أو ثلاثة على قدر كبرها وصغرها، وبها ثلاث برك عظام: بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض عليها حمّاماتهم لها دواع من الأزقة، وفي المسجد عشرون جبّا مشجّرة قلّ أن تكون حارة ليس بها جبّ مسيل غير أن مياها من الأزقة وقد عمد إلى واد فجعل بركتين تجتمع إليهما الــسيول في الشتاء وقد شقّ منهما قناه إلى البلد تدخل وقت الربيع فتدخل صهاريج الجامع وغيرها، وأما المسجد الأقصى فهو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود، طول الحجر عشرة أذرع وأقلّ منقوشة موجّهة مؤلفة صلبة وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وشرّفوه وكان أحسن من جامع دمشق لكن جاءت زلزلة في أيام بني العباس فطرحته إلّا ما حول المحراب، فلما بلغ الخليفة خبره أراد رده مثلما كان فقيل له:
تعيا ولا تقدر على ذلك، فكتب إلى أمراء الأطراف والقوّاد يأمرهم أن يبني كل واحد منهم رواقا، فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان، وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حذاء الأعمدة الرخام، وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث، وللمغطى ستة وعشرون بابا: باب يقابل المحراب يسمّى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهّب لا يفتح مصراعه إلا رجل شديد القوّة عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلها وفي نحو المشرق أحد عشر بابا سواذج وخمسة عشر رواقا على أعمدة رخام أحدثها عبد الله بن طاهر، وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين، وعلى المؤخر أروقة ازاج من الحجارة، وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة، والسقوف كلها إلّا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط، وفي وسط الرواق دكة مربعة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من أربع جهاتها بمراق واسعة، وفي الدكة أربع قباب:
قبة السلسلة وقبة المعراج وقبة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وهذه الثلاث الصغار ملبسة بالرصاص على أعمدة رخام مكشوفة، وفي وسط الدكة قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب كل باب يقابل مرقاة من مراقي الدكة، وهي: الباب القبليّ وباب إسرافيل وباب الصور وباب النساء، وهو الذي يفتح إلى المغرب، جميعها مذهبة في وجه كل واحد باب مليح من خشب التّنّوب، وكانت قد أمرت بعملها أمّ المقتدر بالله، وعلى كل باب صفّة مرخمة والتنّوبيّة مطبّقة على الصفرية من خارج، وعلى أبواب الصفّات أبواب أيضا سواذج داخل البيت ثلاثة أروقة دائرة على أعمدة معجونة أجلّ من الرخام وأحسن لا نظير لها قد عقدت عليه أروقة لاطئة داخلة في رواق آخر مستدير على الصخرة على أعمدة معجونة بقناطر مدورة فوق هذه منطقة متعالية في الهواء فيها طاقات كبار والقبة فوق المنطقة طولها غير القاعدة الكبرى مع السّفّود في الهواء مائة ذراع ترى من البعد فوقها سفود حسن طوله قامة وبسطة، والقبة على عظمها ملبسة بالصفر المذهب وأرض البيت مع حيطانه، والمنطقة من داخل وخارج على صفة جامع دمشق، والقبة ثلاث سافات: الأولى مروّقة على الألواح، والثانية من أعمدة الحديد قد شبكت لئلا تميلها الرياح، ثم الثالثة من خشب عليها الصفائح وفي وسطها طريق إلى عند السفود يصعد منها الصّنّاع لتفقدها ورمّها فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة وتلألأت المنطقة ورؤيت شيئا عجيبا، وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرك مثل هذه القبة، ويدخل المسجد من ثلاثة عشر موضعا بعشرين بابا، منها:
باب الحطّة وباب النبي، عليه الصلاة والسلام، وباب محراب مريم وباب الرحمة وباب بركة بني إسرائيل وباب الأسباط وباب الهاشميين وباب الوليد وباب إبراهيم، عليه السلام، وباب أمّ خالد وباب داود، عليه السّلام، وفيه من المشاهد محراب مريم وزكرياء ويعقوب والخضر ومقام النبي، صلى الله عليه وسلم، وجبرائيل وموضع المنهل والنور والكعبة والصراط متفرقة فيه وليس على الميسرة أروقة، والمغطى لا يتصل بالحائط الشرقي وإنما ترك هذا البعض لسبين أحدهما قول عمر: واتخذوا في غربي هذا المسجد مصلّى للمسلمين، فتركت هذه القطعة لئلا يخالف، والآخر لو مدّ المغطى إلى الزاوية لم تقع الصخرة حذاء المحراب فكرهوا ذلك، والله أعلم، وطول المسجد ألف ذراع بالذراع الهاشمي، وعرضه سبعمائة ذراع، وفي سقوفه من الخشب أربعة آلاف خشبة وسبعمائة عمود رخام، وعلى السقوف خمسة وأربعون ألف شقة رصاص، وحجم الصخرة ثلاثة وثلاثون ذراعا في سبعة وعشرين، وتحت الصخرة مغارة تزار ويصلّى فيها تسع مائة وستين نفسا، وكانت وظيفته كل شهر مائة دينار، وفي كل سنة ثمانمائة ألف ذراع حصرا، وخدّامه مماليك له أقامهم عبد الملك من خمس الأسارى ولذلك يسمّون الأخماس لا يخدمه غيرهم ولهم نوب يحفظونها، وقال المنجمون:
المقدس طوله ست وخمسون درجة، وعرضه ثلاث وثلاثون درجة، في الإقليم الثالث، وأما فتحها في أول الإسلام إلى يومنا هذا فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنفذ عمرو بن العاص إلى فلسطين ثم نزل البيت المقدس فامتنع عليه فقدم أبو عبيدة بن الجرّاح
