Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سلاح

قُرْحٌ

قُرْحٌ:
بالضم ثم السكون، والقرح والقرح لغتان في عضّ الــسلاح ونحوه مما يجرح الجسد: وهو سوق
وادي القرى، وفي حديث ابن شموس البلوي: بنى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في المسجد الذي في صعيد قرح فعلمنا مصلّاه بعظم وأحجار فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى، قال عبد الله بن رواحة:
جلبنا الخيل من آجام قرح ... يغرّ من الحشيش لها العكوم
وقيل: بهذه القرية كان هلاك عاد قوم هود، عليه
السلام، قال أمية بن أبي الصلت: ... أهل قرح بها قد امسوا ثغورا
أي متفرقين جافلين، الواحد ثغر، وكانت من أسواق العرب في الجاهلية، قال السّديّ: قرح سوق وادي القرى وقصبتها، وأنشد لبعض بني أسد من اللصوص:
لقد علمت ذود الكلابيّ أنني، ... لهنّ بأجواز الفلاة، مهين
تتابعن في الأقران حتى حبستها ... بقرح، وقد ألقين كلّ جنين
ولما رأيت التّجر قد عصبوا بها ... مساومة خفّت بهنّ يميني
فأرأيت منها عنسة ذات جلّة ... كسّر أبي الجارود، وهو بطين [1]

ما وَراء النهر

ما وَراء النهر:
يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان، فما كان في شرقيه يقال له بلاد الهياطلة وفي الإسلام سموه ما وراء النهر، وما كان في غربيّة فهو خراسان وولاية خوارزم، وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه، وما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيرا وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة لمن دعاهم إليه مع قلة غائلة وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة وآلة وكراع وسلاح، فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلاد الإسلام وغيرها مثله، وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مرارا قبل أن يقحط ما وراء النهر، ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل ما يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء
إليهم من بلاد أخر، وليس بما وراء النهر موضع يخلو من العمارة من مدينة أو قرى أو مياه أو زروع أو مراع لسوائمهم، وليس شيء لا بدّ للناس منه إلا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم، وأما مياهم فإنها أعذب المياه وأخفّها فقد عمّت المياه العذبة جبالها ونواحيها ومدنها، وأما الدوابّ ففيها من المباح ما فيه كفاية على كثرة ارتباطهم لها، وكذلك الحمير والبغال والإبل، وأما لحومهم فإن بها من الغنم ما يجلب من نواحي التركمان الغربية وغيرها ما يفضل عنهم، وأما الملبوس ففيها من الثياب القطن ما يفضل عنهم فينقل إلى الآفاق، ولهم القزّ والصوف والوبر الكثير والإبريسم الخجندي ولا يفضّل عليه إبريسم البتة، وفي بلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم في الأسلحة والأدوات، وبها معدن الذهب والفضة والزيبق الذي لا يقاربه في الغزارة والكثرة معدن في سائر البلدان إلا بنجهير في الفضة، وأما الزيبق والذهب والنحاس وسائر ما يكون في المعادن فأغزرها ما يرتفع من ما وراء النهر، وأما فواكههم فإنك إذا تبطّنت الصّغد وأشروسنة وفرغانة والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد على سائر الآفاق، وأما الرقيق فإنه يقع إليهم من الأتراك المحيطة بهم ما يفضل عن كفايتهم وينقل إلى الآفاق وهو خير رقيق بالمشرق كله، وبها من المسك الذي يجلب إليهم من التّبّت وخرخيز ما ينقل إلى سائر الأمصار الإسلامية منها، ويرتفع من الصغانيان وإلى واشجرد من الزعفران ما ينقل إلى سائر البلدان، وكذلك الأوبار من السّمّور والسّنجاب والثعالب وغيرها ما يحمل إلى الآفاق مع طرائف من الحديد والحتر والبزاة وغير ذلك مما يحتاج إليه الملوك، وأما سماحتهم فإن الناس في أكثر ما وراء النهر كأنهم في دار واحدة ما ينزل أحد بأحد إلا كأنه رجل دخل دار صديقه لا يجد المضيف من طارق في نفسه كراهة بل يستفرغ مجهوده في غاية من إقامة أوده من غير معرفة تقدّمت ولا توقّع مكافأة بل اعتقادا للجود والسماحة في أموالهم وهمة كل امرئ منهم على قدره فيما ملكت يده والقيام على نفسه ومن يطرقه، قال الإصطخري: ولقد شهدت منزلا بالصغد قد ضربت الأوتاد على بابه فبلغني أن ذلك الباب لم يغلق منذ زيادة على مائة سنة لا يمنع من نزوله طارق، وربما ينزل بالليل بيتا من غير استعداد المائة والمائتان والأكثر بدوابهم فيجدون من علف دوابهم وطعامهم ودثارهم ما يعمّهم من غير أن يتكلف صاحب المنزل بشيء من ذلك لدوام ذلك منهم، والغالب على أهل ما وراء النهر صرف نفقاتهم إلى الرباطات وعمارة الطرق والوقوف على سبيل الجهاد ووجوه الخيرات إلا القليل منهم، وليس من بلد ولا من منهل ولا مفازة مطروقة ولا قرية آهلة إلا وبها من الرباطات ما يفضل عن نزول من طرقه، قال: وبلغني أن بما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف رباط في كثير منها إذا نزل الناس أقيم لهم علف دوابهم وطعام أنفسهم إلى أن يرحلوا، وأما بأسهم وشوكتهم فليس في الإسلام ناحية أكبر حظّا في الجهاد منهم، وذلك أن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب، فمن حدود خوارزم إلى أسبيجاب فهم الترك الغزّيّة، ومن أسبيجاب إلى أقصى فرغانة الترك الخرلخية، ثم يطوف بحدود ما وراء النهر من الصغدية وبلد الهند من حد ظهر الختّل إلى حد الترك في ظهر فرغانة فهم القاهرون لأهل هذه النواحي، ومستفيض أنه ليس للإسلام دار حرب هم أشد شوكة من الترك يمنعونهم من دار الإسلام، وجميع ما وراء النهر ثغر يبلغهم نفير العدو، ولقد أخبرني من كان مع نصر بن أحمد في
غزاة أشروسنة أنهم كانوا يحزرون ثلاثمائة ألف رجل انقطعوا عن عسكره فضلّوا أياما قبل أن يبلغهم نفير العدو ويتهيأ لهم الرجوع، وما كان فيهم من غير أهل ما وراء النهر كبير أحد يعرفون بأعيانهم، وبلغني أن المعتصم كتب إلى عبد الله بن طاهر كتابا يتهدده فيه فأنفذ الكتاب إلى نوح بن أسد فكتب إليه أن بما وراء النهر ثلاثمائة ألف قرية ليس من قرية إلا ويخرج منها كذا وكذا فارس وراجل لا يتبين على أهلها فقدهم، وبلغني أن بالشاش وفرغانة من الاستعداد ما لا يوصف مثله عن ثغر من الثغور حتى إن الرجل الواحد من الرعية عنده ما بين مائة ومائتي دابة وليس بسلطان وهم مع ذلك أحسن الناس طاعة لكبرائهم وألطفهم خدمة لعظمائهم حتى دعا ذلك الخلفاء إلى أن استدعوا من ما وراء النهر رجالا، وكانت الأتراك جيوشا تفضلهم على سائر الأجناس في البأس والجرأة والإقدام وحسن الطاعة، فقدم الحضرة منهم جماعة صاروا قوّادا وحاشية للخلفاء وثقات عندهم مثل الفراغنة والأتراك الذين هم شحنة دار الخلافة، ثم قوي أمرهم وتوالدوا وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على الخلفاء مثل الأفشين وآل أبي الساج وهم من أشروسنة والإخشيد من سمرقند، قال: وأما نزهة ما وراء النهر فليس في الدنيا بأسرها أحسن من بخارى، ونحن نصفها ونصف الصغد وسمرقند وغيرها من نواحي ما وراء النهر في مواضعها من الكتاب، ولم تزل ما وراء النهر على هذه الصفة وأكثر إلى أن ملكها خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن أتسز في حدود سنة 600 فطرد عنها الخطا وقتل ملوك ما وراء النهر المعروفين بالخانية، وكان في كل قطر ملك يحفظ جانبه، فلما استولى على جميع النواحي ولم يبق لها ملك غيره عجز عنها وعن ضبطها فسلط عليها عساكره فنهبوها وأجلوا الناس عنها فبقيت تلك الديار التي وصفت كأنها الجنان بصفاتها خاوية على عروشها وبساتينها ومياهها متدفقة خالية لا أنيس بها، ثم أعقب ذلك ورود التتر، لعنهم الله، في سنة 617 فخرّبوا الباقي وبقيت مثل ما قال بعضهم:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا ... أنيس، ولم يسمر بمكة سامر

ماه دِينار

ماه دِينار:
هي مدينة نهاوند وإنما سميت بذلك لأن حذيفة بن اليمان لما نازلها اتبع سماك العبسي رجلا في حومة الحرب وخالطه ولم يبق إلا قتله، فلما أيقن بالهلاك ألقى سلاحــه واستسلم فأخذه العبسي أسيرا فجعل يتكلم بالفارسية فأحضر ترجمانا فقال: اذهبوا بي إلى أميركم حتى أصالحه عن المدينة وأؤدّي إليه الجزية وأعطيك أنت مهما شئت فقد مننت عليّ إذ لم تقتلني، فقال له: ما اسمك؟ قال: دينار، فانطلقوا به إلى حذيفة فصالحه على الخراج والجزية وأمن أهلها على أموالهم وأنفسهم وذراريهم فسميت نهاوند يومئذ ماه دينار، وقد ذكر حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة ما خالف هذا كله فقال: ماسبذان واسم هذه الكورة مضاف إلى اسم القمر وهو ماه، وكان في ممالك الفرس عدة مدن مضافة الأسماء إلى اسم القمر، وهو ماه، نحو ماه دينار وماه نهاوند وماه بهراذان وماه شهرياران وماه بسطام وماه كران وماه سكان وماه هروم، فأما ماه دينار فهو اسم كورة الدّينور، وقيل إن أصله ديناوران لأن أهلها تلقّوا دين زردشت بالقبول، ونهاوند اسم مختصر من نيوهاوند ومعناه الخير المضاعف، وماه شهرياران اسم الكورة التي فيها الطّزر والمطامير والزّبيدية والمرج وهو دون حلوان، وماه بهراذان في تلك الناحية ولا أدري كيف أخذه، وبالقرب من هذه الناحية موضع يلي وندنيكان فعرّب على البندنيجان، وماه بسطام أقدر تقديرا لا سماعا أنه بسطام التي هي حومة كورة قومس، وماه كران هو الذي اختصروه فقالوا مكران، وكران اسم لسيف البحر، وماه سكان اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من ذلك الصقع الفانيذ الماسكاني، وماه هروم اسم كورة الجزيرة وعلى ذلك سموا جين التي هي الصين ماه جين أيضا، وأقدر تقديرا لا سماعا أن ماه الذي هو اسم القمر إنما يقحمونه على اسم كل بلد ذي خصب لأن القمر هو المؤثر في الأنداء والمياه التي منها الخصب.

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وسميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت فعيقعان لقعقعة الــسلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.

مِلاحٌ

مِلاحٌ:
بالكسر، جمع ملح، من قولهم: ماء ملح ولا يقال مالح إلا في لغة ردية: موضع، قال الشّويعر الكناني واسمه ربيعة بن عثمان:
فسائل جعفرا وبني أبيها ... بني البرزي بطخفة والملاح
غداة أتتهم حمر المنايا ... يسقن الموت بالأجل المتاح
وأفلتنا أبو ليلى طفيل ... صحيح الجلد من أثر الــسلاح

النَّضِيرُ

النَّضِيرُ:
بفتح النون، وكسر الضاد ثم ياء ساكنة، وراء مهملة: اسم قبيلة من اليهود الذين كانوا بالمدينة وكانوا هم وقريظة نزولا بظاهر المدينة في حدائق وآطام لهم، وغزوة بني النضير لم أر أحدا من أهل السير ذكر أسماء منازلهم وهو مما يحتاج إليه الناظر في هذا الكتاب، فبحثت فوجدت منازلهم التي غزاهم النبي، صلّى الله عليه وسلّم، فيها تسمّى وادي بطحان، وقد ذكرته في موضعه فأغنى عن الإعادة، وبموضع يقال له البويرة، وقد ذكر أيضا في موضعه، وكانت غزاة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، لبني النضير في سنة أربع للهجرة ففتح حصونهم وأخذ أموالهم وجعلها خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان يزرع في أرضهم تحت النخيل فيجعل من ذلك قوت أهله وأزواجه لسنة وما فضل جعله في الكراع والــسلاح، وأقطع منها أبا بكر وعبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنهما، وقسّمها بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار شيئا إلا رجلين كانا فقيرين سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الساعدي، قال الواقدي: وكان مخيريق أحد بني النضير عالما فآمن برسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وأوصى بأمواله لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم،
فجعلها صدقة، وهي الميثب والصافية والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهي مارية القبطية، وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أخرج بني النضير على أن لهم ما حملت إبلهم إلا الحلقة والآلة، والحلقة: هي الدروع، وقال الزهري: كانت وقعة بني النضير على ستة أشهر من وقعة أحد.

وَنْدَاد هُرْمُز

وَنْدَاد هُرْمُز:
بفتح أوله، وهرمز اسم ملك من ملوك الفرس: كورة في جبال طبرستان تلقاء خراسان مجاورة لجبال شروين، وونداد هرمز: اسم رجل عصى في تلك الجبال أيام الرشيد فقدم الرشيد بنفسه إلى الري وأرسل إليه فاستدعاه فقدم عليه بالأمان وسلّم إلى عمّال الرشيد بلاده فصيّره الرشيد اصفهبذ خراسان ووجّه عبد الله بن مالك الخزاعي فحاز بلاده وسلمها
إلى المسالح فلما ولي المأمون أخذها منهم وسلمها إلى أصحابه، والمسالح: من أول بلاد خراسان وطبرستان إلى أول حدود الديلم إحدى وثلاثون مسلحة، والمسلحة: الجيش أصحاب الــسلاح الذين يحفظون المواضع ما بين المائتين إلى الألفين.

اليَتِيمَةُ

اليَتِيمَةُ:
بلفظ تأنيث اليتيم، وهو الذي مات أبوه:
موضع في قول عدي بن الرقاع:
وعلى الجمال إذا رثين لسائق ... أنزلن آخر ريّحا فحداها
من بين بكر كالمهاة وكاعب ... شفع اليتيم شبابها فعداها
وقال:
وجعلن محمل ذي السلا ... ح مجنّه رعن اليتيمة
أي جعلن رعن اليتيمة عن أيسارهن كما يحمل ذو الــسلاح مجنّه لأن المجن هو الترس يحمل على الجانب الأيسر.

شدك

شدك
الشَّوَْكانُ أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وَقَالَ الصّاغانِيُّ: هُوَ الشَّبَكَةُ كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب الشِّكَّةُ وأَداةُ الــسِّلاحِ كَمَا فِي الْعباب.
وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: أَبو أَيُّوب سُلَيْمانُ بنُ داودَ بن بِشْرِ بن زِيادٍ البَصْرِيُّ المِنْقَرِيُّ الشادكُونِيُّ الحافِظُ، مَنْسوبٌ إِلَى شادكُونة، كَانَ يَتَّجِرُ إِلَى اليَمَن ويَبِيعُ المُضَرَّباتِ الكِبارِ، وتُسَمّى شادكُونَة، فعُرِفَ بذلك، ذكره غير وَاحِد، والتنبيهُ على مثل هَذَا واجِبٌ.

