Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زان

برر

برر


بَرَّ(n. ac. بِرّ
مَبْرَرَة)
a. Was kind to.
b.(n. ac. بَرّ
بِرّ
بُرُوْر), Was true to.
c. Was pious.
d. Was truthful.

بَرَّرَa. Justified.

بَاْرَرَa. Behaved kindly to.

أَبْرَرَa. Was true ( to his oath ).
b. Travelled by land.
c. ['Ala], Subdued.
تَبَرَّرَa. Became good, just, pious.

بَرّ
(pl.
بُرُوْر)
a. Terra firma, mainland.
b. Province, Continent.

بَرَّةa. Obedience.

بَرِّيّa. Savage, wild.
b. Flat land; uncultivated, barren.

بَرِّيَّة
(pl.
بَرَاْرِيّ)
a. Country; moor-land.

بِرّa. Piety, benevolence.
b. Innocence.
c. Good faith.

بُرّa. Wheat.

بَاْرِر
(pl.
أَبْرَاْر)
a. Pious.

بَرَّاْنِيّa. Exterior, external. — (b,) Foreigner.

بَرَّا
a. Outside.

بَرَّانِيّ
a. Exterior.
b. Foreign.
(برر) عمله زَكَّاهُ وَذكر من الْأَسْبَاب مَا يبيحه (محدثة)
برر
عن اللغة الفارسية برار: اسم مقاطعة في الدكن بالهند، أو بمعنى السلام والاتحاد والوفاق والاتفاق.
برر
عن اللغة الإنجليزية القديمة بمعنى قوس وبوابة وإطار.
برر
بررة من (ب ر ر) بحذف التاء المربوطة جمع البار الصادق والصالح والكامل.
(ب ر ر) : (الْبِرُّ) الصَّلَاحُ وَقِيلَ الْخَيْرُ قَالَ شِمْرٌ وَلَا أَعْلَمُ تَفْسِيرًا أَجْمَعَ مِنْهُ قَالَ وَالْحَجُّ (الْمَبْرُورُ) الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْبَيْعُ الْمَبْرُورُ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ وَلَا كَذِبَ وَلَا خِيَانَةَ (وَيُقَالُ) صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) بَرَّتْ يَمِينُهُ صَدَقَتْ وَبَرَّ الْحَالِفُ فِي يَمِينِهِ وَأَبَرَّهَا أَمْضَاهَا عَلَى الصِّدْقِ عَنْ ابْنِ فَارِسٍ وَغَيْرِهِ.
ب ر ر

هو بر بوالديه، وبار بهما. ويقال: صدقت وبررت " ولا يعرف هراً من بر " وحج مبرور، وبر حجك، وبر الله حجك. وبرت يمينه، وأبرها صاحبها: أمضاها على الصدق. ولو أقسم على الله لأبره. ونزلوا بالبرية. وجلست براً وخرجت براً إذا جلس خارج الدار أو خرج إلى ظاهر البلد. وافتح الباب الراني و" من أصلح جوانبه، أصلح الله برانيه " ويقال: أريد جواً، ويريد براً أي أريد خفية وهو يريد علانية. وقد أبر فلان وأبحر أي هو مسفار قد ركب البر والبحر. وأبر على خصمه. وجواد مبر، وهو أقصر من برة. وأطعمنا ابن برة وهو الخبز.

ومن المجاز: فلان يبر ربه أي يطيعه. قال:

لا هم لولا أن بكراً دونكا ... يبرك الناس ويفجرونكا

وبرت بي السلعة إذا نفقت وربحت فيها. قال الأعشى:

ورجى برها عاماً فعاما
برر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي قلَابَة حِين قَالَ لخَالِد الحذّاء وقَدِم من مكّة: بُرَّ العَمَلُ قَالَ حدّثنَاهُ ابْن علية عَن خَالِد الْحذاء قَالَ: قَدمت من مَكَّة فلقيني أَبُو قلَابَة فَقَالَ لي: بر الْعَمَل. قَوْله: بُرَّ الْعَمَل إِنَّمَا دَعَا لَهُ بِالْبرِّ يَقُول بَرَّ الله عَمَلك أَي جعل حجَّك مبرورا والمبرور إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من البِّر يَعْنِي ألاَّ يُخالطه غَيره من الْأَعْمَال الَّتِي فِيهَا المآثِمُ. وَكَذَلِكَ غَيْرُ الحَجِّ أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة ومروان بن مُعَاوِيَة كِلَاهُمَا عَن وَائِل ابْن دَاوُد عَن سعيد بن عُمير قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: أيّ الكَسْبِ أفضلُ فَقَالَ: عَمَلُ الرجل بِيَدِهِ وكلّ بيع مَبْرور.

بن قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام البِرَّ فِي البيع أَلا يخالطه كذب وَلَا شَيْء من الْإِثْم] .

أَحَادِيث عَطاء أبي رَبَاح رَحمَه الله
(برر) - في الحديث: "ما لَنا طَعامٌ إلا البَرِيرَ".
قال ابنُ الأَعرابِىّ: الأَسودُ من ثَمَر الأَراكِ بَرِير، وما لم يَسوَدَّ: كَباثٌ، وجِماعُه المَرْدُ، وقال الأَصْمَعِىُّ: الكَبَاثُ: ثَمَر الأَراك، والبَرِيرُ: الغَضّ، ويانِعُه المَرْد، وقيل: البَرِيرُ: اسمٌ للجميع.
- في حديث سَلْمان: "مَنْ أصَلح جَوَّانِيَّه أَصلَح اللهُ بَرانِيَّة"
يريد بالبَرَّانى: العَلانِيةَ: والألف والنون للتّأْكِيد، من قولهم: خرج فلان بَرًّا: أي خَرَج من الكِنِّ إلى الصحراء، وليس من كلامهم القَدِيم. يقال رجل بَرٌّ: أي خارج، وتَبابَر: رَكِب البَرِّ، كما يقال: أَبحَر: رَكِبَ البَحر، وأَبَّر أيضا: رَكِبَ البَرَّ على قِياس أَبحَر. - في الحديث: "أبرَّ اللهُ تَعالى قَسَمه" .
يقال: بَرَّ قَسَمَه وأَبرَّها: صَدَّقَها.
- في الحديث : "الحَجُّ المَبْرورُ".
: أي المَقْبوُل، المُقابَل بالبِرِّ.
- في الحديث: "أَبرَّ ناضِحُهم" .
: أي غَلَب واستَصْعَب.
- في حديث أبى بَكْر: "لم يَخرُجْ من إِلَّ ولا بِرٍّ"
: أي صَدَق، من قولهم: بَرَّ في يَمِينِه.
[برر] البِرُّ: خلاف العُقوقِ، والمَبَرَّةُ مثْله. تقول: بَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً، فأنا بَرٌّ به وبارٌّ. وجمع البَرَّ أَبْرارٌ، وجمع البار البررة. وفلان يبر خالقه ويَتَبَرَّرُهُ، أي يطيعه . والأمُّ بَرَّةٌ بولدها. وبَرَّ فلانٌ في يمينه، أي صَدَقَ. وبَرَّ حَجُّهُ، وبُرَّ حجه، وبر الله حجه، براء، بالكسر في هذا كلِّه. وتَبارُّوا: تفاعَلوا من البِرِّ. وفي المثل: " لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ "، أي لا يعرف مَن يكرهه ممن يبره. وقال ابن الاعرابي: الهر: دعاء الغنم، والبر: سوقها. والبر بالفتح: خلاف البحر. والبَرِّيَّةُ بالفتح: الصحراء والجمع البراري. والبريت بوزن فعليت: البرية، فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء، مثل عفريت وعفرية، والجمع البراريت. وبَرَّةُ: اسمُ البرِّ، وهو معرفة. قال النابغة : إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بيننا * فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ - وبرة بنت مر: أخت تميم بن مر، وهى أم النضر بن كنانة. والبربرة: الصوت، وكلام في غضبٍ. تقول: بَرْبَرَ فهو بَرْبارٌ، مثل ثرثر فهو ثرثار. وبربر: جيل من الناس، وهم البرابرة. والهاء للعجمة والنسب، وإن شئت حدفتها. والبَريرُ: ثمرُ الأراكِ، واحدتها بَريرَةٌ. وبريرة: اسم امرأة. والبُرُّ: جمع بُرَّةٍ من القمح. ومنع سيبويه أن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجوَّزه المبرِّد قياساً. والبربور: الجشيش من البر. وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أي قَبِلَهُ. وأَبَرَّ فلانٌ على أصحابه، أي علاهُم. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ، إذا ركب البر. 
ب ر ر: الْبِرُّ ضِدُّ الْعُقُوقِ وَكَذَا (الْمَبَرَّةُ) تَقُولُ: (بَرِرْتُ) وَالِدِي بِالْكَسْرِ أَبَرُّهُ (بِرًّا) فَأَنَا (بَرٌّ) بِهِ وَ (بَارٌّ) وَجَمْعُ الْبَرِّ (أَبْرَارٌ) وَجَمْعُ (الْبَارِّ) بَرَرَةٌ وَفُلَانٌ (يَبَرُّ) خَالِقَهُ وَ (يَتَبَرَّرُهُ) أَيْ يُطِيعُهُ قُلْتُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ (التَّبَرُّرَ) بِمَعْنَى الطَّاعَةِ غَيْرَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَالْأُمُّ (بَرَّةٌ) بِوَلَدِهَا. وَ (بَرَّ) فِي يَمِينِهِ صَدَقَ، وَبَرَّ حَجُّهُ بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَبُرَّ حَجُّهُ بِضَمِّهَا، وَبَرَّ اللَّهُ حَجَّهُ يَبُرُّ بِالضَّمِّ فِيهِمَا بِرًّا بِالْكَسْرِ فِي الْكُلِّ وَ (تَبَارُّوا) تَفَاعَلُوا مِنَ الْبِرِّ، وَفِي الْمَثَلِ «لَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرٍّ» أَيْ لَا يَعْرِفُ مَنْ يَكْرَهُهُ مِمَّنْ يَبَرُّهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْهِرُّ دُعَاءُ الْغَنَمِ وَالْبِرُّ سَوْقُهَا. وَ (الْبَرُّ) ضِدُّ الْبَحْرِ وَ (الْبَرِّيَّةُ) الصَّحْرَاءُ، وَالْجَمْعُ (الْبَرَارِيُّ) وَ (الْبَرِّيتُ) بِوَزْنِ فَعْلِيتٍ الْبَرِّيَّةُ. وَ (الْبَرْبَرَةُ) صَوْتٌ وَكَلَامٌ فِي غَضَبٍ، تَقُولُ مِنْهُ (بَرْبَرَ) فَهُوَ (بَرْبَارٌ) . وَ (بَرْبَرُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ (الْبَرَابِرَةُ) وَالْهَاءُ لِلْعُجْمَةِ أَوِ النَّسَبِ وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَهَا. وَ (الْبُرُّ) جَمْعُ (بُرَّةٍ) مِنَ الْقَمْحِ وَمَنَعَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يُجْمَعَ الْبُرُّ عَلَى (أَبْرَارٍ) وَجَوَّزَهُ الْمُبَرِّدُ قِيَاسًا. وَ (أَبَرَّ) اللَّهُ حَجَّهُ لُغَةٌ فِي بَرَّهُ أَيْ قَبِلَهُ. وَأَبَرَّ الرَّجُلُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَيْ عَلَاهُمْ وَأَبَرَّ الرَّجُلُ رَكِبَ الْبَرَّ. 
ب ر ر : الْبَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَحْرِ وَالْبَرِّيَّةُ نِسْبَةٌ إلَيْهِ هِيَ الصَّحْرَاءِ.

وَالْبُرُّ بِالضَّمِّ الْقَمْحُ الْوَاحِدَةُ بُرَّةٌ.

وَالْبِرُّ بِالْكَسْرِ الْخَيْرُ وَالْفَضْلُ.

وَبَرَّ الرَّجُلُ يَبَرُّ بِرًّا وِــزَانُ عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْمًا فَهُوَ بَرٌّ بِالْفَتْحِ وَبَارٌّ أَيْضًا أَيْ صَادِقٌ أَوْ تَقِيٌّ وَهُوَ خِلَافُ الْفَاجِرِ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ أَبْرَارٌ وَجَمْعُ الثَّانِي بَرَرَةٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ.

وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِلْمُؤَذِّنِ صَدَقْت وَبَرَرْت أَيْ صَدَقْت فِي دَعْوَاك إلَى الطَّاعَاتِ وَصِرْت بَارًّا دُعَاءٌ لَهُ بِذَلِكَ وَدُعَاءٌ لَهُ بِالْقَبُولِ وَالْأَصْلُ بَرَّ عَمَلُك وَبَرَرْت وَالِدِي أَبُرُّهُ بِرًّا وَبُرُورًا أَحْسَنْت الطَّاعَةَ إلَيْهِ وَرَفَقْت بِهِ وَتَحَرَّيْت مَحَابَّهُ وَتَوَقَّيْت مَكَارِهَهُ وَبَرَّ الْحَجُّ وَالْيَمِينُ وَالْقَوْلُ بِرًّا أَيْضًا فَهُوَ بَرٌّ وَبَارٌّ أَيْضًا وَيُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيًا أَيْضًا بِنَفْسِهِ فِي الْحَجِّ وَبِالْحَرْفِ فِي الْيَمِينِ وَالْقَوْلِ فَيُقَالُ بَرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْحَجَّ يَبَرُّهُ بُرُورًا أَيْ قَبِلَهُ وَبَرِرْتُ فِي الْقَوْلِ وَالْيَمِينِ أَبَرُّ فِيهِمَا
بُرُورًا أَيْضًا إذَا صَدَقْت فِيهِمَا فَأَنَا بَرٌّ وَبَارٌّ وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَبَرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْحَجَّ وَأَبْرَرْت الْقَوْلَ وَالْيَمِينَ وَالْمَبَرَّةُ مِثْلُ: الْبِرِّ وَالْبَرِيرُ مِثَالُ كَرِيمٍ ثَمَرُ الْأَرَاكِ إذَا اشْتَدَّ وَصَلُبَ الْوَاحِدَةُ بَرِيرَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ.

وَأَمَّا الْبَرْبَرُ بِبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ وَرَاءَيْنِ وِــزَانُ جَعْفَرٍ: فَهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ كَالْأَعْرَابِ فِي الْقَسْوَةِ وَالْغِلْظَةِ وَالْجَمْعُ الْبَرَابِرَةُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
[برر] نه فيه: "البر" هو العطوف على عباده ببره ولطفه، والبار بمعناهلم يبلغني كفارة يعني لم يبلغني أنه كفر قبل الحنث فإن وجوبها مجمع عليه. نه وفيه: ناضح آل فلان قد "أبر عليهم" أي استصعب وغلبهم. وفي ح زمزم: احفر "برة" سميت بها لكثرة منافعها وسعة مائها. وفيه: من أصلح جوانيه أصلح الله "برانيه" أي علانيته، والألف والنون زيدتا في النسب من قولهم: خرج برا أي إلى البر والصحراء. وفيه: نستعضد "البرير" هو ثمر الأراك أي نجنيه للأكل. ومنه: ما لنا طعام إلا "البرير". در: و"البريرة" رفع الصوت بكلام لا يكاد يفهم. ك: فدعا "بريرة" أشكل بأن عائشة لم تشترها إلا بعد قصة الإفك ولعل تفسير الجارية بها من بعض الرواة. وح: "ليبر" يعني الكفارة يجيء في "لجج".
[ب ر ر] البِرُّ الصِّدْقُ والطّاعَةُ وفي التَّنْزِيلِ {لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُولُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ولَكِنَّ الْبِرَّ مَنْءَامَنَ بِاللهِ} البقرة 177 أرادَ ولكِنَّ البِرًّ بِرٌّ مَنْ آمَنَ باللهِ وهو قَوْل سِيبَوَيْهِ وقالَ بَعْضُهم ولَكنَّ ذا البِرِّ مَنْ آمن بالله قالَ ابنُ جِنِّي والأوَّلُ أَجْوَدُ لأَنَّ حَذْفَ المُضافِ ضَرْبٌ من الاتِّساعِ والخَبَرُ أَوْلَى بذلِكَ من المُبْتَدَأَ لأَنَّ الاتِّساعَ بالأَعْجازِ أَوْلَى منه بالصُّدُورِ وأَمّا ما رُوِيّ من أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَيْسَ مِنَ امْبِرٍّ امْصِيامُ في امْسَفَر يريدُ لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيامُ فِي السَّفَرِ فإنَّه أَبْدَلَ لامَ المَعْرِفَةِ مِيمًا وهو شاذٌّ لا يَسُوغُ حَكاهُ ابنُ جِنِّي عَنْه قالَ ويُقالُ إِنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ لَمْ يَرْوِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غيرَ هذا الحدِيثِ ونَظِيرُه في الشُّذُوذِ ما قَرَأْتُه عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بإِسْنادِهِ إِلى الأَصْمَعِيِّ قالَ يُقالُ بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهُنَّ سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ بِيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السَّماء وبَرَّةُ اسمٌ عَلَمٌ لمَعْنَى البِرِّ فلذلِك لم يُصْرَف لأَنَّه اجْتَمَعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأْنِيثُ وقد تَقَدَّمَ في فَجارِ قالَ النّابِغَةُ

(إِنّا احْتَمَلْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ)

وقَدْ بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يَمِينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّا وبِرّا وبُرُورًا صَدَقَتْ وأَبَرَّها أَمْضاهَا عَلَى الصِّدْقِ والبَرُّ الصّادِقُ وفي التَّنْزِيلِ {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الطور 28 وبُرَّ عَمَلُه وبَرَّ بَرّا وبُرُورًا وأَبَرَّ وأَبَرَّهُ اللهُ قالَ الفَرّاءُ بُرَّ حَجُّه فإِذا قالُوا أَبَرَّ الله حَجَّكَ قالُوه بالأَلِفِ قال والبِرُّ في اليَمِينِ مِثْلُه وقالُوا في الدُّعاءِ مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبْرُورًا مَأْجُورًا تِميمُ تَرْفَعُ على إِضمارِ أَنْتَ وأَهْلُ الحِجازِ يَنْصِبُون على تقدير اذْهَبْ مَبْرُورًا ورَجُلٌ بَرٌّ من قَوْمٍ أَبْرارٍ وبارٌّ من قَوْمٍ بَرَرَةٍ والبِرٌّ ضِدُّ العُقُوقِ وقَدْ بَرَّ والِدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّا فيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تَقَدَّمَ في اليَمِينِ وهو بَرٌّ به وبارٌّ عن كُراع وأنكَرَ بَعْضُهم بارٌّ وفي الحَدِيثِ تَمَسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنَّها بِكم بَرَّةٌ أَي تكونُ بُيُوتُكمُ عليها وتُدْفَنُون فيها وامْرَأَةٌ بارَّةٌ وبَرَّةٌ عن اللَّحيانِيِّ واللهُ يَبَرُّ عِبادَه يَرْحَمُهُم وهو البَرُّ وبَرَرْتُه بِرّا وَصَلْتُه وفِي التَّنْزِيل {أن تبروهم وتقسطوا إليهم} الممتحنة 8 وقَوْلُهُم ما يَعْرِفُ هِرّا من بِرَّ مَعْناهُ ما يَعْرِفُ من يَهُرُّه أَى يَكْرَهُهُ ممن يَبِرُّه وقِيلَ الهِرُّ السَّنَّوْرُ والبِرُّ الفَأْرَةُ في بعضِ اللُّغاتِ أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبهُها وقَدْ أَنْعَمْنا شَرْحَ هذا فِيما تَقَدَّمَ وأَبَرَّ الرَّجُلُ كثُرَ ولَدُه وأَبَرَّ القَوْمُ كَثُرُوا وكذلِكَ أَعَرُّوا فأَبَرُّوا أَبَرُّوا في الخَيْرِ وأَعَرُّوا في الشَّرِّ وقد تَقدَّم أَعَرُّوا في مَوْضِعِه والبَرُّ خِلافُ البَحْرِ والبَرِّيَّةُ من الأَرْضِينَ بفَتْحِ الباءِ خِلافُ الرِّيفِيَّةِ والبَرِّيَّةُ الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إلى البَرِّ كذلِك رَواهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ بالفَتْحِ كالَّذِي قَبْلَه وإِنَّه لمُبِرٌّ بذلكِ أَي ضَابِطٌ له وأَبَرَّ عَلَيْهِم غَلَبَهُم وأَبَرّ عليهم شَرّا حكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(إِذا كنتُ مِنْ حِمّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ ... فلَسْت أُبالِي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ)

ثم قالَ أَبَرَّ من قَوْلِهم أَبَرَّ عَلَيْهِم شَرّا وأَبرَّ وفَجَرَ واحِدٌ فجَمعَ بينَهما وابْتَرَّ الرَّجُلُ انْتَصَبَ مُنْفَرِدًا من أَصْحابِه والبَرِيرُ ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً فالمَرْدُ غَضُّه والكَباثُ نَضِيجُه وقِيل البَرِيرُ أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من ثَمَرِ الأَراكِ وهُوَ حُلْوٌ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ البَرِيرُ أَعْظَمُ حَبّا من الكباثِ وأَصْغَرُ عُنْقُودًا منه وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صَغِيرةٌ صُلْبَةٌ أكبرُ من الحِمَّصِ قَلِيلاً وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ الواحِدَةُ من جَمِيع ذلك بَرِيرَةٌ والبُرُّ الحِنْطَةُ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ

(لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ)

ورَواهُ ابنُ دُرَيْدٍ رائِدَهُم قالَ ابنُ دُرَيْدٍ البُرُّ أَفْصَحُ من قَوْلِهم القَمْحُ والحِنْطَةُ واحِدَتُه بُرَّةٌ قال سِيبَوَيْهِ ولا يُقالُ لصاحِبِه بَرّارٌ علَى ما يَغْلِبُ في هذا النَّحْوِ لأَنَّ هذا الضَّرْبَ إِنَّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ والبُرْبُورُ الجَشِيشُ من البُرِّ والبَرْبَرَةُ كثرةُ الكَلامِ والجَلَبَةُ باللِّسانِ وقِيلَ الصِّياحُ رَجُلٌ بَرْبارٌ وقَدْ بَرْبَرَ وبَرْبَرٌ جِيلٌ يُقالُ إِنَّهُم من وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ بنِ عَيْلانَ ولا أَدْرِي كَيْفَ هذا والبَرابِرَةُ الجَماعَةُ مِنْهُم زادُوا الهاءَ فيه إِمّا للعُجْمَةِ وإِمّا للنَّسَبِ وهُوَ الصَّحِيحُ وبَرْبَرَ التَّيْسُ للهِياج نَبَّ ودَلْوٌ بَرْبارٌ لَها في الماءِ بَرْبَرَةٌ أَي صَوْتٌ قالَ رُؤْبَةُ

(أَرْوِي ببَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ ... )

والبُرَيْراءُ على لَفْظِ التَّصْغِير مَوْضِعٌ قال (إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى ... فوَكْزٍ إلى النَّقْبَيْنِ من وَبِعَانِ)

ومَبَرَّةُ أكَمَةٌ دُونَ الجارِ إلى المَدِينَةِ قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ

(أَقْوَى الغِياطِلُ من حِراجِ مَبَرَّةٍ ... فجُنُوبُ سَهْوَةَ قد عَفَتْ فرِمالُها)
برر
برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في بَرَرْتُ، يَبِِرّ، ابْرِرْ/ بِرَّ، بِرًّا وبُرورًا، فهو بارّ وبَرّ، والمفعول مَبْرور (للمتعدِّي)
• بَرَّ حَجُّه: قُبِلَ.
• برَّتِ اليمينُ: صدَقت "برّت عينُه- برَّ في قوله" ° فعل مبرور: ما لا شبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.
• برَّ والِدَيْه: توسَّع في الإحسان إليهما ووصلَهما ورفق بهما وأحسن معاملتهما، عكس عقَّ "ابن بار: مطيع، يُحسن معاملة والديه عن حبّ- {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} ".
• برَّ اللهُ حجَّه: قَبِلَه "حج مبرور: لا يخالطه شيءٌ من المآثم- برَّ اللهُ صلاتَه".
• برّ اللهُ قَسَمَه: أجابه إلى ما أقسم عليه.
• برَّ الشَّخصُ ربَّه: توسّع في طاعته "برّ خالقَه: أطاعه- الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ [حديث]- {وَلَكِنَّ الْبَارَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [ق] ".
• برَّ بيمينه/ برَّ في يمينه: وفّى بها، صدق فيها "برَّ بوعده". 

برَّ2 بَرِرْتُ، يَبَرّ، ابْرَرْ/ بَرَّ، بِرًّا، فهو بَارّ وبَرّ
• بَرَّ الشَّخصُ: صلَح، ضدّ فجَر.
• برَّ حَجُّه ونحوه: قُبِلَ "برَّتِ الصَّلاةُ".
• برَّتِ اليمينُ: صَدَقَت.
• برَّتِ السِّلعةُ: راجتْ.
• برَّ البيعُ: خَلا من الشّبهة والكذب والخيانة. 

أبرَّ يُبرّ، أبرِرْ/ أبِرَّ، إبْرارًا، فهو مُبِرّ، والمفعول مُبَرّ (للمتعدِّي)
• أبرَّ الجنودُ: نزلوا إلى البَرِّ (إمّا من البحر أو من الجوّ بالمظلات).

• أبرَّ اليمينَ: صَدَق في تنفيذها ولم يحنث "أبرَّ وعده ولم يُخْلفه: وفَّى به".
• أبرَّ اللهُ حَجَّه: برَّه، قَبِلَه.
• أبرَّ اللهُ قسمَه: برّه، أجابه إلى ما أقسم عليه "رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ [حديث] ". 

برَّرَ يبرِّر، تَبْريرًا، فهو مُبرِّر، والمفعول مُبرَّر
• برَّر العملَ ونحوَه: سوَّغه؛ زكّاه وذكَر مايبيحه من الأسباب والمعاذير "برَّرت إسرائيلُ عدوانَها بدعوى الدِّفاع عن أمنها- تبرير جريمة- برَّر موقفَه- الغاية تبرِّر الوسيلة: قول يتذرَّع به بعض المخطئين لتبرير ارتكابهم الخطأ". 

بارّ [مفرد]: ج بارّون وبَرَرة:
1 - اسم فاعل من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - صادق وفيّ "عرفته بارًّا في يمينه".
3 - كثير الخير والإحسان، صالح، حسن الخلق، عارِف بالجميل، رحيم بوالديه " {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ}: والمراد هنا الملائكة".
• البارّ: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: فاعل البرّ والإحسان إلى عباده في الدُّنيا والدِّين وإصلاح أحوالهم. 

بَرّ [مفرد]: ج أبرار (للعاقل) وبُرور:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - طائع ومخلص الود، كثير الطاعة لوالديه، محسن " {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} - {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} ".
3 - أرض يابسة، ما انبسط من سطح الأرض ولم يغطِّه ماء، عكس بَحْر "يَشغل البَرُّ حوالي ثُلث الكرة الأرضيّة- {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} " ° بَرّ الأمان: بعيد عن الخطر ومصدر التَّهديد- بَرًّا وبحرًا: عن طريق البَرِّ والبحر- جلَسَ بَرًّا: خارجًا.
• البَرُّ: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: فاعل البرّ والإحسان، الذي يُصلح أحوال عباده، ويُحسن إليهم في دينهم ودُنياهم " {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} ". 

بُرّ [جمع]: مف بُرَّة: (نت) حَبّ القمح، قمح صُلْب. 

بِرّ [مفرد]:
1 - مصدر برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2 ° بِرُّ الوالدَيْن: إطاعتهما وإخلاص الودّ لهما- خيرُ البِرِّ عاجلُه: أفضل أعمال البرّ ما كان سريعًا.
2 - خير واتساع في الإحسان، فَضْل، صدق، طاعة، صلاح، عطاء، كلمة جامعة لكلِّ صفات الخير كالتَّقوى والطَّاعة والصِّلة والصِّدق "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ [حديث]- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
3 - ثواب الله ورحمته " {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ". 

بَرّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَرّ: على غير قياس.
2 - خارجيّ ظاهر، خلاف جَوّانيّ "مَنْ أَصْلَحَ جَوَّانِيَّه أَصْلَحَ الله بَرَّانيَّه [حديث] ". 

برّمائِيّ [مفرد]: ج برّمائيات:
1 - بَرْمائيّ، قادر على العيش في الماء وعلى اليابسة، وهي كلمة مركّبة من كلمتي بَرّ وماء ° دبَّابة برّمائيَّة: مُعَدَّة للسير في الماء واليابسة- طائرة برّمائيَّة: طائرة مُعَدَّة للإقلاع من البرّ والبحر وللهبوط في أيٍّ منهما على السَّواء.
2 - (حن) كائن حيّ يعيش طورًا من حياته في الماء متنفسًا بالخياشيم، ويقضي طورًا آخر على البرّ متنفسًا بالرئتين، مثل الضفدع. 

برّمائيَّات [جمع]: مف بَرّمائيّ: (حن) بَرّمائيّات، حيوانات تعيش طورًا من حياتها في الماء متنفِّسة بالخياشيم، وتقضي طورًا آخر على البرّ متنفِّسة بالرئتين منها الضفادع (انظر: ب ر م ا ء - بَرْمائيّات). 

بَرِّيّ [مفرد]: مؤ بَرِّيَّة، ج مؤ بَرِّيَّات وبَرارٍ: اسم منسوب إلى بَرّ: خلاف البحرِيّ ° برّيّ الطِّباع: غير اجتماعي يتجنّب الناس أو يخافهم، ويبتعد عن الاختلاط بهم وعن معاشرتهم- جوّيّ برّيّ: خاصّ بالقوات الجوّيّة والبّريّة معًا.
• حيوان بَرِّيّ: (حن) حيوان يعيش في البَرّ، مُتوحِّش ليس أليفًا، كالأرنب البَرّي.
• نبات بَرّيّ: (نت) ما لا يُزرع عادة، عكسه نبات بُستانيّ.
• سلحفاة بَرِّيَّة: (حن) نوع من السلاحف لها أطراف خلفيّة غليظة ودرع عظميّ يغطِّي ظهرها. 

بَرِّيَّة [مفرد]: ج بَرارٍ وبراريّ وبرّيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَرّ: خلاف البحريَّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَرّ: صحراء، بادية، مفازة، قفر "خرج إلى البرِّيَّة".
• الخطوط البَرِّيَّة: الطُّرق التي تسلكها القطاراتُ أو السَّيَّاراتُ وغيرها.
• قوَّات برِّيَّة: جيوش ميدانها البرَّ "موقعة/ معركة برِّيَّة". 

بُرور [مفرد]: مصدر برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في. 

تَبْرير [مفرد]: ج تبريرات (لغير المصدر):
1 - مصدر برَّرَ.
2 - تفسيرُ المرء سلوكَه بأسباب معقولة أو مقبولة ولكنَّها غير صحيحة "كانت تبريراته مقْنعة". 

مَبَرَّة [مفرد]: ج مَبَرَّات ومَبارّ:
1 - مصدر ميميّ من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - اسم مكان من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في: مكان البرّ والأعمال الخيريَّة.
3 - مؤسسة خيريّة كالمستشفى والمَلْجَأ "تَأْوي المَبَرَّة المرضى والأيتام".
4 - عمل خيريّ "احتفى أصدقاء الفقيد بطيِّب أعماله ومَبرّاته". 

مُبرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من برَّرَ.
2 - سبب أو عذر يدعو إلى التبرير، مُسوِّغ، شيء موجب للقيام بفعل أو ردّ فعل "قدَّم مُبرِّرات طَلَبه" ° لا مُبرِّر له/ بدون مُبرِّر: لا عُذْر له أو لا مُسوّغَ له. 

برر: البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ. وفي التنزيل: ليس البِرَّ أَنْ

تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ولكنْ البِرَّ مَنْ آمنَ

باللهِ؛ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله؛ قال ابن سيده: وهو

قول سيبويه، وقال بعضهم: ولكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله؛ قال ابن جني:

والأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع والخبر أَولى من المبتدإ

لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولى منه بالصدور. قال: وأَما ما يروى من أَن

النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ليس

من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ؛ يريد: ليس من البر الصيام في

السفر، فإِنه أَبدل لام المعرفة ميماً، وهو شاذ لا يسوغ؛ حكاه عنه ابن جني؛

قال: ويقال إِن النمر بن تولب لم يرو عن النبي، صلى الله عليه وسلم، غير

هذا الحديث؛ قال: ونظيره في الشذوذ ما قرأْته على أَبي عليّ بإِسناده إِلى

الأَصمعي، قال: يقال بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهن سحائب يأْتين

قَبْلَ الصيف بيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السماء. وقال شمر في تفسير قوله، صلى الله

عليه وسلم: عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ؛ اختلف العلماء

في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر الخير. قال: ولا

أَعلم تفسيراً أَجمع منه لأَنه يحيط بجميع ما قالوا؛ قال: وجعل لبيدٌ

البِرَّ التُّقى حيث يقول:

وما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى

قال: وأَما قول الشاعر:

تُحَزُّ رؤُوسهم في غيرِ بِرّ

معناه في غير طاعة وخير. وقوله عز وجل: لَنْ تنالوا البِرَّ حتى

تُنْفِقُوا مما تُحِبُّونَ؛ قال الزجاج: قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلى الله

عز وجل، من عمل خير، فهو إِنفاق. قال أَبو منصور: والبِرُّ خير الدنيا

والآخرة، فخير الدنيا ما ييسره الله تبارك وتعالى للعبد من الهُدى

والنِّعْمَةِ والخيراتِ، وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعيم الدائم في الجنة، جمع

الله لنا بينهما بكرمه ورحمته.

وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم

يَحْنَثْ. وبَرَّ رَحِمَهُ

(* قوله «وبرّ رحمه إلخ» بابه ضرب وعلم). يَبَرُّ

إِذا وصله. ويقال: فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يطيعه؛ ومنه قوله:

يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا

ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر

البِرُّ. وقال الله عز وجل: لَيْسَ البِرِّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ

المشرق والمغرب ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله؛ أَراد ولكن البِرَّ بِرُّ

من آمن بالله؛ قول الشاعر:

وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ

خِلالَتُهُ كأَبي مَرْحَبِ؟

أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ. وتَبارُّوا، تفاعلوا: من البِرّ. وفي حديث

الاعتكاف: أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؛ أَي الطاعةَ والعبادَةَ. ومنه الحديث:

ليس من البر الصيام في السفر. وفي كتاب قريش والأَنصار: وإِنَّ البِرَّ دون

الإِثم أَي أَن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغَدْر والنَّكْث.

وبَرَّةُ: اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر، مَعْرِفَةٌ، فلذلك لم يصرف، لأَنه

اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وسنذكره في فَجارِ؛ قال النابغة:

إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا،

فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ

وقد بَرَّ رَبَّه. وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً

وبُرُوراً: صَدَقَتْ. وأَبَرَّها: أَمضاها على الصِّدْقِ والبَرُّ: الصادقُ.

وفي التنزيل العزيز: إِنه هو البَرُّ الرحيمُ. والبَرُّ، من صفات الله

تعالى وتقدس: العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم. قال ابن الأَثير: في أَسماء

الله تعالى البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ

ولطفه. والبَرُّ والبارُّ بمعنًى، وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ

دون البارّ. وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه

الله؛ قال الفراء: بُرَّ حَجُّه، فإِذا قالوا: أَبَرَّ الله حَجَّك، قالوه

بالأَلف. الجوهري: وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي

قَبِلَه؛ قال: والبِرُّ في اليمين مثلُه. وقالوا في الدعاء: مَبْرُورٌ

مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً؛ تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ، وأَهلُ

الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً. شمر: الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه

شيء من المآثم، والبيعُ المبرورُ: الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.

ويقال: بَرَّ فلانٌ ذا قرابته يَبَرُّ بِرّاً، وقد برَرْتُه أَبِرُّه،

وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً، وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً، بالكسر،

وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه. وفي حديث أَبي هريرة قال: قال رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم: الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنةُ؛

قال سفيان: تفسير المبرور طِيبُ الكلام وإِطعام الطعام، وقيل: هو المقبولُ

المقابَلُ بالبرِّ وهو الثواب؛ يقال: بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ

بِرّاً، بالكسر، وإِبْرَاراً. وقال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج: بُرَّ

العملُ؛ أَرادَ عملَ الحج، دعا له أَن يكون مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه

فيستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التي اقْتَرَفَها. وروي عن جابر بن

عبدالله قال: قالوا: يا رسول الله، ما بِرُّ الحجِّ؟ قال: إِطعامُ الطعام

وطِيبُ الكلامِ.

ورجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ، وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ؛ وروي عن ابن عمر

أَنه قال: إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ.

وقال: كما أَن لك على ولدك حقّاً كذلك لولدك عليك حق. وكان سفيان يقول:

حقُّ الولدِ على والده أَن يحسن اسمه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن يُحِجَّه

وأَن يحسن أَدبه. ويقال: قد تَبَرَّرْتَ في أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ؛ قال

أَبو ذؤيب:

فقالتْ: تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا،

وما كنتَ فينا حَدِيثاً بِبِرْ

أَي تَحَرَّجْتَ في سَبْيِنا وقُرْبِنا. الأَحمَر: بَرَرْتُ قسَمي

وبَرَرْتُ والدي؛ وغيرُه لا يقول هذا. وروي المنذري عن أَبي العباس في كتاب

الفصيح: يقال صَدَقْتُ وبَرِرْتُ، وكذلك بَرَرْتُ والدي أَبِرُّه. وقال

أَبو زيد: بَرَرْتُ في قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي؛ وقال الأَعور

الكلبي:

سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ،

فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا

وقال غيره: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان وأَحْنَثَهُ، فأَما أَبَرَّه

فمعناه أَنه أَجابه إِلى ما أَقسم عليه، وأَحنثه إِذا لم يجبه. وفي الحديث:

بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً، بالكسر، وإِبراراً أَي صدقه؛ ومنه

حديث أَبي بكر: لم يَخْرُجْ من إِلٍّ ولا بِرٍّ أَي صِدْقٍ؛ ومنه الحديث:

أَبو إِسحق: أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ.

أَبو سعيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ، قال والأَصل في ذلك أَن

تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها وقام عليها، تكافئه بالغلاء في الثمن؛ وهو

من قول الأَعشى يصف خمراً:

تَخَيَّرَها أَخو عاناتَ شَهْراً،

ورَجَى بِرَّها عاماً فعاما

والبِرُّ: ضِدُّ العُقُوقُ، والمَبَرَّةُ مثله. وبَرِرْتُ والدي،

بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً وقد بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً،

فَيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تقدَّم في اليمين؛

وهو بَرٌّ به وبارٌّ؛ عن كراع، وأَنكر بعضهم بارٌّ. وفي الحديث:

تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وتُدْفَنُون

فيها. قال ابن الأَثير: قوله فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرَّة

بأَولادها يعني أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الموت معادكم؛

وفي حديث زمزم: أَتاه آتٍ فقال: تحْفِرْ بَرَّة؛ سماها بَرَّةً لكثرة

منافعها وسعَةِ مائها. وفي الحديث: أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت

تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب، وقال: تزكي نفسها، كأَنه كره ذلك. وفي حديث حكِيم

بن حِزامٍ: أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بها

البِرِّ والإِحسان إِلى الناس والتقرّب إِلى الله تعالى. وجمعُ البَرّ

الأَبْرارُ، وجمعُ البارّ البَرَرَةُ. وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي

يطيعه؛ وامرأَة بَرّةٌ بولدها وبارّةٌ. وفي الحديث، في بِرّ الوالدين: وهو

في حقهما وحق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق وهو الإِساءةُ

إِليهم والتضييع لحقهم. وجمع البَرِّ أَبْرارٌ، وهو كثيراً ما يُخَصُّ

بالأَولياء، والزُّهَّاد والعُبَّدِ، وفي الحديث: الماهِرُ بالقرآن مع

السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة. وفي الحديث: الأَئمةُ من قريش

أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها؛ قال ابن

الأَثير: هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح

الناس وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ، وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ

الأَشرارُ؛ وهو كحديثه الآخر: كما تكونون يُوَلَّى عليكم. والله يَبَرُّ

عبادَه: يَرحَمُهم، وهو البَرُّ. وبَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه. وفي

التنزيل العزيز: أَن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إِليهم. ومن كلام العرب السائر:

فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ معناه ما يعرف من يَهُرِهُّ أَي من

يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقيل: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، والبِرُّ الفأْرةُ في بعض

اللغات، أَو دُوٍيْبَّة تشبهها، وهو مذكور في موضعه؛ وقيل: معناه ما

يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن،

والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزى. وقال الفزاري: البِرُّ اللطف، والهِرُّ العُقُوق. وقال

يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ. وقال ابن

الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان، والبِرُّ دُعاءُ الغنم

إِلى العَلَفِ، والبِرُّ الإِكرامُ، والهِرُّ الخصومةُ، وروى الجوهري عن ابن

الأَعرابي: الهِرُّ دعاء الغنم والبِرُّ سَوْقُها. التهذيب: ومن كلام

سليمان: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته؛ المعنى:

من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته؛ أُخذ من الجَوِّ والبَرِّ،

فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، والبَرُّ المَتْنُ الظاهر، فهاتان الكلمتان على

النسبة إِليهما بالأَلف والنون. وورد: من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله

بَرَّانِيَّهُ. قالوا: البَرَّانيُّ العلانية والأَلف والنون من زياداتِ

النَّسبِ، كما قالوا في صنعاء صنعاني، وأَصله من قولهم: خرج فلانٌ بَرّاً

إِذا خرج إِلى البَرِّ والصحراء، وليس من قديم الكلام وفصيحه. والبِرُّ:

الفؤاد، يقال هو مُطمْئَنِنُّ البِرِّ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه ودونَهُ،

وأَجْعَلُ مالي دُونَه وأُؤَامِرُهْ

وأَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ. وأَبَرّ القومُ: كثروا وكذلك

أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا في الخير وأَعَرُّوا في الشرّ، وسنذكر أَعَرُّوا في

موضعه.والبَرُّ، بالفتح: خلاف البُحْرِ. والبَرِّيَّة من الأَرَضِين، بفتح

الباء: خلاف الرِّيفِيَّة. والبَرِّيَّةُ: الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ، كذلك

رواه ابن الأَعرابي، بالفتح، كالذي قبله. والبَرُّ: نقيض الكِنّ؛ قال

الليث: والعرب تستعمِله في النكرة، تقول العرب: جلست بَرّاً وخَرَجْتُ

بَرّاً؛ قال أَبو منصور: وهذا من كلام المولَّدين وما سمعته من فصحاء العرب

البادية. ويقال: أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم. معناه أَبعدهم في البَرِّ

والبَدْوِ داراً. وقوله تعالى: ظهر الفَسادُ في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال

الزجاج: معناه ظهر الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في البحر أَي في مُدُنِ

البحر التي على الأَنهار. قال شمر: البَرِّيَّةُ الأَرضَ المنسوبةُ إِلى

البَرِّ وهي بَرِّيَّةً إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء،

والجمعُ البرَارِي. والبَرِّيتُ، بوزن فَعْلِيتٍ: البَرِّيَّةُ فلما سكنت

الياء صارت الهاء تاء، مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية، والجمع البَرَارِيتُ. وفي

التهذيب: البَرِّيتُ؛ عن أَبي عبيد وشمر وابن الأَعرابي. وقال مجاهد في

قوله تعالى: ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال: البَرُّ القِفارُ

والبحر كلُّ قرية فيها ماءٌ. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر. ابن

سيده: وإِنه لمُبِرٌّ بذلك أَي ضابطٌ له. وأَبَرَّ عليهم: غلبهم.

والإِبرارُ: الغلبةُ؛ وقال طرفة:

يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرِّهِمْ،

ويُبِرُّونَ على الآبي المُبرّ

أي يغلبون؛ يقال أَبَرَّ عليه أَي غلبه. والمُبِرُّ: الغالب. وسئل رجل

من بني أَسَد: أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ؟ قال: أَعرف الجوادَ المُبَِّر من

البَطِيءِ المُقْرِفِ؛ قال: والجوادُ المُبِرُّ الذي إِذا أُنِّف

يَأْتَنِفُ السَّيْرَ، ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ، الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ،

وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. ويقال: أَبَرَّهُ

يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غيره؛ ابن سيده: وأَبَرَّ عليهم شَرّاً؛

حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد:

إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ،

فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ

ثم قال: أَبرَّ من قولهم أَبرَّ عليهم شَرّاً، وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ

فجمع بينهما. وأَبرّ فلانٌ على أَصحابه أَي علاهم. وفي الحديث: أَن رجلاً

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ عليهم

أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم.

وابْتَرَّ الرجل: انتصب منفرداً من أَصحابه. ابن الأَعرابي:

البَرَابِيرُ أَن يأْتي الراعي إِذا جاع إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ منه ما أَحبَّ

وَينْزِعَه من قُنْبُعِه، وهو قشره، ثم يَصُبَّ عليه اللبنَ الحليبَ

ويغْليَه حتى يَنْضَجَ ثم يجعَله في إِناءِ واسع ثم يُسَمِّنَه أَي

يُبَرِّدَه فيكون أَطيب من السَّمِيذِ. قال: وهي الغَديرَةُ، وقد

اغْتَدَرنا.والبَريرُ: ثمر الأَراك عامَّةً، والمَرْدُ غَضُّه، والكَباثُ نَضِيجُه؛

وقيل: البريرُ أَوَّل ما يظهر من ثمر الأَراك وهو حُلْو؛ وقال أَبو

حنيفة: البَرِيرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً منه، وله

عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغيرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قليلاً، وعُنْقُوده يملأُ

الكف، الواحدة من جميع ذلك بَرِيرَةٌ. وفي حديث طَهْفَةَ: ونستصعد

البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل؛ البَريرُ: ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ،

وقيل: هو اسم له في كل حال؛ ومنه الحديث الآخر: ما لنا طعامٌ إِلاَّ

البَريرُ.

والبُرُّ: الحِنْطَةُ؛ قال المتنخل الهذلي:

لا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ

قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ

ورواه ابن دريد: رائدهم. قال ابن دريد: البُرُّ أَفصَحُ من قولهم

القَمْحُ والحنطةُ، واحدته بُرَّةٌ. قال سيبويه: ولا يقال لصاحبه بَرَّارٌ على

ما يغلب في هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعي لا اطراديّ؛ قال

الجوهري: ومنع سيبويه أَن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ وجوّزه المبرد قياساً.

والبُرْبُورُ: الجشِيشُ من البُرِّ.

والبَرْبَرَةُ: كثرة الكلام والجَلَبةُ باللسان، وقيل: الصياح. ورجلٌ

بَرْبارٌ إِذا كان كذلك؛ وقد بَرْبَر إِذا هَذَى. الفراء: البَرْبرِيُّ

الكثير الكلام بلا منفعة. وقد بَرْبَرَ في كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر.

والبَرْبَرَةُ: الصوتُ وكلامٌ من غَضَبٍ؛ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ، فهو

ثرثارٌ. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، لما طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب

لهم الأَمانَ على تحليل الزنا والخمر فامتنع: قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ

وبَرْبَرةٌ؛ البَرْبَرَةُ التخليط في الكلام مع غضب ونفور؛ ومنه حديث أُحُدٍ:

فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ.

وبَرْبَرٌ: جِيلٌ من الناس يقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ ابن قيس بن عيلان،

قال: ولا أَدري كيف هذا، والبَرابِرَةُ: الجماعة منهم، زادوا الهاء فيه

إِما للعجمة وإِما للنسب، وهو الصحيح، قال الجوهري: وإِن شئت حذفتها.

وبَرْبَرَ التَّبْسُ لِلهِياجِ: نَبَّ. ودَلْوٌ بَرْبارٌ: لها في الماء

بَرْبَرَةٌ أَي صوت، قال رؤْبة:

أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ

والبُرَيْراءُ، على لفظ التصغير: موضع، قال:

إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى

فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ

ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلى المدينة، قال كيير عزة:

أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ،

فَجُنوبُ سَهْوَةَ

(* قوله: «فجنوب سهوة» كذا بالأَصل، وفي ياقوت فخبوت،

بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت، بفتح

الخاء المعجمة وسكون الموحدة، وهو المكان المتسع كما في القاموس). قد

عَفَتْ، فَرِمالُها

وبَرُيرَةُ: اسم امرأَة. وبَرَّةُ: بنت مُرٍّ أُخت تميم بن مُرٍّ وهي

أُم النضر بن كنانة.

