Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ساط

رحح

ر ح ح

فرس أرحّ وفي حافره رحح وهو انبــساط ويوصف به الوعل والرجل العريض القدم، وقدم رحاء: انتشر أخمصها وانبطح عرشها وهو حمارتها. وقدح رحرح ورحراح: واسع. قال الأغلب:

يغدو بدلو ورشاء مصلح ... إلى إزاء كالمجن الرحرح وترحرحت الفرس: فحجت للبول.

ومن المجاز: عيش رحرح ورحراح.
[رحح] الرَحَحُ: سَعَةٌ في الحافِرِ، وهو محمود لأنه خلاف المُصْطَرّ. فإذا انبطح جداً فهو عيْبٌ. ورجل أرح، أي لا أخمض لقدميه، كأرجل الزِنْجِ. وقدم رَحَّاءُ. والوَعِل المُنْبَسِط الظِلْفِ: أَرَحُّ. وقال الاعشى: افلو أن عز الناس في رَأسِ صَخْرَةٍ * مُلَمْلَمَةٍ تُعْيي الارح المخدما وترحرحت الفرس، إذ فحجت قوائمها لتبول. وشئ رحراح، أي فيه سَعة ورقّة. وعيشٌ رَحْراح: واسع. ورحرحان: اسم جبل قريب من عكاظ. ومنه يوم رحرحان، لبنى عامر على بنى تميم. قال عوف بن عطية التميمي: هلا فوارس رحرحان هجوتم * عشرا تناوح في سرارة وادى يقول: لهم منظر وليس لهم مخبر. يعير به لقيط بن زرارة، وكان قد انهزم يومئذ.
(ر ح ح)

الرَّحَحُ: انْبِــساطُ الحافِرِ فِي رقَّةٍ، قَالَ:

لَا رَحَحُ فِيهَا وَلَا اصْطِرَارُ ... وَلم يُقَلِّبْ أرْضها البيطار

والرَّحَحُ: عرض الْقدَم فِي رقة أَيْضا وَهُوَ فِي الْحَافِر عيب.

وَقدم رحاء: مستوية الاخمص بصدر الْقدَم حَتَّى لَا يمس الأَرْض كأرجل الزنج. وكل شَيْء كَذَلِك فَهُوَ ارح قَالَ الاعشى:

فَلَو أَن عِزَّ الناسِ فِي رَأس صَخْرَةٍ ... مُلَمْلَمَةٍ تُعْيِي الارَحَّ المخدَّما

يَعْنِي الوَعِلَ يَصِفُه بانبــساط اظْلاَفِهِ.

وبَعِيرٌ ارح: لاصق الخُفّ بالارض وخفٌّ ارح كَمَا يُقَال حافر أرَحُّ.

وجَفْنَةٌ رَحَّاءٌ: وَاسِعَة، كَرَوْحاء.

وَالْفِعْل من ذَلِك رَحَّ يَرَحُّ.

وإناءٌ رَحْرَح ورَحْرَاحٌ: واسِعٌ قصيرُ الْجِدَار قَالَ:

لَيْسَتْ باصفارٍ لمنْ ... يَعْفُو وَلَا رُحٍّ رَحارِحْ

وتَرَحْرَحَت الفَرَسُ: فَحَّجَتْ قَوَائِمهَا لتبول.

وحافرٌ أرَحُّ: مُنْفَتح فِي اتِّساعِ.

وَالِاسْم من ذَلِك كُله الرَّحَحُ.

ورَحْرحانُ: مَوضِع.

رحح: عَيش رَحْرَاح أَي واسع.

والرَّحَحُ: انبــساطُ الحافر في رِقَّةٍ.

أَبو عمرو: الأَرَحُّ الحافر العريض والمَصْرُورُ المُتَقَبِّضُ،

وكلاهما عيب؛ قال:

لا رَحَحٌ فيها، ولا اصْطِرارُ،

ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ

يعني لا فيها عِرَضٌ مُفْرِط ولا انقباض وضِيق، ولكنه وَأْبٌ، وذلك

محمود؛ وقيل: الرَّحَحُ سعة في الحافر، وهو محمود لأَنه خلاف المُصْطَرّ،

وإِذا انْبَطح جداً، فهو عيب. والرَّحَحُ: عِرَضُ القَدَمِ في رِقَّةٍ

أَيضاً وهو أَيضاً في الحافر عيب. ويقَدَمٌ رَحَّاء: مستوية الأَخْمَصِ بصدر

القَدَم حتى لا يَمَسَّ الأَرضَ. ورجل أَرَحُّ أَي لا أَخْمَصَ لقدميه

كأَرْجُلِ الزِّنْجِ؛ الليث: الرَّحَحُ انبــساطُ الحافر وعِرَضُ القدم وكل

شيء كذلك، فهو أَرَحُّ، والوَعِلُ المُنْبَسِطُ الظِّلْف أَرَحُّ؛ قال

الأَعشى:

فلو أَنَّ عِزَّ الناسِ في رأْسِ صَخْرةٍ

مُلَمْلَمَةٍ، تُعْيي الأَرَحِّ المُخَدَّما

لأَعْطاك ربُّ الناسِ مِفتاحَ بابِها،

ولو لم يكنْ بابٌ، لأَعْطاك سُلَّما

أَراد بالأَرَحِّ الوَعِلَ، وبالمُخَدَّمِ الأَعْصَمَ من الوُعُول،

كأَنه الذي في رجليه خَدَمَة، وعَنَى الوَعِلَ المنبسط الظِّلْفِ؛يصفه

بانبــساط أَظلافه. الأَزهري: الأَرَحّ من الرجال الأَرَحّ من الرجال الذي يستوي

باطن قدميه حتى يَمَسَّ جميعُه الأَرضَ، وامرأَة رَحَّاءُ القَدمين؛

ويستحب أَن يكون الرجلُ خَمِيصَ الأَخْمَصَينِ، وكذلك المرأَة. وبعير

أَرَحُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ، وخُفٌّ أَرَحُّ كما يقال: حافر أَرَحُّ؛

وكِرْكِرَة رَحَّاء: واسعة.

وشيءٌ رَحْراحٌ أَي فيه سَعة ورِقَّة. وعَيْشٌ رَحْراحٌ أَي واسع.

وجَفْنة رَحَّاء واسعة كَرَوْحاء عريضة ليست بقَعِيرة، والفعل من ذلك: رَحَّ

يَرَحُّ. ابن الأَعرابي: الرُّحُحُ الجفان الواسعة. وطَسْتٌ رَحْراحٌ:

منبسط لا قَعْرَ له، وكذلك كلُّ إِناءٍ نحوه. وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَحْراحٌ

ورَحْرَحانُ ورَهْرَهٌ ورَهْرَهانُ: واسع قصير الجدار؛ قال:

ليْستْ بأَصْفارٍ لمنْ

يَعْفُو، ولا رُحُّ رَحارِحْ

وقال أَبو عمرو: قَصْعة رَحْرَحٌ ورَحْرَحانِيَّة، وهي المبسِطة في

سَعَةٍ.

وقال الأَصمعي: رَحْرَحَ الرجلُ إِذا لم يبالغ قَعْرَ ما يريد كالإِناء

الرَّحْراح؛ وفي الحديث في صفة الجنة وبُحْبُوحَتها: رَحْرَحانِيَّةٌ أَي

وَسَطُها فَيَّاحٌ واسِع، والأَلف والنون زيدتا للمبالغة؛ وفي حديث

أَنس: فأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْراحٍ فوضع فيه أَصابعه؛ الرَّحْراحُ: القريب

القَعْر مع سَعة فيه.

قال: وعَرَّضَ

(* قوله «قال وعرَّض إلخ» ليس من عبارة ابن الأَثير.) لي

فلانٌ تَعْريضاً إِذا رَحْرَحَ بالشيء ولم يُبَيِّن.

وتَرَحْرَحَتِ الفرسُ إِذا فَحَّجَتْ قوائمها لِتَبُولَ. وحافر أَرَحُّ:

منفتح في اتساع، والاسم من كل ذلك الرَّحَحُ والرَّحَّةُ: الحية إِذا

انطوت. ويقال: رَحْرَحْتُ عنه إِذا سَتَرْتَ دونه.

ورَحْرَحانُ: اسم وادٍ عريض في بلاد قيس. وقيل: رَحْرَحانُ موضع، وقيل:

اسم جبل قريب من عُكاظَ؛ ومنه يوم رَحْرَحان لبني عامر على بني تميم؛ قال

عوف بن عطية التميمي:

هَلاَّ فَوارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ

(* قوله «هجوتم» كذا بالأَصل

والصحاح، والذي في معجم ياقوت هجوتهم اهـ.)

عُشَراً، تَناوَحُ في سَرارةِ وادي

يقول: لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَرٌ؛ يعير به لَقِيطَ ابن زُرارة، وكان

قد انهزم يومئذ.

رحح
: (! الرَّحَحُ، محرَّكةً: سَعَةٌ فِي الحافرِ) وَهُوَ. أَي الرَّحَح (مَحْمودٌ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ الموجودةِ بَين أَيدينا، وَمثله فِي (الصّحاح) و (اللِّسان) . فَقَوْلُ شَيخنَا: وصوابُه: محمودةٌ، لأَنه خبرٌ عَن السَّعَة، غيرُ ظاهرٍ. وَيُقَال: الرَّحَحُ انْبِــسَاطُ الحَافِرِ فِي رِقَّة. وإِنّما كَانَ الرَّحَحُ مَحْمُودًا لأَنّه خِلافُ المُصْطَرِّ، وإِذا انْبَطحَ جِدًّا فَهُوَ عَيْبٌ. وَيُقَال: هُوَ عِرَضُ القَدَم فِي رِقَّة أَيضاً. وَهُوَ أَيضاً فِي الحافِر عَيْبٌ. قَالَ الشَّاعِر:
لاَ {رحَحٌ فِيهَا وَلَا اصْطِرَارُ
وَلم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطَارُ
يَعْنِي لَا فِيهَا عِرَضٌ مُفْرِطٌ وَلَا انقباضٌ وضيقٌ، وَلكنه وَأْبٌ، وَذَلِكَ محمودٌ.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابي:} الرُّحُح (بضمَّتينِ: الجِفانُ الواسِعةُ) . وجفْنَةٌ {رحّاءُ: واسِعةٌ،} كروْحاءَ، عرِيضة ليستْ بقَعِيرةٍ. والفِعْل من ذالك: {رَحَّ} يرَحُّ،
( {والأَرَحُّ: منْ لَا أَخْمَصَ لقَدَمَيْه) ، كأَرْجُلِ الزَّنْجِ. وقَدَمٌ رَحْاءُ: مُسْتَوِيةُ الأَخْمَصِ بصدْرِ القَدم حتصى يَمَسّ الأَرض.
(و) قَالَ اللَّيْث: الرَّححُ: انْبِــسَاطُ الحافِرِ وعِرضِ القَدمِ. وكُلُّ شَيْءٍ كذالك فَهُوَ أَرحُّ.
و (الوَعِلُ المنْبسِطُ الظِّلْفِ) :} أَرَحُّ. قَالَ الأَعشى:
فَلَو أَنّ عِزَّ النّاسِ فِي رَأْسِ صَخْرةٍ
مُلَمْلَمَةِ تُعْيِى الأَرحَّ المُخدَّمَا
لأَعْطَاكَ رَبُّ النّلسِ مِفْتاحَ بابِها
وَلَو لمْ يَكُنْ بابٌ لأَعْطَاك سُلَّمَا
أَراد! بالأَرحّ الوعلَ. والمُخدَّم: الأَعْصَم من الوُعول، كأَنّه الّذي فِي رِجْليه خَدَمَةٌ. وعَنَى الوَعِلَ المُنْبسِطَ الظِّلْفِ، يَصِفه بانبــساطِ أَطلافِه. وَفِي (التَّهْذِيب) : الأَرَحُّ من الرِّجال: الّذي يَسْتَوِي باطنُ قدميْه حتّى يمَسَّ جَميعُه الأَرْضَ. وامرأَةٌ رحّاءُ القدمينِ. ويُسْتَحَبُّ أَن يكون الرَّجلُ خَميصَ الأَخْمَصَيْنِ، وكذالك المرأَةُ. ( {وتَرحْرَحتِ الفَرَسُ) ، إِذا (فَحَّجتْ قَوائِمَها لتَبولَ) . وحافِرق أَرَحُّ: مُنْفَتِحٌ فِي اتِّساعٍ.
(وشَيْءٌ} رَحْرحٌ {ورَحْراحٌ} ورحْرحَانُ) . ورَهْرَهٌ ورَهْرَهَانُ: (واسعٌ مْنْبسِطٌ) لاَ قَعْرَ لَهُ كالطَّسْتِ، وكلِّ إِناءٍ نَحْوِه. وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَهْرَهٌ: واسِعٌ قَصِيرُ الجِدارِ. وَقَالَ أَبو عمرٍ و: قَصْعَةٌ رَحْرَحٌ {ورَحْرَحانِيَّةٌ: هِيَ المُنبسِطةُ فِي سعَةٍ. وَفِي الحَدِيث غب صِفةِ الجَنَّةِ: (وبُحْبُوحَتُها} رحْرَحانِيَّةٌ) أَي وَسَطُها فيّاحٌ واسِعٌ، والأَلف والنُّون زِيدتا للمُبَالغةِ. وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (فأُتِيَ بقدَحٍ {رَحْراحٍ فوَضَع فِيهِ أَصابعَه) .} الرَّحْرَاحُ: القَريبُ القَعْرِ مَعَ سَعَة فِيهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(ورحرحانُ) : اسمُ وادٍ عريضٍ فِي بلادِ قَيُسٍ. وَقيل: رَحْرحَانُ: موضِعٌ. وقيلب: اسْم (جَبل قُرْبَ عُكاظَ، لَهُ يوْمٌ) معروفٌ لبني عَامر على بني تَمِيم. قَالَ عَوْفُ بن عَطِيَّةَ التَّمِيميّ:
هَلاّ فوَارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ
عُشَراً تَنَاوَحُ فِي سَرَارَةِ وادِي
يَقُول: لَهُم مَنْظَرٌ وَلَيْسَ لَهُم مَخْبَر، يُعيِّر بِهِ لَقيطَ بنَ زُرارةَ، كَانَ قد انهزَمَ يَوْمئِذٍ.
(! والرَّحَّة: الحَيَّةُ المُتَطوِّقَةُ) إِذا انْطَوتْ، (أَصْلُه رَحْيَةٌ) قُلِبَت الياءُ حاءً.
(و) قَالَ الأَصمعيّ: (رَحْرَحَ) الرِّجلُ، إِذا (لم يُبَالِغْ قَعْرَ مَا يُريدُ) ، كالإِناءِ الرَّحْرَاحِ. (و) رَحْرَحَ (بالكَلاَمِ) ، إِذا (عَرَّضَ) لَهُ تعريضاً (وَلم يُبَيِّن. و) يُقَال: رَحْرَحَ (عَن فُلانٍ) ، إِذا سَتَرَ (دُونَه) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
بَعيرٌ أَرٍ حُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ. وخُفُّ أَرَحُّ، كَمَا يُقال: حافِر أَرَحُّ.
كِرْكِرَةٌ رَحّاءُ: واسِعةٌ.
وَمن المَجاز عَيْشٌ رَحْرَاحٌ! ورَحْرَحٌ، أَي واسعٌ؛ وَهُوَ فِي (الصّحاح) و (الأَساس) .

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «على»، وهي متعدية بنفسها

تعدية الأفعال بحرف الجرّ «على»، وهي متعدية بنفسها
الأمثلة: 1 - أَدْمَنَ على شرب الخمر 2 - أَزْمَعَ على الرّحيل 3 - أَكَّدَ المدير على ضرورة الالتزام بمواعيد العمل 4 - اعْتَادَ على الصِّدق في حديثه 5 - تَجَاوَزَ على القانون 6 - تَسَلَّقَ على الجبل 7 - تَعَرَّفت على ما عنده 8 - تَعَوَّد على فعل الخير 9 - حَازَ على الدرجة 10 - حَوَى على الشيء 11 - دَاسَ على الأرض 12 - دَقَّ على الباب 13 - رَمَاه على الأرض 14 - سَادَ على قومه 15 - شَارَفَ الحفل على نهايته 16 - صَعِد على السّطح 17 - ضَغَطَ على الجرس 18 - طَرَقَ على الباب 19 - عَرَّفته على الأمر 20 - عَلَّم على موضع كذا من الكتاب 21 - فِكْرة عَفَا عليها الزمن 22 - قَرَع الزائر على الباب 23 - نَادَى عليه 24 - نَوَى على الذهاب لصديقه 25 - وَطِئ على البــساط 26 - وَقَّع على الاتفاقيَّة 27 - يَلْزَم عليه أن يسافر
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية الأفعال بحرف الجر «على»، وهي متعدية بنفسها.

الصواب والرتبة:
1 - أَدْمَنَ شربَ الخمر [فصيحة]-أَدْمَنَ على شرب الخمر [فصيحة]
2 - أَزْمَعَ الرّحيلَ [فصيحة]-أَزْمَعَ على الرّحيل [فصيحة]
3 - أَكَّدَ المدير ضرورةَ الالتزام بمواعيد العمل [فصيحة]-أَكَّدَ المدير على ضرورة الالتزام بمواعيد العمل [صحيحة]
4 - اعْتَاد الصِّدقَ في حديثه [فصيحة]-اعْتاد على الصِّدق في حديثه [صحيحة]
5 - تَجَاوَزَ القانونَ [فصيحة]-تَجَاوَزَ على القانون [صحيحة]
6 - تَسَلَّقَ الجبلَ [فصيحة]-تَسَلَّقَ على الجبل [فصيحة]
7 - تَعَرَّفت ما عنده [فصيحة]-تَعَرَّفت على ما عنده [صحيحة]
8 - تَعَوَّد فعلَ الخير [فصيحة]-تَعَوَّد على فعل الخير [صحيحة]
9 - حَازَ الدَّرجةَ [فصيحة]-حَازَ على الدَّرجة [صحيحة]
10 - حَوَى الشيءَ [فصيحة]-حَوَى على الشيء [صحيحة]
11 - دَاسَ الأرضَ [فصيحة]-دَاسَ على الأرض [صحيحة]
12 - دَقَّ البابَ [فصيحة]-دَقَّ على الباب [صحيحة]
13 - رَمَاه أرضًا [فصيحة]-رَمَاه على الأرض [فصيحة]
14 - سَادَ قومَه [فصيحة]-سَادَ على قومه [صحيحة]
15 - شَارَفَ الحفل نهايتَه [فصيحة]-شَارَفَ الحفل على نهايته [صحيحة]
16 - صَعِد إلى السّطح [فصيحة]-صَعِدَ السّطحَ [فصيحة]-صَعِد على السّطح [فصيحة]-صَعِد في السّطح [فصيحة]
17 - ضَغَطَ الجرسَ [فصيحة]-ضَغَطَ على الجرس [فصيحة]
18 - طَرَقَ البابَ [فصيحة]-طَرَقَ على الباب [صحيحة]
19 - عَرَّفتُه الأمرَ [فصيحة]-عَرَّفته على الأمر [صحيحة]
20 - عَلَّم موضعَ كذا من الكتاب [فصيحة]-عَلَّم على موضع كذا من الكتاب [صحيحة]
21 - فكرة عَفَاها الزمن [فصيحة]-فكرة عَفَّاها الزمن [فصيحة]-فكرة عَفَّى عليها الزمن [صحيحة]
22 - قَرَع الزائرُ البابَ [فصيحة]-قَرَع الزائر على الباب [فصيحة]
23 - نَادَاه [فصيحة]-نَادَى عليه [صحيحة]
24 - نَوَى الذهابَ لصديقه [فصيحة]-نَوَى على الذهاب لصديقه [صحيحة]
25 - وَطِئ البــساطَ [فصيحة]-وَطِئ على البــساط [صحيحة]
26 - وَقَّعَ الاتفاقيَّةَ [فصيحة]-وَقَّعَ في الاتفاقيَّة [فصيحة]-وَقَّعَ على الاتفاقيَّة [صحيحة]
27 - يَلْزَمه أن يسافر [فصيحة]-يَلْزَم عليه أن يسافر [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم هذه الأفعال متعدية بنفسها، ولكنها أوردت البعض منها متعديًا بحرف الجر «على» أيضًا، ففي اللسان والتاج: «ضَغَط عليه: تشدّد عليه في غُرم ونحوه»، وجاء فيهما أيضًا «صَعِدَ على»، وأورد اللسان: «أزمَعَ الأمرَ وعليه»، وجاء في الأساس: «أدمن الأمرَ وأدمن عليه: واظب»، وفي مفردات الراغب: «التسلّق على الحائط» عُدِّي المصدر بحرف الجرّ «على» .. ويمكن تصحيح التعدية بحرف الجرّ «على» في بعض الأمثلة المرفوضة على التضمين وهو كثير في لغة العرب، كتضمين الفعل «حازَ» معنى الفعل «حصل»، وتضمين «طرق» معنى «دقّ» أو «خبط»، وتضمين «يلزم» معنى «يجب»، وتضمين «تعرّف» معنى «اطَّلَع»، وتضمين «قَرَعَ» معنى «نَقَر»، وجاء على هذا الأخير قول أبي الفرج الأصبهاني: «لم يزل يقرع على خشبة له حتى يفزَع من الصوت». وقد أجاز مجمع اللغة المصري تعدية بعض هذه الأفعال بـ «على» مثل: «عزف على»، و «أكدّ على»، وأوردت المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي والمنجد تعدية بعض هذه الأفعال بـ «على»، كما جاءت التعدية بـ «على» في كتابات تراثية، كقول ابن بطوطة: «ينادي سماسرتهم بالأسواق على السلع» .. وفي كتابات بعض المعاصرين مثل نجيب محفوظ.

حصر

(حصر) : المَحْصَرَةُ الإِشْرارَةُ التي يُجفَّفُ عليها الأَقِطُ.
حصر: {وحصورا}: لا يأتي النساء، أو لا يولد له، أو لا يخرج مع الندامى شيئا. أحصرتم: منعتم.
(حصر) فلَان حصرا ضَاقَ صَدره وبخل وَيُقَال حصر على فلَان قطع معروفه عَنهُ وَمنع من شَيْء عَجزا أَو حَيَاء وَيُقَال حصر الْقَارئ عي فِي مَنْطِقه وَلم يقدر على الْكَلَام وبالسر كتمه وَعَن الشَّيْء امْتنع عَنهُ عَجزا فَهُوَ حصور والناقة صَارَت حصورا

(حصر) فلَان احْتبسَ مَا فِي بَطْنه من فضلات فَهُوَ مَحْصُور

حصر


حَصَرَ(n. ac.
حَصْر)
a. Straitened, cramped, crowded together; pent up;
hindered, prevented.
b. [Bi], Surrounded, hemmed in, beset, encompassed.

حَصِرَ(n. ac. حَصَر)
a. Was straitened; was faint, sick.
b. [Fī
or
'An], Was unable to; faltered in.
c. Was avaricious.

حَاْصَرَa. Besieged; blockaded.

أَحْصَرَa. Troubled, sore beset (illness).
b. [acc. & 'An], Prevented, hindered.
إِنْحَصَرَa. pass. of I.
حَصْرa. Hindrance; restriction.
b. Anguish.

حُصْرa. Constipation.
b. Retention of the urine.

حَصَرa. Depression; pain, anguish of heart.

حَصَاْرa. Pillow or cushion used as a saddle.

حِصَاْرa. see 22b. Siege, blockade.

حَصِيْر
(pl.
حُصْر
حُصُر
أَحْصِرَة)
a. Prison.
b. Reed-mat.

حَصِيْرَة
(pl.
حَصَاْئِرُ)
a. Reed-mat.
b. Wicker-worktray.

حَصُوْرa. Sick at heart.
b. Avaricious, miserly.

مُحَاصَرَة
a. see 23 (b)
الحصر: عبارة عن إيراد الشيء على عدد معين.

حصر الكل في أجزائه: هو الذي لا يصح إطلاق اسم الكل على أجزائه، مثل حصر الرسالة على الأشياء الخمسة؛ لأنه لا تطلق الرسالة على كل واحد من الخمسة.

حصر الكلي في جزئياته: هو الذي يصح إطلاق اسم الكلي على كل واحد من جزئياته، كحصر المقدمة على ماهية المنطق، وبيان الحاجة إليه، وموضوعه.

الحصر على ثلاثة أقسام: حصر عقلي، كالعدد للزوجية والفردية.
وحصر وقوعي، كحصر الكلمة في ثلاثة أقسام، وحصر جعلي، كحصر الرسالة على مقدمة وثلاث مقالات وخاتمة.

الحصر: إما عقلي، وهو الذي يكون دائرًا بين النفي والإثبات، ومنه الاحتمال العقلي فضلًا عن الوجودي، كقولنا: الدلالة إما لفظي وإما غير لفظي. وإما استقرائي، وهو الذي لا يكون دائرًا بين النفي والإثبات، بل يحصل بالاستقراء والتتبع، ولا يضره الاحتمال العقلي، بل يضره الوقوعي، كقولنا: الدلالة اللفظية إما وضعية وإما طبعية.
حصر
الحَصَرُ: ضَرْبٌ من العِيِّ، حَصِرَ فلانٌ. وحَصِرَ صَدْرُه يَحْصَرُ حَصَراً: ضاقَ. والحِصَارُ: الموضِعُ الذي يُحْصَرُ فيه الانسانُ، تقول: حَصَرُوْه وحاصَرُوه. والإحْصَارُ: أنْ يَحْصِرَ الحاجَّ عن بُلُوْغِ المَنَاسِكِ مَرَضٌ أو نحوُه. والحَصِيْرُ: المَحْصُوْرُ المَحْبُوْسُ. وهو المَلِكُ المَحْجُوْبُ أيضاً. والحَصُوْرُ - كالهَيُوْبِ -: المُحْجِمُ عن الشَّيْءِ. وهو أيضاً: الذي يَحْبِسُ رِفْدَه عن النَّدامى. ورَجُلٌ حَصُوْرٌ وحَصِيْرٌ: لا يَشْرَبُ. والحُصْرُ: اعْتِقالُ البَطْنِ، وصاحِبُه: مَحْصُوْرٌ، وقيل: لا يُقال إلاَّ في البَوْل. والحَصِرُ بالسِّرِّ: الكَتُوْمُ له. والحَصِيْرُ: سَفِيْفَةٌ من بَرْدِيٍّ. وحَصِيْرُ الأرْضِ: وَجْهُها، والجَميعُ: الحُصُرُ، والعَدَدُ: أحْصِرَةٌ. والحَصِيْرُ: فِرِنْدُ السَّيْفِ. وهو الطَّريقُ أيضاً، وتَحَصَّرْتُ الطَّريقَ: رَكبْتُه. والحَصِيْرُ: العَصَبَةُ التي تَبْدو في جَنْبِ الفَرَسِ بين الصِّفَاقِ والأضْلاع. والحِصَارُ: حَقِيْبَةٌ تُلْقَى على البَعير، يُقال: احْتَصَرْتُ البَعيرَ، والحِصْرَةُ والحُصْرَةُ: كذلك. والحَصُوْرُ من الغَنَم: الضَّيِّقَةُ الإحْلِيْل.
(ح ص ر) : (الْحَصْرُ) الْمَنْعُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) (الْحُصْرُ) بِالضَّمِّ مِنْ الْغَائِطِ كَالْأُسْرِ مِنْ الْبَوْلِ وَهُوَ الِاحْتِبَاسُ وَالْحَصَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الْعِيُّ وَضِيقُ الصَّدْرِ وَالْفِعْلُ مِنْ الْأَوَّلِ حُصِرَ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَحْصُورٌ وَمِنْ الثَّانِي حَصِرَ مِثْلُ لَبِسَ فَهُوَ حَصِرٌ (وَمِنْهُ) إمَامٌ حَصِرَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقْرَأَ وَضَمُّ الْحَاءِ فِيهِ خَطَأٌ (وَيُقَالُ) أُحْصِرَ الْحَاجُّ إذَا مَنَعَهُ خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ مِنْ الْوُصُولِ لِإِتْمَامِ حَجِّهِ أَوْ عُمْرَتِهِ وَإِذَا مَنَعَهُ سُلْطَانٌ أَوْ مَانِعٌ قَاهِرٌ فِي حَبْسٍ أَوْ مَدِينَةٍ قِيلَ حُصِرَ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لَا حَصْرَ إلَّا حَصْرُ الْعَدُوِّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فَجَعْلُهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ جَائِزٌ بِمَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196] (وَالْحَصِيرُ) الْمَحْبِسُ وَرَجُلٌ (حَصُورٌ) لَا يَأْتِي النِّسَاءَ كَأَنَّهُ حُبِسَ عَمَّا يَكُونُ مِنْ الرِّجَالِ.
ح ص ر

حصرتهم حصراً: حبستهم. والله حاصر الأرواح في الأجسام. وأحصر الحاج إذا حبسوا عن المضيّ بمرض أو خوف أو غيرهما " فإن أحصرتم ". وحصر الرجل وأحصر: اعتقل بطنه، وبه حصر. وأعوذ بالله من الحصر والأسر. وحاصرهم العدو حصاراً. وبقينا في الحصار أياماً، أي في المحاصرة أو في مكانها. وحوصروا محاصراً شديداً. وحصر صدره، وحصر لسانه. وحصر في كلامه وفي خطبته: عيّ. ونعوذ بالله من العجب والبطر، ومن العيّ والحصر. ورجل حصور: لا يرغب في النساء. وهو بخيل حصور وحصر. وقد حصر على قومه. وفي قلبه، ولسانه، ويديه حصر أي ضيق، وعيٌّ، وبخل. وهو حصر بالأسرار: لا يفشيها. قال جرير:

ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حصراً بسرك يا أميم ضنينا

وغضب الحصير على فلان أي الملك، سمّي لاحتجابه. وخلده الحصير في الحصير أي في المحبس. " وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً ". ودابة عريض الحصيرين أي الجنبين. وأوجع الله حصيريه إذا ضرب ضرباً شديداً. قال الطرماح:

تقلقل شهراً دائماً كلّ ليلة ... تضم حصيريه عرّي ونسوع

وإذا استحيا الرجل من شيء فتركه، أو دخل بامرأة فعجز عنها، أو تعذر عليه الوصول إلى مراده، قيل: قد حصر عنه، وحصر دونه. قال لبيد:

أسهلت وانتصبت كجذع منيفة ... جرداء يحصر دونها جرامها

وامرأة حصراء: رتقاء.
حصر
الحَصْر: التضييق، قال عزّ وجلّ:
وَاحْصُرُوهُمْ
[التوبة/ 5] ، أي: ضيقوا عليهم، وقال عزّ وجل: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً
[الإسراء/ 8] ، أي: حابسا.
قال الحسن: معناه: مهادا ، كأنه جعله الحصير المرمول كقوله: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ [الأعراف/ 41] فحصير في الأول بمعنى الحاصر، وفي الثاني بمعنى المحصور، فإنّ الحصير سمّي بذلك لحصر بعض طاقاته على بعض، وقول لبيد:
ومعالم غلب الرّقاب كأنهم جنّ لدى باب الحصير قيام
أي: لدى سلطان ، وتسميته بذلك إمّا لكونه محصورا نحو: محجّب، وإمّا لكونه حاصرا، أي: مانعا لمن أراد أن يمنعه من الوصول إليه، وقوله عزّ وجلّ: وَسَيِّداً وَحَصُوراً [آل عمران/ 39] ، فالحصور: الذي لا يأتي النساء، إمّا من العنّة، وإمّا من العفّة والاجتهاد في إزالة الشهوة. والثاني أظهر في الآية، لأنّ بذلك تستحق المحمدة، والحصر والإحصارُ: المنع من طريق البيت، فالإحصار يقال في المنع الظاهر كالعدوّ، والمنع الباطن كالمرض، والحصر لا يقال إلا في المنع الباطن، فقوله تعالى: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ [البقرة/ 196] ، فمحمول على الأمرين، وكذلك قوله:
لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة/ 273] ، وقوله عزّ وجل: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ [النساء/ 90] ، أي:
ضاقت بالبخل والجبن، وعبّر عنه بذلك كما عبّر عنه بضيق الصدر، وعن ضده بالبر والسعة.
ح ص ر : حَصَرَهُ الْعَدُوُّ حَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحَاطُوا بِهِ وَمَنَعُوهُ مِنْ الْمُضِيِّ لِأَمْرِهِ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَثَعْلَبٌ حَصَرَهُ الْعَدُوُّ فِي مَنْزِلِهِ حَبَسَهُ وَأَحْصَرَهُ الْمَرَضُ بِالْأَلِفِ مَنَعَهُ مِنْ السَّفَرِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ هَذَا هُوَ كَلَامُ الْعَرَبِ وَعَلَيْهِ أَهْلُ اللُّغَةِ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ حَصَرَهُ الْعَدُوُّ وَالْمَرَضُ وَأَحْصَرَهُ كِلَاهُمَا بِمَعْنَى حَبَسَهُ وَحَصَرْتُ الْغُرَمَاءَ فِي الْمَالِ وَالْأَصْلُ حَصَرْتُ قِسْمَةَ الْمَالِ فِي الْغُرَمَاءِ لِأَنَّ الْمَنْعَ لَا يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَلْ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ فِي الْمَالِ وَلَكِنَّهُ جَاءَ عَلَى وَجْهِ الْقَلْبِ كَمَا قِيلَ أَدْخَلْتُ الْقَبْرَ الْمَيِّتَ وَحَاصَرَهُ مُحَاصَرَةً وَحِصَارًا وَحَصِرَ الصَّدْرُ حَصَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَاقَ وَحَصِرَ الْقَارِئُ مُنِعَ الْقِرَاءَةَ فَهُوَ حُصِرَ.

وَالْحَصُورُ الَّذِي لَا يَشْتَهِي النِّسَاءَ وَحَصِيرُ الْأَرْضِ وَجْهُهَا وَالْحَصِيرُ الْحَبْسُ وَالْحَصِيرُ
الْبَارِيَّةُ وَجَمْعُهَا حُصُرٌ مِثْلُ: بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَتَأْنِيثُهَا بِالْهَاءِ عَامِّيٌّ وَالْحِصْرِمُ أَوَّلُ الْعِنَبِ مَا دَامَ حَامِضًا قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَحِصْرِمُ كُلِّ شَيْءٍ حَشَفُهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَخِيلِ حِصْرِمٌ. 
ح ص ر: (حَصَرَهُ) ضَيَّقَ عَلَيْهِ وَأَحَاطَ بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْحَصِيرُ) الضَّيِّقُ الْبَخِيلُ. وَالْحَصِيرُ الْبَارِيَّةُ. وَالْحَصِيرُ أَيْضًا الْمَحْبِسُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] وَ (الْحَصَرُ) الْعِيُّ، وَهُوَ أَيْضًا ضِيقُ الصَّدْرِ، يُقَالُ (حَصِرَ) صَدْرُهُ أَيْ ضَاقَ وَبَابُهُمَا طَرِبَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: 90] فَأَجَازَ الْأَخْفَشُ وَالْكُوفِيُّونَ أَنْ يَكُونَ الْمَاضِي حَالًا. وَلَمْ يُجَوِّزْهُ سِيبَوَيْهِ إِلَّا مَعَ قَدْ وَجَعَلَ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ عَلَى جِهَةِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ وَكُلُّ مَنِ امْتَنَعَ مِنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَقَدْ حَصِرَ عَنْهُ وَلِهَذَا قِيلَ: حَصِرَ فِي الْقِرَاءَةِ وَحَصِرَ عَنْ أَهْلِهِ. وَ (الْحُصْرُ) بِالضَّمِّ اعْتِقَالُ الْبَطْنِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (أَحْصَرَهُ) الْمَرَضُ أَيْ مَنَعَهُ مِنَ السَّفَرِ أَوْ مِنْ حَاجَةٍ يُرِيدُهَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} [البقرة: 196] قَالَ: وَقَدْ (حَصَرَهُ) الْعَدُوُّ يَحْصُرُونَهُ أَيْ ضَيَّقُوا عَلَيْهِ وَأَحَاطُوا بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (حَاصَرُوهُ) أَيْضًا (مُحَاصَرَةً) وَ (حِصَارًا) . وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (حَصَرْتُ) الرَّجُلَ فَهُوَ (مَحْصُورٌ) أَيْ حَبَسْتُهُ. وَ (أَحْصَرَهُ) بَوْلُهُ أَوْ مَرَضُهُ أَيْ جَعَلَهُ يَحْصُرُ نَفْسَهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: (حَصَرَهُ) الشَّيْءُ وَ (أَحْصَرَهُ) حَبَسَهُ. 
[حصر] حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْراً: ضيَّق عليه وأحاط به. الحصير: الضيق البخيل. والحَصيرُ: البارِيَّةُ. والحَصيرُ: الجَنْبُ. قال الاصمعي: هو مابين العِرْقِ الذي يظهر في جَنْب البعير والفرس معترِضاً فما فوقَه إلى مُنْقَطَع الجنْب. والحَصيرُ: الملكُ، لانه محجوب. قال لبيد: وقما قم غُلْبِ الرِقابِ كأنَّهم * جِنٌّ لدى باب الحصير قيام - ويروى: " ومقامة غلب الرقاب " على أن يكون غلب بدلا من مقامة، كأنه قال: ورب غلب الرقاب. وروى غير أبى عبيدة: " لدى طرف الحصير قيام "، أي عند طرف البــساط للنعمان بن المنذر. والحصير: المحبس. قال الله تعالى:

(وجعلنا جنهم للكافِرينَ حَصيراً) *. والحَصيرةُ: موضع التمر، وهو الجَرينُ. والحِصارُ : وسادة تُلقى على البعير ويُرفَع مؤخَّرها فيُجْعَلُ كآخِرةِ الرحل ويُحشى مقدَّمُها فيجعلُ كقادمة الرحل. تقول منه: احتصرت البعير. والحَصَرُ: العِيُّ. يقال: حَصِرَ الرجل يَحْصَرُ حَصَراً، مثل تعب تعبا. والحصر أيضا: ضيق الصدر. يقال حصرت صدروهم، أي ضافت. قال لبيد: أَسْهَلْت وانْتَصَبَتْ كجِذْعِ مُنيفةٍ * جَرْداَء يَحْصَرُ دونَها جُرَّامُها - أي تضيق صدروهم من طول هذه النخلة. وأما قوله تعالى:

(أو جاؤكم حصرت صدروهم) *. فأجاز الاخفش والكوفيون أن يكون الماضي حالا، ولم يجوزه سيبويه إلا مع قد. وجعل:

(حصرت صدورهم) * على جهة الدعاء عليهم. وحصر أيضا بمعنى بَخِل. قال أبو عمرو: يقال: شربَ القومُ فَحَصَرَ عليهم فلانٌ، أي بَخِلَ. وكلُّ من امتنع من شئ فلم يقدر عليه فقد حَصِرَ عنه. ولهذا قيل: حَصِرَ في القراءة، وحَصِرَ عن أهله. والحَصِرُ: الكتومُ للسرّ. قال جرير: ولقد تَسقَّطَني الوُشاةُ فصادَفوا * حَصِراً بسرِّكِ يا أميمَ ضَنينا - والحصور: الناقة الضيِّقة الإحليلِ. تقول منه: حَصَرَتِ الناقة بالفتح وأَحْصَرَتْ. والحَصورُ: الذي لا يأتي النساء. والحَصورُ: الضيِّق البخيل، مثل الحصير. قال الاخطل: وشاربٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَني * لا بالحصور ولا فيها بسَوَّارِ - والحُصْرُ بالضم: اعتقال البَطْن. تقول منه: حُصِرَ الرجل وأُحْصِرَ على ما لم يسمَّ فاعلُه. قال ابن السكِّيت: أَحْصَرَهُ المرضُ، إذا منَعه من السفر أو من حاجةٍ يريدها. قال الله تعالى:

(فإنْ أُحْصِرْتُمْ) *. قال: وقد حَصَرَهُ العدوُّ يَحْصُرونَه، إذا ضيّقوا عليه وأحاطوا به. وحاصَروهُ مُحاصَرَةً وحِصاراً. وقال الإخفش: حَصَرْتُ الرجلَ فهو مَحْصورٌ، أي حَبَسْتُه. قال: وأَحْصَرَني بولي وأَحْصرني مَرَضي، أي جعلني أحصر نفسي. وقال أبو عمرو الشيباني: حصرني الشئ وأحصرني، أي حبسني.
حصر: حَصَر: منع، حجز، ضغط، زحم، ضيق، حبس (بوشر).
وحصر: حدَّد، قيَّد، قصر. وحصه في: حدده في وقصره في (بوشر).
حُصِر البلد: يقال ذلك حين يسد من في داخله كل أبوابه. وقد وجدت في بعض الكتب أن زورقا فيه عشرون قرصاناً من النصارى وصل إلى بونهة (وقد حُصر البلد حتى قطع الدخول والخروج).
ولمعنى حَصَر بمعنى أحصى (ولم يذكر هذا لين) انظر دي ساسي (1: 355، حياة صلاح الدين ص13).
حاصر: لا يأتي بمعنى أحاط به وضيق عليه ومنعه من الخروج من مكانه فقط. بل تعني أيضا: قاوم الحصار، وثبت في المكان الذي أحيط به (بوشر).
وفي المعجم اللاتيني العربي ذكرت هذه الكلمة في مادة ( Vasto) . وفيه أيضا: ( Vastator) : محاضر (كذا)، و ( vastitus) مُخَاصَرَة (كذا) وغارة وإنهاب.
أحصر: حبس وضيق عليه (ألكالا).
وأحصر الماء إلى قادوس: أجرى الماء من العين بأنبوب (كرتاس ص41).
تحصر: ارتبك وتحير في الجواب (ألف ليلة برسل 6: 323).
تحاصر: حوصر. ويتحاصر: يمكن الهجوم عليه (بوشر).
انحصر: انحجر، مُنع، ضُغط (بوشر) وهو بذكر المصدر انحصار، والمضارع ينحصر، بمعنى اقتصر وحُصِر ويقال: انحصرت الأمور كلها تحت قبضته. أي انه كان وحده يدبر الأمور (معجم البيان).
انحصر في: اقتصر على (بوشر).
انحصر، حثصر، منع من الكلام وحُبس. ففي راض النفوس (ص50 و) (بعد جدال طويل): فلما كان عند صلاة المغرب انحصر اليهودي وانقطع عن الحُجَّة وظهر عليه ابن سحنون بالدلائل الواضحة والحجة البالغة.
ويقال: انحصر برياقة الماء بمعنى ضاق ببوله وأصبح بحاجة ماسة إلى إراقته (ألف ليلة 2: 72) ويستعمل هذا الفعل وحده للدلالة على هذا المعنى (ألف ليلة 3: 164).
وانحصر: انزوى، ودخل في موضع للدفاع عنه واستقر ولزم المكان (بوشر).
انحصار من الشيطان: وسواس من الشيطان (بوشر).
احتصر: اثبت، حقق، صحح (ألكالا) والمصدر منه احتصار.
واحتصر: ذكرت في معجم فوك في مادة ( Absidere) .
حَصْر: عسر التنفس: جَرَض (بوشر). وحَصْر: قصر. إثبات للحكم للمدكور فيه عما عداه (بوشر).
وفي مخطوطة القيراواني (628): ولم يُرِدْ بإنمَّا الحَصْر، أي ولم يرد باستعماله كلمة إنما القصر.
أداة الحصر: أداة القصر أي كلمة مثل: إنما وفقط وليس إلاَّ (المقري 1، إضافات وتصحيحات). وتجد فيه (1: 48): المنفرد بالسبق في تلك الميادين بأداة الحصر بمعنى أنه هو الرجل الوحيد في تلك الميادين.
وحَصْر: غمَّ (محيط المحيط).
حصر فكر: إمعان الفكر وشدة جهده (بوشر).
بالحصر: بشدة، بقوة (بوشر).
حُصْر: ضايقه حصر البول: ضايقه احتباس البول فاحتاج أن يبول (ألف ليلة 2: 147) ويقال في نفس المعنى: حصل له حصر البول (ألف ليلة 1: 595).
حَصَر: ضيق، خطر، عوز، ضيق الصدر (بوشر). وخشية، خوف، حيرة (ابن بدرون ص273).
حَصِر: محصور، مضيق عليه (بوشر).
حُصْرة: مسكن الجيش (ألكالا).
حُصْران: احتباس البطن (دوماس حياة العرب ص424).
وحُصْران البول: أسر البول واحتباسه. (دومب ص90، دوماس حياة العرب ص425).
وحُصْران: حصار المدينة (فوك).
حِصار: لحن من الحان الموسيقى (محيط المحيط).
حَصِير وجمعه حِصَارة ذكره فوك في معجمه كما ذكر أيضاً حصير عباّدي. ولم يفسرها.
حُصُر الرصاص: ظاهر سقف من الرصاص. ففي الادريسي (3 القسم الخامس): جعل بأعلى السقف حصر الرصاص محكمة التأليف وثيقة الصنعة والماء يصل إليها في قنوات رصاص.
حَصِيرَة. واسم جنس منه حَصِير: شفتين بحري، لِماّ، نوع من سمك البحر متوسط بين الشفتين وكلب البحر (الكالا). حصارى: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
حَصَّار: نساج حصر الحلفاء، حصائري (معجم الأسبانية ص357 رقم 1، فوك).
وحَصَّار مُحصِ، حاسب (المقدمة 3: 96).
حاصر: قائد الخيالة والمدفعية (ألكالا).
محصرة: حصيرة (ألف ليلة برسل 5: 5) وفي طبعة ماكن (1: 337) تجد حصيرة في نفس العبارة.
مَحْصُور من الشيطان: مُوسوس، يوسوس له الشيطان (بوشر).
مُحَاصِر: انظره في مادة حاصَر.
انْحصار: حصر الإرث، انتقال الحق (رولاند).
مُنْحَصِر: منتقل إلى، آيل إلى (رولاند).
باب الحاء والصاد والراء معهما ح ص ر، ص ح ر، ص ر ح، ح ر ص، مستعملات فقط

حصر: حَصِرَ حَصَراً: أي عَيَّ فلم يَقْدِر على الكلام. وحصر صدر المرء: أي ضاق عن أمرٍ حَصَراً. والحُصْرُ: اعتِقالُ البَطْن حُصِرَ، وبه حُصْرٌ، وهو مَحْصُور. والحِصار: مَوضع يُحْصَر فيه المَرءُ، حَصَروه حَصْراً، وحاصَرُوه، قال رؤبة:

مِدْحةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرا ... دَجْرانَ لم يشرب هناك الخمرا

دَجران: أيْ سَكران: والإحصارُ: أن يَحصُرَ الحاجَّ عن بُلوغ المنَاسِك مَرَضٌ أو عَدُوٌّ. والحَصُور: مَن لا إربةَ له في النِساء. والحَصُور كالهَيُوب المُحجِم عن الشيء، قال الأخطل: لا بالحصور ولا فيها بسَوّار

والحَصيرُ: سَفيفةٌ من بَردّي ونحوه. وحَصيرُ الأرض: وجْهُها، وجمعُه حُصُر. والعدد: أحصِرة. والحَصيرُ: فِرِنْد السيَف. والحَصيرُ: الجنب، قال تعالى: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً أي يُحْصَرون فيها.

صحر: أصحَرَ القَومُ: أي بَرزُوا إلى الصَّحْراء، وهو فَضاءٌ من الأرض واسِعٌ لا يُواريهم شيءٌ، والجمع الصَّحَارَى ولا يُجمَع على الصُّحْر لأنّه ليسَ بنَعْتٍ. والصَّحَرُ مصدر الأصحَر وهو لَونُ غُبْرةٍ في حُمرة خَفيفة إلى بياض قليل، والجميع الصُّحْر. والصُّحْرةُ: اسم اللَّوْن، يقال حِمارٌ أصحَر، قال ذو الرمة:

صُحْرُ السَرابيلِ في أحشائها فبب

وأصحارّ النَباتُ: أي أخَذَتْ فيه صُفرةٌ غيرُ خالصةٍ ثمَّ يَهيجُ فيَصفَرُّ. وَيقول: أبرز له ما في نفسه صَحاراً: أي جاهَرَه به جِهاراً. والصَحيرُ: النَهيقُ الشديد، صَحَر يَصحَرُ صحيرا، أي: نَهَق.

صرح: الصَرْح: بَيْت منُفَرِد يُبنَى ضَخْماً طويلاً في السماء، ويُجمَع الصُرُوح، قال:  بهن نعام بنته الرجال ... تَحسِبُ أعلامَهُنَّ الصُرُوحا

يُريدُ بالنَعام: [خَشَبات] قائماتٍ على أرجاء الآباد. والصَريحُ: اللَّبَن المَحْضُ الخالصُ. ومن كل شيء. ومن البَول: إذا لم يكنْ عليه رَغوة، قال أبو النجم:

يَسُوف من أبوالِها الصَريحا ... حَسْوَ المريضِ الخَرْدَلَ المجْدُوحا

والصَريح من الخَيل والرجال: المَحْض الحَسَب، وجمعه: صُرَحاء، وجمع الخيل: الصَرائح. وصَريح النُصْح: مَحْضُه، قال الشاعر:

أمرتُ أبا ثَورٍ بنُصْحٍ كأنَّما ... يرى بصريح النصح وكع العَقارِبِ

وقول عبيد:

فَتْخاءَ لاحَ لها بالصَرْحةِ الذيبُ

فالصَرْحةُ: موضع، ويقال: مَتْنٌ من الأرض مُسْتَوٍ.

وكُرِّمَ ماءً صريحا

قال زائدة: بالصخرة الذيبُ. وقال في السحاب: أي: خالصاً، كُرِّمَ : كَثُرَ بلغة هُذيل وصَرَّح ما في نفسه تصريحا أي أبداه . وخَمرٌ وكأسٌ صراحية وصراح: أي لم تُشَبْ بمزاج، وصَرَّحَتِ الخمر تصريحاً: ذهب عنها الزَبَد، قال الأعشى:

كُمَيتاً تَكَشَّفُ عن حُمرةٍ ... إذا صَرَّحَتْ بعد إزبادِها

ويقال: جاء بالكُفر صُراحاً: أي جَهِاراً.

حرص: حَرَص يَحرِص حِرْصاً فهو حَريص عليك: أي على نفعك، وقَومٌ حُرَصاءُ وحِراصٌ. والحَرْصة: مستَقَرُّ وَسَط كُلِّ شَيءٍ كالعَرْصة للدار . والحارصةُ: شَجَّةٌ تشُقُّ الجِلْدَ قليلاً كما يحرِصُ القَصّارُ الثوبَ عند الدق، ويقال منه قول الله- عز وجل-: وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ . والمطَرُ يحرِصُ الأرضَ: يخرِقها.
الحاء وَالصَّاد وَالرَّاء

حَصِرَ حَصَراً فَهُوَ حَصِرٌ، عَيَّ فِي مَنْطِقه وحَصِرَ صَدره، ضَاقَ. وَفِي التَّنْزِيل: (أَو جاءوكُم حَصِرَتْ صدورُهم) ، قيل: تَقْدِيره، قد حَصِرَتْ صُدُورهمْ. وَقيل: تَقْدِيره، أَو جاءوكم رجَالًا أَو قوما، فحَصِرت صُدُورهمْ الْآن فِي مَوضِع نصب، لِأَنَّهُ صفة حلت مَحل مَوْصُوف مَنْصُوب على الْحَال، وَفِيه بعض صَنْعَة لإقامتك الصّفة مقَام الْمَوْصُوف، وَهَذَا مِمَّا الشّعْر وَمَوْضِع الِاضْطِرَار أولى بِهِ من النثر وَحَال الِاخْتِيَار.

وكل من بعل بِشَيْء فقد حَصِرَ، وَمِنْه قَول لبيد يصف نَخْلَة:

أعرضْتُ وانتصبتْ كجِذعِ مُنِيفةٍ ... جرداءَ يَحْصُرُ دوَنها جُرَّامُها

أَي تضيق صُدُورهمْ بطول هَذِه النَّخْلَة.

والحَصُورُ من الْإِبِل، الضيقة الأحاليل. وَقد حَصُرتْ وأحْصَرَت.

وحَصَرَهُ يَحصُرُهُ حَصْراً فَهُوَ محْصورٌ وحصِيرٌ، وأحْصَره، كِلَاهُمَا: حَبسه عَن السّفر وَغَيره. وَفِي التَّنْزِيل: (فإنْ أُحْصِرتُم فَمَا استَيْسَر من الهَدْيِ) وَقَوله عز وَجل: (للفُقَرَاءِ الَّذين أُحْصِروا فِي سَبِيل اللهِ) قيل: أحْصَرهم فرض الْجِهَاد، أَي مَنعهم من التَّصَرُّف. وَقيل: مَعْنَاهُ، أحصرهم عدوهم لِأَنَّهُ شغلهمْ بجهادهم لَهُ. والحَصِيرُ، الْملك، سمي بذلك لِأَنَّهُ محصُورٌ أَي مَحْجُوب.

والحصيرُ، الْمحبس. وَفِي التَّنْزِيل: (وجَعَلْنَا جَهَنَمَ للكافِرِين حَصِيراً) . وحَصَرَه الْمَرَض: حَبسه، على الْمثل. وحصيرَةُ التَّمْر، الْموضع الَّذِي يُحْصَرُ فِيهِ. والحِصارُ: الْمحبس، كالحصير.

والحُصْرُ والحُصُرُ: احتباس الْبَطن. وَقد حُصِرَ غائطه وأُحْصِرَ.

وَرجل حَصِرٌ، كتوم للسر حَابِس لَهُ لَا يبوح بِهِ. قَالَ:

وَقد تَسَقَطَّنِي الوُشاةُ فَصَادَفوا ... حَصِراً لِسِرّكِ يَا أُمَيمُ ضَنِينا

والحصيرُ والحَصُورُ، الممسك الْبَخِيل، وروى بَيت الأخطل باللغتين جَمِيعًا:

وشارِبٍ مُرْبحٍ بالكأسِ نادَمني ... لَا بالحَصُورِ وَلَا فِيهَا بِسوَّارِ

والحَصُورُ: الهيوب المحجم عَن الشَّيْء، وعَلى هَذَا فسر بَعضهم هَذَا الْبَيْت.

والحَصُورُ، الَّذِي لَا إربة لَهُ فِي النِّسَاء. وَكِلَاهُمَا من ذَلِك. وَفِي التَّنْزِيل فِي صفة يحيى: (وسيِّداً وحصُورا) قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الَّذِي لَا يَشْتَهِي النِّسَاء وَلَا يقربهن، وَأما العاقر فَهُوَ الَّذِي يأتيهن ثمَّ لَا يُولد لَهُ.

وَكله من الْحَبْس والاحتباس.

والحصِيرُ: الطَّرِيق. وَالْجمع حُصُرٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

لمَّا رأيتُ فِجاجَ البيدِ قد وضَحَتْ ... ولاحَ من نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُصُرُ

نُجُدٌ: جمع نَجْدٍ، كسَجْلٍ وسُجُلٍ. وعادية قديمَة.

وحَصَرَ الشَّيْء يحصُره حَصْراً، استوعبه.

والحَصِيُر وَجه الأَرْض. وَالْجمع أحْصِرةٌ وحُصُرٌ.

والحصِيرُ: سَقِيفَة تصنع من بردي وأسل ثمَّ تفترش. سمي بذلك لِأَنَّهُ يَلِي وَجه الأَرْض. وَقَول أبي ذُؤَيْب يصف مَاء مزج بِهِ خمر: تَحَدَّرَ عَن شاهقٍ كالحَصِي ... رِ مُسْتَقْبلِ الريحِ والفيءُ قَرّْ

يَقُول: تنزل المَاء من جبل شَاهِق لَهُ طرائق كشطب الحَصِيرِ.

والحَصِيرانِ: الجنبان. وَقيل: الحَصِيرُ، مَا بَين الْعرق الَّذِي يظْهر فِي جنب الْبَعِير وَالْفرس مُعْتَرضًا، فَمَا فَوْقه إِلَى مُنْقَطع الْجنب. وحصيرا السَّيْف، جانباه. وحصيره، فرنده لذِي ترَاهُ كَأَنَّهُ مدب النَّمْل، قَالَ زُهَيْر:

بِرَجمٍ كوقْعِ الهُنْدُوانيّ أخْلَصَ ال ... صياقِلُ مِنْهُ عَن حَصِيرٍ وروْنَقِ

والحِصارُ والمحْصَرَةُ، حقيبة تلقى على الْبَعِير وَيرْفَع مؤخرها فَيجْعَل كآخرة الرحل، ويحشى مقدمها فَيكون كقادمة الرحل. وَقيل هُوَ مركب يركب بِهِ الراضة وَقيل: هُوَ كسَاء يطْرَح على ظَهره يكتفل بِهِ. وحَصَرَ الْبَعِير يَحْصُرُهُ ويَحْصِرُه حَصْراً واحتصَرَهُ، شدَّه بالحِصَارِ.

والمِحْصَرَةُ، قتب صَغِير يُحْصَرُ بِهِ الْبَعِير ويلقى عَلَيْهِ أَدَاة الرَّاكِب.

وَذُو الحصِيرِ: رجل من بني عَمْرو بن سِنْبِسٍ. قَالَ حَاتِم طَيء:

أوْ ذُو الحَصِيرِ وفارِسٌ ذُو مِرَّةٍ ... بِكَتيبةٍ مَنْ يثقفوهُ يفْرَسِ
حصر
حصَرَ يَحصُر ويَحصِر، حَصْرًا، فهو حاصِر، والمفعول مَحْصور
• حصَر الشَّخصَ:
1 - ضيَّقَ عليه وأحاط به "حصَره المرضُ أو الخوفُ: منعه من المضيّ لأمره- حصار اقتصاديّ- {أَوْ جَاءُوكُمْ حَاصِرَاتٍ صُدُورُهُمْ} [ق]: ضيِّقات".
2 - حبسه " {وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} ".
• حصَر الشَّيءَ:
1 - حَدَّه وقصره "حصَر الموضوعَ: حدَّد جوانبه- حصَر نشاطَه في الصَّحافة" ° حصَر الكلمةَ/ حصَر العبارةَ بين قوسين: وضعها بينهما.
2 - أحصاه "هذا موضوع متشعِّب لا يمكن حصره في هذا المقام- حصَر لهم التّركةَ". 

حصِرَ/ حصِرَ عن/ حصِرَ في يَحصَر، حَصَرًا، فهو حصور، والمفعول محصورٌ عنه
• حصِر الرَّجلُ:
1 - تعب تعبًا شديدًا.
2 - بخل.
• حصِرت صدورُهم: ضاقت " {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ".
• حصِر عن مواصلة الخطبة: توقّف، لم يقدر عليها "حصِر عن القراءة بلغةٍ أجنبيَّة".
• حصِر في كلامه: عيَّ ولم يقوَ عليه "حصِر الطِّفلُ في نطقه" ° حصِر لسانُه/ حصِر قلمُه: ليس بليغًا طلقًا. 

حُصِرَ يُحصَر، حَصْرًا، والمفعول مَحْصور
• حُصِر الشَّخصُ: احتبس ما في بَطْنه من فضلات. 

أحصرَ/ أحصرَ بـ يُحصِر، إحصارًا، فهو مُحصِر، والمفعول مُحصَر
• أحصر فلانًا: حَبَسَه وضيَّق عليه "أحصره المرضُ: منعه من السَّفر أو من حاجة يريدها- أحصره الخوفُ- {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ".
• أحصر ببوله أو غائطه: حُبس في داخله. 

انحصرَ/ انحصرَ في ينحصر، انحصارًا، فهو مُنحصِر، والمفعول مُنحصَر فيه
• انحصر فلانٌ: مُطاوع حصَرَ: حُبِس ومُنع من الكلام.
• انحصر الجيشُ: تقهقَر، وتمركز في موضع للدِّفاع عنه.
• انحصر الشَّيءُ/ انحصر الشَّيءُ في كذا: تحدَّد ضمن حدود معيَّنة، اقتصر على "انحصر الخلافُ حول هذه النُّقطة- لم تنحصر المشاريع العملاقة في العاصمة بل امتدّت إلى سائر الجمهوريّة" ° انحصرت الأمور كلُّها تحت قبضته: كان وحده يدير الأمور. 

حاصرَ يحاصر، مُحاصرةً وحِصارًا، فهو مُحاصِر، والمفعول مُحاصَر
• حاصَر مجرمًا: أحاط به من جميع الجهات ليحبسه عن الخروج وليمنع عنه الإمداد "حاصرت قوّاتُ الجيش مواقعَ المتمرِّدين- حاصرته النِّيران من كلّ جانب: أحاطت به- {وَخُذُوهُمْ فَحَاصِرُوهُمْ} [ق]: احبسوهم وامنعوهم" ° القوَّة المحاصِرة: قوًى تعمل على عزل دولة أو منطقة أو مدينة لمنع المقايضة والتِّجارة. 

حاصِرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حصَرَ.
2 - علامة كتابيَّةٌ للجمع بين عِدَّة سُطور أو أعمدة، وتُرسم هكذا [] "وضع المؤلف ما اقتبسه بين حاصرتين".
3 - (جب) رمز يحصر رموزًا رياضيَّة تُعدُّ مجموعة ويرسم هكذا.
• حاصِرة زاوية: رمز يُستعمل في حصر مادّةٍ مكتوبةٍ أو مطبوعةٍ، أو لإظهار ناتج القسمة، ويُرسم هكذا:) (. 

حِصار [مفرد]: ج أحْصِرَة (لغير المصدر) وحُصُر (لغير المصدر):
1 - مصدر حاصرَ: "ضرَب الجيشُ حِصارًا على المدينة- رفعُ الحصار- ضيَّق الحصارَ" ° ضرَب حصارًا حول المدينة: سيطر عليها.
2 - موضع يُحصر فيه الإنسان ويُمنع من الخروج.
• حِصار اقتصاديّ: حصار يراد به التّضييق اقتصاديًّا على بلد من البلدان بمختلف الوسائل.
• حصار بحريّ: منع وصول المُؤَن والذّخائر إلى موانئ العدوّ عن طريق البحر في وقت الحرب.
 • حصار عسكريّ: (سك) إحاطة الجيوش للمدن أو الأهداف العسكريّة، وقطع وسائل الحياة والاتِّصالات عنها؛ وذلك لدفع أهلها إلى الاستسلام. 

حَصْر [مفرد]:
1 - مصدر حُصِرَ وحصَرَ ° حَصْرُ فكر: إمعانٌ وتدقيق- على سبيل الحصر: بصورة مستوفاة، وضدّه على سبيل الذِّكر أو التمثيل- على سبيل المثال لا الحصر/ على وجه الحَصْر: المراد به ذكر أمثلة لا الإلمام الشَّامل- يفوق الحصر/ لا حصر له/ جلَّ عن الحصر: غير محدود، صعب التَّحديد.
2 - (بغ) إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه ويعرف أيضًا بالقصر مثل: لا تقل إلا الحق.
• الحَصْر العقليّ: (سف) الدَّائر بين الإثبات والنَّفي لا يجوّز العقل فيما وراءه شيئًا آخر كقولنا: العدد إمّا زوج وإمّا فرد.
• حَصْر السُّلطات: الانفراد بها.
• حَصْر الإِرْث: تعيين الأشخاص الذين يحقّ لهم وراثة المتوفَّى.
• حَصْر الأسعار: تجميدها ووقف ارتفاعها. 

حَصَر [مفرد]:
1 - مصدر حصِرَ/ حصِرَ عن/ حصِرَ في.
2 - ضيق نفسيّ وجسميّ يتّسم بخوفٍ يذهب من القلق إلى الفزع "لم تفارقه هذه الفكرة فكانت هاجسًا أو حَصَرًا مُسْتمرًّا". 

حُصْر/ حُصُر [مفرد]: احتباس الغائط أو البول. 

حَصْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَصْر.
• حَقٌّ حَصْرِيٌّ: محصور بواحد لا غير، أو مجموعة واحدة "بعض المعلومات العسكرية حصريّ: سريّ للغاية". 

حُصَريّ [مفرد]: صانع الحُصر "أتقن الحُصَريّ صناعته". 

حَصُور [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حصِرَ/ حصِرَ عن/ حصِرَ في.
2 - ممتنع عن الانغماس في الشَّهوات، الذي لا يشتهي النِّساء " {أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} ".
3 - ضيِّق الصدر. 

حَصير [مفرد]: ج أحْصِرَة وحُصُر:
1 - بــساط منسوج من الخوص أو أوراق البرديّ أو نحوهما "تمدَّد على حصير لينام- كانت المساجد قديمًا تُفرش بالحصير".
2 - مَحْبِس، سِجْن " {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} ".
• حصير الأرض: وجهها. 

حَصيرَة [مفرد]: ج حصائِرُ: حصير صغير، بــساط صغير منسوج من سيقان البردي أو الخوص ونحوهما "تُستعمل الحصيرةُ الآن للزينة أحيانًا". 

حصر

1 حَصَرَهُ, (S, A,) aor. ـُ (S, K) and حَصِرَ, (K,) inf. n. حَصْرٌ, (S, K,) He, or it, straitened him; (S, A, K;) so in the Kur ix. 5; (TA;) and encompassed, or surrounded, him. (S, A.) You say حَصَرَهُ, (S, Msb,) or حَصَرَ بِهِ, (K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. حَصْرٌ, (Msb,) It (a hostile party, ISk, S, Msb, or a people, K) encompassed him, or surrounded him, (Msb, K,) and prevented him from going to his business: (Msb:) or straitened him, and encompassed or surrounded him; as also ↓ حَاصَرَهُ, inf. n. مُحَاصَرَةٌ and حِصَارٌ. (ISK, S.) The ↓ محاصرة of an enemy is well known. (K.) You say العَدُوُّ ↓ حَاصَرَهُمُ, inf. ns. as above, [The enemy besieged, or beset, them;] and بَقِينَا فِى

الحِصَارِ أَيَّامًا We remained in the state of siege some days; or in the place of confinement; and حُوصِرُوا مُحَاصَرَةً شَدِيدَةً [They were besieged, or beset, vehemently]. (A.) b2: Also حَصَرَهُ, (S, A, K, &c.,) aor. ـُ (Mgh, K) and حَصِرَ, (K,) inf. n. حَصْرٌ, (A, Mgh, K,) He, (Akh, S, A,) or it, (S,) confined, kept close, imprisoned, detained, retained, restrained, withheld, or prevented, him; (A O, Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, Akh, S, A;) as also ↓ أَحْصَرَهُ: (Aboo-' Amr Esh-Sheybánee, S:) or a distinction should be made between these two forms, as will be seen in what follows. (TA.) And It (a hostile party, and a disease, ISK, Th, Msb) detained, restrained, withheld, or prevented, him (ISK, Th, Msb, K) from journeying &c.; (K;) as also ↓ احصرهُ: (AO, * ISk, Th, Msb, K:) or the latter signifies it (disease) prevented him from journeying, or from a thing that he desired: so in the Kur ii. 192: (ISk, S:) or [more properly] it (disease, or urine, [&c.,]) made him to restrain himself: (Akh, S, K:) or إِحْصَارٌ signifies the being prevented from attending the religious rites and ceremonies of the pilgrimage, by disease, or the like: (IAth:) or أُحْصِرَ is said when a man is turned back from a course which he desired: and حُصِرَ, when he is confined, or restrained, or the like: (Yoo:) or, accord. to Fr, the Arabs say, of him whom fear or disease prevents from accomplishing his pilgrimage or his عُمْرَة [q. v.], (Mgh, * TA,) and of any one that is not forcibly constrained, as by imprisonment, or by enchantment or the like, (TA,) ↓ أُحْصِرَ: and of him who is imprisoned or restrained by a Sultán, or by one who overpowers, حُصِرَ: this distinction is observed by them: (Mgh, * TA:) but if you mean that the constraining power of the Sultán is a preventing cause, and you do not refer to the act of the agent, it is allowable for you to say, الرَّجُلُ ↓ قَدْ أُحْصِرَ: and if you say of him whom pain or disease makes to restrain himself, that the disease, or fear, restrains him, it is allowable for you to say, حُصِرَ: or, as Aboo-Is- hák the Grammarian says, the correct rule, accord. to the lexicologists, is, that one says of him whom fear and disease prevent, ↓ أُحْصِرَ: and of him who is confined or restrained by another, حُصِرَ: and thus it is because he who refrains from conducting himself freely in an affair restrains himself: and they saying حَصَرْتُهُ means that thou hast restrained him; not that he has restrained himself: so that it is allowable to say in this case [when you do not mention the agent], ↓ أُحْصِرَ. (TA.) [Accord. to Z,] حُصِرَ عَنْهُ and دُونَهُ [lit. He was withheld from it] is said when a man is ashamed at a thing, and leaves it, or abstains from it, or when he is unable to effect a thing, or finds his wish difficult of attainment. (A. [See also حَصِرَ, in what follows, in this paragraph.]) حَصَرْتُ الغُرَمَآءَ فِى المَالِ means حَصَرْتُ قِسْمَةَ المَالِ فِى الغُرَمَآءِ [I restricted the division of the property among the creditors]: for the prevention is not against them, but against others, from their being shares with them in the property: the phrase is inverted, like أَدْخَلْتُ القَبْرَ المَيِّتَ. (Msb.) b3: Also حَصَرَهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. حَصْرٌ, (TA,) He took the whole of it; (K;) [appropriated it to himself exclusively;] acquired it; took it to himself. (TA.) b4: And حُصِرَ, (S, A, Mgh, K,) and ↓ أُحْصِرَ, (S, A, K,) or حُصِرَ بِغَائِطِهِ, and ↓ أُحْصِرَ, (Ks,) or حُصِرَ عَلَيْهِ خَلَاؤُهُ, aor. ـْ inf. n. حَصْرٌ [and حُصْرٌ, or this latter is a simple subst.], (Ibn-Buzurj,) He (a man, S, A) suffered suppression of the feces, or constipation of the bowels: (Ks, Ibn-Buzurj, S, A, Mgh, K:) [distinguished from أُسِرَ: (see حُصْرٌ:) or] حُصِرَ عَلَيْهِ بَوْلُهُ signifies he suffered suppression of his urine.. (Ibn-Buzurj.) A2: حَصَرَتْ, [intrans.,] with fet-h [to the ص], and ↓ أَحْصَرَتْ, She (a camel) had a narrow orifice to the teat. (S.) And حَصُرَ, aor. ـُ and حَصِرَ, aor. ـَ and ↓ أَحْصَرَ, (K,) or أُحْصِرَ; (so in the TA;) It (the orifice of her teat) was, or became, narrow. (K, * TA.) b2: And حَصِرَ, aor. ـَ inf. n. حَصَرٌ, He was, or became, unable to express his mind, to say what he would, to find words to express what he would say; he faltered in speech; (S, Mgh, K, Expos. of the “ Mufassal ” of Z;) by reason of shame and confusion of mind, or other [accidental] cause; wherein, only, it differs from عَيِىَ. (Expos. of the “ Mufassal ” of Z.) And also, (Msb, K,) or حَصِرَ فِى القِرَآءَةِ, (S,) He faltered, or became impeded, and was unable to proceed, in reading, or recitation. (S, Msb, K.) And حَصِرَ. aor. ـَ He was ashamed, and cut short, as though the affair straitened him like as the prison straitens the prisoner. (TA.) And حَصِرَ عَنْهُ He became impeded, and was unable to do it. (S.) And حَصِرَ عَنِ المَرْأَةِ, aor. ـَ [inf. n. حَصَرٌ,] He abstained from sexual intercourse with the woman, (K, TA,) though able to enjoy it: (TA:) or حَصِرَ عَنْ

أَهْلِهِ, (S,) or عَنِ النِّسَآءِ, (Az,) he was prevented by impotence from having sexual intercourse (Az, S) with his wife, (S,) or with women. (Az. [See حَصُورٌ.]) b3: Also حَصِرَ, (Mgh, TA,) or حَصِرَ صَدْرُهُ, (S Msb, TA,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. حَصَرٌ, (S Msb, K,) He became straitened in his bosom; his bosom became straitened. (S Mgh, Msb, K, * TA.) In the Kur [iv. 92], أَوْ جَاؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ means عَنْ قِتَالِكُمْ [Or who come to you, their bosoms being contracted so that they are incapable of fighting you; or their bosoms shrinking from fighting you]: (TA:) Akh and the Koofees allow that the pret. here may be a denotative of state; but Sb does not allow this use of the pret. unless with قَدْ; and he makes حصرت صدورهم to be an imprecation [meaning may their bosoms become contracted]: (S:) accord. to Fr, the Arabs say, أَتَانِى فُلَانٌ ذَهَبَ عَقْلُهُ, meaning قَدْ ذهب عقله: Zj says, Fr makes حصرت a denotative of state; but it is not so unless with قد: They says that if قد be understood, it approximates to a denotative of state, and becomes like a noun; and some read حَصِرَةً صُدُورُهُمْ: Az does not allow this use of the pret. [as a denotative of state] unless preceded by وَ or قد. (TA.) b4: and حَصِرَ, alone, He vomited. (Mgh.) b5: And He became affected with a disease, or malady, by a thing. (TA.) b6: Also, (S, K,) aor. ـَ inf. n. حَصَرٌ, (K,) He was, or became, niggardly, tenacious, penurious, or avaricious. (S, K.) One says, شَرِبَ القَوْمُ فَحَصِرَ عَلَيْهِمْ فُلَانٌ The party drank, and such a one was niggardly to them, (AA, S, L,) not expending upon those who drank with him. (L.) b7: [Hence,] حَصِرَ بِالسِّرِّ He concealed the secret; (K;) refrained from divulging it. (TA.) A3: حَصَرَ البَعِيرَ, aor. ـُ and حَصِرَ, (TA,) inf. n. حَصْرٌ, (K,) He bound a حِصَار, (K, TA,) or a مِحْصَرَة, (TA,) upon the camel; (K, TA;) as also ↓ احتصره: (S, K, TA:) and he made for, or put to, the camel a حِصَار: as also ↓ احصرهُ. (TA.) 3 حَاْصَرَ see 1, in three places.4 أَحْصَرَ see 1, in eleven places.7 انحصر He, or it, was, or became, restrained, withheld, or prevented. (KL.) 8 إِحْتَصَرَ see 1, last sentence.

حُصْرٌ (S, Mgh, K, &c.) and ↓ حُصُرٌ (A, and Expositions of the Fs) Suppression of the feces; or constipation of the bowels: (Yz, As, S, A, Mgh, K:) suppression of the urine is termed أُسْرٌ: (Yz, As, Mgh:) or حُصْرٌ signifies also suppression of the urine, like أُسْرٌ. (Ibn-Buzurj.) حَصَرٌ [inf. n. of حَصِرَ, q. v., passim. b2: Also] Suppression of the flow of milk of a camel, from a heaviness, or heaving, of the stomach, or a tendency to vomit; and unwillingness to yield a flow of milk. (TA.) حَصِرٌ A man unable to express his mind; to say what he would; to find words to express what he would say; (Mgh, TA;) by reason of shame and confusion of mind, or other [accidental] cause: (TA: [see حَصِرَ:]) and one who is impeded, and unable to proceed, in reading, or recitation: (Msb, TA:) and so ↓ حَصِيرٌ and ↓ مَحْصُورٌ, in both these senses. (TA.) b2: Contracted in the bosom; having the bosom contracted; (Mgh, TA;) as also ↓ حَصِيرٌ and ↓ حَصُورٌ. (K.) In the Kur iv. 92, some read حَصِرَةً صُدُورُهُمْ [Their bosoms being contracted]. (TA. [See 1, latter part.]) b3: Affected with vomiting. (Mgh.) b4: Niggardly, tenacious, penurious, or avaricious; (K;) as also ↓ حَصِيرٌ and ↓ حَصُورٌ: (S, K:) and ↓ حَصِيرٌ one who will not drink wine, by reason of niggardliness: (K:) and ↓ حَصُورٌ one who will not expend upon those who drink with him: (L:) and one who [by reason of niggardliness] does not take part in the game called المَيْسِر. (Suh.) b5: Also, (S,) or حَصِرٌ بِالأَسْرَارِ, (A,) and ↓ حَصُورٌ [alone], (K,) A strict concealer of secrets: (S:) or [simply] a concealer of secrets. (A, K.) b6: حَصِرَةُ الشَّخْبِ A she-camel whose flow of milk is suppressed. (TA.) حُصُرٌ: see حُصْرٌ.

حَصْرَآءُ Impervia coëunti mulier; syn. رَتْقَآءُ. (A, K.) حُصْرِىٌّ [and حُصُرِىٌّ, which latter is now the more common,] A maker, or seller, of حُصْر [or حُصُر, i. e. mats, pl. of حَصِيرٌ]. (Ibn-Khillikán, p. 19 of vol. i. of De Slane's ed.) حَصَارٌ: see the next paragraph.

حِصَارٌ: see حَصِيرٌ. b2: [A fortress; a fort; a castle.]

A2: Also, (S, K,) and ↓, حَصَارٌ, (K,) A kind of pillow, cushion, or pad, which is put upon a camel, and of which the kinder part is raised so that it is made like the آخِرَة of a camel's saddle, the fore part being stuffed so that it is made like the قَادِمَة [or rather وَاسِط or وَاسِطَة] of a camel's saddle, and which is ridden upon; and so ↓ مِحْصَرَةٌ: (K:) or a kind of saddle upon which those who break, or train, beasts ride: or a [piece of stuff of the kind called] كِسَآء, which is thrown upon the back of the camel, behind the rider: (TA:) or ↓ مِحْصَرَةٌ (K) and حِصَارٌ (TA) signify a small [saddle of the kind called] قَتَب, (K, TA,) which is bound upon a camel, and upon which is thrown the apparatus of the rider. (TA.) حَصُورٌ One who has no sexual intercourse with women, (S, Mgh, K,) though able to have it, (K,) abstaining from them from a motive of chastity, and for the sake of shunning worldly pleasures: (TA:) or who is prevented from having it, (K, TA,) by impotence: (TA:) or who does not desire them, (IAar, A, Msb, K,) nor approach them: (IAar, K:) applied also to a horse, i. q. عِنِّينٌ. (IAar, TA in art. عجز.) In the Kur [iii. 34], applied to John the Baptist. (TA.) b2: Castrated; (K;) having the penis and testicles amputated. (TA.) b3: Very fearful or cautious; who abstains, or refrains, from a thing through fear. (K.) b4: See also حَصِرٌ, in four places. b5: Also A she-camel having a narrow orifice to the teat. (S, K.) حَصِيرٌ: see مَحْصُورٌ, in two places: b2: and see حَصِرٌ, in four places. b3: Also A king: (S, A, K:) because he is secluded: (S, A:) or because he prevents those who have access to him. (TA.) A2: A prison; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حِصَارٌ. (TA.) So [accord. to some] in the Kur xvii. 8. (S, ISd.) A3: A mat woven of reeds [or of rushes] (Msb, K) or of palm-leaves; (IDrd and K voce تَذَرَّعَ, &c.;) syn. بَارِيَّةٌ; (Msb, K;) vulgarly ↓ حَصِيرَةٌ: (Msb:) or a thing woven, [سَفِيفَةٌ, in the L and TA erroneously written سقيفه,] made of بَرْدِىّ [or papyrus] and of أَسَل [or rushes], and then spread upon the ground like a carpet: (TA:) pl. حُصُرٌ (Msb, TA) and, by contraction, حُصْرٌ. (TA.) Hence the prov., أَسِيرٌ عَلَى حَصِيرٍ [A captive upon a mat]. (TA.) And بَنَاتُ الحَصِيرِ Bugs; syn. بَقٌّ. (TA in art. بق.) b2: Anything woven. (K.) b3: A garment, or piece of cloth, ornamented and variegated, which, when spread out, captivates hearts in a manner peculiar to it, by its beauty. (K.) So, accord. to some, in the trad. of Hodheyfeh, تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ [expl. in art. عرض, conj. 1]. (B.) b4: A bed; or a thing spread to lie upon; as though it were a mat: so, accord. to El-Hasan, in the Kur xvii. 8, referred to above. (TA.) b5: A sitting-place; syn. مَجْلِسٌ: (K, and so in two copies of the A:) MF thinks it to be a mistake for مَحْبِسٌ [a prison, or place of confinement]. (TA.) b6: The surface of the ground: (Msb, K:) whence, accord. to some, it is applied to that which is spread upon the ground [i. e. a mat]: (TA:) pl. [of pauc.] أَحْصِرَةٌ and [of mult.] حُصُرٌ. (K.) b7: Water. (K.) [Perhaps because its surface, when rippled by the wind, is likened to a thing woven: see نَسَجَ.]

b8: The diversified wavy marks, streaks, or grain, (فِرِنْد,) of a sword, (K, TA,) resembling the tracks of ants: (TA:) or its حَصِيرَانِ are its two sides. (K, * TA.) b9: A road, or way. (IAar, K.) b10: A row of men, and of other things. (K.) b11: A certain vein extending across upon the side of a beast, towards the belly: (K:) so, accord. to some, in the trad. of Hodheyfeh mentioned above: (TA:) or a portion of flesh so situate; (K;) i. e., from the shoulder-blade to the flank; as also ↓ حَصِيرَةٌ, explained in the K as a portion of flesh lying across in the side of a horse, which one sees when he is made lean by scanty food: (TA:) or the former signifies the sinew that is between the part called the صِفَاق and the part where the false ribs end; (K, TA;) which is the end of the side: (TA:) or the part that is between the vein that appears in the side of the camel and horse, lying across, and what is above it, to the part where the side terminates: (As, S:) or the حصير of the side is what appears of the upper parts of the ribs. (Ibn-Es-Seed.) b12: Also The side itself. (Az, S, K.) Hence the phrase, دَابَّةٌ عَرِيضُ الحَصِيرَيْنِ A beast having wide sides. (A, TA.) And أَوْجَعَ اللّٰهُ حَصِيرَيْهِ [May God make his sides to ache; meaning] may he be severely beaten. (A, TA.) A certain elegant scholar says, أَثَّرَ حَصِيرُ الحَصِيرِ فِى حَصِيرِ الحَصِيرِ The mat of the prison made marks upon the side of the king. (MF.) حَصِيرَةٌ: see حَصِيرٌ, in two places. b2: Also A place in which dates are dried: (S, K:) or, accord. to Az, it is with ض. (TA.) مُحْصَرٌ: see مَحْصُورٌ.

مِحْصَرَةٌ: see حِصَارٌ, in two places.

مَحْصُورٌ Straitened: [encompassed, or surrounded:] besieged, or beset, in a fortress. (TA.) Confined, kept close, imprisoned, detained, retained, restrained, withheld, or prevented; (Akh, S, TA;) as also ↓ حَصِيرٌ. (Ibn-Es-Seed.) Detained, restrained, withheld, or prevented, from journeying &c.; as also ↓ حَصِيرٌ and ↓ مُحْصَرٌ: (TA:) [or this last signifies made to restrain himself: see 1.] See also حَصِرٌ. b2: Suffering suppression of the feces, or constipation of the bowels: (Ibn-Buzurj, Mgh, K:) [distinguished from مَأْسُورٌ: (see حُصْرٌ:) or] it also signifies suffering suppression of the urine. (Ibn-Buzurj.) A2: A camel having upon him [or furnished with] a حِصَار. (K.)

حصر: الحَصَرُ: ضربٌ من العِيِّ. حَصِرَ الرجلُ حَصَراً مثل تَعِبَ

تَعَباً، فهو حَصِرٌ: عَيِيَ في منطقه؛ وقيل: حَصِرَ لم يقدر على الكلام.

وحَصِرَ صدرُه: ضاق. والحَصَرُ: ضيق الصدر. وإِذا ضاق المرء عن أَمر قيل:

حَصِرَ صدر المرء عن أَهله يَحْصَرُ حَصَراً؛ قال الله عز وجل: إِلاَّ

الذين يَصِلُون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أَو جاؤوكم حَصِرَتْ صُدورُهُم

أَن يقاتلوكم؛ معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم؛ قال ابن سيده:

وقيل تقديره وقد حَصِرَتْ صدورهم؛ وقيل: تقديره أَو جاؤوكم رجالاً أَو

قوماً فَحَصِرَتْ صدورهم الآن، في موضع نصب لأَنه صفة حلت محل موصوف منصوب

على الحال، وفيه بعض صَنْعَةٍ لإِقامتك الصفة مقام الموصوف وها مما

(* كذا

بياض بالأَصل). وموضع الإِضطرار أَولى به من النثر

(* قوله النثر: هكذا

في الأَصل). وحال الاختيار. وكل من بَعِلَ بشيءٍ أَو ضاق صدره بأَمر، فقد

حَصِرَ؛ ومنه قول لبيد يصف نخلة طالت، فحَصِرَ صدرُ صارِمِ ثمرها حين نظر

إِلى أَعاليها، وضاق صدره أَن رَقِيَ إِليها لطولها:

أَعْرَضْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْع مُنِيفةٍ

جَرْداءَ يَحْصَرُ دونَها صُرَّامُها

أَي تضيق صدورهم بطول هذه النخلة؛ وقال الفراء في قوله تعالى: أَو

جاؤوكم حَصِرَتْ صدورهم؛ العرب تقول: أَتاني فلان ذَهَبَ عَقْلُهُ؛ يريدون قد

ذهب عقله؛ قال: وسمع الكسائي رجلاً يقول فأَصبحتُ نظرتُ إِلى ذات

التنانير؛ وقال الزجاج: جعل الفراء قوله حَصِرَتْ حالاً ولا يكون حالاً إِلاَّ

بقد؛ قال: وقال بعضهم حَصِرَتْ صدورهم خبر بعد خبر كأَنه قال أَو جاؤوكم

ثم أَخبر بعدُ، قال: حَصِرَتْ صدورهم أَن يقاتلوكم؛ وقال أَحمد بن يحيى:

إِذا أَضمرت قد قرّبت من الحال وصارت كالاسم، وبها قرأَ من قرأَ حَصِرَةً

صُدورُهُمْ؛ قال أَبو زيد: ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم إِلاَّ أَن

تصله بواو أَو بقد، كأَنك قلت: جاءني القوم وضاقت صدورهم أَو قد ضاقت

صدورهم؛ قال الجوهري: وأَما قوله أَو جاؤوكم حصرت صدورهم، فأَجاز الأَخفش

والكوفيون أَن يكون الماضي حالاً، ولم يجزه سيبويه إِلاَّ مع قد، وجعل

حَصِرَتْ صدورهم على جهة الدعاء عليهم. وفي حديث زواج فاطمة، رضوان الله

عليه: فلما رأَت عليّاً جالساً إِلى جنب النبي، صلى الله عليه وسلم، حَصِرَتْ

وبكت؛ أَي استحت وانقطعت كأَن الأَمر ضاق بها كما يضيق الحبس على

المحبوس.

والحَصُورُ من الإِبل: الضَّيِّقَةُ الأَحاليل، وقد حَصَرَتْ، بالفتح،

وأَحْصَرَتْ؛ ويقال للناقة: إِنها لِحَصِرَةُ الشَّخْب نَشِبَةُ الدَّرِّ؛

والحَصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّةِ في العروق من خبث النفس وكراهة

الدَّرَّةِ، وحَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْراً، فهو مَحْصُورٌ وحَصِيرٌ، وأَحْصَرَهُ.

كلاهما: حبسه عن السفر. وأَحْصَرَهُ المرض: منعه من السفر أَو من حاجة

يريدها؛ قال الله عز وجل: فإِن أُحْصِرْتُمْ. وأَحْصَرَني بَوْلي وأَحْصَرني

مرضي أَي جعلني أَحْصُرُ نفسي؛ وقيل: حَصَرَني الشيء وأَحْصَرَني أَي

حبسني. وحَصَرَهُ يَحصُِرهُ حَصْراً: ضيق عليه وأَحاط به. والحَصِيرُ:

الملِكُ، سمي بذلك لأَنه مَحصُورٌ أَي محجوب؛ قال لبيد:

وقَماقِمٍ غُلْبِ الرِّقاب كأَنَّهُمْ

جِنُّ، على باب الحَصِير، قِيامُ

الجوهري: ويروى ومَقامَةٍ غُلْبِ الرقابِ على أَن يكون غُلْبُ الرقاب

بدلاً من مَقامَةٍ كأَنه قال ورُبَّ غُلْبِ الرقاب، وروي لَدى طَرَفِ

الحصير قيام. والحَصِيرُ: المَحْبِسُ. وفي التنزيل: وجعلنا جهنم للكافرين

حَصِيراً؛ وقال القتيبي: هو من حَصَرْته أَي حبسته، فهو محصور. وهذا حَصِيرُه

أَي مَحْبِسُه، وحَصَرَهُ المرض: حبسه، على المثل. وحَصِيرَةُ التمر:

الموضع الذي يُحْصَرُ فيه وهو الجَرِينُ، وذكره الأَزهري بالضاد المعجمة،

وسيأْتي ذكره. والحِصارُ: المَحْبِس كالحَصِيرِ. والحُصْرُ والحُصُرُ:

احتباس البطن. وقد حُصِرَ غائطه، على ما لم يسمَّ فاعله، وأُحْصِرَ.

الأَصمعي واليزيدي: الحُصْرُ من الغائط، والأُسْرُ من البول. الكسائي: حُصِرَ

بغائطه وأُحْصِرَ، بضم الأَلف. ابن بُزُرج: يقال للذي به الحُصْرُ: محصور:

وقد حُصِرَ عليه بولُه يُحْصَرُ حَصْراً أَشَدَّ الحصْرِ؛ وقد أَخذه

الحُصْرُ وأَخذه الأُسْرُ شيء واحد، وهو أَن يمسك ببوله يَحْصُرُ حَصْراً فلا

يبول؛ قال: ويقولون حُصِرَ عليه بولُه وخلاؤُه.

ورجل حَصِرٌ: كَتُومٌ للسر حابس له لا يبوح به؛ قال جرير:

ولقد تَسَقَّطني الوُشاةُ فَصادفوا

حَصِراً بِسرِّكِ، يا أُمَيْم، ضَنِينا

وهم ممن يفضلون الحَصُورَ الذي يكتم السر في نفسه، وهو الحَصِرُ.

والحَصِيرُ والحَصورُ: المُمْسِكُ البخيل الضيق؛ ورجل حَصِرٌ بالعطاء؛

وروي بيت الأَخطل باللغتين جميعاً:

وشارب مُرْبِحٍ بالكاس نادَمَنيِ،

لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسَوَّارِ

وحَصِرَ: بمعنى بخل. والحَصُور: الذي لا ينفق على النَّدامَى. وفي حديث

ابن عباس: ما رأَيت أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ من معاوية، كان الناس

يَرِدُونَ منه أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ، ليس مثلَ الحَصِرِ العَقِصِ؛ يعني ابن

الزبير. الحَصِرُ: البخيل، والعَقِصُ: الملتوي الصَّعْبُ الأَخلاق. ويقال:

شرب القوم فَحَصِرَ عليهم فلان أَي بخل. وكل من امتنع من شيء لم يقدر

عليه، فقد حَصِرَ عنه؛ ولهذا قيل: حَصِرَ في القراءة وحَصِر عن أَهله.

والحَصُورُ: الهَيُوبُ المُحْجِمُ عن الشيء، وعلى هذا فسر بعضهم بيت

الأَخطل: وشارب مربح. والحَصُور أَيضاً: الذي لا إِرْبَةَ له في النساء،

وكلاهما من ذلك أَي من الإِمساك والمنع. وفي التنزيل: وسَيِّداً وحَصُوراً؛

قال ابن الأَعرابي: هو الذي لا يشتهي النساء ولا يقربهنّ. الأَزهري: رجل

حَصُورٌ إِذا حُصِرَ عن النساء فلا يستطيعهنّ والحَصُورُ: الذي لا يأْتي

النساء. وامرأَة حَصْراءُ أَي رَتْقاء. وفي حديث القِبْطِيِّ الذي أَمر

النبي ، صلى الله عليه وسلم، عليّاً بقتله، قال: فرفعت الريحُ ثوبَهُ

فإِذا هو حَصُورٌ؛ هو الذي لا يأْتي النساء لأَنه حبس عن النكاح ومنع، وهو

فَعُول بمعنى مَفْعُول، وهو في هذا الحديث المحبوب الذكر والانثيين، وذلك

أَبلغ في الحَصَرِ لعدم آلة النكاح، وأَما العاقر فهو الذي يأْتيهنّ ولا

يولد له، وكله من الحَبْسِ والاحتباس. ويقال: قوم مُحَصْرُون إِذا

حُوصِرُوا في حِصْنٍ، وكذلك هم مُحْصَرُون في الحج. قال الله عز وجل: فإِن

أُحْصِرْتم.

والحِصارُ: الموضع الذي يُحْصَرُ فيه الإِنسان؛ تقول: حَصَرُوه حَصْراً

وحاصَرُوه؛ وكذلك قول رؤبة:

مِدْحَةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرَا

قال يعني بالمحصور المحبوس. والإِحصارُ: أَن يُحْصَر الحاج عن بلوغ

المناسك بمرض أَو نحوه. وفي حديث الحج: المُحْصَرُ بمرض لا يُحِلُّ حتى يطوف

بالبيت؛ هو ذلك الإِحْصارُ المنع والحبس. قال الفرّاء: العرب تقول للذي

يمنعه خوف أَو مرض من الوصول إِلى تمام حجه أَو عمرته، وكل ما لم يكن

مقهوراً كالحبس والسحر وأَشباه ذلك، يقال في المرض: قد أُحْصِرَ، وفي الحبس

إِذا حبسه سلطان أَو قاهر مانع: حُصِرَ، فهذا فرق بينهما؛ ولو نويت بقهر

السلطان أَنها علة مانعة ولم تذهب إِلى فعل الفاعل جاز لك أَن تقول قد

أُحْصِرَ الرجل، ولو قلت في أُحْصِرَ من الوجع والمرض إِن المرض خَصَره أَو

الخوف جاز أَن تقول حُصِرَ. قوله عز وجل: وسيداً وحصوراً: يقال: إِنه

المُحْصَرُ عن النساء لأَنها علة قيس بمحبوس فعلى هذا فابْنِ، وقيل: سمي

حصوراً لأَنه حبس عما يكون من الرجال.

وحَصَرَني الشيء وأَحْصَرَني: حبسني؛ وأَنشد لابن ميادة:

وما هجرُ لَيْلَى أَن تكونَ تَباعَدَتْ

عليكَ، ولا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ

في باب فَعَلَ وأَفْعَلَ. وروى الأَزهري عن يونس أَنه قال: إِذا رُدَّ

الرجل عن وجه يريده فقد أُحْصِرَ، وإِذا حبس فقد حُصِرَ. أَبو عبيدة:

حُصِرَ الرجل في الحبس وأُحْصِرَ في السفر من مرض أَو انقطاع به. قال ابن

السكيت: يقال أَحصره المرض إِذا منعه من السفر أَو من حاجة يريدها وأَحصره

العدوّ إِذا ضيق عليه فَحصِرَ أَي ضاق صدره. الجوهري: وحَصَرَهُ العدوّ

يَحْصُرُونه إِذا ضيقوا عليه وأَحاطوا به وحاصَرُوه مُحاصَرَةً وحِصاراً.

وقال أَبو إِسحق: النحوي: الروية عن أَهل اللغة أَن يقال للذي يمنعه الخوف

والمرض أُحْصِرَ، قال: ويقال للمحبوس حُصِرَ؛ وإِنما كان ذلك كذلك لأَن

الرجل إِذا امتنع من التصرف فقد حَصَرَ نَفْسَه فكَأَنَّ المرض أَحبسه

أَي جعله يحبس نفسه، وقولك حَصَرْتُه حبسته لا أَنه أَحبس نفسه فلا يجوز

فيه أَحصر؛ قال الأَزهري: وقد صحت الرواية عن ابن عباس أَنه قال: لا حَصْرَ

إِلاَّ حَصْرُ العدوّ، فجعله بغير أَلف جائزاً بمعنى قول الله عز وجل:

فإِن أُحْصِرْتُمْ فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْيِ؛ قال: وقال الله عز وجل:

وجعلنا جهنم للكافرين حَصِيراً؛ أَي مَحْبِساً ومَحْصَِراً. ويقا:

حَصَرْتُ القومَ في مدينة، بغير أَلف، وقد أَحْصَرَه المرض أَي منعه من السفر.

وأَصلُ الخَصْرِ والإِحْصارِ: المنعُ؛ وأَحْصَرَهُ المرضُ. وحُصِرَ في

الحبس: أَقوى من أُحْصِرَ لأَن القرآن جاء بها.

والحَصِيرُ: الطريق، والجمع حُصُرٌ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

لما رأَيتُ فِجاجَ البِيدِ قد وضَحَتْ،

ولاحَ من نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُصُرُ

نُجْدٌ: جمع نَجْدٍ كَسَحْلٍ وسُحُلٍ. وعادية: قديمة. وحَصَرَ الشيءَ

يَحْصُرُه حَصْراً: استوعبه. والحَصِيرُ: وجه الأَرض، والجمع أَحْصِرَةٌ

وحُصُر. والحَصِيرُ: سَقيفَة تُصنع من بَرْديٍّ وأَسَلٍ ثم تفرش، سمي بذلك

لأَنه يلي وجه الأَرض، وقيل: الحَصِيرُ المنسوجُ، سمي حَصِيراً لأَنه

حُصِرَتْ طاقته بعضها مع بعض. والحَصِيرُ أَفضلُ الجهاد وأَكملُه حجُّ

مَبْرُورٌ ثم لزومُ الحَصِيرِ؛ وفي رواية أَنه قال لأَزواجه هذه ثم قال لزومُ

الحُصُرِ أَي أَنكنَّ لا تَعُدْنَ تخرجن من بيوتكنّ وتلزمن الحُصُرَ؛ وهو

جمع حَصِير الذي يبسط في البيوت، وتضم الصاد وتسكن تخفيفاً؛ وقول أَبي

ذؤيب يصف ماء مزج به خمر:

تَحَدَّرَ عن شاهِقِ كالحَصِيـ

ـرِ ، مُسْتَقْبِلَ الريحِ، والفَيْءُ قَرّ

يقول: تَنَزَّلَ الماءُ من جبل شاهق له طرائق كشُطَب الحصير.

والحَصِيرُ: البِــساطُ الصغير من النبات. والحَصِيرُ: الجَنْبُ، والحَصِيرانِ:

الجَنْبانِ . الأَزهري: الجَنْبُّ يقال له الحَصِيرُ لأَن بعض الأَضلاع

مَحْصُورٌ مع بعض؛ وقيل: الحَصِيرُ ما بين العِرْقِ الذي يظهر في جنب البعير

والفرس معترضاً فما فوقه إِلى مُنْقَطَعِ الجَنْبِ. والحَصِيرُ: لحمُ ما

بين الكتف إِلى الخاصرة؛ وأَما قول الهذلي:

وقالوا: تركنا القومَ قد حَصَرُوا به،

ولا غَرْوَ أَنْ قد كانَ ثَمَّ لَحيمُ

قالوا: معنى حصروا به أَي أَحاطوا به. وحَصِيرا السيف: جانباه.

وحَصِيرُه: فِرِنْدُه الذي تراه كَأَنه مَدَبُّ النملِ؛ قال زهير:

بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوانِيِّ، أَخْلَصَ الصَّـ

ياقِلُ منه عن حَصِيرٍ ورَوْنَقِ

وأَرض مَحْصُورة ومنصورة ومضبوطة أَي ممطورة. والحَِصارُ والمِحْصَرَةُ:

حَقيبَةٌ؛ وقال الجوهري:

وسادَةٌ تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فتجعل كآخِرَةِ الرجل ويحشى

مقدّمها، فيكون كقادِمَةِ الرحل، وقيل: هو مَرْكَبٌ به الرَّاضَةُ؛ وقيل: هو

كساء يطرح على ظهره يُكْتَفَلُ به.

وأَحْصَرْتُ الجملَ وحَصَرْتُه: جعلت له حِصاراً، وهو كساء يجعل حول

سَنامِهِ. وحَصَرَ البعيرَ يَحْصُرُه ويحْصِرُه حَصْراً واحْتَصَرَهُ:

شَدَّه بالحِصار.

والمِحْصَرَةُ: قَتَبٌ صغير يُحْصَرَ به البعير ويلقى غليه أَداة

الراكب. وفي حديث أَبي بكر: أَن سَعْداً الأَسْلَمِيَّ قال: رأَيته بالخَذَواتِ

وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَةً في مؤَخَّرَةِ الحِصَارِ؛ هو من ذلك.

وفي حديث حذيفةَ: تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحصير أَي تحيط

بالقلوب؛ يقال: حَصَرَ به القومُ أَي أَطافوا؛ وقيل: هو عِرْقٌ يمتدّ

معترِضاً على جنب الدابة إِلى ناحية بطنها فشبه الفتن بذلك؛ وقيل: هو ثوب مزخرف

منقوش إِذا نشر أَخذ القلوب بحسن صنعته، وكذلك الفتنة تزين وتزخرف

للناس، وعاقبة ذلك إِلى غرور.