أَنث

أَنث
: ( {آنَثَت المَرْأَةُ} إِيناثاً) إِذا (وَلَدَتْ أُنْثَى) وَفِي بعض: {الإِناثَ، (فَهِيَ} مُؤْنِثٌ. ومُعْتادَتُهَا) أَي إِذا كَانَ لَهَا ذَلِك عَادَةً فَهِيَ ( {مئنَاثٌ) والرَّجُلُ} مِئنَاثٌ أَيضاً؛ لأَنَّهُمَا يَسْتَويانِ فِي مِفْعَال، ويقابِلُه الْمِذْكارُ، وَهِي الَّتِي تَلِد الذُّكُورَ كثيرا.
(و) من الْمجَاز: ( {الأَنِيثُ) من (الحَدِيدِ) : مَا كانَ (غير الذَّكَرِ) وحَدِيدٌ} أَنِيثٌ: غيرُ ذَكَرٍ.
ونَزَعَ {أَنِيثَه، ثمَّ ضَرَبَه تَحت} أُنْثَيَيْهِ.
وَفِي اللِّسَان: الأَنِيثُ من السُّيُوف: الَّذِي من حَديدٍ غيرِ ذَكَرٍ، وَقيل: هُوَ نَحْوٌ من الكَهَامِ. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: فيُعْلِمُهُ بَأَنَّ العَقْلَ عندِي
جُرَازٌ لَا أَفَلُّ وَلَا أَنِيثُ
أَي لَا أُعطِيه إِلاّ السَّيْفَ القَاطِعَ، وَلَا أُعطِيه الدِّيَةَ.
وسيفٌ {أَنِيثٌ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِقاطِعٍ.
(و) من الْمجَاز: (} المُؤَنَّثُ) من الرِّجَالِ (: المُخَنَّثُ) شِبْهُ المَرْأَةِ فِي لِينِهِ، ورِقَّةِ كَلامِه، وتَكَسُّر أَعضَائِه ( {كالمِئْناث) } والمِئْنَاثَةِ، {والأَنِيثِ.
وبعضُهُم يَقُول:} تَأَنَّثَ فِي أَمْرِه وتَخَنَّثَ، وَقَالَ الكُمَيْتُ فِي الرَّجُلِ {الأَنِيث:
وشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ كُلِّ قَتَادَةٍ
بِفَارِسَ يَخْشَاهَا الأَنِيثُ المُغَمَّرُ
(} والأُنْثَيَانِ: الخُصْيَتانِ) .
(و) فِي الأَساسِ: وَمن الْمجَاز: ونَزَعَ {أُنْثَيَيْه وضَرَبه تَحْتَ} أُنْثَيَيْهِ، {الأُنْثَيَانِ: (الأُذُنَانِ) ، يَمَانِيَة،} والأُنوثَةُ فيهِما من {تَأْنِيثِ الاسْمِ. وأَنشد الأَزْهَرِيّ لذِي الرُّمّة:
وكُنّا إِذا القَيْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه
ضَرَبْنَاهُ فوقَ} الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
وَفِي أَصْلِ الجَوْهَرِيّ: العَبْسِيّ، وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ: يَعني الأُذُنَيْنِ؛ لأَنَّ الأُذُنَ {أُنْثَى، وأَورده الجَوْهَرِيّ (على مَا أَورده الأَزهري) لذِي الرُّمّة وَلم يَنْسُبْه لأَحَدٍ.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ للفَرَزْدَق، قَالَ: والمَشْهُور فِي الرّوايةِ:
وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ
كَمَا أَورَدَه ابنُ سِيده.
(و) الأُنْثَيانِ، من أَحياءِ العَرَب (: بَجِيلَةُ وقُضَاعَةُ) ، عَن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ، وأَنشد للكُمَيْت:
فيا عَجَباً} للأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا
أَذَاتِيَ إِبْرَاقَ البَغَايَا إِلى الشَّرْبِ
(و) من المَجَاز: قَالَ الكِلاَبيّ: (أَرْضٌ! أَنِيثَةٌ ومِئْناثٌ: سَهْلَةٌ مِنْباتٌ) . (سقط: خَلِيقَة بالنبات، لَيست بغليظة، وَفِي الصِّحَاح: تنْبت البقل سهلة.
وبلد أنيث: لين سهل. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
وَمَكَان أنيث، إِذا أسْرع نَبَاته وَكثر، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
بميث أنيث فِي رياض دمثة
تحيل سواقيها بِمَاء فضيض
وَمن كَلَامهم: بلد أنيث دميث، طيب الريعة مرت الْعود.
وَزعم ابْن الْأَعرَابِي: أَن الْمَرْأَة إِنَّمَا سميت أُنْثَى من الْبَلَد الأنيث، قَالَ لِأَن الْمَرْأَة أَلين من الرجل، وَسميت أُنْثَى للينها، قَالَ ابْن سَيّده: فَأصل هَذَا الْبَاب - على قَوْله - إِنَّمَا هُوَ الأنيث الَّذِي هُوَ اللين.
(و) من الْمجَاز: ( {أنثت لَهُ) فِي الْأَمر (} تأنيثا، {وتأنثت، لنت) لَهُ، وَلم أتشدد.
(} وَالْإِنَاث) بلاكسر (: جمع {الْأُنْثَى) وَهُوَ خلاف الذّكر من كل شَيْء وَجمع الْجمع} أنث، كحمار وحمر، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز (إِن يدعونَ من دونه إِلَّا {إِنَاثًا) [سُورَة النِّسَاء: 117] وقرىء " إِلَّا} أُنُثاً " جمع {إناث مثل نمار ونمر، وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: إِن يدعونَ من دونه إِلَّا أنثا. قَالَ الْفراء: هُوَ جمع الوثن (} - كالأناثي) كعذارى، جَاءَ ذَلِك فِي الشّعْر (و) من قَرَأَ: إِلَّا إِنَاثًا، أَرَادَ (الْموَات) الَّذِي هُوَ خلاف الْحَيَوَان (كالشجر وَالْحجر) والخشب، عَن اللحياني.
وَعَن الْفراء تَقول الْعَرَب: اللات والعزى، وأشباههما، من الْآلهَة! المؤنثة.
(و) الْإِنَاث (: صغَار النُّجُوم) .
(و) يُقَال: هَذِه (امْرَأَة أُنْثَى) إِذا مدحت بِأَنَّهَا (كَامِلَة) من النِّسَاء، كَمَا يُقَال: رجل ذكر، إِذا وصف بالكمال، وَهُوَ مجَاز.) (و) من الْمجَاز أَيضاً: (سَيْفٌ) أَنِيثٌ، و ( {مِئْنَاثٌ} ومِئْنَاثَةٌ) بالهاءِ، وَهَذِه عَن اللِّحْيَانيّ، وكذالك مُؤَنَّثٌ، أَ (كَهَامٌ) ، وكذالك {مُؤَنَّثٌ، أَي (كَهَامٌ) ، وذالك إِذا كانَتْ حَدِيدَتُه لَيِّنةً،} تأْنيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ، أَو الحَديدَةِ أَو الــسِّلاح.
وَقَالَ الأَصْمَعيّ: الذَّكَرُ من السُّيُوف: شَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ، وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ. يَقُول الناسُ: إِنَّها من عَمَلِ الجِنّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقال: هاذا طَائِر {وأُنْثَاهُ، وَلَا يُقَال: أُنْثَاتُه.
وَقد} أَنَّثْتُه {فتَأَنَّثَ.
والأُنْثَى: المَنْجَنِيقُ، وَقد جاءَ فِي قَول العَجّاجِ.
وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا
} وأُنْثَيَا الفَرَسِ: رَبَلَتَا فَخِذَيْهَا، قالَ الشّاعر فِي صفة الفَرَسِ:
تَمَطَّقَتْ {أَنَيْثَيَاهَا بِالعَرَقْ
تَمَطُّقَ الشَّيْخِ (العَجُوزِ) بالمَرَقْ
وسَيْفٌ مُؤَنَّثٌ، كالأَنِيثِ. أَنشدَ ثَعْلَب:
وَمَا يَسْتَوِي سَيْفَانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ
وسَيْفٌ إِذا مَا عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا
ورَوِيَ عَن إِبراهيمَ النَّخَعِيّ أَنه قَالَ: كَانُوا يَكرَهون المُؤنَّث من الطيِّبِ، وَلَا يَرَوْن بِذُكُورَتِهِ بَأساً. قَالَ شَمِرٌ: أَرادَ} بالمُؤَنّثِ طِيبَ النِّسَاءِ، مثل: وأَمّا ذُكُورَةُ الطِّيب: فَمَا لَا لَونَ لَهُ. مثل: الغَالِيَةِ والكَافُورِ والمِسْكِ والعُودِ والعَنْبَرِ ونحوِها من الأَدْهَانِ الَّتِي لَا تُؤَثِّر، كَذَا فِي اللِّسَان.

خَذرق

خَذرق
والخَذَرْنَقُ، بالذّالِ المُعْجَمة، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبُو عُبَيْدِ: هُوَ ذَكَرُ العَناكِب. وقالَ اللَّيْثُ: رَجُل خِذْراقٌ بالكسْرِ ومخذْرِق: سَلاّحٌ أَي: كثير السَّلحَ، قَالَ: صاحِبُ حانُوتِ إِذا مَا اخرنبقَا فيهِ عَلاهُ سُكْرُه فخَذْرَقَا وقالَ ابنُ عَبّادِ: خُذارِقٌ كعُلابطٍ: ماءَةٌ مِلْحَة للعَرَبِ بتِهامَةَ، سمِّيَتْ بذلِكَ لأَنَّها تسْلِحُ شارِبَها حَتَّى يُخَذْرِقَ، أَي: يَسْلَحَ كَمَا فِي العُبابِ.

غَرَض

(غَرَض) أكل اللَّحْم الْغَرِيض وتفكه ومزح وَالشَّيْء اجتناه طريا وَيُقَال غَرَض فِي سقائك لَا تملأه
(غَرَض)
فلَان غَرضا ورد المَاء باكرا والسقاء وَنَحْوه ملأَهُ ومخضه فَإِذا ظَهرت حبات الزّبد على اللَّبن قبل أَن تتجمع صبه وسقاه النَّاس وَالشَّيْء اجتناه طريا وَله غريضا سقَاهُ لَبَنًا حليبا وَالشَّيْء كف عَنهُ وَيُقَال غَرَض السخل فطمه قبل وَقت فطامه

(غَرَض) إِلَيْهِ غَرضا اشتاق وَمِنْه ضجر ومل وَيُقَال غَرَض بالْمقَام فَهُوَ غَرَض

(غَرَض) الشَّيْء غَرضا وغراضة كَانَ طريا فَهُوَ غريض
غَرَض
الغَرَض مُحَرَّكَة: هَدَفٌ يُرْمَى فِيهِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الغَرَضُ: مَا امْتَثَلْتَهُ للرَّمْي، ج أَغْرَاضٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، وكَثُرَ ذلكَ حَتَّى قيلَ: الناسُ أَغْرَاضُ المَنِيَّةِ، وجَعَلْتَنِي غَرَضاً لشَتْمكَ. وَفِي الحَديث: لَا تَتَّخِذُا شَيْئاً فِيهِ الرُّوحَ غَرَضاً. وَفِي البَصَائر: ثمّ جُعِلَ اسْماً لكُلِّ غَايَةٍ يُتَحَرَّى إِدْراكُهَا. الغَرَضُ: الضَّجَرُ، والمَلاَلُ. وَمِنْه حَديثُ عَدِيٍّ فسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ جَزيرَةَ العَرَبِ فَأَقَمْتُ بهَا حَتَّى اشْتَدَّ غَرَضِي أَيْ ضَجَرِي ومَلاَلِي. وأَنْشَدَ ابْنُ بَرّيّ لحُمَام بنِ الدُّهَيْقِينِ: لَمَّا رَأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضَا قَامَتْ قِيَاماً رَيِّثاً لتَنْهَضَا وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: إِذا فَاتَهُ الغَرَض، فَتَّهُ الغَرَضُ. أَي الضَّجَرُ. الغَرَضُ أَيْضاً: شِدَّةُ النَّزَاعِ نَحْوَ الشَّيْءِ والشَّوْقُ إِلَيْه، غَرِضَ، كفَرِحَ، فيهِما. أَمَّا فِي مَعْنَى الضَّجَرِ فإِنَّه يُعَدَّى بمِنْ، يُقَالُ: غَرِضَ مِنْه غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ، أَي ضَجِرَ وقَلِقَ. وَمِنْه الحَديثُ كَانَ إِذَا مَشَى عُرِفَ فِي مَشْيِه أَنَّه غَيْرُ غَرِضٍ أَي غَيْرُ قَلِقٍ. وأَمّا الغَرَضُ بمَعْنَى الشَّوْقِ فإِنَّهُ يُعَدَّى بإِلى، يُقَالُ: غَرِضَ إِلى لِقَائهِ غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ: اشتَاقَ إِليه. قَالَ ابنُ هَرْمَةَ، كَمَا وَقَع فِي التَّهْذيب والإِصْلاح، ولَيْس لِابْنِ هَرْمة كَمَا فِي العُبَاب:
(مَنْ ذَا رَسُولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ ... عَنِّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيلِ الكَاذِبِ)

(أَنِّي غَرِضْتُ إِلى تَنَاصُفِ وَجْهِهَا ... غَرَضَ المُحِبّ إِلى الحَبيبِ الغَائبِ)
ونَقَل الجَوْهَرِيّ عَن الأَخْفَش فِي مَعْنَى غَرِضْتُ إِلَيْهِ، أَي اشْتَقْتُ إِلَيْه، تَفْسِيرُها: غَرِضْت من)
هؤُلاءِ إِلَيْه، لأَنَّ العَرَبَ تُوصِلُ بهذِهِ الحُرُوفِ كُلِّهَا الفِعْلَ، قَالَ الشَّاعِرُ وَهُوَ أَعْرَابِيٌّ من بَني كِلابٍ:
(فمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضُ فإِنِّي ونَافَتِي ... بحَجْزٍ إِلَى أَهْلِ الحِمَى غَرِضَانِ)