برر
: ( {البِرُّ) ، بِالْكَسْرِ: (الصِّلَةُ) ، وَقد} بَرَّ رَحِمَه {يَبَرُّ، إِذا وَصَلَه، ورجلٌ} بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه، وَعَلِيهِ خُرِّجَتْ هاذه الآيةُ: {لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن! تَبَرُّوهُمْ} (الممتحنة: 8) ، أَي تَصِلُوا أَرحامَهم، كَذَا فِي البَصائر، (و) قولهُ عَزَّ وجَلَّ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمرَان: 92) قَالَ أَبو منصورٍ: البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ؛ فخَيرُ الدُّنيا مَا يُيَسِّرُه اللهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ، وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ فِي (الجَنَّة) ، جَمَعَ اللهُ لنا بَينهمَا برَحْمَتِه وكَرَمِه، (و) قَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (عَلَيْكُم بالصِّدْق فإِنّه يَهْدِي إِلى البِرّ) ، واختلفَ العلماءُ فِي تَفْسِير البِرّ، فَقَالَ بعضُهم: البِرُّ الصَّلاحُ، وَقَالَ بعضُهم: البِرُّ: (الخَيْرُ) ، قَالَ: وَلَا أَعلمُ تَفْسِيرا أَجْمَعَ مِنْهُ؛ لأَنه يُحِيط بجميعِ مَا قالُوا، وَقَالَ الزَّجّاجُ فِي تَفْسِير قولِه تعالَى:
{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ} : قَالَ بعضُهُم كل مَا تُقُرِّب بِهِ إِلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فَهُوَ إِنفاقٌ.
(و) البِرُّ: (الاتِّساعُ فِي الإِحسان) إِلى النّاس، وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ: إِن أَصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ، وَمِنْه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ، ثمّ شاع فِي الشَّفَقَة والإِحسانِ والصِّلَةِ، قَالَه الشِّهَابُ فِي الْعِنَايَة. قلتُ: وَقد سَبَقَه إِلى ذَلِك المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ، قَالَ مَا نصُّه ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر، وتُصُوِّر مِنْهُ التوسُّعُّ فاشتُقَّ مِنْهُ البَرّ، أَي التوسُّع فِي فِعْل الخَيرِ، ويُنسَب ذالك تارةٌ إِلى الله تعالَى فِي نَحْو: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطّور: 28) وإِلى العَبْد تَارَة فَيُقَال: {بَرَّ العَبْدُ رَبَّه، أَي تَوَسَّعَ فِي طاعَته، فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ، وَمن العَبدِ الطّاعةُ، وذالك ضَرْبانِ: ضَرْبٌ فِي الِاعْتِقَاد، وضَرْبٌ فِي الأَعمال. وَقد اشتملَ عَلَيْهِمَا قولُه تَعَالَى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} (الْبَقَرَة: 177) الْآيَة، وعَلى هاذا مَا رُوِيَ أَنه صلَّى الله عليْه وسلّم سُئلَ عَن البِرّ فتَلَا هاذه الآيةَ؛ فإِنْ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأَعمالِ: الفَرائضِ والنَّوَافِلِ.
} وبِرُّ الوالدَيْنِ: التَّوسُّعُ فِي الإِحسان إِليهما.
(و) البِرُّ: (الحجُّ) : عَن الصّغانِيِّ.
(ويُقَال: بَرَّ حَجُّكَ) يَبَرُّ بُرُوراً ( {وبُرَّ) ، الحَجُّ} يُبَرُّ {بِرًّا بِالْكَسْرِ، (بفَتْح الْبَاء وضَمِّهَا، فَهُوَ} مَبْرُورٌ) : مَقْبُولٌ.
قَالَ الفَرّاءُ: {بُرَّ حَجُّه، فإِذا قَالُوا: أَبَرَّ اللهُ حَجَّكَ قَالُوهُ بالأَلف، وَفِي الصِّحَاح:} وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ فِي بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أَي قَبِلَه.
وَقَالَ شَمِرٌ: الحَجُّ المَبْرُورُ: الَّذِي لَا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم. وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيرةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (الحَجُّ {المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جزاءٌ إِلا الجَنَّةُ) . قَالَ سُفْيانُ: تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامه وإِطعامُ الطَّعَامِ، وَقيل: هُوَ المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ، وَهُوَ الثَّوَابُ. وَقَالَ أَبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج: بُرَّ العَمَلُ. أَراد عَملَ الحَجِّ؛ دَعا لَهُ أَن يكونَ مَبْرُوراً لَا مَأْثَمَ فِيهِ، فيستوجبُ ذالك الخُرُوجَ من الذنُوب الَّتِي اقْتَرَفها. ورُوِيَ عَن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قَالَ: (قَالُوا: يَا رسولَ الله، مَا} بِرُّ الحَجِّ؟ قَالَ: إِطعامُ الطَّعَمِ وطِيبُ الكلامِ) .
(و) فِي البَصَائِرِ: ويُستَعْمَلُ البِرُّ فِي (الصِّدْقِ) لكَوْن بعضَ الخَيرِ، يُقَال: بَرَّ فِي قَولِه، وَفِي يَمِينه، وَمِنْه حديثُ أَبي بكْرٍ: (لم يَخْرُجْ مِن إِلَ وَلَا بِرَ) أَي صِدْق.
(و) البِرُّ: (الطّاعةُ) ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ {بِالْبِرّ} (الْبَقَرَة: 44) ، وَفِي حَدِيث الإعتكافِ: (} أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؟) ، أَي الطّاعَةَ والعبادةَ، وَمِنْه الحَدِيث: (لَيْسَ مِن البِرِّ الصِّيامُ فِي السَّفَر) ( {كالتَّبَرُّرِ) ، يُقال: فلانٌ} يبَرُّ خالِقَه ويَتَبَرَّرُه، أَي يُطِيعُه، وَهُوَ مَجازٌ.
(اسمُه) أَي البِرُّ ( {بَرَّةُ) ، بالفَتْح، اسمُ عَلَمٍ بِمَعْنى البِرِّ، (مَعْرِف) ، فلذالك لم يُصْرَف؛ لأَنّه اجتمعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتَّأنِيثُ، وسيُذكَر فِي فَجَارِ، قَالَ النّابِغَة:
إِنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا
فحمَلْتُ} بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
(و) فِي الحَدِيث فِي بِر الوالِدَيْن: (وَهُوَ فِي حَقِّهما وحَق الأَقْرَبِينَ مِن الأَهْلِ) : (ضِدُّ العُقُوقِ) وَهُوَ الإِساءَةُ إِليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم، ( {كالمَبَرَّةِ) .
(} وبَرِرْتُه) أَي الوالِدَ {وبررته (} أَبَرُّه) ! بِرًّا، (كعَلِمتُه وضَرَبْتُه) ، أَي أَحسنتُ إِليه ووَصَلْتُه.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: البِرُّ: (سَوْقُ الغَنَمِ) ، والهِرُّ: دُعَاؤُهَا، قَالَه فِي المَثَل السَّائرِ: (فلانٌ مَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرَ) . وعَكَسَه يُونُسُ فَقَالَ: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَمِ، والبِرُّ: دُعَاؤُها.
(و) البِرُّ: (الفُؤادُ) ، يُقَال: هُوَ مُطْمَئِنُّ البِرُّ، وأَنشدَ ابنُ لأَعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ:
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه
وأَجْعَلُ مالِي دُونَه وأُوأَمِرُهْ
(و) البِرُّ: (وَلَدُ الثَّعْلبِ) ، نقلَه الصّغَانيُّ.
(و) قَالَ بعضُهم فِي معنى المثلِ السّابِقِ: الهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والبِرُّ: (الفَأْرَةُ) فِي بعض اللُّغَاتِ.
(و) قيل: هُوَ (الجُرَذُ) ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ. (و) البَرُّ (بالفَتْح: من الأَسْماءِ) الحُسْنَى وَهُوَ العَطُوفُ على عِبادِهِ {ببِرِّه ولُطْفِه، قَالَه ابْن الأَثير.
(و) البَرُّ: (الصّادقُ) .
(و) البَرُّ: (الكَثِيرُ البِرِّ،} كالبارّ) . وَقَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنما جاءَ فِي أَسمائِه تعالَى البَرُّ، دُونَ {البارِّ، قلتُ: وَقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى: {وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ} (الْبَقَرَة: 177) وَقَالُوا: أَي البارّ. (ج} أَبْرارٌ {وَبَرَرَةٌ) ، الأَخِيرُ محرَّكَةَ، رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أَبْرَارٍ،} وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ. والأَبرارُ كثيرا مَا يُخَصُّ بالأَوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد. وَفِي الحَدِيث (الأَئِمَّةُ مِن قُرَيْشٍ، {أَبْرَارُهَا أُمرَاءُ أَبْرارِهَا، وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هَذَا على جِهَة الإِخبارِ عَنْهُم لَا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم. وَفِي حديثٍ آخَر: (الماهِرُ بالقُرآنِ مَعَ السَّفَرةِ الكِرَامِ} البَرَرَةِ) . وَفِي البَصَائِر: وخُصَّ المَلائِكَةُ {بالبَرَرَةِ؛ من حيثُ إِنه أَبلغُ من الأَبرار، فإِنه جَمْعُ بَرَ، والأَبرارُ جمعُ بارَ، وبَرٌّ أَبلغُ مِن بارَ، كَمَا أَن عَدْلاً أَبلغُ مِن عادلٍ.
(و) البَرّ: (الصِّدْقُ فِي اليَمِين، ويُكسر) .} بَرَّ فِي يَمينِه {يَبَرُّ، إِذا صَدَقَه، وَلم يَحنثْ.
(وَقد} بَرِرتَ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وبَرَرْتَ) ، بالفَتْحِ، وهاذه عَن الصّغانِّي. (} وبَرَّتِ اليَمِينُ {تَبَرُّ، كيمَلُّ، و) } تَبِر مثْلُ (يَحِلُّ، {بِرًّا) ، بِالْكَسْرِ، (} وبَرًّا) ، بِالْفَتْح، ( {وبُرُوراً) ، بالضَّمّ: صَدَقَتْ.
(} وأَبرَّهَا) هُوَ: (أَمْضَاها على الصِّدْق) وَعَن الأَحْمر: {بَرَرْتُ قَسمِي،} وبَررْتُ والدِي، وغيرُه لَا يقولُ هاذا. ورَوى المُنْذِريُّ عَن أَبي العَبَّاس فِي كتاب الفصيح: يُقَال: صَدَقْتَ وبَرِرْتُ، وكذالك بَرَرْتُ وَالِدي! أَبِرّه. وَقَالَ أَبو زَيْد: بَرَرْتُ فِي قَسَمِي، وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي. وَقَالَ الأَعور الكَلْبِيّ:
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ
فأبْرَرْنَا إِليهِ مُقَسّمِينا
وَقَالَ غيرُه أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأَحْنَثَه؛ فأَمَّا {أَبَرَّه فَمَعْنَاه أَنه أَجَابَه إِلى مَا أقْسَمَ عَلَيْهِ، وأَحْنَثَه، إِذا لم يُجِبْه. وَفِي الحَدِيث: (بَرَّ اللهُ قَسَمَهُ) } وأَبَرَّه {بِرًّا بِالْكَسْرِ} وإِبراراً، أَي صَدَقَه.
(و) {البَرُّ: (ضِدُّ البَحْرِ) ، وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الرّوم: 41) ، {وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الْإِسْرَاء: 70) ، {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ} (لُقْمَان: 32) وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْله تعالَى: {وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الْأَنْعَام: 59) قَالَ: البَرُّ القِفَارُ، والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فِيهَا ماءٌ.
(و) الحافظُ (أَبو عَمْرٍ و) يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمّدِ (بنِ عبد البَرِّ) النمريّ، (عالِمُ الأَنْدَلُسِ) وَفِي نُسْخَةِ شيخِنا: حافظُ الأَندلِس، قَالَ: قلتُ: بل هوحافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ، وَهُوَ صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها، تُوُفِّيَ سنة 46 هـ.
(وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدّارِيُّ صَحابيٌّ) ، وكنيتُه أَبو هِنْدٍ، وَهُوَ أَخو تَمِيم، وَقيل ابنُ عَمِّه وَقيل اسْمه يَزِيدُ، وبخطِّ أعبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ: بربر.
(والأَدِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيّ) بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسِيُّ، النحويُّ اللغويُّ، نَزِيلُ مصر، صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح فِي مُجلَّدات، سَمِعَ من أَبي صادقٍ المَدِينيّ، وَعنهُ ابْن الجُمَّيزيّ، تُوُفِّيَ سنة 582 هـ. (وعليُّ بنُ} - بَرِّيَ) وَهُوَ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عليّ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ. (و) أَبو الحَسَنِ (عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ! - البَرِّيُّ) القَطّان، مِن طَبقة عليِّ بن المَدِينيّ، (وحَفِيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ) بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ، شيخٌ لِابْنِ المقرِىء. قلتُ: ورَوَى عَنهُ أَيضاً بنُ عَدِيَ فِي الْكَامِل، (وابنُ أَخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيَ) البرِّيُّ: (محدِّثون) .
وأَبو عبد اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَبي القاسِم بنِ البَرِّيِّ، حَدَّثَ.
(وأَمّا) أَبو محمّدٍ (الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ) بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكرٍ الخَطِيبُ، وَهُوَ أَكبرُ مِنْهُ، والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدسِيُّ، وأَبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليَ القُرَشِيُّ، وتوُفِّي سنة 482 هـ، وَله إِخوةٌ مِنْهُم: أَبو الفَرَجِ موحد بن عليّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكرٍ الخَطِيبُ، توفّي سنة 455 هـ، وأَبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليَ، سَمِعَ مِنْهُ الخَطِيبُ، وَقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولَا، وَضبط فِي الكلِّ بالفَتْح، وَقَالَ ابنُ عَسَاكِر بالضَّمِّ.
قلت: وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ، سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ، وَتُوفِّي سنة 461 هـ. (و) أَبو مَسْلَمَةَ (عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ) وَيُقَال: الْقَاسِم الكِنْدِيُّ، مَوْلَاهُم، عَن سَعيدٍ المَقْبُرِيّ (البُرِّيَّانِ، فالبضَّمِّ) ، إِلى بَيْعِ البُرِّ.
وَفَاته:
أَبو ثمامَةَ {- البُرِّيُّ، وَيُقَال لَهُ: القَمُّاحُ، عَن كَعْبِ بنِ عجرةَ. ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ، عَن محمّدِ بن المُغِيرَةِ.
(و) } البُرُّ: بالضّمِّ الحِنْطَةُ) ، قَالَ المصنِّف فِي البَصائر: وتَسْمِيَتُه بذالك لكونهِ أَوسعَ مَا يُحتاجُ إِليه فِي الغِذاءِ، انْتهى. قَالَ المُتنخِّل الهُذليُّ:
لَا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ
قِرْفَ الحَتِيَّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُزُ
قَالَ ابنُ دُرَيْد: البُرُّ أَفصحُ مِن قَوْلهم: القَمْحُ والحِنْطَةُ، واحدتُه بُرَّةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَال لصاحِبه: بَرّارٌ، على مَا يَغْلِبُ فِي هاذا النَّحْو؛ لأَنّ هاذا الضَّرْبَ إِنّما هُوَ سَماعِيٌّ لَا اطِّرادِيٌّ. (ج! أَبْرارٌ) ، قَالَ الجوهريُّ: ومَنَعَ سيبويهِ أَن يُجْمَع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجَوَّزَه المبَرّد، قِيَاسا.
(و) البِرُّ (بِالْكَسْرِ) أَبو بكرٍ (محمّد بنُ عليِّ) بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ (بنِ البِرِّ اللغويّ) ، والبِرُّ لَقب جَدِّ أَبِيه عليَ التَّمِيمِيِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ، أَحد أَئِمَّةِ اللِّسَان، روَى عَن أَبي سَعْد المالِينيِّ، وَكَانَ حيًّا فِي سنة 469 هـ، وَهُوَ (شيخُ) أَبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ (بنِ القَطَّاع) السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515 هـ.
(و) أَبو نَصْرٍ (إِبراهيم بنُ الفضلِ {البارُّ، حافظٌ) أَصْبهَانيٌّ، (لاكنه كذّابٌ) يَقْلِبُ المُتونَ، قالَه نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ، وتُوفِّيَ سنة 530 هـ، من هم مَن قَالَ فِي نسبته: البَآرُ كشَدّاد، أَي إِلى حَفر الآبارِ، وَهُوَ الصَّوابُ، وهاكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوَان (و) عَن ابْن السِّكِّيت: (} أَبَرَّ) فلانُ، إِذا كَانَ مُسَافِرًا، و (رَكِبَ البَرِّ) ، كَمَا يُقَال: أَبْحرَ، إِذَا رَكِبَ البَرَ.
(و) أَبَرَّ الرجلُ: (كَثُرَ وَلَدُه) .
(و) أَبَرَّ (القَومُ: كَثُرُوا) ، وكذالك أَعَرُّو؛ {فأَبَرُّوا فِي الخَيْرِ، وأَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا فِي موضِعِه.
(و) أَبَرَّ (عَلَيْهِم: غَلَبَهم) ،} والإِبرارُ: الغَلَبَةُ، قَالَ طَرَفَةُ:
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ
{ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ
أَي يَغْلِبُون.
والمُبِرُّ: الغالِب.
وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أَسَدٍ: أَتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ؟ قَالَ: أَعرفُ الجَوادَ} المُبِرِّ من البَطِيءِ المُقْرِفِ. قَالَ: والجَوادُ المُبِرُّ: الَّذِي إِذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر، ولُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ، الَّذِي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قِيدَ اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ.
وَيُقَال: {أَبَرَّهُ} يُبِرُّهُ، إِذا قَهَرَه بفِعَالٍ أَو غيرِه.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وأَبَرَّ عَلَيْهِم شَرًّا، حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ، وأَنشدَ:
إِذا كنتُ مِن حِمّانَ فِي قَعْرِ دارِهمْ
فلستُ أُبالِي مَنْ {أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ
ثمَّ قَالَ: أَبَرَّ، مِن قَوْلهم: أَبَرَّ عَلَيْهِم شَرًّا، وأَبَرَّ وفَجَر واحدٌ، فجَمَعَ بَينهمَا.
وَفِي المُحَكْم أَيضاً: وإِنّه} لَمُبِرٌّ بذالك، أَي ضابِطٌ لَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رجلا أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فَقَالَ: (إِنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أَبَرَّ عَلَيْهِم) ، أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم.
(و) أَبَرَّ (الشّاءَ: أَصْدَرَها) إِلى البَرِّ.
( {والبَرِيرُ. كأَمِيرٍ) : ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً، والمَرْدُ: غَضُّه، والكَبَاثُ: نَضِيجُه. وَقيل: البَرِيرُ (الأَوّلُ) ، أَي أَولُ مَا يَظْهَرُ (مِن ثَمَرِ الأَراكِ) ، وَهُوَ حُلْوٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَريرُ: أَعظمُ حَبًّا مِن الكَبَاثِ، وأَصغرُ عُنقُوداً مِنْهُ، وَله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ، أَكبرُ مِن الحمَّص قَلِيلا، وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ. الواحدةُ مِن جميعِ ذالك بَرِيرَةٌ، وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ: (ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ) ، أَي نَجْنِيه للأَكْلِ. وَفِي آخَرَ: (مَا لَنَا طعامٌ إِلّا البَرِير) .
(} وبرِيرَةُ) بنتُ صَفْوانَ، مولاةُ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا: (صَحَابيَّةٌ) ، يُقَال إِنّ عبدَ الملِكِ بنَ مَرْوَانَ سَمِعَ مِنْهَا.
( {والبَرِّيَّةُ: الصَّحراءُ) نُسِبَتْ إِلى البَرِّ، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ بِالْفَتْح. وَقَالَ شَمِرٌ:} البَرِّيَّةُ: المَنْسُوبَةُ إِلى البَرِّ، وَهِي {بَرِّيَّةٌ إِذا كَانَت إِلى البَرِّ أَقربَ مِنْهَا إِلى الماءِ، والجمعُ} - البَرارِي، (كالبَرِّيتِ) بوزنِ فَعْلِيتٍ، عَن أَبي عُبَيْدٍ وشَمِرٍ وابنِ الأَعرابيِّ؛ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تَاء، مثل عِفْريت وعِفْرِيَة، والجمعُ البَرارِيتُ.
(و) البَرِّيَّةُ مِن الأَرَضِين بِالْفَتْح: (ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ) ، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ.
( {والبُرْبُورُ، بالضَّمِّ: الجَشِيشُ من البُرِّ) ، والجمعُ} البَرَابِيرُ.
( {والبَرْبَرةُ: صَوتُ المعزِ) ، يُقَال: بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ، إِذا نَبَّ.
(و) } البَرْبَرةُ: (كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ) باللِّسانِ، (و) قيل: (الصِّياحُ) والتَّخْلِيطُ فِي الْكَلَام مَعَ غَضَبٍ ونُفُورٍ. وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وجهَه (لمّا طَلَبَ إِليه أَهلُ الطَّائفِ أَن يَكْتُبَ لَهُم الأَمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ، فامْتَنَعَ، قامُوا وَلَهُم تَغَذْمُرٌ {وبَرْبَرَةٌ) . وَفِي حَيْثُ أُحُدٍ: (فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه} وبَرْبَرَ) .
يُقَال: ( {بَرْبَرَ) الرجلُ، إِذا هَذَى (فَهُوَ} بَرْبَارٌ) ، كصَلْصالٍ، مثل ثعْثَرَ فَهُوَ ثَرْثَارٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: {البَرْبَرِيُّ: الكثيرُ الكلامِ بِلَا مَنْفَعَةٍ، وَقد بَرْبَرَ فِي كلامِه} بَرْبَرَةً، إِذا أَكْثَرَ.
(ودَلْوٌ {بَرْبَارٌ. لَهَا) فِي الماءِ بَرْبَرَةٌ، أَي (صَوتٌ) فِي الماءِ، قَالَ رُؤْبة:
أَرْوَى} بِبَرْبارَيْنِ فِي الغِطْمَاطِ
إِفْراغَ ثَجّاجَيْنِ فِي الأَغْواطِ
هاكذا فسّر قَوْله هاذا بِمَا تقدّم، نقلَه الصّاغانِيُّ.
(! وَبَرْبرٌ: جِيلٌ) من النَّاس لَا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ، كَمَا قالَه ابنُ خَلْدُون فِي التّاريخ، وَفِي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ: إِنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ، وَفِي المِصْباح إِنه مُعَرَّبٌ، وَقيل: إِنهم بَقِيَّةٌ مِن نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَالِيقِ الحِمْيَرِيَّةِ، وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ، وإِنه سَمِعَ لَفْظَهم، فَقَالَ: مَا أَكثَرَ {بَرْبَرَتَكم، فسُمُّوا} البَرْبَرَ، وَقيل غيرُ ذالك. (ج {البَرابِرَةُ) ، زادُوا الهاءَ فِيهِ؛ إِما للعُجْمَةِ، وإِمّا للنَّسَبِ وَهُوَ الصحيحُ. قَالَ الجوهَرِيُّ: وإِن شئتَ حَذَفْتَها، (وهم) أَي أَكثرُ قبائلِهم (بالمَغْرِبِ) فِي الجِبال، مِن سُوسَ وغيرِهَا، متفرِّقَةٌ فِي أَطرافِها، وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ كُتَامةُ ولَواتهَ ومديونة وشباتة، وَكَانُوا كلُّهم بفِلَسْطِينَ مَعَ جالُوتَ، فَلَمَّا قُتِلَ تَفَرَّقُوا، كَذَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر.
(و) } بَرْبَرٌ: (أُمَّةٌ أُخْرى) ، وبلادُهم (بَين الحُبُوشِ والزَّنْجِ) ، على سَاحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ، وهم سُودانٌ جِدًّا، وَلَهُم لُغَةٌ بِرَأْسِها لَا يَفْهَمُهَا غيرُهم، ومَعِيشَتُهم مِن صَيْدِ الوَحْشِ، وَعِنْدهم وُحُوشٌ غريبةٌ لَا تُوجَدُ فِي غَيرهَا، كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ، ورُبَّما وُجِدَ فِي سَواحِلِهم العَنْبَرَ، وهم الَّذين (يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجال ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم) وَقَالَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ: وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أَبْيَنَ، مُلْتَحِقَةٌ فِي البَحْرِ بِعَدَنَ، من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إِلى مَا يُشرقُ عَنْهَا، وَفِيمَا حاذَى مِنْهَا عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ، وَهِي جزيرةُ سُقُوطْرى، ممّا يَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ، (وكلُّهُم مِن وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ) . قَالَ أَبو منصورٍ: وَلَا أَدْرِي كَيفَ هاذا.
وَقَالَ البَلاذريّ: حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قَالَ: سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ صالحٍ عَن البَرْبَرِ، فَقَالَ: هم يَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ! بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَمَا جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ.
وَقَالَ أَبو المُنْذِرِ: هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بنِ عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ، والأَكثرُ الأَشهرُ أَنهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت، وكَانت منازلُهُم فِلَسْطِينَ، فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقا إِلى المَغْرِب.
(أَو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ: صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ، صارُوا إِلى البَرْبَرِ أَيام فَتْحِ) والدِهِم (أَفْرِقَشَ المَلِكِ) ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأَصغَرِ، كَانُوا مَعَه لما قَدِمَ المَغْرِبَ، وَبنى (أَفْرِيقِيَّةَ) فَلَمَّا رَجَعَ إِلى بِلَاده تَخَلَّفُوا عَنهُ عُمَّالاً لَهُ على تِلْكَ البلادِ، فبَقُوا إِلى الْآن وتَنَاسَلُوا.
(و) أَبو سَعِيدٍ (سابِقُ) بنُ عبدِ اللهِ الشاعِرُ المطبوعُ، رَوَى عَن مَكْحُولٍ، وَعنهُ الأَوزاعِيُّ. (وَمَيْمُونٌ) مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، عَن ابنِ سِيرِينَ، (ومحمَّدُ بنُ مُوسَى) بنِ حَمّادٍ، حَدَّث عَنهُ أَبو عليَ الكاتبُ، (وعبدُ الله بنُ محمّدِ) بنِ ناجِيَةَ الحافظُ، (والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ) ، الأَخِيرُ رَوى عَنهُ أَبو القاسمِ سَهْلُ بنُ إِبراهِيمَ {- البَرْبَرِيُّ، (} البَرْبَرِيّونَ) ، وَكَذَا أَبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ، وهانىءَ بنُ سَعِيد مَوْلَى عُثْمَانَ، {البَرْبَرِيّانِ، (} وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي: مُحَدِّثون) ، الأَخِيرُ رَوَى عَن مالِكٍ، وَعنهُ يحيى بنُ مُعين.
( {والمُبِرُّ: الضّابِطُ) ، يُقَال: إِنّه} لَمُبِرٌّ بذالك، أَي ضابِطٌ لَهُ، كَذَا فِي المُحْكَم.
( {والبَرَيْرَاءُ، كحُمَيْرَاءَ) من أَسماءِ (جِبَال بني سُلَيْم) بنِ مَنْصُور، قَالَ:
: (إِنَّ بأَجْرَاعِ} البُرَيْرَاءَ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ ( {والبَرَّةُ: عَن قَتَلَ فِيهِ قابِيلُ هابِيلَ ابْنَيّ آدَمَ عَلَيْهِ السّلامُ، نقلَه الصغانيّ.
(و) } بَرَّةُ، (بِلَا لامٍ: اسمُ زَمْزَمَ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَتاه آتٍ فَقَالَ: احْفِرْ بَرَّةَ) ، سَمّاهَا بَرَّةَ، لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها.
(و) بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ، (عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليّه وسلَّم) أُختُ أَرْوَى والحارثِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأَةٍ كَانَت تُسَمَّى بَرَّةَ، فسمّاهَا زَينَبَ، وَقَالَ: تُزَكِّي نَفْسَها) ؛ كأَنَّه كَرِهَ (لَهَا) ذالك.
(و) بَرَّةُ (جَدُّ إِبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِعيِ شيخِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذ) بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ، وَفِي سِيَاق الذهبيِّ مَا يقتضِي أَنّ الربيعَ بنَ بَرَّةَ، الَّذِي يَرْوِي عَنهُ مُعاذِ لَيْسَ بوَلَدٍ لإِبراهِيمَ؛ فإِنه ذَكَرَ إِبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ، وَقَالَ عَن عبد الرزّاقِ: ثمَّ قَالَ: والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ. فتَأَمَّلْ.
(و) بَرَّةُ: (قَريتانِ باليَمَامَةِ، عُلْيَا وسُفْلَى) ، وَيُقَال لَهما: {البَرَّتانِ، وَكَانَت} البَرَّةُ العُلْيَا مَنزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ، ومِن قَوْله يَتشوَّق إِليها:
خَلِيلَيَّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فيكما
على {البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرُّكائب
وقُولَا إِذا مَا نَوَّه القَوْمُ للقِرَى
أَلَا فِي سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ
(وبالضمِّ:} بُرَّةُ بنُ رِائبٍ، ويُدْعَى جِحش بنَ رِئابٍ أَيضاً: والدُأُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ) الأَسَدِيَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وفاتَه:
بَرَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، مِن أَولادِه أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْده بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ، ذَرَكَره الحافظُ.
( {ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ) دُونَ الجارِ إِليها، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
أَقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ} مَبَرَّةٍ
فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا
( {والبُرَّى، كقُرَّى: الكلمةُ الطَّيِّبَةُ) ، من البِرِّ، وَهُوَ اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ.
(} والبَرْبارُ) ، بِالْفَتْح، (! والمُبَرْبِرُ) بالضمِّ:) الأَسَدُ) ؛ {لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبِه.
(و) يُقَال: (} أُبْتَرَّ) الرجلُ، إِذا (انتصبَ منفرِداً عَن) وَفِي بعض النسَخِ من (أَصابِه) ، نقلَه الصّغانِيُّ.
( {والمُبَرِّرُ من الضَّأْن) كالمُرَمِّدِ، وَهِي (الَّتِي فِي ضَرْعِها لُمَعٌ) سُودٌ وبِيضٌ عِنْد الأَقرابِ، تَشْبِيها} بالبَرِيرِ: ثَمَرِ الأَراكِ.
(وسَمَّوْا بَرًّا {وبَرَّة) ، بالفتحِ فيهمَا، (} وبُرَّة) ، بالضَّمِّ، ( {وبَرِيراً) ، كَأَمِيرٍ.
(و) يُقَال (أَصْلَحُ العَرَبِ) هاكذا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ: أَفْصَحُ العَرَبِ (} أَبَرُّهم، أَي أَبْعَدُهُم فِي البَرِّ) والبَدْوِ دَارا.
(و) وَردَ فِي كَلَام سَلْمَانَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: (مَن أصْلَحَ جَوّانِيَّه أَصلَحَ اللهُ {بَرانِيَّه) ، بِالْفَتْح فيهمَا، قَالُوا:} - البَرَّانِيُّ: العَلَانِيَةُ، (نِسْبةٌ على غير قياسٍ) ، كَمَا قَالُوا فِي صَنْعاءَ: صنْعَانِيٌّ؛ وأَصلُه مِن قَوْلهم: خَرَج فلانٌ {برًّا؛ إِذا خَرَجَ إِلى} البَرِّ والصَّحراءِ، وَلَيْسَ من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كَمَا فِي التَّهْذِيب.
وَفِي اللِّسان {والبَرُّ: نَقِيضُ الكِنِّ. قَالَ اللَّيْثُ: والعَربُ تَستعملُه فِي النَّكِرة، تقولُ العَربُ: جلَستُ بَرًّا وخرجتُ (بَرًّا) . قَالَ أَبو منصورٍ: وهاذا من كلامِ المُوَلَّدِين، وَمَا سمعتُه من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ، والمعنَى: مَن أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصلَحَ اللهُ عَلانِيَتَه؛ أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ، فالجَوُّ: كُلُّ بَطْن غامِضٍ،} والبَرُّ: المَتْنُ الظَّاهِرُ، فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إِليهما بالأَلفِ والنونِ.
وَفِي الأَساس: افْتَتِحِ البَابَ {- البَرّانِيَّ. وَيُقَال: تُرِيدُ جَوًّا ويُرِيدُ} بَرًّا، أَي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلَانِيَةً. ( {والبَرّانِيَّة: ة ببُخَاراءَ) على خمسةِ فَرَاسِخَ مِنْهَا، وَيُقَال لَهَا: فُورانُ، (مِنْهَا) أَبو المَعَالِي (سَهْلُ بنُ) أَبي سَهْلٍ (محمودِ) بنِ أَبي بكرٍ محمّد بن إِسماعيلَ (} - البَرّانِيُّ الفَقِيهُ) الشافعيُّ الواعِظُ، سَمِعَ أَباه وغيرَه، ورَوَى عَنهُ ابنُه، وَمَات ببُخاراءَ سنة 524 هـ، قَالَه أَبو سَعْدٍ.
(والنَّجِيبُ) أَبو بكرٍ (محمّدُ بنُ محمّدِ) بنِ أَي القاسمِ (البَرّانِيُّ: محدِّثٌ) ، سَمِعَ أَباه، وَعنهُ أَبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيِّ، مَاتَ سنة 542 هـ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {البَرابِيرُ: طعامٌ يُتَّخَذُ مِن فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ) . وذالك أَنَّ الرّاعِيَ إِذا جاعَ يَأْتِي إِلى السّنْبُلِ فيَفْرُكُ مِنْهُ مَا أَحَبَّ، ويَنْزِعُه مِن قُنْبُعِه (وَهُوَ قِشْرُه) ، ثمَّ يَصُبُّ عَلَيْهِ اللَّبَنَ الحَلِيبَ، ويُغْلِيه حَتَّى يَنْضَجَ، ثمَّ يَجعلُه فِي إِناءٍ واسعٍ، ثمَّ يُبَرِّدُه، فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ. قَالَ: وَهِي العَذِيرَةُ، وَقد اعتَذَرْنا، الوَاحِدُ} بُرْبُورٌ، وَقد ذَكَره المصنِّف قَرِيبا.
(و) يُقَال: (بَرَّه، كمَدَّه) ، إِذا (قَهَرَه بِفِعالٍ أَو مَقَالٍ) ، كأَبَرَّه، والإِبرارُ: الغَلَبَةُ.
(و) فِي الأَمثال: (فُلانٌ لَا يَعرِفُ هِرًّا مِن بِرَ، أَي مَا يُهِرّه ممّا {يَبِرُّه) ، أَي مَن يَكْرَهُهُ مِمَّنْ} يَبِره، (أَو) مَا يعرفُ (القِطَّ من الفَأْرِ) وَقد تقدَّم، (أَو) مَا يَعرِفُ (دُعاءَ الغَنَمِ مِن سَوْقِها) ، رَوَاهُ الجوهريُّ عَن ابْن الأَعرابيِّ. وَقَالَ يُونُس: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَمِ، والبِرُّ: دُعاؤُها، (أَو) مَا يعرفُ (دُعاءَهَا إِلى الماءِ مِن دُعَائِها إِلى العَلَف) ، يُروَى عَن ابْن الأَعرابيِّ أَنَّ البِرَّ: دُعَاءُ الغَنَمِ إِلى العَلَف. (أَو) مَا يَعْرِفُ (العُقُوقَ مِن اللُّطْفُ) ؛ فالهِرُّ: العُقُوقُ، والبِرُّ: اللطْفُ، وَهُوَ قَولُ الفَزارِيِّ، (أَو) مَا يَعرفُ (الكَرَاهِيةَ من الإِكرام) ، فالهِرُّ: الخُصُومَةُ والكراهيَة، والبِرُّ: الأَكرام، أَو) مَعْنَاهُ مَا يَعرفُ (الهَرْهَرَةَ مِن {البَرْبَرَةِ) ؛ فالهَرْهَرَةُ: صَوتُ الضَّأْنِ، والبَرْبَرَةُ: صَوتُ المِعْزَى.
(} والبُرْبُر، بالضَّمِّ) : الرجلُ (الكثيرُ الأَصواتِ) ، كالبَرْبارِ.
(و) {البِرْبِرُ (بالكسْر: دُعَاءُ الغَنَمِ) إِلى العَلَف، نقلَه الصّغانِيُّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
} البِرُّ، بِالْكَسْرِ: التُّقَى، وَهُوَ فِي قَولِ لَبِيد:
وَمَا البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى
{وتَبارُّوا: تَفاعَلُوا مِن البِرِّ، وَفِي كتاب قُرَيْشٍ والأَنصارِ: (وإِنّ البِرَّ دُونَ الإِثْمِ) ، أَي إِنْ الوفاءَ بِمَا جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ.
وَيُقَال: قد تَبَرَّرْتَ فِي أَمْرِنا، أَي تَحَرَّجْتَ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فقالتْ} تَبَرَّرْتَ فِي جَنْبِنا
وَمَا كنتَ فِينا حَدِيثاً {بِبَرّ
أَي تَحَرَّجْتَ فِي سَبَبِنا وقُرْبِنا.
وَعَن أَبي سَعِيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه، إِذا نَفَقَتْ، وَهُوَ مَجازٌ؛ قَالَ: والأَصلُ فِي ذَلِك أَن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بِمَا حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا، تُكَافئه بَالغ 2 لَاءِ فِي الثَّمَنِ، وَهُوَ من قولِ الأَعْشَى يَصفُ خَمْراً:
تَخَيَّرَهَا أَخُو عَانَاتِ شَهْراً
ورَجَّى بِرَّها عَاما فعَامَا
وَهُوَ} بَر بوالِدِهِ! وبارٌّ، عَن كُرَاع، وأَنكرَ بَعْضُهُم {بارٌّ، وَفِي الحَدِيث: (تَمَسَّحُوا بالأَرْض فإِنَّها} بَرَّةٌ بكم) ، قَالَ ابْن الأَثِير: أَي مُشْفِقَةٌ عَلَيْكُم، كالولادةِ {البَرَّةِ بأَولادِهَا؛ يَعْنِي أَنّ مِنْهَا خَلْقَكم، وفيهَا مَعاشكم، وإِليها بعدَ الموتِ معادكم.
وَفِي حَدِيث حَكِيمِ بنِ حِزامٍ: (أَرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ} أَبْرَرْتُهَا) ، أَي أَطلبُ بِهَا البِرَّ والإِحسانَ إِلى النَّاس، والتَّقرُّبَ إِلى الله تعالَى.
واللهُ {يَبَرُّ عِبادَه، أَي يَرْحَمُهم.
وبَرَّةُ بنتُ مُرِّ، وَهِي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ.
وَمن الأَمثال: (هُوَ أَقْصَرُ مِن بُرَّةٍ) . وَيُقَال: أَطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ، وَهُوَ الخُبْز.
} والبَرّانِيَّةُ، بِالْفَتْح: قريةٌ بِمصْر.
وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ، وبَرَّةُ بنتُ أبيْ تُجْرَاة العَبدريَّة: صَحابِيّتانِ.
وأَبو! البِرِّ بِالْكَسْرِ صَدَقَةُ بنِ جروانَ البَوّاب، المعروفُ بِابْن البيعِ، حَدَّثَ عَن أَبي الوَقْتِ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ.
والبَرَابِرُ: الجِدَاءُ.

ومس

(و م س) : (الْمُومِسَةُ) وَالْمُومِسُ الْفَاجِرَةُ الــزَّانِــيَةُ مِنْ (الْوَمْسِ) وَهُوَ الِاحْتِكَاكُ.

ومس


وَمَسَ
a. [ يَمِسُ] (n. ac.
وَمْس), Rubbed.
N. P.
وَمَّسَa. Refractory.

N. Ag.
أَوْمَسَa. see infra.

مُوْمِسَة (
pl.
reg. &
مَوَاْمِيْسُ)
a. Prostitute.

وَمْشَة
a. White spot.
و م س: مُومِسٌ وَمُومِسَةٌ أَيْ فَاجِرَةٌ وَاقْتَصَرَ الْفَارَابِيُّ عَلَى الْهَاءِ وَكَذَلِكَ فِي التَّهْذِيبِ وَزَادَ هِيَ الْمُجَاهِرَةُ بِالْفُجُورِ وَالْجَمْعُ مُومِسَاتٌ. 
وم س

الوَمْسُ احتكاك الشيء بالشيء حتى يَنْجَرِد وأوْمَسَ العِنَب لانَ للنُضْج ومَرَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ زانِــيَةُ تَلِينُ لمُرِيدها كما سُمِّيت خَرِيعاً من التَخَرُّع وهو اللِّين والضعف وربما سُمِّيت إماءُ الخدمَةِ مُومِسَات وقد تقدم ذلك في الياء
ومس
المُوْمِسَاتُ: الفَوَاجِرُ مُجَاهَرَةً. والوَمْسُ: احْتِكاكُ الشيْءِ بالشَّيْءِ حَتّى يَتَجَرَّدَ. ومنه أُخِذَتِ المُوْمِسَةُ. وقد أوْمَسَتْ؛ أي أمكَنَتْ من الوَمْسِ، وجَمْعُها مَوَامِيْسُ. والمُوَمَّسُ من الإبِلِ: العُرْضِي الذي لم يُرَضْ بَعْدُ.
و م س

امرأة مومس ومومسة. قال الراعي:

تغنّى ليقتلني خنزر ... وكل ابن مومسة أخزر

ونساء مواميس، قيل من الومس وهو الاحتكاك كأنها التي تمكّن من الومس.
ومس
مُومِس [مفرد]: ج مُومِسَات ومَوامِس ومَوامِيسُ ومَيَامس: امرأة فاجرة تلين لمَنْ يريدُها، مجاهرة بالفجور، زانــية. 

مُومِسَة [مفرد]: ج مُومِسَات ومَوامِيسُ: مُومِس؛ امرأة فاجرة تلين لمَنْ يريدُها، مجاهرة بالفجور، زانــية. 
(ومس) - في حديث جُرَيْج: "لا تُمِتْه حتى يَنْظُرَ في وُجُوهِ الموُمِسَاتِ"
: أي الفَواجِر، الوَاحِدَة مُومِسَةٌ، والمَوَامِسُ جمع التكْسيرِ منه.
- ومنه حديث أبى وائلٍ: "أكثَرُ تَبَع الدَّجّال أولادُ المَوَامِسِ"
قال الجَبّانُ: الوَمْسُ: تَحكُّكُ الشىّء بالشىءِ حتى ينجَرِدَ، ولعَلّ الموُمِسَةَ منه؛ وهي الفاجِرَةُ مُجاهَرَةً.
وقد أَوْمَسَتْ: أَمكنَت من الوَمْسِ.
[ومس] ك: فيه: لا يموت حتى ينظر في وجوه "المومسات"، هي جمع مومسة - بكسر ميم أي الــزانــية، لما تعارض عنده حق الصلاة وحق الصلة رجح حق الصلاة وهو الحق، لن لما هدر منه حق الصلة المرجوح عوقب بمساءة يسيرة أعقب مسرة كثيرة بل هو ليس بعقوبة بل تنبيه على عم حق الأم وألا لزم تكليف المحال، قوله: أجيبها -قاله في نفسه مناجيًا لربه، قوله: كلمته، أي في غيبها للمباشرة، وأتى الغلام -بالنصب أي الطفل. ن: هو بضم أولى ميمين، وفيه أن الصواب إجابتها، إذ الاستمرار على النوافل تطوع لا واجب وإجابة الأم واجب، وكان يمكنه تخفيف الصلاة فلعله خشي أن تدعوه على العود إلى الدنيا ومفارقة الصومعة. ك: ومنه: غفر "لمومسة" مرت بركية.

ومس: الوَمْس: احْتِكاك الشيء بالشيء حتى يَنْجَرد؛ قال الشاعر:

وقد جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ

قال: ولم أَسمع الوَمْس لغيره، والرواية مَوْر المَوارِكِ. وأَوْمَسَ

العِنَب: لانَ للنُّضْجِ. وامرأَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ: فاجرة زانــية تميل

لمُرِيدِها كما سميت خَرِيعاً من التَخَرُّع وهو اللين والضعف، وربما سميت

إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات، والمُومِسات: الفواجر مجاهرة. وفي حديث

جريج: حتى يَنْظُرَ في وجوه المُومِسات، ويجمع على مَيامِس أَيضاً ومَوامِيس،

وأَصحاب الحديث يقولون: ميامِيس ولا يصح إِلا على إِشباع الكسرة ليصير

ياء كمُطْفِل ومَطافِل ومَطافِيل. وفي حديث أَبي وائل: أَكْثر أَتْباع

الدَّجَّال أَولاد المَيامِس، وفي رواية: أَولاد المَوامِس؛ قال ابن

الأَثير: وقد اختلف في أَصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة وبعضهم يجعله من

الواو، كلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقاً فيه بُعْدٌ، وذكرها هو في حرف

الميم لظاهر لفظها ولاختلافهم في لفظها.

ومس
ابن دريد: الوَمْس: احْتِكاك الشَّيْءِ بالشَّيْءِ حتى يَنْجَرِدَ، وأنشد:
وقد جَرَّدَ الأكْتافَ وَمْسُ المَوَارِكِ
قال: المَوَارِك جمع مَوْرِكَةٍ ومَوْرَكَةٍ؛ وهي جِلْدة تُعَلَّق بينَ يَدَي الرَّجُل يَتَوَرَّك عليها الراكِب إذا أعْيَا؛ توقّي غارِبَ البَعِير، انتهى كلامُ ابنِ دريد.
قال الأزهريّ: لم أسْمَع الوَمْسَ لِغَيْرِه، والرِّوَايَة عندنا: مَوْرُ المَوارِك، انتهى كلام الأزهَريّ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصَّواب ما قالَه الأزهريّ، والبيت لذي الرُّمَّة، وصَدْرُه:
يَكادُ المِرَاحُ الغَرْبُ يَمْسِي عُرُوْضَها
وذلك المَوْضِع لا يَمُوْرُ، وإنَّما المعنى مَوْرُها في المَواركِ، يعني الأكتاف، كأنَّه أرادَ: وقد جَرَّدَ الأكتافَ مَوْرُ الأكْتافِ في المَوَارِك، وأضْمَرَ الكْتافَ وأضَافَ، كقوله تعالى:) قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِه (أي بِسُؤالِه نَعْجَتَكَ، والنَّعْجَةُ ليسَ لها سُؤال.
والمُوْمِسَة: الفاجِرَة. وقال الليث: المُوْمِسَاتُ: الفَوَاجِرُ مُجَاهَرَةً. ذكرها في تركيب م وس. وقال ابن عبّاد: جَمْعُها مَوَامِيْسُ. وفي دُعَاءِ أُمِّ جُرَيْجٍ الرّاهِب: اللهُمَّ لا تُمِتْهُ حتى تُرِيَه وُجُوْهَ المُوْمِساتِ. وقد أوْمَسَتْ: أي أمْكَنَتْ من الوَمْسِ أي الاحْتِكاكِ.
وقال ابن عبّاد: المُوَمَّسُ - بفتح الميم المُشَدَّدَة - من الإبل: العُرْضِيُّ الذي لم يُرَضْ بَعْدُ.
ومس
{الوَمْسُ، كالوَعْدِ: احْتِكَاكُ الشَّيْءِ بالشّيْءِ حتّى يَنْجَرِدَ، قَالَه ابنُ دُرَيْدِ، وأَنْشَدَ:
(يَكَادُ المِرَاحُ الغَرْبُ يَمْسِى غُرُوضَهَا ... وقَدْ جَرَّدَ الأَكْتَافَ} وَمْسُ الحَوَارِكِ)
يَمْسِي، أَي يُسِيل، قَالَ الصّاغَانِي: وهُوَ لِذِي الرُّمَّة، وَقد أَنشَدَ عَجُزَ البَيْت، والرِّوَايَةُ مَوْرُ المَوَاركِ، وَهَكَذَا قالَه الأَزْهَرِيّ، وَزَاد: ولَمْ أَسْمَعِ {الوَمْسَ لِغَيْرِه. وَفِي الصّحاح:} المُومِسَةُ: الفَاجِرَةُ، أَي الــزّانِــيَة الَّتِي تَلِينُ لِمُريدِهَا، {كالمُومِسِ، سُمِّيَت بهَا كَمَا تُسَمّى خَرِيعاً، من التَّخَرُّعِ، وهُوَ اللَّينُ والضَّعْفُ، والجَمْعُ} المُومِسَاتُ، وَمِنْه حَدِيثُ جُرَيْجٍ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ المُومِسَاتِ أَي الفَوَاجِر مُجَاهَرَةً، ويُجْمَع أَيْضاً على مَيَامِسَ، {والمَوَامِيسُ، بإشْبَاعِ الكَسْرَة لِتَصِير يَاء، كمُطْفلٍ ومَطَافِلَ ومَطَافِيلَ، وَفِي حَدِيث أَبِي وَائلٍ أَكْثَرُ أَتْبَاعِ الدَّجّالِ أَوْلاَدُ المَيَامِسِ وَفِي رِوَايَة أولادُ} المَوَامِسِ قَالَ ابنُ الأَثِير: وَقد اختُلِف فِي أَصْلِ هَذِه اللَّفْظَة، فبعضُهُم يجعَلُه من الهَمْزَة، وبعضُهُم يَجْعَلُه من الْوَاو، وكُلٌّ مِنْهُمَا تَكَلَّف لهُ اشتِقَاقاً فِيهِ بُعْدٌ، وذَكَرَها هُوَ فِي حَرْف المِيم لِظَاهِرِ لفْظِهَا، ولاخْتِلافهم فِي لفظِهَا. قلتُ: وذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه فِي م ي س، وَقَالَ وإنّمَا اخْتَرْتُ وَضْعَه فِي ميسِ باليَاءِ وخَالَفْتُ ترتِيبَ اللُّغَويِّينَ فِي ذلِك لأَنّهَا صِفَةُ فاعِل، قَالَ: وَلم أَجِدْ لَهَا فِعْلاً الْبَتَّةَ يجوزُ أَنْ يكونَ هَذَا الاسْمُ عَلَيْهِ، إلاّ أَنْ يَكُونَ من قَوْلِهمْ: أَمَاسَتْ جِلْدَهَا، كَمَا قالُوا)
فِيهَا: خَرِيعٌ، من التَخَرُّعِ، وَهُوَ التَّثَنِّي، قَالَ: فَكَانَ يجب على هَذَا مُمِيسٌ ومُمِيسَةٌ، لكِنَّهُمْ قَلَبُوا العَيْنَ إِلَى الفاءِ، فَكَانَ أَيْمَسَتْ، ثمّ صِيغَ اسْم الفَاعِل على هَذَا، وَقد يَكُونُ مُفْعِلاً من أَوْمَس العِنَبُ، إِذا لانَ. انْتَهَى. {وأَوْمَسَت المَرْأَةُ: أَمْكَنَتْ نَفْسَها، من} الوَمْسِ، وَهُوَ الاحْتِكَاكُ، هَكَذَا نَقله الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس. و {المُوَمَّسُ، كمُعَظَّمٍ: الَّذِي لم يُرَضْ من الإِبِلِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّاد. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} أَوْمَسَ العِنَبُ، إِذا لانَ للنُّضْجِ، قِيل: وَمِنْه {المُومِسُ، كَمَا تَقَدَّم عَن ابنِ سِيدَه. قَالَ ابنُ جِنِّى:} المُومِسَاتُ: الإِمَاءُ الّلاتِي للخِدْمَة.

سمط

(سمط) : سِرْتُ يوماً مُسَمَّطاً، أَي لايَعُوجُنِي شَيءٌ.
(س م ط) : (السِّمْطُ) الْخَيْطُ مَا دَامَ فِيهِ الْخَرَزُ أَوْ اللُّؤْلُؤُ وَإِلَّا فَهُوَ سِلْكٌ (وَبِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ شُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ وَمَا وَقَعَ فِي السِّيَرِ مِنْ فَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِ الْمِيمِ سَهْوٌ وَفِي حَدِيثِ نَافِعٍ «لُبْسُ الْحَرِيرِ الْمُسْمَطِ وَالدِّيبَاجِ حَرَامٌ» تَصْحِيفٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ الْمُصْمَتُ.
س م ط : السِّمَاطُ وِــزَانُ كِتَابٍ الْجَانِبُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ
السِّمَاطَانِ مِنْ النَّاسِ وَالنَّخْلِ الْجَانِبَانِ وَيُقَالُ مَشَى بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ وَالسِّمْطُ وِــزَانُ حِمْلٍ الْقِلَادَةُ وَسَمَطْتُ الْجَدْيَ سَمْطًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ نَحَّيْتُ شَعْرَهُ بِالْمَاءِ الْحَارِّ فَهُوَ سَمِيطٌ وَمَسْمُوطٌ. 
(سمط) - في الحديث: "أنه ما أكل شَاةً سَمِيطاً".
السَّمِيط: فَعيل بمعنى مَفْعُول، والسَّمْطُ: نَزْع الصوف عن الخَروف والشَّعر عن الجَدْي بعد أن يُصَبَّ عليهما ماءٌ حَارٌّ. وإنما يُرادُ بذلك المَصْلِيَّة على هذه الصفة، لأن العادَةَ في الشَّاة إذا شُوِيت أن تُسْمَطَ، ثم تُشْوَى.
- في حديث أبى سَلِيط: "رأيت على النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - نَعْلَ أَسْماط"
يقال: نَعْلُ أَسماطٍ إذا كانت طاقاً واحدا.
(سمط)
اللَّبن سمطا وسموطا ذهبت حلاوته وَلم يتَغَيَّر طعمه وعَلى الْيَمين حلف وَفُلَانًا يَمِينا على حَقه استحلفه والذبيحة سمطا غمسها فِي المَاء الْحَار أَو فِي مَادَّة كيمياوية لإِزَالَة مَا على جلدهَا من شعر أَو ريش قبل طبخها أَو شيها أَو دبغ جلدهَا والسكين وَنَحْوهَا أَحدهَا وَالشَّيْء علقه على السموط

(سمط) الشَّيْء علقه على سمط السرج وَالْقَصِيدَة نظمها مسمطة وَالشَّيْء لزمَه

سمط


سَمَطَ(n. ac.
سَمْط)
a. Scalded.
b. Hung, suspended.
c.(n. ac. سُمُوْط), Began to turn (milk).
سَمَّطَa. Hung, fastened to the saddle.
b. Composed (verses).
تَسَمَّطَa. Was hung up, suspended.

سَمْطa. Poor, penniless.

سِمْط
(pl.
سُمُوْط)
a. String, thread.
b. Saddlestrap.
c. End, lappet of the turban.
d. Having no lining (garment).
e. Intelligent, clever.

سُمُطa. Made of a single piece ( sandal & c. ).
b. Unbranded, unmarked (camel).
سِمَاْط
(pl.
سُمُط)
a. Row, rank, series.
b. Middle.
c. (pl.
أَسْمِطَة), Table-cloth.
سَمِيْطa. Row, layer of bricks.
b. see 1c. Scalded.

سَمِيْطَةa. A certain kind of poetry.

أَسْمَاْطa. see 10
مُسَمَّطَة
a. see 25t
سمط: سَمَّط (بالتشديد) سمَّط لقصيدة فلان (المقري 1: 725) وهو أن يأتي الشاعر بأشطر رويها كروي الشطر الأول من البيت لشاعر قديم يراد تسميطه، وهكذا نجد تسميطاً لصفي الدين الحلي لقصيدة السموأل وهي (قصيدة السموأل) في الحماسة. ويذكر المقري منها ثمانية أبيات لكل منها خمسة اشطر ثلاثة منها لشاعر محدث والأخيران لشاعر قديم وفي كل مسمط أربعة اشطر رويها واحد وقافية الشطر الأخير للشاعر القديم وهذه تتكرر في كل القصيدة السمطة (انظر فريتاج دراسات عربية ص406) ففيه: قال مسمطاً لأبيات الحماسة المنسوبة إلى قطرى الخ.
والتسميط أيضاً ان يعمد الشاعر إلى أبيات غيره فيضم إلى كل شطر منها شطراً يزيده عليه صدراً لعجز وعجزاً لصدر وهكذا (محيط المحيط).
[سمط] نه: فيه: ما أكل شاة "سميطًا" أي مشوية، وأصله أن ينزع صوف الشاة بالماء الحار لتشوى. ك: هو أن يسمط الشعر أي ينتف من جلده ثم تشوى بجلدها، وهذا مأكل المترفين وغيرهم، إنما كانوا يأخذون جلد الشاة ينتفعون به ثم يشوونها، ولا يلزم من كونه لم ير شاة مسموطة أنه لم ير عضوا مسموطًا فان الأكارع لا تؤكل إلا كذلك وقد أكلها، وفيه إشارة إلى أن المرقق والمسموط كان حاضرا عند أنس حيث قال: كلوا. ط وما شوى بعد السلخ فهو الخمط. ش: من "سمط" اللالى، بضمتين جمع سمط بكسر فساكن هو الخيط ما دام فيه الخرز وإلا فهو سلك. نه: وفيه: رأيت عليه صلى الله عليه وسلم نعل "أسماط" وجمع سميط وهو من النعل الطاق الواحد لا رقعة فيه، يقال: نعل أسماط، إذا كانت غير مخصوفة كئوب أخلاق. وميه: حتى سلم من طرف "السماط" هي جماعة من الناس والنخل، والمراد جماعة كانوا جلوسا عن جانبيه. ج: ليدخلن الجنة "سماطين" هما من النخل والناس الجانبان، يقال: بين السماطين، أي الصفين. ومنه: كان في السماط أي الصف من الناس.
س م ط

سمط الجدي: نقاه من الصوف وشواه، وجديٌ مسموط. ومعه سمط من لؤلؤ وسموط. وعلقه بسموط سرحه وهي معاليقه من السيور. وأرسل سموط عمامته وهي ما فضل منها فناس. وقام بين السماطين. وخذوا سماطي الطريق: جانبيه. وقال أبو النجم:

حتى إذا الشمس اجتلاها المجتلى ... بين سماطي شفق مهول

ملون من تهاويل الوشي. وسمط قصيدته، وقصيدة مسمطة: شبهت أبياتها المقفاة بالسموط. ولك " حكمك مسمطاً ": مرسلاً لا اعتراض عليك. وقال الفرزدق للهذم حين عاذ بقبر أبيه: يا لهذم لك حكمك مسمطاً فقال: ناقة كوماء سوداء الحدقة. ورأيته متسمطاً لحماً يحمله. ورأيت سميطاً من الآجر وهو القائم بعضه على بعض. ونعل سمط وأسماط: لا رقعة عليها. وأنشد أبو زيد:

بيض السواعد أسماط نعالهم ... بكل ساحة قوم منهم أثر وسراويل أسماط: غير محشوة. قال:

يلحن من ذي زجل شرواط ... محتجز بخلق شمطاط

على سراويل له أسماط

ورجل سمط: خفيف في جسمه داهية في أمره.

