Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ساق

دَيْرُ سعد

دَيْرُ سعد:
بين بلاد غطفان والشام، عن الحازمي، قال أبو الفرج عليّ بن الحسين: أخبرنا الحرمي بن
أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: وجدت في كتاب بخط الضحاك قال: خرج عقيل بن علفّة وجثّامة وابنته الجرباء حتى أتوا بنتا له ناكحا في بني مروان بالشامات، ثم إنهم قفلوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال عقيل بن علّفة:
قضت وطرا من دير سعد وطالما ... على عرض ناطحنه بالجماجم
إذا هبطت أرضا يموت غرابها ... بها عطشا أعطينهم بالخزائم
ثم قال: أنفذ يا جثّامة، فقال جثّامة:
فأصبحن بالموماة يحملن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
إذا علم غادرنه بتنوفة ... تذارعن بالأيدي لآخر طاسم
ثم قال: أنفذي يا جرباء، فقالت:
كأنّ الكرى سقّاهم صرخديّة ... عقارا تمطّى في المطا والقوائم
فقال عقيل: شربتها ورب الكعبة! لولا الأمان لضربت بالسيف تحت قرطك! أما وجدت من الكلام غير هذا؟ فقال جثّامة: وهل أساءت؟ إنما أجادت وليس غيري وغيرك! فرماه عقيل بسهم فأصاب ساقــه وأنفذ السهم ساقــه والرجل ثم شدّ على الجرباء فعقر ناقتها ثم حملها على ناقة جثّامة وتركه عقيرا مع ناقة الجرباء ثم قال: لولا أن تسبّني بنو مرّة لما عشت، ثم خرج متوجها إلى أهله وقال: لئن أخبرت أهلك بشأن جثامة أو قلت لهم إنه أصابه غير الطاعون لأقتلنك! فلما قدموا على أهل أبير، وهم بنو القين، ندم عقيل على فعله بجثامة فقال لهم: هل لكم في جزور انكسرت؟ قالوا: نعم، قال: فالزموا أثر هذه الراحلة حتى تجدوا الجزور، فخرج القوم حتى انتهوا إلى جثّامة فوجدوه قد أنزفه الدم، فاحتملوه وتقسموا الجزور وأنزلوه عليهم وعالجوه حتى برأ وألحقوه بقومه، فلما كان قريبا منهم تغنّى:
أيعذر لا حينا ويلحين في الصّبا ... وما هنّ والفتيان إلّا شقائق
فقال له القوم: إنما أفلتّ من الجراحة التي جرحك أبوك آنفا وقد عاودت ما يكرهه فأمسك عن هذا ونحوه إذا لقيته لا يلحقك منه شرّ وعرّ، فقال: إنما هي خطرة خطرت والراكب إذا سار تغنّى.

كعب

كعب: قال اللّه تعالى: وامْسَحُوا برُؤُوسكم وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين؛ قرأَ ابنُ كثير، وأَبو عمرو، وأَبو بكر عن عاصم وحمزة: وأَرجلِكم، خفضاً؛ والأَعشى عن أَبي بكر، بالنصب مثل حفص؛ وقرأَ يعقوبُ والكسائي ونافع وابن عامر: وأَرجلَكم؛ نصباً؛ وهي قراءة ابن عباس، رَدَّه إِلى قوله تعالى: فاغْسلوا

وجوهَكم، وكان الشافعيُّ يقرأُ: وأَرجلَكم. واختلف الناسُ في

الكعبين بالنصب، وسأَل ابنُ جابر أَحمدَ ابن يحيـى عن الكَعْب، فأَوْمَـأَ ثعلبٌ إِلى رِجْله، إِلى الـمَفْصِل منها بسَبَّابَتِه، فوضَعَ

السَّبَّابةَ عليه، ثم قال: هذا قولُ الـمُفَضَّل، وابن الأَعرابي؛ قال: ثم أَوْمَـأَ إِلى الناتِئَين، وقال: هذا قول أَبي عمرو ابن العَلاء، والأَصمعي. وكلٌّ قد أَصابَ.

والكَعْبُ: العظمُ لكل ذي أَربع. والكَعْبُ: كلُّ مَفْصِلٍ للعظام.

وكَعْبُ الإِنسان: ما أَشْرَفَ فوقَ رُسْغِه عند قَدَمِه؛ وقيل: هو العظمُ الناشزُ فوق قدمِه؛ وقيل: هو العظم الناشز عند مُلْتَقَى الــساقِ والقَدَمِ. وأَنكر الأَصمعي قولَ الناسِ إِنه في ظَهْر القَدَم. وذهب قومٌ إِلى أَنهما العظمانِ اللذانِ في ظَهْرِ القَدم، وهو مَذْهَبُ الشِّيعة؛ ومنه قولُ يحيـى بن الحرث: رأَيت القَتْلى يومَ زيدِ بنِ عليٍّ، فرأَيتُ الكِعابَ في وَسْطِ القَدَم.

وقيل: الكَعْبانِ من الإِنسان العظمانِ الناشزان من جانبي القدم. وفي حديث الإِزارِ: ما كان أَسْفَلَ من الكَعْبين، ففي النار. قال ابن الأَثير:الكَعْبانِ العظمانِ الناتئانِ، عند مَفْصِلِ الــساقِ والقَدم، عن الجنبين، وهو من الفَرس ما بين الوَظِـيفين والــساقَــيْنِ، وقيل: ما بين عظم الوَظِـيف وعظمِ الــساقِ، وهو الناتِـئُ من خَلْفِه، والجمع أَكْعُبٌ وكُعُوبٌ وكِعابٌ. ورجلٌ عالي الكَعْب: يُوصَفُ بالشَّرف والظَّفَر؛ قال:

لما عَلا كَعْبُك بِـي عَلِـيتُ

أَرادَ: لما أَعْلاني كَعْبُك. وقال اللحياني: الكَعْبُ والكَعْبةُ الذي

يُلْعَبُ به، وجمعُ الكَعْبِ كِعابٌ، وجمع الكَعبة كَعْبٌ وكَعَباتٌ، لم

يَحْكِ ذلك غيرُه، كقولك جَمْرة وجَمَراتٌ.

وكَعَّبْتُ الشيءَ: رَبَّعْتُه.

والكعبةُ: البيتُ الـمُرَبَّعُ، وجمعُه كِعابٌ. والكعبةُ: البيتُ الحرام، منه، لتَكْعِـيبها أَي تربيعها. وقالوا: كَعْبةُ البيت فأُضِـيفَ، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبتِه إِلى ترَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبةً لارتفاعه وترَبُّعه. وكل بيتٍ مُرَبَّعٍ، فهو عند العرب: كَعْبةٌ. وكان لربيعةَ بيتٌ يَطُوفون به، يُسَمُّونه الكَعَباتِ. وقيل: ذا الكَعَباتِ، وقد ذكره

الأَسْوَدُ بن يَعْفُرَ في شِعره، فقال:

والبيتِ ذي الكَعَباتِ من سِنْدادِ

والكعبةُ: الغُرفة؛ قال ابن سيده: أُراه لتَرَبُّعها أَيضاً.

وثوبٌ مُكَعَّبٌ: مَطْوِيٌّ شديدُ الأَدْراجِ في تَرْبيعٍ. ومنهم مَن لم

يُقَيِّدْه بالترْبيع. يقال: كَعَّبْتُ الثوبَ تَكْعيباً. وقال اللحياني: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ، فيه وَشيٌ مُرَبَّع. والـمُكَعَّبُ: الـمُوَشَّى، ومنهم مَن خَصَّصَ فقال: من الثياب.

والكَعْبُ: عُقْدَةُ ما بين الأُنْبُوبَيْنِ من القَصَبِ والقَنا؛ وقيل:

هو أُنْبوبُ ما بين كلِّ عُقْدتين؛ وقيل: الكعبُ هو طَرَفُ الأُنْبوبِ

الناشِزُ، وجمعه كُعُوب وكِعابٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَلْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً، * يُبارينَ الأَعِنَّةَ كالكِعَابِ

يعني أَن بعضَها يَتْلو بعضاً، ككِعابِ الرُّمْح؛ ورُمْحٌ بكَعْبٍ

واحدٍ: مُسْتَوِي الكُعُوب، ليس له كَعب أَغْلَظُ من آخر؛ قال أَوْسُ بن حَجَر يصف قَناةً مُسْتَوية الكُعُوبِ، لا تَعادِيَ فيها،

حتى كأَنها كَعْبٌ واحد:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ، وتَلَذُّه * يَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

وكَعَّبَ الإِناءَ وغيرَه: مَلأَه.

وكَعَبَتِ الجاريةُ، تَكْعُبُ وتَكْعِبُ، الأَخيرةُ عن ثعلبٍ، كُعُوباً

وكُعُوبةً وكِعابةً وكَعَّبَت: نَهَدَ ثَدْيُها. وجارية كَعابٌ ومُكَعِّبٌ وكاعِبٌ، وجمعُ الكاعِبِ كَواعِبُ. قال اللّه تعالى: وكَواعِبَ

أَتْراباً. وكِعابٌ عن ثعلب؛ وأَنشد:

نَجِـيبةُ بَطَّالٍ، لَدُنْ شَبَّ هَمُّه، * لِعابُ الكِعابِ والـمُدامُ الـمُشَعْشَعُ

ذَكَّرَ الـمُدامَ، لأَنه عَنى به الشَّرابَ.

وكَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بالتخفيف والتشديد: نَهَدَ.

وكَعَبَتْ تَكْعُبُ، بالضم، كُعُوباً، وكَعَّبَت، بالتشديد: مثله. وثَدْيٌ

كاعِبٌ ومُكَعِّبٌ ومُكَعَّبٌ، الأَخيرة نادرة، ومُتَكَعِّبٌ: بمعنى واحد؛

وقيل: التَّفْلِـيكُ، ثم النُّهودُ، ثم التَّكْعِـيبُ. ووجهٌ مُكَعِّبٌ إِذا كان جافِـياً ناتِئاً، والعرب تقول: جاريةٌ دَرْماءُ الكُعُوبِ إِذا لم يكن لرؤوسِ عِظامِها حَجْمٌ؛ وذلك أَوْثَرُ لها؛ وأَنشد:

ساقــاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما

وفي حديث أَبي هريرة: فجثَتْ فَتاةٌ كَعابٌ على إِحدى رُكْبَتيها، قال: الكَعابُ، بالفتح: المرأَةُ حين يَبْدو ثَدْيُها للنُّهود.

والكَعْبُ: الكُتْلةُ من السَّمْن. والكَعْب من اللَّبن والسَّمْنِ:

قَدْرُ صُبَّةٍ؛ ومنه قول عمرو ابن معديكرب، قال: نَزَلْتُ بقوم، فأَتَوْني بقوسٍ، وثَوْرٍ، وكَعْبٍ، وتِـبْنٍ فيه لبن. فالقَوْسُ: ما يَبْقَى في أَصل الجُلَّة من التَّمْر؛ والثَّوْر: الكُتْلة من الأَقِطِ؛ والكَعْبُ:

الصُّبَّةُ من السَّمْن؛ والتِّبْنُ: القَدَحُ الكبير. وفي حديث عائشة،

رضي اللّه عنها: إِن كان لَيُهْدَى لنا القِناعُ، فيه كَعْبٌ من إِهالة،

فنَفْرَحُ به أَي قطعة من السَّمْن والدُّهن. وكَعَبه كَعْباً: ضَرَبه على

يابسٍ، كالرأْس ونحوه. وكَعَّبْتُ الشَّيءَ تَكْعيباً إِذا مَلأْته.

أَبو عمرو، وابنُ الأَعرابي: الكُعْبةُ عُذْرةُ الجارية؛ وأَنشد:

أَرَكَبٌ تَمَّ، وتمَّتْ رَبَّتُهْ، * قد كانَ مَخْتوماً، ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ

وأَكْعَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ؛ وقيل: هو إِذا انْطَلَقَ ولم يَلْتَفِتْ

إِلى شيءٍ.

ويقال: أَعْلى اللّه كَعْبَه أَي أَعْلى جَدَّه. ويقال: أَعْلى اللّه شَرَفَه. وفي حديث قَيْلةَ: واللّه لا يَزالُ كَعْبُك عالياً، هو دُعاء لها

بالشَّرَف والعُلُوِّ. قال ابن الأَثير: والأَصل فيه كَعْبُ القَناة،

وهو أُنْبُوبُها، وما بين كلِّ عُقْدَتَين منها كَعْبٌ، وكلُّ شيءٍ علا

وارتفع، فهو كَعْبٌ.

أَبو سعيد: أَكْعَبَ الرجلُ إِكْعاباً، وهو الذي يَنْطَلِقُ مُضارّاً،

لا يُبالي ما وَرَاءه، ومثله كَلَّل تَكْليلاً.

والكِعابُ: فُصوصُ النَّرْدِ. وفي الحديث: أَنه كان يكره الضَّرْب

بالكِعابِ؛ واحدُها كَعْبٌ وكَعْبةٌ، واللَّعِبُ بها حرام، وكَرِهَها عامةُ

الصحابة. وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلٍ يفعله مع امرأَته، على غير قِمارٍ.

وقيل: رَخَّص فيه ابنُ المسيب، على غير قمار أَيضاً. ومنه الحديث: لا يُقَلِّبُ

كَعَباتِها أَحَدٌ، ينتظر ما تجيء به، إِلا لم يَرَحْ رائحة الجنة، هي

جمع سلامة للكَعْبة. وكَعْبٌ: اسم رجل. والكَعْبانِ: كَعْبُ بن كِلابٍ، وكَعْبُ بن ربيعةَ بن عُقَيل بنِ كَعْبِ بن ربيعةَ بن عامِر بن صَعْصَعَة؛ وقوله:

رأَيتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ، وكانوا * من الشَّنْـآنِ قَدْ صاروا كِعابا

قال الفارسي: أَرادَ أَنَّ آراءَهم تَفَرَّقَت وتَضادَّتْ، فكان كلُّ

ذِي رأْيٍ منهم قَبيلاً على حِدَتِه، فلذلك قال: صاروا كِعاباً.

وأَبو مُكَعِّبٍ الأَسَدِيُّ، مُشَدَّد العين: من شُعَرائهم؛ وقيل: إِنه

أَبو مُكْعِتٍ، بتخفيف العين، وبالتاءِ ذات النقطتين، وسيأْتي ذكره.

ويقال للدَّوْخَلَّة: الـمُكَعَّبةُ، والـمُقْعَدَة، والشَّوْغَرَةُ، والوَشيجَةُ.

(كعب) : الكُعْبُ: الثَّديُ.
ك ع ب: (الْكَعْبُ) الْعَظْمُ النَّاشِزُ عِنْدَ مُلْتَقَى الــسَّاقِ وَالْقَدَمِ. وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ النَّاسِ إِنَّهُ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ. وَ (كَعَبَتِ) الْجَارِيَةُ مِنْ بَابِ دَخَلَ بَدَا ثَدْيُهَا لِلنُّهُودِ فَهِيَ (كَعَابٌ) بِالْفَتْحِ وَ (كَاعِبٌ) وَالْجَمْعُ (كَوَاعِبُ) . وَ (الْكَعْبَةُ) الْبَيْتُ الْحَرَامُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَرْبِيعِهِ. 
(ك ع ب) : (الْكَعْبُ) الْعُقْدَةُ بَيْنَ الْأُنْبُوبَيْنِ مِنْ الْقَصَبِ (وَكَعْبَا الرِّجْلِ) هُمَا الْعَظْمَاتُ النَّاشِزَانِ مِنْ جَانِبَيْ الْقَدَمِ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ النَّاسِ إنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ الصَّحَابَةِ وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ الْمَعَافِرِيُّ فِي السِّيَرِ فَهُوَ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مُرْسَلًا وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ.
ك ع ب

رتب رتوب الكعب، في المقام الصعب، وقوائم صمع الكعوب. ولعب الصبيان بالكعاب. وتقول: وربّ الكعبة، لا تقرن بك الصعبة. وبرد مكعبٌ: موشيٌّ على هيئة الكعاب. وكعبت الثوب: أدرجته إدراجاً شديداً. وكعبت الجارية كعابةً وكعوبةً وهي كاعب وكعابٌ، وتكعب ثديها: نتأ كالكعب. وكعّبت كبّتها: جعلت لها حروفاً كالكعوب. والجارية بكعبتها: بعذرتها. قال:

يبدّها أقمر نهد جبهته ... قد كان مختوماً فدقّت كعبته

وفي الحديث: " نزل القرآن بلسان الكعبين ": كعب قريش وكعب خزاعة. قال كثير:

جدود من الكعبين بيض وجوهها ... لهم مأثراتٌ مجدهنذ تليد

وأصاب كعبرة رأسه. وقيل لبعض الملوك: المكعبر: لأنه ضرب كعابر الرءوس. ونقّى البرّ ورمى بالكعابر.

ومن المجاز: قناة لدنة الكعوب، وهذا الرمح بكعبٍ واحدٍ أي مستوى الكعوب. قال أوس:

تقاك بكعبٍ واحدٍ وتلذّه ... يداك إذا ما هزّ بالكف يعسل

وعنده كعب من السمن: قطعة منه قدر صبّة أو كتلة إذا كان جامداً. وأعلى الله كعبه. وذهب كعب القوم إذا ذهب جدّهم وشرفهم.
كعب
الكَعْب من القَنَا والقَصَب: أنْبُوب ما بينَ العُقْدَتَيْنِ. ومن السمْن: قدر صبِةِ أو كَيْلَةٍ أوَلَ ما يُصَب. وقيل: الكَعْبُ: هو السًمْنُ جامِداً؛ إذا كانَ ذائباً فلا. ويُجْمَعُ على كِعَابٍ وكُعُوْب.
وكَعًبْتُ الإناءَ: ملأتَه. ويقال: كَعْبَة البَيْتِ الحَرام: تَربعُ أعْلاه، وأهْل العِراقِ يُسَمُّونَ البيت المُرَبَّعَ كَعْبَةً، والجَميع: كِعَابٌ. وكانَ لِرَبِيْعَةَ بَيْتٌ يُطافُ به يُسمى ذا الكَعَبَات.
وقيل: الكَعْبَةُ: الغُرْفَة. وكَعَبَتِ الجارِيَة تَكْعِيباً؛ وكَعَبَتْ كُعُوْبَة وكَعَابَةً؛ فهي كَعَابٌ وكَعابة، وثَدْيٌ كاعِبٌ ومُكَعَبٌ ومُتَكعَبٌ.
والكعُوْبَة: النتوْء. والكعْبُ: الثدي. والثوْبُ المُكَعًبُ: المَطْوِيُّ الشديدُ الإدْراج، ويُقال: هو المَوْشِيُّ. وأكْعَبَ: أسْرِعَ ونَجا. وأكْعَبَ الظَّلِيْمُ: رَفعَ قَوائمَه بَعْدَ المَوْت.
والكُعْكُبيةُ والكُعْكُبةُ: ضَرْبٌ من المَشْط. والكُعْكب: النوْنَةُ من الشعَر، وهو: أنْ تَجْعَلَ المرأةُ الشعَرَ أرْبَعَ قصائبَ مَضْفورَةً ثم تُداخِلَ بَعْضَهُنَّ في بَعْض حتى يَعُدْنَ كُعْكباً، وقد كَعْكَبَتْ. وكَعًبَتِ المَرْأةُ كُتبَها: جَعَلَتْ لها كُعُوْباً أي حُروفاً. ويقولونَ للمَرْأةِ: ابْرُمي لي كَعْباً. والكُعْبَةُ: عُذْرَةُ الجارِيَة.
وأكْعَبَ الرجُلُ: انْطَلَقَ مُضاراً لا يُبَالي ما وراءه.
ك ع ب : الْكَعْبُ مِنْ الْإِنْسَانِ اخْتَلَفَ فِيهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَالْأَصْمَعِيُّ وَجَمَاعَةٌ هُوَ الْعَظْمُ النَّاشِزُ فِي جَانِبِ الْقَدَمِ عِنْدَ مُلْتَقَى الــسَّاقِ وَالْقَدَمِ فَيَكُونُ لِكُلِّ قَدَمٍ كَعْبَانِ عَنْ يَمْنَتِهَا وَيَسْرَتِهَا وَقَدْ صَرَّحَ بِهَذَا الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَجَمَاعَةٌ الْكَعْبُ هُوَ الْمَفْصِلُ بَيْنَ الــسَّاقِ وَالْقَدَمِ وَالْجَمْعُ كُعُوبٌ وَأَكْعُبٌ وَكِعَابٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكَعْبَانِ النَّاتِئَانِ فِي مُنْتَهَى الــسَّاقِ
مَعَ الْقَدَمِ عَنْ يَمْنَةِ الْقَدَمِ وَيَسْرَتِهَا وَذَهَبَتْ الشِّيعَةُ إلَى أَنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ وَأَنْكَرَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كَالْأَصْمَعِيِّ وَغَيْرِهِ.

وَالْكَعْبُ مِنْ الْقَصَبِ الْأُنْبُوبَةُ بَيْنَ الْعُقْدَتَيْنِ.

وَكَعَبَتْ الْمَرْأَةُ تَكْعُبُ مِنْ بَابِ قَتَلَ كَعَابَةً نَتَأَ ثَدْيُهَا فَهِيَ كَاعِبٌ.

وَسُمِّيَتْ الْكَعْبَةُ بِذَلِكَ لِنُتُوئِهَا وَقِيلَ لِتَرْبِيعِهَا وَارْتِفَاعِهَا وَالْكَعْبَةُ أَيْضًا الْغُرْفَةُ.

وَالْمِكْعَبُ وِزَانُ مِقْوَدٍ الْمَدَاسُ لَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ غَيْرُ عَرَبِيٍّ. 
[كعب] نه: فيه: ما كان أسفل من "الكعبين" ففي النار، هما العظمان الناتئان عند مفصل الــساق والقدم، وقيل: العظمان في ظهر القدم، وهو مذهب الشيعة. ومنه: رأيت القتلى يوم زيد بن علي فرأيت "الكعاب" في وسط القدم. وفيه: إن كان ليهدي لنا القناع فيه "كعب" من إهالة فنفرح به، أي قطعة من السمن والدهن. ومنه: أتوني بقوس و"كعب" وثور، أي قطعة من سمن. وفيه: لا يزال "كعبك" عاليًا، هو دعاء له بالشرف والعلو، من كعب القناة، وهي أنبوبها، وما بين كل عقدين منها كعب، وكل شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة وقيل: لتكعيبها، أي تربيعها. ن: يقال له: الكعبة اليمانية والكعبة الشامية، وفي بعضها بغير واو، فيه إبهام والمراد أن ذا الخلصة كانوا يسمونه الكعبة اليمانية ويسمون التي بمكة الشامية، ومعنى محذوف الواو كأن يقال: هذان اللفظان أحدهما لموضع والآخر لآخر، قوله: هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية، يعني هل تريحني من هذين اللفظين اللازمين لوجود ذي الخلصة يدعى كعبة اليمانية من الإضافة إلى الصفة. ك: يقال: ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية هو مبتدأ وخبر، لا عطف، والجملة حالية مفيدة للحصر أي الكعبة المعظمة هو الشامية فقط. نه: وفيه: كان يكره الضرب "بالكعاب"، هي فصوص النرد، جمع كعب وكعبة، واللعب بها حرام وكرهها عامة الصحابة، وقيل: كان ابن مغفل يفعله مع امرأته من غير قمار، وقيل: رخص فيه ابن المسيب بغير قمار. ومنه لا يقلب "كعباتها" أحد ينتظر ما تجيء به إلا لم يرح رائحة الجنة، وهي جمع سلامة للكعبة. وفيه: فجثت فتاة "كعاب" على إحدى ركبتيها، هو بالفتح المرأة حين يبدو ثديها للنهود، وهي الكاعب أيضًا، وجمعها كواعب. ك: من "لكعب" بن الأشرف فإنه قد أذى الله، هو اليهودي القرظي الشاعر كان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم ويهجوه ونقض العهد وجامع أهل الحرب. و"كعب" الأحبار، أي كعب العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب، أسلم في عهد الصديق فصار من فضلاء التابعين. ط: وإضافته كزيد الخيل.
(كعب) - قوله تبارك وتعالى: {وَكَوَاعِبَ أَترَابًا}
: أي نِساءً كَعَبَ ثدْيُهُنَّ؛ يعنى نَتَأ.
والكَعْبَةُ: الغُرفَةُ. وقيل: سُمِّيت الكَعْبَةُ كَعْبَةً لتَكْعِيبها: أي تَرْبيعِها.
وثَوبٌ مُكَعَّبٌ: فيه وَشْىٌ مُرَبَّعٌ.
- قوله تبارك وتعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
- وفي الحديث : "مَا كَان أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ - يعني من الإِزَارِ - ففي النّارِ".
- ورُوِىَ عن علىّ - رضي الله عنه -: "أنَّه قال للقَوم: أَينَ الكَعْبان؟ فأشاروا إلى رَأْسِ الــسَّاقِ. فقال: بَلْ هذا، وأشارَ إلى المَفْصِل".
- وقال يحيى بن الحارث: "رَأيتُ القَتْلَى يومَ زَيْد بن عَليًّ فرأَيتُ الكِعابَ في وَسَطِ القَدَم" وذهب عامَّةُ الصَّحابَة والتّابعين: إلى أَنَّه الملتصِقُ بالــسَّاقِ المُحاذِى للعَقِب، وليس بالظَّاهر في ظَهْرِ القَدَمِ.
وقال الأَصْمَعِىُّ: هما عَظْما طَرف الــسَّاقِ.
وقيل: هما العَظمان النَّاتِئَان عند مَفْصِل الــسَّاق والقَدَم، والكَعْب من القَنا، والقَصَب: أُنبوبٌ بَيْن عُقْدَتَيْن، والجمع الكُعُوب.
والكَعْبُ من الوَدَكِ والسَّمْن بِضْعَة منه.
- ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: "إنْ كان لَيُهدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالَةٍ فنَفْرَحُ به "
- وفي الحديث: "أَنَّه كان يَكرَه الضَّربَ بالكِعَاب "
- وفي حديث آخر: "لَا يُقَلِّبُ كَعْباتِها أحَدٌ يَنَتظِرُ ماَ تجِىءُ به إلَّا لم يَرَح رائحةَ الجنَّةِ".
والكَعابُ: شىَءٌ مُربَّعٌ عَلى كلّ ربع عدد خُطوطٍ خلافُ الآخِر، يَلعَبُ به صاحِبُ النَرْدِ خاصَّةً.
وقد كرهها عَامَّةُ الصَّحَابة - رضي الله عنهم -.
وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلِ يَفْعَلُهُ معِ امرأته على غير قِمارٍ، لعَلَّه لِمَا رُوِى في استحبابَ المُلَاعَبةِ مع الأهل". قيل: ورَخَّصَ فيه ابنُ المُسَيَّب على غير قِمَارٍ.
- في حديث عمرو : "أَتانى بَقوْسٍ وكَعْبٍ وثَوْر"
الكَعْب: القِطْعَة مِن السَّمن.
(ك ع ب)

الكَعْبُ: كل مفصل للعظام. وكعبُ الْإِنْسَان: الْعظم الناشز فَوق قدمه. وَقيل: الكَعْبان من الْإِنْسَان: العظمان الناشزان من جَانِبي الْقدَم، وَمن الْفرس: مَا بَين الوظيفين والــساقــين. وَقيل: فِيمَا بَين الوظيفين والــساقــين. وَقيل: مَا بَين عظم الوظيف وَعظم الــسَّاق، وَهُوَ الناتئ من لفه. وَالْجمع أكْعُبٌ، وكُعوب، وكِعابٌ. وَرجل عالي الكَعْب: يُوصف بالشرف وَالظفر، قَالَ:

لما على كَعْبُك بِي عَلِيْتُ

أَرَادَ: لما أعلاني كَعبُك وَقَالَ الَّلحيانيّ: الكَعْب والكَعْبة: الَّذِي يُلعب بِهِ. وَجمع الكَعْب: كِعاب، وَجمع الكَعْبَة: كَعْبٌ، وكَعَبات. لم يحك ذَلِك غَيره، كَقَوْلِك: جَمْرَة وجمرات.

وكَعَّبْت الشَّيْء: ربعته.

والكَعْبة: الْبَيْت المربع. وَجمعه كِعابٌ.

والكَعْبة: الْبَيْت الْحَرَام، مِنْهُ، لتكعيبها: أَي تربيعها. وَقَالُوا: كَعْبة الْبَيْت، فأضيف، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبته إِلَى تربع أَعْلَاهُ. وَكَانَ لِرَبِيعَة بَيت يطوفون بِهِ، يسمونه " الكَعَبات ". وَقيل: " ذَا الكَعَبات ". والكَعْبة: الغرفة، أرَاهُ لتربعها أَيْضا.

وثوب مُكَعَّب: مطوي مربعًا. وَقيل: مطوي شَدِيد الإدراج فِي تربيع. وَقَالَ الَّلحيانيّ: برد مُكَعَّب: فِيهِ وشى مربع. والمُكَعَّب: الْمُوشى.

والكَعْبُ: عقدَة مَا بَين الأنبوبين، من الْقصب والقنا، وَقيل: هُوَ مَا بَين كل عقدتين. وَقيل هُوَ طرف الأنبوب الناشز. وَجمعه: كُعوب، وكِعاب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وألْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً ... يُبارِين الأعِنَّة كالكِعابِ

يَعْنِي أَن بَعْضهَا يَتْلُو بَعْضًا ككِعاب الرمْح. ورمح بكعب وَاحِد: مستوى الكُعوب، لَيْسَ لَهُ كَعْب اغلظ من آخر. قَالَ أَوْس بن حجر يصف رمحا: تَقَاكَ بكَعْب واحدٍ وتَلَذُّهُ ... يَداكَ إِذا مَا هُزَّ بالكَفّ يعْسِلُ

وكَعَّب الْإِنَاء وَغَيره: ملأَهُ.

وكَعَبَتِ الْجَارِيَة تكْعُبُ وتَكْعِبُ، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب: كُعُوباً وكُعُوبَة وكَعابَة، وكَعَّبت: نهد ثديها. وَجَارِيَة كَعابٌ، ومُكَعَّب، وكاعِب. وَجمع الكاعِب: كَوَاعب، وكِعاب، عَن ثَعْلَب. وَأنْشد:

نَجِيبةُ بَطَّال لَدُنْ شَبَّ هَمُّهُ ... لِعابُ الكِعابِ والمدامُ المُشَعْشعُ

ذكر المدام، لِأَنَّهُ عَنى بِهِ الشَّرَاب.

وكَعَب الثدي يَكْعُب، وكَعَّب: نهد. وثدي مُكَعِّب ومُكَعَّبٌ. الْأَخِيرَة نادرة. وَقيل: التَّفلِيك، ثمَّ النهود، ثمَّ التَّكعيب.

والكَعْب: الكتلة من السّمن. والكَعْب من اللَّبن: قدر صُبَّة.

وكَعَبه كَعْبا: ضربه على يَابِس، كالرأس وَنَحْوه.

وأكعَبَ الرجل: أسْرع. وَقيل: هُوَ إِذا انْطلق وَلم يلْتَفت إِلَى شَيْء.

وكَعْب: اسْم رجل. والكَعْبان: كَعْب بن كلاب، وَكَعب بن بيعَة. وَقَوله:

رأيتُ الشَّعْب من كعْب وَكَانُوا ... مِنَ الشَّنَآن قد صارُوا كِعابا

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ أَن آراءهم تَفَرَّقت وتضادت، فَكَانَ كل ذِي رَأْي مِنْهُم قَلِيلا على حِدته، فَلذَلِك قَالَ: " صَارُوا كعاباً ".

وَأَبُو مُكَعِّب الْأَسدي، مشدد الْعين: من شعرائهم. وَقد قدمت أَنه مُكْعِت، بتَخْفِيف الْعين، وبالتء ذَات النقطتين.
كعب
كعَبَ يَكعُب، كُعُوبًا، فهو كاعِب وكَعاب
• كعَبتِ الفتاةُ: نهَد ثَدْيُها وارتفع "كعَب الثّديُ: نهَد وارتفع". 

تكعَّبَ يتكعَّب، تكعُّبًا، فهو مُتَكَعِّب
• تكعَّب ثديُ الفتاة: كعَبَ؛ نهَد وبرز. 

كعَّبَ يكعِّب، تكعيبًا، فهو مُكعِّب، والمفعول مُكعَّب
• كعَّب العُلبةَ: جعلها مُكعَّبة وصاغها على شكل مُكعَّب.
• كعَّب العددَ: ضربه في نفسه مرَّتين، رفَع قوَّتَه إلى ثلاثة "كعَّب الاثنين فصار ثمانية". 

تكعيب [مفرد]:
1 - مصدر كعَّبَ.
2 - عمليّة تتمّ في تجليد الكتب بعد خياطة المَلازم. 

تَكْعيبة [مفرد]: عرش الكَرْم أو ما يُدْعَم به "تكعيبة العِنَب ظليلة وارفة". 

تَكعيبيَّة [مفرد]
• التَّكعيبيَّة: (فن) مذهب فنِّي تجريديّ حديث في التَّصوير والرَّسم والنَّحت، يقوم على تحليل واختزال وتجزئة الأشكال الطَّبيعيّة والأشياء والمناظر إلى أشكال تجريديّة والتَّعبير عنها برُسُوم هندسيّة مُكعَّبة، وأبرز مُمَثِّليها (بيكاسُّو). 

كاعِب [مفرد]: ج كواعِبُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كعَبَ: "الكاعب الحسناء تَرْ ... فُلُ في الدِّمَقْس وفي الحريرِ- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا. وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} ". 

كَعاب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كعَبَ. 

كَعْب [مفرد]: ج أكْعُب وكِعاب وكُعْب وكُعُوب:
1 - كلّ ما ارتفع وعلا "كَعْب الباب/ الحِذاء".
2 - عُقْدة القَصَب بين الأنبوبتين.
3 - (شر) عظم ناتئ على جانبي الــسَّاق عند ملتقاها بالقدم "لكل قدم كعبان عن يمينها وعن يسارها- أحسّ بألم في كعبه- {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} ".
4 - شرف ومَجْد "هو عالي الكَعْب: من أشراف الناس- ذهب كعبُهم" ° أعلى اللهُ كعبَهم: رفع شأنهم.
• كعْب العدد: (جب) الحاصل من ضربه بمربعه أو الحاصل من ثلاثة عوامل متساوية لهذا العدد.
• كَعْب الشِّيك: (قص) الجزء المتبقي بالدَّفتر الذي تكتب
 فيه بيانات مطابقة لبيانات الشِّيك الصَّادر.
• كعبا النّرد: عظمان مُكعَّبان يُلعب بهما فيه. 

كَعْبَة [مفرد]: ج كَعَبَات وكَعْبات وكِعاب: مُتَّجَه "القاهرة كَعْبَة القُصّاد".
• الكَعْبة: أوّل بناء وضع للنَّاس من أجل العبادة؛ مُكعَّب الشّكل رفع بناءه النَّبيّ إبراهيم عليه السَّلام بمكّة وجدَّدته قريش، وتسمَّى كذلك البيت العتيق، والبيت الحرام " {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} " ° سدانة الكعبة: خِدْمتُها. 

كُعوب [مفرد]: مصدر كعَبَ. 

مُكعَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كعَّبَ.
2 - (جب) عدد حاصل من ضربه بمُرَبّعه؛ فثمانية هو مكعَّب اثنين "جذْر مكعَّب- ثلاثة أمتار مُكعَّبة".
3 - مُجَسَّم له ستَّه سُطُوح أو أوجه مُربّعة متساوية ومتوازية "علبه مُكعَّبة".
• مُكعَّب المَرَق: مُكعَّب صغير يحوي خلاصةَ الدَّجاج أو اللّحم المبَهَّر أو الخضراوات، يستخدم في الحَساء للنكهة. 
[كعب] الكَعْبُ: العظم الناشز عند ملتقى الــساق والقدم. وأنكر الاصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم. وكعوب الرمح: النواشزُ في أطراف الأنابيب. والكَعابُ بالفتح: الكاعِب، وهي الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. وقد كَعَبَتْ تَكْعَبُ بالضم كُعوباً: وكَعَّبَتْ بالتشديد مثله. وبُرْد مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ مربَّعٌ. وثوب مكعَّب، أي مطويٌّ شديد الإدراج. والكَعْبُ: القطعة من السمن. والكعبان: كعب بن كلاب، وكعب بن ربيعة بن عقيل بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والكعبة: البيت الحرام، يقال: سمى بذلك لتربعه. وذو الكعبات: بيت كان لربيعة وكانوا يطوفون به.

كعب


كَعَبَ(n. ac.
كِعَاْبَة
كُعُوْب
كُعُوْبَة)
a. Had protuberant, swelling breasts.
b.(n. ac. كُعُوْب), Swelled (breasts).
c.(n. ac. كَعْب), Filled.
d. Beat.

كَعَّبَa. see I (a) (b), (c), (d).
e. Made square, cubic; cubed (
number ).
f. Folded.
g. Put forth its knots (reed).
أَكْعَبَa. Hastened, hurried.

كَعْب
(pl.
أَكْعُب
كِعَاْب كُعُوْب)
a. Joint.
b. Ankle; ankle-bone.
c. (pl.
كُعْب كِعَاْب), Cube; ossicle; die.
d. (pl.
كُعُوْب), Knot, joint.
e. Lump ( of butter & c. ).
f. Glory.

كَعْبَة
(pl.
كَعَبَات)
a. see 1 (c)b. Square building.
c. [art.], Temple of Mecca.
كُعْبa. Breast.

كُعْبَةa. Virginity, maidenhead.

كَاْعِب
(pl.
كَوَاْعِبُ)
a. Protuberant; fullydeveloped (breast).
b. see 22
كَعَاْبa. Having fully-developed breasts (girl).

N. Ag.
كَعَّبَa. see 21 (a) & 22c. Hard (face).
N. P.
كَعَّبَa. Cubic, cube.
b. Checkered, plaid (garment).
c. Folded.

N. Ag.
تَكَعَّبَa. see 21 (a)
كعب
كَعْبُ الرّجل: العظم الذي عند ملتقى القدم والــساق. قال: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
[المائدة/ 6] . والكَعْبَةُ: كلّ بيت على هيئته في التّربيع، وبها سمّيت الكَعْبَةُ. قال تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة/ 97] . وذو الكَعْبَاتِ: بيت كان في الجاهلية لبني ربيعة، وفلان جالس في كَعْبَتِهِ، أي: غرفته وبيته على تلك الهيئة، وامرأة كاعِبٌ:
تَكَعَّبَ ثدياها، وقد كَعبَتْ كِعَابَةً، والجمع كَوَاعِبُ، قال: وَكَواعِبَ أَتْراباً [النبأ/ 33] ، وقد يقال: كَعَبَ الثّدي كَعْباً، وكَعَّبَ تَكْعِيباً ، وثوب مُكَعَّبٌ: مطويّ شديد الإدراج، وكلّ ما بين العقدتين من القصب والرّمح يقال له:
كَعْبٌ، تشبيها بالكعب في الفصل بين العقدتين، كفصل الكعب بين الــسّاق والقدم.
كعب: كعّب وأكعب حين تأتي قبل كلمة زربولة تعني: انهض جانباً من أعلى الحذاء التي هي ضد (ثني كعب الحذاء)، (باسم40): (حين خرج باسم ورأى انهم قد حسبوه شرطياً): لبس شاشَهُ وكعب زربوله وفي ص44): فاكعب زربوله وسوا لفة عمامته وشمر يديه وبعد ذلك في (ص48): حين أراد أن لا يعرف: وكسَر كعب زربوله.
كعْب: كعب الحذاء والجمع أكعاب ويقال كعب مبارك، أي كعب يجلب السعادة، (ألف ليلة، برسل، 4، 164): لا رأيت لك كعب مبارك على وهي تعني لم أجد في زيارتك ما يحمل السعادة لي؛ أنظر (ماكني 1، 156): قالوا: هذا كعب المولود حسن وقد وردت في طبعة بولاق: إن قدم هذا المولود مبارك. وفي التعبير عن خلاف هذا المعنى (باسم 32): وأنتم جئتم أمس إلى عندي بطلتوني (بطلتموني في مخطوطة [1] من صنعتي التي لي فيها عشرين سنة وهذا بقدومكم وكعبكم المدور وفي (ص55): أنتم كعبكم مشوم -كذا-.
كعب الرمح: زُجّ الرمح (عَقِبه). (بوشر)؛ مُطّرد مستوى الكعب، ديوان الهذليين 142، 1. الجزء الخلفي للسهم (الجريدة الآسيوية 1848، 2، 210).
ثنى كعب الصرمة: ثنى جوانب الحذاء من الداخل (بوشر) وفيه كسر كعب زربوله (ينظر هذا الفعل في موضعه من (المصنف).
كعب: عُظيمة، شزنة: وجمعها أكعاب (براكس جريدة الشرق، الجزائر والمستعمرات 84).
كعب: كشتبان، قمع الخياط. (لين). (ألف ليلة، 1، 610).
كعب: مكعب وجمعها كعوب (بوشر).
كعبُ كعبٍ المكعب: القوة السادسة (الجريدة الآسيوية 1834، 1، 435).
كعب الرَّجل: عظم في الرَّجل على هيئة مكعب.
كعب: ورم في رسغ الفرس في منتصف الحوشب (وهو مفصل يقع بين الجزء الأسفل من الوظيف والجزء الأعلى من الرسغ) وفوق شِكال الجانب الأيمن للجواد أو الأيسر (ابن العوام 2، 651، 6 وما تلا ذلك).
كعبة: وجمعها كعوب: حافر الحيوان (ألكالا).
كعبة: كتلة من النشا (أنظر في هذا معجم مادة مروزيا) وعند (فريتاج) مادة كعب.
كعبي: مكعب، تكعبي (بوشر).
اكعاب: أرنب (دومب 64).
تكعيب: تحويل إلى مكعب، تكعيب (حساب الحجم). (بوشر).
تكعيب: عريش، مِرزَح. (بوشر).
تكعيبة: عريش، كرم معترش (كرم مسند إلى حائط أو إلى عريش). (بوشر).
مِكعَب: المداس لا يبلغ الكعبين. وهو غير عربي (محيط المحيط).
مُكَعّب. رمح مكعّب: رمح يصنع من خشب الاسل ذو العُقد القوية (كوسج. كرست 80، 2).
مكعّب: مكعب (صفة) تكعيبي. (بوشر).
مكعَّب: مكعب (مادة). (بوشر).
مكعَّب: عريش، مِرزح. (بوشر، ألف ليلة 1، 297؛ 2، 253؛ 4، 45؛ 4؛ 247 برسل 3، 139) وفيه ينبغي أن نقرأ مكعب خيزران.
كعب: {وكواعب}: من اللواتي تكعب نهدها أي صار كالكعب.

كعب



كَعَبَ الثَّدْىُ, aor. ـِ and كَعُبَ, (it seems to be implied in one place in the K, that the aor. is كَعَبَ; but this is not the case; TA,) inf. n. كُعُوبٌ and كِعَابَةٌ (by MF written كَعَابَةٌ) and كُعُوبَةٌ; and ↓ كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ; The girl's breast swelled, or became prominent or protuberant, (K,) and round: (TA:) [or began to swell, &c.: see كَاعِبٌ]: or they use the term تَفْلِيكٌ; then نُهُودٌ; and then تَكْعِيبٌ; [as applied to the successive stages of growth of the breast]. (TA.) كَعَبَتِ الجَارِيَةُ, aor. ـُ (and كَعِبَ, TA,) inf. n. كُعُوبٌ; and ↓ كعّبت; [and ↓ تكعّبت; (A, TA in art. عج;)] The girl had breasts beginning to swell, or become prominent, or protuberant: (IAth, S:) [or had swelling, prominent, or protuberant, breasts: see كَاعِبٌ].

A2: كَعَبَهُ, inf. n. كَعْبٌ, He beat him on a hard, or tough, part; as the head, and the like: (TA:) [and so ↓ كعّبه: for it is mentioned in the TA, that a certain king was surnamed المُكَعِّبُ from his beating the protuberances of people's heads].

A3: كَعَبَ, aor. ـَ (K;) and ↓ كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ; (TA;) He filled a vessel (K) &c. (TA.) 2 كَعَّبَ [كعّب It (a reed, or cane,) put forth, or produced, its jointed stem. b2: Hence the phrase:] إِنِّى أَرَى الشَّرَّ كَعَّبَ [(assumed tropical:) Verily I see the evil to have grown, like reeds when they put forth their jointed stems.] (TA, voce نَبَّبَ.) b3: كعّب لَبَبَهَا He put to her breast-band [the pronoun app. referring to دَابَّة “ a beast of carriage ”] edges, or borders, like كُعُوب [app. meaning play-bones, or dice, or similar things.]. (TA.) b4: كعّب, inf. n. تَكْعِيبٌ, He folded a garment, or piece of cloth, hard, or firmly, accord. to some, in a square form. (TA.) See also مُكَعَّبٌ. b5: He made it square, (K,) [or rather of a cubic form]. b6: And see 1 in four places.4 اكعب, inf. n. إِكْعَابٌ, He hastened: (K:) or he went away, paying no regard to anything: (TA:) or, inf. n. كَعَابٌ, he went away injuriously (مُضَارًّا [an act. part. n.]) not caring for what was behind him, [or for the people whom he left behind him]: like كَلَّلَ. (Aboo-Sa'eed.) كَعْبٌ Any joint, juncture, or place of division, of the bones. (K.) b2: Also, [and more commonly, The ankle-bone, or talus;] in a man, what projects above the tarsus, where the foot is set on; (TA;) what projects above the foot; (K;) the bone that projects at the place of junction of the shank and the foot; (AA, As, S, Msb;) each foot has two bones thus termed; one on the right and the other on the left; (Msb;) each of the two bones that project on either side of the foot; (K, TA:) or the anklejoint, or tarsal-joint; the joint that is between the shank and the foot: (IAar, &c., Msb:) As rejected the saying of the [common] people, that it is in the upper part (ظَهْر) of the foot: (S:) some persons say, that it is each of the two bones that are in the upper part (ظَهْر) of the foot: so say the Shee'ah: and in like manner Yahyà Ibn-El-Hárith speaks of the كِعَاب as in the middle of the foot: (TA:) pl. [of pauc.] أَكْعُبٌ and [of mult.] كُعُوبٌ and كِعَابٌ. (K.) b3: جَارِيَةٌ دَرْمَاءُ الكُعُوبِ A girl the heads of whose bones are not big [or prominent]. b4: Also employed with reference to any quadruped; meaning, in a horse, What is between each وَظِيف and سَاق: or between the bone of the وظيف and the bone of the ساق; which projects backwards: [by this is meant, not the fetlock-joint, or hind fetlock-joint, but the hock: for it has been shown, voce عُرْقُوب, that the term كَعْب, with reference to quadrupeds, is sometimes applied to what anatomists term the tarsus]. (TA.) b5: كَعْبٌ and ↓ كَعْبَةٌ [An ossicle] with which one plays; [a play-bone; a cockal-bone; the superior bone of the tarsus, called by anatomists astragalus or as tali, a little bone, somewhat oblong, taken from the foot of a sheep, or the like, thrown in play, like a die:] (Lh, K:) the die (فَصّ) that is used in the game of tables, or backgammon, (النَّرْد); (TA;) [any die that is used in play]: pl. (of the former word, TA) كِعَابٌ and (of the latter, TA,) كُعْبٌ and كَعَبَاتٌ. (K: the last so written accord. to the TA; but in the CK كَعْبَاتٌ.) The playing with the كعب is forbidden (Kur v. 92]. (TA.) b6: A conventional term of arithmeticians [a cube]. (K.) b7: (tropical:) A piece of clarified butter; (S;) such [a lump, or compact piece] as is termed كُتْلَة, thereof: (K:) and [a lump] of dates [compacted together]: (M, voce فِدْرَةٌ:) a piece of clarified butter, or of fat or grease. (TA.) b8: (tropical:) What is termed a صُمَّة (or what is poured out at once, or what remains in a vessel, &c., or a small quantity,) of milk, (K,) or of clarified butter. (TA.) b9: (tropical:) [A knot, or joint, of a reed or cane;] what is between each two internodal portions of a reed or cane; (K;) the prominent part that is at the extremity of each of the internodal portions of a spear [of reed or cane]: (S:) or an internodal portion, or portion that is between each two knots, or joints, of a reed or cane: (Msb:) pl. كُعُوبٌ and كِعَابٌ. (TA.) b10: By صاروا كعابا, in the following verse, رَأَيْتُ الشَّعْبَ مِنْ كَعْبٍ وَكَانُوا مِنَ الشَّنْآنِ قَدْ صَارُوا كِعَابَا the poet means, they were divided and opposed in mind or opinion, so that each portion that was of one mind, or opinion, became a party by itself. (AAF.) [He seems to compare them to play-bones thrown on the ground; or to the several joints, or knots, of a reed, or cane; or to a spear not equal, or uniform, in the joints, or knots, of its cane-shaft.] b11: رُمْحٌ بِكَعْبٍ وَاحِدٍ

A spear with equal, or uniform, knots, or joints; not having one knot, or joint, thicker than another. (TA.) A2: (tropical:) Eminence, or nobility, and glory. (K.) b2: رَجُلٌ عَالِى الكَعْبِ A man eminent, or noble, and successful in his enterprises. (TA.) b3: أَعْلَى اللّٰهُ كَعْبَهُ May God exalt his glory! (TA, from a trad.) b4: لَا يَزَالُ كَعْبُكَ عَاليًا May thy glory not cease to be exalted! See عَالٍ, in art. علو. (TA.) b5: عَلَا كَعْبُكَ بِى Thy nobility, or glory, hath exalted me. (TA.) b6: This signification is taken from the كَعْب of a cane: and كَعْبٌ is applied to Anything elevated. (IAth.) كُعْبٌ A girl's or woman's, breast, (K,) that is swelling, prominent, or protuberant. (TA.) See also كَاعِبٌ.

كَعْبَةٌ see كَعْبٌ. b2: Any square [or cubic] house, or chamber, or the like. (K.) b3: A chamber of the kind called غُرْفَة: (K:) thought by ISd to be so called because of its square [or cubic] form. (TA.) b4: الكَعْبَةُ The Sacred House; [the square, or cubic, building, in the centre of the Temple of Mekkeh]: (S, K:) said to be so called because of its square [or cubic] form: (S:) or because of its height and its square form: also called كَعْبَةُ البَيْتِ [The Kaabeh of the House (of God)]. (TA.) b5: الكَعَبَاتُ, (K,) or ذُو الكَعَبَاتِ, (S, K,) A house [or temple] belonging to the tribe of Rabee'ah, who used to compass it, or perform circuits round it, [as is done round the Kaabeh of Mekkeh]. (S, K: in one copy of the S, written ذُو الكَعَبَيْنِ.) كُعْبَةٌ A girl's virginity, or maidenhead: (K:) [the virgineal membrane: as shown by a verse cited in the TA].

كُعْكُبٌّ: see كُعْكُبَّةٌ.

كُعْكُبَّةٌ A نُونَة of hair: this is made by a woman's disposing her hair in four plaits, and inserting them, one in another; thus they (i. e. the plaits, TA) become [what are termed]

↓ كُعْكُبٌّ [a coll. gen. n., of which كعكبّة is the n. un.]. (K.) b2: Also, and كُعْكُبِيَّةٌ, A certain mode of combing, or dressing, the hair. (K.) b3: [These words are inserted in this art. in the K: but I think that they should be in a separate art., as quadriliteral-radical words; being of the same class as سِمْسَارٌ &c.]

جَارِيَةٌ كَعَابٌ A virgin. (TA.) See كَاعِبٌ.

جَارِيَةٌ كَاعِبٌ, (this is the most common of the epithets here mentioned, TA,) and ↓ كَعَابٌ, (S, K,) and ↓ مُكَعِّبٌ, (K,) and كَاعِبَةٌ, (KL,) and, as written by some, ↓ مُكَعِّبَةٌ, (TA,) A girl whose breasts are beginning to swell, or become prominent, or protuberant: (IAth, S:) or having swelling, prominent, or protuberant, breasts: see 1: (K, TA:) pl. of the first كَوَاعِبُ and [of the first or second] كِعَابٌ; the latter mentioned by Th; the former occurring in the Kur lxxviii. 33. (TA.) b2: ثَدْىٌ كَاعِبٌ. and ↓ مُكَعِّبٌ, and ↓ مُكَعَّبٌ, (in some copies of the K, مُكْعَبٌ, in either case extr., the forms being those of pass. part. ns., and the signification that of an act. part. n.,]) and ↓ مُتَكَعِّبٌ, A girl's breast that is swelling, prominent, or protuberant: (K:) [or beginning to swell, &c,: see 1, and see also كُعْبٌ].

مُكَعَّبٌ see كَاعِبٌ. b2: A بُرْد, (S, K,) and a garment, or piece of cloth, variegated, or figured, (S, K,) with squares. (Lh, S.) Some explain it as signifying variegated, or figured, without applying it particularly to a garment, or piece of cloth, or to a برد. (TA.) b3: A garment, or piece of cloth, folded hard or firmly, (S, K,) accord. to some, in a square form. (TA.) b4: وَجْدٌ مُكَعِّبٌ A hard and projecting face. (TA.) b5: مُكَعَّبَةٌ The kind of basket called دَوْحَلَّةٌ (K) and شَوْغَرَةٌ and وَشَخَةٌ. (TA.) مُكَعِّبٌ: see كَاعِبٌ and 1.

مُتَكَعِّبٌ: see كَاعِبٌ.

شمر

شمر
: (شَمَرَ) يَشْمُرَ شَمْراً، (وشَمَّرَ) تَشْمِيراً، (وانْشَمَرَ وتَشَمَّر) ، (مَرَّ جَادّاً) .
والشَّمْرُ والتَّشْمِيرُ فِي الأَمْرِ: الجِدُّ فِيهِ والاجْتِهَادُ.
(أَو) مَرَّ فلانٌ يَشْمُرُ شَمْراً، إِذَا مَشَى (مُخْتَالاً) .
(و) يُقَال: (تَشَمَّرَ للأَمْرِ) وانْشَمَرَ لَهُ، إِذَا (تَهَيَّأَ) .
(و) رَجُلٌ (شِمْرٌ، بالكَسْرِ، وشِمِّيرٌ) ، كسِكِّيتٍ، وَهُوَ من أَبنيةِ المُبَالغة. (وشَمَّرِيٌّ) ، بِفَتْح الشين وَالْمِيم المشَدّدة، (وشِمِّرِيّ) ، بكسرهما مَعَ شدّ الْمِيم، و (شُمُّرِيّ) ، بضمّهما مَعَ شدّ الْمِيم، (وشِمَّرِيّ، كقِنَّبِيّ) ، أَي بِكَسْر الشين وَتَشْديد الْمِيم الْمَفْتُوحَة، (ومُشَمِّر، كمُحَدِّثٍ، أَي ماضٍ فِي الأُمورِ) والحوائِجِ (مُجَرِّبٌ) ، وأَكثرُ ذالك فِي السَّفَر، وَهُوَ مَجَاز، وَفِي حَدِيث سَطِيح:
شَمِّرْ فإِنّكَ ماضِي العَزْمِ شِمِّيرُ
وَقَالَ الفرّاءُ: الشَّمَّرِيّ: الكَيِّسُ فِي الأُمُورِ المُنْكَمِشُ، وأَنشد:
ليسَ أَخُو الحاجَاتِ إِلاّ الشَّمَّرِي
والجَمَل البازِلَ والطِّرْفَ القَوِي
وَقَالَ أَبو بكْرٍ فِي الشَّمَّرِيّ: ثلاثةُ أقوالٍ: قَالَ قَوْمٌ: الشَّمَّرِيّ: الحادُّ النِّحْرِيرُ. وأَنشد:
ولَيِّن الشِّيمَةِ شَمَّرِيّ
ليسَ بفَحّاشٍ وَلَا بَذِيّ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّمَّرِيُّ: المُنْكَمِشُ فِي الشَّرّ والباطِلِ، المُتَجَرِّدُ لذالك، وَهُوَ مأْخُوذٌ من التَّشْمِيرِ، وَهُوَ الجِدّ والانكماش.
وَقيل: الشَّمَّرِيّ: الَّذِي يَمْضِي لِوَجْهِه، ويَرْكَب رأْسَه لَا يَرْتَدِعُ.
وَقد انْشَمَرَ لهاذا الأَمْرِ، وشمَّر إِزارَه.
(والشَّمْرُ: تَقْلِيصُ الشَّيْءِ، كالتَّشْمِيرِ) ، وشَمَّرَ الشَّيْءَ، فتَشَمَّرَ: قَلَّصَه فتَقَلَّصَ، وكلُّ قالِصٍ فإِنّه مُتَشَمِّرٌ.
(و) من المَجَاز: الشَّمْرُ: (صِرَامُ النَّخْلِ) ، وشَمَرْتُ النَّخْلَ: صَرَمْتُه.
(وشَمَّرَ الثَّوْبَ تَشْمِيراً: رَفَعَهُ) ، وَمن أَمثالهم: (شَمَّرَ ذَيْلاً، وادَّرَعَ لَيْلاً) أَي قَلَّصَ ذَيْلَه.
(و) من المَجَاز: شَمَّرَ للأَمْرِ، و (فِي الأَمْرِ) ، وَكَذَا شَمَّرَ لَهُ أَذْيَالَه، وشَمَّر عَن ساقِــه، أَي (خَفَّ) ونَهَضَ.
(و) من المَجَاز: شَمَّرَ المَلاّحُ (السَّفِينَةَ وغيرَهَا) ، كالسَّهْمِ والصَّقْرِ: (أَرْسَلَهَا) ، قَالَ الأَصمَعِيّ: التَّشْمِيرُ: الإِرْسَالُ، من قَوْلهم: شَمَّرْتُ السَّفِينَةَ: أَرْسَلْتُهَا، وشَمَّرْتُ السَّهْمَ: أَرْسَلَتْهُ.
وَقَالَ ابْن سِيدَه: شَمَّرَ الشَّيْءَ: أَرْسلَه.
وخَصَّ ابنُ الأَعرابِيّ بِهِ السَّفِينَةَ والسَّهْمَ، قَالَ الشَّمّاخُ يَذكُرُ أَمراً نَزَلَ بِه:
أَرِقْتُ لَهُ فِي القَوْمِ والصُّبْحُ ساطِعٌ
كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَه الغالِي
وَفِي حديثِ عُمَر، رَضِي الله عَنهُ، أَنه قَالَ: (لَا يُقرُّ أَحَدٌ أَنّه كَانَ يَطَأُ وَلِيدَتَه إِلاّ أَلْحَقْتُ بِهِ وَلَدَها فَمن شاءَ فليُمْسِكْهَا، ومنْ شاءَ فليُسَمِّرْها) ، قَالَ أَبو عُبَيْد: هاكذا الحَدِيث بِالسِّين، قَالَ: وسَمِعْتُ الأَصمعيّ يَقُول: أَعْرِفُ التَّشْمِيرَ بالشّين، وَهُوَ الإِرْسالُ. قَالَ: وأُراه من قَوْلِ الناسِ: شَمَّرْتُ السَّفِينَة أَرسَلْتُها، فحُوِّلت الشينُ إِلى السِّين.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الشّين كَثيرٌ فِي الشِّعْر وغيرِه، وأَما السِّين فَلم أَسمَعه فِي شيْءٍ من الْكَلَام إِلاّ فِي هاذا الحَدِيث، قَالَ: وَلَا أُرَاهَا إِلاّ تَحْوِيلاً، كَمَا قالُوا: شَمَّتَ العَاطِسِ وسَمَّتَه.
(و) من أَمثَالهم: أَلْجَأَهُ الخَوْفُ إِلى (شَرَ شِمِرَ، كفِلِزَ) ، أَي (شَدِيد) يُتَشَمَّرُ فِيهِ عَن السّاعِدَيْن.
(وشَمِرُ بنُ أَفْرِيقِشَ، ككَتِفٍ) : أَحَدُ تَبابِعَةِ اليَمَنِ، وَفِي الرَّوْضِ: هُوَ شَمِرُ بنُ الأُمْلُوكِ، واسمُه مالِك، وَهُوَ غيرُ أَبِي شَمِرٍ الغَسّانِيّ، والدِ الحارِثِ بنِ أَبي شَمِرٍ، يُقَال: إِنّه (غَزَا مَدِينَةَ السُّغْدِ) بالضّمّ، وَقد تقدّم فِي الدَّال الْمُهْملَة، (فقَلَعَها) وأَبادَ أَهلَها، (فَقيل: شَمِرْكَنْدَ) ، وَمَعْنَاهُ مَهْدُومُ شَمِرٍ ومَقْلُوعُه، (أَو بَناها) بعدَ مَا خَرِبَتْ، (فقيلَ: شَمِرْكَنْت) ، وَمَعْنَاهُ: قَرْيَةُ شَمِرٍ، (وَهِي) ، أَي كَنْت (بالتُّرْكِيَّة القَرْيَةُ) ، كَمَا أَن كَنْد بالفَارسيّة قلع، ولعلّ هاذا فِي التُّرْكِيَّة القديمةِ الَّتِي لم تُستعمل الْيَوْم، فإِنّ القَرْيَةَ بلسانِهم الْآن هِيَ كُوى، بضَمّ الكافِ المُمَالَةِ، (فعُرِّبَتْ سَمَرْقَنْدَ) ، فجُعِلَت الشّينُ المعجمةُ سيِيناً مُهْملَة، من فتْح السِّين وَالْمِيم وَسُكُون الراءِ، وجُعلت الكافُ قافاً، وأُبْدِلت التاءُ على القَوْل الثَّانِي دَالا، لتَجَاوُرِ مَخْرَجيهما، قَالَه الصاغانيّ. (وإِسْكَانُ المِيمِ وفَتْحُ الراءِ) على مَا لَهِجَ بِهِ عامّةُ علماءِ العَصْرِ (لَحْنٌ) ، قَالَ شيخُنَا: وَقد تَعَقَّبَه الشِّهَابُ فِي شَرْحِ الشِّفاءِ، وزادَه إِيضاحاً فِي شفاءِ الغليل.
(وشَمِرُ بنُ حَمْدَوَيْه لُغَوِيٌّ) ، مِثَال كَتِفٍ، قَالَ الصّاغانِيّ: والعامّة تَقول شِمْرٌ.
(والشِّمْرُ، بِالْكَسْرِ: السَّخِيُّ) الشُّجَاع. (و) قَالَ المُؤَرِّجُ: الشِّمْرُ: الزَّوْلُ (البَصِيرُ النّاقِدُ) ، هاكذا بالقَاف وَالدَّال فِي سَائِر النُّسَخ، وَالَّذِي فِي التكملة وَغَيرهَا: النّافِذُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بالفاءِ والذال الْمُعْجَمَة، وأَنشد المُؤَرِّجُ:
قَدْ كُنْتُ سِفْسِيرً قَذُوماً شِمْرَا
القَذُومُ، بِالذَّالِ المُعْجَمَةِ: السَّخِيّ.
(و) شِمْر: (اسْم) رَجُلٍ.
(و) الشِّمْرَةُ، (بهاءٍ: مِشْيَةُ الرَّجُلِ الفاسِدِ) ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الرَّجلِ العَيّار.
(و) الشَّمَارُ (كسَحَابٍ: الرّازِيَانَجُ) ، لُغَة (مِصْرِيّة) ، وَيُقَال أَيضاً: شَمَرٌ، بِغَيْر أَلِفٍ.
(و) شمِيرٌ، (كأَمِيرٍ: جَبَلٌ باليَمَن) قريبٌ من زَبيد.
(و) شَمِيرٌ: (ع بأَرْمِينِيَّة) ، وَالَّذِي فِي التكملة ومُعْجَمِ أَبِي عُبَيْد مَا نَصُّه شَمِير أُمّ حصن مَوْضع بأَرْمِينِيَّةَ.
(وشَمِيرانُ: د، بهَا) أَي بأَرْمِينِيَّةَ.
(و) شَمِيرَانُ (ة بمَرْو) الشّاهجانِ مِنْهَا: أَبو المُظَفَّرِ محمّدُ بنُ العبّاسِ بنِ جَعْفَر بن عبد الله الشَّمِيرانِيّ، عَن أَبي بكرٍ النَّسَوِيّ الْحَافِظ، وَعنهُ أَبو جَعْفَر الهَمدانِيّ، مَاتَ سنة 494.
(و) بَنو الشَّمِيرِ: (بَطْنٌ من خَوْلانَ، وهُمْ شَمِيرِيُّونَ) ، باليَمَن، بِفَتْح الشين.
(و) فِي حَدِيثٍ فِي قِصَّة عُوجِ بنِ عَنَقٍ مَعَ مُوسَى، على نبِيِّنا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسَّلام: (أَنّ الهُدْهُدَ جاءَ بالشَّمُّورِ، فجابَ الصَّخْرَةَ علَى قَدْرِ رَأْسِه) هُوَ (كتَنُّورٍ) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: قَالَ الخَطّابِيّ: لم أَسمعْ فِيهِ شَيْئاً أَعْتَمِدُه، وأُراه (المَاس) ، يَعْنِي الَّذِي يُثْقَبُ بِهِ الجَوْهَرُ، وَهُوَ فَعُّولٌ من الانْشِمَارِ والاشْتِمَار: المُضِيّ والنُّفُوذ.
(و) شَمَّرُ، (كبَقَّم) : اسمُ (فَرَس جَدِّ جَمِيلِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَعْمَرٍ الشَّاعِرِ) ، قَالَ جَمِيلٌ:
أَبُوكَ حُبَابٌ سَارِقُ الضَّيْفِ بُرْدَه
وجَدِّيَ يَا حَجّاجُ فارِسُ شَمَّرَا
ويُرْوَى شِمَّرَا، بِكَسْر الشين، رَوَاهُ أَحمدُ المَرْوقِيّ، قَالَه الصاغانيّ.
(و) شَمَّرُ أَيضاً: اسْم (نَاقَة) للشَّمّاخِ، قَالَ الشَّمّاخُ:
ولمّا رَأَيْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ
تَسَلَّيْتُ حَاجَاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرَا
ويروى: عَرَّشَ هَوْنُهُ، أَي أَبطأَ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: وكُرَاع: شَمَّرُ: اسمُ ناقةٍ، ورَوَى ابنُ دُرَيْدٍ: بِزَيْمَرَا، وَقَالَ: زَيْمَر: اسْم ناقَة.
(و) شَمَّرُ أَيضاً: اسْم (رَجُل) ، قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
فَهَلْ أَنَا ماشٍ بَيْنَ شُوطَ وحَيَّةٍ
وهلْ أَنا لاقٍ حَيَّ قَيْسِ بنِ شَمَّرَا
قَالَ الصاغانيّ: قَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: قيْسُ بنُ شَمَّرَ، وأَخُوهُ زُرَيْقٌ: ابنَا عَمِّ جَذِيمَةَ بنِ زُهَيْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بن سَلامَانَ الطّائِيّ.
(والشِّمِّيرُ، كسِكِّيتٍ) ، مِن أَبْنِيَة المُبَالَغةِ، هُوَ (المُشَمِّرُ المُجِدُّ) الماضِي فِي الأُمورِ.
(و) الشِّمِّيرُ: (النّاقَةُ السَّرِيعَةُ) فِي السَّيْرِ، (كالشِّمّرِيَّةِ) ، بِكَسْر الشين وكَسْر الْمِيم المشَدّدة (وتُفْتَحُ الْمِيم، وتُضَمّانِ وتُفْتَحَانِ) ، فَهِيَ أَربعُ لُغَاتٍ.
(وأَشْمَرَهُ بالسَّيْفِ: أَدْرَجَه) ، قَالَه الصّاغانيّ.
(و) أَشْمَرَ (الإِبِلَ) ، وشَمَّرَها تَشْمِيراً، إِذا (أَكْمَشَها وأَعْجَلَهَا) ، وأَنشد الأَصْمعِيّ:
لمّا ارْتَحَلْنَا وأَشْمَرْنَا رَكَائِبَنَا
ودُونَ دَارِكِ للجُونِيّ تَلْغَاطُ
(و) أَشْمَرَ (الجمَلُ طَرُوقَتَه: أَلْقَحَها) ، قَالَه الصّاغانيّ.
(وشَاةٌ شامِرٌ، وشامِرَةٌ: انْضَمَّ ضَرْعُها إِلى بَطْنِها) ، من غير فِعْلٍ.
(ولِثَةٌ شامِرَةٌ ومُتَشَمِّرَةٌ: لازِقَةٌ بأَسْنَاخِ الأَسْنَانِ) ، وكذالِكَ شَفَةٌ شامِرَةٌ ومُشَمِّرَةٌ، إِذا كَانَت قالِصَةً.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
نَزَفَ ماءُ البِئْرِ، وانْشَمَر، أَي ذَهَبَ.
ونَجاءٌ مُشَمِّرٌ، أَي جادٌّ.
وشَمَّرَت الحَرْبُ، وشَمَّرَتْ عَن ساقَــيْهَا.
وشَمَّرَ الصَّقْرَ: أَرْسَلَه.
وشَمَّرُ ذُو الجَنَاح: من حِمْيَر، وَفِي حِمْيَر أَيضاً شَمِرٌ، بِكَسْر الْمِيم مخفَّفاً. قلت: وَهُوَ شَمِرٌ أَبو كَرِب الذِي يَقُول:
أَنَا شَمِرٌ أَبو كَرِبَ اليَمَانِي
جَلَبْتُ الخَيْلَ من يَمَنٍ وشَامِ
والأُشْمُورُ، بالضَّمّ: موضعٌ قُرْبَ حِصْنَ ثَلاَ.
والشَّمَّرِيّونَ، بالفَتْح مشدَّداً: نِسْبَة إِلى شَمَّرَ بنِ عَبْدِ بن جَذِيمَة، بطْن من طَيِّىءٍ، مِنْهُم الحُرَيْفِشُ بنُ عَبدةَ بنِ امرىءِ القَيْسِ بن زَيْد بن عَبْدِ رِضا الطّائِيّ الشَّمَّرِيّ.
وإِبراهيمُ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ بنِ محمّد بن الحَجّاج الشَّمَّرِيّ، ذَكَرَه الهَمْدَانِيّ فِي نَسبِ حِمْيَر.
والشِّمْرِيُّونَ بالكَسْر فالسكون: طائِفَةٌ من المُرْجِئَةِ نُسِبُوا إِلى شِمْر، وَله مَقالَةٌ خَبِيثَةٌ.
والمَلِكُ المُشَمِّرُ: خَضِرُ بنُ يُوسفَ بن أَيّوبَ بن شادِي، رَوَى بمصْرَ وحَدَّثَ وسمِعَ الكَثِيرَ، وُلِدَ سَنَةَ 568 تَرجَمَهُ أَبو حَامِد الصّابُونيّ فِي إِكمال الإِكمال تَبَعاً لِابْنِ نُقْطَةَ. وشَمَّرُ، كبَقَّم: جَبَلٌ بنَجْد.
وشَمْرٌ بِفَتْح فَسُكُون: عَقَبَةٌ قُرْبَ مَكَّة.
وشَمْرُ بنُ يَقْظَانَ، أَبو عَبْلَةَ الشّامِيّ: تابِعِيّ رَوَى عَنهُ ابنُه إِبراهِيمُ بنُ أَبي عَبْلَةَ.
وشمَّر بن جَعْوَنَة، عَن ابنِ عُمَرَ.
وشُمَيْرُ بنُ عبدِ المَدَانِ عَن أَبْيَضَ بنِ حَمَّالٍ المازِنيّ.
(شمر)
شمرا مر جادا وَمَشى مختالا وَالشَّيْء قلصه وَضم بعضه إِلَى بعض
(شمر) - في حديث عُوج بن عُنُق: "إنَّ الهُدْهُدَ جاء بالشَّمُّور" كذا ذكره صاحب التَّتِمَّة وفَسَّره بالمَاسِ الذي يَثْقُب الحَدِيدَ والحَجَر، وهو من الانْشِمار، وهو المُضِىّ.
(شمر) شمر وَفِي الْأَمر خف ونهض وللأمر تهَيَّأ وَيُقَال شمر عَن ساعده أَو عَن سَاقــه جد وشمرت الْحَرْب وشمرت عَن سَاقــهَا اشتدت وَالشَّيْء قلصه وثوبه رَفعه عَن ساعديه أَو عَن سَاقــيه وَالدَّابَّة أشمرها
ش م ر : التَّشْمِيرُ فِي الْأَمْرِ السُّرْعَةُ فِيهِ وَالْخِفَّةُ وَشَمَّرَ ثَوْبَهُ رَفَعَهُ وَمِنْهُ قِيلَ شَمَّرَ فِي الْعِبَادَةِ إذَا اجْتَهَدَ وَبَالَغَ وَشَمَّرْتُ السَّهْمَ أَرْسَلْتُهُ مُصَوَّبًا عَلَى الصَّيْدِ. 
ش م ر: (الشَّمْرُ) الِاخْتِيَالُ فِي الْمَشْيِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (شَمَرَ) إِزَارَهُ (تَشْمِيرًا) رَفَعَهُ. يُقَالُ: (شَمَّرَ) عَنْ سَاقِــهِ. وَشَمَّرَ فِي أَمْرِهِ أَيْ خَفَّ. وَ (انْشَمَرَ) لِلْأَمْرِ وَ (تَشَمَّرَ) أَيْ تَهَيَّأَ. وَ (التَّشْمِيرُ) الْإِرْسَالُ مِنْ قَوْلِهِمْ: (شَمَّرَ) السَّفِينَةَ أَيْ أَرْسَلَهَا وَشَمَّرَ السَّهْمَ أَيْ أَرْسَلَهُ. 
[شمر] نه: فيه: لا يقرن أحد أنه يطأ جاريته إلا ألحقت به ولدها فمن شاء فليمسكها ومن شاء "فليشمرها" أي ليرسلها؛ أبو عبيد: هو بسين مهملة بمعناه - وقد مر. وفيه: "شمر" فإنك ماضي الهم "شمير"، هو بالكسر والتشديد من التشمر في الأمر والتشمير وهو الجد فيه والاجتهاد. وفيه: و"شمر" إلى ذي المجاز، أي قصد وصمم وأرسل إبله نحوها. وفي ح عوج مع موسى عليه السلام: إن الهدهد جاء "بالشمور" فجاب الصخرة على قدر رأس إبرة، ولعله الماس يثقب به الجوهر، وهو فعول من الانشمار والاشمار: المضي والنفوذ. ك: خرج "مشمرًا" أي رافعًا ثوبه إلى أنصاف ساقــيه.

شمر


شَمَرَ(n. ac. شَمْر)
a. Tucked up his clothes, braced or girded himself (
for action ); hastened, went quickly.
b. Gathered.

شَمَّرَ
a. [Fī], Applied himself vigorously to; was quick
energetic about.
b. see I
أَشْمَرَ
a. [La], Prepared himself for.
b. Urged on.
c. [acc. & Bi], Destroyed with ( the sword ).

تَشَمَّرَa. see I (a)
& IV (a).
إِنْشَمَرَa. see I (a)
. & IV (a)
إِشْتَمَرَa. see I (a)
شِمْرa. Nimble.
b. Generous.

شُمْرَةa. Fennel.

شَمَرِيّ
شِمَرِيّa. see 30
شُمَرa. see 3t
شَاْمِرa. see 21t (b)
شَاْمِرَة
(pl.
شَوَاْمِرُ)
a. Adhering to the jaw (gum).
b. Having the udder close to the belly ( sheep).
شَمَاْرa. see 3t
شِمِّيْرa. Energetic, hard worker.

شَمُّوْرa. Diamond.
شمر: شِمْرٌ: اسْمُ مَلِكٍ من مُلُوكِ اليَمَنِ. وشِمَّرٌ: رَجُلٌ أيضاً. والشَّمْرُ: تَشْمِيْرُكَ الثَّوْبَ إذا رَفَعْتَه. وكُلُّ قانِصٍ: مُتَشَمِّرٌ. والشَّمْرُ: التَّبَخْتُرُ، شَمَرَ يَشْمُرُ. ولِثَةٌ مُنْشَمِرَةٌ وشامِرَةٌ: لازِقَةٌ بأسْنَاخِ الأسْنَانِ. ورَجُلٌ مُشَمِّرٌ: ماضٍ في الحَوَائِجِ والأُمُوْرِ، وهو الشَّمَّرِيُّ والشِّمِّرِيُّ. وشَمَّرْتُ السَّفِيْنَةَ: أرْسَلْتَها. وشَمَّرَ إزَارَه للأمْرِ. وأصابَهم شَرٌّ شِمِرٌّ. وشاةٌ شامِرٌ: إذا انْضَمَّ ضَرْعُها إلى بَطْنِها. وشَمِّرِ السَّهْمَ: أرْسِلْهُ. وانْشَمَرَ ماءُ البِئْرِ انْشِماراً: ذَهَبَ. وشَمَرْتُ النَّخْلَ: إذا صَرَمْتَه. وشَمَرْتُ النَّخْلَ: إذا صَرَمْتَه. وأشْمَرْتُ القَوْمَ على كذا. وأشْمَرْتُه بالسَّيْفِ: أي أدْرَجْتُه به. وشَمَّرٌ: اسْمُ ناقَةٍ بوَزْنِ بَقَّمٍ. وإذا ألْقَحَ الجَمَلُ طَرُوْقَتَه قيل: أشْمَرَها.
[شمر] الشَمْرُ: الاختيال في المشي. يقال: مَرَّ فلان يَشْمِرُ شَمْراً. وشَمَّرَ إزاره تَشْميراً: رفَعَه. يقال: شَمَّرَ عن ساقــه. وشَمَّرَ في أمره، أي خَفَّ. ورجلٌ شَمَّرِيٌّ، كأنه منسوب إليه، وقد تسكر منه الشين وينشد:

قد شمرت عن ساق شمرى * والشمرية : الناقة السريعة. وانْشَمَرَ للأمر، أي تهيَّأ له. وتَشَمَّرَ مثلُه. وانْشَمَرَ الفرسُ: أسرعَ. قال الأصمعي: التَشْميرُ: الإِرسال، من قولهم شَمَّرْتُ السفينةَ: أرسلْتها. وشَمَّرْتُ السهم: أرسلته. قال الشماخ يذكر أمراً نزلَ به: أَرِقْتُ له في القومِ والصبحُ ساطعٌ * كما سطعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي - وناقةٌ شمير، مثال فسيق، أي سريعة. وشاة شامر، إذ انضم ضرعها إلى بطنها. وشر شمر، أي شديد. 
ش م ر

شمر أذياله. وتشمر للعمل. ونزف ماء البئر وانشمر: ذهب. ولثة منشمرة: لازقة بأسناخ الأسنان. وأجاءه الخوف إلى شر شمر أي خاف شراً فرده الخوف إلى شر منه. قال طلق بن حنظلة:

والهقل قد أيقن بالشر الشمر ... يفري بهن في الخبار والصحر

يدف بين الطيران والحضر

ومن المجاز: شمر للأمر، وشمر له أذياله، ومنه: رجل شمري. وشمر هذا الشيء: أرسله. وشمرت السهم: أرسلته. قال الشماخ:

كما سطع المريخ شمّره الغالي

وشمر الملاح السفينة. ونجاء مشمر: جاد. قال النمر:

وقال أخو جرم ألا لا هوادة ... ولا وزر إلا النجاء المشمر وقال النابغة:

مشمرين على خوص مزممة ... ترجو الإله وترجو البر والطعما

الأرزاق، مشمرين: جادين. وشمرت الحرب، وشمرت عن ساقــها. قال بشر:

إذا ما شمرت حرب عوان ... يخاف الناس عرتها كفاها

وشمر النخل: صرمه. وشمر الصقر: أرسله.
شمر: شمر من: اغتاظ، غضب (بوشر).
شَمَّر (بالتشديد): شذب الأشجار، ففي ابن العوام (1: 279، 284، 297، 333، 500، 505) وقد سقطت أربع كلمات، وتمام العبارة حسب ما جاء في مخطوطتنا: وانَّ منها ما لا تحتمله فأما الأشجار التي تحتمل التشمير.
انشمر: رفع، قلص ثيابه (عبد الواحد ص155).
انشمر عن: تخلى عن، ترك (تاريخ البربر 2: 87).
شُمر: شمار، رازيانج (بوشر، ميهرن ص30).
شَمْرَة وجمعها شمرات التي ذكرها فوك في مادة vestimentum ولعلها اللفظة الأسبانية zamarra, chamarra وعامية chambra وهي من أصل باسكي ومعناها: رداء من جلد الغنم بصوفه يلبسه الرعاة في الشتاء. والجمع شمرات موجود في العقد الغرناطى فيما يظهر.
شِمْرَة: مشية باختيال وتبختر (المقري 1: 858).
شُمْرَة: شمار، رازيانج (بوشر).
شمرة بحرية: خرء النواتية، قرن الأيل (بوشر). شمرة الخنازير: ذنب الخنازير (نبات) (بوشر).
شمار: حمالات البنطلون (بوشر).
شُمارى: قطلب، الجناء الأحمر. ففي ابن البيطار (1: 265) وهو المسمّى بالقيروان بالشماري بضم الشين المعجمة عند العربان ببرقة.
تَشْمِير: من مصطلح الجراحة ففي مادة قطع الجفن من معجم المنصوري: تشمير: هو قطع قطعة من الجفن الأعلى يعالج بذلك الشعر الزائد.
تشمِير وجمعه تشامير نوع من الملابس ففي معجم ألكالا (( Paletoque)) وقد ترجمه فكتور بما معناه: سترة فارس، ومعطف قصير، وبالطو، سترة. وفي تاريخ بنوزيان (ص102 و) في الكلام عن طحان: وهو لابس تشامير. وفي الادريسي (2: 225) ترجمه جوبرت في الكلام عن الأتراك: ولباسهم ما يسمونه التشمير.
تشميرة: رباط، خيط، ربق، بريم يشد به حذاء أو ثوب (قيطان) (هلو).
مُشَمرَّ: محبوك، محكم (بوشر).
مُشَمَّرة: رباط لرفع الثوب والردنين (المعجم اللاتيني - العربي).
ش م ر

شَمَرَ يَشْمُرُ شَمْراً وانْشَمَرَ وشَمَّرَ وَتَشَمَّرَ مَرَّ جَادّا وَتَشَمَّرَ للأْمرِ تهيَّأً ورجُلٌ شَمِرٌ وشَمِيرٌ وشَمَّرِيٌّ وشِمِّرِيٌّ ماضٍ في الأَمْرِ مُجرّبٌ أكّثَر ذلك في الشِّعْرِ والشَّمَرُ تقْلِيصُ الشيءِ شَمَّرَ الشَّيْءَ فَتَشَمَّرَ قلَّصُه فتقلَّصَ وشَمَّرَ الثَّوبَ رَفَعَه وهو نحو ذلك وشَفَةٌ شامِرَةٌ ومُشَمِّرةٌ قالِصةٌ وكذلك لِثَةٌ شامِرَةٌ وشاةٌ شامِرَةٌ انْضَمَّ ضَرْعُها إلى بَطْنِها من غير فِعْلٍ وشمَّرَ الشيءَ أَرْسَلَه وخَصَّ ابنُ الأعرابِيِّ به السفينةَ والسَّهْمَ قال الشَّمَّاخ

(أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالِي)

وأمَّا قول عُمَرَ رضي اللهُ عنه فَمَنْ شاءَ فلْيُمْسِكْها ومَنْ شاءَ فلْيُسَمِّرْها فإنه عند أبي عُبَيدٍ على تَحْويلِ الشِّينِ سيناً قال لأن التَّسْمِيرَ لم يسمع في شيء من الكَلامِ إلا هنا وشَرٌّ شِمِرٌّ شديدٌ والشَّمِرُ مَلِكٌ من ملوك اليمنِ يقال إنه غَزَا مدينة الصُّغْد فَهَدَمَهَا فَسُمّيت شَمِرْكَنْد وأعربت بِسَمَرْقَنْد وقال بعضهُم بل هو بَنَاها وشَمَّر اسمُ ناقةِ الشَّمّاخِ قال

(ولمَّا رأيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ ... تَسَلّيْتُ حاجاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرَا) وقال كراعٌ شِمَّرِ اسمُ ناقة عَدَلَهَا بِجِلَّق وحِمَّصٍ قال

(أَبُوك حُبَابٌ سارِقُ الضيَّفِ بُرْدَهُ ... وجَدِّيَ يا عبَّاسُ فارِسُ شَمَّرَا)
شمر
شمَرَ يَشمُر، شَمْرًا، فهو شامر، والمفعول مَشْمور
• شمَر كُمَّه: قلّصه وضمّ بعضَه إلى بعض.
• شمَر ثوبَه: رفعه ° شمَر في العبادة: اجتهد. 

تشمَّرَ/ تشمَّرَ لـ يتشمَّر، تشمُّرًا، فهو مُتشمِّر، والمفعول مُتشمَّر له
• تشمَّر الشَّيءُ: مُطاوع شمَّرَ/ شمَّرَ في/ شمَّرَ لـ: تقلَّص "تشمّر الثوبُ".
• تشمَّر للأمر: تهيَّأ له واستعدّ "تشمّر للعمل". 

شمَّرَ/ شمَّرَ في/ شمَّرَ لـ يشمِّر، تشميرًا، فهو مُشمِّر، والمفعول مُشمَّر
• شمَّر ثوبَه: شمَره، قلّصه، رفعه عن ساعدَيه أو عن ساقَــيْه ° شمَّرتِ الحربُ عن ساقِــها: قويت واشتدّت- شمَّر عن ساعده/ شمَّر عن ساقــه/ شمَّر عن ساعِد الجدّ: استعدّ وتهيّأ، جدّ.
• شمَّر في الأمر: نشِط، خفّ ونهض.
• شمَّر للأمر: تهيّأ واستعدّ، أراده وجدّ في طلبه "*فشمّروا وانهضوا للأمر وابتدروا*". 

شَمار [جمع]: (نت) بقل من الفصيلة الخيميّة، منه نوع حلو يزرع ويؤكل ورقه وسوقه نيئًا، ونوع آخر سكّريّ يؤكل مطبوخًا. 

شمْر [مفرد]: مصدر شمَرَ. 

شَمَر [جمع]: (نت) شَمار، بقل من الفصيلة الخيميّة، منه نوع حلو يُزرع ويُؤكل ورقه نيئًا، ونوع آخر سكّريّ يُؤكل مطبوخًا، ويُطلق أيضًا على ثمر هذا البقل. 

شُمْرة [جمع]: (نت) نبات عُشبيّ برّيّ مُعَمَّر من فصيلة الخيميَّات، سوقه مستديرة عارية كثيرة الفروع خضراء اللون، أوراقه دقيقة ناعمة للغاية، شديدة الاخضرار، تفوح منها رائحة ذكيّة، ينتشر في البلدان الممتدّة على شواطئ البحر المتوسط، ولحبِّه فوائدُ طبِّيَّة.
• شُمْرة بحريَّة: (نت) نبات عشبيّ برِّيّ مُعَمَّر وحيد الجنس والنوع من فصيلة الخيميّات، ينبت على صخور الشواطئ البحريّة، أوراقه تخلّل وتستعمل كسائر المُخلّلات. 

شمر

1 شَمَرَ, aor. ـُ inf. n. شَمْرٌ: see the next paragraph, in five places.2 شمّر, (S, A, Msb, K,) inf. n. تَشْمِيرٌ, (S, K,) He raised, (S, Msb, K,) or tucked up, or contracted, (A,) his garment, (Msb, K,) or his waist-wrapper, (S,) [or his sleeve,] or his skirts. (A.) One says, شمّر عَنْ سَاقِــهِ [He raised, or tucked up, his garment, or waist-wrapper, or skirts, from his shank]. (S.) [And in like manner, ↓ تشمّر signifies He raised, or tucked up, his garment, &c.: for] one says also, تشمّر عَنْ سَاعِدَيْهِ [He tucked up his sleeves from his fore arms]. (TA.) It is said in a prov., شَمَّرَ ذَيْلًا وَادَّرَعَ لَيْلًا i. e. [lit.] He contracted, or drew up, his [or a] skirt [and clad himself with night as with a tunic]: (TA:) or شَمِرْ ذَيْلًا وَادَّرِعْ لَيْلًا, meaning (tropical:) Use thou prudence, or precaution, or good judgment, and journey all the night. (S and K in art. درع.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He strove, or laboured, exerted himself or his power or ability, employed himself vigorously or laboriously or with energy, or took extraordinary pains, (AA, Msb, TA,) and was quick, (AA, TA,) فِى الأَمْرِ [in the affair]; as also ↓ شَمَرَ, inf. n. شَمْرٌ: (TA:) and فِى العِبَادَةِ [in religious service]: (Msb:) and فِى سَيْرِهِ [in his pace, or journeying]; like تَجَرَّدَ and اِنْجَرَدَ. (L and TA in art. جرد.) Also, (K,) inf. n. as above; (TA;) and ↓ شَمَرَ, (K,) aor. ـُ inf. n. شَمْرٌ; (TA;) and ↓ انشمر, and ↓ تشمّر; (K;) (assumed tropical:) He passed along striving, or exerting himself, or vigorously: or he passed along with a proud and self-conceited gait; (K;) [and] ↓ مَرَّ يَشْمُرُ, inf. n. as above, has the latter meaning. (S.) And شمّر فِى الأَمْرِ (assumed tropical:) He was, or became, light, or active, (S, Msb, K,) and quick, (Msb,) in, or for, the affair: (S, Msb, K:) and شمّر لِلْأَمْرِ, and شمّر لِلْأَمْرِ أَذْيَالَهُ, (A, TA,) and شمّر عَنْ سَاقِــهِ, (TA,) (tropical:) He was, or became, light, or active, and he rose, or hastened, to do the thing, or affair. (A, TA.) And شمّرت الحَرْبُ and شمّرت عَنْ سَاقِــهَا (tropical:) [The war, or battle, became vehement; like كَشَفَتْ عَنْ سَاقٍ]. (A.) b3: Also He contracted a thing; syn. قَلَّصَ; (TA;) [and so, perhaps, ↓ شَمَرَ; for] الشَّمْرُ signifies تَقْلِيصُ الشَّىْءِ, like التَّشْمِيرُ: (K:) [or the author of the TA may have misunderstood this explanation in the K, and the meaning may be it (a thing) contracted, or became contracted; for قَلَّصَ is trans. and also (like قَلَصَ) intrans.: that شمّر has this latter meaning, whether it have also, or have not, the former, is shown by the statement that] one says, شَمَّرَتِ الشَّفَةُ meaning قَلَصَت [i. e. The lip became contracted, or became contracted upwards]: (M in art. قلص:) and ↓ تشمّر [in like manner] signifies it (a thing) contracted, or became contracted; syn. تَقَلَّصَ. (TA.) b4: Also, (inf. n. as above, As, S,) (tropical:) He launched forth a ship, or boat; let it go; let it take its course; (As, IAar, S, A, K;) and in like manner, a hawk; (A;) and he discharged, or shot, an arrow: (As, IAar, S, A, Msb:) and hence, (As, S,) (tropical:) he sent, sent forth, or sent away, (As, S, M, A, K,) a thing. (M, A.) [See also سَمَّرَ.] And شمّر الإِبِلَ, inf. n. as above; (TA;) and ↓ اشمرها; (K;) (assumed tropical:) He hastened the camels; made them to hasten; syn. أَكْمَشَهَا, [which seems to be either syn. with, or a mistranscription for, كَمَّشَهَا, (see سَمَّرَ,)] and أَعْجَلَهَا. (O, K, TA.) b5: And شَمَّرْتُ النَّخْلَ (tropical:) I cut off the fruit of the palm-trees; syn. صَرَمْتُهُ; (A, TA;) or so ↓ شَمَرْتُهُ, (Ibn-'Abbád, O,) [for]

الشَّمْرُ signifies صِرَامُ النَّخْلِ. (K.) 4 اشمر الإِبِلَ: see 2, last sentence but one. b2: اشمر الجَمَلُ طَرُوقَتَهُ The he-camel impregnated the she-camel covered by him. (O, K.) b3: اشمرهُ بِالسَّيْفِ He destroyed him with the sword; syn. أَدْرَجَهُ. (O, K.) 5 تشمّر: see 2, third sentence. b2: [Hence,] تشمّر لِلْأَمْرِ, (S, K,) or لِلْعَمَلِ (A,) and ↓ انشمر لَلامر, (S,) (assumed tropical:) He prepared himself (S, A, K) for the affair, (S, K,) or for the work. (A.) [Freytag mentions اشمر للامر in a similar sense, “Paratus fuit ad rem peragendam,” as on the authority of J; but I do not find it in the S,] b3: See also 2 as syn. with 1 and 7.

A2: [Also, app., as quasipass. of 2, It (a garment, &c., was, or became, raised, or tucked up, or contracted; and so signifies ↓ انشمر.] b2: See 2 again, in the latter part of the paragraph.7 انشمر: see 5, in two places. b2: See also 2 as syn. with 1 and 5. b3: Also He (a horse) hastened, or went quickly. (S, O. [Accord. to Freytag, the verb in this sense in the S is اشتمر; but this is a mistake.]) b4: And i. q. مَضَى and نَفَذَ [app. as meaning (assumed tropical:) It, or he, acted with a penetrative force or energy (see شِمْرٌ and شَمَّرِىٌّ)]; and so ↓ اشتمر. (TA.) b5: And It (the water of a wall) went away. (A, TA.) 8 إِشْتَمَرَ see the next preceding paragraph.

شِمْرٌ, applied to a man, (assumed tropical:) Light, agile, or active; acute, or sharp, or quick, in intellect; clever, knowing, or intelligent; syn. زَوْلٌ; and بَصِيرٌ; (ElMuärrij, O, K;) and نَاقِدٌ; (O, K;) thus accord. to the copies of the K [probably from the O]; but in the Tekmileh &c., نَافِذ, [which I regard as the right reading, meaning one who acts with a penetrative energy, or who is sharp, vigorous, or effective,] (TA,) in everything. (O, TA.) See also شَمَّرِىٌّ. b2: Also (assumed tropical:) Liberal, bountiful, munificent, or generous; (O, K;) and courageous. (TA.) شَمَرٌ: see شَمَارٌ.

شِمْرَةٌ The gait, or manner of walking, of a vitious, or depraved, man; (O, K;) or, accord. to IAar, of a man who goes to and fro, and round about. (TA.) [See also شَنْرَةٌ.]

شَرٌّ شِمِرٌّ Severe evil. (S, O, K.) It is said in a prov., أَلْجَأَهُ الخَوْفُ إِلَى شَرٍّ شِمِرٍّ, (TA,) or أَجَآءَهُ, (so in a copy of the A,) [Fear compelled him to betake himself to that which was a severe evil:] i. e. he feared an evil, and fear reduced him to a greater evil. (A.) شَمَارٌ i. q. رَازِيَانَجٌ, in the dial. of Egypt, (O, K, TA,) also [and more commonly] called ↓ شَمَرٌ [applied to the Anethum graveolens, or common garden-dill, and to its seed; and also to the anethum fœniculum, or fennel: see also سَنُّوتٌ]. (TA.) شَمَّرِىٌّ [in the CK شَمَرِىٌّ, without teshdeed to the م,] (tropical:) A man, (S,) penetrating, or acting with a penetrative energy, or sharp, vigorous, and effective, in the performing of affairs, and expert, or experienced; (S, * K, TA;) mostly with respect to travel; (TA;) as though it were a rel. n. from شَمَّرَ; (S;) as also شِمَّرِىٌّ (S, K) and شِمِّرِىٌّ [in the CK شِمِرِىٌّ] and شُمُّرِىٌّ [in the CK شُمُرِىٌّ] and ↓ شِمْرٌ and ↓ شِمِّيرٌ, (K,) the last an intensive form, (TA,) and ↓ مُشَمِّرٌ: (K:) or clever in the performing of affairs, and quick: (Fr, TA:) or one who strives, labours, or exerts himself, and is clever and skilful: (Aboo-Bekr, TA:) or quick in evil, and in what is vain, or false; who strives, labours, or exerts himself, therein; from شَمَّرَ meaning “ he strove, laboured, or exerted himself, and was quick: ” (AA, Aboo-Bekr, TA:) or one who goes his own way, or pursues a headlong, or rash, course, and will not refrain. (Aboo-Bekr, TA.) b2: نَاقَةٌ شَمَّرِيَّةٌ, (S, K,) and شِمَّرِيَّةٌ, and شِمِّرِيَّةٌ, and شُمُّرِيَّةٌ, (K, TA,) [all in the CK without teshdeed to the م,] and ↓ شِمِّيرٌ, (S, K,) (assumed tropical:) A she-camel that is quick (S, K) in pace. (TA.) شَمُّورٌ, occurring in a trad. respecting 'Ooj Ibn-'Unuk, [or Ibn-'Ook,] as meaning something with which a mass of rock was hollowed out according to the size of his head, (TA,) Diamond: (K:) thought by El-Khattábee to have this meaning; but he says, “I have not heard respecting it anything upon which I place reliance. ” (IAth, TA.) شِمِّيرٌ (assumed tropical:) One who strives, labours, or exerts himself; who employs himself vigorously, laboriously, or with energy; (K, TA;) in the performance of affairs. (TA.) See also شَمَّرِىٌّ, in two places.

شَاةٌ شَامِرٌ, and شَامِرَةٌ, A ewe or she-goat, having her udder drawn up to her belly: (S, K:) an epithet having no verb. (TA.) b2: شَفَةٌ شَامِرَةٌ, and ↓ مُتَشَمِّرَةٌ, A contracted lip. (TA.) b3: لِثَةٌ شَامِرَةٌ, (A, K,) and ↓ مُتَشَمِّرَةٌ, (K,) or ↓ مُشَمِّرَةٌ, (so in a copy of the A,) A gum cleaving to the roots of the teeth. (A, K.) مُشَمِّرٌ: see شَمَّرِىٌّ: b2: and see also شَامِرٌ.

مُتَشَمِّرٌ: see its fem. voce شامِرٌ, in two places.

الشّجر

(الشّجر) الْأَمر الْمُخْتَلف وجوف الْفَم بَين سقف الحنك وَاللِّسَان والذقن (ج) شجور وأشجار

(الشّجر) نَبَات يقوم على سَاق صلبة وَقد يُطلق على كل نَبَات غير قَائِم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأنبتنا عَلَيْهِ شَجَرَة من يَقْطِين} وعلماء النَّبَات يطلقونه على المعمر مِنْهُ الْقَائِم على سَاق خشبية عَارِية واحدته شَجَرَة وَيُقَال هُوَ من شَجَرَة طيبَة من أصل كريم وشجرة النّسَب بَيَان يفصل على صُورَة شَجَرَة يبْدَأ فِيهَا بالجد الْأَعْلَى ثمَّ من يتَفَرَّع

وسط

وسط: وسَطُ الشيء: ما بين طرَفَيْه؛ قال:

إِذا رَحَلْتُ فاجْعلُوني وَسَطا،

إِنِّي كَبِير، لا أُطِيق العُنّدا

أَي اجعلوني وسطاً لكم تَرفُقُون بي وتحفظونني، فإِني أَخاف إِذا كنت

وحدي مُتقدِّماً لكم أَو متأَخّراً عنكم أَن تَفْرُط دابتي أَو ناقتي

فتصْرَعَني، فإِذا سكَّنت السين من وسْط صار ظرفاً؛ وقول الفرزدق:

أَتَتْه بِمَجْلُومٍ كأَنَّ جَبِينَه

صَلاءةُ وَرْسٍ، وَسْطُها قد تَفَلَّقا

فإِنه احتاج إِليه فجعله اسماً؛ وقول الهذلي:

ضَرُوب لهاماتِ الرِّجال بسَيْفِه،

إِذا عَجَمَتْ، وسْطَ الشُّؤُونِ، شِفارُها

يكون على هذا أَيضاً، وقد يجوز أَن يكون أَراد أِذا عجمَتْ وسْطَ

الشُّؤونِ شفارُها الشؤُونَ أَو مُجْتَمَعَ الشؤُونِ، فاستعمله ظرفاً على وجهه

وحذف المفعول لأَن حذف المفعول كثير؛ قال الفارسي: ويُقوّي ذلك قول

المَرّار الأَسدي:

فلا يَسْتَحْمدُون الناسَ أَمْراً،

ولكِنْ ضَرْبَ مُجْتَمَعِ الشُّؤُونِ

وحكي عن ثعلب: وَسَط الشيء، بالفتح، إِذا كان مُصْمَتاً، فإِذا كان

أَجزاء مُخَلْخَلة فهو وسْط، بالإِسكان، لا غير. وأَوْسَطُه: كوَسَطِه، وهو

اسم كأَفْكَلٍ وأَزْمَلٍ؛ قال ابن سيده وقوله:

شَهْم إِذا اجتمع الكُماةُ، وأُلْهِمَتْ

أَفْواهُها بأَواسِطِ الأَوْتار

فقد يكون جَمْعَ أَوْسَطٍ، وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ واسِطاً على

وواسِطَ، فاجتمعت واوان فهمَز الأُولى. الجوهري: ويقال جلست وسْط القوم،

بالتسكين، لأَنه ظرف، وجلست وسَط الدار، بالتحريك، لأَنه اسم؛ وأَنشد ابن بري

للراجز:

الحمد للّه العَشِيَّ والسفَرْ،

ووَسَطَ الليلِ وساعاتٍ أُخَرْ

قال: وكلُّ موضع صلَح فيه بَيْن فهو وسْط، وإِن لم يصلح فيه بين فهو

وسَط، بالتحريك، وقال: وربما سكن وليس بالوجه كقول أَعْصُرِ بن سَعْدِ بن

قَيْسِ عَيْلانَ:

وقالوا يالَ أَشْجَعَ يَوْمَ هَيْجٍ،

ووَسْطَ الدّارِ ضَرْباً واحْتِمايا

قال الشيخ أَبو محمد بن بري، رحمه اللّه، هنا شرح مفيد قال: اعلم أَنّ

الوسَط، بالتحريك، اسم لما بين طرفي الشيء وهو منه كقولك قَبَضْت وسَط

الحبْل وكسرت وسَط الرمح وجلست وسَط الدار، ومنه المثل: يَرْتَعِي وسَطاً

ويَرْبِضُ حَجْرةً أَي يرْتَعِي أَوْسَطَ المَرْعَى وخِيارَه ما دام القومُ

في خير، فإِذا أَصابهم شَرٌّ اعتَزلهم ورَبَضَ حَجرة أَي ناحية منعزلاً

عنهم، وجاء الوسط محرّكاً أَوسَطُه على وزان يقْتَضِيه في المعنى وهو

الطرَفُ لأَنَّ نَقِيض الشيء يتنزّل مَنْزِلة نظِيرة في كثير من الأَوزان

نحو جَوْعانَ وشَبْعان وطويل وقصير، قال: ومما جاء على وزان نظيره قولهم

الحَرْدُ لأَنه على وزان القَصْد، والحَرَدُ لأَنه على وزان نظيره وهو

الغضَب. يقال: حَرَد يَحْرِد حَرْداً كما يقال قصَد يقْصِد قصداً، ويقال:

حَرِدَ يَحْرَدُ حرَداً كما قالوا غَضِبَ يَغْضَبُ غضَباً؛ وقالوا: العَجْم

لأَنه على وزان العَضّ، وقالوا: العَجَم لحبّ الزبيب وغيره لأَنه وزان

النَّوَى، وقالوا: الخِصْب والجَدْب لأَن وزانهما العِلْم والجَهل لأَن

العلم يُحيي الناس كما يُحييهم الخِصْب والجَهل يُهلكهم كما يهلكهم الجَدب،

وقالوا: المَنْسِر لأَنه على وزان المَنْكِب، وقالوا: المِنْسَر لأَنه

على وزان المِخْلَب، وقالوا: أَدْلَيْت الدَّلْو إِذا أَرسلتها في البئر،

وَدَلَوْتُها إِذا جَذَبْتها، فجاء أَدْلى على مثال أَرسل ودَلا على مثال

جَذَب، قال: فبهذا تعلم صحة قول من فرق بين الضَّرّ والضُّر ولم يجعلهما

بمعنى فقال: الضَّر بإِزاء النفع الذي هو نقيضه، والضُّر بإِزاء السُّقْم

الذي هو نظيره في المعنى، وقالوا: فاد يَفِيد جاء على وزان ماسَ يَمِيس

إِذا تبختر، وقالوا: فادَ يَفُود على وزان نظيره وهو مات يموت،

والنِّفاقُ في السُّوق جاء على وزان الكَساد، والنِّفاق في الرجل جاء على وزان

الخِداع، قال: وهذا النحوُ في كلامهم كثير جدّاً؛ قال: واعلم أَنّ الوسَط قد

يأْتي صفة، وإِن أَصله أَن يكون اسماً من جهة أَن أَوسط الشيء أَفضله

وخياره كوسَط المرعى خيرٌ من طرفيه، وكوسَط الدابة للركوب خير من طرفيها

لتمكن الراكب؛ ولهذا قال الراجز:

إِذا ركِبْتُ فاجْعلاني وسَطا

ومنه الحديث: خِيارُ الأُمور أَوْساطُها؛ ومنه قوله تعالى: ومن الناسِ

مَن يَعبد اللّهَ على حرْف؛ أَي على شَكّ فهو على طرَف من دِينه غيرُ

مُتوسّط فيه ولا مُتمكِّن، فلما كان وسَطُ الشيء أَفضلَه وأَعْدَلَه جاز أَن

يقع صفة، وذلك في مثل قوله تعالى وتقدّس: وكذلك جعلْناكم أُمّة وسَطاً؛

أَي عَدْلاً، فهذا تفسير الوسَط وحقيقة معناه وأَنه اسم لما بينَ طَرَفَي

الشيء وهو منه، قال: وأَما الوسْط، بسكون السين، فهو ظَرْف لا اسم جاء

على وزان نظيره في المعنى وهو بَيْن، تقول: جلست وسْطَ القوم أَي بيْنَهم؛

ومنه قول أَبي الأَخْزَر الحِمَّانيّ:

سَلُّومَ لوْ أَصْبَحْتِ وَسْط الأَعْجَمِ

أَي بيم الأَعْجم؛ وقال آخر:

أَكْذَبُ مِن فاخِتةٍ

تقولُ وسْطَ الكَرَبِ،

والطَّلْعُ لم يَبْدُ لها:

هذا أَوانُ الرُّطَبِ

وقال سَوَّارُ بن المُضَرَّب:

إِنِّي كأَنِّي أَرَى مَنْ لا حَياء له

ولا أَمانةَ، وسْطَ الناسِ، عُرْيانا

وفي الحديث: أَتَى رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وسْط القوم أَي

بينهم، ولما كانت بين ظرفاً كانت وسْط ظرفاً، ولهذا جاءت ساكنة الأَوسط

لتكون على وزانها، ولما كانت بين لا تكون بعضاً لما يضاف إِليها بخلاف

الوسَط الذي هو بعض ما يضاف إِليه كذلك وسْط لا تكون بعضَ ما تضاف إِليه،

أَلا ترى أَن وسط الدار منها ووسْط القوم غيرهم؟ ومن ذلك قولهم: وسَطُ

رأْسِه صُلْبٌ لأَن وسَطَ الرأْس بعضها، وتقول: وسْطَ رأْسِه دُهن فتنصب وسْطَ

على الظرف وليس هو بعض الرأْس، فقد حصل لك الفَرْق بينهما من جهة المعنى

ومن جهة اللفظ؛ أَما من جهة المعنى فإِنها تلزم الظرفية وليست باسم

متمكن يصح رفعه ونصبه على أَن يكون فاعلاً ومفعولاً وغير ذلك بخلاف الوَسَطِ،

وأَما من جهة اللفظ فإِنه لا يكون من الشيء الذي يضاف إِليه بخلاف

الوَسَط أَيضاً؛ فإِن قلت: قد ينتصب الوَسَطُ على الظرف كما ينتصب الوَسْطُ

كقولهم: جَلَسْتُ وسَطَ الدار، وهو يَرْتَعِي وسَطاً، ومنه ما جاء في

الحديث: أَنه كان يقف في صلاة الجَنازة على المرأَة وَسَطَها، فالجواب: أَن

نَصْب الوَسَطِ على الظرف إِنما جاء على جهة الاتساع والخروج عن الأَصل على

حدّ ما جاء الطريق ونحوه، وذلك في مثل قوله:

كما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ

وليس نصبه على الظرف على معنى بَيْن كما كان ذلك في وسْط، أَلا ترى أَن

وسْطاً لازم للظرفية وليس كذلك وسَط؟ بل اللازم له الاسمية في الأَكثر

والأَعم، وليس انتصابه على الظرف، وإِن كان قليلاً في الكلام، على حدِّ

انتصاب الوسْط في كونه بمعنى بين، فافهم ذلك. قال: واعلم أَنه متى دخل على

وسْط حرفُ الوِعاء خرج عن الظرفية ورجعوا فيه إِلى وسَط ويكون بمعنى وسْط

كقولك: جلسْتُ في وسَط القوم وفي وسَطِ رأْسِه دُهن، والمعنى فيه مع

تحرُّكه كمعناه مع سكونه إِذا قلت: جلسْتُ وسْطَ القوم، ووسْطَ رأْسِه دُهن،

أَلا ترى أَن وسَط القوم بمعنى وسْط القوم؟ إِلاَّ أَن وَسْطاً يلزم

الظرفية ولا يكون إِلاَّ اسماً، فاستعير له إِذا خرج عن الظرفية الوسَطُ على

جهة النيابة عنه، وهو في غير هذا مخالف لمعناه، وقد يُستعمل الوسْطُ الذي

هو ظرف اسماً ويُبَقَّى على سكونه كما استعملوا بين اسماً على حكمها

ظرفاً في نحو قوله تعالى: لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم؛ قال القَتَّالُ

الكلابي:مِن وَسْطِ جَمْعِ بَني قُرَيْظٍ، بعدما

هَتَفَتْ رَبِيعَةُ: يا بَني خَوّارِ

وقال عَدِيُّ بن زيد:

وَسْطُه كاليَراعِ أَو سُرُجِ المَجْـ

ـدلِ، حِيناً يَخْبُو، وحِيناً يُنِيرُ

وفي الحديث: الجالِسُ وسْطَ الحَلْقةِ مَلْعُون، قال: الوسْط، بالتسكين،

يقال فيما كان مُتَفَرِّقَ الأَجزاء غيرَ مُتصل كالناس والدوابّ وغير

ذلك، فإِذا كان مُتصلَ الأَجزاء كالدَّار والرأْس فهو بالفتح. وكل ما

يَصْلُح فيه بين، فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بين، فهو بالفتح؛ وقيل: كل

منهما يَقَع مَوْقِعَ الآخر، قال: وكأَنه الأَشبه، قال: وإِنما لُعِنَ

الجالِسُ وسْط الحلقة لأَنه لا بدَّ وأَن يَسْتَدبِر بعضَ المُحيطين به

فيُؤْذِيَهم فيلعنونه ويذُمونه.

ووسَطَ الشيءَ: صار بأَوْسَطِه؛ قال غَيْلان بن حُرَيْثٍ:

وقد وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا

صُيَّابَها، والعَدَدَ المُجَلْجِلا

قال الجوهري: أَراد وحنظلة، فلما وقف جعل الهاء أَلِفاً لأَنه ليس

بينهما إِلا الهَهَّةُ وقد ذهبت عند الوقف فأَشبهت الأَلف كما قال امرؤُ

القيس:وعَمْرُو بنُ دَرْماء الهُمامُ إِذا غَدا

بِذي شُطَبٍ عَضْبٍ، كمِشْيَةِ قَسْوَرا

أَراد قَسْوَرَة. قال: ولو جعله اسماً محذوفاً منه الهاء لأَجراه، قال

ابن بري: إِنما أَراد حريثُ بن غَيلان

(* قوله «حريث بن غيلان» كذا بالأصل

هنا وتقدم قريباً غيلان ابن حريث.) وحنظل لأَنه رَخَّمه في غير النداء

ثم أَطلق القافية، قال: وقول الجوهري جعل الهاء أَلِفاً وهمٌ منه.

ويقال: وسَطْتُ القومَ أَسِطُهم وَسْطاً وسِطةً أَي تَوَسَّطْتُهم.

ووَسَطَ الشيءَ وتَوَسَّطَه: صار في وسَطِه.

ووُسُوطُ الشمس: توَسُّطُها السماء.

وواسِطُ الرَّحْل وواسِطَتُه؛ الأَخيرة عن اللحياني: ما بين القادِمةِ

والآخِرة. وواسِطُ الكُورِ: مُقَدَّمُه؛ قال طرفة:

وإِنْ شِئت سامى واسِطَ الكُورِ رأْسُها،

وعامَتْ بِضَبْعَيْها نَجاء الخَفَيْدَدِ

وواسِطةُ القِلادة: الدُّرَّة التي وسَطها وهي أَنْفَس خرزها؛ وفي

الصحاح: واسِطةُ القلادة الجَوْهَرُ الذي هو في وَسطِها وهو أَجودها، فأَما

قول الأَعرابي للحسن: عَلَّمني دِيناً وَسُوطاً لا ذاهِباً فُرُوطاً ولا

ساقِــطاً سُقُوطاً، فإِن الوَسُوط ههنا المُتَوَسِّطُ بين الغالي والتَّالي،

أَلا تراه قال لا ذاهباً فُرُوطاً؟ أَي ليس يُنال وهو أَحسن الأَديان؛

أَلا ترى إِلى قول عليّ، رضوان اللّه عليه: خير الناس هذا النمَطُ

الأَوْسَط يَلْحق بهم التَّالي ويرجع إِليهم الغالي؟ قال الحسن للأَعرابي: خيرُ

الأُمور أَوْساطُها؛ قال ابن الأَثير في هذا الحديث: كلُّ خَصْلة محمودة

فلها طَرَفانِ مَذْمُومان، فإِن السَّخاء وسَطٌ بين البُخل والتبذير،

والشجاعةَ وسَط بين الجُبن والتهوُّر، والإِنسانُ مأْمور أَن يتجنب كل وصْف

مَذْمُوم، وتجنُّبُه بالتعَرِّي منه والبُعد منه، فكلَّما ازداد منه

بُعْداً ازداد منه تقرُّباً، وأَبعدُ الجهات والمقادير والمعاني من كل طرفين

وسَطُهما، وهو غاية البعد منهما، فإِذا كان في الوسَط فقد بَعُد عن

الأَطراف المذمومة بقدر الإِمكان. وفي الحديث: الوالِد أَوْسَطُ أَبواب الجنة

أَي خيرُها. يقال: هو من أَوسَطِ قومِه أَي خيارِهم. وفي الحديث: أَنه

كان من أَوْسَطِ قومه أَي من أَشْرَفِهم وأَحْسَبِهم. وفي حديث رُقَيْقةَ:

انظُروا رجلاً وسِيطاً أَي حَسِيباً في قومه، ومنه سميت الصلاة الوُسْطَى

لأَنها أَفضلُ الصلوات وأَعظمها أَجْراً، ولذلك خُصت بالمُحافَظةِ

عليها، وقيل: لأَنها وسَط بين صلاتَيِ الليل وصلاتَيِ النهار، ولذلك وقع

الخلاف فيها فقيل العصر، وقيل الصبح، وقيل بخلاف ذلك، وقال أَبو الحسن:

والصلاة الوسطى يعني صلاة الجمعة لأَنها أَفضلُ الصلواتِ، قال: ومن قال خلافَ

هذا فقد أَخْطأَ إِلا أَن يقوله برواية مُسنَدة إِلى النبي، صلّى اللّه

عليه وسلّم.

ووَسَطَ في حَسَبِه وَساطة وسِطةً ووَسُطَ ووسَّط؛ ووَسَطَه: حَلَّ

وَسَطَه أَي أَكْرَمَه؛ قال:

يَسِطُ البُيوتَ لِكي تكون رَدِيّةً،

من حيثُ تُوضَعُ جَفْنةُ المُسْتَرْفِدِ

ووَسَطَ قومَه في الحسَبِ يَسِطُهم سِطةً حسنَة. الليث: فلان وَسِيطُ

الدارِ والحسَبِ في قومه، وقد وسُطَ وَساطةً وسِطةً ووَسَّطَ توْسِيطاً؛

وأَنشد:

وسَّطْت من حَنْظَلةَ الأُصْطُمّا

وفلان وسِيطٌ في قومه إِذا كان أَوسطَهم نسَباً وأَرْفعَهم مَجْداً؛ قال

العَرْجِيُّ:

كأَنِّي لم أَكُنْ فيهم وسِيطاً،

ولم تَكُ نِسْبَتي في آلِ عَمْرِ

والتوْسِيطُ: أَن تجعل الشيء في الوَسَط. وقرأَ بعضهم: فوَسَّطْنَ به

جمعاً؛ قال ابن بري: هذه القراءة تُنسب إِلى عليّ، كرّم اللّه وجهه، وإِلى

ابن أَبي ليلى وإِبراهيم بن أَبي عَبْلَةَ. والتوْسِيطُ: قَطْعُ الشيء

نصفين. والتَّوَسُّطُ من الناس: من الوَساطةِ، ومَرْعىً وسَطٌ أَي خِيار؛

قال:

إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا،

ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعىً وَسَطا

ووَسَطُ الشيءِ وأَوْسَطُه: أَعْدَلُه، ورجل وَسَطٌ ووَسِيطٌ: حسَنٌ من

ذلك. وصار الماءُ وَسِيطةً إِذا غلَب الطينُ على الماء؛ حكاه اللحياني عن

أَبي طَيْبة. ويقال أَيضاً: شيءٌ وَسَطٌ أَي بين الجَيِّدِ والرَّدِيء.