(تَحِنُّ فتُبْدِي مَا بِهَا من صَبَابَةٍ ... وأُخْفِي الَّذِي لَوْلاَ الأَسَى لقَضَانِي)
أَي لقَضَى عَلَيَّ. وَقَالَ الزَّمَخْشَريّ: إِنَّمَا عُدِّيَ بإِلَى لتَضَمُّنِه مَعْنَى اشْتَقْتُ وحَنَنْتُ. قَالَ شَيْخُنَا: وَقد أَوْردَ ابنُ السِّيدِ الغَرَضَ بمَعْنَى المَلاَلِ والشَّوْقِ، وعَدَّه من الأَضْدادِ، لمُنَاقَضَةِ المَحَبَّةِ والشَّوْقِ للمَلاَلِ والضَّجَرِ، قَالَ: وَهُوَ مَنْصُوصٌ أَيْضاً للمُبَرِّد فِي الكامِلِ. قُلْتُ: ومثْلُه فِي كِتَابِ ابْنِ القَطّاع. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الغَرَضُ المَخَافَةُ. فِي الصّحاح: غَرُضَ الشَّيْءُ غِرَضاً، كصَغُرَ صِغَراً فَهُوَ غَرِيضٌ، أَي طَرِيٌّ، يقَال: لَحْم، غَريضٌ. قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيّ يَصِفُ أَسَداً ولَبُؤَتَه:
(يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَها من فَرَائِسٍ ... رُفَاتُ عِظَامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ)
ويُرْوَى: رَفِيتُ. ومُغِبّاً، أَي غَابّاً. ومُشَرْشَرٌ، أَي مُقَطَّعٌ. والغَرِيضُ: المُغَنِّي المُجِيدُ، من المُحْسِنِينَ المَشْهُورِينَ، سُمِّيَ للِينِهِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الغَرِيضُ: كلُّ غِنَاءٍ مُحْدَثٍ طَرِيٍّ، وَمِنْه سُمِّيَ المُغَنِّي الغَرِيض، لأَنَّه أَتَى بغِنَاءٍ مُحْدَثٍ. وَقَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصير: الغَرِيض: مُخَنَّثٌ مَشْهُورٌ، واسْمُهُ عَبْدُ المَلِكِ. قُلتُ: وَهُوَ مَوْلَى الثُّرَيّا بنْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بن أُمَيَّةَ، الَّتِي كَانَ يَتَشَبَّبُ بهَا ابنُ أَبي رَبِيعَةَ. ومَاءُ المَطَرِ غَرِيضٌ لطَرَاءَتِهِ، كالمَغْرُوضِ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ وَهُوَ الحادِرَةُ:
(بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... منْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ)
وَقَالَ آخَرُ، هُوَ لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقَاذَفَتْه ... مُشَعْشَعَةٌ بمَغْرُوضٍ زُلاَلِ)
يُقَال: كُلُّ أَبْيَضَ طَرِيٍّ غَرِيضٌ، كَمَا فِي الصّحاح. الغَرِيضُ: الطَّلْعُ، كالإِغْريضِ، فيهمَا، نَقَلَه الجَوْهَريُّ واللَّيْثُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: الإِغْريضُ: الطَّلْعُ حِين يَنْشَقُّ عَن كَافُورِه. وَقَالَ الكِسَائيُّ: الإِغْرِيضُ: كُلُّ أَبْيَضَ مثْلُ اللَّبَن وَمَا يَنْشَقُّ عَنهُ الطَّلْعُ. وَقَالَ غَيْرُه: الطَّلْعُ يَدْعُونَهُ الإِغْرِيضَة. وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: كَأَنَّ ثَوْبَهَا إِغْرِيض، ورِيقَها رَيِّقٌ غَرِيض، يُشْفَى برَشْفِه المَرِيض. الإِغْريضُ: مَا يَنْشَقُّ عَنهُ الطَّلْعُ. ورَيِّقُ الغَيْثِ: أَوَّلُه. وغَرَضَ الإِنَاءِ يَغْرِضُه، من حَدِّ ضَرَبَ: مَلأَه، كَمَا فِي الصّحاح، وكذَا غَرَضَ السِّقَاءَ والحَوْضَ، إِذا مَلأَهُمَا. وأَنْشَدَ)
للرَّاجز وَهُوَ أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيّ: لَا تَأوِيَا لِلْحَوْضِ أَنْ يَغِيضَا أَنْ تَغْرِضَا خَيْرٌ من أَنْ تَغِيضَا كأَغْرَضَهُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُرَى اللِّحْيَانيّ حَكاهُ. غَرَضَهُ أَيْضاً، إِذَا نَقَصَهُ عَن المَلْءِ، فَهُوَ ضِدٌّ، صَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيّ، وأَنشد للرَّاجِزِ: لَقَدْ فَدَى أَعْنَاقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ يَقُولُ: فَدَاهُنَّ من النَّحْرِ والبَيْعِ المَحْضُ والدَّأْظُ. وَقَالَ الباهليُّ: الغَرْضُ: أَنْ يَكُونَ فِي جُلُودِهَا نُقْصَانٌ. غَرَضَ السِّقَاءَ يَغْرِضُه غَرْضاً: مَخَضَه، فإِذا ثَمَّرَ، أَيْ صارَ ثَمِيرَةً قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ زُبْدُهُ صَبَّهُ فسَقَاهُ القَوْمَ، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ عَن ابْنِ السِّكِّيت. قَالَ يُقَالُ أَيضاً: غَرَضَ السَّخْلَ يَغرِضُهُ غَرْضاً، إِذا فَطَمَهُ قَبْلَ إِنَاهُ، أَي قَبْلَ إِدْرَاكِه. غَرَضَ الشَّيْءَ يَغْرِضُهُ غَرْضاً: اجْتَناهُ غَرِيضاً، أَي طَرِيّاً، أَوْ أَخَذَه كَذلكَ، أَي طَرِيّاً. وَفِي النُّسخ: أَو جَذَّهُ، وهُو غَلَطٌ، كغَرَّضَه، فيهمَا، تغْرِيضاً. والغَرْضُ للرَّحْل كالحِزَام للسَّرْج، والبِطَانِ للقَتَبِ، ج: غُرُوضٌ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وأَغْرَاضٌ أَيْضاً، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الحَدِيث لَا تُشَدُّ الغُرْضُ إِلاَّ إِلى ثَلاثَةِ مَسَاجدَ: المَسْجدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِي هَذَا، ومَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ كالغُرْضَة، بالضَّمِّ، وَهُوَ التَّصْديرُ، ج غُرضٌ، ككُتُبٍ وكُتْبٍ، كَمَا فِي الصّحاح. وأَنشَد الصّاغَانيُّ لابْنِ مُقْبلٍ فِي الغُرُوضِ:
(إِذا ضَمَرَتْ وأَمْسَى الحُقْبُ مِنْهَا ... مُخَالِفَةً لأَحْقِيهَا الغُرُوضُ)
الغَرْضُ: شُعْبَةٌ فِي الوَادِي غَيْرُ كاملَةٍ، أَوْ أَكْبَرُ من الهَجِيج، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ. وهما قَوْلٌ وَاحدٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ فِي النَّوادِرِ فإِنّه قَالَ: الغَرْضُ: شُعْبَةٌ فِي الوَادِي أَكْبَرُ من الهَجِيج، وَلَا تَكُون ُ شُعْبَةً كَامِلَةً، ج غُرْضَانٌ، بالضَّمِّ والكَسْر. يُقَالُ: أَصَابَنَا مَطَرٌ أَسالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ. وزَهَادُهَا: صِغَارُهَا. الغَرْضُ: مَوضِعُ مَاءٍ. كَذا بخَطِّ أَبي سَهْلٍ فِي نُسْخَةِ الصّحاح، وَهُوَ الصَّوَابُ ووُجِدَ فِي المَتْنِ بخَطِّ بَعْضِهم: مَوْضِعٌ مَا تَرَكْتَه فلَم تَجْعَلْ فِيهِ شَيْئاً. كذَا فِي الصّحاح وَقَالَ بَعْضُهم: هُوَ كالأَمْتِ فِي السِّقَاءِ. وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِز: والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ)
قَالَ أَبُو الهَيْثم: الغَرْضُ: التَّثَنِّي. والغَرْضُ، أَيْضاً: أَنْ يَكُونَ سَمِيناً فيُهْزَلَ فيَبْقَى فِي جَسَده غُرُوضٌ. نَقله الصّاغَانيّ. عَن ابْن عَبَّادٍ: الغَرْضُ: الكَفُّ. يُقَال: غَرَضْتُ منْه، أَي كَفَفْتُ.
قَالَ أَيْضاً: الغَرْضُ: إِعْجَالُ الشَّيْءِ عَنْ وَقْته. وكُلُّ شَيْءٍ أَعْجَلْتَهُ عَن وَقْتِهِ فقَدْ غَرَضْتَهُ، كَمَا فِي العُبَاب والتَّكْمِلَة. والمَغْرِضُ، كمَنْزِلٍ، من البَعِير، كالمَحْزِمِ للفَرَسِ. ونَصُّ العُبَابِ: من الفَرَسِ والبَغْلِ والحِمَارِ، ونَصّ الصّحاح كالمَحْزِمِ من الدّابَّةِ. قَالَ: وَهِي جَوَانِبُ البَطْنِ أَسْفَلَ الأَضْلاعِ الَّتي هِيَ مَوَاضِعُ الغَرْضِ مِنْ بَطُونِهَا، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ أَبو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيّ: يَشْرَبْن حَتَّى تُنْقِضَ المَغَارِضُ لَا عَائِفٌ منْهَا وَلَا مُعَارِضُ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لابْنِ مُقِبلٍ:
(ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاَحِــي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا)
وَفِي اللّسَان: وأَنْشَدَ آخَرُ لشَاعرٍ:
(عَشَّيْتُ جَابَانَ حَتَّى اشْتَدَّ مَغْرِضُه ... وكَادَ يَهْلِكُ لَوْلاَ أَنَّه طَافَا)
أَي انْسَدَّ ذلِكَ المَوْضعُ منْ شِدَّة الامْتِلاءِ. وقيلَ: المَغْرِضُ: رَأْسُ الكَتِفِ الَّذي فِيهِ المُشَاشُ تَحْتَ الغُرْضُوفِ. وقيلَ: هُوَ بَاطِنُ مَا بَيْنَ العَضُدِ مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ. يُقَالُ: طَوَيْتُ الثَّوْبَ على غُرُوضِه، أَي غُرُورِه، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ، وَنَقله الصّاغَانيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَة: فِي الأَنْف غُرْضَانِ، بالضَّمِّ، مُثَنَّى غُرْضٍ. وهُوَ، كَذَا فِي النُّسَخ ومِثْلُه فِي العُبَاب، ونَصُّ اللِّسَان: وهُمَا مَا انْحَدَرَ منْ قَصَبَةِ الأَنْفِ من جَانِبَيْه جَمِيعاً، كَمَا فِي العُبَاب، وفِيهمَا عِرْقُ البُهْرِ، كَمَا فِي اللّسَان. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وأَمّا قَوْلُه:
(كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قَبْلَ شِفَاهِهِمْ ... لَهُمْ وَارِدَاتُ الغَرْضِ شُمُّ الأَرَانِبِ)
فقد قِيلَ: إِنّه أَرادَ الغُرْضُوفَ الَّذِي فِي قَصَبَةِ الأَنْفِ فحَذَفَ الواوَ والفَاءَ، ورَواهُ بَعْضُهم: لَهُمْ عارِضَاتُ الوِرْد وَقد تَقَدّم فِي ع ر ض. والغَارِضُ مِنَ الأَنُوف: الطَّويلُ. الغَارِضُ: مَنْ وَرَدَ الماءَ بَاكِراً. يُقَال: وَرَدْتُ الماءُ غَارِضاً أَيْ مُبْكراً كَمَا فِي الصّحاح. وَذَلِكَ المَاءُ غَرِيضٌ، كَمَا فِي اللّسَان، ويُرْوَى بالعَيْن المُهْمَلَة. كَمَا تَقَدَّم. من المَجَاز: أَغْرَضَ لَهُمْ غَرِيضاً، أَيْ عَجَنَ عَجِيناً ابْتَكَرَهُ، ولَمْ يُطْعِمْهم بَائِتاً. وَفِي الأَسَاس: غَرَضْتُ للضَّيْفِ غَرِيضاً: أَطْعَمْتُهُم طَعَاماً غَيْرَ بَائتٍ. أَغْرَضَ النَّاقَةَ: شَدَّهَا بالغُرْضَةِ والغَرْضِ، كَغَرَضَها غَرْضاً. ويُقَال:) غَرَضَ البَعِيرَ بالغَرْضِ: شَدَّه، وأَغْرَضَه: شَدَّ عَلَيْهِ الغَرْضَ. وغَرَّضَ الرَّجلُ تَغْرِيضاً: أَكَلَ اللَّحْمَ الغَرِيضَ، أَيْ الطَّرِيَّ. غَرَّضَ أَيْضاً: تَفَكَّهَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وَفِي اللّسَان مِنَ الفُكَاهَةِ وَهُوَ المُزَاحُ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: تَغَرَّضَ الغُصْنُ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَاب، وَفِي التَّكْملَة: انْغَرَضَ الغُصْنُ، إِذا انْكَسَرَ وَلم يَتَحَطَّمْ. ويَشْهَدُ لِمَا فِي التَّكْملَة نَصُّ اللِّسَانِ: انْغَرَضَ الغُصْنُ: تَثَنَّى وانْكَسَرَ انْكِسَاراً غَيْر بَائنٍ. من المَجَاز: غَارَضَ إِبلَهُ، إِذا أَوْرَدَهَا غَارِضاً، أَي بُكْرَةً، كَمَا فِي العُبَاب والأَساس. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُغَرَّضُ، كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُ الغُرْضَةِ، قَالَهُ ابنُ خَالَوَيْه. قالَ: ويُقَالَ للْبَطْنِ: المُغَرَّضُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ المَوْضِعُ الَّذي يَقَعُ عَلَيْهِ الغَرْضُ أَو الغُرْضَةُ، قَالَ: إِلَى أَمُونٍ تَشْتَكِي المُغَرَّضَا وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ويُجْمَع الغَرْضُ أَيْضاً على أَغْرُضِ، كأَفْلُسٍ، وأَنْشَدَ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةُ: يَغْتَالُ طُولَ نِسْعِهِ وأَغْرُضِهْ بنَفْخِ جَنْبَيْه وعَرْضِ رَبَضِهْ وغَرَضَ الشَّيْءَ يَغْرِضُه غَرْضاً، أَي كَسَرَهُ كَسْراً لَمْ يَبِنْ. والغَرِيضُ: الطَّرِيُّ من التَّمْرِ.
وغَرَضْتُ لَهُ غَرِيضاً: سَقَيْتُهُ لَبَناً حَلِيباً. وَهُوَ مَجَاز. وأَتَيْتُهُ غَارِضاً: أَوَّلَ النَّهَار. والغَرِيضَةُ: ضَرْبٌ من السَّوِيقِ، يُصْرَمُ من الزَّرْعِ مَا يُرَادُ حَتَّى يَسْتَفْرِكَ، ثمّ يُشَهَّى، وتَشْهِيَتُه أَنْ يُسَخَّنَ على المِقْلَى حَتَّى يَيْبَسَ، وإِنْ شَاءَ جَعَلَ مَعَهُ على المِقْلَى حَبَقاً، فَهُوَ أَطْيَبُ لطَعْمِه، وَهُوَ أَطْيَبُ سَوِيقٍ. والغَرِيضُ: الماءُ الَّذي وُرِدَ عَلَيْه بَاكِراً. والغَرَضُ: القَصْدُ. يُقَالُ: فَهِمْتُ غَرَضَك، أَي قَصْدَكَ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَال: غَرَضُه كَذَا، أَي حَاجَتُه وبَغْيَتُهُ. قَال شَيْخُنَا: قد كَثُرَ حَتَّى تَجَوَّزُوا بِهِ عَن الفَائدَةِ المَقْصُورَةِ من الشَّيْءِ، وَهُوَ حَقيقَةٌ عُرْفِيَّة بَعْدَ الشُّيُوعِ، لِكُوْنه مَقْصِداً، وقَبْلَ الشُّيُوعِ، اسْتعَارَةٌ أَو مَجَازٌ مُرْسَلٌ. واغْتَرَضَ الشَّيْءَ: جَعَلَه غَرَضَهُ. وغَرِضَ أَنْفُ الرَّجُلِ: شَرِبَ فنَالَ أَنْفُه الماءَ منْ قَبْلِ شَفَتِهِ. والإِغْرِيضُ: البَرَدُ، قالَه اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ يَصِفُ الأَسْنَانَ: وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لمْ يَتَثَلَّمِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الإِغْريضُ: مَا فِي جَوْفِ الطَّلْعَةِ، ثُمَّ شُبِّهَ بِهِ البَرَدُ، لَا أَنَّ الإِغْريضَ أَصْلٌ فِي البَرَدِ. والإِغْريضُ أَيْضاً: قَطْرٌ جَلِيلٌ تَرَاهُ إِذا وَقَعَ كأَنَّهُ أُصُولُ نَبْلٍ، وَهُوَ من سَحَابَةٍ مُتَقَطِّعَةِ،)
وَقيل: هُوَ أَوّلُ مَا يَسْقُط مِنْهَا. قَالَ النَّابِغَة:
(يَمِيحُ بعُودِ الضِّرْوِ إِغْرِيضَ بَغْشَةٍ ... جَلاَ ظَلْمَةُ مَا دُونَ أَنْ يَتَهَمَّمَا)
ويُقَالُ: غَرِّضْ فِي سِقَائِكَ، أَي لَا تَمْلأْه، كَمَا فِي الصّحاح. وفُلانٌ بَحْرٌ لَا يَغَرَّضُ، أَي لَا يُنْزَحُ.
كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الأَسَاس: لَا يُنْزَف. واغْتُرِضَ فُلانٌ: مَاتَ شَابّاً، نَحْو اخْتُضِرَ. وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وأَغْرَضَ الرَّجُلُ: أَصابَ الغَرَضَ. نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع.

