Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سمر

بسر

بسر
البَسْرُ: الإعْجَالُ، بَسَرَ الفَحْلُ قَلُوْصاً: ضَرَبَها قَبْلَ حِيْنِها. وهو القَهْرُ أيضاً، والباسِرُ: القاهِرُ. وتَبَسرَ الرجُلُ: طَلَبَ حاجَتَه في غَيْرِ مَوْضِعِها، وبَسَرَها: مِثْلُه. وأولُ وِدَاقِ الفَرَسِ: المُبَاسَرة. والبُسُوْرُ: العُبُوْسُ. ورَجُلٌ باسِرٌ من هَم أو فِكْرٍ. وابْتُسِرَ لَوْنُه: أي انْتُقِعَ. وتَبَسرْتُ: خَدِرْت.
والمُتَبَسرُ في قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ:
خارِج مُتَبَسرِ
هو الباسِرُ القَبِيْحُ؛ يَعْني الطرِيْقَ.
والبُسْرُ من التَمْرِ: قَبْلَ أنْ يُرْطِبَ، والواحِدَةُ بُسْرَة. وأبْسَرَ النخْلُ. والبُسْر: الماءُ الطرِي الحَدِيثُ العَهْدِ بالمَطَر، وقيل: هو البارِدُ.
وتَبَسرَ النهارُ: إذا بَرَدَ.
وابْتَسَرَ الرَّجُلُ المَرْأةَ: اقْتَضها قَبْلَ أنْ تُدْرِكَ. والبُسْرُ: الغَضُّ من كُل شَيْءٍ. والشمْسُ بُسْرَةٌ: إذا كانتْ حَمْرَاءَ لم تَصْفُ بَعْدُ. والبُسْرَةُ من النَباتِ: ما ارْتَفَعَ عن وَجْهِ الأرْضِ شَيْئاً ولم يَطُلْ؛ غَضّ أطْيَبُ ما يكون. وقيل: هو يَبِيْسُ البَقْلِ.
وبَسَرْتُ النَباتَ أبْسُرُه: رَعَيْته غَضّاً.
وتَبَسرَ الثوْرُ: أتى عُرُوْقَ النَّباتِ اليابِسِ فأكَلَها. والبِسَارُ: البَلَلُ في بُطُونِ الأرْضِ من الأحْسَاء. والبِسَارُ: مَطَرٌ يَدُوْمُ على أهْلِ السنْدِ في الصيْفِ. والباسُوْرُ: أعْجَمِيةٌ. والبَيَاسِرَةُ: قَوْمٌ من أهْلِ السنْدِ يُحَارِبونَ عن أهْلِ السُّفُنِ بأجْرَةٍ، ورَجُلٌ بَيْسَرِيٌ.
(بسر) : ماءٌ بَسْرٌ: أي باردٌ.
(بسر) - في شَرْطِ مُشْتَرى النَّخْل على البَائِع "ليس له مِبْسَار".
وهو الذي لا يَرطُب بُسرُه.

بسر


بسَرَ(n. ac. بَسْر)
a. Hastened, accelerated.
b. Anticipated, did prematurely.
c. Frowned, scowled.
d. Fecundated.

أَبْسَرَa. Was becalmed (ship).
بُسْرa. Fresh, juicy, moist.

بَسُوْرa. Lion.

بَاْسُوْر
(pl.
بَوَاْسِيْرُ)
a. Hemorrhoids, piles.
(ب س ر) : (الْبُسْرُ) غورة خرماوية يُسَمَّى بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ وَبِالْوَاحِدَةِ مِنْهُ سُمِّيَتْ بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ تَرْوِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَنْهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ بُسْرَ السُّكَّرِ وَالْبُسْرَ الْأَحْمَرَ فَاكِهَةٌ فَكَأَنَّهُ عَنَى بِالْأَحْمَرِ الَّذِي أَزْهَى وَلَمْ يَرْطُبْ أَوْ أَرَادَ ضَرْبًا آخَرَ.
(بسر)
بسرا وبسورا عجل وَأظْهر العبوس وَيُقَال بسر وَجهه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ عبس وَبسر} وبالشيء ابْتَدَأَ وَفُلَان النَّخْلَة بسرا وبسارا لقحها قبل أَوَان التلقيح والنبات رعاه غضا أول رعي والقرحة نكأها قبل النضج وَالدّين تقاضاه قبل حُلُول موعده والسقاء شرب من لبنه قبل أَن يروب والبسر خلطه بالرطب وَالتَّمْر فِي النَّبِيذ وَفِي الحَدِيث (لَا تثجروا وَلَا تبسروا)

(بسر) أُصِيب بالباسور
ب س ر

هو بسراً أطيب منه رطباً، وقد أبسرت النخلة.

ومن المجاز: ابتسر الحاجة: طلبها قبل وقتها. وابتسر الفحل الناقة: ضربها من غير ضبعة، وابتسر الجارية وابتكرها واختضرها: افتضها قبل الإدراك. وغلام بسر وجارية بسرة: غضا الشباب. ويقولون صبحته والشمس حمراء بسرة: لما يصف شعاعها. قال البعيث:

فصبحه والشمس حمراء بسرة ... بسائفة الأنقاء موت مغلس

وإن خرجت بك بثرة فلا تبسرها أي لا تفقأها، وهي بسرة غضة.
ب س ر : الْبُسْرُ مِنْ ثَمَرِ النَّخْلِ مَعْرُوفٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ الْوَاحِدَةُ بُسْرَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ وَمِنْهُ بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَان صَحَابِيَّةٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْبُسْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْغَضُّ وَنَبَاتٌ بُسْرٌ أَيْ طَرَى.

وَالْبَاسُورُ قِيلَ وَرَمٌ تَدْفَعُهُ الطَّبِيعَةُ إلَى كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ الْبَدَنِ يَقْبَلُ الرُّطُوبَةَ مِنْ الْمَقْعَدَةِ وَالْأُنْثَيَيْنِ وَالْأَشْفَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ فِي الْمَقْعَدَةِ لَمْ يَكُنْ حُدُوثُهُ دُونَ انْفِتَاحِ أَفْوَاهِ الْعُرُوقِ وَقَدْ تُبْدَلُ السِّينُ صَادًا فَيُقَالُ بَاصُورٌ وَقِيلَ غَيْرُ عَرَبِيِّ. 
[بسر] فيه: لا تثجروا و"لا تبسروا" البسر بفتح باء خلط البسر بالتمر وانتباذهما معاً. ومنه ح: شرط مشتري النخل على البائع ليس له "مبسار" وهو الذي لا يرطب بسره. وفيه: اللهم بك "ابتسرت" أي ابتدأت بسفري، وكل شيء أخذته غضا فقد بسرته وابتسرته، وعند المحدثين بنون وشين معجمة أي تحركت وسرت. وفيه: لما أسلمت تلقاني أمي مرة بالبشر ومرة "بالبسر" هو بالمعجمة الطلاقة وبالمهملة القطوب بسر وجهه يبسره. وفي ح الحسن: قال للوليد: التياس لا تبسر، البسر ضرب الفحل الناقة قبل أن تطلب يقول: لا تحمل على الناقة والشاة قبل أن تطلب الفحل. وفيه: كان "مبسوراً" أي به بواسير. غ: والبسر: تقاضي المال قبل محله. قا: "باسرة" شديدة العبوس ك: "البسر" المرتبة لثمرة النخل أولها طلع، ثم خلال، ثم بلح ثم بسر، ثم رطب.
ب س ر: (الْبُسْرُ) أَوَّلُهُ طَلْعٌ ثُمَّ خَلَالٌ بِالْفَتْحِ ثُمَّ بَلَحٌ بِفَتْحَتَيْنِ ثُمَّ بُسْرٌ ثُمَّ رُطَبٌ ثُمَّ تَمْرٌ، الْوَاحِدَةُ (بُسْرَةٌ) وَ (بُسُرَةٌ) وَالْجَمْعُ (بُسُرَاتٌ) وَ (بُسُرٌ) بِضَمِّ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ. وَ (أَبْسَرَ) النَّخْلُ صَارَ مَا عَلَيْهِ بُسْرًا. وَ (الْبَسْرُ) خَلْطُ الْبُسْرِ مَعَ غَيْرِهِ فِي النَّبِيذِ، وَبَابُهُ نَصَرَ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا» وَ (بَسَرَ) الرَّجُلُ وَجْهَهُ كَلَحَ وَبَابُهُ دَخَلَ يُقَالُ: عَبَسَ وَبَسَرَ. وَ (الْبَاسُورُ) وَاحِدُ (الْبَوَاسِيرِ) وَهِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي الْمَقْعَدَةِ وَفِي دَاخِلِ الْأَنْفِ أَيْضًا. 
بسر
البَسْرُ: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، نحو:
بَسَرَ الرجل الحاجة: طلبها في غير أوانها، وبَسَرَ الفحل الناقة: ضربها قبل الضّبعة ، وماء بُسْر: متناول من غديره قبل سكونه، وقيل للقرح الذي ينكأ قبل النضج: بُسْر، ومنه قيل لما لم يدرك من التمر: بُسْر، وقوله عزّ وجل: ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ
[المدثر/ 22] أي: أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته، فإن قيل: فقوله:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ
[القيامة/ 24] ليس يفعلون ذلك قبل الوقت، وقد قلت: إنّ ذلك يقال فيما كان قبل الوقت! قيل: إنّ ذلك إشارة إلى حالهم قبل الانتهاء بهم إلى النار، فخصّ لفظ البسر، تنبيها أنّ ذلك مع ما ينالهم من بعد يجري مجرى التكلف ومجرى ما يفعل قبل وقته، ويدل على ذلك قوله عزّ وجل: تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ [القيامة/ 25] .
بسر: بُسْر: التمر حين يصفر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212 وفيها بِسِر - والبُسر: المبسار وهو التمر لا يرطب بسره (بوشر). بسر السكر: انظره في مادة جيسوان.
لك بسر: ضرب من الصمغ يسمى Cancamum أو Cancame ( بوشر).
حجر البُسر: انظر ابن البيطار (1: 293) وهو يذكر ضبط الكلمة.
بسارية: سرء السمك، وبعلوط وصغار السمك يرميه الصياد، بوري، عجوم (بوشر) وتطلقه العامة على الصير وهو moenide أو Ménole ( رحلة إلى عوادة ص579، 716) - وهو السردين (برجرن) وهو بسارية باليونانية، وباليونانية الحديثة سيرو وتكتب أيضاً أبسارية (انظر دي ساسي عبد اللطيف ص285 - 8).
باسور أو باصور (انظر لين): علة في المقعدة (الكالا وتجمع على بواسير). وفي القزويني ص 114ق في الفصل الذي كتبه عن أمراض الاحليل: البواصير وتسميها العامة الليقية وعلامتها قروح غائرة حول الاحليل وربما نفذت بعضها إلى بعض إذا طالت المدة.
باسوري: نسبة إلى باسور يقال مثلاً سيلان باسوري أي نزف دم من الباسور (بوشر).
[بسر] البُسْرُ أولُه طَلْعٌ، ثم خلال، ثم بَلَحٌ، ثم بُسْرٌ، ثم رطب، ثم تمر. الواحدة بسرة وبسرة، والجمع بسرات وبسرات. وأَبْسَرَ النخلُ: صار ما عليه بُسْراً. ويقال للشمس في أوّل طلوعها بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ من النبات أوّلُها البارِضُ، وهو كما يبدو في الأرض، ثم الجَميمُ، ثم البُسْرَةُ، ثم الصَمْعاءُ، ثم الحشيشُ. قال ذو الرمة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جميماً وبُسْرَةً * وصَمْعاَء حتى آنفتها نصالها - والبسر: الماء الطرى الحديثُ العهدِ بالمطر، والجمع بِسارٌ ، مثل رمحٍ ورِماحٍ، وتَبَسَّرْتُهُ، إذا طلبْتَه. وقال الراعي: إذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأرضِ عنه * تَبَسَّرَ يَبْتَغي فيها البِسارا - وبناتُ الأرضِ: المواضعُ التي تخفى على الراعي. وبَسَرَ الرجلُ الحاجةَ بَسْراً، إذا طلبَها في غير موضِع الطلب. والبَسَرُ: أن يَنْكأَ الحِبْنُ قبل أن يَنْضَجَ أي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ. والبَسْرُ: ظَلم السِقاء. والبَسْرُ: أن تخلط البسر مع غيره في النبيذ. وفى الحديث: " لا تبسروا ولا تثجروا ". وبسر الفحل الناقة وابتسرها: إذا ضربَها من غير ضَبَعَةٍ. وبَسَرَ الرجل وجهَه بُسوراً، أي كلح. يقال: عبس وبسر. والباسور: واحد البواسير، وهى علة تحدث في المقعدة وفى داخل الانف أيضا. وأبسر المركَبُ في البحر، أي وقَف . 
بسر ثجر عقر بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الأشجّ الْعَبْدي أَنه قَالَ لِبَنِيهِ أَو غَيرهم: لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا وَلَا تُعاقِروا فَتْسُكُروا يرْوى عَن عمرَان ابْن جدير. قَوْله: لَا تَبْسُرُوا يَقُول: لَا تخلطوا البُسْرَ بِالتَّمْرِ فتنبذوهما جَمِيعًا يُقَال مِنْهُ: بَسَرْتُه أبْسُرُه بَسْراً. وَقَوله: لَا تَثْجُرُوا يَقُول: لَا تَخلِطوا ثَجير البُسْر أَيْضا مَعَ التَّمْر وثَجِيره أَن يُنبذ البُسْر وَحده ثمَّ يُؤْخَذ ثفله فَيلقى مَعَ التَّمْر. فكره هَذَا أَيْضا مَخَافَة الخليطين. وَقَوله: لَا تُعاقِرُوا يَقُول: لَا تُدْمِنوا فتسكروا ونرى أصل المُعَاقَرة من عُقْر الْحَوْض وَهُوَ أَصله عِنْد مقَام الشاربة فَيَقُول: لَا تلزموه كلزوم الشاربة أعقار الْحِيَاض. حَدِيث سَمُرَــة جُنْدُب رَحمَه الله

بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سَمُرَــة بن جُنْدُب حِين أَتَى رجل عنين فَكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة فَكتب أَن: اشْتَرِ لَهُ جَارِيَة من بَيت المَال وأدْخِلْها مَعَه لَيْلَة ثمَّ سَلْها عَنهُ فَفعل سمرةُ فلمّا أصبح قَالَ: مَا صنعت قَالَ: فعلت حَتَّى حَصْحَصَ فِيهِ فَسَأَلَ الْجَارِيَة فَقَالَت: لم يَصْنَع شَيْئا فَقَالَ خَلِّ سَبِيلهَا يَا مُحَصْحِصُ حَدَّثَنِيهِ يزِيد عَن عُيَيْنَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن سَمُرَــة. قَوْله: حَصْحَصَ فِيهِ الحَصْحَصَة: الْحَرَكَة فِي الشَّيْء حَتَّى يستمكن حصص ويستقر فِيهِ يُقَال: حصحصت التُّرَاب وَغَيره إِذا حركته وفحصته يَمِينا وَشمَالًا قَالَ حميد بن ثَوْر يصف بَعِيرًا قد أثقل حمله فَهُوَ يَتَحَرَّك تَحت الْحمل عِنْد النهوض فَقَالَ: (الطَّوِيل) وحَصْحَصَ فِي صُمِّ الحَصى ثَفناته ... ورامَ القيامَ سَاعَة ثمَّ صَّمما

الثفنات كل شَيْء ولي الأَرْض من الْبَعِير إِذا برك وَهِي الركبتان والفخذان والكركرة وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لعبد الله بن وهب رَئِيس الْخَوَارِج فِي زمن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: ذُو الثَّفِنات لِأَن مساجده كَانَت قد دبرت من طول الصَّلَاة مثل ثَفِناتِ البَعير.

حَدِيث عبد الله الزبير رَحمَه الله
بسر
بسَرَ يَبسُر، بَسْرًا وبُسورًا، فهو باسِر
• بسَر الشَّخصُ: أظهر العُبوس، نظر بكراهة شديدة، كلح وجهُهُ وتغيَّر لونُه في غير وقته " {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} - {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} ". 

بُسِرَ يُبسَر، بَسْرًا وبُسورًا، والمفعول مَبْسور
• بُسِر الرَّجلُ: (طب) أُصيب بالباسور؛ وهو التهاب في الشرج، ينتج عن تمدّد وريديّ مع نزف وألم. 

أبسرَ يُبسِر، إبسارًا، فهو مُبسِر
• أبسرَ النَّخلُ: صار ماعليه بُسْرًا، أي تمرًا لم ينضج. 

ابتسرَ/ ابتسرَ بـ يبتسر، ابتِسارًا، فهو مُبتسِر، والمفعول مُبتسَر
• ابتسر الحاجةَ ونحوَها: طلبها في غير أوانها أو موضعها ° ابتسر الرَّأيَ: أبداه قبل نُضْجِه.
• ابتسر بالأمرِ: ابتدأ به قبل كلّ شيء. 

ابتُسِرَ يُبْتَسر، ابتسارًا، والمفعول مُبتَسَر
• ابتُسِر الجنينُ: (طب) وُلد قبل تمام أيّامه وإن كان تامّ الخَلْق "طفل مبتَسَر: طفل ولِد قبل ميعاده الطبيعي". 

بَسْر [مفرد]: مصدر بُسِرَ وبسَرَ. 

بُسْر [جمع]: جج بِسار، مف بُسرة
• البُسْرُ:
1 - تمرُ النَّخل إذا تلوّن ولم ينضج.
2 - الماء أوَّل ما
 ينزل من السَّحاب.
3 - كل شيء غضّ طريّ. 

بُسور [مفرد]: مصدر بُسِرَ وبسَرَ. 

بواسيرُ [جمع]: مف باسور: (طب) (انظر: ب ا س و ر - باسور). 

مُبْتَسَرة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول ابتسرَ/ ابتسرَ بـ.
• الوِلادة المُبْتَسرة: (طب) خروج الطِّفل من بطن أمّه قبل استكمال فترة الحمل. 
ب س ر

البَسْرُ الإِعْجالُ وبَسَرَ الفَحْلُ النَّاقةَ يبسُرُها بَسْراً ضَربَها قبْلَ الضَّبَعَة وبَسَرَ حاجتَهُ يبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وأبْسَرَها وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها طَلَبَها في غيْر أوانها أو غيْر موضِعها أنشد ابن الأعرابيِّ

(إذا احْتجبتْ بناتُ الأرضِ عنْهُ ... تَبَسَّرَ يبتَغِي مِنْها البِسَارَا)

بناتُ الأرضِ النَّباتُ وتَبسَّرَ طلبَ النَّباتَ أي حَفَر عنْه قبْل أن يَخْرُجَ أخْبَر أنَّ الحرَّ انقطع وجاءَ القَيْظُ وبَسَرَ النَّخْلَةَ وابْتَسَرها لقَّحَها قَبْل أوان التَّلْقيح قالَ ابْن مُقْبِلٍ

(طافَتْ به العَجْمُ حتَّى نَدَّ ناهَضُها ... عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غيْر مُبْتَسَرِ)

وبَسَر الحِبْنَ بَسْراً نَكَأهُ قبل وقْتِه وبَسَر القَرْحَة يبْسُرهَا بَسْراً نَكَأها قبل النُّضْج والبَسْرُ القَهْرُ وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً عَبْسَ ووجْهٌ بَسْرٌ باسِرٌ وُصِفَ بالمصْدَرِ وتبسَّرَ النَّهارُ بَرَدَ والبُسْرُ الغَضُّ من كُلِّ شيءٍ والبُسْرُ التَّمْرُ قبل أن يُرْطِبَ لغَضَاضَتِهِ واحِدتُه بُسْرَةٌ وقدْ قيل إنه مُشْتَقٌّ من البَسْرِ الذي هو الإِعْجالُ لأنه أُخِذ قبل أوانِه وهذا ضَعيفٌ وهو البُسْرُ واحدَتُه بُسْرَةٌ قال سيبويه ولا تكَسَّرُ البُسْرَةُ إلا أن تجمعَ بالألف والتَّاء لِقلَّةِ هذا المثالِ في كلامهم وأجاز بُسْرَانٌ وتُمْرانٌ يُريدُ بهما نَوْعَيْنِ من التَّمْر والبُسْر وقد أبْسَرَتِ النَّخْلَةُ ونَخْلةٌ مُبْسِرٌ بغَيْر هاءٍ كأنَّه على النَّسَبِ ومِبْسارٌ لا يَرْطُبُ تَمْرها وبَسَرَ التّمر يَبْسُرهُ بَسْراً وبَسَّرَهُ إذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتَّمْرِ والبُسْرَةُ من النَّبتِ ما ارتفع ولم يَطُلْ لأنه حينئذٍ غَضٌّ والبُسْرَةُ الغَضُّ مِنَ البُهْمَي قال ذو الرُّمّة

(رعَتْ بأرِضَ البُهْمَي جَميماً وبُسْرَةً ... وصَمْعَاءَ حتَّى آنفَتْهَا نِصَالُها)

ورجُلٌ بُسْرٌ وامرأةٌ بُسْرَةٌ شَابَّانٍ طرِيَّانِ والبُسْرُ والبَسْرُ الماء الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمَطرِ وابتَسَرَ الشيءَ أخَذَه غَضاً طَرِياً والبَيَاسِرةُ قَوْمٌ بالسِّندِ يُؤاجرونَ أنْفُسَهُم من أهلِ السُّفْن لحرْبِ عَدُوِّهم والبِسَارُ مَطَرُ يومٍ في الصَّيْف يدُومُ على البياسِرَةِ ولا يُقْلع والمُبْسَرَاتُ رياحٌ يُسْتَدَلُّ بهُبُوبِها على المطر والباسُورُ كالناسُور أعجميٌّ وبُسْرَةُ اسم وبُسْرٌ اسم قال

(ويُدْعَى ابنَ مَنْجوفٍ سُليمٌ وأشْيَمٌ ... ولو كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلك أنْكَرَا)

بسر

1 بَسَرَ He took anything when it was fresh, juicy, moist, or not flaccid; (TA;) as also ↓ ابتسر [which is more commonly used]. (M, K, * TA.) [Hence,] بَسَرْبُ النَّبَاتَ, aor. ـُ inf. n. بَسْرٌ, I pastured [beasts] upon the herbage when it was fresh and juicy, I being the first to do so. (TA.) b2: Also, (K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (M,) i. q. أَعْجَلَ [as meaning (assumed tropical:) He was quick, or beforehand, or before the proper time, with a person or thing, or in doing, or seeking, a thing]. (M, K.) [Hence,] بَسَرَ النَّاقَةَ, (As, S, M, K,) aor. and inf. n. as above; (M;) and ↓ ابتسرها, (S, A,) and ↓ تبسّرها; (T;) (tropical:) He (the stallion) covered the she-camel without her desiring it: (As, S, A:) or before she desired it. (M, K.) And in like manner, بَسَرَ and ↓ تبسّر (tropical:) He (a stallion) covered a mare when she had only begun to feel the excitement of desire. (TA.) And ↓ ابتسر الجَارِيَةَ (tropical:) He deflowered the girl before she had attained to puberty. (A, and Msb in art. قض.) And بَسَرَ and ↓ ابتسر (assumed tropical:) He fecundated a palm-tree before the proper time for doing so. (M, K.) And بَسَرَ السِّقَآءَ, (K,) inf. n. as above, (S,) (assumed tropical:) He drank the milk of the skin, (K,) or gave it to be drunk, (S,) before it had become thick, and fit for churning. (S, K.) And بَسَرَ, (M, K,) aor. as above, (M, A,) and so the inf. n., (S, M,) (tropical:) He broke a pustule: (A:) or he squeezed a pustule, or a boil, before it was ripe: (TA:) or he laid it open by peeling off its crust, or scab, before it was ripe; (S, M, K;) as also ↓ ابسر. (K.) And, inf. n. as above, (assumed tropical:) He dug rivers when water was scarce: or sought for, or after, water [when it was scarce]: and so, accord. to Az, ↓ تبسّر. (L. [But for اذا عرا الماء او طابه, as part of the explanation, I read إِذَا عَزَّ المَاءُ أَوْ طَلَبَهُ.]) And بَسَرَ النَّهْرَ (assumed tropical:) He dug a well in [the bed of] the river, it being dry. (L. [But here, for و هو صاف, I read و هو جَافٌّ.]) Also بَسَرَ, (S, M, K,) aor. as above, (M,) and inf. n. as above (S, M) and بِسَارٌ; (M;) and ↓ ابتسر (M, A, K) and ↓ تبسّر and ↓ ابسر; (M, K;) (tropical:) He sought, sought for or after, demanded, or desired, a thing that he wanted, or needed, in an improper time: (M, K:) or in an improper place: (S, M:) or in an improper manner: (JM:) or before its time. (A.) And the first of these verbs, (tropical:) He required a debt to be paid before the time when it was due. (K, TA.) And (tropical:) He required his debtor to pay a debt before the time when it was due: from بَسَرَ النَّاقَةَ, explained above. (Sh, TA.) b3: Also, inf. n. بَسْرٌ, (assumed tropical:) He began a thing; and so ↓ ابتسر. (K.) And بَسَرَ بِهِ (TK) and به ↓ ابتسر (TA, TK) (assumed tropical:) He began with it. (TA, TK.) A2: Also, aor. ـُ inf. n. بَسْرٌ, He mixed بُسْر [or fullgrown unripe dates] with others, in beverage of the kind called نَبِيذ: the doing of which is forbidden in a trad.: (S:) or he mixed بُسْر with fresh ripe dates, or with dry dates, and made with them both together that kind of beverage. (TA.) And بَسَرَ تَمْرًا, (M, K,) aor. and inf. n. as above; and ↓ بسّرهُ (M) and ↓ ابسرهُ; (K;) He made, of dry dates, that kind of beverage, and mixed بُسْر with it. (M, K.) A3: Also, (M, K,) aor. ـُ inf. n. بَسْرٌ and بُسُورٌ, (M,) He frowned; contracted his face; or grinned, or displayed his teeth, frowning, or contracting his face, or looking sternly, austerely, or morosely; (M, K;) as also بَسَرَ وَجْهَهُ, inf. n. بُسُوزٌ: (S:) or he did so excessively: (Jel in lxxiv. 22:) or he looked with intense dislike or hatred. (TA.) 2 بَسَّرَ see 1; last sentence but one.3 بَاسَرَتْ, inf. n. مُبَاسَرَةٌ, (assumed tropical:) She (a mare) desired the stallion when she had only begun to feel the excitement of lust. (AO.) 4 ايسر: see 1, in three places. b2: Also (assumed tropical:) He dug in ground that had not been dug before. (K.) A2: ابسرالنَّخْلُ The palm-trees had dates in the state in which they are called بُسْر: (S, M: *) or produced dates that did not ripen. (TA.) 5 تبسّر: see 1, in four places. It signifies also (assumed tropical:) He sought for, or after, fresh water recently produced by rain. (S. [See بُسْرٌ.]) And (assumed tropical:) He dug for plants before they came forth: (M, TA:) [or] تبسّر نَبَاتًا has this meaning. (TA.) and (assumed tropical:) He (a [wild] bull) came to the roots of dry plants, and ate them. (K.) 8 ابتسر: see 1, in seven places.

A2: اُبْتُسِرَ لَوْنُهُ (tropical:) His colour changed, (K, TA,) and became like that of بُسْر [or full-grown unripe dates]. (TA.) بَسْرٌ: see بُسْرٌ: A2: and see also بَاسِرٌ.

بُسْرٌ Anything fresh, juicy, moist, not flaccid. (IF, M, Msb, K.) You say نَبَاتٌ بُسْرٌ A fresh plant: (Msb:) or a plant that has risen from the surface of the ground, but not grown tall; because it is then fresh and juicy: (TA:) or such is called بُسْرَةٌ [fem. of بُسْرٌ]; as also what is fresh, juicy, moist, or not flaccid, of the plant called بُهْمَى. (M.) A plant, or herbage, when it first appears in the ground is termed بَارِضٌ; then, جَمِيمٌ; then, بُسْرَةٌ; then, صَمْعَآءُ; and then, [when it is dry,] بَسْرٌ. (S.) b2: Fresh water, (S, M, K,) recently produced by rain; (S, M;) as also ↓ بَسْرٌ: (M:) or this latter signifies cold, or cool, water: (K:) pl. of the former بِسَارٌ; (S, K;) like as رِمَاحٌ is pl. of رُمْحٌ. (S.) b3: (tropical:) A young, or youthful, man, and woman: (K, TA:) or young, or youthful, and fresh; fem. with ة: (M, A:) applied, respectively, to a man and a woman; (M;) or to a boy and a girl. (A.) b4: And, with ة, (tropical:) The sun when it has just risen, (S, K, TA,) and is red, and not yet clear. (A, * TA.) [Accord. to the A, this meaning seems to be derived from that next following.] b5: بُسْرٌ and ↓ بُسُرٌ (S, M, K) [the former, only, mentioned in the A and Msb &c., as the latter is rare; coll. gen. ns., signifying Fullgrown] unripe dates; dates before they have become رُطَب; (M, K;) dates that have become coloured, but have not become ripe; (TA;) dates that have begun to colour, i. e., to become red or yellow; (Msb in art. بُلح;) dates beginning to ripen: (IAth, TA in art. بلح:) so called because fresh and juicy, and not flaccid: (M:) n. un.

بُسْرَةٌ and بُسُرَةٌ: (S, M, K:) pl. بُسْرَاتٌ (S) [or بُسْرَةٌ] and بُسُرَاتٌ: (M:) Sb says that بُسُرَةٌ [or بُسْرَةٌ or each of these] has no broken pl.; but he allows بُسْرَان and تَمْرَان, as meaning two sorts of بُسْر and of تَكْر. (M.) [J says,] بُسْرٍ in their first stage are termed طَلْعٌ; then, خَلَالٌ; then, بَلَحٌ; then, بُسْرٌ; then, رُطَبٌ; then, تَمْرٌ: (S:) but this saying of J is not good: the original thereof is termed طلع; and when they have become organized and compact (إِذَا انْعَقَدَ), they are termed سَيَابٌ or سَيَّابٌ [accord. to different copies of the K]; and when they have become green and round, جَدَالٌ and سَرَادٌ and خَلَالٌ; and when they have become somewhat large, بَغْوٌ; and when they have become large, [or full-grown,] بُسْرٌ; then, مُخَطَّمْ; then, مُوَكِّتٌ; then, تُذْنُوبٌ; then, جُمْسَةٌ [in the CK جَمِيسَةٌ]; then, ثَعْدَهٌ and خَالِعٌ and خَالِعَةٌ; and when completely ripe, رُطَبٌ and مَعْوٌ; then, تَمْرٌ. (K.) b6: [Hence,] بُسْرَةٌ signifies also (tropical:) The head, or extremity, of the penis of a dog. (K, TA.) b7: And (assumed tropical:) A kind of bead; syn.خَرَزَةٌ. (K.) بُسُرٌ: see بُسْرٌ.

بُسْرَةٌ fem. of بُسْرٌ as an epithet, and n. un. of the same as a subst.: explained with the latter.

بُسُرَةٌ n. un. of بُسُرٌ, a dial. var. of بُسْرٌ, q. v.

بَاسِرٌ and ↓ بَسْرٌ, the latter an inf. n. used as an epithet, A face frowning; or contracted; or grinning, or displaying the teeth, with a frowning, or contraction, or a stern, an austere, or a morose, look. (M.) [See 1, last sentence.] وَوُجوهٌ يَوْمئِذٍ

بَاسِرَةٌ, in the Kur lxxv. 24, means And faces on that day shall be excessively frowning or contracted, &c.: (Jel:) or expressive of dislike or hatred, and contracted. (K.) [See also بَاسِلٌ.]

بَاسُورٌ A well-known disease; (K;) a swelling, or tumour, which nature drives to every part of the body, from a humour that comes from the anus (المَقْعَدَة), and the testicles, and the edges of the labia majora of the pudendum muliebre, and other parts; and when in the anus, attended by a swelling of the veins; (Msb;) sing. of ; (S, K;) which signifies a certain disease that arises in the anus (المقعدة), [namely, the hemorrhoids, or piles, to which this term generally applies when it is used absolutely,] and also in the inside of the nose; (S;) what resembles boils in the anus: (Mgh:) sometimes the س is changed into ص: (Mgh, Msb:) and it is said that the word is not Arabic. (Msb.) مُبْسِرٌ: see what next follows.

نَخْلَةٌ مِبْسَارٌ, (M, K,) and ↓مُبْسِرٌ without ة, as though a possessive epithet, (M,) A palm-tree of which the dates do not ripen. (M, K.) [See also 4.]

مَبْسُورٌ Affected by the disease termed بَوَاسِير, pl. of بَاسُورٌ. (TA.) مُبَاسِرَةٌ (assumed tropical:) A mare desiring the stallion (AO, K *) when she has only begun to feel the excitement of lust, (AO,) or before she is fully excited by lust. (K.) [See also مُبَاشِرٌ.]

بسر: البَسْرُ: الإِعْجالُ.

وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها: ضربها قبل

الضَّبَعَةِ. الأَصمعي: إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غير ضَبعَةٍ فذلك

البَسْرُ، وقد بَسَرَها الفحلُ، فهي مَبْسُورة؛ قال شمر: ومنه يقال: بَسَرْتُ

غَرِيمي إِذا تقاضيته قبل محلّ المال، وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته

قبل أَن يَتَقَيَّحَ، وكأَنَّ البَسْرَ منه. والمَبْسُورُ: طالب الحاجة في

غير موضعها. وفي حديث الحسن قال للوليد التَّيّاسِ: لا تُبْسِرْ؛

البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب؛ يقول: لا تَحْمِلْ على الناقة

والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ، وبَسَرَ حاجته يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً

وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها: طلبها في غير أَوانها أَو في غير موضعها؛ أَنشد

ابن الأَعرابي للراعي:

إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه،

تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا

بنات الأَرض: النبات. وفي الصحاح: بناتُ الأَرضِ المواضع التي تخفى على

الراعي. قال ابن بري: قد وهم الجوهري في تفسير بنات الأَرض بالمواضع التي

تخفى على الراعي، وإِنما غلطه في ذلك أَنه ظن أَن الهاء في عنه ضمير

الراعي، وأَن الهاء في قوله فيها ضمير الإِبل، فحمل البيت على أَن شاعره وصف

إِبلاً وراعيها، وليس كما ظن وإِنما وصف الشاعر حماراً وأُتُنَه، والهاء

في عنه تعود على حمار الوحش، والهاء في فيها تعود على أُتنه؛ قال:

والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتين أَو نحوهما:

أَطَارَ نَسِيلَهُ الحَوْلِيَّ عَنْهُ،

تَتَبُّعُه المَذانِبَ والقِفَارَا

وتَبَسَّرَ: طلب النبات أَي حَفَر عنه قبل أَن يخرج؛ أَخبر أَن الحَرَّ

انقطع وجاء القيظُ، وبَسَرَ النخلة وابْتَسَرها: لَقَّحَها قبل أَوان

التلقيح؛ قال ابن مقبل:

طَافَتْ به العَجْمُ، حتى نَدَّ ناهِضُها،

عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَيرَ مُبْتَسَرِ

أَبو عبيدة: إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ وأَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ

فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ، وهي مُباسِرَةٌ ثم تكونَ وَديقاً.

والمُباسِرَةُ: التي هَمَّتْ بالفحل قبل تمام وِداقِها، فإِذا ضربها الحِصانُ في

تلك الحال، فهي مبسورة، وقد تَبسَّرَها وبَسَرَها.

والبَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ. وبَسَرَ الجِبْنَ بَسْراً: نَكَأَه قبل

وقته. وبَسَرَ وأَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه. الجوهري:

البَسْرُ أَن يَنْكَأَ الحِبْنَ قبل أَن يَنْضَجَ أَي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ.

وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً: نكأَها قبلَ النُّضْجِ. والبَسْرُ:

القَهْرُ. وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً: عَبَسَ. وَوَجْهٌ

بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: وَوُجُوهٌ يومئذٍ

باسِرَةٌ؛ وفيه: ثم عَبَسَ. وَبَسَرَ؛ قال أَبو إِسحق: بَسَرَ أَي نظر بكراهة

شديدة. وقوله: ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطِّبَةٌ قد أَيقنت أَن العذاب

نازل بها. وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ. وفي حديث سعد قال:

لما أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فكانت تلقاني مَرَّةً بالبِشْرِ

ومَرَّةً بالبَسْرِ؛ البِشْرُ، بالمعجمة: الطلاقة؛ والبَسْرُ، بالمهملة:

القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه.

وتَبَسَّرَ النهارُ: بَرَدَ. والبُسْرُ: الغَضُّ من كل شيء. والبُسْرُ:

التمر قبل أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه، واحدته بُسْرَةٌ؛ قال سيبويه: ولا

تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلاَّ أَن تجمع بالأَلف والتاء لقلة هذا المثال في

كلامهم، وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يريد بهما نوعين من التَّمْرِ

والبُسْرِ. وقد أَبْسَرَتِ النخلةُ ونخلةُ مُبْسِرٌ، بغير هاء، كله على النسب،

ومِبْسارٌ: لا يَرْطُبُ ثمرها. وفي الحديث في شرط مشترى النخل على البائع:

ليس له مِبْسارٌ، هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُه. وبَسَرَ التَّمْرَ

يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر. وروي عن

الأَشْجَع العَبْدِيِّ أَنه قال: لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا؛ فَأَما

البَسْرُ. بفتح الباء، فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتمر

وانتباذُهما جميعاً، والثَّجْرُ: أَن يؤْخذ ثَجِيرُ البُسْرِ فَيُلْقَى مع

التمر، وكره هذا حذار الخليطين لنهي النبي،صلى الله عليه وسلم، عنهما.

وأَبْسَرَ وبَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذهما. وفي الصحاح:

البَسْر أَن يُخلَط البُسْرُ مع غيره في النبيذ. والبُسْرُ: ما لَوَّنَ

ولم يَنْضِجْ، وإِذا نضِجَ فقد أَرْطَبَ؛ الأَصمعي: إِذا اخْضَرَّ حَبُّه

واستدار فهو خَلالٌ، فإِذا عظم فهو البُسْرُ، فإِذا احْمَرَّتْ فهي

شِقْحَةٌ. الجوهري: البُسْرُ

(* قوله: «الجوهري البسر» إلخ ترك كثيراً من

المراتب التي يؤول إليها الطلع حتى يصل إلى مرتبة التمر فانظرها في القاموس

وشرحه). أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر،

الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وجمعها بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ.

وأَبْسَرَ النخل: صار ما عليه بُسْراً. والبُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ: ما

ارتفع عن وجه الأَرض ولم يَطُلْ لأَنه حينئذٍ غَضٌّ. قال: وهو غَضّاً

أَطيبُ ما يكون. والبُسْرَةُ: الغَضُّ من البُهْمَى؛ قال ذو الرمة:

رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً،

وصَمْعاءَ، حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها.

أَي جعلتها تشتكي أُنُوفَها. الجوهري: البُسْرَةُ من النبات أَوّلها

البَارِضُ، وهي كما تبدو في الأَرض، ثم الجَمِيمُ ثم البُسْرَةُ ثم

الصَّمْعَادُ ثم الحشِيشُ ورَجلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابان طَرِيَّانِ.

والبُسْرُ والبَسْرُ: الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر ساعةَ

ينزل من المُزْنِ، والجمع بِسارٌ، مثل رُمْحٍ ورماح. والبَسْرُ: حَفْرُ

الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ؛ قال الأَزهري: وهو التَّيَسُّرُ؛

وأَنشد بيت الراعي:

إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ،

تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا

قال ابن الأَعرابي: بنات الأَرض الأَنهار الصغار وهي الغُدُرانُ فيها

بقايا الماء. وبَسَرَ النَّهْرَ إِذا حفر فيه بئراً وهو جافٌّ، وأَنشد بيت

الراعي أَيضاً. وأَبْسَرَ إِذا حفر في أَرض مظلومة. وابْتَسَرَ الشيءَ:

أَخَذَه غَضّاً طَرِيّاً.

وفي الحديث عن أَنس قال: لم يخرج رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في

سَفَرٍ قَطُّ إِلاَّ قال حين يَنْهَضُ من جلوسِه: اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ

وإِليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنتَ رَبِّي ورَجائي، اللهمَّ

اكْفِني ما أَهَمَّني وما لم أَهْتَمَّ به، وما أَنْتَ أَعْلَمُ به مني،

وزَوِّدْني التَّقْوَى واغْفِرْ لي ذَنْبي وَوَجِّهْني للخَيرِ أَيْنَ

تَوَجَّهْتُ، ثم يخرج؛ قولُه،صلى الله عليه وسلم: بك ابتسرت أَي ابتدأْت

سفري. وكلُّ شيء أَخذتَه غَضّاً، فقد بَسَرْتَه وابتَسَرْتَه؛ قال ابن

الأَثير: كذا رواه الأَزهري، والمحدثون يَرْوُونُه بالنون والشين المعجمة أَي

تحركتُ وسِرْتُ.

وبَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رعيته غَضّاً وكنتَ أَوَّلَ

من رعاه؛ وقال لبيد يصف غيثاً رعاه أُنُفاً:

بَسَرْتُ نَدَاهُ، لم تُسَرَّبُ وُحُوشُه

بِعِرْبٍ، كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ.

والبَيَاسِرَةُ: قَوْمٌ بالسَّنْدِ، وقيل: جِيلٌ من السند يؤاجرون

أَنفسهم من أَهل السفن لحرب عدوّهم؛ ورجل بَيْسَرِيٌّ.

والبسارُ: مطر يدوم على أَهل السند وفي الصيف لا يُقْلِعُ عنهم ساعةً

فتلك أَيام البسار، وفي المحكم: البسار مطر يوم في الصيف يدوم على

البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ. والمُبْسِرَاتُ: رياح يستدل بهبوبها على المطر.

ويقال للشمس: بُسْرَةٌ إِذا كانت حمراء لم تَصْفُ؛ وقال البعيث يذكرها:

فَصَبَّحَها، والشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ

بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ، مَوْتٌ مُغَلِّسُ

الجوهري: يقال للشمس في أَوَّل طلوعها بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ: رأْس

قَضِيبِ الكَلْبِ. وأَبْسَرَ المركَبُ في البحر أَي وَقَفَ.