ومن المجاز: قول الطرماح:

فلما غدا استذرى له سمط رملة ... لحولين أدنى عهده بالدواهن

أراد الصائد جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.
س م ط: (السِّمْطُ) الْخَيْطُ مَا دَامَ فِيهِ الْخَرَزُ وَإِلَّا فَهُوَ سِلْكٌ. وَالسِّمْطُ أَيْضًا وَاحِدُ (السُّمُوطِ) وَهِيَ السُّيُورُ الَّتِي تُعَلَّقُ مِنَ السَّرْجِ. وَ (سَمَّطَ) الشَّيْءَ (تَسْمِيطًا) عَلَّقَهُ عَلَى السُّمُوطِ وَ (الْمُسَمَّطُ) مِنَ الشِّعْرِ مَا قُفِّيَ أَرْبَاعُ بُيُوتِهِ وَ (سُمِّطَ) فِي قَافِيَةٍ مُخَالِفَةٍ. يُقَالُ: قَصِيدَةٌ (مُسَمَّطَةٌ) وَ (سِمْطِيَّةٌ) كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

وَشَيْبَةٍ كَالْقَسِمْ غَيَّرَ سُودَ اللِّمَمْ ... دَاوَيْتُهَا بِالْكَتَمْ زُورًا وَبُهْتَانَا
وَلِامْرِئِ الْقَيْسِ قَصِيدَتَانِ سِمْطِيَّتَانِ إِحْدَاهُمَا:

وَمُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بِالرُّمْحِ ذَيْلَهُ ... أَقَمْتُ بِعَضْبٍ ذِي سَفَاسِقَ مَيْلَهُ
فَجَعْتُ بِهِ فِي مُلْتَقَى الْحَيِّ خَيْلَهُ ... تَرَكْتُ عِتَاقَ الطَّيْرِ تَحْجُلُ حَوْلَهُ
كَأَنَّ عَلَى سِرْبَالِهِ نَضْحَ جِرْيَالِ
وَ (السِّمَاطَانِ) مِنَ النَّخْلِ وَالنَّاسِ الْجَانِبَانِ يُقَالُ: مَشَى بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ. وَ (سَمَطَ) الْجَدْيَ نَظَّفَهُ مِنَ الشَّعْرِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ لِيَشْوِيَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ فَهُوَ (سَمِيطٌ) وَ (مَسْمُوطٌ) . 
سمط
سَمَطَ يَسْمِطُ ويَسْمُطُ سُمُوْطاً وسَمْطاً: وهو فِعْلُكَ بالحَمَلِ المَسْمُوْطِ. وسَمَطَه بالخَشَبِ: ضَرَبَه بها.
وسَمَطْتُه: قَتَلْته. والمُسَمطُ من الشعْرِ: الذي يكونُ في شَطْرِ البَيْتِ أبْيَاتٌ مَشْطُوْرَةٌ أو مَنْهُوْكَةٌ مُقَفّاة ثُم تَجْمَعُها قافِيَةٌ مُخَالِفَةٌ لازِمَةٌ في القَصِيدة. والسُمُوْطُ: المَعَالِيْقُ من السيُوْرِ في السُروْج. وسُمُوْطُ القِلادَةِ: لها مَعَالِيْقُ على الصدْرِ. وسُمُوْطُ العِمَامَةِ: ما فَضَلَ منها فَنَاسَ.
والسِّمْطُ من الرجَالِ: الخَفِيْفُ في جِسْمِه الداهِيَةُ في أمْرِه. وهو من الثيَابِ: ما ظَهَرَ من تَحْت. ونَعْل سُمُطٌ - وجَمْعُها أسْمَاطٌ -: لَيْسَتْ بمَخْصُوْفَةٍ، ويُقال لها: السمِيْط. وناقَةٌ سُمُط وأسْمَاطٌ: لَيْسَ بها وَسْمٌ.
والأسْمَاطُ من الثيَابِ: التي لا حَشْوَ فيها، الواحِدُ سُمُطٌ. والسمِيْطُ: الأجُرُ القائمُ بَعْضُه على بَعْضٍ.
وسَمَطَتِ الناقَةُ: إذا قُرِعَتْ مِرَاراً فلم تَحْمِلْ، وكذلك النَّخْلَةُ. ويقولون: لكَ " حُكْمُكَ مُسَمَطاً " أي مُجَوَّزاً لك مُسَفلاً عليك. وقيل: هو المُرْسَلُ الذي لا يُرَد. وتَسَقَطَ منكَ: أي تَفَلتَ. والسمَاطُ: مَعْرُوفٌ.
وسِمَاطُ الوادي: بُعْدُ أعْلاه من أسْفَلِه. وهو الطَّرِيْقُ أيضاً، وكذلك السمْطَةُ. ورَبَلَةُ المَرْأةِ؛ في قَوْلِه:
بَيْنَ سِمَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوْقِ
وسَرَاوِيْلُ أسْمَاطٌ: بلَفْظِ الجَمْعِ، كقَوْلهم: نَعْلٌ أسْمَاط.
[سمط] السِمْطُ: الخَيطُ ما دام فيه الخرزُ، وإلاَّ فهو سِلْكٌ. قال طَرَفة:

مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزبرجد * والسمط: واحد السموط، وهى السيور التى تعلق من السرح. وسمطت الشئ: علقته على السموط تَسْميطاً. والمُسَمَّطُ من الشِعر: ما قُفِّيَ أرباعُ بيوتِه وسُمِّطَ في قافية مخالفةٍ . يقال قصيدةٌ مُسَمَّطَةٌ وسمطية، كقول الشاعر: وشيبة كالقسم * غير سود اللمم * داويتها بالكتم * زورا وبهتانا * ولامرئ القيس قصيدتان سمطيتان، إحداهما: ومستلئم كشفت بالرمح ذيله * أقمت بعضب ذى سفاسق ميله * فجعت به في ملتقى الحى خيله * تركت عتاق الطير تحجل حوله * كأن على سرباله نضح جريال . وقولهم: " خذ حكمك مسمطا "، أي مجوّزاً نافذاً. والمُسَمَّطُ: المرسَلُ الذي لا يُرَدُّ. والسِماطانِ من النخل والناس: الجانبان. يقال: مشى بين يدى السماطين. وسمطت الجدى أَسْمِطُهُ وأَسْمُطُهُ سَمْطاً، إذا نظَّفته من الشَعَرِ بالماء الحارّ لتشويَه، فهو سَميطٌ ومسموطٌ. والسَميطُ من النعل: الطاقُ الواحدُ لا رقعةَ فيها. يقال: نعلٌ أَسْماطٌ، إذا كانت غير مخصوفةٍ. وسراوِيلٌ أَسْماطٌ، أي غير محشوَّةٍ. ومنه قيل للرجل الخفيف الحال: سِمْطٌ وسَميطٌ. قال العجاج :

سمطا يربى ولدة زعابلا * والسَميطُ: الآجرُّ القائم بعضُه فوقَ بعض. قال أبو عبيد: هو الذى يسمى بالفارسية البراستق. الاصمعي: السامط: اللبن إذا ذهبَ عنه حلاوةُ الحليب ولم يتغيَّر طعمُه. وقد سَمَطَ اللبن يسمط سموطا.
س م ط

سَمَطَ الجَدْيَ والجملَ يسْمُطُه ويسْمِطُهُ سَمْطاً فهو مَسْموطٌ نَتَفَ عنه الصُّوفَ بعد إدْخالِه في الماءِ الحارَّ وسَمَطَ الشيءَ سَمْطَّا عَلَّقَه والسِّمْطُ خَيْطُ النَّظمِ لأنه يُعَلُّقُ وقيل هي قِلادةٌ أَطْولُ من المِخْنَقَة وجمعُه سُموطٌ والسِّمْط الدِّرعُ يُعلِّقها الفارسُ على عَجُزِ فَرسِه وقد سمَّطَها والسُّمُوطُ سُيُورٌ تعلَّقُ من السَّرجِ والمُسَمَّطُ من الشِّعر أبياتٌ مشطورةٌ تجمعُها قافيةٌ واحدةٌ ويقال حُكْمُكَ مُسَمَّطاً أي مُتَمَّماً معناه لك حُكْمُكَ ولا يُسْتَعْملُ إلا محذوفاً وخُذْ حَقَّك مُسمَّطاً أي سَهْلاً وهو لكَ مُسَمَّطاً أي هَنِيئاً والسِّمْط الداهِي الخفيف من الرِّجالِ وأكثرُ ما يوصَفُ به الصَّيَّادُ وناقةٌ سُمُطٌ بلا سِمَةٍ عن كُراع ونَعْلٌ سُمُطٌ وسَمِيطٌ وأَسْمَاطٌ لا رُقْعَةَ فيها وقيل ليست بمَخْصُوفَةٍ وسَراوِيلُ أسْماطٌ غير مَحْشُوَّةٍ وقيل هو أن تكونَ طاقاً واحداً عن ثعْلَبٍ والسُّمَيْطُ والسميطُ الآجرُّ القائم بعضه فوق بعض الأخيرة عن كُراع وسمط اللَّبَنُ يَسْمُطُ سَمْطاً ذهبتْ عنه حلاوةُ الحَلْبِ ولم يتغيَّر طَعْمه وقيل هو أوّل تغيُّره وقيل السَّامِطُ من اللَّبن الذي لا يُصَوِّت في السِّقاء لِطَراءتِه وخُثُورتِه وسَمَطَ السكِّينَ سَمْطاً أَحَدَّها عن كُراع وسِمَاطُ القوْم صَفُّهُم وسِمَاطُ الوادِي ما بين صَدْره ومُنْتهاه وسِمْطُ الرَّمْلِ كخلِّهِ قال

(فلما غدَا اسْتذْرّى له سِمْطُ رَمْلَةٍ ... لِحَوْلَيْن أدْنَى عَهْدِه بالدَّواهِنِ)

وسِمْطٌ وسُمَيْطٌ اسْمَانِ وأبو السِّمْطِ منْ كُنَاهم عن اللحيانيِّ
سمط
سمَطَ يَسمُط ويَسمِط، سَمْطًا، فهو سامِط، والمفعول مَسْموط وسميط
• سمَط الذَّبيحةَ: غمسَها في الماء الحارّ، أو في مادّة كيماويّة، لإزالة ما على جلدها من شعر أو ريش، قبل طبخها، أو شَيِّها، أو دبغ جلدها "سمط الإناءَ: طهَّره بماء مَغْلِيّ". 

سمَّطَ يُسمِّط، تسميطًا، فهو مُسمِّط، والمفعول مُسمَّط
• سمَّط الشَّاعِرُ قصيدةَ فلان: ضمَّ إلى شطرٍ منها شطرًا من عنده صدرًا لعجُز أو عَجُزًا لصدر. 

تسميط [مفرد]: مصدر سمَّطَ.
• التَّسميط: (عر) قسمة البيت إلى أجزاء مقفَّاة على غير رَوِيّ القافية. 

سِماط [مفرد]: ج أسْمِطة وسُمُط: ما يُمدّ من الموائد ليوضع عليه الطَّعامُ في المآدِب ونحوها ° هم على سِماطٍ واحدٍ: على نظمٍ واحد.
• السِّماطان: الصَّفَّان من النَّاس. 

سَمْط [مفرد]: مصدر سمَطَ. 

سِمْط [مفرد]: ج سُموط:
1 - قلادة من خرز أو نحوه منظوم في خيط واحد ° سِمْطُ العِمامة: ما أُفضِل منها على الكتفين
 والصَّدر.
2 - إحدى القطعتين المنحنيتين من الخشب أو المعدن والتي يتمّ تثبيتها حول عنق الدَّابّة ويُثبَّت عليها سَبْر اللجام. 

سَمْطَاءُ [مفرد]: ج سُمْط
• قصيدة سَمْطَاء: (عر) قصيدة مُسَمَّطة، وهي ما يُؤتى فيها بأشعار مقفّاة بقافية ثم يُؤتى بعدها بشطر مقفّى بقافية مُخالفة. 

سَميط [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من سمَطَ. 

مَسْمَط [مفرد]: ج مَسامِطُ:
1 - اسم مكان من سمَطَ: مكان تُسمط فيه الذَّبائحُ.
2 - موضع تقدّم فيه أسقاط الماشية، كالكرش والأكارع "ذهب النَّاس إلى المَسْمَط لشراء الأكارع". 

مُسَمَّط [مفرد]
• المُسمَّط من القصائد: (عر) ما يُؤتى فيه بأشعار مُقفّاة بقافية، ثمّ يُؤتى بعدها بشطر مقفّى بقافية مخالفة ويستمرّ على هذا النَّهج مع التزام القافية المخالفة في القصيدة حتى تنتهي. 

سمط

1 سمَطَهُ, and سَمُطَ, and سَمِطَ, (S, M, Msb, K,) inf. n. سَمْطٌ, (S, M, Msb,) namely, a kid, (S, M, Msb, K,) and a lamb, (M,) He removed its hair, (Msb,) or wool, (K,) or cleansed it of the hair, [or wool,] (S,) by means of hot water; (S, Msb, K;) in order to roast it; (S;) or it is generally done for this purpose: (TA:) or he plucked from it the [hair, or] wool, after putting it into hot water. (A.) b2: [And It scalded it: for] you say, of boiling water, يَسْمُطُ الشَّىْءَ [it scalds the thing]. (TA.) A2: سَمَطَهُ, (M, K,) inf. n. as above, (M,) also signifies He hung it; suspended it; namely, a thing; (M, K;) as also ↓ سمّطهُ, inf. n. تَسْمِيطٌ: (TA:) or the latter, he hung it, or suspended it, upon, (S, K,) or by means of, (so in some copies of the K and in the TA,) سُمُوط, (S, K,) meaning thongs, or straps. (TA.) and الذِّرْعَ ↓ سمّط, (M,) inf. n. تَسْمِيطٌ, (TA,) He hung the coat of mail upon the hinder part of his horse. (M.) 2 سَمَّطَ see 1, in two places. b2: سَمَّطْتُ الشَّىْءَ, inf. n. تَسْمِيتٌ, also signifies I kept, or clave, to the thing: hence a verse cited voce دَرِينٌ. (TA in art. درن.) 5 تسمّط It (a thing, TA) was, or became, hung, or suspended. (K.) سِمْطٌ A thread, or string, having upon it beads (S, Mgh) or pearls; (Mgh;) otherwise it is called سِلْكٌ: (S, Mgh:) a string of beads or the like; (M, K;) so called because it is hung, or suspended; (M;) a single string thereof; like يَكْ رَسَنْ [in Persian]; a necklace of two strings thereof being called ذَاتُ سِمْطَيْنِ: (IDrd:) or it signifies, (M,) or signifies also, (K,) a necklace longer than the مِخْنَقَة: (IDrd, M, K:) or [simply] a necklace: (Msb:) pl. سُمُوطٌ: (M, K:) which also signifies the things that are suspended (مَعَالِيقُ) from necklaces. (TA.) b2: A thong, or strap, that is suspended from the horse's saddle; (S, K;) sing. of سُمُوطٌ. (S.) b3: The redundant part of the turban, which is left hanging down upon the breast and the shoulder-blades: (K:) pl. as above. (TA.) b4: A coat of mail which the horseman hangs upon the hinder part of his horse. (M, K.) b5: (tropical:) A trail, or long and elevated tract, (حَبْل,) of sand, (K, TA,) regularly disposed, as though it were a necklace. (TA.) A2: See also سُمُطٌ, in two places.

نَعْلٌ سُمُطٌ, (M, K,) and ↓ سَمِيطٌ, (S, M, K,) and ↓ أَسْمَاطٌ, (M, K,) which last is pl. of سَمِيطٌ, (TA,) A sandal, or sole, that is of a single piece [of leather, not of two or more pieces sewed together, one upon another], (طَاقٌ وَاحِدٌ, S, TA,) in which is no patch: (S, M, K:) or the last, (S,) or all, (M,) not having a second piece sewed on to it; (Az, S, M;) as also ↓ سِمْطٌ. (So in the K, voce فَرْدٌ.) b2: [ثَوْبٌ سُمُطٌ (the latter word occurring twice in art. لجف in the TA, and there opposed to مُبَطَّنٌ, and said to be masc. and fem.,) i. q.]

↓ ثَوْبٌ سِمْطٌ A garment having no lining; [either] a طَيْلَسَان, or such as is of cotton: (ISh, K:) but one does not say كِسَآءٌ سِمْطٌ nor مِلْحَفَةٌ سِمْطٌ, because such are not [ever] lined: (ISh:) or [accord. to some] سِمْطٌ signifies a garment that is lined below; expl. by saying, أَوِ السِّمْطُ مِنَ الثِّيَابِ مَا ظُهِّرَ مِنْ تَحْتُ, (K, TA, [in the CK, and in a MS. copy of the K, for ظُهِّرَ, we find ظَهَرَ,]) i. e. جُعِلَ لَهُ ظَهْرٌ: (TA:) [but I think that ظَهَرَ is undoubtedly the right reading; and that سِمْطٌ means any portion that appears of a garment worn beneath a shorter garment:] see سَنَدٌ, last sentence. b3: ↓ سَرَاوِيلُ أَسْمَاطٌ Trousers, or drawers, not stuffed: (M, K:) i. e., (K,) or, as Th says, (M,) of single cloth, طَاقٌ وَاحِدٌ. (M, K.) b4: نَاقَةٌ سُمُطٌ, (Kr, M, K,) and ↓ أَسْمَاطٌ, (K,) A she-camel without any brand, or mark made by a hot iron. (Kr, M, K.) A2: سُمُطٌ is also a pl. of سِمَاطٌ [q. v.]. (K.) سِمَاطٌ A rank of people: (M, K:) or a side, or lateral part or portion: (Msb:) each of the two sides, or lateral portions, of men, and of palmtrees. (S, Msb.) You say, قَامَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ He stood between the two ranks. (TA.) and قَامَ القَوْمَ حَوْلَهُ سِمَاطَيْنِ The people stood around him in two ranks. (TA.) And هُمْ عَلَى سِمَاطٍ

وَاحِدٍ They are according to one order. (K.) And مَشَى بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ He walked between the two sides. (S, Msb.) And خُذُوا سِمَاطَىِ الطَّرِىِّ Take ye the two sides of the fresh, or moist. (TA.) And اِجْعَلِ الأَمْرَ سِمَاطًا وَاحِدًا Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) b2: The part of a valley which is between the upper extremity and the lower: (M, K:) pl. سُمُطٌ. (K) b3: سِمَاطُ الطَّعَامِ The thing upon which food is spread: (K:) pronounced by the vulgar سُمَاط: [and applied by them to such as is long, prepared for a large company of people:] pl. أَسْمِطَةٌ [a pl. of pauc.] and سِمَاطَاتٌ. (TA.) سَمِيطٌ and ↓ مَسْمُوطٌ, applied to a kid, (S, M, Msb, K,) and to a lamb, (M,) Of which the hair, (Msb,) or wool, (K,) has been removed, (Msb, K,) or cleansed of its hair [or wool], (S,) by means of hot water; (S, Msb, K;) in order to its being roasted: (S:) or of which the [hair or] wool has been plucked off from it, after its having been put into hot water: (M:) or the former, plucked of its [hair or] wool, and then roasted with its skin: (Lth:) and a roasted sheep or goat: the former word of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (TA.) A2: See also سَمِيطٌ, and its pl. أَسْمَاطٌ, voce سُمُطٌ; the pl. in three places.

سَامِطٌ Boiling water, that scalds (يَسْمُطُ) a thing. (TA.) A2: Hanging a thing by a rope behind him; from السُّمُوطُ [pl. of السِّمْطُ]. (TA.) مَسْمُوطٌ: see سَمِيطٌ.
سمط
سميساطُ: بلدة على شاطئ الفراتِ غربيةُ في طرفَ بلاد الرّوم
سمط
السّمط: الخيط مادام فيه الخرزَ؛ والأ فهو سلّكّ، والجمعُ سموطّ، قال طرفةُ بن العبدْ:
وفي الحيّ أحْوى ينفضُ المردْشادنّ ... مظاهرُ سمْطي لؤلؤٍ وزبرجدِ
وقال ابن دريدٍ: السمطُ: واحدُ السموطُ وهي السيْور التي تعلق من السرْج.
والسموْطُ: المعاليقُ من القلائدِ، قال:
وصادْيتُ من ذي بهجةٍ ورقيتهُ ... عليه السموطُ عابسٍ متغضبِ
وسموْطُ العمامةِ: ما أفضلَ منها على الصدْرِ والكتفْينِ.
وقصيدةُ سمْطيةُ: وهي كما قال:
وشيبةٍ كالقسمِ غير سوْدَ اللّممَ ... دَاويتها بالكتمِ زوْراً ويهناْنا
وسمطت الجديْ اسمطهُ وأسمطه سْمطاً: إذا نظفته من الشعرَ بالماءِ الحارّ لتشويهُ؛ فهو سمْيط ومسمْوطُ.
وعن أنسٍ - رضي الله عنه - أنه قال: ما أعْلمُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أكلّ شاةً سميطاً ولا خُبزَ له مرققَ حتىّ لحق بالله. والسمّيط من النعالِ: الطاق الفردُ بلا رقعةٍ. ونعلّ سمط وأسماط: وهي التي ليستْ بمخصوفةٍ، عن ابي زَيدٍ، وأنشدَ:
بيضُ السوَاعد أسماطّ نعالهمُ ... بكلّ ساحةِ قومٍ منهم أثر
وسراويلُ أسماطّ: غير محشوةٍ، قال جساسُ بن قطيبٍ يصفُ حادياً:
معتجراً بخلقٍ شمْطاطِ ... على سراويلَ له أسماطِ
وقال ابن شميلْ: السمطُ: الثوبُ الذي ليستْ له بطانة؛ طيلسانّ أو ما كان من قطنٍ، ولا يقالُ: كساءّ سمط ولا ملحفة سمطّ؛ لأنها لا تبطنُ.
وأبو يزيد شرُحبيلُ بن السمط بن الأسودِ الكندي؟ رضي الله عنه -: له صحبةُ، وأهلُ المغرب من أصحاب الحديث يقولون: ابن السمطِ؟ مثال كنفس - منهم أبو عليّ الغساني، والصوابُ فيه السمطُ بكسر السين.
ومنه روبةُ يصف صائداً خَفيف اللّحْمِ نحيلَ الحسْم وردَتْ عليه الحمرُ:
جاءت فلاقتْ عنده الضآبلا ... والخيس يطوي مستسراً باسلا
سمطاً يربي ولدةَ زعَابلا
والسميط: الآجرُ القائمُ بعضهُ فوق بعضٍ، قال أبو عبيدٍ: هو الذي يسمىّ بالفارسّةِ: البراسْتقَ.
وقال الأصمعي: السّامطُ: اللبنُ إذا ذهبَ عنه حلاوةُ الحليبِ ولم يتغير طعْمه، والسينْ مبدلة من الخاء. وقد سمطَ اللبنَ يسمطُ سمموْطاً قال: وناقة سمط - بضمينِ، مثالث علطٍ - وأسماطّ أيضاً: لا وسمَ عليها.
وقال الليثُ: السماط: معروفّ. وقال غيرهُ: السماطانِ من الناس والنخلَ: الجانبانِ، يقال: مش بين السماطينِ، ويقال: همَ على سماطٍ واحدٍ: أي على نظمٍ واحدٍ، قال روبة:
في مصمعداتّ على السماطِ
وسمطَ: حلفَ، يقال: سمطتَ على أمرٍ أنت فيه فاجرّ، وذلك إذا أوكد اليمن وأحْلطها.
وقال ابن الأعرابيّ: السمطُ: الصمْتُ عن الفضول، يقال: سمط سمطاً وأسْمطَ وسمطّ تسمْيطاً: إذا سكتَ.
وسمطت الرجل يميناً على حقي: أي استحلفته.
وقال أبو عمرو: المسمط: المرسل، وأنشد لرؤبة: ينْضُو المطايا عنق المسمَّط ويقال: سرت يوماً مسمطاً: أي لا يعُوجني شيء.
وقال الليُث: الشعر المسمط: الذي في شطر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة، مقفاة ثم تجمعها قافية مخالفة لازمة في القصيدة حتى تنقضي، كقول امرئ القيس قصيدتين على ذلك البناء تسميان المسمطين وصدر قصيدة مصراعان في بيت ثم سائره ذو سموطٍ، قال:
ومُستَلْئمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْح ذيْلهُ ... أقمتُ بعضبٍ ذي سفاسق ميلهُ
فجَعْتُ به في مُلْتقى الحي خَيْلهُ ... تركْتُ عتاقَ الطَّيرِ تحجُل حوْلهُ
كأنَّ على سرْباله نضخَ جرْيال
ولم يذكر المسمطة الأخرى. هذا أخر كلام الليث، وقد روى الأزهري في كتابه على الوجه الذي ذكره الليث تقليداً. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ليس هذا المسمط في شعر امرئ القيس بن حجر ولا في شعر من يقال له امرؤ القيس سواه.
وقال المُبرَّدُ: من أمثال العرب السائرة: حكمك مسمطاً للرجل يجوز حكمه وهو على مذهب لك حكمك مسمطاً أي متمماً الا أنهم يحذفون منه لك.
وقال ابن شميل: يقال للرجل: حكمك مسمطاً، قال: معناه مرسلاً يعني به جائزاً، قال: ويقال: سمط غريمه: أي أرسله.
وسمطت الشيء: علقته على السموط. وتسمط تعلق.
والتركيب يدل على ضم شيء إلى شيء وشدة به.

سمط: سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَلَ يَسْمِطُه ويَسْمُطُه سَمْطاً، فهو

مَسْموط وسَمِيطٌ: نتَفَ عنه الصوفَ ونظَّفه من الشعر بالماء الحارّ

ليَشْوِيَه، وقيل: نتَف عنه الصوفَ بعد إِدْخاله في الماء الحارّ؛ الليث: إِذا

مُرِط عنه صُوفُه ثم شُوِي بإِهابه فهو سَمِيطٌ. وفي الحديث: ما أَكَل

سميطاً أَي مَشْوِيَّة، فَعِيل بمعنى مَفْعول، وأَصل السَّمْطِ أَن يُنْزَعَ

صُوفُ الشاةِ المذبوحة بالماء الحارِّ، وإِنما يفعل بها ذلك في الغالب

لتُشْوى. وسَمَطَ الشيءَ سَمْطاً: عَلَّقَه. والسِّمْطُ: الخَيْطُ ما دام

فيه الخَرَزُ، وإِلا فهو سِلْكٌ.

والسِّمْطُ: خيط النظْمِ لأَنه يُعَلَّقُ، وقيل: هي قِلادةٌ أَطولُ من

المِخْنقةِ، وجمعه سُموطٌ؛ قال أَبو الهيثم: السِّمْطُ الخيط الواحد

المنْظومُ، والسِّمْطانِ اثنان، يقال: رأَيت في يد فلانة سِمْطاً أَي نَظْماً

واحداً يقال له: يَكْ رَسَنْ، وإِذا كانت القلادة ذات نظمين فهي ذاتُ

سِمْطَينِ؛ وأَنشد لِطَرَفةَ:

وفي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ،

مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ

والسِّمْطُ: الدِّرْعُ يُعَلِّقُها الفارِسُ على عَجُزِ فرسه، وقيل:

سَمَّطَها. والسِّمْطُ: واحد السُّمُوطِ، وهي سبُور تُعَلَّقُ من السرْجِ.

وسَمَّطْتُ الشيءَ: عَلَّقْتُه على السُّموطِ تَسْمِيطاً. وسَمَّطْتُ

الشيء: لَزِمْتُه؛ قال الشاعر:

تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ، ونَغْتَدي

سَواءَيْنِ والمَرْعَى بأُمِّ دَرِينِ

أَي تَعاليْ نَلْزَمْ حُبّنا وإِن كان علينا فيه ضِيقة.

والمُسَمَّطُ من الشِّعر: أَبيات مَشْطورة يجمعها قافية واحدة، وقيل:

المُسَمَّطُ من الشعر ما قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ في قافية

مخالفة؛ يقال: قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ كقول الشاعر، وقال ابن بري هو

لبعض المحدَثين:

وشَيْبَةٍ كالقَسِمِ غَيْر سُودَ اللِّمَمِ

داوَيْتُها بالكَتَمِ زُوراً وبُهْتانا

وقال الليث: الشعر المُسَمَّط الذي يكون في صدر البيت أَبيات مَشْطورة

أَو مَنْهوكة مُقَفّاة، ويجمعها قافية مُخالِفةٌ لازمة للقصيدة حتى

تنقَضي؛ قال: وقال امرؤُ القيس في قصيدتين سِمْطِيَّتَينِ على هذا المثال

تسميان السمطين، وصدر كل قصيدة مِصْراعانِ في بيت ثم سائره ذو سُموط، فقال في

إِحداهما:

ومُسْتَلْئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه،

أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه،

فجَعْتُ به في مُلْتَقَى الخيْلِ خيْلَه،

(* قوله «ملتقى الخيل» في القاموس: ملتقى الحي.)

تركتُ عِتاقَ الطير تحْجُلُ حَوْلَه

كأَنَّ، على سِرْبالِه، نَضْحَ جِرْيالِ

وأَورد ابن بري مُسَمَّطَ امرئ القيس:

توَهَّمْتُ من هِنْدٍ معالِمَ أَطْلالِ،

عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْر في الزَّمن الخالي

مَرابعُ من هِنْدٍ خَلَتْ ومَصايِفُ،

يَصِيحُ بمَغْناها صَدىً وعَوازِفُ

وغَيَّرَها هُوجُ الرِّياحِ العَواصِفُ،

وكلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ

بأَسْحَمَ من نَوْءِ السِّماكَينِ هَطَّالِ

وأَورد ابن بري لآخر:

خَيالٌ هاجَ لي شَجَنا،

فَبِتُّ مُكابِداً حَزَنا،

عَمِيدَ القلْبِ مُرْتَهَنا،

بذِكْرِ اللّهْوِ والطَّرَبِ

سَبَتْني ظَبْيَةٌ عَطِلُ،

كأأَنَّ رُضابَها عَسَلُ،

يَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ،

بنَيْلِ رَوادِفِ الحَقَبِ

يَجُولُ وِشاحُها قَلَقا،

إِذا ما أُلْبِسَتْ، شَفَقا،

رقاقَ العَصْبِ، أَو سَرَقا

مِن المَوْشِيَّةِ القُشُبِ

يَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها،

ويُصْبي العَقْلَ مَنْطِقُها،

وتُمْسِي ما يُؤَرِّقُها

سَقامُ العاشِقِ الوَصِبِ

ومن أَمثال العرب السائرة قولهم لمن يجوز حكمُه: حكمُكَ مُسَمَّطاً، قال

المبرد: وهو على مَذهب لك حكمُك مسمّطاً أَي مُتَمَّماً إِلا أَنهم

يحذفون منه لك، يقال: حكمك مسمطاً أَي متمَّماً، معناه لك حكمُك ولا يستعمل

إِلا محذوفاً. قال ابن شميل: يقال للرجل حكمك مسمطاً، قال: معناه

مُرْسَلاً يعني به جائزاً. والمُسَمَّطُ: المُرْسَل الذي لا يُرَدُّ. ابن سيده:

وخذ حقَّك مسمطاً أَي سهلاً مُجوّزاً نافذاً. وهو لك مسمطاً أَي هنيئاً.

ويقال: سَمَّطَ لِغَرِيمه إِذا أَرسله.

ويقال: سَمَطْتُ الرجلَ يميناً على حَقِّي أَي اسْتَحلفته وقد سمَط هو

على اليمين يَسْمطُ أَي حلف. ويقال: سَبَطَ فلان على ذلك الأَمر يميناً،

وسمَط عليه، بالباء والميم، أَي حلف عليه. وقد سَمَطْتَ يا رجلُ على

أَمْرٍ أَنْت فيه فاجِر، وذلك إِذا وكَّدَ اليمين وأَحْلَطَها. ابن الأَعرابي:

السّامِطُ الساكِتُ، والسَّمْط السكوت عن الفُضولِ. يقال: سَمَطَ

وسمَّطَ وأَسْمَطَ إِذا سكت. والسَّمْطُ: الدّاهي في أَمره الخَفِيفُ في

جِسْمِه من الرجال وأَكثر ما يُوصَف به الصَّيّادُ؛ قال رؤبة ونسبه الجوهري

للعجاج:

جاءتْ فلاقَتْ عِندَه الضَّآبِلا،

سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا

قال ابن بري: الرجز لرؤبة وصواب إِنشاده سِمْطاً، بالكسر

(* قوله «سمطاً

بالكسر» تقدم ضبطه في مادة ولد بالفتح تبعاً للجوهري.) ، لأَنه هنا

الصائد؛ شبه بالسّمْطِ من النِّظامِ في صِغَر جِسمه، وسِمْطاً بدل من الضآبل.

قال أَبو عمرو: يعني الصياد كأَنه نِظام في خفّته وهُزالِه. والزّعابِلُ:

الصغار. وأَورد هذا البيت في ترجمة زعبل، وقال: السَّمْطُ الفقير؛ ومما

قاله رؤبة في السِّمْطِ الصائد:

حتى إِذا عايَنَ رَوْعاً رائعا

كِلابَ كَلاَّبٍ وسِمْطاً قابِعا

وناقة سُمُطٌ وأَسْماطٌ: لا وَسْم عليها كما يقال ناقة غُفْلٌ. ونعل

سُمُطٌ وسمط

(* قوله «سمط وسمط» الاولى بضمتين كما صرح به القاموس وضبط في

الأصل أَيضاً، والثانية لم يتعرض لها في القاموس وشرحه ولعلها كقفل.)

وسَمِيطٌ وأَسْماطٌ: لا رُقْعةَ فيها، وقيل: ليست بمَخْصُفةٍ. والسَّمِيطُ من

النعل: الطّاقُ الواحد ولا رُقْعةَ فيها؛ قال الأَسود بن يعفر:

فأَبْلِعْ بَني سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَننا

حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِيطا

وشاهد الأَسْماط قولُ ليلى الأَخْيلية:

شُمُّ العَرانِينِ أَسْماطٌ نِعالُهُمُ،

بِيضُ السَّرابيلِ لم يَعْلَقْ بها الغَمَرُ

وفي حديث أَبي سَلِيطٍ: رأَيت للنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، نَعْل

أَسْماطٍ، هو جمع سَميطٍ هو من ذلك. وسَراويل أَسماطٌ: غير مَحْشُوّةٍ. وقبل:

هو أَن يكون طاقاً واحداً؛ عن ثعلب، وأَنشد بيت الأَسود ابن يعفر. وقال

ابن شميل: السِّمْطُ الثوب الذي ليست له بطانةُ طَيْلَسانٍ أَو ما كان من

قُطن، ولا يقال كِساء سِمْطٌ ولا مِلْحَفَةُ سِمْط لأَنها لا تُبَطَّن؛

قال الأَزهري: أَراد بالملحفة إِزارَ الليلِ تسميه العرب اللِّحافَ

والمِلْحفة إِذا كان طاقاً واحداً. والسَّمِيطُ والسُّمَيْطُ: الآجُرُّ

القائمُ بعضُه فوق بعض؛ الأَخيرة عن كراع. قال الأَصمعي: وهو الذي يسمى

بالفارسية براستق.

وسَمَطَ اللبنُ يَسْمُطُ سَمْطاً وسُمُوطاً: ذهبت عنه حَلاوةُ الحلَب

ولم يتغير طعمه، وقيل: هو أَوّلُ تَغَيُّرِه، وقيل: السامِطُ من اللبن الذي

لا يُصَوِّتُ في السِّقاء لطَراءتِه وخُثُورَتِه؛ قال الأَصمعي:

المَحْضُ من اللبن ما لم يُخالِطه ماءٌ حُلواً كان أَو حامِضاً، فإِذا ذهبت عنه

حَلاوَةُ الحلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ، فإن أَخذ شيئاً من الرِّيح

فهو خامِطٌ، قال: والسامِطُ أَيضاً الماءُ المُغْلَى الذي يَسْمُطُ

الشيء. والسامِطُ: المُعَلِّقُ الشيء بحَبْل خلْفَه من السُّمُوطِ؛ قال

الزَّفَيانُ:

كأَن أَقْتادِيَ والأَسامِطا

ويقال: ناقة سُمُطٌ لا سِمَةَ عليها، وناقة عُلُطٌ مَوْسُومة. وسَمَطَ

السكّينَ سَمْطاً: أَحَدَّها؛ عن كراع.

وسِماطُ القومِ: صَفُّهُم. ويقال: قامَ القومُ حولَه سِماطَيْنِ أَي

صفَّين، وكلُّ صفٍّ من الرجال سِماطٌ. وسُموطُ العِمامةِ: ما أُفْضِلَ منها

على الصَّدْرِ والأَكتاف. والسِّماطانِ من النخْلِ

(* قوله «من النحل» هو

بالحاء المهملة بالأصل وشرح القاموس والنهاية.) والناسِ: الجانِبانِ،

يقال: مشَى بين السِّماطينِ. وفي حديث الإِيمان: حتى سَلِمَ من طَرفِ

السِّماطِ؛ السِّماطُ: الجماعة من الناس والنحْل، والمراد في الحديث الجماعة

الذين كانوا جلوساً عن جانبيه. وسِماطُ الوادي: ما بين صَدْرِه ومُنْتهاه.

وسِمْط الرَّمْلِ: حَبْلُه؛ قال:

فلما غَدا اسْتَذْرَى له سِمْط رَمْلةٍ

لِحَوْلَيْنِ أَدْنَى عَهْدِه بالدَّواهِنِ

(* قوله «فلما غدا إلخ» قال في الاساس بعد أَن نسبه للطرماح: أَراد به

الصائد، جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.)

وسِمْطٌ وسُمَيطٌ: اسمان. وأَبو السِّمْطِ: من كناهم؛ عن اللحياني.

سمط
سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَل يَسْمِطُه ويَسْمُطُه، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، سَمْطاً، فَهُوَ مَسْموطٌ وسَمِيطٌ، إِذا نَتَفَ عنهُ صُوفَهُ. وَفِي الصّحاح: نَظَّفَ عَنهُ الشاً عرَ بالماءِ الحارِّ ليَشْوِيَهُ، وقِيل: نَتَفَ عَنهُ الصُّوفَ بعدَ إِدْخالِهِ فِي الماءِ الحارِّ. وقالَ اللَّيْثُ: إِذا مُرِطَ مِنْهُ صُوفُه ثمَّ شُوِيَ بإِهابِه، فَهُوَ سَمِيطٌ، وَفِي الحَدِيث: مَا أَكَلَ شَاة سَمِيطاً أَي مشوِيَّةً، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، وأَصْلُ السَّمِيطِ، أَنْ يُنْزَعَ صوفُ الشَّاةِ المذْبوحَةِ بالماءِ الحارِّ، وإِنَّما يُفْعَلُ ذلِكَ فِي الغالبِ لتُشْوَى. وسَمَطَ الشَّيْءَ سَمْطاً: عَلَّقَهُ. وسَمَطَ السِّكِّينَ سَمْطاً: أَحَدَّها، عَن كُراع. وسَمَطَ اللَّبنُ يَسْمُطُ سَمْطاً وسُمُوطاً: ذَهَبَت عَنهُ حَلاوَتُه، أَي حَلاوَةُ الحَلَبِ وَلم يَتَغَيَّرَ طَعْمُه، أَو هُوَ، أَي السُّموطُ: أَوَّلُ تَغَيُّرِه. وقِيل: السَّامِطُ من اللَّبنِ: الَّذي لَا يُصَوِّتُ فِي السِّقاءِ لطَرَاءَتِه وخُثُورَتِه، وقالَ الأَصْمَعِيّ: المَحْضُ من اللَّبَن مَا لم يُخالِطْه ماءٌ، حلواً كانَ أَو حامِضاً، فَإِذا ذَهَبَت عَنهُ حَلاوَةُ الحَلَبِ وَلم يَتَغَيَّرْ طَعْمُه فَهُوَ سامِطٌ، فإنْ أَخَذَ شَيْئا من الرِّيحِ فَهُوَ خامِطٌ. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: سَمَطَ الرَّجُلُ سَمْطاً: سَكَتَ عَن الفُضولِ، كسَمَّطَ تَسْمِيطاً، وأَسْمَطَ إِسْماطاً. والسِّمْطُ، بالكَسْرِ: خَيْطُ النَّظْمِ، لأنَّه يُعَلَّق.
وَفِي الصّحاح: السِّمْطُ: الخَيْطُ مَا دامَ فِيهِ الخَرَزُ، وإِلاّ فَهُوَ سِلْكٌ، وقِيل: هِيَ قِلادَةٌ أَطوَلُ من المِخْنَقَةِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، ج: سُمُوطٌ، وقالَ أَبُو الهَيْثَم: السِّمْطُ: الخَيْطُ الواحِدُ المَنْظَومُ، والسَّمْطانِ اثْنان، يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي يدِ فلانَةَ سِمْطاً، أَي نَظْماً واحِداً، يُقَالُ لَهُ: يَكْ رَسَنْ، فَإِذا كَانَت القِلادَةُ ذَات نَظْمَيْن فَهِيَ ذاتُ سِمْطَيْنِ، وأَنْشَدَ لطَرَفَةَ:
(وَفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ ... مُطَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ)
قُلْتُ: وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَرِيُّ يَرْثي شَيْخَه أَبا مُضَرَ:
(وقائِلَةٍ مَا هَذِه الدَُّرُ الَّتِي ... تُساقِطُها عَيْنَاكَ سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ)

(فقُلْتُ لَهَا الدُّرُّ الَّذي كانَ قَدْ حَشَا ... أَبُو مُضَرٍ أُذْنِي تَسَاقَطَ مِنْ عَيْنِي)
والسِّمْطُ: الدِّرْعُ يُعَلِّقُها الفارِسُ عَلَى عَجُزِ فَرَسِهِ، وَقَدْ سَمَّطَها تَسْمِيطاً، إِذا عَلَّقَها. والسِّمْطُ: السَّيْرُ يُعَلَّقُ من السَّرجِ، جمعُه: سُمُوطٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: السِّمْطُ: الثَّوبُ الَّذي ليستْ لَهُ بِطانَةٌ، طَيْلَسانٌ أَو مَا كانَ من قُطْنِ، وَلَا يُقَالُ: كِساءٌ سِمْطٌ وَلَا مِلْحَفَةٌ سِمْطٌ، لأنَّها لَا تُبَطَّنُ. قالَ الأّزْهَرِيّ: أَرادَ بالمِلْحفَةِ إِزارَ اللَّيلِ، تُسَمِّيه العَرَبُ اللِّحافَ والمِلْحَفَةَ: إِذا كانَ طاقاً وَاحِدًا. أَو السِّمْطُ من الثِّيابِ: مَا ظَهَرَ من تحتُ، أَي جعلَ لَهُ ظَهْراً. والسِّمْطُ: الرَّجُلُ الدَّاهي)
فِي أَمرِهِ، الخَفيفُ فِي جِسْمِهِ، أَو الصَّيَّادُ كَذلِكَ، وَهُوَ أَكثرُ مَا يُوصَفُ بِهِ، وهُو مَجَازٌ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للعجَّاج. كَذَا بخطِّ أَبي سَهْلٍ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ لرُؤْبَةَ، ونبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيّ كَذلِكَ: سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ وضَبَطَهُ هَكَذا بفتحِ السِّين. قالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُه سِمْطاً، بكسرِ السِّين لأَنَّه هُنا الصَّائِدُ، شُبِّه بالسِّمْطِ من النِّظامِ فِي صِغَرِ جِسْمِه، وصَدْرُه: جَاءَتْ فَلاقَت عِنْدَه الضَّآبِلا وسِمْطاً: بَدَلٌ من الضَّآبلِ، وأَوْرَدَ الأّزْهَرِيّ هَذَا البيتَ فِي ترجَمَةِ زعبل، قالَ: والزَّعابِلُ: الصِّغارُ، ونُقِلَ عَن أَبي عمرٍ وَفِي مَعْنَاهُ: قالَ: يَعْنِي الصَّيَّادَ، كَأَنَّهُ نِظامٌ فِي خِفَّتِه وهُزالِه. قالَ: وممَّا قالَ رُؤْبَةُ فِي السِّمْطُ: حتَّى إِذا عايَنَ رَوْعاً رَائعا كِلاَبَ كَلاَّبٍ وسِمْطاً قابِعَا والسِّمْطُ من الرَّملِ: حَبْلُه المُنْتَظِم كَأَنَّهُ عِقْدٌ. وهُو مَجَازٌ. قالَ الشَّاعِر:
(فلمَّا غَدَا اسْتَذْرَى لَهُ سِمْطُ رَمْلَةٍ ... لحَوْلَيْنِ أَدْنَى عَهْدِهِ بالدَّوَاهِنِ) والسِّمْطُ بنُ الأَسودِ الكِنْدِيُّ، والِدُ شُرَحْبيلَ الصَّحابيِّ أَبُو يَزيدَ، أَمير حِمْص لمُعاوِيَةَ وَكَانَ من فُرْسانِهِ، واخْتُلِفَ فِي صُحْبَتِه، روى عَنهُ جُبَيْرٌ بنَ نُفَيْر، وَكثير بنُ مُرَّةَ، توفِّي سنة. قالَ الصَّاغَانِيّ: وأَهلُ الغَرْب يَقُولُونَ فِي اسمِ والِدِه: السَّمِطُ، ككَتِفٍ، مِنْهُم أَبُو عليٍّ الغسَّانيُّ، والصَّوَابُ فِيهِ كسرُ السِّينِ. والسِّمْطُ: مَا أُفْضِلَ من العِمامَةِ عَلَى الصَّدْرِ والكَتِفَيْن، جمعُه سُمُوطٌ. وبَنو السِّمْط، بالكَسْرِ: قومٌ من النَّصارَى. وأَبو السِّمْطِ: من كِناهُمْ، عَن اللِّحْيانِيّ، أَي من كُنَى العَرَبِ. والسُّمْطُ، بالضَّمِّ: ثوبٌ من الصُّوفِ. والسَّمِيطُ: الرَّجُلُ الخَفيفُ الحالِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ قولَ العجَّاجِ هُنا، وَهُوَ: سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ وَقَدْ تَقَدَّم الكلامُ عَلَيْهِ قَرِيبا. والسَّمِيطُ: الآجُرُّ القائمُ بعضُهُ فَوْقَ بعضٍ، قالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ الَّذي يسمَّى بالفارِسِيَّةِ بَرَاسْتَق كَمَا فِي الصّحاح والأَسَاسِ، وَفِي اللّسَان: هُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، كالسُّمَيْطِ كزُبَيْر، وَهَذِه عَن كُرَاع. وناقةٌ سُمُطٌ، بضَمَّتَيْنِ، وأَسْماطٌ: بِلَا سِمَةً، كَمَا يُقَالُ: ناقةٌ غُفُلٌ، وَإِذا كَانَت مَوْسُومَةٌ يُقَالُ: ناقةٌ عُلُطٌ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ. ونَعْلٌ سُمُطٌ، وسَمِيطٌ، وأَسْماطٌ: لَا) رُقْعَةَ فِيهَا، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَي ليستْ بمَخْصُوفَةٍ، وأَنْشَدَ:
(بِيضُ السَّواعِدِ أَسْماطٌ نِعَالُهُمُ ... بكُلِّ ساحَةِ قومٍ مِنْهُمُ أَثَرُ) وَقَالَت لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة:
(شُمُّ العَرَانينِ أَسْماطٌ نِعَالُهُمُ ... بِيضُ السَّرابِيلِ لم يَعْلَقْ بهَا الغَمَرُ)
وقالَ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ:
(فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَنَّنا ... حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِيطَا)
وَفِي حَديثِ أَبي سَلِيطٍ: رَأَيْتُ للنَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم نَعْلَ أَسْماطٍ. وَهُوَ جمْعُ سَمِيطٍ، أَي طاقاً وَاحِدًا لَا رُقْعَةَ فِيهَا. وسَراوِيلُ أَسْماطٌ: غيرُ مَحْشُوَّةٍ، وقِيل: هُوَ أَنْ تكونَ طاقاً وَاحِدًا، عَن ثَعْلَبٍ، وقالَ جَسَّاسُ بنُ قُطَيْبٍ يَصِفُ حادِياً: مُعْتَجِراً بخَلَقٍ شِمْطَاطِ عَلَى سَرَاوِيلَ لَهُ أَسْمَاطِ وسَمَّطَ غَريمَه، وَفِي اللّسَان: لغَريمِه تَسْميطاً: أَرْسَلَه، وقالَ أَبُو عمرٍ و: المُسَمَّطُ: المُرْسَلُ الَّذي لَا يُرَدُّ، وَهَكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً. وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ: يَنْضُو المَطَايَا عَنَقَ المُسَمَّطِ وسَمَّطَ الشَّيْءَ تَسْميطاً: علَّقَه عَلَى السُّمُوطِ، وَهِي السُّيُور. والمُسَمَّطُ: كمُعَظَّمٍ، من الشِّعْرِ: أَبياتٌ تَجْمَعُها قافيةً وَاحِدَة مُخالِفَةٌ لقَوافِي الأَبياتِ، وهُو مَجَازٌ، ويُقَالُ: قصيدةٌ مُسَمَّطَة، وَفِي الأَسَاسِ: شُبِّهَتْ أَبياتُها المُقَفَّاةُ بالسُّمُوط. قُلْتُ: وكَذلِكَ قصيدةٌ سِمْطِيَّةٌ، وَفِي بعضِ نُسَخِ الصّحاح: سَمِيطَةٌ. وقالَ اللَّيْثُ: الشِّعرُ المُسَمَّطُ: الَّذي يَكُونُ فِي صَدْرِ البيتِ أَبياتٌ مشطورةٌ، أَو مَنْهوكَةٌ مُقَفَّاة، وتجمَعُها قافيةً مُخالِفَةٌ لازمةٌ للقصيدَة حتَّى تنقَضِيَ، قالَ شَيْخُنَا: وَهُوَ الَّذي يُقَالُ لَهُ عِنْد المُوَلِّدين المُخَمَّسُ. قُلْتُ: وَمن أَنواعه أَيْضاً المُسَبَّعُ والمُثَمَّنُ كقولِ امرئْ القَيْسِ، كَمَا هُوَ نصُّ العَيْن أَو غيرِه، قالَ الصَّاغَانِيّ: لَيْسَ هَذَا المُسَمَّطُ فِي شِعْرِ امرئِ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ، وَلَا فِي شِعْرِ مَنْ يُقَالُ لَهُ: امرُؤُ القَيْسِ سِواهُ:
(ومُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمحِ ذَيْلَهُ ... أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذِي سَفَاسِقَ مَيْلَهُ)

(فجَعْتُ بِهِ فِي مُلْتَقَى الحَيِّ خَيْلَهُ ... تَرَكْتُ عِتَاقَ الطَّيْرِ تَحْجُلُ حَوْلَهُ)
كأَنَّ عَلَى أَثْوابِه نَضْحَ جِرْيَالِ)
قالَ الجَوْهَرِيّ: ولامرِئِ القَيْسِ قَصيدَتان سِمْطِيَّتان، إِحداهُما هَذِه الَّتِي ذَكَرها، وَلم يذْكر الثَّانيةَ، وَهَكَذَا هُوَ فِي العَيْن. وَقَدْ رَوَى الأّزْهَرِيّ أَيْضاً فِي كِتابِه عَلَى الوَجْهِ الَّذي ذَكَرَهُ اللَّيْثُ تَقْليداً، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للشَّاعِر، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: لبعضِ المُحَدِّثِين:
(وشَيْبَةٍ كالقَسَمِ ... غَيَّرَ سُودَ اللِّمَمِ)

(داوَيْتُها بالكَتَمِ ... زُوراً وبُهْتَانَا)
وَأورد ابنُ بَرِّيّ: مُسَمَّطَ امرئِ القَيْسِ:
(تَوَهَّمْتُ مِنْ هِنْدٍ مَعَالِمَ أَطْلالٍ ... عَفَاهُنَّ طُولُ الدَّهرِ فِي الزَّمَنِ الخالِي)

(مَرَابِعُ من هِنْدٍ خَلَتْ ومَصايِفُ ... يَصِيحُ بمَغْنَاها صَدًى وعَوازِفُ) (وغَيَّرَها هُوجُ الرِّيَاحِ العَواصِفُ ... وكلُّ مُسِفٍّ ثمَّ آخَرُ رادِفُ)
بأَسْحَمَ من نَوْءِ السِّماكَيْنِ هَطَّالِ وأَوْرَدَ لآخَرَ:
(خَيَالٌ هاجَ لي شَجَنَا ... فبِتُّ مُكابِداً حَزَنَا)

(عَمِيدَ القَلْبِ مُرْتَهَنَا ... بذِكْرِ اللَّهْوِ والطَّرَبِ)

(سَبَتْنِي ظَبْيَةٌ عُطُلُ ... كأَنَّ رُضابَهَا عَسَلُ)

(يَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ ... بِنَيْلِ رَوَادِفِ الحَقَبِ)

(يَجُولُ وِشاحُها قَلَقَا ... إِذا مَا أُلْبِسَتْ شَفَقَا)

(رِقاقَ العَصْبِ أَو سَرَقَا ... من المَوْشِيَّةِ القُشُبِ)

(يَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها ... ويَصْبِي العَقْلَ مَنْطِقُها)

(وتُمْسِي مَا يُؤَرِّقُها ... سقَامُ العاشِقِ الوَصِبِ)
وَمن أَمثال الْعَرَب السَّائرةَ: حُكْمُكَ مُسَمَّطاً، أَي مُتَمَّماً أَي لَك حُكْمُكَ مُسَمَّطاً، قالَ المُبَرِّدُ: أَي مُتَمَّماً، وَلَا تقُلْ إلاَّ محذُوفاً مِنْهُ لَكَ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للرَّجُل: حُكْمُكَ مُسَمَّطاً، قالَ: مَعْنَاهُ: مُرْسَلاً، يَعْنِي بِهِ جَائِزا، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ لَا اعْتِراضَ عَلَيْك. وقولُهم: خُذْهُ مُسَمَّطاً، وَفِي المُحْكَمِ: وخُذْ حقَّكَ مُسَمَّطاً، أَي سَهْلاً، مُجَوَّزاً نافِذاً. وَفِي الصّحاح: خُذْ حُكْمَك مُسَمَّطاً، أَي مُجَوَّزاً نافِذاً. وسِماطُ القومِ، بالكَسْرِ: صَفُّهُم، ومِنْهُ يُقَالُ: قامَ بَيْنَ السِّماطَيْنِ. ويُقَالُ: قامَ القومُ حولَه سِمَاطَيْنِ، أَي صَفَّيْنِ. والسِّماطُ من الْوَادي: مَا بَيْنَ صدْرِه ومُنْتَهاهُ، ج: سُمُطٌ، بضَمَّتَيْنِ.)
والسِّماطُ من الطَّعامِ: مَا يُمَدُّ عَلَيْهِ، والعامَّة تَضُمُّه، والجَمْعُ: أَسْمِطَةٌ، وسِماطَاتٌ. ويُقَالُ: هم عَلَى سِماطٍ واحدٍ، أَي عَلَى نَظْمٍ واحدٍ، قالَ رُؤْبَةُ: فِي مُصْمَعِدَّاتٍ عَلَى السِّماطِ وسُمَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: اسْم جَماعةٍ مِنْهُم: سُمَيْطُ بنُ سُمَيْرٍ تابِعِيٌّ، عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيّ، والحَسَنُ بنُ سُمَيْطٍ البُخارِيُّ، عَن النَّضرِ بن شُمَيْلٍ، وَمن المُتَأَخِّرين شَيْخُنَا المحَدِّثُ الصُّوفيُّ محمَّدُ ابنُ زَيْن بَاسُمَيْط الشَّبَامِيّ العَلَوِيّ. أَخَذَ عَالِيا عَن خاتِمَةِ المتأَخِّرين السَّيِّد محمَّد أَبي علويّ الحَدَّاد، وأَجازَنَا من بَلَدِه شبَام. وتَسَمَّطَ الشَّيْءُ: تَعَلَّقَ، وَقَدْ سَمَّطَه تَسْميطاً. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: سَمَّطْتُ الشَّيْء تَسْميطاً: لَزِمْتُه، قالَ الشَّاعِر:
(تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ ونَغْتَدي ... سَواءيْنِ والمَرْعَى بأُمِّ دَرينِ)
أَي تَعالَيْ نَلْزَم حُبَّنا، وإنْ كانَ عَلَيْنا فِيهِ ضَيقةٌ. وقَصيدَةٌ سِمْطِيّة، بالكَسْرِ: مُسَمَّطَة، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ويُقَالُ: هُوَ لَكَ مُسَمَّطاً، أَي هَنيئاً. ويُقَالُ: سَمَطْتُ الرَّجُلَ يَميناً عَلَى حَقِّي، أَي اسْتَحْلَفْتُه، وقَد سَمَطَ هُوَ عَلَيَّ اليَمينَ يَسْمُط، أَي حَلَف، ويُقَالُ: سَبَطَ فلانٌ عَلَى ذلِكَ الأمْرِ يَميناً، وسَمَطَ عَلَيْهِ، بالباءِ وَالْمِيم، أَي حَلَف عَلَيْهِ، وَقَدْ سَمَطْتَ يَا رَجُلُ عَلَى أَمْر أنْت فِيهِ فاجِرٌ، وذلِكَ إِذا وَكَّدَ اليمينَ وأَحْلَطَها. والسَّمْط، بالفَتْحِ: الفَقيرُ، نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ فِي تَرْجَمَة زعبل، وَهُوَ مجَاز.
والسّامِطُ: الماءُ المُغْلي الَّذي يَسْمُط الشَّيْء. والسّامِطُ: المُعَلِّقُ الشَّيْء بحَبْلٍ خَلْفَه، من السُّموط.
وخُذوا سِماطَي الطَّريق، أَي جانِبَيْه، وكَذلِكَ السِّماطانِ من النَّخْلِ: الجانِبانِ. والسُّمُوطُ: المَعاليقُ من القَلائد، قالَ:
(وصَادَيْت من ذِي بَهْجَةٍ ورَقَيْته ... عَلَيْهِ السُّمُوطُ عابِسٍ مُتَغَضِّبِ)
وَقَدْ سَمُّوْا سِمْطاً، بالكَسْرِ، وسَمِطاً، ككَتِف. ويُقَالُ: سِرْتُ يَوْمًا مُسَمَّطاً، أَي لَا يَعُوجُني شَيْءٌ.
وأَبُو السُّمَيْط سَعيدُ بن أَبي سَعيدٍ المَهْرِيّ عَن أَبِيه، وَعنهُ حَرْمَلَةُ بن عِمْران. وكأميرٍ بَكْرُ ابْن أَبي السَّميط، رَوَى عَن قَتادَة. وتَسَمَّطَ الشَّيْءُ: تَفَلَّت. هَكَذا هُوَ فِي التَّكْمِلَة، ولعلَّه تَحْرِيف من الْكَاتِب والصَّوابُ تَعَلَّق، كَمَا هُوَ فِي العُبَاب عَلَى الصِّحّة، ويُقَالُ رأَيته مُتَسَمِّطاً لَحْماً، أَي يَحْمِله، كَمَا فِي الأَسَاسِ. والسَّمَطَةُ، مُحَرَّكَةً: قَريتان بأَعْلى الصَّعِيد، قَدْ رأيتُ إحداهُما.