خَشش

خَشش
. {الخِشَاشُ، بالكَسْر: مَا يُدْخَلُ فِي عَظْمِ أَنْفِ البَعِيرِ وَهُوَ مِنْ خَشَبٍ يُشَدُّ بِهِ الزِّمَامُ ليَكُونَ ذَا إِسْرَاعٍ فِي انْقِيَادِه. والبُرَةُ من صُفْرٍ أَو فِضَّةٍ. والخِزَامَةُ من شَعرٍ، والواحِدَةُ} خِشَاشَةٌ، كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: الخِشَاشُ: مَا وُضِع فِي الأَنْفِ، وأَمَّا مَا وُضِعَ فِي اللَّحْمِِ فَهِيَ البُرَةُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: {الخِشَاشُ: مَا كَانَ فِي العَظْمِ إذَا كَانَ عُوداً، والعِرَانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْمِ فوقَ الأَنْفِ. و} الخِشَاشُ: الجُوَالِقُ، قَالَ:
(بَيْنَ {خِشَاشِ بازِلٍ جِوَرِّ ... ثمّ شَدَدْنَا فَوْقَهُ بِمَرِّ)
وَرَوَاهُ أَبُو مَالك بينَ} - خِشَاشَيْ قَالَ: وخِشَاشَا كُلِّ شْئٍ: جَنْبَاهُ. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: {الخِشَاشُ: الغَضَبُ، يُقَالُ: قد حَرَّكَ خِشَاشَهُ، إِذا أَغْضَبَه. و} الخِشَاشُ: الجَانِبُ، والصَّوابُ أَنّه بِهذَا المَعْنَى بالحَاءِ المُهْمَلَة، كَمَا تَقَدَّم فِي مَوْضِعِه. والخِشَاشُ: المَاضِي مِنَ الرِّجالِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عَمْروٍ، ويُثَلَّثُ، الكَسْرُ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن اللَّيْثِ، وأَمْا الفَتْحُ والضَّمُّ فَقَدْ نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ وابنُ سيِدَه، وغَيْرُهما، وعِبَارَةُ اللَّيْثِ: رَجُلٌ {خَشَاشُ الرَأْسِ، فإِذا لَمْ تَذْكُرِ الرّأْسَ فقُل رَجُلٌ} خِشَاشٌ، بالكَسْر، وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ، ووَصَفَتْ أَباهَا، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمَا، فقالَت: {خَشَاشُ المَرْآة والمَخْبَرِ، تُرِيدُ أَنَّه لَطِيفُ الجِسْمِ. والمَعْنَى، يُقَال: رَجُلٌ خِشَاشٌ وخَشَاشٌ، إِذا كانَ حادَّ الرَّأْسِ، لَطِيفاً مَاضِياً، لَطِيفَ المَدْخَلِ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: رَجُلٌ خِشَاشٌ وخَشَاشٌ: لَطِيفُ الرّأْسِ، ضَرْبُ الجِسْمِ، خَفِيفٌ وَقّادٌ، وأَنْشَد هُوَ والجَوْهَرِيُّ لطَرَفَةَ:)
(أَنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونهُ ... خِشَاشُ كرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ)
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الخَشَاشُ الخَفِيفُ الرُّوحِ والذَّكِيّ، رَوَاهُ شَمِرٌ عَنهُ، قالَ: وإنّمَا سُمِّيَ بِهِ} خَشَاشُ الرَّأْسِ منَ العِظَامِ، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْه، وكلُّ شَيْءٍ رقَّ ولَطُفَ فَهُوَ {خَشَاشٌ، وأَفْصَحُ هذِه اللُّغَاتِ الثّلاَثَةِ الفَتْحُ. و} الخِشَاشُ: حَيَّةُ الجَبَلِ، والأَفْعَى حَيَّةُ السَّهْلِ، وهُمَا لَا تُطْنِيَانِ وهُوَ مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الفَقْعَسِيِّ، ونَصُّه: {الخِشَاشُ: حَيَّةُ الجبَلِ لَا تُطْنِى، قَالَ: والأَفْعَى: حَيَّةُ السَّهْلِ، وأَنْشَد: قد سَالَمَ الأَفْعَى مَعَ الخِشَاشِ. وَقَالَ غَيْرُه:} الخِشَاشُ: الثُّعْبَانُ العَظِيمُ المُنْكَرُ، وقيلَ: هُوَ حَيَّةٌ مثْل الأَرْقَمِ، أَصْغَرُ مِنْهُ، وَقيل: هِيَ مِنَ الحَيّاتِ الخَفِيفَةُ الصّغِيرَةُ الرَّأْسِ، وقيلَ: الحَيَّةُ، ولَمْ يُقَيَّدْ، وقِيلَ: هِيَ حَيَّةٌ صَغِيرةٌ سَمْرَاءُ، أَصْغَرُ من الأَرْقمِ، وَقَالَ: أَبو خَيْرَةَ: {الخِشَاشُ: حَيّةٌ بَيْضَاءُ قَلَمَّا تُؤْذِي، وهِيَ من الحُفّاثِ والأَرْقَمِ، والجَمْعُ} الخِشَّاءُ. وَقيل: الخِشَاشُ: مَا لاَ دِماغَ لَهُ مِنْ جَمِيعِ دَوَابِّ الأَرْضِ، وَمن الطَّيْرِ، كالنَّعَامَةِ، والحُبَارى، والكَرَوَانِ، ومُلاعِبِ ظِلِّهِ، والحَيَّةِ. وَقَالَ أَبو مُسْلِمٍ: الخِشَاشُ من الدّوَابِّ: الصّغِيرُ الرَّأْسِ، اللَّطِيفُ، قَالَ: والحِدَأَةُ ومُلاعِبُ ظِلِّهِ خِشَاشٌ.
والخِشَاشُ: جَبَلانِ قُرْبَ المَدِينَةِ من نَاحِيَةِ الفُرْعِ قَرِيبَانِ منَ العَمْقِ، وهُمَا {الخِشَاشَانِ، قَالَت أَعْرَابِيَّةٌ من أَهْلِ} الخِشَاشَيْنِ وَقد جَلَت إِلَى دِيارِ مُضَر:
(أَقُولُ لِعَيُّوقِ الثُّرَيّا وقدْ بَدَا ... لَنَا بَدْوَةً بالشَّامِ من جانبِ الشَّرْقِ)

(جَلَوْتَ مَعَ الجَالِينَ أَمْ لَسْتَ بالَّذِي ... تَبَدَّي لَنا بَيْنَ! الخِشَاشَيْنِ من عَمْقِِ)
والخشَاشُ، مُثَلَّثَةً: حَشَراتُ الأَرْضِ، هُوَ بالكَسْرِ، وقَد يُفْتَح، كَما فِي الصّحاح، وهُوَ يَدُلّ عَلَى أَنّ الكَسْرَ أَفْصَحُ اللُّغاتِ فِيهِ، وَفِي شَرْحِ شَيْخِنَا أَنّ الفَتْحَ أَفْصَحُ، قَالَ: كَمَا صَرّحَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمةِ اللُّغَةِ والغَرِيبِ، ونَقَلَ ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: هُوَ {الخِشَاشُ، بالكَسْرِ، قَالَ فخَالَفَ جَمَاعَةَ اللُّغَويِّين، وقِيلَ: إِنّمَا سُمِّيَ بِهِ} لانْخِشَاشِه فِي الأَرْضِ واسْتِتَارِه، قَالَ: ولَيْسَ بِقَويٍّ، وَفِي الحَدِيث أنّ امْرَأَةً رَبَطَتْ هِرَةً فلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُل من {خَشَاشِ الأَرْضِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي من هَوامِّ الأَرْضِ وحَشَراتِهَا، ودَوَابِّها، مِثْل العَصَافِير ونَحْوها، وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ} خَشِيشِها، وهُوَ بمَعْنَاه، ويُرْوَى بالحَاءِ المُهْمَلَة، وهُوَ يابِسُ النَّبَاتِ، وهُوَ وَهَمٌ، وقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ {خُشَيْشٌ، بالضَّمِّ، تَصْغِير} خَشَاشٍ عَلَى الحَذْفِ، أَو {خُشِّيشَ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ. و} الخُشَاشُ، بالضّمِّ: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، عَن ابنِ عبّادٍ. و {الخُشَاشُ: المُغْتَلِمُ من الإِبِلِ، عَن ابنِ عَبّادٍ.} وخَشَشْتُ فيهِ {أَخُشُّ} خَشّا: دَخَلْتُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ زُهَيْرٌ: ظَمْأَى {فخَشَّ بِهَا خِلاَلَ الفَدْفَدِ. ومِنْهُ) حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُنَيْسٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: فخَرَجَ رَجُلٌ يَمْشِي حَتَّى} خَشَّ فِيهِم أَيْ دَخَلَ.
وخَشَشْتُ البَعِيرَ: جَعَلْتُ فِي أَنْفِهِ الخِشَاشَ، فهُوَ بَعِيرٌ مَخْشُوشٌ، ومِنْه حَدِيثُ جابِرِ فانْقَادَتْ مَعَهُ الشَّجَرَةُ كالبَعِيرِ {المَخْشُوشِ، وهُوَ مُشْتَقٌّ من خَشَّ فِي الشَّيْءِ إِذا دَخَلَ فِيهِ، ومِنْهُ الحَدِيث: خُشُّوا بَيْنَ كَلامِكُمْ لَا إِله إلاَّ الله، أَيْ أَدْخِلُوا.} كَأَخْشَشْتُ: لَغَةٌ فِي خَشَشْتُ، وهذِهِ عَن الزَّجَّاجِ.
و {خَشَشْتُ فُلاناً: شَنَأْتُهُ، ولُمْتُه، والَّذِي فِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ:} خَشَشْتُ فُلاناً شَيْئاً: نَاوَلْتُه فِي خَفَاءٍ، فصَحَّفَهُ المُصنّفُ. {والخَشّاءُ، بالفَتْح: أَرْضٌ غَلِيظَةٌ فِيهَا طِينٌ وحَصىً، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِهَا: وحَصْبَاءُ، والحاءُ لُغَةٌ فِيهِ، وَقد أَغْفَلَه المصَنِّفُ هُنَاك، وأَشَرْنَا إلَيْه، وقِيلَ: هِيَ الأَرْضُ الَّتِي فِيهَا رَمْلٌ، وقِيلَ طِينٌ، وقَالَ ثَعْلَبٌ، هِيَ الأَرْضُ الخَشِنَةُ، والجَمْعُ} خَشّاوَاتٌ {- وخَشَاشِيّ.
و} الخَشّاءُ، أَيْضاً: مَوْضِعُ النَّحْلِ والدَّبْرِ، قَالَ ذُو الإِصْبَعِ العَدْوانِيّ يَصِفُ نَبْلاً:
(قَوَّمَ أَفْوَاقَهَا وتَرَّصَهَا ... أَنْبَلُ عَدْوَانَ كُلِّهَا صَنَعَا)
إِمّا تَرَى نَبْلَهُ فخَشْرَمُ {خَشَّاءَ إِذا مُسَّ دَبْرُهُ لَكَعَا قَالَ ابنُ بَرّي: ويُرْوَى: فنَبْلُه صِيغَةٌ كخَشْرَمِ} خَشَّاءِ. .و {الخِشّاءُ، بالكَسْرِ: التَّخْوِيفُ. و} الخُشَّاءُ، بالضّمِّ: العَظْمُ الدَّقِيقُ العارِي مِنَ الشَّعَر، الناتِئُ خَلْفَ الأُذُنِ، وأَصْلُهَا، وَفِي الصّحاح: وأَصْلُه {الخُشَشَاءُ، على فُعَلاءَ، فأُدْغِم، وهُمَا} خُشَشَاوَانِ، ونَظِيرُه من الكَلامِ القُوباءُ، وأَصْله القُوَبَاءُ، بالتَّحْرِيك، فسُكِّنَت اسْتِثْقالاً لِلْحَرَكَة على الواوِ لأَنّ فُعْلاءَ بالتَّسْكِينِ لَيْسَ من أَبْنِيَتِهم، كَمَا فِي الصّحاح، وهُوَ وَزْنٌ قَلِيلٌ فِي العَرَبيّة. {والمِخَشُّ، بالكَسْرِ: الذَّكَرُ الّذِي يَهْتِكُ كُلَّ شَئٍ، قالَهُ ابنُ عبّادٍ، وقِيلَ: لمُضِيِّه فِي الفَرْجِ. و} المِخَشُّ: الجَرِيءُ على العَمَلِ فِي اللَّيْلِ، يُقَال: رجُلٌ {مِخَشٌّ، أَيْ ماضٍ جَرِئٌ عَلَى هَوْلِ اللَّيْلِ، واشْتقَّهُ ابنُ دُرَيْدٍ من قَوْلك:} خَشَّ فِي الشَّيْءِ دَخَلَ فِيهِ، والأَسَاس: هُوَ {مِخَشُّ لَيْلٍ: دَخّالٌ فِي ظُلْمَتِه. و} المِخَشُّ: الفَرَسُ الجَسُورُ، وهُوَ من ذلِكَ. {والخَشُّ، بالفَتْحِ: الشّيْءُ الأَخْشَنُ، عَن أَبي عُبَيْدٍ. وقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ الأَسْوَدُ. وقالَ أَبو عَمْروٍ:} الخَشُّ: الرَّجَالَةُ، وكَذلِكَ الحَشُّ، والصّفُّ والبَثّ، الوَاحِدُ {خاشٌّ. والخَشُّ: البَعِيرُ} المَخْشُوشُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وهُوَ الَّذِي جُعِلَ فِي أَنْفِه {الخِشَاشُ. والخَشُّ: القَلِيلُ من المَطَرِ، عَن أَبي عَمروٍ، وأَنشد:
(يُسَائِلُنِي بالمُنْحَنَي عَنْ بِلادِهِ ... فقُلْتُ أَصابَ النّاسَ} خَشٌّ من القَطْرِ)
{وخَشَّ السَّحابُ: جاءَ بِهِ، أَي بالخَشِّ. و} الخُشُّ، بالضّمِّ: التَّلُّ، وتَصْغِيرُه {خُشَيْشٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.} وخَشّانُ بنُ لأْيِ بنِ عُصْم بنِ شَمْخِ بنِ فَزَارَةَ، بفَتْحِ الْخَاء، فِي قَيْسِ عَيْلانَ، وَفِي) مَذْحِجٍ {خَشّانُ بنُ عَمْرِو بنِ صُدَاء، ومِنْهُمْ جَدُّ جَدِّ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ بَدْرِ بنِ زَيْدِ بنِ مُعَاوِيَةَ الرَّبَعِيِّ، القُضَاعِيِّ المَذْحجِيّ} - الخَشّانِيّ الصَّحابِيّ، وَهُوَ {خَشّانُ بنُ أَسْوَدَ بنِ رَبِيعَةَ ابنِ مَبْذُولِ بن مَهْديّ بن عَثْمِ بنِ الرَّبْعَةِ، وضَبَطَه الحافِظُ بالكَسْر، وَقَالَ الصّاغَانِيّ: وَفِي مَذْحِجٍ خِشّانُ بنُ عَمْروٍ، بالكَسْر، وكانَ اسْمُهُ عَبْدَ العُزَّي فغَيَّرَه النّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وسَمّاه عَبْدَ العَزِيزِ، ولَهُ وِفَادضةَ، قَالَهُ ابنُ الكَلْبِيّ.} والخُشَيْشُ، كزُبَيْرٍ: الغَزَالُ الصَّغِيرُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ،! كالخَشَشِ، مُحَرَّكَةً، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيّ، كأُدَد، وهُوَ عَن أَبِي عَمْروِ. وأَبُو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ {خُشَيْشِ بنِ خُشَيَّةَ بضَمِّهِمَا، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ ابنُ أَبِي خُشَّة، يَرْوِى عَن يَحْيَى بن مَعِين، مَاتَ سنة، وعَنْهُ ابنُ مخلد. وكذَا} خُشَّةُ بِنْتُ مَرْزُوقٍ، من الرُّوَاةِ، رَوَتْ عَن غَالِبٍ القَطّانِ.
وأَبُو خُشَّةَ الغِفَارِيّ: تَابِعِيُّ، وَفَدَ علَى سَيِّدنا عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْه. ومُحَمَّدُ بنُ أَسَدٍ {- الخُشِّيُّ، بالضَّمِّ، ويُقَال: الخُوشِيُّ، وَهُوَ الأَصَحّ، مُحَدِّث نَيْسابُورَ، عَن ابنِ عُيَيْنضةَ وغَيْرِه، ولَهُ مُسْنَدٌ، وابنُه بَدَل بن مُحَمّد عَن أَبيهِ وغَيْرِه، وَعنهُ أَبُو عَوَانَةَ الأَسْفَراينِيّ.} والخَشْخَاشُ، بالفَتْحِ، م، مَعْرُوف، وَهُوَ أَصْنَافٌ أَرْبَعَةٌ: بُسْتَانِيٌّ ومَنْثُورٌ، ومُقَرَّنٌ وزَبَدِيٌّ، والأَخِير يُعْرَفُ ببَلْبَس، والمُقَرَّنُ هُوَ الَّذِي ثَمَرَتُه مقعفة كقَرْنِ الثّوْرِ، والبُسْتَانِيّ هُوَ الأَبْيَضُ، وَهُوَ أَصْلَحُ! الخَشْخاشِ للأَكْلِ، وأَجْوَدُه الحَدِيثُ الرَّزِينُ، والمَنْثُور هُوَ البَرِّيُّ المِصْرِيّ، والكُلُّ مُنَوِّمٌ مُخَدِّرٌ مُبَرِّدٌ، يُحْتَمَلُ فِي فَتِيلَةٍ فيُنَوِّمُ وقِشْرُه أَشَدُّ تَنْوِيماً مِنْ بَزْرِه، وإِذا أُخِذَ من قِشْرِه نِصْف دِرْهَمٍ غَدْوَةً، ومِثْلُه عِنْدَ النَّوْمِ، سَقْياً بماءٍ بارِدٍ، عَجِيبٌ جِداً لِقَطْعِ الإِسْهَالِ الخِلْطِيّ والدَّمَوِيّ إِذا كانَ معَ حَرَارَةٍ والْتِهَابٍ، والعَجَبُ أَنَّ جِرْمَه يَحْبِسُ، وماءَهُ يُطْلِق، وَإِذا أُخِذَ أَصلُ المُقَرَّنِ مِنْهُ بالماءِ حَتَّى يَنْتَصِف الماءُ نَفَع من عِلَلِ الكَبِدِ من خِلْطٍ غليظٍ، قالَهُ صاحِبُ المِنْهَاج. والخَشْخَاشُ، أَيْضاً: الجَمَاعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَر ابنُ سِيدَه، وزادَ الأَزْهَرِيُّ: الكَثِيرَةُ من النّاسِ، وَقَالَ غَيْرُه: الجَمَاعَةُ فِي، وَفِي الصّحاح: عَلَيْهِم سِلاَح ودثرُوع، وأَنشدَ لِلْكُمَيْتِ يَمْدَحُ خالِداً القَسْرِيّ:
(فِي حَوْمَةِ الفَيْلَقِ الجَأْوَاءِ إِذْ رَكِبَتْ ... قَيْسٌ وهَيْضَلُها {الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا)
هَكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ، وَفِي غَرِيبِ المُصَنَّفِ لأَبِي عُبَيْد إِذ نَزَلَتْ قَيْسٌ. وَهَكَذَا أَنشده الأَزْهَرِيّ أَيْضاً، وَقد رُدّ عَلَيْهما. والخَشْخاشٌ بنُ الحارِثِ، أَو هُوَ ابنُ مالِكِ بنِ الحارِثِ، أَو هُوَ ابْن جَنابِ بنِ الحارِثِ بنِ خَلَفِ بنِ مِجْلَزِ بنِ كَعْبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرو بن تَمِيمٍ، هَكَذَا بالجِيمِ والنُّون، وَفِي المُعْجَم: ابْن خَبّاب، بالخاءِ المُعْجَمَة والمُوَحَّدَةِ المُشَدّدَة، التَّمِيمِيّ العَنْبَرِيّ، صَحَابِيٌّ، كانَ) كَثِيرَ المالِ، وَفَدَ هُوَ وابْنُه مالِكٌ، ولَهُ رِوَايَةٌ. قلتُ: وكَذَا ابْنَاه الأَخِيرَان، عُبَيْدٌ وقَيْسٌ لَهُمَا وِفَادَةٌ أَيضاً، ومِنْ وَلَدِه الخَشْخَاشُ بنُ جَنابٍ الخَشْخَاشِيُّ الّذي رَوَى عَنْهُ الأَصْمَعِيُّ. وأَبُو الخَشْخَاشِ: شاعِرٌ من بني تَغْلِب.} وخُشَاخِشٌ، بالضّمِّ: أَعْظَمُ جَبَلٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصَوَابُه: حَبْلٌ، بفَتْحِ الحاءِ وسُكُونِ المُوَحَّدَة، بالدَّهْنَاءِ، وَفِي التَّكْمِلَة: أَوَّل حَبْلٍ من الدَّهْنَاءِ، وَفِي التَّهْذِيب: رَمْلٌ بالدَّهْنَاءِ، قَالَ جَرِيرٌ:
(أَوْقَدْتَ نَارَكَ واسْتَضَأْتَ بحَزْنَةٍ ... ومِنَ الشُّهُودِ {خَشَاخِشٌ والأَجْرَعُ)
هَكَذَا يُرْوَى بفَتْحِ الْخَاء، وضَبَطَه الصّاغَانِيّ أَيْضاً هَكَذَا.} وتَخَشْخَشَ: صَوَّتَ، مُطاوِع! خَشْخَشْته. {وتَخَشْخَشَ فِي الشَّجَرِ، وكذلِكَ فِي القَوْمِ: دَخَلَ وغابَ، ونَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ:} تَخَشْخَشَ فِي الشّيءِ، إِذا دَخَلَ فِيهِ حَتَّى يَغِيبَ، وكَذلِكَ خَشْخَشَ. {والخَشْخَشَةُ: صَوْتُ الــسِّلاحِ، وَفِي لغَةٍ ضَعِيفَةٍ: شَخْشَخَة، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: يُقَال لِصَوْتِ الثَّوْبِ الجَدِيدِ إِذا حُرِّكَ: الخَشْخَشَةُ والنَّشْنَشَةُ، وَفِي الحَدِيثِ أَنَّه قَالَ لبِلالٍ: مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ إلاَّ وسَمِعْتُ} خَشْخَشَةً، فقُلْتُ: مَنْ هذَا فَقَالُوا: بِلالٌ الخَشْخَشَةُ: حَرَكَةٌ لهَا صَوْتٌ كصَوْتِ الــسِّلاحِ، وَقَالَ عَلْقَمَةُ:
( {تَخَشْخَشُ أَبْدَانُ الحَدِيدِ عَلَيْهِمُ ... كَمَا} خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحصَادِ جَنُوبُ)
وكُلُّ شَئٍ يَابِسٍ إِذا حُكَّ بَعْضُه بِبَعْضٍ فهُوَ {خَشْخاشٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. و} الخَشْخَشَةُ: الدُّخُولُ فِي الشَّيْءِ، كالشَّجَرِ والقَوْمِ، {كالانْخِشاشِ يُقَال:} خَشَّ فِي الشَّيْءِ {وانْخَشَّ،} وخَشْخَشَ: دَخَلَ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {خَشَّه} يَخُشُّه {خَشّاً: طَعَنَه.} وخَشَّ الرَّجُلُ: مَضَى ونَفَذَ. وخَشٌّ: اسمُ رَجُلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. {وخَشْخَشَهُ: أَدْخَلَه، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(} وخَشْخَشْتُ بالعِيسِ فِي قَفْرَةٍ ... مَقِيلِ ظِبَاءِ الصَّرِيمِ الحُزْنْ)
أَيْ أَدْخَلْتُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: {الخَشَاشُ: شِرَارُ الطَّيْرِ، قَالَ: هَذَا وَحْدَه بالفَتْحِ} وخَشِيشُ الأَرْضِ، كأَمِيرٍ: {خَشَاشُهَا.} واخْتَشَّ من الأَرْضِ: أَكَلَ مِنْ {خَشَاشِها.} والخَشُّ، بالفَتْحِ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ.
! والخُشَاشُ، بالضَّمِّ: الشُّجَاعُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. {والخَشَاشُ، كسَحَابٍ: البُرْدَةُ الخَفِيفَةُ اللَّطِيفَةُ.
وككَتَّانٍ: الجَدِيدَةُ المَصْقُولَة.} والمِخَشُّ، بالكَسْرِ: الَّذِي يُخَالِطُ النّاسَ، ويَأْكُلُ مَعَهُمْ، ويَتَحَدَّثُ، وبِه فُسِّرَ قولُ عَليٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ {مِخَشّاً. نَقَلَه ابنُ الأَثِيرِ.
} وخُشُّ، بالضَّمِّ: قَرْيَةٌ بِأَسفَرَايِنَ، مِنْهَا: مُحَمَّدُ بنُ أَسَدٍ، الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ، وتُعْرَفُ أَيْضاً بخُوشَ، كَمَا سَيَأْتِي لَهُ. {وخُشْ، بإِسْكَان الشِّين، مَعْنَاهُ: الطَّيِّبُ، فارِسيَّةٌ عرَّبَتْهَا العَرَبُ. وسَيَأْتي)
للمُصَنّف فِي خَ وش، وقَالُوا فِي المَرْأَةِ خُشَّةٌ كأَنَّه اسْمٌ لَهَا، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وأَنْشَدَني بَعْضُ من لَقِيتُه لمُطِيعِ بنِ إياسٍ يَهْجُو حَمّاداً الرّاوِيَةَ:
(نَحّ السَّوْأَةَ السَّوْآ ... ءَ يَا حَمّادُ من} خُشَّهْ)

