من (س ر و ل) نسبة إلى سِرْوَال.
من (س ر و ل) نسبة إلى سِرْوَال.
سرل: أَما سرل فليس بعربي صحيح، والسَّراوِيلُ: فارسي مُعَرَّب،
يُذَكَّر ويؤنث، ولم يعرف الأَصمعي فيها إِلا التأْنيث؛ قال قيس بن
عُبادة:أَرَدْتُ لِكَيْما يَعْلَم الناسُ أَنها
سَراوِيلُ قَيْس، والوُفُودُ شهودُ
وأَن لا يِقُولوا: غابَ قَيْسٌ وهذه
سَراوِيلُ عادِيٍّ نَمَتْه ثَمُودُ
قال ابن سيده: بَلَغَنا أَن قَيْساً طاوَل رُومِيّاً بين يدي معاوية،
أَو غيره من الأُمراء، فتجرَّد قيس من سَراوِيله وأَلقاها إِلى الرومي
ففَضِلَتْ عنه، فعل ذلك بين يدي معاوية فقال هذين البيتين يعتذر من إِلقاء
سَراويله في المشهد المجموع. قال الليث: السَّراوِيل أَعْجَمِيَّة
أُعْرِبَتْ وأُنِّثَت، والجمع سَراوِيلات، قال سيبويه: ولا يُكَسَّر لأَنه لو
كُسِّر لم يرجع إِلا إِلى لفظ الواحد فتُرِكَ، وقد قيل سَراوِيل جمع واحدته
سِرْوالــة؛ قال:
عَلَيْه مِن اللّؤْمِ سِرْوالــةٌ،
فلَيْسَ يَرِقُّ لمُسْتَعْطِف
وسَرْوَلَهُ فَتَسَرْوَلَ: أَلْبَسَه إِياها فلبَسها؛ الأَزهري: جاء
السَّراوِيل على لفظ الجماعة وهي واحدة، قال: وقد سمعت غير واحد من الأَعراب
يقول سِرْوال. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه كَرِه السَّراوِيل
المُخَرْفَجَةَ؛ قال أَبو عبيد: هي الواسعة الطويلة؛ الجوهري: قال سيبويه سَراوِيل
واحدة، وهي أَعجمية أُعْرِبَتْ فأَشبهت من كلامهم ما لا ينصرف في معرفة
ولا نكرة، فهي مصروفة في النكرة؛ قال ابن بري: قوله فهي مصروفة في النكرة
ليس من كلام سيبويه، قال سيبويه: وإِن سَمَّيْتَ بها رجلاً لم تَصْرِفها،
وكذلك إِن حَقَّرتْها اسم رجل لأَنها مؤنث على أَكثر من ثلاثة أَحرف مثل
عَناق، قال: وفي النحويين من لا يصرفه أَيضاً في النكرة ويزعم أَنه جمع
سِرْوال وسِرْوالــة ويُنْشِد:
عَلَيْه من اللُّؤْمِ سِرْوالــةٌ
ويَحْتَجُّ في ترك صرفه بقول ابن مقبل:
أَبى دونها ذَبُّ الرِّياد كأَنَّه
فَتىً فارِسِيٌّ في سَراوِيل رامِح
(* قوله «أبى دونها إلخ» تقدم في ترجمة رود: يمشي بها ذب الرياد).
قال: والعمل على القول الأَول، والثاني أَقوى؛ وأَنشد ابن بري لآخر في
ترك صرفها أَيضاً:
يَلُحْنَ من ذي زَجَلٍ شِرْواطِ،
مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ،
على سَراوِيلَ له أَسماط
وقال ابن بري في ترجمة شرحل قال: شَراحِيلُ اسم رجل لا ينصرف عند سيبويه
في معرفة ولا نكرة، وينصرف عند الأَخفش في النكرة، فإِن حَقَّرْته انصرف
عندهما لأَنه عربي، وفارق السَّراويل لأَنها أَعجميَّة؛ قال ابن بري:
العُجْمة ههنا لا تمنع الصرف مثل ديباج ونَيْرُوز، وإِنما تَمنع العُجْمةُ
الصَّرْفَ إِذا كان العجمي منقولاً إِلى كلام العرب وهو اسم عَلَمٌ
كإِبراهيم وإِسمعيل، قال: فعلى هذا ينصرف سَراوِيل إِذا صُغِّر في قولك
سُرَيِّيل، ولو سميت به شيئاً لم ينصرف للتأْنيث والتعريف،
وطائرٌ مُسَرْوَلٌ: أَلْبَسَ ريشُه ساقَيْه؛ وأَما قول ذي الرمة في صفة
الثور:
تَرى الثَّوْرَ يَمْشي راجعاً من ضَحائه
بها مِثْلَ مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَل
فإِنه أَراد بالهِبْرزيِّ الأَسدَ، جعله مُسَرْوَلاً لكثرة قوائمه،
وقيل: الهِبْرِزِيُّ الماضي في أَمره، ويروى: بها مِثْلَ مَشْي
الهِرْبِذِيِّ، يعني مَلِكاً فارسيّاً أَو دِهْقاناً من دَهاقينهم، وجَعَلَهُ
مُسَرْوَلاً لأَنه من لباسهم؛ يقول: هذا الثور يتبختر إِذا مَشَى تَبَخْتُر
الفارسي إِذا لَبِسَ سَراوِيلَه. وحَمامة مُسَرْوَلةٌ: في رجليها رِيشٌ.
والسَّراوِين: السَّراوِيل، زعم يعقوب أَن النون فيها بدل من اللام. وقال أَبو
عبيد في شِياتِ الخيل: إِذا جاوز بياضُ التحجيل العَضُدين والفَخْذين
فهو أَبْلَق مُسَرْوَلٌ؛ قال الأَزهري: والعرب تقول للثور الوحشي
مُسَرْوَلٌ للسواد الذي في قوائمه.
