مجلدان.
لأبي الفضل: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
المتوفى: سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
أفرده من كتابه: (إتحاف المهرة، بأطراف العشرة).
وله: (أطراف المختارة).
مجلد ضخم.
سند: الــسَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي،
والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَــسندتَ إِليه شيئاً،
فهو مُــسْنَد. وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَــسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد
وأَــسْنَد وأَــسنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه
أَي أَــسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:
سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه
شُدَّ أَجلادُه على التسنيد
وما يُــسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِــسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري:
الــسَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والــسَّنَدُ: سنود القوم في
الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُــسْنِدْــن في الجبل أَي يُصَعِّدْن،
ويروى بالشين المعجمة وسنذكره. وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَــسنَدوا
إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُــسَنَّدة: شُدِّد للكثرة.
وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ
وكاتَفْتَه. وسَنَدَ في الجبل يَــسْنُدُ سُنوداً وأَــسنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي
عامر: حتى يُــسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والمُــسْنَد
والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:
كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ
وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي
معتَمَدٌ.
وأَــسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَــسنَد الحديثَ: رفعه. الأَزهري:
والمُــسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُــسْنَد إِلى النبي، صلى الله
عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل. والإِسنادِ في الحديث:
رَفْعُه إِلى قائله. والمُــسْنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه
يَدَ الدهر ويَدَ المُــسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً.
وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُــسْنَدَــةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو
عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر. وناقة
مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب:
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى،
جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ
ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن
برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وقال الأَصمعي في
المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها
بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها
وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ
جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.
والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. وأَزَجُّ
الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو
الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.
والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ
والهَمْلَجَة.
ويقال: سَنَدْــنا في الجَبل وأَــسنَدْــنا جَبَلَها فيها
(* قوله «جبلها
فيها» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك) . وفي
حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَــسَندُــوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا
إِليه. يقال: أَــسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه.
والــسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن
الأَعرابي: الــسَّنَدُ ضُروبٌ من البرود. وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي
الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: الــسَّندُ
ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق
مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف
ثوراً وحشيّاً:
كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ
وقال ابن بُزُرخ: الــسنَدُ الأَسنادُ
(* قوله «الــسند الأسناد» كذا بالأصل
ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن الــسند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد
أي من أسناد.)
من الثياب وهي من البرود، وأَنشد:
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها،
لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ
قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إِذا
لَبِس الــسَّنَد وهو ضرب من البرود. وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على
راياتٍ شَتَّى. وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان
مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُــسْنِدُ على الآخر ويستعين
به.والمُــسْنَدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما
بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد
الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمــسند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل:
هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: المُــسْنَدُ كلام أَولاد شيث.
والــسِّنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة
إِليهم سِنْديّ.
أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول
عَبِيد بن الأَبرص:
فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ،
كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ
ثم قال:
فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي
وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ
وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال:
وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ
والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول. وروي عن ابن سلام
أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.
ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني
أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير
واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَــسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل
إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة:
وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ
أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا
ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات
التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله:
شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ
بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا
وقوله فيها:
أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ،
جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا؟
فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت
قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة
قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن
الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك
الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما
تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا
ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة
راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت
بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم
قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود،
وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش
بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم
يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال:
ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال
الشاعر:
فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ
فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو
الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية
الأَبيات كالمــسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت
فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم
يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب
القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير
مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت
في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:
فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد
الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه
عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ
الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول
الحطيئة:
وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب المُــسْنَد والمُــسْنَد إِليه؛
المــسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمــسند إِليه الجزء الثاني منها،
والهاء من إِليه تعود على اللام في المــسند الأَول، واللام في قوله والمــسند
إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المــسند، لأَنه
أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُــسْنَدِ
والمُــسْنَدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُــسْنَدٌ، فالــسَّنَدُ كقولك
(* قوله «فالــسند كقولك إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط
فالــسند أَو زيادة والمــسند). عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح
مُــسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في
النون مع الميم:
تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم،
تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن
قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه
عن الخليل.
الكسائي: رجل سِنْدَــأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي
من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: الــسِّنْدَــأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً
تحت العمامة من الدُّهْن.
والأَسْنادُ: شجر. والــسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.
والــسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.
وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ
وزِنْجٍ.
والمُــسَنَّدَــةُ والمِــسْنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود
اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.
وسٍَِنْدادٌ: موضع. والــسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:
يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالــسَّنَدِ
والعَلياءُ: اسم بلد آخر. وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ
يَعْفُر:
والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد
سندر: الــسَّنْدَــرَةُ: السُّرْعةُ. والــسَّنْدَــرَةُ: الجُرْأَةُ. ورجلٌ
سِنَدْــرٌ، على فِنَعْلٍ، إِذا كان جَرِيئاً. والــسَّنْدَــرُ: الجريء
المُتَشَبِّعُ. والــسَّنْدَــرَةُ: ضَرْبٌ من الكيل غُرَاف جُِرَافٌ واسع.