(عَنِ التُّفّاحَةِ الصَّفْرا ... ءِ والأُتْرُجَّةِ الهَشَّهْ)
{والخَشَاشَةُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ، عَن الصّاغَانِيِّ.} والخَشْخاشُ: صَحابِيٌّ يَرْوِي عَنْهُ يُونُسُ بنُ زَهْرَانَ، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ {الخَشْخَاشِ، يَرْوِى عَن فَضَالَةَ بنِ عُبَيْد، قالَ الحافِظُ: وَقد صَحَّفَه الحَضرَميُّ فقَالَ: عبد الرَّحْمنِ بنُ الحَسحاسِ، بمُهْمَلَتِيْنِ، حَكاه الأَمِيرُ. ويُوسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ} خُشّان الرَّيْحَانِيُّ المُقْرِيُ الوَرّاقُ، بالضَّمّ: حَدَّث عَن أَبي سَهْلٍ أَحمدَ بنِ محمَّدٍ الرّازِيّ، وَعنهُ أَبو خازِمٍ أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عليٍّ الطَّرِيفيّ. وخُشَّةُ بنتُ عبدِ الله، بالضّمّ: رَوضتْ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ. وعبدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ {خُشَيْشٍ، بالضَّمِّ، عَن ابنِ الأَشْعَثِ، وعَنْهُ الدّارَ قُطْنِيّ. ومِنَ المَجَازِ: جَعَلَ} الخِشَاشَ فِي أَنْفِه، وقادَهُ إِلَى الطَّاعَةِ بعُنْفِهِ.! واخْتَشَّ بَلَدَ كَذَا: وَطِئَه فَعرَفَ خَبَرَه، لُغَة فِي الْحَاء.

رأَس

رأَس
{الرَّأْسُ: م، أَي معروفٌ، وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ. والرَّأْسُ: أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ. وَمن المَجَازِ: الرَّأْسُ: سَيِّدُ القَوْمِ} كالرَّيِّسِ، ككَيِّسٍ. {والرَّئِيسِ، كأَمِيرٍ. قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ:
(تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ)

(لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ} الرَّيِّسُ)
والثَّوْلاءُ: النَّعْجَةُ. والمُخْرِفَةُ. الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا، ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه، حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ، ج، {أَرْؤُسٌ، فِي القِلَّةِ،} وآرَاسٌ، على القَلْبِ، {ورُؤُوسٌ، فِي الكَثْرَةِ، وَلم يَقْلِبُوا هذِه،} ورُؤْسٌ، وهذِه عَلَى الحَذْفِ. قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُ ... ويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ {رُؤْسِ أَجْبَالِ)
وأَمّا} الرَّئِيسُ، فيُجْمَع على! الرُّؤَسَاءِ. والعامَّةُ تَقُولُ: الرُّيَسَاء. {والرَّأْسُ: القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا، نقَلَه الأَصْمَعِيُّ. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ:
(} بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ)
وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنا أُرَى أَنَّه أَرادَ الرَّئِيسَ لأَنَّه قَالَ: نَدُقُّ بِهِ وَلم يَقُلْ: بِهِمْ.
وَيُقَال: {رَأْسٌ} مَرْأَسٌ، كمَقْعَدٍ. كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ، وصوابُه بالكَسْرِ، أَي مِصَكٌّ {للرُّؤُوسِ. وَقَالَ العَجَّاجُ: وعُنُقَاً عَرْداً ورَأْساً} مِرْأَسَا مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسَا عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا وَفِي الْجمع: {رُؤُوسٌ} مَرَائِيسُ. و) {رُؤُوسٌ} رُؤّسٌ، كرُكَّع. وبَيْتُ {رَأْسٍ: ع، بالشّامِ مِن قُرَى حَلَبَ) يُنْسَبُ إِليهِ الخَمْرُ قالَ حَسّان: كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ ومَاءُ ونَقَل شيخُنَا أَنها قَرْيَةٌ بينَ غَزَّةَ والرَّمْلَةِ، ويُقَال: إِنَّ بهَا مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِيِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ، قالَه الفَنَارِيّ فِي حَواشِي المُطَوَّلِ. قلتُ: وقالَ الصّاغَانِيُّ: هِيَ كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، وَهِي المُرَادَةُ من قَوْلِ حَسّان.} ورَأْسُ عَيْنٍ: مَدِينةٌ بالجَزِيرَةِ، ويُقَالُ فِيهَا: {رأْسُ العَيْنِ، وَلها يَوْمٌ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيدَةَ لسُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيِّ:
(وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ ... } بِرَأْسِ العَيْنِ فِي الحُجُجِ الخَوَالِي)
وَفِي الصّحاح: قَدِمَ فُلانٌ مِن رأْسِ عَيْنٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، والعامَّة تَقول: مِن رأْسِ العَيْنِ: قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: جَاءَ فلانٌ مِنْ رأْسِ عَيْنٍ، إِذا كانَتْ عَيْناً من العُيُونِ نَكِرَةً، فأَمَّا رأْسُ عَيْنٍ هذِه الَّتِي فِي الجَزِيرَةِ، فَلَا يُقال فِيهَا رأْسُ العَيْنِ. ورَأْسُ الأَكْحَلِ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِن نَوَاحِي ذَمَارِ. ورَأْسُ الإِنْسَانِ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ، وأَبِي قُبَيْس.! ورَأْسُ ضَأْنٍ: جَبَلٌ لِدَوْسٍ. وَرَأْسُ الحِمَارِ: د، قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ. وَرأْسُ الكَلْبِ: ة بِقُومَسَ. وَقيل: ثَنِيَّةٌ بِهَا. ويُقَال: إِنَّهَا قَارَاتُ الكَلْبِ.
ورَأْسُ الكَلْبٍ: ثَنِيَّةٌ باليَمَامَةِ. وَرأْسُ كِيفَى، بكسرِ الكَاف: ع. بالجَزِيرةِ من دِيَار مُضَرَ، وَهُوَ المَشْهُورُ بِحِصْنِ كِيفَى، أَو غَيْرُه، فَلْيُنْظَرْ. وقولُهم: رُمِيَ فُلانٌ مِنْهُ فِي الرَّأْسِ، أَي أَعْرَضَ عَنْهُ وَلم يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً واستَثْقَلَه. تَقول: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، أَي ساءَ رأْيُكَ فِيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِليَّ. وَذُو الرَّأْسٍ: لَقَبُ جَرِير بن عَطِيَّةَ بنِ الخَطَفَي، واسمُه حُذَيْفةُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوع بن حَنْظَلَةَ بنِ مالِك بن زِيْدِ مَنَاةَ، قِيلَ لَهُ ذلِك لجُمَّةٍ كانتْ لَهُ، وكانَ يُقَال لَهُ فِي حَدَاثَتِه: ذُو اللِّمَمِ. وذُو الرَّأْسَيْنِ لَقَبُ خُشَيْنِ بن لأْيِ بنِ عُصَيْمٍ. وَذُو الرَّأْسينِ أَيضاً: أُمَيَّةُ بنُ جُشَمَ بنِ كِنَانةَ بنِ عَمْرو بنِ قَيْن بن فَهْم بن عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ. ومِن المَجَازِ: رَأْسُ المالِ: أَصْلُه. وَيُقَال: أَقْرِضْنِي عَشْرَةً برُؤوسِهَا، أَي قَرْضاً لَا رِبْحَ فِيهِ إلاَّ رأْسُ المالِ.
ومِن المَجَازِ: الأَعْضَاءُ {الرَّئِيسَةُ، وَهِي أَرْبَعَةٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ: القَلْبُ والدِّماغُ والكَبِدُ، فهذِه الثَّلاثَةُ رَئيسَةٌ مِن حَيْثُ الشَّخْصُ، على مَعْنَى أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحدٍ مِنْهَا لَا يُمْكِنُ. والرّابِعُ الأُنْثَيَانِ، وكونُه رَئيساً مِن حَيْثُ النَّوْعُ، على مَعْنَى أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ. ومَنْ قالَ: إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئيسَةَ هِيَ الأَنْفُ واللِّسَانُ والذَّكَرُ، فقدْ سَهَا.)
قالَ الصّاغَانِيُّ: وشاةٌ رَئيسٌ، كأَمِيرٍ: أُصِيبَ} رَأْسُهَا. مِنْ غَنَمٍ رَآسىَ، بوزنِ رَعَاسىَ، مثْل: حَبَاجَى ورَمَاثَى. والرَّئيسُ، وَفِي التَّبْصِيرُ، والتَّكْمِلَة: رَئيسُ بنُ سَعِيد بنِ كَثير بنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيّ، مُحَدِّثٌ شاعِرٌ، وَهُوَ أَخو عُبَيْدِ الله. (و) {الرِّئِيسُ، كسِكِّيتٍ: الكَثِيرُ} التَّرَؤُّسِ، أَي التأَمُّرِ.
{والمِرْآسُ، كمِحْرَابٍ: الفَرَسُ الَّذِي يَعَضُّ} رُؤُوسَ الخَيْلِ إِذا صارَتْ مَعَهُ فِي المُجَاراةِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(لَوْ لمْ يُبَرِّزْهُ جَوَادٌ {مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَيْنِ الأَضْراسْ)
أَو} الْمِرْآسُ الَّذِي يَرْأَسُ أَي يَكُونُ {رَئِيساً لَها فِي تَقَدُّمِه وسَبْقهِ.} ورَأَسهُ {يَرْأَسُهُ} رَأْساً، كمَنَع: أَصابَ {رَأْسَهُ فَهُوَ} مَرْؤُوسٌ! ورَئيسٌ. {والرَّآس، كشَدَّادٍ: بائِعُ} الرُّؤُوسِ. {- والرَّوَّاسِيُّ، بِالْوَاو وياءِ النِّسْبَةِ، لَحْنٌ، وَفِي اللِّسَانِ: مِن لُغَةِ العَامَّةِ. مِنْهُ أَبو الفِتْيَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الكَرِيمِ الدِّهِسْتَانِيّ الحَافِظُ} - الرَّآسِيّ نُسِبَ إِلَى بيعِ الرُّؤُوسِ. وَقَع لي حَدِيثُه عالِياً فِي الأَرْبَعِين البُلْدانِيَّةِ للحَافِظِ أَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ وخَرَّجْتُه أَيضاً فِي بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِيجِ حَدِيثِ: شَيَّبَتْنِي هُود مَاتَ سنة. {والمُرَأّسُ، كمُعَظَّمٍ ومِصْباحٍ وصَبُورٍ، من الإِبِلِ: الذِي لم يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ، بالكَسْرِ، إلاَّ فِي رَأْسِه، عَن الفَرَّاءِ، حَكَاهُ عَنهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَفِي نَصِّه:} المُرائِسُ، كمُقَاتِلٍ. وَقد صَحَّفَهُ المُصَنِّف. وليسَ عِنْدَه {المِرْآسُ، كمِصْبَاحٍ. (و) } المُرَئِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الأَسَدُ.
{والَّرَوائِسُ: أعالِي الأَوْدِيَةِ، الوَاحِدَةُ:} رَائِسٌ. وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى الأَصَحِّ:
(خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ ... ومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ {الرَّوَائِسُ)
وَهِي أَيضاً المُتَقَدِّمَةُ مِن السّحابِ،} كالمَرَائِسِ. يُقَال: سَحَابَةٌ {رَائسَةٌ. وَبِه فُسِّر بَعْضُ قَول ذِي الرُّمَّةِ السّابِق.} والرَّائِسُ: جَبَلٌ فِي بَحْرِ الشَّامِ. وَبِه فُسِّر قولُ أُمُيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(وَفِي مَعْرَكِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً على! رائسٍ يَقْسِمُونا) (و) {رائِسُ: بِئْرٌ لِبَنِي فَزَارَةَ. (و) } الرَّائِسُ: الوَالِي. {والمَرْؤُوسُ: الرَّعِيَّةُ. وقَالَ الفَرَّاءُ:} المَرْؤُوسُ: الَّذِي شَهْوَتهُ فِي رَأْسِهِ لَا غَيْرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. (و) {المَرْؤُوسُ:} الأَرْأَسُ، أَي العَظِيمُ الرَّأْسِ.
{ورِئَاسُ السَّيْفِ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُهُ أَو قَبِيعَتُه، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وهذِه أَصَحُّ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ثُمَّ اضطغَنْتُ سِلاَحِــي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ} كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ: {رِئَاساً إلاَّ هُنَا. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: ووَجَدْنَاهُ فِي المُصَنَّفِ: كرِيَاسِ السَّيْف غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ: فَلَا أَدْرِي هَلْ هُو تَخْفِيفٌ أَم الكَلِمَةُ من الياءِ. ومِن المَجَازِ:} الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ: أَوَّلُهُ، وتقولُ لمَنْ يُحدِّثُكَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلاَمَكَ مِن {رَأْسٍ، ومِن الرَّأْسِ، وَهِي أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ، وأَنْكَرَهَا بَعضُهُم، وَقَالَ: لَا تَقُلْ: مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ: والعَامَّةُ تقولُه. قالَهُ شيخُنَا، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ: لَمْ يُبْعَثْ نَبيٌّ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَاماً. ونَعْجَةٌ} رَأْسَاءُ: سَوْداءُ الرَّأْسِ والوَجْهِ وسائِرُها أَبْيَضُ. قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ غَيرُه: شاةٌ {رَأْساءُ: مُسْوَدَّةُ} الرَّأْسِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: إِذا اسْوَدَّ {رأْسُ الشَّاةِ فَهِيَ} رَأْسَاءُ، فإِن أَبْيَضَّ {رَأْسُهَا مِن بَيْنِ جَسَدِهَا فَهِيَ رَخْمَاءُ ومُخَمَّرَةٌ. وبَنُو} رُؤَاسٍ، بالضَّمِّ: حَيٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. وَهُوَ رُؤَاسُ بن كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. مِنْهُم أَبو دُوَادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عُمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ {رُؤاسِ بنِ كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ.
قلت:} ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ: بِجَادٍ وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ، أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ.
ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ: وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ الفَقِيهُ.
وَمِنْهُم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ حُمَيْدٍ، {الرُّؤَاسِيُّونَ. مُحَدِّثُون. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ فِي أَبِي جَعْفَرِ} - الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمَحَدِّثِين: إِنَّه الرَّوَاسِيُّ، بِفَتْح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس: قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ، وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال: الرُّؤَاسيُّ، بالهَمْزِ، كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم. قلت: ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَر هَذَا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ الرَّوَاسِيّ. ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ. وَله تَصانِيفُ، وَقد تقدَّم ذِكْرهُ فِي المُقَدِّمة. {والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً: العَظِيمُ الرَّأْسِ، ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مِسْعَرُ ابنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه، وَمِنْهُم مَن يقولُه بتَشْدِيدِ الواوِ، من غَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ غَلَظٌ. ويُقَال:} رَأسْتُه {تَرْئيساً، إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ.
} وارْتَأَسَ هُوَ: صارَ {رَئيساً،} كتَرَأّسَ، مثلُ تأَمَّرَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرابِ:! ارْتَأَسَ زَيْداً، إِذا شَغَلَه.
وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ، وَمثله: اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه، كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحدٍ. {والمُرَائِسُ، كمُقَاتِلٍ: المتَخَلِّفُ عَن القومِ فِي القِتَالِ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} رُئِسَ الرجُلُ، كعُنِيَ، شَكَا {رَأْسَه، فَهُوَ} مَرْؤوسٌ. {والرَّئِيس: الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ:
(كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَابَا وَاغْتِيَالِ)
} والمَرْؤُوسُ: مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. وأَصَابَ {رأْسَه: قَبَّلَهُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ.} وارْتَأَسّ الشَّيْءَ: رَكِبَ رأْسَه. وفَحْلٌ {أَرْأَسُ، وَهُوَ الضَّخْمُ} الرَّأْسِ، {كالرُّؤَاسِ} - والرُّؤَاسيّ، وَقيل: شاةٌ) أَرْأَسُ، وَلَا تَقُلْ: {- رَؤاسِيٌّ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.} والرَّائِسُ: رَأْسُ الوَادِي. وكُلُّ مُشْرِفٍ: رَائِسٌ.
ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي ر وس.
وهُم {رأُسٌ عَظِيمٌ، أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لَا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب.} ورأَسَ الْقَوْمَ {يَرْأَسُهُم} رَآسةً: فَضَلَهُمْ. {ورأَسَ عَلَيْهِم. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. ورَوَّسُوه على أَنفُسِهم، قَالَ: وهكَذَا رأَيتُه فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، والقِيَاسُ:} رَأّسُوه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: {رَأَسَ الرَّجُلُ} رَآسَةً، إِذا زَاحَمَ عَلَيْهَا وأَرَادَهَا.
قَالَ: وكانَ يُقَال: {الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بهَا} رَأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُها. وَفِي الحَدِيث: رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَهُوَ مَجَازٌ، يكون إِشَارَةً إِلَى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من! رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ. {ورَئِيسُ الكِلابِ} ورائِسُهَا: كَبِيرُها الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَصِ، وَهُوَ مَجازٌ. وكَلبة {رائسة: يَأْخُذ الصَّيْد. وكَلْبَةٌ} رَؤُوسٌ، كصَبُورٍ: تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ. ويُقَال: أَعْطِنِي {رَأْساً مِن الثُّومِ، وسِنًّا مِنْهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وَيُقَال: كَمْ فِي} رَأْسِك مِن سِنٍّ وَهُوَ مَجَازٌ. والضَّبُّ رُبَّمَا {رأَّسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها، وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تَأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه، فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه مُسْتَقْبِلَهَا، فيُقَال: خَرَجَ} مُرَئِّساً، ورُبَّما احْتَرشَهُ الرَّجُلُ فيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْرِه فيَحْسبُه أَفْعَى فيَخْرُجُ {مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً.
وقالَ ابنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ} مُرَائِساً: اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه. ورُبَّمَا ذَنَّبَ. وَيُقَال: وَلَدَتْ وَلَدَها على {رَأْسٍ وَاحِدٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، أَي بعضُهُم فِي إِثْرِ بَعْضٍ، وكذلِكَ: وَلَدَتْ ثلاثةَ أَوْلادٍ} رَأْساً عَلَى رأسٍ، أَي وَاحِداً فِي إِثْرِ آخَرَ. ويُقَال: أَنْتَ علَى رأْسِ أَمْرِك {ورِئَاسِهِ أَي على شَرَفٍ مِنْهُ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، قولُهُم: أَنْتَ على} رِئاسِ أَمْرِكَ: أَي أَوَّلهِ. والعَّامَّةُ تَقول: عَلَى {رَأْسِ أَمْرِكَ. وعِنْدِي رَأْسٌ من الغَنَمِ، وعِدَّةٌ مِن} أَرْؤُسٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَكَذَا: رَأْسُ الدِّينِ الخَشْيَةُ. وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّون يَوْمَ القَرِّ يَوْمَ {الرُّؤُوسِ لأَكْلِهِم فِيهِ رُؤُوسَ الأَضَاحِي. وَرَأْسُ الشَّيْءِ: طَرَفُه، وَقيل: آخِرُه، نَقَلَه شيْخُنَا.
} والرَّأْسُ: من أَسْمَاءِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ، وتُسَمَّى! رأْسَ القُرَى. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة فِي المُشْكِلِ: {رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَةِ. واسْتَدْرَك الصّاغَانِيُّ هُنَا: رَأسِكُ، من مُدُنِ مُكْرَان. وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي الكَافِ.} والرَّئِيسُ: أَبُو عَلِيِّ بنُ سِينَاءَ، مَشهورٌ. وَجَعْفَرُ بنُ محمَّد بنِ الفَضْل {- الرَّأْسِيّ من رَأْسِ العَيْنِ، عَن أَبِي نُعَيْم، وَعنهُ أَبو يَعْلَى الْمَوْصَلِيّ. والصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ عليّ بنِ محَّمد} - الرُّؤَاسِيّ الأَسَدِيّ الإِسْفِرَايِنِيّ الشافِعيّ، وُلد بِشِقّان من بلادِ خُرَاسَان، لقِيه البِقَاعِيُّ بمَكَّة.)