الرب

الرَّبُّ: هو المالك أصله التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام. والربُّ مطلقاً لا يطلق إلى على الله سبحانه وتعالى، وعلى غيره بالإضافة نحو ربِّ الدار.
الرب
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الرب) : الراء والباء المضعَّفة
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 2/381: - 382 مادة (رب) : "الراء والياء يدل على أصول، فالأول: إصلاح الشيء والقيام عليه، فالرب: المالك، والخالق، والصاحب، والرب: المصلح للشيء..
والأصل الآخر: لزوم الشيء والإقامة عليه، وهو مناسب للأصل الأول..،
والأصل الثالث: ضم الشيء للشيء وهو أيضاً مناسب لما قبله: ومتى أنعم النظر كان الباب كله قياساً واحداً.." اهـ، ومعناها الأصلي الأساسي: التربية، ثم تتشعب عنه معاني التصرف والتعهد والاستصلاح والإتمام والتكميل، ومن ذلك كله تنشأ في الكلمة معاني العلو والرئاسة والتملك والسيادة. ودونك أمثلة لاستعمال الكلمة في لغة العرب بتلك المعاني المختلفة: (1)
(1) التربية والتنشئة والإنماء:
يقولون (ربَّ الولد) أي ربّاه حتى أدرك فـ (الرّبيب) هو الصبي الذي تربيه و (الربيبة) الصبية. وكذلك تطلق الكلمتان على الطفل الذي يربى في بيت زوج أمه و (الربيبة) أيضاً الحاضنة ويقال (الرّابة) لامرأة الأب غير الأم، فإنها وإن لم تكن أم الولد، تقوم بتربيته وتنشئته. و (الراب) كذلك زوج الأم. (المربب) أو (المربى) هو الدواء الذي يختزن ويدّخر. و (رَبَّ يُربُّ ربَّاً) من باب نصر معناه الإضافة والزيادة والإتمام، فيقولون (ربَّ النعمة) : أي زاد في الإحسان وأمعن فيه.
(2) الجمع والحشد والتهيئة:
يقولون: (فلان يرب الناس) أي يجمعهم أو يجتمع عليه الناس، ويسمون مكان جمعهم (بالمرّبّ) و (التربُّب) هو الانضمام والتجمّع.
(3) التعهد والاستصلاح والرعاية والكفالة:
يقولون (رب ضيعة) أي تعهدّها وراقب أمرها. قال صفوان بن أمية لأبي سفيان: لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن، أي يكفلني ويجعلني تحت رعايته وعنايته. وقال علقمة بن عبدة:
وكنت امرءاً أفضت إليك ربابتي ... ... وقبلك ربتني فضيعت ربوب (2)
أي انتهى إليك الآن أمر ربابتي وكفالتي بعد أن رباني قبلك ربوب فلم يتعهدوني ولم يصلحوا شأني. ويقول الفرزدق:
كانوا كسالئة حمقاء إذ حقنت ... ... سلاءها في أديم غير مربوب (3) أي الأديم الذي لم يليّن ولم يدبغ. ويقال (فلان يربب صنعته عند فلان) أي يشتغل عنده بصناعته ويتمرن عليها ويكسب على يده المهارة فيها.
(4) العلاء والسيادة والرئاسة وتنفيذ الأمر والتصرف:
يقولون (قد ربّ فلان قومه) : أي ساسهم وجعلهم ينقادون له. و (ربيت القوم) أي حكمتهم وسدتهم، ويقول لبيد بن ربيعة:
وأهلكن يوماً رب كندة وابنه ... وربَّ معد بين خبث وعرعر (1)
والمراد برب كندة ههنا سيد كندة ورئيسهم. وفي هذا المعنى يقول النابغة الذبياني:
تخُبٌّ إلى لانعمان حتى تناله ... فدىً لك من ربٍ تليدي وطارفي (2)
(5) التملك:
قد جاء في الحديث أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً "أرب غنم أم رب ابل؟، أي أمالك غنم أنت أم مالك ابل؟ وفي هذا المعنى يقال لصاحب البيت (رب الدار) وصاحب الناقة: (رب الناقة) ومالك الضيعة: (رب الضيعة) وتأتي كلمة الرب بمعنى السيد أيضاً فتستعمل بمعنى ضد العبد أو الخادم.
هذا بيان ما يتشعب من كلمة (الرب) من المعاني. وقد أخطأوا لعمر الله حين حصروا هذه الكلمة في معنى المربي والمنشئ، ورددوا في تفسير (الربوبية) هذه الجملة (هو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام) . والحق أن ذلك إنما هو معنى واحد من معاني الكلمة المتعددة الواسعة. وبإنعام النظر في سعة هذه الكلمة واستعراض معانيها المتشعبة يتبين أن كلمة (الرب) مشتملة على جميع ما يأتي بيانه من المعاني:
المربي الكفيل بقضاء الحاجات، والقائم بأمر التربية والتنشئة.
الكفيل والرقيب، والمتكفل بالتعهد وإصلاح الحال.
السيد الرئيس الذي يكون في قومه كالقطب يجتمعون حوله. السيد المطاع، والرئيس وصاحب السلطة النافذ الحكم، والمعترف له بالعلاء والسيادة، والمالك لصلاحيات التصرف.
الملك والسيد.



استعمال كلمة (الرب) في القرآن
وقد جاءت كلمة (الرب) في القرآن بجميع ما ذكرناه آنفاً من معانيها. ففي بعض المواضع أريد بها معنى أو معنيان من تلك المعاني. وفي الأخرى أريد بها أكثر من ذلك. وفي الثالثة جاءت الكلمة مشتملة على المعاني الخمسة بأجمعها في آن واحد. وها نحن نبين ذلك بأمثلة من آي الذكر الحكيم.

بالمعنى الأول
(قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) (1) (يوسف: 23)

بالمعنى الثاني وباشتراك شيء من تصور المعنى الأول.
(فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين) (الشعراء: 77-80)
(وما بكم من نعمة فمن الله، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) (النحل: 53-54)
(قل أغير الله أبغي رباً وهو ربُّ كل شيء) (الأنعام: 164)
(ربُّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً) (المزمل: 9)

بالمعنى الثالث (هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
(ثم إلى ربكم مرجعكم) (الزمر: 7)
(قل يجمع بيننا ربنا) (سبأ: 26)
(وما من دابةً في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربّهم يُحشرون) (الأنعام: 38)
(ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون) (يس: 51)

بالمعنى الرابع وباشتراك بعض تصور المعنى الثالث.
(اتّخذوا أحبارهم ورُهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة: 31)
(ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
والمراد بالأرباب في كلتا الآيتين الذين تتخذهم الأمم والطوائف هداتها ومرشديها على الإطلاق. فتذعن لأمرهم ونهيهم، وتتبع شرعهم وقانونهم، وتؤمن بما يحلون وما يحرمون بغير أن يكون قد أنزل الله تعالى به من سلطان، وتحسبهم فوق ذلك أحقاء بأن يأمروا وينهوا من عند أنفسهم.
(أما أحدكما فيسقي ربه خمراً) .. (وقال للذي ظنّ أنه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه) .. (فلما جاءه الرّسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربي بكيدهنّ عليم) (يوسف: 41، 42، 50)
قد كرر يوسف عليه السلام في خطابه لأهل مصر في هذه الآيات تسمية عزيز مصر بكلمة (ربهم) فذلك لأن أهل مصر بما كانوا يؤمنون بمكانته المركزية وبسلطته العليا، ويعتقدون أنه مالك الأمر والنهي، فقد كان هو ربهم في واقع الأمر، وبخلاف ذلك لم يُرد يوسف عليه السلام بكلمة (الرب) عندما تكلم بها بالنسبة لنفسه إلا الله تعالى فإنه لم يكن يعتقد فرعون، بل الله وحده المسيطر القاهر ومالك الأمر والنهي.

بالمعنى الخامس:
(فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفٍ) (قريش: 3-4)
(سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون) (الصافات: 180)
(فسبحان الله ربِّ العرش عما يصفون) (الأنبياء: 22)
(قل من ربُّ السماوات السبع وربُّ العرش العظيم) (المؤمنون: 86) (رب السماوات والأرض وما بينهما وربُّ المشارق) (الصافات: 5)
(وأنه هو رب الشِّعرى) (النجم: 49)



تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية
ومما تقدم من شواهد آيات القرآن، تتجلى معاني كلمة (الرب) كالشمس ليس دونهما غمام. فالآن يجمل بنا أن ننظر ماذا كانت تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية، ولماذا جاء القرآن ينقضها ويرفضها، وما الذي يدعو إليه القرآن الكريم؟ ولعل من الأجدر بنا في هذا الصدد أن نتناول كل أمة من الأمم الضالة التي ذكرها القرآن منفصلة بعضها عن بعض، فنبحث في عقائدها وأفكارها حتى يستبين الأمر ويخلص من كل لبس أو إبهام.

قوم نوح عليه السلام
إن أقدم أمة في التاريخ يذكرها القرآن هي أمة نوح عليه السلام، ويتضح مما جاء فيه عن هؤلاء القوم أنهم لم يكونوا جاحدين بوجود الله تعالى، فقد روى القرآن نفسه قولهم الآتي في ردّهم على دعوة نوح عليه السلام:
(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريدُ أن يتفضل عليكم، ولو شاء الله لأنزل ملائكة) ... (المؤمنون: 24)
وكذلك لم يكونوا يجحدون كون الله تعالى خالق هذا العالم، وبكونه رباً بالمعنى الأول والثاني، فإنه لما قال لهم نوح عليه السلام
(هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: 34)
و (استغفروا ربكم إنه، كان غفاراً) و (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً والله أنبتكم من الأرض نباتاً) (نوح: 10، 15، 16، 17)
لم يقم أحد منهم يرد على نوح قوله ويقول: ليس الله بربنا، أوليس الله بخالق الأرض والسماء ولا بخالقنا نحن، أو ليس هو الذي يقوم بتدبير الأمر في السماوات والأرض.
ثم إنهم لم يكونوا جاحدين أن الله إلهٌ لهم. ولذلك دعاهم نوح عليه السلام بقوله: (ما لكم من إله غيره) فإن القوم لو كانوا كافرين بألوهية الله تعالى، إذاً لكانت دعوة نوح إياهم غير تلك الدعوة وكان قوله عليه السلام حينئذ من مثل "يا قوم! اتخذوا الله إلهاً) . فالسؤال الذي يخالج نفس الباحث في هذا المقام هو: أي شيء كان إذاً موضوع النزاع بينهم وبين نبيهم نوح عليه السلام. وإننا إذاً أرسلنا النظر لأجل ذلك في آيات القرآن وتتبعناها، تبين لنا أنه لم يكن موضوع النزاع بين الجانبين إلا أمرين اثنين: أولهما أن نوحاً عليه السلام كان يقول لقومه: إن الله الذي هو رب العالمين والذي تؤمنون بأنه هو الذي قد خلقكم وخلق هذا العالم جميعاً، وهو الذي يقضي حاجاتكم، هو في الحقيقة إلهكم الواحد الأحد ولا إله إلا هو، وليس لأحد من دونه أن يقضي لكم الحاجات ويكشف عنكم الضر ويسمع دعواكم ويغيثكم، ومن ثم يجب عليكم ألا تعبدوا إلا إياه ولا تخضعوا إلا له وحده.
(يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 59)
(ولكني رسولٌ من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي) (الأعراف: 61-62)
وكان قومه بخلاف ذلك مصرين على قولهم بأن الله هو رب العالمين دون ريب. إلا أن هناك آلهة أخرى لها أيضاً بعض الدخل في تدبير نظام هذا العالم، وتتعلق بهم حاجاتنا، فلا بد أن نؤمن بهم كذلك آلهة لنا مع الله:
(وقالوا لا تذرنُّ آلهتكم ولا تذرنّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) (نوح: 23) وثانيهما أن القوم لم يكونوا يؤمنون بربوبية الله تعالى إلا من حيث إنه خالقهم، جميعاً ومالك الأرض والسماوات، ومدبر أمر هذا العالم، ولم يكونوا يقولون بأنه وحده هو الحقيق – كذلك- بأن يكون له الحكم والسلطة القاهرة في أمور الأخلاق والاجتماع والمدنية والسياسة وسائر شؤون الحياة الإنسانية، وبأنه وحده أيضاً هادي السبيل وواضع الشرع ومالك الأمر والنهي، وبأنه وحده يجب كذلك أن يتبع. بل كانوا قد اتخذوا رؤساءهم وأحبارهم أرباباً من دون اله في جميع تلك الشؤون. وكان يدعوهم نوح عليه السلام – بخلاف ذلك إلى ألا يجعلوا الربوبية يتقسمها أرباب متفرقة بل عليهم أن يتخذوا الله تعالى وحده رباً بجميع ما تشتمل عليه كلمة (الرب) من المعاني وأن يتبعوه ويطيعوه فيما يبلغهم من أوامر الله تعالى وشيعته نائباً عنهن فكان يقول لهم:
(إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله واطيعون) (الشعراء: 107- 108)

عاد قوم هود
ويذكر القرآن بعد قوم نوح عاداً قوم هود عليه السلام. ومعلوم أن هذه الأمة أيضاً لم تكن جاحدة بوجود الله تعالى، وكذلك لم تكن تكفر بكونه إلهاً. بل كانت تؤمن بربوبية الله تعالى بالمعاني التي كان يؤمن بها قوم نوح عليه السلام. أما النزاع بينها وبين نبيها هود عله السلام فلم يكن إلا حول الأمرين الاثنين اللذين كان حولهما نزاع بين نوح عليه السلام وقومه يدل على ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية دلالة واضحة:
(وإلى عادٍ أخاهم هوداً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 65)
(قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) (الأعراف: 70)
(قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكةً) ... (فصلت: 11)
(وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمرَ كل جبّارٍ عنيد) (هود: 59)

ثمود قوم صالح ويأتي بعد ذلك ثمود الذين كانوا أطغى الأمم وأعصاها بعد عاد وهذه الأمة أيضاً كان ضلالها كضلال قومي نوح وهود من حيث الأصل والمبدأ فما كانوا جاحدين بوجود الله تعالى ولا كافرين بكونه إلهاً ورباً للخلق أجمعين. وكذلك ما كانوا يستنكفون عن عبادته والخضوع بين يديه، بل الذي كانوا يجحدونه هو أن الله تعالى هو الإله الواحد، وأنه لا يستحق العبادة إلا هو، وأن الربوبية خاصة له دون غيره بجميع معانيها. فإنهم كانوا مصرين على إيمانهم بآلهة أخرى مع الله وعلى اعتقادهم أن أولئك يسمعون الدعاء، ويكشفون الضر ويقضون الحاجات، وكانوا يأبون إلا أن يتبعوا رؤساءهم وأحبارهم في حياتهم الخلقية والمدنية، ويستمدوا منهم بدلاً من الله تعالى شرعهم وقانون حياتهم. وهذا هو الذي أفضى بهم في آخر الأمر إلى أن يصبحوا أمة مفسدة، فأخذهم من الله عذاب أليم ويبين كل ذلك ما يأتي من آيات القرآن الحكيم.
(فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون) (حم: السجدة 13-14)
(وإلى ثمود أخاهم صالحاً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (هود: 61)
(قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا)
(إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تتقون. إني لكم رسولٌ أمين. فاتقوا الله وأطيعون) (الشعراء: 151-144)
(ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (الشعراء: 151-152)

قوم إبراهيم ونمورد ويتلو ثمود قوم إبراهيم عليه السلام. ومما يجعل أمر هذه الأمة أخطر وأجدر بالبحث، أن قد شاع خطأ بين الناس عن ملكها نمرود، أنه كان يكفر بالله تعالى ويدعي الألوهية. والحق أنه كان يؤمن بوجود الله تعالى ويعتقد بأنه خالق هذا العالم ومدبر أمره، ولم يكن يدعي الربوبية إلا بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وكذلك قد فشا بين الناس خطأ أن قوم إبراهيم عليه السلام هؤلاء ما كانوا يعرفون الله ولا يؤمنون بألوهيته وربوبيته. إنما الواقع أن أمر هؤلاء القوم لم يكن يختلف في شيء عن أمر قوم نوح وعاد وثمود. فقد كانوا يؤمنون بالله ويعرفون أنه هو الرب وخالق الأرض والسماوات ومدبر أمر هذا العالم، وما كانوا يستنكفون عن عبادته كذلك. وأما غيّهم وضلالهم فهو أنهم كانوا يعتقدون أن الأجرام الفلكية شريكة مع الله في الربوبية بالمعنى الأول والثاني ولذلك كانوا يشركونها بالله تعالى في الألوهية. وأما الربوبية بالمعنى الثالث والرابع والخامس فكانوا قد جعلوها خاصة لملوكهم وجبابرتهم. وقد جاءت نصوص القرآن في ذلك من الوضوح والجلاء بحيث يتعجب المرء: كيف لم يدرك الناس هذه الحقيقة وقصروا عن فهمها؟. وهيا بنا ننظر قبل كل شيء في الحادث الذي حدث لإبراهيم – عليه السلام- عند أول ما بلغ الرشد؛ والذي يصف فيه القرآن كيفية سعي إبراهيم وراء الوصول إلى الحق:
(فلما جن عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي؛ فلما أفل، قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً، قال هذا ربي، فلما أفلَ قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة، قال هذا ربي، هذا أكبر؛ فلما أفلت قال يا قوم إني بريءٌ مما تشركون. إني وجهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) (الأنعام: 76-79)
فيتبين واضحاً من الآيات المخطوط تحتها أن المجتمع الذي نشأ فيه إبراهيم عليه السلام، كان يوجد عنده تصور فاطر السماوات والأرض وتصوُّر كونه رباً منفصلاً عن تصوّر ربوبية السيارات السماوية. ولا عجب في ذلك، فقد كان القوم من ذرية المسلمين الذين كانوا قد آمنوا بنوح عليه السلام، وكان الدين الإسلامي لم يزل يحيا وُيجدد فيمن داناهم في القرب والقرابة من أمم عاد وثمود، على أيدي الرسل الكرام الذين توالوا عليها كما قال عزّ وجل: (جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) . فعلى ذلك كان إبراهيم عليه السلام أخذ تصور كون الله رباً وفاطراً للسماوات والأرض عن بيئته التي نشأ فيها. وأما التساؤل الذي كان يخالج نفسه فهو عن مبلغ الحق والصحة فيما شاع بين قومه من تصوّر كون الشمس والقمر والسيارات الأخرى شريكة مع الله في نظام الربوبية حتى أشركوها بالله تعالى في العبادة (1) .فجدّ إبراهيم عليه السلام في البحث عن جوابه قبل أن يصطفيه الله تعالى للنبوة، حتى أصبح نظام طلوع السيارات السماوية وأفولها هادياً له إلى الحق الواقع وهو أنه لا رب إلا فاطر السماوات والأرض. ولأجل ذلك تراه يقول عند أفول القمر: لئن لم يهدني ربي لأخافنَّ أن أبقى عاجزاً عن الوصول إلى الحق وانخدع بهذه المظاهر التي لا يزال ينخدع بها ملايين من الناس من حولي. ثم لما اصطفاه الله تعالى لمنصب النبوة
أخذ في دعوة قومه إلى الله، فإنك ترى بالتأمل في الكلمات التي كان يعرض بها دعوته على قومه أن ما قلناه آنفاً يزداد وضوحاً وتبياناً:
(وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً) (الأنعام – 81)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) (مريم – 48)
(قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهنّ) (الأنبياء – 56)
(قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم) (الأنبياء – 66)
(إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون. أأفكاً آلهةً دون الله تريدون. فما ظنّكم بربِّ العالمين) (الصافات: 85- 87)
(إنّا بُرآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) (الممتحنة: 4)
فيتجلى من جميع الأقوال لإبراهيم عليه السلام أنه ما كان يخاطب بها قوماً لا يعرفون الله تعالى ويجحدون بكونه إله الناس ورب العالمين أو أذهانهم خالية من كل ذلك، بل كان بين يديه قوم يشركون بالله تعالى آلهة أخرى في الربوبية بمعناها الأول والثاني وفي الألوهية. ولذلك لا ترى في القرآن الكريم قولاً واحداً لإبراهيم عليه السلام قد قصد به إقناع أمته بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً للعالمين، بل الذي تراه يدعو أمته إليه في كل ما يقول هو أن الله سبحانه وتعالى هو وحده الرب والإله.
ثم لنستعرض أمر نمرود. فالذي جرى بينه وبين إبراهيم عليه السلام من الحوار، قصه القرآن في ما يأتي من الآيات:
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر) (البقرة – 258)
أنه ليتضح جلياً من هذا الحوار بين النبي وبين نمرود أنه لم يكن النزاع بينهما في وجود الله تعالى أو عدمه وإنما كان في أنه من ذا يعتقده إبراهيم عليه السلام رباً؟ كان نمرود من أمة كانت تؤمن بوجود لله تعالى، ثم لم يكن مصاباً بالجنون واختلال العقل حتى يقول هذا القول السخيف البين الحمق: "إني فاطر السماوات والأرض ومدبر سير الشمس والقمر" فالحق أنه لم تكن دعواه أنه هو الله ورب السماوات والأرض وغنما كانت أنه رب المملكة التي كان إبراهيم –عليه السلام- أحد أفراد رعيتها. ثم أنه لم يكن يدعي الربوبية لتلك المملكة بمعناها الأول والثاني، فإنه كان يعتقد بربوبية الشمس والقمر وسائر السيارات بهذين المعنيين، بل كان يدعي الربوبية لمملكته بالمعنى الثالث والرابع والخامس. وبعبارة أخرى كانت دعواه أنه مالك تلك المملكة، وأن جميع أهاليها عبيد له، وأن سلطته المركزية أساس لاجتماعهم، وأمره قانون حياتهم. وتدل كلمات (أن آتاه الله الملك) دلالة صريحة على أن دعواه للربوبية كان أساسها التبجح بالملكية. فلما بلغه أن قد ظهر بين رعيته رجل يقال له إبراهيم، لا يقول بربوبية الشمس والقمر ولا السيارات الأخرى في دائرة ما فوق الطبيعة، ولا هو يؤمن بربوبية صاحب العرش في دائرة السياسة والمدنية، استغرب الأمر جداً فدعا إبراهيم عليه السلام فسأله: من ذا الذي تعتقده رباً؟ فقال إبراهيم عليه السلام بادئ ذي بدء: "ربي الذي يحيي ويميت يقدر على إماتة الناس وإحيائهم! " فلم يدرك نمرود غور الأمر فحاول أن يبرهن على ربوبيته بقوله: "وأنا أيضاً أملك الموت والحياة، فأقتل من أشاء وأحقن دم من أريد! .." هنالك بين له إبراهيم عليه السلام أنه لا رب عنده إلا الله الذي لا رب سواه بجميع معاني الكلمة، وأنى يكون لأحد غيره شرك في الربوبية وهو لا سلطان له على الشمس في طلوعها وغروبها؟! وكان نمرود رجلاً فطناً، فما أن سمع من إبراهيم عليه السلام هذا الدليل القاطع
حتى تجلت له الحقيقة، وتفطن لأن دعواه للربوبية في ملكوت الله تعالى بين السموات والأرض إن هي إلا زعم باطل وادعاء فارغ فبهت ولم ينبس ببنت شفة. إلا انه قد كان بلغ منه حب الذات واتباع هوى النفس وإيثار مصالح العشيرة، مبلغاً لم يسمح له بأن ينزل عن ملكيته المستبدة ويئوب إلى طاعة الله ورسوله، مع أنه قد تبين له الحق والرشد. فعلى ذلك قد أعقب الله تعالى هذا الحوار بين النبي ونمرود بقوله: (والله لا يهدي القوم الظالمين) والمراد أن نمرود لما لم يرض أن يتخذ الطريق الذي كان ينبغي له أن يتخذه بعدما تبين له الحق، بل آثر أن يظلم الخلق ويظلم نفسه معهم، بالإصرار على ملكيته المستبدة الغاشمة لم يؤته الله تعالى نوراً من هدايته، ولم يكن من سنة الله أن يهدي إلى سبيل الرشد من كان لا يطلب الهداية من تلقاء نفسه.

قوم لوط عليه السلام
ويعقب قوم إبراهيم في القرآن قوم لوط، الذين بعث لهدايتهم وإصلاح فسادهم لوط بن أخي إبراهيم عليهما السلام -. ويدلنا القرآن الكريم أن هؤلاء أيضاً ما كانوا متنكرين لوجود الله تعالى ولا كانوا يجحدون بأنه هو الخالق والرب بالمعنى الأول والثاني. أما الذي كانوا يأبونه ولا يقبلونه فهو الاعتقاد بأن الله هو الرب المعنى الثالث والرابع والخامس، والإذعان لسلطة النبي من حيث كونه نائباً من عند الله أميناً. ذلك بأنهم كانوا يبتغون أن يكونوا أحراراً مطلقي الحرية يتبعون ما يشاؤون من أهوائهم ورغباتهم وتلك كانت جريمتهم الكبيرة التي ذاقوا من جرائها أليم العذاب. ويؤيد ذلك ما يأتي من النصوص القرآنية:
(إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمينٌ. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إنْ أجري إلا على رب العالمين. أتأتون الذُّكران من العالمين. وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون) (الشعراء: 161 – 166) وبديهي أن مثل هذا القول لم يكن ليخاطب به إلا قوم لا يجدون بوجود الله تعالى وبكونه خالقاً ورباً لهذا العالم؟ فأنت ترى أنهم لا يجيبون لوطاً عليه السلام بقول من مثل: "ما الله؟ " من أين له أن يكون خالقاً للعالم؟ " أو "أنى له أن يكون ربنا ورب الخلق أجمعين؟ " بل تراهم يقولون:
(لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين) (الشعراء: 167)
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الحديث في موضع آخر بالكلمات الآتية:
(ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) (العنكبوت: 28-29)
أفيجوز أن يكون هذا جواب قوم ينكرون وجود الله تعالى؟. لا والله ومن ذلك يتبين أن جريمتهم الحقيقية لم تكن إنكار ألوهية الله تعالى وربوبيته، بل كانت جريمتهم أنهم على إيمانهم بالله تعالى إلهاً ورباً فيما فوق العالم الطبيعي، كانوا يأبون أن يطيعوه ويتبعوا قانونه في شؤونه الخلقية والمدنية والاجتماعية، يمتنعون من أن يهتدوا بهدي نبيه لوط عليه السلام.

قوم شعيب عليه السلام ولنذكر في الكتاب بعد ذلك أهل مدين وأصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب عليه السلام. ومما نعرف عن أمرهم أنهم كانوا من ذرية إبراهيم عليه السلام. إذن لا حاجة إلى أن نبحث فيهم: هل كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى وبكونه إلهاً ورباً أم لا؟ إنهم كانوا في حقيقة الأمر أمة نشأت على الإسلام في بداية أمرها، ثم أخذت بالفساد بما أصاب عقائدها من الانحلال وأعمالها من السوء. ويبدو مما جاء عنهم في القرآن كأن القوم كانوا بعد ذلك كله يدّعون لأنفسهم الإيمان، فإنك ترى شعيباً عليه السلام يكرر لهم القول: يا قوم اعملوا كذا وكذا إن كنتم مؤمنين وفي خطاب شعيب عليه السلام لقومه وأجوبة القوم له دلالة واضحة على أنهم كانوا قوماً يؤمنون بالله وينزلونه منزلة الرب والمعبود. ولكنهم كانوا قد تورطوا في نوعين من الضلال: أحدهما أنهم كانوا أصبحوا يعتقدون الألوهية والربوبية في آلهة أخرى مع الله تعالى، فلم تعد عبادتهم خالصة لوجه الله، والآخر أنهم كانوا يعتقدون أن ربوبية الله لا مدخل لها في شؤون الحياة الإنسانية من الأخلاق والاجتماع والاقتصاد والمدنية والسياسة، وعلى ذلك كانوا يزعمون أنهم مطلقوا العنان في حياتهم المدنية ولم أن يتصرفوا في شؤونهم كيف يشاؤون، ويصدق ذلك ما يأتي من الآيات:
(وإلى مدين أخاهم شعيباً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةٌ من ربكم فأوفوا الكيل والميــزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين) (الأعراف: 85)
(وإنْ كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلتُ به وطائفةٌ لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خيرُ الحاكمين) (الأعراف: 87) (ويا قوم أوفوا المكيال والميــزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ. قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاءُ إنكَ لأنت الحليم الرشيد) (هود: 85-87)
والعبارات الأخيرة المخطوط تحتها خصوصية الدلالة على ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية والألوهية.

فرعون وآله
وهيا بنا ننظر الآن في قصة فرعون وآله، فمن قد شاع عنهم في الناس من الأخطاء والأكاذيب أكثر مما شاع فيهم عن نمرود وقومه. فالظن الشائع أن فرعون لم يكن منكراً لوجود الله تعالى فحسب، بل كان يدعي الألوهية لنفسه أيضاً. ومعناه أن قد بلغت منه السفاهة أنه كان يجاهر على رؤوس الناس بدعوى أنه فاطر السماوات والأرض، وكانت أمته من البله والحماقة أنها كانت تؤمن بدعواه تلك. والحق الواقع الذي يشهد به القرآن والتاريخ هو أن فرعون لم يكن يختلف ضلاله في باب الألوهية والربوبية عن ضلال نمرود، ولا كان يختلف ضلال آله عن ضلال قوم نمرود. وإنما الفرق بين هؤلاء وأولئك أنه قد كان نشأ في آل فرعون لبعض الأسباب السياسية عناد وتعصب وطني شديد على بني إسرائيل، فكانوا لمجرد هذا العناد يمتنعون من الإيمان بألوهية الله وربوبيته، وإن كانت قلوبهم تعترف بها شأن أكثر الملحدين الماديين في عصرنا هذا.
وبيان هذا الإجمال أنه لما استتبت ليوسف عليه السلام السلطة على مصر، استفرغ جهده في نشر الإسلام وتعاليمه بينهم. ورسم على أرضه من ذلك أثراً محكماً لم يقدر على محوه أحد إلى القرون. وأهل مصر وإن لم يكونوا إذ ذاك قد آمنوا بدين الله عن بكرة أبيهم، إلا أنه لا يمكن أن يكون قد بقي فيهم من لم يعرف وجود الله تعالى ولم يعلم أنه هو فاطر السماوات والأرض. وليس الأمر يقف عند هذا بل الحق أن كان تم للتعاليم الإسلامية من النفوذ والتأثير في كل مصري ما جعله – على الأقل – يعتقد بأن الله إله الآلهة رب الأرباب فيما فوق العالم الطبيعي ولم يبق في تلك الأرض من يكفر بألوهية الله تعالى. وأما الذين كانوا قد أقاموا على الكفر، فكانوا يجعلون مع الله شركاء في الألوهية والربوبية. وكانت تأثيرات الإسلام المختلفة هذه في نفوس أهل مصر باقية إلى الزمن الذي بعث فيه موسى عليه السلام (1) . والدليل على ذلك تلك الخطبة التي ألقاها أمير من الأقباط في مجلس فرعون. وذلك أن
فرعون حينما أبدى إرادته في قتل موسى عليه السلام، لم يصبر عليه هذا الأمير القبطي من أمراء مجلسه، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه، ولم يلبث أن قام يخطب:
(أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرفٌ كذاب. يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) .
(يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب. مثل داب قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم) .
(ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً) .. (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار) . (غافر – 28 – 31 – 34 – 41- 42)
وتشهد هذه الخطبة من أولها إلى آخرها بأنه لم يزل أثر شخصية النبي يوسف عليه السلام باقياً في نفوس القوم إلى ذلك الحين، وقد مضت على عهده قرون متعددة. وبفضل ما علمهم هذا النبي الجليل، لم يكونوا قد بلغوا من الجهالة ألا يعلموا شيئاً عن وجود الله تعالى، أو ألا يعرفوا أنه الرب والإله، وأن سيطرته وسلطته غالبة على قوى الطبية في هذا العالم، وأن غضبه مما يخاف ويتقى. ويتضح أيضاً من آخر هذه الخطبة أن أمة فرعون لم تكن تجحد بألوهية الله وربوبيته جحوداً باتاً، وإنما كان ضلالها كضلال الأمم الأخرى مما ذكرناه آنفاً – أي كانت هذه الأمة أيضاً تشرك بالله تعالى في صفتي الألوهية والربوبية وتجعل له فيهما أنداداً.
أما مثار الشبهة في أمر فرعون فهو سؤاله لموسى عليه السلام (وما رب العالمين) حينما سمع منه: (إنا رسول رب العالمين!) ثم قوله لصاحبه هامان: (ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) ووعيده لموسى عليه السلام: (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين) ، وإعلانه لقومه: (أنا ربكم الأعلى) وقوله لملئه: (لا أعلم لكم من إله غيري) . – فمثل هذه الكلمات التي قالها فرعون قد خيلت إلى الناس أنه كان ينكر وجود الله تعالى وكان فارغ الذهن من تصور رب العالمين، ويزعم لنفسه أنه الإله الواحد، ولكن الواقع الحق أنه لم يكن يدعي ذلك كله إلا بدافع من العصبية الوطنية. وذلك أنه لم يكن الأمر في زمن النبي يوسف عليه السلام قد وقف على أن شاعت تعاليم الإسلام في ربوع مصر بفضل شخصيته القوية الجليلة، بل جاوز ذلك إلى أن تمكن لبني إسرائيل نفوذ بالغ في الأرض مصر تبعاً لما تهيأ ليوسف عليه السلام من السلطة والكلمة النافذة في حكومة مصر. فبقيت سلطة بني إسرائيل مخيمة على القطر المصري إلى ثلاثمائة سنة أو أربعمائة. ثم أخذ يخالج صدور المصريين من العواطف الوطنية والقومية ما جعلهم يتعصبون على بني إسرائيل، واشتد الأمر حتى الغوا سلطة الإسرائيليين ونفوذهم إلغاء. فتولى الأمر بعدهم الأسر المصرية الوطنية وتتابعت في الحكم. وهؤلاء الملوك الجدد لما أمسكوا زمام الأمر لم يقتصروا على إخضاع بني إسرائيل وكسر شوكتهم، بل تعدوه إلى أن حاولوا محو كل أثر من آثار العهد اليوسفي في مصر وإحياء تقاليد ديانتهم الجاهلية. فلما بعث إليهم في تلك الآونة موسى عليه السلام، خافوا على غلبتهم وسلطتهم أن تنتقل من أيديهم إلى أيدي بني إسرائيل مرة أخرى. فلم يكن يبعث فرعون إلا هذا العناد واللجاج على أن يسأل موسى عليه السلام ساخطاً متبرماً: وما رب العالمين؟ ومن يمكن أن يكون إلهاً غيري؟ وهو في الحقيقة لم يكن جاهلاً وجود رب العالمين. وتتضح هذه
الحقيقة كأوضح ما يكون مما جاء في القرآن الكريم من أحاديثه وأحاديث ملئه وخطب موسى عليه السلام. فيقول فرعون – مثلا – تأكيداً لقوله إن موسى عليه السلام ليس برسول الله.
(فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين) (الزخرف: 53)
أفكان لرجل فارغ الذهن من وجود الله تعالى والملائكة أن يقول هذا القول وفي موضع آخر يقص القرآن الحوار الآتي بين فرعون وبين النبي موسى عليه السلام:
(فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مبثوراً) (بني إسرائيل: 101-102)
وفي محل آخر يظهر الله تعالى ما في صدور قوم فرعون بقوله:
(فلما جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ وجحدوا واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) (النمل: 13-14)
ويصور لنا القرآن نادياً آخر جمع موسى عليه السلام وآل فرعون بهذه الآية:
(قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى. فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما بطريقتكم المثلى) (طه: 61-63)
والظاهر أنه لم يكن قام النزاع ونشأ الأخذ والرد بينهم وبين نبيهم موسى عليه السلام حين أنذرهم عذاب الله ونبههم على سوء مآل ما كانوا يفترون، إلا لأنهم قد كان في قلوبهم ولاشك بقية من أثر عظمة الله تعالى وجلاله وهيبته ولكن حاكمهم الوطنيين لما أنذروهم بخطر الانقلاب السياسي العظيم، وحذروهم عاقبة اتباعهم لموسى وهارون، وهي عودة غلبة الإسرائيليين على أبناء مصر، قست قلوبهم واتفقوا جميعاً على مقاومة النبيين. وبعد ما قد تبين لنا من هذه الحقيقة، من السهل علينا أن نبحث: ماذا كان مثار النزاع بين موسى عليه السلام وفرعون، وماذا كانت حقيقة ضلاله وضلال قومهن وبأي معاني كلمة (الرب) كان فرعون يدعي لنفسه الألوهية والربوبية. فتعال نتأمل لهذا الغرض ما يأتي من الآيات بالتدريج.
1- إن الذين كانوا يلحون من ملأ فرعون على حسم دعوة موسى عليه الصلاة والسلام واستئصالها من أرض مصر، يخاطبون فرعون لبعض المناسبات ويسألونه:
(أتذرُ موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذركم وآلهتكَ) (الأعراف: 127)
وبخلاف ذلك يناديهم الذي كان قد آمن بموسى عليه السلام:
(تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علمٌ) (المؤمن: 42)
فإذا نظرنا في هاتين الآيتين وأضفنا إليهما ما قد زودنا به التاريخ وآثار الأمم القديمة أخيراً من المعلومات عن أهالي مصر زمن فرعون، يتجلى لنا أن كلاً من فرعون وآله كانوا يشركون بالله تعالى في المعنى الأول والثاني لكلمة (الرب) ويجعلون معه شركاء من الأصنام ويعبدونها. والظاهر أن فرعون لو كان يدعي لنفسه الربوبية فيما فوق العالم الطبيعي، أي لو كان يدعي أنه هو الغالب المتصرف في نظام الأسباب في هذا العالم، وأنه لا إله ولا رب غيره في السماوات والأرض، ولم يعبد الآلهة الأخرى أبداً (1)
(2) أما كلمات فرعون هذه التي قد وردت في القرآن:
(يا أيها الملأ ما علمتُ لكم من إله غيري) (القصص: 38)
(لئن اتّخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 29)
فليس المراد بذلك أن فرعون كان ينفي جميع ما سواه من الآلهة. وإنما كان غرضه الحقيقي من ذلك رد دعوة موسى عليها لسلام وإبطالها. ولما كان موسى عليه السلام – يدعو إلى إله لا تنحصر ربوبيته في دائرة ما فوق الطبيعة فحسب، بل هو كذلك مالك الأمر والنهي، وذو القوة والسلطة القاهرة بالمعاني السياسية والمدنية، قال فرعون لقومه: يا قوم لا أعلم لكم مثل ذلك الإله غيري، وتهدد موسى عليه السلام، أنه إن اتخذ من دونه إلهاً ليلقينّه في السجن.
ومما يعلم كذلك من هذه الآيات، وتؤيده شواهد التاريخ وآثار الأمم القديمة، أن فراعنة مصر لم يكونوا يدعون لأنفسهم مجرد الحاكمية المطلقة، بل كانوا يدعون كذلك نوعاً من القداسة والتنزه بانتسابهم إلى الآلهة والأصنام، حرصاً منهم على أن يتغلغل نفوذهم في نفوس الرعية ويستحكم استيلاؤهم على أرواحهم. ولم تكن الفراعنة منفردة بهذا الادعاء، بل الحق أن الأسر الملكية ما زالت في أكثر أقطار العالم تحاول الشركة – قليلاً أو كثيراً – في الألوهية والربوبية في دائرة ما فوق الطبيعة، علاوة على ما كانت تتولاه من الحاكمية السياسية، وما زالت لأجل ذلك تفرض على الرعية أن تقوم بين يديها بشيء من شعائر العبودية، على أن دعواهم تلك للألوهية السماوية لم تكن هي المقصودة بذاتها في الحقيقة، وإنما كانوا يتذرعون بها إلى تأثيل حاكميتهم السياسية. ومن ذلك نرى أنه ما زالت الأسر الملكية في مصر وغيرها من الأقطار الجاهلية تذهب ألوهيتها بذهاب سلطانها السياسي، وقد بقيت الألوهية تتبع العرش في تنقله من أيد إلى أخرى. (3) ولم تكن دعوى فرعون الأصلية الغالبة المتصرفة في نظام السنن الطبيعية، بل بالألوهية السياسية! فكان يزعم أنه الرب الأعلى لأرض مصر ومن فيها بالمعنى الثالث والرابع والخامس لكلمة (الرَّب) ويقول إني أنا مالك القطر المصري وما فيه من الغنى والثروة وأنا الحقيق بالحاكمية المطلقة فيه، وشخصيتي المركزية هي الأساس لمدينة مصر واجتماعها، وإذن لا يجرينَّ فيها إلاّ شريعتي وقانوني. وكان أساس دعوى فرعون بعبارة القرآن:
(ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) (الزخرف – 51)
وهذا الأساس نفسه هو الذي كانت تقوم عليه دعوى نمرود للربوبية.
و (حاجَّ إبراهيم في ربّه أن آتاه الله الملك) (البقرة: 258)
وهو كذلك الأساس الذي رفع عليه فرعون المعاصر ليوسف عليه السلام بنيان ربوبيته على أهل مملكته.
(4) أمّا دعوة موسى عليه السلام التي كانت سبب النزاع بينه وبين فرعون وآله، فهي في الحقيقة أنه لا إله ولا ربَّ بجميع معاني كلمة (الرب) إلا الله رب العالمين، وهو وحده الإله والرّب فيما فوق العالم الطبيعي، كما أنه هو الإله والرب بالمعاني السياسية والاجتماعية، لأجل ذلك يجب ألا نخلص العبادة إلا له، ولا نتبع في شؤون الحياة المختلفة إلا شرعه وقانونه، وانه – أي موسى عليه السلام – قد بعثه الله تعالى بالآيات البينات وسيُنزل الله تعالى أمره ونهيه لعباده بما يوحي إليه؛ لذلك يجب أن تكون أزمّة أمور عباده بيده، لا بيد فرعون. ومن هنا كان فرعون ورؤساء حكومته يُعلون أصواتهم المرّة بعد المرّة بأن موسى وهارون – عليهما السلام – قد جاءا يسلبان أرض مصر. وأرادا أن يذهبا بنظمنا الدينية والمدنية ليستبدلا بها ما يشاءان من النظم والقواعد.
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) (هود: 96-97) (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسولٌ كريم. أن أدُّوا إليَّ عبادَ الله إني لكم رسول أمين. وان لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين) (الدخان: 17-19)
(إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فأذناه أخذاً وبيلاً) (المزملَّ: 15-16)
(قال فمن ربكما يا موسى. قال ربّنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى) (طه: 49-50)
(قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين. قال لمنّ حوله ألا تستمعون. قال ربكم ورب آبائكم الأولين. قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون. قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين) (الشعراء: 23-29)
(قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى) (طه: 57)
(وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26)
(قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) ... (طه – 63)
وبإنعام النظر في هذه الآيات بالتدريج الذي قد سردناها به، يتجلى أن الضلال الذي تعاقبت فيه الأمم المختلفة من أقدم العصور، كان هو عينه قد غشت وادي النيل ظلماته، وأن الدعوة التي قام بها جميع الأنبياء منذ الأبد، كانت هي نفسها يدعو بها موسى وهارون عليهما السلام.

اليهود والنصارى وتطلع علينا بعد آل فرعون بنو إسرائيل والأمم الأخرى التي دانت باليهودية والنصرانية. وهؤلاء لا مجال للظن فيهم أن يكونوا منكرين لوجود إله العالم، أو يكونوا لا يعتقدون بألوهيته وربوبيّته فإن القرآن نفسه يشهد بكونهم أهل الكتاب. وأما السؤال الذي ينشأ في ذهن الباحث عن أمرهم فهو أنه ما هو على التحديد الخطأ في عقيدتهم ومنهج عملهم في باب الربوبية – الذي قد عدهم القرآن من أجله من القوم الضالين؟ والجواب المجمل على السؤال تجده في القرآن نفسه في آيته الكريمة:
(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبلُ وأضلوا كثيراً وضلّوا عن سواء السبيل) (المائدة – 77)
فيعلم من هذه الآية أن ضلال اليهود والنصارى هو من حيث الأصل والأساس نفس الضلال الذي ارتطمت فيه الأمم المتقدمة، وتدلنا هذه الآية أيضاً أن ضلالهم هذا كان آتياً من غلوّهم في الدين. وها نحن نرى بعد ذلك كيف يفصل القرآن هذا الإجمال:
(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) (التوبة: 30)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) (المائدة – 72)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) . (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) (المائدة: 73، 116)
(ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمرَكم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) (آل عمران: 79-80) فكان ضلال أهل الكتاب حسب ما تجل عليه هذه الآيات: أولاً أنهم بالغوا في تعظيم النفوس المقدسة كالأنبياء والأولياء والملائكة التي تستحق التكريم والتعظيم لمكانتها الدينية، فرفعوها من مكانتها الحقيقية إلى مقام الألوهية وجعلوها شركاء مع الله ودخلاء في تدبير أمر هذا العالم، ثم عبدوها واستغاثوا بها واعتقدوا أن لها نصيباً في الألوهية والربوبية الميمنتين على ما فوق العالم الطبيعي، وزعموا أنها تملك لهم المغفرة والإعانة والحفظ. وثانياً أنهم:
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة – 31)
أي أن الذين لم تكن وظيفتهم في الدين سوى أن يعلموا الناس أحكام الشريعة الإلهية، ويزكوهم حسب مرضاة الله، تدرج بهم هؤلاء حتى أنزلوهم بحيث يحلون لهم ما يشاؤون ويحرمون عليهم ما يشاؤون، ويأمرونهم وينهونهم حسب ما تشاء أهواؤهم بدون سند من كتاب الله، ويسنون لهم من السنن ما تشتهي أنفسهم. كذلك وقع هؤلاء في نفس النوعين من الضلال الأساسي الخطير اللذين قد وقع فيهما قبلهم أمم نوح وإبراهيم وعاد وثمود وأهل مدين وغيرهم من الأمم، فأشركوا بالله الملائكة وعبادة المقربين – كما أشرك أولئك – في الربوبية المهيمنة على ما فوق العالم الطبيعي، وجعلوا الربوبية بمعانيها السياسية والمدنية – كما جعل أولئك – للإنسان بدلاً من الله رب السماوات. وراحوا يستمدون مبادئ المدنية والاجتماع والأخلاق والسياسة وأحكامها جميعاً من بني آدم، مستغنيين في ذلك عن السلطان المنزل من عند الله تعالى. وأفضى بهم الغي إلى أن قال فيهم القرآن:
(ألم تر إلى الذين أتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) (النساء: 51)
(قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنهُ الله وغضبَ عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. أولئك شرٌّ مكاناً وأضل عن سواء السبيل) (المائدة: 60) (الجبتُ) كلمة جامعة شاملة لجميع أنواع الأوهام والخرافات من السحر والتمائم والشعوذة والتكهّن واستكشاف الغيب والتشاؤم والتفاؤل والتأثيرات الخارجة عن القوانين الطبيعية. والمراد من (الطاغوت) كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتتمرد على الله، وتجاوز حدود العبودية وتدعي لنفسها الألوهية والربوبية. فلما وقعت اليهود والنصارى في ما تقدم ذكره من النوعين من الضلال، كانت نتيجة أولها أن أخذت جميع أنواع الأوهام مأخذها من قلوبهم وعقولهم، وأما الثاني فاستدرجهم من عبادة العلماء والمشايخ والصوفية والزهاد إلى عبادة الجبابرة وطاعة الظالمين الذين كانوا قد بغوا على الله علانية!

المشركون العرب
هذا ولنبحث الآن في المشركين العرب الذين بعث فيهم خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا أول من خاطبهم القرآن، من أي نوع كان ضلالهم في باب الألوهية والربوبية، هل كانوا يجهلون الله رب العالمين، أو كانوا ينكرون وجوده، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليبث في قلوبهم الإيمان بوجود الذات الإلهية! وهل كانوا لا يعتقدون الله عز وجل إلهاً للعالمين ورباً، فأنزل الله القرآن ليقنعهم بألوهيته وربوبيته؟ وهل كانوا يأبون عبادة الله والخضوع له؟ أو كانوا لا يعتقدونه سميع الدعاء وقاضي الحاجة؟ وهل كانوا يزعمون أن اللات والعزّى ومناة وهبل والآلهة الأخرى هي في الحقيقة فاطرة هذا الكون ومالكته والرازقة فيه والقائمة على تدبيره وإدارته؟ أو كانوا يؤمنون بأن آلهتهم تلك مرجع القانون ومصدر الهداية والإرشاد في شؤون المدنية والأخلاق؟ كل واحد من هذه الأسئلة إذا راجعنا فيه القرآن فإنه يجيب عليه بالنفي؛ ويبين لنا أن المشركين العرب لم يكونوا قائلين بوجود الله تعالى فحسب، بل كانوا يعتقدونه مع ذلك خالق هذا العالم كله – حتى آلهتهم – ومالكه وربه الأعلى، وكانوا يذعنون له بالألوهية والربوبية. وكان الله هو الجناب الأعلى الأرفع الذي كانوا يدعونه ويبتهلون إليه في مآل الأمر عندما يمسهم الضر أو تصيبهم المصائب، ثم كانوا لا يمتنعون عن عبادته والخضوع له، ولم تكن عقيدتهم في آلهتهم وأصنامهم أنها قد خلقتهم وخلقت هذا الكون، وترزقهم جميعاً، ولا أنها تهديهم وترشدهم في شؤون حياتهم الخلقية والمدنية، فالآيات الآتية تشهد بما تقول:
(قلن لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولن الله، قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيءٍ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل فأنى تسحرون، بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون) (المؤمنون: 84-90)
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكانٍ وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق) (يونس: 22-23)
(وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً) (الإسراء: 67)
ويروي القرآن عقائدهم في آلهتهم بعبارتهم أنفسهم فيما يأتي:
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
(ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) ثم إنهم لم يكونوا يزعمون لآلهتهم شيئاً من مثل أنها تهديهم في شؤون حياتهم، فالله تعالى يأمر رسوله صلى الله لعيه وسلم في سورة يونس (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) الآية: 35 فيرميهم سؤاله هذا بالسكات، ولا يجيب أحد منهم عليه بنعم! عن اللات والعزى ومناة والآلهة الأخرى تهدينا سواء السبيل في العقيدة والعمل، وتعلمنا مبادئ العدالة والأمن والسلام في حياتنا الدنيا، وإننا نستمد من منبع علمها معرفة حقائق الكون الأساسية، فعند ذلك يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(قل الله يهدي للحق. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون) (يونس: 35)
ويبقى بعد هذه النصوص القرآنية أن نطلب جواب هذا السؤال: ماذا كان ضلالهم الحقيقي في باب الربوبية الذي بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم نرده إلى الصواب، وأنزل كتابه المجيد ليخرجهم من ظلماته إلى نور الهداية؟ وإذا تأملنا القرآن للتحقيق في هذه المسألة، نقف في عقائدهم وأعمالهم كذلك على النوعين من الضلال اللذين مازالا يلازمان الأمم الضالة منذ القدم.
فكانوا بجانب يشركون بالله آلهة وأرباباً من دونه في الألوهية والربوبية فيما فوق الطبيعة، ويعتقدون بأن الملائكة والنفوس الإنسانية المقدسة والسيارات السماوية – كل أولئك دخيلة بوجه من الوجوه في صلاحيات الحكم القائم فوق نظام العلل والأسباب. ولذلك لم يكونوا يرجعون إلى الله تعالى وحده في الدعاء والاستعانة وأداء شعائر العبودية، بل كانوا يرجعون كذلك في تلك الأمور كلها إلى آلهتهم المصنوعة الملفقة. وكانوا بجانب آخر يكادون لا يتصورون في باب الربوبية المدنية والسياسية أن الله تعالى هو الرب بهذه المعاني أيضاً. فكانوا قد اتخذوا أئمتهم الدينيين ورؤساءهم وكبراء عشائرهم أرباباً بتلك المعاني، ومنهم كانوا يتلقون القوانين لحياتهم.
أما النوع الأول من ضلالهم فيشهد به القرآن فيما يلي من الآيات: (ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فان أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير) (الحج: 11-13) ...
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في (1) ، سبحانه وتعالى عما يشركون) (يونس: 18)
(قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً) (حم السجدة: 9)
(قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
(وإذا مسَّ الإنسان ضرٌ دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً (2) ليضل عنه سبيله) (الزمر: 8)
(وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسّكم الضرّ فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضرّ عنكم إذا فريقٌ منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً (3) مما رزقناهم، تالله لتسئلنّ عما كنتم تفترون) (النحل: 53 –56)
وأما الآخر فشهادة القرآن ما يأتي:
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم) (الأنعام: 137)
ومن الظاهر أنه ليس المراد بـ (شركاء) في هذه الآية: الآلهة والأصنام، بل المراد بهم أولئك القادة والزعماء الذين زينوا للعرب قتل أولادهم وجعلوه في أعينهم مكرمة. فأدخلوا تلك البدعة الشنعاء على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وظاهر كذلك أن أولئك الزعماء لم يكن القوم قد اتخذوهم شركاء من حيث كانوا يعتقدون أن لهم السلطان فوق نظام الأسباب في هذا العالم، أو كانوا يعبدونهم ويدعونهم، بل كانوا قد جعلوهم شركاء مع الله في الألوهية والربوبية من حيث كانوا يسلمون بحقهم في أن يشرعوا لهم ما يشاؤون من النظم والقوانين لشؤونهم المدنية والاجتماعية، وأمورهم الخلقية والدينية.
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وسيأتي تفصيل معاني كلمة (الدين) في موضعه من هذه الرسالة، وهناك سنتبين سعة معاني هذه الآية وشمولها. على أنه يتضح في هذا المقام أن ما كان يتولاه أولئك الزعماء والرؤساء من وضع الحدود والقواعد التي هي بمثابة الدين بغير إذن من الله تعالى، وأن اعتقاد العرب بكونها مما يجب اتباعه والعمل به، كان هو عينه شركة مع الله من أولئك في ألوهيته وربوبيته، وإيماناً من هؤلاء بشركتهم تلك!