وفي التنزيل العزيز: وكذلك جَعَلْناكم أُمّة وسَطاً؛ قال الزجاج: فيه

قولان: قال بعضهم وسَطاً عَدْلاً، وقال بعضهم خِياراً، واللفظان مختلفان

والمعنى واحد لأَن العَدْل خَيْر والخير عَدْلٌ، وقيل في صفة النبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم: إِنه كان من أَوْسَطِ قومِه أَي خِيارِهم، تَصِف

الفاضِلَ النسَب بأَنه من أَوْسَطِ قومه، وهذا يَعرِف حقيقَته أَهلُ اللغة لأَن

العرب تستعمل التمثيل كثيراً، فَتُمَثِّل القَبِيلةَ بالوادي والقاعِ وما

أَشبهه، فخيرُ الوادي وسَطُه، فيقال: هذا من وَسَط قومِه ومن وَسَطِ

الوادي وسَرَرِ الوادي وسَرارَته وسِرِّه، ومعناه كله من خَيْر مكان فيه،

وكذلك النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، من خير مكان في نسَب العرب، وكذلك

جُعِلتْ أُمّته أُمة وسَطاً أَي خِياراً.

وقال أَحمد بن يحيى: الفرق بين الوسْط والوَسَط أَنه ما كانَ يَبِينُ

جُزْء من جُزْء فهو وسْط مثل الحَلْقة من الناس والسُّبْحةِ والعِقْد، قال:

وما كان مُصْمَتاً لا يَبِينُ جزء من جزء فهو وسَط مثل وسَطِ الدارِ

والراحة والبُقْعة؛ وقال الليث: الوسْط مخففة يكون موضعاً للشيء كقولك زيد

وسْطَ الدارِ، وإِذا نصبت السين صار اسماً لما بين طَرَفَيْ كل شيء؛ وقال

محمد ابن يزيد: تقول وَسْطَ رأْسِك دُهْنٌ يا فَتى لأَنك أَخبرت أَنه

استقرّ في ذلك الموضع فأَسكنت السين ونصبت لأَنه ظرف، وتقول وسَطُ رأْسِك

صُلْب لأَنه اسم غير ظرف، وتقول ضربْت وسَطَه لأَنه المفعول به بعينه،

وتقول حَفَرْتُ وسَطَ الدارِ بئراً إِذا جعلت الوَسَط كله بِئراً، كقولك

حَرَثْت وسَطَ الدار؛ وكل ما كان معه حرف خفض فقد خرج من معنى الظرف وصار

اسماً كقولك سِرْت من وَسَطِ الدار لأَنَّ الضمير لِمنْ، وتقول قمت في وسَط

الدار كما تقول في حاجة زيد فتحرك السين من وسَط لأَنه ههنا ليس بظرف.

الفراء: أَوْسَطْت القومَ ووَسَطْتُهم وتوَسَّطْتُهم بمعنى واحد إِذا

دخلت وسْطَهم. قال اللّه عزّ وجلّ: فوَسَطْنَ به جَمْعاً. وقال الليث: يقال

وَسَطَ فلانٌ جماعةً من الناس وهو يَسِطُهم إِذا صار وَسْطَهم؛ قال:

وإِنما سمي واسِطُ الرحْل واسِطاً لأَنه وسَطٌ بين القادِمة والآخرةِ، وكذلك

واسِطةُ القِلادةِ، وهي الجَوْهرة التي تكون في وسَطِ الكِرْسِ

المَنْظُوم. قال أَبو منصور في تفسير واسِطِ الرَّحْل ولم يَتَثَبَّتْه: وإِنما

يعرف هذا من شاهَدَ العَربَ ومارَسَ شَدَّ الرِّحال على الإِبل، فأَما من

يفسِّر كلام العرب على قِياساتِ الأَوْهام فإِنَّ خَطأَه يكثر، وللرحْلِ

شَرْخانِ وهما طَرَفاه مثل قرَبُوسَيِ السَّرْج، فالطرَفُ الذي يلي ذنب

البعير آخِرةُ الرحل ومُؤْخِرَتُه، والطرف الذي يلي رأْس البعير واسِطُ

الرحل، بلا هاء، ولم يسمَّ واسطاً لأَنه وَسَطٌ بين الآخرة والقادِمة كما

قال الليث: ولا قادمة للرحل بَتَّةً إِنما القادمةُ الواحدةُ من قَوادِم

الرِّيش، ولضَرْع الناقة قادِمان وآخِران، بغير هاء، وكلام العرب يُدَوَّن

في الصحف من حيث يصح، إِمّا أَن يُؤْخَذَ عن إِمام ثِقَة عَرَفَ كلام

العرب وشاهَدَهم، أَو يقبل من مؤدّ ثقة يروي عن الثقات المقبولين، فأَما

عباراتُ مَن لا معرفة له ولا أَمانة فإِنه يُفسد الكلام ويُزيله عن صِيغته؛

قال: وقرأْت في كتاب ابن شميل في باب الرحال قال: وفي الرحل واسِطُه

وآخِرَتُه ومَوْرِكُه، فواسطه مُقَدَّمه الطويل الذي يلي صدر الراكب، وأَما

آخِرته فمُؤخرَته وهي خشبته الطويلة العريضة التي تحاذي رأْس الراكب،

قال: والآخرةُ والواسط الشرْخان. ويقال: ركب بين شَرْخَيْ رحله، وهذا الذي

وصفه النضْر كله صحيح لا شك فيه. قال أَبو منصور: وأَما واسِطةُ القِلادة

فهي الجوهرة الفاخرة التي تجعل وسْطها. والإِصْبع الوُسطى.

وواسِطُ: موضع بين الجَزيرة ونَجْد، يصرف ولا يصرف. وواسِط: موضع بين

البصرة والكوفة وُصف به لتوسُّطِه ما بينهما وغلبت الصفة وصار اسماً كما

قال:

ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه،

عليه تُرابٌ من صَفِيحٍ مُوَضَّع

قال سيبويه: سموه واسطاً لأَنه مكان وسَطٌ بين البصرة والكوفة: فلو

أَرادوا التأْنيث قالوا واسطة، ومعنى الصفة فيه وإِن لم يكن في لفظه لام. قال

الجوهري: وواسِط بلد سمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة،

وهو مذكر مصروف لأَن أَسماء البُلدان الغالب عليه التأْنيث وتركُ الصرف،

إِلاَّ مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابِقاً وفَلْجاً وهَجَراً فإِنها

تذكر وتصرف؛ قال: ويجوز أَن تريد بها البقعة أَو البلْدة فلا تصرفه كما

قال الفرزدق يرثي به عمرو بن عبيد اللّه بن مَعْمر:

أَمّا قُرَيْشٌ، أَبا حَفْصٍ، فقد رُزِئتْ

بالشامِ، إِذ فارَقَتْك، السمْعَ والبَصَرا

كم من جَبانٍ إِلى الهَيْجا دَلَفْتَ به،

يومَ اللِّقاء، ولولا أَنتَ ما صَبرا

مِنهنَّ أَيامُ صِدْقٍ، قد عُرِفْتَ بها،

أَيامُ واسِطَ والأَيامُ مِن هَجَرا

وقولهم في المثل: تَغافَلْ كأَنَّك واسِطِيٌّ؛ قال المبرد: أَصله أَن

الحجاج كان يتسخَّرُهم في البِناء فيَهْرُبون ويَنامون وسْط الغُرباء في

المسجد، فيجيء الشُّرَطِيُّ فيقول: يا واسِطيّ، فمن رفع رأْسه أَخذه وحمله

فلذلك كانوا يتَغافلون.

والوَسُوط من بيوت الشعَر: أَصغرها. والوَسُوط من الإِبل: التي تَجُرُّ

أَربعين يوماً بعد السنة؛ هذه عن ابن الأَعرابي، قال: فأَما الجَرُور فهي

التي تجرّ بعد السنة ثلاثة أَشهر، وقد ذكر ذلك في بابه. والواسطُ:

الباب، هُذَليّة.

وسط



وَسُوطٌ A middle-sized tent of goats hair: see مِظَلَّةٌ.
الوسط: ما يقترن بقولنا: "لأنه"؛ حيث يقال: لأنه كذا -مثلًا- إذا قلنا: العالم محدث لأنه متغير، فالمقارن لقولنا لأنه متغير وسط.
(وسط)
الشَّيْء (يسطه) وسطا وسطة صَار فِي وَسطه يُقَال وسط الْقَوْم ووسط الْمَكَان فَهُوَ وَاسِط وَالْقَوْم وَفِيهِمْ وساطة توَسط بَينهم بِالْحَقِّ وَالْعدْل

(وسط) الرجل (يوسط) وساطة وسطة صَار شريفا وحسيبا فَهُوَ وسيط
و س ط

جلس وسط الدار. وضرب وسطه وأوساطهم. وهو أوسط أولاده، ووسطى بناته. ووسط القوم وتوسّطهم: حصل في وسطهم. قال:

وقد وسطت مالكاً وحنظلاً

وتوسّطت الشمس السماء. ووسّطته القوم. وتوسّط بين الخصوم. ووسّطته. وهي واسطة القلادة، ووسائط القلائد.

ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيطٌ فيهم، وقد وسط وساطة، وقوم وسطٌ وأوساط: خيار. " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ". وقال زهير:

هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم

وهو من واسطة قومه. وهو أوسط قومه حسباً. واكتريت من أعرابيّ فقال لي: أعطني من سطاتهنّه: أراد من خيار الدنانير.
وسط
الوَسْطُ - مُخَففٌ -: مَوْضِعٌ للشَّيْءِ. والوَسَطُ من الشيْءِ: أعْدَلُه وأفْضَلُه. وهو - أيضاً -: اسْمٌ لكُلِّ ما لَهُ طَرَفَانِ. ووَسَطَ فلان جَمَاعَةَ الناسِ فهو يَسِطُهم: إذا صارَ في وَسَطِهم. ومنه سُمَيَ واسِطَةُ الرحْلِ لأنَه وَسَطٌ بين القادِمَةِ والآخِرَةِ، وكذلك واسِطَةُ القِلادَةِ. والواسِطُ: الخَشَبَةُ التي تكونُ في وَسَطِ نِيْرِ الثَّوْرِ. وفلانٌ وَسِيْطُ الدّارِ والحَسَبِ في قَوْمِه، وقد وَسَطَ حَسَبُه وَسَاطَةً وسِطَةً، ووَشَطَ تَوْسِيْطاً. وهُنَّ من وُسْط بَنَاتِ فلانٍ: أي من أوْساطِهِنَّ. والواسِطُ: النّابُ. والوَسُوْطُ: أصْغَرُ من المِظَلةِ. وواسِطُ البَيْتِ: ما كانَ في ناحِيَتِه من وَسَطِه. والمُوْسِطُ: ما كانَ في وَسَطِه خاصةً.
وناقَةٌ وَسُوْط وإبِلٌ وُسُطٌ: وهي التي يُحْمَلُ على رُؤوْسِها وظُهُوْرِها صِعَابٌ لا تُعْقَلُ ولا تُقَيدُ.
ودارَةُ وَسَطٍ: جَبَلٌ عَظِيْمٌ طَوِيلٌ.

وسط


وَسُطَ(n. ac. وَسَاْطَة)
a. Was distinguished, influential.

وَسَّطَa. Placed, put in the middle.
b. Halved, bisected.

تَوَسَّطَa. see Ib. Took, chose the medium quality.
c. [Bain], Mediated, intervened between.
d. [Fī], Interceded for.
تَوَاْسَطَa. Interposed.

وَسْطa. Middle; centre; midst; waist.

وُسْطَى
(pl.
وُسَط)
a. fem. of
أَوْسَطُb. Middle finger.

وَسَط
(pl.
أَوْسَاْط)
a. see 1b. Middling; medium; average; mean; mediocre
ordinary.
c. Middle; central.
d. Just, equitable, fair.
e. Exquisite; magnificent.
f. Opulent.

أَوْسَطُ
(pl.
أَوَاْسِطُ)
a. see 1 & 4
(b).
c. Middle term.
d. Moderate.

وَاْسِطa. Door.
b. Front part ( camel's saddle ).
c. see 1 & 4
(b), (c).
وَاْسِطَةa. see 21 (b)b. (pl.
وَسَاْئِطُ), Mediator.
c. Means, expedient.
d. Cause, reason.
e. Middle terms ( in arith. ).
f. The best, finest of.
g. see 22t (a)h. Prime minister ( in Egypt ).
وَسَاْطَةa. Mediation, intervention; intercession.
b. Mediocrity.
c. Premiership ( in Egypt ).
وَسِيْط
(pl.
وُسَطَآءُ)
a. Mediator; intercessor.
b. Highest, first.

وَسِيْطَةa. fem. of
وَسِيْط
وَسُوْطa. Camel.
b. Hair-tent.

وَسْطَاْنِيّa. Half-way, intermediate.
b. [ coll. ]
see 4 (b)
N. P.
أَوْسَطَa. Interior, inside.

N. Ag.
تَوَسَّطَa. see 4 (b) & 25
(a).
N. Ac.
تَوَسَّطَa. see 22t (a)
بِوَاسِطَة
a. Because of, on account of, by reason of.
b. [ coll. ], By means of, by the
help of.
صَارَ المَآءُ وَسِيْطة
a. The water has risen above the mud.
(وسط) - في حديث رُقَيْقَةَ: "انْظُروا رَجُلًا وَسِيطاً" : أي حَسِيبًا في قَوْمِه؛ وقد وسُطَ وَساطَةً وسِطَةً.
- وقولُه تَعالَى: {أُمَّةً وَسَطًا}
يُشبه أن يَكون جمع واسِطٍ، كَخدَم وخَادِم، وأنشد:
* وَإن كان فيهم واسِطَ العَمِّ مُخْوِلًا *
- وفي الحديث: "الوَالِد أَوْسَطُ أبواب الجَنَّةِ"
قيل: أي خَيْرُها، كما يقال: هو مِن أوْسَط قومِه.
- وفي الحديث: "الجَالِسُ وَسْطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ"
هو بِسُكُون السِّين ؛ لأنه ظرف غَيرُ مُتَّصِلٍ، فأمَّا إذا كان الوسط منه مُتصِلاً به، فهو بالفَتح، كَاتِّصالِ الفَتحةِ بالفَتحة فيه، كَما يُقال: احتَجَم وَسَطَ رَأسِه. وقيل: كُلّ مَوضعٍ يَصْلُح أن يَكُون مكانَ وَسْط كَلِمَة بَيْن فهو بالسُّكونِ، على وزن بَيْن؛ وكلُّ موضع لا يصلح فيه بَيْنَ فهو بالفَتح، وقيل: بالسكون داخِلُ الشىءِ في أي طرف يتفق منه، ويكون ذلك ظرفا له، وبالفَتْح حيث مركز الدائرة. وقيل: بالفتح نَفْسُ الشىء، نحو وَسَط رأسِه صُلْب، وبالسكون: ما بين الطرفين نحو وسط رأسِه: دُهْن، ومعناه: أن يحول من نَظَر بعَضِهم إلى بعض فيتضررون به، وقيل: هو أن يدخل فيما بينهم فيَجْلِس ويَضِيق عليهم، ولا يَقعُد خلفَهم.
- في صحيح مسلم: "من سِطَة النّساءِ"
: أي من وَسَطِهن.
وفي رواية: "لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النساء"
(و س ط) : (الْوَسَطُ) بِتَحْرِيكِ الْعَيْنِ مَا بَيْنَ طَرَفَيْ الشَّيْءِ كَمَرْكَزِ الدَّائِرَةِ وَبِالسُّكُونِ اسْمٌ مُبْهَمٌ لِدَاخِلِ الدَّائِرَةِ مَثَلًا وَلِذَا كَانَ ظَرْفًا فَالْأَوَّلُ يُجْعَلُ مُبْتَدَأً وَفَاعِلًا وَمَفْعُولًا بِهِ وَدَاخِلًا عَلَيْهِ حَرْفُ الْجَرِّ وَلَا يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْ هَذَا فِي الثَّانِي تَقُولُ (وَسَطُهُ) خَيْرٌ مِنْ طَرَفِهِ وَاتَّسَعَ (وَسَطُهُ) وَضَرَبْتُ وَسَطَهُ وَجَلَسْت فِي (وَسَطِ) الدَّارِ وَجَلَسْتُ وَسْطَهَا بِالسُّكُونِ لَا غَيْرُ وَيُوصَفُ بِالْأَوَّلِ مُسْتَوِيًا فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] وَفِي مَسْأَلَةِ الْجَامِعِ لَوْ قَالَ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أُهْدِيَ شَاتَيْنِ وَسَطًا إلَى بَيْتِ اللَّهِ أَوْ أُعْتِقَ عَبْدَيْنِ وَسَطًا وَقَدْ يُبْنَى مِنْهُ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ فَقِيلَ لِلْمُذَكَّرِ الْأَوْسَطُ وَلِلْمُؤَنَّثِ الْوُسْطَى قَالَ تَعَالَى {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ} [المائدة: 89] يَعْنِي الْمُتَوَسِّطَ بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالتَّقْتِيرِ وَقَدْ أَكْثَرُوا فِي ذَلِكَ وَهُوَ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ إطْعَامُ أَوْ كِسْوَتُهُمْ عَطْفٌ عَلَيْهِ {وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] الْعَصْرُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالظُّهْرُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَالْمَغْرِبُ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - الْفَجْرُ وَالْأَوَّلُ الْمَشْهُورُ.
وسط
وَسَطُ الشيءِ: ما له طرفان متساويا القدر، ويقال ذلك في الكمّيّة المتّصلة كالجسم الواحد إذا قلت: وَسَطُهُ صلبٌ، وضربت وَسَطَ رأسِهِ بفتح السين.
ووَسْطٌ بالسّكون. يقال في الكمّيّة المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين. نحو: وَسْطِ القومِ كذا. والوَسَطُ تارة يقال فيما له طرفان مذمومان.
يقال: هذا أَوْسَطُهُمْ حسبا: إذا كان في وَاسِطَةِ قومه، وأرفعهم محلّا، وكالجود الذي هو بين البخل والسّرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتّفريط، فيمدح به نحو السّواء والعدل والنّصفة، نحو: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً
[البقرة/ 143] وعلى ذلك قوله تعالى: قالَ أَوْسَطُهُمْ
[القلم/ 48] وتارة يقال فيما له طرف محمود، وطرف مذموم كالخير والشّرّ، ويكنّى به عن الرّذل. نحو قولهم: فلان وَسَطُ من الرجال تنبيها أنه قد خرج من حدّ الخير. وقوله: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى
[البقرة/ 238] ، فمن قال: الظّهر ، فاعتبارا بالنهار، ومن قال: المغرب ، فلكونها بين الرّكعتين وبين الأربع اللّتين بني عليهما عدد الرّكعات، ومن قال: الصّبح فلكونها بين صلاة اللّيل والنهار.
قال: ولهذا قال: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ الآية [الإسراء/ 78] . أي:
صلاته. وتخصيصها بالذّكر لكثرة الكسل عنها إذ قد يحتاج إلى القيام إليها من لذيذ النّوم، ولهذا زيد في أذانه: (الصّلاة خير من النّوم) ، ومن قال: صلاة العصر فقد روي ذلك عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، فلكون وقتها في أثناء الأشغال لعامّة الناس بخلاف سائر الصلوات التي لها فراغ، إمّا قبلها، وإمّا بعدها، ولذلك توعّد النّبيّ صلّى الله عليه وسلم فقال: «من فاته صلاة العصر فكأنّما وتر أهله وماله» .
و س ط: (وَسَطَ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ وَعَدَ (وَسِطَةً) أَيْضًا بِالْكَسْرِ أَيْ (تَوَسَّطَهُمْ) . وَالْإِصْبَعُ (الْوُسْطَى) مَعْرُوفَةٌ. وَ (التَّوْسِيطُ) أَنْ يُجْعَلَ الشَّيْءُ فِي الْوَسَطِ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «فَوَسَّطْنَ بِهِ جَمْعًا» بِالتَّشْدِيدِ. وَ (التَّوْسِيطُ) أَيْضًا قَطْعُ الشَّيْءِ نِصْفَيْنِ. وَالتَّوَسُّطُ بَيْنَ النَّاسِ مِنَ (الْوَسَاطَةِ) . وَ (الْوَسَطُ) مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، أَعْدَلُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] أَيْ عَدْلًا. وَشَيْءٌ (وَسَطٌ) أَيْضًا بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِئِ. وَ (وَاسِطَةُ) الْقِلَادَةِ الْجَوْهَرُ الَّذِي فِي وَسَطِهَا وَهُوَ أَجْوَدُهَا. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هِيَ الْجَوْهَرَةُ الْفَاخِرَةُ الَّتِي تُجْعَلُ وَسَطَهَا. وَ (وَاسِطٌ) بَلَدٌ سُمِّيَ بِالْقَصْرِ الَّذِي بَنَاهُ الْحَجَّاجُ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْبُلْدَانِ الْغَالِبُ عَلَيْهَا التَّأْنِيثُ وَتَرْكُ الصَّرْفِ إِلَّا مِنًى وَالشَّامَ وَالْعِرَاقَ وَوَاسِطًا وَدَابِقًا وَفَلَجًا وَهَجَرًا فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ وَتُصْرَفُ وَيَجُوزُ أَنْ تُرِيدَ بِهَا الْبُقْعَةَ أَوِ الْبَلْدَةَ فَلَا تَصْرِفُهَا. وَتَقُولُ: جَلَسْتُ (وَسْطَ) الْقَوْمِ بِالتَّسْكِينِ لِأَنَّهُ ظَرْفٌ، وَجَلَسْتُ فِي (وَسَطِ) الدَّارِ بِالتَّحْرِيكِ لِأَنَّهُ اسْمٌ. وَكُلُّ مَوْضِعٍ يَصْلُحُ فِيهِ بَيْنَ فَهُوَ وَسْطٌ، وَإِنْ لَمْ يَصْلُحْ فِيهِ بَيْنَ فَهُوَ وَسَطٌ بِالتَّحْرِيكِ وَرُبَّمَا سُكِّنَ وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. 
[وسط] نه: فيه: الجالس "وسط" الحلقة ملعون، هو بالسكون فيما كان متفرق الأجزاء كالناس والدواب، وفي متصلها بالفتح كالدار والرأس، وقيل: كل ما يصلح فيه بين فبالسكون وما لا فبالفتح، وقيل: هما سواء، وكأنه الأشبه، ومر في حلق وجه اللعن. ن: فقام "وسطها" - بسكون سين. ك: أي صلى محاذيًا لوسطها، بفتح سين اسم وبسكونها ظرف. وح: فقال بها على "وسط" رأسهن بفتحها، والقول تعبير عن فعل. تو: فلما بلغ رأسه غرف من ماء فتلقاها بشماله حتى وضعها على "وسط" رأسه، بفتح سين لأنه اسم، وفيه أنه يجزي الغسل عن المسح، واختلف في كراهته. ك: واحتجم "وسط" رأسه، بفتحها لمركز الدائرة وبسكونها أعم. نه: وفيه: خير الأمور "أوساطها"، كل خصلة محمودة فطرفاها مذمومان، كالسخاء المتوسط بين البخل والتبذير، والشجاعة بين الجبن والتهور، وكلما كان أبعد من الطرفين كان أبعد تعريا منهما، وأبعد الأماكن منهما الوسط فلذا كان خبرها. وفيه: الوالد "أوسط" أبواب الجنة، أي خيرها. ط: أي مطاوعة الوالد أحسن ما يتوسل به إلى دخولها. نه: ومنه: إنه كان من "أوسط" قومه، أي من أشرفهم وأحسبهم، وسط وساطة فهو وسيط. ومنه: انظروا رجلًا "وسيطًا"، أي حسيبًا في قومه. ومنه الصلاة "الوسطى"، لأنها أفضلها وأعظمها أجران أو لأنها وسط بين صلاتي الليل وصلاتي النهار، ولذا اختلف فيها عصر أو صبح أو غيرهما. ك: ومنه: فإنه "أوسط" الجنة وأعلاها، أي أفضلها فلا ينافيها كونه أعلاها. ن: من "سطة" النساء، بكسر سين وفتح طاء خفيفة، وفي بعضها: واسطة، أي من خيارهن، قيل صوابه: من سفلة النساء - كما في أخرى، قلت: بل هو صحيح بمعنى جالسة في وسط النساء لا بمعنى الخيار. وفيه: "توسطوا" الإمام وسدوا الخلل، أي اجعلوا إمامكم متوسطًا بأن تقفوا في الصفوف عن يمينه وشماله. وفيه: وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل "الأوسط"، يعني بقدر نصف الليل الأوسط لا الطويل ولا القصير، الأوسط صفة الليل، والمراد وقت الاختيار. غ: "وسط" البيوت: نزل وسطها. ك: كان قال "بواسط" قبل هذا، أي كان شعبة قال ببلد واسط في الزمان السابق في شانه كله أي زاد عليه هذه الكلمة.
[وسط] وَسَطْتُ القومَ أسِطُهُمْ وَسْطاً وسطة، أي توسطتهم. قال الراجز :

وقد وسطت مالكا وحنظلا * أراد: وحنظلة، فلما وقف جعل الهاء ألفا لانه ليس بينهما إلا الههة، وقد ذهبت عند الوقف فأشبهت الالف، كما قال امرؤ القيس: وعمرو بن درماء الهمام إذا غدا * بذى شطب عضب كمشية قسورا * أراد: قسورة، ولو جعله اسما محذوفا منه الهاء لاجراه. وفلان وسيط في قومه، إذا كان أوْسَطَهُمْ نسبا وأرفعَهُم مَحَلاًّ. قال العَرْجِيُّ: كأنِّي لم أكنْ فيهم وَسيطاً * ولم تَكُ نِسْبَتي في آل عَمْرِو * والاصبع الوسطى.والتوسيط: أن تجعل الشئ في الوسط. وقرأ بعضهم: {فوسطن به جمعا} . والتوسيط: قطع الشئ نصفين. والتَوسُّط بين الناس، من الوساطة. والوسط من كل شئ: أعدَلُهُ. قال تعالى: {وكذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي عدلاً. ويقال أيضا: شئ وسط، أي بين الجيد والردئ. وواسطة القلادة: الجوهر الذي في وَسَطها، وهو أجودها. وواسط: بلد سمى بالقصر الذى بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف لان أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف، إلا منى والشام والعراق وواسطا ودابقا وفلجا وهجرا، فإنها تذكر وتصرف. ويجوز أن تريد به البقعة أو البلدة فلا تصرفه، كما قال الشاعر : منهن أيام صدق قد عرفت بها * أيام واسط والايام من هجرا * وقولهم في المثل: " تغافل كأنك واسطى " قال المبرد: أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيهربون وينامون وسط الغرباء في المسجد، فيجئ الشرطي ويقول: يا واسطى، فمن رفع رأسه أخذه وحمله، فلذلك كانوا يتغافلون.وواسط الكور: مقدمه. قال طرفة: وإن شئت سامى واسط الكور رأسها * وعامت بضبعيها نجاء الخفيدد * ويقال: جلست وَسْط القومِ بالتسكين، لأنَّه ظرف، وجلست في وَسَطِ الدار بالتحريك، لانه اسم. وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط، وإن لم يصلح فيه بين فهو وسط بالتحريك، وربما سكن وليس بالوجه، كقول الشاعر: وقالوا يال أشجع يوم هيج * ووسط الدار ضربا واحتمايا
و س ط : الْوَسَطُ بِالتَّحْرِيكِ الْمُعْتَدِلُ يُقَالُ شَيْءٌ وَسَطٌ أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ وَعَبْدٌ وَسَطٌ وَأَمَةٌ وَسَطٌ وَشَيْءٌ أَوْسَطُ وَلِلْمُؤَنَّثِ وُسْطَى بِمَعْنَاهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ} [المائدة: 89] أَيْ مِنْ وَسَطٍ بِمَعْنَى الْمُتَوَسِّطِ وَالْيَوْمُ الْأَوْسَطُ وَاللَّيْلَةُ الْوُسْطَى وَيُجْمَعُ الْأَوْسَطُ عَلَى الْأَوَاسِطِ مِثْلُ الْأَفْضَلِ وَالْأَفَاضِلِ وَيُجْمَعُ الْوُسْطَى عَلَى الْوُسَطِ مِثْلُ الْفُضْلَى وَالْفُضَلُ وَإِذَا أُرِيدَ اللَّيَالِي قِيلَ الْعَشْرُ الْوُسَطُ وَإِنْ أُرِيدَ الْأَيَّامُ قِيلَ الْعَشَرَةُ الْأَوَاسِطُ وَقَوْلُهُمْ الْعَشْرُ الْأَوْسَطُ عَامِّيٌّ وَلَا عِبْرَةَ بِمَا فَشَا عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَوَامّ مُخَالِفًا لِمَا نَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ فَقَدْ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ وَجَمَاعَةٌ إنَّ لَفْظَ الْحَدِيثِ تَنَاقَلَتْهُ أَيْدِي الْعَجَمِ حَتَّى فَشَا فِيهِ اللَّحْنُ وَتَلَعَّبَتْ بِهِ الْأَلْسُنُ اللُّكْنُ
حَتَّى حَرَّفُوا بَعْضَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَمَا هَذِهِ سَبِيلُهُ فَلَا يُحْتَجُّ بِأَلْفَاظِهِ الْمُخَالِفَةِ لِأَنَّ الْمُحَدِّثِينَ لَمْ يَنْقُلُوا الْحَدِيثَ لِضَبْطِ أَلْفَاظِهِ حَتَّى يُحْتَجَّ بِهَا بَلْ لِمَعَانِيهِ وَلِهَذَا أَجَازُوا نَقْلَ الْحَدِيثِ بِالْمَعْنَى وَلِهَذَا قَدْ تَخْتَلِفُ أَلْفَاظُ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَلِأَنَّ الْعَشْرَ جَمْعٌ وَالْأَوْسَطَ مُفْرَدٌ وَلَا يُخْبَرُ عَنْ الْجَمْعِ بِمُفْرَدٍ عَلَى أَنَّهُ يُحْتَمَلُ غَلَطُ الْكَاتِبِ بِسُقُوطِ الْأَلِفِ مِنْ الْأَوَاسِطِ وَالْهَاءِ مِنْ الْعَشَرَةِ وَحَقِيقَةُ الْوَسَطِ مَا تَسَاوَتْ أَطْرَافُهُ وَقَدْ يُرَادُ بِهِ مَا يُكْتَنَفُ مِنْ جَوَانِبِهِ وَلَوْ مِنْ غَيْرِ تَسَاوٍ كَمَا قِيلَ إنَّ صَلَاةَ الظُّهْرِ هِيَ الْوُسْطَى وَيُقَالُ ضَرَبْتُ وَسَطَ رَأْسِهِ بِالْفَتْحِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِمَا يَكْتَنِفُهُ مِنْ جِهَاتِهِ غَيْرُهُ وَيَصِحُّ دُخُولُ الْعَوَامِلِ عَلَيْهِ فَيَكُونُ فَاعِلًا وَمَفْعُولًا وَمُبْتَدَأً فَيُقَالُ اتَّسَعَ وَسَطُهُ وَضَرَبْتُ وَسَطَ رَأْسِهِ وَجَلَسْتُ فِي وَسَطِ الدَّارِ وَوَسَطُهُ خَيْرٌ مِنْ طَرَفِهِ قَالُوا وَالسُّكُونُ فِيهِ لُغَةٌ وَأَمَّا وَسْطٌ بِالسُّكُونِ فَهُوَ بِمَعْنَى بَيْنَ نَحْوُ جَلَسْتُ وَسْطَ الْقَوْمِ أَيْ بَيْنَهُمْ وَيُقَالُ وَسَطْتُ الْقَوْمَ وَالْمَكَانَ أَسِطُ وَسْطًا مِنْ بَابِ وَعَدَ إذَا تَوَسَّطْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَالْفَاعِلُ.

وَاسِطٌ وَبِهِ سُمِّيَ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بِالْعِرَاقِ لِأَنَّهُ تَوَسَّطَ الْإِقْلِيمَ.

وَوَسَطَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ وَفِيهِمْ وَسَاطَةً تَوَسَّطَ فِي الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَفِي التَّنْزِيلِ {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} [القلم: 28] أَيْ أَقْصِدُهُمْ إلَى الْحَقِّ. 
وس ط

وَسَطُ الشَّيءِ ما بَيْنَ طَرَفَيْه قال

(إذا رَحَلْتُ فاجْعَلُونِي وِسطاً ... إني كبيرٌ لا أُطِيقُ العُنَّدَا)

أي اجْعَلُونِي وَسَطاً لكم تَرْفُقُونَنِي وتَحْفَظُونَنِي فإنِّي أَخَاف إذا كنتُ وَحْدِي مُتَقَدِّماً لكم أو مُتَأَخِّراً عَنْكُم أن تَفْرُط بِي دابَّتِي أو ناقَتِي فَتَصْرَعني فإذا سكَّنْتَ السِّينَ من وسْط صار ظَرْفاً وقَوْلُ الفَرَزْدَق

(أَتَتْهُ بمَجْلُومٍ كأنَّ جَبِينَه ... صَلاءَةُ وَرْسٍ وَسْطُها قد تَفَلَّقَا)

فإنه احتاج إليه فجعله اسما وقول الهذليِّ (ضَرُوبٌ لِهَامَاتِ الرِّجَالِ بسَيْفِه ... إذا عَزَمَتْ وَسْطَ الشُّئُون شِفَارهُا)

يكون على ذلك أيضاً وقد يُجُوزُ أن يكون أراد إذا عَجَمَت وَسْط الشُّئون شِفَارُها الشُّئُون أو مُجْتَمعُ الشُّئُونِ فاستعمله ظَرْفاً على وَجْهِه وحَذف المَفْعُول لأن حَذْفَ المَفْعُول كَثِيرٌ قال الفَارِسيُّ ويُقَوِّي ذَلِك قَوْلُ المَرَّار الأَسديِّ

(فلا يَسْتَحْمِدُونَ الناسَ أمْراً ... ولكن ضَرْبَ مُجْتَمَعِ الشُّئُونِ)

وحكى عن ثعلب وَسَطُ الشَّيءِ ووَسْطُهُ بالفَتْح والإِسْكان إذا كان مُصْمَتاً فأما إذا كان أجزاءٌ مخلَصَةً مُتَبَايِنَةً فهو وَسْطٌ بالإسْكَانِ لا غير وأَوْسَطُه كوَسَطٍ وهو اسم كأَفْكَلٍ وأزْمَلٍ وقوله

(شَهْمٌ إذا اجْتَمَع الكُمَاة وأُلْجِمَت ... أَفْوَاقُها بأواسِطِ الأوتارِ)

فقد يكون جَمْع أوسْط وقد يَجُوز أن يكون جَمَعَ واسِطاً على وَوَاسِطَ فاجتمعت واوان فهمز الأولى ووَسَطَ الشيءَ وتَوَسَّطَه صارَ في وَسَطِه قال غَيْلان بن حُرَيث

(وقَدْ وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا ... )

ووَسَّطَ الشيءَ وتَوَسَّطه صارَ في وَسَطِه ووُسُوط الشَّمْسِ تَوَسُّطُها السماء وواسِطُ الرَّحْلِ وواسِطَتُه الأخيرة عن اللحيانيِّ ما بين القادِمَة والآخرِة وواسِطَة القِلادةِ الدُّرَّة التي في وَسَطها وهي أنْفَسُ خَرَزِها فأما قولُ الأعرابيِّ للحسن عَلِّمْنِي دِيناً وَسُوطاً لا ذاهِباً فُرُوطاً ولا ساقِــطاً سُقُوطاً فإن الوَسُوطَ هنا المُتَوَسط بين الغَالِي والتّالِي ألا تَرَاه قال لا ذاهِباً فُرُوطاً أي ليس بِغَالٍ ولا ساقِــطاً سُقُوطاً أي لَيْسَ بتالٍ وهو أحسن الأديان ألا ترى إلى قَوْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه خَيْرُ النَّاسِ هذا النمط الأوسْطُ يلحق بهم التَّالي ويرجُع إليهم الغَالِي قال الحَسَنُ للأعرابيِّ خير الأُمُورِ أوْساطُها أي إن ما كان من الأمُور مُتَوَسِّطاً بين طَرَفَيْه فهو أشْرَف أشخاص نوعه ووَسُطَ في حَسَبِه وَساطةً وسِطَةً ووَسَّطَ وَوَسَطَ ووَسَطَه أي أَكْرَمَه قال

(بَسِطُ البُيُوتَ لكي تكون رَدِيَّةً ... من حَيث تُوضَعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْقِدِ)

ووَسَطَ قومَه في الحَسَب يَسِطُهُمْ سطَةً حَسَنَةً ومَرْعَى وَسَطٌ خِيارٌ قال

(إنَّ لها فَوَارِساً وفَرَطاً ... ونَفْرةَ الحَيِّ ومَرْعًى وَسَطا)

ووَسَطُ الشيءِ وأوْسَطُه أَعْدَلُه ورَجُلٌ وَسَطٌ وَوسِيطٌ خَيْرٌ من ذلك قال أبو الحسن وقوله تعالى {والصلاة الوسطى} البقرة 238 هي صلاة الجمعة لأنها أفضل الصلوات ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ إلا أن يقولَه برواية مُسْنَدَةٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصارَ الماءُ وَسِيطةً إذا غَلَب الطِّينُ على الماءِ حكاه اللحيانيُّ عن أبي ظَبْيَة وواسِطُ مَوْضِعٌ بين الجَزِيرة ونَجْد يُصرف ولا يُصرف وواسِط موضع بين البَصْرَةِ والكُوفَةِ وُصِفَ به لتَوَسُّطِه ما بينهما وغلبت الصفة فصار اسماً كما قال

(ونابِغَةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه ... عليه تُرابٌ من صَفِيحٍ مُوَضَّع)

قال سيبويه سَمُّوهُ واسِطاً لأنَّه مكان وَسَطٌ بين البَصْرَة والكُوفَةِ فلو أرادوا التَّأْنِيث قالوا واسِطَةٌ ومعنى الصِّفَة فيه وإن لم يكن في لَفْظِه لام والوَسُوطُ من بيوت الشِّعْر أَصْغَرُها والوَسُوطُ من الإِبِلِ التي تَجُرُّ أَرْبَعِين بعد السَّنة هذه عن ابن الأعرابيِّ قال فأما الجَرُورُ فَهِي التي تجر بعد السنة ثلاثة أشهر وقد تقدم ذكر الجَرُور والواسِطُ البابُ هُذَلِيَّة
وسط:
وسّط: قتله بأن شطر جسمه إلى شطرين. انظر فيما يتعلق بهذا النوع من التنكيل الوحشي: (مملوك 27:1:1، الملابس 276، عدد 18).
وسّطه: جعله وسيطاً أو أرسل فلاناً لكي يتوسط (معجم بدرون).
وسّط: سار إلى منتصف الطريق (بيرتون 235:1).
توسّط في: تشفع له إلى ... أو توسل لأجله إلى (الجريدة الآسيوية 1849، 3:1831).
تواسط: توسّط بين s'entremettre ( بقطر).
وَسَط: للحرارة المعتدلة tempéré ( معجم الجغرافيا) للأسلوب style ( بقطر).
وساط الناس: آبارهم (معجم الجغرافيا).
وسط: حزام، الموضع الذي يشد فيه الجسم (بقطر): شدَّ وسطه (ألف ليلة 60:1 و 68و 83 مخطوطة المقريزي 450:2): وأوساطهم مشدودة ببنود قطن بعلبكي. (النويري، أفريقيا 24): وجعل على وسط كل خادم ألف دينار. إن تعبير ضرب أوساطهم الذي ورد في (أخبار 2:61) = وسطَّهم أي قتلهم بأن قطع أجسامهم نصفين (انظر المقدمة 197:1).
وسط: حزام، أو ما يشدّ به وسط الجسم (ابن جبير 9:36): وأدخلت الأيدي إلى أوساطهم بحثاً عما عسى أن يكون فيها. وفي (16:59): وإدخال الأيدي إلى أوساط التجار فحصاً عما تأبطوه أو احتضنوه من دراهم أو دنانير (المقري 22:657:1): فقال لممالكيه أنظروا وسطه فجسّوا الكمران وقالوا خذوا الصرّة التي فيه. وفي (11:217): فوجدوا أكثر الغرقى والدنانير في أوساطهم. وفي (رياض النفوس 84): وكانوا ربما جعلوا الكتب في أوساطهم وحجرهم.
انقطع وسطي: كنت في حاجة إلى التبول (بقطر).
له يد في الوسط: كان له غرض ما للتدخل في هذه القضية (بقطر).
من وسط: من خلال وعلى سبيل المثال من وسط البرية؛ وهناك تعبير مرّق سيفه من وسط جسده أي ادخله في أحدهم وتعبير من وسط البلور (بقطر).
وسط: في (محيط المحيط): (الوَسَط عند المنطقيين والحسابين الواسطة) أنظرها.
وسط الحمل: ما يضاف إلى الحمل الذي تحمله الدابة بعد تحميلها (الكالا).
وسط القبر: الحجارة الموسِّطة (الوسطانية) المغطاة ببلاطة من المرمر أو الحجارة أو الأدواز وأحياناً من الطابوق وغالباً بالأعشاب (بروسلار) بحث حول قبور أمراء بني زيان 20).
سطة؟ = واسطة ( et Proestan tior margarita sive bacca norilis media) ( عباد 76:3).
وسطىّ: التي في المنتصف (فوك).
الوسطى: إصبع الوسط (دومب 86).
وَسطاني: الذي في الوسط (بقطر).
وسطاني: (في محيط المحيط): ( .. ومن الأولاد المتوسط بين ولدين أكبر وأصغر. مولّدة).
وسطاني: معتدل، مقارب، متوسط (بقطر).
وسطاني: موسط ومتوسط mur mitoyen: بالغ، ناضج، يافع، رشيد، عاقل، مطبوخ (ألف ليلة 101:2، برسل 276:9).
وسطانية: نوع من الملابس في سومطرا (ابن بطوطة 232:4).
وساطة والجمع وسائط: سبيل، طريقة moyen؛ عمل وساطة: اتخّذ شفيعاً. (بقطر).
واسطة: متوسط، وسيط، مصلح بين طرفين
والجمع وسائط (فوك، ابن الأثير 48:1).
واسطة: مداخلة، توسط entrmise meditation, ( بقطر).
واسطة: والجمع وسائط: تسوية، صك تراض، صك تحكيم Compromis ( الكالا).
واسطة: وسط الأمور mezzo-termine ( بقطر).
واسطة: الاعتدال في الأمور، وَسْط ووَسَط (مجازاً أو حقيقةً أو توفيقاً بين أمرين) (بقطر).
واسطة: فاصل زمني، فاصل ترفيهي بين مسرحيتين interméde وتطلق أيضاً على المواد التي تضم إلى بعضها وتقطّر (بقطر).
واسطة: أقطار تتوسط أقطاراً أخرى (معجم الجغرافيا).
واسطة: قناة، ومجازاً طريق أو واسطة؛ بواسطة: la faveur de تحت ظل ال ... ، على يد ال .. (بقطر).
واسطة: في (محيط المحيط): ( ... وعند المنطقيين الحد الأوسط في التصديق. وعند الحسابين العدد الثاني والثالث في الأربعة، وذلك كالستة والثمانية من قولنا نسبة أربعة إلى ستة كنسبة ثمانية إلى اثنتي عشر. ويسمى العددان الآخران بالطرفين).
واسطة: في (محيط المحيط): (يقال فلان من واسطة قومه أي خيارهم).
واسطي: نعت لنوع فاخر من الأستار يصنع في مدينة واسط (معجم الجغرافيا).
واسطي: نعت لنوع من أنواع الأقواس عامية متوسط أي متوسط السعة (معجم الجغرافيا).
واسطية: نوع من أنواع السفن (معجم الجغرافيا).
أوسط: في (محيط المحيط): (واليوم الأوسط والليلة الوسطى ويجمع الأوسط على الأواسط والوسطى على الوسط كأفضل وإذا أريد الليالي يقال العشر الوُسَط وإن أريد الأيام قيل العشرة الأواسط؛ وفي المصباح قولهم العشر الأوسط عامي ولا عبرة بما فشا على ألسنة العوام مخالفاً لما نقله أئمة اللغة ... ).
أوسط: أكثر ملائمة (تقوم21): وهذا الوقت أوسط نتاج الإبل وأعدل الأزمنة له.
الأوسط: inpudicus ( المعجم اللاتيني).
العلم الأوسط: (في محيط المحيط): ( ... هو الرياضي ويسمى بالحكمة الوسطى).
وسطى: الإصبع الوسطى والجمع عند (فوك): وُسطيّات.
الطريقة الوسطى: دين الدروز (دي ساسي كرست 238:2).
توّسط: اعتدال (المقدمة 342:2): médiocrite. موسَط: الخشبة التي ترفع هيكل البناء أو الجزء الوسطي المركزي منه (م. الأسبانية 166).
مَوُسَطَة: (الأصح: موسطة) والجمع مواسط: وسّط (فوك).
موسَطة: خليج (الكالا)؛ وكذلك منتصف المرسى أو الجوف (ديلاب 159)؛ ولعل (الكالا) قد خطر بباله المعنى نفسه حين جعل الكلمة مرادفاً ل: Profundo.
مواسطة: مداخلة، توسط بين .. (بقطر): interposition intervention.
متوسِط: وسط، سعة أو حجم متوسط (بقطر)؛ سعة معتدلة (دي ساسي كرست 326:1). معتدل فيما يملكه، أي بين الغني والفقير (معجم التنبيه)؛ ويقال متوسِط
(المقري 21:136:1) أي معتدل ويقال أيضاً في الحديث عن شخص من الأشخاص انه متوسط أي معتدل (مرسنج 90: معجم الجغرافيا).
متوسِط: مصلح بين، وسيط (بقطر).
متوسط: في (محيط المحيط): ( ... وعند المهندسين الأصم الذي هو في المرتبة الثانية وفيما بعدها).
متواسط: متوسط mitoyen ( بقطر).
وسط
الوَسَط من كل شيءٍ: أعدَلُه. وقوله تعالى:) وكذلك جَعَلْناكم أمَّةً وَسَطاً (أي عدلا خياراً.
وواسِطَةُ الكُور: مقدمه، وكذلك واسطه. وعن يعلى بن مرة بن وهب أبى المرازم الثقفي - رضي الله عنه - وهو يعلى بن سيابة - وسيابة أمه - قال: أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي فقالت: أصابه بلاء، قال: ناولينيه؛ فرفعتهايه؛ فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم دعا له فَبَرَأ. وقال طرفه بن العبد يصف ناقته:
وإن شِئتُ سامي واسِطَ الكُوْرِ رَأسُها ... وعامَت بِضَبْعَيها نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ
وقال أسامة الهذلي يصف متلفاً:
تَصِيحُ جَنَادِبهُ رُكَّداً ... صِيَاح المَسَامِيرِ في الوَاسِطِ
وواسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها.
وواسِطُ: بلد سُمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف؛ ألا مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابقاً وفلجاً وهجراً وقُبَاءً؛ فإنها تذكر وتصرف، ويجوز أن تريد بها البقعة أو البلدة فلا تصرفه، قال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر:
مِنْهنَّ أيام صِدقٍ قد بُليْتَ بها ... أيامُ واسِط والأيَام مِنْ هَجَرا
هكذا أنشد بعض من صنف في اللغة شاهداً على ترك الصرف في هجر، والرواية: " أيام فارس " لا غير، والبيت من أبيات الكتاب، وأراد بلاء عمر وصبره، ويوم هجر يوم أبي فديكٍ الخارجي.
وفي المثَل: تَغَافَل كأنك واسطي. قال المبرد: أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي فيقول يا واسطي؛ فمن رفع رأسه أخذه وحمله؛ فلذلك كانوا يتغافلون.
وقال أبو حاتم: فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً؛ فهو مصروف على كل حال.
قال ابن دريدٍ: وواسِطٌ: موضعٌ بنجدٍ.
قال: وبالجزيرةِ - أيضاً - واسطٌ، وإياه عنى الأخطلُ بقولهِ:
عَفَا واسِطٌ من آلِ رضوى فَنَبْتَلُ ... فَمجتَمَعُ الحُرينِ فالصبرُ أجملُ
وواسطُ: قريةٌ من قرى اليمن قُربَ زبِيْدَ.
وواسطٌ: الجبلُ الذي يقعدُ عندهَ المساكينُ إذا ذهبتَ إلى منىً: قال الحارِثُ بن مُضاضٍ الجُرهميُ يتشوقُ إلى مكةَ - حرسها الله تعالى - لما أجلاهُم عنها خُزاعةُ:
كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفاَ ... أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكةَ سامرُ
ولم يتربعْ واسِطاً وجنوبهُ ... إلى السر من وادي الأراكةِ حاضرُ
وقال أبو عبيدةَ: مِجدلٌ: حِصنٌ لبني حنيفةَ يقال له واسِطٌ، وأنشدَ قولَ الأعشى:
في مِجْدَلٍ شيدَ بُنيانهُ ... يزلُ عنه ظُفُرُ الطائرِ
وواسِطٌ: جبلٌ لبني عامر، قال:
أماً نسلمْ أو نَزُر أهلَ واسِطٍ ... وكيفَ بتسليمٍ وأنت حَرَامُ
وواسطٌ - أيضاً -: من منازلِ بني قُشيرٍ.
وواسطٌ: بين العُذيبةِ والصفراء، قال كُثير:
أجدوا فأما آل عَزةَ غُدوةً ... فبانوا وأما واسِطٌ فَمقيمُ
هكذا هو في شرحِ شعرِ كُثيرٍ. وروي أن عبد المجيد بن أبي روادٍ وقفَ بأحمدَ بن ميسرةَ على واسِطٍ في طريق منىً فقال: هذا واسطٌ الذي يقولُ فيه كُثيرُ عَزةَ: وأما واسِطٌ فمقيمُ.
وقال ابنُ السكيتِ - أيضاً - في قولِ كُثيرٍ:
فإذا غَشِيْتُ لها بِبُرقَةِ واسِطٍ ... فَلوى لُبينةَ منزلاً أبكاني
واسِطٌ هذا: بينَ العُذيبةِ وبين الصفراءِ كما تقدمَ.
وواسطُ الرقةِ: قريةٌ غربي الفُراتِ مقابلَةَ الرقةِ.
وواسِطٌ: موضعٌ في بلادِ بني تميمٍ، قال ذو الرمة:
بحيثُ استفاضَ القنعُ غربي واسِطٍ ... نِهاءً ومجتْ في الكَثيبِ الأباطحُ
ويروى: " بحيثُ اسَتَراضَ ".
وواسطُ: قريةٌ متوسطةٌ بين بَطْنِ مَرّ ووادي نخلةَ؛ ذاةُ نَخيلٍ.
وواسِط: قريةٌ من قرى بَلْخَ، ينسبُ اليها بشيرُ بن ميمونٍ الواسطيُ من شُيُوخِ أبي رجاءٍ قُتيبةَ بن سعيد بن جميل بن طريفٍ البغلاني.
وواسط: من قرى حلب قُربَ بِزاغةَ.
وواسطِ: قريةٌ بالخابورِ قُربَ قِرْقيساءَ.
وواسِطُ: بُليدةٌ بالأندلس من أعمالِ قبرةَ.
وقال ابنُ الكلبي: كان بالقربِ من واسطِ الحجاجِ موضعٌ يسمى واسطَ القصبِ، وهو الذي بناه الحجاجُ أولاً قبل أن يبنيَ واسِطاً.
وواسِطُ - أيضاً -: قريةٌ قُربَ مُطير اباذ.
وواسِط: قرْيةٌ بنهرِ الملكِ.
وواسطُ: قريةٌ شرقي دجلة الموصلِ.
وواسِطُ - أيضاً -: من قرى دجيل.
والواسِطُ: النابُ بلغةِ هذيلٍ.
ووسطت القومَ آسِطهمُ وسطاً وسِطةً: أي توسطهمُ، قال:
وقد وسَطْتُ مالكاً وحنظلا ... صُيابها والعددَ المجَلْجَلا
أراد: وحنظلةَ، فلما وقفَ جعلَ الهاءَ ألفاً؛ لانه ليس بينهما إلا الهةُ وقد ذهبت عند الوقفِ؛ فأشبهتِ الألف، كما امرؤ القيسِ.
وعمرو بن درماءَ الهمامَ إذا غدا ... بذي شُطبٍ عضبٍ كمشيةِ قسورا
أراد: قَسورةَ، ولو جعلهَ اسماً محذوفاً منه الهاءُ لأجراه.
وفُلانٌ وسيطٌ في قومهِ: إذا كان أوسطهمُ نسباً وأرفعهمُ محلاً، قال العرجيُ - واسمهُ عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمانَ بن عفانَ؛ رضي الله عن عثمان -:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ... ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِ
وصبرٍ عِندَ معترك المنايا ... وقد شرعتْ أسِنتها بنحري أجررُ في الجوامع كل يومٍ ... فيا للِه مظلمتي وصبري
كأني لم أكنْ فيهم وسِيطاً ... ولم تَكُ نُسبتي في آلِ عمرو
والوسيطُ: المتوسطُ بين القوم.
والوسُوطُ: بيتٌ من بيوتِ الشعرِ أكبرُ من المظلةِ وأصغرُ من الخباءِ.
ويقال: الوسوطُ من النوقِ: مثلُ الطفُوفِ تملأ الإناءَ.
ويُقال: ناقةٌ وسُوطٌ وإبلٌ وسُوطٌ: هي التي تحملُ على رؤوسها وظهورها؛ صعابٌ لا تعقلُ ولا تُقيدُ.
ووسطانُ - مثالُ حمدان -: موضعٌ، قال الأعلمُ الهُذليُ:
بَذلتُ لهم بذي وسطانَ شدي ... غداتَئذٍ ولم أبذل قتالي
أي: خرجتُ أعدوُ ولم أقاتلْ، ويروى: " بذي شوطانَ ".
ودارةُ وسَطٍ: من داراتِ العَرَب.
ووسَطٌ: جبلٌ على أربعةِ اميال من ضَريةَ، قال:
دَعوتُ الله إذ شَقيتْ عِيالي ... لِيرزقني لدى وسَطٍ طعاما
فأعطاني ضرِيةَ خيرَ أرضٍ ... ثمجُ الماءَ والحب التؤاما
وقد تُسكنُ منه السينُ.
ويقال: جلستُ وسْطَ القومِ - بالتسكين -؛ لأنه ظرفٌ. وجلستُ وسَطَ الدارِ؟ بالتحريك -؛ لأنه اسمٌ. وكلُ موضعٍ صلحَ فيه بين فهو وسْطٌ - بالتسكين -، وإن لم يصلحْ فيه بين فهو وسَطٌ - بالتحريك -. وقال ثعلبٌ: الفرقُ بين الوسطِ والوَسَطِ: أن ما كان يبينُ بين جزءٍ - مثلَ الحلقةِ من الناس والسبحة والعقدِ - فهو وسْطٌ بالتسكين، وما كان مُصمتاً لا يبينُ جزءٌ فهو وسَطٌ بالتحريك - مثل وَسَطِ الدارِ والراحةِ والبُقعةِ -، قال عنترةُ بن شدادٍ العبسيُ:
ما راعني إلا حمولةُ أهلها ... وِسطَ الديارِ تَسَفُ حَب الخِمخمِ
ويروى: " وسطَ الركاب ".
وقد تُسكنُ السينُ من الوَسَطِ، وليس بجبيدٍ، وأنشد الكسائيُ في نوادره:
فِدىً لِبني خلاوَةَ عَمر أمي ... لائنةٍ وقلتُ لهم فدايا
عَشيةَ أقبلتْ من كل أوبٍ ... كِنانةُ عاقدينَ لهم لِوايا
فقالوا: يا آلَ أشجعَ يومُ هيج ... فتوسطَ الدارِ ضَرباً واحتمايا
والوسطى من الأصابع: معروفةٌ.
والصلاةُ الوسطى في قوله تعالى:) حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى (قيل: هي الفجرُ، وقيل: الظهرُ، وقيل: العصرُ، وقيل: المغربُ، وقيل: العِشاءُ. والصحيحُ أنه صلاة العصر، لقولِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحزابِ لعُمرَ - رضي الله عنه -: شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ؛ مَلأ اللهُ بيوتهم وقبورهم ناراً.
وقال ابنُ عباد: مُوسِطُ البيتِ: ما كان في وسَطهِ خاصةً.
والتوسِيطُ: أن تجعل الشيء في الوسط وقرأ علي - رضي الله عنه - وعمرو بن ميمونٍ وقتادةُ وزيدُ بن علي وابن ابي ليلى وابنُ أبي عبلةَ وأبو حيوةَ وأبو إبراهيمِ:) فَوَسَّطنَ به جمعا (بالتشديد.
والتوسيطُ - أيضاً -: قطعُ الشيءِ نصفينِ.
والتوسطُ بين الناس: من الوَسَاطةِ.
وتوسطَ: أخذَ الوَسَطَ بين الجيدِ والرديءِ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ سخاءة:
واقذفْ بحبلكَ حيثُ نالَ بأخذِهِ ... من عُوذها وأعتم ولا تتوسطِ
والتركيبُ يدلُ على العدلِ والنصفِ.
وسط
وسَطَ1 يسِط، سِطْ، وَسْطًا، فهو واسط، والمفعول مَوْسوط
• وسَط الشَّيءَ: صار في وسطِه "وسَط اللاَّعبون الملعبَ- وسَط الهدفَ- {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: دخلن أرض المعركة بين جموع العدوّ لتفريق شمله". 

وسَطَ2/ وسَطَ في يسِط، سِطْ، وَساطةً، فهو وَسيط، والمفعول مَوْسوط
• وسَط القومَ/ وسَط فيهم: تدخَّل بينهم بالحقّ والعَدْل "وسَط القاضي المتخاصمين". 

توسَّطَ/ توسَّطَ بـ/ توسَّطَ في/ توسَّطَ لـ يتوسَّط، توسُّطًا، فهو مُتوسِّط، والمفعول مُتوسَّط (للمتعدِّي)
• توسَّط فلانٌ بين النَّاس: مُطاوع وسَّطَ: عمل وسيطًا مصلحًا بينهم "توسَّط بينهم لإيقاف النِّزاع".
• توسَّط الشَّخصُ المكانَ: صار في وسطه "توسَّط أرض النَّادي- توسَّط الحاضرين: جلَس في وسطهم".
• توسَّط بفلان: اتَّخذه واسِطةً "توسَّط بقريبه لقضاء حاجته".
• توسَّط في الأمر: اعتدل فيه وأخذ موقفَ الوَسَط "يتوسَّط في آرائه فلا يتطرَّف".
• توسَّط لفلان: توسَّل إليه وترجَّى منه معونة أو مساعدة، دعا إلى مساعدته، تشفَّع له "توسَّط للمذنب". 

وسَّطَ يوسِّط، توسيطًا، فهو مُوسِّط، والمفعول مُوسَّط
• وسَّط الشَّيءَ:
1 - جعَله في الوسط "وسّط عنوان الكتاب/ الصُّورة- {فَوَسَّطْنَ بِهِ جَمْعًا} [ق] ".
2 - قطَّعه نِصْفين "وسَّط التُّفَّاحة".
• وسَّط فلانًا: جعله وسيطًا "وسَّط الشَّيخ لفضّ الخلاف بينهم- وسَّط المحامي بينه وبين خَصْمه". 

أَوْسَطُ [مفرد]: ج أَواسِطُ، مؤ وُسْطى، ج مؤ وُسَط: اسم تفضيل من وسَطَ1: أكثر اعتدالاً وبُعْدًا عن الشطط " {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}: بمعنى متوسط".
• الأَوْسَطُ: (رض) لاعب يحتلّ موقعًا متوسِّطًا بين مواقع أفراد فريقه من الملعب.
• أَوْسَطُ الشَّيء: ما بين طرفيه "الشَّرق الأَوْسَط- الإصبع الوُسْطى" ° أواسط الشَّهر/ أواسط الأسبوع: منتصفه- هو من أوسط قومه: من خيارهم. 

توسُّطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى توسُّط: "أفكار توسُّطيّة".
2 - مصدر صناعيّ من توسُّط: سياسة تقوم على احتلال وضعٍ وَسَط، أو اتِّخاذ موقفٍ مُعتدِل بين موقفَيْن مختلفَيْن أو بين اليمين واليسار "عُرف بالاعتدال والتّوسُّطيَّة". 

مُتوسِّط [مفرد]:
1 - اسم فاعل من توسَّطَ/ توسَّطَ بـ/ توسَّطَ في/ توسَّطَ لـ.
2 - ما كان في الوَسَط "البحر الأبيض المتوسِّط- نقطة متوسِّطة- الموجة المتوسِّطة في الإذاعة".
3 - مَنْ به اعتدال مقبول "فلانٌ متوسِّط القامة: لا طويل ولا قصير- الطبقة المتوسِّطة" ° شراب متوسِّط: ما هو بين الجيِّد والرَّديء، مقبول نوعًا- متوسِّط الحال: ليس بالغنيّ ولا الفقير.
4 - (جب) مُعَدَّل مجموع قيم منفردة مقسومًا على عدد هذه القيم ومثال ذلك: متوسِّط الحرارة اليوميّ يُعتبر مُعَدَّل درجة الحرارة العُظْمى والصُّغرى خلال اليوم "متوسِّط الحرارة اليوم".
5 - وسيط، متشفِّع "أصبح متوسِّطًا في حلّ مشاكل القرية".
• متوسِّط حسابي: (جب) القيمة الوسطى، وهي المجموع الكُلِّي لأعداد مجموعة من المقادير مقسومًا على المقادير في المجموعة.
• فوق المتوسِّط: متجاوز للمستويات العادية لكنه لا يتجاوز الحدود الطَّبيعية. 

مُتوسِّطيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُتوسِّط: "قُطْر
 متوسّطيّ".
• مناخ متوسِّطيّ: معتدل. 

واسِطَة [مفرد]: ج وسائِطُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل وسَطَ1.
2 - وسيلة، ما أو من يُتوصَّل به إلى الشّيء "حصل على القرض بواسطة مدير البنك- واسطة شرعيّة: طريقة، ذريعة" ° بواسطة فلان: بفضله- واسطة الاتِّصال: جاسوس.
3 - جوهرة في وسط القِلادة وهي أجودها "واسطة العِقد/ القلادة".
4 - توسُّط بين فريقين لتسهيل اتِّفاق "تمّ الاتّفاق على البيع بواسطة السماسرة". 

وَساطة1 [مفرد]: مصدر وسَطَ2/ وسَطَ في. 

وَساطة2/ وِساطة [مفرد]:
1 - واسطة، شفاعة "طلب معروفًا بوساطة صديق" ° قدَّم وساطتَه: عرض مساعيَه الحميدة.
2 - محاولة فضّ نزاع قائم بين فريقين أو أكثر عن طريق التّفاوض والحوار "عرض وساطته بين متخاصمين- فشلت جهود الوَساطة بين الدَّولتين". 

وَسْط [مفرد]:
1 - مصدر وسَطَ1.
2 - وسَط؛ ظرف بمعنى بَيْن "جلسَ وَسْط أصدقائه- ضاع وَسْط الجمع". 

وَسَط [مفرد]: ج أوْساط:
1 - أَوْسَطُ؛ مُعْتدِل من كلّ شيء، مقبول، بَيْن بَيْن "شيءٌ وَسَط: بين الجيِّد والرَّديء- {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} " ° خيرُ الأمور الوَسَط- وَسَط الحياة: طور بين البداية والنِّهاية.
2 - خاصرة؛ منتصف الجسم "شدَّت وَسَطها بحزام".
3 - عَدْل وخَيْر " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}: عدولاً خيارًا".
4 - وَسْط؛ ظرف بمعنى بين "جلس وَسَطَ الطلاب".
5 - (حي) محيط دائرة إقامة الإنسان، مجال نشاطه الحياتيّ، مجموع المؤثِّرات الخارجيَّة على كائن حيّ "وَسَط اجتماعيّ/ ثقافيّ/ فنّيّ/ سياسيّ/ بيئيّ/ عائليّ" ° الأوساط الرَّسميَّة: الدَّوائر والمحافل الرَّسميَّة- الأوساط العامّة/ الأوساط الدِّبلوماسيَّة- الأوساط المُطَّلعة: الأشخاص الذين لهم عِلْم بخفايا الأمور.
6 - (هس) نقطة الدائرة.
• الوَسَط: رجال السِّياسة المعتدلون الذين تجعلهم وجهات نظرهم في مركز وسط بين اليمين واليسار.
• الوَسَط من الشَّيء: ما بين طرفيه وهو منه "مركز وَسَط- وَسَط الدَّار- حلّ وَسَط: مقبول" ° حَيٌّ وَسَط: واقع في وَسَط المدينة- هذا من وَسَط الوادي: من خير مكان فيه.
• الوَسَط الحسابيّ أو العدديّ بين مقدارين: (جب) الذي إذا توسَّطهما تكوّن من الثلاثة مُتوالية عدديّة.
• الوَسَط الهندسيّ بين مقدارين: (هس) الذي إذا توسّطهما تكوّن من الثلاثة متوالية هندسيّة.
• وَسَط المدينة: مركز الحركة الأهمّ فيها وملتقى نشاطاتها.
• نُوّاب الوَسَط: (سة) مجموعة أعضاء مجلس سياسيّ يجلسون في الوَسَط، أو مَنْ ينتمون إلى تيار سياسيّ معتدل، بخلاف اليساريين واليمينيين. 

وَسْطانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى وَسْط: على غير قياس "الضوء في الرَّدْهة الوَسْطانية خافت جدًّا". 

وُسْطى [مفرد]: ج وُسَط: مؤنَّث أَوْسَطُ.
• الوُسْطى من الأصابع: ما بين السَّبَّابة والبِنْصَر.
• الصَّلاة الوُسْطى:
1 - صلاة العصر على أرجح المذاهب؛ لتوسُّطها بين صلاتي النَّهار وصلاتي اللَّيل " {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى} ".
2 - الحُسْنى والفُضلى، قيل: صلاة الجمعة.
• الطَّبقة الوُسْطى: الطَّبقة الاجتماعيَّة والاقتصاديّة التي تقع بين الطبقتين: الفقيرة والغنيّة.
• القرون الوُسْطى/ العصور الوُسْطى: الفترة الزمنيَّة ما بين سقوط الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة (476م) إلى سقوط القسطنطينيّة (857 هـ/ 1453م).
• الأُذُن الوُسْطَى: (شر) المسافة بين طبلة الأذن والأذن الدّاخليّة، وتحتوي على العُظَيْمات السَّمعية الثّلاث: المطرقة والسندان والرِّكاب التي تنقل الاهتزاز خلال الصِّمام البيضويّ إلى قوقعة الأذن، أو صندوق الطَّبلة الذي يفصله عن الظّاهر غشاء لطيف. 

وَسَطيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَسَط.
2 - من أحزاب الوَسَط، مُنتمٍ إلى الوَسَط "نائب وَسَطيّ". 

وَسَطِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَسَط.
2 - مصدر
 صناعيّ من وَسَط.
3 - (سف) مذهب فلسفيّ سياسيّ وَسَطيّ. 

وسيط [مفرد]: ج وُسَطاءُ، مؤ وسيطة، ج مؤ وسيطات ووُسَطاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وسَطَ2/ وسَطَ في.
2 - مُعتدل بين شيئين ° هو وسيط فيهم: أوسطهم نسبًا وأرفعهم مَجْدًا.
3 - مَنْ ينقل الخواطر والأفكار من عقل إلى عقل بوسائل غير محسوسة ولا مُدْركة، وسيط روحيّ في التّنويم المغنطيسيّ "وسيط روحانيّ".
• وسيط استيراد: (جر) الذي يوكَّل من قِبل عملاء للقيام بالتفاوض في شأن شراء البضائع والسِّلع الأجنبيّة من بلد المنشأ ليعمل فيما بعد على تصديرها إلى موكِّليه لقاء عمولة معيَّنة، ويقابله: وسيط تصدير.
• وسيط تِجاريّ:
1 - (جر) شخص أو مؤسسة تقبل اعتمادات كضمان للقروض قصيرة الأجل.
2 - (جر) شخص يقيم علاقة تجاريّة بين المشتري والبائع بدون أن يقوم هذان الشخصان بالتعاون المباشر فيما بينهما.
• العصر الوسيط: القرون الوسطى. 
وسط
{الوَسَطُ، مُحَرَّكَةً، من كُلِّ شَيْءٍ: أَعْدَلُهُ. ويُقَالُ: شَيْءٌ} وَسَطٌ، أَيْ بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّدِيءِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى: وكَذلِكَ جَعَلْنَاكُم أُمَّةً {وَسَطاً، قَالَ الزّجاجُ: فِيهِ قَوْلانِ، قَالَ بَعْضُهُم: أَيْ عَدْلاً، وقالَ بَعْضُهُم: خِيَاراً. اللَّفْظَانِ مُخْتَلِفَانِ والمَعْنَى وَاحِدٌ، لأَنَّ العَدْلَ خَيْرٌ، والخَيْرَ عَدْلٌ.
} ووَاسِطَةُ الكُورِ، وَ {وَاسِطُهُ، الأُولَى عَن اللِّحْيَانيّ: مُقَدَّمُهُ، وعَلَى الثانِيَةِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ لِطَرَفَةَ:
(وإِنْ شِئْتُ سَامَى} وَاسِطُ الكُورِ رَأْسُها ... وعَامَتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ)
وأَنشد الصّاغَانِيّ لأُسامَةَ الهُذَلِيّ يَصِفُ مَتْلَفاً:
(تَصِيحُ جَنَادِبُه رُكَّداً ... صِياحَ المَسامِيرِ فِي {الوَاسِطِ)
وَقَالَ اللَّيْثُ:} وَاسِطُ الكُورِ {ووَاسِطَتُه: مَا بَيْنَ القَادِمَةِ والآخِرَةِ.
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: لَمْ يَتَثَبَّت اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ} وَاسِطِ الرَّحْلِ، وإِنَّمَا يَعْرِفُ هَذَا مَنْ شاهَدَ العَرَبَ.
ومَارَسَ شَدَّ الرِّحالِ عَلَى الإِبِلِ، فَأَمَّا مَنْ يُفسِّرُ كَلامَ العَرَبِ على قِياسَاتِ الأَوْهَامِ فإِنَّ خَطَأَهُ يَكْثُرُ. وللرَّحْلِ شَرْخَانِ، وهُمَا طَرَفاه مِثْلُ قَرَبُوسَيِ السَّرْجِ، فالطَّرَفُ الَّذِي يَلِي ذَنَبَ البَعِير: آخِرَهُ الرَّحْلِ ومُؤْخرَتُه، والطَّرَفُ الَّذِي يَلِي رَأْسَ البَعِير: وَاسِطُ الرَّحْلِ، بِلا هاءٍ، ولَمْ يُسَمَّ {وَاسِطاً لأَنَّهُ وَسَطٌ بَين الآخِرَةِ والقَادِمَةِ، كَمَا قَالَ اللَّيْثُ. وَلَا قادِمَةَ لِلرَّحْلِ بَتّةً، إِنَّمَا القادِمَةُ الوَاحِدَةُ مِنْ قَوَادِمِ الرِّيش. ولضَرْعِ الناقَةِ قادِمانِ وآخِرَان، بِلا هاءٍ.
وكَلامُ العَرَبِ يُدَوَّنُ فِي الصُّحُفِ مِنْ حَيْثُ يَصِحُّ، إِمَّا أَنْ يُؤْخَذَ عَن إِمامٍ ثِقَةٍ عَرَفَ كَلامَ العَرَبِ)
وشاهَدَهُمْ، أَوْ يُقْبَلَ من مُؤَدٍّ ثِقَةٍ يَرْوِي عَن الثِّقَاتِ المَقْبُولِينَ. فأَمَّا عِبَارَاتُ مَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ وَلَا أَمانَةَ فإِنَّهُ يُفْسِدُ الكَلاَمَ ويُزِيلُه عَن صِيغَتِهِ. قَالَ: وقَرَأْتُ فِي كِتَابِ ابنِ شُمَيْلٍ فِي بابِ الرِّحَالِ قَالَ: وَفِي الرَّحْلِ} وَاسِطُه وآخِرَتُهُ ومَوْرِكُه، فَوَاسِطُهُ مُقَدَّمُهُ الطَّوِيلُ الَّذِي يُحَاذِي صَدْرَ الراكِبِ، وأَمَّا آخِرتُهُ فمُؤْخرَتُه، وَهِي خَشَبَتُه الطَّوِيلَةُ العَرِيضَةُ الَّتِي تُحَاذِي رَأْسَ الراكِبِ. قالَ: والآخِرَةُ {والوَاسِطُ: الشَّرْخَانِ. ويُقَالُ: رَكِبَ بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْلِهِ، وَهَذَا الَّذِي وَصَفَهُ النَّضْرُ كُلُّهُ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ.} ووَاسِطٌ، مُذَكَّراً مَصْرُوفاً، لأَنَّ أَسْمَاءَ البُلْدَانِ الغالِبُ عَلَيْهَا التَّأْنِيثُ وتَرْكُ الصَّرْف، إِلاَّ مِنى والشَّأْمَ، والعِرَاقَ،! ووَاسِطاً، ودَابِقاً، وفَلْجاً وهَجَراً فإِنَّهَا تُذَكَّرُ وتُصْرَفُ، كَمَا فِي الصّحاحِ.
وقَدْ يُمْنَعُ إِذا أَرَدْتَ بِها البُقْعَةَ والبَلْدَةَ، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (مِنْهُنّ أَيّامُ صِدْقٍ قَدْ عُرِفْتَ بِهَا ... أيّامُ {وَاسِطَ والأَيّامُ مِنْ هَجَر)
هَكَذا فِي الصّحاح، وهُوَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ يَرْثِي بِهِ عُمَرَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعْمَرٍ، وصَوَابُهُ: مِنْ هَجَرَا، فإِنَّ أَوّلَ الأَبْيَاتِ: أمَّا قُرَيْشٌ أَبا حَفْص فَقَدْ رُزِئَتْبالشَّامِإِذْ فارَقَتْكَالسَّمْعَ والبَصَرا
(كَمْ مِنْ جَبانٍ إِلَى الهَيْجا دَلَفْت بِه ... يَوْمَ اللِّقَاءِ ولَوْلا أَنْتَ مَا جَسَرا)
د، بالعِراقِ، اخْتَطَّها، هكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه اخْتَطَّه الحَجَّاجُ ابنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيّ فِي سَنَتَيْنِ بَيْنَ الكُوفَةِ والبَصْرَةِ، ولِذلِكَ سُمِّيَتْ وَاسِطاً، لأَنَّهَا مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَهُمَا، لأَنَّ مِنْها إِلَى كُلٍّ مِنْهُمَا خَمْسِينَ فَرْسَخاً قَالَ ياقُوت: لَا قَوْلَ فِيهِ غَيْرَ ذلِكَ إِلاَّ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ حِكَايَةً عَنِ الكَلْبِيّ. وهُوَ قَوْلُ المُصَنِّف. ويُقَالُ لَهُ: وَاسِطُ القَصَبِ أَيْضاً، فَلَمَّا عَمَّرَ الحَجّاجُ مَدَينَتَهُ سَمّاهَا باسْمِهِ، أَوْ هُوَ قَصْرٌ كانَ قَدْ بَنَاهُ الحَجّاجُ أَوّلاً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ البَلَدَ، ثُمَّ لَمّا بَنَاهُ سُمِّيَ بِهِ.
ومِنْهُ المَثَلُ: تَغافَلْ كَأَنَّكَ واسطِيٌّ. قَالَ المُبَرِّدُ: سَأَلْتُ عَنهُ الثَّوْرِيَّ فَقال: لأَنَّهُ كانَ، أَي الحَجّاجُ، يَتَسَخَّرُهُم فِي البِنَاءِ فيَهْرُبُونَ وَينَامُونَ بَيْن، وَفِي الصِّحَاح: وَسْطَ: الغُرَباءِ فِي المَسْجِدِ. فَيَجِئُ الشُّرَطِيّ ويقُولُ: يَا} - وَاسِطِيُّ، وَفِي المُعْجَم: يَا كِرْشِيّ فَمَنْ رَفَع رَأْسَهُ أَخَذَهُ وحَمَلَهُ فَلِذلِكَ كانُوا يَتَغَافَلُون، انْتَهَى نَصُّ الصّحاح. {وَوَاسِطُ: ة، قُرْبَ مَكَّةَ بِوَادِي نَخْلَةَ} مُتَوَسِّطَةٌ، بَيْنَها وبَيْنَ بَطْنِ مَرٍّ، ذاتُ نَخِيلٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ وياقُوت. وَاسِطُ: ة، ببَلْخَ، مِنْهَا مُحَمَّد ابنُ مُحَمَّد بنِ إِبراهِيم، حَدَّثَ عَن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيم المُسْتَمْلِي، وعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ أَحْمَدَ السَّرّاجِ، وبَشِيرُ ابنُ مَيْمُون أَبو صَيْفِيّ عَنْ عُبَيْدٍ المَكْتِبِ،)
وعَنْهُ قُتَيْبَةُ المُحَدِّثان. ووَاسِطُ: ة، بِبَابِ نَوقان طُوسَ، ويُقَالُ لَهَا وَاسِطُ اليَهُودِ، وَمِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْن الإِمَام أَبُو بَكْرِ الوَاعِظُ المُحَدِّثُ الفَرَضِيّ، رَوَى عَن أَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بنِ الحُسَيْنِ الفَرَائضيّ، وَعَنهُ أَبُو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانيّ. وَاسِطُ: ة، بحَلَبَ قُرْبَ بُزاعَةَ مَشْهُورَة، وبقُرْبِها قَرْيَةٌ أُخْرَى تُسَمَّى الكُوفَة. نَقله ياقُوت هكَذَا.
ووَاسِطُ: ة، بالخابُورِ قُرْبَ قَرْقِيساء. قَالَ ياقُوت: وإِيّاهَا عَنَى الأَخْطَلُ فيمَا أَحسب لأَن الجزيرة مَنازِلُ بَنِي تَغْلب: عَفَا وَاسِطٌ من أهْلِ رَضْوَى ونَبْتَلُ ووَاسِطُ: قَرْيَتَانِ بالمَوْصِلِ، إِحْدَاهُما: بالفَرْجِ مِنْ نَوَاحِي المَوْصِلِ، والثّانيةُ: شَرْقِيّ دِجْلة المَوْصِلِ، بَيْنَهُما مِيلانِ، ذاتُ بَساتينَ كَثِيرَة.
ووَاسِطُ: ة، بدُجَيْلٍ، عَلَى ثَلاَثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ بَغْدَادَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ ويَاقُوت هَكَذَا، مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ العَطَّارُ المُحَدَّثُ الحَرْبِيُّ ثُمَّ! - الوَاسِطِيُّ، مِنْ وَاسِطِ دُجَيْلٍ، رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ ناصِرٍ السَّلامِيّ، وعَنْهُ ابنُ نُقْطَةَ.
ووَاسِطُ: ة، بالحِلَّة المَزْيَدَيَّةِ، قُرْبَ مُطَيْراباذَ، يُقَالُ لَهَا: وَاسِطُ مَرْزاباذَ، مِنْهَا أَبو النَّجْمِ عِيسَى بنُ فَاتِكٍ الوَاسِطِيّ الشاعِرُ. وَمن شِعْرِهِ.
(وَما عَلَى قَدْرِه شَكَرْتُ لَهُ ... لكِنَّ شُكْرِي لَهُ عَلَى قَدْرِي)

(لأَنّ شُكْرِي السُّهَى وأَنْعمُهُ الْ ... بَدْرُ وأَيْنَ السُّهَى مِنَ البَدْرِ)
وواسط: ة، باليَمَن، بالقُرْب من زَبِيدَ، قُرْبَ العَنْبَرَةِ، ومِنْهَا خَرَجَ عَلِيُّ بن مَهْدِيّ المُسْتَوْلِي عَلَى اليَمِنِ.
ووَاسِط: ع، بَيْنَ العُذَيْبَةِ والصَّفْرَاءِ، وبِهِ فَسَّرَ ابنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ كُثَيِّر:
(فَإِذا غَشِيتُ لَها ببُرْقَةِ واسِطٍ ... فِلَوى كُتَيْنَةَ مَنْزِلاً أَبْكَانِي)
ووَاسِط: ع، لبني قُشَيْر لِبَنِي أُسَيْدَةَ، وهُمْ بَنُو مالِكِ بنِ سَلَمَةَ بن قُشَيْرٍ.
ووَاسِط: ع، لَبني تَمِيمٍ نَقَلَهُ ياقُوتٌ عَن العمرانيّ. قَالَ: وَهُوَ المُرَاد فِي قَول ذِي الرُّمَّة.
ووَاسِطُ: د، بالأَنْدَلُس من أَعْمَالِ قَبْرَةَ، ذَكَرَهُ ياقُوتٌ والصّاغَانِيّ. مِنْهُ أَبو عُمَرَ أَحمدُ ابنُ ثابِت بن أَبِي الجَهْمِ الوَاسِطِيّ، سَكَنَ قُرْطُبَةَ، رَوَى عَن أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصيلِيّ، وتُوُفِّيَ سنة ذَكَرَهُ ابنُ بَشْكُوال. ووَاسِطُ: ة، باليَمَامَةِ، قالَهُ أَبُو النَّدَى، ونَقَلَهُ عَنهُ الأَسْوَدُ. قَالَ: وإِيّاهَا عَنَى الأَعْشَى)
فِي شِعْرِهِ. ووَاسِطُ: حِصْنٌ لِبَنِي السُّمَيْرِ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، يُقَالُ لِهذا الحِصْنِ مَجْدَلٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وإِيّاهُ عَنَى الأَعْشَى:
(فِي مَجْدَلٍ شَيَّدَ بُنْيَانَهُ ... يَزِلّ عَنْهُ ظُفُرُ الطّائِرِ)
ووَاسِطُ: ة، بنَهْرِ المَلِكِ، وَهِي وَاسِطُ العَرَاق، ذَكَرَها أَبُو النَّدَى.
ووَاسِط: جَبَلٌ أَسْفَلَ مِنْ جَمْرَةِ العَقَبَةِ بَين المَأْزِمَيْنِ، إِذا ذَهَبْتَ إِلَى مِنَى، كَانَ يَقْعُدُ عِنْدَهُ المَسَاكِينُ قالَهُ الحُمَيْديّ، ونَقَلَهُ السُّهَيْلِيّ عَنْهُ فِي الرَّوْضِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الحارِث بنِ مُضَاضٍ الجُرْهُمِيِّ:
(ولَمْ يَتَرَبَّعْ {وَاسِطاً وجنُوبَهُ ... إِلَى السِّرِّ من وَادِي الأراكَةِ حاضِرُ)
أَو وَاسِط: اسمٌ لِلْجَبَلَيْنِ الَّلذَيْنِ دُونَ العَقَبَةِ. قالَهُ مُحَمَّد بنُ إِسْحاقَ الفاكِهِيّ فِي تَارِيخِ مَكَّة.
وَقَالَ بَعْضُ المَكِّيّين: بَلْ تِلْكَ الناحِيَةُ مِنْ بِرْكَةِ القَسْرِيّ إِلَى العَقَبَةِ تُسَمَّى وَاسِطَ المُقِيمِ.
} والوَاسِطُ: البابُ، هُذَلِيَّةٌ.
{ووَسَطَهُمْ، كوَعَدَ، وَسْطاً، بالفتْحِ وسِطَةً، كعِدَةٍ: جَلَسَ وَسْطَهُمْ، أَي بَيْنَهُمْ،} كتَوَسَّطَهُمْ، ويُقَالُ أَيضاً: وَسَطَ الشَّيْءَ وتَوَسَّطَهُ: صارَ فِي وَسَطِهِ.
وَهُوَ {وَسِيطٌ فِيهِمْ، أَيْ} أَوْسَطُهُم نَسَباً وأَرْفَعُهُمْ مَحَلاًّ، كَذا فِي النُّسَخِ. وَفِي بَعْضِ الأُصُولِ مَجْداً.
قَالَ العَرْجِيُّ، وهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو ابنِ عُثْمَانَ:
(كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيهِمْ وَسِيطاً ... ولَمْ تَكُ نِسْبَتِي فِي آلِ عُمْرِو)
وقالَ اللَّيْثُ: فُلانٌ {وَسِيطُ الدّارِ والحَسَبِ فِي قَوْمِهِ، وَقد} وَسُطَ {وَسَاطَةً} وسِطَةً، {ووَسَّطَ} تَوْسِيطاً، وأَنْشَدَ: {وَسَّطْتُ مِنْ حَنْظَلَةَ الأُصْطُمَّا} والوَسِيطُ: {المُتَوَسِّطُ بَيْنَ المُتَخَاصِمَيْنِ. وَفِي العُبَابِ: بَيْنَ القَوْمِ.
(و) } الوَسُوطُ، كصَبُورٍ: بَيْتٌ من بُيُوتِ الشَّعرِ أَكْبرُ من المَظَلَّةِ وأَصْغَرُ من الخِبَاءِ، أَوْ هُوَ أَصْغَرُها.
وَيُقَال: الوَسُوطُ، النَّاقَةُ تَمْلأُ الإِناءَ، مِثْلُ الطَّفُوفِ، جَمْعُه وُسُطٌ، بضَمَّتَيْن، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.
وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحْمِل على رُؤُوسَها وظُهُورِها، صِعابٌ لَا تُعْقَل وَلَا تُقَيَّد، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَيْضاً.)
وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَجُرُّ أَرْبَعِينَ يَوْماً بَعْدَ السَّنَةِ، هذِه عَن ابْنِ الأَعْرَابِي، قَالَ: فَأَمَّا الجَرُورُ فَهِيَ الَّتِي تَجُرُّ بَعْد السَّنَةِ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ.
وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعهِ. {ووَسْطَانُ: د، للأَكْرَادِ، لَمْ يَذْكُرْهُ ياقُوتٌ فِي مُعْجَمِهِ وَلَا الصّاغَانِيّ، وإِنَّما ذَكَرَ ياقُوتٌ} وَسْطَان: مَوْضِعٌ فِي قَوْلِ الهُذَلِيّ يَأْتِي فِي المُسْتَدْرَكَات {ووَسَطٌ، مُحَرَّكَةً: جَبَلٌ ضَخْمٌ على أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ وَرَاءَ ضَرِيَّةَ، وَفِي التَّكْمِلَةِ: عَلَمٌ لِبَنِي جَعْفَرِ بنِ كَلابٍ ودَارَهُ وَاسِطٍ: ابْن الأَعْرَابِيّ هُوَ جَبَلٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ ضَرِيَّةَ، وَقد ذُكِرَ فِي الدَّاراتِ.
ووَسَطُ الشَّيْءِ، مُحَرَّكَةً: مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ، قالَ:
(إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلُونِي} وَسَطَا ... إِنِّي كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ العُنَّدَا)
أَيْ اجْعَلُونِي وَسَطاً لَكُمْ، تَرْفُقُونَ بِي وتَحْفَظُونَنِي، فإِنّي أَخافُ إِذا كُنْتُ وَحْدِي مُتَقَدِّماً لَكُمْ، أَو مُتَأَخِّراً عَنْكُمْ أَنْ تَفْرُطَ دَابَّتِي أَوْ ناقَتِي فَتَصْرَعَنِي.! كأَوْسَطِه، وَهُوَ اسْم كأَفْكَل وأَزْمَل، فإِذا سُكِّنَت السِّينُ مِنْهَا كَانَتْ ظَرْفاً. وَفِي الصّحاح، يُقَالُ: جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْمِ، بالتَّسْكِينِ، لأَنَّهُ ظَرْفٌ، وجَلَسْتُ وَسَطَ الدّارِ، بالتَّحْرِيك، لأَنَّهُ اسْمٌ.
وللشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ بَرِّيٍّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى هُنَا كَلامٌ مُفِيدٌ لَا يُسْتَغْنَي عَنْ إِيرادِهِ كُلِّه، لحُسْنِهِ. قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ الوَسَطَ، بالتَّحْرِيكِ: اسمٌ لِمَا بَيْنَ طَرَفَي الشَّيْءِ، وهُوَ مِنْهُ، كقَوْلِكَ: قَبَضْتُ وَسَطَ الحَبْلِ، وكَسَرْتُ وَسَطَ الرُّمْحِ، وجَلَسْتُ وَسَطَ الدّارِ، ومِنْهُ المَثَلُ: يَرْتَقِي وَسَطاً ويَرْبِضُ حَجْرَةً، أيْ يَرْتعِي أَوْسَطَ المَرْعَى وخِيَارَهُ مَا دامَ القَوْمُ فِي خَيْرٍ، فإِذا أَصابَهُمْ شَرٌّ اعْتَزَلَهُمْ، ورَبَضَ حَجْرَةً، أَيْ ناحِيَةً مُنْعَزِلاً عَنْهُم. وجاءَ الوَسَطُ مُحَرَّكاً! أَوْسَطُه على وِزانٍ نَقِيضِه فِي المَعْنَى وَهُوَ الطَّرَفُ، لأَنَّ نَقِيضَ الشَّيْءِ يَتَنَزَّلُ مَنْزِلَةَ نَظِيره فِي كَثِيرٍ من الأَوْزَانِ، نَحْوُ: جَوْعَان وشَبْعان، وطَوِيلٍ وقَصِير. قَالَ: ومِمّا جاءَ عَلَى وِزَانِ نَظِيرِه قَوْلُهم: الحَرْدُ، لأَنّه عَلَى وِزَانِ القَصْدِ، والحَرَدُ لأَنَّهُ عَلَى وِزَانِ نَظِيرِهِ وهُوَ الغَضَبُ. يُقَالُ: حَرَدَ يَحْرِد حَرْداً، كَمَا يُقَالُ: قَصَدَ يَقْصِدُ قَصْداً. ويُقَالُ: حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً كَما يُقَالُ: غَضِبَ يَغْضَبُ غَضَباً. وقالُوا: العَجْمُ، لأَنَّهُ على وِزانِ العَضِّ، وقالُوا: العَجَمُ لِحَبّ الزَّبِيبِ وغَيْرِه، لأَنَّهُ وِزَانُ النَّوَى.
وقالُوا: الخِصْبُ والجَدْب لأَنَّ وِزَانَهُمَا العِلْمُ والجَهْلُ، لأَنَّ العِلْمَ يُحْيِي الناسَ كَمَا يُحْيِيهِمُ الخِصْبُ.
والجَهْلَ يُهلِكهم كَمَا يَهْلِكُهم الجَدْبُ. وقالُوا المَنْسِرُ لأَنَّهُ عَلَى وَزَانِ المَنْكِب. وَقَالُوا: المِنْسَرُ،)
لأَنَّهُ على وِزَان المِخْلَبِ. قالُوا: أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ: إِذا أَرْسَلْتَها فِي البِئْرِ، ودَلَوْتُهَا: إِذا جَذَبْتَها، فجاءَ أَدْلَى على مِثَال أَرْسَلَ، ودَلاَ عَلَى مِثَالَ جَذَبَ قَالَ: فبِهذَا تَعْلَمُ صِحّةَ قَوْلِ مَنْ فرَقَ بَيْنَ الضَّرِّ والضُّرِّ، ولَمْ يَجْعَلْهُما بمَعْنَىً، فقالَ الضَّرُّ: بإِزاءِ النَّفْعِ الَّذِي هُوَ نَقِيضُهُ، والضُّرُّ بإِزاءِ السُّقْمِ الَّذِي هُوَ نَظِيرُهُ فِي المَعْنَى.، وقالُوا: فادَ يَفِيدُ، جاءَ عَلَى وزانِ مَاسَ يَمِيسُ، إِذا تَبَخْتَرَ، وقَالُوا: فادَ يَفُودُ على وِزَانِ نَظِيرِه، وَهُوَ ماتَ يَمُوتُ، والنَّفَاقُ فِي السُّوقِ جاءَ على وَزْنِ الكَسَادِ، والنِّفاقُ فِي الرَّجُلِ جاءَ على وِزَانِ الخِدَاعِ. قالَ: وَهَذَا النَّحْوُ فِي كَلامِهِم كَثِيرٌ جِدّاً.
قَالَ: واعْلَمْ أَنَّ {الوَسَطَ قَدْ يَأْتِي صِفَةً وإِنْ كانَ أَصْلُه أَنْ يَكُونَ اسْمَاً مِنْ جِهَةِ أَنَّ أَوْسَطَ الشَّيْءِ أَفْضَلُه وخِيَارُه، كوَسَطِ المَرْعَى خَيْرٌ مِنْ طَرَفَيْهِ،} وكوَسَطِ الدَّابَّة للرُّكُوبِ خَيْرٌ من طَرَفِيْهَا لِتَمَكُّنِ الرّاكِبِ. وَمِنْه الحَدِيثُ: خِيَارُ الأُمُورِ {أَوْسَاطُها. وَقَول الراجز: إِذا رِكِبْتُ فاجْعَلانِي} وَسَطَا فَلَمَّا كانَ وَسَطُ الشَّيْءِ أَفْضَلَهُ وأَعْدَلَهُ جازَ أَنْ يَقَعَ صفة، وذلِكَ مِثْلُ قَوْلِه تَعالَى: وكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً أَيْ عَدْلاً، فَهَذَا تَفْسِيرُ الوَسَطِ وحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ، وأَنَّهُ اسْمٌ لِمَا بَيْنَ طَرَفَيِ الشَّيْءِ وَهُوَ مِنْهُ. أَو هُمَا فِيمَا مُصْمَتٌ كالحَلْقَةِ مِنَ النَّاسِ والسُّبْحَةِ والعِقْدِ فإِذا كانَتْ أَجْزَاؤُه مُتَبَايِيَةً فبالإِسْكَانِ فَقَط، والَّذِي حُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ: وَسَطُ الشِّيْءِ بالفَتْحِ إِذا كَانَ مُصْمَتاً، فإِذا كانَ أَجْزَاءً مُتَخَلْخِلَةً فهُوَ وَسْطٌ، بالإِسْكَانِ لَا غَيْرُ، فتأَمَّلْ. أَو كُلُّ مَوْضِعٍ صَلَحَ فِيهِ بَيْنَ فهُوَ وَسْطٌ، بالتَّسْكِينِ، وإِلاَّ فبِالتَّحْرِيكِ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
قَالَ: ورُبَّمَا سُكِّنَ ولَيْسَ بالوَجْهِ، كقَوْلِ الشّاعِرِ، وَهُوَ أَعْصُرُ بنُ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ:
(وقَالُوا يَالَ أَشْجَعَ يَوْم هَيْجٍ ... ووَسْطَ الدّارِ ضَرْباً واحْتِمَايَا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وأَمّا الوَسْطُ، بسُكُونِ السِّين، فهُوَ ظَرْفٌ لَا اسْمٌ، جَاءَ على وَزانِ نَظِيرِهِ فِي المَعْنَى وهُوَ بَيْنَ، تَقُولُ: جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْم، أَي بَيْنَهُمْ. وَمِنْه قَوْلُ أَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيّ: سَلّو لَو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأَعْجَمِ أَي بَيْنَ الأَعْجَمِ. وَقَالَ آخَرُ:
(أَكْذَبُ من فاخِتَةٍ ... تَقُولُ وَسْط الكَرَبِ)

(والطَّلْعُ لَمْ يَبْدُ لَهَا ... هَذا أَوانُ الرُّطَبِ)
وَقَالَ سَوَّارُ بنُ المُضرّب:)
(إِنّي كَاَنِّي أَرَى مَنْ لَا حَياءَ لَهُ ... وَلَا أَمانَةَ وَسْطَ النّاسِ عُرْيَانَا)
وَفِي الحَدِيثِ أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسْطَ القَوْمِ أَيْ بَيْنَهُمْ. ولَمّا كانَتْ بَيْنَ ظَرْفاً، كَانَت {وَسْطَ ظَرْفاً ولهذَا جاءَتْ سَاكِنَةَ} الأَوْسَط لِتَكُونَ على وِزَانِهَا، ولَمّا كانَتْ بَيْنَ لَا تَكُونُ بَعْضاً لِمَا يُضَافُ إِلَيْهَا بخِلافِ {الوَسَطِ الَّذِي هُوَ بَعْضُ مَا يُضَافُ إِلَيْه، كَذلِكَ} وَسْط لَا تكُونُ بَعْضَ مَا تُضَافُ إِلَيْه، أَلا تَرَى أَنَّ {وَسَطَ الدّارِ مِنْهَا،} ووَسْط القَوْمِ غَيْرهم، ومِنْ ذلِكَ قَوْلُهم: {وَسَطُ رَأْسِه صُلْب، لأَنَّ وَسَطَ الرّأْسِ بَعْضها، وتَقُولُ: وَسْطَ رَأْسِهِ دُهْنٌ. فتَنْصِبُ} وَسْطَ على الظَّرْف. ولَيْسَ هُوَ بَعْضَ الرَّأْسِ. فقَدْ حَصَلَ لَكَ الفَرْقُ بَيْنَهُما من جِهَةِ المَعْنَى، ومِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ. أَمَّا من جِهَةِ المَعْنَى فإِنَّهَا تَلْزَمُ الظَّرْفِيَّةَ، ولَيْسَتْ باسْمٍ مُتَمَكِّنٍ يَصِحُّ رَفْعُهُ ونَصْبُه، عَلَى أَنْ يَكُونَ فاعِلاً ومَفْعُولاً، وغَيْرَ ذلِكَ بِخلافِ الوَسَطِ.
وأَمَّا من جِهَةِ اللَّفْظِ فإِنَّهُ لَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي يُضَافُ إِلَيْهِ، بخِلافِ الوَسَطِ أَيْضاً. فإِنْ قُلْتَ: قَدْ يَنْتَصِبُ الوَسَطُ عَلَى الظَّرْفِ، كَمَا يَنْتَصِبُ الوَسْط كقَوْلِهِم: جَلَسْتُ وَسَطَ والدّارِ، وهُوَ يَرْتَعِي وَسَطاً، ومِنْهُ مَا جاءَ فِي الحَدِيثِ: أَنَّهُ كانَ يَقِفُ فِي الجَنَازَةِ عَلَى المَرْأَةِ وَسَطَها فالجَوَابُ أَنَّ نَصْبَ الوَسَطِ على الظَّرْفِ إِنَّمَا جاءَ عَلَى جِهَةِ الاتِّسَاعِ، والخُرُوجِ عَنِ الأَصْلِ عَلَى حَدِّ مَا جَاءَ الطَّرِيق ونَحْوهُ، وذلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: كَما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ ولَيْسَ نَصْبُهُ عَلَى الظَّرْفِ عَلَى مَعْنَى بَيْنَ كَمَا كانَ ذلِكَ فِي وَسْط، أَلا تَرَى أنَّ {وَسْطاً لاَزِمٌ للظَّرْفِيّة، ولَيْسَ كَذلِكَ} وَسَطٌ، بَلِ الّلازِمُ لَهُ الاسْمِيَّة فِي الأَكْثَرِ والأَعَمّ، ولَيْسَ انْتِصَابُه عَلَى الظَّرْفِ وإِنْ كانَ قَلِيلاً فِي الكَلامِ عَلَى حَدِّ انْتِصَابِ {الوَسْطِ فِي كَوْنِهِ بِمَعْنَى بَيْنَ، فافْهَم ذلِكَ. قَالَ: واعْلَمْ أَنَّهُ مَتَى دَخَلَ عَلَى} وَسْط حَرْفُ الوِعَاءِ خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِيَّةِ ورَجَعُوا فِيه إِلَى وَسَط، ويَكُونُ بمَعْنَى وَسْط، كقَوْلِكَ: جَلَسْتُ فِي وَسَطِ القَوْمِ.
وَفِي وَسَطِ رَأْسِه دُهْنٌ. والمَعْنَى فِيهِ مَعَ تَحَرُّكِهِ، كَمَعْناهُ مَعَ سُكُونِهِ، إِذا قُلْتَ: جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْمِ ووَسْطَ رَأْسِهِ دُهْنٌ، أَلاَ تَرَى أَنَّ وَسَطَ القَوْمِ بمَعْنَى وَسْط القَوْمِ، إِلاّ أَنّ {وَسْطاً يَلْزَمُ الظَّرفِيّة، وَلَا يَكُونُ إلاَّ اسْماً، فا سْتُعِيرَ لَهُ إِذا خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِيّة الوَسَطُ على جِهَةِ النِّيَابَةِ عَنْهُ، وَهُوَ فِي غَيْرِ هذَا مُخَالِفٌ لِمَعْنَاهُ. وَقد يُسْتَعْمَلُ الوَسْطُ الَّذِي هُوَ ظَرْفٌ اسْماً ويُبْقَّى عَلَى سُكُونه، كَمَا اسْتَعْمَلُوا بَيْنَ اسْماً عَلَى حكمِهَا ظَرْفاً فِي نَحْوِ قَوْلِه تَعالَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُم قَالَ القَتَّالُ الكِلابِيُّ:)
(مِنْ وَسْطِ جَمْعِ بَني قُرَيْظٍ بَعْدَما ... هَتَفَتْ رَبِيعَةُ يَا بَنِي خَوَّارِ)
وَقَالَ عُدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(} وَسْطُهُ كاليَراعِ أَوْ سُرُجِ المَجْ ... دَلِ، حِيناً يَخْبُو، وحِيناً يُنِيرُ)
انْتهى كَلامُ ابْن بَرِّيّ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ: الجالِسُ وَسْطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ مَا نَصَّهُ: الوَسْط بالتَّسْكِينِ يُقالُ فيِما كانَ مُتَفَرِّقَ الأَجْزَاءِ غَيْرَ مُتَّصِلٍ، كالنّاسِ والدَّوَابِّ وغَيْرِ ذلِكَ، فإِذا كانَ مُتَّصِلَ الأَجْزَاءِ كالدّارِ والرَّأْسِ فَهُوَ بالفَتْحِ. وكُلُّ مَا يَصْلُحُ فِيهِ بَيْن فَهُوَ بالسُّكُونِ، وَمَا لَا يَصْلُحُ فِيهِ بَيْن فَهُوَ بالفَتْحِ. وقِيلَ: كُلٌّ مِنْهُما يَقَعُ مَوْقِعَ الآخَرِ، قالَ: وكَأَنَّه الأَشْبَهُ. قالَ: وإِنَّمَا لُعِنَ الجَالِسُ وَسْطَ الحَلْقَةِ لأَنَّهُ لَا بُدَّ وأَنْ يَسْتَدْبِرَ بَعْضَ المُحِيطِين، بِهِ فَيُؤْذَيهِمْ، فيَلْعَنُونَهُ ويَذُمُّونَهُ. قُلْتُ: هَذَا خُلاصَةُ مَا ذَكَرَهُ الأَئِمَّةُ فِي الفَرْقِ بَيْنَ {وَسْط} ووَسَطَ. وكلامُ اللَّيْثِ يَقْرُبُ مِنْ كَلامِ ابنِ بَرّيّ، أَعْرَضْنا عَنْ إِيرادِ نُصُوصِهِم كُلّهَا مَخافَةَ التَّطْوِيلِ، وفِيما ذَكَرْناهُ كِفَايَةٌ، وإِلَى تَحْقِيق مَا سَطَّرْنَاه النِّهَايَة. وقَدِيماً كُنْتُ أَسْمَعُ شُيُوخَنَا يَقُولُون فِي الفَرْقِ بَيْنَهُمَا كَلاماً شَامِلاً لِما ذَكَرُوهُ وَهُوَ: السَّاكِنُ مُتَحَرِّكٌ، والمُتَحَرِّكُ ساكِنٌ، وَمَا فَصَّلْناه مُدْرَجٌ تَحْتَ هَذَا الكامِنِ. وَقَالَ الصَّفَدِيّ فِي تارِيخه: أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ جَمَالُ الدّين يوسُفُ ابنُ مُحَمَّد العُقَيْلِيّ السُّرمَرِّيّ لِنَفْسِهِ:
(فرق مَا بَينهم وَسَط الشيْ ... ءِ ووَسْط تَحْرِيكاً أَوْ تَسْكِينا)

(مَوْضِعٌ صَالِحٌ لِبَيْنَ فَسَكِّنْ ... ولِفِي حَرِّكَنْ تَرَاهُ مُبِينا)

(كجَلَسْتُ وَسْطَ الجَمَاعَةِ إِذْ هُمْ ... وَسَطَ الدّارِ كُلُّهُم جالِسينَا)
وَالله أَعْلَم وبِهِ نَسْتَعِينُ.
ويُقالُ: صارَ الماءُ {وَسِيطَةً: إِذا غَلَبَ عَلَى الطِّينِ، كَذَا فِي الأُصُولِ، والَّذِي حَكَهُ اللِّحْيَانِيّ عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، أَي غَلَبَ الطِّينُ على الماءِ.} والوَسْطَى من الأَصَابِعِ: م، أَيْ مَعْرُوفَةٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والصَّلاةُ المَذْكُورَة فِي التَّنْزِيل العَزِيز وَهُوَ قَولُه تَعالَى: حافِظُوا عَلى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ {الوَسْطَى، لأَنَّها} وَسَطٌ بَيْنَ صَلاتَيِ اللِّيلِ والنَّهَارِ.
ولِهذَا المَعْنَى وَقَعَ الاخْتِلافُ فِي تَعْيِينِهَا،نَقَلَه الحافِظُ الدِّمْيَاطِيّ، وَاخْتَارَهُ السَّخاوِيّ المقرئُ، أَو الفِطْرُ، نَقَلَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيّ، أَو الضُّحَى حَكاه بَعْضُهُم وتَرَدَّد فِيهِ، أَو الجَمَاعَة نَقَلَهُ الحافِظُ الدّمْيَاطِيّ، أَو جَمِيعُ الصَّلُواتِ المَفْرُوضاتِ وهُوَ قَولُ مُعَاذٍ بنِ جَبَلٍ، نَقَلهُ القُرْطُبِيُّ، أَو الصُّبْحُ والعُصْرُ مَعاً، قالَهُ أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيّ. أَوْ صَلاةٌ غَيْرُ مُعَيَّنَةٍ، وهُوَ قَوْلُ نافِعٍ والرَّبِيعِ بن خُثَيْمٍ، أَو العِشَاءُ والصُّبْحُ مَعاً، رُوِيَ ذلِكَ عَنْ عُمَرَ، وعُثْمانَ، أَو صَلاَةُ الخَوْفِ، نَقَلَه الحافِظُ الدِّمْيَاطِيّ، أَو الجُمْعَةُ فِي يُوْمِها، وَفِي سائِرِ الأَيّامِ الظُّهْرُ، رُوِيَ ذلِكَ عَنْ عَلِيّ، نَقَلَه ابنُ حَبيب، أَو {المُتَوَسِّطَةُ بَيْنَ الطُّولِ والقِصَرِ، وَهَذَا القَوْلُ قَدْ رَدَّهُ أَبُو حَيَّانَ فِي البَحْرِ، أَوْ كُلٌّ مِنَ الخَمْسِ لأَنَّ قَبْلَهَا صَلاتَيْنِ وبَعْدَهَا صَلاتَيْنِ.
قَالَ شَيْخُنا: وحَاصِلُ مَا عُدَّ مِنَ الأَقْوَالِ تِسْعَةَ عَشَر قَوْلاً، والمَسْأَلَةُ خَصَّها أَقْوَامُ من المُحَدِّثِينَ والفُقَهاءِ وغَيْرِهِمْ بالتَّصْنِيفِ، واتَّسَعَتْ فِيهَا الأَقْوَالُ وزَادَتْ على أَرْبَعِينَ قَوْلاً، فَمَا هذَا الَّذِي ذَكَرَهُ وَافِياً وَلَا بالنِّصْفِ مِنْهَا، مَعَ أَنَّهُمْ عَزَوا الأَقْوَال لأَرْبَابِهَا، واعْتَنَوْا بِفَتْحِ بابِها. وصَحَّحَ أَرْبَابُ التَّحْقِيقِ أَنَّهَا غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ، كَلَيْلةٍ القَدْرِ، والاسْمِ الأَعْظَمِ، وساعَةِ الجُمُعَةِ ونَحْوِها، مِمّا قُصِدَ بإِبهامِها الحَثُّ والحَضُّ والاعْتِنَاءُ بِتَحْصِيلها، لِئَلاّ يُتْرَكُ شَيْءٌ مِنْ أَنْظَارِهَا. وأَنْشَدَ شَيْخُنَا الإِمامُ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ المسناويّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ:
(واُخْفِيَتِ} الوُسْطَى كساعَةِ جُمْعَةٍ ... كَذَا أَعْظَمُ الأَسْماءِ مَعْ لَيْلَةِ القَدْرِ)
ولَمْ يَلْتَفِتِ العارفُونَ المُتَوَجِّهُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذلِكَ، وأَخَذُوا فِي الجِدّ والاجْتِهاد، نَفَعَنا الله بِهِمْ.) قُلْتُ: ولِكُلِّ قَوْلٍ مِنْ هذِهِ الأَقَوالِ المَذْكُورَةِ دَلِيلٌ وتَوْجِيهٌ مَذْكُورٌ فِي مَحَلَّه، وأَقَوَى الأَقْوَال ثَلاثةٌ: العَصْرُ، والصُّبْحُ، والجَمُعَةُ، كَمَا فِي البصائِر.
قَالَ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم: مَنْ قَالَ هِيَ غَيْرُ صَلاةِ الجُمُعَةِ فقَدْ أَخْطَأَ، إِلاَّ أَنْ يَقُولَهُ بِرِوَايَةِ مُسْنَدَةٍ إِلىَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم، انْتَهَى.
وعَلَّلها بكَوْنِها أَفْضَل الصَّلَوَاتِ، قِيلَ لَا يَرِدُ عَلَيْه قَوْلُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي يَوْمِ الأَحْزَابِ، شَغَلُونا عَنِ الصَّلاةِ الوُسْطَى صَلاةِ العَصْرِ مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وقُبُورَهُمْ نَاراً لأَنَّهُ لَيْسَ المُرادُ بِهَا فِي الحَدِيثِ المَذْكُورَةَ فِي التَّنْزِيلِ أَي أَنّ المَذْكُورَةِ فِي الحَدِيثِ لَيْس المُرَادُ بِهَا المَذْكُورَةَ فِي التَّنْزِيلِ، أَيْ لاِحْتِمَالِ أَنَّهَا غَيْرُها، وهُوَ كَلامٌ غَيْرُ ظَاهِرٍ، وَلَا مُعَوَّلَ عَلَيْه، فِإِنّ الآيَاتِ تُفسِّرُها الأَحَادِيثُ مَا أَمْكَن، كالعَكْس، وَلَا يَجُوز لأَحَدٍ أَنْ يَتَصَرَّفَ فِي آيَةٍ وَقَعَ فِيهَا نَصٌّ من السَّلَفِ، وَلَا فِي حَدِيثٍ وَافَقَ آيَةً، وصَرَّح السَّلَفُ بِأَنَّهَا تُوافِقُه أَو وَرَدَتْ فِيهِ، أَو نَحْو ذلِكَ، كَمَا حَقَّقَهُ شَيْخُنَا. ثُمَّ إِنَّ الحَدِيثَ المَذْكُورَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ، ويعضدُه حَدِيثٌ آخَرُ أَنَّهَا الصّلاةُ الَّتِي شُغِلَ عَنْهَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السّلامُ حَتَّى تَوَارَتْ بالحِجَابِ، أَوْرَدَ مُلاّ عَلِيٍّ فِي نَامُوسِه كَلاماً قد ذَكَرَ حاصِلَهُ، واسْتَدَلَّ بِهَذَا الحَدِيثِ، وبِمَا فِي مُصْحَفِ حَفْصَةَ، وذَكَرَ شَيْخُنَا الإِجْمَاعَ مِنْ أَهْلِ الحَدِيثِ على أَنَّهَا صَلاةُ العَصْرِ، كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْه. فَتَأَمَّلْ، واللهُ أَعْلَمُ. قُلْتُ: وَقد أَفْرَدْتُ فِي هذِهِ المَسْأَلَةِ رِسَالَةً مُسْتَقِلَّةً، جَلَبْتُ فِيهَا نُصُوصَ العُلَمَاءِ والأَئِمّةِ كالقُرْطُبِيِّ، وابْنِ عَطِيّةَ، والسُّلَمِيّ، وأَبِي حَيّانَ، والنَّسْفِيّ، والحَافِظِ الدّمْيَاطِيّ، والبِقَاعِيّ، وغَيْرِهم، فراجِعْها. {ووَسَّطَهُ} تَوْسِيطاً: قَطَعَهُ نِصْفَيْن، يُقَالُ: قُتِلَ فُلانٌ {مُوَسَّطاً. أَو} وَسَّطَهُ: جَعَلَه فِي الوَسَطِ، ومِنْهُ قِرَاءَةُ بَعْضِهِم: {فَوَسَّطْنَ بِهِ جَمْعا قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هذِه القِرَاءَة تُنْسَب إِلَى عَلِيّ، كَرَّمَ اللهُ وجههَ، وإِلى ابنِ أَبِي لَيْلَى، وإِبْرَاهِيَم بنِ أَبِي عَبْلَةَ. قُلتُ: وعَمْرِو بنِ مَيْمُونَ، وزَيْدِ بنِ عَلِيّ، وأَبُو حَيْوَةَ، وأَبُو البَرَهْسَمِ، والباقُونَ بالتَّخْفِيفِ.
} وتَوَسَّطَ بَيْنَهُمْ: عَمِلَ {الوَساطَةَ. (و) } تَوَسَّطَ: أَخَذَ الوَسَطَ، وَهُوَ بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّدِيءِ. قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ يَصِف سَخاءَهُ:
(واقْذِفْ بِحَبْلِكَ حَيْثُ نالَ بِأَخْذِهِ ... مِنْ عُوذِهَا واعْتَمْ وَلَا تَتَوَسَّطِ)
{ومُوسَطُ البَيْتِ، كمُكْرَمٍ: مَا كانَ فِي} وَسَطِهِ خَاصَّةً، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الأَواسِطُ: جَمْع} أَوْسَط، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:)
(شَهْمٌ إِذا اجْتَمَعَ الكُماةُ وأُلْهِمَتْ ... أَفْوَاهُها {بأَواسِطِ الأَوْتَارِ)
وَقد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمَعَ وَاسِطاً على} وَوَاسِطَ، فاجْتَمَعَتْ وَاوانِ، فَهَمَزَ الأُولَى.
{ووَسَطَ الشَّيْءَ: صَارَ بأَوْسَطِهِ. قَالَ غَيْلانُ بنُ حُرَيْثٍ:
(وَقد} وَسَطْتُ مَالِكاً وحَنْظَلا ... صُيَّابَها والعَدَدَ المُجَلْجِلا)
{ووُسُوطُ الشَّمْس:} تَوَسُّطُهَا السَّمَاءَ.
{ووَاسِطَةُ القِلادَةِ: الدُّرَّةُ الَّتِي فِي} وَسَطِها، وَهِي أَنْفَسُ خَرَزِهَا.
ودِينٌ {وَسُوطٌ، كصَبُورٍ: مُتَوَسِّطٌ بَيْنَ الغالِي والتّالِي.
ورَجُلٌ} وَسِيطٌ، أَي حَسِيبٌ فِي قَوْمِهِ، {ووَسُطَ فِي حَسَبِهِ} وَسَاطَةً {وسِطَةً،} ووَسَّطَ {تَوْسِيطاً.
} ووَسَطَهُ: حَلَّ وَسَطَهُ، أَيْ أَكْرَمَهُ.
قَالَ:
( {يَسِطُ البُيُوتَ لِكَيْ تَكُونَ رَدِيَّةً ... مِنْ حَيْثُ تَوضَعُ جَنْفنَةُ المُسْتَرْفِدِ)
} ووَسَاطَةُ الدَّنانِيرِ: خِيَارُهَا. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَاسِطٌ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ.
{ووَاسِطَةُ، بالهَاءِ: قَرْيَةٌ تَحْتَ المَوْصِلِ، وأُخْرَى فِي حَضْرَمَوْت، وأُخْرَى من قُرَى قَزْوِينَ.
وَمِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبِي الرَّبِيعِ} - الوَاسِطِيّ، ذَكَرَهُ الرَّافِعِيُّ فِي تارِيخِ قَزْوِينَ. ووَاسِطُ: جَبَلٌ لِبَنِي عامِرٍ مِمّا يَلِي ضَرِيَّةَ، قِيلَ: هُوَ الَّذِي نُسِبَتْ إِلَيْه الدّارَةُ، وقِيلَ: غَيْرُهُ.
ووَاسِطُ: قَرْيَةٌ قُرْبَ مُطَيْرَاباذَ، وهِيَ الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّفُ بالقُرْبِ مِنَ الحِلَّةِ المَزْيَدِيَّة، وأُخْرَى القُرْبِ مِنَ الرَّقَّةِ، أَوَّلُ مَنِ اسْتَحْدَثَها هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِك، ومِنْها أَبُو سَعِيدٍ مَسْلَمَةُ ابنُ ثابِتٍ الخُرَاسانِيّ، نَزيلُ وَاسِطِ الرَّقَّةِ، حَدَّثَ عَنْ شريكٍ وغَيْرِهِ، وَوَلَدُه أَبُو عَلِيٍّ سَعِيدُ بنُ مَسْلَمَة، صاحِبُ تَارِيخ الرَّقَّة، قَالَ فِيهِ: وَهِي قَرْيَةٌ غَرْبِيِّ الفُراتِ مُقَابِلَ الرَّقَّة. وقالَ أَبو حَاتِمٍ: وَاسِطُ بالجَزِيرَةِ، فَالله أَعْلَم هِيَ هذِهِ أَو الَّتِي بقَرْقِيسَاء، أَوْ غَيْرهما. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَبِيبَ فِي شَرْحٍ دِيوانِ كُثَيِّر عَزَّةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْله:
(فَوَاحَزَنِي لَمَّا تَفَرَّقَ وَاسِطٌ ... وأَهْلُ الَّتِي أَهْذِي بِهَا وأَحُومُ)
إِنَّهَا قَرْيَةٌ بِنَاحِيَةِ الرَّقَّةِ. قَالَ ياقُوتٌ: هكَذَا قالَهُ، والظَّاهِرُ أَنَّهَا وَاسِطُ نَجْدٍ أَو الحِجَازِ، واللهُ أَعْلَمْ.
{ووَسْطَانُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ فِي قَوْلِ الأَعْلَمِ الهُذَلِيّ: بذَلْتُ لَهُم بذِي} وَسْطانَ جَهْدِي)
ويُرْوَى شَوْطَان، كَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ قُلت: وهكَذا هُوَ فِي دِيوَانِ شِعْره ونَصُّه:
(بَذَلْتُ لَهُمْ بِذِي شَوْطَانَ شَدِّي ... غَدَا تَئذٍ ولَمْ أَبْذُلْ قِتَالِي)

وسط

1 وَسَطَ القَوْمَ, aor. ـِ inf. n. وَسْطٌ (S, Msb, K) [and وُسُوطٌ (as shown below)] and سِطَةٌ, (S, K,) He sat, [or was, or became,] in the middle, or midst, of the people, or company of men; (K;) or among them: (TA;) i. q. ↓ توسّطهُمْ; (S, K;) or بَيْنَهُمْ ↓ توسّط: (Msb:) and in like manner, وَسَطَ المَكَانَ [he was, or became, or sat, in the middle, or midst, of the place]: (Msb:) and وَسَطَ الشَّىْءَ, and ↓ وسّطهُ, and ↓ توسّطهُ, he was, or became, in the middle, or midst, of the thing: and [in like manner] وُسُوطُ الشَّمْسِ signifies السَّمَآءَ ↓ تَوَسُّطُهَا [The sun's being, or becoming, in the middle, or midst, of the sky]. (M.) b2: وَسَطَ الشَّىْءَ also signifies He, or it, was, or became, in the best part of the thing, most remote from the two extremes. (TA.) And وَسَطَهُ He alighted, or took up his abode, in, or among, the best, or most generous, thereof. (M.) and وَسَطَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ, and فِى قَوْمِهِ, inf. n. وَسَاطَةٌ, The man occupied, or held, a middle place, [meaning the best place, or one of the best places,] among his people, in respect of truth and equity. (Msb.) And وَسَطَ قَوْمَهُ فِى الحَسَبِ, aor. ـِ inf. n. سِطَةٌ, [He held a middle, or good, or the best, rank among his people in regard of grounds of pretension to respect.] (M.) And وَسُطَ فِى

حَسَبِهِ, [aor. ـْ inf. n. وَسَاطَةٌ and سِطَةٌ, [He held a middle, or good, or the best, rank in regard of his grounds of pretension to respect;] (M, TA;) and وَسَطَ signifies the same; (M;) and so does ↓ وسّط, (M, TA,) inf. n. تَوْسِيطٌ. (TA.) [See وَسَطٌ, below.]2 وسّطهُ, (K,) inf. n. تَوْسِيطٌ, (S, K,) He put it in the middle, or midst. (S, K.) b2: And [so in the S, but in the K “ or,”] He cut it [in the middle, or midst, i. e.] in two halves. (S, K.) [See the pass. part. n., below.] b3: [In the Kur, c. 5,] some read, فَوَسَّطْنَ بِهِ جَمْعًا [which may mean And have put in the midst, thereby, a company of the enemy: or have divided in two halves, thereby, &c.: or have thereby become in the midst of a company of the enemy]: (S, TA:) others read فَوَسَطْنَ. (TA.) See 1, first sentence. b4: وسّط فى حَسَبِهِ: see 1, last sentence.5 تَوَسَّطَ see 1, first sentence, in four places. b2: توسّط بَيْنَ النَّاسِ He mediated, or interceded, between the men, or people, for the purpose of accommodation; from وَسَطَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ and فِى

قَوْمِهِ, explained above; (Msb;) or from وَسَاطَةٌ; (S;) he made mediation, or intercession, (عَمِلَ الوَسَاطَةَ,) between them. (K.) b3: توسّط also signifies He took what was of a middle sort, between the good and the bad. (K.) وَسْط, with the س quiescent, is an adv. n.; [as such written وَسْطَ, meaning In the middle of: in the midst of; or among;] (S, M, IB, Mgh, K;) and it is for this reason that it has its middle letter quiescent, (S, IB,) like بَيْنَ (IB) with which it is syn.; (IB, Msb;) [for] it may be used in any case in which بَيْنَ may be substituted for it; (S, IAth, K;) and, like بَيْنَ, it does not denote a part of the thing denoted by the noun to which it is prefixed, wherein differing from ↓ وَسَط. (S, IB, K.) You say, جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْمِ (S, IB, Msb) I sat [in the middle of, or in the midst of,] or among, the people, or company of men, (IB, Msb;) not being one of them. (IB.) And وَسْطَ رَأْسِهِ دُهْنٌ [In the middle of his head is oil]; not meaning a component part of the head. (IB.) And it is said in a trad.

