[في الانكليزية] Grandson ،great -grandson
[ في الفرنسية] Petit -fils et arriere petit -fils
نبيرة بالفارسي: ولد الولد، الأول والثاني والثالث. عند أهل الرّمل في لفظة: مــسدود.
ومرّ بيانها مع شريك الحفيد.
طمس: الطُّمُوس: الدروس والانْمِحاء. وطَمَس الطريقُ وطَسَمَ يَطْمِسُ
ويَطْمُسُ طُموساً: درَسَ وامَّحى أَثَرُه؛ قال العجاج:
وإِن طَمَسَ الطريقُ تَوَهَّمَتْه
بخَوْصاوَيْنِ في لَحِجٍ كَنِينِ
وطَمَسْتُه طَمْساً، يَتَعَدَّى ولا يتعدَّى. وانْطَمَس الشيءُ
وتَطَمَّسَ: امَّحَى ودَرَسَ.
قال شمر: طُموسُ البصر ذهاب نوره وضوئه، وكذلك طُمُوس الكواكب ذهاب
ضَوْئها؛ قال ذو الرمة:
فلا تَحْسِبي شَجِّي بك البيدَ كلما
تَلأْلأَ بالغَوْرِ النجومُ الطَّوامِسُ
وهي التي تخفى وتغيب. ويقال: طَمَسْتُه فطَمَس طُمُوساً إِذا ذهب بصره.
وطُمُوس القلب: فسادُه. أَبو زيد: طَمَس الرجلُ الكتابَ طُموساً إِذا
دَرَسه. وفي صفة الدَّجَّال: أَنه مَطْموسُ العين أَي مَمْسُوحها من غير
فحش. والطَّمْسُ: استئصال أَثر الشيء. وفي حديث وَفْدِ مَذْحِج: ويُمْسي
سَرابُها طامِساً أَي يذهب مرة ويجيء أُخرى. قال ابن الأَثير: قال الخطابي
كان الأَشبه أَن يكون سَرابُها طامياً ولكن كذا يروى. وطَمَس اللَّهُ عليه
يَطْمِسُ وطَمَسَه، وطُمِسَ النجمُ والقمر والبصر: ذهب ضوءُه. وقال
الزجاج: المَطْموس الأَعمى الذي لا يبين حَرْفُ جَفْنِ عينه فلا يرى شُفْرُ
عينيه. وفي التنزيل العزيز: ولو نشاء لطَمَسْنا على أَعينهم؛ يقول: لو
نشاء لأَعميناهم، ويكون الطموس بمنزلة المسخ للشيء، وكذلك قوله عز وجل: من
قبل أَن تَطْمِسَ وُجُوهاً، قال الزجاج: فيه ثلاثة أَقوال: قال بعضهم يجعل
وجوههم كأَقفيتهم،وقال بعضهم يجعل وجوههم منابت الشعر كأَقفيتهم، وقيل:
الوجوه ههنا تمثيل بأَمر الدين؛ المعنى من قبل أَن نضلهم مجازاة لما هم
عليه من العناد فنضلهم إِضلالاً لا يؤمنون معه أَبداً. قال وقوله تعالى:
ولو نشاء لطمسنا على أَعينهم؛ المعنى لو نشاء لأَعميناهم، وقال في قوله
تعالى: ربنا اطْمِسْ على أَموالهم، أَي غَيِّرْها، قيل: إِنه جعل سُكَّرَهم
حجارة. وتأْويل طَمْسِ الشيء: ذهابُه عن صورته. والطَّمْسُ: آخر الآيات
التسع التي أُوتيها موسى، عليه السلام، حين طُمِسَ على مال فرعون بدعوته
فصارت حجارة. جاء في التفسير: أَنه صير سُكَّرَهم حجارة. وأَرْبُعٌ
طِماسٌ: دارِسَة.والطَّامِسُ: البعيدُ. وطَمَسَ الرجلُ يَطْمُس طُمُوساً:
بَعُدَ. وخَرْقٌ طامِسٌ: بعيد لا مَسْلك فيه؛ وأَنشد شمر لابن مَيَّادة:
ومَوْماةٍ يَحارُ الطِّرْفُ فيها،
صَمُوتِ الليلِ طامِسَةِ الجِبالِ
قال: طامسة بعيدة لا تتبين من بُعد، وتكون الطَّامِسة التي غطاها
السَّراب فلا ترى. وطَمَسَ بعينه: نظر نظراً بعيداً.
والطَّامِسِيَّة: موضع؛ قال الطِّرِمَّاح بن الجَهْم:
انْظُرْ بعينِك هل تَرَى أَظْعانَهُم؟
فالطَّامِسِيَّةُ دُونَهُنَّ فَثَرْمَدُ
الأَزهري: قال أَبو تراب سمعت أَعرابيّاً يقول طَمَسَ في الأَرض وطَهَسَ
إِذا دخَل فيها إِما راسخاً وإِما واغلاً، وقال شجاع بالهاء؛ ويقال: ما
أَدري أَين طَمَسَ وأَين طَوَّسَ أَي أَين ذهب. الفراء في كتاب المصادر:
الطَّماسَةُ كالحَزْرِ، وهو مصدر. يقال: كم يكفي داري هذه من آجُرَّةٍ؟
قال: اطْمِسْ أَي احْزُِرْ.
أون: الأَوْنُ: الدَّعَةُ والسكينةُ والرِّفْقُ. أُنْتُ بالشيء أَوْناً
وأُنْتُ عليه، كلاهما: رَفَقْت. وأُنْتُ في السير أَوْناً إذا اتّدَعْت
ولم تَعْجَل. وأُنْتُ أَوْناً: تَرَفّهْت وتوَدَّعْت: وبيني وبين مكة عشرُ
ليالٍ آيناتٌ أَي وادعاتٌ، الياءُ قبل النون. ابن الأَعرابي: آنَ
يَؤُونُ أَوْناً إذا اسْتَراحَ؛ وأَنشد:
غَيَّر، يا بنتَ الحُلَيْسِ، لَوْني
مَرُّ اللَّيالي، واخْتِلافُ الجَوْنِ،
وسَفَرٌ كانَ قليلَ الأَوْنِ
أَبو زيد: أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً، وهي الرَّفاهية والدَّعَةُ، وهو آئنٌ
مثال فاعِلٍ أَي وادعٌ رافِهٌ. ويقال: أُنْ على نفسك أَي ارْفُقْ بها في
السير واتَّدِعْ، وتقول له أَيضاً إذا طاشَ: أُنْ على نفسِك أَي
اتَّدِعْ. ويقال: أَوِّنْ على قَدْرِك أَي اتَّئِدْ على نحوِك، وقد أَوَّنَ
تأْويناً. والأَوْنُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ، مبدل من الهَوْنِ. ابن السكيت:
أَوِّنُوا في سَيْرِكم أَي اقْتَصِدوا، من الأَوْنِ وهو الرِّفْقُ. وقد
أَوَّنْتُ أَي اقْتَصَدْتُ. ويقال: رِبْعٌ آئنٌ خيرٌ من عَبٍّ حَصْحاصٍ.