والباسُور، كالنَّاسُور، أَعجمي: داء معروف ويُجْمَعُ البَوَاسِيرَ؛ قال

الجوهري: هي علة تحدث في المقعدة وفي داخل الأَنف أَيضاً، نسأَل الله

العافية منها ومن كل داء. وفي حديث عمران بن حصين في صلاة القاعد: وكان

مَبْسُوراً أَي به بواسير، وهي المرض المعروف. وبُسْرَةُ: اسْمٌ. وبُسْرٌ:

اسْمٌ؛ قال:

ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ،

ولَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا

بسر
: (بَسَرَ) ، ككَتَبَ: (أَعْجَلَ) .
(و) بَسَرَ: (عَبَسَ) أَو أَظْهَر شِدَّتَه، كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَهلُ الغَرِيب فِي نُكْتَةِ التّعاطُفِ، فِي قَوْله تعالَى: {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (المدثر: 22) . وَقَالَ أَبو إِسحاق: بَسَرَ، أَي نَظَرَ بكَرَاهةٍ شديدةٍ.
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً، أَي كَلَحَ.
وَفِي حَدِيث سَعْدٍ، قَالَ: (لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِي أُمِّي فكانَتْ تَلْقانِي مَرَّةً بالبِشْر ومَرَّةً بالبَسْر) أَي القُطُوبِ.
(و) بَسَرَ: (قَهَرَ) ، يَبْسُرُ بُسُوراً.
(و) بَسَرَ (القَرْحَةَ: نَكَأَهَا قبلَ النُّضْجِ) ، كَمَا فِي الصّحاح، (كأَبْسَرَ) ، وهاذه عَن الصّغانيّ، وَفِي الأَساس: فِي الْمجَاز: وإِنْ خَرَجَتْ بك بَثْرَةٌ فَلَا تَبْسُرْهَا: لَا تَفْقَأْهَا.
(و) بَسَرَ (النَّخْلَةَ: لَقَّحها قبلَ أَوانه) أَي التَّلْقِبحِ (كابْتَسَرها) ، قَالَ ابْن مُقْبِلٍ:
طَافَتْ بِهِ العُجْمُ حتَّى نَدَّ ناهِضُها
عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غيرَ مُبْتَسرِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: بَسَرَ (الفَحْلُ النّاقَةَ: ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَةِ) يَبْسُرها بَسْراً، قَالَ الأَصمعيُّ: إِذا ضُرِبَت النّاقةُ على غير ضَبَعَةٍ فذالك البَسْرُ، وَقد بَسَرَها الفَحْلُ فَهِيَ مَبْسُورَةٌ.
قَالَ شَمِرٌ: وَمِنْه يَقال: بَسَرْتُ غَرِيمِي، إِذا تَقَاضَيْتُه قبلَ مَحَلِّ المالِ.
وَبَسَرْتُ الدُّمَّلَ، إِذا عَصَرْتُه قبلَ أَن يَنْضَجَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: بَسَرَ (الحاجةَ: طَلَبَهَا فِي غيرِ أوَانِها) ، وَفِي الجَمْهَرةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ: فِي غيرِ وَجُهِهَا، والمَبْسُورُ: طالِبُ الحاجةِ فِي غيرِ مَوْضِعِهَا، (كأَبْسَرَ وابْتَسرَ وتَبسَّرَ) . وَقد بَسَرَ حاجتَه يَبْسُرُها بَسْراً وبِسَاراً، وابْتَسَرها وتَبَسَّرها: طَلَبَهَا فِي غير أَوانِها، أَو فِي غير موضعَها، أَنشدَ ابْن الأَعرابيِّ للرّاعِي:
إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عَنهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي مِنْهَا البِسَارَا وبَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ وتَبَسَّرَهَا، فَفِي كَلَام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ.
(و) بَسَرَ (التَّمْرَ) يَبْسُرُهُ بَسْراً (نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ بِهِ) أَي بالتَّمْر أَو الرُّطَب، (كأَبْسَرَ) وبَسَّر، ورُوِيَ عَن الأَشْجَعِ العَبْدِيِّ أَنْه قَالَ: (لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا) ؛ فأَمّا البَسْرُ فَهُوَ خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتَّمْر، وانْتِبَاذُهما جَمِيعًا، والثَّجْرُ أَن يُؤْخَذَ ثَجِيرُ البُسْرِ فيُلْقَى مَعَ التَّمْر، وكَرِهَ هاذا حذارَ الخَلِيطَيْن؛ لِنَهْيِ النبِيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم عَنْهُمَا، وَفِي الصّحاح: البَسْرُ أَن تَخْلِطَ البُسْرَ مَعَ غَيره فِي النَّبِيذ (و) بَسَرَ السِّقَاءَ: شَرِبَ مِنْهُ قبلَ أَنْ يَرُوبَ مَا فِيهِ.
(و) من المجَاز: بَسَرَ (الدَّيْنَ: تَقاضاه قبلَ مَحِلِّه) ، وَهُوَ مأْخُوذٌ مِن قولِ شَمِرٍ، وَقد تقدَّم.
(والبَسْرُ: الماءُ الباردُ) .
(و) البَسْرُ: (ابتداءُ الشَّيْءِ، كالابْتِسارِ) ، وَفِي الحَدِيث عَن أَنَسٍ، قَالَ: (لم يَخْرُجْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فِي سَفَرٍ قَطُّ إِلّا قَالَ حِين يَنْهَضُ مِن جُلُوسه: اللهُمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ، وإِليكَ تَوَجَّهْتُ، وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنت رَبِّي ورَجَائِي، اللهُمَّ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي، وَمَا لم أَهْتَمَّ بِهِ، وَمَا أَنت أَعلمُ بِهِ منِّي، وَزِّودْنِي التَّقْوى، واغْفِرْ لي ذَنْبِي، ووَجِّهْنِي للخَيْرِ أَينَ تَوَجَّهْتُ. ثمَّ يخرج) وَمعنى بكَ ابتسرتُ، أَي ابتدأَتْ سَفَرِي. قَالَ الأَزهريُّ: والمحدِّثون يَرُوُونَه بالنُّون والشِّين، أَي تَحَرَّكْتُ وسِرْتُ.
(و) البُسْرُ (بالضّمِّ) : (الغَضُّ مِن كلِّ شيْءٍ) ، نَبْتٌ بُسْرٌ، وذالك ذَا ارتفعَ عَن وَجه الأَرضِ، وَلم يَطُلْ؛ لأَنَّه حينئذٍ غَضٌّ.
(و) البَسْرُ والبُسْرُ: (الماءُ الطَّرِيُّ) الحديثُ العَهْدِ بالمَطَر ساعَةَ يَنْزِلُ مِن المُزْنِ، (ج بِسَارٌ) مثلُ رُمْحٍ ورِماح.
(و) البُسْرُ: (الشَابُّ والشُّابَّةُ) رجلٌ بُسْرٌ، وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابّانِ طَرِيّانِ.
(و) البُسْرُ: (التَمْرُ قبلَ إِرطَابِه) لغَضاضَتِه؛ وذالك إِذا لَوَّنَ وَلم يَنْضَج، وإِذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ، (والبُسْرَةُ واحِدَتْها، وتُضَمُّ السِّينُ) إِتباعاً، يُقَال: بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وبُسْرَاتٌ وبُسُرَاتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلّا أَن تُجْمَعَ بالأَلف والتّاءِ؛ لقِلَّةِ هاذا المثالِ فِي كَلَامهم، وأَجازَ: بُسْرَانٌ وتُمْرَانٌ، يُرِيدُ بهما نَوْعَيْنِ مِن التَّمْر والبُسْر.
(و) مِنَ المَجَازِ: البُسْرَةُ: (الشَّمْسُ فِي أَوَّلِ طُلُوعَها) ؛ وذالك إِذا كَانَت حمراءَ لم نَصْفُ، قَالَ البَعِيثُ يذكُرها:
فصَبَّحَها والشَّمْسُ حمراءُ بُسْرَةٌ
بسائِفَةِ الأَنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ
(و) البُسْرَةُ: (رَأْسُ قَضِيبِ الكَلْبِ) ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(و) البُسْرَةُ: (خَرزَةٌ) ، كِلَاهُمَا عَن الصّغانِيُّ.
(و) بُسْرَةُ، (بِلَا لامٍ: بنتُ أَبِي سَلَمَة رَبِيبَةُ رَسُول الله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم.
(و) بُسْرُ، (بِلَا هاءٍ: ة، ببغدادَ) على فرسَحَيْن مِنْهَا، (مِنْهَا: أَبو القاسمِ) عليُّ بنُ محمّدِ (بنِ البُسْرِيِّ) البندار، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلص، وتوفِّي سنة 474 هـ، هاكذا قالَه ابنُ نُقْطَةَ، وَقَالَ غيرُه هُوَ منسوبٌ إِلى بَيْعِ البُسْر. قَالَ الذَّهَبِيُّ: وابنُه الحُسَيْنُ شيخٌ للسِّلَفِيِّ. (والزّاهِدُ أَبو عُبَيْدٍ) البُسْرِيُّ، اسمُه محمّدُ بنُ حَسّانَ، حَكَى عَنهُ ابنهُ بَخيت، اختُلِفَ فِيهِ فَقيل: إِلى بُصْرَى، قريةٍ بِالشَّام أُبدِلَتْ صادُه سِيناً، وَهُوَ خطأٌ، والصَّواب إِلى بُسْر، قَرْيَة بحَوْرَانَ، وَهُوَ من مشاهِيرِ الصُّوفِيَّة، ذَكَره ابنُ عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشقَ، وإِذا علمْتَ ذالك فاعْلَمْ أَنّ المصنِّف قد وَهِمَ فِي ذِكْرِه مَعَ مَا قبلَه.
(و) أَبُو عبدِ الرَّحمانِ (بُسْرُ بنُ أَرْطاةَ) ، وَيُقَال: ابْن أَبي أَرطاةَ العامريُّ القرشيُّ، كَانَ مَعَ مُعاويَةَ بصِفِّينَ، وَكَانَ قد خَرِفَ آخِرَ عُمْرِه. (و) بُسْرُ (بنُ جِحاشٍ) القُرَشِيُّ، نزل الشَّامَ، رَوَى عَنهُ جُبَيْر بن نُفَير، وَيُقَال هُوَ بِشر. (و) بُسْرُ (بنُ راعِي العَيْرِ) الأَشجعيّ، الَّذِي أَكَلَ بشِمالِه، هاكذا بالعَيْن والتحتيّة والراءِ، وضَبَطَه الحافظُ فِي التَّبْصِير بِالْعينِ وَالنُّون وَالزَّاي (و) بُسْرُ (بنُ سُفْيَانَ) بن عَمرِو بنِ عُوَيْمر الخُزاعيُّ الكعبيُّ، شَهِدَ الحُدَيْبِيَة. وبُسْرُ بنُ سُليمانَ. وبُسْرُ بن عصمةَ المُزَنِيُّ، ذَكَرَهما بن ماكُولا. (و) أَبو بُسْر وَيُقَال أَبو صَفْوَانَ (عبدُ الله بنُ بُسْرٍ) المازِنِيُّ، أَحدُ مَن صَلَّى إِلى القِبْلَتَيْن. وَعبد الله بنُ بُسْرٍ النَّضْرِيُّ غير الأَول شامِيّ أَيضاً، رَوَى عَنهُ ابنُه عبد الْوَاحِد: (صَحابِيُّون) .
(و) بُسْرُ (بنُ مِحجَنٍ) الدُّؤلِيُّ، نَزَلَ المدينةَ، رَوَى عَن أَبيه، وَعنهُ زيدُ بن أَسلَمَ، قَالَه البخاريّ. (و) بُسْرُ (بنُ سَعِيدٍ) المَدَنِيُّ مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين، عَن أَبي هُرَيرَةَ، وسعدِ بن أَبي وَقّاص. (و) بُسْرُ (بنُ حُمَيْدٍ. و) بُسْرُ (بنُ عُبَيْدِ اللهِ) الحضرميّ الشاميّ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: إِن كَانَ لَيَبْلُغُنِي الحديثُ فِي المِصْرِ فأَرْحَلُ إِليه مَسيرَةَ أَيّام. وَهُوَ ثِقَةٌ حَافظ، من الرابِعَة. (وعبدُ اللهِ وسليمانُ ابْنَا بُسْرٍ) فالأَوّل حُبرانيّ، ويُكنى أَبا راشدٍ، رَوَى عَن أَبي بكر وأَبي كَبْشَةَ الأَنماريِّ، وَالثَّانِي خُزاعيٌّ، عَن خالِه مالِكِ بنِ عبد الله الخَثْعَمِيِّ الصَّحَابيِّ: (تابِعِيُّونَ) .
وفاتَه مِنْهُم:
بُسْرُ بنُ عَطِيَّةَ، عَن نَصْرِ بن عاصمٍ، ذَكَره ابْن حِبّانَ فِي ثِقَات التابِعين.
(وأَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ) بنِ بَكّارٍ، من شُيُوخِ الزنديّ، (وابنُ عَمِّه محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ) بن بَكّارٍ. (و) حَفِيدُه (أَحمدُ بنُ إِبراهِيم) ، كُنَيْتُه أَبو عبد المَلِك، حَدَّثَ عَن جَدِّه محمدِ بن عبد الله الْمَذْكُور، وَعنهُ النَّسائِيُّ (ومحمّدُ بنُ الوَليدِ) بَصْرِيُّ حافظٌ، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ، (البُسْرِيُّون: مُحَدِّثُون) ، كلُّ هؤلاءِ من وَلَدِ بُسْرِ بنِ أَرطاةَ المتقدّمِ بذِكْره.
وَمِمَّا فَاتَهُ ممّن إسمُه بُسْر:
بُسْرُ بن أَبي رُهْم الجُهنيُّ، شَهِدَ اليَمامَة، وَهُوَ صاحبُ جَبّانة بُسْر بالكُوفة، وبُسْرُ بن أَبي غَيلانَ، مولَى بني شَيْبَانَ، من مَشَايِخ الشِّيعَة. وبُسْرُ بنُ بُجَيْر بنِ رَبِيعَةَ شاعرٌ، وبُسْرُ بنُ سليمانَ بن عَامر بن حَزْن القُشَيْرِيُّ، شاعرٌ. وبُسْرُ بنُ المُغِيرة بن أَبي صُفْرَةَ ابْن أَخي المهلَّب. وبُسْرُ بنُ أَبي حَفْصَةَ، مولَى مروانَ بنِ الحَكَمِ. وبُسْرُ بنُ صبيح النَّهْشَليُّ. وبُسْرُ بن قَطَن، ولّاه عبدُ الرحمان بن الحَكَم قضاءَ كُورَة جَيَّان، ذَكَرَه ابنُ الأَبّار فِي تَارِيخه، فِيمَا نقل. ومحمّدُ بنُ بُسْرِ بنِ عبد الله بن هِشام بن زُهْرَة التَّيْمِي، عَن مالكٍ. ومحمّدُ بنُ بُسْرٍ الجُرْجانِيُّ شيخٌ لأَبِي حامدِ بنِ الحَضْرَمِيِّ، وآخَرون.
(والبِسَارةُ بالكَسْر: مَطَرٌ يَدُومُ على) أَهلِ (السِّنْدِ والهِنْد) وَفِي بعض النُّسَخ: الاقتصارُ على أَحدهما، (فِي الصَّيْف لَا يُقْلِعُ سَاعَة) ، قَالَ الصَّغَانيُّ: وبالشِّين تصحيفٌ.
قلتُ: وهم يُسَمّونه البِرساة، كَمَا هُوَ مشهورٌ على أَلسِنَتهِم، فَتلك أَيامُ البِسار، وَفِي المحْكَم البِسارُ: مَطَرُ يومٍ فِي الصَّيف يدُومُ على البَيَاسِرَةِ وَلَا يُقْلِعُ.
(والباسُورُ: عِلَّةٌ م) ، أَعجميٌّ، وَقَالَ الجوْهَرِيُّ: هِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي المَقْعَدَةِ، نسأَلُ اللهَ العافيةَ عَنْهَا، وَعَن كلّ داءٍ. (ج البَواسِيرُ) وَفِي حديثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: (وَكَانَ مَبْسُوراً) ، أَي بِهِ بَواسِيرُ.
(والبَيَاسِرَةُ: جِيلٌ بالسِّنْد) ، وَفِي نُسْخَةِ شَيْخِنَا: بِالْهِنْد، (تَسْتَأْجِرُهم النَّوَاخِذَةُ) أَهلُ السُّفُنِ (لِمُحارَبةِ العَدُوِّ، الواحِدُ بَيْسَرِيٌّ) ، يُقَال: رجلٌ بَيْسَرِين.
(ويَزِيدُ بنُ عبدِ اللهِ البَيْسَرِيُّ البَصْرِيُّ) القُرَشِيُّ (محدِّثٌ) عَن ابْن جُرَيج، وكُنْيَتُه أَبو خالدٍ.
(وَبَيْسَرِي ساكِنَةُ الآخر: كَانَ مِن أُمَرَاءِ مصرَ) . إسمُه آتش، كَذَا ذَكَره الحافظُ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: رأَيتُه، وَهُوَ مُسِنٌّ يترشّحُ للْملك، (وإِليه يُنْسَبُ قَصْرٌ، م) معروفٌ (بِالْقَاهِرَةِ) ، وَقد تهدَّم الْآن أَساسُه، وَلم يبقَ مِنْهُ أَثَرٌ.
وقَصْر البَيسَرِي، خَارج أَسيوط: قريةٌ صغيرةٌ بهَا بساتينُ.
(ونَخْلَةٌ مِبْسَارٌ: لَا تُنْضِجُ البُسْرَ) ، وَقد أَبْسَرتِ النَّخْلَةُ، ونَخلةٌ مُبْسِرٌ، بِغَيْر هاءٍ، على النَّسَب، وكذالك مِبْسَارٌ: لَا يَرْطُبُ ثَمَرُهَا. وَفِي الحَدِيث فِي شَرْط مُشْتَرِي النَّخْلِ على البَائِع: (لَيْسَ لَهُ مِبْسَارٌ) ، هُوَ الَّذِي لَا يَرْطُبُ بُسْرُهُ.
(وأَبْسَرَ) الرجلُ، إِذا (حَفَرَ فِي أَرضٍ مَظْلُومةٍ.
(و) أَبْسَرَ (المَرْكَبُ فِي البَحْر) ، أَي (وَقَفَ) .
(وابْتَسَرَ الشَّيْءَ: أَخَذَه طَرِيًّا) ، وكلُّ شيْءٍ أَخَذْتَه غَضًّا فقد بَسَرْتَه وابْتَسَرتْه.
(و) ابْتَسَرتْ (رِجْلُه: خَدِرَتْ) ، أَي نامتْ، (كتَبَسَّرَتْ) ، وهاذِه عَن الصّغانيّ.
(وابتُسِرَ لَوْنُه، بضمِّ التّاءِ) ، أَي على بناءِ المَجْهُول، إِذا (تَغَيَّرَ) وَصَارَ كالبُسْرِ، وَهُوَ مَجازٌ.
(والمُبَسِّراتُ: رِياحٌ يُسْتَدَلُّ بهبُوبِهَا على المَطَر) .
(والبَسُورُ) ، كصَبُورٍ: (الأَسَدُ) لِعُبُوسَته أَو قَهْرِه.
(وتَبَسَّر النَّهَارُ: بَرَدَ) ، نقلَه الصّغانيّ.
(و) تَبَسَّر (الثَّوْرُ: أَتَى عُرُوقَ النَّبَاتِ اليابِسِ فأَكَلَهَا) .
وَقد تَبَسَّرَ النَّبات، إِذا حَفَرَ عَنهُ قبلَ أَني خْرُجَ، وأَنشدَدَ ابْن الأَعرابيِّ للرّاعِي:
إِذا احْتَجَبَتْ بنَاتُ الأَرضِ عَنهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسَارَا
وَصَفَ حِماراً وأُتُنَه، والهاءُ فِي (عَنهُ) يعودُ إِلى حِمَارِ الوَحْشِ، وَفِي (فِيهَا) يعودُ على أُتُنِه، قَالَ ابْن بَرِّيّ: والدَّلِيلُ على ذالك قولُه قبلَ البَيْتِ بِبَيْتَيْنِ أَو نحوِهما:
أَطارَ نَسِيلَه الحَوْلِيَّ عَنهُ
تَتَبُّعُهُ المَذانِبَ والقِفَارا
أَخْبَرَ أَن الحَرَّ انقطَعَ وجاءَ القَيْظُ.
(والبَسْرَةُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (ماءٌ لبَنِي عُقَيْلٍ) ، نقلَه الصغاني.
(وبُسْرٌ، بالضَّمِّ: لَا بحَوْرَانَ) ، وإِليها نُسِبَ أَبو عُبَيْدٍ الزّاهِدُ، وَقد تقدَّم، كَمَا فِي تَارِيخ ابنِ عَسَاكِر.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا هَمَّتِ لفَرَسُ بالفَحْل وأَرادتْ أَن تَسْتَوْدِقَ فأَوّل وِدَاقِها المُبَاسَرَةُ، وَهِي مُبَاسِرَةٌ، ثمَّ تَكون وَدَيقاً. (والمُباسِرة: الَّتِي تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تمامِ وِدَاقِها) ، فإِذا ضرَبَهَا الحِصَانُ فِي تِلْكَ الحالِ فَهِيَ مَبْسُورَةٌ. وَقد تَبَسَّرَها وبَسَرَها.
(و) فِي التَّنْزِيل العزيزِ: ( {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} (الْقِيَامَة: 24) ، أَي (مُتَكَرِّهَةٌ متقطِّبةٌ) قد أَيْقَنَتْ أَنْ العذابَ نازلٌ بهَا.
ووَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ. وُصِفَ بالمَصْدَرِ.
(وقَولُ الجوهَرِيِّ: أَوَّلُ البُسْرِ طَلْعٌ ثمّ خَلَالٌ، إِلخ) أَي إِلى آخرِه، وَهُوَ قولُه: ثمَّ بَلَحٌ ثمَّ بُسْرٌ ثمَّ رُطَبٌ، ثمَّ تَمْرٌ، (غير جَيِّدٍ) ؛ لأَنه تَرَكَ كثيرا من المَراتبِ الَّتِي يَؤولُ إِليها الطَّلع بَعدُ، حَتَّى يصلَ إِلى مَرتَبةِ التَّمْر، (والصَّوابُ: أَوَّلُه طَلْعٌ فإِذا انْعَقَدَ فسيَابٌ) ، كَسَحَابٍ، وَقد تقدَّم فِي مَوضعه، (فإِذا اخْضَرَّ واستَدَارَ فجَدَالٌ وَسَرَادٌ وخَلَالٌ) ، كَسحَابٍ فِي الكُلِّ، (فإِذا كَبِرَ شَيْئا فبَغْوٌ) ، بِفَتْح الموحَّدةِ وسكونِ الغَيْن، (فإِذا عَظُمَ فبُسْرٌ) ، بالضَّمِّ، (ثمَّ مُخَطَّمٌ) ، كمُعَظَّمٍ، (ثمَّ مُوَكِّت) ، على صيغةِ إسمِ الْفَاعِل، (ثمَّ تُذْنُوبٌ) ، بالضّمِّ، (ثمَّ جُمْسَةٌ) بضمِّ الجيمِ وسكونِ الميمِ وسينٍ مهملةٍ مَفْتُوحَة، (ثمَّ ثَعْدَةٌ) ، بفتحِ المُثَلَّثةِ وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ ثمَّ دَال، (خالِعٌ وخالِعةٌ، فإِذا انْتهى نُضْجُه فرُطَبٌ ومَعْوٌ) ، فإِن لم يَنْضَج كلُّه فمُناصِف، (ثمّ تَمْرٌ) ، وَهُوَ آخِرُ المَراتِبِ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا اخْضَرَّ حَبّه واستدارَ فَهُوَ خَلَالٌ، فإِذا عَظُمَ فَهُوَ البُسْرُ، فَإِذا احْمَرَّتْ فَهِيَ شِقْحَةٌ.
(وبَسَطْتُ ذالك فِي الرَّوْض المَسْلُوف فِيمَا لَهُ إسْمَانِ إِلى أُلُوف) ، وَقد اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ بحَمْدِ اللهِ تعالَى، (فلْيُنْظَرْ إِن شاءَ اللهُ تعالَى) ، وَقد ذَكَرَ فِيهِ هاذه العبارةَ بعَيْنِها.
قَالَ شيخُنَا: وظاهِرُه أَنْ مَا قَالَه الجوهريّ خَطَأٌ، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ خِلافُ الأَوْلَى؛ لأَنّ غايةَ مَا فِيهِ تَرْكُ بعضِ المَراتبِ، الَّتِي عَدَّها أَهلُ النَّخْلِ فِي تَدْرِيجِ ثَمَرِ التَّمْرِ، وذالك لَا يكون خطأ كَمَا لَا يَخْفَى، وَقد أَوردَه كذالك صاحبُ الكِفَايَة مُسْتَوْفًى، وأَنعمتُه شَرْحاً فِي شَرْحِه، فراجِعْه.
وَقَالَ فِي قَوْله: وبَسَطْتُ، إِلخ، قلتُ: قد أَوضحتُ فِي حَواشيه أَنّ هَذَا لَيْسَ ممّا يَدْخُلُ فِيمَا لَهُ إسْمَانِ إِلى أُلُوف؛ لأَن هاذه الأَسماءَ تَختلف باختلافِ الحالاتِ، والأَوقاتِ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وَكَثِيرًا مَا ارتكبَ مثلَه فِي ذالك الْكتاب، وَهُوَ لَيْسَ مِن مَباحِثِه، فَلَا يغترّ بِمَا فِيهِ كلِّه، انْتهى.
وممّا يُستدرَكَ عَلَيْهِ:
تَبَسَّرَ: طَلَبَ النَّبَاتَ، أَي حَفَرَ عَنهُ قبلَ أَن يَخْرُجَ.
والبسْرُ: ظَلْمُ السِّقَاءِ.
وأَبْسَرَ النَّخْلُ: صارَ مَا عَلَيْهِ بُسْراً. والبُسْرَةُ: الغَضُّ مِن البُهْمَى، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً
وصَمْعَاءَ حَتَّى آنَفَتْهَا نِصَالُها
أَي جعلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَها.
وَفِي الصّحاح: البُسْرَةُ من النَّبَات: أَوَّلُها البارِضُ، وَهِي كَمَا تَبْدُو فِي الأَرض، ثمَّ الجَمِيمُ، ثمَّ البُسْرَةُ، ثمَّ الصَّمْعَاءُ، ثمَّ الحَشِيشُ.
والبَسْرُ: حَفْرُ الأَنْهَارِ إِذا عَرَا الماءُ أَوطَابَه، قَالَ الأَزهريُّ: وَهُوَ التَّبَسُّرُ، وأَنشدَ بيتَ الرّاعِي:
إِذا احْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرضِ عَنهُ
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسَارَا
قَالَ ابْن الأَعرابيِّ: بَنَاتُ الأَرضِ: الغُدْرانُ فِيهَا بَقايا الماءِ.
وبَسَرَ النَّهْرَ، إِذا حَفَرَ فِيهِ بِئْراً، وَهُوَ جافٌّ.
وَبَسَرْتُ النَّبَاتَ أَبْسُرُ بَسْراً، إِذا رَعَيْتَه غَضًّا، وكنتَ أَوَّلَ مَن رعاه، وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ غَيْثاً رَعاه أُنفاً::
بَسَرْتُ نَدَاه لم يُسَرَّبْ وُحُوشُه
بِعِربٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ
وبُسَيْرُ بنُ أُبَيَ كزُبَيْرٍ: مِن شُعَراءِ الحَمَاسَةِ، ضَبَطَه المَرْزُبانِيُّ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ، هاكذا قالُوه، ولاكنْ ذَكَرَ الأَمِيرُ بُسَيْرَ بنَ جُبَيْرِ بنِ سَلَمَةَ القُشَيْرِيَّ، مِن أَجدادِ ظَلامةَ بنتِ مُرَّةَ جَدَّةِ عِكْرِمَةَ بنِ خالدِ بنِ الْعَاصِ، نقلَه الحافظُ.
وبسْرٌ، بالضَّمِّ: اسمٌ، قَالَ:
ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ
وَلَو كَانَ بُسْرٌ رَاءَ ذالك أَنْكَرَا
وَمن المَجاز: ابْتَسَرَ الجارِيَةَ، إِذا ابْتَكَرَها قبل إِدْراكِها.
وباسُورِين: ناحيةٌ من أَعمال المَوْصِل، فِي شرقيّ دجْلَتها، كَذَا فِي مُعجَم ياقُوت.
وأَهلُ الْيمن يُسَمُّون أَيّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عَنْهُم: أَيام البِسَارة.
بَاب الْبُسْر

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ الْبُسْر إرْسَال الْفَحْل على النَّاقة من غير ضبعة أَي شَهْوَة والبسر حفر الْأَنْهَار إِذا غزا المَاء أوطانه وَأنْشد لِلرَّاعِي

(إِذا ضلت بَنَات الأَرْض عَنهُ ... تبسر يَبْتَغِي فِيهَا البسارا)

والبسر الرجل الكريه الْوَجْه وَيُقَال بسر فلَان الْحَاجة بسرا إِذا طلبَهَا فِي غير مَوضِع الطّلب والبثر الْحسي والبثر المَال الْكثير والنشر الرّيح الطّيبَة أَو المنتنة والنشر نشر الْخَشَبَة

وَأخْبرنَا ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ البزر الْأَوْلَاد والبزر المخاط والبزر الْحبَّة وَهِي بزور الصَّحرَاء والرياحين والبزر الضَّرْب بالبيزارة وَهِي الْعَصَا والبزر الدّهن الْمَعْرُوف والكسرة فِيهِ أَكثر بزر وبزر

بُسْت

بُسْت:
بالضم: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة، وأظنّها من أعمال كابل، فإن قياس ما نجده من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي، وهي من البلاد الحارة المزاج، وهي كبيرة، ويقال لناحيتها
اليوم: كرم سير، معناه النواحي الحارة المزاج، وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلّا أن الخراب فيها ظاهر، وسئل عنها بعض الفضلاء فقال: هي كتثنيتها يعني بستان، وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء، منهم: الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد البستي صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغير ذلك، وكان من الأئمة الأعيان، ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب الأدباء من جمعي فأغنى، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي البستي، سمع هشام بن عمّار وهشام بن خالد الأزرق وقتيبة بن سعيد وغيرهم، روى عنه أبو جعفر محمد بن حيّان وأبو حاتم احمد ابن عبد الله بن سهل بن هشام البستيّان وغيرهما، مات سنة 307، وأبو الفتح علي بن محمد ويقال ابن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس، سمع أبا حاتم بن حبّان، روى عنه الحاكم أبو عبد الله، مات ببخارى في سنة 400، وقال عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطّولقي في أبي الفتح البستي:
إذا قيل: أيّ الأرض في الناس زينة؟ ... أجبنا وقلنا: أبهج الأرض بستها
فلو أنني أدركت يوما عميدها ... لزمت يد البستيّ دهرا، وبستها
وقال كافور بن عبد الله الإخشيدي الخصيّ اللّيثي الصّوري:
ضيّعت أيامي ببست، وهمّتي ... تأبى المقام بها على الخسران
وإذا الفتى في البؤس أنفق عمره، ... فمن الكفيل له بعمر ثان؟
وأبو حاتم محمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن سعيد ابن شهيد التميمي، كذا نسبه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار، ووافقه غيره إلى معبد، ثم قال: ابن هدبة بن مرة بن سعد ابن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ ابن طابخة بن الياس بن مضر الامام العلامة الفاضل المتقن، كان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ، عالما بالمتون والأسانيد، أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمّل تصانيفه تأمّل منصف علم أن الرجل كان بحرا في العلوم، سافر ما بين الشاش والإسكندرية، وأدرك الأئمة والعلماء والأسانيد العالية، وأخذ فقه الحديث والفرض على معانيه عن إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة، ولازمه وتلمذ له، وصارت تصانيفه عدّة لأصحاب الحديث غير أنها عزيزة الوجود، سمع ببلده بست أبا أحمد إسحاق بن ابراهيم القاضي وأبا الحسن محمد بن عبد الله ابن الجنيد البستي، وبهراة أبا بكر محمد بن عثمان بن سعد الدارمي، وبمرو أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي وأبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني، وبقرية سنج أبا علي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبا عبد الله محمد بن نصر بن ترقل الهورقاني، وبالصغد بما وراء النهر أبا حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمداني، وبنسإ أبا العباس الحسن بن سفيان الشيباني ومحمد بن عمر بن يوسف ومحمد بن محمود بن عدي النسويّين، وبنيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السرّاج الثّقفي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه الأزدي، وبأرغيان أبا عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني، وبجرجان عمران بن موسى بن
مجاشع وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان الجرجانيين، وبالرّيّ أبا القاسم العبّاس بن الفضل بن عاذان المقري وعلي بن الحسن بن مسلم الرّازي، وبالكرج أبا عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الحافظ والحسين بن إسحاق الأصبهاني، وبعسكر مكرم أبا محمد عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي المعروف بعبدان الأهوازي، وبتستر أبا جعفر أحمد بن محمد بن يحيى بن زهير الحافظ، وبالأهواز أبا العباس محمد بن يعقوب الخطيب، وبالأبلّة أبا يعلى محمد بن زهير والحسين بن محمد بن بسطام الأبليّيّن، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا يحيى زكرياء ابن يحيى الساجي وأبا سعيد عبد الكريم بن عمر الخطّابي، وبواسط أبا محمد جعفر بن أحمد بن سنان القطّان والخليل بن محمد الواسطي ابن بنت تميم بن المنتصر، وبقم الصّلح عبد الله بن قحطبة بن مرزوق الصّلحي، وبنهر سابس قرية من قرى واسط خلّاد ابن محمد بن خالد الواسطي، وببغداد أبا العباس حامد ابن محمد بن شعيب البلخي وأبا أحمد الهيثم بن خلف الدّوري وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وبالكوفة أبا محمد عبد الله بن زيدان البجلي، وبمكة أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري الفقيه صاحب كتاب الأشراف في اختلاف الفقهاء، وأبا سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي، وبسامرّا علي بن سعيد العسكري عسكر سامرّا، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي وهارون بن المسكين البلدي وأبا جابر زيد بن علي ابن عبد العزيز بن حيّان الموصلي وروح بن عبد المجيب الموصلي، وببلد سنجار علي بن إبراهيم بن الهيثم الموصلي، وبنصيبين أبا السّري هاشم بن يحيى النصيبيني ومسدد بن يعقوب بن إسحاق الفلوسي، وبكفرتوثا من ديار ربيعة محمد بن الحسين بن أبي معشر السّلمي، وبسرغامرطا من ديار مضر أبا بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبد الله بن مسرّح الحرّاني، وبالرافقة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي، وبالرّقة الحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان، وبمنبج عمر بن سعيد بن سنان الحافظ وصالح بن الأصبغ بن عامر التنوخي، وبحلب علي بن أحمد بن عمران الجرجاني، وبالمصيصة أبا طالب أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي، وبأنطاكية أبا علي وصيف بن عبد الله الحافظ، وبطرسوس محمد بن يزيد الدّرقي وإبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وبأذنة محمد بن علان الأذني، وبصيداء محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصّيداوي، وببيروت محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي المعروف بمكحول، وبحمص محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الراهب، وبدمشق أبا الحسن أحمد ابن عمير بن جوصاء الحافظ وجعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري وأبا العباس حاجب بن أركين الفرغاني الحافظ، وبالبيت المقدس عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي الخطيب، وبالرّملة أبا بكر محمد بن الحسن ابن قتيبة العسقلاني، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وسعيد بن داود بن وردان المصري وعلي بن الحسين بن سليمان المعدّل وجماعة كثيرة من أهل هذه الطبقة سوى من ذكرناهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله ابن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذّهلي الهروي وأبو مسلمة محمد بن محمد ابن داود الشافعي وجعفر بن شعيب بن محمد الــسمرقندي والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن سهل الفارسي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
هارون الزّوزني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن خشنام الشّروطي وجماعة كثيرة لا تحصى.
أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني اذنا عن أبي القاسم زاهر بن طاره الشّحّامي عن أبي عثمان سعيد البحتري قال: سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال، صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه، وولي القضاء بــسمرقند وغيرها من المدن ثم ورد نيسابور سنة 334، وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سنّا فقال:
استمل، فقلت: نعم، فاستمليت عليه، ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء بنيسابور وغيرها وانصرف إلى وطنه، وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنّفاته.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي شفاها قال:
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي اذنا عن أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت كتابة قال: ومن الكتب التي تكثر منافعها إن كانت على قدر ما ترجمها به واضعها مصنّفات أبي حاتم محمد بن حبّان البستي التي ذكرها لي مسعود بن ناصر السّجزي ووقفني على تذكرة بأسمائها، ولم يقدّر لي الوصول إلى النظر فيها لأنها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا، وأنا أذكر منها ما استحسنته سوى ما عدلت عنه واطرحته: فمن ذلك كتاب الصحابة خمسة أجزاء وكتاب التابعين اثنا عشر جزءا وكتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزءا وكتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزءا وكتاب تبع الاتباع سبعة عشر جزءا وكتاب تبّاع التبع عشرون جزءا وكتاب الفصل بين النقلة عشرة أجزاء وكتاب علل أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاء وكتاب علل حديث الزّهري عشرون جزءا وكتاب علل حديث مالك عشرة أجزاء وكتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة عشرة أجزاء وكتاب ما خالف الثّوريّ شعبة ثلاثة أجزاء وكتاب ما انفرد فيه أهل المدينة من السّنن عشرة أجزاء وكتاب ما انفرد به أهل مكة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما عند شعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزآن وكتاب غرائب الأخبار عشرون جزءا وكتاب ما أغرب الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء وكتاب ما أغرب البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاء وكتاب أسامي من يعرف بالكنى ثلاثة أجزاء وكتاب كنى من يعرف بالاسامي ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل والوصل عشرة أجزاء وكتاب التمييز بين حديث النضر الحدّاني والنضر الحزّاز جزآن وكتاب الفصل بين حديث أشعث بن مالك وأشعث بن سوار جزآن وكتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور ابن راذان ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي جزء وكتاب موقوف ما رفع عشرة أجزاء وكتاب آداب الرجالة جزآن وكتاب ما أسند جنادة عن عبادة جزء وكتاب الفصل بين حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء وكتاب ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر جزآن وكتاب ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان ثلاثة أجزاء وكتاب مناقب مالك بن أنس جزآن وكتاب مناقب الشافعي جزآن وكتاب المعجم على المدن عشرة أجزاء وكتاب المقلّين من الحجازيين عشرة أجزاء وكتاب المقلّين من العراقيين عشرون جزءا وكتاب الأبواب المتفرّقة ثلاثون جزءا وكتاب الجمع بين الأخبار المتضادّة جزآن وكتاب وصف
المعدل والمعدّل جزآن وكتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء وكتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزءا وكتاب الهداية إلى علم السنن، قصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه، يذكر حديثا ويترجم له ثم يذكر من يتفرّد بذلك الحديث ومن مفاريد أيّ بلد هو ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقّظه ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة، فإن عارضه خبر ذكره وجمع بينهما، وإن تضادّ لفظه في خبر آخر تلطّف للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا، وهذا من أنبل كتبه وأعزّها، قال أبو بكر الخطيب: سألت مسعود بن ناصر يعني السّجزي فقلت له: أكلّ هذه الكتب موجودة عندكم ومقدور عليها ببلادكم؟ فقال: إنما يوجد منها الشيء اليسير والنزر الحقير، قال: وقد كان أبو حاتم ابن حبان سبّل كتبه ووقفها وجمعها في دار رسمها لها، فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان ضعف السلطان واستيلاء ذوي العيث والفساد على أهل تلك البلاد، قال الخطيب: ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم ويكتبوها ويجلّدوها إحرازا لها، ولا أحسب المانع من ذلك كان إلا قلّة معرفة أهل تلك البلاد بمحلّ العلم وفضله وزهدهم فيه ورغبتهم عنه وعدم بصيرتهم به، والله أعلم، قال الإمام تاج الإسلام: وحصل عندي من كتبه بالإسناد المتصل سماعا كتاب التقاسيم والأنواع خمسة مجلدات، قرأتها على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي الحسن النّخاني عن أبي هارون الزّوزني عنه، وكتاب روضة العقلاء، قرأته على حنبل السّجزي عن أبي محمد النّوني عن أبي عبد الله الشروطي عنه، وحصل عندي من تصانيفه غير مسندة عدّة كتب: مثل كتاب الهداية إلى علم السنن من أوله قدر مجلدين، وله، وهو أشهر من هذه كلّها، كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الإيمان وكتاب صفة الصلاة، أدرك عليه في كتاب التقاسيم فقال: في أربع ركعات يصلّيها الإنسان ستمائة سنّة عن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب، قال أبو سعد: سمعت أبا بكر وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح سمعت با محمد الحسن بن أحمد الــسمرقندي سمعت أبا بشر عبد الله بن محمد بن هارون سمعت عبد الله بن محمد الاستراباذي يقول: أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدّة طويلة، وكان من فقهاء الدين وحفّاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار، عالما بالطبّ والنجوم وفنون العلم، ألّف كتاب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة من كلّ فنّ، أخبرتني الحرّة زينب الشعرية اذنا عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الإمام، سمعت الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول: أبو حاتم بن حبان داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقّهة، ولهم جرايات يستنفقونها داره، وفيها خزانة كتبه في يدي وصيّ سلّمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيء منها في الصفة من غير أن يخرجه منها، شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته.
وأخبرني القاضي أبو القاسم الحرستاني في كتابه قال:
أخبرني وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح اذنا سمعت الحسن بن أحمد الحافظ سمعت أبا بشر
النيسابوري يقول سمعت أبا سعيد الإدريسي يقول سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري الرجل الصالح بــسمرقند يقول: كنّا مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور وكان معنا أبو حاتم البستي، وكان يسأله ويؤذيه، فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة: يا بارد تنحّ عنّي لا تؤذني، أو كلمة نحوها، فكتب أبو حاتم مقالته، فقيل له: تكتب هذا؟ فقال: نعم أكتب كلّ شيء يقوله، أخبرني الخطيب أبو الحسن السديدي مشافهة بمرو قال: أخبرني أبو سعد اذنا أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي إجازة سمعت والدي سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول:
سمعت أبا عليّ الحسين بن عليّ الحافظ وذكر كتاب المجروحين لأبي حاتم البستي فقال: كان لعمر بن سعيد بن سنان المنبجي ابن رحل في طلب الحديث وأدرك هؤلاء الشيوخ وهذا تصنيفه، وأساء القول في أبي حاتم، قال: الحاكم أبو حاتم كبير في العلوم وكان يحسد لفضله وتقدّمه، ونقلت من خطّ صديقنا الإمام الحافظ أبي نصر عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السّلمي الحديثي، وذكر أنه نقله من خطّ أبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي الحافظ من كتاب شيوخه، وكان قد ذكر فيه ألف شيخ في باب الكذّابين، قال: وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قدم علينا من سمرقند سنة 330 أو 329، فقال لي: أبو حاتم سهل ابن السري الحافظ لا تكتب عنه فإنه كذّاب، وقد صنف لأبي الطيب المصعبي كتابا في القرامطة حتى قلّده قضاء سمرقند، فلما أخبر أهل سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه فهرب ودخل بخارى وأقام دلّالا في البزّازين حتى اشترى له ثيابا بخمسة آلاف درهم إلى شهرين، وهرب في الليل وذهب بأموال الناس، قال: وسمعت السليماني الحافظ بنيسابور قال لي:
كتبت عن أبي حاتم البستي؟ فقلت: نعم، فقال.
إياك أن تروي عنه فإنه جاءني فكتب مصنّفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلّده أعمال سجستان فمات به، قال السليماني: فرأيت وجهه وجه الكذّابين وكلامه كلام الكذابين، وكان يقول:
يا بني اكتب: أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الائمة، حتى كتبت بين يديه ثم محوته، قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القرّاب: سمعت أحمد ابن محمد بن صالح السجستاني يقول: توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 354، وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشّحّامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري، سمعت محمد بن عبد الله الضّبّيّ يقول: توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثماني ليال بقين من شوّال سنة 354، ودفن بعد صلاة الجمعة في الصّفّة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره، وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 354، وقبره ببست معروف يزار إلى الآن، فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلّا فالصواب أنه مات ببست.