الجَالِسُ وَسْطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ [The sitter in the midst of the ring is cursed]: for he must of necessity turn his back towards some of those who surround him, and so displease them; wherefore they curse him and revile him. (IAth.) b2: It may not [properly] be used as a decl. n., (IB,) i. e. as an inchoative, (Mgh,) nor as an agent, nor as an objective complement; (IB, Mgh) &c.; thus, also, differing from ↓ وَسَط; unless it have the adverbial particle [فِى] prefixed to it; in which case it has the sense of وَسَط, and you say, جَلَسْتُ فِى وَسْطِ القَوْمِ and فى وَسْطِ رَأْسِهِ دُهْنٌ [like as you say جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْمِ and وَسْطَ رَأْسِهِ دُهنٌ, explained above]: and sometimes it is used as a subst., preserving the quiescence [and the adverbial form], like as بَيْنَ is used as a subst. though virtually an adv. n., in cases like that where it is said in the Kur, [vi. 94,] لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [meaning مَا بَيْنَكُمْ, or, as explained in the Expos. of the Jel., وَصْلُكُمْ بَيْنَكُمْ]: (IB:) or وَسْط is sometimes used for ↓ وَسَط, improperly; (S;) or it may be so used; (Msb;) or it is so used by poetic license; (M;) or, as some say, each of them may take the place of the other; and this seems the most likely: (IAth:) or one says وَسْط, with sukoon, only, of that whereof the component parts are separate, or distinct, (IAth, K *,) such as a number of men, and beasts of carriage, &c.; (IAth;) and ↓ وَسَط, (IAth,) or both, (K,) of that whereof the component parts are united, (IAth, K *,) such as a house, and the head, (IAth,) or such as a ring: (K:) it is related, as on the authority of Th, that الشَّىْءِ ↓ وَسَطُ and وسْطُهُ [both meaning The middle, or midst, of the thing] are said when the thing is solid; but when its component parts are separate, or distinct, the word is وَسْطٌ, with sukoon, exclusively. (M.) وَسَطٌ [The middle, midst, or middle part, of a thing; i. e.,] properly, the part of which several lateral, or outer, portions are equal; as, for instance, the middle finger: but also meaning the part which is surrounded, or enclosed, on its several sides, although unequally: (Msb:) or the part that is between the two sides or extremities of a thing; (M, IB, Mgh, K;) [or the part, or point, that is between every two opposite extremities of a thing; and properly when equidistant;] as, for instance, the centre of a circle: (Mgh:) as also ↓ أَوْسَطُ, (M, K,) which is [likewise] a subst., like أَفْكَلٌ and أَزْمَلٌ [but imperfectly decl. because originally an epithet]: (M:) وَسَطٌ has its middle letter with fet-h in order that it may agree in measure with its contr., which is طَرَفٌ; the like agreement being frequent: (IB:) and it is only used in cases in which بَيْنَ may not be substituted for it, herein [and in other respects, mentioned in the next preceding paragraph,] differing from وَسْط: (S, IB, K:) [respecting the similar and dissimilar usages of وَسَط and وَسّط, sufficient observations have been made in the next preceding paragraph, which see throughout, and more especially in its latter part:] the pl. of وَسَطٌ is أَوْسَاطٌ; and that of its syn. ↓ أَوْسَطُ is أَوَاسِطُ; or this may be a pl. of ↓ وَاسِطٌ, and originally وَوَاسِطُ. (M.) You say, جَلَسْتُ فِى

وَسَطِ الدَّارِ [I sat in the middle, or middle part, of the house]; (S, Mgh, Msb;) because وَسَط is a subst. (S.) And إِتَّسَعَ وَسَطُهُ [The middle, or middle part, thereof, became wide]. (Mgh, Msb.) And ضَرَبْتُ وَسَطَ رَأْسِهِ [I smote the middle, or middle part, of his head]. (Mgh, * Msb.) And كَسَرْتُ وَسَطَ الرُّمْحِ [I broke the middle, or middle part, of the spear]. (IB.) And وَسَطُهُ خَيْرٌ مِنْ طَرَفِهِ [The middle, or middle part, thereof is better than the extremity]. (Mgh, Msb.) And خَيَرُ الأُمُورِ أَوْسَاطُهَا The best of affairs, or actions, or cases, are such of them as are between two extremes. (M. [See R. Q. 1, in art. حق.]) It is sometimes put in the accus. case as an adv. n.; as in the saying, جَلَسْتُ وَسَطَ الدَّارِ; but this is an instance of departure from the original usage; and [the meaning is جَلَسْتُ فِى وَسَطِ الدَّارِ signifying as explained above; so that] it is not here syn. with بَيْنَ, like as وَسْطَ is. (IB.) b2: It is also used as an epithet: (IB, Mgh:) [as such signifying Middle; intermediate; midway, or equidistant, between the two extremities or extremes; in place, or position: but in this sense superseded in usage by ↓ أَوْسَطُ and ↓ وَاسِطٌ and ↓ مُتَوَسِّطٌ: and in time; but in this sense also superseded in usage by ↓ أَوْسَطُ:] middling; of middle sort, kind, or rate; (Msb;) as also ↓ أَوْسَطُ (S, * M, Mgh, Msb, K) and ↓ مُتَوَسِّطٌ (M, Mgh, Msb) and ↓ وَسُوطٌ (M, TA) [and ↓ وَسِيطٌ]; between good and bad; (Msb, TA;) as also ↓ أَوْسَطُ: (Msb:) conforming, or conformable, to the just mean; just; equitable: (Zj, S, K:) good; (Zj, M, Msb, K;) as also ↓ وَسِيطٌ: (M:) most conforming, or conformable, to the just mean; most just; most equitable; applied to what is so of a thing; (S, M, K;) whatever it be; (S, K;) as also ↓ أَوْسَطَ: (M:) best; (Msb;) as also ↓ أَوْسَطُ: (S, * Msb, K *:) most generous: (M:) and when used as an epithet, it is applied alike to a masc., fem., sing., dual, and pl., subst.: (Mgh:) the fem. of ↓ أَوْسَطُ is وُسْطَى; (Mgh, Msb;) and the pl. masc. أَوَاسِطُ; and pl. fem. وُسَطٌ. (Msb.) Hence, (Msb,) ↓ الإِصْبَعُ الوُسْطَى (S, Msb, K) The middle finger. (Msb.) And ↓ اليَوْمُ الأَوْسَطُ [The middle day]. (Msb.) And ↓ اللَّيْلَةُ الوُسْطَى [The middle night. (Msb.) And ↓ العَشَرَةُ الأَوَاسِطُ, meaning The [ten middle] days. (Msb.) And العَشْرُ

↓ الوُسَطُ, meaning The [ten middle nights: not ↓ العَشْرُ الأَوْسَطُ; for this is a vulgar mistake, into which relaters of traditions have fallen; or it may be a mistake of transcription. (Msb.) and ↓ الصَّلٰوةُ الوُسْطَى, (M, Mgh, &c.,) mentioned in the Kur, [ii. 239,] (M, K,) meaning The middle prayer (Bd, TA) between the other prayers, (Bd,) or between the prayers of the night and the day; (TA;) or the most excellent of them in particular: (Bd:) i. e. the prayer of the afternoon; ('Alee Ibn-Abee-Tálib, I'Ab, and others, Mgh, Bd, K;) because the prophet said, on the day of the Ahzáb, “they have diverted us from الصلوة الوسطى, the prayer of the afternoon: ” (Bd:) or the prayer of daybreak; (also said to be on the authority of 'Alee, Mgh, Bd, K;) because it is between the prayers of the night and the day; (Bd;) for the saying of the prophet mentioned above does not contravene this and other assertions, since what is meant in the trad. is not what is meant in the Kur: (K:) or, (M, K,) accord. to Abu-l-Hasan, (M,) the prayer of Friday; (M, K;) because it is the most excellent of the prayers; (M;) and he who says otherwise errs, unless he trace up the assertion to the prophet: (M, K:) these three opinions are of the strongest authority; (B;) and the first is that which commonly obtains: (Mgh:) or the prayer of noon; (Mgh, Bd, Msb, K;) because it is in the middle of the day: (Bd:) or the prayer of Friday on the day thereof; but on other days the prayer of noon: (K, and also said to be on the authority of 'Alec:) or the prayer of sunset: (Mgh, Bd, K:) or the prayer of nightfall: (Bd, K:) or [the night-prayer called] الوِتْر: (K:) or the prayer of the breaking of the fast: (K:) or the prayer of sacrifices: (K:) or the prayer of the period called the ضُحَى: (K:) or the prayer of the congregation: (K:) or the prayer of fear: (K:) or the prayers of nightfall and daybreak together: (K, and said to be on the authorities of 'Omar and 'Othmán:) or the prayers of daybreak and the afternoon together: (K:) or any of the five prayers; because before it are two prayers and after it are two prayers: (K:) or all the divinely-appointed prayers: (K:) or certain prayers not particularized: (K:) or prayer of middling length, between long and short. (K.) Hence also, شَىْءٌ وَسَطٌ A middling thing; a thing of middle sort or kind; (Msb;) between good and bad; (S, Msb;) as also ↓ أَوْسَطُ: (Msb:) and in like manner it is applied to a male slave, and a female slave, (Msb,) and two male slaves, and two sheep or goats. (Mgh.) And مَا تُطْعِمُونَ ↓ مِنْ أَوْسَطِ

أَهْلِيكُمْ, in the Kur, [v. 91,] Of the middle sort of that which ye give for food to your families, (Mgh, Msb,) between what is prodigal and what is niggardly. (Mgh.) And ↓ النَّمَطُ الأَوْسَطُ The middle class of men: occurring in a saying of 'Alee, cited in full in art. غط. (M.) And عَلِّمْنِى

↓ دِينًا وَسُوطا Teach thou to me a religion of the middle sort: occurring in a saying of an Arab of the desert to El-Hasan, cited in full voce فَرَطَ. (M, TA.) And جَعَلْنَاكُمْ أَمَّةً وَسَطًا, in the Kur, [ii. 137,] (S, Mgh, Msb,) [We have made you to be a nation] conforming, or conformable, to the just mean; just; equitable: (Zj, S, IB, Bd, K:) or good. (Zj, Bd, Msb, K.) And مَرْعًى

وَسَطٌ Choice pasturage. (M.) And رَجُلٌ وَسَطٌ A good man; as also ↓ وَسِيطٌ: (M:) or a man having good grounds of pretension to respect. (TA.) And فِى قَوْمِهِ ↓ فُلَانٌ وَسِيطٌ, (S, K *,) or بَيْنَهُمْ, (as in some copies of the K,) Such a one is the best of his people (↓ أَوْسَطُهُمْ) in race, and the highest of them in station. (S, K.) and الدَّارِ وَالحَسَبِ ↓ فُلَانٌ وَسِيطُ [Such a one is of good quality, or of the best quality, in respect of tribe, and of grounds of pretension to honour]. (Lth.) And هُوَ مِنْ وَسَطِ قَوْمِهِ, and ↓ من أَوْسَطِهِمْ, He is of the best of his people. (Msb.) And in like manner, هُوَ مِنْ وَسَطِ الشَّىْءِ, and ↓ من أَوْسَطِهِ, It is of the best of the thing. (Msb.) And قَالَ

↓ أَوْسَطُهُمْ in the Kur, lxviii. 28, The best of them said: (Jel:) or the most rightly directed, of them, to the truth: (Msb:) or it means ↓ أَوْسَطُهُمْ رَأْيًا [the most remote, of them, from either extreme, in judgment]; or سِنًّا [in age]. (Bd.) وَسُوطٌ: see وَسَطٌ, as an epithet, in two places.

وَسِيطٌ: see وَسَطٌ, as an epithet, in five places. b2: A mediator, or an intercessor, for the purpose of accommodation, (O, K,) between people, (O,) or between two persons engaged in mutual altercation or litigation. (K.) وَسَاطَةٌ [originally an inf. n.: (see 1:) b2: and hence, as a subst., Mediation, or intercession]. (S, K: see 5.) b3: وَسَاطَةُ الدَّنَانِيرِ The best of deenárs. (TA.) وَسِيطَةٌ A mean, or means: pl. وَسَائِطُ.]

وَاسِطٌ: see وَسَطٌ, as a subst., and also as an epithet. b2: وَاسِطُ الكُورِ, (Lth, S, K,) or الرَّحْلِ, (ISh, Az, M,) and ↓ وَاسِطَتُهُ, (Lth, M, K,) and ↓ مَوْسِطَتُهُ, (Lh, M, [or perhaps ↓ مُوسِطَتُهُ, corresponding to ↓ مُؤْخِرَتُهُ,]) The fore-part of the camel's saddle: (S, K:) accord. to Lth, (Az, TA,) the part, of the camel's saddle, which is between the تَادِمَة and the آخِرَة; (Az, M, L;) but this is a mistake; (Az, L;) for the واسط of the camel's saddle is one of the شَرْخَانِ, (ISh, Az, L,) which are its two extremities, [or upright pieces of wood,] like the قَرَبُوسُانِ of the horse's saddle, (Az, L,) between which the rider sits; (ISh, Az, L;) it is the extremity which is next to the head of the camel; (Az, L;) the tall forepart next to the breast of the rider, (ISh, Az, L,) against which the breast of the rider sometimes strikes; (TA, in art. نحز;) the آخِرةَ being the extremity which is next to the tail of the camel; (Az, L;) the hinder part of the saddle, which is its tall and broad piece of wood that is against (تُحَاذِى) the head of the rider: (ISh, Az, L:) the former of these is not called واسط as being a middle part between the آخرة and the قادمة, as Lth says; nor has the camel's saddle any [part called] قادمة. (Az, L.) b3: الوَاسِطُ also signifies The piece of wood that is in the middle, between the two pieces called the عِضَادَتَانِ, in the yoke that is upon the neck of a bull which draws a cart or the like. (L in art. عضذ.) وَاسِطَةٌ The jewel that is in the middle of a قِلَادَة [or necklace], which is the best thereof; (S;) the large pearl (دُرَّة) that is in the middle thereof, which is the most precious of the beads thereof. (L.) b2: [In modern Arabic, A means of doing a thing. You say, بِوَاسِطَةِ كَذَا By means of such a thing. b3: Also, An intermediary, interposer, or agent between parties; a go-between.] b4: See also وَاسِطٌ. b5: هُوَ فِى

وَاسِطَةٍ مِنَ العَيْشِ (assumed tropical:) He is in a good condition of life. (Er-Rághib, TA, in art. حف.) أَوْسَطُ; fem. وُسْطَى; pl. masc. أَوَاسِطُ; pl. fem.

وُسَطٌ: see وَسَطٌ, as a subst., in two places; and as an epithet, throughout.

مُوسَطٌ What is in the middle of a بَيْت [i. e. house, or tent, &c.], particularly. (Ibn-'Abbád, K.) مَوْسِطَةٌ, or مُوسِطَةٌ: see وَاسِطٌ.

قَتَلَ فُلَانًا مُوَسَّطًا He slew such a one cut [in the middle, or midst,] in two halves. (TA.) [This mode of slaughter, termed تَوْسِيطٌ, was often practised under the rule of the Egyptian Sultáns; many instances thereof being mentioned by ElMakreezee and other historians. See De Sacy's Chrest. Ar., 2nd ed., vol. i. p. 468.]

مُتَوَسِّطٌ: see وَسَطٌ, as an epithet, in two places.

الى

[الى] نه فيه: من "يتأل" على الله يكذبه أي من حكم وحلف نحو والله ليدخلن الله فلاناً النار، منلية اليمين من ألى يولى إيلاء، وتألى يتألى، والاسم الألية. ومنه ح: ويل "للمتألين" أي الحاكمين على الله فلان في الجنة، وفلان في النار. ومنه: فمن "المتألى" على الله. ط قوله: هذا إن كان كفراً فإحباط أعماله ظاهر، وإن كان معصية فمحمول على التغليظ. ن: أو يأول الإحباط أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته، أو جرى منه ما يوجب الكفر، أو كان في شريعتهم إحباط الأعمال بالمعاصي. ج: تألى أي حلف تفعل من الألية و"لا يأتل" يفتعل منها إلى وائتلى وتألى بمعنى. نه ومنه ح: "ألى" من نسائه أي حلف لا يدخل عليهن إذا الإيلاء الفقهي مشروط بأمور. ومنه حديث منكر ونكير: لا دريت ولا "ائتليت" أي ولا استطعت أن تدري يقال: ما ألوه أي ما استطيعه، وهو افتعلت منه، وعند المحدثين ولا تليت والصواب الأول. ومنه: من صام الدهر لا صام ولا "ألى" أي ولا استطاع أن يصوم، كأنه دعاء عليه، فعل من ألوت ويجوز كونه إخباراً أي لم يصم ولم يقصرالشاة و"الجب" القطع. ومنه: حتى تضطرب "اليات" نساء دوس على ذي الخلصة أي ترتد عن الدين فتطوف نساؤهم حول ذلك الصنم وتضطرب أعجازهن في الطواف. ن: وهو بفتح همزة ولام. نه وفيه: لا يقام الرجل من مجلسه حتى يقوم من "إلية" نفسه أي من قبل نفسه من غير أن يزعج أو يقام، وهمزته مكسورة، وقيل أصله ولية. ومنه: كان ابن عمر يقوم له الرجل من "إليته" فما يجلس في مجلسه، ويروى من ليته، ويجيء في اللام. وفي الحج: وليس ثم طرد ولا "إليك" أي تنح وابعد، يفعل بين يدي الأمراء كما يقال الطريق الطريق. وح: قال عمر لابن عباس: إني قائل قولاً وهو "إليك" أي هو سر أفضيت به إليك. وفيه: اللهم "إليك" أي أشكو إليك أو خذني إليك. وعن الحسن: اللهم "إليك" أي اقبضني إليك وذلك حين رأى من قوم رعة سيئة. وفيه: والشر ليس "إليك" أي ليس مما يتقرب به إليك، كما تقول لصاحبك أنا منك وإليك، أي التجائي وانتمائي إليك.

ال

ى1 أَلِىَ, (S, K,) aor. ـْ inf. n. أَلًى, (S,) He (a man, S) was, or became, large in the أُلْيَة, q. v. (S, K. *) A2: أَلَيْتَ: see 1 in art. الو.

أَلْىٌ: see إِلًى: A2: and see also أَلَيَانٌ.

أَلًى: see إِلًى: A2: and see also أَلَيَانٌ.

أُلْىٌّ: see إِلًى.

أُلَى, (so in some copies of the S and in the M,) accord. to Sb, or أُلَا, (so likewise in the M, in which it is mentioned in art. الى, [and thus it is always pronounced,]) or أُولَى; (so in several copies of the S and in the K, in the last division of each of those works, [and thus it is generally written;]) and with the lengthened ا, [and this is the more common form of the word, i. e. ↓ أُلَآءِ, as it is always pronounced, or أُولَآءِ, as it is generally written, both of which modes of writing it I find in the M.,] (S, M, K,) of the same measure as غُرَاب, (M,) indecl., with a kesreh for its termination; (S;) [These and those,] a pl. having no proper sing., (S, K,) or a noun denoting a pl., (M,) or its sing. is ذَا for the masc. and ذِهْ for the fem., (S, K,) for it is both masc. and fem., (S,) and is applied to rational beings and to irrational things. (M.) [Thus,] هُمْ أُولَآءِ عَلَى أَثَرِى, in the Kur xx. 86, means [They are these, following near after me; or] they are near me, coming near after me. (Jel, and Bd says the like.) And in the same, iii. 115, هَاأَنْتُمْ أُولَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ Now ye, O ye these believers, love them, and they love not you. (Jel.) b2: The particle (M) هَا (S, K) used as an inceptive to give notice of what is about to be said is prefixed to it, [i. e., to the form with the lengthened ا,] (S, M, K,) so that you say, ↓ هؤُلَآءِ [meaning These, like as هذَا means “this”]. (S, K.) And Az says that some of the Arabs say, هؤَلَآءِ قَوْمُكَ [These are thy people], (S, M, *) and ↓ رَأَيْتُ هؤُلَآءٍ [I saw these], (M,) with tenween and kesr (S, M) to the hemzeh; (S;) and this, says IJ, is of the dial. of Benoo-'Okeyl. (M.) b3: And the ك of allocution is added to it, so that you say, أُولئِكَ, [or آُولَآئِكَ, which is the same, and أُولئِكُمْ, or أُولَآئِكُمْ, &c.,] and أُولَاكَ, (S, K,) and أُولَالِكَ, (so in some copies of the S and in the K,) or أُلَالِكَ, (so in some copies of the S and in the M,) in which the [second] ل is augmentative, (M,) and ↓ أُلَّاكَ, with teshdeed, (K,) [all meaning Those, like as ذَاكَ and ذلِكَ mean “that” and hence] Ks says that when one says أُولَآئكَ, the sing. is ذلِكَ; and when one says أُولَاكَ, the sing. is ذَاكَ; (S;) or أُلَالِكَ [or أُولَالِكَ, each with an augmentative ل, like ذلِكَ, (and this, I doubt not, is the correct statement,)] is as though it were pl. of ذلِكَ: (M:) but one does not say هَاؤُلَالِكَ, or هأُولَالِكَ, (M,) [nor هَؤُلَائِكَ, or the like.] [Thus it is said in the Kur ii. 4, أُولَآئِكَ عَلَ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَآئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ Those follow a right direction from their Lord, and those are they who shall prosper.] And sometimes أُولَآئِكَ is applied to irrational things, as in the phrase بَعْد أُولَآئِكَ الأَيَّامِ [After those days]; and in the Kur [xvii. 38], where it is said, إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَآئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا [Verily the ears and the eyes and the heart, all of those shall be inquired of]. (S.) b4: The dims. are ↓ إُلَيَّا and ↓ أُلَيَّآءِ (S, M) and ↓ هؤُلَيَّآءِ: (M:) for the formation of the dim. of a noun of vague application does not alter its commencement, but leaves it in its original state, with fet-h or damm, [as the case may be,] and the ى which is the characteristic of the dim. is inserted in the second place if the word is one of two letters, [as in the instance of ذَيَّا, dim. of ذَا,] and in the third place if it is a word of three letters. (S.) A2: الأُلَى, (as in some copies of the S and T,) of the same measure as العُلَى; (S; [wherefore the author of the TA prefers this mode of writing it, which expresses the manner in which it is always pronounced;]) or الأُلَا; (ISd, TA;) or الأُولَى; (so in some copies of the S and T;) is likewise a pl. having no proper sing., [meaning They who, those which, and simply who, and which,] its sing. being الَّذِى; (S;) or is changed from being a noun of indication so as to have the meaning of الَّذِينَ; as also ↓ الأُلَآءِ; wherefore they have the lengthened as well as the shortened alif, and that with the lengthened alif is made indecl. by terminating with a kesreh. (ISd.) A poet says, وَإِنَّ الإُولَى بِالطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ

تَآسَوْا فَسَنُّوا لِلْكِرَامِ التَّآسِيَا [And they who are in Et-Taff, of the family of Háshim, shared their property, one with another, and so set the example, to the generous, of the sharing of property]. (T, and S in art. اسو, where, in one copy, I find الأُلَى in the place of الأُولَى.) And another poet says, وَإَنَّ الإُلَآءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ [And verily they who know thee, of them]: which shows what has been said above, respecting the change of meaning. (ISd.) Ziyád El-Aajam uses the former of the two words without ال, saying, فَأَنْتُمْ أُولَى جِئْتُمْ مَعَ البَقْلِ وَالدَّبَى

فَطَارَ وَهذَا شَخْصُكُمْ غَيْرُ طَائِرِ [For ye are they who came with the herbs, or leguminous plants, and the young locusts, and they have gone away, while these, yourselves, are not going away]: (T:) he means that their nobility is recent. (Ham p. 678; where, instead of فأنتم and اولى, we find وَأَنْتُمُ and أُلَا.) b2: In the phrase العَرَبُ الأُولَى, (as in the L, and in some copies of the S and K,) or الأُلَى, (as also in the L, and in other copies of the S and K, [and thus it is always pronounced,]) الاولى or الالى may also signify الَّذِينَ, the verb سَلَفُوا being suppressed after it, because understood; [so that the meaning is, The Arabs who have preceded, or passed away;] so says Ibn-EshShejeree: (L:) or it is formed by transposition from الأُوَلُ, being pl. of أُولَى [fem. of أَوَّلُ], like as أُخَرُ is pl. of آخَ: and it is thus in the phrase, ذَهَبَتِ العَرَبُ الأُولَى or الأُلَى [The first Arabs have passed away]. (S, K.) 'Obeyd Ibn-ElAbras uses the phrase, نَحْنُ الأُلَى [as meaning We are the first]. (TA.) إِلْىٌ: see إِلًى.

إِلَى: see إِلًى: A2: and see also art. الو.

إِلَى (T, S, M, K) and ↓ أَلًى, (S, M, K,) the latter said by Zekereeyà to be the most common, and the same is implied in the S, but MF says that this is not known, (TA,) and ↓ إِلْوٌ, (T,) or ↓ أَلْوٌ, (Es-Semeen, K,) like دَلْوٌ, (Es-Semeen, TA,) [belonging to art. الو,] and ↓ إِلْىٌ (T, M, K) and ↓ أَلْىٌ (M, K) and ↓ أُلْيٌ (Es-Sakháwee, Zekereeyà, TA) and ↓ إِلَى, (the same,) or إِلَا, occurring at the end of a verse, but it may be a contraction of إِلَّا, meaning عَهْدًا, (M,) A benefit, benefaction, favour, boon, or blessing: pl. آلَآءٌ. (T, S, M, K, &c.) IAmb says that إِلًى and أَلًى are originally وِلًا and وَلًا. (TA.) أَلْيَةٌ The buttock, or buttocks, rump, or posteriors, syn. عَجِيزَةٌ, (K,) or [more properly] عَجُزٌ, (M,) of a man &c., (M,) or of a sheep or goat, (Lth, T, S,) and of a man, (Lth, T,) or of a ewe: (ISk, T:) or the flesh and fat thereon: (M, K:) you should not say ↓ إِلْيَةٌ, (T, S, K,) a form mentioned by the expositors of the Fs, but said to be vulgar and low; (TA;) nor لِيَّةٌ, (T, S, K,) with kesr to the ل, and with teshdeed to the ى, as in the S, [but in a copy of the S, and in one of the T, written without teshdeed,] a form asserted to be correct by some, but it is rarer and lower than إِلْيَةٌ, though it is the form commonly obtaining with the vulgar: (TA:) the dual. is ↓ أَلْيَانِ, (Az, T, S,) without ت; (S;) but أَلْيَتَانِ sometimes occurs: (IB:) أَلَصُّ الأَلْيَتَيْنِ is an epithet applied to the Zenjee, (K in art. لص,) meaning having the buttocks cleaving together: (TA in that art.:) the pl. is أَلْيَاتٌ (T, M, K) and أَلَايَا; (M, K;) the latter anomalous. (M.) Lh mentions the phrase, إِنَّهُ لَذُو أَلْيَاتٍ [Verily he has large buttocks]; as though the term إَلْيَةٌ applied to every part of what is thus called. (M.) b2: Fat, as a subst.: (M:) and a piece of fat. (M, K.) b3: The tail, or fat of the tail, (Pers\. دُنْبَهٌ,) of a sheep. (KL.) [Both of these significations (the “tail,” and “fat of the tail,” of a sheep) are now commonly given to لِيَّة, a corruption of أَلْيَةٌ mentioned above: and in the K, voce طُنْبُورٌ, it is said that the Pers\. دُنْبَهْ بَرَّهْ signifies أَلْيَةُ الحَمَلِ.] b4: أَلْيَةُ الــسَّاقِ The muscle of the shank; syn. حَمَاةُ الــسَّاقِ [which see, in art. حمو]. (AAF, M, K.) b5: أَلْيَةُ الإِبْهَامِ The portion of flesh that is at the root of the thumb; (S, M;) and which is also called its ضَرَّة; (M;) or the part to which corresponds the ضَرَّة; (S;) and which is also called أَلْيَةُ الكَفِّ; the ضَرَّة being the portion of flesh in فِى, [app. a mistranscription for مِنْ from]) the little finger to the prominent extremity of the ulna next that finger, at the wrist: (TA:) or the portion of flesh in the ضَرَّة of the thumb. (K.) b6: أَلْيَةُ الخَنْصِرِ The portion of flesh that is beneath the little finger; [app. what is described above, as called the ضَرَّة, extending from that finger to the prominent extremity of the ulna, at the wrist;] also called أَلْيَةُ اليَدِ. (Lth, T.) b7: أَلْيَتَا الكَفِّ The أَلْيَة of the thumb [described above as also called by itself أَلْيَةُ الكَفِّ] and the ضَرَّة of the little finger [respecting which see the next preceding sentence]. (TA, from a trad.) b8: القَدَمِ أَلْيَةُ The part of the human foot upon which one treads, which is the portion of flesh beneath [or next to] the little toe. (M.) b9: أَلْيَةُ الحَافِرِ The hinder part of the solid hoof. (S, M.) إِلْيَةٌ: see أَلْيَةٌ.

أَلْيَانُ: see أَلَيَانٌ.

أَلْيَانِ an irreg. dual of أَلَيَانٌ, q. v.

أَلَيَانٌ (T, S, M, K) and ↓ أَلْيَانُ (M, K) and ↓ آلَى, (T, S, K,) of the measure أَفْعَلُ, (S,) and ↓ آلٌ, (M,) or ↓ أَلًى, (so in some copies of the K, and so accord. to the TA,) or ↓ أَلْىٌ, (so in a copy of the K,) or ↓ أَلِىٌ, (accord. to the CK,) and ↓ آلٍ, (M, K,) applied to a ram, Large in the أَلْيَة, q. v.: (T, * S, M, * K, * TA:) and so, applied to a ewe, أَلَيَانَةٌ, (T, M, K, [in the CK اَلْيَانَةٌ,]) fem. of أَلَيَانٌ; (T;) and ↓ أَلْيَآءٌ, (T, S, M, K,) fem. of آلَى: (T, S:) and in like manner these epithets [masc. and fem. respectively, آلَى, however, being omitted in the M,] are applied to a man and to a woman; (M, K;) or, accord. to Aboo-Is-hák, (M,) آلَى is applied to a man, and عَجْزَآءُ to a woman, but not أَلْيَآءُ, (S, M,) though [it is asserted that] some say this, (S,) Yz saying so, accord. to A 'Obeyd, (IB,) but A 'Obeyd has erred in this matter: (M:) the pl. is أُلْىٌ, (T, S, M, K, [in the CK erroneously written with fet-h to the ا,]) pl. of آلَى, (T, S, M,) or of آلٍ; of the former because an epithet of this kind is generally of the measure أَفْعَلُ, or of the latter after the manner of بُزْلٌ as pl. of بَازِلٌ, and عُودٌ as pl. of عَائِدٌ; (M;) applied to rams (T, S M) and to ewes, (T, S,) and to men and to women; (M, K) and أَلَيَانَاتٌ, (S, M, K, [in the CK اَلْيانات,]) pl. of أَلَيَانَةٌ, (TA,) [but] applied to rams (S) [as well as ewes], or to women, (M, K,) and, also applied to women, إِلَآءٌ, (M, and so in a copy of the K, [in the CK اَلآء,]) or آلَآءٌ, (so in some copies of the K, and in the TA,) with medd, pl. of أَلًى, (TA,) and أَلَايَا, (K,) pl. of أَلْيَانُ. (TA.) أُلَآءِ and هؤُلَآءِ and هؤُلَآءٍ and الأُلَآُءِ: see أُلَى.

أَلِىُ, mentioned in this art. in the K: see art. الو: A2: and see also أَلَيَانٌ.

أُلَيَّا and أُلَيَّآءِ and هؤُلَيَّآءِ: see أُلَى.

أَلَّآءٍ A man who sells fat, which is termed الأَلْيَةُ. (M.) أُلَّاكَ: see أُلَى.

آلٌ: see أَلَيَانٌ.

آلٍ: see أَلَيَانٌ.

آلَى, and its fem. أَلْيَآءُ: see أَلَيَانٌ, in two places.

عرعر

[عرعر] فيه: والعدو "بعرعرة" الجبل، أي رأسه وأعلاه.

عرعر


عَرْعَرَ
عَرْعَاْرa. Juniper.
b. . [ coll. ]
see 51
عَرْعَر
P.
a. Cypress-tree.

عَرْعَرَةa. Partition of the nose.

عُرْعُرَة
(pl.
عَرَاْعِرُ)
a. Mountain-peak, summit.
عرعر
عَرعَر [جمع]: (نت) شجر من فصيلة الصُّنوبريّات، يصلح للزِّينة، وفيه أنواع "زيت العَرْعَر". 
(عرعر) - في الحديث : "أَنَّ العَدُوَّ بعُرْعُرَةِ الجَبَل"
: أي رأسِه ومُعْظَمِه ومُسْتَغْلَظِه. وعُرْعُرَة السَّنام: أعلاه. وعُرْعُرَة كُلِّ شيءٍ: رَأْسُه. وظَهرُ الأَرضِ أيضًا.
عرعر: عَرْعَر: شجر من الفصيلة الصنوبرية يشبه السرو ينبت بالجبال، (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 341). وعند فلوجل (قسم 68 ص24): (يوجد العرعر في أعالي جبال الأطلس وهو شجر له ساق عال متين خشبه جيد حسن المنظر ويستعمل في مختلف أنواع الأبنية كما تتخذ منه أدوات خشبية صغيرة). (وانظر جاكسون ص16، 78، 83، جريبرج ص23، 116) وهو الأبهل، نوع من العرعر. (ألكالا، باجني مخطوطات، كاريت جغرافية ص227) (جاكسون ص16، 78، 83، جرابرج ص23، 116) عَرْعَر: أبهل، صفينة (نوع من العرعر).
(ألكالا، باجني مخطوطات).
عَرْعَر: نبات اسمه العلمي: thuya articulata ( كاريت جغرافية ص227). عَرْعَرِة الإبل: صياحها وهو من كلام المولّدين (محيط المحيط).
عرعار: تعال نلعب المعَرْعَرة: (فليشر دراسات في لغة العرب 2: 283).
عِرعْار، واحدتها بالهاء، وجمعها عَرْعَر (فوك) وفي معجم الكالا: عِرعار بكسر العين. وعند شيرب: عرعار: أرزيّة وهي شجرة حرجية، شربين، عرعر بريّ. وفي محيط المحيط: العَرْعَر شجر السرو، والمشهور أن العرعر شجر لا ساق له يشبه السرو ينبت بالجبال. والعامة تقول العرعار بزيادة الألف.

مني

(مني) لكذا وفْق لَهُ وبكذا ابْتُلِيَ بِهِ
مني: {الأماني}: التلاوة والأكاذيب أو ما يتمناه الإنسان. {ما تمنون}: من المني. {تمنى}: تقدر وتخلق. 

مني


مَنَى(n. ac. مَنْي)
a. [acc. & Bi], Tried, tested; afflicted.
b. Tried; determined.
c. [acc. & La], Measured, meted out to.
d. [pass.] [La], Was favoured in.
مَنَّيَa. Made to wish for.

مَاْنَيَa. Put off, delayed; granted a delay to.
b. Waited for.
c. Rewarded.
d. Cajoled.
e. Came or rode behind.

تَمَنَّيَa. Wished for, desired.
b. Read.
c. Invented; altered, falsified.
d. Lied.

إِمْتَنَيَa. Came to Mina.

مُِنْيَة [مِنْيَة
3t ], pl.
مُِنًى [مِنَي
9 ])
a. Wish, desire.
b. Intention, object, aim.

مَنًاa. see 25t
مَانٍa. Definer; determinator.

مَنِيَّةً [] (pl.
مَنَايَا)
a. Fate, destiny; death.

تَمَنٍّ [ N. Ac.
a. V ], (pl.
تَمَنِّيَات)
see 2t
أُمْنِيَّة (
pl.
a. أَمَانِيّ أَمَانٍ )
see 3t
مُتَمَنَّيَات
a. Wishes, objects, aims, endeavours.

مَنِي (pl.
مَنِيْن)
a. Who? Which?

مَنَيْن
a. Which two?
م ن ي : وَمِنًى اسْمُ مَوْضِعٍ بِمَكَّةَ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ فَيُصْرَفُ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: وَمِنًى ذَكَرٌ وَالشَّامُ ذَكَرٌ وَهَجَرَ ذَكَرٌ وَالْعِرَاقُ ذَكَرٌ وَإِذَا أُنِّثَ مُنِعَ.

وَأَمْنَى الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَتَى مِنًى وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ وَسُمِّيَ مِنًى لِمَا يُمْنَى بِهِ مِنْ الدِّمَاءِ أَيْ يُرَاقُ.

وَمَنَى اللَّهُ الشَّيْءَ مِنْ بَابِ رَمَى قَدَّرَهُ وَالِاسْمُ الْمَنَا مِثْلُ الْعَصَا وَتَمَنَّيْتُ كَذَا قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَنَا وَهُوَ الْقَدْرُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُقَدِّرُ حُصُولَهُ وَالِاسْمُ الْمُنْيَةُ.

وَالْأُمْنِيَّةُ وَجَمْعُ الْأُولَى مُنًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى وَجَمْعُ الثَّانِيَةُ الْأَمَانِيُّ.

وَالْمَنِيُّ مَعْرُوفٌ وَمَنَى يَمْنِي مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَالْمَنِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالتَّخْفِيفُ لُغَةٌ فَيُعْرَبُ إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ وَاسْتَمْنَى الرَّجُلُ اسْتَدْعَى مَنِيَّهُ بِأَمْرٍ غَيْرِ الْجِمَاعِ حَتَّى دَفَقَ وَجَمْعُ الْمَنِيِّ مُنْيٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ لَكِنَّهُ أُلْزِمَ الْإِسْكَانَ لِلتَّخْفِيفِ. 
[م ن ي] المَنَى القدَرُ مناهُ اللهُ يَمنِيه قَدَّرَهُ والمَنَى والمِنيِّة المَوتُ لأنَّهُ قُدِّر علينا قال أبو قلابةَ الهُذَليُّ

(ولا تقولنْ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُهُ ... حتَّى تلاقِيَ ما يَمْنِي لك الماني)

وامتَنيتُ الشيءَ اختلَقتُهُ ومُنِيْتُ بكذا وكذا ابتُليتُ به ومُنِيْنَا له وُفِّقْنَا وداري مَنَى داركَ أي إزاءها وقُبَالَتَها والمَنَى القصد وقول الأخطل

(أمستْ منَاهَا بأرضٍ ما يُبَلِّغُهَا ... بصاحِبِ الهَمِّ إلا الجَسْرةُ الأُجُدُ)

قيل أراد قَصْدَهَا وأنَّثَ على قولك ذهبتْ بعض أصابعه وإن شئت أضمرتَ في أمستْ كما أنشده سيبويه من قوله

(إذا ما المرءُ كان أبوه عَبْسٌ ... فحسبُك ما تريدُ إلى الكَلاَمِ)

وقد قيل إنه أراد مَنانِ لَها فحذف وقَد تقدم والمَنِيُّ ماءُ الرجلِ وجمعه مُنْيٌ حكاه ابن جني وأنشد

(أسْلَمْتُمُوهَا فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ ... مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخِذَيْن كالمُومِ)

وقَدْ مَنَيْتُ منْيًا وأَمْنَيْتُ وَمِنًى بمكة يُصْرَف ولا تُصْرَف سُمِّيتْ بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أي يُراقُ وقال ثعلبٌ هو من قولهم مَنَى الله عليه المَوتَ أي قَدَّره لأن الهَدْيَ يُنْحَرُ هنالِكَ وامتَنَى القومُ وأَمْنَوا أَتوا مِنًى وَمِنًى موضعٌ آخَرُ بِنَجدٍ قيل إياه عَنَى لَبِيْدٌ بقَوله (عَفَتِ الديارُ مَحلُّها فَمُقامُها ... بِمِنًى تأبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجامُهَا)

وتَمنَّى الشيءَ أَرَادَهُ وَمَنَّاهُ إياهُ وبه وهِيَ المُنْيَةُ والمِنْيَةُ وَالأُمنِيَّةُ وتَمَنَّى الكتاب قرَأهُ وكتبه وفي التنزيل {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي قرأ وتلا وقال الشاعر

(تمنّى كتابَ اللهِ أول ليلةٍ ... وآخره لاقى حِمامَ المقادر)

وقال آخر

(تَمَنَّى كِتابَ الله آخِرَ لَيْلِه ... تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ)

أي تلا كتاب الله مُتَرسلاً فيه كما تلا داودُ الزبورَ مترسلاً فيه وتَمنَّى كَذَبَ وتَمَنَّى الحديث اخترعهُ وَالمُنْيَةُ والمِنْيَةُ أيام الناقة التي لم يُسْتَبَنْ فيهَا لقاحُهَا مِنْ حِيالِها فمُنيةُ البِكْرِ التي لم تَحمِلْ قبل ذلك عَشْرُ ليالٍ ومُنْيَةُ الثِّنْيِ وهو البطنُ الثاني خَمْسَ عَشْرة ليلةً فإذا مَضتْ عُرِفَ ألاقِحٌ هِيَ أم لا غيرُ لاقحٍ وقد استَمْنِيتُهَا والمُنوةُ كالمُنية قُلِبت الياءُ واوًا للضمَّة أنشد أبو حنيفةَ لثعلبَةَ ابن عُبَيْدٍ يصف النخْلَ

(تنادَوا بجدٍّ واشمَعلّتْ رِعَاؤُهَا ... لعشرين يومًا من مُنُوَّتها تَمْضي)

فجعل المنوَّة للنخل ذَهَابا إلى التشبيه لَهَا بالإبل وأراد العشرين يومًا مِنْ مُنُوَّتِها مضَتْ فوضع يفْعلُ موضع فَعَلْت وهو واسع حكاه سيبويه فقال اعلمْ أن أفْعَلُ قد تقع موقع فَعَلْتُ وأنشد

(ولقد أمرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني ... فمضيتُ ثُمَّتَ قُلْتُ لا يَعْنِيني)

أراد ولقد مَرَرْتُ ومَنَيْتُ الرجل مَنْيًا اختَبَرتُه ومُنِيْتُ به مَنْيًا بُلِيتُ ومَانَيْتُهُ جازيتُهُ ومَانَيْتُهُ لَزِمْتُهُ ومانَيتُهُ انتظرتُهُ وطاولتُهُ وأنشد يَعْقُوبُ

(من أجلِها بِفتْيَةٍ مانَوْني ... )

وأنشد لغيلان بن حُريثٍ

(إِلاَّ يَكُن فيها هُرَارٌ فإنني ... بسلٍّ يُمَانيها إلى الحَوْل خَائفُ)

وتَمَنٍّ بَلَدٌ بين مكة والمدينة قال كُثَيِّر عزة

(كأن دموعَ العينِ لما تخلَّلَتْ ... مخارِمَ بِيضًا من تمنٍّ جِمالُها)

(قُلِبْنَ غُرُوبًا من سُمَيْحَةَ أُنْزِعَتْ ... بِهِنّ السَّوَاني فَاستدارَ مَحالُها)

مني: المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر:

دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ

مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره. ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي

قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ:

لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَــه المَنى

إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ

أَي ساقَــه القَدَرُ. والمَنى والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.

وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة

الهذلي:

ولا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه،

حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني

وفي التهذيب:

حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني

أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد الجوهري عجز بيت:

حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وقال ابن بري فيه: الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو:

لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ،

إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ

واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ،

حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم:

لا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ،

حتى تلاقَي ما يمني لك الماني

فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ،

بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ

فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى

تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك

خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا

لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر:

مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا

أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ

أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ. وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا

الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال

ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب:

مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها

جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ

فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.

وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته.

ومُنِيتُ بكذا وكذا: ابْتُلِيت به. ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه

ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. ويقال: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي

ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته

إِذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا. ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها

وقُبالَتها. وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن

خالويه:

تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ،

خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها

فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ،

حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها

وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء. وفي

حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع

أَي حِذاءه وقَصْدَه. والمَنى: القَصْدُ؛ وقول الأَخطل:

أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها،

بصاحِبِ الهَمِّ، إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ

قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت

أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه:

إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ،

فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ

وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛

التهذيب: وأَما قول لبيد:

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ

قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج:

قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما

أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف

الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة.

والمَنِيُّ، مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن

بري للأَخطل يهجو جريراً:

مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ،

أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا

قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ:

أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً،

وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟

وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد:

أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ،

مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ

وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. وفي التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ

يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى

الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج

المنيّ.

ومَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يصرف ولا

يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن

قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.

وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش

مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى

القوم إِذا نزلوا مِنًى. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى.

الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. ومِنًى: موضع

آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله:

عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها

بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل.

والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر

بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح. وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ

المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي

القائلة:هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها،

أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟

وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه

ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول

عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ

المُتَمنِّية. والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت

الأَلف فقيل منية على فعلة

(*قوله« فقيل منية على فعلة» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة

حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى،

ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ

مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ

والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون

وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث: إِذا

تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية:

فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر

المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إِذا سأَل اللهَ

حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو

بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى

وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً.

وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ

والأُمْنِيَّةُ. وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه. وفي التنزيل العزيز:

إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا

فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله

عنه:تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه،

وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ

(* قوله« أول ليله وآخره» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة

وآخرها.)

والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن؛ وقال آخر:

تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه،

تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ

أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً

فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا

مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن

يُوقَّاه. وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا

أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ

أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي

تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال

ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس،

يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة. وفي

حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر

في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك

فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي

القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إِذا قرأَ. والتَّمَنِّي: الكَذِب. وفلان

يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو

الكذب. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا

شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت

أَي ما كَذَبْت. والتَّمنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا

قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث

التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب:

فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ،

إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ

وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له. وتَمَنَّى الحَديث:

اخترعه. وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء

تَمَنَّيْته؟

معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له. ويقول الرجل: والله ما

تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته. وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة

الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل

إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها

من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم

يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في

مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي

لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة

ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح،

وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد

أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال:

والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن

اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال

في قول الشاعر:

قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ،

والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ

قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها.

كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ،

كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ

قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال:

وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون

قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة،

والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ. وقال

أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما

هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها،

فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ

الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي

مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد

امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة:

وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها

إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها

نَتُوجٍ، ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له،

إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها

ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر

لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما

يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى

له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً:

وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها،

مِنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها

فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.

وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي

يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو

عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير

مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم

تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال

الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في

شعره:

نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له

بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه

البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل

الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل

يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل.

والمُنُوَّةُ

(* قوله« والمنوة» ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم، وقال

في شرح القاموس: هي بفتح الميم.): كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛

وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل:

تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها

لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي

فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين

يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه

فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد:

ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني،

فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني

أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر

بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ. ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه

مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً

بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه. ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي

لأَجْزِيَنَّك جزاءك. ومانَيْته مُماناة: كافأْته، غير مهموز. ومانَيْتُك: كافأْتك؛

وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو:

نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها،

ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ

وقال آخر:

أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ،

وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري

ومانَيْتُه: لَزِمْته. ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.

والمُماناة: المُطاولةُ. والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب:

عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني،

وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ،

مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني

أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي. وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى

المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن

حُريث:

فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ، فإِنَّني

بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ

والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي

صُخَيْرة:

إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ،

وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ

والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو:

صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ،

ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ

قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك. وقال سعيد: المُناوة

المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ.

وتَمَنٍّ: بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة:

كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لما تَحَلَّلَتْ

مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها،

قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ

بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها

والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ. والمُماناةُ: المُداراةُ.

والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب. والمُماناةُ: المكافأَةُ. ويقال

للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي.

والمَنا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور

يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من

الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن

سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء،

وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى

مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ.

قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة

والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم

صَنَم كان لأَهل الجاهلية. وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ

الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها

مَنَوِيٌّ. وفي الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم

المذكور. وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة. وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن

مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي:

أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ

على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ

قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد

غلط الطائي في قوله:

إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه،

بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه

ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.

مني
: (ي ( {مَناهُ اللَّهُ} يَمْنِيه) {مَنْياً: (قَدَّرَهُ) .
(} والمانِي: القادِرُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي قِلابَة الهُذَلي:
فَلَا تَقُولَنَّ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه حَتَّى تُلاقِيَ مَا {يَمْنى لكَ} المانِي أَي مَا يُقدِّرُ لكَ القادِرُ.
وَفِي التهذيبِ:
حَتَّى تَبيَّنَ مَا يَمْنِي لكَ الماني وَقَالَ ابنُ برِّي: البَيْتُ لسُوَيْدِ بنِ عامِرٍ المُصْطلِقي، وَهُوَ:
لَا تَأْمَنِ المَوتَ فِي حِلَ وَلَا حَرَمٍ إنَّ! المَنايا تُوافي كلَّ إنْسانِ واسْلُكْ طَرِيقَكَ فِيهَا غَيْرَ مُحْتَشِمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْني لكَ المَانِيوفي الحديثِ: أنَّ مُنْشداً أَنْشَدَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لَا تَأْمَنَنَّ وإنَّ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْنِي لكَ المَانِيفالخَيْرُ والشَرُّ مَقْرونانِ فِي قَرَنٍ بكُلِّ ذلِكَ يَأْتِيَك الجَدِيدانِفقالَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أَدْرَكَ هَذَا لأَسْلَمَ.
قُلْت: وَفِي أَمالِي السيِّدِ المُرْتَضى مَا نَصّه: أَنَّ مُسْلماً الخُزَاعي ثمَّ المُصْطلِقي قالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْشَدَه مُنْشدٌ قولَ سُوَيْدِ بنِ عامِرِ المُصْطلِقِي: لَا تَأْمَنَنَّ، الخ، وَفِيه:
فكلّ ذِي صاحِبٍ يَوْماً يفارقهوكلّ زادٍ وإنْ أَبْقَيْته فانِيثم ساقَ بَقِيَّةَ الحديثِ؛ كَذَا وَجَدْته بخطِّ العلاَّمَة عبْدِ القادِرِ بنِ عُمَر البَغْدادِي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
ويقالُ: {مَنَى اللَّهُ لكَ مَا يسُرُّكَ، أَي قَدَّرَهُ لَك؛ قيل: وَبِه سُمِّيَت} المَنِيَّةُ للمَوْتِ لأنَّها مُقَدَّرَةٌ بوَقْتٍ مَخْصوصٍ؛ وقالَ آخَرُ:
{مَنَتْ لكَ أَنْ تُلاقِيَني المَناياأُحادَ أُحادَ فِي الشَّهْر الحَلالِ (أَو) } مَناهُ اللَّهُ بحبِّها {يَمْنِيه مَنْياً: (ابْتَلاهُ) بحُبِّها.
(و) قيلَ: مَناهُ يَمْنِيه إِذا (اخْتَبَرَهُ.
(} والمَنَا) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَبَ بالياءِ؛ (المَوْتُ،! كالمَنِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، لأنَّه قُدِّرَ عَلَيْنا. وَقد مَنى اللَّهُ لَهُ المَوْتَ يَمْنِي؛ وجَمْعُ المَنِيَّةِ المَنايا.
وقالَ الشَّرقيُّ بنُ القُطامِي: المَنايا الأحْداثُ، والحِمامُ: الأجَلُ، والحَتْفُ: القَدَرُ، {والمَنُونُ: الزَّمانُ.
وقالَ ابنُ برِّي: المَنِيَّة قَدَرُ المَوْتِ؛ أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ:
} مَنايا تُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأهْلِها
جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجُبْلِفجعلَ المَنايا تُقَرِّب المَوْتَ وَلم يَجْعَلْها المَوْت.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَنِيَّةُ الأجَلُ المُقَدَّرُ للحَيَوانِ.
(و) {المَنَى: (قَدَرُ اللَّهِ) تَعَالَى، يُكْتَبُ بالياءِ؛ قالَ الشاعرُ:
دَرَيْتُ وَلَا أَدْرِي} مَنَى الحَدَثانِ وَقَالَ صَخْرُ الغِيِّ:
لعَمْرُ أَبي عَمْرِو لَقَدْ ساقَــهُ المَنَى
إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِومنه قولُهم: ساقَــهُ المَنى إِلَى دَرْكِ المُنَى.
(و) المَنَى: (القَصْدُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُ الأَخْطَل:
أَمْسَتْ {مَناها بأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُها
لصاحِبِ الهَمِّ إلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُقيلَ: أَرادَ قَصْدَها وأَنَّثَ على قوْلِكَ ذَهَبَتْ بعضُ أَصابِعِهِ؛ ويقالُ: إنَّه أَرادَ مَنازِلَها فحذَفَ؛ ومِثْلُه قولُ لبيدٍ:
دَرَسَ} المَنا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ قالَ الجَوْهرِي: وَهِي ضَرُورَةٌ قَبِيحَةٌ.
قُلْت: وَقد فَسَّر الشَّيْباني فِي الجيمِ قوْلَ الأخْطَل بمعْنًى آخَر سَيَأْتِي قرِيباً.
( {ومُنِيَ بِكَذَا، كعُنِيَ: ابْتُلِيَ بِهِ) ، كأَنَّما قُدِّرَ لَهُ وقُدِّرَ لَهَا.
(و) } مُنِيَ (لكذا: وُفِّقَ) لَهُ.
( {والمَنِيُّ، كغَنِيَ) ، وَهُوَ مُشَدَّد: والمَذْيُ والوَدْيُ مُخَفَّفان، وَقد يُخَفَّفُ فِي الشِّعْرِ، (و) قولُه: (كإلَى) ، غَلَطٌ صوابُه بِهِ ويُخَفَّفُ، (} والمَنْيَةُ، كرَمْيَةٍ) للمَرَّةِ من الرَّمْي وضَبَطَه الصَّاغاني فِي التكملةِ بِضَم الميمِ وَهُوَ الصَّوابُ؛ (ماءُ الرَّجُلِ والمرأَةِ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وجماعَةٌ على ماءِ الرَّجُلِ؛ وشاهِدُ التَّشْديدِ قولُه تَعَالَى: {أَلم يَكُ نُطْفَة مِن {مَنِيَ} يُمْنًى} ؛ أَي يُقَدَّرُ بالعِدَّةِ الإلهيَّةِ مَا تكوّن مِنْهُ؛ وقُرِىءَ {تُمْنَى بالتاءِ على النّطْفةِ.
وسُمِّي} المَنِيّ لأنَّه يُقَدَّرُ مِنْهُ الحَيَوانُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للأخْطَل يَهْجُو جَرِيرًا:
مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبي سُواجٍ
أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ يُعاباوشاهِدُ التَّخْفِيفِ قولُ رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضِ؛ أَنْشَدَهُ ابنُ برِّي:
أَتَحْلِفُ لَا تَذُوقُ لنا طَعاماً
وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ (ج {مُنْيٌ، كقُفْلٍ) ؛) حَكَاهُ ابنُ جنِّي وأَنْشَدَ:
أَسْلَمْتُمُوها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ
مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخْذَيْنِ كالمُومِ (} ومَنَى) الرَّجُلُ يمني {مَنْياً (} وأَمْنَى) {إِمْناءً (} ومَنَّى) ! تَمْنِيَةً، كلُّ ذلكَ (بمعْنًى) ؛) وعَلى الأوَّلَيْن اقْتَصَر الجَوْهرِي والجماعَةُ. ( {واسْتَمْنَى: طَلَبَ خُرُوجَهُ) واسْتَدْعاهُ.
(} ومِنَى، كإلَى. ة بمكَّةَ) ، تُكْتَبُ بالياءِ، (وتُصْرَفُ) وَلَا تُصْرَفُ. وَفِي الصِّحاح: مَوْضِعٌ بمكَّة، مُذَكَّرٌ يُصْرَفُ. وَفِي كتابِ ياقوت: {مِنًى، بالكسْرِ والتَّنْوينِ فِي الدَّرجِ. (سُمِّيَتْ) بذلكَ (لِما يُمْنَى بهَا من الدِّماءِ) ، أَي يُراقُ.
وقالَ ثَعْلب: هُوَ مِن قوْلِهم: مَنَى اللَّهُ عَلَيْهِ المَوْتَ، أَي قَدَّرَهُ لأنَّ الهَدْيَ يُنْحَرُ هُنالِكَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: لأنَّ الكبْشَ مُنِيَ بِهِ أَي ذُبِحَ.
وقالَ ابنُ عُيَيْنَة: أُخِذَ مِن المَنايا، أَو لأنَّ العَرَبَ تُسَمَّى كلَّ محلَ يُجْتَمَع فِيهِ مِنًى، أَو لِبُلُوغِ الناسِ فِيهِ} مُناهُم؛ نقلَهُ شيْخُنا.
ورُوِي عَن (ابنِ عبَّاسٍ) رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: سُمِّيَتْ بذلكَ (لأنَّ جِبْريلَ، عَلَيْهِ السّلام، لمَّا أَرادَ أَنْ يُفارِقَ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام، (قَالَ لَهُ: تَمَنَّ، قالَ: أَتَمَنَّى الجَنَّةَ، فسُمِّيَتْ مِنًى لأُمْنِيَّةِ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام؛ وَهَذَا القولُ نقلَهُ ياقوتٌ غَيْر مَعْزُوَ.
قالَ شيْخُنا: مكَّةَ نَفْسُها قَرْيَةٌ، ومِنَى قَرْيةٌ أُخْرَى بَيْنها وبينَ مَكَّة أَمْيالٌ، فَفِي كَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ، انتَهَى.
وقالَ ياقوتٌ: مِنَى بُلَيْدَةٌ على فَرْسَخ من مكَّةَ طُولُها مِيلان تعمرُ أَيامَ المَوْسِم وتَخْلُو بَقِيَّة السَّنَةِ إلاَّ ممَّنْ يَحْفَظُها، وقَلَّ أَن يكونَ فِي الإسْلامِ بَلَدٌ مَذْكورٌ إِلاَّ ولأهْلِه بمِنَى مضْرَبٌ.
ومِنَى: شعْبَان بَيْنهما أَزِقَّةٌ، والمسْجِدُ فِي الشارِعِ الأيْمَن، ومَسْجِد الكَبْشِ بقُرْبِ العَقَبَةِ الَّتِي تُرْمَى عَلَيْهَا الجَمْرَةُ، وَبهَا مَصانِعُ وآبارٌ وخاناتٌ وحَوانِيتٌ، وَهِي بينَ جَبَلَيْن مُطِلَّيْن عَلَيْهَا؛ قالَ: وكانَ أَبو الحَسَنِ الْكَرْخِي يَحْتَجُّ بجوازِ الجُمُعَةِ بهَا أَنَّها من مكَّةَ كمِصْرٍ واحِدٍ، فلمَّا حَجَّ أَبو بكْرٍ الجصَّاص ورأَى بُعْدَ مَا بَيْنهما اسْتَضْعَف هَذِه العلَّةَ وقالَ: هَذِه مِصْرٌ مِن أمْصارِ المُسْلِمِين تعمّرُ وَقْتاً وتَخْلُو وَقْتاً، وخُلُوُّها لَا يُخْرِجُها عَن حَدّ الأمْصارِ، وعَلى هَذِه العلَّةِ كانَ يَعْتَمِدُ القاضِي أَبو الحُسَيْن القَزْوِينِي.
قالَ البشّارِي: وسأَلَنِي يَوْماً كم يَسْكنُها وسَطَ السَّنَةِ مِن الناسِ؟ قُلْتُ: عِشْرُونَ إِلَى الثَّلاثِينَ رجُلاً، وقلَّ أَن تجِدَ مَضْرباً إِلَّا وَفِيه امْرأَةٌ تَحْفَظه؛ فقالَ: صَدَقَ أَبو بَكْرٍ وأَصابَ فيمَا عَلَّلَ؛ قَالَ: فَلَمَّا لَقِيت الفَقِيه أَبا حَامِدٍ البغولني بنَيْسابُورَ حَكَيْتُ لَهُ ذلكَ، فقالَ: العلَّةُ مَا نَصّها الشَّيْخ أَبو الحَسَن، أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {ثمَّ محلّها إِلَى البيتِ الْعَتِيق} ؛ وقالَ: {هَديا بَالغ الكعْبَة} . وإنَّما يَقَعُ النّحْرُ بمِنَى.
(و) مِنى: (ع آخَرُ بنَجْدٍ) .
(قالَ نَصْر: هِيَ هضبَةٌ قُرْبَ ضرية فِي ديارِ غَنِيَ بنِ أَعْصر زادَ غيرُهُ: بينَ طخفَةَ وأَضاخَ، وَبِه فسّر قولَ لبيدٍ:
عَفَتِ الدِّيارُ محلُّها فمُقامُها! بمِنَى تَأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها (و) أَيْضاً: (ماءٌ قُرْبَ ضَرِيَّةَ) فِي سَفْحِ جَبَل أَحْمرِ مِن جِبالِ بَني كِلابٍ للضِّبابِ مِنْهُم؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه كغَنِيَ، بالتَّشْديدِ.
ونقلَ ياقوت عَن الأصْمعي: أنَّ مِنَى جَبَلٌ حَوْلَ حمى ضَرِيَّة؛ وأَنْشَد: أَتْبَعْتهم مُقْلَةً إنْسانُها غَرِقٌ
كالفَصّ فِي رَقْراق الدَّمْعِ مَغْمُورُحتى تَوارَوا بشَعْفِ والجِبَال بِهم
عَن هضب غَوْلٍ وَعَن جَنْبي مِنًى زورُ ( {وأَمْنَى) الرَّجُلُ؛ عَن ابنِ الأعْرابِي؛ (} وامْتَنَى) ؛) عَن يُونس؛ (أَتَى مِنَى أَو نَزَلَها) ؛) التَّفْسِير الأوَّل ليونس، وَالثَّانِي لابنِ الأعرْابي؛ ومِن ذلكَ لُغْز الحَريرِي فِي فتْيَا العَرَبِ: هَل يَجِبُ الغُسْل على مَنْ {أَمْنَى؛ قالَ: لَا وَلَو ثنى.
(} وتمنَّاهُ) {تَمَنّياً: (أَرادَهُ) .
(قَالَ ثَعْلَب: التَّمنِّي حديثُ النَّفْسِ بِمَا يكونُ وَبِمَا لَا يكونُ.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير:} التَّمنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأمْر المَرْغوب فِيهِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {تَمَنَّيْتُ الشيءَ أَي قَدَّرْتُه وأَحْبَبْتُ أَن يَصِيرَ إليَّ مِن} المَنى وَهُوَ القَدر.
وَقَالَ الرَّاغبُ: التمنِّي تَقْديرُ شيءٍ فِي النَّفْسِ وتَصْوِيرُه فِيهَا؛ وَذَلِكَ قد يكونُ عَن تَخْمِين وظَنَ، ويكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبِناء على أَصْلٍ، لَكِن لما كَانَ أَكْثَره عَن تَخْمِين صارَ الكَذِبُ لَهُ أَمْلَك فأَكْثَر التَّمنِّي تَصَوّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ.
( {ومَنَّاهُ إيَّاه و) مَنَّاهُ (بِهِ} تَمْنِيَةً) :) جَعَلَ لَهُ {أُمْنِيّته؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ولأضِلنَّهم} ولأُمنِّيَنّهم} (وَهِي {المُنْيَةُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر،} والأُمْنِيَّةُ، بالضَّمِّ) ، وَهِي أُفْعُولَةٌ وجَمْعُها {الْأَمَانِي. قالَ اللَّيْث: رُبَّما طُرِحَتِ الهَمْزَةُ فقيلَ} مُنْيَة على فُعْلَة.
قالَ الأزْهرِي: وَهَذَا لَحْنٌ عنْدَ الفُصَحاءِ إنَّما يقالُ مُنْية على فُعْلَة وجَمْعُها {مُنًى، ويقالُ:} أُمْنِيَّةٌ على أُفْعُولَة، وجَمْعُها {أَمانيُّ بتَشْديد الياءِ وتَخْفِيفِها.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الأُمْنِيَّةُ الصُّورَةُ الحاصِلَةُ فِي النَّفْسِ مِن {تَمَنّى الشَّيء. وشاهِدُ} المنى أَنْشَدَه القالِي: كأَنَّا لَا تَرانا تارِكِيها
بعِلَّةِ باطِل {ومُنَى اغْتِرارِوشاهِدُ الأمانيِّ قولُ كَعْب:
فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ
إنَّ الأمانيَّ والأحْلامَ تَضْلِيلُ (} وتَمَنَّى) {تَمَنِّياً: (كَذَبَ) ، وَهُوَ تَفَعُّل مِن} مَنَى {يَمْنِي إِذا قَدَّرَ لأنَّ الكاذِبَ يُقدِّرُ فِي نَفْسِه الحديثَ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: لمَّا كانَ الكَذِبُ تَصَوُّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وإيرَاده باللّفْظِ صارَ التَّمَنِّي كالمَبْدإ للكَذِبِ فصحَّ أنْ يُعَبَّرَ عَن الكذِبِ} بالتَّمنِّي، وعَلى ذلكَ مَا رُوِي عَن عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: مَا تَمَنَّيْتُ مُنْدُ أَسْلَمْت، أَي مَا كَذَبْت، انتَهَى.
ويقالُ: هُوَ مَقْلُوبُ تمين مِن المَيْنِ وَهُوَ الكذِبُ.
(و) {تَمَنَّى (الكِتابَ: قَرَأَهُ) وكَتَبَه؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشَّيطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ؛ أَي قَرَأَ وتَلا فَأَلْقَى فِي تِلاوَتِه مَا ليسَ فِيهِ؛ قالَ الشاعرُ يَرْثي عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ أَوَّلَ لَيْلِه
وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِوقالَ آخَرُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ آخِرَ لَيْلةٍ
} تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِأَي تَلا كتابَ اللَّهِ مُتَرسِّلاٍ فِيهِ.
قالَ الأزْهري: والتَّلاَوَةُ سُمِّيَت أُمْنِيَّة لأنَّ تَالِي القُرْآنِ إِذا مَرَّ بآيَةِ رَحْمَةٍ! تَمَنَّاها، وَإِذا مَرَّ بآيَةِ عَذَابٍ تَمَنَّى أَن يُوقَّاه.
وقالَ الرَّاغِبُ: قولُه تَعَالَى: {وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاَّ أمانيَّ} . قالَ مُجَاهِد: مَعْناه إلاَّ كذِباً؛ وَقَالَ غيرُهُ: إلاَّ تِلاوَةً. وقولُه تَعَالَى: {أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي {أُمْنِيَّتِه} ؛ وَقد تقدَّمَ أَنَّ التَّمنِّي كَمَا يكونُ عَن تَخْمِين وظنَ قد يكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبناءٍ على أَصْلٍ، ولمَّا كانَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا مَا كانَ يُبادِرُ إِلَى مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين على قَلْبِه حَتَّى قيلَ لَهُ: {وَلَا تَعْجَل بالقُرآنِ من قَبْلِ أَنْ يَقْضى إليكَ وَحْيَهُ} ، {لَا تُحرِّك بِهِ لِسانَكَ لتَعْجَلَ بِهِ} ، سَمَّى تِلاوَتَه على ذلكَ تَمَنِّياً ونَبَّه أنَّ للشَّيْطانِ تَسَلّطاً على مثْلِه فِي أُمْنِيَّتِه، وذلكَ من حيثُ بَيَّن أنَّ العَجَلَةَ من الشَّيْطانِ.
(و) تَمَنَّى (الحديثَ: اخْترَعَهُ وافْتَعَلَهُ) وَلَا أَصْلَ لَهُ؛ وَمِنْه قولُ رَجُل لِابْنِ دَأْبٍ وَهُوَ يُحدِّثُ: هَذَا شيءٌ رَوَيْتَه أَمْ شيءٌ} تَمَنَّيْتَه؟ أَي افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْتَه وَلَا أَصْلَ لَهُ. ويقولُ الرَّجُل: واللَّه مَا {تَمَنَّيْت هَذَا الكلامَ وَلَا اخْتَلَقْته.
(} والمُنْيَةُ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوْهرِي على الضَّم. ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيت عَن الفرَّاء الضَّم والكسَر مَعًا؛ (والمَنْوَةُ) ، بِالْفَتْح، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ المَنُوَّةُ، بفتحٍ فضمٍ فتَشْديدِ وَاو؛ (أَيامُ النَّاقةِ الَّتِي لم يُسْتَيْقَنْ) ؛) وَفِي المُحْكم: لم يَسْتَبِنْ؛ (فِيهَا لِقاحُها من حِيالها) .) ويقالُ للناقَةِ فِي أَوَّل مَا تُضْرَبُ: هِيَ فِي! مُنْيَتِها، وَذَلِكَ مَا لم يَعْلَموا بهَا حَمْل أَمْ لَا. ( {فمُنْيَةُ البِكْرِ الَّتِي لم تَحْمِلْ عَشْرُ لَيالٍ} ومُنْيَةُ الثَّنيِّ: وَهُوَ البَطْنُ الثَّاني، خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً) ، قيلَ: وَهِي مُنْتَهى الأيَّام (ثمَّ) بَعْد مُضِي ذلكَ (تُعْرَفُ أَلاقحٌ هِيَ أمْ لَا) ؛) هَذَا نَصُّ ابنِ سِيدَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {مُنْيَةُ الناقَةِ الأيامُ الَّتِي يُتَعَرَّفُ فِيهَا أَلاقحٌ هِيَ أَمْ لَا، وَهِي مَا بينَ ضِرابِ الفَحْلِ إيَّاها وبينَ خَمْس عَشْرَةَ لَيْلة، وَهِي الأيَّام الَّتِي يُسْتَبْرَأُ فِيهَا لَقاحُها من حِيالِها. يقالُ: هِيَ فِي مُنْيَتها، انْتهى.
وَقَالَ الأصْمعي:} المُنْيَةُ مِن سَبْعَةِ أَيَّام إِلَى خَمْسَة عَشَرَ يَوْماً تُسْتَبْرأُ فِيهَا الناقَةُ تردُّ إِلَى الفَحْل فَإِن قرَّت عُلِم، أنَّها لم تَحْمِلْ، وَإِن لم تقرّ عُلِمَ أنَّها قد حَمَلَتْ؛ نقلَهُ القالِي.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: مُنْيَةُ القِلاصِ سَواء عَشرُ ليالٍ؛ وقالَ غيرُهُ: المُنْيَةُ الَّتِي هِيَ المُنْيَة سَبْع، وَثَلَاث للقِلاصِ وللجِلَّةِ عَشْرَ لَيالٍ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثَمِ: قُرِىءَ على نُصَيْر وأَنا حاضِرٌ ( {أَمْنَتِ) الناقَةُ، (فَهِيَ} مُمْنٍ {ومُمْنِيَةٌ) :) إِذا كانتْ فِي مُنْيَتِها؛ (وَقد} اسْتَمْنَيْتُها) .
(قَالَ ابنُ الأعْرابي: البِكْرُ من الإِبِلِ {تُسْتَمْنَى بَعْدَ أَرْبَع عشرَةَ وإحْدَى وعِشْرين، والمُسِنَّةُ بَعْد سَبْعةِ أَيامٍ؛ قالَ:} والاسْتِمْناءُ أَنَّ يأْتِي صاحِبُها فيَضْربَ بيدِهِ على صَلاها ويَنْقُرَ بهَا، فَإِن اكْتارَتْ بذَنَبِها أَو عَقَدَتْ رأْسَها وجَمَعَتْ بينَ قُطْرَيْها عُلِم أنَّها لاقِحٌ؛ وقالَ فِي قولِ الشاعرِ:
قامَتْ تُرِيكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ والعَيْنُ شاحِبةٌ والقَلْبُ مَسْتُورُكأنَّها بصَلاها وهْي عاقِدَةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُقال: مَسْتُور إِذا لَقِحَتْ ذهبَ نَشاطُها. ( {ومُنِيتُ بِهِ، بالضَّمِّ، مَنْياً) ، بِالْفَتْح: أَي (بُلِيتُ بِهِ) ، وَقد} منَاهُ {مَنْياً بَلاهُ.
(} ومَاناهُ) مُمَاناةً: (جازَاهُ) ؛) عَن أَبي سعيدٍ.
(أَو) {مَاناهُ: (أَلْزَمَهُ) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ لَزِمَهُ.
(و) مَاناهُ: (ماطَلَهُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ طاوَلَهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لغَيْلانِ بنِ حُرَيْث:
فإلاّ يَكُنْ فِيهَا هُرارٌ فإِنَّني
بسِلَ} يُمانِيها إِلَى الحَوْلِ خائِفُأَي يُطاوِلُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لأبي صُخَيْرَة:
إيَّاك فِي أَمْرِكَ والمُهاواهْ
وكَثْرَةَ التَّسْوِيفِ {والمُماناهْ (و) مَاناهُ: (دارَهُ.
(و) أيْضاً: (عاقَبَهُ فِي الرُّكوبِ.
(} وتَمَنَ: د بَين الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْن. قالَ نَصْر: هِيَ ثَنِيةُ هَرْشَى على نصفِ طريقِ مكَّةَ والمَدينَةِ. رَوَى ابنُ أَبي ذئبٍ عَن عِمْران بنِ قُشَيْر عَن سالمِ بنِ سبلان: سَمِعْت عائِشَةَ وَهِي بالبِيض من {تَمَنَ بسَفْح هَرْشى وأَخَذْت مرْوَة مِن المَرْوِ، فَقَالَت: وَدَدْت أَني هَذِه المَرْوَة، انتَهَى.
وَقَالَ كثيِّرُ عزَّة:
كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ لما تَحَلَّلَتْ
مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنَ جمالُهاقلين غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ
بِهِنَّ السَّوانِي فاسْتَدارَ مَحالُها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} امْتَنَيْت الشيءَ: اخْتَلَقْته.
! والمُتَمَنِّي: جماعَةٌ مِن العَرَبِ عُرِفُوا بذلكَ، مِنْهُم: عامِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الشجبِ بنِ عبْدِ ودّ لُقِّبَ بِهِ لكوْنِه {تَمَنَّى رقاش، امْرأَة مِن عامِر الأَجْدار وأَسَر بداءِ بنِ الحارِثِ فنالَهُما. وبفَتْح النونِ: نَصْر بن حجَّاج السِّلمي وكانَ وَسِيماً تَفْتَتِنُ بِهِ النِّساءُ، وَفِيه تقولُ الفُرَيْعةُ بنْتُ هَمَّام:
هَلْ مِنْ سَبيلٍ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَها
أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حجَّاجِ؟ وَهِي} المُتَمَنِّيَةُ، وَهِي أُمُّ الحجَّاجِ بنِ يُوسُف، فنَفاهُ عُمَر قائِلاً: لَا {تَتَمنَّاكَ النِّساء، وكَتَبَ عبْدُ الملِكِ إِلَى الحجَّاج: يَا ابْنَ} المُتَمَنِّيَة، أَرادَ أُمَّه هَذِه.
{والمَنِيُّ، كغَنِيَ: ماءٌ بضَرِيَّة؛ ضَبَطَه نَصْر وتَبِعَه ياقوت.
} والأمانِيُّ: الأكاذِيبُ والأحادِيثُ الَّتِي تتمنى.
{وامْتُنِيَ للفَحْل، بِالضَّمِّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة يَصِفُ بَيْضَة:
نَتُوجٍ وَلم تُقْرَفْ بِمَا} يُمْتَنَى لَهُ
إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُهاوأَنْشَدَ نُصَيْر لذِي الرُّمَّة أَيْضاً:
وحتّى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ {امْتِنائِها
مِنَ الصَّيْف مَا اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها} وامْتَنَتِ الناقَةُ فَهِيَ {مُمْتَنِية إِذا كانتْ فِي} مُنْيَتِها؛ رواهُ أَبُو الهَيْثم عَن نُصَيْر؛ قالَ: قُرِىءَ عَلَيْهِ ذلكَ وأَنا حاضِرٌ.
{ومَناهُ} يَمْنِيه: جَزاءُ.
والمِناوَةُ، بِالْكَسْرِ: الجَزاءُ. يقالُ: لأَمْنِينَّكَ مِناوَتَكَ، أَي لأَجْزِيَنَّكَ جَزَاءَكَ؛ عَن أَبي سعيدٍ؛ ونقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً. ويقالُ: هُوَ بمنى مِنْهُ وحرًى.
{ومَناهُ: أَي مَطَلَهُ.
} والمُمَاناةُ: المُكافَأَةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لسَبْرة بنِ عَمْرو:
{نُمانِي بهَا أَكْفاءَنا ونُهِبنُها
ونَشْربُ فِي أَثْمانِها ونُقامِرُوقالَ آخَرُ:
} أُمانِي بهَا الأَكْفاء فِي كلِّ مَوْطِنٍ
وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحِينَ وأَقْتَرِي والمُمَاناةُ: الانْتِظارُ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو:
عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباح لَوْنِيوجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ اليَوْنِ مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ {مَانَوْنِي أَي: انْتَظَرُوني حَتَّى أُدْرِكَ بُغْيَتي؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قَالَ ابنُ برِّي:} المُماناةُ فِي هَذَا الرجزِ بمعْنَى المُطاوَلة لَا الانْتِظار.
ونقلَ ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي عَمْرو: {مانَيْتُكَ مُذ اليومِ أَي انْتَظَرْتُكَ.
} ومَنَّى {تَمْنِيّةً: نَزَلَ مِنًى، لُغَةٌ فِي} أَمْنَى {وامْتَنَى؛ نقلَهُ الصَّاغاني؛ وكَذلكَ} مَنَى بالتّخْفيفِ؛ عَنهُ أَيْضاً.
{والمِنْيَةُ، بالكسرِ: اسْمٌ لعدَّةِ قُرًى بمِصْر جاءَتْ مُضافَةً إِلَى أَسْماء، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلفْظِ التَّثْنِيةِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الجَمْع، وَنحن نَذْكُر ذَلِك مرتبين على الأقاليم:
فَمَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ: مِن الشَّرْقيةِ:} مِنْيَةُ مَسْعود، وناجِيَةَ، ورَوْق، وجُحَيْش، وردِيني، وقَيْصَر، وفراة، واشنة، وكِنانَةَ وفيهَا ولد السراج البَلْقِيني،! ومِنْيَةُ سُهَيْل، وأَبي الحُسَيْن، وعاصِمٍ وَقد دَخَلْتها، والسِّباع وتُعْرَفُ {بمِنْيَةِ الخَنازِيرِ الْآن، ومِنْيَةُ بَصَل، ومُحْسِن، وراضِي، وبوعَزّى، وثَعْلَب، ونَما، وجَابِر، والنَّشاصِي، والدرَّاج، وصُرَد، والأمْلَس، وربيعَةَ البَيْضاء، وبوخالِدٍ، ويَرْبُوع، وبوعلي، وعقبَةَ وَهِي غَيْر الَّتِي فِي الجِيزَة، وطيِّىءٍ، والذويبِ، ووَرْعان، ومقلد، والقرشي، ولوز، وغُرَاب، وبشَّار، وَيزِيد، ورَمْسِيس، وَخيَار، ويَعِيش، وسعادة، وَصَيْفِي، وياللَّه، والمعلى، والأَمراء، والفرماوي.
وممَّا جاءَتْ بصِيغَةِ التَّثْنِيةِ مِن هَذَا الإقليم:} مِنْيتا الشَّرف وَالْعَامِل،! ومِنْيَتا عُمَر وَحَمَّاد، ومِنْيتا العطَّار والفزاريين، ومِنْيَتا حمل وحبِيب، ومِنْيَتا فرج وهُما الطرطيري والراشدي، ومِنْيَتا يمَان ومحرز.
وَمَا جاءَتْ بصبغَةِ الجَمْع: مُنَى مَرْزُوق، ومُنَى جَعْفَر، ومُنَى مغنوج، ومُنَى غصين.
وَفِي المرتاحية: على صيغَةِ الإفْرادِ: مِنْيَةُ الشَّامِيِّين، ومِنْيةُ سمنود وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ بزو وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ شحيرة، ونقيطة، وعوام، وخَيْرُون، والعَامِل، وشافِع، والصَّارِم، وقوريل، وغرون وَهِي مِنْيَةُ أَبي البَدْر، وقرموط، وغشماشة، وبجانة، والشبول، وَعَاصِم، وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، وجلموه ومعاند، وَعلي، والبَقْلي، والمفضلين، وَصَالح، وحماقة، وفضالة، وفوسا، والأخْرس وبصيغَةِ الجَمْع: منى سندوب.
وَفِي الدقهلية: على صيغَةِ الإفْراد: مِنْيَةُ السُّودان، والحلوج، وعبْدِ المُؤْمِن، وكرسوس، والنّصَارَى وهُما اثْنَتان، وطلوس، وحازم، وبوز كرى، وجديلة، وبوعبد اللَّه وَقد دَخَلْتها، وَشَعْبَان، ومرجا بن سليل، والغر، وبَدْر بنُ سلسيل، والجفاريين، والشاميين، ورومي، والخياريين، والزمام.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: {مِنْيَتا طاهِرٍ وأمامَة،} ومِنْيَتا فاتِكٍ ومزاح، ومِنْيَتا السويد والطبل.
وَفِي جَزيرَةِ قويسنا: مِنْيَةُ زفتى جواد، وتاج الْعَجم، والعبسي، وعافية وَقد دَخَلْتها، والأمير، والفزاريين وَهِي شبْرًا هارس، وسلكا، وحيون، وَإِسْحَاق، وسراج وَقد دَخَلْتها، وَأَبُو شيخة وَقد دَخَلْتها، والموز والشريف، والحرون وَهِي البَيْضاء، وأَبو الحُسَيْن.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا الوفيين والجمالين، ومِنْيَتا خشيبة والرخا.
وَفِي الغربية: مِنْيَةُ السُّودان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، ومِنْيَةُ مسير، وردّاد، وأَبي قُحَافَة، ورديبيه، والأشْراف وَقد دَخَلْتها، وحبِيب، وأوْلاد شرِيف، وَالديَّان، وسراج وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، والقيراط وَمِنْهَا البُرْهان القيراطي الشاعِرُ، وابشان، وَيزِيد، والكتاميين.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيتا اللَّيْث وهَاشِم، ومِنْيَتا أمويه والجنان.
وَفِي السمنودية: مِنْيَةُ حوى، وَمَيْمُون، وأَبْيض لجامه، وشنتنا، والسبز، وَخيَار، والسُّودَان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وَعَيَّاش، والبندر أَو اللّيْث، وهَاشِم، والطويلة، وَحسان، وَأَبُو السيار، وخضر، وغزال، وطوخ، والنَّصارَى وتُعْرَفُ بمِنْيَةِ بَرَكَات، وحويت، وسَيْف الدَّوْلة، والداعي، والقصرى، وَيزِيد، وَبدر وَقد دَخَلْتها، وخميس وَقد دَخَلْتها، وجكو.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا بَدْرٍ وحَبيب، ومِنْيَتا سلامين وَأَبُو الْحَارِث وَقد دَخَلْتُ الأخيرَة، ومِنْيَتا حُبَيْش الْقبلية والبحرية.
وبصيغَةِ الجَمْع: منى أبي ثَوْر. وَفِي الدنجاوية: مِنْيَةُ الأحْلاف، ودَبُّوس وَقد دَخَلْتها، وحجاج.
وَفِي المنوفية: مِنْيَةُ زوبر وَقد دَخَلْتها، وعَفيف وَقد دَخَلْتها، وأُمّ صالِحٍ، ومُوسَى، والقصرى، وصُرَد وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وسود، والعز، وَخلف وَقد دَخَلْتها.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيتا خاقَان وتُعْرَفُ بالمِنْيَتَيْن وَقد دَخَلتها.
وبصيغَةِ الجَمْع منى وَاهِلَة وَقد دَخَلْتها.
وَفِي جزيرَة بَني نَصْر: مِنْيَةُ الْملك، وفطيس، والكراء، وشهالة، وحرى.
وَفِي البُحَيْرَة: مِنْيَةُ سَلامَة، وبَني حمَّاد، وزرقون، وبَني مُوسَى، وطراد والزناطرة.
وَفِي حَوْف رَمْسيس: مِنْيَةُ يزِيد، وعطية، والجبالى.
وَفِي الجيزية: مِنْيَةُ القائِد فضل، وعقبَةَ، وأَبي عليَ، ورهينة، والشماس وَهِي دَيْر الشمع، والصَّيَّادِين، وتاج الدولة، وبوحميد.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيَتا قادوس وأندونة.
وبصيغَةِ الجَمْع منى البوهات، وَمنى الْأَمِير.
وَفِي الأطفيحية: مِنْيَةُ الباساك.
وَفِي الفيومية: مِنْيَةُ الدِّيك، والبطس، وأَقْنَى، والأسقف.
وَفِي البهنساوية: مِنْيَةُ الطوى، وَالديَّان، وَعَيَّاش.
وَفِي الأشمونين: مُنْيَةُ بَني خصيب وَهَذِه بضمِّ الْمِيم خاصّةً وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ الْعِزّ.
وَقد ذَكَرَ ياقوتُ فِي مُعْجمه بعضَ قُرًى بمِصْر تُسَمَّى هَكَذَا مِنْهَا: مِنْيَةُ الأصْبَغ شَرْقي مِصْر إِلَى الأصْبَغ بنِ عبدِ العزيزِ، ومِنْيَةُ أَبي الخُصَيبِ على شاطِىءِ النِّيل بالصَّعيدِ الأدْنى قالَ: أَنْشَأَ فِيهَا بَنُو اللمطي أَحَد الرُّؤساء جامِعاً حَسَناً وَفِي قبْلتِها مقامُ إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السّلام. ومِنْيَةُ بُولاق والزُّجاج كِلاهُما بالإسْكَنْدريةِ، وَفِي الأخيرَةِ قَبْرُ عتْبَة بن أبي سُفْيانِ، ومِنْيَة زِفْتا، ومِنْيَةُ غَمْر على فوهةِ النِّيل، ومِنْيَةُ شِنْشِنا شمَالي مِصْر، ومِنْيَةُ الشِّيرَج على فَرْسخ من مِصْر، ومِنْيَةُ القائِدِ فَضْل على يلأمَيْن من مِصْر فِي قبْلتِها، ومِنْيَةُ قُوص هِيَ ربضُ مَدِينَة قُوص، ومُنَى جَعْفَر لعدَّةِ ضِياعٍ شمَالي مِصْر.
ومِنْيَةُ عَجَب بالأنْدَلُسِ مِنْهَا: خلفُ بنُ سعيدٍ المُتوفي بالأنْدَلُس سَنَة 305.
قُلْت: والنِّسْبَةُ إِلَى الكلِّ مِنْياوِيٌّ، بالكسْر؛ وَإِلَى مُنْيَة أَبي الخصيبِ {مُناوِيّ بِالضَّمِّ، وَإِلَى مُنْيَة عَجَب} مُنّييّ.
وأَبو {المَنِيّ، كعَدِيَ: جدُّ البَدْرِ محمدِ بنِ سعيدٍ الْحلَبِي الحَنْبلِي نَزِيل القاهِرَة، رَفيق الذَّهبي فِي السّماع.
ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي المَنِيِّ البُرُوجِرْدِي عَن أَبي يَعْلى بنِ الفرَّاء، وعُمَر بنُ حميدِ بنِ خَلَف بن أبي المُنَى البَنْدَنِيجي عَن ابْن البُسري. وأَبو المنيِّ بنُ أَبي الفَرَج المسدي سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطة.
(م ن ي) : (مِنًى) اسْمٌ لِهَذَا الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ وَالصَّرْفُ وَقَدْ يُكْتَبُ بِالْأَلِفِ وَاشْتِقَاقُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْمُنْيَةُ وَالْأُمْنِيَّةُ) وَاحِدٌ جَمْعُهُمَا مُنًى وَأَمَانِيُّ وَقَدْ تَمَنَّاهَا (وَالْمُتَمَنِّيَةُ) امْرَأَةٌ مَدَنِيَّةٌ عَشِقَتْ فَتًى مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ لُقِّبَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهَا
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
وَقِيلَ هِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ هَمَّامٍ أُمُّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَمْزَةُ الْأَصْبَهَانِيُّ وَكَمَا قِيلَ بِالْمَدِينَةِ أَصَبُّ مِنْ الْمُتَمَنِّيَةِ قَالُوا بِالْبَصْرَةِ أَدْنَفُ مِنْ الْمُتَمَنِّي وَقِصَّتُهُمَا فِي الْمُعْرِبِ.
م ن ي

مني الله لك الخير. وما تردي ما يمني لك الماني. قال:

ولا تقولن لشيء لست أفعله ... حتى تبيّن ما يمنى لك الماني

وأنا راض بمنى الله: بقدره، وتقول: ساقــه المنى، إلى درك المنى. قال:

لعمر أبي عمرو لقد ساقــه المنى ... إلى جدثٍ يزوي له بالأهاضب

وقال:

سأعمل نصّ العيسي حتى يكفّني ... غنى المال يوماً أو منى الحدثان

وهو منّي بمنى ميل، وداره منى داري: بحذائها، ومنه: المنيّة والمايا. قال زهير:

كعوف بن شماس يرشح شعره ... إلى أسديّ يا منيّ فأسجحي

أي تعالي يا منيّة فهذا وقتك. وثمنّي على الله أمنيّة وأمانيّ ومنيّة ومنًى، ومني بكذا: بلي به، وهو ممنوّ به، ولأمنونك بما لم تمن بمثله. وأمنى الرجل ومنى. وقرىء: " أفرأيتم ما تمنون ".
مني
منَى يَمنِي، امْنِ، مَنْيًا، فهو مانٍ، والمفعول مَمْنِيّ
• منَى اللهُ الأمرَ: قدَّره "وما تدرِي ما يُمنَى لك".
• مناه اللهُ بمحنة: ابتلاه بها، أصابه (انظر: م ن و - مَنا) "مُنِيَ بخسائر فادحة- سيُمْنَون بهزيمة إن خالفوا منهج المدرِّب: " ° مُنِيَ بالهزيمة: تكبَّدها- مُنِيَ بكذا: ابتُليَ به- مُنِيَت جهودُه بالفشل: أخفقت، لم تنجح. 

أمنى يُمني، أَمْنِ، إمناءً، فهو مُمْنٍ
• أمنى الرَّجلُ: أخرج المنيّ وهو (سائل مبيضّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة وتفرزه غُدد التناسل عند الذّكر) " {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} ".
• أمنى الحاجُّ: أتى منًى (بلد قرب مكّة ينزله الحجّاج أيّام التشريق وتُنحر فيه الذّبائحُ). 

استمنى يستمني، اسْتَمْنِ، استمناءً، فهو مُستمنٍ
• استمنى الصَّبيُّ: مارس العادة السريَّة، طلب اللّذة الجنسيَّة منفردًا باستنزال المنيّ بدون جِماع. 

تمنَّى/ تمنَّى لـ يتمنَّى، تمَنَّ، تَمَنّيًا، فهو مُتمَنٍّ، والمفعول مُتمَنًّى
• تمنَّى الطَّالبُ النَّجاحَ: رغب في حصوله وتحقيقه
 وهو غالبا صعب التحقيق، طلبه وأراده، أحبّه "تمنّى التوفيقَ والسّدادَ- تمنّى على الله طولَ العمر لوالديه- تمنّى بصبره تحقيق أمله- تمنّى منه الاستقامة- ما كلّ ما يتمنّى المرءُ يدركه ... تأتي الرِّياحُ بما لا تشتهي السّفنُ".
• تمنَّى الشَّخصُ الكتابَ: قرأه وتلاه " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}: ألقى في تلاوته ما ليس فيها".
• تمنَّى أن يسافر/ تمنَّى له أن يسافر: رغب في سفره "تمنّى له الخيرَ". 

منَّى يمنِّي، مَنِّ، تَمنِيَةً، فهو مُمَنٍّ، والمفعول مُمَنًّى
• منَّى الأبُ ابنَه السَّفَرَ إلى الخارج/ منَّى الأبُ ابنَه بالسَّفر إلى الخارج: جعله يحبُّه ويرغب في تحقيقه أو الحصول عليه "منَّاه بربحٍ وفير- {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا} " ° منَّى نفسَه: وعدها، علَّلها.
• منَّى الشّيطانُ الإنسانَ: خادعه، ألقى في قلبه طولَ الأمل والحياة " {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ} ". 

إمناء [مفرد]: مصدر أمنى. 

أُمنيَة [مفرد]: ج أمنيَات وأمانٍ: بغية ومطلب، رغبة مرجوّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه. 

أُمْنِيَّة [مفرد]: ج أمنيّات وأمانِيّ (لغير المصدر):
1 - أمْنية؛ بُغْية ومطلب، رغبةٌ مرجوَّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه "عَبّر عن أمنيّة السّفر إلى الصين".
2 - حديث النَّفس ومشتهياتها " {وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ} ".
3 - قراءة، تلاوة " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ". 

استمناء [مفرد]: مصدر استمنى. 

تَمَنٍّ [مفرد]: ج تمنّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تمنَّى/ تمنَّى لـ ° تمنِّياتي لك بالصِّحة والعافية: دعاء بالحفظ أو الشفاء من ألم أو مرض.
2 - تعلّق النفس بالآمال والأحلام "مع تمنيّاتي بالتوفيق- *وما نيلُ المطالب بالتَّمنّي*".
3 - طلب المستحيل أو ما فيه بُعْدٌ. 

تمنية [مفرد]: مصدر منَّى. 

مَناة [مفرد]: (انظر: م ن ا ة - مَناة). 

مَنَويّ [مفرد]: خاصّ أو شبيه بالمنيّ، محتوٍ أو ناتج أو منتج للمنيّ.
• الحيوان المَنَوِيّ:
1 - (حي) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبيضة أي: بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت.
2 - (حي) الأعضاء التَّناسليّة النَّاضجة في الذُّكور التي تتكوَّن من خلية دائريَّة أو أسطوانيّة الشَّكل، لها نواة وعنق وذيل رفيع متحرّك.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليّة ثنائيّة الصبغيّات تمرّ بالانقسام المنصِّف لتكوّن أربع نُطيفات.
• قناة مَنَويَّة: (حي) مجرى الخُصية يحمل المنيّ إلى الخارج وخاصّة الجزء الذي يجري من البربخ إلى القناة الدافقة. 

مِنَى/ مِنًى [مفرد]: بلدة قريبة من مكّة ينزلها الحجّاج أيّام التشريق يرمون فيها الجمار. 

مَنْي [مفرد]: مصدر منَى. 

مُنْيَة [مفرد]: ج مُنُيات ومُنْيات ومُنًى: أمنيَّة، رغبة مرجوَّة، مطلب يُراد تحقيقه "كانت مُنيتُه الحصول على الكأس الفضيّ- لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلاّ لصابر" ° يَوْمُ المُنى: يوم تحقُّق ما يُرجى تحقُّقه. 

مَنِيّ [مفرد]: ج مُنْي: (حي) نطفة، سائل مُبْيَضٌّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة، ينشأ من إفرازات الخصيتين ويختلط به إفراز الحوصلتين المنويتين والبروستاتا، يخرج من القضيب إثر جماع أو نحوه " {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} " ° سيلان المنيّ: طرح المَنِيّ اللاإراديّ دون هَزَّة الجماع. 

منيَّة [مفرد]: ج منيّات ومَنايا: موت، وفاة "أدركته المنيَّةُ" ° أودت به المنيّةُ: مات- المنايا ولا الدّنايا: الدَّعوة إلى عزّة النَّفس والتّحذير من الخِسَّة- هو يخوض المنايا: يلقي بنفسه في المهالك. 

فشخ

فشخ الفشخ الظلم. والصفع. والتفشيخ إرخاء المفاصل.
(فشخ)
فلَانا فشخا صفعه ولطمه وَالصبيان فِي لعبهم كذبُوا فِيهِ وتضاربوا

(فشخ) الرجل أرْخى مفاصله وأعيا

فشخ: الفَشْخُ: اللطم والصفع في لعب الصبيان والكذب فيه؛ فشَخه يفشَخه

فشْخاً. وفشَخَ الصبيان في لعبهم فشْخاً: كذبوا فيه وظلموا.

وفَنْشَخَ وفَنْشَخَ: أَعيا.

فشخ


فَشَخَ(n. ac. فَشْخ)
a. Ill-treated, maltreated.
b. [Fī], Tricked, cheated at (play).
c. [ coll. ], Strode along.
d. ['Ala] [ coll. ], Wronged
oppressed; trampled upon ( the rights of ).

فَشَّخَa. see I (c)
فَشْخَة
a. [ coll. ], Step, pace; stride.
فشخ
فشَّخَ يفشِّخ، تفشيخًا، فهو مُفشِّخ، والمفعول مُفشَّخ (للمتعدِّي)
• فشَّخ الرَّجلُ/ فشَّخ الرَّجلُ رِجْليه: أرخى مفاصلَه. 
فشخ
: (فَشَخَه، كمنَعَهُ: ضَرَب رأْسَه بيدِهِ أَو صَفَعه) ، وَفِي نُسْخَة: ضعفه، والأُولى الصّوَابُ، يَفْشَخُهُ فشْخاً. (و) فشَخَه فِي اللَّعِب (: ظَلَمَه. و) فَشَخَه (فِي اللَّعِبِ) أَي لَعبِ الصِّبيانِ: (كَذَبَ) .
(والتَّفْشِيخُ: إِرخَاءُ المَفَاصِلِ) . وفَنْشَخَ وفَشَخَ أَعْيَا.
فشخ: فشخ: مشى، سار. (همبرت ص43) غير أن معناها: خطا خطى طويلة. ويقال: فشخ فشخات كبار (بوشر). وفي محيط المحيط: والعامة تستعمل الفشخ للخطو الواسع والفشخة للواحدة منه.
وفشخ (بالتشديد) تدل على نفس (بوشر). وفي محيط المحيط: والعامة تقول: فشخ على فلان: داس فوقه وتعداه.
فشخ: فرق بين ساقــيه، مثل فرشخ. (ألف ليلة برسل 10: 289).
فشخ (بالتشديد): انظر فشخ.
فشخ: سحق. (هلو، ألف ليلة يرسل 2: 109).
فشخ: جرح الرأس. شيرب بوسعدة).
تفشخ: فرق بين ساقــيه ليبول- ففي حكاية باسم الحداد (ص96): وحل لباسه وتفشخ عليهم واخرج إحليله من الطاقة وأراد أن يشخ عليهم.
فشخة: خطوة واسعة (بوشر، همبرت ص43، محيط المحيط).
مفشخ: كواكب الخيل، مفرشحا. (بوشر) زيتون مفشوخ: زيتون شق وأخرجت نواته قبل أن يكبس بالخل أو بالماء. (ألف ليلة برسل 1: 148) وهذا هو صواب الكلمة بدل مفسوخ (فليشر معجم ص58).

قمر

(قمر) : لَيلةٌ مُقْمِرٌ، مثل مُقْمِرَة.
(قمر) : القَمَرُ: قبيعَةُ السَّيْفِ. 
(قمر) الْقَمَر اسْتَدَارَ بِخَط دَقِيق قبل أَن يمتلئ وَالطير قمرها
(قمر)
فلَانا قمرا غَلبه فِي لعب الْقمَار وفضله فِي مفاخرة أَو مباراة وَيُقَال قمرت فُلَانَة قلبه شغفته حبا وَالطير عشى عينيها بالنَّار لَيْلًا ليصيدها
(قمر) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "مَن قَالَ: تَعالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصدَّقْ"
قال الخَطَّابي: يَعني بِقَدْرِ ما جَعلَه خَطَرًا في القِمَارِ. 
[قمر] في صفة الدجال: هجان «أقمر»، هو الشديد البياض، والأنثى قمراء. ومنه: ومعها أتان «قمراء». ط: ما بين أذنيه - صفة أخرى لحمار. نه: من قال: تعال «أقامرك» فليتصدق، قيل: يتصدق بقدر ما أراد أن يجعله خطرًا في القمار. ط: أو بما تيسر. ك: قرنه بذكر الصنم تأسيًا بآية «إنما الخمر والميسر والأنصاب».
(ق م ر) : (لَيْلَةٌ قَمْرَاءُ) مُضِيئَةٌ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ وَعَنْ اللَّيْثِ (لَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ) وَلَيْلَةُ الْقَمْرَاءِ بِالْإِضَافَةِ لِأَنَّ الْقَمْرَاءَ الضَّوْءُ نَفْسُهُ وَفَرَسٌ أَقَمَرُ ماه رنك، وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ كُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ وَعَلِيُّ بْنُ أَقْمَرَ الْوَادِعِيُّ وَأَرْقَمُ تَحْرِيفٌ وَكَذَا عَلِيٌّ الْأَقْمَرُ.
قمر
القَمَرُ: قَمَرُ السّماء. يقال عند الامتلاء وذلك بعد الثالثة، قيل: وسمّي بذلك لأنه يَقْمُرُ ضوء الكواكب ويفوز به. قال: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس/ 5] ، وقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ [يس/ 39] ، وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر/ 1] ، وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها [الشمس/ 2] ، وقال: كَلَّا وَالْقَمَرِ [المدثر/ 32] . والقَمْرَاءُ: ضوءه، وتَقَمَّرْتُ فلانا: أتيته في القمراء، وقَمَرَتِ القربة: فسدت بالقمراء، وقيل: حمار أَقْمَرُ: إذا كان على لون القمراء، وقَمَرْتُ فلانا: كذا خدعته عنه.
ق م ر : قَمَرُ السَّمَاءِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبَيَاضِهِ وَسَيَأْتِي فِي هِلَالٍ مَتَى يُقَالُ لَهُ قَمَرٌ وَلَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ أَيْ بَيْضَاءُ وَحِمَارٌ أَقْمَرُ أَيْ أَبْيَضُ وَقَامَرْتُهُ قِمَارًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ فَقَمَرْتُهُ قَمْرًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ غَلَبْتُهُ فِي الْقِمَارِ.

وَالْقُمْرِيُّ مِنْ الْفَوَاخِتِ
مَنْسُوبٌ إلَى طَيْرٍ قُمْرٍ وَقُمْرٌ إمَّا جَمْعُ أَقْمَرَ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحُمْرٍ وَإِمَّا جَمْعُ قُمْرِيٍّ مِثْلُ رُومٍ وَرُومِيٍّ وَالْأُنْثَى قُمْرِيَّةٌ وَالذَّكَرُ سَاقُ حُرٍّ وَالْجَمْعُ قَمَارِيُّ. 
ق م ر: (الْقَمَرُ) بَعْدَ ثَلَاثٍ إِلَى آخِرِ الشَّهْرِ سُمِّيَ قَمَرًا لِبَيَاضِهِ. وَالْقَمَرُ أَيْضًا تَحَيُّرُ الْبَصَرِ مِنَ الثَّلْجِ. وَقَدْ (قَمِرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (الْقِمَارُ الْمَقَامَرَةُ) وَ (تَقَامَرُوا) لَعِبُوا الْقِمَارَ وَ (قَامَرَهُ فَقَمَرَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ غَلَبَهُ فِي لَعِبِ الْقِمَارِ. وَقَامَرَهُ فَقَمَرَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَاخَرَهُ فِي الْقِمَارِ فَغَلَبَهُ. وُعُودٌ (قَمَارِيٌّ) بِفَتْحِ الْقَافِ مَنْسُوبٌ إِلَى مَوْضِعٍ بِبِلَادِ الْهِنْدِ. وَ (الْقُمْرِيُّ) مَنْسُوبٌ إِلَى طَيْرٍ (قُمْرٍ) بِوَزْنِ حُمْرٍ جَمْعِ (أَقْمَرَ) وَهُوَ الْأَبْيَضُ أَوْ جَمْعِ (قُمْرِيٍّ) مِثْلِ رُومِيٍّ وَرُومٍ وَالْأُنْثَى (قُمْرِيَّةٌ) وَالذَّكَرُ سَاقُ حُرٍّ وَالْجَمْعُ (قَمَارِيُّ) غَيْرُ مَصْرُوفٍ. وَلَيْلَةٌ (قَمْرَاءُ) أَيْ مُضِيئَةٌ وَ (أَقْمَرَتْ) لَيْلَتُنَا أَضَاءَتْ. وَأَقْمَرْنَا طَلَعَ عَلَيْنَا الْقَمَرُ. 
قمر
القَمَرُ: معروفٌ، وتَصغِيرُه قُمَيْرٌ. وأقْمَرَ الهِلالُ: صارَ قَمَراً. ويقولون: كأنَّ هِلالَها قَمَرٌ: أي كأنَّه قَمَرٌ من عِظَمِه. ويقال للشَّمس والقَمَرِ: قَمَرَانِ. ولَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ. والقَمْرَاءُ: ضَوْءُ القَمَر. وقَمِرَ الرَّجلُ: إذا لم يُبْصرْ في القَمْرَاء؛ وفي الثَلْج أيضاً.
وقَمِرَ بَصَرُه: أي تَحَيَّرَ.
وتَقَمَّرُوا: سارُوا في القَمْرَاءً.
وتَقَمَّرَ الأسَدُ: طَلَبَ الصَّيْدَ في القَمْرَاء.
ومن أمثالهم في انْتِهازِ الفُرْصَةِ: " اسْرِ وقَمَرٌ لكَ " أي اغْتَنِم ضوْءَ القَمَرِ والسُّرى فيه. ويقولون: " إنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وأنْتَ مقْمِرٌ " أي اصْبِرْ على حاجَتِك. ويقولون: " هَلْ يَجْهَل فلاناً إلا مَنْ يَجْهَلُ القَمَرَ " يُضْرَبُ للنّابِهِ البَعِيدِ الصِّيْتِ.
وأقْمَرَ التَّمْرُ: إذا لم يَنْضج حتّى يُصِيْبَه البَرْدُ فَتَذْهَبَ حَلاوتُه وطَعْمُه.
والقُمْرَةُ: لَوْنُ الحِمار الأقْمَرِ وهو أنْ يَضْرِبَ إلى خُضْرَةٍ.
وقُمَيْرٌ: من ألْقاب الحِمار.
والقُمَّرَةُ: دُ خًّلَةٌ. والقُمْرِيُّ: طائرٌ لأنَّه أقْمَرُ اللَّوْن كالفاخِتة؛ بالحِجَاز.
والقِمَارُ: مَعْروفٌ، قامَرْتُه فَقَمَرْتُه أقْمُرُهُ وأقمِرُه. وذَهَبُوا بمالي ضِمَاراً وقِمَاراً.
وقَمِرَ المالُ: كَثُرَ.
وقَمِرَتْ إبِلي: وَقَعَتْ في كَلإَ كثيرٍ. وقَمِرَتِ القِرْبَةُ تَقْمَر: إًذا دَخَلَ الماءُ بين البَشَرَةِ والأدَمَةِ.
وانْقَمَرَ في بَيْتِه. وانْقَمَرَتِ الظِّباءُ في كِناسِها.
[قمر] القَمَرُ بعد ثلاث ليالٍ إلى آخر الشهر، سُمِّيَ قَمَراً لبياضه. ومن كلام بعضهم: قُمَيْرٌ، وهو تصغيره. والقَمَرُ أيضاً: تَحَيُّرُ البصرَ من الثلج. وقد قَمِرَ الرجل يَقْمَرُ قَمَراً، إذا لم يبصر في الثلج. وقَمِرَتِ القِرْبَةُ أيضا، وهو شئ يصيبها من القمر كالاحتراق، فيدخل الماء بين الادمة والبشرة. عن ابن السكيت. وتقمرته: أتيته في القَمْراءِ. وتَقَمَّرَ الأسد، إذا خرج في القَمْراءِ يطلب الصَيد. ومنه قول الشاعر : سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ * حامى الذِمار مُعاوِدِ الاقران - وقال الاعشى: تقمرها شيخ عشاء فأصبحت * قضاعية تأتى الكواهن ناشصا - يقول: صادها في القمراء. وتقمر فلان، أي غلب من يُقامِرُه. قال ابن دريد: والقِمارُ: المُقامَرَةُ. وتَقامَروا: لعبوا القِمارَ. وقَمَرْتُ الرجل أقْمِرُهُ بالكسر قَمْراً، إذا لاعبْتَه فيه فغلبْته. وقامَرْتُهُ فَقَمَرْتُهُ أقْمُرُهُ بالضم قَمْراً، إذا فاخرته فيه فغلبته. وعود قماري: منسوب إلى موضع ببلاد الهند. والقمرى منسوب إلى طَيْرٍ قُمْر، وقُمْرٌ إما أن يكون جمع أقْمَرَ مثل أحمرَ وحُمْرٍ، وإما أن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل روميٍّ ورومٍ وزنجيٍّ وزنْجٍ. قال الشاعر : لا صُلْحَ بيني فاعلَموهُ ولا * بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقي - سَيفي وما كنَّا بنَجْدٍ وما * قَرْقَرَ قُمْرُ الواد بالشاهق - والانثى قمرية، والذكر ساقُ حُرٍّ. والجمع قمارِيٌّ غير مصروفٍ. والأقْمَرَ: الأبيضُ. يقال: حمارٌ أقْمَرُ، وسحابٌ أقْمُرُ. وليلةٌ قَمْراءُ، أي مضيئةٌ. وأقْمَرَتْ ليلتنا: أضاءت. وأقْمَرْنا، أي طلعَ علينا القَمَرُ وأقْمَرَ التَمْرُ: ضربه البردَ فذهبت حلاوته قبل أن ينضج.
(ق م ر)

القمرة: لون إِلَى الخضرة.