حصر
: (الحَصْرُ، كالضَّرْبِ والنَّصْرِ) ، أَي مِنْ بَابِهَما: (التَّضْيِيقُ) . يُقَال: حَصَره يَحْصِرُهُ حَصْراً، فَهُوَ محْصُورٌ: ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَاحْصُرُوهُمْ} (التَّوْبَة: 5) أَي ضَيِّقُوا عَلَيْهم. (و) الحَصْرُ، أَيْضاً: (الحَبْسُ) يقَالُ: حَصَرْتُه فَهُوَ محْصُورٌ، أَي حَبَسْتُه، وَمِنْه قولُ رُؤْبةَ:
مِدْحَةَ مَحْصورٍ تَشَكَّى الحَصْرَا
يَعنِي بالمَحْصُورِ المَحْبُوسَ.
وَقيل: الحَصْرُ هُوَ الحَبْسُ (عنِ السَّفَرِ وغَيْرِهِ، كالإِحصار) : وَقد حَصَرَهُ حَصْراً فَهُوَ مَحْصُورٌ، وحَصِيرٌ، وأَحصَرَه، كِلاهُما: حَبَسَه ومَنعَه عَن السَّفَرِ. وَفِي حدِيثِ الحَجِّ (المُحْصَر بمَرضٍ لَا يُحِلُّ حَتَّى يَطُوفَ بالبيْت) . قَالَ ابنُ الأَثيرِ: الإِحْصَارُ أَنْ يُمنَع عَن بُلُوغِ المَنَاسِكِ بمَرَضٍ أَو نَحْوِه، قَالَ الفَرَّاءُ: العربُ تَقُولُ لِلَّذِي يَمْنَعُه خوْفٌ أَو مَرضٌ من الوُصُولِ إِلَى تمَامٍ حَجِّه أَو عُمْرَتِه، وكلُّ مَا لم يكُنْ مَقْهُوراً كالحَحسِ والسِّحْر وأَشباه ذالك (يُقال فِي المَرضِ: قدخ أُحْصِرَ. وَفِي الحَبْسِ إِذا حَبَسَه سُلْطَانٌ أَو قَاهِرٌ مانِعٌ: قد حُصِرَ، فهاذا فَرْقُ بَيْنِهما. وَلَو نويْتَ بقَهْرِ السُّلْطَان أَنَّهَا علَّةٌ مانِعَةٌ وَلم تَذْهَب إِلَى فِعْلِ الفاعِل جَازَ لَكَ أَن تَقُولَ: قد أُحْصِرَ الرَّجُلُ. وَلَو قلْت فِي أُحْصِرَ مِنَ الوَجَع والمَرَض أَنَّ المَرَضَ حَصَرَه أَو الْخوْفَ جازَ أَن تَقول حُصِرَ. قَالَ شَيْخُنا: وإِلى الفَرقِ بَينهمَا ذَهَبَ ثَعْلَب، وابْنُ السِّكِّيت، وَمَا قالَه المُصَنِّف مِنْ عَدم الفَرْقِ هُوَ الَّذِي صَرَّحَ بِهِ ابْنُ القُوطِيّةِ وابْنُ القَطَّاع وأَبُو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيُّ.
قُلْتُ: أَمّا قولُ ابْنِ السِّكِّيت، فإِنّه قَالَ فِي كتاب الْإِصْلَاح: يُقَالُ: ءَحْصَرَه المَرضُ، إِذَا مَنَعَه مِن السَّفَرِ أَو من حاجَةٍ يُريدُها. وأَحْصَرَه العَدُوُّ، إِذَا ضَيَّق عَلَيْهِ فحَصِرَ، أَي ضَاقَ صَدْرُه.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن يُونُسَ أَنه قَالَ إِذا رُدَّ الرَّجلُ عَن وَجْهٍ يُرِيده فقد أُحْصِر، وإِذا حُبِسَ فٌ د حُصرَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: حُصِرَ الرَّجلُ فِي الحعْس، وأُحْصِر فِي السَّفَر مَرَض أَو انْقِطَاعٍ بِهِ.
وَقَالَ أَبو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: الرلأايَةُ عَن أَهْلِ اللُّغَة أَن يُقَال لِلَّذِي يَمْنَعهُ الخَوفُ والمَرضُ: أُحْصِر، قَالَ: وَيُقَال للمَحْبُوس: حُصِر. وإِنّمَا كَانَ ذالك كَذالك لأَنّ الرجلَ إِذَا امْتَنَع مِن التّصرُّف فقد حَصرَ نَفْسَه، فكأَنَّ المَرَضَ أَحْبَسَه، أَي جَعَلَه يحْبِس نَفسَه. وقولك، حَصَرْتُه إِنما هُوَ حبَسْتُه، لَا أَنّه أَحْبَس نَفسَه. فَلَا يجوز فِيهِ أُحْصِرَ.
قَالَ الأَزهَرِيُّ: وقَدْ صَحَّت الرِّوايةُ عَن ابْنِ عبّاس أَنه قَالَ (لَا حَصْرَ إِلا حصْرُ العَدُوّ) . فجعلَه بِغَيْر أَلِف جَائزاً بمَعْنَى قَوْلِ الله عزّ وجلَّ {) 1 (. 002 فَإِن أحصرتم فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهدى} (الْبَقَرَة: 196) (و) الحصْرُ (للبَعِيرِ) وإِحْصَارهُ (شَدُّهُ بالحِصَارِ) والْمِحْصَرَةِ، وسيأْتي بَيَانُهُمَا، (كاحْتِصَارِهِ) . يُقَال: أَحْصَرْتُ الجَمَلَ، وحَصَرْتُه: جَعلتُ لَهُ حِصَاراً. وحَصَرَ البعِيرَ يَحْصُرُه ويَحْصِرُه حَصْراً، واحْتصَرَه: شَدَّة بالحِصَار.
(و) الحُصْرُ، (بالضَّمِّ: احْتِبَاسُ ذِي البَطْنِ) ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً بضَمّتَيْن كَمَا فِي الأَساسِ وشُرُوح الفَصِيح. (حُصِرَ، كعُنِيَ، فَهُوَ مَحْصورٌ، وأُحْصِرَ) ، ونُقِل عَن الأَمعيّ واليَزِيديّ: الحُصْرُ من الغائِطِ، والأُسْرُ مِنَ البَوْل. وَقَالَ الكِسائِيّ: حُصِرَ بِغائِطِه وأُحْصِرَ بضَمّ الأَلِف. وَعَن ابْن بُزُرْجَ: يُقَالُ للّذِي بِهِ الحُصْر: مَحْصُورٌ وَقد حُصِرَ عَلَيْهِ بَوْلُه يُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر، وَقد أَخذَه الحُصْرُ، وأَخذَه الأُسْرُ شْيءٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يُمْسَك بِبَوْلِه. يُحْصَرُ حَصْراً فَلَا يَبول قَالَ: وَيَقُولُونَ: حُصِرَ عَلَيْهِ بَولُه وخَلَاؤُهُ.
(و) الحَصَرُ، (بالتَّحْرِيك: ضِيقُ الصَّدْرِ) ، وَقد حَصِرَ صَدْرُ المَرْءِ عَن أَهْله، إِذا ضَاقَ، قَالَ اللهاُ عَزَّ وجَلّ: {أَوْ جَآءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ} ، مَعْنَاهُ ضَاقَت صُدُورُهم عَن قِتَالِكم وقِتَالِ قَوْمِهِم. وكُلُّ مَنْ بَعِلَ بشيْءٍ أَو ضاقَ صَدْرُهُ بأَمْرٍ فقد حَصِرَ، وَقيل: ضاقَت بالبُخْل والجُبْن وعبّرَ عَنهُ بِذالك كَمَا عبّرَ بضِيقِ الصَّدْر وَعَن ضِدّه بالبرّ والسَّعَة.
وَقَالَ الفَرّاءُ: العَرَبُ تَقول: أَتَانِي فلانٌ ذَهبَ عَقْلُه يُرِيدُونَ قد ذَهَبَ عَقْلُه.
قَالَ الزَّجّاج: جَعَلَ الفَرَّاءُ قَوْله حَصِرَت حَالاً، وَلَا يكونُ حَالاً إِلاَّ بقَدْ.
وَقَالَ ثَعْلب: إِذا أُضْمِرَت (قد) قَرَّبَتْ من الحالِ وصارتْ كالاسْمِ، وَبهَا قرأَ منْ قرأَ {) 1 (. 002 حصرة صُدُورهمْ} .
وَقَالَ أَبُو زيد: وَلَا يكُونُ جَاءَني القَومُ ضَاقَتْ صُدُورُهم إِلاَّ أَن تَصِلَه بواو أَو بقدْ كَأَنَّك قلتَ جَاءَني القَوْمُ وضَاقَتْ صُدُورُهم، أَو قَدْ ضَاقَتْ صُدُورُهم.
وَقَالَ الجوهريّ: وأَما قَوْلُه {أَوْ جَآءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} فَأَاز الأَخْفَشُ والكُوفِيّون أَنْ يَكُونَ المَاضي حَالاً وَلم يُجِزْه سِيْبَويْه إلاّ مَع قَدْ، وجعلَ حَصِرَتْ صُدُورُهم عَلَى جِهَةِ الدّعاءِ عَلَيْهِم.
(و) الحَصَرُ: (البُخْلُ) ، وَقد حَصِرَ، إِذَا بَخِلَ، وَيُقَال: شَرِبَ القَوْمُ فحَصِرَ عَلَيْهِم فُلانٌ، أَي بَخِلَ. وكُلُّ من امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عَلَيْهِ فقد حَصِرَ عَنهُ.
(و) الحَصَرُ: (العِيُّ فِي المَنْطِقِ) . تَقُولُ: نَعُوذُ بِك من العُجْب والبَطَر، وَمن العِيِّ والحَصَر. وَقد حَصِرَ حَصَراً إِذَا عَيِىَ.
وَفِي شرح مُفَصَّل الزَّمَخ 2 رِيّ أَنَّ العِيَّ هُوَ استِحْضَارُ المَعَنَى وَلَا يَحْضُرُك اللَّفْظُ الدُّالُّ عَلَيْهِ، والحَصرُ مثْلُه إِلاَّ أَنّه لَا يَكُون إِلاَّ لسبَب مِن خَجَلٍ أَو غَيْرِه. (و) قيل: الحَصَرُ: (أَن يَمْتَنِعَ عَنِ القِرَاءَةِ فَلَا يقْدِر عَلَيْه) . وكُلُّ مَنِ امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عَلَيْه فقد حَصِرَ عَنْه.
وَقَالَ شيخُنا: كلامُ المُصَنّف كالمُتناقِض، لأَنَّ قولَه يَمْتَنع يَقْتَضِي اخْتِيَاره، وَقَوله: فلاَ يَقْدِر، صَرِيحٌ فِي العَجْز، والأَوْلَى أَنْ يُقَالَ: وأَن يُمْنَع. من الثُّلاثّي مَجْهُولاً.
قُلتُ: إِذا أَردْنا بالإمْتِنَاع العجْز فَلَا تَنَاقُض.
(الفِعْلُ) فِي الكُلِّ حَصِرَ، (كفَرِحَ) حَصَراً، فَهُوَ مَحْصُور وحَصِرٌ وحَصِيرٌ.
والحَصِيرُ: الضَّيِّقُ الصَّدْرِ، (كالحَصُور) ، كصَبُور. قَالَ الأَخْطَل:
وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَأْسِ نادَمَني
لَا بالحَصُورِ وَلَا فِيهَا بِسآرِّ
(و) الحَصِيرُ: (البَارِيّةُ) ، وَقد تَقَدَّم ذِكْرُ البارِيّة فِي (بور) ، وذَكرهما صاحِبُ العَيْن وكَثِيرٌ من الأَئمَّة فِي المُعْتَلّ، وَهُوَ الصَّوابُ.
وَفِي الْمِصْبَاح البَارِيَّة: الحَصيرُ الخَشِنُ، وَهُوَ المعروفُ فِي الاسْتِعْمَال، ثمَّ ذَكَرَ لُغَاتِه الثّلاثَةَ، وَقَالَ غَيْرُه. الحَصِيرُ: سَفيفة تُصْنَع من بَرْدِيّ وأَسَل ثمَّ يُفْتَرَشُ، سُمِّيَ بذالك لأَنّه يَلِي وَجْهَ الأَرْض. وَفِي الحَدِيث (أَفْضَلُ الجِهَادِ وَأَكمَلُه حَجٌّ مَبْرُورٌ ثمَّ لزُومُ الحُصْرِ) بضَمَ فَسُكُون، جَمْع حَصِير، لِلَّذِي يُبْسَط فِي البُيُوت، وتُضَمُّ الصَّاد وتُسَكَّن تَخْفِيفاً. وَقيل سُمِّيَ حصِيراً لأَنَّه حُصِرَت طَاقَتُه بَعضُها مَعَ بعض. وَفِي المَثل: (أَسِيرٌ عَلَى حَصِير) . قَالَ الشَّاعر:
فأَضْحَى كالأَمِيرِ على سَرِير
وَأَمْسَى كالأَسِير على حَصِيرِ (و) الحَصِيرُ: (عِرْقٌ يَمْتَدُّ مُعْتَرِضاً على جَنْبِ الدَّابَّةِ إِلَى ناحِيَةَ بَطْنِهَا) . وَبِه فَسَّر بَعْضُهُم حديثَ حُذَيْفَةِ: (تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلُوب عَرْضَ الحَصِير) شَبَّه ذالِك لإِطافَتِه.
(أَو) الحَصِيرُ: (لَحْمَةٌ كَذالِك) ، أَي مَا بَين الكَتِفِ إِلى الخَاصِرَةَ. (أَو) الحصِيرُ: (العَصَبَةُ الَّتي بَيْن الصِّفَاقِ وَمَقَطِّ الأَضْلاعِ) ، وَهُوَ مُنْقَطَع الجَنْب.
وَفِي كتاب الفرْق لِابْنِ السِّيد: وحَصِيرُ الجَنْب: مَا ظَهَرَ من أَعَالِي ضُلُوعِه. (و) قيل الحَصِيرُ: (الجَنْبُ) نَفْسُه، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ بعْضَ الأَضْلاع مَحْصُورٌ مَعَ بَعْض، قَالَه الجوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ. وَمِنْه قَولِم: دَابَّةٌ عَرِيضُ الحَصِيرَيْن. وأَوْجَعَ اللَّهُ حَصِيرَيْه: ضُرِبَ شَدِيداً، كَمَا فِي الأَساس، (و) الحَصِيرُ: (المَلِكُ) لأَنَّه محجوبٌ عَن النّاس أَو لكَوْنِه حَاصِراً، أَي مانِعاً لمَنْ أَرَادَ الوصولَ إِليه. قَالَ لَبِيد:
وَقَمَاقِمٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كَأَنَّهمْ
جِنٌّ على بَابِ الحَصِيرِ قِيَامُ
والمُرَادُ بِهِ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِر.
ورُوِيَ:
لَدَى طَرَفِ الحَصِير قِيَامُ
أَي عِنْد طَرَفِ البِــسَاطِ للنُّعمانِ.
(و) فِي العُبَابِ: الحَصِيرُ: (السِّجْنُ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} أَي سِجْناً وحَبْساً، قالَه ابنُ السّيد وغيرُه. وَيُقَال: هاذا حَصِيرُه، أَي مَحْبِسُه وسِجْنُه. وَقَالَ الحَسَنُ: مَعْنَاه مِهَاداً، كَأَنَّه جَعَلَه الحَصِيرَ المَرْمُلَ كَقَوْلِه: {لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ} .
قَالَ فِي البَصَائِر: فَعَلَى الأَوّل بمَعْنَى الحَاصِر، وَفِي الثَّانِي بمعنَى المَحْصُور. (و) الحَصِيرُ: (المَجْلسِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ أبي مَوْضِع الجُلُوس، وصَوَّبَ شيخُنَا عنبَعْض أَن يكونَ المَحْبِس، وَهُوَ مَحَلُّ تَأَمُّل.
وَمن سَجَعَات الأساس: وخَلَّدَه الحَصِيرُ فِي الحَصير، أَي فِي المَحْبِس.
قَالَ شيخُنا: من الأَسْجَاعِ المُحاكِيَة لأَسْجاعِ الأَساس وإِن فَاتَهَا الشَّنَب قولُ بَعْضِ الأُدباءِ: أَثَّر حَصِيرُ الحَصِيرِ فِي حَصِيرِ الحَصِيرِ، أَي أَثَّرَتْ بارِيَّة الْحَبْس فِي جَنْبِ المَلِك.
(و) الحَصِيرُ: (الطرِيقُ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(و) الحَصِيرُ: (المَاء) .
(و) الحَصِيرُ: (الصَّفُّ من النَّاسِ وغَيْرِهِم) .
(و) الحصِيرُ: (وَجْهُ الأَرْضِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ مَا يُفْرَشُ على الأَرض حَصِيراً لكَوْنِه يلِي وَجْهَهَا.
(ج أَحْصِرَةٌ وحُصُرٌ) ، بضَمَّتَيْن. وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي الحُصُر جَمْع حَصْيرٍ بمَعْنَى الطَّرِيق:
لمَّا رأَيْتُ فِجَاجَ البِيدِ قد وَضَحَتْ
ولاحَ من نُجُدٍ عَادِيَّةٌ حُصُرُ
وَقد تُسَكَّن الصَّادُ تَخْفِيفاً فِي جَمْع الحَصِير لِمَا يُفْرش، كَمَا تَقَدَّمَ.
(و) الحَصِيرُ: (فِرِنْدُ السَّيْفِ) الَّذي تَراه كأَنَّه مَدبُّ النَّمْلِ. قَالَ زُهَيْر:
بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الْهُنْدُوَانِيِّ أَخْلَصَ ال
صَّياقِلُ مِنْهُ عَن حَصِيرٍ وَرَوْنَقِ
(أَو) حَصِيرَاه: (جَانِباه) .
(و) الحَصِيرُ: (البَخِيلُ) المُمْسِك، كالحَصِر، ككَتِفٍ. (و) الحَصِيرُ: (الَّذِي لَا يَشْرَبُ الشَّرَابَ بُخْلاً) . يُقالُ: شَرِبَ القومُ فحَصِرَ عَلَيْهِم فُلانٌ أَي بَخِل.
(و) الحَصِيرُ: (جَبَلٌ لِجُهَيْنَةَ) ، وآخرُ فِي بِلاَد بَنِي كِلاَبٍ، (أَو بِبِلادِ غَطَفَانَ) ، وَقيل هُوَ بالضّاد.
(و) الحَصِيرُ: (كُلُّ مَا نُسِجَ مِن جَمِيعِ الأَشْيَاءِ) ، سُمِّيَ بِهِ لحَصْرِ بعْضِ طاقَاتِه على بعْضِ، فَهُوَ فعَيل بِمَعْنى مَفْعُول، وَهُوَ أَعمُّ من البارِيَّة.
(و) الحَصِيرُ: (ثٍ وْبٌ مُزَخْرَفٌ) منقوش (مُوَشًّى) حَسَنٌ، (إِذَا نُشِر أَخَذَتِ القُلُوبَ مَآخِذُهُ لحُسْنِه) . وَفِي النِّهَايَةِ: لحُسْن صَنْعَتِه، وزَادَ المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ: ووَشْيِه. قَالَ: وَبِه فَسّر بعضُهم حَدِيثَ حُذَيحفَةَ فِي الفِتَن السَّابِقَ ذِكْرُه، شَبَّه الفِتَنَ بِذالك، لأَن الفِتْنَة تُزَيِّن وتُزَخْرِف لِلنّاس والعاقِبَة إِلَى غُرُورٍ.
وأَنشد المُصَنِّفُ فِي البَصائِر:
فَلَيْتَ الدَّهْرَ عَادَ لَنَا جَدِيداً
وعُدْنا مِثْلَنَا زَمَنَ الحَصِير
أَي زَمَناً كَانَ بعضُنا يُزَخرِف القَوْل لِبَعْضٍ فنَتَوَادُّ عَليْه.
(و) الحَصِيرُ: (الضَّيِّقُ الصَّدْرِ) ، كالحَصِرِ والحَصُورِ.
(و) الحَصِيرُ: (وَادٍ) من أَوْدِيَتِهِم.
(و) الحَصِيرُ: (حِصْنٌ بِالْيمن) من أَبْنِيَةِ مُلُوكِهِم.
(و) الحَصِيرُ: (ماءٌ من مِيَاهِ نَمَلَى) قُرْب المَدِينَة المُشَرَّفَة، وَيُقَال فِيهِ بالضَّاد، وسيأْتي.
(و) الحَصِيرَةُ، بِهَاءٍ: جرِينُ التَّمْرِ، وَهُوَ المَوْضِع الَّذِي يُحْصَر فِيهِ، وذكَرِ الأَزْهَرِيُّ بالضَّاد، وسَيَأْتِي.
(و) الحَصِيرَةُ: (اللَّحْمَةُ المُعْتَرِضَة فِي جَنْبِ الفَرَسِ) : وَهِي مَا بَيْنَ الكَتِف إِلَى الخَاصِرَة، (تَرَاهَا إِذا ضُمِّرَ) ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هاذَا مَعَ مَا قَبْلَه فِي الحَصِير (أَو لَحْمَةَ كَذالِكَ) تَكرَارٌ مخلٌّ لاخْتِصَارِه البَالِغ. (والحارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ) الأَزْدِيُّ (مُحَدِّث) ، وَهُوَ أَبو النُّعْمَان الكُوفيّ عَن عِكْرَمَة مَوْلَى ابْنِ عَبّاس، وعَنْهُ عَبْدُ الله بنُ نُمَيْرٍ. قَالَ الحَافِظ ابنُ حَجَر فِي تَحْرِير المُشْتَبه: وعَلَى ضَعْفِهِ يُكْتُب حَدِيثُه، يُؤْمِن بالرَّجْعَة. ووَثَّقَه ابنُ مُعِين والنَّسَائِيّ.
(وذُو الحَصِيرَيْنِ) : لقب (عَبْد مَالِكٍ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ عَبْدُ المَلِك (بْن عَبْدِ الأُلَةِ) ، بضَمّ الْهَمْزَةَ وفَتْحِ اللاَّم المُخَفَّفَة (كَغُلَةٍ) ، وإِنّمَا نَبَّه عَلى وَزْنه لئلاَّ يَشْتَبِه على أَحَدٍ أَنَّهُ عَبْدُ الإِلِ، وَاحِد الآلِهَة، وإِنَّمَا لُقِّب بِهِ لأَنّه (كَأَن لَهُ حَصِيرانِ) منْسُوجَانِ (مِنْ جَرِيد) النَّخْلِ (مُقَيَّرَانِ) أَي مَطْليَّان بالقِير، وَهُوَ الزِّفْت، (يَجْعَلُ أَحَدَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ والآخرَ خَلْفَه، ويَسُدُّ بنَفْسِهِ بَابَ الطَّرِيق فِي الجَبل إِذا جَاءَهم عَدُوٌّ) .
(والحَصُورُ) ، كصَبُورٍ: (النَّاقَةُ الضَّيِّقَة الإِحْلِيلِ) . ووَرَدَ فِي بَعْضِ الأُصُول الجَيِّدَة: الأَحالِيل، بالجَمْع. وَقد حَصَرت، بالفَتْح، وأَحْصَرَت. (وحَصُرَ) الإِحْلِيلُ، (ككَرُمَ، و) حَصِرَ، مثلَ (فَرِحَ، وأُحْصِر) بالضَّمِّ.
(و) الحَصُورُ: (مَنْ لَا يَأْتِي النِّسَاءَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى ذالِكَ) ، وإِنَّمَا يَتْركُهُن عِفَّةٌ وزُهْداً، وهاذا أَبْلَغُ فِي المدْح (أَوْ) هُوَ (المَمْنُوعُ مِنْهُنَّ) ، من الحَصْر والإِحْصار أَي المنْع، (أَو) هُوَ (مَنْ لَا يَشْتَهِيهِنّ وَلَا يَقْرَبُهُنّ) وهاذا قَولُ ابْنُ الأَعْرًّبِيِّ. وَقَالَ الأَزهَرِيّ: الحَصُورُ: مَنْ حُصِرَ عَن النِّسَاءِ فَلَا يَسْتَطِيعُهُن، وَقيل: سُمِّيَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَسَيّدًا وَحَصُورًا} (آل عمرَان: 39) لأَنّه حُبِسَ عمّا يَكُونُ مِن الرّجَال. وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِر فِي تَفْسير هاذِه الْآيَة: الحَصُورُ: الّذِي لَا يأْتِي النِّسَاءَ إِمَّا مِنَ العُنّة وإِمّا من العِفّة والاجْتِهَاد فِي إزالَةِ الشَّهْوَة، والثَّانِي أَظْهَرُ فِي الْآيَة؛ لأَنَّ بذالِكَ يَسْتَحِقّ الرَّجُلُ المَحْمَدَة. (و) قِيلَ الحَصُورُ: (المَجْبُوبُ) الذَّكَرِ والأُنْثَيَيْن؛ وَبِه فُسِّر حَدِيثُ (القِبْطيّ الَّذِي أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعَلِيًّا بقَتْله، قَالَ: فرفَعَت الرِّيحُ ثَوْبَه. فإِذا هُوَ حصُورٌ) . قَالُوا: وهاذا أَبلَغ فِي الحَصَرِ لعَدم آلَةِ النِّكاح. وأَمّا العاقِرُ فإِنّه الَّذِي يأْتِيهٌّ وَلَا يُولَدُ لَه.
(و) الحَصُورُ أَيضاً: (البَخِيلُ) المُمْسِكُ. وَقيل: هُوَ الّذِي لَا يُنْفِق على النَّدَامَى، (كالحَصِر) ، ككَتِفٍ، وَقَدْ جاءَ فِي حدِيثِ ابنِ عَبّاس (مَا رأَيتُ أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ مِن مُعاوِيَةَ، كَان النّاسُ يَرِدُونَ مِنْه أَرْجَاءَ وَاد رَحْبٍ، لَيْسَ مِثْلَ الحَصرِ العَقِص) . يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ. الحَصِرُ: البَخِيل. والعَقِصُ: المُلْتَوِي الصَّعْبُ الأَخْلاقِ.
(و) الحَصُورُ: (الهَيُوبُ المُحْجِم عَن الشَّيْءِ) ، وَهُوَ البَرِمُ أَيضاً، كَمَا فسَّره السُّهَيْليّ، وَبِه فُسِّر بعضُ بَيْت الأَخْطَلِ السَّابِقِ ذِكْرُهُ.
(وشاربٍ مُرْبِحٍ) إِلى آخِره.
(و) هم مِمَّن يفضِّلون الحَصورَ، وَهُوَ (الكَاتِمُ للسِّرِّ) فِي نَفْسه الحابِسُ لَهُ لَا يَبوح بِهِ، كالحَصِرِ، ككَتِف.
(والحَصْرَاءُ: الرَّتْقَاءُ) .
(والحَصَّارُ، ككَتّانٍ: اسمُ جَمَاعَة) . مِنْهُم أَبو جَعْفَرِ بنُ الحَصَّار المُقْرِي وَغَيره.
(و) الحَصَارُ، (ككِتاب وسَحَابٍ: وِسَادٌ رْفَعُ مُؤَخَّرُهَا ويُحْشَى مُقَدَّمُهَا) فَيجْعَل (كالرَّحْلِ) ، أَي كآخِرَتِه فِي رَفْع المُؤَخّر، وقادِمَتِه، فِي حَشْوِ المُقَدّم، (يُلْقَى عَلَى البَعِيرِ. و) قيل هُوَ مَرْكَبٌ (يَرْكَبُ) بِهِ الرَّاضَةُ وَقيل: هُوَ كِساءٌ يُطرَح على ظَهْرِه يُكْتَفَلُ بِهِ، (كالمِحْصَرَةِ) ، بِالْكَسْرِ.
(أَوْ هِي) ، أَي المِحْصَرة (قَتَبٌ صَغِيرٌ) يُحصَر بِهِ البَعِير ويُلْقَى عَليه أَدَاةُ الرَّاكِب، كالحِصَار أَيضاً. وَمِنْه حَديثُ أَبي بَكْر (أَنَّ سَعْدا الأَسلميَّ قَالَ: رَأَيتُه بالخَذَواتِ وَقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقةً فِي مُؤَخَّرَةِ الحِصَارِ) . (وبَعِيرٌ محْصُورٌ: عَلَيْهِ ذالِكَ) ، وَقد حَصَرَه يَحْصُرُه ويَحْصِره واحْتَصَرَه وأَحْصَرَه.
(و) المَحْصَرَة، (بفَتْحِ المِيمِ: الإِشْرَارَةُ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا الأَقِطُ) .
(وأَحْصَرَهُ المَرَضُ) : مَنَعَه مِنَ السَّفَرِ أَو حَاجَةِ يُرِيدُهَا، قَالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} (الْبَقَرَة: 196) وحُصرَ، فِي الحَبْس، أَقْوى من أُحْصِر، لأَنّ القرآنَ جاءَ بهَا، وَقد تقدَّم. (أَوْ) أَحصَره المَرَضُ و (البَوْلُ: جَعَلَه يَحْصُر نَفْسَه) . وأَصْلُ الحَصْر والإِحصارِ الحَبْسُ. يُقَال: حصَرَنِي الشيْءُ وأَحْصَرني، أَي حَبسَنِي.
(والمُحْتَصِرُ: الأَسَدُ. ومُحَاصَرَةُ العَدُوِّ، م) ، أَي مَعْرُوفٌ. يُقَال: حاصَرَهُم العَدُوُّ حِصَاراً ومُحَاصرَةً. وبَقِينَا فِي الحِصَارِ أَيّاماً. وحُوصِرُوا مُحَاصَرَةً شَدِيدَةً.
(وحَصَرَه) يَحْصُره حَصْراً: (اسْتَوْعَبَه) وحَصَّله وأَحاطَ بِهِ. (و) حَصَرَ (القَوْمُ بِفُلان) حَصْراً: ضَيَّقوا عَلَيْهِ و (أَحاطُوا بِهِ) . وَمِنْه قَوْلُ الهُذَلِيِّ:
وقَالُوا تَرَكْنَا القَوْمَ قد حَصَرُوا بِهِ
وَلَا غَرْوَ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ
(و) قد حَصِرَ على قومه (كفَرِحَ: بَخِلَ) . وَقَالَ شَيخنَا: وَهُوَ مُسْتَدْرِك، لأَنه ذَكَره فِي مَعَاني الْحصْر وَفِي مَعَاني الحَصُور، وَقد زَعم الاختصارَ البالغَ، وهاذا تَطْوِيل بالِغ، وَمثله مَا بعده. (و) حَصرَ (عَن المْرْأَةِ: امْتَنَعَ عَن إِتْيَانِهَا) ، أَي مَعَ القُدرَة، أَو عَجَزَ عَنْهَا، كَمَا تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي ذِكْرِ مَعَاني الحَصورِ. (و) حَصِرَ (بالسِّرِّ: كَتَمَه) فِي نَفْسِه وَلم يَبُحْ بِهِ، وَهُوَ حَصِرٌ وحَصُورٌ.
(والحُصْرِيُّ، بالضَّمِّ) . قَالَ شيخُنَا: والمعروفُ ضَبطُه بضَمَّتَيْن كَمَا فِي الطّبقَات: أَبو الحَسَن (عَلى ابْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ) القَيْرَوَانِيُّ الفِهْرِيّ (المُقْرِىءُ شيخُ الفرّاءِ) ، أَقرأَ النّاس بسَبْتَةَ وغيرِهَا، وَله قَصِيدَةٌ مِائَتَا بَيت نَظَمَها فِي قِرَاءَةِ نافِعٍ، تُوُفِّيَ سنة 488 وَقَالَ ابنُ خلِّكان: هُوَ ابْن خالَةِ أَبي إِسْحَاق إِبراهيمَ الحُصْرِيّ صاحِب زَهْر الآدابِ، وَله شِعْر نَفِيسٌ.
قلت: وَقد تَرجَمَ الذّهَبِيُّ أَبا إِسحاق الحُصْرِيَّ هاذا فِي تَارِيخه فَقَالَ: هُوَ إبراهِيمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تَمِيمٍ القَيْرَوَانِيُّ الشاعِرُ المعروفُ بالحُصْرِيّ، وَهُوَ ابنُ خالَةِ أَبي الحَسَن عليَ الحُصْرِيّ الشَّاعِر. تُوُفِّيَ سنة 453 انْتهى. وحدَّث عَنهُ أَبُو عَبْدِ الله بنُ الزاهِد، كَمَا رأَيته فِي مُسَلْسَلات ابْن مسدي.
(و) الإِمام (بُرْهَانُ الدِّينِ أَبو الفُتُوح نَصْرُ) بن عليّ (بن أَبِي الفَرَج) بن الحُصْرِيّ (المُحَدِّثُ) ، حَدّثَ عَن النَّقِيب أَبي طَالب مُحَمَّدِ ابنِ مُحَمَّد بن أَبي زَيد العَلَوِيّ، وأَبي زُرْعَةَ طَاهِرِ بن أَحمد المَقْدِسِيّ. وأَدركَ القُطْبَ عبدَ القادِر الجِيلاَنِيَّ، وانتقل إِلَى مكّةَ ووَلَى إِمامةَ المَقَامِ بهَا، ثمَّ مِنْهَا إِلى المَهْجَم بِالْيمن لنَشْر العِلْم، وَبهَا تُوفِّيَ. وقَبرُه يُزَار، يُعرَف بالشَّيْخ بُرهان. وَعنهُ أَخذ الشيخُ محمّدُ بن إِسْمَاعِيل الحَضْرَمِيّ وابنُ أَخِيه أَبو محمّد عبدُ العَزِيز ابنُ عليّ بن نَصْر بن الحُصْرِيّ، حَدّث عَن الرَّضِيّ أَبي الحَسَن المُؤَيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الطُّوسِيّ. (وآخَرُونَ) عُرِفُوا بالنِّسْبَة إِليه، مثل سَعِيد بن أَيُّوب بن ثَواب البَصْرِيّ، وعَلِيّ بن أحمدَ، وَأحمد بن هشامِ بن حُمَيحد. وعليّ بن إِبْرَاهِيم الصَّوفِيّ. وَعبد الله بن عُثْمانَ بنِ زَيدانَ، الحُصْرِيّون.
وأَما جَعْفَرُ بْنُ أَحمدَ الحافِظ الحُصْرِيّ فلحَصَرِه وسُكوته، وَفِي قِصَّة ذكَرَهَا السّمْعَانِيّ فِي الأَنساب، فراجِعْه.
(و) الإِمام أَبو عَلِيّ (الحَسَنُ بْن حَبِيب) بن عبد المَلك (الحَصَائِرِيُّ) الدِّمشقيّ، (مُحَدِّث) فَقيهٌ. حدَّث عَن الرَّبِيع بن سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ وَأبي أُمَيَّة الطُّرْسُوسِيّ وغيرِهما، وَعنهُ أَبُو القاسِم تَمَّامُ بنُ مُحَمَّد الرَّازِيّ، وعبدُ الرّحمان بن عُمَر بن نَصْرٍ الشَّيبانيّ، وَقد رَوَيْنَا من طَرِيقه رِسَالَةَ الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
حَصِرَ الرَّجلُ كفَرِحَ: اسْتَحَى وانْقَطَعَ، كأَنَّه ضاقَ بِهِ الأَمْرُ كَمَا يَضِيقُ الحَبْسُ على المَحْبوس. وَيُقَال للنَّاقة: إِنَّهَا لحَصِرَةُ الشَّخْبِ نَشَبَةُ الدَّرِّ. والحَصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّة فِي العُروق من خُبْثِ النَّفْسِ وكَرَاهَةِ الدِّرَّة.
والحَصِير: المَحْبوسُ، ذَكرَه ابْن السّيد فِي الفَرْق.
والحِصَار: المَحْبَس، كالحَصِير. وَمِنْه قَوْلُهُم: بَقِينا فِي الحِصَار أَيّاماً، أَي فِي المُحَاصَرةِ أَو مَحَلّها.
وقَوْم مُحْصَرُون، إِذا حُوصِرُوا فِي حِصْنٍ.
ورجلٌ حَصِرٌ: كَتُومٌ للسِّرِّ، قَالَ جَرِيرٌ:
وَلَقَد تسَقَّطَني الوُشَاةُ فَصادَفُوا
حَصِراً بِسِرِّكِ يَا أُمَيْمَ ضَنِينَا
والحَصِير: الحَابِس. واللَّهُ حَاصرُ الأَرواحِ فِي الأَجْسَامِ. وأَرضٌ مَحْصُورَةٌ، ومنْصُورةٌ، ومَضْبُوطة، أَي ممْطُورةٌ.
والحِصَار: مدينةٌ عَظِيمَة بِالْهِنْدِ.
والخطيب المُعَمَّر عبدُ الْوَاحِد ابنُ إِبْرَاهِيم الحِصَارِيّ، محدّث، ود سنة 910 ورَوَى عَالِيا عَن الشّمِس مُحَمّدِ بنِ إبراهيمَ العُمَرِيّ والشَّرف السّنباطيّ، كِلَاهُمَا عَن الحافِظِ ابنِ حجَرٍ، روى عَنهُ شُيوخُ شيوخِ مشايِخِنا، وَيُقَال لَهُ البُرْجِيّ أَيضاً.
وأَبو حَصِيرةَ: صحابِيٌّ قَسَمَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلممن وَادي القُرَى.
وَذُو الحَصِير: كأَمِير: كَعْب ابنُ رَبِيعَة البَكَّأَئِيّ، جاهليّ.
ومحلّة الحَصِير: ببُخَارَاءَ، يُنْسَب إِليها بعضُ عُلَمَائِنَا.
وحصرونُ بن بارِصَ بن يَهوذَا: من وَلِدِ سيّدنا يعقوبَ عَلَيْهِ السلامُ.
والعَلاَّمة أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بن إبراهِيمَ بن أَنوشَ الحَصِيرِيّ الحَنَفِيّ الْحَافِظ، رَوَى عَنهُ ابنُ ماكولاَ، تُوُفِّيَ ببخاراءَ سنة 500.
(حصر) : الحَضْر: رَكَبُ الرَّجل، والمرأَة.
[حصر] فيه: "المحصر" بمرض لا يحل حتى يطوف، الإحصار المنع والحبس، أحصره المرض أو السلطان إذا منعه عن مقصده، وحصره إذا حبسه. وفي ح زواجغ: "حاصرت" العدو، مانعته وحلت بينه وبين التصرف. و"الحصير" السجن، وحصر إذا احتبس عليه غائطه. و"حصرت صدورهم" ضاقت بقتالكم.

طرش

ط ر ش

به طرش: صمم. ورجل أطروش.
[طرش] الطَرَشُ: أهونُ الصَمَمِ، يقال هو مولد.
(طرش)
طرشا وطرشة ثقل سَمعه وتعطلت حاسة سَمعه
ط ر ش: (الطَّرَشُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَهْوَنُ الصَّمَمِ، وَيُقَالُ: هُوَ مُوَلَّدٌ. 
طرش: الطَّرَشَ: الصَّمَمُ، وبه طُرْشَةٌ، وقَوْمٌ طُرْشٌ، وقد طَرِشَ. وتَطَرَّشَ النّاقِهُ من مَرَضَه: إذا قامَ وقَعَدَ. وتَطَرَّشَ بالبَهْمِ: إذا اخْتَلَفَ بها.

طرش: الطَّرَشُ: الصَّمَمُ، وقيل: هو أَهْوَنُ الصَّمَمِ، وقيل: هو

مُوَلّدٌ، الأَطْرُشُ والأُطْرُوشُ الأَصمُّ؛ الأُولى في بعض نسخ يعقوب من

الإِصْلاح، وقد طَرِشَ طَرَشاً، ورجال طُرْشٌ.

ط ر ش

الأطْرَشُ والأُطْرُوشُ الأصَمُّ الأْولَى في بعض نُسَخِ يَعْقُوبَ من الإصلاحِ وقد طَرِشَ طَرَشاً 
(ط ر ش) : (الطَّرَشُ) كَالصَّمَمِ وَقَدْ طَرِشَ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَرَجُلٌ أُطْرُوشٌ) بِهِ وَقْرٌ (وَرِجَالٌ طُرْشٌ) (وَعَنْ) ابْنِ دُرَيْدٍ أَنَّهُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ (وَفِي الْأَجْنَاسِ) فِي حِكَايَةِ أَبِي خَازِمٍ الْقَاضِي فِي حُكُومَةِ امْرَأَةٍ فَتَطَارَشَتْ أَيْ أَرَتْ أَنَّ بِهَا طَرَشًا.

طرش


طَرِشَ(n. ac. طَرَش)
a. Was, became deaf, hard of hearing.

طَرَّشَ
a. [ coll. ], Deafened, rendered
deaf.
تَطَرَّشَa. Became convalescent.

تَطَاْرَشَa. Feigned deafness.

طَرْش
a. [ coll.], (pl.
طُرُوْش), Cattle; head of cattle.
طُرْشَة
طَرَش
4a. Deafness, hardness of hearing.

أَطْرَشُ
(pl.
طُرْش)
a. Deaf, hard of hearing.

طَرْشَآءُa. Fem. of
أَطْرَشُ
. —
أُطْرُوْش
a. see 14
ط ر ش : طَرِشَ طَرَشًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ الصَّمَمُ وَقِيلَ أَقَلُّ مِنْهُ وَقِيلَ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ وَقِيلَ مُوَلَّدٌ وَرَجُلٌ أَطْرَشُ وَامْرَأَةٌ طَرْشَاءُ وَالْجَمْعُ طُرْشٌ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ رَجُلٌ أُطْرُوشٌ قَالَ وَلَا أَدْرِي أَعَرَبِيٌّ أَمْ دَخِيلٌ. 
طرش
طرِشَ يَطرَش، طَرَشًا، فهو أطرَشُ
• طرِش الرجلُ:
1 - ثقُل سمعُه "طرش من كثرة ضوضاء المصنع الذي يعمل به- طرِش وهو في التسعين من عمره".
2 - فقد السّمْع "أصيب بطَرَش منذ الصِّغَر". 

تطارشَ يَتطارَش، تطارُشًا، فهو مُتطارِش
• تطارش الولدُ: تظاهر بعدم السماع "تطارش تَهَرُّبًا من الجواب- تطارش تجنُّبًا للمشاكل". 

أطرشُ [مفرد]: ج طُرْش وطُرْشان، مؤ طَرْشاء، ج مؤ طرشاوات وطُرْش: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طرِشَ ° حِوار الطُّرْش/ حِوار الطُّرْشان: تباحث بين مخاطبين لا يفهم بعضُهم بعضًا. 

طَرَش [مفرد]: مصدر طرِشَ. 

طُرشي [مفرد]: خليط مخلَّل من الجزر والخيار والبصل والفلفل ونحوها. 

طرش

1 طَرِشَ, aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. طَرَشٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) He was, or became, deaf: or affected with something less than صَمَمٌ [or deafness]: (Msb:) or like deafness: (Mgh:) [meaning, heaviness, or dulness, of hearing: (see أَطْرَشُ:)] or طَرَشٌ is the slightest deafness: (S, A, K: [in the CK it is erroneously written طَرْش:]) but some say that it is not pure Arabic: (Msb:) and some say that it is post-classical: (S, Msb, K:) so says IDrd: (O:) AHát disallows the root and its derivatives, and says that they have not been content with the barbarousness of saying طَرَشٌ, but have formed from it a verb, namely, طَرِشَ: (O, TA:) ElMa'arree says that the verb has been formed by the vulgar from أُطْرُوشٌ, which is an Arabic word. (TA.) 5 تطرّش He stood and sat; said of one who is convalescent: (O:) or he became convalescent, and nearly recovered, and arose and walked; syn. اِبْرَغَشَّ. (K.) b2: تطرّش بِالبَهْمِ i. q. اِخْتَلَفَ بِهَا [i. e. He went to and fro, repeatedly, with the young lambs or kids: strangely expl. in the TK as said of a camel, and as meaning he became mixed, or confounded, among the beasts]. (O, K.) 6 تطارش He feigned himself deaf: (O, K:) or heavy, or dull, of hearing. (Mgh.) بِهِ طُرْشَةٌ In him is the slightest deafness. (Ibn-'Abbád, O, K.) أَطْرَشُ, (Msb,) or ↓ أُطْرُوشٌ, (Az, A, Mgh, O, Msb, K,) of which Az says, I know not whether it be Arabic or adventitious, (Msb,) and IDrd says that it is not genuine Arabic, (Mgh,) and AHát disallows it, but El-Ma'arree says that it is Arabic, though the verb is a barbarism, (TA,) Deaf; (Msb, K;) and in some of the copies of [the work of] Yaakoob, ↓ أُطْرُشٌ is found, thus expl.: (TA:) or heavy, or dull, of hearing: (Mgh:) or affected with something less than deafness: (Msb:) or with the slightest deafness: (A:) the fem. of أَطْرَشُ is طَرْشَآءُ: (Msb:) and the pl. is طُرْشٌ. (Mgh, O, Msb, K. *) A2: Accord. to Z, [in the A,] أَطْرَشُ, applied to a man, signifies Having thin eyebrows. (TA. [But I think that this is a mistranscription for أَطْرَطُ.]) أُطْرُشٌ: see the next preceding paragraph.

أُطْرُوشٌ: see the next preceding paragraph.
طرش
الطَّرَشُ، مُحَرَّكةً: أَهْوَنُ الصَّمَمِ، وقِيلَ: هُوَ الصَّمَمُ، أَوْ هُوَ مُوَلّدٌ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وقَالَ أَبو حَاتِمٍ: لَمْ يَرْضَوْا باللُّكْنَةِ حتَّى صَرَّفُوا لَهُ فِعْلاً، فقالُوا طَرِشَ، كفَرِحَ، طَرَشاً. قالَ ابنُ عَبّادٍ: وبِهِ طُرْشَةٌ، بالضَّمّ، وقَوْمٌ طُرْشٌ. وقالَ غَيْرُه: الأُطْرُوشُ، بالضَّمِّ: الأَصَمُّ. وقالَ الصاغَانِيُّ: تَطَارَشَ: تَصامَّ. وتَطَرَّشَ الناقِهُ من المَرَضِ، إِذا قامَ وقَعدَ، مِثْلُ ابْرَغَشَّ. وتَطَرَّشَ بالبَهْمِ: اخْتَلَفَ بِهَا. قَالَ شَيْخُنَا: أَنْكَرَ أَبو حاتِمٍ هذِه المادَّة، ووَافَقَه جَماعَةٌ، وقالُوا: لَا أَصْلَ للأُطْرُوشِ، وَلَا لِلطَّرَشِ فِي كَلاَمِ العَرَبِ، وقَال المَعَرِّيُّ فِي عَبَثِ الوَلِيدِ: الأُطْرُوشُ يَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: لَا أَصْلَ لَهُ فِي العَرَبِيَّةِ، قَالَ: وقَدْ كَثُرَ فِي كَلامِ العامَّةِ جِدّاً، وصَرَّفُوا مِنْهُ الِفْعَل، فقالُوا: طَرِشَ إِلخ، ثُمَّ قَالَ: وأُطْرُوشٌ: كَلِمَةٌ عَرَبِيَّة، ويُمْكِنُ أَنَّ مَنْ أَنكَرَه لَمْ تَقَعْ إِلَيْهِ هذِهِ اللُّغَةُ، وأَطالَ فِي ذلِكَ، ونَقَلَ كَلامَ ابنِ دُرُسْتَوَيْه: أَنَّ، كَلاَمَ العَرَبِ وَاسِعٌ، وأَنَّ العَرَبِيَّةَ لَا يُحِيطُ بِهَا إِلاَّ نَبِيٌّ. قَالَ شَيْخُنَا: قُلْتُ والصَّوابُ ثُبُوتُها فِي الكَلامِ، وَمَا نَسَبَه لابنِ دُرُسْتَوَيْه قَدْ قَالَهُ الإِمَامُ الشافِعِيُّ، ونَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ وغَيْرهُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الأُطْرُشُ بالضَّمِّ: الأَصَمُّ، هَكَذَا وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ يَعْقُوبَ. وطُرَيْشٌ، كزُبَيْر: عَلَمٌ نُسِب إِلَيْهِ بَعْضُ العَصْرِيِّينَ. وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: رَجُلٌ أَطْرَش: دَقِيقُ الحاجِبَيْنِ.
طرش: طرش طرشه ب: رشّه ب، نضحه ب.
ويقال طرش الشيء بالماء: ألقى عليه الماء قطرات (بوشر، ألف ليلة 1: 53) وطرشه ب: رشه بالطين ونحوه (بوشر).
ويستعمل مجازاً بمعنى رصّع وغشَّ ولبَّس.
ففي ألف ليلة (برسل 9: 196): رواق بالرخام مطروش (في ماكن مفروش).
طرش: بيض الجدار بالكلس (محيط المحيط) طرش: تقيأ، استفرغ (بوشر، همبرت ص 33) طرش (مجازاً): أعاد الشيء المسروق (بوشر).
طرش المصدر طَرْش: بــساط الدوامة لتدور وهي لعبة للأطفال على شكل بلبل (فوك) وقد ذكر هذا الفعل في مادة Flagellare أي ساطــه ومادة Trocus أي طارة الطفل.
طرش والمصدر طَرْش: عجَّل، وجعله يسرع (فوك) طرش الضَبَّة: رتج الباب، أغلق بالمتراس.
ففي ألف ليلة (برسل 9: 209) قفلت الباب وطرشت الضبة وفي (ص265) فنظر الضبة مفتوحة فقال للسائس ليش ما كنت طرشت الضبة فقال يا سيدي إني طرشتها بيدي. وفي طبعة ماكن أغلق.
طرش الباب: تستعمل اليوم في مراكش بمعنى ضد هذا أي: كسر الباب (إذا ضاع المفتاح) (ليرشندي).
طَرَّش (بالتشديد): أذهل، دوّخ (مارسيل، هلو وفيه طرَش خطأ).
طرَّش: جعله يفيض ويطفح. ومجازاً: اجبره أن يقيء ويستفرغ (بوشر).
طرَّش: ساط، جلد بالسياط (فوك).
أطْرش: أصمّ جعله أطرش (بوشر، بابن سميث 819) تطرّش: جُلد بالسياط (فوك).
انطرش: صار اطرش، صار أصمّ (بابن سميث 819).
انطرش: جُلِد بالسياط، وسيطت طارة الطفل.
(فوك) انطرش: سايف بارز بالسيف (ألكالا).
انطرش: بكى (فوك).
طرش: ما بيض به البيت من الكلس (محيط المحيط).
طَرْش: تقّيؤ، استفراغ (بوشر. همبرت ص33).
طَرْش وجمعها طُرُوش: قطيع، ماشية (زيشر 22: 136) ومواشي، أنعام، قطعان (بوشر) طَرْش: تفصيلة طرد وحش مقصب طرش (ألف ليلة 1: 208) ولم تذكر هذه الكلمة في طبعة برسلاو ولا في طبعة بولاق.
طرش: نوع من الدود. ففي العقد الغرناطي (ص770 - 772) في الكلام عن بستان ذبل نباته وفي جذراته الدود والطرش والقلبقال ويقول السيد سيمونيه إنه traza بالأسبانية وهذه تعني الدود أيضاً.
طَرْشَة: صفعة ضربة على الخد، (دومب ص90، لبرشندي).
طَرْشان: أطرش، أصم (برجرن).
طراش: طَرَش، صَمَم (بابن سميث 1387).
طَرَّاش: مبَّيض بالكلس (محيط المحيط).
طَرُّاش: سائط، جالد بالسوط (فوك).
طَرُّاش (بالسريانية تراخيما) نوع من البلوط لا ثمر له (بابن سميث 1520، 1529).
طَرَّاشة: صولجان المجانين أو المهّرجين (التي تلعب بها الخلابيص) وهو قضيب في أعلاه مسخرة.
(ميهرن ص31) أَطْرِش: أصّم. وتجمع على طُرشان.
(بوشر، همبرت ص8) وفي حكاية باسم الحداد (ص6): نقعد عندك خُرسان طرشان.
أطروش: نوع من الطير (ياقوت 1: 885) مَطْرَش تصحيف مطرش وجمعها مطارش.
سوط تِضرب به الدُوّامة وهي لعبة للصبيان.
(فوك) مَطْرش: انظر أيضاً مطرش في حرف الميم.
مُنْطَرِش: مُسايف، مبارز بالسيف من يتقن فن المبارزة بالسيف (ألكالا).
مُنْطَرشَة: مسايفة، مبارزة بالسيف (ألكالا).

لمع

(لمع)
الْبَرْق وَالصُّبْح وَغَيرهمَا لمعا ولمعانا برق وأضاء فَهُوَ لامع (ج) لمع وَهُوَ لماع وَهِي لامعة (ج) لوامع وبالشيء لمعا ذهب بِهِ وبثوبه وَيَده وسيفه أَشَارَ والطائر بجناحيه حركهما فِي طيرانه وخفق بهما وَفُلَان الْبَاب برز مِنْهُ وَالشَّيْء طَرحه ورماه
ل م ع: (لَمَعَ) الْبَرْقُ أَضَاءَ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (لَمَعَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ (الْتَمَعَ) مِثْلُهُ. وَ (اللُّمْعَةُ) بِوَزْنِ الرُّقْعَةِ قِطْعَةٌ مِنَ النَّبْتِ إِذَا أَخَذَتْ فِي الْيُبْسِ. وَ (الْأَلْمَعِيُّ) الذَّكِيُّ الْمُتَوَقِّدُ. وَ (الْمُلَمَّعُ) مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَكُونُ فِي جَسَدِهِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ. 
(لمع) - في الحديث: "أنّه اغْتَسَل فَرأى لُمْعَةً بِمَنْكِبِه فَدَلَكَها بِشَعْرِه "
اللُّمْعَة: بيَاضٌ، أو سَوَادٌ، أَو حُمْرَةٌ، تَبدو مِن بَين لَون سِواها. ولَمَعَ الشَّىءُ لمَعَانًا: أَضاءَ.
وَاليَلْمَع: مَا يَبرُقُ.
والمُلَمَّعُ: ما فيهِ لُمَعٌ مِن ألوانٍ شَتَّى.
- وفي حدِيث زَينب - رَضىِ الله عنها -: "أَنَه رَآهَا تَلْمَعُ " : أي تُشِيرُ بِيَدِها. يُقَال: لمَعَ بثَوبِه، وأَلمَعَ: أشارَ بهِ.
لمع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَنه رأى رجلا شاخصا بصرُه إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة فَقَالَ: مَا يدْرِي هَذَا لَعَلَّ بَصَره سيُلتَمع قبل أَن يرجع إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: يلتمع مثل يُخْتَلَس يُقَال: التمعنا الْقَوْم أَي ذَهَبْنَا بهم وَقَالَ الْقطَامِي: [الوافر]

زمانَ الجاهليّة كلُّ حيّ ... أبَرنا من فصيلتهم لِماعاً

قَالَ أَبُو عبيد: وَمن هَذَا قيل: قد التمع لونُه إِذا ذهب وَمثله انتقع وامتقع واللُّمعة فِي غير هَذَا [هُوَ -] الْموضع لَا يُصِيبهُ المَاء فِي الْغسْل وَالْوُضُوء من الْجَسَد.
[لمع] نه: في ح المصلى: فلا يرفع بصره إلى السماء "يلتمع" بصره، أي يختلس، من ألمعت به- إذا اختلسته واختطفته بسرعة. ومنه: رأى رجلًا شاخصًا بصره إلى السماء فقال: ما يدري هذا لعل بصره "سيلنمع" قبل أن يرجع إليه. وح: إن أر مطمعي فحدو "تلمع"، أي تختطف الشيء في انقضاضها، والحدو: الحدأة، ويروى: تلمع، من لمع الطائر بجناحيه- إذا خفق بهما، لمع بثوبه وألمع به- إذا رفعه وحركه ليراه غيره فيجيء إليه. ومنه ح زينب: رآها "تلمع" من وراء الحجاب، أي تشير بيدها. ن: زينب "تلمع"- بضم تاء، من ألمع، ويجوز من لمع. نه: وفي ح الشام: هي "اللماعة" بالركبان، أي تدعوهم إليها. غ: وتطيبهم. نه: وفيه: إنه اغتسل فرأى "لمعة" بمنكبه فدلكها، أراد بقعة يسيرة من جسده لم ينلها الماء، وأصله قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس. وح: فرأى به "لمعة" من دم.
ل م ع : لَمَعَ الشَّيْءُ يَلْمَعُ لَمَعَانًا أَضَاءَ.

وَاللُّمْعَةُ الْبُقْعَةُ مِنْ الْكَلَإِ وَالْجَمْعُ لِمَاعٌ وَلُمَعٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَبُرَمٍ وَيُقَالُ اللُّمْعَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ النَّبْتِ تَأْخُذُ فِي الْيُبْسِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَفِي الْأَرْضِ لَمْعَةٌ مِنْ خَلًى أَيْ شَيْءٌ قَلِيلٌ وَالْجَمْعُ لِمَاعٌ وَلُمَعٌ أَيْضًا قَالَ الْفَارَابِيُّ وَالْأَزْهَرِيُّ وَالصَّغَانِيُّ.

وَاللُّمْعَةُ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا يُصِيبُهُ الْمَاءُ فِي الْغُسْلِ أَوْ الْوُضُوءِ مِنْ الْجَسَدِ وَهَذَا كَأَنَّهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِقِلَّةِ الْمَتْرُوكِ. 

لمع

1 لَمَعَ It (lightning, &c.) shone; shone brightly; gleamed; glistened. (S, Msb, K.) b2: لَمَعَ بِيَدِهِ, (K, TA,) and بِثَوْبِهِ, (TA, S, K, &c., in art. خفق &c.,) and بِسَيْفِهِ, (TA,) He signalled, or made a sign, with his hand or arm, (K, TA,) and with his garment, and with his sword; or did so for the purpose of information or warning; by raising it, and moving it about, [or waving it, or brandishing it, i. e., he waved it as a sign or signal,] in order that another might see it, and come to him; as also ↓ أَلْمَعَ; but the former is the more approved; [i. q. Lat. micuit;] and sometimes the verb is used without the mention of the hand or arm [&c.]. (TA.) See a verse cited voce فَرْضٌ. b3: لَمَعَ بِسَيْفِهِ, (S, and K, art. لوح,) and بِثَوْبِهِ, (S, ibid, and S, K, &c., in art. خفق.) He made a sign with his sword, and with his garment, [waving it about, to make it seen by some one whom he desired to see it]. (S, K.) 4 أَلْمَعَ بِيَدِهِ, &c.: see 1.8 اِلْتَمَسَهُ He sought, or asked, or demanded, it. (S, K.) He sought it out.

لُمْعَةٌ A shining, glistening, or glossy, appearance, [or hue,] of the body: (K:) any colour different from another colour [in which it is]; (TA;) [a spot of colour]. b2: [Primarily] A portion of herbage beginning to dry up. (S, Msb, K.) تَلَامِيعُ: see ابْرِيقٌ in the K, and my rendering in explaining the latter word, s. v.
لمع
لَمَعَ بيَده وألمعَ أيضاً: أشَارَ، ومنه يُقال للجَناح: المِلْمَعُ. وألْمَعَتِ الناقَةُ: رَفَعَتْ ذَنَبَها لِيُعْلَمَ أَنَّها لاقِحُ. وتَحَرَّكَ وَلَدُها في بَطْنِها أيضاً. ولَمِعَ الضَّرْعُ لَمَعاً وتَلَمَّعَ: تَلَوَّنَ ألْواناً عند الإِنْزال. وشَيْءٌ مُلَمَّعٌ: فيه لُمَعٌ من ألْوانٍ شَتّى. وألْمعَ عليه: اشْتَمَل عليه فَذَهَبَ به. ويُقال: ألمع به أيضاً. والْتُمِعَ لَوْنُه: تَغَيَّرَ. والألمَعِيٌّ: الكَمِيْشُ في الأُمور. والذّاهِبُ الماضي في المَفَاوِز. ورَجُلٌ يَلْمَعِيٌّ وألمعِيٌ ويَلْمَعُ وألْمَعُ: حافِظٌ لِما يَسْمَع. واليَلْمَعِيُّ: الدّاهي الصادِقُ الظَّنِّ. ويَلْمَعٌ: اسْمُ بَرْقِ الخُلَّبِ، ولذا قيل: أكْذَبُ من يَلْمَعِ. واليَلْمَعُ: السَّرَابُ.
واليَلاَمِعُ من السِّلاَح: ما بَرَقَ نَحْوَ البَيْضَة. والْتَمَعه: اخْتَلَسه. وما بِها لامِعٌ: أي أحَدٌ.
ولَمَعَه بِعَيْنه وبسَهْمِه: أصَابَه. وألْمَعَتِ الأرْضُ: صَارَ بها لُمْعَةٌ من الكَلإِ. واللُّمْعَةُ من العَيْشِ والكَلإِ: ما كَفى. وقيل: لا يُقال للكَلإِ لُمْعَةٌ حَتّى يَبْيَضَّ. ولامِعَا المَفَازَةِ: جانِباها.
ل م ع

لمع البرق والصبح غيرهما لمعاً ولمعاناً وكأنه لمع البرق، وبرقٌ لامع ولمّاع، وبروقٌ لمع ولوامع. " وأخدع من يلمع " وهو البرق الخلب والسراب. وفلاة لمّاعة: تلمع بالسّراب. وبه لمعة ولمع من سواد أو بياض أو أيّ لونٍ كان. وثوبٌ ملمّع، وقد لمّع، ولمّعه ناسجه، وفيه تلميع وتلاميع إذا كانت فيه ألوان شتّى. قال لبيد:

إن استه من برصٍ ملمّعه

وفرسٌ ملمّع: فيه سواد وبياض. وتلمّع ضرع الناقة: تغيّر لونها إلى سواد، ورجل ألمعيّ ويلمعيّ: فرّاس.

ومن المجاز: لمع الزّمام: خفق لمعاناً، وزمام لامع ولموع. قال ذو الرمة:

فعاجا علندًى ناجياً ذا براية ... وعوّجت مذعاناً لموعاً زمامها

والطائر يلمع بجناحيه: يخفق بهما، وخفق بملمعيه: بجناحيه. ولمع بثوبه ويده وسيفه: أشار، ومنه: ما بالدار لامع. وألمعت الناقة بذنبها عند اللقاح. وبه لمعة من العيش: ما يكتفى به. قال عديّ:

تكذب النفوس لمعتها ... وتعود بعد آثارا

أي يذهب عنها العيش ويرجع آثاراً وأحاديث. وتلمعت السنة كما قيل: عامٌ أبقع. قال:

على دبر الشهر الحرام بأرضنا ... وما حولنا جدب سنون تلمّع

لمع


لَمَعَ(n. ac. لَمْع
لَمَعَاْن)
a. Shone; flashed; sparkled, glittered.
b. see IV (a) (c).
أَلْمَعَ
a. [Bi
or
'Ala], Beckoned to.
b. Flapped ( its wings: bird ).
c. Carried off.
d. Quickened (child).
تَلَمَّعَa. see IV (c)
إِلْتَمَعَa. see I (a)
& IV (c).
c. Changed (colour).
لَمْعa. see 36
لُمْعَة
(pl.
لُمَع لِمَاْع)
a. Withered part of a plant.
b. Freshness of the complexion.
c. Crowd.

أَلْمَعُa. see 14yi (a)
أَلْمَعِيّa. Keen-sighted, perspicacious, sagacious; shrewd, argute;
sapient.
b. Liar.

أَلْمَعِيَّةa. Perspicacity, sagacity, insight, penetration;
shrewdness; sapience; profundity.

لَاْمِع
(pl.
لُمَّع)
a. Shining, flashing; brilliant, resplendent
transplendent, lustrous, scintillant; shiny;
sheeny.
لَاْمِعَة
(pl.
لَوَاْمِعُ)
a. fem. of
لَاْمِعb. Brightness; vividness; gleam.
c. Soft part of a child's skull.

لَمَّاْعَةa. see 21t (c)b. Desert that produces the mirage.
c. Vulture.

لَمَعَاْنa. Lustre, sheen; effulgence; transplendency;
luminousness; brightness.

N. P.
لَمَّعَa. Spotted, piebald (horse).
b. Mixture of Arabic & Turkish.

N. Ac.
لَمَّعَ
(pl.
تَلَاْمِيْع)
a. Spot ( on a horse's coat ).
b. Reflection ( of light ).
مِلْمَعَا
a. Wings ( of a bird ).
يَلْمَع
a. Liar.
b. (pl.
يَلامِع), Mirage.
c. Summer-lightning.

يَلْمَعِيّ
a. see 14yi
يَلْمَعِيَّة
a. see 14yit
يَلَامِع
a. Flashing, sparkling arms.
لمع: لمّع (بالتشديد): وسّخ، بقّع، برقش، رقّط (فريتاج) (فوك) (الكالا) (الملابس 65: 2).
لمّع: برق، تألق (الادريسي، كليم 3 القسم 5 (دمشق): لا يوجد جامع أبدع منه تلميعاً بأنواع الفص المذهب والآجر المحكوك .. الخ واسم المصدر تلماع (ديوان الهذليين 212 البيت 9). وتأتي اللفظة نفسها عند (المقدسي 375): البحيرة الملمَّعة لانعكاس نور الشمس.
لمّع: جعله يلمع (فوك).
لمّع ولمّع ب: زخرف ب (درّة الغواص: 3): ما لمعته به من النوادر.
ألمع ب: أشار بإيجاز (عباد 1: 235، 56، 271: 2: 165).
ألمع ب: (ابن بطوطة 2: 87) في حديثه عن الشاعر سعدي: وكان اشعر أهل زمانه باللسان الفارسي وربما ألمع في كلامه بالعربي أي ربما ضمّن أبياتاً من الشعر من نظمه باللغة العربية لقصيدته الفارسية. وهكذا تصحّ الترجمة لما ذكره ابن بطوطة. انظر (ملمّع).
تلمّع: توسخ، تبقع، تبرقش، ترقط (فوك).
تلمّع: تألق (فوك).
التمع: تبرقش، ترقط (معجم الجغرافيا).
لَمْع: لمحة، نظرة، عرض ملخص، خلاصة، مختصر (بوشر).
لمع (لَمِع؟): مضيء، لامع، ساطــع (بوشر).
لَمعة والجمع لِمَع: بقعة (فوك، الكالا) ومعناها إذا وردت وحدها، أو لمعة تَزْرَق، بقعة زرقاء تظهر على الجلد اثر ضربة سوط .. الخ أو حبابة تسببها عضة الحشرة (الكالا).
لَمعَة والجمع لِمع: مرآة صغيرة مدورة (ليون 153، بارث 5: 35).
لمعة (بدون تحريك الحروف): بارقة، شرارة صغيرة (بوشر).
لُمعة والجمع لُمع: خاصية متميزة، سمة. الموضع البارز أو الناتئ أكثر من غيره في الشيء (عباد 235، 56، 2: 4 معجم البيان، معجم الادريسي، دي يونج، عبد الواحد 6، 5).
رمل لَميع: رمل الجرف، رمل ساطــع (بوشر).
لمّاع: ساطــع (معجم الادريسي).
لمّاع السراب: (ديوان الهذليين امرئ القيس 33 البيت 7) (أبو الوليد 160: 14).
ألمعية: انظر ملاحظة (دي ساسي كرست 3: 201 وما أعقبها ومقدمة ابن خلدون 1: 341).
ملمّع: في محيط المحيط (الملمّع عند البديعيين من الاعجام وهو أن يكون مصراع أو بيت عربي والآخر تركي أو فارسي). (انظر في محيط المحيط بعض الأمثلة) (وانظر ابن بطوطة 2: 371).
ملَمَّعة وليس ملمَّعة التي وردت عند (كوسج، كرست 145: 2): هي الأرض المنبسطة التي تظهر فيها بقع من مختلف الألوان بتأثير السراب (الكامل 717: 1).
لمع
لمَعَ يلمَع، لَمْعًا ولَمَعانًا، فهو لامِع
• لمَعَ البرقُ: أضاء، برَق "نجم لامع- سماء لامعة- لمَع الصّبحُ" ° لمَع في رأسه خاطر: ظهر فجأة- لمَع نَجْمُهُ: اشْتَهَرَ. 

لمَعَ بـ يلمَع، لَمْعًا، فهو لامع، والمفعول ملموع به
• لمَع الطّائرُ بجناحيه: حرّكهما في طيرانه وخفَق بهما.
• لمَع الرّجلُ بثوبه ويده وسيفه: أشار "لمَع المسافرُ إلى أهله بيده". 

ألمعَ بـ/ ألمعَ في يُلمع، إلماعًا، فهو مُلمِع، والمفعول مُلمَع به
• ألمع بيده: أشار بها.
• ألمع الطَّائرُ بجناحيه: لمَع؛ حرّكهما في طيرانه، وخفق بهما.
• ألمع الشَّخصُ في حديثه: لمَّح "ألمع في كلامه إلى الموضوع الفلانيّ". 

التمعَ يلتمع، التماعًا، فهو مُلتمِع، والمفعول مُلتمَع (للمتعدِّي)
• التمع البرقُ وغيرُه: لمَع؛ برَق وأضاء.
• التمع فلانٌ الشَّيءَ: اختلسه "التمع الحقيقةَ". 

لمَّعَ يلمِّع، تلميعًا، فهو مُلمِّع، والمفعول مُلمَّع
• لمَّع الشَّخْصُ الحذاءَ وغيرَه: جعله يَلْمَع، نظَّفه بالمسح "لمّع الزهريَّةَ: أضفى عليها بريقًا- ملمِّع أحذية".
• لمَّع الصَّبّاغُ النَّسيجَ: لوَّنه ألوانًا مختلفة. 

أَلْمَعُ [مفرد]: ذكيٌّ حاذقُ الفِراسة، متوقِّد الذِّهن "صبيٌّ أَلْمَعُ". 

ألمعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَلْمَعُ: ذكيّ مُفْرِط الذَّكاء "رجلٌ ألمعيّ: فَطِن، ذو فراسة".
2 - ظريف، خفيف الظِّلِّ. 

ألمعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أَلْمَعُ.
2 - مصدر صناعيّ من أَلْمَعُ: ذكاء مُفْرط ونجابة "أحمد زويل ذو ألمعيَّة فذَّة- لم أر مثيله في ألمعيَّتِه". 

تلميع [مفرد]: ج تلاميعُ (لغير المصدر): مصدر لمَّعَ.
• التَّلميع في الخيل: أن يكون في جسدها بُقَعٌ تُخالف سائر لونها. 

لامع [مفرد]: ج لامعون ولُمّع (لغير العاقل)، مؤ لامعة، ج مؤ لوامعُ:
1 - اسم فاعل من لمَعَ ولمَعَ بـ.
2 - مشهور قدير "كاتب/ ممثِّل لامعٌ".
• سديم لامع: (فك) سحابة من التراب والغاز في الفضاء، تستمدّ ضوءها من نجم قريب منها. 

لامعة [مفرد]: مؤنَّث لامع.
• اللاَّمعة: (نت) شجيرة دائمة الخضرة تنمو في كاليفورنيا لها أوراق مرنة وأزهار بيضاء، وثمار حمراء شبيهة بالتُّوت. 

لَمْع [مفرد]: مصدر لمَعَ ولمَعَ بـ. 

لَمَعان [مفرد]: مصدر لمَعَ. 

لمّاع [مفرد]: صيغة مبالغة من لمَعَ: برّاق، شديد اللمعان. 

مُلَمَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لمَّعَ.
2 - مَا أو مَنْ فيه بُقَعٌ تُخالف سائر لونِه "قماش/ حصان ملمَّع". 
(ل م ع)

لَمعَ الشَّيْء يَلْمَعُ لمْعا ولَمعانا ولُمُوعا ولَمِيعا وتَلْماعا، وتلَمَّعَ، كُله برق، قَالَ أُميَّة ابْن أبي عَائِذ:

وأعْقَبَ تَلْماعا بِزَأْرٍ كَأنَّهُ ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُهُ يَتكلَّل

يصف سحابا.

وَقَالَ الطرماح:

حَتى تَركْتَ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ ... وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ التَّيْمَارِ

وَأَرْض مُلْمِعَةٌ ومُلَمعَةٌ ومُلَمِّعَةٌ ولمَّاعَةٌ: يَلْمَعُ فِيهَا السراب.

واليَلْمَعُ: السَّراب، للمعانِهِ. وَفِي الْمثل " أكْذَبُ مِنْ يَلْمَعٍ " ويَلْمَعُ: اسْم برق الخلب، للمعانه أَيْضا.

واليَلْمَعُ: مَا لمَعَ من السِّلَاح كالبيضة والدرع.

وخد مُلَمَّعٌ: صقيل.

ولَمَعَ بِثَوْبِهِ وسيفه لَمْعا، وألمَعَ: أَشَارَ، ولمَعَ أَعلَى. قَالَ الْأَعْشَى:

حَتى إِذا لمَعَ الدَّلِيلُ بِثَوْبِهِ ... سُقِيَتْ وصَبَّ رُوَاتُها أوْشالَها

ويروى: أشوالها.

ولمَعَتِ الْمَرْأَة بسوارها وثوبها، كَذَلِك. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

عَنْ مُبْرِقاتٍ بالبَريِقِ تَبْ ... دُو بالأكُفّ اللاَّمِعاتِ سُورُ

ولمَعَ الطَّائِر بجناحيه يلمعُ. وألمَعَ بهما: حركهما فِي طيرانه.

وألمعَتِ النَّاقة بذنبها وَهِي مُلْمِعٌ: رفعته فَعلم أَنَّهَا لاقح.

وألمَعَتْ وَهِي مُلْمِعٌ أَيْضا: تحرّك وَلَدهَا فِي بَطنهَا.

ولمَعَ ضرْعهَا لمَعاً وتَلمَّعَ وألمَعَ، كُله: تلوَّن ألوانا عِنْد الْإِنْزَال.

والإلماعُ فِي ذَوَات المخلب والحافر: إشراق الضَّرع واسوداد الحلمة بِاللَّبنِ للْحَمْل.

واللَّمْعَةُ: السوَاد حول حلمة الثدي خلقَة. وَقيل: اللُّمْعَةُ: الْبقْعَة من السوَاد خَاصَّة. وَقيل: كل لون خَالف لونا: لُمْعَةٌ وتَلْمِيعٌ.

وَشَيْء مُلَمَّعٌ: ذُو لُمَع، قَالَ لبيد:

مَهْلاً أبيْتَ اللَّعْنَ لَا تَأكُلْ مَعَهْ ... إنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ

واللُّمْعَةُ: الْموضع الَّذِي يكثر فِيهِ الْحلِيّ، وَلَا يُقَال لَهَا لُمْعَةٌ حَتَّى تبيض، وَقيل: لَا تكون اللُّمْعَةُ إِلَّا من الطريفة والصليان إِذا يبسا.

وألَمَعَ الْبَلَد: كثر كلؤه، وَذَلِكَ حِين يخْتَلط كلأ عَام أول بكلأ الْعَام.

واللَّمْعُ: الطرح وَالرَّمْي.

وعُقاب لَمُوعٌ: سريعة الاختطاف. والتمَعَ الشَّيْء: اختلسه.

وأَلَمَع بالشَّيْء: ذهب بِهِ. قَالَ متمم بن نُوَيْرَة:

وعمْراً وجَوْنا بالمُشَقَّرِ أَلمَعا

يَعْنِي ذهب بهما الدَّهْر. وَيُقَال: أَرَادَ اللَّذين مَعًا. فَأدْخل عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام صلَة.

وأَلَمَعَ بِمَا فِي الْإِنَاء من الطَّعَام وَالشرَاب: ذهب.

والتُمِعَ لَونه: ذهب. وَحكى يَعْقُوب فِي الْمُبدل: التَمَعَ.

واللَّوَامعُ الكبد. قَالَ رؤبة:

يَدَعْنَ مِنْ تَخْرِيِقِهِ اللَّوَامِعا ... أوْهِيَةً لَا يَبْتَغِينَ رَافِعا

والَّلامِعَةُ واللّمّاعَةُ: اليافوخ من الصَّبِي مَا دَامَت رطبَة فَإِذا اشتدت وعادت عظما فَهِيَ اليافوخ.

واليَلْمَعُ والألمَعُ والألمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الداهي الَّذِي يتظنن الْأُمُور فَلَا يُخطئ. وَقيل: هُوَ الْحَدِيد اللِّسَان وَالْقلب. قَالَ أَوْس ابْن حجر:

الألمَعِيُّ الَّذي يَظُنُّ لكُ الظَّنّ ... كَأنْ قَدْ رَأى وقَدْ سَمِعا

واليَلْمَعِيُّ والألمَعِيُّ: الملاذ، وَهُوَ الَّذِي يخلط الصدْق بِالْكَذِبِ.

لمع: لَمَعَ الشيءُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً

وتِلِمّاعاً وتَلَمَّعَ، كلُّه: بَرَقَ وأَضاءَ، والعْتَمَعَ مثله؛ قال

أُمية بن أَبي عائذ:

وأَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه

تَهَدُّمُ طَوْدٍ، صَخْرُه يَتَكَلَّدُ

ولَمَعَ البرْقُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعاناً إِذا أَضاءَ. وأَرض

مُلْمِعةٌ ومُلَمِّعةٌ ومُلَمَّعةٌ ولَمَّاعةٌ: يَلْمَعُ فيها السرابُ.

واللَّمَّاعةُ: الفَلاةُ؛ ومنه قول ابن أَحمر:

كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنْوفِيّةٍ

لَمّاعةٍ، يُنْذَرُ فيها النُّذُرْ

قال ابن بري: اللَّمَّاعةُ الفلاةُ التي تَلْمَعُ بالسرابِ.

واليَلْمَعُ: السرابُ لِلَمَعانِه. وفي المثل: أَكْذَبُ من يَلْمَعٍ. ويَلْمَعٌ: اسم

بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَيضاً، ويُشَبَّه به الكَذُوبُ فيقال: هو

أَكذَبُ من يَلْمَعٍ؛ قال الشاعر:

إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني

بِوِدِّيَ، قالتْ: إِنما أَنتَ يَلْمَعُ

واليَلْمَعُ: ما لَمَعَ من السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ. وخَدٌّ

مُلْمَعٌ: صَقِيلٌ. ولَمَعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْعاً وأَلْمَعَ: أَشارَ،

وقيل: أَشار لِلإِنْذارِ، ولَمَعَ: أَعْلى، وهو أَن يرفَعَه ويحرِّكَه ليراه

غيره فيَجِيءَ إِليه؛ ومنه حديث زينب: رآها تَلْمَع من وراءِ الحجابِ

أَي تُشِيرُ بيدها؛ قال الأَعشى:

حتى إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه،

سُقِيَتْ، وصَبَّ رُواتُها أَوْ شالَها

ويروى أَشْوالَها؛ وقال ابن مقبل:

عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ، إِذْ لَمَعَت

بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوانَ، أَنْ يَقَعا

(* قوله« أن يقعا» كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة

عيث يقفا.)

عَيْثي بمنزلة عَجَبي ومَرَحي. ولَمَعَ الرجلُ بيديه: أَشار بهما،

وأَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كذلك؛ قال عدِيُّ بن زيد

العبّاذي:عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو،

وبالأَكُفِّ اللاَّمِعاتِ سُورُ

ولَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَلْمَعُ وأَلْمَعَ بهما: حَرَّكهما في

طَيَرانِه وخَفَق بهما. ويقال لِجَناحَي الطائِرِ: مِلْمَعاهُ؛ قال حميد بن

ثور يذكر قطاة:

لها مِلْمَعانِ، إِذا أَوْغَفَا

يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى

أَوْغَفَا: أَسْرَعا. والوَحَى ههنا: الصوْتُ، وكذلك الوَحاةُ، أَرادَ

حَفِيفَ جَناحيْها. قال ابن بري: والمِلْمَعُ الجَناحُ، وأَورد بيت

حُمَيْد بن ثور. وأَلْمَعَتِ الناقةُ بِذَنَبها، وهي مُلْمِعٌ: رَفَعَتْه

فَعُلِمَ أَنها لاقِحٌ، وهي تُلْمِعُ إِلْماعاً إِذا حملت. وأَلْمَعَتْ، وهي

مُلْمِعٌ أَيضاً: تحرّك ولَدُها في بطنها. ولَمَعَ ضَرْعُها: لَوَّنَ عند

نزول الدِّرّةِ فيه. وتَلَمَّعَ وأَلْمَعَ، كله: تَلَوَّنَ أَلْواناً عند

الإِنزال؛ قال الأَزهريّ: لم أَسمع الإِلْماعَ في الناقة لغير الليث،

إِنما يقال للناقة مُضْرِعٌ ومُرْمِدٌ ومُرِدٌّ، فقوله أَلْمَعَتِ الناقةُ

بذنَبِها شاذٌّ، وكلام العرب شالَتِ الناقةُ بذنبها بعد لَقاحِها

وشَمَذَتْ واكْتَارَت وعَشَّرَتْ، فإِن فعلت ذلك من غير حبل قيل: قد أبْرَقَت،

فهي مُبْرِقٌ، والإِلْماعُ في ذوات المِخْلَبِ والحافرِ: إِشْراقُ الضرْعِ

واسْوِدادُ الحلمة باللبن للحمل: يقال: أَلْمَعَت الفرسُ والأَتانُ

وأَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت للحمل واسودّت حَلَماتُها. الأَصمعي:

إِذا استبان حمل الأَتان وصار في ضَرْعِها لُمَعُ سواد، فهي مُلْمِعٌ،

وقال في كتاب الخيل: إِذا أَشرق ضرع الفرس للحمل قيل أَلمعت، قال: ويقال ذلك

لكل حافر وللسباع أَيضاً.

واللُّمْعةُ: السواد حول حلمة الثدي خلقة، وقيل: اللمعة البقْعة من

السواد خاصة، وقيل: كل لون خالف لوناً لمعة وتَلْمِيعٌ. وشيء مُلَمَّعٌ: ذو

لُمَعٍ؛ قال لبيد:

مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ لا تأْكلْ مَعَهْ،

إِنَّ اسْتَه من بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ

ويقال للأَبرص: المُلَمَّعُ. واللُّمَعُ: تَلْمِيعٌ يكون في الحجر

والثوب أَو الشيء يتلون أَلواناً شتى. يقال: حجر مُلَمَّعٌ، وواحدة اللُّمَعِ

لُمْعةٌ. يقال: لُمْعةٌ من سوادٍ أو بياض أَو حمرة. ولمعة جسد الإِنسان:

نَعْمَتُه وبريق لونه؛ قال عدي بن زيد:

تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْعَتُها،

وتَحُورُ بَعْدُ آثارا

واللُّمْعةُ، بالضم: قِطْعةٌ من النبْتِ إِذا أَخذت في اليبس؛ قال ابن

السكيت: يقال لمعة قد أَحَشَّت أَي قد أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ، وذلك إِذا

يبست. واللُّمْعةُ: الموضعُ الذي يَكْثُر فيه الخَلَى، ولا يقال لها

لُمْعةٌ حتى تبيضَّ، وقيل: لا تكون اللُّمْعةُ إِلا مِنَ الطَّرِيفةِ

والصِّلِّيانِ إِذا يبسا. تقول العرب: وقعنا في لُمْعة من نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ

أَي في بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لما نبت فيها من النصيّ، وتجمع لُمَعاً.

وأَلْمَعَ البَلَدُ: كثر كَلَؤُه. ويقال: هذ بلاد قد أَلْمَعَتْ، وهي

مُلْمِعةٌ، وذلك حين يختلط كِلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ. وفي حديث عمر:

أَنه رأَى عمرو بن حُرَيْثٍ فقال: أَين تريد؟ قال: الشامَ، فقال: أَما

إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وهي اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ تَلْمَعُ بهم أَي

تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ.

واللَّمْعُ: الطرْحُ والرَّمْيُ.

واللَّمّاعةُ: العُقابُ. وعُقابٌ لَمُوعٌ: سرِيعةُ الاختِطافِ.

والتَمَعَ الشيءَ: اخْتَلَسَه. وأَلْمَعَ بالشيء: ذهَب به؛ قال متمم بن

نويرة:

وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا

يعني ذهب بهما الدهرُ. ويقال: أَراد بقوله أَلْمَعَا اللَّذَيْنِ معاً،

فأَدخل عليه الأَلف واللام صلة، قال أَبو عدنان: قال لي أَبو عبيدة يقال

هو الأَلْمَعُ بمعنى الأَلْمَعِيِّ؛ قال: وأَراد متمم بقوله:

وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا

أَي جَوْناً الأَلْمَعَ فحذف الأَلف واللام. قال ابن بزرج: يقال

لَمَعْتُ بالشيء وأَلْمَعْتُ به أَي سَرَقْتُه. ويقال: أَلْمَعَتْ بها الطريقُ

فَلَمَعَتْ؛ وأَنشد:

أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ،

لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ

وأَلْمَعَ بما في الإِناء من الطعام والشراب: ذهب به. والتُمِعَ

لَوْنُه: ذهَب وتَغَيَّرَ، وحكى يعقوب في المبدل التَمَعَ. ويقال للرجل إِذا

فَزِعَ من شيء أَو غَضِبَ وحَزِنَ فتغير لذلك لونه: قد التُمِعَ لَونُه. وفي

حديث ابن مسعود: أَنه رأَى رجلاً شاخصاً بصَرُه إِلى السماء في الصلاة

فقال: ما يَدْرِي هذا لعل بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قبل أَن يرجع إِليه؛ قال

أَبو عبيدة: معناه يُخْتَلَسُ. وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في الصلاة فلا

يرفَعْ بصَره إِلى السماء؛ يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ. يقال:

أَلْمَعْتُ بالشيء إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بسرعة. ويقال: التَمَعْنا

القومَ ذهبنا بهم. واللُّمْعةُ: الطائفةُ، وجمعها لُمَعٌ ولِماعٌ؛ قال

القُطامِيّ:

زمان الجاهِلِيّةِ كلّ حَيٍّ،

أَبَرْنا من فَصِيلَتِهِمْ لِماعا

والفَصِيلةُ: الفَخِذُ؛ قال أَبو عبيد: ومن هذا يقال التُمِعَ لونُه

إِذا ذَهَب، قال: واللُّمْعةُ في غير هذا الموضع الذي لا يصيبه الماء في

الغسل والوضوء. وفي الحديث: أَنه اغْتسل فرأَى لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها

بشَعَره؛ أَراد بُقْعةً يسيرة من جَسَدِه لم يَنَلْها الماء؛ وهي في

الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت في اليُبْسِ. وفي حديث دم الحيض: فرأَى

به لُمْعةً من دَمٍ. واللّوامِعُ: الكَبِدُ؛ قال رؤبة:

يَدَعْنَ من تَخْرِيقِه اللَّوامِعا

أَوْهِيةً، لا يَبْتَغِينَ راقِعا

قال شمر: ويقال لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ منه؛ وأَنشد:

حتى إِذا عَنْ كان في التَّلَمُّسِ،

أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ،

مُلَثَّمَ البابِ، رَثِيمَ المَعْطِسِ

وفي حديث لقمانَ بن عاد: إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّع، وإِن

لا أَرَ مَطْمَعِي فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قال أَبو عبيد: معنى تَلَمَّعُ

أَي تختطف الشيء في انْفِضاضِها، وأَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ، وهي لغة

أَهل مكة، ويروى تَلْمَع من لَمَعَ الطائِرُ بجناحيه إِذا خَفَقَ بهما.

واللاّمِعةُ اللَّمّاعةُ: اليافوخُ من الصبي ما دامت رطْبةً لَيِّنةً،

وجمعها اللَّوامِعُ، فإِذا اشتدّت وعادت عَظْماً فهي اليافوخُ. ويقال:

ذَهَبَت نفسُه لِماعاً أَي قِطْعةً قِطْعةً؛ قال مَقّاسٌ:

بعَيْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِيكُمْ،

وعَيْشُ المَرْءِ يَهْبِطُه لِماعا

واليَلْمَعُ والأَلْمَعُ والأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الدَّاهي الذي

يَتَظَنَّنُ الأُمُور فلا يُخْطِئُ، وقيل: هو الذَّكِيُّ المُتَوَقِّدُ

الحدِيدُ اللسانِ والقَلْبِ؛ قال الأَزهري: الأَلمَعيُّ الخَفيفُ

الظريفُ؛ وأَنشد قول أَوس بن حجر:

الأَلمَعِيُّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظْـ

ـظَنَّ، كأَنّْ قَدْ رَأَى، وقد سَمِعا

نصب الأَلمعِيَّ بفعل متقدم؛ وأَنشد الأَصمعي في اليَلْمَعيّ لِطَرَفةَ:

وكائِنْ تَرى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ،

ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ

رجل مُحَظْرَبٌ: شديدُ الخَلق مَفتوله، وقيل: الأَلمَعِيُّ الذي إِذا

لَمَعَ له أَولُ الأَمر عرف آخره، يكتفي بظنه دون يقينه، وهو مأْخوذ من

اللَّمْعِ، وهو الإِشارةُ الخفية والنظر الخفِيُّ؛ حكى الأَزهري عن الليث

قال: اليَلْمَعِيُّ والأَلمِعيُّ الكذّاب مأْخوذ من اليَلْمَع وهو السرابُ.

قال الأَزهري: ما علمت أَحداً قال في تفسير اليَلْمَعِيِّ من اللغويين

ما قاله الليث، قال: وقد ذكرنا ما قاله الأَئمة في الأَلمعيّ وهو متقارب

يصدق بعضه بعضاً، قال: والذي قاله الليث باطل لأَنه على تفسيره ذمّ،

والعرب لا تضع الأَلمعي إِلاَّ في موضع المدح؛ قال غيره: والأَلمَعِيُّ

واليَلمَعيُّ المَلاَّذُ وهو الذي يَخْلِطُ الصدق بالكذب.

والمُلَمَّعُ من الخيل: الذي يكون في جسمه بُقَعٌ تخالف سائر لونه،

فإِذا كان فيه استطالة فهو مُوَلَّعٌ.

ولِماعٌ: فرس عباد بن بشير أحدِ بني حارثة شهد عليه يومَ السَّرْحِ.

لمع
لَمَعَ البرْقُ، كمَنَعَ: لَمْعاً، بالفتْحِ، ولَمَعاناً، مُحَرَّكَةً، أيْ: أضاءَ، كالْتَمَعَ، وكذلِكَ الصُّبْحُ، يُقَالُ بَرْقٌ لامِعٌ ومُلْتَمِعٌ، وكأنَّه لَمْعُ بَرْقٍ، وبَرْقٌ لَمّاعٌ، كشّدادٍ، وبُرُقٌ لُمَّعٌ ولَوَامِعُ.
وقالَ ابنُ بُزُرْدَ: لمَعَ بالشَّيءِ لَمْعاً: ذَهَبَ بهِ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(عَيثى بلُبِّ ابْنَةِ المَكْتومِ إذْ لَمَعَتْ ... بالرّاكِبَينِ على نَعْوانَ أنْ يَقِفا)
عَيْثى بمَنْزِلَةِ: عَجَباً ومَرْحَى.
وَمن المَجَازِ لَمَعَ الرَّجُلُ بِيَدِه: أشارَ وكَذا بثَوْبِه وسَيْفِه، وَكَذَلِكَ ألْمَعَ، ولَمَعض أعْلَى، وقيلَ: أشارَ للإنْذارِ، وهُوَ: أنْ يَرْفَعَهُ ويُحَرِّكَهُ، لِيَراهُ غَيْرُهُ، فيَجئَ إليْهِ، قالَ الأعْشَى:
(حَتّى إِذا لَمَعَ الدَّلِيلُ بثَوْبِه ... سُقيَتْ وصَبَّ رُوَاتُهَا وأوْشَالَهَا)
وقَدْ لَا يُحْتاجُ إِلَى ذِكْرِ اليَدِ، ومنْهُ حَديثُ زَيْنَبَ: رآهَا تَلْمَعُ مِنْ وراءِ حِجَابٍ أيْ: تُشِيرُ بيَدِهَا.
وَمن المَجَازِ: لَمَعَ الطائِرُ بجَناحَيْهِ لَمْعاً: حَرَّكَهُما فِي طَيَرانِه، وخَفَقَ بهِمَا، ومنْهُ حَديثُ لُقْمانَ بنِ عادٍ: إنْ أرَ مَطْمَعِي فحِدَوٌّ تَلَمَّعْن، وإلاّ أرَ مَطْمِعي فوَقّاعٌ بصُلّع وأرادَ بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ بلُغَةِ أهْلِ مَكَّةَ.
ولَمَعَ فُلان البابَ: أَي: بَرَزَ منْهُ، قالَه شَمِر، وأنْشَدَ:)
حَتَّى إِذا عَنْ كانَ فِي التَّلمْسُّ أفْلَتَهُ اللهُ بشِقِّ الأنْفُسِ فلَمَعَ البابَ رَثِيمَ المَعْطِسِ عَن بمعْنَى أنْ.
واللَّمَّاعَةُ، مُشَدَّدَةً: العُقَابُ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ. واللَّمّاعَةُ: الفَلاةُ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ زادَ الصّاغَانِيُّ الّتِي يَلْمَعُ فِيهَا السَّرابُ، ونَصُّ ابنِ بَرِّيّ: الّتِي تَلْمَعُ بالسَّرَابِ، ومِنْهُ قَوْلُ بنِ أحْمَرَ:
(كمْ دُونَ لَيْلَى منْ تَنُوفِيَّةٍ ... لَمّاعَةٍ يُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ)
واللَّمّاعَةُ: يافُوخُ الصَّبِيَّ مَا دامَ لَيِّناً، كاللاّمِعَةِ، كَمَا فِي العَبَابِ، والجَمْعُ اللَّوَامِعُ، فَإِذا اشْتَدَّ وعادَ عَظْماً فيافُوخُ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وقالَ اللَّيْثُ: اليَلْمَعُ: اسمُ البَرْقِ الخُلّب الّذِي لَا يُمْطِرُ منَ السَّحابِ، ومنْ ثَمَّ قالُوا أكْذَبُ مِنْ يَلْمَعِ.
واليّلْمَعُ: السّرابُ للَمِعانِه، ويُشبَّه بِهِ الكَذاب، وَفِي الصِّحاحِ الكَذُوبُ وأنْشَدَ للشاعِر:
(إِذا مَا شَكَوتُ الحُبَّ كَيْمَا تُثِيبنِي ... فُودِّيَ قالتْ إنّما أنْتَ يَلْمَعُ)
والألْمَعُ والألْمَعِيُّ، واليَلْمَعِيُّ، الأخِيرانِ نَقَلَهُما الجَوْهَرِيُّ ونَقَل الصّاغَانِيُّ الأوّلَ عَن أبي عُبَيْدٍ، وزادَ صاحِبُ اللِّسَانِ اليَلْمَع: الذَّكِيُ المُتَوَقِّدُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وزادَ غيرُه: الحَدِيدُ اللِّسَانِ والقَلْبِ، وقيلَ: هُوَ الدَاهِي الّذِي يَتَظَنَّنُ الأُمُورَ فَلَا يُخْطِئُ، وقالَ الأزهَرِيُّ: الألْمَعِيُّ: الخَفيفُ الظَّريفُ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ الّذِي إِذا لَمَعَ لَهُ أوَّلُ الأمْرِ عَرَفَ آخِرَه، يكْتَفِي بظَنِّه دُونَ يَقِينهِ، مأخُوذٌ من اللَّمْعِ، وهوَ الإشارَةَ الخَفِيَّةُ والنَّظَرُ الخَفِي، وأنْشَدَ لأوْسِ بن حَجَرٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ ويُرْوى لبشْر بن ابي خازِمٍ يَرْثِي فُضَالَةَ بنَ كَلَدَةَ كَمَا فِي العُبابِ: (إنّ الّذِي جَمَعَ السَّمَاحَة وَال ... نَّجْدَةَ والبِرَّ والتُّقَى جُمَعا)

(الألْمَعِيَّ الّذِي يَظُنُّ بكَ الظَّ ... نَّ كأنْ قدْ رَأى وقَدْ سَمِعَا)
قالَ الجَوْهَرِيُّ: نُصِبَ الألْمَعِيُّ بفِعْلٍ مُتَقَدَّمٍ، وَفِي العُبابِ: يُرْفَعُ الألْمَعِيُّ بخَبَرِ إنَّ، ويُنْصَبُ نَعْتاً للَّذي جَمَعَ ويكُونُ خَبَُ إنَّ بَعْدَ خَمْسَةِ أبْيَاتٍ:
(أوْدَى فَلَا تَنْفَعُ الإشاحَةُ منْ أمْ ... رٍ لمَنْ قَدْ يُحاوِلُ البِدَعَا)
وشاهِدُ الأخِيرِ قَوْلُ طَرَفَة أنْشَدَه الأصْمَعِيُّ:)
(وكائِنْ تَرَى منْ يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ... ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزَائمِ جُولُ)
قُلْتُ: وَأما شاهِدُ الأوَّلِ فقَوْلُ مُتَمِّمِ ابنِ نُوَيْرَة، رضيَ اللهُ عَنهُ:
(وغَيَّرَني مَا غَالَ قَيْساً ومالِكاً ... وعَمْراً وجَزْءاً بالمُشَقَّرِ ألْمَعَا)
قالَ أَبُو عُبَيْدَة فِيمَا نَقَل عنْهُ أَبُو عَدْنانَ: يُقَالُ: هُوَ الألْمَعُ، بمعَنْى الألْمَعِيِّ، قالَ: وأرادَ مُتَمِّمُ بقَوْلِه ألْمَعَا أيْ جَزْءاً الألْمَعَ، فحذَفَ الألِفَ واللامَ، وَفِي البَيْتِ وُجُوهٌ أُخَرُ يأتِي بَيانُهَا قَرِيباً.
واليَلامِعُ من السِّلاحِ: مَا بَرَق، كالبَيْضَةِ الدِّرْعِ، واحِدُهَا اليَلْمَعُ.
وحَكَى الأزْهَرِيُّ عَن اللَّيثِ: قالَ: الألْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الكَذَّابُ مأخُوذٌ من اليَلْمَعِ، وهُوَ السَّرَابُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: مَا عَلِمْتُ أحَداً قالَ فِي تَفْسيرِ اليَلْمَعِيِّ من اللُّغَوِييِّنَ مَا قالَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: وَقد ذَطَرْنا مَا قَالَهُ الأئِمَّةُ فِي الألْمَعِيِّ، وَهُوَ مُتَقارب يُصَدِقُ بعْضُه بَعْضاً، قالَ: والّذِي قالَهُ اللَّيْثُ باطِل، لأنَّه على تَفْسيرِه ذَمٌّ، والعَرَبُ لَا تَضَعُ الألْمَعِيَّ إِلَّا فِي مَوضِعِ المَدْحِ، وقالَ غَيْرُه: الألْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: هُوَ المَلاّذُ، وَهُوَ الّذِي يَخْلِطُ الصِّدْقَ بالكَذِبِ.
واللُّمْعَةُ بالضَّمِّ قِطْعَة منَ النَّبْتِ إِذا أخذَتْ فِي اليُبْسِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وَهُوَ مجازٌ، ج: لِماعٌ، ككِتاب، ونُقِلَ عَن ابنِ السِّكِّيتِ قالَ: لُمْعَةٌ قَدْ أحَشَّتْ، أَي: قدْ أمْكَنَتْ لأنْ تُحَشَّ، وذلكَ إِذا يَبِسَتْ واللُّمْعَةُ: المَوْضِعُ الّذِي يَكْثُرُ فِيهِ الخَلَى، وَلَا يُقَالُ لَهَا لُمْعَة حتّى تَبْيَضَّ، وقيلَ: لَا تَكُونُ اللُّمْعَةُ إلاّ منَ الطَّرِيفَةِ والصِّلِّيانِ إِذا يَبِسا، تَقُولُ العَرَبُ: وقَعْنَا فِي لُمْعَةٍ منْ نَصيٍّ وصِلِّيان، أَي: فِي بُقْعَةٍ مِنْهَا ذاتِ وَضَحِ، لِمَا نَبَتَ فِيهَا منَ النَّصِيِّ، وتُجْمَعُ لُمَعاً.
واللُّمْعَةُ: الجَماعَةُ من النّاسِ، الجَمْعُ لُمَعٌ، ولِماعٌ، قالَ القَطامِيُّ:
(زَانُ الجَاهِليَِّ كُلُّ حِيٍّ ... أبَرْنَا منْ فَصِيلَتِهِم لِماعَا)
واللُّمْعَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: المَوْضِع: الّذِي لَا يُصيبُه الماءُ فِي الوضوءِ أَو الغُسْلِ، وَهُوَ مجَاز، ومنهُ الحَدِيثُ: أنَّه اغْتَسَلَ فَرَأى لُمْعَةً بمنْكبِه، فدَلَكَهَا بشَعْرِه أرادَ بُقْعَةً يَسِيرَةً منْ جَسَدِه، لم يَنَلْهَا الماءُ، وهيَ فِي الأصْلِ قِطْعَةٌ منَ النَّبْتِ إِذا أخَذَتْ فِي اليُبْسِ، وَفِي حَديثِ الحَيْضِ: فَرَأى بهِ لُمْعَةً منْ دَمٍ.
وَمن المَجَازِ اللُّمْعَةُ البُلْغَةُ منَ العَيْشِ يُكْتَفَى بِهِ.
واللُّمْعَةُ منَ الجسَدِ: نَعْمَتُه، وبَرِيقُ لونِه، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
(تُكْذِبُ الأنْفُسَ لُمْعَتُها ... وتَحُورُ بعدُ آثارا) وَمن المَجَازِ: مِلْمَعَا الطّائِر، بالكَسْرِ: جَناحاهُ، يُقَالُ: خَفَقَ بمِلْمَعَيْهِ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رضيَ اللهُ)
عَنهُ:
(لَها مِلْمَعَانِ إِذا أوْغَفَا ... يَحُثّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَي)
أوْغَفَا: أسْرَعا، والوَحَى: الصَّوْتُ، أرادَ حَفيفَ جناحَيْهَا.
وألْمَعَ الفَرَسُ والأتانُ، وأطْباءُ اللَّبُؤَةِ: إِذا أشْرَفَ هَكَذَا بِالْفَاءِ فِي سائِرِ النُّسخِ والصَّوابُ بالقافِ، أَي أشْرَقَ ضَرْعُها للحَمْلِ واسْوَدَّتَ الحَلَمَتَانِ باللَّبَنِ، قالَ الأصْمَعِيُّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُ الأتَانِ وصارَ فِي ضَرْعِها لُمَعُ سَوَادٍ فهِيَ مُلْمِع، وقالَ فِي كِتابِ الخَيْلِ: إِذا أشْرَقَ ضَرْعُ الفَرَسِ للحَمْلِ قيلَ: ألمَعَتْ، قالَ: ويُقَالُ ذلكَ لكلِّ حافِرٍ، وللسِّباعِ أيْضاً وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: الإلماعُ فِي ذَواتِ المِخْلَبِ والحافِرِ: إشْرَاقُ الضَّرْعِ، واسْوِدادُ الحَلَمَةِ باللَّبنِ للحَمْلِ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للبِيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أوْ مُلْمِعٌ وسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ ... طَرُ الفُحُولِ وضَرْبُها وكِدَامُهَا)
وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
(فكَأنَّهَا بَعْدَ الكَلالَةِ والسُّرَى ... عِلْجٌ تُغَالِبُهُ قَذُورٌ مُلْمِعُ)
القَذُورُ: الأتانُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ.
وقالَ اللَّيْثُ: ألْمَعَتِ الشّاةُ بذَنَبِها، فهيَ مُلْمِعَةٌ ومُلْمِعٌ: رَفَعَتْهُ ليُعْلَمَ أنَّهَا قدْ لَقِحَتْ.
قَالَ: وألمَعَتِ الأُنْثَى: إِذا تَحَرَّكَ الوَلَدُ فِي بَطْنِها، قولُه: والأُنْثَى، لَيْسَ فِي عِبَارةِ اللَّيثِ، وإنّما ساقَ هَذِه العِبَارَةِ بَعْدَ قولِه: ألْمَعَتِ النّاقَةُ بذَنَبِها، وهيَ مُلْمِعٌ: رَفَعَتْهُ فعُلِمَ أنَّهَا لاقِح، وَهِي تُلْمِعُ إلْماعاً: إِذا حَمَلَتْ، ثمَّ قالَ: وألْمَعَتْ، وهيَ مُلْمِعٌ أيْضاً: تحَرَّكَ ولَدُهَا فِي بَطْنِها، ولمَعَ ضَرْعُها لَوَّنَ عنْدَ نُزُولِ الدِّرَّةِ فيهِ، وكأنَّه فَرَّ منْ إنْكارِ الأزْهَرِيِّ على الليْثِ، حيثُ قالَ لمْ أسْمَعِ الإلْماعَ فِي النّاقَةِ لغَيرِ اللَّيثِ، إنّمَا يُقَالُ للنّاقَةِ: مُضْرِعٌ، ومُرْمِدٌ، ومُرْدٌّ، فقَوْلُه: ألمَعَتْ بذَنَبِهَا شاذٌّ، وكلامُ العَرَبِ: شالَتْ النّاقَةُ بذَنَبِها بعْدَ لِقاحِها، وشمَذَتْ، واكْبَارَّتْ، فإنْ فَعَلَتْ ذَلِك من غَيْرِ حَبَلٍ قيلَ: قدْ أبْرَقَتْ فهيَ مُبْرِقٌ، وَقد أشارَ إِلَى مِثْلِ الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ، وذكَرَ إنْكارَ الأزهَرِيِّ، وكذلكَ صاحِبُ اللِّسَانِ، وأمّا فِي العبابِ فسَكَتَ عليهِ، وليْسَ فيهِ أيْضاً لَفْظُ الأُنْثَى، وعَلى كلِّ حالٍ فكَلامُ المُصَنِّف لَا يَخْلُو عنْ نَظَرٍ خَفِيٍّ يُتأمَّلُ فيهِ.
وقالَ أَبُو عمْروٍ: ألْمَعَ بالشَّيءِ وألْمَأ بهِ، وَكَذَا: ألْمَعض عليهِ: إِذا اخْتَلَسَه، وقالَ ابنُ بزْرجَ: سَرَقَهُ، وقالَ غيرُه: ألْمَعَ بِمَا فِي الإناءِ منَ الطَّعامِ والشَّرَابِ: ذهَبَ بهِ، وبهِ فُسِّرَ أَيْضا قَوْلُ مُتَمِّم بن نُوَيْرةَ)
السّابِقُ: بالمُشَقّرِ ألْمَعَا يَعْنِي ذَهَبَ بِهِمَا الدَّهْرُ، والألِفُ للإطْلاقِ، وقيلَ: المَعَا أرادَ: اللَّذَيْنِ مَعاً، وهُوَ قَوْلُ أبي عَمْروٍ، وحُكِيَ عَن الكِسَائِيِّ أنَّه قَالَ: أرادَ مَعًا، فأدْخَل الألِفَ واللامَ، وكذلكَ حَكَى مُحَمَّدث بنُ حَبيب عنْ خالدِ بنِ كُلثُوم.
كالتَمَعهُ وتَلَمَّعهُ يُقَالُ: الْتَمَعْنا القَوْمَ، أَي: ذَهَبْنَا بهمْ، ومنْهُ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ لرَجُلٍ شَخَصَ بصَرَه إِلَى السّمَاءِ فِي الصَّلاة: مَا يَدْرِي هَذَا لَعلَّ بَصَرَهُ سَيُلْتَمَعُ قَبْلَ أنْ يَرْجِعَ إليْهِ أَي: يُخْتَلَسُ ويُخْتَطَفُ بسُرْعَةٍ، وشاهِدُ الأخيرِ قَوْلُ لُقْمانَ بنِ عادٍ الّذِي تَقَدَّمَ فِي إحْدَى الرِّوايَتَيْنِ فحِدَوٌّ، تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ فِي انْقِضاضها.
وألْمَعَتِ البلادُ: صارتْ فِيهَا لُمْعَةٌ منَ النَّبْتِ، وَذَلِكَ حينَ كَثُرَ كَلَؤُها، واخْتَلَطَ كَلأُ عامٍ أوَّلَ بكلإِ العامِ، نَقَله ابنُ السِّكِّيتِ.
والتَّلْمِيعُ فِي الخَيْلِ: أنْ يَكُونَ فِي الجَسَدِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سائِرَ لَوْنِه، فَإِذا كانَ فيهِ اسْتِطَالَةٌ فهُوَ مُوَلَّع، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَقد يَكُونُ التَّلْميعُ فِي الحَجَرِ والثَّوْب، يتَلوَّنُ ألْواناً شَتّى يُقَالُ: حَجَرٌ مُلَمَّعٌ، وثَوْبٌ مُلَمَّعٌ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: اللُّمُوعُ بالضَّمِّ واللَّمِيع كأمِير، والتِّلِمّاعُ كتِكِلامٍ، والتّلَمُّع: الإضاءَةُ، قالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي عائذٍ الهُذَلِيُّ:
(وأعْقَبَ تِلْماعاً بزأرٍ كأنَّهُ ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يتَكَلل)
وأرْض مُلْمِعَة، كمُحْسِنَة، ومُحَدِّثَةٍ، ومُعَظِّمَةٍ: يَلْمَعُ فِيهَا السّرَابُ، وقَدْ ألْمَعَتْ، ولَمَعَتْ.
وخدٌّ مُلْمَعٌ، كمُكَرَمٍ: صَقيلٌ.
وألْمَعَ إلماعاً: أشارَ بيَدِه، وألْمَعَتِ المَرْأةُ بسِوارِها كذلكَ.
وألْمَعَ الضَّرْعُ، وتَلَمَّعَ: تَلَوَّنَ ألْواناً عنْدَ نُزُولِ الدِّرَّةِ فيهِ، وهوَ مجازٌ.
واللُّمْعَةُ السَّوْداءُ: بالضَّمِّ حَوْلَ حَلَمَةِ الثَّدْيِ خِلْقَةً.
وقيلَ: اللُّمْعَةُ: البُقْعَةُ منَ السَّوادِ خالِصَةً، وقيلَ: كُلُّ لَوْنٍ خالَفَ لَوْناً لُمْعَةٌ وتَلْميعٌ، وشَيءٌ مُلَمَّعٌ: ذُو لُمَعٍ، قالَ لَبيد: مَهْلاً أبَيْتَ اللَّعْنَ لَا تأكُلْ معهْ)
وإنّ اسْتَهُ منْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ واللَّمّاعَةُ مُشَدَّدَةً: الشّامُ، وَهُوَ فِي حديثِ عمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ قالَهُ لعَمْرو بنِ حُرَيْثٍ حينَ أرادَ الشامَ: أما إنّهَا ضاحِيَةُ قَوْمِكَ، وَهِي اللَّمّاعَةُ بالرُّكْبانِ قالَ شَمِرٌ: سألْتَ السُّلَمِيَّ والتَّميمِيَّ عنْهَا، فَقَالَا جَمِيعاً: اللَّمّاعَةُ بالرُّكْبانِ: تَلْمَعُ بهِم، أَي: تَدْعُوهُم إليْهَا وتَطَّبِيهمْ.
واللَّمْعُ: الطَّرْحُ والرَّمْيُ.
وعُقابٌ لَمُوعٌ: سَرِيعَةُ الاخْتِطَافِ.
والْتُمِعَ لَوْنه، مَجْهُولاً: ذهَبَ وتَغَيَّرَ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ وحَكى يعْقُوبُ فِي المُبْدَلِ: الْتَمَعَ مَعْلُوماً، قالَ: يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا فَزِعَ منْ شَيءٍ، أَو غَضِبَ، أَو حَزِنَ فتَغَيَّرَ لذَلِك لَوْنُه: قَدْ الْتَمَعَ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لمالكِ بنِ عَمْروٍ التُّنُوخِيِّ:
(يَنْظُرُ فِي أوْجُهِ الرِّكابِ فَمَا ... يَعْرفُ شَيْئاً فاللَّوْنُ مُلْتَمِعُ)
واللّوامِعُ: الكَبِدُ، قالَ رُؤْبَةُ: يَدْعَنَ منْ تَخْرِيقِهِ اللَّوامِعَا أوْهِيَةً لَا يَبْتَغِينَ راقِعَا ويُقَالُ: ذَهَبَتْ نَفْسُهُ لِمَاعاً، أَي: قِطْعَةً قِطْعَةً، قالَ مَقّاسٌ:
(بعَيشِ صالِحٍ مَا دُمْتُ فيكُمْ ... وعَيْشُ المَرْءِ يَهْبِطُهُ لِماعَا)
ولِماعٌ، ككِتَابٍ: فَرَسٌ عَبّادِ بنِ بَشيرٍ، أحَدِ بَنِي حارِثَةَ، شَهِدَ عليْهِ يَوْمَ السَّرْحِ.
واليَلْمَعُ: اليَلْمَعِيُّ، وَهُوَ الفَرّاسُ.
ويُقَالُ: مَا بالدّارِ لامِعٌ: أَي: أحَدٌ، وَهُوَ مجازٌ. وَمن المَجَازِ: لَمَعَ الزِّمامُ: خَفَقَ لَمَعاناً وزِمامٌ لامِعٌ ولَمُوعٌ.
وتَلَمَّعَتِ السَّنَةُ، كَمَا قيلَ: عامٌ أبْقَعُ، وَهُوَ مجازٌ.
واللُّمَعِيَّةُ، بضمٍّ ففَتْحٍ: من مَخاليفِ الطّائِفِ، نَقَله ياقُوت.
(لمع) النسيج أَو الْحَج لَونه ألوانا شَتَّى وَالشَّيْء جعله يلمع (محدثة)
[لمع] لمعَ البرقُ لَمْعاً ولَمَعاناً، أي أضاء. والْتَمَعَ مثله. ويقال للسراب يَلْمَعُ ، ويشبَّه به الكَذوبُ. قال الشاعر: إذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيما تُثيبَني * بوِدِّي قالتْ إنَّما أنتَ يَلْمَعُ * واللَماعَةُ: الفلاةُ، ومنه قول ابن أحمر: كم دونَ لَيْلى من تَنوفِيَّةٍ * لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذرْ * واللَماعَةُ أيضاً: العُقابُ. واللُمْعَةُ بالضم: قِطعة من النبت إذا أخذت في اليُبس. قال ابن السكيت: يقال هذه لُمْعَةٌ قد أحَشَّتْ، أي قد أمكنت لان تحش، وذلك إذا يبستْ. واللُمْعَةُ من الخَلَى ، وهو نبتٌ. ولا يقال لها لُمْعَةٌ حتى تبيض. قال: ويقال هذه بلادٌ قد ألْمَعَتْ، وهي مُلْمِعَةٌ. والألْمَعِيُّ: الذكيُّ المتوقِّد. قال أوس بن حجر: الألْمَعِيَّ الذي يظُنُّ لك الظ * نَّ كأنْ قد رأى وقد سمعا * نصب الألْمَعِيَّ بفعل متقدِّم. وكذلك اليَلْمَعِيُّ. وأنشد الأصمعيّ : وكائِنْ ترى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍّ * وليسند العزائم جولُ * وألْمَعَ الفرس والأتانُ وأطْباءُ اللبؤةِ، إذا أشرقتْ ضروعُها للحَمل واسودَّتْ حلمتاها. أبو عمرو: ألْمَعْتُ بالشئ والتمعت الشئ: اختلسته. ويقال: التُمِعَ لونُه، أي ذهب وتغيَّر. والمُلَمَّعُ من الخيل: الذي يكون في جَسده بقعٌ تخالف سائر لونه. فإذا كان فيه استطالة فهو مولع.

جنن

[جنن] جَنَّ عليه الليلُ يَجُنُّ بالضم جُنوناً. ويقال أيضاً: جَنَّهُ الليلُ وأَجَنَّهُ الليل، بمعنىً. والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى وجُنَّ الرجل جنوناً، وأَجّنَّهُ الله فهو مجنون ولا تقل مجن. وقولهم في المجنون: ما أجنه، شاذ لا يقاس عليه، لانه لا يقال في المضروب: ما أضربه، ولا في المسلول: ما أسله. وأما قول موسى بن جابر الحنفي: فما نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أصبحتْ طيْري من الخوف وُقعا فإنه أراد بالجِنِّ القلبَ، وبالمبرد اللسان. ونخلة مجنونة، أي طويلة. وقال: يا رب أرسل خارف المساكين عجاجة مسبلة العثانين تحدر ما في السحق المجانين وجن النَبْتُ جُنوناً، أي طال والتفّ وخرج زَهْرُهُ. وجُنَّ الذباب، أي كثر صوته. وقول الشاعر ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري وجُنَّ الخازباز به جنونا يحتمل هذين الوجهين. ويقال: كان ذلك في جِنِّ شبابه، أي في أوَّل شبابه. وتقول: افعلْ ذلك الامر بجن ذلك وبحدثانه. قال المتنخل: أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت. يقول: سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره. ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق: وجننت الميت وأجننته، أي واريته. وأجننت الشئ في صدري: أكننته. وأجنت المرأة ولدا. والجنين: الولد ما دام في البطن، والجمع الأَجِنَّةُ. والجنين: المقبور. والجنة بالضم: ما استترت به من سلاح. والجنة: السترة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بِجُنّةٍ، أي استتر بسُترة. والمِجّنُّ: الترس، والجمع المَجانُّ بالفتح. والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً. وقال زهير: كَأَنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النَواضِحِ تَسْقي جَنّةً سُحُقا والجَنانُ بالفتح: القلب. ويقال أيضاً: ما عَلَيَّ جَنانٌ إلا ما تَرى، أي ثوبٌ يواريني. وجَنانُ الليل أيضاً سوادُه وادلهمامه. قال الشاعر خفاف بن ندبة: ولولا جنان الليل أدرك ركبنا بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب قال ابن السكيت: ويروى: " جنون الليل "، أي ما ستر من ظلمته. وجنان الناس: دهماؤهم. والجنة: الجِنُّ. ومنه قوله تعالى: (من الجنة والناس أجمعين) . (*) والجنة: الجنون. ومنه قوله تعالى: (أم به جِنّةٌ) والاسم والمصدر على صورةٍ واحدة. والجَنَنُ بالفتح: القبر. والجُنُنُ بالضم: الجُنونُ، محذوف منه الواو. قال يصف الناقة: مثل النعامة كانت وهي سائمةٌ أَذْناَء حتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنَنُ والجانُّ: أبو الجن، والجمع جنان مثل حائط وحيطان. والجان أيضا: حيَّة بيضاء. وتَجَنَّنَ عليه وتَجَانَنَ وتَجانَّ: أرَى من نفسه أنّه مَجْنونُ. وأرضٌ مَجَنَّةٌ: ذات جِنٍّ. والمَجَنَّةُ أيضاً: الجُنونُ. والمَجَنَّةُ أيضاً: اسم موضع على أميال من مكة. وكان بلال رضى الله عنه يتمثل بقول الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والمجنة أيضا: الموضع الذى يستتر فيه. والاجتنان: الاستتار. والاسْتِجْنانُ الاستطراب. وقولهم: أَجَنَّكَ كذا، أي من أجل أنّك، فحذفوا اللام والألف اختصاراً ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم. قال الشاعر: أَجِنَّكِ عندي أَحْسَنُ الناسِ كلهم وأنك ذات الخال والحبرات والجناجن: عظام الصدر، الواحد جِنْجِنٌ وقد يفتح. والمَنْجَنونُ: الدُولاب التي يستقى عليها، ويقال المَنْجَنينُ أيضاً، وهي أنثى. وأنشد الأصمعي لعُمارة بن طارق:

ومَنْجَنونٍ كالأَتانِ الفارق

جنن


جَنَّ(n. ac. جَنّ
جُنُوْن)
a. [acc.
or
'Ala], Covered, veiled, concealed.
b. Was, became dark.
c. Was, became mad, insane, possessed; was frantic
frenzied.