دعوة القرآن: أن هذا البحث الذي قد خضنا غماره في الصفحات السابقة بصدد تصورات الأمم الضالة وعقائدها، ليكشف القناع عن حقيقة أن جميع الأمم التي قد وصمها القرآن بالظلم والضلال وفساد العقيدة من لدن أعرق العصور في القدم إلى زمن نزول القرآن، لم تكن منها جاحدة بوجود الله تعالى ولا كانت تنكر كون الله رباً وإلهاً بالإطلاق. بل كان ضلالها الأصلي المشترك بين جميعها أنها كانت قد قسمت المعاني الخمسة لكلمة (الرب) التي قد حددناها في بداية هذا الباب – مستشهدين باللغة والقرآن – قسمين متباينين:
فأما المعاني التي تدل على أن (الرب) هو الكفيل بتربية الخلق وتعهده وقضاء حاجته وحفظه ورعايته بالطرق الخارجة عن النظام الطبيعي، فكانت لها عندهم دلالة أخرى مختلفة، وهم وإن كانوا لا يعتقدون إلا الله تعالى ربهم الأعلى بموجبها، إلا أنهم كانوا يشركون به في الربوبية الملائكة والجن والقوى الغيبية والنجوم والسيارات والأنبياء والأولياء والأئمة الروحانيين.
وأما المعنى الذي يدل على أن (الرب) هو مالك الأمر والنهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والإرشاد، ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة وقطب الاجتماع والمدنية، فكانت له عندهم دلالة أخرى متباينة: وبموجب هذا المفهوم كانوا إما يعتقدون أن النفوس الإنسانية وحدهم رباً من دون الله، وإما يستسلمون لربوبية تلك النفوس في شؤون الأخلاق والمدنية والسياسة مع كونهم يؤمنون إيماناً نظرياً بأن الله هو الرب، هذا هو الضلال الذي مازالت تبعث لحسمه الرسل عليهم اللام من لدن فجر التاريخ، ولأجل ذلك بعث الله أخيراً محمداً صلى الله عليه وسلم. وكانت دعوتهم جميعاً أن الرب بجميع معاني الكلمة واحد ليس غير، وهو الله تقدست أسماؤه. والربوبية ما كانت لتقبل التجزئة ولم يكن جزء من أجزائها ليرجع إلى أحد من دون الله بوجه من الوجوه، وأن نظام هذا الكون مرتبط بأصله ومركزه وثيق الارتباط، قد خلفه الله الواحد الأحد، ويحكمه الفرد الصمد، ويملك كل السلطة والصلاحيات فيه الإله الفذّ الموحد! فلا يد لأحد غير الله في خلق هذا النظام ولا شريك مع الله في إدارته وتدبيره ولا قسيم له في ملكوته. وبما أن الله تعالى هو مالك السلطة المركزية، فإنه هو وحده ربكم في دائرة ما فوق الطبيعة، وربكم في شؤون المدنية والسياسة والأخلاق، ومعبودكم ووجهة ركوعكم وسجودكم، ومرجع دعائكم وعماد توكلكم، والمتكفل بقضاء حاجاتكم، وكذلك هو الملك، ومالك الملك، وهو الشارع والمقنن، وهو الآمر والناهي. وكل هاتين الدلالتين للربوبية اللتين قد فصلتم إحداهما عن الأخرى لجاهليتكم، هي في حقيقة الأمر قوام الألوهية وعمادها وخاصة إلهية الإله. لذلك لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، كما لا يجوز أن يشرك مع الله أحد من خلقه باعتبار أيهما. وأما الأسلوب الذي يدعو به القرآن دعوته هذه فها هو ذا بعبارته:
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين) ... (الأعراف: 54)
(قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق، فما بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون) ... (يونس: 31-32)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) .. (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) (الزمر: 5،6)
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً)
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) … (الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) (غافر: 61، 62، 64، 65)
(والله خلقكم من تراب) … (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى، ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 11 و 13-14)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) ..
(ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يعقلون. بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم) ..
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 26 و 28 – 29،30) (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يُشركون) (الزمر: 67)
(فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين. وله الكبرياءُ في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) (الجاثية: 36-37)
(رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) (مريم: 65)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) (المزمل: 9)
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) (الأنبياء: 92-93)
(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) (الأعراف: 3)
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (آل عمران: 64)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف:110)
فبقراءة هذه الآيات بالترتيب الذي سردناها به، يتبين للقارئ أن القرآن يجعل (الربوبية) مترادفة مع الحاكمية والملكية (Sovereignty) ويصف لنا (الرب) بأنه الحاكم المطلق لهذا الكون ومالكه وآمره الوحيد لا شريك له.
وبهذا الاعتبار هو ربنا ورب العالم بأجمعه ومريبنا وقاضي حاجاتنا.
وبهذا الاعتبار هو كفيلنا وحافظنا ووكلينا.
وطاعته بهذا الاعتبار هي الأساس الفطري الصحيح الذي يقوم عليه بنيان حياتنا الاجتماعية على الوجه الصحيح المرضي، والصلة بشخصيته المركزية تسلك شتى الأفراد والجماعات في نظام الأمة.
وبهذا الاعتبار هو حري بأن نعبده نحن وجميع خلائفه، ونطيعه ونقنت له.
وبهذا الاعتبار هو مالكنا ومالك كل شيء وسيدنا وحاكمنا. لقد كان العرب والشعوب الجاهلية في كل زمان اخطأوا - ولا يزالون يخطئون إلى هذا اليوم - بأنهم وزعوا هذا المفهوم الجامع الشامل للربوبية على خمسة أنواع من الربوبية، ثم ذهب بهم الظن والوهم أن تلك الأنواع المختلفة للربوبية قد ترجع إلى ذوات مختلفة ونفوس شتى، بل ذهبوا إلى أنها راجعة إليها بالفعل. فجاء القرآن فأثبت باستدلاله القوي المقنع أنه لا مجال أبداً في هذا النظام المركزي لأن يكون أمر من أمور الربوبية راجعاً - في قليل أو كثير- إلى غير من بيده السلطة العليا، وأن مركزية هذا النظام نفسها هي الدليل البيّن على أن جميع أنواع الربوبية مختصة بالله الواحد الأحد الذي أعطى هذا النظام خلقه.
ولذلك فإن من يظن جزءاً من أجزاء الربوبية راجعاً إلى أحد من دون الله، أو يرجعه إليه، بأي وجه من الوجوه، وهو يعيش في هذا النظام، فإنه يحارب الحقيقة ويصدف عن المواقع ويبغي على الحق، وباقي بيديه إلى التهلكة والخسران بما يتعب نفسه في مقاومة الحق الواقع.
(الرب) اسْم الله تَعَالَى وَلَا يُقَال الرب فِي غير الله إِلَّا بِالْإِضَافَة وَالْمَالِك وَالسَّيِّد والمربي والقيم والمنعم وَالْمُدبر والمصلح (ج) أَرْبَاب وربوب

(الرب) عصارة التَّمْر المطبوخة وَمَا يطْبخ من التَّمْر وَالْعِنَب وَرب السّمن وَالزَّيْت ثفله الْأسود (ج) ربوب ورباب

الجمع

الجمع:
القراءة بأكثر من رواية في ختمة واحدة، ويعمل به في مقام التعليم، بشروط وأحكام مفصلة، ويسمى عند المغاربة بـ (الإرداف) لأنه يتبع الوجه تلو الوجه، وفي كيفية الأخذ به طرق عدة وهي:
الجمع: ضم ما شأنه الافتراق والتنافر ذكره الحرالي.

وقال الراغب: ضم الشيء بعضه من بعض. والجماع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا، وأجمعت كذا وأكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر، ويقال أجمع المسلمون على كذا اجتمعت آراؤهم عليه.

الجمع عند أهل الحقيقة: إشارة إلى حق بلا خلق، وقيل مشاهدة العبودية، وقيل الفرق ما نسب إليك، والجمع ما سلب عنك، ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد من إقامة وظائف العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق، وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وابتداء لطائف وإحسان فهو جمع، ولا بد للعبد منهما، ومن لا تفرقة له لا عبودية له، ومن لا جمع له لا معرفة له، فقول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُد} إثبات للتفرقة بأثبات العبودية، وقوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} طلب للجمع، فالتفرقة بداية الإرادة والجمع نهايتها.
الجمع:
[في الانكليزية] Groupe of people ،crowd ،addition ،sum ،plural ،union
[ في الفرنسية] Groupe de gens ،foule ،addition ،somme ،pluriel
بالفتح وسكون الميم في اللغة بمعنى الجميع، وجماعة الناس، ومصدر بمعنى ضمّ الأشياء، وجمع الاسم الواحد. والنخل الوافر الثمر. كما في المنتخب. وعند المحاسبين هو زيادة عدد على عدد آخر وما حصل من تلك الزيادة يسمى مجموعا وحاصل الجمع. وفي تقييد العدد بالآخر إشارة إلى أنه لا بدّ من التغاير بين العددين حقيقة، كأن يكون أحدهما خمسة والآخر ستة، لا أن يكون كل منهما خمسة مثلا إذ حينئذ لا يسمّى جمعا بل تضعيفا، هكذا يفهم من شرح خلاصة الحساب.
وعند أهل البديع هو من المحسّنات المعنوية وهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء في حكم كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون في الزينة كذا في الإتقان والمطول. وعند الأصوليين والفقهاء هو أن يجمع بين الأصل والفرع لعلّة مشتركة بينهما ليصحّ القياس، ويقابله الفرق وهو أن يفرّق بينهما بإبداء ما يختصّ بأحدهما لئلّا يصحّ القياس كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد النظر، وتلك العلّة المشتركة تسمّى جامعا كما مرّ في لفظ التمثيل. وعند المنطقيين هو كون المعرّف أي بالكسر بحيث يصدق على جميع أفراد المعرّف أي بالفتح، ويسمّى بالعكس والانعكاس أيضا كما يجئ، وذلك المعرّف أي بالكسر يسمّى جامعا ومنعكسا، وبهذا المعنى يستعمله الأصوليون والمتكلّمون وغيرهم في بيان التعريف. ويطلق على معنى آخر أيضا يجئ ذكره في لفظ المغالطة.

عند أهل البديع هو من المحسّنات المعنوية وهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء في حكم كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون في الزينة كذا في الإتقان والمطول. وعند الأصوليين والفقهاء هو أن يجمع بين الأصل والفرع لعلّة مشتركة بينهما ليصحّ القياس، ويقابله الفرق وهو أن يفرّق بينهما بإبداء ما يختصّ بأحدهما لئلّا يصحّ القياس كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد النظر، وتلك العلّة المشتركة تسمّى جامعا كما مرّ في لفظ التمثيل. وعند المنطقيين هو كون المعرّف أي بالكسر بحيث يصدق على جميع أفراد المعرّف أي بالفتح، ويسمّى بالعكس والانعكاس أيضا كما يجئ، وذلك المعرّف أي بالكسر يسمّى جامعا ومنعكسا، وبهذا المعنى يستعمله الأصوليون والمتكلّمون وغيرهم في بيان التعريف. ويطلق على معنى آخر أيضا يجئ ذكره في لفظ المغالطة.
وعند النحاة والصرفيين هو اسم دلّ على جملة آحاد مقصودة بحروف مفردة بتغيّر ما، ويسمّى مجموعا أيضا. فالآحاد أعمّ من أن تكون جملة أو متفرقة فيشتمل أسماء العدد ورجل ورجلان وأسماء الأجناس كتمر ونخل، فإنّها وإن لم تدل عليها وضعا فقد تدلّ عليها استعمالا وأسماء الجموع كرهط ونفر. وبإضافة الجملة إليها خرجت الواحد والاثنان ورجل ورجلان وبقيت البواقي. وقولنا مقصودة أي يتعلق بها القصد في ضمن ذلك الاسم. وقولنا بحروف مفردة أي بحروف هي مادة لمفرده أي لواحده كما هي مادة له أيضا. فالقصد والدلالة بحروف المفرد بمعنى المدخلية لحروف المفرد فيه لا الاستقلال، إذ الهيئة لها أيضا مدخل في الدلالة. والمراد بحروف مفرده أعمّ من حروف مفرده المحقّق كما في رجال، ومن حروف مفرده المقدّر كما في نسوة فإنه يقدّر له مفرد لم يوجد في الاستعمال، وهو نساء على وزن غلام فإن فعلة من الأوزان المشهورة للجمع لمفرد على فعال بضم الفاء. فبقولنا مقصودة خرجت أسماء الأجناس إذا قصد بها نفس الجنس لا أفراده. وإذا قصد بها الأفراد استعمالا فخرجت بقولنا بحروف مفرده. وخرج بقولنا بحروف مفرده أسماء الجموع وأسماء العدد أيضا.
فإن قيل لم يقدر المفرد في نحو إبل وغنم وقوم ورهط لتدخل في الجمع كما قدّر في نسوة. قيل لعدم جريان أحكام الجمع فيها بل المانع متحقق وهو جريان أحكام المفرد فيها بخلاف نحو نسوة. وبالجملة فنحو نسوة ورجال لمّا كان على أوزان الجموع واستعمالها في التأنيث والرّدّ في التصغير إلى الأصل وامتناع النسبة ومنع الصرف عند تحقق منتهى الجموع اعتبر له واحد محقق أو مقدر. وأما نحو إبل وغنم وخيل ونحوها من أسماء الجموع، فلمّا لم يكن له أحكام الجمع بل أحكام المفرد لم يعتبر له واحد لا محقق ولا مقدر، فإنّ نحو ركب مثلا وإن وافق الراكب في الحروف لكن الراكب ليس بمفرد له، بل كلاهما مفردان، بدليل جريان أحكام المفرد فيهما من التصغير وكون الركب على غير صيغ القلّة وعود ضمير الواحد إليه ونحو ذلك. وهكذا الحال في نحو تمر مما الفارق بينه وبين واحده التاء، فإنه اسم جنس لا جمع وإليه ذهب سيبويه. وقال الأخفش أسماء الجموع التي لها آحاد من تراكيبها جمع فالركب جمع راكب.
وقال الفرّاء وكذا أسماء الأجناس. كتمر فإنه جمع تمرة. وأما اسم جمع أو جنس لا واحد له من لفظه نحو إبل وغنم فليس بجمع على الاتفاق بل الإبل اسم جنس والغنم اسم جمع. ثم الفرق بينهما أنّ اسم الجنس يطلق على القليل والكثير أي يقع على الواحد والاثنين فصاعدا وضعا بخلاف اسم الجمع. فإن قيل الكلم لا يقع على الكلمة والكلمتين وهو جنس.
قيل ذلك بحسب الاستعمال لا بالوضع على أنه لا ضير في التزام كون الكلم اسم جمع وقد مرّ أيضا في لفظ اسم الجنس. ثم إضافة حروف إلى مفرده للجنس أي بجميع حروف مفرده كرجال أو بعضها كسفارج في سفرجل وفرازد في فرزدق. وقولنا بتغيّر ما أي أعم من أن يكون التغير بزيادة كرجال جمع رجل وكما في الجمع السالم أو نقصان ككتب جمع كتاب أو اختلاف في الحركات والسكنات كأسد جمع أسد، ومن أن يكون حقيقة كعامة الجموع أو حكما كما في فلك وهيجان حيث يتّحد فيهما الواحد والجمع حرفا وهيئة، لكنه اعتبر الضمة في فلك والكسر في هيجان في حال الجمع عارضيتين، وفي حال الإفراد أصليتين، فحصل التغير بهذا الاعتبار.
التقسيم
الجمع نوعان صحيح ويسمّى سالما وجمع السلامة أيضا ومكسر ويسمّى جمع التكسير.
فجمع التكسير ما تغيّر بناء واحده أي من حيث نفسه وأموره الداخلة فيه كما هو المتبادر بخلاف جمع السلامة، فإن تغير بناء واحده بلحوق الحروف الخارجة فتغيّر نحو أفراس باعتبار الأمور الداخلة حيث عرض للفاء السكون وصيرورته حرفا ثانيا بعد أن كان أولا، والفصل بين الراء والسين بعد أن كانا متصلين وليس كذلك تغير نحو مسلمون لبقاء بناء مفرده وهو مسلم في التلفظ. فالفرق بين التكسير والتصحيح إنما هو باختصاص التكسير بالتغير بالأمور الدخلة، هكذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية وفيه إشارة إلى جواز إطلاق جمع التصحيح على الجمع السالم. ثم قال والأوجه أن يقال المراد التغيّر بغير إلحاق الواو والياء والنون والألف والتاء، بل لا حاجة إلى مثل هذه التكلفات أصلا إذ في الجمع السالم لم يتغيّر بناء المفرد أصلا فإنّ البناء وهو الصيغة لا يتغيّر بتغيّر الآخر فإنّ رجلا ورجل ورجل بناء واحد وقد سبق ذلك في بيان تعريف علم الصرف في المقدمة. ثم المتبادر من التغيّر تغيّر يكون بحصول الجمعية فلا ينتقض بمثل مصطفون فإنّ تغير الواحد فيه يلزم بعد حصول الجمعية.
ثم لما عرفت في تعريف الجمع أنّ التغير أعمّ من الحقيقي، والاعتباري لم يخرج من تعريف جمع التكسير نحو فلك وهيجان.
والجمع الصحيح بخلافه أي بخلاف جمع التكسير وهو تارة يكون للمذكّر وتارة للمؤنث.
فالجمع الصحيح المذكّر ما لحق آخر مفرده واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة نحو مسلمون ومسلمين جمع مسلم.
والجمع الصحيح المؤنّث ما لحق آخر مفرده ألف وتاء نحو مسلمات جمع مسلمة، وحذف التاء من مسلمة لئلا يجتمع علامتا التأنيث.
وأيضا الجمع إمّا جمع قلّة وهو ما يطلق على عشرة فما دونها إلى الثلاثة بطريق الحقيقة وإمّا جمع كثرة وهو ما يطلق على ما فوق العشرة إلى ما لا نهاية له وقيل على ثلاثة فما فوقها. ثم الجمع الصحيح كله ونحو أفلس وأفراس وأرغفة وغلمة جمع قلة، وما عدا ذلك جمع كثرة. وإذا لم يجئ للفظ إلّا جمع القلّة كأرجل أو جمع كثرة كرجال فهو مشترك بينهما.
وقد يستعار أحدهما للآخر مع وجود ذلك الآخر كقوله تعالى ثَلاثَةَ قُرُوءٍ مع وجود أقراء.
وقد يجمع الجمع ويسمّى جمع الجمع يعني يقدر الجمع مفردا فيجمع على ما يقتضيه الأصول. أما في أوزان القلة ليحصل التكثير ولذلك قل جمع السلامة فيها. وفي جموع الكثرة الغرض من جمعها معاملتها معاملة المفرد ولذلك كثر فيه السّلامة رعاية لسلامة الآحاد.
فمثال جمع التكسير أكالب جمع أكلب جمع كلب، وأناعيم جمع أنعام جمع نعم. ومثال جمع السلامة جمالات جمع جمال جمع جمل، وكلابات جمع كلاب جمع كلب، وبيوتات جمع بيوت جمع بيت.
ثم اعلم أنّ جمع الجمع لا يطلق على أقل من تسعة كما أنّ جمع المفرد لا يطلق على أقل من ثلاثة إلّا مجازا، هكذا يستفاد من شروح الكافية كالفوائد الضيائية وغاية التحقيق والحاشية الهندية وشروح الشافية كالجاربردي.
وعند الصوفية هو إزالة الشعث والتفرقة بين القدم والحدث لأنّه لما انجذب بصيرة الروح إلى مشاهدة جمال الذات استتر نور العقل الفارق بين الأشياء في غلبة نور الذات القديمة، وارتفع التمييز بين القدم والحدث لزهوق الباطل عند مجيء الحقّ، وتسمّى هذه الحالة جمعا. ثم إذا أسبل حجاب العزّة على وجه الذات وعاد الروح إلى عالم الخلق وظهر نور العقل لبعد الروح عن الذات وعاد التمييز بين الحدث والقدم تسمّى هذه الحالة تفرقة.
ولعدم استقرار حال الجمع في البداية يتناوب في العبد الجمع والتفرقة، فلا يزال يلوح له لائح الجمع ويغيب إلى أن يستقرّ فيه بحيث لا يفارقه أبدا. فلو نظر بعين التفرقة لا يزول عنه نظر الجمع، ولو نظر بعين الجمع لا يفقد نظر التفرقة، بل يجتمع له عينان ينظر باليمنى إلى الحقّ نظر الجمع وباليسرى إلى الخلق نظر التفرقة، وتسمّى هذه الحالة الصحو الثاني والفرق الثاني وصحو الجمع وجمع الجمع، وهي أعلى رتبة من الجمع الصرف لاجتماع الضدّين فيها ولأن صاحب الجمع الصرف غير متخلّص عن شرك الشرك والتفرقة بالكلية. ألا ترى أنّ جمعه في مقابلة التفرقة متميّز عنها وهو نوع من التفرقة، وهذه مشتملة على الجمع والتفرقة، فلا تقابل تفرقة ولهذا سميت جمع الجمع. وصاحب هذه الحالة يستوي عنده الخلطة والوحدة ولا يقدح المخالطة مع الخلق في حاله، بخلاف صاحب الجمع الصرف فإنّ حاله ترتفع بالمخالطة والنظر إلى صور أجزاء الكون. وصاحب جمع الجمع لو نظر إلى عالم التفرقة لم ير صور الأكوان إلّا آلات يستعملها فاعل واحد، بل لا يراها في البين فيجمع كل الأفعال في أفعاله وكل الصفات في صفاته وكل الذات في ذاته، حتى لو أحسّ بشيء يراه المحسّ ونفسه الحسّ والحسّ صفة المحسّ، فتارة يكون هو صفة المحبوب وآلة علمه، وتارة يكون المحبوب صفة وآلة علمه وتصرفه كقوله سبحانه كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا؛ وكما لا يتطرق السّكر إلى الصحو الثاني فكذلك لا تصيب التفرقة هذا الجمع لأنّ مطلعه أفق الذات المجردة وهو الأفق الأعلى، ومطلع الجمع الصرف أفق اسم الجامع وهو الأفق الأدنى.
والجمع الصرف يورث الزندقة والإلحاد ويحكم برفع الأحكام الظاهرية، كما أنّ التفرقة المحضة تقتضي تعطيل الفاعل المطلق. والجمع مع التفرقة يفيد حقيقة التوحيد والتمييز بين أحكام الربوبية والعبودية. ولهذا قالت المتصوّفة: الجمع بلا تفرقة زندقة والتفرقة بلا جمع تعطيل، والجمع مع التفرقة توحيد، ولصاحب الجمع أن يضيف إلى نفسه كل أثر ظهر في الوجود وكل فعل وصفة وأثر لانحصار الكلّ عنده في ذات واحدة. فتارة يحكي عن حال هذا وتارة عن حال ذاك، ولا نعني بقولنا قال فلان بلسان الجمع إلّا هذا، والجمع واد ينصبّ إلى بحر التوحيد، كذا في شرح القصيدة الفارضية. وفي كشف اللّغات يقول: الجمعية في اصطلاح السّالكين إشارة إلى الانتقال من مشاهدة الكلّ إلى الواحد. والتفرقة: عبارة عن تعلّق القلب بأمور متعدّدة فيتشتّت. وقيل:
الجمعية (اجتماع الخاطر) هي أن يصل السّالك إلى مرتبة المحو بحيث يغيب عن حسّه بالناس وبنفسه. ويقولون أيضا: الجمع شهود الحقّ بدون الخلق. وجمع الجمع شهود الخلق قائمين بالحقّ.
[الجمع] لصاب ولُصوبٌ. وفلانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يعطي شيئاً. ولَصِبَ الخاتَمُ في الإصبع، وهو ضدُّ قَلِقَ. واللواصب في شعر كثَيِّر : الآبار الضيقة البعيدة القعر.

خسف

(خسف) : الخَيْسُفان: الرَّدِيءُ من التَّمر.
(خسف) : دَعْه بِخُفْس، أي دَع الأَمْرَ كما هُو.
ويقالُ لسَنامِ البَعِيرِ: خَفَسَ فيه الدَّبَرُ: إذا كَثُر. 

خسف


خَسَفَ(n. ac. خُسُوْف)
a. Sank.
b. Became eclipsed (moon).
c.(n. ac. خَسْف), Caused to sink, sank ( a well ).
d. Put out ( an eye ).
إِنْخَسَفَa. see I (a) (b).
خَسْفa. Depreciation.
b. Sinking, wasting away.
c. Depression, hollow; pool of water.

خَاْسِف
(pl.
خُسُف)
a. Lean, emaciated; wasting away.
b. Nearly dry (spring). —
خَسِيْف خَسُوْف
(pl.
خُسُف), Well sunk in the rock.
خُسُوْفa. Eclipse ( of the moon ).
أَخَاْسِفُa. Tracts of soft land.
خسف: خسف، عند كرتاس يقال خسف به.
وخسف بالقمر: ذهب ضوؤه. ويقال أيضاً عنده كسف بالقمر للدلالة على نفس المعنى.
خِسَاف: جلد للأحذية (محيط المحيط).
خِساف الميــزان: ثقل معدل في الميــزان (محيط المحيط) وهو يقول: وهما تصحيف الخصاف.
خسيف: أسيف، حزين (مهيرن ص27).
مًخْسُوف: ناقص (محيط المحيط).
خسكنيت: هكذا كتب بارت (1: 427) اسم النبات الذي اسمه العلمي: Pennisetum distichum. وهو نبات بذوره مغطاة بغلاف مشوك يؤذي المسافر في أفريقية الوسطى، وهو يجده في كل مكان فيخزه ولا يمكنه الخلاص منه.
وهو عند ديسكارباك (ص421) كسكينت.
خسف الخسف سؤوخ الأرض بما عليها، انخسفت به الأرض. وخسف المكان يخسف، وخسفه الله. وعين خاسفة هي التي قد فقئت حتى غابت حدقتها في الرأس. وبئر مخسوفة وخسيف، وهن الأخسفة. وحفر الحافر فأخسف أي وجد بئره خسيفاً؛ وهي التي نقب جبلها عن عيلم الماء فلا تنزف أبداً. والخسف من السحاب ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثير. والشمس تخسف. والخسف أن يحملك إنسان ما تكره، وكذلك الخسف. وناقة خسيفة غزيرة. والخسف الجوز - بلغة الشجر -، الواحدة خسفة. ورأيت فلاناً خاسفاً أي متغير اللون والهيئة. والخسفة الهزال وسوء الحال. والأخاسيف جمع الخسفة وهي الأرض المستوية.
خسف
الخُسُوف للقمر، والكسوف للشمس ، وقال بعضهم: الكسوف فيهما إذا زال بعض ضوئهما، والخسوف: إذا ذهب كلّه. ويقال خَسَفَهُ الله وخسف هو، قال تعالى: فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ [القصص/ 81] ، وقال: لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا [القصص/ 82] ، وفي الحديث: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله لا يُخْسَفَانِ لموت أحد ولا لحياته» ، وعين خَاسِفَة: إذا غابت حدقتها، فمنقول من خسف القمر، وبئر مَخْسُوفَة: إذا غاب ماؤها ونزف، منقول من خسف الله القمر. وتصوّر من خسف القمر مهانة تلحقه، فاستعير الخسف للذّلّ، فقيل: تحمّل فلان خسفا.
خ س ف: (خَسَفَ) الْمَكَانُ ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ غَابَ بِهِ فِيهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81] وَخُسِفَ هُوَ فِي الْأَرْضِ وَخُسِفَ بِهِ وَقُرِئَ: «لَخُسِفَ بِنَا» عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَفِي حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ «لَانْخُسِفَ بِنَا» كَمَا يُقَالُ: انْطُلِقَ بِنَا. وَ (خُسُوفُ) الْقَمَرِ كُسُوفُهُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ هَذَا أَجْوَدُ الْكَلَامِ. 
خ س ف : خَسَفَ الْمَكَانُ خَسْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَخُسُوفًا أَيْضًا غَارَ فِي الْأَرْضِ وَخَسَفَهُ اللَّهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَخَسَفَ الْقَمَرُ ذَهَبَ ضَوْءُهُ أَوْ نَقَصَ وَهُوَ الْكُسُوفُ أَيْضًا وَقَالَ ثَعْلَبٌ أَجْوَدُ الْكَلَامِ خَسَفَ الْقَمَرُ وَكَسَفَتْ الشَّمْسُ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي الْفَرْقِ إذَا ذَهَبَ بَعْضُ نُورِ الشَّمْسِ فَهُوَ الْكُسُوفُ وَإِذَا ذَهَبَ جَمِيعُهُ فَهُوَ الْخُسُوفُ وَخَسَفَتْ الْعَيْنُ إذَا ذَهَبَ ضَوْءُهَا وَخَسَفَتْ عَيْنُ الْمَاءِ غَارَتْ وَخَسَفْتُهَا أَنَا وَأَسَامَهُ الْخَسْفَ أَوْلَاهُ الذُّلَّ وَالْهَوَانَ. 
خ س ف

خسف القمر. وخسفت الأرض وانخسفت: ساخت بما عليها، وخسف الله بهم الأرض.

ومن المجاز: سامه خسفاً: ذلاً وهواناً، ورضى بالخسف. وبات على الخسف: على الجوع. وشربوا على الخسف: على غير ثفل. وعين خاسفة: فقئت حتى غابت حدقتها في الرأس، وخسفت عينه وانخسفت. وخسف بدنه: هزل، وفلان بدنه خاسف، ولونه كاسف. قال يصف صائداً:

أخو قترات قد تبين أنه ... إذا لم يصب لحماً من الوحش خاسف

وخسفت إبلك وغنمك، وأصابتها الخسفة وهي تولية الطرق. وإن للمال خسفتين: خسفة في الحر وخسفة في البرد.
[خسف] خَسَفَ المكان يَخْسِفُ خُسوفاً: ذهَبَ في الأرض. وخَسَفَ الله به الأرض خَسْفاً، أي غاب به فيها. ومنه قوله تعالى: {فَخَسَفْنا به وبدارِهِ الأرضَ} . وخَسَفَ في الارض وخسف به. وقرئ: {لخسف بنا} على ما لم يسمَّ فاعلُه. وفى حرف عبد الله: {لا نخسف بنا} كما يقال: انطلق بنا. وخسوف العين: ذَهابها في الرأس. وخُسوفُ القمر: كسوفه. قال ثعلب: كسفت الشمسُ وخَسَفَ القمر هذا أجود الكلام. والخَسْفُ: النقصانُ. يقال رضي فلانٌ بالخَسْفِ، أي بالنقيصة، وبات فلانُ الخَسْفَ، أي جائعاً. ويقال سامه الخَسْفَ، وسامه خَسْفاً، وخُسْفاً أيضاً بالضم، أي أَوْلاهُ ذُلاً، ويقال كلّفه المشقّة والذلَّ وخَسْفُ الركية: مخرج مائها، حكاه أو زيد. والخاسف: المهزول. قال أبو عمرو: الخَسيفُ: البئر التي تحفر في حجارةٍ فلا ينقطع ماؤها كثْرةً، والجمع خُسُفٌ. ويقال: وقعوا في أَخاسيفَ من الارض، وهى اللينة.
(خ س ف) : (خَسَفَتْ) الشَّمْسُ وَكَسَفَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ (وَفِي) حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أَتَيْتُ عَائِشَةَ حِين خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ» الْحَدِيثَ، (وَقَوْلُهُ) وَلَوْ اشْتَرَى بِئْرًا (فَأَخْسَفَتْ) أَوْ انْهَدَمَتْ أَيْ ذَهَبْتَ فِي الْأَرْضِ بِطَيِّهَا مِنْ الْحِجَارَةِ أَوْ الْخَشَبِ وَهُوَ فَوْقَ الِانْهِدَامِ مِنْ قَوْلِهِمْ انْخَسَفَتْ الْأَرْضُ إذَا سَاخَتْ بِمَا عَلَيْهَا وَخَسَفَهَا اللَّهُ وَخَسَفَتْ الْعَيْنُ وَانْخَسَفَتْ غَابَتْ حَدَقَتُهَا فِي الرَّأْسِ وَهِيَ خَاسِفَةٌ وَخَسِيفَةٌ (وَعَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -) لَا قِصَاصَ فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ وَإِنْ رَضِيَ أَنْ تُخْسَفَ وَلَا تُقْلَعَ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي الْأُذُنِ إذَا يَبِسَتْ أَوْ انْخَسَفَتْ فَهُوَ تَحْرِيفٌ لِاسْتَحْشَفَتْ وَقَدْ سَبَقَ وَأَمَّا انْخَسَتْ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَمَعْنَاهُ انْقَبَضَتْ وَانْزَوَتْ وَهُوَ وَإِنْ كَانَ التَّرْكِيبُ دَالًّا عَلَى التَّأَخُّرِ صَحِيحٌ لِأَنَّ الْجِلْدَ الرَّطْبَ إذَا يَبِسَ تَقَبَّضَ وَتَقَلَّصَ وَإِذَا تَقَبَّضَ تَأَخَّرَ.
[خسف] نه فيه: لا "ينخسفان" لموت أحد ولا لحياته، يقال: خسف القمر، كضرب وببناء المجهول، وقد ورد كثيرًا في الحديث للشمس، والمعروف لها في اللغة الكسوف، ووروده هنا لتغليب القمر العكس في رواية لا ينسفان ووروده لها منفردًا مجاز. ك: "خسفت" الشمس، بفتحتين ذهب نورها. ولا "يخسفان" بفتح أوله على أنه الزم، ويجوز ضمها على أنه متعد، ومنعه بعض ولا دليل، ولا لحياته تتميم إذ لم يدع أحد لحياة أحد، وكسفت الشمس والقمر وخسفتا مبنيين للفاعل والمفعول وانكسفتا وانخسفتا والكل بمعنى، والمشهور بألسنة الفقهاء تخصيص الكاف بالشمس والخاء بالقمر، وفيه رد لمعتقد المنجمين من تأثيرهما في العالم، والكفرة من تعظيمهما لكونهما أعظم الأنوار، وذلك لعروض النقص بذهاب نورهما. نه وفيه: من ترك الجهاد ألبسه الله الصلة وسيم "الخسف" الخسف النقصان والهوان، وأصله أن تحبس الدابة بغير علف، ثم استعير له، وسيم كلف والزم. وفي ح عمر سأله العباس عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم "خسف" لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر، أي أنبطها وأغزرها لهم، من قولهم: خسف البئر، إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير، يريد أنه ذلل لهم الطريق إليه، وبصرهم بمعانيه وفنن أنواعه، وقصده، فاحتذى الشعراء على مثاله. ومنه قول الحجاج لمن بعثه يحفر بئرا: أ "خسفت" أم أوشلت، أي اطلعت ماء غزيرًا أم قليلًا. غ: من الخسيف وهو البئر الغزيرة. ط: "خسف" المكان، ذهب به في الأرض، والمسخ تحويل صورة إلى أقبح، وهذه الأمة مأمونة منهما فالحديث تغليظ، وقيل: هما في القلوب، وقيل: بل غير مأمونة.
باب الخاء والسين والفاء معهما خ س ف، خ ف س، س خ ف، ف س خ مستعملات

خسف: الخَسْفُ: سُؤُوخُ الأرض بما عليها من الأشياء.. انْخَسَفَتْ به الأرض، وخسفها الله به. وعين خاسفة: فقئت، وغابت حدقتها. وبئر خسيفٌ مخسوفة، أي: نقب جبلها عن عيلم الماء فلا تنزف أبداً، وهن الأخسفة. وناقة خسيفٌ: غزيرة سريعة الإنقطاع من اللبن في الشتاء. والخَسيفُ من السحاب: ما نشأ من قبل العين، أي: من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة، وفيه ماء كثير.. وخسفناها خسفا. وخسوفُ الشمسِ: يوم القيامة: دخولها في السَّماء، كأنها تكورت في جحر. والخَسْفُ: تحميلك إنساناً ما يكره. والخَسْفُ: الجور، بلغة الشحر،

خفس: [يقال للرجل: خَفَسْتَ يا هذا، وأَخْفَسْتَ] »

وهو من سوء القول- إذا قلت لصاحبك: أقبح ما تقدر عليه. وشراب مُخْفِسٌ: سريع الإسكار، وهو من القبح، لأنك تخرج منه إلى قبح القول والفعل.

سخف: السُّخْفُ: رقة العقل.

وفي حديث أبي ذر: أنه لبث أياماً فما وجد سَخْفَةَ الجوع ،

أي: رقته وهزاله. ورجلٌ سَخيفٌ، بين السُّخْفِ. وهذا من سَخْفَةِ عقلهِ، وسَخافَةِ عقلهِ. وثوبٌ سخيفٌ: رقيق النسج، بين السَّخافة، ولا يكادون يقولون: السُّخْف، إلا في العقل خاصة، والسَّخافةُ عام في كل شيء.

فسخ: الفَسْخُ: زوال المفصل عن موضعه.. وقع فانفَسَخَتْ قدمه، وفَسَخْته أنا. وفَسَخْتُ البيع بينهما فانْفَسَخَ، أي: نقضته فانتقض. والفَسِيخُ: الضعيف المُتَفَسِّخ عند الشدة. والفَسْخُ: حل العمامة، تقول: أفْسَخْ عمامتك، أي: حلها. وانفسخ اللحم، أي: أصل وتفسخ عن العظم. وانْفَسَخَ الشعر عن الجلد، ولا يقال إلا لشعر الميت وجلده ورجل فَسِيخٌ: لا يظفر بحاجته. 
خسف
خسَفَ1 يخسِف، خُسوفًا، فهو خاسِف
• خسَف القمرُ: ذهب ضوءُه، احتجب ضوءُه كلُّه أو بعضُه عندما تكون الأرض بينه وبين الشَّمس، أظْلم "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ [حديث]- {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ". 

خسَفَ2 يَخسِف، خَسْفًا وخُسوفًا، فهو خاسِف، والمفعول مَخْسوف (للمتعدِّي)
• خسَفتِ الأرضُ: غارت بما عليها "خسفت عينُ الماء: نَقَصت، غارت".
• خسَف اللهُ بهم الأرضَ: غيَّبهم فيها " {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} ". 

انخسفَ ينخسف، انخسافًا، فهو منخسِف
• انخسفتِ الأرضُ: مُطاوع خسَفَ2: غارت واختفت بما عليها "انخسفت المدينةُ بكاملها إثر تعرُّضها لزلزال شديد".
• انخسفتِ العينُ: عميت "كادت عينه تنخسف لولا أن تداركتها عناية الله".
• انخسف القمرُ: خسَف، ذهب ضوءُه وأظلم، لم يَعُدْ يظهر. 

خَسْف [مفرد]:
1 - مصدر خسَفَ2.
2 - ذُلّ وهوان "سامَه الخَسْف".
3 - جوع "شرب على الخَسْف- بات على الخَسْف". 

خُسُوف [مفرد]: مصدر خسَفَ1 وخسَفَ2 ° خُسُوف العين: ذهابُها في الرَّأس.
• خُسوف القمر: (فك) ذهاب نوره عندما تكون الأرضُ بينه وبين الشّمس.
• الخُسوفان: الخُسوف والكسوف وهما الكسوفان أيضًا تغليبًا لأحدهما. 
الْخَاء وَالسِّين وَالْفَاء

الَخسف: سُؤوخ الأَرْض بِمَا عَلَيْهَا.

خَسَفت تَخْسِف خَسْفا وخُسوفا، وانخسفت، وخَسفها الله.

وخسفت عينُه: ساخت.

وخَسفها يَخْسِفها خَسْفا، وَهِي خَسِيفة: فقأها.

وخَسَفت الشمسُ تَخْسِف خُسوفا: ذهب ضوؤها.

وخَسفها الله، وَكَذَلِكَ الْقَمَر.

وَخسف الشيءَ يخسِفه خَسفا: خَرقه.

وخَسَفَ السقفُ نَفسه، وانخسف: انخرق.

وبئر خَسوف وخَسيف: حُفرت فِي حِجَارَة فَلم تَنْقَطِع لَهَا مَادَّة: وَالْجمع: اخسفة، وخُسُف، وَقد خَسفها خَسْفا.

وناقة خَسِيف: غزيرة سريعة الْقطع فِي الشتَاء، وَقد خسفت خسفا.

والَخِسيف من السَّحَاب: مَا نَشأ من قِبَل العَين حَامِل مَاء كثير، وَالْعين عَن يَمِين الْقبْلَة.

واَلخسْف والخُسْف: الإذلال وتحميل الْإِنْسَان مَا يكره، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذا سامه خُطَّتي خَسْف فَقَالَ لَهُ اعرِضْ على كَذَا أسْمَعْها حارِ

والخَسْف: الظُّلم، قَالَ قيس بن الخَطيم:

وَلم أرَ كامريء دنو لخَسْف لَهُ فِي الأَرْض سَيرٌ وانتواء وَقَالَ سَاعِدَة بن جُؤية:

أَلا يَا فَتى مَا عَبْد شَمس بمُثلة يُبّلّ على العادي وتُؤْبىَ المخاسِفُ

المخاسف: جمع خَسف، خَرج مَخَرج: مَشابه، ومَلامح.

والخسف: الْجُوع، قَالَ بِشْر بن أبي خازم:

بضَيفٍ قد ألم بهم عِشاًء على الخَسْف المُبيَّن والجُدوبِ

والخَسْف فِي الدَّوَابّ: أَن تُحْبَس على غير عَلَف.

والخَسْف: النُّقصان.

والخاسف: المَهزول.

والخَسْف: الجَوْز الَّذِي يُؤْكَل، واحدته: خَسْفة، شحْريّة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ الخُسْف، بِضَم الْخَاء وَسُكُون السِّين، وَهُوَ الصَّحِيح.

والخَسِيفانُ: رَدِيء التَّمْر، عَن أبي عَمْرو الشَّيباني، حَكَاهُ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة، قَالَ: وَزعم أَن النُّون نون التَّثْنِيَة وَأَن الضَّم فِيهَا لُغَة. وحُكى عَنهُ أَيْضا: هما خليلانُ، بِضَم النُّون.
خسف
خسف المكان يخسف خسوفاً: ذهب في الأرض. وخسف اله به الأرض خسفاً: أي غيبة فيها، ومنه قوله تعالى:) فَخَسَفْنا به وبدارِه الأرْضَ (. وقرأ حفص ويعقوب وسهل قوله تعالى:) لَخَسَفَ بنا (الباقون:) لَخُسِفَ بنا (.
وخسوف العين: ذهابها في الرأس.
وخسوف القمر: كسوفه، وقال ثعلب: كسفت الشمس وخسف القمر؛ هذا أجود الكلام، وقال أو حاتم في الفرق بين الخسوف والكسوف: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف؛ وإذا ذهب كلها فهو الخسوف.
والخسف: النقصان، يقال: رضي فلان بالخسف: أي بالنقصية.
وبات فلان الخسف: أي جائعاً، قال:
بِتْنا على الخَسْفِ لا رِسْلٌ نُقَاتُ به ... حتّى جَعَلْنا حِبَالَ الرَّحْلِ فصلانا
أي: لا قوت لنا حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا فنتقوت لبنها.
وخسف الركية: مخرج مائها، حكاه أبو زيد.
والخاسف: المهزول.
وقال أبن الأعرابي: يقال للغلام الخفيف: خاسف وخاشف.
وشربنا على الخسف: أي شبنا على غير أكل.
قال: والخسف: الحوز الذي يؤكل، وقال أبو عمرو: هو الخسف والخسف - بالفتح والضم - وهي لغة أهل الشحر.
قال: والخسف - بضمتين -: النقه من الرجال، الواحد: خاسف.
ودع الأمر بخسف: أي دعه كما هو.
وخساف: برية بين بالس وحلب، وقال أبن دريد: خساف مفازة بين الحجاز والشام.
وخسف: إذا خرج من المرض.
وقال أبن عباد: يقال رايته خاسفاً: أي متغير اللون.
وقال الليث: الخسف من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة.
قال: والخسف: أن يحملك الإنسان ما تكره، قال جثامة:
وتلك التي رامَهَا خُطَّةٌ ... من الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المحفِلا
ويقال: سامه الخسف وسامه خسفاً وخسفاً - أيضاً بالضم -: أي أولاه ذلا؛ ويقال: كلف المشقة والذل. ومنه حديث علي - رضي الله عنه -: من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف. قال القتبي: الخسف: أن تحبس الدابة على غير علف؛ ثم يستعار فيوضع موضع التذليل.
وفي حديث عمر: أن العباس بن عبد المطلب - رض الله عنهما - سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر. أي أنبطها وأغرزها؛ من قولهم: خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير؛ فلا ينقطع ماؤها كثرة، فهي خسيف ومخسوفة، قال:
قد نُزِحَتْ إنْ لم تكُنْ خسِيْفا ... أوْ يَكُنِ البضحْرُ لها حُلِيْفا
وقال صخر الغي الهذلي:
له مائحٌ وله نازِعٌ ... يَجُشّانِ بالدَّلْوِ ماءً خَسِيْفا
والجمع: أخسفه وخسف: قال أبو نواس يرثي خلفاً الأحمر:
مَنْ لا يُعَدُّ العِلْمُ إلاّ ما عَرضفْ ... قَلَيْذَمٌ من العَيَالِيْمِ الخُسُفْ
والخسيف من السحاب: ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثيراً؛ كالخسف، والعين: عن يمين القبلة.
وعَيْنٌ خَسِيْفٌ وخاسِفٌ
بلا هاء: أي غائرة، وأنشد الفراء:
من كُلِّ مُلْقي ذَقَنٍ جَحُوْفِ ... يُلحُّ عِنْدَ عَيْنها الخَسِيْفِ
وناقة خسيف: غزيرة سريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت خسفاً.
ويقال: وقعوا في أخاسيف من الأرض: وهي اللَّينة.
والخيسفان: النخلة التي يقل حملها ويتغير بسرها. وقال أبو عمرو: الخيسفان: الردي من التمر ويقال: حفر فلان فأخسف: أي وجد بئره خسيفاً، ومنه حديث الحجاج: أأخسفت أم أوشلت وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ن وط. وأخسفت العين وانخسفت: أي عميت.
وقرأ أبن مسعود - رضي الله عنه - والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن قطيب وأبان بن تغلب وطاوس:) لَوْلا أنْ مَنَّ اللهُ علينا لانْخُسِفَ بنا (على ما لم يسم فاعله؛ كما يقال: انطلق بنا.
والتركيب يدل على غموض وغؤور.

خسف: الخسف: سُؤُوخُ الأَرض بما عليها. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً

وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَي

غابَ به فيها؛ ومنه قوله تعالى: فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ. وخَسَفَ

هو في الأَرض وخُسِفَ به، وقرئ: لخُسِف بنا، على ما لم يسمَّ فاعله. وفي

حرف عبد اللّه: لا نْخُسِفَ بنا كما يقال انْطُلِقَ بنا، وانْخَسَفَ به

الأَرضُ وخَسَفَ اللّه به الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً: ذهَب

في الأَرض، وخَسَفَه اللّه تعالى. الأَزهري: وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ

إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها. والخَسْفُ: إلْحاقُ الأَرض الأُولى

بالثانية. والخَسْفُ: غُؤُورُ العينِ، وخُسوفُ العينِ: ذَهابُها في الرأْس. ابن

سيده: خَسَفَتْ عينُه ساخَتْ، وخسَفَها يَخْسِفُها خَسْفاً وهي خَسِيفةٌ:

فَقَأَها. وعين خاسِفةٌ: وهي التي فُقِئَتْ حتى غابت حَدَقَتاها في

الرأْس. وعينٌ خاسِفٌ إذا غارَتْ، وقد خَسَفَتِ العينُ تَخْسِفُ خُسُوفاً؛

وأَنشد الفراء:

مِن كلِّ ملْقى ذَقَنٍ جَحُوفِ،

يَلِحُّ عِنْدَ عَيْنِها الخَسِيفِ

وبعضهم يقول: عينٌ خَسِيفٌ والبئر خَسِيفٌ لا غير. وخَسَفَتِ الشمسُ

وكسَفَتْ بمعنًى واحد. ابن سيده: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب

ضَوْؤُها، وخسَفَها اللّه وكذلك القمر. قال ثعلب: كسَفتِ الشمسُ وخسَف القمر

هذا أَجودُ الكلام، والشمسُ تَخْسِفُ يوم القيامةِ خُسوفاً، وهو دخولها

في السماء كأَنها تَكَوَّرَتْ في جُحْر. الجوهري: وخُسوفُ القمرِ كُسوفُه.

وفي الحديث: إن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفانِ

(* قوله «لا يخسفان» في

النهاية: لا ينخسفان.) لموْتِ أَحَدٍ ولا لِحَياتِه. يقال: خَسَفَ القمرُ

بوزن ضرَب إذا كان الفعل له، وخُسِفَ على ما لم يسمّ فاعله. قال ابن

الأَثير: وقد ورد الخُسوفُ في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة

الكسوفُ لا الخُسوفُ، فأَما إطلاقُه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على

تأْنيث الشمس، فجمع بينهما فيما يَخُصّ القمر، وللمعاوضة أَيضاً فإنه قد

جاء في رواية أُخرى: إن الشمس والقمر لا يَنْكَسِفانِ، وأَما إطلاقُ

الخُسوفِ على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما

وإظلامهما. والانْخِسافُ: مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ. وخَسَفَ الشيءَ

يَخْسِفُه خَسْفاً: خَرَقَه. وخَسَفَ السقْف نفْسُه وانْخَسَفَ: انْخَرَقَ.

وبئر خَسُوفٌ وخَسِيفٌ: حُفِرَتْ في حجارة فلم ينقطع لها مادّة لكثرة

مائها، والجمع أَخْسِفةٌ وخُسُفٌ، وقد خَسَفَها خَسْفاً، وخَسْفُ

الرَّكِيَّةِ: مَخْرَجُ مائها. وبئرٌ خَسِيفٌ إذا نُقِبَ جَبَلُها عن عَيْلَمِ الماء

فلا يَنْزَحُ أَبداً. والخَسْفُ: أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إلى ماء عِدٍّ.

أَبو عمرو: الخَسِيفُ البئر التي تُحْفَرُ في الحجارة فلا ينقطع ماؤها

كثرةً؛ وأَنشد غيره:

قد نَزَحَتْ، إنْ لم تَكُنْ خَسِيفا،

أَو يَكُنِ البَحرُ لها حليفا

وقال آخر: من العَيالِمِ الخُسْفُ، وما كانت البئر خَسِيفاً، ولقد

خُسِفَتْ، والجمع خُسُفٌ. وفي حديث عمر أَن العباس، رضي اللّه عنهما، سأَله عن

الشعراء فقال: امرؤ القيس سابِقُهم خَسَفَ لهم عَيْن الشعر فافْتَقَرَ

(* قوله «فافتقر إلخ» فسره ابن الأثير في مادة فقر فقال: أَي فتح عن معان

غامضة.) عن معانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ أَي أَنْبَطَها وأَغْزَرها لهم،

من قولهم خَسَفَ البئرَ إذا حَفَرَها في حجارة فنبعت بماء كثير، يريد أَنه

ذَلَّلَ لهم الطريق إليه وبَصَّرَهُم بمَعاني الشِّعْر وفَنَّن أَنواعه

وقَصَّدَه، فاحْتَذَى الشعراء على مثاله فاستعار العين لذلك. ومنه حديث

الحجاج قال لرجل بعثه يَحفِرُ بئراً: أَخَسَفْتَ أَم أَوشَلْتَ؟ أَي

أَطْلَعْتَ ماء كثيراً أَم قلِيلاً. والخَسِيفُ من السَّحابِ: ما نَشَأَ من

قِبَلِ العَيْنِ حامِلَ ماء كثير والعينُ عن يمين القبلة. والخَسْفُ:

الهُزالُ والذُّلُّ. ويقال في الذُّلِّ خُسْفٌ أَيضاً، والخَسْفُ والخُسْفُ:

الإذْلالُ وتَحْمِيلُ الإنسان ما يَكْرَه؛ قال الأَعشى:

إذْ سامَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له:

اعْرِضْ عليَّ كذا أَسْمَعْهما، حارِ

(* في قصيدة الأعشى:

قلْ ما تشاء، فاني سامعٌ حارِ)

والخَسْفُ: الظلم؛ قال قَيس بن الخطيم:

ولم أَرَ كامْرئٍ يَدْنُو لِخَسْفٍ،

له في الأَرض سَيْرٌ وانْتِواء

وقال ساعِدةُ بن جُؤيّةَ:

أَلا يا فَتًى، ما عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِه

يُبَلُّ عل العادِي وتُؤْبَى الـمَخاسِفُ

الـمَخاسِفُ: جمع خَسْفٍ، خَرَجَ مَخْرَجَ مَشابهَ ومَلامِحَ. ويقال:

سامَه الخَسْفَ وسامَه خَسْفاً وخُسْفاً، أَيضاً بالضم، أَي أَوْلاه

ذُلاًّ. ويقال: كلَّفه الـمَشَقَّةَ والذُّلَّ. وفي حديث عليّ: مَنْ تَرَكَ

الجِهادَ أَلْبَسَه اللّهُ الذِّلَّةَ وسيمَ الخَسْفَ؛ الخَسْفُ:

النُّقْصانُ والهَوانُ، وأَصله أَن تُحْبَسِ الدابةُ على غير عَلَفٍ ثم استعير فوضع

موضع الهَوان، وسِيمَ: كُلِّفَ وأُلزِمَ. والخَسْفُ: الجُوعُ؛ قال بِشْر

بن أَبي خازم:

بضَيْفٍ قد أَلَّم بِهِمْ عِشاءً،

على الخَسْفِ الـمُبَيَّنِ والجُدُوبِ

أَبو الهيثم: الخاسفُ الجائعُ؛ وأَنشد قول أَوس:

أَخُو قُتُراتٍ قد تَبَيَّنَ أَنه،

إذا لم يُصِبْ لَحْماً من الوَحْشِ، خاسِفُ

أَبو بكر في قولهم شربنا على الخَسْفِ أَي شربنا على غير أَكل. ويقال:

بات القوم على الخَسْف إذا باتوا جياعاً ليس لهم شيء يتقوَّتونه. وباتت

الدابةُ على خَسْف إذا لم يكن لها عَلَف؛ وأَنشد:

بِتْنا على الخَسْفِ، لا رِسْلٌ نُقاتُ به،

حتى جَعَلْنا حِبالَ الرَّحْلِ فُصْلانا

أَي لا قُوتَ لنا حتى شَدَدْنا النُّوقَ بالحِبالِ لِتَدِرَّ علينا

فَنَتَقَوَّتَ لبَنها. الجوهري: بات فلان الخَسْفَ أَي جائعاً. والخَسْفُ في

الدَّوابّ: أَن تُحْبَسَ على غير عَلَف. والخَسْفُ: النُّقْصانُ. يقال:

رَضِيَ فلان بالخَسْفِ أَي بالنَّقِيصة؛ قال ابن بري: ويقال الخَسِيفَةُ

أَيضاً؛ وأَنشد:

ومَوْتُ الفَتى، لم يُعْطَ يَوْماً خَسِيفَةً،

أَعَفُّ وأَغْنَى في الأَنامِ وأَكْرَمُ

والخاسِف: الـمَهْزولُ. وناقة خَسِيفٌ: غَزيرَةٌ سرِيعةُ القَطْعِ في

الشّتاء، وقد خَسَفَتْ خَسْفاً. والخُسُفُ: النُّقَّهُ من الرِّجال. ابن

الأَعرابي: ويقال للغلام الخَفِيف النَّشِيطِ خاسِفٌ وخاشِفٌ ومَرّاقٌ

ومُنْهَمِكٌ.

والخَسْفُ: الجَوْزُ الذي يؤكل، واحدته خَسْفةٌ، شِحْرِيّةٌ؛ وقال أَبو

حنيفة: هو الخُسْفُ، بضم الخاء وسكون السين؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح.