وَقيل: بَيَاض فِيهِ كدرة.

وحمار اقمر.

وَالْعرب تَقول فِي السَّمَاء إِذا رأتها: كَأَنَّهَا بطن أتان قَمْرَاء، فَهِيَ امطر مَا تكون.

وسنمة قَمْرَاء: بَيْضَاء. اعني بلسنمة: أَطْرَاف الصليان الَّتِي ينسلها: أَي يلقيها.

وَالْقَمَر: يكون فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة من الشَّهْر، وَهُوَ مُشْتَقّ من ذَلِك. وَالْجمع: أقمار.

وأقمر: صَار قمرا.

وَرُبمَا قَالُوا: أقمر اللَّيْل، وَلَا يكون إِلَّا فِي الثَّالِثَة، انشد الْفَارِسِي:

يَا حبذا العرصات فِي لَيَال مقمرات

والقمران: الشَّمْس وَالْقَمَر.

والقمراء: ضوء الْقَمَر.

وَلَيْلَة قَمْرَاء: مُقْمِرَة، قَالَ:

يَا حبذا القمراء وَاللَّيْل الساج ... وطرق مثل ملاء النساج

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: ليل فمراء، وَهُوَ غَرِيب، وَعِنْدِي: أَنه عَنى بِاللَّيْلِ: اللَّيْلَة وأنثه على تَأْنِيث الْجمع، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ من قَوْلهم: ليل ظلماء، قَالَ: إِلَّا أَن ظلماء اسهل من قَمْرَاء، وَلَا ادري لأي شَيْء استسهل ظلماء!!! إِلَّا أَن يكون سمع الْعَرَب تَقوله اكثر.

وَلَيْلَة قمرة: قَمْرَاء، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: وَقيل لرجل: أَي النِّسَاء احب إِلَيْك؟ قَالَ: بَيْضَاء بهترة، حَالية عطرة، حيية خفرة، كَأَنَّهَا لَيْلَة قمرة.

وقمرة عِنْدِي: على النّسَب.

وَوجه أقمر: مشبه بالقمر.

وأقمر الرجل: ارتقب طُلُوع الْقَمَر، قَالَ ابْن احمر:

لَا تقمرن على قمر وَلَيْلَته ... لَا عَن رضاك وَلَا بالكره مغتصبا

وتقمر الْأسد: خرج يطْلب الصَّيْد فِي القمراء.

وقمروا الطير. عشوها فِي اللَّيْل بالنَّار ليصيدوها وَهُوَ مِنْهُ.

وَقَول الْأَعْشَى:

تقمرها شيخ عشاءٌ فَأَصْبَحت ... قضاعية تأتى الكواهن ناشصا

قيل: مَعْنَاهُ: بصر بهَا فِي القمراء. وَقيل: اختدعها كَمَا يختدع الطير، وَقيل: ابتنى عَلَيْهَا فيضوء الْقَمَر.

وَقَالَ ثَعْلَب: سَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن معنى قَوْله: تقمرها، فَقَالَ: وَقع عَلَيْهَا وَهُوَ سَاكِت، فظنته شَيْطَانا.

وقمرت الْقرْبَة قمراً: دخل المَاء بَين الأدمة والبشرة، وَهُوَ شَيْء يُصِيبهَا من الْقَمَر كالاحتراق.

وقمر السقاء قمرا: بَانَتْ أدمته من بَشرته.

وقمر قمراً: أرق فِي الْقَمَر فَلم ينم.

وقمرت الْإِبِل: تَأَخّر عشاؤها أَو طَال فِي الْقَمَر.

وقمر الرجل قمراً: لم يبصر فِي الثَّلج.

وقمرت الْإِبِل، أَيْضا: رويت من المَاء.

وقمر الْكلأ وَالْمَاء وَغَيرهمَا: كثر.

وَمَاء قمر: كثير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد: فِي رَأسه نطافة ذَات أشر ... كنطفان الشن فِي المَاء الْقَمَر

واقمرت الْإِبِل: وَقعت فِي كلأ كثير.

وأقمر الثَّمر: إِذا تَأَخّر إيناعه حَتَّى يُدْرِكهُ الْبرد، فَيذْهب طعمه.

وقامر الرجل مقامرة، وقمارا: راهنه، وَهُوَ التقامر.

وقميرك: الَّذِي يقامرك، عَن ابْن جني. وَجمعه: أقمار، عَنهُ أَيْضا، وَهُوَ شَاذ كنصير وانصار.

وَقد قمره يقمره قمرا.

وتقمر الرجل: غلب من يقامره.

والقمراء: طَائِر صَغِير من الدخاخيل.

والقمرية: ضرب من الْحمام. وَالْجمع قماري، وقمر.

وأقمر الْبُسْر: لم ينضج حَتَّى ادركه الْبرد فَلم تكن لَهُ حلاوة.

ونخلة مقمار: بَيْضَاء الْبُسْر.

وَبَنُو قمر: بطن من مهرَة بن حيدان.

وَبَنُو قمير: بطن مِنْهُم.

وقمار: مَوضِع، إِلَيْهِ ينْسب الْعود القماري.

وقمرة عنز: مَوضِع، قَالَ الطرماح:

وَنحن حصدنا يَوْم أَحْجَار صرخد ... بقمرة عنز نَهْشَلَا أَيّمَا حصد
قمر: قمر والمصدر قمار: غلبه في لعب القمار. (أساس البلاغة، فوك، الزوزني في شرح البيت الخامس من معلقة طرفه. وفي ابن خلكان (7: 137).
ونحن من لعب الشطرنج في يده ... وربما قمرت بالبيدق الشاة
أي ربما غلب البيدق الشاه.
قمر (بالتشديد) قمر الخبز: حمص الخبز (بوشر، ألف ليلة 4: 689) وعند ميهرن (ص26): انضج الخبز.
قامر: خدع وغش في لعب القمار. (بوشر).
قامر: ماحك، جادل، ناقش. (بوشر).
قامر: بارى، فاخر. (محيط المحيط، عباد 1: 173).
أقمر: أشع، نشر الشعاع والضوء. (فوك) وفيه: رأى مقمر. وفي عباد (2: 52): وجه مقمر. (أماري ص652).
انقمر: غلب في لعب القمار، خسر في القمار (فوك).
قمر: جرعة، شربة، حسوة من الماء (معجم فريتاج) ويجب حذفها، لأن صواب كتابة الكلمة قمز. (انظر: قمز).
قمر. القمران عند الشعراء: الشمس والقمر. (المقري 2: 542، 552).
قمر: فضة عند أصحاب الكيمياء (المستعيني مادة فضة، عباد 1: 88، أخبار ص138).
قمر: صنف من السمك (صفة مصر 24: 375).
قمر الدين: صنف من أجود المشمش. (ابن بطوطة 2: 44، 259، 260) وفي بركهارت بلاد العرب (1: 60): (يقول أوتر نقلا عن حاجي خليفة أن منطقة قونية تنتج صنفا من أجود المشمش ويسمى قمر الدين قيسي (رحلة في تركيا وإيران 1: 6). (ديفريمري، رحلة ابن بطوطة في آسيا الصغرى (ص13).
قمر الدين: مشمش يجعل على شكل رقاق ثم يجفف. (صفة مصر 17: 308، بركهارت سوريا ص486). وانظر: جلد الفرس.
قمرة، والجمع قمر: سهم يصيب الهدف تقريبا (ديوان الهذليين (ص29) في شرح البيت الرابع عشر).
قمرة (بالأسبانية Camara) : حجرة في مركب، مخدع في مركب. (محيط المحيط، برتون 1: 168، لرشندي) وعند دومب (ص100): قامره.
قمرة: دابة حمل. ويقول شو (1: 250 - 251). إنه رآها في الجزائر، وأطلق عليها هذا الاسم للونها الفضي، وهي من نسل حمار وبقرة. ويشك كابل بروك في وجود مثل هذا الحيوان وان لم ينكره، وينكر ذلك الدكتور بودارت في تعليقه على شو، وكذلك روزيه (1: 265) وسندوفال (ص37) وهم على حق. قمرة: اسم حلية للمرأة. (انظر لين عادات 2: 401).
قمرات الظرفاء: نوع من الحلوى، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة في ألف ليلة (برسل 1: 149) وفي نص ألف ليلة قمعرات.
قمري: حمام بري، حمام مطوق. (المعجم اللاتيني- العربي، ياقوت 1: 885، 4: 174، مخطوطة الاسكوريال ص893). (وفي مصر يطلق اسم قمري على صنف من الحمام المطوق بطوق ابيض أو ذي لون ابيض، وهو ندر الوجود في مصر). (بركهارت نوبيه ص480).
قمري: فرس ابيض. (جاكسون ص246).
قمري: نسبة إلى القمر. (فوك، بوشر).
سنة قمرية: اثنا عشر شهرا قمريا، وأولها المحرم وآخرها ذو الحجة.
قمري: شاذ، غريب الاطوار، معتوه. (ابن العوام 1: 345 رقم).
قمري. حصان به رمد قمري: حصان غريب الأطوار. معرض أحيانا لانعكاسات الضوء على عينيه (بوشر).
الحروف القمرية في اصطلاح النحويين: هي مثل القاف في كلمة قمر، لا تدغم اللام من حرف التعريف ال بأول حرف من الاسم الذي تدخل عليه.
قمري: زاهر، ساطع، لماع. ففي القلائد (ص53): فكثيرا ما كان يعمر أندية اللهو، ويداولها من مجلس الحافة إلى البهو، كلاهما سري المنظر، قمري المرمر.
قمرية: شباك صغير (محيط المحيط).
قمرية وقمرية: شباك ذو زجاج ملون. (لين عادات 1: 23، ألف ليلة برسل 11: 371) وهي كلمة مثل شمسية.
قمراتي: مقامر، لاعب القمار (بوشر، همبرت ص89).
قمراتي: من يغش ويخدع في لعب القمار (بوشر).
قمار: زهر النرد، قطعتان من العظم أو العاج صغيرتان مكعبتان حفر على الأوجه الستة لكل منهما نقط سود من واحدة إلى ستة.
قمار: ورق لعب القمار. (الكالا).
لعب القمار: لعب فيه مراهنة على الدراهم يأخذها الغالب من المغلوب. (بوشر).
لعب القمار: ميسر، المقامر بورق اللعب. (لين عادات 2: 55)، وفيه قمار، نيبور (رحلة 1: 167) وفيها: قمار.
العود القماري: نوع جيد من الالوة وهو العود الذي يتبخر به. (المستعيني مادة عود).
وعليك أن تقرأ به: اغالوجن وعود قماري كما في مخطوطة ن، (ابن بطوطة (3: 234، 4: 167، ريشاردسن سنترال 2: 237) ويؤتى به من سفالة الهند (ابن البيطار 2: 224) ويقول ابن بطوطة (4: 240، 242) يؤتى به من قمارة وهي موضع في جزيرة جاوة وإليها ينسب. وإذا صدقنا بما يقوله ياقوت (4: 173) فإن قمار أو قمار موضع بالهند، هكذا تقوله العامة والذي ذكره أهل المعرفة قامرون موضع في بلاد الهند. (انظر جيلد مايستر في كتابات عربية برموز غامضة ص61 - 68).
قماري: يقول ابن البيطار (1: 201) في مادة (تنبل): ويغلط من يظن أن ورق التنبل هو هذا الورق الموجود اليوم بأيدينا المشبه بورق الغار في شكله ورائحته وهو المعروف عند أهل التبصرة من باعة العطر بورق القماري لأنه يجلب من بلاد يقال لها القمر فيما أخبرت به ومن الأطباء في زماننا من يعتقد هذا الورق المذكور إنه ورق السادج الهندي ويستعمله مكانه وهو خطاء. (انظر أيضا: ياقوت 4: 174).
قمار: لاعب القمار بالكعاب وبزهر النرد. (فوك في القسم الأول والثاني، الكالا).
قامرة (بالأسبانية Camara) : شونة. مخزن الغلال، موضع كثير الغلال (الحبوب)، ففي ملر (ص6): ملقة قامرة الفلاحة. وهذا المعنى لابد أن له علاقة بمعنى الخزانة العامة وبيت المال. وانظر عند دوكانج Cambra (2) ، Camera (3) وقارنها أيضا مع Camera Salis = مخزن الملح التي ذكرها (وفحص قامرة عند ملر (1: 8) يسمى أيضا: Campo de Camara سيمونيه ص304).
قامرة: انظرها في مادة قمرة.
قامرة؛ خيمة مستديرة الشكل (شيرب)، وهي خيمة صغيرة قي شكل الحجرة داخل الخيمة الكبيرة. (بوسييه). وأرى أن هذه الكلمة بهذا المعنى مأخوذة من الكلمة الأسبانية أيضا، وليست مشتقة من الأصل العربي قمر كما يرى سيرب.
قامري: بركال، نسيج قطني رقيق. (رولاند).
أقمر: فرس أقمر: مصاب بداء القمر. (ابن العوام 2: 506) واقرأ كذلك أقمر البصر عند باين سميث (1753) بدل: أقمار.
مقمر، لقمة (خبزة) مقمرة: خبزة مشوية (بوشر) وعند ميهرن (2 36): مقمر، خبز طري.

قمر

1 قَمِرَ, aor. ـَ (S, A, K,) inf. n. قَمَرٌ, (S,) He, (a man, S, A, K, and an antelope, and a bird, TA,) and it, (a man's sight, A,) became dazzled (S, A, K) in the moonlight, (A,) or by snow, (S, A, K,) so that he could not see: (S, A:) he (an antelope) became deprived of his sight by the light of the moon, so that he was perplexed, and unable to see his right course. (IKtt.) b2: قَمِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. as above, (TA,) He (a man, TA,) was, or became, sleepless in the moonlight. (K.) A2: See also 3, throughout.3 قامرهُ, inf. n. قِمَارٌ (S, A, Msb, K) and مُقَامَرَةٌ, (S, K,) (tropical:) He contended with him for stakes, or wagers, laid by both of them to be taken by the winner; syn. رَاهَنَهُ; (K;) [he contended with him in a game of hazard, such as that called المَيْسِر, or the like: (see Bd and Jel, ii. 216:)] in common modern conventional language, he played with him at a game in which it is generally made a condition that the winner shall receive something of the loser: (so accord. to an explanation which I find in several copies of the KT:) from تَقَمِرَهُ signifying “ he deceived him; ” because قِمَار is [often] deception. (A.) You say قَامَرَهُ

↓ فَقَمَرَهُ, aor. of the latter قَمُرَ (JK, S, A, Msb, K) and قَمِرَ, (JK,) inf. n. قَمْرٌ, (S, Msb,) (tropical:) He contended with him for stakes, or wagers, &c., (S, * K,) and overcame him therein; (S, A, Msb, K;) and ↓ قَامَرَهُ فَتَقَمَّرَهُ signifies the same: (K:) or ↓ تقمّر signifies he overcame him who contended with him in the contest termed قِمَار: and ↓ قَمَرَهُ, aor. ـِ inf. n. قَمْرٌ, he played with him in the manner termed قِمَار and overcame him: (S:) or ↓ قَمَرَهُ, inf. n. قَمْرٌ, he overcame him in play; and so ↓ أَقْمَرَهُ: (IKtt:) or ↓ قَمَرَ, aor. ـِ (K,) inf. n. قَمْرٌ, (TA,) i. q. قامر, (K, * TK,) and is transitive: (TA:) you say قَمَرَ بِالقِدَاحِ, and بِالنَّرْدِ, [he contended for stakes, or wagers, &c., with the gaming-arrows, and with the apparatus for trictrac or backgammon]: (A:) and ↓ قَمَرَهُ [as syn. with قَامَرَهُ]: (TA:) and المَالَ ↓ قَمَرْتُهُ, aor. ـِ [so in a copy of the A, doubly trans., app. meaning I contended with him in a game of hazard for the property: or I so contended with him for the property and overcame him.]4 اقمر الهِلَالُ The new moon became what is termed قَمَر, in the third night. (A.) b2: اقمرت لَيْلَتُنَا Our night became bright [with light of the moon]. (S, TA.) b3: أَقْمَرْنَا [We entered upon the time of moonlight;] the moon rose upon us. (S, TA.) b4: اقمر He (a man, TA) watched, or waited, for the rising of the moon. (K.) A2: See also 3.5 تقمّرهُ He came to him in the moonlight. (S.) b2: تقمّر الظِّبَآءَ, (A, TA,) and الطَّيْرَ, (TA,) He hunted, or pursued, the antelopes, (A, TA,) and the birds, (TA,) in the moonlight, so that their sight was dazzled. (A, TA.) b3: تقمّر الأَسَدُ The lion went forth in the moonlight in quest of prey. (S, K. *) A2: تقمّرهُ He deceived, beguiled, or circumvented, him; desired to do him some evil action without his knowing whence it proceeded. (A.) A3: See also 3, in two places.6 تقامروا They played [together] in the manner termed قِمَار: (S:) they contended together for stakes, or wagers, &c.; (K;) [they contended together in a game of hazard, such as that called المَيْسِر, or the like: see 3.]

القَمَرُ The moon in its third night [and after]: (ISd, A, K:) or the moon during the interval between the first two and last two nights: (AHeyth:) or after three nights until the end of the month: (S:) [and the moon, absolutely, in many instances:] so called because of its whiteness, (S, Msb, TA,) from القُمْرَةُ: (TA:) of the masc. gender: pl. أَقْمَارٌ. (TA.) The dim., قُمَيْرٌ, is found to occur: (S:) and is applied to The moon at the time called مُحَاق [which is generally said to be applied to the last three nights of the month]: you say غَابَ قَمَيْرٌ [The moon at the time called مُحَاق set, or disappeared]. (A, TA.) b2: اِسْتَرْعَيْتُ مَالِىَ القَمَرَ (tropical:) I left my cattle to pasture without a pastor to take care of them in the night: and [in like manner,] استرعيته الشَّمْس, in the day. (TA.) b3: القَمَرَانِ The sun and the moon: one of them [namely the latter] being made predominant. (TA.) قَمِرٌ: fem. with ة: see أَقْمَرُ.

قُمْرَةٌ A colour inclining to greenness: (A, K:) or whiteness inclining to dinginess or duskiness: (A:) or whiteness in which is a dinginess or duskiness: (K:) or clear, or pure, whiteness. (TA.) See also أَقْمَرُ.

قَمَرِىٌّ [Of, or relating to, the moon; lunar]. Ex. السَّنَةُ القَمَرِيَّةُ The lunar year. (Mgh, art. شمس.) قُمْرِىٌّ is a rel. n. from طَيْرٌ قُمْرٌ: and قُمْرٌ is either pl. of أَقْمَرُ, like as حُمْرٌ is of أَحْمَرُ, or pl. [or rather coll. gen. n.] of قُمْرِىٌّ, like as رُومٌ is of رُومِىٌّ: (S, Msb:) or قُمْرِىٌّ is a rel. n. from the name of a mountain, or of a place, or some other thing, accord. to different authors: or its ى is added to give intensiveness to its signification: (TA:) the قُمْرِىّ is [A bird] of the [species called] فَوَاخِت; [pl. of فَاخِتَةٌ;] (Msb;) a certain species of bird; so called because أَقْمَر [q. v.] in colour, like the فَاخِتَة in El-Hijáz; (JK;) [a species of collared turtle-dove, of a dull white colour marked with a black collar: such I have see in Egypt, caged; but they are rare there; and, I believe, are brought from Arabia:] the قُمْرِيَّة is a species of حَمَام, (K,) حَمَائِم [i. e. pigeons]: (M, TA:) or قُمْرِيَّةٌ is applied to the female; and the male is called سَاقُ حُرٍّ: (S, Msb, K: see سَاقُ حُرٍّ in art. سوق): and the pl. is قُمَارِىُّ, (S, Msb, K,) imperf. decl.; (S;) and accord. to some, قَمَارَى; (TA;) and قُمْرٌ. (K.) قِمَارٌ: see 3. [It is often used as a subst., signifying (tropical:) A game of hazard, such as that called المَيْسِر, and the like.]

قَمِيرٌ (tropical:) An antagonist in the contention termed قِمَارٌ: (IJ, K:) pl. أَقْمَارٌ, (IJ, K,) which is anomalous, like أَنْصَارٌ, pl. of نَصِيرٌ. (TA.) أَقْمَرُ Of a colour inclining to خُضْرَة: or of a dull or dingy or dusky white: (K:) and white: (S, Msb, K:) or intensely white: (IKtt:) fem.

قَمْرَآءُ: (S, K:) pl. قُمْرٌ. (S, Msb.) You say حِمَارٌ أَقْمَرُ (S, A, Msb, K) An ass of the colour termed قُمْرَة: (K:) or a white ass: (S, A, Msb:) and أَتَانٌ قَمْرَآءُ a she-ass of the colour termed قُمْرَة: (K:) or a white she-ass. (S.) The Arabs say, that when the sky appears of the hue of the belly of a she-ass of this colour, it is most abundant in rain. (TA.) Also فَرَسٌ أَقْمَرُ A moon-coloured horse. (Mgh.) And سَحَابٌ أَقْمَرُ A cloud, or clouds, of a white colour: (S:) or intensely bright, by reason of the abundance of water therein: and [hence] full [of water]. (TA.) b2: لَيْلَةٌ قَمْرَآءُ, (S, A, K,) and مُقْمِرَةٌ, (A, Msb, K,) and ↓ مُقْمِرٌ, (K) and ↓ قَمِرَةٌ, (IAar, K,) which last is held by ISd, to be a kind of rel. n., or possessive epithet, (TA,) A moon-lit night; a night in which the moon shines: (A, K:) or a light, or bright, night: (S:) or a white night. (Msb.) IAar, mentions لَيْلٌ قَمْرَآءُ; but ISd, says this is strange, and I think, he adds, that by ليل he means ليلة, or that he makes ليل fem. as a pl. (TA.) You also say لَيْلَةُ القَمْرَآءِ, meaning The night of moonlight: (Lth, A, Mgh:) for القَمْرَآءُ also signifies the moonlight. (Lth, A, Mgh, K.) And قَعَدٌنَا فِى القَمْرَآءِ We sat in the moonlight. (A.) And أَتْيْتُهُ فِى القَمْرَآءِ [I came to him in the moonlight]. (S.) b3: وَجْهٌ أَقَمَرُ A face likened to the moon (K, * TA) in respect of whiteness. (TA.) مُقْمِرٌ: see أَقْمَرُ. b2: إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَأَنْتَ مُقْمِرٌ [Verily the night is long, and thou hast the light of the moon: a proverb:] meaning, Wait thou patiently for the accomplishment of thy want. (JK.) [See Freytag's Arab. Prov., i. 45.]
قمر
قمَرَ يَقمُر، قَمْرًا، فهو قامِر، والمفعول مقمور (للمتعدِّي)
• قمَر الشَّخصُ: راهن، لعب في القمار.
• قمَر الشَّخصَ: غلبه في لَعِب القمار. 

قَمِرَ يَقْمَر، قَمَرًا، فهو أَقْمَرُ وقَمِر
• قمِر اللَّيلُ: أضاء بنُور القمرِ.
• قمِر الشّيءُ: اشتدَّ بياضُه "وجهٌ أقْمَرُ". 

أقمرَ يُقمر، إقمارًا، فهو مُقْمِر
• أقمر الهلالُ: صار قمرًا، وذلك في الليلة الثالثة من الشّهر القمريّ.
• أقمرتِ اللَّيلةُ: أشرقت، أضاءت بنور القمر "ليلةٌ مقمرة- أقمر ليلُنا، وطاب سمرُنا" ° وَجْهٌ مقمر: مُشْرق. 

تقامرَ على يتقامر، تقامُرًا، فهو مُتقامِر، والمفعول مُتقامَر عليه
• تقامر النَّاسُ على سباق الخيل: تراهنوا ولعبوا القمارَ عليه. 

قامَرَ/ قامَرَ بـ يقامِر، قِمارًا ومُقامَرَةً، فهو مُقامِر، والمفعول مُقامَر (للمتعدِّي)
• قامر الشَّخصُ:
1 - راهن "قامر على الحصان رقم3".
2 - لعب القمارَ "قامر بثروته/ بأملاكه".
• قامر الشَّخصَ: لاعبه القمارَ.
 • قامر بمستقبله: غامر به "قامر بحياته لأجل استقلال بلاده" ° جُنون المقامرة. 

قمَّرَ يقمِّر، تقميرًا، فهو مقمِّر، والمفعول مُقمَّر
• قمَّر رغيفَ خُبزٍ: سَخَّنه أو حمَّصه على النار حتى يحمرَّ لونُه. 

أَقْمَرُ [مفرد]: ج قُمْر، مؤ قَمْراءُ، ج مؤ قَمْراوات وقُمْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَمِرَ. 

قِمار [مفرد]:
1 - مصدر قامَرَ/ قامَرَ بـ.
2 - كلُّ لعب يشترط فيه أن يأخذ الغالبُ من المغلوب شيئًا من المال، سواء أكان بالوَرَق أم بغيرِه "قِمار على الخيول- خسر كلَّ ماله بالقمار". 

قَمْر [مفرد]: مصدر قمَرَ. 

قَمَر [مفرد]: ج أقمار (لغير المصدر):
1 - مصدر قَمِرَ.
2 - (فك) جرْم سماويّ صغير يدور حول كوكب أكبر منه ويكون تابعًا له، ومنه القمر التَّابع للأرض، والأقمار التي تدور حول كواكب المرّيخ وزُحَل والمشتري "لا يبالى القمرُ بنباح الكلاب [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى مثلان عربيّان هما: أـ لا يضير السَّحابَ نبحُ الكلاب. ب ـ الكلاب تنبح والقافلة تسير- {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} " ° أضيع من قمر الشِّتاء [مثل]: يُضرب في عمل لا فائدة منه- أقمار العلم وشموسه: العلماء- طلب القمر: طلب المستحيل- عادة القمر: يُضرب مثلا لمن لا يجيء إلاّ ليلاً- قمر الدَّين: مشمش مجفّف على شكل رُقاق- قمر تمام: بدر- وَعد بالقمر: مَنَّى بالمستحيل، أو بغير الممكن- وهل يُخفَى القمر؟: تقال للتدليل على وضوح الأمر، أو على شهرة الشخص.
3 - (فك) كلّ كوكب تابع لكوكب آخر ويدور حوله كأقمار المشترى.
• القمر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 54 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وخمسون آية.
• القمر الصِّناعيّ: جهاز يطلق بواسطة صاروخ إلى الفضاء خارج الجاذبيّة الأرضيَّة، ويدور حول الأرض أو غيرها حاملاً أجهزة علميَّة تستخدم في الأرصاد الجويّة والأغراض العسكريَّة والاتِّصالات الصَّوتيّة والمرئيّة، وذلك أثناء دورانه في الفضاء الجوِّيّ.
• منازل القَمَر: (فك) المدارات التي يدور فيها القمرُ حول الأرض، يدور كلّ ليلة في أحدها لا يتخطّاه ولا يتقاصر عنه، وهي ثمانية وعشرون، لكلٍّ منها اسم مُعيَّن منها: السَّرطان والبُطين والثُّريّا، والدَّبران.
• حبُّ القمر: (نت) نبات متسلّق ذو ثمار حمراء أو مسودَّة وبذور هلاليّة.
• القَمران: الشَّمس والقمر. 

قَمِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَمِرَ. 

قَمَريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قَمَر: "ضوءٌ قمريٌّ".
• السَّنة القمريَّة: (فك) مقدار اثنتي عشرة دورة للقمر حول الأرض، اثنا عشر شهرًا قمريًّا وهي: المحرَّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جُمادى الأولى، جُمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوَّال، ذو القعدة، ذو الحِجَّة.
• الشُّهور القمريَّة: (فك) التي توقَّت بدورة القمر حول الأرض وطول الشّهر القمريّ 29 يومًا ونصف يوم على التَّقريب.
• الحروف القمريَّة: (لغ) التي تلفظ قبلها لام أداة التَّعريف كقولنا: القمر، وهي أربعة عشر حرفًا: أ، ب، ج، ح، خ، ع، غ، ف، ق، ك، م، هـ، و، ي. 

قُمْرِيّ [مفرد]: ج قُمْر، مؤ قُمْريَّة، ج مؤ قَمَارِيّ: (حن) نوع من الحمام حسن الصَّوت ظهره إلى الزُّرْقة الرُّصاصيَّة، عنقه بنفسجيّ المواج، منقاره أسود، عيناه بُرتقاليّتان، جفونهما حُمر، الأنثى أصغر قدًّا من الذّكر، وهو من الطُّيور القواطع التي تجوب البلادَ في سبيل الرِّزق، قُوته من الحبوب والبُذور. 

قمر: القُمْرَة: لون إِلى الخُضْرة، وقيل: بياض فيه كُدْرَة؛ حِمارٌ

أَقْمَرُ. والعرب تقول في السماء إِذا رأَتها: كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ

فهي أَمْطَرُ ما يكون. وسَنَمَةٌ قَمْراءُ: بيضاء؛ قال ابن سيده: أَعني

بالسَّنَمَة أَطرفَ الصِّلِّيان التي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها. وفي

الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، ذكر الدجال فقال: هِجانٌ أَقْمَرُ. قال

ابن قتيبة: الأَقمر الأَبيض الشديد البياض، والأُنثى قَمْراء. ويقال

للسحاب الذي يشتدّ ضوءُه لكثرة مائه: سحاب أَقمر. وأَتان قمراء أَي بيضاء.

وفي حديث حليمة: ومَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ، وقد تكرر ذكر القُمْرة في

الحديث. ويقال: إِذا رأَيت السحابة كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فذلك الجَوْدُ.

وليلة قَمْراء أَي مضيئة. وأَقْمَرَتْ ليلتنا: أَضاءت. وأَقْمَرْنا أَي

طلع علينا القَمَرُ.

والقَمَرُ: الذي في السماء. قال ابن سيده: والقَمَر يكون في الليلة

الثالثة من الشهر، وهو مشتق من القُمْرة، والجمع أَقْمار. وأَقْمَرَ: صار

قَمَراً، وربما قالوا: أَقْمَر الليلُ ولا يكون إِلا في الثالثة؛ أَنشد

الفارسي:

يا حَبَّذا العَرَصاتُ ليَـ

ـلاً في لَيالٍ مُقْمِرات

أَبو الهثيم: يسمى القمر لليلتين من أَول الشهر هلالاً، ولليلتين من

آخره، ليلة ست وعشرين وليلة سبع وعشرين، هلالاً، ويسمى ما بين ذلك قَمَراً.

الجوهري: القَمَرُ بعد ثلاث إِلى آخر الشهر يسمى قمراً لبياضه، وفي كلام

بعضهم قُمَيْرٌ، وهو تصغيره. والقَمَرانِ: الشمس والقمر. والقَمْراءُ:

ضوء القَمَرِ، وليلة مُقْمِرَة وليلة قمراء مُقْمِرَة؛ قال:

يا حبذا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ،

وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج

وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ قَمْراءُ، قال ابن سيده: وهو غريب، قال: وعندي

أَنه عنى بالليل الليلة أَو أَنثه على تأْنيث الجمع. قال: ونظيره ما

حكاه من قولهم ليل ظَلْماءُ، قال: إِلا أَن ظلماء أَسهل من قمراء، قال: ولا

أَدري لأَيِّ شيء استسهل ظلماء إِلا أَن يكون سمع العرب تقوله أَكثر.

وليلة قَمِرَةٌ: قَمْراءُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقيل لرجل: أَيّ النساء

أَحَبُّ إِليك؟ قال: بَيْضاء بَهْتَرة، حاليةٌ عَطِرَة، حَيِيَّةٌ

خَفِرَة، كأَنها ليلة قَمِرَة؛ قال ابن سيده: وقَمِرَه عندي على النَّسَب. ووجهٌ

أَقْمَرُ: مُشَبَّه بالقَمر.

وأَقْمَر الرجلُ: ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر؛ قال ابن أَحمر:

لا تُقْمِرَنَّ على قَمْرٍ ولَيْلَتِه،

لا عَنْ رِضاكَ، ولا بالكُرْه مُغْتَصبا

ابن الأَعرابي: يقال للذي قَلَصَتْ قُلْفَته حتى بدا رأْس ذكره عَضَّه

القَمَرُ؛ وأَنشد:

فِداكَ نِكْسٌ لا يَبِضُّ حَجَرُهْ،

مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِيدٌ مِمْطَرُه

في ليلِ كانونٍ شديدٍ خَصَرُهْ،

عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ

يقول: هو أَقلف ليس بمختون إِلا ما نَقَصَ منه القَمَرُ، وشبه قلفته

بالزُّبانى، وقيل: معناه أَنه وُلد والقمر في العقرب فهو مشؤوم. والعرب

تقول: اسْتَرْعَيْتُ مالي القَمَرَ إِذا تركته هَمَلاً ليلاً بلا راع يحفظه،

واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نهاراً؛ قال طَرَفَةُ:

وكانَ لها جارانِ قابُوسُ منهما

وبِشْرٌ، ولم أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر

أَي لم أُهْمِلْها؛ قال وأَراد البَعِيثُ هذا المعنى بقوله:

بحَبْلِ أَميرِ المؤمنين سَرَحْتُها،

وما غَرَّني منها الكواكبُ والقَمَرْ

وتَقَمَّرْته: أَتيته في القَمْراء. وتَقَمَّر الأَسدُ: خرج يطلب الصيدَ

في القَمْراء؛ ومنه قول عبد الله بن عَثْمةَ الضَّبِّيِّ:

أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ راعي إِبْلِهِ

سَقَطَ العَشاءُ به على سِرْحانِ

سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ،

حامي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ

قال ابن بري: هذا مثل لمن طلب خيراً فوقع في شر، قال: وأَصله أَن يكون

الرجل في مَفازةٍ فيعوي لتجيبه الكلابُ بنُباحِها فيعلم إِذا نَبَحَتْه

الكلابُ أَنه موضع الحَيِّ فيستضيفهم، فيسمع الأَسدُ أَو الذئب عُواءَه

فيقصد إِليه فيأْكله؛ قال: وقد قيل إِن سرحان ههنا اسم رجل كان مُغِيراً

فخرج بعضُ العرب بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عليه سِرْحانُ فاستاقها؛ قال:

فيجب على هذا أَن لا ينصرف سرحان للتعريف وزيادة الأَلف والنون،قال:

والمشهور هو القول الأَوّل. وقَمَروا الطيرَ: عَشَّوْها في الليل بالنار

ليَصِيدُوها، وهو منه؛ وقول الأَعشى:

تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ

قُضاعِيَّةً، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا

يقول: صادَها في القَمْراء، وقيل: معناه بَصُرَ بها في القَمْراء، وقيل:

اخْتَدَعها كما يُخْتَدَعُ الطير، وقيل: ابْتَنى عليها في ضوء القمر،

وقال أَبو عمرو: تَقَمَّرها أَتاها في القَمْراء، وقال الأَصمعي:

تَقَمَّرها طلب غِرَّتَها وخَدَعها، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ

والطَّيْرَ بالليل إِذا صادها في ضوء القمر فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ وقال

أَبو زُبَيْدٍ يصف الأَسد:

وراحَ على آثارهم يَتَقَمَّرُ

أَي يتعاهد غِرَّتَهم، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ من الخِدَاع؛ يقال:

قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ.قال ابن الأَعرابي في بيت الأَعشى: تَقَمَّرها

تزوّجها وذهب بها وكان قَلْبُها مع الأَعشى فأَصبحت وهي قضاعية، وقال

ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن معنى قوله تَقَمَّرها فقال: وقع عليها وهو

ساكت فظنته شيطاناً. وسحاب أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قال:

سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ،

يَسُحُّ فَضِيضَ الماء مِن قَلَعٍ قُمْرِ

وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دخل الماء بين الأَدَمَةِ

والبَشَرة فأَصابها فضاء وفساد؛ وقال ابن سيده: وهو شيء يصيب القربة من

القَمَرِ كالاحتراق. وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بانت أَدَمَتُه من بَشَرَتِه.

وقَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ في القَمَر فلم ينم. وقَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر

عَشاؤها أَو طال في القَمَر، والقَمَرُ: تَحَيُّرُ البصر من الثلج.

وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً: حار بصره في الثلج فلم يبصر. وقَمِرَتِ

الإِبلُ أَيضاً: رَوِيتْ من الماء. وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وغيره: كثر. وماء

قَمِرٌ: كثير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

في رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ،

كنَطَفانِ الشَّنِّ في الماءِ القَمِرْ

وأَقْمَرَتِ الإِبلُ: وقعت في كَلإٍ كثير. وأَقْمَر الثمرُ إِذا تأَخر

إِيناعه ولم يَنْضَجْ حتى يُدْرِكَه البَرْدُ فتذهب حلاوته وطعمه.

وقامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً وقِماراً: راهنه، وهو التقامرُ. والقِمارُ:

المُقامَرَةُ. وتَقَامَرُوا: لعبوا القِمارَ. وقَمِيرُك: الذي يُقامِرُك؛

عن ابن جني، وجمعه أَقْمارٌ؛ عنه أَيضاً، وهو شاذ كنصير وأَنصارٍ، وقد

قَمَره يَقْمِرُه قَمْراً. وفي حديث أَبي هريرة: من قال تَعالَ أُقامِرْكَ

فلْيَتَصَدَّق بقَدْرِ ما أَراد أَن يجعله خَطَراً في القِمار. الجوهري:

قَمَرْتُ الرجل أَقْمِرُه، بالكسر، قَمْراً إِذا لاعبته فيه فغلبته،

وقامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه، بالضم، قَمْراً إِذا فاخرته فيه فغلبته.

وتَقَمَّر الرجلُ: غلب من يُقامِرُه. أَبو زيد: يقال في مَثَلٍ: وضَعْتُ

يدي بين إِحدى مَقْمُورَتَينِ أَي بين إِحدى شَرَّتَيْنِ.

والقَمْراء: طائر صغير من الدَّخاخِيلِ. التهذيب: القَمْراء دُخَّلَةٌ

من الدُّخَّلِ، والقُمْرِيُّ: طائر يُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البيضَ. ابن

سيده: القُمْرِيَّة ضرب من الحمام. الجوهري: القُمْرِيُّ منسوب إِلى

طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِما أَن يكون جمع أَقْمَرَ مثل أَحْمَرَ وحُمْرٍ،

وإِما أَن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل رُومِيٍّ ورُومٍ وزِنْجِيٍّ وزِنْجٍ؛ قال

أَبو عامر جَدُّ العباس بن مِرْداس:

لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً،

إِتَّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ

لا صُلْحَ بيني فاعْلَمُوه، ولا

بينكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتقي

سَيْفي، وما كنا بنَجْدٍ، وما

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهقِ

قال ابن بري: سبب هذا الشعر أَن النعمان بن المنذر بعث جيشاً إِلى بني

سُليم لشيء كان وَجَدَ عليهم من أَجله، وكان مُقَدَّمَ الجيش عمرو بنُ

فَرْتَنا، فمرّ الجيش على غَطَفَانَ فاستجاشوهم على بني سُليم، فهزمت بنو

سُلَيم جيشَ النعمان وأَسَرُوا عمرو بن فَرْتَنا، فأَرسلت غَطَفان إِلى بني

سُلَيم وقالوا: ننشدكم بالرَّحِم التي بيننا إِلاَّ ما أَطلقتم عمرو بن

فرتنا، فقال أَبو عامر هذه الأَبيات أَي لا نسب بيننا وبينكم ولا خُلَّة

أَي ولا صداقة بعدما أَعنتم جيش النعمان ولم تُراعُوا حرمة النسب بيننا

وبينكم، وقد تَفاقَم الأَمرُ بيننا فلا يُرْجى صلاحُه فهو كالفَتْقِ

الواسع في الثوب يُتْعِبُ من يَرُومُ رَتْقَه، وقطع همزة اتسع ضرورة وحَسَّنَ

له ذلك كونه في أَول النصف الثاني لأَنه بمنزلة ما يبتدأُ به، ويروى

البيت الأَول: اتسع الحزف على الراقع؛ قل: فمن رواه على هذا فهو لأَنَسِ بن

العباس وليس لأَبي عامر جد العباس. قال: والأُنثى من القَمارِيِّ

قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ، والجمع قَمارِي، غير مصروف،

وقُمْرٌ.وأَقْمَرَ البُسْرُ: لم يَنْضَجْ حتى أَدركه البرد فلم يكن له حلاوة.

وأَقْمَر التمر: ضربه البَرْدُ فذهبت حلاوته قبل أَن يَنْضَجَ. ونخلة

مِقْمارٌ: بيضاء البُسْر.

وبنو قَمَرٍ: بطنٌ من مَهْرَةَ بن حَيْدانَ. وبنو قُمَيْرٍ: بطنٌ منهم.

وقَمارِ: موضع، إِليه ينسب العُود القَمارِيّ. وعُود قَمارِيٌّ: منسوب

إِلى موضع ببلاد الهند. وقَمْرة عنز: موضع؛ قال الطرماح:

ونحن حَصَدْنا صَرْخَدٍ * بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّما حَصْدِ

(* كذا بياض بأصله.)

قمر
. القُمْرَةُ، بالضَّمّ: لَوْنٌ إِلى الخُضْرَة، أَو بَياضٌ فِيهِ كُدْرَةٌ، أَو البَياض ُ الصافِي، حِمَارٌ أَقْمَرُ.
والعَرَب تقولُ فِي السَّماءِ إِذا رَأَتْهَا: كَأَنَّهَا بَطْنُ أَتان قَمْرَاء، فهِي أَمْطَرُ مَا تَكُون. وَفِي حَدِيث الدَّجّالِ: هِجَانٌ أَقْمَرُ. قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: الأَقْمَرُ: الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ، والأُنْثَى قَمْرَاءُ. ويُقالُ للسَّحَابِ الَّذِي يَشْتَدُّ ضَوْءُه لِكَثْرَةِ مائِه: سَحابٌ أَقْمَرُ. وَفِي حَدِيث حَلِيمَة: ومَعَها أَتانٌ قَمْرَاءُ، أَي بَيْضَاءُ. والقَمَرُ الّذِي فِي السَّمَاءِ معروفٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: يَكُونُ فِي اللَّيْلَةِ الثالِثَةِ من الشَّهْر، وَهُوَ مُشْتَقُّ من القُمْرَة، والجَمْعُ أَقْمَارٌ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: يُسَمَّى القَمَرُ لِلَيْلَتَيْن من أَوّلِ الشَّهْرِ هِلالاً، ولِلَيْلَتَيْنِ من آخرِه لَيْلَةَ سِتٍّ وعِشْرِين ولَيْلَةَ سَبْعٍ وعِشْرِين: هِلالاً، ويُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِك قَمَراً. وَفِي الصّحاح: القَمَرُ بَعْدَ ثَلاثٍ إِلى آخِرِ الشَّهْرِ يُسَمَّى قَمَراً لِبَيَاضِه. والقَمْرَاءُ: ضَوْءُهُ، أَي القَمَرِ. والقَمْرَاءُ طائرٌ صَغِيرٌ من الدَّخَاخِيلِ. وَفِي التَّهْذِيب: القَمْرَاءُ: دُخَّلَةٌ من الدُّخَّل.
والقَمْرَاءُ: لَيْلَةٌ فِيهَا القَمَرُ، قَالَ:
(يَا حَبَّذَا القَمْرَاءُ واللَّيْلُ السَّاجُ ... وطُرُقٌ مِثْلُ مُلاَءِ النَّسّاخْ)
وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ: لَيْلٌ قَمْرَاءُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وهُوَ غَرِيبٌ. قَالَ: وعِنْدِي أَنَّه عَنَى باللَّيْل اللَّيْلَةَ، أَو أَنَّثَه على تَأْنِيثِ الجَمْع. وسيأْتي للمصنّف فِي ظ ل م كالمُقْمِرَةِ والمُقْمِرِ، كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ، والقَمِرَةُ، كفَرِحَة، يُقَال: لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ، أَي قَمْرَاءُ عَن ابنِ الأَعرابيّ. قَالَ: وقِيلَ لِرَجُل: أَيُّ النِّسَاءِ أَحَبٌّ إِلَيْك قَالَ بَيْضَاءُ بَهْتَرَةٌ، حالِيَةٌ عَطِرَةٌ، حَيِيَّة خَفِرَةٌ، كأَنّهَا لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ. قَالَ ابنُ) سِيدَه: وقَمِرَةٌ، عِنْدِي، على النَّسَب. ووَجْهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّهٌ بِهِ، أَي بالقَمَرِ فِي بَياضِ اللَّوْنِ.وأَقْمَرَ الرَّجُلُ: ارْتَقَبَ طُلُوعَه قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(لَا تُقْمِرَنَّ عَلَى قَمْرٍ ولَيْلَتِه ... لَا عَنْ رِضَاكَ وَلَا بالكُرْهِ مُغْتَصبَا)
وتَقَمَّر الأَسَدُ: طَلَبَ الصَّيْدَ فِي القَمَر، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ: فِي القَمْرَاءِ، وَمِنْه قَول عبدِ الله بن عَنَمةَ الضَّبِّي:
(أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنّ رَاعِيَ إِبْلِهِ ... سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ)

(سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ ... حامِي الذِّمَارِ مُعَاوِدِ الأَقْرَانِ)
قَالَ ابنُ بَرّيّ: هَذَا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْراً فَوَقَع فِي شرٍّ. قَالَ: وأَصْلُه أَنْ يكونَ الرَّجُل فِي مفَازَةٍ، فيَعْوِي لتُجِيبَهُ الكِلابُ بنُبَاحِها فيَعْلَمَ إِذا نَبَحتْه الكِلابُ أَنّه مَوْضِعُ الحَيِّ فيَسْتَضِيفُهم، فيَسْمَع الأَسَدُ أَو الذِّئبُ عُوَاءَهُ فيَقْصِد إِليه فيَأْكُله. وَمن المَجَاز: تَقَمَّرَ المَرْأَةَ: بَصُرَ بِهَا فِي القَمْرَاءِ، وقِيلَ: اخْتَدَعَهَا وطَلَبَ غِرَّتَهَا كَمَا يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ قَالَه الأصمعيّ. وقِيلَ: ابْتَنَى عَلَيْهَا فِي القَمْرَاءِ، أَي ضَوْءِ القَمَر. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: تَقَمَّرها: أَتاها فِي القَمْراءِ. وبِكُلِّ ذَلِك فُسِّر قولُ الأَعشى:
(تَقَمَّرَهَا شَيْخٌ عِشَاءً فأَصْبَحَتْ ... قُضَاعِيَّةً تأْتِي الكَوَاهِنَ ناشِصَا)
وقَمِرَ السِّقاءُ، كفَرِحَ قَمَراً: بانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وهُوَ شَئٌ يُصِيبُ القِرْبةَ من القَمَرِ كالاحْتِرَاقِ. وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً: تَحَيَّرَ بَصَرُه فِي الثَّلْجِ فَلم يُبْصِر. وقَمِرَ الظَّبْيُ: أَخَذَ نُورُ القَمَرِ عَيْنَيْه فحارَ قَالَه ابنُ القَطّاع.وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً: أَرِقَ فِي القَمَرِ فلَمْ يَنَمْ. وقَمِرَتِ الإِبِلُ: رَوِيَتْ من الماءِ وقِيل: إِذا تأَخَّر عَشاؤُهَا أَو طالَ فِي القَمَرِ. وقَمِرَ المَاءُ والكَلأُ وغَيْرُهُمَا: كَثُرَ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: قَمِرَ الشَّيءُ: كَثُرَ. وماءٌ قَمِرٌ، كفَرِح: كَثِيرٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
(فِي رَأْسِه نَطّافَةٌ ذاتُ أُشَرْ ... كنَطَفَانِ الشَّنِّ فِي المَاءِ القَمِرْ)
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ذَكَرَ الدَّجّال، فَقَالَ: هِجَانٌ أَقْمَرُ. قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: الأَقْمَرُ: الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ، والأُنْثَى قَمْرَاءُ. وأَقْمَرَ الثَّمَرُ، هَكَذَا بالمُثَلَّثَة فِي سَائِر النُّسخ، والصَّوابُ التَّمْر بالفَوِْقّية: تَأَخَّرَ إِيْنَاعُه وَلم يَنْضَجْ حَتَّى يُدْرِكَه البَرْدُ، فتَذْهَب حَلاوَتُه وطَعْمُه، زادَ ابنُ القَطّاعِ: من يُبْسِه. وأَقْمَرتِ الإِبِلُ: وَقَعَتْ فِي كَلإٍ كثيرٍ، قَالَه ابنُ القَطّاعِ، ونَقَلَه صاحبُ اللّسَان. وقَامَرَه مُقَامَرَةً وقِمَاراً فقَمَرَه، كنَصَرَه يَقْمُرُهُ قَمْراً، وتَقَمَّرَهُ: رَاهَنَه فغَلَبَهُ، وهُوَ التَّقَامُرُ.)
وَفِي الصّحاح: قَمَرْتُ الرَّجلَ أَقْمِرُه، بالكَسْر، إِذا لاَعَبْتَهُ فِيهِ فغَلَبْتَهُ، وقامَرْتُهُ فقَمَرْتُهُ أَقْمُرُه، بالضَّمّ، قَمْراً، إِذا فاخَرْتَه عَلَيْهِ فَغلبْتَه، وتَقَمَّر الرّجلُ: غَلَبَ من يُقَامِرُه. وَقَالَ ابنُ القَطّاع فِي التَّهْذِيب: قَمَرْتُه قَمْراً وأَقْمَرْته: غَلَبْتهُ فِي اللَّعِب. وقَمِيرُك: مُقَامِرُك، عَن ابنِ جِنّى ج أَقْمَارٌ، عَنهُ أَيضاً، وَهُوَ شاذٌّ، كنَصِير وأَنْصَار. وَقد قَمَرَهُ يَقْمِرُهُ، بالكَسْر، قَمْراً. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي شرح بَيْتِ الأَعْشَى السَّابِق ذِكْرُه، يُقَال: تَقَمَّرَ المَرْأَةَ: تَزَوَّجَها وذَهَب بهَا. وَقَالَ ثَعْلب: سأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيّ عَن معْنَى قَوْله: تَقَمَّرها فَقَالَ: وَقَعَ عَلَيْهَا وَهُوَ ساكِتٌ فظَنَّتْه شَيْطَاناً.
والقُمْرِيَّةُ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من الحَمَامِ، هُوَ نصُّ المُحْكمِ، وَفِيه: من الحَمَائمِ ج قَمَارِىُّ بِكَسْر الراءِ، غير مَصْرُوف، وفَتَحها بعضُهُمْ، ولَهُ وجْهٌ، وقُمْرٌ بالضَّمّ، وَشَاهد الأَخِيرِ قولُ أَبِي عامِرٍ جَدِّ العبّاسِ ابنِ مِرْداس السُلَمِيّ:
(لَا نَسَب اليَوْمَ وَلَا خُلّةً ... اتَّسعَ الفَتْقُ على الرّاتقِ)

(لَا صُلْحَ بيْني فاعْلَموهُ وَلَا ... بيْنَكُمُ مَا حملَتْ عاتِقِي)

(سَيْفِي وَمَا كُنَّا بنَجْدٍ وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوَادِ بالشَّاهِقِ)
وَقَالَ الجوهريّ: القُمْرِيُّ: منسوبٌ إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِمّا أَنْ يكونَ جَمْعَ أَقْمَرَ مثل أَحْمَر وحُمْر، وإِمّا أَنْ يكون جمْعَ قُمَرِىّ مثل رُوْمِى ورُومٍ وزِنْجِىّ وزِنْجٍ، أَو الأُنْثَى من القَمَارِىّ قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حرٍّ وَقيل الياءُ فِي قُمْرِيّ للمُبَالَغَة، وَقيل لِلنّسْبَة. واخْتُلِف فِيهِ فقِيلَ إِلى جَبَلٍ أَو مَوْضِع أَو غَيْرِ ذَلِك كَمَا حَقَّقه شَيْخُنا فِي شرح الْكِفَايَة. ونَخْلَةٌ مِقْمَارٌ: بَيْضَاءُ البُسْرِ.
وأَقْمَرَ البُسْرُ: لم يَنْضَجْ حتَّى أَدْرَكَه البَرْدُ فَلم تَكُنْ لَهُ حَلاوَة. والمَقْمُورُ: الشَّرّ. ويُقَال فِي المَثَل: وَضَعْتُ يَدي بينَ إِحْدَى مَقْمُورَتَيْن، أَي بَين إِحْدَى شَرَّتَيْن قَالَ أَبو زَيْد. وبَنُو قَمَرٍ، مُحرّكةً: حيٌّ منْ مهْرَة بن حَيْدَانَ. وغُبُّ القَمرِ: ع بيْنَ ظَفَارِ والشِّحْر، على يَمين منْ أَيْمَنَ من الهِنْد قَالَه الصاغانيّ. وَبَنُو قُمَيْرٍ، كزُبَيْرٍ: بطْنٌ من مَهْرَةَ كَذَا قَالَه الحَافظُ، والصَّوابُ أَنّه بَطْنٌ من خُزَاعَة، وَهُوَ قُمَيْرُ بنُ حُبَشِيَّة ابْن سَلُول، مِنْهم بُسْرُ بنُ سُفْيَانَ، وسَيأْتي الاخْتلافُ فِيهِ فِي المُسْتَدْرَكَات. وقَمَارِ كقَطَامِ: ع يُجْلب مِنْهُ العُودُ القَمَارِيّ وَهُوَ بِبِلَاد الهنْد، ويُذْكَرُ مَعَ مَنْدلٍ، ويُنْسَب إِليه العُودُ كَذَلِك، فيُقَالُ: العُودُ القَمَارِيُّ والمَنْدَليُّ. وقَمَرُ المُقَنَّعِ، كمُعَظَّم: لَقَبُ ثوْر بن عُمَيْرةَ، من بني الشَّيْطَان ابْن الْحَارِث الولاّدة بن عَمْرو بن الْحَارِث الأَكْبَر بن مُعَاويَةَ بن كِنْدة، أَحد الدَّجَاجلَة الَّذين ادَّعَوا الأُلُوهيَّة بطرِيق التَّنَاسُخ. وَكَانَ من جُمْلَة مَا أَظْهَره صُورة) قَمَرِ هُوَ الَّذي أَظْهَره فِي الجَوِّ احْتيالاً يَطْلُعُ ويرَاهُ النَّاسُ من مَسَافَة شَهْريْن من مَوْضعه، ثمّ يَغيبُ، أَو أَنَّه منْ عَكْس شُعَاعِ عَيْن الزِّئْبق كَمَا قالَهُ الصاغَانيّ. قَالَ شيخُنَا: وَقد ذَكَرَه المَعرِّيّ فِي قَوْله:
(أَفِقْ إِنَّمَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُه ... ضَلالٌ وغَىٌّ مثْلُ بَدْرِ المُقَنَّعِ)
ولَمَّا اشْتَهَر أَمرُه، قَصَدَه الناسُ وحَاصَرُوه فِي قَلْعَته. فلمَّا تَيَقَّنَ بالهَلاك جمَعَ نِساءَه وسَقَاهُنَّ سُمّاً فمُتْنَ، ثمَّ تَناوَل شَرْبَةً مِنْهُ، فماتَ لَعَنَةُ الله قالَهُ ابنُ خلّكان. قَالَ شيخُنَا: وَلم يَتَعَرَّض لَهُ المُصَنّف فِي قنعِ، وإِنّمَا أَوردَهُ هُنَا اسْتِطْرَادًا، وَكَانَ واجبَ الذِّكْر فِي مَظنَّته ومادَّته، وَهَذَا من عاداته الغيرْ الحسنَة. وسيأْتي التَّنْبيهُ على ذَلِك فِي ق ن ع إِن شاءَ الله تَعالَى. وقَمِيرُ بنْتُ عمْروٍ، كأَميرٍ: اسمُ امْرَأَة مَسْرُوقِ بن الأَجْدَعِ الهَمْدانيّ. وقُمْرٌ، بالضَّمّ: عِ، وراءَ بِلَاد الزَّنْج يُجْلَبُ مِنْهُ الوَرق القُمَاريّ، وَلَا يُقَال: القُمْريّ، كَمَا حققّه الصاغانيّ، وَهُوَ ورقٌ حِرِّيفٌ طَيِّب الطَّعْم. قلتُ: وَهُوَ ورَقُ التُّنْبُل كقُنْفُذ رائحتُه كرائحة القرَنفُل، يَهْضمُ الطَّعامَ، ويُقوِّي اللِّثة والمعِدةَ، وَفِيه تَفْريحٌ عجيبٌ. وسيأْتِي ذِكْرُه فِي مَوْضعه إِن شاءَ الله تعالَى. وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: أَقْمَرَتْ لَيْلَتُنَا: أَضاءَتْ. وأَقْمَرْنا: طَلَعَ عَلَيْنَا القَمَرُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال للَّذِي قَلَصَتْ قُلْفَتُه حتَّى بَدا رَأْسُ ذَكَرِه: عَضَّهُ القَمَر. وَمن المَجَازِ: العَرَبُ تقولُ: اسْتَرْعَيْتُ مالِي القَمَرَ، إِذا تَرَكتهُ هَمَلاً لَيْلاً بِلا راعٍ يَحْفَظُه، واسْتَرْعَيْتُه الشَّمْسَ، إِذا أَهْمَلْته نَهارً. قَالَ طَرَفَةُ:
(وكانَ لَهَا جارانِ، قابُوسُ مِنْهُمَا ... وبِشْرٌ ولَمْ أَسْتَرْعِها الشَّمْسَ والقَمَرْ)
أَي لم أُهْمِلْها. وأَرادَ البَعِيثُ هَذَا المَعْنَى بقوله:
(بحَبْلِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ سَرَحْتُها ... وَمَا غَرَّنِي مِنْهَا الكَوَاكِبُ والقَمَرْ)
وَمن أَمْثَالِهم: اللَّيْلُ طَوِيلٌ وأَنْتَ مُقْمِرٌ. وغابَ قُمَيْر، كزُبَيْرٍ: وَهُوَ القَمَرُ عِنْدَ المَحَاقِ. وقَمِرَ الكَتّانُ، كفَرِحَ: احْتَرَقَ من القَمَرِ. وأَراد الشاعِرُ هَذَا المعنَى فِي قَوْله:
(لَا تَعْجَبُوا من بِلَى غِلالَتِه ... قد زَرّ أَزرَارَه على القَمَرِ)
والقَمَرَانِ: الشَّمْسُ والقَمَر، على التَّغْلِيب. وتَقَمَّرْتُه: أَتْيتُه فِي القَمْراءِ. وقَمَرُوا الطَّيْرَ: عَشَّوْهَا فِي اللَّيْل بالنارِ لِيَصيدُوهَا. وتَقَمَّرَ الصَّيّادُ الظِّبَاءَ والطَّيْرَ باللَّيْل، إِذا صادَهَا فِي ضَوْءِ القَمَرِ فتَقْمَر أَبْصَارُهَا فتُصاد. وَقَالَ أَبو زُبَيْد يَصِفُ الأَسَد: ورَاحَ على آثارِهِمْ يَتَقَمَّرُ. أَي يَتعاهَدُ غِرَّتَهم. وسَحابَ أَقْمَرُ: مَلآنُ، والجمعُ قُمْرٌ، قَالَ الشَّاعِر:)
(سَقَى دارَهَا جَوْنُ الرَّبَابةِ مُخْضِلٌ ... يَسُحُّ فَضِيضَ الماءِ مِنْ قَلَعٍ قُمْرِ)
وقُمْرَةُ عَنْزٍ: موضِعٌ، قَالَ الطِّرِمّاح: بقُمْرَةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّمَا حَصْدِ. وقَمَرُ الشتاءِ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي الضَّيَاع، فَيُقَال: أَضْيَعُ من قَمَرِ الشّتاءِ لأَنّه لَا يُجْلَسُ فِيهِ كَمَا يُجْلَسُ فِي قَمَر الصَّيْف للسَّمَر. وجَبَلُ القَمَرِ الَّذِي مِنْه مَنْبَعُ النّيلِ هُوَ بالتَّحْرِيكِ، وجَزَم قومٌ بأَنّه بالضَّمِّ. وَفِي قَوَانِينِ الدَّواوينِ أَنَّ يَنْبُوعَ النِّيلِ من خَلْفِ الاسْتِوَاءِ من جَبَلٍ هُنَاك يُعْرَفُ بجَبَلِ القَمَر، وذُكِرَ أَنّه قَافٌ.
وقِيل: يَأْتِي من خَلْف خَطّ الاسْتِوَاءِ بأَحَدَ عشَرَ دَرَجَة إِلَى الجَنُوب. وزُهَيْرُ بنُ محمّد بنِ تُمَيْرِ بن شُعْبَةَ الشّاشِيّ، كزُبَيْرٍ، عَن عبدِ الرَّزّاقِ وغَيْرِه. وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمّدِ بنِ مَنْصُورٍ الحَضْرَمِيُّ القَمَرِيُّ، مُحَرَّكَة، كَتَبَ عَنهُ السِّلّفِيّ. وعبدُ الكَرِيم بنَ مَنْصُور القُمَرِيُّ، بالضَّمّ: حَدّثَ عنِ أَصحابِ الأُرْمَوِيّ، وَله شِعْرٌ، وكانَ يُقْرِئ الحَدِيثَ بمَسْجِد قُمْرِيّةَ غَرْبِيَّ مدينةِ السَّلامِ، فنُسِب إِلَيْه. والقُمْرِيُّ أَيضاً: شاعِرٌ، ذَكَرَهُ ابْن نُقْطَةَ. وَمن القُدَمَاءِ: أَبو الأَزْهَرِ الحَجّاجُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَفْلَحَ المِصْرِيُّ، القُمْرِيُّ، رَوَى عَن مالِكٍ واللَّيْثِ. وأَخُوه فُلَيْحُ ابنُ سُلَيْمَانَ، رَوَى عَنهُ سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ. قيل فيهمَا: إِنَّهُمَا مَنْسُوبان إِلى القُمْرِ: قَرْيَة بمِصْرَ. ونَسَبُوه إِلَى المُجْمَل وأَنْكَرَ بعضُهم ذَلِك كَذَا حَقَّقه البُلْبَيْسِيّ فِي الأَنْسَاب. وبُسْرُ بنُ سُفْيَانَ القَمِيرِيّ، بفَتْح القافِ وَكسر الْمِيم. قَالَ الرُّشاطِيّ: كَتَبَ إِليه النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَدْعُوه إِلى الإِسْلام كَذَا قَالَه الحافِظُ فِي التَّبْصِير. قُلْتُ: وَهُوَ بُسْرُ بن سُفْيَانَ بنِ عَمْرِو بن عُوَيْمرِ بنِ صِرْمَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ قَمِير، كَانَ شَرِيفاً شاعِراً، نَسَبَهُ ابنُ الكَلْبِيّ. وَفِي أَصلِ الرُّشَاطِيّ: قُمَيْر، كزُبَيْرٍ: حَيٌّ من خُزَاعَةَ، وَهُوَ قُمَيْر بن حَبَشِيَّةَ بنِ سَلُول. وَفِي أُسْدِ الغَابَةَ مِثْلُ مَا عِنْدَ بنِ الكلْبِيّ، ووافَقَه الهَمْذانِيّ إِلاَّ أَنَّهُمَا ضَبَطَاهُ كزُبَيْر. وقُمَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ يَمانٍ. والقَمْرِيُّ، بالفَتْح: وَادٍ يَصُبُّ جَنُوبِيَّ غَمْرَةَ وشَمَالِيَّ الدَّبِيل كَذَا فِي مُخْتَصَرِ البُلْدَان. وقُمَيْرُ بنُ مالِكِ بن سَوادٍ، كزُبَيْر: بَطْن من الأَنْصَارِ.

قمر


قَمَرَ(n. ac. قَمْر)
a. Played, gambled.
b.
(n. ac.
قَمْر), Vanquished at play.
c. [ coll. ], Vanquished in
disputing.
قَمِرَ(n. ac. قَمَر)
a. Was white.
b. Was snow-blind; was dazzled.
c. Was unable to sleep in the moonlight; was
moon-struck.
d. Burst (water-skin).
قَاْمَرَa. Played, gambled with.
b. [ coll. ], Disputed with.

أَقْمَرَa. Was moonlight; was bright.
b. Journeyed by moonlight.
c. Waited for the rising of the moon.
d. see I (b)
تَقَمَّرَa. Came to by moonlight.
b. Hunted by moonlight.
c. see I (b)d. Deceived, circumvented, befooled.

تَقَاْمَرَa. Played, gambled together.
b. [ coll. ], Disputed;
contradicted each other.
قُمْرَةa. Greenish-white (colour).
قُمْرِيّ
(pl.
قُمْر
قَمَاْرَى
قَمَاْرِيّ
22yi)
a. Turtle-dove.

قُمْرِيَّةa. see 3yi
قَمَر
(pl.
أَقْمَاْر)
a. Moon; luminary; orb.
قَمَرِيّa. Lunar.
b. [ coll. ], Coin of
مِقْمَر
paras.
قَمِرَةa. see 14 (b)
أَقْمَرُ
(pl.
قُمْر)
a. White; greenish-white.
b. Moon-lit, moonlight, bright (night).

قِمَاْرa. Game of hazard, gambling.

قَمِيْر
(pl.
أَقْمَاْر)
a. Antagonist ( at (play).

قَمْرَآءُa. fem. of
أَقْمَرُb. [art.], Moonlight.
N. P.
قَمڤرَa. Vanquished at play.

N. Ag.
قَاْمَرَa. see 25
N. Ag.
أَقْمَرَa. see 14 (b)
N. Ag.
إِنْقَمَرَa. Lion.

إِقْمَارَّ
a. Was bright (moon).
القَمَرَانِ
a. The sun & moon.

قُمَّرِز
a. Short.
ق م ر

أقمر الهلال: صار في الليلة الثالثة قمراً. وفي مثل " الليل طويل وأنت مقمر " وليلة مقمرة، وأتيته في القمراء، وقعدنا في القمراء، وهذه ليلة القمراء وهي ضوء القمر. وتقمّر الظباء: تصيّدها في القمراء لأنه يقمر بصرها فيها. يقال قمر الرجل إذا تحيّر بصره في القمراء وبياض الثلج فلم يبصر. وقمر الكتان: احترق من القمر، وغاب قمير وهو القمر عند المحاق. قال عمر بن أبي ربيعة:

وقمير بدا ابن خمس وعشري ... ن له قالت الفتاتان قوما

وحمار أقمر: أبيض.

ومن المجاز: تقمّره خدعه، ومنه: القمار لأنه خداع. تقول: قامرته فقمرته أقمره: غلبته، وقمرته المال أقمره وأقمره. وقمرته لبّه وقلبه. قال عمر بن أبي ربيعة:

قمرته فؤاده أخت رئمٍ ... ذات دلّ خريدة معطار

وقمر بالقداح وبالنرد. واسترعيتها الشمس والقمر إذا أهملتها. قال:

وكان لها جاران قابوس منهما ... وبشرٌ ولم أسترعها الشمس والقمر

ولو كنت أعلم من أين مطلع القمر أي من أين أوتي بالفرج.

نعر

نعر
عن العبرية شاب وفتى وصبي.
(ن ع ر) : (النَّاعُورُ) مَا يُدِيرُهُ الْمَاءُ مِنْ الْمَنْجَنُونَاتِ مِنْ النَّعِيرِ الصَّوْتُ.
ن ع ر : نَعَرَتْ الدَّابَّةُ تَنْعُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ نَعِيرًا صَوَّتَتْ وَالِاسْمُ النُّعَارُ بِالضَّمِّ وَمِنْهُ.

النَّاعُورُ
لِلْمَنْجَنُونِ الَّتِي يُدِيرُهَا الْمَاءُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِنَعِيرِهِ وَالْجَمْعُ نَوَاعِيرُ. 
ن ع ر: (النَّعْرَةُ) بِوَزْنِ الشَّعْرَةِ صَوْتٌ فِي الْخَيْشُومِ وَقَدْ (نَعَرَ) الرَّجُلُ يَنْعِرُ بِالْكَسْرِ (نَعِيرًا) . وَ (نَعَرَاتُ) الْمُؤَذِّنِ بِفَتْحَتَيْنِ أَذَانُهُ. وَ (النَّاعُورُ) وَاحِدُ (النَّوَاعِيرِ) الَّتِي يُسْتَقَى بِهَا يُدِيرُهَا الْمَاءُ وَلَهَا صَوْتٌ. 
(نعر)
نعرا ونعيرا ونعارا صَاح وَصَوت بخيشومه وَيُقَال نعرت الرّيح هبت مَعَ صَوت ونعر الْعرق فار دَمه وَصَوت عِنْد خُرُوجه وَفُلَان نعرا خَالف وأبى وَفِي الْبِلَاد ذهب وَيُقَال مَا كَانَت فتْنَة إِلَّا ونعر فِيهَا فلَان نَهَضَ فِيهَا وَتكلم وَمَا كَانَ من أَمر إِلَّا نعر فِيهِ نَهَضَ فِيهِ وسعى وَمن أَيْن نعر إِلَيْنَا فلَان أقبل وأتى

(نعر) الْحمار وَنَحْوه نعرا دخلت النعرة فِي أَنفه فَهُوَ نعر وَهِي نعرة
[نعر] نه: فيه: لا أقلع عنه حتى أطير "نعرته"، النعرة- بالحركة: ذباب أزرق، له إبرة يلسع بها، ويتولع بالبعير ويدخل في أنفه فيركب رأسه، ونعيرها صوتها، ثم استعير للنخوة والأنفة والكبر، أي حتى أزيل نخوته وأخرج جهله من رأسه. ومنه ح: إذا رأيت "نعرة" الناس ولا تستطيع أن تغيرها فدعها حتى يكون الله يغيرها، أي كبرهم وجهلهم. وفيه: أعوذ بالله من شر عرق "نعار"، نعر العرق والدم: ارتفع وعلا، وجرح نعار ونعور- إذا صوت دمه عند خروجه. ومنه: كلما "نعر" بهم "ناعر" اتبعوه، أي ناهض يدعوهم إلى الفتنة ويصيح بهم إليها.

نعر


نَعَرَ(n. ac.
نُعَاْر
نَعِيْر)
a. Made a sound through the nose; bellowed.
b. Spurted out blood (artery).
c.(n. ac. نَعْر), Gathered, ran together (crowd).
d. [Fī], Applied himself to.
e. [Fī], Traversed (country).
f. Resisted.
g. [Ila], Advanced towards.
h. [ coll. ], Stabbed.
i. [ coll. ], Struck, buffeted.

نَعِرَ(n. ac. نَعَر)
a. Was tormented by flies.

أَنْعَرَa. Formed fruit (tree).
نَعْرَة
(pl.
نَعَرَات)
a. Nasal sound; bellowing &c.
b. [ coll. ], Thump, buffet.
c. [ coll. ], Stab.
نَعْرَىa. Clamorous (woman).
نُعْرَةa. Gristle, cartilage of the nose.

نَعَرَةa. Pride.
b. Difficult affair.

نَعِرa. Tormented by flies.
b. Restless, fidgety.

نُعَرَة
(pl.
نُعَر)
a. Cattle-fly.
b. see 3t
نَاْعِرa. see 28 (a) (c).
نَعَاْرَة
(pl.
نَعَاْئِرُ)
a. [ coll. ]
see 28 (b)
نُعَاْرa. see 1t (a)
نَعِيْرa. Noise, uproar.
b. Clamorous.

نَعُوْرa. see 28 (c)
نَعَّاْرa. Noisy; rebellious, insubordinate.
b. Fire-brand, incendiary.
c. Bleeding (vein).
نَعَّاْرَةa. fem. of
نَعَّاْرb. [ coll. ], Narrow-necked jar.

نَاْعُوْر
(pl.
نَوَاْعِيْرُ)
a. Waterwheel; hydraulic-machine.
b. see 28 (c)
نَاْعُوْرَةa. see 40 (a)b. Bucket.
c. see 3t
نَعِيْر الهَمّ
a. Far-sighted.
نعر نَعَرَ نَعِيْراً فهو ناعِرٌ ونَعُوْرٌ: لِصَوْتٍ في الخَيْشُوْم. النُّعْرَةُ: الخَيْشُوْم. ونَعَرَ العِرْقُ نُعُوْراً: وهو خُروجُ الدَّم في شِدَّةِ صَوْتٍ. وهو نَعَّارٌ في الفِتَن: أي نَهّاضٌ. وامْرَأةٌ نَعَّارَةٌ: صَخَّابَةٌ فَحّاشَة. والنّاعُوْرُ: ضَرْبٌ من الدِّلاء يُسْتَقى به. والنّاعُوْرُ: مَضِيْقٌ في نَهرٍ صَبّ كالمِيْزاب، ومنه: ناعُوْرَة الرَّحى المُرَكَّبةُ على الجَنَاح. ونَعِرَ الحِمَارُ: أصابَتْه النُّعَرَةُ في أنْفِه: وهو ذُبَابٌ أزْرَق. والنُّعْرَةُ: شِدَّةُ النَّفْس. وإِنَّه لَشَديدُ النُّعَرَة، وفي رَأْسِه نُعَرَةٌ: أي كِبْرٌ. وكذلك: في أنْفِه نُعَرَة؛ وأُنُوْفٌ نَوَاعِرُ: أي شَوامِخ، وقيل: نَعَرَةٌ مَفْتُوْحَةُ النُّون والعَيْن، وأصْلُها دابَّةٌ يَنْثرها البَعيرُ شِبْهُ الدُّوْدَة الطَّويلة عليها الزَّغّبُ، قيل: ومَعْناه يَهُمُّ بِقَتْلٍ وغَدْرٍ.
والنُّعَرَة والنُّعَرُ: أوْلادُ الابِل. وحُمُرُ الوَحْشِ في البُطُون لم تَتِمّ، وقيل: هو النَّعَرُ.
وامْرَأَةٌ نَعْرَى ونَعِرَةٌ: أي غَيْرَى، وقيل: هو بالغَيْن مُعْجَمَةً. والنُّعَرُ - بلُغَة الحِجَاز - طائرٌ مِثْلُ العُصْفُور، وقيل بالغَيْن مُعْجَمَةً. وقيل: هو النَّعَرُ أيضاً. وسَفَرٌ نَعُوْرٌ: بَعِيْدُهُ.
ن ع ر

نعر الرجل نعيراً ونعرة شديدة. قال:

كلا وربّ الكعبة المستورة ... وما تلا محمد من سوره والنعرات من أبي محذوره

وهو صوت في الخيشوم. وامرأة نعارة: صخّابة، ومنه: نعرة الحمار. قال:

والأخدريّات تغنّيها النعر

ونعر اعلحمار فهو نعر. وقيل للدّولاب: النّاعور: لنعيره، وما أكثر النّواعير على شطّ الفرات!.

ومن المجاز: ما كانت فتنةٌ إلاّ نعر فيها فلان إذا نهض فيها وتكلّم، وإنّه لنعّار في الفتن. ويقال: قد أطرت بهذا صوتاً نعّاراً أي أشعته. ونعر العرق بالدّم إذا فار وصوّت عند خروجه، وجرح نعور ونعّار. قال:

صرت نظرةً لو صادفت جوز دارع ... غدا والعواصي من دم الجوف تنعر

وسفر تعور: بعيد. قال عش بن نذير:

تسائل أم قيس بني معان ... أيأتي الشأم عشّ أم نذير

وهل مستنكر لي أم عمرو ... إذا ما اعتادني السفر النعور

وإن في رأسه لنعرةً: للمتكبّر، ولأطيّرنّ نعرتك. قال:

صعصع لا تغررك مني الخزره ... إذا غضبت واعترتني النّعره

الخزرة: الزلخة وهي وجع في الصلب، وقد استعار العجذاج النعر في قوله:

والشّدنيّات يــساقــطن النّعر

للأجنة. ويقال أنعر الأراك: أثمر شبّه ثمره بالنعر كما قيل. أدبي الرّمث: من الدّبا. ونعر فلان في قفا الإفلاس إذا استغنى.
[نعر] النعرة، مثل الهمزة: ذباب ضخم أزرق العين أخضرُ، وله إبرةٌ في طرف ذَنَبه يلسع بها ذوات الحافر خاصة. قال ابن مقبل: ترى النعرات الخضر حول لبانه * أحاد ومثنى أصعقتها صواهله - وربما دخل في أنف الحمار فيركب رأسه ولا يرده شئ. تقول منه نعر الحمار بالكسر يَنْعَرُ نَعَراً، فهو حمارٌ نَعِرٌ وأتانٌ نَعِرَةٌ. قال الشاعر : فظل يرنح في غيطل * كما يستديرُ الحمارُ النَعِرُ - وقال أبو عمرو: النَعِرُ الذي لا يثبت في مكان. وأمَّا قول العجاج:

والشَدَنِيَّاتُ يُــساقِــطْنَ النُعَرْ * فيريد به الأجِنَّةَ، شبَّهها بذلك الذباب. يقال للمرأة ولكلِّ أنثى: ما حملتْ نُعَرَةً قطّ، أي ما حملتْ ملقوحاً. قال الأصمعيّ: قولهم: وإنَّ في رأسه لنُعَرَةً، أي كِبْراً. وقال الأمويُّ: إنَّ في رأسه نَعَرَةً، بالفتح، أي أمراً يهم به. وحكى ذلك عنه أبو عبيد. ونعر العرق ينعر بالفتح فيهما نَعْراً، أي فار منه الدم، فهو عِرقٌ نَعَّارٌ. ونعور. قال الشاعر: صرت نظرة لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ * غَدا والعَواصي من دَمِ الجوفِ تَنعرُ - وقال الراجز :

ضرب دراك وطعان ينعر * ويروى: " ينعر ". وقال رؤبة :

وبج كل عاند نعور * والنعرة: صوت في الخيشوم. قال الراجز: إنى ورب الكعبة المستوره * والنعرات من أبى مخدوره - يعنى أذانه. وقد نَعَرَ الرجل يَنْعَرُ نعيراً. يقال: ما كانت فتنةٌ إلا نَعَرَ فيها فلان، أي نهض فيها. وإنَّ فلاناً لنَعَّارٌ في الفتن، إذا كان سَعَّاءً فيها. والناعورُ: واحد النواعير التي يُستقى بها، يديرها الماء، ولها صوتٌ. ونَعَرَ فلان في البلاد، أي ذهب. وفلانٌ نَعيرُ الهَمِّ، أي بعيده. وأَنْعَرَ الأراكُ، أي أثمرَ، وذلك إذا صار ثمره بمقدار النُعَرَةِ.
نعر: نعر: جأر، خار: mugir خار الثور، وخارت البقرة) (بوشر).
نعر: قبع، نخر: grogner ( نخر الخنزير). (الكالا).
نعر: زمجر، هر: (زمجر الكلب الغاضب). (الكالا) وكذلك يقال عن الحيوانات الأخرى (انظر نعرة).
نعر: صاح (فوك) (في القسم الأول من -فوك- كانت الكلمة اللاتينية المطابقة لنعر هي vociferari وهي اقرب من الكلمة الاخرى التي وردت عند فوك أيضا في القسم الثاني أي vocari) وفي معجم (الطرائف ص10) وردت نعر ب: (قال يزيد بن المهلب كلما نعر بهم ناعر اتبعوه أي صاح بهم صائح ودعاهم داع يريد أنهم سراع إلى الفتن والسعي فيها.
نعر له: اظهر له ميلا شديدا أو حماسا بالغا وإخلاصا (دي ساسي دبلوماسية 9: 493): وجب علينا أن ننعر له النعرة التي تليق بما له من رتبة علية وقد ترجمها الناشر بشيء من التصرف فأصبحت (نعتقد أننا ملزمون أن ننهض للدفاع عنه بطريقة تتفق وما له من مقام عال).
نعرة: في (محيط المحيط): ( ... والنعرة ذباب ضخم أزرق العين أخضر له إبرة في طرف ذنبه يلسع دواب الحافر خاصة وربما دخل أنف الحمار فيركب رأسه ولا يرده شيء، والعامة تسميه النعار).
نعر: خار، صرخ، عج، غنى عاليا (بوشر).
نعر: قشر، حك. أساء العزف على الكمان (بوشر).
أنعر على: دافع عنه Pour Prendre Fait et cause ( بوسييه).
تناعر- تعاون (بوسييه).
انتعر:؟ (ابن العوام 2: 466): البقر متى تلدغها الذباب تأخذ الانتعار وذلك شبيه بالدهش؛ يقول الناشر أن المخطوطة قد اوردت هذه الكلمة دون تنثيط وتركتها للطبع على أساس أنها الابتغار وهذا ما لا معنى له هنا. أن الانتعار، في الأقل، يحملنا على التفكير بأن أصل الكلمة نعرة الذبابة إلا أنني لست متأكدا من قولي هذا.
نعرة: قبعة، نخرة (الخنزير) (الكالا).
نعرة: ثغاء (العنزة) (الكالا).
نعرة: صهيل الحصان (الكالا).
نعرة: إنذار كاذب (البربرية 2: 24): واسر إلى بعض مستخلصيه من الأتباع فأوقعوا نعرة في أعقاب العسكر.
نعرة: محبة، تعلق، حنان؛ نعرة على (رسالة إلى السيد فليشر 230).
نعرة: نجدة، مساعدة (بوسييه).
نعارة: في (محيط المحيط): (والنعارة عند المولدين مشربة من فخار تصوت إذا شرب منها. والعامة تخفف العين وتجمعها على نعائر).
نعارة: مشربة من فخار ذات عنق وعروتين (بوشر).
نعورة: انظر ناعورة.
نعار: نخار (للخنزير) (الكالا).
نعار: العامة تستعمل هذه الكلمة للإشارة إلى الذباب الذي يسمى بالفصحى نعرة (محيط المحيط).
نعار: محرك للفتن ومهيج للجمهور ومثير للاضطرابات (معجم الطرائف).
نعار: عازف غير مجيد على الكمان (بوشر).
ناعورة: (هذه الكلمة لا تستعمل في اللهجة المحلية لسكان فلسطين) (معجم الجغرافيا). محرك مائي وقد كتبه (حيان- بسام في المخطوط 3: 4): نعورة وجمعه على نواعر (ابن بطوطة 1: 143).
نعورة: والجمع نواعر: هكذا جاءت عند (فوك): tornum وهي تكتب، في هذه الأيام، ناعورة في (المغرب) وفقا ل (ليرشندي) التي هي المكب أو المغزل الكبير.

نعر

1 نَعَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, K) and نَعَرَ, (K,) [in the Msb, نَعُرَ, but this I suppose to be an error in transcription,] the first of which is the most common, (K,) or the most common when the verb relates to a vein, accord. to Fr, as cited by Sgh, (TA,) inf. n. نَعِيرٌ (S, A, Msb, K) and نُعَارٌ, (A, K,) or this latter is a simple subst., (Msb,) and نَعْرَةٌ, (A,) [or this also is a simple subst.,] He (a man, K, or a beast of carriage, Msb,) uttered a sound, or noise, (S, A, Msb, K,) with, (A, K,) or in, (S,) his خَيْشُوم [or the innermost part of his nose]: (S, A, K:) but Az, says, I have not heard this explanation from any of the leading authorities. (TA.) b2: Also, (TA,) inf. n. نَعِيرٌ, (K,) He called out, or cried out vehemently, in war, or in some evil case. (K, * TA.) And نَعَرَتْ, inf. n. نَعِيرٌ, She (a woman) clamoured, and acted in a foul or immodest manner. (TA.) b3: نَعَرَ العِرْقُ, (S, K,) or نَعَرَ العِرْقُ بِالدَّمِ, (A,) aor. ـِ (Fr, Sgh, K,) and نَعَرَ, (S, K,) the former of which is the more common, (Fr, Sgh,) inf. n. نَعْرٌ, (S, TA,) or نَعِيرٌ and نُعَارٌ, (as app. implied in the K, but perhaps not intended to be so,) (tropical:) The vein gushed with blood: (S, K:) or, (aor.

نَعَرَ, inf. n. نُعُورٌ and نَعِيرٌ, TA,) made a sound by reason of the blood coming forth: (K:) or gushed with blood, and made a sound at the coming forth of the blood. (A.) نَعْرَةٌ A sound, or noise, in the خَيْشُوم [or innermost part of the nose]; (S, K;) [as also ↓ نُعَارٌ. (See 1.)] b2: نَعَرَاتٌ [the pl.] is also applied to The call of the مُؤَذِّن. (S.) نُعْرَى: see نَاعِرٌ.

نُعَارٌ: see نَعْرَةٌ.

نَعُورٌ: see نَاعِرٌ.

نَعَّارٌ and نَعَّارَةٌ: see نَاعِرٌ.

نَاعِرٌ Uttering a sound or noise [with, or in, the خَيْشُوم, or innermost part of the nose]. (Sh.) And ↓ نَعَّارٌ Clamorous: (K, TA:) ↓ ة, applied to a woman, and signifying the same: (A:) or, so applied, it signifies clamorous and foul, or immodest: (K:) and ↓ إِمْرَأَةٌ غَيْرَى نَعْرَى a [very jealous] clamorous woman; (K;) in which phrase, نعرى may not be regarded as fem. of نَعْرَانُ, because [epithets of the measures]

فَعْلَانُ and فَعْلَى come from verbs of the class of فَرِحَ; not from those of the class of مَنَعَ [or that of ضَرَبَ]. (Az, K.) b2: [And so] ↓ نَعَّارٌ One who drives away the beasts and cries out after them. (TA, art. زغق.) b3: You say also, أَطْرَتُ بِهٰذَا

↓ صَوْتًا نَعَّارًا [lit., I made a clamorous voice to fly with this; meaning,] (tropical:) I published this. (A.) b4: Also نَاعِرٌ (tropical:) A vein flowing with blood: (Sh:) [or gushing with blood; &c. (See its verb, above.)] And ↓ نَعَّارٌ (tropical:) A vein gushing with blood; and so ↓ نَعُورٌ: (S:) that does not cease to flow with blood; as also ↓ نَعُورٌ (TA) and ↓ نَاعُورٌ: (K, TA:) and ↓ نَعَّارٌ applied to a wound signifies the same; as also تَعَّارٌ, with ت and ع, and ↓ تَغَّارٌ, with ت and غ: (IAar, Az:) and ↓ نَعُورٌ applied to a wound signifies (tropical:) making a sound by reason of the vehemence with which the blood comes forth. (TA.) نَاعُورٌ, (S, A, Mgh, Msb,) or ↓ نَاعُورَةٌ, (K,) A [machine of the kind called] دُولَاب [q. v.], (A, K,) or مَنْجَنُون [q. v.], (Mgh, Msb,) with which water is drawn [for irrigation], (S,) and which is turned by water, (S, Mgh, Msb,) and makes a noise, or [creaking] sound by [its revolving]: (S:) so called because of its نَعِير [or sound]: (A, Mgh, Msb:) [app. also any rotary machine for raising water to irrigate land: see Niebuhr's ' Voyage en Arabie, ' tome i., p. 220 et seq.:] it is used on the banks of the Euphrates (A, TA) and the 'Ásee: (TA:) pl. نَوَاعِيرُ. (S, A, Msb.) b2: And the former, The wing (جَنَاح) of a mill or mill-stone. (K.) b3: Also ↓ نَاعُورَةٌ A bucket with which water is raised. (K.) b4: See also نَاعِرٌ.

نَاعُورَةٌ: see نَاعُورٌ.
نعر
نعَرَ/ نعَرَ في يَنعَر ويَنعِر، نَعْرًا ونُعارًا ونعيرًا، فهو ناعر، والمفعول مَنْعُور فيه
• نعَرتِ الدّابَّةُ: صاحت وصوّتت بخيشومها "نعَر البغْلُ/ الرَّجُلُ/ الثَّوْر- نعَرتِ الرِّيحُ: هبّت مع صوت".
• نعَر العرقُ: فار دمُه وصوّت عند خروجه.
• نعَر في الفِتْنة: نهَض فيها وتكلّم ° مِنْ أين نعرتَ إلينا: من أين أتيت. 

ناعور [مفرد]: ج نَواعيرُ:
1 - جناح الرّحى "انكسر ناعور الرَّحى".
2 - عِرْق أو جرحٌ لا يخفُّ دمُه.
3 - ناعورة، ساقــية، دولابٌ ذو دِلاء أو نحوها يدور بدفع الماء أو جَرِّ الماشية فيخرج الماء من البئر أو النهر إلى الحقل. 

ناعورة [مفرد]: ج نَواعيرُ: ناعور، ساقــية، دولاب ذو دِلاء أو نحوِها يدور بدفع الماء أو جرّ الماشية فيخرج الماءُ من البئر أو النَّهر إلى الحقل "ناعورة هوائيَّة: يديرها الهواء- نافست المضخّات الآليّة النواعيرَ". 

نُعار [مفرد]: مصدر نعَرَ/ نعَرَ في. 

نَعْر [مفرد]: مصدر نعَرَ/ نعَرَ في. 

نَعْرة [مفرد]: ج نَعَرات ونَعْرات:
1 - اسم مرَّة من نعَرَ/ نعَرَ في: "نَعَر نعْرَةً ثمَّ غرق" ° نَعْرةُ النَّجم: هبوبُ الرّيح واشتداد الحرّ عند طلوعه.
2 - صوتُ الخيشوم "استيقظ على نَعْرةِ الثَّور".
3 - كِبْر وخُيلاء وعصبيَّة "نَعْرة قبليَّة- نَعْرة الأخذ بالثَّأر" ° النَّعرة الإقليميَّة: النّزعة لتشجيع التّجمّعات الإقليميّة ولمنحها بعض الاستقلال الذّاتيّ- النَّعرة الدِّينيّة: التّعصّب في الدّين- النَّعرة القوميّة: الوطنيّة المتطرّفة، أو الغلوّ في الوطنيّة. 

نُعْرَة/ نُعَرَة [مفرد]: ج نُعرات ونُعَر:
1 - خيشوم "نُعْرَةُ الثَّور".
2 - (حن) ذبابة زرقاء تسقط على الدّوابّ فتؤذيها "دخلت النُّعرةُ في خيشومه".
3 - نَعْرة، كِبْر وخُيلاء وعصبيَّة "نُعْرة إقليميَّة/ عصبيّة". 

نَعَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نعَرَ/ نعَرَ في: صيَّاح، صخَّاب "امرأة نعّارة" ° رَجُلٌ نعَّار: شديد السَّعي في الفتنة.
2 - (حن) طائر يشبه الكناري الأخضر.
3 - (طب) جُرْح يفور منه الدّمُ فلا يَرْقأ. 

نعير [مفرد]: مصدر نعَرَ/ نعَرَ في. 
(ن ع ر)

النُّعْرَة والنُّعَرة: الخيشوم.

ونَعَرَ الرجل يَنْعَرُ وينْعِرُ نَعِيراً ونُعاراً: صَاح وصوَّت بخيشومه.

والنَّعِيرُ: الصِّياح.

والنِّعيرُ: الصُّرَاخ فِي حَرْب أَو شَرّ.

وَامْرَأَة نَعَّارَةٌ: صخابة فَاحِشَة.

وَالْفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر.

ونَعَر عِرْقُه ينْعَرُ نُعُورا ونَعِيراً فَهُوَ نَعَّارٌ ونَعُورٌ: صوَّت لخُرُوج الدَّم. قَالَ:

وبَجَّ كُل َّعانِدٍ نَعُور

والنَّاعُور: عرق لَا يرقأ دَمه.

ونَعَرَ الْجرْح يَنْعَرُ: ارْتَفع دَمه.

والنُّعَرَةُ: ذُبَاب ازرق يدْخل فِي أنوف الْحمير وَالْخَيْل، وَالْجمع نُعَرٌ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: نُعَرٌ من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ. وَأرَاهُ سمع الْعَرَب تَقول: هُوَ النُّعَر فَحَمله ذَلِك على أَن تأوَّل نُعَراً من الْجمع الَّذِي ذكرنَا، وَإِلَّا فقد كَانَ توجيههه على التكسير أوسع.

ونَعِرَ نَعَراً فَهُوَ نَعِرٌ: دخلت النُّعَرَةُ فِي أَنفه. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف كَلْبا طعنه الثور فَاسْتَدَارَ الْكَلْب:

فَظَلَّ يُرَنِّح فِي غَيْظَلٍ ... كَمَا يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ

وَرجل نَعِرٌ: لَا يسْتَقرّ فِي مَكَان، وَهُوَ مِنْهُ.

والنُّعَرَة والنُّعَرُ: مَا أجَنَّتْ حمر الْوَحْش فِي أرْحامها قبل أَن يتم خلقه، وَقيل: إِذا استحالت المضغة فِي الرَّحم فَهِيَ نُعَرَةٌ. وَقيل: النُّعَر: أَوْلَاد الْحَوَامِل إِذا صوَّتَتَ.

وَمَا حملَتِ النَّاقة نُعَرةً قطّ: أَي مَا حملت ولدا، وَجَاء بهَا العجاج فِي غير الْجحْد فَقَالَ:

والشَّدَنِيَّاتُ يُــساقِــطْنَ النُّعَرْ

وَمَا حملت الْمَرْأَة نُعَرةً قطّ: أَي ملقوحا، هَذَا قَول أبي عبيد. والملقوح إِنَّمَا هُوَ لغير الْإِنْسَان.

والنُّعَرُ: ريح تَأْخُذ فِي الْأنف فتهزه.

والنَّاعورة: الدولاب.

والنَّاعُورُ: جنَاح الرَّحَى.

والنَّاعورُ: دلو يستقى بهَا.

والنُّعَرَةُ والنَّعَرَةُ: الْخُيَلَاء.

وَفِي رَأسه نُعَرةٌ ونَعَرةٌ: أَي أَمر يهم بِهِ ونيَّةٌ نَعُورٌ: بعيدَة، قَالَ:

وكنتُ إِذا لمْ يَصُرْني الهَوَى ... وَلَا حُبُّها كَانَ هَمّي نَعُورَا

وَرجل نَعَّار فِي الْفِتَن: خَرَّاج فِيهَا سعَّاء، لَا يُرَاد بِهِ الصَّوت، وَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الْحَرَكَة.

والنَّعار أَيْضا: العَاصِي، عَن ابْن الْأَعرَابِي. ونَعَر الْقَوْم: هاجوا واجتمعوا فِي الْحَرْب.

ونَعَرَ الرجل: خَالف وأبى، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا مَا هُمُ أصْلَحُوا أمْرَهُمْ ... نَعَرْتَ كَمَا يَنْعَرُ الأخْدَعُ

ونعْرَةُ النَّجْم: هبوب الرّيح واشتداد الْحر عِنْد طلوعه فَإِذا غرب سكن.

وَمن أَيْن نَعَرْتَ إِلَيْنَا: أَي أتَيْتَنا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ مرّة: نَعَرَ اليهم: طَرَأَ عَلَيْهِم

والتَّنْعِيرُ: إدارة السهْم على الظفر ليعرف قوامه من عوجه، وَهَكَذَا يفعل من أَرَادَ اخْتِيَار النبل، وَالَّذِي حَكَاهُ صَاحب الْعين فِي هَذَا إِنَّمَا هُوَ التنقيز.

والنَّعَرُ: أول مَا يُثمر الاراك، وَقد أنْعَرَ حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وَبَنُو النَّعيرِ: بطن من الْعَرَب.

نعر: النُّعْرَةُ والنُّعَرَةُ: الخَيْشُوم، ومنها يَنْعِرُ النَّاعِرُ.

والنَّعْرَةُ: صوتٌ في الخَيْشُوم؛ قال الراجز:

إِني وربِّ الكَعْبَةِ المَسْتُورَه،

والنَّعَراتِ من أَبي مَحْذُورَه

يعني أَذانه. ونَعَرَ الرجلُ يَنْعَرُ ويَنْعِرُ نَعِيراً ونُعاراً:

صاحَ وصَوَّتَ بخيشومه، وهو من الصَّوْتِ. قال الأَزهري: أَما قول الليث في

النَّعِيرِ إِنه صوت في الخيشوم وقوله النُّعَرَةُ الخيشومُ، فما سمعته

لأَحد من الأَئمة، قال: وما أَرى الليث حفظه.

والنَّعِيرُ: الصِّياحُ. والنَّعِيرُ: الصُّراخُ في حَرْب أَو شَرّ.

وامرأَة نَعَّارَةٌ: صَخَّابَةٌ فاحشة، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر.

ويقال: غَيْرَى نَعْرَى للمرأَة؛ قال الأَزهري: نَعْرَى لا يجوز أَن يكون

تأْنيث نَعْرانَ، وهو الصَّخَّابُ، لأَن فَعْلانَ وفَعْلى يجيئان في باب

فَعِلَ يَفْعَلُ ولا يجيئان في باب فَعَلَ يَفْعِلُ.

قال شمر: النَّاعِرُ على وجهين: النَّاعِرُ المُصَوِّتُ والنَّاعِرُ

العِرْقُ الذي يسيل دماً. ونَعَرَ عِرْقُه يَنْعِرُ نُعوراً ونَعِيراً، فهو

نَعَّارٌ ونَعُورٌ: صَوَّتَ لخروج الدم؛ قال العجاج:

وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ،

قَضْبَ الطَّبِببِ نائِطَ المَصْفُورِ

وهذا الرجز نسبه الجوهري لرؤبة؛ قال ابن بري: وهو لأَبيه العجاج، ومعنى

بَجَّ شَقَّ، يعني أَن الثور طعن الكلبَ فشق جلده. والعَانِدُ: العرق

الذي لا يَرْقَأُ دَمُه. وقوله قَضْبَ الطبيب أَي قَطْعَ الطبيب النائطَ وهو

العرق. والمصفور: الذي به الصُّفَارُ، وهو الماء الأَصفر. والنَّاعُورُ:

عِرْقٌ لا يرقأُ دمه. ونَعَرَ الجُرْحُ بالدم يَنْعَرُ إِذا فار.

وجُرْحٌ نَعَّارٌ: لا يرفأُُ. وجُرْحٌ نَعُورٌ: يُصَوِّت من شدّة خروج دمه منه.

ونَعَرَ العرقُ يَنْعَرُ، بالفتح فيهما، نَعْراً أَي فار منه الدم؛ قال

الشاعر:

صَرَتْ نَظْرَةً لو صادَفَتْ جَوْزَ دَارِعٍ

غَدَا، والعَواصِي من دَمِ الجَوْفِ تَنْعَرُ

وقال جندل بن المثنى:

رأَيتُ نيرانَ الحُروبِ تُسْعَرُ

منهم إِذا ما لُبِسَ السَّنَوَّرُ،

ضَرْبٌ دِرَاكٌ وطِعانٌ يَنْعَرُ

ويروى يَنْعِرُ، أَي واسع الجراحات يفور منه الدم. وضربٌ دِراكٌ أَي

متتابع لا فُتُور فيه. والسَّنَوَّرُ: الدروع، ويقال: إِنه اسم لجميع

السلاح؛ وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَعوذ بالله من شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ،

من ذلك. ونَعرَ الجُرْحُ يَنْعَرُ: ارتفع دمه. ونَعَر العِرْقُ بالدم،

وهو عِرْقٌ نَعَّارٌ بالدم: ارتفع دمه. قال الأَزهري: قرأَت في كتاب أَبي

عمر الزاهد منسوباً إِلى ابن الأَعرابي أَنه قال: جرح تَعَّارٌ، بالعين

والتاء، وتَغَّارٌ، بالغين والتاء، ونَعَّارٌ، بالعين والنون، بمعنى واحد،

وهو الذي لا يَرْقَأُ، فجعلها كلها لغات وصححها.

والنُّعَرَةُ: ذبابٌ أَزْرَقُ يدخل في أُنوف الحمير والخيل، والجمع

نُعَرٌ. قال سيبويه: نُعَرٌ من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلاَّ بالهاء، قال

ابن سيده: وأُراه سمع العرب تقول هو النُّعَرُ، فحمله ذلك على أَن

تأَوَّل نُعَراً في الجمع الذي ذكرنا، وإِلاَّ فقد كان توجيهه على التكسير

أَوْسَعَ. ونَعِرَ الفرسُ والحمارُ يَنْعَرُ نَعَراً، فهو نَعِرٌ: دخلت

النُّعَرَةُ في أَنفه؛ قال امرؤُ القيس:

فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ،

كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ

أَي فظل الكلب لما طعنه الثور بقرنه يستدير لأَلم الطعنة كما يستدير

الحمار الذي دخلت النُّعَرَةُ في أَنفه. والغَيْطَلُ: الشجر، الواحدة

غَيْطَلَةٌ. قال الجوهري: النُّعَرَةُ، مثال الهُمَزَةِ، ذباب ضخم أَزرق العين

أَخضر له إِبرة في طرف ذنبه يلسع بها ذوات الحافر خاصة، وربما دخل في

أَنف الحمار فيركب رأْسه ولا يَرُدُّه شيء، تقول منه: نَعِرَ الحمار،

بالكسر، يَنْعَرُ نَعَراً، فهو حمار نَعِرٌ، وأَتانٌ نَعِرَةٌ، ورجل نَعِرٌ: لا

يستقر في مكان، وهو منه. وقال الأَحمر: النُّعَرَةُ ذبابة تسقط على

الدواب فتؤذيها؛ قال ابن مقبل:

تَرَى النُّعَراتِ الخُضْرَ حَوْلَ لَبَانِهِ،

أُحادَ ومَثْنَى، أَصْعَقَتْها صَواهِلُه

أَي قتلها صيهله. ونَعَرَ في البلاد أَي ذَهَب. وقولهم: إِن في رأْسه

نُعَرَةً أَي كِبْراً. وقال الأُمَوِيُّ: إِن في رأْسه نَعَرَةً، بالفتح،

أَي أَمْراً يَهُمُّ به. ويقال: لأُطِيرَنَّ نُعَرَتَكَ أَي كبرك وجهلك من

رأْسك، والأَصل فيه أَنَّ الحمار إِذا نَعِرَ رَكِب رأْسَه، فيقال لكل

من رَكِبَ رأْسَه: فيه نُعَرَةٌ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا أُقْلِعُ

عنه حتى أُطِيرَ نُعَرَتَهُ، وروي: حتى أَنْزِعَ النُّعَرَةَ التي في

أَنفه؛ قال ابن الأَثير: هو الذباب الأَزرق ووصفه وقال: ويَتَولََّعُ بالبعير

ويدخل في أَنفه فيركب رأْسَه، سميت بذلك لنَعِيرِها وهو صوتها، قال: ثم

استعيرت للنَّخْوَةِ والأَنَفَةِ والكِبْرِ أَي حتى أُزيل نَخْوَتَهُ

وأُخْرِجَ جهله من رأْسه، أَخرجه الهروي من حديث عمر، رضي الله عنه، وجعله

الزمخشري حديثاً مرفوعاً؛ ومنه حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: إِذا رأَيت

نُعَرَةَ الناس ولا تستطيع أَن تُغَيِّرَها فدَعْها حتى يكون الله يغيرها

أَي كِبْرَهُمْ وجهلهم، والنُّعَرَةُ والنُّعَرُ: ما أَجَنَّتْ حُمُرُ

الوحش في أَرحامها قبل أَن يتم خلقه، شبه بالذباب، وقيل: إِذا استحالت المضغة

في الرحم فهي نُعَرَةٌ، وقيل: النُّعَرُ أَولاد الحوامل إِذا صَوَّتَتْ،

وما حملت الناقةُ نُعَرَةً قط أَي ما حملت ولداً؛ وجاءَ بها العَجَّاجُ

في غير الجَحْدِ فقال:

والشَّدنِيَّات يُــسَاقِــطْنَ النُّعَرْ

(* قوله« والشدنيات» الذي تقدم: كالشدنيات، ولعلهما روايتان.)

يريد الأَجنة؛ شبهها بذلك الذباب. وما حملت المرأَة نُعَرَةً قط أَي

ملقوحاً؛ هذا قول أَبي عبيد، والملقوح إِنما هو لغير الإِنسان. ويقال

للمرأَة ولكل أُنثى: ما حملت نُعَرَةً قط، بالفتح، أَي ما حملت ملقوحاً أَي

ولداً. والنُّعَرُ ريح تأْخذ في الأَنف فَتَهُزُّهُ.

والنَّعُورُ من الرياح: ما فاجَأَكَ بِبَرْدٍ وأَنت في حَرٍّ، أَو

بحَرٍّ وأَنت في بَرْدٍ؛ عن أَبي علي في التذكرة. ونَعَرَتِ الريحُ إِذا

هَبَّتْ مع صوت، ورياح نَواعِرُ وقد نَعَرَتْ نُعاراً. والنَّعْرَةُ من

النَّوْءِ إِذا اشتدَّ به هُبُوبُ الريح؛ ومنه قوله:

عَمِل الأَنامِل ساقِــط أَرْواقُه

مُتَزَحِّر، نَعَرَتْ به الجَوْزاءُ

والنَّاعُورَةُ: الدُّولابُ. والنَّاعُورُ: جَنَاحُ الرَّحَى.

والنَّاعُورُ: دَلْوٌ يستقى بها. والنَّاعُورُ: واحد النَّواعِير التي يستقى بها

يديرها الماءُ ولها صوتٌ. والنُّعَرَةُ: الخُيَلاءُ. وفي رأْسه نُعرَةٌ

ونَعَرَةٌ أَي أَمْرٌ يَهُمُّ به. ونِيَّةٌ نَعُورٌ: بعيدة؛ قال:

ومنتُ إِذا لم يَصِرْنِي الهَوَى

ولا حُبُّها، كان هَمِّي نَعُورَا

وفلان نَعِيرُ الهَمّ أَي بَعِيدُه. وهِمَّةٌ نَعُورٌ: بعيدةٌ.

والنَّعُورُ من الحاجات: البعيدة. ويقال: سَفَرٌ نَعُورٌ إِذا كان بعيداً؛ ومنه

قول طرفة:

ومِثْلِي، فاعْلَمِي يا أُمَّ عَمرٍو،

إِذا ما اعْتادَهُ سَفَرٌ نَعُورُ

ورجل نَعَّارٌ في الفتن: خَرَّاجٌ فيها سَعَّاءٌ، لا يراد به الصوتُ

وإِنما تُعْنَى به الحركةُ. والنَّعَّارُ أَيضاً: العاصي؛ عن ابن الأَعرابي.

ونَعَرَ القومُ: هاجوا واجتمعوا في الحرب. وقال الأَصمعي في حديث ذكره:

ما كانت فتنةٌ إِلاَّ نَعَرَ فيها فلانٌ أَي نَهَضَ فيها. وفي حديث

الحَسَنِ: كلما نَعَرَ بهم ناعِرٌ اتَّبَعُوه أَي ناهِضٌ يدعوهم إِلى الفتنة

ويصيح بهم إِليها. ونَعَر الرجل: خالف وأَبى؛ وأَنشد ابن الأَعرابي

للمُخَبَّلِ السَّعْدِي:

إِذا ما هُمُ أَصْلَحُوا أَمرَهُمْ،

نَعَرْتَ كما يَنْعَرُ الأَخْدَعُ

يعني أَنه يفسد على قومه أَمرهم، ونَعْرَةُ النَّجْمِ: هُبُوبُ الريح

واشتداد الحر عند طلوعه فإِذا غرب سكن. ومن أَين نَعَرْتَ إِلينا أَي

أَتيتنا وأَقبلت إِلينا؛ عن ابن الأَعرابي. وقال مرة: نَعَرَ إِليهم طَرَأَ

عليهم.

والتَّنْعِيرُ: إِدارة السهم على الظفر ليعرف قَوامه من عِوَجه، وهكذا

يَفْعَلُ من أَراد اختبار النَّبْلِ، والذي حكاه صاحب العين في هذا إِنما

هو التَّنْفِيزُ.

والنُّعَرُ: أَوَّل ما يُثْمِرُ الأَراكُ، وقد أَنْعَرَ أَي أَثْمر،

وذلك إِذا صار ثمره بمقدار النُّعَرَةِ.

وبنو النَّعِير: بطن من العرب.

نعر
النُّعْرَة، بالضمّ، وكهُمزَة: الخَيْشوم، وَمِنْهَا يَنْعَرُ الناعِرُ، قَالَه الليثُ، وأنكرَه الأَزْهَرِيّ، وَنَقله الصَّاغانِيّ. نَعَرَ الرجلُ يَنْعِر، كَمَنَع وَضَرَب، وَهَذِه أكثرُ اسْتِعْمَالا فِي نَعَرَ العرْقُ، قَالَه الْفراء كَمَا نَقله عَن الصَّاغانِيّ. نَعيراً ونُعاراً، كأمير وغُراب: صاحَ وصَوَّتَ بخَيْشومه، وَهُوَ من الصَّوْت. قَالَ الأَزْهَرِيّ: أما قَول اللَّيْث فِي النَّعِير إنّه صوتٌ فِي الخَيْشوم، وَقَوله: النُّعَرة: الخَيْشوم، فَمَا سَمِعْتُه لأحد من الْأَئِمَّة، وَمَا أُرى الليثَ حَفِظَه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَعَرَ العرْقُ يَنْعَر، بِالْفَتْح فيهمَا، نَعْرَاً: فارَ مِنْهُ الدَّمُ، قَالَ الشَّاعِر:
(صَرتْ نَظْرَةً لَو صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ ... غَدا والعَواصي مِن دمِ الجوفِ تَنْعَرُ)
أَو: صَوَّت لخُرُوج الدمِ، فَهُوَ يَنْعِرُ نُعوراً ونَعيراً. نَعَرَ فلانٌ فِي الْبِلَاد: ذَهَبَ. والنَّعِيرُ: الصُّراخ والصِّياح فِي حَرْب أَو شرٍّ. وامرأةٌ نَعَّارةٌ كشَدّاد: صَخَّابةٌ فاحشةٌ، والفِعلُ كالفِعل، والمَصدرُ كالمَصدرِ. والنَّاعور: عِرْقٌ لَا يَرْقَأُ دَمُه، وَقد نَعَرَ العِرقُ بالدّم. النَّاعور: جَناحُ الرَّحى. النَّاعورة، بهاءٍ: الدُّولاب، لنَعيرِه، وجمعُه النَّواعير، وَهِي الَّتِي يُسْتَقى بهَا، يُديرُها الماءُ وَلها صوتٌ، وَهِي بشطِّ الْفُرَات والعاصي. النَّاعورة: دَلْوٌ يُستَقى بهَا. وَمن الْمجَاز عَلَيْهِ: النُّعَرَة، كهُمَزَة: الخُيَلاءُ والكبْرُ، وَمِنْه قَوْلُهم: إنّ فِي رَأْسِه نُعَرَةً. وَيُقَال: لأُطَيرَنَّ نُعَرَتَك أَي كِبْرَك وجهلَكَ من رَأْسِك. وَالْأَصْل فِيهِ أنّ الْحمار إِذا نَعَرَ رَكِبَ رَأْسَه، فَيُقَال لكلِّ من رَكِبَ رَأْسَه: فِيهِ نُعَرَةٌ. وَفِي حَدِيث عمر: لَا أٌ قلِعُ عَنهُ حَتَّى أُطِيرَ نُعَرَتَه. . ورُوي: حَتَّى أَنْزِعَ النُّعَرَةَ الَّتِي فِي أَنْفِه أخرجه الهرويّ فِي الغريبَيْن هَكَذَا من حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ، وَجعله الزَّمَخْشَرِيّ حَدِيثا مَرْفُوعا. النُّعَرة: الأمرُ يُهَمُّ بِهِ، كالنَّعَرَة، بِالتَّحْرِيكِ فيهمَا، أَي فِي الْمَعْنيين، عَن الأُمويّ، وَبِه فسّر قَوْلهم: إنّ فِي رَأسه نَعَرَةٌ، أَي أَمْرَاً يَهُمُّ بِهِ. منَ المَجاز: النُّعَرَةُ: مَا أَجَنَّتْ حُمُرُ الوحشِ فِي أَرْحَامها قَبْلَ تَمامِ خَلْقِه، شُبِّه بالذُّباب وَقيل: إِذا استحالت المُضغَة فِي الرَّحِم فَهِيَ نُعَرَةٌ، كالنُّعَر،)
كصُرَد، وَهِي أولادُ الحَوامل إِذا صُوِّرَت، هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي بعض الْأُصُول: صَوَّتَتْ، على الصَّوَاب: وَمَا حَمَلَتْ الناقةُ نُعَرَةً قطُّ، أَي مَا حَمَلَت وَلَدَاً، وَجَاء بهَا العَجّاجُ فِي غير الجَحْد فَقَالَ: والشَّدَنِيَّاتُ يُــساقِــطْنَ النُّعرْ يريدُ الأجِنَّة، شبَّهها بذلك الذُّباب. وَمَا حَمَلَت المرأةُ نُعَرَةً قطُّ، أَي مَلْقُوحاً، وَهَذَا قَوْلُ أبي عُبَيْد، والمَلقوح إنّما هُوَ لغير الْإِنْسَان. وَيُقَال للْمَرْأَة ولكلِّ أُنثى: مَا حَمَلَت نُعَرَةً قطّ بِالْفَتْح، أَي مَلْقُوحاً، أَي وَلَدَاً. النُّعَرَةُ والنُّعَر: ريحٌ تَأْخُذُ فِي الأنفِ فتهُزُّه. النُّعَرَةُ والنُّعَر: أوّلُ مَا يُثمِرُ الْأَرَاك، وَقد أَنْعَرَ الأراكُ، أَي أَثْمَر، وَذَلِكَ إِذا صَار ثمرُه بِمِقْدَار النُّعَرَة، وَهُوَ مَجاز، كَمَا يُقَال أَدْبَى الرِّمْثُ، إِذا صَار ثمرُه بِمثل الدَّبى، وَهُوَ صِغارُ النَّحل. النُّعَرَة: ذبابٌ ضخمٌ أزرقُ العينِ أخضرُ، لَهُ إبرةٌ فِي طَرَفِ ذَنَبِه يَلْسَعُ بهَا الدَّوابَّ ذواتِ الحافرِ خاصّةً، وربّما دَخَلَ فِي أَنْفِ الحمارِ فَيَرْكَبُ رَأْسَه وَلَا يَرُدَّهُ شيءٌ، وَتقول مِنْهُ لَا تغر الْحمار كفَرِح، يَنْعَرُ نَعَرَاً: دَخَلَ فِي أَنْفِه، فَهُوَ حمارٌ نَعِرٌ وَهِي نَعِرَةٌ. خالَف هُنَا اصْطِلَاحه فإنّ مُقْتَضَاهُ أَن يَقُول: وَهِي بهاءٍ، قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
(فظلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ ... كَمَا يَسْتَديرُ الحمارُ النَّعِرْ)
أَي فظلَّ الكلبُ لمّا طعنه الثورُ بقَرْنه يَستدير لألَمِ الطعنةِ كَمَا يَستديرُ الحمارُ الَّذِي دَخَلَتْ النُّعَرَةُ فِي أَنفه. والغَيْطَلُ: الشّجَر. وَجمع النُّعَرَة نُعَرٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: نُعَرٌ من الْجمع الَّذِي لَا يُفارق واحده إلاّ بالهاءِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراه سَمِعَ العربَ تَقول: هُوَ النُّعَرُ، فَحَمَله على ذَلِك على أَن تأَوَّلَ نُعَرَاً فِي الْجمع الَّذِي ذَكَرْنا، وإلاّ فقد كَانَ توجيهُه على التكسير أَوْسَع. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: النُّعَرَةُ هُوَ الذُّبابُ الْأَزْرَق وَيَتَولَّع بالبعير، ويدخلُ فِي أَنْفِه فيركب رَأْسَه، سُمّيت بذلك لنَعيرها، وَهُوَ صوتُها، قَالَ: ثمّ استُعيرت للنَّخْوَة والأَنَفة والكِبْر. ونِيَّةٌ نَعورٌ: بَعيدةٌ، قَالَ:
(وكنتُ إِذا لم يَصرْني الْهوى ... وَلَا حُبُّها كَانَ هَمِّي نَعُورا)
وفلانٌ نَعيرُ الهَمِّ، أَي بعيدُه، وَهُوَ مَجاز، وَكَذَا قولُهم: سَفَرٌ نَعورٌ، إِذا كَانَ بَعيدا، وَمِنْه قولُ طَرَفَةَ:
(ومثْلي فاعْلَمِي يَا أمَّ عَمْروٍ ... إِذا مَا اعْتادَهُ سَفَرٌ نَعُورُ)
والنَّعَّار، كشَدَّاد: العَاصِي، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. النَّعّار: الرجلُ الخَرَّاجُ السَّعَّاءُ فِي الفِتن، كثيرُ الْخُرُوج وَالسَّعْي، لَا يُراد بِهِ الصَّوْت، وَإِنَّمَا تُعنى بِهِ الحركةُ، وَهُوَ مجَاز. النَّعَّار: الصَّيَّاح والصَّخَّاب. والنَّعْرَةُ، بِالْفَتْح: صوتٌ فِي الخَيْشوم، قَالَ أَبُو دَهْبَل: إنِّي ورَبِّ الكَعبةِ المَسْتُورَه وَمَا تَلا محمدٌ من سُورَهْ والنَّعَراتِ من أبي مَحْذُورَهْ)
يَعْنِي أَذَانه. والنَّعُورُ من الرِّياح، كصَبور: مَا فاجأكَ ببرْدٍ وأنتَ فِي حَرٍّ أَو عَكْسِه، عَن أبي عليّ فِي التَّذْكِرَة. وَنَعَرَ الرجلُ كَمَنَع: خالَفَ وأبى، وَأنْشد ابْن الاعرابي للمُخَبَّل السَّعْديّ:
(إِذا مَا همُ أَصْلَحوا أَمْرَهُمْ ... نَعَرْتَ كَمَا يَنْعَرُ الأَخْدَعُ)
يَعْنِي أَنه يُفسِد على قومه أَمْرَهم. نَعَرَ القومُ: هاجوا واجْتَمعوا فِي الْحَرْب، وَهُوَ مَجاز. نَعَرَ إليْه: أَتَاهُ وأقَبْلَ إليْه.
منَ المَجاز: نَعَرَ فِي الْأَمر: نَهَضَ وَسَعَى، وَقَالَ الأصمعيُّ فِي حديثٍ ذَكَرَه: مَا كَانَت فِتنَةٌ إلاّ نَعَرَ فِيهَا فلانٌ. أَي نَهَضَ فِيهَا. وَفِي حَدِيث الحسَن: كلَّما نَعَرَ بعم ناعِرٌ اتَّبَعوه، أَي ناهِضٌ يَدعُوهُم إِلَى الفِتنةِ ويَصيح بهم إِلَيْهَا.
ونَعْرَةُ النَّجْم، بِالْفَتْح: هُبوبُ الرّيح واشتدادُ الحرِّ عِنْد طُلوعه، فَإِذا غَرَبَ سَكَنَ وَقد نَعَرَت الريحُ، إِذا هبَّتْ، ورياحٌ نَواعِرُ، وَقد نَعَرَت نُعاراً، وَقَالَ الشَّاعِر:
(عَمِلُ الأنامِلِ ساقِــطٌ أَرْوَاقُهُ ... مُتَزَحِّرٌ نَعَرَت بِهِ الجَوْزاءُ)
وَقَالَ أَبُو زيد: هَذِه نَعْرَةُ نَجْم كَذَا وَكَذَا، ونَغْرَة وبَغْرَة، وَهِي الدُّفْعة من الرِّيح والمطر. والتَّنْعير: إدارَةُ السَّهْم على الظُّفُر ليُعرَف قَوامُه من عوَجِه. وَهَكَذَا يفعل من أَرَادَ اختبارَ النَّبْل. وَالَّذِي حَكَاهُ صاحبُ الْعين فِي هَذَا إنّما هُوَ التَّنْقير. وبَنو النَّعير، كأَمير: بطنٌ من الْعَرَب، قَالَه ابْن دُرَيْد. نُعَيْر، كزُبَيْر، ابنُ بَدْر العَنْبَرِيّ، وعطيَّةُ بنُ نُعَيْر، مُحدِّثان. قلتُ: روى نُعَيْرُ بنُ بَدْر عَن عَمْرو بن العلاءِ العَنْبَرِيّ، وَعنهُ عليُّ بنُ عبد الجبّار الأنصاريّ. منَ المَجاز: النَّعِرُ، ككَتِف: الَّذِي لَا يَثْبُت وَلَا يستَقِرُّ فِي مَكَان، شبَّهه بالحمارِ النَّعِرْ. يُقَال: من أَيْن نَعَرْتَ إِلَيْنَا أَي من أَيْن أَتَيْتَنا وأَقْبَلتَ إِلَيْنَا، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَقَالَ مرَّةً: نَعَرَ إِلَيْهِم: طَرَأَ عَلَيْهِم. يُقَال: امرأةٌ غَيْرَى نَعْرَى أَي صَخَّابةٌ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: نَعْرَى لَا يجوزُ أَن يكون تأنيثَ نَعْرَان، وَهُوَ الصَّخَّاب، لأنّ فَعْلانَ وفَعْلَى يَجيئان فِي بابِ فَرِحَ يَفْرَح، وَلَا يجيءُ فِي بَاب مَنَعَ يَمْنَع. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العِرقُ النَّعور، كالنَّعَّار والنَّاعور، قَالَ العَجّاج:
(وبَجَّ كلَّ عاندٍ نَعورِ ... قَضْبَ الطبيبِ نائطَ المَصْفورِ)
قَالَ ابْن برّيّ: وَمعنى بَجَّ: شَقَّ، يَعْنِي أنّ الثورَ طعنَ الكلبَ فشقَّ جِلدَه. وَقَالَ شَمِرٌ: الناعِرُ على وَجْهَيْن: الناعِرُ: المُصَوِّت، والناعِرُ: العِرقُ الَّذِي يسيل دَمًا. وجُرحٌ نَعورٌ: يُصَوِّت من شدَّةِ خروجِ الدَّم. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس: أعوذُ بِاللَّه من شرِّ عِرقٍ نَعَّار. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قرأتُ فِي كتاب أبي عمر الزَّاهِد مَنْسُوبا إِلَى ابْن الأَعْرابِيّ أنّه قَالَ: جُرحٌ تَعَّارٌ، بِالْعينِ وَالتَّاء، وتَغّار، بالغين وَالتَّاء، ونَعّار، بِالْعينِ وَالنُّون، بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْقَأ. فَجَعلهَا كلَّها لغاتٍ وصحّحها. والنَّعُورُ من الْحَاجَات: الْبَعِيدَة. واعْتَرَتْني النُّعَرَةُ كهُمَزَة: أَي وَجَعُ الصُّلْب. وَهُوَ مَجاز.
وَيُقَال: أَطَرْتَ بِهَذَا صَوْتَاً نَعّاراً، أَي أَشَعْتُه. وَنَعَر فلانٌ فِي قَفا الإفلاس، اسْتغنى، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأساس.
وعامرُ بن نُعَيْر كزُبَير: أحد الأبْدالِ بِالشَّام وَهُوَ وكوران بِالضَّمِّ قَرْيَة كَمَا فِي التكملة قلت وَهُوَ عبد الله بن الْقَاسِم)
ولقبة لورين وكنيته أَبُو عُبَيْدَة من شُيُوخ مَشَايِخنَا. وناعورة: موضعٌ بَين حَلَبَ وبالِس، فِيهِ قصرٌ لمَسْلَمَةَ بن عبد الْملك، من حِجَارَة وماؤُه من الْعُيُون، بَينه وَبَين حَلَب ثَمَانِيَة أَمْيَال.