جأَر

جأَر
: (} جَأَرَ) الدّاعِي (كمَنَعَ) {يَجْأَرُ (} جَأْراً {وجُؤَاراً) ، بالضمّ: (رَفَعَ صوتَه بالدُّعاءِ) . وَفِي التَّنْزِيل: {إِذَا هُمْ} يَجْأَرُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 64) قَالَ ثَعْلَب: هُوَ رَفْعُ الصَّوتِ إِليه بالدُّعاءِ. (و) جَأرَ الرجلُ إِلى الله: (تَضَرَّعَ) بالدُّعاءِ وَضَجَّ (واستغاثَ) . وَقَالَ مُجاهِد: {إِذَا هُمْ يَجْئَرُونَ} : يَضْرَعُون دُعَاء، وَقَالَ قَتادَةُ يَجْزَعُون، وَقَالَ السُّدِّيُّ: يَصيحُون.
(و) {جَأَرَتِ (البَقَرةُ والثَّوْرُ: صاحَا) .
} والجُؤَارُ: مثلُ الخُوَارِ، كَذَا فِي الصّحاح. وقرأَ بعضُهم: {عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ} (الْأَعْرَاف: 148) حَكَاهُ الأَخفشُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: جَأَرَ (النَّبَاتُ {جَأْراً: طالَ) وارتفعَ، كَمَا يُقال: صاحَتِ الشَّجَرةُ: طالتْ.
(و) مِنَ المَجَازِ:} جَأَرَتِ (الأَرضُ: طالَ نَبْتُها) وارتفعَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: ( {الجَأْرُ من النَّبْتِ: الغَضُّ) الرَّيّانُ، قَالَ جَنْدَلٌ:
وكُلِّلَتْ بأُقْحُوَانٍ} جَأْرِ
قَالَ الأَزهريُّ: وَهُوَ الَّذِي طالَ واكْتَهَلَ.
(و) الجَأْرُ مِن النَّبْتِ أَيضاً: (الكَثيرُ) ، يُقَال: عُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ، أَي كثيرٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) الجَأْرِ: (الرجلُ الضَّخْمُ) السَّمِينُ، والأُنثَى {جَأْرَةٌ، (} كالجَأَّرِ، ككَتّانٍ، و) {الجَئِرِ، مثلِ (كَتِفٍ) ، وهاذه عَن الفَرّاء.
ويُقَال: هُوَ} جَآرٌ باللِّيل.
(و) يُقال: (هُوَ {أَجْأَرُ مِنْهُ) ، أَي (أَضْخَمُ) .
(} والجائِرُ: جَيَشَانُ النَّفْسِ) وَقد جُئرَ.
(و) {الجائِرُ أَيضاً: (الغَصَصُ) .
(و) الجائِرُ: (حَرٌّ) فِي الحَلْق، أَو شِبْهُ حُمُوضَةٍ فِيهِ؛ مِن أَكْل الدَّسَمِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (غَيْثٌ جَأْرٌ} وجَآرٌ) ككَتّانٍ، ( {وجُؤَرٌ، كصُرَدٍ) ، وعَلى هاذا اقتَصَر الأَصمعيّ، (وجِوَرٌّ كهِجَفَ) ، وسيَأْتِي فِي جر يَجور: (غَزِيرٌ وَكثير) المَطَرِ،} يَجْأَرُ عَنهُ النَّبْتُ، كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ غيرُه: غَيثٌ {جُؤَرٌ مثلُ نُغَرً أَي مُصوِّتٌ، وأَنشدَ لجَنْدَل بن المُثَنَّى:
يَا رَبَّ رَبَّ المُسْلمِين بالسُّوَرْ
لَا تَسْقِهِ صَيِّبَ عَزّافٍ} جُؤَرْ
دَعَا عَلَيْهِ أَن لَا تُمْطَرَ أَرضُه، حَتَّى تكونَ مُجْدِبَةً لَا نَبْتَ بهَا.
( {وجَئَرَ، كسَمِعَ: غَصَّ فِي صَدْره) .
(} والجُؤَارُ، كغُرَابٍ) ، الصوتُ بالدُّعاءِ. وَفِي الحَدِيث: (كأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُوسَى لَهُ {جُؤَارٌ إِلى رَبِّه بالتَّلْبِيَة) .
} والجُؤَار أَيضاً: (قَيْءٌ وسُلَاحٌ يَأْخذُ الإِنسانَ) فيَجْأرُ مِنْهُ.
كتاب م كتاب

أَحد

أَحد
: ( {الأَحَدُ بِمَعْنى الواحِدِ) ، وَهُوَ أَوّل العَدد، تَقول} أَحدٌ واثنانِ، {وأَحدَ عَشَرَ وإِحدَى عَشْرة. (و) } الأَحَد: اسمُ علَمٍ على (يَوْم من الأَيّام) الْمَعْرُوفَة، فَقيل هُوَ أَوّل الأَسبوع، كَمَا مَال إِليه كَثِيرُونَ، وَقيل هُوَ ثَانِي الأُسبوع، تَقول: مضَى الأَحدُ بِمَا فِيهِ، فيفرَد ويذكَّر، عَن اللِّحيانيّ. (ج {آحَادٌ} وأُحْدَانٌ) بالضَّمّ أَي سَواءٌ يكون الأَحدُ بمعنَى الْوَاحِد أَو بِمَعْنى الْيَوْم، (أَو ليسَ لَهُ جَمْعٌ) مُطلقًا، سواءٌ كَانَ بمعنَى الواحدِ أَو بِالْمَعْنَى الأَعمّ الّذِي لَا يعرّف، ويخاطب بِهِ كلُّ من أُريد خِطابُه. وَفِي الْعباب: سُئل أَبو العبّاس: هَل {الآحادُ جمْع أَحَدٍ؟ فَقَال: مَعَاذَ الله، لَيْسَ} للأَحَد جمْعٌ. وَلَكِن إِن جعلْته جمْع الْوَاحِد فَهُوَ مُحْتَمل كشاهِد وأَشْهادٍ. (أَو الأَحَدُ) ، أَي المعرّف بِاللَّامِ الَّذِي لم يُقْصَد بِهِ العَدد المركّب كالأَحدَ عشرَ ونحوِه (لَا يُوصَفُ بِهِ إِلاَّ) حَضرةُ جنابِ (الله سُبحانه وَتَعَالَى، لخُلوص هاذا الاسمِ الشَّرِيفِ لَهُ تعالَى) . وَهُوَ الفَرْد الّذِي لم يَزَلْ وَحْدَه وَلم يكن مَعَه آخَرُ. وَقيل {أَحَدِيَّته مَعْنَاهَا أَنّه لَا يَقبَل التَّجزِّي، لنَزاهَته عَن ذالك. وَقيل: الأَحَدُ الّذي لَا ثانىَ لَهُ فِي رُبُوبيّته وَلَا فِي ذاتِه وَلَا فِي صِفاته، جلَّ شأْنُه. وَفِي (اللِّسَان) : هُوَ اسمٌ بُنِيَ لنفْيِ مَا يُذكَر مَعَه من العَدد، تَقول: مَا جاءَني أَحدٌ، والهمزة بدلٌ من الْوَاو، وأَصلُه وَحَدٌ، لأَنُّه من الوحْدة.
(ويُقَال للأَمْرِ المُتَفَاقِم) العَظيم المشتَدّ الصَّعْبِ الهَائل: (إِحْدَى) مأَنّث، وأَلِفُه للتأْنيث، كَمَا هُوَ رأْيُ الأَكثرِ، وَقيل للإِلحاق (} الإِحَدِ) ، بكسْر الْهمزَة وفتْح الحاءِ كعِبَرٍ، كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. وضَبطَه بعضُ شرّاح التسهيل بضَمَ ففتْح، كغُرَفٍ. قَالَ شَيخنَا: وَالْمَعْرُوف الأَوّل، لأَنّه جمعٌ! لإِحدَى، وَهُوَ مَكْسُورَة، وفِعْلَى مكسوراً لَا يُجمَع على فُعَل، بالضّمّ. وقصْدُهم بهاذا إِضافة الْمُفْرد إِلى جَمْعه مُبَالغَة، على مَا صَرّحُوا. قَالَ الشِّهاب: وهاذا الجمْع وإِنْ عُرِفَ فِي المؤنّث بالتاءِ لاكنّه جُمِعَ بِهِ المؤنَّث بالأَلف حَمْلاً لَهَا على أُختها، أَو يُقدَّر لَهُ مُفرَد مُؤنّث بهاءٍ، كَمَا حَقّقَه السُّهَيليّ فِي ذِكرَى وذِكَرٍ.
(وفُلانٌ أَحَدُ {الأَحَدِينَ) ، محرّكةً فيهمَا، (} وواحدُ الأَحَدِينَ) ، هاكذا فِي النُّسخ، والّذِي فِي نُسخةِ شيخِنا: واحَدُ ا {لواحِدينَ. وَفِي التكملة: واحدُ} الإِحَدِين بكسْرٍ ففتْح. وهما جمْع أَحَدٍ وواحدٍ وأَنشد قَول الكُميت:
وقدْ رَجَعُوا كحَيَ {واحِدِينا
وسُئلَ سُفيانُ الثَّوْرِيُّ عَن سفيانَ بنِ عُيينةَ قَالَ: ذَاك أَحَدُ الأَحَدِينَ. قَالَ أَبو الهَيثم: هاذا أَبلغُ المَدْح. قَالَ ثمّ الظّاهر أَنَّ هاذا الْجمع مستعملٌ للعُقَلاءِ فَقَط، وَفِي شُرُوح التّسهيل خِلافه، فإِنّهم قَالُوا فِي هاذا التَّرْكِيب: المرادُ بِهِ إِحدَى الدواهِي، لاكنّهم يَجمعُونَ مَا يَستعظمونه جمْع العقلاءِ، ووَجْهُه عِنْد الكوفيّين: حتّى لَا يُفرَّقَ بينَ القِلَّة والكثْرة. وَفِي (اللُّباب) : مَا لَا يَعقِل يُجمَع جمْعَ المذكَّرِ فِي أَسماءِ الدَّواهِي، تَنْزِيلا لَهُ مَنزِلة العُقَلاءِ فِي شِدَّة النِّكاية، (} وواحِدُ {الآحادِ،} وإِحْدَى! الإِحَدِ) ، هُوَ كالسابِق إِلاّ أَن ذَاك فِي الدّواهِي وَهَذَا فِي العاقِل الّذي لَا نَظير لَهُ. وضبطوه بِالْوَجْهَيْنِ كَمَا مَرّ. قَالَ رجلٌ من غَطفَان.
إِنّكُمُ لنْ تَنْتَهوا عَن الحَسَدْ
حتَّى يُدِلِّيكُم إِلى إِحْدَى الإِحَدْ
وتَحْلُبُوا صَرْماءَ لم تَرْ أَمْ وَلَدْ
قَالَ شَيخنَا: وَلم يُفرِّقوا فِي الإِطلاق وَلَا فِي الضَّبط، بل هُوَ بالوجهَين فِي الدَّواهِي ومَنْ لَا نَظير لَهُ من العقَلاءِ، والفرْق بَينهمَا من الْكَلَام كَمَا سيأْتي بيانُه. (أَيْ لَا مِثْلَ لَهُ، وَهُوَ أَبْلَغُ المدْحِ) ، لأَنّه جَعلَه داهِيَةً فِي الدَّواهِي ومُنفرِداً فِي المنفرِدين، ففضَّله على ذوِي الْفَضَائِل لَا على المطلَق مَعَ إِبهامِ إِحدَى وأَحَد الدّال على أَنّه لَا يَدرِي كُنْهَه. قَالَ الدّمامينيّ فِي (شرح التسهيل) : الّذي ثبتَ استعمالُه فِي المدْح أَحَد وإِحدى مضافَين إِلى جمْعٍ من لَفظهما كأَحد وأَحدِين، أَو إِلى وَصْف، كأَحد العلماءِ، وَلم يُسمع فِي أَسماءِ الايجناس، انْتهى. قَالَ ابْن الإِعرابيّ: قَوْلهم ذَاك أَحَدُ الأَحدِين أَبلغُ المدْح. وَيُقَال: فلانٌ وَاحدُ الأَحدِين، وواحدُ الآحادِ. وَقَوْلهمْ هَذَا إِحدَى الآحادِ، قَالُوا: التأْنيث للمبالَغة بمعنَى الدّاهيةِ، كَذَا فِي (مجمع الأَمثال) . وَفِي (الْمُحكم) : وَقَوله:
حتَّى استثارُوا بيَ إِحدى الإِحَدِ
لَيثاً هِزَبراً ذَا سِلاحِ مُعتدِى
فسَّره ابْن الأَعرابيّ بأَنه واحدٌ لَا مِثْلَ لَهُ.
(و) الفرْق بَين إِحدَى الإِحَد هاذا وإِحدَى الإِحدِ السابقِ بالْكلَام، تَقول: (أَتَى! بإِحْدَى الإِحَدِ، أَي بالأَمْرِ المُنْكَرِ العظيمِ) ، يُقَال ذالك عِنْد تَعظيم الأَمرِ وتهويلِه، وَيُقَال فلَان إِحْدَى الإِحَد، أَي واحدٌ لَا نَظيرَ لَهُ، قَالَه ابْن الإِعرابيّ، فَلَا فَرْقَ فِي اللّفظ وَلَا فِي الضّبط، وَبِه تَعلم أَنّه لَا تَكرارَ، لأَنّ الإِطلاقَ مختلِفٌ، فَهُوَ كالمشترَك، لأَنّه هُنَا أُريدَ بِهِ العُقَلاءُ، وَهُوَ غير مَا أَريدَ بِهِ فِي الأَمْرِ المتفاقِم، وأَنْثوه حَمْلاً على الدّاهِية، فكأَنّه قيل: هُوَ داهِيَةُ الدَّوَاهِي. والدَّاهِيَة من الدّهَاءِ وَهُوَ العَقْل، أَو ممزوجاً بمكْر وتَدبيرٍ، أَو من الدّاهيَة المعروفَة، لأَنّه يُدْهشُ مَن يُنازِلُه، كَذَا فِي (شُرُوح الفصيح) . قَالَ الشِّهَاب: وظَنّ أَبو حَيَّانَ أَنَّ أَحدَ الأَحَدِينَ وَصْفُ المذكَّرِ وإِحدَى الإِحَدِ وَصْفُ المؤنَّثِ، ورَدَّه الدّمامينيّ فِي (شرْح التَّسهيل) . قَالَ فِي (التسهيل) : وَلَا يُستعمل إِحدَى من غير تَنْيُيف دون إِضافَةٍ، وَقد يُقَال لما يُستعطَم ممَّا لَا نَطيرَ لَهُ: هُوَ إِحدَى الأَحَدِين وإِحْدَى الإِحَدِ. قَالَ شَيخنَا: وهاذا لعلّه أَكثرِيٌّ وإِلاّ فقد وَرَدَ فِي الحَدِيث: (إِحدى مِن سَبْعٍ) ، وفسّروه بلَيالِي عادٍ، أَو سنى يُوسفَ عَلَيْهِ السّلامُ، كَمَا فِي الْفَائِق وَغَيره. قلت: وَهُوَ فِي حَدِيث ابْن عبّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما، وبُسطَ فِي النِّهَايَة.
(وأَحدَ، كسَمعَ: عَهدَ) ، يُقَال: أَحِدْتُ إِليه، أَي عَهِدْت. وأَنشد الفرَّاءُ:
سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْد الّذي أَحِدُوا
يُرِيد بالعَهْد الَّذِي عَهِدوا، كَمَا فِي (اللّسان) فِي وحد. قَالَ الصّاغانيّ: قَلَبُوا العَين هَمزةً والهاءَ حاءً، وحُرُوف الْحلق قد يُقَام بعْضُها مُقامَ بعضٍ.
(وأُحُدٌ، بضمَّتين) ، وَقَالَ الزُمحشريّ: رأَيْت بخطّ المبرّد: أُحْدٌ، بِسُكُون الحاءِ منوّن (جَبَلٌ بالمَدِينة) ، على ساكِنهَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام، وَفِيه وَرَدَ (أُحُدٌ جَبَلٌ يُحبُّنَا ونُحِبُّه) قَالَ شَيخنَا: وأَنكرَه جَماعَةٌ وَقَالُوا إِنّه لَا يُسكَّن إِلاَّ فِي الضّرورة، ولعلّ الَّذِي رَآهُ كذالك.
(و) أَحَد، (محرَّكَةً: ع) نَجْديٌّ، أَو هُوَ كزُفَر، كَمَا ضبطَه البَكريّ.
وسُوقُ الأَحَد: موضعٌ، مِنْهُ أَبو الحُسَيْن أَحمَدُ بن الحُسين الطَّرسُوسيّ، روَى عَنْه ابنِ الأَكفانيّ، توفّي سنة 46 (أَو هُوَ مُشدَّد الدّالِ) جَبَلٌ، (فيذكر فِي حدد) إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
( {واسْتَأْحَدَ) الرَّجلُ (واتَّحَدَ: انفَرَدَ) .
(و) قَول النّحويّين (جاءُوا أُحَادَ} أُحَادَ، ممنوعَين للعَدْل) فِي اللّفظ والمعنَى جَمِيعًا، (أَي واحِداً واحِداً) .
(و) يُقَال: (مَا {اسْتَأْحَدَ بِه) أَي بهاذا الأَمرِ: (لم يَشْعُرْ) بِهِ، يَمانيَة.
(وأَحَّدَ العَشَرَةَ تأْحيداً، أَي صَيَّرَهَا أَحَدَ عَشَرَ) ، حكَى الفرّاءُ عَن بعض الْعَرَب: معي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهُنَّ، أَي صيِّرهنَّ أَحَدَ عَشَرَ (و) أَحَّدَ (الاثنينِ، أَي) صيَّرَهما (وَاحِدَة) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه قَالَ لرَجل أَشارَ بسَبَّابتَيه فِي التَّشهُّد:} أَحِّدْ أَحِّد) ، أَي أَشِرْ بإِصْبع وَاحِدَة.
(وَيُقَال: لَيْسَ للواح تَثنيةٌ وَلَا للاثنين واحدٌ من) لفْظه و (جِنسِه) ، كَمَا أَنَّه لَيْسَ للأَحد جمْعٌ. هُوَ من بقيّة قَول أَبي العبّاس أَحمد بن يَحيى ثَعْلَب، وَقد نقلَه الشِّهاب فِي (شرْح الشِّفَاءِ) . قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ قد يَخالِف قَولَ المصنّف فِيمَا يأْتي، أَو الْوَاحِد قد يُثنّى، كَمَا سيأْتس.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَحَدٌ النَّكرة، فإِنّه لم يَتعرّض لَهَا، قَالَ الجوهريّ: وأَمّا قَولهم: مَا بالدّار أَحدٌ، فَهُوَ اسمٌ لمَن يصلح أَن يُخَاطَب، يَستوي فِيهِ الواحدُ والجمْع والمؤنَّث. وَقَالَ تَعَالَى: {7. 021 لستن {كأَحَدٍ من النِّسَاء} (الأَحزاب: 33) . وَقَالَ: {فَمَا مِنكُم مّنْ} أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (الحاقة: 47) . وَفِي حواشِي السَّعْدِ علَى الكشّاف أَنّه لَا يَقع فِي الإِثبات إِلاّ بِلَفْظ كلّ. وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال: لَا يَقوم لهاذا الأَمرِ إِلاّ ابنُ إِحداهَا. أَي الكريمُ من الرّجال.