والخَسِيفانُ: رَدِيءُ التمْرِ؛ عن أَبي عمرو الشيباني، حكاه أَبو عليّ

في التذكرة وزعم أَن النون نون التثنية وأَنّ الضم فيها لغة، وحكى عنه

أَيضاً: هما خليلانُ، بضم النون.

والأَخاسِيفُ: الأَرضُ اللَّيِّنَةُ. يقال: وقَعُوا في أَخاسِيفَ من

الأَرض وهي اللينة.

خسف

1 خَسَفَ, aor. ـِ (JK, S, Msb, K,) inf. n. خَسْفٌ, (JK,) or خُسُوفٌ, (S, K,) or both; (Msb;) [and ↓ انخسف;] It (a place) sank, (JK, Msb,) or went away, into the ground, or earth, (S, Msb, K,) with what was upon it. (JK.) You say, الأَرْضُ ↓ انخسف, [and خَسَفَت,] The ground sank [into the earth] with what was upon it. (TA.) And بِهِ الأَرْضُ ↓ انخسفت, (JK,) or به الارض ↓ انخسف, and خُسِفَ به الارض, (TA,) and خَسَفَتْ, (Msb in art. سوخ,) The ground sank with him, or it: (JK:) or the ground, or earth, [swallowed up him, or it; or] took and enclosed him, or it. (TA.) And البِئْرُ ↓ انخسفت The well [sank and collapsed; or] went away into the earth with its casing of stones and wood. (Mgh.) And خَسَفَ فِى الأَرْضِ and خُسِفَ بِهِ [He, or it, sank into the ground, or earth, and became swallowed up, or enclosed, or concealed, therein]. (S.) It is said in the Kur [xxviii. 82], accord. to one reading, لَخُسِفَ بِنَا [We had been swallowed up by the earth]: (S:) accord. to another reading, (that of 'Abd-Allah, S, i. e. Ibn-Mes'ood, TA,) بنا ↓ لَانْخُسِفَ, (S, K,) in the pass. form; (K;) [meaning the same;] like as one says, اُنْطُلِقَ بنا. (S.) You say also, خَسَفَتْ عَيْنُ المَآءِ The spring of water sank, or went away, into the earth. (Msb, K. *) And العَيْنُ ↓ انخسفت The eye sank, or became depressed, in the head; syn. غَارَتْ; (Msb in art. غور;) [and so خَسَفَت, inf. n. خُسُوفٌ; for] خُسُوفُ العَيْنِ signifies The eye's going away into the head: (S:) or ↓ انخسفت signifies its black, or part surrounded by the white, disappeared in the head: (Mgh:) or this last, (K,) as quasi-pass. of the trans. v. خَسَفَ, (TA,) (tropical:) it (the eye) became blind; as also ↓ أَخْسَفَت; (K, TA;) and [in like manner]

خَسَفَت (assumed tropical:) it (the eye) lost its light [or sight]. (Msb.) b2: [Hence, app.,] خَسَفَ القَمَرُ, inf. n. خُسُوفٌ; (S, Msb, K;) and خُسِفَ; (TA;) (assumed tropical:) The moon [suffered eclipse, or became eclipsed, or] lost its light, or part of its light; (Msb;) i. q. كَسَفَ: (S, * Msb, * K:) and خَسَفَتِ الشَّمْسُ and كَسَفَت both signify the same [i. e. the sun suffered eclipse, &c.]: (Mgh:) or one says كَسَفَت of the sun, and خَسَفَ of the moon, (Th, S, Msb, K,) accord. to the more approved usage: (Th, S, Msb:) or, in the common conventional language, الكُسُوفُ is the partial loss of the light of the sun, and الخُسُوفُ is the total loss of the light thereof: (AHát, Msb:) or الخسوف is the partial loss of the light of the sun, and الكسوف is the total loss thereof, (K, TA,) accord. to AHát: (TA:) الخسوف often occurs in the trads., as said of the sun; though the term commonly known in the classical language is الكسوف [in this case]: and it is said in a trad., إِنَّ الشَّمْسَ وَ القَمَرَ لَايَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ أَوْ لِحَيَاتِهِ [Verily the sun and the moon suffer not eclipse for the death of any one or for his life]; predominance being in this instance attributed to the moon, as being masc., over the sun, which is fem. (IAth.) b3: Also, inf. n. خَسْفٌ, (assumed tropical:) It (a thing) became defective or deficient; suffered loss or diminution. (K.) b4: (tropical:) It (the body) became lean, or emaciated. (TA.) And خَسَفَتْ, said of camels and of sheep or goats, (tropical:) They became lean, or emaciated. (TA. [This meaning is there indicated, but not clearly expressed. See خَسْفَةٌ. Accord. to the KL, the inf. n. خَسْفٌ signifies The being vile, abject, or contemptible: and also the being lean, or emaciated: and hence Golius, on that authority, has rendered the verb as meaning vilis et macer fuit.]) b5: Also (assumed tropical:) It (the colour, or complexion, of a person) became altered, or altered for the worse. (TA.) b6: And (tropical:) It (a thing, K, as, for instance, a roof, TA) became pierced with a hole, or rent; (K, TA;) as also ↓ انخسف. (TA.) b7: And, خَسَفَت, said of a she-camel, (tropical:) She, after yielding abundant milk, soon stopped [its flow] in winter. (K, TA.) b8: And, said of a well, It was, or became, such as is termed خَسِيفٌ [q. v.]. (TA.) b9: And خَسَفَ, said of a man, (tropical:) He recovered from a disease. (IDrd, K, TA.) A2: خَسَفَ, (JK, Msb, TA,) aor. ـِ (Kur xvi. 47, &c,) inf. n. خَسْفٌ, He (God) made a place, (JK, Msb,) or the ground, (TA,) to sink, (JK, Msb, TA,) or go away, into the earth, (Msb,) with what was upon it. (JK, TA.) And خَسَفَ بِهِ الأَرْضَ, (S, K,) inf. n. خَسْفٌ, (S,) He (God) made him, or it, to disappear in the earth, or ground: (S, K:) [or made the earth, or ground, to sink with, and swallow up, him, or it:] whence, in the Kur [xxviii. 81], فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ [And we made the ground to sink with, and swallow up, him and his mansion]. (S.) and خَسَفْتُ عَيْنَ المَآءِ I made the spring of water to sink, or go away, into the earth. (Msb.) b2: خَسَفَ عَيْنَ فُلَانٍ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. خَسْفٌ, (TA,) (tropical:) He put out, or blinded, the eye of such a one, (K, * TA,) so that the black, or part surrounded by the white, disappeared in the head. (TA.) b3: خَسَفَ الشَّىْءَ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He made a hole in, or rent, the thing. (K, TA.) b4: And (assumed tropical:) He cut, or cut off, the thing. (K.) b5: خَسَفَ البِئْرَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) (assumed tropical:) He dug the well in stones, so that it yielded an abundant and unceasing flow of water: (K, TA:) or he dug the well by piercing through its mountain [or rock] to the water beneath so that it would never become exhausted: or he dug the well so as to reach an unceasing, or a copious, source of water. (TA.) Hence the saying of 'Omar, in reply to a question of El-'Abbás respecting the poets, اِمْرَأُ القَيْسِ سَابِقُهُمْ خَسَفَ لَهُمْ عَيْنَ الشِّعْرِ, i. e. (assumed tropical:) [Imra-el-Keys is he who has the precedence of them:] he has made the source of poetry to well forth abundantly to them. (TA.) b6: خَسَفَ النَّاقَةَ, inf. n. as above, (tropical:) He (God) made the she-camel, after yielding abundant milk, soon to stop [its flow] in winter. (K, TA.) b7: خَسْفٌ also signifies The confining a beast without fodder: (K, TA:) or making a beast to pass the night without fodder: (Ham p. 290:) and (hence, TA) (tropical:) the constraining a man to do that which he dislikes, or hates; (JK, Ham ibid., K, TA;) as also خُسْفٌ: (JK:) and (hence, Ham) (tropical:) the lowering, humbling, or abasing, another: (Ham, * K, TA:) whence, سُمْتُهُ الخَسْفَ, (Ham,) or سَامَهُ خَسْفًا, &c.: [explained below: see خَسْفٌ:] (TA:) and the verb of خَسْفٌ in these three senses is خَسَفَ. (T, K.) 4 أَخْسَفَتِ العَيْنُ: see 1.

A2: اخسف, said of a well-sinker, (assumed tropical:) He found his well to be such as is termed خَسِيف [q. v.]: (JK:) or he produced an abundant flow of water. (TA.) 7 إِنْخَسَفَ see 1, in nine places.

خَسْفٌ [an inf. n. of 1: and hence several of the significations here following.] Deep places in the ground (عُمُوقُ ظَاهِرِ الأَرْضِ; in the CK عُمُوقُ ماءِ الارضِ); as also ↓ خُسْفٌ. (K, TA.) b2: The place whence the water of a well issues. (Az, S, K.) In the following saying of Sá'ideh El-Hudhalee, أَلَا يَا فَتَى مَا عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِهِ يُبَلُّ عَلَى العَادِى وَ تُؤْبِى المَخَاسِفُ the last word is pl. of خَسْفٌ [app. as signifying A source of water], after the manner of مَشَابِهُ and مَلَامِحُ: (TA:) the meaning is, [Truly, O young man, what is 'Abd-Shems? i. e.] how great a person is 'Abd-Shems! by the like of him the enemy is overcome [and the sources of water become difficult of access]. (M in art. بل.) b3: A cloud, or collection of clouds, that has risen and appeared from the direction of the extreme west, [as North-western Africa is called by the Arabs,] from [the quarter of] the right of the Kibleh [to one who is on the north-east of Mekkeh, towards El-'Irák]: (Lth, K:) or it signifies, (JK, TA,) [and] so ↓ خِسْفٌ and ↓ خَسِيفٌ, (K,) a cloud, or collection of clouds, that has risen and appeared مِنْ قِبَلِ العَيْنِ, bearing much water; (JK, K, TA;) i. e., from [the quarter of] the right of the Kibleh [as explained above]. (TA.) A2: (tropical:) Deficiency, or imperfection; a fault; or a low, or base, quality; (S, K, TA;) as also ↓ خَسِيفَةٌ. (TA.) One says, رَضِىَ فُلَانٌ بِالخَسْفِ (tropical:) Such a one was content with deficiency, or imperfection; &c. (S, TA.) b2: (assumed tropical:) Leanness, or emaciation; (TA;) as also ↓ خَسِيفَةٌ. (JK.) b3: [See also 1, last sentence. b4: Hence,] بَاتَ القَوْمُ عَلَى الخَسْفِ (tropical:) The party passed the night in a state of hunger, not having anything wherewith to feed themselves: (TA:) and بَاتَ فُلَانٌ الخَسْفَ (tropical:) Such a one passed the night hungry: (S, K, TA:) and شَرِبْنَا عَلَىٰ الخَسْفِ (tropical:) We drank without eating. (IAar, IDrd, K, TA.) A poet says, بَتْنَا عَلَى الخَسْفِ لَا رِسْلٌ نُقَاتُ بِهِ حَتَّى جَعَلْنَا حِبَالَ الرَّحْلِ فُصْلَانَا [We passed the night in a state of hunger: there was no milk wherewith we might be fed, until we made the ropes of the camel's saddle to serve as young camels]: i. e. we had no food until we bound the she-camels with ropes in order that they might yield us milk [as though they had young ones to suckle], and we might feed ourselves with their milk. (O, TA.) [See also another ex., in a verse of Dhu-r-Rummeh, cited voce إِلَّا, p. 78.] b5: [Hence, also,] سَامَهُ خَسْفًا and ↓ خُسْفًا, (S, K,) and سَامَهُ الخَسْفَ, (S, Msb,) (tropical:) He brought upon him abasement, or ignominy: (S, Msb, K:) or he required, or constrained, him to do an affair of difficulty; and to become in a state of abasement, or ignominy. (S, TA.) [See also two similar phrases voce خُطَّةٌ.] b6: [And hence,] خَسْفٌ signifies also (assumed tropical:) Wrong, wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny. (TA.) [and سَامَهُ خَسْفًا, or الخَسْفَ, sometimes means (assumed tropical:) He brought upon him wrong, &c.]

A3: See also the next paragraph.

خُسْفٌ: [see 1, last sentence: and] see خَسْفٌ, in two places. b2: دَعِ الأَمْرَ بِخُسْفٍ means (assumed tropical:) Leave thou the thing, or affair, as it is. (Sgh, K.) A2: The [fruit called] جَوْز, which is eaten; [i. e. the walnut, or walnuts;] (AA, AHn, K;) of the dial. of the people of Esh-Shihr; (AA;) as also ↓ خَسْفٌ: (AA, K:) accord. to ISd, the former is the correct word: (TA:) n. un. with ة. (JK.) خِسْفٌ: see خَسْفٌ.

خَسْفَةٌ [app. A leanness, or an emaciation: see 1, and see also خَسْفٌ]: this befalls camels, and sheep or goats, in the heat and in the cold. (A, TA.) A2: Also sing. of ↓ أَخَاسِيفُ, (JK,) which signifies Soft tracts of land: (S, K, * TA:) or level lands: (JK:) and one says also ↓ أَخَاسِفُ [and thus the word is written in the CK]. (Fr, TA.) One says, مِنَ الأَرْضِ ↓ وَقَعُوا فِى أَخَاسِيفَ They became in soft tracts of land. (S.) [See also أَخَاشِفُ, in art. خشف.]

خَسَوفٌ: see the next paragraph.

خَسِيفٌ (tropical:) A spring, or source, (عَيْنٌ, [shown in the TA to have this meaning here,]) sinking, or going away [into the earth]; as also ↓ خَاسِفٌ; (K, TA;) in like manner without ة. (TA.) b2: (assumed tropical:) A well (بِئْرٌ) dug in stones, so that it yields an abundant and unceasing flow of water; (S, K;) as also خَسِيفَةٌ and ↓ خَسُوفٌ and ↓ مَخْسُوفَةٌ; (K;) or, as some say, خَسِيفٌ only: (TA:) or this signifies a well pierced through its mountain [or rock] to the water beneath so that it never becomes exhausted; (JK, TA;) as also ↓ مَخْسُوفَةٌ: (JK:) or a well dug so as to reach an unceasing, or a copious, source of water: (TA:) pl. [of pauc.]

أَخْسِفَةٌ (JK, K) and [of mult.] خُسُفٌ. (S, K.) b3: (tropical:) A she-camel that yields abundant milk, but soon stops [its flow] in winter. (K, TA.) [And] with ة, (assumed tropical:) A she-camel that yields abundant milk. (JK.) b4: See also خَسْفٌ. b5: عَيْنٌ خَسِيفَةٌ (Mgh, K, TA) and ↓ خَاسِفَةٌ (JK, Mgh) (tropical:) An eye put out, or blinded; (JK, K, TA;) of which the black, or part surrounded by the white, has disappeared in the head. (JK, Mgh, TA.) A2: الخَسِيفَان, thus correctly written, as in the L, and so in the Nawádir of Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, and in the Tedhkireh of Aboo-'Alee El-Hejeree, who asserts that the ن is the ن of the dual, and in one dial. with damm, [so that the word is written الخَسِيفَانِ and الخَسِيفَانُ,] and on whose authority is mentioned the saying هُمَا خَلِيلَانُ, with damm to the ن, [so that each is a dual in form, though not in signification,] but in the O and the K ↓ الخَيْسَفَانُ, [in the CK الخِيسَفَانُ,] with fet-h to the س, and [↓ الخَيْسُفَانُ,] with damm to that letter, (TA,) Bad dates: (O, K:) so in the Nawádir and Tedhkireh above mentioned: (TA:) or a palm-tree that bears a small quantity of fruit, and of which the unripe dates turn bad. (O, K.) خَسِيفَةٌ [as an epithet, fem. of خَسِيفٌ, q. v.:] as a subst.: see خَسْفٌ, in two places.

خَاسِفٌ, and its fem., with ة: see خَسِيفٌ, in two places. b2: Also (tropical:) Lean, or emaciated. (S, K.) b3: (assumed tropical:) A body altered, or altered for the worse. (A, TA.) (assumed tropical:) A man (JK) altered, or altered for the worse, in colour, or complexion, (JK, Ibn-'Abbád, K,) and in aspect. (JK.) b4: (tropical:) Hungry. (AHeyth, TA.) b5: (assumed tropical:) A boy light, or active, (K, TA,) and brisk, lively, or sprightly; as also خَاشِفٌ. (TA.) b6: (assumed tropical:) A man convalescent; or recovering from disease; syn. نَاقِهٌ: (AA, K: [see 1:]) pl. خُسُفٌ. (K.) الخَيْسَفَانُ and الخَيْسُفَانُ: see خَسِيفٌ.

أَخَاسِفُ and أَخَاسِيفُ: see خَسْفَةٌ, in three places.

المُخَسَّفُ The lion. (TS, K.) مَخْسُوفَةٌ, applied to a well: see خَسِيفٌ, in two places.

المَخَاسِفُ: see خَسْفٌ.

جَوَزَ

(جَوَزَ)
- فِيهِ «أنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كأنَّ جَائِز بَيْتِي قَدِ انْكَسر، فَقَالَ: يَرُدُّ اللَّهُ غَائِبَكَ، فَرجَع زَوجُها ثمَّ غَابَ، فرَأتْ مثلَ ذَلِكَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجْده، ووجَدتْ أَبَا بَكْرٍ فأخبَرْته فَقَالَ: يَمُوت زوجُكِ، فذَكَرت ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ قَصَصْتِها عَلَى أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: هُو كَمَا قَالَ لَكَ» الجَائِز هُو الْخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا أَطْرَافُ الْعَوَارِضِ فِي سَقْف الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ أَجْوِزة .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الطُّفَيل وبنَاء الكَعْبة «إِذَا هُم بِحَيَّة مِثلِ قطْعة الجَائِز» .
[هـ] وَفِيهِ «الضِّيافة ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وجَائِزَته يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقة» أَيْ يُضَافُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فيُتَكلَّف لَهُ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِمَّا اتَّسعَ لَهُ مِنْ بِرٍّ وإلْطاف، ويُقَدّم لَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ مَا حَضَرَهُ وَلَا يَزِيد عَلَى عَادَتِهِ، ثُمَّ يُعْطِيهِ مَا يَجُوزُ بِهِ مَسافة يومٍ وليْلَةٍ، ويُسَمَّى الجِيْزَة: وَهِيَ قَدْرُ مَا يَجُوز بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهل إِلَى مَنْهل، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقةٌ وَمَعْرُوفٌ، إِنْ شَاءَ فَعَل وَإِنْ شَاءَ ترَك، وَإِنَّمَا كَرِهَ لَهُ المُقام بَعْدَ ذَلِكَ لِئَلَّا تَضيق بِهِ إقامَته فَتَكُونُ الصَّدقة عَلَى وجْه المَنّ والأذَى.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَجِيزُوا الوَفد بنَحْو مَا كُنْت أَجِيزُهم» أَيْ أَعْطُوهُمُ الجَيزَة والجَائِزَة:
العَطية. يُقَالُ أَجَازَه يُجِيزُه إِذَا أَعْطَاهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ «أَلَا أمْنَحُك أَلَا أُجِيزُك» أَيْ أعْطِيك. وَالْأَصْلُ الْأَوَّلُ فاسْتُعِير لكُلّ عَطاء.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدّثَتْ بِهِ أنْفُسَها» أَيْ عَفَا عَنْهُمْ. مِنْ جَازَه يَجُوزُه إِذَا تَعدّاه وعَبَر عَلَيْهِ. وأنْفُسَها بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَفْعُولِ. ويجُوز الرفع على الفاعل. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كنْت أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقي الجَوَازُ» أَيِ التَّسَاهُل وَالتَّسَامُحِ فِي البَيْع والاقْتِضاء. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أسْمع بُكَاء الصَّبي فأَتَجَوَّز فِي صَلَاتِي» أَيْ أخَفّفُها وأقلِّلها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَجَوَّزُوا فِي الصَّلَاةِ» أَيْ خَفّفُوها وأسرِعوا بِهَا. وَقِيلَ إنَّه مِنَ الجَوْز:
القَطْع والسَّيْر.
وَفِي حَدِيثِ الصِّرَاطِ «فأكُون أَنَا وَأُمَّتِي أوّلَ مَنْ يُجِيزُ عَلَيْهِ» يُجِيزُ: لُغة فِي يَجُوز. يُقَالُ جَازَ وأَجَاز بمَعْنًى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ المسْعَى «لَا تُجِيزُوا البَطْحَاء إلاَّ شَدًّا» .
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ والحِساب «إِنِّي لَا أُجِيزُ اليَوْم عَلَى نفْسي شَاهِدًا إِلَّا مِنّي» أَيْ لَا أُنْفِذُ وأُمْضِي، مِنْ أَجَاز أمْرَه يُجِيزه إِذَا أمضَاه وجَعَله جَائِزًا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَبْل أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ» أَيْ تَقْتُلُونِي وَتُنْفِذُوا فِيَّ أَمْرَكُمْ.
وَفِي حَدِيثِ نِكَاحِ البِكر «فَإِنْ صمَتَت فَهُوَ إذْنُها، وَإِنْ أبَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا» أَيْ لَا وِلاَية عَلَيْهَا مَعَ الإمْتناع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ شُريح «إِذَا بَاعَ المُجِيــزان فالبيعُ للْأوّل، وَإِذَا أنْكح المُجِيــزَانِ فَالنِّكَاحُ لِلْأَوَّلِ» المُجِيزُ: الوَليُّ والقَيِّم بأمْر اليَتيم. والمُجِيز: العَبْد المَأذُون لَهُ فِي التِّجَارَةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إنَّ رجُلا خَاصَمَ غُلَامًا لِزِيَادٍ فِي برْذَون بَاعَهُ وكفَل لَهُ الْغُلَامُ، فَقَالَ: إنْ كَانَ مُجِيزًا وَكَفَلَ لَكَ غَرِم» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ قَامَ مِنْ جَوْز اللَّيل يصلِّي» جَوْزُ كُلّ شَيْءٍ: وسَطه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «ربَط جَوْزَه إِلَى سَماء البَيْت، أَوْ جَائِز البَيْت» وجمْع الجَوْز أَجْوَاز. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي المنْهال «إنَّ فِي النَّارِ أوْديةً فِيهَا حَيَّاتٌ أمْثَالُ أَجْوَاز الْإِبِلِ» أَيْ أوْسَاطها.
(س) وَفِيهِ ذِكْر «ذِي المَجَاز» هُو مَوْضِع عِنْد عرَفَات كَانَ يُقامُ بِهِ سُوقٌ مِنْ أسْواق الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. والمَجَاز: مَوْضِعُ الجَوَاز، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. قِيلَ سُمّي بِهِ لِأَنَّ إِجَازَة الحَاجّ كَانَتْ فِيهِ.

يءس

يءس


يَى^ِسَ(n. ac.
يَأْس
يَأْسَة)
a. [Min], Despaired of.
b.(n. ac. يَأْس), Knew.
أَيْءَسَ
(&
a. آيَسَ ), Made to despair.

إِيْتَأَسَ
(ت)
a. see I (a)
إِسْتَيْءَسَa. see I (a)
يَأْسa. Despair; desperation, hopelessness.

يَأْسَة []
a. see 1
يَأَسa. Consumption; phthisic.

يَؤُسa. Despairing, desperate, hopeless.

يَؤُوْس []
a. see 6
يَاسَِم
a. see infra.

يَاسَمُوْن يَاسَمِيْن
P.
a. Jasmine.

يَانِسُوْن
a. Aniseed.

يَاهِْ يَاهِْ يَايَة
a. Exclamative particles.
ي ء س : يَئِسَ مِنْ الشَّيْءِ يَيْأَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ يَائِسٌ وَالشَّيْءُ مَيْئُوسٌ مِنْهُ عَلَى فَاعِلٍ وَمَفْعُولٍ وَمَصْدَرُهُ الْيَأْسُ مِثْلُ فَلْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَيَجُوزُ قَلْبُ الْفِعْلِ دُونَ الْمَصْدَرِ فَيُقَالُ أَيِسَ مِنْهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ وَكَسْرُ الْمُضَارِعِ لُغَةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْكَسْرُ فِي ذَلِكَ وَشِبْهِهِ لُغَةُ عُلْيَا مُضَرَ وَالْفَتْحُ لُغَةُ سُفْلَاهَا وَيُقَالُ يَئِسَتْ الْمَرْأَةُ إذَا عَقِمَتْ فَهِيَ يَائِسٌ كَمَا يُقَالُ حَائِضٌ وَطَامِثٌ فَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ الْمَوْصُوفُ قُلْتَ يَائِسَةٌ وَأَيْئَسَهَا اللَّهُ إيَاسًا وِــزَانُ كِتَابٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَأَصْلُهُ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَمَدِّ الْهَمْزَةِ وِــزَانُ إيمَانٍ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْإِيَاسُ مَصْدَرًا لِلثُّلَاثِيِّ لِتَقَارُبِ الْمَعْنَى أَوْ لِأَنَّ الرُّبَاعِيَّ يَتَضَمَّنُ الثُّلَاثِيَّ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17] وَيَأْتِي يَئِسَ بِمَعْنَى عَلِمَ فِي لُغَةِ النَّخَعِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الرعد: 31] . 

ءخر

ءخر


أَخَرَ
أَخَّرَa. Drove back; left behind; delayed, kept back.

تَأَخَّرَإِسْتَأْخَرَa. Retreated, hung back.
b. Was in straits, was bankrupt.

أُخْرَى
[ fem. ]
a. Another.

أَخِرa. Distant, remote.

أُخُرa. Behind, posterior.

آخَرُa. Another, other.

آخِر
(pl.
أَوَاْخِرُ)
a. Last, hindermost.
b. End.
c. [art. & prec. by
Fi], Finally, at last.
d. [prec. by
'An], To the last (man).
آخِرَة
a. [art.], The Hereafter.
أَخِيْر
a. Finally, at last.
b. see 21 (a)
N.P.
أَخَّرَa. Delayed, kept back.

N.Ag.
تَأَخَّرَa. Late, behindhand; behind.
ء خ ر : آخِرَةُ الرَّحْلِ وَالسَّرْجِ بِالْمَدِّ الْخَشَبَةُ الَّتِي يَسْتَنِدُ إلَيْهَا الرَّاكِبُ وَالْجَمْعُ الْأَوَاخِرُ وَهَذِهِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَيُقَالُ مُؤْخِرَةٌ بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُثَقِّلُ (1) الْخَاءَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعُدُّ هَذِهِ لَحْنًا.

وَمُؤْخِرُ الْعَيْنِ سَاكِنُ الْهَمْزَةِ مَا يَلِي الصُّدْغَ وَمُقْدِمُهَا بِالسُّكُونِ طَرَفُهَا الَّذِي يَلِي الْأَنْفَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مُؤْخِرُ الْعَيْنِ وَمُقْدِمُهَا بِالتَّخْفِيفِ لَا غَيْرُ (2) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُؤْخِرُ الْعَيْنِ الْأَجْوَدُ فِيهِ التَّخْفِيفُ فَأَفْهَمَ جَوَازَ التَّثْقِيلِ عَلَى قِلَّةٍ وَمُؤَخَّرُ كُلِّ شَيْءٍ بِالتَّثْقِيلِ وَالْفَتْحِ خِلَافُ مُقَدَّمِهِ وَضَرَبْت مُؤَخَّرَ رَأْسِهِ وَأَخَّرْته ضِدُّ قَدَّمْته فَتَأَخَّرَ وَالْأَخِرُ وِــزَانُ فَرِحَ بِمَعْنَى الْمَطْرُودِ الْمُبْعَدِ يُقَالُ: أَبْعَدَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَخِرَ أَيْ مَنْ غَابَ عَنَّا وَبَعُدَ حُكْمًا.
وَفِي حَدِيثِ مَاعِزٍ إنَّ الْأَخِرَ زَنَى يَعْنِي نَفْسَهُ كَأَنَّهُ مَطْرُودٌ وَمَدُّ هَمْزَتِهِ خَطَأٌ وَالْأَخِيرُ مِثَالُ كَرِيمٍ وَالْآخِرُ عَلَى فَاعِلٍ خِلَافُ الْأَوَّلِ وَلِهَذَا يَنْصَرِفُ وَيُطَابِقُ فِي الْإِفْرَادِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالتَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ فَتَقُولُ أَنْتَ آخِرٌ خُرُوجًا وَدُخُولًا وَأَنْتُمَا آخَرَانِ دُخُولًا وَخُرُوجًا وَنَصْبُهُمَا عَلَى التَّمْيِيزِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْأُنْثَى آخِرَةٌ وَالْآخَرُ بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى الْوَاحِدِ وَوَزْنُهُ أَفْعَلُ قَالَ الصَّغَانِيّ الْآخَرُ أَحَدُ الشَّيْئَيْنِ يُقَالُ جَاءَ الْقَوْمُ فَوَاحِدٌ يَفْعَلُ كَذَا وَآخَرُ كَذَا وَآخَرُ كَذَا أَيْ وَوَاحِدٌ قَالَ الشَّاعِرُ
إلَى بَطَلٍ قَدْ عَقَر السَّيْفُ خَدَّهُ ... وَآخَرَ يَهْوِي مِنْ طَمَارِ (3) قَتِيلِ
وَالْأُنْثَى أُخْرَى بِمَعْنَى الْوَاحِدَةِ أَيْضًا قَالَ تَعَالَى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} [آل عمران: 13] قَالَ الْأَخْفَشُ إحْدَاهُمَا تُقَاتِلُ وَالْأُخْرَى كَافِرَةٌ وَيُجْمَعُ الْآخَرُ لِغَيْرِ الْعَاقِلِ عَلَى الْأَوَاخِرِ مِثْلُ الْيَوْمِ الْأَفْضَلِ وَالْأَفَاضِلِ وَإِذَا وَقَعَ صِفَةً لِغَيْرِ الْعَاقِلِ أَوْ حَالًا لَهُ أَوْ خَبَرًا
لَهُ جَازَ أَنْ يُجْمَعَ جَمْعَ الْمُذَكَّرِ (4) وَأَنْ يُجْمَعَ جَمْعَ الْمُؤَنَّثِ وَأَنْ يُعَامَلَ مُعَامَلَةَ الْمُفْرَدِ الْمُؤَنَّثِ (5) فَيُقَالُ هَذِهِ الْأَيَّامُ الْأَفَاضِلُ بِاعْتِبَارِ الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ وَالْفُضْلَيَاتُ وَالْفَضْلُ إجْرَاءً لَهُ مَجْرَى جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ لِأَنَّهُ غَيْرُ عَاقِلٍ وَالْفُضْلَى إجْرَاءً لَهُ مَجْرَى الْوَاحِدَةِ وَجَمْعُ الْأُخْرَى أُخْرَيَاتٌ وَأُخَرُ مِثْلُ كُبْرَى وَكُبْرَيَاتٍ وَكُبَرٍ وَمِنْهُ جَاءَ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ وَقَوْلُهُمْ فِي الْعَشْرِ الْآخِرُ عَلَى فَاعِلٍ أَوْ الْأَخِيرِ أَوْ الْأَوْسَطِ أَوْ الْأَوَّلِ بِالتَّشْدِيدِ عَامِّيٌّ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْعَشْرِ اللَّيَالِي وَهِيَ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ فَلَا تُوصَفُ بِمُفْرَدٍ بَلْ بِمِثْلِهَا وَيُرَادُ بِالْآخِرِ وَالْآخِرَةِ نَقِيضُ الْمُتَقَدِّمِ وَالْمُتَقَدِّمَةِ وَيُجْمَعُ الْآخِرُ وَالْآخَرُ عَلَى الْأَوَاخِرِ.
وَأَمَّا الْأُخُرُ بِضَمَّتَيْنِ فَبِمَعْنَى الْمُؤَخَّرِ وَالْأَخَرَةُ وِــزَانُ قَصَبَةٍ بِمَعْنَى الْأَخِيرِ يُقَالُ جَاءَ بِأَخَرَةٍ أَيْ: أَخِيرًا، وَالْأَخِرَةُ: عَلَى فَعِلَةٍ بِكَسْرِ الْعَيْنِ النَّسِيئَةُ يُقَالُ بِعْته بِأَخِرَةٍ وَنَظِرَةٍ. 

الْوَزْن

(الْوَزْن) سنجة الْمِيــزَان (ج) أوزان وكتلة من تمر لَا يكَاد الرجل يرفعها بيدَيْهِ تكون فِي نصف جلة من جلال هجر أَو ثلثهَا (ج) وزون و (عِنْد العروضيين) مَا بنت عَلَيْهِ الْعَرَب أشعارها (ج) أوزان وَمن الْجَبَل حذاؤه يُقَال هُوَ وَزنه قبالته وَهَذَا دِرْهَم وزن ووزنا مَوْزُون أَو وازن وَفُلَانًا رَاجِح الْوَزْن مَوْصُوف برجاحة الْعقل والرأي وَمَا لفُلَان وزن مَا لَهُ قدر لخسته
و (الْوَزْن النوعي) (فِي الميكانيكا) نِسْبَة وزن الْجِسْم إِلَى وزن حجم مسَاوٍ لحجمه من المَاء (مج)

ازر

ازر: أزّر: صفح بالخشب أو بالرخام (معجم جبير ومعجم البلاذري).
تأزّر: تصفح بالخشب أو بالرخام (معجم جبير).
أزْرُ: معناه في جملة مثل شد أزره: صار شجاعاً جريئاً، قوياً، (راجع كترمير، جريدة العلماء 1847 ص481).
أزَرَّة: يطلق في بلنسة على نوع من الكمثرى صغير (المقري: 110، راجع جاينجوس الترجمة 1: 374)، وقد أصبحت كتابة هذه اللفظة وضبطها الآن أمراً لاشك فيه بفضل معجم فوك (انظر: pirus) .
إزار: ثوب يغطى النصف الأسفل من البدن من المحزم حتى نصف الساق. وبهذا المعنى جاءت هذه اللفظة في تاريخ هريدوت (7: 69) الذي يقول في كلامه عن العرب في جيش كيخسرو: وكان العرب يغطون النصف الأسفل منهم بالإزار (راجع الملابس 37).
وكان سحب الإزار (راجع سحب الذيل) من علامات الكبر والإعجاب بالنفس (جبير 219) ولمعرفة الإزار بمعنى الملاءة وهو غطاء كبير تلف به المرأة كل جسمها، راجع الملابس ص25 وما يليها. - وإزار في معجم فوك: ثوب من الكتان. - والإزار: المرأة العفيفة (زيشر 12: 333) - وشملة للرجل (انظره في تأزير) - وستارة الكعبة (راجع الأزرقي 175، 179، برتون 2: 236) - وستارة (هيلو، بربرية، مارتن 77) - وغطاء السرير، وشرشف (الكالا)، هوست 266، دومب 93، بوشر، هيلو، دلابورت 99) - وتلبيسة الجدار وهو ما يكسى به الجدار من خشب أو رخام (معجم الأسبانية 149).
ميــزان الأزر: انظر في: ميــزان).
أَزِير: إكليل الجبل (دومب 73).
أُزَيِّر: تصغير إزار (الكامل 507).
تأزير وتأزيرة: خرقة، ازار رث، وعند شيرب: تازيرة جمعها توازر، وفي رياض النفوس (36ق): قال أهل المنزل الذي نزل عندهم إسماعيل: قد عيرتنا بهذا التازر (كذا ولعله التأزير) وبهذا الكساء، خذ هذه الدنانير الخمسة واذهب فاشتر لنا ملابس أخرى من القيروان، وفيه بعد ذلك: وهو يريد أن يخرج إلى الجزيرة في كساء وتأزيرة، وفي ص43 منه: وكان يهجر إلى الجامع وعليه تأزير مرتدياً بإزار آخر.
والتوازر (جمع تأزير): الملابس (شيرب حوار 3).
مئزر: ثوب يشبه الاتب تلبسه الفتيات حين يصبحن أكبر من أن يلبسن الاتب (فريتاج اين 314، 315).
ولباس (سروال صغير)، (الملابس 38 - 40، بوشر).
والملحفة وهي اللباس الذي فوق سائر الثياب (الملابس 41، ابن خلكان 1: 671، ابن الأثير 12: 161).
وقطعة من نسيج تلف حول العمامة وتسدل على الكتفين - وضرب من العمائر (القلانس) أو قطعة من نسيج الحرير يلفها المسلمون المغاربة على رؤوسهم ويتركون لها عذبة تنسدل على أكتافهم (الملابس 42 - 43).
والمنديل. ففي رياض النفوس (59و): وأحضر له ثلاثة رؤوس من الغنم ليتعشى فوضعت المئزر بين يديه ثم أخذت رأساً فشققته.
والمنشفة. ففي رياض النفوس (72و): خرج من الحمام وبيده سطل ومئزر.
مئزرة: ملحفة (النويري 359) - وتنورة (الملابس 40)، وفي نفس هذه الفقرة من رحلة ابن بطوطة 4: 23 المطبوعة وردت الكلمة تنورة بدل مئزرة.

ازر

1 أَزَرَهُ, aor. ـِ (TK,) inf. n. أَزْرٌ. (IAar, K,) It surrounded, or encompassed, it, (IAar,* K,* TA,) namely, a thing. (TK.) b2: See also 2, in two places: and see 3.2 أزّرهُ, inf. n. تَأْزِيرٌ, He put on him, or clad him with, an إِزَار; (S;) as also ↓ أَزَرَهُ. (TA.) b2: It covered it: (K,* TA:) as in the phrase, أزّر النَّبْتُ الأَرْضَ The herbage covered the ground, or land. (TA.) b3: (tropical:) He repaired the lower part of it, (namely, a wall,) and thus made that part like an إِزَار: (Mgh, Msb:*) he cased [the lower part of] it, (namely, a wall,) and thus strengthened it. (A.) b4: (tropical:) He strengthened him, or it; (K, TA;) as also ↓ أَزَرَهُ, (Fr,) inf. n. أَزْرٌ (Fr, K.) [See also 3.]3 آزِرِهُ, (Fr, S, A, Msb,) for which the vulgar say وَازَرَهُ, (Fr, S,) the latter an extr. form, (K,) inf. n. مُؤَازَرَةٌ; (Msb, K;) and ↓ أَزَرَهُ; (TA;) He aided, assisted, or helped, him; (Fr, S, A, Msb, K;*) and strengthened him. (Msb.) [See also 2.] You say, آزَرْتُ الرَّخُلَ عَلَ فُلَانٍ I aided, assisted, or helped, and strengthened, the man against such a one. (Zj.) And أَرَدْتُ كَذَا فَآزَرَنِى

عَلَيْهِ فُلَانٌ I desired to do such a thing, and such a one aided, assisted, or helped, me to do it. (A, TA.) b2: آزَرَ الزَّرْعُ بَعْضُهُ بَعْضًا, (A,) inf. n. as above, (K,) (tropical:) The seed-produce became tangled, or luxuriant, (A, K,) one part reaching to another, (A,) and one part strengthening another; (K;) as also الزَّرْعُ ↓ تأزّر: (TA:) or النَّبْتُ ↓ تأزّر signifies the herbage became tangled, or luxuriant, and strong. (S.) b3: آزَرَ الشَّىْءُ الشَّىْءَ, (TA,) inf. n. as above, (K,) The thing equalled, or was equal to, the thing: the thing matched, or corresponded to, the thing. (K,* TA.) In some copies of the K, in the place of المُسَاوَاةُ, is found المُؤَاسَاةُ: the former is the correct reading. (TA.) 5 تَاَزَّرَ see 8, in two places: b2: and see also 3, in two places.8 اِيتَزَرَ, (S, Mgh, Msb,) originally ائْتَزَرَ, (Mgh, Msb,) and ↓ تأزّر, (S,) or ايتزر بِالإِزَارِ, and بِهِ ↓ تأزَر, (K,) He put on, or wore, the إِزَارَ: (S, Mgh, Msb, K:) اِتَّزَرَ is wrong, (Nh,) or vulgar, (Mgh,) and should not be said: it occurs in certain of the trads., but is probably a corruption of the relaters: (K:) or it is a correct form, [like اتَّخَذَ

&c., (see art. اخذ,)] (Msb, MF,) accord. to ElKarmánee and Sgh and others. (MF.) أَزْرٌ Strength. (IAar, S, A, K.) b2: And (or as some say, TA) Weakness: thus bearing two contr. significations. (IAar, K.) b3: And The back. (IAar, S, K.) اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِى, in the Kur [xx. 32], means Strengthen Thou by him my back: (IAar, S:) or confirm Thou by him my strength: or strengthen Thou by him my weakness. (IAar.) b4: Aid, assistance, or help. (Msb.) b5: Also, (S,) or ↓ أُزْرٌ, (K,) The place, (K,) or part of [each of] the two flanks, (S,) where the إِزَار is tied in a knot. (S, K.) أُزْرٌ: see أَزْرٌ.

إِزْرٌ: see إِزَارٌ.

إِزْرَةٌ Any particular mode, or manner, of putting on, or wearing, the إِزَار. (S, K.) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ الإِزْرَةِ [Verily he has a good manner of putting on, or wearing, the ازار]. (A.) and اِيتَزَرَ إِزْرَةً حَسَنَةً He put on, or wore, the ازار in a good manner. (S.) And it is said in a trad., إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ [The believer's mode of wearing the ازار is to have it reaching to the middle of the shank; and there shall be no sin chargeable to him with respect to what is between that and the two ankles]. (TA.) إِزَارٌ, masc. and fem., and ↓ إِزَارَةٌ, and ↓ مِئْزَرٌ, (S, Msb, K,) and ↓ مِئْزَرَةٌ, (Lh,) and ↓ إِزْرٌ, (K,) A thing well known; (S, Msb;) [a waist-wrapper;] a wrapper for covering, or which covers, the lower part of the body, [from the waist downwards, concealing the thighs, and generally the upper half, or more, of the shanks, (see أَزْرٌ, or أُزْرٌ, and إِزْرَةٌ,)] not sewed: or such as is beneath the shoulders, or on the lower half of the body: the رِدَآءِ is that which covers the upper half of the body; or that which is upon the shoulders and back; and this also is not sewed: each of these explanations is correct: (MF:) or i. q. مِلْحَفَةٌ: (K:) [in the present day, إِزَار, vulgarly pronounced إِيزَار, is also applied to a woman's outer covering, or wrapper, of white calico; described in my “Modern Egyptians:” and ↓ مِئْزَرٌ, to a pair of drawers: and app., in post-classical writings, to anything resembling a waist-wrapper, worn on any part of the person, and in any manner; sometimes as a turban:] and إِزَارٌ also signifies anything with which one is veiled, concealed, or covered: (Th, K:) its pl. is آزِرَةٌ, (S, Msb, K,) a pl. of pauc., (S, Msb,) and (of mult., S, Msb) أُزُرٌ (S, Msb, K) and أُزْرٌ, (K,) which is of the dial. of Temeem, or, accord. to MF, a contraction of أُزُرٌ: (TA:) and the pl. of مئزر is مَآزِرُ (Msb.) You say, ↓ شَدَّ لِلأَمْرِ مِئْزَرَهُ (tropical:) He prepared himself for the thing, affair, or business. (A.) And ↓ شَدَّ المِئْزَرَ (tropical:) He abstained from sexual intercourse: or he prepared himself for religious service. (TA, from a trad.) and اِخْضَرَّ إِزَارِى (tropical:) (The place of) my ازار became black: or, rather, became of a [blackish] hue inclining to green: because the hair when it first grows is of that hue. (Har p. 494.) And دَارِى إِزَارِى

[My house is my covering]: said by Es-Sarawee to IAar, on the latter's expressing his surprise at the former's walking in his house naked. (TA.) b2: (tropical:) Continence; chastity. (K, TA.) You say, فُلَانٌ عَفِيفُ الإِ زَارِ, and ↓ المِئْزَرِ (tropical:) Such a one is continent, abstaining from women with whom it is unlawful to him to have commerce: (A 'Obeyd:) and in like manner, فُلَانٌ طَيّبُ الإِزَارِ. (TA in art. حجز.) b3: (tropical:) One's wife: (S, M, K:) or one's self: (IKt, Suh:) or one's wife and family: or one's family and self. (TA.) One says, فِدًى

لَكَ إِزَارِى(tropical:) May my wife be a ransom for thee: (Aboo-'Omar El-Jarmee, S:) or myself. (IKt, Suh.) And it is said in a trad. respecting the vow of allegiance made at the 'Akabeh, لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا (tropical:) We will assuredly defend thee from that from which we defend our wives and our families: or ourselves. (TA.) b4: (tropical:) A ewe. (K, TA.) [But see شَاةٌ مُؤَزَّرَةٌ.] And إِزَارْ إِزَارْ is A cry by which a ewe is called to be milked. (K.) إِزَارَةٌ: see إِزَارٌ.

فَرَسٌ آزَرُ, and أَزْرَآءُ, [which is the fem.,](tropical:) A horse, and a mare, white in the hinder part, (A, TA,) which is the place of the إِزَار of a man; (TA;) [i. e., it corresponds to the lower part of the body of a man:] when the whiteness descends to the thighs, the epithet مَسَرْوَلٌ is employed: (A:) or the former signifies a horse white in the thighs, and having his fore parts black, or of any colour: (AO, K:) pl. أُزْرٌ (A.) مِئْزَرٌ: see إِزَارٌ, in five places.

مِئْزَرَةٌ: see إِزَارٌ.

شَاةٌ مُؤَزَّرَةٌ (tropical:) A ewe, or she-goat, that is [black in the hinder part] as though attired with a black إِزَار. (A; [in which is added, وَيُقَالُ لَهَا إِزَارٌ, which may mean, “and one says, She has an ازار;” or “and one calls her ازار;” but more probably the former is meant thereby;] and K; [in which نَعْجَةٌ, “a ewe,” is put in the place of شَاةٌ.]) b2: نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ (tropical:) Aid [made] effective and powerful: (K, TA:) occurring in a trad. (TA.) مَأْزُورَاتٍ for مَوْزُورَاتٍ: see art. وزر.

حلك

[حلك] نه في ح خزيمة وذكر السنة: وتركت الفريش "مستحلكا" هو الشديد السواد كالمحترق. ومنه: أسود "حالك".

حلك


حَلَكَ(n. ac. حُلُوْك
حُلُوْكَة
حَلِكَ(n. ac. حَلَك)
a. Was intensely black.

حُلْكَة
حَلَكa. Blackness, deep, jet black.

حَاْلِكa. Intensely black, coal-black, jet-black.
ح ل ك

أسود مثل حلك الغراب وهو سواده، وأسود حالك وحلكوك وحلكوك ومحلوك. وقد احلولك الشيء: اشتد سواده. وفيه حلك وحلكة بوزن حمرة.
حلك: حلَّك (بالتشديد): جعله أشد حلكة أي سوادا (فوك ص48) وفي (ص337) منه: حنَّك وتحنَّك وهما تصحيف حلَّك وتحلّك. تحلَّك: مطاوع حلَّك أي اشتد سواده (فوك).
حَلَكَ: يجمع على أحلاك (المقري 2: 171).
أَحَكُ: اشد سوادا وهو اسم تفضيل (بيان 1: 291) وقد ترجم ألكالا ( Remas escuro) ب ((أحتك)) وخطأ وصوابه: أحلك.
حلك
الحَلَكُ: شِدَّةُ سَوَادِ السَّوَادِ كَلَوْنِ الغُراب، فهو حالِكٌ وحُلْكُوْكٌ حُلَكَةٌ، وحَلَكَ يَحْلُكُ، وحَلِكَ يَحْلَكُ. والحُلْكَةُ: كالحالِكِ. ورَجُلٌ حَلَكْلِكٌ: أي حالِكٌ، وحَلَكُوْكٌ ومُحْلَوْلِكٌ. والحُلُكّى: ضَرْبٌ من العَظَاءِ يَغُوْصُ في الرَّمْلِ ويَظْهَرُ.
[حلك] حلك الشئ يحلك حلوكة: اشتدَّ سوادُه. واحْلَولَكَ مثله. والحَلَكُ: السوادُ: يقال: أسودُ مثل حَلَكِ الغراب، وهو سواده. فإن قلت: مثل حنك الغراب تريد منقاره. وأسود حالك وحانِكٌ بمعنىً. والحَلَكوكُ، بالتحريك: الشديد السواد. والحلكة، مثال الهمزة: ضرب من العظاء، ويقال: دويبة تغوص في الرمل، وكذلك الحلكاء مثال العنقاء.
ح ل ك: (حَلَكَ) الشَّيْءَ يَحْلُكُ بِالضَّمِّ حُلُوكَةً اشْتَدَّ سَوَادُهُ وَ (احْلَوْلَكَ) مِثْلُهُ. وَ (الْحَلَكُ) بِفَتْحَتَيْنِ السَّوَادُ يُقَالُ: أَسْوَدُ مِثْلُ حَلَكِ الْغُرَابِ وَهُوَ سَوَادُهُ، وَمِثْلُ حَنَكِ الْغُرَابِ، وَهُوَ مِنْقَارُهُ. وَأَسْوَدُ (حَالِكٌ) وَحَانِكٌ بِمَعْنًى. وَ (الْحَلَكُوكُ) بِفَتْحِ اللَّامِ الشَّدِيدُ السَّوَادِ. 
ح ل ك : الْحُلَكَةُ وِــزَانُ رُطَبَةٍ ضَرْبٌ مِنْ الْعَظَاءِ وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ كَأَنَّهَا سَمَكَةٌ زَرْقَاءُ تَبْرُقُ تَغُوصُ فِي الرَّمْلِ كَمَا يَغُوصُ طَيْرُ الْمَاءِ فِي الْمَاءِ وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهَا بَنَاتِ النَّقَا لِسُكْنَاهَا نُقْيَانِ الرَّمْلِ وَيُشَبَّهُ بِهَا بَنَانُ الْجَوَارِي لِلِينِهَا وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ هَذِهِ وَهِيَ لُغَةُ الْحِجَازِ وَالثَّانِيَةُ حَلْكَاءُ وِــزَانُ حَمْرَاءَ وَالثَّالِثَةُ كَأَنَّهَا مَقْلُوبَةٌ مِنْ الْأُولَى لُحَكَةٌ مِثْلُ: رُطَبَةٍ أَيْضًا. 
(ح ل ك)

الحُلْكَةُ والحَلَكُ، شدَّة السوَاد. وَقد حَلِكَ. وَشَيْء حالكٌ ومُحْلَولكٌ ومُحْلَنْكِكٌ وحَلَكوكٌ وحلكوك، وَلم يَأْتِ فِي الألوان فَعَلُولٌ إِلَّا هَذَا.

وَهُوَ أَشد سوادا من حَلَكِ الْغُرَاب، وأنكرها بَعضهم، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ، من حَنَكِ الْغُرَاب أَي منقاره، وَقيل: سوَاده، وَقيل: نون حنك بدل من لَام حلك، قَالَ يَعْقُوب: قَالَ: الْفراء: قلت لأعرابي، أَتَقول: كَأَنَّهُ حنك الْغُرَاب أَو حلكه؟ فَقَالَ: لَا أَقُول حلكه أبدا.

وَقَالَ أَبُو زيد: الحَلَكُ، اللَّوْن، والحنك المنقار. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

مِدَادٌ مِثْلُ حالِكَةِ الغُرابِ ... وأقْلامٌ كمُرْهَفَةِ الحِرَابِ

يجوز أَن يكون لُغَة فِي حَلَكِ الْغُرَاب، وَيجوز أَن يعْنى بِهِ ريشته: خافيته أَو قادمته، أَو غير ذَلِك من ريشه.

وَفِي لِسَانه حُلْكَةٌ، كَحُكْلة.

والحُلَكَةُ والحَلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلَّكَى: دُوَيْبَّة شَبيهَة بالعظاءة.

حلك: الحُلْكة والحَلَكُ: شدة السواد كلون الغراب، وقد حَلَكَ الشيء

يَحْلُكُ حُلُوكةً وحلُوكاً واحْلَوْلكَ مثله: اشْتد سواده. وأَسود حالِكٌ

وحانكٌ ومُحْلَوْلِكٌ وحُلْكُوك بمعنى. وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وتركَت

الفَرِيشَ مُسْتَحلِكاً، المستحلك: الشديد السواد كالمحترق من قولهم

أَسود حالِكٌ. والحَلَكُوك، بالتحريك: الشديد السواد. وأَسود مثلُ حَلَكِ

الغرابِ وحَنَكِ الغراب، وشيء حالِكٌ ومْحْلَولِك ومْحْلَنْكِكٌ وحُلْكُوك،

ولم يأْت في الأَلوان فُعْلُول إلاّ هذا؛ قال ابن سيده: قالوا وهو أشد

سواداً من حَلَكِ الغراب، وأنكرها بعضهم وقال: إنما هو من حَنَك الغراب

أَي مِنقاره، وقيل: سواده، وقيل: نون حَنَك بدل من لام حَلَك. قال يعقوب:

قال الفراء قلت لأَعرابي: أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فقال:

لا أقول حلكه أبداً، وقال أبو زيد: الحَلَك اللون والحَنَك المنقار؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

مِداد مثل حالِكَةِ الغُراب،

وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ

يجوز أَن يكون لغة في حَلَك الغراب، ويجوز أَن يعني به ريشته خافِيتَه

أَو قادِمته أَو غير ذلك من ريشه. وفي لسانه حُلْكة كحُكْلَةٍ. والحُلْكةُ

والحُلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلُكَّى على فُعُلَّى: دويبة

شبيهة بالعَظَاءة. الأَزهري: والحُلَكةُ مثال الهُمزَة ضرب من العظَاء،

ويقال دُويْبة تغوص في الرمل؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز:

يا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ،

والزوجةِ المُشْتَركه،

ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ

وكذلك الحَلْقاءُ مثل العنقاء.

حلك
حلَكَ يَحلُك، حُلوكًا وحُلوكةً وحَلْكًا، فهو حالك وحَلِك
• حلَك اللّيلُ: اشتدّ سوادُه. 

حلِكَ يَحلَك، حلَكًا وحُلكةً، فهو حَلِك وحالك
• حلِك اللّيلُ: حلَك؛ اشتدَّ سوادُه. 

احلولكَ يحلولك، احليلاكًا، فهو مُحلولِك
• احلولك اللّيلُ: حلَكَ؛ اشتدَّ سوادُه. 

استحلكَ يستحلك، استِحْلاكًا، فهو مُستحلِك
• استحلكَ اللَّيلُ: اشتدَّت ظُلْمتُه "تكاثفت الغيومُ واستحلك اللّيلُ". 

احليلاك [مفرد]: مصدر احلولكَ. 

حالِك [مفرد]: مؤ حالكة، ج مؤ حوالكُ:
1 - اسم فاعل من حلَكَ وحلِكَ.
2 - شديد السَّواد مُظلِم "أمّا الاستعمارُ فأيّامه ولياليه كلُّها سودٌ حوالك- سار خائفًا في الظَّلام الحالِك". 

حَلْك [مفرد]: مصدر حلَكَ. 

حَلَك [مفرد]: مصدر حلِكَ ° أسود من حَلَك الغراب: كناية عن شدَّة سواده. 

حَلِك [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلَكَ وحلِكَ. 

حُلْكَة [مفرد]: مصدر حلِكَ. 

حُلوك [مفرد]: مصدر حلَكَ. 

حُلوكَة [مفرد]: مصدر حلَكَ. 