دكك: الدَّكُّ: هدم الجبل والحائط ونحوهما، دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً.
الليث: الدَّكّ كسر الحائط والجبل. وجبل دُكٌّ: ذليل، وجمعه دِكَكَةٌ مثل
جُحْر وجِحرَة. وقد تَدَكْدَكَتِ الجبالُ أَي صارت دَكَّاوَات، وهي رواب من
طين، واحدتها دَكَّاء. وقوله سبحانه وتعالى: وحُمِلت الأَرض والجبالُ
فدُكَّتَا دَكَّةً واحدة؛ قال الفراء: دَكُّها زلزلتها، ولم يقل فدكِكْنَ
لأنه جعل الجبال كالواحدة، ولو قال فدُكَّتْ دَكَّةً لكان صواباً. قال ابن
الإعرابي: دَكَّ هَدَم ودُكَّ هُدِمَ.
والدِّكَكُ: القيرانُ المُنْهالة. والدِّكَكُ: الهِضاب المفسَّخة.
والدَّكُّ: شبيه بالتل. والدَّكَّاءُ: الرَّابية من الطين ليست بالغليظة،
والجمع دَكَّاوَاتٌ، أَجروه مجرى الأسماء لغلبته كقولهم ليس في الخَضْرَاواتِ
صدقة. وأَكَمة دَكَّاء إذا اتسع أَعلاها، والجمع كالجمع نادر لأن هذا
صفة. والدَّكَّاواتُ: تلال خلقة، لا يفرد لها واحد؛ قال ابن سيده: هذا قول
أَهل اللغة، قال: وعندي أَن واحدتها دَكَّاءِ كما تقدم. قال الأصمعي:
الدَّكَّاوَاتُ من الأَرض الواحدة دَكَّاء وهي رَوَابٍ من طين ليست بالغِلاظ،
قال: وفي الأَرض الدِّكَكَةُ، والواحد دُكّ، وهي رََوابٍ مشرفة من طين
فيها شيء من غلظ، ويُجْمَع الدَّكَّاءُ من الأَرض دَكَّاوات ودُكّاً، مثل
حَمْراوات وحُمْر.
والدُّكُكُ: النوق المنفضِخة الأَسْنِمَةِ. وبعير أَدَكُّ: لا سنام له،
وناقة دَكَّاءِ كذلك، والجمع دُكّ ودَكَّاوات مثل حُمْر حُمْراوات قال
ابن بري: حَمْراء لا يجمعع بالألف والتاء فيقال حَمْراوات كما لا يجمع
مذكره بالواو والنون فيقال أَحْمَرُون، وأَما دَكَّاءِ فليس لها مذكر ولذلك
جاز أَن يقال دَكَّاوَات، وقيل: ناقة دَكَّاءُ للتي افترش سنامها في جنبيها
ولم يُشْرِف، والاسم الدَّكَكُ، وقد اندك. وفرس مَدْكُوك: لا إشْرَاف
لِحَجَبَتِه. وفرس أَدَكُّ إذا كان مُتدانياً عريض الظهر. وكتب أبو موسى
إلى عمر: إنَّا وجدنا بالعِراق خيلاً عِرَاضاً دُكَّا فما يرى أَمير
المؤمنين من أَسهامها أَي عِراض الظهور قصارها. وخيل دُكٌّ وفرس أَدَكّ إذا كان
عريض الظهر قصيراً؛ حكاه أَبو عبيدة عن الكسائي، قال: وهي البَرَاذين.
والدَّكَّةُ: بناء يسطح أَعلاه. وانْدَكَّ الرمل: تلبد، والدُّكَّانُ من
البناء مشتق من ذلك. الليث: اختلفوا في الدُّكَّان فقال بعضهم هو
فَعْلان من الدَّكّ، وقال بعضهم هو فُعّال من الدَّكَن، وقال الجوهري:
الدَّكَّة والدُّكَّانُ الذي يقعد عليه؛ قال المُثَقّب العبدي:
فأَبقَى باطِلِي، والجِدُّ منها،
كدُكَّآنِ الدَّرَابِنَةِ المَطِين
قال: وقوم يجعلون النون أَصلية، والدَّرَابِنَة: البَوَّابُون، واحدهم
دَرْبانٌ. والدَّكُّ والدَّكَّةُ: ما استوى من الرمل وسهل، وجمعها دِكاكٌ.
ومكان دَكٌّ مسْتَوٍ. وفي التزيل العزيز: حتى إِذا جاء وعد ربي جعله
دَكّاً؛ قال الأَخفش في قوله دَكّاً بالتنوين قال: كأَنه قال دَكَّهُ دَكّاً
مصدر مؤَكد، قال: ويجوز جعله أَرضاً ذا دَكٍّ كقوله تعالى: واسأَلِ
القريةَ، قال: ومن قرأَها دَكَّاءَ ممدوداً أَراد جَعَله مثل دَكَّاءَ وحذف
مثل؛ قال أَبو العباس: ولا حاجة به إلى مثل وإِنما المعنى جعل الجبل
أَرضاً دَكَّاء واحداً
(* قوله واحداً: هكذا في الأصل)، قال: وناقة دَكَّاءُ
إذا ذهب سنَامها. قال الأَزهري: وأَفادني ابن اليزيدي عن أَبي زيد جعله
دَكَّاً، قال المفسرون ساخ في الأرض فهو يذهب حتى الآن، ومن قرأَ دَكَّاءَ
على التأَنيث فلتأْنيث الأَرض جَعَله أَرضاً دَكَّاء. الأَخفش: أَرض
دَكٌّ والجمع دُكُوك. قال الله تعالى: جعله دَكَّا، قال: ويحتمل أَن يكون
مصدراً لأنه حين قال جعَلَه كأَنه قال دَكَّه فقال دَكَّهُ فقال دَكّاً، أَو
أَراد جَعله ذا دَكٍّ فحذف، وقد قُرئ بالمد، أي جعله أرضاً دَكَّاء محذف
لأَن الجبل مذكر.