صحّح

صحّح
: ( {الصُّحُّ، بالضّمّ،} والصِّحَّةُ، بِالْكَسْرِ) ، وَقد وَردتْ مصادرُ على فُعْلٍ، وفِعْلَةٍ، بِالْكَسْرِ، فِي أَلفاظ هاذا مِنْهَا، وكالقُلّ والقِلَّة، والذُّلّ والذِّلّة؛ قَالَه شَيخنَا، ( {والصَّحَاحُ، بِالْفَتْح) ، الثّلاثة بمعنَى (ذَهَاب المَرَضِ) . وَقد} صَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه، (و) هُوَ أَيضاً (البَرَاءَةُ من كلِّ عَيْبٍ) ورَبْبٍ. وحكَى ابنُ دُريد عَن أَبي عُبَيْدَةَ: كَانَ ذالك فِي صُحِّه وسُقْمِه. قَالَ: وَمن كَلَامهم: مَا أَقْرَبَ الصَّحَاحَ من السَّقَم.
وَقد ( {صَحَّ} يَصِحّ) {صِحَّةً، (فَهُوَ} صَحِيحٌ، {وصَحَاحٌ) . بالفَتْح.} وصَحِيحُ الأَدِيمِ، {وصَحَاحُ الأَديمِ: بمَعْنًى، أَي غيرُ مقطوعٍ. وَفِي الحَدِيث: (يُقَاسِم ابنُ آدَمَ أَهلَ النَّارِ قِسْمةً} صَحَاحاً) ، يَعْنِي قابيلَ الّذِي قَتَلَ أَخاه هابيلَ، يَعْنِي أَنه يُقاسِمهم قِسْمَةً {صَحيحةً، فَلهُ نِصْفُها وَلَهُم نِصْفُها.} الصَّحَاحُ، بِالْفَتْح: بمنَى {الصَّحيحِ. يُقَال: دِرْهَمٌ} صَحِيحٌ {وصَحَاحٌ، وَيجوز أَن يكون الضّمّ كطُوَالٍ فِي طَويل، وَمِنْهُم من يرويهِ بِالْكَسْرِ، وَلَا وَجْهَ لَهُ.
ورَجُلٌ} صَحَاحٌ {وصَحِيحٌ، (من قومٍ} صِحَاحٍ) بِالْكَسْرِ، ( {وأَصِحّاءَ) ، فيهمَا، وامرأَةٌ} صَحِيحةٌ، من نِسْوَةِ {صِحَاحٍ (وصَحَائِحَ) .
(} وأَصَحَّ) الرَّجلُ فَهُوَ {صَحِيحٌ: (} صَحَّ أَهلُه وماشِيَتُه) ، {صَحِيحاً كَانَ هُوَ أَو مَريضاً.} وأَصَحَّ القَومُ، وهم مُصِحّون، إِذا كانتْ قد أَصَابتْ أَموالَهم عاهةٌ ثمَّ ارتفعتْ. وَفِي الحَدِيث: (لَا يُورِد المُمْرِض على {المُصِحّ) . أَي لَا يُورِدُ مَنْ إِبلُه مَرْضَى على مَنْ إِبلُه صِحَاحٌ، وَلَا يَسقيها مَعهَا، كأَنّه كَره ذالك أَنْ يَظْهَرَ بمالِ المُصِحِّ مَا ظَهَرَ بِمَال المُمْرِض فَيظُنَّ أَنّهَا أَعْدَتْهَا فيأْثَمَ بذالك. وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا عَدْوَى) .
(و) أَصَحَّ (اللَّهُ تَعالَى فُلاناً) وصَحَّحه: (أَزالَ مَرَضَه) .
(و) وَرَدَ فِي بعضِ الْآثَار: (الصَّوْمُ} مَصَحَّةٌ) ، بِالْفَتْح، (ويُكْسَر الصّادُ) وَالْفَتْح أَعْلَى، (أَي {يُصَحّ بِهِ) مَبنيًّا للْمَجْهُول. وَفِي (اللِّسَان) : أَي} يُصَحّ عَلَيْهِ، هُوَ مَفْعَلَةٌ من {الصِّحَّةِ: العافيةِ. وَهُوَ كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخَر: (صُومُوا} تَصِحّوا) . والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة.
( {والصَّحْصَح} والصَّحْصاحُ {والصَّحْصَحَانُ) ، كلّه (: مَا اسْتَوَى من الأَرْضِ) وجَرِدَ، والجَمْعُ ا} لصَّحاصِحُ. {والصَّحْصَحُ: الأَرْضُ الجَرداءُ المُسْتويةِ ذاتُ حَصًى صِغارٍ. ونثل شَيخنَا عَن السُّهيليّ فِي الرَّوْضٌ:} الصَّحْصَحُ: الأَرْضُ المَلْسَاءُ. انتهَى. وأَرض {صَحاصِحُ} وصَحْصَحانٌ: لَيْسَ بهَا شَيءٌ وَلَا شَجرٌ وَلَا قَرَارٌ للماءِ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وقَلَّما تكون إِلا فِي سَنَدِ وَاد أَو جَبَلٍ قريبٍ من سَنَدِ وَاد، قَالَ: والصّحراءُ أَشَدُّ اسْتِوَاءً مِنْهَا، قَالَ الرّاجز:
تَراه {بالصَّحاصِحِ السَّمالقِ
كالسَّيفِ من جَفْنِ الــسِّلاحِ الدّالقِ
وَقَالَ آخر:
وَكم قَطَعْنا من نِصَابِ عَرْفَجِ
} وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ
بِهِ الرَّاذَايَا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ
ونِصَابُ العَرْفَج: ناحِيَته. والقُذُفُ: الّتي لَا مَرْتَعَ بهَا. والمُخرَّجُ: الّذي لم يُصِبْه مَطرٌ، أَرضٌ مُخرَّجَةٌ. فشَبَّه شُخوصَ الإِبلِ الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفن. وأَمّا شَاهد {الصحصاح فَقَوله:
حيثُ ارْثَعَنّ الوَدْقُ فِي الصَّحْصاحِ
وَفِي حَدِيث جُهَيش: (وكائِنْ قَطَعْنا إِليك من كَذَا وَكَذَا وتَنوفة} صَحْصَحٍ) . وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير، لمّا أَتاه قتلُ الضَّحّاك، قَالَ: (إِن ثَعْلَبَ بنَ ثعلبٍ حَفَرَ {بالصَّحْصَحةِ فأَخطَأَت اسْتُه الحُفْرَةَ) .
(} وصَحَاحُ الطّريقِ، بِالْفَتْح: مَا اشْتَدّ مِنْهُ وَلم يَسْهُل) وَلم يُوطَأْ، قَالَ ابْن مُقْبِل يَصف نَاقَة:
إِذا واجَهَتُ وَجْهَ الطّريقِ تَيَمَّمتْ
{صَحَاحَ الطَّرِيقِ عِزَّةً أَنْ تَسَهَّلاَ
(} وصَحْصَحَ الأَمْرُ: تَبَيَّنَ) ، مثل حَصْحَصَ.
( {والمُصَحْصِحُ) ، بالضّمّ: الرّجل (الصّحيحُ المَوَدَّةِ. و) من المَجاز:} المُصَحْصِحُ: (مَنْ يأْتي بالأَباطيل) .
( {وصَحْصحٌ: ع بالبَحْرَيْن. و) } صَحْصَحٌ: (والدُ مُحْرِزٍ أَحدِ بني تَيْمِ اللَّهِ بنِ ثَعْلَبَةَ) بنِ عُكابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عليِّ بنِ بكرِ بنِ وائِل. (و) صَحْصَحٌ: (أَبو قَوْم من تَيْم. و) صَحْصَحٌ: (أَبو قَوْمٍ من طَيِّءٍ) .
(! والصَّحْصَحانُ: ع) شَديدُ البَرْدِ (بَين حَلَبَ وتَدْمُرَ) . (والصَّحيح: فَرَسٌ لأَسَدِ بنِ الرَّهِيص الطّائيّ) صاحِبِ الوقَائِعِ الْمَشْهُورَة.
(و) يُقَال: (رَجلٌ {صُحْصُحٌ} وصُحْصُوحٌ، بضمّهما) ، إِذا كَانَ (يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها) .
(و) من الْمجَاز: (التُّرَّهَاتُ {الصَّحاصِحُ) لَا سَدائدَ وَلَا صَحائِح: أَي أَباطِيل لَا أَصْلَ لَهَا، (و) مثله (بالإِضافَة) أَيضاً. وَكَذَلِكَ التُّرَّهاتُ البَسابِسُ، و (مَعْنَاه الباطِل) . وهما بالإِضافَة أَجْوَد. قَالَ البن مُقْبِل:
وَمَا ذِكْرُه دَهْمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا
بِنَجْرَانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ} الصَّحاصِحُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{اسْتَصَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه: إِذا بَرِىءَ قَالَ الأَعشى:
أَمْ كَمَا قَالُوا سَقِيمٌ فَلَئِنْ
نَفَضَ الأَسْقَامَ عَنهُ} واسْتَصَحّ
وأَنا {أَسْتَصِحُّ مَا تَقول، وَهُوَ مَجَاز.
وأَرْضٌ} مَصَحَّةٌ: بَريئةٌ من الأَوْبَاءِ، صحيحَةٌ لَا وَبَاءَ فِيهَا، وَلَا تَكْثُرُ فِيهَا العِلَلُ والأَسْقَامُ.
{وصَحَّ الشَّيْءَ: جَعَله صَحِيحاً.
} وصَحَّحْتُ الكِتَابَ والحِسَابَ {تَصْحِيحاً: إِذَا كَانَ سَقِيماً فأَصْلَحْتَ خَطَأَه.
وأَتيتُ فلَانا} فأَصْحَحْتُه، أَي وَجدْتُه صَحِيحاً.
والصَّحِيحُ من الشِّعْرِ: مَا سَلِمَ من النَّقْص. وَقيل: كلُّ مَا يُمْكِن فِيهِ الزِّحافُ فَسِلمَ مِنْهُ فَهُوَ صحيحٌ. وَقيل: الصَّحيحُ: كلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ كم الأَشياءِ الّتي تقَع عِلَلاً فِي الأَعارِيض والضُّروبِ، وَلَا تَقَعُ فِي الحَشْوِ.
{والمُصَحْصِح فِي قَول مُلَيحٍ الهُذليّ:
فحُبُّكَ لَيْلَى حينَ تَدْنُو زَمَانَةٌ
ويَلْحاكَ فِي لَيْلَى العَريفُ} المُصَحْصِحُ قيل: أَراد النّاصحَ، كأَنّه {المُصحِّحُ، فكَرِه التّضْعيفَ.
وَمن الْمجَاز: صَحَّ عِنْد القَاضِي حَقُّه.} وصَحَّتْ شَهادتُه. وصَحَّ لَهُ عَلَيْهِ كَذَا، وصَحّ قَولُه؛ كَذَا فِي الأَساس.

غندج

غندج
: (غَنْدَجَانُ، بِالْفَتْح) فِي أَوّله وثالثه وذِكْرُ الفتحِ مُسْتَدْرك عَلَيْهِ (: بفارِسَ بمَفازةٍ مُعْطِشة) ، لَا يَخْرُجِ مِنْهُ إِلاّ أَدِيبٌ أَو حاملُ سِلاحٍ.
قَالَ شيخُنَا: وإِذا سُلِّمَ مَا ادُّعِيَ فِيهِ من العُجْمة والتَّعْرِيف بعْدهَا، فَيجوز أَن لَا يُعْرَف وَزْنُه، وأَنّ موضِعه النّونُ فتأَمّل.

الدِّيَةُ

الدِّيَةُ، بالكسر: حَقُّ القَتيلِ
ج: دِياتٌ.
ووَداهُ، كدَعاهُ: أعْطَى دِيَتَه،
وـ الأمرَ: قَرَّبَهُ،
وـ البعيرُ: أدْلَى لِيَبُولَ أو لِيَضْرِبَ.
والوادِي: مَفْرَجُ ما بين جِبالٍ أو تِلالٍ أو آكامٍ
ج: أوداءٌ وأَوْدِيَةٌ وأوْداةٌ وأوْدايَةٌ.
وأَوْدَى: هَلَكَ،
وـ به الموتُ: ذَهَبَ، وتَكَفَّرَ بالــسِّلاحِ.
واسْتَوْدَى بِحَقِّي: أقَرَّ.
والوَدَى، كَفَتًى: الهلاكُ. وكَغَنِيٍّ: صِغارُ الفَسِيلِ، الواحِدَةُ: كَغَنِيَّةٍ، وما يَخْرُجُ بعدَ البَوْلِ،
كالوَدْيِ، وقد وَدَى وأَوْدَى وَوَدَّى.
والتَّوْدِيَةُ: خَشَبَةٌ تُشَدُّ على خِلْفِ الناقةِ إذا صُرَّتْ
ج: التَّوادِي، والرَّجلُ القصِيرُ.
والمُوْدِي: الأسَدُ.

المَذْيُ

المَذْيُ: مَاء رَقِيق أصفر ذُو لزوجة يخرج من لَذَّة النّظر، أَو اللَّمْس، أَو الْفِكر.
المَذْيُ والمَذِيُّ، كغَنِيٍّ،
والمَذِيْ ساكِنَةَ الياءِ: ما يَخْرُجُ منك عندَ المُلاعَبَةِ والتَّقْبيلِ.
والمَذْيُ: الماءُ يَخْرُجُ من صُنْبورِ الحَوْضِ.
والمَذِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: أُمُّ شاعِرٍ يُعَيَّرُ بها، والمِرْآةُ،
كالمَذْيَةِ
ج: مَذِيَّاتٌ ومِذاءٌ.
وأمْذَى: قادَ على أهْلِه،
وـ شَرابَهُ: زادَ في مَزْجِهِ،
وـ الفَرَسَ: أرْسَلَه يَرْعَى،
كمَذَاهُ ومَذَّاهُ.
والمَذاءُ، كسَماءٍ: جَمْعُ الرِّجالِ والنِّساءِ، وتَرْكُهُمْ يُلاعِبُ بعضُهم بعضاً، أو هو الدِّياثَةُ،
كالمُماذاةِ فيهما.
والماذِي: العَسَلُ، وكُلُّ سِلاحٍ من الحَديدِ، وبهاءٍ: الخَمْرَةُ السَّهْلَة، والدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ، أو البَيْضاءُ.
والماذِياناتُ، وتُفْتَحُ ذالُها: مَسايِلُ الماءِ، أو ما يَنْبُتُ على حافَتَيْ مَسيلِ الماءِ، أَو ما يَنْبُتُ حَوْلَ السَّواقِي.
وأمْذِ بِعنانِ فَرَسِكَ: اتْرُكْهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.