جَنَّنَa. Maddened, frenzied; drove mad, bereft of
reason.

أَجْنَنَa. see IIb. Covered, veiled, concealed.
c. Buried, interred.
d. ['An], Was hidden, concealed from.
تَجَنَّنَa. Was mad, insane; showed symptoms of insanity.

تَجَاْنَنَa. Feigned madness; appeared mad.

إِجْتَنَنَإِسْتَجْنَنَa. Was covered up, concealed; hid, concealed
himself.

جَنَّة
(pl.
جِنَاْن)
a. Garden.
b. [art.], Paradise.
جِنّ
جِنَّةa. Darkness, obscurity; concealment.
b. Genii, Jinn.
c. Madness; insanity; frenzy.

جِنِّيّa. Jinnee, demon.

جُنَّة
(pl.
جُنَن)
a. Armour, shield; veil, convering; protection.

جَنَن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Grave.
b. Shroud.
c. Corpse.

مِجْنَن
(pl.
مَجَاْنِنُ)
a. see 3t
جَنَاْن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Heart, interior.

جَنِيْن
( pl.
أَجْنِنَة
أَجْنُن)
a. Covered, veiled, concealed; buried.
b. Embryo, fœtus.

جُنُوْنa. Madness, insanity, demoniacal possession.

جُِنَّار
a. Plum-tree.

N. P.
جَنڤنَ
(pl.
مَجَاْنِيْنُ)
a. Mad, insane, possessed.

جُنَيْنَة
a. Small garden.
ج ن ن : الْجَنِينُ وَصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَجِنَّةٌ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ وَالْجِنُّ
وَالْجِنَّةُ خِلَافُ الْإِنْسَانِ.

وَالْجَانُّ الْوَاحِدُ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ أَيْضًا.

وَالْجَنَّةُ الْجُنُونُ وَأَجَنَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فَجُنَّ هُوَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُونٌ.

وَالْجَنَّةُ بِالْفَتْحِ الْحَدِيقَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَقِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ جَنَّاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَجِنَانٌ أَيْضًا وَالْجَنَانُ الْقَلْبُ وَأَجَنَّهُ اللَّيْلُ بِالْأَلِفِ وَجَنَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ وَقِيلَ لِلتُّرْسِ مِجَنٌّ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَالْجَمْعُ الْمَجَانُّ وِزَانُ دَوَابَّ. 
ج ن ن

جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.

ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:

وجن الخاز باز به جنوناً

ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:

يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين

تحت تمر السحق المجانين

وقال رؤبة:

يدعن ترب الأرض مجنون الصيق

الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:

كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا

وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:

أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله

ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:

ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر

وجن جنونه. وقال أبو النجم:

وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ن: جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ (جَنَّهُ) اللَّيْلُ يَجُنُّهُ بِالضَّمِّ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْجِنُّ) ضِدُّ الْإِنْسِ، الْوَاحِدُ (جِنِّيٌّ) قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُتَّقَى وَلَا تُرَى. وَ (جُنَّ) الرَّجُلُ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَلَا تَقُلْ: مُجَنٌّ، وَقَوْلُهُمْ لِلْمَجْنُونِ (مَا أَجَنَّهُ) شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَهُ وَلَا فِي الْمَسْلُولِ مَا أَسَلَّهُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَأَجَنَّ الشَّيْءَ فِي صَدْرِهِ أَكَنَّهُ. وَ (أَجَنَّتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدًا، وَ (الْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الْبَطْنِ، وَجَمْعُهُ (أَجِنَّةٌ) . وَ (الْجُنَّةُ) بِالضَّمِّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ، وَ (الْجُنَّةُ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (جُنَنٌ) وَ (اسْتَجَنَّ) بِجُنَّةٍ اسْتَتَرَ بِسُتْرَةٍ. وَ (الْمِجَنُّ) بِالْكَسْرِ التُّرْسُ وَجَمْعُهُ (مَجَانُّ) بِالْفَتْحِ. وَ (الْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهُ (الْجَنَّاتُ) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّخِيلَ (جَنَّةً) . وَ (الْجِنَانُ) بِالْفَتْحِ الْقَلْبُ. وَ (الْجِنَّةُ) الْجِنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] وَ (الْجِنَّةُ) أَيْضًا الْجُنُونُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْجَانُّ) أَبُو الْجِنِّ وَالْجَانُّ أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ وَ (تَجَنَّنَ) وَ (تَجَانَنَ) وَ (تَجَانَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَأَرْضٌ (مَجَنَّةٌ) ذَاتُ جِنٍّ، وَ (الِاجْتِنَانُ) الِاسْتِتَارُ. وَ (الْمَجْنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: (الْمَنْجَنِينُ) أَيْضًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. 
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
قِراءَة عَلِيٍّ وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه.
قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ :
* وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ *
وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} .
- ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ".
: أي دَفْنَه وسَتْرَه.
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ".
وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. - في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه:
* وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * 
قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح.
- في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ"
: أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه.
قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى في المَرْأة من هذا:
فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ 
- ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" . : أي من الِإعْجاب به.
- ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ".
- في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ".
: أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان.
[جنن] فيه: ""جن" عليه الليل" أي ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، والجنين لاستتاره في بطن أمه. ك: باب ذكر الجن وثوابهم، إشارة إلى أن الصحيح أن المطيع منهم يثابون، وقد جرى بين أبي حنيفة ومالك مناظرة في المسجد الحرام فقال: ثوابهم السلامة من العذاب لقوله "يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" وقال مالك: لهم الكرامة بالجنة لقوله "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ونحوه، واستدل البخاري على الثواب بقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} وبقوله {فلا يخاف بخسا} أي نقصاً. توسط: "الجني" منسوب إلى الجن أو الجنة لاجتنانهم عن الأبصار. و"الجان" أبو الجن، ووجودها مذهب أهل الحق، وحكى ابن العربي إجماع المسلمين على أنهم يأكلون ويشربون وينكحون خلافاً للفلاسفة النافين وجودهم. ط: "ليلة الجن" التي جاءت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا به إلى قومهم ليتعلموا منه الدين. نه ومنه ح: ولى دفنه صلى الله عليه وسلم و"إجنانه" على والعباس، أي دفنه وستره، ويقال للقبر: الجنن، ويجمع على أجنان. وح على: جعل لهم من الصفيح "أجنان". وفيه: نهى عن قتل "الجنان" هي الحيات التي تكون في البيوت، جمع جان وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً. ومنه ح زمزم: إن فيها "جنانا" كثيرة، أي حيات. ك: عن قتل "الجنان" بكسر جيم وشدة النون جمع جان، ويروى: جنان- جمعوهي الحية البيضاء طويل قل ما تضر. ط: وأمر بقتلها تطهيراً لماء زمزم منهن، ونهى عنه في آخر لأنه لا سم له. غ: "الجان" الحية الصغيرة،
جنن
جنَّ/ جنَّ على جَنَنْتُ، يَجِنّ، اجْنِنْ/جِنَّ، جُنونًا وجَنًّا وجَنانًا، فهو جانّ، والمفعول مجنون (للمتعدِّي)
• جنَّ اللَّيْلُ: أظلم ° جَنَّ الظَّلامُ: اشتدَّ.
• جنَّ الشَّيءَ/ جَنَّ عليه: ستَره " {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} ". 

جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من يُجَنّ، جَنًّا وجِنَّةً وجُنونًا، والمفعول مَجْنون
• جُنَّ الرَّجُلُ: زال عقله "جُنَّ بعد أن فقد زوجتَه وأطفالَه- {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} " ° جُنَّ جنونُه: مبالغة في التَّعبير عن السُّلوك غير العقليّ، ثار، غضب، هاج- مستشفى المجانين: مكان لعلاج المجانين ويسمّى كذلك: مستشفى الأمراض العقليّة، ومستشفى الأمراض العصبيّة والنفسيّة.
• جُنَّ بالشَّيء/ جُنَّ من الشَّيء: أُعجب به حتَّى صار كالمجنون "جُنَّ بهذا الاختراع الجديد". 

أجنَّ يُجِنّ، أجْنِنْ/أجِنَّ، إجنانًا، فهو مُجِنّ، والمفعول مُجَنّ (للمتعدِّي)
• أجنَّ الرَّجلُ: جُنّ، زال عقله.
• أجنَّ الشَّخْصَ: أذهب عقلَه "أجنَّه اللهُ".
• أجنَّ الأمرَ: ستره، كتمه، أكنّه "أجنَّ الليلُ عوراتِهم".
• أجنَّتِ المرأةُ جنينًا: حملتْهُ. 

استجنَّ يستجن، اسْتَجْنِنْ/ اسْتَجِنَّ، استجنانًا، فهو مُستجِنّ، والمفعول مُستجَنّ (للمتعدِّي)
• استجنَّ الشَّخصُ: استتر.
• استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا. 

تجنَّنَ يتجنَّن، تجنُّنًا، فهو مُتجنِّن
• تجنَّن الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جنَّنَ: جُنّ، زال عقلُه.
2 - تظاهر بالجنون "تجنّن أمام القاضي ليفلت من عقوبة الإعدام". 

جنَّنَ يجنِّن، تجنينًا، فهو مُجنِّن، والمفعول مُجنَّن
• جنَّن الشَّخصَ:
1 - جعله مجنونًا.
2 - أثاره بحدَّة، استفزّه، هيَّجه "جنَّنه بتصرّفاته الغريبة". 

جانّ1 [جمع]: مف جِنِّيّ: جنّ، خلاف الإنس " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

جانّ2 [جمع]: جج جِنّان وجَوَانّ: نوعٌ من الحيّات، أكحل العينين يَضرب إلى الصُّفرة، يألف البيوت ولا يؤذي " {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} ". 

جَنائنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنَائن: على غير قياس "قام الجنائنيّ بتهذيب بعض الأشجار".
2 - بُسْتانيّ محترف، يزرع حديقته للاتجار بالنباتات ومنتجاتها محاولاً تحسين نوعيَّتها وكمِّيتها. 

جَنان [مفرد]:
1 - مصدر جنَّ/ جنَّ على.
2 - قلب، فؤاد "ساكن الجَنان- إذا قَرِح الجَنان بكت العينان [مثل] " ° ثابت الجَنان: قويّ يحتفظ برباطة جأشه.
3 - جوف الشيء وما خفي منه ° جنانُ اللَّيل: ظلمتُه. 

جَنّ [مفرد]: مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على. 

جِنّ [جمع]: مف جِنِّيّ، مؤ جنِّيَّة: خلاف الإنس، سُمُّوا بذلك لاستتارهم عن النَّاس وهم مخلوقات خفيّة من النار "عالم الجِنّ مخيف- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا} ".
• الجِنّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 72 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

جَنَّة [مفرد]: ج جَنّات وجِنان:
1 - دار النَّعيم في الآخرة "وعد الله الصالحين الجنَّة- {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} " ° باب الجنَّة- جنَّة الخلد: جنّة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم- جنَّة المأوى- جنَّة المنتهى- جنَّة عدن- جنَّات
 النَّعيم: الفردوس السَّماويّ- عصفور الجنَّة- كنوز الجنَّة.
2 - بستان، حديقة ذات نخل وشجر "ما أكثر الجنان الخضراء في الرِّيف المصريّ- {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} " ° رَوْضات الجنَّات: أطيبُ بقاعها وأنزهُها. 

جُنَّة [مفرد]: ج جُنَن: سُترَة، كُلّ ما ستر أو وقي من سلاح وغيره "َالصَّوْمُ جُنَّةٌ [حديث]: وقاية من الشَّهوات- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} ". 

جِنَّة1 [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من.
2 - جُنُون " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} " ° مسّه طيف جِنّة: جنون. 

جِنَّة2 [جمع]: جِنّ، طائفة من الجِنّ " {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

جُنون [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على.
2 - زوال العقل أو فسادٌ فيه، صَرع، داء النقطة "أصابه مسٌّ من الجُنون" ° الجنون فنون [مثل]: يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها- جُنون الارتياب: عدم الثقة غير المبرّر في الآخرين- جُنون الصِّبا: هوس الشباب، رعونته- جُنون مُطبَق: تامّ- سرعة جنونيّة: سرعة فائقة لا يتخيّلها عقل تؤدِّي إلى الهلاك- عَمَلٌ جنونيّ: منافٍ للعقل خارج عن المعتاد.
• جنون البقر: (طب) التهاب شديد يدمِّر خلايا المخ في الأبقار، تنتشر العدوى به نتيجة تغذية الماشية بأغذية حيوانيّة ويؤدي هذا المرض إلى اضطراب حركيّ وشلل وينتهي بموت الحيوان.
• جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرء يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعليّ الذي يعيشه الشخص. 

جَنين [مفرد]: ج أجنَّة:
1 - الولد ما دام في الرَّحم " {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ".
2 - (طب) ثمرة الحمل في الرَّحم حتَّى نهاية الأسبوع الثَّامن، وبعده يُدْعَى بالحمل "علم الأجنَّة" ° جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم.
3 - (نت) النَّبات الأوّل في الحبّة ° بَيْضة الجنين: أصله- جنين البذرة: الطور الأوّل للكائن الحيّ مثل الخليّة أو البذرة.
• ماء الجَنين: (طب) سائل لزج خاصّ يغمر الجنين في الرحم.
• علم الأجِنَّة: (حي) علم يهتمّ بدراسة أطوار تكوين الجنين في النبات والحيوان والإنسان. 

جُنَيْنَة [مفرد]: ج جُنَيْنات وجَنَائنُ: تصغير جَنَّة: حديقة، بستان تزرع فيه أشجار الفواكه والأزهار "اهتم بزراعة الأزهار في جُنَيْنَته" ° الجنائن المعلَّقة: جنائن منشأة على شكل مدرجات أو سطوح مرفوعة عن الأرض. 

مِجَنّ [مفرد]: ج مَجانّ:
1 - ترس "مجنُّ سفينة- كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطروقة" ° قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
2 - ما وقي من السلاح. 

مِجَنّة [مفرد]: ج مِجَنَّات ومَجانّ: تُرس. 

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِــعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جنن
: ( {جَنَّهُ اللَّيْلُ) } يَجُنُّه {جَنًّا، (و) } جَنَّ (عَلَيْهِ) كَذلِكَ، ( {جَنًّا} وجُنوناً، و) كَذلِكَ ( {أَجَنَّهُ) اللَّيْلُ: أَي (سَتَرَهُ) ، وَهَذَا أَصْلُ المعْنَى.
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عَن الحاسةِ؛ فلمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً.
وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ لَهُ مَا} يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.
(وكُلُّ مَا سُتِرَ عَنْكَ: فقد {جُنَّ عَنْكَ) ، بالضَّمِّ.
(} وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ) ، بالضَّمِ، ( {وجَنانُهُ) ، بالفتْحِ: (ظُلْمَتُهُ) أَو شِدَّتُها.
(و) قيلَ: (اخْتلاطُ ظَلامِهِ) لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأَيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:
حَتَّى يَجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يُوغِلُهوالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.
وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنابذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِبويُرْوَى:} جُنونُ الليْلِ، عَن ابنِ السِّكِّيت، أَي مَا سَتَرَ من ظلْمَتِه.
( {والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.
(و) أَيْضاً: (المَيِّتُ) لكَوْنِه مَسْتُوراً فِيهِ، فَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ.
(و) أَيْضاً: (الكَفَنُ) لأَنَّه} يَجُنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه.
( {وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.
(و) قالَ ثَعْلَب: (} الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أوِ ادْلِهْمامُهُ) ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وَهُوَ بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) {الجَنانُ: (جَوْفُ مَا لم تَرَ) لأَنَّه سُتِرَ عَن العَيْنِ.
(و) } جَنانٌ: (جَبَلٌ) ، أَو وادٍ نَجْدِيٌّ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) الجَنانُ: (الحَريمُ) للدَّارِ لأَنَّه يُوارِيها.
(و) الجَنانُ: (القَلْبُ) .) يقالُ: مَا يستقرُّ {جَنانُه مِن الفَزَعِ، سُمِّي بِهِ لأَنَّ الصَّدْرَ} أَجَنَّه، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وَفِي المُحْكَم: لاسْتِتارِه فِي الصَّدْرِ، أَو لِوَعْيه الأَشْياء وضَمِّه لَهَا.
(أَو) هُوَ (رَوْعُهُ) وذلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ.
(و) رُبَّما سُمِّي (الرُّوحُ) {جَناناً لأنَّ الجِسْمِ} يُجِنُّه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ {يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، (ج} أَجْنانٌ) ؛) عَن ابنِ {جنِّي.
(وكشَدَّادٍ: عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ} الجَنَّانِ) الحَضْرميُّ (مُحَدِّثٌ) عَن شُرَيحِ بنِ محمدٍ الأَنْدَلُسِيّ.
(وأَبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ) الشاطبيُّ (أَديبٌ مُتَصَوِّفٌ) نزلَ دِمَشْقَ بَعْد السَّبْعين والسَّبْعمائَة.
قُلْت: وأَبو العَلاءِ عبدُ الحقِّ بنُ خَلَفَ بنِ المفرحِ الجَنَّان، رَوَى عَن أَبيهِ عَن أَبي الوَليدِ الباجيّ، وكانَ مِن فُقَهاءِ الشَّاطبيَّةِ، قالَهُ السَّلفيُّ.
(و) {جِنانُ، (ككِتابٍ: جاريَةٌ شَبَّبَ بهَا أَبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ) ، وليسَ فِي نصّ الذهبيِّ الحَكَمِيّ؛ فإنَّ الحَكَمِيّ إِلَى حَكَم بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وأَبو نُوَاسٍ المَشْهورُ ليسَ مِنْهُم، فليتأَمَّل.
(و) جِنانُ: (ع بالرَّقّةِ) .
(وقالَ نَصْر: هُوَ بابُ} الجِنانِ.
(وبابُ الجِنانِ: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.
(ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ السِمسارِ) :) سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن، ماتَ سَنَة 591؛ (ونوحُ بنُ محمدٍ) عَن يَعْقوب الدَّوْرقيُّ وَعنهُ إبْراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نُصَيْرٍ، ( {الجِنانِيَّانِ مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
عيسَى بنُ محمدٍ} الجِنانيُّ المُقْرِي، ذَكَرَه ابنُ الزُّبَيْر، ماتَ سَنَة 662.
( {وأَجَنَّ عَنهُ واسْتَجَنَّ: اسْتَتَرَ.
(} والجَنِينُ) ، كأَميرٍ: (الوَلَدُ) مَا دامَ (فِي البَطْنِ) لاسْتِتارِهِ فِيهِ.
قالَ الرَّاغِبُ: فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(ج! أَجِنَّةٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَإِذ أَنْتم أَجِنَّة فِي بُطونِ أُمَّهاتِكم} ، ( {وأَجْنُنٌ) ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَسْتورٍ) :) } جَنِينٌ حَتَّى إِنَّهم ليَقُولونَ: حِقْدٌ جَنِينٌ؛ قالَ:
يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُوالضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو فِي وجْهِه كَلَفُأي فهُم يَجْتَهِدونَ فِي سَتْرِه، وَهُوَ أسْودُ ظاهِرٌ فِي وُجوهِهم.
( {وَجَنَّ) } الجَنِينُ (فِي الرَّحِمِ {يَجِنُّ} جَنًّا: اسْتَتَرَ.
( {وأَجَنَّتْهُ الحامِلُ) :) سَتَرَتْه.
(} والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ، بكسْرِهِما، {والجُنانُ} والجُنانَةُ، بضمِّهما: التُّرْسُ) ؛) الثانِيَةُ حَكَاها اللَّحْيانيُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، قالَ: والجَمْعُ {المَجَانُّ. وَفِي الحدِيْث: (كأَنَّ وُجُوهَهم المَجانُّ المُطْرَقَة) .
وَجَعَلَه سِيْبَوَيْه فِعْلاًّ وسَيَأْتي فِي (ج م ن) .
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه؛ قيلَ: للتَّنوريّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: قد أَخْطَأَ صاحِبُكم، أَي سِيْبَوَيْه، فِي أَصالَةِ مِيمِ} مَجَنَ وَهل هُوَ إلاَّ مِن {الجُنَّةِ؟ فقالَ: ليسَ هُوَ بخَطَأ، العَرَبُ تقولُ: مَجَنَ الشيءُ أَي عطبَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهُوَ وإنَ كانَ وَجْهاً لَكِن يُعارِضُه أُمورٌ مِنْهَا كَسْرُ المِيمِ وَهُوَ مَعْروفٌ فِي الآلةِ والزِّيادَةِ فِيهَا ظاهِرَة وتَشْدِيد النُّونِ، ومِثْله قَلِيل، ووُرُود مَا يُرادِفُه} كجنان {وجنانة ونحْو ذلِكَ وَقد يُتَكَلَّف الجَواب عَنْهَا، فليتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (قَلَبَ) فلانٌ (} مِجَنَّهُ) أَي (أَسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ مَا شاءَ، أَو مَلَكَ أَمْرَهُ واسْتَبَدَّ بِهِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيفَ تراني قالِباً! مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ ( {والجُنَّةُ، بالضَّمِّ) :) الدُّروعُ و (كلُّ مَا وَقَى) مِن السِّلاحِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُنَّةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِن السِّلاحِ، والجَمْعُ {الجُنَنُ.
(و) } الجُنَّةُ: (خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأَةُ تُغَطِّي من رأْسِها مَا قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وسطِه، وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ) ؛) وَفِي المُحْكَم: وحَلْيَ الصَّدْرِ، (وَفِيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُعِ) ، وَفِي المُحْكَم: كعَيْني البُرْقُعِ.
( {وجِنُّ النَّاسِ، بالكسْرِ،} وجَنانُهُم، بالفَتْحِ) ؛) ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، (مُعْظَمُهُم) لأَنَّ الدَّاخِلَ فيهم يَسْتَتِرُ بهم؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرِ وقالَ: دَهْماؤُهم.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لابنِ أَحْمر:
{جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسًّاولو جاوَرْتَ أَسْلَمَ أَو غِفاراونَصُّ الأَزْهرِيّ:
وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَم أَو غفارًا وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} جَنانُهم أَي جَماعتُهم وسَوادُهم.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا سَتَرَك مِن شيءٍ، يقولُ: أَكُونُ بينَ المُسْلمين خيرٌ لي، وأَسْلَمُ وغفَارُ خيرُ الناسِ جِواراً.
( {والجِنِّيُّ، بالكسْرِ: نِسْبَةٌ إِلَى} الجِنِّ) الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ، (أَو إِلى {الجِنَّةِ) الَّذِي هُوَ} الجُنُونُ؛ وقَوْله:
ويْحَكِ يَا {جِنِّيَّ هَل بَدا لكأَن تَرْجَعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ؟ إنَّما أَرادَ امْرأَةً} كالجِنِّيَّة إمَّا لجمالِها، أَو فِي تلَوُّنِها وابْتِدالِها، وَلَا تكونُ {الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسوبةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ حَقيقَةً، لأَنَّ هَذَا الشاعِرَ المتغزِّلَ بهَا إِنْسيٌّ، والإِنْسيُّ لَا يَتعشَّقُ} جِنِّيَّةً.
(وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍ و) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُمَرَ، البَصْرِيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ مِن مالِكٍ (وأَبي يوسُفَ) ، رَحِمَهما اللَّهُ تعالَى راوية المفضِّل الضَّبِّي، رَوَى عَنهُ أَبو عزيان السّلَمي، ( {الجِنِّيَّانِ رَوَيا) الحَدِيْثَ والشِّعْرَ.
(} والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ) ؛) وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ} .
( {وجُنَّ) الرَّجُلُ، (بالضَّمِّ،} جَنًّا {وجُنوناً} واسْتُجِنَّ، مَبْنيَّانِ للمَفْعولِ) ؛) قالَ مُلَيْحُ الهُذَليُّ:
فَلم أَرَ مِثْلي {يُسْتَجَنُّ صَبابةًمن البَيْن أَو يَبْكي إِلَى غيرِ واصِلِ (} وتَجَنَّنَ {وتَجانَّ) ، وَفِي الصِّحاحِ:} تَجَنَّنَ عَلَيْهِ {وتَجانَنَ عَلَيْهِ وتَجانَّ: أَرَى من نفْسِه أنَّه} مَجْنونٌ ( {وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنونٌ) ، وَلَا تَقُلْ} مُجَنٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي هُوَ مِن الشَّواذِّ المَعْدودَةِ كأَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبوبٌ، وَذَلِكَ أنَّهم يَقولونَ جُنَّ، فبُني المَفْعولُ مِن {أَجَنَّه اللَّهُ على غيرِ هَذَا.
(} والمَجَنَّةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الجِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرضٌ! مَجَنَّةٌ: ذاتُ جِنَ.
(و) مَجَنَّةً: (ع قُرْبَ مكَّةَ) على أَمْيالٍ مِنْهَا؛ (وَقد تُكْسَرُ مِيمُها) ، كَذَا فِي النِّهايَةِ، والفتْحُ أَكْثَر؛ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَكَانَ بِلالٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يتمثَّلُ بقوْلِ الشاعِرِ: وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ وَهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: كَانَت مَجَنَّةٌ وَذُو المجازِ وعُكاظ أَسْواقاً فِي الجاهِليَّةِ؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوافَى بهَا عُسْفانَ ثمَّ أَتى بهامِجَنَّةَ تَصْفُو فِي القِلالِ وَلَا تَغْليقالَ ابنُ جنيِّ: يَحْتَمِل كَوْنها مَفْعَلة مِن الجُنونِ كأَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لشيءٍ يتَّصِل {بالجِنِّ أَو} بالجَنَّةِ، أَعْني البُسْتانَ أَو مَا هَذِه سَبِيلُه؛ وكَوْنها فَعَلَّةً مِن مَجَنَ يَمْجُن كأَنَّها سُمِّيت لأَنَّ ضَرْباً مِن المُجونِ كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبُه صنْعةُ عِلْمِ العَرَبِ.
قالَ: فأَمَّا لأَيِّ الأَمْرَيْنِ وقَعتِ التَّسْمية فذاكَ أَمْرٌ طَريقُه الخَبَر.
(و) {المَجَنَّةُ: (الجُنونُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} والجانُّ) :) أَبو {الجِنِّ، والجَمْعُ} جِنّانٌ مِثْل حائِطٍ وحِيطانٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ الحَسَنِ كَمَا أنَّ آدَمَ أَبو البَشَرِ كَمَا فِي قَوْلِه تعالَى: { {والجانُّ خَلَقْناه مِن قبلِ مِن نارِ السّمومِ} .
وَفِي التهْذِيبِ:} الجانُّ مِن الجِنِّ، قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَو الجَمْعُ {جِنَّانٌ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ (اسْمُ جَمْعٍ} للجِنِّ) ، كالجامِلِ والباقِرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهم وَلَا {جانٌّ} وقَرَأَ عَمْرُو بنُ عبيدٍ: {لَا يُسْأَل عَن ذَنْبِه إنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ} ، بتَحْريكِ الألِفِ وقَلْبِها هَمْزةً، وَهَذَا على قِراءَةِ أَيّوب السَّخْتِيانيّ {وَلَا الضَّأَلِّين} ؛ وعَلى مَا حَكَاه أَبو زيْدٍ عَن ابنِ الأَصْبَغِ وغيرِهِ: شَأَبَّة ومَأَدَّة، على مَا قالَهُ ابنُ} جنِّي فِي كتابِ المحتسبِ.
قالَ الزَّجَّاجُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ويُرْوَى أَنَّ خَلْقاً يقالُ لَهُم الجانُّ كَانُوا فِي الأَرضِ فأَفْسَدوا فِيهَا وسَفَكوا الدِّماءَ فبَعَثَ اللَّهُ تعالَى ملائِكَةً أَجْلَتْهم مِن الأَرْضِ، وقيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ المَلائِكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرضِ بعْدَهم فَقَالُوا: يَا رَبَّنا أَتَجْعلُ فِيهَا مَن يُفْسِد فِيهَا.
(و) قَوْلُه تعالَى: {كأَنَّها جانٌّ} . قالَ اللّيْثُ: (حَيَّةٌ) بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الجانُّ حَيَّةٌ، وجَمْعُها {جَوانُّ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: يَعْني أَنَّ العَصا تحرَّكَتْ حَرَكَةً خَفِيفَةً وكانَتْ فِي صورَةِ ثُعْبانٍ، وَهُوَ العَظيمُ مِن الحيَّاتِ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ ضَرْبٌ مِن الحيَّاتِ (أَكْحَلُ العَيْنِ) يَضْرِب إِلَى الصُّفْرةِ (لَا تُؤْذِي) ، وَهِي (كَثيرَةٌ فِي الُّدورِ) ، والجَمْعُ جِنَّانٌ؛ قالَ الخَطَفَي جَدُّ جَريرٍ يَصِفُ إبِلا:
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفاوعَنَقاً بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفا (} والجِنُّ، بالكسْرِ) :) خِلافُ الإِنْسِ، والواحِدُ جِنِّيٌّ، يقالُ: سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها تُتَّقَى وَلَا تُرَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يسمّونَ (المَلائِكةَ) ، عَلَيْهِم السَّلام، {جِناًّ لاسْتِتارِهم عَن العُيونِ؛ قالَ الأَعْشَى يَذْكُر سُلَيْمان، عَلَيْهِ السّلام:
وسَخَّر من} جِنِّ الملائكِ تِسعةًقِياماً لَدَيْه يَعْمَلونَ محارباوقد قيلَ فِي {إلاَّ إبْليس كانَ مِن الجنِّ} : إنَّه عَنَى المَلائِكَةَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: جنى المَلائِكَة! والجِنُّ واحِدٌ، لَكِن من خَبُثَ من الجِنّ وتمردَ شَيْطانٌ ومَن تَطَهَّر مِنْهُم ملَكٌ قَالَ سعدى جلبى وفسّرَ الجِنَّ بالمَلائِكَةِ فِي قوْلِهِ تعالَى: {وجَعَلوا للَّهِ شُرَكاء الجِنّ} .
وقالَ الرَّاغِبُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الجِنُّ يقالُ على وَجْهَيْن: أَحَدُهما للرُّوحانِيِّين المُسْتَتِرَة عَن الحَواسِّ كُلِّها بإزاءِ الإِنْس، فعلى هَذَا تَدْخُل فِيهِ المَلائِكَةُ كُلّها! جِنّ، وقيلَ: بل الجِنّ بعض الرُّوحانِيِّين، وذلِكَ أَنَّ الرُّوحانِيِّين ثلاثَةٌ: أَخْيارٌ وهُم المَلائِكَة، وأَشْرارٌ وهُم الشَّياطِين، وأَوْــساط فيهم أَخْيارٌ وأَشْرارٌ وهُم الجِنُّ، ويدلُّ على ذلِكَ: {قُل أَوحى إليَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِن الجِنِّ} ، إِلَى قوْلِه تعالَى: {ومِنَّا القاسِطُون} .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وقالَ بعضُهم: تفْسِيرُ المصنِّفِ الجِنّ بالمَلائِكَة مَرْدودٌ، إِذْ خَلَقَ المَلائِكَة مِن نورٍ وَلَا مِن نارٍ كالجِنِّ، والمَلائِكَةُ مَعْصومُونَ وَلَا يَتَناسَلُونَ وَلَا يتَّصِفونَ بذكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ بخِلافِ الجِنِّ. وَلِهَذَا قالَ الجَماهيرُ: الاسْتِثناءُ فِي قوْلِه تعالَى: {إلاّ إِبْليِس} ، مُنْقطعٌ أَو مُتَّصلٌ لكَوْنِه كانَ مَغْموراً فيهم مُتَخلِّقاً بأَخْلاقِهم، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا هُوَ مَذْكورٌ فِي شرْحِ البُخارِي أَثْناء بدْءِ الخَلْقِ وَفِي أَكْثَر التَّفاسِيرِ، واللَّهُ أَعْلم.
قُلْت: وقالَ الزَّجَّاجُ: فِي سِياقِ الآيةِ دَليلٌ على أنَّه أُمِرَ بالسّجودِ مَعَ المَلائِكَةِ، وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّه مِن غيرِ المَلائِكَةِ؛ وَقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالَى ذلِكَ فقالَ: {كانَ مِن الجِنِّ} ، وقيلَ أَيْضاً: إنَّه مِن الجنِّ بمنْزِلَةِ آدَمَ مِن الإِنْسِ.
وقيلَ: إنَّ الجِنَّ ضَرْبٌ مِن المَلائِكَةِ كَانُوا خُزَّانَ الأَرضِ أَو الجَنانِ، فَإِن قيلَ: كيفَ اسْتَثْنى مَعَ ذكْرِ المَلائِكَةِ فقالَ: {فسَجَدوا إلاَّ إِبْلِيس} وَلَيْسَ مِنْهُم، فالجَوابُ: أَنَّه أُمِرَ مَعَهم بالسُّجودِ فاسْتَثْنى أَنَّه لم يَسْجُد، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّك تقولُ: أَمَرْتُ عبْدِي وإِخْوَتي فأَطاعُوني إلاَّ عبْدِي؛ وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {فإنَّهم عَدُوٌّ لي إلاَّ رَبّ العالَمِيْن} ، فإنَّ رَبَّ العالَمِيْن ليسَ مِن الأَوَّل، لَا يقْدر أَحدٌ أَنْ يَعْرفَ مِن معْنَى الكَلامِ غيرَ هَذَا.
( {كالجِنَّةِ) ، بالكسْرِ أَيْضاً؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَقَد عَلِمَت الجِنَّةُ إِنَّهم لَمُحْضَرُونَ} ؛ الجِنَّةُ هُنَا المَلائِكَةُ عَبَدَهُم قَوْمٌ مِن العَرَبِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تعالَى: {وجَعَلُوا بينَه وبينَ الجِنَّةِ نَسَياً} ؛ يقالُ: هُم هُنَا المَلائكَةُ إِذْ قَالُوا المَلائكَةُ بناتُ اللَّهِ.
(و) مِن المجازِ: الجِنُّ (من الشَّبابِ وغيرِهِ) :) المَرَحُ (أَوَّلُه وحِدْثانُهُ) ، وقيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه.
يقالُ: كَانَ ذَلِك فِي جِنِّ شَبابِه أَي فِي أَوَّلِ شَبابِه.
وَفِي الأَساسِ: لَقِيْتُه بجِنِّ نَشاطِه، كأَنَّ ثَمَّ} جِنًّا تُسوِّلُ لَهُ النَّزَغَاتِ، اه.
وتقولُ: افْعَلْ ذلِكَ الأَمْرَ {بجِنِّ ذَلِك وبحِدْثانِه؛ قالَ المُتَنخّلُ:
أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولايُنْصِبْك عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِيُريدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَه قَبْل هَذَا البَيْت، يقولُ: سَقَى هَذَا الغَيْثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِن السَّحابِ قَبْل تغيُّرِه، ثمَّ نَهَى نفْسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَن هُوَ مَلِقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَراإذا عَرَتْه} جِنّةٌ وأَبْطَرا فيَجوزُ أَنْ يكونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقد يكونُ الجِنُّ هَذَا النَّوع المُسْتَتِر مِن العالمِ.
(و) مِن المجازِ: الجنُّ (من النَّبْتِ: زَهْرُهُ ونَوْرُهُ.
(وَقد {جُنَّتِ الأَرضُ، بالضَّمِّ،} وتَجَنَّنَتْ {جُنوناً) :) أَخْرَجَتْ زَهْرَها ونَوْرَها.
وقالَ الفرَّاءُ: جُنَّتِ الأرضُ: جاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ مِن النَّبْتِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} جُنَّ النَّبْتُ! جُنوناً: طالَ والْتَفَّ وخَرَجَ زَهْرُهُ.
وَفِي المُحْكَم: جُنَّ النَّبْتُ: غَلُظَ واكْتَمل؛ وقالَ بعضُ الهُذَليِّين:
أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهموقد جُنَّ العِضاهُ مِن العَمِيمِ (و) مِن المجازِ: (نَخْلَةٌ {مَجْنونَةٌ) :) أَي سحوقٌ (طَويلَةٌ) ، والجَمْعُ} المَجانِينُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ للنَّخْلِ المُرْتفعِ طُولاً: مَجْنونٌ، وللنَّبْتِ المُلَتَفّ الَّذِي تأَزَّرَ بعضُه مَجْنونٌ، وقيلَ: هُوَ المُلْتفُّ الكَثِيفُ مِنْهُ.
( {والجَنَّةُ: الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ) .
(قالَ أَبو عليَ فِي التّذْكرةِ: لَا تكونُ فِي كَلامِهم} جَنَّةٌ إلاَّ وفيهَا نَخْلٌ وعِنَبٌ، فإنْ لم يَكُونَا فِيهَا وكانتْ ذاتَ شَجَرٍ فحَدِيقَةٌ لَا جَنَّةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْه} الجَنَّاتُ، والعَرَبُ تسمِّي النَّخِيلَ جَنَّةً؛ وقالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ مِن النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقا وَفِي المُفْردات للرَّاغبِ: الجَنَّةُ كُلُّ بُسْتانٍ ذِي شَجَرٍ تَسْتَتِرُ بأَشْجارِه الأَرضُ، قيلَ: وَقد تُسمَّى الأَشْجارُ الساتِرَةُ جَنَّة، وَمِنْه قَوْلُه:
تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً وسُمِّي {بالجَنَّة إمَّا تَشْبيهاً بالجنَّةِ الَّتِي فِي الأرضِ وإنْ كانَ بَيْنهما بونٌ، وإمَّا لسَتْرِه عَنَّا نِعَمَه المُشار إِلَيْهَا بقوْلِه تعالَى: {فَلَا تَعْلَم نفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنُ} .
(ج) } جِنانٌ، (ككِتابٍ) ، {وجَنَّات، ويقالُ} أَجِنَّة أَيْضاً نَقَلَه شيْخُنا مِن النوادِرِ وقالَ: هُوَ غَريبٌ. وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: إنَّما قالَ {جَنَّات بلَفْظِ الجَمْعِ لكَوْن} الجِنَان سَبْعاً: جَنَّةُ الفرْدَوْسِ، {وجَنَّةُ عَدْنٍ، وجَنَّةُ النَّعِيم، ودارُ الخَلْدِ، وجَنَّةُ المَأْوَى، ودارُ السَّلامِ، وعليون.
(وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ) ، ككِتابٍ: (مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ ابنُ جَنَّات، جَمْعُ جَنَّة، وَهُوَ عَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ نَصْر بنِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ جَنَّاتٍ} الجناتيُّ المُقْرِىءُ عَن أَبي سَعْدٍ الرَّازيّ، وَعنهُ عبْدُ العَزيزِ النَّخْشبيُّ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ.
( {والجَنينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ. ووُجِدَ فِي المُحْكَم:} الجِنِّيَّةُ، بالكسْرِ وشَدِّ النونِ على النِّسْبَةِ إِلَى الجِنِّ: (مِطْرَفٌ) مُدَوَّرٌ (كالطَّيْلَسانِ) تَلْبَسُه النِّساءُ.
وَفِي التهْذِيبِ: ثِيابٌ مَعْروفَةٌ.
( {والجُنُنُ، بضَمَّتَيْنِ: الجُنونُ، حُذِفَ مِنْهُ الواوُ) ، أَي هُوَ مَقْصورٌ مِنْهُ بحذْفِ الواوِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ للشاعِرِ يَصِفُ النَّاقَةَ:
مِثْل النَّعامةِ كَانَت وهْيَ سالمةٌ أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُوبخطِّ الأَزْهرِيِّ فِي كتابِه: حَتَّى نَهاها، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ: وَهِي سائِمةٌ، وأَذْناء ذان أُذُن، وزَهاها: اسْتَخَفَّها.
قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّه أَصْلٌ لَا مَقْصور وَفِي الحَدِيْث: (وأَنا أَخْشى أَنْ أَخْشى أَنْ يكونَ ابْن} جُنُن) ، كَمَا فِي الرَّوْض.
( {وتَجَنَّنَ عَلَيْهِ} وتَجانَنَ) عَلَيْهِ {وتَجانَّ: (أَرَى من نَفْسِه الجُنونَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَنَّه} مَجْنونٌ، أَي وليسَ بذلِكَ لأَنَّه مِن صِيَغِ التَّكَلّف.
(ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ لَقَبُهُ {جَنُّونَةٌ، كخَرُّوبَةٍ: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن عيسَى بنِ حَمَّاد زُغْبَة.
(} وجَنُّونُ) بنُ أَزمل (المَوْصِلِيُّ) الحافِظُ (رَوَى عَن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِيه غَلَطانٌ، الأَوَّل هُوَ حَنُّونُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وسَيَأْتي فِي الحاءِ على الصَّوابِ، وَالثَّانِي: أنَّ الَّذِي رَوَى عَنهُ هُوَ عسافُ لَا غَسَّانُ.
( {والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْرابُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قَوْلُهم: (} أَجِنَّكَ كَذَا، أَي من أَجْلِ أَنَّكَ) ، فحذَفُوا الَّلامَ والأَلِفَ اخْتِصاراً، ونَقَلوا كسْرَةَ الَّلامِ إِلَى الجِيمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهموأَنَّكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَتِ امْرأَةُ ابنِ مَسْعود: لَهُ أَجَنَّك مِن أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ الكِسائيُّ وغيرُهُ: معْناهُ مِن أَجْلِ أَنَّكَ، فترَكَتْ مِنْ، كَمَا يقالُ فَعَلْتُه أَجْلَك أَي مِن أَجْلِكَ.
( {والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَطْرافُ الأَضْلاعِ ممَّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ؛ (الواحِدُ} جِنْجِنٌ {وجِنْجِنَةٌ، بكسْرِهما) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، هَكَذَا حَكَاه الفارِسِيُّ بهاءٍ وَبلا هاءٍ، (ويُفْتَحانِ.
(و) قيلَ: واحِدُها (} جُنْجونٌ، بالضَّمِّ) ؛) قالَ:
وَمن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن وَقد تَقَدَّمَ فِي ع ج ر.
( {والمَنْجَنونُ} والمَنْجَنينُ: الدُّولابُ) الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، (مُؤَنَّثٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: {ومَنْجَنون كالأَتان الْفَارِق قالَ: شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَكْثَر على أَنَّه فَعْلَلولُ لفَقْدِه مَفْعَلول ومَنْفَعول وفَنْعَلول، فمِيمُه ونُونُه أَصْلِيَّتان، ولأَنَّهم قَالُوا:} مناجين بإِثْباتِهما؛ وقيلَ: هُوَ فَنْعلون مِن {مجن فَهُوَ ثلاثيٌّ، وقيلَ: مَنْفعول ورد بأنَّه ليسَ جارِياً على الفِعْل فتَلْحَقه الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِه، وبأنَّه بِناءٌ مَفْقودٌ وبثُبُوت النُّون فِي الجَمْعِ كَمَا مَرَّ، وَكَذَا مَنْجَنين فعلليل أَو فنعليل أَو منفعيل.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْض: مِيمُ} مَنْجَنون أَصْليَّة فِي قَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَكَذَا النُّون لأَنَّه يقالُ فِيهِ {مَنْجَنين كقرطليل، وَقد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَر فِي كِتابِه أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ إلاَّ أَنَّ بعضَ رُواةِ الكِتابِ قالَ فِيهِ مَنْحَنون بالحاءِ المُهْمَلَةِ فعلَى هَذَا لم يَتَناقَض كَلامُه.
قالَ شيْخُنا: وكأَنَّ المصنِّفَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى اخْتَارَ رَأْيَ سِيْبَوَيْه فِي أَصالَةِ الكلِّ واللَّهُ أَعْلَم.
قُلْت: لَو كانَ كَذلِكَ لكانَ مَوْضِعُه فِي م ن ج ن، فتأَمَّل ذَلِك.
(} والمِجْنُ) ، بالكسْرِ: (الوِشاحُ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ (و) قوْلُهم: (لَا {جِنَّ) بِهَذَا الأَمْرِ، (بالكسْرِ) ، أَي (لَا خَفاءَ) ؛) قالَ الهُذَليُّ:
وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (و) } جُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ.
(و) أَيْضاً: (رَوْضَةُ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَني يَرْبوعٍ) ؛) نَقَلَهُ نَصْر. (و) أَيْضاً: (ع بينَ وادِي القُرَى وتَبوكَ.
( {والجُنَيْناتُ: ع بدارِ الخِلافَةِ) ببَغْدادَ.
(وأَبو} جَنَّةَ) :) حكيمُ بنُ عبيدٍ، (شاعِرٌ أَسَدِيٌّ) وَهُوَ (خالُ ذِي الرُّمَّةِ) الشَّاعِرِ.
(وَذُو {المِجَنَّيْنِ) ، بكسْرِ المِيمِ: لَقَبُ (عُتَيْبَةَ الهُذَلِيِّ كانَ يَحْمِلُ تُرْسَيْنِ) فِي الحَرْبِ.
(و) مِن المجازِ: يقالُ أَتَيْتُ على (أَرْضٍ} مُتَجَنِّنَةٍ) وَهِي الَّتِي (كَثُرَ عُشْبُها حَتَّى ذَهَبَ كلَّ مَذْهَبٍ.
(وبَيْتُ جِنَ، بالكسْرِ: ة تَحْتَ جَبَلِ الثَّلْجِ، والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا ( {جِنَّانِيٌّ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، وَمِنْهَا الإمامُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّيْن} الجِنَّانيُّ وَكيلُ الحاكمِ صاحِبُ الذهبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَنِينُ: القَبْرُ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ؛ نَقَلَه الرَّاغِبُ.
وأَيْضاً: المَقْبورُ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ الشاعِرِ:
وَلَا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لَهَا من تِسْعَةٍ إلاَّ} جَنِينا أَي قد ماتُوا كُلّهم فَجُنُّوا.
{والجَنِينُ: الرَّحِمُ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذا غابَ نَصْرانِيُّه فِي} جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجَ فَوق ظَهْرِ العُجارِمويُرْوَى: حَنِيفها، وعَنَى بالنَّصْرانيّ، ذَكَرَ الفاعِلِ لَهَا مِن النَّصارَى، وبحَنِيفِها: حِرَها.
{والأَجنَّةُ:} الجنانُ.
وأَيْضاً: الأَمْواهُ المُتَدفقةُ؛ قالَ: وجَهَرتْ {أَجِنَّةً لم تُجْهَرِيقولُ: وَرَدَتْ هَذِه الإِبِلُ الماءَ فكَسَحَتْه حَتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا لقِلَّتِه. يقالُ: جَهَرَ البِئْرَ: نَزَحَها.
} والتَّجْنينُ: مَا يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:
وَلَقَد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً وَلَقَد نَطقْتُ قَوافِيَ {التَّجْنينِ وأَرادَ بالإِنْسِيَّة مَا تقولُ الإِنْسُ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: أَرادَ} بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
وقَوْلُهم فِي المَجْنُونِ: مَا {أَجَنَّه، شاذٌّ لَا يقاسُ عَلَيْهِ، لأَنَّه لَا يقالُ فِي المَضْروبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا فِي المَسْلولِ مَا أَسَلّه، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ فِي الجَسَدِ وَلَا بخِلْقةٍ فِيهِ، وإِنَّما هُوَ مِن نُقْصان العَقْلِ.
وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وَمَا أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإِنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وَهُوَ شاذٌّ.
} والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وَأَرْض {مَجَنَّةٌ: كَثِيرَة الْجِنّ
} وأَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:
على مَا أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ هَنُون {أَجَنَّ مَنْشأ ذَا قريب} والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه مَا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.
وأَرْضٌ {مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.
} وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.
{وجُنَّ الذُّبابُ} جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواريوجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأَساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سُرُورًا بِهِ.
وَقد ذُكِرَ فِي ب وز: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.
{والجِنَّةُ، بالكسْرِ:} الجُنونُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ {جِنَّةٌ} ؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.
وقالَ شَمِرٌ: {الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأَنْشَدَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إِذْ يَرْكَبونَ} جَناناً مُسْهَباً وَرِبا {وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:
وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ فِي أَهْلِه لم} يُجَنّ ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ فِي {جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وَهُوَ سوءُ خُلُقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطالَ} جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ أَرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.
وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنَ: أَي بمكانٍ خالٍ لَا أَنِيسَ بِهِ.
ومنيةُ {الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.
وحفْرَةُ} الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.
وككِتابٍ: {جِنانُ بنُ هانِىءِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثمَّ الأَرْحبيُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ إسْماعيلُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ ذِي الشعارِ الهَمدانيّ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَميرُ. ويقالُ: هُوَ حِبَّانُ، بكسْرِ الحاءِ المُهْمَلةِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
وعَمْرُو} الجِنِّيُّ، بالكسْرِ، ذَكَرَه الطّبْرانيُّ فِي الصَّحابَةِ.
وعَمْرُو بنُ طارقٍ الجِنِّيُّ: صَحابيٌّ أَيْضاً، وَهُوَ غيرُ الأوَّل حقَّقَه الحافِظُ فِي الإِصابَةِ.
وأَبو الفتْحِ عُثْمانُ بنُ جنيَ النّحويُّ مَشْهورٌ، وابْنُه عالي رَوى.
والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ إسْماعيلَ بنِ جَعْفرٍ الصَّادِقِ الحُسَيْنيّ يقالُ لَهُ أَبو الجنِّ وقتيلُ الجنِّ، عَقبهُ بدِمَشْقَ والعِرَاق، مِنْهُم أَبُو القاسِمِ النسيب عليُّ بنُ إِبْراهيمَ بنِ العبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العبَّاسِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ عَن الخَطِيبِ أَبي بَكْرٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، ووالدُهُ أَبو الحُسَيْن قاضِي دِمَشْقَ وخَطِيبُها، وجَدُّه العبَّاسُ يُلَقَّبُ مجدُ الدِّيْن، هُوَ الَّذِي صَنَّف لَهُ الشيْخُ العمريُّ كتابَ المجدي فِي النّسَبِ، وجَدُّه الأَعْلى العبَّاسُ بنُ عليَ، هُوَ الَّذِي انْتَقَلَ مِن قُمّ إِلَى حَلَبَ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ إِبْراهيمَ الجنِّيُّ مِن شيوخِ الدِّمْياطي.
{والجُنانُ، كغُرابٍ: الجُنونُ، عامِّيَّة.
وأَحْمَدُ بنُ عيسَى المُقْرِىءُ المَعْروفُ بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شُعَيْب الحرانيّ، ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وعبدُ الوَهاب بنُ حَسَن بنِ عليَ أَبي {الجِنِّيَّة الوَاسِطيّ عَن خَمِيس الجُوزي، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.
} وجَنَّ المَيِّتَ {وأَجَنَّه: وَارَاهُ.
} وأَجَنَّ الشيءَ فِي صدْرِه: أَكْمَنَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{واجْتَنَّ} الجَنِينُ فِي البَطْنِ مِثْل جَنَّ.
{والجُنَّةِ، بالضمِّ: السُّتْرةُ، الجَمْعُ} الجُنَنُ. ودِيكُ الجِنِّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
وأَكَمةُ الجِنِّ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ عَن نَصْر.
وعبدُ الوهابِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي {الجنِّيَّة الدَّارْقَطْنِيّ عَن خَمِيس الْجَوْزِيّ، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى المُقْري المَعْروف بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شعْبَةَ الحرانيّ ذَكَرَه الحافِظُ الذهبيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(جنن) : الجَنَنُ: المَيّتُ.
(جنن) : يَجنُّ عليه اللَّيْل: لغةٌ في يَجُنُّ.
(ج ن ن) : (جَنَّهُ) سَتَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ الْمِجَنُّ) التُّرْسُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَفِي رِسَالَةِ أَبِي يُوسُفَ وَلَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ ثَمَنِ الْمِجَنِّ وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُ الْحَدِيثِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ» قَالَ وَالْمِجَنُّ يَوْمئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (وَفِيهِ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ» (وَالْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَنْبَتُ فِي الْجِنَانِ أَيْ فِي الْبَسَاتِينِ (وَالْجَنَّةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ قَالَ زُهَيْرٌ
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ... مِنْ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا.

(وَالْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الرَّحِمِ (وَالْجُنُونُ) زَوَالُ الْعَقْلِ أَوْ فَسَادُهُ (وَالْجِنُّ) خِلَافُ الْإِنْسِ وَالْجَانُّ أَبُوهُمْ (وَالْجَانُّ) أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ وفِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلصَّدْرِ الشَّهِيدِ الْجِنِّيُّ مِنْ الْحَيَّاتِ الْأَبْيَضُ وَفِيهِ نَظَرٌ.
جنن: {جُنَّة}: ترسا. {من جِنة}: جن أو جنون. {الجنة}: البستان: جان: واحد الجن. وجنس من الحيات. {أجِنَّة}: جمع جنين. 

صحف

صحف
الصَّحِيفَةُ: المبسوط من الشيء، كصحيفة الوجه، والصَّحِيفَةُ: التي يكتب فيها، وجمعها:
صَحَائِفُ وصُحُفٌ. قال تعالى: صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى [الأعلى/ 19] ، يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة/ 2- 3] ، قيل: أريد بها القرآن، وجعله صحفا فيها كتب من أجل تضمّنه لزيادة ما في كتب الله المتقدّمة. والْمُصْحَفُ: ما جعل جامعا لِلصُّحُفِ المكتوبة، وجمعه: مَصَاحِفُ، والتَّصْحِيفُ:
قراءة المصحف وروايته على غير ما هو لاشتباه حروفه، والصَّحْفَةُ مثل قصعة عريضة.
صحف
الصَّحْفَةُ: كالقَصْعَةِ، والجمع صِحَافُ، قال الأعشى:
والمكاكيك والصِّحَافَ من الفِ ... ضةِ والضّامرات تحت الرِّحَالِ
وقال الكسائي: أعظم القصِاع الجفنَةُ؛ ثم القصعة تليها تُشْبِع العشرة؛ ثم الصَّحْفَة تُشْبع الخمسة؛ ثم المئكلة تُشبع الرجلين والثلاثة؛ ثم الصُّحَيْفَةُ تُشيع الرجل.
والصَّحِيْفَةُ: الكتاب، والجمع: صُحُفٌ وصَحَائفُ. وقال الليث: الصُّحُفُ: جماعة الصَّحِيفَةِ، وهذا من النوادر أن تجمع فَعِيْلَةُ على فُعُلٍ؛ مثل صَحِيْفَةٍ وصُحُفٍ وسَفِينةٍ وسُفُنٍ، وكان قياسه صَحَائفَ وسَفَائنَ.
وقول الله تعالى:) صُحُفِ إبراهيم وموسى (يعني الكتب التي أُنزلت عليهما - صلوات الله عليهما -.
وصَحِيْفَةُ الوجه: بشرة جِلْدِه، قال:
إذا بدا من وجهك الصَّحِيْفُ
قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ لرؤبة، والرواية:
أضاء من سُنَّتِكَ الصَّحِيْفُ
وقال غيره: جمع هذا على حذف الزائد فصار مثل رَغِيْفٍ ورُغًفٍ وقَضِيْبٍ وقُضُبٍ.
قال: والصَّحِيْفُ: وجه الأرض، قال:
بل مَهْمَهٍ منجرد الصَّحِيْفِ
وقال الشيباني: الصِّحَافُ: مناقع صغار تتخذ للماء، والجماع: صُحُفٌ. والذي يقرأ الصَّحِيْفَةَ ويُخطئ في القراءة: صَحَفِيٌّ - بالتحريك - وقول العامة صُحُفيٌّ - بضمتين -: لحن، والنسبة إلى الجمع نسبة إلى الواحد، لأن الغرض الدلالة على الجنس والواحد يكفي. وأما ما كان علماً كأنماري وكلابي ومَعَافِرِيٍّ ومَدَائنِيٍّ فإنه لا يرد، وكذا ما كان جارياً مجرى العلم كأنصاري وأعرابي.
والمَصْحَفُ والمِصْحَفُ والمُصْحَفُ - بالحركات الثلاث - عن ثعلب قال: والفتح لغة صحيحة فصيحة. قال الفرّاء: قد اسْتثقلت العرب الضمة في حروف وكسروا ميمها وأصلها الضم؛ من ذلك مِصْحَفٌ ومِخْدَعٌ ومِطْرَفٌ ومِغْزَلٌ ومِسْجَدٌ، لأنها في المعنى مأخوذة من أُصْحِفَ أي جُمِعَتْ فيه الصُّحُفُ؛ وأُطرِفَ أي جعل في طرفيه علمان؛ وأُجْسد أُلصق بالجسد؛ وكذلك المُغْزَلُ إنما هو أُديْر وفُتِلَ. وقال أبو زيد: تميم تقول بكسر الميم وقيس تقول بضمها.
والتَّصْحِيْفُ: الخطأ في الصَّحِيْفَةِ، يقولون: تَصَحَّفَ عليه لفظ كذا.
والتركيب يدل على انبــساط في الشيء وسعة.
(صحف) الْكَلِمَة كتبهَا أَو قَرَأَهَا على غير صِحَّتهَا لاشتباه فِي الْحُرُوف

صحف


صَحَفَ
صَحَّفَa. Made a mistake ( in reading or in writing).
أَصْحَفَa. Bound, stitched together (book).

تَصَحَّفَa. Was written or read incorrectly.
b. Wrote or read incorrectly.

صَحْفَة
(pl.
صِحَاْف)
a. Large bowl or basin; dish.

مَصْحَف
(pl.
مَصَاْحِفُ)
a. Book, volume.

مِصْحَفa. see 17
صَحِيْفa. Surface of the earth; ground.

صَحِيْفَة
(pl.
صُحُف
صَحَاْئِفُ
46)
a. Page, leaf, sheet.

صَحَّاْفa. Bookseller. N. P IV
see 17
صحف
الصُّحُفُ: جَمَاعَةُ الصَّحِيْفَةِ، ويُخَفَّفُ. وسُمِّيَ المُصْحَفُ لأنَّه أُصْحِفَ: جُعِلَ جامِعَاً للصُّحُفِ. وصَحِيْفَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه. والصَّحِيْفُ: وَجْهُ الأرْضِ. والصَّحْفَةُ: شِبْهُ قَصْعَةٍ عَرِيْضَةٍ، والجَميعُ: الصِّحَافُ. والمُصَحِّفُ: الذي يَرْوي الخَطَأ على قِراءةِ الصُّحُفِ، وهو الصُّحُفيُّ أيضاً. والصِّحَافُ: شِبْهُ حَوْضٍ يُتَّخَذُ للماءِ، وجَمْعُه: صُحُفٌ.
ص ح ف

معه صحيفة وصحف وصحائف وهي قطعة من جلد أو قرطاس يكتب فيه، وهو صحفي وصحاف. وهو لحانة مصحف. وصحف الكلمة. ووجهه كورقة المصحف.

قال الراعي:

تقلّب خدّين كالمصحفي ... ن خطهما واضح أ. هر

وتقول: صحائف الكتب، خير من صحاف الذهب. والصحفة: القصعة المسلنطحة.

ومن المجاز: صن صحيفة وجهك وهي بشرته.
ص ح ف: (الصَّحْفَةُ) كَالْقَصْعَةِ وَالْجَمْعُ (صِحَافٌ) قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَعْظَمُ الْقِصَاعِ الْجَفْنَةُ ثُمَّ الْقَصْعَةُ تَلِيهَا تُشْبِعُ الْعَشَرَةَ ثُمَّ الصَّحْفَةُ تُشْبِعُ الْخَمْسَةَ ثُمَّ الْمِئْكَلَةُ تُشْبِعُ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ ثُمَّ (الصُّحَيْفَةُ) تُشْبِعُ الرَّجُلَ. وَالصَّحِيفَةُ الْكِتَابُ وَالْجَمْعُ (صُحُفٌ) وَ (صَحَائِفُ) وَ (الْمُصْحَفُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا، وَأَصْلُهُ الضَّمُّ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ (أُصْحِفَ) أَيْ جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُفُ. 
(ص ح ف) : (الصَّحِيفَةُ) قِطْعَةُ قِرْطَاسٍ مَكْتُوبٍ وَجَمْعُهَا صُحُفٌ وَقَدْ جَعَلَهَا مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - اسْمًا لِغَيْرِ الْمَكْتُوبِ فِي قَوْلِهِ وَإِنْ كَانَتْ السَّرِقَةُ (صُحُفًا) لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ أَيْ مَكْتُوبٌ وَالنِّسْبَة إلَيْهَا صَحَفِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ الصَّحِيفَةِ (وَالْمُصْحَفُ) الْكُرَّاسَةُ وَحَقِيقَتُهَا مَجْمَعُ الصُّحُفِ (وَالتَّصْحِيفُ) أَنْ يَقْرَأَ الشَّيْءَ عَلَى خِلَافِ مَا أَرَادَهُ (كَاتِبُهُ) أَوْ عَلَى غَيْرِ مَا اصْطَلَحُوا عَلَيْهِ (وَالصَّحْفَةُ) وَاحِدَةُ الصِّحَافِ وَهِيَ قِطْعَةٌ كَبِيرَةٌ مُنْبَسِطَةٌ تُشْبِعُ الْخَمْسَةَ.
[صحف] الصَحْفَةُ كالقصعة، والجمع صِحافٌ. قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة، ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصحيفة تشبع الرجل. والصَحيفَةُ: الكتابُ، والجمع صُحُفٌ وصَحائِفُ. والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ. قال الفراء: وقد استثقلت العربُ الضَمَّةَ في حروفٍ فكسروا ميمها وأصلها الضمُّ، من ذلك مِصْحَفٌ، ومِخْدَعٌ، ومِطْرَفٌ، ومِغْزَلٌ، ومِجْسَدٌ، لأنَّها في المعنى مأخوذة من أصحف أي جمعت فيه الصحف، وأطرف جعل في طرفيْهِ عَلَمان، وأُجْسِدَ أُلْصِقَ بالجسد. وكذلك المغزل، إنما هو أدير وفتل. والتصحيف: الخطأ في الصحيفة.
ص ح ف : الصَّحْفَةُ إنَاءٌ كَالْقَصْعَةِ وَالْجَمْعُ صِحَافٌ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الصَّحْفَةُ قَصْعَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ.

وَالصَّحِيفَةُ قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ أَوْ قِرْطَاسٍ كُتِبَ فِيهِ وَإِذَا نُسِبَ إلَيْهَا قِيلَ رَجُلٌ صَحَفِيٌّ بِفَتْحَتَيْنِ وَمَعْنَاهُ يَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْهَا دُونَ الْمَشَايِخِ كَمَا يُنْسَبُ إلَى حَنِيفَةَ وَبَجِيلَةَ حَنَفِيٌّ وَبَجَلِيٌّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ صُحُفٌ بِضَمَّتَيْنِ وَصَحَائِفُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكَرَائِمَ وَالْمُصْحَفُ بِضَمِّ الْمِيمِ أَشْهَرُ مِنْ كَسْرِهَا وَالتَّصْحِيفُ تَغْيِيرُ اللَّفْظِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ الْمَعْنَى الْمُرَادُ مِنْ الْمَوْضِعِ وَأَصْلُهُ الْخَطَأُ يُقَالُ صَحَّفَهُ فَتَصَحَّفَ أَيْ غَيَّرَهُ فَتَغَيَّرَ حَتَّى الْتَبَسَ. 
(صحف) - قوله تبارك وتعالى: {صُحُفًا مُطَهَّرةً}
قيل: الصَّحِيفة لا تُسمَّى صَحِيفة حتى تكون ظرفًا للمَكْتوب فيها.
قال تعالى: {يَتْلُو صُحُفًا}
: أي ما تَتَضمَّن الصَّحِيفةُ مِمَّا كُتِب فيها، ثم قال فيها - أي في الصَّحِيفةِ - مكتوب {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} .
والمُصْحَف - بالضمّ - مُفعَل من الصُّحُف؛ أي جُعِلت فيه الصُّحُف، وبفتح الميم: مَوْضِع الصُّحُف، وبالكَسْرِ: آلةُ الصُّحُف، والمُصَحِّف: الذي يَجعَل الدَّالَ ذَالاً والحَاءَ خَاءً ونَحْوهَما، وكذلك الصُّحُفِىّ، والقِياسُ صَحَفِى كَحَنَفِىّ.- وفيه: "ولا تَسْألُ المَرأةُ طلاقَ أُخْتِها لتَسْتَفْرغ صَحْفَتَها".
الصَّحْفَة: إِناءٌ كالقَصْعَة المْبسُوطة ونحوِها، وجَمعُها: صِحَاف. وهذا مَثَلٌ يُريد به الاسْتِئثارَ عليها بحظِّها، فتكوُن كمَن اسْتَفرغ صَحْفَة غيرِه وقَلَب ما في إنائِه إلى إناء نَفْسِه. وقد تكرَّرت في الحديث
صحف كفأ نجش وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفئ مَا فِي صحفتها فَإِنَّمَا لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا وَلَا تناجشوا وَلَا يَبِيع بَعْضكُم على [بيع -] بعض. قَوْله: لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا يَعْنِي بأختها ضرّتها. وَقَوله: لتكتفئ مَا فِي صحفتها أصل الصحفة الْقَصعَة وَجَمعهَا صحاف. 75 / ب وَقَوله: / لتكتفئ إِنَّمَا هُوَ [مثل يَقُول: لَا تميل حَظّ تِلْكَ إِلَى نَفسهَا ليصير حَظّ أُخْتهَا من زَوجهَا كُله لَهَا وَإِنَّمَا قَوْله: لتكتفئ -] تفتعل من كفأت الْقدر وَغَيرهَا إِذا كببتها ففرغت مَا فِيهَا. وَقَوله: لَا تناجشوا فَإِن النجش أَن يُعْطي الرجل صَاحب السّلْعَة بسلعته أَكثر من ثمنهَا وَهُوَ لَا يُرِيد شراءها إِنَّمَا يُرِيد أَن يسمعهُ غَيره مِمَّا لَا يضّر لَهُ بهَا فيزيد لزيادته وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يرْوى عَن ابْن أبي أوفى: الناجش آكل رَبًّا خائن. وَقَوله: لَا يبع على بيع أَخِيه قد فسرناه فِي غير هَذَا الْموضع. 
[صحف] فيه: إنه كتب لعيينة بن حصن كتابًا فقال: يامحمد! أتراني حاملًا إلى قومي كتبًا "كصحيفة" المتلمس، الصحيفة الكتاب، والمتلمس أسم شاعر كان قدم هو وطرفة الشاعر على ملك فنقم عليهما أمرًا فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأمره بقتلهما وقال: قد كتبت لكما بجائزة، فأجتازا بالحية فأعطى المتلمس صحيفته صبيًا فقرأها فإذا فيها الأمر بقتله فألقاها في الماء، وقال لطرفة: أفعل كما فعلت، فأبى ومضى إلى العامل وقتله. وفيه: لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ "صحفتها"، هي إناء كالقصعة المبسوطة وجمعها صحاف، وهو مثل يريد به الاستئثار عليها بحظها فتكون كمن استفرغ صحفة غيره وقلب ما في إنائه إلى إناء نفسه. ط: الصحفة ما تشبع خمسة، والقصعة تشبع عشرة. ك: نهى للمرأة أن تسأل الرجل طلاق زوجته لينكحها ويصير لها من نفقته ما كان للمطلقة، وروى: طلاق أختها، أي ضرتها وهي أختها في الدين. وفيه: طووا "الصحف"، أي صحف المبادرين إلى الجمعة، والملائكة المذكورون غير الحفظة. وح: إلا كتاب الله وهذه "الصحيفة" مر في شىء من ش. قا: ("صحفًا منشرة) أي قراطيس تنشر، وذلك أنهم قالوا: لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء بأن أتبع محمدًا. ش: جعلت قلوب أمتك "مصاحفها"، أي جعلتهم يحفظون كتابهم عن ظهر قلب، قيل: وليس شيء من كتب الله يقرأ كله ظاهرًا إلا القراآن. ن: كأنه ورقة "مصحف"، بتثليث حركات الميم، وجه الشبه حسن البشرة والصفا والأستنارة.
(ص ح ف)

الصحيفةُ: الَّتِي يكْتب فِيهَا. وَالْجمع صحائفْ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (إِن هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولى. صُحُفِ إبراهيمَ وموسَى) يَعْنِي الْكتب الْمنزلَة عَلَيْهِمَا، عَلَيْهِمَا السَّلَام. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما صحائفُ فعلى بَابه، وصُحفٌ دَاخل عَلَيْهِ لِأَن فعلا فِي مثل هَذَا قَلِيل، وَإِنَّمَا شبهوه بقليب وقلب، وقضيب وقضب، كَأَنَّهُمْ جمعُوا صحيفا حِين علمُوا أَن الْهَاء ذَاهِبَة شبهوها بحفرة وحفار، حِين أجروها مجْرى جمد وجماد.

وصحيفةُ الْوَجْه، بشرة جلده. وَقيل: هِيَ مَا أقبل عَلَيْك مِنْهُ. وَالْجمع صَحِيفٌ. وَقَوله:

إِذا بدا من وجْهِكَ الصحيفُ

يجوز أَن يكون جمع صحيفةٍ الَّتِي هِيَ بشرة جلده وَيجوز أَن كَون أَرَادَ بالصحيفِ الصحيفةَ.

والصحيفُ: وَجه الأَرْض. قَالَ:

بل مَهْمَةٍ منجردِ الصحيفِ

وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه بالصحيفةِ الَّتِي كتب فِيهَا.

والمُصْحَفُ: الْجَامِع للصُّحُفِ الْمَكْتُوبَة بَين الدفتين، كَأَنَّهُ أصْحِفَ، وَالْكَسْر وَالْفَتْح فِيهِ لُغَة، قَالَ أَبُو عبيد: تَمِيم تكسرها، وَقيس تضمها. وَلم يذكر من فتحهَا وَلَا أَنَّهَا تفتح، إِنَّمَا ذَلِك عَن الَّلحيانيّ يحكيه عَن الْكسَائي.

والمُصحِّفُ والصُّحُفِيُّ: الَّذِي يروي الْخَطَأ عَن قِرَاءَة الصُّحُفِ باشتباه الْحُرُوف، مولدة.

والصَّحْفَةُ: شبه قَصْعَة مسلنطحة عريضة وَهِي تشبع الْخَمْسَة وَنَحْوهم، وَالْجمع صِحافٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (يُطافُ عَلَيْهِم بصِحافٍ من ذهبٍ) . والصُّحَيفةُ أقل مِنْهَا وَهِي تشبع الرجل، وَكَأَنَّهُ مصغر لَا مكبر لَهُ.
صحف: صَحْفَة: قَصْعَة، جَفْنة في معجم بوشر، وهي لا تعني قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة كما جاء في فصيح اللغة، بل هي بالعكس عند العامة فإنها لا تشبع الواحد (محيط المحيط).
صَحْفَة: إناء من النحاس للغسل بالصابون (رولاند).
صَحْفة: شمعدان (ابن جبير ص101، ص99) حيث الصواب صحفة أو صُحَيْفة بدل صفيحة، كما أشار إلى ذلك السيد دي غويه في معجم الطرائف (ص8).
صحفة: في المغرب اسم مكيال كبير (البكري ص63: 91، كرتاس ص202، 266، 277) وعند شنييه (3: 536): وفي مملكة فاس من سالة حتى الشمال يباع القمح بالصحفة والصحة والمدّ، وكل أربعة امداد تساوي صَحّة، وكل ستين مد تساوي صحفة، ولما كان المد يزن من 18 إلى 20 ليبرة (500 غرام) يكون وزن الصفة اثني عشر قنطاراً (ووزن القنطار مائة كيلو) صحفة الكاغد: ورقة القرطاس (دومب ص78).
صَحِيفُة: راحوا في صحائفه: أطيح بهم لغضبه عليهم (بوشر).
صُحَيفة: آنية للمرق (ألكالا) إناء من نحاس (هلو).
صُحَيَّفَة: في المعجم اللاتيني - العربي ( titulus) رشم وكتاب وصُحَيفَة.
صَحَّاف: حمّال، عتّال، خلاع أبواب، خبيث، نذل، لئيم، نصاب، محتال (ألكالا).
صَحَّاف: لحّاد، رمّاس (دومب ص104).
صَحَّاف: هذه الكلمة ذكرت في القسم الأول من معجم فوك في مادة لاتينية معناها قرص، حلقة من حديد، وهذا خطأ من غير شك والصواب صَحفَة.
تَصْحِيف: عند البديعيين أن يؤتى بلفظين يتفقان في صورة الأحرف ويختلفان في النقط إما مع اتفاق الحركات نحو إنّا لمبعوثون خلقاً جديداً قلْ كونوا حجارة أو حديدا، أو مع اختلافهما نحو وهم يَحْسَبون أنهم يُحِسنون صنعاً. وقد يكون بين أكثر من لفظين كقول الشاعر:
وحمرة خد إنما هي جمرة ... تذيب الحشَى أو خمرة تركها إثم
(انظر المؤلفين الذين نقل عنهم دي يونج).
ويسمى الجناس المُصَحَّف (محيط المحيط).
تَصحِيف: رطانة، لغة خاصة باصحاب مهنة أو جماعة معينة لا يفهمها غيرهم (بوشر).
الجناس المصحف: انظره في مادة تصحيف.
مُصَحَّف: عند المحدثين هو أن يخالف الراوي الثقات بالنسبة إلى النقط، فان كانت المخالفة بالنسبة إلى الشكل والإعراب سمى محرفاً.
مُصَحَّف: هو الذي يقرأ على خلاف ما أراد كاتبه أو على غير ما اصطلحوا عليه.
صحف
الصَّحَفةُ: م مَعْروفَةٌ، والجَمْعُ: صِحَافٌ، قَالَ الأَعْشى:
(والمَكَاكِيكَ والصِّحَافَ مِنَ الْفِضَّ ... ةِ والضَّامِرَاتِ تَحْتَ الرِّجالِ)
وَقَالَ ابنُ سِيدَة: الصَّفْحَةُ: شِبْهُ قَصْعَةٍ مُسْلَنْطِحَةٍ عَرِيضَةٍ، وَهِي تُشْبِعُ الخَمْسَةَ ونَحْوَهُم، وَفِي التَّنْزِيلِ: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَقَالَ الكِسَائِيُّ: أَعْظَمُ الْقِصَاع الجَفْنَةُ، ثمَّ القَصْعَةُ تَلِيها، تُشْبِعُ العَشَرَة، ثُمَّ الصَّحْفَةُ تُشْبِعُ الخَمْسَةَ، ثُمَّ المِئْكَلَةُ تُشْبِعُ الرَّجُلَيْنِ والثَّلاَثَةَ، ثُمَّ الصُّحَيْفَةُ، مُصَغَّراً، تُشْبِعُ الرَّجُلَ، هَذَا نَصُّ الكسائيِّ، وَقَالَ غيرُه فِي الأَخير: وكأَنَّه مُصَغَّرٌ لَا مُكَبَّرَ لَهُز والصَحيفَةُ: الْكتَابُ، ج: صَحَائفُ علَي الْقيَاس، وصُحُفٌ، كَكُتَب، ويُخَفَّفُ أَيضاً، وَهُوَ نَادرٌ، قَالَ اللَّيْثُ: لأَنَّ فَعيلَةَ لاَ تُجْمَعُ علَي فُعُل، قَالَ سيبَوَيْه: أَمَّا صَحائفُ فعلَي بَابه، وصُحُفٌ دَاخلٌ عَلَيْهِ، لأَنَّ فُعُلاً فِي مثْل هَذَا قليلٌ، وإِنَّما شَبَّهُوهُ بقَليبٍ وقُلُبٍ، وقَضيبٍ وقُضُبٍ، كأَنَّهم جَمَعُوا صَحيفاً حِين عَلمُوا أَنَّ الهاءَ ذَاهبَةٌ، شَبَّهُوها بحُفْرَةٍ وحِفَارٍ، حينَ أَجْرَوْها مُجْرَى جُمْدِ وجِمَادٍ، قَالَ الأَزْهَريُّ: ومثْلُه فِي النَّدْرَةِ، سَفينَةٌ وسُفًنٌ، والقياسُ: سَفَائِنُ. والصَّحيفُ، كَأَميرٍ: وَجْهُ الأَرْض، وَهُوَ مَجازٌ علَي التَّشْبيه بِمَا يُكْتَبُ فِيهِ، قَالَ الرَّاجزُ: بل مَهْمَهٍ مُنْجَرِدِ الصَّحِيفِ وَقَالَ الشَّيْبَانيُّ: الصِّحافُ، كَكتَابٍ: مَنَاقعُ صِغَارٌ تُتَّخَذُ للْمَاءِ، ج: صُحُفٌ، كَكُتُبٍ. والصَّحَفِيُّ، مُحَرَّكَةً، من يُخْطئُ فِي قرَاءَة الصَّحيفَة، وقَوْلُ العامَّة الصُّحُفِيُّ، بضَمَّتَيْن، لَحْنٌ، والنِّسْبةُ إِلَى الجَمْع نسْبَةٌ إلَى الْوَاحِد، لأَنَّ الغَرَضَ الدَّلالةُ على الجِنْس، والواحدُ يَكْفي فِي ذَلِك، وأَمَّا مَا كَانَ عَلَماً، كأَنْمَارِيٍ، وكِلاَبيٍّ، ومَعَافِرِيٍّ ومَدَائِنيٍّ، فإِنَّه لَا يُرَدُّ، وَكَذَا مَا كَانَ جَارياً مَجْرَي العَلَمِ، كأَنْصَاريٍّ، وأَعْرَابيٍّ، كَمَا فِي العُبابِ. والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةُ الْمِيمِ، عَن ثَعْلَبٍ، قَالَ: والفَتْحُ لُغَةٌ.) فَصِيحَةٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمُ تَكْسِرُها، وقَيْسُ تَضُمُّها، وَلم يَذْكُرْ مَن يَفْتَحُها وَلَا أَنَّها تُفْتَحُ، إِنَّما ذَلِك عَن اللِّحْيَانيِّ عَن الكِسَائِيِّ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: قد اسْتَثْقَلَتِ العربُ الضَّمَّةَ فِي حُروفٍ وكَسَرُوا ميمَها، وأَصْلُها الضَّمُّ، من ذَلِك: مِصْحَفٌ، ومِخْدَعٌ، ومِطْرَفٌ، ومِجْسَدٌ، لأَنَّها فِي المعنَي مَأْخُوذَةٌ من أُصْحِفَ، بالضَّمِّ: أَيْ جُعلَتْ فِيهِ الصُّحُفُ المكْتُوبةُ بَين الدَّفَّتَيْن، وجُمعَتْ فِيهِ.
والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ فِي الصَّحيفَة بأَشْباهِ الحُرُوفِ، مُوَلَّدَةٌ، وَقد تَصَحَّفَ عَلَيْه لَفْظُ كَذَا. وَمِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: صَحِيفَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وَقيل: هِيَ مَا أَقْبَلَ عليْك مِنْهُ، والجَمْعُ: صَحيفٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وقَوْلُه: إِذَا بَدَا منْ وَجْهِكَ الصَّحِيفُ يجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ صَحِيفَةٍ، الَّتِي هِيَ بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وأَن يكونَ أَرادَ بِهِ الصَّحِيفةَ. وَفِي المَثَلِ: اسْتَفْرَغَ فُلانٌ مَا فِي صَحْفَتِهِ: إِذا اسْتَأْثَرَ عليْه بحَظِّه. والصَّحَّافُ، كشَدّاَدِ: بَائِعُ الصُّحُفِ، أَو الَّذِي يَعْمَلُ الصُّحُفَ. والمُصَحِّفُ، كمُحَدِّثِ: الصَّحَفِيُّ. وأَبو داَوُدَ المَصَاحِفِيُّ: مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ.

صحف: الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وفي

التنزيل: إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى؛ يعني الكتب

المنزلة عليهما، صلوات اللّه على نبينا وعليهما؛ قال سيبويه: أَما صَحائِفُ

فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإنما

شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا

أَن الهاء ذاهبة، شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ

وجِماد. قال الأَزهري: الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع

فَعِيلةً على فُعُل، قال: ومثله سَفينة وسُفُنٌ، قال: وكان قياسهما صَحائف

وسفائِنَ. وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، وقيل: هي ما أَقبل عليك منه،

والجمع صَحِيفٌ؛ وقوله:

إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ

يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده، ويجوز أَن يكون أَراد

بالصحيف الصحيفة. والصَّحيف: وجْه الأَرض؛ قال:

بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ

وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها.

والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ

كأَنه أُصْحِفَ، والكسر والفتح فيه لغة، قال أَبو عبيد: تميم تكسرها وقيس

تضمها، ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن

الكسائي، قال الأَزهري: وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً

للصحف المكتوبة بين الدفتين، قال الفراء: يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما

يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قال: وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه

الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان، استثقلت العرب الضمة في

حروف فكسرت الميم، وأَصلها الضمّ، فمن ضَمَّ جاء به على أَصله، ومن كسره

فلاستثقاله الضِمة، وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل

مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قال أَبو

زيد: تميم تقول المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وقيس تقول المُطْرَفُ

والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قال الجوهري: أُصحِف جمعت فيه الصُّحُف،

وأُطْرِفَ جُعِل في طرفيه علمان، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قال ابن بري:

صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ وهو الزَّعْفرانُ.

وقال الجوهري: والصحيفة الكتاب. وفي الحديث: أَنه كتب لعُيَيْنَةَ بن

حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال: يا محمد، أَتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً

كصحيفة المُتَلَمِّس؟ الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: شاعر معروف واسمه عبد

المَسيح بن جَرير، وكان قدم هو وطرَفةُ الشاعر على الملك عمرو بنِ هِنْدٍ،

فنقم عليهما أَمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأْمُرُه

بقتلهما، وقال: إني قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحيرة فأَعطى المتلمسُ

صحيفته صبيّاً فقرأَها فإذا فيها يأْمر عامِلَه بقتله، فأَلقاها في الماء

ومضى إلى الشام، وقال لطرفة: افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأَبى

عليه ومضى إلى عامله فقتله، فضُرب بهما المثل.

والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ: الذي يَرْوي الخَطَأَ عن قراءة الصحف

بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة

(* في القاموس: الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة

الصحف.).

والصَّحْفة: كالقَصْعةِ، وقال ابن سيده: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ

عريضة وهي تُشْبِع الخمسةَ ونحوهم، والجمع صِحافٌ. وفي التنزيل: يُطاف عليهم

بِصِحافٍ من ذهب؛ وأَنشد:

والمَكاكِيكُ والصِّحافُ من الفِضْـ

ـضَةِ والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ

والصُّحَيْفَةُ أَقلّ منها، وهي تُشْبِعُ الرجلَ، وكأَنه مصغّر لا

مكَبَّر له. قال الكسائي: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثم القَصْعةُ تليها تشبع

العشرة، ثم الصحْفَةُ تشبع الخَمسة ونحوهم، ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلين

والثلاثة، ثم الصُّحَيْفَةُ تشبع الرجل. وفي الحديث: لا تَسْأَلِ

المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها، هو من ذلك، وهذا مثل

يريد به الاستِئْثارَ عليها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحفة غيره

وقَلَب ما في إنائه.

والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ.

باب الحاء والصاد والفاء معهما ص ح ف، ح ص ف، ف ص ح، ص ف ح، ف ح ص، ح ف ص، كلهن

صحف: الصُّحُفُ: جمع الصَحيفة، يُخَفَّف ويُثّقَّل، مثل سفينة وسُفْنُ، نادِرتان، وقياسُه صَحائف وسَفائن. وصَحيفة الوجه: بشرة جلده، قال:

إذا بَدا من وَجْهِكَ الصَحيفُ

وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن. والصَّحْفةُ شبه القَصْعة المُسْلَنْطِحة العَريضة وجمعه صِحاف. والصَّحَفِيُّ: المُصَحِّف، وهو الذي يَروي الخَطَأ عن قِراءة الصُّحُف بأشباه الحُروف.

حصف: الحصف: بثر صِغارٌ يَقيحُ ولا يعظُم ، ورُبَّما خَرَجَ في مَراقِّ البطن أيام الحَرِّ. حَصِفَ جَلْدُه حَصَفاً. والحَصافَةُ: ثخانة العَقل. رجلٌ حَصيفٌ حَصِفٌ، قال

حَديثُكَ في الشِتاءِ حَديثُ صَيْفٍ ... وشَتْويُّ الحديثِ إذا تَصيفُ

فتَخلِطُ فيه من هذا بهذا ... فما أدري أَأَحمَقُ أم حَصيفُ

ويقال: أحصَفَ نَسجَه: أحكمه. وأحصَفَ الفَرَسُ: عَدا عَدْواً شديداً، [ويقال: استَحْصَف القوم واستحصدوا إذا اجتمعوا] . قال الأعشى:

تَأوي طوائفُها إلى مَحْصُوفةٍ ... مَكرُوهةٍ يَخشىَ الكُماةُ نِزالُها

فصح: الفُصِحْ: فِطْر النَصارَى، قال الأعشى:

بهم تَقرَّبَ يومَ الفِصْح ضاحيةً

وتَفصيحُ اللَّبَن: ذَهابُ اللِّبأ عنه وكَثرةُ مَحْضة وذَهابُ رَغْوته، فَصَّحَ اللَّبَنَ تَفصيحاً. ورجلٌ فصيحٌ فَصُحَ فَصاحة، وأفصَحَ الرجلُ القَوْلَ. فلما كَثُرَ وعُرِفَ أضمَروا القَولَ واكتَفَوا بالفِعل كقَولهم: أحسَنَ وأسْرَعَ وأبْطَأَ. ويقال في الشِّعْر في وصف العُجْم: أفصَح وإن كان بغَير العربّية كقول أبي النجم:

أعجَمَ في آذانِها فصيحا

يَعني صوتَ الحمارِ. والفصيحُ في كلام العامة: المعرب. صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ: من كلِّ شيءٍ. وصَفْحا السَيْف: وَجْههاهُ. وصَفْحةُ الرجلِ: عُرْضُ صَدره وسَيْفٌ مُصَفَّحٌ [ومُصْفَح] وصَدرٌ مُصْفَحٌ: أي عَريض، قال:

وصَدري مُصْفَحٌ للمَوتِ نَهْدٌ ... إذا ضاقَت عن المَوتِ الصُدُورُ

وقال الأعشى:

أَلَسْنا نحنُ أكرَمَ إن نُسْبنا ... وأضْرَبَ بالمُهَنَّدة الصِّفاحِ

وقال لبيد:

كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذراه ... وأنواحا عليهن المَآلي

شَبَّهَ السَحَاب وظُلْمَتَه وبَرقَه بسُيُوفٍ مُصَفَّحة، والمَآلي جمع المِئلاة وهي خِرْقةٌ سَوداء بيَد النَوّاحة. وكل حَجَرٍ عَريضٍ أو خَشَبةٍ أو لَوحٍ أو حَديدة أو سَيْفٍ له طُولٌ وعَرْضٌ فهو صَفيحة، وجمعُه صَفائحُ. والصُفّاحُ من الحِجارة خاصةً: ما عَرُضَ وطالَ، الواحدة صفاحة، قال:

ويوقدن بالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

وَصَفْحتُ عنه: أي عَفَوتُ عنه. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَف صَفْحاً. وصَفَحْتُ القَومَ: عَرَضْتُهم واحداً واحداً وتَصَفَّحْتُهم: نَظَرتُ في خِلالهم هل أرَى فُلاناً، أو ما حالُهم. وقوله تعالى: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً

 هو الاِعراض. والصُفّاح من الإبِلِ: التي عَرُضَت أسنامُها ، ويُجمَع صُفّاحات وصَفافيح. والمُصافَحةُ معروفة.

فحص: الفَحْصُ: شِدَّة الطَلَب خِلالَ كُلِّ شيءٍ [تقول] : فحَصْتُ عنه وعن أمره لأَعلَمَ كنْهَ حاله. ومَفْحَصُ القَطا: موضِعٌ تُفرِّخ فيه. والدَجاجَةُ تفحَصُ برَجلَيْها وجَناحَيْها في التُراب: تَتَّخِذُ أُفحُوصةً تَبيضُ أو تربضُ فيها.

وفي الحديث: فَحَصُوا عن أوساط الرءوس

أي عَمِلوها مثلَ أَفاحيص القَطا. والمَطَرُ يَفحَص [الحصَىَ] : يقلِبُه ويُنَحِّي بعضَه عن بعض.

حفص: أمُّ حَفْصة: تُكْنَى به الدَجاجةُ. ووَلَدُ الأَسَد يُسَمَّى [حفصاً] .
صحف
تصحَّفَ يتصحَّف، تصحُّفًا، فهو مُتصحِّف
• تصحَّفتِ الكَلمةُ ونحوُها: حدث بها تحريف وتغيَّرت إلى خطأ "تصحَّفتِ الصحيفُة". 

صحَّفَ يصحِّف، تصحيفًا، فهو مُصحِّف، والمفعول مُصحَّف
• صحَّف الكَلمةَ: كتبها أو قرأها على غير صحَّتها لاشتباهٍ في الحروف، حرّفها عن وضعها "صحَّف الصِّحافيّ الخبرَ: حرَّفه". 

تَصْحيف [مفرد]: ج تصحيفات (لغير المصدر):
1 - مصدر صحَّفَ.
2 - (لغ) تحريف كلمة بتحويل وضع حروفها أو تحويل أحدها إلى آخر يشبهه في الرَّسم ويخالفه في النَّقْط.
3 - خطأ في قراءة الصُّحف أو غيرها. 

صِحَاف [جمع]: مف صَحْفة: آنية الطَّعام الكبيرة المتَّسعة " {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} ". 

صَحافة/ صِحافة [مفرد]:
1 - مهنة مَنْ يجمع الأخبارَ والآراءَ وينشرها في جريدة أو مجلَّة "يعمل أبي بالصِّحافة" ° الصِّحافة الصَّفراء: صِحَافة الإسفاف والإثارة- حُرِّيَّة الصَّحافة: حرّية التَّعبير عن الرَّأي عن طريق الصِّحافة- صِحافة الصُّور: صحافة تعتمد أساسًا على الصُّور.
2 - مجموعة الجرائد والمجلاَّت التي تصدر في بلد من البلدان أو منطقة من المناطق "الصِّحافة الأدبيَّة/ العربيَّة". 

صَحافيّ/ صِحافيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صَحافة/ صِحافة: "نشاط صِحافيّ".
2 - من يجمع الأخبارَ والآراء وينشرها في جريدة أو مجلَّة، مشتغل بالصّحافة "حضر الصِّحافيّ المؤتمرَ لإجراء بعض الحوارات- صِحّافي ّمحترف". 

صَحَفِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صَحِيفة ° استطلاعٌ صَحَفِيّ: بحث يقوم به كاتب أو أكثر، ويشتمل على تحقيق مكان أو حادث بالوصف والتصوير، أو عمليَّة إعداد الأخبار أو المعلومات في تقارير- التَّحقيق الصَّحَفيّ: الحديث الذي يدور بين أحد الصحفيين وغيره لاستبانة أمر مُهِمّ.
2 - صَحافيّ، صِحافِيٌّ.
• مراسل صحفيّ: (فن) موظّف في مؤسَّسة صحفيّة أو إذاعيّة أو تلفزيونيّة، مهمَّتُه جمع الأخبار والمقالات. 

صُحُفِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صُحُف: على غير قياس "مؤتمرٌ صُحُفِيٌّ" ° الرَّقابة الصُّحفيّة: اطِّلاع السُّلطة على الصُّحف قبل نشرها.
2 - صَحافيّ، صِحافِيٌّ. 

صَحِيفة [مفرد]: ج صَحيفات وصَحائفُ وصِحَاف وصُحُف:
1 - جريدة، إضمامة من الصَّفحات تصدر في مواعيد منتظمة بأخبار السِّياسة والاجتماع والاقتصاد والثَّقافة وغيرها "صحيفة الأهرام/ الحياة".
2 - ما يُكتب فيه من ورق ونحوه، ويُطلق على المكتوب فيه "صحيفة مصقولة- رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [حديث]- {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ}: المراد كتب الأنبياء- {الصُّحُفِ الأُولَى}: المراد التَّوراة والإنجيل والزَّبور- {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}: المراد صُحُف الأعمال" ° صحيفة الحالة الجنائيَّة- صحيفة الوجه: ما أقبل عليك منه أو بشرته- صحيفته بيضاء: سُمعته حسنة- طُوِيت صحيفتُه: مات.
3 - كتاب، قرطاس مكتوب " {رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً}: كُتُبًا منزَّلة".
• الصَّحيفة العَقاريَّة: (جر) شهادة رسميّة يوضّح فيها كلّ ما له علاقة بعقارٍ معيَّنٍ كالمساحة والحدود والدّين والرَّهن وغيرِها. 

مُصْحَف [مفرد]: ج مَصاحِفُ: كتابٌ جامعٌ للصُّحف المكتوبة "جمع مقالاته في مصحف واحد".
• المُصْحَف: القرآن الكريم "أتممت قراءةَ المُصْحَف الشّريف" ° دفَّتا المصحف: الغلافان اللّذان يكتنفانه من
 جانبيه- ضِمامتا المصحف: دفَّتاه. 

صحف

2 تَصْحِيفٌ signifies (primarily, Msb) The making a mistake (S, O, Msb, K, TA) in a صَحِيفَة, (S, O, K, TA,) by reason of the ambiguity, or dubiousness, of the letters: a postclassical term: (TA:) or the reading a thing in a manner at variance with what the writer intended, or at variance with the conventional usage thereof: (Mgh:) a secondary signification is the altering a word, or an expression, in such a manner that the meaning intended by the application [thereof] becomes altered: (Msb:) or it consists in the altering of a diacritical point [or points]; as in النفى for النقى, or vice versâ: (KT, after التَّحْرِيفُ:) one says, صحّف اللَّفْظَ He altered the word, or expression, [in such a manner that the meaning intended by the application thereof became altered, or] so that it became dubious [to the reader]. (Msb.) [See also تَحْرِيف, in the first paragraph of art. حرف.]4 أُصْحِفَ It had صُحُف [i. e. written pieces of paper or of skin] (S, O, K, TA) collected in it, (S, O,) or put in it (K, TA) between two boards. (TA.) 5 تصحّف, said of a word, or an expression, It became altered [so as to have a meaning different from that intended by the application thereof, (see 2,) or] so as to be dubious. (Msb.) One says, تصحّف عَلَيْهِ لَفْظُ كَذَا [Such a word, or such an expression, became altered so as to be dubious to him]. (O, K. *) صَحْفَةٌ [A sort of bowl;] a vessel like the قَصْعَةٌ, (S, ISd, O, Msb, K, * TA,) expanded, wide, (ISd, TA,) or a large, expanded قَصْعَة, (Mgh,) or, accord. to Z, an oblong قَصْعَة, (Msb,) that satisfies the hunger of five [men] (Ks, S, ISd, Mgh, O, TA) and the like of them: (ISd, TA:) Ks says, (S, O,) the largest sort of قَصْعَة is the جَفْنَة; next to which is the قَصْعَة [properly so called], (S, O, K,) which satisfies the hunger of ten [men]; (S, O;) then, the صَحْفَة, (S, O, K,) which satisfies the hunger of five; (S, O;) then, the مِئْكَلَة, (S, O, K,) which satisfies two men, and three; (S, O;) and then, the ↓ صُحَيْفَة, (S, O, K,) which satisfies one man: (S, O:) the pl. of صَحْفَةٌ is صِحَافٌ. (S, O, Mgh, Msb.) It is said in a prov., اِسْتَفْرَغَ فُلَانٌ مَا فِى صَحْفَتِهِ Such a one chose for himself, as his share, [or exhausted, all of] what was in his صحفة. (TA.) صَحَفِىٌّ One who makes mistakes in reading the صَحِيفَة [or writing, or written piece of paper or of skin]; incorrectly termed by the vulgar صُحُفِىٌّ, with two dammehs; (O, K;) [for the formation of a rel. n. from a pl. of this kind (i. e. from صُحُفٌ) is not allowable,] though the pl. is not restored to the sing. in forming the rel. n. in the case of proper names, such as أَنْمَارِىٌّ &c., nor in the case of words that are used in a manner like that of proper names, such as أَنْصَارِىٌ &c.: (O:) or a learner, or one who acquires knowledge, (Mgh, Msb,) from the صَحِيفَة, (Mgh,) inferior [in rank] to the مَشَايِخِ [pl. of شَيْخٌ]: (Msb:) a rel. n. from صَحِيفَةٌ; (Mgh, Msb;) like حَنَفِىٌّ and بَجَلِىٌّ from حَنِيفَةُ and بَجِيلَةُ: (Msb:) and ↓ مُصَحِّفٌ signifies the same as صَحَفِىٌّ [in the former of these senses]. (TA.) صِحَافٌ Small places that are made for water to collect and remain therein (مَنَاقِعُ صِغَارٌ تُتَّخَذُ لِلْمَآءِ): pl. صُحُفٌ. (Esh-Sheybánee, O, K.) صَحِيفٌ [appears from what here follows, to be syn. with ↓ صَحِيفَةٌ, or rather it is a coll. gen. n. of which the latter is the n. un.:] (tropical:) The surface of the ground or earth; (O, K, TA;) as being likened to the thing [i. e. paper or skin] that is written upon. (TA.) b2: See also the next paragraph.

صَحِيفَةٌ A written piece of paper (MA, Mgh, Msb) or of skin; (Msb;) a writing, or thing written; a book, or volume; a letter, i. e. an epistle; syn. كِتَابٌ; (S, O, K;) [syn. with كِتَابٌ in all of these senses; in the last of them in an anecdote related in Freytag's Arab. Prov. i.

721-2, and in Har p. 119, q. v.;] and a [portion of a book, such as is termed] كُرَّاسَة; and a register; [for] in the إِنْقَاع [a title of several books, it is said that] the كُرَّاسَة and ↓ مُصْحَف and صَحِيفَة and كِتَاب and دَفْتَر are one: (MA:) pl. صُحُفٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and صُحْفٌ, a contraction of the former, (TA,) and صَحَائِفُ, (S, O, Msb, K,) like سَفَائِنُ pl. of سَفِينَةٌ; (Lth, O;) the first of these pls. anomalous, (Lth, Sb, O, K,) the sing. being likened to قَضِيتٌ (Sb, O, TA) and قَلِيبٌ (Sb, TA) and رَغِيفٌ, (O,) of which the pls. are قُضُبٌ (Sb, O, TA) and قُلُبٌ (Sb, TA) and رُغُفٌ: (O:) [or صَحِيفٌ may be its original, as well as regular, sing.:] see the next preceding paragraph. صُحُفِ إِبْرٰهِيمَ وَمُوسَى, in the Kur [lxxxvii. last verse], means [In the books of Abraham and Moses; i. e.] the books revealed to Abraham and Moses. (O.) [صَحِيفَةٌ also means The record of the actions of anyone, that is kept in heaven: (see رَقٌّ:) one says, صَحِيفَنُهُ سَوْدَآءُ, meaning (assumed tropical:) The record of his actions is black; a phrase often used in the present day, in speaking of a bad man.] Mohammad [the Hanafee Imám] speaks of صُحُف not written upon; saying, فَإِنْ كَانَتِ السَّرِقَةُ صُحُفًا لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ [And if the stolen property be papers, or books, not having any writing upon them]. (Mgh. [See, again, رَقٌّ.]) b2: صَحِيفَةٌ signifies also A plank, board, or leaf, of a door; like صَحَائِفُ [from which it is perhaps formed by transposition, or it may be tropical in this sense]: pl. صَحِيفٌ. (MA.) b3: Also (tropical:) The external skin, or scarf-skin, of the face: (O, TA:) or as some say, the part thereof that fronts one: pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ صَحِيفٌ; or this may be used, in a verse in which it occurs, for صَحِيفَة. (TA.) b4: One says also صَحَائِفُ مِنْ شَحْمٍ [meaning (assumed tropical:) Layers of fat]. (A in art. نير.) صُحَيْفَةٌ: see صَحْفَةٌ.

صَحَّافٌ [A bookseller;] a seller of صُحُف: or [a bookbinder;] a maker [meaning binder] of صُحُف. (TA.) مَصْحَفٌ: see what next follows.

مُصْحَفٌ (Th, S, Mgh, O, Msb, K) and ↓ مِصْحَفٌ (Th, S, O, Msb, K) and ↓ مَصْحَفٌ; (Th, O, K;) the first of which is the original, (Fr, S, O, Msb,) being from أُصْحِفَ meaning as expl. above, and one of certain words that are pronounced by [some of] the Arabs with kesr to the م instead of damm because the latter is deemed by them difficult of utterance, of which words are also مِخْدَعٌ and مِطْرَفٌ and مِغْزَلٌ and مِجْسَدٌ, (Fr, S, O,) or, accord. to Az, Temeem pronounce the م with kesr, and Keys pronounce it with damm, [as do most persons in the instance of مصحف in the present day,] and Th says that مَصْحَفٌ, with fet-h, is correct and chaste; (O;) [A book, or volume, consisting of] a collection of صُحُف, (S, Mgh, O, K, TA,) written upon, and put between two boards: (TA:) [generally applied in the present day to a copy of the Kur-án:] and also signifying a [portion of a book, such as is termed]

كُرَّاسَة: but the former is the primary [and more common] signification: (Mgh:) pl. مَصَاحِفُ. (KL.) See also صَحِيفَةٌ.

مِصْحَفٌ: see the next preceding paragraph.

مُصَحِّفٌ: see صَحَفِىٌّ.

طنفس

طنفس


طَنْفَسَ
a. Degenerated.

طَنْفَسَة
طِنْفَسَة
52t
(pl.
طَنَاْفِسُ), P.
a. Carpet; mat.
b. Garment.

طِنْفِسa. Corrupt, degenerate. —
طِنْفِسَة
53t
طُنْفُسَةsee 51t
(طنفس)
الرجل سَاءَ خلقه بعد حسن وَلبس الثِّيَاب الْكَثِيرَة وَالسَّمَاء غشاها السَّحَاب الْكثير
ط ن ف س

والطِّنْفيسَةُ والطِّنْفَسَهُ والطُّنْفُسَةُ بضم الفاء الأخيرة عن كُراعٍ النُّمْرُقَةُ فَوْقَ الرَّحْلِ
ط ن ف س: (الطِّنْفِسَةُ) بِفَتْحِ الطَّاءِ وَكَسْرِهَا وَاحِدَةُ (الطَّنَافِسِ) . 
[طنفس] فيه: "الطنفسة" بكسر طاء وفاء وضمهما وبكسر ففتح بــساط له خمل رقيق، وجمعه طنافس. ك: ومنه: على "طنفسة" خضراء على كبد البحر، أي وسطه. ج: والمراد جانبه لا ينبغي لي علم- مضى في ب. ومنه: أرى "طنفسة"، وهو كساء ذو خمل يجلس عليه وهو المحفور.
طنفس: مُطَنْس: نوع نسيج ذو وبر من صناعة أوربا (ابن بطوطة 4: 406).
مُطَنْفَسَة: هي في افريقية الحلوى التي تسمى في المغرب مُشَهَّدة، وفي الشرق قطائف (انظر قطائف) (معجم المنصوري في مادة قطائف).
وفي كباب (ص78 ق) تفسر بما يلي: عجين خفيف يُعمل أقواسا صغاراً تُطُبخ على المقلاة.

طنفس: الطِّنْفِسَة والطُّنْفُسة، بضم الفاء؛ الأَخيرة عن كراع:

النُّمْرُقَة فوق الرحل، وجمعها طَنافِسُ؛ وقيل: هي البِــساط الذي له خَمْلٌ

رقيق، ولها ذكر في الحديث.

ابن الأَعرابي: طَنْفَسَ إِذا ساء خُلُقه بعد حُسْن. ويقال للسماء:

مُطَرْفِسَة ومُطَنْفِسَة إِذا اسْتَغْمَدت في السحاب الكثير، وكذلك الإِنسان

إِذا لبس الثياب الكثيرة مُطَرْفِسٌ ومُطَنْفِس.

طنفس



طِنْفِسَةٌ and طَنْفَسَةٌ, (M, Msb, K,) the former of which is the more approved, (Msb,) and طُنْفَسَةٌ (Kr, M, K) and طِنْفَسَةٌ, [which is a form often occurring,] (M, K,) and طَنْفِسَةٌ, (K,) [variously written in different copies of the S, and in that lexicon, and in the Msb, mentioned in art. طفس, indicating that the ن is augmentative in the opinion of the authors of those two works,] A carpet: and a piece of cloth (ثَوْبٌ): or a kind of carpet called in Persian طَبْسَهْ (Har p. 376) [and تَنْبَسَهْ]: or a carpet having a fine nap, or pile: or, as some say, what is put beneath the رَحْل [or camel's saddle], upon the shoulders of the camel: (Msb:) or the نُمْرُقَة [q. v.] above the رَحْل: (M:) pl. طَنَافِسُ. (S, Msb, K.)
طنفس
الطَّنْفَسَة والطِّنْفِسَة: واحِدَة الطَّنَافِسِ، قال ذو الرُّمَّة يصف سَفْراً:
أناخوا فأغفوا عِنْدَ أيدي قَلائصٍ ... خِماصٍ عليها أرْحُلٌ وطَنافِسُ
والطِّنْفِسُ: الرديء السَّمِج القبيح. وقال ابن الأعرابي: طَنْفَسَ: إذا ساءَ خُلُقُه بَعْدَ حُسْنٍ.
ويقال: السماء مُطَنْفِسَة ومُطَرْفِسَة: إذا استَغْمَدَت في السَّحاب الكثير. وكذلك الإنسان إذا لَبِسَ الثياب الكثيرة: مُطَنْفِسٌ ومُطَرْفِسٌ.
طنفس
طَنْفَسَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنَا وذَكَرَ الطِّنْفِسَةَ فِي تَضاعِيف تركيب ط ف س، قَضَاء على نونه بالزِّيادَةِ، وخالَفه النّاسُ، كَذَا قالَهُ الصّاغَانِيُّ. قلت: وَهَذَا لَا يَلْزَم مِنْهُ أَنَّ الجَوْهَرِيُّ تَرَكَه بِمَرَّةٍ حَتّى يَكْتُبَه المُصَنِّفُ بالأَحْمَر، ويُرِيَهُ كأَنَّهُ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْهِ، وَفِيه نَظرٌ وَقد يَسْتَعْمِل هَكَذَا كثيرا فَلْيُتَنَبَّهْ لذَلِك. قَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقال: طَنْفَسَ الرَّجُلُ، إِذا سَاءَ خُلُقُه بعدَ حُسْنٍ. وَكَذَا إِذا لَبِس الثِّيَابَ الكثيرةَ، كطَرْفَسَ، فَهُوَ مُطَنْفِسٌ ومُطَرْفِسٌ. والطّنْفسة، مُثَلَّثةَ الطّاءِ والفاءِ، وبضمِّهِما عَن كُرَاعٍ، ويُروَى بكسرِ الطاءِ وفتحِ الفاءِ وبالعَكْسِ: وَاحِدةُ الطَّنَافِسِ، وَهِي النَّمْرُقَةُ فَوق الرَّحْلِ.
قيل: الطَّنافِسُ: لِلبُسُطِ والثِّيَابِ ولِحَصِيرٍ من سَعَفٍ عَرْضُ ذِرَاعٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: والحُصُر من سَعَفٍ، إِلى آخِره. والطِّنْفِسُ بالكَسْرِ الرَّدِيءُ السَّمِجُ القَبِيحُ، نَقَللَه الصّاغَانِيُّ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: طَنْفَسَت السّمَاءُ، إِذا اسْتَغْمَدَتْ فِي السَّحَابِ الكثيرِ، كَطَرْفَسَتْ، فَهِيَ مُطَنْفِسَةٌ ومُطَرْفِسَةٌ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ.