ودَكَّ الأَرضَ دَكّاً: سَوّى صَعُودَها وهَبُوطها، وقد انْدَكَّ
المكان. ودَكَّ الترابَ يَدُكُّه دَكّاً: كبسه وسَوّاه. وقال أَبو حنيفة عن
أَبي زيد: إِذا كبس السطح بالتراب قيل دَكّ التراب عليه دَكّاً. ودَكَّ
التراب على الميت يَدُكُّه دَكّاً: هاله.
ودَكَكْتُ التراب على الميت أَدُكُّه إِذا هِلْته عليه. ودَكْدَكْتُ
الرَّكِيَّ أَي دفنته بالتراب. ودَكَّ الرَّكِيّة دَكّاً: دفنها وطَمَّها.
والدَّك: الدقّ، وقد دَكَكْتُ الشيء أَدُكُّه دَكّاً إذا ضربته وكسرته حتى
سوّيته بالأَرض؛ ومنه قوله عز وجل: فَدُكَّتا دَكَّةً واحدة.
والدِّكْدِكُ والدَّكْدَكُ والدَّكْدَاكُ من الرمل. ما تَكَبَّس واستوى، وقيل:
هوبطن من الأَرض مستو، وقال أَبو حنيفة: هو رمل ذو تراب يتلبد. الأَصمعي:
الدَّكْدَاكُ من الرمل ما الْتَبَد بعضه على بعض بالأَرض ولم يرتفع كثيراً.
وفي الحديث: أَنه سأَل جرير بن عبد الله عن منزله فقال: سَهْلٌ
ودَكْدَاكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ أَي أَن أَرضهم ليست ذات خُزُونة؛ قال لبيد:
وغيث بدَكْدَاكٍ، يَزِينُ وِهَادَهُ
نباتٌ كوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّب
والجمع الدَّكادِك والدَّكادِيك؛ وفي حديث عمرو بن مرة:
إليك أَجُوبُ القُورَ بعد الدَّكادِكِ
وقال الراجز:
يا دار سَلْمَى بدَكادِيكِ البُرَقْ
سَقْياً فقد هَيَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ
والدَّكْدَك والدِّكْدَكُ والدِّكْدَاكُ: أَرض فيها غلظ. وأَرض مَدْكوكة
إذا كثر بها الناس ورُِعاة المال حتى يفسدها ذلك وتكثر فيها آثار المال
وأَبواله، وهم يكرهون ذلك إلا أَن يجمعهم أَثر سحابة فلا يجدون منه
بدّاً. وقال أَبو حنيفة: أَرض مَدْكوكة لا أَسناد لها تُنْبتُ الرِّمْث.
ودُكَّ الرجل، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهو مَدْكوك إذا دَكَّتْه الحُمَّى
وأَصابه مرض. ودَكَّتْه الحمى دكّاً: أضعفته. وأَمة مِدَكَّةٌ: قوية على
العمل. ورجل مِدَكٌّ، بكسر الميم: شديد الوطء على الأَرض. الأَصمعي:
صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كله إذا دفعته. ويوم
دَكِيك: تامّ، وكذلك الشهر والحول. يقال: أَقمت عنده حولاً دَكيكاً أَي
تامّاً. ابن السكيت: عامٌ دَكِيكٌ كقولك حول كَرِيتٌ أَي تامٌّ؛ قال:
أَقمت بجُرْجَانَ حولاً دَكِيكا
وحَنْظل مُدَكّكٌ: يؤكل بتمر أَو غيره. ودَكَّكه: خلطه. يقال: دَكَّكُوا
لنا. وتَدَاكَّ عليه القوم إذا ازدحموا عليه. وفي حديث عليّ: ثم
تَدَاكَكْتم عليَّ تَدَاكُكَ الإبل الهِيم على حياضها أَي ازدحمتم، وأَصل
الدَّكّ الكسر. وفي حديث أَبي هريرة: أَنا أَعلم الناس بشفاعة محمد يوم
القيامة، قال فتَدَاكَّ الناس عليه. أَبو عمرو: دَكَّ الرجل جاريته إذا جهدها
بإلقائه ثقله عليها إذا أَراد جماعها؛ وأَنشد الإبادي:
فقَدْتُكَ من بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّني
بصدرك، لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي؟
نقذ: نَقَذَ نَقْذاً: نجا؛ وأَنْقَذَه هو وتنقَّذه واستنقذه.
والنَّقَذُ، بالتحريك، والنقيذ والنقيذة: ما استُنْقذ وهو فَعَل بمعنى مفعول مثل
نَفَضٍ وقَبَضٍ. الجوهري: أَنقَذَه من فلان واستنقذه منه وتَنَقَّذه بمعنى
أَي نجّاه وخلَّصه.
وفرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرين. وخيل نقائذ: تُنُقِّذَتْ من
أَيدي الناس أَو العدوّ، واحدها نَقِيذٌ، بغير هاء؛ عن ابن الأَعرابي،
وأَنشد:وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها
نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ
قال لُقَيْمُ بن أَوْسٍ الشَّيْباني:
أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً
نَقْذِيكَ أَمسِ، وليتني لم أَشْهَدِ
نَقْذِيك: من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِيكَ. قال الأَزهري: تقول
نَقَذْتُه وأَنقذته واستنقذته وتنقَّذته أَي خلصته ونجّيته. وواحد الخيل النقائذ:
نَقِيذ، بغير هاء. والنقائذ من الخيل: ما أَنقذته من العدوِّ وأَخذته
منهم، وقيل: واحدها نقيذة. قال الأَزهري: وقرأْت بخط شمر: النقيذة الدِّرْع
المُسْتَنْقَذة من عدوّ؛ قال يزيد بن الصعق:
أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ
أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور
أُنُف: لم يلبسها غيره. كلائحة المُضِلِّ: يعني السراب. وقال المفضل:
النقيذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السيوف. والأُنف الطويلة
جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها.
ورجل نَقَذٌ: مُسْتَنْقَذ.
ومُنْقِذٌ: من أَسمائهم. ونَقَذَة: موضع.
تكك: تَكَّ الشيءَ يَتُكُّه تَكّاً: وطئه فشدخه، ولا يكون إِلاَّ في شيء
لين كالرطب والبطيخ ونحوهما. وتَكْتَكْتُ الشيء أَي وطئته حتى شدخته.
والتاكُّ: الهالك مُوقاً. يقال: أَحمق تاكّ، وقيل: أَحمق فاكّ تاكّ إِتباع
له، بالغُ الحمقِ، والجمع تاكُّون وتَكَكةً وتُكَّاك كضَرَبةٍ وضُرَّابٍ
وتُكُك كبُزُل، وما كنتَ تاكّاً ولقد تَكَكْتَ، بالفتح، تُكُوكاً. قال
الكسائي: يقال أَبيتَ إِلا أَن تَحمُق وتَتُكَّ، وقد تَكَّهُ النبيذُ مثل
هَكَّهُ وهَرَّجه إِذا بلغ منه. والتَّكِيكُ: الذي لا رأْي له، وهو بيّن
التَّكاكة؛ عن الهجري؛ وأَنشد:
أَلم تَأْت التَّكاكةُ قد تَراها،
كقَرْنِ الشمسِ، باديةً ضُحَيّا؟
التهذيب: ابن الأَعرابي تُكَّ إِذا قطع. وتَكَّ الإِنسان إِذا حَمُق،
قال: والتِّكَّكُ والفُكَّكُ الحَمْقى القُيَّق. والتِّكَّة: واحدة
التَّكَكِ، وهي تِكَّة السراويل، وجمعها تِكَكٌ؛ والتِّكةُ رباط السراويل؛ قال
ابن دريد: لا أَحسبها إِلا دخيلاً وإِن كانوا تكلموا بها قديماً، وقد
اسْتَتَكَّ بها.
والتُّكّ: طائر يقال له ابن تمرة؛ عن كراع.
كمل: الكَمَال: التَّمام، وقيل: التَّمام الذي تَجَزَّأَ منه أَجزاؤه،
وفيه ثلاث لغات: كَمَل الشيء يَكْمُل، وكَمِل وكَمُل كَمالاً وكُمولاً،
قال الجوهري: والكسر أَرْدَؤُها. وشيء كَمِيل: كامِل، جاؤوا به على كَمُل؛
وأَنشد سيبويه:
على أَنه بعدما قد مضى
ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَميلا
وتَكَمَّل: ككَمَل. وتَكامَل الشيء وأَكْمَلْته أَنا وأَكْمَلْت الشيء
أَي أَجْمَلْتُه وأَتممته، وأَكْمَلَه هو واستكْمَله وكَمَّله: أَتَمَّه
وجَمَلَه؛ قال الشاعر:
فقُرَى العِراق مَقِيلُ يومٍ واحدٍ،
والبَصْرَتان وواسِط تَكْمِيلُه
قال ابن سيده: قال أَبو عبيد أَراد كان ذلك كله يُسار في يوم واحد،
وأَراد بالبصرتين البصرة والكوفة. وأَعطاه المال كَمَلاً أَي كامِلاً؛ هكذا
يتكلم به في الجميع والوُحْدَان سواء، ولا يثنى ولا يجمع؛ قال: وليس بمصدر
ولا نعت إِنما هو كقولك أَعطيته كُلَّه، ويقال: لك نصفُه وبعضه وكَماله،
وقال الله تعالى: اليومَ أَكْمَلْت لكم دينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم
نِعْمتي (الآية)؛ ومعناه، والله أَعلم: الآن أَكْملتُ لكم الدِّين بأَنْ كفيتكم
خوف عدوِّكم وأَظْهَرْتَكم عليهم، كما تقول الآن كَمُل لنا المُلْك
وكَمُل لنا ما نريد بأَن كُفينا من كنَّا نخافه، وقيل: أَكمَلتُ لكم دِينكم
أَي أَكْملتُ لكم فوق ما تحتاجون إِليه في دِينِكم، وذلك جائر حسَن، فأَما
أَن يكون دين الله عز وجل في وقت من الأَوقات غير كامِل فلا؛ قال
الأَزهري: هذا كله كلام أَبي إِسحق وهو الزجاج، وهو حسَن، ويجوز للشاعر أَن
يجعل الكامل كَميلاً؛ وأَنشد:
ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَمِيلا
والتَّكْمِلاتُ في حِساب الوَصايا: معروف. ويقال: كَمَّلْت له عَدَدَ
حقِّه ووَفاء حقه تَكْميلاً وتَكمِلة، فهو مُكَمَّل. ويقال: هذا المكمِّل
عشرين والمكمِّل مائة والمُكَمِّل أَلفاً؛ قال النابغة:
فكَمَّلَت مائةً فيها حَمامَتُها،
وأَسرعتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ
ورجل كامِل وقوم كَمَلة: مثل حافِد وحَفَدة. ويقال: أَعطه هذا المال
كَمَلاً أَي كلَّه. والتَّكمِيل والإِكْمال: التمام. واستكْمله: استَتَمَّه؛
الجوهري: وقول حميد:
حتى إِذا ما حاجِبُ الشمس دَمَجْ،
تَذَكَّرَ البِيضَ بكُمْلول فَلَجْ
قال: مَنْ نَوَّن الكُمْلول قال هو مَفازة، وفَلَج: يريد لَجَّ في
السير، وإِنما ترك التشديد للقافية. وقال الخليل: الكُمْلول نبت، وهو
بالفارسية بَرْغَسْت؛ حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتِقاب، ومن أَضاف قال: فَلْج
نهر صغير.