حلك

1 حَلَكَ, aor. ـُ inf. n. حُلُوكَةٌ (S, Sgh, TA) and حُلُوكٌ; (Sgh, TA;) and حَلِكَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. حَلَكٌ; (K, * TK;) the former verb strangely overlooked by F; (TA;) It (a thing, S) was, or became, intensely black; (S, Sgh, K;) as also ↓ اِحْلَوْلَكَ. (S, TA.) 12 إِحْلَوْلَكَ see above.

حُلْكٌ: see حُلَكَةٌ.

حَلَكٌ Blackness: (S:) or intense blackness; as also ↓ حُلْكَةٌ; (K;) like the colour of the crow, or raven: (TA:) [for] حَلَكُ الغُرَابِ signifies the blackness of the crow, or raven; as in the saying, أَسْوَدُ مِثْلُ حَلَكِ الغُرَابِ [black like the blackness of the crow, or raven]: (S:) or it means its حَنَك [q. v.] : (K:) or if you say مثل حَنَكِ الغراب, you mean its beak; (S;) or the blackness of its feathers: (Er-Rághib, TA in art. حنك:) or they said أَسْوَدُ مِنْ حَلَكِ الغُرَابِ [blacker than the حلك of the crow, or raven]: or من حَنَكِ الغراب: an Arab of the desert, being asked by Fr whether he said the latter or the former, answered that he never said the former: Umm-El-Heythem, being asked by AHát the same, answered that she said the former, and never the latter; (TA;) and she explained the former as meaning its two jaws and the part around them; adding that [the saying that it means] its beak is nought: and IDrd is related to have disallowed the saying من حنك الغراب: (TA in art. حنك:) accord. to Az, الحَلَك means the colour; and الحَنَك, the beak: some say that the ن in the latter is a substitute for the ل in the former; but others deny this. (TA.) In the saying of a poet, الغُرَابِ ↓ مِدَادٌ مِثْلُ حَالِكَةِ [Ink like the حالكة of the crow, or raven], cited by Th, حالكة may be a dial. var. of حَلَك: or it may mean its feathers; its خَافِيَة or its قَادِمَة or other feathers. (TA.) حُلْكَةٌ: see حَلَكٌ: A2: and see also حُلَكَةٌ.

A3: Also i. q. حُكْلَةٌ: (K:) formed from the latter by transposition: so in the saying, فِى لِسَانِهِ حُلْكَةٌ [In his speech is a barbarousness, or a vitiousness, or an impediment, &c.]. (TA.) حُلَكَةٌ, (S, Msb,) or ↓ حُلْكَةٌ, (ISd, K,) and ↓ حَلْكَآءُ (S, Msb, K) and ↓ حُلْكَآءُ (K) and ↓ حَلَكَآءُ and ↓ حُلَكَآءُ, (IDrd, K,) or ↓ حُلَكَى, (L,) and ↓ حُلُكَّى, (IDrd, K,) A species of the [kind of lizard called] عَظَآء: (S, Msb, K: [in the CK, erroneously, غِطاء:]) or (S, K [but in the Msb which is]) a small reptile, (S, Msb, K,) resembling a fish, of a blue [or greyish] color, and glistening, (Msb,) or smooth, and having a mixture of whiteness and redness, (TA in art. نقى,) that dives into the sand, (S, Msb, K,) like as the aquatic bird dives into the water; the Arabs call it بَنَاتُ النَّقَا, because it dwells in the sand-hills; (Msb;) and شَحْمَةُ النَّقَا; (TA in art. نقى;) and they liken to it the fingers (بَنَان) of girls, because of their softness, or suppleness: it is also called حُكَلَةٌ, which is app. formed by transposition: (Msb:) ↓ حُلْكٌ [is the coll. gen. n., or quasi-pl. n. ; for it] signifies شَحْمُ النَّقَا. (L in art. عوج.) A2: For the first of these words, see also حَالِكٌ, in two places.

حُلَكَى: see حُلَكَةٌ.

حَلْكَآءُ: see حُلَكَةٌ.

حُلْكَآء: see حُلَكَةٌ.

حَلَكَآءُ: see حُلَكَةٌ.

حُلَكَآءُ: see حُلَكَةٌ.

حُلُكَّى: see حُلَكَةٌ.

حُلْكُوكٌ: see حَالِكٌ.

حَلَكُوكٌ: see حَالِكٌ.

حُلَكْلِكٌ: see حَالِكٌ.

حَالِكٌ Intensely black; as also ↓ مُحْلَوْلِكٌ (K) and ↓ حُلَكْلِكٌ and ↓ حُلْكُوكٌ and ↓ حَلَكُوكٌ and ↓ مُحْلَنْكِكٌ and ↓ مُسْتَحْلِكٌ (Ibn-'Abbád, K) and ↓ حُلَكَةٌ. (TA.) You say أَسْوَدُ حَالِكٌ and حَانِكٌ; both meaning the same; (S;) i. e. Black that is intensely black. (TA in art. حنك.) And إِنَّهُ

↓ لَحُلَكَةٌ Verily he, or it, is intensely black. (TA.) حَالِكَةٌ: see حَلَكٌ.

مُحْلَنْكِكٌ: see حَالِكٌ مُحْلَوْلِكٌ: see حَالِكٌ مُسْتَحْلِكٌ: see حَالِكٌ
حلك
الحُلْكَةُ بالضّمِّ، والحَلَكُ مُحَرّكَةً: شِدّةُ السَّوادِ كَلَوْنِ الغُرابِ، وَقد حَلِكَ، كفَرِح واحْلَوْلَكَ مثلُه فَهُوَ حالِكٌ ومُحْلَوْلِكٌ زادَ ابنُ عبّاد: وحُلَكْلِكٌ كقُذَعْمِلٍ، وحُلْكُوكٌ كعُصْفُورٍ، وحَلَكُوكٌ مُحَرَكةً مثل قَرَبُوسٍ، وَلم يَأْتِ فِي الأَلْوانِ فُعْلُولٌ إِلاّ هَذَا، ومحْلَنْكِكٌ، ومُستَحْلِكٌ، وَمن الأَخيرِ حَدِيث خُزَيْمَةَ، وَذكر السَّنَةَ: وتَرَكَت الفَرِيش مُستحلِكاً وَهُوَ الشَّدِيدُ السَّوادِ كالمُحْتَرِقِ، من قَوْلِهم: أَسود حالِكٌ، قلتُ: وكأَنّ السينَ للصَّيرُورة.
وحَلَكُ الغُرابِ، مُحَرَكَةً: حَنَكُه، أَو سَوادُه يَقُولون: هُوَ أَسْوَدُ من حَلَكِ الغُرابِ، قيلَ: نونُ حَنَكٍ بَدَلٌ من لامِ حَلَك، وأَنكَرَها بعضُهم، وأَثْبَتَها الْجَوْهَرِي، قالَ يَعْقُوبُ: قالَ الفَرّاءُ: قلتُ لأَعرابي: أَتَقولُ كأَنَّه حَنَكُ الغُرابِ أَو حَلَكُه فَقَالَ: لَا أَقُولُ حَلَكُه أَبداً، وَقَالَ أَبو زَيْد: الحَلَكُ: اللونُ، والحَنَكُ: المِنْقار، وقالَ أَبو حاتِمٍ: قلتُ لأمِّ الهَيثَمِ: كيفَ تَقُولِينَ أَشَدُّ سَواداً مِمّاذَا فقالَتْ: من حَلَكِ الغُرابِ، فقلتُ: أَتَقُولِينَها من حَنَكِ الغُرابِ فَقَالَت: لَا أَقُولُها أَبَداً. قلتُ: فَفِي كَلامِ الفَرّاءِ وَأبي حاتِمٍ نوع تَعارُضٍ يُتَنبَّه لذَلِك. والحُلْكَةُ، بِالضَّمِّ: الحُكْلَةُ مقلوبٌ عَنهُ، يُقال: فِي لِسانِه حُلْكَةٌ وحُكْلَةٌ بِمَعْنى واحدٍ. والحُلْكَةُ: دُوَيْبَّةٌ تَغُوصُ فِي الرَّمْل، أَو ضَربٌ من العَظاءِ كالحُلْكاءِ بالضّمِّ والمدّ ويُفْتَحُ مثل العَنْقاءِ، وَهَذِه عَن الْجَوْهَرِي ويُحَرَّكُ، والحُلَكاءُ كالغُلَواءِ، والحُلُكَّى كغُلُبَّى بِضَم الحاءِ وَاللَّام فتَشْدِيد الكافِ المَفْتُوحةِ، وَالَّذِي فِي اللّسانِ على فُعَلَى بِضَم ففَتْح مَقْصُوراً، وفاتَتْه: الحُلَكَةُ، كهُمَزَةٍ وَبهَا صَدّرَ الْجَوْهَرِي والأزهري وابنُ دُرَيْدٍ، فَهِيَ سِتّ لُغاتٍ، اقتصرَ الْجَوْهَرِي مِنْهَا على الحُلَكَةِ، كهُمَزَة، والحَلْكاءِ مثل العَنْقاءِ، وزادَ ابنُ دَرُيْدٍ البَقِيَّة مَا عدا الحُلْكاءِ، بالضمِّ فالسكونِ ممدودةً، وَمَا عَدا الحُلْكَةَ، بالضمِّ، وَقد ذَكَرها ابنُ سِيدَه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: حَلَكَ الشَّيْء يَحْلُك من حدِّ نَصَر حُلُوكاً وحُلُوكَةً: اشتَدَّ سَوادُه، نقلَه الْجَوْهَرِي والصاغانِيُ، وعَجِيبٌ من المُصَنِّفِ كَيفَ أَغْفَلَه.
وَقَوله أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:
(مِدادٌ مِثْلُ حالِكَةِ الغُرابِ ... وأَقْلامٌ كمُرهَفَةِ الحِرابِ)
يَجوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِي حَلَكِ الغُرابِ، ويَجُوزُ أَن يَعْنِي بِهِ رِيشَتَه: خافِيَتَه أَو قادِمَتَه، أَو غيرَ ذلِكَ من رِيشِه.
وتَقُول للأَسْوَدِ الشدِيدِ السَّوادِ: إِنَّه لحُلَكَةٌ كهُمَزَةٍ، وَمن أَمثالِهِم فِي كلامِهم: يَا ذَا البِجادِ الحُلَكَهْ والزَّوْجَةِ المُشْتَرَكَهْ لَستَ لمَنْ لَيسَتْ لَكَهْ)
وأَنْشَدَه ابنُ بَري شاهِداً على الحُلَكَة للدوَيْبَّةِ، والصَّوابُ مَا ذَكَرنا، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَذَا فِي كلامِ لُقْمانَ بنِ عادٍ فِي خَبَرٍ طَويلٍ، كَمَا فِي العُبابِ.
(حلك)
حلكا وحلكة اشْتَدَّ سوَاده فَهُوَ حلك وحالك وَهِي (بتاء)

خزن

خزن: أخزن: ملأ المخازن، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص32و): اتصل إخــزان المخازن المذكورة من جميع الأقوات فيها من عام 57 إلى عام 63 هـ.
انخزن: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: مخزن.
خَزْن وخــزان: حجرة الاحتراق في المدفع (تاريخ البربر 2: 272).
خَزْنَة وجمعها خزن: خــزانــة الصرافة مكتب تاجر (بوشر).
وخزنة: صندوق مربع توضع فيه النقود لتدفع مصاريف للحاج الذين يحجون على نفقة الحكومة (لين عادات 2: 276).
وخزنة التي تدفع للجند في بغداد (تيفينو 2: 101).
وخزنة: مبلغ معين من المال (وخمس خزنات تساوي 1.200.000 ريال فرنسي قديم) وهي تساوي ستة ملايين ذهب. منوكوني ص186) و (ألف ومائتي كيس تحتوي على ثلاثين مليوناً من الريالات) (تيفينو 1: 215). وألف كيس، خمسة آلاف جنيه (لين عادات 2: 421) وستة آلاف غرش (محيط المحيط).
وخزنة: القسم الأعلى من الآلة الموسيقية المسماة كمنجة (لين عادات 2: 75).
وخزنة شخوص: متحف نقود، خــزانــة ايقونات أو سكك عتيقة (بوشر).
وخزنة الفرش: صوان، تخت (بوشر) ويقال لها خزنة أيضاً، وهي خــزانــة (دولاب) كبيرة توضع فيها أثناء النهار كل ما يتعلق بالفراش (فون كريمر، تاريخ الشرق الثقافي 1: 232).
خزنة الفنون: متحف (بوشر).
خزنة كتب: مكتبة (بوشر).
خزنة المال: خــزانــة المال، بيت المال (بوشر).
خــزان: انظر خَزْن.
خَزِين: خــزانــة، دولاب (دومب ص94).
الماء الخزن: الماء المحفوظ في الآبار (محيط المحيط).
خزين الملك: خازن الملك (محيط المحيط).
خــزانــة: صوان، تخت، دولاب (الكالا).
وخــزانــة: دكان بائع الكتب (الكالا).
وخــزانــة: خباء، خيمة (دومب ص99). وخــزانــة: مخزن الأمتعة المقدسة في الكنيسة (الكالا).
والخــزانــة، معرفة = خــزانــة السلاح، ترسانة، دكان الأسلحة (معجم اللطائف).
وخــزانــة: مبلغ معين من المال (انظر خَزْنَة). ففي ألف ليلة (1: 357): أهدى له سبع خزائن من المال. وهذه الكلمة لا بد أن تدل على نفس المعنى في مختارات من تاريخ حلب (ص30) فمن المستحيل أن تكون هذه الكلمة اسماً لنوع من السفن كما ظن فريتاج. ولابد من أن تحل كلمة السفط أي العلبة محل كلمة السف.
خــزانــة البدلات: مخزن الأمتعة المقدسة (بوشر).
خــزانــة البنود في القاهرة، وفي هذه المؤسسة التي أنشئت في عهد الخليفة الزاهر الفاطمي يعمل ثلاثة آلاف عامل يصنعون الأسلحة وآلات الحرب وغيرها، وكانت أيضاً سجناً. (ابن خلكان 1: 197) مع ترجمة دي سلان وتعليقه (1: 288 رقم9).
خــزانــة الطب والحكمة: صيدلية، أجزائية، دكان الأدوية، ففي حيان - بسام (1: 10د): ومن عمل موظفي البلاط (خِدْمة خــزانــة الطب والحكمة).
الخــزانــة العلمية: مكتبة سلطان الموحدين. يقول الخطيب (ص27 و): في كلمه عن سلطان الموحدين أبي يعقوب: ألْزَمَه خِدْمَة الخــزانــة العلمية وكانت عندهم من الخطط التي لا يتعين لها الإكبار أهل العلم.
خــزانــة الفنون: متحف (بوشر).
خــزانــة مقدسة: مخزن الأمتعة المقدسة في الكنيسة (الكالا).
صاحب الخــزانــة: صاحب الملك (الكالا).
خزينة = خــزانــة (القليوبي طبعة ليس (رايت) وفي طبعة القاهرة سنة 1865 (ص5) خــزانــة.
خَزَائنيّ: نوع من الرُّمان (ابن العوام 1: 273).
خَــزّان: حارس، حامي، راعي (دان امرئ القيس ص31، بيت 17).
وخّــزَّان: خازن المؤن والخمور (بوشر).
خازن: تجمع على خُــزَّان أيضاً. وهذه الكلمة تعني أيضاً الملائكة (معجم ابن بدرون).
خازن الفضة: من يتولى حفظ أواني الفضة (الكالا).
تَخْزين: خَزْن، حفظ البضاعة في المخزن (بوشر).
وتخزين: احتكار، حكرة (بوشر).
مَخْزَن ومَخْزِن وتجمع مخازين (أبو الوليد ص637): تعني في الغالب مستودع، هري، دكان تجاري، غير أنها تعني على وجه الخصوص دار الصناعة، مصنع الأسلحة. مستودع الأسلحة، ترسانة (الكالا)، ومستودع الزيت (الكالا).
ومخزن: خــزانــة، دولاب، صوان، تخت (الكالا).
ومخزن: خــزانــة المؤن (الكالا، بوشر).
ومخزن: إسطبل، آخور، مراح الخيل، (هلو، دلالورت ص173).
ومخزن: حوض صغير، مصنع صغير (ابن جبير ص211).
ومخزن: مكتب (هلو). ومخزن: خــزانــة الدولة (مملوك 1، 1: 10، ابن بطوطة 3: 462، 4: 42، 97، 120) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص32 ق): تقييد أموال المخزن، وعند الخطيب (ص186 ق): أخذ ماله للمخزن. وعند مارمول (تاريخ ثورة المغاربة ص64): صاحب مخزن الملك (في أفريقية). وفي دولة الموحدين: عبيد المخزن ويظهر أنهم كانوا كتيبة من الزنوج تتولى حراسة السلطان وتتقاضى معاشها من خــزانــة السلطان. وقد ذكرهم كرتاس في (ص174). وفي الحلل (ص62 ق) في الكلام عن استيلاء جيش عبد المؤمن على مراكش: ودخلت صنهاجة وعبيد المخزن من باب الدباغين.
وتعني كلمة المخزن اليوم: فرسان الدولة (دوماس صحارى ص130، 197، 254، سندوفال ص102، 286، 321، 424، هيرش ص72) وهم ضباط وفرسان يختارون لجباية الضرائب، (رولاند)، جنود نرتزقة مجلة الشرق والجزائر (6: 132). ويقول بليسيه (ص152) ما معناه: (قبيلة المخزن هي القبيلة التي يكون جميع فرسانها في الخدمة الدائمة للدولة متمتعين بمنافع منها.
ومخزن: ضريبة، خراج، يقول ابن حمو (ص87): فان كان زمان رخاء وخير، فتسير فيهم أحسن سير تعدل في مخازنهم عند الغرامات. وإن كان زمان جدب وغلاء (فترفق بهم في المخازن والمجابي). (أماري ديب، ملحق ص6) حيث يمكن أن تعني هذه الكلمة عنده أيضاً حق التخزين وهو ما يدفع لخزن البضاعة كما ترجمة الناشر.
مخزن: بلاط الأمير، بلاط الملك (الكالا) شينييه 3: 165) ومن هذا سمي البلاط: دار المخزن (فلوجل مادة 69 ص5) ومخزن وحدها تعني نفس المعنى أي بلاط الملك (الكالا).
ومخزن: مسكن، مأوى، مثوى (الكالا).
ومخزن: الحكومة، الدولة (دوماس قبيل ص193، شيرب ديال، ب ص24، أماري ديب ص131) حيث يرى الناشر (ص422 رقم 17) تغيير كتابة الكلمة وهو مخطئ في هذا.
ومخزن: ضرائب الدولة وكل ما يتعلق بها (دوماس قبيل ص9) نصارى المخزن: الرقيق من النصارى الذين هم ملك البلدة والكجتكع (هيدو ص42).
مَخْزَنة: حق، صندوقة، علبة، ففي رياض النفوس (ص 100 ق): وقال له ايتني بالمخزنة التي فيها الكافور. وقد تكرر ذكر الكلمة مرتين بعد ذلك.
مَخْزَنيّ: نسبة إلى المخزن أي خــزانــة الدولة.
والأشغال المخزنية: المالية، واردات الدولة. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص 67): وكان باشبيلية ينظر في بعض الأشغال المخزنية والسهام السلطانية، واقرأها كذلك عند أماري (ص 382).
المغارم المخزنية: الضرائب التي لم يفرضها القرآن ولا السنة (كرتاس ص81) حيث أراد نورنبرج (ص3) وه مخطئ أن يغير كتابة الكلمة.
وتسمى أيضاَ: الوظائف المخزنية (كرتاس ص108، 275) والألقاب المخزنية (المقدمة 2: 300).
ومخزني: فارس يستوفي أجره من المخزن أي خــزانــة الدولة لأن جنود القبائل لا يتقاضون راتباً (سوزا فستيجيون ص157، مارمول 2: 96) وقد ترجمت عند مارمول بما معناه: فرسان القائد وترجمت في (2: 101) منه بما معناه فرسان الحرس. وترجمت في (3: 6) منه بما معناه: جنود.
ومخزني: فارس (سكوت ص68، تريسترام ص110، دوماس عادات ص283، بارت رحلة إلى قسطنطينة ص13).
ومخزني: دركي (بليسيية ص320) - وصنف من الشرطة ما بين الشرطة والجواسيس (كورية ص24) وانظر دي جوبرن الذي يقارنه بشرطي المن. ويكتبونه اليوم مخازني، ففي تاريخ تونس (ص136): ابطال جنده وأعيان مخازينته. وفي (ص137) منه: فأتبعهم الأمير جنده من فرسان المخازنّية.
ومخزني: نسبة إلى المخزن أي بلاط الملك والأمير، ففي الخطيب (ص33 ق): تعلق بسبب هذه المنتحلات بأذيال الدول - فنال استعمالاً في الشهادات المخزنية.
ومخزني: موظف البلاط، خادم البلاط. ويطلق هذا الاسم في مراكش على كل الأشخاص الذي يعملون في خدمة السلطان (هوست ص181) وفيه (مُكاسني)، (شينييه 3: 166).
المخزنية: بلاط الملك. وكل بطانته وحشمه وحاشيته، وليجة الملك (راموس ص301) وقد ترجمها هوجنة إلى الفرنسية بما معناه: موظفو الدولة.
ومخزني: سياسي، دبلوماسي (شيرب ب) وهو يكتبها مخازني كما يفعلون الآن.
مَخْزَنجي: أمين المخزن (بوشر).
مَخْزون: مخبوء، مخفي (رولاند).
مخازني: انظره في مخزني، وقد ذكر فيه مرتين.
مُخْيزِن: مخدع، مقصورة، خدر (الكالا).
تَمَخْزِين: حذاقة، كياسة، سياسة (رولاند).
خزن خزن الشيء يخزنه أحرزه في خــزانــة. والخــزانــة عمل الخازن. وخزن اللحم إذا تغير.
[خزن] خَزَنْتُ المال واخْتَزَنْتُهُ: جعلته في الخــزانــة. وخَزَنْتُ السرّ واخْتَزَنْتُهُ: كتمته. والمَخْزَنُ بفتح الزاي: ما يخزن فيه الشئ. والخــزانــة بالكسر: واحدة الخَزائِنِ. وخَزِنَ اللحمُ بالكسر: أَنْتَنَ، مثل خَنِزَ، مقلوبٌ منه. قال طرفة: ثم لا يَخْزَنُ فينا لَحْمُها إنَّما يَخْزَنُ لَحْمُ المدخر
خ ز ن: (خَزَنَ) الْمَالَ جَعَلَهُ فِي (الْخِــزَانَــةِ) وَ (اخْتَزَنَهُ) أَيْضًا وَ (خَزَنَ) السِّرَّ كَتَمَهُ وَ (اخْتَزَنَهُ) أَيْضًا وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَ (الْمَخْزَنُ) مَا يُخَزَّنُ فِيهِ الشَّيْءُ. وَ (الْخِــزَانَــةُ) وَاحِدَةُ الْخَزَائِنِ. 
خ ز ن : خَزَنْتُ الشَّيْءَ خَزْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْته فِي الْمَخْزَنِ وَجَمْعُهُ مَخَازِنُ مِثْلُ: مَجْلِسٍ وَمَجَالِسَ وَالْخِــزَانَــةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُ: الْمَخْزَنِ وَالْجَمْعُ الْخَزَائِنُ وَشَيْءٌ خَزِينٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَخَزَنْتُ السِّرَّ كَتَمْتُهُ وَخَزِنَ اللَّحْمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ خَنِزَ. 
[خزن] ك فيه: ماذا أنزل من "الخزائن" أي خزائن الرحمة والفتن والعذاب، أو ما فتح من خزائن كسرى وقيصر، والفتن ماي قع بعده، وقيل: الفتن مقرونة بالخزائن بالإسراف. ط: أتيت "خزائن" الأرض، أي ملها وفتح بلادها وقد وقع كل ذلك فوضع من ذلك في كفين ظاهره تشديد الياء للتثنية ويزيد شرحًا في صاحب. غ "خزائن الله" ما خزنه وأسره، أو علم غيوب، خزن المال غيبه، والخــزانــة فعل الخازن وموضع يخزن فيه. شم: "يخزن" لسانه إلا مما يعنيه، بسكون خاء وضم زاي.

خزن


خَزَنَ(n. ac. خَزْن)
a. Reposited, stowed away, stored up.

خَزِنَ(n. ac. خَزَن)
خَزُنَ(n. ac. خُزْن
خَــزَاْنَــة
خُزُوْن)
a. Stank (meat).
أَخْزَنَa. Grew rich.

إِخْتَزَنَa. Amassed (riches).
خَزْنَةa. Treasure.
b. Treasury, treasure-room.

مَخْزَن
(pl.
مَخَاْزِنُ)
a. Magazine; repository, storeroom.

خَاْزِن
(pl.
خَزَنَة
خُــزَّاْن
29)
a. Treasurer.
b. Cashier.

خِــزَاْنَــة
(pl.
خَزَاْئِنُ)
a. Treasury, treasure-house.
b. Secret chamber, treasureroom; strong-room.
c. Magazine, depôt.
d. Wardrobe.

خَزِيْنَةa. see 23t
خِــزَانَــة الكُتُب
a. Book-case; library.

خِــزَانَــة السَّلَاح
a. Arsenal, armoury.

خَزَنْدَار
P.
a. Treasurer.
خ ز ن

خزن المال في الخــزانــة: أحرزه. واختزنه لنفسه، واستخزنه المآل، وله مخزن حريز، وهو صاحب مخزن الأمير.

ومن المجاز: اطلب من خزائن رحمة الله تعالى، واخزن لسانك وسرك. قال امرؤ القيس:

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيء سواه بخــزان

وقال السمهريّ بن أسد العكليّ:

وبادر بليلي أوبة الركب إنهم ... متى يرجعوا يخزن عليك كلامها

واجعله في خــزانــتك أي في قلبك إذا لقنته علماً، أو أودعته سراً. وفي حكمة لقمان " إذا كان خازنك حفيظاً وخــزانــتك أمينة رشدت في دنياك وآخرتك ". وقولهم: خزن اللحم إذا تغير، معناه خزنه فخزن أي ادخره فإيف بسبب الادخار. ألا ترى إلى قوله:

ثم لا يخزن فينا لحمها ... إنما يخزن لحم المدخر
باب الخاء والزاي والنون معهما خ ز ن، خ ن ز مستعملان فقط

خزن: خَزَنَ الشيء فلان يخزُنُه خَزْناً إذا أَحرَزَه في خِــزانــةٍ، واختزَنْتُه لنفسي. وخِــزانــتي قلبي، وخازني لساني،

قال لقمان لابنه: إذا كان خازنُكَ حفيظا، وخِــزانــتُكَ أمينةً سدت في دنياك وآخِرتِكَ

يعني اللسان والقلب. والخِــزانــة: الموضع الذي يُخْزَنُ فيه الشيء. والخِــزانــة عمل الخازن. وخَزِنَ اللحم أي تغير، قال:

ثم لا يخزُنُ فينا لحمها ... إنما يخزُنُ لحم المُدَّخِر

قال الخليل: النصب خــزانــة النحو، والبَصْرةُ خِــزانــةُ العَرَب أي معولهم عليه أكثر من سائره. النصب في الحالِ والقطعٍ والوقفِ وإضمار الصفات.

خنز: خَنَزْتِ الجوزة خُنُوزاً: عَفِنَتْ. وكذا ما يُشْبِهُها كالتمر ونحوه. وخَزِنَ لغة في خَنِزَ، وخَنَزَت تَخْنَزُ وخَنِزَ يَخْنَزُ وخَزِنَ يَخْزَنُ وخَزِنَ يَخْزَنُ (ويخزن) . 
الْخَاء وَالزَّاي وَالنُّون

خَزَنَ الشَّيْء يخزُنُه خَزْنا، واختزنه: أحرزه.

والخِــزانــة: الْموضع الَّذِي يُخزن فِيهِ الشَّيْء. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن من شَيْء إِلَّا عِندنا خزائنه) .

والخِــزانــة: عَمل الخازن.

وخِــزانــة الْإِنْسَان: قلبُه.

وخازِنُه وخَــزْانُــهُ: لِسَانه، كِلَاهُمَا على الْمثل، وَقَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ: إِذا كَانَ خازنك حفيظا، وخِــزَانَــتُك امينةً، رَشِدْت فِي أَمر دنياك وآخِرتَك، يَعْنِي: اللِّسَان وَالْقلب، وَقَالَ:

إِذا الْمَرْء لم يَخْزُن عَلَيْهِ لسانُهُ فَلَيْسَ على شَيْء سواهُ بخَازِن

وخَزن اللحمُ يَخُزُنُ خَزْناً وخُزُونا، فَهُوَ خَزِين: تغيّر، قَالَ طرفَة:

ثمَّ لَا يَخُزن فِينَا لحمُها إِنَّمَا يَخْزُن لحمُ المُدَّخِرْ

وعَمّ بعضُهم بِهِ تَغيُّر الطَّعَام كلِّه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَــزّان: الرطب تسود اجوافُه من آفَة تُصيبه، اسْم كالجَبّان والقضذّاف، واحدته: خَــزّانــة.
خزن
الخَزْنُ: حفظ الشيء في الخِــزَانَــة، ثمّ يعبّر به عن كلّ حفظ كحفظ السّرّ ونحوه، وقوله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ [الحجر/ 21] ، وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
[المنافقون/ 7] ، فإشارة منه إلى قدرته تعالى على ما يريد إيجاده، أو إلى الحالة التي أشار إليها بقوله عليه السلام: «فرغ ربّكم من الخلق والخلق والرّزق والأجل» ، وقوله تعالى: فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ
[الحجر/ 22] ، قيل معناه: حافظين له بالشّكر، وقيل: هو إشارة إلى ما أنبأ عنه قوله:
أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ الآية [الواقعة/ 69] ، والخَزَنَةُ: جمع الخازن، وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها [الزمر/ 71 و 73] ، في صفة النار وصفة الجنّة، وقوله: لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ [الأنعام/ 50] ، أي:
مقدوراته التي منعها الناس، لأنّ الخَزْنَ ضرب من المنع، وقيل: جوده الواسع وقدرته، وقيل:
هو قوله كن، والخَزْنُ في اللّحم أصله الادّخار، فكنّي به عن نتنه، يقال: خَزِنَ اللّحم : إذا أنتن، وخنز بتقدّم النّون.

خزن

1 خَزَنَهُ, (JK, S, Msb, K,) aor. ـُ (JK, Msb,) inf. n. خَزَنٌ, (Msb,) He reposited it, stowed it, or put it, (S, Msb,) laid it up, kept it, preserved it, or guarded it, (JK, K,) in a خِــزَانَــة, (JK, S,) or in a مَخْزِن [or مَخْزَن]; (Msb;) namely, a thing, (JK, Msb,) or property; (S, K;) as also ↓ اختزنهُ, (S, K,) and ↓ استخزنهُ: or ↓ the second of these signifies he did so for himself. (TA.) b2: and [hence] the first (S, Msb) and ↓ the second, (S,) (assumed tropical:) He concealed it; namely, a secret. (S, Msb.) b3: And خَزَنَ عَنْهُ عَطَآءَهُ (assumed tropical:) He withheld from him his gift. (TA.) A2: خَزِنَ, (JK, S, Msb, K,) formed by transposition from خَنِزَ, (S, Msb,) aor. ـَ inf. n. خَزَنٌ; (Msb;) and خَزُنَ; and خَزَنَ, [aor. ـُ inf. n. خَزْنٌ and خُزُونٌ; (K;) said of flesh-meat, (JK, S, Msb, K,) It became altered [for the worse] (JK, Msb, K) in odour, (Msb,) or stinking: (S, TA:) or, accord. to Z, خَزُنَ, said of flesh-meat, means it became stinking in consequence of its being laid up, or stored: and Er-Rághib says that خَزْنٌ, in relation to flesh-meat, means the laying up, or storing: and hence is metonymically used as meaning its becoming stinking. (TA.) Tarafeh says, ثُمَّ لَا يَخْزَنُ فِينَا لَحْمُهَا

إِنَّمَا يَخْزَنُ لَحْمُ المُدَّخِرْ [Then the flesh thereof will not become stinking among us: only the flesh-meat of him who lays it up becomes stinking]. (S, TA.) 4 اخزن He became rich, or in a state of competence or sufficiency, after poverty. (K.) 8 إِخْتَزَنَ see 1, in three places.

A2: اختزن طَرِيقًا He took the nearest road, or way. (K, TA.) 10 إِسْتَخْزَنَ see 1.

خَزْنَةٌ: see خَزِينَةٌ: b2: and see also خِــزَانَــةٌ.

خَزِينٌ A thing reposited, stowed, or put, [laid up, kept, preserved, or guarded,] in a مَخْزِن [or مَخْزَن or خِــزَانَــة]. (Msb.) b2: Flesh-meat altered [for the worse in odour]; (K;) stinking. (TA.) خِــزَانَــةٌ A small chamber within a large chamber; (TA in art. خدع;) [a closet; also called in the present day ↓ خَزْنَةٌ: and a cupboard:] a place in which things are reposited, stowed, laid up, kept, preserved, or guarded; a repository; [a magazine; a store-room;] (JK, Msb, K, TA;) and so ↓ مَخْزَنٌ, (S, K,) with fet-h to the ز, (S,) like مَقْعَدٌ, (K,) or ↓ مَخْزِنٌ, like مَجْلِسٌ, [which is irreg., as the aor. of خَزَنَ is يَخْزُنُ:] (Msb:) the former should not be pronounced with fet-h [i. e. خَــزَانَــة], (K,) as the vulgar are given to pronounce it: (TA:) the pl. of the former is خَزَائِنُ; (S, Msb;) and that of مخزن is مَخَازِنُ. (Msb, TA.) [Hence, خِــزَانَــةُ كُتُبٍ A library; and a bookcase. And خِــزَانَــةُ سِلَاحٍ An armoury.]

b2: And (tropical:) The heart; (K, TA;) because the secret is concealed in it. (TA.) See an ex. voce خَازِنٌ.

A2: Also The occupation, (JK, TA,) and act, (K, TA,) of the خَازِن. (JK, K, TA.) خَزِينَةٌ and ↓ خَزْنَةٌ Wealth, or property, reposited, stowed, laid up, kept, preserved, or guarded. (TA.) [In the present day, both signify also A treasury. The pl. of the former is خَزَائِنُ.] b2: [Hence,] خَزَائِنُ اللّٰهِ [in the Kur. vi. 50 and xi. 33, accord. to some,] means (assumed tropical:) The hidden things that are known of God: (TA:) or (assumed tropical:) the events decreed by God: (Bd in vi. 50:) or (assumed tropical:) the treasures of the means of subsistence that are supplied by God. (Bd and Jel * ibid.) خَــزَّانٌ One who stores up wheat, or food: of the dial. of Egypt. (TA.) b2: See also خَازِنٌ.

A2: Also, as a subst, like جَبَّانٌ, (AHn,) Ripe dates becoming black in the interior by reason of some bane: (AHn, K:) n. un. with ة. (AHn.) خَازِنٌ [One who reposits, stows, lays up, keeps, preserves, or guards, property, &c.; a treasurer]: (K, TA:) pl. خَازِنُونَ and خَزَنَةٌ. (TA.) [The latter of these pls. is applied in the Kur. xxxix. 73 to The keepers, or guardians, of Paradise: and in xxxix. 71 and xl. 52 and lxvii. 8 to those of Hell.] مَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ, in the Kur [xv. 22, accord. to some], means (assumed tropical:) Ye are not bearing it in mind with thankfulness. (TA.) b2: (tropical:) The tongue; as also ↓ خَــزَّانٌ. (K, TA.) Hence the saying of Lukmán to his son, إِذَا كَانَ خَازِنُكَ حَفِيظًا

أَمِينَةً رَشْدْتَ فِى أَمْرَيْكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ ↓ وَخِــزَانَــتُكَ, i. e. (tropical:) [When] thy tongue [is such as keeps the secret confided to thee], and thy heart [is trustworthy, thou wilt follow the right way in respect of thy two states, thy state in the present world and thy state in the world to come]. (TA.) مَخْزَنٌ and مَخْزِنٌ: see خِــزَانَــةٌ. b2: مَخَازِنُ الطَّرِيقِ The nearest roads, or ways. (K, * TA. [In the CK, مَحاصِرُهُ is erroneously put for مَخَاصِرُهُ.])
خزن
: (خَزَنَ المالَ) فِي الخــزانَــةِ: (أَحْرَزَهُ، كاخْتَزَنَهُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: اخْتَزَنَهُ لنفْسِه.
(و) خَزَنَ (اللّحْمُ خَزْناً وخُزوناً) : إِذا (تَغَيَّرَ) وأَنْتَنَ، (كخَزِنَ كفَرِحَ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وقالَ: هُوَ مثْلُ خَنِزَ مَقْلوبٌ مِنْهُ: وأَنْشَدَ لطَرَفَة:
ثُمَّ لَا يَخْزَنُ فِينَا لَحْمُهاإِنَّما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِرِوعَمَّ بعضُهم تَغَيّرَ الطَّعامِ كلّه.
(و) حَزُنَ مثْلُ (كَرُمَ) ، لُغَةٌ ثالثَةٌ، (فَهُوَ خَزِينٌ) ، ككَرُمَ فَهُوَ كَريمٌ.
وقالَ الزَّمخْشرِيُّ وقوْلُهم خَِزَنُ اللَّحْم إِذا تغَيَّرَ، معْناهُ خَزَنَه فخزِنَ، أَي ادَّخَرَه فأَنْتَنَ بسبَبِ الادِّخارِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الخزنُ فِي اللَّحْم الادِّخارُ، فكنى بِهِ عَن نَتَنِه.
(و) الخِــزَانَــةُ، (ككِتابَةٍ: فِعلُ الخازِنِ) وعَمَلُه.
(و) الخِــزَانَــةُ: (مكانُ الخَزْنِ) ، أَي الموْضِعُ الَّذِي يُخْزَنُ فِيهِ الشيءُ، والجمْعُ الخَزائِنُ؛ (وَلَا يُفْتَحُ) ، وَقد ولعت العامَّةُ بفتِحْها، وَفِيه نكْتَةُ لطِيفَةٌ، وَهُوَ مثْلُ قوْلِهم: القصْعَة لَا تُكْسَر والقنْدِيلُ لَا يُكْسَر، (كالمَخْزَنِ، كمَقْعَدٍ) ، والجمْعُ المخازِنُ.
(و) مِن المجازِ: الخِــزَانَــةُ: (القَلْبُ) لأنَّه يخزنُ فِيهِ السِّرّ.
(والخَــزَّانُ، كشَدَّادٍ: اللِّسانُ، كالخازِنِ) على المَثَلِ؛ مِنْهُ قوْلُ لقْمانَ لابْنِه: إِذا كانَ خازِنُكَ حَفِيظاً وخِــزانَــتُك أَمِينَةً رَشدْتَ فِي أَمرَيْك دُنْياك وآخِرَتك، يعْنِي اللِّسان والقَلْب؛ وقالَ الشاعِرُ:
آذا المَرْءُ لم يَخْزُنْ عليهِ لسانُهفليس على شيءٍ سِواهُ بخازِنِ (و) قالَ أَبو حنيفَةَ: الخَــزَّانُ: (الرُّطَبُ المَسْوَدُّ الجَوْفِ لآفَةٍ) تُصِيبُه، اسمٌ كالجبَّانِ والقذَّافِ، واحِدَتُه خَــزَّانَــةٌ.
(ومخازنة الطَّرِيقِ: مَخاصِرُهُ) ، أَي أَقْرَبه.
(واخْتَزَنَ طَريقاً: أَخَذَ أَقْرَبَهُ) ، وكذلِكَ اخْتَصَرَهُ.
(وأَخْزَنَ) الرَّجُلُ: (اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ.
(و) أَبو الحسَنِ (عليُّ بنُ أَحمدَ) بنِ محمدٍ المُفَسِّرُ؛ (وأَحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسَى) ، وَلابْن السَّمْعَانِيّ أَبو عبْدِ اللهاِ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ موسَى الرَّازِي الفَقِيهُ الحنِفيُّ قاضِي الرَّيّ وفرْغَانَة وهرَاةَ؛ (الخازِنانِ مُحَدِّثانِ) ؛ الأَخيرُ رَوَى عَنهُ الحاكِمُ، تُوفي بفرْغانَةَ سَنَة 360 رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وفاتَهُ:
محمدُ بنُ عبْدِ الّلهِ بنِ محمدِ الخازِنِ الأَصْفهانيُّ الشَّاعِرُ لَهُ مدائِحُ كَثِيرَةٌ فِي الصَّاحِبِ بنِ عبَّادٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خَزائِنُ الّلهِ تعالَى: غُيوبُ علْمِهِ تعالَى لغُموضِها على النَّاسِ واسْتِتَارِها عَنْهُم.
والخَــزَّانُ، كشَدَّادٍ: مَنْ يَخْزنُ الطَّعام خاصَّة، لُغَةٌ مصْرِيَّة.
وخَزَنَ السِّرَّ واخْتَزَنَه: كَتَمَهُ.
واسْتَخْزَنَ المالَ: خَزَنَهُ.
والخزْنَةُ: المالُ المَخْزُون، كالخَزِينَةِ كسَفِينَةٍ.
وقوْلُه تعالَى: {وَمَا أَنْتم لَهُ بخازِنينَ} (10: أَي حافِظِيَنَ لَهُ بالشُّكْرِ.
والخَزَنَةُ، محرَّكةً: جمْعُ الخازِنِ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وقالَ لَهُم خَزَنَتُها} . وخَزَنَ عَنهُ عَطاءَه: مَنَعَهُ وحَبَسَهُ.
وخزوانُ: قَريَةٌ ببخارى.
(خزن)
اللَّحْم وَالطَّعَام خزنا وخزونا تغير وأنتن وَالشَّيْء خزنا جعله فِي خــزانَــة وَعنهُ الْعَطاء مَنعه وحبسه وَلسَانه حفظه والسر كتمه فَهُوَ خَازِن (ج) خَزَنَة وهـ خازنة (ج) خوازن وَالْمَفْعُول مخزون وخزين (فعيل بِمَعْنى مفعول)

خزن: خَزَنَ الشَّيءَ يَخْزُنه خَزْناً واخْتَزَنه: أَحْرَزه وجعله في

خِــزانــة واختزنه لنفسه. والخِــزانــةُ: اسم الموضع الذي يُخْزَن فيه الشيء.

وفي التنزيل العزيز: وإنْ من شيء إلا عندنا خَزائنُه. والخِــزانــةُ: عَملُ

الخازِن. والمَخْزَن، بفتح الزاي: ما يُخْزَن فيه الشيء. والخِــزانــةُ: واحدة

الخَزائن. وفي التنزيل العزيز: ولا أَقول لكم عندي خَزائن الله؛ قال ابن

الأَنباري: معناه غُيوب علم الله التي لا يعلمها إلا الله، وقيل للغُيوب

خَزائنُ لغموضها على الناس واستتارها عنهم. وخَزَن المالَ إذا غيَّبه.

وقال سفيان بن عيينة: إنما آياتُ القرآن خزائن، فإِذا دخلتَ خــزانــةً فاجتهد

أَن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها، قال: شبَّه الآية من القرآن بالوعاء

الذي يجمع فيه المال المخزون، وسمي الوعاء خــزانــة لأَنه من سبب المخزون

فيه. وخِــزانــة الإنسان: قلبه. وخازِنه وخَــزّانــه: لسانه، كلاهما على المثل.

وقال لقمان لابنه: إذا كان خازِنك حفيظاً وخِــزانــتك أَمينةً رَشدْتَ في

أَمرَيْكَ دنياك وآخرتك، يعني اللسان والقلب؛ وقال:

إذا المَرْءُ لم يَخْزُنْ عليه لسانُه،

فليس على شيءٍ سِواه بخازِنِ.

وخَزَنتُ السِّرَّ واختزَنْتُه: كتَمْتُه. وخَزِنَ اللحمُ، بالكسر،

يَخْزَنُ وخَزَنَ يَخْزُن خَزْناً وخُزوناً وخَزُنَ، فهو خَزينٌ: تغير وأَنتن

مثل خَنِزَ مقلوب منه؛ قالَ طرفة:

ثُمَّ لا يَحْزَنُ فينا لَحْمُها،

إنما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِر.

وعمَّ بعضهم به تغير الطعام كله. وقال أَبو حنيفة: الخَــزَّانُ الرُّطَب

تسْوَدُّ أَجوافه من آفة تصيبه، اسم كالجَبّان والقَذّاف، واحدته

خَــزّانــة. واختَزَنتُ الطريقَ واخْتَصرْتُه، وأَخذنا مخازِنَ الطريق ومَخاصِرَها

أَي أَخذنا أَقرَبها.

خزن
خزَنَ يَخزُن، خَزْنًا، فهو خازِن، والمفعول مَخْزون وخزِين
• خزَن المحاصيلَ الزِّراعيَّة: حفظها في خِــزانــة ونحوها "خزَن المالّ: ادَّخره وحفظه- {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} " ° خزَن لسانَه: حفظه وكأنّه وضعه في خِــزانــة.
• خزَن عنه العطاءَ: منعَه وحبسَه، حرمه منه.
• خزَن السِّرَّ: كتمه. 

اختزنَ يختزن، اختــزانًــا، فهو مختزِن، والمفعول مختزَن
• اختزن التَّاجرُ السِّلعةَ فترة طويلة: ادَّخرها "اختزن المؤنَ/ الطعامَ والشرابَ/الملابسَ".
• اختزن السِّرَّ: كتمه "أودعه أسراري وأنا أعلم أنّه يختزنها بأمانة". 

استخزنَ يستخزن، استخــزانًــا، فهو مُستخزِن، والمفعول مستخزَن
• استخزنَ المالَ: خزنه، حفظه وادّخره "استخزن أموالَه في أحد المصارف الوطنيَّة".
• استخزنه الشَّيءَ: سأله أن يخزنه "استخزن شريكَه محصولَ الأرض لوقت البيع". 

خزَّنَ يخزِّن، تخزينًا، فهو مخزِّن، والمفعول مخزَّن
• خزَّن الشَّيءَ: حفظه في خــزانــة ونحوها "خزّن عُلبَ الطعام".
• خزَّن المعلوماتِ في الحاسب الآلي: أمدّه بها "خزَّن أرقامَ تليفونات". 

تخزين [مفرد]: ج تخزينات (لغير المصدر):
1 - مصدر خزَّنَ ° مَرْكَز تخزين سَمْعيّ: يعمل بواسطة جهاز هاتفيّ.
2 - كميّة الشّيء المخزون "ازدادت تخزينات التاجر من البضائع".
3 - خزْن، حفظ البضاعة في المخزن.
• وحدة تخزين: (حس) وحدة في جهاز الحاسوب تختص بتسجيل البيانات وحفظها على أقراص ممغنطة، ويمكن إعادة تسجيل ومحو البيانات عليها مرارًا، وتسمَّى: القرص الصُّلب. 

تخزينيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تخزين.
• السِّعة التَّخزينيَّة: مقدار ما يمكن إيداعه أو حفظه في مساحة مُغلقة بغرض الاختــزان "يحاول زيادة السعة التخزينية للجهاز بإضافة المزيد من بطاقات الذاكرة إليه". 

خازِن [مفرد]: ج خازنون وخُــزّان وخَزَنة، مؤ خازنة، ج مؤ خازنات وخُزّن:
1 - اسم فاعل من خزَنَ.
2 - متعهّد أو مسئول الخَزْن، الذي يتولّى حفظَ المال وغيره وإنفاقه، شخص مسئول عن العائدات والأموال في حكومة أو شركة أو مؤسّسة "عُيِّن خازِنًا للشَّركة- {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} " ° خازن السِّرِّ: كاتمه، حافظه، صائنه- خازن النَّار: مالك عليه السلام. 

خَــزانــة/ خِــزانــة1 [مفرد]: ج خَــزانــات وخِــزانــات وخَزَائن:
1 - مكان الخَزْن " {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} - {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}: المطر والنّبات" ° خِــزانــة الإنسان: قلبه- خِــزانــة الدَّولة: بيت المال- خِــزانــة السِّلاح: ترسانة، دكان الأسلحة- خِــزانــة الفنون: متحف- وزارة الخِــزانــة: وزارة الماليّة.
2 - صوان الملابس أو الكتب أو نحوها "وضع ثيابه في خِــزانــة أخيه" ° خِــزانــة الكتب: أثاث ذو رفوف لوضع الكتب عليها- خِــزانــة المعرفة.
3 - صندوق حديدي لحِفظ النُّقود والأشياءالثَّمينة "كان معه مفتاح الخِــزانــة" ° خِــزانــة خصوصيّة.
• خــزانــة الاحتراق: الفراغ الداخليّ الذي يحدث فيه الاحتراق، خــزانــة تحتوي على موادّ حارقة أو أيّة موادّ أخرى في محرِّك نفَّاث أو محرِّك يعمل بالغاز. 

خِــزانــة2 [مفرد]: حِرْفة الخازِن "الخِــزانــة تقتضي الأمانة". 

خَــزَّان [مفرد]:
1 - وعاء أو حجرة لتخزين السائل، وعاء كبير مغلق لحفظ الماء أو البترول أو نحوهما، مستودع الماء أو البترول أو نحوهما "خــزّان الماء فوق سطح المنزل" ° خــزَّان السَّيَّارة: وعاء مُعَدّ لتلقِّي البنزين.
2 - مكان يُجمع أو يُحجز فيه الماء عادةً بواسطة سَدٍّ "يُعدّ خــزّان أسوان من أعظم المشروعات الحديثة".
3 - (جو) تكوين جيولوجيّ حاجز للبترول، أو الغاز الطبيعيّ. 

خَزْن [مفرد]: مصدر خزَنَ. 

خَزْنة [مفرد]: ج خَزَنات وخَزْنات وخِزَن:
1 - صندوق حديديّ لحفظ المال ونحوه، خِــزانــة من المعدن ذات قفل تستخدم لحفظ الأشياء الثمينة "وضع إيرادات الشَّركة في الخَزْنة" ° أمين الخزنة: المسئول عن تلقِّي الأجور أو الرسوم في بَلَديَّة- خزنة الفنون: متحف- خزنة المال: خــزانــة المال، بيت المال.
2 - (سق) قسم أعلى من الآلة الموسيقيّة المسمَّاة كمنجة. 

خَزين [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من خزَنَ: مخزون، محفوظ. 

خَزِينة [مفرد]: ج خزينات وخَزَائنُ:
1 - مكان تسليم النقود وتسلّمها في الأماكن العامة "ادفع ثمن هذه السلعة في الخزينة" ° أمين الخزينة: شخص مسئول عن العائدات والأموال وخاصَّة في حُكومة أو شركة أو مؤسّسة.
2 - خَزْنة، صندوق حديديّ لحفظ المال ونحوه، خــزانــة تحفظ فيها النُّقود و الأشياء النفيسة "أغلق الخزينة بالمفتاح".
3 - بيت المال، قسم مُكلّف بجمع وإدارة العوائد الوطنيّة "خزينة الدولة: القِسم الحكوميّ المسئول عن تجميع وإدارة وإنفاق العائدات العامة".
4 - مال مخزون. 

مَخْزَن/ مَخْزِن [مفرد]: ج مَخازِنُ: اسم مكان من خزَنَ: مستودع؛ حجرة التَّخزين، مكان لحفظ الأشياء سليمة مدَّة طويلة "مخزن أدوية/ وقود- أمين المخزن" ° مَخْزَن الخرطوش: مَخْزَن أو مُشْط الخراطيش يُعبأ في بندقيّة آليَّة- مَخْزَن تبريد: حجرة خاصّة مزودة بأجهزة للتبريد تجعل درجة حرارتها مناسبة بحيث تحفظ الطعامَ وغيره مدّة طويلة دون أن يتلف. 

مخزون [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خزَنَ.
2 - (قص) كميّة من سلعة يمتنع المنتج أو البائع عن عرضها للبيع، أو تتراكم لديه تبعًا لحالة السُّوق، موادّ أو مؤن تخزَّن ليتمّ استهلاكها عند الحاجة، كميّة البضائع الكاملة التي تمتلكها مؤسّسة أو مخزن تجاريّ "مخزون بضاعة/ القمح". 

برج

(برج)
بروجا ارْتَفع وَظهر
برج: {تبرجن}: تبرزن محاسنكن. {في بروج}: حصون ذات البروج.
برج
من (ب ر ج) الشدة والعذاب والشديد والأذى.
برج
من (ب ر ث) بمعنى السهل اللين.
(ب ر ج) : (بُرْجَانُ) جِيلٌ مِنْ النَّاسِ بِلَادَهُمْ قَرِيبَةٌ مِنْ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَبِلَادُ الصَّقَالِبَةِ قَرِيبَةٌ مِنْهُمْ.
ب ر ج

امرأة زجاء، برجاء. ورأيت برجاً في برج أي نسوة في عيونهن برج في قصر. وتقول: لها وجه مسرج، وعليها ثوب مبرج، وهو الذي عليه تصاوير كبروج السور. وخرجن متبرجات، متفرجات.
ب ر ج : بُرْجُ الْحَمَامِ مَأْوَاهُ وَالْبُرْجُ فِي السَّمَاءِ قِيلَ مَنْزِلَةُ الْقَمَرِ وَقِيلَ الْكَوْكَبُ الْعَظِيمُ وَقِيلَ بَابُ السَّمَاءِ وَالْجَمْعُ فِيهِمَا بُرُوجٌ وَأَبْرَاجٌ وَتَبَرَّجَتْ الْمَرْأَةُ أَظْهَرَتْ زِينَتَهَا وَمَحَاسِنَهَا لِلْأَجَانِبِ. 
[برج] فيه: أدلم "أبرج" البرج بالتحريك أن يكون بياض العين محدقاً بالسواد كله لا يغيب من سوادها شيء. وح: يكره "التبرج" بالزينة أي إظهار الزينة للناس لغير محلها أي لغير الزوج. ط: محلها بالكسر. مف: بالكسر والفتح. ك: بروجاً منازل فسرها بها وإن كان البروج اثني عشر والمنازل ثمانية وعشرين لأن كل برج منزلان وشيء فهي بعينها أو أراد المنازل اللغوي.
ب ر ج: (بُرْجُ) الْحِصْنِ رُكْنُهُ وَجَمْعُهُ (بُرُوجٌ) وَ (أَبْرَاجٌ) وَرُبَّمَا سُمِّيَ الْحِصْنُ بِهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78] وَالْبُرْجُ أَيْضًا وَاحِدُ (بُرُوجِ) السَّمَاءِ. وَ (التَّبَرُّجُ) إِظْهَارُ الْمَرْأَةِ زِينَتَهَا وَمَحَاسِنَهَا لِلرِّجَالِ. 
(برج) - وفيه : "كان يَكرَه للنِّساء عَشْرَ خِلال، منها التَّبرُّج بالزِّينَة لغَيْرِ مَحَلِّها".
التَّبَرُّج: إظهار الزِّينة للنَّاس الأَجانِب، وهو المَذمُوم فأما للزَّوج فَلَا، وهو معنى قولِ: لغَيْر مَحَلِّها. - وفي صِفَة بعضِهم: "طُوالٌ أَدلَمُ أَبرَج".
: أي واسِع العَيْن المُحدق بَياض مُقلَتِه بسوادِها كلّه لا يخفَى منه شيء، ومنه التَّبرُّج.

برج


بَرِجَ(n. ac. بَرَج)
a. Became conspicuous, elevated.

بَرَّجَa. Built a tower.
b. Prognosticated, augured, predicted.

أَبْرَجَa. see II (a)
تَبَرَّجَa. Decked, ornamented ( herself: a woman ).