وتأَوَّنَ في الأَمر: تَلَبَّث. والأَوْنُ: الإعياءُ والتَّعَبُ كالأَيْنِ.
والأَوْنُ: الجمَل. والأَوْنانِ: الخاصِرتان والعِدْلان يُعْكَمانِ
وجانِبا الخُرج. وقال ابن الأَعرابي: الأَوْنُ العِدْل والخُرْجُ يُجْعل فيه
الزادُ؛ وأَنشد:
ولا أَتَحَرَّى وُدَّ مَنْ لا يَوَدُّني،
ولا أَقْتَفي بالأَوْنِ دُونَ رَفِيقي.
وفسره ثعلب بأَنه الرِّفْقُ والدَّعَةُ هنا. الجوهري: الأَوْنُ أَحدُ
جانِبَي الخُرج. وهذا خُرْجٌ ذو أَوْنَين: وهما كالعِدْلَيْنِ؛ قال ابن
بري: وقال ذو الرمة وهو من أَبيات المعاني:
وخَيْفاء أَلْقَى الليثُ فيها ذِراعَه، فَسَرَّتْ وساءتْ كلَّ ماشٍ
ومُصْرِمِ
تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها،
كأَنْ بطنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَينِ مُتْئِمِ.
خَيْفاء: يعني أَرضاً مختلفة أَلوان النباتِ قد مُطِرت بِنَوْءِ
الأَسدِ، فسَرَّت مَنْ له ماشِيةٌ وساءَت مَنْ كان مُصْرِماً لا إبِلَ له،
والدَّرْماءُ: الأَرْنَب، يقول: سَمِنَت حتى سَحَبَت قُصْبَها كأَنّ بَطْنَها
بطنُ حُبْلى مُتْئِمٍ. ويقال: آنَ يَؤُونُ إذا استراح. وخُرْجٌ ذو
أَوْنَينِ إذا احْتَشى جَنْباه بالمَتاعِ. والأَوانُ: العِدْلُ. والأَوانانِ:
العِدْلانِ كالأَوْنَينِ؛ قال الراعي:
تَبِيتُ، ورِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها،
عَصاها اسْتُها حتى يكلَّ قَعودُها
قال ابن بري: وقد قيل الأَوانُ عَمُودٌ من أََعْمِدة الخِباء. قال
الراعي: وأَنشد البيت، قال الأَصمعي: أقامَ اسْتَها مُقامَ العَصا، تدفعُ
البعيرَ باسْتِها ليس معها عصاً، فهي تُحرِّك اسْتَها على البعيرِ، فقولُه
عصاها اسْتُها أَي تُحرِّك حِمارَها باسْتِها، وقيل: الأَوانانِ
اللِّجامانِ، وقيل: إناءَانِ مَمْلُوءَانِ على الرَّحْل. وأَوَّنَ الرجلُ
وتَأَوَّنَ: أَكَلَ وَشَرِبَ حتى صارت خاصِرتاه كالأَوْنَيْنِ. ابن الأَعرابي:
شرِبَ حتى أَوَّنَ وحتى عَدَّنَ وحتى كأَنَّه طِرافٌ. وأَوَّنَ الحِمارُ إذا
أَكلَ وشربَ وامْتَلأَ بطنُه وامتدَّت خاصِرتاه فصار مثل الأَوْن.
وأَوَّنَت الأَتانُ: أَقْرَبَت؛ قال رؤبة:
وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ
سِرّاً، وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ.
التهذيب: وصفَ أُتُناً وردت الماء فشَرِبت حتى امتلأَت خَواصِرُها، فصار
الماءُ مثلَ الأَوْنَيْنِ إذا عُدلا على الدابة. والتَّأَوُّنُ:
امْتِلاءُ البَطْنِ، ويُريدُ جمعَ العَقوقِ، وهي الحاملُ مثل رسول ورُسُل.
والأَوْنُ: التَّكَلُّفُ للنَّفَقة. والمَؤُونة عند أَبي عليّ مَفْعُلةٌ، وقد
ذكرنا أَنها فَعُولة من مأَنْت. والأَوانُ والإوانُ: الحِينُ، ولم يُعلَّ
الإوانُ لأَنه ليس بمصدر. الليث: الأَوانُ الحينُ والزمانُ، تقول: جاء
أَوانُ البَردِ؛ قال العجاج:
هذا أَوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ
الكسائي قال: أَبو جامع هذا إوانُ ذلك، والكلامُ الفتحُ أَوانٌ. وقال
أَبو عمرو: أَتَيتُه آئِنةً بعد آئنةٍ
(* قوله «آئنة بعد آئنة» هكذا بالهمز
في التكملة، وفي القاموس بالياء). بمعنى آوِنة؛ وأَما قول أَبي زيد:
طَلَبُوا صُلْحَنا، ولاتَ أَوانٍ،
فأَجَبْنا: أَن ليس حينَ بقاء.
فإن أَبا العباس ذهب إلى أَن كسرة أَوان ليس إعراباً ولا عَلَماً للجرّ،
ولا أَن التنوين الذي بعدها هو التابع لحركات الإعراب، وإنما تقديره
أَنّ أَوانٍ بمنزلة إذ في أَنَّ حُكْمَه أَن يُضاف إلى الجملة نحو قولك جئت
أَوانَ قام زيد، وأَوانَ الحَجّاجُ أَميرٌ أَي إذ ذاكَ كذلك، فلما حذف
المضافَ إليه أَوانَ عَوّض من المضاف إليه تنويناً، والنون عنده كانت في
التقدير ساكنة كسكون ذال إذْ، فلما لَقِيها التنوينُ ساكناً
كُسِرت النون لالتقاء الساكنين كما كُسِرت الذالُ من إِذْ لالتقاء
الساكنين، وجمع الأَوان آوِنةٌ مثل زمان وأَزْمِنة، وأَما سيبويه فقال: أَوان
وأَوانات، جمعوه بالتاء حين لم يُكسَّر هذا على شُهْرةٍ آوِنةً، وقد آنَ
يَئينُ؛ قال سيبويه: هو فَعَلَ يَفْعِل، يَحْمِله على الأَوان؛ والأَوْنُ
الأَوان يقال: قد آنَ أَوْنُك أَي أَوانك. قال يعقوب: يقال فلانٌ يصنعُ
ذلك الأَمر آوِنةً إذا كان يَصْنعه مراراً
ويدَعه مراراً؛ قال أَبو زُبيد:
حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ، آوِنةً،
أُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ ما أَسَعُ
وفي الحديث: مَرَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، برجُل يَحْتَلِب شاةً
آوِنةً فقال دعْ داعِيَ اللبن؛ يعني أَنه يحْتَلِبها مرة بعد أُخرى، وداعي
اللبن هو ما يتركه الحالبُ منه في الضرع ولا يَسْتَقْصيه ليجتمع اللبنُ
في الضَّرع إليه، وقيل: إنّ آوِنة جمع أَوانٍ وهو الحين والزمان؛ ومنه
الحديث: هذا أَوانُ قطَعَتُ أَبْهَري. والأَوانُ: السَّلاحِفُ؛ عن كراع،
قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ قال الراجز:
وبَيَّتُوا الأَوانَ في الطِّيّاتِ
الطِّيّات: المنازِلُ. والإوانُ والإيوانُ: الصُّفَّةُ العظيمة، وفي
المحكم: شِبْهُ أَزَجٍ غير مــسْدود الوجه، وهو أَعجمي، ومنه إيوانُ كِسْرى؛
قال الشاعر:
إيوان كِسْرى ذي القِرى والرَّيحان.