والــسَّنْدَــرُ: مكيالٌ معروف؛ وفي حديث علي، عليه السلام:
أَكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ الــسَّنْدَــرَهْ
قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: لم تختلف الرواة أَن هذه الأَبيات لعلي،
عليه السلام:
أَنا الذي سَمَّتْنِي أَمِّي حَيْدَرَهْ،
كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ،
أَكِيلكم بالسيف كيل الــسَّندَــره
قال: واختلفوا في الــسندرة: فقال ابن الأَعرابي وغيره: هو مكيال كبير ضخم
مثلُ القَنْقَلِ والجُرَافِ، أَي أَقتلكم قتلاً واسعاً كبيراً ذريعاً،
وقيل: الــسَّنْدَــرَةُ امرأَة كانت تبيع القمح وتوفي الكيل، أَي أَكيلكم
كيلاً وافياً، وقال آخر: الــسَّنْدَــرَةُ العَجَلةُ، والنون زائدة، يقال: رجل
سَنْدَــرِيُّ إِذا كان عَجِلاً في أُموره حادّاً، أَي أُقاتلكم
بالعَجَلَةِ وأُبادركم قبل الفِرار، قال القتيبي: ويحتمل أَن يكون مكيالاً اتخذ من
الــسَّنْدَــرَة، وهي شجرة يُعْمَلُ منها النَّبْلُ والقِسِيُّ، ومنه قيل:
سهم سَنْدَــريٌّ، وقيل: الــسَّنْدَــرِيٌّ ضرب من السهام والنِّصال منسوب إِلى
الــسَّنْدَــرَةِ، وهي شجرة، وقيل: هو الأَبيض منها، ويقال: قَوْسٌ
سَنْدَــرِيَّةٌ؛ قال الشاعر، وقال ابن بري هو لأَبي الجُنْدَبِ الهُذَلي:
إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهُمْ أُخْرَياهُمُ،
حَنَوْتُ لَهُمْ بالــسَّنْدَــرِيِّ المُوَتَّرِ
والــسَّنْدَــرِيُّ: اسم للقوس، أَلا تراه يقول الموتر؟ وهو منسوب إِلى
الــسَّنْدَــرَةِ أَعني الشجرة التي عمل منها هذه القوس، وكذلك السهام المتخذة
منها يقال لها سَنْدَــرِيَّةٌ. وسِنانٌ سَنْدَــرِيٌّ إِذا كان أَزرق
حديداً؛ قال رؤبة:
وأَوْتارُ غَيْري سَنْدَــرِيٌّ مُخَلَّقُ
أَي غير نصل أَزرق حديد. وقال أَعرابي: تَعَالَوْا نصيدها زُرَيْقاء
سندرية؛ يريد طائراً خالص الزرقة. والــسَّنْدَــرِيُّ: الرديء والجَيِّدُ،
ضِدٌّ. والــسَّنْدَــرِي: من شعرائهم؛ قيل: هو شاعر كان مع عَلْقَمَةَ بن
عُلاثَةَ وكان لبيد مع عامر بن الطُّفَيْلِ، فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلى مهاجاته
فَأَبى؛ وقال:
لِكَيْلا يكونَ الــسَّنْدَــرِيُّ نَدِيدَتي،
وأَجْعَلَ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا
(* قوله: «نديدتي» أَي ندي، وقوله عماعما أَي متفرقين).
وفي نوادر الأَعراب: السَّنَادِرَةُ الفُرَّاغُ وأَصحاب اللهو
والتَّبَطُّلِ؛ وأَنشد:
إِذا دَعَوْتَنِي فَقُلْ: يا سَنْدَــرِي،
لِلْقَوْمِ أَسْماءٌ ومَا لي مِنْ سمي
سندل: ابن خالويه: الــسَّنْدَــلُ جَوْرَبُ الخُفِّ. ابن الأَعرابي:
سَنْدَــل الرجلُ إِذا لَبِس الجَوْرَبَيْن ليصطاد الوحش في صَكَّةِ عُمَيٍّ.
والــسَّنْدَــلُ: طائر يأْكل البِيشَ عن الحائط.
سندس: الجوهري في الثلاثيّ: الــسُّنْدُــسُ البُزْيُون؛ وأَنشد أَبو عبيدة
ليزيد بن حَذَّاق العَبْدِيّ:
أَلا هل أَتاها أَنَّ شَكَّةَ حازم
لَدَيَّ، وأَني قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا؟
وداويْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً،
كأَن عليها سُنْدُــساً وسُدُوسا
الشَّمُوس: فرسه وصُنْعُه لها: تَضْمِيرُه إِياها، وكذلك قوله داويتها
بمعنى ضمَّرتها. وقوله حَبَشِيَّة يريد حبشية اللون في سوادها، ولهذا
جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً، وهو الطَّيْلَسان الأَخضر. وفي الحديث: أَن
النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، بعث إِلى عمر، رضي اللَّه عنه، بجُبَّةِ
سُنْدُــسٍ؛ قال المفسرون في الــسندس: إِنه رَقيق الدِّيباج ورَفيعُه، وفي
تفسير الإِسْتَبْرَقِ: إِنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه الليث:
الــسُّنْدُــسُ ضَرْبٌ من البُزْيون يتخذ من المِرْعِزَّى ولم يختلف أَهل اللغة فيهما
أَنهما معرّبان، وقيل: الــسُّنْدُــس ضرب من البُرود.
سندأ: رجل سِنْدَــأْوَةٌ وسِنْدَــأْوٌ: خَفِيف. وقيل: هو الجَرِيءُ
الـمُقْدِمُ. وقيل: هو القصير. وقيل: هو الرَّقِيقُ الجسم(2)
(2 قوله «الرقيق الجسم» بالراء وفي شرح القاموس على قوله الدقيق قال وفي بعض النسخ الرقيق.)
مع عِرَضِ رأْس، كلُّ ذلك عن السيرافي. وقيل: هو العَظِيمُ الرأْس. وناقة سِنْدَــأْوةٌ: جَرِيئةٌ.
والــسِّنْدَــأوُ: الفَسِيحُ من الإِبل في مَشْيِه.