والكامِل من شطور العَروض: معروف وأَصله متفاعلن ست مرات، سمي كاملاً
لأَنه استكمَل على أَصله في الدائرة. وقال أَبو إِسحق: سمي كامِلاً لأَنه
كَمُلَت أَجزاؤه وحركاته، وكان أَكْمَل من الوافِر، لأَن الوافِر
تَوَفَّرتْ حركاته ونقصت أَجزاؤه.
وقا ابن الأَعرابي: المِكْمَل الرجل الكامِل للخير أَو الشرّ.
والكامِلِيَّةُ من الرَّوافِض: شَرُّ جِيلٍ.
وكامِل: اسم فرس سابق لبني امرئ القيس، وقيل: كان لامرئ القيس. وكامِل
أَيضاً: فرس زيد الخيل؛ وإِياه عنى بقوله:
ما زلتُ أَرميهم بثُغْرة كامِل
وقال ابن بري: كامِل اسم فرس زيد الفوارس الضَّبِّي؛ وفيه يقول العائف
الضَّبِّيّ:
نِعْمَ الفوارس، يوم جيش مُحَرِّقٍ،
لَحِقوا وهم يُدْعَوْن يالَ ضِرارِ
زيدُ الفوارِس كَرَّ وابنا مُنْذِرٍ،
والخيلُ يَطْعُنُها بَنُو الأَحْرارِ
يَرْمي بِغُرَّةِ كامِلٍ وبنَحْره،
خَطَرَ النُّفوس وأَيّ حِين خِطارِ
وكامِل أَيضاً: فرس للرُّقَاد بن المُنْذِر الضَّبِّيّ. وكَمْلٌ وكامِلٌ
ومُكَمَّل وكُمَيْل وكُمَيْلة، كلها: أَسماء.
سرج: السَّرْجُ: رحل الدابة، معروف، والجمع سُروج. وأَسْرَجَها
إِسراجاً: وضع عليها السرج.
والسَّرّاجُ: بائع السُّروجِ وصانعها، وحرفته السَّرَاجَةُ.
والسِّراجُ: المصباح الزاهر الذي يُسْرَجُ بالليل، والجمع سُرُجٌ.
والمِسْرَجَةُ: التي فيها الفتيل. وقد أَسْرَجْتُ السِّرَاجَ إِسْراجاً.
والمَسْرَجَةُ، بالفتح: التي يجعل عليهيا المِسْرَجَةُ. والشمس سِراجُ
النهار، والمَسْرَجَةُ، بالفتح
(* وبالكسر أَيضاً كما ضبطناه تقلاً عن
المصباح.): التي توضع فيها الفتيلة والدهن.
وفي الحديث: عُمَرُ سِرَاجُ أَهل الجنة؛ قيل: أَراد أَن الأَربعين الذين
تَمُّوا بعُمَر كلهم من أَهل الجنة، وعمر فيما بينهم كالسراج، لأَنهم
اشتدوا بإِسلامه وظهروا للناس، وأَظهروا إِسلامهم بعد أَن كانوا مختفين
خائفين، كما أَنه بضوء السراج يهتدي الماشي؛ والسِّرَاجُ: الشمس. وفي
التنزيل: وجعلْنا سِراجاً وَهَّاجاً. وقوله عز وجل: وداعياً إِلى الله بإِذنه
وسِراجاً مُنِيراً؛ إِنما يريد مثل السراج الذي يستضاء به، أَو مثل الشمس
في النور والظهور. والهُدَى: سِرَاجُ المؤمن، على التشبيه. التهذيب: قوله
تعالى: وسراجاً منيراً؛ قال الزجاج: أَي وكتاباً بيِّناً؛ المعنى
أَرسلناك شاهداً، وذا سراج منير أَي وذا كتاب منير بَيِّنٍ، وإِن شئت كان
وسراجاً منصوباً على معنى داعياً إِلى الله وتالياً كتاباً بيِّناً؛ قال
الأَزهري: وإِن جعلت سراجاً نعتاً للنبي، صلى الله عليه وسلم، وكان حسناً،
ويكون معناه هادياً كأَنه سراج يهتدى به في الظُّلَمِ.
وأَسْرَجَ السِّرَاجَ: أَوْقَدَهُ.
وجَبينٌ سارِجٌ: واضح كالسِّراج، عن ثعلب؛ وأَنشد:
يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَواسِجِ،
لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعالِجِ،
هأْهاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ
وسَرَّجَ اللهُ وَجْهَهُ وبَهَّجَهُ أَي حَسَّنَه؛ قال:
وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا
قال: عَنى به الحُسْنَ والبَهْجَةَ ولم يعن أَن أَفْطَسُ مُسْرَجُ
الوَسَطِ؛ وقال غيره: شبَّه أَنفه وامتداده بالسيف السُّرَيْجِيِّ، وهو ضرب من
السيوف التي تُعرف بالسُّرَيْجِيّاتِ.