خُراسَانُ

خُراسَانُ:
بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمّهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو، وهي كانت قصبتها، وبلخ وطالقان ونسا وأبيورد وسرخس وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون، ومن الناس من يدخل أعمال خوارزم فيها ويعدّ ما وراء النهر منها وليس الأمر كذلك، وقد فتحت أكثر هذه البلاد عنوة وصلحا، ونذكر ما يعرف من ذلك في مواضعها، وذلك في سنة 31 في أيام عثمان، رضي الله عنه، بإمارة عبد الله بن عامر ابن كريز، وقد اختلف في تسميتها بذلك فقال دغفل النسابة: خرج خراسان وهيطل ابنا عالم بن سام بن نوح، عليهما السلام، لما تبلبلت الألسن ببابل فنزل كل واحد منهما في البلد المنسوب إليه، يريد أن هيطل نزل في البلد المعروف بالهياطلة، وهو ما وراء نهر جيحون، ونزل خراسان في هذه البلاد التي ذكرناها دون النهر فسمّيت كل بقعة بالذي نزلها، وقيل: خر اسم للشمس بالفارسية الدّريّة وأسان كأنه أصل الشيء ومكانه، وقيل: معناه كل سهلا لأن معنى خر كل وأسان سهل، والله أعلم، وأما النسبة إليها ففيها لغات، في كتاب العين: الخرسي منسوب إلى خراسان، ومثله الخراسي والخراساني ويجمع على الخراسين بتخفيف ياء النسبة كقولك الأشعرين، وأنشد:
لا تكرمن من بعدها خرسيّا
ويقال: هم خرسان كما يقال سودان وبيضان، ومنه قول بشار في البيت:
من خرسان لا تعاب
يعني بناته، وقال البلاذري: خراسان أربعة أرباع، فالربع الأول إيران شهر وهي نيسابور وقهستان والطّبسان وهراة ويوشنج وباذغيس وطوس واسمها طابران، والربع الثاني مرو الشاهجان وسرخس ونسا وأبيورد ومرو الروذ والطالقان وخوارزم وآمل وهما على نهر جيحون، والربع الثالث، وهو غربي النهر وبينه وبين النهر ثمانية فراسخ، الفارياب والجوزجان وطخارستان العليا وخست واندرابة والباميان وبغلان ووالج، وهي مدينة مزاحم بن بسطام، ورستاق بيل وبذخشان، وهو مدخل الناس إلى تبّت، ومن اندرابة مدخل الناس إلى كابل، والترمذ، وهو في شرقي بلخ، والصغانيان وطخارستان السّفلى وخلم وسمنجان، والربع الرابع ما وراء النهر بخارى والشاش والطّراربند والصّغد، وهو كسّ، ونسف والروبستان وأشروسنة وسنام، قلعة المقنع، وفرغانة وسمرقند، قال المؤلف: فالصحيح في تحديد خراسان ما ذهبنا إليه أوّلا وإنما ذكر البلاذري هذا لأن جميع ما ذكره من البلاد كان مضموما إلى والي خراسان وكان اسم خراسان يجمعها، فأما ما وراء النهر فهي بلاد الهياطلة ولاية برأسها وكذلك سجستان ولاية برأسها ذات نخيل، لا عمل بينها وبين خراسان، وقد روي عن شريك بن عبد الله أنه قال:
خراسان كنانة الله إذا غضب على قوم رماهم بهم، وفي حديث آخر: ما خرجت من خراسان راية في جاهلية وإسلام فردّت حتى تبلغ منتهاها، وقال ابن قتيبة: أهل خراسان أهل الدعوة وأنصار الدولة ولم يزالوا في أكثر ملك العجم لقاحا لا يؤدّون إلى أحد إتاوة ولا خراجا، وكانت ملوك العجم قبل ملوك الطوائف تنزل بلخ حتى نزلوا بابل ثم نزل أردشير بن بابك فارس فصارت دار ملكهم وصار بخراسان ملوك الهياطلة، وهم الذين قتلوا فيروز بن يزدجرد بن بهرام ملك فارس، وكان غزاهم فكادوه بمكيدة في طريقه حتى سلك سبيلا معطشة يعني مهلكة، ثم خرجوا إليه فأسروه وأكثر أصحابه معه، فسألهم أن يمنّوا عليه وعلى من أسر معه من أصحابه وأعطاهم موثقا من الله وعهدا مؤكّدا لا يغزوهم أبدا ولا يجوز حدودهم، ونصب حجرا بينه وبينهم صيره الحدّ الذي حلف عليه وأشهد الله عز وجل على ذلك ومن حضره من أهله وخاصة أساورته، فمنّوا عليه وأطلقوه ومن أراد ممن أسر معه، فلما عاد إلى مملكته دخلته الأنفة والحميّة مما أصابه وعاد لغزوهم ناكثا لأيمانه غادرا بذمته وجعل الحجر الذي كان نصبه وجعله الحدّ الذي حلف أنه لا يجوزه محمولا أمامه في مسيره يتأول به أنه لا يتقدّمه ولا يجوزه، فلما صار إلى بلدهم ناشدوه الله وأذكروه به فأبى إلا لجاجا ونكثا فواقعوه وقتلوه وحماته وكماته واستباحوا أكثرهم فلم يفلت منهم إلّا الشريد، وهم قتلوا كسرى بن قباذ، ثم أتى الإسلام فكانوا فيه أحسن الأمم رغبة وأشدّهم إليه مسارعة منّا من الله عليهم وتفضّلا لهم، فأسلموا طوعا ودخلوا فيه سلما وصالحوا عن بلادهم صلحا، فخفّ خراجهم وقلّت نوائبهم ولم يجر عليهم سباء ولم تسفك فيما بينهم دماء، وبقوا على ذلك طول أيام بني أميّة إلى أن أساعوا السيرة واشتغلوا باللّذات عن الواجبات، فانبعث عليهم جنود من أهل خراسان مع أبي مسلم الخراساني ونزع عن قلوبهم الرحمة وباعد عنهم الرأفة حتى أزالوا ملكهم عن آخرهم رأيا وأحنكهم سنّا وأطولهم باعا فسلّموه إلى بني العباس، وأنفذ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الأحنف بن
قيس في سنة 18 فدخلها وتملّك مدنها فبدأ بالطّبسين ثم هراة ومرو الشاهجان ونيسابور في مدّة يسيرة، وهرب منه يزدجرد بن شهريار ملك الفرس إلى خاقان ملك الترك بما وراء النهر، فقال ربعي بن عامر في ذلك:
ونحن وردنا، من هراة، مناهلا ... رواء من المروين، إن كنت جاهلا
وبلخ ونيسابور قد شقيت بنا، ... وطوس ومرو قد أزرنا القنابلا
أنخنا عليها، كورة بعد كورة، ... نفضّهم حتى احتوينا المناهلا
فلله عينا من رأى مثلنا معا، ... غداة أزرنا الخيل تركا وكابلا
وبقي المسلمون على ذلك إلى أن مات عمر، رضي الله عنه، وولي عثمان، فلما كان لسنتين من ولايته ثرا بنو كنازا، وهم أخوال كسرى، بنيسابور وألجئوا عبد الرحمن بن سمرة وعمّاله إلى مرو الروذ وثنّى أهل مرو الشاهجان وثلّث نيزك التركي فاستولى على بلخ وألجأ من بها من المسلمين إلى مرو الروذ وعليها عبد الرحمن بن سمرة، فكتب ابن سمرة إلى عثمان بخلع أهل خراسان فقال أسيد بن المتشمّس المرّيّ:
ألا أبلغا عثمان عني رسالة، ... فقد لقيت عنّا خراسان بالغدر
فأذك، هداك الله، حربا مقيمة ... بمروي خراسان العريضة في الدّهر
ولا تفترز عنّا، فإن عدوّنا ... لآل كنازاء الممدّين بالجسر
فأرسل إلى ابن عامر عبد الله بن بشر في جند أهل البصرة، فخرج ابن عامر في الجنود حتى تولّج خراسان من جهة يزد والطّبسين وبثّ الجنود في كورها وساروا نحو هراة فافتتح البلاد في مدّة يسيرة وأعاد عمال المسلمين عليها، وقال أسيد بن المتشمّس بعد استرداد خراسان:
ألا أبلغا عثمان عنّي رسالة، ... لقد لقيت منّا خراسان ناطحا
رميناهم بالخيل من كلّ جانب، ... فولّوا سراعا واستقادوا النوائحا
غداة رأوا خيل العراب مغيرة، ... تقرّب منهم أسدهنّ الكوالحا
تنادوا إلينا واستجاروا بعهدنا، ... وعادوا كلابا في الديار نوابحا
وكان محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس قال لدعاته حين أراد توجيههم إلى الأمصار: أما الكوفة وسوادها فهناك شيعة عليّ وولده والبصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكفّ، وأما الجزيرة فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج ومسلمون أخلاقهم كأخلاق النصارى، وأما الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان، وطاعة بني مروان عداوة راسخة وجهل متراكم، وأما مكة والمدينة فغلب عليهما أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بأهل خراسان فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر وهناك صدور سليمة وقلوب فارغة لم تتقسّمها الأهواء ولم تتوزعها النّحل ولم يقدم عليهم فساد، وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحى وشوارب وأصوات هائلة ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة، فلما بلغ الله إرادته من بني أمية وبني العباس أقام أهل خراسان مع خلفائهم على أحسن حال وهم أشدّ طاعة وأكثر تعظيما للسلطان وهو أحمد سيرة في رعيته
يتزين عندهم بالجميل ويستتر منهم بالقبيح إلى أن كان ما كان من قضاء الله ورأي الخلفاء الراشدين في الاستبدال بهم وتصيير التدبير لغيرهم فاختلّت الدولة وكان من أمرها ما هو مشهور من قبل الخلفاء في زمن المتوكل وهلمّ جرّا ما جرى من أمر الديلم والسلجوقية وغير ذلك، وقال قحطبة بن شبيب لأهل خراسان: قال لي محمد ابن عليّ بن عبد الله أبى الله أن تكون شيعتنا إلا أهل خراسان لا ننصر إلا بهم ولا ينصرون إلّا بنا، إنه يخرج من خراسان سبعون ألف سيف مشهور، قلوبهم كزبر الحديد، أسماؤهم الكنى وأنسابهم القرى، يطيلون شعورهم كالغيلان، جعابهم تضرب كعابهم، يطوون ملك بني أمية طيّا ويزفّون الملك إلينا زفّا، وأنشد لعصابة الجرجاني:
الدار داران: إيوان وغمدان، ... والملك ملكان: ساسان وقحطان
والناس فارس والإقليم بابل وال ... إسلام مكة والدنيا خراسان
والجانبان العلندان، اللذا خشنا ... منها، بخارى وبلخ الشاه داران
قد ميز الناس أفواجا ورتّبهم، ... فمرزبان وبطريق ودهقان
وقال العباس بن الأحنف:
قالوا خراسان أدنى ما يراد بكم ... ثم القفول، فها جئنا خراسانا
ما أقدر الله أن يدني على شحط ... سكان دجلة من سكان سيحانا
عين الزمان أصابتنا، فلا نظرت، ... وعذّبت بفنون الهجر ألوانا
وقال مالك بن الرّيب بعد ما ذكرناه في ابرشهر:
لعمري لئن غالت خراسان هامتي، ... لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
ألا ليت شعري! هل أبيتنّ ليلة ... بجنب الغضا أزجي القلاص النّواجيا؟
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه، ... وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى، ... وأصبحت في جيش ابن عفّان غازيا؟
وما بعد هذه الأبيات في الطّبسين قال عكرمة وقد خرج من خراسان: الحمد لله الذي أخرجنا منها ليطوي خراسان طيّ الأديم حتى يقوّم الحمار الذي كان فيها بخمسة دراهم بخمسين بل بخمسمائة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن الدّجّال يخرج من المشرق من أرض يقال لها خراسان يتبعه قوم كأنّ وجوههم المجان المطرقة، وقد طعن قوم في أهل خراسان وزعموا أنهم بخلاء، وهو بهت لهم ومن أين لغيرهم مثل البرامكة والقحاطبة والطاهرية والسامانية وعلي بن هشام وغيرهم ممن لا نظير لهم في جميع الأمم، وقد نذكر عنهم شيئا مما ادعي عليهم والردّ في ترجمة مرو الشاهجان إن شاء الله. فأما العلم فهم فرسانه وساداته وأعيانه، ومن أين لغيرهم مثل محمد بن إسماعيل البخاري ومثل مسلم بن الحجاج القشيري وأبي عيسى الترمذي وإسحاق ابن راهويه وأحمد بن حنبل وأبي حامد الغزّالي والجويني إمام الحرمين والحاكم أبي عبد الله النيسابوري وغيرهم من أهل الحديث والفقه، ومثل الأزهري والجوهري وعبد الله بن المبارك، وكان يعدّ من أجواد الزّهاد والأدباء، والفارابي صاحب ديوان
الأدب والهروي وعبد القاهر الجرجاني وأبي القاسم الزمخشري، هؤلاء من أهل الأدب والنظم والنثر الذين يفوت حصرهم ويعجز البليغ عن عدّهم، وممن ينسب إلى خراسان عطاء الخراساني، وهو عطاء بن أبي مسلم، واسم أبي مسلم ميسرة، ويقال عبد الله ابن أيوب أبو ذؤيب، ويقال أبو عثمان، ويقال أبو محمد، ويقال أبو صالح من أهل سمرقند، ويقال من أهل بلخ مولى المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، سكن الشام، وروى عن ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن مسعود وكعب بن عجرة ومعاذ بن جبل مرسلا، وروى عن أنس وسعيد بن المسيّب وسعيد بن جبير وأبي مسلم الخولاني وعكرمة مولى ابن عباس وأبي إدريس الخولاني ونافع مولى ابن عمر وعروة بن الزبير وسعيد العقبري والزّهري ونعيم بن سلامة الفلسطيني وعطاء بن أبي رباح وأبي نصرة المنذر بن مالك العبدي وجماعة يطول ذكرهم، روى عنه ابنه عثمان والضحاك بن مزاحم الهلالي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي ومالك بن أنس ومعمر وشعبة وحماد بن سلمة وسفيان الثوري والوضين وكثير غير هؤلاء، وقال ابنه عثمان: ولد أبي سنة خمسين من التاريخ، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العبادلة: عبد الله بن عباس وعبد الله ابن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي، فصار فقيه أهل مكة عطاء بن أبي رباح وفقيه أهل اليمن طاووس وفقيه أهل اليمامة يحيى بن أبي كثير وفقيه أهل البصرة الحسن البصري وفقيه أهل الكوفة النخعي وفقيه أهل الشام مكحول وفقيه أهل خراسان عطاء الخراساني إلا المدينة فإن الله تعالى خصها بقرشيّ، فكان فقيه أهل المدينة غير مدافع سعيد بن المسيّب، وقال أحمد ابن حنبل: عطاء الخراساني ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: عطاء الخراساني مشهور، له فضل وعلم، معروف بالفتوى والجهاد، روى عنه مالك بن أنس، وكان مالك ممن ينتقي الرجال، وابن جريج وحماد ابن سلمة والمشيخة، وهو ثقة ثبت.

قَتَلَ

(قَتَلَ)
(هـ) فِيهِ «قاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ» أَيْ قَتَلَهم اللَّهُ. وَقِيلَ: لَعنهم، وَقِيلَ: عَادَاهُمْ.
وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ، وَلَا تَخْرج عَنْ أَحَدِ هَذِهِ الْمَعَانِي. وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى التَّعَجُّب مِنَ الشَّيْءِ كَقَوْلِهِمْ: تَرِبَتْ يَداه! وَقَدْ تَرِدُ وَلَا يُراد بها وقُوع الأمر. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قاتَل اللهُ سَمُرة» .
وَسَبِيلُ «فاعَل» هَذَا أَنْ يَكُونَ مِنَ اثْنَين فِي الغالِب، وَقَدْ يَرِدُ مِنَ الْوَاحِدِ، كسافَرْتُ، وطارَقْتُ النَّعْلَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَي المُصَلِّي «قاتِلْه فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ» أَيْ دافِعْه عَنْ قِبْلَتِك، وَلَيْسَ كُلُّ قِتال بِمَعْنَى القَتْل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ السِّقيفة «قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنة وشَرّ» أَيْ دَفَع اللَّهُ شَرَّه، كَأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِي رِوَايَةٍ «إِنَّ عُمَرَ قَالَ يَوْمَ السَّقِيفة: اقْتلوا سَعْدًا قَتَلَه اللَّهُ» أَيِ اجْعلوه كَمَنْ قُتِل واحْسُبُوه فِي عِداد مَن مَاتَ وَهَلَكَ، وَلَا تَعْتَدّوا بمَشْهَدِه وَلَا تُعَرِّجُوا عَلَى قَوْلِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ أَيْضًا «مَن دَعا إِلَى إِمَارَةِ نَفْسِهِ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فاقْتُلوه» أَيِ اجْعَلَوه كَمَنْ قُتِلَ وَمَاتَ، بِأَنْ لَا تَقْبلوا لَهُ قَوْلاً وَلَا تُقِيموا لَهُ دَعوة.
وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِذَا بُويِع لخَلِيفَتين فاقْتُلوا الآخِرَ مِنْهُمَا» أَيْ أبْطِلوا دَعْوَته واجْعَلوه كَمَنْ مَاتَ.
وَفِيهِ «أشدُّ النَّاسِ عَذَابًا يومَ الْقِيَامَةِ مَن قَتَلَ نَبِيَّا أَوْ قَتَلَه نبيٌّ» أَرَادَ مَنْ قَتَلَه وَهُوَ كَافِرٌ، كقَتْله أُبَيَّ بْنَ خَلفٍ يَوْمَ بدرٍ، لَا كَمَنْ قَتَلَه تَطْهِيرًا لَهُ فِي الْحَدِّ، كماعِزٍ.
(س) وَفِيهِ «لَا يُقْتَل قُرَشِيٌّ بَعْدَ الْيَوْمِ صَبْراً» إِنْ كَانَتِ اللَّامُ مَرْفُوعَةً عَلَى الْخَبَرِ فَهُوَ مَحْمول عَلَى مَا أَبَاحَ مِنْ قَتْل القُرَشيَّين الْأَرْبَعَةِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وهُم ابْنُ خَطل ومَن مَعَهُ: أَيْ أَنَّهُمْ لَا يَعُودون كُفَّاراً يَغْزَون ويُقْتَلون عَلَى الْكُفْرِ، كَمَا قُتِل هَؤُلَاءِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ الْآخَرِ «لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ الْيَوْمِ» أَيْ لَا تَعُودُ دَارَ كُفر تُغْزى عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَتِ اللَّامُ مَجْزُومَةً فَيَكُونُ نَهْياً عَنْ قَتْلِهم فِي غَيْرِ حدٍّ وَلَا قِصاص.
وَفِيهِ «أعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أهلُ الإِيمان» القِتْلة بِالْكَسْرِ: الْحَالَةُ مِنَ القَتْل، وَبِفَتْحِهَا الْمَرَّةُ مِنْهُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. ويُفْهَم الْمُرَادُ بِهِمَا مِنْ سِياق اللَّفْظِ.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْناه، وَمَنْ جَدع عبدَه جَدَعْناه» ذُكِر فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ أَنَّهُ نَسِي هَذَا الْحَدِيثَ، فَكَانَ يَقُولُ: «لَا يُقْتَل حُرٌّ بعَبْد» ويَحتمِل أَنْ يَكُونَ الحسَن لَمْ يَنْسَ الْحَدِيثَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَأوّلُه عَلَى غَيْرِ مَعْنَى الْإِيجَابِ، ويَراه نَوْعًا مِنَ الزجْر ليَرْتَدِعوا وَلَا يُقْدِموا عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ فِي شَارِبِ الخمْر: «إنْ عادَ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الْخَامِسَةِ فاقْتُلوه» ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِيهَا فَلَمْ يَقْتُله.
وتأوّلَه بعضُهم أَنَّهُ جَاءَ فِي عبدٍ كَانَ يَمْلِكه مرَّةً، ثُمَّ زَالَ مِلْكُه عَنْهُ فَصَارَ كُفؤاً لَهُ بالحُرِّيَّة.
وَلَمْ يَقلُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أحدٌ إِلَّا فِي رِوَايَةٍ شاذَّة عَنْ سُفيان، والمَرْوِيُّ عَنْهُ خلافهُ.
وَقَدْ ذَهب جَمَاعَةٌ إِلَى القِصاص بَيْنَ الحُرِّ وَعَبْدِ الغَير. وأجْمعوا عَلَى أَنَّ القِصاص بَيْنَهُمْ فِي الْأَطْرَافِ ساقِط، فَلَمَّا سَقَط الجَدْع بِالْإِجْمَاعِ سَقَطَ القِصاص، لِأَنَّهُمَا ثَبَتا مَعًا، فَلَمَّا نُسِخا نُسِخا مَعًا، فَيَكُونُ حَدِيثُ سَمُرة مَنْسُوخًا. وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْخَمْرِ فِي الرَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ.
وَقَدْ يَرِدُ الْأَمْرُ بِالْوَعِيدِ رَدْعاً وزجْراً وَتَحْذِيرًا، وَلَا يُراد بِهِ وُقوع الْفِعْلِ.
وَكَذَلِكَ حَدِيثُ جَابِرٍ فِي السَّارِقِ «أَنَّهُ قُطِع فِي الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ، إِلَى أنْ جِيء بِهِ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ: اقْتُلوه، قَالَ جَابِرٌ: فقَتَلْناه» وَفِي إِسْنَادِهِ مقَال. وَلَمْ يَذْهب أحدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى قَتْل السَّارِقِ وَإِنْ تكرَّرت مِنْهُ السَّرِقة.
(س) وَفِيهِ «عَلَى المُقْتَتِلِين أَنْ يَتَحَجُّزُوا، الأوْلى فالأوْلى، وَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ أَنْ يَكفُّوا عَنِ القَتْلِ، مثْل أَنْ يُقْتَل رَجُلٌ لَهُ ورَثة، فأيُّهم عَفا سَقط القَودَ.
والأوْلَى: هُوَ الأقْرَب والأدْنَى مِن وَرَثة القَتيل.
وَمَعْنَى «المُقْتَتِلِين» : أَنْ يَطْلب أَوْلِيَاءُ القَتِيل القَوَد فيَمتنِع القَتَلَةُ فيَنْشأ بَيْنَهُمُ القِتال مِنْ أجْلِه، فَهُوَ جَمْع مُقْتَتِل، اسْمِ فاعِل مِنَ اقْتَتَلَ.
ويَحْتَمل أَنْ تَكُونَ الرِّوَايَةُ بنَصْب التاءَيْن عَلَى المفْعول. يُقَالُ: اقْتُتِلَ فَهُوَ مُقْتَتَل، غَيْرَ أَنَّ هَذَا إِنَّمَا يكثُر استعمالُه فِيمَنْ قَتَلَه الحُبُّ.
وَهَذَا حَدِيثٌ مُشْكِل، اخْتَلَفت فِيهِ أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ فِي المُقْتَتِلِين مِنْ أَهْلِ القِبْلَة، عَلَى التَّأْوِيلِ، فَإِنَّ البَصائر رُبما أدْرَكَت بعضَهم، فاحْتاج إِلَى الِانْصَرَافِ مِنْ مَقامه الْمَذْمُومِ إِلَى الْمَحْمُودِ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ طَرِيقًا يَمُرُّ فِيهِ إِلَيْهِ بَقَيَ فِي مَكَانِهِ الْأَوَّلِ، فعَسَى أَنْ يُقْتَل فِيهِ، فأمِروا بِمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ يَدخل فِيهِ أَيْضًا المُقْتَتِلون مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي قِتَالهم أَهْلَ الحَرْب، إذْ قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَطْرَأ عَلَيْهِمْ مَن مَعَهُ العُذر الَّذِي أبِيح لَهُمُ الانْصِراف عَنْ قِتالِه إِلَى فِئَة الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يَتَقَوَّون بِهَا عَلَى عَدُوّهم، أَوْ يَصِيرُوا إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْوَون بِهِمْ عَلَى قِتَالِ عَدُوهم فيُقَاتِلونَهم مَعَهُمْ.
وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «أرْسَل إليَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أهلِ اليَمامة» المَقْتَل: مَفْعل، مِنَ القَتْل، وَهُوَ ظَرْفُ زَمَانٍ هَاهُنَا، أَيْ عِنْدَ قَتْلِهم فِي الوقْعة الَّتِي كَانَتْ باليَمامة مَعَ أَهْلِ الرِدّة فِي زمَن أَبِي بَكْرٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ «أَنَّ مالِكَ بْنَ نُوَيْرة قَالَ لامْرأتْه يومَ قَتَلَه خَالِدٌ: أَقْتَلْتِني» أَيْ عَرَّضْتِنيِ للقَتْل بُوجوب الدِفاع عنْكِ والمُحاماة عليكِ، وَكَانَتْ جَميلةً وتَزَوّجَها خَالِدٌ بَعْدَ قَتْلِه. ومثْلُه:
أبَعْتُ الثَّوبَ إِذَا عَرّضْتَه للبَيع.

نَوَرَ

(نَوَرَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّه تَعَالَى «النُّورُ» هُوَ الَّذِي يُبْصِرُ بِنُورِهِ ذُو العَماية، ويَرْشُد بهُداه ذُو الغَوَاية. وَقِيلَ: هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي بِهِ كلُّ ظُهورٍ. فَالظَّاهِرُ فِي نفسِه المُظْهِر لِغَيْرِهِ يُسَمَّى نُوراً.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «قَالَ لَهُ ابنُ شَقِيقٍ: لَوْ رأيتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنتُ أَسْأَلُهُ: هَلْ رأيتَ ربَّك؟ فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نورٌ أنَّى أَراه؟» أَيْ هُوَ نُورٌ كَيْف أراهُ .
سُئلَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: مَا زِلْتُ مُنْكِراً لَهُ، وَمَا أَدْرِي مَا وجْهُه.
وَقَالَ ابْنُ خُزيمة: فِي الْقَلْبِ مِنْ صِحَّة هَذَا الخَبر شَيْءٌ، فإنَّ ابن شقيق لم يكن يثبت أباذر.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: النُّورُ جسْمٌ وعَرَض، والبَارِي جلَّ وعزَّ لَيْسَ بجسْم وَلَا عَرض، وإنما الْمُرَادُ أَنَّ حِجابه النُّور. وَكَذَا رُوي فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى. وَالْمَعْنَى: كَيْفَ أَرَاهُ وحِجابُه النُّور: أَيْ إِنَّ النُّور يَمْنَعُ مِنْ رُؤْيَتِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً» وَبَاقِي أَعْضَائِهِ . أَرَادَ ضِياءُ الْحَقِّ وبيَانَهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: اللهمَّ استعمِل هَذِهِ الأعضاءَ مِنِّي فِي الْحَقِّ. وَاجْعَلْ تَصَرُّفي وتَقَلُّبي فِيهَا عَلَى سَبِيلِ الصَّوَابِ وَالْخَيْرِ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنْوَرُ المُتَجرَّد» أَيْ نَيِّر لَوْنِ الْجِسْمِ. يُقَالُ للحَسن المُشْرق اللَّون: أَنْوَر، وَهُوَ أَفْعَلُ مِنَ النُّورِ. يُقَالُ: نَارَ فَهُوَ نَيِّرٌ، وأَنَارَ فَهُوَ مُنِيرٌ.
وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ «أَنَّهُ نَوَّرَ بِالْفَجْرِ» أَيْ صَلَّاهَا وَقَدِ اسْتَنَارَ الأُفُق كَثِيرًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «نَائِرَاتُ الْأَحْكَامِ، ومُنيرات الْإِسْلَامِ» النَّائِرَاتُ: الْوَاضِحَاتُ البيِّنات، والْمُنِيرَات كَذَلِكَ. فَالْأُولَى مِن نارَ، وَالثَّانِيَةُ مِنْ أنارَ، وأنارَ لازِم ومُتَعَدّ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَرض عُمرُ للجَدّ ثُمَّ أَنَارَهَا زيدُ بنُ ثَابِتٍ» أَيْ أوضَحها وبَيَّنها.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» أَرَادَ بِالنَّارِ هَاهُنَا الرَّأْيَ: أَيْ لَا تُشاورُوهم.
فَجَعَلَ الرَّأْيَ مَثَلا للضَّوء عِنْدَ الحَيْرة.
(هـ) وَفِيهِ «أنَا بَرِىءٌ مِنْ كلِّ مُسلمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا تراأى نَارَاهُمَا» أَيْ لَا تَجْتَمعان بِحَيْثُ تَكُونُ نارُ أحدِهما مُقابِل نارِ الْآخَرِ.
وَقِيلَ: هُوَ مِنْ سِمَة الْإِبِلِ بِالنَّارِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ مَشْرُوحًا فِي حَرْفِ الرَّاءِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صَعْصَعة بْنِ نَاجِيَةَ جدِّ الْفَرَزْدَقِ «قَالَ: وَمَا ناراهُما ؟» أَيْ مَا سِمَتُهما الَّتِي وُسِمتا بِهَا، يَعْنِي نَاقَتَيْه الضالَّتَين، فَسُمِّيَتِ السِّمَةُ نَارًا لِأَنَّهَا تُكْوَى بِالنَّارِ، والسِّمة: الْعَلَامَةُ.
(س) وَفِيهِ «الناسُ شركاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: الْمَاءِ والكَلأ وَالنَّارِ» أَرَادَ: لَيْسَ لِصَاحِبِ النار أَنْ يَمْنَع مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَضيءَ مِنْهَا أَوْ يَقْتَبس.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالنَّارِ الحِجارة الَّتِي تُورِي النارَ: أَيْ لَا يُمنَع أحدٌ أَنْ يأخذَ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ الْإِزَارِ «وَمَا كَانَ أسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ» مَعْنَاهُ أنَّ مَا دُونَ الكَعْبين مِنْ قَدَمِ صَاحِبِ الإزارِ المُسْبَل فِي النارِ، عُقوبةً لَهُ عَلَى فِعْلِهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ صَنيعه ذَلِكَ وفعلَه فِي النَّارِ: أَيْ إِنَّهُ معدودٌ مَحْسوب مِنْ أَفْعَالِ أَهْلِ النَّارِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعَشرة أنفُس فِيهِمْ سَمُرة: آخِركم يَمُوتُ فِي النَّارِ» فَكَانَ سَمُرة آخَر العشرةِ مَوْتًا. قِيلَ: إِنَّ سَمُرة أَصَابَهُ كُزَازٌ شَدِيدٌ، فَكَانَ لَا يكادُ يَدْفأ، فَأَمَرَ بقِدْرِ عَظِيمَةٍ فَمُلِئَتْ مَاءً، وأوقَدَ تَحْتَها، واتَّخذ فوقَها مَجْلِساً، وَكَانَ يَصْعَدُ إِلَيْهِ بُخارُها فُيدْفِئُه، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ خُسِفَت بِهِ فَحَصَلَ فِي النَّارِ، فَذَلِكَ الَّذِي قَالَ لَهُ. واللَّه أَعْلَمُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالنَّارُ جُبَارٌ» قِيلَ: هِيَ النَّارُ يُوقِدُها الرجُل فِي مِلْكه، فَتُطَيِّرها الريحُ إِلَى مَالِ غَيْرِهِ فَيَحْترِق وَلَا يَملُك رَدّها، فَتَكُونَ هَدَراً.
وَقِيلَ: الْحَدِيثُ غَلطَ فِيهِ عبدُ الرَّزَّاقِ، وَقَدْ تابَعَه عبدُ الْمَلِكِ الصَّنْعاني.
وَقِيلَ: هُوَ تَصْحِيفُ «البِئر» ، فإنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ يُمِيلون النَّارَ فَتَنْكسِر النونُ، فَسَمِعَهُ بعضُهم عَلَى الْإِمَالَةِ فكتَبه بالياء فقرأوه مُصَحَّفاً بِالْبَاءِ.
والبئرُ هِيَ الَّتِي يَحْفرها الرجُل فِي مِلْكه أَوْ فِي مَواتٍ، فَيَقَعُ فِيهَا إنسانٌ فيَهْلِك، فَهُوَ هَدَرٌ.
قَالَ الْخَطَابِيُّ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ: غَلِط فِيهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَتَّى وجَدْتُه لِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى.
وَفِيهِ «فَإِنَّ تَحْتَ البَحْر نَارًا وَتَحْتَ النارِ بَحْرًا» هَذَا تفخيمٌ لِأَمْرِ الْبَحْرِ وَتَعْظِيمٌ لِشَأْنِهِ، وأنَّ الآفَةَ تُسْرِع إِلَى راكِبه فِي غَالِبِ الْأَمْرِ، كَمَا يُسْرِع الهلاكُ مِنَ النَّارِ لمَن لابَسها ودَنا مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ سِجْنِ جَهَنَّمَ «فَتعلُوهم نارُ الْأَنْيَارِ» لَمْ أجدْه مَشْروحا، وَلَكِنَّ هَكَذَا يُرْوَى، فَإِنْ صحَّت الرِّوَايَةُ فيحتَمِل أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ نَارَ النِّيران، فَجَمَعَ النارَ على أَنْيَارٍ، وأصلُها: أَنْوَارٌ، لأنها مِنَ الْوَاوِ، كَمَا جَاءَ فِي رِيحٍ وعِيد: أرياحٌ وأعيادٌ، مِنَ الْوَاوِ. واللَّه أَعْلَمُ.
(س) وَفِيهِ «كَانَتْ بينَهم نَائِرَةٌ» أَيْ فتْنةٌ حادِثه وعَداوة. ونارُ الْحَرْبِ ونَائِرَتُهَا:
شرُّها وهَيْجُها.
(س) وَفِي صِفَةِ نَاقَةِ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ «هِيَ أَنْوَرُ مِنْ أَن تُحْلَبَ» أَيْ أنْفَرُ. والنَّوَارُ:
النِّفَارُ. ونُرْتُهُ وأَنَرْتُهُ: نَفَّرتُه. وامرأةٌ نَوَارٌ: نافِرةٌ عَنِ الشَّرّ وَالْقَبِيحِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ خُزَيمة «لمَّا نَزل تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَنْوَرَتْ» أَيْ حَسُنت خُضْرَتُها، مِنَ الْإِنَارَةِ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا أطْلَعَت نَوْرَهَا، وَهُوَ زَهْرُها. يُقَالُ: نَوَّرْتُ الشجرةُ وأَنَارَتْ. فَأَمَّا أنْوَرتْ فَعَلَى الْأَصْلِ.
(هـ) وَفِيهِ «لعَن اللَّهُ مَن غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ» الْمَنَارُ: جَمْعُ مَنَارَة، وَهِيَ الْعَلَامَةُ تُجْعل بَيْنَ الحدَّين. ومَنَارُ الحَرم: أعلامُه الَّتِي ضَرَبَها الخليلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أقطارِه وَنَوَاحِيهِ.
وَالْمِيمُ زائدةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «إنَّ للإسْلام صُوًى ومَنَاراً» أَيْ علاماتٍ وشرائعَ يُعْرَفُ بِهَا.

العُزَّى

العُزَّى:
بضم أوله في قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى 53: 19، اللّات: صنم كان لثقيف، والعزّى:
سمرة كانت لغطفان يعبدونها وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة، فبعث النبي، صلّى الله عليه وسلّم، خالد بن الوليد إليها فهدم البيت وأحرق الــسّمرة، والعزّى تأنيث الأعزّ مثل الكبرى تأنيث الأكبر، والأعزّ بمعنى العزيز والعزى بمعنى العزيزة، وقال ابن حبيب: العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان وسدنتها من بني صرمة بن مرّة، قال أبو منذر بعد ذكر مناة واللّات: ثم اتخذوا العزّى وهي أحدث من اللات ومناة، وذلك أني سمعت العرب سمّت بها عبد العزّى فوجدت تميم بن مرّ سمّى ابنه زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة وعبد مناة بن أدّ، وباسم اللّات سمّى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم اللات وتيم اللات بن رفيدة بن ثور وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مرّ بن أدّ ابن طابخة وتيم اللات بن النمر بن قاسط وعبد العزّى ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فهي أحدث من الأولين، وعبد العزّى بن كعب من أقدم ما سمّت به العرب، وكان الذي اتخذ العزّى ظالم بن أسعد، وكانت بواد من نخلة الشامية يقال له حراض بازاء الغمير عن يمين المصعد إلى العراق من مكة، وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، فبني عليها بسّا، يريد بيتا، وكانوا يسمعون فيه الصوت، وكانت العرب وقريش تسمّي بها عبد العزّى، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقرّبون عندها بالذبائح، قال أبو المنذر: وقد بلغنا أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، ذكرها يوما فقال: لقد اهتديت للعزّى شاة عفراء وأنا على دين قومي، وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: واللّات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فانهنّ الغرانيق العلى وإن شفاعتهنّ لترتجى، وكانوا يقولون بنات الله، عز وجل، وهنّ يشفعن إليه، فلما بعث رسوله، صلّى الله عليه وسلّم، أنزل عليه:
أفرأيتم اللّات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى، ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، وكانت قريش قد حمت لها شعبا من وادي حراض يقال له سقام يضاهئون به حرم الكعبة، وقد ذكر سقام في موضعه من هذا الكتاب، وللعزّى يقول درهم بن زيد الأوسي:
إني وربّ العزّى السعيدة والل ... هـ الذي دون بيته سرف
وكان لها منحر ينحرون فيه هداياهم يقال له الغبغب، وقد ذكر في موضعه أيضا، وكانت قريش تخصها بالإعظام فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل، وكان قد تألّه في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام:
تركت اللّات والعزّى جميعا، ... كذلك يفعل الجلد الصّبور
فلا العزّى أدين ولا ابنتيها، ... ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلا أزور وكان ربّا ... لنا في الدهر، إذ حلمي صغير
وكانت سدنة العزّى بني شيبان بن جابر بن مرّة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن عتبة بن سليم بن منصور، وكانوا حلفاء بني الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وكان آخر من سدنها منهم دبيّة بن حرمي السلمي، وله يقول أبو خراش الهذلي وكان قدم عليه فحذاه نعلين جيدتين فقال:
حذاني بعد ما خذمت نعالي ... دبيّة، إنه نعم الخليل
مقابلتين من صلوي مشبّ ... من الثيران وصلهما جميل
فنعم معرّس الأضياف تدحى ... رحالهم شآمية بليل
يقابل جوعهم بمكلّلات ... من القربى يرعّبها الحميل
فلم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيّه، صلّى الله عليه وسلّم، فعابها وغيرها من الأصنام ونهاهم عن عبادتها ونزل القرآن فيها فاشتدّ ذلك على قريش ومرض أبو أحيحة سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه أبو لهب يعوده فوجده يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا أحيحة، أمن الموت تبكي ولا بدّ منه؟ فقال:
لا ولكني أخاف ألا تعبدوا العزّى بعدي، فقال له أبو لهب: ما عبدت في حياتك لأجلك ولا تترك عبادتها بعدك لموتك، فقال أبو أحيحة: الآن علمت أن لي خليفة، وأعجبه شدّة نصبه في عبادتها، قال أبو المنذر: وكان سعيد بن العاصي أبو أحيحة يعتمّ بمكة فإذا اعتم لم يعتمّ أحد بلون عمامته، قال أبو المنذر: حدّثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة، فلما افتتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة بعث خالد بن الوليد فقال له: ائت بطن نخلة فإنك تجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى، فأتاها فعضدها، فلما عاد إليه قال: هل رأيت شيئا؟
قال: لا، قال: فاعضد الثانية، فأتاها فعضدها، فلما عاد إليه قال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال:
فاعضد الثالثة، فأتاها فإذا هو بخنّاسة نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تصرف بأنيابها وخلفها دبيّة ابن حرمي السلمي ثم الشيباني وكان سادنها، فلما نظر إلى خالد قال:
أعزّيّ شدّي شدّة لا تكذّبي، ... على خالد ألقي الخمار وشمّري
فإنك إلا تقتلي اليوم خالدا، ... فبوئي بذلّ عاجل وتنصّري
فقال خالد:
يا عزّ كفرانك لا سبحانك، ... إني رأيت الله قد أهانك
ثم ضربها ففلّق رأسها فإذا هي حممة ثم عضد الشجر وقتل دبيّة السادن، وفيه يقول أبو خراش الهذلي يرثيه:
ما لدبيّة منذ اليوم لم أره ... وسط الشروب ولم يلمم ولم يطف
لو كان حيّا لغاداهم بمترعة ... من الرواويق من شيزى بني الهطف
ضخم الرّماد عظيم القدر جفنته ... حين الشتاء كحوض المنهل اللّقف
قال هشام: يطف من الطّوفان أو من طاف يطيف، والهطف: بطن من عمرو بن أسد، واللقف: الحوض المنكسر الذي يغلب أصله الماء فيتثلم، يقال: قد
لقف الحوض، ثم أتى النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فأخبره قال: تلك العزى ولا عزّى بعدها للعرب، أما إنها لن تعبد بعد اليوم! قال: ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام إعظامهم العزّى ثم اللات ثم مناة، فأما العزى فكانت قريش تخصها دون غيرها بالهدية والزيارة وذلك فيما أظن لقربها منهم، وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة قريش العزّى، وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين، وكلهم كان معظما لها ولم يكونوا يرون في الخمسة الأصنام التي دفعها عمرو بن لحيّ، وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن المجيد حيث قال: وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً 71: 23، كرأيهم في هذه ولا قريبا من ذلك فظننت أن ذلك كان لبعدها منهم، وكانت قريش تعظمها وكانت غنيّ وباهلة يعبدونها معهم، فبعث النبي، صلّى الله عليه وسلّم، خالد ابن الوليد فقطع الشجر وهدم البيت وكسر الوثن.

خمر

(خمر) اتخذ الْخمر وَالشَّيْء غطاه يُقَال خمرت الْمَرْأَة رَأسهَا بالخمار وَالْمَكَان لزمَه والعجين وَنَحْوه جعل فِيهِ الخمير وَترك اسْتِعْمَاله ليجود
خ م ر : الْخِمَارُ ثَوْبٌ تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا وَالْجَمْعُ خُمُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَاخْتَمَرَتْ الْمَرْأَةُ وَتَخَمَّرَتْ لَبِسَتْ الْخِمَارَ وَالْخَمْرُ مَعْرُوفَةٌ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْخَمْرُ وَهِيَ الْخَمْرُ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْخَمْرُ أُنْثَى وَأَنْكَرَ التَّذْكِيرَ وَيَجُوزُ دُخُولُ الْهَاءِ فَيُقَالُ الْخَمْرَةُ عَلَى أَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْ الْخَمْرِ كَمَا يُقَالُ
كُنَّا فِي لَحْمَةٍ وَنَبِيذَةٍ وَعَسَلَةٍ أَيْ فِي قِطْعَةٍ مِنْ كُلّ شَيْءٍ مِنْهَا وَيُجْمَعُ الْخَمْرُ عَلَى الْخُمُورِ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَيُقَالُ هِيَ اسْمٌ لِكُلِّ مُسْكِرٍ خَامَرَ الْعَقْلَ أَيْ: غَطَّاهُ وَاخْتَمَرَتْ الْخَمْرُ أَدْرَكَتْ وَغَلَتْ وَخَمَّرْتُ الشَّيْءَ تَخْمِيرًا غَطَّيْتُهُ وَسَتَرْتُهُ وَالْخُمْرَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ حَصِيرٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ مَا يُسْجَدُ عَلَيْهِ وَخَمَرْتُ الْعَجِينَ خَمْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ فِيهِ الْخَمِيرَ وَخَمَرَ الرَّجُلُ شَهَادَتَهُ كَتَمَهَا. 

خمر: خامَرَ الشيءَ: قاربه وخالطه؛ قال ذو الرمة:

هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ

منها، على عُدَواءٍ الدَّارِ. تَسْتقِيمُ

ورجل خَمِرٌ: خالطه داء؛ قال ابن سيده: وأُراه على النسب؛ قال امرؤ

القيس:

أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ،

ويَعْدُو على المَرْءِ ما يأْتَمِرْ

ويقال: هو الذي خامره الداء. ابن الأَعرابي: رجل خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ؛

وأَنشد أَيضاً:

أَحار بن عمرو كأَني خمر

أَي مُخامَرٌ؛ قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال:

وأَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ، مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه؛

وأَنشد:

وإِذا تُباشِرْكَ الهُمُو

مُ، فإِنها داءٌ مُخامِرْ

قال: ونحو ذلك قال الليث في خامَرَهُ الداءُ إِذا خالط جوفه.

والخَمْرُ: ما أَسْكَرَ من عصير العنب لأَنها خامرت العقل.

والتَّخْمِيرُ: التغطية، يقال: خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك. والمُخامَرَةُ:

المخالطة؛ وقال أَبو حنيفة: قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من

الحبوب؛ قال ابن سيده: وأَظنه تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب

دون سائر الأَشياء، والأَعْرَفُ في الخَمْرِ التأْنيث؛ يقال: خَمْرَةٌ

صِرْفٌ، وقد يذكَّر، والعرب تسمي العنب خمراً؛ قال: وأَظن ذلك لكونها منه؛

حكاها أَبو حنيفة قال: وهي لغة يمانية. وقال في قوله تعالى: إِني أَراني

أَعْصِرُ خَمْراً؛ إِن الخمر هنا العنب؛ قال: وأُراه سماها باسم ما في

الإِمكان أَن تؤول إِليه، فكأَنه قال: إِني أَعصر عنباً؛ قال الراعي:

يُنازِعُنِي بها نُدْمانُ صِدْقٍ

شِواءَ الطَّيرِ، والعِنَبَ الحَقِينا

يريد الخمر. وقال ابن عرفة: أَعصر خمراً أَي أَستخرج الخمر، وإِذا عصر

العنب فإِنما يستخرج به الخمر، فلذلك قال: أَعصر خمراً. قال أَبو حنيفة:

وزعم بعض الرواة أَنه رأَى يمانيّاً قد حمل عنباً فقال له: ما تحمل؟ فقال:

خمراً، فسمى العنب خمراً، والجمع خُمور، وهي الخَمْرَةُ. قال ابن

الأَعرابي: وسميت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخُتِمارُها

تَغَيُّرُ ريحها؛ ويقال: سميت بذلك لمخامرتها العقل. وروى الأَصمعي عن معمر

بن سليمان قال: لقيت أَعرابياً فقلت: ما معك؟ قال: خمر. والخَمْرُ: ما

خَمَر العَقْلَ، وهو المسكر من الشراب، وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل

تمرة وتمر وتمور. وفي حديث سَمُرَــةَ: أَنه باع خمراً فقال عمر: قاتَلَ

اللهُ سَمُرَــةَ قال الخطابي: إِنما باع عصيراً ممن يتخذه خمراً فسماه باسم

ما يؤول إِليه مجازاً، كما قال عز وجل: إِني أَراني أَعصر خمراً، فلهذا

نَقَمَ عمر، رضي الله عنه، عليه لأَنه مكروه؛ وأَما أَن يكون سمرة باع

خمراً فلا لأَنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره. وخَمَر الرجلَ والدابةَ

يَخْمُره خَمْراً: سقاه الخمر، والمُخَمِّرُ: متخذ الخمر، والخَمَّارُ: بائعها.