هدر

(هـ د ر) : (الْهَدْرُ) مَصْدَرُ هَدَرَ الْبَعِيرُ وَالْحَمَامُ إذَا صَوَّتَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ الْقُرَشِيِّ فِي السِّيَرِ وَهُوَ جَدُّ الْمُنْكَدِرِ وَرَبِيعَةَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْمُنْكَدِرُ هَذَا يَرْوِي عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ صَاحِبُ الْجَرْحِ وَلَا تَثْبُتُ لَهُ صُحْبَةٌ (وَأَمَّا هُرَيْرٌ) بِرَاءٍ مُكَرَّرَةٍ فَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ابْنِ خَدِيجٍ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
(هدر) : رُجلٌ هِدْرٌ: ثَقِيلٌ. 
(هدر) بَالغ فِي الهدير وَفِي الْمثل (كالمهدر فِي الْعنَّة) يضْرب لمن يَصِيح ويجلب وَلَا ينفذ قَوْله وَلَا فعله
[هدر] نه: فيه: "فأهدره"، أي أبطل سن من عض يده، من ذهب دمه هدرًا - إذا لم يدرك بثأره. ومنه: من اطلع في دار بغير إذن فقد "هدرت" عينه، أي إن فقؤها ذهبت باطلة، هدر دمه: بطل، وأهدره السلطان. وفيه: "هدرت" فأطنبت، الهدير: ترديد صوت البعير في حنجرته. و"الهدار" في ح مسيلمة بفتح هاء وتشديد دال: ناحية باليمامة كان بها مولده.
هـ د ر: (هَدَرَ) دَمُهُ بَطَلَ وَبَابُهُ ضَرَبَ، وَ (أَهْدَرَهُ) السُّلْطَانُ أَيْ أَبْطَلَهُ وَأَبَاحَهُ. وَذَهَبَ دَمُهُ (هَدْرًا) بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا أَيْ بَاطِلًا لَيْسَ فِيهِ قَوَدٌ وَلَا عَقْلٌ. وَ (هَدَرَ) الْحَمَامُ صَوَّتَ. وَهَدَرَ الْبَعِيرُ رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي حَنْجَرَتِهِ، تَقُولُ مِنْهُمَا: هَدَرَ يَهْدِرُ بِالْكَسْرِ (هَدِيرًا) . 
هـ د ر : هَدَرَ الْبَعِيرُ هَدْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَوَّتَ.

وَهَدَرَ الدَّمُ هَدْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ بَطَلَ وَأَهْدَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَهَدَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَهْدَرْتُهُ أَبْطَلْتُهُ يُسْتَعْمَلَانِ مُتَعَدِّيَيْنِ أَيْضًا وَالْهَدَرُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْهُ وَذَهَبَ دَمُهُ هَدْرًا بِالسُّكُونِ وَالتَّحْرِيكِ أَيْ بَاطِلًا لَا قَوَدَ فِيهِ.

وَهَدَرَ الْحَمَامُ يَهْدُرُ وَيَهْدِرُ هَدِيرًا سَجَعَ فَهُوَ هَادِرٌ وَالْجَمْعُ هَوَادِرُ. 
هدر
الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ، هَدَرَ دَمُه يَهْدِر هَدْراً، وأهْدَرْناه إهْداراً. وهَدَرَ البَعِيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيْراً. والحَمَامَةُ تَهْدِرُ. والأرضُ الهادِرَةُ. والعُشْبُ الهادِرةُ: الكَثِير. والهِدْرُ: الرَّجُلُ الذي فيه طَرْقَةٌ من حُمْقٍ، بَيِّنُ الهَدَارَةِ. وهو - أيضاً -: المِنْطِبْقُ ويُجْمَع هِدَرَةً، والثَّقِيْلُ أيضاً، وكذلك الهُدَرَة.
والأهْدَرُ: المُنْتَفِخُ. والمَهْدَرَةُ: ما صَغُرَ من الثَّنايا، وهي المَهَادِرُ. والشِّعْبُ يُمْسِكُ الماءَ. وكلُّ ما هَدَرَ فيه السَّيْلُ هَدِيْرَ الحَمام، وهي المُهَيْدِرَة. وإذا انْشَقَّ كافورُ النَّخْلِ قيل: هَدَرَ. وضَرَبْتُه فَهَدَرَ: أي سَقَطَ، هُدُوْراً. وقَوْلُهم: أنت كالمُهَدَّرِ في العُنَّة. وإذا خَثُرَ أعلى اللَّبَن وأسْفَلُه رَقِيْقٌ فهو: هادِرٌ.
هدر:
هدر: هلك، مات (مخطوطة ابن الآبار 59): هدر غرقاً في البحر.
هدرت الجناية: راحت الجناية دون عقاب (البربرية 23:1).
هدر عن: باللاتينية dimitere ( فوك).
هدر: بمعنى غلا (الشراب) وهدير اسم المصدر (معجم مسلم).
هدَرَ: نهق (هربرت 60، هلو).
هدر: جأر، خار (الثور) (هلو).
هدر: خرّ، كركر (الماء) دوّى، قصف (الريح) دمدم، تذمر، بربر (الإنسان) همس (الإنسان أيضاً) (هلو).
هدر: واسم المصدر هدير لصوت الطبل (البربرية 4:202:2) هدرت طبوله وفي (293:1 منه) هدير طبولهم (هرّ واسم المصدر هرير تستعمل للمعنى نفسه) أو، بالأحرى، لصوت المدفع: هدير المدفع (دومب 81) والكلمة عند (المقري وهو) هدير للدوّي (أنظر قرطاس 20): هدير المياه والأنهار التي كان (كاترمير في جريدة العلماء 1847، ص480) قد صححها وجعلها هدير، وكان على حق في ذلك (في عبارة أخرى، في الجريدة نفسها، ص 190 كانت كلمة هدير تشير إلى زئير الأسد، وبالرغم من ذلك كانت قد أوردت الخطأ نفسه أي هرير بدلاً من هدير).

هدر


هَدَرَ(n. ac.
هَدْر
هَدَر)
a. Went for nothing, was unavenged (blood)
Was useless ( efforts & c. ).
b.(n. ac. هَدْر), Shed with impunity; wasted; lavished; took no account
of.
c.(n. ac. هَدْر
هَدِيْر), Roared, bellowed, brayed; rumbled; sounded.
d.(n. ac. هَدْر
هَدِيْر
تَهْدَاْر), Cooed (pigeon).
e.(n. ac. هَدْر
هَدِيْر
تَهْدَاْر), Fermented (wine).
f.(n. ac. هَدِيْر
هُدُوْر), Was luxuriant.
هَدَّرَa. Bellowed.

أَهْدَرَa. Took on account of (blood).
b. [acc. & 'An], Remitted.
تَهَاْدَرَa. Shed each other's blood with impunity.

هَدْرa. see 4
هِدْرa. Heavy, clumsy, awkward, loutish; lout.

هَدَرa. Impunity.
b. Worthless, of no account; contemptible.

هَدَرَة
هِدَرَة
هُدَرَةa. see 4 (b)
أَهْدَرُa. Swollen.

هَاْدِر
(pl.
هَدَرَة)
a. see 4 (b) & 28
(a).
c. Sonorous; fluent.

هَاْدِرَة
(pl.
هَوَاْدِرُ)
a. Land overgrown with vegetation.

هَدِيْرa. Roaring; braying. rumbling.

هَدُوْرa. Fermenting.

هَدَّاْرa. Braying.
b. Loud.

N. P.
هَدڤرَa. Wasted.

N. Ag.
هَدَّرَa. Brayer.

هَدَْرًا
a. Uselessly; with impunity.

هَدَارِيْس
a. Misfortunes.
(هدر) - في الحديث: "مَنِ اطَّلَع في دَارٍ بغَيْر إذْنٍ فقد تَهدَّرَتْ عَيْنُه"
: أي إنْ فَقَأْوها بَطلَتْ لا قِصَاصَ فيها ولَا دِيَة، وبه قال عُمرُ وأبو هُريرة - رضي الله عنهما - والشَّافِعىُّ، وتأَوَّلَه أبو حَنِيفَة على معنَى التَّغلِيظِ والوِعِيدِ.
وقيل: إنَّما يَكُون لَه فقءُ عَينِه إذا تقدَّم إليه في ذلك، فلم يَنْزجِر، كاللِّصّ إنما يُباحُ له قَتلُه ودَفعُه عن نَفسِه، إذا لم يَنْصرِف عنه بدُونِه.
- وفي الحديث: "أنَّ رَجُلاً عَضَّ يَدَ آخَر، فانتَزع المعضُوضُ يَدَه، فنَدَرَ سِنُّ العَاضِّ فأهْدَرَه"
: أي أبطَلَه، وحَكَمِ بأنه هَدَرٌ لا يَجِب فيه شىَءٌ، وذَهَب دَمُه هَدْرًا، إذا لم يُدْرِك بثأرِه.
وقد هَدَر دَمُه: بَطَل.
- وفي حديث الأنِيسِ: "هَدَرْتَ فأطْنَبْتَ"
الهديرُ: تَرْدِيدُ صَوْتِ البَعِير في حَنْجَرَتِه. 
هـ د ر

 
ذهب دمه هدراً، وهدر دمه يهدر ويهدر، وأهدره السلطان وهدره: أبطله وأسقطه. وهدر الفحل هدراً وهديراً وتهداراً، وفحل هادر وهدّار، وهدّر: كرّر. وفي مثل " كالمهدّر في العنّة " لمن يصيّح وليس وراءه شيء. قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية رضي الله تعالى عنه:

قطعت الدهر كالسدم المعنّى ... تهدّر في دمشق وما تريم

يريد المعنّن. وفي معناه قول ابن هرمة:

فاهدر مكانك مطوياً على حنق ... هدر المعنّى على أذواده السّدم

ومن المجاز: ضربه فهدرت رئته إذا سقطت. وقوم هدرةٌ: ساقــطون. وفلان فحل هادر، وقد هدرت شقشقته، وهو يهدر في منطقه وفي خطبته. وجرة النبيذ تهدر. قال:

وجرّةٍ خضراً لها هديريظل منها الشيخ يستدير وأرض هادرة، وعشب هادر إذا تحرّك وطال. وهدر كافور النخل: انشقّ. وهدر اللبن: خثر وراب. وهدر الرعد، ورعد هدّار، وسمعت هديره. وهدر الحمام: قرقر وكرّر صوته في حنجرته.
[هدر] هَدَرَ دمه يَهْدِرُ هَدْراً، أي بَطَلَ. وأَهْدَرَ السلطان دَمَهُ، أي أبطله وأباحه. وهَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً، أي غَلا. قال الأخطل يصف خمراً: كُمَّتْ ثلاثة أحوالٍ بِطينتِها * حتَّى إذا صَرَّحَتْ من بعد تهدار - وذهب دم فلان هَدْراً وهَدَراً بالتحريك، أي باطلاً ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ. ويقال أيضاً: بنو فلان هَدَرَةٌ بالتحريك، أي ساقــطون ليسوا بشئ. ورجل هدرة، مثال همزة، أي ساقــط. قال الراجز :

إنى إذا حار الجبان الهدره * وهو بالدال في هذا الموضع أجود منه بالذال، وهو رواية أبى سعيد. وضربه فهدرت رئته تهدر هُدوراً، أي سقطتْ. وهَدَرَ الحمامُ هديرا، أي صوت. وهدر البعير هَديراً، أي ردَّد صوته في حنجرته. وإبلٌ هَوادِرٌ. وكذلك هَدَّرَ تهديرا. وفى المثل: " كالمهدر في العنة "، يضرب مثلا للرجل يصيح ويجلب وليس وراء ذلك شئ، كالبعير الذى يحبس ويمنع من الضراب وهو يهدر. قال الوليد بن عقبة، يخاطب معاوية: قطعت الدَهرَ كالسَدِمِ المُعَنَّى * تُهَدِّرُ في دمشق فما تريم - والهادر: اللبن إذا خثر أعلاه وأسفله. قال أبو عبيد: وذلك بعد الحزور. وجوف أهدر، أي منتفخٌ. وهَدَرَ العَرْفَجُ، أي عظُم نباته.
باب الهاء والدّال والرّاء معهما هـ د ر، هـ ر د، د هـ ر، ر هـ د، د ر هـ، ر د هـ

هدر: الهَدْرُ: ما يَبْطُلُ. هَدَرَ دَمُهُ يَهْدِرُ هَدْرا، وأَهْدَرْتُه أنا إهداراً. وهَدَرَ البعير يَهْدِر هديراً وهدرا. والحمامةُ تَهْدِر، وجرّةُ النَّبيذ تَهْدِرُ. والأرضُ الهادرة. والعُشْبُ الهادِرُ: الكثير. وبنو فُلانٍ هِدَرَةٌ، أي: ساقــطون ليسوا بشيء.

هرد: الهُرْدِيَّةُ قَصَباتٌ مَلْويّة مَطْويّة تُضَمُّ بطاقات الكَرْم [يُرْسَلُ عليها قُضبانُ الكَرْم] . وهَرَّدتُ اللّحم فهو مُهَرَّدْ، أي شَوَيْتُه [فهو مَشْويٌ] . وقد هَرِد اللَّحْم. [نَفِجَ] .

دهر: الدَّهْر: الأبد الممدود. ورجل دُهْرٌِي: قديمٌ، والدُّهْرِيُّ [الذي يقولُ ببقاءِ الدهر و] لا يؤمن بالآخرة. ودَهْوَريُّ الصَّوتِ. أي: صلب الصوت. والدهارير: أوّلُ الدَّهْرِ من الزَّمانِ الماضي [يُقال: كان ذلك في دَهْر الدَّهاريرُ] ، ولا يُفْرَد منه دِهْرِير. والدَّهْرُ: النّازلة. دَهَرَهُمْ أَمْرٌ، أي: نَزَل بِهِمْ مكروهٌ. وما دَهْري كذا وكذا، أي: ما هِمّتي. والدَّهْوَرةُ: جَمْعُ الشَّيء ثمّ قَذْفُه في مَهْواة.

وقوله: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإنّ الله هو الدَّهْرُ .

يعني: ما أصابك من الدهر فاللهُ فاعِلُهُ، ليس الدّهرِ، فإذا سَبَبْتَ الدَّهْر أردتَ به الله عزّ وجلّ.

رهد: الرَّهيدُ: النّاعم، والمصدر: الرَّهادة. وفتاةٌ رَهِيدةٌ، أي: رَخْصَة.

دره: أُمِيتَ فِعلُهُ، إلاّ [قولهم: رجلٌ] مِدْرَهُ حَرْبٍ، و [هو] مِدْرَهُ القومِ، أي: الدّافع عنهم.

رده: الرَّدْهُ: شِبْهُ أَكمَةٍ خَشِنَةٍ، كثيرةِ الحِجارة. والواحدةُ: رَدْهة، والجميع: رَدَهٌ. ورُبّما جاءت الرَّدْهة في وصْفِ بئرٍ تُحْفَرُ في القُفِّ، أو تكون خِلْقةٌ فيه. ويُقالُ للبيتِ العظيم الذي لا أعظمَ منه: الرَّدْهة، وجمعُه: الرِّداهُ، وقد رَدَهتِ المرأةُ بيتَها تَرْدَهُهُ رَدْهاً.
الْهَاء وَالدَّال وَالرَّاء

الهَدْرُ: مَا يبطل من دم وَغَيره، هَدَرَ يَهْدُرُ ويَهْدِرُ هَدْراً وهَدَراً، وهَدَرْتُه وأهدَرْتُه.

ودماؤهم هَدَر بَينهم، أَي مُهْدَرَة.

وتَهادَرَ الْقَوْم: أهدَروا دِمَاءَهُمْ.

وضربه فهَدَرَ سحره، أَي أسْقطه.

والهَدْرُ والهادِرُ: الــسَّاقِــط، الأولى عَن كرَاع. وَبَنُو فلَان هِدَرَةٌ، وهُدَرَةٌ، وهَدَرَةٌ: ساقــطون لَيْسُوا بِشَيْء، وَالْفَتْح أَقيس، لِأَنَّهُ جمع هادر، فَهُوَ مثل كَافِر وكفره، وَأما هِدَرَة فَلَا يكسر عَلَيْهِ فَاعل من الصَّحِيح وَلَا المعتل، إِلَّا انه قد يكون من أبنية الجموع، وَأما هُدَرَة فَلَا يُوَافق مَا قَالَه النحويون، لِأَن هَذَا بِنَاء من الْجمع لَا يكون إِلَّا للمعتل دون الصَّحِيح نَحْو غزَاة وقضاة، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون اسْما للْجمع، وَالَّذِي روى هُدَرَة بِالضَّمِّ إِنَّمَا هُوَ ابْن الْأَعرَابِي وَقد أنكر ذَلِك عَلَيْهِ.

وَرجل هَدَرَةٌ: سَاقِــط، وَكَذَلِكَ الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث.

وهَدَرَ الْبَعِير يَهدِر هَدْرا وهَدِيرا: صوَّت فِي غير شقشقة، وَكَذَلِكَ الْحمام، والجرة تَهدِرُ هَديرا وتَهْدارا، قَالَ الأخطل:

كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بِطينَتِها ... حَتَّى إِذا صَرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارِ

وجرة هَدُورٌ بِغَيْر هَاء، قَالَ:

دَلَفْتُ لهُمْ بِباطِيةٍ هَدورِ

والهادِرُ: اللَّبن الَّذِي قد خثر أَعْلَاهُ ورق أَسْفَله، وَذَلِكَ بعد الحزور.

وهَدَرَ العشب هَدِيرا: كثر وَتمّ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهادِرُ من العشب: الَّذِي لَا شَيْء أطول مِنْهُ، وَقد هَدَرَ يَهدِرُ هُدُورا.

وَأَرْض هادِرَةٌ: كَثِيرَة العشب متناهية.

والهَدَّار: مَوضِع، أَو وَاد.

وَأَبُو الهَدَّارِ: اسْم شَاعِر، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

يَمْتَحِقُ الشَّيخُ أَبُو الهَدََّارِ

مِثلَ أمتِحاقِ قمَرِ السِّرارِ
هـدر
هدَرَ1 يهدُر ويهدِر، هَدْرًا وهَدَرًا، فهو هادر، والمفعول مهدور (للمتعدِّي)
• هدَر الدَّمُ وغيرُه: بطَل "هدر العقدُ لاختلال شروطه- مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ هُدِرَتْ [حديث] " ° ذهَب دَمُه هَدْرًا/ ذهَب دَمُه هَدَرًا: بَطُلَ، بدون أن يُقْتَصّ من قاتله.
• هدَر فلانٌ الدَّمَ: أبطله.
• هدَر الأموالَ: أضاعَهَا، فقَدها "هدَر طاقَتَهُ/ الجُهْدَ". 

هدَرَ2 يَهدِر، هَدِيرًا وهَدْرًا، فهو هادر
• هدَر الحَمَامُ: ردَّد صوتَه في حنجرته وسجع "هدير الأمواج".
• هدَرت القدرُ: غلى الماءُ فيها "هدَر الشَّرابُ". 

أهدرَ يُهدر، إهدارًا، فهو مُهدِر، والمفعول مُهدَر
• أهدرَ حقَّه: هدَرَه، أبطله، أضاعه "أهدر فرصةً/ أموالاً/ وقته".
• أهدرَ كرامةَ فلانٍ: أسقطها، أذلَّه "أبى المجاهدون أن تُهدرَ كرامة الأمَّة".
• أهدر دمَه: أباح قتلَه وأسقط فيه القِصاصَ والدِّية "أهدر القاضي دمَ القاتل". 

تهادرَ يتهادر، تهادُرًا، فهو مُتهادِر
• تهادر القومُ: أبطلوا دماءَهم بينهم وأباحوها "لا يجوز للمسلمين أن يتهادروا". 

هادِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هدَرَ1 وهدَرَ2.
2 - لبن رائب خثِر أعلاه، وأسفله رقيق. 

هدّارة [مفرد]: شلاَّل، مَسْقَط ماء "اهتمت الدولة بحفر الآبار وإقامة الهدّارات والحواجز المجمِّعة للمياه". 

هدَر [مفرد]:
1 - مصدر هدَرَ1 ° ذهَب دَمُه هَدَرًا: لم يؤخَذ بثأره، ولم تُؤدَّ فيه دية- ذهَب سعيُه هَدَرًا: باطلاً.
2 - أَسْقاط من ناس لا خير فيهم "فشاور العقلَ واترك غيره هَدَرًا ... فالعقل خير مُشيرٍ ضمَّه النّادي". 

هَدْر [مفرد]: مصدر هدَرَ1 وهدَرَ2 ° ذهَب دَمُه هَدْرًا: لم يُؤخَذ بثأره، ولم تُؤدَّ فيه دية- ذهَب سعيُه هَدَرًا: باطلاً. 

هَدير [مفرد]: مصدر هدَرَ2. 

هدر: الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره. هَدَرَ يَهْدِرُ، بالكسر،

ويَهْدُر، بالضم، هَدْراً وهَدَراً، بفتح الدال، أَي بطل. وهَدَرْتُه

وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله وأَباحه. ودماؤهم

هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ* قوله « أي مهتدرة» عبارة القاموس مهدرة

مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية. وتَهادَرَ القوم: أَهْدَرُوا

دماءهم. وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً، بالتحريك، أَي باطلاً ليس فيه

قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره. وفي الحديث: أَن رجلاً عَضَّ يَدَ

آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله. وفي الحديث: من اطَّلَع في

دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا

قصاص فيها ولا دية. وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه، وفي الصحاح:

ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت.

والهَدْرُ والهادِرُ: الــساقــط؛ الأُولى عن كراع. وبنو فلان هَدَرَةٌ

وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ: ساقــطون ليسوا بشيء؛ قال ابن سيده: والفتح أَقيس لأَنه

جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ، وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه

فاعل من الصحيح ولا المعتل، إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع، وأَما

هُدَرَةٌ فلا يوافق ما قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا

للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة، اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع،

والذي روى هُدَرَةً، بالضم، إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك

عليه. ورجل هُدَرَةٌ، مثال هُمَزة، أَي ساقــط؛ قال الحُصَين بن بكير

الرَّبَعِيُّ:

إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه،

رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه

والمَنْجَر: الطريق المستقيم. قال: وهو بالدال هنا أَجود منه بالذال

المعجمة، وهي رواية أَبي سعيد. قال ابن سيده: وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛

قال الأَزهري: هذا الحرف رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي بفتح الهاء

وهُدَرَة بضم الهاء وبُدَرَة، قال: وقال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل

قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشد بيت الحصين بن بكير؛ وقال أَبو صخر الهذلي:

إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ

وقال الباهلي في وقول العجاج:

وهَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ

فَهَدَرَ ههنا معناه أَهْدَر، أَي الجَدُّ أَسقط من لا خير فيه من

الناس. والهَدَرُ: الذين لا خير فيهم.

وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً: صَوَّتَ في غير

شِقْشِقَةٍ، وكذلك الحمام يَهْدِرُ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً

وتَهْداراً؛ قال الأَخطل يصف خمراً:

كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها،

حتى إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ

وجَرَّةٌ هَدُورٌ، بغير هاء؛ قال:

دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُور

الجوهري: هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صوته في حَنْجَرَتِه. وفي

الحديث: هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ؛ الهَدِيرُ: تَرَدُّدُ صوت البعير في

حنجرته، وإِبل هَوادِرُ، وكذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً. وفي المثل: كالمُهَدِّرِ

في العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يصيح ويُجَلِّبُ وليس وراء ذلك شيء

كالبعير الذي يحبس في الحظيرة ويمنع من الضِّرابِ، وهو يُهَدِّرُ؛ قال

الوليد بن عقبة يخاطب معاوية:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى،

تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تَرِيمُ

وجَرَّة النبيذ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الطائر وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ

هَدِيراً وهَدِيلاً. الأَصمعي: هَدَرَ الغلام وهدَلَ إِذا صوّت. قال أَبو

السَّمَيْدَعِ: هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ وهو صغير. وجَوْفٌ

أَهْدَرُ أَي منتفخ. وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه. والهادِرُ:

اللبنُ الذي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله، وذلك بعد الحُزُور. وهَدَرَ

العُشْبُ هَدِيراً: كَثُرَ وتَمَّ. وقال أَبو حنيفة: الهادِرُ من العشب الكثيرُ،

وقيل: هو الذي لا شيء أَطول منه، وقد هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً. وأَرض

هادِرَة: كثيرة العشب متناهية. ابن شميل: يقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ

إِناه في الطُّول والعِظَمِ، وكذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا

انتهى بقلها طولاً.

والهَدَّارُ: موضع أَو واد، وفي حديث مُسَيْلِمة ذكر الهَدَّار، هو بفتح

الهاء وتشديد الدال، ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة. وقوله في

الحديث: لا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عجوزاً أَدبرت شهوتها وحَرارَتُها،

وقيل: هو بالذال المعجمة من الهَذْر، وهو الكلام الكثير، والياء زائدة. وأَبو

الهَدَّار: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ،

مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ

الجوهري: هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى.

هدر

1 هَدَرَ, aor. ـِ (S, A, Msb, K) and هَدُرَ, (Msb, K,) inf. n. هَدْرٌ (S, Msb, K) and هَدَرٌ, (K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) It (a man's blood, S, A, Msb, K, or another thing, K) went for nothing; [meaning, in the case of blood, unretaliated, and uncompensated by a mulet; as shown below, voce هَدَرٌ;] it was, or became, of no account, null, or void; (S, A, Msb, K;) as also ↓ اهدر. (Msb.) A2: هَدَرَهُ, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) He (a man, Msb, K, or the Sultán, S, A,) made it (a man's blood) to go for nothing; [meaning, unretaliated, and uncompensated by a mulct;] he made it to be of no account; (A, Msb, K;) as also ↓ اهدرهُ; (S, A, Msb, K;) which means he made it (a man's blood) allowable to be taken, or shed. (S, TA.) Thus these two verbs are trans. as well as intrans. (Msb.) It is said in a trad, مَنِ اطَّلَعَ فِى دَارٍ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَقَدْ هُدِرَتْ عَيْنُهُ [Whoso looketh into a house without permission, his eye shall be allowed to be put out; or] the putting out of his eye shall go for nothing, unretaliated, and uncompensated by a mulct. (TA.) One says also, هَدَرْتَنِى بِإِسْقَاطِ الحَدِّ عَنِّى

[Thou hast made me (meaning my offence) to pass unnoticed, or host taken no account of me, by annulling in respect of me the prescribed castigation]. (K, art. بهرج.) And El-'Ajjáj says, وَهَدَرَ الجَدَّ مِنَ النَّاسِ الهَذَرْ which El-Báhilee explains as meaning, And the worthless people have made good fortune to become of no account. (TA.) A3: هَذَرَ, (S, K,) aor. ـِ (K) [and app. هَدُرَ also], inf. n. هَدِيرٌ (S, K) and هَدْرٌ (K) and هُدُورٌ, (TA,) said of a camel, (S, K,) that is advanced in age, (S, in art. نقض,) [He brayed; i. e.,] he reiterated his voice in his حَنْجَرَة [or windpipe, or the head of his windpipe]: (S:) or he uttered his voice, not in a شِقْشِقَة [q. v.]: (K:) and ↓ هدّر, (S, K,) inf. n. تَهْدِيرٌ, (S,) signifies the same: (S, K:) Z mentions also تَهْدَارٌ as an inf. n. of هَدَرَ said of a stallion, [meaning a stallioncamel.] (TA.) b2: Hence the saying, (TA,) هُوَ يَهْدِرُ فِى مَنْطِقِهِ, and فِى خُطْبَتِهِ, (tropical:) [He is sonorous and fluent in his speech, and in his oration:] and هَدَرَتْ شِقْشِقَتُهُ (tropical:) [His utterance was sonorous and fluent.] (A, TA.) b3: هَدَرَ is also said of a calf, [signifying, (assumed tropical:) He lowed] (TA, art. كت, from the Nh.) b4: Also, of a lion, [signifying, (assumed tropical:) He roared.] (S, TA, voce قَبْقَبَ.) b5: Also هَدَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K) and هَدُرَ, (Msb,) inf. n. هَدِيرٌ (S, IKtt, Msb, TA) and هَدْرٌ and تَهْدَارٌ, (K,) said of a pigeon (tropical:) It uttered a cry: (S, K:) or cooed, syn. قَرْقَرَ, (A,) or سَجَعَ, (Msb,) and reiterated its voice, or cry, in its حَنْجَرَة [or windpipe, or the head of its windpipe]: (A:) its cry being apparently likened to the هَدِير of the camel: and هَدَلَ signifies the same. (TA.) b6: Also هَدَرَ said of a boy, (As.) when he desires to speak, being young, or little, (Abu-s-Semeyda',) (assumed tropical:) He uttered a sound, or cry; as also هَدَلَ. (As, TA.) b7: It is also said of thunder; inf. n. هَدِيرٌ; signifying (tropical:) It made a [loud, or rumbling,] sound, or noise, (A.) b8: You say also, of شَرَاب [or wine], هَذَرَ, (S, K,) aor. ـِ inf. n. هَدْرٌ and تَهْدَارٌ, (S, TA,) meaning, (assumed tropical:) It fermented; syn. غَلَى. (S, K.) And هَدَرَتْ جَرَّةٌ النَّبِيذِ, (TA,) aor. ـِ (A, TA,) inf. n. هَدِيرٌ and تَهْدَارٌ, (TA,) (tropical:) [The jar of نبيذ fermented.] El-Akhtal says, describing wine, كُمَّتْ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ بِطِينَتِهَا حَتَّى إِذَا صَرَّحَتْ مِنْ بِعْدِ تَهْدَارِ [It was stopped three years with its lump of clay, until, when it became free from froth, after fermenting]. (S, TA.) 2 هدّر, said of a camel: see 1.4 اهدر: see هَدَرَ.

A2: اهدرهُ: see هَدَرَهُ.6 تهادروا They made one another's blood to go for nothing; [meaning, unretaliated, and uncompensated by a mulct;] they made it to be of no account. (K, TA.) هَدْرٌ: see هَدَرٌ: A2: and see also هَادِرٌ.

هِدْرٌ: see هَادِرٌ.

هَدْرٌ, a subst. from هَدَرَ in the first of the senses explained above. (Msb.) You say, ذَهَبَ دَمُهُ هَدَرًا, (S, A, Msb,) and هَدْرًا, (S, Msb,) His blood went for nothing, or as a thing of no account, (S, A, Msb,) unretaliated, (S, Msb,) and uncompensated by a mulct. (S, TA.) b2: Also, applied to blood, &c., A thing that goes for nothing; [meaning, in the case of blood, unretaliated, and uncompensated by a mulct;] what is of no account, ineffectual, null, or void; (A, K;) [as also جُبَارٌ.] You say, دِمَاؤُهُمْ هَدَرٌ بَيْنَهُمْ Their blood (lit, bloods) is made to go for nothing, or to be of no account, among them; (K, * TA:) is allowed to be taken, or shed. (TA.) b3: See also هَادِرٌ.

هُدَرَةٌ: see هَادِرٌ; the former, in two places.

هِدَرَةٌ: see هَادِرٌ; the former, in two places.

جَرَّةٌ هَدُورٌ (tropical:) [A jar of wine or نَبِيذ fermenting much]. (TA.) فَحْلٌ هَدَّارٌ [A stallion- camel that brays much]. (TA.) See also هَادِرٌ. b2: رَعْدٌ هَدَّارٌ (tropical:) [Loud, or rumbling, thunder]. (A.) هَادِرٌ, applied to a man, (tropical:) Low; ignoble; mean; of no account; worthless; (K;) as also ↓ هَدْرٌ, (Kr, K,) and ↓ هُدَرَةٌ; (S, K;) which last is also applied to a woman: (K, TA: [in the former of which it seems to be implied that هَدَرَةٌ and ↓ هِدَرَةٌ are also applied, each, to a man and to a woman; but it appears from what is said in the TA that this is not the case:]) pl. هَدَرَةٌ and هُدَرَةٌ and هِدَرَةٌ; the first of which is the most agreeable with analogy, like كَفَرَةٌ, pl. of كَافِرٌ; the second being of a measure exclusively belonging to words which are unsound [in the last radical letter], as in the instances of غُزَاةٌ and قُضَاةٌ, [originally غُزَوَةٌ and قُضَيَةٌ, pls. of غَازٍ and قَاضٍ,] unless, indeed, it be a quasi-pl. n.; and some disapprove it, finding fault with IAar who relates it: the third, moreover, is not a pl. of a form, [regularly] belonging to a sing. of the measure فَاعِلٌ, whether sound or unsound: (ISd, TA:) [or, accord. to Sb, it is a quasi-pl. n.:] or it is pl. of ↓ هِدْرٌ. (TA,) which signifies a heavy man, (K, TA,) in whom is no good; analogous with قِرَدَةٌ, pl. of قِرْدٌ. (TA:) and ↓ هَدَرٌ [a quasi-pl. n. of هَادِرٌ, like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ,] signifies low, ignoble, or mean, people, in whom is no good. (TA.) You say, هُمْ هَدَرَةٌ, (S, A, K,) and هِدَرَةٌ, (IAar, TS, K,) and هُدَرَةٌ, (IAar, ISd, K,) (tropical:) They are low, ignoble, or mean, people; of no account, or worthless. (IAar, S, A, * K, &c.) A2: [A braying camel: fem. with ة pl. of the latter, هَوَادِرُ. You say,] إِبِلٌ هَوَادِرٌ [Braying camels;] camels reiterating their voices in their حَنَاجِر. (S.) See also مُهَدِّرٌ, and مُبَحْثِرٌ. and هَدَّارٌ. b2: [Hence the saying,] فُلَانٌ فُحْلٌ هَادِرٌ (tropical:) [app. Such a one is a vigorous orator of sonorous and fluent speech]. (A.) كَالْمُهَدِّرِ فِى العُنَّةِ [Like the brayer in the enclosure of wood, or canes, or trees]: a proverb: applied to a man who raises a cry and clamour which is followed by nothing, (S, A, *) or who raises a cry and clamour and does not make his saying or action to have effect: (A, K) like the camel that is confined in the enclosure of wood or canes or trees, prevented from covering, and brays. (S, K.)
(هدر)
هدرا وهدرا بَطل وَيُقَال هدر الشَّيْء أبْطلهُ (لَازم ومتعد) وَالْبَعِير أَو الْحمام هدرا وهديرا ردد صَوته فِي حنجرته وَيُقَال هدر الْغُلَام أراغ الْكَلَام وَهُوَ صَغِير وَالشرَاب غلا وَاللَّبن خثر أَعْلَاهُ والجوف انتفخ فَهُوَ هادر وهدار وَالشَّيْء هدورا سقط والعشب طَال وَكثر وَتمّ
هدر
الهَدَرُ، محرّكةً: مَا يَبْطُل من دَمٍ وغيرِه، يُقَال: هَدَرَ يَهْدِرُ، بِالْكَسْرِ، ويهدُرُ بالضمّ هَدْرَاً وهَدَرَاً، محرّكةً، أَي بَطَلَ، وهَدَرْتُه. لازمٌ مُتَعدٍّ، وأَهْدَرْتُه أَنا إهْداراً. فَعَلَ وأَفْعَلَ فِيهِ بِمَعْنى واحدٍ، وأَهْدَرهُ السُّلطانُ: أباحَه وأَبْطَله. ودِماؤُهم هَدَرٌ بَينهم، محرّكةً، أَي مُهدَرَةٌ مُباحةٌ. وَيُقَال: ذهبَ دمُ فلانْ هَدْرَاً وهَدَرَاً، أَي بَاطِلا لَا قَوَدَ فِيهِ وَلَا عَقْل، وَلم يُدرِك بثأْرِه، وَفِي الحَدِيث: مَن اطَّلعَ فِي دارٍ بغيرِ إذنٍ فقد هَدَرَتْ عَيْنُه، أَي إنّ فَقَووها ذهبتْ باطِلةً لَا قِصاصَ فِيهَا وَلَا دِيَة. وتَهَاَدَروا: أَهْدَروا دِماءَهم: أَبْطَلوها. منَ المَجاز: الهادِرً: اللبَن ُ الرَّائبُ الَّذِي خَثُرَ أَعْلَاهُ، وأسفلُه رَقيقٌ، وَذَلِكَ بعد الحُزور، وَلَو قَالَ: ورَقَّ أَسْفَلُه، كَانَ مناسباً. والهَدْرُ، بِالْفَتْح، والهادِرُ: الــساقــطُ، الأوّل عَن كُراع وَهُوَ مَجاز. يُقَال: هُمْ هَدَرَةٌ، محرّكةً، وهُدْرَة، كعِنَبةٍ وهُمَزَة، أَي ساقِــطون لَيْسُوا بشيءٍ، قَالَ ابنُ سِيده: والفتحُ أَقْيَس، لأنّه جمع هادر، مثل كافِر وكَفَرَة. وَأما هِدَرَةٌ، بِالْكَسْرِ، فَلَا يُكَسَّر عَلَيْهِ فَاعل من الصَّحِيح وَلَا من المعتلّ، إلاّ أنّه قد يكون من أبنية الجموع، وَأما هُدَرَةٌ بالضمّ، فَلَا يُوافق مَا قَالَه النَّحويّون، لِأَن هَذَا بناءٌ من الْجمع لَا يكون إِلَّا للمُعتَلّ دون الصَّحِيح، نَحْو غُزاة وقُضاة، اللهُمّ إلاّ أَن يكون اسْما للْجمع، وَالَّذِي روى هُدَرَة، بالضمّ إِنَّمَا هُوَ ابْن الأَعْرابِيّ، وَقد أُنكِر ذَلِك عَلَيْهِ. وَكَذَا الواحدُ والأُنثى، يُقَال: رجلٌ هُدَرَةٌ، مثل هُمَزةٍ: ساقِــط، قَالَ الحُصَيْن بن بُكَيْر الرَّبَعيّ:
(إنّي إِذا حارَ الجَبَانُ الهُدَرَهْ ... رَكِبْتُ مِن قصدِ السبيلِ مَثْجَرَهْ)
وَهُوَ بالدّال هُنَا أَجْوَدُ مِنْهُ بالذّالِ الْمُعْجَمَة، وَهِي روايةُ أبي سعيد، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ بِفَتْح الهاءِ، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: هُدَرةٌ بُدَرةٌ، بالضمّ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهم واحدُ الهدَرَة هِدْرٌ، مثل قِرَدةٌ وقِرْد وَأنْشد بيتَ الحُصين بن بُكَيْر الرَّبَعيّ. قلتُ: وَفِي التكملة: وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: بَنو فلانٍ هِدَرَةٌ بِكَسْر الهاءِ وَفتح الدَّال أَي ساقــطون، وَأنْشد لحُصَين بن بُكَيْر الرَّبَعيّ: إنِّي إِذا حارَ الجَبانُ الهِدَرَهْ)
بِكَسْر الْهَاء، وَيُقَال: الجَبان ُ هُنَا خَرَجَ مَخْرَجَ قَول الجعديّ:
(يَمْشُونَ والماذِيُّ فَوْقَهُمُ ... يَتَوَقَّدون توَقُّدَ النَّجْمِ)
أَرَادَ النجومَ. وَهُوَ مخالفٌ لما فِي الْمُحكم، فتأَمَّلْ. وَهَدَرَ البعيرُ يَهْدِر، بِالْكَسْرِ، هَدْرَاً، بِالْفَتْح، وهَديراً وهُدوراً، كَذَلِك هَدَّرَ تَهْدِيراً، إِذا كرَّرَ، وَقيل: صوَّتَ فِي غَيْرِ شِقْشِقَةٍ، وَفِي الصّحاح: ردَّدَ صَوْتَه فِي حَنْجَرَتِه، وإبلٌ هَوادِرُ، وَفِي المثَل: كالمُهَدِّر فِي العُنَّة. يُضرَبُ لمن يَصِيح وَلَيْسَ وراءَه شيءٌ. فِي الأساس أَو يُجلَّبُ وَلَا يُنفَّذُ قَوْلُه وَلَا فِعلُه، كالبعير الَّذِي يُحبَس فِي العُنَّة، أَي الحَظيرة، مَمْنُوعًا من الضِّراب، وَهُوَ يُهَدِّرُ تَهْدِيراً. قَالَ الوليدُ بن عُقبَةَ يُخاطِبُ مُعَاوِيَة:
(قَطَعْتَ الدَّهرَ كالسَّدِمِ المُعنَّى ... تُهَدِّرُ فِي دمشقَ فَمَا تَريمُ)
منَ المَجاز: هَدَرَ الحَمامُ يَهْدِر، بِالْكَسْرِ، هَدْرَاً، بِالْفَتْح، وهَديراً، نَقله ابنُ القَطَّاع، وَكَذَلِكَ هَدَلَ يَهْدِل هَديلاً، وتَهْداراً، بِالْفَتْح، وَكَذَلِكَ التَّهْدال، إِذا صوَّتَ. وَفِي الأساس: قَرْقَرَ وكرَّرَ صَوْتَه فِي حَنْجَرته، كأنّه على التَّشبيه بهَديرِ الْبَعِير.
وقرأتُ فِي كتاب غَرِيب الحَمام لِلْحسنِ بن عَبْد الله الأصبهانيّ مَا نصُّه: وَهَدَرَ يَهْدِرُ هَديراً، الاسمُ والمصدرُ واحدٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(وَوَرْقاءَ يَدْعُوها الهَديلُ بسَجعِه ... يُجاوِبُ ذاكَ السَّجْعَ مِنْهَا هَديرُها)
فِي الصّحاح: هَدَرَ الشَّرابُ يَهْدِرُ هَدْرَاً وتَهْدَاراً، أَي غَلا، وَفِي كَلَام المصنّف نَظَرٌ من وجوهٍ: أوّلاً فإنّه ترك ذِكرَ الهَديرِ، وَهُوَ فِي الأساس وكتُب الْغَرِيب. وَثَانِيا: أَوْرَدَ التَّهْدارَ فِي مصَادر هَدَرَ الحَمامُ، وَلم يَذْكُره أهلُ الْغَرِيب فِيهَا مُطلقاً، وإنّما ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ فِي مصادرِ هَدَر َ الشّرابُ، كَمَا ترى، والزَّمَخْشَرِيّ فِي مصادرِ هَدَرَ الفَحلُ وثالثاً: فرَّقَ بَين هَدَرَ البعيرُ وهَدَرَ الحمَامُ فِي الذِّكْرِ وهما وَاحِد فِي المصادر والاستعمال، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: وهَدَرَ البعيرُ، إِلَى آخرِه، ثمَّ يَقُول: وَكَذَا الحمَامُ، كَمَا فَعَلَه الأَزْهَرِيّ وابنُ القَطّاع، ليَكُون أَنْسَبَ للاختِصار. منَ المَجاز: هَدَرَ النَّخلُ يَهْدِرُ هَدْرَاً: انْشقَّ كافورُه. منَ المَجاز: هَدَرَ العُشبُ يَهْدِرُ هُدوراً كقُعود، عَن أبي حنيفَة، وهَديراً، عَن ابْن شُمَيْل، إِذا تحرّكَ وطالَ جِدّاً وكَثُرَ وتَمَّ. وأرضٌ هادِرَةٌ: كثيرةُ العشبِ مُتناهِيَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهادِرُ من العشب: الْكثير، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا شيءَ أطولُ مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال للبَقْل: قد هَدَرَ، إِذا بَلَغَ إناهُ فِي الطُّول والعِظَم، وَكَذَلِكَ قد هَدَرَت الأرضُ هَديراً، إِذا انْتهى بَقْلُها طُولاً. الهَدَارُ كَسَحَاب، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه كشَدَّاد، كَمَا ضَبَطَه ابنُ الْأَثِير والصَّاغانِيّ وغيرُهما: ع، أَو: وادٍ باليَمامة، وُلدَ بِهِ مُسَيْلَمة بنُ حبيب الكَذّاب، وَبِه نَشَأَ وَكَانَ من أَهْلِه، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ طَوِيٌّ فَسمِعت بِهِ بَنو حنيفَة فكاتَبوه واسْتَجْلَبوه فأنزلوه حَجْرَاً، وَلما قُتِل سَبَىَ خالدٌ أَهْلَها وأَسْكَنها بني الأَعْرَج، وهم بَنو الْحَارِث بن كَعْب بن سعد بن زَيْد مَناةَ بن تَميم، فهم أَهْلُها إِلَى الْآن.)
وَأَبُو الهَدّارِ، مُشدَّدةً، قد خَالف هُنَا اصْطلاحه فإنّه لَو قَالَ: كشَدَّاد، لأَصاب، اسمُ شَاعِر، عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد:
(يَمْتَحقُ الشّيخُ أَبُو الهَدَّارِ ... مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ)
ونُعَيْمُ بن هَدّارٍ أَو هَبَّارٍ أَو هَمَّارٍ أَو خَمَّار أَو حمَار، وَالصَّحِيح، هَمّار، غَطَفَانيّ نَزَلَ الشامَ، روى عَنهُاهْدَوْدَرَ المطرُ إِذا انْصبَّ وانْهَمَرَ، أنْشد شَمِرٌ: مُهْدَوْدِراً مُعَنْدِراً جُفَالا المُعَنْدِرُ مثلُ المُهْدَوْدِر. قلتُ: وَهُوَ مَجاز. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَدَرُ، محرّكةً: الأَسْقاطُ من النَّاس الَّذين لَا خَيْرَ فيهم، وَبِه فسَّر الباهليُّ قولَ العَجّاج: وَهَدَر الجِدُّ من الناسِ الهَدَر أَي أسقطَ الجِدّ منْ لَا خَيْرَ فِيهِ من النّاس. وَهَدَرَ الفحلٌُ تَهْدَاراً، وفحلٌ هَدَّارٌ. منَ المَجاز: هُوَ فحلٌ هادِرٌ، وَهَدَرَتْ شِقْشِقَتُه، وَهُوَ يَهْدِرُ فِي مَنْطِقه وَفِي خُطبَتِه، كلّ ذَلِك على التَّشْبِيه، وَهَدَرتْ جَرَّةُ النّبيذ تَهْدِر هَدْرَاً وهَديراً، وتَهْدَاراً وَهُوَ مَجاز. قَالَ الأخطلُ يصفُ خَمْرَاً:
(كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوَالٍ بطِينَتِها ... حَتَّى إِذا صَرَّحتْ من بَعْدِ تَهْدَارِ)
وجَرَّةٌ هَدورٌ، بِغَيْر هاءٍ، قَالَ:) دَلَفْتُ لَهُم بباطِيَةٍ هَدُورِ وَقَالَ الأصمعيّ: هَدَرَ الغلامُ وهَدَلَ: إِذا صوَّتَ. وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: هَدَرَ الْغُلَام: إِذا أراغَ الكلامَ وَهُوَ صغيرٌ. وَهُوَ مَجاز. وَكَذَلِكَ هَدَرَ العَرْفَجُ، إِذا عَظُمَ نباتُه. وَرَعْدٌ هَدّارٌ، وسمعتُ هَديرَه، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث: لَا تتزوَّجَنَّ هَيْدَرةً أَي عجوزاً أَدْبَرتْ شَهْوَتُها وحَرارتُها، وَقيل: هُوَ بالذّالِ المُعجمَة، وَسَيَأْتِي. والهَدَادِرَةُ: بطنٌ من شُرفاءِ المِخْلاف السُّلَيْمانيّ بِالْيمن، بيتُ عِلم وصَلاحٍ، مِنْهُم ابْن دَعْسَق الْمَشْهُور، وَولده الْمَشْهُور بِولد السَّيِّد، المُتوفَّى بتَعِزّ، والشريف السنيّ عَبْد الله بن مهنّا سَاكن وَادي مُور. وهُدَيْرة، كجُهَيْنة: بطنٌ من عَكِّ بن عَدْنَان، بِالْيمن، وهم بَنو عَبْد الله بن زَيْد بن كَثير بن عَامر بن غَنْم.

شأف

(شأف) الْجرْح فَسَاده حَتَّى لَا يكَاد يبرأ
[شأف] الشَأْفَةُ: قرحةٌ تخرج في أسفل القدم فتُكْوَى فتذهب. يقال في المثل: " استأصل الله شَأْفَتَهُ "، أي أذهبه الله كما أذهب تلك القَرحة بالكيّ. تقول منه: شئفت رجله شأفا، مثال تعب تعبا، إذا خرجت بها الشَأْفةُ. وشَئفْتُ فلاناً شَأْفاً، بالتسكين، أي أبغضته.
ش أ ف: (الشَّأْفَةُ) قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي أَسْفَلِ الْقَدَمِ فَتُكْوَى فَتَذْهَبُ. يُقَالُ: فِي الْمَثَلِ: اسْتَأْصَلَ اللَّهُ شَأْفَتَهُ أَيْ أَذْهَبَهُ اللَّهُ كَمَا أَذْهَبَ تِلْكَ الْقُرْحَةَ بِالْكَيِّ. 
شأف: شأفة: إذا كانت هذه الكلمة تدل بعض معانيها على الأهل (انظر لين فإني أميل إلى أن أجعلها تحل محل ساقــة في عبارة ابن عباد (3: 169): وأقرّت ساقــته بجزيرة شلطيش فاقاموا هناك أكثر أيام المعتمد وذلك لأني لم أعد أجرأ على القول بأن ساقــة تعني ذرية كما قلت فيما مضى (عباد 2: 169). وساقــة بمعنى ذرية تلائم العبارة ولكن لا يوجد ما يؤيد هذا المعنى.
ش أ ف

شئفت رجله وشئفت إذا خرجت عليها الشأفة وهي قرحة، وقيل: تشققت مثل سئفت بالسين.

ومن المجاز: بينهم شأفة: عداوة. وقد شئفت له مثل شنفت له إذا شنفت له إذا شنئته. واستأصل الله تعالى شأفتهم: عداوتهم وأذاهم. قال الكميت:

ولم نفتأ كذلك كل يوم ... لشأفة واغرٍ مستأصلينا
شأف: شَئفَتْ يَدُه وأصابِعُه شَأَفاً: وهو تَشَقُّقٌ فيها. وشُئِفَ فلانٌ: إذا خِفْتَ أنْ تُصِيْبَه العَيْنُ أو يَنْزِلَ به ما يَكْرَهُ؛ شَأْفاً. والشَّأَفُ: البُغْضُ، شَئفْتُ له شَأَفاً: أبْغَضْتَه. وجارِيَةٌ تَشَأَّفُ وتَشَوَّفُ: إذا كانَتْ تَشْرَئِبُّ للرِّجَالِ وتَرْفَعُ رَأْسَها. والشَّأْفَةُ: القَرْحَةُ بالرِّجْلِ، يُقال: " اسْتَأْصَلَ اللهُ شَأْفَتَهم ". والعَدَاوَةُ تكونُ بَيْنَ القَوْمِ. فإذا كُوِيَتْ قيل: شَئِفَتْ رِجْلُه شَأَفاً.
شأف
شئِفَ يَشأَف، شَأَفًا، فهو شئِف
• شئِفت رجلُه: خرجت بها الشأْفة, وهي قرحةٌ خَشِنةٌ تُسْتأصل بالكيّ.
• شئِفت الأصابعُ: خشِنَت، شَعِث ما حول أظفارها وتشقَّق. 

شأْف [مفرد]: فساد الجُرْح حتَّى لا يكاد يبرأ "اعترى جرحَه الشأْفُ". 

شَأََف [مفرد]: مصدر شئِفَ. 

شَئِف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شئِفَ. 

شَأْفة [مفرد]: ج شَأَفات وشأْفات: قُرْحَة تَخشُن في أسفل القدم فَتُستأصل بالكيّ ° استأصل اللهُ شأْفتَهم: أهلكهم وأزالهم من أصلهم كما تُستأصلُ الشّأفةُ بالكيّ- بينهم شأْفة: عداوة وأذًى. 
الشين والفاء والهمزة ش أف

شَئِفَ صدْرُهُ علىَّ شَأَفاً غَمِرَ والشَّافَةُ قُرْحَةٌ تَخْرجُ في القَدَمِ وقيل هو وَرَمٌ يَخْرجُ في اليدِ والقَدَمِ من عُودٍ يَدْخُلُ في البَخَصَةِ أو باطنِ الكَفِّ فَيَبْقَى في جَوْفِها فيَرِمُ الموضعُ وَيَعْظُم وفي الدُّعاءِ استَأْصَلَ اللهُ شأْفَتَهُمْ وذلك أن الشَّافَةَ تُكْوَى فتَذهَبُ فيُقال أَذْهَبَهُ اللهُ كما أذْهَبَ ذلِكَ وقيل شَأْفَةُ الرَّجُلِ أهْلُهُ ومالُه وشَئِفَتْ يَدُه شَأَفاً شَعِثَ ما حَوْلَ أظفارِهَا وتَشقَّقَ وقال ثعلبٌ هو تَشَقُّقٌ يكونُ في الأظفارِ واسْتَشْأفَتِ القُرْحةُ خَبُثَتْ وعَظُمَتْ وصار لها أصْلٌ ورَجُلٌ شأَفَةٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ وشَئِفَ شَأْفاً فَزِعَ والشَّافَةُ العَداوَةُ عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنشدَ

(وما لِشَآفةٍ في غيرِ شَيْءٍ ... إذا وَلَّى صدِيقُكَ مِنْ طَبيبِ)

وقال قَلْبٌ شَنِفٌ وأنشدَ

(يأيها الجاهلُ ألاَ تَنْصَرِفْ ... ولم تُداوِ قَرْحَةَ القَلْبِ الشَّنِفْ) 
شأف
الشَّأْفَةُ: قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب. وفي المثل: اسْتَأصَلَ الله شَافَتَ، أي أذهبه الله كما تذهب تلك القرحة بالكي. وفي الحديث: خرجت بآدم - صلوات الله عليه - شَأْفَةٌ في رجله. وقال يعقوب: الشَّأْفَةُ تُقطع فتذهب. وفي حديث آخر: وقَطُعنا عنا شأْفَتَه، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ز هـ د. وفي شرح قول الكُميت.
ولم نَفْتَأْ كذلك كل يومٍ ... لِشَأْفَةِ واغرٍ مُسْتَأصلينا
الشَّأْفَةُ قَرَحة في القدم إذا قطعت مات صاحبها.
وقال شمر: الشَّأْفَةُ: الأصل، واستْأصَلَ الله شَأْفَتَه: أي أصْلَه.
تقول: شَئفَتْ رجله - بالكسر - شأفاً - بالتحريك -: إذا خرجت بها الشَّأْفَةُ، وكذلك شُئفَتْ رجله - على ما لم يسم فاعله - فهي مَشْؤوْفَةٌ.
وشَئفْتُ فلاناً - بالكسر - شأْفاً وشَآفَةً؛ وكذلك شَئفْتُ له - وهذه عن أبي زيد -: إذا أبغضته، وأنشد ابن الأعرابي:
فما لِشَآفَةٍ من غير شيء ... إذا ولى صديقك من طبيب
قال: وشَئفْتُ الرجل: إذا خِفْتَ حين تراه أن تصبه بعينٍ أو تدل عليه من يكره.
وقال الأزهري: قالوا شَئفَتْ أصابعه وسَئفَتْ - بالشين والسين -، وهو الشعث حول الأظفار والشُّقَاقُ.
وقال أبو عبيد: شُئفَ فلان - على ما لم يسم فاعله - فهو مَشْؤوْفٌ؛ مثال زئد وجئث: إذا فزع وذُعِرَ. وقال بعضهم: شَأْفُ الجرح: فساده حتى لا يكاد يبرأ.
والتركيب يدل على البغضة.

ش

أف1 شَئِفَتْ رِجْلُهُ, (S, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. شَأَفٌ; (S, O;) and شُئِفَتْ رجله; (O, K;) His foot became affected with an ulcer, or imposthume, such as is termed شَأْفَةٌ, breaking out in it. (S, O, K.) b2: Accord. to some, (O,) شَأفُ الجُرْحِ (O, K, [in my MS. copy of the K شَأْفُ, and so accord. to the TK, and in the CK without ء, but I think that the right reading is شَأَفُ, and that its verb is شَئِفَ, or it may be شَأْفُ, and inf. n. of شُئِفَ,]) signifies The wound's becoming in a corrupt state, so that it will hardly, or not at all, be cured. (O, K.) b3: شَئِفَ صَدْرُهُ عَلَىَّ His bosom bore concealed enmity and violent hatred, or rancour, malevolence, malice, or spite, against me. (TA.) b4: شَئِفَتْ أَصَابِعُهُ, (Az, O, K,) or يَدُهُ, (M, TA,) His fingers, or his hand, became cracked, or disintegrated, in the parts around the nails; (Az, M, O, K;) as also سَئِفَتْ, (O, TA,) and سَعِفَتْ: so say Az and IAar, and in like manner says Th. (TA.) A2: شَئِفْتُهُ, (S, O, K,) and شَئِفْتُ لَهُ, (Az, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. شَأْفٌ, (S, O, K,) in the Bári' شَأَفٌ, with fet-h to the ء, (TA,) and شَآفَةٌ; (O, K;) and شَئِفْتُ مِنْهُ, inf. n. شَأْفٌ, omitted in the K [and S, and O], but correct, as Sgh has indicated in the Tekmileh; (TA;) I hated him; (S, O, K;) like شَنِفْتُ لَهُ; (S and O in art. شنف;) namely, a man: (S, O:) or the first and second signify, (K,) or the first also signifies accord. to IAar, (O,) I feared, when I saw him, namely, a man, that I should smite him with an evil eye, or should guide against him one whom he disliked, or hated; (O;) or I feared that he would smite me with an evil eye, or I guided against him one whom he disliked, or hated. (K.) b2: And شُئِفَ He (a man, A'Obeyd, O) was frightened, or afraid. (A'Obeyd, O, K.) 10 اِسْتَشْأَفَتْ, said of a قُرْصَة, [so in the TA, an evident mistranscription, app. for قَرْحَة, and so in the next paragraph, i. e. an ulcer, or imposthume,] means صَارَ لَهَا أَصْلٌ [It had, or acquired, root, or rootedness, or permanence; as though it became a شَأْفَة]. (TA.) شَئِفٌ [part. n. of شَئِفَ, and properly meaning Having an ulcer, or imposthume, such as is termed شَأْفَة,] is applied as an epithet to a heart, in the following verse, cited by IKtt, يَا أَيُّهَا الجَاهِلُ أَلَّا تَنْصَرِفْ وَلَمْ تُدَاوِ قُرْصَةَ القَلْبِ الشَّئِفْ [in which قُرْصَةَ is doubtless a mistranscription (like that in the next preceding paragraph) for قَرْحَةَ; the obvious meaning of the verse being, (assumed tropical:) O thou ignorant one, wherefore wilt not thou revert, when thou hast not cured the sore of an ulcerated heart?]. (TA.) ?? An ulcer, or imposthume, (قَرْحَةٌ,) that breaks out in the bottom of the foot, and is cauterized, (S, IAth, O, K,) or is cut, (Yaakoob, IAth, O,) and goes away; (Yaakoob, S, IAth, O, K;) and the word is also pronounced without ء [i. e. شَافَةٌ]: (IAth, TA:) or an ulcer, or imposthume, in the foot of a person, who dies if it is cut: (O, K:) and it is also said to be a tumour in the hand, and foot, from the entering of a piece of wood, or stick, into the flesh of the foot, or the palm of the hand, and its remaining therein, so that the place swells, and becomes large. (TA.) اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ شَأْفَتَهُ (S, O, K) is a prov. (S, O) meaning (assumed tropical:) May God cause him to go away like as the شأفة above mentioned goes away: (S, O, K:) or this means may God extirpate him: for b2: شَأْفَةٌ is also syn. with أَصْلٌ [i. e. Root, &c.]: (O, K:) so says Sh. (O.) [See also 10 in art. اصل: and see what here follows.] b3: It is also said to signify The family and household of a man: and hence the form of imprecation, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ شَأْفَتَهُمْ [May God extirpate their family and household]. (TA.) b4: And (tropical:) Enmity. (TA.) شَأَفَةٌ, thus with fet-h to the ء, is an epithet applied to a man, meaning Mighty, potent, powerful, or strong; inaccessible, or difficult of access. (TA.) رِجْلٌ مَشْؤُوفَةٌ A foot affected with an ulcer, or imposthume, such as is termed سَأْفَةٌ, breaking out in it: (O, K:) from شُئِفَتْ رِجْلُهُ. (O, * K, * TA.) b2: And مَشْؤُوفٌ, from شُئِفَ, Frightened, or afraid; (A'Obeyd, O, K;) applied to a man. (A'Obeyd, O.) 1 شُئِمَ عَلَيْهِمْ (S; MA, K,) inf. n. شُؤْمٌ, (MA,) He (a man, S) was, or became, unlucky, or inauspicious, (صَارَ شُؤْمًا, S, K, in the MA شوم شد,) to them: (S, MA, K;) as also شَأَمَهُمْ, and شَأَمَ عليهم, and شَؤُمَ عليهم: (K:) or شَأَمَهُمْ, (Az, Ham p. 224,) or شَأَمَ عَلَيْهِمْ, (S,) or both of these, (TA,) aor. ـَ (S, TA,) inf. n. شَأْمٌ, (TA,) he drew upon them ill luck, or evil fortune; (S, TA;) or caused ill luck, or evil fortune, to befall them from him: (Az, Ham ubi suprà, TA:) or شُؤُمٌ as an inf. n. signifies the being unlucky: and the rendering unlucky: and so شُومٌ [as it is commonly pronounced: see شُؤُمٌ below]. (KL.) A2: And شَأَمَهُمْ, inf. n. شَأْمٌ, so in the L; in the K, ↓ شَأَّمَهُمْ, inf. n. تَشْئِيمٌ; but the former is the right; (TA;) He made them to go, or journey, to الشَّأْم [i. e. Syria]. (K, TA.) 2 شَاَّ^َ see what next precedes.3 شَائِمْ بِأَصْحَابِكَ Take thou the direction of the left hand with thy companions: (S, K, TA:) يَامِنْ signifies “ take thou the direction of the right hand. ” (TA.) b2: And شَآمَ He (a man) came to الشَّأْم [i. e. Syria]: like يَامَنَ signifying

“ he came to El-Yemen. ” (TA. [See also 4.]) 4 اشأم He desired the left: like as أَيْمَنَ signifies “ he desired the right. ” (TA in art. يمن.) b2: And He (a man, S) came to الشَّأْم [i. e. Syria]: (S, K, TA: [see also 3:]) or he went thither: and أَيْمَنَ signifies “ he came to El-Yemen. ” (TA.) A2: مَا أَشْأَمَهُ (S, K, TA) How unlucky, or inauspicious, is he! (TA:) the vulgar say, مَا

أَيْشَمَهُ. (S, TA.) 5 تشأّم بِهِ, (MA, TA,) from الشُّؤْمُ, (TA,) He found him, or it, unlucky, or inauspicious: and he became unlucky by means of him, or it: (MA:) or تشأّم signifies he had ill luck, or evil fortune. (KL.) See also 6. b2: And تشأّم He took the direction of his left hand: (K, TA:) and in like manner تَيَامَنَ, [whence it seems that تشأّم in the sense expl. above may be a mistake for ↓ تشآءم,] “ he took the direction of his right hand. ” (TA.) b3: And He asserted his relationship to [the people of] الشَّأْم [i. e. Syria]: (S, K:) a verb similar to تكوّف and تقيّص. (S.) 6 تشآءموا بِهِ, (S, Msb, K, TA, &c.,) in some of the copies of the K ↓ تشأّموا, (TA,) [and in like manner تشأّم بِهِ, which is often opposed to تَيَمَّنَ بِهِ, (see an instance in Bd xvii. 14,) is used in the K in art. عطس, and تشأّم مِنْهُ in the TA in the same art. as on the authority of IKh, whence it seems that both these verbs are correct in the sense here following, though the former is probably preferable, and بِهِ ↓ استشأم is used in the same manner in “ Les Oiseaux et les Fleurs,”

p. 83, as mentioned by Freytag, so that تشأّم به and استشأم are the contr. of تيمّن به and استيمن,] They augured evil from him, or it; regarded him, or it, as an evil omen; (Msb, KL; *) like تَطَيَّرُوا بِهِ: (Msb:) deemed him, or it, unlucky, or inauspicious. (KL.) b2: تشآءم, thus, with medd, also signifies He took the direction of الشَّأْم[i. e. Syria]. (TA.) b3: See also 5.10 إِسْتَشْاَ^َ see the next preceding paragraph.

الشَّأْمُ, the name of a certain country [i. e. Syria], is masc. and fem.; (S;) sometimes masc.: (K:) and may also be pronounced الشَّامُ [as it commonly is in the present day]. (Msb.) b2: [And as this country lies on the north of Arabia, الشَّأْمُ also signifies The northern region; opposed to اليَمَنُ.]

شُؤْمٌ, (S, Msb, K, &c.,) thus, with ء, but always pronounced شُومٌ, without ء, (TA,) is an inf. n.: (MA, KL: [see 1, first sentence, in two places:]) and signifies [as a simple subst.] Unluckiness, inauspiciousness, unfortunateness, unprosperousness, evil fortune, or ill luck; contr. of يُمْنٌ; (S, K;) [i. e.] i. q. َحْسٌ: (Har p. 158:) evil [of any kind]; syn. شَرٌّ: (Msb:) [and particularly] an evil omen: (PS:) and ↓ مَشْأَمَةٌ signifies the same as شُؤْمٌ: (TA:) [or, like مَنْحَسَةٌ, a cause of unluckiness, &c.:] مَشَائِمُ is a pl. of شُؤْمٌ, [or of ↓ مَشْأَمَةٌ: if of the former,] irreg., like as its syn. مَنَاحِسُ is [said to be] of نَحْسٌ. (TA in art. نحس.) It is said in a trad., إِنْ كَانَ الشُّوْمُ فَفِى

ثَلَاث ٍ المَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالفَرَسِ, meaning If there be that whereof the consequence is disliked, or hated, and feared, [or if there be unluckiness,] it is in three things, the wife, and the house, and the horse: i. e., if any of you have a wife whose companionship he dislikes, or a house in which he dislikes dwelling, or a horse that he dislikes taking for the purpose of keeping post on the enemies' frontier, let him separate himself therefrom, by divorcing the wife, and removing from the house, and selling the horse: or, as some say, the شؤم of the wife is her not producing children; and that of the house, its straitness, and the badness of its neighbour; and that of the horse, one's not going to war upon it. (JM.) b2: See also مَشْؤُومٌ.

A2: Also Black camels: and حِضَارٌ signifies “ white ” camels, (K, TA,) and is also written and pronounced حَضَارٌ: (TA:) neither of these has a sing.: (K:) both occur in a verse of Aboo-Dhu-eyb: but accord. to one reading thereof it is شِيم; pl. of أَشْيَمُ: so says AA: and IJ says that شُومٌ, [without ء,] being originally شُيْمٌ, of the measure فُعْلٌ, may also be pl. of أَشْيَمُ. (TA.) شَأْمَةٌ and ↓ مَشْأَمَةٌ The left, meaning the left side or direction or relative location or place; (S, K;) i. q. [يَسْرَةٌ and] مَيْسَرَةٌ; (S;) contr. of يَمْنَةٌ and مَيْمَنَةٌ. (K.) One says of a man, قَعَدَ شأْمَةٌ [He sat on the left]. (S.) And one says, خُذْ بِهِمْ شَأْمَةً i. e. [Take thou with them] the direction of the left hand. (S.) And نَظَرْتُ يَمْنَةً

وَشَأْمَةً [I looked in a right direction and in a left direction]. (TA.) And hence ↓ أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ, in the Kur [lvi. 9 and xc. 19], (TA,) meaning [The occupants of the left: or] those who shall have their records given to them in their left hands: or the occupants of the low, or ignoble, place, or station: or the havers of unfortunateness (الشُّؤْم): and أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ is expl. as having the contr. senses. (Ksh and Bd in lvi. 9.) A2: Also, the former, A mole (خَالٌ) upon the person: thus, with ء, as mentioned by IAth: also mentioned without ء in art. شيم. (TA.) b2: See also شَامَةٌ as meaning “ a black she-camel,”

in art. شيم.

شِئْمَةٌ Nature; natural, native, or innate, disposition, temper, or other quality or property: (K, TA:) mentioned thus, as with ء, by Az and Lh, and said by IJ to be sometimes thus pronounced; but the pronunciation thereof with ء is held by ISd to be extraordinary. (TA.) [See art. شيم.]

شَامِىٌّ, (S, Msb, K, TA,) without ء, (TA,) and ↓ شَآم ٍ, (S, Msb, K,) of the measure فَعَال ٍ, (S,) an allowable form, without ى, (Msb,) like تَهَام ٍ and يَمَان ٍ, (TA,) and ↓ شَآمِىٌّ, (Sb, S, K,) [Syrian;] of, or relating to, الشَّأْم: (S, Msb, K:) one should not say شَأْم ٍ; any instance [of this] occurring by poetic license being accounted for as a case of the use of the name of the country for the rel. n.: (S:) the fem., applied to a woman, is شَامِيَّةٌ and ↓ شَآمِيَةٌ, the latter without teshdeed: (S, TA;) the pl. of شَامِىٌّ is شُوَامٌ, like غُرَابٌ [in measure]. (TA.) b2: [And hence, Northern.]

شَآم ٍ, and شَآمِيَةٌ the fem. of the former; and شَآمِىٌّ: see the next preceding paragraph.

شَائِمٌ: see مَشْؤُومٌ.

أَشْأَمُ [More, and most, unlucky, inauspicious, unfortunate, or unprosperous]. The Arabs say, أَشْأَمُ كُلِّ امْرِئ ٍ بَيْنَ لَحْيَيْهِ, (Meyd, TA,) as some relate it, or, as others relate it, فَكَّيْهِ, which means the same, (Meyd,) [app. meaning accord. to the TA, The most unlucky thing of every man is between his two jaws, or the two lateral portions of his lower jaw; but it is said that] أَشْأَمُ is here used in the sense of شُؤْمٌ [i. e. the unluckiness, &c.]; and in a similar manner [the contr.] أَيْمَنُ is used [in the sense of يُمْن]: so says AHeyth: (Meyd:) the prov. meaning the tongue. (AHeyth, TA.) The fem. is شُؤْمَى. (TA.) b2: Hence, (TA,) اليَدُ الشُّؤْمَى The left hand or arm; contr. of اليُمْنَى; (K, TA;) i. q. الشِّمَالُ. (TA.) It is said in a trad., respecting camels, لَا يَأْتِى خَيْرُهَا إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الأَشْأَمِ [Their goodness comes not save from their left side]: i. e. they are milked and mounted only from the left side. (TA.) b3: See also مَشْؤُومٌ, in three places. b4: Zuheyr, in the following saying, فَتُنْتَجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كَأَحْمَرِ عَاد ٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمْ uses it in the sense of the inf. n. شُؤْم; (S;) meaning غِلْمَانَ شُؤْم ٍ: (S, and EM p. 124:) he says, And it, i. e. war, will bring forth for you boys of ill luck, or evil omen; all of them like Ahmar of' Ád: then it will suckle these boys, and wean them: by Ahmar of ' Ád, he means Ahmar of Thamood, for Ahmar was the surname of him who hamstrung the she-camel of Sálih, and his name was Kudár: he says thus for the sake of the measure: or, as some say, Thamood were called 'Ád-el-Ákhireh. (EM.) مَشْأَمَةٌ: see شُؤْمٌ, in two places: b2: and see also شَأْمَةٌ, likewise in two places.

مَشْؤُومٌ, (S, MA, K, KL,) and مَشُومٌ, (S, K,) the latter like مَقُولٌ, (TA,) [a contraction of the former,] Unlucky, or inauspicious, (S, MA, K, KL,) عَى قَوْمِهِ [to his people, or party], (S, MA, K,) and عَلَى نَفْسِهِ [to himself]: (Ksh and Bd in lvi. 9:) [and so ↓ شُؤْمٌ; (as in an ex. in the first sentence of this art.;) this being an epithet as well as a subst., like its syn. نَحْسٌ; syn. with مَشْؤُومٌ, like as نَحْسٌ is syn. with مَنْحُوسٌ; and app., like نَحْسٌ, used alike as sing. and pl., for it seems to be originally an inf. n.:] and so ↓ شَائِمٌ; (K;) or this signifies drawing ill luck, or evil fortune, upon his people [and upon himself]: (S, TA:) and أَشَائِمُ, a pl., likewise signifies unlucky, or inauspicious; (KL;) contr. of أَيَامِنُ; (S, K, TA;) these being pls. of ↓ أَشْأَمُ and أَيْمَنُ: (TA:) the pl. of مَشْؤُومٌ is مَشَائِيمُ, (S, KL, TA,) which is extr., for by rule it should be مَشْؤُومُونَ. (TA.) One says also ↓ طَائِرٌ أَشْأَمُ meaning [An omen] happening, or occurring, (جَار ٍ,) with unluckiness, or inauspiciousness; [i. e. an unlucky, or inauspicious, omen;] (K, TA;) and [in like manner] ↓ طَيْرٌ أَشْأَمُ: and the pl. is أَشَائِمُ [as above]. (TA.)

شأف: شَئِفَ صدرُه عليَّ شَأَفاً: غَمِرَ.

والشأْفةُ: قَرْحةٌ تخرج في القَدم، وقيل: في أَسْفل القدم، وقيل: هو

ورَمٌ يخرج في اليد والقدم من عُود يدخل في البَخَصة أَو باطن الكف فيبقى

في جوفها فَيَرِمُ الموضع ويعظُم. وفي الدُّعاء: استأْصَل اللّهُ

شَأْفَتَهُم، وذلك أَنَّ الشأْفةَ تُكْوَى فتذهب فيقال: أَذهبهم اللّه كما أَذهب

ذلك. وقيل: شَأْفةُ الرجل أَهلُه ومالُه. ويقال: شَئِفَتْ رجلُه شَأَفاً

مثال تَعِبَ تَعَباً إذا خرجت بها الشَّأْفةُ فيُكْوَى ذلك الدَّاء

فيذهب، فيقال في الدعاء: أَذهبك اللّه كما أَذهب ذلك الداء بالكَيّ. وفي

الحديث: خَرجَتْ بآدمَ شأْفةٌ في رجله، قال: والشأْفةُ جاءت بالهمز وغير

الهمز، وهي قَرْحة تخرج بباطن القدم فتُقْطَع أَو تُكْوَى فتذهب. وفي الحديث

عن عروة بن الزبير: أَنه قُطِعت رجلُه من شأْفةٍ بها؛ الهُجَيْمِيُّ:

الشأْفةُ الأَصلُ. واسْتأْصَل اللّه شأْفَته أَي أَصلَه. وفي حديث عليّ، عليه

السلام: قال له أَصحابُه لقد استأْصَلْنا شأْفَتَهم، يعني الخوارِجَ.

والشأْفةُ: العداوةُ؛ وقال الكميت:

ولم نَفْتأْ كذلك كلَّ يومٍ،

لِشَأْفَةِ واغِرٍ، مُسْتَأْصِلِينا

وفي التهذيب: اسْتأْصَلَ اللّه شأْفَته إذا حَسَمَ الأَمرَ من أَصله.

وشَئِفَ الرَّجلُ

(* قوله «وشئف الرجل إلخ» كذا بالأصل، وعبارة القاموس

وشرحه: أو شئفته خفت أن يصيبني بعين أو دللت عليه من يكره، قاله ابن

الأعرابي.) إذا خفت حين تراه أَن تُصيبه بعين أَو تَدُلّ عليه مَن يكره.

الجوهري: شَئِفْت من فلان

(*

قوله «الجوهري شئفت من فلان» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي فيما

بأيدينا من نسخ الجوهري: شئفت فلاناً.) شَأْفاً، بالتسكين، إذا أَبْغَضْتَه.

ابن سيده: وشَئِفَتْ يده شَأْفاً شَعِثَ ما حولَ أَظْفارِها وتَشَقَّق؛

وقال ثعلب: هو تشقُّق يكون في الأَظفار. أَبو زيد: شَئِفَت أَصابعه شَأْفاً

إذا تشققت. ابن الأَعرابي: شَئِفَتْ أَصابعُه وسَئِفَتْ وسَعِفَت بمعنى

واحد، وهو التشعُّثُ حول الأَظفار والشُّقاقُ. واسْتَشْأَفَت القرحة:

خَبُثَتْ وعَظُمَت وصار لها أَصل. ورجل شأَفةٌ: عزيزٌ مَنِيعٌ. وشُئِفَ

شأْفاً: فَزِعَ. أَبو عبيد: شُئِفَ فلان شأْفاً، فهو مَشْؤُوف، مثل جُئِثَ

وزُئِدَ إذا فَزِعَ وذُعِرَ. والشآفةُ: العداوةُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد

أَبو العباس لرجل من بني نَهْشَل بن دارم:

إذا مَولاكَ كان عليكَ عَوْناً،

أَتاكَ القومُ بالعَجَبِ العَجِيبِ

فلا تَخْتَعْ عليه ولا تُرِدْه،

ورامِ بِرأْسِه عُرْضَ الجَنُوبِ

وما لِشَآفةٍ في غير شَيءٍ،

إذا وَلَّى صَديقُكَ. من طَبِيبِ

قال ابن بري: قال أَبو العباس شآفةً وشأَفاً أَيضاً، بفتح الهمزة، قال:

وكذا قال القالي في كتابه البارع. وفي الأَفعال: شَئِفْتُ الرجل شآفةً،

بالمد، أَبغضْته، وقلب شَئِفٌ؛ وأَنشد:

يا أَيـُّها الجاهلُ، أَلاَّ تَنْصَرِفْ،

ولم تُداوِ قَرْحَةَ القلبِ الشَّئِفْ

أَبو زيد: شَئِفْت له شأْفاً إذا أَبغضْته.

ضوا

[ضوا] فيه: فلما هبط من ثنية الأراك يوم حنين "ضوى" إليه المسلمون، أي مالوا، ضوى إليه ضيا وضويا وانضوى إليه وضواه إليه وأضواه. وفيه: اغتربوا "لا تضووا"، أي تزوجوا الغرائب دون القرائب فإن ولد الغريبة أنجب وأقوى من ولد القريبة، أضوت المرأة إذا ولدت ولدًا ضعيفًا، فمعناه لا تأتوا بأولاد ضاوين أي ضعفاء نحفاء، جمع ضاو ومنه: لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق "ضاويًا". باب الضاد مع الهاء
[ضوا] الأصمعي الضَوَّةُ: الصوت والجلَبة. يقال: سمعت ضوة القوم. وأبو زيد مثله. والضوضاة: أصوات الناس وجلَبتهم. يقال: ضَوْضَوْا بلا همز، وضَوْضَيْتُ، أبدلوا من الواو ياء. وضَوَيْتُ إليه بالفتح أضْوِي ضُوِيًّا، إذا أويت إليه وانضممت. وأضْوَيْتُ الأمر، إذا أضعفته ولم تُحكِمْهُ. ويقال: بالبعير ضَواةٌ أي سلعة. والضوى: الهزال. وقال ذو الرمة يصف زندة: أخوها أبوها والضوى لا يضيرها * وساق أبيها أمها عقرت عقرا وقد ضَوِيَ بالكسر يَضْوى ضَوًى. * وغلامٌ ضاوِيٌ، وزنه فاعُولٌ، إذا كانَ نحيفاً قليلَ الجسم خِلْقةً ; وفيه ضاوِيَّةٌ، وجاريةٌ ضاوِيَّةٌ. وفي الحديث: " اغتربوا لا تضووا " أي تزوجوا في الأجنبيات ولا تتزوَّجوا في العمومة. وذلك أن العرب تزعم أنَّ ولدَ الرجل من قرابته يجئ ضاوِياً نحيفاً غير أنَّه يجئ كريماً على طبع قومه. قال الشاعر: ذاك عبيد قد أصاب ميا * ياليته ألقحها صبيا فحملت فولدت ضاويا

ضوا: الضَّوَّةُ والعَوَّةُ: الصوتُ والجَلَبَةُ. أَبو زيد والأَصمعي

معاً: سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُمْ أَي أَصْواتَهُم. وروي عن ابن

الأَعرابي: الصَّوَّة والعَوَّة بالصاد، وقال: الصَّوَّةُ الصَّدَى

والعَوَّةُ الصِّياحُ فكأَنهما لغتانِ. والضَّوَّةُ من الأَرضِ: كالصُّوَّةِ،

وليس بِثَبتٍ. والضَّوْضاةُ والضَّوْضَاءُ: أَصْواتُ الناس

وجَلَبَتُهُمْ، وقيل الأَصْوات المُخْتَلِطَة والجَلَبة. وفي حديث النبي، صلى الله

عليه وسلم، حين ذَكَر رؤْيتَه النارَ وأَنه رأَى فيها قوماً: إذا أَتاهم

لَهَبُها ضَوْضَوْا؛ قال أَبو عبيدة: يعني ضجُّوا وصاحوا، والمصدرُ منه

الضَّوْضَاءُ؛ قال الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ:

أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً، فلما

أصْبَحُوا، أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ

قال ابن سيده: وعِندي أَنَّ ضَوْضاء ههنا فَعْلاءِ، ضَوْضَيْتُ ضَوْضاةً

وضِيضَاءً. التهذيب: الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ، وهو الضَّوْضاءُ. ويقال:

ضَوْضَوْا، بلا هَمْزٍ، وضَوْضَيْتُ، أَبْدَلوا من الواوِ ياءً. ورجلٌ

ضُواضِىَةٌ: داهِيَةٌ مُنْكَرٌ.

والضَّوّى: دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةِ الجِسْمِ خِلْقَةً، وقيل: الضَّوَى

الهُزالُ، ضَوِيَ ضَوّى؛ وقال ذو الرُّمَّة يصف الزَّنْدَيْنِ الزَّنْدَ

والزَّنْدَةَ حينَ يُقْدَح منهما:

أَخُوها أَبُوها، والضَّوَى لا يَضِيرُها،

وساقُ أَبِيعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا

يصِفُهما بأَنهما من شَجَرة واحِدَة، وقوله: وسَاقُ أَبِيها أُمّها يريد

أَنَّ ساقَ الغُصْنِ

(* قوله «يريد أن ساق الغصن إلخ» هذه العبارة في

الأصول). الذي قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ وأُمُّها ساقُــه، وغلامٌ

ضاوِيٌّ، وكذلك غيرُ الإِنْسانِ من أَنواعِ

الحَيوانِ، وما أََدْرِي ما أَضْواهُ. وأَضْوَى الرجلُ: وُلِدَ له

وَلَدٌ ضَاوِيٌّ وكذلك المرأَةُ. وفي الحديث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي

تَزَوَّجُوا في البِعَادِ الأَنْسابِ لا في الأَقَارِبِ لِئَلاً تَضْوَى

أَوْلادُكُمْ، وقيل: معناه انْكِحُوا في الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ،

فإِنَّ ولَد الغَرِيبَةِ أَنْحَبُ وأَقْوَى، وولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ

وأَضْوَى؛ ومنه قول الشاعر:

فَتىً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِيبَةٌ

فَيَضْوَى، وقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ القَرَائِبِ

(* قوله «القرائب» هكذا في الأصل المعتمد والتهذيب والأساس، وتقدم لنا

في مادة ردد: الغرائب: بالغين، كما في بعض الأصول هنا).

وقيل: معناه تَزَوَّجُوا في الأَجْنَبِيَّاتِ ولا تَتَزَوَّجُوا في

العُمُومَةِ وذلك أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ من قَرابَتِه

يَجِيءُ ضاوِيّاً نَحِيفاً، غيرَ أَنَّه يَجِيءُ كريماً على طَبْع قَوْمِه؛

قال الشاعر:

ذَاكَ عُبَيْدٌ قَدْ أَصابَ مَيَّا،

يَا لَيْتَه أَلْقَحَها صَبِيَّا

فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِيَّا

وقال الشاعر:

تَنَحَّيْتُها للنَّسْلِ، وَهْيَ غَرِيبَةٌ،

فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا

ومعنى لا تُضْوُوا أَي لا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِينَ أَي ضُعفَاءَ،

الواحِدُ ضَاوٍ، ومنه: لا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِيبَة فإِنَّ الوَلَد

يُخْلَقُ ضَاوِيّاً. الأَزهري: الضَّوَى مَقصورٌ مصدَرُ الضَّاوِي،

ويُمَدُّ فيقال ضَاوِيٌّ على فاعُلولٍ إِذا كانَ نحِيفاً قليلَ الجِسْمِ،

والفِعْلُ ضَوِيَ، بالكسر، يَضْوَى ضَوىً، فهو ضَاوٍ، وهو الذي يولد بَيْنَ

الأَخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ، وأَنشدَ بيتَ ذي الرُّمة.

وسُئِلَ شَمِرٌ عن الضَّاوِي فقال: جَاءَ مُشَدَّداً، وقال: رجلٌ ضاوِيٌّ

بَيِّنُ الضاوِيَّةِ، وفيه ضاوِيَّة، وجارية ضاوِيَّة، وقال: جاءَ عن الفراء

أَنَّه قال ضَاوِيٌّ ضعِيفٌ فاسِدٌ، على فاعُولٍ مثل سَاكُوتٍ، قال: وتقول

العرب من الضَّاوِي مِنَ الهُزال ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً، وهو الذي خَرَجَ

ضَعِيفاً. ابن الأَعرابي: وأَضْوَتِ المرأَةُ، وهو الضَّوَى، ورجلٌ ضاوٍ

إِذا كان ضعيفاً، وهو الحَارِضُ. وقال الأَصمعي: المُودَنُ الذي يولدُ

ضَاويّاً. وقال ابن الأَعرابي: واحد الضواوِيِّ ضاوِيٌّ، وواحد العَواوِير

عاوِرٌ

(* قوله «واحد العواوير عاور» هكذا في الأصول، وفي القاموس أن العواوير

جمع عوّار، كرمان).

وأَضْوَيْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه ولَمْ تُحْكِمْهُ.

وأَضْواهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِيَّاهُ؛ عن ابن الأَعرابي. وضَوَى

إِليه ضَيّاً وضُوِيّاً: انْضَمَّ ولَجَأَ. وضَوَيْتُ إِليه، بالفتح، أَضْوِي

ضُوِيّاً إِذا أَوَيْت إِليه وانْضَمَمْت. وفي الحديث: لَمَّا هَبَطَ من

ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ يومَ حُنَيْنٍ ضَوَى إِليه المسلمون أَي مالُوا،

وقد انْضَوَى إِليه. ويقال: ضَواهُ إِليه وأَضْوَاه. وضَوَى إِليَّ منه

خَيْرٌ ضَيّاً وضُوِيّاً. وضَوَى إِلَيْنَا خَبَرُه: أَتانا لَيْلاً.

والضَّاوِي: الطَّارِقُ. ابنُ بُزُرج: يقال ضَوى الرجلُ إِلَيْنا أَشَدَّ

المَضْوِيَة أَي أَوَى إِلَينا، كالمَأْوِيَةِ من أَوَيْت. ويقال: ضَوَيْت إلى

فلان أَي ملْت، وضَوَى إِلينا أَوَى إِلينا، وقال بعض العرب: ضَوَى

إِلينا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كذا وكذا أَي أَوَى إِلينا، وقد أَضْواهُ

الليلُ إِلينا فغَبَقْناه، وهو يَضْوِي إِلينا ضَيّاً.

والضَّواةُ: غُدَّةٌ تحت شَحْمةِ الأُذُنِ فوق النَّكَفةِ، وقد ضُوِيَتِ

الإِبِلُ. والضَّواةُ: ورَمٌ يكون في حلوقِ الإِبلِ وغيرِها، والجمعُ

ضَوىً. التهذيب: الضَّوى ورَمٌ يُصِيبُ البعيرَ في رأْسِه يَغْلِبُ على

عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لذلك خَطْمُه فيقال بعيرٌ مَضْوِيٌّ، وربما اعْتَرَى

الشِّدْقَ؛ قال أَبو منصور: هي الضَّواةُ عند العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ.

والسِّلْعةُ ضَواةٌ أَيضاً، وكلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ. يقال: بالبعير

ضَواةٌ أَي سِلْعة، وكلُّ سِلْعةٍ في البَدَنِ ضَواةٌ؛ قال مُزَرِّد:

قَذِيفة شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بها،

فصارت ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ

والضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ من حَياءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد، وفي

التهذيب: قبلَ أَن يُزابِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ، قال الشاعر

يصف حَوْصَلة قطاةٍ:

لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُرىً

ولا خَرْزِ كَفٍّ، بينَ نَحْرٍ ومَذْبَحِ

والضَّاويُّ: اسمُ فَرَسٍ كان لِغَنيٍّ؛ وأَنشد شمر:

غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِي

مِنْ نَسَبِ الضَّاوِيِّ، ضاوِيِّ غَني

غرب

غرب: الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، وهو الـمَغْرِبُ. وقوله تعالى: رَبُّ الـمَشْرِقَيْن ورَبُّ الـمَغْرِبَيْنِ؛ أَحدُ الـمَغْرِبين: أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف، والآخَرُ: أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ؛ وأَحدُ

الـمَشْرقين: أَقْصى ما تُشرِقُ منه الشمسُ في الصيف، وأَقْصَى ما تُشْرِقُ منه في الشتاءِ؛ وبين المغرب الأَقْصَى والـمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وثمانون مَغْرباً، وكذلك بين الـمَشْرقين. التهذيب: للشمس مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ: فأَحدُ مشرقيها أَقْصَى الـمَطالع في الشتاءِ، والآخَرُ أَقصى مَطالعها في القَيْظ، وكذلك أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى الـمَغارب في الشِّتاءِ، وكذلك في الجانب الآخر. وقوله جَلَّ ثناؤُه: فلا أُقْسِمُ برَبِّ الـمَشارق والـمَغارِب؛ جَمعَ، لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع، وتَغْرُبُ في موضع، إِلى انتهاءِ السنة. وفي التهذيب: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه، فهي مائة وثمانون مَشْرقاً، ومائة وثمانون مغْرِباً.

والغُرُوبُ: غُيوبُ الشمس.

غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً: غابَتْ في الـمَغْرِبِ؛ وكذلك غَرَبَ النجمُ، وغَرَّبَ. ومَغْرِبانُ الشمسِ: حيث تَغرُبُ.

ولقيته مَغرِبَ الشمسِ ومُغَيْرِبانَها ومُغَيرِباناتِها أَي عند غُروبها.

وقولُهم: لقيته مُغَيْرِبانَ الشمسِ، صَغَّروه على غير مُكَبَّره، كأَنهم

صغروا مَغرِباناً؛ والجمع: مُغَيْرِباناتُ، كما قالوا: مَفارِقُ الرأْس،

كأَنهم جعلوا ذلك الـحَيِّز أَجزاءً، كُـلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ

منها جُزْءٌ، فَجَمَعُوه على ذلك. وفي الحديث: أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم في آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم، كما بين صلاةِ العَصْر إِلى مُغَيْربانِ

الشمس أَي إِلى وَقتِ مَغِـيبها. والـمَغرِبُ في الأَصل: مَوْضِعُ

الغُروبِ ثم استُعْمِل في المصدر والزمان، وقياسُه الفتح، ولكن استُعْمِل بالكسر كالـمَشْرِق والمسجِد. وفي حديث أَبي سعيدٍ: خَطَبَنا رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى مُغَيربانِ الشمسِ.

والـمُغَرِّبُ: الذي يأْخُذُ في ناحية الـمَغْرِبِ؛ قال قَيْسُ بنُ الـمُلَوّح:

وأَصْبَحْتُ من لَيلى، الغَداة، كناظِرٍ * مع الصُّبْح في أَعْقابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ

وقد نَسَبَ الـمُبَرِّدُ هذا البيتَ إِلى أَبي حَيَّةَ النُّمَيْري.

وغَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا في الـمَغْرِبِ؛ وأَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ؛

وتَغَرَّبَ: أَتَى من قِـبَلِ الغَرْب. والغَرْبيُّ من الشجر: ما أَصابته

الشمسُ بحَرِّها عند أُفُولها. وفي التنزيل العزيز: زَيْتُونةٍ لا

شَرْقِـيَّةٍ ولا غَرْبِـيَّةٍ.

والغَرْبُ: الذهابُ والتَّنَحِّي عن الناسِ. وقد غَرَبَ عنا يَغْرُبُ

غَرْباً، وغَرَّبَ، وأَغْرَبَ، وغَرَّبه، وأَغْرَبه: نَحَّاه. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَمَر بتَغْريبِ الزاني سنةً إِذا لم

يُحْصَنْ؛ وهو نَفْيُه عن بَلَده.

والغَرْبة والغَرْبُ: النَّوَى والبُعْد، وقد تَغَرَّب؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة يصف سحاباً:

ثم انْتَهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً، * مِنْه لنَجْدٍ، طَائفٌ مُتَغَرِّبُ

وقيل: مُتَغَرِّبٌ هنا أَي من قِـبَل الـمَغْرب.

ويقال: غَرَّبَ في الأَرض وأَغْرَبَ إِذا أَمْعَنَ فيها؛ قال ذو الرمة:

أَدْنَى تَقاذُفِه التَّغْريبُ والخَبَبُ

ويُروى التَّقْريبُ.

ونَـوًى غَرْبةٌ: بعيدة. وغَرْبةُ النَّوى: بُعْدُها؛ قال الشاعر:

وشَطَّ وليُ النَّوَى، إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ، * تَيَّاحةٌ غَرْبةٌ بالدَّارِ أَحْيانا

النَّوَى: المكانُ الذي تَنْوي أَنْ تَـأْتِـيَه في سَفَرك.

ودارُهم غَرْبةٌ: نائِـيَةٌ.

وأَغْرَبَ القومُ: انْتَوَوْا.

وشَـأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّبٌ، بفتح الراءِ: بعيد؛ قال الكميت:

عَهْدَك من أُولَى الشَّبِـيبةِ تَطْلُبُ * على دُبُرٍ، هيهاتَ شَـأْوٌ مُغَرِّبُ

وقالوا: هل أَطْرَفْتَنا من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ أَي هل من خَبَر جاءَ من

بُعْدٍ؟ وقيل إِنما هو: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ وقال يعقوب إِنما هو:

هل جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ؟ يعني الخَبَر الذي يَطْرَأُ عليك من بلَدٍ

سوَى بلدِك. وقال ثعلب: ما

عِنْدَه من مُغَرِّبةِ خَبرٍ، تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِـي ذلك عنه أَي طَريفةٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه قال لرجل قَدِمَ عليه من بعض الأَطْرافِ: هل من مُغَرِّبةِ خَبَر؟ أَي هل من خبَرٍ جديدٍ جاءَ من بلدٍ بعيدٍ؟ قال أَبو عبيد: يقال بكسر الراءِ وفتحها، مع الإِضافة فيهما. وقالها الأُمَوِيُّ، بالفتح، وأَصله فيما نُرَى من الغَرْبِ، وهو البُعْد؛ ومنه قيل: دارُ فلانٍ غَرْبةٌ. والخبرُ

الـمُغْرِبُ: الذي جاءَ غريباً حادثاً طريفاً.

والتغريبُ: النفيُ عن البلد.

وغَرَبَ أَي بَعُدَ؛ ويقال: اغْرُبْ عني أَي تباعَدْ؛ ومنه الحديث: أَنه أَمَرَ بتَغْريبِ الزاني؛ التغريبُ: النفيُ عن البلد الذي وَقَعَتِ

الجِنايةُ فيه. يقال: أَغرَبْتُه وغَرَّبْتُه إِذا نَحَّيْتَه وأَبْعَدْتَه.والتَّغَرُّبُ: البُعْدُ. وفي الحديث: أَن رجلاً قال له: إِنَّ امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس، فقال: غرِّبْها أَي أَبْعِدْها؛ يريدُ الطلاق.

وغَرَّبَت الكلابُ: أَمْعَنَتْ في طلب الصيد.

وغَرَّبه وغَرَّبَ عليه: تَرَكه بُعْداً.

والغُرْبةُ والغُرْب: النُّزوحُ عن الوَطَن والاغْتِرابُ؛ قال

الـمُتَلَمِّسُ:

أَلا أَبْلِغا أَفناءَ سَعدِ بن مالكٍ * رِسالةَ مَن قد صار، في الغُرْبِ، جانِـبُهْ

والاغْتِرابُ والتغرُّب كذلك؛ تقول منه: تَغَرَّبَ، واغْتَرَبَ، وقد

غَرَّبه الدهرُ. ورجل غُرُب، بضم الغين والراء، وغريبٌ: بعيد عن وَطَنِه؛ الجمع غُرَباء، والأُنثى غَريبة؛ قال:

إِذا كَوْكَبُ الخَرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ * سُهَيْلٌ، أَذاعَتْ غَزْلَها في الغَرائبِ

أَي فَرَّقَتْه بينهنّ؛ وذلك أَن أَكثر من يَغْزِل بالأُجرة، إِنما هي غريبةٌ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سُئِلَ عن الغُرباء، فقال: الذين يُحْيُونَ ما أَماتَ الناسُ من سُنَّتِـي. وفي حديث آخر: إِنّ الإِسلامَ بَدأَ غريباً، وسيعود غريباً كما بَدأَ، فطوبَـى للغُرباءِ؛ أَي إِنه كان في أَوّلِ أَمْرِه كالغريبِ الوحيدِ الذي لا أَهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ؛ وسيعودُ غريباً كما كان أَي يَقِلُّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغُرباء، فطُوبى للغُرَباء؛ أَي الجنةُ لأُولئك المسلمين الذين كانوا في

أَوّل الإِسلام، ويكونون في آخره؛ وإِنما خَصَّهم بها لصبْرهم على أَذى الكفار أَوَّلاً وآخراً، ولُزومهم دينَ الإِسلام. وفي حديث آخر: أُمَّتِـي كالمطر، لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها. قال: وليس شيءٌ من هذه الأُحاديث مخالفاً للآخر، وإِنما أَراد أَن أَهلَ الإِسلام حين بَدأَ كانوا قليلاً، وهم في آخر الزمان يَقِلُّون إِلاَّ أَنهم خيارٌ. ومما يَدُلُّ على هذا المعنى الحديثُ الآخر: خِـيارُ أُمَّتِـي أَوَّلُها وآخِرُها، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس منكَ ولَسْتَ منه. ورَحَى اليدِ يُقال لها: غَريبة، لأَنّ الجيران يَتعاورُونها بينهم؛ وأَنشد بعضُهم:

كأَنَّ نَفِـيَّ ما تَنْفِي يَداها، * نَفِـيُّ غريبةٍ بِـيَدَيْ مُعِـينِ

والـمُعينُ: أَن يَسْتعينَ الـمُدير بيد رجل أَو امرأَة، يَضَعُ يده على

يده إِذا أَدارها.

واغْتَرَبَ الرجلُ: نَكَح في الغَرائبِ، وتَزَوَّجَ إِلى غير أَقاربه.

وفي الحديث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي لا يتزوّج الرجلُ القرابة

القريبةَ، فيجيءَ ولدُه ضاوِيّاً. والاغْتِرابُ: افتِعال من الغُرْبة؛ أَراد: تَزَوَّجُوا إِلى الغرائب من النساءِ غير الأَقارب، فإِنه

أَنْجَبُ للأَولاد. ومنه حديث الـمُغِـيرة: ولا غريبةٌ نَجِـيبةٌ أَي إِنها مع كونها غريبةً، فإِنها غيرُ نَجيبةِ الأَولاد. وفي الحديث: إِنّ فيكم مُغَرِّبين؛ قيل: وما مُغَرِّبون؟ قال: الذين يَشترِكُ فيهم الجنُّ؛ سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنه دخل فيهم عِرْقٌ غريبٌ، أَو جاؤُوا من نَسَبٍ بعيدٍ؛ وقيل: أَراد بمشاركة الجنّ فيهم أَمْرَهم إِياهم بالزنا، وتحسينَه لهم، فجاء أَولادُهم عن غير رِشْدة، ومنه قولُه تعالى: وشارِكْهُم في الأَموال والأَولاد. ابن الأَعرابي: التغريبُ أَن يأْتي ببنينَ بِـيضٍ، والتغريبُ أَن يأْتِـيَ ببَنينَ سُودٍ، والتغريبُ أَن يَجْمَعَ الغُرابَ، وهو الجَلِـيدُ والثَّلْج، فيأْكلَه.

وأَغْرَبَ الرجلُ: صار غريباً؛ حكاه أَبو نصر.

وقِدْحٌ غريبٌ: ليس من الشجر التي سائرُ القِداحِ منها. ورجل غريبٌ: ليس من القوم؛ ورجلٌ غريبٌ وغُرُبٌ أَيضاً، بضم الغين والراءِ، وتثنيته غُرُبانِ؛ قال طَهْمانُ بن عَمْرو الكِلابيّ:

وإِنيَ والعَبْسِـيَّ، في أَرضِ مَذْحِجٍ، * غَريبانِ، شَتَّى الدارِ، مُخْتلِفانِ

وما كان غَضُّ الطَّرْفِ منا سَجِـيَّةً، * ولكننا في مَذْحِجٍ غُرُبانِ

والغُرباءُ: الأَباعِدُ. أَبو عمرو: رجل غَريبٌ وغَريبيٌّ وشَصِـيبٌ

وطارِيٌّ وإِتاوِيٌّ، بمعنى.

والغَريبُ: الغامِضُ من الكلام؛ وكَلمة غَريبةٌ، وقد غَرُبَتْ، وهو من ذلك.

وفرس غَرْبٌ: مُتَرامٍ بنفسه، مُتَتابعٌ في حُضْره، لا يُنْزِعُ حتى

يَبْعَدَ بفارسه. وغَرْبُ الفَرَسِ: حِدَّتُه، وأَوَّلُ جَرْيِه؛ تقول: كَفَفْتُ من غَرْبه؛ قال النابغة الذبياني:

والخَيْلُ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِها، * كالطَّيْرِ يَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ

قال ابن بري: صوابُ انشادِهِ: والخيلَ، بالنصب، لأَنه معطوف على المائة من قوله:

الواهِبِ المائةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها، * سَعْدانُ تُوضِـحَ، في أَوبارِها اللِّبَدِ

والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ من الـمَطر الذي يكون فيه البَرَدُ.

والـمَزْعُ: سُرْعةُ السَّيْر. والسَّعْدانُ: تَسْمَنُ عنه الإِبل، وتَغْزُر

أَلبانُها، ويَطِـيبُ لحمها. وتُوضِـحُ: موضع. واللِّبَدُ: ما تَلَبَّدَ من

الوَبر، الواحدةُ لِبْدَة، التهذيب: يقال كُفَّ من غَرْبك أَي من

حِدَّتك.والغَرْبُ: حَدُّ كلِّ شيء، وغَرْبُ كلِّ شيءٍ حَدُّه؛ وكذلك غُرابه.

وفرسٌ غَرْبٌ: كثيرُ العَدْوِ؛ قال لبِـيد:

غَرْبُ الـمَصَبَّةِ، مَحْمودٌ مَصارِعُه، * لاهي النَّهارِ لسَيْرِ الليلِ مُحْتَقِرُ

أَراد بقوله غرْبُ الـمَصَبَّة: أَنه جَوَادٌ، واسِعُ الخَيْر والعَطاء

عند الـمَصَبَّة أَي عند إِعْطاءِ المال، يُكْثِرُه كما يُصَبُّ الماءُ.

وعينٌ غَرْبةٌ: بعيدةُ الـمَطْرَح. وإِنه لغَرْبُ العَين أَي بعيدُ مَطْرَح العين؛ والأُنثى غَربةُ العين؛ وإِياها عَنَى الطِّرمَّاحُ بقوله:

ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانَةٌ، * غَرْبةُ العَيْنِ جَهادُ الـمَسَامْ

وأَغْرَبَ الرجلُ: جاءَ بشيءٍ غَريب. وأَغْرَب عليه، وأَغْرَب به: صَنَع به صُنْعاً قبيحاً. الأَصمعي: أَغْرَب الرجلُ في مَنْطِقِه إِذا لم يُبْقِ شَيْئاً إِلاَّ تكلم

به. وأَغْرَبَ الفرسُ في جَرْيه: وهو غاية الاكثار. وأَغْرَبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وجَعُه من مرضٍ أَو غيره. قال الأَصمعي وغيره: وكُلُّ ما وَاراك وسَتَرك، فهو مُغْرِبٌ؛ وقال ساعدة الـهُذَليُّ:

مُوَكَّلٌ بسُدُوف الصَّوْم، يُبْصِرُها * من الـمَغارِبِ، مَخْطُوفُ الـحَشَا، زَرِمُ

وكُنُسُ الوَحْش: مَغارِبُها، لاسْتتارها بها.

وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاءُ مُغْرِبٍ، على الإِضافة، عن

أَبي عليّ: طائرٌ عظيم يَبْعُدُ في طَيرانه؛ وقيل: هو من الأَلْفاظِ

الدالةِ على غير معنى. التهذيب: والعَنْقاءُ الـمُغْرِبُ؛ قال: هكذا جاءَ عن العَرَب بغير هاء، وهي التي أَغْرَبَتْ في البلادِ، فَنَـأَتْ ولم تُحَسَّ ولم تُرَ. وقال أَبو مالك: العَنْقاءُ الـمُغْرِبُ رأْسُ الأَكمَة في أَعْلى الجَبَل الطويل؛ وأَنْكر أَن يكون طائراً؛ وأَنشد:

وقالوا: الفتى ابنُ الأَشْعَرِيَّةِ، حَلَّقَتْ، * به، الـمُغْرِبُ العَنْقاءُ، إِنْ لم يُسَدَّدِ

ومنه قالوا: طارَتْ به العَنْقاءُ الـمُغْرِبُ؛ قال الأَزهري: حُذفت هاء التأْنيث منها، كما قالوا: لِحْيةٌ ناصِلٌ، وناقة ضامر، وامرأَة عاشق.

وقال الأَصمعي: أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إِذا جاءَ بأَمر غريب. وأَغْرَبَ الدابَّةُ إِذا اشْتَدَّ بياضُه، حتى تَبْيَضَّ مَحاجِرُه وأَرْفاغُه،

وهو مُغْرِبٌ. وفي الحديث: طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٌ أَي ذَهَبَتْ به

الداهيةُ.

والـمُغْرِبُ: الـمُبْعِدُ في البلاد.

وأَصابه سَهْمُ غَرْبٍ وغَرَبٍ إِذا كان لا يَدْري مَن رَماه. وقيل:

إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي؛ وقيل: إِذا تَعَمَّد به غيرَه فأَصابه؛ وقد

يُوصَف به، وهو يسكَّن ويحرك، ويضاف ولا يضاف، وقال الكسائي والأَصمعي: بفتح الراءِ؛ وكذلك سَهْمُ غَرَضٍ. وفي الحديث: أَن رجلاً كان واقِفاً معه في غَزاةٍ، فأَصَابَه سَهْمُ غَرْبٍ أَي لا يُعْرَفُ راميه؛ يقال: سَهْمُ غرب وسهمٌ غَربٌ، بفتح الراءِ وسكونها، بالإِضافة وغير الإِضافة؛ وقيل: هو بالسكون إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي، وبالفتح إِذا رماه فأَصاب غيره. قال ابن الأَثير والهروي: لم يثبت عن الأَزهري إِلا الفتح.

والغَرْبُ والغَرْبة: الـحِدَّةُ. ويقال لِحَدِّ السيف: غَرْبٌ. ويقال: في لسانه غَرْبٌ أَي حِدَّة. وغَرْبُ اللسانِ: حِدَّتُه. وسيفٌ غَرْبٌ: قاطع حديد؛ قال الشاعر يصف سيفاً:

غَرْباً سريعاً في العِظامِ الخُرْسِ

ولسان غَرْبٌ: حَديدٌ. وغَرْبُ الفرس: حِدَّتُه. وفي حديث ابن عباس ذَكَر الصِّدِّيقَ، فقال: كانَ واللّهِ بَرّاً تَقِـيّاً يُصَادَى غَرْبُه؛

(يتبع...)

(تابع... 1): غرب: الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ... ...

وفي رواية: يُصَادَى منه غَرْبٌ؛ الغَرْبُ: الحِدَّةُ؛ ومنه غَرْبُ السيف؛ أَي كانَتْ تُدَارَى حِدَّتُه وتُتَّقَى؛ ومنه حديث عمر: فَسَكَّنَ من غَرْبه؛ وفي حديث عائشة، قالت عن زينب، رضي اللّه عنها: كُلُّ خِلالِها مَحْمودٌ، ما خَلا سَوْرَةً من غَرْبٍ، كانت فيها؛ وفي حديث الـحَسَن: سُئل عن القُبلة للصائم، فقال: إِني أَخافُ عليك غَرْبَ الشَّباب أَي حِدَّته. والغَرْبُ: النَّشاط والتَّمادِي.

واسْتَغْرَب في الضَّحِك، واسْتُغْرِبَ: أَكْثَرَ منه. وأَغْرَبَ:

اشْتَدَّ ضَحِكُه ولَجَّ فيه. واسْتَغْرَبَ عليه الضحكُ، كذلك. وفي الحديث: أَنه ضَحِكَ حتى استَغْرَبَ أَي بالَغَ فيه. يُقال: أَغْرَبَ في ضَحِكه، واسْتَغْرَبَ، وكأَنه من الغَرْبِ البُعْدِ؛

وقيل: هو القَهْقهة. وفي حديث الحسن: إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحِكاً في الصلاة، أَعادَ الصلاةَ؛ قال: وهو مذهب أَبي حنيفة، ويزيد عليه إِعادةَ الوضوء. وفي دُعاءِ ابنِ هُبَيْرَة: أَعُوذُ بك من كل شيطانٍ مُسْتَغْرِبٍ، وكُلِّ نَبَطِـيٍّ مُسْتَعْرِبٍ؛ قال الـحَرْبيُّ: أَظُنُّه الذي جاوَزَ القَدْرَ في الخُبْثِ، كأَنه من الاسْتِغْراب في الضَّحِك، ويجوز أَن يكون بمعنى الـمُتَناهِي في الـحِدَّةِ، من الغَرْبِ: وهي الـحِدَّةُ؛ قال الشاعر:

فما يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً، * ولا يَنْسُبُونَ القولَ إِلاَّ تَخَافِـيَا

شمر: أَغْرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتى تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه.