بعد أن افتتح قنّسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولّي للعقد لهم عمر بن الخطاب، فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 17، ولم تزل على ذلك بيد المسلمين، والنصارى من الروم والأفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجلّ منها، حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جدّ هؤلاء الذين بدياربكر صاحب ماردين وآمد، والخطبة فيها تقام لبني العباس، فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به، وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق، وقيل: بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق، وذلك في سنة 491، واتّفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدّس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 492 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضّة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضّة وتنّور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى، وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مأوى لخنازيرهم، ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 583 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب، والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب، وكانوا قد أحكموا سوره وعمّروه وجوّدوه، فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملّكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال: نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة، وهذا كاف في خبرها وليس كلّ ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني، وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصوّر إلا بالمشاهدة عيانا، ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها، ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال:
أهيم بقاع القدس ما هبّت الصّبا، ... فتلك رباع الأنس في زمن الصّبا
وما زلت في شوقي إليها مواصلا ... سلامي على تلك المعاهد والرّبى
والحمد لله الذي وفّقني لزيارته، وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العبّاد الصالحين والفقهاء، منهم:
نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرّس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري، وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقّه وعلى محمد بن البيان الكازروني، وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني وأبو القاسم النسيب وأبو الفتح نصر الله اللاذقي وأبو محمد بن طاووس وجماعة، وكان قدم دمشق في سنة 71 في نصف صفر ثم خرج إلى صور وأقام بها نحو عشر سنين ثم قدم دمشق سنة 80 فأقام بها يحدث ويدرّس إلى أن مات، وكان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا أقام بدمشق ولم يقبل لأحد من أهلها صلة، وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض كانت له بنابلس وكان يخبز له منها كل يوم قرص في جانب الكانون، وكان متقلّلا متزهدا عجيب الأمر في ذلك، وكان يقول: درست على الفقيه سليم من سنة 37 إلى سنة 40 ما فاتني فيها درس ولا إعادة ولا وجعت إلا يوما واحدا وعوفيت، وسئل كم في ضمن التعليقة التي صنّفها من جزء، فقال:
نحو ثلاثمائة جزء وما كتبت منها حرفا وأنا على غير وضوء، أو كما قال، وزاره تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان يوما فلم يقم إليه وسأله عن أحلّ الأموال السلطانية فقال: أموال الجزية، فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال له: هذا من مال الجزية، ففرّقه على الأصحاب ولم يقبله وقال: لا حاجة لنا إليه، فلما ذهب الرسول لامه الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له: قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت قبلته وفرّقته فينا، فقال: لا تجزع من فوته فلسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرّس فيه، وذكر بعض أهل العلم قال: صحبت أبا المعالي الجويني بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجويني، ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا، وتوفي الشيخ أبو الفتح يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة 490 بدمشق ودفن بباب الصغير، ولم تر جنازة أوفر خلقا من جنازته، رحمة الله عليه، ومحمد بن طاهر بن علي بن أحمد أبو الفضل المقدسي الحافظ ويعرف بابن القيسراني، طاف في طلب الحديث وسمع بالشام وبمصر والعراق وخراسان والجبل وفارس، وسمع بمصر من الجبّاني وأبي الحسن الخلعي، قال: وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أحفظ من رائيّة محمد ابن طاهر ما هو هذا:
إلى كم أمنّي النفس بالقرب واللّقا ... بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر؟
وحتّام لا أحظى بوصل أحبّتي ... وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر؟
فلو كان قلبي من حديد أذابه ... فراقكم أو كان من صالب الصخر
ولمّا رأيت البين يزداد والنّوى ... تمثّلت بيتا قيل في سالف الدهر:
متى يستريح القلب، والقلب متعب، ... ببين على بين وهجر على هجر؟
قال الحافظ: سمعت أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني الحافظ ببغداد يذكر أن أبا الفضل ابتلي بهوى امرأة من أهل الرستاق كانت تسكن قرية على ستة فراسخ فكان يذهب كل ليلة فيرقبها فيراها تغزل في ضوء السراج ثم يرجع إلى همذان فكان يمشي كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا، ومات ابن طاهر ودفن عند القبر الذي على جبلها يقال له قبر رابعة العدوية وليس هو بقبرها إنما قبرها بالبصرة وأما القبر الذي هناك فهو قبر رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري الكاتب وقد اشتبه على الناس.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.