وعنبٌ خَمْرِيٌّ: يصلح للخمر. ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ: يشبه لون الخَمر.

واخْتِمارُ الخَمْرِ: إِدْراكُها وغليانها. وخُمْرَتُها وخُمارُها: ما خالط من

سكرها، وقيل: خْمْرَتُها وخُمارُها ما أَصابك من أَلمها وصداعها

وأَذاها؛ قال الشاعر:

لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ،

فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عن قلبِهِ الخُمَرُ

وقيل: الخُمارُ بقية السُّكْرِ، تقول منه: رجل خَمِرٌ أَي في عَقِبِ

خُمارٍ؛ وينشد قول امرئ القيس:

أَحار بن عمرو فؤادي خمر

ورجل مَخْمُورٌ: به خُمارٌ، وقد خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ. ورجل

مُخَمَّرٌ: كمَخْمُور. وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ: تَسَكَّرَ به، ومُسْتَخْمِرٌ

وخِميِّرٌ: شِرِّيبٌ للخمر دائماً. وما فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه

ولا شر عنده. ويقال أَيضاً: ما عند فلان خل ولا خمر أَي لا خير ولا شر.

والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ: ما خامَرَك من الريح، وقد خَمَرَتْهُ؛ وقيل:

الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرائحة الطيبة؛ يقال: وجدت خَمَرَة الطيب أَي

ريحه، وامرأَة طيبة الخِمْرَةِ بالطِّيبِ؛ عن كراع.

والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ: التي تجعل في الطين. وخَمَرَ العجينَ

والطِّيبَ ونحوهما يَخْمُره ويَخْمِرُه خَمْراً، فهو خَمِيرٌ، وخَمَّرَه: ترك

استعماله حتى يَجُودَ، وقيل: جعل فيه الخمير. وخُمْرَةُ العجين: ما يجعل فيه

من الخميرة. الكسائي: يقال خَمَرْتُ العجين ونَظَرْتُه، وهي الخُمْرَةُ

التي تجعل في العجين تسميها الناس الخَمِيرَ، وكذلك خُمْرَةُ النبيذ

والطيب. وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخبزة خمير؛ عن اللحياني، كلاهما بغير هاء، وقد

اخْتَمَر الطيبُ والعجين. واسم ما خُمِرَ به: الخُمْرَةُ، يقال: عندي خُبْزٌ

خَمِير وحَبسٌ فَطِير أَي خبز بائت. وخُمْرةُ اللَّبَنِ: رَوْبَتُه التي

تُصَبُّ عليه لِيَرُوبَ سريعاً؛ وقال شمر: الخَمِيرُ الخُبْزُ في قوله:

ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت خَمِيرُها

أَي خبزها الذي خُمِّرَ عجينُه فذهبت فُطُورَتُه؛ وطعام خَمِيرٌ

ومَخْمورٌ في أَطعمة خَمْرَى. والخَمُيرُ والخَمِيرَةُ: الخُمْرَةُ. وخُمْرَةُ

النبيذ والطيب: ما يجعل فيه من الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ. وخُمْرَةُ النبيذ:

عَكَرُه، ووجدتُ منه خُمْرَةً طيبة

(* قوله: «خمرة طيبة» خاؤها مثلثة

كالخمرة محركة كما في القاموس). إِذا اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ ريحه.

ووصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرها قال: فَتَخَمَّرَتْ

أَطْنابُنا أَي طابت روائح أَبداننا بالبَخُور. أَبو زيد: وجدت منه خَمَرَةَ

الطِّيبِ، بفتح الميم، يعني ريحه.

وخامَرَ الرجلُ بيتَه وخَمَّرَهُ: لزمه فلم يَبْرَحْهُ، وكذلك خامَرَ

المكانَ؛ أَنشد ثعلب:

وشاعِرٍ يُقالُ خَمِّرْ في دَعَهْ

ويقال للضَّبُعِ: خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري. أَبو عمرو:

خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحيت منه. ابن الأَعرابي: الخِمْرَةُ

الاستخفاء

(* قوله: «الخمرة الاستخفاء» ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح

توارى واستخفى كما في القاموس). قال ابن أَحمر:

مِنْ طارِقٍ أَتى على خِمْرَةِ،

أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ

قال ابن الأَعرابي: على غفلة منك. وخَمَرَ الشيءَ يَخْمُرُه خَمْراً

وأَخْمَرَهُ: سَتَرَهُ. وفي الحديث: لا تَجِدُ المؤمنَ إِلاَّ في إِحدى

ثلاثٍ: في مسجد يَعْمُرُه، أَو بيت يَخْمُرُه، أَو معيشة يُدَبِّرُها؛

يَخْمُره أَي يستره ويصلح من شأْنه. وخَمَرَ فلانٌ شهادته وأَخْمَرَها: كتمها.

وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي باح به. واجْعَلْهُ في سرِّ

خَمِيرِك أَي اكتمه. وأَخْمَرْتُ الشيء: أَضمرته؛ قال لبيد:

أَلِفْتُكِ حتى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً

عَليَّ، بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ

الأَزهري: وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً أَي أَضمرها، وأَنشد بيت

لبيد.والخَمَرُ، بالتحريك: ما واراك من الشجر والجبال ونحوها. يقال: توارى

الصيدُ عني في خَمَرِ الوادي، وخَمَرُه: ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من

حبال الرمل أَو غيره؛ ومنه قولهم: دخل فلان في خُمارِ الناسِ أَي فيما

يواريه ويستره منهم. وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ: انطلقت أَنا وفلان نلتمس

الخَمَر، هو بالتحريك: كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غيره؛ ومنه حديث

أَبي قتادة: فابْغِنَا مَكاناً خَمَراً أَي ساتراً بتكاثف شجره؛ ومنه حديث

الدجال: حتى تَنْتَهُوا إِلى جبل الخَمَرِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى

بالفتح، يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث أَنه جبل بيت المقدس لكثرة

شجرة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه كتب إِلى أَبي الدرداء: يا أَخي، إِن بَعُدَتِ

الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَريبٌ، وطَيْرُ السماءٍ على

أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ؛ يريد أَن وطنه أَرفق به

وأَرفه له فلا يفارقه، وكان أَبو الدرداء كتب إِليه يدعوه إِلى الأَرض

المقدسة. زوفي حديث أَبي إِدريس الخَوْلانِيِّ قال: دخلت المسجد والناس

أَخْمَرُ ما كانوا أَي أَوْفَرُ. ويقال: دخل في خَمَار الناس

(* قوله: «في

خمار الناس» بضم الخاء وفتحها كما في القاموس). أَي في دهمائهم؛ قال ابن

الأَثير: ويروى بالجيم، ومنه حديث أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ: أَكون في خَمَارِ

الناس أَي في زحمتهم حيث أَخْفَى ولا أُعْرَفُ. وقد خَمِرَ عني يَخْمَرُ

خَمَراً أَي خفي وتوارى، فهو خَمِرٌ. وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عني مني

وعَلَيَّ: وارته. وأَخْمَرَ القومُ: تَوارَوْا بالخَمَرِ. ويقال للرجل إِذا

خَتَلَ صاحبه: هو يَدِبُّ

(* قوله: «يدب إلخ» ذكره الميداني في مجمع

الأَمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف وبما انخفض من الأَرض، عن ابن الأَعرابي؛

والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل؛ ثم قال: يضرب للرجل يختل صاحبه. وذكر

هذا المثل أَيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي وضبطوه بوزن سماء). له

الضَّراءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ. ومكان خَمِرٌ: كثير الخَمَرِ، على

النسب؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِيِّ:

وجَرَّ المَخاضُ عَثَانِينَها

إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ

وأَخْمَرَتِ الأَرضُ: كثر خَمَرُها. ومكان خَمِرٌ إِذا كان كثير

الخَمَرِ. والخَمَرُ: وَهْدَةٌ يختفي فيها الذئب؛ وأَنشد:

فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ

وقول طرفة:

سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فَأَبْتَغِي

به جِيرَتي، إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ

قال ابن سيده: معناه إِن لم يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ، ويروى يُخَلُّوا،

فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ ههنا الشجر بعينه. يقول: إِن لم يخلوا لي

الشجر أَرعاها بإِبلي هجوتهم فكان هجائي لم سمّاً، ويروى: سأَحلب عَيْساً،

وهو ماء الفحل، ويزعمون أَنه سم؛ ومنه الحديث: مَلِّكْهُ على عُرْبِهِمْ

وخُمُورِهِمْ؛ قال ابن الأَثير: أَي أَهل القرى لأَنهم مغلوبون مغمورون

بما عليهم من الخراج والكُلَفِ والأَثقال، وقال: كذا شرحه أَبو موسى.

وخَمَرُ الناس وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم: جماعتهم وكثرتهم، لغةٌ

في غَمار الناس وغُمارهم أَي في زَحْمتهم؛ يقال: دخلت في خَمْرتهم

وغَمْرتهم أَي في جماعتهم وكثرتهم.

والخِمَارُ للمرأَة، وهو النَّصِيفُ، وقيل: الخمار ما تغطي به المرأَة

رأَْسها، وجمعه أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ. والخِمِرُّ، بكسر الخاء

والميم وتشديد الراء: لغة في الخمار؛ عن ثعلب، وأَنشد:

ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ

والخِمْرَةُ: من الخِمار كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ. يقال: إِنها لحسنة

الخِمْرَةِ. وفي المثل: إِنَّ الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي

إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كيف تفعل. وتَخَمَّرَتْ بالخِمار

واخْتَمَرَتْ: لَبِسَتْه، وخَمَّرَتْ به رأْسَها: غَطَّتْه. وفي حديث أُم

سلمة: أَنه كان يمسح على الخُفِّ والخِمار؛ أَرادت بالخمار العمامة لأَن

الرجل يغطي بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطيه بخمارها، وذلك إِذا كان قد

اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير

كالخفين،، غير أَنه يحتاج إِلى مسح القليل من الرأْس ثم يمسح على العمامة

بدل الاستيعاب؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لمعاوية: ما أَشبه عَيْنَك

بِخِمْرَةِ هِنْدٍ؛ الخمرةُ: هيئة الاختمار؛ وكل مغطًّى: مُخَمَّرٌ. وروي

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ؛ قال

أَبو عمرو: التخمير التغطية، وفي رواية: خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا

السِّقَاءَ؛ ومنه الحديث: أَنه أُتِيَ بإِناءِ من لَبَنِ فقال: هلاَّ

خَمَّرْتَه ولو بعود تَعْرِضُه عليه.

والمُخَمَّرَةُ من الشياه: البيضاءُ الرأْسِ، وقيل: هي النعجة السوداء

ورأْسها أَبيض مثل الرَّخْماءِ، مشتق من خِمار المرأَة؛ قال أَبو زيد:

إِذا ابيض رأْس النعجة من بين جسدها، فهيمُخَمَّرة ورَخْماءُ؛ وقال الليث:

هي المختمرة من الضأْن والمِعْزَى. وفرس مُخَمَّرٌ: أَبيضٌ الرأْس وسائر

لونه ما كان. ويقال: ما شَمَّ خِمارَكَ أَي ما أَصابَكَ، يقال ذلك للرجل

إِذا تغير عما كان عليه.

وخَمِرَ عليه خَمَراً وأَخْمَرَ: حَقَدَ. وخَمَرَ الرجلَ يَخْمِرُهُ:

استحيا منه. والخَمَرُ: أَن تُخْرَزَ ناحيتا أَديم المَزَادَة ثم تُعَلَّى

بِخَرْزٍ آخَر. والخُمْرَةُ: حصيرة أَو سَجَّادَةٌ صغيرة تنسج من سَعَفِ

النخل وتُرَمَّلُ بالخيوط، وقيل: حصيرة أَصغر من المُصَلَّى، وقيل:

الخُمْرَة الحصير الصغير الذي يسجد عليه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، كان يسجد على الخُمْرَةِ؛ وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج

من السَّعَفِ؛ قال الزجاج: سميت خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض. وفي

حديث أُم سلمة قال لها وهي حائض: ناوليني الخُمْرَةَ؛ وهي مقدار ما يضع

الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أَو نسيجة خوص ونحوه من النبات؛ قال:

ولا تكون خمرة إِلاَّ في هذا المقدار، وسميت خمرة لأَن خيوطها مستورة

بسعفها؛ قال ابن الأَثير: وقد تكررت في الحديث وهكذا فسرت. وقد جاء في سنن

أَبي داود عن ابن عباس قال: جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ

بها فأَلقتها بين يدي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على الخُمْرَةِ التي

كان قاعداً عليها فأَحرقت منها مثل موضع درهم، قال: وهذا صريح في إِطلاق

الخُمْرَةِ على الكبير من نوعها.

قال: وقيل العجين اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ، وهو الاختمار.

ويقال: قد خَمَرْتُ العجين وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه، قال:

وسمي الخَمْرُ خَمْراً لأَنه يغطي العقل، ويقال لكل ما يستر من شجر أَو

غيره: خَمَرٌ، وما ستره من شجر خاصة، فهو الضَّرَاءُ.

والخُمْرَةُ: الوَرْسُ وأَشياء من الطيب تَطْلي به المرأَة وجهها ليحسن

لونها، وقد تَخَمَّرَتْ، وهي لغة في الغُمْرَةِ. والخُمْرَةُ: بِزْزُ

العَكَابِرِ

(* قوله: «العكابر» كذا بالأَصل ولعله الكعابر). التي تكون في

عيدان الشجر.

واسْتَخْمَر الرجلَ: استعبده؛ ومنه حديث معاذ: من اسْتَخْمَرَ قوماً

أَوَّلُهُمْ أَحْرارٌ وجِيرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ في بيته. قال أَبو

عبيد: كان ابن المبارك يقول في قوله من استخمر قوماً أَي استعبدهم، بلغة

أَهل اليمن، يقول: أَخذهم قهراً وتملك عليهم، يقول: فما وَهَبَ المَلِكُ من

هؤلاء لرجل فَقَصَرَهُ الرجل في بيته أَي احتبسه واختاره واستجراه في

خدمته حتى جاء الإِسلام وهو عنده عبد فهو له. ابن الأَعرابي: المُخامَرَةُ

أَن يبيع الرجل غلاماً حُرّاً على أَنه عبده؛ قال أَبو منصور: وقول معاذ

من هذا أُخذ، أَراد من استعبد قوماً في الجاهلية ثم جاء الإِسلام، فله ما

حازه في بيته لا يخرج من يده، وقوله: وجيران مستضعفون أَراد ربما استجار

به قوم أَو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم، فلذلك لا يخرجون من يده، وهذا

مبني على إِقرار الناس على ما في أَيديهم.

وأَخْمَرَهُ الشيءَ: أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ؛ قال محمد بن كثير: هذا

كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يُتكلم بغيره؛ يقول الرجل: أَخْمِرني

كذا وكذا أَي أَعطنيه هبة لي، ملكني إِياه، ونحو هذا.

وأَخْمَر الشيءَ: أَغفله؛ عن ابن الأَعرابي.

واليَخْمُورُ: الأَجْوَفُ المضطرب من كل شيء.

واليَخْمُورُ أَيضاً: الودع، واحدته يَخْمُورَةٌ.

ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ: اسمان. وذو الخِمَار: اسم فرس الزبير بن العوّام

شهد عليه يوم الجمل.

وباخَمْرَى: موضع بالبادية، وبها قبر إِبراهيم

(* قوله: «وبها قبر

إِبراهيم إلخ» عبارة القاموس وشرحه: بها قبر إِبراهيم بن عبدالله المحض بن

الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد ابن علي إلخ. ثم قال: خرج أي بالبصرة

سنة ؟؟ وبايعه وجوه الناس، وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر

المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى

مصر اهـ. باختصار). بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أَبي طالب، عليهم

السلام.

خمر قَالَ أَبُو عُبَيْد: الخُمرة شَيْء منسوج يعْمل من سعف النّخل ويرمل بالخيوط وَهُوَ صَغِير على قدر مَا يسْجد عَلَيْهِ الْمُصَلِّي أَو فويق ذَلِك فَإِن عظم حَتَّى يَكْفِي الرجل لجسده كُله فِي صَلَاة أَو مَضْجَع لَو أَكثر من ذَلِك فَحِينَئِذٍ حَصِير وَلَيْسَ بخمرة.
خ م ر

خامر الماء اللبن: خالطه. وخمرّتها: ألبستها الخمار فتخمرت واختمرت، وهي حسنة الخمرة: وخمرت العجين والنبيذ فاختمر. وجعل فيه الخمرة والخمير والخميرة. ووجدت خمرة الطيب: رائحته. وسارّه فخمر أنفه. وصلّى على الخمرة وهي سجّادة صغيرة.

ومن المجاز: خامرت فلاناً: خالطته. وخامرت المكان: لم أبرحه. وخمر شهادته: كتمها. وشاة مخمرة: بيضاء الرأس. واجعل هذا السر في سر خميرك أي استره.
(خمر)
مِنْهُ خمرًا استحيا وَفُلَانًا استحيا مِنْهُ وسقاه الْخمر وَالشَّيْء ستره وكتمه والعجين وَنَحْوه جعل فِيهِ الخمير وَتَركه ليجود

(خمر) خمرًا أَصَابَهُ الْخمار واشتكى من شرب الْخمر وخامره دَاء خالطه وَالْمَكَان كثر فِيهِ الْخمر وَالشَّيْء تغير عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ وَعنهُ توارى واختفى وَيُقَال خمر عَنهُ الْخَبَر خَفِي وعَلى فلَان حقد فَهُوَ خمر

(خمر) أَصَابَهُ خمار فَهُوَ مخمور
خمر سكر بتع سكرك قَالَ أَبُو عبيد: قد جَاءَت فِي الْأَشْرِبَة آثَار كَثِيرَة بأسماء مُخْتَلفَة عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه وكل لَهُ تَفْسِير فأولها الْخمر وَهِي مَا غلى من عصير الْعِنَب فَهَذَا مِمَّا لَا اخْتِلَاف فِي تَحْرِيمه بَين الْمُسلمين إِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي غَيره وَمِنْهَا السكر وَهُوَ نَقِيع التَّمْر الَّذِي لم تمسه النَّار وَفِيه يرْوى عَن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنه قَالَ: السكر خمر وَمنا البِتع وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِيهِ الحَدِيث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ نَبِيذ الْعَسَل وَمِنْهَا الجِعة وَهُوَ نَبِيذ الشّعير وَمِنْهَا المِزْر وَهُوَ من الذّرة وعَن ابْن عمر أَنه فسر هَذِه الْأَشْرِبَة الْأَرْبَعَة وَزَاد: وَالْخمر من الْعِنَب وَالسكر من التَّمْر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْهَا السكركة وَقد رُوِيَ فِيهِ عَن الْأَشْعَرِيّ التَّفْسِير فَقَالَ: إِنَّه من الذّرة.

خمر


خَمَرَ(n. ac.
خَمْر)
a. Concealed, covered, veiled.
b. Leavened; caused to ferment ( dough; liquor).
c. Gave wine to, rendered intoxicated.

خَمِرَ(n. ac. خَمَر)
a. ['An], Hid from.
b. Was changed, altered.

خَمَّرَa. Veiled.
b. Leavened (dough).
خَاْمَرَa. Mixed, mingled; intermingled with; pervaded
permeated.
b. Deceived in selling.
c. ['Ala], Intrigued against.
d. Remained at.

أَخْمَرَa. Hid, concealed, veiled; hid himself.
b. [La], Cherished enmity against.
تَخَمَّرَa. Wore a veil.

تَخَاْمَرَa. Conspired, plotted, intrigued.

إِخْتَمَرَa. Was leavened; rose, fermented ( dough;
liquor ).
b. see Vخَمْر خَمْرَة
(pl.
خُمُوْر), Wine; alcohol.
خِمْرَةa. Hiding.
b. Veiling.

خُمْرَة
(pl.
خُمَر)
a. Dregs or fumes of wine.
b. Jar for leaven.
c. Small mat of palm leaves.
d. Intoxication, heaviness, languor.

خَمَرa. Covert, thicket.
b. Press, throng, crowd.

خِمَاْر
(pl.
خُمْر
خُمُر
أَخْمِرَة
15t)
a. Veil, muffler.

خُمَاْرa. see 3t (d)
خَمِيْر
خَمِيْرَة
25ta. Ferment, leaven.
b. Leavened; leaven (bread).
خَمَّاْرa. Vintner; wine-merchant.

خَمَّاْرَةa. Wine-shop, tavern; publicgarden.

خِمِّيْرa. Toper, tippler, drunkard, wine-bibber.

N. P.
خَمَّرَa. Fermented.
b. Muddled, fuddled.

N. Ag.
إِسْتَخْمَرَa. see 30
خَامِيْز
a. Jelly.
(خ م ر) : (الْخُمْرَةُ) الْمِسْجَدَةُ وَهِيَ حَصِيرٌ صَغِيرٌ قَدْرُ مَا يُسْجَدُ عَلَيْهِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَسْتُرُ الْأَرْضَ عَنْ وَجْهِ الْمُصَلِّي وَتَرْكِيبُهَا دَالٌّ عَلَى مَعْنَى السَّتْرِ وَمِنْهُ الْخِمَارُ وَهُوَ مَا تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا وَقَدْ اخْتَمَرَتْ وَتَخَمَّرَتْ إذَا لَبِسَتْ الْخِمَارَ وَالتَّخْمِيرُ التَّغْطِيَةُ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «وَلَا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلَا رَأْسَهُ» وَقَوْلُهُ سَوَاءٌ كَانَ التَّنُّورُ مَفْتُوحَ الرَّأْسِ أَوْ مُخَمَّرًا وَالْخَمْرُ مَا وَارَاكَ مِنْ شَجَرٍ وَغَيْرِهِ وَقَدْ خَمْرَ شَهَادَتَهُ إذَا كَتَمَهَا (وَمِنْهُ الْمُخَامَرَةُ) الْمُخَالَطَةُ لِأَنَّ فِيهَا اسْتِتَارًا وَالْخَمْرُ لِسَتْرِهَا الْعَقْلَ وَهُوَ النِّيءُ مِنْ مَاءِ الْعِنَبِ إذَا غَلَى وَاشْتَدَّ وَقَذَفَ بِالزَّبَدِ أَيْ رَمَاهُ وَأَزَالَهُ فَانْكَشَفَ عَنْهُ وَسَكَنَ وَقَدْ اخْتَمَرَتْ إذَا أَدْرَكَتْ وَأَمَّا خَمَّرَ الْعَصِيرَ فَتَخَمَّرَ مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ وَأَخْمَرَهُ سَقَاهُ الْخَمْرَ وَخُمِرَ مِنْ الْخُمَارِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ عَلَى لَفْظِ تَصْغِيرِ مُخَيْمِرَةٍ مِنْ التَّابِعِينَ وَأَمَّا اسْتَخْمَرَهُ بِمَعْنَى اسْتَعْبَدَهُ فَكَلِمَةٌ يَمَانِيَةٌ.
خمر نشر سقى ظمأ جدس [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث معَاذ من اسْتَخْمَرَ قوما أوّلهم أَحْرَار وجِيران مستضعفون فإنّ لَهُ مَا قصَر فِي بَيته حَتَّى دخل الْإِسْلَام وَمَا كَانَ مهملا يُعطِي الْخراج فإنّه عَتيق وَإِن كلَّ نَشْرِ أرضٍ يُسْلِم عَلَيْهَا صَاحبهَا فَإِنَّهُ يُخرِج مِنْهَا مَا أعْطِى نشُرها رُبْعَ المَسْقَوِيّ وَعشر المَظْمَئ (المَظْمِئ) ومَن كَانَت لَهُ أَرض جادِسة قد عُرِفَتْ لَهُ بالجاهلية حَتَّى أسلم فَهِيَ لربّها. قَوْله: من اسْتَخْمَرَ قوما كَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يَقُول: استخمر استعبد [وَقَالَ مُحَمَّد بن كثير: هَذَا كَلَام عندنَا مَعْرُوف بِالْيمن لَا يكَاد يُتكلم بِغَيْرِهِ يَقُول الرجل: أخْمرْني كَذَا وَكَذَا أَي أعْطِيه وهَبْهُ لي ملّكني إيّاه وَنَحْو هَذَا فَيَقُول معَاذ: من استخمر قوما -] يَقُول: أَخذهم قهرا وتملّكا عَلَيْهِم [وَهَذَا كَقَوْل ابْن الْمُبَارك استعبدهم -] يَقُول: فَمَا وهب الملِك من هَؤُلَاءِ لرجل فقصَره الرجل فِي بَيته حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَام وَهُوَ عِنْده فَهُوَ لَهُ وَمَا كَانَ مهملا يُعْطي الْخراج يَعْنِي الضَّريبة فَهُوَ حرّ. وَقَوله: نشر الأَرْض هُوَ مَا خرج من نباتها. والمَسْقَوِيّ: الَّذِي يُسقى بالسَّيْح. والمَظْمَئ الَّذِي تسقيه السَّمَاء. و [أما -] الأَرْض الجادِسة هِيَ الَّتِي لم تُعْمل وَلم تُحْرث. وَقَوله: ربع المَسقوِىّ أرَاهُ [يَعْنِي -] ربع الْعشْر.
خمر
الخَمْر معروفةٌ، واخْتمارُها: إدراكُها، ومُخَمَرُها: متَخِذُها. والخُمْرَةُ: ما غَشِيَ المَخْمُورَ من الخُمَار.
واخْتَمَرَ الطِّينُ والعَجِينُ خُمْرَةً.
ووَجَدْتُ منه خَمْرَةً طَيِّبَةً.
وخَمَرْتُ العَجِينَ والطِّينَ أخْمِرُه وأخْمُرُه خَمْراً: وهو أنْ تَتْرُكَه فلا تَسْتَعْمِلَه حتى يَجُودَ.
والخَمِيْرَةُ: فِتَاقُ الخَمِير.
وأتانا بأطْعِمَةٍ خَمْرى: من الخَمِير.
واخْتَمَرَتِ المَرْأة بالخِمَار خِمْرَةً.
وما شَمَّ خِمَارَكَ: أي ما سَبَعَكَ.
والمُخَمرَةُ من الضأن: سَوْداءُ ورأسُها أبيضُ. وخامَرَه الداءُ: خالَطَ جَوْفَه.
والخَمِرُ: الذي خامَرَ عَقْلَه جَهْلٌ.
وخَمَرْتُ الإِناءَ: إذا غَطَّيْتَه بخِرْقةٍ أو شَيْءٍ.
ودَخَلَ في خُمَار الناس وخَمَرَتِهم وخَمَرِهم: أي جَمَاعَتِهم.
واسْتَخْمَرت الرجُلَ: اسْتَعْبَدْته.
وأخْمِرْني كذا: أي مَلَكْني إيّاه.
وخَمَرْتُه أخْمُرُه: اسْتَحْيَيْت منه.
والخَمَرُ: وَهْدةٌ يَخْتَفي بها السَبُعُ. ويقولون: دَب له الخَمَرَ. وخَمَرَتِ الإبلُ في الخَمَرِ، وأخْمَرْتُها أنا: غَيَّبْتُها فيه.
والخُمْرَةُ: شَيْءٌ مَنْسُوج من السًعَف.
والخَمَرُ: أنْ تَخْرِزَ ناحِيَتَي المَزَادَة ثم تُعَلِّيَه بخَرَز آخَر.
وخَمَّرَ اللَّبَنُ: رَكِبَتْه رُغْوَةٌ.
والمِخْمَرُ: مِزْوَدٌ أو جَفْنَةٌ للعَجِين.
وخَمَرَ عَليَّ الخَبَرُ: أي خَفِيَ.
وخَمِرَ عَنّي: تَوارى وخَفِيَ.
ويقولون: اجْعَلْهُ في سِر خَمِيرةٍ أي حَيثُ لا يَقْدِرُ عليه أحَدٌ.
وأخمَرْتُ الشَّهادةَ: كَتَمْتَها.
وخامَرَ الرَّجلُ المَكانَ وخمَرَ: إذا لم يَبْرَحْهُ. ومنه قَوْلُهم: خامِري أم عامِرٍ أي خالِطي.
[خمر] خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمور، مثل تمرة وتمر وتمور. يقال خمرة صِرْفٌ. قال ابن الأعرابيّ سمِّيت الخَمْرُ خَمْراً لأنَّها تُرِكَتْ فاختمرت، واختِمارها: تغيُّر ريحِها. ويقال: سُمِّيَتْ بذلك لمخامرتها العقل. وما عند فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ، أي خَيْرٌ ولا شَرٌّ. والخِمِّير: الدائم الشُرْبِ للخَمْر. والخُمار: بقيّة السُكْر. تقول منه: رَجُلٌ خَمِرٌ، أي في عَقِبِ خُمارٍ. وقال امرؤ القيس: أَحارَ بنَ عَمْروٍ كأني خَمِرْ * ويَعْدو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ - ويقال: هو الذي خامَرَهُ الداءُ. وخُمِرَ عني الخَبَرُ: أي خَفيَ. والمَخْمور: الذي به خُمارٌ. والخمرة بالضم: سجاد تعمل من سعف النخل وترمل بالخيوط. والخُمْرَةُ: لغة في الغمرة: شئ يتطلى به لتحسين اللون. وخُمْرَةُ النَبيذ والطيب: ما يُجعل فيه من الخَمْر والدُرْديِّ. وخُمْرَةُ العجين: ما يُجعل فيه من الخَميرة. ويقال: دَخلَ في خُمارِ الناس وخَمارِهم، لغةٌ في غَمارِ الناس وغَمارِهم، أي في زحمتهم وجماعتهم وكثرتهم. والخِمار للمرأة. تقول منه: اختمرت المرأة وإنها لحسنة الخمرة. وفى المثل: " إن العوان لا تعلم الخمرة ". والخمر بالتحريك: ما واراك من شئ. يقال تَوارى الصَيْدُ منِّي في خمَرِ الوادي. قال ابن السكِّيت: خَمَرُهُ ما واراه من جُرْفٍ أو حَبْلٍ من حبال الرَمْلِ، أو شجر، أو شئ. قال: ومنه قولهم: دخل فُلانٌ في خمار الناس، أي فيما يواريه ويَسْتُرُه منهم. ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحِبَهُ: " هو يَدِبُّ له الضراء ويمشى له الخمرا ". وأخمرت الأرض: أي كَثُر خَمَرُها. وأَخْمَرْتُ الشئ: أضمرته. قال لبيد: ألفتك حتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةً * عليَّ بنو أَمِّ البَنينَ الأَكابِرُ - وخَمَرُ الناس: زَحْمَتُهُم، مثل خُمارِهِم. ويقال أيضاً: وجدْتُ خَمَرَة الطِيبِ: أي ريحَهُ. وقد خَمِرَ عنِّي فلان بالكسر يَخْمَرُ، إذا توارى عنك. ومكان خمر، إذا كان كثير الخَمَرِ. والخَميرُ والخَميرَةُ: الذي يُجْعَلُ في العَجينِ. تقول: خَمَرْتُ العجينَ أَخْمُرُهُ وأَخْمِرُهُ خَمْراً: جعلت فيه الخَميرة. يقال عندي: خُبْزٌ خَميرٌ، وحَيْسٌ فطير، أي خُبْزٌ بائتٌ. أبو عمرو: وخَمَرْتُ الرَجُل أَخْمُرُهُ: استَحْيَيْتُ منه. وخَمَرَ فلانٌ شهادَتَه: أي كَتَمها. والتَخْميرُ: التَغْطيةُ. يقال: خَمِّر وجْهَك، وخَمِّرْ إناءَكَ. والمُخَمَّرَةُ: الشاة يَبْيضُّ رأسُها ويَسْوَدُّ سائر جسدها، مثل الرَخْماء. والمُخامَرَةُ: المُخالَطَةُ. وخامَر الرجُل المكانَ، أي لَزِمَه. ويقال للضَبُع: " خامري أَمَّ عامِرٍ "، أي استَتري. واسْتَخْمَرَ فُلانٌ فُلاناً، أي اسْتَعْبَدَهُ. ومنه حديث مُعاذ: " من اسْتَخْمَرَ قوما أولهم أَحْرارٌ "، أي أَخَذَهم قَهْراً وتَمَلَّكَ عليهم. وقال محمد بن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن، لا يكادُ يتكلَّم بغيره: يقول الرَجُل: أَخْمِرْني كذا وكذا، أي أَعْطِنيهِ هِبَةً لي ومَلِّكْني إيَّاهُ. ونحو هذا. وباخمراء : موضع بالبادية، وبها قبر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبي طالب رضي الله عنه.
[خمر] نه فيه: "خمروا" الإناء وأوكئوا السقاء، التخمير التغطية. ومنه ح: أتى بإناء لبن فقال: هلا "خمرته" ولو بعود تعرضه عليه، ويشرح في العين. وح: لا تجد المؤمن إلا في مسجد يعمره أو بيت "يخمره" أو معيشة يدبرها، أي يستره ويصلح من شأنه. وح: تلتمس "الخمر" هو بالتحريك كل ما سترك من شجر أو بناء أو غيره. وح: فابغنا مكانا "خمرًا" أي ساترًا يتكاثف شجره. وح الدجال: حتى ينتهوا إلى جبل"الخمر" بالفتح يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث بجبل بيت المقدس لكثرة شجره. وح سلمان كتب إلى أبي الدرداء: يا أخي! إن بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب، وطر السماء على أرفه "خمر" الأرض يقع، الأرفه الأخصب، يريد أن وطنه أرفق به فلا يفارقه، وكان أبو الدرداء كتب إليه يدعوه إلى الأرض المقدسة. وفيه: والناس "أخمر" ما كانوا، أي أوفر، يقال: دخل في خمار النس، أي في دهمائهم، ويروى بجيم. ومنه ح أويس: أكون في "خمار" الناس، أي في زحمتهم حيث أخفى ولا أعرف. وفيه: ناوليني "الخمرة" من المسجد، هي مقدار ما يضع عليه وجهه في سجوده من حصير أنسيجة خوص ونحوه من النبات، وسميت به لأن خيوطها مستورة بسعفها. وروى: أنأن تجعل الخمار على رأسها وتحت حنكها عطفة واحدة حذرًا عن الإسراف والتشبه بالرجال. وفيه: شققها "خمرا" بين الفواطم، بضمتين جمع خمار وهو المقنعة. ن: وقد يسن ميمه. وفي ح الوحي: "خمره" عمر بالثوب، أي غطاه، وإدخال يعلى رأسه وإذن عمر له محمول على رضاء النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لتقوية إيمانه بمشاهدة الوحي. ومنه: "خمر" أنفه. وفيه: كما تسل الشعرة من "الخمير" أي العجين، أي لأتلطف، في تخليص نسبك من هجوه بحيث لا يبقى جزء من نسبك في نسبه الذي ناله هجو كما إذا سلت الشعرة من العجين لا يبقى منها شيء فيه بخلاف ما سلت من شيء صلب فإنها ربما انقطعت فبقيت فيه منها شيء وهذا كقول حسان في أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
وإن سنام المجد من أل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
وبنت مخزوم فاطمة بنت عمر بن عائذ أم عبد الله والزبير وأبي طالب، يريد أنهم الشرفاء لا والدك الحارث فإنه عبد حيث تولد من أمه سمية بنت موهب وموهب غلام لبني عبد مناف، كذا حمزة وصفية من الشرفاء من أولاد هالة بنت وهب بن عبد مناف أولاد زهرة كما قال:
ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام ولم يقرب عجائزك المجد
وأراد به جدته سمية. ج: لا أكل "الخمير" أي الخمير المختمر. ك: أي خبزا جعل في عجينه الخمير. ش: "خامر" باطنه، أي خالطه.
خمر
خمَرَ يَخمُر، خَمْرًا، فهو خامِر، والمفعول مَخْمور
• خمَرَت المرأةُ رأسَها: غطّته وسترته بالخِمار.
• خمَرَ العجينَ: جعل فيه عجينة مختمرة بها فُطر خاص يولد ثاني أكسيد الكربون وتركه لينتفخ.
• خمَرَ الرَّجُلَ: أسكره، سقاه الخَمْر "رجلٌ مخمورٌ". 

خمِرَ يَخمَر، خَمَرًا، فهو خمِر
• خمِرَ فلانٌ: أصابه صداع وسُكْر من شُرْب الخمر. 

خُمِرَ يُخمَر، خَمْرًا، والمفعول مَخْمور
• خُمِرَ الرَّجلُ: أصيب بما يُصاب به شارب الخمر من صُداعٍ أو سُكْر. 

أخمرَ يُخمر، إخمارًا، فهو مُخمِر، والمفعول مُخْمَر
• أخمرَت المرأةُ وجهَها: سترته.
• أخمرَت المرأةُ العجينَ: جعلت فيه عجينةً مختمرةً بها فطر خاص، ليولد ثاني أكسيد الكربون. 

اختمرَ/ اختمرَ بـ يختمر، اختمارًا، فهو مختمِر، والمفعول مُخْتمرٌ به
• اختمرَ العجينُ: انتفخ بفعل الخمير، صار خميرًا.
• اختمرَ عصيرُ العنب: صار خَمْرًا.
• اختمرَت المرأةُ/ اختمرت المرأةُ بالخمار: لبست الخِمار.
• اختمرَت الفكرةُ: اكتملت، نضجت. 

تخمَّرَ/ تخمَّرَ بـ يتخمّر، تخمُّرًا، فهو متخمِّر، والمفعول متخمَّر به
• تخمَّرَ العجينُ: مُطاوع خمَّرَ: اختمر، انتفخ بفعل الخمير، صار خميرًا.
• تخمَّرَ عصيرُ العنب: اختمر، صار خمْرًا.
• تخمَّرَت المرأةُ/ تخمَّرت المرأةُ بالخِمار: اخْتمرت، لبست الخِمارَ.
• تخمَّرَت الفكرةُ: اختمرت، اكتملت، نضجت. 

خامرَ يخامر، مُخامَرَةً، فهو مخامِر، والمفعول مخامَر
• خامرَه داءٌ/ خامرَه شكٌّ: خالطه، لحقه، داخله "خامره شعور بوجود مكيدة". 

خمَّرَ يخمِّر، تخميرًا، فهو مخمِّر، والمفعول مخمَّر
• خمَّرَ العجينَ ونحوَه: خمَره، جعل فيه عجينة مختمرة بها فطر خاص يولد ثاني أكسيد الكربون، وتركه لينتفخ.
• خمَّرَت المرأةُ رأسَها: خَمَرَتْه، غطَّته وسترته بالخِمار.
 • خمَّرَ عصيرَ العِنَب: وضَعه في وعاء ضخم ليختمر. 

اختمار [مفرد]:
1 - مصدر اختمرَ/ اختمرَ بـ.
2 - (كم) تحوُّل المواد العضويّة بتأثير الخمائر، كالاختمار الخَلِّيّ والكحوليّ. 

تخمُّر [مفرد]:
1 - مصدر تخمَّرَ/ تخمَّرَ بـ.
2 - (كم) تحلّل المواد العضوية بواسطة أنزيمات الكائنات الحية، أو تفاعل كيميائيّ يغيِّر السكر إلى كحول. 

تخمير [مفرد]:
1 - مصدر خمَّرَ.
2 - (كم) نقع الأجزاء الدوائية التي يراد تقطيرها في الماء أو غيره لترسل قوتها فيما يقطر من ذلك الماء. 

خُمار [مفرد]: ما يصيب شارب الخمر من سُكْرٍ أو ألم أو صداع "دع لباكيها الدِّيارا ... وانفِ بالخمر الخُمارا". 

خِمار [مفرد]: ج أَخْمِرة وخُمُر وخُمْر: ثوبُ تغطّي به المرأة رأسَهَا وعنقَها، وتسدله على رقبتها وظهرها وأكتافها " {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمْرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [ق]- {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} ". 

خَمْر [مفرد]: ج خُمور (لغير المصدر):
1 - مصدر خُمِرَ وخمَرَ.
2 - شراب مصنوعٌ من عصير الفاكهة المُخمَّر، يُسكِر شاربَه، ويُغيب عقلَه (مؤنثة وقد تُذكَّر) "مُدمن خمر- {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} " ° اليوم خَمْر وغدًا أمْر: يُضرب لمن لا ينظر إلى عواقب الأمور ويتمادى في تسيُّبه- خمرٌ معتَّقة: تُركت لِتَقْدُم فصارت طيِّبة.
3 - عنب " {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} ". 

خَمَر [مفرد]: مصدر خمِرَ. 

خَمِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خمِرَ. 

خَمْرة [مفرد]: ج خَمَرات وخَمْرات وخُمور: خَمْر، شراب مصنوع من عصير الفاكهة المخمَّر، يُسْكِر شاربه ويغيّب عقله. 

خُمْرة [مفرد]: ج خُمُرات وخُمْرات وخُمَر:
1 - ما خالط الإنسان من سُكْرِ الخمر وصداعِها.
2 - ما يُجعل في العجين ونحوه من الخميرة. 

خِمْرَة [مفرد]: ج خِمْرات:
1 - اسم هيئة من خمَرَ: لِبْسَة الاختمار "أقبلت في خِمرة أنيقة".
2 - ما خامرك من الرائحة الطيبة "هذه المرأة طيِّبة الخِمْرة". 

خَمْرِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَمْر.
2 - شبيه بلون الخمر (أسمر ذهبي أو مُحْمَرّ) "فتاة خمريَّة الوجه- لونٌ خَمْريّ" ° قصيدة خمريَّة: نُظمت في وصف الخَمْر.
• الخَمْرِيَّات: (دب) الأشعار التي قيلت في مدح الخمر وصفتها. 

خمَّار [مفرد]:
1 - بائع الخمر، صاحب الحانة "ملأ له الخمَّارُ الكأسَ- دكَّان خمَّار".
2 - صانع الخَمْر. 

خمَّارة [مفرد]: ج خمّارات وخماميرُ:
1 - مؤنَّث خمَّار: بائعة الخَمر.
2 - حانة، موضع بيع الخمر أو شربه "امتلأت الخمَّارة بالسُّكارى- عاجَ الشقيُّ على رسْم يُسائله ... وعُجْتُ أسأل عن خمَّارة البلدِ". 

خِمِّير [مفرد]: صيغة مبالغة من خمِرَ: سِكِّير؛ كثير شرب الخمر. 

خَمير [مفرد]: ج خمائرُ:
1 - عجينة مختمرة بها فُطر خاص، يولد ثاني أكسيد الكربون، تتخذ لتخمير العجين لينتفخ عند خبزه.
2 - (حي) كائنات مجهريَّة متفرِّقة قادرة على تحويل المواد العضوية. 

خَميرة [مفرد]: ج خمائرُ:
1 - خمير، عجينة مختمرة "وضع الخميرة في العجين" ° خميرة البيرة: خميرة تستخدم كعامل تخمير ومصدر فيتامين ب المركّب.
2 - نواة، طلائع، عناصر أولى لجماعة "هؤلاء الرجال الخمسة هم خمِيرة الجمعية".
3 - (حي) كائنات مجهريَّة دقيقة قادرة على تحويل الموادّ العضويَّة كتخمير العجين وتحضير الكحول والفيتامينات ° خميرة الخبز: خليط مكوّن من صودا الخَبْز والنّشا ومُركّب قليل الحامِضيَّة يُستخدم للتخمير في الخَبْز.
• خمائر هاضمة: (حي) مواد عضويّة معقدة تنتجها خلايا الجسم، تساعد على هضم جزيئات الطعام. 