والغَرْبُ: الرَّاوِيَةُ التي يُحْمَلُ عليها الماء. والغَرْبُ: دَلْو عظيمة من مَسكِ ثَوْرٍ، مُذَكَّرٌ، وجمعهُ غُروبٌ. الأَزهري، الليث: الغَرْبُ يومُ السَّقْيِ؛ وأَنشد:

في يوم غَرْبٍ، وماءُ البئر مُشْتَرَكُ

قال: أُراه أَراد بقوله في يوم غَربٍ أَي في يوم يُسْقَى فيه بالغَرْبِ، وهو الدلو الكبير، الذي يُسْتَقَى به على السانية؛ ومنه قول لبيد:

فصَرَفْتُ قَصْراً، والشُّؤُونُ كأَنها * غَرْبٌ، تَخُبُّ به القَلُوصُ، هَزِيمُ

وقال الليث: الغَرْبُ، في بيت لبيدٍ: الرَّاوية، وإِنما هو الدَّلْو

الكَبيرةُ. وفي حديث الرؤيا: فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ، فاسْتَحالَتْ في

يَدِه غَرْباً؛ الغَرْبُ، بسكون الراءِ: الدلو العظيمة التي تُتَّخَذُ من

جلدِ ثَوْرٍ، فإِذا فتحت الراء، فهو الماء السائل بين البئر والحوض، وهذا تمثيل؛ قال ابن الأَثير: ومعناه أَن عمر لما أَخذ الدلو ليستقي عَظُمَتْ في يده، لأَن الفُتُوح كان في زمنه أَكْثَرَ منه في زمن أَبي بكر، رضي اللّه عنهما. ومعنى اسْتَحالَتْ: انقلبتْ عن الصِّغَر إِلى الكِـبَر. وفي حديث الزكاة: وما سُقِـيَ بالغَرْبِ، ففيه نِصْفُ العُشْر. وفي الحديث: لو أَنَّ غَرْباً من جهنم جُعِلَ في الأَرض، لآذى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّة حَرِّه ما بين الـمَشْرق والمغرب. والغَرْبُ: عِرْقٌ في مَجْرَى الدَّمْع يَسْقِـي ولا يَنْقَطِـع، وهو كالناسُور؛ وقيل: هو عرقٌ في العين لا ينقطع سَقْيُه. قال الأَصمعي: يقال: بعينه غَرْبٌ إِذا كانت تسيل، ولا تَنْقَطع

دُمُوعُها. والغَرْبُ: مَسِـيلُ الدَّمْع، والغَرْبُ: انْهِمالُه من العين.

والغُرُوبُ: الدُّموع حين تخرج من العين؛ قال:

ما لكَ لا تَذْكُر أُمَّ عَمْرو، * إِلاَّ لعَيْنَيْكَ غُروبٌ تَجْرِي

واحِدُها غَرْبٌ.

والغُروبُ أَيضاً: مَجارِي الدَّمْعِ؛ وفي التهذيب: مَجارِي العَيْنِ.

وفي حديث الحسن: ذَكَر ابنَ عباس فقال: كان مِثَجّاً يَسِـيلُ غَرْباً.

الغَرْبُ: أَحدُ الغُرُوبِ، وهي الدُّمُوع حين تجري. يُقال: بعينِه غَرْبٌ إِذا سالَ دَمْعُها، ولم ينقطعْ، فشَبَّه به غَزَارَة علمه، وأَنه لا

ينقطع مَدَدُه وجَرْيُه. وكلُّ فَيْضَة من الدَّمْع: غَرْبٌ؛ وكذلك هي من الخمر.

واسْتَغْرَبَ الدمعُ: سال.

وغَرْبَا العين: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها. وللعين غَرْبانِ: مُقْدِمُها

ومُؤْخِرُها.

والغَرْبُ: بَثْرة تكون في العين، تُغِذُّ ولا تَرْقأُ.

وغَرِبَت العينُ غَرَباً: وَرِمَ مَـأْقُها.

وبعينه غَرَبٌ إِذا كانت تسيل، فلا تنقطع دُموعُها. والغَرَبُ،

مُحَرَّك: الخَدَرُ في العين، وهو السُّلاقُ.

وغَرْبُ الفم: كثرةُ ريقِه وبَلَلِه؛ وجمعه: غُرُوبٌ. وغُروبُ

الأَسنانِ: مَناقِـعُ ريقِها؛ وقيل: أَطرافُها وحِدَّتُها وماؤُها؛ قال

عَنترة:

إِذْ تَستَبِـيكَ بِذي غُروبٍ واضِـحٍ، * عَذْبٍ مُقَبَّلُه، لَذِيذ الـمَطْعَمِ وغُروبُ الأَسنانِ: الماءُ الذي يَجرِي عليها؛ الواحد: غَرْبٌ. وغُروبُ الثَّنايا: حدُّها وأُشَرُها. وفي حديث النابغة: تَرِفُّ غُروبُه؛ هي جمع غَرْب، وهو ماء الفم، وحِدَّةُ الأَسنان. والغَرَبُ: الماءُ الذي يسيل من الدَّلْو؛ وقيل: هو كلُّ ما انصَبَّ من الدلو، من لَدُنْ رأْسِ البئر إِلى الحوضِ. وقيل: الغَرَبُ الماءُ الذي يَقْطُر من الدِّلاءِ بين البئر والحوض، وتتغير ريحُه سريعاً؛ وقيل: هو ما بين البئر والحوض، أَو حَوْلَهُما من الماءِ والطين؛ قال ذو الرمة:

وأُدْرِكَ الـمُتَبَقَّى من ثَميلَتِه، * ومن ثَمائِلها، واسْتُنشِئَ الغَرَبُ

وقيل: هو ريح الماء والطين لأَنه يتغير ريحُهُ سريعاً. ويقال للدَّالج بين البئر والحوْض: لا تُغْرِبْ أَي لا تَدْفُقِ الماءَ بينهما

فتَوْحَل.وأَغْرَبَ الـحَوضَ والإِناءَ: ملأَهما؛ وكذلك السِّقاءَ؛ قال بِشْر بن أَبي خازِم:

وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ، غَداةَ تَحَمَّلُوا، * سُفُنٌ تَكَفَّـأُ في خَليجٍ مُغْرَبِ

وأَغربَ الــساقــي إِذا أَكثر الغَرْبَ. والإِغرابُ: كثرةُ المال، وحُسْنُ

الحال من ذلك، كأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكِه، وحُسنَ الحال يَمْلأُ نفسَ ذي الحال؛ قال عَدِيُّ بن زيد العِـبادِيّ:

أَنتَ مما لَقِـيتَ، يُبْطِرُكَ الإِغـ * ـرابُ بالطَّيشِ، مُعْجَبٌ مَحبُورُ

والغَرَبُ: الخَمْرُ؛ قال:

دَعِـيني أَصْطَبِـحْ غَرَباً فأُغْرِبْ * مع الفِتيانِ، إِذ صَبَحوا، ثُمُودا

والغَرَبُ: الذَّهَبُ، وقيل: الفضَّة؛ قال الأَعشى:

إِذا انْكَبَّ أَزْهَرُ بين السُّقاة، * تَرامَوْا به غَرَباً أَو نُضارا

نَصَبَ غَرَباً على الحال، وإِن كان جَوْهراً، وقد يكون تمييزاً. ويقال الغَرَب: جامُ فِضَّةٍ؛ قال الأَعشى:

فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كما * دَعْدَعَ ساقــي الأَعاجِمِ الغَرَبا

قال ابن بري: هذا البيت للبيد، وليس للأَعشى، كما زعم الجوهري، والرَّكاء، بفتح الراءِ: موضع؛ قال: ومِن الناسِ مَن يكسر الراء، والفتح أَصح. ومعنى دَعدَعَ: مَلأَ. وصَفَ ماءَينِ التَقَيا من السَّيل، فملآ سُرَّة الرَّكاءِ كما ملأَ ساقــي الأَعاجِمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً؛ قال: وأَما بيت الأَعشى الذي وقع فيه الغَرَبُ بمعنى الفضة فهو قوله:

تَرامَوا به غَرَباً أَو نُضارا

والأَزهر: إِبريقٌ أَبيضُ يُعْمَلُ فيه الخمرُ، وانكبابُه إِذا صُبَّ

منه في القَدَح. وتَراميهم بالشَّراب: هو مُناوَلةُ بعضهم بعضاً أَقداحَ الخَمْر. والغَرَبُ:

الفضة. والنُّضارُ: الذَّهَبُ. وقيل: الغَرَبُ والنُّضار: ضربان من الشجر تُعمل منهما الأَقْداحُ. التهذيب: الغَرْبُ شَجَرٌ تُسَوَّى منه الأَقْداحُ البِـيضُ؛ والنُّضار: شَجَرٌ تُسَوَّى منه أَقداح صُفْر، الواحدةُ: غَرْبَةٌ، وهي شَجَرة ضَخْمةٌ شاكة خَضراءُ، وهي التي يُتَّخَذُ منها الكُحَيلُ، وهو القَطِرانُ، حِجازية.

قال الأَزهري: والأَبهَلُ هو الغَرْبُ لأَنَّ القَطِرانَ يُسْتَخْرَجُ منه. ابن سيده: والغَرْبُ، بسكون الراءِ: شجرة ضَخْمة شاكة خَضْراءُ

حِجازِيَّة، وهي التي يُعْمَلُ منها الكُحيلُ الذي تُهْنأُ به الإِبلُ،

واحِدَتُه غَرْبة. والغَرْبُ: القَدَح، والجمع أَغْراب؛ قال الأَعشى:

باكَرَتْهُ الأَغْرابُ في سِنَةِ النَّوْ * مِ، فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيالِ

ويُروى باكَرَتْها. والغَرَبُ: ضَرْبٌ من الشجر، واحدته غَرَبَةٌ؛ قاله الجوهري (1)

(1 قوله «قاله الجوهري» أي وضبطه بالتحريك بشكل القلم وهو مقتضى سياقه فلعله غير الغرب الذي ضبطه ابن سيده بسكون الراء.) ؛ وأَنشد:

عُودُكَ عُودُ النُّضارِ لا الغَرَبُ

قال: وهو اسْبِـيدْدارْ، بالفارسية.

والغَرَبُ: داء يُصِـيبُ الشاةَ، فيتَمَعَّط خُرْطُومُها، ويَسْقُطُ منه

شَعَرُ العَين؛ والغَرَبُ في الشاة: كالسَّعَفِ في الناقة؛ وقد غَرِبَت

الشاةُ، بالكسر.

والغارِبُ: الكاهِلُ من الخُفِّ، وهو ما بين السَّنام والعُنُق، ومنه

قولهم: حَبْلُكِ على غارِبكِ. وكانت العربُ إِذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته، في الجاهلية، قال لها: حَبْلُك على غارِبك أَي خَلَّيتُ سبيلك، فاذْهَبي حيثُ شِئْتِ. قال الأَصمعي: وذلك أَنَّ الناقة إِذا رَعَتْ وعليها خِطامُها، أُلْقِـيَ على غارِبها وتُرِكَتْ ليس عليها خِطام، لأَنها إِذا رأَت الخِطامَ لم يُهْنِها الـمَرْعى. قال: معناه أَمْرُكِ إِلَيكِ، اعمَلي ما شِئْتِ. والغارِب: أَعْلى مُقَدَّم السَّنام، وإِذا أُهْمِلَ البعيرُ طُرِحَ حَبلُه على سَنامه، وتُرِكَ يَذْهَبُ حيث شاءَ. وتقول: أَنتَ مُخَلًّى كهذا البعير، لا يُمْنَعُ من شيءٍ، فكان أَهل الجاهلية يُطَلِّقونَ بهذا. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت ليَزِيدَ بن الأَصَمِّ: رُمِيَ بِرَسَنِك على غارِبك أَي خُلِّـيَ سَبِـيلُك، فليس لك أَحدٌ يمنعك عما تريد؛ تَشْبيهاً بالبعير يُوضَعُ زِمامُه على ظهرِه، ويُطْلَقُ يَسرَح أَين أَراد في المرْعى. وورد في الحديث في كنايات الطلاق: حَبْلُكِ على غارِبِك أَي أَنتِ مُرْسَلةٌ مُطْلَقة، غير مشدودة ولا مُمْسَكة بعَقْدِ النكاح.

والغارِبانِ: مُقَدَّمُ الظهْر ومُؤَخَّرُه.

وغَوارِبُ الماءِ: أَعاليه؛ وقيل: أَعالي مَوْجِه؛ شُبِّهَ بغَوارِبِ

الإِبل.

وقيل: غاربُ كلِّ شيءٍ أَعْلاه. الليث: الغارِبُ أَعْلى الـمَوْج،

وأَعلى الظَّهر. والغارِبُ: أَعلى مُقَدَّمِ السَّنام. وبعيرٌ ذُو غارِبَين

إِذا كان ما بَينَ غارِبَيْ سَنامِه مُتَفَتِّقاً، وأَكثرُ ما يكون هذا في

البَخاتِـيِّ التي أَبوها الفالِـجُ وأُمها عربية. وفي حديث الزبير: فما

زال يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِب حتى أَجابَتْه عائشةُ إِلى الخُروج. الغاربُ: مُقَدَّمُ السَّنام؛ والذِّرْوَةُ أَعلاه. أَراد: أَنه ما زال يُخادِعُها ويَتَلطَّفُها حتى أَجابَتهُ؛ والأَصل فيه: أَن الرجل إِذا أَراد أَن يُؤَنِّسَ البعيرَ الصَّعْبَ، لِـيَزُمَّه ويَنْقاد له، جَعَل يُمِرُّ يَدَه عليه، ويَمسَحُ غاربَه، ويَفتِلُ وبَرَه حتى يَسْـتَأْنِسَ، ويَضَعَ فيه الزِّمام.

والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِكَينِ الأَسْفَلانِ اللَّذان يَلِـيانِ أَعالي الفَخِذَين؛ وقيل: هما رُؤُوس الوَرِكَين، وأَعالي فُرُوعهما؛ وقيل: بل هما عَظْمانِ رَقيقانِ أَسفل من الفَراشة. وقيل: هما عَظْمانِ شاخصانِ، يَبْتَدّانِ الصُّلْبَ. والغُرابانِ، من الفَرس والبعير: حَرفا الوَرِكَينِ الأَيْسَرِ والأَيمنِ، اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب، حيث التَقَى رأْسا الوَرِكِ اليُمْنى واليُسْرى، والجمع غِربانٌ؛ قال الراجز:

يا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ،

خَمْسَةُ غِرْبانٍ على غُرابِ

وقال ذو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الـحَمائلَ، بَعْدما * تَقَوَّبَ، عن غِرْبان أَوْراكها، الخَطْرُ

أَراد: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عن الخَطْرِ، فقلبه لأَن المعنى معروف؛ كقولك: لا يَدْخُلُ الخاتَمُ في إِصْبَعِي أَي لا يَدْخُلُ إِصْبَعي في خاتَمي. وقيل: الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

سأَرْفَعُ قَوْلاً للـحُصَينِ ومُنْذِرٍ، * تَطِـيرُ به الغِرْبانُ شَطْرَ الـمَواسم

قال: الغِرْبانُ هنا أَوْراكُ الإِبِلِ أَي تَحْمِلُه الرواةُ إِلى المواسم. والغِرْبانُ: غِرْبانُ الإِبِلِ، والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِك، اللَّذانِ يَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ؛ والمعنى: أَن هذا الشِّعْرَ يُذْهَبُ به على الإِبِل إِلى الـمَواسم، وليس يُرِيدُ الغِربانَ دونَ غيرِها؛ وهذا كما قال الآخر:

وإِنَّ عِتاقَ العِـيسِ، سَوْفَ يَزُورُكُمْ * ثَنائي، على أَعْجازِهِنَّ مُعَلَّقُ

فليس يريد الأَعجاز دون الصُّدور. وقيل: إِنما خصَّ الأَعْجازَ

والأَوْراكَ، لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها في قَعْبَةٍ احْتَقَبها، وشدَّها على

عَجُز بعيره.

والغُرابُ: حَدُّ الوَرك الذي يلي الظهْرَ.

والغُرابُ: الطائرُ الأَسْوَدُ، والجمع أَغْرِبة، وأَغْرُبٌ، وغِرْبانٌ،

وغُرُبٌ؛ قال:

وأَنْتُم خِفافٌ مِثْلُ أَجْنحةِ الغُرُبْ

وغَرابِـينُ: جمعُ الجمع. والعرب تقول: فلانٌ أَبْصَرُ من غُرابٍ، وأَحْذَرُ من غُرابٍ، وأَزْهَى من غُرابٍ، وأَصْفَى عَيْشاً من غُرابٍ، وأَشدُّ سواداً من غُرابٍ. وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ، قالوا: وَقَعَ في أَرْضٍ لا يَطِـير غُرابُها. ويقولون: وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ؛ وذلك أَنه يتَّبِـعُ أَجودَ التَّمْر فيَنْتَقِـيه. ويقولون: أَشْـأَمُ من غُرابٍ، وأَفْسَقُ من غُراب. ويقولون: طارَ غُرابُ فلانٍ إِذا شاب رأْسُه؛ ومنه قوله:

ولـمَّا رَأَيْتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَايةٍ

أَراد بابْنِ دايةٍ الغُرابَ. وفي الحديث: أَنه غَيَّرَ اسمَ غُرابٍ، لـمَا فيه من البُعْدِ، ولأَنه من أَخْبَث الطُّيور. وفي حديث عائشة، لـمّا

نَزَلَ قولُه تعالى: ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ: فأَصْبَحْنَ على رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ. شَبَّهَتِ الخُمُرَ في سوادها بالغِرْبان، جمع غُراب؛ كما قال الكميت:

كغِرْبانِ الكُروم الدوالِجِ

وقوله:

زَمانَ عَليَّ غُرابٌ غُدافٌ، * فطَيَّرَهُ الشَّيْبُ عنِّي فطارا

إِنما عَنى به شِدَّةَ سوادِ شعره زمانَ شَبابِه. وقوله:

(يتبع...)

(تابع... 2): غرب: الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ... ...

فَطَيَّرَه الشَّيْبُ، لم يُرِدْ أَن جَوْهَرَ الشَّعر زال، لكنه أَراد أَنّ السَّوادَ أَزالَه الدهرُ فبَقِـي الشعرُ مُبْيَضّاً.

وغُرابٌ غاربٌ، على المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شاعِرٌ، ومَوتٌ مائِتٌ؛ قال رؤبة:

فازْجُرْ من الطَّيرِ الغُرابَ الغارِبا

والغُرابُ: قَذالُ الرأْس؛ يقال: شابَ غُرابُه أَي شَعَرُ قَذالِه.

وغُرابُ الفأْسِ: حَدُّها؛ وقال الشَّمّاخ يصف رجلاً قَطَعَ نَبْعةً:

فأَنْحَى، عليها ذاتَ حَدٍّ، غُرابُها * عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضاهِ، مُشارِزُ

وفأْسٌ حديدةُ الغُرابِ أَي حديدةُ الطَّرَف.

والغرابُ: اسم فرسٍ لغَنِـيٍّ ، على التشبيه بالغُرابِ من الطَّيرِ.

ورِجْلُ الغُراب: ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبلِ شديدٌ، لا يَقْدِرُ الفَصِـيلُ على أَن يَرْضَعَ معه، ولا يَنْحَلُّ. وأَصَرَّ عليه رِجْلَ الغرابِ:

ضاقَ عليه الأَمْرُ؛ وكذلك صَرَّ عليه رِجلَ الغُرابِ؛ قال الكُمَيْتُ:

صَرَّ، رِجْلَ الغُرابِ، مُلْكُكَ في النا * سِ على من أَرادَ فيه الفُجُورا

ويروى: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ. ورجلَ الغرابِ: مُنْتَصِبٌ على الـمَصْدَر، تقديره صَرّاً، مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الغراب.

وإِذا ضاقَ على الإِنسان معاشُه قيل: صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرابِ؛ ومنه قول الشاعر:

إِذا رِجْلُ الغُرابِ عليَّ صُرَّتْ، * ذَكَرْتُكَ، فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِـيرُ

وأَغرِبةُ العَرَبِ: سُودانُهم، شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ في لَوْنِهِم.

والأَغْرِبَةُ في الجاهلية: عَنْترةُ، وخُفافُ ابن نُدْبَةَ السُّلَمِـيُّ، وأَبو عُمَيرِ بنُ الـحُبابِ السُّلَمِـيُّ أَيضاً، وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وهشامُ ابنُ عُقْبة بنِ أَبي مُعَيْطٍ، إِلا أَنَّ هشاماً هذا مُخَضْرَمٌ، قد وَلِـيَ في الإِسلام. قال ابن الأَعرابي: وأَظُنُّهُ قد وَلِـيَ الصائفَةَ وبعضَ الكُوَر؛ ومن الإِسلاميين: عبدُاللّه بنُ خازم، وعُمَيْرُ بنُ أَبي عُمَير بنِ الـحُبابِ السُّلَمِـيُّ، وهمّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِـيّ،

ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ، ومَطَرُ ابن أَوْفى المازِنيّ، وتأَبـَّطَ شَرّاً، والشّنْفَرَى، (1)

(1 ليس تأبّط شراً والشنفرى من الإسلاميين وإنما هما جاهليّان.)

وحاجِزٌ؛ قال ابن سيده: كل ذلك عن ابن الأَعرابي. قال: ولم يَنْسُبْ حاجزاً هذا إِلى أَب ولا أُم، ولا حيٍّ ولا مكانٍ، ولا عَرَّفَه بأَكثر من هذا. وطار غرابُها بجَرادتِكَ: وذلك إِذا فات الأَمْرُ،

ولم يُطْمَعْ فيه؛ حكاهُ ابنُ الأَعرابي.

وأَسودُ غُرابيٌّ وغِرْبيبٌ: شديدُ السوادِ؛ وقولُ بِشْر بن أَبي خازم:

رأَى دُرَّة بَيْضاءَ، يَحْفِلُ لَوْنَها * سُخامٌ، كغِرْبانِ البَريرِ، مُقَصَّبُ

يعني به النضيج من ثَمَر الأَراك. الأَزهري: وغُرابُ البَرِيرِ

عُنْقُودُه الأَسْوَدُ، وجمعه غِرْبانٌ، وأَنشد بيت بشر بن أَبي خازم؛ ومعنى يَحْفِلُ لَوْنَها: يَجْلُوه؛ والسُّخَامُ: كُلُّ شيءٍ لَيِّن من صوف، أَو قطن، أَو غيرهما، وأَراد به شعرها؛ والـمُقَصَّبُ: الـمُجَعَّدُ.

وإِذا قلت: غَرابيبُ سُودٌ، تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلاً من غَرابيبِ لأَن

توكيد الأَلوان لا يتقدَّم. وفي الحديث: إِن اللّه يُبْغِضُ الشيخَ

الغِرْبِـيبَ؛هو

الشديدُ السواد، وجمعُه غَرابيبُ؛ أَراد الذي لا يَشيبُ؛وقيل: أَراد الذي يُسَوِّدُ شَيْبَه. والـمَغارِبُ: السُّودانُ. والـمَغارِبُ: الـحُمْرانُ. والغِرْبِـيبُ: ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف، شديدُ السَّوادِ، وهو أَرَقُّ العِنَب وأَجْوَدُه، وأَشَدُّه سَواداً.

والغَرَبُ: الزَّرَقُ في عَيْنِ الفَرس مع ابْيضاضِها.

وعينٌ مُغْرَبةٌ: زَرْقاءُ، بيضاءُ الأَشْفارِ والـمَحاجِر، فإِذا ابْيَضَّتْ الـحَدَقةُ، فهو أَشدُّ الإِغرابِ. والـمُغْرَبُ: الأَبيضُ؛ قال مُعَوية الضَّبِّـيُّ:

فهذا مَكاني، أَو أَرَى القارَ مُغْرَباً، * وحتى أَرَى صُمَّ الجبالِ تَكَلَّمُ

ومعناه: أَنه وَقَعَ في مكان لا يَرْضاه، وليس له مَنْجًى إِلاّ أَن

يصير القارُ أَبيضَ، وهو شِـبه الزفت، أَو تُكَلِّمَه الجبالُ، وهذا ما لا يكون ولا يصح وجوده عادة.

ابن الأَعرابي: الغُرْبةُ بياض صِرْفٌ، والـمُغْرَبُ من الإِبل: الذي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيْه، وحَدَقَتاه، وهُلْبُه، وكلُّ شيء منه.

وفي الصحاح: الـمُغْرَبُ الأَبيضُ الأَشْفارِ من كل شيءٍ؛ قال الشاعر:

شَرِيجَانِ من لَوْنَيْنِ خِلْطانِ، منهما * سَوادٌ، ومنه واضِـحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ

والـمُغْرَبُ من الخَيل: الذي تَتَّسِـعُ غُرَّتُه في وجهِه حتى تُجاوِزَ عَيْنَيْه.

وقد أُغْرِبَ الفرسُ، على ما لم يُسمَّ فاعله، إِذا أَخَذَتْ غُرَّتُه

عينيه، وابْيَضَّت الأَشفارُ؛ وكذلك إِذا ابيضتْ من الزَّرَق أَيضاً.

وقيل: الإِغرابُ بياضُ الأَرْفاغ، مما يَلي الخاصرةَ.

وقيل: الـمُغْرَب الذي كلُّ شيء منه أَبيضُ، وهو أَقْبَحُ البياض.

والـمُغْرَبُ: الصُّبْح لبياضه، والغُرابُ: البَرَدُ، لذلك. وأُغْرِبَ الرجلُ: وُلِدَ له وَلدٌ أَبيضُ. وأُغْرِبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وَجَعُه؛ عن

الأَصمعي. والغَرْبِـيُّ: صِـبْغٌ أَحْمَرُ. والغَرْبيُّ: فَضِـيخُ النبيذِ. وقال أَبو حنيفة: الغَرْبِـيُّ يُتَّخَذُ من الرُّطَب وَحْده، ولا يَزال

شارِبُه مُتَماسِكاً، ما لم تُصِـبْه الريحُ، فإِذا بَرَزَ إِلى الهواءِ،

وأَصابتْه الريحُ، ذَهَبَ عقلُه؛ ولذلك قال بعضُ شُرَّابه:

إِنْ لم يكنْ غَرْبِـيُّكُم جَيِّداً، * فنحنُ باللّهِ وبالرِّيحِ

وفي حديث ابن عباس: اخْتُصِمَ إِليه في مَسِـيلِ الـمَطَر، فقال:

الـمَطَرُ غَرْبٌ، والسَّيْلُ شَرْقٌ؛ أَراد أَن أَكثر السَّحاب يَنْشَـأُ من

غَرْبِ القِـبْلَة، والعَيْنُ هناك، تقول العربُ: مُطِرْنا بالعَيْن إِذا

كان السحابُ ناشئاً من قِـبْلة العِراق. وقوله: والسَّيْلُ شَرْقٌ، يريد

أَنه يَنْحَطُّ من ناحيةِ الـمَشْرِقِ، لأَن ناحيةَ المشرق عاليةٌ، وناحية

المغرب مُنْحَطَّة، قال ذلك القُتَيْبي؛ قال ابن الأَثير: ولعله شيء يختص بتلك الأَرض، التي كان الخِصَام فيها. وفي الحديث: لا يزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظاهرين على الحق؛ قيل: أَراد بهم أَهلَ الشام، لأَنهم غَرْبُ الحجاز؛ وقيل: أَراد بالغرب الـحِدَّةَ والشَّوْكَةَ، يريد أَهلَ الجهاد؛ وقال ابن المدائني: الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ، وأَراد بهم العَرَبَ لأَنهم أَصحابها، وهم يَسْتَقُون بها. وفي حديث الحجاج:

لأَضْرِبَنَّكم ضَرْبةَ غَرائبِ الإِبلِ؛ قال ابن الأَثير: هذا مَثَلٌ

ضَرَبه لنَفْسه مع رعيته يُهَدِّدُهم، وذلك أَن الإِبل إِذا وردت الماء، فدَخَلَ

عليها غَريبةٌ من غيرها، ضُرِبَتْ وطُرِدَتْ حتى تَخْرُجَ عنها. وغُرَّبٌ: اسم موضع؛ ومنه قوله:

في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ

ابن سيده: وغُرَّبٌ ، بالتشديد، جبل دون الشام، في بلاد بني كلب، وعنده عين ماء يقال لها: الغُرْبة، والغُرُبَّةُ، وهو الصحيح.

والغُراب: جَبَلٌ؛ قال أَوْسٌ:

فَمُنْدَفَعُ الغُلاَّنِ غُلاَّنِ مُنْشِدٍ، * فنَعْفُ الغُرابِ، خُطْبُه فأَساوِدُهْ

والغُرابُ والغَرابةُ: مَوْضعان (1)

(1 قوله «والغراب والغرابة موضعان» كذا ضبط ياقوت الأول بضمه والثاني بفتحه وأنشد بيت ساعدة.) ؛ قال ساعدةُ ابنُ جُؤَيَّةَ:

تذَكَّرْتُ مَيْتاً، بالغَرابةِ، ثاوِياً، * فما كانَ لَيْلِـي بَعْدهُ كادَ يَنْفَدُ

وفي ترجمة غرن في النهاية ذِكْرُ غُران: هو بضم الغين، وتخفيف الراء: وادٍ قريبٌ من الـحُدَيْبية، نَزَلَ به سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في مسيره، فأَما غُرابٌ بالباءِ، فجبل بالمدينة على طريق الشام. والغُرابُ: فرسُ البَراءِ بنِ قَيْسٍ.

والغُرابِـيُّ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة.

(غرب) الشَّيْء غربا اسود وَالْعين ورمت مآقيها وَالشَّاة وَالْفرس أصابهما دَاء الغرب

(غرب) عَن وَطنه غرابة وغربة ابتعد عَنهُ وَالْكَلَام غرابة غمض وخفي فَهُوَ غَرِيب (ج) غرباء وَهِي غَرِيبَة (ج) غرائب
(غرب) فِي الأَرْض أمعن فِيهَا فسافر سفرا بَعيدا وَالْقَوْم ذَهَبُوا نَاحيَة الْمغرب قَالَ الشَّاعِر
(سَارَتْ مغربة وسرت مشرقا ... شتان بَين مشرق ومغرب) وَالْمَرْأَة السمراء أَتَت ببنين بيض والوحش فِي مغاربها غَابَتْ فِي مكانسها وَفُلَانًا أبعده ونحاه والدهر فلَانا وَعَلِيهِ تَركه بَعيدا
غرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحكا فِي الصَّلاة أعَاد الصلاةَ. كَانَ أَبُو عَمْرو والأصمعي يَقُول أَحدهمَا: الاستغراب هُوَ القهقهة وَقَالَ الآخر: هُوَ الْإِكْثَار من الضَحِك وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: أغرب الرجلُ ضَحِكا وَأنْشد بَيت ذِي الرُّمة: (الطَّوِيل)

فَمَا يُغْرِبون الضَّحْكَ إِلَّا تَبَسُّما ... وَلَا يَنْسِبون القولَ إِلَّا تخافِيا]
غرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث كَعْب أَنه ذكر منَازِل الشُّهَدَاء فِي التَّوْرَاة ثَلَاثَة فَقَالَ: رجل كَذَا وَرجل كَذَا وَرجل خرج وَهُوَ يُرِيد أَن يرجع فَأَصَابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ ثمَّ ذكر الثَّالِث حَدَّثَنِيهِ الْأَشْجَعِيّ عَن عَمْرو بن قيس عَمَّن حدّثه عَن كَعْب. قَالَ الْكسَائي والأصمعي: إِنَّمَا هُوَ سَهمُ غَرَب بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ السهْم الَّذِي لَا يُعْرَف راميه فَإِذا عرف راميه فَلَيْسَ بَغَرب قَالَ: والمحدثون يحدّثونه بتسكين الرَّاء وَالْفَتْح أَجود وَأكْثر فِي كَلَام الْعَرَب قَالَ: والغَرَبُ أَيْضا بِالْفَتْح ريح الطِّين والحَمْأة والغَرَبُ أَيْضا شجر قَالَ الْأَعْشَى: (المتقارب)

إِذا انْكَبَّ أزَهُر بَين السُّقاة ... تَرامَوا بِهِ غَرَبًا أَو نُضَارَا]
غ ر ب: (الْغُرْبَةُ الِاغْتِرَابُ) تَقُولُ: (تَغَرَّبَ) وَ (اغْتَرَبَ) بِمَعْنًى فَهُوَ (غَرِيبٌ) وَ (غُرُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَالْجَمْعُ (الْغُرَبَاءُ) . وَالْغُرَبَاءُ أَيْضًا الْأَبَاعِدُ. وَ (اغْتَرَبَ) فُلَانٌ إِذَا تَزَوَّجَ إِلَى غَيْرِ أَقَارِبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا» وَتَفْسِيرُهُ مَذْكُورٌ فِي [ض وى] وَ (التَّغْرِيبُ) النَّفْيُ عَنِ الْبَلَدِ. وَ (أَغْرَبَ) جَاءَ بِشَيْءٍ غَرِيبٍ. وَأَغْرَبَ أَيْضًا صَارَ غَرِيبًا. وَأَسْوَدُ (غِرْبِيبٌ) بِوَزْنِ قِنْدِيلٍ أَيْ شَدِيدُ السَّوَادِ. فَإِذَا قُلْتَ: (غَرَابِيبُ) سُودٍ كَانَ السُّودُ بَدَلًا مِنْ غَرَابِيبَ لِأَنَّ تَوْكِيدَ الْأَلْوَانِ لَا يَتَقَدَّمُ. وَ (الْغَرْبُ) وَ (الْمَغْرِبُ) وَاحِدٌ. وَ (غَرَبَ) بَعُدَ. يُقَالُ: (اغْرُبْ) عَنِّي أَيْ تَبَاعَدْ. وَ (غَرَبَتِ) الشَّمْسُ وَبَابُهُمَا دَخَلَ. وَ (الْغَرْبُ) بِوَزْنِ الضَّرْبِ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ. وَ (غَرْبُ) كُلِّ شَيْءٍ أَيْضًا حَدُّهُ. وَ (الْغَارِبُ) مَا بَيْنَ السَّنَامِ إِلَى الْعُنُقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ: أَيِ اذْهَبِي حَيْثُ شِئْتِ. وَأَصْلُهُ أَنَّ النَّاقَةَ إِذَا رَعَتْ وَعَلَيْهَا الْخِطَامُ أُلْقِي عَلَى غَارِبِهَا لِأَنَّهَا إِذَا رَأَتْهُ لَمْ يَهْنِئْهَا شَيْءٌ. 
غرب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين قدم عَلَيْهِ أحد ابْني ثَوْر فَقَالَ عمر: هَل من مُغَرِّبة خبر قَالَ: نعم أَخذنَا رجلا من الْعَرَب كفر بعد إِسْلَامه فقدّمناه فضربنا عُنُقه فَقَالَ: فهلاّ أدخلتموه جَوف بَيت فألقيتم إِلَيْهِ كل يَوْم رغيفا ثَلَاثَة أَيَّام لَعَلَّه يَتُوب أَو يُرَاجع اللَّهُمَّ لم أشهد وَلم آمُر وَلم أَرض إِذْ بَلغنِي. قَوْله: مُغَرِّبة (مُغرِّبة) خبر يُقَال: بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا قَالَهَا الْأمَوِي [مغربة خبر -] بِالْفَتْح وَغَيره بِالْكَسْرِ وَأَصله فِيمَا نُرَى عَن الغَرْب هُوَ البُعد وَمِنْه قيل: دَار فلَان غَرْبة قَالَ الشَّاعِر: [الْبَسِيط]

وشَطَّ وَلأْيُ النَّوَى [إنّ النَّوى -] قُذُفٌ ... تَيَّاحة غَرْبة بِالدَّار أَحْيَانًا

وَمِنْه قيل: شَأوٌ مُغرَّب (مُغَّرِب) قَالَ الْكُمَيْت فِي المغَّرِب (المغرِّب) : [الطَّوِيل]

أعهدَك من أولَى الشَبِيبِة تطُلُبُ ... على دُبُرٍ هَيْهَات شَأوٌ مُغرَّبُ (مغرب) وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه رأى أَن لَا يقتل [الرجل -] مُرْتَدا حَتَّى يستتيبه ثمَّ وقّت فِي ذَلِك ثَلَاثًا وَلم أسمع التَّوْقِيت فِي غير هَذَا الحَدِيث وَفِيه أَنه لم يسْأَله أولد على الْفطْرَة أوعلى غَيرهَا وَقد رأى أَن يُسْتَتَاب فَهَذَا غير قَول من يَقُول: إِن وُلِد على الْفطْرَة لم يستتب.
غ ر ب : غَرَبَتْ الشَّمْسُ تَغْرُبُ غُرُوبًا بَعُدَتْ وَتَوَارَتْ فِي مَغِيبِهَا وَغَرُبَ الشَّخْصُ بِالضَّمِّ غَرَابَةً بَعُدَ عَنْ وَطَنِهِ فَهُوَ غَرِيبٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَجَمْعُهُ غُرَبَاءُ وَغَرَّبْتُهُ أَنَا تَغْرِيبًا فَتَغَرَّبَ وَاغْتَرَبَ وَغَرَّبَ بِنَفْسِهِ تَغْرِيبًا أَيْضًا وَأَغْرَبَ بِالْأَلِفِ دَخَلَ فِي الْغُرْبَةِ مِثْلُ أَنْجَدَ إذَا دَخَلَ نَجْدًا وَأَغْرَبَ جَاءَ بِشَيْءٍ غَرِيبٍ وَكَلَامٌ غَرِيبٌ بَعِيدٌ مِنْ الْفَهْمِ.

وَالْغَرْبُ مِثْلُ فَلْسِ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ يُسْتَقَى بِهَا عَلَى السَّانِيَةِ وَالْغَرْبُ الْمَغْرِبُ وَالْمَغْرِبُ بِكَسْرِ الرَّاءِ عَلَى الْأَكْثَرِ وَبِفَتْحِهَا وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ مَغْرِبِيٌّ بِالْوَجْهَيْنِ وَالْغَرْبُ الْحِدَّةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ نَحْوُ الْفَأْسِ وَالسِّكِّينِ حَتَّى قِيلَ اقْطَعْ غَرْبَ لِسَانِهِ أَيْ حِدَّتَهُ وَقَوْلُهُمْ سَهْمٌ غَرْبٌ فِيهِ لُغَاتٌ السُّكُونُ وَالْفَتْحُ وَجَعْلُهُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ صِفَةً لِسَهْمٍ وَمُضَافًا إلَيْهِ أَيْ لَا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ وَهَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ بِالْإِضَافَةِ وَبِفَتْحِ الرَّاءِ وَتُكْسَرُ مَعَ التَّثْقِيلِ فِيهِمَا أَيْ هَلْ مِنْ حَالَةٍ حَامِلَةٍ لِخَبَرٍ مِنْ مَوْضِعٍ بَعِيدٍ.

وَالْغَارِبُ مَا بَيْنَ الْعُنُقِ وَالسَّنَامِ وَهُوَ الَّذِي يُلْقَى عَلَيْهِ خِطَامُ الْبَعِيرِ إذَا أُرْسِلَ لِيَرْعَى حَيْثُ شَاءَ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلْمَرْأَةِ وَجُعِلَ كِنَايَةً عَنْ طَلَاقِهَا فَقِيلَ لَهَا حَبْلُكَ عَلَى غَارِبِكِ أَيْ اذْهَبِي حَيْثُ شِئْتِ كَمَا يَذْهَبُ الْبَعِيرُ وَفِي النَّوَادِرِ الْغَارِبُ أَعْلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْجَمْعُ الْغَوَارِبُ وَالْغُرَابُ جَمْعُهُ غِرْبَانٌ وَأَغْرِبَةٌ وَأَغْرُبٌ. 

غرب


غَربَ(n. ac. غَرْب)
a. Went away, departed; retired, withdrew;
disappeared.
b.(n. ac. غُرُوْب), Set (star).
c. (n.ac.
غُرْب
غُرْبَة), Left his home; emigrated; expatriated himself, went
abroad; loved abroad.
d.(n. ac. غَرْب), Was brisk, sprightly.
غَرِبَ(n. ac. غَرَب)
a. Was black.

غَرُبَ(n. ac. غَرَاْبَة)
a. Was obscure, unintelligible; was strange, odd, unusual
outlandish.
b.(n. ac. غُرْب
غُرْبَة
غَرَاْبَة) Left his home &c.
غَرَّبَa. see I (c)b. Sent away; made to go away; removed; banished, exiled
outlawed.
c. Went west, westward.

أَغْرَبَa. see II (c)b. Did, produced, uttered something
strange, extraordinary, odd.
c. [Fī ], Went far, went to great
lengths in; was excessive in.
d. Galloped.
e. Made to gallop.

تَغَرَّبَa. see I (c)b. Came from the west.

إِغْتَرَبَa. see I (c)b. Married a foreign woman.

إِسْتَغْرَبَa. Deemed, considered strange, extraordinary, odd.
b. see IV (c)
غَرْب
(pl.
غُرُوْب)
a. West; sunset; occident.
b. Point, edge.
c. Tears.
d. Saliva, spittle.
e. Bucket.
f. see 1t
غَرْبَةa. Distance, remoteness; removal, departure.

غَرْبِيّa. Western, west; westerly; occidental.

غُرْبa. see 3t
غُرْبَةa. Absence; travels; emigration; expatriation;
exile.

غَرَبa. Silver; silver cup, goblet, tankard.
b. Gold.
c. Wine.

مَغْرِب
(pl.
مَغَاْرِبُ)
a. see 1 (a)b. [art.], Africa; north-wast Africa, Barbary, Mauritania.

مَغْرِبِيّ
(pl.
مَغَاْرِبَة)
a. Western, occidental.
b. African.
c. Moor.

غَاْرِب
(pl.
غَوَاْرِبُ)
a. Setting (sun).
b. Withers ( of a camel ).
غَرَاْبَةa. Strangeness, oddness, oddity.

غُرَاْب
(pl.
غُرُب
أَغْرِبَة
أَغْرُب
غِرْبَاْن
34)
a. Crow; raven; corvus (constellation).
b. Edge ( of a sword ).
c. Hail; snow; hoar-frost.

غَرِيْب
( pl.
a. 3غُرَبَآءُ
43), Stranger; foreigner; alien.
b. Traveller.
c. Strange, odd, unusual, bizarre, extraordinary;
outlandish; foreign.

غَرِيْبَة
(pl.
غَرَاْئِبُ)
a. fem. of
غَرِيْبb. Wonder, marvel.
c. Hand-mill.

غَرِيْبِيّa. see 25 (a)
غُرُوْبa. Sunset.

N.Ag.
غَرَّبَa. One going towards the west.
b. Distant, remote.
c. Fresh, recent (news).
N. P.
أَغْرَبَa. The dawn, the aurora.
b. Anything white.

N. Ac.
تَغَرَّبَإِغْتَرَبَa. see 3t
مِن مُغَرِّبَة
a. From abroad.

عَنْقَآء مُغْرِب
عَنْقَآء مُغْرِبَة
a. The phœnix.

غُرَاب الْبَيْن
a. Bird of ill-omen.

أَغْرِبَة العَرَب
a. The black Arabs.

صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ
الغُرَاب
a. The affair became difficult to him.
غ ر ب

كففت من غربه أي من حدّته. قال ذو الرمة:

فكفّ من غربه والغضف تتبعه ... خلف السّبيب من الإجهاد تنتحب

واقطع عني غرب لسانه. وإني أخاف عليك غرب الشّباب. وكأنّ غربيها في غربي دالج: يريد غربي العين وهما مقدمها ومؤخرها في دلوي ساقٍ. وسالت غروبه وهي الدموع حين تخرج. وكأنّ غروب أسنانها وميض البرق أي ماءها وظلمها. وقذفته نوًى غربةٌ أي بعيدة. وكانت لزرقاء عين غربة أي بعيدة المطرح. وهذا شاوٌ مغرب بالكسر والفتح. يقال: غرّبه: أبعده، وغرّب: بعد. وإذا أمعنت الكلاب في طلب الصيد قالوا: غرّبت. ويقال للرجل: يا هذا غرّب، شرّق أو غرّب. " وهل من مغرّبة خبرٍ "؟ وهو الذي جاء من بعدٍ. وتقول العرب للرجل: هل عندك من جليّة خبر أو مغرّبة؟ فيقول: قصرت عنك لا أي ما عندي خبر. وغرّبت الوحش في مغاربها أي غابت في مكانسها. وأصابه سهم غربٌ على الوصف والإضافة. واغرب عني صاغراً. ورمى فأغرب أي أبعد المرمى. ويقال: " طارت به عنقاء مغرب ". وتكلمفأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وتقول: فلان يعرب كلامه ويغرب فيه، وفي كلامه غرابة، وغرب كلامه، وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت فهي غريبة، ومنه: مصنف الغريب، وقول الأعرابيّ: ليس هذا بغريب ولكنكم في الأدب غرباء. وأغرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه إذا أكثرا منه، ونهي عن الاستغراب في الضّحك وهو أقصاه. ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوّة لأنه لا ناصح لها في وجهها.

ومن المجاز: استعيروا لنا الغريبة وهي رحى اليد لأنها لا تقر عند أربابها لكونها متعاورة. وصرّ على فلان رجل الغراب إذا وقع في ضيق وشدّة وهو لون من الصّرار. قال الكميت:

إذا رجل الغراب عليّ صرّت ... ذكرتك فاطمأن بي الضمير

وهذه أرض لا يطير غرابها أي كثيرة الثمار مخصبة. وقال النابغة:

ولرهط حرّابٍ وقدّ سورةٌ ... في المجد ليس غرابها بمطار

أي هو مجد ثابت لا يزول. وازجر عنك غراب الجهل. قال أبو النجم:

هل أنت إن شطّ مزار جمل ... مراجع سيرة أهل العقل

وزاجر عنك غراب الجهل

وطار غرابه إذا شاب، وهو واقع الغراب أي شابٌّ. وبحر ذو غوارب. وألقى حبله على غاربه.
(غرب) - في حديث أبي سَعِيدٍ - رَضي الله عنه -: "خَطبَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم - إلى مُغَيْربانِ الشَّمسِ"
قال الأَصمَعِيُّ: غَرَبَتَ الشَّمسُ تَغرُب غُروربا ومُغَيْربانا.
وقال غَيرُه: المُغَيْرِبَان والمُغَيْرِبانات، والمَغْرِبانُ : غَيْبُوبة الشَّمْسِ.
- في الحديث: أَنَّه ضَحِك حتى اسْتَغْرب"
يقال: أَغْربَ في ضَحِكه، واستَغْرب: مَضىَ فيه وبَالَغ قال الأَصمَعِيّ: الاسْتِغْراب: القَهْقَهَة. وقال أبو عمرو: هو الإِكثارُ من الضَّحِك، وأَغربَ في مَنْطِقه؛ إذا لَم يُبْقِ شيئًا إلَّا تَكلَّم به.
- وفي دعاء ابن هُبَيْرة: "أَعوذُ بك من كُلِّ شَيْطان مُسْتَغْرِب، وكُلِّ نَبَطِيّ مُسْتَعْرب"
قال الحربي: أَظنُّه الذي جاوز القَدْر في الخُبْث. من قولهم: اسْتَغرَب في الضَّحِك؛ إذا اشتدَّ وكثُر منه.
وأُغْرِب عليه: صُنِع به صَنِيعٌ قبيح. قال ابنُ هَارُون: ويَجوزُ أن يكون المُسْتَغْرِب بمعنى المُتنَاهِي في الحِدَّة؛ مأخوذ من الغَرْب، وهو الحِدَّة والتَّمادِي أيضًا.
- في حديثِ الذِي قال: "إنَّ امْرأَتِي لا تَرُدُّ يَدَ لامسٍ؟ فقال: غَرِّبْها"
: أي أبْعِدها، يريد الطَّلاقَ.
يقال: أَغْرَبْتُه وغَرَّبتُه: نَحَّيتُه، فغَرَب: أي تَنَحَّى وبَعُد، وبلدٌ غُرَّبٌ: بَعِيد، وغَرَّب تَغرِيبًا: بَعُد، كأنه لازمٌ ومُتَعدٍّ؛ ومنه: هَلْ مِن مُغَرِّبةٍ خَبَرٌ، وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّب: بَعيد، وعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ: بَعِيدٌ في البلاد.
- في حَديثِ المُغيرَة: "ولا غَرِيبَة نَجِيبَة"
يَزعُمونَ أن وَلَد الغَرائِب أَنْجَبُ.
- وفي حَدِيثِ النابِغَة: "تَرِفُّ غُروبُه"
: أي مَاءُ فَمِه، وأشَرُ أَسْنانِه.
- في الحديث: "أَنَّه غَيَّر اسْمَ غُراب" لِمَا فِيهِ من البُعْدِ، ولأَنَّه أَخبَثُ طَيْرٍ، لوقُوعِه على الجيَف.
- في حديث عائشة : " {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}، فأَصبَحن على رُؤوسِهِنَّ الغِرْبَانُ"
شَبَّهَتِ الخُمُر في سَوادِها بالغِربَان، فَسَمَّتْها بها مجازًا، كما قال الكُميْت:
* كغِرْبَان الكُرومِ الدَّوالِج *
: أي العَنَاقيدِ
غرب
الغرب: التَّمادي والحدَّةُ: وجلْدٌ تامٌّ يُتَّخَذُ منه دَلْوٌ. وكُلُّ فَيْضَةٍ من الدَمع غَرْبٌ، وجَمْعُه غُرُوبٌ. وداءٌ وخُرّاجٌ في العَيْن. ومَغْرِبُ الشَّمْس. والفَرَسُ الحَدِيدُ. والسَّيْفُ القاطِعُ.
وأغْرَبَ واسْتَغْرَبَ الرَّجُلُ: لَجَّ في الضحكِ خاصَّةً. واسْتَغْرَبَ عليه: اشْتَدَّ غَضَبُه والغَرَبُ: ماءٌ يَقْطُرُ من الدِّلاء فَيَتَغَيَّر رِيْحُه. وأغْرَبَ الــساقــي: إذا أكْثَرَ الغَرَبَ. وأغْرَبَ الحَوْضُ: فاضتْ جَوانِبُه، وكذلك الكأْسُ فهي مُغْرِبَةٌ. وغُرُوْبُ الأسنانِ: أطرافُها.
والغُرُوْبُ: غَيْبُوبَةُ الشَّمْس، وكذلك المُغَيْرِبَانُ. وأتانا عند غِرِبّانِ الشَّمس ومُغيْرِباناتِها.
والغُرْبَةُ: الاغْتِرابُ من الوَطَنِ. والغُرْبُ: الذَّهَابُ والتَّنَحّي عن الناس، غَرَبَ غُرْباً. وأغْرَبْتُه وغَرَّبْتُه: إذا نَحَّيْتَه، وأغْرِبْهُ وغَرِّبْهُ. وفي المَثَل: " أكْذَبُ من شَيْخٍ غَرِيبِ ".
والغُرْبَةُ: النَّوى والبُعْدُ. وأغْرَبَ القَوْمُ: انْتَوَوْا. وغايَةٌ مُغَرِّبَة: بَعِيدةٌ. والكِلابُ إذا أمْعَنَتْ في طَلَبِ الصيْدِ قيل: غَربَتْ. وَبَلَدٌ مُغَرِّبٌ وغُرَّبٌ: بَعِيْدٌ. وغَرَّبَ الرَّجُلُ تَغْرِيباً: بَعُدَ. وهل من مُغَرِّبَةٍ خَبَرٌ: أي خَبَرٌ طرأَ عليك. وشَأْوٌ مُغَرِّب.
وأغْرَبَ الرَّجُلُ في مَنْطِقِه: إذا لم يُبْقِ شَيْئاً إلا تَكًلّمَ به، والفَرَسُ في جَرْيِه.
والغَرِيْبُ من الكلام: الغامِضُ، غَرُبَتِ الكلمةُ تَغْرُبُ غَرَابَةً، وصاحِبُها مُغْرِبٌ.
والغارِبُ: أعْلى المَوْج والظَّهْرِ. ويقولون للمَرْأةِ عند الطَّلاقِ: حَبْلُكِ على غارِبِكِ.
والمُغْرَبُ: الأبْيَضُ الأشْفارِ من كلِّ صِنْفٍ. والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ والمُغْرِبَةُ، وإغْرَابُها: غَرْبُها في طَيَرانِها. وقيل العَنْقاءُ المُغْرِبُ: هي رَأْسُ الأكَمَةِ في أعْلى الجَبَل الطَّويل.
والبَرَدُ يُسَمّى غَرَباً لبَياضِه. والصُّبْحُ مُغْرَبٌ. ورَجُلٌ مُغَرَّبٌ: يَبْيَضُّ شَعرُ رَأْسِه ولحْيَتِه، وفَرَسٌ كذلك: إذا اتَّسَعَتْ غرَّتُه في وَجْهِه. والغُرَابً: طائرٌ، والجميع غِرْبانٌ وأغْرِبَةٌ، وهذه غِرْبَنَّةٌ وغُرَابَةٌ للأنْثى، والذَّكَرُ غِرْبَنٌّ.
والغُرَابانِ: نُقْرَتانِ عند الصَّلَوَيْنِ في العَجُز، وجَمْعُه غِرْبانٌ.
والغُرَابُ: ما يُعْقَدُ من الدَّلْوِ إلى الصُّلْب.
ورِجْلُ الغُرَابِ: نَوْعٌ من الصِّرَار في خِلْفِ الناقَةِ، وإذا اشْتَدَّ على الرَّجُل الأمْرُ وضاقَ عليه قِيْلَ: صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرَاب. وهو - أيضاً -: ضَرْبٌ من النبت.
والغَرْبيُّ من الشَّجَرِ: الذي تُصيبُه الشَّمْسُ بحَرِّها عند الأفُول. وصِبْغٌ أحْمَرُ. والفَضِيْخُ من النَّبِيْذ.
والغَرَبُ: شَجَرٌ يُتخَذُ منه الأقداحُ. وجامٌ من فِضة. وموضع يَسِيلُ فيه الماءُ بين البِئْرِ والحَوْض. والخَمْرُ.
والغِرْبِيْبُ: الأسْوَدُ، وكذلك الغِرْبابُ. وُيقال لعَناقِيدِ البَرِيْرِ: غِرْبانُ البَرِيْرِ لسَوادِها.
والغُرَابيَّةُ: نَخْلةٌ بالبَصْرَةِ. وسَهْم غَرْبٌ: لا يُعْرَفُ رامِيْه.
والمُغْرَبُ: الثَّغْرُ الذي فيه حدَّةٌ وشَنَبٌ. وذِرَاعٌ غَرب: أي طَويلةٌ.
وغَرِبَتِ العَيْنُ تَغْرَبُ غَرَباً: إذا كانَ بها وَرَمٌ في المَأقِ.
وفَرَس غَرِب: من الغَرَبِ، وهو عِرْق يَسْقي ولا يَبْرأ من دَبَرَتِه أبداً. وهو - أيضاً -: شِبْهُ الجَرَبِ، شاة غَرِبَةٌ، وإهَاب غَرِبٌ، وغَنَمٌ غَرْبى، وإبل غَرَابى، وأغْرِبَتْ فهيَ مُغْرَبَةٌ.
وهو في إغْرَابِ من العَيْش: أي في سَعَةٍ. وأغْرِبَ الرَّجُلُ: اشْتَدَّ وَجَعُه من مَرَضٍ أو غيرِه. والغَرَايِبُ: العَرايِسُ، واحِدُها غَرْبِيَةٌ.
[غرب] الغُربة: الاغتراب، تقول منه: تغرب، واغترب، بمعنى، فهو غريب وغرب أيضا بضم الغين والراء. وقال : وما كان غض الطرف منا سجية * ولكننا في مذحج غربان والجمع الغرباء. والغرباء أيضاً: الأباعد. واغترب فلانٌ، إذا تزوَّج إلى غير أقاربه. وفي الحديث " اغترِبوا لا تُضْووا ". والمُغَرِّب: الذي يأخذ في ناحية المَغْرِب. وقال قيس بن الملوَّح: وأصبحت من لَيْلى الغداةَ كناظرٍ * مع الصُبحِ في أعقاب نجمٍ مُغَرّبِ ويقال أيضاً: " هل جاءكم مُغرِّبة خَبَرٍ "، يعني الخبر الذي طرأ عليهم من بلدٍ سوى بلدهم. وشأو مغرب ومغرب أيضا بفتح الراء، أي بعيد. والتَّغْريب: النفي عن البلد. وغرب، بالتشديد: اسم جبل دون الشام في بلاد بنى كلب، وعنده عين. ماء تسمى غربة. وأغرب الرجل: جاء بشئ غريب. وأغْرَبْتُ السقاءَ: ملأته. قال بشر: وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تكفأ في خليخ مغرب وأغرب الرجل: صار غريبا. حكاه أبو نصر. واستغرب في الضحك: اشتدَّ ضحكه وكثر. والمُغْرَب: الأبيض. قال الشاعر : فهذا مكاني أو أرى القارَ مُغْرَباً * وحتى أرى صُمّ الجبالِ تَكَلَّم والمُغْرَب أيضاً: الأبيض الأشفار من كلِّ شئ، تقول: أغرب الفرس، على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا فشت غُرَّته حتَّى تأخذ العينين فتبيضّ الأشفار، وكذلك إذا ابيضَّت من الزَّرَق. وأُغْرِب الرجل أيضاً، إذا اشتد وجعه. عن الاصمعي والغراب: واحد الغِرْبان، وجمع القلَّة أَغْرِبة. وغرابُ الفأس: حدُّها. قال الشماخ يصف رجلاً قطع نبعة: فأنحى عليها ذاتَ حدٍّ غُرابها * عَدوٌّ لأوساط العِضاهِ مَشارِزُ وغُرابا الفرس والبعير: حدُّ الوِركين، وهما حرفاهما: الأيسر والأيمن، اللذان فوق الذنب حيث يلتقى رأسا الورك. عن الاصمعي. قال الراجز: يا عجبا للعجب العجاب * خمسة غربان على غراب وجمعه أيضا غربان. قال ذو الرمة: وقربن بالزرق الحمائل بعد ما * تقوب عن غربان أوراكها الخطر أراد تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه، لان المعنى معروف، كقولك: لا يدخل الخاتم في إصبعى، أي لا يدخل الاصبع في خاتمي. ورجل الغراب: ضرب من الصِّرار شديد. وقول الشاعر : رأى دُرَّةً بيضاء يَحفِلُ لونَها * سُخامٌ كغِرْبان البرير مُقَصَّبُ يعني به النضيج من ثمر الأراك. وتقول: هذا أسود غِرْبيبٌ، أي شديد السواد. وإذا قلت: غرابيبُ سودٌ، تجعل السود بدلاً من الغرابيب، لأنَّ تواكيد الألوان لا تقدَّم. والغَرْب والمَغْرِب بمعنًى واحد . وقولهم: لقيته مُغَيْرِبان الشمس، صغَّروه على غير مكبَّره، كأنَّهم صغَّروا مَغْرِبانا. والجمع مغيربانات، كما قالوا: مفارق الرأس، كأنهم جعلوا ذلك الحين أجزاء، كلما تصوبت الشمس ذهب منها جزء، فصغروه فجمعوه على ذلك. وغرب أي بعد، يقال: اغرُبْ عنِّي، أي تباعد. وغرَبت الشمس غُروباً. والغُروب أيضاً: مجاري الدمع. وللعين غُرابان: مقدِمها ومؤخرها. قال الأصمعيّ: يقال: لعَينهِ غَرْبٌ، إذا كانت تسيل ولا تنقطع دموعها. والغروب: الدموع. وقال الراجز: ما لك لا تذكر أم عمرو * ألا لعينيك غروب تجرى والغروب أيضا: حدَّة الأسنان وماؤها، واحدها غَرْب. قال عنترة: إذ تَستبيكَ بذي غُروبٍ واضحٍ * عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لذيذِ المَطْعَمِ والغَرْب أيضاً: الدلو العظيمة. ويقال لحدّ السيف غَرْب. وغَرْب كل شئ: حده. يقال: في لسانه غرب، أي حدَّة، وغَرْبُ الفرس: حدَّته وأوَّل جريه. تقول: كففت من غربه. قال النابغة:

والخيل تَنْزع غَرْبا في أعِنَّتها * وفرسٌ غَربٌ، أي كثير الجري. والغَرْب أيضاً: عِرق في مجرى الدمع يسقي فلا ينقطع، مثل الناسور. ونوى غربة، أي بعيدة. وغربة النوى: بعدها. والنوى: المكان الذى تنوى أن تأتيه في سفرك. والغارب: ما بين السنام والعنق. ومنه قولهم: " حَبْلُكِ على غارِبك "، أي اذهبي حيث شئت. وأصله أنَّ الناقة إذا رعت وعليها الخِطامُ أُلقِي على غاربها، لأنَّها إذا رأت الخطام لم يهنئها شئ. وغوارب الماء: أعالي موجه، شبِّهت بغوارب الابل. والغرب، بالتحريك: الفضة. قال الاعشى : فدعدعا سرة الركاء كما * دعدع ساقــى الاعاجم الغربا والغرب أيضاً: الخمر. والغَرَب في الشاة كالسَعَف في الناقة، وهو داءٌ يتمعَّط منه خرطومُها، ويسقط منه شَعر عينيها. وقد غَرِبت الشاة، بالكسر. قال ابن برى: الصواب أنه للبيد لا كما زعم الجوهرى. والركاء بالفتح: موضع. ومعنى دعدع: ملا. يصف ماءين التقيا من السيل فملآ اسرة الركاء كما ملا ساقــى الاعاجم قدح الغرب خمرا. وأما بيت الاعشى الذى وقع فيه الغرب بمعنى الفضة فهو: إذا انكب أزهر بين السقاة * تراموا به غربا أو نضارا لسان العرب وتاج العروس. والغرَب أيضاً: الماء الذي يقطر من الدلاء بين البئر والحوض، وتتغير ريحه سريعا. قال ذو الرمة: وأدرك المتبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب والغرب أيضا: ضرب من الشجر وهو " إسفيدار " بالفارسية. وأصابه سهم غَرَب يضاف ولا يضاف، يسكَّن ويحرك، إذا كان لا يُدرى من رماه.
غرب: غرب. يقال: غرب السهم في فواده: ثقب السهم قلبه واخترقه. ويقال: غرب السهم فقط بهذا المعنى. (معجم أبي الفداء).
غَرَّب (بالتشديد): ذهب ناحية المغرب، وطاح، ومات وهلك. وغَربَت الشمس (فوك).
وغَرَّب الدُّعاء: فسّرت بباعَدَ الصَّوْت في ديوان الهذليين (ص94 البيت الثاني).
تَغَرَّب. في مصطلح التصوف: المتغربون في هذه الحيوة: الذين اعتزلوا هذه الحياة. (بوشر)، استغرب. استغرب الشيء: وجده أوعدّه غريباً (بوشر).
استغر به: أعجب به، استحسنه. (بوشر).
غَرْب: آلة مائية للسقي (معجم البلاذري).
غَرَب: فسره رايسكه (في معجم فريتاج) بأنه موضع بين البئر والحوض يتــساقــط عليه الماء من الدلو. ولا شك ان هذا التفسير مأخوذ من الكامل (ص120).
غَرب: دوسر، ففي المستعيني: دوسر هي حشيشة يشبه ورقها ورق سنبل الحنطة إلا أنه ألْيَن منه وهو المعروف بالغَرَب (وضبط الكلمات هذا في مخطوطة ن). وفي ابن البيطار في مادة دوسر (1: 462)، ويعرف بالغرب. وهذا ما لم يفهمه سونثيمر.
مرهم الغَرَب: حَوْري، نوع من المرهم الملين الذي تدخل في تركيبه براعم الحور. نوع من المروخ. (بوشر).
غُرْبَة: اعتزال، عزلة مجازاً وفي اصطلاح الصوفية. يقال مثلاً: الذين في غربة هذه الحيوة أي الذين اعتزلوا هذه الحياة.
غربة هذه الحيوة: مزار هذه الحياة. (بوشر).
غربت الحَسِين (؟): اسم لحن من الحان الموسيقى.
الغَرْبي: الريح الغربية. (بوشر).
غَراب. في معجم فريتاج خطأ والصواب غُراب. (المقري 2، إضافات ص15).
غُراب. غراب البين: زاغ، نوع من الغربان صغير (فوك). غراب الزرع: نوع من الزاغ أبيض الريش (نيور رحلة ص166).
غُراب، وجمعها غُرابات وغِرْبان (فوك، الكالا) وأغْربَة (بوشر): قادِس، سفينة شراعية حربية. (فوك، ألكالا، بوشر). وهي غاليا ( galea) في الترجمة اللاتينية القديمة (ص569) عند أماري (ديب ص8). وفي كتاب ابن القوطية (ص7 و) أنشأ قرابات (غرابات) وأخذ من مراكب النجار. (القلائد ص54) وفيه: قرابات. وفي الادريسي (القسم الثاني الفصل السادس): يكون طول الموكب منها طول الغراب الكامل (ابن بطوطة 4: 50) وفي ألف ليلة (3: 435) ابيعكم للغراب كلّ واحد بمائتي دينار، أي لبيعكم لتكونوا مجدفين في الغراب.
غُراب. والجمع أغْربَة: سفينة شراعية صغيرة بصاريين تشبه القلعية لها شراعان ويجدف بها وتستعمل للقرصنة. (بوشر).
غُراب. والجمع غِرْبان: واجهة القصر حيث الباب الرئيس. (ألكالا).
غُراب: نوع من السمك، وهو بالإيطالية tordo marino ( باجني مخطوطات).
وقد أجاب السيد الأستاذ جيجلبوني من متحف فلورنسة الذي سأله السيد اماري بطلب مني ان أفسر معنى: tordo marino الذي ذكره باجني فقال هو من غير شك نوع من الكيدم Labrus ولعله Lab- rus turdus الذي يسمى turdu في صقلية، ويسمى Labro tordo في القارة الأوربية.
ويسمى الفرنسيون هذا النوع من السمك Viel - les de mer أي Labtre وهو الكيدم.
غُراب: في اصطلاح الحدادين حلقة ذات رأس محدّد.
غَرِيب: الرجل الذي ليس من القوم، ولا من البلد. ويجمع أيضاً على غُرْبَة (فوك) وأغراب (بوشر).
غَرِيب: عجيب، خارق، غير مألوف، فذّ، نادر، عزيز، قليل الوجود، فريد، وحيد، شاذ. (بوشر، دي ساس طرائف 1: 6، المقري 1: 603).
الغريب المُصَنَّف: الكلمات العويصة الغامضة النادرة الموجودة في الأحاديث والقرآن جمعت ورتبت وفسرت حسب المواد. (رسالة إلى السيد فليشر ص114).
غَريب: كلمة غربية: بربرية. (بوشر) غريبة (مؤثث غريب): شيء نادر، فاخر ممتاز. (هو جفلايت ص49).
غريبة: طريقة فريدة، خطَة فريدة، أسلوب ونهج شاذ. سلوك وتصرف غير مألوف. (تاريخ البربر 2: 81، 82).
غريبة: نوع من الأفاعي. (فون هوجلن في زيشر مجلة لغة مصر، مايس 1868 ص55).
الغُرَباء: المنجمون، علماء التنجيم. وقد أطلق عليهم هذا الاسم لا لانهم اجانب وغرباء بل لانهم يعملون أعملا غريبة عجيبة خارقة. (زيشر 20: 496، 503، 508).
دار الغُرَباء: مأوى الفقراء. ملجأ الفقراء، دار للإحسان، مبّرة يعيش فيها الفقراء (ألكالا).
دار للغرباء: فندق، نُزُل، مسكن مؤثث. (بوشر).
غُرَيْب. غريب الصَّحْرَى: بومة الألب الكبرى. (شيرب، تريسترام ص393) ولعل الصواب غُرَيّب تصغير غُراب. غَرَابَة: أصالة، طرافة، خصوصية. (بوشر).
غرابة الكلام ومخالفته: لَحْن، غلط في النحو أو الصرف. (بوشر).
غَرابة: لا بد أنها تدل على معنى آخر عند الخطيب (ص158 و) الذي يقول بعد أن نقل نكتة السلطان ومزاحه: ولا خفاء ببراعة هذا التوقيع وغرابة مَقاصره ومجالسه على الأيام معمورة بهذا ومثله. وربما كان الصواب قراءتها: وغرابته: وعلى هذا فالنص ناقص وقد سقط شيء من هذه العبارة.
قارن هذا بكلمة غارب.
غُرَيّب: انظر غُرَيب.
غُرَيّبَة: هكذا كتبت هذه الكلمة في محيط المحيط وقد فسرها بقوله: نوع من الحلاوات سريع التفتَّت مولَّدة. وعند شيرب: غُريبية وهي حلوى تصنع من الدقيق والسمن المذاب والسكر وتطبخ في الفرن.
وعند دوماس (حياة العرب ص253) غَريبية: حلوى من جريش الحنطة المخلوط بالسكر والزبدة والليمون الحامض. وانظر: (مارتن ص82، وبركهارت بلاد العرب 1: 58، وفيه غَربية، ومالتزن ص130 وفيه أغِربية، وبوشر وفيه غرايبة: نوع من البسكويت.
غَرَّب: شجرة في ارتفاع شجرة الزيتون، ورقها يشبه ورق الحور (وهو من فصيلة الصفصاف) إلا أنه أعرض منه قليلاً. (بركهارت سورية ص393).
غارِب: يجمع على أغارب. (عبد الواحد ص214). غارب: كاهل الفرس، حارك الفرس، وهو ما بين العنق والصهوة. (دوماس حياة العرب ص190).
غارب البيت: أعلى الغرفة. (معجم الأسبانية ص342) وفي المقري (1: 405): غوارب تابوت. وعند بوسييه: جانب الكوخ.
الغارب في جامع دمشق المسافة أسفل القبة والجناح الكبير الذي يؤدي إلى الباب الكبير (معجم ابن جبير).
مَغْرِبيَة: وقت السهرة، زمان من جنوح النهار إلى الرقاد. (بوشر).
مَغْرِبيَة: نوع من الطعام. (محيط المحيط).
مَغْربيَة: عشبة، نوع من العشب. (محيط المحيط).
[غرب] نه: إن الإسلام بدأ "غريبًا" أي كان في أول أمره كوحيد لا أهل عنده لقلة المسلمين، وسيعود- أي يقلون في آخر الزمان، فطوبى- أي الجنة، "للغرباء"- أي للمسلمين في أوله وآخره لصبرهم على أذى الكفار وأزومهم الإسلام. ن: قيل معناه: في المدينة، وظاهره العموم، وروى تفسير الغرباء بنزاع من القبائل، وقيل: هم المهاجرون. نه: ومنه ح: "اغتربوا" لا تضووا، أي تزوحوا إلى الغريب غير الأقارب فإنه أنجب للأولاد. وح: ولا "غريبة" نجيبة، أي إنها مع كونها غريبة فإنها غير منجبة الأولاد. وح: إن فيكم "مغرّبين" وفسرهم بمن يشترك فيهم الجن لأنه دخل فيهم عرق غريب أو جاؤوا من نسب بعيد، وقيل: أراد بمشاركتهم أمرهم بالزنا فجاء أولادهم من غير رشدة، ومنه: "وشاركهم في الأموال والأولاد". ج: فسر بمن يشترك فيه الجن لانقطاعهم عن أصولهم وبعد أنسابهم بمداخلة من ليس من جنسهم.إن الله يبغض الشيخ "الغربيب"، هو الشديد السواد وجمعه غرابيب" سود"، أي سود غرابيب إذ حقه التقديم. وح: ابتغوا "غرائبه"- شرح في أعربوا من ع.
باب الغين والراء والباء معهما غ ب ر، ر غ ب، غ ر ب، بغر مستعملات

غرب: الغَرْبُ: التَّمادي، وهو اللَّجاجَةُ في الشيء، قال:

قد كفَّ من غَرْبي عن الإنشادِ

وكُفَّ من غَرْبِكَ أي: من حِدَّتِكَ. واستَغْرَبَ الرجلُ إذا لجَّ في الضحكِ خَاصةً، واستَغْرَبَ عليه في الضَّحِكِ أي لَجَّ فيه. والغَرْبُ أعظم من الدلو، وهو دلو تام، وعدده أَغرُبٌ، وجمعه غُرُوبٌ. واستحالت الدلو غَرْباً أي عظمت بعدها ما كانت دلية. وفي حديث لعمر: استحالت الدلو في يدي عُمَرَ غَرْباً أي تحولت فعظمت، أراد أن عمر ستُفتَحُ على يديه فُتوحٌ وتظهر معالم الدين وتنشر. وكل فيضة من الدمع غَرْبٌ، يقال: فاضَتْ غُرُوْبُ العين، قال:

ألا لعَيْنَيْكَ غُرُوبٌ تَجْري

قال: والغروب هاهنا الدمع. والغَرْبُ في قول لبيد الراوية التي يحمل عليها الماء وهو قوله:

فصَرَفْتُ قَصْراً والشُؤونُ كأنَّها ... غَرْبٌ تَحُتُّ بها القلوصُ هزيم  (وغُرْوبُ الأسنانِ: الماء الذي يجري عليها، أي على الأسنان) واحدها غَرْبٌ. والغَرْبانِ: مُؤَخرَّ العَيْنِ ومقدمها. والغَرَبُ: ما يقطر من الدلاء عند البئر من الماء فيتغير سريعاً ريحُه. وأَغُرَبَ الــساقــي أي أكثر الغَرْبَ. وإذا انقَلَبَتِ الدَّلوُ فانصبت يقال: أَغْرَبَ الــساقــي. وإذا أفاض جوانب الحوض قيل: أغرب الحوضُ. وغُروبُ الأسنانِ: أطرافها. والغَرْبُ: خُرَاجٌ يخُرجُ في العين. والغَرْبُ: المَغْرِبُ. والغُرُوب: غَيْبُوبَةُ الشمس. ويقال: لقيته عند مُغَيْرِبانِ الشمس. وقوله تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ

، الأول أقصى ما تنتهي إليه الشمس في الصيف، والآخر أقصى ما تنتهي إليه في الشتاء، وبين الأقصى ما تنتهي إليه الشمس في الصيف، والآخر أقصى ما تنتهي إليه في الشتاء، وبين الأقصى والأدنى مائة وثمانون مَغِرباً. قال الله: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ. وقال: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ . والغُرْبَةُ: الاغتِرابُ من الوطن. وغَرَبَ فلانٌ عَنَا يَغْرُبُ غَرْباً أي تنحى، أغربته وغَرَّبْتُه أي نحيته. والغُرْبَةُ: النَّوَى البعيد، يقال: شقت بهم غربة النوى. وأَغْرَبَ القوم: أنتووا. وغايةٌ مُغرِبةٌ أي بعيدة الشأو. وغَرَّبَتِ الكلاب أي أمعنت في طلب الصيد. ويقال: نحن غُرُبانِ أي غَريبانِ، قال:

..... وتأن فإننا غُرُبانِ

وقال ابن أحمر:

لاحتْ هجائن بأسي لوحةً غُرُباً

والغَريبُ: الغامض من الكلام، وغربت الكلمة غرابة، وصاحبه مُغْرِبٌ. والغاربُ أعلى الموج، وأعلى الظهر.. وإذا قال: حبلك على غارِبكَ فهي تطليقةٌ. والمُغْرَبُ: الأبيض الأشفار من كل صنفٍ. والشعرة الغريبةُ، وجمعها غُرُبٌ، لأنها حدثٌ في الرأسِ لم يكن قبلُ. والعَنْقاءُ المُغْرِبُ، ويقال: المُغْرِبةُ وإغرابُها في طيرانها. وجمع الغُرابِ غِرْبانٌ، والعدد: أَغْرِبةٌ. والغُرابان: نُقْرتانِ في العجز، قال:

على غُرابَيْهِ نقي الألبادْ

وتقول: عرقَ حتىَّ بلغَ تَحتَ الألبادِ، وهو جمع اللَّبْد، [وهو أن] تربطَ أخلافُ ضرعِ الناقةِ بخيوطٍ وعيدانٍ، فبعضُ الصرارِ يسمى الكمشَ، وبعضهُ الشصارَ، وبعضُه رجل الغُرابِ، وهو أشد صراراً، قال الكميت:

صَرَّ رجلَ الغرابِ مُلككَ في الناس ... على من أراد فيه الفجورا

أي مُلككَ في الناس على من أراد الفُجُورَ بمنزلةِ رجل الغُراب الذي لا يحلُّ من شدة صره وإذا اشتد على الرجل الأمر وضاق عليه قيل: صر عليه رجل الغُرابِ، أي انعقد عليه الأمر كانعقاد رجلِ الغُرابِ، قال:

إذا رجلُ الغُرابِ عليه صُرتْ ... ذكَرْتُكَ فاطمأن بي الضميرُ

يقول: إذا ذكرتُكَ طابَتْ نفسي لعلمي بأنك تُفَرِّجُ عن الضيق الذي أنا فيه. والغَرَبيُّ: شَجَرٌ تُصيبُه الشَّمْسُ بحَرِّها عند الأفول. والغربي: صمغ أحمر، قال:

كأنَّما جبينه غَرْبيُّ ... أو أرجوانٌ صبغهُ كُوفي

والغَرَبً: شجرة، قال:

عودكَ عودُ النُّضارِ لا الغَرَبِ

والنُّضْارُ: الأثلُ، وكل شيء جيدٍ نضارٌ، وقول الأعشى:

.......... غَرَباً أو نُضارا

فالغَرَبُ: أقداحٌ من غَرَبٍ، وربما أسكنُ الراء اضطراراً، والغَرَبُ جامٌ من فضةٍ، قال:

فَزَعزعا سرَّة الرَّكاءِ كما ... زعزع سافي الأعاجم الغربا

والغرِبيبُ: الأسود، قال:

بين الرجالِ تفاضلٌ وتفاوتٌ ... ليس البياض كحالك غِرُبيبِ

وسهمٌ غَرَب، بفتح الراء، لا يُعَرفُ راميه. والغُرابُ: حدُّ الفَاسِ، قال الشماخ:

فأَنْحَى عليها ذَاتَ حَدٍ غُرابُها ... عَدُوٌّ لأوساط العِضاهِ مُشارزُ

والغَرْبيُ: الفضيخ من النبيذ. ويقال: الغُرابُ قذال الرجلُ، قال ساعدة بن جُؤَيّة:

شابَ الغرابُ ولا فؤادُك تاركٌ ... ذكر الغَضوبِ ولا عِتابُكَ يعتبُ

رغب: تقول: إنَّه لوَهُوبٌ لكل رَغيبةٍ أي مَرْغُوبٍ فيها، وجمعها رَغائِبُ. ورَغِبَ رَغْبةً ورَغْبَى على قياس شكوى. وتقول: إليك الرَّغْباءُ ومنك النعماء. وأنا رَغيبٌ عنه إذا تركته عمداً. ورجل رغيبٌ: واسع الجوفِ أكولٌ، وقد رَغُبَ رَغابةً ورُغْباً.

وفي الحديث: الرُّغْبُ شؤمٌ.

ومَرْغابِينُ : اسم موضعٍ، وهو نهرٌ بالبصرة. وحوضٌ رَغيبٌ أي: واسعٌ.

غبر: غَبَرَ الرجل يَغْبُرُ غُبُوراً أي مكث. والغَابِرُ في النعتِ كالماضي. وغُبْرُ الليل: آخره. والغُبَّرُ: جماعة الغابرِ. وتَغَبَّرْتُ الناقة: احتلبت غُبْرَها، أي: بقية لبنها في ضرعها، وكسعتها بغُبْرِها إذا أردت الفيقة، قال:

لا تكسع الشول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج  والأَغْبَرُ: لونٌ شِبْهُ الغُبار، وقد غبر يَغْبَرُ غَبَرَةً وغَبَراً. والغُبارُ: معروفٌ. والغَبَرَةُ: تردد الغُبارِ، فإذا سطع سمي غُباراً. والغَبَرَةُ: لطخ غُبارٍ، والغَبَرة: تغيير اللون بغُبارٍ للهم. والمُغَبِّرةُ: قوم يُغَبِّرونَ ويذكرون الله، قال:

عبادك المُغَبِّرَه ... رش عليها المَغْفِره

وداهيةٌ الغَبَر: التي لا يُهتدَي للمنجي منها، قال:

داهية [الدَّهْرِ] وصَمَاءُ الغَبَر

والغابِرُ: الباقي من قوله تعالى: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ* وعرقٌ غَبِرٌ: لا يزال منتقضاً، قال:

فهو لا يَبْرَأُ ما في صدرهِ ... مثل ما لا يَبْرَأ العِرْقُ الغَبِرُ

والغُبَيراءُ: فاكهةٌ، الواحدة والجميع سواءٌ . والغَبْراءُ من الأرضِ: الخمرُ. والغِبْرُ: هو الحقد.

بغر: بَعِيرٌ بَغِرٌ أي لا يروى. وبَغَرَ النَّوءُ إذا هاج بالمطر، قال: بَغُرَة نجمٍ هاجَ ليلاً فَبَغَرْ

أي: كثر مطره.
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْبَاء

الغَرْب، خلاف الشرق، وَهُوَ الْمغرب، وَقَوله تَعَالَى: (رب المَشرقين وَرب المغربين) ، أحد المغربين: اقصى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ الشَّمْس فِي الصَّيف، وَالْآخر: اقصى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ فِي الشتَاء، وَأحد المشرقين: أقْصَى مَا تشرق مِنْهُ الشَّمْس فِي الصَّيف، وأقصى مَا تشرق مِنْهُ الشتَاء، وَبَين الْمغرب الْأَقْصَى وَالْمغْرب الْأَدْنَى مائَة وَثَمَانُونَ مغربا، وَكَذَلِكَ بَين المشرقين، وَقَوله جلّ ثَنَاؤُهُ: (فَلَا اقْسمْ بربّ الْمَشَارِق والمغارب) ، جمع، لِأَنَّهُ أُرِيد أَنَّهَا تشرق كل يَوْم من مَوضِع، وتغرُب فِي مَوضِع، إِلَى انْتِهَاء السّنة.

وغربت الشَّمْس تغْرُب غروبا: غَابَتْ فِي الْمغرب. وَكَذَلِكَ غَرب النَّجمُ، وغَرَّبَ.

ومَغْربان الشَّمْس: حَيْثُ تغرب.

ولقيته مَغْرب الشَّمْس، ومُغَرْبانها، ومُغَيرباناتها، أَي: عِنْد غُرُوبهَا.

وغَرَّب الْقَوْم: ذَهَبُوا فِي الْمغرب.

واغربوا: أَتَوا الغَرْب.

وتَغرَّب: أَتَى من قِبَل الْمغرب.

والغَربيّ، من الشّجر: مَا أَصَابَته الشَّمْس بحرّها عِنْد افولها، وَفِي التَّنْزِيل: (زَيتونة لَا شرقية وَلَا غربية) .

والغَرْبُ: الذّهاب والتَّنَحِّي عَن النَّاس.

وَقد غرب عَنا يَغْرُب غرباً، وغَرَّب، واغرب.

وغربَّه، واغربه: نحّاه.

والغَرْبة، والغَرْب: النَّوى والبعد، وَقد تَغَرَّبَ، قَالَ ساعدةُ بن جؤية يصف سحابا:

ثمَّ انْتهى بَصري وَأصْبح جَالِسا مِنه لنجدٍ طائفٌ مُتغرِّبُ

وَقيل: متغرب، هُنَا، أَي: من قبل الْمغرب.

ونَوًى غَرْبةٌ: بعيدَة.

ودارهم غَرْبةٌ: نائية. واغرب الْقَوْم: انْتَووْا.

وشَأوٌ مُغرِّب. ومُغَرَّب: بعيد.

وَقَالُوا: هَل أطْرَفَتْنا من مُغَرِّبَة خبرٌ، أَي: من خبر جَاءَ من بُعد، وَقيل: إِنَّمَا هُوَ: هَل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ.

وَقَالَ يَعْقُوب: إِنَّمَا هُوَ: هَل جاءتك مُغَرِّبةُ خّبَرٍ، يَعْنِي الْخَبَر الَّذِي يَطرأ عَلَيْك من بدل سوى بلدك.

وَقَالَ ثَعْلَب: مَا عِنْده من مُغرِّبة خَبَرٍ، تستفهمه أَو تنفى ذَلِك عَنهُ، أَي: طريفة.

وغَرَّبت الكلابُ: امعنت فِي طلب الصَّيْد.

وغَرَّبه، وغَرَّب عَلَيْهِ: تَركه بُعْداً.

والغُرْبة، والغُرْب: النُّزوح عَن الوطن، قَالَ المُتلمّس:

أَلا ابلغا أفناء سَعَد بن مَالك رسالةَ مَن قد صَار فِي الغُرب جَانِبه

والاغتراب، والتغرب، كَذَلِك.

وَقد غَرَّبه الدَّهر.

وَرجل غُرُب، وغَريب: بعيد عَن وَطنه، وَالْجمع: غُرباء، وَالْأُنْثَى: غَرِيبَة، قَالَ:

إِذا كوكبُ الخَرقاء لَاحَ بسُحرة سُهَيْل أذاعت غَزلها فِي الغَرائِب

أَي: فرقته بَينهُنَّ، وَذَلِكَ لِأَن اكثر من يغزل بالاجرة إِنَّمَا هِيَ غَرِيبَة.

واغترب الرجل: نَكح فِي الغَرَائب، وَفِي الحَدِيث: " اغتربوا لَا تُضْوُوا " أَي: لَا يتَزَوَّج الرجل الْقَرَابَة فَيَجِيء وَلَده ضَاويا.

وقِدْح غَريب: لَيْسَ من الشّجر الَّتِي سَائِر القداح مِنْهَا.

وَرجل غَرِيبٌ: لَيْسَ من الْقَوْم.

والغَريب: الغامض من الْكَلَام.

وَكلمَة غَرِيبَة.

وَقد غرُبت، وَهُوَ من ذَلِك.

وفَرَس غَرْبٌ: مترام بِنَفسِهِ مُتتابع فِي حُضره لَا يُنْزِعُ حَتَّى يَبْعَد بفارسه. وَعين غَرْبة: بَعيدةُ المَطْرح.

وَإنَّهُ لغَرْب العَيْن، أَي: بعيد مَطرح الْعين.

وَالْأُنْثَى: غربَة الْعين، وَإِيَّاهَا عَنى الطّرمّاح بقوله:

ذَاك أم حَقْباء بَيْدانة غَرْبةُ العَين جَهاد المَسَامّ

واغرب عَلَيْهِ، وَأغْرب بِهِ: صنع بِهِ صُنعاً قبيحاً.

وعنقاءُ مُغْرِبٌ، ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاء مُغْرب، على الْإِضَافَة، عَن أبي عَليّ: طَائِر عَظِيم يبعد فِي طيرانه. وَقيل: هُوَ من الالفاظ الدَّالَّة على غير معنى.

وأصابه سَهْمُ غَرْبٍ، وغَرَبٍ، إِذا كَانَ لَا يُدري من رَمَاه.

وَقيل: إِذا اتاه من حَيْثُ لَا يدْرِي.

وَقيل: إِذا تعمّد بِهِ غَيره فاصابه، وَقد يُوصف بِهِ.

والغَرِب، والغَرَبة: الحدّة.

والغَرب: النشاط والتَّمادي.

وَأغْرب: اشْتَدَّ ضحكه ولج فِيهِ.

واستَغْرب عَلَيْهِ الضحك، كَذَلِك.

والغَرْب: الراوية الَّتِي يحمل عَلَيْهَا المَاء.

والغَرْب: دلْوٌ عَظِيمَة من مسك ثَوْر، مُذَكّر، وَجمعه: غرُوب.

والغَرْب: عرق يسقى وَلَا يَنْقَطِع، وَهُوَ كالناسور.

وَقيل: هُوَ عرق فِي الْعين لَا يَنْقَطِع سقيه.

والغَرْب: مسيل الدمع حِين يخرج من الْعين.

والغُروب: الدُّمُوع تخرج من الْعين، قَالَ:

مَالك لَا تذكر أمّ عَمْرٍو إِلَّا لعينيك غرُوب تجْرِي وَاحِدهَا: غَرْبٌ.

وكل فيضة من الدمع: غرب، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْخمر.

واسْتغرب الدمعُ: سَالَ.

وغَرْبَا العَين. مُقُدَّمها ومُؤَخرها.

والغَرْبُ: بَثرة تكون فِي العَين تُغذى وَلَا ترقأ.

وغَربت الْعين غَرَبا: ورم مَأقها.

وغَرْب الْفَم: كَثْرَة رِيقه وبلله.

وَجمعه: غرُوب.

وغُروب الْأَسْنَان: مناقع رِيقهَا، وَقيل: اطرافها.

والغَرَب: المَاء يسيل من الدَّلْو.

وَقيل: هُوَ كل مَا انصب من الدَّلْو من لدن رَأس الْبِئْر إِلَى الْحَوْض.

وَقيل: هُوَ مَا بَين الْبِئْر والحوض أَو حولهما من المَاء والطين، قَالَ ذُو الرمة:

وَأدْركَ المتبقَّي من ثَميلته وَمن ثَمائلها واستْنُشيء الغَرَبُ

وَقيل: هُوَ ريح المَاء والطين.

وَأغْرب الحوضَ والإناء: ملأهما، قَالَ بشر ابْن أبي خازم:

وَكَأن ظُعْنهمُ غَدَاة تحمَّلوا سُفُنٌ تكفأ فِي خَليج مُغْرَب

والإغراب: كَثْرَة المَال وحُسن الْحَال، من ذَلِك، كَأَن المَال يمْلَأ يَدي مَالِكه، وَحسن الْحَال يمْلَأ نفس ذِي الْحَال، قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

أَنْت مِمَّا لقيتَ يُبْطرك الإغ راب بالطَّيش مُعْجَبٌ مَحبورُ

والغَرَب: الْخمر، قَالَ:

دَعيني أصطبح غَرَبا فأُغرِبُ مَعَ الفِتْيان إِذْ صَبَحوا ثَموداَ والغَرَب: الذَّهَب.

وَقيل: الْفضة.

وَقيل: جَام من فضَّة، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذا انكبّ أزهرُ بَين السُّقاة ترامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضارَا

نصب " غربا " على الْحَال وَإِن كَانَ جوهرا، وَقد يكون تمييزا.

والغَرْبُ: الْقدح، وَالْجمع: اغراب، قَالَ الْأَعْشَى:

باكرَتْه الأغراب فِي سَنة النَّو م فتَجري خلالَ شَوْك السَّيال

ويُروى: باكَرَتْها.

والغَرَب: ضرب من الشّجر، واحدته: غَرَبة، قَالَ: عُودُكَ عود النُّضار لَا الغَرَبُ والغَرَب: دَاء يُصِيب الشَّاة فيتمعّط خرطومها ويَسقط مِنْهُ شَعر الْعين.

وَالْغَارِب: الْكَاهِل، من الخُف.

وَقيل: الغاربان: مقدم الظّهْر ومؤخره.

وغوارب المَاء: اعاليه، شبه بغوارب الْإِبِل.

وَقيل: غارب كل شَيْء: أَعْلَاهُ.

والغُرابان: طرفا الْوَرِكَيْنِ الأسفلان اللَّذَان يَليان أعالي الفخذين.

وَقيل: هما رُؤُوس الْوَرِكَيْنِ وأعالي فروعهما.

وَقيل: بل هما عظمان رقيقان أَسْفَل من الفراشة.

وَقيل: هما عظمان شاخصان يبتدان الصلب.

والغرابان، من الْفرس وَالْبَعِير: حرفا الْوَرِكَيْنِ اللَّذَان فَوق الذَّنب حَيْثُ التقا رَأْسا الورك الْيُمْنَى واليسرى. وَالْجمع: غِرْبَان.

وَقيل: الغِربان: أوراك الْإِبِل أَنْفسهَا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

سأرْفَع قولا للحصَين ومُنذر تَطير بِهِ الغِرْبان شَطْر المواسم

قَالَ: الغِرْبان، هُنَا: أوُراك الْإِبِل، أَي: تحمله الروَاة إِلَى المواسم.

والغراب: طَائِر، وَالْجمع: اغربة، واغرُب، وغربان، وغُرُب؛ قَالَ: وانتم خِفافٌ مثل اجنحة الغُرُبْ وغرابين: جمع الْجمع.

وَقَوله:

زمَان على غُرَابٌ غُدافٌ فطَيَّره الشيبُ عَنِّي فطَارَا

إِنَّمَا عَنى بِهِ شدَّة سَواد شعره زمَان شبابه، وَقَوله: فطيره الشيب، لم يرد أَن جَوْهَر الشّعْر زَالَ، لكنه أَرَادَ أَن السوَاد أزاله الدَّهْر فبقى الشّعْر مُبْيضا.

وغُراب غارب، على الْمُبَالغَة، كَمَا قَالُوا، شعر شاعرٌ، وَمَوْت مائتٌ، قَالَ رؤبة: فازجُرْ من الطير الْغُرَاب الغاربا والغُراب: اسْم فرس لغَنيّ، على الشبيه بالغُراب من الطير.

ورِجْلُ الغُراب: ضرب من صرّ الْإِبِل شَدِيد، لَا يقدر الفصيل على أَن يرضع مَعَه وَلَا يَنحل.

وأصَرّ عَلَيْهِ رجلَ الْغُرَاب: ضَاقَ عَلَيْهِ الْأَمر.

وَكَذَلِكَ: صرّ عَلَيْهِ رجل الْغُرَاب، قَالَ الْكُمَيْت:

صَرّ رجلَ الْغُرَاب ملكُكَ فِي النا س على من أَرَادَ فِيهِ الفُجورا

ويروى: صُرَّ رِجْلَ الْغُرَاب مُلْكُك.

واغربة العَرب: سُودانهم، شبهوا بالأغربة فِي لونهم. والاغربة فِي الْجَاهِلِيَّة: عنترة، وخفاف بن ندبة السّلمِيّ، وَأَبُو عُميرة الْحباب السّلمِيّ أَيْضا، وسُليك ابْن السُّلكة، وَهِشَام بن عُقبة بن أبي مُعيط، إِلَّا أَن هشاماً، هَذَا، مُخضرم، وَقد وَلِىَ فِي الْإِسْلَام.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَأَظنهُ قد وَلى الصائفة وَبَعض الكُوَر.

وَمن الاسلاميين: عبد الله بن خازم الإسلامي، وعُمير بن أبي عُمير بن الْحباب السُّلمي، وَهَمَّام ابْن مُطرِّف التَّغلبي، ومُنتشر بن وهب الْبَاهِلِيّ، ومَطَر ابْن أوفى الْمَازِني، وتأبَّط شرًّا، والشَّنْفري، وحاجز، كل ذَلِك عَن ابْن الاعرابي، وَلم ينْسب حاجزا، هَذَا، إِلَى أَب وَلَا أم وَلَا حَيّ وَلَا مَكَان، وَلَا عَرَّفه بِأَكْثَرَ من هَذَا.

وطار غرابها بجرادتك، وَذَلِكَ إِذا فَاتَ الْأَمر وَلم يطْمع فِيهِ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

واسودُ غُرابيّ، وغِربيب: شَدِيد السوَاد.

والغِربيب: ضرب من الْعِنَب بِالطَّائِف شَدِيد السوَاد، وَهُوَ أرق الْعِنَب وأجوده وأشده سوادا.

والغَرْب: الزَّرَق فِي عين الفَرس مَعَ ابيضاضها.

وعينٌ مُغْرَبة: زَرقاء بَيْضَاء الأشفار والمحاجر، فَإِذا ابْيَضَّتْ الحدقة، فَهُوَ اشد الإغراب.

والمُغْرَب، من الْإِبِل: الَّذِي تبيض اشفار عَينيه وحَدقتاه وهُلْبه وكل شَيْء مِنْهُ.

والمُغْرب، من الْخَيل: الَّذِي تتسع غُرته فِي جِهَته حَتَّى تجَاوز عَيْنَيْهِ.

وَقيل: الإغراب: بَيَاض الأرفاغ مِمَّا يَلِي الخاصرة.

وَقيل: الْمغرب: الَّذِي كل شَيْء مِنْهُ ابيض، وَهُوَ اقبح الْبيَاض.

والمُغْرَب: الصُّبح، لبياضه.

والغُراب: الْبرد، لذَلِك.

واغرب الرجل: ولدٌ لَهُ ولد ابيض.

والغَربيّ: صبغ احمر.

والغربيّ: فضيخُ النَّبِيذ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغربي: يتَّخذ من الرُّطب وَحده، وَلَا يزَال شَاربه مُتماسكا مَا لم تُصبه الرِّيح، فَإِذا برز إِلَى الْهَوَاء وأصابته الرّيح ذهب عقله، وَلذَلِك قَالَ بعض شُرَّابه: إِن لم يكن غَربيّكم جيدا فَنحْن بِأَنَّهُ وبالرَيح

والغَرْب، بِسُكُون الرَّاء: شَجَرَة ضَخمة شاكة خَضراءُ حجازية، وَهِي الَّتِي يُعمل مِنْهَا الْكحل الَّذِي تُهْنأ بِهِ الْإِبِل.

واحدته: غَرْبة.

وغُرَّبٌ: جَبل فِيهِ مَاء يُقَال لَهُ: الغُرْبة، والغُرُبَّة، وَهُوَ الصَّحِيح.

والغٌرابيّ: ضرب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة.
غرب
غرَبَ1/ غرَبَ عن يَغرُب، غُرُوبًا، فهو غارِب، والمفعول مغروب عنه
• غرَبتِ الشَّمسُ: اختفت في مغربها، أي في مكان غروبها "غرَب النجمُ: غاب- حظر التَّجوّل من غروب الشمس إلى طلوعها- {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} - {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} - {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} " ° غرَبت شمسُه: اندثر، تلاشى، اختفى.
• غرَب فلانٌ/ غرَب الشَّيءُ: غاب واختفى، بعُد وتنحَّى "اغرُب عن وجهي: ابتعد عنِّي".
• غرَب عنه الأمرُ: فاته، لم يلاحظْه "لا يصحّ أن يَغرُب عن باله". 

غرَبَ2 يَغرُب، غُرْبةً وغَرْبًا، فهو غرِيب
• غرَب الشّخصُ: بَعُد عن وطنه "قضى حياته في الغُربة- الفقر في الأوطان غُربَة- الغريب مَن لم يكن له حبيب- *وكلُّ غريبٍ للغريب حبيب*". 

غرُبَ1/ غرُبَ عن يغرُب، غَرَابةً وغُربةً، فهو غريب، والمفعول مغروب عنه
• غرُب الشّخصُ: غرَب2؛ ابتعد عن وطنه "غرُب لحضور ندوة دوليّة".
• غرُب عن باله موعد المقابلة: فاته وغاب عنه ذلك. 

غرُبَ2 يَغرُب، غَرَابةً، فهو غرِيب
• غرُب الكلامُ/ غرُب الأمرُ: غمَض وخفِي، بعُد عن الفَهْم "قدّم للفنّ أزياء فيها طرافة وغرابة- تكلَّم بكلام غرُب عليَّ ولم أفهمه".
• غرُب الشّيءُ: كان غيرَ مألوف ولا مأنوس "وجه غريب- مادّة غريبة". 

أغربَ يُغرب، إغرابًا، فهو مُغرِب
• أغرب الشَّخصُ:
1 - أتى أو ذهب ناحية الغرب "أغرب حيث يقع منزله".
2 - جاء بالشّيء الغريب "أغرب محدِّثي" ° أغرب في الضَّحك: بالغ فيه وجاوز الحدّ. 

استغربَ يستغرب، استغرابًا، فهو مُستغرِب، والمفعول مُستغرَب
• استغرب تصرُّفَ صديقه: وجده أو عدَّّّه غريبًا، أي غامضًا أو غير مألوف "أثار ذلك استغرابَه: سبّب له الدهشةَ، لعدم توقّعه لذلك- الزئير من الأسد لا يُستغرَب- استغرب السَّامعون كلامَه" ° استغرب في الضَّحِك: بالغ فيه. 

اغتربَ يغترب، اغترابًا، فهو مغترِب
• اغترب الشَّخصُ:
1 - بَعُد، نزَح عن وطنه "اغترب بحثًا عن لقمة العيش- تعمل مشرفةً في بيت المغتربات".
2 - تزوَّج من غير أقاربه "من اغترب بزواجه كان أدنى إلى السَّلامة".
• اغترب داخلَ بلادِه: أحسَّ بالغُربة فيها. 

تغرَّبَ يتغرَّب، تغرُّبًا، فهو مُتغرِّب
• تغرَّب الشَّخصُ: مُطاوع غرَّبَ: اغترب، نزَح عن الوطن "تغرَّب سعيًا وراء الرِّزق- فإن تغرّبَ هذا عَزَّ مطلبُه ... وإن تغرّبَ ذاك عَزَّ كالذهبِ". 

غرَّبَ يغرِّب، تغريبًا، فهو مُغرِّب، والمفعول مُغرَّب (للمتعدِّي)
• غرَّب الشّخصُ: ذهب ناحية المغرب "شرّق وغرَّب فما وجد أروع من بلده- سارت مُغرِّبةً وسِرْت مشرِّقًا ... شتّان بين مُشرِّقٍ ومُغرِّبِ" ° شرَّق وغرَّب: سار في كلّ اتِّجاه- غرَّب فلانٌ في الأرض: أمعن فيها وسافر بعيدًا.
• غرَّب شخصًا عن بلاده: أبعده، جعله غريبًا، نحّاه، نفاه "أدّى به طلبُ الثَّأرِ إلى تغريبه عن وطنه"? غرَّب الدَّهرُ فلانًا/ غرَّب الدَّهرُ عليه: تركه بعيدًا- غرَّب العادات والأخلاق: جعلها شاذَّة غريبة. 

إِغْراب [مفرد]: مصدر أغربَ.
 • الإِغْرَاب: (بغ) الإتيان بالغريب غير المأنوس من القول. 

استغراب [مفرد]:
1 - مصدر استغربَ.
2 - (مع) فقدان الاتّصال أو قيام العداء بين الأقارب أو الزُّملاء بسبب عدم الاتّفاق أو عدم الاستلطاف. 

استغرابيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استغراب: "كانت كتابات طه حسين من طليعة الكتابات الاستغرابيّة".
• نزعة استغرابيّة: نزعة تميل لتفضيل الغرب على الشّرق "ظهرت لدى بعض الكتَّاب نزعة استغرابيّة تنظر للغرب على أنه منبع الحضارة". 

اغتراب [مفرد]:
1 - مصدر اغتربَ.
2 - فَقْد الإنسان ذاته وشخصيّته ممّا قد يدفعه إلى الثورة لكي يستعيد كيانَه.
• الاغتراب الذِّهنيّ: (نف) مرض نفسيّ يحول دون سلوك المريض سلوكًا سويًّا وكأنّه غريب عن مجتمعه، ولذا يلجأ إلى العزلة عنه. 

اغترابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى اغتراب.
• ملحق اغترابيّ: (سة) أحد أفراد البعثة الدبلوماسيّة تكون مهمته القيام على شئون ومصالح المغتربين المهاجرين إلى البلد المعيّن بها. 

اغترابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اغتراب: "وفود/ شخصيات اغترابيّة- طالب المجتمعون بإتاحة الفرصة للخبرات الاغترابية لبلورة أفكارهم".
2 - مصدر صناعيّ من اغتراب: حالة من الإحساس بالاضطراب الذهنيّ تجعل الفرد يشعر بالغُربة عن نفسه أو مجتمعه "يعيش حالة من الاغترابيّة بين أهله". 

تغريب [مفرد]:
1 - مصدر غرَّبَ.
2 - (قن) نفيُ الشّخصِ من البلاد من غير تحديد لمحلِّ إقامته. 

تغريبيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تغريب: "دعوات/ نزعات/ اتجاهات/ مخطّطات تغريبيَّة علمانيَّة".
• نزعة تغريبيّة: نزعة تميل إلى تفضيل كل ما هو غربيّ. 

غارِب [مفرد]: ج غاربون وغواربُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من غرَبَ1/ غرَبَ عن.
2 - أعلى كُلِّ شيء ° غواربُ الماء: أعالي أمواجه.
3 - كاهِل، ما بين الظهر والعنُق "تقع المسئوليّة على غاربك- بحرٌ ذو غواربُ".
4 - ما بين سنام البعير وعنقه، وهو الذي يُلقى عليه خِطام البعير إذا أُرسل ليرعى حيث يشاء ° ألقى حبلَه على غاربه: تركه يتصرّف على هواه. 

غَرائِبُ [جمع]: مف غريبة: عجائِبُ "غرائبُ الدَّهر كثيرة- الشرق أرض الغرائب والعجائب" ° غرائبُ الأزياء: ما يتحدّى العادات والأذواق السائدة. 

غُراب [مفرد]: ج أغرُب وأغرِبة وغِربان، جج غرابينُ: (حن) جنس طير من فصيلة الغرابيّات ورتبة الجواثم، له أنواع كثيرة أشهرها الغراب الأسود، له جناحان عريضان ومنقار طويل وقويّ، يتغذّى على الحشرات والديدان والجِيَف والبذور، والعرب يتشاءمون به إذا نعَق قبل الرّحيل، ويضرب به المثل في السّواد والبكور والحذر والبعد "من كان دليله الغراب كان مأواه الخراب- عيش غراب- أشأم من غراب- {فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ} " ° أبطأ من غراب نوح [مثل]: يُضْرَب في التأخُّر والإهمال- أَرْض لا يطير غرابها: خصبة- أغربة العرب: سودانهم، شبِّهوا بالأغربة في لونهم، منهم في الجاهليّة عنترة- بكَّر بكور الغراب- خُبْز الغراب: فِطْر يُخرج أقراصًا كالخبز- دون هذا شيب الغراب: مستحيل الحدوث؛ لأنَّ الغراب يظل أسود- طار غرابُه: شابَ- عين الغراب: يُضرب بها المثل في الصفاء وحِدّة البصر- غراب البَيْن: مَنْ يُتَشاءم به لأنّه نذير الفرقة، مَنْ يُنذر بسوء أو بمصيبة في كلِّ مناسبة- فلان أحذر من الغراب.
• الغُرابُ من كلِّ شيء: أوّله وحدُّه "غراب السَّيف- غُراب الفأس: حدُّه".
• غُراب القَيْظ: (حن) طائر من الفصيلة الغرابيّة، متوسِّط الجثّة، من القواطع، كبير الجناحين.
• غُراب اللَّيل: (حن) واق الشّجر، من فصيلة البلشونيّات، ثوبه متباين الألوان.
• غُراب الزَّرع: (حن) طائر من فصيلة الغرابيّات يعيش أسرابًا ويألف البيوتَ الخَرِبة والمواقعَ الصَّخريّة. 

غَرابة [مفرد]: مصدر غرُبَ1/ غرُبَ عن وغرُبَ2 ° غرابة
 ذهن: ما يحيد عن المفهوم العام أو عمّا هو معتبر معقول- غرابة ذوق: ما يجعل الشّيء غريبًا مختلفًا عن غيره وخارجًا عن المألوف- غرابة سلوك: طريقة تصرُّف خارجة عن العادات المألوفة أو بعيدة عن الطريقة التي يتبعها عامّة الناس- في كلامه غرابة: غموض- يا للغرابة. 

غَرْب [مفرد]:
1 - مصدر غرَبَ2.
2 - جهة غروب الشمس، يقابله: شرق "هبَّت الرِّيحُ من الغرب".
• الغَرْب: البلدان الغربيَّة، ويُقصد بها أوربا الغربيَّة والبلدان الأميركيّة، يقابله الشَّرق "العلاقات متصلة بين الشرْق والغرب من قديم الزمان".
غَرَب [جمع]: (نت) جنس شجر من الفصيلة الصفصافيَّة يُزرع حول الجداول، تسوَّى من خشبه السّهام، يُسمَّى في الشام: الحور، وفي مصر: شعر البنت أو أمّ الشعور "تكثر زراعة الغَرَب حول المياه". 

غُرْبة [مفرد]: مصدر غرُبَ1/ غرُبَ عن وغرَبَ2 ° غُربة روحيَّة- فقد الأحبّة غُرْبة: من فقد أحبّتَه صار كالغريب بين الناس، وإن لم يفارق وطنَه. 

غَربيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى غَرْب: "برنامج غربيّ- رياح غربيّة- {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} ".
• الجنوب الغربيّ: الاتِّجاه الواقع بين الجنوب والغرب، أو رأس بوصلة ملاحيّة في اتِّجاه 135 درجة غربيّ الشَّمال. 

غُروب [مفرد]: مصدر غرَبَ1/ غرَبَ عن. 

غَريب [مفرد]: ج أَغْراب وغُرَباءُ، مؤ غريبة، ج مؤ غريبات وغرائِبُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرُبَ1/ غرُبَ عن وغرَبَ2 وغرُبَ2: بعيد عن وطنه.
2 - غير معروف، عجيب غير مألوف ° بينهما شبه غريب: غير معقول- رَجُل غريب الأطوار: مُتَّسِم بما هو خارج عن المفهوم العامّ، ذو طَبْع يصعُب فهمُه- هذا وجه غريب عليك: غير معروف منك- يأتيك بكلّ عجيب غريب: بكلّ مدهش لا يُصدَّق.
• حديث غريب: (حد) ما تفرَّد بروايته شخص واحد.
• ورم غريب: (طب) ورم مُؤلَّف من مزيج من الأنسجة، ناتج من نموّ خلايا جُرثوميَّة مستقلّة. 

غُريِّبة [مفرد]: كعْك مصنوع من الدَّقيق والسّكّر والكثير من الزبدة أو أي دُهون أخرى. 

مَغرِب [مفرد]: ج مَغارِبُ:
1 - اسم مكان من غرَبَ1/ غرَبَ عن: مقابل مَشْرِق "نظَر إلى المغرِب- {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} - {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} " ° بلاد المغرِب: البلاد الواقعة في شمال إفريقيا في غربيّ مصر وهي ليبيا وتونس والجزائر ومراكش- في مشارق الأرض ومغاربها: في كلّ أنحاء الأرض.
2 - زمان غروب الشَّمس "زارنا قبل المغرِب" ° صلاة المغرِب: الصَّلاة التي تُؤدَّى وقت المغرب- لقيته مغرِب الشَّمس: وقت غروبها.
• المغرِبان: المغرِب والمشرِق (على التَّغليب). 

مُغرِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أغربَ.
2 - كلّ ما واراك وسترك.
• عنقاءُ مُغرِب: (حن) طائر عظيم يبعد في طيرانه، وقيل إنّه طائر وهميّ يُضرَب به المثل في طلب المُحال الذي لا يُنال. 

مَغرِبيّ [مفرد]: ج مغارِبة:
1 - اسم منسوب إلى مَغرِب: خاصّ، متعلِّق بالمغرب "بلد مغربيّ- أكلنا موزًا مغربيًّا".
2 - أحد سُكَّان المغرب، أو من بلاد المغرب "جماعة من المغاربة- يُحسن المغاربة الترجمة عن الفرنسيّة". 

غرب

1 غَرَبَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. غَرْبٌ, (K, TA,) He, or it, went, went away, passed away, or departed. (K, * TA.) b2: And He retired, or removed, (K, * TA,) عَنِ النَّاسِ [from men, or from the people]. (TA.) b3: And غَرَبَ, (S, K, TA,) aor. and inf. n. as above; (TA;) and ↓ غرّب; (A, TA;) and ↓ تغرّب; (K, TA;) He, or it, became distant, or remote; or went to a distance. (S, A, K, TA.) One says, اُغْرُبْ عَنِّى Go thou, or withdraw, to a distance from me. (S.) b4: And غَرَبَ and ↓ غرّب He, or it, became absent, or hidden. (K.) The former is said of a wild animal, meaning He retired from view, or hid himself, in his lurking-place. (A.) b5: And غَرَبَتِ الشَّمْسُ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. غُرُوبٌ (S, Msb, TA) and مَغْرِبٌ [which is anomalous] and مُغَيْرِبَانٌ [which is more extr.], (TA,) The sun set: (S, Msb, TA:) and غَرَبَ النَّجْمُ The star set. (TA.) A2: غَرْبٌ [app. as an inf. n. of which the verb is غَرَبَ] signifies also (assumed tropical:) The being brisk, lively, or sprightly. (K.) b2: And (assumed tropical:) The persevering (K, TA) in an affair. (TA.) b3: غَرَبَتِ العَيْنٌ, inf. n. غَرْبٌ, The eye was affected with a tumour such as is termed غَرْبٌ [q. v.] in the inner angle. (TA.) A3: غَرُبَ, aor. ـُ inf. n. غَرَابَةٌ or غُرْبَةٌ and غُرْبٌ, said of a man: see 5. b2: غَرُبَ, (K, TA,) inf. n. غَرَابَةٌ, said of language, (A, TA,) It was strange, or far from being intelligible; difficult to be understood; obscure. (A, * K, TA.) And in like manner, you say, غَرُبَتِ الكَلِمَةُ [which also signifies The word was strange as meaning unusual]. (A, TA.) A4: غَرِبَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. غَرَبٌ, (TA,) He, or it, was, or became, black. (K, TA.) A5: غَرِبَتْ said of a ewe or she-goat, She was, or became, affected with the disease termed غَرَبٌ meaning as expl. below. (S.) A6: See also غَرَبٌ in another sense.2 غرّب, inf. n. تَغْرِيبٌ: see 1, in two places: and 4, likewise in two places: b2: and see also 5. b3: Also He went into the west: (TA in this art.:) he directed himself towards the west. (TA in art. شرق.) One says, غَرِّبْ شَرِّقْ [Go thou to the west go thou to the east: meaning go far and wide]. (A, TA.) [See also 4.]

A2: He made, or caused. him, or it, to be, or become, distant, remote, far off, or aloof: (Mgh:) he removed, put away, or put aside, him, or it; as also ↓ اغرب. (TA.) b2: And غرّب, (Msb,) inf. n. as above, (S, Mgh, Msb,) He banished a person from the country, or town, (S, * Mgh, * Msb, TA,) in which a dishonest action had been committed [by him]. (TA.) b3: and He divorced a wife. (TA, from a trad.) b4: and غرّبهُ الدَّهْرُ, and غرّب عَلَيْهِ, Fortune left him distant, or remote. (TA.) A3: تَغْرِيبٌ signifies also, accord. to the K, The bringing forth white children: and also, black children: thus having two contr. meanings: but this is a mistake; the meaning being, the bringing forth both white and black children: the bringing forth either of the two kinds only is not thus termed, as Saadee Chelebee has pointed out. (MF, TA.) A4: Also The collecting and eating [hail and] snow and hear-frost; (K;) i. e., غُرَاب. (TA.) A5: See also غَرَبٌ.4 إِغْرَابٌ signifies The going far into a land, or country; as also ↓ تَغْرِيبٌ. (K.) And you say, الكِلَابُ ↓ غرّبت The dogs went far in search, or pursuit, of the object, or objects, of the chase. (A, TA.) b2: See also 5. b3: And اغرب signifies He made the place to which he cast, or shot, to be distant, or remote. (A.) b4: Also, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) He (a horse) ran much: (K:) or اغرب فِى جَرْيِهِ, said of a horse, (A, TA,) he exceeded the usual bounds, or degree, in his running: (A:) or he ran at the utmost rate. (TA.) b5: And اغرب فِى الضَّحِكِ, (A, K,) and ↓ اِسْتَغْرَبَ فِيهِ, (S, A, * K, *) and ↓ اُسْتُغْرِبَ (K, TA) i. e. فى

الضّحك, and ضَحِكًا ↓ اِسْتَغْرَبَ occurring in a trad. and عَلَيْهِ الضَّحِكُ ↓ اِسْتَغْرَبَ, and اغرب الضَّحِكَ, (TA,) He exceeded the usual bounds, or degree, in laughing; (A, K, TA;) or he laughed [immoderately, or] violently, or vehemently, and much: (S, TA:) or i. q. قَهْقَهَ [q. v.]: (TA:) or اغرب signifies he laughed so that the غُرُوب [or sharpness and lustre &c.] of his teeth appeared: (L, TA:) or اغرب فى الضحك means he exceeded the usual bounds, or degree, in laughing, so that his eye shed tears [which are sometimes termed غَرْب]. (Har p. 572.) In the saying, in a certain form of prayer, ↓ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مُسْتَغْرِبٍ [I seek protection by Thee from every devil &c.], the meaning of مستغرب is thought by El-Harbee to be exorbitant in evilness, wickedness, or the like; as though from الاِسْتِغْرَابُ فِى الضَّحِكِ: or it may mean sharp, or vehement, in the utmost degree. (TA.) b6: And اغرب, (S, Msb,) inf. n. as above, (K,) He did, or said, what was strange, or extraordinary. (S, Msb, K.) You say, تَكَلَّمَ فَأَغْرَبَ He spoke, and said what was strange, and used extraordinary words: and يُغْرِبُ فِى كَلَامِهِ [He uses strange, or extraordinary, words in his speech]. (A, TA.) b7: Also, (TA,) inf. n. as above, (K,) He came to the west. (K, TA.) [See also 2.]