وجماعة الإوان أُوُنٌ مثل خِوان وخُوُن، وجماعة الإيوان أَواوِينُ
وإيواناتٌ مثل دِيوان ودَواوين، لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل من إحدى الواوَين
ياء؛ وأَنشد:
شَطَّتْ نَوى مَنْ أَهْلُه بالإيوان.
وجماعةُ إيوانِ اللِّجامِ إيواناتٌ. والإوانُ: من أَعْمِدة الخباء؛ قال:
كلُّ شيءٍ عَمَدْتَ به شيئاً فهو إوان له؛ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً:
تبيتُ ورِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها.
أَي رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تعتمد عليهما. والإوانةُ: ركيَّةٌ معروفة؛
عن الهجريّ، قال: هي بالعُرْف قرب وَشْحى والوَرْكاء والدَّخول؛ وأَنشد:
فإنَّ على الإوانةِ، من عُقَيْلٍ،
فتىً، كِلْتا اليَدَين له يَمينُ.
سردق: السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه:
جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر. وفي التنزيل: أحاطَ بهم
سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار عليهم سُرادِقٌ من
العذاب. والسُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو
الحائط المشتمل على الشيء. ابن الأثير: وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق
في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء. وقال
بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل
النار. وبيت مُسَرْدَق: وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد
سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان:
هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه
صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ
الجوهري: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار. وكل
بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة:
يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ،
أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ،
سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ
وقيل: الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه:
يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت
الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل. والسُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبيد
يصف حُمُراً:
رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ،
يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال
وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً،
وأنشد البيت.
عسف: العَسْفُ: السَّير بغير هداية والأخْذُ على غير الطريق، وكذلك
التَّعَسُّفُ والاعْتِسافُ، والعَسْف: رُكوب المَفازَةِ وقطْعُها بغير قَصْد
ولا هِداية ولا تَوَخِّي صَوْب ولا طَريق مَسْلوك. يقال: اعْتسف الطريقَ
اعتِسافاً إذا قَطَعَه دون صوْب تَوَخّاه فأَصابه. والتعسِيفُ: السَّيْرُ
على غير عَلَم ولا أَثرٍ. وعَسَفَ المَفازةَ: قَطَعَها كذلك ؛ ومنه قيل:
رجل عَسوفٌ إذا لم يَقْصِد الحقِّ؛ وقول كثيِّر:
عَسُوق بأَجْواز الفَلا حِمْيَريّة
العَسُوف: التي تمرّ على غير هداية فتركب رأْسها في السير ولا يَثْنيها
شيء. والعَسْفُ: ركوب الأَمر بلا تدبير ولا رَويّة، عسَفَه يَعْسِفُه
عَسْفاً وتَعَسَّفَه واعْتَسَفه؛ قال ذو الرمة:
قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُه
في ظِلِّ أَغْضَفَ، يَدْعُو هامَه البُومُ
ويروى: في ظل أَخْضَر، وأَنشد ابن الأَعرابي:
وعَسَفَتْ مَعاطِناً لم تَدْثُر
مدح إبلاً فقال: إذا ثبتت ثَفناتُها في الأَرض بَقِيَت آثارُها فيها
ظاهرة لم تدْثُر، قال: وقيل ترد الظِّمء الثاني، وأَثَرُ ثفناتها الأَوَّل
في الأَرض ومَعاطِنُها لم تدْثُر؛ وقال ذو الرمة:
ورَدْتُ اعْتِسافاً، والثُّرَيّا كأَنها،
على هامةِ الرأْس، ابن ماءٍ مُحَلِّقُ
وقال أَيضاً:
يَعْتَسِفانِ الليلَ ذا الحُيودِ
أَمّاً بكلِّ كوْكَبٍ حَريدِ
(* قوله «الحيود» كذا في الأصل هنا، وتقدم للمؤلف في مادة حرد: الــسدود.)
وعسَف فلان فلاناً عَسْفاً: ظلَمه. وعسَف السلطانُ يَعْسِفُ واعْتَسَف
وتعَسَّفَ: ظلَم، وهو من ذلك. وفي الحديث: لا تبلُغ شفاعتي إماماً
عَسُوفاً أَي جائراً ظلُوماً. والعَسْف في الأَصل: أَن يأْخذ المسافر على غير
طريق ولا جادّة ولا عَلَم فنقل إلى الظُّلم والجَوْر. وتعسَّف فلام فلاناً
إذا ركبه بالظلم ولم يُنْصِفه. ورجل عَسُوف إذا كان ظلوماً. والعَسِيفُ:
الأَجيرُ المُسْتهانُ به. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: أَن رجلاً
جاء إلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إنَّ ابْني كان عَسِيفاً على
رجل كان معه وإنه زنى بامرأَته، أَي كان أَجيراً. والعُسَفاء:
الأُجَراء، وقيل: العَسِيفُ الممْلوك المُسْتهان به؛ قال نبيه بن
الحجّاج:أَطَعْتُ النفْسَ في الشَّهَواتِ حتى
أَعادَتْني عَسِيفاً، عَبدَ عَبْدِ
ويروى: أَطعت العِرْس، وهو فَعِيل بمعنى مفعول كأَسير أَو بمعنى فاعل
كعليم من العَسْف الجَوْر والكفاية. يقال: هو يَعْسِفُهم أَي يَكْفِيهم.