مِخْمار [مفرد]: ج مخاميرُ: جهاز يُبَيِّن درجة الكحول في
 الخمر. 

خمر

1 خَمَرَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. خَمْرٌ, (K,) He veiled, covered, or concealed, a thing; (K, * TA;) as also ↓ خمّر, inf. n. تَخْمِيرٌ, (Mgh, Msb,) which also signifies he covered over a thing; (S, Msb, K;) and ↓ اخمر, (TA,) inf. n. إِخْمَارٌ. (K.) [Hence,] خَمَرَهَا [and app. ↓ خمّرها also, for the quasi-pass. is تخمّرت as well as اختمرت, He veiled her with a muffler;] he put on her a خِمَار. (A.) And إِنَآءَهُ ↓ خمّر, and وَجْهَهُ, He covered over his vessel, and his face. (S.) And خمّر ↓ بَيْتَهُ He concealed his house, or chamber, or tent, [meaning its interior,] and ordered it aright. (TA, from a trad.) And أَخْمَرَتْهُ ↓ الأَرْضُ عَنِّى and مِنِّى and عَلَىَّ The land, or ground, concealed him, or it, from me. (K.) And ↓ اخمرهُ (assumed tropical:) He concealed it, or conceived it, in him mind. (S, K.) And اخمر ↓ فُلَانٌ عَلَىَّ ظِنَّةً (assumed tropical:) Such a one concealed, or conceived, in his mind a suspicion, or an evil opinion, of me. (T, TA.) And خَمَرَ شَهَادَتَهُ, (S, Msb,) and ↓ خمّرها, (A, Mgh,) and ↓ اخمرها, (TA,) (tropical:) He concealed his testimony. (S, A, Mgh, Msb, TA.) And الخَمْرُ تَخْمُرُ العَقْلَ (assumed tropical:) Wine veils [or obscures] the intellect; (K;) and so ↓ تُخَامِرُهُ, lit. covers it: (Msb:) or the latter signifies (assumed tropical:) Infects it; [as though acting like leaven; and if so, from خَمَرَ العَجِينَ, which see in what follows; nearly the same as “intoxicates,” which properly signifies “ empoisons,” or “ infects with poison; ”] syn. تُخَالِطُهُ. (S, * K. [See خَمْرٌ.]

A2: خَمِرَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. خَمَرٌ, (S,) He became concealed, or hidden; or he concealed, or hid, himself; (S, K;) عَنِّى from me; (S;) as also ↓ خامر, (S, K,) inf. n. مُخَامَرَةٌ; (K;) and ↓ اخمر: (K:) or this last signifies he concealed, or hid, himself in a خَمَر [or covert of trees or the like]. (TA.) One says also, خَمِرَ عَنِّى الخَبَرُ (assumed tropical:) The news, or story, became concealed from me. (S.) And one says to the hyena, خَامِرِى ↓ أُمَّ عَامِرٍ Hide thyself, O Umm-'Ámir: (S, K:) which is a prov.: (TA:) and is said to be also a phrase used as a surname of the hyena, in the manner of تَأَبَّطَ شَرًّا. (Ham p. 242.) And حَضَاجِرْ أَتَاكِ مَا تُحَاذِرْ ↓ خَامِرِى [Hide thyself, O hyena: what thou fearest has come to thee]: thus we have found it: (K:) and this is the reading commonly obtaining accord. to the authors on proverbs: (TA:) but it should properly be خَامِرٌ [and أَتَاكَ] or تُحَاذِرينَ. (K.) b2: خَمَرٌ also signifies The becoming changed, or altered, from a former state or condition. (K.) You say, خَمِرَ الشَّىْءُ The thing became changed, &c. (TK.) A3: خَمَرَ العَجِينَ, (Ks, S, A, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb, K) and خَمِرَ, (S, K,) inf. n. خَمْرٌ, (S, Msb, K,) [He leavened the dough;] he put خُمْرَة, (Ks, A,) or خَمِير, (S, A, Msb,) into the dough; (Ks, S, A, Msb, TA;) as also ↓ خمّرهُ: (TA:) or he left the dough until it became good [or mature]; (K;) and in like manner, accord. to the K, الطِّينَ [the clay, or mud: see فَطَرَ]: or, as in other lexicons, الطِّيبَ [the perfume]; (TA;) and the like; as also ↓ خمّرهُ, inf. n. تَخْمِيرٌ, in relation to any of these things; and ↓ اخمرهُ in relation to the first [and probably to the others also]: (K:) and خَمَرَ النَّبِيذَ [he fermented the beverage called نبيذ;] he put خُمْرَة into the نبيذ. (A.) [Mtr says, in the Mgh, العَصِيرَ ↓ خَمَّرَ I have not found, nor ↓ تخمّر as its quasi-pass.] b2: خَمَرَهُ, aor. ـُ (TA,) inf. n. خَمْرٌ; (K;) and ↓ اخمرهُ; (Mgh;) He gave him (namely, a man, and a beast, such as a horse and the like, TA) wine (خَمْر) to drink. (K, * Mgh, TA.) b3: خُمِرَ, (Mgh, TA,) inf. n. خَمْرٌ, (TA,) He suffered, or was affected with, خُمَار [i. e. the remains of intoxication]. (Mgh, TA.) [See also 5.]

A4: خَمَرَهُ, aor. ـُ (AA, S,) inf. n. خَمْرٌ, (K,) He was ashamed for himself, or of himself, or was bashful, or shy, with respect to him; was abashed at him, or shy of him. (AA, S, K. *) 2 خَمَّرَ see 1, in eight places: A2: and see also 3.3 خامر as an intrans. v.: see 1, in three places.

A2: خامرهُ, inf. n. مُخَامَرَةٌ, It mixed, mingled, commingled, intermixed, or intermingled, with it; became incorporated, or blended, with it; infected, or pervaded, it; syn. خَالَطَهُ. (S, A, Mgh, * K.) You say, خامر المَآءَ اللَّبَنَ The water mixed with the milk. (A.) And خَامَرْتُ فُلَانًا (tropical:) I mixed with such a one in familiar, or social, intercourse; conversed with him; or became intimate with him; syn. خَالَطْتُهُ. (A.) And الخَمْرُ تُخَامِرُ العَقْلَ: see 1. And خامرهُ الدَّآءُ (assumed tropical:) The disease infected, or pervaded, him; syn. خَالَطَهُ: (Sh:) or infected, or pervaded, (خالط,) his inside. (Lth.) b2: Also, (TA,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) He approached it; or was, or became, near to it; (K, * TA;) namely, a thing. (TA.) b3: And خامر المَكَانَ, (S, A,) inf. n. as above, (K,) (tropical:) He kept, or clave, to the place; (S, A, K;) did not quit it; (A;) remained, stayed, dwelt, or abode, in it; (K;) and in like manner, بَيْتَهُ his house, or tent; and so ↓ خمّرهُ. (TA.) A3: خامر, (TK,) inf. n. as above, (IAar, K,) [app. in the dial. of El-Yemen, (see 10,)] also signifies He sold a free person as being a slave. (IAar, K, TK.) 4 اخمر: see 1 in the former half of the paragraph, in six places. b2: أَخْمَرَتِ الأَرْضُ The land abounded with خَمَر, (S, K,) meaning tangled trees. (TA.) A2: See also 1, latter part, in two places.

A3: اخمرهُ الشَّىْءَ He gave him the thing, or put him in possession of it, (K,) is a phrase common in El-Yemen: (Mohammad Ibn-Ketheer, TA:) a man says, أَخْمِرنِى كَذَا, meaning Give thou me such a thing as a free gift: put me in possession of it: and the like. (Mohammad Ibn-Ketheer, S.) 5 تَخَمَّرَتْ: see 8.

A2: Also She (a woman) applied خُمْرَة as a liniment to her face, to beautify her complexion. (TA.) A3: تخمّر He was affected with languor by wine. (TA.) [See خُمِرَ.] b2: See also 1, near the end of the paragraph.8 اِخْتَمَرَتْ She wore, or put on [her head], a خِمَار; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ تخمّرت. (A, Mgh, Msb, K.) A2: اختمر, said of dough, [It became fermented;] it had خُمْرَة put into it: and in like manner one says of the beverage called نَبِيذ [it became fermented]: (A:) or, said of dough, and of clay, or mud, (طِين, as in the K, but accord. to other lexicons perfume, طِيب, TA,) and the like, it was left until it became good [or mature]: (K:) and اختمرت الخَمْرُ the wine became mature [and fermented]; (Mgh, Msb, K;) as it does when it becomes changed in odour: (TA:) or became changed in odour. (S.) 10 استخمرهُ He made him, or took him as, a slave: (S, Mgh, K:) of the dial. of El-Yemen. (Mgh, TA.) [See 3.] So in the trad. of Mo'ádh, مَنْ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أَوَّلُهُمْ أَحْرَارٌ وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَلَهُ مَا قَصَرَ فِى بَيْتِهِ [Whosoever hath made slaves, or taken as slaves, persons the first state of whomhath been that of freemen and neighbours, regarded as weak, to him shall belong what he hath held in possession in his house or tent]: (S, * L:) i. e., hath taken them by force, and obtained possession of them: (S:) meaning, whosoever hath made slaves, or taken as slaves, persons in the Time of Ignorance, and then El-Islám hath come, to him shall belong those whom he hath held in possession in his house or tent: they shall not go from his hand. (Az, TA.) Mohammad Ibn-Ketheer says, This is a phrase known to us in ElYemen, where any other is scarcely ever used [in its stead]. (S.) خَمْرٌ [Wine: or grape-wine:] what intoxicates, of the expressed juice of grapes: (ISd, K:) or the juice of grapes when it has effervesced, and thrown up froth, and become freed therefrom, and still: (Mgh:) or it has a common application to intoxicating expressed juice of anything: (K, TA:) or any intoxicating thing, that clouds, or obscures, (lit. covers,) the intellect; as some say: (Mgh, * Msb: [but see what follows:]) and the general application is the more correct, because خَمْر was forbidden when there was not in El-Medeeneh any خَمْر of grapes; the beverage of its inhabitants being prepared only from dates in their green and small state, or full-grown but unripe, or fresh and ripe, or dried: (K, * TA:) or the arguing thus, from this fact alone, requires consideration: (MF:) AHn says, it is (assumed tropical:) sometimes prepared from grains: but ISd holds this to be an improper signification: (TA:) it is also sometimes applied to the (assumed tropical:) beverage called نَبِيذ, like as نبيذ is sometimes applied to wine expressed from grapes: (L in art. نبذ:) applied to (tropical:) expressed juice from which خَمْر [properly so called] is made, [i. e., to must, or unfermented نَبِيذ,] it is tropical: it is so used in a trad. in which خَمْر is said to have been sold by [a companion of Mohammad named] Samurah: خَمْر [in its proper acceptation] is so called because it veils (تَخْمُرُ, i. e. تَسْتُرُ,) the intellect: (K:) or because it infects (تُخَامِرُ, i. e. تُخَالِطُ,) the intellect: (S, K:) [as though acting like leaven: (see 1:)] so said 'Omar: (TA:) or because it is left until it has become mature [and fermented]; (K;) or until its odour has changed: (IAar, S:) [see 8:] the proper application of the root is to denote “ covering,” and “ commingling in a hidden manner: ” (Sgh, Er-Rághib, TA:) it is of the fem. gender, and sometimes masc.: (Msb, K:) you say هُوَ الخَمْرُ as well as هِىَ الخَمْرُ: but As does not allow it to be masc.: (Msb:) and ↓ خَمْرَةٌ signifies the same: (K:) [or a kind of wine:] or خَمْرٌ and خَمْرَةٌ are like تَمْرٌ and تَمْرَةٌ; [the former a coll. gen. n., and the latter its n. un.;] (S;) and خَمْرَةٌ [thus] signifies some wine; lit., a portion of خَمْر: (Msb:) the pl. of خَمْرٌ is خُمُورٌ. (S, Msb.) You say [also] صِرْفٌ ↓ خَمْرَةٌ [Some pure, or unmixed, wine; using a masc. epithet, contr. to rule]. (S.) b2: [Hence the saying,] مَا عِنْدَ فُلَانٍ خَلٌّ وَلَا خَمْرٌ, (S,) or مَا هُوَ بِخَلٍّ وَلَا خَمْرٍ, (K,) (tropical:) Such a one, (S,) or he, (K,) possesses neither good nor evil: (S, K:) [or neither evil nor good: for] AA says that some of the Arabs make الخَمْرُ to be good, and الخَلُّ to be evil; and some of them make الخمر to be evil, and الخلّ to be good. (Har p. 153.) b3: خَمْرٌ also signifies (assumed tropical:) Grapes; (AHn, M, K;) in the dial. of ElYemen:) (M:) like as عِنَبٌ signifies “ wine ”

in that dial. (AHn, TA in art. عنب.) It is said in the Kur [xii. 36], إِنِّى أَرَانِى أَعْصِرُ خَمْرًا Verily I thought myself pressing grapes: (ISd:) or the meaning is, pressing out wine from grapes. (Ibn-'Arafeh.) خَمَرٌ A covert of trees &c.: (ISk, S, Mgh, K:) or a place where the ground is eaten away by a torrent, or an oblong tract of sand collected together and elevated, forming a place for concealment: (ISk, S:) and a hollow, or cavity, in which a wolf conceals himself: and tangled trees. (TA.) You say, تَوَارَى الصَّيْدُ مِنِّى فِى خَمَرِ الوَادِى

[The game, or wild animal or animals, concealed itself, or themselves, from me in the covert, &c., of the valley]. (S.) And هُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّرَآءَ وَ يَمْشِى

لَهُ الخَمَرَ (assumed tropical:) [He creeps to him in the thicket, or place overgrown with trees; and he walks to him in the covert of trees, &c.: see Freytag's Arab. Prov. 913]: speaking of a man when he deceives, or circumvents, his companion. (S.) And جَآءَنَا عَلَى خَمْرٍ and ↓ على خِمْرَةٍ (assumed tropical:) He came to us secretly; unexpectedly; clandestinely. (K.) b2: Hence, (S,) خَمَرٌ and ↓ خُمَارٌ and ↓ خَمَارٌ (S, K) and ↓ خَمْرَةٌ (K) (assumed tropical:) A crowding, (S,) or congregation, (K,) and multitude, of men or people. (S, K.) You say, النَّاسِ ↓ دَخَلَ فِى خَمَارِ and ↓ خَمَارِهِمْ, dial. vars. of غُمَار and غَمَار, i. e. (tropical:) He entered among the crowding and multitude of the men or people; (S;) and in like manner, فى ↓ خَمَرْتِهِمْ and غَمَرْتِهِمْ; (TA;) as also فى خَمَرِهِمْ and غَمَرِهِمْ: (TA in art. غمر:) or among such [a crowd] of the people as hid him. (ISk, S.) خَمِرٌ A place abounding with coverts of the description termed خَمَر; (IAar, S, K;) a place concealing by dense trees. (TA.) A2: (assumed tropical:) A man infected, syn. مُخَامَرٌ, (Sh, IAar, S,) by a disease: (TA:) thought by ISd to be a possessive epithet: (TA:) or in the last stage of the remains of intoxication. (S.) [See also مَخْمُورٌ.]) خَمْرَةٌ: see خَمْرٌ, in two places. b2: Also, (S, A, K,) and ↓ خِمْرَةٌ (Kr, K) and ↓ خُمْرَةٌ, (K,) The odour of perfume: (S, A:) or a sweet odour: (K:) and the last signifies also an odour which has infected (خَامَرَ, i. e. خَالَطَ,) a person; (K;) as also ↓ خَمَرَةٌ. (Az, K.) You say, وَجَدْتُ خَمْرَةَ الطِّيبِ I experienced, or smelt, the odour of the perfume. (S, A.) A2: See also خَمَرٌ, in two places.

خُمْرَةٌ: see خَمِيرٌ, in two places. b2: Also a dial. var. of غُمْرَةٌ [q. v.], A thing [or composition] which is used as a liniment for beautifying the complexion; (S;) [the plant called] وَرْس and certain perfumes which a woman uses as a liniment (so in the K, or applies as a liniment to her face, as in other lexicons, TA) to beautify her face. (K.) A2: Pain, and headache, and annoyance, occasioned by wine (خَمْر, for which in some copies of the K we find حُمَّى erroneously put, TA); as also ↓ خُمَارٌ: or the intoxication thereof, which has infected (خَالَطَ) [a person]; (K;) and so ↓ خُمَارٌ: (TA:) or this latter signifies the remains of intoxication: (S:) pl. of the former خُمَرٌ. (TA.) b2: See also خَمْرَةٌ.

A3: A small pot or jar: and a vessel for leaven. (KL.) A4: A small mat, (S, A, * Mgh, Msb, K,) [of an oblong shape,] large enough for a man to prostrate himself upon it, (Mgh, Msb,) used for that purpose [in prayer], (S, A,) made of palm-leaves (S, K) woven (تُرْمَلُ) with threads or strings: (S:) so called because it veils the ground from the face of the person praying [upon it]: (Zj, * Mgh:) or because its threads or strings are hidden by its palm-leaves. (TA.) خِمْرَةٌ A hiding, or concealing, oneself: (IAar, TA:) [or, accord. to analogy, a mode, or manner, of doing so.] b2: See also خَمَرٌ. b3: A mode, manner, or way, of wearing the خِمَار. (K, * TA.) You say, إِنَّهَا لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ [Verily she has a beautiful mode of wearing the خمار]. (S.) And hence the saying of 'Omar to Mo'áwiyeh, مَا أَشْبَهَ عَيْنَكَ بِخِمْرَةِ هِنْدٍ [How like is thine eye to Hind's (when she practises her) mode of wearing the خمار!]. (TA.) Hence also, (TA,) إِنَّ العَوَانَ لَا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ [Verily she who has had a husband will not require to be taught the mode of wearing the خمار]: (S, K, * TA:) a prov., (S, TA,) applied to him who is experienced and knowing: (K:) i. e. the experienced woman is not to be taught how she should act. (TA.) A2: See also خَمْرَةٌ.

خَمَرَةٌ: see خَمْرَةٌ.

خَمْرِىٌّ Grapes (عِنَبٌ) fit for wine. (TA.) b2: A colour resembling the colour of wine. (TA.) خِمِرٌّ: see خِمَارٌ.

خَمَارٌ: see خَمَرٌ, in two places.

خُمَارٌ: see خَمَرٌ, in two places: A2: and see also خُمْرَةٌ, in two places.

خِمَارٌ [A woman's muffler, or veil, with which she covers her head and the lower part of her face, leaving exposed only the eyes and part or the whole of the nose: such is the خمار worn in the present day: a kind of veil which is called in Turkish يَشْمَقْ; as in the TK:) a woman's headcovering; (Mgh, TA;) a piece of cloth with which a woman covers her head; (Msb;) i. q. نَصِيفٌ, (K,) pertaining to a woman; (S) as also ↓ خِمِرٌّ: (Th, K:) and any covering of a thing; anything by which a thing is veiled, or covered: (K:) pl. [of pauc.] أَخْمِرَةٌ (K) and [of mult.]

خُمُرٌ (Msb, K) and خُمْرٌ. (K.) b2: Also A man's turban; because a man covers his head with it in like manner as a woman covers her head with her خمار: when he disposes it in the Arab manner, he turns [a part of] it under the jaws [nearly in the same manner in which a woman disposes her خمار]. (TA.) [Hence,] مَا شَمَّ خِمَارَكَ, a prov., (TA,) [meaning] (assumed tropical:) What hath changed thee from the state in which thou wast? What hath befallen thee? (K.) خَمِيرٌ (K) and ↓ مَخْمُورٌ and ↓ مُخَمَّرٌ, (TA,) applied to dough, [Leavened;] having had خَمِير [as meaning leaven] put into it: (TA:) or, applied to dough, and to clay or mud (طِين, as in the K, but accord. to other lexicons perfume, طِيب, TA), and the like, left until it has become good [or mature]: (K:) pl. [of the first] خَمْرَى. (TA.) You say also خُبْزٌ خَمِيرٌ Bread [leavened, or] into which leaven (خَمِير) has been put: (Lh, TA:) or yesterday's bread; bread that has been kept over a night: (S:) and خُبْزَةٌ خَمِيرٌ, without ة [in the epithet]. (Lh, TA.) And خَمِيرٌ is also applied to Bread itself: or leavened bread. (Sh, TA.) b2: خَمِيرٌ [used as a subst.] (S, A, Msb, K) and ↓ خَمِيرَةٌ and ↓ خُمْرَةٌ (S, A, K) signify Leaven, or ferment, expl. by مَا خُمِّرَ بِهِ, (K,) of dough, and of perfume; (TA;) what is put into dough, (S, A, Msb,) and into the beverage called نَبِيذ; (A;) and ↓ خُمْرَةٌ also signifies what is put into perfume, as well as what is put into dough and into نبيذ: (Ks:) the خُمْرَة of نبيذ is its dregs, (K,) and its [ferment which is called] دُرْدِىّ; (TA;) or what is put into it, of wine (خَمْر) and of دُرْدِىّ; and so too of perfume; (S;) and the خُمْرَة of milk is its ferment (رُوبَة) which is poured upon it in order that it may quickly curdle, or coagulate, or thicken, or become thick and fit for churning. (TA.) b3: [Hence,] اِجْعَلْهُ فِى سِرِّ خَمِيرِكَ (tropical:) Conceal thou it (i. e. a secret, A) in thy mind. (A, TA.) And أَخْرَجَ مِنْ سِرِّ خَمِيرِهِ سِرًّا (tropical:) He revealed, or disclosed, a secret. (TA.) b4: See also مَخْمُورٌ.

خَمِيرَةٌ: see the next preceding paragraph.

خَمَّارٌ A vintner; a seller of خَمْر [or wine]. (K.) خِمِّيرٌ (S) and ↓ مُسْتَخْمِرٌ (K) One who constantly drinks wine; (S, K;) a great drinker; devoted to drink. (K.) مُخَمَّرٌ (assumed tropical:) A horse having a white head, whatever be the rest of his colour; but not ↓ مُخْتَمِرٌ: (Lth:) and مُخَمَّرَةٌ, applied to a ewe or she-goat, (Az, T, S, A,) accord. to Lth and the K ↓ مُخْتَمرَِةٌ, but the former is the right term, (TA,) [in the CK مُخْتَمِر,] (assumed tropical:) whose head is white, and the rest of her black; like رَخْمَآءُ: (S:) or having a white head; (Az, T, A;) and in like manner, a mare: (K:) or a black ewe with a white head: from the خِمَار of a woman. (TA.) A2: See also خَمِيرٌ. b2: and see مَخْمُورٌ.

مُخَمِّرٌ A maker of خَمْر [or wine]. (K.) مَخْمُورٌ: see خَمِيرٌ. b2: Also, (S,) and ↓ مُخَمَّرٌ and ↓ خَمِيرٌ, (TA,) A man affected with خُمَار, (S, TA,) i. e. the remains of intoxication. (S. [Like مَبْخُورٌ. See also خَمِرٌ.]) مُخْتَمِرٌ, and with ة: see مُخَمَّرٌ.