A2: اغرب also signifies He had a white child born to him. (TA.) b2: And إِغْرَابٌ signifies Whiteness of the groins, (K, TA,) next the flank. (TA.) You say, of a man, اغرب meaning He was white in his groins. (TK.) A3: See also غَرَبٌ.

A4: اغرب as trans.: see 2. b2: إِغْرَابٌ said of a rider signifies His making his horse to run until he dies: (K:) or, accord. to Fr, one says, اعرب عَلَى

فَرَسِهِ meaning “ he made his horse to run: ” [or اعرب فَرَسَهُ has this meaning: (see 4 in art. عرب:)] but he adds that some say اغرب. (O in art. عرب.) b3: And اغرب, (S, TA,) inf. n. as above, (K, TA,) He filled (S, K, TA) a skin, (S, TA,) and a watering-trough or tank, and a vessel. (TA.) Bishr (Ibn-Abee-Kházim, TA) says, وَكَأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا

↓ سُفُنٌ تَكَفَّأُ فِى خَلِيجٍ مُغْرَبِ [And as though their women's camel-vehicles, on the morning when they bound the burdens on their beasts and departed, were ships inclining forwards (or moving from side to side like the tall palm-tree) in a filled river (or canal)]. (S.) b4: Hence, (TA,) إِغْرَابٌ signifies also Abundance of wealth, and goodliness of condition: (K, TA:) because abundance of wealth fills the hands of the possessor thereof, and goodliness of condition fills [with satisfaction] the soul of the goodly person. (TA.) [Therefore the verb, meaning He was endowed (as though filled) with abundance of wealth and with goodliness of condition, is app. أُغْرِبَ; not (as is implied in the TK) أَغْرَبَ: the explanation of the verb in the TK is, his wealth was, or became, abundant, and his condition was, or became, goodly.] b5: One says also (of a man, S) أُغْرِبَ (with damm, K) meaning His pain became intense, or violent, (As, S, K, TA,) from disease or some other cause. (TA.) b6: And أُغْرِبَ عَلَيْهِ, accord. to the K, signifies A foul, or an evil, deed was done to him; and [it is said that] أُغْرِبَ بِهِ signifies the same: but in other works, [the verb must app. be in the act. form, for] the explanation is, he did [to him] a foul, or an evil, deed. (TA.) b7: And أُغْرِبَ said of a horse, His blaze spread (S, K) so that it took in his eyes, and the edges of his eyelids were white: and it is used in like manner to signify that they were white by reason of what is termed زَرَقٌ [inf. n. of زَرِقَ, q. v.]. (S, TA.) See its part. n., مُغْرَبٌ.5 تغرّب: see 1, third sentence. b2: تغرّب and ↓ اغترب are syn., (S, Msb, K,) signifying He became [a stranger, a foreigner; or] far, or distant, from his home, or native country; (S, * Msb, K;) [he went abroad, to a foreign place or country;] and so ↓ غَرُبَ, aor. ـُ inf. n. غَرَابَةٌ, (Msb,) or غُرْبَةٌ (MA) [and app. غُرْبٌ, this last and غُرْبَةٌ being syn. with تَغَرُّبٌ and اِغْتِرَابٌ, and being like قُرْبَةٌ and قُرْبٌ inf. ns. of قَرُبَ]; and بِنَفْسِهِ ↓ غَرَّبَ, (Mgh, * Msb,) inf. n. تَغْرِيبٌ; (Msb;) and ↓ أَغْرَبَ, (Aboo-Nasr, S,) or this last signifies he entered upon الغُرْبَة [the state, or condition, of a stranger, &c.]. (Msb.) b3: And تغرّب signifies also He came from the direction of the west. (K.) 8 اغترب: see 5. b2: Also He married to one not of his kindred. (S, K.) It is said in a trad., اِغْتَرِبُوا وَلَا تُضْوُوا (TA) [expl. in art. ضوى].10 إِسْتَغْرَبَ see 4, in four places.

A2: استغربهُ He held it to be, or reckoned it, غَرِيب [i. e. strange, far from being intelligible, difficult to be understood, obscure; or extraordinary, unfamiliar, or unusual; and improbable]. (MA.) غَرْبٌ [an inf. n. of غَرَبَ, q. v., in several senses. b2: As a simple subst.,] Distance, or remoteness; and so ↓ غَرْبَةٌ. (A, K.) النَّوَى ↓ غَرْبَةُ [in one of my copies of the S غُرْبَة] means The distance, or remoteness, of the place which one purposes to reach in his journey. (S, TA.) b3: [And hence, used as an epithet, Distant, or remote.] You say نَوًى غَرْبَةٌ [in one of my copies of the S غُرْبَةٌ] A distant, or remote, place which one purposes to reach in his journey. (S, A. *) And دَارُ فُلَانٍ

غَرْبَةٌ The house, or abode, of such a one is distant, or remote. (TA.) And دَرَاهِمُ غَرْبَةٌ Distant money [so that it is not easily attainable]. (TA.) and عَيْنٌ غَرْبَةٌ A far-seeing eye: and إِنَّهُ لَغَرْبُ العَيْنِ Verily he is far-seeing; and of a woman you say غَرْبَةُ العَيْنِ. (TA.) A2: And الغَرْبُ is syn. with

↓ المَغْرِبُ, (S, M, Msb, K,) which latter is also pronounced ↓ المَغْرَبُ, with fet-h to the ر, but more commonly with kesr, (Msb,) or accord. to analogy it should be with fet-h, but usage has given it kesr, as in the case of المَشْرِقُ; (TA;) [both signify The west;] الغَرْبُ is the contr. of الشَّرْقُ; (M, TA;) and ↓ المَغْرِبُ [is the contr. of المَشْرِقُ, and] originally signifies the place [or point] of sunset, (TA,) as also الشَّمْسِ ↓ مَغْرِبَانُ; (K;) and is likewise used to signify the time of sunset; and also as an inf. n.: (TA:) and ↓ المَغْرِبَانِ signifies the two places [or points] where the sun sets; i. e. the furthest [or northernmost] place of sunset in summer [W. 26 degrees N. in Central Arabia] and the furthest [or southernmost] place of sunset in winter [W. 26 degrees S. in Central Arabia]: (T, TA:) between these two points are a hundred and eighty points, every one of which is called مَغْرِبٌ; and so between the two points called المَشْرِقَانِ. (TA.) A3: غَرْبٌ signifies also The first part (S, K) of a thing (K) [and particularly] (assumed tropical:) of the run of a horse. (S.) b2: And The حَدّ [or edge] (S, K) of a thing, as also ↓ غُرَابٌ, (K,) or of a sword and of anything; (S;) and thus [particularly] the ↓ غُرَاب of the فَأْس [or adz, &c.]. (S, K.) b3: And (assumed tropical:) Sharpness (S, A, Msb, TA) of a sword, (TA,) or of anything, such as the فَأْس [or adz, &c.], and of the knife, (Msb,) and (Msb, TA) (assumed tropical:) of the tongue: (S, A, Msb, TA:) and [as meaning (assumed tropical:) sharpness of temper or the like, passionateness, irritability, or vehemence,] of a man, (TA,) and of a horse, (S, TA,) and of youth: (A, TA:) [from the same word signifying the “ edge ” of a sword &c.: whence the saying, أَرْهِفْ غَرْبَ ذِهْنِكَ لَمَا أَقُولُ (mentioned in the A and TA in art. ارهف) meaning (tropical:) Sharpen the edge of thine intellect for what I say:] and ↓ غَرْبَةٌ signifies the same. (TA.) And Vehemence of might or strength, or of valour or prowess, of men; syn. شَوْكَةٌ. (TA.) [And hence, app., (assumed tropical:) Briskness, liveliness, or sprightliness: and (assumed tropical:) perseverance in an affair: see the first paragraph.] b4: Also, [used as an epithet,] (assumed tropical:) Sharp, applied to a sword [and the like], and to a tongue. (TA.) And, applied to a horse, (assumed tropical:) That runs much: (S, K:) or that casts himself forward, with uninterrupted running, not desisting until he has gone far with his ride. (TA.) A4: And A large دَلْو [or leathern bucket], (S, Mgh, Msb, K, TA,) made of a bull's hide, (Mgh, TA,) with which one draws water on the [camel, or she-camel, called] سَانِيَة [q. v.]: (Msb:) of the masc. gender: pl. غُرُوبٌ. (TA.) So expl. in the following words of a trad.: أَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا ['Omar took the دلو, and it became changed into a غرب]; i. e. when he took the دلو to draw water, it became large in his hand: for the conquests in his time were more than those in the time of Aboo-Bekr. (IAth, TA.) b2: And A [camel, or any beast, such as is called] رَاوِيَة, (K, TA,) upon which water is carried. (TA.) b3: And accord. to the K, A day of irrigation: but [this is app. a mistake: for] Az says that Lth has mentioned the phrase فِى يَوْمِ غَرْبٍ, meaning thereby in a day in which water is drawn with the [large bucket called] غَرْب, [ for irrigation,] on the [camel, or she-camel, called]

سَانِيَة. (TA.) A5: And Tears (K, TA) when they come forth from the eye: (TA:) or غُرُوبٌ signifies tears; (S;) and is pl. of غَرْبٌ. (TA.) A poet says, مَا لَكَ لَا تَذْكُرُ أُمَّ عَمْرِو

إِلَّا لِعَيْنَيْكَ غُرُوبٌ تَجْرِى

[What aileth thee, that thou dost not mention Umm-'Amr but thine eyes have tears flowing?]. (S, TA.) And it is said of Ibn-'Abbás, in a trad., كَانَ مِثَجًّا يَسِيلُ غَرْبًا i. e. (tropical:) [He was an eloquent orator, flowing with] a copious and uninterrupted stream of knowledge, likened to غَرْب as meaning “ tears coming forth from the eye. ” (TA.) b2: and A flowing, (مَسِيلٌ, K,) or vehement flowing, (اِنْهِلَالٌ, A, K,) in one copy of the K اِنْهِمَالٌ [which means a flowing], (TA,) of tears from the eye: (A, K:) and a single flow (فَيْضَةٌ) of tears, and of wine. (K.) b3: And A certain vein, or duct, (عِرْقٌ,) in the channel of the tears, (S, Mgh,) or in the eye, (A, K,) that flows [with tears] uninterruptedly; (S, A, Msb, K;) like what is termed نَاسُورٌ. (S, Mgh.) One says of a person whose tears flow without intermission, بَعَيْنِهِ غَرْبٌ. (As, S, Mgh.) And [the pl.] الغُرُوبُ signifies The channels of the tears. (S.) b4: Also The inner angle of the eye, and the outer angle thereof. (S, A, K.) b5: And A tumour in the inner angles of the eyes; (Mgh, K;) as also ↓ غَرَبٌ. (Mgh.) b6: And A pustule (بَثْرَةٌ) in the eye, (K, TA,) which discharges blood, and the bleeding of which will not be stopped. (TA.) b7: And Abundance of saliva (K, TA) in the mouth; (TA;) and the moisture thereof, i. e., of saliva: (K:) pl. غُرُوبٌ. (TA.) And The place where the saliva collects and remains: (K, TA:) or the غَرْب in a tooth is the place where the saliva thereof collects and remains: (TA:) or غَرْبٌ, (TA,) or its pl. غُرُوبٌ, (S, TA,) signifies the sharpness, and مَآء

[meaning lustre], (S, TA,) of the tooth, (TA,) or of the teeth: (S, TA:) accord. to the T and M and Nh and L, غُرُوبُ الأَسْنَانِ signifies the places where the saliva of the teeth collects and remains: or, as some say, their extremities and sharpness and مَآء [which may here mean either water or lustre]: or the مَآء that runs upon the teeth: (TA:) or their مَآء, and shining whiteness: (A, TA:) or their fineness, or thinness, and sharpness: or غُرُوبٌ signifies the sharp, or serrated, edges of the fore teeth: it is also, as pl. of غَرْبٌ, expl. as signifying the مَآء of the فَم [by which may be meant either the water of the mouth or the lustre of the teeth, for الفَمُ properly signifies “ the mouth ” and metonymically “ the teeth ”], and the sharpness of the teeth: and accord. to MF, as on the authority of the Nh, [but SM expresses a doubt as to its correctness,] it is also applied to the teeth [themselves]. (TA.) [See also شَنَبٌ, in two places.]

A6: أَصَابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ and ↓ سَهْمُ غَرَبٍ, and سَهْمٌ غَرْبٌ and ↓ سَهْمٌ غَرَبٌ, (S, Msb, * K,) the second of which, i. e. ↓ سَهْمُ غَرَبٍ, accord. to IKt, is the most approved, (MF,) mean An arrow of which the shooter was not known [struck him]: (S, Msb, K:) or, accord. to some, سهم غَرْب signifies an arrow from an unknown quarter; سهم

↓ غَرَب, an arrow that is shot and that strikes another. (TA.) A7: And غَرْبٌ signifies also A certain tree of El-Hijáz, (K, TA,) green, (TA,) large, or thick, and thorny, (K, TA,) whence is made [or prepared] the كُحَيْل [i. e. tar] with which [mangy] camels are smeared: [or it is a coll. gen. n., for] its n. un. is with ة: so says ISd: كحيل is قَطِرَان, of the dial. of El-Hijáz: and he [app. ISd] says also, the أَبْهَل [q. v.] is the same as the غَرْب, because قطران is extracted from it. (TA.) Hence, as some say, (K, TA,) the trad., (TA,) لَا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى

الحَقِّ [The people of the غرب will not cease to be attainers of the truth, or of the true religion]: (K, TA:) or the meaning is, the people of Syria, because Syria is [a little to the] west of El-Hijáz: or the people of sharpness, and of vehemence of might or strength, or of valour or prowess; i. e. the warriors against unbelievers: or the people of the bucket called غَرْب; i. e. the Arabs: or the people of the west; which meaning is considered by Iyád and others the most probable, because, in the relation of the trad. by Ed-Dárakutnee, the word in question is المَغْرِب. (L, TA.) غُرْبٌ: see غُرْبَةٌ.

غَرَبٌ Silver: or a [vessel such as is termed] جَام of silver; (S, K;) [i. e.] a [drinking-cup or bowl such as is termed] قَدَح of silver. (L, TA.) A poet says, فَدَعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكَآءِ كَمَا دَعْدَعَ سَاقِــى الأَعَاجِمِ الغَرَبَا cited in the S as being by El-Aashà but it is said in the L, IB says, this verse is by Lebeed, not by El-Aashà, describing two torrents meeting together; meaning, And they filled the middle of the valley of Er-Rehà, also, but less correctly, called Er-Rikà, like as the cup-bearer of the اعاجم [or foreigners] fills the silver قَدَح with wine: the verse of El-Aashà in which [it is said that] غَرَب occurs as meaning “ silver ” is, إِذَا انْكَبَّ أَزْهَرُ بَيْنَ السُّقَاةِ تَرَامَوْا بِهِ غَرَبًا وَنُضَارَا i. e. When a white wine-jug is turned down so as to pour out its contents [among the cup-bearers], they hand it, i. e. the wine in the cups, one to another [while it resembles silver or gold]: (L, TA:) غَرَبًا is here in the accus. case as a denotative of state, though signifying a substance: [and so نُضَارَا:] but it is said that غَرَبٌ and نُضَارٌ signify species of trees from which are made [drinkingcups or bowls such as are termed] أَقْدَاح [pl. of قَدَحٌ]: and it is said in the T that نُضَارٌ signifies a species of trees from which are made yellow أَقْدَاح. (TA.) b2: [In explanation of the last of the applications of غَرَبٌ mentioned above, it is said that] it signifies also A species of trees (T, S, ISd, TA) from which are made white [drinking-cups or bowls of the kind termed] أَقْدَاح; (T, TA;) called in Pers\. إِسبِيدْ دَار [or إِسْپِيدَار]: (S:) [generally held to mean the willow; like the Hebr.

עֲרָבִים; or particularly the species called salix Babylonica: a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (ISd, TA.) [Avicenna (Ibn-Seenà), in book ii. p. 279, mentions a tree called غرب, but describes only the uses and supposed properties of its bark &c., particularizing its صَمْغ; whence it appears that he means the غَرْب, not the غَرَب.] b3: It also signifies A [vessel of the kind termed] قَدَح [perhaps such as is made from the species of trees above mentioned]: (K, TA:) and its pl. is أَغْرَابٌ. (TA.) b4: And Gold. (K.) b5: And Wine. (S, K.) b6: And The water that drops from the buckets between the well and the watering-trough or tank, (S, K,) and which soon alters in odour: (S:) or any water that pours from the buckets from about the mouth of the well to the wateringtrough or tank, and that soon alters in odour: or the water and mud that are around the well and the watering-trough or tank: (TA:) and (as some say, TA) the odour of water and mud: (K:) so called because it soon alters. (TA.) [Hence] one says, لا تغرب, [thus in the TA, so that it may be ↓ لا تَغْرُبْ or ↓ لا تُغَرِّبْ or ↓ لا تُغْرِبْ,] meaning Spill not thou the water between the well and the watering-trough or tank, so as to make mud. (TA.) A2: Also A certain disease in sheep or goats, (S, K,) like the سَعَف in the she-camel, in consequence of which the hair of the خُرْطُوم [i. e. nose, or fore part of the nose,] and that of the eyes fall off. (S.) b2: And [A colour such as is termed] زَرَق [q. v.] in the eye of a horse, (K, TA,) together with whiteness thereof. (TA.) b3: See also غَرْبٌ, latter half, in five places.

غُرُبٌ: see غَرِيبٌ.

غَرْبَةٌ: see غَرْبٌ, former half, in three places.

غُرْبَةٌ (S, K) and ↓ غُرْبٌ (K) [as simple substs. The state, or condition, of a stranger or foreigner: but originally both are, app., inf. ns. of غَرُبَ, like قُرْبَةٌ and قُرْبٌ of قَرُبَ, signifying] the being far, or distant, from one's home, or native country; (K;) i. q. اِغْتِرَابٌ (S, K) and تَغَرُّبٌ. (K.) A2: Also, the former, Pure, or unmixed, whiteness. (IAar, TA.) [See مُغْرَبٌ.]

غَرْبِىٌّ [Of, or relating to, the west, or place of sunset; western]: see غَارِبٌ. b2: [Also,] applied to trees (شَجَرٌ), Smitten, or affected, by the sun at the time of its setting. (K.) [Respecting the meaning of its fem. in the Kur xxiv. 35, see شَرْقِىٌّ.]

A2: And A sort of dates: (K:) but accord. to AHn, the word is غُرَابِىٌّ [q. v.]. (TA.) b2: And The [sort of] نَبِيذ that is termed فَضِيخ [i. e. a beverage made from crushed unripe dates without being put upon the fire]: (K, TA:) or [a beverage] prepared only from fresh ripe dates; the drinker of which ceases not to possess selfrestraint as long as the wind does not blow upon him; but if he goes forth into the air, and the wind blows upon him, his reason departs: wherefore one of its drinkers says, إِنْ لَمْ يَكُنْ غَرْبِيُّكُمْ جَيِّدًا فَنَحْنُ بِاللّٰهِ وَبِالرِّيحِ

[If your gharbee be not excellent, we (put our trust) in God and in the wind]. (AHn, TA.) b3: And A certain red صِبْغ [i. e. dye, or perhaps sauce, or fluid seasoning]. (K.) غَرْبِيبٌ One of the most excellent kinds of grapes; (K;) a sort of grapes growing at Et-Táïf, in-tensely black, of the most exceuent, and most delicate, and blackest, of grapes. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce عَجِيبَةٌ.] b2: Applied to an old man, Intensely black [app. in the hair]: or whose hair does not become white, or hoary: (TA:) or, so applied, who blackens his white, or hoary, hair with dye: (K, TA:) occurring in a trad., in which it is said that God hates such an old man: pl. غَرَابِيبُ. (TA.) b3: أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ means Intensely black: but if you say غَرَابِيبُ سُودٌ, you make the latter word a substitute for the former; because a word corroborative of one signifying a colour cannot precede; (S, K;) nor can the corroborative of any word: (Suh, MF:) or, accord. to Hr, غَرَابِيبُ سُودٌ [in the Kur xxxv.

25], relating to mountains, means Streaks having black rocks. (TA.) غُرَابٌ A certain black bird, (TA,) well known; (K, TA;) [the corvus, or crow;] of which there are several species; [namely, the raven, carrioncrow, rook, jackdaw, jay, magpie, &c.:] and it was used as a proper name, which, as is said in a trad., he [i. e. Mohammad] changed, because the word implies the meaning of distance, and because it is the name of a foul bird: (TA:) the pl. [of mult.] is غِرْبَانٌ (S, Msb, K) and غُرْبٌ (K) and (of pauc., S) أَغْرِبَةٌ (S, Msb, K) and أَغْرُبٌ; (Msb, K;) and pl. pl. غَرَابِينُ. (K.) When the Arabs characterize a land as fertile, they say, وَقَعَ فِى أَرْضٍ لَا يُطَيَّرُ غُرَابُهَا (tropical:) [He lighted upon a land of which the crow will not be made to fly away; because of its abundant herbage: see also طَيَّرَ]: and وَجَدَ ثَمَرَةَ الغُرَابِ (assumed tropical:) [He found the fruit of the crow]; because that bird seeks after and chooses the most excellent of fruits. (TA.) They also say, طَارَ غُرَابُ فُلَانٍ (tropical:) [The crow of such a one flew away], meaning the head of such a one became white, or hoary. (A, TA. [See also a similar phrase below.]) Also, فُلَانٌ أَبْصَرُ مِنْ غُرَابٍ [Such a one is more sharp-sighted than a crow]: and أَحْذَرُ [more cautious]: and أَزْهَى

[more proud]: and أَشْأَمُ [more inauspicious]: &c.: they say that this bird is more inauspicious than any other inauspicious thing upon the earth. (TA.) In the phrase ↓ غُرَابٌ غَارِبٌ, the epithet is added to give intensiveness to the signification. (TA.) غُرَابُ البَيْنِ has been expl. in art. بين. b2: الغُرَابُ is the name of (assumed tropical:) One of the southern constellations, [i. e. Corvus,] consisting of seven stars [in the enumeration of Ptolemy], behind البَاطِيَة [which is Crater], to the south of السِّمَاكُ الأَعْزَلُ [i. e. Spica Virginis]. (Kzw.) b3: أَغْرِبَةُ العَرَبِ is an appellation of (assumed tropical:) The blacks [lit. crows] of the Arabs; the black Arabs: (K, TA:) likened to the birds called اغربة, in respect of their complexion: (TA:) in all of them the blackness was derived from their mothers. (MF, TA.) The أَغْرِبَة in the Time of Ignorance were 'Antarah and Khufáf Ibn-Nudbeh (asserted to have been a Mukhadram, TA) and Aboo-'Omeyr Ibn-El- Hobáb and Suleyk Ibn-Es-Sulakeh (a famous runner, TA) and Hishám Ibn-'Okbeh-Ibn-AbeeMo'eyt; but this last was a Mukhadram: and those among the Islámees, 'Abd-Allah Ibn-Khá- zim and 'Omeyr Ibn-Abee-'Omeyr and Hemmám [in the CK Humám] Ibn-Mutarrif and Munteshir Ibn-Wahb and Matar Ibn-Abee-Owfà and Taäbbata-Sharrà and Esh-Shenfarà and Hájiz; to the last of whom is given no appellation of the kind called “ nisbeh,” (K, TA,) in relation to father, mother, tribe, or place. (TA.) b4: رِجْلُ الغُرَابِ signifies (assumed tropical:) A certain herb, called in the language of the Barbar إِطْرِيلَال, (K, TA,) and in the present day زِرُّ الأَخِلَّةِ, (MF,) resembling the شِبِثّ [q. v., variously written in different copies of the K,] in its stem and in its جُمَّة [or node whence the flower grows] and in its lower part, or root, except that its flower is white, and it forms grains like those of the مَقْدُونِس [app. scandix cerefolium or apium petroselinum], (K, TA,) nearly: (TA:) a drachm of its seeds, bruised, and mixed with honey (K, TA) deprived of its froth, (TA,) is a tried medicine for eradicating [the species of leprosy which are called] the بَرَص and the بَهَق, being drunk; and sometimes is added to it a quarter of a drachm of عَاقِرْ قَرْحَا, (K, TA,) which is [commonly] known by the name of عود القرح [i. e. عُودُ القَرْحِ, both of these being names now applied to pyrethrum, i. e. pellitory of Spain, but the latter, accord. to Forskål (Flora Ægypt. Arab. p. cxix.), applied in El-Yemen to the cacalia sonchifolia, or to a species of senecio]; (TA;) the patient sitting in a hot sun, with the diseased parts uncovered: (K, TA:) [see also رِجْلٌ: now applied to the chelidonium hybridum of Linn., chelidonium dodecandrum of Forsk.: (Delile's Floræ Ægypt. Illustr. no. 502:) in Bocthor's Dict. Français-Arabe, both the names of رجل الغراب and اطريلال are given to the plants called cerfeuil (or chervil) and corne de cerf (or buck'shorn plantain, also called coronopus).] b5: Also (i. e. رِجْلُ الغُرَابِ) A certain mode of binding the udder of a camel, (S, K,) tightly, (S,) so that the young one cannot suck; (K;) nor will it undo. (TA.) [Hence] one says, صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ الغُرَابِ, meaning (tropical:) The affair was, or became, difficult, or strait, to him: (A, * K:) or his life, or subsistence, was, or became, so. (TA.) [And in like manner one says also أَصَرَّ, accord. to the TA: but this I think doubtful; believing that أَصَرَّ is a mistranscription for صَرَّ, meaning that one says also صَرَّ عَلَيْهِ رِجْلَ الغُرَابِ i. e. He bound him with a bond not to be undone, or that would not undo; or he straitened him. See, again, رِجْلٌ; and a verse there cited as an ex.]

A2: الغُرَابَانِ signifies The two lower extremities of the two hips, or haunches, that are next to the upper parts of the thighs: (K, TA:) or the heads, and highest parts, of the hips, or haunches: (TA:) or two thin bones, lower than what is called the فَرَاشَة [or, app., فَرَاش, q. v.]: (K, TA:) or, in a horse and in a camel, the two extremities of the haunches, namely, their two edges, on the left and right, that are above the tail, at the junction of the head of the haunch, (As, S, TA,) where the upper parts of the haunch, on the right and left, meet: (TA:) or the two extremities of the haunch that are behind the قَطَاة [or fore part of the croup]: (IAar, TA:) pl. غِرْبَانٌ: Dhu-r-Rummeh says, referring to camels, تَقَوَّبَ عَنْ غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ meaning تَقَوَّبَتْ غِرْبَانُهَا عَنِ الخَطْرِ [The prominences of their haunches were excoriated from the lashing with the tails], the phrase being inverted, for the meaning is known; (S in this art.;) or تَقَوَّبَ may be for قَوَّبَ [i. e. the saying means the lashing with the tails excoriated the prominences of the haunches]: (S in art. خطر:) or غِرْبَانٌ signifies the haunches themselves, of camels: and is employed [by a synecdoche] to signify camels [themselves]: (IAar, TA:) and [the sing.] غُرَابٌ is also expl. as meaning the extremity of the haunch that is next the back. (L, TA.) b2: غُرَابٌ signifies also The whole of the back of the head. (K, TA.) You say, شَابَ غُرَابُهُ The hair of the whole of the back of his head became white, or hoary. (TA. [See a similar phrase above in this paragraph.]) b3: See also غُرْبٌ, former half, in two places.

A3: And A bunch of بَرِير [or fruit of the أَرَاك, q. v.]: (K:) or a black bunch thereof: pl. غِرْبَانٌ: (TA:) or غِرْبَانُ البَرِيرِ signifies the ripe fruit of the أَرَاك. (S.) A4: And Hail, and snow, (K, TA,) and hoar-frost: from مُغْرَبٌ signifying the “ dawn; ” because of their whiteness. (TA.) غُرُوبٌ pl. of غَرْبٌ [q. v.]. b2: [Golius assigns to it the meaning of وِهَادٌ, which he renders “ Depressiores terræ; ” as on the authority of J: but I do not find this in the S.]

غَرِيبٌ (S, Msb, K) and ↓ غُرُبٌ (S, K) and ↓ غَرِيبِىٌّ (AA, TA) signify the same, (S, K, TA,) [A stranger, or foreigner;] one far, or distant, from his home, or native country; (Msb;) a man not of one's own people: (TA:) a man not of one's own kindred; an alien with respect to kindred; (S in explanation of the first;) pl. of the first غُرَبَآءُ; (S, TA;) and غُرْبٌ [also] is a pl. of غَرِيبٌ, like as قُرْبٌ is of قَرِيبٌ: (TA in art. زلف:) fem. of the first غَرِيبَةٌ; pl. غَرَائِبُ. (L, TA.) أَذَاعَتْ غَزْلَهَا فِى الغَرَائِبِ, a phrase used by a poet, means She distributed her thread among the strange women: for most of the women who spin for hire are strangers. (L, TA.) And one says وَجْهٌ كَمِرْآةِ الغَرِيبَةِ [A face like the mirror of her who is a stranger]: because, the غَرِيبَة being among such as are not her own people, her mirror is always polished; for she has none to give her a sincere opinion respecting her face. (A.) and لَأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرِيبَةِ الإِبِلِ (tropical:) [I will assuredly beat you with the beating of the strange one of the camels] is a saying of El-Hajjáj threatening the subjects of his government; meaning, as a strange camel, intruding among others when they come to water, is beaten and driven away. (IAth, TA.) And [hence] قِدْحٌ غَرِيبٌ means (assumed tropical:) [An arrow, without feathers or head,] such as is not of the same trees whereof are the rest of the arrows. (TA.) b2: غَرِيبٌ signifies also Language that is strange; [unusual, extraordinary, or unfamiliar;] far from being intelligible; difficult to be understood; or obscure. (Msb, TA.) Hence, مُصَنَّفُ الغَرِيبِ [The composition on the subject of the strange kind of words &c.]. (A, TA.) [Hence also الغَرِيبَانِ The two classes of strange words &c., namely, those occurring in the Kur-án, and those of the Traditions.] And كَلِمَةٌ غَرِيبَةٌ A word, or an expression, that is [strange, &c., or] obscure: (A, TA:) غَرِيبَةٌ applied to a word [and often used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant] is opposed to فَصِيحَةٌ: and its pl. is غَرَائِبُ. (Mz 13th نوع.) b3: [And hence it often signifies Improbable.] b4: Applied to a trad., it means Traced up uninterruptedly to the Apostle of God, but related by only one person. of the تَابِعُونَ or of those termed أَتْبَاعُ التَّابِعِينَ or of those termed أَتْبَاعُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ. (KT.) A2: [The fem.] غَرِيبَةٌ, in a verse of Aboo-Kebeer El-Hudhalee, as some relate it, is expl. by Skr as meaning Black; syn. سَوْدَآءُ. (TA voce عَزِيزَةُ [q. v. It is perhaps used by poetic license for غِرْبِيبَةٌ, fem. of غِرْبِيبٌ.]) غَرِيبَةٌ fem. of غَرِيبٌ [q. v.] b2: [Hence, as a subst.,] الغَرِيبَةُ signifies (tropical:) The hand-mill: so called because the neighbours borrow it, (A, K, TA.) and thus it does not remain with its owners. (A, TA.) غُرَابِىٌّ A sort of dates. (AHn, K, TA. [See also غَرْبِىٌّ.]) In some copies of the K, for تمر is put ثمر: the former is the right. (TA.) غَرِيبِىٌّ: see غَرِيبٌ.

غَارِبٌ [The western side of a mountain &c.]. You say, هٰذَا غَارِبُ الجَبَلِ and ↓ غَرْبِيُّهُ [This is the western side of the mountain], and [in the opposite sense] هذا شَارِقُ الجَبَلِ and شَرْقِيُّهُ. (TA in art. شرق.) A2: Also The كَاهِل [or withers], (A, K, TA,) of the camel; (TA;) or the part between the hump and the neck; (S, A, Msb, K, TA;) upon which the leading-rope is thrown when the camel is sent to pasture where he will: (Msb:) pl. غَوَارِبُ. (Msb, K.) b2: Hence the saying, (S, &c.,) حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ [Thy rope is upon thy withers]; (S, A, Mgh, Msb, K, TA;) used (Msb, TA) by the Arabs in the Time of Ignorance (TA) in divorcing; (Msb, TA;) meaning (tropical:) I have left thy way free, or open, to thee; (TA;) go whithersoever thou wilt: (S, A, Mgh, Msb, K, TA:) originating from the fact of throwing a she-camel's leading-rope upon her withers, if it is upon her, when she pastures; for when she sees the leading-rope, nothing is productive of enjoyment to her. (As, S, TA.) b3: الغَارِبَانِ signifies The fore and kind parts of the back [and of the hump]: and بَعِيرٌ ذُو غَارِبَيْنِ, A camel whereof the part between the غاربان [or fore and kind parts] of the hump is cleft; which is mostly the case in the بَخَاتِىّ, whose sire is the فَالِج [or large twohumped camel of Es-Sind] and his dam Arabian. (TA.) b4: And غَارِبٌ signifies also The fore part of the hump: thus in the following saying, in a trad. of Ez-Zubeyr: فَمَا زَالَ يَفْتِلُ فِى الذِّرْوَةِ وَالغَارِبِ حَتَّى أَجَابَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى الخُرُوجِ i. e. (assumed tropical:) [And he ceased not to twist the fur of] the upper part and the fore part of the hump [until 'Áïsheh gave him her consent to go forth]; meaning, he ceased not to practise guile with her, and to wheedle her, until she gave hun her consent: originating from the fact that, when a man desires to render a refractory camel tractable, and to attach to him the nose-rein, he passes his hand over him, and strokes his غارب, and twists its fur, until he has become familiar: (L, TA:) or غَارِبٌ signifies the upper portion of the fore part of the hump. (Lth, TA.) b5: Also (tropical:) The upper part of a wave: (Lth, TA:) غَوَارِبُ المَآءِ means (tropical:) the higher parts of the waves of water; (S, K, TA;) likened to the غوارب of camels: (S, TA:) or the higher parts of water. (TA.) b6: And (assumed tropical:) The highest part of anything. (Msb, TA.) A3: See also غُرَابٌ, first quarter.

مَغْرِبٌ and مَغْرَبٌ: see غَرْبٌ, first quarter, in four. places. You say, لَقِيتُهُ مَغْرِبَ الشَّمْسِ (K, TA) and ↓ مَغْرِبَانَهَا (K, * TA) and مَغْرِبَانَاتِهَا (TA) and ↓ مُغَيْرِبَانَهَا (S, K) and مُغَيْرِبَانَاتِهَا (S, * K) I met, or found, him, or it, at sunset. (K, TA.) [It is said that] ↓ مُغَيْرِبَانٌ is a dim. formed from a word other than that which is its proper source of derivation; being as though formed from ↓ مَغْرِبَانٌ. (S, L. [Hence it seems that this last word as given above was unknown to, or not admitted by, the authors of these two works.]) b2: مَغْرِبٌ signifies also Anything [meaning any place] that conceals, veils, or covers, one: pl. مَغَارِبُ, which is applied to the lucking-places of wild animals. (Az, TA.) مُغْرَبٌ: see 4, latter half. b2: Also White; (S, K;) as an epithet applied to anything: or that of which every partis white; and this is the ugliest kind of whiteness. (K.) And White in the edges of the eyelids; (S, K;) as an epithet applied to anything: (S:) a camel of which the edges of the eyelids, and the iris of each eye, and the hair of the tail, and every part, are white: (IAar, TA:) and a horse of which the blaze upon his face extends beyond his eyes. (TA.) And عَيْنٌ مُغْرَبَةٌ An eye which is blue [or gray], and of which the edges of the lids, and the surrounding parts, are white: when the iris also is white, the ↓ إِغْرَاب is of the utmost degree. (TA.) b3: Also The dawn of day: (K, TA:) so called because of its whiteness. (TA.) عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ (A, K) and مُغْرِبَةٌ and مُغْرِبٍ, and العَنقَآءُ المُغْرِبُ, (K,) A certain bird, of which the name is known, but the body is unknown: (A, K:) or a certain great bird, that goes far in its flight or they are words having no meaning [except the meanings here following]. (A, L, K.) [See also art. عنق.] b2: Calamity, or misfortune. (K.) طَارَتْ بِهِ عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ means Calamity, or misfortune, carried him off, or away. (TA.) [See, again, art. عنق.] b3: And The summit of an [eminence of the kind called] أَكَمَة: (K:) or العَنْقَآءُ المُغْرِبُ signifies the summit of an أَكَمَة on the highest part of a tall, or long, mountain so says Aboo-Málik, who denies that it means a bird. (TA.) b4: And [The people, or the woman,] that has gone far into a land, or country, so as not to be perceived nor seen: (K:) thus is expl. in the T العَنْقَآءُ المُغْرِبُ, as transmitted from the Arabs, with the ة suppressed in like manner as it is in لِحْيَةٌ نَاصِلٌ meaning “ an intensely white beard. ” (TA.) مَغْرِبَانٌ; pl. مَغْرِبَانَاتٌ: see غَرْبٌ, first quarter: and see also مَغْرِبٌ, in two places.

مَغْرِبِىٌّ and مَغْرَبِىٌّ, or, accord. to some, the former only, but the latter is now common, Of the west; western: now generally meaning of the part of Northern Africa west of Egypt or of North-Western Africa: as applied to a man, its pl. is مَغَارِبَةٌ.]

شَأْوٌ مُغَرِّبٌ and مُغَرَّبٌ [A term, or limit, &c.,] distant, or remote. (S.) b2: And خَيَرٌ مُغَرِّبٌ Fresh, or recent, information, or news, from a foreign, or strange, land or country. (TA.) One says, هَلْ جَآءَكُمْ مُغَرِّبَةُ خَبَرٍ Has any information, or news, come to you from a foreign, or strange, land or country? (Yaakoob, S, TA:) and هَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ (A'Obeyd, A, Msb, TA) and مُغَرَّبَةِ خَبَرٍ (A'Obeyd, Msb, TA) Is there any information from a distant place? (A;) or any occasion of such information? (Msb;) or any new information from a distant land or country? or, accord. to Th, مغرّبة خبر means new, or recent, information. (TA.) [See an ex. voce جُنُبٌ: and see also مُقَرِّبٌ.] b3: المُغَرِّبُونَ, mentioned in a trad., (Hr, Nh, K, TA,) in which it is said, إِنَّ فِيكُمْ مُغَرِّبِينَ, (Hr, Nh, TA,) is expl. [app. by Mohammad] as meaning Those in whom the jinn [or demons] have a partnership, or share: so called because a foreign strain has entered into them, or because of their coming from a remote stock: (Hr, Nh, K, TA:) and by the jinn's having a partnership, or share, in them, is said to be meant their bidding them to commit adultery, or fornication, and making this to seem good to them; so that their children are unlawfully begotten: this expression being similar to one in the Kur xvii. 66. (Nh, TA.) b4: And مُغَرِّبٌ signifies also One going, or who goes, to, or towards, the west. (S.) [See an ex. voce مُشَرِّقٌ.]

مُغَيْرِبَانٌ; pl. مُغَيْرِبَانَاتٌ: see مَغْرِبٌ, in two places.

مُسْتَغْرِبٌ: see 4, former half.
غرب
: (الغَرْبُ) قَالَ ابنُ سيدَه: خِلَافُ الشَّرْقِ وَهُوَ (المَغْرِب) وقَوْلُه تَعَالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (الرَّحْمَن: 17) أَحدُ المَغْرِبَيْنِ: أَقْصَى مَا تَنْتَهي إِلَيْه الشَّمْسُ فِي الصَّيْف، وَالْآخر أَقْصَى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ فِي الشِّتَاءِ، وأَحَدُ المَشْرِقَيْن: أَقْصَى مَا تُشْرِق منْه فِي الصَّيْفِ، والآخَرُ أَقْصَى مَا تُشْرِق مِنْه فِي الشِّتَاءِ. وَبَين المَغْرِب الأَقْصَى والمَغْرِبِ الأَدْنَى مائَةٌ وثَمَانُون مَغْرباً، وَكَذَلِكَ بَيْنَ المشْرِقَيْنِ. وَفِي التَّهْذِيب: للشَّمْسِ مَشْرِقَانِ ومَغْرِبَانِ، فأَحَدُ مَشْرِقَيْهَا أَقْصَى المَطالِع فِي الشِّتَاء والآخَرُ أَقْصَى مَطَالِعِها فِي القَيْظِ، وكَذَلِكَ أَحَدُ مَغْرِبَيْهَا أَقْصَى المَغَارِب فِي الشِّتَاءِ وَكذَلكَ الآخَرُ. وقولُه جَلَّ ثَنَاؤُهُ {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} (المعارح: 40) جَمع؛ لأَنَّه أُرِيد أَنَّهَا تُشْرِقُ كُلَّ يَوْم من موضِع وتَغْرُب فِي مَوضِع إِلَى انْتهَاء السَّنَة.
والغُرُوبُ غُروب الشَّمْسِ. وغَرَبَتِ الشَّمْسُ تَغْرُب، سَيَأْتِي قَرِيباً.
(و) الغَرْبُ: (الذَّهابُ) بالفَتح مَصْدر ذَهب. (و) الغَرْبُ: (التَّنَحِّي) عَن النَّاسِ، وَقد غَرَبَ عَنَّا يَغْرُب غَرْباً (و) الغَرْبُ: (أَوَّلُ الشَّيء وحَدُّه، كَغُرَابهِ) بالضَّمِّ. (و) الغَرْبُ والغَرْبَةُ: (الحِدَّةُ) . فِي التَّهْذِيبِ: يُقَال: كُف عَنْ غَرْبك أَي حِدَّتك. وغَرْبُ الفَرس: حِدَّتُه وَأَوَّلُ جَرْيِه. تَقول: كَفَفْتُ مِن غَرْبِه، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:
والخَيْلُ تَمْزَعُ غَرْباً فِي أَعِنَّتِهَا
كالطَّيْرِ يَنْجُو مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَد
هَكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَريّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: صَوَابُ إِنْشَادِه (والخَيْلَ) بالنَّصْبِ لأَنَّه مَعْطُوفٌ على المِائة مِنْ قَوْلِه:
الواهِبِ المِائَةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها
سَعْدانُ تُوضِحَ فِي أَوْبارِها اللِّبَد
والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ منَ المطَرِ الَّذِي يَكُون فِيهِ البَرَدُ وَقد تَقَدَّمَ، والمَزْعُ: سُرْعَةُ السَّيْر. والسَّعْدانُ: نَبْتٌ تَسمن عِنْه الإِبلُ تَغزُر أَلبانُها ويَطِيبُ لَحْمُها. وتُوضِحُ: مَوْضع. واللِّبَد: مَا تَلَبَّدَ من الوبَر، الواحِدَةُ لِبْدَة، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَيُقَال: فِي لِسانه غَرْبٌ، أَي حِدَّةٌ، وغَرْبُ اللِّسانِ: حَدَّتُه.
وسيْفٌ غَرْبٌ، أَي قَاطعٌ حَديد. قَالَ الشَّاعِر يَصِف سَيْفاً:
غَرْباً سَرِيعاً فِي العِظَامِ الخُرْس
ولِسَانٌ غَرْبٌ: حَدِيدٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عبَّاس ذَكَر الصِّدِّيقَ فَقَالَ: (كَانَ واللهِ بَرًّا تَقِيًّا يُصادَى غَرْبُه) وَفِي رِوَايَة (يُصادَى مِنْ غَرْبٌ) . الغَرْبُ: الحدَّةُ، وَمِنْه غَرْبُ السَّيْف، أَي كَانَت تُدَارَى حَدَّتُه وتُتَّقَى. وَمِنْه حَدِيثُ عمر (فسَكَّن مِنْ غَرْبه) . وَفِي حَدِيث عَائشَةَ قَالَت عَن زَيْنبَ رَضيَ اللْهُ عَنْهُمَا: (كُلُّ خِلالِها محْمُودٌ مَا خلا سَوْرَةً من غرْبٍ كانتْ فِيها) وَفِي حَدِيث الحسَن: سُئل عَن قُبْلةِ الصَّائِم، فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ عَلَيْك غَرْبَ الشَّبابِ) أَي حِدَّتَه. هَذَا كُلُّه خُلاصَةُ مَا فِي التَّهْذيب والمُحْكَمِ والنِّهَايَة.
(و) الغَرْبُ: (النَّشَاطُ والتَّمادِي) فِي الأَمْرِ.
(و) الغَرْبُ: (الرِّغوِيَةُ) الَّتِي يُحْمَل علَيها المَاءُ، قَالَ لَبِيد:
غَرْبُ المَصَبَّة محْمود مَصَارِعُه
لَاهِي النَّهارِ لِسيْرِ اللَّيْلِ مُحْتَقِرُ
وفَسَّره الأَزْهَرِيُّ بالدَّلْو.
(و) الغَرْبُ: (الدَّلْوُ العظيمَةُ) تُتَّخَذُ من مَسْكِ ثَوْرِ مُذَكَّر، وَمَعَهُ غُرُوبٌ. وَبِه فُسِّر حَديثُ الرُّؤْيَا (فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمرُ فاسْتَحالَتُ (فِي يَدِه) غَرْباً) قَالَ ابنُ الأَثير: ومَعْنَاهُ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أَخَذَ الدَّلْوَ لِيَسْتَقِيَ عَظُمَت فِي يَدِه؛ لأَنَّ الفُتُوحَ كانَت فِي زَمَنِه أَكثَرَ مِنْهَا فِي زَمَن أَبِي بَكْر، رَضِي اللهُ عَنْهما. وَمعنى اسْتَحالَتْ انقَلَبت عَن الصِّغَرِ إِلى الكِبَر. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاة (وَمَا سُقِيَ بالغَرْب فَفِيهِ نِصْفُ العُشْرِ) وَفِي الحَدِيث (لوّ أَنَّ غَرْباً من جَهَنّم جُعِلَ فِي الأَرْض لآذَى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّةُ حَرِّه مَا بَيْن المَشْرِق والمَغْرِب) .
(و) الغَرْب: (عِرْقٌ فِي) مَجْرَى الدَّمْع، وَهُوَ كالنَّاسُورِ، وَقيل: هُوَ عِرْق فِي (العَيْن يَسْقِي وَلَا يَنْقَطِع) سَقْيُه. قَالَ الأَصمَعِيّ: يُقَال: بِعَيْنه غَرْبٌ، إِذا كَانَت تسيل وَلَا تَنْقَطع دُمُوعُها.
(و) الغَرْبُ: (الدَّمعُ) حِين يَخْرُج من العَيْن، جمعه غُروبٌ قَالَ:
مالكَ لَا تذكُرُ أُمَّ عَمْرِو
إِلَّا لعَيْنَيْك غُروبٌ تَجْرِي
وَفِي حَدِيث الحَسَن ذكرَ ابنَ عبَّاس فَقَالَ: (كَانَ مِثَجًّا يَسِيل غَرْباً) . شَبَّه بِهِ غزَارَةَ عِلْمه وأَنَّه لَا يَنْقَطع مَدَدُه وجَرْيُه. (و) الغَرْبُ: (مَسِيلُه) أَي الدَّمْع (أَو) هُوَ (انْهِلَالُه) وَفِي نُسْخَة انْهمالُه (من العيْنِ. و) الغَرْبُ: (الفَيْضَةُ من الخَمْر، و) كَذَلِك هِيَ (من الدَّمْع، و) الغَرْبَ: (بَثْرَةٌ) تَكُونُ (فِي العَيْن) تُغِذُّ وَلَا تَرْقَأُ. (و) غَرِبت العَيْنِ غٍ رَباً وَهُوَ (وَرم فِي المَآقي) .
(و) الغَرْب: (كَثرةُ الرِّيقِ) فِي الفَمِ (وبَلَلُه) وَجمعه غُروب: (و) الغَرْبُ فِي السِّنّ (مَنْقَعُه) أَي مَنْقَعُ رِيقِه، وَقيل: طَرَفُه وحِدَّتُه ومَاؤُه. قَالَ عَنْتَرَة:
إِذ تَسْتَبِيكَ بذِي غُرُوبٍ وَاضِحٍ
عَذْبٍ مُقَبَّلُه لَذِيذِ المَطْعَمِ
(و) الغَرْبُ: (شجَرَةٌ حِجَازِيَّةٌ) خَضراءُ (ضخمةٌ شاكَةٌ) بالتَّخْفيفِ، وَهِي الَّتِي يُعمَل مِنْهَا كالمُحَيْل الَّذِي تُهنأُ بِهِ الإِبِل، واحِدَتُه غَرْبة، قَالَه ابْن سِيده. والُحَيْل هُوَ القَطِرَانُ، حِجَازِيَّه، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وَقَالَ أَيضاً: الأَبْهَلُ هُوَ الغَرْبُ، لأَن القَطِرانَ يُسْتَخْرجُ مِنْهُ (وقِيل: ومنْه) الحَدِيث (لَا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظاهِرين على الحَقّ) . لم يَذْكُره أَهلُ الغَرِيب، فلِغرَابَته ذَكرَ هُنَا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَقيل: أَراد بهم أَهلَ الشَّام؛ لأَنهم غَرْبُ الحجَازِ. وَقيل: أَراد بِه الحِدَّة والشَّوْكَةَ، يُرِيد أَهلَ الحجازِ. وَقَالَ ابْن المَدَائِنِيّ: الغَرْبُ هُنَا الدَّلْوُ، وأَراد بهم العَرَبَ لأَنَّهم أَصحابُها وهم يَسْتَقُونَ بهَا.
قَالَ شَيْخُنَا: ورجَّح عِياضٌ فِي الشِّفاء وَغَيْرُه من أَهْلِ الغَرِيب على الحَقِيقَةِ، وأَيَّده بأَنَّ الدارَقُطْنِي رَوَاهُ (الْمغرب) بِزِيادة. المِيمِ، وَهُوَ لَا يَحْتَمِل غيرَه، وَفِيه كَلَامٌ فِي شُرُوحِ الشِّفاءِ.
(و) الغَرْبُ: (يَوْمُ السَّقْي) . نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْث قَالَ:
فِي يَومِ غَرْب ومَاءُ البِئْر مُشْتَرَكٌ
وأَراد بقَوْله فِي يَوْم غَرْبٍ أَي فِي يوْم يُسْتَقَى بِهِ على السَّانِيَة، قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ لَبِيد:
فصَرَفْتُ قَصْراً والشُّؤُونُ كأَنَّهَا) ، غَرْبٌ تَخُبُّ بِهِ القَلُوصُ هَزِيمُ
وفَسَّره اللَّيْثُ بالدَّلْوِ الكبِيرة، وَقد تَقَدَّم. (و) الغَرْبُ: (الفَرَسُ الكَثِيرُ الجَرْي) قَالَ لَبِيد:
غَرْبُ المَصَبَّةِ مَحْمُودٌ مَصَارِعُه
لاهِي النَّهَارِ لسَيْرِ اللَّيْل مُحْتَقِرُ
أَرادَ بقَوْله: غَرْبُ المَصْبَّة أَنَّه جَوادٌ وَاسِعُ الخَيْرِ والعَطاءِ. عِنْد المَصَبَّة، أَي عِنْد إِعْطاءِ المَال يُكْثِرُهُ كَمَا يُصَبُّ المَاءُ:
وَيُقَال: فَرَسٌ غَرْبٌ، أَي مُتَرامٍ بنَفْسِه مُتَتابِعٌ فِي حُضْرِه، لَا يُنْزِعُ حَتى يَبْعَدَ بِفارِسِه.
(و) الغَرْبَانِ: (مُقْدِمُ العَيْنِ ومُؤْخِرُهَا) ، وللعيْن غَرْبَانِ.
(و) الغَرْبُ: (النَّوَى والبُعْدُ، كالغَرْبَة) ، بالفَتْح. ونَوًى غَرْبَة: بَعِيدَة. وغَرْبَةُ النَّوى: بُعْدُهَا. قَالَ الشَّاعِر:
وَشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ
تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بِالدَّارِ أَحْيانَا
تَأْتِيَه فِي سَفَرك. ودَارُهُم غَرْبَة: نَائية.
(وَقد تَغَرَّبَ) . قَالَ سَاعِدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَحَاباً:
ثمَّ انْتَهَى بَصَرِي وأَصْبَحَ جَالساً
مِنْه لنَجْد طائقٌ مُتَغَرِّبُ
وَقيل: مُتَغَرِّبٌ هُنَا: أَتَى منْ قِبَل المَغْرِب.
فَظهر بِمَا ذَكَرْنَا أَنَّ المُؤَلِّف ذَكَرَ لِلْغَرْب أَرْبعَةً وَعِشْرِين مَعْنًى؛ وَهُوَ: المَغْرِب، والذَّهَابُ، والتّنَحِّي، وأَوَّلُ لشَّيْء، وحَدُّه، الحِدَّةُ والنَّشَاطُ، والتَّمَادِي، والرَّاوِيَةُ، والدَّلْوُ، والعِرْقُ، والدَّمْعُ، ومسِيلُه وانْهِمَالُه، والفَيْضَة، والبَثْرَةُ، والوَرَمُ، وكَثْرَةُ الرِّيق، والبَلَلُ، والمَنْقَع، والشَّجَرَةُ، ويومُ السَّقْيِ، والفَرَسُ، ومُقْدِمُ العَيْن والنَّوَى. اقْتَصَرَ مِنْهَا فِي الأَسَاسِ على التِّسْعَة، والبَقِيَّةُ فِي المُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ والنِّهايَةِ.
وَمِمَّا يُسْتدرَك على المُؤَلِّف من مَعَانِيه.
الغَرْبُ: السَّيْفُ القَاطِعُ الحَدِيدُ. قَالَ:
غَرْباً سَرِيعاً فِي العِظَامِ الخُرْسِ
والغَرْبُ: اللِّسَانُ الذَّلِيقُ الحَدِيدُ، والغَرْبُ: الشَّوْكَةُ. يُقَال: فَلَّ غَرْبَهُمْ وكَسَر غَرْبَهم، أَي شَوْكَتَهم، كَمَا تَقَدَّم، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ شَيْخُنا فِي آخِرِ المَادَّة: وبَقِي غُرُوبُ الأَسْنَانِ وَهِي حِدَّتُهَا ومَاؤُها، وَاحِدُها غَرْب، وَقد أُطْلِقَت بمَعْنَى الأَسْنَان، كَمَا فِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ. قَالَ الرَّاوِي:
(وَلَا تَولَّت بَرْق غُروبه) أَي تبرق أَسنانه من بَرَق البَرْقُ إِذا تلأْلأَ. والغُرُوبُ: الأَسْنَان، وكنتُ تركْتُ نقلَه لشُهْرَته فِي دَوَاوِين الغَرِيب فوقَف بَعْضُ الأَصْحَاب على كِتَابِنا (العُيونُ السَّلسَلَة فِي الأَسَانِيدِ المُسْلُسَلَة) فأَنْكَر الغُرُوبَ بمَعْنَى الأَسْنَان، واستدَلّ بأَنَّها لَيْسَتْ فِي القَامُوس، فقُلْت فِي العُيُون: الغُرُوبُ: الأَسْنَانُ، كَمَا فِي النِّهِاية، ورِقَّتُهَا وحِدَّتُهَا، كَمَا فِي الصِّحَاح وغَيْرِه، وأَغْفَلَه المَجْدُ فِي قَامُوسِه تَقْصِيراً على عَادَتِه، إِلى آخر مَا قَالَ.
قلت: والَّذي فِي الأَسَاسِ: وكأَنّ غُرُوبٍ أَسنَانِها وَميضُ البَرْقِ، أَي مَاؤُها وظَلْمُها.
وَفِي التَّهْذِيبِ والنِّهَاية والمُحْكَمِ ولِسَانِ العَرَب: وغُرُوبُ الأَسْنَان: مَنَاقِعُ رِيقها، وَقيل: أَطْرَافُهَا وحِدَّتُها وَمَاؤُهَا. قَالَ عنترة:
إِذ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُرُوبٍ واضِحٍ
عَذْبٍ مُقْبَّلُه لَذِيذ المَطْعَمِ
وغُرُوبُ الأَسْنَان: المَاءُ الَّذي يَجْرِي عَلَيْهَا، الوَاحِد غَرْبٌ، وغُرُوبُ الثَّنَايَا حَدُّهَا وأُشَرُها. وَفِي حدِيثِ النَّابِغَة: (تَرِفُّ غُرُوبُه) هِيَ جمع غَرْب وَهُوَ مَاء الفَمِ وحِدَّةُ الأَسْنَان، فيُسْتَدْرَك عَلَيْهِم الغَرْبُ بمَعْنى السِّنِّ. والمَعَانِي الثَّلَاثَة الَّتِي استَدْرَكْنَاها، فَصَارَ المَجْموعُ ثَمَانِيَةً وعِشْرِينَ مَعْنًى، وإِذا قُلْنا: مُؤْخِر العَيْنِ المَفْهُوم من قَوْله والغَرْبَان فَهِي تِسْعَةٌ وعِشْرُون. ويُزَاد عَلَيْه أَيْضاً الغُرُوبُ: جمع غَرْبٍ، وَهِي الوَهْدَةُ المُنْخَفِضَة. وللهِ دَرُّ الخَلِيل بْنِ أَحْمَد حيثُ يَقُولُ:
يَا وَيْحَ قَلْبِي من دَوَاعِي الهَوى
إِذْ رحَل الجِيرَانُ عِنْد الغُرُوبْ أَتْبَعْتُهم طَرْفي وَقد أَزْمعُوا
ودَمْعُ عينيّ كفَيْضِ الغُرُوبْ
بَانُوا فِيهِم طفْلَةٌ حُرَّةٌ
تفتَرُّ عَن مِثْل أَقَاحِي الغُرُوبْ
الأَوّلُ غروبُ الشَّمْسِ. والثَّانِي: الدِّلاءُ العَظِيمَةُ. والثَّالِثُ: الوَهْدَةُ المُنْخَفِضَةُ.
فكمل بذلك ثَلَاثُونَ. ثمَّ إِنّي وَجَدْتُ فِي شرح البَدِيعِيَّة لبَدِيع زَمَانِه عَلِيِّ بْنِ تَاج الدِّين القلعيّ المَكّيّ رَحِمه اللهُ تَعالى قَالَ مَا نَصُّه فِي سَانِحَات دُمَى القَصْر للعَلَّامَة دَرْوِيش أَفندي الطَّالُوِي رَحِمَه اللهُ: كَتَب إِليّ الأَخ الفَاضِل دَاوود بْن عُبَيْد خَلِيفَة نَزِيل دِمَشْق عَن بعض الْمدَارِس فِي لفظ مُشْتَرك الغرب طَالِباً مِنْي أَنْ أَنْسُج على مِنْوَالِهَا وأَحذُوَ على أَمثالها وَهِي:
لقد ضَاءَ وجهُ الكَوْنِ وانْسلَّ غَرْبُهُ
فَلَمْ يَدْرِ أَيْمَا شرقُه ثمَّ غَرْبُهُ
وسائِل وَصْلٍ مِنْهُ لَمَّا رأَى الجَفَا
بِمَا قَدْ جَرَى من بعده سَالَ غَرْبُهُ
يَمُرُّ عَلَيْهِ الحَتْفُ فِي كُلِّ ساعَةٍ
ولكنْ بِحُجْبِ السُّقْم يُمنَعُ غَرْبُهُ
تَدَلَّى إِليه عِنْدَمَا لَاح فَقْدُه
بثَغْرٍ شَنِيبٍ قد رَوَى الغلَّ غربُهُ
فكتبتُ إِليه هَذِه الأَبيات (الْعَرَبيَّة) التِي هِيَ لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة، وَهِي:
أَمِنْ رَسْم دَارٍ كَاد يُشْجِيك غَربُهُ
نَزَحْتَ ركيّ الدَّمْع إِذْ سَالَ غَرْبُهُ
عرق الجبين:
عَفا آيَةُ نَشْرُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا
وكُلُّ هَزِيم الوَدْقِ قد سَال غَربُه
الدَّلْو:
بِهِ النَّوْء عَفَّى سطْرَه فكأَنَّه
هِلالٌ خِلالَ الدَارِ يَجْلوه غَرْبُهُ
مَحل الْغُرُوب: وقَفْتُ بِهِ صَحْبِي أُسائِلُ رَسْمه
على مِثْلِها والجَفْنُ يَذْرِف غَرْبُهُ
الدمع:
على طَلَلٍ يَحْكِي وُقُوفاً برَسْمِه
بحاجة صَبَ طالَ بالدَّارِ غَرْبُهُ
التمادى:
أَقُولُ وَقد أَرْسَى العَنَا بعِرَاصِه
وأَتْرفَ أَهليه البِعادُ وغرْبُهُ
النّوم:
سَقَى ربعَك المعهودَ رَيْعَانُ عارضٍ
يَسُحُّ على سُحْم الأَثَافِيّ غَربُهُ
الراوية:
وليل كيوْمِ البَيْن مُلْقٍ رِوَاقَه
عليَّ وَقد حَلَّى الكواكبَ غربُهُ
أَول الشَّيْء:
أُراعِي بِهِ زُهْرَ النُّجُوم سَوابحاً
ببَحْرٍ من الظَّلماءِ قد جَاشَ غَرْبُهُ
أَعلى المَاء:
يُرَاقِب طَرْفي السَّابِحَاتِ كأَنَّما
لِطُولِ دَوَامٍ نِيطَ بالشُّهْب غَرْبُهُ
مُقْدِم الْعين:
كأَنَّ جَنَاحَيّ نَسْرِه حُصَّ مِنهما
قَوَادِمُ حَتَّى مَا يُزايِل غَرْبُهُ
التنحّي:
ذكرْتُ بِهِ لُقْيَا الحبِيبِ وبَيْنَنَا
أَهاضِيبُ أَعلامِ الحِجَازِ وغَرْبُهُ
شجر:
فهَاجَ لِيَ التَّذْكَارُ نَارَ صَبَابَةً
لَهَا الجَفْنُ أَضْحَى سائِلَ الدَّمْع غَرْبُه
المبل:
إِلى أَنْ نَضَا كَفُّ الصَّباح سِلاحَه
وأُغمِد من سَيْفِ المَجَرَّةِ غربُهُ
الْحَد: وولّت نجومُ اللَّيْل صَرْعَى كأَنَّما
أُرِيقَ عليهَا من فَم الكأْسِ غَربُهُ
فيض:
وأَقبَل جيشُ الصُّبْح يُغْمِد سيفَه
بنَحْرِ الدُّجَى والليلُ يركُضُ غربُهُ
فرس يجْرِي:
وزَمْزم فَوق الأَيْكِ قُمْرِيُّ بانَةٍ
بروضٍ كَفَاه عَن نَدَى السُّحْب غَربُهُ
يَوْم السَّقْي:
فهَبَّ يُدِيرُ الرَاحَ بدرٌ يَزِينُه
إِذَا قامَ يجلُوه على الشّرب غَربُهُ
النشاط:
من الرِّيم خُوطِيّ القَوَامِ بثَغْرِه
وسَلْسَال راحٍ يُبْرِيءُ السُّقْمَ غَربُهُ
سيلان الرِّيق:
بِخَدَ أَسِيلٍ يَجْرَحُ اللُّبَّ خَدُّه
وطَرْفٍ كَحِيل ينفُثُ السِّحْرَ غَرْبُهُ
مُؤْخِر الْعين:
يُرِيكَ شَبِيهَ الدُّرِّ مِنْهُ مُنَضَّداً
كمَنْطِق داوُودٍ إِذا صَالَ غَرْبُهُ
اللِّسَان:
فَتى قد كَسَاه الفضلُ ثَوْبَ مَهَابَةٍ
لَهَا خَصْمُه قد نَسَّ بالفَم غَرْبُهُ
الرِّيق:
إِلَيْكَ أَتَتْ تَفْلِي الفَلَا بَدَوِيَّةٌ
وَلم يُنضِهَا طُولُ المسِير وغَرْبُهُ
الْبعد:
أَرقّ من الصَّهْبَاءِ فاعْجبْ نَسِيمُها
وأَعْذَبُ من ثَغْرٍ حَوَى الشَّهْدَ غربُهُ
مُنْقَطع الرِّيق:
إِذا مَا جَرَت فِي حَلْبَةِ الشِّعْرِ لم يَكُ ال
كُميْت يُدَانِيها وإِن زَادَ غَرْبُهُ
الجري:
وَلَو عَرَضَتْ يَوْمًا لغَيْلانَ لم يَكُنْ
بأَطْلالِ مَيَ يُغْرِق الجفْنَ غربُهُ
انهلال الدمع: فَدُونَكَها لَا زِلْتَ تَسْمُو إِلَى العُلَا
مَدَى الدَّهْر مَا صَبٌّ سَقَى الدَّارَ غَربُهُ
فيضة من دمع.
فَزَادَ على المُصَنِّف فِيمَا أَورده: عَرَق الجَبِين، والنَّوم، وأَعْلَى المَاء، والجَرْي، فَصَارَ المجمُوعُ أَربعةً وثَلَاثِين مَعْنًى للفْظ الغَرْب، فافْهَم ذَلِك وَالله أَعْلم.
(و) الغُرْبُ. (بالضَّمِّ: النُّزُوحُ عَن الوَطَنٍ كالغُرْبَة) بالضَّمِّ أَيْضاً (والاغْتِرَاب والتَّغَرُّب) ، والتَّغَرُّب أَيضاً البُعْدُ، تَقُولُ مِنْهُ: تَغرَّب واغْتَرَبَ.
(و) الغَرَبُ: (بالتَّحْرِيك: شَجَرٌ) يُسوَّى مِنْهُ الأَقْدَاحُ البِيضُ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ ضَرْب من الشَّجَر، واحِدَته غَرَبَةٌ، وأَنْشَدَ:
عُودُك عُودُ النُّضَارِ لَا الغَرَبُ
(و) الغَرَبُ: (الخَمْرُ) قَالَ:
دَعِينِي أَصْطَبِح غَرَباً فأُغْرِبْ
مَعَ الفِتْيَانِ إِذ صَبَحُوا ثُمُودَا
(و) الغَرَبُ: الذَّهَبُ، وقيلَ: (الفِضَّةُ) . قَالَ الأَعْشَى:
إِذَا انْكَبَّ أَزْهَرُ بَين السُّقَاةِ
تَرَامَوْوا بِهِ غَرَباً أَو نُضَارَا
نَصَب غَرَباً على الحَال وإِن كَانَ جَوْهراً، وَقد يكُون تَمْيِيزاً.
(أَو) الغَرَبُ (جَامٌ مِنْهَا) أَي الفِضَّة قَالَ الأَعْشَى:
فدَعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكاءِ كَمَا
دَع 2 عَ سَاقِــي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا
فِي لِسَانِ العَرَبِ، قَالَ ابنُ بَرِّي هَذَا البَيْتُ لِلَبِيدٍ ولَيْسَ للأَعْشَى كَمَا زَعَم الجَوْهَرِي، والرَّكاءُ بفَتْح الرَّاء: مَوْضِع قَالَ: ومِنَ النَّاس من يكْسر الرَّاءَ والفَتْحُ أَصحُّ، ومَعْنَى دَعْدَعَ: ملأَ، وصفَ مَاءَيْن التَقَيَا من السَّيْل فملآ سخَّةَ الرَّكاء، كَمَا ملأَ ساقــي الأَعاجم قَدَحَ الغَرَب خَمْراً.
قَالَ: وأَمَّا بيتُ الأَعْشَى الَّذِي وقَعَ فِيهِ الغًرَب بِمَعْنى الفِضَّة، فَهُوَ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه. والأَزْهَرُ: إِبْرِيق أبيضُ يُعْمَلُ فِيهِ الخَمْر، وانْكبَابُه، إِذَا صُبَّ نه فِي القَدح، وتَرَامِيهِمِ بِالشَّرَابِ هُوَ مُنَاولَة بَعْضِهِم بَعْضاً أَقْدَاحَ الخَمْر.
وَقيل: الغَرَب والنُّضَار ضَرْبَان من الشَّجَر تُعْمَل منهُمَا الأَقْدَاحُ. وَفِي التَّهْذِيب: النُّضارُ: شَجَرٌ تُسَوَّى مِنْهُ أَقدَاحٌ صُفْر، وسَيأْتي فِي محلَّه، (و) الغَرَب: (القَدَحُ) ، وجَمْعُه أَغْرابٌ. قَالَ الأَعْشى:
بَاكَرَتْهُ الأَغْرَابُ فِي سِنَةِ النَّوْ
مِ فَتجْرِي خِلَال شَوْكِ السَّيَالِ
(و) الغَرَبُ: (دَاءٌ يُصِيبُ الشَّاةَ) فيَتَمَعَّط خُرْطُومُهَا ويَسْقُط مِنْهُ شَعَرُ العَيْن. والغَرَبُ فِي الشَّاة كالسَّعَف فِي النَّاقَة، وَقد غَرِبَت الشَّاةُ بالكَسْر.
(و) الغَرَبُ: (الذَّهَبُ) ، وَكَانَ يَنْبَغِي ذِكرُه عِنْد الفِضَّة، وَقد أَشرْنَا إِليه آنِفا. (و) الغَرَبْ: (المَاءُ) الَّذِي (يقْطُر مِنَ الدَّلْو بَيْنَ البِئرِ والحَوْضِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي أُخْرَى تَقْدِيم الحَوْض على البِئر وَقيل: هُو كُلُّ مَا يَنْصَبُّ من الدِّلَاء من لَدُن رَأْسِ البِئر إِلى الحَوْض ويَتَغَيَّر ريحُه سَرِيعاً وَقيل: هُوَ مَا حَوْلَهُمَا من الماءِ والطِّين. قَالَ ذُو الرُّمَّة
وأُدْرِكَ المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه
وَمن ثَمَائلها واسْتُنْشِيءَ الغَرَبُ
(و) قيل: هُوَ (رِيحُ المَاءِ والطِّينِ) لأَنَّه يتغَيَّر سَرِيعاً. وَيُقَال للدَّالِج بَيْن البِئر والحَوْض لَا تُغْرِب، أَي لَا تَدْفُقِ المَاءَ بَيْنَهُمَا فتَوْحَلَ (و) الغَرَب: (الزَّرَقُ فِي عَيْنِ الفَرَس) مَعَ ابْيِضَاضِها.
(والغُرَابُ: م) أَي معرُوف فَلَا يُحْتَاج إِلى ضَبْطِه، وَهُوَ الطَّائِرُ الأَسْوَد. وقَسَّمُوه إِلَى أَنواعٍ. وَفِي الحَدِيث أَنَّه غَيَّر اسمَ غُرَاب لِمَا فِيهِ من البُعْد ولأَنَّه من أَخْبَثِ الطُّيُور. والعَرَبُ تَقُولُ: (فلانٌ أَبصَرُ من غُرَابً، وأَحْذَرُ مِنْ غُرَابٍ، وأَزْهَى من غُرَاب، وأَصْفَى عَيْشاً من غُرَاب، وأَشَدُّ سَواداً مِنْ غُرَاب، وَهَذَا بِأَبِيه أَشبَهُ مِنَ الغُرَابِ بالغُرَابِ، وإِذا نَعَتُوا أَرضاً بالخِصْب قَالُوا: وقَع فِي أَرْض لَا يَطِيرُ غُرَابُهَا. ويَقُولُون: وَجَدَ ثَمرَة الغُرَابِ، وَذَلِكَ أَنَّه يَتَّبع أَجْودَ الثَّمر فيَنتقِيه، ويَقُولُون: أَشأَمُ مِنْ غُرَاب، وأَفْسَقُ مِنْ غُرَاب، وَيَقُولُون: طَارَ غُرَابُ فلانٍ إِذَا شَابَ رأْسُه، وغُرَابٌ غَاربٌ على المُبَالَغَة. كَمَا قَالُوا: شِعْرٌ شَاعِرٌ، ومَوْتٌ مَائتٌ. قَالَ رؤبَة:
فازجُرْ مِنَ الطَّيْرِ الغُرَابَ الغَارِبَا
قَالَ شيخُنَا: قَالُوا: وَلَيْسَ شَيْءٌ فِي الأَرْض يُتَشَاءَم بِه إِلّا والغُرَابُ أَشأَمُ مِنْهُ. وللبَدِيع الهَمَذَانِيّ فَصْلٌ بَدِيع فِي وَصْفِه ذَكَره فِي المُضَافِ والمَنْسُوب. وأَورَد مَا يُضَافُ إِلَيْه الغُرابُ ويُضَافُ إِلَى الغُرَاب، والأَبْيَاتُ فِي غُرَاب البَيْنِ كَثيرَةٌ مُلئت بهَا الدَّفَاتِر، وإِنَّمَا الكلامُ فِيمَا حَقَّقه العَلَّامَة الكَبِير قَاضِي غَرْنَاطَةَ أَبو عَبْدِ اللهِ الشَّرِيفُ الغَرْنَاطِيّ فِي شَرْحه الحَافِل على مَقْصُورَة الإِمام حَازِن، وصرَّح بأَنَّ غُرَاب البَيْنِ فِي الحقيقَة إِنَّما هُوَ الإِبِلُ الَّتِي تَنْقُلُهم مِنْ بِلاد إِلى بِلَاد. وأَنْشَدَ فِي ذَلِك مَقَاطِيعَ مِنْهَا:
غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُم بجَهَالَة
يَلْحَون كُلّهمُ غُراباً يَنْعَقُ
مَا الذَّنبْ إِلّا للأَباعر إِنَّها
مِمَّا يُشَتِّتُ جمْعَهمْ ويُفَرِّقُ
إِنَّ الغُرَابَ بيُمْنِهِ تَدْنُو النَّوَى
وتُشَتِّتُ الشملَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ
وأَنشَدَ شَيْخُنا ابْنُ المسَنَّاويّ لابْنِ عَبْدِ رَبّه وَهُوَ عَجِيبٌ:
زَعَق الغُرَابُ فقلتُ أَكذَبُ طَائِرٍ
إِن لم يُصَدِّقْهُ رُغَاءُ بَعِيرِ
انْتَهى.
(ج أَغْرُبٌ وأَغْرِبَةٌ وغِرْبَانٌ) بالسر (وغُرْبٌ) بضَمَ فسُكُون قَالَ:
وأَنْتُم خِفَافٌ مِثْلُ أَجُنِحةِ الغُرْبِ
(جج) أَي جَمْعُ الجَمْع (غَرَابِينُ) وَهُوَ جَمع غ 2 رْبَان كسِرْحَان وسَرَاحِين.
(و) بِلَا لَام (فَرَسٌ) كَانَت (لِغَنِيِّ) بْنِ أَعْصُر، على التَّشْبِيه بالغُرَاب من الطَّيْر. وَفرس آخر للبَرَاء بْنِ قَيْس.
(و) الغُرَابُ من الفَأْسِ: حَدّهَا) . قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِف رَجُلاً قَطَع نَبْعَةً:
فأَنحَى عَلَيْهَا ذَاتَ حَدَ غُرَابُها
عَدُوٌّ لأَوْسَاطِ الغِضاهِ مُشَارِزُ
(و) الغُرَابُ: (البَرَدُ والثَّلْجُ) ، مأْخوذٌ من المُغرَب وَهُوَ الصُّبْح لبياضهما.
(و) الغُرَابُ: (لَقَبُ) أَبِي عَبْدِ اللهِ (أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانيّ) المُحَدِّث عَن غنم البرجيّ وَعنهُ على ابْن بوزندان.
(و) الغُراب: (جَبَلٌ) ، قَالَ أَوْسٌ:
فمُنْدَفَعُ الغُلَّان غُلَّانِ مُنْشِدٍ
فنَعْفُ الغُرَاب خُطْبُه فَأَسَاوِدُهْ
(و) الغُرَابُ: (ع بِدِمَشْقَ، وجَبَلٌ) آخر (شَاهِقٌ) وَفِي نُسْخَة: شَامي (بالمَدِينَةِ) أَي على طَرِيقِ الشَّام كَذَا فِي النِّهاية فِي تَرْجَمَة (غرن) .
(و) الغُرَابُ: (قِذَالُ الرَّأْسِ) . يُقَال: شَاب غُرَابُه، أَي شَعَرُ قَذَالِه. وطار غُرَابُ فُلَان، إِذا شَابَ. نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) الغُرَابُ (من البَرِبرِ) بالمُوَحَّدَة كأَمِير: (عُنْقُودُه) الأَسْوَدُ، جِمْعُهَا غِرْبَان. قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِم:
رَأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفل لَوْنَها
سُخَامٌ كغِرْبَان البَرِيرِ مُقَصَّبُ
يَعْنِي بِهِ النَّضِجَ من ثَمَر الأَرَاك، ومَعْنَى، يَحْفِل لَوْنَها: يَجْلُوه، والسُّخَام: كُلُّ شَيء لَيِّنٍ من صُوفٍ أَو قُطْن أَو غَيْرِهما، وأَرَادَ بِهِ شَعَرها، والمُقَصَّبُ: المُجَعَّدُ.
(والغُرَابَانِ) هما: (طَرَفَا الوَرِكَيْنِ الأَسْفَلَانِ) اللَّذَان (يلِيَان أَعَالِيَ الفَخِذ) يْن وَقيل: هما رُءوسُ الورِكَيْن وأَعَالي فُرُوعهما، (أَو) هما (عَظْمَانِ رَقِيقَان أَسْف مِنَ الفَرَاشَةِ) . والغُرَابَانِ من الفَرسِ والبَعير: حَرْفَا الوَرِكَيْن الأَيْسرِ والأَيمنِ اللَّذَانِ فَوق الذَّنَب حَيْثُ الْتَقَى رَأْسا الوَرِك اليُمْنَى واليُسْرى والجَمْعُ غِرْبَانٌ. قَالَ الرَّاجزُ:
يَا عَجَبا للعجَبِ العُجابِ
خَمْسَةُ غرْبانٍ عَلَى غُرَابِ
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمائِلَ بَعْدَمَا
تَقَوَّبَ عَن غرْبَانٍ أَوْراكِها الخَطْرُ
أَراد تَقَوَّبَت غِربانُهَا عَن الخَطْرِ فقَلَبه، لأَنَّ المَعْنَى معروفٌ، كقَوْلك: لَا يدخُلُ الخاتَمُ فِي إِصْبعِي، أَي لَا يدْخُل إِصْبَعي فِي خَاتَمي.
وَقيل: الغِرْبَانُ: أَوراكُ الإِبِل أَنْفُسِها، أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرابِيّ:
سأَرْفَعُ قولا للحُصَيْن ومُنْذِرٍ
تَطِيرُ بِهِ الغرْبَانُ شَطْرَ المَوَاسِمِ
قَالَ: الغرْبانُ هُنَا أَوراكُ الإِبِل. أَي تَحْمِلُه الرُّوَاةُ إِلى المَوَاسِم، والغِرْبَانُ: غِربَانُ الإِبِلِ. والغُرَابَانِ: طَرَفَا الوَرِك اللَّذَانِ يكُونَان خَلْف القَطَاةِ، وَالْمعْنَى أَنَّ هَذَا الشِّعرَ يُذهَبُ بِهِ على الإِبل إِلَى المَوَاسِم، وَلَيْسَ يُريدُ بالغِرْبانِ غيرَ مَا ذكرْنا. وهَذَا كَما قَالَ الآخر:
وإِنَّ عِتَاقَ العِيسِ سَوْفَ يزُورُكُم
ثَنَاءٌ على أَعْجَازِهِنّ مُعَلَّقُ
فلَيْسَ يُرِيدُ الأَعْجازَ دُونَ الصُّدُورِ.
والغُرَابُ: حَدُّ الوَرك الَّذِي يَلِي الظْهرَ، كَذا فِي لِسَان الْعَرَب.
(ورِجْلُ الغُرَاب: ضَرْبٌ مِنْ صَرِّ الإِبِلِ) شَدِيد (لَا يَقْدِرُ مَعَهُ الفَصِيلُ أَن يَرْضَع أُمَّه) وَلَا ينْحَلّ. (وحَشِيشَةٌ) مَذْكُورَة فِي التّذْكرة لَا وَغَيرهَا من كتب الطّبّ، وَهِي الَّتِي تُسَمَّى بالبَرْبَرِيّةِ) أَي لِسَانِ البَرْبَر: الجِيلِ المَعْرُوف (آطْرِيلَال) بالكَسْر وَهُوَ (كالشَّبَتِ) محركة وبِكَسْرِ الاوَّل وسُكُون الثَّاني (فِي سَاقِــه وجُمَّتِه) ، بالضَّم فتشديد (وأَصْله) أَي شَبِيه بالشبَت فِي هَذِه الثّلاثة (غَيْرَ أَن زَهْرَهُ) أيْ رِجْلِ الغُرَاب (أَبيَضُ) بخِلَاف الشَّبَت، (و) هُوَ (يَعْقِدُ حَبًّا كحَبِّ المَقدُونِسِ) تَقْرِيبًا، ثمَّ ذكر خَوَاصَّها فَقَالَ: (ودِرْهَمٌ من بِزْرِه) حَالَة كَونه (مَسْحُوقاً مَخْلوطاً بالعَسَل) المَنْزُوع الرَّغُوَةِ (مُجَرَّبٌ) مَشْهُور (فِي استئْصَالِ) مَادَّة (البَرَص، و) كَذَا (البَهَقِ) وهما مُحَرَّكتان (شُرباً، وَقد يُضَافُ إِليه) أَيضاً (رُبْعُ دِرْهَم) من (عَاقِرِ قَرْحَا) المَعْرُوف بعُودِ القَرْح (وَ) شَرط أَن (يَقْعُد فِي شَمْس) صَيْف (حَارَّة) حَالَةَ كَونه (مَكْشُوفَ المَوَاضِع البَرِصَة) والبَهقة. وَزَاد الصاغَانيّ: وأَصلها إِذَا طُبِخ نَفَع من الإِسْهَال، وهذَا الذِي ذَكَرَه المُؤَلِّف هُنَا مَذْكُورٌ فِي التَّذكرة وغَيْرِها من كُتُبِ الطّبّ، مشْهُورٌ عِندَهُم، وإِنما ذَكَرها لغَرابَتِها، ولِمَا فِيها من هذِه الخَاصِّيَّة العَجِيبَة، فأَحبّ أَن لَا يُخْلِيَ كتَابه من فَائِدة؛ لأَنه القَامُوس المُحِيط وَالله أَعْلَم.
(و) من الْمجَاز، يُقَال: (صُرَّ عَلَيْه رِجْلُ الغُرَابِ) إِذَا (ضَاقَ الأَمْرُ علَيْهِ) وَكَذَلِكَ أُصِرَّ، وَقيل: إِذا ضَاقَ على الإِنْسَان مَعَاشُه قَالَا إِذا رِجْلُ الغُرَاب عليَّ صُرَّتْ
ذكرتُكَ فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِيرُ
وَقَالَ الكُمَيْتُ:
صَرَّ رِجْلَ الغُرابِ مُلْكُكَ فِي النَّا
سِ على مَنْ أَرادَ فِيه الفُجُورَا
(والغُرابِيُّ) أَي بالضَّم: (ثَمَرٌ) هَكَذَا، وصَوَابه: تَمْر بِالْمُثَنَّاةِ الفَوْقيَّة. وَقَالَ أَبُو حنِيفَة: هُوَ ضرب من التَّمْر.
(و) الغُرَابِيُّ: (حِصْنٌ باليَمَن) فِي جَبلٍ عَالٍ فِي وسَط البحْرِ، وَكَانَت فِيهَا شَجَرَة تُسَمَّى ذَات الأَنْوَار، عُبِدَت فِي الجَاهِلِيّة، وَهُو من فُتُوح سَيِّدِنَا عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ. (و: ع، بِطَرِيقِ مصْر) هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي بَعْض: وحِصْن، و: ع، بطرِيق اليمنِ، وَفِي أُخرى: فِي رُمَيْلَةِ مصر. وَقَالَ الحَافظ: فِي رَمْلِ مِصْر، والصَواب هِيَ الأُولَى. (و) أَبو بكر (مُحَمَّد بنُ مُوسَى الغَرَّاب كشَدَّاد) البطَلْيوسِيّ (شيخٌ لأَبِي عَليَ الغَسّاني) .
(وأَغْرِبَةُ العَرَبِ: سُودَانُهم) ؛ شُبِّهُوا بالأَغْربة فِي لَونهم. زَاد شيخُنا وكلُّهم سَرى إِليهم السوَاد من أُمَّهاتهم، (والأَغْرِبَةُ فِي الجَاهِليَّة) أَي قَبْلَ الإِسلام: أَبُو الفَوَارِس (عَنْتَرَةُ) ابنُ شَدَّاد بْنِ مُعَاوِيَة بْنِ قُرَادٍ المَخْزُوميُّ ثمَّ العَبْسِيّ وَيُقَال لَهُ عَنْتَرَة بنُ زَبِيبَةَ؛ وَهِي أَمَةٌ سوداءُ (وخُفَافٌ) كغُرَاب ابنُ عُمَيْر بْنِ الحَارِثِ بْنِ الثَّرِيد السُّلمى (ابْن نُدْبَةَ) بِالضَّمِّ وَهِي جاريَةٌ سوداءُ سباها الحَارِثُ ووَهَبَها لابنِه عُميْر، فولَدَت لَهُ خُفَافاً، قَالَ شيخُنا؛ وصَرَّحُوا أَنه مُضَرمٌ. وَقَالَ ابْن الكَلْبِيُّ: شَهِد الفَتْح. وَقَالَ غيرُه: شَهِد حُنَيناً وعاش إِلى زَمَن سيّدِنا عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنهُ. وترجمته فِي الإِصَابة والمُعْجَم. (وأَبو عُمَيْرِ بْنُ الحُبَابِ) السّلَمِيُّ أَيضاً (وسُلَيْكُ) المَقانب (بن السُّلَكَة) كهُمَزَة وَهِيَ أُمّه. عَدَّاء بَالِغ: يُقَال: أَعْدَى من السُّلَيْك، وسيأْتي: (وهشَامُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْط، إِلَّا أَنَّه) أَي هِشَاماً هَذَا (مُخَضْرَمٌ قد وَلِي فِي الإِسْلَامِ) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: وأَظُنّه قَد وَلِيَ الصائِفَة وَبَعْضَ الكُوَر. قَالَ شيخُنا: ظاهِرُه أَنه وحدَه مُخَضْرَمٌ وَسبق أَنَّهُم عَدُّوا خُفَافاً مُخَضْرَماً. ثمَّ إِنَّ هذِه الأَرْبَعَةَ اقْتَصَرَ عَلَيْهِم أَبُو مَنْصُور الثَّعَالِبِيُّ فِي ثمار الْقُلُوب، وزَادَ فِي التَّهْذِيبِ والمُحْكَم ولسان الْعَرَب.
(و) أَغْرِبَةُ العَرَب (مِنَ الإِسْلَامِيِّين: عبدُ اللهِ بْنُ خَازِم) بالمُعْجَمَة وَالزَّاي (وعُمَيْرُ بْنُ أَبِي عُمَيْر) بْنِ الحُبَاب السُّلَمِيّ المُتَقَدِّم ذكرُه. (وهَمَّام) كشَدَّادٍ (ابْنُ مُطَرِّف) التَّغْلَبِيّ. (ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْب) البَاهِلِيّ. (وَمَطَرُ بْن أَوْفَى) المَازِنيّ. (وتَأَبَّطَ شَرًّا) لقب ثَابِت بْنِ جابِر بْنِ مُضَر بنِ نزَار، وسَيَأْتِي. (والشَّنْفَرَى) : اسمُ شَاعِر من الأَزْد من العَدَّائين. (وحَاجزٌ) قَالَ ابْن سَيّده: كُلُّ ذَلِك عَن ابْن الأَعْرَابيّ غَيْرَ أَن حَاجِزاً (غَيْر مَنْسُوب (إِلى أَبٍ وَلَا أُمَ وَلَا حَيَ ولَا مَكَانٍ وَلَا عَرَّفَه ابنُ الأَعْرَابيّ بأَكْثَرَ مِنْ هذَا.
(والإِغْرَابُ: إَتْيَانُ الغَرْبِ) . يُقَال: غَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا فِي المَغْرِبِ. وأَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ.
(و) الإِغْرَابُ: (الإِتْيَانُ بالغَرِيبِ) . يُقَال: أَغربَ الرجلُ إِذَا جَاءَ بشْيءٍ غَرِيبٍ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي كَلَام المُصَنِّف من حُسْنِ السبك. وَفِي الأَسَاس: يُقَال: تَكَلَّمَ فأَغْرَبَ: جاءَ بغَرِيبِ الْكَلَام ونَوَادِرِه، وَفُلَان يُغرِبُ كلامَه ويُغْرِبُ فِيه. أَغْرَبَ القَوْمُ: انْتَوَوْا. وأَغْربَ فِي الأَرْضِ إِذَا أَمْعنَ فِيها، (كالتَّغْرِيبِ) قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فَراحَ مُنْصَلِتاً يحْدُو حَلَائِلَه
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّغْرِيبُ والخَبَبُ
وغَرَّبت الكلابُ: أَمعَنَت فِي طَلَب الصَّيْد. ويُقَالُ للرَّجُل: يَا هَذَا غَرِّب شَرِّق، ومثِل فِي الأَساس (و) الإِغْرَاب (بيَاضُ الأَرْفَاغ) ممّا يَلي الخَاصِرة.
(ومَغْرِبانُ الشَّمْس) على لفظ تَثْنِيَة المَغْرِب: (حَيْثُ تَغْرُبُ. و) قَوْلُهُم: (لَقِيتُه مَغْرِبَها) ومغْرِبانَها ومغْرِبَانَاتِهَا (ومُغَيْرِبانَها ومُغَيْرِبَانَاتِهَا) أَي (عِنْدَ غُرُوبِهَا) .
وَفِي لِسَانِ العَرَب، وقولُهُم: لَقِيتُه مُغَيْرِبَانَ الشَّمْسِ صَغَّروهُ على غَيْر مُكَبَّرِه كأَنَّهم صَغَّرُوا مَغْرِبَاناً والجَمْع مُغَيْرِبانَاتٌ، كَمَا قَالُوا: مَفارِقُ الرَّأْس كأَنَّهم جعَلُوا ذَلِك الحَيِّز أَجزاءً كُلَّما تَصَوَّبَت الشمسُ ذَهب مِنْهَا جُزْءٌ فجَمَعُوه على ذَلِك. وَفِي الحَديثِ (أَلَا إِنَّ مَثَلَ آجَالِكُم فِي آجَال الأُمَم قبلَكُم كَمَا بَيْن صلَاة العَصْر إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْس) أَي إِلَى وَقْت مَغِيبهَا. وَفِي حَدِيث أَبي سعيد (خَطَبَنَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ) .
(وتَغَرَّب: أَتَى مِنَ) قِبَل (المَغْرِبِ) وَبِه فَسَّر بعضُهُم قولَ سَاعِدة بْن جُؤَيَّة فِي وَصْف السَّحَاب، المُتَقدِّم ذكره.
(والغَرْبِيُّ مِنَ الشَّجَرِ: مَا أَصَابَتْه الشَّمْسُ بحَرِّهَا عِنْد أُفُولِهَا) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} (النُّور: 35) . (و) الغَرْبِيّ: (نَوْعٌ من التَّمْرِ) ، وَقد تَقَدَّم عَن أَبِي حَنِيفَة أَنَّه الغُرَابِيّ. (و) الغُرَابِيُّ (و) الغَرْبيُّ: (صِبْغٌ أَحْمَرُ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ. (و) الغَرْبِيُّ: (فَضِيخُ) ، بمُعْجَمَات كأَمِير (النَّبِيذ) ، قَالَ أَبو حَنِيفة: الغَرْبيّ يُتَّخَذُ من الرُّطَبِ وَحْدَه، وَلَا يَزَالُ شَارِبُه مُتماسِكاً مَا لم يُصِبْه الرِّيحُ، فإِذا بَرَزَ إِلَى الْهَوَاء وأَصَابَه الرِّيحُ ذَهَب عَقْلُهُ، ولذلِكَ قَالَ بَعْضُ شُرَّابه:
إِن لم يَكُن غربِيُّكُم جَيِّداً
فنَحْنُ بِاللهِ وبِالرِّيحِ
(و) الغُرُبُ: غُيُوبُ الشَّمْس. وغٍ رَبَت الشَّمْسُ تغرُب غُروباً ومِغَيْرِبَاناً: غَابَتْ فِي المَغْرِب، وَكَذَلِكَ (غَرَبَ) النجمُ، أَي (غَابَ، كَغَرَّب) مُشَدَّداً، وغَرَب الوحشُ: عابَ فِي كِناسِه، من الأَسَاس، (و) غَرَبَ غَرْباً: (بَعُدَ، كغَرَّب وتَغَرَّب، وَيُقَال: اغْرُبْ عَنِّي، أَي تَبَاعَدْ.
(واغْتَرَبَ) الرجلُ: نكَحَ فِي الغَرَائبِ. و (تَزَوَّجَ فِي غَيْرِ الأَقَارِبِ) . وَفِي الحَدِيث (اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا) أَي لَا يَتَزَوَّج الرَّجُلُ فِي القَرَابَةِ فيجِيءَ ولَدُه ضَاوِيًّا. والاغِترَابُ: افْتعَالٌ من الغُرْبَة، أَراد تَزَوَّجُوا إِلَى الغَرَائِب من النِّساءِ غَيْرِ الأَقَارِب فإِنّه أَنجبُ للأَوْلَاد. وَمِنْه حَدِيث المُغِيرَة (وَلَا غَرِيبَةٌ نَجِيبَةٌ) أَي أَنَّها مَعَ كَوْنها غَرِيبةٌ فإِنَّها غيرُ نَجِيبَةِ الأَوْلَاد.
(و) غُرَّبٌ (كسُكَّرٍ: جَبَلٌ بالشَّام) دونهَا فِي بِلاد بَنِي كَلْب، (وبهاءٍ) عَيْن (مَاء عِنْدَه) وَهِي الغُرَّبة بالتَّشْدِيد (وَقد يُخَفَّفُ) ، والتشْدِيد هُوَ الصَّحيح، هذَا قَول ابْن سِيده. وَقَالَ غَيره: غُرَّب: اسْمُ مَوْضع، وَمِنْه قَوْلُه:
فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْن لغُرَّبِ
(واسْتَغْرَبَ) فِي الضحِك معنِيًّا للمَعْلُوم، (واسْتُغْرِبَ) مَبْنِيًّا للمَجْهُول أَي أَكثرَ مِنْه، وَهَذِه عَن الصَّاغَانيّ. (و) يُقَال؛ (أَغْرَبَ: بَالَغَ فِي الضَّحِكِ) أَو إِذَا اشتَدَّ ضَحِكه ولَجَّ فِيهِ، واستَغْرَب عَلَيْهِ الضَّحِكُ كَذَلِك. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه ضَحِك حتَّى استَغْرَبَ) . أَي بَالَغ فِيهِ. يُقَال: أَغْرَبَ فِي ضَحِكه واستَغْرَب، وكَأَنَّه من الغَرْب وَهُوَ البُعْد. وَقيل: هُوَ القَهْقَهَة. وَفِي حَدِيثِ الحَسَن (إِذا استَغْرَبَ الرجلُ ضَحِكاً فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاة) وَقَالَ وَهُوَ مَذْهَب أَبِي حَنيفَة وَيزِيد عَلَيْهِ إِعَادَة الوُضُوء. وَفِي دعاءِ أَبي هُبَيْرَة: (أَعوذُ بِكَ من كُل شَيْطان مُسْتَغْرِب وكُلِّ نَبَطِيَ مُسْتَعْرِبٍ) . قَالَ الحَرْبِيُّ: أَظُنّه الَّذِي جَاوَزَ القَدْرَ فِي الخُبْثِ، كأَنَّه من الاستِغْرَابِ فِي الضِّحِك، وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى المُتَنَاهِي فِي الحِدَّة، من الغَرْب وَهِي الحِدَّة. قَالَ الشَّاعِر:
فَمَا يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلّا تَبَسُّماً
لَا يَنْسُبُون القَوْلَ إِلّا تَخَافِيَا
وَعَن شَمر: يُقَال: أَغرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتّى تَبْدُوَ غُرُوبُ أَسْنَانه، كذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وبَعْضُه من المُحْكَم والتَّهْذِيب والأَسَاسِ.
(والعَنْقَاءُ المُغرِبُ بالضَّمِّ) أَي بِضَمِّ المِيمِ (وَعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ) بِغَيْر الهَاء فِيهِما (و) عَنْقَاءُ (مُغْرِبَ) بِالْهَاءِ (و) عَنْقَاءُ (مُغْرِبٍ، مُضَافَةً) عَن أَبِي عَلِيّ: (طَائِر مَعْرُوفُ الاسْم لَا الجِسْم) وَفِي الصَّحَاح مَجْهُول الِاسْم. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي كِتَاب الطَّيْرِ: وأَما العنْقَاءُ المُغْرِبةُ فالدَّاهِيَةُ ولَيْست من الطَّيْر فيهمَا عَلمْنا، وَقَالَ الشَّاعرُ:
وَلَوْلَا سُلَيْمَانُ الخَلِيفَةُ حلَّقَت
بِه مِنْ يَدِ الحَجَّاح عَنْقَاءُ مُغْرِبُ
(أَو) هُوَ (طَائِرٌ عَظِيمٌ يُبْعِدُ فِي طَيرَانه) . يُقَال: هُوَ العُقَاب، وَقيل: لَيْسَ بِهِ، لَا تُرى إِلَّا فِي الدُّهُور، وَقَالَ: الزَّجَّاج: لَمْ يَرَه أَحدٌ، وَقيل فِي قَوْلهِ تَعَالى: {طَيْراً أَبَابِيلَ} (الْفِيل: 3) هِيَ عَنْقَاءُ مُغْربةٌ. وَقَالَ ابْنُ الكَلْبِيّ: كَانَ لأَهْلِ الرَّسِّ نَبيٌّ يُقَال لَهُ حَنْظَلَةُ بنُ صَفْوَان، وَكَانَ بأَرْضِه جَبل يُقَال لَهُ دَمُخ مَصعدُه فِي السَّماءِ مِيلٌ، فَكَانَ يَنْتَابُه طَائِرٌ كأَعظَمِ مَا يكُونُ، لَهُ عُنُقٌ طَويلٌ كأَحْسَن مَا يَكُنن، فِيهِ من كُلِّ لَوْن، وكانَت تَقَع مُنْقَضَّة على الطَّيْر فتأْكُلُهَا فجاعت وانقَضَّت على صبِيَ فذهَبَت بِهِ، فسُمِّيت عَنْقَاءَ مُغْرِباً؛ لأَنها تَغْرُب بكُلِّما أَخذَتْ، ثمَّ انقَضَّت على جَارِية تَرعَرَعت فضَمَّتْهَا إِلَى جَنَاحَيْن لَهَا صغيرين، ثمَّ طارَتْ بهَا فشَكَوْا ذَلِك إِلى نَبِيِّهم فدَعَا عَلَيْهَا، فسلَّطَ اللهُ عَلَيْها آفَةً فهَلَكت، فضَرَبت بهَا العربُ مَثَلاً فِي أَشْعَارِها، (أَو) هُوَ (مِنَ الأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ على غَيْرِ مَعْنًى) ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: كلمة لَا أَصْلَ لَها. وَقَالَ غيْرُه: لم يبْقَ فِي أَيْدي النَّاسِ من ص 2 فَتِهَا غيرُ اسْمِهَا. (و) فِي الحَدِيث: (طَارَتْ بِهِ عنْقَاءُ مُغْرب) أَي ذَهَبَت بِهِ (الدَّاهِيَةُ) ، وسيَأْتِي ذلكَ للمُصَنّف بعَيْنه فِي (ع ن ق) . (و) قَالَ أَبو مَالِك: العَنْقاءُ المُغْرِبُ (رأْسُ الأَكَمَةِ) فِي أَعْلَى الجَبَلِ الطَّوِيل، وأَنكَرَ أَن تَكُونَ طَائِراً وأَنشد:
وقَالُوا الفَتَى ابْنُ الأَشْعَرِيَّة حلَّقَت
بِهِ المُغْرِبٌ العنْقَاءُ إِنْ لم يُسَدَّدِ
وَمِنْه قَالُوا: طارَت بِهِ العَنْقَاءُ المُغْرِبُ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ. حذِفَت هَاء التأْنِيث مِنْهَا، كَمَا قَالُوا: لِحْيَةٌ نَاصِلٌ (وأَغرَبَ الدابَّةُ) إِذَا اشْتَدَّ بَيَاضُه. (و) فِي التَّهْذِيبِ: والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ قَالَ: هكَذَا جَاءَ عَن العرَب بغَيْر هَاءٍ وَهِي (الّتِي أَغْربَت فِي البِلَاد فَنَأَتْ) أَي بَعُدت (فَلم تُحَسَّ ولَمْ تُرَ) ، مَبْنيًّا للْمَجْهُول فيهمَا.
(والتَّعْرِيبُ: أَن يَأْتِيَ بِبَنِينَ بِيضٍ وبَنِين سُودٍ) فَهُو (ضِدٌّ) . قَالَ شَيْخُنَا: هَذَا تَعَقَّبُوه، وقَالُوا: لَا ضِدّيّةَ فِيهِ فإِنَّ التَّغرِيبَ هُوَ الإِتْيَانُ بالنَّوْعَيْن جَمِيعاً، الإِتيانُ بكخلِّ وَاحد من النَّوّعَيْنِ على انفرادِه لَا يُسَمَّى تَغْريباً حَتَّى يَكُونَ من الأَضْدَادِ، كَمَا أَشَار إِلَيْه سعدى لبي، انْتهى.
(و) التَّغْرِيبُ: (أَنْ تَجْمَعَ) الغُرَابَ؛ وَهُوَ (الثَّلْج والصَّقِيع فَتَأْكُلَه) .
والتَّغْرِيبُ فِي الأَرْضِ: الإِمْعَانُ، وقَدْ تَقَدَّم، وغَرَّبَه إِذَا نَحَّاه، كأَغْرَبَه. والتَّغْرِيبُ: النَّفْيُ عَن الْبَلَد الّذِي وَقَعَت الخِيَانَةُ فِيهِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَه: إِنَّ امْرَأَتي لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ فَقَالَ: غَرَّمْهَا) . أَي أَبْعدْهَا يُرِيد الطَّلبَاقَ. وغَرَّبهُ الدَّهْرُ وغَرَّبَ عَلَيْه: تَرَكَه بُعْداً.
(والمُغرَب بفَتْحِ الرَّاءِ) أَي مَعَ ضَمِّ المِيم: (الصُّبْحُ) ، لَهُ بَياضِه. والغُرَابُ: البَرَدُ، لِذَلِك، وَقد تقدَّمَت الإِشَارَةُ إِلَيْه (و) المُغْرَبُ: (كُلُّ شَيْءٍ أَبْيَضَ) . قَالَ مُعَاوِيَةُ الضَّبِّيّ:
فهَذَا مَكَانِي أَوْ أَرَى القَارَ مُغْرَباً
وحَتَّى أَرَى صُمَّ الجِبَال تَكَلَّمُ
ومَعْنَاه أَنَّه وَقَعَ فِي مَكَان لَا يَرْضَاه ولَيْسَ لَه مَنْجًى إِلّا أَنْ يَصيرَ القَارُ أَبيضَ، وَهُوَ شِبْهُ الزِّفْت أَو تُكَلِّمَهُ الجِبَال، وَهَذَا مَا لَا يكُونُ وَلَا يَصِحُّ وُجُودُه عادَةً. (أَو) المُغْرَبُ: (مَا كُلّ شَيْء مِنْهُ أَبْيَضُ، وَهُوَ أَقْبَحُ البَيَاضِ. و) فِي الصّحاح: المُغْرَبُ: (مَا ابْيَضَّ أَشْفَارُه) من كُلّ شَيْء. قَالَ الشَّاعِرُ:
شَريجَان مِنْ لَوْنَيْنِ خِلْطَانِ مِنْهُمَا
سَوَادٌ ومِنْهُ وَاضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الغُرْبَةُ: بياضٌ صِرْفٌ. والمُغْرَبُ مِنَ الإِبِل: الَّذِي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيه وحَدَقَتَاه وهُلْبُه وكُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ. وَقَالَ غيرُه المُغْرَب من الخَيْلِ: الَّذِي تَتَّسع غُرَّتُه فِي وَجْهه حتَّى تُجَاوِزَ عَيْنَيْهِ. وَيُقَال: عَيْنٌ مُغْرَبَةٌ أَي زَرْقَاءُ بيْضَاءُ الأَشْفَارِ والمَحَاجِر فإِذَا ابيضَّت الحَدَقَة فَهُوَ أَشَدُّ الإِغْرَاب.
(والغِرْبِيبُ بالكَسْرِ) : ضَرْبٌ من العِنَب بالطَّائِف شَدِيدُ السَّوَادِ وَهُوَ (مِنْ أَجْوَدِ العِنَبِ) وأَرَقِّه وأَشَدِّه سَوَاداً (و) فِي الحَدِيث: (إِنَّ الله يُبْغِضُ (الشَّيْخ (الغِرْبِيبِ) هُوَ الشَّدِيد السَّواد، وجَمْعُه غَرَابِيبُ. أَراد الَّذِي لَا يَشِيبُ وَقيل: أَرادَ الَّذِي (يُسَوِّدُ شَيْبَه بالخِضَابِ و) يُقَال: (أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ) أَي (حَالِكٌ) شَدِيدُ السَّواد. (وأَمَّا) إِذَا قُلْتَ: (غَرَابِيب سُودٌ فإ) نَّ (السُّود بَدَلٌ) من غَرَابِيب (لأَنَّ تَوْكِيدَ الأَلْوَانِ لَا يَتَقَدَّم) وَهُوَ عِبَارَةُ ابْن مَنْظُور. قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن السُّهَيْلِيّ: وظاهرُه أَنَّ تَوْكِيدَ غَيْرِ الأَلْوان يتَقَدَّم، وَلَا قَائِلَ بِه من أَهْلِ العَرَبِيَّة: وَقَالَ الهَرَوِيّ: أَي وَمن الجِبَال غَرَابِيبُ سُودُ وَهِي الْجدر ذَوَات الصُّخُورِ السُّود.
(وأُغرِبَ) الرَّجُلُ (بالضَّم) أَي (اشْتَدَّ وَجَعُه) من مَرَضٍ أَو غَيْرِه، عَن الأَصْمَعِيّ: (و) أُغْرِب (عَلَيْه) وأُغْرِب بِهِ: (صُنِع بِهِ صَنِيعٌ قَبيحٌ) ، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. (و) أُغْرِب (الفَرسُ: فَشَتْ غُرَّتُه) وأَخذَت عَيْنَيْه وابيَضَّت الأَشْفَارُ، وَكَذَلِكَ إِذَا ابيَضَّت من الزَّرَق أَيْضاً، وَقد تقدَّم بَيَان الإِغْرَاب فِي الخَيْل.
(والغُرُوب، بضَمَّتَيْن: الغَرِيبُ) . ورجلٌ غَرِيبٌ وغُرُبٌ بِمَعْنًى، أَي لَيْسَ مِنَ القَوْم، وهُمَا غُرُبَانِ: قَالَ طَهْمَانُ بْنُ عَمْرٍ والكِلَابِيُّ:
وإِنِّيَ والعَبْسِيَّ فِي أَرْضِ مَذْحِجٍ
غَرِيبانِ شَتَّى الدَّارِ مُخْتلِفَانِ
وَمَا كَانَ غَضُّ الطَّرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً
ولكِنَّنَا فسي مَذْحِجٍ غرُبَانِ
والغُرَباءُ: الأَبَاعِدُ. وَعَن أَبي عَمْرو: رَجُلٌ غَرِيب وغَرِيبِيِ وشَصِيبٌ وطَارِيٌّ وإِتاوِيّ بِمَعْنًى. وَفِي لِسَانِ العَرَب: والأُنْثَى غَرِيبَةٌ والجَمْعُ غرَائِب، قَالَ:
إِذَا كوكبُ الخَرْقَاءِ لَاحَ بسُحْرَةٍ
سُهَيْلٌ أَذَاعَتْ غَزْلَهَا فِي الغَرَائِبِ
أَي فَرّقَتْه بينَهُن. وَذَلِكَ لأَنَّ أَكثَر مَنْ تَغْزِل بالأُجْرة إِنَّمَا هِيَ غَرِيبَة.
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم سُئلَ عَن الغُرَبَاءِ فَقَالَ: (الَّذِين يُحْيُون مَا أَمَاتَ النَّاسُ من سُنَّتِي) وَفِي آخرَ: (إِنَّ الإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً، وسَيعُودُ غَرِيباً، فطُوبَى للغُربَاءِ) أَي أَنّه فِي أَوَّل أَمْره كالغَرِيب الوَحيدِ الَّذي لَا أَهْلَ لَه عِنْده.
(والغُرَابَاتُ والغُرَابِيُّ والغُرُبَاتُ) والغُرَابِيُّ والغُرُبَاتُ) كقُرُبَات (وغُرْيُبٌ) كقُنْفُذٍ (ونِهْيُ) بِالْكَسْرِ، (غُرَاب، و) نِهْيُ (غُرُبٍ بضَمِّهِن) رَاجع لِلْكُلِّ وَفِي نُسْخَة بضَمَّتَيْن؛ (مَوَاضِعُ) . الثَّانِي من حُصُونِ اليَمَن، قد تقدم ذكرُه فِي أَوَّل المَادَّة، والأَوَّلُ والثَّالثُ والرَّابعُ ومَا بَعْدَهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وضَبَطَ الرَّابع كزُبَيْر، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي شِعْرٍ مُضَافاً إِلى ضَاحٍ، وَهُوَ وَادٍ فِي دِيَار بَنِي كِلَاب، فَتَأَمَّل.
(و) فِي الأَسَاس: وجْهٌ كمرْآةِ الغَرِيبَة؛ لأَنَّهَا فِي غَيْر قَوْمِها فمِرآتُهَا أَبداً مَجْلُوَّة.
وَمن الْمجَاز: استِعرْ لنا (الغَريبَة) وَهي (رَحَى الْيَد) ؛ سُمِّيت (لأَنَّ الجِيرَانَ يَتَعَاوَرُونَها) بينَهم وَلَا تَقَرُّ عِنْد أَصْحَابِهَا، وأَنْشَدَ بَعْضُهم: كأَنَّ نَفِيَّ مَا تَنْفِي يَدَاهَا
نَفِيُّ غَرِيبَة بِيَدَيْ مُعِينِ
والمُعِينُ: أَن يَسْتَعِينَ المُدِيرُ بِيَدِ رَجُل أَو امْرَأَة يضَعُ يَدَه على يَدِه إِذَا أَدَارَهَا.
(والغَارِبُ: الكَاهِلُ) من الخُفِّ، (أَو) هُوَ (مَا بَيْنَ السَّنَام والعُنُقِ، ج غَوَاربُ و) مِنْهُ قولُهم: (حَبْلُكِ عَلى غَارِبكِ) ، وَهُوَ من الكنَايَات، وكَانَت العَرَبُ إِذَا طَلَّقَ أَحَدُهُم امْرَأَته فِي الجَاهِلّية قَالَ لَهَا ذَلِك (أَي) خَلَّيْتُ سبيلَكِ (اذْهَبي حَيْثُ شِئْت) . قَالَ الأَصْمَعيّ: وذلكَ أَنَّ النّاقَةَ إِذَا رَعَتَ وَعلَيْهَا خطَامُها أُلْقِي عَلَى غَارِبها، وتُرِكَت لَيْسَ عَلَيْهَا خِطَام؛ لأَنَّها إِذَا رَأَتِ الخِطَام لم يُهْنِها المَرْعَى. قَالَ: مَعْنَاه أَمرُكِ إِلَيْكِ اعْمَلِي مَا شِئْتِ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت لِيَزِيدَ بْنِ الأَصَمّ: (رُمِيَ بِرَسَنِكَ على غَارِبكَ) أَي خُلِّيَ سَبِيلُكَ فَلَيْسَ لَك أَحَدٌ يَمْنَعُكَ عَمَّا تُرِيد، تَشْبِيهاً بالبَعِير يُوضَعُ زِمَامُ (على ظَهْرِه) ويُطْلَق يَسْرَح أَيْنَ أَرَادَ فِي المَرْعَى. وَوَرَدَ فِي الحَدِيث فِي كِنَايَات الطَّلَاقِ (حَبْلُك على غَارِبك) أَي أَنْت مرسَلةٌ مُطلَقَة غَيْرُ مَشْدُودَة وَلَا مُمْسَكة بعَقْدِ النِّكاح.
والغَارِبَان: مُقَدَّمُ الظَّهْر ومُؤَخَّرُه. وَقيل: غَارِب كُلِّ شَيْء: أَعلَاهُ. وبَعِيرٌ ذُو غَارِبَيْن إِذَا كَانَ مَا بَيْنَ غَارِبَيّ سَنَامِه مُتَفَتِّقاً، وأَكثَرُ مَا يَكُونُ هَذَا فِي البَخَاتِيّ الَّتِي أَبوها الفَالِج وأُمّهَا عَرَبِيَّة. وَفِي حَدِيث الزُّبَيْرِ: (فَمَا زَالَ يَفْتِلُ فِي الذِّرْوَة والغارِب حَتَّى أَجابَتْه عَائشةُ إِلَى الخُرُوج) الغارِبُ: مُقدَّمُ السَّنام والذَّرْوَةُ: أَعْلاه. أَراد أَنَّه مَا زَالَ يُخادِعُهَا وَيَتلطَّفُهَا حَتَّى أَجابَتْه، والأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الرجلَ إِذا أَرَادَ أَنْ يُؤَنِّسَ البعِيرَ الصَّعْبَ ليَزُمَّه وَيَنْقَادَ لَهُ جعلَ يُمِر: يدَه عَلَيْهِ، ويَمْسَحُ غاربَه ويَفْتِلُ وَبَرَه حَتَّى يَسْتَأْنِس ويَضَع فِيهِ الزِّمَامَ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (و) فِي الأَسَاسِ: وَمن المَجَاز: بحرٌ ذُو غَوَارِبَ، (غَوَارِبُ المَاءِ) : أَعَالِيه. وَقيل: (عَوالِي) وَفِي نُسْخَة أَعالِي (موْجِهِ) شُبِّه بغوَارِب الإِبِل، وَقيل: غارِبُ كُلِّ شَيْء؛ أَعلاهُ. وَعَن اللَّيْث الغَارِبُ) : أَعْلَى المَوْج وأَعْلَى الظَّهْرِ. والغَارِبُ: أَعلَى مُقَدَّمِ السَّنامِ، وَقد تَقَدَّم. (و) فِي الحَدِيث أَنَّ رَجُلاً كَانَ واقِفاً مَعَه فِي غَزَاةٍ ف أَصابَه سَهْمُ غَرْبٍ) بالسُكون (ويُحَرَّكُ) وَهَذَا عَن الأَصْمَعِيّ والكسَائِيّ، وَكَذَلِكَ سَهْمُ غرَبٍ بالإِضافَةِ فِي الكُلِّ (و) كَذَلِك (سَهْمٌ غَرْبٌ نَعْتاً) لسَهْم (أَي لَا يُدْرَى رَامِيهِ وَقيل: هُوَ بالسُّكُون. إِذَا أَتاهُ مِن حَيْث لَا يَدْرِي، وبالفَتْح إِذا رَمَاه فأَصَاب غيرَه. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ والهَرَوِيّ: لم يَثْبُت عَن الأَزْهَرِيّ إِلّا الفَتْحُ، وَنقل شَيخُنا عَن ابْنِ قُتَيْبَة فِي غَرِيبه: العَامّة تَقُولُ بالتَّنْوِين وإِسْكَانِ الرَّاء منْ غَرْب، والأَجْوَدُ الإِضافَةُ والفَتْح، ثمَّ قَالَ: وَحكى جَمَاعَةٌ من اللُّغَويِّين الوَجْهَيْن مُطْلَقاً، وَهُوَ الَّذِي جَزَم بِهِ فِي التَّوْشيح تَبَعاً للجَوْهَرِيّ وابْنِ الأَثِير وغَيْرِهما. (وغَرِب كفَرِح) غَرَباً: (اسْوَدَّ) وَجهه من السَّمُوم، نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) غَرُبٍ (كَكَرُم: غَمُضَ وَخِفي) . وَمِنْه الغَرِيب وَهُوَ الغَامِضُ من الكَلَام. وكَلِمَة غرِيبَةٌ وَقد غَرُبت وَهُوَ من ذلِك.
وَفِي الأَسَاس: وَيُقَال: فِي كَلَامِه غَرَابَة، وَقد غَرُبَتِ الكَلِمَة: غَمُضَت فِي غَرِيبَة.
(و) فِي النِّهَايَة وَرَدَ: إِنَّ فِيكُم مُغَرِّبين، قيل: وَمَا (المُغَرِّبُون) ؟ أَي (بكَسْرِ الرَّاءِ المُشَدَّدَةِ فِي الحدِيث) الوَارِد، قَالَ: (الَّذِين تَشْرَكُ) وَفِي نُسْخَة تَشْتَرِكُ (فِيهِم الجِنُّ؛ سُمُّوا بِه لأَنَّهُ دَخَل فِيهِمِ عِرْقٌ غَر 2 يبٌ، أَو لِمَجِيئهِم) . 6 وَعبارَة النِّهَايَة: أَوْ جاءُوا (مِنْ نَسَبٍ بَعِيدِ) . وعَلَى هَذَا اقْتَصَر الهَرَوِيُّ فِي غَرِيبَيْه. وزادَ فِي النِّهَاية ونَقَلَه أَيضاً ابنُ مَنْظُور الإِفْرِيقيّ: وَقيل: أَرادَ بمُشَاركة الجِنِّ فيهم أَمْرَهُم بالزِّنَا وتَحْسِينَه لَهُم، فجَاءَ أَولادُهُم عَن غير رِشْدَة. وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَشَارِكْهُمْ فِى الاْمْوالِ وَالاْوْلَادِ} (الْإِسْرَاء: 64) . وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ.
شَأْوٌ مُغَرِّب بكَسْرِ الرَّاءِ وفَتْحِهَا أَي بَعِيدٌ، قَالَ الكُمَيْتِ:
أَعَهْدَك مِن أْولَى الشِّبِيبَة تَطْلُبُ
على دُبُرٍ هَيْهَاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ
وَقَالُوا: (هَلْ أَطْرَفْتَنَا من مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ) أَي هَل من خَبَر جَاءَ من بُعْدٍ. وَقيل: إِنَّمَا هُو من مُغَرَّبَة خَبَر. وَقَالَ يَعْقُوب: إِنمَا هُوَ هَلْ جَاءَتْكَ مُغَرِّبَة خبر، يَعْنِي الخَبَرَ الذِي يَطْرَأُ عَلَيْكَ من بَلَد سِوَى بَلَدك. وَقَالَ ثَعْلَب: مَا عنْدَه من مُغَرِّبَة خَبَر، تَسْتَفْهِمه أَو تَنْفى ذَلك عَنهُ، أَي طَرِيفَةٌ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضي الله عَنْه أَنَّه قَالَ لِرَجُلٍ قَدِم عَلَيْهِ من بَعْض الأَطْرَاف: (هَل مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَر؟) أَي هَل من خَبَرٍ جَديدٍ جَاءَ من بَلَد بَعيد. قَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال بكَسْر الرَّاءِ وفَتْحِهَا مَعَ الإِضَافَة فِيهِمَا. قَالَهَا الأُمَويُّ بالفَتْح، وأَصلُه من الغَرْب وَهُوَ البُعْد، وَمِنْه قِيل: دَارُ فُلَان غَرْبَة، والخَبَر المُغْرِبُ: الَّذِي جَاءَ غَرِيباً حَادِثاً طَريفاً. وأَغربَ الرجُلُ. صَار غَرِيباً، حَكَاهُ أَبو نَصْر.
وقِدْحٌ غَرِيب: لَيْسَ من الشَّجَر الَّتِي سائِرُ القِدَاح مِنْهَا، وعَيْنٌ غَرْبَةٌ: بَعِيدَةُ المَطْرَحِ، وإِنَّه لغَرْبُ العَيْنِ: بَعِيدُ مَطْرَح العَيْن، والأُنْثَى غَرْبَةُ العَيْن، وإِيَّاهَا عَنَى الطِّرِمَّاحُ بقَوْلِه:
ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدَانَةٌ
غَرْبَةُ العَيْنِ جَهَادُ المَسَامْ
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وكُلُّ مَا وَارَاكَ وستَرك فَهُوَ مُغْرِبٌ، وَقَالَ سَاعدَة الهُذَلِيّ:
مُوَكَّلٌ بِشُدُوف الصَّوْم يُبْصرُها
) ، من المغَارِب مخْطوفُ الحَشَازَرِمُ
وكُنُسُ الوحْشِ: مغَارِبُها، لاسْتِتَارِهَا بهَا.
وأُغْرِبَ الرجلُ: وُلِد لَهُ وَلَدٌ أَبيضُ. وَفِي حَدِيث ابْن عبَّاس، اخْتُصِم إِلَيْه فِي مَسِيل المطَر فَقَالَ: (المطَر غَرْب، والسَّيْلُ شَرْق) أَرَادَ أَنَّ أَكثَرَ السحابِ يَنْشَأُ من غَرْبِ القِبْلة والعيْن هُنَاكَ. تَقولُ العربُ مُطِرْنَا بالعَيْن، إِذَا كَان السحابُ ناشِئاً من قِبْلَة العِرَاقِ، وقولُه: والسيلُ شَرْقٌ يُرِيد أنَّه يَنْحَطُّ مِن نَاحِية المَشْرِق لأَن نَاحِية المَشْرِق عَالِيَة ونَاحِيَةَ المغْرِب مُنْحَطَّة، قَالَ ذَلِك القُتَيْبِيّ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَلَعَلَّه شيءٌ يختَصُّ بِتِلْكَ الأَرْض الَّتِي كَانَ الخِصَام فِيهَا.
وَفِي المُسْتَقْصَى والأَسَاس ولِسَانِ العرَبِ (لأَضْرِبنَّكُم ضَرْبَ غَرِيبةِ الإِبِلِ) . قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ قَول الحجَّاج، ضربَه مَثَلاً لنَفْسِه مَعَ رَعِيَّته يُهدِّدُهم، وذلِكَ أَن الإِبِلَ إِذَا ورَدَتِ الْمَاءَ فَدخل فِيهَا غَرِيبَةٌ من غَيْرِهَا ضُرِبتْ وطُرِدت حَتَّى تَخْرُج عَنْها، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي الأَسَاسِ: وَمن المَجَاز: أَرض لَا يَطِيرُ غُرابُها أَي كَثِيرَةُ المَاءِ والخِصْبِ. وازْجُرْ عَنْكَ غَرَائِبَ الجَهْل، وطَار غُرَابُه، إِذَا شَابَ.
وَمِمَّا استدْرَكَه شيخُنَا رَحِمَ اللهُ:
من الأَمْثَال (مَنْ يُطِع غَرِيباً يُمْسِ غَرِيباً) قَالُوا: هُوَ غَرِيب بن عِمْليق بْنِ لَاوذ بْن سَام بن نُوح عَلَيْهِ السَّلَام، وَكَانَ مُبَذِّراً للمَال، قَالَه الميدَانيّ فِي مَجْمَع الأَمْثَالِ. وَقيل فِي هذَا المَثَل غيرُ ذَلِكَ، راجِعُه فِي كُتُب الأَمْثَالِ.
3 - والغُرْبَة بالضَّمِّ: بيَاضٌ صِرْفٌ، كَمَا أَنَّ الحُلْبَةَ سَوَادٌ صِرْفٌ.
والغَرَيبُ من الْكَلَام: العَمِيقُ الغَامِضُ.
والغَرِيبُ فرسُ زَيْدِ الفَوَارِس.
وأَغرَبَ الــسَّاقِــي، إِذَا أَكْثَر الغَرْب، أَي مَا حَوْلَ الحَوْضِ من المَاءِ والطِّين.
والغَرْبِيُّ: الغَرِيبُ. والمَغَاربُ: السُّودَانُ، والمغَارِبُ: الحُمْرَانُ. ضِدٌّ. وأَسوَدُ غُرَابِيٌّ، مِثْلُ غِرْبِيب.
وإِذَا نَعَتُوا أَرضاً بالخِصْب قَالُوا: وقَعَ فِي أَرْضٍ لَا يَطِيرُ غُرَابُهَا. ويقُولُون: وَجَد تَمْرَةَ الغُرَاب، وَذَلِكَ أَنَّه يتْبَعُ أَجْوَدَ التَّمْرِ فيَنْتَقِيه. وغُرَابَة، كثُمَامة: جِبَالٌ سُودٌ.
وأَبو الغَرْبِ بالفَتْح: عَوْفُ بْنُ كُسَيْب، أُمُّه الرَّبْذَاءُ بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ الخَطَفَي، نَقله الصّاغَانِيّ. قلت: كَانَ فِي أَوَاخِر دَوْلَةِ بَنِيِ أُمَيَّة، نقلَه الأَمِير. وستُّ الغَرْب: بنتُ محمّد بْنِ مُوسَى بّن النُّعْمَان، رَوَتْ خَبَرَ البطاقة عَن ابْنِ ععلَّاقٍ. وسِتّ الغَرْبِ بِنْتُ عَلِيِّ بْن الحَسَن، سَمِعَت من المِزِّيّ هَكَذَا قَيَّدَهما الحَافِظ. وكَأَمِير مُحَمَّدُ بْنُ غَريب القَزَّاز، رَاوِي كتاب الطّهور عَن مُحَمَّد بْنِ يَحْيَى الخَرْوَزِيّ. وعليّ بن أَحمدَ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ غَرِيب، خَال المقتدر وغريب القِرْمِيسِينِيّ من شُيُوخ ابْن مَاكُولَا. وأَبو الغَرِيب مُحَمَّد بنُ عَمَّار البُخَارِيّ عَن المُخْتَار بْنِ سَابِق. وبالتَّثْقِيل غرّيب لقَب مُعاوِيةَ بْنِ حُذَيْفَة بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِيّ.
وعبدُ الخَالِقِ بْنُ أَبِي الفَضْل بْنِ غَريبَة، كَسفِينَة، عَن أَبِي الوقْت، مَاتَ سنة 622 هـ.
وغَرِيبَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ أَحْمَد التَّاجِر، عَن أَبِي عَلِيِّ بْن المَهْدِيِّ. وغُرَابُ بنُ جُذَيْمَةَ بِالضَّمِّ، وَكَذَا غُرَابُ بْنُ ظَالِمٍ فِي فزارَة. وغُرَابُ بن مُحَارِب بُطُون.
غرب: {وغرابيب}: شديدة السواد.
(غ ر ب) : (الْغَرْبُ) الدَّلْوُ الْعَظِيمُ مِنْ مَسْكِ ثَوْرٍ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِيمَا يُسْقَى بِالْغُرُوبِ (وَالْغَرْب) أَيْضًا عِرْقٌ فِي مَجْرَى الدَّمْعِ يَسْقِي فَلَا يَنْقَطِع مِثْلَ النَّاصُورِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ بِعَيْنِهِ غَرْبٌ إذَا كَانَتْ تَسِيلُ فَلَا تَنْقَطِع دُمُوعُهَا (الْغَرَبُ) بِالتَّحْرِيكِ وَرَمٌ فِي الْمَآقِي وَعَلَى ذَا صَحَّ التَّحْرِيكُ وَالتَّسْكِينُ فِي الْعُيُونِ (وَسَهْمٌ غَرْبٌ) بِالْإِضَافَةِ وَغَيْرِ الْإِضَافَةِ وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرَى مَنْ الَّذِي رَمَاهُ (وَيُقَالُ) غَرَّبَهُ إذَا أَبْعَدَهُ (وَمِنْهُ) «جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ» (وَغَرُبَ بِنَفْسِهِ) بَعُدَ (وَمِنْهُ) هَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ عَلَى الْإِضَافَةِ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ مِنْ بَعِيدٍ (وَالْغَارِبُ) مَا بَيْنَ الْعُنُقِ وَالسَّنَامِ (وَفِي أَمْثَالِهِمْ) حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ أَيْ اذْهَبِي حَيْثُ شِئْتِ وَأَصْلُهُ فِي الــسَّاقَــةِ.
غرب
الْغَرْبُ: غيبوبة الشّمس، يقال: غَرَبَتْ تَغْرُبُ غَرْباً وغُرُوباً، ومَغْرِبُ الشّمس ومُغَيْرِبَانُهَا. قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
[الشعراء/ 28] ، رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ
[الرحمن/ 17] ، بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ
[المعارج/ 40] ، وقد تقدّم الكلام في ذكرهما مثنّيين ومجموعين ، وقال: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
[النور/ 35] ، وقال: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ
[الكهف/ 86] ، وقيل لكلّ متباعد:
غَرِيبٌ، ولكلّ شيء فيما بين جنسه عديم النّظير: غَرِيبٌ، وعلى هذا قوله عليه الصلاة والسلام: «بدأ الإسلام غَرِيباً وسيعود كما بدأ» وقيل: العلماء غُرَبَاءُ، لقلّتهم فيما بين الجهّال، والغُرَابُ سمّي لكونه مبعدا في الذّهاب. قال تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ
[المائدة/ 31] ، وغَارِبُ السّنام لبعده عن المنال، وغَرْبُ السّيف لِغُرُوبِهِ في الضّريبة ، وهو مصدر في معنى الفاعل، وشبّه به حدّ اللّسان كتشبيه اللّسان بالسّيف، فقيل: فلان غَرْبُ اللّسان، وسمّي الدّلو غَرْباً لتصوّر بعدها في البئر، وأَغْرَبَ الــساقــي: تناول الْغَرْبَ، والْغَرْبُ: الذّهب لكونه غَرِيباً فيما بين الجواهر الأرضيّة، ومنه: سهم غَرْبٌ: لا يدرى من رماه. ومنه: نظر غَرْبٌ:
ليس بقاصد، و، الْغَرَبُ: شجر لا يثمر لتباعده من الثّمرات، وعنقاء مُغْرِبٌ، وصف بذلك لأنه يقال: كان طيرا تناول جارية فَأَغْرَبَ بها. يقال عنقاء مُغْرِبٌ، وعنقاء مُغْرِبٍ بالإضافة.
والْغُرَابَانِ: نقرتان عند صلوي العجز تشبيها بِالْغُرَابِ في الهيئة، والْمُغْرِبُ: الأبيض الأشفار، كأنّما أَغْرَبَتْ عينُهُ في ذلك البياض. وَغَرابِيبُ سُودٌ
[فاطر/ 27] ، قيل: جَمْعُ غِرْبِيبٍ، وهو المُشْبِهُ لِلْغُرَابِ في السّواد كقولك: أسود كحلك الْغُرَابِ.