جدح

جدح


جَدَحَ(n. ac. جَدْح)
a. Mixed, stirred up; compounded.
(جدح)
السويق وَغَيره فِي المَاء وَنَحْوه جدحا خلطه وحركه وخوض فِيهِ بالمجدح وَفِي الْمثل (جدح جُوَيْن من سويق غَيره) يضْرب لمن يتوسع فِي مَال غَيره ويجود بِهِ وَالشرَاب خوض فِيهِ بالمجدح
ج د ح

جدح السويق واللبن بالمجدح وهو عود في رأسه عودان معترضان يخاض به حتى يختلط. وخفق المجدح: أي الدبران، ونوءه غزير. يقولون: أرسلت السماء مجاديح الغيث. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: " لقد استسقيت بمجاديح السماء " أراد الاستغفار.
جدح
الجَدْحُ: خَوْضُ السَّوِيْقِ وغيرِه بالمِجْدَح. والمِجْدَاحُ: تَرَدُّدُ رَيِّقِ الماءِ في السَّحَابِ، يقولونَ: أرْسَلَتِ السَّمَاءُ مَجَادِيْحَ الغَيْثِ. واسْتَسْقَيْتُ بِمَجَادِيْحِ السَّمَاء، واحِدُها مِجْدَحٌ: وهو نَجْمٌ يُسْتَمْطُرُ به. وَمَجَادِيْحُ السُّيُوْلِ: آثارُها. والمِجْدَحُ: سِمَةٌ لها ثَلاثَةُ أطْرافٍ. جَدَحْتُ البَعِيْرَ. وزَجْرُ المَعَزِ: جِدِحْ.
(جدح) - في الحَدِيثِ: "وانْزِل فاجدَحْ لَنَا".
الجَدْح: أن يُخاضَ السَّوِيقُ بالمَاءِ ويُحرَّك حتَّى يَسْتَوِي وكذلك الّلبنُ ونَحوهُ، والمَجْدَح: عود مَجُنَّح الرَّأس تُخاضُ به الأَشرِبةُ لتَرِقَّ وتَستَوِي، وهو شِبْه مِلْعَقَة، وربمَّا يكون لِرأْسِ العُود ثَلاثُ شُعَب، وبه سُمِّي ثَلاثة كوَاكِب تُسمَّى المَجْدَح تَسْتَسقِي به العَرَب وقيل: هو الدَّبَران.
[جدح] فيه: انزل "فاجدح" لنا، الجدح أن يحرك السويق بالماء ويخوض حتى يستوي، وكذلك نحو اللبن. ك: فقد أفطر أي دخل في وقت الإفطار أو هو مفطر حكماً. نه: و"المجدح" عود مجنح الرأس تــساط به الأشربة. ومنه ح على: "جدحوا" بيني وبينهم شرباً وبيئاً أي خلطوا. وفي ح عمر: لقد استسقيت "بمجاديح" السماء، وهي جمع مجدح بكسر ميم وهو نجم، وقيل: هو الدبران، وقيل: ثلاثة كواكب كالأثافي، وهو عند العرب من الأنواء الدالة على المطر، شبه الاستغفار بها مخاطباً لهم بما يعرفونه لا قولاً بالأنواء، وجمعها إرادة جميع الأنواء [التي] يزعمون أن من شأنها المطر.
[جدح] جَدَحْتُ السَوِيقَ واجتدحْتُهُ، أي لَتَتُّه. وشَرابٌ مَجَدَّحٌ، أي مُخَوَّض. والمِجْدَحُ: ما يُجْدَحُ به: وهو خَشَبةٌ طَرَفَها ذو جوانب. والمِجْدَحُ أيضاً: نَجْمٌ يقال له الدَبَرانُ، لأنَّهُ يطلع آخرا، ويسمَّى حاديَ النُجوم. قال الشاعر : وأَطْعُنُ بالقَوْمِ شَطْرَ المُلو * كِ حّتَّى إذا خفق المجدح وكان الاموى يقول: " المجدح " بضم الميم، حكاه عنه أبو عبيد. ومجاديح السماء، أنواؤها. والمَجْدُوح: دَمُ الفَصيد، كان يُستعمل في في الجدب في الجاهلية.
(ج د ح) : (عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) لَقَدْ اسْتَسْقَيْتَ (بِمَجَادِيحِ) السَّمَاءِ وَهِيَ جَمْعُ مِجْدَحٍ وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ الْأَنْوَاءِ الَّتِي لَا تَكَادُ تُخْطِئُ وَهِيَ كَوَاكِبُ ثَلَاثَةٌ كَأَنَّهَا مِجْدَحٌ وَهُوَ خَشَبَةٌ فِي رَأْسِهَا خَشَبَتَانِ مُعْتَرِضَتَانِ يُجْدَحُ بِهَا السَّوِيقُ أَيْ يُضْرَبُ وَيُخْلَطُ وَأَرَادَ عُمَرُ إبْطَالَ الْأَنْوَاءِ وَالتَّكْذِيبَ بِهَا لِأَنَّهُ جَعَلَ الِاسْتِغْفَارَ هُوَ الَّذِي يُسْتَسْقَى بِهِ لَا الْمَجَادِيحَ وَالْقِيَاسُ مجادح زِيدَتْ الْيَاءُ لِإِشْبَاعِ الْكَسْرِ وَإِنَّمَا جَمَعَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَهُ وَمَا شَاكَلَهُ مِنْ الْأَنْوَاءِ الصَّادِقَةِ.
جدح / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين خرج إِلَى الاسْتِسْقَاء فَصَعدَ الْمِنْبَر فَلم يزدْ على الاسْتِغْفَار حَتَّى نزل فَقيل لَهُ: إِنَّك لم تَسْتَسُقِ فَقَالَ: لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجادِيح السَّماءِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: المَجادِيحُ وَاحِدهَا مِجْدَح وَهُوَ كل نجم من النُّجُوم كَانَت الْعَرَب تَقول: إِنَّه يمطر بِهِ كَقَوْلِهِم فِي الأنواء فَسَأَلت عَنْهُ الْأَصْمَعِي فَلم يقل فِيهِ شَيْئا وَكره أَن يتأوَّل على عمر مَذْهَب الأنواء وَقَالَ الْأمَوِي: يُقَال فِيهِ [أَيْضا: إِنَّه -] المُجدّح بِالضَّمِّ وأنشدنا: [المتقارب]

وأطْعَنُ بالقوم شَطْرَ الملو ... ك حَتَّى إِذا خَفَقَ المُجدَحُ

وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه جعل الاسْتِغْفَار استسقاء بتأوّل قَول الله 96 / الف [تبَارك و -] تَعَالَى {اسْتَغْفِرُوْا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُّرْسِل السَّمَاءَ عَلِيْكُمْ مِّدْرَاراً} وَإِنَّمَا نرى أَن عمر تكلم [بِهَذَا -] على أَنَّهَا كلمة جَارِيَة على أَلْسِنَة الْعَرَب لَيْسَ على تَحْقِيق الأنواء وَلَا [على -] التَّصْدِيق بهَا وَهَذَا شَبيه بقول ابْن عَبَّاس [رَحمَه الله -] فِي رجل جعل أمرَ امرَأتِه بِيَدِهَا فطلّقته ثَلَاثًا فَقَالَ: خطَّأ اللهُ نَوْءَها أَلا طلقت [نَفْسها -] ثَلَاثًا لَيْسَ هَذَا [مِنْهُ -] دُعَاء عَلَيْهَا أَن لَا تمطر وَإِنَّمَا هُوَ على الْكَلَام الْمَقُول وَمِمَّا يبين لَك أَن عمر أَرَادَ إبطالَ الأنواءِ والتكذيبَ بهَا قَوْله: لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّماءِ الَّتِي يُسْتَنْزَلُ بهَا الغيثُ فَجعل الاسْتِغْفَار هُوَ المجاديح لَا الأنواء.
(ج د ح)

المِجْدَحُ، خَشَبَة فِي رَأسهَا خشبتان معترضتان. والجَدْحُ والتَّجْدِيحُ، الْخَوْض بالمجدَح، يكون ذَلِك فِي السويق وَنَحْوه، وكل مَا خلط فقد جُدِحَ.

وجَدَحَ السويق وَغَيره، شربه بالمجدَح.

واستعاره بَعضهم للشر فَقَالَ:

ألمْ تَعْلَمي يَا عِصْمَ كيفَ حَفِيظَتي ... إِذا الشَرُّ خاضَتْ جانبَيْهِ المجادِحُ

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فنحالها بمُذَلَّقَين كأنَّما ... بهما من النَّضْح المجدَّح أيدَعُ

عَنى بالمجدَّح الدَّم المحرك، يَقُول: لما نطحها حرك قرنه فِي أجوافها. والمجْدُوحُ دم كَانَ يخلط بِغَيْرِهِ فيؤكل فِي الجدب.

والمجْدَاحُ، تردد ريق المَاء فِي السَّحَاب.

والمِجْدَحُ والمُجْدَحُ، نجم تزْعم الْعَرَب أَنَّهَا كَانَت تمطر بِهِ، قيل: هُوَ الدبران، قَالَ:

وأطْعَنُ بالقَوْم شَطْرَ المُل ... كِ حَتى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ

وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء "، قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ جمع مِجْدَح. قَالَ أَبُو الْحسن: لَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون من بَاب طوابيق فِي الشذوذ، أَو يكون جمع مِجْدَاح. وَقيل: المجْدَحُ نجم صَغِير بَين الدبران والثريا، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

باتَتْ وظَلَّتْ بأُوَام بَرْحِ

يَلْفَحُها المِجدَحُ أَي لَفْحِ

لهَا زِمجْرٌ فَوْقَها ذُو سَطْح

زمجر، صَوت، كَذَا حَكَاهُ بِكَسْر الزَّاي، وَقَالَ: ثَعْلَب: أَرَادَ زمجر، فسكن، فعلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يكون " زَمْجرٌ " إِلَّا أَن الراجز لما احْتَاجَ إِلَى تَغْيِير هَذَا الْبناء، غَيره إِلَى بِنَاء مَعْرُوف وَهُوَ فِعَلّ، كسبطر وقمطر، وَترك فَعَلاّ بِفَتْح الْفَاء لِأَنَّهُ بِنَاء مَعْرُوف، لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل قمطر بِفَتْح الْقَاف.

وجَدَّحَ الشَّيْء: لطخه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فنَحا لَهَا بمُذَلَّقين كأنَّما ... بِهِما من النَّضْح المجدَّع أيدَعُ

أَرَادَ المجَدَّحَ بِهِ.

والمِجْدَاحُ، سَاحل الْبَحْر، عَن الهجري وَزعم إِنَّهَا لُغَة حَضرمَوْت وشقهم.

جدح

1 جَدَحَ, aor. ـَ inf. n. جَدْحٌ, He mixed anything. (L.) جَدَحَ السَّوِيقُ, (S, A, Mgh, L, K,) وَنَحْوَهُ, aor. and inf. n. as above; and ↓ جدّحهُ, inf. n. تَجْدِيحٌ; (L;) and ↓ اجتدحهُ, (S, L, K,) and ↓ اجدحهُ; (K;) He stirred about the سويق [or meal made of parched barley or wheat], and the like, with water, [or milk, (see what follows,) or clarified butter, or fat of a sheep's tail, &c., (see لَتَّ,)] until the whole became of a uniform consistence: (L:) or he stirred it about with a مِجْدَح: (A, L:) or he stirred about the سويق in milk, and the like, with a مجدح, until it became mixed: (Lth, TA:) or he beat and mixed the سويق with a مجدح: (Mgh:) i. q. لَتَّهُ: (S, K:) and ↓ جدّحهُ, inf. n. تَجْدِيحٌ, he mixed it; in the K, لَطَخَهُ; but the right reading is خَلَطَهُ, as in the L and other lexicons: (TA:) and ↓ اجتدحهُ he drank it (شربه [but this is perhaps a mistranscription for ضَرَبَهُ he beat it]) with the مجدح. (L, TA.) 2 جَدَّحَ see 1, in two places.4 أَجْدَحَ see 1. b2: احدح الإِبِلَ He branded the camels on their thighs with the mark called مِجْدَح. (K.) 8 إِجْتَدَحَ see 1, in two places.

المُجْدَحُ: see the next paragraph.

مِجْدَحٌ The instrument with which سَوِيق is stirred about with water &c.; (S, A, K, &c.;) which is a piece of wood the end whereof has several sides; (S, L;) or a piece of wood at the head of which are two cross pieces of wood; (A, Mgh, L;) and sometimes having three prongs: (IAth, TA:) pl. مَجَادِحُ. (L.) b2: It is sometimes used tropically, as relating to evil, or mischief. (L.) [Thus it means (tropical:) A stirrer-up of evil or mischief; or a thing that stirs up, or whereby one stirs up, evil or mischief.] b3: Also (assumed tropical:) Any one of the مَجَادِيحُ السَّمَآءِ [or stirrers-up of the sky, or of rain]; (L;) these being the أَنْوَآءٌ [or stars, or asterisms, which, by their auroral settings or risings, were believed by the Pagan Arabs to bring rain &c.]; (S, L, K;) of those انواء that seldom or never failed [to bring rain], accord. to the Arabs: (Mgh:) the ى in the pl. is added to give fulness to the sound of the kesreh; for the regular pl. is مَجَادِحُ, and the sing. of مجاديح should by rule be مِجْدَاحٌ. (A, IAth, Mgh.) One says, ارْسَلَتِ السَّمَآءَ مَجَادِيحُهَا (L) or مَجَادِيحُ الغَيْثِ (A) (assumed tropical:) [Its stirrers-up, or the stirrers-up of rain, or the stars or asterisms which were the bringers of it, sent forth rain]. It is related of 'Omar, that he ascended the pulpit to pray for rain, and, having only offered a prayer for forgiveness, descended; whereupon it was said to him, “Thou hast not prayed for rain; ” and he replied, لَقَدِ اسْتَسْقَيْتُ بِمَجَادِيحِ السَّمَآءِ (assumed tropical:) [I have indeed prayed for rain by words which are the stirrers-up of rain]; making the prayer for forgiveness to be a prayer for rain, in allusion to a passage in the Kur, lxxi. 9 and 10; and meaning thereby to deny the efficacy of the انواء. (A, * Mgh, * L.) المِجْدَحُ, also pronounced ↓ المُجْدَحُ, (S, K,) thus pronounced by El-Umawee, (S,) is moreover the name of (assumed tropical:) A particular star or asterism, one of those which the Pagan Arabs asserted to be bringers of rain: (L:) said to be الدَّبَرَانُ [the Hyades; or the five chief stars thereof; or the brightest star thereof, a of Taurus]; (S, A, L, K;) [which is called by this name of الدبران] because it rises latterly [with respect to the Pleiades], (S,) or because it follows (يَدْبُرُ, i. e. يَتْبَعُ,) the Pleiades: (T in art. دبر:) [whence] it is also called حَادِى النُّجُومِ [“ the urger of the stars,” properly, “with singing ”], (S,) or حَادِى النَّجْمِ [“ the urger of the asterism,”

meaning, “of the Pleiades ”], and تَالِى النَّجْمِ [“ the follower of the asterism,” or, “of the Pleiades ”], (Kzw,) and التَّالِى and التَّابِعُ [“ the follower ”]: (Sh:) or it is a small star or asterism, between الدبران and الثُّرَيَّا [or the Pleiades]: (IAar, K:) [perhaps meaning the four stars that are the chief stars of the Hyades exclusively of a Tauri:] or three stars, (Mgh, TA,) like the three stones upon which a cooking-pot rests, (TA,) likened to a three-pronged مِجْدَح; (Mgh, TA;) on the [auroral] rising of which, heat is expected: (TA:) the Arabs regarded it as one of the انواء which [by their auroral setting] foretokened rain. (IAth.) المِجْدَحَانِ is a name by which some of the Arabs called (assumed tropical:) The two wings of الجَوْزَآء [or Orion]. (Sh, TA.) b4: مِجْدَحٌ also signifies (assumed tropical:) A certain mark made with a hot iron upon the thighs of camels. (K.) مُجَدَّحٌ Beverage, or wine, (شَرَاب,) stirred about: (S, K:) and in like manner, blood, when it is stirred about in the body of a gored animal by the goring horn. (L.) مَجْدُوحٌ Blood drawn from a vein, used in times of dearth, or drought, (S, K,) in the Time of Ignorance: (S:) or blood which was mixed with something else, and eaten in times of dearth: (TA:) or a kind of food of the Pagan Arabs, being blood obtained by opening a vein of a she-camel, which blood was received in a vessel, and drunk. (T, TA.)

جدح: المِجْدَحُ: خشبة في رأْسها خشبتان معترضتان؛ وقيل: المِجْدَحُ ما

يُجْدَحُ به، وهو خشبة طرفها ذو جوانب.

والجَدْحُ والتَجْدِيحُ: الحَوْضُ بالمِجْدَح يكون ذلك في السويق ونحوه.

وكلُّ ما خُلِطَ، فقد جُدِحَ. وجَدَحَ السويقَ وغيره، واجْتَدَحَه:

لَتَّه وشَرِبَه بالمِجْدَح.

وشرابٌ مُجَدَّحٌ أَي مُخَوَّضٌ، واستعاره بعضهم للشر فقال:

أَلم تَعْلَمِي يا عصْم، كيف حَفِيظَتي

إِذا الشَّرُّ خاضَتْ، جانِبيهِ، المَجادِحُ؟

الأَزهري عن الليث: جَدَحَ السويقَ في اللبن ونحوه إِذا خاضه بالمِجْدَح

حتى يختلط؛ وفي الحديث: انزل فاجْدَحْ لنا؛ الجَدْحُ: أَن يحرَّك

السويقُ بالماء ويُخَوَّضَ حتى يَسْتَوي وكذلك اللبن ونحوه. قال ابن الأَثير:

والمِجْدَحُ عُودٌ مُجَنَّحُ الرَّأْس يُــساطُ به الأَشْرِبةُ وربما يكون

له ثلاث شُعَب؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: جَدَحُوا بيني وبينهم

شِرْباً وبيئاً أَي خَلَطُوا.

وجَدَّحَ الشيءَ خَلَطَه؛ قال أَبو ذؤيب:

فنَحا لها بِمُدَلَّقَيْنِ، كأَنما

بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ

عنى بالمُجَدَّح الدم المحرَّك. يقول: لما نطحها حَرَّك قرنه في

أَجوافها.

والمَجْدُوحُ: دَم كان يخلط مع غيره فيؤكل في الجَدْب، وقيل:

المَجْدُوحُ دم الفَصيد كان يستعمل في الجَدْب في الجاهلية؛ قال الأَزهري:

المَجْدُوح من أَطعمة الجاهلية؛ كان أَحدهم يَعْمِدُ إِلى الناقة فتُفْصَدُ له

ويأْخذ دمها في إِناء فيشربه.

ومَجادِيحُ السماء: أَنواؤُها، يقال: أَرسلت السماءُ مَجادِيحَها؛ قال

الأَزهري: المِجْدَحُ في أَمر السماء، يقال: تَرَدُّدُ رَيِّق الماء في

السحاب؛ ورواه عن الليث، وقال: أَمّا ما قاله الليث في تفسير المجاديح:

إِنها تَردُّد رَيِّق الماء في السحاب فباطل، والعرب لا تعرفه. وروي عن عمر،

رضي الله عنه: أَنه خرج إِلى الاستسقاء فصَعِدَ المِنْبَر فلم يزد على

الاستغفار حتى نزل، فقيل له: إِنك لم تستسق فقال: لقد استسقيت بمَجاديح

السماء.

قال ابن الأَثير: الياء زائدة للإِشباع، قال: والقياس أَن يكون واحدها

مِجْداح، فأَما مِجْدَح فجمعه مَجادِحُ؛ والذي يراد من الحديث أَنه جعل

الاستغفار استسقاء بتأَوّل قول الله عز وجل: استغفروا ربكم إِنه كان

غفَّاراً يُرْسِل السماءَ عليكم مِدْراراً؛ وأَراد عمر إِبطال الأَنْواءِ

والتكذيبَ بها لأَنه جعل الاستغفار هو الذي يستسقى به، لا المجاديح والأَنواء

التي كانوا يستسقون بها. والمَجاديحُ: واحدها مِجْدَحٌ، وهو نجم من

النجوم كانت العرب تزعم أَنها مُمْطَرُ به كقولهم الأَنْواء، وهو المُجْدَحُ

أَيضاً

(* قوله «وهو المجدح أَيضاً» أَي بضم الميم كما صرح به الجوهري.)،

وقيل: هو الدَّبَرانُ لأَنه يَطْلُع آخراً ويسمى حادِيَ النُّجوم؛ قال

دِرْهَمُ بن زيد الأَنْصاري:

وأَطْعُنُ بالقومِ شَطْرَ المُلو

كِ، حتى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ

وجاب إِذا خفق المجدح في البيت الذي بعده، وهو:

أَمَرْتُ صِحابي بأَنْ يَنْزِلوا،

فنامُوا قليلاً، وقد أَصْبَحوا

ومعنى قوله: وأَطعُن بالقوم شطر الملوك أَي أَقصد بالقوم ناحيتهم لأَن

الملوك تُحِبُّ وِفادَتَه إِليهم؛ ورواه أَبو عمرو: وأَطْعَنُ، بفتح

العين؛ وقال أَبو أُسامة: أَطعُن بالرمح، بالضم، لا غير، وأَطعُن بالقول،

بالضم والفتح؛ وقال أَبو الحسن: لا وجه لجمع مَجاديح إِلا أَن يكون من باب

طوابيق في الشذوذ أَو يكون جمعَ مِجْداحٍ، وقيل: المِجْدَحُ نجم صغير بين

الدَّبَرانِ والثريا، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

باتتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ،

يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ

تَلُوذُ منه بِجَناء الطَّلْحِ،

لها زِمَجْرٌ فوقَها ذو صَدْحِ

زِمَجْرٌ: صوتٌ، كذا حكاه بكسر الزاي، وقال ثعلب: أَراد زَمْجَرٌ،

فسكَّن، فعلى هذا ينبغي أَن يكون زَمَجْرٌ، إِلا أَن الراجز لما احتاج إِلى

تغيير هذا البناء غيّره إِلى بناء معروف، وهو فِعَلٌّ كسِبَطْرٍ وقِمَطْرٍ،

وترك فَعْلَلاً، بفتح الفاء، لأَنه بناء غير معروف، ليس في الكلام مثل

قَمْطَرٍ، بفتح القاف. قال شمر: الدَّبَرانُ يقال له المِجْدَحُ والتالي

والتابع، قال: وكان بعضهم يدعو جَناحَي الجوزاء المِجْدَحَين، ويقال: هي

ثلاثة كواكب كالأَثافي، كأَنها مِجْدَحٌ له ثلاث شُعَبٍ يُعتبر بطلوعها

الحَرُّ؛ قال ابن الأَثير: وهو عند العرب من الأَنْواء الدالة على المطر،

فجعل عمر، رضي الله عنه، الاستغفار مشبهاً للأَنْواء مخاطبة لهم بما

يعرفونه، لا قولاً بالأَنْواء، وجاء بلفظ الجمع لأَنه أَراد الأَنْواء جميعاً

التي يزعمون أَن من شأْنها المطر.

وجِدِحْ: كجِطِحْ، سيأْتي ذكره.

جدح
: (المِجْدَحُ، كمِنْبرٍ) : خَشَبةٌ فِي رأْسها خَشبتانِ مُعترِضتانِ. وَقيل: المِجْدَحُ: (مَا يِجْدَحُ بِهِ) ، وَهُوَ خَشبةٌ طَرَفُها ذُو جوانِبَ.
والجَدْحُ والتَّجْديحُ: الخَوْضُ بالمِجْدَحِ، يكون ذالك فِي (السَّوِيقِ) ونحوِه. وكلُّ مَا خُلِطَ: فقد جُدِحَ.
(و) المِجْدَحُ: واحدُ المَجاديحِ: نَجْمٌ من النُّجومِ كَانَت العربُ تَزْعم أَنها تُمْطرُ بِهِ، لقَوْلِهم بالأَنْواءِ. وَقيل: هُوَ (الدَّبَرَانُ) لأَنه يَطْلُع آخِراً، ويُسمَّى حادِيَ النُّجومِ. قَالَ شَمِرٌ: الدَّبرانُ يُقَال لَهُ: المِجْدَحُ والتَّالِي والتابعُ. قَالَ: وَكَانَ بعضُهم يَدْعُو جَناحَى الجَوْزاءِ المِجْدَحَيْنِ. (أَو) هُوَ (نَجْمٌ صغيرٌ بَينه و) بَين (الثُّرَيَّا) ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
باتَتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ
يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ
تَلُوذُ مِنْهُ بجَنَاءِ الطَّلْحِ
لَهَا زِمَجْرٌ فَوْقَها ذُو صَدْحِ
(ويُضَمّ الْمِيم) ، حَكَاهُ أَبو عُبيدٍ عَن الأُمويّ. قَالَ دِرْهَمُ بنْ زَيْد الأَنصاريّ:
وأَطْعُن بالقَوْمِ شَطْرَ المُلُو
كِ حَتَّى إِذَا خَفَقَ المِجْدحُ
أَمرْتُ صَحابي بأَنْ يَنْزِلُوا
فنَامُوا قَليلاً وقَدْ أَصبَحُوا
وَيُقَال: إِنّ المِجْدَح: ثَلاثةُ كواكِبَ كالأَثافِي، كأَنها مِجْدَحٌ لَهُ ثَلاثُ شُعَبٍ، يُعتَبرُ بطُلوعِها الحَرُّ. قَالَ ابْن الأَثير: وَهُوَ عِنْد الْعَرَب من الأَنواءِ الدّالَّة على المَطَرِ.
(و) المِجْدَحُ: (سِمَةٌ للإِبلِ على أَفخاذِها وأَجْدَحَها: وَسَمَها بهَا) . وَفِي نُسْخَة: بِهِ.
(ومَجادِيحُ السَّماءِ: أَنْواؤُها) . وَيُقَال: أَرْسَلتِ السّماءُ مَجادِيحَ الغْيثِ. قَالَ الأَزهريّ: المِجْدَحُ فِي أَمرِ السّماءِ يُقَال: تَرَدُّدُ رَيِّقِ الماءِ فِي السَّحابِ، وَرَوَاهُ عَن اللّيث. وَقَالَ: أَمَّا مَا قَالَه اللّيث فِي تَفْسِير المَجاديحِ أَنها تَردُّدُ رَيِّقِ المَاءِ فِي السَّحاب فباطِلٌ، والعَرب لَا تَرفُه.
ورُوِيَ عَن عُمرَ رَضِي الله عَنهُ أَنه خرجَ إِلى الاستسقاءِ، فصَعِدَ المِنْبَرَ فَلم يَزِدْ على الاستغفارِ حتّى نَزَلَ. فقِيل لَهُ: إِنّك لم تَسْتَسْقِ، فَقَالَ: لقد اسْتَسْقَيْت بمَجادِيحِ السَّماءِ. قَالَ ابنُ الأَثير: الياءُ زائدةٌ للإِشباعِ. قَالَ: والقِياس أَن يَكون واحِدُها مُجْدَاحاً، فأَمّا مِجْدَحٌ فجمْعُه مَجادِحُ. وَالَّذِي يُرادُ من الحَديث أَنّه جَعلَ الاستغفارَ استسقاءً، وأَراد إِبْطالَ الأَنْواءِ والتَّكذيبَ بهَا، وإِنّما جعلَ الاستغفارَ مُشْبِهاً للأَنواءِ مخاطَبةً لَهُم بِمَا يَعرفونه لَا قَوْلاً بالأَنواءِ. وجاءَ بلفْظِ الجمْعِ لأَنه أَراد الأَنواءَ جَميعاً الّتي يَزْعُمون أَنّ مِن شأَنها المَطَرَ.
(والمَجْدوحُ: دَمٌ) كَانَ يُخْلَطُ مَعَ غيرِه فيُؤْكَل فِي الجَدْبِ. وَقيل: هُوَ دَمُ (الفصيدِ، كَانُوا يَسْتعمِلونه فِي الجَدْب) فِي الجاهِليَّة. قَالَ الأَزهريّ: المَجدوحُ: من أَطْعِمةِ الجاهليّة، كَانَ أَحدُهم يَعْمِدُ إِلى النَّاقة فَيْفصِدُها ويَأْخُذ دَمَها فِي إِناءٍ فيَشْرَبُه.
(وجَدَحَ، السَّويقَ) وغيرَه كمَنَع: لَتَّه، كأَجْدَحَه. واجْتَدَحَه) : شَرِبَه وبالمِجْدَحِ. وَعَن اللّيث: جَدَحَ السَّويقَ فِي اللَّبنِ ونَحْوِه: إِذا خَاضَه بالمِجْدَحِ حتَّى يَختلِط.
واجْتَدَحه أَيضاً: إِذا شَرِبَه بالمِجْدحِ.
(وجَدَّحَه تَجْديحاً) : إِذا (لَطَخَه) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ. وَالصَّوَاب: خَلَطَه، كَمَا فِي (اللِّسَان) : وغيرِه من الأُمّهات. وعبارةُ اللّسان: والتَّجْدِيحُ الخَوْضُ بالمِجْدحِ يكون ذالك فِي السَّوِيق ونَحْوِه. وكلُّ مَا خُلِطَ فقد جُدِح ... وجَدَّحَ الشَّيْءَ: إِذا خَلَطَه.
(وشَرَابٌ مُجَدَّحٌ) ، أَي (مُخَوَّضٌ) . وَفِي قَول أَبي ذُؤيب:
فَنَحَا لَهَا بمُذلَّقَيْنِ كأَنَّما
بِهما مِن النَّضْحِ المُجدَّحِ أَيْدَعِ
عنَى بالمُجَدَّحِ الدَّمَ المُحرَّكَ، يَقُول: لمّا نَطَحَها حَرَّك قَرْنَه فِي أَجوافِها.
(وجِدِحْ، بكسرتين) كجِطِحْ: (زَجْرٌ للمَعْزِ) ، وسيأَتي.
(والمِجْداحُ: ساحِلُ البَحْرِ) ، جمعُه مَجادِحُ واستعاره بَعضهم للشّرّ فَقَالَ:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا عَصْم كَيفَ حَفِيظَتِي
إِذا الشَّرُّ خاضَتْ جَانِبَيْه المَجادِحُ

جحنب

جحنب: الجَحْنَبُ: الشَّدِيدُ.

جحنب: الجَحْنَبُ والجَحَنَّبُ كلاهما: القصيرُ القليلُ. وقيل: هو

القصِيرُ فقط ،من غير أَن يُقَيَّدَ بالقِلَّةِ. وقيل: هو القصير الـمُلَزَّزُ.

وأَنشد:

وصاحِبٍ لي صَمْعَرِيٍّ، جَحْنَبِ، * كاللَّيْثِ خِنَّابٍ، أَشمَّ، صَقْعَبِ

النضر: الجَحْنَبُ القِدْرُ العظيمةُ. وأَنشد:

ما زالَ بالهِياطِ والمِياطِ، * حتى أَتَوْأ بِجَحْنَبٍ قُــساطِ(1)

(1 قوله «قــساط» كذا في النسخ وفي التكملة أيضاً مضبوطاً ولكن الذي في التهذيب تــساط بتاء المضارعة والقافية مقيدة ولعله المناسب.)

وذكر الأَصمعي في الخماسي: الجَحَنْبرةَ من النساء القصيرةَ، وهو ثلاثي الأَصل(2)

(2 قوله «وهو ثلاثي إلخ» عبارة أبي منصور الأزهري بعد أن ذكر الحبربرة والحورورة والحولولة، قلت وهذه الاحرف الثلاثة ثلاثية الأصل إِلى آخر ما هنا وهي لا غبار عليها وقد ذكر قبلها الجحنبرة في الخماسي ولم يدخلها في هذا القيل فطغا قلم المؤلف، جل من لا يسهو.) أُلحق بالخماسي لتكرار بعض حروفه.

جحنب
: (الجَحْنَبُ، بالفَتْحِ) مَعَ تَخْفيف النونِ، قَالَ شَيخنَا: هُوَ مُسْتَدْرك.
قلت: إِنما ذَكَرَه لِرعاية مَا بعدَه، وهُو قولُه:
(و) جَحَنَّبٌ (كجَهَنم) ، وَقد أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَحْنَبُ كجَعْفَرٍ، وَلم يذكر جَحَنَّب، بالتَّشْدِيدِ، هُوَ (القصِيرُ) ، من غير أَن يُقيّد بالقِلَّة، (أَو) هُوَ (القَصِيرُ القَلِيلُ كالجُحَانِبِ) بِالضَّمِّ، وَهَذِه عَن أَبي عمرٍ و، وَقيل: هُوَ القَصيرُ المُلَزَّزُ، وأَنشد:
وصاحِبٍ لي صَمْعَرِيَ جَحْنَبِ
كاللَّيْثِ خِنَّابٍ أَشَمَّ صَقْعَبِ
(و) قيل: هُوَ (الشَّدِيدُ) من الرِّجال قَالَه اللَّيْثُ، وأَنشد القولَ المذكورَ.
(و) الجَحْنَبُ (: القِدْرُ العَظِيمَةُ) ، قالَهُ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل وأَنشد:
مَا زَالَ الهِيَاطِ والمِيَاطِ
حَتَّى أَتَوْا بِجَنْبٍ قُــسَاطِ
قَالَ ابنُ المُكَرَّمِ: وذَكَرَ الأَصمعيُّ فِي الخُمَاسِيِّ الجَحَنْبَرَةُ من النِّسَاء: القصيرةُ: وَهُوَ ثلاثيُّ الأَصلِ أُلْحِقَ بالخُمَاسِيِّ لتكرارِ بعضِ حُرُوفِه.

سطر

س ط ر

سطر واستطر: كتب. وكتب سطراً من كتابه وسطراً وأسطرا وسطورا وأسطاراً، وهذه أسطورة من أساطــير الأولين: مما سطّروا من أعاجيب أحاديثهم، وسطر علينا فلان: قص علينا من أساطــيرهم. وهو مسيطر علينا ومتسيطر: متسلط، ومالك سيطرت علينا وتسيطرت، وما هذه السيطرة.

ومن المجاز: بنى سطراً من بنائه. وغرس سطراً من وديّه: صفاً. وقال ابن مقبل:

لهم ظعن سطر تخال زهاءها ... إذا ما حزاها الآل من ساعة نخلاً

أي بعد ساعة من مسيرهن.
سطر: {أساطــير}: أباطيل، واحدها إسطارة وأسطورة. ويقال: ما سطره الأولون من الكتب. {يسطرون}: يكتبون. {المسيطرون}: الأرباب. تسيطر عليَّ: اتخذني خولا. {بمسيطر}: بمسلط. 
س ط ر : سَطَرْتُ الْكِتَابَ سَطْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ كَتَبْتُهُ وَالسَّطْرُ الصَّفُّ مِنْ الشَّجَرِ وَغَيْرِهِ وَتُفْتَحُ الطَّاءُ فِي لُغَةِ بَنِي عِجْلٍ فَيُجْمَعُ عَلَى أَسْطَارٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَيُسَكَّنُ فِي لُغَةِ الْجُمْهُورِ فَيُجْمَعُ عَلَى أَسْطُرٍ وَسُطُورٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْأَــسَاطِــيرُ الْأَبَاطِيلُ وَاحِدُهَا إسْطَارَةٌ بِالْكَسْرِ وَأُسْطُورَةٌ بِالضَّمِّ وَسَطَّرَ فُلَانٌ فُلَانًا بِالتَّثْقِيلِ جَاءَهُ بِالْأَــسَاطِــيرِ وَالْمُسَيْطِرُ الْمُتَعَهِّدُ. 

سطر


سَطَرَ(n. ac. سَطْر)
a. Wrote.
b. Cut, slashed, wounded.
c. Threw down.

سَطَّرَa. Wrote; composed (book).
b. Drew lines, ruled.
c. ['Ala], Told falsehoods to.
أَسْطَرَa. Made a mistake in reading.

إِسْتَطَرَa. Wrote a great deal.

سَطْر
(pl.
أَسْطُر سُطُوْر
أَسْطَاْر
أَــسَاْطِــيْرُ)
a. Line, stroke; row, series; writing.

سُطْرَةa. Wish, desire.

سَطَرa. see 1
مَسْطَرَة
مِسْطَرَة
20t
(pl.
مَــسَاْطِــرُ)
a. Ruler, linetracer.
b. Specimen, sample.

إِسْطِيْر
(pl.
أَــسَاْطِــيْرُ)
a. History, tale, fabulous lore.

سَاْطُــوْر
(pl.
سَوَاْطِيْرُ)
a. Great knife, butcher's cleaver.

مِسْطَاْر
مِسْطَاْرَةa. Must ( new wine ).
أُـِسْطَار أُسْطُوْرَة
a. see 39
مُسْطَار مُسْطَارَة
a. see 45
س ط ر: (السَّطْرُ) الصَّفُّ مِنَ الشَّيْءِ، يُقَالُ: بَنَى سَطْرًا وَغَرَسَ سَطْرًا. وَ (السَّطْرُ) أَيْضًا الْخَطُّ وَالْكِتَابَةُ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (سَطَرًا) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ وَالْجَمْعُ (أَسْطَارٌ) كَسَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَــسَاطِــيرُ) . وَجَمْعُ (السَّطْرِ) أَسْطُرٌ وَ (سُطُورٌ) كَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ. وَ (الْأَــسَاطِــيرُ) الْأَبَاطِيلُ الْوَاحِدُ أُسْطُورَةٌ بِالضَّمِّ وَ (إِسْطَارَةٌ) بِالْكَسْرِ. وَ (اسْتَطَرَ) كَتَبَ مِثْلُ سَطَرَ. وَ (الْمُسَيْطِرُ) وَالْمُصَيْطِرُ الْمُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ لِيُشْرِفَ عَلَيْهِ وَيَتَعَهَّدَ أَحْوَالَهُ وَيَكْتُبَ عَمَلَهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية: 22] وَ (الْمِسْطَارُ) بِالْكَسْرِ ضَرْبٌ مِنَ الشَّرَابِ فِيهِ حُمُوضَةٌ. 
السين والطاء والراء س ط ر

السَّطْر والسَّطَر الصَّف من الكِتابِ والشَّجرِ والنَّخْلِ ونحوها والجمعُ من كل ذلك أسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأساطــير وسُطُور وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسطَّرَه واسْتَطَرَهُ وفي التنزيل {وكل صغير وكبير مستطر} القمر 53 والأساطــير أحاديثُ لا نِظامَ لها واحدتُها إسْطارٌ وإِسْطَارَةٌ وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطورٌ وأُسْطورةٌ وقال قومٌ أَــساطــيِرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ وقال أبو عبيدة جُمِعَ سَطْرٌ على أسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطرٌ على أَــسَاطــير وقال أبو الحسن لا واحدَ له وسَطَّرها ألفَّها وسَطَّر علَيَنا أتانَا بالأساطــيرِ والسَّطْرُ السِّكَّةُ من النَّخْلِ والسَّطْرُ العَتُودُ من المَعَزِ والصَّادُ لغةٌ والمُسَيْطِرُ الرقيبُ الحافِظُ وقيل المُتَسلِّطُ وبه فسِّرَ قوله عزَّ وجلَّ {لَسْتَ عليهم بمُسَيْطرٍ} الغاشية 22 وقد سيَطَر علينا وسَوْطَرَ
[سطر] السطر: الصف من الشئ. يقال: بَنى سَطْراً، وغَرَسَ سَطْراً. والسَطْرُ: الخَطُّ والكتابة، وهو في الأصل مصدرٌ . والسَطَرُ بالتحريك مثله. قال جرير: مَنْ شاَء بايَعْتُهُ مالي وخُِلْعَتَهُ * ما تُكْمِلُ التَيمُ في ديوانهم سَطَرا - والجمع أَسْطارٌ، مثل سبب وأسباب. قال رؤبة: إنى وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطرا * لَقائلٌ يا نصر نصرا نَصْراً - ثم يجمع على أساطــيرَ. وجمع السطر أسطر وسطور، مثل أفلس وفلوس. والاساطــير: الأباطيل، الواحد أُسْطورَةٌ، بالضم، وإسْطارَةٌ بالكسر. وسطر يسطر سطرا: كتب. واسْتَطَرَ مثلُه. والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ: المسلَّط على الشئ ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله. وأصله من السطر لان الكتاب مسطر والذى يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ. يقال: سَيْطَرْتَ علينا. وقال الله تعالى:

(لَسْتَ عليهم بمُسَيْطِرٍ) *. وسَطَرَهُ، أي صَرَعَهُ. والمِسْطارُ، بكسر الميم: ضربٌ من الشَراب فيه حموضة. وبالصاد أيضاً.
سطر
السَّطْرُ: سَطْرٌ من كُتُب وشَجَرٍ مَغْرُوسٍ. وأسْطَرَ فلانٌ اسْمي: تَجَاوَزَ السطْرَ. فإذا كَتَبَه قيل: سَطَرَه.
وسَطرَ علينا فلانَ تَسْطِيْراً: إذا جاءَ بأحادِيثَ تُشبِهُ الباطِلَ. ووَاحِدُ الأساطِــيْرِ: إسْطَارٌ وأُسْطُوْرَة وإسْطِيْرَةٌ وأُسْطُوْر وإسْطِيْرٌ، وهي الأحادِيْثُ لا نِظَامَ لها. وهو يُسَطرُ: أي يَكْذبُ وُيؤلف، ومنه: " أسَاطِــيْر الأولِيْنَ ".
وإذا أخْطَأ الرجُلُ فَكُنِيَ عن خَطَائه قيل: أسْطَرَ. وأسْطَارُ الأوليْنَ: أخْبَارُهم وما سُطِّرَ منها وكُتِبَ، واحِدُها سَطْرٌ ثُمَّ أسْطَارٌ ثُم أسَاطِــيْرُ جَمْعُ الجَمْعِ.
والسيْطَرَةُ: مَصْدَرُ المُسَيْطِرِ وهو كالرَّقِيْبِ الحافِظِ الكاتِبِ، من قَوْلِه عَزَ وجَل: " لست عليهم بمُسَيْطِرٍ ". وسَيْطَرَ علينا فلانٌ وسُوْطِرَ؛ ولا يُقال سنيْطِرَ.
والمِسْطَارُ من الشرَابِ: ما فيه حُمُوْضَةٌ، وقيل: الصّارِعُ لشارِبِه. والمَسْطور: المَصْرُوْعُ. وسُطْرَةٌ وسُطَرٌ من الأمَاني. وقد سَطَّرَ فلان: أي مَنى صاحِبَه تَمْنِيَةً. والــساطِــرُونُ: مَلِكٌ من مُلُوْكِ الأعاجِمِ؛ وهو صاحِبُ الحَضْرِ.
سطر
السَّطْرُ والسَّطَرُ: الصّفّ من الكتابة، ومن الشّجر المغروس، ومن القوم الوقوف، وسَطَّرَ فلان كذا: كتب سطرا سطرا، قال تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ
[القلم/ 1] ، وقال تعالى:
وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ
[الطور/ 1- 2] ، وقال: كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً [الإسراء/ 58] ، أي: مثبتا محفوظا، وجمع السّطر أَسْطُرٌ، وسُطُورٌ، وأَسْطَارٌ، قال الشاعر:
إنّي وأسطار سُطِرْنَ سطرا
وأما قوله: أَــساطِــيرُ الْأَوَّلِينَ
[الأنعام/ 24] ، فقد قال المبرّد: هي جمع أُسْطُورَةٍ، نحو: أرجوحة وأراجيح، وأثفيّة وأثافي، وأحدوثة وأحاديث. وقوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَــساطِــيرُ الْأَوَّلِينَ [النحل/ 24] ، أي: شيء كتبوه كذبا ومينا، فيما زعموا، نحو قوله تعالى: أَــساطِــيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفرقان/ 5] ، وقوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ
[الغاشية/ 21- 22] ، وقوله: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [الطور/ 37] ، فإنه يقال: تسيطر فلان على كذا، وسَيْطَرَ عليه: إذا أقام عليه قيام سطر، يقول: لست عليهم بقائم. واستعمال (الْمُسَيْطِر) هاهنا كاستعمال (القائم) في قوله:
أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد/ 33] ، و (حفيظ) في قوله: وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام/ 104] ، وقيل: معناه لست عليهم بحفيظ، فيكون المسيطر (كالكاتب) في قوله: وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف/ 80] ، وهذه الكتابة هي المذكورة في قوله:
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج/ 70] .
سطر: سَطَر: صف، نسق، رتب على نفس الصف. (عباد 1: 244).
سَطر: شرط، عيّن شرطاً، بينّ، أوضح (هلو) سَطَّر (بالتشديد): خَطَط (بوشر) رسم خطوطاً على القرطاس (فوك، الكالا، محيط المحيط، بوشر) ورسم (بوشر).
سطرَّ القارئ. انتقل من السطر الذي قرأه إلى ما بعد السطر الذي يليه (محيط المحيط).
سطرَّ: طمع، إغتر، تباهى، ففي حيان - بسام (1: 10و) يقول بعد كلامه عن ان هذا الخليفة الضعيف قد رتب ونظم كل وظائف القصر. وهذا زخرف من التسطير وضع على غير حاصل ومراتب نصبت لغير طائل.
تسّطّر: تخطَّط، تصفَفَ على خط واحد (معجم ابن جبير).
تسطَّر القرطاس: خطط، رسمت فيه خطوط.
(فوك) سطر. إن كلمة اسطار لم تذكر في ألف ليلة (برسل 4: 319) حيث ينقلها هابيشت في معجمه فقط، بل ذكرت في ألف ليلة (برسل 4: 338) أيضاً، وقد حلت محلها كلمة ساطــور في طبعة ماكن (4: 168) غير أنها لا يمكن أن تدل في كلتا العبارتين على الــساطــور الذي يقطع به اللحم. ولا ادري لماذا فسرّها بيشت هذه الكلمة بمكيال لصغار السمك. لأن العبارتين ليس فيهما ما يدل على كيل السمك، بل فيهما ما يدل على نقله. ولعل كلمة اسطار هذه تصحيف اسطال جمع سطل. لأننا نجد أن اللام في كلمة سطل باللغات الرومانية قد أبدلت بالراء. ففي اللغة الأسبانية: acetere, celtre, cetre, acetre وباللغة الكاتغالونية: setri أو لعلها جمع ستر كما لاحظ السيد دي غويا وهي الكلمة التي فسرها بيترمان (سفرة 1: 79) بكلمة: صحفة وصحن وزبدية.
مسطرة وجمعها سَطُورون وسَواطِر: سَرِيّ، شريف النفس، شهم، عالي الهمة (فوك) سطور: نوع من السمك (ياقوت 1: 886) تسطير (في تونس): تقطيع المجرم بضربات السيف تقطيعه طولاً (عوادة ص318).
مسطرة، عند أرباب الفلاحة: سعر الأرض أو الأعراس الذي تباع به (محيط المحيط).
مَسْطَرَة: كيلة، مقياس السعة (الكالا).
مِسْطَرَة: كوس، مثلث، زاوية قائمة، مسطرة مثلثة الزوايا (بوشر).
مِسْطَرة: صفيحة يسقط فيها ما فوق المد من الحبوب عند كيلها. صفيحة لكيل الملح، (الكالا) مِسَطَرة: القسم المجوف من الملوي في الآلات الموسيقية كالعود والقانون حيث تثبت الملاوي (صفحة مصر 13: 228) وفيها مسترة وهو خطأ)، لين عادات (2: 78).
مِسْطَرة: عينة. نموذج، مثل (بوشر، محيط المحيط).
مِسْطَرة: نبات الحلتيت، قنة (الكالا).
مُسْطار وجمعها مــساطــير: سلاف، نبيذ العنب، (فوك، الكالا، برجرن ص864). وتكتب مصطار (محيط المحيط في مادة صطر) (168) (أبو الوليد ص299، 538 رقم 72، ابن العوام 2: 415 (وانظر كلمنت موليه 2: 402 رقم 2، 416، 613) وانظر (الجواليقي ص141). مسطور وجمعها مَــساطِــير: مكتوب، عهد، عقد، ميثاق، اتفاق. ففي فريتاج (طرائف عقد، ميثاق، اتفاق. ففي فريتاج (طرائف ص55): وقد كتبت على نفسي مسطوراً أشهدت فيه الله وجماعة من المسلمين أن الأرض الخ. وفيه (ص61): لي عليه مسطور بها أي لي عليه مكتوب يعترف به فيه إنه مدين لي بهذه الخمسمائة دينار (عبد الواحد ص204، 205).
سطر
سطَرَ يَسطُر، سَطْرًا، فهو ساطِــر، والمفعول مَسْطور
• سطَر الكتابَ: كتَبَه "سطَر الرسالةَ- {وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} ".
• سطَر الشَّيءَ: صَفَّه "سطَر السّيارات بجوار الرّصيف". 

استطرَ يستطر، استطارًا، فهو مُسْتَطِر، والمفعول مُسْتَطَر
• استطر الكتابَ: سطَره، كتَبه " {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}: مكتوب في اللوح المحفوظ". 

تمسطَرَ يتمسطر، تَمَسْطُرًا، فهو مُتمسطِر (انظر: م س ط ر - تمسطَرَ). 

سطَّرَ يُسطِّر، تسطيرًا، فهو مُسَطِّر، والمفعول مُسَطَّر
• سطَّر الكتابَ أو الرِّسالةَ ونحوَهما: سطَرهما، كتبهما.
• سطَّر الورقَةَ: رسم فيها خطوطًا بالمِسْطَرة "ورق مُسَطَّر".
• سطَّر العبارةَ أو القصَّةَ ونحوَ ذلك: ألّفها ° سطَّرَ الأكاذيبَ: ألَّفها- سطَّر علينا: قصّ علينا الأساطــير. 

سيطرَ يُسيطر، سيطرةً، فهو مُسيطِر، والمفعول مُسَيْطَر عليه
 • سيطر الشَّخصُ/ سيطر الشَّخصُ على غيره: تحكّم وتسلّط وتمكّن " {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [ق]: وفي قراءة أخرى "بمسيطَر"- {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} [ق] ". 

مسطَرَ يُمسطر، مسطرةً، فهو مُمسطِر، والمفعول مُمسطَر (انظر: م س ط ر - مسطَرَ). 

ساطــور [مفرد]: ج سَواطيرُ: سكِّين عريض ثقيل وطويل، ذو حدٍّ واحد يُقطع به اللّحم ويُكسر به العظم "ساطــور جزَّار". 

سَطْر [مفرد]: ج أسْطُر (لغير المصدر) وسُطور (لغير المصدر) وأسطار (لغير المصدر)، جج أساطــير:
1 - مصدر سطَرَ.
2 - خطّ مستقيم على الورق "اكتب فوق السّطر" ° سطر المؤلِّف: سطر ينصُّ على مصدر الأخبار أو كاتب المقال- يقرأ ما بين السُّطور: يفهم المعنى الضّمنيّ، يستشفّ بطريقة غير مباشرة.
3 - صَفّ من كلِّ شيء "سطْر من الشجر/ الكتابة". 

مِسْطَار [مفرد]: (فن) قلم معدنيّ ذو حلقتين تنتهيان بسنَّيْن دقيقتين يكون بينهما الحبر ويضمّهما مسمار تضيق به مسافة الشّقّ أو تعرض بحسب ثخانة الخطّ المقصود رسمه ° مِسْطار الزَّوايا: أداة لاختبار دقّة السُّطوح المشطوبة. 

مِسْطَرة [مفرد]: ج مِسْطرات ومَــساطِــرُ:
1 - اسم آلة من سطَرَ: أداة تُرسم بها الخطوط المستقيمة "مِسْطرة تقويم".
2 - (هس) أداة ذات حافة مستقيمة، قد تُدرَّج وتُستخدم لرسم المستقيمات أو لقياس أطوالها.
• المِسْطَرة الحاسبة: (جب) آلة ذات مقاييس مدرّجة على صفة خاصّة، تستعمل لاستخراج نتائج العمليّات الحسابيّة، وقيم بعض المقادير الرِّياضيّة.
• مسطرة الارتفاع: مسطرة مرقَّمة، تُستعمل في مسح الأراضي لمعرفة الارتفاع. 

مَسْطَرين/ مُسْطَرين [مفرد]: أداة البنّاء، يُسوِّي بها الآجُرَّ أو الطّوب، ويضع بها المِلاط بين سطوره "لا يُمكن أن يستغني البنّاء عن المُسْطَرين". 

سطر

1 سَطَرَ, (S, M, Msb, &c.,) aor. ـُ (S, M, Msb;) inf. n. سَطْرٌ; (S, M, Msb, K; *) and ↓ سطّر; (M;) and ↓ استطر; (S, M, A, Msb, K;) He wrote (S, M, * A, Msb, K) a writing or book. (M, Msb.) b2: [And سَطَرَ He ruled a book. (See مِسْطَرَةٌ.)]

b3: Also سَطَرَ, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) (tropical:) He cut another man with a sword. (K, * TA.) b4: And سَطَرَهُ He prostrated him; threw him down prostrate. (S.) 2 سطّر: see 1. b2: Also, inf. n. تَسْطِيرٌ, He composed (M, K) lies, falsehoods, (TA,) or أَــسَاطِــير, i. e. stories having no foundation, &c. (M.) b3: Also, [not تسطّر as in Gol.,] He said what was false: and he pretended a false thing. (KL.) And سطّر عَلَيْنَا He told us أَــسَاطِــير, i. e. stories having no foundation; or no right tendency or tenour: (M, K:) or he told us stories resembling falsehoods: (Lth:) or he embellished stories to us with lies: (TA:) or he related to us wonderful stories of the ancients. (A.) And سطّر فُلَانٌ فُلَانًا Such a one told falsehoods to such a one. (Msb.) b4: And سطّرهُ He made him to form wishes, or desires. (Sgh, TA.) 4 اسطر اسْمِى He passed over the line in which was my name. (Az, K.) b2: And اسطر (tropical:) He committed a mistake, or an error, (Ibn-Buzurj, K, TA,) in his reading, or recitation. (K.) 8 إِسْتَطَرَ see 1, first sentence.11 اسطارّ, aor. ـْ [app. signifies It (beverage, or wine,) became what is termed مُِسْطَار or مُسْطَارّ, q. v.] (TA.) Q. Q. 1 سَيْطَرَ عَلَيْنَا, (S, M, A, K,) inf. n. سَيْطَرَةٌ; (A;) and سَوْطَرَ; (K;) or سُوطِرَ; (so in a copy of the M; [but see what is said below respecting the pass. form of سَيْطَرَ;]) and ↓ تَسَيْطَرَ; (A, K;) He had, or exercised, absolute authority over us: (M, A, K:) or he was set in absolute authority over us, to oversee us, and to pay frequent attention to our various states or conditions, and to write down our manner of action: (S:) or he acted as a watcher and guardian over us, (M, K, TA,) paying frequent attention to us: (TA:) also written with ص in the place of س; but originally it is with س, from السَّطْرُ: and every س immediately followed by ط may be changed into ص: (TA:) the pass. form of سَيْطَرَ is not used. (T.) Q. Q. 2 تَسَيْطَرَ: see the next preceding paragraph.

سَطْرٌ, (S, M, A, Msb, K,) originally an inf. n., [see 1,] (S,) and ↓ سَطَرٌ, (S, M, Msb, K,) A line (S, M, K) of a book or writing: (M, A, K:) and a writing: (S, K:) and (tropical:) a line or row (S, M, A, Msb, K) of buildings, (S, A,) and of trees, (S, M, A, Msb, K,) &c., (Msb, K,) and [particularly] of palm-trees, and the like, (M,) [and so, app., ↓ مُسْطَارٌ, q. v.:] pl. (of the former, S, Msb) أَسْطُرٌ (S, M, A, Msb, K) and (of the latter, S) أَسْطَارٌ (S, M, A, K) [both pls. of pauc.] and (of the former, S, Msb) سُطُورٌ, (S, M, A, Msb, K,) and أَــسَاطِــيرُ (Lh, S, M, K) is a pl. pl., (S, K,) i. e. pl. of أَسْطَارٌ. (S.) You say, كَتَبَ سَطْرًا مِنْ كِتَابَةٍ

[He wrote a line of writing]: (A:) and بَنَى سَطْرًا (tropical:) He built a row (S, A) مِنْ بِنَائِهِ [of his building]: (A:) and غَرَسَ سَطْرًا (tropical:) He planted a row (S, A) مِنْ وَدِيِّهِ [of his palm-shoots, or young palm-trees]. (A.) b2: [Hence the saying,] اِجْعَلِ الأَمْرَ سَطْرًا وَاحِدًا (assumed tropical:) Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) A2: Also the former, (سَطْرٌ,) A yearling (عَتُودٌ, T, M, K) of goats, (M,) or of sheep or goats: (T, K:) and صَطْرٌ is a dial. var. thereof. (IDrd, M.) سَطَرٌ: see the next preceding paragraph.

سُطُرٌ: see أُسْطُورَةٌ.

سُطْرَةٌ (tropical:) An object of wish or desire. (K, TA.) You say, رَاجَعْتُ فُلَانًا وَلَمْ يُسَاعِدْ سُطْرَتِى (tropical:) [I consulted such a one, and he did not aid in the accomplishment of the object of my wish or desire]. (TK.) سَطَّارٌ: see what next follows.

سَاطِــرٌ (tropical:) A butcher; (Fr, O, K, TA;) as also ↓ سَطَّارٌ. (Fr, O, TA.) سَاطُــورٌ A butcher's cleaver; (MA, O, K; *) i. e. the great knife with which the butcher cuts [the slaughtered beast: pl. سَوَاطِيرُ]. (O.) أُسْطُورَةٌ [resembling the Greek ἱστορία] (S, M, A, Msb, K) and أُسْطُورٌ (M, Msb, K) and إِسْطَارَةٌ (S, M, Msb, K) and إِسْطَارٌ and إِسْطِيرَةٌ and إِسْطِيرٌ (M, K) sings. of أَــسَاطِــيرُ, (S, M, A, Msb, K,) which signifies Lies; or falsehoods; or fictions: (S, Msb, TA:) or stories having no foundation, or no right tendency or tenour: (لَا نِظَامَ لَهَا:) [such as we commonly term legends:] (M, K:) or wonderful stories of the ancients: (A:) or their written stories: (Bd in viii. 31:) or their written tales: (Jel in lxxxiii. 13:) or their written lies: (Bd in xxiii. 85, and Jel in xxvii. 70:) or stories embellished with lies; as also ↓ سُطُرٌ: (TA:) or, accord. to some, أَــسَاطِــيرُ is pl. of أَسْطَارٌ which is pl. of سَطْرٌ: or, accord. to AO, اساطــير is pl. of أَسْطُرٌ which is pl. of سَطْرٌ: or, accord. to Abu-l-Hasan, اساطــير has no sing.: (M:) or the pl. of أَسْطُرٌ, accord. to AO, is أَــسَاطِــرُ, i. e., without ى: or, as some say, اساطــير is an irreg. pl. of سَطْرٌ. (TA.) مِسْطَرَةٌ An instrument with which a book is ruled (يُسْطَرُ) [made of a piece of pasteboard with strings strained and glued across it, which is laid under the paper; the latter being ruled by being slightly pressed over each string]. (TA.) مُسَطَّرٌ Written. (S, M.) مُسَطِّرٌ: see مُسَيْطِرٌ.

مُسْطَارٌ: see سَطْرٌ. b2: (assumed tropical:) Dust rising into the sky; (K, TA;) as being likened to a row of palm-trees or other things. (TA.) A2: Also, (thus in some copies of the K, and so correctly written accord. to Sgh, with damm, TA,) or مِسْطَارٌ, (thus in the S, and in some copies of the K,) with kesr to the م, (S,) or with teshdeed, [مُسْطَارٌّ,] as written by Ks, and this also shows it to be with damm, being in this case from إِسْطَارَّ, aor. ـْ (Sgh, TA,) A kind of wine in which is acidity; (S;) an acid kind of wine: (A'Obeyd, K:) or a kind of wine which prostrates its drinker: (K:) or new, or recently-made, wine, (K,) of which the taste and odour are altered: (TA:) or wine made of the earliest of grapes, recently: (T, TA:) or a wine in which is a taste between sweet and sour; also termed ↓ مُسْطَارَةٌ: (Har p. 618:) Az says, it is of the dial. of the people of Syria; and I think that it is Greek, [or perhaps it is from the Latin “ mustarius,” which is from “ mustum,”] because it does not resemble an Arabic form: it is with ص, or, as some say, with س; and [app. a mistake for “ or ”] I think it to be of the measure مُفْتَعَلٌ from صَارَ, with the ت changed into ط. (TA.) مُسْطَارَةٌ: see the next preceding paragraph, مُسَيْطِرٌ (S, M, A, Msb, K) and ↓ مُسَطِّرٌ, (S, K,) as also مُصَيْطِرٌ, (S, A,) One who has, or exercises, absolute authority (M, A, K) over others: (M:) one who is set in absolute authority over a thing [or people], to oversee it, and to pay frequent attention to its various states or conditions, and to write down its manner of action: from السَّطْرُ: (S:) or a watcher and guardian; (M, K;) one who pays frequent attention to a thing. (Msb, * TA.)

سطر: السَّطْرُ والسَّطَرُ: الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها؛

قال جرير:

مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَه،

ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا

والجمعُ من كل ذلك أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَــساطِــيرُ؛ عن اللحياني،

وسُطورٌ. ويقال: بَنى سَطْراً وغَرَسَ سَطْراً. والسَّطْرُ: الخَطُّ والكتابة،

وهو في الأَصل مصدر. الليث: يقال سَطْرٌ من كُتُبٍ وسَطْرٌ من شجر معزولين

ونحو ذلك؛ وأَنشد:

إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا

لقائلٌ: يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا

وقال الزجاج في قوله تعالى: وقالوا أَــساطــير الأَوّلين؛ خَبَرٌ لابتداء

محذوف، المعنى وقالوا الذي جاء به أَــساطــير الأَولين، معناه سَطَّرَهُ

الأَوَّلون، وواحدُ الأَــساطــير أُسْطُورَةٌ، كما قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحاديث.

وسَطَرَ بَسْطُرُ إِذا كتب؛ قال الله تعالى: ن والقلم وما يَسْطُرُونَ؛

أَي وما تكتب الملائكة؛ وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه

واسْتَطَرَه. وفي التنزيل: وكل صغير وكبير مُسْتَطَرٌ. وسَطَرَ يَسْطُرُ

سَطْراً: كتب، واسْتَطَرَ مِثْلُهُ. قال أَبو سعيد الضرير: سمعت

أَعرابيّاً فصيحاً يقول: أَسْطَرَ فلانٌ اسمي أَي تجاوز السَّطْرَ الذي فيه اسمي،

فإِذا كتبه قيل: سَطَرَهُ. ويقال: سَطَرَ فلانٌ فلاناً بالسيف سَطْراً

إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ؛ ومنه قيل لسيف القَصَّابِ:

ساطُــورٌ.

الفراء: يقال للقصاب ساطِــرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ ولَحَّامٌ

وقُدَارٌ وجَزَّارٌ.

وقال ابن بُزُرج: يقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عن خَطَئِهِ:

أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ، وهو الإِسْطارُ بمعنى الإِخْطاءِ. قال الأَزهري: هو

ما حكاه الضرير عن الأَعرابي أَسْطَرَ اسمي أَي جاوز السَّطْرَ الذي هو

فيه.

والأَــساطِــيرُ: الأَباطِيلُ. والأَــساطِــيرُ: أَحاديثُ لا نظام لها،

واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ، بالكسر، وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ

وأُسْطُورَةٌ، بالضم. وقال قوم: أَــساطِــيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ

سَطْرٍ. وقال أَبو عبيدة: جُمِعَ سَطْرٌ على أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ

على أَــساطــير، وقال أَبو أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة إِلى العشرة. قال: ويقال

سَطْرٌ ويجمع إِلى العشرة أَسْطاراً، ثم أَــساطــيرُ جمعُ الجمعِ.

وسَطَّرَها: أَلَّفَها. وسَطَّرَ علينا: أََتانا بالأَــساطِــيرِ. الليث:

يقال سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطْرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل. يقال:

هو يُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَي يؤلف. وفي حديث الحسن: سأَله الأَشعث عن

شيء من القرآن فقال له: والله إِنك ما تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بشيء أَي ما

تُرَوِّجُ. يقال: سَطَّرَ فلانٌ على فلان إِذا زخرف له الأَقاويلَ

ونَمَِّّْقَها، وتلك الأَقاويلُ الأَــساطِــيرُ والسُّطُرُ.

والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ: المُسَلَّطُ على الشيء لِيُشْرِف عليه

ويَتَعَهَّدَ أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ، وأَصله من السَّطْر لأَن الكتاب

مُسَطَّرٌ، والذي يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ. يقال: سَيْطَرْتَ علينا. وفي

القرآن: لست عليهم بِمُسْيِطرٍ؛ أَي مُسَلَّطٍ. يقال: سَيْطَرَِ

يُسَيِطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ، فهو مُسَيْطِرٌ ومَتَسَيْطِرٌ، وقد تقلب

السين صاداً لأَجل الطاء، وقال الفراء في قوله تعالى: أَم عندهم خزائن ربك

أَم هم المُسَيْطِرُونَ؛ قال: المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها بالسين،

وقال الزجاج: المسيطرون الأَرباب المسلطون. يقال: قد تسيطر علينا وتصيطر،

بالسين والصاد، والأَصل السين، وكل سين بعدها طاء يجوز أَن تقلب صاداً.

يقال: سطر وصطر وسطا عليه وصطا. وسَطَرَه أَي صرعه.

والسَّطْرُ: السِّكَّةُ من النخل. والسَّطْرُ: العَتُودُ من المَعَزِ،

وفي التهذيب: من الغنم، والصاد لغة. والمُسَيْطِرُ: الرقيب الحفيظ، وقيل:

المتسلط، وبه فسر قوله عز وجل: لستَ عليهم بمسيطر، وقد سَيْطْرَ علينا

وسَوْطَرَ. الليث: السَّيْطَرَةُ مصدر المسيطر، وهو الرقيب الحافظ المتعهد

للشيء. يقال: قد سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ، وفي مجهول فعله إِنما صار سُوطِر،

ولم يقل سُيْطِرَ لأَن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة، كما أَنك تقول من

آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ، فإِذا جاءت ياء ساكنة

بعد ضمة لم تثبت، ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها واواً في حال

(* قوله:

«في حال» لعل بعد ذلك حذفاً والتقدير في حال تقلب الضمة كسرة للياء مثل

وقولك أَعيس إلخ). مثل قولك أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وجمعه

بِيضٌ، وهو فُعْلَةٌ وفُعْلٌ، فاجترت الياء ما قبلها فكسرته، وقالوا أَكْيَسُ

كُوسَى وأَطْيَبُ طُوبَى، وإِنما تَوَخَّوْا في ذلك أَوضحه وأَحسنه،

وأَيما فعلوا فهو القياس؛ وكذلك يقول بعضهم في قسمة ضِيزَى إِنما هو فُعْلَى،

ولو قيل بنيت على فِعْلَى لم يكن خطأ، أَلا ترى أَن بعضهم يهمزها على

كسرتها، فاستقبحوا أَن يقولوا سِيطِرَ لكثرة الكسرات، فلما تراوحت الضمة

والكسرة كان الواو أَحسن، وأَما يُسَيْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة السين رجعت

الياء. قال أَبو منصور: سَيْطَرَ جاء على فَيْعَلَ، فهو مُسَيْطِرٌ، ولم

يستعمل مجهول فعله، وينتهي في كلام العرب إِلى ما انتهوا إِليه. قال:

وقول الليث لو قيل بنيتْ ضِيزَى على فِعْلَى لم يكن خطأَ، هذا عند النحويين

خطأَ لأَن فِعْلَى جاءت اسماً ولم تجئ صفة، وضِيزَى عندهم فُعْلَى وكسرت

الضاد من أَجل الياء الساكنة، وهي من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضُيزُهُ إِذا

نقصته، وهو مذكور في موضعه؛ وأَما قول أَبي دواد الإِيادي:

وأَرى الموتَ قد تَدَلَّى، مِنَ الحَضْـ

ـرِ، عَلَى رَبِّ أَهلِهِ الــسَّاطِــرونِ

فإِن الــساطــرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر، وهو مدينة بين دِجْلَةَ

والفرات، غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه وقتله.

التهذيب: المُسْطَارُ الخمر الحامض، بتخفيف الراء، لغة رومية، وقيل: هي

الحديثة المتغيرة الطعم والريح، وقال: المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التي

اعتصرت من أَبكار العنب حديثاً بلغة أَهل الشام، قال: وأُراه روميّاً

لأَنه لا يشبه أَبنية كلام العرب؛ قال: ويقال المُسْطار بالسين، قال: وهكذا

رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال: هو الحامض منه. قال الأَزهري: المسطار

أَظنه مفتعلاً من صار قلبت التاء طاء. الجوهري: المسطار،

(* قوله:

«الجوهري المسطار بالكسر إلخ» في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب الضم،

قال: وكان الكسائي يشدد الراء فهذا دليل على ضم الميم لأَنه يكون حينئذٍ من

اسطارّ يسطارّ مثل ادهامّ يدهامّ). بكسر الميم، ضرب من الشراب فيه

حموضة.

سطر
: (السَّطْرُ: الصَّفُّ من الشَّيْءِ، كالكِتَابِ والشَّجَرِ) والنَّخْلِ (وغَيْرِهِ) ، أَي مَا ذكر، وَكَانَ الظَّاهِرُ: وغَيْرُهَا، كَمَا فِي الأُصولِ.
(ج أَسْطُرٌ وسُطُورٌ وأَسْطَارٌ) ، قَالَ شيخُنَا: ظاهِرُه أَنّ أَسْطَاراً جمعُ سَطْرٍ المفتوح، وَلَيْسَ كذالك؛ لما قَرَّرْنَاهُ غير مَرَّةٍ أَنَّ فَعحلاً بِالْفَتْح لَا يُجْمَعُ على أَفْعَال فِي غيرِ الأَلْفاظِ الثَّلاثَةِ الَّتِي ذكرنَاها غير مَرّة، بل هوجَمْعٌ لسَطَرٍ المُحَرَّكِ، كأَسْبَابٍ وسَبَبٍ، فالأَوْلَى تَأْخِيرُه. قلْت: أَو تَقْدِيمُ قولِه: ويُحَرَّكُ، قبلَ ذِكْر الجُموعِ، كَمَا فَعَلَه صاحِبُ المُحْكَم.
و (جج) ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ، (أَــساطِــيرُ) ، ذكر هاذه الجُمُوعَ اللّحيانيّ، مَا عدا سُطُور.
ويُقَالُ: بَنَى سَطْراً مِنْ نَخْلٍ، وغَرَسَ سَطْراً من شَجَر، أَي صَفّاً، وَهُوَ مَجَازٌ.
(و) الأَصْلُ فِي السَّطْرِ: (الخَطُّ والكِتَابَةُ) ، قَالَ الله تَعَالَى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ} (الْقَلَم: 1، 2) ، أَي وَمَا تُكْتُبُ المَلائِكَةُ. وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً: كَتَبَ.
(ويُحَرَّكُ فِي الكُلِّ) ، وعَزاه فِي المِصْباحِ لبَنِي عِجْل، قَالَ جرير:
مَنْ شَاءَ بَايَعْتُه مَالِي وخُلِعَتَهُ
مَا يَكْمُلُ التَّيْمُ فِي دِيوانِهِمْ سَطَرَا
والجَمع الأَسطار، وأَنشد:
إِنّي وأَسْطَارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا
لقَائِلٌ: يَا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا
وَمن المَجاز: السَّطْرُ: السِّكَّةُ من النَّخْلِ.
(و) السَّطْرُ: (العَتُودُ) من المَعْزِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: (من الغَنَمِ) ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، والصّادُ لُغَةٌ.
(و) من المَجَاز: السَّطْرُ: (القَطْعُ بالسَّيْفِ) ، يُقَالُ: سَطَرَ فُلانٌ فُلاناً سَطْراً، إِذا قَطَعَهُ بهِ، كأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ، (وَمِنْه: الــسَّاطِــرُ، للقَصَّابِ، والــسَّاطُــورُ، لما يُقْطَعُ بِه) .
قَالَ الفَرَّاءُ: يُقَالُ للقَصَّابِ: سَاطِــرٌ، وسَطَّارٌ، وشَطَّابٌ، ومُشَقِّصٌ، ولَحَّامٌ، وقُدَارٌ، وجَزَّارٌ.
(واسْتَطَرَهُ: كَتَبَهُ) ، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ} (الْقَمَر: 53) .
(والأَــسَاطِــيرُ) : الأَباطِيلُ والأَكاذِيبُ و (الأَحادِيثُ لَا نِظَامَ لَهَا، جَمْعُ إِسْطَارٍ وإِسْطِيرٍ، بكَسْرِهِمَا، وأُسْطُورٍ) بالضَّمِّ، (وبالهَاءِ فِي الكُلِّ) .
وَقَالَ قَوْمٌ: أَــساطِــيرُ: جَمْعُ أَسْطَارٍ، وأَسْطَارٌ جمْع سَطْرٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: جُمِعَ سَطْرٌ على أَسْطُرٍ، ثمَّ جُمِعَ أَسْطُر على أَــساطِــرَ، أَي بِلَا ياءٍ.
وقالَ أَبُو الحَسَن: لَا واحِدَ لَهُ.
وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: واحِدُ الأَــسَاطِــيرِ أُسْطُورَةٌ وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ إِلى الْعشْرَة، قَالَ: ويُقَال: سَطْرٌ، ويُجْمَع إِلى العَشرة أَسْطَاراً، ثُمْ أَــساطِــيرُ جمعُ الجَمْعِ، وَقيل: أَــساطِــيرُ: جَمْعُ سَطْرٍ على غيرِ قِياس.
(وسَطَّرَ تَسْطِيراً: أَلَّفَ) الأَكاذِيبَ.
(و) سَطَّرَ (عَلَيْنَا: أَتَانَا) وَفِي الأَساس: قَصَّ (بالأَــسَاطِــيرِ) ، قَالَ اللَّيْث: يُقَالُ: سَطَّرَ فُلانٌ علَيْنَا يُسَطِّرُ، إِذا جَاءَ بأَحَادِيثَ تُشْبِهُ الباطِلَ، يُقَال هُوَ يُسَطِّرُ مَا لَا أَصْلَ لَه، أَي يُؤَلِّفُ.
وَفِي حَدِيثِ الحَسَن: (سَأَلَهُ الأَشْعَثُ عَنْ شَيْءٍ من القُرْآنِ فَقَالَ لَهُ: وَالله إِنَّكَ مَا تُسَطِّرُ عَلَيَّ بِشَيْءٍ) ، أَي مَا تُرَوِّجُ، يُقال: سَطَّرَ فُلانٌ على فُلانٍ، إِذا زَخْرَفَ لَهُ الأَقاوِيلَ ونَمَّقَها، وتِلْكَ الأَقَاوِيلُ الأَــسَاطِــيرُ والسُّطُرُ.
(والمُسَيْطِرُ: الرَّقِيبُ الحَافِظُ) المُتَعَهِّدُ لِلشَّيْءِ، (و) قيل: هُوَ (المُتَسَلِّطُ) على الشيْءِ ليُشْرِفَ عَلَيْهِ ويَتَعَهَّدَ أَحْوَالَه، ويَكْتُبَ عملَه. وأَصلُه من السَّطْرِ، (كالمُسَطِّرِ) ، كمُحَدّثٍ، والكِتَابُ مُسَطَّرٌ، كمُعَظَّم، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {12. 002 لست عَلَيْهِم بمسيطر} (الغاشية: 9) ، أَي بمُسَلَّط.
(وَقد سَيْطَرَ عَلَيْهِمْ، وسَوْطَرَ، وتَسَيْطَرَ) ، وَقد تُقْلَبُ السِّينُ صاداً؛ لأَجْلِ الطَّاءِ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: فِي قَوْله تَعَالَى: {12. 002 أم عِنْدهم خَزَائِن رَبك أم هم المصيطرون} (الطّور: 37) ، قَالَ: المُصَيْطِرُونَ كِتَابَتُها بالصَّاد، وقراءَتُها بِالسِّين.
وَقَالَ الزَّجّاج: المُسَيْطِرُونَ: الأَرْبابُ المُسَلَّطُونَ. يُقَال: قد تَسَيْطَرَ عَلَيْنَا وتَصَيْطَرَ، بالسِّيْن والصّاد، والأَصلُ السّين، وكُلُّ سينٍ بعدَهَا طاءٌ يَجُوزُ أَن تقلب صاداً، يُقَال: سطر وصطر، وسطا عَلَيْهِ وصطا.
وَفِي التَّهْذِيب: سَيْطَرَ، جاءَ على فَيْعَلَ، فَهُوَ مُسَيْطِرٌ، وَلم يُسْتَعْمَلْ مَجْهُولُ فِعْلِه، ونَنْتَهِي فِي كَلَام الْعَرَب إِلى مَا انْتَهَوْا إِلَيْه.
(والمُسْطَارُ) بالضَّمّ، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندَنا بالقَلَمِ، وضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ بالكَسْر، قَالَ الصّاغانِيّ: والصوابُ الضَّمُّ، قَالَ: وَكَانَ الكِسَائِيُّ يُشَدِّدُ الرّاءَ، فهاذا أَيْضاً دَلِيل، على ضَمِّ الميمِ؛ لأَنَّه يكون حِينَئِذٍ من اسْطَارَّ يَسْطَارُّ، مثل: ادْهَامٌ يَدْهَامُّ: (الخَمْرَةُ الصّارِعَةُ لشَارِبِها) ، من سَطَرَهُ، إِذا صَرَعَهُ.
(أَبو الحامِضَة) ، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، وَرَوَاهُ بالسِّين فِي بَاب الخَمْر، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: ضَرْبٌ من الشَّرَابِ فِيهِ حُمُوضَةٌ، وَزَاد فِي التَّهْذِيب: لْغَةٌ رُوميَّة (أَو) هِيَ (الحَدِيثَةُ) المُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ، والرِّيح. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هِيَ الَّتِي اعْتُصِرَت من أَبكار العِنَب حَدِيثاً، بلغَة أَهل الشَّام، قَالَ: وأُراهُ رُومِيّاً؛ لأَنَّه لَا يُشْبِهُ أَبْنِيَةَ كلامِ العَرَبِ، وَهُوَ بالصَّاد، ويُقَال بالسِّينِ، قَالَ: وأَظُنُّه مُفْتَعَلاً من صَارَ، قُلِبَت التّاءُ طاءً.
(و) المُسْطَارُ، بالضَّمِّ: (الغُبَارُ المُرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ) ، على التَّشْبِيهِ بصَفِّ النَّخْلِ، أَو غَيْرِ ذالك، وَلم يَتَعَرَّضْ لهُ صاحِبُ اللِّسَانِ مَعَ جَمْعِه الغَرائِبَ.
(و) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الضِّرِيرُ: سَمِعْتُ أَعرابِيّاً فَصِيحاً يَقُول: (أَسْطَرَ) فلانٌ (اسْمِي) ، أَي (تَجَاوَزَ السَّطْرَ الَّذِي فِيهِ اسْمِي) ، فإِذا كَتَبَه قِيلَ: سَطَرَهُ.
(و) أَسْطَرَ (فُلانٌ: أَخْطَأَ فِي قِرَاءَتِهِ) ، وَهُوَ قولُ ابنِ بُزُرْج، يَقُولُونَ للرَّجُلِ إِذا أَخْطَأَ فَكَنَوْا عَن خَطَئِه: أَسْطَرَ فُلانٌ اليَوْمَ، وَهُوَ الإِسْطَارُ بِمَعْنى الإِخْطَاءِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ مَا حَكاهُ الضَّرِيرُ عَن الأَعْرَابِيّ، أَسْطَر اسْمِي، أَي جاوَزَ السَّطْرَ الَّذِي هُوَ فِيه. (و) أَمّا قَوْلُ أَبِي دُواد الإِيَادِيّ:
وأَرَى المَوْتَ قَد تَدَلَّى مِن الْحَضْ
رِ على رَبِّ أَهْلِه الــسَّاطِــرُونِ
فإِنّ (الــسّاطِــرُونَ) : اسمُ (مَلِكٌ من مُلُوكِ العَجَمِ) ، كَانَ يَسْكُن الحَضْرَ، مَدِينَة بَين دِجْلَةَ والفُراتِ (قَتَلَهُ سَابُور ذُو الأَكْتافِ) ، وَقد تقدّمَت الإِشارةُ إِليه فِي حضر.
(و) من المَجَاز: (السُّطْرَةُ، بالضّم: الأُمْنِيَّةُ) ، يُقَال: سَطَّرَ فُلانٌ، أَي مَنَّى صاحبَه الأَمانِيَّ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) سَطْرَى، (كسَكْرَى: ة بدِمَشْق) الشّام.
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
السَّطَّار، ككَتّان: الجَزّارُ.
وسَطَرَه، إِذا صَرَعَه.
والمِسْطَرَةُ، بالكَسْر: مَا يُسْطرُ بِهِ الكتابُ.
ومحمّد بنُ الحَسَن بن ساطِــرٍ الطَّبِيبُ، هاكذا قَيَّدَه القُطْبُ فِي تَارِيخ مصر، قَالَه الحافظُ فِي التَّبْصِير.
(سطر)
الْكتاب سطرا كتبه وَفُلَانًا صرعه وَالشَّيْء بِالسَّيْفِ قطعه
(سطر) الْكتاب سطره والورقة رسم فِيهَا خُطُوطًا بالمسطرة والعبارة ألفها وَيُقَال سطر الأكاذيب وسطر علينا قصّ علينا الأساطــير

حَلَسَ 

(حَلَسَ) الْحَاءُ وَاللَّامُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الشَّيْءُ يَلْزَمُ الشَّيْءَ. فَالْحِلْسُ حِلْسُ الْبَعِيرِ، وَهُوَ مَا يَكُونُ تَحْتَ الْبِرْذَعَةِ. أَحْلَسْتُ فُلَانًا يَمِينًا، وَذَلِكَ إِذَا أَمْرَرْتَهَا عَلَيْهِ ; وَيُقَالُ بَلْ أَلْزَمْتُهُ إِيَّاهَا. وَاسْتَحْلَسَ النَّبْتُ إِذَا غَطَّى الْأَرْضَ، وَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا كَالْحِلْسِ. وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ. وَبَنُو فُلَانٍ أَحْلَاسُ الْخَيْلِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَقْتَنُونَهَا وَيَلْزَمُونَ ظُهُورَهَا. وَلِذَلِكَ يَقُولُ النَّاسُ: لَسْتَ مِنْ أَحْلَاسِهَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ: أَصْلُهُ مِنَ الْحِلْسِ. قَالَ: وَالْحِلْسُ أَيْضًا: بِــسَاطٌ يُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ. وَيَقُولُونَ: كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ، أَيِ الْزَمْهُ لُزُومَ الْبِــسَاطِ. وَالْحَلْسُ: الرَّجُلُ الشُّجَاعُ [وَالْحَرِيصُ] ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ رَغَابَتِهِ يَلْزَمُ مَا يُؤْكَلُ.

حفل

(حفل)
المَاء وَاللَّبن حفولا اجْتمع وَالْقَوْم احتشدوا والدمع كثر وَالسَّمَاء اشْتَدَّ مطرها وَالشَّيْء بالشَّيْء امْتَلَأَ بِهِ وَيُقَال حفل الْوَادي بالسيل والنادي بالقوم وَفُلَان اللَّبن فِي الضَّرع وَالْمَاء فِي الْمَكَان حفلا جمعه وَالشَّيْء وَالْأَمر وَبِه عني وبالى

(حفل) اللَّبن فِي الضَّرع وَالْمَاء فِي الْمَكَان حفله وَيُقَال حفل النَّاقة وَنَحْوهَا لم يحلبها أَيَّامًا ليجتمع اللَّبن فِي ضرْعهَا وَالشَّيْء جلاه وَأظْهر حسنه وَيُقَال حفل الْجَارِيَة زينها
حفل
حفَلَ/ حفَلَ بـ/ حفَلَ لـ يَحفِل، حَفْلاً، فهو حافل، والمفعول محفول (للمتعدِّي)
• حفَل القومُ: احتَشَدوا واجتمعوا ° جَمْع حافل: كثير، غفير.
• حفَل الماءُ واللَّبنُ ونحوُهما: اجتمع بكثرة "حفل الدَّمعُ"? وادٍ حافل: إذا كثُر سيلُه.
• حفَل الأمرَ أو الشَّيءَ/ حفَل بالأمر/ حفَل للأمر: عُنِي واهتمَّ به، وأخذه بعين الاعتبار "حفَل بنصائح أستاذه".
• حفَل الشَّيءُ بالشَّيء: امتلأ به "حفل النَّادي بالأعضاء- حفل الاجتماعُ بالمفاجآت". 

احتفلَ/ احتفلَ بـ/ احتفلَ لـ يحتفل، احتفالاً، فهو مُحتفِل، والمفعول مُحتفَل به
• احتفل الشَّيءُ: اجتمع "احتفل اللَّبن في الضّرع".
• احتفل بالشَّخص: أكرمه واهتمّ به، اجتمع لتكريمه "لا تحتفل بمن يبخل بماله".
• احتفل بالأمر/ احتفل للأمر:
1 - حفَل به، عُنِي به واهتمّ، أحسن القيام به "كان من الشُّعراء الذين يحتفلون بتنقيح شعرهم" ° لا تحتفل بأمره: لا تهتمّ به.
2 - أقام حفلاً دعا إليه أصدقاءَه "احتفل بعيد ميلاده". 

احتفال [مفرد]: ج احتفالات (لغير المصدر):
1 - مصدر احتفلَ/ احتفلَ بـ/ احتفلَ لـ.
2 - اجتماعٌ على فرح ومسرّة "تقام الاحتفالاتُ في البلاد بذكرى الأعياد الوطنيّة" ° قاعة الاحتفالات: مكان متّسع تُعقد فيه الاجتماعات، وتُقام الحفلات. 

احتفاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى احتفال.
2 - مهرجانيّ، مميِّز أو ملائم لاحتفال "معرض الكتاب حدث احتفاليّ يُقام كلَّ عام". 

احتفاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى احتفال: "تبدّدت الأجواء الاحتفاليَّة بسبب ما يتعرض له الوطن العربي من أحداث".
2 - مصدر صناعيّ من احتفال: حفل ضخم تقيمه هيئة رسميّة أو مؤسَّسة حكوميَّة، يشتمل على برنامج من الفعاليّات الثقافيّة أو المسابقات، وقد يكون لتكريم شخص أو عمل أو مناسبة وطنيَّة أو غير ذلك "افتُتِحت مكتبة الإسكندرية في احتفاليَّة تليق بالحدث الكبير- كُرِّم المتفوِّقون في احتفاليَّة عيد العِلْم". 

حافِلة [مفرد]: ج حافِلات (لغير العاقل) وحوافِلُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حفَلَ/ حفَلَ بـ/ حفَلَ لـ.
2 - سيَّارة أو مركبة كبيرة عامّة تسير بالبنزين ونحوه تُستخدم للنقل العام وتسع عددًا من المسافرين ° حافلة الطَّعام: حافلة قطار يقدّم الطعام بها- حافلة كهربيّة/ حافلة كهربائيّة: تسير بالكهرباء بلا قضبان أرضيّة- حافلة مائيّة: قارب بخاريّ كبير لنقل الرُّكّاب فوق الأنهار والقنوات. 

حَفْل [مفرد]:
1 - مصدر حفَلَ/ حفَلَ بـ/ حفَلَ لـ.
2 - ما اجتمع من كلِّ شيء "وجدنا في المنخفض حَفْلاً من الماء".
3 - جمع عظيم "عنده حفلٌ من النّاس" ° فلانٌ ذو حَفْل: مبالِغ فيما أخذ فيه من الأمور.
4 - اجتماع لغرض من الأغراض "أُقيم الحَفْل في دار الأوبرا المصريّة" ° حَفْل افتتاح: مراسيم الافتتاح بمناسبة بدء مؤتمر أو اجتماع أو نحوهما- حَفْل رياضيّ: مهرجان خاصّ بالألعاب الرِّياضيّة- حَفْلٌ ساهر: احتفال ليليّ- حَفْلٌ نهائيّ/ حَفْلٌ ختاميّ: خاصّ بنهاية مؤتمر أو اجتماع ونحوهما. 

حَفْلَة [مفرد]: ج حَفَلات وحَفْلات:
1 - اسم مرَّة من حفَلَ/ حفَلَ بـ/ حفَلَ لـ.
2 - اجتماع أو احتفال لغرضٍ من الأغراض "أقام الرَّئيسُ حفلة استقبال تكريمًا لوفود المؤتمر- أحيا الحَفْلَة بالغناء" ° حَفْل الاستقبال: حفل خاص أو عام يقام لتكريم زائر أو نابهٍ أو ضيف أو مناسبة ما- حَفْلة تأبين: اجتماع لرثاء مَيِّت وذكر مآثره- حَفْلةٌ خيريّة: احتفال غايتهُ مساندة الأعمال الخيريّة وجمع التَّبرّعات- حَفْلةٌ دينيّة: خاصّة بمناسبة دينيّة- حَفْلةٌ ساهرة: حفلة موسيقيّة أو غنائيَّة تستمرُّ فترةً من الليل- حَفْلةٌ سينمائيّة: تُعرض فيها الأفلام- حَفْلة عرس أو زواج: تقام بمناسبة زواج- حَفْلة غنائيّة: يشارك فيها مُغنٍّ أو أكثر- حَفْلة موسيقيّة: تُعزف فيها الموسيقا. 

مُحتفِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من احتفلَ/ احتفلَ بـ/ احتفلَ لـ.
2 - مشارك في احتفال أو طقس دينيّ "تجمَّع المحتفلون بالعيد في السَّاحة- مُحتفِل بميلاده/ بعرسه/ بنجاح ولده". 

مَحْفَل/ مَحْفِل [مفرد]: ج مَحافِلُ:
1 - اسم مكان من حفَلَ/ حفَلَ بـ/ حفَلَ لـ.
2 - مجلس أو اجتماع "تحسَّنت سمعةُ العرب في المحافل الدَّوليَّة" ° المحافل السِّياسيّة: الدَّوائر والأوساط السِّياسيّة. 
(ح ف ل) : (الْمُحَفَّلَةُ) النَّاقَةُ أَوْ الْبَقَرَةُ أَوْ الشَّاةُ الَّتِي حُفِّلَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا أَيْ جُمِعَ بِتَرْكِ حَلْبِهَا لِيَغْتَرَّ بِهَا الْمُشْتَرِي فَيَزِيدَ فِي الثَّمَنِ.
(حفل) - في حَدِيثِ حَلِيمَة: "فَإِذا هي حَافِلٌ".
: أي كَثِيرة الَّلبَن.
- وفي صِفَة عُمَر: "ودَفَقَت في مَحافِلِها".
هي جمع مَحْفِل أو مُحْتَفَل حَيثُ يحتَفِلُ المَاء .
ح ف ل : حَفَلَ الْقَوْمُ فِي الْمَجْلِسِ حَفْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ اجْتَمَعُوا وَاحْتَفَلُوا كَذَلِكَ وَاسْمُ الْمَوْضِعِ مَحْفِلٌ وَالْجَمْعُ مَحَافِلُ مِثْلُ: مَجْلِسٍ وَمَجَالِسَ وَاحْتَفَلْتُ بِفُلَانٍ قُمْتُ بِأَمْرِهِ وَلَا تَحْتَفِلْ بِأَمْرِهِ أَيْ لَا تُبَالِهِ وَلَا تَهْتَمَّ بِهِ وَاحْتَفَلْت بِهِ اهْتَمَمْتُ وَحَفَلَ اللَّبَنُ وَغَيْرُهُ حَفْلًا أَيْضًا وَحُفُولًا اجْتَمَعَ وَحَفَّلْتُ الشَّاةَ بِالتَّثْقِيلِ تَرَكْتُ حَلْبَهَا حَتَّى اجْتَمَعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا فَهِيَ مُحَفَّلَةٌ وَكَانَ الْأَصْلُ حَفَّلْتُ لَبَنَ الشَّاةِ لِأَنَّهُ هُوَ الْمَجْمُوعُ فَهِيَ مُحَفَّلٌ لَبَنُهَا وَاحْتَفَلَ الْوَادِي امْتَلَأَ وَسَالَ. 
ح ف ل: (حَفَلَ) الْقَوْمُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ، وَ (احْتَفَلُوا) اجْتَمَعُوا وَاحْتَشَدُوا. وَعِنْدَهُ (حَفْلٌ) مِنَ النَّاسِ أَيْ جَمْعٌ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (مَحْفِلُ) الْقَوْمِ
وَ (مُحْتَفَلُهُمْ) مُجْتَمَعُهُمْ. وَ (حَفَلَهُ) جَلَاهُ (فَتَحَفَّلَ) وَ (احْتَفَلَ) . وَ (حَفَلَ) كَذَا بَالَى بِهِ. يُقَالُ لَا تَحْفِلْ بِهِ. وَ (الْحُفَالَةُ) مِثْلُ الْحُثَالَةِ وَهُوَ الرَّذْلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَ (التَّحْفِيلُ) مِثْلُ التَّصْرِيَةِ وَهُوَ أَنْ لَا تُحْلَبَ الشَّاةُ أَيَّامًا لِيَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا لِلْبَيْعِ، وَالشَّاةُ (مُحَفَّلَةٌ) وَمُصَرَّاةٌ. وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّصْرِيَةِ وَالتَّحْفِيلِ. 

حفل


حَفَلَ(n. ac. حَفْل
حَفِيْل
حُفُوْل)
a. Collected, gathered ( water & c. ).
b.(n. ac. حَفْل), Assembled, gathered together (people).
c. Flowed, streamed, poured.
d. [Bi], Was full up to ( its banks: river ).
e. [Bi], Managed the affairs of.
f. [acc.
or
Bi], Cared for, heeded, regarded.
حَفَّلَa. Allowed, caused to collect.
b. Adorned, set off.

تَحَفَّلَa. Was full; was numerous.
b. Gathered together in large numbers.
c. Was adorned, embellished.
d. Was, became clear, distinct, conspicuous.

إِحْتَفَلَa. Gathered together from every quarter.
b. [Bi
or
Fi], Applied himself to, took pains over.
حَفْلa. Numerous company, multitude.
b. Meeting, gathering.
c. Care, painstaking.

حَفْلَةa. Application, assiduity.

مَحْفَلa. see 18
مَحْفِل
(pl.
مَحَاْفِلُ)
a. Assembly, meeting, audience.
b. Place of assembly.
c. Elevated platform ( in a mosque ).

حَاْفِل
(pl.
حُفَّل
حَوَاْفِلُ)
a. Full, copious.
b. (pl.
حُفُل), Producing much milk ( ewe & c. ).
حُفَاْلَةa. Refuse, dregs.

حَفِيْلa. Assiduous.
b. Numerous.

N. Ac.
إِحْتَفَلَa. Solemnity, pomp.
ح ف ل

حفل القوم واحتفلوا: اجتمعوا. ولا تنكر على أحد في الحفل. وهذا محفل القوم ومحتفلهم. وشاع الحديث في المحافل. وحفل الماء في الوادي، وحفل الوادي إذا كثر ماؤه. وضرع حافل، وضروع حفل وحوافل. وحفل الشاة: جمع اللبن في ضرعها ليرى حافلاً. ونهى عن بيع المحفّلة.

ومن المجاز: إحتفل في الأمر إذا احتشد واجتهد. واحتفل الفرس في حضره: جد فيه كما يقال: جمع نفسه. قال امرؤ القيس:

كأنها حين فاض الماء واحتفلت ... صقعاء لاح لها بالصرحة الذيب

وحفلت السماء: حدّ وقعها. وطريق محتفل: عظيم مستبين. وهذا ثوب يحفل الوجه أي يظهر حسنه ويجمعه. قال بشر:

رأى درّة بيضاء يحفل لونها ... صخام كغربان البرير مقصب

وقال ابن مقبل:

بتني بعيني جؤذر حفلتهما ... رعاث وبراق من اللون واضح

واحتفل وتحفل: تزين، ولبس ثياب الحفلة أي الزينة.
[حفل] ك: فيه النهي للبايع أن "لا يحفل"، وكل "محفلة" هو بفتح فاء المصراة، وهو عطف على الإبل عطف عام على خاص، أي لا يحفل كلم اكان من شأنه التحفيل كالأتان والجارية، وحقن عطف على صرى للتفسير، ولا يحفل بيان للنهي. نه وفيه: من اشترى "محفلة" هي الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلبها أياماً حتى يجتمع لبنها في ضرعها، فإذا احتلبها المشتري حسبها غزيرة فزاد في ثمنها ثم يظهر له نقص لبنها عن أيام تحفيلها، سميت محفلة لأن اللبن حفل في ضرعها أي جمع. ومنه ح عائشة تصف عمر: لله أم "حفلت" له ودرت عليه، أي جمعت اللبن في ثديها له. وح: هي "حافل" أي كثير اللبن. وح موسى وشعيب: "حفلاً" بطاناً، هي جمع حافل أي ممتلئة الضروع. وح صفة عمر ودفقت في "محافلها" جمع محفل أي محتفل، والمحفل بكسر الفاء مجتمع الناس حيث يحتفل الماء أي يجتمع. وح: يبقى "حفالة" كحفالة التمر، أي رذالة من الناس كردي التمر، وهو كالحثالة، وقد مر. ط: هو بضم حاء وخفة فاء ما يسقط من رديء التمر والشعير، أي لم يبق إلا الشرار. ش: لا يحتويه "محتفل" هو المستعد. نه ح المواطن "الحفلة" هو بفتح مهملة وكسر فاء أي الممتلئة ناسا، وروى: الحفيلة بمعناه. نه وفيه: العروس تكتحل "وتحتفل" أي تتزين وتحتشد للزينة، يقال: حفلت الشيء إذا جلوته.
[حفل] حَفَلَ القومُ واحْتَفَلوا، أي اجتمعوا واحتشدوا. وعنده حفل من الناس، أي جَمْعٌ، وهو في الأصل مصدرٌ. ومَحْفِلُ القوم ومُحْتَفَلُهُمْ: مجتمعهم وضرع حافل، أي ممتلى لبناً. وشعبةٌ حافِلٌ ووادٍ حافِلٌ، إذا كثر سَيْلُهُما. وحَفَلَتِ السماء حَفْلاً، أي جدّ وقعُها. وحَفَلْتُهُ، أي جلوته، فتحفل واحتفل. قال بشر يصف امرأة: رأى دُرَّةً بيضاء يَحفِلُ لونَها سُخامٌ كغربان البرير مقصب وحفلت كذا، أي باليتُ به، يقال: لا تحفل به. قال الكميت: أهذي بظبية لو تساعف دارها كلفا وأحفل صرمها وأبالى والحفالة مثل الحُثالَةِ. قال الأصمعيّ: يقال هو من حُفالَتِهِمْ وحُثالَتِهِمْ، أي ممَّن لا خير فيه منهم. قال: وهو الرذل من كل شئ. ورجلٌ ذو حَفْلَةٍ، إذا كان مبالغا فيما أخذ فيه. وجاءوا بحَفْلَتِهِمْ، أي بأجمعهم. وأخذ للأمر حَفْلَتَهُ، إذا جدّ فيه. ويقال. احْتَفَلَ الوادي بالسيل، أي امتلأ. والتَحْفيلُ مثل التَصرِيَة، وهو أن لا تُحْلَبَ الشاة أيَّاماً ليجتمع اللبنُ في ضرعها للبيع. والشاةُ محفلة ومصراة. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التصرية والتحفيل.
حفل: حفَّل (بالتشديد): وسَّع (بوشر).
تحفَّل في: بذل وسعه في، لم يأل جهدا في بالغ في (أماري ص394) وانظر: تعليقات ونقد.
انحفل: اجتمع (دميري مخطوطة، رايت).
احتفل: تحفل، بذل وسعه، لم يأل جهداً بالغ.
واحتفل المجلس: كثر أهله (بسام ص36 ق).
احتفل بالسلام عليهم: عني له: عني به، اهتم به (معجم البلاذري، تاريخ البربر 2: 337).
وفي جملة: ما احتفل به: يذكر بوشر: فيه بدا به: ما بالي به، ما اهتم به، استهان به.
وقولهم ما احتفل لفلان الذي ذكره لين موجود في كتاب عبد الواحد (ص93) حيث يجب الاحتفاظ بكتابتها كما هي في المخطوطة.
واحتفل في: جاءت في معجم فوك في مادة ( Solemnitas) .
حَفل: ( Solemnitas) في معجم فوك حَفْلة: مَحْفل الأشراف، ومجتمعهم وناديهم. ففي حيان (ص100 ق): فأنكر أهل العسكر قبح ما صنعه في تلك الحفلة.
وحفلة: ( Solemnitas) في معجم فوك.
حفِيل: عظيم، فخم. يقال: حصن حفيل (معجم الادريسي).
حافِل، عند ابن بطوطة: فاخر أنيق (يوصف بها السوق والبلد والضريح والمزار والمدرسة والوليمة والبــساط).
وحافل أَحْفَل: لذيذ، طيب المذاق (معجم الادريسي). مَحْفِل: مجتمع القوم ومجلسهم. ويقال: مَجالس المحافل (ابن البار ص97 = حيان ص21 ق).
ومَحْفَل: مجمع كنسي (بوشر).
مَحْفَل يهود: كنيس اليهود، معبد اليهود (بوشر).
ومحفِل: دائرة تحيط بها النساء الفرسان في مهرجانهم (مارتن ص109).
ومحفِل: أبهة، عظمة وموكب (بوشر).
احتفال: تكريم (بوشر).
(ح ف ل)

الحَفْلُ: اجْتِمَاع المَاء. حفَلَ يَحفِلُ حَفْلاً وحُفولا. وحفَلَ الْوَادي بالسيل واحتفلَ: جَاءَ بملء جَنْبَيْهِ، وَقَول صَخْر الغي:

أَبَا المُثَلَّمِ أقصِرْ قبلَ فاقِرَةٍ ... إِذا تُصيبُ سواءَ الأنفِ تَحْتَفِلُ مَعْنَاهُ تَأْخُذ معظمه.

ومَحْفِلُ المَاء: مجتمعه.

وحَفَلَ اللَّبن فِي الضَّرع يَحْفِلُ حَفْلا وحُفولاً، وتحفَّلَ واحتَفَلَ: اجْتمع. وحَفَلَه هُوَ وحَفَّلَه. وضرع حافِلٌ. وَالْجمع حُفَّلٌ. وناقة حافِلَةٌ وحَفولٌ. وشَاة حافِلٌ.

وحفَلَت السَّمَاء حَفْلاً: اشْتَدَّ مطرها، وَقيل: حفَلَت السَّمَاء إِذا جد وقعها، يعنون بالسماء حِينَئِذٍ الْمَطَر لِأَن السَّمَاء لَا تقع.

وحفَلَ الدمع، كثر، قَالَ كثير:

إِذا قلتُ أسْلُوا فاضت العينُ بالبُكا ... غِراءً ومَدَّتْها مَدامِعُ حُفَّلُ

وحفَلَ الْقَوْم يَحفِلون حَفْلاً واحتَفلوا: اجْتَمعُوا. والحفْلُ الْجمع. وتَحفَّلَ الْمجْلس كثر أَهله. ودعاهم الحَفلَى والأحْفَلَى أَي بجماعتهم، وَالْجِيم أَكثر. وجَمْعٌ حَفْلٌ وحفيلٌ: كثير. وَجَاءُوا بحفيلِتهم، أَي بأجمَعِهم.

والمَحفِلُ: الْوضُوء، عَن كرَاع وَقَالَ: هُوَ من الْجَمِيع. وَلَا أَدْرِي كَيفَ ذَلِك.

والحفيلُ والاحتِفالُ الْمُبَالغَة. وَرجل ذُو حَفْلٍ وحِفْلَةٍ: مبالغ فِيمَا أَخذ فِيهِ من الْأُمُور.

وَكَانَ حَفيلةُ مَا أعْطى درهما، أَي مبلغ مَا أعْطى.

والحُفالُ: بَقِيَّة التفاريق والأقماع من الزَّبِيب والحشف.

وحُفالَةُ الطَّعَام: مَا يخرج مِنْهُ فَيَرْمِي بِهِ. والحُفالَةُ: الرَّدِيء من كل شَيْء، والحُفالَةُ أَيْضا، بَقِيَّة الأقماع والقشور فِي التَّمْر وَالْحب وَقيل: الحُفالَةُ قشارة التَّمْر وَالشعِير وَمَا أشبههما. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ مَا يلقى مِنْهُ إِذا كَانَ أجلَّ من التُّرَاب والدقاق.

والحُفالَةُ، مَا رق من عكر الدّهن وَالطّيب. وحُفالَةُ اللَّبن رغوته، كجفالته، حَكَاهُمَا يَعْقُوب.

وحَفَلَ الشَّيْء يَحْفِلُه حَفْلاً، جلاه. قَالَ بشر:

رَأى دُرَّةً بيضاءَ يَحفِلُ لوَنها ... سُخامٌ كغِربانِ البَريرِ مُقَصَّبُ

يَحفِلُ لَوْنهَا، يَعْنِي يزِيدهُ بَيَاضًا لسواده. والتَّحَفُّلُ التزين. والتحفيلُ التزيين.

واحتَفل الطَّرِيق وضح، قَالَ لبيد:

تَرْزِمُ الشارِفُ مِنْ عِرْفانِه ... كُلَّما لاحَ بِنَجْدٍ واحتَفلْ

وَمَا حَفَلَه، وَمَا حَفَلَ بِهِ: يَحفِلُ حَفْلا، وَمَا احتَفلَ بِهِ، أَي مَا بالى.

وَقَول مليح:

وإنيّ لأقْري الهَمَّ حِين يَنوبُني ... بُعَيْدَ الكَرَى مِنه ضريرٌ مُحافِلُ

أَرَادَ: مُكَاثِر مطاول.

والحِفْوَلُ: شجر مثل شجر الرُّمَّان فِي الْقدر، وَله ورق مدور مفلطح رَقِيق كَأَنَّهَا فِي تحبب ظَاهرهَا توتة وَلَيْسَت لَهَا رطوبتها. تكون بِقدر الإجاصة، وَالنَّاس يَأْكُلُونَهُ، وَفِيه مرَارَة وَله عجمة غير شَدِيدَة تسمى الحفص، كل هَذَا عَن أبي حنيفَة.

وحَفايِلُ وحَفائلُ وحُفائل: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

تأبَّطَ نَعْليه وشِقَّ فريرِه ... وَقَالَ: أَلَيْسَ الناسُ دونَ حُفائل

قَالَ ابْن جني: من ضم الْحَاء همز الْيَاء الْبَتَّةَ كبرائل، وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فعايل غير مَهْمُوز الْيَاء. وَمن فتح الْحَاء احْتمل الْهمزَة وَالْيَاء جَمِيعًا، أما الْهَمْز فكقولك سفائن ورسائل، وَأما الْيَاء فكقولك فِي جمع غرين وحثيل: غراين وحثايل. وَقَوله:

أَلا ليتَ جيشَ العَيرِ لاقوا كتِيبَةً ... ثلاثينَ مِنَّا صَرْعَ ذاتِ الحَفائلِ

فَإِنَّهُ زَاد اللَّام على حد زيادتها فِي قَوْله:

وَلَقَد نهيتُكَ عَن بَناتِ الأوبَرِ

والحُفَيْلَلُ: شجر مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي. 

حفل

1 حَفَلَ, aor. ـِ inf. n. حَفْلٌ and حُفُولٌ and حَفِيلٌ, said of water, and of milk (K) in the udder (TA) [or breast], It collected; as also ↓ تحِفّل and ↓ احتفل. (K, TA. [In the CK, احَتَفَلَهُ is erroneously put for احْتَفَلَ.]) And حَفْلٌ signifies The collecting of water, i. e. its becoming collected, in its مَحْفِل, meaning its place of collecting. (TA.) b2: حَفَلَ الدَّمْعُ, (M, K,) inf. n. حَفْلٌ, (TA,) The tears became copious. (M, K, TA.) In some copies of the K, نثر is here erroneously put for كَثُرَ. (TA.) b3: حَفَلَ الوَادِى

بِالسَّيْلِ The valley brought the torrent so as that it filled its sides; as also ↓ احتفل: (K:) or the latter signifies the valley became filled by the torrent: (S:) or احتفل الوادى the valley became full, and flowed. (Msb.) b4: حَفَلَتِ السَّمَآءُ, (S, M, K,) inf. n. حَفْلٌ, (S,) The sky rained vehemently: (K:) or the rain fell profusely. (S, * M, TA.) b5: حَفَلَتْ, said of a woman, She collected the milk in her breasts. (TA.) And of camels, one says, (K in art. شكر,) حَفَلَتْ مِنَ الرَّبِيعِ [They abounded in milk, or had their udders full, from the herbage called ربيع]. (S and K in that art. [See حَافِلٌ.]) b6: حَفَلَ القَوْمُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. حَفْلٌ; (Msb;) and ↓ احتفلوا; (S, Msb, K;) The people, or party, collected themselves together (S, Msb, K) in a sitting-place: (Msb:) they collected themselves together, aiding one another, or for one thing or affair; syn. احتشدوا. (S.) And حَفَلُوا لَهُ They combined for him, [or on his account,] and took pains, or exerted themselves, in treating him with courtesy and honour; as also حَشَدُوا لَهُ. (Fr, L in art. حشد.) b7: See also 8.