مُسْتَخْمِرٌ: see خِمِّيرٌ.
خمر
: (الخَمْرُ: مَا أَسْكَرَ) ، مادّتها مَوْضُوعَة للتَّغْطِية والمُخَالطَةَ فِي سِتْرٍ، كَذَا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق، وتَبِعَهم المُصَنِّف فِي البصائر. واختُلِف فِي حَقِيقَتَها، فقِيل هِيَ (من عَصِيرِ العَنْب) خَاصَّةً، وَهُوَ مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة، رَحِمه اللَّهُ تَعَالى، والكُوفِيِّين، مُرَاعَاةً لفِقْه اللُّغَة: (أَوْ عَامٌّ) ، أَي مَا أَسْكَرَ من عَهيرِ كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوة العَقْل، وَهُوَ الذِي اخْتَاره الجَمَاهِير.
وَقَالَ أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ: وَقد تكون الخَمْرمن الحُبُوب.
قَالَ ابْن سِيدَه: وأَظُنُّه تَسمُّحاً مِنْه؛ لأَنَّ حَقِيقَةَ الخَمْر إِنَّمَا هِيَ للعِنَب دون سائِر الأَشْياءِ، (كالخَمْرلآ) ، بالهاءِ وَقيل: إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ منْهَا، كَمَا فِي المِصْبَاح وغَيْره، فَهِيَ أَخَصُّ، والأَعْرَفُ فِي الخَمْر التَّأْنِيث، يُقَال: خَمْرةٌ صِرْف، (وَقد يُذَكَّر) ، وأَنْكر الأَصْمَعِيّ، (والعُمُومُ) ، أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ بِهِ السُّكْرُ (أَصَحُّ) ، على مَا هُوَ عِنْد الجُمْهُور، (لأَنَّهَا) ، أَي الخَمْر (حُرِّمَت وَمَا بِالْمَدينة) المُشْرَّفة الَّتِي نَزَل التَّحْرِيم فِيهَا (خَمْرُ عِنَب) ، بل (وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ) من (البُسْر والتَّمْر) والبَلَح والرُّطَب، كَمَا فِي الأَحاديث الصِّحاح الَّتِي أَخْرَجَها البُخَارِيُّ وغَيْرُه. فحدِيثُ ابْنِ عُمَر (حُرِّمَت الخَمْرُ وَمَا بالمَدِينَة مِنْهَا شَيْءٌ) وحَدِيثُ أَنَسٍ (وَمَا شَرابهُم يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الفَضِيخُ والبُسْرُ والتَّمْرُ) أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر الَّتِي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هاذِهِ الأَشياءِ لَا فِي خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً. قَالَ شَيْخُنَا: والاستِدْلال بِهِ وَحْده لَا يَخْلُو عَن نَظَر، فَتَأَمَّل.
قلتُ: والبَحْثُ مَبْسُوط فِي الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانيّ وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام فِي كِتَابِ الحُدُود، لَيْس هاذا مَحَلّه. واختِلِف فِي وَجْه تَسْمِيتَه، فَقيل (لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه) ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ المَرْوِيّ عَن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنهُ، ومَالَ إِلَيْه كَثِيرُون، واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين.
قُلتُ: الَّذِي رُوِيَ عَن سَيِّدنا عُمَر رَضِي اللَّهُ عَنهُ: (الخَمْر: مَا خامَرَ العَقْلَ) . وَهُوَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ كَمَا سيأْتي، (أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ) .
والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغيَرُه عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ مَا نَصُّه: وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت، واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها، فَلَو اقْتَصَرَ المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كَانَ أَوْلَى، أَو قَدَّم اخْتَمرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه، وَهُوَ ظَاهِرٌ، (أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ، أَي تُخَالِطُهُ) ، وَهُوَ الَّذِي رُوِيَ فِي الحَدِيث عَن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ ونَصُّه: (الخَمْر مَا خَامَرَ العَقْلَ) وَهُوَ فِي البُخَارِيّ، ونَقَله ابنُ الهُمام فِي شَرْح الهِدايَة، وأَوردَه المُصَنِّف فِي البَصَائِر.
وعِبَارَةُ المُحْكَم: الخَمْر مَا أَسْكَرَ مِن عَصِير العَنِب، لأَنَّهَا خامَرَت العَقْل، ثمَّ قَالَ بَعْدَه بِقَلِيل: والمُخامرةُ المُخَالَطَة.
وَفِي المِصْبَاح: الخَمرُ: اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ خَامَرَ العَقْلَ.
واخْتَمَرَت الخَمْرُ: أَدْرَكَتْ وغَلَت.
(و) العَرَب تُسَمِّى (العِنَب) خَمْراً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَظُنَّ ذالِك لكَوْنِهَا مِنْه، حَكَاهَا أَبُو حَنِيفَة. قَالَ: وَهِي لُغَة يَمانِيَة وقَالَ فِي قَوْلِه تَعَالى: {) 1 (. 013 إِنِّي اءَراني أعصر خمرًا} (يُوسُف: 36) إِنَّ الخَمْرَ هُنَا العِنَب. قَالَ: وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه، فكَأَنَّه قَالَ: أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً. قَالَ الرَّاعِي:
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْقٍ
شِواءَ الطَّيْرِ والعِنَبَ الحَقِينَا
يُرِيدُ الخَمْر.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَة: (أَعْصِر خَمْراً) ، أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ، وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُءْحتَخْرَجُ بِهِ الخَمْرُ، فلِذالِك قَالَ: أَعْصِر خَمْراً.
قَالَ أَبو حَنِيفَة: وَزعم بَعْضُ الرُّوَاة أَنَّه رَأَى يانِياً قد حَمَل عِنَباً، فَقَالَ لَهُ: مَا تَحْمِل؟ فَقَالَ: خَمْراً. فسَمَّى العِنَب خَمْراً.
والجَمْع خُمُورٌ، وَهِي الخَمْرة. كتَمْرة وتَمْر وتُمُورٌ.
وَفِي حَدِيث سَمُرَــةَ: (أَنَّه باعَ خَمْراً فَقَالَ عُمَرُ: قاتَلَ اللَّهُ سَمَرَــةَ) قَالَ الخَطَّابِيّ: إِنَّمَا بَاعَ عَصِيراً مِمَّن يَتَّخذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمه مَا يَؤُولُ إِلَيْه مَجَازَاً. فَلِهاذًّ نَقَمَ عُمرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنه عَلَيْه لأَنَّه مَكْرُوهٌ. وأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرَــةُ باعَ خَمْراً فَلاَ، لأَنَّه لَا يَجْهَل تَحْرِيمَه مَعَ اشْتِهَاره. فاتَّضَح لَكَ مِمَّا ذكرنَا أَنَّ قولَ شَيْخِنا: هاذا القَوْلُ غَرِيبٌ، غَرِيبٌ.
(و) الخَمْر: (السَّتْر) ، خَمَرَ الشَّيْءَ يَخْمُره خَمْراً: سَتَرَه.
(و) الخَمْرُ: (الكَتْمُ، كالإِخْمَارِ) ، فِيهِما: يُقَال، خَمَرَ الشيْءَ وأَخْمَرَه سَتَرَه. وخَمَرَ فُلانٌ الشَّهادةَ وأَخْمَرها: كَتَمها، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيثِ (لَا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ فِي إِحْدَى ثَلاثٍ. فِي مَسْجِدٍ يَعْمُره، أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه، ءَو مَعيشَةٍ يُدَبِّرُها) يَخْمُره أَي يَسْتُره ويُصْلِح من شَأْنِه.
(و) الخَمْر: (سَقْيُ الخَمْرِ) . يُقَال: خَمَرَ الرَّجلَ والدَّابَّةَ، يَخْمُره خَمْراً: سَقَاه الخَمْرَ.
(و) عَن أَبي عَمرو: الخَمْرُ: (الاسْتِحْيَاءُ) ، تَقول: خَمَرْتُ الرَّجلَ أَخْمُره إِذا استَحْيَيْتَ مِنْهُ.
(و) الخَمْرُ: (تَرْكُ) استِعْمال (العَجِين والطِّين) . هاكذا فِي النّسَخ، الطِّين بالنُّون. وَيُقَال الطِّيب بالباءِ، كَمَا فِي أُمَّهات اللُّغَة، (ونَحْوِه) . والَّذِي فِي المُحْكَم: ونَحْوِهِما. وذالك إِذَا صَبَّ فِيهِ المَاءَ وَتَرَكَه (حتّى يَجُودَ) ، أَي يَطِيب، (كالتَّخْمِيرِ. والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ) . يُقَال: خَمَر العَجِينَ يَخْمُره ويَخْمِر، خَمْراً، وخَمَّرَه تَخْمِيراً، (وَهُوَ خَمِيرٌ) ومُخَمَّر، (وَقد اخْتَمَرَ) الطِّيبُ والعَجِينُ وَقيل: خَمَّرَ العَجيِنَ: جَعَلَ فِيهِ الخَمِيرَ.
(و) الخِمْرُ، (بالكَسْر: الغِمْرُ) . الغَيْن لُغَة فِي الخَاءِ، وَهُوَ الحِقْد. وَقد أَخْمَرَ.
(و) الخَمَرُ، (بالتَّحْرِيك: مَا وَارَاكَ من شَجَرٍ وغَيْرِهِ) ، كالجَبَل وغَيْرِه. يُقَال: تَوَارَى الصَّيْدُ عَنِّي فِي خَمَرِ الوَادِي. وخَمَرُه: مَا وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه. وَمِنْه حَديث سَهْل بنِ حُنَيف (انْطَلَقْتُ أَنَا وفُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ) . وَفِي حديثِ أَبي قَتَادَة (فابْغِنَا مَكَانا خَمَراً) ، أَي ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ. (و) فِي حَدِيث الدَّجَّال (حَتَّى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ) قَالَ ابنُ الأَثِير: هاكذا يُرْوَى. يَعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفَّ، وفُسِّر فِي الحدِيثِ أَنَّه (جَبَلٌ بالقُدْسِ) ، لكثرةِ شَجَرِه. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ أَنَّه كَتَب إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا. (يَا أَخِي إِنْ بَعُدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوح مِنَ الرُّوحِ قَرِيب، وصَيْرُ السَّمَاءِ عَلى أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرْض يَقَع) . الأَرْفَهُ: الأَخْصَب. يُرِيد أَنَّ وَطَنَه أَرْفَقُ بِهِ وأَرْفَه لَهُ، فَلَا يُفَارِقُه. كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعُوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة.
(و) قد (خَمِرَ) عَنِّي، (كفَرِح) ، يَخْمَر خَمَراً، أَي خَفِيَ و (تَوَارَى. وأَخْمَرَ) القَومُ: تَوَارَوْا بالخَمَر. وَيُقَال لِلرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه هُوَ (يَدِبُّ لَهُ الضَّرّاءَ ويَمْشِي لَهُ الخَمَرَ) .
(و) يُقَال: (أَخْمَرَتْه الأَرْضُ عَنِّي ومِنِّي وعَلَيَّ: وَارَتْهُ) وسَتَرَتْه.
(و) الخَمَر: (جَمَاعَةُ النَّاس وكَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم) ، بفَتْح فَسُكُون، (وخَُمَارِهِم) بالفَتْح (ويُضَمُّ) لُغَة فِي غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهم. يُقَال: دَخَلْت فِي خَمْرَتِهم وغَمْرَتِهِم، أَي فِي جَماعَتِهم وكَثْرَتهِم.
(و) الخَمَر: (التَّغَيُّر عَمَّا كَانَ عَلَيْه) ، وَمِنْه المَثَل: (مَا شَمَّ خِمَارَك) كَمَا سَيَأْتِي قَرِيباً.
(و) الخَمَر: (أَنْ تُخْرَزَ نَاحِيَةُ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: ناحِيَتَا أَدِيمِ، (المَزَادَةِ) ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لمَا فِي الأُمَّهاتِ، (وتُعَلَّى بخَرْزٍ آخَرَ) ، نَقَلَه الصَّانِيّ.
(و) الخَمِر (ككَتِفٍ: المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ) ، على النَّسَبِ، حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ:
وجَرَّ المَخَاضُ عَثَانِينَها
إِذا بَرَكَت بالمَكَان الخَمِرْ (والخْمْرَةُ، بالضَّمّ: مَا خُمِّرَ فِيهِ) الطِّيبُ والعَجِين، (كالخَمِيرِ والخَمِيرَةِ) ، وحُمْرَة العَجِين: مَا يُجْعَل فِيهِ من الخَمِيرَة. وَعَن الكِسَائِيّ: يُقَال: خَمَرْتُ العَجِينَ وفَطَرْته، وَهِي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل فِي العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير، وكذالِك خُمْرَةُ النَّبِيذِ والطِّيبِ. وخُبْزٌ خَمِيرٌ، وخُبْزة خَمِيرٌ، عَن اللِّحْيَانيّ كلاهُما بغَيْر هاءٍ. (و) الخُمْرَة: (عَكَرُ النَّبِيذِ) ودُرْدِيُّه. (و) يُقَال: صَلَّى لانٌ على الخُمْرَة، وَهِي (حَصِيرَةٌ صَغِيرَة) تُنْسَج (من السَّعَف) ، أَي سَعَفِ النَّخْل وتُرَمَّل بالخُيُوطُ.
وَقَالَ الزَّجَّاج: سُمِّيَت خُمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ من الأَرْض. وَقَالَ غَيْرُه: سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها، وَقد تَكَرَّر ذكْرُها فِي الحدِيث، وهاكَذا فُسِّرَت.
(و) الخُمْرَةُ: (الوَرْسُ. وأَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِي بِهَا) أَي بِتِلْك الأَشْيَاءِ. وَفِي بَعْض الأُصُول: بِه، أَي بالوَرْس، أَي بالمَجْمُوع مِنْه مَعَ غَيْره (المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا) . وَفِي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة تَطْلِي بِه المَرْأَةُ وَجْهَها، وَقد تخصرت، وَهِي لُغَة فِي الغُمْرَةِ.
(و) الخُمْرَةُ: (مَا خَامَرك، أَي خَالَطَك من الرِّيح، كالخَمَرَةِ، مُحَرَّكَةً) ، الأَخِيرَة عَن أَبِي زَيْد، (و) قيل الخُمْرَة: (الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَة) ، يُقَال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب، أَي رِيحَه، (ويُثَلَّثُ) ، الكَسْر عَن كُرَاع.
(و) الخُمْرَة: (: أَلَمُ الخَمْرِ) ، ويُوجَد فِي بَعْضِ النُّسَخ: أَلَمُ الحُمَّى، وَهُوَ غَلَط، (و) قيل: خُمْرَة الخَمْر: مَا يُصِيبُك مِن (صُدَاعها وأَذَاها) ، جَمْعُه خَمَرٌ. قَالَ الشَّاعِر:
وَقد أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ
فَلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ
(كالخُمَار) ، بالضَّمّ، (أَو) الخُمْرة والخُمَار: (مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا) . وَقيل الخُمَار: بَقِيَّةُ السُّكْرِ.
(والمُخَمِّر، كمُحَدِّث: مُتَّخِذُهَا. والخَمَّارُ: بائِعُهَا. واخْتِمَارُهَا: إِدْرَاكُها) ، وذالك عِنْد تَغَيُّر رِيحها الَّذِي هُوَ إِحْدَى عَلاَمَاتِ الإِدْرَاكِ، (وغَلَيَانُها) .
وَفِي المِصْبَاح: اخْتَمَرَت الخَمْرَةُ: أَدْرَكَت وغَلَت.
(والخِمَارُ) ، للمَرْأَة، (بالكَسْرِ: النَّصِيفُ، كالخِمِرِّ، كطِمِرِّ، الأَخِيرَة عَن ثَعْلَب) ، وأَنشد:
ثمَّ أَمَالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
(و) قِيل: (كُللله مَا سَتَرَ شَيْئاً فَهو خِمَارُه) ، وَمِنْه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي بِهِ رَأْسَها، (ج أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، (وخُمُرٌ) ، بضَمَّتَين.
(و) يُقَال: (ماشَمَّ خِمَارَكَ؟ أَي مَا غَيَّرك عَنْ حالِك، ومَا أَصابَك) يُقَال ذالِك لِلرّجُل إِذا تَغَيَّر عَمّا كَانَ عَلَيْه.
(والخِمْرَةُ مِنْهُ) ، أَي مِن الخِمَار، (كاللِّحْفَةِ من اللّحافِ) ، يُقَال: إِنّها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ. ومِنْه قَوْلُ عُمَرَ لمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (مَا أَشْبَهَ عَيْنَكَ بخِمْرَةِ هِنْد) وَهِي هَيْئة الاخْتِمار. (و) مِنْهُ المَثَل: (إِنَّ (العَوَانَ لَا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ) . يُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفِ) : أَي إِنَّ المرأَةَ المُجَرِّبة لَا تُعَلَّم كَيْفَ تَفحلُ.
(و) الخِمْرة: (وِعَاءُ بِزْرِ الكَعَابِرِ) ، وَفِي بَعْض الأُصول: العَكَابر (الَّتِي تَكُونُ فِي عِيدَانِ الشَّجَرِ، و) يُقَال: (جاءَنا) فلَان (على خِمْرَة، بالكَسْر، وَ) على (خَمَرٍ، مُحَرَّكَةً) ، أَي (فِي سِرَ وغَفْلَةٍ وخُفْيَةٍ) . قَالَ ابنُ أَحْمَر:
مِن طَارِق أَتَى على خِمْرَة
أَوْ حِسْبَةٍ تَنْفَع مَنْ يَعْتَبِرْ
فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ وَقَالَ: أَي على غَفْلَة مِنْك.
(وَتَخَمَّرَتْ بِه) أَي الخِمَار، (واخْتَمَرَتْ: لَبِسَتْه) ، وخَمَّرتْ بِهِ رَأْسها: غَطَّتْه (والتَّخْمِيرُ: التَّغْطِيَة) . وكُلُّ مُغَطَّى مُخَمَّرٌ. ورُوِيَ عَن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه قَالَ (خَمِّرُوا آنِيَتَكُم) . قَالَ أَبو عَمْرو: أَي غَطُّوا. وَفِي رِوَايَة (خَمِّروا الإِنَاءَ وأَوْكُوا السِّقَاء) . وَمِنْه الحَدِيثُ (أَنَّه أُتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَن فَقَالَ: هَلاَّ خَمَّرتَه وَلَو بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه) . وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: (كَانَ إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه وأَخْفَى عَطَسَتَه) . رَوَيْنَاه فِي الغَيْلانيّات.
(و) من المَجَاز: (المُخْتَمِرَةُ: الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ) . ونَصُّ اللَّيْث: المُخْتَمِرَةُ من الضَّأْن والْمِعَزَى هِي الت ابيَضَّ رأْسُها من بَيْن سائِرِ جَسَدِها. وَفِي التَّهْذِيب والمُحْكَم قَالُوا: هِيَ مِن الشِّيَاه: البَيْضَاءُ الرأْسِ. وَقِيلَ: هِيَ النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورَأْسُهَا أَبْيَضُ، مثل الرَّخْماءِ، مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَةِ.
قَالَ أَبو زَيْد: إِذَا ابيَضَّ رَأْسُ النَّعْجَة من بَيْن جَسَدِها فَهِيَ مُخَمَّرَةٌ ورَخْمَاءُ، ومِثْلُه فِي الأَساس وغَيْره، (وكَذَا الفَرَسُ) . يُقَال: فَرَسٌ مُخَمَّرٌ، إِذا كَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وسَائِرُ لَوْنِه مَا كَانَ، وَلَا يُقَال مُخْتَمِرٌ، وهَذَا يَدُلُّ (على) أَنَّ الَّذِي فِي كَلَام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هُوَ المُخَمَّرةُ.
(و) خَمِرَ عَلَيْهِ خَمَراً و (أَخْمَرَ: حَقَدَ وذَحَلَ. و) أَخْمَرَ (فُلاناً الشَّيْءَ: أَعطاهُ أَو مَلَّكَهُ إِيّاه) . قَالَ مُحَمَّد ابنُ كَثِير: هاذا كَلاَمٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف باليَمَن، لَا يَكَاد يُتَكَلَّم بغَيْره. يَقُولُ الرَّجُلُ: أَخْمِرْنِي كَذَا وكَذَا، أَي أَعْطِنيه هِبَةً لِي، مَلِّكْنِي إِيَّاه، ونَحْو هاذَا.
(و) أَخْمَرَ (الشَّيْءَ: أَغفَلَه) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، (و) أَخْمَرَ (الأَمْرَ: أَضْمَرَه) ، قَالَ لَبِيد:
أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنّةً
عَلَيَّ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكَابِرُ
وَعبارَة التَّهْذِيب: وأَخْمَر فُلانٌ عَلَيَّ ظِنَّةً، أَي أَضْمَرَها، وأَنْشَدَ بَيْتَ لبِيد. (و) أَخْمَرَتِ (الأَرْضُ: كَثُرَ خَمَرُهَا) ، أَي شَجَرُهَا المُلْتَفُّ. (و) يُقَال: أَخْمَرَ (العَجِينَ) وخَمَرَه إِذا (خَمَّرَه) ، كَمَا يُقَال فَطَرَه وأَفْطَرَه.
(واليَخْمُورُ: الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ) من كُلّ شَيْءٍ.
(و) اليَخْمُور أَيْضاً: (الوَدَعُ) ، واحدته يَخْمُورَةٌ.
(ومِخْمَرٌ، كمِنْبَرٍ: اسمٌ) ، وَكَذَا خُمَيْر، كزُبَيْر. (و) خُمَيْرٌ، (كزُبَيْر) أَيضاً: (ماءٌ فوقَ صَعْدَةَ) باليَمَن، (و) خُمَيْرُ (بْنُ زِيَاد) ، وخُمَيْر بنُ عَوْ بْنِ عَبْدِ عَوْف، (و) خُمَيْرٌ (الرَّحَبِيُّ، ويَزيدُ بْنُ خُمَيْرٍ) اليَزَنِي من أَهْلِ الشّام، (مُحَدِّثُونَ) . الأَخِير رَوَى عَن أَبِيه، وأَبُوه مِمَّن يَرْوِي عَن ابْنِ عُمَرَ، قالَه الذَّهَبِيّ. (وأَبُو خُمَيْرِ بْنُ مَالِكٍ: تابِعِيٌّ) . وَيُقَال: خُمَيْرٌ أَبُو مَالِك، يَرْوِي عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو، وَعنهُ عَبْدُ الكَرِيم ابنُ الحارِث. (وخَارِجَةُ بنُ الخُمَيْر) ، صَحَابِيّ، مَرَّ ذِكْره (فِي الجِيمِ) .
(و) خَمِيرٌ (كأَمِير) أَبُو الخَيْر (خَمِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ) بْنِ سَعْد (الذَّكْوَانِيُّ) ، سَمِع من إِسماعِيلَ البَيْهَقِيِّ، (و) أَبو المَعَالِي (مُحَمَّدُ بْنُ خَمِيرٍ الخُوَارَزْمِيّ) ، حَدَّثَ بشَرْح السُّنَّة عَن البَغَوِيّ. (وبَلَدِيُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِير) الخُوَارَزْميّ، أَخَذ عَنْه العُلَيْميّ.
وفاتَه: خَمِيرُ بنُ عَبْد الله الذُّهْلِيّ، عَن ابْن داسَةَ. وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد ابْن خَمِير الخَوَارَزْميّ، عَن الأَصمّ. وأَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ يُوسُف بن خَمِيرٍ، خُوَارَزْميّ أَيضاً، ضَبَطَهم الزَّمَخْشَرِيّ، (مُحَدِّثُون) .
(وذُو مِخْمَر) ، كمِنْبَر، (أَو) هُوَ (مِخْبَر) ، بالبَاءِ المُوَحَّدة، (ابنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ) مَلِك الحَبَشَة، (خَدَم النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَدِيثُه عِنْد الدِّمَشْقِيِّين، وَكَانَ الأَوزاعِيُّ يَقُول: هُوَ بالمِيمِ لَا غَيْر.
(وذَاتُ الخِمَارِ بالكَسْرِ: ع بِتِهَامَةَ) ، نَقله الصّغانِيّ. (وذُو الخِمَار) : لَقَبُ (عَوْف بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ) سَمَاعَة (ذِي الرُّمْحَيْن) ، وإِنَّمَا لُقِّب بِهِ (لأَنَّه قاتَلَ فِي خِمَارِ امرأَتِه وطَعَنَ) فِي (كَثِيرِينَ، فإِذا سُئِلَ واحِدٌ: مَنْ طَعَنَكَ؟ قَالَ: ذُو الخِمَار) .
(و) ذُو الخِمَار: (فَرسُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ) الشَّاعرِ الصَّحابِيِّ أَخِي متَمِّم. قَالَ جَرِير
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِي الخِمَار وقَعْنَب
والحَنْتَفَيْنِ لِليْلَةِ البَلْبَالِ
(و) ذُو الخِمَار: (فَرَسُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام) القُرَشِيّ، شَهِدَ عَلَيْهِ (يَوْمَ الجَمَل) ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الشِّعر.
(و) من المَجَازِ: (المُخَامَرَةُ: الإِقَامَةُ ولُزومُ المَكَانِ) . وخَامَرَ الرَّجل بَيْتَه وخَمَّرَه: لَزِمَه فَلم يَبْرَحْه، وكذالك خَامَرَ المَكَانَ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
وشاعِر يُقَالُ خَمِّرْ فِي دَعَهْ
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: المُخَامَرَة: (أَنْ تَبِيعَ حُرَّا على أَنَّه عَبْدٌ) . وَبِه فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَيِّدِنَا مُعَاذِ الآتِي ذِكْرُه.
(و) المُخَامَرَةُ: (المُقَارَبَة والمُخَالَطَة) . يُقَال: خَامَرَ الشَّيْءَ، إِذا قارَبَه وخالَطَه. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْراها وخَامَرَهُ
مِنْهَا علَى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ
وَهُوَ بالمَعْنَى الثَّانِي مَجَازٌ ومُكَرَّر.
قَالَ شَمِرٌ: والمُخَامِرٌ: المُخَالِطُ. خَامَرَهُ الدَّاءُ، إِذا خَالَطَه، وأَنْشَد:
وإِذَا تُبَاشِركَ الهُمُو
مُ فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْ
ونَحْوَ ذالِكَ قَالَ اللّيثُ فِي خامَرَه الدَّاءُ، إِذا خَالَطَ جَوْفَه.
(و) المُخَامَرَةُ: (الاسْتِتَارُ ومِنْه) المَثَل: ((خَامِرِي أُمَّ عَامِرٍ) وهِي الضَّبُعُ) ، أَي اسْتَتِرِي (ويُقَال: (خَامِرِي حَضَاجِر، أَتَاكِ مَا تُحَاذِر) . هاكَذَا وَجَدْنَاه) . وبَسَطه المَيْدَانِيّ فِي مَجْمَعِ الأَمْثَال، والزَّمَخ 2 رِيُّ فِي المُسْتَقْصَى، وابْنُ أَبِي الحَدِيد فِي شَرْحِ نِهْج البَلاَغَة، وأَبُو عَلِيّ اليوسيّ فِي زهر الأكَم. (والوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الياءِ أَو تُحَاذِرِين، بإِثْبَاتِهَا) ، والمَشْهُور عِنْد أَهْلِ الأَمْثَال هُوَ الَّذِي وَجَدَه المُصَنِّف.
(واستَخْمَرَه: استَعْبَدَه) ، بِلُغَةِ اليَمَنِ. هاكَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَك حَدِيثَ مُعَاذٍ (مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ وجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُون فَلهُ مَا قَصَرَ فِي بَيْته) . يَقُول: أَخذَهُم قَهْراً وتَمَلَّك عَلَيْهِم. فَمَا وَهَبَ المَلِكُ مِن هاؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه واخْتَارَه واسْتَجْرَاه فِي خِدْمَتِه حَتَّى جاءَ الإِسْلام وَهُوَ عِنْده عَبْدٌ فَهُوَ لَه. نَقَلَه أَبُو عُبَيْد. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَرَادَ من استَبْعَد قَوْماً فِي الجاهِليَّة ثمَّ جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه فِي بَيْتِه، لَا يَخْرُجُ مِن يَدِه. قَالَ: وهاذا مَبْنِيٌّ على إِقْرَارِ النَّاسِ على مَا فِي أَيْدِيهم.
(والمُسْتَخْمِرِ: الشِّرِّيبُ) للخَمْرِ دَائِما، كالخِمِّير وَزْناً ومَعْنًى.
(وتَخْمُرُ، كتَنْصُر) مُضارِع نَصَر: (من أَعْلامِهِنّ) ، أَبي النِّسَاءِ.
(و) يُقَال: (مَا هُو بِخَلَ وَلَا خَمْرٍ) ، أَي (لَا خَيْرَ عنْدَه وَلَا شَرَّ) . وَفِي التَّهْذِيب: لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا شَرَّ عِنْدَهُ. ويُقَالُ أَيْضاً: مَا عِنْد فُلانٍ خَلٌّ وَلَا خَمْرٌ.
(وباخَمْرَى كسَكْرَى: ة) : قَرْية بالبَادِيَة (قُرْبَ الكُوفَةِ، بهَا قَبْرُ) الإِمَامِ الشَّهِيدِ أَبِي الحَسَن (إِبراهيمَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ) المَحْضِ (بْنِ الحَسَن) المُثَنَّى (بْنِ الحَسَن) السَّبْطِ الشَّهِيدِ (ابْنِ عَلِيِّ) بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. خَرَجَ بالبَصْرَة فِي سنة 145 وبايَعَه وُجُوهُ النَّاسِ. وتَلَقَّب بأَمِير المُؤْمِنين. فَقلِقَ لذالك أَبُو جَعْفَر المَنْصُورُ، فأَرْسَلَ إِليه عِيسَى بنَ مُوسَى لقِتَاله، فاستُشْهِد السَّيِّدُ إِبراهِيمُ، وحُمِلَ رَأْسُه إِلى مِصْر، وَكَانَ ذالك لخَمْس بَين من ذِي القَعْدة سنة 145 وهُو ابنُ ثَمَان وأَرْبَعِين، كَمَا حَكَاه البُخَارِيُّ النَّسَّابة، ولَيْسَ لَهُ عَقِبٌ إِلاَّ مِن ابْنه الحَسَن، وحَفِيده إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الله بن الحَسَن هاذا جَدُّ بَنِي الأَزْرَق باليَنْبُع.
(وخُمْرانُ، بالضَّمّ: نَاحِيَةٌ بخُرَاسَانَ) . وَفِي كُتُب السَّيَرِ: فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِينَةَ إِيران شَهْر وَمَا حَوْلَها: طُوس، وأَبِيوَرْد، ونَسَا، وخُمْرانَ، حَتَّى انْتَهَى إِلى سَرَخْسَ عَنْوةً وذالِك فِي سنة 31.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رَجُل خَمِرق ككَتِفٍ: خامَرَه دَاءٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرَاه على النَّسَبِ، قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍ وكَأَنِّي خَمِرْ
ويَعْدُو علَى المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: رَجُلٌ خَمِرٌ، أَي مُخَامَرٌ. قَالَ: وهاكذا قيَّده بخَطِّه شَمِرٌ.
وعِنَبٌ خَمْرِيٌّ: يَصْلُح للخَمْرِ. ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ: يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ.
والخُمَارُ: بَقِيَّةُ السُّكْرِ، تَقول مِنْهُ رَجُلٌ خَمِرٌ أَي فِي عَقِبِ خُمَارٍ. ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِىءِ القَيْس:
أُحارُ بْنَ عَمْرٍ وفُؤادِي خَمْرِ
ورجُلٌ مَخْمُور: بِه خُمَارٌ، وخَمِرٌ كذالك، وَقد خُمِرَ خَمْراً، ورجلٌ مُخَمَّر، كمَخْمُور. وتَخَمَّرَ بالخَمْر: تَكَسَّرَ بِهِ.
وخُمْرَةُ اللَّبَنِ: رَوْبَتُه الَّتِي تَصُبُّ عَلَيْه لِيَرُوبَ سَرِيعاً رُؤْوباً.
وَقَالَ شَمِرٌ: الخَمِيرُ: الخُبْزُ فِي قَوْله:
وَلَا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيتِ خَمِيرُها أَي خُبْزُها الَّذِي خُمِّر عَجِينُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه. وطَعَامٌ خَمِير ومَخْمُورٌ فِي أَطْعِمَة خَمْرَى. ووَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِهَا قَالَ: فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا، أَي طابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور.
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخِمْرَة: الاسْتِخْفَاءُ. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
مِن طارِقٍ يَأْتِي على خِمْرَة
أَو حِسْبَةٍ تَنْفعَ مَنْ يَعْتَبِرْ
وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِه سِرًّا، أَي باحَ بِهِ. واجْعَلْه فِي سِرِّ خَمِيرِك، أَي اكْتُمْه، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي حَدِيث أَبي إِدْريسَ الخَوْلاَنِيّ قَال: (دَخَلْتُ المَسْجِدَ والنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كَانُوا) ، أَي أَوْفَرُ.
والخَمَرُ، مُحَرَّكَةً: وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئب. وقَوْلُ طَرَفَة.
سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمَ فأَبْتَغِي
بِهِ جِيرَتِي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ
قَالَ ابنُ سِيدَه: مَعْنَاهُ إِن لمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخَبَرَ، ويُرْوَى يُخَلُّوا، فَعَلَى هاذَا، الخَمَرُ هُنَا: الشَّجَرُ بعَيْنه، أَي إِن لم يُخَلُّوا لِيَ الشَّجَر أَرعَاها بِإِبِلِي هَجَوْتُهم فَكَان هِجَائي لَهُمْ سَمًّا، ويُروَى: سأَحْلُب عَيْساً، وَهُوَ (ماءُ) الفَحْل ويزعُمُون أَنّه سَمٌّ.
ومُخَمَّر، كمُعَظَّم: مَاءٌ لبَنِي قُشَيْر
ومِخْمَر، كمِنْبَرٍ: وَادٍ فِي دِيَارِ كِلاَبٍ.
وخُمَيْرَةُ، كجُهَيْنَةَ: فَرَسُ شَيْطَانِ بْن مُدْلِج الجُشَميّ.
وَفِي الحَدِيث: (مَلِّكْه عَلَى عُرْبِهِم وخُمُورِهِم) . قَالَ ابنُ الأَثِير أَي أَهْلِ القُرَى، لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون مَا عَلَيْهم من الخَراج والكُلَف والأَثْقَالِ. قَالَ: وكَذَا شَرحَه أَبُو موسَى.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة (أَنَّه كَانَ يَمْسَح على الخُفِّ والخِمَار) أَرادَت بالخِمَارِ العِمَامَة لأَن الرُّجُلَ يُغَطِّي بهَا رَأْسَه، كَمَا أَنَّ المَرْأَة تُغَطِّيه بِخِمَارِهَا؛ وذالِكَ إِذا كَان قد اعْتمَّ عِمَّةَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَك فَلَا يَسْتَطِيع نَزْعَها فِي كلِّ وَقْتٍ فتَصِير كالخُفَّيْنِ، غَيْر أَنَّه يَحْتَاجُ لِمَسْح القَلِيلِ من الرَّأْس ثمَّ يَمْسَحُ على العِمَامَة بَدَلَ الاسْتِيَعاب.
وسَارَّهُ فخَمَرَ أَنْفَه.
وَابْن يُخَامِر السَّكْسَكيُّ: صَحَابِيّ.
وأَبُو خَمِيرَةَ من كُنَاهم.
وخُمْرَةُ بالضَّمّ: امرأَةٌ كَانَت فِي زَمَنِ الوَزِير المُهَلِّبيّ، هَجَاها ابنُ سُكَّرَة، وَله فيهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِيوَان.
ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ، لَهُ صُحْبَة وَيُقَال ابنُ هَمَّار. وَذكره المصنِّف فِي (هـ ب ر) . و (هـ م ر) تبعا للصّاغَانِيّ وَلم يَذْكُره هُنَا، وهاذا أَحَدُ الأَوْجُهِ فِيهِ.
وكغُرَابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون وَهُوَ خُمَارَوَيْه. وإِسماعِيل بنُ سَعْد بنِ خَمَارٍ، كتب عَنهُ السِّلَفِيّ وسُلَيْمَان بنُ مُسْلِم بن خِمَارٍ الخِمَاريّ بِالْكَسْرِ: مُقْرِىءٌ مَشْهُور. وأَخُوه مُحَمَّد شَيْخٌ للوَاقِدِيّ. وأَبُو البَرَكَات إِبراهِيمُ بنُ أَحْمَد بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمَارِيّ، بِالضَّمِّ: مُحَدِّث، وابنُه أَبُو نُعَيم محمّد، ثِقةٌ حَدَّثَ بمُسَند مُسدّد، عَن أَحْمَد بن المُظَفَّر.
وبِفَتْح فَسُكُون خَمْرُ بن مالِكٍ صاحِبُ ابْنِ مسْعُودٍ، وَقيل فِيهِ بالتَّصْغِير.
وبِفَتْح فَضَمّ: خَمُرُ بنُ عَدِيّ بنِ مَالِك الحِمْيَرِيّ. وَفِي كِنْدَة: خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بنِ رَبيعةَ بن مُعاوية الأَكرمينَ، مُحَرَّكَةً، مِنْهُم أَبو شَمِرِ ابْن خَمرٍ، شريفٌ شَاعِر فِي الجاهِلِيَّة والإِسْلام، وَهُو القَائِل:
الوارِثُون المَجْدَ عَن خَمَر
وهم رَهْط أَبِي زُرَارَة، ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ.
وَمِنْهُم الصَّباح بن سَوادَة بن حُجْرِ بن كابِس بن قَيْس بن خَمَرٍ الكِنديّ الخَمَرِيّ. وَفِي هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَكِيلِ ابْن جُشَم بن خَيْرَانَ بن نَوْف، وهم رَهْط أَبي كُرَيْبٍ محمّد بن العَلاءِ البَكِيليّ الهَمْدَانِيّ الخَمَرِيّ.
والأُخْمور: بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر، مِنْهُم زَيْدُ بْنُ شُعَيْب بْنِ كُلَيْب الأُخْمُورِيّ المِصْرِيّ.
وَيُقَال فِيهِ الخَامِريّ أَيضاً.
وخَمِيرَوَيه. جَدُّ أَبِي الفَضْل محمّد بنِ عَبْدِ الله بن محمّد، هَرَوِيّ ثِقَةٌ.
والخُمْرِيّ، بضمّ فَسُكُون، إِلَى الخُمْرَة، وَهِي المِقْنَعة، نُسِب إِلَيْه مَنْصُور بْنُ دِينَار، وأَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الجُرْجَانِيّ، ومُحَمَّد بنُ مَرْوَانَ، وزَيْدُ بْنُ مُوسَى، الخُمْرِيُّون، محَدَّثُون.
وخَمِرٌ ككَتِف: مَوْضِع باليَمَنِ بِهِ مَشْهَدُ السَّيِّد العَلاَّمة عامِرِ بْنِ عَلَيّ ابْن الرَّشِيدِ الحُسَيْنِيّ، ذكَره ابنُ أَبِي الرِّجال فِي تَارِيخه، واختُلِف فِي القُحَيْفِ بنِ خمير بن سُلَيمٍ الخَفَاجِيّ الشَّاعِر. فضبطَه الآمِدِيّ كأَمِير. وحَكَى الأَمِيرُ فِيهِ التَّشْدِيدَ.
خمر
أصل الخمر: ستر الشيء، ويقال لما يستر به: خِمَار، لكن الخمار صار في التعارف اسما لما تغطّي به المرأة رأسها، وجمعه خُمُر، قال تعالى:
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ [النور/ 31] واختمرت المرأة وتَخَمَّرَت، وخَمَّرَتِ الإناء: غطّيته، وروي «خمّروا آنيتكم» ، وأَخْمَرْتُ العجين: جعلت فيه الخمير، والخميرة سمّيت لكونها مخمورة من قبل.
ودخل في خِمَار الناس، أي: في جماعتهم الساترة لهم، والخَمْر سمّيت لكونها خامرة لمقرّ العقل، وهو عند بعض الناس اسم لكلّ مسكر. وعند بعضهم اسم للمتخذ من العنب والتمر، لما روي عنه صلّى الله عليه وسلم: «الخمر من هاتين الشّجرتين: النّخلة والعنبة» ، ومنهم من جعلها اسما لغير المطبوخ، ثم كميّة الطّبخ التي تسقط عنه اسم الخمر مختلف فيها، والخُمَار: الداء العارض من الخمر، وجعل بناؤه بناء الأدواء كالزّكام والسّعال، وخُمْرَةُ الطيّب: ريحه، وخَامَرَهُ وخَمَرَهُ: خالطه ولزمه، وعنه استعير:
خامري أمّ عامر
(خمر) - في حديث قَيْس الأرحَبِيّ: "ملِّكه على عُربِهم وخمُورِهم".
: أي أَهلِ القُرَى، ولَعلَّه من قَولِهم: استَخمرْتُه : أي أَخذتُه قَهرًا، وأَخْمِرنِي كَذَا: أي أَعطِنِيه ومَلِّكْنِيه، على لُغَة أهل اليَمَن، لأَنَّ أَهلَ القرى مَغلُوبُون مَغْمُورونَ لِمَا عليهم من الخَراجِ والمُؤَن، ولكَوْنهم مُقِيمِين لا يستَطِيعون البَرَاحَ.
- في الحديث: "أَنَّه كان يَمسَح على الخُفِّ والخِمارِ" .
قال حُمَيد الطَّويل: يعنى العِمامَة، ولَعلَّ ذلك لأَنَّ الرجلَ يُغَطِّي رأسَه بها، كما أَنَّ المرأةَ تُغَطِّيه بخِمارها، وهذا إذا كان قد اعتَمَّ عِمَّة العرب فأَدارَها تَحتَ الحَنَك فلا يستطيع نَزْعَها في كل وقت، فتَصِير كالخُفَّين غَير أَنَّه يحتاج إلى مَسْح القَلِيل من الرّأس، ثم يمسَحُ على العِمامة بدل الاسْتِيعاب.
- في حديث عَمْرو لمُعاويةَ: "ما أَشبه عينكَ بخِمرَةِ هِنْد". : أي هَيْئة الاخْتِمار.
- ويقال: "إنَّ العَوانَ لا تُعلَّم الخِمْرة" .
خ م ر: (خَمْرَةٌ) وَ (خَمْرٌ) وَ (خُمُورٌ) مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَتُمُورٍ، يُقَالُ: (خَمْرَةٌ) صِرْفٌ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: سُمِّيَتِ (الْخَمْرُ) خَمْرًا لِأَنَّهَا تُرِكَتْ (فَاخْتَمَرَتْ) وَ (اخْتِمَارُهَا) تُغَيِّرُ رِيحُهَا. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمُخَامَرَتِهَا الْعَقْلَ. وَ (الْخِمِّيرُ) الدَّائِمُ الشُّرْبِ لِلْخَمْرِ. وَ (الْخُمَارُ) بَقِيَّةُ السُّكْرِ، تَقُولُ: رَجُلٌ (خَمِرٌ) بِوَزْنِ كَتِفٍ وَمَخْمُورٌ. وَ (اخْتَمَرَتِ) الْمَرْأَةُ لَبِسَتِ (الْخِمَارَ) وَ (الْخَمِيرُ) وَ (الْخَمِيرَةُ) مَا يُجْعَلُ فِي الْعَجِينِ، تَقُولُ: (خَمَرَ) الْعَجِينَ، أَيْ جَعَلَ فِيهِ الْخَمِيرَ، وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (التَّخْمِيرُ) التَّغْطِيَةُ يُقَالُ: خَمِّرْ إِنَاءَكَ. وَ (الْمُخَامَرَةُ) الْمُخَالَطَةُ. وَ (اسْتَخْمَرَهُ) اسْتَعْبَدَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أَوَّلُهُمْ أَحْرَارٌ» أَيْ أَخَذَهُمْ قَهْرًا وَتَمَلَّكَ عَلَيْهِمْ. 
خمر وكى كفت أَحيَاء أَبُو عُبَيْد: يَعْنِي بِاللَّيْلِ. قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو: قَوْله: خمروا آنيتكم التخمير التغطية وَمِنْه الحَدِيث الآخر أَنه أُتِي بِإِنَاء من لبن فَقَالَ: لَولَا خمرته وَلَو بِعُود تعرضه عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي تعرضه - بِضَم الرَّاء. قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو: [و -] قَوْله: وأوكوا أسقيتكم الإيكاء الشد وَاسم السّتْر والْخَيط الَّذِي يشد بِهِ السقاء الوكاء وَمِنْه حَدِيث اللّقطَة: واحفظ عفاصها ووكاءها فَإِن جَاءَ رَبهَا فادفعها إِلَيْهِ. وَقَوله: واكفتوا صِبْيَانكُمْ - يَعْنِي ضموهم إِلَيْكُم واحبسوهم فِي الْبيُوت وكل شَيْء ضممته إِلَيْك فَلَقَد كفته وَمِنْه قَول زُهَيْر يصف الدرْع وأَن صَاحبهَا ضمهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: [الْكَامِل] ومُفَاضَةٍ كالّنَّهْىِ تَنْسِجُه الصَّبَا ... بَيضاءَ كَفَّتَ فَضْلها بمُهَنَّدِ

يَعْنِي أَنه علقها بِالسَّيْفِ فَضمهَا إِلَيْهِ وَقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى {أَلَمْ نَجْعَلِ اْلأَرْض كِفَاتا أحْيَاءً وأَمْوَاتاً} يُقَال: إِنَّهَا تضمهم إِلَيْهَا مَا داموا أَحيَاء عَليّ ظهرهَا فَإِذا مَاتُوا ضمتهم إِلَيْهَا فِي بَطنهَا وروى عَن بَيَان قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ الشَّعْبِيّ بِظهْر الْكُوفَة فَالْتَفت إِلَى بيُوت الْكُوفَة فَقَالَ: هَذِه كفات الْأَحْيَاء ثُمَّ الْتفت إِلَى الْمقْبرَة فَقَالَ: وَهَذِه كفات الْأَمْوَات - يُرِيد تَأْوِيل [قَوْله -] {ألَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً أحْيَاءً وأمْوَاتاً} . وَفِي حَدِيث آخر: ضمُّوا فَوَاشِيكُمْ حتىتذهب فَحْمَةُ العِشاء والمحدثون يَقُولُونَ: قحمة. الفواشي: كل شَيْء منتشر من المَال مثل الْغنم السَّائِمَة وَالْإِبِل وَغَيرهَا. وَقَوله: حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء - يَعْنِي شدَّة سَواد اللَّيْل وظلمته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِي أَوله حَتَّى إِذا سكن فوره قَلَّت الظلمَة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: أْفْحِموا عَن الْعشَاء - يَقُول: لَا تسيروا فِي أَوله [حِين تَفُور -] الظلمَة وَلَكِن أمْهَلوا حَتَّى تسكن ذَلِك وتعتدل الظلمَة ثُمَّ سِيرُوا [و -] قَالَ لبيد: [الرمل]

واضْبِطِ اللَّيلَ إِذا طَال السُّرى ... وتَدَجَّى بعد فورٍ واعتدل
خمر: خمَّر (بالتشديد): عجن (دومب ص122، هلو).
وخَمّر على فلان: خدعه، ومكر به، وخاتله (ألف ليلة برسل 9: 362، الكالا). وفيه المصدر تخمير لمعنى: مخاتلة، خديعة، مكر، مداجاة.
خامر. خامر على فلان: خاتله، خادعه وحاول المكر به. ففي (ألف ليلة برسل 3: 199): وأنت الآخر تخامر عليّ. أي وأنت أيضاً تحاول خداعي والمكر بي. وفي طبعة ماكن: تخادعني.
وخامر: تواطأ للإضرار بآخر، اتفق على خدع القريب (بوشر).
وخامر: خان سيده وغدر به، وترك شيعته وحزنه إلى غيرهم (مملوك 1، 1: 206، محيط المحيط، المقري 2: 71هـ، الفخري ص389، 390، ألف ليلة 1: 76) وفي النويري (إفريقية ص41 و): إن الوزير مخامر عليك مع تميم.
خامر إلى فلان: انضم إليه وصار من شيعته، ففي مملوك (1، 1: 207): الذين خامروا إليه من عند أبي يزيد، أي الذين انضموا إليه بعد أن فارقوا أبا يزيد.
أخمر: أسكر (فوك).
تخمَّر: ذكرت في معجم فوك في مادة Fermentare.
واخمّر: مكر به، خادعه، خاتل (الكالا) وفي معجم فوك: تخمّر به أي سخر منه، استهزأ به، ضحك عليه.
تخامر على: خادعه، وخاتله (بوشر).
وتخامر على: غدر به سراً (بوشر).
خُمْرَة: حصيرة صغيرة، وتجمع على خُمَر (معجم الادريسي).
خَمْرِيّ: له رائحة الخمر ولونها (بوشر).
وخَمْري (عند أهل المغرب): أسمر ضارب إلى السواد، أسمر غامق (رسالة إلى السيد فليشر ص166، ابن العوام 2: 323) وفي ابن البيطار 2: 203): وأزهرت زهراً خمري اللون.
وكذلك هو عند أهل الشام لأن صاحب (محيط المحيط) يقول: الخمري من الألوان الأسود الضارب إلى الحمرة كلون الخمر الأسود.
والمرمر الخمري: هو ما يسمى في الاصطلاح الفني: رخام أسود أبرش (أي مرقط بالأبيض والأسود) ويصنع من قطع شهب سنجابية وحمر وبنفسجية اللون لصقت بعجينة من الكلس الأسود (رسالة إلى السيد فليشر ص166). وخَمري عند أهل أفريقية: خِلاسي (رسالة إلى السيد فليشر ص166).
خَمِار: منديل، مثلا منديل يغطي به الإنسان عينه حين يصاب بالرمد.
(الملابس ص170 تعليقة رقم1).
وخًمار: منديل ينخل به كالمخل، ففي شكوري (س199 ق): وينخّل على خمار صفيق.
خُمار: سخرية، استهزاء (فوك).
خَمُور: حلوى، بسيسة، قطائف (هلو).
خَمِيرة: تجمع على خمائر (فوك).
خميرة: عجينة (بوشر).
عمل خَميرة: جعل خُمْرة في العجين (الكالا).
وخَميرة: ذخيرة قديمة من المال (محيط المحيط).
خميرة النبات: فطر في أصل النبات (محيط المحيط).
وخميرة: من مصطلح الطب. ما يدق من الزهر ويعجن بالسكر (محيط المحيط).
خَمّارَة: وتجمع على خَمّارات وخَمامير: حانوت الخمار، حانة (ميخانة). (بوشر، همبرت ص138، هلو، مملوك2، 2: 164، دي ساسي طرائف 1: 159، المقري 2: 530، ألف ليلة 1: 173، 2: 111).
وفي معجم فريتاج: خمارت وهو خطأ مطبعي صوابه خمارات.
خامرجي: حلواني، صانع الحلوى وبائعها (بوشر). تَخْمير: انظرها في خَمّر.
وتخمير: من مصطلح الطب: نقع الأجزاء الدوائية التي يراد تقطيرها أو غيره لترسل قوتها فيما يقطر من ذلك الماء (محيط المحيط) (513).
مُخامر: مخاتل، خائن، غادر (بوشر).
مُخامَرة: خيانة، غدر، ختر (بوشر).
مُخْتًمِر: خبز خمير (الكالا).

مُزْنُ

مُزْنُ:
بالضم ثم السكون، وآخره نون، بلفظ جمع مزنة وهو السحاب: من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها أو أربعة، ينسب إليها بعض الرواة، قال أبو الفضل: التي بــسمرقند يقال لها مزنة وتحرك النسبة إليها وتسكن، منها أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني، روى عن علي بن البيكندي.
ومزن أيضا: بلدة بنواحي الديلم كانت من ثغور المسلمين وكان يسكنها بندار سفجان أخو بندار هرمز، قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند:
أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني من قرية من عند سمرقند على ثلاثة فرساخ منها يقال لها مزن، روى عن علي بن الحسين البيكندي وجعفر بن محمد بن مسعدة الــسمرقندي وغيرهما، روى عنه محمد بن جعفر بن الأشعث الكبوذ نجكثي ومحمد بن الفضل النيسابوري.

إِيْذَجُ

إِيْذَجُ:
الذال معجمة مفتوحة، وجيم: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي أجلّ مدن هذه الكورة، وسلطانها يقوم بنفسه، وهي في وسط الجبال، يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز والنواحي، وشربهم من عين شعب سليمان، ومزارعهم على الأمطار، ولهم بطيخ كثير وهو في هوّة، وقنطرة إيذج من عجائب الدنيا المذكورة لأنها مبنية بالصخر على واد يابس بعيد القعر، وإيذج كثيرة الزلازل، وبها معادن كثيرة، وبها ضرب من القاقلّى تنفع عصارته النّقرس، وبها بيت نار قديم كان يوقد إلى أيام الرشيد، ودونها بفرسخين صور من الماء، وهو مجمع أنهار، وكلّ ماء دائر يسمّى صورا، بفتح الصاد، يعرف هذا الموضع بفم البوّاب إذا وقع فيه إنسان أو دابّة لا يزال يدور حتى يموت ثم يقذفه إلى الشط من غير أن يغيب في الماء أو يركبه الموج، وهذا من الأمور العجيبة لأن الذي يقع فيه لا يرسب فيه ولا يعلو ماؤه عليه، ويفتتح خراجها قبل النّوروز الفارسي بشهر، وهذا الرسم أيضا مخالف لرسوم الخراج في سائر الدنيا، ومائية قصب سكرها على سائر قصب سكر الأهواز أربعة في كل عشرة، وفانيذها يعمل عمل المكراني والسنجري، ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان:
قبّح السالكون في طلب الرز ... ق، على إيذج إلى أصبهان
ليت من زارها فعاد إليها ... قد رماه الإله بالخذلان
وقال أبو سعد: إيذج في موضعين، أحدهما بلدة من كور الأهواز وبلاد الخوز، ينسب إليها جماعة من ولد المهدي بن المنصور، منهم: أبو محمد يحيى بن أحمد بن الحسن بن فورك الإيذجي، والثاني إيذج من قرى سمرقند، منها: أبو الحسين محمد بن الحسين الإيذجي، توفي سنة 387، وقال أبو بكر محمد بن موسى: إيذج من بلاد خوزستان، ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن أحمد بن الحسن الإيذجي، روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، روى عنه ابنه أبو العباس، وأحمد بن أبي حميد الإيذجي شيخ ثقة، يروي عن أبي ضمرة المدني ويوسف بن العرف والفرج بن عباد الواسطي، روى عنه جعفر ابن أحمد بن فارس، قاله أبو أحمد العسال، وأحمد ابن بهرام الإيذجي حدث عن إسحاق بن زياد العطار، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو العباس أحمد بن الحسين الإيذجي روى عن أبيه وغيره، روى عنه أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد
وغيره وآخرون كثير، قال: وإيذج من قرى سمرقند عند الجبل، ينسب إليها محمد بن الحسين أبو الحسين الإيذجي المذكور الــسمرقندي، كان جالس أبا القاسم الترمذي الحكيم وأخذ عنه من كلامه وحكمته، وقال: سمعت من أبي أحاديث أحمد من الفضل البلخي القاضي، كذا قال الإدريسي في تاريخ سمرقند.

قَطَوَانُ

قَطَوَانُ:
بالتحريك، وآخره نون، قال أبو عبيد:
القطو تقارب الخطو من النشاط، وقد قطا يقطو وهو رجل قطوان، وقال شمر: هو عندي قطوان، بسكون الطاء، وقطوان: موضع جاء ذكره في الحديث أنه يبعث منه سبعون ألف شهيد، وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: قطوان موضع بالكوفة وليس باسم قبيلة، ينسب إليه ابو الهيثم خالد ابن مخلد القطواني المحدّث المشهور، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، سمع عبيد الله بن موسى، روى عنه أبو بكر بن خزيمة وغيره، ويحيى بن يعلى أبو زكرياء الأسلمي القطواني وليس بيحيى بن يعلى المحاربي، فإن المحاربي ثقة والأسلمي ضعيف، وإسماعيل بن خالد القطواني الكوفي، وقطوان أيضا: قرية من قرى سمرقند على خمسة فراسخ منها، ينسب إليها محمد بن عصام بن أبي أحمد أبو عبد الله الفقيه القطواني، سمع محمد بن نصر المروزي، روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ، ومات سنة 352، وإسماعيل بن مسلم، شيخ حدث بقطوان عن محمد بن عمر بن علي المقدّمي، روى عنه العباس بن الفضل بن يحيى الــسمرقندي، قال أبو سعد الإدريسي صاحب تاريخ سمرقند: لا أدري أهو من أهلها أو من ساكنيها، وأبو محمد محمد بن محمد بن أيوب القطواني، كان مفتيا واعظا مفسرا، مات سنة 506، قال المؤلف، رحمة الله عليه: أنبأنا افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي الحلبي قال:
حدثنا الشيخ العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد ابن جعفر الحلمي بإسناد رفعه إلى حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: وراء سمرقند تربة يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كلّ شهيد في سبعين من أهل بيته وعترته، وقد ذكرت الحديث بطوله في بخارى.

أسر

بَاب الْأسر

اسره واعتقاه واعتاقه وارتبعه وارتبطه ونيطه
(أسر) الْبَوْل أسرا احْتبسَ فَهُوَ أسر
(أ س ر) : (اسْتَأْسَرَ) الرَّجُلُ لِلْعَدُوِّ إذَا أَعْطَى بِيَدِهِ وَانْقَادَ وَهُوَ لَازِمٌ كَمَا تَرَى وَلَمْ نَسْمَعْهُ مُتَعَدِّيًا إلَّا فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَصَفْوَانَ أَنَّهُمَا اسْتَأْسَرَا الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُمَا مِنْ هَوَازِنَ (وَقَوْلُهُ) فَأَخَذَهَا الْمُسْلِمُونَ أَسِيرًا إنَّمَا لَمْ يَقُلْ أَسِيرَةً لِأَنَّ فَعِيلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ مَا دَامَ جَارِيًا عَلَى الِاسْمِ.
أسر
الأسِيْرُ: المَحْبُوْسُ. والأسْرُ: الشد وَثَاقاً، فهو مَأْسُوْرٌ. والإسَارُ: الربَاطُ، وهو الأسْرُ أيضاً، أسَرَهُ يَأسُرُه وَيأسِرُه أسْراً وإسَاراً. والأسْرُ: قُوةُ المَفَاصِلِ والأوْصَالِ، أسَرْتُ السرْجَ والرَّحْلَ؛ فهو مَأسُوْرٌ.
والسُّيُوْرُ تُسَمى تَآسِيْرَ.
والأسْرُ: الأطْرُ.
وتَأَسرَ عَلَي الرجُلُ: إذا اعْتَل عليكَ وأبْطَأَ عَنْكَ. ويُقال: لا يُؤْسَرُ رَجُل في الإسْلَام: أي لا يُحْبَسُ بِدَيْنٍ ليس عِنْدَه وَفَاؤه.
والأسْرُ: احْتِبَاسُ البَوْلِ. وعُوْدُ أُسُرٍ. ونَبْتٌ أسِيْر: أي مُلْتَفٌ.
أسر
الأَسْر: الشدّ بالقيد، من قولهم: أسرت القتب، وسمّي الأسير بذلك، ثم قيل لكلّ مأخوذٍ ومقيّد وإن لم يكن مشدوداً ذلك .
وقيل في جمعه: أَسَارَى وأُسَارَى وأَسْرَى، وقال تعالى: وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان/ 8] .
ويتجوّز به فيقال: أنا أسير نعمتك، وأُسْرَة الرجل: من يتقوّى به. قال تعالى: وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ [الإنسان/ 28] إشارة إلى حكمته تعالى في تراكيب الإنسان المأمور بتأمّلها وتدبّرها في قوله تعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات/ 21] . والأَسْر: احتباس البول، ورجل مَأْسُور:
أصابه أسر، كأنه سدّ منفذ بوله، والأسر في البول كالحصر في الغائط.
أ س ر: (أَسَرَ) قَتَبَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ شَدَّهُ بِالْإِسَارِ بِوَزْنِ الْإِزَارِ وَهُوَ الْقِدُّ، وَمِنْهُ سُمِّيَ (الْأَسِيرُ) وَكَانُوا يَشُدُّونَهُ بِالْقِدِّ فَسُمِّيَ كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيرًا وَإِنْ لَمْ يُشَدَّ بِهِ وَ (أَسَرَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (إِسَارًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ فَهُوَ (أَسِيرٌ) وَ (مَأْسُورٌ) وَالْجَمْعُ (أَسْرَى) وَ (أَسَارَى) وَهَذَا لَكَ (بِأَسْرِهِ) أَيْ بِقَدِّهِ يَعْنِي جَمِيعَهُ كَمَا يُقَالُ بِرُمَّتِهِ وَ (أَسَرَهُ) اللَّهُ خَلَقَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ « {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} [الإنسان: 28] » أَيْ خَلْقَهُمْ وَ (الْأُسْرُ) بِالضَّمِّ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ كَالْحُصْرِ فِي الْغَائِطِ وَ (أُسْرَةُ) الرَّجُلِ رَهْطُهُ لِأَنَّهُ يَتَقَوَّى بِهِمْ. 
[أسر] أَسَرَ قَتَبَهُ يأسِرُهُ أَسْراً: شَدَّهُ بالإسارِ، وهو القِدُّ. ومنه سمِّي الأَسِيرُ، وكانوا يُشدُّونه بالقِدِّ، فسُمِّيَ كلُّ أَخِيذٍ أَسيراً وإنْ لم يُشَدَّ به. يقال: أَسَرْتُ الرجل أسرا وإسارا، فهو أسيرا ومأسور، والجمع أسرى وأسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ، أي كنْ أَسيراً لي. وهذا الشئ لك بأسره، أي بِقدِّهِ، تعني بجميعه، كما يقال برُمَّتِهِ. وأَسَرَهُ الله، أي خَلَقه. وقوله تعالى:

(وشَدَدْنا أسْرَِهُمْ) *، أي خلقهم. والاسر بالضم: احتباس البول، مثل الحصر في الغائط. تقول منه: أسر الرجل يؤسر أسرا، فهو مأسور. وتقول: هذا عود أسر، للذى يوضع على بطن المأسور الذى احتبس بوله. ولا تقل: هذا عود يسر. وأسرة الرجل: رهطه، لانه يتقوى بهم.
أس ر

أَسَرَه يَأْسِره أَسْراً وإسَارةً شَدَّه والإِسَارُ ما شُدَّ به والجمع أُسُرٌ والأسِيرُ الأَخِيذُ وأصله من ذلك وكلّ مَحْبُوسٍ في قدٍّ أو سِجْنٍ أَسِيرٌ وقَوْله تعالى {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} الإنسان 8 قال مجاهد الأَسِيرُ المَسْجُون والجَمْع أُسَرَاءُ وأُسَارَى وأَسارى وأَسْرَى وقال ثَعْلَب لَيْس الأَسْرُ بعاهة فيجعل أَسْرَى من باب جَرْحَى في المعنى ولكنه لما أصيب بالأسْر صار كالجَرِيح واللَّدِيغ فَكُسِّرَ على فَعْلَى كما كُسِّر الجَرِيحُ ونحوه هذا مَعْنى قوله والأَسْرُ شِدَّة الخَلْقِ ورَجُلٌ مَأْسُورٌ شَدِيدُ عَقْد المَفَاصِل والأَوْصَالِ وفي التَّنْزِيل {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} الإنسان 28 وكذلك الدَّابّة وأُسْرَةُ الرَّجُلِ رَهْطُه الأَدْنَوْنَ وأُسِرَ بَوْلُهُ أَسْراً احْتَبَسَ والاسْمُ الأَسْرُ والأُسْرُ وعُودُ أُسْرٍ منه
(أسر) - قَوله تَعالى: {وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} .
قال مجاهد: هو المَحبوسُ.
- ومنه حديثُ عُمَر، رضي الله عنه. "لا يُؤسَر في الإِسلام أَحدٌ بشهادة الزُّور، وإنّا لا نَقبَل إلا العُدولَ"
: أي لا يُحبَس، والأُسرَة: القِدُّ، وهي قَدرُ ما يُشَدُّ به الأَسِيرُ من القِدِّ. كالغُرفَة بقَدْر ما يُغرفَ من المَرَق.
- وفي حديث عن أبي الدَّرداءِ، رضىَ الله عنه، وقال له رجل: "إنَّ أَبِى أَخَذَه الأُسْرُ".
يَعنِي: احتِباسَ البَولِ، والرَّجل منه مَأْسُورٌ، والحُصْر: احْتِباسُ الغائِط.
- في حديث عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِب قال: "استَأْسَرَ".
يقال: استَأْسَر: أي استَسْلَم للإِسار، وانْقادَ لأنْ يُؤْسَر.
- في الحديث: "زَنَى رجلٌ في أُسْرة من النَّاس". الأُسرة: عَشِيرة الرَّجُل وأَهلُ بَيتِه؛ لأنه يتقوَّى بهم، وهو من الأَسْر أيضا وهو الشَّدّ.
- في الحديث "تَجفُو القَبيلةُ بأَسْرها".
: أي جَمِيعها، كما يقال: جاء به بِرُمَّتهِ، وبعِلمِه، وأصلُه الشَّدّ.
أسر أسر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَن رجلا أَتَاهُ فَذكر أَن شَهَادَة الزُّور قد كثرت / [فِي -] أَرضهم فَقَالَ: 0 / ب لَا يؤسر أحدٌ فِي الْإِسْلَام بشهداء السوء فإنّا لَا نقبل إِلَّا الْعُدُول. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لَا يؤسر يَعْنِي لَا يحبس وأصل الْأسر الْحَبْس وكل مَحْبُوس فَهُوَ أَسِير قَالَ: وَكَذَلِكَ يرْوى عَن مُجَاهِد فِي قَوْله [عز وَجل -] {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيْناً وَّيَتِيْماً وَّأسِيْراً} قَالَ: الْأَسير المسجون. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه جَدب الــسَّمَر بعد عَتَمة. قَوْله: جَدَبَ الــسَّمر يَعْنِي عابه وذَمّه وكل عائب فَهُوَ جادب قَالَ ذُو الرمّة: [الطَّوِيل]

فيا لكَ من خَدّ أسيل ومَنْطِقٍ ... رَخيمٍ وَمن خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادبه [ويروى -] : وَمن وَجه تعلّل جادبه يَقُول: لم يجد فِيهِ مقَالا فَهُوَ يتعلّل بالشَّيْء يَقُوله وَلَيْسَ بِعَيْب. وَهَذَا من عمر فِي كَرَاهَة الــسمر مثل حَدِيثه الآخر أنّه كَانَ يَنُشّ النَّاس بعد الْعشَاء بِالدرةِ [و -] يَقُول: انصرفوا إِلَى بُيُوتكُمْ. هَكَذَا الحَدِيث ينش
أسر
أسَرَ يَأسِر، أَسْرًا وإسارًا، فهو آسِر، والمفعول مَأْسور وأسير
• أسَر جُنديًّا:
1 - قبض عليه وأخذه أسيرًا في الحرب "ليس بعد الإسار إلاّ القتل- {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} ".
2 - شدَّه بالإسار وقيَّده.
• أسَر لُبَّه: خلبه ونال إعجابه "منطق/ جمالٌ آسِر: خالبٌ للُّبّ أخّاذ".
• أسَر اللهُ الإنسانَ: أحكم خَلْقه " {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} ". 