وسَرَّجَ الشيءَ: زَيَّنَه. وسَرَجَه الله وسَرَّجَه: وفَّقَه. وسَرَجَ
الكَذِبَ يَسْرُجُهُ سَرْجاً: عَمِلَهُ. ورجل سرَّاجٌ مَرّاجٌ: كذاب؛
وقيل: هو الكذاب الذي لا يَصْدُقُ أَثَرَهُ يكذبك من أَين جاء، ويفرد فيقال:
رجل سَرّاجٌ، وقد سَرِجَ. ويقال: بَكَّلَ أُمَّ فلانٍ فَسَرِجَ عليها
بأُسْرُوجَةٍ.
وسُرَيْجٌ: قَيْنٌ معروف، والسيوف السُّرَيْجِيَّةُ، منسوبة إِليه، وشبه
العجاج بها حسن الأَنف في الدقة والاستواء، فقال:
وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا
وسِراجٌ: اسم رجل، قال أَبو حنيفة: هو سِرَاجُ ابن قُرَّةَ الكِلابيُّ.
والسِّرْجِيجَةُ والسُّرْجُوجَةُ: الخُلُقُ والطبيعة والطريقة؛ يقال:
الكَرَمُ من سِرْجِيجَتِهِ وسُرْجُوجَتِه أَي خُلُقِه؛ حكاه اللحياني. أَبو
زيد: إِنه لكريم السُّرْجُوجَةِ والسِّرْجِيجة أَي كريم الطبيعة.
الأَصمعي: إِذا استوت أَخلاق القوم، قيل: هم على سُرْجُوجَةٍ واحدة، ومَرِنٍ
ومَرِسٍ.
رفق: الرِّفْق: ضد العنْف. رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقاً
ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ: لطَفَ. ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى. وكذلك
تَرفَّق به. ويقال: أَرْفقْته أَي نَفَعْته، وأَوْلاه رافِقةً أَي رِفْقاً،
وهو به رَفِيق لَطِيف، وهذا الأَمر بكَ رفيق ورافِقٌ، وفي نسخة: ورافِقٌ
عليك. الليث: الرِّفق لِين الجانب ولَطافةُ الفعل، وصاحبه رَفِيق وقد
رَفَقَ يَرفُقُ، وإِذا أَمرت قلت: رِفْقاً، ومعناه ارفُق رِفقاً. ابن
الأَعرابي: رَفقَ انْتَظر، ورَفُق إِذا كان رفيقاً بالعمل. قال شمر: ويقال
رَفَق به ورَفُقَ به وهو رافِقٌ به ورَفِيق به. أَبو زيد: رَفق الله بك ورفَق
عليك رِفْقاً ومَرْفِقاً وأَرفقَك الله إِرْفاقاً. وفي حديث المُزارعة:
نهانا عن أَمرٍ كان بنا رافقاً أَي ذا رِفْق؛ والرِّفْقُ: لين الجانب
خِلاف العنف. وفي الحديث: ما كان الرِّفْق في شيء إِلاَّ زانَه أَي اللّطفُ،
وفي الحديث: في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدّه خَلَّتهم أَي إِيصال الرِّفْق
إِليهم؛ والحديثِ الآخر: أَنت رَفِيق واللهُ الطَّبِيبِ أَي أَنت تَرفُق
بالمريض وتُلَطِّفُه والله الذي يُبْرئه ويُعافِيه. ويقال للمُتَطَبِّب:
مُترفِّق ورَفِيق، وكره أَن يقال طبيب في خبر ورد عن النبي، صلى الله
عليه وسلم.
والرِّفْقُ والمِرْفَقُ والمَرْفِقُ والمَرفَقُ: ما اسْتُعِينَ به، وقد
تَرَفَّقَ به وارْتفَق. وفي التنزيل: ويُهَيِّئُ لكم من أَمركم
مِرْفَقاً؛ مَن قرأَه مِرْفَقاً جعله مثل مقْطَع، ومن قرأَه مَرْفِقاً جعله اسماً
مثل مسجد، ويجوز مَرْفَقاً أَي رِفْقاً مثل مَطْلَع ولم يُقرأْ به؛
التهذيب: كسر الحسنُ والأَعمش الميم من مِرْفَق، ونصبَها أَهل المدينة وعاصم،
فكأَن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أَرادوا أَن يَفْرقُوا بين
المَرفِق من الأَمر وبين المِرْفَق من الإِنسان، قال: وأَكثر العرب على كسر
الميم من الأَمر ومن مِرفَق الإِنسان؛ قال: والعرب أَيضاً تفتح الميم من
مَرفِق الإِنسان، لغتان في هذا وفي هذا. وقال الأَخفش في قوله تعالى
ويهيِّئ لكم من أَمركم مِرْفَقاً: وهو ما ارتفَقْت به، ويقال مَرفِق؛ وقال
يونس: الذي اختاره المَرْفِقُ في الأَمر، والمِرْفَقُ في اليد، والمِرْفَقُ
المُغْتَسَلُ. ومَرافِقُ الدار: مَصابُّ الماء ونحوُها. التهذيب:
والمِرْفَقُ من مَرافِق الدار من المغتسل والكنيف ونحوه. وفي حديث أَبي أَيُّوب:
وجدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِل بها القِبْلةُ، يريد الكُنُفَ