A2: حَفَلَهُ: see 2.

A3: حَفَلْتُ بِفُلَانٍ I managed, or conducted, the affair, or affairs, of such a one. (Msb.) And بِالأُمُورِ ↓ احتفل He managed, or conducted, affairs, or the affairs, well. (IDrd, K.) b2: حَفَلْتُ كَذَا, aor. ـِ I cared for, minded, heeded, or regarded, such a thing. (S.) And مَا حَفَلَهُ, and مَا حَفَلَ بِهِ, aor. ـِ (M, K,) inf. n. حَفْلٌ; (TA;) and بِهِ ↓ ما احتفل [and لَهُ; so in the T and TA in art. ربأ]; He did not care for, mind, heed, or regard, it, or him. (M, K.) And لَا تَحْفِلْ بِهِ Do not thou care for, mind, &c., it, or him. (S.) And لَا تَحْفِلْ بِأَمْرهِ Do not thou ask his affair, nor be disquieted thereby. (Msb.) A4: حَفَلَهُ, aor. ـِ (S,) inf. n. حَفْلٌ, (TA,) He, or it, made it, or rendered it, clear, unobscured, apparent, plainly apparent, or conspicuous; (S, TA;) as, for instance, black hair the colour of a pearl, increasing [in appearance] its whiteness; (TA;) exposed it to view; displayed it; syn. جَلَاهُ [perhaps here signifying also he polished it]. (S, TA.) 2 حفّلُه, (Mgh, * Msb, K,) inf. n. تَحْفِيلٌ; (TA;) and ↓ حَفَلَهُ, (K,) inf. n. حَفْلٌ; (TA;) He collected it, or caused it to collect; (Mgh, Msb, K;) namely, water, (K,) and milk (Mgh, Msb, K) in the udder (Mgh) of a ewe or she-goat, (Mgh, Msb,) or of a she-camel, or of a cow, in order to deceive the purchaser, that he might increase the price. (Mgh.) Hence one says, حفّل الشَّاةَ, (S, * Msb, K, *) or البَقَرَةَ, or النَّاقَةَ, (TA,) inf. n. as above, (S, K,) He abstained from milking the ewe or she-goat, (S, Msb, K, *) or the cow, or the she-camel, (TA,) for some days, in order that the milk might collect in her udder, for sale, (S, K, *) or until the milk collected in her udder. (Msb.) The Prophet forbade the doing this. (S.) A2: He adorned him, or it. (K, * TA.) 5 تحفّل: see 1, first signification. b2: Also, said of a sitting-place, It abounded with company; had many persons in it. (ISd, K.) A2: He adorned himself; (K;) as also ↓ احتفل. (TA.) and تَحَفَّلِى لِزَوْجِكِ Adorn thyself that thou mayest be in favour with thy husband. (TA.) and ↓ العَرُوسُ تَحْتَفِلُ The bride adorns herself. (TA.) b2: It was, or became, clear, unobscured, apparent, plainly apparent, conspicuous, exposed to view, or displayed; (S;) as also ↓ احتفل: (S, K: *) each is quasi-pass. of حَفَلَهُ as explained in the last sentence of the first paragraph in this art.: (S:) the latter, said of a road, means It was, or became, apparent. (As, K.) 8 احتفل: see 1, in five places: A2: and 5, in three places.

A3: اِحْتِفَالٌ also signifies The exceeding the usual, or ordinary, or the just, or proper, bounds, or degree; acting egregiously, or immoderately, or extravagantly; striving, or labouring; exerting oneself, or one's power or efforts or endeavours or ability; or the like; syn. مُبَالَغَةٌ; and so حَفيلٌ [an inf. n. of ↓ حَفَلَ]. (M, K.) b2: and اَحتفل, said of a horse, He showed his rider that he had attained his utmost speed of running, and yet had some remaining power. (AO, K.) حَفْلٌ A company of men; as in the saying, عِنْدَهُ حَفْلٌ مِنَ النَّاسِ [With him, or at his abode, is a company of men]: originally an inf. n. (S.) b2: جَمْعٌ حَفْلٌ and ↓ حَفِيلٌ [which latter is also originally an inf. n. (see 1 and 8)] A numerous company. (K.) A2: ذُوحَفْلٍ, (K,) and ↓ ذو حَفْلَةٍ, (S, K,) and ↓ حَفِيلٌ, (K,) فِى أَمْرِهِ, (TA,) A man who exerts himself, or his power or efforts or endeavours or ability, or who takes pains or extraordinary pains, in that which he sets about. (S, K, TA.) And ↓ أَخَذَ لِلْأَمْرِ حَفْلَتَهُ He strove, or laboured; exerted himself, or his power or efforts or endeavours or ability; or took pains or extraordinary pains; in the affair. (Sgh, K.) حِفْلٌ: see حُفَالَةٌ.

حَفْلَةٌ: see حَفْلٌ, in two places: and see also جَاؤُوا بِحَفِيلَتِهِمْ, below.

دَعَاهُمُ الحَفَلَى and ↓ الأَجْفَلَى dial. vars. of الجَفَلَى and الأَجْفَلَى, (M, K,) which are more common; meaning He invited them with their company. (M, TA. [See art. جفل.]) حُفَالٌ Milk collected. (IAar, K.) b2: A great company. (IAar, K.) حَفُولٌ: see حَافِلٌ. b2: Also, applied to a woman, Beautiful, goodly, or comely; syn. جَمِيلَةٌ: (Ibn-'Abbád, TA:) pl. حَفَائِلُ, or, as some say, حَوَافِلُ. (TA.) حَفِيلٌ: see حَفْلٌ, in two places.

حُفَالَةٌ The bad, or vile, of anything: (As, S:) of wheat, what comes forth and is thrown away; [like حُثَالَةٌ;] (TA;) and ↓ حِفْلٌ [in like manner] signifies the حُثَالَة of wheat: (AA, TA:) also, the former, what is thin, of the dregs of oil (K, TA) and perfume, (TA,) and of the froth of milk: (CK:) or it signifies also the froth of milk: (ISd, K, TA:) and the worthless of mankind; those in whom is no good; (As, S;) like حُثَالَةٌ; (As, S, K;) as in the saying هُوَ مِنْ حُفَالَتِهِمْ [He is of the worthless of them]. (As. S.) جَاؤُوا بِحَفِيلَتِهِمْ They came, all of them, or all together: (M, K:) in the O, ↓ بِحَفْلَتِهِمْ. (TA.) b2: كَانَ حَفِيلَةُ مَا أَعْطَى دِرْهَمًا The utmost amount that he gave was a dirhem. (TA.) حَافِلٌ A valley, and a small water-course (شُعْبَةٌ), flowing with a copious torrent. (S.) An udder full of milk: (S:) or having much milk: pl. حُفَّلٌ (K) and حَوَافِلُ also: (Har p. 131:) it has also the latter meaning applied to a ewe or she-goat; (K;) pl. حُفُلٌ: (TA:) and so have حَافِلَةٌ and ↓ حَفُولٌ applied to a she-camel. (K.) مَدَامِعُ حُفَّلٌ Copious flowings of tears. (TA.) دَعَاهُمُ الأَحْفَلَى: see الحَفَلَى.

مَحْفِلٌ A place of collecting of water. (TA.) b2: A place of assembling, or congregating, (T, S, Msb, K,) of a people; (S, Msb;) as also ↓ مُحْتَفَلٌ: (S, K:) or a place of assembling, or congregating, of many persons: (El-Ámidee, MF:) or a place in which is an assembly, or congregation: (El-Munáwee, TA:) and a sittingplace: (T, TA:) pl. مَحَافِلُ. (Msb.) b3: [and The elevated platform for the مُبَلِّغُون in a mosque; also (in Egypt) called دَكَّةٌ, vulg. دِكَّة, it is surrounded by a low railing or parapet, and generally supported by small columns.]

مُحَفَّلَةٌ A ewe, or she-goat, left unmilked (S, Msb) for some days, in order that the milk may collect in her udder, for sale, (S,) or until the milk has collected in her udder: (Msb:) or a ewe, or she-goat, or a she-camel, or a cow, whose milk has been made to collect in the udder, in order to deceive the purchaser, that he may increase the price: (Mgh:) originally مُحَفَّلٌ لَبَنُهَا. (Msb.) مُحَافِلٌ Contending for superiority in number &c. (TA.) b2: هُوَ مُحَافِظٌ عَلَى حَسَبِهِ مُحَافِلٌ He is one who preserves his nobility, or honourableness. (Az, K.) مُحْتَفَلٌ: see مَحْفِلٌ. b2: Also The most fleshy part of the flesh of the thigh and shank. (TA.) b3: And The main part of an affair: (TA:) [and likewise of a place, or tract, or region; for]

مُحْتَفَلُ البَيْدَآءِ signifies the main part of the desert; syn. مُعْظَمُهَا and مُتَجَمَّعُهَا. (TA in art. جمع.)
حفل
حَفَلَ الماءُ، كَذَا اللَّبَنُ فِي الضَّرع يَحْفِلُ بِالْكَسْرِ حَفْلاً وحُفُولاً وحَفِيلاً: اجْتَمَع، كتَحَفَّلَ واحْتَفَل، وحَفَّلَهُ هُوَ تَحْفِيلاً وحَفَلَهُ حَفْلاً. حَفَلَ الوادِي بالسَّيلِ: جَاءَ بِمِلءِ جَنْبَيه. وَفِي الصِّحاح: شُعْبَة حافِلٌ، ووَادٍ حافِلٌ: إِذا كَثُر سَيلُهما كاحْتَفَلَ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
(أَبَا المُثَلَّمِ أَقْصِر قَبلَ فاقِرَةٍ ... إِذا تُصِيب سَماءَ الأَنْفِ تَحْتَفِلُ)
مَعْنَاهُ: تأخُذُ مُعْظَمَه. حَفَلَت السَّماءُ حَفْلاً: اشْتَدَّ مَطَرُها وَقيل: جَدَّ وَقْعُها، يَعْنُون بالسَّماء حينئذٍ المَطَرَ، لأنّ السّماءَ لَا تَقَعُ، كَمَا فِي المُحكمَ. حَفَلَ الدَّمْعُ حَفْلاً: كَثُرَ وَفِي بعض النسَخ: نُثِرَ، وَالْأولَى الصَّوابُ، ومِثلُه فِي المُحكَم. حَفَلَ القَومُ حَفْلاً: اجْتَمَعُوا زَاد الجوهريُّ: واحْتَشَدُوا.
كاحْتَفَلُوا. وتَحَفَّلَ تَحَفُّلاً: تَزَيَّنَ وتَحَلَّى يُقال للْمَرْأَة: تَحَفَّلِي لزَوْجِك: أَي تَزَيَّني لِتَحْظَىْ عِندَه. تَحَفَّلَ المَجْلِسُ: كَثُر أهلُه نقلَه ابنُ سِيدَه. وضَرْعٌ حافِلٌ: كثِيرٌ لَبَنُه وَفِي الصِّحاح: مُمْتلِئ لَبَناً. ج: حُفَّلٌ كرُكَّع. وناقَةٌ حافِلَةٌ وحَفُولٌ، وشاةٌ حافِلٌ وهُنَّ حُفَّلٌ. ودَعاهُم الحَفَلَى مُحرَّكةً والأَحْفَلَى، لُغةٌ فِي الجِيم كَمَا فِي المُحكَم والمُحيط، زَاد ابنُ سِيدَه: والجيمُ أكثَرُ: أَي بجَماعَتِهم. وجَمْعٌ حَفْلٌ وحَفِيلٌ: أَي كَثِيرٌ وحَفْلٌ فِي الأَصْل مَصْدَرٌ، كَمَا فِي العُباب. وَجَاءُوا بحَفِيلَتِهم: أَي بأجْمَعهِم كَمَا فِي المُحكَم، وَوَقع فِي العُباب: بحَفْلَتِهم. والمَحْفِلُ، كمَجْلِسٍ: المُجْتَمَعُ. وَفِي التَّهْذِيب: المَحْفِلُ: المَجْلِسُ، والمُجْتَمَعُ فِي غير مَجْلِسٍ أَيْضا. وَقَالَ المُناوِيُّ: المَحْفِلُ: المَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ جَمْعٌ، مِن الحَفْلِ: وَهُوَ الجَمْعُ. وَقَالَ شيخُنا: أكثرُ أهلِ اللُّغة أنَّ المَحْفِلَ والمَجْلِسَ مُترادِفان، وَقد فَرَق بينَهما الآمِدِيُّ فِي المُوازَنة: بأنّ المَحْفِلَ يُشْتَرط فِيهِ كَثْرةٌ، بخِلاف المَجْلِس، فتأَمَّلْ. قَالَ شيخُنا:)
وعِندِي أنّ إطلاقَ المَجْلِس على القَومِ مِن قَبِيل المَجاز، كَمَا يُومِى إِلَيْهِ كلامُ الزَّمخشرِيّ.
كالمُحْتَفَلِ بِفَتْح الْفَاء، وَهُوَ مُجْتَمَعُ الْقَوْم، نقلَه الجوهريُّ. والاحْتِفالُ: الوُضُوحُ عَن كُراعٍ.
أَيْضا: المُبالَغَةُ، كالحَفِيلِ كأَمِيرٍ، كَمَا فِي المُحْكَم. الاحْتِفالُ: حُسنُ القِيامِ بالأُمُورِ عَن ابنُ دُرَيد.
ورجُلٌ حَفِيلٌ فِي أَمْرِه وَذُو حَفْلٍ، ذُو حَفْلَةٍ: أَي مُبالِغٌ فِيمَا أَخَذَ فِيهِ من الأُمور، وأنشَد شَمِرٌ: يَا وَرْسُ ذاتَ الجِدِّ والحَفِيلِ وأَخَذ لِلأَمْرِ حَفْلَتَه: جَدَّ فِيهِ نقلَه الصاغانيُّ. قَالَ الأصمَعِيُّ: الحُفالَةُ الحُثالَةُ مِن الناسِ: مَن لَا خَيْرَ فِيهِ. قَالَ: وَهُوَ أَيْضا: الرَّذْل مِن كلَ شَيْء، وَمِنْه الحَدِيث: يَذْهَبُ الصالحون أسْلافاً، الأُوَلُ فالأُوَلُ حتّى لَا يَبقَى إلّا حُفالَةٌ كحُفالَة التَّمْرِ والشَّعِيرِ ويُروَى حُثَالَةٌ لَا يُبالي اللَّهُ بِهِم. الحُفالَةُ أَيْضا: مَا رَقَّ مِن عَكَرِ الدُّهْنِ والطِّيب. الحُفالَةُ: رُغْوَةُ اللَّبَنَ عَن ابنِ سِيدَه.
والتَّحْفِيلُ: التَّزْيينُ وَقد حَفَّلَ فتَحَفَّلَ. التَّحْفِيلُ تَصْرِيَةُ الشاةِ أَو البَقَرةِ أَو النَّاقة: وَهُوَ أَن لَا يُحْلَبْنَ أيَّاماً ليَجْتَمِعَ اللَّبنُ فِي ضَرعِها للبَيعِ. والشاةُ مُحَفَّلَةٌ ومُصَرَّاةٌ، وَقد نَهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التَّصْرِية والتَّحْفِيل، وَذَلِكَ أَنه إِذا احْتلَبَها المُشْتَرِي حَسِبها غَزِيرةً فَزَاد فِي ثَمنِها، فَإِذا حَلَبها بعدَ ذَلِك وجدهَا ناقِصةَ اللَّبنِ عمّا احْتَلبها أيّامَ تَحْفيلِها. وَمَا حَفَلَهُ، مَا حَفَلَ بهِ يَحْفِلُه بِالْكَسْرِ، حَفْلاً وَمَا احْتَفَلَ بِهِ: أَي مَا بالى بِهِ، كَمَا فِي المُحكَم، وَيُقَال: لَا تَحْفِلْ بِهِ، قَالَ الكُمَيت:
(أَهْذِي بظَبيَةَ لَو تُساعِفُ دارُها ... كَلَفاً وأَحْفِلُ صُرْمَها وأُبالي)
قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي أعرابيٌّ مِن أهل الْيمن: أنّ الحِفْوَلَ، كخِروَعٍ: شَجَرٌ مِثلُ صِغارِ شَجرِ الرُّمّان فِي القَدْر، وَله وَرَقٌ مُدَوَّرٌ مُفَلْطَحٌ رِقاقٌ خُضْر، ثَمَرُه كإجّاصَةٍ صَغيرةٍ، فِيهِ مَرارَةٌ ويُؤْكَلُ وَله عَجَمَةٌ غيرُ شديدةٍ نُسَمِّيها الحَفَصَ. قَالَ الفَرّاء: الحَوْفَلَةُ: القَنْفاءُ وَهِي الكَمَرَةُ الضَّخْمةُ، مأخوذٌ مِن الحَفْل. وحَوْفَلَ الرجلُ: انْتَفَخَتْ حَوْفَلَتُه نَقله الأزهريُّ. الحُفالُ كغُرابٍ: الجَمْعُ العظيمُ، واللَّبَنُ المُجْتَمِعُ عَن ابنِ الأعرابيّ. وَهُوَ مُحافِظٌ على حَسَبِه مُحافِلٌ: أَي يَصُونُه نَقله الأزهريُّ. واحْتَفَلَ الطَّريقُ: بانَ وظهرَ عَن الْأَصْمَعِي، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يَصِف طَرِيقا:
(تُرْزِمُ الشَّارِفُ مِن عِرْفانِهِ ... كُلَّما لاحَ بِنَجْدٍ واحْتَفَلْ)
وَقَالَ الرَّاعِي يَصِف طَرِيقا:
(فِي لاحِبٍ بِعَزازِ الأرضِ مُحْتَفِل ... هادٍ إِذا غَرَّه الأَكَمُ الحَدابِيرُ)

أَي هَذَا الطَّرِيق ظاهِرٌ فِي الصَّلابة أَيْضا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: احْتَفَلَ الفَرَسُ: إِذا أظْهَرَ لفارِسِه أَنه بَلَغ أَقْصَى حُضْرِه وَفِيه بَقِيَّةٌ يُقَال: فَرَسٌ مُحْتَفِلٌ. وذاتُ الحَفائِلِ: ع، وحَفائِلُ، ويُضَمّ: ع أَو وادٍ قَالَ أَبُو ذُؤَيب:
(تَأَبَطَّ نَعْلَيْهِ وشِقَّ فَرِيرِهِ ... وَقَالَ أليسَ النَّاسُ دُونَ حُفائِلِ)
قَالَ ابنُ جِنِّي: مَن ضَمّ الحاءَ هَمَز الياءَ أَلْبَتَّةَ، ومَن فَتَح احْتَمَل الهَمْزَ والياءَ جَمِيعًا. وَقَوله: ذَات الحفائل فَإِنَّهُ زَاد اللامَ على حَدِّ زِيادتِها فِي قَوْله: بَناتِ الأَوْبَرِ. والحَفَيلَلُ كَسَمَيدَعٍ: شَجَرٌ كَمَا فِي المُحكَم.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَفَلَت المرأةُ: جَمَعَت اللَّبَنَ فِي ثَدْيَيها، وَمِنْه قولُ عائِشةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: لِلَّهِ أُمٌّ حَفَلَتْ لَهُ، ودَرَّتْ عَلَيْهِ. وحَفَلَ الشَّيْء حَفْلاً: جَلاهُ، فاحْتَفَلَ وتَحَفَّل، قَالَ بِشْرٌ:
(رَأَى ذرَّةً بَيضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها ... سُخامٌ كغِرْبانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ)
يَعْنِي: يَزِيدُ لَوْنَها بَياضاً لسَوادِه. والحَفُولُ مِن النِّساء: الجَمِيلةُ، عَن ابنِ عَبّاد، والجَمْع: حَفائِلُ، وقِيل: حَوافِل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: حِفْلُ الطَّعامِ، بِالْكَسْرِ: حُثالَتُه. ومُحْتَفِل لَحْمِ الفَخِذ والساقِ: أكثَرُه لَحْماً، وَمِنْه قولُ المتَنَخّل الهُذَلِي، يَصِف سَيفاً:
(أَبْيَضُ كالرَّجْعِ رَسُوبٌ إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي)
نقلَه الأزهريُّ. واحْتَفَلَ: تَزَيَّنَ، وَمِنْه رُقْيَةُ النَّمْلَة: العَرُوسُ تَحْتَفِل، وتَقْتَالُ، وتَكْتَحِل، وكُلّ شَيْء تَفْتَعِل، غير أَنَّهَا لَا تَعْصِي الرَّجُل وَقد جَاءَ ذِكرُها فِي الحَدِيث، قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأسماءَ بنتِ عُمَيس: علِّمي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَة. والحَفْلُ: اجتِماعُ الماءِ فِي مَحْفِلِه، ومَحْفِلُه: مُجْتَمَعُه. ومَدامِعُ حُفَّلٌ: كثيرةٌ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(إِذا قُلْتُ أَسْلُو غارَتِ العَيْنُ بالبُكَا ... غِراءً ومَدَّتْها مَدامِعُ حُفَّلُ)
وَكَانَ حَفِيلَةُ مَا أَعْطَى دِرْهماً: أَي مَبلَغُ مَا أَعْطَى. والحُفالُ، كغُرابٍ: بَقِيَّةُ الثَّفارِيقِ والأَقْماعِ، من الزَّبيب والحَشَفِ. وحُفالَةُ الطَّعامِ: مَا يُخرَجُ مِنْهُ فيُرمَى بِهِ. والمُحافِلُ: المُكاثِرُ المُطَاوِلُ، قَالَ مُلَيْحٌ:
(فإنّي لأَقْرِى الهَمَّ حِينَ يَنُوبُنِي ... بُعَيدَ الكَرَى مِنْهُ ضَرِير مُحافِلُ)
ومُحْتَفَلُ الأمرِ: مُعْظَمُه. والحفائلى: لَقَبُ القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن القَاضِي أبي مُحَمَّد)
عبد الله ابْن القَاضِي الأصَمّ عَليّ بن عبد الله ابْن أبي عَقامَةَ، إِلَيْهِ انْتَهَت رياسةُ مَذْهبِ الشَّافِعِي فِي اليَمَنِ.

حفل: الحَفْل: اجتماع الماء في مَحْفِلِه، تقول: حَفَل الماءُ يَحْفِل

حَفْلاً وحُفُولاً وحَفِيلاً، وحَفَل الوادي بالسَّيْل واحْتَفَل: جاء

بِملءِ جَنْبَيْه؛ وقول صخْر الغَيِّ:

أَنا المثَلَّم أَقْصِرْ قبل فاقِرَة،

إِذا تُصِيبُ سَوَاءَ الأَنف تَحْتَفِل

معناه تأْخذ مُعْظَمَه. ومَحْفِل الماء: مُجْتَمَعُه. وفي الحديث في صفة

عمر: ودفقت في مَحافِلِها؛ جمع مَحْفِل أَو مُحْتَفَل حيث يَحْتفل الماء

أَي يجتمع. وحَفَلَ اللَّبنُ في الضَّرْع يَحْفِل حَفْلاً وحُفُولاً

وتَحَفَّل واحْتَفَل: اجتمع؛ وحَفَلَه هو وحَفَّلَه. وضَرْع حافِل أَي

ممتلئ لبناً. وشُعْبة حافل ووَادٍ حافِل إِذا كَثُر سَيْلُهما، والجمع

حُفَّل. ويقال: احْتَفَل الوادي بالسيل أَي امتلأَ. والتَّحْفيل: مثل

التَّصْرِية وهو أَن لا تُحْلَب الشاة أَياماً ليجتمع اللبن في ضَرْعها للبيع،

ونهى رسول الله،صلى الله عليه وسلم، عن التصرية والتحفيل. وناقة حافِلَة

وحَفُول وشاة حافل وقد حَفَلَتْ حُفُولاً وحَفْلاً إِذا احْتَفَل لَبَنُها

في ضَرْعها، وهُنَّ حُفَّل وحوافل. وفي الحديث: من اشترى شاة مُحَفَّلة

(*

قوله «من اشترى شاة محفلة» كذا في الأصل، والذي في نسخة النهاية التي

بأيدينا: من اشترى محفلة، بدون لفظ شاة) فلم يَرْضَها رَدَّها ورَدَّ معها

صاعاً من تَمْر؛ قال: المُحَفَّلة الناقة أَو البقرة أَو الشاة لا

يحْلُبها صاحبها أَياماً حتى يجتمع لبنها في ضَرْعها، فإِذا احتلبها المشتري

وَجَدها غَزِيرة فزاد في ثمنها، فإِذا حلبها بعد ذلك وجدها ناقصة اللبن عما

حلبه أَيام تَحْفِيلها، فجعل سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

بَدَل لبن التحفيل صاعاً من تمر؛ قال: وهذا مذهب الشافعي وأَهل السنَّة الذين

يقولون بسنة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم. والمُحَفَّلة

والمُصَرَّاة واحدة، وسميت مُحَفَّلة لأَن اللبن حُفِّل في ضَرْعها أَي جُمع.

والتحفيل مثل التصرية: وهو أَن لا تحلب الشاة أَياماً ليجتمع اللبن في

ضرعها للبيع، والشاة مُحَفَّلة ومُصَرَّاة؛ وأَنشد الأَزهري للقطَامي يذكر

إِبلاً اشتدَّ عليها حَفْلُ اللبن في ضروعها حتى آذاها:

ذَوَارِف عَيْنَيها من الحَفْل بالضُّحَى،

سُجُومٌ كَنَضَّاح الشِّنَانِ المُشَرَّب

وروي عن ابن الأَعرابي قال: الحُفَال الجَمْع العظيم. والحُفَال: اللبن

المجتمِع. وهذا ضَرْع حَفِيل أَي مملوء لبناً؛ قال ربيعة بن هَمّام بن

عامر البكري:

أَآخُذُ بالعُلا ناباً ضَرُوساً

مُدَمَّمة، لها ضَرْع حَفِيل؟

وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله عنهما: لله أُمٌّ حَفَلَتْ له

ودَرَّتْ عليه أَي جَمَعت اللبن له في ثديها. وفي حديث حليمة: فإِذا هي حافل

أَي كثيرة اللبن. وفي حديث موسى وشعيب: فاستنكر أَبوهما سرعة مجيئهما

بغنمهما حُفَّلاً بِطاناً، جمع حافل أَي ممتلئة الضروع. وحَفَلَت السماءُ

حَفْلاً: جَدَّ وَقْعُها واشتدَّ مطرُها، وقيل: حَفَلَت السماءُ إِذا جَدَّ

وَقْعُها، يَعْنُون بالسماء حينئذ المطر لأَن السماء لا تَقَع. وحَفَل

الدمعُ: كثُر؛ قال كثيِّر:

إِذا قلت أَسْلُو، غارَتِ العينُ بالبُكا

غِرَاءً، ومَدَّتْها مَدامعُ حُفَّلُ

وحَفَل القومُ يَحْفِلونَ حَفْلاً واحْتَفَلوا: اجتمعوا واحْتَشَدوا.

وعنده حَفْل من الناس أَي جَمْع، وهو في الأَصل مصدر. والحَفْل: الجَمْع.

والمَحْفِل: المَجْلِس والمُجْتَمَع في غير مجلس أَيضاً. ومَحْفِلُ القوم

ومُحْتَفَلُهم: مُجْتَمَعُهم. وفي الحديث ذكر المَحْفِل، وهو مُجْتَمَع

الناس ويجمع على المَحافِل. وتَحَفَّل المجلسُ: كثر أَهلهُ. ودَعاهم

الحَفَلى والأَحْفَلى أَي بجماعتهم، والجيم أَكثر. وجَمْعٌ حَفْلٌ وحَفِيلٌ:

كثير. وجاؤوا بحَفيلتهم وحَفْلَتهم أَي بأَجمعهم. قال أَبو تراب: قال بعض

بني سليم فلان محافظ على حَسَبه ومُحَافِل عليه إِذا صانه؛ وأَنشد شمر:

يا وَرْسُ ذاتَ الجِدِّ والحَفِيل،

ما بَرِحَتْ وَرْسَةُ أَو نَشِيل

وَرْسَةُ: اسمُ عَنْزٍ كانت غَزِيرة. يقال: ذو حَفِيل في أَمره أَي ذو

اجتهاد.

والحَفِيل: الوضوء؛ عن كراع

(* قوله «والحفيل الوضوء عن كراع» هكذا في

الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: والاحتفال الوضوح، عن كراع) ، وقال: هو من

الجمع؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك. والحَفِيل والاحْتِفال:

المبالغة. ورجل ذو حَفْل وحَفْلة: مُبالغ فيما أَخذ فيه من الأُمور. وكانَ

حَفِيلَةُ ما أَعطى دِرْهَماً أَي مَبْلَغُ ما أَعطى.

الأَزهري: ومُحْتَفَل الأَمر مُعْظَمُه. ومُحْتَفَِل لحم الفَخِذ

والساق: أَكثرُه لحماً؛ ومنه قول الهذلي يصف سيفاً:

أَبْيضُ كالرَّجْع، رَسُوبٌ إِذا

ما تاخَ في مُحْتَفِل يَخْتَلي

قال: ويجوز في مُحْتَفَل. أَبو عبيدة: الاحْتِفالُ من عَدْوِ الخيل أَن

يَرَى الفارسُ أَن فرسه قد بلغ أَقصى حُضْره وفيه بقِيَّة. يقال: فَرَس

مُحْتَفِل. والحُفَال: بَقِيَّةُ التفاريق والأَقماع من الزبيب

والحَشَف.وحُفَالةُ الطعام: ما يُخْرَج منه فيُرْمى به. والحُفَالة والحُثالة:

الرديءُ من كل شيء. والحُفَالة أَيضاً: بَقِيَّة الأَقماع والقُشور في

التمر والحَبِّ، وقيل: الحُفالة قُشَارة التمر والشعير وما أَشبهها. وقال

اللحياني: هو ما يُلْقَى منه إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدُّقاق. وفي

الحديث: وتبقى حُفَالة كحُفَالة التمر أَي رُذالة من الناس كرَدِيء التمر

ونُقَايَتِه، وهو مِثْل الحُثَالة، بالثاء، وقد تقدم. والحُفَالة: مِثْل

الحُثالة؛ قال الأَصمعي: هو من حُفَالتهم وحُثَالتهم أَي ممن لا خير فيه

منهم، قال: وهو الرَّذْل من كل شيء. ورجل ذو حَفْلة إِذا كان مبالِغاً فيما

أَخَذ فيه؛ وأَخَذَ للأَمر حَفْلَته إِذا جَدَّ فيه. والحُفَالة: ما

رَقَّ من عَكَر الدُّهن والطيب. وحُفَالة اللبن: رَغْوَته كجُفَالته؛ حكاهما

يعقوب. وحَفَلَ الشيءَ يَحْفِله حَفْلاً: جَلاه؛ قال بشر بن أَبي خازم

يصف جارية:

رأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفِل لَوْنَها

سُخَامٌ، كغِرْبان البَرِير، مُقَصَّبُ

يَحْفِل لَوْنَها: يَجْلُوه؛ يريد أَن شَعَرَها يَشُبُّ بَيَاضَ

لَوْنِها فيَزِيده بياضاً بشدَّة سواده. قال ابن بري: أَراد بالسُّخَام

شَعَرَها. وكل لَيِّنٍ من شعر أَو صُوف فهو سُخَام؛ والمُقَصَّبُ:

الجَعْد.والتَّحَفُّل: التزيُّنُ. والتحفيل: التزيين؛ قال: وجاءَ في حديث

رُقْيَة النَّمْلة: العَرُوس تَقْتَال وتَحْتَفِل، وكُلَّ شيءٍ تَفْتَعِل، غير

أَنَّها لا تَعْصِي الرَّجُل؛ معنى تَقْتَال تَحْتَكم على زوجها،

وتَحْتَفِل تتزين وتحتشد للزينة. ويقال للمرأَة: تَحَفَّلي لزوجك أَي تَزَيَّني

لتَحْظَيْ عنده. وحَفَّلْت الشيءَ أَي جَلوته فَتَحَفَّل واحْتَفَل.

وطريق مُحْتَفِل أَي ظاهر مُسْتَبِين، وقد احْتَفَل أَي استبان، واحْتَفَل

الطريقُ: وَضَح؛ قال لبيد يصف طريقاً:

تَرْزُم الشارِفُ من عِرْفانِه،

كُلَّما لاح بنَجْدٍ واحْتَفَل

وقال الراعي يصف طريقاً:

في لاحِبٍ برِقاق الأَرض مُحْتَفِل؛

هادٍ إِذا غَرَّه الحُدْبُ الحَدَابِيرُ

أَراد بالحُدْب الحَدَابير صلابة الأَرض، أَي هذا الطريق واضح مستبين في

الصَّلابة أَيضاً.

وما حَفَله وما حَفل به يَحْفِل حَفْلاً وما احْتَفَل به أَي ما بالى.

والحَفْل: المُبَالاة. يقال: ما أَحْفِل بفلان أَي ما أُبالي به؛ قال

لبيد:فَمَتى أَهْلِك فلا أَحْفِلُه،

بَجَلي الآنَ من العَيْش بَجَل

وحَفَلْت كذا وكذا أَي باليت به. يقال: لا يَحْفِل به؛ قال الكميت:

أَهْذِي بظَبْيَةَ، لو تُساعِفُ دَارُها،

كَلَفاً وأَحْفِل صُرْمَها وأُبالي

وقول مُلَيح:

وإِني لأَقْرِي الهَمَّ، حين يَنُوبُني،

بُعَيْدَ الكَرَى منه ضَرِيرٌ مُحَافِل

أَراد مُكاثِر مُطَاوِل.

والحِفْوَل: شجر مثل شجر الرمان في القَدْر، وله ورق مُدَوَّر مُفَلْطَح

رقيق كأَنها في تَحَبُّب ظاهرها تُوثَة، وليست لها رطوبتها، تكون بقدر

الإِجَّاصة، والناس يأْكلونه وفيه مرارة وله عَجَمَة غير شديدة تسمى

الحَفَص؛ كل هذا عن أَبي حنيفة. الأَزهري: سلمة عن الفراء: الحَوْفَلَة

القَنْفاء. ابن الأَعرابي: حَوْفَل الشيءُ إِذا انتفخت حَوْفَلته. وفي ترجمة

حقل: الحَوْقَلة، بالقاف، الغُرْمُول اللَّيِّن؛ قال الأَزهري: هذا غَلَطٌ

غَلِطَ فيه الليث في لفظه وتفسيره، والصواب الحَوْفَلة، بالفاء، وهي

الكَمَرَة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَفْل وهو الاجتماع والامتلاء. وقال أَبو

عمرو: قال ابن الأَعرابي والحَوْقَلة، بالقاف، بهذا المعنى خطأٌ. وقال

الجوهري: الحَوْقَلة الغُرْمُول اللَّيِّن، وفي المتأَخرين من يقوله بالفاء،

ويزعم أَنه الكَمَرَة الضخمة، ويجعله مأْخوذاً من الحَفْل، قال: وما

أَظنه مسموعاً.

وحَفَائل وحَفَايل وحُفَائل: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:

تَأَبَّط نَعْلَيْه وشقَّ بَرِيرَة،

وقال: أَلَيْسَ الناس دون حَفَائل؟

(* قوله «بريرة» هكذا في الأصل بالباء، والذي في معجم ياقوت: مريرة

بالميم).

قال ابن جني: من ضم الحاء همز الياء البَتَّة كبرائل، وليس في الكلام

فُعَايل غير مهموز الياء، ومن فتح الياء احتمل الهمزة والياء جميعاً، أَما

الهمز فكقولك سَفَائن ورَسَائل، وأَما الياء فكقولك في جمع غِرْيَن

وحِثْيَل غَرَايِن وحَثَايِل؛ وقوله:

أَلا لَيت جَيْشَ العِير لاقَوْا كَتيبةً،

ثلاثين منا شِرْعَ ذات الحَفائل

فإِنه زاد اللام على حدّ زيادتها في قوله:

ولقد نَهَيْتك عن بنات الأَوبَر

والحَفَيْلَل: شجر، مَثَّل به سيبويه وفسره السَّيرافي.

حفل
الحَفْلُ: اجْتِمَاعُ الماءِ في مَحْفِلِه: أي مُجْتَمَعِه، حَفَلَ الماءُ يَحْفِلُ حُفُوْلاً وحَفْلاً، ومنه: حَفَلَ القَوْمُ واحْتَفَلُوا: اجْتَمَعُوا. والمَحْفِلُ: المَجْلِسُ. ودَعا الحَفَلى والأحْفَلى - بالحاءِ -: وهم الجَمَاعَةُ. وشاةٌ حافِلٌ: احْتَفَلَ لَبَنهُا في ضَرْعِها، وحُفَّلٌ وحَوَافِلُ. والحَفْلُ: المُبَالاةُ، ما أحْفِلُ به: أي ما أُبالِيْهِ. والتَّحْفِيْلُ: التَّزْيِيْنُ. والحَفُوْلُ من النِّسَاءِ: الجَمِيْلَةُ، وجَمْعُه: حَفَائلُ، وقيل: حَوَافِلُ. وحَفَلْتُ الشَّيْءَ: جَلَوْتُه. والحَفْيْلُ: أقْصى الأمْرِ وأكْثَرُه؛ وهو جَهْدُ الإنسان فيما يَلَيْه من الأعْمالِ، وكذلك الحِفَالُ. والاحْتِفَالُ في حُضْرِ الفَرَسِ: أنْ يَرى صاحبُه أنَّه قد بَلَغَ أقْصى حُضْرِه وفيه بَقِيَّةٌ. والمُحْتَفِلُ: المُكَتَّلُ من اللَّحْم، من قَوِله:
.. .. . إذا ... ما ثاخَ في مُحْتَفِلٍ يَخْتَلي
واحْتَفَلَ الطَّرِيْقُ: اسْتَبَانَ ووَضَحَ. ورَجُلٌ مُحَافِلٌ على حَسَبِه: أي مُحَافِظٌ. والمَحْفِلُ: مَجْرى السَّيْلِ، والجَميعُ: المَحَافِلُ. والحُفَالَةُ: كالحُثَالَةِ، هو من حُفَالَةِ النّاسِ: أي رُذالِهم.

حلس

ح ل س : الْحِلْسُ كِسَاءٌ يُجْعَلُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ رَحْلِهِ وَالْجَمْعُ أَحْلَاسٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْحِلْسُ بِــسَاطٌ يُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ. 
(ح ل س) : (الْحِلْسُ) كِسَاءٌ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ وَيُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ تَحْتَ حُرِّ الْمَتَاعِ (وَمِنْهُ) اسْتَحْلَسَ الْخَوْفَ لَزِمَهُ.
حلس: حِلْس نُفِضَت بك الأحلاسُ: أي حلو عندك وأقاموا (نفض إقامة) (معجم مسلم: نَفَضت بك الآمال أحلاس الغنى. وهو نفس المعنى السابق: تراجع الترجمة اللاتينية.
أَحْلَس وجمعه حُلس: أملس (بوشر، محيط المحيط). ويقولون هو احلس أملس. وهي حلساء ملساء (محيط المحيط).
حلس
تمحلَسَ لـ يتمحلَس، تََمَحْلُسًا، فهو مُتمحلِس، والمفعول مُتمحلَسٌ له (انظر: م ح ل س - تمحلَسَ لـ). 

محلَسَ يمحلِس، مَحْلَسةً، فهو مُمحلِس، والمفعول مُمحلَس (انظر: م ح ل س - محلَسَ). 
ح ل س

رأيته قاعداً على حلس وهو مسح يبسط في البيت وثجلل به الدابة.

ومن المجاز: كن حلس بيتك أي الزمه. ونحن أحلاس الخيل، ولست من أحلاسها وهم الآلفون لركوبها. ورفضت كذا ونفضت أحلاسه إذا تركته. وحلس بكذا: لزمه فهو حلس به. وقد حلس في هذا الأمر. وفلان يجالس بني فلان ويحالسهم أي يلازمهم. واستحلسنا الخوف: لزمناه. واستحلس النبت: غطى الأرض بكثرته وطوله، وفي أرض بني فلان عشب مستحلس. واستحلس الليل بالظلام: تراكم. واستحلس السنام: ركبته روادف الشحم ورواكبه. وأحلست السماء: مطرت مطراً رقيقاً دائماً. وأحلست فلاناً يميناً: أمررتها عليه.
(حلس) - في حديث أبى هريرة، رَضِى الله عنه، في مَانِعِى الزكاة "مُحْلَسٌ أَخفافُها شَوْكًا".
: أي طُورِقَت أَخفافُها بشَوكٍ من حَدِيد، مَأْخُوذ، من الحِلْسِ لمُلازَمَتِه الظَّهر، وحَلَسْتُ البَعِيرَ أَحْلِسُه: طَرحْت الحِلْسَ عليه، وحَلَسَتِ الِإِبِل بالأَرضِ والمَرْتَع: لَزِمَتْهما، وحَلِس بي هَذَا الأَمر: لَزِمَنِى.
ويُحتَمل أن يكون من قَولِهم: اسْتَحْلَس النَّبتُ، إذا غَطَّى الأرض، وعُشْب مُحلِس ومُتَحلِّس : تَراكَم بَعضُه فَوقَ بَعضٍ، وكذا أَرضٌ مُحلِسة ومُسْتَحْلِسَة: صار النَّباتُ فيها كالحِلْس، وكذا اللَّيل بالظَّلام والسَّنام بالشَّحم . 
حلس
الحِلْسُ: كُلُّ شَيْءٍ وَلِيَ الظَّهْرَ تَحْتَ الَّرحْلِ. وفُلانٌ من أحْلاسِ الخَيْلِ: في الفُرُوْسَةِ، وقيل: هو الكِفْلُ الذي ليس بفارِسٍ. وأحْلاسُ البَيْتِ: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المَتَاعِ، حَلَسْتُ البَعيرَ أحْلِسُه. وأحْلَسَتِ السَّمَاءُ: مَطَرَتْ مَطَراً رَفِيْقاً دائماً. وعُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ: له طَرائِقُ بَعْضُها فوق بَعْضٍ من تَرَاكُمِه، ومُحْلِسٌ أيضاً. وأرْضٌ مُحْلِسَةٌ: صارَ النَّبَاتُ عليها كالحِلْسِ، ومُسْتَحْلِسَةٌ. وكذلك اللَّيْلُ بالظَّلام، والسَّنَامُ بالشَّحْم. ورأيْتُ حِلْساً من النّاس: أي كثيراً. والرّابعُ: من القِدَاحِ: الحِلْسُ. وقال النَّضْرُ: الحُلاساءُ من الإِبِلِ: التي قد حَلِسَتْ بالحَوْضِ والمَرْتَعِ، من قَولِهم: حَلِسَ بي هذا الأمْرُ. ورَجُلٌ مُحْلِسٌ: أي مُفْلِسٌ. والحَلْسُ: أنْ يَأْخُذَ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مكانَ الإِبِلِ. والحَلْسَاءُ من الشّاءِ: التي شَعَرُ ظَهْرِها أسْوَدُ وتَخْتَلِطُ به شَعْرَةٌ حَمْراءُ. والمَحْلُوْسُ من الأحْرَاحِ: كالمَهْلُوْسِ، وهو القَليلُ اللَّحْمِ.
[حلس] الحِلْسُ للبعير، وهو كساءٌ رقيق يكون تحت البَرْذَعَةِ. وحكى أبو عبيد: حِلْسُ وحَلَسٌ، مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأَحْلاسُ البيوتِ: ما يُبْسَطُ تحت الحُرِّ من الثياب. وفي الحديث: " كُنْ حِلْسَ بيتك " أي لا تبرحْ. وأمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتانِ. والحِلْسُ أيضاً: الرابع من سهام الميسر. وقولهم: نحنُ أحْلاسُ الخيل، أي نقتنيها ونلزم ظهورها. وأَحْلَسْتُ البعيرَ، أي ألبسته الحِلْسَ. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً، إذا أَمْرَرْتَها عليه. وأَحْلَسَتِ السماءُ، أي مَطَرَتْ مَطَراً دقيقاً دائماً. واسْتَحْلَسَ النبتُ، إذا غطَّى الأرضَ بكثرته. والحَلِسُ بكسر اللام: الشجاع. قال رؤبة: إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ * ويقال أيضا: رجل حلس، للحريص. وكذلك حلسم بزيادة الميم، مثل سلغد. وأنشد أبو عمرو: ليس بقصل حلس حلسم * عند البيوت راشن مقم * والاحلس: الذي لونه بين السواد والحُمْرة. تقول منه: احلس احلساسا. قال المعطل الهذلى يصف سيفاً: لَيْنٌ حُسامٌ لا يليق ضَريبَةً * في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثر أحلس
[حلس] في حديث الفتن: عد منها فتنة "الأحلاس" هي جمع حلس وهو كساء يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به للزومها ودوامها، ويتم قريباً. شم ومنه: وجبريل ساقط "كالحلس" البالي من خشية الله، وهو بكسر حاء وسكون لام، وروى: حلس لاطئ، ويجيء في لام. نه ومنه: كونوا "أحلاس" بيوتكم، أي الزموها. ومنه: كن "حلس" بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. وح: قالوا- أي بنو فزارة: يا خليفة رسول الله! نحن "أحلاس" الخيل، يريدون لزومهمدخنها كذا، واللطمة الضرب بالكف، وهو مجاز عن وصول تلك الفتن إلى كلم ن حضرها حتى يصير أهل الزمان فرقتين: مسلم خالص وكافر خالص، فإذا قيل: انقضت تلك الفتنة، تمادت أي بلغت الغاية، والفسطاط مدينة يجتمع فيها، وغضافته إلى الإيمان بجعل المؤمنين نفسه.
(ح ل س)

الحِلْسُ والحَلَسُ، كل شَيْء ولى ظهر الْبَعِير وَالدَّابَّة تَحت الرحل والقتب والسرج، وَهِي بِمَنْزِلَة المرشحة تكون تَحت اللبد. وَالْجمع أحْلاسٌ وأحْلُسٌ، قَالَ المرار الاسدي:

أَو كلُّ بازلِ عامها مَلْمومةٍ ... وجْناءَ مشرفةٍ مَكَان الأحْلُسِ

وَالْكثير، حُلوسٌ. وحَلَس النَّاقة وَالدَّابَّة يَحْلِسُهما حَلْسا، غشاهما بحِلْسٍ.

وحِلْسُ الْبَيْت، مَا يبسط تَحت حر الْمَتَاع من مسح وَنَحْوه.

وَفُلَان حِلْسُ بَيته: إِذا لم يبرحه، على الْمثل. وَمِنْه الحَدِيث فِي الْفِتْنَة: كن حِلْسا من أحلاسِ بَيْتك حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة أَو منية قاضية.

وَرجل حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُستحْلِسٌ، ملازم لَا يبرح الْقِتَال، وَقيل: مَكَانَهُ، شبه بحِلْس الْبَعِير أَو الْبَيْت.

وَفُلَان من أحلاسِ الْخَيل: أَي هُوَ فِي الفروسية كالحِلْسِ اللَّازِم لظهر الْفرس.

وَرجل حَلوسٌ: حَرِيص ملازم.

وأحلَسَت الأَرْض واستَحْلَستْ، كثر بذرها فالبسها. وَقيل: اخضرت واستوى نباتها.

واستحَلْس اللَّيْل بالظلام: تراكم.

واستَحْلَسَ السنام: ركبته روادف الشَّحْم.

وبعير أحْلَسُ: كتفاه سوداوان وأرضه وذروته أقل سوادا من كَتفيهِ. والحَلْساءُ من الْمعز: الَّتِي بَين السوَاد والحمرة، ولون بَطنهَا كلون ظهرهَا.

وأحْلَسَت السَّمَاء: مطرَت مَطَرا رَفِيقًا دَائِما.

والحَلْسُ: أَن يَأْخُذ الْمُصدق النَّقْد مَكَان الْإِبِل.

والإحْلاسُ: الْحمل على الشَّيْء، قَالَ:

وَمَا كنتُ أخْشَى الدهرَ إحلاسَ مُسلمٍ ... من الناسِ ذَنْبا جَاءَهُ وَهُوَ مُسْلِما

الْمَعْنى: مَا كنت أخْشَى إحْلاسَ مُسلم مُسلما ذَنبا جَاءَهُ، وَهُوَ، يرد " هُوَ " على مَا فِي " جَاءَهُ " من ذكر مُسلم. قَالَ ثَعْلَب: يَقُول: مَا كنت أَظن أَن إنْسَانا ركب ذَنبا هُوَ، وَآخر ينْسبهُ إِلَيْهِ دونه. وَمَا تَحَلّسَ منع بِشَيْء، وَمَا تحَلّس مِنْهُ شَيْئا، أَي أصَاب مِنْهُ.

والحِلْسُ: الرَّابِع من قداح الميسر. قَالَ الَّلحيانيّ: فِيهِ أَرْبَعَة فروض وَله غنم أَرْبَعَة أنصباء إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غرم أَرْبَعَة أنصباء إِن لم يفز.

وَبَنُو حِلْسٍ: بطين من الأزد، ينزلون نهر الْملك.

وَأَبُو الحُلَيْسِ: رجل.

والأحْلَس الْعَبْدي: من رِجَالهمْ، ذكره ابْن الْأَعرَابِي.

حلس: الحِلْسُ والحَلَسُ مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ: كلُّ شيء

وَليَ ظَهْرَ البعير والدابة تحت الرحل والقَتَبِ والسِّرْج، وهي بمنزلة

المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ، وقيل: هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة،

والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ. وحَلَس الناقة والدابة يَحْلِسُها ويَحْلُسُها

حَلْساً: غَشَّاهما بحلس. وقال شمر: اُحْلَسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه

الحِلْسَ. وحِلْسُ البيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه،

والجمع أَحْلاسٌ. ابن الأَعرابي: يقال لِبِــساطِ البيت الحِلْسُ ولحُصُرِه

الفُحولُ. وفلانٌ حِلْسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه، على المَثَل. الأَزهري عن

الغِتَّريفيِّ: يقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ

لبيت، قال: وهو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت، قال: ويقال

فلان من أَحْلاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها، وهذا مدح، أَي

أَنه ذو عِزَّة وشدَّة وأَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً ولا سَنَةً حتى

تُخْصِب البلادُ. ويقال: هو مُتَحَلِّسٌ بها أَي مقيم. وقال غيره: هو

حِلْسٌ بها. وفي الحديث في الفتنة: كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى

تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية، أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته

وترك القتال في الفتنة. وفي حديث أَبي موسى: قالوا يا رسول اللَّه فما

تأْمرنا؟ قال: كونوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم، أَي الزموها. وفي حديث الفتن: عدَّ

منها فتنة الأَحْلاس، هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَشَب، شبهها

بها للزومها ودوامها. وفي حديث عثمان: في تجهيز جيش العُسْرة على مائة

بعير بأَحْلاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه،

في أَعلام النبوَّة: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِيلاسَها، ولُحوقََها

بالقِلاصِ وأَحْلاسَها؟ وفي حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة: مُحْلَسٌ أَخفافُها

شوكاً من حديد أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد

وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها. ورجل حِلْسٌ

وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس: ملازم لا يبرح القتال، وقيل. لا يبرح مكانه،

شُبِّه بِحِلْسِ البعير أَو البيت. وفلان من أَحْلاسِ الخيلِ أَي هو في

الفُروسية ولزوم ظهر الخيل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس. وفي حديث أَبي بكر:

قام إِليه بنو فزارة فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، نحن أَحلاس الخيل؛

يريدون لزومهم ظهورها، فقال: نعم أَنتم أَحْلاسُها ونحن فُرْسانُها أَي أَنتم

راضَتُها وساسَتُها وتلزمون ظُهورها، ونحن أَهل الفُروسية؛ وقولهم نحن

أَحْلاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها.

ورجل حَلُوسٌ: حريص ملازم. ويقال: رجل حَلِسٌ للحريص، وكذلك حِلْسَمٌّ،

بزيادة الميم، مثل سِلْغَدٍّ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

ليس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ،

عند البُيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ

وأَحْلَسَتِ الأَرضُ واسْتَحْلَسَت: كثر بذرها فأَلبسها، وقيل: اخضرت

واستوى نَباتها. وأَرضٌ مُحْلِسَة: قد اخضرت كلها. وقال الليث: عُشْبٌ

مُسْتَحْلِسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه وسواده. الأَصمعي: إِذا

غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ، فإذا بلغ والتف قيل قد

استأْسد؛ واسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته، واستَحْلَسَ الليل

بالظلام: تراكم، واسْتَحْلَسَ السَّنامُ: ركبته رَوادِفُ الشَّحْم

ورواكِبُه.

وبعير أَحْلَسُ: كتفاه سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً من

كَتِفَيْه. والحَلْساءُ من المَعَزِ: التي بين السواد والخُضْرَة لون بطنها

كلون ظهرها. والأَحْلَسُ الذي لونه بين السواد والحمرة، تقول منه: احْلَسَّ

احْلِساساً؛ قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً:

لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً،

في مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرُ أُحْلَسُ

(* قوله «قال المعطل إلخ» كذا بالأصل ومثله في الصحاك، لكن كتب السيد

مرتضى ما نصه: الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل اهـ. وقوله

«لين» كذا بالأصل والصحاح، وكتب بالهامش الصواب: عضب.)

وقول رؤبة:

كأَنه في لَبَدٍ ولُبَّدِ،

من حَلِسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ،

مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ

وقال: الحَلِسُ والأَحْلَسُ في لونه وهو بين السواد والحُمْرة.

والحَلِسُ، بكسر اللام: الشجاع الذي يلازم قِرْنَه؛ وأَنشد:

إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ

وقد حَلِسَ حَلَساً. والحَلِسُ والحُلابِسُ: الذي لا يبرح ويلازم

قِرْنه؛ وأَنشد قول الشاعر:

فقلتُ لها: كأَيٍّ من جَبانٍ

يُصابُ، ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي

كأَيٍّ بمعنى كم. وأَحْلَسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً.

وفي التهذيب: وتقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها وهو غير وابل.

والحَلْسُ: أَن يأْخذ المُصَّدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل، وفي التهذيب:

مكان الفريضة. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه.

والإِحْلاسُ: الحَمْلُ على الشيء؛ قال:

وما كنتُ أَخْشى، الدَّهرَ، إِحْلاسَ مُسْلِمٍ

من الناسِ ذَنْباً جاءَه وهو مُسْلِما

المعنى ما كنت أَخشى إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه، وهو يرد هو على

ما في جاءه من ذكر مسلم؛ قال ثعلب: يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب

ذنباً هو وآخر ينسبه إِليه دونه.

وما تَحَلَّسَ منه بشيء وما تَحَلَّسَ شيئاً أَي أَصاب منه. الأَزهري:

والعرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر: هو مَحْلوسٌ على الدَّبَرِ

أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وسَيْرٌ مُحْلَسٌ:

لا يُفْتَر عنه. وفي النوادر: تَحَلَّسَ فلان لكذا وكذا أَي طاف له وحام

به. وتَحَلَّسَ بالمكان وتَحَلَّز به إِذا أَقام به. وقال أَبو سعيد:

حَلَسَ الرجل بالشيء وحَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ.

والحِلْسُ والحَلْسُ، بفتح الحاء وكسرها: هو العهد الوثيق. وتقول:

أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عهداً يأْمن به قومك، وذلك مثل

سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده.

واسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ ولم يأْمن. وروي عن

الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه

وقال: إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ واكتَحَلْنا السَّهَرَ وأَصابتنا

خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء، قال: للَّه

أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه. الفراء قال: أَنت ابنُ بُعثُطِها

وسُرْسُورِها وحِلْسِها وابن بَجْدَتها وابن سِمسارِها وسِفْسِيرِها بمعنى واحد.

والحِلْسُ: الرابع من قداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: فيه أَر بعة فروض، وله

غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز، وعليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز.

وأُم حُلَيْسٍ: كنية الأَتان. وبنو حِلْس: بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون

نَهْر المَلِك. وأَبو الحُلَيْس: رجل. والأَحْلَسُ العَبْدِي: من رجالهم؛

ذكره ابن الأَعرابي.

حلس
الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة؟ عن الفَرّاء -. ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء. وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي المتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاساً تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء.
ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله.
وأنشد ابن دريد:
ولا تَغُرَّنَك أحقادٌ مُزَمَّلَةٌ ... قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ
وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك.
وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس - رضي الله عنه - فقال:
تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُهُ ... إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ
فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَداً، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة.
وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر - رضي الله عنه -: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد:
أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ ... في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ
وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ.
وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ.
وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ.
والحِلسُ - أيضاً -: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح - بفتح الحاء وكسر اللام -، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ - بكسر الحاء وسكون اللام -.
وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْساً من الناس: أي كثيراً.
وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة.
قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ.
ويقال: فلان ابنُ حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها.
قال: وفي كِنانَة - أيضاً -: حُلَيس بن يَزيد.
وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه.
والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ.
وقال ابن دريد في قوله:
يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب
يعني: الحُليس بن عُتيبة.
وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلساً - مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضرباً -: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ.
والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل. والحَلْسُ والحِلْسُ - بالفتح والكسر -: العهد والميثاق.
وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة.
وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم.
والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء.
قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر.
والحَلِسُ - مثال كَنِفٍ -: الشجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي:
ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ ... إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ
وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح.
ويقال - أيضاً -: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم - مثال سِلْغَدٍّ -؛ عن أبي عمرو، وأنشد:
ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ ... عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ
والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفاً:
ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَريبَةً ... في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ
وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به.
وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله:
أقول يكفيني اعتداء المعتدي ... وأسدٌ إن شَدَّ لم يُعَرِّدِ
كأنه في لِبَدٍ لِبَدِ ... من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّدِ
والحَلاس - بالضم -: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافراً.
وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة.
وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم.
وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ:
وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كأنني ... أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ
وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ.
وأحْلَسْتُ فلاناً يميناً: إذا أمررتها عليه.
وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطراً دقيقاً دائماً.
والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال:
ومَهْمَهٍ ليس به مُعَرَّسُ ... وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ
كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُحْلِسُ ... أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَسُ
وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس.
وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه.
وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ.
واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس.
واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه.
واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: لله أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش.
والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه.
واحْلَسَّ احلِساساً: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره.
وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به.
وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به.
والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء.
ح ل س: (حِلْسُ) الْبَيْتِ كِسَاءٌ يُبْسَطُ تَحْتَ حُرِّ الثِّيَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ» أَيْ لَا تَبْرَحْ. 

حلس


حَلَسَ(n. ac.
حَلْس)
a. Rained continuously.

أَحْلَسَa. Covered the soil (vegetation).
b. see I
حِلْس
حَلَس
(pl.
حِلَسَة
حُلُوْس
أَحْلَاْس)
a. Woollen covering ( placed under the saddle).
b. Undergarment.

حَلِسa. Courageous.
b. Eagerly desirous.

أَحْلَسُa. Chestnut colour.
(حلس) : الحَوالِسُ: لُعْبَةٌ يَلعبُ بها الصِّبْيانُ، مثلُ أَرْبَعَ عَشَرةَ، والحالِسُ: خَطٌّ منها. قال ابنُ الزَّبِيرِ:
[فأَسْلَمَنِي حلْمِي فبثُّ كأَنَّني ... أخو حَزَنِ يُلْهِيه ضَرْبُ الحَوالِيس]

حلس

1 حَلَسَ البَعِيرَ, aor. ـِ (Sgh, L, K) and حَلُسَ, (L,) inf. n. حَلْسٌ; (TA;) and ↓ احلسهُ, (S, K, &c.,) inf. n. إِحْلَاسٌ; (TA;) He clad, or covered, the camel with a حِلْس [q. v.]; (S, K, &c.;) put upon him a حِلْس. (Sh.) A2: حَلَسَتِ السَّمَآءُ, (T, K,) inf. n. حَلْسٌ, (TA,) (tropical:) The sky rained continually; as also ↓ احلست: (K:) or rained a fine and continual rain; (T;) and so ↓ the latter. (T, S, A, K.) 4 أَحْلَسَ see 1, in three places: b2: and see 10, in two places.10 استحلسهُ He made it to be as a حِلْس. (TA.) b2: So the verb signifies in the phrase استحلس فُلَانٌ الخُوْفَ [in the CK فُلانًا الخَوْفُ] (TA) (tropical:) Such a one relinquished not fear. (Mgh, * K, TA.) b3: استحلس اللَّيْلُ بِالظَّلَامِ (tropical:) The night became dense with darkness. (A, TA.) b4: استحلس النَّبْتُ (tropical:) The herbage covered the land with its abundance (As, S, K, TA) and tallness; (Z, TA;) as also ↓ احلس. (K.) And الأَرْضُ ↓ أَحْلَسَتِ (tropical:) The land became altogether green [as though covered with a حِلْس: see the part. n. below]: (Sh, TA:) or, as also استحلستَ, became clad with sprouting herbage: or became green, with erect herbage. (TA.) حِلْسٌ A piece of cloth (كِسَآء), (S, A, Mgh, Msb, K,) of thin texture, (S, TA,) which is put on the back of a camel, (S, A, Mgh, Msb, K,) beneath the بَرْذَعَة, (S, A, Mgh, K,) or beneath the رَحْل; (Msb;) a piece of hair-cloth used as a covering for a horse or the like: (A:) or anything that is next the back of the camel or other beast, beneath the saddle, in the place of the مِرْشَحَة, being beneath the felt cloth: (TA:) and a [piece of cloth of the kind called] كِسَآء, (S, * A, Mgh, K,) or a piece of hair-cloth, (A,) or the like, (TA,) or a carpet, (IAar, Msb,) that is spread in a house or tent, (S, A, Mgh, Msb, K,) beneath the best of the pieces of cloth: (S, Mgh, K:) and ↓ حَلَسٌ signifies the same, in both applications: (A 'Obeyd, S, K:) pl. [of pauc.] أَحْلَاسٌ (S, Msb, K) and [of mult.] حُلُوسٌ (K) and حِلَسَةٌ. (Fr, Sgh, K.) b2: [Hence,] فُلَانٌ مِنْ أَحْلَاسِ الخَيْلِ (tropical:) Such a one is of those who train and manage horses and are constantly upon their backs. (TA.) And نَحْنُ أَحْلَاسُ الخَيْلِ (tropical:) We are acquirers of horses and constantly upon their backs. (S.) b3: أُمُّ الحِلْسِ (assumed tropical:) The she-ass. (S, K.) b4: هُوَ حِلْسُ بَيْتِهِ (tropical:) He is one who does not quit his place [or house or tent]: (K:) said [generally] in dispraise; meaning, that he is not fit for anything but to keep to the house or tent. (Az, TA.) [But it does not always imply dispraise; for] it is said in a trad., (S,) كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ, (S, A,) or كُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ, (TA,) (tropical:) Keep thou to thy house or tent; (A;) quit not thou thy house or tent: (S:) meaning, in a case of sedition. (TA.) You say also, فُلَانٌ مِنْ أَحْلَاسِ البِلَادِ, and حِلْسٌ بِهَا (tropical:) Such a one does not quit the country, by reason of his love of it: and this is said in praise; meaning, that he is a person of might and strength, and that he does not quit it, not caring for debt nor for dearth or drought, waiting until the country be fruitful. (Az, TA.) And فُلَانٌ كَالْحِلْسِ المُلْقَى [Such a one is like the castaway حلس] meaning, (assumed tropical:) is one who stands in no stead when an event presses heavily upon him, or oppresses him suddenly: and, accord. to El-Marzookee, هُوَ كَالْحِلْسِ, as meaning (assumed tropical:) He is one who does not sit a horse well; is not a horseman. (Ham p. 143.) And هٰذَا مِنْ أَحْلَاسِ فُلَانٍ (assumed tropical:) This is not of the implements, or apparatus, or the like, of such a one. (Ham ibid.) b5: حِلْسٌ مِنَ النَّاسِ (tropical:) A great one of men; syn. كَبِيرٌ; (K, TA;) because he keeps to his place of abode, not quitting it: but [SM adds] I have seen, in the Moheet, this expression explained by كَثِيرٌ [a multitude of men]; and Sgh explains it as meaning a company of men. (TA.) b6: هُوَ حِلْسُهَا [app., (assumed tropical:) He is the careful and skilful manager of it, constantly attending to it]: accord. to Fr, this expression, and هُوَ ابْنُ بُعْثُطِهَا, and سُرْسُورُهَا, and ابْنُ بَجْدَتِهَا, and ابْنُ سِمْسَارِهَا, and سَفِيرُهَا, all signify the same. (TA.) b7: رَفَضْتُ فُلَانًا وَ نَفَضْتُ أَحْلَاسَهُ (tropical:) I have forsaken, or abandoned, such a one. (A, TA.) A2: الحِلْسُ The fourth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (A 'Obeyd, S, K;) as also ↓ الحَلِسُ: (IF, K:) it has four notches, and four portions assigned to it if it be successful, and the forfeiture of four portions if unsuccessful. (Lh, TA.) حَلَسٌ: see حِلْسٌ.

الحَلِسُ: see حِلْسٌ.

أَرْضٌ مُحْلِسَةٌ (tropical:) Land covered with abundant herbage, as though with a حِلْس: (K, TA:) or altogether green. (Sh, TA.)

حقق

[حقق] . الحَقُّ: خلاف الباطل. والحَقُّ: واحد الحُقوقِ. والحَقَّةُ أخصّ منه. يقال: هذه حَقَّتي، أي حَقّي. والحَقَّةُ أيضاً: حَقيقَةُ الأمر. يقال: لَمَّا عرف الحَقَّةَ منِّي هرب. وقولهم: " لَحَقُّ لا آتيك "، هو يمينٌ للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا: حقَّا لا آتيك. وقولهم: كان ذاك عند حَقِّ لقاحها وحِقِّ لقاحها أيضاً بالكسر، أي حين ثَبَتَ ذلك فيها. والحُقَّةُ بالضم معروفة، والجمع حُقٌّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ. والحِقُّ بالكسر: ما كان من الإبل ابن ثلاثِ سنين وقد دخل في الرابعة، والأنثى حِقَّةٌ وحِقٌّ أيضا، سمى بذلك لا ستحقاقه أن يحمل عليه وأن ينتفع به. يقول: هو حق بين الحقة. وهو مصدر. قال الاعشى بحقها ربطت في اللجين حتى السديس لها أسن والجمع حقاق وحقق. ولم يرد بحقتها صفة لها، لانه لا يقال ذلك كما يقال بجذعتها فعل بها كذا، ولا بثنيتها ولا ببازلها. ولا أراد بقوله أسن كبر، لانه لا يقال أسن السن، وإنما يقال أسن الرجل وأسنت المرأة: وإنما أراد أنها ربطت في اللجين وقتا كانت فيه حقة، إلى أن نجم سديسها أي نبت. وجمع الحقاق حقق، مثال كتاب وكتب. ومنه قول المُسَيِّبِ بن عَلَس: قد نالني منهم على عَدَمٍ مثل الفَسيلِ صِغارُهَا الحُقُقُ وربما جُمِع على حقائق مثل إفال وأفائل. قال الراجز: ومسد أمر من أيانق لسن بأنياب ولا حقائق قال الاصمعي: إذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل: قد جازت الحق. وأتت الناقة على حقها، أي الوقت الذى ضربت فيه عام أول. وسقط فلان على حاقِّ رأسه، أي وسط رأسه. وجئته في حاقِّ الشتاء، أي في وسطه. والحاقة: القيامة، سميت بذلك لأنَّ فيها حَواقّ الأمور. وحاقَّهُ، أي خاصَمَه وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما الحَقَّ، فإذا غلبه قيل: حقه. ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الاشياء: " إنه لنزق الحقاق ". ويقال: ما له فيه حَقٌّ ولا حِقَاقٌ، أي خصومةٌ. والتَحاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الاختصامُ. وتقول: احْتَقَّ فلانٌ وفلانٌ، ولا يقال للواحد، كما لا يقال اختصم للواحد. دون الآخر. واحْتَقَّ الفرسُ، أي ضمُر. وطعنةٌ مُحْتَقَّة، أي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَتْ. ويقال رمى فلانٌ الصيدَ فاحْتَقَّ بعضا وشرم بعضا، أي قتل بعضاً وأفلت بعضٌ جريحاً. ومنه قول الشاعر: * من بين مُحَتَقٍّ لها ومُشَرَّمِ * وحَقَقْتُ حِذْرَه أحُقُّهُ حَقَّاً، وأَحْقَقْتُهُ أيضاً، إذا فعلتَ ما كان يحذَره. ويقال أيضاً: حَقَقْتُ الرجل، وأَحْقَقْتُهُ، إذا أَثْبَتَّهُ، حكاه أبو عبيد. قال: وحَقَقْتُ الأمر وأَحْقَقْتُهُ أيضاً، إذا تَحَقَّقْتُهُ وصرت منه على يقين. قال الكسائي: يقال حُقَّ لك أن تفعل هذا، وحُقِقْتَ أن تفعل هذا، بمعنىً. وحُقَّ له أن يفعل كذا، وهو حَقيقٌ أن يفعل كذا، وهو حَقيقٌ به، ومَحْقوقٌ به، أي خليقٌ له، والجمع أَحِقَّاءُ ومحقوقون. وحق الشئ يحق بالكسر، أي وجب. وأحققت الشئ، أي أوجبته. واسْتَحْقَقْتُهُ، أي استوجبته. وتَحَقَّقَ عنده الخبر، أي صحَّ. وحَقَّقَتُ قولَه وظنَّه تَحْقيقاً، أي صدَّقت. وكلام محقق، أي رصينٌ. قال الراجز:

دعْ ذا وحبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقاً * وثوبٌ مُحَقَّقٌ، إذا كان محكم النسج. قال الراجز : تسربل جلد وجه أبيك إنا كفيناك المحققة الرقاقا والحقيقة: خلاف المجاز. والحَقيقةُ: ما يَحُِقُّ على الرجل أن يحميّه. وفلانٌ حامي الحَقيقَةِ. ويقال: الحَقيقَةُ: الرايةُ. قال عامر بن الطُفَيل:

أنا الفارس الحامى حقيقة جعفر * والاحق من الخيل: الذي لا يَعْرَقُ. أنشد أبو عمرو لرجل من الانصار : وأقْدَرُ مُشرِفُ الصَهواتِ ساطٍ كُمَيْتٌ لاأحق ولا شئيت وقال الاصمعي في تفسير هذا البيت: الاقدر الذى يجوز حافرا رجليه حافرى يديه. والشئيت: الذى يقصر حافرا رجليه عن حافرى يديه. والاحق: الذى يطبق حافرا رجليه حافرى يديه ومصدره الحقق. والحقحقة: أرفع السير وأتعبه للظَهر. وفي الحديث أن مطرِّف بن عبد الله بن الشَخِّير قال لابنه لمت اجتهد في العبادة: " خير الامور أو ساطــها والحسنة بين السيِّئتين، وشرُّ السير الحَقْحَقَةُ ". ويقال هو السَيْرُ في أوّل الليل، ونهى عن ذلك.

حر

(حر)
المَاء والهواء وَغَيرهمَا حرارة سخن فَهُوَ حَار وَيُقَال حر الْقَتْل اشْتَدَّ وَفُلَان حرا طبخ الحريرة وَالشَّيْء حرا سخنه

(حر) الرجل حرَّة وحرارة عَطش فَهُوَ حران وَهِي حرى وكبده يَبِسَتْ من عَطش أَو حزن فَهِيَ حرى (ج) حرار وحرارى وَالْعَبْد حرارا خلص من الرّقّ وَفُلَان حريَّة كَانَ حر الأَصْل
وَمِمَّا ضوعف من فائه ولامه

حِرٌ واصْلُهُ حِرْحٌ، فَحُذِفَ على حد الحَذْف فِي شَفَةٍ والجمعُ احْرَاحٌ لَا يكَسَّرُ على غير ذَلِك قَالَ:

أَنِّي اقُودُ جَمَلاً مَمْرَاحا ... ذَا قُبَّةٍ مُوقَرَةٍ أحْرَاحا

ويروى: مَمْلُوءَةٍ.

وَقَالُوا: حِرَةٌ، قَالَ الهُذَلِي:

جُرَاِهَمةٌ لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ

ورجُلٌ حَرِحٌ يُحِبُّ ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على النّسَب.
حر
الحَرُّ: نَقِيْضُ البَرْدِ. حَرَّ النَّهَارُ يَحِرُّ حَرّاً. وحَرِرْتَ يا يَوْمُ تَحُرُّ، وحَرَرْتَ تَحِر. وأحَرَّ يَوْمُنا فهو مُحِرٌّ. والحَرُوْرُ: حَرُّ الشَّمْسِ. وحَرَّتْ كَبِدُه تَحِرُّ حِرَّةً وحَرَراً. والحَرّانُ والحَرّى: مِثْلُ عطْشَانَ وعَطْشى. وأجِدُ في فَمي حَرُوْرَةً: أي حَرارَةً. والحَرِيْرُ: ثِيَابُ إبْرَيْسِمٍ. والحَرِيْرَةُ: دَقِيْقٌ يُطْبَخُ باللَّبَنِ. والحَرَّةُ: أرْضٌ ذاتُ حَجَارَةٍ سُوْدٍ، والجَميعُ: الحَرّاتُ والأحَرُّوْنَ والحَرُّوْنَ والحِرَارُ. والحُرُّ: وَلَدُ الحَيَّةِ اللَّطِيْفُ في شِعْرِ الطِّرِمّاح. والحُرُّ: نَقِيْضُ العَبْدِ. وفَرْخُ الحَمَام. والحُرَّةُ: ضِدُّ الأمَةِ. والكَرِيْمَةُ.
وهو حُرٌّ بَيِّنُ الحُرِّيَّةِ والحُرُوْرِيَّةِ والحَرورية والحَرَارَةِ والحَرَارِ. والحُرِّيَّةُ من النّاسِ: خِيَارُهم. وحُرُّ كُلِّ شَيْءٍ: أعْتَقُه. وحُرُّ الوَجْهِ: ما بَدَا من الوَجْنَةِ. وحُرُّ الذِفْرى: مَجَالُ القُرْطِ. والحُرَّةُ والحُرُّ: الرِّمْلَةُ الطَّيِّبَةُ. وحُرُّ الدّارِ: وَسَطُها. ولَيْلَةُ حُرَّةٍ: لَيْلَةُ غَلَبَةِ المَرْأَةِ الزَّوْجَ. وتَحْرِيرُ الكِتَابَةِ: إقامَةُ حُرُوْفِها. وأحْرَارُ البُقُوْلِ: ما يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوْخٍ. وحُرِّيَّةُ البَقْلِ: مِثْلُه. وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ: تُوْصَفُ بكَثْرَةِ المَطَرِ. والمُحَرِّرُ: النَّذِيْرَةُ في خِدْمَةِ الكَنِيْسَةِ. وحَرّانُ: بَلَدٌ. وحَرُوْرَاءُ: مَوْضِعٌ. وساَقُ حُرٍّ: طائرٌ. والحُرُّ في قَوْلِه:
لَيْسَ هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرْ
أي: بِحَسَنٍ. والحُرُّ: وَلَدُ الظَّبْي. وهو من الفَرَسِ: سَوَادٌ في ظاهِرِ أُذُنَيْه. والحَارُّ: شَعرُ المَنْخَرَيْنِ. وحَرْ: زَجْرٌ للحِمار. ومُحَرَّرُ دارِمٍ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ. والحُرّانِ: كَوْكَبَانِ أَبْيَضَانِ بين العَوَائِذِ والفَرْقَدَيْنِ. والمُحِرُّوْنَ: المُعْطِشُونَ الذين عَطِشَتْ إبِلُهم. والحُرّانِ: أَخَوَانِ حُرٌّ وأَبَيٌّ. ورَجُلٌ حَرِحٌ: مُوْلَعٌ بالأحْرَاح. وأصْلُ الحِرِ: حِرْحٌ.
حر
الحرارة ضدّ البرودة، وذلك ضربان:
- حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحميّة، كحرارة الشمس والنار.
- وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حَرَّ يومُنا والريح يَحِرُّ حرّاً وحرارة ، وحُرَّ يومنا فهو محرور، وكذا:
حرّ الرّجل، قال تعالى: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ: نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا
[التوبة/ 81] ، والحَرور: الريح الحارّة، قال تعالى: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ [فاطر/ 21] ، واستحرّ القيظ: اشتدّ حرّه، والحَرَر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحَرَّة: الواحدة من الحرّ، يقال: حرّة تحت قرّة ، والحَرَّة أيضا: حجارة تسودّ من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحرّ القتل: اشتد، وحَرُّ العمل: شدته، وقيل: إنما يتولّى حارَّها من تولّى قارّها ، والحُرُّ: خلاف العبد، يقال
: حرّ بيّن الحُرُورِيَّة والحُرُورَة.
والحريّة ضربان:

- الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: الْحُرُّ بِالْحُرِّ [البقرة/ 178] .
- والثاني: من لم تتملّكه الصفات الذميمة من الحرص والشّره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضادّ ذلك أشار النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله:
«تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الدّينار» ، وقول الشاعر:
ورقّ ذوي الأطماع رقّ مخلّد
وقيل: عبد الشهوة أذلّ من عبد الرّق، والتحريرُ: جعل الإنسان حرّا، فمن الأول:
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء/ 92] ، ومن الثاني: نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً [آل عمران/ 35] ، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور في قوله عزّ وجل: بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل/ 72] ، بل جعله مخلصا للعبادة، ولهذا قال الشعبي: معناه مخلصا، وقال مجاهد: خادما للبيعة ، وقال جعفر: معتقا من أمر الدنيا، وكلّ ذلك إشارة إلى معنى واحد، وحَرَّرْتُ القوم: أطلقتهم وأعتقتهم عن أسر الحبس، وحُرُّ الوجه: ما لم تسترقّه الحاجة، وحُرُّ الدّار: وسطها، وأحرار البقل معروف، وقول الشاعر:
جادت عليه كلّ بكر حرّة
وباتت المرأة بليلة حرّة ، كلّ ذلك استعارة، والحَريرُ من الثياب: ما رقّ، قال الله تعالى: وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ [فاطر/ 33] .
باب الحاء مع الراء ح ر، ر ح مستعملان

حر: حَرَّ النهار يَحِرُّ حَرّاً. والحَرُورُ: حَرُّ الشمس. وحَرَّتْ كَبِدُه حَرَّةً، ومصدره: الحَرَرُ، وهو يُبْسُ الكَبِد. والكَبِدُ تَحَرُّ من العَطَش أو الحزن. وو الحريرة: دَقيقٌ يُطبَخُ بلَبَن. والحَرُّةُ: أرض ذاتُ حِجارة سُودٍ نَخِرة كأنَّما أُحرِقَتْ بالنار، وجمعه حِرار وإحَرِّين وحَرّات، قال:

لا خَمْسَ إلا جَندَلُ الإِحَرِّينْ ... والخَمْسُ قد جَشَّمَكَ الأَمَرِّينْ»

والحرّان: العطشان، وامرأةٌ حَرَّى. والحُرَّ: ولد الحيّة اللطيف في شعر الطِرِمّاح:

كانطِواءِ الحُرّ بينَ السِّلام

والحُرُّ: نَقيضُ العَبد، حُرٌّ بين الحُرُوريَّة والحُرّية والحرار . والحرارة: سحابة حُرَّة من كثرة المطر. والمُحَرَّرُ في بني إسرائيل: النذيرة. كانوا يجعلون الولد نذيرةً لخدمة الكنيسة ما عاشَ لا يَسَعُه تركه في دينهم. والحر: فعل حَسَن في قول طَرَفة:

لا يكنْ حبُّكَ داءً قاتلاً ... ليس هذا منك ماويَّ بحُرّ

والحُرِّيَةُ من الناس: خِيارُهم. والحُرُّ من كل شيءٍ اعتَقُه. وحُرَّة الوَجْه: ما بداً من الوَجْنة. والحُرُّ: فَرْخَ الحَمام، قال حُمَيد [بن ثور] :

وما هاجَ هذا الشَّوقَ إلاّ حَمامَةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَرَنَّما

وحُرَّة النِفْرَى: موضِع مَجال القُرْط. والحُرُّ والحُرَّة: الرَمْلُ والرَمْلةُ الطَيِّبة، قال: واقَبلَ كالشِّعْرَى وُضُوحاً ونُزْهةً ... يُواعِسُ من حُرِّ الصَّريمة معظما

يصف الثَور. وقول العجاج:

في خشاوى حُرَّةِ التَحريرِ

أي حُرَّة الحِرار ، أي هي حُرّة. وتحرير الكتاب: إقامةُ حُروفه وإصلاحُ السَّقَط. وحَرْوراء : مَوضعٌ، كان أوّل مجتمع الحُرُوريّة بها وتحكيمهم منها. وطائرٌ يُسمَّى ساق حر. والحُرّ في قول طَرَفة وَلَد الظَبْي حيثُ يقول :

بين أكنافِ خُفافٍ فاللِّوَى ... مُخرِفٌ يَحْنُو لرَخْص الظِّلْف حُرّ

وحَرّان: مَوْضع. وسَحابة حُرَّةٌ تَصفِها بكثرة المطر. ويقال للَّيْلة التي تُزَفُّ فيها العَروس إلى زَوْجها فلا يقدِرُ على افتِضاضها ليلةٌ حُرَّةٌ، فإذا افتَضَّها فهي ليلةٌ شَيْباء، قال :

شُمْسٌ مَوانِعُ كلَّ ليلةِ حُرَّةٍ

رح: الرَّحَحُ: انبــساط الحافِر وعِرَضُ القَدَم، وكلُّ شيءٍ كذلك فهو أرَحُّ، قال الأعشى:

فلو أنَّ عِزَّ الناسِ في رأسِ صَخرةٍ ... ململمة تعيي الأرح المخدما

يعني الوَعِل يصفه بانبــساط أظلافه. ويستَعمل أيضاً في الخُفَّيْن وتَرَحْرَحَتِ الفَرَسُ إذا فَحَّجَتْ قَوائِمَها لَتُبوَل. رَحْرَحان: موضع. 
الْحَاء وَالرَّاء

الحَرّ: ضِدُّ الَبرْدِ وَالْجمع حُرُورٌ وأحارِرُ على غير قِيَاس من وجهْيِن: أَحدهمَا بِنَاؤُه، وَالْآخر إِظْهَار تَضْعِيفه، قَالَ ابْن دُرَيْد لَا اعرف مَا صِحَّته.

والحَرُورث: الرّيحُ الحارَّةُ بِاللَّيْلِ وَقد تكون بِالنَّهَارِ قَالَ العجَّاجُ:

ونَسَجَتْ لَوَامعُ الحَرُورِ

وَقَالَ جرير:

ظَلَلنا بِمُسْتَنّ الحَرُورِ كأنَّنا ... لَدَى فَرَس مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صَائمِ

مُسْتِنُّ الحَرُورِ: مشْتَدّ حرهَا أَي الْموضع الَّذِي اشْتَدَّ فِيهِ، يَقُول: نزلنَا هُنَا لَك فَبَنيْنا خباءً عَالِيا تَرْفَعُهُ الرّيحُ من جَوَانبه فكأنَّهُ فَرَسٌ صَائِم أَي وَاقِف يَذُبُّ عَن نَفسه الذُّبابَ والبَعُوضَ بسَبِيبِ ذَنبه شبه رَفْرَف الْفسْطَاط عِنْد تحركه لهبوب الرّيح بسبيب هَذَا الْفرس.

والحَرُورُ: حَرُّ الشَّمْس. وَقيل: الحَرُورث: استيقاد الحَرّ ولَفْحُهُ، وَهُوَ يكون بِالنَّهَارِ وَاللَّيْل. والسَّمُومُ لَا يكونُ إِلَّا بِالنَّهَارِ، وَفِي التَّنْزِيل (ولَا الحَرُورُ) قَالَ ثعلبٌ: قيل: الظل هُنَا: الجَنَّةُ، والحَرُورُ: النَّار. قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظل هُوَ الظل بِعَيْنِه، والحَرُورُ: الحَرُّ بِعَيْنِه. وَقَالَ الزجَّاجُ: مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَوِي أَصْحَاب الْحق الَّذين هم فِي ظلّ الْحق وَلَا أَصْحَاب الْبَاطِل الَّذين هم فِي حرور أَي حر دَائِم لَيْلًا وَنَهَارًا.

وجمْعُ الحَرُورِ حَرَائِرُ قَالَ مُضَرّسٌ:

بِلَمَّاعَةٍ قد صَادَفَ الصَّيْفُ ماءها ... وباضَتْ عَلَيْهَا شْمسُهُ وحَرَائرُهُ

وَقد حَرِرْتَ يَا يَوْم تَحَرُّ، وحَرَرْتَ تَحِرُّ وتَحِرُّ الْأَخِيرَة عَن اللحياني، حَراً وحِرّةً وحَرَارَةً أَي اشْتَدَّ حَرُّكَ، وَقد تكون الحَرَارَةُ الاسْمَ وجمعُها حِينَئِذٍ حَرَارَات قَالَ الشَّاعِر:

بدَمْعٍ ذِي حَرَارَات ... على الخَدَّيْن ذِي هَيْدَبْ

وَقد تكون الحَرَاراتُ هُنَا جمع حَرَارَةٍ الَّذِي هُوَ الْمصدر إِلَّا أَن الأول اقْربْ، وَقَالَ اللحياني: حررت يَا رجل تحَرُّ حرَّةً وحَرَاَرَةً أرَاهُ إِنَّمَا يَعْنِي الْحر لَا الْحُرِّيَّة.

وَإِنِّي لأجد حِرًّةً وقِرَّةً أَي حَرّا وقُرّا.

والحرَّةُ والحَرَاَرَةً: العَطَشُ. وَقيل: شدَّتَهُ.

ورَجُلٌ حَرَّانُ: عَطْشانُ من قَوْمٍ حِرَارٍ وحَرَارَى وحُرَاَرَى، الاخيرتان عَن اللحياني. وَامْرَأَة حَرَّى من نسْوَة حِراَرٍ وحَرَارَى.

وحَرَّتْ كَبِدُهُ وصَدْرُهُ حِرَّةً وحَرَارَةً وحَرَارًا قَالَ:

وحَرَّ صَدْرُ الشَّيْخِ حَتَّى صلا

أَي التهبَتِ الحرارةُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى سمع لَهَا صليل، واسْتَحَرَّتْ، كِلَاهُمَا: يَبِسَتْ من عَطَشٍ أَو حُزْنِ.

واحرها الله، والعَرَبُ تَقول فِي دُعائها على الْإِنْسَان: مَاله احَرَّ الله صَدَاهُ أَي اعطشه. وَقيل: مَعْنَاهُ: اعطش هامَتَه.

وَرجل محر: عَطِشَتْ إبلُه.

من كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحت قُرَّة أَي عَطش فِي يَوْم بَارِد، وَقَالَ اللحياني: هُوَ دُعَاء مَعْنَاهُ. رَمَاه الله بالعطش وَالْبرد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرارةُ العَطشِ والتهابه قَالَ: وَمن دُعَائِهِمْ: رَمَاه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي العَطشِ وَالْبرد.

والحَرَاَرَةً حُرْقَةٌ فِي الْفَم من طعم الشَّيْء، وَفِي الْقلب من التوجع. والاعرف الحراوة وَسَيَأْتِي ذكره.

وَامْرَأَة حَرِيرَةٌ: حَزِينةٌ محْرَقَةُ الكَبِدِ، قَالَ:

خَرَجْنَ حَرِيرَاتٍ وابْدَيْن مجْلَداً ... ودارتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ والحَرَّةُ من الارضين: الصُّلْبَةُ الغليظةُ الَّتِي الْبَسَتْها كُلها حِجَارَة سود نَخِرَةٌ كَأَنَّهَا مُطِرَتْ، وَالْجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: زعم يُونُس انهم يَقُولُونَ: حَرَّةٌ وحَرُّون، يُشَبِّهُوَنها بقَوْلهمْ أَرض وأرَضُون لِأَنَّهَا مُؤْنَثَة مثلهَا، قَالَ: وزَعمَ يُونُس أَيْضا: انهم يَقُولُونَ: حَرَّةُ وإحَرُّون، يَعْنُون الحِرَارَ كَأَنَّهُ جمعُ احَرَّةٍ وَلَكِن لَا يُتَكَلَّمُ بهَا انشد ثعلبٌ:

لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَلُ الإحَرّينَ ... والخَمْس قد يجشمنك الامرين

وَمعنى لَا خمس: أم مُعَاوِيَة زَاد اصحابه يَوْم صِفِّينَ خَمْسَ مائَة فَلَمَّا الْتَقَوْا بعد ذَلِك قَالَ أصحابُ عَليّ:

لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَلَ الإحَرّينَ

أَرَادوا لَا خَمْسَ مائَة، حَكَاهُ الهَرَوِيُّ. قَالَ بعضُ النَّحْوِيِّين: إِن قَالَ قَائِل: مَا بالهم قَالُوا فِي جمع حَرَّةٍ وإحَرَّةٍ: حِرُّونَ وإحَرُّون، وَإِنَّمَا يفُعَل فِي الْمَحْذُوف نَحْو ظُبَة وثُبَة، وليسَتْ حَرَّةٌ وَلَا إحَرَّةٌ مِمَّا حُذف شَيْء من اصوله، وَلَا هُوَ بِمَنْزِلَة أَرض فِي انه مؤنث بِغَيْر هَاء؟ فَالْجَوَاب أَن الأَصْل فِي إحْرَّةٍ إحْرَرَةٌ وَهِي إفْعَلَةٌ ثمَّ انهم كَرهُوا اجْتِمَاع حرفين كتحركين من جنس وَاحِد فاسكنوا الأول مِنْهُمَا ونقلوا حركته إِلَى مَا قبله وادغموه فِي الَّذِي بعده، فَلَمَّا دخل الْكَلِمَة هَذَا الاعل والتوين عوضوها مِنْهُ أَن جمعوها بِالْوَاو وَالنُّون، فَقَالُوا: إحرون، وَلما فعلوا ذَلِك فِي إحرة اجروا عَلَيْهَا حرَّة فَقَالُوا: حَرُّونَ وَإِن لم يكن لحَقها تغييرٌ وَلَا حذف لِأَنَّهَا أُخْت إحرة من لَفظهَا وَمَعْنَاهَا، وَإِن شِئْت قلت: إِنَّهُم قد ادغموا عين حرَّة فِي لامها، وَذَلِكَ ضرب من الاعلال لحقها.

وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ الاحَرين، قَالَ: جَاءَ بِهِ على احر كَأَنَّهُ أَرَادَ: هَذَا الْموضع الاحر أَي الَّذِي هُوَ احر من غَيره فسيره كالاكْرَمِينَ والارْحَمِينَ.

وبَعيرٌ حَرِّىّ: يَرْعَى فِي الحَرَّة.

وللْعَربِ حِرَارٌ معروفةٌ حَرَّةُ بني سُلَيْمِ وحَرَّةُ لَيْلى، وحرّةُ راجل، وحَرَّةُ واقم بِالْمَدِينَةِ، وحَرَّةُ النَّار لبني عَبْسٍ.

والحُرُّ نقيض العَبْد، وَالْجمع احْرار وحرارٌ، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني، وَالْأُنْثَى حُرَّةٌ، وَالْجمع حَرَائِرُ شَاذ.

وحَرَّرَهُ: اعْتَقَهُ. وَقَوله عز وَجل (أَنِّي نَذَرْتُ لكَ مَا فِي بَطْني مُحَرّراً) قَالَ الزجاجُ: مَعْنَاهُ: جَعَلْتُه خَادِمًا يَخْدُمُ فِي مُتَعَبدَاتِكَ وَكَانَ ذَلِك جَائِز لَهُم، وَكَانَ على اولادهم أَن يطيعوهم فِي نذرهم فَكَانَ الرجل ينذر فِي وَلَده أَن يكون خَادِمًا فِي مُتَعَبَّدِهِمْ ولعبادهم، وَلم يكن ذَلِك النّذر فِي النِّسَاء إِنَّمَا كَانَ فِي الذُّكُورَة، فَلَمَّا ولدت مَرْيَم قَالَت: (رَبّ أَنِّي وضَعْتُها أُنثى) وَلَيْسَ الْأُنْثَى مِمَّا يصلح للنذر، فَجعل الله من الْآيَات فِي مَرْيَم لما اراده من أَمر عِيسَى أَن جعَلَها مُتَقَبَّلَةً فِي النذْرِ.

وَإنَّهُ لَبَيِّنٌ الحُرّيَّة والحُرُورَة والحُرثورِيَّةِ والحَرَارَةِ والحَرَارِ قَالَ:

فَمَا رُدَّ تَزْوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادَةٌ ... وَلَا رُدَّ من بَعْد الحَرَارِ عتِيقُ

وَقَالَ ثَعْلَب: قَالَ اعرابي: لَيْسَ لَهَا اعراق فِي حَرَارٍ وَلَكِن اعراقها فِي الْإِمَاء.

والحُرّيَّةُ من النَّاس: اخْيارُهُمْ وافاضِلُهم.

والحُرُّ من كل شَيْء: اعْتَقُه.

وفَرَسٌ حُرّلإ: عَتِيقٌ.

وحُرُّ الْفَاكِهَة: خِيَارهَا.

وحُرُّ كُل أَرض: وَسطهَا واطيبها.

والحُرَّةُ والحُرُّ: الطين الطّيب والرمل الطّيب. قَالَ طرفَة:

وَتَبْسِمُ عَن الْمَى كَأَن مُنَوّراً ... تَخَلَّلَ حُرُّ الرَّمْلِ دعْص لَهُ نَدِ

وحُرُّ الدَّار: وَسطهَا وَخَيرهَا.

قَالَ طرفَة أَيْضا:

تُعَيِّرُنِي طَوْفى البِلادَ ورِحْلَتِي ... أَلا رُبَّ دارٍ لي سِوَى حُرّ دَارك

والحُرُّ: الْفِعْل الْحسن، قَالَ طرفَة:

لَا يَكُنْ حُبُّك دَاءً قَاتلا ... لَيْسَ هَذَا مِنْك مَاوىَّ بَحّرْ

والحُرَّةُ: الكريمةُ من النِّسَاء، قَالَ الاعشى: حُرَّةً طَفْلَةُ الانامِلِ تَرْتَبُّ ... سَخاما تَكُفُّه بخلال

وَيُقَال لأوّل لَيْلَة من الشَّهْر. لَيْلَة حُرةٌ ولَيَلَةُ حُرةٍ وَلآخر لَيْلَة: شَيْباءُ.

وباتَتْ بليلة حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ لَيْلَة زفافها قَالَ النَّابِغَة:

شُمْس مَوَانِعُ كل لَيْلَة حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحشِ المغيارِ

وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرُ، يصفها بِكَثْرَة الْمَطَر.

وأحْرَارُ: الْبُقُول مَا أكل غير مطبوخٍ واحدُها حُرٌّ، وَقيل: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِي ثَلَاثَة: النَّفَلُ والحُرْبثُ والقَفْعاءُ، وَقيل: الحُرُّ: نَبَات من نجيل السباخ.

وحُرُّ الْوَجْه: مَا اقبل عَلَيْك مِنْهُ، قَالَ:

جَلاَ الوجْهُ عَن حُرّ الوُجُوهِ فاسْفَرَتْ ... وكانتْ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ لَا تَبَلَّحُ

وَقيل: حُرُّ الوجد: مسايل أَرْبَعَة: مدامع الْعَينَيْنِ من مقدمها ومؤخرها. وَقيل: حَرُّ الْوَجْه: الخدُّ.

والحُرَّتانِ: الاذُنانِ، قَالَ:

قَنْوَاءُ فِي حُرَّتَيْها للبصيرِ بهَا ... عتق مُبِينٌ وَفِي الْخَدين تسهيل

وحُرَّةُ الذِّفْرَى: مَجَالُ القُرْطِ. وَقيل: حُرّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ أَي إِنَّهَا حَسَنَةُ الذِّفُرَى اسيلتها يكون ذَلِك للمراة والناقة.

والحُرُّ: سَواد فِي ظَاهر اذني الْفرس قَالَ:

بَيَّنُ الحُرِّ ذُو مِرَاح سَبُوقُ

والحُرُّ: حَيَّةٌ دقيقة مثل الجان ابيض والجان فِي هَذِه الصّفة، وَقيل هُوَ ولد الْحَيَّة اللطيفة. وَعم بَعضهم بِهِ الْحَيَّة. والحُرُّ طَائِر صَغِير.

والحُرُّ: الصَّقْر. وَقيل: هُوَ طَائِر نَحوه، وَلَيْسَ بِهِ، انمر اصقع قصير الذَّنب عَظِيم الْمَنْكِبَيْنِ وَالرَّأْس. وَقيل: إِنَّه يضْرب إِلَى الخضة، وَهُوَ يصيد.

والحُرُّ: فرخ الْحمام. وَقيل: الذّكر مِنْهَا.

وسَاق حُرٍّ: الذّكر من القمارى قَالَ:

وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة ... دَعتْ ساقَ حُرّ ترْحة وترنما

وبناه صَخْر الغي فَجعل الاسمين اسْما وَاحِدًا فَقَالَ:

تنادى سَاق حُرَّ وظَلْتُ ابكي ... تَلِيداً مَا أُبينُ لَهَا كَلاَما

وَقيل: إِنَّمَا ذكر القماري سَاق حُرٍّ لصوته كَأَنَّهُ يَقُول سَاق حُرْ سَاق حُرْ وَهَذَا هُوَ الَّذِي جرأ صَخْر الغي على بنائِهِ عِنْدِي لِأَن الْأَصْوَات مَبْنِيَّة وَلذَلِك بنوا من الْأَسْمَاء مَا ضارعها.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ظن أَن سَاق حُرَّ وَلَدهَا وَإِنَّمَا هُوَ صَوتهَا، قَالَ ابْن جني: يشْهد عِنْدِي بِصِحَّة قَول الْأَصْمَعِي انه لم يعرب وَلَو اعرب لصرف سَاق حُرَّ فَقَالَ سَاق حُرٍّ إِن كَانَ مُضَافا أَو سَاق حُرًّا إِن كَانَ مركبا فيصرفه لِأَنَّهُ نكرَة فَتَركه إعرابه يدل على انه حكى الصَّوْت بِعَيْنِه وَهُوَ صياحه سَاق حُرَّ سَاق حُرَّ وَأما قَول حميد بن ثَوْر:

وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة ... دعتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةٍ وترنما

فَلَا يدُلُّ إعرابه على انه لَيْسَ بِصَوْت وَلَكِن الصَّوْت قد يُضَاف اوله إِلَى آخِره وَذَلِكَ قَوْلهم خاز باز وَذَلِكَ انه فِي اللَّفْظ أشبه بَاب دَار.

والحُرُّ: ولد الظبي.

والحَرِيرُ: ثِيَاب من ابريسم.

والحَرِيرَةُ: الحساء من الدسم والدقيق، وَقيل: هُوَ الدَّقِيق الَّذِي يطْبخ بِلَبن.

وحَرَّ الأَرْض يحرها حَرٍّا: سواهَا. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسْنَان، وَفِي طرفها نَقْرانِ يكون فيهمَا حبلان وَفِي أَعلَى الشَّبْحَة نَقْرَانِ فيهمَا عود معطوفٌ. وَفِي وَسطهَا عُودٌ يقبض عَلَيْهِ، ثمَّ يوثق بالثورين فتغز الْأَسْنَان فِي الأَرْض حَتَّى تحمل مَا اثير من التُّرَاب إِلَى أَن ياتيا بِهِ الْمَكَان المنخفض.

وتَحْرِيرُ الْكِتَابَة: إِقَامَة حُرُوفِها وَإِصْلَاح السقط.

والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ، وَإِنَّمَا كَانَ يفعل ذَلِك بَنو اسرائيل، كَانَ أحدهم رُبمَا ولد لَهُ ولد فَجعله نذيرة فِي خدمَة الْكَنِيسَة مَا عَاشَ لَا يَسعهُ تَركهَا فِي دينه.

والحُرَّانِ: نجمان عَن يَمِين النَّاظر إِلَى الفرقدين إِذا انتصب الفرقدان اعترضا فَإِذا اعْترض الفرقدان انتصبا.

والحُرَّانِ: الحُرُّ واخوه أبي.

وَإِذا كَانَ اخوان أَو احبان فَكَانَ أَحدهمَا اشهر من الآخر سميا جَمِيعًا باسم الْأَشْهر قَالَ:

أَلا من مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَنَّي ... مُغَلْغِلَةً وخُصَّ بهَا ابيا

وحَرَّانُ: مَوضِع.

وحَرُورَاءُ: مَوضِع تنْسب إِلَيْهِ الحَرُورِيَّةُ لِأَنَّهُ كَانَ أول اجْتِمَاعهم بهَا وتحكيمهم مِنْهَا وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب إِنَّمَا قِيَاسه حَرُورَاوِيٌّ.

وحَرِّى: اسْم.

والحُرَّانِ: مَوضِع قَالَ:

فَساقانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجا ... فَجَنْبا حمى فالخانِقان فَحَبْحَبُ

وحُرَّياتٌ: موضعٌ: قَالَ مُلَيْحٌ:

فَرَاقَبْتُهُ حَتى تَيامَنَ واحْتَوَتْ ... مطافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتٌ واغْرُبُ

والحَرِيرُ: فَحل من فحول الْخَيل مَعْرُوف قَالَ رؤبة: عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِيِر عتقا ... فِيهِ إِذا السهب بِهن ارمقا

وحر: زجر للحمار قَالَ:

شمطاءُ جاءَتْ مِنْ بِلَاد الْبر ... قد تركَتْ حَيْهِ وقالَتْ حَرّ

حر



حَرَّ, see. Pers\. حَرِرْتَ, aor. ـَ (S, A, Msb, K;) and حَرَّ, sec. Pers\. حَرَرْتَ, aor. ـِ and حَرُّ; inf. n. حَرٌّ and حُرُورٌ (S, Msb, K) and حَرَارَةٌ, (S, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and حِرَّةٌ; (TA;) and ↓ احرّ, (S, K,) a dial. var. heard by Ks, (S,) and mentioned by Zj and IKtt; (TA;) It (a day, S, A, Msb, K, and food, Msb) was, or became, hot; (A, Msb, K;) or very hot. (TA.) and حَرَّتِ النَّارُ, sec. Pers\. حَرِرْتِ, aor. ـَ The fire burned up, and became fierce or hot. (Msb.) b2: See also 10. b3: حَرَّ, sec. Pers\. حَرِرْتَ, aor. ـَ inf. n. حَرَّةٌ, He (a man, S) thirsted; was, or became, thirsty. (S, K.) Lh mentions حَرِرْتَ يَا رَجُلُ, aor. ـَ inf. n. حِرَّةٌ [perhaps a mistake for حَرَّةٌ] and حَرَارَةٌ: [app. in the same sense:] ISd says, I think he means [from] الحَرُّ, not الحُرِّيَّةُ. (TA.) And حَرَرٌ [an inf. n. of the same verb] signifies The liver's becoming dry from thirst or grief. (TA.) A2: حَرَّ, sec. Pers\. حَرِرْتَ, aor. ـَ (S, A, * Mgh, Msb, K,) inf. n. حَرَارٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He (a slave, S) became free: (S, A, Mgh, Msb, K:) and ↓ تحرّر in the same sense is agreeable with analogy. (Mgh.) b2: And حَرَّ, sec. Pers\. and aor. as above, inf. n. حُرِّيَّةٌ, He (a man) was freeborn, or of free origin. (S.) A3: حَرَّ, [sec. Pers\.

حَرَرْتَ,] aor. ـُ inf. n. حَرٌّ, He heated water (A, * K) &c. (A.) A4: حَرَّ, aor. ـِ He cooked [what is termed] حَرِيرَة: (K:) and حَرَّتْ she made حريرة. (A.) Hence, in a trad., ذُرِّى وَأَنَا أَحِرُّ لَكِ Sprinkle thou the flour, and I will make of it حريرة for thee. (TA.) 2 حرّر, inf. n. تَحْرِيرٌ, He freed, liberated, or emancipated, a slave. (A, Mgh, Msb.) and حرّر رَقَبَةً He freed a neck [i. e. a slave]. (S, K.) b2: Also He set apart a child for the worship of God and the service of the mosque or oratory: (S, TA:) or he devoted him to the service of the church as long as he should live, so that he could not relinquish it while he retained his religion. (TA.) b3: Also, inf. n. as above, (tropical:) He made a writing &c. accurate, or exact; (S, K;) he made a writing beautiful, or elegant, and free from defects, by forming its characters rightly, and rectifying its faults: (A:) he wrote a writing well, or elegantly, and accurately, or exactly; (TK;) he wrote well, or elegantly: (KL:) and he made an account, or a reckoning, accurate, without mistake, and without omission, and without erasure. (TA.) [And simply (tropical:) He wrote a letter &c.]4 احرّ: see 1. b2: Also His (a man's) camels became thirsty. (S, K.) A2: Also He (God) made a man's liver to become dry by reason of thirst or grief. (TA.) And He made a man's bosom thirsty; as in the saying, used by the Arabs in cursing a man, مَا لَهُ أَحَرَّ اللّٰهُ صَدْرَهُ [What aileth him? May God make his bosom thirsty]: or the meaning is هَامَتَهُ [app. here used as signifying the bird called هَامَة, in the form of which the soul was believed to issue from a slain man, and to call incessantly for drink until the slaughter of the slayer]. (TA.) 5 تَحَرَّّ see 1.10 استحرّ (S, K) and ↓ حَرَّ (S, TA) (tropical:) It (slaughter) was, or became, vehement, (S, K,) and great in extent; (TA;) and the same is said of death. (TA.) A2: استحرّها He asked, or desired, of her [that she should make what is termed] حَرِيرَة. (A.) [See 1, last signification.]

حِرٌ: see حِرٌّ, below; and see also art. حرح.

حِرِىٌّ: see art. حرح.

حَرٌّ Heat; contr. of بَرْدٌ; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حَرَارَةٌ, (S, * Msb, * K,) contr. of بُرُودَةٌ; (S;) and ↓ حُرُورٌ (S, * Msb, * K) and ↓ حِرَّةٌ: (TA:) [see 1, first sentence:] pl. [of the first]

حُرُورٌ and ↓ أَحَارِرُ; (K;) the latter anomalous, both as to its measure and in the non-incorporation of the first ر into the second: it is mentioned on the authority of Az and others; but IDrd doubts its correctness; and the author of the Wá'ee mentions أَحَارُّ as a pl. form, but apparently to avoid contrariety to rule: the pl. of ↓ حَرَارَةٌ as a simple subst., or as an inf. n., but more probably as the former, is حَرَارَاتٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A burning of the heart, from pain and wrath and distress or affliction or trouble or fatigue. (TA.) [See also حَرَارَةٌ.] b3: (assumed tropical:) Difficulty, or severity, of work. (TA.) A2: See also حَارٌّ: A3: and حَرَّةٌ: A4: and سَاقُ حُرٍّ, voce حُرٌّ.