وكم أَعْسِفُ عليك أَي كم أَعْمَل لك، وقيل: كل خادم عَسِيف. وفي الحديث:
لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً. والأَسِيفُ: العَبْدُ، وقيل: الشيخ
الفاني، وقيل: هو الذي تشتريه بمالِه، والجمع عُسَفاء على القياس، وعِسَفةٌ
على غير القياس. وفي الحديث: أَنه بَعث سَرِيّة فنَهى عن قتل العُسَفاء
والوُصَفاء، ويروى الأُسَفاء. واعْتَسَفَه: اتّخَذه عَسِيفاً. وعسَف
البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفاً وعُسوفاً: أَشرف على الموت من الغُدّة، فهو عاسِف،
وقيل: العَسْف أَن يَتَنَفّس حتى تَقْمُصَ حَنْجَرتُه أَي تَنْتفخ؛ وأَما
قول أَبي وجْزة السعْديّ:
واسْتَيْقَنَت أَنّ الصَّلِيفَ مُنْعَسِفْ
فهو من عَسْفِ الحَنْجرة إذا قَمَصَت للموت. وأَعْسَف الرجلُ إذا أَخذ
بعيرَه العَسْفُ، وهو نفَسُ الموت؛ وناقة عاسِفٌ، بغير هاء: أَصابها ذلك.
والعُساف للإبل: كالنِّزاع للإنسان. قال الأَصمعي: قلت لرجل من أهل
البادية: ما العُساف؟ قال: حين تَقمُص حَنجرتُه أَي ترجف من النفَس؛ قال عامر
بن الطفيل في قُرْزُل يوم الرَّقَم:
ونِعْم أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه
بتَضْرُعَ، يَمْري باليدينِ ويَعْسِف
وأَعسَف الرجلُ إذا أَخذ غلامَه بعمَل شديد، وأَعْسفَ إذا سار بالليل
خَبطَ عَشْواء. والعَسْفُ: القَدَحُ الضخْم. والعُسوفُ: الأقْداح
الكِبار.وعُسْفانُ: موضع وقد ذكر في الحديث؛ قال ابن الأَثير: هي قَرْية جامعة
بين مكة والمدينة، وقيل: هي مَنْهلة من مَناهِل الطريق بين الجُحفة ومكة؛
قال الشاعر:
يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا واسْـ
ـتَخْبِرا رَسْماً بعُسفانْ
والعَسّاف: اسم رجل.
عظم: مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ، ويُسبِّح العبدُ
رَبَّه فيقول: سبحان رَبِّي العظيم؛ العَظِيمُ: الذي جاوَزَ قدْرُهُ
وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ.
والعِظَمُ في صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق، والله
تعالى جلَّ عن ذلك. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: أمَّا الرُّكوعُ
فعظِّمُوا فيه الربَّ أي اجْعلُوه في أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ، وعَظمةُ اللهِ
سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجبُ على العبادِ أن
يَعْلَمُوا أنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا
تَحْديدٍ. قال الليث: العَظمةُ التَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ؛ قال
الأزهري: ولا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصَفَها به الليثُ، وإذا وُصِفَ العبدُ
بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأن العظمة في الحقيقة لله عز وجل، وأما عَظَمَةُ
العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره. وفي الحديث: مَنْ تَعَظَّمَ في نفسه
لَقِيَ الله، تَبارَك وتعالى، غَضْبانَ؛ التَّعَطُّمُ في النفس: هو الكبرُ
والزَّهْوُ والنّخْوةُ. والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ: الكبرُ. وعَظَمَةُ
اللسان: ما عَظُمَ منه وغَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ، وعَكَدَتُه أصْلُه.
والعِظَمُ: خلافُ الصِّغَر. عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً وعَظامةً: كَبُرَ، وهو عظيمٌ
وعُظامٌ. وعَظَّمَ الأمرَ: كَبَّره. وأَعْظَمَه واسْتَعْظَمَه: رآه
عَظيماً. وتَعاظَمَه: عَظُمَ عليه. وأَمرٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ: لا يَعْظُم
بالإضافة إليه، وسَيْلٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ كذلك. وأَصابنا مطرٌ لا
يَتعاظَمُه شيءٌ أي لا يَعْظُمُ عِنده شيء. وفي الحديث: قال الله تعالى: لا
يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ؛ أي لا يَعْظُمُ عليَّ وعِندِي.
وأَعْظَمَني ما قُلْتَ لي أي هالَني وعَظُمَ عليَّ. ويقال: ما يُعْظِمُني أن
أفْعلَ ذلك أي ما يَهُولُني. وأَعْظَمَ الأمرُ فهو مُعْظِمٌ: صارَ عَظِيماً.
ورَماه بمُعْظَمٍ أي بعظيم. واسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إذا أَنْكرتْه. ويقال:
لا يتَعاظَمُني ما أتيتُ إليك من عَظِيم النَّيْل والعَطِيَّةِ، وسمعتُ
خبراً فأَعْظَمْتُه. وَوَصَفَ الله عذابَ النَّارِ فقال: عَذاب عَظِيم؛
وكذلك العَذاب في الدُّنْيا. ووَصَف كَيْدَ النِّساء فقال: إنَّ كيدَكُنَّ
عَظيمٌ. ورجلٌ عَظِيمٌ في المَجْدِ والرَّأْي على المَثلِ، وقد تَعظَّمَ
واسْتَعظَمَ. ولِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أي حُرْمةٌ يُعظَّمُ لهَا،
وله مَعاظِمُ مِثْلُه؛ وقال مُرقِّش:
والخالُ له مَعاظِمٌ وحُرَمْ
(* تمام البيت كما في التكملة:
فنحن أخوالك عمرك ولنــــــخال له معاظم وحرم).
وإنَّه لَعَظِيمُ المَعاظِم أي عظيمُ الحُرْمة. ويقال: تَعاظَمَني
الأَمرُ وتَعاظَمْتُه إذا اسْتَعْظَمْتَه، وهذا كما يقال: تَهَيَّبَني الشيءُ
وتهَيَّبْتُه. واسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ وتكبَّرَ، والاسم العُظْمُ.
وعُظْمُ الشيء: وَسَطُه. وقال اللحياني: عُظْمُ الأمرِ وعَظْمُه مُعْظَمُه.
وجاء في عُظْمِ النَّاسِ وعَظْمِهم أي في مُعْظَمِهم. وفي حديث ابن سيرين:
جَلَسْتُ إلى مَجْلِسٍ فيه عُظْمٌ من الأنْصارِ أي جماعةٌ كبيرةٌ منهم.
واسْتَعظَم الشيءَ: أخذ مُعظَمَه.
وعَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُها. وقال اللحياني: العظَمةُ من
الساعد ما يَلي المِرْفقَ الذي فيه العَضَلةُ، قال: والساعد نِصفْان: فنِصْفٌ
عَظَمةٌ، ونِصفٌ أَسَلةٌ، فالعَظَمةُ ما يَلي المِرْفقَ من مُسْتَغْلَظ
الذِّراعِ وفيه العَضَلةُ، والأَسَلةُ ما يَلي الكفَّ.