استأسرَ يستأسر، استِئسارًا، فهو مستأسِر، والمفعول مُسْتَأسَر (للمتعدِّي)
• استأسر الجنديُّ: أسلم نفسه أسيرًا.
• استأسر الشَّخصَ: أخذه أسيرًا، استسلم لأسره. 

إسار [مفرد]: ج أُسُر (لغير المصدر):
1 - مصدر أسَرَ.
2 - ما يُقيَّد به الأسير من حبل أو قيد "قيَّده بالإسار".
3 - قَبْضة "وقع في إسار المرابين". 

أَسْر [مفرد]:
1 - مصدر أسَرَ.
2 - قيدٌ "وُضِع في الأسْر" ° بأسره: كلّه أو جميعه.
3 - إخضاع لقوّة أو تأثير.
4 - حَبْس، مكان حجز أو اعتقال "عاش في الأسر لمدّة طويلة".
• الأسْر: الخلق، ويطلق على الأعضاء والمفاصل " {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} ". 

أُسْر/ أُسُر [مفرد]: (طب) احتباس البول وفيه يستمرّ إفراز البول لكنّه يحتبس في المثانة. 

أُسْرة [مفرد]: ج أُسُرات وأُسْرات وأُسَر:
1 - عائلة، أهل الرجل وعشيرته "ذهب هو وأُسْرته إلى المصيف- أسّس أُسْرة ناجحة" ° الأُسْرة المالكة: أهل الملك أو الملكة- ربُّ الأُسْرة: عائلها والمسئول عنها.
2 - جماعة يربطها أمر مشترك "أُسْرة الجمعيّة التَّعاونيّة- الأُسْرة التعليميَّة: العاملون في حقل التعليم" ° أُسْرة اللُّغات السَّاميَّة: فصيلة اللغات الساميَّة- أُسْرة عمل: فريق عمل. 

أُسَرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أُسْرة: "لابدّ من التمسّك بالراوبط الأُسَريّة". 

أَسير [مفرد]: ج أَسارَى وأُسارَى وأَسْرى وأُسَراءُ، مؤ أسيرة، ج مؤ أسيرات وأَسْرى: صفة ثابتة للمفعول من أسَرَ: مَنْ يؤخذ في حرب أو معركة، ويستوي فيه المذكّر والمؤنّث "تبادل الجيشان الأسرى- هذا رجلٌ أسيرٌ- {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} " ° أسير التَّقاليد: مُكبَّل بقيودها- أسير الشَّهوة: مستسلم لها. 

أسر: الأُسْرَةُ: الدِّرْعُ الحصينة؛ وأَنشد:

والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ، والْـ

ـبَيْضُ المُكَلَّلُ، والرِّمَاح

وأَسَرَ قَتَبَهُ: شدَّه. ابن سيده: أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً

وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار. والإِسارُ: ما شُدّ به، والجمع أُسُرٌ. الأَصمعي: ما

أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه أَي ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ؛ والقِدُّ

الذي يُؤُسَرُ به القَتَبُ يسمى الإِسارَ، وجمعه أُسُرٌ؛ وقَتَبٌ مَأْسور

وأَقْتابٌ مآسير.

والإِسارُ: الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ، ومنه سمي الأَسير، وكانوا

يشدّونه بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به. يقال:

أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وإساراً، فهو أَسير ومأْسور، والجمع أَسْرى

وأُسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ أَي كن أَسيراً لي. والأَسيرُ: الأَخِيذُ، وأَصله

من ذلك. وكلُّ محبوس في قدٍّ أَو سِجْنٍ: أَسيرٌ. وقوله تعالى: ويطعمون

الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً؛ قال مجاهد: الأَسير المسجون،

والجمع أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى. قال ثعلب: ليس الأَسْر بعاهة

فيجعل أَسرى من باب جَرْحى في المعنى، ولكنه لما أُصيب بالأَسر صار

كالجريح واللديغ، فكُسِّرَ على فَعْلى، كما كسر الجريح ونحوه؛ هذا معنى قوله.

ويقال للأَسير من العدوّ: أَسير لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار، وهو

القِدُّ لئلا يُفلِتَ. قال أَبو إِسحق: يجمع الأَسير أَسرى، قال: وفَعْلى جمع

لكل ما أُصيبوا به في أَبدانهم أَو عقولهم مثل مريض ومَرْضى وأَحمق

وحمَقْى وسكران وسَكْرى؛ قال: ومن قرأَ أَسارى وأُسارى فهو جمع الجمع. يقال:

أَسير وأَسْرَى ثم أَسارى جمع الجمع. الليث: يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً

وأُسِر بالإِسار، والإِسار الرِّباطُ، والإِسارُ المصدر كالأَسْر.

وجاءَ القوم بأَسْرِهم؛ قال أَبو بكر: معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم.

والأَسْرِ في كلام العرب: الخَلْقُ. قال الفراء: أُسِرَ فلانٌ أَحسن

الأَسر أَي أَحسن الخلق، وأَسرَهَ الله أَي خَلَقَهُ. وهذا الشيءُ لك بأَسره

أَي بِقدِّه يعني كما يقال برُمَّتِه. وفي الحديث: تَجْفُو القبيلة

بأَسْرِها أَي جميعها. والأَسْرُ: سِدَّة الخَلْقِ. ورجل مأْسور ومأْطور:

شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال، وكذلك الدابة. وفي التنزيل: نحن خلقناهم

وشددنا أَسْرَهم؛ أَي شددنا خَلْقهم، وقيل: أَسرهم مفاصلهم؛ وقال ابن

الأَعرابي: مَصَرَّتَيِ البَوْل والغائط إِذا خرج الأَذى تَقَبَّضَتا، أَو

معناه أَنهما لا تسترخيان قبل الإِرادة. قال الفراء: أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ

الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر، ويقال: فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا

كان معصوب الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ؛ وقال العجاج يذكر رجلين كانا

مأْسورين فأُطلقا: فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ،

مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ.

يعني شُرِّفا بعد ضيق كانا فيه. وقوله: من إِسارٍ وأَسَرٍ، أَراد:

وأَسْرٍ، فحك لاحتياجه إِليه، وهو مصدر. وفي حديث ثابت البُناني: كان داود،

عليه السلام، إِذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا يشدّها إِلاَّ

الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ.

والأَسْرُ: القوة والحبس؛ ومنه حديث الدُّعاء: فأَصْبَحَ طَلِيقَ

عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك؛ الإِسارُ، بالكسر: مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً

وإِساراً، وهو أَيضاً الحبل والقِدُّ الذي يُشدّ به الأَسير.

وأُسْرَةُ الرجل: عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم. وفي

الحديث: زنى رجل في أُسْرَةٍ من الناس؛ الأُسْرَةُ: عشيرة الرجل وأَهل

بيته.وأُسِرَ بَوْلُه أَسْراً: احْتَبَسَ، والاسم الأَسْرُ والأُسْرُ، بالضم،

وعُودُ أُسْرٍ، منه.

الأَحْمر: إِذا احتبس الرجل بَوْله قيل: أَخَذَه الأُسْرُ، وإِذا

احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ. ابن الأَعرابي: هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ، وهو

الذي يُعالَجُ به الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه. قال: والأُسْرُ

تَقْطِيرُ البول وحزُّ في المثانة وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ. يقال:

أَنالَه اللهُ أُسْراً. وقال الفراء: قيل عود الأُسْر هو الذي يُوضَعُ على بطن

المأْسور الذي احْتَبَسَ بوله، ولا تقل عود اليُسْر، تقول منه أُسِرَ

الرجل فهو مأْسور. وفي حديث أَبي الدرداء: أَن رجلاً قال له: إِنَّ أَبي

أَخَذه الأُسر يعني احتباس البول.

وفي حديث عُمر: لا يُؤُسَر في الإِسلام أَحد بشهادة الزور، إِنا لا نقبل

العُدول، أَي لا يُحْبس؛ وأَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ، وهي قَدْر ما

يُشَدُّ به الأَسير.

وتآسِيرُ السَّرْجِ: السُّيور التي يُؤُسَرُ بها.

أَبو زيد: تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إِذا اعتلّ وأَبطأَ؛ قال

أَبو منصور: هكذا رواه ابن هانئ عنه، وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه عنه

بالنون: تأَسَّنَ، وهو وهمٌ والصواب بالراءِ.

أسر: قالوا: أسروا بعلج يريدون: أسروا علجاً (أماري 432).
وخشي أن تأسره البينات: خشي أن يجدوا بينات تدينه (بربر 1: 416).
ائتسر: اسر (الكالا).
أَسْرٌ: رق، عبودية (الكالا).
أس ر

يقال: حلّ إساره فأطلقه وهو القد الذي يؤسر به، وليس بعد الإسار إلا القتل أي بعد الأسر. واستأسر للعدو. وتقول: من تزوج فهو طليق قد استأسر، ومن طلق فهو بغاث قد استنسر. وبه أسر من البول وقد أخذه الأسر. وفي أدعيتهم: أبى لك الله أسراً. وعولج فلا بعود أسر، وهو الذي يوضع على بطن المأسور فيبرأ. وتقول العامة: عود يسر وهو خطأ إلا أن يقصدو به التفاؤل. وقد أسر فلان. وهم رهطي وأسرتي. وتقول: ما لك أسرة، إذا نزلت بك عسره.

ومن المجاز: شد الله تعالى أسره أي قوى إحكام خلقه، من قولهم: ما أحسن ما أسر قتبه، وهو أن يربط طرفي عرقوبي القنب برباط، وكذلك ربط أحناء السرج بالسيور.

لما

لما: على أَرْبَعَة أوجه ظرفية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وجازمة مثل لما يضْرب وحرف الِاسْتِثْنَاء مثل قَوْله تَعَالَى: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} وَفعل مَاض للمثنى من اللم بِمَعْنى الْجمع وَالنُّزُول - قَالَ سِيبَوَيْهٍ أعجب الْكَلِمَات كلمة لما أَن دخلت على الْمَاضِي تكون ظرفا - وَإِن دخلت على الْمُضَارع تكون حرفا - وَإِن دخلت على غَيرهمَا تكون بِمَعْنى إِلَّا كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} أَي إِلَّا عَلَيْهَا.
(لما)
يُقَال مَا يلمو فَم فلَان بِكَلِمَة أَي لَا يستعظم شَيْئا تكلم بِهِ من قَبِيح وَالشَّيْء لموا أَخذه بأجمعه (وَانْظُر لمأ)
[لما] نه: في ح المولد:
"فلمأتها" نورًا يضيء له
ما حوله، لمأتها: أبصرتها، فيه: ولمحتها، واللمؤ واللمح: سرعة إبصار الشيء.
[لما] نه: فيه: ظل "ألمى"، هو الشديد الخضرة المائل إلى السواد، تشبيهًا باللمى الذي يعمل في الشفة واللثة من خضرة أو زرقة أو سواد. وفيه: أنشدك الله "لما" فعلت كذا، أي إلا فعلته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة، وقرئ بهما قوله تعالى "لما عليها-" أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وإن كل نفس لعليها حافظ. ج: أسألك بحق "لما" حدثتني، إن كان مشددة الميم فلما استثنائية وإلا فما زائدة واللام للقسم أو للتأكيد. ك: "لما" أدخلتماني على عائشة، لما- بخفة ميم، و"ما" زائدة بتشديده بمعنى إلا، أي ما أطلب منكما إلا الإدخال.
باب لو
(لما) - في الحديث: "أَنْشُدُكَ الله لمَّا فَعلْتَ كذا"
: أي إلَّا فَعَلتَهُ .
وتكونُ لمَّا بمعنَى إِلَّا أَيضاً إذا كان قبلَه إن بمعنَى النَّفى؛ وَذلك نحو قَولِه تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}
: أي مَا كلُّ نَفْسٍ إلاَّ عليها حافظ.
- وقوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}
وفي القُرآن وَجْهٌ آخر بمَعْنَى لَمْ، كقَوله تَعالى: {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ}
: أي لم يَأْتِكم.
وَوَجه ثالث - بمَعْنَى الحين؛ وهو إذَا دَخلَت على الفِعْلِ المَاضِى، كقَوله: {أولَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} ، {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}  والذى هو بمعنَى "لم" يَدخُل على الفِعْل المُستَقبلِ
قال الكِسَائىُّ: لَمَّا تكُون جَحْدًا، نحو قَولك : جِئتُكَ وَلمَّا يُدركْ الرُّطَب.
وَتكونُ انتِظارًا وَتَوقُّعاً، وَتكون وَقتاً لِما مَضىَ؛ وَتكون بمعنَى: إلَّا. يُقَال: تَالله لمَّا قُمْتَ: أي إلاَّ.
لما
لَمَا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف بمعنى حين، وهي تخفيف لمّا (انظر: ل م م ا - لمَّا) " {لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} ".
2 - كلمة مكوَّنة من لام التأكيد، و (ما) الزائدة للتأكيد أيضًا " {وَإِنَّ كُلاًّ لَمَا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} [ق] ". 

لِمَا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - كلمة مكوَّنة من اللاّم وهي حرف جرّ للتعليل، و (ما) اسم موصول بمعنى الذي " {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} ".
2 - كلمة مكوَّنة من لام الجرّ التي تفيد التعليل، و (ما) المصدريَّة " {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لِمَا صَبَرُوا} [ق]: لصبرهم".
3 - كلمة مكوَّنة من لام الجرّ التي بمعنى عند، و (ما) المصدريَّة " {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لِمَا جَاءَهُمْ} [ق]: عند مجيئه إيّاهم". 
(لما)
لما على ثَلَاثَة أوجه

(الْوَجْه الأول) أَن تخْتَص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه مَاضِيا كلم إِلَّا أَنَّهَا تفارقها فِي خَمْسَة أُمُور
أَحدهَا أَنَّهَا لَا تقترن بأداة شَرط فَلَا يُقَال إِن لما تقم و (لم) تقترن بهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِن لم تفعل}
وَالثَّانِي أَن منفيها مُسْتَمر النَّفْي إِلَى الْحَال كَقَوْل الممزق الْعَبْدي
(فَإِن كنت مَأْكُولا فَكُن خير آكل ... وَإِلَّا فأدركني وَلما أمزق)
ومنفي لم يحْتَمل الِاتِّصَال وَمِنْه فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلم أكن بدعائك رب شقيا} والانقطاع كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لم يكن شَيْئا مَذْكُورا} وَلِهَذَا جَازَ لم يكن ثمَّ كَانَ وَلم يجز لما يكن ثمَّ كَانَ بل يُقَال لما يكن وَقد يكون
الثَّالِث أَن منفي لما لَا يكون إِلَّا قَرِيبا من الْحَال وَلَا يشْتَرط ذَلِك فِي منفي لم تَقول لم يكن ذَلِك الرجل فِي الْعَام الْمَاضِي مُقيما وَلَا يجوز لما يكن
الرَّابِع أَن منفي لما متوقع ثُبُوته بِخِلَاف منفي لم أَلا ترى أَن معنى {بل لما يَذُوقُوا عَذَاب} أَنهم لم يذوقوه إِلَى الْآن وَأَن ذوقهم لَهُ متوقع
الْخَامِس أَن منفي لما جَائِز الْحَذف لدَلِيل كَقَوْلِه
(فَجئْت قُبُورهم بدءا وَلما ... )
أَي وَلما أكن بدءا قبل ذَلِك أَي سيدا وَلَا يجوز وصلت إِلَى بَغْدَاد وَلم تُرِيدُ وَلم أدخلها

(الْوَجْه الثَّانِي) أَن تخْتَص بالماضي فتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عِنْد وجود أولاهما نَحْو لما جَاءَنِي أكرمته وَيُقَال فِيهَا حرف وجود لوُجُود وَبَعْضهمْ يَقُول حرف وجوب لوُجُوب وَقيل هِيَ ظرف بِمَعْنى حِين

(الْوَجْه الثَّالِث) أَن تكون حرف اسْتثِْنَاء بِمَعْنى إِلَّا فَتدخل على الْجُمْلَة الاسمية وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} فِيمَن شدد الْمِيم وعَلى الْمَاضِي لفظا لَا معنى نَحْو أنْشدك الله لما فعلت أَي مَا أَسأَلك إِلَّا فعلك

لما: لمَا لَمْواً: أَخذ الشيءَ بأَجمعه. وأَلْمى على الشيء: ذهَب به

؛ قال:

سامَرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ،

وصَوْتُ صَحْنَيْ قَيْنةٍ مُغَنِّيَهْ

واللُّمةُ: الجَماعة من الناس . وروي عن فاطمة البَتُول ، عليها السلام

والرَّحْمةُ ، أَنها خرجت في لُمةٍ من نسائها تَتَوَطأُ ذيْلَها حتى

دخلت على أَبي بكر الصديق ، رضي الله عنه، فعاتَبَتْه ، أَي في جماعة من

نسائها ؛ وقيل اللُّمةُ من الرجال ما بين الثلاثة إلى العشرة. الجوهري :

واللُّمة الأَصْحاب بين الثلاثة إلى العشرة. واللُّمة: الأُسْوة. ويقال :

لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة. واللُّمةُ: المثل يكون في الرجال والنساء، يقال: تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله. ولُمةُ الرجلِ: تِرْبُه

وشَكْلُه، يقال: هو لُمَتي أَي مِثلِي . قال قيس بن عاصم: ما هَمَمْت بأَمة

ولا نادَمت إلا لُمة. وروي أَن رجلاً تزوج جارية شابَّة زمن عمر، رضي

الله عنه، فَفَرِكَتْه فقَتَلَتْه، فلما بلغ ذلك عمر قال: يا أَيها الناس

ليَتَزَوَّجْ كلُّ رجلٍ منكم لُمَتَه من النساء، ولْتَنْكِحِ المرأَةُ

لُمّتَها من الرجال أَي شكلَه وتِرْبَه؛ أَراد ليتزوج كل رجل امرأَة على

قَدْرِ سنه ولا يتزوَّجْ حَدَثةً يشقُّ عليها تزوّجه؛ وأَنشد ابن

الأعرابي:قَضاءُ اللهِ يَغْلِبُ كلَّ حيٍّ،

ويَنْزِلُ بالجَزُوعِ وبالصَّبُورِ

فإنْ نَغْبُرْ، فإنَّ لَنا لُماتٍ،

وإنْ نَغْبُرْ، فنحنُ على نُذورِ

يقول: إنْ نَغْبُر أَي نَمْض ونَمُتْ ، ولنا لُماتٍ أَي أَشْباهاً

وأَمثالاً، وإن نَغْبرُ أَي نَبْق فنحن على نُذور ، نُذورٌ جمع نَذْر، أَي

كأَنا قد نَذَرْنا أَن نموت لا بدَّ لنا من ذلك ؛ وأَنشد ابن بري :

فَدَعْ ذِكْرَ اللُّماتِ فقد تَفانَوْا،

ونَفْسَكَ فابْكِها قبلَ المَماتِ

وخص أَبو عبيد باللُّمة المرأَة فقال: تزوج فلان لُمَته من النساءِ أَي

مثله . واللُّمةُ: الشَّكْلُ. وحكى ثعلب: لا تُسافِرَنَّ حتى تُصيب

لُمةً أَي شَكلاً . وفي الحديث: لا تُسافروا حتى تُصيبوا لُمةً أَي رُفْقةً.

واللُّمَةُ: المِثل في السنِّ والتَّرْب. قال الجوهري: الهاء عوض من

الهمزة الذاهبة من وسطه ، وقال: وهو مما أُخذت عينُه كسَهٍ ومُذْ ،

وأَصلها فُعْلةٌ من المُلاءمة وهي الموافقة . وفي حديث علي ، رضي الله عنه :

أَلا وإنَّ مُعاويةَ قادَ لُمةً من الغُواةِ أَي جماعة. واللُّماتُ:

المُتَوافِقُون من الرجال. يقال: أَنتَ لي لُمةٌ وأَنا لَكَ لُمةٌ، وقال في

موضع آخر: اللُّمَى الأَتْراب. قال الأَزهري: جعل الناقص من اللُّمة واواً

أَو ياء فجمعها على اللُّمى، قال: واللُّمْيُ، على فُعْلٍ جماعة لَمْياء،

مثل العُمْي جمع عَمْياء: الشِّفاهُ السود.

واللَّمَى، مقصور: سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن، وقيل: شَرْبة

سَوادٍ، وقد لَمِيَ لَمًى. وحكى سيبويه: يَلْمِي لُمِيّاً إِذا اسودَّت

شفته. واللُّمَى، بالضم: لغة في اللَّمَى؛ عن الهجري، وزعم أَنها لغة أَهل

الحجاز، ورجل أَلْمَى وامرأَة لَمْياء وشَفَةٌ لَمْياء بَيِّنَةُ

اللَّمَى، وقيل: اللَّمْياء من الشِّفاهِ اللطِيفةُ القليلةُ الدم، وكذلك

اللِّثةُ اللَّمْياء القليلة اللحم. قال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي عن اللَّمى

مرة فقال هي سُمرة في الشفة، ثم سأَلته ثانية فقال هو سَواد يكون في

الشفتين؛ وأَنشد:

يَضْحَكْنَ عن مَثْلُوجةِ الأَثْلاجْ،

فيها لَمًى مِن لُعْسةِ الأَدْعاجْ

قال أَبو الجراح: إن فلانة لَتُلَمِّي شفتيها. وقال بعضهم: الأَلَمى

البارد الرِّيق، وجعل ابن الأَعرابي اللَّمَى سواداً. والتُمِيَ لونُه: مثل

التُمِعَ، قال: وربما هُمِز. وظِلٌّ أَلْمَى: كثيفٌ أَسودُ؛ قال طَرفة:

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى، كأَنَّ مُنَوِّراً

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِي

أَراد تَبْسِم عن ثَغْرٍ أَلمَى اللِّثات، فاكتفى بالنعت عن المنعوت.

وشجرة لَمْياء الظل: سوداء كثيفة الورق؛ قال حميد بن ثور:

إِلى شَجَرٍ أَلمَى الظِّلالِ، كأَنه

رَواهبُ أَحْرَ مْنَ الشرابَ، عُذُوبُ

قال أَبو حنيفة: اختار الرواهب في التشبيه لسواد ثيابهن. قال ابن بري:

صوابه كأَنها رَواهِبُ لأَنه يصف رِكاباً؛ وقبله.

ظَلَلْنا إِلى كَهْفٍ، وظَلَّتْ رِكابُنا

إِلى مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ

وقوله: أَحْرَمْن الشَّرابَ جَعلْنه حَراماً، وعُذُوب: جمع عاذِب وهو

الرافع رأْسه إِلى السماء. وشجر أَلمَى الظِّلال: من الخُضرة. وفي الحديث:

ظِلٌّ أَلْمَى؛ قال ابن الأَثير: هو الشديد الخُضرة المائل إِلى السواد

تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو

سواد؛ قال محمد بن المكرَّم: قوله تشبيهاً باللمى الذي يُعمل في الشفة

واللِّثة يدل على أَنه عنده مصنوع وإِنما هو خلقة اهـ. وظِلٌّ أَلمَى: بارد.

ورُمْح أَلمَى: شديد سُمْرة اللِّيط صُلْب، ولمَاهُ شِدَّةُ لِيطِه

وصَلابَته. وفي نوادر الأَعراب: اللُّمةُ في المِحْراث ما يَجرُّ به الثور

يُثير به الأَرض، وهي اللُّومةُ والنَّوْرَجُ.

وما يَلْمُو فم فلان بكلمة؛ معناه أَنه لا يستعظم شيئاً تكلم به من

قبيح، وما يَلْمَأْ فمُهُ بكلمة: مذكور في لمأَ بالهمز.

قَهَنْدَز

قَهَنْدَز:
بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، وفتح الدال، وزاي، وهو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرّواة يسمونه قهندز وهو تعريب كهندز معناه القلعة العتيقة، وفيه تقديم وتأخير لأن كهن هو العتيق ودز قلعة ثم كثر حتى اختصّ بقلاع المدن، ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة، وهو في مواضع كثيرة، منها: قهندز سمرقند، وقهندز بخارى، وقهندز بلخ، وقهندز مرو، وقهندز نيسابور، وفي مواضع كثيرة، وقد نسب إلى بعضها قوم، فممن نسب إلى قهندز نيسابور الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين أبو سعيد القهندزي النيسابوري، وعمر وقيس ومسعود بنو عبد الله بن رزين القهندزي، وأحمد بن عمرو أبو سعيد القهندزي النيسابوري، سمع الفضل بن دكين وغيره، وعبد الله بن حمّاد أبو حمّام القهندزي، سمع نهشل بن سعيد وغيره، وقهندز هراة، نسب إليه أبو سهل الواسطي، ونسب إلى قهندز سمرقند أحمد بن عبد الله القهندزي الــسمرقندي أبو محمد ذكره أبو سعيد الإدريسي في تاريخ سمرقند، يروي عن عمّار بن نصر، روى عنه سهل بن خلف وغيره، وممن ينسب إلى قهندز بخارى أبو عبد الرحمن محمد بن هارون الأنصاري القهندزي البخاري، سمع ابن المبارك وابن عيينة والفضيل بن عياض، روى عنه أسباط بن اليسع البخاري وغيره، وممن ينسب إلى قهندز هراة أبو بشر القهندزي، روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الإمام وغيره، وقد ضبطه بعضهم بالضم والأصل ما أثبتناه.

إِشْتِيخَن

إِشْتِيخَن:
بالكسر ثم السكون، وكسر التاء المثناة، وياء ساكنة، وخاء معجمة مفتوحة، ونون: من قرى صغد سمرقند، بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ، قال الإصطخري: وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى، وهي على غاية النزهة وكثرة البساتين والقرى والخصب والأشجار والثمار والزروع، ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار مطردة وضياع، ومن بعض قراها عجيف بن عنبسة، وبها قراه، إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها المعتمد على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم: أبو بكر محمد ابن أحمد بن متّ الإشتيخني كان من أئمة أصحاب الشافعي، حدث بصحيح البخاري عن الفربري، توفي في سنة 381، وقيل: سنة 388 وغيره. 

أُشْرُوسَنَةُ

أُشْرُوسَنَةُ:
بالضم ثم السكون، وضم الراء، وواو ساكنة، وسين مهملة مفتوحة، ونون، وهاء، أورده أبو سعد، رحمه الله، بالسين المهملة، وهذا الذي أوردته هاهنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل تلك البلاد: وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون وسمرقند، وبينها وبين سمرقند ستة وعشرون فرسخا، معدودة في الإقليم الرابع، طولها إحدى وتسعون درجة وسدس وعرضها ست وثلاثون درجة وثلثان، قال الإصطخري: أشروسنة اسم الإقليم كما أنّ الصّغد اسم الإقليم، وليس بها مكان ولا مدينة بهذا الاسم، والغالب عليها الجبال، والذي يطوف بها من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة، ومن غربيها حدود سمرقند، وشماليها الشاش وبعض فرغانة، وجنوبيها بعض حدود كشّ والصغانيان وشومان وواشجرد وراشت، ومدينتها الكبرى يقال لها بلسان الأشروسنة، ومن مدنها: بنجيكت وساباط وزامين وديزك وخرقانة، ومدينتها التي يسكنها الولاة بنجيكت، ينسب إلى أشروسنة أمم من أهل العلم منهم: أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن جندبك، وقيل: جند لك الأشروسني.

البصرة

ذكر خطط البصرة وقراها
وقد ذكرت بعض ذلك في أبوابه وذكرت بعضه هاهنا، قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان حمران ابن أبان للمسيّب بن نجبة الفزاري أصابه بعين التمر فابتاعه منه عثمان بن عفّان وعلمه الكتابة واتخذه كاتبا، ثم وجد عليه لأنه كان وجّهه للمسألة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فارتشى منه وكذّب ما قيل فيه، ثم تيقّن عثمان صحة ذلك فوجد عليه
وقال: لا تساكنّي أبدا، وخيّره بلدا يسكنه غير المدينة، فاختار البصرة وسأله أن يقطعه بها دارا وذكر ذرعا كثيرا استكثره عثمان وقال لابن عامر:
أعطه دارا مثل بعض دورك، فأقطعه دار حمران التي بالبصرة في سكة بني سمرة بالبصرة، كان صاحبها عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف، قال المدايني: قال أبو بكرة لابنه: يا بنيّ والله ما تلي عملا قط وما أراك تقصر عن إخوتك في النفقة، فقال: إن كتمت عليّ أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: فإني أغتلّ من حمّامي هذا في كلّ يوم ألف درهم وطعاما كثيرا. ثم إنّ مسلما مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمّامه، فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمّام، وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة إلّا بإذن الولاة، فأذن له واستأذن غيره فأذن له وكثرت الحمامات، فأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسد عليه حمّامه فجعل يلعن عبد الرحمن ويقول: ما له قطع الله رحمه! وكان لزياد مولى يقال له فيل، وكان حاجبه، فكان يضرب المثل بحمّامه بالبصرة، وقد ذكرته في حمام فيل. نهر عمرو: ينسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان. نهر ابن عمير: منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك اللّيثي، كان عبد الله بن عامر بن كريز أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر، ومن اصطلاح أهل البصرة أن يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا، نحو قولهم طلحتان:
نهر ينسب إلى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد الله. خيرتان: منسوب إلى خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلّب بن أبي صفرة. مهلّبان:
منسوب إلى المهلّب بن أبي صفرة، ويقال بل كان لزوجته خيرة فغلب عليه اسم المهلب، وهي أمّ أبي عيينة ابنه. وجبيران: قرية لجبير بن حيّة.
وخلفان: قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات. طليقان: لولد خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي، وكان خالد ولي قضاء البصرة. روّادان: لروّاد بن ابي بكرة.
شط عثمان: ينسب إلى عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وقد ذكرته، فأقطع عثمان أخاه حفصا حفصان وأخاه أميّة أميّان وأخاه الحكم حكمان وأخاه المغيرة مغيرتان. أزرقان: ينسب إلى الأزرق بن مسلم مولى بني حنيفة. محمّدان: منسوب إلى محمد ابن علي بن عثمان الحنفي. زيادان: منسوب إلى زياد مولى بني الهجيم جدّ مونس بن عمران بن جميع بن يسار بن زياد وجد عيسى بن عمر النحوي لأمّهما.
عميران: منسوب إلى عبد الله بن عمير الليثي. نهر مقاتل بن حارثة بن قدامة السعدي. وحصينان:
لحصين بن أبي الحرّ العنبري. عبد الليان: لعبد الله بن أبي بكرة. عبيدان: لعبيد بن كعب النّميري. منقذان: لمنقذ بن علاج السّلمي. عبد الرحمانان: لعبد الرحمن بن زياد. نافعان: لنافع ابن الحارث الثقفي. أسلمان: لأسلم بن زرعة الكلابي. حمرانان: لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفّان. قتيبتان: لقتيبة بن مسلم. خشخشان:
لآل الخشخاش العنبري. نهر البنات: لبنات زياد، أقطع كلّ بنت ستين جريبا، وكذلك كان يقطع العامة. سعيدان: لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد. سليمانان: قطيعة لعبيد بن نشيط صاحب الطرف أيام الحجاج، فرابط به رجل من الزهاد يقال له سليمان بن جابر فنسب إليه. عمران:
لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. فيلان: لفيل
مولى زياد. خالدان: لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة. المسماريّة: قطيعة مسمار مولى زياد بن أبيه، وله بالكوفة ضيعة.
سويدان: كانت لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها أربعمائة جريب فوهبها لسويد بن منجوف السّدوسي، وذلك أن سويدا مرض فعاده عبيد الله بن أبي بكرة فقال له: كيف تجدك؟ فقال: صالحا إن شئت، فقال: قد شئت، وما ذلك؟ قال: إن أعطيتني مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس عليّ بأس، فأعطاه سويدان فنسب إليه. جبيران: لآل كلثوم بن جبير. نهر أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة.
كثيران: لكثير بن سيّار. بلالان: لبلال بن أبي بردة، كانت قطيعة لعبّاد بن زياد فاشتراه. شبلان:
لشبل بن عميرة بن تيري الضّبيّ.

ذكر ما جاءَ في ذم البصرة
لما قدم أمير المؤمنين البصرة بعد وقعة الجمل ارتقى منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل البصرة يا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة يا جند المرأة، رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، أما إني ما أقول ما أقول رغبة ولا رهبة منكم غير أني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: تفتح أرض يقال لها البصرة، أقوم أرض الله قبلة، قارئها أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس وعالمها أعلم الناس ومتصدقها أعظم الناس صدقة، منها إلى قرية يقال لها الأبلّة أربعة فراسخ يستشهد عند مسجد جامعها وموضع عشورها ثمانون ألف شهيد، الشهيد يومئذ كالشهيد يوم بدر معي، وهذا الخبر بالمدح أشبه، وفي رواية أخرى أنه رقي المنبر فقال:
يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة ويا جند المرأة، رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، دينكم نفاق وأحلامكم دقاق وماؤكم زعاق، يا أهل البصرة والبصيرة والسّبخة والخريبة أرضكم أبعد أرض الله من السماء وأقربها من الماء وأسرعها خرابا وغرقا، ألا إني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: أما علمت أن جبريل حمل جميع الأرض على منكبه الأيمن فأتاني بها؟ ألا إني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها خرابا، ليأتينّ عليها يوم لا يرى منها إلا شرفات جامعها كجؤجؤ السفينة في لجة البحر، ثم قال: ويحك يا بصرة ويلك من جيش لا غبار له! فقيل: يا أمير المؤمنين ما الويح وما الويل؟ فقال: الويح والويل بابان، فالويح رحمة والويل عذاب، وفي رواية أن عليّا، رضي الله عنه، لما فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتى مسجدها الجامع فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أما بعد، فان الله ذو رحمة واسعة فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة يا جند المرأة، ثم ذكر الذي قبله ثم قال: انصرفوا إلى منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم، وخرج حتى صار إلى المربد والتفت وقال: الحمد لله الذي أخرجني من شرّ البقاع ترابا وأسرعها خرابا. ودخل فتى من أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه: كيف رأيت البصرة؟ قال: خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس، أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر إلّا درهمين، وأما الغريب فيتزوّج بشقّ درهم، وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت له استه يخرأ ويبيع، وقال الجاحظ: من عيوب البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد لأنهم يلبسون القمص مرة والمبطّنات مرة لاختلاف جواهر
الساعات، ولذلك سمّيت الرّعناء، قال الفرزدق:
لولا أبو مالك المرجوّ نائله ... ما كانت البصرة الرّعناء لي وطنا
وقد وصف هذه الحال ابن لنكك فقال:
نحن بالبصرة في لو ... ن من العيش ظريف
نحن، ما هبّت شمال، ... بين جنّات وريف
فإذا هبّت جنوب، ... فكأنّا في كنيف
وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة، ولها فيما زعموا تجار يجمعونها فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين ووقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها فإنه كلما كانت أنتن كان ثمنها أكثر، ثم ينادى عليها فيتزايد الناس فيها، وقد قصّ هذه القصة صريع الدّلاء البصري في شعر له ولم يحضرني الآن، وقد ذمّتها الشعراء، فقال محمد بن حازم الباهلي:
ترى البصريّ ليس به خفاء، ... لمنخره من البثر انتشار
ربا بين الحشوش وشبّ فيها، ... فمن ريح الحشوش به اصفرار
يعتّق سلحة، كيما يغالي ... به عند المبايعة التجار
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي:
لهف نفسي على المقام ببغدا ... د، وشربي من ماء كوز بثلج
نحن بالبصرة الذميمة نسقي، ... شرّ سقيا، من مائها الأترنجي
أصفر منكر ثقيل غليظ ... خاثر مثل حقنة القولنج
كيف نرضى بمائها، وبخير ... منه في كنف أرضنا نستنجي
وقال أيضا:
ليس يغنيك في الطهارة بال ... بصرة، إن حانت الصلاة، اجتهاد
إن تطهّرت فالمياه سلاح، ... أو تيمّمت فالصعيد سماد
وقال شاعر آخر يصف أهل البصرة بالبخل وكذب عليهم:
أبغضت بالبصرة أهل الغنى، ... إني لأمثالهم باغض
قد دثّروا في الشمس أعذاقها، ... كأنّ حمّى بخلهم نافض

ذكر ما جاء في مدح البصرة
كان ابن أبي ليلى يقول: ما رأيت بلدا أبكر إلى ذكر الله من أهل البصرة، وقال شعيب بن صخر:
تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد: لو ضلّت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلّني عليها، وقال ابن سيرين: كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه إذا بالغ في الدعاء عليه: غضب الله عليك كما غضب على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة، وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة:
يا جنّة فاقت الجنان، فما ... يعدلها قيمة ولا ثمن
ألفتها فاتخذتها وطنا، ... إنّ فؤادي لمثلها وطن
زوّج حيتانها الضّباب بها، ... فهذه كنّة وذا ختن
فانظر وفكّر لما نطقت به، ... إنّ الأديب المفكّر الفطن
من سفن كالنّعام مقبلة، ... ومن نعام كأنها سفن
وقال المدائني: وفد خالد بن صفوان على عبد الملك ابن مروان فوافق عنده وفود جميع الأمصار وقد اتخذ مسلمة مصانع له، فسأل عبد الملك أن يأذن للوفود في الخروج معه إلى تلك المصانع، فأذن لهم، فلما نظر إليها مسلمة أعجب بها فأقبل على وفد أهل مكة فقال: يا أهل مكة هل فيكم مثل هذه المصانع؟
فقالوا: لا الا أن فينا بيت الله المستقبل، ثم أقبل على وفد أهل المدينة فقال: يا أهل المدينة هل فيكم مثل هذه؟ فقالوا: لا إلّا أن فينا قبر نبي الله المرسل، ثم أقبل على وفد أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة هل فيكم مثل هذه المصانع؟ فقالوا: لا إلّا أن فينا تلاوة كتاب الله المرسل، ثم أقبل على وفد أهل البصرة فقال: يا أهل البصرة هل فيكم مثل هذه المصانع؟
فتكلم خالد بن صفوان وقال: أصلح الله الأمير! إن هؤلاء أقرّوا على بلادهم ولو أن عندك من له ببلادهم خبرة لأجاب عنهم، قال: أفعندك في بلادك غير ما قالوا في بلادهم؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير! أصف لك بلادنا؟ فقال: هات، قال: يغدو قانصانا فيجيء هذا بالشّبوط والشّيم ويجيء هذا بالظبي والظليم، ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزّا وديباجا وبرذونا هملاجا وخريدة مغناجا، بيوتنا الذهب ونهرنا العجب أوله الرّطب وأوسطه العنب وآخره القصب، فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزّيتون عندكم في منابته، هذا على أفنانه كذاك على أغصانه، هذا في زمانه كذاك في إبّانه، من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن أسفاطا عظاما وأقساطا ضخاما، وفي رواية: يخرجن أسفاطا وأقساطا كأنما ملئت رياطا، ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الأبيض ثم تتبدّل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الأخضر ثم تصير ياقوتا أحمر وأصفر ثم تصير عسلا في شنّة من سحاء ليست بقربة ولا إناء حولها المذابّ ودونها الجراب لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهبا في كيسة الرجال يستعان به على العيال، وأما نهرنا العجب فإنّ الماء يقبل عنقا فيفيض مندفقا فيغسل غثّها ويبدي مبثّها، يأتينا في أوان عطشنا ويذهب في زمان ريّنا فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا فيقبل الماء وله ازدياد وعباب ولا يحجبنا عنه حجاب ولا تغلق دونه الأبواب ولا يتنافس فيه من قلّة ولا يحبس عنّا من علّة، وأما بيوتنا الذهب فإنّ لنا عليهم خرجا في السنين والشهور نأخذه في أوقاته ويسلمه الله تعالى من آفاته وننفقه في مرضاته، فقال له مسلمة: أنّى لكم هذه يا ابن صفوان ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا إليها؟ فقال: ورثناها عن الآباء ونعمّرها للأبناء ويدفع لنا عنها ربّ السماء ومثلنا فيها كما قال معن بن أوس:
إذا ما بحر خندف جاش يوما ... يغطمط موجه المتعرّضينا
فمهما كان من خير، فإنّا ... ورثناها أوائل أوّلينا
وإنّا مورثون، كما ورثنا ... عن الآباء إن متنا، بنينا
وقال الأصمعي: سمعت الرشيد يقول: نظرنا فإذا كلّ ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن نخل البصرة. وقال أبو حاتم: ومن العجائب، وهو مما أكرم الله به الإسلام، أنّ النخل لا يوجد إلّا في بلاد الإسلام البتة مع أن بلاد الهند والحبش والنوبة بلاد حارة خليقة بوجود النخل فيها، وقال ابن أبي عيينة يتشوّق البصرة:
فإن أشك من ليلي بجرجان طوله، ... فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر
فيا نفس قد بدّلت بؤسا بنعمة، ... ويا عين قد بدّلت من قرّة عبر
ويا حبذاك السائلي فيم فكرتي ... وهمّي، ألا في البصرة الهمّ والفكر
فيا حبّذا ظهر الحزيز وبطنه، ... ويا حسن واديه، إذا ماؤه زخر
ويا حبذا نهر الأبلّة منظرا، ... إذا مدّ في إبّانه الماء أو جزر
ويا حسن تلك الجاريات، إذا غدت ... مع الماء تجري مصعدات وتنحدر
فيا ندمي إذ ليس تغني ندامتي! ... ويا حذري إذ ليس ينفعني الحذر!
وقائلة: ماذا نبا بك عنهم؟ ... فقلت لها: لا علم لي، فاسألي القدر
وقال الجاحظ: بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من البلدان، منها: أنّ عدد المدّ والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إليه ويرتدّ عند استغنائهم عنه، ثم لا يبطئ عنها إلّا بقدر هضمها واستمرائها وجمامها واستراحتها، لا يقتلها غطسا ولا غرقا ولا يغبّها ظمأ ولا عطشا، يجيء على حساب معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة، يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى على أهل الغلّات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر، فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة، لا يخافون المحل ولا يخشون الحطمة، قلت أنا: كلام الجاحظ هذا لا يفهمه إلّا من شاهد الجزر والمد، وقد شاهدته في ثماني سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبا وراجعا، ويحتاج إلى بيان يعرفه من لم يشاهده، وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران نهرا عظيما يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب فهذا يسمونه جزرا، ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويسمونه مدّا، يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرّتين، فإذا جزر نقص نقصانا كثيرا بيّنا بحيث لو قيس لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر، وليست زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر، ووسطه أكثر من سائره، وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر إلى غايته في الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي القاصية أخذ يمدّ كل يوم وليلة أنقص من اليوم الذي قبله، وينتهي غاية نقص زيادته في آخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر، ثم يمدّ في كل يوم أكثر من مدّه في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة مدّه في نصف الشهر، ثم يأخذ في النقص إلى آخر الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدا لا يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار، قال الجاحظ: والأعجوبة الثانية ادّعاء أهل أنطاكية وأهل حمص وجميع بلاد الفراعنة
الطلسمات، وهي بدون ما لأهل البصرة، وذاك أن لو التمست في جميع بيادرها وربطها المعوّذة وغيرها على نخلها في جميع معاصر دبسها أن تصيب ذبابة واحدة لما وجدتها إلا في الفرط، ولو أن معصرة دون الغيط أو تمرة منبوذة دون المسنّاة لما استبقيتها من كثرة الذّبّان، والأعجوبة الثالثة أن الغربان القواطع في الخريف يجيء منها ما يسوّد جميع نخل البصرة وأشجارها حتى لا يرى غصن واحد إلا وقد تأطّر بكثرة ما عليه منها ولا كربة غليظة إلا وقد كادت أن تندقّ لكثرة ما ركبها منها، ثم لم يوجد في جميع الدهر غراب واحد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم يبق منها عذق واحد، ومناقير الغربان معاول وتمر الأعذاق في ذلك الإبّان غير متماسكة، فلو خلاها الله تعالى ولم يمسكها بلطفه لاكتفى كل عذق منها بنقرة واحدة حتى لم يبق عليها إلا اليسير، ثم هي في ذلك تنتظر أن تصرم فإذا أتى الصرام على آخرها عذقا رأيتها سوداء ثم تخللت أصول الكرب فلا تدع حشفة إلا استخرجتها، فسبحان من قدّر لهم ذلك وأراهم هذه الأعجوبة، وبين البصرة والمدينة نحو عشرين مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة قرب معدن النّقرة، وأخبار البصرة كثيرة والمنسوبون إليها من أهل العلم لا يحصون، وقد صنف عمر بن شبّة وأبو يحيى زكرياء الساجي وغيرهما في فضائلها كتابا في مجلدات، والذي ذكرناه كاف.