حُرٌّ Free, ingenuous, or free-born; contr. of عَبْدٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) fem. حُرَّةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) pl. masc. أَحْرَارٌ (Msb, K) and حِرَارٌ; (IJ, K;) not حَرَارٌ, as some say; nor is حِرَارٌ an inf. n. as well as a pl., as others say: (MF:) pl. fem. حَرَائِرُ, (Msb, K,) contr. to analogy, and, as Suh says, the only instance of the kind except شَجَرٌ مَرَائِرُ as pl. of شَجَرَةٌ مُرَّةٌ; for the [regular] pl. of فُعْلَةٌ is فْعَلٌ; but حُرَّةٌ has this form of pl. because it is syn. with كَرِيمَةٌ and عَقِيلَةٌ [as will be seen in what follows]; and مُرَّةٌ, because it means خَبِيثَةُ الطَّعْمِ. (Msb.) Omar said to the women who used to go forth to the mosque, لَأَرُدَّنَّكْنَّ حَرَائِرَ [lit. I will assuredly make you to become free women]; meaning I will assuredly make you to keep to the houses: for the curtain is lowered before free women; not before slavewomen. (TA.) [See also حُرِّيَّةٌ.] b2: (tropical:) Generous, noble, or well-born; like as عَبْدٌ is used to signify “ ignoble,” or “ base-born: ” (Mgh:) and so the fem. حُرَّةٌ; (S, Mgh, K;) applied to a woman; (TA;) and to a she-camel: (S:) and so the masc. applied to a horse. (K, TA.) [Hence,] بَاتَتْ بِلَيْلَةِ حُرَّةٍ (tropical:) [She passed a virgin's night] is said of her whose husband has not been able to devirginate her (S, A, K) in the night when she has been first brought to him: (TA:) because the حُرَّة is modest and repugnant: (Har p. 418:) in the contr. case one says, بِلَيْلَةِ شَيْبَآءَ: (S, L:) and one says also بِلَيْلَةٍ حُرَّةٍ; and بِلَيْلَةٍ شَيْبَآءَ. (TA.) [And hence,] لَيْلَةُ حُرَّة and لَيْلَةٌ حُرَّةٌ signify also (assumed tropical:) The first night of the [lunar] month: (K:) its last night is called لَيْلَةُ شَيْبَآءَ and لَيْلَةٌ شَيْبَآءُ. (TA.) You say also وَجْهٌ حُرٌّ (tropical:) [app. meaning An ingenuous countenance]. (A.) b3: (tropical:) Generous, or ingenuous, in conduct: as in the saying of Imra-el-Keys, لَعَمْرُكَ مَا قَلْبِى إِلَى أَهْلِهِ بِحْرْ [By thy life, my heart is not generous in conduct to its, or his, companion]; meaning that it is averse therefrom, and inclines to another. (Az, TA.) [Hence,] سَحَابَةٌ حُرَّةٌ (tropical:) A cloud bountiful with rain; (A;) or abounding with rain. (S, K.) b4: (tropical:) A good deed or action. (K, TA.) Yousay, مَاهٰذَا مِنْكَ بِحُرٍّ (tropical:) This is not good, or well, of thee. (S, A.) b5: (assumed tropical:) Anything good, or excel-lent; as poetry, &c. (TA.) You say كَلَامٌ حُرٌّ (tropical:) [app. meaning good, or excellent, speech or language]. (A.) b6: (tropical:) Good earth, or clay, and sand: (K, TA:) or earth, or clay, in which is no sand: (S, A:) and sand in which is no earth or clay: (S:) or sand that has good herbage: (A:) you say رَمْلَةٌ حُرَّةٌ; (S, A;) and the pl. is حَرَائِرُ: (S:) or sand in which is no mixture of any other thing: (Msb: [accord. to which, this is the primary meaning of the word, whence the meaning of “ free,” i. e. the “ contr. of عَبْدٌ: ” but accord. to the A and TA, it is tropical:]) and أَرْضٌ حُرَّةٌ (tropical:) land in which is no salt earth: (A:) or in which is no sand: as applied to that upon which no tithe is levied, it is post-classical. (Mgh.) b7: (tropical:) The middle, (S, A, K,) and best part, (TA,) of sand, (S, K, TA,) and of a house. (S, A, TA.) b8: (assumed tropical:) The best of anything; (K, TA;) as, for instance, of fruit. (TA.) b9: Also sing. of أَحْرَار in the term أَحْرَارُ البُقُولِ, (TA,) which means (tropical:) Herbs, or leguminous plants, that are eaten without being cooked; (S, A;) as also البُقُولِ ↓ حُرِّيَّةُ: (A:) or such as are slender and succulent; and ذُكُورُ البُقُولِ means “ such as are thick and rough: ” (AHeyth:) or the former are such as are slender and soft; and the latter, “such as are hard and thick: ” (TA in art. عشب:) or the former are such as are slender and sweet; and the latter, “ such as are thick, and inclining to bitterness: ” (TA in art. ذكر:) or the former are such as are rough; and these are three, namely, النَّفَلُ and الحُرْبُثُ and القَفْعَآءُ: or الحُرُّ is applied to a plant of the kind called النَّجِيل, growing in salt grounds. (TA.) b10: حُرُّ الوَجْهِ (tropical:) What appears of the face: (K, TA:) or what appears of the elevated part of the cheek; (S;) [i. e.] the ball, or most prominent place, of the cheek; (W p. 28;) and ↓ الحُرَّةُ signifies [the same, or] the elevated part of the cheek: (TA:) or the former is what fronts one, of the face: or the four tracks of the tears, from each corner of each eye. (TA.) One says, لَطَمَهُ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ (tropical:) [He slapped him on the ball of his cheek]. (S, TA. *) A2: The young one of a gazelle. (S, K.) b2: The young one of a serpent: (S, K:) or of a slender serpent: or it is a slender serpent, like the جَانّ, of a white colour: or a white serpent: or a serpent, absolutely. (TA.) b3: The young one of a pigeon: (S, K:) or the male thereof. (TA.) b4: سَاقُ حُرٍّ [is said to signify] The male of the قَمَارِىّ [or kind of collared turtle-doves of which the female is called قُمْرِيَّة (see قُمْرِىٌّ)]: (S, Msb, K:) Homeyd Ibn-Thowr says, وَمَا هَاجَ هٰذَا الشَّوْقَ إِلَّا حَمَامَةٌ دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةً وَتَرَنُّمَا [And nothing excited this desire but a pigeon (see حَمَامٌ) that called ساق حرّ, sorrowing and warbling]: or, accord. to IJ, the right reading is دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ فِى حَمَامٍ تَرَنُّمَا [that called ساق حرّ among other pigeons, warbling]: but some say that الساق is the pigeon; and حرّ, its young one: or ساق حرّ is the cry of the قمارىّ, and is an onomatopœia: accord. to Aboo-'Adnán, it is ↓ ساق حَرّ, and means the warbling of the pigeon: and Sakhr El-Gheí makes it a compound, and indecl.; using the phrase, تُنَادِى

سَاقَ حُرَّ [she calls ساق حرّ]: on which IJ observes, As says, ساق حرّ is thought to mean the young one of the bird; but it is her cry: and he (IJ) adds, the fact that the poet [Sakhr] does not make it decl. is an evidence of the correctness of the assertion of As; for, were it decl., he would have said سَاقَ حُرٍّ if it consisted of two nouns whereof the former was prefixed to the other so as to govern it in the gen. case, or ساق حُرًّا if it were a compound; as it is indeterminate: and its being made decl. by Homeyd does not show it to be not significant of a sound; for sometimes an expression significant of a sound consists of two nouns whereof the former is prefixed to the latter so as to govern it in the gen. case, like خَازُ بَازٍ. (M, MF, TA.) حِرٌّ (Msb, K) and ↓ حِرٌ (S, Mgh, Msb, and K, in art. حرح) The vulva, or pudendum, of a woman: (Msb, K:) the former a dial. var. of the latter; (K;) originally حِرْحٌ [q. v.]. (Msb.) حَرَّةٌ A stony tract, of which the stones are black (S, Mgh, Msb, K) and worn and crumbling, (S, K,) as though burned with fire: (S:) or a hard and rugged tract of ground, strewn with black and worn and crumbling stones, as though they were rained down: (TA:) or a level tract abounding with stones, over which it is difficult to walk, and hard: (IAar:) or one [whereof the stones are] black above and white beneath: accord. to AA, of a round form: such as is oblong, not wide, is termed كُرَاع: (TA:) pl. ↓ حَرٌّ, (K,) or rather this is a coll. gen. n., (MF,) and حِرَارٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and حَرَّاتٌ and حَرُّونَ, (S, K,) with و and ن like أَرَضُونَ, (Yoo, S,) to which it is made like because it is fem., as أَرْضٌ is, (Yoo,) and ↓ أَحَرُّونَ, (S, K,) as though the sing. were أَحَرَّةٌ, (Yoo, Sb, S,) though this sing. is not used; (Yoo;) or as though its sing. were أَحَرُّ, accord. to Th, who app. means that this place is hotter than others. (TA.) الحُرَّةُ: see حُرٌّ. b2: حُرَّةُ الذِّفْرَى (tropical:) The part of the protuberance behind the ear where the earring swings about: (S, K: *) or it is an epithet, signifying beautiful and smooth and long in the protuberance behind the ear; applied to a woman and to a she-camel. (TA.) b3: الحُرَّتَانِ is also said to signify The two ears. (TA.) One says, حَفِظَ اللّٰهُ كَرِيمَتَيْكَ وَحُرَّتَيْكَ (A, TA) i. e. (tropical:) [May God preserve thy two eyes and] thy two ears. (TA.) A2: Chamomile, or chamomile-flowers; syn. البَابُونَجُ. (TA.) حِرَّةٌ: see حَرٌّ. b2: Also A heat, or burning, in the throat: when it increases, it is termed حَرْوَةٌ. (TA.) [See also حَرَارَةٌ.] b3: Thirst: (S, A:) or the heat and burning of thirst: (IDrd:) it may be said that it is with kesr [instead of fet-h (see 1)] for the purpose of its being assimilated in form to قِرَّةٌ, with which it occurs. (S, K.) One says, رَمَاهُ اللّٰهُ بِالحِرَّةِ تَحْتَ القِرَّةِ (A, K) May God afflict him by thirst with cold: and بِالحِرَّةِ وَالقِرَّةِ by thirst and cold. (TA.) And أَشَدُّ العَطَشِ حِرَّةٌ عَلَى قِرَّةٍ The most severe of thirst is thirst in a cold day. (S.) And حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ Thirst in a cold day: (ISd:) a prov., applied to him who makes a show of the contrary of that which he conceals; (TA;) or who makes a show of friendship while he conceals hatred. (Meyd.) حَرَارٌ: see حُرِّيَّةٌ.

حَرُورٌ, of the fem. gender, (Msb,) A hot wind, (Msb,) in the night or in the day; (AA, Fr, Msb;) as also سَمُومٌ: (AA, Msb:) or the former is a hot wind in the night, and sometimes in the day; (AO, S, K;) and the latter, a hot wind in the day, and sometimes in the night: (AO, S:) or the former, a hot wind in the night; like the latter in the day: (S:) or the former, in the day; the latter being in the night; accord. to Ru-beh, as said to AO: (Msb:) pl. حَرَائِرُ. (A.) b2: The heat of the sun: (K:) or heat [absolutely]: (ISd:) constant heat: (K:) the fire of Hell: (Th, K:) pl. as above. (TA.) In the Kur [xxxv. 20], وَلَا الظِّلُّ وَلَا الحَرُورُ means Nor shade nor heat: (ISd:) or nor Paradise nor Hell: (Th:) or nor the people of truth, who are in the shade of truth, nor the people of falsehood, who are in constant heat, night and day. (Zj.) حُرُورٌ: see حَرٌّ.

حَرِيرٌ Heated by wrath &c.; as also ↓ مَحْرُورٌ: (S, K:) fem. of each with ة; the former being with ة because it is syn. with حَزِينَةٌ [afflicted with grief or sorrow]: or حَرِيرَةٌ signifies affected with grief or sorrow, and having the liver burned [thereby]: (TA:) or heated in the bosom: (Az, TA:) and its pl. is حَرِيرَاتٌ. (Az, S, TA.) A2: Silk; syn. إِبْرِيسَمٌ: (Msb:) or dressed silk; syn. ابريسم مَطْبُوخٌ: (Mgh, Msb:) and a garment, or stuff, made thereof: (Mgh:) or stuff wholly composed of silk: or of which the woof is silk: (Mgh, from the Jema et-Tefáreek:) n. un. with ة; (Msb;) meaning one of the garments, or pieces of stuff, called حَرِيرٌ. (S, K.) حَرَارَةٌ: see حَرٌّ, in two places. b2: Also I. q.

حَرْوَةٌ as used in the saying, إِنِّى لَأَجِدُ لِهٰذَا الطَّعَامِ حَرْوَةً فِى فَمِى, (S, TA,) meaning Verily I find that this food has a burning effect, or a pungency, in my mouth. (TA.) It signifies A burning in the mouth, from the taste of a thing: and in the heart, from pain: and hence one says, وَجَدَ حَرَارَةَ السَّيْفِ, and الضَّرْبِ, and المَوْتِ, and الفِرَاقِ, [He felt the burning effect of the sword, and of beating, and of death, and of separation.] (IDrst, TA.) [See also حِرَّةٌ.]

A2: See also حُرِّيَّةٌ.

حُرُورَةٌ: see حُرِّيَّةٌ.

حَرِيرَةٌ n. un. of حَرِيرٌ [q. v.]. (Msb.) A2: Also A kind of soup of flour and grease or gravy: (TA:) or flour cooked with milk, (S, K,) or with grease or gravy: (K:) it is of flour, and خَزِيرَةٌ is of bran: (Sh:) [when a mess of this kind is thickest,] it is عَصِيدَة; then, نَجِيرَة; then, حَرِيرَة; then, حَسْوٌ. (IAar.) [See also نَفِيتَةٌ.]

حَرُورِىٌّ: see the next paragraph.

حَرُورِيَّةٌ and حُرُورِيَّةٌ: see حُرِّيَّةٌ.

A2: الحَرُورِيَّةُ A sect of the heretics, or schismatics; (خَوَارِج [q. v.];) so called in relation to Haroorà (حَرُورَآءُ), a certain town (Az, S, A, Mgh, Msb) of ElKoofeh, (Az, Mgh, Msb,) from which it is distant two miles; (TA;) because they first assembled there (Az, S, Mgh, Msb) and professed the doctrine that government belongs only to God: (Az, S, Mgh:) they dived so deeply into matters of religion that they became heretics; and hence the appellation is applied also to any who do thus: (Mgh, Msb:) they consisted of Nejdeh and his companions, (K,) and those holding their tenets: (TA:) they were also called المُبَيِّضَةُ, because their ensigns in war were white: (T voce المُحَمِّرَةُ:) a man of this sect is called ↓ حَرُورِىٌّ; (S, K;) and a woman, as well as the sect collectively, حَرُورِيَّةٌ: (Mgh, Msb:) which also signifies the quality of belonging to this sect. (S, * K, * TA.) حَرِّىٌّ A camel that pastures in a stony tract such as is termed حَرَّةٌ. (S, K.) حُرِّيَّةٌ The state, or condition, of freedom; contr. of slavery; as also ↓ حُرُورِيَّةٌ (S, A, Msb, K) and ↓ حَرُورِيَّةٌ, (S, Msb, K,) of which two the latter is the chaste form, (Mgh,) or it is more chaste than the former, which is the regular form, (MF,) and ↓ حَرَارٌ, (S, A, Msb, K,) not حِرَارٌ, (TA,) and ↓ حُرُورَةٌ (K, TA [in the CK حَرُورَةٌ]) and ↓ حَرَارَةٌ. (TA.) b2: Free persons, collectively. (Mgh.) [See حُرٌّ.] b3: (tropical:) The eminent, elevated, or noble persons of the Arabs, (K, TA,) and of the foreigners. (TA.) You say, هُوَ مِنْ حُرِّيَّةِ قَوْمِهِ He is of the noble ones of his people: (A:) or of the choicest, best, or most excellent, of his people. (TA.) b4: (assumed tropical:) Sandy, soft earth, (K, TA,) good, and fit to produce plants or herbage. (TA.) b5: حُرِّيَّةُ البُقُولِ: see حُرٌّ.

حَرَّانُ Thirsty: (S, A, K:) or it has an intensive signification, as will be shown by what follows: (TA:) fem. حَرَّى: pl. (masc. and fem., TA) حِرَارٌ (S TA) and حَرَارَى and حُرَارَى. (TA.) One says حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. (TA.) It is said in a trad., فِى كُلِّ كَبِدِ حَرَّى أَجْرٌ, meaning For the giving of drink to any liver that is dried up by thirst from intense heat, there shall be a recompense: and in another, ↓ فِى كُلِّ كَبِدٍ حَارَّةٍ

أَجْرٌ. (IAth, TA.) b2: [See also a tropical use of this word in a verse cited in art. حسب, conj. 2.]

حَارٌّ Hot: (Msb:) a very hot day, and food. (A.) IAar says, I do not say ↓ يَوْمٌ حَرٌّ. (TA in art. قر.) [This seems to imply that some allow it; and it is common in the present day. See جَرْمٌ.] b2: See an ex. of its fem., حَارَّة, in the next preceding paragraph. b3: (assumed tropical:) Difficult, troublesome, distressing, fatiguing, or severe work. (K, TA.) El-Hasan, when [his father] 'Alee ordered him to flog El-Weleed the son of 'Okbeh for drinking wine, in the days of 'Othmán, said, وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا (assumed tropical:) Set thou over what is evil thereof him who has superintended what is good thereof: (Mgh:) or set thou over what is difficult of the affair him who has superintended what is profitable thereof: (Msb:) meaning that only he should undertake the infliction of the flogging who superintends the profitable affairs of government. (Mgh.) b4: جَآءَ فُلَانٌ حَارًّا مُخُّهُ, and حَارَّ العِظَامِ, (tropical:) Such a one came in a plump, or fat, state; contr. of بَارِدًا مُخُّهُ, and بَارِدَ العِظَامِ. (A and TA in art. برد.) أَحَرُّ [Hotter: and hottest]. b2: أَحَرُّونَ: see حَرَّةٌ. b3: هُوَ أَحَرُّ حُسْنًا مِنْهُ (assumed tropical:) He is more delicate [or more free from defects] in goodliness, or beauty, than he. (K, TA.) أَحَارِرُ: see حَرٌّ, first sentence.

مُحِرٌّ A man whose camels are thirsty. (S.) مُحَرَّرٌ Freed from slavery; emancipated. (TA.) b2: A child devoted by the parent to the service of a church. (TA.) [See also 2.]

مَحْرُورٌ: see حَرِيرٌ.

حرو

حرو
الحَرَاوَةُ: حُرَافَةُ الخَرْدَلِ وغيرِه، وكذلك: الحَرْوَةُ. وقال أبو زيدٍ: سَمِعْتُ حَرَاةَ النّاسِ، أي صَوْتَهم وجَلَبَتَهم. وفلانٌ شَدِيْدُ الحَرْوَةِ: أي الغَيْظِ. وهي أيضاً: حَرَارَةٌ يَجِدُها الإنسان في حَلْقِه.
والحَرَاوي: ذو النَّجْدَةِ والبَأْسِ من الرِّجال.

حرو



حَرْوَةٌ A burning (M, K) which a man experiences (M) in the fauces (الحَلْق) and the chest and the head, by reason of anger, wrath, or rage, and of pain. (M, K.) — Acritude (S, K) of food, (S,) or in the taste of mustard (K, TA) and the like; (TA;) as also ↓ حَرَاوَةٌ. (S, K.) You say, إِنِّى لَأَجِدُ لِهٰذَا الطَّعَامِ حَرْوَةً and ↓ حَرَاوَةً

Verily I find that this food has an acrid quality, (S,) or a burning quality. (TA.) [See also حِرَّةٌ, and حَرَارَةٌ.] And one says, ↓ لِهْذَا الكُحْلِ حَرَاوَةٌ فِى العَيْنِ [This collyrium has a burning effect in the eye]. (TA.) — A disagreeable odour, that has a sharpness, or pungency, (M, K,) in the خَيَاشِيم [or air-passages of the nose]. (M.) حَرَاوَةٌ: see above, in three places.

حرو


حَرَا —
حَرْوَة []
a. Heat, burning.
b. see 22t
حَرًا (pl.
أَحْرَآء)
a. Sound, noise.
b. Warbling ( of birds ).
حَرَاة []
a. Crackling ( of the fire ).
b. Rustling ( of the wind ).
حَرَاوَة []
a. Pungency, burning taste ( mustard & c. ).
الْحَاء وَالرَّاء وَالْوَاو

الحَرْوَةُ: حرقة يجدهَا الرجل فِي حلقه وصدره وَرَأسه، من الغيظ والوجع.

والحَرْوَةُ: الرَّائِحَة الكريهة مَعَ حِدة فِي الخياشيم.

والحَرْوَةُ والحَراوَةُ: حرافة تكون فِي طعم الْخَرْدَل وَمَا أشبهه.
حرو
: (و} الحَرْوَةُ: حُرْقَةٌ) يَجدُها الرَّجُلُ (فِي الحَلْق والصَّدْرِ والرَّأْسِ من الغَيْظِ والوَجَعِ) ، كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) أَيْضاً: (حَرافَةٌ) تكونُ (فِي طَعْمِ الخَرْدَلِ) وَمَا أَشْبَهه، ( {كالحَراوَةِ) . يقالُ: إنيِّ لأَجِدُ لهَذَا الطَّعام} حَرْوَة! وحَرَاوَة، أَي حَرارَةً، وذلِكَ مِن حَرافَةِ شَيْء يُؤكَلُ، كَمَا فِي الصِّحاح.
ويقالُ: لهَذَا الكُحْلِ {حَراوَةٌ ومَضاضَةٌ فِي العَيْنِ.
وقالَ النَّضْر: الفُلْفُلُ لَهُ حَرَاوة، بالواوِ، وحَرَارَة، بالراءِ.
(و) الحَرْوَةُ: (الرَّائحَةُ الكَرِيهة مَعَ حِدَّةٍ) فِي الخَياشِيمِ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
ح ر و

فيه حرافة وحراوة، أي حدة. وأنت حرًى أن تفعل، وكذلك الاثنان والجمع والأنثى. قال:


وهن حرًى لا يثبن عطيّةً ... وهنّ حرًى بالنار حين تثيب

وبالحرى أن يفعل، وإن فعلت كذا فبالحري، وهو حر به وحريٌّ، وما أحراه به، وهو أحرى به من غيره، وهم أحرياء، وهو محراة لكذا. ولا تطر حراناً، ونزلت بحراه وبعراه: أي بعقوته. وتحرّاه: قصد حراه. وأفعى حارية: مسنة قد صغر جسمها من كبرها، من حرى الشيء إذا نقص. قال:

حارية قد صغرت من الكبر

وتقول بليت بأفعال جاريه، كأفعى حارية.

ومن المجاز: تحريت في ذلك مسرتك، وهو يتحرى الصواب، وأصله قصد الحرى.
حرو
حرا بـ يحْرُو، احْرُ، حَرًا، فهو حَرِيّ وحَرٍ، والمفعول مَحْروٌّ به
• حرَا به: خَلُق وجَدُر به "يحرو بك أن تخلي مقعدَك لهذا الرجل المسنّ- رجلٌ حريّ/ حرٍ بهذه المكانة" ° ما أحراه بهذا المنصب: ما أجدره به. 

تحرَّى/ تحرَّى عن/ تحرَّى في يَتحرَّى، تَحرَّ، تحرّيًا، فهو مُتحرٍّ، والمفعول مُتحرًّى
• تحرَّى الصَّوابَ: توخّاه وطلبه وقصده "يتحرّى الحرصَ والإتقانَ- {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} ".
• تحرَّى الحدثَ/ تحرَّى عن الحدث: اجتهد في طلبه ودقَّق وبحث عنه باهتمام "يتحرّى علماء الاجتماع أسبابَ ازدياد العنف لدى الشَّباب- تحرّى القاضي الحقيقةَ/ عن الحقيقةِ".
• تحرَّى الأمورَ/ تحرَّى في الأمور: تروّى ليصيب الأفضلَ "تحرّتِ المؤسّسةُ في عقود البيع المقدّمة لها". 

أحْرى [مفرد]: اسم تفضيل من حرا بـ: أجدر وأولى وأحقّ "أنت أحرى بالمعروف- من الأحرى أن تحضر الاجتماعَ- كان الأحرى به أن يقوم بواجبه" ° بالأحرى: بشكل أفضل، على نحوٍ أَدَقّ- طلب أحرى الأمرين: أفضلَهما. 

تحرٍّ [مفرد]: ج تحرِّيّات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحرَّى/ تحرَّى عن/ تحرَّى في.
2 - تحقيق أو ترصُّد أخبار شخص تقوم به جهة رسميّة كالشُّرطة "تحرِّي الأسباب الحقيقيّة يحلّ أعقد المشكلات- يُجري رجال الشُّرطة تحرِّيَّات واسعة عن المشتبه بهم" ° تحرِّيات علماء الآثار: تحقيقاتهم النَّاتجة عن قيامهم بالحفريّات- رجال التَّحرِّي: رجال الشُّرطة يُعهد إليهم في البحث عن الجرائم والمجرمين.
3 - قَصْدُ الأولى والأحقّ.
• إدارة التَّحرِّي/ دائرة التحرِّي/ مصلحة التحرِّيّات/ التّحرِّيّات العسكريّة: دوائر تقوم بجمع الأخبار عمَّن تريد تتبُّعهم. 

حَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرا بـ: حرِيّ، جدير، خليق، حقيق. 

حَرًا [مفرد]: مصدر حرا بـ. 

حَرِيّ [مفرد]: ج حَرِيّون وأحرياءُ، مؤ حَرِيَّة، ج مؤ حَرِيّات وحَرَايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرا بـ: حرٍ، جدير، خليق، حقيق ° حَرِيّ بالذِّكر. 
باب الحاء والراء و (وا ي) معهما ح ر و، ح ر ي، ح ور، ح ي ر، ر ح ا، وح ر، ر وح، ر ي ح مستعملات

حرو: الحَراوَةُ: نحو طَعْمِ الخَرْدَلِ وشِبْهِهِ. ويقال: لهذا الكُحل حَرَاوةٌ ومَضاضةٌ في العين.

حرى: الحَرْيُ: النُّقصانُ بعد الزّيادة. والقمر يَحْري الأول فالأول حتّى ينقص، حَرْياً. والحَرَى- مقصور-: موضع البيض، وهو الأُفْحُوص والأُدْحِيُّ. قال:

بيضةٌ زادَ هَيْقُها عن حَراها ... كلَّ طارٍ عليه أنْ يَطْراها

والحَرَى أيضاً: كلُّ مَوْضِعٍ للظّباء تأوِي إليه. والحَرَى: الجَدَارة. تقول: هو حَرِيٌّ: أي: خليقٌ. وهو حرٍ وبالحَرَى وحَرىً أن يكون كذاك، وما أحراه وأَحْرِ به أن يكون كذا. وفلان يَتَحَرَّى مسرّتي، ويَتَحرَّى بكلامه وأمره الصّوابَ. وحِراءُ- ممدود-: جبل بمكّة معروف. قال الشاعر:

تفرّج عنّا الهمّ لما بدا لنا ... حِراءٌ كرأسِ الفارسيِّ المتوَّجِ

[والحِرُ: يجمع على الأحراح. رجلٌ حَرِحٌ: مُولَعٌ بالأحراحِ. وحرح الرجل أولع]  حور: الحَوْرُ: الرُّجوعُ إلى الشّيءِ وعَنْه. والغُصّةُ إذا انحدرت. يقال: حارت تَحُور، وأَحَارَ صاحبها. وكلُّ شيءٍ تَغَيَّر من حالٍ إلى حال، فقد حار يَحُور حَوْراً، كقول لبيد:

وما المرءُ إلاّ كالشّهابِ وضَوْئِهِ ... يَحُورُ رماداً بعد إذ هو ساطــع

والمُحاورةُ: مُراجَعة الكلام. حاوَرتُ فلاناً في المنطق، وأَحَرْتُ إليه جوابا. وما أحار بكلمة، والاسم: الحَوِير، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحوِارَهما. والمَحْوَرةُ من المُحاوَرة، كالمَشْوَرة من المُشاوَرة، وهي مَفْعلة. قال الشاعر:

بحاجة ذي بثٍّ ومَحْوَرَةٍ له ... كَفَى رَجْعُها من قصّة المُتَكِلّمِ

وفي الحديث: نَعوذُ باللهِ من الحور بعد الكور

أي: النّقصان بعد الزّيادة، كقولهم: العنوق بعد النوق، أي: بينا كنت في كَوْرِ الزّيادة إذا أنت تَحُور راجعا إلى النقصان. ويقال: الحَوْر: ما تحت الكَوْر من العمامة، والحَوْرُ خشب يقال لها البيضاء. والحُوارُ: الفصيل أوّل ما يُنْتَج، والجميع: الحِيران. والحَوَرُ: الأديم المصبوغ بحمرة حَوَّرَتْهُ، وجَمْعُهُ: أحوار. قال:  فظلَّ يرشح مِسْكاً فوقَه عَلَقٌ ... كأنّما قُدَّ في أثوابه الحَوَرُ

وخُفٌّ مُحَوَّرٌ: إذا بُطِنَ بحَوَرٍ. والحَوَرُ: شِدّةُ بياضِ العَيْن وشِدّةُ سَوادِها، ولا يُقال: آمرأة حَوْراء إلاّ لبيضاءَ مع حَوَرِها، والجميعُ: حُورٌ. وفي قراءة: وحِيرٌ عِينٌ. والمِحْوَرُ: الحديدة الّتي يدور فيها لسانُ الإِبزِيم في طَرَف المِنْطَقة وغيرها، [والحديدة التي تدور عليها البكرة يُقال لها: المِحْوَرةُ] . والمِحْوَرُ: الخَشَبةُ الّتي يُبْسَط بها العجين يُحَوَّرُ به الخبزُ تَحْويراً. والحُوَّارَى: أَجْوَدُ الدَّقيق، يُقال: حَوَّرتُه تحويراً، أي: بَيَّضتُه وامرأةٌ حَوارِيَّة، أي: بيضاء حضريّة، ولا تكون بدويّة. والحَوارِيُّونَ: الّذين كانوا مع عيسى عليه السّلام ينصرونه، وكانوا قصّارين، يقال: فعل الحواريّون كذا، ونصر الحواريون كذا، فلمّا جرى على ألسنة النّاس سُمّيَ كل ناصر حواريّاً.

حير: يقال: حار بَصَرُهُ يَحارُ حَيْرَةً وحَيِراً، وذلك إذا نظرتَ إلى الشيءِ فَغَشِيَ بَصَرُك، وهو حَيْرانُ تائه، والجميع: حَيَارَى، وامرأة حَيْرَى. قال:

حَيْرانَ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

والطّريق المُسْتَحير الّذي يأخذ في عُرْضِ مفازةٍ لا يُدْرَى أين مَنْفَذُه قال:

ضاحي الأخاديد ومُسْتَحيرِهِ ... في لاحبٍ يركبْنَ ضيفي نيرة والحائر: حوض يُسَيَّبُ إليه مَسيلُ الماء في الأمصار يُسمَّى هذا الاسم بالماء، وبالبصرة: حائر الحُجّاج، معروف يابسٌ لا ماء فيه، وأكثر الناس يُسمّونه: الحَيْر، كما يقال لعائشة: عَيْشة يستحسنون التخفيف وطرح الألف. قال العجاج:

سَقاهُ رَيّاً حائرٌ رَوِيُّ

وإنّما سُمّيَ حائراً، لأنّ الماء يتحيّر فيه يرجع أقصاه إلى أدناه. واستحار الرّجل بمكانه إذا نزله أيّاما. والحِيرة بجنب الكوفة، والنّسبة إليها: حاريّ كقولهم في النسبة إلى تَمْر: تَمْريّ، فأراد أن يقول: حَيْريّ فسكّنَ الياء فصارت ألفا. والحارةُ: كلّ مَحَلَّة دنت من منازلهم، فهم أهل حارة. قال أبو عمرو: أنشدتني امرأةٌ من حمير وهي تُرقّص ابناً لها:

يا ربّنا من سرّه أنْ يَكْبَرا ... فَهَبْ له أهلاً ومالا حِيرَا

والحِيَرُ: الكثير من الأهل والمال. والمَحارةُ: الصَّدَفُ.

رحي: رحا ورحيان، ثلاث أَرْحٍ، وأرحاء كثيرة، والأَرْحِيَةُ كأنّها جماعة الجماعة. ورحى الحرب: حَوْمَتُها، ورحى الموت، ومرحى الحرب. قال:  على الجُرْدِ شُبّاناً وشيباً كأنَّهم ... إذا كانتِ المرحى الحديدُ المجرّبُ

وقال:

النّاسُ في غَفَلاتِهِمْ ... ورَحَى المنيّةِ تَطْحَنُ

ويقال لفَراسِنِ الفيل: أَرْحاءٌ. قال حميد:

تحمل أرحاءً ثقالاً تصدمُ ... من كلّ جانبٍ لهنَّ مَنْسِمُ

والأرحاءُ: الأضراس، الواحد: رحى. ومَرْحَى الجمل: الموضع الذي دارت عليه رحى الحرب. والمرحى: العجب. قال:»

وقال ابنا أميمةَ يالَ بكرٍ ... فقلت: أجهرة مَرْحَى كَبِيرُ

والرَّحَى: قطعةٌ من النّجف تعظُم من نحو ميلٍ مُشرفة على ما حولَها. والرَّحَى: نبات تُسَمِّيه الفرس اسْبَانَخْ والرَّحَى: كِرْكِرةُ البعير.

وحر: الوَحَرُ: وَغْرٌ في الصّدر من الغَيْظ والحِقْد. تقول: وَحِرَ صدره وَحَراً، وإنّه لَوَحِرِ الصّدر. والوَحَرُ: وَزَغَةٌ تكون في الصَّحارَى أصغر من العِظاية، وهي إلف سوامِّ أبرص خِلْقَةً. وامرأة وَحِرة: أي: سوداء دميمة قصيرة. روح: الرُّوحُ: النَّفْسُ التي يحيا بها البدن. يقال: خرجت رُوحُهُ، أي: نَفْسُه، ويقال: خَرَجَ فيُذَكُّرُ، والجميعُ أرواحٌ. والرُّوحانِيُّ من الخلق نحو الملائكة، وخُلِقَ رُوحاً بلا جسمٍ . والرُّوحُ: جبرئيل عليه السّلام. [وهو] روح القدس ويُقال: الرّوح ملك يقوم وحده فيكون صفّا. وإرْواحُ اللَّحم: تغيُّرُ ريحه. والرّواحُ من لدن زوالِ الشَّمسِ إلى الليل. رحنا رواحاً، يعني السير والعمل بالعشيّ. وتروّح القوم في معنى: راحوا. قال:

تَروّحْ بنا يا عمرو قد قصر العصر

والمَرَاحُ: الموضع الذي تروحُ إليه أو منه كالمَغْدَى من الغداة. ويقال: ما لفلان في كذا من رَواحٍ، أي من راحة. والإراحة: ردّ الإبِل بالعشيّ يُرمُحها، وفي لغة: يُهريحها، هَراحَها هراحةً، وقوله:  ما تَعِيفُ اليومَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ

أراد: الرَّوَحَة، كما تقول: الكَفَرَة والفَجَرَة، فطرح الهاء. والرَّوَحُ في هذا البيت: المُتَفَرِقةَ. والمُراوَحةُ: عملان في عمل، يُعْمَلُ ذاك مرّة، وهذا مرّة. وتراوحته الأمطار، مرّة هذا، ومرّة هذا قال العجاج:

تراوحتْها رهم الرهائم ... وهضب السّارية الهمائم

ورجل أروح: في صدر قدمه انبــساط. وبعيرٌ أروحُ، وقدم أَرْوَحُ وروحاء، وقد روح روحاً. وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ: قريبة القعر.

ريح: الرّيح: ياؤها واو صُيِّرت ياء لانكسارِ ما قبلَها، وتصغيرها: رُوَيْحة، وجمعُها: رياح وأرواح. وتقول: رِحْتَ منه رائحةً طيّبةً، أي: وجدتها. والرّائحة: ريحٌ طيّبة تجدها في النّسيم، تقول: لهذه البقلة رائحة طيّبة. والريحة: نبات يخضر بعد ما يَيْبَس ورقُه وأَعالي أَغْصانِه. ويومٌ رَيِّحٌ طيّبٌ ذو رَوْحٍ، ويومٌ راحٌ ذو ريح شديدة، بني على قولك: كَبْشٌ صافٌ، أي: كثير الصّوف، قالوا ذلك على رُوحِ وصُوفٍ فلمّا خفّفوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفاً، كما قالوا: قالٌ ومالٌ. ويقال: أرادوا الصّائف والرّائح، فطرحوا الهمزة تخفيفا. قال أبو ذؤيب:  وسوّد ماءُ المَرْدِ فاها فلَونُها ... كلَوْنِ النَّوُورِ وهي أَدْماءُ سارُها

وكما خففوا الحائجة فقالوا: حاجة، ألا تراه جُمِعَ على الحوائج. وأَرْوَحَ الماء وغيره، أي: تغيّر. والرّاحةُ: وجدانُك رَوْحاً بعد مَشقّة، تقول: أَرْحْنِي إراحةً فأَسْتريح. قال الأعشى:

متى ما تُناخي عند باب ابن هاشم ... تُرِيحي وتَلْقَيْ من فواضِلِهِ يدا

والتّرويحهْ للصلاة سُمّيِتَ ْبه لاستراحةِ القومِ بينَ كلّ أَرْبِع رَكَعات. والرّاح: جمعُ راحة الكفّ. والرّاحُ: الخَمْر. قال:

راح إلى الرّاح فلمّا انتشَى ... راح به الرّاح إلى الرّاح

والرّياحةُ: أن يَرَاحَ الإنسانُ إلى الشّيء كأنّه ينشط إليه، وكذلك يرتاح، ويقال: فلان نزلتْ به بَليّةٌ فارتاح اللهُ له برحمةٍ فأنقذه. قال العجاج:

فارتاح ربّي وأراد رَحْمتي

أي: نظر إليّ ورحمني. والأرْيَحِيُّ: الرّجل الواسع الخُلُقِ، البسيط إلى المعروف يرتاح لما طَلَبْتَ إليه، ويَرَاحُ قلبه سروراً به. قال الشاعر:

أريحيٌّ صلت يظل له القوم ... ركودا قيامهم للهلال ويُقال لكلّ شيء واسع: أَرْيَحُ. قال:

ومَحْمِلٌ أَرْيَحُ حجّاجيُّ

والأَرْيَحيُّ مأخوذٌ من راحَ يَرَاحُ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتيٌّ وللمُجْتَنِب: أجنبيٌّ. والعربُ تَحمِلُ كثيراً من النَّعْتِ على أفعليّ، فيصير كأنّه نسبةٌ. قال:

ولقد أَغتدي يدافعُ ركني ... أجولي ذو ميعة إضريج

أي: جوّالٌ سريع العَرَق. أَرِيحا: بلدة، والنّسِبْةُ إليها: أَرِيحيٌّ. والرَّيْحان: اسم جامع للرياحين الطيّبة، والطّاقةُ الواحدة: ريحانة. والرَّيْحانُ: الرّزق. والرَّيْحانُ: أطرافُ كلّ بَقْلةٍ طيّبة الرّيح إذا خرج عليه أوائل النَّوْر. والاسترواح: التَّشَمُّم. والغصن يستروح إذا آهتزّ، والمَطَر يستروح الشجر، أي: يُحييِه. قال:

يَستروِحُ العلم من أَمْسَى له بَصَرُ ... وكان حيّاً كما يَسْتروحُ المطر 

كظم

كظم

1 كَظَمَ غَيْظَهُ He repressed, or restrained, his wrath, or rage. (K.) b2: كَظَمَ, aor. كَظِمَ

, inf. n. كَظْمٌ, He restrained himself. (TA.) b3: مَا يَكْظِمُ عَلَى جِرَّةٍ; and لَا يَكْظِمٌ عَلَى جِرَّتِهِ: see جِرَّةٌ. b4: كَظَمَ عَلَى غَيْظِهِ i. q.

كَظَمَ غَيْظَهُ. (TA.) كَظَائِمُ [pl. of كِظَامَةٌ] Subterranean conduits for water. (TA in art. قنو.)
كظم: {والكاظمين}: الحابسين.
كظم: كظم: فكّر ملياً، اكتئاب، حزن.
انكظم: أنظرها عند (فوك) في مادة ( conpescere) .
ك ظ م: (كَظَمَ) غَيْظَهُ اجْتَرَعَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ فَهُوَ رَجُلٌ (كَظِيمٌ) ، وَالْغَيْظُ (مَكْظُومٌ) . وَ (كَاظِمَةُ) مَوْضِعٌ. 
ك ظ م : كَظَمْتُ الْغَيْظَ كَظْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَكُظُومًا أَمْسَكْتَ عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُ عَلَى صَفْحٍ أَوْ غَيْظٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] وَرُبَّمَا قِيلَ كَظَمْتُ عَلَى الْغَيْظِ وَكَظَمَنِي الْغَيْظُ فَأَنَا كَظِيمٌ وَمَكْظُومٌ وَكَظَمَ الْبَعِيرُ كُظُومًا لَمْ يَجْتَرَّ. 

كظم


كَظَمَ(n. ac. كَظْم
كُظُوْم)
a. Closed; stopped up; obstructed.
b. Suppressed (anger).
c. [pass.], Held his tongue.
كَظْم
(pl.
كِظَاْم أَكْظَاْم)
a. Throat, gullet.
b. Bronchial tube.

كَظَمa. see 1
كَاْظِم
(pl.
كُظَّم)
a. Silent, mute.

كِظَاْمa. Obstruction.
b. Stopper.

كِظَاْمَةa. Mouth of a river, estuary.
b. Choked with anger.
c. see 25t (b)d. Sinew; thong.
e. Ring (balance).
كَظِيْمa. Sorrowful.
b. Bolt.

كَظِيْمَةa. Water-skin.
b. (pl.
كَظَاْئِمُ), A well communicating with another.
N. P.
كَظڤمَa. see 25 (a)
كظم
الْكَظْمُ: مخرج النّفس، يقال: أخذ بِكَظَمِهِ، والْكُظُومُ: احتباس النّفس، ويعبّر به عن السّكوت كقولهم: فلان لا يتنفّس: إذا وصف بالمبالغة في السّكوت، وكُظِمَ فلان: حبس نفسه. قال تعالى: إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ
[القلم/ 48] ، وكَظْمُ الغَيْظِ: حبسه، قال:
وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ
[آل عمران/ 134] ومنه:
كَظَمَ البعيرُ: إذا ترك الاجترار، وكَظمَ السّقاء:
شدّه بعد ملئه مانعا لنفسه، والكِظَامَةُ: حلقة تجمع فيها الخيوط في طرف حديدة الميزان، والسّير الذي يوصل بوتر القوس، والكَظَائِمُ:
خروق بين البئرين يجري فيها الماء، كلّ ذلك تشبيه بمجرى النّفس، وتردّده فيه.
[كظم] كَظَمَ غيظه كَظْماً : اجترَعه، فهو رجلٌ كَظيمٌ. والغَيْظُ مَكْظومٌ. والكَظيمُ: غَلَقُ الباب. والكَظومُ: السكوتُ. وكَظَمَ البعير يَكْظمُ كُظوماً، إذا أمسَكَ عن الجِرَّة، فهو كاظِمٌ. وإبلٌ كظومٌ. تقول: أرى الإبل كَظوماً لا تجترُّ. وقومٌ كُظَّمٌ، أي ساكتون. قال العجاج: ورب أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ عن اللَّغا ورفث التكلم ويقال: أخذت بكظمه، أي بمَخْرَج نَفَسه. والجمع أكْظامٌ. وكاظمة: موضع. والكِظامَةُ: بئرٌ إلى جنبها بئر، وبينهما مجرًى في بطن الوادي. وفي الحديث: " إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ". والكِظامَةُ: الحَلقة التي تجمع فيها خيوط الميزان في طرف الحديدة. والكِظامَةُ: العَقَبُ الذي على رءوس القذذ العليا.
باب الكاف والظاء والميم معهما ك ظ م مستعمل فقط

كظم: كَظمَ الرجل غيظه: اجترعه. وكَظَم البعير جرته إذا ازدردها وكف عنها. ويقال للإبل: كَظُوم، وناقة كَظُوم أيضاً، إذا لم تجتر. والكَظْمُ: مخرج النفس. [يقال] : قد غمه وأخذ بكَظْمه فما يقدر أن يتنفس، أي: كربه، وهو مكظوم كظيم، أي: مكروب. والكِظامةُ: سير نوصله بوتر القوس العربية، ثم يدار بطرف السية العليا، وربما كانت حبلاً يكظم به خطم البعير، ويتخذ له درجة يجعلونها في القد، ويشد ذلك الحبل عليه. والدرجة خرقة تلف لفاً شديداً شبه الصمامة عظمت أو صغرت. والكِظامةُ: القناة.. كَظمتُ القناة: سددتها. والكظيمة: واحدة الكظائم، وهي خروق تحفر فيجرى فيها الماء من بئر إلى بئر. والمكظوم: الذي يلتقمه الحوت. وكاظمة: موضع بالبادية.
كظم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى كِظَامة قوم فَتَوَضَّأ وَمسح على قَدَمَيْهِ. الكِظامة: السِّقَايَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَالَتْ عَنْهَا الْأَصْمَعِي وَأهل الْعلم من أهل الْحجاز فَقَالُوا: هِيَ آبار تحفر ويباعد مَا بَينهَا ثُمَّ يخرق مَا بَين كل بئرين بقناة تُؤدِّي المَاء من الأولى إِلَى الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يجْتَمع المَاء إِلَيّ آخرتهن وَإِنَّمَا ذَلِك من عَوَز المَاء ليبقى فِي كل بِئْر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أهلُها للشُّرْب وسَقْيِ الأَرْض ثمَّ يخرج فَضلهَا إِلَى الَّتِي تَلِيهَا فَهَذَا مَعْرُوف عِنْد أهل الْحجاز. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر: إِذا رَأَيْت مَكَّة قد بُعِجت كِظائم وساوى بناؤها رُؤُوس الْجبَال فَاعْلَم أَن الْأَمر قد أظلك فَخذ حذرك. قَالَ: وَيُقَال فِي الكظامة إِنَّه الْفَقِير وَهُوَ فَم القَناة وَجمعه فقر.
[كظم] نه: فيه: أتى كظلمة قوم فتوضأ منها، هي كالقناة، وجمعها كظائم وهي آبار تحفر في الأرض متناسقة ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض فتجتمع مياهها جارية ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض، وقيل: هي السقاية. ج: هي آبار تحفر ويباعد ما بينهما ثم يحفر ما بين كل بئرين بقناة يؤدي الماء من الأولى إلى ما يليها حتى يجتمع الماء إلى آخرهن ويبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها. نه: ومنه: إذا رأيت مكة قد بعجت "كظائم"، أي حفرت قنوات. وح: أتى "كظامة" قوم فبال، قيل: أراد هنا الكناسة. وفيه: من "كظم" غيظًا فله كذا، هو تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه. ومنه: إذا تثاءب أحدكم "فليكظم" ما استطاع، أي ليحبسه. ومنه ح عبد المطلب: له فخر "يكظم" عليه، أي لا يبديه ويظهره هو وجسمه. وفيه: لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ "بأكظامها"، هو جمع كظم- بالحركة، وهو مخرج النفس من الحلق. ومنه ح: له التوبة ما لم يؤخذ "بكظمه"، أي عند خروج نفسه. و"كاظمة" موضع. غ: "كظم" البعير: لم يجتر، والرجل غيظه: تجرعه وهو قادر على الإيقاع بعدوه فأمسكه ولم يمضه، وكظم خصمه: أفحمه. ن: الكظيم: الممتلئ.
باب كع
كظم
الكَظْمُ: كَظْمُ الرجُل غَيْظَه إذا تَجَرَّعَه.
وكَظَمَ البَعِير الجِرَّةَ: ازْدَرَدَها. والإِبِلُ كُظُوْمٌ: إذا لم تَجْتَرّ.
وكَظَمَتِ الناقَةُ: إذا لم تُحَركْ لَحْيَيْها.
والكَظَمُ: مَخْرَجُ النَّفَس، أخَذَ بكَظَمِه.
وهو كَظِيْم مَكْظُوْمٌ: أي مَكْرُوْبٌ.
والكُظُوْمُ: السكُوتُ.
والكِظَامَةُ: سَيْرٌ يُوْصَلُ بوَتَرِ القَوْس العَرَبية ثمَ يُدَارُ بطَرَفِ السَّيَةِ العُلْيا. وهو - أيضاً -: حَبْل يُكْظَمُ به خُرْطُوْمُ البَعِيرِ. وهي الحَلْقَةُ التي يَجْتَمِعُ فيها الخُيُوط التي في طَرَفَي الحَدِيْدَةِ من المِيزان.
والكَظِيْمَةُ والكَظائمُ: خُرُوْقٌ تُحْفَرُ فَيَجْري فيها الماءُ من بِئْرٍ إلى بِئْرٍ. وقيل: أنهَارُ الكَرْم المَحْفُورَةُ بَعْضُها إلى بعض نَسَقاً.
وكِظَامُ الرَّجُل: وَجْهُه لأنَّه يَكْظِمُ به القَوْمَ.
ويقولون: أخَذْتُ بكِظَام هذا الأمْرِ: أي أخَذْتُ فيه بالثَّقَة.
والكِظَامُ: سِدَادُ الشَّيْءِ، كَظَمْتُ البابَ: سَدَدْته.
والكَظِيْمَةُ: المَزَادَةُ. وهي الحَوْضُ أيضاً.
وفي الحَدِيث: " أتى كِظَامَةَ قَوْم فَتَوَضَّأ " وهي السِّقَايَةُ.
وكاظِمَةُ: مَوْضِعٌ بالبادِية.
ك ظ م

كظم البعير جِرّته: ازدردها وكفّ عن الاجترار، وباتت الإبل كوظوماً وكواظم. وحفروا كظامةً وكظيمةً وكظائم. وفي الحديث: " أتى كظامة قومٍ فتوضّأ " وهي الفقير يحفر من بئر إلى بئر والسقاية والحوض. قال طرفة:

يشربن من فضلة العقار كما اس ... توجر ماء الكظيمة الشرب

جمع شروب. ويقال لأنهار الكرم: الكظائم. وعقد الخيوط في كظامتي الميزان وهما الحلقتان في طرفي العمود. ويقال: كظم القربة: ملأها وسدّ رأسها. وكظم الباب: سدّه، وهو كظام الباب: لسداده.

ومن المجاز: كظم الغيظ وعلى الغيظ وهو كاظم، وكظمه الغيظ والغمّ: أخذ بنفسه فهو مكظوم وكظيم " إذ نادى وهو مكظومٌ " " ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم " وما كظم فلان على جرّته إذا لم يسكت على ما في جوفه حتى تكلّم به وغمذّني. وأخذ بكظمي وهو مخرج النفس وبأكظامي. وأخذت بكظام الأمر إذا أخذت بالثقة. وإن خلخالها لكظيم، وغنها لكظيمة الخلخال وكظيمه. قال الهذليّ:

كظيم الحجل واضحة المحيا ... عديلة حسن خلقٍ في تمام

وجاء فكظم الباب إذا قام عليه فسدّه بنفسه.
(كظم) - في الحديث: "أنَّه أَتى كِظامَةَ قَومٍ فَتوضَّأَ منها"
قال الأصْمعى: هي واحدةُ الكَظَائِمِ" . وهي خُروقٌ تُحفَرُ في الأرض، ويُباعَدُ ما بَينَها، وينفذ بَعضُها إلى بَعض، فتكون كهيئَةِ الأَنهار المُنْفَطِرةِ تحت الأرض، كأَنّها كَظَمَتْ ما فيها من الماءِ، فَلم يَظهَرْ؛ وإنَّما ذلك من عَوَز الماءِ؛ ليبقَى في كلِّ بِئرٍ مَا يَحتاجُ إليه أهلُها، ثم يخرجُ فُضُلُها إلى التي يَلِيها.
- ومنه قَولُ عبدِ الله بن عَمْرو - رضي الله عنهما -: "إذَا رَأيتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظائِمَ "
والكِظامَةُ أيضًا: الكُناسةُ فيما قِيلَ.
- ومنه الحديث: "أَنَّهُ أَتى كِظامَةَ قَوْمٍ فبالَ"
ويُحتَملُ أن يُريدَ بها ما تَقدَّم أيضًا .
- وفي الحديث: "إذَا تَثَاءَبَ أحَدُكم فَليَكْظِمْ ما اسْتَطَاع"
: أي لِيَحْبِسْهُ .
- وفي حديث إبراهيم : "له التَّوبَةُ ما لم يُؤخَذْ بكَظَمِه " بفَتح الظّاءِ: أي بمَخْرَج نَفَسِه. فهو كِظِيمٌ ومَكظومٌ. والكِظامُ : سِدادُ الشَّىءِ.
وكاظِمَةُ: بِئْرٌ مذكُورَةٌ في الحديث.
- وفي حديث عَبْدِ المطلب: "له فَخْرٌ يَكْظِمُ عليه"
: أي لا يُبْدِيهِ، وهو حَسَبُه.
كظم
كظَمَ/ كظَمَ على يَكظِم، كَظْمًا، فهو كاظِم وكظيم، والمفعول مَكْظوم وكظيم
• كظَم الرّجُلُ غيظَه/ كظَم الرجُلُ على غيظِه: كتَمه؛ حبَسه وأمسك على ما في نفسه منه على صَفْح أو غيظ " {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}: كاظم غيظه شديد الإخفاء لما يشعر به من حُزن- {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ".
• كظَم نفَسَه: حَبَسه "فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ [حديث] ". 

كاظِم [مفرد]: ج كاظمون وكُظّام وكُظَّم، مؤ كاظمة، ج مؤ كاظمات وكُظَّم:
1 - اسم فاعل من كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - مَنْ يملك نفسَه عند الغضب أو يكتم غضبَه. 

كَظْم [مفرد]: ج أكظام (لغير المصدر) وكِظام (لغير المصدر):
1 - مصدر كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - مخرج النّفَس من الحلْقِ "أخذ بكظْمِه وكاد يخنقه".
3 - (نف) إبعاد الأمور غير السارَّة عن الذاكرة أو إرسالها إلى اللاّشعور. 

كظيم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كظَمَ/ كظَمَ على: حزين مغتمّ " {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}: مملوء غيظًا وغمًّا".
• كظيمة: ترمس؛ إناء عازل يحفظ حرارةَ السائل الذي يحويه لمدّة طويلة، وذلك لأنّه ذو جدارين أفرغ ما بينهما منعًا لضياع الحرارة، وطُليا بطلاء فِضِّيّ منعًا لفقدان الحرارة بالإشعاع. 

مكظوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - مغموم مملوء همًّا وحزنًا " {إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} ". 
الْكَاف والظاء وَالْمِيم

كظم غيظه يكظمه كظما: رده وحبسه، وَقَوله عز وَجل: (والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَعْنِي: الحابسين الغيظ لَا يجازون عَلَيْهِ.

وكظم الْبَعِير على جرته: إِذا ردهَا، وكف عَن الاجترار.

وناقة كظوم: لَا تجتر.

كظمت تكظم كظوما.

والكظم: مخرج النَّفس.

واخذ بكظمه: أَي بحلقه.

وَقيل: بفمه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

واخذ الْأَمر بكظمه: إِذا غمه، وَقَول أبي خرَاش:

وكل امْرِئ يَوْمًا إِلَى الله صائر ... قَضَاء إِذا مَا كَانَ يُؤْخَذ بالكظم

أَرَادَ: الكظم، فاضطر، وَقد دفع ذَلِك سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: أَلا ترى أَن الَّذين يَقُولُونَ فِي " فَخذ " فخذاً وَفِي " كبد " كبداً لَا يَقُولُونَ فِي " جمل " جملا.

وَرجل مكظوم، وكظيم: مكروب قد اخذ الْغم بكظمه، وَفِي التَّنْزِيل: (ظلّ وَجهه مسوداًّ وَهُوَ كظيم) .

والكظوم: السُّكُوت.

وَقد كظم يَكْظِم.

وكظم على غيظه يَكْظِم كظماً، فَهُوَ كاظمٌ، وكظيم: سكت.

وَفُلَان لَا يَكْظِم على جرته: أَي لَا يسكت على مَا فِي جَوْفه حَتَّى يتَكَلَّم بِهِ.

وَقَول زِيَاد بن علبة الْهُذلِيّ:

كظيم الحجل وَاضِحَة الْمحيا ... عديلة حسن خلق فِي تَمام

عَنى: أَن خلْخَالهَا لَا يسمع لَهُ صَوت لامتلائه. وكظم الْبَاب يكظمه كظما: قَامَ عَلَيْهِ فاغلقه بِنَفسِهِ أَو بِغَيْر نَفسه.

وكل مَا سد من مجْرى مَاء أَو بَاب أَو طَرِيق: كظم، كَأَنَّهُ سمي بِالْمَصْدَرِ.

والكظامة: مَا سد بِهِ.

والكظامة: الْقَنَاة الَّتِي تكون فِي حَوَائِط الاعناب وَقيل: الكظامة: ركايا الْكَرم، وَقد افضى بَعْضهَا إِلَى بعض وتناسقت كَأَنَّهَا نهر.

وكظموا الكظامة: جدروها بجدرين، والجدر: طين حافتها.

وَقيل: الكظامة: بِئْر إِلَى جنبها بِئْر، وَبَينهمَا مجْرى فِي بطن الأَرْض اينما كَانَت، وَهِي: الكظيمة، والكظامة.

والكظامة من الْمَرْأَة: مخرج الْبَوْل.

والكظامة: فَم الْوَادي الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء، حَكَاهُ ثَعْلَب.

والكظامة: سير يُوصل بِطرف الْقوس الْعَرَبيَّة، ثمَّ يدار بِطرف السية الْعليا.

والكظامة: الْعقب الَّذِي على رُءُوس القذذ من السهْم.

وَقيل: هُوَ مَوضِع الريش.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكظامة: الْعقب الَّذِي يدرج على اذناب الريش يضبطها على أَي نَحْو مَا كَانَ التَّرْكِيب كِلَاهُمَا عبر فِيهِ بِلَفْظ الْوَاحِد عَن الْجَمِيع.

والكظامة: حَبل يشد بِهِ انف الْبَعِير.

وَقد كظموه بهَا.

وكظامة الْمِيزَان: مسماره الَّذِي يَدُور فِيهِ اللِّسَان.

وَقيل: هِيَ الْحلقَة الَّتِي تَجْتَمِع فِيهَا الخيوط فِي طرفِي الحديدة من الْمِيزَان.

وكاظمة، معرفَة: مَوضِع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

إِذْ هن اقــساط كَرجل الدبى ... أَو كقطا كاظمة الناهل

وَقَول الفرزدق:

فياليت دَاري بِالْمَدِينَةِ أَصبَحت ... بأعفار فلج أَو بِسيف الكواظم فَإِنَّهُ أَرَادَ: كاظمة وَمَا حولهَا، فَجمع لذَلِك.

كظم: الليث: كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه. كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً:

ردَّه وحبَسَه، فهو رجل كَظِيمٌ، والغيظ مكظوم. وفي التنزيل العزيز:

والكاظمين الغيظ؛ فسره ثعلب فقال: يعني الخابسين الغيظ لا يُجازُون عليه، وقال

الزجاج: معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها

الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله عز وجل. ويقال: كَظَمْت

الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه. وفي الحديث: من

كَظَم غيظاً فله كذا وكذا؛ كَظْمُ الغيظ: تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه.

وفي الحديث: إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما

أَمكنه. ومنه حديث عبد المطلب: له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه

ويظهره، وهو حَسَبُه. ويقال: كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه.

وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة، فهو كاظِمٌ. وكَظَم

البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ؛ قال الراعي:

فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ

مِنْ ذي الأَبارِقِ، إذ رَعَيْنَ حَقِيلا

ابن الأنباري في قوله:

فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة

أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها، قال: والكاظم منها العطشان اليابس

الجوف، قال: والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ، والجِرَّة ما تخرجه

من كروشها فتَجْتَرُّ، وقوله: من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة

أَصلها ما رعت بهذا الموضع، وحَقِيل: اسم موضع. ابن سيده: كظَم البعير جِرَّته

ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار. وناقة كَظُوم ونوق كُظوم: لا تجتَرُّ،

كَظَمت تَكْظِم كُظوماً، وإبل كُظوم. تقول: أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ؛

قال ابن بري: شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي:

فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ،

لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف

والكظم: مَخْرَج النفس. يقال: كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي. أَبو زيد:

يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة، وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه؛ عن ابن

الأَعرابي. ويقال: أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه، والجمع كِظام. وفي

الحديث: لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها؛ هي جمع كَظَم،

بالتحريك، وهو مخرج النفَس من الحلق؛ ومنه حديث النخعي: له التوبة ما لم

يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه. وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه

إذا غمَّه؛ وقول أَبي خِراش:

وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر

قضاءً، إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم

أَراد الكَظَم فاضطرّ، وقد دفع ذلك سيبويه فقال: ألا ترى أَن الذين

يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل؟ ورجل مكظوم

وكَظِيم: مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه. وفي التنزيل العزيز: ظَلَّ

وجهُه مُسْوَدّاً وهو كَظِيم. والكُظوم: السُّكوت. وقوم كُظَّم أي ساكنون؛

قال العجاج:

ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ

عنِ اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ

وقد كُظِمَ وكَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً، فهو كاظِمٌ وكَظيم: سكت.

وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به؛

وقول زياد بن عُلْبة الهذلي:

كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا،

عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ

عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه. والكَظيمُ: غَلَق الباب.

وكَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً: قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغير

نفسه. وفي التهذيب: كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أو

سددته بشيء غيرك. وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أو باب أو طَريق كَظْمٌ،

كأَنه سمي بالمصدر.

والكِظامةُ والسِّدادةُ: ما سُدَّ به. والكِظامةُ: القَناة التي تكون في

حوائط الأَعناب، وقيل: الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى

بعض وتَناسقَت كأنها نهر. وكَظَمُوا الكِظامة: جَدَروها بجَدْرَين،

والجَدْر طِين حافَتِها، وقيل: الكِظامة بئر إلى جنبها بئر، وبينهما مجرى في بطن

الوادي، وفي المحكم: بطن الأرض أينما كانت، وهي الكَظِيمة. غيره:

والكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء. وفي الحديث: أن النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه؛

الكِظامةُ: كالقَناة، وجمعها كَظائم. قال أَبو عبيدة: سأَلت الأَصمعي عنها

وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا: هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما

بينها، ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي

تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على

وجه الأَرض، وفي التهذيب: حتى يجتمع الماء إلى آخرهن، وإنما ذلك من

عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض،

ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند أهل الحجاز، وقيل:

الكِظامةُ السَِّقاية. وفي حديث عبد الله بن عَمْرو: إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ

كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك؛ وقال

أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات. وفي حديث آخر:

أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال؛ قال ابن الأَثير: وقيل أَراد بالكِظامة في

هذا الحديث الكُناسة. والكِظامةُ من المرأة: مخرج البول. والكِظامةُ: فَمُ

الوادي الذي يخرج منه الماء؛ حكاه ثعلب. والكِظامةُ: أَعلى الوادي بحيث

ينقطع والكِظامةُ: سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف

السِّيةِ العُليا. والكِظامة: سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار

بطرف السية. والكِظامة: حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير. والكِظامةُ:

العَقَب الذي على رؤُُوس القُذَذ العليا من السهم، ويل: ما يلي حَقْو

السَّهم، وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش، وقيل: هو موضع الريش؛ وأَنشد ابن

بري لشاعر:

تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر

(* قوله «بالكظر» كذا ضبط في الأصل، والذي في القاموس: الكظر بالضم محز

القوس تقع فيه حلقة الوتر، والكظر بالكسر عقبة تشد في أصل فوق السهم).

وقال أَبو حنيفة: الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش

يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍ ما كان التركيب، كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن

الجمع. والكِظامةُ: حبْل يُشدُّ به أَنف البعير، وقد كظَمُوه بها. وكِظامةُ

المِيزان: مسمارُه الذي يدور فيه اللسان، وقيل: هي الحلقة التي يجتمع

فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان.

وكاظِمةُ مَعرفة: موضع؛ قال امرؤُ القيس:

إذْ هُنَّ أَقــساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى،

أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ

وقول الفرزدق:

فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ

بأَعفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَواظِمِ

فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك. الأَزهري: وكاظِمةُ جَوٌّ على

سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين، وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب؛

قال: وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع:

ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً،

وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ

وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة، وهو اسم موضع، وقيل: بئر عُرِف الموضع بها.

كظم

(كَظَمَ غَيْظَهُ يَكْظِمُه) كَظْمًا:
اجْتَرَعَه كَمَا فِي الصَّحَاحِ.
وقِيلَ: (رَدَّهُ وحَبَسَهُ) ، واحْتَمَلَ سَبَبَه، وصَبَر عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز، مأْخُوذٌ من كَظَمَ البَعيرُ الجِرَّة، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس} . وَفِي الحَدِيثِ: " مَا مِنْ جُرْعَةٍ يَتَجَرَّعُها الإنْسانُ أَعظَمُ أَجْرًا مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ فِي الله عَزَّ وجَلَّ ".
(و) كَظَم (البَابَ) يَكْظِمه كَظْمًا: قَامَ عَلَيْهِ و (أَغْلَقَه) بِنَفْسِه أَو بغَيْر نَفْسِه.
وَفِي التَّهذِيب: قَامَ عَلَيْهِ فَسَدَّه بِنَفْسِه أَوْ بِشَيءٍ غَيْرِه.
(و) كَظَمَ (النَّهَرَ والخَوْخَةَ) كَظْمًا: (سَدَّهُمَا) .
(و) كَظَمَ (البَعِيرُ كُظُومًا) إذَا (أَمْسَكَ عَنِ الجِرَّةِ) ، وَقيل: رَدَّدَهَا فِي حَلْقِه، والجِرَّةُ: مَا يُخْرِجُهما مِنْ كَرشِهِ فَيَجْتَرُّ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: كَظَمَ البَعِيرُ جِرَّتَه: ازْدَرَدَهَا وكَفَّ عَنْ الاجْتِرَارِ، قَالَ الرَّاعِي:
(فأَفَضْنَ بعد كُظُومِهنّ بِجِرَّةٍ ... من ذِي الأَبارِق إذْ رَعَيْن حَقِيلاَ)

(و) من المَجَازِ: (رَجُلٌ كَظِيمٌ ومَكْظُومٌ) أَي: (مَكْرُوبٌ) قد أَخَذَ الغَمُّ بكَظَمِه أَي: نَفَسِه. وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {إِذْ نَادَى وَهُوَ مكظوم} ، وقَولُه تَعالى: {ظلّ وَجهه مسودا وَهُوَ كظيم} .
(والكَظَمُ، مُحَرَّكَةً: الحَلْقُ أَو الفَمُ أَو مَخْرَجُ النَّفَسِ) . يُقالُ: أَخذَ بِكَظَمهِ أَي: بحَلْقِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، أَو بِمَخْرَج نَفَسِه، والجَمْعُ كِظَامٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: " لَهُ التَّوبةُ مَا لَمْ يُؤْخَذْ بِكَظَمِه "، أَي: عِنْدَ خُرُوج نَفْسِه وانقِطَاعه. وَفِي الحَدِيثِ: " لَعَلَّ الله يُصْلِجُ أَمْرَ هَذِه الأُمَّةِ وَلَا يُؤْخَذُ بأَكْظَامِهَا " هِيَ جَمْعُ: كَظَمٍ، مُحَرَّكَةً. وقَولُ أَبِي خِرَاشٍ:
(وكلُّ امْرِئٍ يَوْمًا إِلَى اللهِ صَائِرٌ ... قَضاءً إِذَا مَا كَانَ يُؤْخَذُ بالكَظْمِ)

أَرادَ: الكَظَمَ فاضْطُرَّ.
(وكُظِمَ، كَعُنِيَ كُظُومًا) إذَا (سَكَتَ، وقَومٌ كُظَّمٌ، كَرُكَّعٍ: ساكِتُون) ، قَالَ العَجَّاجُ:
(وَرَبِّ أَسْرَابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... )

(عنِ اللَّغَا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ ... )
(والكِظَامَةُ، بالكَسْرِ: فَمُ الوَادِي) الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ، حَكَاه ثَعْلَب، وَقيل: أَعْلَى الوَادِي بِحَيْث يَنْقَطِع.
(و) أَيضًا (مَخْرَجُ البَوْلِ من المَرْأَةِ) .
(و) أَيضًا (بِئْرٌ بِجَنْبِ بِئْرٍ) . وَفِي الصِّحاح: إِلَى جَنْبِها بِئْر و (بَيْنَهُمَا مَجْرًى فِي بَطْنِ الأَرْضِ) أَيْنَمَا كانَتْ، كَذَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: فِي باطِنِ الوَادِي، وَفِي بَعْضِ نُسَخِه: فِي بَطْن الْوَادي (كالكَظِيمَةِ) ، كَسَفِينةٍ عَن ابنِ سيِدَه وَالْجمع: الكَظَائِمُ.
وَقيل: الكِظَامَةُ: القَناة تَكُونُ فِي حَوَائِطِ الأَعْنَابِ، وقِيلَ: رَكَايَا الكَرْمِ، وَقد أَفضَى بَعضُها إِلَى بَعضٍ وتناسَقَتْ كَأَنَّها نَهرٌ. وَقيل: قَناةٌ فِي باطِنِ الأَرضِ يَجْرِي فِيهَا المَاءُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سأَلتُ الأَصْمَعِيَّ عَنْها وأَهلَ العِلم من أَهلِ الحِجازِ فَقالُوا: هِيَ آبارٌ مُتناسِقَةٌ تُحفَرُ ويُباعَدُ مَا بَيْنَها، ثمَّ يُخْرَقُ مَا بَيْنَ كلِّ نَهْريْنِ بِقَنَاةٍ تُؤدِّي الماءَ من الأُولَى إِلَى الّتِي تَلِيها، تَحْت الأَرضِ، فَتَجْتَمِع مِياهُها جارِيةً، ثمَّ تَخْرُجُ عِنْد مُنْتَهاها، فتَسِيحُ على وَجْهِ الأَرْضِ. وَفِي التَّهذِيب: حَتَّى يَجْتَمِعَ المَاءُ إِلَى آخِرِهِنَّ، وإنّما ذَلِك من غَوْر المَاءِ لِيَبْقَى فِي كُلّ بِئْرٍ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَهلُهَا للشُّرْبِ وسَقْيِ الأَرْضِ، ثمَّ يَخرُج فَضْلُها إِلَى الَّتِي تَلِيها. فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْد أَهلِ الحِجازِ. وَفِي حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍ و: " إِذا رَأَيْتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظائِمَ، وساوَى بِناؤُها رُؤُوسَ الجِبالِ، فاعْلَمْ أَنَّ الأَمرَ قد أَظَلَّكَ " أَي: حُفِرتْ قَنَواتٍ.
(و) من المَجَازِ: الكِظَامَةُ: (الحَلْقَةُ تُجْمَعُ فِيهَا خُيوطُ المِيزَانِ) فِي طَرَفَيِ الحَدِيدَةِ مِنْه، وَقيل: هما حَلْقَتانِ فِي طَرَفَيِ العَمُودِ كَمَا فِي الأَساسِ. يُقَال: عَقَدَ الخُيوطَ فِي كِظَامَتَيِ المِيزَانِ.
(و) الكِظَامَةُ: (سَيْرٌ) مَضْفُورٌ مَوْصُولٌ بالوَتَرِ، ثمَّ (يُدَارُ بطَرَفِ السِّيَةِ العُلْيَا من القَوْسِ) العَرَبيَّةِ.
(و) الكِظَامَةُ: (مِسْمَارُ المِيزَانِ) الَّذِي يَدُورُ فِيهِ اللِّسَانُ، (أَو) هِيَ (الحَلْقَةُ) الَّتِي (يُجْمَعُ فِيهَا خُيُوطُ المِيزَانِ من طَرَفِ الحَدِيدَةِ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب فِي طَرَف الحَدِيدَةِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح، وَهَذَا قد تَقَدَّم فَهُوَ تَكْرار.
(و) الكِظَامَةُ: (حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ أَنْفُ البَعِيرِ) ، وَقد كَظَمُوهُ بهَا.
(و) الكِظَامَةُ: (العَقَبُ) الَّذِي (عَلَى رُؤُوسِ قُذَذِ السَّهْمِ) العُلْيَا، أَو مِمَّا يَلِي حَقْوَ السَّهْمِ، أَو مُسْتَدَقَّه مِمَّا يَلِي الرِّيش مِنْهُ، (أَو مَوْضِعُ الرِّيشِ مِنْه) ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ:
(تَشُدُّ على حَزِّ الكِظَامَةِ بالكِظْرِ ... )
وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: الكِظَامةُ: العَقَبُ الَّذِي يُدْرَجُ على أَذْنَابِ الرِّيشِ يَضْبِطُها على أَيّ نَحْوٍ مَا كَانَ التَّرْكيبُ، كِلاهُمَا عُبِّر فِيهِ بلَفْظِ الوَاحِدِ عَن الجَمْع. (و) الكِظَامُ، (كَكِتَابٍ: سِدَادُ الشَّيءِ) زِنَةً ومَعْنًى، وكَذَلِكَ الكِظَامَةُ وَهِي: السِّدَادَةُ.
(وكَاظِمَةُ: ع) [م] قَالَ الأزْهرِيُّ: جَوٌّ على سِيفِ البَحْرِ من البَصْرَةِ على مَرْحَلَتَيْنِ وفِيهَا رَكَايَا كَثِيرَة ومَاؤُها شَرُوبٌ، قَالَ: وأنْشَد ابنُ الأعْرابي أَو قَالَ وأنْشدني أَعرابِيٌّ من بَنِي كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوعٍ:
(ضَمِنْتُ لَكُنَّ أَنْ تَهْجُرْنَ نَجْدًا ... وأَنْ تَسْكُنَّ كَاظِمَةَ البُحورِ)

وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ:
(إذْ هُنَّ أَقْــسَاطٌ كرِجْلِ الدَّبَى ... أَو كَقَطا كاظِمَةَ النَّاهِلِ)

وَقد جَمَعَهَا الفَرَزْدَقُ بِمَا حَوْلَهَا فَقَالَ:
(فيَا لَيْتَ دَارِي بالمَدِينةِ أَصْبَحَتْ ... بأَعْفَارِ فَلْجٍ أَو بِسِيفِ الكَوَاظِمِ) (و) من المَجازِ: (أَخَذَ بِكِظَامِ الأَمْرِ، بالكَسْرِ أَي: بالثِّقَةِ) ، عَن أَبِي زَيْد.
(والكَظِيمَةُ: المَزَادَةُ) يُكْظَم فُوهَا أَيْ: يُسَدُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
كَظَمَ يَكْظِمُ كَظْمًا: حَبَسَ نَفَسَهُ، وَمِنْه الحديثُ: " إِذا تَثاءب أحدُكم فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتطاع. أَي: لِيَحْبِسْهُ. وَمِنْه أَيْضا حَدِيث عبد المُطَّلب: " لَهُ فَخْرٌ يَكْظِم عَلَيْهِ "، أَي: لَا يُبْديه وَلَا يُظهِرُه وَهُوَ حَسَبُه.
والكَاظِمُ: السَّاكِتُ.
وَمن الإِبِلِ: العَطْشَانُ اليَابِسُ الجَوْفِ.
وَأَيْضًا: لَقَبُ الإمامِ مُوسَى بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُما.
ونَاقَةٌ كَظُومٌ، ونُوقٌ كُظُوم، بالضَّمِّ: لَا تَجْتَرُّ، تَقول: أَرَى الإِبِل كُظُومًا لَا تَجْتَرُّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ جَمْعُ: كَاظِم، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للمِلْقَطِيِّ:
(فهُنَّ كُظُومٌ مَا يُفْضْنَ بِجِرَّةٍ ... لَهُنَّ بمُسْتَنِّ اللُّغَامِ صَرِيفُ)

وكَظَمَهُ: أَخَذَ بِنَفَسِه.
وأَخَذَ الأَمْرُ بكَظَمِه، إِذا غَمَّه.
وكَظَمَ على غَيْظِه: لُغَةٌ فِي كَظَم غَيْظَه، فَهُوَ كَظِيم: ساكِتٌ.
وفُلانٌ لَا يَكْظِمُ على جِرَّتِه، أَي: لَا يَسْكُتُ على مَا فِي جَوْفِه حَتَّى يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَهُوَ مَجاز.
والكَظِيمُ: غَلَقُ البابِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وكَظَم القِرْبَةَ: مَلأَها وسَدَّ فَاهَا.
وَمن المَجازِ: إنَّ خَلْخَالَها كَظِيمٌ، وإنَّها كَظِيمَةُ الخَلْخَالِ، قَالَ زِيادُ بنُ عُلْبَةَ الهُذَلِيّ:
(كَظِيمَ الحِجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا ... عَدِيلَةَ حُسْنِ خَلْقٍ فِي تَمامِ) أَي: خَلْخَالُها لَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ لامْتِلائِهِ.
والكَظْمُ: كُلُّ مَا سُدَّ مِنْ مَجْرَىَ ماءٍ أَو بَابٍ أَوْ طَرِيقٍ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ.
والكِظَامَةُ، بالكَسْرِ: السِّقَايةُ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ: " أَتَى كِظَامَةَ قَومٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ومَسَحَ على قَدَمَيْهِ ". ويُرْوَى: " أَتى كِظَامَةَ قَومٍ فَبَالَ ". قَالَ ابنُ الأثِير: أَرادَ بهَا الكُنَاسَةَ.
وكَظَمَ القِرْبَةَ: ملأَهَا وسَدَّ رَأْسَها.
وكِظَامَةُ البَابِ: سِدَادَتُه.
(كظم)
السقاء كظما ملأَهُ وسد فَاه ومجرى المَاء سَده وَالرجل غيظه وعَلى غيظه أمسك على مَا فِي نَفسه مِنْهُ صافحا أَو مغيظا فَهُوَ كاظم وكظيم وكظمني الغيظ فَأَنا كظيم ومكظوم وَنَفسه حَبسه

(كظم) كظوما سكت

جن

(جن)
جنا استتر وَاللَّيْل جنا وجنونا وجنانا أظلم وَيُقَال جن الظلام اشْتَدَّ وَالشَّيْء وَعَلِيهِ ستره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا جن عَلَيْهِ اللَّيْل رأى كوكبا} وَالْمَيِّت كَفنه وقبره

(جن) جنا وجنونا وجنة ومجنة زَالَ عقله وَيُقَال جن جُنُونه مُبَالغَة وَبِه وَمِنْه أعجب حَتَّى يصير كَالْمَجْنُونِ
باب الجيم مع النون ج ن، ن ج مستعملان

جن: الجنُّ: جماعة وَلَدِ الجانِّ، وجمعهم الجِنَّةُ والجِنّانُ، سُمُّوا به لاستجنانهم من الناس فلا يُرونَ. والجانُّ أبو الجِنِّ خُلِقَ من نار ثم خُلق نَسله. والجانُّ: حيَّةٌ بيضاء، قال الله عز وجل- تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً * والمَجَنَّةُ : الجنُون، وجُنَّ الرجلُ، وأجَنَّه الله فهو مَجنُونٌ وهم مَجانينُ. ويقال به: جنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة، قال:

من الدارميّينَ الذين دِماؤُهم ... شفاءٌ من الدّاءِ المَجَنةِ والخَبلِ

وأرض مَجَنَّةٌ: كثيرةُ الجنِّ. والجَنانُ: رُوعُ القلبِ، يقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفَزَعِ. وأجَنَّتِ الحاملُ الجنينَ أي الولد في بطنها، وجمعُه أجِنَّة وقد جَنَّ الولدَ يجِنُّ فيه جَنّاً، قال:

حتى إذا ما جَنَّ في ماء الرَّحِم

ويقال: أجَنَّة اللَّيل وجَنَّ عليه اللَّيلُ (إذا أظلم حتى يَستره بظُلمته. واستجنَّ فلانٌ إذا استتر بشيءٍ. والمِجَنُّ: التُّرسُ. والجَنجَنُ والجَناجِنُ: أطراف الأضلاعِ مما يلي الصَّدرِ وعظمَ القلبِ. والجَنَّةُ: الحديقة، وهي بُستانٌ ذاتُ شَجَرٍ ونُزهةٍ، وجمعُه جَنّات. والجُنَّةُ: الدرع، وكل ما وقاك فهو جُنَّتُك. والجَنَنُ: القبر، وقيل للكَفَنِ أيضاً لأنه يُجنُّ فيه الميِّتُ أي يُكَفَّن.

نج: النَّجنجَةُ: الجَولةُ عند الفزعة . والأنجوج: ريح طيِّبٌ. ونّجنَجَ إبلَه: ردَّها عن الحَوض. ونَجنَجَ أمره: أي رَدَّدَ ولم يُنفِذه، قال العجاج:

ونَجنَجَت بالخَوفِ من تَنَجنَجَا
جن
الجِنُّ: جَمَاعَةُ وَلَدِ الجانِّ، وهم الجِنَّةُ والجِنّانُ. والجانُّ: أبو الجِنِّ، سُمِّيَتْ لاسْتِتارِهم. والجانُّ: حَيَّةٌ بيضاءُ. وأرْضٌ مَجَنَةٌ: كثيرةُ الجِنِّ.
والمَجَنَّةُ: الجُنُوْنُ، جُنَّ الرَّجُلُ، وأجَنَّه اللَّهُ. وبه جِنَّةٌ ومَجَنَّةٌ: أي جُنُوْنٌ. ويُقال للجُنُوْنِ: جُنُنٌ. والأَجَانِيْنُ: جَمْعُ الجِنِّ.
والجَنَانُ: رُوْعُ القَلْبِ. وهو الحَرِيْمُ أيضاً. وجَمَاعَةُ الناس. والجَنَابُ. والساحَةُ.
والجَنِيْنُ: الوَلَدُ في الرَّحِم، والجميع الأجِنَّةُ. وأجَنَّتِ الحامِلُ وَلَداً. وجَنَّ الوَلَدُ يَجِنُّ جَنّاً في الرَّحِمَ. وجَنَّ اللَّيْلُ يَجِنُّ جُنُوْناً، وأجَنَ. يُجِنُّ إجْنَاناً. وجُنَّ الرجُلُ يُجَنُّ جَنّاً ومَجَنَّةً. وأجَنَه اللَّيْل، وجَنَّ عليه الفَيْلُ جُنُونَاَ وجَنَاناً.
وجِنُّ اللَّيْل: ما وارى من ظُلْمَتِه. واسْتَجَنَّ فلانٌ: إذا اسْتَتَرَ بِشَيْءٍ.
ويُقال: جَنَنْتُه في القَبْرِ وأجْنَنْتُه. والجَنِيْنُ: الدَّفِيْنُ. والمِجَنُّ: التُرْسُ، وكذلك الجِنَانَةُ والجِنَانُ.
والجُنَّةُ: الدِّرْعُ وكُلُّ ما وَقاكَ.
والجَنَّةُ: الحَدِيْقَةُ ذاتُ الشِّجَرِ، والجميع الجِنَانُ.
ونَخْلَةٌ مَجْنُونَةٌ: أي سَحُوْقٌ في غايَةِ الطّوْل، ونَخْلٌ مَجَانِيْنُ. وجُنَّتِ الأرْضُ وتَجَنَّنَتْ: بَلَغَتِ المَدى في النَّبات.
وجُنَّ النَّبْتُ جُنُوناً: خَرَجَ زَهرُه، من قَوْلِه:
وجُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا
والجَنَاجِنُ: أطْرافُ الأضلاع ممّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ، واحِدُها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ.
وهذه الناقَةُ بِجِنِّ ضِراسها: أي بحِدْثانِ نِتاجِها. وهو بِجِن نَشَاطِه.
ولا جِنَّ بكذا: أي لا خَفَاءَ به.
وجِنُّ العَيْن: كُلُّ ما اسْتَجَنَّ عن بَصَرِكَ أو سَتَرَ عنكَ شَيْئاً. وقيل: هي المَنِيَّةُ أي مَنِيَّتُه مَسْتُورةٌ عنه.
وما يَرى فلانٌ لي جَنَاناً ولا حَنَاناً: أي ما يُجِنُّني منه.
ولا يَجُنُّ عنّي كلمةً: أي ما يَصْرِفُ.
ويقولون: أجَنّي من أصحاب فلانٍ: أي من أجْلِ أنّي. وفي الحديث: " أجَنَّكَ من أصحاب رسولَ اللهّ صلى الله عليه وسلم ".
ومَجَنَةُ: مَوْضِعٌ معروفُ من مكَةَ على أمْيَالٍ.
جنَ
أصل الجِنِّ: ستر الشيء عن الحاسة، يقال:
جَنَّه الليل وأَجَنَّهُ وجَنَّ عليه، فَجَنَّهُ: ستره، وأَجَنَّه جعل له ما يجنّه، كقولك: قبرته وأقبرته، وسقيته وأسقيته، وجَنَّ عليه كذا: ستر عليه، قال عزّ وجل: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً [الأنعام/ 76] ، والجَنَان: القلب، لكونه مستورا عن الحاسة، والمِجَنُّ والمِجَنَّة: الترس الذي يجنّ صاحبه. قال عزّ وجل: اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً
[المجادلة/ 16] ، وفي الحديث:
«الصّوم جنّة» . والجَنَّةُ: كلّ بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض، قال عزّ وجل: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ [سبأ/ 15] ، وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ [سبأ/ 16] ، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ [الكهف/ 39] ، قيل: وقد تسمى الأشجار الساترة جَنَّة، وعلى ذلك حمل قول الشاعر:
من النّواضح تسقي جنّة سحقا
وسميت الجنّة إمّا تشبيها بالجنّة في الأرض- وإن كان بينهما بون-، وإمّا لستره نعمها عنّا المشار إليها بقوله تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة/ 17] . قال ابن عباس رضي الله عنه: إنما قال:
جَنَّاتٍ
بلفظ الجمع لكون الجنان سبعا:
جنة الفردوس، وعدن، وجنة النعيم، ودار الخلد، وجنة المأوى، ودار السلام، وعليّين.
والجنين: الولد ما دام في بطن أمه، وجمعه:
أَجِنَّة. قال تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النجم/ 32] ، وذلك فعيل في معنى مفعول، والجنين القبر ، وذلك فعيل في معنى فاعل. والجِنّ يقال على وجهين: أحدهما للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس، فعلى هذا تدخل فيه الملائكة والشياطين، فكلّ ملائكة جنّ، وليس كلّ جنّ ملائكة، وعلى هذا قال أبو صالح : الملائكة كلها جنّ، وقيل: بل الجن بعض الروحانيين، وذلك أنّ الروحانيين ثلاثة:
- أخيار: وهم الملائكة.
- وأشرار: وهم الشياطين.
- وأوساط فيهم أخيار وأشرار: وهم الجن، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ إلى قوله: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ [الجن/ 1- 14] .
والجِنَّة: جماعة الجن. قال تعالى: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس/ 6] ، وقال تعالى:
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً [الصافات/ 158] . والجِنَّة: الجنون، وقال تعالى: ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ [سبأ/ 46] أي: جنون.
والجُنون: حائل بين النفس والعقل، وجُنَّ فلان قيل: أصابه الجن، وبني فعله كبناء الأدواء نحو: زكم ولقي وحمّ، وقيل: أصيب جنانه، وقيل: حيل بين نفسه وعقله، فجن عقله بذلك وقوله تعالى: مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ [الدخان/ 14] ، أي: ضامّة من يعلمه من الجن، وكذلك قوله تعالى: أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ، وقيل:
جنّ التلاع والآفاق
أي: كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونة، وقوله تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ
[الحجر/ 27] فنوع من الجنّ، وقوله تعالى: كَأَنَّها جَانٌّ [النمل/ 10] ، قيل:
ضرب من الحيّات.

جن

1 جَنَّهُ, (S, Mgh, K,) aor. ـُ (Mgh, TA,) inf. n. جَنٌّ, (TA,) It veiled, concealed, hid, covered, or protected, him; (S, Mgh, K;) said of the night; (S, K;) as also جَنَّ عَلَيْهِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. جُنُونٌ, (S,) or جَنٌّ, (K,) or both; (TA;) so in the Kur vi. 76, meaning it veiled him, concealed him, or covered him, with its darkness; (Bd;) and ↓ اجنّهُ: (S, Msb, K:) or this last signifies he, or it, made, or prepared, for him, or gave him, that which should veil him, conceal him, &c. : accord. to Er-Rághib, the primary signification of جَنٌّ is the veiling, or concealing, &c., from the sense. (TA.) And جُنَّ عَنْهُ meansIt (anything) was veiled, concealed, or hidden, from him. (K.) b2: He concealed it; namely, a dead body; as also ↓ اجنّهُ: (S, TA:) or the latter, he wrapped it in grave-clothing: (K:) and he buried it. (TA.) And الشَّىْءَ فِى صَدْرِى ↓ أَجْنَنْتُ I concealed the thing in my bosom. (S.) and وَلَدًا ↓ أَجَنَّتْ, (S,) or جَنِينًا, (K,) said of a woman, (S,) or a pregnant female, (K,) She concealed [or enveloped in her womb a child, or an embryo, or a fœtus]. (TA.) A2: جَنَّ, aor. ـِ inf. n. جِنٌّ, It (an embryo, or a fœtus,) was concealed in the womb. (K.) b2: Also, [inf. n., probably, جِنٌّ and جُنُونٌ and جَنَانٌ, explained below,] It (the night) was, or became, dark. (Golius on the authority of Ibn-Maaroof.) A3: جُنَّ, (S, Msb, K,) inf. n. جُنُونٌ (S, K) and جِنَّةٌ (S) and جَنٌّ; (K;) and ↓ اُسْتُجِنٌّ, and ↓ تجنّن, and ↓ تجانّ; (K;) He (a man, S) was, or became, مَجْنُون [originally signifying possessed by a جِنِّىّ, or by جِنّ; possessed by a devil or demon; (see Bd li. 39;) and hence meaning bereft of reason; or mad, insane, unsound in mind or intellect, or wanting therein: the verbs may generally be rendered he was, or became, possessed; or mad, or insane]. (S, Msb, K.) b2: جُنَّ الذُّبَابُ, (S, A, TA,) inf. n. جُنُونٌ, (TA,) (assumed tropical:) The flies made much buzzing: (S:) or made a gladsome buzzing in a meadow. (A, TA.) b3: جُنَّ النَّبْتُ, inf. n. جُنُونٌ, (tropical:) The herbage became tall, and tangled, or luxuriant, or abundant and dense, and put forth its flowers or blossoms: (S, TA:) or became thick and tall and full-grown, and blossomed. (M, TA.) And جُنَّتِ الأَرْضُ, (Fr, K,) inf. n. جُنُونٌ, (K,) (tropical:) The land produced pleasing herbage or plants: (Fr, TA:) or put forth its flowers and blossoms; as also ↓ تجنّنت. (K, TA.) 2 جَنَّّ see 4.4 أَجْنَ3َ see 1, in four places: A2: and see 8.

A3: Also اجنّهُ He (God) caused him to be, or become, مَجْنُون [originally signifying possessed by a جِنِّىّ, or by جِنّ; and hence generally meaning bereft of reason; or mad, insane, unsound in mind or intellect, or wanting therein]. (S, Msb, K.) [and so, vulgarly, ↓ جنّنهُ, whoever, or whatever, be the agent.] b2: ما اجنّهُ [How mad, or insane, &c., is he!] is anomalous, (Th, S,) being formed from a verb of the pass. form, namely, جُنَّ; (Th, TA;) for of the مَضْرُوب one should not say, مَا أَضْرَبَهُ; nor of the مَسْلُول should one say, مَا أَسَلَّهُ: (S:) Sb says that the verb of wonder is used in this case because it denotes want of intellect [which admits of degrees]. (TA.) A4: اجنّ also signifies وَقَعَ فِى مَجَنَّةٍ [app. meaning He fell into, or upon, a place containing, or abounding with, جِنّ]. (TA.) 5 تَجَنَّّ see 1, in two places. b2: تجنّن عَلَيْهِ, and ↓ تَجَانَنَ, (S, K,) and ↓ تَجَانَّ, (S,) He feigned himself مَجْنُون [i. e. possessed by a جِنِّىّ, or by جِنّ; and hence generally meaning bereft of reason; or mad, insane, &c.;] to him; (S, K;) not being really so. (TA.) 6 تَجَانَّ and تَجَانَنَ: see 1: b2: and see also 5.8 اجتنّ, (accord, to the S,) or ↓ اجنّ, (accord. to the K,) He was, or became, veiled, concealed, hidden, covered, or protected, or he veiled, concealed, hid, covered, or protected, himself, (S, K,) عَنْهُ from him, or it; (K;) as also ↓ استجن. (S, K.) You say, بِجُنَّةٍ ↓ استجن He was, or became, veiled, &c., or he veiled himself, &c., by a thing whereby he was veiled, &c. (S.) 10 إِسْتَجْنَ3َ see 8, in two places: A2: and see also 1.

A3: اِسْتِجْنَانٌ is also syn. with اِسْتِطْرَابٌ; (S, K;) استجنّهُ meaning استطربهُ, i. e. He excited him to mirth, joy, gladness, or sport. (TK.) جِنٌّ The darkness of night; as also ↓ جُنُونٌ and ↓ جَنَانُ, (K, TA,) the last [written in the CK جُنان, but it is] with fet-h: (TA:) or all signify its intense darkness: (TA:) or all, the confusedness of the darkness of night: (K:) [all, in these senses, are app. inf. ns.: (see 1:)] the last, ↓ جَنَانٌ, also signifies night [itself]: (K:) or [so in copies of the K, accord. to the TA, but in the CK “ and,”] the dense black darkness of night: (S, K:) and ↓ جُنُونٌ, the veiling, or concealing, or protecting, darkness of night. (ISk, S.) b2: Concealment: so in the phrase, لَا جِنَّ بِهٰذَا الأَمْرِ There is no concealment with this thing. (K, * TA.) One of the Hudhalees says, وَلَا جِنَّ بِالبَغْضَآءِ وَالنَّظَرِ الشَّزْرِ [And there is no concealment with vehement hatred and the looking with aversion]. (TA.) A2: [The genii; and sometimes the angels;] accord. to some, the spiritual beings that are concealed from the senses, or that conceal themselves from the senses; all of such beings; (Er-Rághib, TA;) the opposite of إِنْسٌ; (S, Mgh, Msb, Er-Rághib, TA;) thus comprising the angels; all of these being جِنّ; (Er-Rághib, TA;) thus called because they are feared but not seen: (S:) or, accord. to others, certain of the spiritual beings; for the spiritual beings are of three kinds; the good being the angels; and the evil being the devils (شَيَاطِين); and the middle kind, among whom are good and evil, being the جِنّ; as is shown by the first twelve verses of ch. lxxii. of the Kur: (Er-Rághib, TA:) or it here means intelligent invisible bodies, predominantly of the fiery, or of the aerial, quality: or a species of souls, or spirits, divested of bodies: or human souls separate from their bodies: (Bd:) or the جِنّ are the angels [exclusively]; (K;) these being so called in the Time of Ignorance, because they were concealed, or because they concealed themselves, from the eyes: so, accord. to some, in the Kur [xviii. 48], where it is said that Iblees was of the جِنّ: and so, as some say, in the Kur [vi. 100], where it is said that they called the جِنّ partners of God: (TA:) but some reject the explanation in the K, because the angels were created of light, and the جِنّ of fire; and the former do not propagate their kind, nor are they to be described as males and females; contrary to the case of the جِنّ; wherefore it is generally said that in the phrase [in the Kur xviii. 48, above mentioned] إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ, what is excepted is disunited in kind from that from which the exception is made, or that Iblees had adopted the dispositions of the جِنّ: (MF, TA:) or, as some say, the جِنّ were a species of the angels, who were the guardians of the earth and of the gardens of Paradise: (TA:) ↓ جِنَّةٌ, also, signifies the same as جِنٌّ: (S, Msb, K:) so in the last verse of the Kur: (S:) in the Kur xxxvii. 158 meaning the angels, whom certain of the Arabs worshipped; (TA;) and whom they called the daughters of God: (Fr, TA:) a single individual of the جِنّ is called ↓ جِنِّىٌّ, [fem. with ة:] (S, TA:) and ↓ جَانٌّ, also, is syn. with جِنٌّ: (Msb:) or الجَانٌ means the father of the جِنّ; (S, Mgh, TA;) [i. e. any father of جِنّ; for] the pl. is جِنَّانٌ, like حِيطَانٌ pl. of حَائِطٌ: (S, TA:) so says El-Hasan: it is said in the T, on the authority of AA, that the جانّ is, or are, of the جِنّ: (TA:) or جَانٌّ is a quasi-pl. n. of جِنٌّ; (M, K;) like جَامِلٌ and بَاقِرٌ: (M, TA:) so in the Kur lv. 56 and 74: in reading the passage in the Kur lv. 39, 'Amr Ibn-'Obeyd pronounced it جَأَنٌ: (TA:) it is related that there were certain creatures called the جَانّ, who were upon the earth, and who acted corruptly therein, and shed blood, wherefore God sent angels who banished them from the earth; and it is said that these angels became the inhabitants of the earth after them. (Zj, TA.) بَاتَ فُلَانٌ ضَيْفَ جِنٍّ

[Such a one passed the night a guest of جنّ] means, in a desolate place, in which was no one that might cheer him by his society or converse. (TA.) The saying of Moosà Ibn-Jábir, فَمَا نَفَرَتْ جِنِّى وَلَا فُلَّ مِبْرَدِى

may mean And my companions, who were like the جِنّ, did not flee when I came to them and informed them, nor was my tongue, that is like the file, deprived of its sharp edge: or by his جنّ he means his familiar جنّ, such as were asserted to aid poets when difficulties befell them; and by his مبرد, his tongue: (Ham p. 182 [where other explanations are proposed; but they are far-fetched]:) or by his جنّ he means his heart; and by his مبرد, his tongue. (S.) The Arabs liken a man who is sharp and effective in affairs to a جِنِّىّ and a شَيْطَان: and hence they said, نَفَرَتْ جِنُّهُ, meaning (assumed tropical:) He became weak and abject. (Ham ubi suprà.) b2: The greater, main, or chief, part, or the main body, or bulk, of men, or of mankind; as also ↓ جَنَانٌ; (K;) because he who enters among them becomes concealed by them: (TA:) or the latter means the general assemblage, or collective body, of men: (IAar, S, * TA:) or what veils, conceals, covers, or protects, one, of a thing. (AA, TA.) b3: (tropical:) The flowers, or blossoms, of plants or herbage. (K, TA.) b4: (tropical:) The prime, or first part, of youth: (S, K, TA:) or the sharpness, or vigorousness, and briskness, liveliness, or sprightliness, thereof. (TA.) Yousay, كَانَ ذٰلِك فِى جِنِّ شَبَابِهِ (tropical:) That was in the prime, or first part, of his youth. (S, TA.) and أَفْعَلُ ذٰلِكَ الأَمْرَ بِجِنِّ ذٰلِكَ (tropical:) I will do that thing in the time of the first and fresh state of that. (S, TA.) جِنٌّ may also signify (assumed tropical:) The madness, or insanity, of exultation, or of excessive exultation. (TA.) And one says, اِتّقِ النّاقَةَ فَإِنّهَا بِجِنِّ ضِرَامِهَا, meaning (assumed tropical:) Fear thou the she-camel, for she is in her evil temper on the occasion of her bringing forth. (TA.) b5: Also i. q. جدّ [app. جِدٌّ, as meaning (assumed tropical:) Seriousness, or earnestness]; because it is a thing that is an accompaniment of thought, or reflection, and is concealed by the heart. (TA.) جَنَّةٌ A [garden, such as is called] بُسْتَان: (S, Mgh:) or a garden, or walled garden, (حَدِيقَة, Msb, K,) of trees, or of palm-trees, (Msb,) or of palms and other trees: (K:) or only if containing palm-trees and grape-vines; otherwise, if containing trees, called حديقة: (Aboo-'Alee in the Tedhkireh, TA:) or any بستان having trees by which the ground is concealed: and sometimes concealing trees: (Er-Rághib, TA:) and palm-trees: (S:) or tall palm-trees: (Mgh:) or shadowing trees; because of the tangling, or luxuriousness of their branches; as though concealing at once what is beneath them: then a بستان; because of its dense and shadowing trees: (Bd in ii. 23:) or a بستان of palms and other trees, dense, and shadowing by the tangling, or luxuriousness, and denseness, of their branches; as though it were originally the inf. n. of un. of جَنَّهُ, and meaning “ a single act of veiling ” or “ concealing ” &c.: (Ksh ib.:) then, with the article ال, [Paradise,] the abode of recompense; because of the جِنَان therein; (Ksh and Bd ib.;) or because the various delights prepared therein for mankind are concealed in the present state of existence: (Bd ib.:) [and] hence الجَنَّاتُ [the gardens of Paradise], (so in a copy of the S,) or جَنَّاتُ عَدْنٍ [the gardens of continual abode]: (so in another copy of the S:) [for] the pl. of جَنَّةٌ is أَجِنَّةٌ (Mgh, Msb, K) and جِنَيْنَة (Msb, TA) and جُنَّةٌ, but this last is strange. (MF, TA.) [Dim. ↓ جُنَيْنَةٌ, vulgarly pronounced جِنَيْنَة, and applied to A garden; as though it were a little Paradise.]

جُنَّةٌ A thing by which a person is veiled, concealed, hidden, covered, or protected: an arm, or armour, with which one protects himself: (S:) anything protective: (K:) or coats of mail, and any defensive, or protective, arm or armour: (TA:) pl. جُنَنٌ. (S.) b2: A piece of cloth which a woman wears, covering the fore and kind parts of her head, but not the middle of it, and covering the face, and the two sides of the bosom, (K,) or, accord. to the M, the ornaments [حُلِىّ instead of جَنْبَى] of the bosom, (TA,) and having two eyeholes, like the بُرْقُع. (K.) جِنَّةٌ: see its syn. جِنٌّ: A2: and جُنُونٌ.

جَنَنٌ A grave; (S, K;) because it conceals the dead: (TA:) and so ↓ جَنِينٌ, of the measure فَعيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ. (Er-Rághib, TA.) b2: Grave-clothing; (K;) for the same reason. (TA.) b3: A garment that conceals the body. (TA.) [See also جَنَانٌ.]

A2: A dead body; (S, K;) because concealed in the grave; the word being of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ. (TA.) جَنُنٌ: see جُنُونٌ.

جَنَانٌ: see جِنٌّ, first sentence, in two places: A2: and see the same in the latter part of the paragraph. b2: Also A garment: (K:) or a garment that conceals one; as in the saying, مَا عَلَىَّ جَنَانٌ إِلَّا مَا تَرَى [There is not upon me a garment that conceals me save what thou seest]. (S.) [See also جَنَنٌ.] b3: The حَرِيم [or surrounding adjuncts, or appertenances and conveniences,] (K, TA) of a house; because concealing the house. (TA.) b4: The interior of a thing that one does not see; (K;) because concealed from the eye. (TA.) b5: The heart; (T, S, M, Msb, K;) because concealed in the bosom; (T, M;) or because it holds things in memory: (M, TA:) or its رُوع [i. e. the heart's core, or the mind, or understanding, or intellect]; (K;) which is more deeply hidden: (TA:) and (sometimes, TA) the soul, or spirit; (IDrd, K;) because the body conceals it: (IDrd, TA:) pl. أَجْنَانٌ. (IJ, K.) You say, مَا يَسْتَقِرُّ جَنَانُهُ مِنَ الفَزَعِ [His heart does not rest in its place by reason of fright]. (TA.) b6: A secret and bad action. (TA. [Before the word rendered “ secret ” is another epithet, which is illegible.]) جُنَانٌ: see مِجَنٌّ: A2: and what here next follows.

جُنُونٌ: see جِنٌّ, first sentence, in two places.

A2: Also, inf. n. of جُنَّ; (S, K;) [originally signifying A state of possession by a جِنِّىِّ, or by جِنّ; diabolical, or demoniacal, possession; and hence meaning] loss of reason; or madness, insanity, or unsoundness in mind or intellect; (Mgh;) or deficiency of intellect: (Sb, TA:) [it may generally be rendered possession, or insanity:] ↓ جُنُنٌ is a contraction thereof; (S, K;) or accord. to some, an original form: (MF, TA:) and ↓ جَنَّةٌ, also, (an inf. n. and a simple subst., S,) signifies the same as جُنُونٌ: (S, Msb, K:) as also ↓ مَجَنَّةٌ, (S, K,) and ↓ جُنَانٌ, but this last is vulgar. (TA.) b2: Also Persistence in evil; and pursuance of a headlong, or rash, course. (Ham p. 14.) جَنِينٌ Anything veiled, concealed, hidden, or covered: (K:) applied as an epithet even to rancour, or malice. (TA.) b2: Buried; deposited in a grave. (IDrd, S.) b3: An embryo; a fœtus; the child, or young, in the belly; (S Msb, K;) [i. e.,] in the womb: (Mgh:) pl. أَجِنَّةٌ (S, Msb, K) and أَجْنُنٌ. (ISd, K.) b4: And the former of these pls., Waters choked up with earth. (TA.) A2: See also جَنَنٌ. b2: Also The vulva. (TA.) جُنَانَةٌ: see مِجَنٌّ.

جَنِينَةٌ, accord. to the copies of the K, but in the M ↓ جِنِّيَّةٌ, (TA,) A [garment of the kind called]

مِطْرَف, (K, TA,) of a round form, (TA,) like the طَيْلَسَان, (K, TA,) worn by women: (TA:) in the T, said to be certain well-known garments. (TA.) جُنَيْنَةٌ: see جنَّةٌ, last sentence.

جِنِّىٌّ Of, or relating to, the جِنّ, or جِنَّة. (K.) b2: See جِنٌّ. In the saying, وَيْحَكِ يَا جِنِّىَّ هَلْ بَدَا لَكِ

أَنْ تُرْجِعِى عَقْلِى فَقَدْ أَنَى لَكِ [Mercy on thee! O Jinneeyeh, جِنِّىَّ being for جِنِّيَّةُ,) doth it appear fit to thee that thou shouldst restore my reason? for the time hath come for thee to do so], a woman resembling a جِنِّيَّة is meant, either because of her beauty, or in her changeableness. (TA.) A2: The tallness, or length and height, of a camel's hump. (TA.) جِنِّيَّةٌ [fem. of جِنِّىٌّ, q. v. ]

A2: See also جَنِينَةٌ جِنْجِنٌ and جَنْجَنٌ and ↓ جِنْجِنَةٌ (S, K) and ↓ جِنْجَنَةٌ (K) and (as some say, TA) ↓ جُنْجُونٌ (K) are sings. of جَنَاجِنُ, which signifies The bones of the breast: (S, K:) or the heads of the ribs of men and of others: (M, TA:) or the extremities of the ribs, next the sternum. (T, TA.) جَنْجَنَةٌ: see what next precedes.

جُنْجُونٌ: see what next precedes.

جَانٌّ: see جِنٌّ. b2: Also A white serpent: (Lth, S, Msb:) or a small white serpent: (Mgh:) or a great serpent: (Zj, TA:) or a species of serpent (AA, M, K) having black-bordered eyes, (M, K,) inclining to yellow, (M, TA,) harmless, and abounding in houses: (M, K:) pl. جَوَانُّ, (AA, TA,) or جِنَّانٌ. (TA.) أَجِنَّكَ كَذَا i. q. مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ [Because that thou art thus]; (S, K;) from which it is contracted by suppressing the ل and ا and transferring the kesreh of the ل to the ا (S.) A poet says, أَجِنَّكِ عِنْدِى أَحْسَنُ النَّاسِ كُلِّهِمْ [Because that thou art in my estimation the goodliest of all mankind]. (S.) The مِنْ is omitted as in the phrase فَعَلْتُهُ أَجْلَكَ for مِنْ أَجْلِكَ. (Ks, TA.) تَجْنِينٌ [an inf. n. used as a simple subst.,] What is said by the جِنّ [or genii]: or, accord. to Es-Sukkaree, strange, uncouth speech or language, difficult to be understood. (TA.) مُجَنٌّ: see مَجْنُونٌ.

مِجَنٌّ A shield; (S, Mgh, Msb, K;) because the owner conceals, or protects, himself with it; (Mgh, Msb;) as also ↓ مِجَنَّةٌ (Lh, K) and ↓ جُنَانٌ and ↓ جُنَانَةٌ: (K:) pl. مَجَانُّ. (S, Msb.) Sb held it to be of the measure فِعَلٌّ, from مجن; but his opinion is opposed by the fact that the word is of the form which is significant of an instrument, by the doubling of the ن, and by the syns. جنان and جنانة. (MF, TA.) It is said in a trad., that the hand [of a thief] shall not be cut off save for the value of a مِجَنّ; which in the time of the Prophet was a deenár, or ten dirhems; for this is the lowest amount for which that punishment is to be inflicted. (Mgh.) You say, قَلَبَ مِجَنَّهُ [He turned his shield], meaning (tropical:) He dropped shame, and did what he pleased: or he became absolute master of his affair, or case. (K, TA.) And قَلَبْتُ لَهُ ظَهْرَ المِجَنِّ [I turned towards him the outer side of the shield], meaning (assumed tropical:) I became hostile to him after reconciliation. (Har p. 265.) b2: Also A [woman's ornament such as is commonly called] وِشَاح (Az, K.) مَجَنَّةٌ A place in which one is veiled, concealed, hidden, covered, or protected; or in which one veils, conceals, hides, covers, or protects, himself. (S.) b2: A land having in it جِنّ: (S:) or abounding with جِنّ. (K.) A2: See also جُنُونٌ.

مِجَنَّةٌ: see مِجَنٌّ.

مَجْنُونٌ [Possessed by جِنِّىّ, or by جِنّ, or by a devil, or demon; a demoniac: (see Bd li. 39:) and hence meaning bereft of reason; or mad, insane, unsound in mind or intellect, or wanting therein: (see جُنُونٌ:) it may generally be rendered possessed; or mad, or insane:] part. n. of جُنَّ: (Msb:) or anomalously used as pass. part. n. of أَجَنَّهُ: (S, * K, * TA:) one should not say ↓ مُجَنٌّ: (S, TA:) [pl. مَجَانِينُ.] b2: نَخْلَةٌ مَجْنُونَةٌ (tropical:) A tall palm-tree: (S, K, TA:) pl. مَجَانِينُ. (S, TA.) And نَبْتٌ مَجْنُونٌ (tropical:) A plant, or herbage, that is tangled, or luxuriant, or abundant and dense, in part, and strong. (TA.) And أَرْضٌ مَجْنُونَةٌ (assumed tropical:) Land producing much herbage, that has not been depastured. (TA. [See also what next follows.]) أَرْضٌ مَتَجَنِّنَةٌ (tropical:) Land having much herbage, so that it extends in every way. (K, TA.) مَنْجَنُونٌ and مَنْجَنِينٌ: see art. منجن
الْجِيم وَالنُّون

جنّ الشيءَ يجُنّه جَنّا: ستره.

وكل شَيْء ستر عَنْك: فقد جُنّ عَنْك.