والعُظمةُ والعِظامةُ والعُظَّامةُ، بالتشديد، والإعْظامةُ والعظيمةُ:
ثَوْبٌ تُعظِّمُ به المرأَةُ عجيزتَها؛ وقال الفراء: العُظْمةُ شيءٌ
تُعَظِّمُ بعه المرأة رِدْفَها من مِرْفَقةٍ وغيرِها، وهذا في كلامِ بني
أَسَدٍ، وغيرُهم يقول: العِظامَةُ، بكسر العين؛ وقوله:
وإنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذي عَظِيمةٍ،
وإلاَّ فإنِّي لا إخالُكَ ناجِيا
أَراد من أَمرٍ ذي داهيةٍ عَظِيمةٍ.
والعَظْمُ: الذي عليه اللحمُ من قَصَبِ الحيوانِ، والجمع أَعْظُمٌ
وعِظامٌ وعِظامةٌ، الهاء لتأْنيث الجمع كالفِحالةِ؛ قال:
وَيْلٌ لِبُعْرانِ أبي نَعامهْ
منْكَ، ومنْ شَفْرَتِك الهُدامهْ
إذا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ،
ثم نَثرْتَ الفَرْثَ والعِظامهْ
وقيل: العِظامةُ واحدةُ العِظام، ومنه الفِحالةُ والذِّكارةُ
والحِجارةُ، والنِّقادةُ جمعُ النَّقَد، والجِمالةُ جمعُ الجمل؛ قال الله عز وجل:
جِمالاتٌ صُفْرٌ؛ هي جمعُ جِمالةٍ وجِمالٍ. وعَظَّمَ الشاةَ: قَطَّعها
عَظْماً عَظْماً. وعَظَمَه عظْماً: ضَرَبَ عِظامَه. وعَظمَ الكلْبَ عَظْماً
وأَعْظَمه إيَّاه: أطْعمَه. وفي التنزيل: فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً
فَكَسَونا العِظامَ لحماً؛ ويُقرَأُ: فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً؛ قال
الأزهري: التوحيد والجمعُ هنا جائزانِ لأنه يُعْلَم أن الإنسانَ ذو عِظامٍ،
فإذا وُحِّدَ فلأنه يَدُلُّ على الجمع ولأن معه اللحمَ، ولَفظُه لَفظُ
الواحد، وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليلٌ على الجمع ما هو
أَشدُّ من هذا؛ قال الراجز:
في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجينا
يريد في حُلوقكم عِظامٌ. وقال عز وجل: قال مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي
رَمِيمٌ؛ قال العِظام وهي جمعٌ ثم قال رميمٌ فَوحَّدَ، وفيه قولان: أَحدُهما
أن العِظامَ وإن كانت جمعاً فبناؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدارٍ
وكِتاب وجِراب وما أشبهها فوَحَّدَ النَّعْت للفظ؛ قال الشاعر:
يا عَمْروُ جِيرانُكمُ باكِرُ،
فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ
والجِيرانُ جمعٌ والباكِرُ نعتٌ للواحد، وجاز ذلك لأَن الجيرانَ لم
يُبْنَ بناءَ الجمع وهو على بناءِ عِرْفانٍ وسِرْحانٍ وما أَشْبهه، والقول
الثاني أن الرَّمِيمَ فعيلٌ بمعنى مَرْمومٍ، وذلك أن الإبلَ تَرُمُّ
العِظامَ أي تَقْضَمُها وتأْكُلها، فهي رَمَّةٌ ومَرْمومةٌ ورَمِيمٌ، ويجوز أن
يكون رَمِيمٌ من رَمَّ العَظْمُ إذا بَلِيَ يَرِمُّ. فهو رَامٌّ ورَمِيمٌ
أي بالٍ.
وعَظْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبةٌ لهم يَطْرَحُون بالليل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن
أصابَه فقد غلبَ أصحابَه فيقولون:
عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ،
لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ
وفي حديث: بَيْنا هو يَلْعَبُ مع الصِّبْيانِ وهو صَغيرٌ بِعَظْمِ
وَضَّاحٍ مَرَّ عليه يَهُودِيٌّ فقال له لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هذه
القَرْيةِ؛ هي اللُّعْبةُ المذكورةُ وكانوا إذا أَصابَه واحدٌ منهم غلَبَ
أَصْحابَه، وكانوا إذا غَلَبَ واحدٌ من الفَرِيقين ركِبَ أصْحابُه الفريقَ
الآخَرَ من المَوْضِعِ الذي يَجِدُونه فيه إلى المَوْضِعِ الذي رَمَوْا به
منه.وعَظْمُ الفَدّانِ: لَوْحُه العَريضُ الذي في رأْسِه الحديدةُ التي
تُشَقُّ بها الأرضُ، والضاد لغة. والعَظْم: خَشَبُ الرَّحْلِ بلا أَنْساعٍ
ولا أَداةٍ، وهو عَظْمُ الرَّحْلِ. وقولهم في التعجب: عَظُمَ البَطْنُ
بَطْنُك وعَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك، بتخفيف الظاء، وعُظْمَ البطنُ بطنُك،
بسكون الظاء ويَنْقُلون ضَمَّتها إلى العَيْن، بمعنى عَظُمَ، وإنما يكون
النَّقْلُ فيما يكون مَدْحاً أو ذَمّاً، وكلُّ ما حَسُنَ أن يكون على مذهب
نِعْمَ وبِئْسَ صحَّ تخفيفُه ونَقْلُ حركة وَسَطِه إلى أوّله، وما لم
يَحْسُنْ لم يُنْقَل وإن جاز تخفيفه، تقول حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك وحَسْنَ
الوَجْهُ وَجْهُك وحُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ، ولا يجوز أن تقول قد حُسْنَ
وجْهُك لأنه لا يصلح فيه نِعْمَ، ويجوز أن تُخَفِّفَه فتقولَ قد حَسْنَ
وَجْهُك، فقِس عليه. وأَعْظَمَ الأمْرَ وعَظَّمَه: فَخَّمه. والتَّعْظيمُ:
التَّبْجيلُ.
والعَظيمةُ والمُعْظَمةُ: النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إذا
أَعْضَلَتْ. والعَظَمَةُ: الكِبْرياءُ.
وذو عُظْمٍ: عُرْضٌ من أَعْراضِ خَيْبَر فيه عيونٌ جارية ونخيلٌ عامرة.