البصر

البصر: قوة مودعة في العصبتين المجوفتين اللتين تلتقيان ثم تفترقان تتأدى إلى العين بها الأضواء والألوان والأشكال.
البصر:
[في الانكليزية] The vision
[ في الفرنسية] La vue
بفتح الموحدة والصاد المهملة بينائى.
وهو عند الحكماء قوّة مودعة في ملتقى العصبتين المجوّفتين النابتتين من غور البطنين المقدّمين من الدماغ، يتيامن النابت منهما يسارا، ويتياسر النابت منهما يمينا حتى يلتقيا ويتقاطعا ويصير تجويفهما واحدا ثم يتفرقا، وينفذ النابت يمينا إلى الحدقة اليمنى والنابت يسارا إلى الحدقة اليسرى، فذلك الملتقى هو الذي أودع فيه القوّة الباصرة، ويسمّى بمجمع النور. وسبب تجويفهما الاحتياج إلى كثرة الروح الحاملة للقوّة الباصرة، بخلاف باقي الحواس الظاهرة. ومدركاتها تسمّى مبصرات والمبصر بالذات هو الضوء واللون. وأمّا ما سواهما من الأشكال والصغر والكبر والقرب والبعد ونحوها فبواسطتهما. واختلفوا في الأطراف أي النقطة والخطّ والسطح فقيل هي أيضا مبصرة بالذات. وقيل بالواسطة وليس المراد بالمبصر بالذات ما لا يتوقف إبصاره على إبصار غيره وبالمبصر بالواسطة ما يتوقّف إبصاره على إبصار غيره حتى يرد أنّ المدرك بالذات هو الضوء لا غير، إذ اللّون مرئي بواسطة الضوء، بل المراد بالمرئي بالذات وبالعرض أن يكون هناك رؤية واحدة متعلّقة بشيء، ثم تلك الرؤية بعينها متعلّقة بشيء آخر فيكون الشيء الآخر مرئيا ثانيا وبالعرض، والأوّل مرئيا أولا، وبالذات على قياس قيام الحركة بالسفينة وراكبها.
ونحن إذا رأينا لونا مضيئا فهناك رؤيتان.
أحدهما متعلّقة بالضوء أولا وبالذات. والأخرى متعلّقة باللّون كذلك، وإن كانت هذه الأخرى مشروطة بالرؤية الأولى. ولهذا انكشف كلّ منهما عند الحسّ انكشافا تاما، بخلاف ما عداهما فإنها لا تتعلق بشيء منها رؤية ابتداء، بل الرؤية المتعلّقة بلون الجسم ابتداء متعلّق هي بعينها ثانيا بمقداره وشكله وغيرهما فهي مرئية بتلك الرؤية لا برؤية أخرى؛ ولهذا لم تنكشف انكشاف الضوء واللون عند الحسّ.
ومن زعم أنّ الأطراف مرئية بالذات جعلها مرئية برؤية أخرى مغايرة لرؤية اللون.
فائدة:
اختلف الحكماء في كيفية الإبصار.
والمذاهب المشهورة فيه ثلاثة. المذهب الأول وهو مذهب الرياضيين أنه يخرج من العين جسم شعاعي على هيئة مخروط متحقّق رأسه يلي العين وقاعدته يلي المبصر، والإدراك التّام إنما يحصل من الموضع الذي هو موضع سهم المخروط. ثم إنهم اختلفوا فيما بينهم على وجوه ثلاثة. الأول أن ذلك المخروط مصمت.
الثاني أنه ملتئم من خطوط شعاعية مستقيمة هي أجسام دقاق قد اجتمع أطرافها عند مركز البصر وامتدت متفرّقة إلى المبصر، فما وقع عليه أطراف تلك الخطوط أدركه البصر وما وقع بينها لا يدركه. ولذلك تخفى على البصر الأجزاء التي في غاية الصغر كالمسامات. الثالث أنه يخرج من العين جسم شعاعي دقيق كأنه خطّ مستقيم ينتهي إلى المبصر ثم يتحرك على سطحه حركة سريعة جدا في طول المرئي وعرضه فيحصل الإدراك. واحتجوا بأن الإنسان إذا رأى وجهه في المرآة فليس ذلك لانطباع صورته فيها، وإلّا كانت منطبعة في موضع منها ولم تختلف باختلاف أمكنة الرائي من الجوانب، بل لأن الشعاع خرج من العين إلى المرآة ثم انعكس بصقالتها إلى الوجه. ألا يرى أنه إذا قرّب الوجه إليها يخيل أن صورته مرتسمة في سطحها وإذا بعد عنها توهّم أنها غائرة فيها مع علمنا بأنّ المرآة ليس فيها غور بذلك المقدار.
والمذهب الثاني هو مذهب أرسطو وأتباعه من الطبعيين أنه إنما يحصل بانعكاس صورة المرئي بتوسّط الهواء المشفّ إلى الرطوبة الجليدية التي في العين وانطباعها في جزء منها، وذلك الجزء زاوية رأس مخروط متوهّم لا وجود له أصلا، وقاعدته سطح المرئي ورأسه عند الباصرة. ولذلك يرى القريب أعظم من البعيد لأنّ الوتر الواحد كلّما قرب من النقطة التي خرج منها إليه خطان مستقيمان محيطان بزاوية كان أقصر ساقــا فأوتر عند تلك النقطة زاوية أعظم، وكلّما بعد عنها كان أطول ساقــا فأوتر عندها زاوية أصغر. والنفس إنّما تدرك الصّغر والكبر في المرئي باعتبار تلك الزاوية، فإنها إذا كانت صغيرة كان الجزء الواقع من الجليدية فيها صغيرا فيرتسم فيه صورة المرئي فيرى صغيرا، وإذا كانت كبيرة كان الجزء الواقع فيها كبيرا فيرتسم صورته فيه فيرى كبيرا.
وهذا إنما يستقيم إذا جعل الزاوية موضعا للإبصار كما ذهبنا. وأما إذا جعل موضعه قاعدة المخروط كما يقتضيه القول بخروج الشّعاع فيجب أن يرى كما هو سواء خرجت الخطوط الشعاعية من زاوية ضيّقة أو غير ضيّقة، هكذا قالوا، وفيه بحث إذ ليس الإبصار حاصلا بمجرّد القاعدة، بل لرأس المخروط فيه مدخل أيضا، فجاز أن يتفاوت حاصل المرئي صغرا وكبرا بتفاوت رأسه دقّة وغلظا.
ثم إنهم لا يريدون بالانطباع المذكور أنّ الصورة منفعلة من البصر إلى الرطوبة الجليدية، بل المراد به أنّ الصورة إنما تحصل فيها عند المقابلة عن واهب الصّور لاستعداد يحصل بالمقابلة، وليس في قوّة البشر تعليل هذا.
وذلك لأنّ الإبصار ليس بمجرد الانطباع المذكور، وإلّا لزم رؤية الشيء شيئين بسبب انطباعه في جليدتي العينين بل لا بدّ مع ذلك من تأدّي الشبح في العصبتين المجوّفتين إلى ملتقاهما بواسطة الروح التي فيهما ومنه إلى الحسّ المشترك. والمراد من التأدية أنّ انطباعها في الجليدة معدّ لفيضان الصّورة من واهب الصّور على الملتقى، وفيضانها عليه معدّ لفيضانها على الحسّ المشترك.
والمذهب الثالث هو مذهب طائفة من الحكماء وهو أنّ الإبصار ليس بخروج الشعاع ولا بالانطباع بل بأنّ الهواء المشفّ الذي بين البصر والمرئي يتكيّف بكيفية الشعاع الذي في البصر ويصير بذلك آلة للإبصار. وهذا المذهب في حكم المذهب الأول لأنّه مبني على الشعاع. قال الإمام الرازي: إنّا نعلم بالضرورة أنّ العين على صغرها لا يمكن أن يخيل نصف كرة العالم إلى كيفيتها، ولا أن يخرج منها ما يتّصل بنصف كرته ولا أن يدخل فيها صورة نصفه. فالمذاهب الثلاثة باطلة ظاهرة الفساد بتأمّل قليل. ومن المحتمل أن يقال الإبصار شعور مخصوص وذلك الشعور حالة إضافية، فمتى كانت الحاسّة سليمة وسائر الشروط حاصلة والموانع مرتفعة حصلت للمبصر هذه الإضافة من غير أن يخرج عن عينه جسم أو ينطبع فيها صورة؛ فليس يلزم من إبطال الشعاع أو الانطباع صحة الآخر، إذ ليسا على طرفي النقيض، انتهى. وملخّصه على ما قيل إنه إذا قابل المرئي على الرائي على وجه مخصوص خلق الله الرؤية من غير اتصال شعاع ولا انطباع صورة.
فائدة:
قال الفلاسفة وتبعهم المعتزلة إنّ الإبصار يتوقّف على شرائط ممتنع حصوله بدونها ويجب حصوله معها وهي سبعة. الأول المقابلة.
والثاني عدم البعد المفرط. والثالث عدم القرب المفرط فإنّ المبصر إذا قرّب البصر جدا بطل الإبصار. والرابع عدم الصغر المفرط.
والخامس عدم الحجاب بالكثيف بين الرائي والمرئي. والسادس كون المرئي مضيئا إمّا من ذاته أو من غيره. والسابع كونه كثيفا أي مانعا للشعاع من النفوذ فيه. وما قيل من أنه قد يضاف إلى هذه السبعة ثلاثة أخرى هي سلامة الحاسّة والقصد إلى الإحساس وتوسّط الشفاف بين الرائي والمرئي ففيه أنّ هذا الأخير يغني عنه اشتراط عدم الحجاب؛ لكنّ الأوّلين لا بدّ أن يعدّا من الشروط، فالحقّ أنّ الشروط تسعة.
والأشاعرة ينكرونها ويقولون لا نسلّم وجوب الرؤية عند اجتماع تلك الشرائط، فإنّا نرى الجسم الكبير من البعيد صغيرا وما ذلك إلّا لأنّا نرى بعض أجزائه دون البعض مع تساوي الكلّ في حصول الشرائط.
فائدة:
أجمعت الأئمة من الأشاعرة على أنّ رؤيته تعالى في الدنيا والآخرة على ما هو عليه جائزة عقلا، واختلفوا في جوازها سمعا في الدنيا، فأثبته البعض ونفاه آخرون. وهل يجوز أن يرى في المنام؟ فقيل لا، وقيل نعم. والحقّ أنّه لا مانع من هذه الرؤيا وإن لم تكن رؤية حقيقة. ولا خلاف بيننا وبين معاشر الأشاعرة في أنّه تعالى يري ذاته. والمعتزلة حكموا بامتناع رؤيته عقلا لذوي الحواسّ واختلفوا في رؤيته لذاته. قال الإمام الرازي: الأمة في وقوع الرؤية على قولين: الأول يصحّ ويرى والثاني لا يصحّ ولا يرى.

فسق

فسق: الفِسْق: العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق.

فسَق يَفْسِقُ ويَفْسُقُ فِسْقاً وفُسوقاً وفَسُقَ؛ الضم عن اللحياني،

أَي فَجَر، قال: رواه عنه الأَحمر، قال: ولم يعرف الكسائي الضم، وقيل:

الفُسوق الخروج عن الدين، وكذلك الميل إلى المعصية كما فَسَقَ إبليسُ عن أَمر

ربه. وفَسَق عن أمر ربه أَي جار ومال عن طاعته؛ قال الشاعر:

فَواسِقاً عن أَمره جَوَائِرَا

الفراء في قوله عز وجل: فَفَسَقَ عن أَمر ربه، خرج من طاعة ربه، والعرب

تقول إذا خرجت الرُّطَبةُ من قشرها: قد فَسَقَت الرُّطَبةُ من قشرها،

وكأَن الفأرة إنما سميت فُويْسِقةً لخروجها من جُحْرها على الناس.

والفِسْقُ: الخروج عن الأَمر. وفَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج، وهو كقولهم اتّخَمَ عن

الطعام أي عن مَأْكله. الأَزهري: عن ثعلب أنه قال: قال الأَخفش في قوله

فَفَسَق عن أمر ربه، قال: عن ردّه أَمر ربه، نحو قول العرب اتّخَمَ عن

الطعام أي عن أَكله الطعام، فلما رَدّ هذا الأَمر فَسَقَ؛ قال أَبو العباس:

ولا حاجة به إلى هذا لأن الفُسُوقَ معناه الخروج. فَسَقَ عن أَمر ربه

أَي خرج، وقال ابن الأَعرابي: لم يُسْمع قَطُّ في كلام الجاهلية ولا في

شعرهم فاسِقٌ، قال: وهذا عجب وهو كلام عربي؛ وحكى شمر عن قطرب: فَسَقَ فلان

في الدنيا فِسْقاً إذا اتسع فيها وهَوَّنَ على نفسه واتسع بركوبه لها ولم

يضيقها عليه. وفَسَقَ فلان مالهُ إذا أَهلكه وأَنفقه. ويقال: إنه

لفِسْقٌ أَي خروج عن الحق. أَبو الهيثم: والفِسْقُ في قوله: أو فِسْقاً أهِلَّ

لغير الله به، روي عن مالك أَنه الذبح. وقوله تعالى: بئس الإسم الفُسُوقُ

بعد الإيمان، أَي بئس الإسم ن تقول له يا يهودي ويا نصراني بعد أَن آمن

أَي لا تُعَيِّرهم بعد أَن آمنوا، ويحتمل أَن يكون كلَّ لَقب يكرهه

الإنسان، وإنما يجب أَن يخاطب المؤمنُ أَخاه بأَحبّ الأَسماء إليه؛ هذا قول

الزجاج. ورجل فَاسِقٌ وفِسِّيقٌ وفُسَقُ: دائم الفِسْقِ. ويقال في النداء:

يا فُسَق ويا خُبَث، وللأُنثى: يا فَــسَاقِ مثل قَطامِ، يريد يا أَيها

الفَاسِقُ ويا أَيها الخبيث، وهو معرفة يدل على ذلك أَنهم يقولون يا فُسَقُ

الخبيثُ فينعتونه بالأَلف واللام. وفَسَّقَه: نسبه إلى الفِسْقِ.

والفوَاسِقُ من النساء: الفواجرُ.

والفُوَيْسِقةُ: الفأرة. وفي الحديث: أَنه سَمَّى الفأْرة فُوَيْسِقةً

تصغير فاسِقَةٍ لخروجها من جُحْرها على الناس وإِفسادها. وفي حديث عائشة:

وسئِلَتْ عن أَكل الغُراب قالت: ومن يأْكله بعد قوله فاسِق، قال الخطابي

أراد تحريم أكلها بتَفْسِيقها. وفي الحديث: خَمْس فَوَاسِق يُقْتَلْنَ في

الحِلّ والحرم، قال: أَصل الفِسْقِ الخروج عن الإستقامة والجور، وبه سمي

العاصي فاسقاً، وإنما سميت هذه الحيوانات فَوَاسِقَ على الإستعارة

لخبثهن، وقيل: لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أَي لا حرمة لهن بحال.

(فسق) - وفي الحديث: "سَمَّى الغُرابَ فاسِقًا"
قال القُتَبِيُّ : ولا أُراه سَمّاهُ فاسِقًا إلا أن نوحًا عليه الصلاةُ والسّلامُ أرسلَه لِيأْتِي بخبَر ماءِ الطُّوفانِ، فوجد جِيفةً طافيةً على الماء، فشُغِل بها، ولم يرجع إليه، فأرسل الحَمامةَ بعدَه، فرَجَعَت إليه بما أَحَبَّ من الخَبَر فسَمَّاه فاسِقًا لِمَعْصِيَتِه إيّاه، وأَمرَ بقَتْله في الحَرَم.
قال الخَطَّابي: إنه أَرادَ بتَفْسِيقها: تحرِيمَ أكلِها.
كقَولِه سُبْحانه وتَعالَى: - وقد ذَكَر ما حُرِّم من المَيْتَة وغَيرها - ثم قال: {ذَلِكُمْ فِسْقٌ}  - ويَدُلّ عليه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -: "وسُئِلَت عن أَكْلِ الغُراب، فقالت: ومَنْ يَأْكُله بعد قَولِه: فَاسِق"
والفُوَيْسِقَة في الحديث أَيضاً: الفَأرةُ، سَمَّاها به؛ لِخُروجِها من جُحرِها على الناس واغْتِيالِها إيَّاهم في أَموالِهم بالفَساد.
والفِسْق. والفُسوقُ: الخُروجُ على وَجْه يَضُرُّ، ورُكُوبُ المَأْثَم، والخُروجُ عن طَاعةِ الله عزَّ وجَلَّ.
قال ابنُ الأَعرِابيّ: لم يُسْمع بالفَاسِق في كلام الجاهلية.
وقال الزَّمخْشرِي : سُمِّينَ فَواسِقَ، لخُرُوجِهِن من الحُرمةِ.
: أي لا حُرمةَ لهنّ بحَال. وقيل: لِخُبْثِهِنّ.
فسق
فَسَقَ فلان: خرج عن حجر الشّرع، وذلك من قولهم: فَسَقَ الرُّطَبُ، إذا خرج عن قشره ، وهو أعمّ من الكفر. والفِسْقُ يقع بالقليل من الذّنوب وبالكثير، لكن تعورف فيما كان كثيرا، وأكثر ما يقال الفَاسِقُ لمن التزم حكم الشّرع وأقرّ به، ثمّ أخلّ بجميع أحكامه أو ببعضه، وإذا قيل للكافر الأصليّ: فَاسِقٌ، فلأنّه أخلّ بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة، قال الله تعالى: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
[الكهف/ 50] ، فَفَسَقُوا فِيها
[الإسراء/ 16] ، وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ
[آل عمران/ 110] ، وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ 4] ، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً [السجدة/ 18] ، وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ 55] ، أي: من يستر نعمة الله فقد خرج عن طاعته، وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ [السجدة/ 20] ، وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ
[الأنعام/ 49] ، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ [المائدة/ 108] ، إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ [التوبة/ 67] ، كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا [يونس/ 33] ، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً [السجدة/ 18] ، فقابل به الإيمان. فالفاسق أعمّ من الكافر، والظالم أعمّ من الفاسق. وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ إلى قوله: وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ وسمّيت الفأرة فُوَيْسَقَةً لما اعتقد فيها من الخبث والفسق. وقيل: لخروجها من بيتها مرّة بعد أخرى. وقال عليه الصلاة والسلام:
(اقتلوا الفويسقة فإنّها توهي السّقاء وتضرم البيت على أهله) . قال ابن الأعرابيّ: لم يسمع الفاسق في وصف الإنسان في كلام العرب، وإنما قالوا: فسقت الرّطبة عن قشرها .
فسق: {ففسق}: خرج من الطاعة.
ف س ق: (فَسَقَتْ) الرُّطَبَةُ خَرَجَتْ عَنْ قِشْرِهَا. وَ (فَسَقَ) عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَيْ خَرَجَ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: لَمْ يُسْمَعْ قَطُّ فِي كَلَامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا فِي شِعْرِهِمْ (فَاسِقٌ) قَالَ: وَهَذَا عَجَبٌ وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ. وَ (الْفِسِّيقُ) الدَّائِمُ الْفِسْقِ. وَ (الْفُوَيْسِقَةُ) الْفَأْرَةُ. 
(فسق)
كل ذِي قشر فسقا وفسوقا خرج عَن قشره وَيُقَال فسقت الرّطبَة عَن قشرها والفأرة عَن جحرها وَفُلَان عصى وَجَاوَزَ حُدُود الشَّرْع وَيُقَال فسق عَن أَمر ربه خرج عَن طَاعَته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فسجدوا إِلَّا إِبْلِيس كَانَ من الْجِنّ ففسق عَن أَمر ربه} فَهُوَ فَاسق (ج) فسقة وفــساق وفاسقون وَهِي فاسقة (ج) فاسقات وفواسق
ف س ق

فسق عن أمر الله: خرج. وتقول: كا يزيد فسّيقاً خمّيراً، ولم يكن للمؤمنين أميراً. وفسقت الرّكاب عن قصد السبيل: جارت. قال رؤبة:

يهوين في نجد وغوراً غائراً ... فواسقاً عن قصدها جوائرا

وفسقت الرطبة عن قشرها، والفأرة عن جحرها. وأضرمت الفويسقة على أهل البيت النار وهي الفأرة لعيثها في البيوت. وتعمّم فلان الفاسقيّة وهي ضرب من العمّة.
[فسق] نه: فيه: خمس "فواسق" يقتلن في الحل والحرم، أصله الخروج عن الاستقامة، وسميت بها على الاستعارة لخبثهن، وقيل: لخروجهن من الحرمة في الحل والحرم، أي لا حرمة لهن مجال. ط: خمس فواسق، بتنوين الأول وتركه، وفسقهن خبثهن وكثرة ضررهن- ويتم في وزغة. نه: ومنه ح: إنه سمى الفأرة "فويسقة"، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها. ومنه ح الغراب: ومن يأكله بعد قوله: فاسق! أراد بتفسيقها تحريم أكلها. ن: والعلة فيه عند الشافعي كونها غير مأكولات فلا فدية في قتل كل ما لا يؤكل، وعند مالك الإيذاء.
(ف س ق) : الْفُسُوقُ) الْخُرُوج مِنْ الِاسْتِقَامَةِ وقَوْله تَعَالَى {وَلا فُسُوقَ} [البقرة: 197] أَيْ وَلَا خُرُوجَ مِنْ حُدُودِ الشَّرِيعَة وَقِيلَ هُوَ التَّسَابُّ وَالتَّنَابُزُ بِالْأَلْقَابِ وَقِيلَ لِلْعَاصِي فَاسِقٌ لِخُرُوجِهِ مِمَّا أُمِرَ بِهِ (وَسُمِّيَتْ) هَذِهِ الْحَيَوَانَات الْخَمْسُ فَوَاسِقُ اسْتِعَارَة لِخُبْثِهِنَّ وَقِيلَ لِخُرُوجِهِنَّ مِنْ الْحُرْمَةِ بِقَوْلِهِ خَمْسٌ لَا حُرْمَةَ لَهُنَّ (وَقِيلَ) أَرَادَ بِتَفْسِيقِهَا تَحْرِيمُ أَكْلِهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3] بَعْدَمَا ذَكَرَ مَا حَرُمَ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ.
ف س ق : فَسَقَ فُسُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَرَجَ عَنْ الطَّاعَةِ وَالِاسْمُ الْفِسْقُ وَيَفْسِقُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَخْفَشُ فَهُوَ فَاسِقٌ وَالْجَمْعُ فُــسَّاقٌ وَفَسَقَةٌ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَلَمْ يُسْمَعْ فَاسِقٌ فِي كَلَامِ الْجَاهِلِيَّةِ مَعَ أَنَّهُ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ وَنَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ وَيُقَالُ أَصْلُهُ خُرُوجُ الشَّيْءِ مِنْ الشَّيْءِ عَلَى وَجْهِ الْفَسَادِ يُقَالُ فَسَقَتْ الرُّطَبَةُ إذَا خَرَجَتْ مِنْ قِشْرِهَا وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ خَرَجَ عَنْ قِشْرِهِ فَقَدْ فَسَقَ قَالَهُ السَّرَقُسْطِيّ وَقِيلَ لِلْحَيَوَانَاتِ الْخَمْسِ فَوَاسِقُ اسْتِعَارَةً وَامْتِهَانًا لَهُنَّ لِكَثْرَةِ خُبْثِهِنَّ وَأَذَاهُنَّ حَتَّى قِيلَ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ.
وَفِي الْحَرَمِ وَفِي الصَّلَاةِ وَلَا تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِذَلِكَ. 

فسق


فَسَقَ(n. ac.
فِسْق
فُسُوْق)
a. Was impious, immoral, dissolute, profligate.
b. ['An], Swerved from.
c. Came forth from its skin (date).
d. Dissipated.

فَسُقَ(n. ac. فُسُوْق)
a. see supra
(a)
فَسَّقَa. Corrupted, demoralized, perverted.
b. Declared, deemed corrupt, bad; condemned.

إِنْفَسَقَa. see I (c)b. Became corrupt.

فَسْقِيَّةa. see 2yit
فِسْقa. Disobedience; transgression, unrighteousness, imiquity
impiety.
b. Immorality, vice, viciousness, profligacy
dissoluteness, libertinage, licentiousness, lewdness.
c. Prevarication.

فِسْقِيَّة
( pl.
reg. &
فَــسَاْقِــيّ)
a. [ coll. ], Fountain, ornamental
basin; fish-pond.
فُسَقa. see 21 (b)
فَاْسِق
(pl.
فَسَقَة
4t
فُــسَّاْق)
a. Disobedient, reprobate, transgressor.
b. Immoral, vicious, profligate, dissolute, licentious
lewd; corrupt, depraved; libertune, rake.

فَاْسِقَة
. ( pl.
reg. &
فَوَاْسِقُ)
a. fem. of
فَاْسِقb. Fornicatress; wanton, harlot, strumpet, whore.

فَاْسِقِيَّةa. A certain mode of wearing the turban.

فُسُوْقa. see 2
فَــسَّاْق
فِسِّيْق
30a. see 21
فَاْسُوْق
a. [ coll. ], A kind of grub; worm.

فُوَيْسِقَة
a. Rat; mouses.
(ف س ق)

الْفسق: الْعِصْيَان وَالتّرْك لأمر الله، وَالْخُرُوج عَن طَرِيق الْحق.

فسق يفسق ويفسق فسقا، وفسوقا، وَفسق، بِالضَّمِّ، عَن اللحياني، قَالَ: رَوَاهُ عَنهُ الْأَحْمَر، قَالَ: وَلم يعرف الْكسَائي الضَّم.

وَقيل: الفسوق: الْخُرُوج عَن الدَّين. وَقَوله تَعَالَى: (بئس الِاسْم الفسوق بعد الْإِيمَان) أَي بئس الِاسْم أَن تَقول لَهُ: يَا يَهُودِيّ أَو يَا نَصْرَانِيّ، بعد أَن آمن: أَي لَا تُعَيِّرُوهُمْ بالْكفْر بعد أَن آمنُوا، وَيحْتَمل أَن يكون كل لقب كرهه الْإِنْسَان، وَإِنَّمَا يجب أَن يُخَاطب الْمُؤمن اخاه بِأحب الْأَسْمَاء إِلَيْهِ، هَذَا قَول الزّجاج.

وَرجل فَاسق، وفسيق، وَفسق. وَيُقَال فِي النداء: يَا فسق، وللانثى: يَا فــساق.

وفسقه: نسبه إِلَى الْفسق.

وَالْفِسْق: الْخُرُوج عَن الْأَمر.

وَالْفِسْق فِي قَوْله تَعَالَى: (أَو فسقا أهل لغير الله بِهِ) رُوِيَ عَن مَالك. أَنه الذّبْح.

والفواسق من النِّسَاء: الفواجر.

وفسقت الرّطبَة، وانفسقت: خرجت عَن قشرها، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة.

والفويسقة: الفارة.
فسق
فسَقَ/ فسَقَ عن يَفسُق ويَفسِق، فِسْقًا وفُسُوقًا، فهو فاسِق، والمفعول مفسوقٌ عنه
• فسَق الرَّجلُ/ فسَق الرَّجلُ عن أمر الله: عصى وجاوز حدود الشَّرع، خرج عن طاعة الله، انغمس في الملذَّات " {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ .. وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسِقُونَ} [ق]- {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} - {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} - {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ". 

فسَّقَ يُفَسِّق، تفسيقًا، فهو مُفَسِّق، والمفعول مُفَسَّق
• فَسَّق القاضي الشاهدَ: عَدَّه فاسقًا، نسبه إلى الفسق "أراد أن يفسِّق محدِّثَه لأنّه خالفه الرَّأي".
• فسَّق الشَّخصَ: جعله يفسُق، أي يعصي ويخرج عن حدود الشَّرع "فسَّقه أصدقاءُ السَّوء". 

فاسِق [مفرد]: ج فاسِقون وفُــسَّاق وفَسَقة، مؤ فاسِقة، ج مؤ فاسِقات وفواسِقُ: اسم فاعل من فسَقَ/ فسَقَ عن.
• دار الفاسقين: منازل عاد وثمود وغيرهم ممَّن بادوا وهلكوا " {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} ". 

فِسِّيق [مفرد]: صيغة مبالغة من فسَقَ/ فسَقَ عن. 

فِسْق [مفرد]:
1 - مصدر فسَقَ/ فسَقَ عن.
2 - اسم يفيد الخروج عن طاعة أمر الله، وأصله خروج الشيء من الشيء على وجه الفساد "دُور الفِسْق". 

فَسْقيَّة/ فِسْقيَّة [مفرد]: ج فسْقيَّات وفَــسَاقــيّ: حوض من الرخام ونحوه، مُستدير غالبًا، تتوسّطه نافورة ماء، يوضع عادة في القصور والحدائق والميادين "أكثر المحافظ من إنشاء الفــساقــي لتزيين المدينة". 

فُسوق [مفرد]: مصدر فسَقَ/ فسَقَ عن. 
فسق
الفِسْق، بالكَسْر: التّرْكُ لأمْر الله عزّ وجلَّ والعِصْيانُ والخُروجُ عَن طَريق الحَقِّ سبحانَه، قالَه اللّيث. أَو هُوَ الفُجورُ، كالفُسوقِ بالضّمِّ. وَقيل: هُوَ المَيْلُ الى المَعصِية. قَالَ الأصبهانيُّ: الفِسْق أعمُّ من الكُفْر، والفِسْقُ يقعُ بالقَليلِ من الذُنُوبِ وبالكَثيرِ، ولكِن تُعورِفَ فِيمَا كانَ بكَثيره. وأكثرُ مَا يُقالُ الفاسِقُ لمَنْ التَزَم حُكمَ الشّرع وأقرّ بهِ ثمَّ أخلّ بجَميعِ أحكامِه، أَو ببَعْضِها. وَإِذا قيل للكافِر الأَصْل فاسِق، فلأنّه أخَلّ بحُكمِ مَا ألزمَه العَقل، واقتَضَتْه الفِطْرَةُ. وَمِنْه قولُه تَعالى:) أفَمَنْ كانَ مؤمِناً كمَنْ كَانَ فاسِقاً لَا يسْتَوون (فقابَلَ بِهِ الْإِيمَان، فالفاسِقُ أعمُّ من الكافِر، والظالِمُ أعمُّ من الفاسِق. فسَق، كنَصَر، وضَرَب، وكرُم، الثانيةُ عَن الأخفَشِ، نقلَه الجوهريُّ، والثالثةُ عَن اللِّحيانيّ رَواهُ عَن الأحمَر، وَلم يعرِف الكسائيُّ الضّمَ فِسْقاً وفُسوقاً مصْدران للبابَيْن الأوّلين، أَي: فجَر فُجوراً، كَمَا فِي الصِّحاح. وقولُه تَعَالَى:) وإنّه لفِسْقٌ ( أَي: خُروجٌ عَن الحقِّ. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: وَقد يكونُ الفُسوقُ شِرْكاً، وَيكون إثْماً. والفِسْق فِي قَوْله تَعَالَى:) أَو فِسْقاً أُهِلّ لغيرِ اللهِ بِهِ (رُويَ عَن مَالك أنّه الذّبْح. وقولُه تَعَالَى:) بِئْسَ الاسْمُ الفُسوقُ بعْدَ الْإِيمَان (أَي: بِئْسَ الاسمُ أَن يَقُول لَهُ: يَا يهودِيُّ وَيَا نَصْرانيّ، بعد أنْ آمن، ويُحتَمل أَن يكون كُلُّ لَقَب يكرهُه الْإِنْسَان، قَالَه الزّجّاج. وفَسَق: جارَ ومالَ عَن طاعَةِ اللهِ عزّ وجلّ، وَمِنْه فَسَقت الرّكاب عَن قصد السّبيل أَي جارت. وقولُه تَعَالَى:) فَفَسَق عنْ أمْرِ ربِّه (أَي: خرَج، زادَ الفَرّاءُ عَن طاعةِ ربِّه. ورَوَى ثعْلَبٌ عَن الأخْفَش قَالَ: أَي عَن ردِّه أمرَ ربِّه نَحْو قَول العَرَب: اتّخَم عَن الطّعام، أَي: عنِ أكْلِه، فلمّا ردَّ هَذَا الْأُم رفسَق. قَالَ أَبُو العبّاس: وَلَا حاجةَ بِهِ الى هَذَا لأنّ الفُسوقَ مَعْنَاهُ الخُروج. فسَقَ عَن أمْر ربّه، أَي: خرَج. وفسَقت الرُّطَبَة عَن قِشْرِها أَي: خرجَت، كانْفَسَقَت وَهَذِه عَن ابنِ دُرَيْد. قيل: وَمِنْه اشتِقاق الفاسِق لانْفِــساقِــه، أَي: لانسِلاخِه عَن الخَيْر. ونصُّ الجَمْهَرة: من الخَيْر وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: ففَسَق عَن أمرِ ربّه، أَي: جارَ عَن طاعَتِه، وَأنْشد: يهْوِين فِي نجْد وغَوْراً غائِرا فَواسِقاً عَن قصْدِها جَوائِرا ورجُلٌ فُسَقٌ كصُرَد، وفِسّيقٌ مثل سِكِّيت: دائِمُ الفِسْق، وأنشدَ اللّيثُ لسُلَيمان:
(عاشوا بذلك حينا فِي جِوارِهِمُ ... لَا يُظْهِرُ الجَوْرَ فيهم آمِناً فُسَقُ)

وَمن سَجَعات الأساس: كَانَ يَزيدُ فِسّيقاً خِمّيراً، وَلم يَكُنْ للمؤْمِنين أَمِيرا. وَقَالَ اللّيْثُ: الفُوَيْسِقَةُ: الْفَأْرَة، سُمّيتْ لخُروجِها من جُحْرِها على النّاس. وَفِي الأساس: لعَيْثِها فِي البُيوت: زادَ غيرُه: وإفسادِها. وَهِي تصْغيرُ فاسِقَة. وَمِنْه الحَدِيث: اقْتُلوا الفُوَيْسِقَة، فإنّها توهِي السِّقاءَ، وتُضْرِم البيتَ على أهْلِه. وَفِي حَدِيث عائِشَةَ رضيَ الله عَنْهَا وسُئلت عَن أكْلِ الغُراب قَالَت: ومَنْ يأكلُه بعْد قولِه: فاسِق. قَالَ الخَطّابيُّ: أرادَ بتَفْسيقِها تحْريم أكلِها، وَفِي الحَدِيث: خمْسٌ فواسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الحِلِّ والحَرَم. قَالَ: أصْلُ الفِسْق: الخُروجُ عَن الاستِقامة، والجَوْرُ، وَبِه سُمِّيَ العَاصِي فاسِقاً. وَإِنَّمَا سُمِّيت هَذِه الْحَيَوَانَات فَواسِقَ على الاستِعارة لخُبْثِهِنّ، وَقيل: لخُروجِهِنّ عَن الحُرْمَة فِي الحِلِّ والحَرَم، أَي: لَا حُرْمَة لهنّ بحالٍ. وتقولُ للْمَرْأَة: يَا فاسِقِ، كقطامِ أَي: يَا فاسِقَة، وتَقول للرّجُل: يَا فُسَق، كزُفَر، وَيَا خُبَثُ كَذَلِك أَي: يَا أيُّها الفاسِق وَيَا أيّها الخَبيث. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ معرِفة، يدُلُّ على ذَلِك أَنهم يَقُولُونَ: يَا فُسَقُ الخَبيثُ، فيَنْعَتونَه بالألِف واللاّم.
وليْسَ فِي كَلامٍ جاهليٍّ وَلَا شِعْرِهم فاسِقٌ، على أنّه عرَبيٌّ. هَذَا كلامُ ابنِ الأعرابيّ، ونصُّه على مَا نَقله الجوهَريُّ، والصاغانيّ: لم يسمعْ قَطُّ فِي كلامِ الجاهليّة، وَلَا فِي شِعْرِهم فاسِقٌ. قَالَ.
وَهَذَا عجَبٌ، وَهُوَ كَلام عربيٌّ لم يأْتِ فِي شِعْرِ جاهليٍّ ونقلَ الأصبهانيُّ عَن ابنِ الأعرابيّ: لم يُسْمع الفاسِقُ فِي وصْفِ الْإِنْسَان فِي كلامِ العَرَب. وإنّما قَالُوا إِذا خَرَجت الرُّطَبَة من قشرِها: فسَقَت الرُطَبَةُ عَن قِشْرِها. وَنقل شيخُنا عَن بعضِ فُقَهاءِ اللُّغَة أنّ الفِسْقَ من الألْفاظِ الإسلاميّةِ، لَا يُعرَفُ إطلاقُها على هَذَا المَعْنى قبلَ الإسلامِ، وَإِن كَانَ أصلُ معْناها الخُروجَ، فَهِيَ من الحَقائِق الشّرْعِيّة الَّتِي صارَتْ فِي معْناها حَقيقةً عُرْفِيّةً فِي الشّرْعِ، وَقد بسَطه الخَفاجيّ فِي العِناية. والتّفْسيقُ: ضدُّ التّعْديل. يُقال: فسّقَه الحاكِمُ، أَي: حكَمَ بفِسْقِه، كَمَا فِي العُباب. ويُقال: تعمّمَ فلانٌ الفاسِقيّة وَهُوَ ضرْبٌ من العِمّة نَقله الزّمَخْشريُّ والصاغانيّ. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: فسقَ فِي الدُنيا فِسْقاً: إِذا اتّسَع فِيهَا وهوّن على نفْسِه، واتّسَع بركُوبِه لَهَا، وَلم يُضيِّقْها عَلَيْهِ، حَكَاهُ شَمِرٌ عَن قُطْرب. وفَسَقَ فلانٌ مالَه: إِذا أهلَكه وأنفقَه. وفسّقَه تفْسيقاً: نسَبه الى الفِسْق.
والفَواسِقُ من النِّساءِ: الفواجِرُ. وَقد يُجمَعُ فِسْقٌ على فُسوقٍ، كجِذْعٍ وجُذوع. والفَسْقِيّةُ، بِالْفَتْح: المتَوضَّأُ والجَمْعُ: الفَــساقِــيُّ، مولدة.
فسق
الفِسْقُ: التَرْكُ لأمْرِ اللَّهِ عَزَ وجل، فَسَقَ يَفْسقُ فِسْقاً وفُسُوقاً. ورَجُلٌ فُسَقٌ فِسيْقٌ.
والفُوَيْسِقَة: الفأرَة. وفَسَقَتِ الرُّطَبَةُ عن قِشْرِها: أي خَرَجَتْ منه. والفاسِقُ: الجائرُ.
والفاسِقِيَّةُ: ضَرْب من العِمَّة.
[فسق] فَسَقَتِ الرطبة، إذا خرجت عن قشرها. وفَسَقَ الرجل يَفْسُقُ ويَفْسِقُ أيضاً، عن الأخفش، فَسْقاً وفُسوقاً أي فَجَرَ. يقال فَسَقَ عن أمر ربِّه، أي خرج. قال: وهذا كقولهم: اتخم عن الطعام، أي عن مأكله اتخم. ولما رد هذا الامر فسق. قال ابن الاعرابي: لم يسمع قط في كلام الجاهلية ولا فى شعرهم فاسق. قال: وهذا عجب، وهو كلام عربي. والفسيق: الدئم الفسق. والفويسقة: الفأرة. ويقال في النداء: يا فُسَقُ ويا خُبَثُ. يريد: يا أيُّها الفاسق، ويا أيها الخبيت. وهو معرفة. يدل على ذلك أنهم يقولون: يا فسق الخبيث، فينعتونه بالالف واللام. وتقول للمرأة: يا فَــساقِ، مثل قَطامِ. 

فسق

1 فَسَقَ is said to signify primarily It (a thing) went forth, from another thing, in a bad, or corrupt, manner. (Msb.) One says, فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ, (S, O, Msb,) or فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ عَنْ قِشْرِهَا, (K,) The fresh ripe date came forth from its skin; (S, O, Msb, K;) as also ↓ انفسقت: (IDrd, O, K:) and in like manner فَسَقَ is said of anything as meaning it came forth from its integument: so says EsSarakustee. (Msb.) b2: [Hence] فَسَقَ, aor. ـُ and فَسِقَ, (S, O, Msb, K) the latter aor. mentioned by Akh, (S, O, Msb,) inf. n. فُسُوقٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and فِسْقٌ, (S, O, K,) or this latter is a simple subst.; (Msb;) and likewise فَسُقَ, like كَرُمَ, (K, TA,) mentioned by Lh, but not known by Ks; (TA;) He went forth from, departed from, or quitted, (Mgh, Msb, K,) the right way, (Mgh, K,) or the way of truth, (K,) and the limits of the law, (Mgh,) [or the bounds of] obedience; (Msb;) he forsook, relinquished, or neglected, the command of God; he disobeyed; (K;) or i. q. فَجَرَ [meaning as above; or he transgressed; or acted unrighteously, sinfully, wickedly, vitiously, or immorally]. (S, O, K. [See also فِسْقٌ below.]) فَسَقَ عَنْ أَمْرِرَبِّهِ (in the Kur [xviii. 48], O, TA) means He departed (خَرَجَ) from the command of his Lord: (Th, S, O, K:) or from the obeying [of the command] of his Lord: (Fr, O, TA:) and Akh says that this phrase is like اِتَّخَمَ عن الطَّعامِ, (S, O,) meaning عَنْ مَأْكَلِهِ, (S,) or عَنْ أَكْلِهِ الطَّعَامَ; but Th says that there is no need of this [explanation]: or, accord. to AO, it means he declined, or deviated, from obeying the command of his Lord: (O:) for فَسَقَ signifies also he declined, or deviated: (K:) and hence the saying, فَسَقَتِ الرِّكَابُ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ i. e. [The ridden camels] declined [from the right direction of the way]. (TA.) Sometimes فُسُوقٌ may mean The believing in a plurality of gods: and it may mean the committing sin. (A Heyth, O.) And it is said to mean The calling one another by names of reproach: (Zj, * Mgh, TA:) or the saying “ O Jew,” and “ O Christian,” after one has become a believer: thus in the Kur xlix. 11. (TA.) b3: One says also, فَسَقَ فِى

الدُّنْيَا, inf. n. فِسْقٌ, meaning He had a wide, or an ample, range in respect of worldly things, and made them light and easy to himself, being without restraint in his management of them, not making them strait to him. (Ktr, Sh, TA.) b4: And فَسَقَ مَالَهُ He made away with his property; and disposed of it, or spent it. (TA.) 2 تَفْسِيقٌ is the contr. of تَعْدِيلٌ: (O, K, TA:) one says فسّقهُ, (O, TA,) inf. n. تَفْسِيقٌ, (TA,) He (the judge) pronounced him to be characterized by فِسْق [q. v.]: (O, TA:) he attributed to him فِسْق. (TA.) 7 إِنْفَسَقَ see 1, second sentence. b2: [Hence,] انفسق مِنَ الخَيْرِ, said of the فَاسِق, He divested himself, or became divested, of good. IDrd, O.) فِسْقٌ is an inf. n., (S, O, K,) or a simple subst., (Msb,) from فَسَقَ [q. v]: (S, O, Msb, K:) unless as signifying [simply] A going forth, or a departure, it is said to be a word unknown before ElIslám, and to have become so much used in its legal acceptation as to be, when so used, conventionally regarded as proper (MF, TA:) [thus used,] it signifies a going forth, or departure, from the right way, (K, TA,) which is said to be the primary meaning, (TA,) or from the way of truth; (K, TA;) or from the truth, or that which is right, as in the phrase وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ, (O, K, [in the CK لَفَسِقٌ, a strange mistake,]) in the Kur [vi. 121]; (O;) or a relinquishment, or neglect, of the command of God; (Lth, O, K;) and an inclining to disobedience; (Lth, O;) or also disobedience [itself]; (K;) or i. q. فُجُورٌ [meaning as above; or transgression; or unrighteous, sinful, wicked, vitious, or immoral, conduct]: (O, K:) it is said by El-Isbahánee to be a more general term than كُفْرٌ; applying to few sins, misdeeds, transgressions, or acts of disobedience, or to little thereof; and also, to many, or much thereof; but is commonly known as applying to the latter: and it is related on the authority of Málik that in the Kur vi. 146 it means such as is slaughtered: (TA:) [being used as a subst.,] it sometimes has a pl., which is فُسُوقٌ. (TA.) فُسَقٌ (Lth, O, K) and ↓ فِسِّيقٌ, (Lth, S, O, K,) applied to a man, Always characterized by فِسْق. (Lth, S, O, K.) b2: يَافُسَقُ means يَا أَيُّهَا الفَاسِقُ [O thou فَاسِق]; (S, O, K;) like يَا خُبَثُ, meaning يَا أَيُّهَا انخَبِيثُ; فُسَقُ being determinate, as is shown by their saying يَا فُسَقُ الخَبِيثُ, thus prefixing ال to خبيث: (S, O:) and to a woman they say ↓ يَا فَــسَاقِ, like قَطَامِ, (S, O, K,) meaning يَا فَاسِقَةُ (K) [or rather يَا أَيُّهَا الفَاسِقَةُ].

فَسْقِيَّةٌ, with fet-h, [often pronounced فِسْقِيَّة,] a post-classical word, [arabicized, from the Lat.

“ piscina,”] i. q. مُتَوَضَّأٌ [properly A place, here meaning a tank, or basin, in which the ablution termed وُضُوْء is performed: now commonly applied to a basin, or shallow pool, of water, in the court of a house, or in a room, generally having in the centre a fountain that throws up water:] pl. فَــسَاقِــيُّ. (TA.) فَــسَاقِ: see فُسَقٌ فِسِّيقٌ: see فُسَقٌ فَاسِقٌ Going forth, or departing, or one who goes forth, or departs, [from the right way, or the way of truth, and the limits of the law, or] from [the bounds of] obedience; (Msb;) disobedient [to God]; (Mgh, TA;) [transgressing, or a transgressor; unrighteous, sinful, wicked, vitious, or immoral;] mostly applied to one who has taken upon himself to observe what the law ordains, and has acknowledged its authority, and then fallen short of observance in respect of all, or of some, of its ordinances: and when the person fundamentally, or utterly, an unbeliever is thus termed, it is because he falls short of observing the ordinance that the intellect renders obligatory on him and that the natural constitution with which he was created in his mother's womb requires to be conceded; hence the believer is contrasted with him in the Kur xxxii. 18; so فَاسِقٌ is a more general term than كَافِرٌ; and ظَالِمٌ is a more general term than فَاسِقٌ: (El-Isbahánee, TA:) accord. to IDrd, (O,) the فَاسِق is thus called because of his divesting himself, or becoming divested, of good: (O, K:) the word has not been heard in the speech of the people of the Time of Ignorance, (IAar, S, O, Msb, K,) nor in their poetry, (IAar, S, O, K,) though it is an Arabic word, (IAar, S, O, Msb, K,) and a chaste one, and the Kur-án has used it: (IAar, Msb:) the pl. is فَسَقَةٌ and فُــسَّاقٌ: (Msb:) فَوَاسِقُ, [pl. of فَاسِقَةٌ,] applied to women, signifies فَوَاجِرُ [generally meaning adulteresses, or fornicatresses]. (TA.) b2: The five animals, or living things, (الحَيَوَانَاتُ الخَمْسُ, [specified voce حَيَوَانٌ,]) are metaphorically termed فَوَاسِقُ [as though meaning (tropical:) Transgressors] (Mgh, Msb) because of their noxiousness, (Mgh,) or because of their much, or frequent, noxiousness and harmfulness, so that they may be killed in the case of freedom from إِحْرَام and in the state of إِحْرَام, and in prayer, which is not rendered ineffectual thereby: (Msb:) or because of their being out of the pale of inviolability: or, as some [unreasonably] say, because the eating of them is forbidden. (Mgh.) فَاسِقِيَّةٌ A certain mode of attiring oneself with the turban. (Z, O, K.) One says, تَعَمَّمَ فُلَانٌ الفَاسِقيَّةَ [Such a one attired himself with the turban in the mode termed الفاسقيّة]. (TA.) الفُوَيْسِقَةُ The rat, or mouse; syn. الفَأْرَةُ: (S, O, K:) so called because it comes forth from its hole upon people: (O, K:) or, accord. to Z, because it does mischief in houses: and it is said in a trad. that it is to be killed: the word is the dim. of فَاسِقَةٌ. (TA.) أَفْسَقُ [More, or most, characterized by فِسْق]. The Arabs say, لَعَنَ اللّٰهُ أَفْسَقِى وأَفْسَقَكَ, meaning, الأَفْسَقَ مِنَّا [i. e. May God curse the more characterized by فِسْق, of us, or of me and thee]. (Fr, O.)

غرنق

(غرنق)
غازل بِعَيْنِه
غ ر ن ق

تقول: قلوب النساء مع الغرانيق، وهي من الشيوخ في ذرى نيق؛ هم الشبّان النعم. يقال: هو من غرانيق القوم وغرانقتهم، الواحد: غرنوق. وهو في عيشٍ غرانق.
غرنق: الغِرنَيْقُ والغُرْنُوقُ: طائر أبيض. والغُرنُوقُ: الرجل الشاب الأبيض الجميل، وهو الغُرانِق أيضا، قال:

ألا إن تطلابي لمثلك ذلةٌ ... وقد فات ريعان الشباب الغُرانِق 

والذي يكون في أصل العوسج اللين [يقال له] الغرانيق، الواحد: غُرْنُوق.
[غرنق] نه: فيه تلك "الغرانيق" العلى، هي الأصنام، وهي لغة الذكور من طيور الماء، جمع غرنوق وغرنيق، سمي به لبياضه، وقيل: هو الكركي، والغرنوق أيضًا الشاب الناعم الأبيض، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم إلى الله وتشفع لهم فشبهت بطيور تعلو في السماء. غ: أو هو جمع الغرانق وهي الحسن. شم: الغرانيق بضم غين وفتح راء. نه: ومنه ح علي: وكأني أنظر إلى "غرنوق" من قريش يتشحط في دمه، أي شاب ناعم. وح ابن عباس: لما أتى بجنازته الوادي أقبل طير "غرنوق" أبيض كأنه قبطية حتى دخل في نعشه؛ قال الراوي: فرمقته فلم أره خرج حتى دفن.
غرنق: غُرْنُوق: هكذا ينطقها أهل الغرب، وهذه الكلمة تعني كُرْكيّ. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( grues الكراكي وهي الغرانق) (فوك، ألكالا، بوشر بربرية). وفي المستعيني: مرارة الكركي، تعرف الكراكي بالعجمية غرويش وهو الغرنوق. وفي معجم المنصوري: كركي هو الطائر الكبير المسمّى بالمغرب غرنوقا- (تقويم ص33، 59) وانظر: هوست (ص298).
ويقول عبد الواحد (ص222) أن كلمة غرنوق هي عند المغاربة ما يسمى بالغرنيق في فصيح اللغة غير أن السيد دي غويه يقول أن هذا خطأ. لأن كلمة غرنوق قد وردت في حديث ابن عباس ذكر في الفائق (2: 222) ويقول شارحه الغرنوق والغُرَنيق (كذا) طائر ابيض من طير الماء. الغرنوق- إوز عراقي، ثم وفقا (للقاموس التركي) (فليشر في زيشر ص84).
الغرنوق- رئة الغنم وباقي المجترات (ألكالا).
غرنق
غُرانِق [جمع]:
1 - (حن) غُرنُوق؛ طائر مائيّ أبيض طويل الــسَّاق، جميل المنظر له قُنْزُعة ذهبيّة اللون، وهو نوعٌ من الكراكي ° امرأةٌ غُرانِق وغُرانِقة: ممتلئة جميلة ناعمة- شابٌّ غُرانق/ فتاةٌ غُرانق: حسن جميل.
2 - (نت) غُرنُوق؛ نبات شجيريّ مُعَمَّر من الفصيلة الجارونيّة ينبت في المناطق المعتدلة، أوراقه مُزغَّبة طويلة العنق مستديرة النَّصل تقريبًا، نورته شبه خيمة، والثمرة جافّة مُنشقَّة ذات منقار طويل. 

غُرْنُوق [جمع]: جج غَرانيقُ:
1 - (حن) غُرانِق؛ طائر مائيّ
 أبيض طويل الــسَّاق جميل المنظر له قُنْزُعة ذهبيَّة اللون، وهو نوعٌ من الكراكي ° شابٌّ غُرنوق/ فتاةٌ غُرنوق: حسن جميل.
2 - (نت) غُرانِق؛ نبات شجيريّ مُعَمَّر من الفصيلة الجارونيّة ينبت في المناطق المعتدلة، أوراقه مُزغَّبة طويلة العنق مستديرة النصل تقريبًا، نَوْرَته شبه خيمة، والثمرة جافَّة مُنشقَّة ذات منقار طويل. 

غُرنوقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى غُرْنُوق.
2 - (نت) نبات مُزْهِر. 

غُرْنَيق [مفرد]: غُرانِق حسن، أبيض جميل "شابٌّ غُرْنَيقٌ". 

غرنق



غَرْنَقَةٌ An amorous playing with the eyes. (Ibn-'Abbád, O, K.) غِرْنَاقٌ: see غُرْنَيْقٌ, last sentence.

غُرْنُوقٌ is held by the author of the K to be wrongly mentioned by J in art. غرق, on the ground of the saying that the ن is radical; and IJ says that Sb has mentioned غُرْنَيْقٌ among quadriliteral-radical words: but there is a difference of opinion on this point; for AHei asserts that the ن in غُرْنُوقٌ and in all its dial. vars. is augmentative. (TA.) b2: See غُرْنَيْقٌ, in two places. b3: Also sing. of غَرَانِقُ, which signifies (assumed tropical:) Certain trees: (Aboo-Ziyád, O, K:) or, as also ↓ غُرَانِقٌ, sing. of غَرَانِيقُ, which signifies the tender sprouts at the root, or lower part, of the عَوْسَج [or box-thorn]: (AA, O, K:) likened to a tender youth, because of their freshness and beauty: (TA:) or غُرْنُوقٌ signifies a tender and concealed plant; (K, TA;) or, accord. to one copy [of the K], a tender, spreading plant: mentioned by AHn. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A lock of hair much twisted: (Lth, O, K:) or, accord. to IAar, a forelock: so in the phrase جَذَبَ غُرْنُوقَهُ [He pulled his forelock]: and نُغْرُوقٌ signifies the “ hair of the back of the neck. ” (O, TA.) غِرْنَوْقٌ: see the next paragraph, in two places.

غُرْنَيْقٌ (S, K) and ↓ غُرْنُوقٌ and ↓ غِرْنَوْقٌ (O, K) A certain aquatic bird, (S, O, K, TA,) long in the neck (S, O, TA) and in the legs, (TA,) white, (O, K, TA,) or black: (K, TA:) [app. the white stork, ardea ciconia; or, accord. to some, the black stork, ardea nigra:] or, accord. to IAmb, the males [or male] thereof: (TA:) or the first, (O, K,) as also the second, (K,) signifies the كُرْكِىّ [or Numidean crane, ardea virgo]: (As, O, K, TA:) or a certain bird resembling this: (ISk, O, K, TA:) pl. غَرَانِيقُ. (O, TA.) It is related of the Prophet that [when he was reciting the words of the Kur (liii. 19 and 20), “Have ye considered El-Lát, and El-'Ozzà, and Menáh, the other third? ”] the Devil put into his mouth the saying تِلْكَ الغَرَانِيقُ العُلَى [Those are the most high غرانيق, as though meaning cranes, for the Numidian crane is remarkable in the East for its superlatively-high flight]; referring, as IAar says, to the idols, which were asserted to be intercessors with God, wherefore they are likened to the birds that rise high into the sky: (O, TA: *) or غرانيق may in this case be a pl. of one of the sings. expl. in what here follows [but applied to females]. (O.) b2: غُرْنَيْقٌ (O, K, TA, and so in copies of the S) and ↓ غِرْنَيْقٌ (IJ, TA, and so in some copies of the S in the place of the former) and ↓ غُرْنُوقٌ and ↓ غِرْنَوْقٌ (S, O, K, TA) and ↓ غِرْنِيقٌ (K) and ↓ غِرْنَاقٌ and ↓ غَرَوْنَقٌ (O, K) and ↓ غُرَانِقٌ (S, K) signify (assumed tropical:) A tender youth; (S;) or a white, or fair, and comely, or beautiful, youth; (O, K;) or a youth white, or fair, tender, having beautiful hair, and comely: (TA:) pl. غَرَانِيقُ and غَرَانِقَةٌ (S, O, K) and غَرَانِقُ, (S, K,) which last may be pl. of غُرَانِقٌ, agreeably with analogy, (IAmb, TA,) or it may be a contraction of غَرَانِيقُ, as such used by a poet. (TA.) غِرْنَيْقٌ and غِرْنِيْقٌ: see the next preceding sentence.

غُرَانِقٌ, applied to a youth, (K, TA,) and to youthfulness, (TA, and so in the CK instead of a youth,) Perfect, or without defect. (K, TA.) And, applied to a woman, as also غُرَانِقَةٌ, Youthful and plump. (K.) b2: See also غُرْنَيْقٌ, last sentence. b3: لِمَّةٌ غُرَانِقَةٌ and ↓ غُرَانِقِيَّةٌ [Hair descending below the lobe of the ear, or descending upon the shoulders,] sleek, such as the wind puts in motion. (Sh, O, K.) b4: See also غُرْنُوقٌ.

غَرَوْنَقٌ: see غُرْنَيْقٌ, last sentence.

لِمَّةٌ غُرَانِقِيَّةٌ: see غُرَانِقٌ.
(غ ر ن ق)

والغرنوق: الناعم الْمُنْتَشِر من النَّبَات.

والغرنوق، والغرنوق، والغرنيق، والغرناق، والغرانق، والغرونق، كُله: الْأَبْيَض الشَّاب الْجَمِيل، قَالَ:

إِذْ أَنْت غرناق الشَّبَاب ميال ... ذُو دأيتين ينفحان السربال

اسْتعَار الدأيتين للرجل، وَإِنَّمَا هما للناقة والجمل.

وشباب غرانق: تَامّ، قَالَ:

أَلا إِن تطلاب الصِّبَا مِنْك ضلة ... وَقد فَاتَ ريعان الشَّبَاب الغرانق

وَامْرَأَة غرانقة، وغرانق: شَابة ممتلئة. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

قلت لسعد وَهُوَ بالأزارق

عَلَيْك بالمحض وبالمشارق

وَاللَّهْو عِنْد بادن غرانق

والغرنوق، والغرانق: الَّذِي فِي اصل العوسج وَهُوَ لين النَّبَات، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والغرنوق، والغرنيق: طَائِر ابيض، وَقيل: هُوَ طَائِر اسود من طير المَاء.

قَالَ ابْن جني: وَذكر سِيبَوَيْهٍ: الغرنيق، فِي بَنَات الْأَرْبَعَة، وَذهب إِلَى أَن النُّون فِيهِ اصل لَا زَائِدَة، فَسَأَلت أَبَا عَليّ عَن ذَلِك فقلتله: من أَيْن لَهُ ذَلِك وَلَا نَظِير من اصول بَنَات الْأَرْبَعَة يقابلها؟ وَمَا انكرت أَن تكون زَائِدَة لما لم نجد لَهَا أصلا يقابلها، كَمَا قُلْنَا فِي: خنثعبة، وكنهبل، وعنصل، وعنظب، وَنَحْو ذَلِك. فَلم يزدْ فِي الْجَواب على أَن قَالَ: إِنَّه قد ألحق بِهِ " العليق " والإلحاق لَا يُوجد إِلَّا بالأصول، وَهَذِه دَعْوَى عَارِية من الدَّلِيل، وَذَلِكَ أَن العليق وَزنه: " فعيل "، وعينه مضعفة، وتضعيف الْعين لَا يُوجد للإلحاق، أَلا ترى إِلَى " قلف " و" إمعة " و" سكين " و" كلاب "، لَيْسَ شَيْء من ذَلِك بملحق، لِأَن الْإِلْحَاق لَا يكون من لفظ الْعين، وَالْعلَّة فِي ذَلِك: أَن اصل تَضْعِيف الْعين إِنَّمَا هُوَ للْفِعْل، نَحْو: " قطع "، و" كسر "، فَهُوَ فِي الْفِعْل مُفِيد للمعنى، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كثير من الْأَسْمَاء نَحْو: " سكير "، و" خمير "، و" شراب "، و" قطاع " أَي يكثر ذَلِك مِنْهُ وَفِيه، فَلَمَّا كَانَ اصل تَضْعِيف الْعين إِنَّمَا هُوَ للْفِعْل على التكثير لم يُمكن أَن يَجْعَل للإلحاق، وَذَلِكَ أَن الْعِنَايَة بمفيد الْمَعْنى عِنْد الْعَرَب أقوى من الْعِنَايَة بالملحق، لِأَن صناعَة الْإِلْحَاق لفظية لَا معنوية، فَهَذَا يمْنَع من أَن يكون " العليق " مُلْحقًا بغرنيق، وَإِذا بَطل ذَلِك احْتَاجَ كَون النُّون أصلا إِلَى دَلِيل، وَإِلَّا كَانَت زَائِدَة.

قَالَ: وَالْقَوْل فِيهِ عِنْدِي: أَن هَذِه النُّون قد ثبتَتْ فِي هَذِه اللَّفْظَة أَنى تصرفت ثبات بَقِيَّة اصول الْكَلِمَة وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: غرنيق، وغرنيق، وغرنوق، وغرانق، وغرونق.

وَثبتت أَيْضا فِي التكسير، فَقَالُوا: غرانيق، وغرانقة. فَلَمَّا ثبتَتْ النُّون فِي هَذِه الْمَوَاضِع كلهَا ثبات بَقِيَّة أصُول الْكَلِمَة حكم بِكَوْنِهَا أصلا. وَقَول جُنَادَة ابْن عَامر:

بِذِي ربد تخال الْأَثر فِيهِ ... مدب غرانق خاضت نقاعا

غرنق: الغُرْنُوق: الناعِم المُنتشِر من النَّبات. أَبو حنيفة:

الغُرْنُوق نَبْت ينبُت في أُصول العَوْسَجِ وهو الغُرَانِق أَيضاً؛ قال ابن

ميّادة:

ولا زال يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه

والغُرْنُوقُ والغِرْنَوقُ والغِرْنَيْقُ والغِرْنِيقُ والغِرْناق

والغُمرَانِق والغَرَوْنَق، كله: الأَبيض الشاب الناعم الجميل؛ قال:

إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَيّالْ،

ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحان السِّرْبالْ

استعار الدَّأْيَتَينِ للرجل، وإِنما هما للناقة والجَمل. وفي حديث

عليّ، عليه السلام: فكأَني أَنظر إِلى غُرْنُوقٍ من قريش يَتَشَحَّط في دَمِه

أَي شابّ ناعم. وشباب غُرانِق: تامّ، وشاب غُرَانِق؛ قال:

أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَى منك ضِلَّةٌ،

وقد فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق

وأَورده الأزهري:

أَلا إنَّ تَطْلابي لِمِثْلِك زَلَّةٌ

وامرأَة غُرانِقة وغُرانِق: شابَّة ممتلئة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قلتُ لسَعْدٍ، وهو بالأزارِقِ:

عليكَ بالمَحْضِ وبالمَشَارِقِ،

واللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ

والغَرَانِقة: الرجال الشبَاب، ويقال للشابّ نفسه الغُرانِقٌ

والغُرْنُوق. والغُرانِقُ: الذي في أصل العَوْسَج وهو لَيِّن النَّبات؛ حكاه أَبو

حنيفة وكذلك الغَرانِيق.

والغُرْنُوق والغُرْنَيْق، بضم الغين وفتح النون: طائر أَبيض، وقيل: هو

طائر أَسود من طير الماء طويل العُنُق؛ قال أَبو ذَؤَيب الهذلي يصف

غوّاصاً:

أجاز إلينا لُجَّةً بعد لُجّةٍ،

أزَلَّ كغُرْنَيْق الضُّحُول عَمُوجُ

أَزَلَّ: أَرْسَح، والضُّحُول: جمع ضَحْل وهو الماء القليل، وعَمُوج:

يَتَعَمَّج ويلتوي؛ وإذا وصف بها الرجل فواحدهم غِرْنَيق وغِرْنَوْق، بكسر

الغين وفتح النون فيهما. وغُرْنوق، بالضم، وغُرانِق: وهو الشابُّ الناعم،

والجمع الغَرانِق، بالفتح، والغَرانِيق والغَرانِقةُ. أَبو عمرو:

الغُرْنُوق طير أَبيض من طير الماء؛ ذكره في حديث ابن عباس: إن جنازته لما

أُتِيَ به الوادي أَقبل طائر أَبيض غُرْنوق كأنه قُبْطِيّة حتى دخل في نعشه،

قال: فرَمَقْتُه فلم أَرَهُ خرج حتى دفن. الأصمعي: الغُرْنَيْق

الكُرْكيّ، وقال غيره: هو طائر طويل القوائم. ابن السكيت: الغَرانِيقُ طير مثل

الكَراكي، واحدها غُرْنوق؛ وأَنشد:

أَو طَعْم غاديةٍ في جَوْف ذي حَدَبٍ،

من ساكِبِ المُزْن يجْري في الغَرانِىقِ

أَراد بذي حَدَب سيلاً له عِرْق، وقوله من ساكب المُزْن أي مما كان

ساكباً من المزن، وقوله يجري في الغرانيق أي يجري مع الغرانيق فأَقام في مقام

مع. وقال غيره: واحد الغَرانِيقُ غُرْنَيْق وغِرْناق. وفي الحديث: تلك

الغَرانِيقُ العُلا؛ هي الأَصنام، وهي في الأصل الذكور من طير الماء. ابن

الأنباري: الغعرانيق الذكور من الطير، واحدها غِرْنَوْق وغِرْنَيْق، سمي

به لبياضه، وقيل: هو الكُرْكيّ، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من

الله عز وجل وتشفع لهم إليه، فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء؛

قال: ويجوز أن تكون الغَرانيقُ في الحديث جمع الغُرانق وهو الحسن، يقال:

غُرانِق وغَرانِق وغَرانِيق، قال وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها

إلا بالفتح والضم: فمنها عُذَافر وعَذافر، وعُراعر اسم الملِك وعَراعر،

وقُناقِن للمهندس، جمعه قَناقن، وعُجاهن للعَرُوس وجمعه عَجاهن، وقُبَاقب

للعام الثالث

(* قوله «للعام الثالث» أي ثالث العام الذي انت فيه). وجمعه

قَبَاقب. وقال شمر: لِمَّة غُرانقةٌ وغُرانِقيّة وهي الناعمة تُفَيِّئُها

الريحُ، وقال: الغُرانق الشابّ الحسن الشعر الجميلُ الناعمُ، وهو

الغُرْنوق والغِرْناق والغِرْنَوْق، وجمعه غَرانِق وغَرانقة؛ وأَنشد:

قِلى الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ

قال ابن جني: وذكر سيبويه الغُرْنَيْق في بنات الأَربعة وذهب إلى أن

النون فيه أًصل لا زائدة، فسأَلت أَبا علي عن ذلك فقلت له: من أَين له ذلك

ولا نظير له من أُصول بنات الأربعة يقابلها، وما أَنكَرْتُ أَن تكون زائدة

لمَّا لم نجد لها أَصلاً يقابلها كما قلنا في خُنْثُعْبة وكَنَهْبَل

وعُنْصُل وعُنْظُب ونحو ذلك، فلم يزد في الجواب على أن قال: إنه قد أُلحق به

العُلَّيْق، والإلحاقُ لا يوجد إلا بالأُصول، وهذه دعوى عارية من

الدليل، وذلك أن العُلَّيْق وزنه فُعَّيْل وعينه مضعفة وتضعيف العين لا يوجد

للإلحاق، ألا ترى إلى قِلَّفٍ وإمَّعَة وسكِّين وكُلاَّب؟ ليس شيء من ذلك

بملحق لأن الإلحاق لا يكون من لفظ العين، والعلة في ذلك أن أَصل تضعيف

العين إنما هو للفعل نحو قَطَّع وكَسَّر، فهو في الفعل مفيد للمعنى، وكذلك

هو في كثير من الأسماء نحو سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أي يكثر

ذلك منه وفيه، فلما كان أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل على التكثير لم

يمكن أن يجعل للإلحاق، وذلك أن العناية بمفيد المعنى عند العرب أَقوى من

العناية بالملحق، لأن صناعة الإلحاق لفظية لا معنوية، فهذا يمنع من أن يكون

العُلَّيق ملحقاً بغُرْنَيْق، وإذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلاً إلى

دليل، وإلا كانت زائدة، قال: والقول فيه عندي إن هذه النون قد ثبتت في هذه

اللفظة أنَّى تصرفت ثَباتَ بقية أُصول الكلمة، وذلك أَنهم يقولون

غُرْنَيْق وغِرْنَيْق وغُرْنوق وغُرَانق وغَرَونْق، وثبتت أيضاً في التكسير

فقالوا غَرانِيق وغَرانقة، فلما ثبتت النون في هذه المواضع كلها ثَباتَ بقية

أصول الكلمة حكم بكونها أَصلاً؛ وقول جنادة بن عامر:

بِذِي رُبَدٍ، تَخالُ الإثْرَ فيه

مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا

أراد غَرانيق فحذف. ابن شميل: الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة من الشعر.

ابن الأَعرابي: جذب غُرْنوقه وهي ناصيته، وجذب نُغْرُوقه وهي شعر قفاه.

غرنق
الغُرْنوق لَا يُذْكَر فِي غ ر ق ووَهِم الجوهريّ، وَهَذَا بِناءً على القَوْل بأصالَةِ النّون. وَقد صرّح الشيخُ أَبُو حيّان بأنّها زائدةٌ فِي جَمِيع لُغاتِها، والمسألةُ خِلافيّةٌ، فَلَا يَصِح الجَزْمُ فِيهَا بالتّغْليطِ، أَشَارَ لَهُ شيخُنا. قلتُ: وَقَالَ ابنُ جِنّي وذكَرَ سيبَوْيه: الغُرْنَيْق فِي بَناتِ الأربعَة، وذهَب الى أنّ النّونَ فِيهِ أصْلٌ لَا زائدَة، فسألتُ أَبَا عليٍّ عَن ذَلِك، فقلتُ لَهُ: منْ أينَ لَهُ ذلِك، وَلَا نَظيرَ لَهُ من أصُول بناتِ الأربعَة يُقابِلُها فَلم يزِدْ فِي الجَوابِ على أنْ قَالَ: قد أُلْحِقَ بِهِ العُلَّيْق، والإلحاقُ لَا يوجَدُ إلاّ بالأصول، وَهَذِه دَعْوَى عارِيةٌ من الدّليلِ وَذَلِكَ أنّ العُلّيْق وزنُ فُعَّيْل، وعينُه مُضعَّفَة، وتضْعيفُ العَيْن لَا يوجَدُ للإلْحاق، أَلا تَرَى الى قِلَّفٍ، وإمّعة، وسِكّين، وكُلاّب، ليسَ شيءٌ من ذَلِك بمُلْحَقٍ لأنّ الإلْحاقَ لَا يكونُ من لَفْظِ العَيْن، والعِلّةُ فِي ذلكَ أنّ أصْلَ تضْعيفِ العيْنِ إنّما هُوَ للفِعْل، نَحْو: قطّع وكسّر، فَهُوَ فِي الفِعْلِ مُفيدٌ للمَعْنى، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كَثيرٍ من الأسماءِ، نَحْو: سِكّير، وخِمّير، وشَرّاب، وقَطّاع، أَي: يكْثُر ذَلِك مِنْهُ. وَفِيه: فلمّا كَانَ أصلُ تضْعيفِ العيْنِ إِنَّمَا هُوَ للفِعل على التّكْثيرِ لم يُمْكِن أَن يُجعَلَ للإلْحاقِ وذلِك أنّ العِناية بمُفيدِ المَعْنى عندَ العرَب أقوى من العِناية بالمُلْحق لأنّ صِناعَة الإلْحاقِ لفظيّةٌ لَا معْنَويّةٌ، فَهَذَا يمنَع أَن يكون العُلَّيْق مُلْحقاً بغُرْنَيْقٍ، وَإِذا بطَل ذلِك احْتاجَ كونُ النّونِ أصْلاً الى دَليلٍ، وإلاّ كَانَت زَائِدَة. قَالَ: والقَوْلُ فِيهِ عِنْدي أنّ هَذِه النّونَ قد ثبتَتْ فِي هَذِه اللّفْظَة أنّى تصرّفَت ثَباتَ بقيّةِ أصولِ الكَلِمَة، وثَبتَتْ أَيْضا فِي التّكْسير، وَلذَا حُكِم بكَوْنِها أصْلاً، فتأمّلْ ذَلِك كزُنْبور وفِرْدَوْس: طائِرٌ مائيٌّ، طويلُ القَوائِم والعُنُق، أسودُ. وقيلَ: أبْيَضُ عَن أبي عَمْرٍ و. وخَصّهُ ابنُ الأنْباري بالذّكور مِنْهَا كالغُرْنَيْقِ، بالضمّ مَعَ فَتْح النُّون. وأنشدَ الجوْهَريّ لأبي ذُؤيْب الهُذَليّ يصِفُ غَوّاصاً:
(أجازَ إِلَيْهَا لُجّةً بعدَ لُجّة ... أزَلُّ كغُرْنَيْقِ الضُّحولِ عَموجُ)
أَو الغُرْنوق والغُرْنَيْق: الكُرْكِيّ قالَه الأصمعيُّ: أَو طائِرٌ يُشبِهه قالَه ابنُ السِّكيتِ. والجمعُ الغَرانيق، وَأنْشد:
(أَو طَعْم غادِيَةٍ فِي جوْفِ ذِي حدَبٍ ... من ساكِبِ المُزْنِ يجْري فِي الغَرانيقِ) أرادَ بِذِي حَدَب سيلاً لَهُ عِرْق، وَفِي الغَرانيق، أَي: مَعَ الغَرانيق. وَفِي الحَدِيث: تلكَ الغرانيقُ العُلا هِيَ الأصْنامُ، وَهِي فِي الأَصْل: الذُّكورُ من طيرِ الماءِ. وَقَالَ ابنُ الأنباريّ: الغَرانيقُ:)
الذّكور من الطّير، واحدُها غِرْنوقٌ وغِرْنَيْقٌ. قَالَ أَبُو خَيْرَة: سُمّي بِهِ لبَياضِه. وقيلَ: هُوَ الكُرْكَيُّ، شُبِّهت الأصْنامُ بالطّيورِ الَّتِي تعْلو وتَرْتَفِعُ فِي السّماءِ على حسَبِ زَعْمِهم. والغُرْنَيْق، بالضّم وفتحِ النُّون وكَزُنْبور، وقِنْديلٍ، وسَمَوْأل، وفِرْدَوْس، وقِرْطاس، وعُلابِط فَهِيَ سبْعُ لغاتٍ.
اقْتصر الجوهريُّ مِنْهَا على الثَّانِيَة والخامِسَة، وذَكرَ صاحبُ اللِّسان الثالثةَ والرابعةَ والسادسةَ والسابعةَ، ذكَرَهُنّ ابنُ جِنّي، وفاتَه الغِرْنَيْق بكسرِ الغَيْنِ وَفتح النّون. أوردهُ الجوهَريّ وابنُ جِنّي: الشّابُّ الأبْيَضُ الناعِمُ الحسَنُ الشّعْرِ الجَميلُ. أنْشَدَ شَمِر: فَلْيَ الفَتاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ وَقَالَ آخر: إذْ أنتَ غِرناقُ الشّبابِ مَيّالْ ذُو دأْيَتَيْنِ ينْفَحانِ السِّرْبالْ وَفِي حَدِيث عليٍّ رضِيَ الله عَنهُ: فكأنّي أنظُر الى غُرْنوقٍ من قُرَيْشٍ يتشحّطُ فِي دَمِه أَي: شابٍّ ناعِمٍ. وَقَالَ أعرابيٌّ: وكُلُّ غُرْنوقٍ إِذا صالَ حَكَمْ ج: الغَرانيقُ أنْشد أعرابيٌّ: لَهْفي على البِيضِ الغَرانيقِ اللِّمَمْ فَوارِس الخيْلِ وأرْبابِ النّعَمْ والغَرانِقَةُ. قَالَ الْأَعْشَى:
(ولمْ تَعْدَمي منَ اليَمامَةِ مُنْكِحا ... وفِتيانِ هِزّانَ الطِّوالِ الغَرانِقَهْ) والغَرانِقُ قالَ ابنُ الأنْباريّ: يجوزُ أَن يكونَ جمعَ الغُرانِقِ بالضمِّ، وَقد جاءَت حُروفٌ لَا يُفْرَقُ بَين واحِدِها وجمْعِها إِلَّا بالفَتْح والضَمّ. فَمِنْهَا: عُذافِرٌ وعَذافِرُ، وعُراعِرٌ وعَراعِرُ، وقُناقِنٌ وقَناقِنُ، وعُجاهِنٌ وعَجاهِنُ، وقُباقِب وقَباقِب، وَقَالَ جُنادَة بنُ عامِر:
(بذِي رُبَدٍ تَخالُ الأُثْرَ فيهِ ... مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا)
وقيلَ: أرادَ غرانيق، فحذَف. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الغُرْنوقُ كزُنْبورٍ: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ المُفَتَّلة ومثلُه قولُ اللّيثِ. وَقَالَ ابنُ الأعْرابيّ: جذَبَ غُرنوقَه، وَهِي ناصِيَتُه. وجذب نُغْروقه وَهِي شَعر قَفاه. وَقَالَ أَبُو زِياد: الغُرْنوق: شجَر، ج: الغَرانِقُ. كَذَا قَالَ. أَو الغُرنُوقُ والغُرانِقُ بضمّهِما:)
الَّذِي يكونُ فِي أصْلِ العوْسَجِ اللّيِّن النّباتِ ج: الغَرانيق قَالَه أَبُو عَمْرو، شُبِّهَ لطَراوتِه ونَضارتِه بالشّابِّ النّاعِم. ونصُّ أبي حَنيفَةَ: وَهُوَ لَيِّن النّباتِ. قَالَ ابنُ مَيّادَةَ:
(سَقَى شُعَبَ المَمْدورِ يَا أُمَّ جَحْدَرٍ ... وَلَا زالَ يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه)
وَقَالَ شَمِر: لِمّةٌ غُرانِقَة وغُرانِقيّة بضمِّهما، أَي: ناعِمَة تُفَيِّئُها الريحُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الغَرْنَقَة: غَزَلٌ بالعَيْنيْن. وَقَالَ غيرُه: الغُرْنَق كجُنْدَب مَوضِع بالحِجاز. وقيلَ: ماءٌ بأْلَى، وَقيل: وادٍ لبَني سُلَيْم بَين السّوارِقيّة ومعْدِنِ بَني سُلَيْمٍ المَعْروف بالنَّقْرة. أَو الغُرْنوق: النّاعِم المُستَتِر، وَفِي نسخةٍ المُنْتَشِر من النّباتِ حَكَاهُ أَبُو حَنيفة. وشابٌّ غُرانِقٌ كعُلابِط: تامّ وَكَذَا شبابٌ غُرانِق. قَالَ الشَّاعِر: (أَلا إنّ تَطْلابَ الصِّبا مِنْك ضِلّةٌ ... وَقد فاتَ ريْعانُ الشّبابِ الغُرانِقُ)
وامْرأةٌ غُرانِقٌ، وغُرانِقَةٌ: شابّةٌ ممْتَلِئَة. أنشَد ابنُ الأعرابيّ: قلتُ لسَعْدٍ وهْوَ بالأزارِقِ عليْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارِقِ واللهْوِ عِنْد بادِنٍ غُرانِقِ

الجناس

الجناس: التشابه والجناس بَين اللَّفْظَيْنِ عِنْد عُلَمَاء البديع تشابههما فِي التَّلَفُّظ مَعَ اخْتِلَافهمَا فِي الْمَعْنى وَهُوَ من المحسنات اللفظية. وَله أَقسَام كَثِيرَة فِي كتب فن البديع وَقد ذكرنَا نبذا مِنْهَا فِي التَّام.
الجناس:
[في الانكليزية] Paronomasia ،paronymy ،pun
[ في الفرنسية] Paronomase ،paronymie ،calembour
عند أهل البديع هو من المحسّنات اللفظية هو تشابه اللفظين في اللفظ، أي في التلفّظ ويسمّى بالتجنيس أيضا. والمراد بالتلفّظ أعم من الصريح وغير الصريح، فدخل تجنيس الإشارة وهو أن لا يظهر التجنيس باللفظ بل بالإشارة كقولنا حلقت لحية موسى باسمه. وخرج التشابه في المعنى نحو أسد وسبع أو مجرّد عدد الحروف أو الوزن نحو ضرب وعلم وقتل.
وفائدة الجناس الميل إلى الإصغاء إليه فإنّ مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها، ولأنّ اللفظ المشترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به معنى آخر كان النفس تشوق إليه.
التقسيم
الجناس ضربان. أحدهما التّام وهو أن يتفق اللفظان في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها. فبقولنا أنواع الحروف خرج نحو يفرح ويمزج فإنّ كلا من الفاء والميم وكذا بواقي الحروف أنواع مختلفة. وبقولنا وأعدادها خرج نحو الــساق والمــساق. وبقولنا هيئاتها نحو البور والبور بفتح الموحدة في أحدهما وضمها في الآخر، فإنّ هيئة الكلمة كيفية تحصل لها باعتبار حركات الحروف وسكناتها. وبقولنا وترتيبها أي تقديم بعض الحروف على بعض وتأخيره عنه خرج نحو الفتح والحتف. ثم إن كان اللفظان المتفقان فيما ذكر من نوع واحد من أنواع الكلمة كالاسم مثلا يسمّى مماثلا، لأنّ التماثل هو الاتحاد في النوع نحو وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ أي من ساعات الأيام والساعة الأولى بمعنى القيامة. وقيل الساعة في الموضعين بمعنى واحد. والتجنيس أن يتفق اللفظان ويختلف المعنى ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازا، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة وإن طال لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة على القيامة مجاز، وبذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت ركبت حمارا ولقيت حمارا أي بليدا. وإن كان اللفظان من نوعين يسمّى مستوفى كقول ابي تمام:
ما مات من كرم الزمان فإنه يحيى لدى يحيى بن عبد الله فإن يحيى الأول فعل مضارع والثاني علم.
وأيضا التام إن كان أحد لفظيه مركبا والآخر مفردا يسمّى جناس التركيب والجناس المركّب. والمركّب إن كان مركّبا من كلمة وبعض كلمة يسمّى مرفوّا نحو عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ وإن كان مركّبا من كلمتين، فإن اتفق اللفظان في الخط يسمّى متشابها نحو: إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة أي غير باقية وذاهبة الأولى مركّب من ذا وهبة بمعنى صاحب هبة. وإن لم يتفقا في الخط يسمّى مفروقا نحو:
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا أي عاملنا بالجميل.- والجام هو الكأس بالفارسية-.
وثانيهما غير التام وهو أربعة أقسام، لأنه إن اختلف اللفظان في هيئة الحروف فقط يسمّى محرّفا، والحرف المشدّد هاهنا في حكم المخفف.
والاختلاف إمّا في الحركة أو في الحركة والسكون كقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم والثاني بالفتح. وأما لفظ الجبة والجنة فمن التجنيس اللاحق. وقولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشديد الراء والأول بتخفيفها. وقولهم البدعة شرك الشرك بكسر الشين وسكون الراء والشرك الأول بفتحتين، وإن اختلفا في أعدادها فقط يسمّى ناقصا والاختلاف في عدد الحروف إمّا بحرف في الأول نحو وَالْتَفَّتِ الــسَّاقُ بِالــسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَــساقُ، أو في الوسط نحو جدي جهدي، أو في الآخر نحو عواص وعواصم. وربّما يسمّى هذا القسم الأخير بالمطرف أيضا. وإمّا بأكثر من حرف وربّما يسمّى مذيلا وذلك بأن يزيد في أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول. وسمّى بعضهم الثاني بالمتوّج كقوله تعالى وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ. وإن اختلفا في أنواعها فقط فيشترط أن لا يقع الاختلاف بأكثر من حرف إذ حينئذ. يخرج عن التجانس كلفظي نصر ونكل. ثم الحرفان إن كانا متقاربين يسمّى مضارعا وهو ثلاثة أضرب: لأنّ الحرف الأجنبي إمّا في الأول كدامس وطامس، أو في الوسط نحو ينهون وينأون، أو في الآخر نحو الخيل والخير.
وإلّا أي إن لم يكونا متقاربين يسمّى لاحقا إمّا في الأول كهمزة ولمزة، أو في الوسط نحو تفرحون وتمرحون، أو في الآخر كالأمر والأمن. وفي الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن كان بينهما مناسبة لفظية كالضاد والظاء يسمّى تجنيسا لفظيا كقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وإن اختلفا في ترتيبها فقط يسمّى تجنيس القلب وهو ضربان، لأنه إن وقع الحرف من الكلمة الأولى أوّلا من الثانية والذي قبله ثانيا وهكذا على الترتيب سمّي قلب الكلّ نحو فتح حتف، وإلّا يسمّى قلب البعض نحو فرقت بين بني إسرائيل. وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت والآخر [مجنحا] في آخره يسمّى تجنيس القلب حينئذ مقلوبا صحيحا لأن اللفظين كأنهما جناحان للبيت كقول الشاعر لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال وإذا ولي أحد المتجانسين الآخر سواء كان جناس القلب أو غيره يسمّى مزدوجا ومكررا ومرددا كقولهم من طلب وجدّ وجد ومن قرع ولجّ ولج، وقولهم النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم.
تنبيه
إذا اختلف لفظا المتجانسين في اثنين أو أكثر مثلا أو اختلفا في أنواع [الحروف] وأعدادها أو فيهما مع ثالث كالهيئة والترتيب لا يعد ذلك من باب التجنيس لبعد المشابهة. قال الخطيب في التلخيص: ويلحق بالجناس شيئان:
أحدهما أن يجتمع اللفظين الاشتقاق نحو فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ، وسماه صاحب الإتقان بتجنيس الاشتقاق وبالمقتضب. ثم قال: والثاني أن يجمعهما أي اللفظين المشابهة نحو قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ، وسماه صاحب الإتقان بجنس الإطلاق. وقال المحقق التفتازاني في شرحه المطول: ليس المراد بما يشبه الاشتقاق الاشتقاق الكبير لأنه هو الاتفاق في حروف الأصول من غير رعاية الترتيب مثل القمر والرقم. ولا شك أن قال في المثال المذكور في القول والقالين من القلى، بل المراد به ما يشبه الاشتقاق وليس باشتقاق وذلك بأن يوجد في كل من اللفظين [جميع] ما يوجد في الآخر من الحروف أو أكثر، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد في الاشتقاق. قال المحقق التفتازاني في المطول: وقد يقال التجنيس على توافق اللفظين في الكتابة ويسمّى تجنيسا خطيا كقوله عليه السلام «عليكم بالأبكار فإنهن أشد حبّا وأقل خبّا. وقد يعد في هذا النوع ما لم ينظر فيه إلى اتصال الحروف وانفصالها كقولهم في مسعود متى يعود وفي المستنصر به جنة المسيء يضربه حية انتهى.
ففهم من كلام التلخيص والمطول أنّ إطلاق التجنيس على تجنيس الاشتقاق وتجنيس الإطلاق على سبيل التشابه وإطلاقه على التجنيس الخطي على سبيل الاشتراك اللفظي، وأنّ المعدود في المحسنات اللفظية هو التجنيس بمعنى تشابه اللفظين في اللفظ. وقد صرّح به المحقق التفتازاني في آخر فن البديع، وقال: إنّ كون الكلمتين متماثلتين في الخط كما ذكرنا ليس داخلا في علم البديع، وإن ذكره بعض المصنفين فيه.
فائدة: لكون الجناس من المحسّنات اللفظية لا المعنوية ترك عند فوت المعنى كقوله تعالى وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ. قيل لم يقل وما أنت بمصدق لنا مع أنه يؤدي معناه مع رعاية التجنيس لأن في مؤمن من المعنى ما ليس في مصدق، إذ معناه مع التصديق إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن، فلذلك عبّر به وكقوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ لم يقل وتدعون أحسن الخالقين مع أنّ فيه رعاية الجناس لأنّ تدع أخصّ من تذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع الاعتناء به بشهادة الاشتقاق، نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها، ولذا يختار لها من هو مؤتمن عليها. ومن ذلك الدّعة بمعنى الراحة.
وأما يذر فمعناه الترك مطلقا أو الترك مع الإعراض والرفض الكلي. قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به.
ومنه الوذر قطعة من اللحم لقلّة الاعتداد به.
ولا شكّ أنّ السياق إنّما يناسب هذا لا الأول.
فأريد هاهنا تشنيع حالهم في الإعراض عن ربّهم وأنهم بلغوا الغاية في الإعراض، كذا ذكر الخولي. وقال الزملكاني إنّ التجنيس تحسين، إنما يستعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل. هذا كله خلاصة ما في المطوّل والإتقان.
وأما التجنيس عند أهل الفرس فقال في جامع الصنائع: إنّنا نبيّن هذه الصّناعة حسب اصطلاح رجال الأدب الفارسي: إذن نقول:
التجنيس عند الفرس هو الإتيان بلفظين متشابهين في الصورة ولكنهما متخالفان في المعنى. وهو أكثر من نوع.

النوع الأوّل البسيط: وذلك بإيراد لفظين متجانسين وهو أيضا قسمان: أحدهما البسيط المتّفق: وذلك بأن يكون اللفظان متفقين في عدد الحروف والإملاء والتّلفّظ، مثل كلمة خطا التي لها معنيان.

وثانيهما: البسيط المختلف: وذلك بأن يتّفق اللفظان في الأركان ما عدا التركيب.

ومثاله لفظ تارها في هذا المصراع: «تارها كردى از آن زلفين مشكين تارها».
والمعنى (لقد صنعت خيوط السّدى من تلك السّوالف السّوداء المضمخة بالمسك) والثاني عبارة عن لفظين أو ثلاثة قليلة الحروف بحيث تتساوى مع اللّفظ الأوّل، وهذا النوع ينقسم أيضا إلى قسمين:
1 - مركّب تام متّفق في جميع الأركان ومثاله في البيت التالي:
همچون لب أو چوديده ام مرجان را خواهم كه فداى أو كنم مر جان را ومعنى البيت:
حينما رأيت شفته الياقوتيّة أودّ لو فديته بروحي فلفظة مرجان في المصراع الثاني مؤلّف من كلمتين مر وجان بينما هي في المصراع الأول كلمة واحدة مفردة.
2 - 
مركّب تام مختلف: وهذا أيضا على قسمين: 1 - وهو متّفق في جميع الأركان ما عدا الحركة، ومثاله في البيت التالي:
از فراق رخ چوگلزارت عاشق خسته زير گل زارت.

ومعناه: بسبب فراق وجهك الأزهر صار العاشق مريضا تحت الطين. فلفظ گلزار مركّب من كل وزار.
2 - أن يختلف في الحركة والكتابة ويتّفق في الأركان ومثاله:
رخ تو آفتاب ديدن آن آفت آب اندرون چشم است.

والمعنى:
وجهك هو رؤية الشمس والماء يكون آفة في العين والمراد ظاهر في تركيب كلمتي آفت وآب في المصراع الثاني بينما هي كلمة واحدة في المصراع الأول.

النوع الثالث: التجنيس المزدوج. وهو الإتيان بألفاظ تكون متّصلة أو منفصلة، وعدد حروفها أقلّ من ألفاظ أخرى مشابهة لها. فمثال المتّصل آباد وباد. ومثال المنفصل گلزار وزار.

النوع الرابع: التجنيس المحرّف: هو الإتيان بلفظ من جنس اللفظ الأوّل يزيد عنه أو ينقص جزءا في آخره فإن كانت أكثر قيل له زائدا، وإن كانت أقلّ قيل له ناقصا، مثل كلمة چشم (عين باصرة) ناقص وچشمه (عين الماء) زائد.

النوع الخامس: التجنيس المركّب:

ومعناه: أن نبسط لفظا فيصير لفظا مركبا. وذلك نوعان: أحدهما خطّي ولفظي، والثاني خطّي مجرّد. وكلّ واحد منهما ينقسم إلى قسمين متّصل ومنفصل. ومثال اللفظي والخطّي المتّصل في البيت التالي:
تا جان دهمت بگوى اى مر جان را يك بوسه بده بهاش بشمر جان را ومعناه:
لكي أعطيك الروح قل يا ياقوت الروح هات قبله واحدة واعتبر الروح ثمنها ومثال الخطّي واللّفظي المنفصل في البيت الآتي:
هر بار نديده ام كسي گهربار إلا تو بتكرار سؤال سائل ومعناه:
لم أر شخصا في كلّ مرة ينثر الجوهر إلّا أنت بتكرار سؤال السّائل ومثال الخطي المجرّد المتّصل:
هر بار اگر يار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغيار است والمعنى:
في كل مرة إذا لم يكن الحبيب ناثرا للجوهر فليس من يده بل من عين الرّقباء الأغيار النوع السادس: التجنيس المستحيل:
ومعناه أن يعرف التجنيس فقط بطريق الحيلة وهو على ثلاثة أنواع: 1 - المضارع: وهو أن يكون التجانس في جميع الحروف ما عدا الحرف الأخير مثل آزار (الأذى) وأزاد (الحر).
2 - 
التبديل: أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما خلا الحرف الأول مثل: إشارت وبشارت 3 - مطرّف: أي أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما عدا الحرف الوسيط: مثل قادري وقاهري.

النوع السابع: التجنيس اللفظي: يعني أن يتشابه التّلفّظ بالكلمتين حتى تبدوان متجانستين ولكنهما في الكتابة مختلفتان مثل سفر وصفر.

النوع الثامن: تجنيس الخطّ: أن يكون التجانس في الخط ويختلف في اللفظ. انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: يلحق بتجنيس الخطّ الكلام الذي له ذيل والذي يقابل بعضه بعضا.

مثاله:
ما إنّ روح العالم سحبت ذيلها من المرج خارجة حتى انطلقت أرواح الطير في المروج من أجسادها وإذا ذكرت كلمة دامن (ذيل) في أثناء هذا القسم فإنّه يكون مقبولا. وكلّما في ذلك الجنس يحافظ على اللفظ فإنّه يقال له متجانس.
(الجناس) (فِي اصْطِلَاح البديعيين) اتِّفَاق الْكَلِمَتَيْنِ فِي كل الْحُرُوف أَو أَكْثَرهَا مَعَ اخْتِلَاف الْمَعْنى

طن

طن
عن الانجليزية القديمة إحدى صيغ الاسم طاني بمعنى عامل جلود ودباغ. يستخدم للذكور.
(طن)
طنا وطنينا صَوت ورن يُقَال طن الذُّبَاب وَطن النّحاس وَطن الْعود وطنت الْأذن والمقطوع كَانَ لَهُ صَوت عِنْد قطعه
طن
الطَنُ: ضَرْب من التمْرِ. والطنُ: حُزْمَة من قَصَبٍ. والشَّخْصُ. والجِسْمُ. والعِلاوَةُ التي تُوْضَعُ بَيْنَ الجُوَالِقَيْنِ.
وهويَقُومُ بطُن نَفْسِه: أي بكِفَايَتِها. وطَن الرجُلُ: إذا ماتَ. وطَنَتْ يَدُه: أي طَرتْ. وأطَنها اللهُ. والطَّنِيْنُ: صَوْتُ الأذُنِ والطسْتِ ونَحْوِه. وطَن الذُّبَابُ: صاح. والطنْطَنَةُ: كَثْرَةُ الصَّوْتِ والكَلامِ. والإطْنَانُ: سُرْعَةُ القَطْعِ، ضَرَبْتُه فَاطْنَنْتُ ذِرَاعَه. والوطن: أمُّ رَأسِ بَعِيرٍ أو قِطْعَةُ لَحْمٍ تُعَلقُ لصَيْدِ النمِرِ. وطَنتْ من العُوْدِ طِنة: أي شَطْبَةٌ.
باب الطاء والنون ط ن مستعمل فقط

طن: الطُّنُّ: ضربٌ من التَّمْر. والطُّنُّ: الحُزْمةُ من القَصَب والحطب. والطَّنينُ: صَوْتُ الأُذُن والطَّسْت، ونحوه. وطَنَّ الذُّباب، إذا طار فَسَمِعْتَ لِطَيَرانِهِ صوتاً، قال :

كذُبابٍ طار في الجَوِّ فَطَنّ

والطَّنْطَنةُ في الصّوت: الكلام الكثير. والإطنانُ: سُرْعة القطع، [يُقال] : ضربتُهُ بالسّيفِ فأَطْنَنْت ذراعَهُ، وقد طنت ذراعُه يحكي بذلك صوتَها حين قُطِعَتْ.

طن

1 طَنَّ, (MA, Msb, K, TA,) aor. ـِ (Msb, TA,) inf. n. طَنِينٌ [q. v. infrà], (MA, Msb,) It made a sound [of a continued or a reiterated kind, and either low or sharp]; (MA, Msb, K, TA;) as also ↓ طنّن, and ↓ طَنْطَنَ. (K.) Yousay, طَنَّ الذُّبَابُ [and ↓ طَنْطَنَ, as also دَنَّ and دَنْدَنَ,] The flies made a [humming, or buzzing,] sound. (MA, Msb.) And in like manner طَنَّ is said of other things than flies. (Msb.) [Thus,] طَنَّ الطَّسْتُ, (MA,) or طَنَّتِ الطَّسْتُ, (S,) The basin of brass or other metal made a [ringing, or tinkling,] sound. (S, MA.) And البَطَّةُ تَطِنُّ The duck, or goose, utters a sound or sounds [i. e. quacks]. (S.) b2: [Hence,] one says also, طَنَّ ذِكْرُهُ فِى البِلَادِ (assumed tropical:) [His fame resounded through the countries]. (TA.) b3: And طَنَّت الإِبِلُ (assumed tropical:) The camels thirsted [app. because thirst is often attended with a ringing, or tingling, in the ears]. (TA.) b4: And طَنَّتْ سَاقُــهُ (tropical:) His shank was quickly cut off: the verb being imitative of the sound of the shank in its falling. (TA.) b5: And طَنَّ (assumed tropical:) He (a man, TA) died: (S, K:) so in the “ Musannaf ” [of Aboo-'Amr Esh-Sheybánee]. (S.) b6: And (assumed tropical:) He licked his finger. (TA.) 2 طَنَّّ see the foregoing paragraph, first sentence.4 اطنّ الطَّسْتَ He caused the basin of brass or other metal to make a [ringing, or tinkling,] sound. (S, K.) b2: And اطنّ سَاقَــهُ (S, K) (tropical:) He cut off his shank (S, K, TA) quickly; (TA;) or اطنّ يَدَهُ he made his arm, or hand, to fall off; (so in a copy of the S;) by a stroke [of a sword or the like]; the verb being meant to imitate the sound of the cutting, (S,) or the sound of the limb in its falling; and in like manner one says أَتَنَّهَا [and أَطَرَّهَا] and أَتَرَّهَا, meaning the same. (TA.) 8 هُوَ يُطَّنُّ بِكَذَا, meaning He is suspected of such a thing, is originally يُظْتَنُّ; as also يُظَّنُّ. (TA.) R. Q. 1 طَنْطَنَ: see 1, first and second sentences.

طَنٌّ [accord. to the CK طِنٌّ, being there said to be with kesr, but not so in other copies of the K, nor in the TA,] Fresh, ripe, red dates, very sweet, (K, TA,) and having much flowing juice; as also ↓ طُنٌّ, with damm. (TA.) A2: Also, [if not a mistranscription for طُنٌّ,] A half-load, such as is borne on one side of a beast, of cotton that has been separated, or loosened, and cleared of its seeds: from El-Hejeree. (TA.) طُنٌّ A bundle of reeds or canes, (S, M, K,) or (so accord. to the Msb, but in the TA “ and ”) of firewood: (Msb, TA:) thought by IDrd to be not genuine Arabic: and pronounced by the vulgar طِنّ, with kesr: (TA:) n. un. with ة; (K;) [i. e.] ↓ طُنَّةٌ signifies a single reed or cane [or piece of firewood] of a bundle: (S:) and the pl. is أَطْنَانٌ: (Msb:) [or,] accord. to AHn, a طُنّ of reeds or canes, and of fresh branches, is a وريقة [app. meaning a leafy bundle] put together and bound round, and having flowers, or blossoms, and plucked fruits put in the interior thereof. (TA.) b2: And A thing that is put between the two half-loads that are upon the sides of a beast. (AHeyth, K.) b3: And The stature [of a man]: or, accord. to IAar, (TA,) the body of a man and of any animal: pl. أَطْنَانٌ and طِنَانٌ: (K, TA:) whence, he says, the saying, فُلَانٌ لَا يَقُومُ بِطُنِّ نَفْسِهِ فَكَيْفَ بَغَيْرِهِ [Such a one will not rise with his own body: how then with another?]: but accord. to IDrd, this is a saying of the vulgar; and he does not think it to be genuine Arabic. (TA.) A2: See also طَنٌّ.

طُنَّةٌ: see the next preceding paragraph.

طِنَّةٌ: see ظِنَّةٌ.

طُنِّىٌّ A large-bodied man. (K, TA.) طَنِينٌ an inf. n.: (MA, Msb: [see 1:]) [as a simple subst.,] The sound of flies [i. e. a humming, or buzzing]: and of a basin of brass or other metal [i. e. a ringing, or tinkling]: (S, K, TA:) and of the ear [i. e. a ringing, or tingling]: and of a mountain: and of a hard thing [of any kind]: and ↓ طَنْطَنَةٌ has a similar meaning. (TA.) قَصِيدَةٌ طَنَّانَةٌ [A sonorous ode.] (TA.) طَنْطَنَةٌ: see طَنِينٌ. It is an onomatopœia, meaning The sound of the [kind of mandoline called] طُنْبُور, and the like, (K, TA,) such as the lute. (TA.) And Low, faint, or soft, speech. (TA.) And Loquacity, and a sounding utterance of speech. (TA.) رَجُلٌ ذُو طَنْطَانٍ A clamorous man. (K.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.