والحُشُوشَ، واحدها مِرْفَق، بالكسر. الجوهري: والمِرْفَق والمَرْفِقُ مَوْصِلُ
الذراع في العَضُد، وكذلك المِرفَق والمَرفِقُ من الأَمر وهو ما ارتفقْت
وانْتفعْت به. ابن سيده: المِرفَق والمَرفِق من الإِنسان والدابة أَعلى
الذِّراع وأَسفلُ العَضُد. والمِرفَقةُ، بالكسر، والمِرْفَقُ: المُتَّكأُ
والمِخَدَّةُ. وقد تَرفَّق عليه وارْتَفَقَ: تَوَكَّأَ، وقد تَمَرْفَقَ
إِذا أَخذَ مِرْفَقةً. وبات فلان مُرتَفِقاً أَي مُتَّكِئاً على مِرفَق يده؛
وأَنشد ابن بري لأَعشى باهِلةَ:
فبِتُّ مُرْتَفِقاً، والعينُ ساهِرةٌ،
كأَنَّ نَوْمي عليَّ، اللَّيلَ، مَحْجُورُ
وقال عز وجل: نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَت مُرْتَفَقاً؛ قال الفراء: أُنِّثَ
الفعل على معنى الجنة، ولو ذُكِّرَ كان صواباً؛ ابن السكيت: مرتفَقاً
أَي مُتَّكأً. يقال: قد ارْتفَق إِذا اتَّكأَ على مِرْفَقةٍ. وقال الليث:
المِرفق مكسور من كل شيء من المُتَّكَأِ ومن اليد ومن الأَمر. وفي الحديث:
أَيُّكم ابنُ عبد المطلب؟ قالوا: هو الأَبيضُ المُرتفِق أَي المتكِئُ
على المِرفَقة، وهي كالوِسادة، وأَصله من المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ
مِرفقه واتَّكأَ عليه؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَنَ:
اشْرَبْ هَنيئاً عليكَ التاج مُرْتَفِقا
وقيل: المِرْفَقُ من الإِنسان والدابة، والمَرْفِقُ الأَمر الرَّفيقُ،
ففُرِقَ بينهما بذلك.
والرَّفَقُ: انْفِتالُ المِرْفَقِ عن الجنب، وقد رَفِقَ وهو أَرْفَقُ،
وناقة رَفْقاء؛ قال أَبو منصور: الذي حفظته بهذا المعنى ناقة دَفْقاء وجمل
أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عن جنبه، وقد تقدم ذكره. وبعير
مَرْفوقٌ: يشتكي مِرفَقه. وناقة رَفقاء: اشْتَدَّ إِحليل خِلْفها فحلَبت دماً،
ورَفِقةٌ: وَرِمَ ضَرْعُها، وهو نحو الرَّفْقاء؛ وقيل: الرَّفِقةُ التي
تُوضع التَّوْدِيةُ على إِحليلها فيَقْرَح؛ قال زيد بن كُثْوَةَ: إِذا
انْسَدَّت أَحالِيل الناقة قيل: بها رَفَقٌ، وناقة رَفِقة؛ قال: وهو حرف
غريب. الليث: المِرْفاقُ من الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار، فإِذا
حُلِبت خرج منها دم، وهي الرَّفِقةُ: وناقة رَفِقة أَيضاً: مُذْعِنة.
والرِّفاق: حبل يشد من الوَظِيف إِلى العضد، وقيل: هو حبل يشد في عنق
البعير إِلى رُسْغه؛ قال بشر بن أَبي خازم:
فإِنَّكَ والشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ،
كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي في الرِّفاقِ
والجمعُ رُفُقٌ. وذاتُ الضغن: ناقة تَنْزِعُ إِلى وَطَنِها، يعني أَنَّ
ذات الضغن ليست بمُستقيمة المشي لما في قلبها من النِّزاع إلى هَواها،
وكذلك أَنا لست بمستقيم لآل لأْم لأَن في قلبي عليهم أَشياء؛ ومثله قول
الآخر:
وأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِير،
كأَنَّ، على عَضُدَيْهِ، رِفاقا
ورَفَقها يرفُقها رَفْقاً: شدَّ عليها الرِّفاق، وذلك إِذا خِيف أَن
تنزِع إِلى وطَنِها فَشَدَّها. الأَصمعي: الرِّفاقُ أَن يُخْشَى على الناقة
أَن تَنزع إِلى وطنها فيُشدَّ عضُدُها شدّاً شديداً لتُخْبَل عن أَن
تُسْرِعَ، وذلك الحبل هو الرِّفاق؛ وقد يكون الرِّفاق أَيضاً أَن تَظلَع من
إِحدى يديها فيَخْشون أَن تُبْطِرَ
اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيَصيرَ الظَّلَعُ كَسْراً، فيُحزَّ
عضُد اليد الصحيحةِ لكي تَضْعُفَ فيكون سَدْوُهما واحداً. وجمل مِرْفاق
إِذا كان مِرْفَقُه يُصيب جنبه.