وعَظَماتُ القَوْمِ: سادتُهم وذو شَرَفِهم. وعُظْمُ الشيء ومُعْظَمُه:
جُلُّه وأكْثَرهُ. وعُظْمُ الشيء: أكْبَرُه. وفي الحديث: أنه كان يُحَدِّثُ
لَيْلةً عن بَني إسرائيلَ لا يَقُومُ فيها إلا إلى عُظْمِ صلاةٍ؛ كأَنه
أراد لا يقومُ إلا إلى الفَريضةِ؛ ومنه الحديث: فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذلك
إلى ابنِ الدُّخْشُمِ أي مُعْظَمَه. وفي حديث رُقَيْقَةَ: انْظُرُوا
رَجُلاً طُوالاً عُظاماً أي عَظِيماً بالغاً، والفُعالُ من أَبنية المبالغة،
وأَبلغ منه فُعَّال بالتشديد.
سرح: السَّرْحُ: المالُ السائم. الليث: السَّرْحُ المالُ يُسامُ في
المرعى من الأَنعام.
سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُرُوحاً: سامتْ. وسَرَحها هو:
أَسامَها، يَتَعَدَّى ولا يتعدى؛ قال أَبو ذؤَيب:
وكانَ مِثْلَيْنِ: أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً،
حيثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهم، وتَسْرِيحُ
تقول: أَرَحْتُ الماشيةَ وأَنْفَشْتُها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها
وسَرَحْتُها سَرْحاً، هذه وحدها بلا أَلف. وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى:
حين تُرِيحُونَ وحين تَسْرَحُونَ؛ قال: يقال سَرَحْتُ الماشيةَ أَي
أَخرجتها بالغَداةِ إلى المرعى. وسَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَى بالغَداةِ
إِلى الضحى.
والسَّرْحُ: المالُ السارحُ، ولا يسمى من المال سَرْحاً إِلاَّ ما
يُغْدَى به ويُراحُ؛ وقيل: السَّرْحُ من المال ما سَرَحَ عليك.
يقال: سَرَحَتْ بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ، ويقال: سَرَحْتُ أَنا
أَسْرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ؛ وأَنشد لجرير:
وإِذا غَدَوْتُ فَصَبَّحَتْك تحِيَّةٌ،
سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ
قال: والسَّرْحُ المال الراعي. وقول أَبي المُجِيبِ ووصف أَرضاً
جَدْبَةً: وقُضِمَ شَجرُها والتَقى سَرْحاها؛ يقول: انقطع مَرْعاها حتى التقيا
في مكان واحد، والجمع من كل ذلك سُرُوحٌ.
والمَسْرَحُ، بفتح الميم: مَرْعَى السَّرْح، وجمعه المَسارِحُ؛ ومنه
قوله:
إِذا عاد المَسارِحُ كالسِّباحِ
وفي حديث أُم زرع: له إِبلٌ قليلاتُ المسارِحِ؛ هو جمع مَسْرَح، وهو
الموضع الذي تَسْرَحُ إِليه الماشيةُ بالغَداة للرَّعْيِ؛ قيل: تصفه بكثرة
الإِطْعامِ وسَقْيِ الأَلبان أَي أَن إِبله على كثرتها لا تغيب عن الحيِّ
ولا تَسْرَحُ في المراعي البعيدة، ولكنها باركة بفِنائه ليُقَرِّب
للضِّيفان من لبنها ولحمها، خوفاً من أَن ينزل به ضيفٌ، وهي بعيدة عازبة؛ وقيل:
معناه أَن إَبله كثيرة في حال بروكها، فإِذا سَرَحت كانت قليلة لكثرة ما
نُحِرَ منها في مَباركها للأَضياف؛ ومنه حديث جرير: لا يَعْزُب سارِحُها
أَي لا يَبْعُدُ ما يَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعى. والسارحُ: يكون
اسماً للراعي الذي يَسْرَحُ الإِبل، ويكون اسماً للقوم الذين لهم السَّرْحُ
كالحاضِرِ والسَّامِر وهما جميعٌ. وما له سارحةٌ ولا رائحة أَي ما له
شيءٌ يَرُوحُ ولا يَسْرَحُ؛ قال اللحياني: وقد يكون في معنى ما له قومٌ.
وفي كتاب كتبه رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِر دُومةِ
الجَنْدَلِ: لا تُعْدَلُ سارِحَتُم ولا تُعَدُّ فارِدَتُكم. قال أَبو عبيد: أَراد
أَن ماشيتهم لا تُصْرَفُ عن مَرْعًى تريده. يقال عَدَلْتُه أَي صرفته،
فَعَدَلَ أَي انصرف. والسارحة: هي الماشية التي تَسْرَحُ بالغداة إِلى
مراعيها.
وفي الحديث الآخر: ولا يُمْنَعُ سَرْحُكم؛ السَّرْحُ والسارحُ والسارحة
سواء: الماشية؛ قال خالد بن جَنْبَةَ: السارحة الإِبل والغنم. قال:
والسارحة الدابة الواحدة، قال: وهي أَيضاً الجماعة. والسَّرْحُ: انفجار البول
بعد احتباسه.
وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ: فَرَّجَ. وإِذا ضاق شيءٌ
فَفَرَّجْتَ عنه، قلت: سَرَّحْتُ عنه تسريحاً؛ قال العجاج:
وسَرَّحَتْ عنه، إِذا تَحَوَّبا،
رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا
ووَلَدَتْه سُرُحاً أَي في سُهولة. وفي الدعاء: اللهم اجعَلْه سهلاً
سُرُحاً. وفي حديث الفارعة: أَنها رأَت إِبليس ساجداً تسيل دموعه كسُرُحِ
الجَنِينِ؛ السُّرُحُ: السهل. وإِذا سَهُلت ولادة المرأَة، قيل: وَلَدَتْ
سُرُحاً. والسُّرُحُ والسَّرِيحُ: إِدْرارُ البول بعد احتباسه؛ ومنه حديث
الحسن: يا لها نِعْمَةً، يعني الشَّرْبة من الماء، تُشْرَبُ لذةً وتخرج
سُرُحاً أَي سهلاً سريعاً.
والتسريحُ: التسهيل. وشيءٌ سريح: سهل.
وافْعَل ذلك في سَراحٍ وَرواحٍ أَي في سهولة.
ولا يكون ذلك إِلاَّ في سَريح أَي في عَجَلة. وأَمرٌ سَرِيحٌ: مُعَجَّلٌ
والاسم منه السَّراحُ، والعرب تقول: إِن خَيْرَك لفي سَرِيح، وإِن
خَيْرَك لَسَريحٌ؛ وهو ضد البطيء.