وجَنّه اللَّيْل يجُنّه جَنّا، وجُنُونا، وجَنّ عَلَيْهِ وأجَنّه: ستره. وجِنُّ اللَّيْل، وجُنُونه، وجَنَانه: شدَّة ظلمته.

وَقيل: اخْتِلَاط ظلامه؛ لِأَن ذَلِك كُله سَاتِر، قَالَ الْهُذلِيّ:

حَتَّى يَجِيء وجِنُّ اللَّيْل يُوغِله ... والشَّوْكُ فِي وَضَح الرِّجْلين مَرْكوزُ

ويروى: " وجِنْحُ اللَّيْل "، وَقَالَ دُرَيْد:

وَلَوْلَا جَنَان اللَّيْل أدْرك خيلُنا ... بِذِي الرِّمْث والأَرْطى عِياضَ بن ناشِب

ويروى: " وَلَوْلَا جُنُون اللَّيْل " وَحكي عَن ثَعْلَب: الجَنَان: اللَّيْل.

وجَن الْمَيِّت جَنّاً، وأجنَه: ستره.

وَقَوله:

وَلَا شَمْطَاء لم يتْرك شقاها ... لَهَا من تِسْعَة إلاّ جَنينا

فسره ابْن دُرَيْد فَقَالَ: يَعْنِي مَدْفُونا: أَي قد مَاتُوا كلهم فجنُّوا.

والجَنَن: الْقَبْر لستره الْمَيِّت.

والجَنَن، أَيْضا: الْكَفَن لذَلِك.

وأجَنّه: كَفنه، قَالَ:

مَا إِن أُبَالِي إِذا مَا متّ مَا فعلوا ... أأَحْسنُوا جَنَني أم لم يُجِنّوني؟؟؟

والجَنَان: الْقلب؛ لاستتاره فِي الصَّدْر. وَقيل: لوعيه الْأَشْيَاء وضمه لَهَا.

وَقيل: الجَنَان: روع الْقلب، وَذَلِكَ اذْهَبْ فِي الخفاء. وَرُبمَا سمي الرّوح جَنَانا؛ لِأَن الْجِسْم يَجنَّه.

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سميت الرّوح جَنَانا؛ لِأَن الْجِسْم يجنّها فأنث الرّوح.

وَالْجمع: أَجنان، عَن ابْن جني.

وأَجَنَّ عَنهُ، واستَجَنّ: استتر.

والجنِين: الْوَلَد مَا دَامَ فِي بطن أمه لاستتاره فِيهِ.

وَجمعه: أجِنَّة، وأَجْنُن؛ بِإِظْهَار التَّضْعِيف.

وَقد جَنّ الجَنينُ فِي الرَّحِم يَجِنّ جَنّا، وأجنَتَّه الْحَامِل، وَقَول الفرزدق:

إِذا غَابَ نصرانيّه فِي جَنينها ... أهلَّت بحجّ فَوق ظهر العُجَارِم

عَنى بذلك رَحمهَا لِأَنَّهَا مستترة. ويروى:

إِذا غَابَ نصرانيّه فِي حَنِيفها

يَعْنِي بالنصراني: ذكر الْفَاعِل لَهَا من النَّصَارَى. وبحنيفها: حرهَا، وَإِنَّمَا جعله حَنِيفا، لِأَنَّهُ جُزْء مِنْهَا وَهِي حنيفَة. وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وجَهَرتْ أجِنَّةً لم تُجْهَرِ

يَعْنِي: الأمواه المندفنة. يَقُول: وَردت هَذِه الْإِبِل المَاء فكسحته حَتَّى لم تدع مِنْهُ شَيْئا لقلته.

يُقَال: جَهَر الْبِئْر: نزحها.

والمِجَنّ: التُّرس، وَأرى اللحياني قد حكى فِيهِ المِجَنَّة، وَجعله سِيبَوَيْهٍ " فعلا " وَسَيَأْتِي ذكره.

وقلب فلَان مِجَنّه: أَي أسقط الْحيَاء وَفعل مَا شَاءَ.

وقلب أَيْضا مجَنَّه: ملك أمره واستبد بِهِ، قَالَ الفرزدق:

كَيفَ تراني قالِبا مِجَنِّي ... أقِلب أَمْرِي ظَهْرَه للبطن

والجُنَّة: مَا واراك من السِّلَاح. وَقيل كل مَسْتُور: جَنِين، حَتَّى انهم ليقولون: حقد جَنين وضغن جَنين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ويُزَمِّلون جَنينَ الضِّغن بَينهم ... والضِّغنُ أسودُ أوْفى وَجهه كَلَفُ

يزملون: يسترون ويخفون.

والجَنِين: المستور فِي نُفُوسهم. يَقُول: فهم يجتهدون فِي ستره وَلَيْسَ نستر، وَقَوله: الضغن أسود، يَقُول: هُوَ بَين ظَاهر فِي وُجُوههم.

والجُنَّة: الدِّرْع.

وكل مَا وقاك جُنَّة.

والجُنَّة: خرقَة تلبسها النِّسَاء فتغطي رَأسهَا مَا قبل مِنْهُ وَمَا دبر غير وَسطه، ويغطى الْوَجْه وحلي الصَّدْر، وَفِيه عينان مجوبتان مثل عَيْني البرقع.

وجِنّ النَّاس، وجَنَانهم: معظمهم لِأَن الدَّاخِل فيهم يسْتَتر بهم، قَالَ:

جَنان الْمُسلمين أودّ مسًّا ... وَلَو جاورتِ أسلم أَو غِفارا

والجِنّ نوع من الْعَالم، سموا بذلك لاجتنانهم عَن الْأَبْصَار.

وَالْجمع: جِنّان، وهم الجِنَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (ولقد علمت الجِنّة) .

والجِنِّىّ: مَنْسُوب إِلَى الجِنّ أَو الجِنَّة، وَقَوله:

وَيْحَكِ يَا جِنِّيَّ هَل بدا لكِ ... أَن تَرْجعي عَقْلي فقد أنَى لكِ

إِنَّمَا أَرَادَ: امْرَأَة كالجِنَية، إِمَّا فِي جمَالهَا، وَإِمَّا فِي تلونها وابتدالها، وَلَا تكون الجِنّيَّة هُنَا منسوبة إِلَى الجِنّ الَّذِي هُوَ خلاف الْإِنْس حَقِيقَة لِأَن هَذَا الشَّاعِر المتغزل بهَا إنسي، والإنسي لَا يتعشّق جِنّيّة، وَقَول بدر بن عَامر:

وَلَقَد نطقتُ قوافيا إنسِيَّة ... وَلَقَد نطقتُ قوافيَ التَّجْنِين

أَرَادَ بالإنسية الَّتِي يَقُولهَا الْإِنْس، والتجنينُ: مَا يَقُوله الجنّ. وَقَالَ السكرِي: أَرَادَ الْغَرِيب الوحشي.

والجِنَّة: طائف الجِنّ. وَقد جُنّ جَنّا، وجُنونا، واستُجِنّ، قَالَ مليح الْهُذلِيّ:

فَلم أر مثلي يُسْتَجَنّ صَبَابة ... من البَيْن أَو يبكي إِلَى غير وَاصل

وتجنَّن، وتجانَّ، وأجَنَّه الله فَهُوَ مَجْنُون، على غير قِيَاس؛ وَذَلِكَ لأَنهم يَقُولُونَ: جُنَّ، فَبنِي الْمَفْعُول من أجَنَّه الله على هَذَا، وَقَالُوا: مَا أجَنَّه.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقع التَّعَجُّب مِنْهُ بِمَا أَفعلهُ وَإِن كَانَ كالحلق لِأَنَّهُ لَيْسَ بلون فِي الْجَسَد وَلَا بخلقة فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ من نُقْصَان الْعقل.

وَقَالَ ثَعْلَب: جُنّ، الرجل وَمَا أجَنَّه، فجَاء بالتعجب من صِيغَة فعل الْمَفْعُول، وَإِنَّمَا التَّعَجُّب من صِيغَة الْفَاعِل. وَقد قدمت أَن هَذَا وَنَحْوه شَاذ.

والمَجَنَّة: الجِنّ.

وَأَرْض مَجَنَّة: كَثِيرَة الجنّ، وَقَوله:

على مَا أَنَّهَا هزِئت وَقَالَت ... هَنُون أجَنَّ مَنْشأ ذَا قريبُ

أجَنّ: وَقع فِي مَجَنَّة. وَقَوله: " هنون " أَرَادَ: يَا هنون. وَقَوله: منشأ ذَا قريب أَرَادَت: أَنه صَغِير السن تهزأ بِهِ " وَمَا " زَائِدَة: أَي على أَنَّهَا هزئت.

والجانّ: أَبُو الجِن.

والجانّ: الجِنّ، وَهُوَ اسْم جمع كالجامل والباقر، وَفِي التَّنْزِيل: (لم يطمثهن إنْسٌ قبلهم وَلَا جانّ) وَقَرَأَ عَمْرو بن العبيد (فَيَوْمئِذٍ لَا يُسْأل عَن ذَنبه إنسٌ وَلَا جَأنّ) بتحريك الْألف وقلبها همزَة، وَهَذَا على قِرَاءَة أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ: (ولَا الضَألِّين) وعَلى مَا حَكَاهُ أَبُو زيد عَن أبي الْأَصْبَغ وَغَيره: شأبة ومأدة، وَقَول الراجز:

خاطِمَها زَأمَّها أَن تَذْهَبا

وَقَوله:

وجُلُّه حَتَّى ابيأضَّ مَلْبَبُه وعَلى مَا انشده أَبُو عَليّ لكثير:

وَأَنت ابنَ ليلى خيرُ قَوْمك مَشْهدا ... إِذا مَا احمأرَّت بالعبِيط العوامل

وَقَول عمرَان بن حِطَّان الحروري:

قد كنت عندكَ حولا لَا تروّعني ... فِيهِ روائعُ من إنس وَلَا جانِي

إِنَّمَا أَرَادَ: من إنس وَلَا جانّ فأبدل النُّون الثَّانِيَة يَاء.

وَقَالَ ابْن جني: بل حذف النُّون الثَّانِيَة تَخْفِيفًا.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: (أَتجْعَلُ فِيهَا منْ يفسدُ فِيهَا ويَسْفِكُ الدماءَ) : روى أَن خلقا يُقَال لَهُم الجانّ كَانُوا فِي الأَرْض فأفسدوا فِيهَا وسفكوا الدِّمَاء، فَبعث الله مَلَائِكَة أجلتهم من الأَرْض.

وَقيل: إِن هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة صَارُوا سكان الأَرْض بعد الجانّ. فَقَالُوا: يَا رَبًّا أَتجْعَلُ من يفْسد فِيهَا ويسفك الدِّمَاء.

والجانّ: ضرب من الْحَيَّات أكحل الْعَينَيْنِ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة لَا يُؤْذِي. وَهُوَ فِي بيُوت النَّاس.

وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع: جِنَّان، وَقَالَ الخطفي جد جرير يصف إبِلا:

أعناقَ جِنّان وهاماً رُجَّفاً ... وعَنَقاً بعد الرَّسِيم خيْطَفَا

وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسمون الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم السَّلَام جِنّا لاستتارهم عَن الْعُيُون، قَالَ الْأَعْشَى يذكر سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام:

وسَخَّر من جِنِّ الملائك تِسعةً ... قيَاما لَدَيْهِ يعْملُونَ بِلَا اجْرِ

وَقد قيل فِي قَوْله: (إِلَّا إِبْلِيس كَانَ من الجِنّ) : إِنَّه عَنى الْمَلَائِكَة. وَلَا جن بِهَذَا الْأَمر: أَي لَا خَفَاء، قَالَ الْهُذلِيّ:

وَلَا جِنّ بالبغضاء والنَّظر الشَّزْر

فَأَما قَول الْهُذلِيّ:

أَجِنِّي كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبُ ... أبِيتُ كأنِني أُكْوَى بجَمْر

فَقيل: أَرَادَ: بجِدّي. وَذَلِكَ أَن لفظ " ج ن " إِنَّمَا هُوَ مَوْضُوع للستر على مَا قدمْنَاهُ. وَإِنَّمَا عبر عَنهُ بجدي لِأَن الْجد مِمَّا يلابس الْفِكر ويُجِنّه الْقلب فَكَأَن النَّفس مُجِنَّة لَهُ ومنطوية عَلَيْهِ.

وجِنُّ الشَّبَاب: أَوله.

وَقيل: جِدَّته ونشاطه.

وجِنّ المرح: كَذَلِك، فَأَما قَوْله:

لَا ينفُخُ التقريبُ مِنْهُ الأبهرا ... إِذا عَرَتْهُ جِنُّهُ وأبطرا

فقد يجوز أَن يكون جُنُون مرحه، وَقد يكون الجِنّ هُنَا هَذَا النَّوْع الْمُسْتَتر عَن الْعَالم أَي كَأَن الجِنّ تستحثه، ويقويه قَوْله: " عَرَتْه "؛ لِأَن جِنّ المرح لَا يؤنث، إِنَّمَا هُوَ كجنونه.

وخذه بجِنّه: أَي بحدثانه، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

أرْوَى بجِنّ الْعَهْد سَلْمى وَلَا ... يُنْصِبْك عَهْدُ الملقِ الحُوَّل

وجِنُّ النبت زهره ونوره.

وَقد تجنَّنَت الارض، وجُنَّت جُنُونا، قَالَ:

كُوم تظاهرِنيُّها لمّا رعت ... رَوْضا بِعَيْهمَ والحِمَى مَجْنُونا

وَقيل: جُنّ النبت جُنُونا: غلظ واكتهل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نَخْلَة مَجْنُونَة: إِذا طَالَتْ، وانشد: عجاجَةً ساطــعة العثانينْ

تنفض مَا فِي السُّحُق المجانين قَالَ: وَقَالَ أَبُو خيرة: أَرض مَجْنُونَة: معشبة لم يرعها أحد.

والجَنَّة: الحديقة ذَات الشّجر وَالنَّخْل.

وَجَمعهَا: جِنَان، وفيهَا تَخْصِيص، وَقد ابْنَته فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة: لَا تكون الجَنَّة فِي كَلَام الْعَرَب إِلَّا وفيهَا نخيل وعنب. فَإِن لم يكن فِيهَا ذَلِك وَكَانَت ذَات شجر فَهِيَ حديقة وَلَيْسَت بجَنَّة. وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي وَزعم أَنه للبيد:

دَري باليَسَارَي جَنّةً عَبْقريَّة ... مُسَطَّعةَ الأعناقِ بُلْق القَوادم

قَالَ: يَعْنِي بالجَنَّة: إبِلا كالبستان، ومسطعة: من السطاع: وَهِي سمة فِي الْعُنُق، وَقد تقدم.

وَعِنْدِي: أَنه " جِنَّة " بِالْكَسْرِ؛ لِأَنَّهُ قد وَصفه بعبقرية: أَي إبِلا مثل الجِنَّة فِي حدتها ونفارها، على أَنه لَا يبعد الأول، وَإِن وصفهَا بالعبقرية؛ لِأَنَّهُ لما جعلهَا جنَّة استجاز أَن يصفها بالعبقرية.

وَقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ مَا اخْرُج الرّبيع من ألوانها وأوبارها وَجَمِيل شارتها وَقد قيل: كل جيد عبقري، فَإِذا كَانَ ذَلِك فَجَائِز أَن تُوصَف بِهِ الجَنَّة، وَأَن تُوصَف بِهِ الجِنَّة.

والجِنّيَّة: مطرف مدور على خلقَة الطيلسان يلبسهَا النِّسَاء.

ومَجَنَّة: مَوضِع، قَالَ:

وَهل أرِدَنْ يَوْمًا مياه مَجَنَّة ... وَهل يَبدون لي شامة وطَفِيل

وَكَذَلِكَ: مِجَنَّة، وَهِي على أَمْيَال من مَكَّة، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَوَافى بهَا عُسفان ثمَّ أَتَى بهَا ... مَجَنَّة تصفو فِي القِلاَل وَلَا تغِلي قَالَ ابْن جني: تحْتَمل مَجَنَّة وزنين. أَحدهمَا: أَن تكون " مَفْعَلة " من الْجُنُون؛ كَأَنَّهَا سميت بذلك لشَيْء يتَّصل بالجِنّ أَو بالجِنَّة، اعني الْبُسْتَان أَو مَا هَذِه سَبيله. وَالْآخر: أَن تكون " فَعَلَّة " من مَجَن يَمْجُن، كَأَنَّهَا سميت بذلك لِأَن ضربا من المُجُون كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبه صَنْعَة علم الْعَرَب، قَالَ: فَأَما لأي الْأَمريْنِ وَقعت التَّسْمِيَة فَذَاك أَمر طَرِيقه الْخَبَر.

وَكَذَلِكَ: الجُنَيْنَة، قَالَ:

ممَّا يَضُمُّ إِلَى عمرَان حاطبُه ... من الجُنَيْنَة جَزْلاً غير مَوْزُون

والجَنَاجِن: عِظَام الصَّدْر.

وَقيل: رُءُوس الأضلاع، يكون ذَلِك للنَّاس وَغَيرهم، قَالَ الأسعر الْجعْفِيّ:

لَكِن قَعِيدةُ بيتنا مجفوَّة ... بادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِها وَلها غِنَى

وَقَالَ الْأَعْشَى:

أثَّرت فِي جناجن كإران ال ... مَيْت عولِين فَوق عُوج رِسَال

وَاحِدهَا: جِنْجِن، وجَنْجَن، وَحَكَاهُ الْفَارِسِي بِالْهَاءِ وَغير الْهَاء.

وَقيل: وَاحِدهَا جُنْجُون.

حرم

[حرم] الحُرْمُ بالضم: الإحْرامُ. قالت عائشة رضي الله عنها: " كنت أطيبه صلى الله عليه وآله وسلم لِحلِّهُ وحُرْمِهِ "، أي عند إحرامه. والجرمة: ما لا يحل انتهاكه. وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها. وقد تَحَرَّمَ بصُحبته. وحُرْمَةُ الرجل: حَرَمُهُ وأهله. ورجلٌ حَرامٌ، أي محرم: والجمع حرم، مثل قذال وقذل. ومن الشهور أربعةٌ حُرُمٌ أيضاً، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب ثلاثة، سرد وواحد فرد. وكانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حيان: خثعم وطيى، فإنهما كانا يستحلان الشهور. وكان الذين ينسئون الشهور أيام الموسم يقولون: حرمنا عليكم القتال في هذه الشهور، إلا دماء المحلين. فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور. والحرام: ضد الحلال. وكذلك الحِرْمُ بالكسر. وقرئ: (وحِرْمٌ على قَرْية أهلَكْناها) : وقال الكسائي: معناه واجبٌ. والحِرْمَةُ بالكسر: الغُلْمَةُ. وفي الحديث ي‍: " الذين تدركهم الساعة تبعث عليهم الحِرْمَةُ ويُسْلَبونَ الحياءَ ". والحِرْمَةُ أيضاً: الحرمانُ. والحِرْمِيُّ: الرجل المنسوب إلى الحرم. والانثى حرمية. والحرمية أيضا: سهام تنسب إلى الحرم. ومكة حرم الله عز وجل. والحرمان: مكّةُ والمدينة. والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ، ونظيره زمنٌ وزمانٌ. والحَرَمَةُ بالتحريك أيضاً في الشاء، كالضَبَعَةِ في النوق والحِنَاء في النعاج، وهو شهوةُ البَضَاع. يقال: اسْتَحْرَمَتِ الشاةُ وكلُّ أنثى من ذوات الظِلف خاصةً، إذا اشتهت الفحل. وهي شاةٌ حَرْمى وشياهٌ حِرامٌ وحرامى، مثال عجال وعجالى. كأنه لو قيل لمذكره لقيل حرمان. وقال الاموى: استحرمت الذئبة والكلبةُ إذا أرادت الفحل. وقولهم: حَرامُ اللهِ لا أفعَلُ، كقولهم: يمينُ الله لا أفعَلُ. والمَحْرَمُ: الحَرامُ. ويقال: هو ذو مَحْرَمٍ منها، إذا لم يحلَّ له نكاحُها. ومَحارِمُ الليل: مخاوِفَهُ التي يَحْرُمُ على الجبانِ أن يسلكَها. وأنشد ثعلب: محارم الليل لهن بهرج حتى ينام الورع المحرج الأصمعيّ: يقال إنَّ لي مَحْرَُماتٍ فلا تهتكْها. واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ. والمُحَرَّمُ أوَّل الشهور. ويقال أيضاً: جِلْدٌ مُحَرَّمٌ، أي لم تتم دباغته. وسوط محرم: لم يلين بعد. وقال الاعشى:

تحاذر كفى والقطيع المحرما * وناقة محرمة، أي لم تتم رياضتها بعد. عن أبى زيد. والتحريم: ضدُّ التحليل. وحَريمُ البئر وغيرِها: ما حولَها من مَرافقها وحُقوقها. والحريم: ثوب المحرم. وكانت العرب تطوف عراة وثيابهم مطروحة بين أيديهم في الطواف. وقال: كفى حزنا مرى عليه كأنه لقى بين أيدى الطائفين حريم وحريم، الذى في شعر امرئ القيس اسم رجل . والحريمة: ما فات من كلِّ مطموعٍ فيه. وحرم الشئ بالضم حرمة. يقال: حرمت الصلاةُ على الحائض حُرْمَا. وحَرَمَهُ الشئ يحرمه حرما، مثال سرقه سرقا بكسر الراء، وحرمة وحريمة وحِرْماناً، وأَحْرَمَهُ أيضاً، إذا منعَه إياه. وقال يصف امرأة: ونبئتها أحرمت قومها لتنكح في معشر آخرينا والحرم بكسر الراء أيضا: الحِرْمانُ. قال زُهير: وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسألةٍ يقولُ لا غائب مالى ولا حرم وإنما رفع يقول وهو جواب الجراء على معنى التقديم عند سيبويه، كأنه قال: يقول إن أتاه خليل. وعند الكوفيين على إضمار الفاء. أبو زيد: حرِم الرجلُ بالكسر يحْرَم حرما، أي قمر. وأحرمته أنا، إذا قمرته. والكسائي مثله. ويقال أيضا: حرمت الصلاة على المرأة، لغة في حَرُمَتْ. وأحْرَمَ الرجلُ، إذا دخل في حرمة لا تهتك. قال زهير:

وكم بالقنان من محل ومحرم * أي ممن يحل قتاله وممن لا يحل ذلك منه. وأَحْرَمَ، أي دخَل في الشهر الحرام. قال الراعى: قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ودعا فلم أر مثله مخذولا وقال آخر: قتلوا كسرى بليل محرما غادروه لم يمتع بكفن يريد قتل شيرويه أباه أبر ويز بن هرمز. وأحرم بالحج والعمرة، لانه يحرُمُ عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصيد والنِساء. والإِحْرامُ أيضا والتحريم بمعنى . وقال: يصف بعيرا له رئة قد أحرمت حل ظهره فما فيه للفقرى ولا الحج مزعم وقوله تعالى: (للسائِل والمَحْروم) . قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: هو المُحارَفُ. والحيرمة: البقرة: والجمع حيرم. وقال:

تبدل أدما من ظباء وحيرما
حرم

(الحِرْمُ، بالكَسْرِ: الحَرامُ) وهما نَقِيضا الحِلِّ والحَلال، (ح: حُرُمٌ) ، بِضَمَّتَيْن، قَالَ الأَعْشَى:
(مَهادِي النَّهارِ لِجاراتِهِمْ ... وباللَّيْلِ هُنَّ عَلَيْهِم حُرُمْ)

(وَقد حَرُمَ عَلَيْه) الشَّيْءُ، ((كَكَرُمَ، حُرْمًا، بالضمِّ) وحُرْمَةً (وحَرامًا، كَسَحابٍ، وحَرَّمَهُ اللهُ تَحْرِيمًا، وحَرُمَت الصَّلاةُ على المَرْأَةِ، كَكَرُمَ، حُرْمًا، بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن) . وَقَالَ الأزهريُّ: حَرُمَت الصَّلاةُ على المرأةِ تَحْرُم حُرُومًا، وحَرُمَت المرأةُ على زَوْجها تَحْرُم حُرْمًا وحَرامًا.
(وحَرِمَتْ) عَلَيْهَا، (كَفَرِحَ، حَرَمًا) ، محرّكَة (وحَرامًا) بِالْفَتْح، لُغَة فِي حَرُمَتْ، كَكَرُمَ، (وَكَذَا) حَرُمَ (السَّحُورُ على الصّائِم) من حَدّ كَرُمَ، والمَصْدَرُ كالمَصْدَر.
(والمَحارِمُ: مَا حَرَّمَ اللهُ تَعالَى) فَلَا يَحِلّ اسْتِحْلاله، جَمْع حَرامٍ على غَيْرِ قِياس.
(و) المَحارِمُ (مِن اللَّيْلِ: مَخاوِفُهُ) الَّتِي يَحْرُم على الجَبانِ أَنْ يَسْلُكَها، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَأنْشد ثَعْلب:
(مَحارِمُ اللَّيْلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ ... حَتَّى يَنامَ الوَرَعُ المُحَرَّجُ)

كَذَا فِي الصِّحَاح، ويُرْوَى بالخاءِ المُعْجَمَة، أَي: أَوائله.
(والحَرَمُ) ، محرّكَةً، (والمُحَرَّمُ) ، كَمُعَظَّم: (حَرَمُ مَكَّةَ) مَعْرُوف، (وهُوَ حَرَمُ اللهِ وحَرَمُ رَسُولِهِ) . قَالَ اللَّيْث: الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ وَمَا أَحاط إِلَى قَرِيبٍ من الحَرَم. وَقَالَ الأزهريّ: الحرَمُ قد ضُرِب على حُدُوده بالمَنارِ القَدِيمة الَّتِي بَيَّنَ خَلِيلُ الله تَعَالَى عَلَيْهِ السّلام مِشاعِرَها، وَكَانَت قُرَيْشٌ
تَعْرِفُها فِي الجاهِلِيَّة والإِسْلام، وَمَا وَراءَ المَنارِ لَيْس من الحَرَمِ يَحِلُّ صَيْدُه لمن لَمْ يكن مُحْرِمًا، وشاهِدُ المُحَرَّم قولُ الأَعْشَى:
(بأَجْيادِ غَرْبِيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ ... )

قَالَ اللَّيْثُ: المُحَرَّم هُنَا الحَرَم.
(والحَرَمانِ) : مُثَنَّى الحَرَم (مَكَّة والمَدِينَة) زادَهُما الله تَعَالَى تَشْرِيفًا، (ج: أَحْرامٌ) .
(وأَحْرَمَ: دَخَلَ فِيهِ) أَي: فِي الحَرَم، (أَو) أَحْرَمَ: دَخَلَ (فِي حُرْمَةٍ) من عَهْدٍ أَو مِيثاق هُوَلَهُ حُرْمَةٌ من أَنْ يُغارَ عَلَيْه.
و (لَا تُهْتَكُ) ، وَأنْشد الجوهريُّ لزُهَيْرٍ:
(جَعَلْنَ القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُ ... وكَمْ بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ)

أَي: مِمَّن يَحِلُّ قِتالُه ومِمَّن لَا يَحِلّ ذلِكَ مِنْه، (أَو) أَحْرَمَ: دَخَلَ (فِي الشَّهْرِ الحَرامِ) ، وَأنْشد الجوهريُّ للراعِي:
(قَتَلُوا ابْنَ عَفّانَ الخَلِيفَةَ مُحْرِمًا ... ودَعا فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ مَخْذُولاَ)

وَقَالَ آخر:
(قَتَلُوا كِسْرَى بِلَيْلٍ مُحْرِمًا ... غادَرُوه لَمْ يُمَتَّعْ بِكَفَنْ)

يُرِيدُ قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْزَ بنَ هُرْمُزَ، وقالَ غيرُه: أَرادَ بِقَوْلِهِ: مُحْرِما، أَنَّهم قَتَلُوه فِي آخِرِ ذِي الحِجَّة. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: أَي: صَائِما. ويُقال: أرادَ لم يُحِلَّ من نَفْسِه شَيْئا يُوقِعُ بِهِ، فَهُوَ مُحْرِمٌ.
وَقَالَ ابْن بَرّي: لَيْسَ مُحْرِمًا فِي بَيْتِ الراعِي من الإِحْرامِ وَلَا من الدُّخُولِ فِي الشَّهْر الحَرامِ وإِنَّما هُوَ مِثْلُ الْبَيْت الَّذِي قَبْلَه، وإِنَّما يُرِيد أَنَّ عُثْمانَ فِي حُرْمَةِ
الإِسْلامِ وذِمَّتِهِ لَمْ يُحِلّ من نَفْسِه شَيْئا يُوقِعُ بِهِ. (كَحَرَّمَ) تَحْرِيمًا.
(و) أَحْرَمَ (الشَّيْءَ: جَعَلَهُ حَرامًا) ، مثل حَرَّمَ تَحْرِيمًا، قَالَ حُمَيْدُ بن ثُوْر:
(إِلَى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ كَأَنَّها ... رَواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ)

وَالضَّمِير فِي كأنّها يعود على رِكابٍ تقدم ذكْرُها. وَأنْشد الجوهريُّ للشاعِرِ يصف بَعِيرًا:
(لَهُ رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه ... فَمَا فِيه للفُقْرَى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ)

(و) أَحْرَمَ (الحاجُّ أَو المُعْتَمِرُ) : إِذا (دَخَلَ فِي عَمَلٍ) بمُباشَرَةِ الأسْبابِ والشُّرُوطِ، و (حَرُمَ عَلَيْه بِهِ مَا كانَ حَلالاً) كالرَّفَثِ والتَّطَيُّبِ ولُبْسِ المَخِيطِ وصَيْدِ الصَّيْدِ فَهُوَ مُحْرِم.
(و) أَحْرَمَ (فُلانًا: قَمَرَهُ) أَي: غَلَبَهُ فِي القِمارِ، عَن أبي زَيْدٍ والكِسائيّ، (كَحَرَّمَه) تَحْرِيمًا.
(وحَرامُ بنُ عُثْمانَ) ، قَالَ البُخارِيّ: هُوَ أَنْصارِيٌّ سَلِمِيٌّ، مُنْكَرُ الحَدِيث، قَالَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّع، رَوَى عَن جابِرِ بن عَبْدِ الله، وَقَالَ النّسائيّ: هُوَ (مَدَنِيٌّ) ضعيفٌ، كَذَا فِي شَرْح مُسْلِم لِلْنَّوَوِيّ، وَقَالَ غَيره: هُوَ (واهٍ) ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: مَتْرُوكٌ مُبْتِدِعٌ توفّى سنة مائةٍ وخَمْسِينَ. (وهُوَ) أَي: حَرامٌ (اسْمٌ شائعٌ) اسْتِعْمالُه (بالمَدِينَةِ) على ساكِنِها أفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ بَنُو حَرامٍ مَدَنِيُّونَ، وَهَذَا اسمٌ رائجٌ فِي أهل المَدِينة.
قَالَ الْحَافِظ: وحِزام بالزَّاي أَكْثَر.
(وَمُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ) كُوفِيٌّ، روى عَنهُ مُحَمّد بن عُثْمان بن أبي شَيْبَةَ. (ومُوسَى بنُ إِبْراهِيمَ) مدنيّ صَدُوقٌ من طَبَقَةِ مَعْنِ بن عِيسَى (الحَرامِيَّانِ: مُحَدِّثان) .
(و) الحَرِيمُ، (كَأَمِيرٍ: ماحُرِّمَ فَلَمْ يُمَسَّ) ، كَذَا فِي المُحْكم، وَفِي التَّهذيب: الَّذِي حَرُمَ مَسُّه فَلَا يُدْنَى مِنْهُ.
(والحَرِيمُ: الشِّرِيكُ) .
(و) الحَرِيمُ (ع، باليَمامَة) ، وَقَالَ نَصْرٌ: بالحِجاز، كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَين كِنانَةَ وخُزاعَة. (و) أَيْضا: (مَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ) شَرْقِيّها وتُعْرَف بالحَرِيم الطّاهِرِيّ، (تُنْسَبُ إِلَى طاهِرِ بن الحُسَيْنِ) الأَمِير، كَانَت لَهُ بهَا مَنازلُ؛ وَقَالَ الحافِظ: بالجانب الغربيّ من بَغْدادَ، وكانَ من لَجَأَ إِلَيْهَا أَمِنَ، فَسُمِّيَت الحَرِيم. وَقَوله (مِنْها ابنُ اللَّتِيِّ الحَرِيمِيّ) فَهُوَ عَبْدُ الله بن عُمَرَ البَغْدادِيّ المُحَدِّث، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى حَرِيمِ دَار الخِلافَة بِبَغْدادَ، وَكَانَ مِقْدَار ثُلُثِ بَغْداد، عَلَيْهِ سُورٌ نِصْفُ دائرةٍ، طَرَفاه على دِجْلَة مُشْتَمِلٌ على أسواقٍ ودُورٍ. (و) الحَرِيمُ: (ثَوْبُ المُحْرِم) وتُسَمِّيه العامّة الإِحْرام والحَرام.
(و) الحَرِيمُ: (مَا كانَ المُحْرِمُونَ يُلْقُونَه من الثِّيابِ) ، كَانَت العَرَبُ فِي الجاهِلِيّة إِذا حَجَّت البيتَ تَخْلَعُ ثِيابَها الّتي عَلَيْهَا إِذا دَخَلُوا الحَرَمَ (فَلَا يَلْبَسُونَهُ) مَا داموا فِي الحَرَمِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(لَقًى بَين أَيْدِي الطائِفينَ حَرِيمُ ... )

وَفِي التَّهْذِيب: كَانَت العربُ تَطُوفُ بالبَيْتِ عُراةً وثِيابُهم مطروحةٌ بَين أَيْدِيهم فِي الطَّوافِ، زَاد بعض المفسِّرين: وَيَقُولُونَ لَا نَطُوفُ بالبَيْتِ فِي ثِيابٍ قد أَذْنَبْنا فِيهَا، وَكَانَت المَرْأَة تَطُوف عُرْيانَةً أَيْضا إِلاّ أَنَّها كَانَت تَلْبَس رَهْطًا من سُيُور.
(و) الحَرِيمُ (من الدّارِ: مَا أُضِيفَ إِلَيْها) ، وَكَانَ (من حُقُوقِها ومَرافِقِها) ، وَفِي التَّهْذيب: الحَرِيمُ: قَصَبَةُ الدارِ
وفِناءُ المَسْجِد. وحُكِيَ عَن أبِي واصِلٍ الكِلابِيّ: حَرِيمُ الدارِ: مَا دَخَلَ فِيهَا مِمَّا يُغْلَق عَلَيْهِ بابُها، وَمَا خرج مِنْهَا فَهُوَ الفِناءُ. قَالَ: وفِناءُ البَدَوِيّ مَا تُدْرِكُه حُجْرَتُه وأَطْنابُه، وَهُوَ من الحَضَرِيّ إِذا كَانَت تُحاذِيها دارٌ أُخْرَى فَفِناؤُهما حُدُّ بابيهما.
(و) الحَرِيمُ: (مَلْقَى نَبِيثَةِ البِئْرِ) والمَمْشَى على جانِبَيْها. وَفِي الصِّحَاح: حَرِيمُ البِئْرِ وغيرِها: مَا حَوْلَها من مَرافِقِها وحُقُوقِها. وحَرِيمُ النَّهْرِ مُلْقَى طِينِه والمَمْشَى على حافَتَيْه ونَحْو ذلِكَ، وَفِي الحَدِيث: ((حَرِيمُ البِئْرِ أَرْبَعُون ذِراعًا)) وَهُوَ المَوْضِعُ المُحيط بهَا الَّذِي يُلْقَى فِيهِ تُرابُها، أَي: أنَّ البِئرَ الَّتِي يَحْفُرها الرجلُ فِي مَواتٍ فَحَرِيمُها ليسَ لأَحِدٍ أَنْ يَنْزِل فِيهِ، وَلَا يُنازِعُه عَلَيْهِ؛ وسُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَحْرُم مَنْعُ صاحِبِهِ مِنْهُ، أَو لأنَّه مُحَرَّم على غَيْرِه التَّصَرّف فِيهِ. (و) الحَرِيمُ (مِنْكَ: مَا تَحْمِيهِ وتُقاتِلُ عَنْهُ، كالحَرَمِ) ، مُحَرّكَةً، (ج: أَحْرامٌ) ، كَسَبَبٍ وَأَسْبابٍ، (وحُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، هُوَ جَمْع حَرِيمٍ كَأَمِير، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غير مُرَتَّب.
(وحَرَمَه الشّيْءَ، كَضَرَبَهُ وَعَلِمَهُ) ، يَحْرِمُه (حَرِيمًا) ، كَأَمِيرٍ، (وحِرْمانًا، بالكَسْرِ، وحِرْمًا وحِرْمَةً، بِكَسْرِهِما) ، وَلَو قَالَ بِكَسْرِهِنّ كَانَ أَخْضَرَ، (وحَرِمًا وحَرِمَةً وحَرِيْمَةً بكَسْرِ رائهنّ: مَنَعَهُ) العَطِيَّةَ فَهُوَ حارِمٌ وَذَاكَ مُحْرُومٌ. وَفِي التّهذيب: الحِرْم: المَنْعُ، والحِرْمَة: الحِرْمانُ، يُقَال: مَحْرُومٌ ومُرْزُوقٌ. وَفِي الصِّحَاح: حَرَمَهُ الشَّيْءَ يُحْرِمُه حَرِمًا، مِثَال سَرَقَهُ سَرِقًا، بِكَسْر الرَّاء، وحِرْمَةً وحَرِيمًا وحِرْمانًا (وأَحْرَمَهُ) أَيْضا: إِذا مَنَعَهُ إِياهُ، وَهِي (لُغَيَّةٌ) ، وَأنْشد لشاعِرٍ يصفُ امْرَأَة، قَالَ أَبُو مُحَمّد الأَسْوَد الغُنْدِجانيّ فِي ضالَّةِ الأَديب إِنَّه لِشَقِيق بن السُّلَيْك الغاضِرِيّ، قَالَ
ابنُ بَرِّي: ويُرْوَى لابنْ أَخِي زِرّ بن حُبَيْشٍ الفَقِيه القارِئ:
(ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها ... لِتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرِينا)

قَالَ الجوهريّ: والحَرِمُ، بِكَسْرِ الرَّاء: الحِرْمانُ، وَقَالَ زُهَيْر:
(وإِنْ أَتاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غائِبٌ مالِي وَلَا حَرِمُ)

قَالَ: وإِنَّما رَفَع يَقُولُ وَهُوَ جَوابُ الجَزاءِ على مَعْنَى التَّقْدِيم عِنْد سِيبَوَيْه كَأَنَّه قَالَ: يَقُول إِنْ أتاهُ خَلِيلٌ، وَعند الكُوفِيّين على إِضْمارِ الفاءِ.
وَقَالَ ابْن بَرِّي: الحَرِمُ: المَمْنُوع، وَقيل: الحَرامُ، يُقَال: حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بِمَعْنى.
(والمَحْرُومُ: المَمْنُوعُ عَن الخَيْرِ) .
وَقَالَ الأزهريُّ: هُوَ الَّذِي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْمانًا. (و) قَوْله تَعَالَى: و (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلّسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} قيل: هُوَ (مَنْ لَا يَنْمِي لَهُ مالٌ، و) قيل أَيْضا إِنّه (المُحارَفُ الَّذي لَا يكَاد يَكْتَسِبُ) .
(و) المَحْرُومُ: (د) .
(وحَرِيمَةُ الرَّبِّ: الَّتِي مَنَعَها مَنْ شاءَ) من خَلْقِه.
(وحَرِمَ) الرجلُ (كَفَرِحَ) : إِذا (قُمِرَ وَلم يَقْمُرْ هُوَ) ، وَهُوَ مُطاوعُ أَحْرَمَه، نَقله الجوهريُّ عَن أبي زيد والكِسائيّ، (و) حَرِمَ الرَّجُلُ حَرَمًا: (لَجَّ ومَحَكَ) .
(و) حَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من (ذَوات الظِّلْفِ، و) كَذَا (الذِّئْبَةُ والكَلْبَةُ) وأكثرها فِي الْغنم، وَقد حُكِيَ ذَلِك فِي الْإِبِل، (حِرامًا، بالكَسْرِ) : إِذا (أَرادَت الفَحْلَ كاسْتَحْرَمَتْ، فَهُوَ حَرْمَى، كَسَكْرَى، ج) حِرامٌ (كَجِبالٍ وسَكارَى) ، كُسِّرَ على مَا لم يُكَسِّر عَلَيْهِ فَعْلَى الَّتِي لَهَا فَعْلان نَحْو عَجْلان وَعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثَى،
(والاسْمُ الحِرْمَةُ، بالكَسْرِ، و) عَن اللّحيانِيّ (بالتَّحْرِيكِ) ، يُقَال: مَا أَبَيْن حِرْمَتَها.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الحرمَةُ فِي الشّاءِ كالضَّبعةِ فِي النُّوقِ، والحِناءِ فِي النِّعاج، وَهُوَ شَهْوَةُ البِضاعِ.
يُقالُ: اسْتَحْرَمَت الشاةُ، وكُلُّ أُنْثَى من ذَواتِ الظِّلْف خاصَّةً: إِذا اشْتَهَت الفَحْلَ.
وقالَ الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمت الذِّئْبَةُ والكَلْبَة: إِذا أرادَت الفَحْلَ. وشاةٌ حَرْمَى وشِياهٌ حِرامٌ وحَرامَى، مثل عِجالٍ وعَجالَى، كأنّه لَو قِيلَ لِمُذَكَّرِه لَقِيل: حَرْمانُ.
قالَ ابْنُ بَرّي: فَعْلَى مُؤَنَّثَةُ فَعْلانَ قد يُجْمَع على فَعالَى وفِعالٍ، نَحْو: عَجَالَى وعِجالٍ، وَأما شَاة حَرْمَى فإنّها وَإِن لم يُسْتَعْمل لَهَا مُذَكَّر فإنّها بِمَنْزِلَة مَا قَد اسْتُعْمِلَ لأَنَّ قِياسَ المُذَكَّر مِنْهُ حَرْمانُ، فلذلِكَ قَالُوا فِي جَمْعِه حَرامَى وحِرامٌ، كَمَا قَالُوا عَجالَى وَعِجال. (وقَد اسْتُعْمِلَ فِي الحَدِيثِ لذُكُورِ الأَناسِيّ) ، يُشِيرُ إِلَى الحَدِيث: ((الَّذِي جاءَ فِي الَّذين تَقُوم عَلَيْهِم الساعةُ تُسَلِّط عَليْهِم الحِرْمَةُ، أَي: الغُلْمَة ويُسْلَبُون الحَياءَ)) . قَالَ ابنُ الأَثير: وكَأَنَّها - أَي: الحِرْمَة - بِغَيْرِ الآدَمِيّ من الحَيَوانِ أَخَصُّ.
(والمُحَرَّمُ، كَمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ) مثلُ العُرْضِيِّ، وَهُوَ (الذَّلُولُ الوَسَطُ الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِهِ) . وناقَةٌ مُحَرَّمَةٌ: لم تُرَضْ.
وَقَالَ الأزهريّ: سمعتُ العربَ تقولُ: ناقةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ: إِذا كَانَت صَعْبَةً لم تُرَضْ وَلم تُذَلَّلْ، وَفِي الصِّحاح: أَي: لم تَتِمّ رِياضَتُها بَعْدُ.
(و) المُحَرَّمُ: (الَّذِي يَلينُ فِي اليَدِ مِنَ الأَنْفِ) .
(و) من الْمجَاز: المُحَرَّمُ: (الجَدِيدُ
من السِّياطِ) لم يُلَيَّنْ بعد، وَفِي الأساسِ: لم يُمَرَّنْ، قَالَ الأَعْشَى:
(تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ غَرْزِها ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا)

أَرَادَ بالقَطِيع سَوْطَه، قَالَ الأزهريّ: وَقد رَأَيْتُ العَرَبَ يَسَوُّونَ سِياطَهُم من جُلُودِ الإِبِلِ الَّتِي لم تُدْبَغ، يأخذونَ الشَّرِيحَةَ العَرِيضَة فَيَقْطَعُون مِنْها سُيُورًا عِراضًا ويَدْفِنُونها فِي الثَّرَى، فَإِذا نَدِيَتْ ولاَنَتْ جَعَلُوا مِنْهَا أَرْبَعَ قُوًى ثمَّ فَتَلُوها ثمَّ عَلَّقُوها فِي شِعْبَيْ خَشَبَةٍ يَرْكُزُونَها فِي الأَرْضِ فَتُقِلُّها من الأَرْض مَمْدُودَة وَقد أَثْقَلُوها حَتَّى تَيْبَسَ.
(و) المُحَرَّمُ: (الجِلْدُ) الَّذِي (لَمْ يُدْبَغْ) ، أَو لم تَتِمَّ دِباغَتُه، أَو دُبغَ فَلَمْ يَتَمَرَّنُ وَلم يُبالغ. وَهُوَ مجَاز.
(و) المُحَرَّمُ: (شَهْرُ اللهِ) رَجَب (الأَصَبُّ) ، قَالَ الأزهريّ: كَانَت العَرَبُ تُسَمِّي شَهْرَ رَجَب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ فِي الجاهِليّة، وَأنْشد شَمرٌ قولَ حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:
(رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كُلِّ مِذْنَبٍ ... شُهُورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّمَا)

قَالَ: وأَرادَ بالمُحَرَّم رَجَبَ، وقالَ: قالَه ابنُ الأَعْرابيّ. وقالَ الآخَرُ:
(أَقَمْنَا بهَا شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهُما ... وشَهْرَي جُمادَى واسْتَحَلُّوا المُحَرَّمَا)

(ج: مَحارِمُ ومَحارِيمُ ومُحَرَّماتٌ) .
(والأَشْهُرُ الحُرُمُ) أَرْبَعَةٌ، ثلاثةٌ سَرْدٌ أَي: مُتَتابِعَة، وَوَاحِد فَرْدٌ، فالسَّرْدُ (ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، و) الفَرْدُ (رَجَبٌ) ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {مِنْهَا أَرْبَعَة حرم} قولُه: مِنْهَا يُريدُ الكَثِيرَ، ثمَّ قَالَ: {فَلَا تظلموا فِيهِنَّ أَنفسكُم} لما كَانَت قَلِيلَةً. والمُحَرَّمُ: شَهْرُ اللهِ، سَمَّتْه العَرَبُ بِهَذَا الاسْمِ؛ لأنَّهم كَانُوا
لَا يستَحِلّون فِيهِ القِتالَ، وأُضِيفَ إِلَى الله تَعَالَى إِعْظامًا لَهُ، كَمَا قيل للكَعْبَة: بَيْتُ الله؛ وَقيل: سُمِّيَ بذلِكَ لأنّه من الأَشْهُر الحُرُمِ، قَالَ ابْن سِيدَه: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيّ.
وَفِي الصِّحَاح: من الشُّهُور أربعةٌ حُرُمٌ كَانَت العربُ لاَ تَسْتَحِلّ فِيهَا القِتالَ إِلاّ حَيّان: خَثْعَمٌ وطَيّيءٌ فإنَّهُما كَانَا يستحلاّن الشهورَ، وَكَانَ الّذين يَنْسَؤُون الشهورَ أَيَّام المَوْسِم يَقُولُونَ: حرَّمْنا عَلَيْكُم القِتالَ فِي هَذِه الشُّهُور إِلاّ دِماءَ المُحِلِّين فَكَانَت العربُ تستحلُّ دِماءَهُم خاصَّةً فِي هَذِه الشُّهورِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شرح مُسْلِم: وَقد اخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة عِدَّتِها على قَوْلَيْنِ حكاهُما الإمامُ أبوجَعْفَرٍ النَّحاس فِي كِتَابه صِناعَة الكُتّاب، قَالَ: ذَهَبَ الكوفِيُّون إِلَى أنّه يُقال: المُحَرَّم ورَجَب وذُو القَعْدَة وذُو الحِجَّة، قَالَ: والكُتاب يميلون إِلَى هَذَا القَوْل، لِيَأْتُوا بهنَّ من سَنَةٍ وَاحِدَة.
قالَ: وأهلُ المَدِينَة يَقُولُونَ: ذُو القَعْدَة وَذُو الحِجَّة والمُحَرَّم ورَجَبٌ. وقومٌ يُنكرُونَ هَذَا، ويَقُولونَ: جاؤُوا بهنَّ من سَنَتَيْن. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ، وجهلٌ باللُّغَة؛ لأنّه قد عُلِمَ المُرادُ، وأنَّ المقصودَ ذِكْرُها، وَأَنَّها فِي كُلِّ سنةٍ، فكيفَ يُتَوهَّم أَنَّها من سَنَتيْن. قَالَ: والأَوْلَى والاخْتِيار مَا قَالَه أهلُ المَدينة؛ لأنَّ الْأَخْبَار قد تَظاهَرَتْ عَن رَسُولِ الله
كَمَا قالُوا من رِواية ابنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَة وَأبي بَكَرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُم، قَالَ: وَهَذَا أَيْضا قولُ أكثرِ أهل التَّأْوِيل. قَالَ النّحاس: وأُدْخِلَت الْألف واللاّم فِي المُحَرَّم دون غَيْرِه من الشُّهُور.
(والحُرْمُ، بالضَّمِّ: الإحْرامُ) وَمِنْه حَدِيثُ عائشةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْها: ((كُنْتُ أُطَيِّبُه
لِحِلّهِ ولحُرْمِه)) أَي: عِنْد إحْرامه. وَقَالَ الأزهريّ: مَعْنَاهُ أنّها كَانَت تُطَيِّبُه إِذا اغْتَسَل وأَراد الإحْرامَ والإِهْلالَ بِمَا
يُكُون بِهِ مُحْرِمًا من حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ، وَكَانَت تُطَيِّبُه إِذا حَلَّ من إحْرامه.
(والحُرْمَةُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْنِ وكهُمَزَةٍ: مَا لَا يَحِلُّ انْتِهاكُهُ) وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ لأُحَيْحَةَ:
(قَسَمًا مَا غَيْرَ ذِي كَذِبٍ ... أَنْ نُبِيحَ الخِدْنَ والحُرَمَه)

قَالَ ابنُ سَيّده: إِنِّي أَحْسب الحُرَمَة لُغَة فِي الحُرْمَة، وأَحْسن من ذَلِك أَن يقولَ: والحُرُمَة بضَمّ الرَّاء فَيكون من بَاب ظُلْمَة وظُلُمَة، أَو يكون أتبع الضَّمّ الضَّمّ للضَّرُورَة.
(و) الحُرْمَةُ أَيْضا: (الذِّمَّةُ) ، وَمِنْه أَحْرَمَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْرِمٌ: إِذا كَانَت لَهُ ذِمَّةٌ.
(و) قَالَ الأزهريّ: الحُرْمَة: (المَهابَةُ) ، قَالَ: وَإِذا كَانَ للْإنْسَان رَحِمٌ وَكُنَّا نَسْتَحِي مِنْهُ قُلْنا: لَهُ حُرْمَةٌ. قَالَ: وللمُسْلِم على المُسْلِم حُرْمَةٌ ومَهابَةٌ. (و) الحُرْمَةُ: (النَّصِيبُ) .
وَقَوله تَعَالَى: {ذَلِكَ (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَتِ اللَّهِ} قَالَ الزَّجّاجُ (أَي: مَا وَجَبَ القِيامُ بِهِ وحَرُمَ التَّفْرِيطُ فِيهِ) .
وقالَ مجاهدٌ: الحُرُماتُ مَكَّة والحَجّ والعُمْرَة وَمَا نَهَى اللَّه من مَعاصِيهِ كُلّها. وَقَالَ غيرُه: الحُرُمات: جَمْع حُرْمَةٍ كَظُلْمَةٍ وظُلُمات؛ وَهِي: حُرْمَةُ الحَرَم، وحُرْمَةُ الإِحْرام، وحُرْمَةُ الشَّهْرِ الحَرام وَقَالَ عَطاءٌ: حُرُماتُ اللهِ: مَعاصِي الله.
(وحُرَمُكَ، بِضَمّ الحاءِ) ، ظاهرُ سِياقِه يَقْتَضِي أنْ يكون بسُكُون الثانِي وَلَيْسَ كَذلِكَ بَلْ هُوَ كَزُفَر: (نِساؤُكَ) وَعِيَالك (وَمَا تَحْمِي، وَهِي المَحارِمُ، الواحِدَةُ مَحْرُمَةٌ كَمَكْرُمَةٍ، وتُفْتَحُ راؤُه) ، وَمِنْه إِطْلاقُ العامَّةِ الحُرْمَة بالضَّمّ على المَرْأَةِ كَأَنَّه واحِدُ حُرَم.
(وَرَحِمٌ مَحْرَمٌ) ، كَمَقْعَدٍ؛ أَي: (مُحَرَّمٌ تَزَوُّجُها) ، قَالَ:

(وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَما ... كَما بَراها اللهُ إِلَّا إِنَّما)

(مَكارِهُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا ... )

وَفِي الحَدِيث: ((لَا تُسافِرُ امْرَأَةٌ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْها)) أَي: من لَا يَحِلّ لَهُ نِكاحُها من الأَقارِبِ كالأَبِ والابْنِ والعَمِّ، وَمن يَجْرِي مَجْراهُمْ.
(وتَحَرَّمَ مِنْهُ بِحُرْمَةٍ) : إِذا (تَمَنَّعَ وتَحَمَّى بذِمَّةٍ) أَو صُحْبَةٍ أَو حَقٍّ.
(و) المُحْرِمُ، (كَمُحْسِنٍ: المُسالِمُ) ، عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْلِ خِدَاش بن زُهير:
(إِذا مَا أَصابَ الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غَيْثَهُم ... من الناسِ إِلاَّ مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ)

(و) المُحْرِمُ أَيْضا: (مَنْ فِي حَرِيمِكِ) ، وَقد أَحْرَم: إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ وذِمَّة، وَهُوَ مُحْرِمٌ بِنَا؛ أَي: فِي حَرِيمِنا. (و) قَوْله تَعَالَى: {وحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أُهْلَكْناَهَا} أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ) {بالكَسْرِ أَي: واجِبٌ} عَلَيْهَا إِذا هَلَكَت أَن لَا ترجع إِلَى دُنياها، رُوِيَ ذَلِك عَن ابنِ عَبّاس، وَهُوَ قَول الكِسائيّ والفَرّاء والزَّجّاج؛ وَقَرَأَ أهلُ الْمَدِينَة: ((وحَرامٌ)) ، قَالَ الفَرَّاءُ: وحَرامٌ أَفْشَى فِي القِراءة، قَالَ ابنُ بَرِّي: إِنّما تَأَوَّلَ الكِسائيّ: وحَرامٌ فِي الْآيَة بِمَعْنى واجِبٌ لِتَسْلَمَ لَهُ ((لَا)) من الزِّيادَة، فَيصير الْمَعْنى عِنْده: واجِبٌ على قريةٍ أهلكناها أَنَّهم لَا يَرْجعون. ومَنْ جعل حَرامًا بِمَعْنى المَنْعِ جَعَلَ ((لَا)) زائِدَةً، تَقْدِيره: وحَرَامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم يَرْجِعُون. قَالَ وتأويلُ الكسائِيّ هُوَ تأويلُ ابنِ عبّاس، ويُقَوِّي قولَ الكسائِيّ أَنَّ ((حَرام)) فِي الآيَة بِمَعْنى واجِبٌ قولُ عبد الرَّحْمنِ بنِ جُمانَةَ المُحارِبِيّ، جاهلي:

(فإنَّ حَرامًا لَا أَرَى الدَّهْرَ باكِيًا ... عَلَى شَجْوِهِ إِلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرِو)

(وكأَمِيرٍ) حَرِيم (بنُ جُعْفِيّ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ) أَخُو مَرَّان بن جُعْفي، وهُما بَطْنانِ، وَهُوَ الَّذِي عَناهُ امرؤُ القَيْس بِقَوْلِه:
(بَلِّغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنِّي ... عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا)

وَهُوَ جَدُّ الشُّوَيْعِر، وَقد ذكر ذَلِك فِي الرَّاء، فمِنْ وَلَدِ حَرِيمٍ، مُحَمّد بن حُمْران بن الحارِث بن مُعاوِيَة، والحَكَمُ بنُ نُمَيْرٍ، وراشِدُ بنُ مالِكٍ، (ومالِكُ بنُ حَرِيمٍ الهَمْدانِيُّ جَدُّ مَسْرُوق) بنِ الأَجْدَع، هَكَذَا ذكره الحافِظُ وابنُ السَّمْعانِيّ. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّه مالِكُ بنُ جُشَم، فإنّ مَسْرُوقًا الْمَذْكُور من وَلَد مَعْمَرِ بنِ الحارِث بن سَعْدِ بن عبد اللهِ بنِ وادِعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ناشِحِ بن رافعِ بنِ مالكِ بن جُشَم بن حاشِدٍ الهَمْدانِيّ، هَكَذَا سَاقه أَبُو عُبَيْد فِي أَنْسابِهِ وتَقَدَّم مثل ذَلِك فِي ((س ر ق)) فَتَأَمّل ذلِك. (و) حُرَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ) ، هَذَا هُوَ الْأَكْثَر، (أَو كأَمِيرٍ) ، كَذَا بخطّ الصُّورِيِّ: (بَطْنٌ من حَضْرَمَوْتَ) ، ثمّ من الصَّدِف، (مِنْهُم عبدُ اللهِ بن بُجَيّ) بضَمّ المُوَحَّدَة، وَفتح الْجِيم مُصَغَّرًا ابْن سَلَمَة بن جُشَم بن جُذامٍ، المعروفُ بالأُجْذُوم، كَذَا فِي النُّسخ وصوابُه بضَمِّ النُّونِ بدَلَ المُوَحَّدة (الحُرَيْمِيّ) الصَّدَفِيّ الحَضْرَمِيّ (التابِعِيّ) روى عَن عَلِيّ. وإخوتُهُ مُسْلِمٌ، والحُسَيْن،
وعِمْران، والأسْقَع، ونعيم، وعَلِيٌّ، وحَمْزَةُ، الكُلّ قُتِلُوا مَعَ عليّ بصفّين، وهم ثمانيةٌ، وأبوهم نُجَيّ، سَمِعَ عَن عَلِيّ أَيْضا، وعبدُ الله هَذَا لَيْسَ بِذَاكَ. (و) حُرَيْم بن الصَّدِف الْمَذْكُور (جَدٌّ لِجُعْشُم) الخَيْر (ابنِ خُلَيْبَةَ) ، كَجُهَيْنَةَ، ابْن مَوْهَبِ ابنِ جُعْشُم ابنِ حُرَيْم، شهد جُعْشُم الخَيْرِ الحُدَيْبِيَةَ، وفَتْحَ مِصْرَ، وَفِيه خُلْفٌ.
(وكسَحابٍ) حَرامُ (بنُ عَوْفٍ) البَلَوِيّ شَهِدَ فَتْحَ مصرَ، قَالَه ابنُ يونُس وَحْدَه. (و) حَرامُ (بنُ مِلْحانَ) خَال أَنَس بن مالِكٍ: بَدْرِيٌّ قُتِلَ ببئر مَعُونَةَ. (و) حَرامُ (بنُ مُعاوِيَةَ) رَوَى عَنهُ زَيْدُ بن رُفَيْع، وحديثُهُ مُرْسَلٌ، وَهُوَ تابِعيٌّ، (أَو هُوَ) حِزام (بالزاي) . قلتُ: الَّذِي نُقِل فِيهِ الزَّايُ هُوَ حَرامُ ابنُ أبي كَعْبٍ الْآتِي ذِكْرُه بعدُ، وأمّا حَرامُ بن مُعاوِيَةَ هَذَا فقد قَالَ الخطيبُ فِيهِ: إنّه حزَام بن حَكِيمٍ وَلم يصرّح لَهُ بالصُّحْبَة، وَذكره ابنُ حِبّانَ فِي ثِقاتِ التابِعِين. (و) حَرامُ (بن أبي كَعْبٍ) السُّلَمِيُّ، وَيُقَال حِزام بالزاي: (صَحابِيُّونَ) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وكَأَحْمَدَ، أَحْرَمُ بنُ هَبْرَةَ الهَمْدانِيّ جاهِلِيٌّ) ، نَقله الْحَافِظ.
(و) حُرَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ فِي نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ) ابْن قَيْسِ بن مُعاوِيَةَ بنِ جُشَم.
قلتُ: هُوَ من بني الصَّدِف، وَقد دَخَلُوا فِي نَسَبِ حَضْرَمَوْت على مَا صَرَّح بِهِ الدّارقُطْنِيّ وغيرُه من أَئِمَّة النَّسَب، وَذكروا لدُخُولِهم أَسْبابًا ليسَ هَذَا مَحَلَّ ذكرِها، ويدلُّ على ذَلِك قولُ المُصَنّف فِيمَا بعد: ((وَوَلَدَ الصَّدِفُ حُرَيْمًا ويُدْعَى بالأُحْرُومِ)
بالضَّمّ، (وجُذامًا ويُدْعَى بالأُجْذُومِ) ، فَمن بنى حُرَيْمٍ: جُعْشُم الخَيْر الَّذِي تقدّم ذِكْرُه. والعَجَب من المصنّف فِي تَكْراره، فإنَّه ذكره أَوَّلاً، فَقَالَ: بَطْنٌ من حَضْرَمَوْت، وذَكَر فِي ضَبْطه الوَجْهَين ثمَّ ذَكَر عبد الله بن نُجَيّ وَهُوَ من وَلد جُذام بن الصَّدِف، لَا من وَلَد حُرَيْم بن الصَّدِف، ثمَّ قَالَ: وجدٌّ لجُعْشُم، ثمَّ قَالَ:: وكَزُبَيْرٍ فِي نَسَب حَضْرَمَوْت، ثمَّ ذَكَر: ووَلَدَ الصَّدِفُ إِلَى آخِره، ومَآل الكُلّ إِلَى واحِدٍ، وتَطْوِيلُه فِيهِ فِي غير مَحَلِّه، وَمن عَرَف الأَنْسابَ، وراجَعَ الأُصُول بالانْتِخابِ، ظَهَرَ لَهُ سِرُّ مَا ذَكرْنَاهُ.
وَالله أعلم.
(وكَعَرَبِيٍّ) أَبُو عَلِيّ (حَرَمِيُّ بنُ حَفْصِ) بن عُمَرَ (القَسْمَلِيّ) العَتَكِيُّ بصريٌّ، عَن عبد الْوَاحِد بن زِيادٍ، وخالِدِ بن أبي عُثْمانَ، وأَبان، ووُهَيْب، وَعنهُ مُحَمّد بن يَحْيَى الذُّهْلِيّ والحَرْبِيّ والكَجِّي، تُوُفّي سنة مِائَتَيْنِ وثلاثٍ وَعشْرين، والقَسامِلَة من الأَزْدِ كَمَا تَقَدَّم. (و) حَرَمِيّ أَبُو رَوْح (بنُ عُمارَةَ) بن أبي حَفْصَة ثابِتٌ (العَتَكِيّ) مَوْلاهم، عَن هِشامِ ابْن حَسَّان، وَأبي خَلْدَةَ؛ وَعنهُ بُنْدارُ وهارُونُ الحَمّال، توفّي سنة مِائَتَيْنِ وَعشر، (ثِقَتانِ) ، صَرَّح بذلِكَ الذَّهَبِيّ فِي الكاشِفِ.
(و) الْأَمِير شهَاب الدّين (مَحْمُود بنُ تُكَشَ) ، بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة، وَفتح الْكَاف، (الحارِمِيُّ صاحِبُ حَماةَ) خالُ السُّلْطان صَلاحُ الدّين يُوسُفُ ابنُ أَيُّوبَ، مَاتَ سنةَ خمسمائةٍ وأربعٍ وَسبعين.
(وَأَبُو الحُرُم، بِضَمَّتَيْن) كُنْيَةُ رَجَب (بنِ مَذْكُورٍ الأَكّافُ) ، سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن وذَوِيه.
وَفَاته: أَبُو الحُرُم رَجَب بن أبي
بَكْرٍ الحَرْبِيّ، رَوَى عَن عبد اللهِ بن أَحْمَد بنِ صاعِد، وَعنهُ منصورُ بن سُلَيْم، وَضَبطه.
(و) أَبُو الحَرَم (بفَتْحَتَيْن: جَماعَةٌ) مِنْهُم: مُحَمَّد بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ أبي الحَرَمِ القَلانِسِيّ، سَمِعَ مِنْهُ الحافِظُ العِراقِيّ، وَوَلدُه الوَلِيّ، وَجَماعةٌ.
(و) مُحْرٍ مٌ، (كَمُسْلِمٍ ومُعَظَّمٍ، وَمَحْرُومٌ: أَسمَاء) .
(والحَيْرَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (البَقَرُ، واحِدَتُه بهاءٍ) ، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ ابنُ أَحْمَر:
(تَبَدَّلَ أُدْمًا مِنْ ظِباءٍ وَحَيْرَمَا ... )

قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لم نَسْمَع الحَيْرَم إِلاَّ فِي شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ، وَله نَظَائِر مذكورةٌ فِي مَواضِعها، قَالَ ابنُ جِنّي: والقَوْلُ فِي هذِهِ الْكَلِمَة ونَحْوِها وُجُوب قَبُولِها، وذلِكَ لما ثَبَتَتْ بِهِ الشهادةُ من فَصاحَة ابنِ أَحْمَر، فإمّا أَنْ يكونَ شَيْئا أَخَذَه عمَّنْ نَطَقَ بلغةٍ قديمَة لم يُشارَكْ فِي سَماعِ ذلِكَ مِنْهُ، على حَدِّ مَا قُلناه فِيمَن خالَفَ الجَماعَةَ وَهُوَ فصيحٌ، أَو شَيْئا ارْتَجَلَه، فإنّ الأعرابيَّ إِذا قَوِيَتْ فَصاحَتُه، وسَمَتْ طَبِيعَتُهُ تَصَرَّف وارْتَجَل مَا لَمْ يَسْبِقْه أحدٌ قَبْلَه، فقد حُكِيَ عَن رُؤْبَة وأَبِيهِ أَنَّهما كَانَا يَرْتَجِلان ألفاظًا لم يَسْمَعاها وَلَا سُبِقَا إِلَيْهَا، وعَلى هَذَا قالَ أَبو عُثْمانَ: مَا قِيسَ على كَلاَمِ العَرَبِ فَهُوَ من كَلامِ العَرَب.
(وحَرْمَى واللهِ) ، كَسَكْرَى؛ أَي: (أَمَا واللهِ) .
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: (الحَرُومُ، كَصَبُورٍ: الناقَةُ المُعْتاطَةُ الرَّحِمِ) .
(و) يُقَال للرجل: مَا (هُوَ بِحارِمِ عَقْلٍ) وَلَا بعادِم عَقْلٍ، مَعْناهما (أَي لَهُ عَقْلٌ) ، قَالَه أَبُو زَيْد.
(والحَرامِيَّةُ: ماءٌ لِبَنِي زِنْباعٍ) بن مازِن بن سَعْد، قَبيلَة من حَرامِ بن
جُذامٍ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ. (و) أَيْضا (ماءَةٌ لِبَنِي عَمْرِو بن كِلابٍ) .
(والحِرْمان) بالكَسْر، مُثَنًّى: (وادِيانِ) يُنبتان السِّدْرَ والسَّلَم (يَصُبّانِ فِي بَطْنِ اللَّيْثِ) من اليَمَنِ، قَالَه نصر، وظاهِرُ سِياقه يدلُّ على أَنَّه بالفَتْح.
(وحَرْمَةُ) ، بالفَتْح: (ع، بِجَنْبِ حِمَى ضَرِيَّةَ) قَرِيبٌ من النِّسارِ.
(و) حَرَمَّة، (بِفَتْحَتَيْنِ مُشَدَّدَة الميمِ: إكامٌ صِغارٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا) .
(وحِرْمانُ، بالكَسْر) وضَمّ النُّونِ: (حِصْنٌ باليَمَنِ قُرْبَ الدَّمْلُوَةَ) .
(و) المَحْرَمَة، (كَمَقْعَدَةٍ: مَحْضَرٌ من مَحاضِرِ سَلْمَى جَبَلِ طَيِّئٍ) .
(والحَوْرَمُ) ، كَجَوْهَرٍ: (المالُ الكَثِيرُ من الصامِتِ والنّاطِقِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(و) يُقال: (إِنَّهُ لَمُحْرِمٌ عَنْكَ، كَمُحْسِنٍ، أَي: يَحْرُم أَذاهُ عَلَيْك) ، وَالَّذِي نَقَلَه ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ: أَي: يَحْرُمُ أذاكَ عَلَيْه. قَالَ الأزهريّ: وَهَذَا بِمَعْنى الخَبَر، أَراد أَنَّه يَحْرُمُ عَلَى كُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَن يُؤْذِيَ صاحِبَه لحُرْمَة الإِسْلامِ المانِعَة عَن ظُلْمِهِ. ويُقال: مُسْلِمٌ مُحْرِمٌ، وَهُوَ الّذي لم يُحِلَّ من نَفْسِهِ شَيْئًا يوقِعُ بِهِ، يُرِيد أَنَّ المُسْلِمَ مُعْتَصِمٌ بالإِسْلامِ مُمْتَنِعٌ بِحُرْمَتِهِ مِمَّن أرادَه وأرادَ مالَه، وَذكر أَبُو القاسِم الزَّجَّاجِيُّ عَن اليَزِيديِّ أنّه قَالَ: سألتُ عَمِيّ عَن قَول النَّبِيّ
: ((كُلُّ مُسْلِمٍ عَن مُسْلِمٍ مُحْرِمٌ)) ، قَالَ: المُحْرِمُ: المُمْسِك، مَعْنَاهُ أَن المُسْلِمَ مُمْسِكٌ عَن مالِ المُسْلِم وعِرْضِه ودَمِهِ، وَأنْشد لِمِسْكِينٍ الدارِمِيّ:
(أَتَتْنِي هَناتٌ عَن رِجالٍ كَأَنَّها ... خَنافِسُ لَيْلٍ لَيْسَ فِيهَا عَقارِبُ)

(أَحَلُّوا عَلَى عِرْضِي وَأَحْرَمْتُ عَنْهُمُ ... وَفِي اللهِ جارٌ لَا ينامُ وطالِبُ)

قَالَ: وَأنْشد المُفَضَّل لأَخْضَرَ بنِ عَبّادٍ المازِنِيّ، جاهِليّ:
(ولَسْتُ أَراكُمْ تُحْرِمُون عَن الَّتِي ... كَرِهْتُ وَمِنْها فِي القُلُوبِ نُدُوبُ)

(و) قَالَ العُقَيْلِيُّون: (حَرامُ اللهِ لَا أَفْعَلُ) ذلِك، (كَقَوْلِهم: يَمِينُ اللهِ لَا أَفْعَلُ) ذلِك، وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: ((فِي الحَرامِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ)) . وَيحْتَمل أَنْ يُرِيدَ تَحْرِيمَ الزَّوْجة والجارِيَة من غير نِيَّة الطَّلاق، وَمِنْه قولُه تَعالى: {يَا أَيهَا النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك} ثمَّ قالَ عَزّ وَجَلَّ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَنِكُم} وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاس: ((إِذا حَرَّمَ الرجلُ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُها)) .
[] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُحَرَّم، كَمُعَظَّمٍ: أَوَّلُ الشُّهور العَرَبِيَّة، وَذكره الجوهريُّ وغيرُه من الأَئِمَّة، والمُصَنّفُ أوردهُ فِي أَثْناء ذِكْرِ الأَشْهُرِ الحُرُم اسْتِطْرَادًا، وَهُوَ لَا يَكْفِي. وقالَ أَبُو جَعْفَرٍ النحّاس: أَدْخَلُوا عَلَيْهِ اللاّم من دُونِ الشُّهُور.
والمَنْسُوب إِلَى الحَرَم من الناسِ حِرْمِيٌّ، بالكَسْرِ، فَإِذا كَانَ فِي غَيْرِ الناسِ قالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيٌّ، وَالْأُنْثَى حِرْمِيَّةٌ، وَهُوَ من المعدول الَّذِي يَأْتِي على غير قِياسٍ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: يُقال امرأةٌ حِرْمِيَّةٌ وحُرْمِيَّة، وأَصْلُه من قَوْلِهم: وحُرْمَةُ البَيْت وحِرْمَةِ البَيْتِ، قَالَ الأَعْشَى:
(لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِيٍّ ظَفِرْتَ بِهِ ... يَوْمًا وإِنْ أُلْقِيَ الحِرْمِيُّ فِي النارِ)

(الباخِسِينَ لِمَرْوانٍ بذِي خُشُبٍ ... والداخِلِينَ عَلَى عُثْمانَ فِي الدارِ)

هَكَذَا أنْشدهُ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم.
قَالَ ابنُ بَرّي: وهُوَ تَصْحِيفٌ، وَإِنَّما هُوَ لِجِرْمِيٍّ، بِالْجِيم فِي الموضِعَيْن. وشاهدُ الحِرْمِيَّة قولُ النابِغَة الذُّبْيانِيّ:
(كَادَتْ تُساقِطُنِي رَحْلِي ومِيْثَرتِي ... بِذِي المَجازِ وَلَمْ تَحْسُسُ بِهِ نَغَمَا)

(مَنْ قَوْلِ حِرْمِيَّةٍ قَالَت وَقد ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخَفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَرِي أَدَمَا)

وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ عِياضَ بن حِمارٍ المُجاشِعِيّ كَانَ حِرْمِيَّ رَسُول الله
فَكانَ إِذا حَجَّ طافَ فِي ثِيابِه)) وَكَانَ أَشْرافُ العَرَب الّذينَ يَتَحَمَّسُون على دِينهِم، أَي: يَتَشَدَّدُون، إِذَا حَجَّ أحدُهم لم يَأْكُلْ إِلَّا طَعامَ رَجُلٍ من الحَرَمِ وَلم يَطُفْ إِلاّ فِي ثِيابِه، فَكَانَ لِكُلّ رجلٍ من أشرافِهم رجلٌ من قُرَيْشٍ، فَيكون كُلّ واحدٍ مِنْهُمَا حِرْمِيّ صاحِبِهِ، كَمَا يُقال: كَرِيٌّ للمُكْرِي والمُكْتَرِي.
وَرَجُلٌ حَرامٌ: داخِلٌ فِي الحَرَمِ وكذلِكَ الاثْنانِ والجَمِيعُ والمُؤَنَّث.
وَأَحْرَمَ: دَخَلَ فِي حُرْمَةِ الخِلافَةِ وذِمَّتِها.
والحِرْمُ، بالكَسْر: الرَّجُلُ المُحْرِم، يُقالُ: أَنْتَ حِلٌّ، وَأَنْتَ حِرْمٌ.
وَقيل لِتَكْبِيرَة الافْتِتاحِ تَكْبِيرة التَّحْرٍ يم لِمَنْعِها المُصَلَّي عَن الكَلامِ والأَفْعالِ الخارِجَة عَن الصَّلاةِ، وتُسَمَّى أَيْضا تَكْبِيرَةَ الإِحْرامِ، أَي: الإِحْرام بالصَّلاةِ ورَوَى شَمِرٌ لِعُمَرَ أَنَّه قَالَ: ((الصِيامُ إِحْرامٌ)) . قَالَ: وَذَلِكَ لامْتِناعِ الصائِمِ مِمَّا يَثْلِمُ صِيامَهُ. ويُقال للصَّائِم: مُحْرِمٌ لذلِكَ، وَيُقَال للحالِفِ: مُحْرِمٌ لِتَحَرُّمه بِهِ وَمِنْه قَول الحَسَن: ((فِي الرَّجُلِ يُحْرِم فِي الغَضبِ)) أَي:
يَحْلِفُ. وَفِي حَدِيث آدَمَ: ((أَنَّه اسْتَحْرَم بعد مَوْتِ ابْنه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَكْ)) ، هُوَ من قَوْلهم: أَحْرَمَ الرجلُ: إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ لَا تُهْتَك، وَلَيْسَ من اسْتِحْرَام الشاةِ.
وناقَةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ: صَعْبَةٌ لم تُرَضْ.
وَفِي العَرَب بُطُونٌ يُنْسَبُون إِلَى آلِ حَرام، مِنْهُم بَطْن فِي تَمِيمٍ، وبَطْنٌ فِي جُذام، وبَطْنٌ فِي بَكْر بن وائِل؛ فالّتي فِي تَميمٍ تُنْسَب إِلَى أبي تَمِيمٍ حَرام بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيم، مِنْهُم أَبُو شِهاب عِيسى بن المُغِيرَة التَّمِيمِيّ الحَرامِيّ من مَشايخ سُفْيان الثُّوْرِيّ، وثّقه ابنُ مَعِين. وَالَّتِي فِي جُذام تُنْسَب إِلَى حَرام بن جُذام، مِنْهُم قَيْسُ بن زَيٍ دِ بن حِيَا بن امْرِئ القَيْسِ الحَرامِيّ، لَهُ صُحْبة. وَفِي خُزاعَةَ حَرامُ بن حَبَشِيَّة بن كَعْبِ بن عَمْرِو بن رَبِيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرو، مِنْهُم أَكْثم بن أبي الجَوْن، لَهُ صُحْبة. وَفِي عُذْرَةَ حَرامُ بن ضِنَّةَ ابْن عَبْدِ بن كَثِيرٍ، مِنْهُم زَمْلُ بنُ عَمْرٍ و، لَهُ صُحْبَة، وجَمِيلُ بن مَعْمَرٍ صاحبُ بُثَيْنةَ وَفِي كِنانَة حَرامُ بن مِلْكان. وَفِي ذُبْيانَ حَرامُ بن سَعْدِ ابْن عَدِيّ بن فَزارَةَ. وَفِي سُلَيْمٍ حَرامُ ابْن سِماكِ بن عَوْفِ بن امْرِئ القَيْس بن بُهْثَةَ بن سُلَيْمٍ، وإياهم عَنَى الفَرَزْدَق:
(فَمَنْ يَكُ خَائفًا لأِذاةِ شِعْرِي ... فقد أمِن الهِجاءَ بَنُو حَرامِ)

وَمن بَلِيّ: حَرامُ بن جُعَل بن
عَمْرِو بن جُشَم بن وَدْمِ بنِ ذُبْيانَ ابْن هيم بن ذُهْلِ بن هنيّ بن بَلِيّ.
وحَرام بن مِلْحان خَال أَنَس بن مالِك وأُخْتُه أم حَرامٍ مشهوران.
وحَرامُ بن عَوْفٍ البَلِوِيّ شَهِد فَتْحَ مِصر.
وَعَبْد الله بنُ عَمْرِو بن حَرامِ بن ثَعْلَبَة بن حَرام بن كَعْبِ بن سَلَمَة الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، والِدُ جابِر.
وزاهر بن حَرام، وقِيل بالزاي وَقَالَ عبد الْغَنِيّ: بالرّاء أصحّ.
وشَبِيبُ بن حَرام: شَهِدَ الحُدَيْبِيَة.
وحَرامُ بن جُنْدب بن عامِرِ بن غنم، جَدٌّ لأَنَسِ بن مَالك.
وحَرامُ بن غِفارٍ، فِي أجداد أبي ذَرّ الغِفارِيّ. وحَرامُ بنُ سَعْدٍ الأَنصارِيّ شيخٌ للزُّهْرِيّ. وحَرامُ ابْن حَكِيم بن سَعْدٍ الأنصاريّ الدِّمَشْقِيّ، عَن عَمّه عبد الله بن سَعْد.
وحَرامُ بن عَبْدِ عَمْرٍ والخَثْعَميّ، عَن عبد الله بن عَمْرو بن العاصِ.
وحَرامُ بن إِبْراهِيمَ النَّخَعِيّ، عَن أَبِيه، وَعنهُ الوَلِيدُ بن حَمّاد، ذَكَرَهُ ابنُ عُقْدَة. وحَرامُ بن وابِصَةَ الفَزارِيّ شاعرٌ فارِسٌ. وحَرامُ بن دَرّاج، عَن عُمَرَ وعَلِيّ، وَقيل بالزاي. وَأَبُو الحَرامِ بن العَمَرَّطِ بن تُجِيبَ.
والدّاخِلُ بنُ حَرامٍ الهُذَلَيّ، شَاعِر، قَالَ الأَصْمَعِي: اسمُه زُهَيْر.
وحَرام: جَبَلٌ بالجَزِيرة، قَالَه نصر.
وحَرِيمَة، كَسَفِينَةٍ: رجلٌ من أَنْجادِهِم، قَالَ الكَلْحَبَةُ اليَرْبُوعِيّ:

(فَأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها ... وَقد جَعَلَتْنِي من حَرِيمَةَ إِصْبَعا)

والحِرْمِيّة، بالكَسْر: سِهامٌ مَنْسوبةٌ إِلَى الحَرَمِ. والحِرْمُ قَدْ يكونُ الحَرام، ونَظِيرُهُ زَمَنٌ وَزَمانٌ.
والحَرِيمَةُ: مَا فاتَ من كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ.
وحَرِمٌ، كَكَتِف: موضعٌ. وَقَالَ نَصر: وادٍ بِأَقْصَى عارِضِ اليَمامَة ذُو نَخْلٍ وَزَرْع، وَقد تُفْتَح الرّاء، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(حَيّ دَارَ الحَيّ لَا حَيَّ بهَا ... بِسِخالٍ فأُثالٍ فحَرِمْ)

والحَرِمُ، كَكَتِفٍ: الحَرامُ والمَمْنُوع. والحَرِيمُ: الصَّدِيقُ، يُقال: فُلانٌ حَرِيمٌ صَرِيحٌ؛ أَي: صَدِيقٌ خالِصٌ.
والتَّحْرِيمُ: الصُّعُوبَة، يُقال: بَعِيرٌ مُحَرَّمٌ؛ أَي: صَعْبٌ، وأعرابيٌّ مُحَرَّمٌ، أَي: جافٍ فَصِيحٌ لم يُخالِط الحَضَرَ. وَهُوَ مجَاز. وَفِي الحَدِيث: ((أَما عَلِمْتَ أَنّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَة)) أَي: مُحَرَّمَة الضَّرْب، أَو ذَات حُرْمَة، وَفِي الحَدِيث الآخر: ((حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي)) أَي: تَقَدَّسْتُ عَنهُ وتَعالَيْت، فَهُوَ فِي حَقّه كالشَّيْءِ المُحَرَّم على الناسِ.
وَأَبُو القاسِمُ سَعِيدُ بن الحَسَنِ الجُرْجانِيّ الحَرَمِيّ، عَن أبي بكر الإسماعيليّ، تُوفي سنة ثلثمِائة وتسع وَتِسْعين. وَأَبُو مُحَمّد حَرَمِيّ بن عليّ البِيْكَنْدِيّ، سَكَنَ بَلْخ، ورَوَى عَن محمّد بن سلاَّم البِيْكَنْدِيّ.
وحَرَمِيّ بن جَعْفَر من مَشاهِير المحدّثين.
وحَرَمِيٌّ: لَقَبُ أبي بكر محمّد بن حُرَيْثِ بن أبي الوَرْقاء البُخارِيّ الْأنْصَارِيّ؛ وَأَيْضًا لَقَبُ أبي الحَسَن أحمدُ بنُ محمّد بنِ يُوسُفَ البَلْخِيّ الباهِلِيّ، عَن عَلِيّ بن المَدِينيّ؛ وَأَيْضًا لَقَب إِبراهيم بن يونُسَ، عَن أبي عَوانَة، وَعنهُ ابنُه محمّد.
والحِرْمِيّان، بالكَسْر، فِي القُرّاء نافِعٌ وابنُ كَثِير.
وسِكّةُ بَنِي حَرام بالبَصْرة، وإليها نُسِبَ أَبُو القاسِم الحَرِيريّ صَاحب المَقاماتِ.
وحَرْمَى، كَسَكْرَى: من أَسمَاء النّساء.
والمُحْرِمُ، كَمُحْسِن: لقب محمّد بن عُبَيْد بن عُمَيْر، كَانَ مُنْكَر الحَدِيث، ذَكَره ابنُ عَدِيّ فِي الْكَامِل.
وَأَبُو عَبْد الله محمَّد بن أَحْمد بن عَلِيّ بن مُحْرِم من شُيُوخِ أبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ. ومحمّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن المُحْرِم الحَضْرَمِيّ اليَمَنِيّ من فُقهاء اليَمَن، مَاتَ سنة سِتّمائَة وَإِحْدَى وَثَمَانِينَ.
ومَحَلَّة المَحْرُوم إِحْدى مَحَلاّت مِصْر، وَهِي مدينةٌ عامرةٌ وتعرف بمَحَلَّة المَرْحُوم.
وَعبد الرَّحْمن بن محمّد بن عبد الرَّحْمنِ بن المَحْرُوم، يُكْنَى أَبَا القاسِمِ، مَاتَ سنة ثلثمائةٍ وَأَرْبَعين.
(حرم) الشَّيْء عَلَيْهِ أَو على غَيره جعله حَرَامًا
حرم: {والمحروم}: المحارَف. {محرومون}: ممنوعون من الرزق.
(حرم)
فلَانا الشَّيْء حرمانا مَنعه إِيَّاه

(حرم) الشَّيْء حُرْمَة امْتنع وَيُقَال حرم عَلَيْهِ كَذَا وَالصَّلَاة حرما امْتنع فعلهَا
(ح ر م) : (حَرُمَ الشَّيْءُ) فَهُوَ حَرَامٌ وَبِهِ سُمِّيَ (حَرَامُ) بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَحَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، وَعَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ عَيَّاشٍ، (وَبَنُو حَرَامٍ) قَوْمٌ بِالْكُوفَةِ، نُسِبَتْ إلَيْهِمْ الْمَحَلَّةُ الْحَرَامِيَّةُ.

(وَالْحُرْمَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَامِ وَقَوْلُهُ
الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ ... تُهْتَكُ فِيهِ الْحُرْمَةُ
يَعْنِي حُرْمَةَ الْكُفَّارِ وَإِنَّمَا حَرَّكَ الرَّاءَ بِالضَّمِّ لِاتِّبَاعِ ضَمَّةِ الْحَاءِ وَالْمَحْرَمُ الْحَرَامُ وَالْحُرْمَةُ أَيْضًا وَحَقِيقَتُهُ مَوْضِعُ الْحُرْمَةِ (وَمِنْهُ) وَهِيَ لَهُ مَحْرَمٌ وَهُوَ لَهَا مَحْرَمٌ وَفُلَانٌ مَحْرَمٌ مِنْ فُلَانَةَ (وَذُو رَحِمٍ) مَحْرَمٍ بِالْجَرِّ صِفَةٌ لِلرَّحِمِ وَبِالرَّفْعِ لِذُو وَأَمَّا قَوْلُهُ وَإِنْ وَهَبَهَا لِأَجْنَبِيٍّ أَوْ ذِي رَحِمٍ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ أَوْ لِذِي مَحْرَمٍ لَيْسَ بِرَحِمٍ فَالصَّوَابُ أَوْ لِمَحْرَمٍ لَيْسَ بِذِي رَحِمٍ.

حرم


حَرَمَ(n. ac. حِرْم
حِرْمَة
حَرِم
حَرِمَة
مَحْرَمَة
حَرِيْم
حَرِيْمَة
حِرْمَاْن)
a. Withheld from, refused; deprived of.
b. Forbade; prohibited, declared unlawful.
c. Excluded.
d. Excommunicated.

حَرِمَ(n. ac. حَرَم
حَرَاْم)
حَرُمَ(n. ac. حُرْم
حُرْمَة
حُرُم
حَرَاْم
حُرُوْم)
a. ['Ala], Was forbidden to, unlawful for.
b. Was sacred, inviolable.

حَرَّمَa. Forbade, prohibited; declared unlawful.
b. Declared sacred, inviolable.

أَحْرَمَa. see II (a) (b).
c. Entered the sacred territory.

تَحَرَّمَa. Pass. of II.
إِحْتَرَمَa. Respected, revered, reverenced.

حِرْم
(pl.
حُرُوْم)
a. Prohibition.
b. Prohibited, forbidden, unlawful.
c. Anathema; excommunication.

حُرْمَة
(pl.
حُرَم)
a. Inviolability.
b. Reverence, respect.
c. That which is sacred, inviolable: woman; honour;
covenant &c.

حَرَم
(pl.
أَحْرَاْم)
a. Forbidden, unlawful.
b. Sacred.
c. [art.], The sacred territory of Mecca.
d. [art.
& dual ), Mecca & Medina.

حَرِمa. see 22
مَحْرَم
(pl.
مَحَاْرِمُ)
a. see 22 (a)
مَحْرَمَة
(pl.
مَحَاْرِمُ)
a. Pocket-hand- Kerchief.

حَرَاْم
(pl.
حُرُم)
a. Forbidden, prohibited; illicit.
b. Sacred, inviolable; venerable; hallowed.

حَرَاْمِيّa. Thief, robber, highway-man.
b. Rascal, scoundrel.

حِرَاْمa. Cloak; coverlet, blanket.

حَرِيْم
(pl.
حُرُم)
a. Sacred, inviolable.
b. Precincts ( of a house & c.).
c. Haram [ Harīm ].

حَرِيْمَةa. Unattainable wish, impossibility;
disappointment.

حِرْمَاْنa. Check, rebuff of fortune, disappointment.

مُحَرَّم
a. The 1st month of the Muhammadan year.

مُحْتَرَم
a. Respected, revered, venerable.

حَرْمَل
a. Rue (plant).
ح ر م

هتك رحمته. وفلان يحمي البيضة ويحوط الحريم. وهي له محرم إذا لم يحل له نكاحها، وهو لها محرم. قال:

وجارة البيت أرها محرما

والحاجة لابدّ لها من محرم، وهو ذو رحم محرم، وهي من ذوات المحارم. وتقول: إنّ من أعظم المكارم، اتقاء المحارم. وهو حرام محرم، وحرام الله لا أفعل. وأحرم الحاج فهو حرام وهم حرم. ولبس المحرم وهو لباس الإحرام. وأحرمنا: دخلنا في الشهر الحرام أو البلد الحرام. قال الراعي:

قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً ... ومضى فلم أر مثله مخذولاً

ولافن محرم: له ذمة وحرمة. وتحرم فلان بفلان إذا عاشره ومالحه، وتأكدت الحرمة بينهما. وتحرمت بطعامك ومجالستك، أي حرم عليك مني بسببهما ما كان لك أخذه. وحرمني معروفه حرماً، وحرماناً وفلان محروم: غير مرزوق. وحرمت الشاة والبقرة، واستحرمت، وشاة وبقرة مستحرمة وحرمى، وبها حرمة شديدة مثل الضبعة.

ومن المجاز: جلد محرم: لم يدبغ. وسوط محرم: لم يمرن. قال الأعشى:

ترى عينها صغواء في جنب ماقها ... تحاذر كفي والقطيع المحرما

وأعرابي محرم: حاف لم يخالط الحضر، وسرى في محارم الليل، وهي مخاوفه التي يحرم السرى معها. وأنشد ثعلب:

والله للوم وبيض دمج ... أهون من ليل قلاص تمعج

محارم الليل لهن بهرج ... حين ينام الورع المزلج
(حرم) - قَولُ اللهِ تَعالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} .
وقد فَسَّرَه الهَرَوِيّ.
وذَكَر الحَرْبِيُّ فيه قَولًا حَسَناً، قال: المَحْرُوم: الذي أَصابَتْه الجَائِحَة، سَمَّاه اللهُ مَحْروماً في موضِعَين:
قال الله تَبارَك وتعَالَى {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} - إلى أَنْ قال: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ، ثم قال -: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} . وقال تعالى في أَصْحَابِ الجَنَّة التي طَافَ عليها طَائِفٌ من رَبِّك: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} .
- في حَدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "في الحَرَامِ كَفَّارةُ يَمِين".
قال أبو زَيْد: العَقِيلِيُّون يَقُولون: "حَرامَ اللهِ لا أَفعَل كَذَا، ويَمِينَ اللهِ لا أَفعَلُه".
ويُحتَمل أن يُرِيد: تَحْرِيمَ الزوجَةِ والجَارِيَةِ من غَيرِ نِيَّة الطَّلاق، كما في قَولِه تَعالَى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} - إلى أَنْ قال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} .
وهذه المَسْألة اخْتَلَف قَولُ الصَّحابة، رَضِي الله عنهم، والأَئِمَّة فيها.
- في الحَدِيث: "حَرِيمُ البِئْرِ أَربَعُون ذِراعاً، عَطَن لِمَاشِيَته". يَعنِي البِئرَ التي يَحفِرها الرّجلُ في مَواتٍ لا يَملِكُه أَحَد، فحَرِيمُها: مُلقَى تُرابِها، لَيسَ لأحدٍ أن يَنزِلَ فيه، ولا يتَصَرَّفَ فيه.
وكذلك من حَفَر نَهْراً فحَرِيمُه مُلقَى تُرابِه، وكَمَا أَنَّه مَلَك البِئْر والنَّهر بالحَفْر مَلَك حَرِيمَهما، تَبَعًا لَهُمَا، فيُمكِن أن يكون سُمِّي به، لأَنَّه يَحرُم مَنْع صاحِبِه منه، أو لأَنَّه يَحرُم على غَيرِه التَّصرُّفُ فيه، وأَصلُ البَابِ المَنْع.
- قَولُه تَعالى: {حَرَمًا آمنًا} .
قيل: سُمِّيَت مَكَّة حَرَمًا، لأنّه يَحرُم انتِهاكُها بالصَّيد ونَحْوِه.
- في الحَدِيثِ: "اسْتَحرمَ آدمُ عليه الصَّلاة والسَّلام بَعْد قَتْلِ ابنِه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَك".
كأنَّه من الحُرمَة، ولَيسَ من قَولِهم: استَحْرَمت الشَّاةُ، إذا أَرادَتِ السِّفادَ في شَىءٍ.
الحاء والراء والميم
حرم الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ، وفي الحَديثِ " حَرَمُ إِبراهِيمَ - عليه السَّلام - والمَدِيْنَةُ حَرَمي ". والمُحَرَّمُ هو الحَرَمُ في شِعْرِ الأعْشى. والحَرَمانِ مكَّةُ والمَدينةُ. والمَنْسُوْبُ من الرِّجالِ إلى الحَرَمِ حِرْمِيٌّ؛ ومن غَيْرِهم حَرَمِيٌّ. وأحْرَمَ الرَّجُلُ فهو مُحْرِمٌ إِذا دَخَلَ الحَرَمَ، أو دَخَلَ في عَهْدٍ، أو أحْرَمَ بِحَجَّةٍ وعُمْرَةٍ أو إحداهما. وقَوْمٌ حَرَامٌ وقَوْمٌ حُرُمٌ مُحْرِمُوْن. وشَهْرٌ حَرَامٌ وحَرَمٌ. وأشْهُرٌ حُرُمٌ رَجَبٌ وذو القَعْدَةِ وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ. والمُحْرِمُ الدّاخِلُ في الشَّهْرِ الحَرَام. ويقال حِرْمٌ وحَرَامٌ كما يُقالُ حِلٌّ وحَلاَلٌ. والحُرْمَةُ ما لايَحِلُّ لك انْتِهاكُه. وأحْرَمَ الرَّجُلُ كانتْ له حُرْمَةٌ. وحُرَمُ الرَّجُلِ نِسَاؤه. والمَحَارِمُ ما لا يَحِلُّ اسْتِحْلالُه. وفي المَثَلِ " لا بُقْيا للحَمِيَّةِ بَعْدَ الحَرائمِ " أي عند الحُرْمَةِ. والمَحْرَمُ ذو الحُرْمَةِ في القَرَابَةِ. وهو ذو رَحِمٍ ومَحْرَمٍ. وحَكى الكِسائيُّ مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ. وحَرِيْمُ الدّارِ والنَّهرِ ما أُضِيْفَ إِليهما وكان من حُقُوْقِهما. والحَرِيْمُ الذي حُرِّمَ مَسُّه فلا يُدْنى منه في قَوْلِه
لَقىً بين أيْدي الطائفينَ حَرِيْمُ
قال أبو عمرو: هو شَيْءٌ كانُوا يَصْنَعُوْنَه من سَنَامِ الجَزُوْرِ لا يَمَسُّه إِلاّ مَنْ شَهِدَ الوَقْعَةَ. والحَرَامُ: ضِدُّ الحَلالِ، والجَميعُ: الحُرُمُ. وهو عليه حَرَامٌ وحِرْمٌ وحَرْمٌ وحَرَمٌ. وحَرَامَ اللهِ لا أفْعَلُ ذاكَ: أي يَمِيْنَ اللهِ. والمَحْرُوْمُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ؛ حِرْماناً. وقُرِيء: " وحِرْمٌ على قَرْيَةٍ " أي واجِبٌ، و " حَرَامٌ " حُرِّمَ ذلك عليها. والحُرْمُ: الحِرْمانُ، يُقال: حَرَمَه حُرْماً وحَرْماً وحُرْمَةً وحَرِيْمَةً. وحَرِمَ الرَّجُلُ: إِذا لَجَّ في شَيْءٍ ومَحِكَ. والحَرْمى من الشّاءِ والبَقَرِ: هي المُسْتَحْرِمَةُ إِذا أرادَتِ السِّفادَ، وهُنَّ حَرَامى مُسْتَحْرِماتٌ. والقَطِيْعُ المُحَرَّمُ: الذي لم يُمَرَّنْ. والحَيْرَمَةُ: البَقَرَةُ، والجَميعُ: الحَيْرَمُ. وقال أبو زَيْدٍ: أحْرَمْتُ الرَّجُلَ إِحْرَاماً: إِذا قَمَرْتَه، وحَرِمَ هو يَحْرَمُ حَرَماً. وإِنَّه لَحَرِمُ الجَمالِ وحارِمُ الجَمالِ: أي ليس بالجَمِيْلِ. وما هو بحارِمِ عَقْلٍ: أي له عَقْلٌ. والحُرْمُ: القَرْءُ إِذا حاضَتِ المَرْأةُ وحَرُمَ عليها الصَّلاةُ.
حرم
الحرام: الممنوع منه إمّا بتسخير إلهي وإمّا بشريّ، وإما بمنع قهريّ، وإمّا بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى: وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ [القصص/ 12] ، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك:
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الأنبياء/ 95] ، وقوله تعالى: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
[المائدة/ 26] ، وقيل: بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
[المائدة/ 72] ، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ [الأعراف/ 50] ، والمُحرَّم بالشرع: كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ [البقرة/ 85] ، فهذا كان محرّما عليهم بحكم شرعهم، ونحو قوله تعالى: قُلْ: لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ 
الآية [الأنعام/ 145] ، وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ [الأنعام/ 146] ، وسوط مُحَرَّم: لم يدبغ جلده، كأنه لم يحلّ بالدباغ الذي اقتضاه قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «أيّما إهاب دبغ فقد طهر» .
وقيل: بل المحرّم الذي لم يليّن، والحَرَمُ: سمّي بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيرا مما ليس بمحرّم في غيره من المواضع .
وكذلك الشهر الحرام، وقيل: رجل حَرَام وحلال، ومحلّ ومُحْرِم، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ [التحريم/ 1] ، أي: لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكلّ تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشيء، نحو: وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها [الأنعام/ 138] ، وقوله تعالى: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
[الواقعة/ 67] ، أي: ممنوعون من جهة الجدّ، وقوله: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
[الذاريات/ 19] ، أي: الذي لم يوسّع عليه الرزق كما وسّع على غيره. ومن قال: أراد به الكلب ، فلم يعن أنّ ذلك اسم الكلب كما ظنّه بعض من ردّ عليه، وإنما ذلك منه ضرب مثال بشيء، لأنّ الكلب كثيرا ما يحرمه الناس، أي: يمنعونه. والمَحْرَمَة والمَحْرُمَة والحُرْمَة، واستحرمت الماعز كناية عن إرادتها الفحل.
ح ر م: (الْحُرْمُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ الْإِحْرَامُ. «قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَلِّهِ وَحُرْمِهِ» أَيْ عِنْدَ إِحْرَامِهِ. وَ (الْحُرْمَةُ) مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَكَذَا (الْمَحْرُمَةُ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَقَدْ (تَحَرَّمَ) بِصُحْبَتِهِ. وَ (حُرْمَةُ) الرَّجُلِ (حَرَمُهُ) وَأَهْلُهُ. وَرَجُلٌ (حَرَامٌ) أَيْ (مُحْرِمٌ) وَالْجَمْعُ (حُرُمٌ) مِثْلُ قَذَالٍ وَقُذُلٍ. وَمِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ أَيْضًا وَهِيَ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ إِلَّا حَيَّانِ خَثْعَمُ وَطَيِّئٌ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ. وَ (الْحَرَامُ) ضِدُّ الْحَلَالِ وَكَذَا (الْحِرْمُ) بِالْكَسْرِ وَقُرِئَ:» وَحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا " وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مَعْنَاهُ وَاجِبٌ. وَ (الْحِرْمَةُ) بِالْكَسْرِ الْغُلْمَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ تُبْعَثُ عَلَيْهِمُ الْحِرْمَةُ وَيُسْلَبُونَ الْحَيَاءَ» وَمَكَّةُ (حَرَمُ) اللَّهِ. وَ (الْحَرَمَانِ) مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ. وَ (الْحَرَمُ) قَدْ يَكُونُ الْحَرَامَ مِثْلُ زَمَنٍ وَزَمَانٍ. وَ (الْمَحْرَمُ الْحَرَامُ) وَيُقَالُ: هُوَ ذُو (مَحْرَمٍ) مِنْهَا إِذَا لَمْ يَحِلَّ لَهُ نِكَاحُهَا. وَ (الْمُحَرَّمُ) أَوَّلُ الشُّهُورِ. وَ (التَّحْرِيمُ) ضِدُّ التَّحْلِيلِ. وَ (حَرِيمُ) الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا مَا حَوْلَهَا مِنْ مَرَافِقِهَا وَحُقُوقِهَا. وَ (حَرُمَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ يَحْرُمُ (حُرْمَةً) وَ (حَرُمَتِ) الصَّلَاةُ عَلَى الْحَائِضِ (حُرْمًا) وَ (حَرِمَتْ) أَيْضًا مِنْ بَابِ فَهِمَ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (حَرَمَهُ) الشَّيْءَ يَحْرِمُهُ (حَرِمًا) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا مِثْلُ سَرَقَهُ يَسْرِقُهُ سَرِقًا وَ (حِرْمَةً) وَ (حَرِيمَةً) وَ (حِرْمَانًا) وَ (أَحْرَمَهُ) أَيْضًا إِذَا مَنَعَهُ إِيَّاهُ. وَ (أَحْرَمَ) الرَّجُلُ دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ. وَأَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ لِأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا كَانَ حَلَالًا مِنْ قَبْلُ كَالصَّيْدِ وَالنِّسَاءِ. وَ (الْإِحْرَامُ) أَيْضًا بِمَعْنَى التَّحْرِيمِ يُقَالُ: (أَحْرَمَهُ) وَ (حَرَّمَهُ) بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هُوَ الْمُحَارَفُ. 
ح ر م : حَرُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ حُرْمًا وَحُرُمًا مِثْلُ: عُسْرٍ وَعُسُرٍ امْتَنَعَ فِعْلُهُ وَزَادَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ حُرْمَةُ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا وَحَرُمَتْ الصَّلَاةُ مِنْ بَابَيْ قَرُبَ وَتَعِبَ حَرَامًا وَحُرْمًا امْتَنَعَ فِعْلُهَا أَيْضًا وَحَرَّمْت الشَّيْءَ تَحْرِيمًا وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ الشَّهْرُ الْأَوَّلُ مِنْ السَّنَةِ وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لَمْحًا لِلصِّفَةِ فِي الْأَصْلِ وَجَعَلُوهُ عَلَمًا بِهِمَا مِثْلُ: النَّجْمِ وَالدَّبَرَانِ وَنَحْوِهِمَا وَلَا يَجُوزُ دُخُولُهُمَا عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّهُورِ عِنْدَ قَوْمٍ وَعِنْدَ قَوْمٍ يَجُوزُ عَلَى صَفَرٍ وَشَوَّالٍ وَجَمْعُ الْمُحَرَّمِ مُحَرَّمَاتٌ وَسُمِعَ أَحْرَمْتُهُ بِمَعْنَى حَرَمْتُهُ وَالْمَمْنُوعُ يُسَمَّى حَرَامًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ حَرَامٍ وَقَدْ يُقْصَرُ فَيُقَالُ حَرَمٌ مِثْلُ: زَمَانٍ وَزَمَنٍ وَالْحِرْمُ وِزَانُ حِمْلٍ لُغَةٌ فِي الْحَرَامِ أَيْضًا.

وَالْحُرْمَةُ بِالضَّمِّ مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَالْحُرْمَةُ الْمَهَابَةُ وَهَذِهِ اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَامِ مِثْلُ: الْفُرْقَةِ مِنْ الِافْتِرَاقِ وَالْجَمْعُ حُرُمَاتٌ
مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرُفَاتٍ وَشَهْرٌ حَرَامٌ وَجَمْعُهُ حُرُمٌ بِضَمَّتَيْنِ فَالْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ وَاحِدٌ فَرْدٌ وَثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَهِيَ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَالْبَيْتُ الْحَرَامُ وَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَالْبَلَدُ الْحَرَامُ أَيْ لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَيُقَالُ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ أَيْ لَا يَحِلُّ نِكَاحُهُ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمَحْرَمُ ذَاتُ الرَّحِمِ فِي الْقَرَابَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ تَزَوُّجُهَا يُقَالُ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَيُجْعَلُ مَحْرَمٌ وَصْفًا لِرَحِمٍ لِأَنَّ الرَّحِمَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ وَصَفَهُ بِمُذَكَّرٍ كَأَنَّهُ قَالَ ذُو نَسَبٍ مَحْرَمٍ وَالْمَرْأَةُ أَيْضًا ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ قَالَ الشَّاعِرُ
وَجَارَةُ الْبَيْتِ أَرَاهَا مَحْرَمًا ... كَمَا بَرَاهَا اللَّهُ إلَّا إنَّمَا
مَكَارِمُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا
أَيْ أَجْعَلُهَا عَلَيَّ مُحَرَّمَةً كَمَا خَلَقَهَا اللَّهُ كَذَلِكَ وَمَنْ أَنَّثَ الرَّحِمَ يَمْنَعُ مِنْ وَصْفِهَا بِمَحْرَمٍ لِأَنَّ الْمُؤَنَّثَ لَا يُوصَفُ بِمُذَكَّرٍ وَيَجْعَلُ مَحْرَمًا صِفَةً لِلْمُضَافِ وَهُوَ ذُو وَذَاتُ عَلَى مَعْنَى شَخْصٍ وَكَأَنَّهُ قِيلَ شَخْصٌ قَرِيبٌ مَحْرَمٌ فَيَكُونُ قَدْ وَصَفَ مُذَكَّرًا بِمُذَكَّرٍ أَيْضًا وَمَحْرَمٌ بِمَعْنَى حَرَامٍ وَالْحُرْمَةُ أَيْضًا الْمَرْأَةُ وَالْجَمْعُ حُرَمٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمَحْرَمَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا الْحُرْمَةُ الَّتِي لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهَا وَالْمَحْرَمُ وِزَانُ جَعْفَرٍ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْمَحَارِمُ.

وَحَرَمُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَعْرُوفٌ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حَرَمِيٌّ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ يُقَالُ رَجُلٌ حَرَمِيٌّ وَامْرَأَةٌ حُرْمِيَّةٌ وَسِهَامٌ حُرْمِيَّةٌ قَالَ الشَّاعِرُ
مِنْ صَوْتِ حُرْمِيَّةٍ قَالَتْ وَقَدْ ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخِفِّيكُمُو مَنْ يَشْتَرِي أَدَمَا
وَقَالَ الْآخَرُ
لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ بِهِ ... يَوْمًا وَإِنْ أُلْقِيَ الْحَرَمِيُّ فِي النَّارِ
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ اللَّيْثُ إذَا نَسَبُوا غَيْرَ النَّاسِ نَسَبُوا عَلَى لَفْظِهِ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ فَقَالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيٌّ وَهُوَ كَمَا قَالَ لِمَجِيئِهِ عَلَى الْأَصْلِ.

وَأَحْرَمَ الشَّخْصُ نَوَى الدُّخُولَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ وَمَعْنَاهُ أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِي شَيْءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ بِهِ مَا كَانَ حَلَالًا لَهُ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَنْجَدَ إذَا أَتَى نَجْدًا وَأَتْهَمَ إذَا أَتَى تِهَامَةَ وَرَجُلٌ مُحْرِمٌ وَجَمْعُهُ مُحْرِمُونَ وَامْرَأَةٌ مُحْرِمَةٌ وَجَمْعُهَا مُحْرِمَاتٌ وَرَجُلٌ وَامْرَأَةٌ حَرَامٌ أَيْضًا وَجَمْعُهُ حُرُمٌ مِثْلُ: عَنَاقٍ وَعُنُقٍ وَأَحْرَمَ دَخَلَ الْحَرَمَ وَأَحْرَمَ دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَدِيثِ «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لِحِلِّهِ وَحَرَمِهِ» أَيْ وَلِإِحْرَامِهِ.