ورافَق الرجلَ: صاحَبَه. ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك، وقيل: هو الصاحب في
السفر خاصّة، الواحد والجمع في ذلك سواء مثل الصَّدِيق. قال الله تعالى:
وحَسُن أُولئكَ رَفِيقاً؛ وقد يجمع على رُفَقاء، وقيل: إِذا عَدا
الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِيقانِ، فإِن عَمِلا على بَعِيرَيْهما فهما
زَمِيلانِ. وتَرافَق القوم وارْتفَقُوا: صاروا رُفَقاء. والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ
والرِّفْقة واحد: الجماعة المُترافِقون في السفر؛ قال ابن سيده: وعندي
أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِيق، والرُّفْقة اسم للجمع، والجمع رِفَقٌ ورُفَقٌ
ورِفاقٌ. ابن بري: الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ؛ قال ذو
الرمة:قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ،
رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا
قالوا في تفسير الرِّفاق: جمع رُفْقة، ويجمع رُفَق أَيضاً، ومَن قال
رِفْقة قال رِفَقٌ ورِفاقٌ، وقيس تقول: رِفْقة، وتميم: رُفْقة. ورِفاقٌ
أَيضاً: جمع رَفِيق ككريم وكِرام. والرِّفاقُ أَيضاً: مصدر رافَقْتُه. الليث:
الرّفقة يُسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومَسير واحد، فإِذا
تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة؛ والرّفْقة: القوم يَنْهَضُونَ في سَفَر
يسيرون معاً وينزلون معاً ولا يَفْترِقون، وأَكثرُ ما يُسمَّوْن رفقة إِذا
نهضوا مُيّاراً، وهما رَفِيقانِ وهم رُفقاء. ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك
في السفر تَجْمَعُك وإِيّاه رفقة واحدة، والواحد رَفِيق والجمع أَيضاً
رَفِيق، تقول: رافَقْته وتَرافَقْنا في السفر. والرَّفِيق: المُرافِقُ،
والجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق. وقال
أَبو إِسحاق في معنى قوله: وحسُن أُولئك رفيقاً، قال: يعني النبيين،
صلوات الله عليهم أَجمعين، لأنه قال: ومَن يُطِع الله والرسول فأُولئك، يعني
المُطِيعين مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشُّهداء
والصالحين، وحسُن أُولئك رفيقاً، يعني الأَنبياء ومَن معهم، قال:
ورفيقاً منصوب على التمييز ينوب عن رُفقاء؛ وقال الفراء: لا يجوز أَن ينوب
الواحد عن الجمع إِلا أَن يكون من أَسماء الفاعلين، لا يجوز حسُن أُولئك
رجلاً، وأَجازه الزجاج وقال: هو مذهب سيبويه. وروي عن النبي، صلى الله عليه
وسلم، أَنه خُيِّرَ عند موته بين البَقاء في الدنيا والتوسِعة عليه فيها
وبين ما عند الله فقال: بل مع الرفيقِ الأَعلى، وذلك أَنه خُيِّر بين
البقاء في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، وكأَنه أَراد قوله عز
وجل: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً، ولما كان الرفيق مشتقّاً من فعل وجاز أَن
ينوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجميع. وقال شمر في حديث عائشة: فوجدت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، يَثْقُل في حِجْري، قالت: فذهبت أَنظر في وجهه
فإِذا بصرهُ قد شَخَص وهو يقول: بل الرفِيقَ الأَعْلى من الجنة، وقُبِضَ؛
قال أَبو عَدْنانَ: قوله في الدعاء اللهم أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى،
سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يقول: إِنه تبارك وتعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ،
فكأَن معناه أَلحقني بالرَّفيق أَي بالله، يقال: اللهُ رَفيق بعباده، من
الرِّفْق والرأْفة، فهو فَعِيل بمعنى فاعل؛ قال أَبو منصور: والعلماء
على أَن معناه أَلحقني بجماعة الأَنبياء الذين يسكنون أَعلى عِلِّيِّين،
وهو اسم جاء على فَعِيل، ومعناه الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يقع على
الواحد والجمع، والله عز وجل أَعلم بما أَراد؛ قال: ولا أَعرف الرفيق في صفات
الله تعالى. وروى الأَزهري من طريق آخر عن عائشة قالت: كان رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، إِذا ثَقُل إِنسان من أَهله مسَحَه بيده اليمنى ثم
يقول: أَذْهِبِ الباسَ
ربَّ الناسِ، واشْفِ أَنتَ الشافي، لا شِفاء إِلا شِفاؤُك، شِفاءٌ لا
يُغادِرُ سَقَماً؛ قالت عائشة: فلما ثقل أَخذت بيده اليمنى، فجعلت
أَمْسَحُه وأَقولهن، فانتزع يده مني وقال: اللهم اغفر لي واجعلني من الرَّفيق؛
وقوله من الرَّفيق يدل على أَن المراد بالرفيق جماعة الأَنبياء. والرفيقُ:
ضدُّ الأَخْرَق. ورَفِيقةُ الرجل: امرأَته؛ هذه عن اللحياني؛ قال: وقال
أَبو زياد في حديثه سأَلني رَفيقي؛ أَراد زوجتي، قال: ورَفيقُ المرأَة
زوجها؛ قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يُنشد بيت عبيد:
من بَين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ
وفسر المُنْصاحَ الفائضَ الجاري على وجه الأرض.
والمُرْتَفِقُ: المُمْتلِئ الواقف الثابت الدائم، كَرَبَ أَن يَمتلئ
أَو امْتلأَ، ورواه أَبو عبيدة وقال: المنصاح المُنْشَقُّ.
والرَّفَقُ: الماءُ القصير الرِّشاء. وماءٌ رَفَقٌ: قصير الرشاء.
ومَرْتَعٌ رَفِيق: لبس بكثير. ومَرْتَعٌ رَفَقٌ: سهل المَطْلَبِ. ويقال: طلبْتُ
حاجة فوجدتها رَفَق البُغْيةِ إِذا كانت سَهْلة. وفي ماله رَفَقٌ أَي
قِلَّةٌ، والمعروف عند أَبي عبيد رَقَقٌ، بقافين.
والرَّافِقةُ: موضع أَو بلد. وفي حديث طَهْفةَ في رواية: ما لم
تُضْمِرُوا الرِّفاق، وفُسِّرَ بالنِّفاق. ومَرْفَقٌ اسم رجل من بني بكر بن وائل
قتلته بنو فَقْعَسٍ؛ قال المَرّارُ الفَقعسِيُّ:
وغادَرَ مَرْفَقاً، والخَيْلُ تَرْدي
بسَيْلِ العِرْضِ، مُسْتَلَباً صَرِيعا