ويقال: تَسَرَّحَ فلانٌ من هذا الكان إِذا ذهب وخرج. وسَرَحْتُ ما في
صدري سَرْحاً أَي أَخرجته. وسمي السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه يُسَْحُ فيخرُجُ؛
وأَنشد:
وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ
والتسريحُ: إِرسالك رسولاً في حاجة سَراحاً. وسَرَّحْتُ فلاناً إِلى
موضع كذا إِذا أَرْسلته. وتَسْرِيحُ المرأَة: تطليقُها. والاسم السِّراحُ،
مثل التبليغ والبلاغ. وتَسْرِيحُ دَمِ العِرْقِ المفصود: إِرساله بعدما
يسيل منه حين يُفْصَد مرة ثانية. وسمى الله، عز وجل، الطلاق سَراحاً، فقال:
وسَرِّحُوهنّ سَراحاً جميلاً؛ كما سماه طلاقاً من طَلَّقَ المرأَة،
وسماه الفِرَاقَ، فهذه ثلاثة أَلفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يُدَيَّنُ فيها
المُطَلِّقُ بها إِذا أَنكر أَن يكون عنى بها طلاقاً، وأَما الكنايات
عنها بغيرها مثل البائنة والبتَّةِ والحرام وما أَشبهها، فإِنه يُصَدَّق
فيها مع اليمين أَنه لم يرد بها طلاقاً. وفي المثل: السَّراحُ من النَّجاح؛
إِذا لم تَقْدِرْ على قضاء حاجة الرجل فأَيِّسْه فإِن ذلك عنده بمنزلة
الإِسعاف. وتَسْرِيحُ الشَّعر: إِرساله قبل المَشْطِ؛ قال الأَزهري:
تَسْرِيحُ الشعر ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط؛ والمشط يقال له: المِرجل
والمِسرح، بكسر الميم. والمَسْرَحُ، بفتح الميم: المرعى الذي تَسْرَحُ فيه
الدواب للرّعي. وفرسٌ سَريح أَي عُرْيٌ، وخيل سُرُحٌ وناقةٌ سُرُحٌ
ومُنْسَرِحة في سيرها أَي سريعة؛ قال الأَعشى:
بجُلالةٍ سُرُحٍ، كأَنَّ بغَرْزِها
هِرّاً، إِذا انتَعَل المَطِيُّ ظِلالَها
ومِشْيَةٌ سُرُحُ مثل سُجُح أَي سهلة.
وانْسَرَحَ الرجلُ إِذا استلقى وفَرَّجَ بين رجليه: وأَما قول حُمَيْد
بن ثور:
أَبى اللهُ إِلاَّ أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ،
على كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ، تَرُوقُ
فإِنما كنى بها عن امرأَة. قال الأَزهري: العرب تكني عن المرأَة
بالسَّرْحةِ النابتة على الماء؛ ومنه قوله:
يا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ موارِدُه،
أَما إِليكِ طريقٌ غيرُ مــسْدُودِ
لحائمٍ حامَ حتى لا حَراكَ به،
مُحَّلإٍ عن طريقِ الوِرْدِ، مَرْدودِ
كنى بالسَّرْحةِ النابتة على الماء عن المرأَة لأَنها حينئذٍ أَحسن ما
تكن؛ وسَرْحةٌ في قول لبيد:
لمن طَلَلٌ تَضَّمَنهُ أُثالُ،
فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟
هو اسم موضع
(* قوله «هو اسم موضع» مثله في الجوهري وياقوت. وقال المجد:
الصواب شرجة، بالشين والجيم المعجمتين. والحِمال، بكسر الحاء المهملة
والباء الموحدة.).
والسَّرُوحُ والسُّرُحُ من الإِبل: السريعةُ المشي.
ورجل مُنْسَرِحٌ: متجرِّد؛ وقيل: قليل الثياب خفيف فيها، وهو الخارج من
ثيابه؛ قال رؤبة:
مُنْسَرِحٌ إِلاَّ ذَعاليب الخِرَقْ
والمُنْسَرِحُ: الذي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه. والمُنْسَرِحُ: ضربٌ من
الشِّعْر لخفته، وهو جنس من العروض تفعيله: مستفعلن مفعولات مستفعلن ست
مرات. ومِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ: مُنْسَرِحٌ للذهاب والمجيء؛ يعني بالملاط
الكَتِفَ، وفي التهذيب: العَضُد؛ وقال كراع: هو الطين؛ قال ابن سيده: ولا
أَدري ما هذا. ابن شميل: ابنا مِلاطَي البعير هما العَضُدانِ، قال:
والملاطان ما عن يمين الكِرْكِرَةِ وشمالها.
والمِسْرَحةُ: ما يُسَرَّحُ به الشعَر والكَتَّان ونحوهما. وكل قطعة من
خرقة متمزقة أَو دم سائل مستطيل يابس، فهو ما أَشبهه سَرِيحة، والجمع
سَرِيحٌ وسَرائِحُ. والسَّريحة: الطريقة من الدم إِذا كانت مستطيلة؛ وقال
لبيد:
بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ
قال: والسَّريحُ السيرُ الذي تُشَدُّ به الخَدَمَةُ فوق الرُّسْغ.
والسَّرائح والسُّرُح: نِعالُ الإِبل؛ وقيل: سِيُورُ نِعالها، كلُّ سَيرٍ منها
سَريحة؛ وقيل: السيور التي يُخْصَفُ بها، واحدتها سَرِيحة، والخِدامُ
سُيُورٌ تُشَدُّ في الأَرْساغ، والسَّرائِحُ: تُشَدُّ إِلى الخَدَم.
والسَّرْحُ: فِناءُ الباب. والسَّرْحُ: كل شجر لا شوك فيه، والواحدة سَرْحة؛
وقيل: السَّرْحُ كلُّ شجر طال.
وقال أَبو حنيفة: السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ يَحُلُّ تحتها
الناسُ في الصيف، ويَبْتَنُون تحتها البيوت، وظلها صالح؛ قال الشاعر:
فيا سَرْحةَ الرُّكْبانِ، ظِلُّك بارِدٌ،
وماؤُكِ عَذْب، لا يَحِلُّ لوارِدِ
(* قوله «لا يحل لوارد» هكذا في الأَصل بهذا الضبط وشرح القاموس وانظره
فلعله لا يمل لوارد.)
والسَّرْحُ: شجر كبار عظام طِوالٌ لا يُرْعَى وإِنما يستظل فيه. وينبت
بنَجدٍ في السَّهْل والغَلْظ، ولا ينبت في رمل ولا جبل، ولا يأْكله المالُ
إِلاَّ قليلاً، له ثمر أَصفر، واحدته سَرْحة، ويقال: هو الآءُ، على وزن
العاعِ، يشبه الزيتون، والآءُ ثمرةُ السَّرْح؛ قال: وأَخبرني أَعرابي
قال: في السَّرْحة غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطول، ووَرَقُها صغار، وهي
سَبْطَة الأَفْنان. قال: وهي مائلة النِّبتة أَبداً ومَيلُها من بين
جميع الشجر في شِقّ اليمين، قال: ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابي كذباً.