وَحَرِيمُ الشَّيْءِ مَا حَوْلَهُ مِنْ حُقُوقِهِ وَمَرَافِقِهِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى غَيْرِ مَالِكِهِ أَنْ يَسْتَبِدَّ بِالِانْتِفَاعِ بِهِ وَحَرَمْتُ زَيْدًا كَذَا أَحْرِمُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ حِرْمًا بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَحِرْمَانًا وَحِرْمَةً بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَحْرُومٌ وَأَحْرَمْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فِيهِ وَالْحَرْمَلُ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ لَهُ حَبٌّ أَسْوَدُ وَقِيلَ حَبٌّ كَالسِّمْسِمِ. 
[حرم] نه فيه: كل مسلم عن مسلم "محرم" أي يحرم عليه أذاه، ويقال: مسلم محرم، أي لم يحل من نفسه شيئاً يوقع به، يريد أنه معتصم بالإسلام ممتنع بحرمته ممن أراده، أو أراد ماله، و"نصيران" يشرح في النون. ومنه ح: الصيام "إحرام" لتجنبه ما يثلم صومه، ويقال للصائم أيضاً: محرم. ومنه:
قتلوا ابن عفان الخليفة "محرماً" ... ورعا فلم أر مثله مخذولا
وقيل: أراد لم يحل من نفسه شيئاً يوقع به، ويقال للحالف: محرم، لتحرمه به. ومنه "يحرم" في الغضب، أي يخلف. وفيه: في "الحرام" كفارة يمين، هو أن يقول: حرام الله لا أفعل، كما تقول: يمين الله، ويحتمل أن يريد تحريم الزوجة والجارية من غير نية الطلاق. ومنه: "لم تحرم ما أحل الله لك". ومنه: إلى صلى الله عليه وسلم من نسائه و"حرم" فجعل الحرام حلالاً، أي ما كان قد حرمه بالإيلاء من نسائه عاد حله بالكفارة. وفيه: أطيبه صلى الله عليه وسلم لحله و"حرمه" بضم حاء وسكون راء: الإحرامب الحج، وبالكسر الرجل المحرم يقال: أنت حل وأنت حرم. و"أحرم" إذا دخل في الحرم وفي الشهور الحرم، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. ومنه: "تحريمها" التكبير، كأنه بالتكبير ممنوع من الأفعال والكلام. وفيه: يعظمون فيها "حرمات" الله، جمع حرمة، أي حرمة الحرم وحرمة الإحرام وحرمة الشهر الحرام، والحرمة ما لا يحل انتهاكه. ومنه: لا تسافر المرأة إلا مع ذي "محرم" منها، وروى: ذي "حرمة"، والمحرم من لا يحل له نكاحها. ك: محرم بفتح ميم وسكون حاء، وذي حرمة بضم حاء وسكون راء، أي رجل ذو حرمة بنسبة أو غيره، مسيرة يوم، وروى: فوق ثلاثة أيام، واختلافه لاختلاف السائلين، وجوز الشافعي السفر مع الأمن. وح: لا يدخل عليها إلاومالك في تحريم صيدها، وأباحه أبو حنيفة لحديث ما فعل النغير، وأجيب بأنه قبل التحريم، أو كان من الحل. ط: في "الحرام" يكفر، أي من حرم شيئاً على نفسه يلزمه كفارة يمينه. ومن "حرمها" أي من حرم خيرها بتوفيق العبادة فيها "حرم" أي حرم خيراً كثيراً. قوله: الأكل "محروم" أي لا حظ له في السعادة. ن: أهل بيتي من "حرم" الصدقة، بضم حاء وخفة راء. وح: إنما "حرم" أكلها، بفتح حاء وضم راء وبضم حاء وكسر راء مشددة. و"حرمت" الخمر، أي اعتقدت حرمته ولا أفعله. وح: والله لقد "حرمناه" بتخفيف راء أي منعناه منه، حرمته وأحرمته بمعنى. وح: "حرمة" نساء المجاهدين هذا بتحريم التعريض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن. غ: "حرام على قرية" واجب، وحرم وجب. و"الحرمة" ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه. و"من يعظم حرمات الله" فروضه أو ما حرمه عليه فيجنبه.
حرم: حرمه من الشيء: منعه عنه ومنه (بوشر، دي ساسي ديب 9: 46).
وحرم: أبسل، جعله حراما (بوشر، همبرت ص157) وفصله عن الجماعة (ألكالا) (فهو محروم) (محيط المحيط، بوشر) وفيها محروم وهو الذي وقع عليه الحِرم.
حرَّم (بالتشديد). حرَّم الشيء على نفسه: جعله حراما أي ممنوعا من فعله (بوشر).
وحرَّم الرجل: فصله عن الجماعة (فوك، ألكالا: أماري ص 421).
وحرَّم: ذكرها فوك في مادة ( Pallium) .
أحرم: حَرَم، اعدم، منع (بوشر) وأحرم بمعنى قال الله اكبر في افتتاح الصلاة (انظر لين في مادة حرّم) (البكري ص139، المقري 1: 544، 2: 533، رياض النفوس (ص60 ق، 74 و) ومن هذا: أحرم بالصلاة أي دخل فيها. وفي معجم لين تحرَّم بالصلاة في نفس المعنى. وفي رياض النفوس (ص77 ق): فقال السلام عليك واستقبل القبلة وأحرم بالصلاة. ويقال في نفس المعنى: أحرم للصلاة (كرتاس ص179، ألف ليلة (برسل 11: 445) كما يقال احرم في الصلاة (فوك). وفي الكلام عن الكعبة يقال: أحْرَمَتَُّ: وإحرام الكعبة يكون في اليوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة. فترفع الستارة التي تغطيها من جوانبها الأربعة إلى باع ونصف لكي يحموا هذه الستارة من أيدي الذي يحاولون إسلامها ومنذ هذا الحين لا تفتح الكعبة إلا بعد الإفاضة من الوقوف بعرفة، أي بعد اثني عشر يوما (ابن جبير ص166، ابن بطوطة 1: 395) أما في أيامنا هذه يعني أن الكعبة بدون ستارة ويستمر هذا خمسة عشر يوما لأنهم يرفعون الستارة في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ثم يضعون عليها سترة جديدة في اليوم العاشر من ذي الحجة (بركهارت جزيرة العرب 1: 255، علي بك 2: 78).
تحرَّم. كما يقال تحرَّم بالصلاة أي بدأها ودخل فيها (لين): يقال تحرَّم بالطواف أي بدا الطواف حول الكعبة (بدرون 284).
وتحرَّم: سرق، امتهن اللصوصية (ألف ليلة، برسل 7: 291) وامتهن القرصنة (دي ساسي ديب 11: 41، أماري ديب ص194).
وتحرَّم، ذكرها فوك في مادة ( Pallium) .
انحرم: ذكرها فوك في مادة ( Proibere) .
احترم. لقد صحح لين غلط جوليوس وفريتاج اللذين قالا إن معناه صار محترَماً ومكَرَّما، وقال إن صوابها أحْتُرِمَ بالبناء للمجهول. غير أن أهل الأندلس يقولون محترِم بدل محترَم بمعنى مُبَجَّل ومكرم. (انظر ألكالا).
وهذا الفعل يستعمل مجازا بمعنى أبقى على كما نستعمل كلمة ( Respecter) الفرنسية ففي رحلة ابن بطوطة (3: 291) مثلا: وكان هذا السلطان يعاقب على الذنوب الصغيرة كما يعاقب على الكبيرة ولا يبقي على أحد (وكان لا يحترم أحد) لا عالماً ولا عدلاً ولا شريفاً (ابن بطوطة 2: 88).
وقد ارتكب فريتاج خطا كبير حين قال إن ج، ج شلتنز قد علق على هامش نسخته من معجم جوليوس إن هذا الفعل يعني باللاتينية ما معناه: منعه الاحترام، لأن شلتنز ذكر لهذا الفعل معنيين معنى امتنع ومنع ومعنى احترم غير أن فريتاج خلط بينهما وظنَّهما معنى واحدا (انظر ويجرز في روتجرز ص154) وهذا الفعل يعني في الحقيقة: امتنع عن الشيء احتراما له وامتنع من استعمال شيء احتراما له. فعند روتجرز (ص153) مثلا: وكان العرب الذين يسكنون هذه الأقطار يمتنعون عن قطع شيء من هذه الشجرة ((كانت يحترمون أن يقطعوا شيئا منها)) لأنهم كانوا يعتقدون إنها مسكن الجن. وفي المقري (1: 688): وعلى الرغم من إن على هذا النهر جسرين فإن الناس ودوابهم كانوا يعبرونه بالزوارق ((لأن هذين الجسرين كانا قد احْتُرِما)) لوقوعهما داخل سور قصر السلطان. وانظر (1: 9) منه ففي: احتراما لموضع السلطان.
واحترام اللحم: الامتناع عن أكل اللحم (فوك).
واحترم: امتنع من (دي ساسي طرائف (2: 83) وفيه: احترم الإفادة من جميع الحدود أي امتنع من الإفادة التي يمكن أن يستفيدها من جميع الشيوخ (أي رجال الدين). تَحَيْرَمَ: سرق، امتهن اللصوصية (ألف ليلة برسل 6: 199، 11: 395).
حِرْم: حرام. والمنع عن شركة المؤمنين ومخالطتهم (بوشر، محيط المحيط).
حُرْمَة: بمعنى الاحترام والكرامة، يقال: عمل حرمة بمعنى احترم (ألكالا). ويقال حاشا حرمة السامعين أي حاشا احترام السامعين. ويقال: حاشا حرمتك من ذلك أي انك لا تستطيع عملا سيئا مثل ذلك (بوشر).
ونجد في معجم ألكالا فكرة مغيرة لأنه يترجم ( Horma) بما معناه: مكانة واعتبار، ففيه: حرمة الجماعة واعتبارها وانظر في المعجم اللاتيني - العربي ( Privilegium) : حرمة وتقدم.
وحرمة: شارة الشرف (ألكالا).
وحرمة: شعار غلبة وهو مجموعة أسلحة تذكارا لنصر (لكالا).
وحرمة: شرف النسب وكرم الأبَّوة والجرثومة (ألكالا).
وحرمة: حمى، ملاذ (دومب ص99،هلو).
وحرمة بالمعنى التي ذكرها لين 555 (= ذمّة) وانظر العبارة في كوزج مختارات (ص31) وهي: لا أبيعها بكل ما في الدنيا من مال لحرمتها بي للرابطة المقدسة التي تربطها بي.
وحُرمة: سيدة، امرأة محترمة (كوزج مختارات ص22).
يا حرمة: يا سيدة (ألف ليلة 2: 427).
بحرمة: باسم، بحق، مراعاة، إكراما (بوشر).
في حرمة أو لحرمة: لأجل، بشأن، بسبب - وحرمة فَش: لأجل ماذا؟ (فوك).
حرمي. الأذخر الحرمي: صنف من الأذخر. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه ينبت في الحجاز (ابن البيطار 1: 19). حِرْمان: خسران، خسارة (بوشر).
حِرْمَانية: خسران، خسارة (بوشر).
حَرَام: لئيم، شرير، غير شريف، مستقيم (بوشر).
وحَرام: مرابي (بوشر).
وحَرام: مرتكب المحارم، زان بمحرم مسافح (بوشر).
وحَرام: سرقة، اختلاس (بوشر، ألف ليلة ماكن 1: 233، 3: 475، برسل 6: 235).
وحَرام: لعنة (هلو) وحِرم، حرمان (ألكالا) حَرام وحِرام: تحريف إحرام (انظر الكلمة). وهي قطعة من نسيج الصوف الأبيض ويستعملها المغاربة غالبا وهو يلقونها على أجسادهم كما إنهم يستعملونها غطاء في الليل ويفرشونها كالبــساط. والمغاربة هم اللذين أدخلوا الحرام في مصر وقد سمَّي هذا الغطاء حراما لأنه يشبه إحرام الحجاج (انظر لين ترجمة ألف ليلة 3: 570 تعليقة 21) وفي هذه العبارة التي تتصل بها التعليقة حرام في طبعة بلاق خطأ والصواب حزام كما هو مذكور في طبعة ماكن 16604. لين عادات 1: 227، 2: 8، بوشر، صفة مصر 12: 128).
ويجمع بالألف والتاء جمع المؤنث السلم (صفة مصر 27: 300، دفريمري مذكرات ص153، باننتي 2: 66).
وحرام: شال يغطي نصف الوجه (بارت 5: 270، وانظر 4: 349).
ابن حرام: ابن زنا (بوشر، همبرت ص30، ألف ليلة 1: 178).
وابن حرام: رجل بور، رجل سوء، خسيس، نذل، لئيم (همبرت ص240) وشقي، وغد، نذل، ساقط الهمة (بوشر).
وأبناء الحرام: أدنياء، اخساء، لصوص، سرَّاق (ألف ليلة 1: 772).
حُرُوم: حِرم، حرمان كنسي (بوشر).
حَريم، ويجمع على حَرَائِم: أهل الرجل (فوك).
حريمات: زوجات رجال متعددين (ألف ليلة 2: 474، 475).
حِرَامة: ذكرها فريتاج. ولابد أن تحذف (فليشر تعليقه على المقري 1: 486، وفي بريشت ص189).
حَرامِيّ: نذل، خبيث، لئيم، لص، سارق، قاطع طريق (بوشر، هلو، محيط المحيط، ابن جبير ص303، كوزج مختارات ص74، برايتنباخ ص115 ق، دافيدسن ص64، برتون 1: 242، 2: 101) وكذلك في العبارة التي نقلها فريتاج من حياة تيمور.
وحرامي: نغل، ابن زنا، ابن حرام (همبرت ص30 (الجزائر)، رولاند دوماس حياة العرب ص101).
وحرامي يطلق في أفريقية وسوريا على الياسمين البري (ابن العوام 1: 310) هذا إذا كانت كتابة الكلمة فيه صحيحة. حَرِيِمي. الحسن الحريمي: حسن النساء (ابن جبير ص210 = ابن بطوطة 2: 101).
أَحْرَم: أردأ، اسوأ، أنجس، شر، ألعن (الكالا).
إحْرام:، ويجمع على احاريم (ابن بطوطة 4: 116) وأحَارِم (فوك، المقري 2: 117): لباس الحاج: وهو يتألف من قطعتين من نسيج الكتان أو الصوف ويفضل الأبيض منهما ويبلغ طوله ستة أقدام بعرض ثلاثة أقدام ونصف القدم، ويسمى أحدهما ((رداء)) وهو الذي يرتدي فيغطي القسم الأعلى من الجسم ويسمَّى الآخر ((إزاراً)) وهو الذي يؤتزر به ويغطي الجسم من المحزم إلى الركبة. (بركهارت جزيرة العرب: 1: 160، برتون 2: 133) وهذا هو لباس العرب منذ القدم (أنظر الحماسة ص81 مثلا) وهو لباسهم اليوم أيضاً فيما يقول برتون فإن رجال الأقوام الذين يسكنون غربي البحر الأحمر لا يلبسون غيره.
وإحرام: لباس الإحرام وهو نفس لباس الحاج (نيبور ب ص345).
وإحرام عند المغاربة: رداء يرتديه الرجال يغطي الرأس والكتفين أو الكتفين فقط (معجم الأسبانية ص109، 110) وفي كتاب ابن عبد الملك (ص116 ق): حين ضرب منصور الموحدي الدنانير الكبيرة التي تسمى منذئذ باليعقوبية أعطى مائتي دينار منها ملفوفة بقرطاس أحد العلماء ((فلما صار القرطاس بيده جذب طرف إحرامه الذي كان عليه وأفرغ القرطاس فيه)) (انظر ابن بطوطة 1: 18، 19).
وإحرام: أنظر: حرام.
مَحْرَم: يطلق عادة على القريب من نفس الأسرة كما يطلق على البعيد من نفس الأسرة الذي يمكن تزوجه (دي يونج).
ومَحْرَم: ضرب من النسيج (مملوك 2، 2: 71، 2: 12، 18، 19) غير أن كتابة الكلمة مشكوك فيها (انظر ص76).
مَحْرَمة، وتجمع على محارم: منديل (مملوك 2، 2: 76، ميهرن ص42، زيشر 11، 503 وما يليها، وولتر سدروف، برتون 2: 115، هلو، غدامس ص42، محيط المحيط).
ومحرمة، فوطة، غطاء المنضدة (بوشر).
ومَحْرمة فم حزام: منديل من الحرير مخطَّطة أطرافه تضعه النساء على أكتافهنَّ (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 24).
مَحْرَمِيَّة: مسارة، نجوى (هلو).
مُحرَّم: قسم الخباء المخصَّص لسكنى الأسرة (زيشر 22: 100 رقم 31).
مَحْرُوم: مطرود من المجتمع (ابن عباد 3: 45 رقم 44).
ومحروم: حَرِم، ممنوع من شركة المؤمنين (ألكالا، همبرت ص157).
مُحْنَرَم: مفضل، مكرم، ذو حظوة عند الأمراء وغيرهم (ألكالا).
ومحترم: مكان مفضل (الكالا).
باب الحاء والراء والميم معهما ح ر م، ح م ر، م ح ر، م ر ح، ر ح م، ر م ح كلهن مستعملات

حرم: الحَرَمُ: حَرَمُ مَكّةَ وما أحاط بها إلى قريبٍ من المَواقيت التي يُحْرِمُون منها، مَفصول بين الحِلِّ والحَرَم بمِنىً. والمُحَرَّم في شعر الأعشى هو الحَرَم حيث يقول:

بأجْيادَ غربيَّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

وقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: مَكَّةُ حَرَمُ إبراهيم، والمدينةُ حَرَمي.

(والمُحَرَّم هو الحَرَم) ، ورجلٌ حِرْميٌّ: منسوبٌ إلى الحَرَم، قال:

لا تَأْويَنَّ لِحرميٍّ مررتَ به ... يوماً وإنْ أُلِقَي الحِرْميُّ في النار

[وإذا نسبوا غير النّاس (فتحوا وحرّكوا) فقالوا] : منسوبٌ إلى الحَرَم. أي: مُحْرِمون. وتقول: أحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ وحَرام، ويقالُ: إنّه حَرامٌ على مَن يرومُه بمكروهٍ، وقَومٌ حرم أي: محرمون. والأَشهُرُ الحُرُم ذو القَعْدة وذو الحِجة والمُحَرَّم ورَجَبٌ، ثلاثة سَرْدٌ وواحد فَرْدٌ . والمُحَرَّم سُمِّيَ به لأنَّهم [لا] يَسْتَحلُّونَ فيه القتال. وأَحْرَمْتُ: دَخَلْتُ في الشهر الحَرام. والحُرْمةُ: ما لا يَحِلُّ لكَ انتِهاكُه. وتقول: فلانٌ له حُرْمةٌ أي تَحَرَّمَ منّا بصُحبةً وبحَقٍّ. وحُرَمُ الرجل: نِساؤه وما يَحمي. والمَحارِمُ: ما لا يحِلّ استحلالُه. والمَحْرَم: ذو الرّحم في القرابة [وذات الرّحم في القرابة] أي: لا يحِلّ تَزويجُها، يقال: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَم [وهي ذات رَحِمٍ مَحْرَم] قال: .

وجارة البَيْتِ أراها مَحْرَما

وحَريمُ الدار: ما أُضيفَ إليها من حُقوقها ومَرافِقها (وحَريم البِئْر: مُلْقَى النَّبيثَة والمَمْشَى على جانِبَيْها ونحو ذلك. وحَريمُ النَّهر: مُلْقَى طينه والمَمْشَى على حافَتَيْه) . والحَريمُ: الذي حَرُمَ مَسُّه فلا يُدْنَى منه. وكانت العَرَبُ إذا حَجُّوا ألْقَوا الثِّيابَ التي دَخَلوا بها الحَرَمَ ، فلا يلبَسونها ما داموا في الحَرَم، قال  كفى حزنا كري عليه كأنه ... لقى بين أيدي الطائفين حَريمُ

والحَرامُ ضِدُّ الحَلال، والجميع حُرُم، قال:

وباللّيْل هُنَّ عليه حُرُمْ

والمَحرومُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْماناً، ويُقَرأ (قوله تعالى) : وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ

، أي واجب، عليهم، حَتْم لا يَرجِعونَ إلى الدنيا بعد ما هَلَكُوا. ومن قَرَأَ: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ

يقول: حُرِّمَ ذلك عليها فلا يُبْعَث دون يوم القيامة. وحَرِمَ الرجل إذا لج في شيءٍ ومَحَكَ . والحَرْمَى من الشّاء والبَقَر هي المُسْتَحْرِمة، تقول: استَحْرَمَتْ حِرْمةً إذا أرادَتْ السِّفاد وهُنَّ حَرَامَى أي مُستَحْرمات. والقَطيعُ المُحَرَّم: السَّوْط الذي لم يَمْرُنْ، قال الأعشى:

تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ في جَنْبِ مَأْقِها ... تُراقِبُ كَفّي والقَطيعَ المُحَرَّما  رحم: الرَّحمن الرَّحيم: اسمانِ مُشتَقّانِ من الرَّحْمة، ورَحْمةُ الله وسعت كل شيء، (وهو أرحم الراحمين) ، ويقال: ما أقرَبَ رُحْمَ فلانٍ إذا كانَ ذا مَرْحَمةٍ وبرٍّ، وقوله- جلَّ وعزَّ- وَأَقْرَبَ رُحْماً

، أي أَبَرَّ بالوالدَيْن من القتيل الذي قَتَلَه الخَضْرُ- عليه السلام-، [وكان الأبَوان مُسلِمَيْن والابْنُ كان كافِراً فوُلِدَ لهما بعدُ بنتٌ فوَلَدَت نبيّاً، وأنشد:

أحْنَى وأرحَمُ من أُمٍّ بواحدها ... رُحْماً وأشجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضاري)

والمَرْحمةُ: الرَّحْمة، [تقول: رَحِمْتُه أَرْحَمُه رَحْمةً ومَرْحمة، وتَرَحَّمْت عليه، أي قلت: رَحْمةُ اللهِ عليه، وقال الله- جلَّ وعزّ- وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أي أوصَى بعضُهم بعضاً برحمة الضَّعيف والتَّعْطُّف عليه) . والرَّحِمُ: بيْتُ مَنبِت الوَلَد ووِعاؤه في البَطْن. وبينهما رَحِمٌ أي قَرابةٌ قريبة، قال الأعشى:

نُجْفَى وتُقطَعُ منا الرَّحِمْ

[وجمعُه الأرحام. وأما الرَّحِم الذي جاء

في الحديث: الرَّحِمُ مُعَلَّقةٌ بالعَرْش، تقول: اللهُمَ صِلْ من وَصَلَني واقطَعْ من قَطَعْني

فالرَّحِمُ القرابة تجمَع بني أَبٍ. وناقة رَحُومٌ: أصابَها داءٌ في رَحِمها فلا تَلْقَح، تقول: قد رَحُمِتَ رُحْماً، وكذلك المرأة رَحِمَت ورَحُمَت إذا اشتَكَتْ رَحِمَها] » .

مرح: المَرَحُ: شِدَّة الفَرَح حتى يُجاوزَ قَدْرَه. وفَرَسٌ (مَرِحٌ) مِمْراح مَرُوحٌ، وناقة مِمْراحٌ مَرُوحٌ، وقال:

نطوي الفَلا بمَرُوحٍ لحمُها زِيَمُ

ومَرْحَى: كلمة تقولها العَرَبُ عند الإصابة. والتَّمريحُ: أنْ تُمْلأَ المَزادةُ أوَّلَ ما تُخْرَزِ حتى تُكْتَمَ خُروزُها ، تقول: ذَهَبَ مَرَحُ المَزادة إذا لم يَسِلْ ماؤها، وقد مَرِحَتِ [العين] مَرَحاناً: [اشْتدّ سَيَلانها] ، [قال] :

[كأنَّ قَذًى في العَيْن قد مَرِحَت به ... وما حاجة الأخرى إلى المَرَحان]

ويقال: مَرِّح جلْدَك أي: ادهَنْه، قال الطرماح:

مدبوغة لم تمرح  رمح: الرُّمْح [واحدُ] الرِّماح. والرِّماحةُ: صَنْعَةُ الرَّمّاح. والرامِحُ: نَجْمٌ يقال له السِّماكُ المرزم. و [ذو] الرُّمَيْح : ضَرْبٌ من اليرابيع، طويل الرِّجْلَيْن في أوساط أوظفته، في كلّ وَظيفٍ فَضل ظُفْر. وأخَذَتِ البُهْمَى رِماحَها: إذا امتَنَعَتْ من المراعي. ورَمَحَتْ الدّابَّةُ بِرجْلِها تَرْمَحُ بها رَمْحاً، [وكل ذي حافر يَرْمَح رمحاً إذا ضَرَب برِجْلَيْه، ورُبَّما استُعير الرُّمّحُ لذي الخُفِّ، قال الهذلي:

ّبطَعْنٍ كرَمْح الشَّوْلِ أَمسَتْ غَوارِزاً ... حَواذبُها تَأْبَى على المتُغَبِّرِ]

ويقال: بَرِئْتُ إليكَ من الجِماح والرِّماح، [وهذا من العُيوب التي يُرَدُّ المبَيعُ بها] ويقال: رَمَحَ الجُنْدُبُ أي: ضَرَبَ الحَصَى برِجْله، قال:

والجُنْدُبُ الجَون يَرْمَحُ

حمر: الحُمْرة: لَوْنُ الأَحمْرَ، تقول: قد احمَرَّ الشيء [احمِراراً] إذا لَزِمَ لونَه فلم يَتَغَيَّرْ من حالٍ إلى حال، واحمارَّ يَحمارُّ احميراراً إذا كان عَرَضَاً حادثاً لا يثُبتُ، كقولك: جَعَلَ يَحمارُّ مَرَّةً ويَصفارُّ مرّةً. والحَمَرُ: داء يعتري (الدابَّةَ) من كَثْرة الشَّعير، تقول: حَمِرَ يَحْمَرُ حَمَراً، وبِرْذَوْنٌ حَمِرٌ، [وقال امرؤ القيس:

لَعَمْري لَسَعْدُ بن الضبِّابِ إذا غَدا ... أحَبُّ إلينا منكَ، فا فَرَسٍ حَمِرْ

أراد: يا فا فَرَسٍ حَمِره، لقَّبَه بفي فَرَسٍ حَمِرٍ لنَتَنِ فيه] . والحُمْرة : داء يعتَري الناسَ فَتَحمَرُّ مَواضِعُها، يُعالَجُ بالرُّقْية. والحِمار: [العَيْر الأهْليّ والوَحْشّي] ، والعَدَدُ : أحمِرة، والجميع: الحَمير والحمر والحُمُرات، والأنثى حِمارة وأَتانٌ. والحَمِيرة: الأُشْكُزُّ : [مُعَرَّب وليس بعَربيٍّ، وسُمِّيَتْ حَميرةٌ لأنَّها تَحْمَرُ أي: تُقْشَرُ، وكلُّ شيءٍ قَشَرْتَه فقد حَمَرْتَه فهو محمُورٌ وحَميرٌ] . والخَشَبة التي يَعْمَلُ عليها الصَّيْقلُ يقال لها: الحِمار: وحِمارَةُ القَدَم: هي المُشْرفة بين مَفصِلِها وأصابعها من فوق.والحِمار: خَشَبةٌ في مُقَدَّم الرَّحْل تقبِضُ عليها المرأةُ، وهي في مُقَدَّم الإِكافِ أيضاً، قال الأعشى:

كما قيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا

وحِمارُ قَبّان: دُوَيْبَّة صغيرة لازِقةٌ بالأرض ذات قوائم كثيرة.

وفي الحديث : غَلَبتنا عليكَ هذه الحَمْراء

يعني العَجَم والموالي، لسُمْرة ألوان العَرَب وحُمْرة ألوان العَجَم. وفَرَسٌ مِحْمَر وجمعُه مَحامِر ومَحامير أي: يَجري جَرْيَ الحِمار من بُطْئِه، [قال:

يدِبُّ إذْ نَكَسَ الفُحْجُ المَحاميرُ] .

والحُمَّرة: ضرَبْ من الطير كالعصافير، وبعضٌ يجعَلُ العصافير الحُمَّرة، قال:

يا لكِ من حُمَّرةٍ بالجَنْفَر

وحَمارَّةُ الصيَّفْ: شِدَّة وقت الحَرّ، ولم اسمَع على فَعَالْة غير هذه والزّعارّة. ثم سَمِعت بخراسان صَبارّة الشِّتاء، وسَمِعتُ: إنْ وراءَك لقُرّاً حِمِرّاً. والأحمَرانِ: الزَّعْفَران والذهب. ومَوْتٌ أحمر، ومِيتَةٌ حمراء، أي: شديدة، قال:

نُسقَى بأيدينا مَنايا حُمْرا

وسنةٌ حمراء أي: شديدة، قال:

إليكَ أشكوُ سنَوَاتِ حُمْرا

أُخْرِجَ على نَعْت الأعوام فلم يقل حمراوات .

محر: المَحارة: دابَّة في الصَّدَفَيْن. والمَحارة: باطن الأُذُن . والمَحارة: ما يُوجَرُ به الصَّبيُّ ويُلَدُّ، ورُبَّما سُقِيَ فيها باللَّبَن لعِلّه» .
الْحَاء وَالرَّاء وَالْمِيم

الحِرْمُ والحَرَامُ: نقيض الْحَلَال. وَجمعه حُرُمٌ. وَقد حَرُمَ عَلَيْهِ الشَّيْء حُرْما وحَراما، وحَرَّمَه الله عَلَيْهِ. وحَرُمَت الصَّلَاة على الْمَرْأَة حُرُما وحُرْما، وحَرِمَتْ عَلَيْهَا حَرَما وحَرَاما. وحَرُمَ عَلَيْهِ السّحُور حُرما وحَرِمَ لُغَة. والمَحارِمُ: مَا حَرَّمَ الله.

ومَحارِمُ اللَّيْل: مخاوفه، يَحْرُمُ على الجبان أَن يسلكها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

مَحارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ

حينَ ينامُ الورَعُ المزَلَّجُ

ويروى: مخارم اللَّيْل، أَي أَوَائِله.

وأحْرَمَ الشَّيْء: جعله حَراما.

والحريمُ: مَا حُرّمَ فل يمس.

وحَرَمُ مَكَّة مَعْرُوف، وَهُوَ حَرَم الله وحَرَمُ رَسُوله.

والحَرَمانِ: مَكَّة وَالْمَدينَة. وَالْجمع أحْرامٌ. وأحرَمَ الْقَوْم، دخلُوا فِي الحرَم. وَرجل حَرامٌ: دَاخل فِي الحرَمِ. وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميع والمؤنث. وَقد جمعه بَعضهم على حُرُمٍ. وَالنّسب إِلَى الحَرَمِ حِرْمِيّ، وَهُوَ من المعدول الَّذِي يَأْتِي على غير قِيَاس. قَالَ الْأَعْشَى:

لَا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مررتَ بِهِ ... يَوْمًا، وَإِن أُلْقِىَ الحِرْمِيُّ فِي النَّارِ

وَقَالَ النَّابِغَة:

مِنْ قَولِ حِرْمِيَّةٍ قَالَت وَقد ظَعَنوا ... هَل فِي مخَفِّيكُم مَنْ يَشْتَرِي أَدَما

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

لهنّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كَأَنَّهَا ... ضَرائرُ حِرْمِىٍّ تَفاحَش غارُها قَالَ الْأَصْمَعِي: أَظُنهُ عَنى قُريْشًا، وَذَلِكَ أَن أهل الحَرمِ أول من اتخذ الضرائر.

وَقَالُوا فِي الثَّوْب الْمَنْسُوب إِلَيْهِ: حَرَمِيّ، وَذَلِكَ للْفرق الَّذِي يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ كثيرا ويعتادونه فِي مثل هَذَا.

والحرِيمُ: مَا كَانَ المُحْرِمونَ يلقونه من الثِّيَاب فَلَا يلبسونه. قَالَ:

كَفَى حَزَنا كَرّي عَلَيْهِ كأنَّه ... لَقى بَين أَيدي الطائِفينَ حرِيمُ

وبلد حَرَامٌ، وَمَسْجِد حرامٌ، وَشهر حرامُ. وَالْأَشْهر الحُرُمُ أَرْبَعَة: ثَلَاثَة سرد وَوَاحِد فَرد، فالسرد ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم والفرد رَجَب. وَفِي التَّنْزِيل: (مِنْهَا أربَعةٌ حُرُمُ) وَقَوله: مِنْهَا، يُرِيد الْكثير، ثمَّ قَالَ: (فَلَا تَظْلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم) لما كَانَت قَليلَة.

والمُحَرَّمُ: شهر الله، سمته الْعَرَب بِهَذَا الِاسْم لأَنهم كَانُوا لَا يسْتَحلُّونَ فِيهِ الْقِتَال، وأضيف إِلَى الله تَعَالَى إعظاما لَهُ، كَمَا قيل للكعبة بَيت الله. وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ من الْأَشْهر الحُرُمِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي. وَجمع المُحَرَّمِ ومَحاِرُم ومَحارِيمُ ومُحَرَّماتٌ.

وحَرَم وأحْرَمَ: دخل فِي الشَّهْر الْحَرَام، قَالَ:

وَإِذ فَتَك النُّعمانُ بالناسِ مُحْرِما ... فملِّيء مِنْ عَوفِ بن كعبٍ سَلاسِلُه

فَقَوله: مُحْرِما، لَيْسَ من إِحْرَام الْحَج، وَلكنه الدَّاخِل فِي الشَّهْر الْحَرَام.

والحَرْمَ: الإحْرامُ بِالْحَجِّ، وَفِي حَدِيث عَائِشَة: كنت أطيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحلِّهِ ولحُرْمِه.

والحُرمَةُ: مَا لَا يحل انتهاكه. وَقَوله تَعَالَى: (ذلكَ وَمن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) قَالَ الزّجاج: هِيَ مَا وَجب الْقيام بِهِ وحَرُمَ التَّفْرِيط فِيهِ. فَأَما قَول أُحيحة، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

قَسَما مَا غيرَ ذِي كذِبٍ ... أَن نُبيحَ الحِصْنَ والحُرَمَه فَإِنِّي أَحسب الحُرَمَة لُغَة فِي الحُرْمَةِ، وَأحسن من ذَلِك أَن تَقول: والحُرُمَة، بِضَم الرَّاء، فَيكون من بَاب ظلمَة وظلمة، أَو يكون أتبع الضَّم الضَّم للضَّرُورَة، كَمَا أتبع الْأَعْشَى الْكسر الْكسر أَيْضا فَقَالَ:

أذاقَتْهمُ الحَربُ أنفاسَها ... وَقد تُكرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ

إِلَّا أَن قَول الْأَعْشَى قد يجوز أَن يتَوَجَّه على الْوَقْف، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْله: مَرَرْت بِالْعَدْلِ.

وحُرَمُ الرجل: نساؤه وَمَا يحمي، وَهِي المحارِمُ، واحدتها مَحرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ.

ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْوِيجهَا، قَالَ:

وجارَةَ البيْتِ أَرَاهَا مَحرَما

والحُرْمَةُ: الذِّمَّة. وأحْرمَ الرجل، إِذا كَانَت لَهُ ذمَّة، قَالَ الرَّاعِي:

قَتَلوا ابنَ عَفانَ الخليفَةَ مُحْرِما ... ودَعا فَلم أرَ مِثْلَه مقتولا

ويروى: مخذولا. وَقيل: أَرَادَ بقوله مُحرِما، أَنهم قَتَلُوهُ فِي آخر ذِي الْحجَّة.

وتَحرَّمَ مِنْهُ بحُرْمَةٍ: تحمى وتمنع.

والمُحْرِمُ: المسالم، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

إِذا مَا أصابَ الغَيثُ لم يَحْمِ غَيْثَهم ... من الناسِ إِلَّا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ

هَكَذَا أنْشدهُ: أصَاب الْغَيْث، بِرَفْع الْغَيْث، وأراها لُغَة فِي صاب، أَو على حذف الْمَفْعُول كَأَنَّهُ: إِذا أَصَابَهُم الْغَيْث، أَو أصَاب الْغَيْث بِلَادهمْ فأعشبت. وأنشده مرّة أُخْرَى:

إِذا شربوا الغيثِ

والمكافِلُ: المجاور المحالف. وحَرَمُ الرجل وحَرِيمُه: مَا يُقَاتل عَنهُ ويحميه، فَجمع الحرمِ أحْرامٌ، وَجمع الحرِيمِ حُرُمٌ.

وَفُلَان مُحْرِمٌ بِنَا، أَي فِي حرِيمنا.

وحَرِيمُ الدَّار: مَا أضيف إِلَيْهَا وَكَانَ من حُقُوقهَا ومرافقها.

وحَرِيمُ الْبِئْر: ملقى النبيشة والممشى على جانبيها وَنَحْو ذَلِك.

وحَرَمَه الشَّيْء يَحْرِمُه، وحرِمَه، حِرمانا وحَرِما وحَرِيما وحِرْما وحَرِمَةً وحَرِمةً وحَرِيمةً، وأحْرَمه، لُغَة لَيست بِالْعَالِيَةِ، كُله: مَنعه. قَالَ الشَّاعِر:

وأنُبِئتُها أحْرَمتْ قومَها ... لتِنْكحَ فِي مَعْشرٍ آخرِينا

وَرجل محرومٌ: مَمْنُوع من الْخَيْر. وَقَوله تَعَالَى: (والَّذين فِي أموالِهم حَقٌ مَعْلُوم للسائِلِ والمحرومِ) قيل: المحروم الَّذِي لَا ينمى لَهُ مَال، وَقيل أَيْضا إِنَّه المحارف الَّذِي لَا يكَاد يكْتَسب.

وحَرِيمَةُ الرب: الَّتِي يمْنَعهَا من شَاءَ من خلقه.

وأحْرَمَ الرجل: قمره. وحَرِمَ هُوَ فِي اللعبة حرما: قمر وَلم يقمر هُوَ.

ويخط خطّ فَيدْخل فِيهِ غلْمَان وَيكون عدتهمْ من خَارج الْخط فيدنو هَؤُلَاءِ من الْخط ويصافح أحدهم صَاحبه، فَإِن مس الدَّاخِل الْخَارِج فَلم يضبطه قيل للداخل: حَرِمَ، وأحرَمَ الْخَارِج الدَّاخِل. وَإِن ضَبطه الدَّاخِل فقد حَرمَ الْخَارِج وأحْرَمَه الدَّاخِل.

وحَرِمَ الرجل حَرَما: لج ومحك.

وحَرِمَت المعزى وَغَيرهَا من ذَوَات الظلْف حِراما واسْتَحرمَتْ: أَرَادَت الْفَحْل، وَهِي حَرْمَى وَجَمعهَا حِرَامٌ وحَرَامَي، فُسر على مَا يُفسر عَلَيْهِ فعلى الَّتِي لَهَا فعلان، نَحْو: عجلَان وعجلى، وغرثان وغرثى. وَالِاسْم الحَرَمَةُ والحِرْمَةُ، الأولى عَن الَّلحيانيّ. وَكَذَلِكَ الذئبة والكلبة، وأكثرها فِي الْغنم. وَقد حكى ذَلِك فِي الْإِبِل. وَجَاء فِي بعض الحَدِيث: " الَّذين تقوم عَلَيْهِم السَّاعَة تُسلط عَلَيْهِم الحِرْمَةُ ويُسلبون الْحيَاء " فَاسْتعْمل فِي ذُكُور الأناسي.

والمُحَرَّمُ من الْإِبِل مثل العرضي، وَهُوَ الذلول الْوسط الصعب التَّصَرُّف حِين تصرفه. وناقة مُحرمَة: لم ترض. والمُحَرَّمُ من الْجُلُود: مَا لم يدبغ، أَو دبغ فَلم يتمرن وَلم يُبَالغ.

وسوط مُحَرَّمٌ: جَدِيد لم يلين، قَالَ الْأَعْشَى:

تَرى عَينَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ غَرْزِها ... تُراقِبُ كفيِّ والقطيعَ المحرَّما

وَقَوله تَعَالَى: (وحَرامٌ عَلى قَريةٍ أهْلَكناها) قيل مَعْنَاهُ، وَاجِب.

وَقد سمت حِريما، وَهُوَ أبوحى مِنْهُم، وحَرَاما. وَفِي الْعَرَب بطُون ينسبون إِلَى حِرامٍ: بطن فِي بني تَمِيم، وبطن فِي جذام، وبطن فِي بكر بن وَائِل.

وحَرامٌ: مولى كُلَيْب.

وحَريمةُ: رجل من أنجادهم، قَالَ الكلحبة الْيَرْبُوعي:

فَأدرَكَ إبقاءَ العَرادةِ ظَلْعُها ... وَقد جَعلْتني منْ حِريمةَ إصبَعا

وحَرِمٌ: اسْم مَوضِع قَالَ ابْن مقبل:

حَيّ دارَ الحَيّ لَا حَيَّ بهَا ... بسخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ

والحَيرَمُ: الْبَقر، واحدتها حَيِرَمةٌ. قَالَ الْأَصْمَعِي: لم نسْمع الحَيرمَ إِلَّا فِي شعر ابْن أَحْمَر، وَله نَظَائِر سَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله. قَالَ ابْن جني: وَالْقَوْل فِي هَذِه الْكَلِمَة وَنَحْوهَا، وجوب قبُولهَا. وَذَلِكَ لما ثبتَتْ بِهِ الشَّهَادَة من فصاحة ابْن أَحْمَر فإمَّا أَن يكون شَيْئا أَخذه عَمَّن ينْطق بلغَة قديمَة لم يُشَارك فِي سَماع ذَلِك مِنْهُ على حد مَا قُلْنَاهُ فِي من خَالف الْجَمَاعَة وَهُوَ فصيح، كَقَوْلِه فِي الذُرَحْرِح: الذُّرَّحرُح، وَنَحْو ذَلِك. وَإِمَّا أَن يكون شَيْئا ارتجله ابْن أَحْمَر، فَإِن ابْن الْأَعرَابِي إِذا قويت فَصَاحَته وسمت طَبِيعَته تصرف وارتجل مَا لم يسْبقهُ أحد قبله بِهِ، فقد حُكيَ عَن رؤبة وَأَبِيهِ انهما كَانَا يرتجلان ألفاظا لم يسمعاها وَلَا سبقا إِلَيْهَا، وعَلى هَذَا قَالَ أَبُو عُثْمَان: مَا قيس على كَلَام الْعَرَب فَهُوَ من كَلَام الْعَرَب. 
حرم
حرَمَ يَحرِم، حِرْمًا وحِرْمانًا، فهو حارِم، والمفعول مَحْروم
• حرَمه الميراثَ/ حرَمه من الميراث: منعه إيّاه "حرمتنا الظروفُ الاقتصاديّة التَّمتُّع بمباهج الحياة- حرَمه الدراسةَ/ من الدراسةِ: منَعه منها- صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ [حديث] " ° حِرْمان الذَّات: امتناع المرء طوعًا عن بعض الأشياء. 

حرُمَ على يَحرُم، حُرْمًا وحَرامًا وحُرمَةً، فهو حريم، والمفعول محروم عليه وحريم
• حرُم الشَّيءُ عليه: امْتَنَع "حرُم عليه الخروجُ- يحرُم الصَّومُ على الحائض- حرُمت المرأةُ على زوجها: مُنع من مسِّها- تفنى اللَّذاذة ممَّن نالَ صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثمُ والعارُ" ° مكان حرام: لا يُنتهك. 

أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن يُحرِم، إحرامًا، فهو مُحرِم، والمفعول محرَم به
• أحرَم الرَّجلُ: دخل في الحرَم، أو في البلد الحرام، أو في الشهر الحرام، أو في حُرْمةٍ من عهد وميثاق.
• أحرم بالصَّلاة: دخل فيها بتكبيرة الإحرام.
• أحرم بالحجّ/ أحرم بالعمرة: حرُم عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصَّيد والنِّساء.
• أحرم عن الشَّيء: أمسك وامتنع عنه "أحرم عن قول السُّوء". 

احترمَ يَحترِم، احترامًا، فهو مُحترِم، والمفعول مُحترَم
• احترمه: كرّمه وأكبره، هابه، ورعى حرمتَه، أحسن معاملتَه حبًّا ومهابةً "من مكارم الأخلاق احترام المرء من هم أكبر منه سنًّا- احترم العهدَ والقوانينَ: التزم به- احترم التقاليدَ: رعاها- احترام الآخرين واجب" ° احترم نفسه: عبارة تقال لمن يتجنَّب القيام بما يسيء إلى سمعته- تفضَّلوا بقبول فائق الاحترام: عبارة تُقال في نهاية التماس أو طلب أو رجاء من مسئول أو رئيس ونحوهما- جديرٌ بالاحترام: يستحقّ التَّقدير- يكنّ له كلّ احترام: يوقِّره ويُكبره. 

استحرمَ يستحرم، استحرامًا، فهو مُستحرِم، والمفعول مُستحرَم
• استحرم الشَّيءَ: عدَّه حَرامًا "يستحرم المسلمُ كلَّ ما يُغضب اللهَ أو الرَّسولَ- تستحرم الأديانُ السَّماويّة الغشَّ والنَّميمةَ". 

حرَّمَ يحرِّم، تحريمًا، فهو مُحرِّم، والمفعول مُحرَّم
• حرَّم الشَّيءَ:
1 - جعله حَرامًا، ضدّ حلَّله "حرَّم اللهُ القمارَ- رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا [حديث]- {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} ".
2 - جعله ممنوعًا "حرَّمت الدّولُ الكبرى التَّجاربَ النَّوويَّة على الدول الصغيرة- حرَّم تحريمًا قاطعًا بيعَ المخدرات".
• حرَّم البلدَةَ: جعل لها حَرَمًا آمنًا " {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} ". 

إحرام [مفرد]: مصدر أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن.
• الإحرام بالحجِّ أو العمرة: (فق) نيَّة الدُّخول في أحدهما، وهو يتطلَّب الامتناع عن لبس المخيط من الثِّياب والصَّيد والنِّكاح والتَّطيُّب وغير ذلك "لباس الإحرام". 

احترام [مفرد]: مصدر احترمَ ° احترام الذَّات: احترام النَّفس والشعور بالكرامة- احترامًا له: بدافع الاحترام- قليل الاحترام للآخرين: مُهين، وَقِح- لك احتراماتي/ تقبّل وافر الاحترام/ مزيد الاحترام: من عبارات المجاملة التي تقال في المكاتبات ونحوها. 

تحريم [مفرد]: مصدر حرَّمَ.
• التَّحريم: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 66 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها اثنتا عشرة
 آية. 

حَرام [مفرد]: ج حُرُم (لغير المصدر):
1 - مصدر حرُمَ على ° ابن حرام: ابن زِنًى، خسيس، لِصّ- البلد الحرام: مكَّة المكرَّمة- البيت الحرام: الكعبة المشرَّفة- الشَّهر الحرام: أحد الأشهر الأربعة الحُرُم التي كان العرب يحرِّمون فيها القتالَ وهي: ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم ورجب، وتسمَّى الأشهرَ الحُرُمَ- المسجِد الحرام: الذي فيه الكعبة- مَنطِقة حرام: لا يمكن انتهاكها أو دخولها إلاّ بتصريح.
2 - محرَّم، شيء ممنوع فعله؛ لا يحلُّ انتهاكُه، عكسه حلال.
3 - ممتنع " {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} ". 

حِرام [مفرد]: ج حِرامات وأحرِمَة: قطعة من نسيج صوفيّ تستخدم غطاءً وفراشًا عند النوم، كما تستخدم غطاء للرأس والجسم "يلبس الحِرام". 

حَراميّ [مفرد]: ج حَراميّة: اسم منسوب إلى حَرام: فاعل الحرام، ويكثر إطلاقُه على اللِّصّ "قبض الشرطيّ على الحراميّ- مأوى للحراميَّة". 

حَرَم [مفرد]: ج أحْرام:
1 - ما لا يحلّ انتهاكه، وما يحميه الرَّجل ويدافع عنه "بيت الرَّجل وأسرته حَرَم- الحَرَم المكيّ/ القدسيّ/ النبويّ/ الجامعيّ" ° ثالث الحَرَمين/ الحرم الأقصى: بيت المقدس- حَرَم الرَّجل: ما يقاتل عنه ويحميه، وشاع استعماله بمعنى الزَّوجة.
2 - اسم ذات، مكّة وما حولها "حَمام الحَرَم [مثل]: يُضرب به المثل في الأمن والصّون- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} " ° البيت الحرَم: الكعبة المشرَّفة، بيت الله الحرام.
• الحَرَمان: مكّة المكرَّمة والمدينة المنوّرة، وما أحاط بهما إلى قريب من المواقيت التي يُحرِمون منها. 

حُرْم [مفرد]: مصدر حرُمَ على. 

حِرْم [مفرد]:
1 - مصدر حرَمَ.
2 - حرام. 

حِرْمان [مفرد]:
1 - مصدر حرَمَ.
2 - خسران وخسارة "مَنْ سأل صاحبَه فوق طاقته فقد استوجب الحِرْمان: الحثّ على الابتعاد عن المطالب المتعذِّرة" ° حِرْمان البصر: العمى.
• حرمان من الإرث: (قن) منع شخص من ميراث كان يعتمد عليه. 

حُرْمانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حُرْمة: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من حُرْمة: على غير قياس "جاء رفضه اعتمادًا على مبدأ طهارة اليد وحُرْمانيّة المال العام". 

حُرْمة [مفرد]: ج حُرُمات (لغير المصدر {وحُرْمات} لغير المصدر) وحُرَم (لغير المصدر):
1 - مصدر حرُمَ على ° رعى عليه حُرمته: حفظها- فلانٌ له حُرمة: تحرّم بنا بصحبة أو بحقّ.
2 - حَرَم الرجل، أهلُه "يحمي الرجلُ حُرْمَتَه".
3 - ما لا يحلّ انتهاكُه من ذمَّة أو حقّ أو صحبة أو غير ذلك "انتفض العربُ والمسلمون دفاعًا عن حُرْمة بيت المقدس- حُرْمة المقابر".
4 - امرأة "زوجة الرَّجل حُرْمته".
5 - مهابة، وهي الاسم من الاحترام "له حُرْمة بين أهله وعشيرته- لكلّ بيت حُرمتُه".
6 - حِمًى وملاذ "هو في حُرْمةِ فلان". 

حَريم [مفرد]: ج أحْرام وحرائمُ وحُرُم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرُمَ على.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حرُمَ على: ما حُرِّم فلا ينتهك "جعلوا من ذلك حَريمًا".
• الحريم من كلِّ شيء: ما تبعه فحرُم بحرمته من مرافق وحقوق ° حريم الدَّار: ما أضيف إليها من حقوقها ومرافقها- حريم الرَّجل: ما يقاتل دونه ويحميه- حريم المسجد: الموضع المحيط به. 

مُحترَم [مفرد]: اسم مفعول من احترمَ ° المحترم: لقب تعظيم واحترام يُستعمل في المكاتبات والرَّسائل، ويُذكر عادة بعد الاسم أو الرُّتبة. 

مُحرَّم [مفرد]: ج محرَّمات ومَحارِمُ ومَحاريمُ: اسم مفعول من حرَّمَ ° مَنطِقة مُحرّمة: لا يمكن انتهاكَها أو دخولُها إلاّ بتصريح.
• المحرَّم: الشّهر الأوَّل من شهور السنة الهجريَّة، يليه صَفَر، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يحرِّمون فيها القتالَ "اليوم غُرَّة المحرَّم". 

مَحْرَم [مفرد]: ج مَحارِمُ:
1 - ذو الحُرْمة "انتهاك محرم".
2 - ما حرَّم الله تعالى "القتل والزِّنا من المحارم- إنَّ من
 أعظم المكارم اتِّقاءَ المحارم".
• المَحْرم من النِّساء والرِّجال: القريب الذي يحرم التزوّج به أبدًا "وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ [حديث] ". 

مُحْرِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن.
2 - من أحرم بالحجِّ والعمرة "المحرم لا يحلُّ له الصَّيد". 

مِحْرَم [مفرد]: ج مَحارِمُ: لباس الإحرام "عندما يرتدي الحاجُّ المِحْرَم يكون قد دخل في النُّسك". 

مَحْرَمَة/ مَحْرُمَة [مفرد]: ج مَحارِمُ:
1 - زوجةُ الرَّجُلُ وعيالُه وما يدخل في حمايته.
2 - ما يحرم انتهاكُه من عهد أو ميثاق أو نحوهما.
3 - مِنديل "مسح عرَقه بمَحْرمَة". 

حرم: الحِرْمُ، بالكسر، والحَرامُ: نقيض الحلال، وجمعه حُرُمٌ؛ قال

الأَعشى:

مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ،

وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ

وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ، بالضم،

حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً،

وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً: لغة في حَرُمَت. الأَزهري: حَرُمَت

الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ

حُرْماً وحَراماً، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً، وحَرِمَ لغةٌ.

والحَرامُ: ما حَرَّم اللهُ. والمُحَرَّمُ: الحَرامُ. والمَحارِمُ: ما حَرَّم

اللهُ. ومَحارِمُ الليلِ: مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها؛

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ،

حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ

(* قوله «المحرج» كذا هو بالأصل والصحاح، وفي المحكم؛ المزلج كمعظم).

ويروى: مخارِمُ الليل أَي أَوائله. وأَحْرَمَ الشيء: جَعله حَراماً.

والحَريمُ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ. والحَريمُ: ما كان المُحْرِمون

يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه؛ قال:

كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه

لَقىً، بين أَيْدي الطائفينَ، حَريمُ

الأَزهري: الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه، وكانت العرب في

الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم

يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم؛ ومنه قول الشاعر:

لَقىً، بين أَيدي الطائفينَ، حَريمُ

وقال المفسرون في قوله عز وجل: يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد؛

كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون: لا نطوف بالبيت في ثياب

قد أَذْنَبْنا فيها، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها

كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور؛ وقالت امرأة من العرب:

اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ،

وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ

تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته، فأَمَرَ اللهُ عز

وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار

فقال: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد؛ قال الأَزهري: والتَّعَرِّي

وظهور السوءة مكروه، وذلك مذ لَدُنْ آدم. والحَريمُ: ثوب المُحْرم، وكانت العرب

تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف. وفي الحديث: أَن

عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

فكان إذا حج طاف في ثيابه؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم

أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم، ولم

يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش، فيكون كل

واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري،

قال: والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ، بكسر الحاء وسكون الراء.

يقال: رجل حِرْمِيّ، فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ.

وحَرَمُ مكة: معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله. والحَرَمانِ: مكة

والمدينةُ، والجمع أَحْرامٌ. وأَحْرَمَ القومُ: دخلوا في الحَرَمِ. ورجل

حَرامٌ: داخل في الحَرَمِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جمعه بعضهم

على حُرُمٍ.

والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام. وقوم حُرُمٌ

ومُحْرِمون. والمُحْرِمُ: الداخل في الشهر الحَرام، والنَّسَبُ إلى

الحَرَم حِرْمِيٌّ، والأُنثى حِرْمِيَّة، وهو من المعدول الذي يأتي على غير

قياس، قال المبرد: يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم:

وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت؛ قال الأَعشى:

لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به،

بوماً، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار

وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم، واستشهد به ابن بري في أَماليه

على هذه الصورة، وقال: هذا البيت مُصَحَّف، وإنما هو:

لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به،

يوماً، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار

الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ،

والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار

وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني:

كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي،

بذي المَجازِ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما

من قول حِرْمِيَّةٍ قالت، وقد ظَعنوا:

هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما؟

وقال أَبو ذؤيب:

لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ، كأَنها

ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها

قال الأَصمعي: أَظنه عَنى به قُرَيْشاً، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول

من اتخذ الضرائر، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ، وذلك للفرق الذي

يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا. وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ

وشهر حرام.

والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ،

فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ، والفَرْدُ رَجَبٌ. وفي

التنزيل العزيز: منها أَربعة حُرُمٌ؛ قوله منها، يريد الكثير، ثم قال:

فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة.

والمُحَرَّمُ: شهر الله، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا

يستَحلُّون فيه القتال، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة

بيت الله، وقيل: سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ؛ قال ابن سيده: وهذا

ليس بقوي. الجوهري: من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها

القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور، وكان

الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون: حَرّمْنا عليكم القتالَ في

هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في

هذه الشهور، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ. الأَزهري:

كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية؛ وأَنشد

شمر قول حميد بن ثَوْر:

رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ،

شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما

قال: وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، وقال: قاله ابن الأَعرابي؛ وقال

الآخر:أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما،

وشَهْرَيْ جُمادَى، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما

وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

خَطَبَ في صِحَّته فقال: أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق

السموات والأرض، السَّنَة اثنا عشر شهراً، منها أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ

مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين

جُمادَى وشعبان. والمُحَرَّم: أَول الشهور. وحَرَمَ وأَحْرَمَ: دخل في

الشهر الحرام؛ قال:

وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً،

فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ

فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ.

والحُرْمُ، بالضم: الإحْرامُ بالحج. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت

أُطَيِّبُه، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه؛

الأَزهري: المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام

والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة، وكانت تُطَيِّبُه إذا

حَلّ من إحْرامه؛ الحُرْمُ، بضم الحاء وسكون الراء: الإحْرامُ بالحج،

وبالكسر: الرجل المُحْرِمُ؛ يقال: أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ. والإِحْرامُ: مصدر

أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة

وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه

الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأَصل فيه المَنْع، فكأنَّ

المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء. ومنه حديث الصلاة: تَحْرِيمُها

التكبير، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام

والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ

لمنعه المصلي من ذلك، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام

بالصلاة.والحُرْمَةُ: ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه، وكذلك المَحْرَمَةُ

والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها؛ يقال: إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، واحدتها

مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ، يريد أن له حُرُماتٍ. والمَحارِمُ: ما لا يحل

إستحلاله.

وفي حديث الحُدَيْبية: لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله

إلا أَعْطيتُهم إياها؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ؛

يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام.

وقوله تعالى: ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله؛ قال الزجاج: هي ما وجب

القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه، وقال مجاهد: الحُرُماتُ مكة والحج

والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها، وقال عطاء: حُرُماتُ الله معاصي

الله.وقال الليث: الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ، قال

الأَزهري: الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ

خليلُ الله، عليه السلام، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية

والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى

مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ، ولما بعث الله عز وجل

محمداً، صلى الله عليه وسلم، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك، وكتب مع

ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش: أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ

من إرْثِ إبراهيم، فما كان دون المنار، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا

يُقْطَع شجره، وما كان وراء المَنار، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن

صائده مُحْرِماً. قال: فإن قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى: أَوَلم

يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم؛ كيف

يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ؟ فالجواب فيه أَنه عز

وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً، فمن آمن

بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به، ومن

أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ، ومن

أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما

قَتَلَ من الصيد، فإن عاد فإن الله ينتقم منه. وأَما المواقيت التي يُهَلُّ

منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ، وهي من الحلّ، ومن أَحْرَمَ منها

بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام

مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ،

وعن لُبْس الثوب المَخيط، وعن صيد الصيد؛ وقال الليث في قول الأَعشى:

بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

قال: المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ. وتقول: أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ

وحَرامٌ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ،

وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد

والنساء. وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال، وأَحْرَمَ إذا

صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه؛

وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي:

قَسَماً، ما غيرَ ذي كَذِبٍ،

أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه

(* قوله «أن نبيح الخدن» كذا بالأصل، والذي في نسختين من المحكم: أن

نبيح الحصن).

قال ابن سيده: فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ، وأَحسن من ذلك

أَن يقول والحُرُمَة، بضم الراء، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ، أَو

يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً

فقال:أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها،

وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ

إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه

من قولهم: مررت بالعِدِلْ.

وحُرَمُ الرجلِ: عياله ونساؤه وما يَحْمِي، وهي المَحارِمُ، واحدتها

مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة. ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ

تَزْويجُها؛ قال:

وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا

كما بَراها الله، إلا إنما

مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا

كما بَراها الله أَي كما جعلها. وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ والمَحْرَمُ:

ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها، تقول: هو ذو رَحِمٍ

مَحْرَمٍ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الجوهري: يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم

يحل له نكاحُها. وفي الحديث: لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها،

وفي رواية: مع ذي حُرْمَةٍ منها؛ ذو المَحْرَمِ: من لا يحل له نكاحها من

الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم.

والحُرْمَة: الذِّمَّةُ. وأَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ

إذا كانت له ذمة؛ قال الراعي:

قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً،

ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا

ويروى: مَخْذولا، وقيل: أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي

الحِجَّةِ؛ وقال أَبو عمرو: أَي صائماً. ويقال: أَراد لم يُحِلَّ من نفسه

شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ. الأزهري: روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام

إحْرامٌ، قال: وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ

صيامَه، ويقال للصائم أَيضاً

مُحْرِمٌ؛ قال ابن بري: ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من

الدخول في الشهر الحَرام، قال: وإنما هو مثل البيت الذي قبله، وإنما

يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً

يُوقِعُ به، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به، ومنه قول الحسن في الرجل

يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف؛ وقال الآخر:

قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً،

غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ

يريد: قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهري:

الحُرْمة المَهابة، قال: وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا: له

حُرْمَةٌ، قال: وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ. قال أَبو زيد: يقال

هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن

وجب عليه حَقُّه. ويقال: أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه، وذكر أَبو

القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال: سألت عمي عن قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ، قال: المُحْرِمُ الممسك، معناه

أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ؛ وأَنشد لمِسْكين

الدارميّ:

أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ، كأَنها

خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ

أَحَلُّوا على عِرضي، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ،

وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ

قال: وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ:

لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي

أُبَلَّغُ عنكْم، والقُلوبُ قُلوبُ

وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ

ليَرْجِعَ وُدٌّ، والمَعادُ قريبُ

ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي

كرِهْتُ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ

فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ،

فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ

ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ،

إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال، عُيوبُ

ويقال: أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:

إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كأنها

رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ

قال: والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها. وتَحَرَّم منه

بحُرْمَةٍ: تَحَمّى وتَمَنَّعَ. وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر

الحَرامِ؛ قال زهير:

جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ،

وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ؛ وأَنشد بيت زهير:

وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه. والمُحْرِمُ:

المُسالمُ؛ عن ابن الأَعرابي، في قول خِداش بن زهير:

إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ،

من الناس، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ

هكذا أَنشده: أَصاب الغَيْثُ، برفع الغيث، قال ابن سيده: وأَراها لغة في

صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث

بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ وأَنشده مرة أُخرى:

إذا شَرِبوا بالغَيْثِ

والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ.

وحُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ وأَهله. وحَرَمُ الرجل وحَريمُه: ما يقاتِلُ عنه

ويَحْميه، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ، وجمع الحَريم حُرُمٌ. وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي

في حَريمنا. تقول: فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق

وذِمَّةِ. الأَزهري: والحَريمُ

قَصَبَةُ الدارِ، والحَريمُ فِناءُ المسجد. وحكي عن ابن واصل الكلابي:

حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو

الفِناءُ، قال: وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ، وهو

من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما.

وحَريمُ الدار: ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها. وحَريمُ

البئر: مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك؛ الصحاح: حَريم

البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها. وحَريمُ النهر: مُلْقى طينه

والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك. وفي الحديث: حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً،

هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها

الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها،

وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره

التصرفُ فيه.

الأَزهري: الحِرْمُ المنع، والحِرْمَةُ الحِرْمان، والحِرْمانُ نَقيضه

الإعطاء والرَّزْقُ. يقال: مَحْرُومٌ ومَرْزوق. وحَرَمهُ الشيءَ

يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً

(* قوله «وحرماً» أي بكسر فسكون، زاد في

المحكم: وحرماً ككتف) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً،

وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية، كله: منعه العطيّة؛ قال يصف امرأة:

وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها

لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا

أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها. الأَصمعي: أَحْرَمَتْ قومها أَي

حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: كل مُسلمٍ

عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ؛ قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابي

يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه؛ قال الأَزهري: وهذا

بمعنى الخبر، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ

لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه. ويقال: مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي

لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ

بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله.

والتَّحْرِيمُ: خلاف التَّحْليل. ورجل مَحْروم: ممنوع من الخير. وفي

التهذيب: المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً. وقوله تعالى: في أَموالهم

حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم؛ قيل: المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال،

وقيل أَيضاً: إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ. وحَرِيمةُ

الربِّ: التي يمنعها من شاء من خلقه. وأَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، وحَرِمَ في

اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً: قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو؛ وأَنشد:

ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ

ويُخَطُّ خَطٌّ

فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من

الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه

الداخلُ قيل للداخل: حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، وإن ضبطه الداخلُ

فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ. وحَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ

ومَحَكَ. وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً

واسْتحْرَمَتْ: أَرادت الفحل، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها، وهي حَرْمَى، وجمعها حِرامٌ

وحَرامَى، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو

عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ؛ الأَول

عن اللحياني، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم، وقد حكي ذلك

في الإبل. وجاء في بعض الحديث: الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم

الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ، فاسْتُعْمِل في ذكور

الأَناسِيِّ، وقيل: الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً. والحِرْمَةُ،

بالكسر: الغُلْمةُ. قال ابن الأثير: وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ.

وقوله في حديث آدم، عليه السلام: إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ

لم يَضْحَكْ؛ هو من قولهم: أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا

تهْتَكُ، قال: وليس من اسْتِحْرام الشاة. الجوهري: والحِرْمةُ في الشاء

كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ، والحِنَاء في النِّعاج، وهو شهوة البِضاع؛ يقال:

اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل. وقال

الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ

إذا أَرادت الفحل. وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ

وعَجالى، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ، قال ابن بري: فَعْلَى

مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ، وأَما شاة

حَرْمَى فإنها، وإن لم يستعمل لها مذكَّر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن

قياس المذكر منه حَرْمانُ، فلذلك قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ، كما

قالوا عَجالَى وعِجالٌ.

والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ: وهو الذَّلُول الوَسَط

(* قوله

«وهو الذلول الوسط» ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم

بكسرها ولعله أقرب للصواب) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه. وناقة

مُحَرَّمةٌ: لم تُرَضْ؛ قال الأَزهري: سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ

الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ، وفي الصحاح: ناقة

مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ. وفي حديث عائشة: إنه أَراد البَداوَة

فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل.

والمُحَرَّمُ من الجلود: ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ، وجِلد

مُحَرَّم: لم تتم دِباغته. وسوط مُحَرَّم: جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ؛ قال

الأَعشى:

تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها،

تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما

وفي التهذيب: في جنب موقها تُحاذر كفِّي؛ أَراد بالقَطيع سوطه. قال

الأَزهري: وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ،

يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في

الثَّرَى، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً، ثم فتلوها ثم علَّقوها

من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً

وقد أَثقلوها حتى تيبس.

وقوله تعالى: وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون؛ روى قَتادةُ عن

ابن عباس: معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها؛

وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ: بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية

أَي وَجَب عليها، قال: وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها: وحِرْمٌ

على قرية أَهلكناها؛ فسئل عنها فقال: عَزْمٌ عليها. وقال أَبو إسحق في

قوله تعالى: وحرامٌ

على قرية أَهلكناها؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ، قال:

وهو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل لما قال: فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له

كاتبون، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار، فالمعنى حَرامٌ على قرية

أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون؛

وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها،

قال: واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم

تائب؛ قال الأَزهري: وهذا يؤيد ما قاله الزجاج، وروى الفراء بإسناده عن ابن

عباس: وحِرْمٌ؛ قال الكسائي: أَي واجب، قال ابن بري: إنما تَأَوَّلَ

الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى

عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون، ومن جعل حَراماً بمعنى

المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون،

وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية

بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ:

فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً

على شَجْوِهِ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو

وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ، قال الفراء: وحَرامٌ أَفشى في القراءة.

وحَرِيمٌ: أَبو حَيّ. وحَرامٌ: اسم. وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل

حَرامٍ

(* قوله «إلى آل حرام» هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل) بَطْنٌ من

بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل. وحَرامٌ: مولى كُلَيْبٍ.

وحَريمةُ: رجل من أَنجادهم؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ:

فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها،

وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا

وحَرِيمٌ: اسم موضع؛ قال ابن مقبل:

حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها،

بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ

والحَيْرَمُ: البقر، واحدتها حَيْرَمة؛ قال ابن أَحمر:

تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما

قال الأَصمعي: لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر، وله نظائر

مذكورة في مواضعها. قال ابن جني: والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها،

وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر، فإما أَن يكون شيئاً

أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه، على حدّ ما

قلناه فيمن خالف الجماعة، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ

ونحو ذلك، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر، فإن الأَعرابي إذا

قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله، فقد

حكي عن رُؤبَة وأَبيه: أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا

سُبِقا إليها، وعلى هذا قال أَبو عثمان: ما قِيس على كلام العَرَب فهو من

كلام العرب. ابن الأَعرابي: الحَيْرَمُ البقر، والحَوْرَمُ المال الكثير

من الصامِتِ والناطق.

والحِرْمِيَّةُ: سِهام تنسب إلى الحَرَمِ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ،

ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ.

وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس: اسم رجل، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ

جَدُّ الشُّوَيْعِر؛ قال ابن بري يعني قوله:

بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني،

عَمْدَ عَيْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما

وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر. والحرَيمةُ: ما فات من كل مَطْموع فيه.

وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً، بكسر الراء،

وحِرْمَةً

وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه؛ وقال يصف إمرأة:

ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها

لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا

(* قوله «ونبئتها» في التهذيب: وأنبئتها)

قال ابن بري: وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد

أَحدهما من صاحبه، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ، وتروى لابن

أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ، وخطب امرأَة فردته فقال:

ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها

لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا

فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي،

فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا

وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا،

وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا

فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء،

إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا

وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة،

تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا

خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ،

وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا

إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ

أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا

وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ،

تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا

يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه،

إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا

كأَن المَساويكَ في شِدْقِه،

إذا هُنَّ أُكرِهن، يَقلَعنَ طينا

كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ

وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا

أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ

حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه، والوُكُونُ: جمع واكِنٍ مثل جالس

وجُلوسٍ، وهي الجاثِمة، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ

لارتفاعه، والغِسْل: الخطْمِيُّ، واللَّجِينُ: المضروب بالماء، شبَّه ما رَكِبَ

أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء. والحَرِمُ، بكسر

الراء: الحِرْمانُ؛ قال زهير:

وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ

يقولُ: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ

وإنما رَفَعَ يقولُ، وهو جواب الجزاء، على معنى التقديم عند سيبويه

كأَنه قال: يقول إن أَتاه خليل لا غائب، وعند الكوفيين على إضمار الفاء؛ قال

ابن بري: الحَرِمُ الممنوع، وقيل: الحَرِمُ الحَرامُ. يقال: حِرْمٌ

وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى. والحَريمُ: الـصديق؛ يقال: فلان حَريمٌ

صَريح أَي صَديق خالص. قال: وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ

الله لا أَفعلُ ذلك، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك، معناهما واحد. قال:

وقال أَبو زيد يقال للرجل: ما هو بحارِم عَقْلٍ، وما هو بعادِمِ عقل،

معناهما أَن له عقلاً. الأزهري: وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت

الصُّغْرى للكُبْرى؛ قال القتيبي: يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة

الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة، مثال ذلك: نَهْرٌ

يجري لشِرْب العامة، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا

النهر، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة، هذا وما أَشبهه، قال:

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ؛ هو أَن يقول

حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ، وهي لغة العقيلِييّن، قال:

ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق؛ ومنه قوله

تعالى: يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك، ثم قال عز وجل:

قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:

آلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ

حلالاً، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ

وجعل في اليمين الكفارةَ. وفي حديث عليّ

(* قوله «وفي حديث عليّ إلخ» عبارة

النهاية: ومنه حديث عليّ إلخ) في الرجل يقول لامرأته: أَنتِ عليَّ

حَرامٌ، وحديث ابن عباس: من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ، وحديثه الآخر: إذا

حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها. والإحْرامُ والتَّحْريمُ

بمعنى؛ قال يصف بعيراً:

له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ،

فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ

قال ابن بري: الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره: له رَبَّة، وقوله مَزْعَم

أَي مَطْمع. وقوله تعالى: للسائل والمَحْرُوم؛ قال ابن عباس: هو

المُحارِف.أَبو عمرو: الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، والزَّجُومُ التي

لا تَرْغُو، والخَزُوم المنقطعة في السير، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على

الحوض.

والحَرامُ: المُحْرِمُ. والحَرامُ: الشهر الحَرامُ. وحَرام: قبيلة من

بني سُلَيْمٍ؛ قال الفرزدق:

فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي،

فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ

وحَرَام أَيضاً: قبيلة من بني سعد بن بكر.

والتَّحْرِيمُ: الصُّعوبة؛ قال رؤبة:

دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما

يقال: هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب. وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ

أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ. وقوله في الحديث: أَما عَلِمْتَ أَن الصورة

مُحَرَّمةٌ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ، والحديث الآخر:

حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ، فهو في حقه

كالشيء المُحَرَّم على الناس. وفي الحديث الآخر: فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي

بتحريمه، وقيل: الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله. وحديث

الرضاع: فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً. وفي حديث ابن عباس:

وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين:

حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ، فقال: يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي

منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض؛ قال ابن الأَثير: أَراد ابن

عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين

الحُرَّتَين فقال: لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم

يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت،

ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى

الأُخت لأَنها من أَصْهاره، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم

الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه، قال: والفقهاء على خلاف ذلك

فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء، فالآية

المُحَرِّمةُ قوله تعالى: وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف، والآية

المُحِلَّةُ قوله تعالى: وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ.

حرم

1 حَرُمَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حُرْمٌ (Msb, K) and حُرُمٌ (Msb) and حُرْمَةٌ (IKoot, S, Msb) and حِرْمَةٌ (IKoot, Msb) and حَرَامٌ, (Msb, K,) It (a thing, S, Msb) was, or became, forbidden, prohibited, or unlawful, (Msb,) عَلَيْهِ to him. (S, K.) And حَرُمَتِ الصَّلَاةُ, (S, Msb, K,) inf. n. حُرْمٌ (S, K) and حُرُمٌ (K,) and حُرُومٌ; (Az, TA;) and حَرِمَت, (S, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. حَرَمٌ [in the CK حَرْم] and حَرَامٌ; (Msb, K, TA;) Prayer was, or became, forbidden, prohibited, or unlawful, (Msb,) عَلَيْهَا to her; (T, S, K;) namely, a woman (T, S, K) menstruating. (S.) and حَرُمَ السَّحُورُ عَلَى الصَّائِمِ [The meal before daybreak was, or became, forbidden to the faster]. (K.) And حَرُمَتِ المَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا, aor. ـُ inf. n. حُرْمٌ and حَرَامٌ, [The woman was, or became, forbidden to her husband.] (Az, TA.) b2: [Also It (a place, a possession, a right, an office or a function, a quality, a command or an ordinance, &c.,) and he, (a person,) was, or became, sacred, or inviolable, or entitled to reverence, respect, or honour; whence several applications of its part. n. حَرِيمٌ, q. v.]

A2: حَرَمَهُ الشَّىْءَ, aor. ـِ (S, Msb, K;) and حَرِمَهُ الشئ, aor. ـَ (K;) inf. n. حَرِمٌ (S, Msb, K) and حِرْمٌ and حَرِمَةٌ (K) and حِرْمَةٌ and حِرْمَانٌ (S, Msb, K) and حَرِيمَةٌ (S, K) and حَرِيمٌ (K) and مَحْرَمَةٌ; (Har p. 69;) and ↓ احرمهُ الشئ, (S, Msb, K,) but this last is of weak authority; (K;) He denied him, or refused him, the thing; (S, K;) he refused to give him the thing: (TA:) he rendered him hopeless of the thing: (PS:) accord. to the T, حِرْمٌ signifies the act of denying or refusing [a thing]; and حِرْمَةٌ is the same as حِرْمَانٌ; (TA;) which signifies [also the denying, or refusing, a thing; or] the rendering unprosperous, or unfortunate; (KL;) [and frequently, as inf. n. of the pass. v. حُرِمَ, the being denied prosperity; privation of prosperity; ill-fatedness: see its syn. حُرْفٌ.]

A3: حَرِمَتْ, aor. ـَ inf. n. حِرَامٌ; (K;) and ↓ استحرمت; (S, K;) said of a female cloven-hoofed animal, She desired the male: (S, K:) accord. to El-Umawee, (S,) likewise said of a she-wolf and of a bitch: (S, K:) and sometimes also said of a she-camel: but mostly of a ewe or she-goat. (TA.) A4: حَرِمَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. حَرَمٌ, (S,) accord. to Az and Ks, (S,) He was overcome in contending for stakes, or wagers, in a game of hazard, (S, K,) not having himself overcome therein. (K.) A5: Also حَرِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَرَمٌ, (TA,) He persisted; or persisted obstinately; or persisted in contention, litigation, or wrangling; or he contended, litigated, or wrangled. (K.) 2 حرّمهُ, inf. n. تَحْرِيمٌ, (S, Msb, K,) said of God, (K,) and of a man, (S, Msb,) He forbade it, prohibited it, or made it unlawful, (S, Msb, K, *) عَلَيْهِ to him; (S;) as also ↓ احرمهُ, (S, * Msb, K,) inf. n. إِحْرَامٌ. (S.) The saying اَللّٰهُ أَكْبَرُ at the commencement of prayer is termed تَكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِ [The تكبيرة of prohibition], because it prohibits the person praying from saying and doing anything extraneous to prayer: and it is also termed ↓ تكبيرةُ الإِحْرَامِ, meaning the تكبيرة of entering upon a state of prohibition by prayer. (TA.) It is said in a trad., of Ibn-'Abbás, إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهِىَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا [When the man declares his wife to be forbidden to him, it is an oath, which he must expiate]: for the تَحْرِيم of a wife and of a female slave may be without the intention of divorce. (TA.) and حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى, occurring in another trad., [lit. I have forbidden myself wrongdoing, said by Mohammad,] means I am far above wrongdoing. (TA.) تَحْرِيمٌ [as the inf. n. of حُرِّمٌ] means The being refractory, or untractable; [as though forbidden to the rider;] whence مُحَرَّمٌ [q. v.] applied to a camel. (TA.) b2: [Also He made, or pronounced, it, or him, sacred, or inviolable, or entitled to reverence or respect or honour; whence المُحَرَّمُ applied to the حَرَم of Mekkeh, &c:] he, or it, made him, or it, to be reverenced, respected, or honoured. (KL.) A2: He bound it hard; namely, a whip. (KL.) b2: He tanned it incompletely [so that it became, or remained, hard]; namely, a hide. (KL.) A3: See also 4, in two places.4 احرام, [inf. n. إِحْرَامٌ,] He entered upon a thing [or state or time] that caused what was before allowable, or lawful, to him to be forbidden, or unlawful. (S, * Msb. [See also 5.]) And hence, (S, Msb,) He purposed entering upon the performance of the حَجّ or the عُمْرَة: (Msb:) or he (the performer of the حَجّ or the عُمْرَة) entered upon acts whereby what was allowable, or lawful, to him became forbidden, or unlawful; (K, TA;) as venereal intercourse, and the anointing of oneself, and wearing sewed garments, and hunting and the like: (TA:) you say, احرام بِالحَجِّ and بِالعُمْرَةِ, because what was allowable to the person became forbidden; as the killing of objects of the chase, and [venereal intercourse with] women. (S.) And He entered into the حَرَم, i. e. Mekkeh or El-Medeeneh, (K, TA,) or the sacred territory of cither of those cities: (TA:) or he entered into a sacred, or an inviolable, state; or into a state of security or safety, (S, K, TA,) being assured by a compact, or bond, that he should not be attacked [&c.]: (TA:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S,) he entered upon a sacred month; (S, Msb, K;) and so ↓ حرّم, (K, TA, [in the CK حَرَمَ,]) inf. n. تَحْرِيمٌ. (TA.) And He entered [as a subject] into the covenanted state of security of the government of the Khaleefeh. (TA.) 'Omar said, الصِّيَامُ إِحْرَامٌ [Fasting is a state of prohibition], because the faster is prohibited from doing that which would break his fast. (Sh, TA.) And الرَّجُلُ يُحْرِمُ فِى

الغَضَبِ, a saying of El-Hasan, means The man swears in anger, because he becomes prohibited thereby (بِهِ ↓ لِتَحَرُّمِهِ) [from doing, or refraining from, a thing]. (TA.) See also 2, second sentence. b2: احرام عَنْهُ He refrained from it [as though he were prohibited from doing it]. (ElMufaddal, TA.) A2: احرمهُ: see 2, first sentence. b2: See also 1.

A3: Also He overcame him in contending for stakes, or wagers, in a game of hazard; (Az, Ks, S, K;) and so ↓ حرّمهُ, (K,) inf. n. تَحْرِيمٌ. (TA.) 5 تحرّم [He became in a state of prohibition]: see 4. [Thus it is similar to 4 in the first of the senses assigned to this latter above. Like as you say, احرم بِالحَجِّ and بِالعُمْرَةِ, so] you say, تحرّم بِالصَّلَاةِ [He became in a state of prohibition by prayer; i. e.] he pronounced the تَكْبِير [or تَكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِ, also termed تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ, (see 2,)] for prayer; he entered upon prayer. (MA.) b2: [Also He protected, or defended, himself.] Yousay, تحرّم مِنْهُ بِحُرْمَةٍ, meaning تمنّع and تحمّى

[He protected, or defended, himself] بِذِمَّةٍ [by a compact, or covenant, whereby he became in a state of security or safety, or by a promise, or an assurance, of security or safety]; (K;) or بِصُحْبَةٍ

[by companionship]; or بِحَقٍّ [by a right, or due]. (TA.) And تحرّم بِصُحْبَتِهِ [He protected, or defended, himself by his companionship: or, as explained in the PS, he sought protection, or security, by his companionship]. (S.) b3: Also [He was, or became, entitled to reverence, respect, or honour; or] he possessed what entitled him to reverence, respect, or honour. (KL.) 8 احترمهُ He held him in reverence, respect, or honour; he reverenced, respected, or honoured, him. (MA.) [See حُرْمَةٌ. Golius and Freytag explain اِحْتَرَمَ as meaning “ Dignitate et præsidio venerabilis fuit: ” but it is the pass., اُحْتُرِمَ, that has this meaning; or rather, he was held in reverence, &c.; was reverenced, &c.]10 استحرم [He deemed himself in a state of prohibition]. It is said in a trad., of Adam, اِسْتَحْرَمَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِهِ مِائَةَ سَنَةٍ لَمْ يَضْحَكْ [He deemed himself in a state of prohibition, after the death of his son, a hundred years, not laughing]: from أَحْرَمَ signifying “ he entered into a sacred, or an inviolable, state. ” (TA.) A2: استحرمت, said of a female cloven-hoofed animal, &c.: see 1.

حَرْمٌ: see حِرْمٌ.

حُرْمٌ The state of إِحْرَام (Az, S, K) on account of the performance of the حَجّ or the عُمْرَة; (Az, TA;) as also ↓ حِرْمٌ. (K in art. حل. [See 4 in the present art.]) Hence the saying, فَعَلَهُ فِى حُلِّهِ وَحُرْمِهِ, and ↓ فِى حِلِّهِ وَ حِرْمِهِ, He did it when he was free from احرام and when he was in the state of احرام. (K in art. حل.) And hence the saying of 'Áïsheh, respecting Mohammad, كُنْتُ أُطَيِّبُهُ لِحُلِّهِ وَحُرْمِهِ, i. e. [I used to perfume him when he was free from احرام and] when he was in the state of احرام: (S, Msb: *) or when he became free from احرام and when he performed the ablution and desired to enter upon the state of احرام for the حَجّ or the عُمْرَة. (Az, TA.) [حُرْمُكَ in copies of the K, explained as meaning نِسَاؤُكَ وَ مَا تَحْمِى, is a mistranscription for حُرَمُكَ: see حُرْمَةٌ.]

حِرْمٌ: see حُرْمٌ, in two places.

A2: See also حَرَامٌ, in two places. b2: وَ حِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ, (S, * K, * TA,) in the Kur [xxi. 95], (TA,) thus read by some, (S, TA,) means وَاجِبٌ [i. e. It is a necessary lot of the people of a town that we have destroyed that they shall not return] (S, K, TA) to their present state of existence: (TA:) so explained by Ks, (S, TA,) and by I'Ab and Fr and Zj: (TA:) some read ↓ حَرْمٌ: (Bd:) the people of El-Medeeneh read ↓ حَرَامٌ; meaning forbidden; and accord. to this reading and meaning, لا is redundant: (TA:) [or حَرَامٌ in this instance is syn. with وَاجِبٌ, like حِرْمٌ; for it is said that] the explanation of Ks is confirmed by the saying of 'Abd-er-Rahmán Ibn-Jumáneh [in the TA حمانة, app. for جُمَانَة,] ElMuháribee, a Jáhilee, لَا أَرَى الدَّهْرَ بَاكِيًا ↓ فَإِنَّ حَرَامًا عَلَى شَجْوِهِ إِلَّا بَكِيتُ عَلَى عَمْرٍو [For it is a necessary thing that I should not ever see one weeping for his sorrow but I should weep for 'Amr]. (TA.) حَرَمٌ: see حَرَامٌ, with which it is sometimes syn., like as زَمَنٌ is with زَمَانٌ. (S, Msb, TA.) b2: [Hence,] الحَرَمُ The حَرَم [or sacred territory] of Mekkeh, (Lth, Az, Msb, * K,) upon the limits of which were set up ancient boundary-marks [said to have been] built by Abraham; (Az, TA;) also called حَرَمُ اللّٰهِ and حَرَمُ رَسُوِلِ اللّٰهِ (K) and ↓ المُحَرَّمُ: (Lth, K:) also the حَرَم of El-Medeeneh: (Msb:) [and Mekkeh itself: and El-Medeeneh itself:] and الحَرَمَانِ [the sacred territory of Mekkeh and that of El-Medeeneh: and] Mekkeh [itself] and El-Medeeneh [itself]: pl. أَحْرَامٌ: (K:) and حَرَمُ اللّٰهِ is also applied to Mekkeh [itself]. (S.) b3: See also حَرِيمٌ, in two places.

حَرِمٌ: see حَرَامٌ, with which it is syn. (TA.) Zuheyr says, وَ إِنْ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ

يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِى وَ لَا حَرِمُ [And if a friend come to him, on a day of solicitation, he says, My cattle are not, or my property is not, absent, nor forbidden, or refused]: (S, IB, TA:) [in the S, this is cited as an ex. of حَرِمٌ as syn. with حِرْمَانٌ, which is an inf. n. of حَرَمَهُ, q. v.: but] IB says that حَرِم means مَمْنُوع: (TA:) يقول in this verse is marfooa though commencing an apodosis, because meant to be understood as put before [in the protasis], accord. to Sb; as though the poet said, يَقُولُ إِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ: accord. to the Koofees, it is so by reason of فَ understood. (S, TA.) حُرْمَةٌ The state of being forbidden, prohibited, or unlawful: (KL:) [and of being sacred, or inviolable; sacredness, or inviolability: (see حَرُمَ, of which it is an inf. n.:)] and the state of being revered, respected, or honoured. (KL.) See also مَحْرَمٌ. b2: Also, (Az, Mgh, Msb, K,) and ↓ حُرُمَةٌ, (Mgh, K,) and ↓ حُرَمَةٌ, (K,) Reverence, respect, or honour; (Az, K, TK;) a subst. from اِحْتِرَامٌ, (Mgh, Msb,) like فُرْقَةٌ from اِفْتِرَاقٌ; (Msb;) and ↓ مَحْرَمٌ signifies the same; but properly, a place of حُرْمَة: (Mgh:) pl. of the first حُرَمَاتٌ and حُرُمَاتٌ and حُرْمَاتٌ, like غرفات pl. of غُرْفَةٌ. (Msb) When a man has relationship [to us], and we regard him with bashfulness, we say, لَهُ حُرْمَةٌ [Reverence, &c., is due to him; or is rendered to him]. (Az, TA.) And we say, لِلْمُسْلِمِ عَلَى

المُسْلِمِ حُرْمَةٌ [Reverence, &c., to the Muslim is incumbent on the Muslim]. (Az, TA.) b3: Also A thing that should be sacred, or inviolable; (S, Msb, K;) and so ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ (S, Msb) and ↓ مَحْرَمٌ: (Msb:) as, for instance, a man's honour, or reputation: (TK:) a thing which one is under an obligation to reverence, respect, or honour [and defend]: (Jel in ii. 190:) a thing of which one is under an obligation to be mindful, observant, or regardful: (Bd ibid.:) [everything that is entitled to reverence, respect, honour, or defence, in the character and appertenances of a person: a thing that one is bound to do, or from which one is bound to refrain, from a motive of reverence, respect, or honour: (see the next sentence:) and any attribute that renders the subject thereof entitled to reverence, respect, or honour:] the pl. of حُرْمَةٌ is حُرُمَاتٌ (Bd and Jel ubi suprà, and TA) [and حُرَمَاتٌ and حُرْمَاتٌ, as above,] and حُرَمٌ; (Msb;) and that of ↓ مَحْرَمٌ [and ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ] is مَحَارِمُ; (Msb;) and مَحْرَمَاتٌ and مَحْرُمَاتٌ [also] are pls. of ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ. (As, S.) حُرُمَاتُ اللّٰهِ means [The inviolable ordinances and prohibitions of God: or] the ordinances of God, and other inviolable things: (Bd and Jel * in xxii. 31:) or what it is incumbent on one to perform, and unlawful to neglect: (Zj, K:) or all the requisitions of God relating to the rites and ceremonies of the pilgrimage and to other things: (Ksh in xxii. 31:) or the حَرَم [or sacred territory] and the requisitions relating to the pilgrimage: (Bd ubi suprà:) or the requisitions relating to the pilgrimage in particular: (Ksh ubi suprà:) or the Kaabeh and the sacred mosque and the sacred territory and the sacred month and the person who is in the state of إِحْرَام: (Ksh and Bd ibid.:) or the inviolability (حُرْمَة) of the sacred territory and of the state of إِحْرَام and of the sacred month: (TA:) or Mekkeh and the pilgrimage and the عُمْرَة, and all the acts of disobedience to God which He has forbidden: (Mujáhid, TA:) or [simply] the acts of disobedience to God. ('Atà, TA.) b4: and [hence, because it should be regarded as sacred, or inviolable,] i. q. ذِمَّةٌ [A compact, a covenant, or an obligation; and particularly such as renders one responsible for the safety, or safe-keeping, of a person or thing, or for the restoration of a thing, or for the payment of a sum of money, &c.; or by which one becomes in a state of security or safety: and simply responsibility, or suretiship: and security, or safety; security of life and property; protection, or safeguard; a promise, or an assurance, of security, safety, protection, or safeguard; indemnity; or quarter: or an obligation, a duty, or a right, or due, that should be regarded as sacred, or inviolable, or the nonobservance of which is blameable]. (K.) b5: and [hence also] A man's حُرَم [i. e. his wives, or women under covert,] and his family: (S:) and [in like manner the pl.] حُرَمٌ, accord. to the K حُرْمٌ, but correctly like زُفَرٌ, (TA,) a man's wives, or women [under covert], (K, TA,) and his household, or family, (TA,) and what he protects, or defends; as also مَحَارِمُ, of which the sing. is ↓ مَحْرُمَةٌ and ↓ مَحْرَمَةٌ: (K, TA:) and hence حُرْمَةٌ is applied by the vulgar to signify a wife. (TA.) [In Har, p. 377, a man's حُرْمَة is said to mean his حَرَم and his family: and in p. 489, a man's حَرَم is said to mean his family and his wives and those whom he protects, or defends. See also حَرِيمٌ.] b6: Also A share, portion, or lot; syn. نَصِيبٌ. (K.) حِرْمَةٌ (K) and ↓ حَرَمَةٌ (Lh, S, K) The desire of a female cloven-hoofed animal, (K,) or of a ewe, or she-goat, (S,) and of a she-wolf and of a bitch, (K,) for the male: (S, K:) حَرَمَةٌ in ewes, or she-goats, is like ضَبَعَةٌ in she-camels, and حِنَآءٌ in ewes. (S.) It is also used, in a trad., in relation to male human beings. (K.) It is said in a trad., respecting those whom the hour [of the resurrection] shall overtake, تُبْعَثُ عَلَيْهِمُ الحِرْمَةُ وَ يُسْلَبُونَ الحَيَآءَ, i. e. Venereal desire [shall be made to befall them, and they shall be bereft of shame]. (S.) حَرَمَةٌ: see what next precedes.

حُرَمَةٌ: see حُرْمَةٌ.

حُرُمَةٌ: see حُرْمَةٌ.

حَرْمَى, applied to a female cloven-hoofed animal, (K,) or to a ewe, or she-goat, (S,) and to a she-wolf and to a bitch, (K,) Desiring the male: pl. حِرَامٌ and حَرَامَى, (S, K,) like عِجَالٌ and عَجَالَى, (S,) or the latter pl. is حُرَامَى; (so accord. to some copies of the K [like عُجَالَى];) as though its masc., if it had a masc., were حَرْمَانُ. (S.) A2: حَرْمَى وَ اللّٰهِ means the same as أَمَا وَ اللّٰهِ [Verily, or now surely, by God]; (K;) as also حَزْمَى وَ اللّٰهِ. (K in art. حزم.) حِرْمِىٌّ, applied to a man, Of, or belonging to, the حَرَم: fem. حِرْمِيَّةٌ. (S, Msb, TA.) [In the TA it is said that Mbr mentions two forms of the epithet حرميّة as applied to a woman: it does not specify what these are; but one seems to be حُرْمِيَّةٌ, for he says that it is from the phrase وَ حُرْمَةِ البَيْتِ

“ by the sacredness of the House ” of God.] Az says, on the authority of Lth, that when they applied the rel. n. from الحَرَمُ to anything not a human being, [as, for instance, to a garment, or piece of cloth,] they said ↓ ثَوْبٌ حَرَمِىٌّ: (Msb:) [but] they also said حِرْمِيَّةٌ, (S,) or سِهَامٌ حِرْمِيَّةٌ, (Msb,) meaning Arrows of the حَرَم: (S, Msb:) and حِرْمِيَّةٌ [also, or قَوْسٌ حِرْمِيَّةٌ,] meaning A bow made of a tree of the حَرَم. (Ham p. 284.) b2: Also A man of the حَرَم whose food was eaten by a pilgrim, and in whose clothes this pilgrim performed his circuiting round the Kaábeh: and a pilgrim who ate the food of a man of the حَرَم, and performed his circuiting round the Kaábeh in this man's clothes: each of these was called the حِرْمِىّ of the other: every one of the chiefs of the Arabs who imposed upon himself hardship, or strictness, in his religious practices had a حرمىّ of the tribe of Kureysh; and when he performed the pilgrimage, would not eat any food but that of this man, nor perform his circuiting round the Kaabeh except in this man's clothes. (TA.) حَرَمِىٌّ: see the next preceding paragraph.

حَرَامٌ Forbidden, prohibited, or unlawful: and sacred, or inviolable; as in the phrases البَيْتُ الحَرَامُ [the Sacred House of God (i. e. the Kaabeh)] and المَسْجِدُ الحَرَامُ [the Sacred Mosque of Mekkeh] and البَلَدُ الحَرَامُ [the Sacred Town or Territory]: (Msb:) contr. of حَلَالٌ; (S;) as also ↓ حَرَمٌ (S, Msb) and ↓ حِرْمٌ (S, Msb, K) and ↓ حَرِمٌ [q. v.] (TA) [and in its primary sense ↓ حَرِيمٌ] and ↓ مَحْرَمٌ: (S, Mgh, Msb:) the pl. [of حَرَامٌ, agreeably with analogy,] is حُرُمٌ; (K;) and ↓ مَحَارِمُ also is a pl. of حَرَامٌ, contr. to rule, (TA,) and signifies things forbidden by God. (K.) See also حِرْمٌ. b2: حَرَامَ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ, (as in some copies of the S,) or حَرَامُ اللّٰه لا افعل, (as in other copies of the S and in the K,) is a saying like يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ, or يَمِينُ اللّٰه لا افعل: (S, K:) it may mean a declaration that the wife or the female slave shall be forbidden [to him who utters it], without the intention of divorcing [thereby the former, or of emancipating the latter; so that it may be rendered, according to the two different readings, I imprecate upon myself, or that which I imprecate upon myself is, what is forbidden of God, if I do it: I will not do such a thing: in like manner, عَلَىَّ الحَرَامُ is often said in the present day]. (TA. [See 2.]) b3: [اِبْنُ حَرَامٍ An illegitimate son: and a disingenuous, or dishonest, person.]

b4: شَهْرٌ حَرَامٌ [A sacred month]: (Msb:) pl. حُرُمٌ. (S, Msb, K.) الأَشْهُرُ الحُرُمُ [The sacred months] (S, * Msb, K) were four; namely, ذُو القَعْدَةِ and ذُو الحِجَّةِ and المُحَرَّمُ and رَجَبٌ; (S, Msb, K;) three consecutive, and one separate: (S, Msb:) in these the Arabs held fight to be unlawful; except two tribes, Khath'am and Teiyi; unless with those who held these months as profane. (S, TA.) b5: حَرَامٌ applied to a man signifies Entering into the حَرَم [or sacred territory of Mekkeh or of El-Medeeneh, or Mekkeh or El-Medeeneh itself]; and is applied also to a woman; and to a pl. number: (TA:) or i. q. ↓ مُحْرِمٌ (S, Msb) as meaning [in, or entering upon, the state of إِحْرَام: i. e. entering upon the performance of those acts of the حَجّ, or of the عُمْرَة, whereby certain things before allowable, or lawful, to him became forbidden, or unlawful; (see 4;) or] purposing to enter upon the performance of the حَجّ or the عُمْرَة: (Msb:) as also ↓ حِرْمٌ: you say, أَنْتَ حِلٌّ and انت حِرْمٌ [Thou art one who has quitted his state of إِحْرَام and thou art in, or entering upon, the state of احرام]: (TA:) the pl. of حَرَامٌ thus applied is حُرُمٌ: (S, Msb:) the fem. of ↓ مُحْرِمٌ is with ة; and the pl. masc.

مُحْرِمُونَ; and the pl. fem. مُحْرِمَاتٌ. (Msb.) b6: See another meaning voce حِرْمٌ.

حِرَامٌ: see حَرِيمٌ.

حَرُومٌ A she-camel that does not conceive when covered. (AA, K. [In the CK, مُغْتاطَة is erro neously put for مُعْتَاطَة.]) حَرِيمٌ: see حَرَامٌ. b2: [Hence,] The appertenances, or conveniences, (حُقُوق and مَرَافِق S, Msb, K,) that are in the immediate environs, (S, Msb,) of a thing, (Msb,) or of a well &c., (S,) or that are adjuncts [or within the precincts] of a house; (K;) because it is forbidden to any but the owner to appropriate to himself the use thereof: (Msb:) or, of a well, the place where is thrown the earth that has been dug out, (K, TA,) and the walking place on either side; in the case of a well dug in a waste land that has no owner, said in a trad. to be forty cubits: (TA: [but see بَدِىْءٌ:]) and of a river, or rivulet, or canal, the place where the mud is thrown out, and the walking-place on each side: (TA:) and of a house, the interior part upon which the door is closed: (Ibn-Wásil ElKilábee, TA:) or the interior part, or middle, (قَصَبَة,) thereof: (T, TA:) [and particularly the women's apartments, and the portion that is for bidden to men who are not related to the women within the prohibited degrees of marriage:] and the court of a mosque: (T, TA:) [and in general,] a place which it is incumbent on one to defend [from intrusion]: (Ham p. 492:) a thing that one protects, and in defence of which one fights; [and particularly, like حُرْمَةٌ as used by the vulgar, a man's wife; and also his female slave; or any woman under covert; and, like حُرَمٌ, pl. of حُرْمَةٌ, as used in the classical language, his wives, or women under covert, and household;] as also ↓ حَرَمٌ: pl. حُرُمٌ, (K,) the pl. of حَرِيمٌ; (TA;) and أَحْرَامٌ, (K,) which is the pl. of ↓ حَرَمٌ. (TA.) b3: A partner, copartner, or sharer. (K.) b4: A friend: so in the saying, فُلَانٌ حَرِيمٌ صَرِيحٌ Such a one is a genuine, or sincere, friend. (TA.) b5: The garment of the مُحْرِم (S, K,) [which he wears during the performance of the حَجّ or the عُمْرَة;] called by the vulgar ↓ إِحْرَامٌ and ↓ حِرَامٌ (TA.) b6: The clothes which the مُحْرِمُون used to cast off, (S, * K, TA,) when, in the time of paganism, they performed the pilgrimage to the House [of God, at Mekkeh], namely, those that were upon them when they entered the حَرَم [or sacred terri tory,] (TA,) and which they did not wear (K, TA) as long as they remained in the حَرَم: (TA:) for the Arabs used to perform their circuiting round the House naked, with their clothes thrown down before them during the circuiting; (T, S, TA;) they saying, “We will not perform the circuiting round the House in clothes in which we have committed sins, or crimes: ” and the woman, also, used to perform the circuiting naked, except that she wore a رَهْط of thongs. (TA.) A poet says, كَفَى حَزَنًا مَرِّى عَلَيْهِ كَأَنَّهُ لَقًى بَيْنَ أَيْدِى الطَّائِفِينَ حَرِيمُ [Sufficiently grievous is my passing by him as though he were a thing thrown away, a cast-off garment of a مُحْرِم, before those performing the circuiting round the Kaabeh]. (S.

حَرِيمَةٌ Anything eagerly desired, or coveted, that escapes one, so that he cannot attain it. (S.) And حَرِيمَةُ الرَّبِّ That which the Lord denies to whomsoever He will. (K.) حَارِمٌ Denying, refusing, or refusing to give. (TA.) b2: هُوَ بِحَارِمِ عَقْلٍ, (so in the copies of the K,) or مَا هُوَ بِحَارِمِ عَقْلٍ, (so in the TA,) means He has intellect, or intelligence: (K:) a phrase mentioned, and thus explained, by Az: and so بِعَارِمِ عَقْلٍ. (TA.) [The right reading is evidently that given in the TA.]

إِحْرَامٌ inf. n. of 4.

A2: See also حَرِيمٌ.

مَحْرَمٌ: see حَرَامٌ, with which it is syn. (S, Mgh, Msb.) [And see an ex. voce حَدٌّ.] b2: See also حُرْمَةٌ, in three places. b3: Also A female relation whom it is unlawful to marry: (T, Msb:) [and such a male relation likewise:] and رَحِمْ مَحْرَمٌ relationship that renders it unlawful to marry. (K.) You say, هِىَ لَهُ مَحْرَمٌ [She is a relation to him such as it is unlawful for him to marry]: and هُوَ لَهَا مَحْرَمٌ and هُوَ مَحْرَمُ مِنْهَا (Mgh) and هُوَ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا he is one whom it is unlawful for her to marry, (S,) and ذُو رَحِمٍ

مَحْرَمٍ and ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٌ, applying محرم as an epithet to رحم and to ذو; (Mgh, Msb;) and ذُو فِى القَرَابَةِ ↓ حُرْمَةٍ: (Ham p. 669:) and in the case of a woman, ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ. (Msb.) b4: مَحَارِمُ اللَّيْلِ (tropical:) The fearful places of the night, (IAar, S, K, TA,) which the coward is forbidden to traverse. (IAar, S, TA.) [See also مَخَارِمُ, pl. of مَخْرَمٌ.]

مُحْرِمٌ: see حَرَامٌ, in two places: Contr. of مُحِلٌّ: and as such signifying [also] one with whom it is unlawful to fight: (S:) or, as such, whom it is unlawful to slay: (TA in art. حل:) and, as such also, one who has a claim, or covenanted right, to protection, or safeguard. (S in art. حل.) Er-Rá'ee says, قَتَلُوا ابْنِ عَفَّانَ الخَلِيفَةَ مُحْرِمًا (S,) meaning [They slew ('Othmán) Ibn-' Affán, the Khaleefeh,] while entitled to the respect due to the office of Imám and to the [sacred] city and to the [sacred] month: for he was slain [in ElMedeeneh and] in [the month of] Dhu-l-Hijjeh. (Ham p. 310.) And one says, إِنَّهُ لَمُحْرِمُ عَنْكَ Verily he is one whom it is unlawful for thee to harm: (K:) or for whom it is unlawful to harm thee: (IAar, Th:) or whom it is unlawful for thee to harm and for whom it is unlawful to harm thee. (Az, TA.) And مُسْلِمٌ مُحْرِمٌ A Muslim is secure, as to himself and his property, by the respect that is due to El-Islám: or a Muslim refrains from the property of a Muslim, and his honour, or reputation, and his blood. (TA.) b2: One who is at peace with another. (IAar, K.) b3: One who is in the حَرِيم of another. (K.) You say, هُوَ مُحْرِمٌ بِنَا He is in our حَرِيم. (TA.) b4: Fasting, or a faster: because the faster is prohibited from doing that which would break his fast. (TA.) b5: And, for a like reason, Swear ing, or a swearer. (TA.) مَحْرَمَةٌ and مَحْرُمَةٌ pl. مَحَارِمُ (K) and مَحْرَمَاتٌ and مَحْرُمَاتٌ: (As, S:) see each voce حُرْمَةٌ, in four places.

مُحَرَّمٌ [Forbidden, prohibited, or made un lawful: and made, or pronounced, sacred, or in violable, or entitled to reverence or respect or honour]. It is said in a trad., أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةُ, i. e. [Knowest thou not that the face is] forbidden to be beaten? or that it has a title to reverence or respect or honour? (TA.) b2: المُحَرَّمُ The first of the months (S, Msb, K, * TA) of the year (Msb) of the Arabs [since the age of pagan ism]; (TA;) the article ال being prefixed because it is originally an epithet; but accord. to some, it is not prefixed to the name of any other month; or, accord. to some, it may be prefixed to صفر and شوّال: (Msb:) and [in the age of paganism, the seventh month, also called] شَهْرُ اللّٰهِ الأَصَبُّ (K, TA.) [الاصبّ being app. a dial. var. of الأَصَمُّ,] i. e. رَجَبٌ; [for] Az says, the Arabs used to call the month of رَجَب in the age of paganism, الأَصَمُّ and المُحَرَّمُ; and he cites the saying of a poet, أَقَمْنَا بِهَا شَهْرَىْ رَبِيعٍ كِلَاهُمَا وَشَهْرَىْ جُمَادَى وَاسْتَحَلُّوا المُحَرَّمَا [We stayed in it during the two months of Rabeea, both of them, and the two months of Jumádà; and they made El-Moharram to be profane; app. by postponing it, as the pagan Arabs often did]: the Arabs called it thus because they did not allow fighting in it [unless they had postponed it]: (TA:) the pl. is مُحَرَّمَاتٌ (Msb, K) and مَحَارِمُ and مَحَارِيمُ. (K.) b3: See also حَرَمٌ — مُحَرَّمٌ applied to a camel means Refractory, or untractable: (TA:) [or,] thus applied, [like عَرُوضٌ, q. v.,] submissive in the middle part, [but] difficult to be turned about, [i. e. stubborn in the head,] when turned about: (K: [in the CK, الذَّلُولُ الوَسَطُ is erroneously put for الذَّلُولُ الوَسَطِ: in my MS. copy of the K, الذَّلُولُ الوَسط:]) and with ة a she-camel not broken, or not trained: (TA:) or not yet completely broken or trained: (S, TA:) and مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ a she-camel that is refractory, or untractable; not broken, or not trained: in this sense heard by Az from the Arabs. (TA.) b4: (tropical:) A skin not tanned: (K:) or not completely tanned: (S:) or tanned, but not made soft, and not thoroughly done. (TA.) b5: (tropical:) A new whip: (K:) or a whip not yet made soft. (S, A, TA.) b6: (tropical:) An Arab of the desert rude in nature or disposition, chaste in speech, that has not mixed with people of the towns or villages. (TA.) b7: (assumed tropical:) The part of the nose that is soft in the hand. (K.) مَحْرُومٌ Denied, or refused, a gift: (Msb, * TA:) or denied, or refused, good, or prosperity: (Az, K:) in the Kur lxx. 25, (I' Ab, S,) [it has this latter, or a similar, meaning;] i. q. مُحَارَفٌ [q. v.]; (I' Ab, S, K;) who hardly, or never, earns, or gains, anything: (K:) or who does not beg, and is therefore thought to be in no need, and is denied: (Bd:) and who has no increase of his cattle or other property: (K:) opposed to مَزْرُوقٌ: (Az, TA:) accord. to some, who has not the faculty of speech, like the dog and the cat &c. (Har p. 378.) b2: Held in reverence, respect, or honour; reverenced, respected, or honoured; and so ↓ مُحْتَرَمٌ. (KL. [But the latter only is commonly known in this sense.]) مَحَارِمُ an anomalous pl. of حَرَامٌ, q. v.: (TA:) b2: and pl. of مَحْرَمَةٌ and مَحْرُمَةٌ: (K:) b3: and also of المُحَرَّمُ. (K.) مَحَارِيمُ a pl. of المُحَرَّمُ. (K.) مُحْتَرَمٌ [erroneously written in the Lexicons of Golius and Freytag مُحْتَرِمٌ]: see مَحْرُومٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.