والبَصْرَةُ:
أيضا: بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس، خربت، قال ابن حوقل وهو يذكر مدن المغرب من بلاد البربر: والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع، ولها عيون خارجها عليها بساتين يسيرة، وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة واعتدال الخلق، وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقلّ من مرحلة، وبينها وبين مدينة يقال لها تشمّس أقلّ من مرحلة أيضا، ولما ذكر المدن التي على البحر قال: ثم تعطف على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن، قريبة منه وبعيدة، جرماية وساوران والحجا على نحر البحر، ودونها في البرّ مشرقا: الأقلام ثم البصرة، وقال البشّاري:
البصرة مدينة بالمغرب كبيرة، كانت عامرة وقد خربت، وكانت جليلة، وكان قول البشّاري هذا في سنة 378، وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي: بين فاس والبصرة أربعة أيام، قال: والبصرة مدينة كبيرة، وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة الذّبّان وتعرف ببصرة الكتان، كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان، وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة، وسورها مبنيّ بالحجارة والطوب، وهي بين شرفين، ولها عشرة أبواب، وماؤها زعاق، وشرب أهلها من بئر عذبة على باب المدينة، وفي بساتينها آبار عذبة، ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق، ليس بأرض المغرب أجمل منهن، قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزّاز التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن إبراهيم بن القاسم:
قبح الإله الدهر، إلّا قينة ... بصريّة في حمرة وبياض
الخمر في لحظاتها، والورد في ... وجناتها، والكشح غير مفاض
في شكل مرجيّ ونسك مهاجر، ... وعفاف سنّيّ وسمت إباض
تيهرت أنت خلية، وبرقّة ... عوّضت منك ببصرة، فاعتاضي
لا عذر للحمراء في كلفي بها، ... أو تستفيض بأبحر وحياض
قال: ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريبا منه.

مَفْعَل وتوهّم أصالة الحرف الزائد

مَفْعَل وتوهّم أصالة الحرف الزائد
الأمثلة: 1 - اجْتَمَعَ مُدَراء المدارس 2 - كَانَ مشروعًا مُمَنْهَجًا 3 - مَحْلَسَ لفلان 4 - مَخْطَرَه في مشيته 5 - مَذْهَبَه بَمَذْهَبِه 6 - مَرْأَسَه القومُ 7 - مَرْجَحَ الطفلَ 8 - مَرْجَلَ الصَّبيَّ 9 - مَرْقَع ابنه بعدم اهتمامه به 10 - مَرْكَزَه في المدينة 11 - مَرْوَحَ على الموقد 12 - مَسْخَرَه بين القوم 13 - مَسْطَرَ اللّوحةَ 14 - مَــسْمَرَ النجار الخشب 15 - مَشْوَرَه بين البيت والنادي 16 - مَشْيَخَه ليكسبه ثقة الناس 17 - مَطْوَحَ المدين الدائن في دفع الدين 18 - مَهْمَزَ الفرسَ البطيء
الرأي: مرفوضة
السبب: لتوهّم أصالة الحرف الزائد «الميم».

الصواب والرتبة:
1 - اجْتَمَعَ مُديرو المدارس [فصيحة]-اجْتَمَعَ مُدَراء المدارس [صحيحة]
2 - كان مشروعًا مُمَنْهَجًا [صحيحة]
3 - مَحْلَسَ لفلان [صحيحة]
4 - مَخْطَرَه في مشيته [صحيحة]
5 - مَذْهَبَه بمَذْهَبِه [صحيحة]
6 - مَرْأَسَه القومُ [صحيحة]
7 - مَرْجَحَ الطفلَ [صحيحة]
8 - مَرْجَلَ الصَّبيَّ [صحيحة]
9 - مَرْقَع ابنه بعدم اهتمامه به [صحيحة]
10 - رَكَّزَه في المدينة [فصيحة]-مَرْكَزَه في المدينة [صحيحة]
11 - مَرْوَحَ على الموقد [صحيحة]
12 - مَسْخَرَه بين القوم [صحيحة]
13 - مَسْطَرَ اللّوحةَ [صحيحة]
14 - مَــسْمَرَ النجار الخشب [صحيحة]
15 - مَشْوَرَه بين البيت والنادي [صحيحة]
16 - مَشْيَخَه ليكسبه ثقة الناس [صحيحة]
17 - مَطْوَحَ المدينُ الدائنَ في دفع الدين [صحيحة]
18 - مَهْمَزَ الفرسَ البطيء [صحيحة]
التعليق: رأى مجمع اللغة المصري أن توهّم أصالة الحرف الزائد لم يبلغ درجة القاعدة العامة، غير أنه ضَرْب من ظاهرة لغوية فطن إليها المتقدمون ودعمها المحدثون؛ ولذا ففي الوسع قبول نظائر الأمثلة الواردة على توهّم أصالة الحرف الزائد، مما يستعمله المحدثون إذا اشتهرت ودعت إليها الحاجة، وقد ورد منها في القديم: تمندل، وتمرفق، وتمسكن، وتمدرع.

خَطط

خَطط
{الخَطُّ: الطَّريقَةُ المُسْتَطيلَةُ فِي الشَّيْءِ وقِيل: هُوَ الطَّريقُ الخَفيفُ فِي السَّهْلِ. وَقَدْ أَعادَه المُصَنِّفِ ثَلَاث مَرَّاتٍ، وَهُوَ إيّاه، وَهُوَ غَريبٌ، ج:} خُطوطٌ، وَقَدْ جمعه العَجَّاجُ عَلَى {أَخْطاط فَقَالَ: وشِمْنَ فِي الغُبارِ} كالأخْطاطِ و {الخَطُّ: الكَتْبُ بالقَلَمِ، خَطَّ الشَّيْءَ} يَخُطُّه {خَطًّا: كَتَبَه بقَلَمٍ، أَو غَيْرِه، قالَ امرؤُ القَيس:
(لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجاني ... } كخَطِّ الزَّبورِ فِي عَسيبِ يَمانِ)
وأَمّا قَوْلُ الشَّاعِر:
(فأَصْبَحتْ بَعْدَ {خَطَّ بَهْجَتها ... كأَنَّ قَفْراً رُسومَها قَلَما)
أَراد: فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً، كأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسومَها. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضَرْبٌ من الجِماع، وقَد} خَطَّها قُساحاً، والقَسْحُ بقاءُ الإنْعاظِ، نَقَله اللَّيْثُ، كَمَا فِي التَّهْذيب. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضِدُّ الحَطِّ، وَهُوَ الأَكْلُ القَليلُ، وبالحاءِ: الكَثير، {كالتَّخْطيطِ، ومِنْهُ حَديثُ ابْن أُنيسٍ: ذَهَب بِي رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إِلَى مَنْزلهِ، فدَعا بطَعامٍ قَليلٍ، فجَعلْتُ} أُخَطِّطُ حتَّى يَشْبَعَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَي: {أَخُطُّ فِي الطَّعامِ، أُريهِ أَنِّي آكُلُ ولَسْتُ بآكِلٍ، ووَصَف أَبُو المَكارِم مَدْعاةً دُعِيَ إِلَيْهَا، قالَ: فحَطَطْنا ثمَّ} خَطَطْنا. والخَطُّ: الطَّريقُ عَن ثَعْلَبٍ، يُقَالُ: الْزَمْ ذَلِك {الخَطَّ وَلَا تَظْلِم عَنهُ شَيْئاً، ويُقَالُ: هُوَ بالضَّمِّ، كَمَا سَيَأْتِي، ويُروى بالوَجْهَيْنِ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَليِّ:
(صُدودَ القِلاصِ الأُدْمِ فِي لَيْلَةِ الدُّجَى ... عَن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لَها الخَطَّ سارِبُ)
وَقَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(حتَّى تُرِكْنا وَمَا تُثْنَى ظَعائِنُنا ... يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ)
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الخَطُّ سيفُ البَحْرَيْنِ وعُمانَ أَو كُلُّ سيفٍ: خَطٌّ، وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وَذَلِكَ السِّيفُ كُلُّه يُسَمَّى الخَطّ. وَمن قُرَى الخَطِّ: القَطيفُ، والعُقَيْرُ، وقَطَرُ. وقِيل فِي قَوْلِ امرِئِ القَيْس:
(فإنْ تَمْنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفا ... فإِنَّا وَجَدْنا الخَطَّ جَمًّا نَخيلُها)
هُوَ خَطُّ عبدِ القَيْسِ بالَبحْرَيْن، وَهُوَ كَثيرُ النَّخيلِ. والخَطُّ، أَيْضاً: ع، باليَمامَةِ، وَهُوَ خَطُّ هَجَرَ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّماحُ الخَطِّيّة لأنَّها تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ، فتُقَوَّمُ بِهِ. كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابْن سِيدَه: وقِيل: الخَطُّ مَرْفَأُ السُّفُنِ بالبَحْرَيْن، قالَ غيرُه: وَقَدْ يُكْسَرُ، وَفِيه نَظَرٌ، فإِنَّه إنَّما يُكْسَرُ)
عِنْد إرادَةِ الاسْمِيَّة، كَمَا يَأْتِي عَن اللَّيْثُ، فتأمَّل. قالَ ابْن سِيدَه: وإلَيْهِ نُسِبَتْ الرِّماحُ يُقَالُ رُمْحٌ} خَطِّيٌّ، ورِماحٌ {خَطِّيَّة} وخِطِّيَّة عَلَى الْقيَاس، وعَلى غيرِ القِياس، لأنَّها تُباعُ بِهِ، لَا أَنَّه مَنْبِتُها، كَمَا قَالُوا: مِسْكُ دارينَ، وَلَيْسَ هُنالك مِسْكٌ، ولكنَّها مَرْفَأُ السُّفُنِ الَّتِي تَحْمِلُ المِسْكَ من الهِنْد.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطُّ أَرْضٌ تُنْسَب إِلَيْهَا الرِّماح الخَطِّيّة، فَإِذا جَعلتَ النِّسْبةَ اسْما لازِماً قُلْتَ: خِطِّيَّةٌ، وَلم تَذْكُرِ الرِّماحَ، وَهُوَ خَطُّ عُمانَ، كَمَا قَالُوا: ثِيابٌ قِبْطِيَّة، فَإِذا جَعَلوها اسْما قَالُوا: قُبْطِيَّةٌ، بتَغْيير النَّسب، وامرأةٌ قِبْطِيَّةٌ لَا غير، لَا يُقَالُ إلاَّ هَكَذا، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {الخَطِّيُّ: الرِّماحُ، وَهُوَ نِسْبةٌ، قَدْ جَرَى مَجْرى الاسمِ العَلَمِ، ونُسِبتْ إِلَى الخَطّ خَطِّ البَحْرَيْنِ، وإِلَيْه تَرْفأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أرضِ الهِنْدِ وَلَيْسَ الخِطِّيّ الَّذي هُوَ الرِّماحُ من نباتِ أَرْضِ العَرَب. وَقَدْ كَثُرَ مَجيئُه فِي أَشْعارِها قالَ الشَّاعِر فِي نبَاتِه:
(وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيُّ إلاَّ وَشِيجَةً ... وتُغْرَسُ إلاَّ فِي مَنَابِتِها النَّخْلُ)
وَفِي العُبَاب قالَ عَمْرو بن كُلْثوم:
(بــسُمْرٍ من قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذَوابِلَ أَو ببِيضٍ يَخْتلِينَا)
وَقَالَ غيرُه:
(ذَكَرْتُكِ} - والخَطِّيُّ يَخْطِرُ بَيْنَنا ... وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَةُ الــسَّمْرُ)
وجَبَلُ الخُطِّ، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ: أَحدُ الأَخْشَبَيْن بمكَّةَ، شرَّفَها الله تَعالَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخُطُّ: مَوْضِعُ الحَيِّ. والخُطُّ: الطَّريقُ الشارِعُ ويُفْتحُ، وَهَكَذَا ضُبِطَ بالوجْهَيْن فِي الجَمْهَرَةِ، ويُروَى بالوَجْهَين قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم. والخِطُّ، بالكَسْرِ: الأرْضُ الَّتِي لم تُمْطَرُ وَقَدْ مُطِرَ مَا حولَها، عَن أَبي حَنِيفَةَ. والخِطُّ: الأَرْضُ الَّتِي تُنْزِلُها وَلم يَنْزِلُها نازِلٌ قبْلَكَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، {كالخِطَّةُ، بزِيادَةِ الْهَاء، وإِنَّما كُسِرت الخاءُ مِنْهَا لأَنَّها أُخْرِجتْ عَلَى مصدَرٍ بُنِيَ عَلَى فِعله.
وجمعُ الخِطَّة:} خِطَطٌ، وَقَدْ {خَطَّها لنَفْسهِ} خَطًّا {واخْتَطَّها وَهُوَ أَن يُعلِمُ عَلَيْهَا علامَةً} بالخَطِّ ليُعْلَمَ أَنَّه قَدْ اخْتارَها ليَبْنِيَها دَارا، ومِنْهُ {خِطَطُ البصرَةِ والكوفَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: وَلِهَذَا سَمَّى المَقْرِيزِيُّ كتابَه} الخِطَط. وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه يُقَالُ خِطٌّ: للمكان الَّذي {يَخْتَطُّه لنَفسِه، من غيرِ هاءٍ، يُقَالُ: هَذَا خَطُّ بني فُلانٍ. وكلُّ مَا حَظرْتهُ، أَي مَنَعْتَه فَقَدْ} خَطَطْتَ عَلَيْهِ.
{والخَطيطَةُ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُمْطَر بَيْنَ أَرْضَينِ مَمْطورَتَيْنِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الَّتِي يُمْطَرُ مَا حولَها وَلَا تُمْطَر هِيَ، أَو هِيَ الَّتِي مُطِرَ بعضُها دونَ بعضٍ. والجَمْعُ:} خَطَائِطُ، وأَنْشَدَ أَبُو) عُبَيْدَةَ لهمْيانَ بنِ قُحافَةَ: عَلَى قِلاَصٍ تَخْتَطِي {الخَطَائطَا يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاَطِ مَائِطَا وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(قِلاَتٌ} بالخَطِيطَةِ جاوَرْتُها ... فنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ)
{والخُطَّةُ: بالضَّمِّ: شِبْهُ القِصَّةِ، وَفِي الصّحاح: الخُطَّة: الأَمْرُ والقِصَّةُ، وزادَ غيرُه: والحالُ والخَطبُ، وَفِي اللّسَان: يُقَالُ: سُمْتُه} خُطَّةَ خَسْفٍ {وخُطَّةَ سَوْءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لتأَبَّطَ شَرًّا:
(هُما} خُطَّتَا إِمَّا إِسارٍ ومِنَّةٍ ... وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ)
أَرادَ {خُطَّتان، فحذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ: لَا يسْأَلوني} خُطَّةً يُعَظِّمون فِيهَا حُرُماتِ الله إلاَّ أَعْطَيْتُهم إِيَّاها. وَفِي حديثِها أَيْضاً: قَدْ عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها أَي أَمراً واضِحاً فِي الهُدى والاسْتِقامَة. و! الخُطَّةُ: الجَهْلُ، يُقَالُ: فِي رأْسِهِ خُطَّةٌ، أَي جَهْلٌ، وقِيل: أَمْرٌ مَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الخُطَّة: لُعْبَةٌ للأَعْرابِ. وَفِي الصّحاح: الخُطَّةُ من الخَطِّ، كالنُّقْطَةُ من النَّقْطِ، أَي اسمُ ذَلِك. والخُطَّةُ: الإِقْدامُ عَلَى الأُمورِ، يُقَالُ: جاءَ وَفِي رأْسِهِ خُطَّةٌ إِذا جاءَ وَفِي نفسِهِ حاجَةٌ وَقَدْ عَزَم عَلَيْهَا، والعامَّةُ تَقول: خُطْبةٌ، كَذَا فِي الصّحاح، زَاد فِي اللّسَان: وكلامُ العربِ الأَوَّلُ، وَفِي العُبَاب: قالَ القُحَيْفُ العُقَيْلِيّ:
(وَفِي الصَّحْصَحِيِّين المُوَلِّينَ غُدْوَةٌ ... كَوَاعِبُ من بَكْرٍ تُسَامُ وتُجْتَلَى)
قالَ:! بخَطِّ ابنِ حَبيبٍ النَّسَّابَةِ فِي شِعْرِ القُحَيْف خُطَّةٌ وَفِي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ: خِطْبَةً. قُلْتُ: فإنْ صَحَّ مَا فِي نَوادِرِ أَبي زَيْدٍ فنِسْبَةُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاها للعامَّةِ محلُّ نَظَرٍ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي حديثِ قَيْلَةَ نبتِ مَخْرَمَةَ التَّميميَّة: أَيُلامُ ابنُ هَذِه أَنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ مِنْ وراءِ الحَجَزَة أَي أَنَّهُ إِذا نزَلَ بِهِ أَمرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِل لَا يُهْتَدَى لَهُ، إِنَّهُ لَا يَعْيَا بِهِ، ولكنَّه يَفْصِله حتَّى يُبْرِمَه ويخرُجُ مِنْهُ.
وخُطَّةُ، بِلَا لامٍ: اسمُ عَنْزِ سَوْءٍ، عَن الْأَصْمَعِي، قالَ: ومِنْهُ المَثَلُ: قَبَحَ الله مِعْزَى خَيْرُها خُطَّةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: يُضربُ لقوْمٍ أَشْرارٍ يُنسبُ بعضُهم إِلَى أَدْنى فضِيلَةٍ، وَفِي اللّسَان: قالَ الأَصْمَعِيّ: إِذاوقالَ اللَّيْثُ: وحَلْبَسٌ {الخَطَّاطُ: اسمُ رجلٍ زاجِرٍ مَشْهورٍ، وَهُوَ الَّذي أَتاه الثَّوْرِيُّ وسأَله فخَبَّره بكُلِّ مَا عَرَفَ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: سهَّلَ عليَّ ذَلِك الحديثَ الَّذي يرْويهِ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَن النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم: كانَ نبِيٌّ من الأَنْبِياءِ} يَخُطُّ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هَكَذا قالَهُ اللَّيْثُ. وأَمَّا الحَدِيث فرَاوِيهِ مُعاوِيَةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ. قُلْتُ: وَهَكَذَا فِي النِّهايَةِ، ولعلَّهُ رُوِيَ مِنْ طَريقٍ آخَرَ إِلَى أَبي هُرَيْرَةَ أَيْضاً. وَلم نطَّلِعْ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ. وقالَ البَعِيثُ:
(أَلا إنَّما أَزْرَى بِحارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ كخطَّافِ {الخَطيطَةِ أَسْحَمُ)
كَذَا فِي اللّسَان، وَلم يُفَسِّرْه، وعِنْدي أنَّ الخَطيطَةَ هُنا هِيَ الرَّمْلَة الَّتِي} يَخُطُّ عَلَيْهَا الزّاجِرُ، وأَسْحَم: اسمُ خَطٍّ من خُطوطِ الزَّاجِرِ، وَهُوَ عَلامةُ الخَيْبَةِ عِنْدَهم، وَذَلِكَ أَنْ يأتيَ إِلَى أَرْضٍ رِخْوَةٍ، وَله غُلامٌ مَعَه مِيلٌ فيَخُطَّ الأُسْتاذُ خُطوطاً كثيرَةً بالعَجَلَة، لِئَلاَّ يَلْحَقَها العَدَدُ، ثمَّ يَرْجِع فيَمْحو مِنْهَا عَلَى مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ، فإنْ بَقِيَ من الخُطوطِ {خَطّانِ فهُما علامَةُ النُّجْحِ وقَضاءِ الحاجَةِ، قالَ: وَهُوَ يَمْحو وغُلامهُ يَقُولُ للتّفاؤُل: ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان، قالَ ابنُ عَبّاسٍ: فَإِذا مَحا الخُطوطَ فبَقِيَ مِنْهَا خَطٌّ واحدٌ فَهِيَ علامَةُ الخَيْبَةِ. وَقَدْ رَوَى مِثْلَُ ذَلِك أَبُو زَيْدٍ، وَاللَّيْث.
وخَطَّ برِجْلِه الأرْضَ: مَشَى، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ أَبُو النَّجْمِ: أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ} تَخُطُّ رِجْلايَ! بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبان فِي الطَّريقِ لامَ أَلِفْ والخَطوط، كصَبورٍ، من بَقَرِ الوَحْشِ: الَّتِي تَخُطُّ الأرْضَ بأَظْلافِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وكَذلِكَ كُلُّ دابّةٍ، كَمَا فِي اللّسَان. والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه، وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُبَاب أَيْضاً. ويُقَالُ: فُلانٌ يَخُطُّ فِي الأرْضِ، إِذا كانَ يُفَكِّر فِي أَمْرِه ويُدَبِّرهُ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ ذُو الرُّمَّة:
(عَشِيَّةَ مَالِي حيلَةٌ غيرَ أَنَّني ... بِلَقْطِ الحَصَى {والخَطِّ فِي الدّارِ مولَعُ)

(} أَخُطُّ وأَمْحو {الخَطَّ ثمَّ أُعيدُه ... بكَفِّيَ والغِرْبانُ فِي الدَّارِ وُقَّعُ)
} والمِخْطاطُ: عودٌ تُسَوَّى عَلَيْهِ الخُطوطُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُبَاب أَيْضاً. وكِتابٌ مَخْطوطٌ: مكتوبٌ فِيهِ. وعَلى ظَهْر الحِمار خُطَّتانِ، بالضَّمِّ، أَي جُدَّتانِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، وهُما طَريقَتان مُسْتَطيلَتان تُخالِفانِ لَوْنَ سائِر الجَسَد. وخَطّ الله نَوْءها، من الخَطيطَة، وَهِي الأرْضُ الغَيْرُ المَمْطورَةِ، هَكَذا رُوِيَ فِي حَديثِ ابْن عَبّاسٍ، قالَهُ) أَبُو عُبَيْدٍ: ويُرْوَى خَطَّأَ أَي جَعَلَه مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصيبُها مَطَرُه، ويُرْوَى {خَطَّى، وأَصْلُه} خَطَّط، كتَقَضَّى الْبَازِي والأُولَى أَضْعَفُ الرِّواياتِ. ويُقَالُ: الْزَمْ! خَطيطَةَ الذُّلِّ مَخافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، نَقَلَه ابْن الأَعْرَابِيّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابنِه. وَهُوَ مَجازٌ، استعارها للذُلِّ، لأنَّ الخَطيطَةَ من الأرَضينَ ذَليلَةٌ بِمَا بَخَسَته الأمْطارُ من حَقِّها، كَذَا فِي المُحْكَمِ. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الأَخَطُّ: الدَّقيقُ المَحاسِنِ. ويُقَالُ: {خَطَطْتُ بالسَّيْفِ وَجْهَه، ووَسَطَه، وَهُوَ مَجازٌ. وكَذلِكَ} خَطَّهُ بالسَّيْفِ نِصْفَيْن. {والخَطيطُ، كأَميرٍ: قَريبٌ من الغَطيطِ، وَهُوَ صَوْتُ النّائم، والغَيْنُ والخاءُ يتقارَبان، يُقَالُ: خَطَّ فِي نَوْمِه، أَي غَطَّ فِيهِ. ويَوْمُ مُخَطَّطِ، كمُحَدِّثٍ: من أَيّامِهِم، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
(إلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يومَ مُخَطِّطٍ ... فقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أَتَوَدَّدُ)
} والخُطَّة، بالضَّمِّ: الحُجَّة، كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي النّوادِرِ: يُقَالُ: أَقِمْ عَلَى هَذَا الأمْرِ {بخُطَّةٍ، وبحُجَّةٍ، مَعْناهُما واحدٌ. وقولُهم: خُطَّةٌ نائِيَةٌ، أَي مَقْصِدٌ بَعيدٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِيه أَيْضاً: قَوْلُهُم: خُذْ خُطَّةً، أَي خُذْ خُطَّةَ الانْتِصاف، وَمَعْنَاهُ: انْتَصِفْ. وفُلانٌ يَبْني خُطَطَ المَكارِم، وَهُوَ مَجازٌ. وغُلامٌ} مُخْتَطٌّ، كمُخَطِّط، وَهُوَ مَجازٌ. وجاراهُ فَمَا خَطَّ غُبارَهُ، أَي مَا شَقَّ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، واللِّسان، وَهُوَ مَجازٌ. قالَ الفَرَّاءُ: وَمن لُعَبِهم: تَيْسُ عَماءٍ! خُطْخوط، قالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم يُفَسِّرْها.

قند

قند: القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْدِيدُ كله: عُصارة قصَب السُّكَّر

إِذا جَمُدَ؛ ومنه يتخذ الفانيذُ. وسويق مَقْنُودٌ ومُقَنَّدٌ: معمول

بالقِنْدِيدِ، قال ابن مقبل:

أَشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَناتٍ ونِسْوَةٍ

بِكِرْمانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدا

(* قوله «يعتفن» في الاساس يسقين.)

والقَنْدُ: عسَل قصَب السُّكَّرِ.

والقِنْدِدُ: حال الرجل، حَسَنة كانت أَو قبيحة.

والقِنْدِيدُ: الوَرْسُ الجَيَّدُ. والقِنْدِيدُ: الخمر. قال الأَصمعي:

هو مثل الإِسْفَِنْطِ؛ وأَنشد:

كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ

وذكره الأَزهري في الرباعي؛ وقيل: القِنْدِيدُ عصير عنب يطبخ ويجعل فيه

أَفواهٌ من الطيب ثم يُفْتَقُ، عن ابن جني، ويقال إِنه ليس بخمرٍ. أَبو

عمرو: هي القِنْدِيدُ والطَّابَةُ والطَّلَّةُ والكَسِيسُ والفَقْدُ

وأُمُّ زَنْبَق وأُمُّ لَيْلَى والزَّرْقاءُ للخمر. ابن الأَعرابي: القنادِيدُ

الخُمُورُ، والقناديدُ الحالات، الواحد منها قِنْدِيد. والقِنْدِيدُ

أَيضاً: العَنْبَرُ؛ عن كراع؛ وبه فسر قول الأَعشى:

بِبابِلَ لم تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ،

تُخالِطُ قِنْديداً ومِسْكاً مُخَتَّما

وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة. وأَبو

القُنْدَينِ: كُنْية الأَصمعي؛ قالوا: كني بذلك لعظم خُصْيَيْه؛ قال ابن سيده: لم

يحك لنا فيه أَكثر من ذلك والقضية تُؤْذن أَن القُنْد الخُصْية الكبيرة.

وناقة قِنْدَأْوَةٌ وجمل قِنْدَأْوٌ أَي سرِيعٌ. أَبو عبيدة: سمعت الكسائي

يقول: رجل قِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوَةٌ وهو الخفيف؛ وقال الفراء: هي من

النُّوق الجَرِيئةُ. شمر: قِنْدَاوة يهمز ولا يهمز. أَبو الهيثم:

قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، وكذلك سِنْداوَةٌ وعِنْداوَةٌ. الليث: القِنْدَأْوُ:

السيءُ الخُلُق والغذاء؛ وأَنشد:

فجاءَ به يُسَوِّقُه، ورُحْنا

به في البَهْم قِنْدَأْواً بَطِينا

وقَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ أَي حادّة. وغيره يقول: فندأْوة، بالفاء. أَبو

سعيد: فَأْسٌ فِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَةٌ أَي حديدة، وقال أَبو مالك: قدوم

قِندأْوة حادّة.

(قند) السويق قنده
(قند) : جاءَ بالأَمْرِ على قنادِيدِه، أي عَلَى وجْهه.
(قند)
السويق قندا ألْقى القند فِيهِ
ق ن د: (الْقَنْدُ) عَسَلُ قَصَبِ السُّكَّرِ يُقَالُ: سَوِيقٌ (مَقْنُودٌ) وَ (مُقَنَّدٌ) . 
ق ن د : الْقَنْدُ مَا يُعْمَلُ مِنْهُ السُّكَّرُ فَالسُّكَّرُ مِنْ الْقَنْدِ كَالسَّمْنِ مِنْ الزُّبْدِ وَيُقَالُ هُوَ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ قُنُودٌ وَسَوِيقٌ مَقْنُودٌ وَمُقَنَّدٌ مَعْمُولٌ بِالْقَنْدِ. 

قند


قَنَدَ
قَنَّدَa. Put sugar-candy into.

قَنْد
(pl.
قُنُوْد), P.
a. Sugar-candy.

قَنْدَةa. see 1
قِنْدِ4a. see 1
N. P.
قَنڤدَقَنَّدَa. Sugared, sweet.

مُقَنْدًى
a. see N. P.
I
قِنْدَأْو
a. Light, active; expeditious.

قِنْدِيْد (pl.
قَنَاْدِيْ4ُ)
a. see 1b. Wine.
c. Ambergris.
d. Camphor.
e. Musk.
f. A certain plant.
g. State, condition.

جَاءَ بِالأَمْر عَلَى
قَنَادِيْدِهِ
a. He did the thing in its proper manner.

قُنْدُوْر
a. Sea-dog.
قند
القَنْدُ: عُصارَةُ قَصَب السُّكَّر. وسَوِيْقٌ مَقْنُوْد ومُقَنَّدٌ ومُقَنْدى.
والقِنْدِيْدُ: الوَرْسُ. والطَّوِيلُ من الخَيْل.
والقِنْدَأوُ: السَّيِّىءُ الغِذَاءِ. السَّيِّىءُ الخُلُقِ. والقَصِيرُ من الرِّجال، وهُمُ القِنْدَأوُوْنَ. والسَّرِيْعُ من الإبل. والذي لا يَرُدُّ وَجْهَه عن شَيْءٍ. والفَأسُ الحَدِيْدَةُ، وكذلك القِنْدَايَةُ.
والقِنْدِيْدُ: ضَرْبٌ من الطِّيْب يُتَّخَذُ بالزَّعفرانِ.
قند: قند: تجمع على قنود (محيط المحيط).
قند نبات: سكر مصفى. (بوشر).
قند: صنف من الموز. ففي الإدريسي (قسم 1، فصل 7)؛ الموز المسمى قند.
قند (بالأسبانية Cande) والجمع اقناد: كونت وكونتيس أيضا وهو لقب للرجل الشريف والسيدة الشريفة. (الكالا، ملر آخر أيام غرناطة ص12، 13).
قند إسطبل: قائد عام في الجيوش الفرنسية قديما (الكالا). أنظر كند.
حبة قنيدية: هي باليونية كوكوس وكنيرون. (ديسقوريدوس ص170) ثمرة المثنان أو النبات المسمى علميا: Daphne gnidium l. ( ابن البيطار 1: 238).
قنود: انظر قنوط.
ق ن د

سويق مقنود ومقنّد. قال:

يا حبّذا الكعك بلحم مثرود ... وخشكنان مع سويق مقنود

وقال ابن مقبل:

أشاقك ركب ذو بنات ونسوة ... بكرمان يسقين السويق المقنّدا

وشرب القنديد وهو شراب يتخذه أهل الحيرة من القند.

ومن المجاز: رجل مقنود الكلام، وتقول بين فكّيه حسام مهند، يقطر منه كلام مقند.
[قند] القَنْدُ: عسل قصب السكر. يقال: سويق مَقْنودٌ ومُقَنَّدٌ. والقِنْديدُ: الخمر. قال الأصمعي: هو مثل الاسفنط، وهو عصير يطبح ويجعل فيه أفواهٌ من الطيب، وليس بخمر. الكسائي: رجلٌ قِنْدَأْوَةٌ، على فِعْلأوَةٍ، أي خفيف. وقال الفراء: هي من النوق الجريئة. وقال أبو مالك: ناقةٌ قِنْدَأوَةٌ وجملٌ قندأو، أي سريع. وقدوم قندأوة، أي حادة. وغيره يقول: فندأوة، بالفاء.

قند

4 اقند السَّوِيقَ He put قَنْد into the سويق [or meal of parched barley or wheat]. (IKtt.) قَنْدٌ (S, A, L, Msb, K) and ↓ قَنْدَةٌ and ↓ قِنْدِيدٌ (L, K) The honey (or expressed juice, TA) of the sugar-cane, (S, A, L, K,) when it has become concrete, (L, K,) or when it has been rendered concrete; (as in some copies of the K;) [or sugar-candy;] see also طَبَرْزَدٌ; with which فَانِيد is made: (L:) or that of which sugar is made; so that sugar is to قند like clarified butter to fresh butter: the pl. of قند is قُنُودٌ: (Msb:) it is (as some say, Msb) an arabicized word, (Msb, K,) from [the Pers\.] كَنْدٌ [or قَنْدْ]. (TA.) قَنْدَةٌ: see قَنْدٌ.

قِنْدِدٌ: see قِنْدِيدٌ.

قِنْدِيدٌ: see قَنْدٌ. b2: Wine: (AA, IAar, S, L, K:) or it is not wine, (As, S, IJ,) but like إِسْفِنْطٌ, i. e., (As, S,) expressed juice (As, T, S, L, K) of grapes, (T, L,) boiled, (As, T, S, L,) with aromatics put in it, (As, T, S, L, K,) and then rendered more fragrant by an admixture of other perfumes: [so I render يُفْتَقُ:] (T, L, K:) or beverage, or wine, (شَرَابٌ,) made of قَنْد: (A:) pl. قَنَادِيدُ. (IAar, L.) b3: Ambergris. (Kr, L, K.) b4: Camphor. (K.) b5: Musk. (K.) b6: A perfume made with saffron, (K,) or with [the plant called] وَرْس. (TA.) b7: [The plant called]

وَرْس: (K:) or excellent وَرْس. (L.) b8: The state, or condition, of a man, whether good or bad; as also ↓ قِنْدِدٌ: (K:) pl. of the former قَنَادِيدُ. (IAar.) b9: جَآءَ بِالأَمْرِ عَلَى قَنَادِيدِهِ [He did the thing] in its [proper] manner. (K.) قِنْدَأْوٌ is mentioned among the words whose last radical letter is ع. (K.) Aboo-Málik says, that رَجُلٌ قِنْدَاوَةٌ, of the measure فِعْلَاوَةٌ, signifies A light, or active, man: and نَاقَةٌ قِنْدَاوَةٌ a swift she-camel: (S:) and a bold she-camel: (Fr, S:) and the epithet is with and without ع: (Fr:) and جَمَلٌ قِنْدَاوٌ a swift he-camel: and قَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ a sharp adz: but others say فِنْدَأْوَةٌ, with ف. (S.) مُقَنْدًى: see the next paragraph.

سَوِيقٌ مَقْنُودٌ, and ↓ مُقَنَّدٌ, (S, A, L, Msb, K,) and ↓ مُقَنْدًى, (K,) [Meal of parched barley or wheat] prepared [or sweetened] with قَنْد. (L, Msb.) [See an ex. in art. حلق.] b2: كَلَامٌ مَقْنُودٌ, and ↓ مُقَنَّدٌ, (tropical:) [Sugared speech]. (A.) مُقَنَّدٌ: see the preceding paragraph in two places.
قند
: (القَنْدُ والقَنْدَةُ) ، بِالْفَتْح فيهمَا، (والقِنْديدُ) ، بِالْكَسْرِ، وإِما أَطلقَه اعْتِمَادًا على الشُّهرة: عُصَارَةُ، وَقيل (: عَسَلُ قَصَبِ السُّكَّرِ إِذا جَمَدَ) جُمُوداً، أَو جُمِّد تَجميداً، وَمِنْه يُتَّخَذُ الفَانِيذُ، وَهُوَ (مُعَرَّب) كَنْد، (و) يُقَال (: سَوِيقٌ مُقَنَّدٌ) ، كمُعَظّم، (ومَقْنُودٌ ومُقَنْدًى) ، إِذا كَانَ مَعْمُولاً بالقِنْدِيد. قَالَ ابنُ مُقْبِل:
أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَناتٍ ونِسْوَةٍ
بِكِرْمَانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا
(والقِنْدِيدُ) ، بِالْكَسْرِ (: الوَرْسُ) الجَيِّدُ. (و) القِنْدِيد (: الخَمْرُ) ، قَالَ الأَصمعيُّ: هُوَ مثل الإِسْفِنْطِ، وأَنشد:
كأَنَّهَا فِي سَيَاعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ
(و) هُوَ (عَصِيرُ) عِنَب يُطْبَخ و (يُجْعَلُ فِيه أَفواهٌ) مِن الطِّيبِ (ثمَّ يُفْتَقُ) . نقلَه الأَزهريّ فِي الرُّباعيّ عَن ابْن جِنّي، وَيُقَال: إِنه لَيْسَ بخمْر وَقَالَ أَبو عَمرو: هِيَ القِنْدِيدُ، والطَّابَةُ، والطَّلَّةُ، والكَسِيس، والفَقْدُ، وأُمُّ زَنْبَق، وأُمُّ لَيلى، والزَّرْقَاءُ، للخمر، وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: القَناديد: الخُمورُ. (و) القِنْدِيد أَيضاً (: العَنْبَرُ) ، عَن كُرَاع، (و) زَاد غَيره (: الكَافُورُ، والمِسْكُ) ، وَبقول كُراع فُسِّر قولُ الأَعشى:
بِبَابِلَ لَمْ تُعْصَرْ فَسالَتْ سُلاَفَةٌ
تُخَالِطُ قِنْدِيداً ومِسْكاً مُخَتَّمَا
(و) القِنْدِيد (: طِيبٌ يُعْمَلُ بالزَّعْفَرَانِ) أَو الوَرْسِ (و) القِنْدِيد (: حالُ الرَّجُلِ حَسَنَةً) كَانَت (أَو قَبِيحَةً) . جَمْعه القَنَادِيدُ، عَن ابْن الأَعرابيّ، (كالقِنْدِدِ) ، كزِبْرِجٍ.
(والقِنْدَأْوُ) ، مَرَّ ذِكْره (فِي الهَمْزِ) ، قَالَ الفرَّاءُ: هِيَ من النُّوق: الجَرِيئةُ، يُهمَز وَلَا يُهمز، وَقد تقدَّم الِاخْتِلَاف فِيهِ.
سَمَرْــقَنْدُ) ، بِفَتْح السِّين وَالْمِيم وَسُكُون الراءِ، هاذا هُوَ الصَّوَاب، وسمِعْنَا بعضَ مشايخِنا المغاربة يَنطق بِسُكُون الْمِيم، ويستند إِلى الشُّهرة عِنْدهم بذالك، قَالَ الصاغانيُّ: وَقد أُولِع أَهل بغدادَ بإِسكان الْمِيم وَفتح الراءه، وسيأْتي الْبَحْث عَنهُ (فِي) بَاب (الراءِ) وَفصل الشين الْمُعْجَمَة، لأَن الْكَلِمَة مُرَكّبة من شمر وكند، أَي حفرهَا شَمِرُ، اسمٌ لملك غَسَّان، وَحَيْثُ إِنها أَعجميّة كَانَ يَنْبَغِي أَن يُنَبّه عَلَيْهَا فِي السِّين الْمُهْملَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة، كَمَا هُوَ عادَته فِي ذِكْر الْبِلَاد الأَعجميّة، تَقْرِيبًا على المبتدِي وتسهيلاً، فإِني أَسمَع غالِبَ من لَا مَعْرفَة لَهُ بضَوابطِ هاذا الْكتاب يَقُول إِن المصنِّف لم يَذكرْ سَمَرْــقَنْد فِي كِتَابه، وَالله أَعلم.
(وقَنَادٌ، كسحابٍ: ع شَرْقِيَّ وَاسِط) العِرَاق.
(ومُحَمّد بنُ سَعيدِ بن قَنْدٍ، مُحَدِّثٌ) بُخارِيٌّ، روَى عَن ابْن السُّكَيْن زكرِيّا بن يحيعى الطائيّ، ووالدُ قَنْدٍ اسمُه بَابِي.
(وقَنْدَةُ الرِّقَاعِ: تَمْرٌ) ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْهُ، عَن أَبي حنيفةَ. (وأَبُو القُنْدَيْنِ بالضمِّ) كُنية (الأَصْمَعِيّ) عبد المَلِك بن قُرَيْب الإِمام الْمَشْهُور، قَالُوا: (كُنِيَ بِهِ لِعِظَم قُنْدَيْهِ، أَي خُصْيَيْهِ) قَالَ ابْن سِيده: لم يُحْكَ لنا فِيهِ أَكثر من ذَلِك، والقَضِيَّةُ تُؤذن أَنّ القُنْدَ: الخُصْيَةُ الكَبِيرَةُ.
(و) يُقَال: (جاءَ بالأَمْرِ على قَنَادِيدِه، أَي) على (وَجْهِهِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلهم بَيْنَ فَكَّيْه حُسامٌ مُهَنَّد، يَقْطُر مِنْهُ كَلاَمٌ مُقَنَّد، ورجُلٌ مَقْنُودُ الكَلامِ، وَهُوَ مَجاز.
لغاية ص 75
تَابع كتاب والقَنْد فِي تَارِيخ سَمَرْــقَند، تأْليف الإِمام أَبي حَفْص عمر بن أَحمد الْمُتَوفَّى سنة 537.
وأَبو حَمَّاد طلْحة بن عَمْرو القَنَّاد، ككَتَّان، كُوفِيٌّ عَن الشَّعْبِيّ وعِكْرِمةَ وَابْن جُبَيْرِ.
وحَبِيبٌ القَنَّادُ، بَصرِيُّ، عَنهُ أَيُّوب السَّخْتِيَانِيّ.
وأَبو الْقَاسِم عبدُ الْملك بن محمّد بن عبد الله القَنْدِيّ الواعِظ، إِلى بَيْعِه، صَدُوقٌ ثَبتٌ.
وأَقْنَدْتُ السَّوِيقَ: أَلقيْت فِيهِ القَنْدَ، كَذَا فِي الأَفعال لِابْنِ القطاع.
وقَنَادٌ كسَحابٍ: موضعٌ شَرْقِيَّ واسِطَ قُرْبَ الحَوْزِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.