الأَزهري عن الليث: السَّرْحُ شجر له حَمْل وهي الأَلاءَة، والواحدة سرحة؛ قال
الأَزهري: هذا غلط ليس السرح من الأَلاءَة في شيء. قال أَبو عبيد:
السَّرْحة ضرب من الشجر، معروفة؛ وأَنشد قول عنترة:
بَطَلٌ، كأَنَّ ثِيابَه في سَرْحةٍ،
يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، ليس بتَؤْأَمِ
يصفه بطول القامة، فقد بيَّن لك أَن السَّرْحَة من كبار الشجر، أَلا ترى
أَنه شبه به الرجل لطوله، والأَلاء لا ساق له ولا طول؟ وفي حديث ابن عمر
أَنه قال: إِنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ،
سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً؛ وهذا يدل على أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر؛ ورواه
ابن الأَثير: لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَحْ، قال: ولم تُسْرَحْ لم يصبها
السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وورقها، قال: وقيل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة،
أَراد: لم يؤْخذ منها شيء، كما يقال: شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ
بعضَها. وفي حديث ظَبْيانَ: يأْكلون مُلاَّحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها. ابن
الأَعرابي: السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ، والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ
العَساليح. أَبو سعيد: سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جرى جرياً
سهلاً، فهو سيلٌ سارحٌ؛ وأَنشد:
ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ،
من اللباسِ، غيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ
(* قوله «وأَنشد ورب كل إلخ» حق هذا البيت أَن ينشد عند قوله فيما مر
ورجل منسرح متجرد كما استشهد به في الأَساس على ذلك وهو واضح.)
والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب. وما نُصِحَ أَي ما خيط.
والسَّرِيحةُ من الأَرض: الطريقة الظاهرة المستوية في الأَرض ضَيِّقةً؛
قال الأَزهري: وهي أَكثر نبْتاً وشجراً مما حولها وهي مُشرفة على ما
حولها، والجمع السَّرائح، فتراها مستطيلة شَجِيرة وما حولها قليل الشجر،
وربما كانت عَقَبة. وسَرائحُ السهم: العَقَبُ الذي عُقِبَ به؛ وقال أَبو
حنيفة: هي العَقَبُ الذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ، واحدته سَرِيحة. والسَّرائحُ
أَيضاً: آثار فيه كآثار النار.
وسُرُحٌ: ماءٌ لبني عَجْلاَنَ ذكره ابن مقبل فقال:
قالت سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ
وسَرَحَه اللهُ وسَرَّحه أَي وَفَّقه الله؛ قال الأَزهري: هذا حرف غريب
سمعته بالحاء في المؤلف عن الإِيادي. والمَسْرَحانِ: خشبتانِ تُشَدَّانِ
في عُنُق الثور الذي يحرث به؛ عن أَبي حنيفة.
وسَرْحٌ: اسمٌ؛ قال الراعي:
فلو أَنَّ حَقَّ اليوم منكم أَقامَه،
وإِن كان سَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا
ومَسْرُوحٌ: قبيلة. والمَسْرُوحُ: الشرابُ، حكي عن ثعلب وليس منه على
ثقة.
وسِرْحانُ الحَوْضِ: وَسَطُه. والسِّرْحانُ: الذِّئبُ، والجمع سَراحٍ
(*
قوله «والجمع سراح» كثمان فيعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره.) وسَراحِينُ
وسَراحِي، بغير نونٍ، كما يقالُ: ثَعَالِبٌ وثَعَالِي. قال الأَزهري:
وأَما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي. وسِرْحانٌ: مُجْرًى من
أَسماء الذئب؛ ومنه قوله:
وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ
والأُنثى بالهاء والجمع كالجمع، وقد تجمع هذه بالأَلف والتاء.
والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بلغة هذيل؛ قال أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر
الغَيّ:
هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ، حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ،
شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ، سِرْحانُ فِتْيانِ
والجمع كالجمع؛ وأَنشد أَبو الهيثم لطُفَيْلٍ:
وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ،
ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ
قال أَبو منصور: وقد جاء في شعر مالك بن الحرث الكاهلي:
ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً،
فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ
شَفْعاً أَي ضِعف ما قتلوا وقِيسَ على ضِبْعانٍ وضِباعٍ؛ قال الأَزهري:
ولا أَعرف لهما نظيراً. والسِّرْحانُ: فِعْلانٌ من سَرَحَ يَسْرَحُ؛ وفي
حديث الفجر الأَول: كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ؛ وهو الذئب، وقيل: الأَسد.
وفي المثل: سَقَط العَشاءُ
(* قوله «وفي المثل سقط العشاء إلخ» قال أَبو
عبيد أصله أن رجلاً خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله اهـ. من
الميداني.) به على سِرْحانٍ؛ قال سيبويه: النون زائدة، وهو فِعْلانٌ والجمع
سَراحينُ؛ قال الكسائي: الأُنثى سِرْحانة. والسِّرْحالُ: السِّرْحانُ، على
البدل عند يعقوب؛ وأَنشد:
تَرَى رَذايا الكُومُ فوقَ الخالِ
عِيداً لكلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ،
والأَعْوَرِ العينِ مع السِّرحالِ
وفرس سِرْياحٌ: سريع: قال ابن مُقْبل يصف الخيل:
من كلِّ أَهْوَجَ سِرْياحٍ ومُقْرَبةٍ،
نفات يوم لكال الورْدِ في الغُمَرِ
(* يحرر هذا الشطر والبيت الذي بعده فلم نقف عليهما.)
قالوا: وإِنما خص الغُمَرَ وسَقْيَها فيه لأَنه وصفها بالعِتْق وسُبُوطة
الخَدِّ ولطافة الأَفواه، كما قال:
وتَشْرَبُ في القَعْب الصغير، وإِن فُقِدْ،
لمِشْفَرِها يوماً إِلى الماء تنقد
(* هكذا في الأصل ولعله: وان تُقد بمشفرها تَنقد.)
والسِّرْياحُ من الرجال: الطويلُ. والسِّرياح: الجرادُ. وأُم سِرْياحٍ:
امرأَةٌ، مشتق منه؛ قال بعض أُمراء مكة، وقيل هو لدرَّاج بن زُرْعة:
إِذا أُمُّ سِرياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ
جَوَالِسَ نَجْداً، فاضتِ العينُ تَدْمَعُ
قال ابن بري: وذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم سِرْياح في غير هذا الموضع
كنية الجرادة. والسِّرياحُ: اسم الجراد. والجالسُ: الآتي نَجْداً.