بُرْج
(pl.
بُرُوْج
أَبْرَاْج)
a. Tower, temple, citadel, palace, castle, mansion
bridge.

بَاْرِجa. Sailor.

بَاْرِجَة
(pl.
بَوَاْرِجُ)
a. War-ship, man of war, frigate, iron-clad.
b. Inn, hostelry.

بُرُوْجa. Signs ( of the Zodiac ).
b. Mansions ( of the Moon ).
إِبْرِيْجa. Skimmer.

بُرْجُمَة (pl.
بَرَاجِم)
a. Deaf and dumb language.

بِرْجِيْس
a. [art.], Jupiter.
برج: برَّج بالتضعيف: أبرج، بنى برجاً، حصن باتخاذ البروج (فوك، الكالا) وفي رحلة ابن جبير 207: حِصْنٌ مُبَرَّج مُشَرَّف.
تبرّج: تحصن بالبروج (فوك).
بُرْج: منار (دومب 97، هلو) - وبيت مبني بالحجارة في بستان (بليسيه 102) - وبيت في الريف (دِلابورت 144، هلو) - والبرج في بيروت: البيت الكبير (محيط المحيط) - وبرج الإشارة: برج التلغراف (المبراق) (بوشر) - وبرج طيور: كن الطيور، نمراد، بناء خاص يأوي الطيور (بوشر).
وبرج النواقيس: قبة الأجراس (بوشر).
وبرج نمرود: برج بابل (بوشر).
بُرْجة، جمعها بُرَج: حجر، حفرة فتحتها من جانب (فوك) وهي تصحيف فرجة؟. غير أن الكلمة موجودة في القسمين منه.
بُرجي. حمامة برجية وجمعه حمام براجي أو حمام بُرجيون: حمام يربى في برج الحمام يعيش فيه ويخرج منه ويعود إليه (الكالا).
بَرِيج: حي الفاكهة، سوق الفاكهة (رولاند).
بُرَيْجَة: مَحرس (كوخ الحارس)، مرقب، مرصد، (هلو).
بَرّاج: حارس برج الحمام (مملوك 2: 119 وفيه مثالان، الفري 44 وما يليها، ألف ليلة 1: 514، 3: 417).
بارجة، وتجمع على بوارج (تصحيف الكلمة الهندية ((بيرة)) وهي اليوم: بيرَّا بالهندستانية): فلك، سفينة (معجم البلاذري) ويقول البيضاوي (2: 30) أن الكلمة عربية وهي وصف يوصف بها يقال: سفينة بارجة بمعنى سفينة لا غطاء لها. غير أن هذا الأصل للكلمة لاشك في خطئه.
مُبَرّج: مشجر (منقوش على شكل الأشجار والأزهار) ومكلل، ذو أكاليل منقوشة، مكشكش (رولاند).
(ب ر ج)

البَرَج: تبَاعد مَا بَين الحاجبين.

والبَرَج: سَعَة الْعين.

وَقيل: سَعَة بَيَاض الْعين وَعظم المقلة وَحسن الحدقة.

وَقيل: هُوَ نقاء بياضها وصفاء سوادها.

وَقيل: هُوَ أَن يكون بَيَاض الْعين محدقا بِالسَّوَادِ كُله، لَا يغيب من سوادها شَيْء.

بَرِجَ بَرَجا، وَهُوَ أبرج، وَعين بَرْجاء.

وتبرَّجت الْمَرْأَة: أظهرت وَجههَا.

وتباريج النَّبَات: أزاهيره.

والبُرْج: منزلتان وَثلث من منَازِل الْقَمَر.

وَالْجمع: أبراج، وبُرُوج.

وَكَذَلِكَ: بروج الْمَدِينَة وَالْقصر، وَالْوَاحد: كالواحد.

وثوب مُبَرَّج فِيهِ صور البُرُوج، قَالَ:

وَقد لبِسنا وَشْيَه المبرَّجا

وَقَالَ آخر:

كَأَن بُرْدا فَوْقهَا مُبَرَّجا والبُرْجانُ من الْحساب: أَن يُقَال: مَا مبلغ كَذَا، أَو مَا جذ كَذَا وَكَذَا.

والبارِجة: سفينة من سفن الْبَحْر تتَّخذ لِلْقِتَالِ.

وَمَا فلَان إِلَّا بارجة: قد جمع فِيهِ الشَّرّ.

وبُرْجان: اسْم أعجمي.

والبُرْج: اسْم شَاعِر.

وبُرْجَة: فرس سِنَان بن أبي سِنَان.

برج

1 بَرِجَ [written in the TA without the vowel-signs, but the context seems to show that it is thus, and that the inf. n. is بَرَجٌ] It (anything) was, or became, apparent, manifest, or conspicuous, and high, or elevated: whence بُرْجٌ, applied to a certain kind of structure. (TA.) b2: بَرِجَ, [aor. ـَ inf. n. بَرَجٌ, [also signifies] He had that quality of the eye which is termed بَرَجٌ, explained below. (M, TA.) b3: Also, (K,) or بَرِجَ أَمْرُهُ, (TA,) aor. ـَ His state, condition, or case, became ample in respect of eating and drinking. (IAar, K, TA.) 2 بَرَّجَ see 4.4 ابرج He (a man, TA) built a بُرْج [or tower, &c.]; as also ↓ برّج, inf. n. تَبْرِيجٌ. (K.) 5 تَبَرَّجَتْ She (a woman) showed, or displayed, her finery, or ornaments, (S, Msb, K,) and beauties of person or form or countenance, (S, Msb,) to men, (S, K,) or to strangers, or men distantly related to her; (Msb;) to do which is culpable; but to do so to the husband is not: (TA:) or she showed her face: or she showed the beauties of her neck and face: or she did so exhibiting a pretty look: (TA:) or she showed, or displayed, her finery, or ornaments, and what excites a man's lust. (A boo-Is-hák, TA.) Fr, referring to verse 33 of ch. xxxiii. of the Kur, says that in the time when Abraham was born, the women used to wear a shirt of pearls, not sewed at the two sides; or, as some say, they used to wear garments which did not conceal their persons. (TA.) بُرْجٌ [Gr. πύργος, (Golius,) A tower;] an angle, syn. رُكْن, (S, K,) of a fortress, (S,) or of a city: (TA:) and sometimes a fortress itself: (S, K:) so called from its conspicuousness and construction and height: (TA: [see 1:]) or the primary signification of برج is strength; whence أَبْرَجُ in a sense explained below: (Har p. 286:) pl. [of mult.] بُرُوجٌ and [of pauc.] أَبْرَاجٌ: (S:) the بُرُوجٌ of the wall of a city or fortress are chambers (بُيُوت [meaning towers]) built upon the wall: and such chambers (بيوت) built upon the sides of the angles of a قَصْر [i. e. pavilion or palace &c.] are sometimes thus called. (Lth.) [Hence,] بُرْجُ حَمَامٍ [A pigeon-turret; a pigeon-house; being generally constructed in the form of a turret, or of a sugar-loaf;] a lodging-place of pigeons: pl. as above. (Msb.) b2: Also (assumed tropical:) [A sign of the Zodiac;] one of the بُرُوج of the heaven; (S, K;) which are twelve in number; every one having a distinct name: (TA:) the Arabs in ancient times did not know them: (Ham p. 560:) pl. أَبْرَاجٌ as well as بُرُوجٌ: (Msb, TA:) these are meant by the بُرُوج mentioned in the Kur xv. 16 and xxv. 62 and lxxxv. 1: (Bd, Jel:) or in the last of these instances, (Bd,) by the بروج in the heaven are meant the Mansions of the Moon: (Bd, Msb:) or the stars or asterisms or constellations: (TA:) or the great stars or asterisms or constellations; (Bd, Msb;) and so, accord. to Zj, in the second of the said passages of the Kur: (TA:) or the gates of heaven: (Bd, Msb:) or, as some say, i. q. قُصُور [i. e. pavilions &c.]. (TA.) بَرَجٌ Such a constitution of the eye that the white entirely surrounds the black, (S, M, K,) no part of the black being concealed: (S, M:) or width of the eye: or width of the white of the eye, and largeness of the eyeball, and beauty of the black part: or clearness of the white and black parts theeeof: (M, TA:) or width of the eye, and largeness of the eyeball: (Ham p. 560:) or width of the eye with intense whiteness of the person: (TA:) and distance between the eyebrows. (L, TA.) [See also بَلَجٌ.]

A2: Goodly, elegant, or pretty; beautiful of face: or [so in copies of the K, and in the TA, but in the CK “and”] shining, or splendid; conspicuous; and well known. (K.) خُلُقٌ بَارِجٌ A large, or liberal, disposition; syn. وَاسِعٌ. (Ham p. 560.) أَبْرَاجٌ A man having that quality of the eye which is termed بَرَجٌ: (M, TA:) fem. بَرْجَآءُ; applied to a woman; (S) and also to an eye (عَيْنٌ) having the quality termed بَرَجٌ: (M, TA:) pl. بُرْجٌ. (Ham p. 560.) A2: هٰذَا أَبْرَجُ مِنْ هٰذَا This is stronger than this. (Har p. 286.) إِبْرِيجٌ The vessel, or receptacle, [generally a skin,] in which milk is churned, or beaten and agitated, or in which the butter of the milk is extracted, or fetched out, by putting water in it, and agitating it; syn. مِمْخَضَةٌ. (S, K.) ثَوْبٌ مُبَرَّجٌ A garment whereon are figures of بُرُوج [or towers]: (Zj, TA:) or whereon are depicted figures resembling the بُرُوج [or towers] of the wall of a city or the like: (T, A, TA:) or figured with eyes, of the garments termed حُلَلٌ; from البَرَجُ (S.)
برج
برَجَ يَبرُج، بروجًا، فهو بارج
• برَج الشَّيءُ/ برَج الأمرُ: ظهر وارتفع. 

أبرجَ يُبرج، إبْرَاجًا، فهو مُبرِج، والمفعول مُبرَج (للمتعدِّي)
• أبرج الرَّجلُ: بَنَى بُرْجًا "أبرج المالكُ فوق أرضه".
• أبرج اللهُ السَّماءَ: جعلها ذات بُروج وزيَّنها بالكواكب. 

تبرَّجَ يتبرَّج، تبرُّجًا، فهو مُتبرِّج
• تبرَّجتِ المرأةُ: تبهرجت؛ أَظهرتْ زينَتَها ومحاسنَها لغير زوجها " {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} - {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} ".
• تبرَّجت السَّماءُ: تزيَّنت بالكواكب.
• تبرَّج الشَّخصُ: تحصّن بالبروج. 

بارِجَة [مفرد]: ج بَوارِجُ: (سك) سفينة كبيرة من سفن الأسطول الحربيّ لها بُرْج، لا غطاء لها "قامت البوارِج الحربيّة بمناورة في عُرض البحر". 

بُرْج [مفرد]: ج أَبْرَاج وبُروج:
1 - بناء مُرتَفع على شكل مُستدير أو مُربَّع ويكون مستقلاًّ أو قسمًا مِن بناء عظيم "بنى بُرْجًا على النيل- بُرْج سكنيّ- يُوجّه بُرج المُراقبة حركة الطائرات" ° بُرْج إيفل: أحد معالم فرنسا السِّياحيَّة- بُرْج الإرسال: مُنْشأٌ مرتفعٌ خاصّ بالإذاعة والتّلفزيون لِبَثِّ البرامج والصَّوت والصُّورة- برج الإشارة: برج التِّلغراف، مبراق- بُرْج الحمام/ بُرْج الطُّيور: عُشٌّ من خشب أو غيره يأوي إليه الطَّير- بُرْج القاهرة: أحد معالم القاهرة السِّياحيَّة- بُرْج المراقبة: برج في المطار يتولَّى تنظيم إقلاع الطائرات وهبوطها، بناء يُخصَّص لمراقبة حركة السُّفن أو الطَّائرات أو البوارج وغيرها- بُرْج بابل/ بُرْج نمرود: من البروج التَّاريخيَّة المشهورة بُني قديمًا في بابل- بُرْج حصار: برج من خشب متحرِّك كان يُستعمل في القرون الوسطى لحصار المدن- بُرْج حفر: هيكل معدنيّ يُقام فوق بئر نفط ويسند المثقب- بُرْج عَاجيّ: مصطلح حديث يدلُّ على عُزلة الأديب أو الفنَّان أو غيرهما عن المشكلات الاجتماعيَّة، يُستعمل غالبًا في الذّمّ.
2 - حصن وقلعة "كانت الأبراج تُبنى قديمًا على مداخل المدن لحمايتها- {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} ".
3 - (فك) أَحدُ بُرُوج السماء الاثْنَىْ عَشر، وهي الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميــزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، الحوت " {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} " ° بروج السَّماء: صور النجوم التي يبدو للناظر أن الشمس تقطعها في دورة تامّة خلال سنة شمسية.
4 - بيت كبير.
• بُرجا الاعتدالَيْن: (فك) أصل الحمل والميــزان لأنّ الشَّمس إذا صارت في أولهما استوى اللَّيل والنَّهار، فالحمل برج الاعتدال الربيعيّ، والميــزان برج الاعتدال الخريفيّ.
• البروج: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 85 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتان وعشرون آية. 

بروج [مفرد]: مصدر برَجَ. 
برج
: (البُرْجُ) من المدينةِ، (بالضّمِّ: الرُّكْنُ، والحصْنُ) ، والجمعُ أَبْرَاجٌ، وبُرُوجٌ.
(وواحِدُ بُرُوجِ السِّماءِ) ، والجمعُ كالجَمْعِ، وَهِي اثْنا عَشَرَ بُرْجاً، ولكلِّ بُرْجٍ اسمٌ على حِدَةٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاقَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالسَّمَآء ذَاتِ الْبُرُوجِ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 1) قيل: ذَات الكَوَاكِبِ، وَقيل: ذَات القُصُورِ فِي السّماءِ. ونُقِلَ ذالك عَن الفرَّاءِ.
وَقَوله تَعَالَى: {وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} ، (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 78) البُرُوجُ هُنَا: الحُصُونُ، وَعَن اللَّيْث: بُرُوجُ سُورِ المَدِينَةِ والحِصْنِ: بُيُوتٌ تُبْنَى على السُّورِ، وَقد تُسمَّى بُيوتٌ تُبْنَى على نواحِي أَركانِ القَصْرِ بُرُوجاً.
وَفِي الصِّحَاح: يُرْجُ الحِصْنِ: رُكْنُه، والجَمْعُ بُرُوجٌ، وأَبْرَاجٌ.
وَقَالَ الزجّاج: فِي قَوْله تَعَالَى: {جَعَلَ فِى السَّمَآء بُرُوجاً} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 61) قَالَ: البُرُوجُ: الكَواكِبُ العِظَامُ.
(و) البُرْجُ (بنُ مُسْهِرٍ: الشّاعِرُ الطّائِيّ) ، مشهورٌ.
(و) البُرْجُ (: ة، بأَصْفَهانَ، مِنْهَا) أَبو الفَرَجِ (عُثْمانُ بنُ أَحْمَدَ) بنِ إِسحاقَ بنِ بُنْدَارٍ (الشّاعرُ) ، وَفِي نسخةٍ: الْكَاتِب، ثِقَة، تُوفِّيَ ليلةَ الفِطر سنة 406 (وغَانِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، صاحِبُ أَبي نُعَيْمٍ) الأَصبَهانِيّ.
(و) البُرْجُ (: د، شَدِيدُ البَرْدِ) .
(و) البُرْجُ (: ع، بِدِمَشْقَ) ، هاكذا ذكرَه خليفةُ بنُ قاسِمٍ، وَلَا يُعْرَفُ الآنَ، ولعلّه خَرِبَ ودَثَرَ، (مِنْهُ) أَبو محمدٍ (عَبْدُ الله بنُ سَلَمَةَ) الدِّمَشْقِيّ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَرْوانَ، وَعنهُ محمَّدُ بنُ الوَرْدِ.

(و) البُرْجُ: (قَلْعَةٌ، أَو كُورَةٌ بنواحِي حَلَبَ) .
(و) البُرْجُ (: ع، بينَ بانِيَاسَ ومَرْقَبَةَ) .
(وأَبُو البُرْجِ: القَاسِمُ بنُ حَنْبَل) وَفِي نُسْخَة جبل (الذُّبْيَانِيّ) وَهُوَ (شاعِرٌ إِسلامِيّ) .
(والبَرَجُ، مُحَرَّكةً) : تَباعُدُ مَا بينَ الحاجِبَيْنِ. وكلّ ظَاهِرٍ مُرْتَفِعٍ فقد بَرَجَ، وإِنما قيل للبُرُوجِ: بُرُوجٌ؛ لِظُهُورِهَا وبَيانِها وارْتِفاعِها.
والبَرَجُ: نَجَلُ العَيْنِ، وَهُوَ سَعَتُها، وَقيل: البَرَجُ: سَعَةُ العَيْنِ فِي شِدَّةِ بَياضِ صاحبِها، وَفِي المُحْكَم: البَرَجُ: سَعَةُ العَيْنِ وَقيل: سَعَةُ بياضِ العَيْنِ، وعِظَمُ المُقْلَةِ، وحُسْنُ الحَدَقَة، وَقيل: هُوَ نَقاءُ بَيَاضِها، وصَفَاءُ سَوادِهَا، وَقيل: هُوَ (أَنْ يَكُونَ بَيَاضُ العَيْن مُحْدِقاً بالسّوادِ كُلّهِ) لَا يَغِيبُ من سوادِهَا شَيْءٌ.
بَرِجَ بَرَجاً، وَهُوَ أَبْرَجُ، وعَيْنٌ بَرْجَاءُ، وَفِي صِفةِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (أَدْلَمُ أَبْرَجُ) ، هُوَ من ذَلِك، وامرأَةٌ بَرْجاءُ بَيِّنَةُ البَرَجِ.
(و) البَرَجُ: (الجَمِيلُ الحَسَنُ الوَجْهِ، أَو المُضِيءُ البَيِّنُ المَعْلُومُ، ج أَبْراجٌ) .
(وبُرْجانُ، كعُثْمَانَ: جِنْسٌ من الرُّومِ) يُسَمَّوْن كذالك، قَالَ الأَعشى:
وهِرَقْلٌ يومَ ذِي سَاتِيدَمَا
مِنْ بَنِي بُرْجانَ فِي البَأْسِ رُجُحْ
يَقُول: هُمْ رُجُحٌ على بني بُرْجانَ، أَي هم أَرْجَحُ فِي القِتَالِ وشِدَّة البَأْسِ مِنْهُم.
(و) بُرْجَانُ: اسمُ (لِصّ، م) يُقَال: أَسْرَقُ من بُرْجانَ، وبُرْجَانُ اسمٌ أَعجَميّ وضبَطَه غيرُ وَاحِد بِالْفَتْح، وَفِي بعض مصَنَّفَاتِ الأَمْثَالِ أَنّ (بُرْجاص) بالصّاد. قَالَ الجَوالِيقيّ وَغَيره: وَهُوَ غَلَط، قَالُوا: وَهَذَا لَقَبُه، واسْمه فُضَيْلٌ، وَيُقَال: فَضْلٌ، وبُرْجانُ والدُه أَحَدُ بني عُطَارِدٍ من بني سَعْدٍ، وَكَانَ مولى لبَنِي امرِىءِ القَيْسِ. وَقَالَ المَيْدَانِيْ: هُوَ لِصٌّ كَانَ فِي نواحِي الكُوفَةِ، وصَلَبُوه، وسَرَقَ وَهُوَ مَصْلُوبٌ.
(و) عَن اللَّيْثِ: (حِسَابُ البُرْجَانِ) بالضّم، هُوَ مثل قولِك: (مَا جُدَاءُ كَذا فِي كَذا، وَمَا جَذْرُ كَذَا فِي كَذا) ، وَفِي بعض النّسخ، كَذَا وَكَذَا، (فجُدَاؤُه) ، بالضّمّ (: مَبْلَغُه، وجَذْرُه) بِالْفَتْح (: أَصلُه الَّذِي يُضرَبُ بعضُه فِي بَعْضٍ، وجُملتُه البُرْجانُ) ، يُقَال: مَا جَذْرُ مائةٍ؟ فَيُقَال: عَشرةٌ، وَيُقَال: مَا جُدَاءُ عشرَة؟ فَيُقَال: مائةٌ.
(وابنُ بَرَّجانَ، كهَيَّبَانَ: مُفَسِّرٌ صُوفِيّ) .
(وأَبْرَجَ) الرَّجُلُ (: بَنَى بُرْجاً، كبَرَّجَ تَبْرِيجاً) .
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: (بَرِجَ) أَمْرُه (كَفَرِحَ) ، إِذا (اتَّسَعَ أَمْرُه فِي الأَكلِ والشُّرْبِ) .
(والبَارِجُ: المَلاّحُ الفَارِهُ) .
(والبَارِجَةُ: سَفِينَةٌ كَبِيرَةٌ) ، وجمعُها البَوَارِجُ، وَهِي القَرَاقِيرُ والخَلايَا، قَالَه الأَصمعي، وقَيّد غيرُهُ فَقَالَ: إِنّها سَفِينَةٌ من سُفَنِ البَحْرِ تُتَّخَذُ (للقِتَالِ) .
(و) البارِجَةُ: (الشِّرِّيرُ) ، وَهُوَ الكَثِيرُ الشَّرِّ، يقالُ: مَا فُلانٌ إِلاّ بارِجَةٌ (تَرِيدُ أَنّه) قد جُمِعَ فِيهِ الشَّرّ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(وتَبَرَّجَتِ المَرْأَةُ تَبَرُّجاً) : أَظْهَرَت (زِينَتَها) ومحاسِنَها (للرِّجالِ) ، وَقيل: إِذا أَظْهَرَتْ وَجْهَها، وَقيل إِذا أَظْهَرَتِ المرأَةُ مَحَاسِنَ جِيدِها ووَجْهِها قيل: تَبَرَّجَتْ، وتَرَى مَعَ ذَلِك فِي عينِها حُسْنَ نَظَرٍ.
وَقَالَ أَبو إِسحاقَ فِي قولِه تَعَالَى: {غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 60) التَّبَرُّجُ: إِظهارُ الزِّينَةِ وَمَا يُسْتَدْعَى بهِ شَهْوَةُ الرّجالِ، وَقيل: إِنَّهُنَّ كُنَّ يَتَكَسَّرْنَ فِي مَشْيِهنّ ويَتَبَخْتَرْن.
وَقَالَ الفرّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاْولَى} (سُورَة الْأَحْزَاب، الْآيَة: 33) ذالك فِي زَمنٍ وُلِدَ فِيهِ سيِّدُنا إِبراهِيمُ النّبيّ عَلَيْهِ السلامُ، كانَتِ المَرْأَةُ إِذ ذَاكَ تَلْبَسُ الدِّرْعَ من اللُّؤلُؤِ غيرَ مَخِيطِ الجانِبَيْنِ، وَيُقَال: كانَت تَلْبَس الثِّيَابَ لَا تُوارِى جَسَدَها، فأُمِرْنَ أَنْ لَا يَفْعَلْنَ ذالك، والمَذْمُومُ إِظْهارُ ذالك للأَجانِبِ، وأَمّا للزَّوْجِ فَلَا، صَرَّحَ بِهِ فقهاؤُنا.
(والإِبْرِيجُ) بِالْكَسْرِ (: المِمْخَضَةُ) ، بِكَسْر الْمِيم، قَالَ الشَّاعِر:
لقَدْ تَمَخَّضَ فِي قَلْبِي مَوَدَّتُها
كَمَا تَمَخَّضَ فِي إِبْرِيجِه اللَّبَنُ
الْهَاء فِي إِبْرِيجِه يرجعُ إِلى اللَّبَنِ.
(وبُرْجَةُ) بالضّمّ، كَذَا هُوَ مضبوط عندنَا، وإِطْلاقُه يَقْتَضِي الفتحَ، كَمَا فِي غير نسخةٍ (: فَرَسُ سِنانِ بنِ أَبِي حَارِثَةَ) ، هاكذا فِي نسخةٍ. وَالَّذِي فِي اللّسَان: سِنَان بن أَبِي سِنانٍ.
(و) برْجَة: (د، بالمَغْرِبِ) الصّوابُ بالأَنْدَلُسِ، وَهُوَ من أَعْمالِ المَرِيَّة بِهِ مَعَادِنُ الرَّصاصِ العجيبة على وادٍ يُعرفَ بوادِي عَذْراءَ، مُحَدَّقٍ بالأَزهارِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُسَمِّيها أَهلُهَا بَهْجَة؛ لبَهْجَةِ مَنْظَرِهَا. ونَضَارَتِهَا، وَفِيه يقولُ أَبو الفَضْلِ بنُ شَرَفٍ القَيْرَوَانِيّ:
حُطَّ الرِّحَالَ بِبرْجَهْ
وارْتَدْ لِنَفْسِكَ بَهجهْ
فِي قَلْعةٍ كسِلاحٍ
ودوْحَةٍ مثلِ لُجَّهْ
فحِصْنُها لكَ أَمْنٌ
وحُسْنُهَا لَكَ فرْجَهْ
كُلّ البِلادِ سِواها
كعُمْرَةٍ وهْي حِجّهْ
وانتقَلَ غالِبُ أَهلِهَا بعد اسْتِيلاءِ الكُفّارِ عليْها إِلى العَدْوَةِ وفاسَ، كَذَا قَالَه شيخُنا.
(مِنْهُ المُقْرِىءُ عليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُذامِيّ البُرْجِيّ) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ثَوْبٌ مُبَرَّجٌ: فِيهِ صُوَرُ البُرُوجِ، قَالَه الزّجّاجُ. وَفِي التَّهْذِيب: قد صُوِّرَ فِيهِ تَصاوِيرُ كبُرُوجِ السُّورِ، قَالَ العَجّاج:
وقَدْ لَبِسْنَا وَشْيَهُ المُبَرَّجَا
وَقَالَ:
كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجَا
شَبَّهَ سَنَامَها بِبُرْجِ السُّورِ.
وتَبَارِيجُ النَّبَاتِ: أَزاهِيرُه.
والبُرُوجُ: القُصُورُ، وَقد تقَدَّم.
وبَرْوَجُ، كجَوْهَر: مَدِينَةٌ عظيمةٌ بالهِنْد.
وَبَرَايجُ، بالفَتْح: أُخْرَى بهَا.
[برج] بُرْجُ الحِصن: رُكنه. والجمع بروج وأبراج. وربَّما سمِّي الحصنُ به. قال الله تعالى: (ولو كُنْتُم في بُروجِ مشيَّدة) . والبرج: واحد بروج السماء. وبرجان: اسم لص. يقال: " أسرق من برجان ". والبرج، بالتحريك: أن يكون بياضُ العين مُحْدِقاً بالسواد كُلِّهِ لا يغيب من سوادها شئ. وامرأة برجاء بينة البرج. ومنه قيل ثوبٌ مبرَّج للمعيَّن من الحلل. والتبرُّج: إظهار المرأَةِ زينَتها ومحاسنها للرجال. والإبْريجُ: المِمْخضة. وقال: لقد تمخَّض في قلبي مَوَدَّتُها * كما تمخَّض في إبريجه اللبن الهاء في إبريجه يرجع إلى اللبن.
برج
البُرُوج: القصور، الواحد: بُرْج، وبه سمّي بروج السماء لمنازلها المختصة بها، قال تعالى:
وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ [البروج/ 1] ، وقال تعالى: تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً [الفرقان/ 61] ، وقوله تعالى: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء/ 78] يصح أن يراد بها بروج في الأرض، وأن يراد بها بروج النجم، ويكون استعمال لفظ المشيدة فيها على سبيل الاستعارة، وتكون الإشارة بالمعنى إلى نحو ما قال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو نال أسباب السّماء بسلّم
وأن يكون البروج في الأرض، وتكون الإشارة إلى ما قال الآخر:
ولو كنت في غمدان يحرس بابه أراجيل أحبوش وأسود آلف
إذا لأتتني حيث كنت منيّتي يخبّ بها هاد لإثزي قائف
وثوب مُبَرَّج: صوّرت عليه بروج، واعتبر حسنه، فقيل: تَبَرَّجَتِ المرأة أي: تشبّهت به في إظهار المحاسن، وقيل: ظهرت من برجها، أي:
قصرها، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى [الأحزاب/ 33] ، وقوله: غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ [النور/ 60] ، والبَرَجُ: سعة العين وحسنها تشبيها بالبرج في الأمرين.

نقل

(نقل)
الشَّيْء نقلا حوله من مَوضِع إِلَى مَوضِع وَالْكتاب نسخه وَالْخَبَر أَو الْكَلَام بلغه عَن صَاحبه وَالدَّوَاب سَقَاهَا نهلا وعللا وَالْكتاب إِلَى لُغَة كَذَا تَرْجمهُ بهَا وَالشَّيْء الْخلق أصلحه وَرَفعه بالنقيلة يُقَال نقل الثَّوْب وَنقل النَّعْل

(نقل) الْمَكَان نقلا كثر نَقله وَالْبَعِير أَصَابَهُ دَاء فِي خفه فيتخرق مِنْهُ فَهُوَ نقل وَهِي نقلة
(ن ق ل) : (النَّقْلُ) مَعْرُوفٌ وَقَوْلُهُ فِي الْمَأْذُونِ لَهُ اعْمَلْ (فِي النَّقَّالِينَ) وَالْحَنَّاطِينَ أَيْ فِي الَّذِينَ يَنْقُلُونَ الْخَشَبَ مِنْ مَوْضِعٍ إلَى مَوْضِعٍ وَفِي الَّذِينَ (يَنْقُلُونَ) الْحِنْطَةَ مِنْ السَّفِينَةِ إلَى الْبُيُوتِ وَهَذَا تَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ (وَالْمَنْقَلَةُ) مِثْلُ الْمَرْحَلَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى (وَالْمُنَقِّلَةُ) مِنْ الشِّجَاجِ الَّتِي يَنْتَقِلُ مِنْهَا فَرَاشُ الْعِظَامِ وَهُوَ رِقَاقُهَا فِي الرَّأْسِ.
[نقل] نه: فيه: كان على قبره صلى الله عليه وسلم "النقل"، هو بفتحتين صغار الحجر أشباه الأثافي بمعنى منقول. وفيه: لا سمين "فينتقل"، أي ينقله الناس إلى بيوتهم فيأكلونه. زر: هو بالنصب أي لا ينقله أحد لهواله، لا سمين أي لا مصلحة فيه بتحمل سوء عشرته بها، وهو بالجر والرفع صفة جمل أو لحم. نه: و"المنقلة" شجة يخرج منها صغار العظام وتنتقل من أماكنها، وقيل: التي تنقل العظم أي تكسره. ط: ولو أمرها أن "تنقل" من جبل أصفر إلى أسود، تخصيص اللونين تتميم للمبالغة لأنه لا يكاد يوجد أحدهما بقرب الآخر. غ: "المنقل" الخف والنعل أيضًا.
ن ق ل: (نَقْلُ) الشَّيْءِ تَحْوِيلُهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْمَنْقَلُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْقَافِ الْخُفُّ الْخَلَقُ وَالنَّعْلُ الْخَلَقُ وَهُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَ (النُّقْلُ) بِالضَّمِّ مَا (يُتَنَقَّلُ) بِهِ عَلَى الشَّرَابِ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا يُقَالُ إِلَّا بِفَتْحِ النُّونِ. وَ (النُّقْلَةُ) الِاسْمُ مِنَ (الِانْتِقَالِ) مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ. وَ (نَاقَلَهُ) الْحَدِيثَ إِذَا حَدَّثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. وَ (النَّقِيلَةُ) الرُّقْعَةُ الَّتِي يُرْقَعُ بِهَا خُفُّ الْبَعِيرِ أَوِ النَّعْلِ وَالْجَمْعُ (النَّقَائِلُ) . وَقَدْ (نَقَلَ) خُفَّهُ أَيْ أَصْلَحَهُ وَ (نَقَّلَهُ) أَيْضًا (تَنْقِيلًا) وَيُقَالُ: نَعْلٌ (مُنَقَّلَةٌ) . وَ (التَّنَقُلُ) التَّحَوُّلُ. وَ (نَقَّلَهُ) (تَنْقِيلًا) أَيْ أَكْثَرَ نَقْلَهُ. وَ (الْمُنَقِّلَةُ) بِكَسْرِ الْقَافِ الشَّجَّةُ الَّتِي تُنَقِّلُ الْعَظْمَ أَيْ تَكْسِرُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا فَرَاشُ الْعِظَامِ. 
نقل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] مَا من مصلى لامْرَأَة أفضل من أَشد مَكَان فِي بَيتهَا ظلمَة إِلَّا امْرَأَة قد يئست من البعولة فَهِيَ فِي منقليها. قَالَ الْأمَوِي: المَنْقَل الخُف قَالَ أَبُو عبيد: وَأَحْسبهُ الخَلق وَأنْشد الْأمَوِي للكميت: [المتقارب]

وَكَانَ الأباطِحُ مثل الأرِين ... وشُبِّه بالحِفُوة المَنْقلُ

الأرين واحدتها إرة وَهِي الحفرة توقد فِيهَا النَّار للخبزة أَو غَيرهَا وَإِنَّمَا وصف شدَّة الْحر يَعْنِي أَنه يُصِيب صَاحب الْخُف مَا يُصِيب الحافي من الرمْضاء. وَالَّذِي أَرَادَ عبد الله بقوله: فَهِيَ فِي مَنقليها يَعْنِي أَنَّهَا مِمَّن تخرج إِلَى الْأَسْوَاق والحوائج فَهِيَ أبدا لابسة خفيها فَأَما الَّتِي لم تيأس من البعولة فَهِيَ لَازِمَة لبيتها فَلَا فَرخص للعجائز فِي الصَّلَاة فِي الْمَسَاجِد وَكَرِهَهُ للشواب. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَوله: مَنقل لَوْلَا أَن الرِّوَايَة اتّفقت فِي الحَدِيث وَالشعر جَمِيعًا على فتح الْمِيم مَا كَانَ وَجه الْكَلَام إِلَّا كسرهَا: مِنْقل.

نقل

1 نَقَلَهُ He related it, told it, or mentioned it, from another; he transmitted it; he transcribed it. See 1 in art. حكى. نَقَلَ إِلَيْهِ حَدِيثًا [He related to him a tradition]. (Msb.) b2: نَقَلَهُ He transferred it; shifted it; translated it; conveyed it. He discerned it, or took and mentioned it, namely a word or phrase or signification, from (من) such a one; he quoted it; i. e. نَقَلَهُ إِلَى كِتَابِهِ مِنْ كِتَابٍ آخَرَ he transferred it to his book from another book.5 تَنَقَّلَ بِالنُّقْلِ [and تنقّل alone] He ate نُقْل. (MA.) b2: Hence, تَنَقَّلَ بِالحَدِيثِ He amused himself with talk; like as one amuses himself with the eating of fruit after a meal: see تَفَكَّهَ.8 اِنْتَقَلَ He shifted, removed, or passed, from one place, or time (as in an instance in the K voce أَسْوَعَ), or state, to another.

نَقْلُ الأَقْدَامِ The shifting of the feet from place to place. b2: بَآءُ النَّفْلِ i. q.

بَآءُ التَّعْدِيَةِ The ب that renders a verb trans.; as in ذَهَبَ بِهِ. (Mughnee in art. بِ.) b3: التَّآءُ لِلنَّقْلِ or الهَآءُ لِلنَّقْلِ meansلِلنَّقْلِ مِنَ الوَصْفِيَّةِ إِلَى الاِسْمِيَّةِ, i. e. The ة that is added for the transference of a word from the category of epithets to that of substantives; as in خَلِيفَةٌ, accord. to some, and دَائِرَةٌ.

نُقْلٌ Dried and other fruits (such as nuts, almonds, raisins, dried figs, dried dates, &c.), [and comfits:] the fruit [that is an accompaniment] of wine; (MA in explanation of نُقْلٌ [which is more common than نَقْلٌ];) fruit that is eaten with wine. (KL in explanation of نُِقْلٌ.) نَقَلٌ Stones with trees. (Az and IKtt in TA, voce غَدَرٌ.) مَنْقَلَةٌ i. q.

مَرْحَلَةٌ (JK, Msb) مِنْ مَراَحِلِ السَّفَرِ. (JK.) مِنْقَلَةٌ A thing upon which bricks are carried from place to place. (O, voce شَبَحَةٌ.) مُنَقِّلَةٌ

: A wound in the head, by which bone is removed: see شَجَّةٌ.

المَنْقُولُ [Discerned knowledge; opposed to مَعْقُولُ]: under this term are comprised the sciences of أُصُولُ الدِّينِ (also called عِلْمُ الكام).

الحَدِيثُ, and الفِقْهُ: all the other sciences are comprised under the term المَعْقُولُ; (IbrD;) i. e. intellectual, or perceived by the intellect; and excogitated.
ن ق ل : نَقَلْتُهُ نَقْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ حَوَّلْتُهُ مِنْ مَوْضِعٍ إلَى مَوْضِعٍ وَانْتَقَلَ تَحَوَّلَ وَالِاسْمُ النُّقْلَةُ وَنَقَّلْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَمِنْهُ الْمُنَقَّلَةُ وَهِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا الْعِظَامُ وَالْأَوْلَى أَنْ تَكُونَ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ لِأَنَّهَا مَحَلُّ الْإِخْرَاجِ وَهَكَذَا ضَبَطَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ الْمُنَقَّلَةُ الَّتِي تَنْقُلُ مِنْهَا فِرَاشَ الْعِظَامِ وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْهَا فَصَرَّحَ بِأَنَّهَا مَحَلُّ التَّنْقِيلِ وَهَذَا لَفْظُ ابْنِ فَارِسٍ أَيْضًا وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ نَصَّ عَلَيْهِ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى إرَادَةِ نَفْسِ الضَّرْبَةِ لِأَنَّهَا تَكْسِرُ الْعَظْمَ وَتَنْقُلُهُ وَالْمَنْقَلَةُ الْمَرْحَلَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْمَنْقَلَةُ أَيْضًا رُقْعَةٌ تُجْعَلُ بِخُفِّ الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ وَالنَّقِيلَةُ وِــزَانُ كَرِيمَةٍ مِثْلُهُ وَأَنْقَلْتُ الْخُفَّ بِالْأَلِفِ أَصْلَحْتُهُ بِالنَّقِيلَةِ وَالْمَنْقَلُ وِــزَانُ جَعْفَرٍ الْخُفُّ وَيُقَالُ الْخُفُّ الْخَلَقُ.
وَفِي الْحَدِيثِ نَهَى النِّسَاءَ عَنْ الْخُرُوجِ إلَّا عَجُوزًا فِي مَنْقَلَيْهَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ يُقَالُ لِلْخُفَّيْنِ مَنْقَلَانِ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ مِنْقَلٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَهُوَ الْقِيَاسُ لِأَنَّهُ آلَةٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ لَوْلَا السَّمَاعُ بِالْفَتْحِ مَا كَانَ وَجْهُ الْكَلَامِ إلَّا الْكَسْرَ وَنَاقَلْتُهُ الْحَدِيثَ نَقَلْتُ إلَيْهِ مَا عِنْدِي مِنْهُ وَنَقَلَ إلَيَّ مَا عِنْدَهُ وَالنُّقْلُ مَا يُتَنَقَّلُ بِهِ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ. 

نقل


نَقَلَ(n. ac. نَقْل)
a. Carried, transported; removed; transferred; translated;
transplanted.
b. Transcribed, copied.
c. [acc. & 'An], Related, told after; quoted from.
d. Mended, repaired.
e. Decamped, moved; emigrated (horde).

نَقَّلَa. see I (a) (b)
d. Broke, crushed.
e. [ coll. ], Made to move; made to
transport & c.
f. [ coll. ], Armed.
g. [ coll. ], Set dessert before.

نَاْقَلَa. Related to.
b. Ran fast.
c. [ coll. ], Drank to each other
exchanged cups.
أَنْقَلَa. see I (d)
تَنَقَّلَa. Pass. of I (a), (b).
c. Changed place, moved, shifted; decamped.

تَنَاْقَلَa. Told each other tales, stories.
b. [ coll. ], Did alternately, by
turns.
إِنْتَقَلَa. Pass. of I (a), (b).
c. [Min & Ila], Moved, removed, went, emigrated from....to.

نَقْلa. Removal; transport; transfer; transposition;
transposal; transplantation.
b. . Narrative, tale; tradition.
c. Copy; translation.
d. (pl.
نِقَاْل
أَنْقَاْل
38), Worn, patched shoes.
e. (pl.
نُقُوْل
& نُقُوْلَات )
Preserves, dried fruit; sweetmeats; dessert.
f. Run.

نَقْلَةa. see 1 (a)b. (pl.
نِقَاْل), Broad lancehead.
نِقْلa. see 1 (d)
نِقْلَة
(pl.
نِقَل)
a. Old maid, spinster.

نُقْلa. see 1 (e)
&
نُقْلَة
(a).
c. Migration, emigration.

نُقْلَة
(pl.
نُقَل)
a. Detraction, slander.
b. see 1 (a)c. Vagrancy, vagabondage.

نَقَلa. Answer; repartee; retort.
b. Stones; ruins.
c. see 1 (d)
نَقَلَةa. Murmur, splashing.

نَقِلa. Rocky, stony.
b. Readytongued, glib.

مَنْقَل
(pl.
مَنَاْقِلُ)
a. Mountain-road.
b. Worn shoes.
c. [ coll. ], Portablestove;
coal-pan.
مَنْقَلَةa. Day's journey.
b. see 17 (a)
مِنْقَلa. Fast-trotting (horse).
مِنْقَلَة
(pl.
مَنَاْقِلُ)
a. Any means of transport : conveyance; basket &
c.
b. [ coll. ], A kind of backgammon.

نَاْقِل
(pl.
نَقَلَة)
a. Moving & c.
b. Bearer, carrier.
c. Narrator.
d. Translator, copyist.
e. [ coll. ], Pregnant, enceinte.

نَاْقِلَة
(pl.
نَوَاْقِلُ)
a. Change of fortune, vicissitude.
b. Wandering, nomadic tribe; wanderers, nomads.

نَقِيْلa. Strange, foreign; foreigner.
b. Wandering, nomadic; nomad, wanderer, rover; traveller;
vagrant, vagabond.
c. Stream, torrent.
d. Road, way.
e. Swift (horse).
نَقِيْلَة
(pl.
نَقِيْل
نَقَاْئِلُ
46)
a. Piece, patch.

نَقَّاْلa. Carrier, porter.
b. Transplanter.
c. Swift (horse).
نَقَلَاْنa. see 1 (f)
مِنْقَاْلa. see 20
N. P.
نَقڤلَa. Transported; transferred.
b. Copied, transcribed.
c. Movable, portable.

N. Ag.
نَقَّلَa. Reporter.

N. Ag.
نَاْقَلَa. see 20
N. Ag.
إِنْتَقَلَ
(pl.
مُنْتَقِلَات)
a. Movable; movables.

N. Ac.
إِنْتَقَلَa. Removal; emigration; transport.

إِنْقِلآء
a. A kind of dates (Syrian).
مُنَقِّلَة
a. Violent (blow).
عِيْد إِنْتِقَال العَذْرَآء
a. Feast of the Assumption of the Virgin.

إِنْتَقَلَ إِلَى رَحْمَةِ
اللّٰه
a. He is dead.

مَا يُتَنَقَّل بِهِ
a. Dessert; hors d'œuvres.
[نقل] نقل الشئ: تحويله من موضعٍ إلى موضعٍ. والنَقَلُ أيضا: الخفُّ الخَلَقُ، والنَعْلُ الخَلَقُ المرَقَّعَةُ. والنِقْلُ بالكسر مثله يقال: جاء في نَقْلَيْنِ له وفي نِقْلَيْنِ له، والجمع نِقالٌ، وكذلك المَنْقَلُ بالفتح . قال الكميت وكان الاباطح مثل الارين وشبه بالحفوة المنقل أي يصيب صاحبَ الخُفِّ ما يصيب الحافى من الرمضاء. وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه: " ما من مصلى لامرأة أفضل من أشد مكانا في بيتها ظلمة، إلا امرأة قد يئست من البعولة، فهى في منقليها " قال أبو عبيد: لولا أن الرواية اتفقت في الحديث والشعر، ما كان وجه الكلام عندي إلا كسرها. والمنقل أيضاً: الطريقُ في الجبل. والمَنْقَلَةُ: المرحلةُ من مراحل السفر. والنُقْلُ بالضم: ما يَتَنَقَّلُ به على الشراب. والنُقْلَةُ: الاسم من الانتقال من موضع إلى موضع. (*) والنقل بالتحريك: الريشُ يُنْقَلُ من سهم فيجعل على سهمٍ آخر. قال الكميت:

لا نَقَلٌ ريشُها ولا لَغَبُ * والنَقَلُ أيضاً: الحجارةُ مع الشجر. قال ابن السكيت: النَقَلُ: الحجارةُ مثل الأفْهارِ. يقال: هذا مكان نقل، بالكسر. والنقل في البعير: داءٌ يُصيب خُفَّهُ فيَتَخَرَّقُ. والنَقَلُ: المُناقَلَةُ في المَنْطِقِ، ومنه قولهم: رجلٌ نَقِلٌ، وهو الحاضر الجواب. قال لبيد: ولقد يعلم صحبى كلهم بعدان السيف صبرى ونقل وناقلْتُ فلاناً الحديثَ، إذا حدَّثتَهُ وحدَّثكَ. والنَقيلُ: الطريقُ. وكلُّ طريقٍ نَقيلٌ. والنَقيلُ: ضربٌ من السَيْرِ، وهو المداومة عليه. والنَقيلَةُ: المرأةُ الغريبةُ يقال: هو ابن نَقيلَةٍ. ابن السكيت: النَقيلَةُ: الرُقْعَةُ التي يُرقعُ بها خُفُّ البعير أو النعلُ، والجمع النقائِلُ. أبو عبيد: يقال نَقَلْتُ ثوبي نَقْلاً، إذا رقَعْتهُ. وأنْقَلْتُ خفِّي، إذا أصلحته. وكذلك نَقَّلْتُهُ تَنْقيلاً. يقال: نَعْلٌ منقلة. والتنقل: التحول. ونقله تنقيلا، إذا أكثر نقلهُ. والمُنَقِّلَةُ بكسر القاف: الشَجَّةُ التي تُنَقِّلُ العَظْمَ، أي تكسره حتَّى يخرجَ منها فَراشُ العظامِ. ومُناقَلَةُ الفرسَ: أن يضع يده ورجله على غير حَجَرٍ لحُسْنِ نَقْلِهِ في الحِجارة. قال جرير: ممُشْتَرِفٍ وإنْ بَعُدَ المَدى ضَرِمِ الرِقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ والنِقالُ أيضاً: أن تشرب الإبلُ نَهَلاً وعَللاً بنفسها، من غير أحدٍ. وقد نَقَلْتُها أنا. ويقال: فرسٌ مِنْقَلٌ. وقال الشاعر يصف فرساً: فنَقَلْنا صُنْعَهُ حتَّى شَتا ناعِمَ البالِ لَجوجاً في السَنَنْ والناقِلَةُ من الناس: خِلافُ القُطَّانِ. والأَنْقِلاءُ: ضربٌ من التمر بالشأم.
نقل: نقل: اسم المصدر نقلان (الأغاني مملوك 1: 1: 4): أمر بنقلان قرابته وأهله وحشمه وحاشيته من جلسائه.
نقل: نقل بالعجلة (بوشر).
نقل: في (محيط المحيط): (نقل الشيء حوله من موضع إلى موضع) (دي ساسي كرست 1: 33، المقري 1: 500، ابن الاثير 19: 79): نقل إليه عن أحد: وشى به من نقل إليك فقد نقل عنك (بوشر): أي من يشي بغيرك يشي بك.
نقل: استنسخ الرسم (همبرت 96).
نقل رسما: ترسم، نقل رسما بورق الترسيم الشفاف عن الاصل، استنسخ (بوشر).
نقل الرسم في الصغير: صغر الرسم الأصلي (بوشر).
نقل: قلد الأفعال، نسخ النسخ .. الخ (بوشر).
نقل من لغة إلى أخرى: ترجم (بوشر).
نقل: حرك قطع الشطرنج (بوشر، دي ساسي كرست 1: 188، ألف ليلة 1: 375).
نقل: حول، تخلى عن تنازل عن حيازته للشيء أو من مفرقة فيه إلى شخص آخر، تنازل قانونا عن الشيء، تتنازل إلى: ملك، باع (بوشر).
نقل: ازدرع، نقل نباتا أو شجرة وغرسهما في مكان آخر (الكالا، المقري 1: 305). وكثيرا ما يرد عند (ابن العوام)، وعلى سبيل المثال ما ورد في (1: 178 و 194: 14).
نقل: نقل محل سكناه (الكالا). تنقل تغير محل السكن من دار إلى أخرى (الكالا).
نقل: أناب، فوض، انتدب، أرسل شخصا للحلول محله بتفويض أو وكالة (الكالا).
نقل الشعاع: كسر الأشعة، حرف اتجاهها (بوشر).
نقل: عير. هنا ينبغي أن نلاحظ، بعد الإقرار بصحة التشديد على نطق هذه الكلمة أن يكون مضارع الفعل وفقا (للثعالبي، لطائف 108: 7) تنقل وليس تنقل وليس تنقل في جملة: ولقد كادت البلدة تنقل ذلك وتبدله، أي يجب أن نصحح، وفقا لذلك ما أورده الناشر.
نقله: أعطاه بعض النقل من الفواكه الجافة .. الخ من التي يتناولونها في موائد الشراب. وهناك عند (المقري 1: 673: 14): نقل ب، حيث يجب أن تقرأ الجملة وفقا لما وردت في طبعة بولاق على النحو الآتي:
سقانا شرابا كلون الهناء ... ونقلنا بقرون العنوز
نقل: في (محيط المحيط): نقل فلان ضيفه أطعمة النقل.
تنقل: في (محيط المحيط): تنقل من مكان إلى آخر تحول أو أكثر الانتقال. وفي (عباد 1: 45): وما زالوا ينتقلون من قصر إلى قصر.
تنقل: من موضع إلى آخر، ذهب إلى هنا وهناك (ابن خلكان 1: 180): اشتغل وتنقل إلى أن صار منه ما صار (أماري 117: 6): وملك أسد بن الفرات بالتنقل جميع الجزيرة، تنقل في البادية أو في القبائل (معجم الطرائف، معجم الجغرافيا).
يتنقل: يتحرك (العيد) (بوشر).
ينتقل ب أو على: يأكل الفواكه الجافة (النقل) متنقلا بها أثناء الشرب. (معجم الادريسي، محيط المحيط، ألف ليلة 2: 23). تناقلوا: تبادلوا شيئا (ويجرز 211 و368، زيتشر 18: 790).
منتقل: اسم مصدر (معجم مسلم).
انتقلوا: تبالوا شيئا (زيتشر 18: 790).
انتقل: = ناقل (وردت في ديوان الهذليين 1 و4: 195 في الحديث عن حصان).
انتقل ب: أكل الفواكه الجافة (نقل) متنقلا بها أثناء شرب الخمرة (معجم الادريسي) (دي يونج) (قل الشرب، أي الشاربون وليس الشرب. وهذا ما ورد في ص 119: 4) (ابن حيان 10): دخل على شرب من إخوانه باشبيلية ينتقلون ببسباس رطب. نقل: النقل بالعربة (بوشر). أجرة الحوذي (بوشر). نقل: إفشاء سر، مكر (بوشر).
نقل والجمع نقول: روايات مكتوبة (مرسنج 6: 1): والذي اعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها فيها لم يصل إليه ولا وقف عليها أحد من أشياخي الخ.
نقل: صورة عقد، ولعل المعنى. ترجمة إلى لغة أخرى أو ترجمة قانونية (أماري: قائمة كلمات العقد الصقلي).
نقل: تحويل، ترك، تخلي، نقل ملكية، حوالة دين، اصطلاح قانوني للتعبير عن حق كنسي تبديل منفعة ما بأخرى (بوشر).
نقل: تجريد اسم العلم من مشتقه، أي اسمه الجامد، وإعطاؤه معنى آخر أو جعله اسما لعلم (دي ساسي نحو من ص6 إلى 7، نصيحة للقراء) (المقدمة 3: 47).
نقل: والجمع انقال: تغيير المعنى (المقدمة 3: 302).
(ن ق ل)

النَّقْل: تَحْويل الشَّيْء من مَوضِع إِلَى مَوضِع.

نَقله يَنْقُلهُ نقلا، فانتقل.

وهمزة النَّقْل: الْهمزَة الَّتِي تنقل غير الْمُتَعَدِّي إِلَى الْمُتَعَدِّي، كَقَوْلِك: قَامَ واقمته.

وَكَذَلِكَ: تَشْدِيد النَّقْل: هُوَ التَّضْعِيف الَّذِي ينْقل غير الْمُتَعَدِّي، كَقَوْلِك: غرم وغرمته، وَفَرح وفرحته.

والنقلة: الِانْتِقَال.

والنقلة: النميمة تنقلها.

والنواقل من الْخراج: مَا ينْقل من قية إِلَى قَرْيَة.

والنواقل: قبائل تنقل من قوم إِلَى قوم.

وَفرس منقل، ونقال، ومناقل: سريع نقل القوائم.

وَأَنه لذُو نقِيل.

وَقد ناقل مناقلة، ونقالا.

وَقيل: النقال: الرديان، وَهُوَ بَين الْعَدو والخبب.

والمنقلة من الشجاج الَّتِي ينْقل مِنْهَا فرَاش الْعِظَام، وَهِي قشور تكون على الْعظم دون اللَّحْم.

والمنقللة: المرحلة من مراحل السّفر.

والمنقل: الطَّرِيق فِي الْجَبَل.

وَالنَّقْل: الطَّرِيق الْمُخْتَصر.

وَالنَّقْل: الْحِجَارَة كالأثافي والأفهار.

وَقيل: هِيَ الْحِجَارَة الصغار.

وَقيل: هُوَ مَا يبْقى من الْحجر إِذا اقتلع.

وَقيل: هُوَ مَا يبْقى من حجر الْحصن أَو الْبَيْت إِذا هدم.

وَقيل: هُوَ الْحِجَارَة مَعَ الشّجر. ونقلت ارضنا، فَهِيَ نقلة: كثر نقلهَا، قَالَ:

مَشى الجمعليلة بالحرف النَّقْل

ويروى: " بالجرف " بِالْجِيم.

وَأَرْض منقلة: ذَات نقل.

وَمَكَان نقل، على النّسَب: أَي حزن.

والنقلة، وَالنَّقْل، وَالنَّقْل، وَالنَّقْل: النَّعْل الْخلق، أَو الْخُف، وَالْجمع: انقال، ونقال. قَالَ:

فصبحت أرعل كالنقال

يَعْنِي: نباتا متهدلا من نعْمَته، شبهه فِي تهدله بالنعل الْخلق الَّتِي يجرها لَابسهَا.

والمنقلة: كالنقل.

والنقائل: رقاع النَّعْل والخف. واحدتها: نقيلة.

والنقيلة أَيْضا: الرقعة الَّتِي يرقع بهَا خف الْبَعِير من أَسْفَله إِذا حفي. وَالْجمع: نقائل، ونقيل.

وَقد نَقله.

وأنقل الْخُف والنعل، وَنَقله، وَنَقله: أصلحه.

وَنقل الثَّوْب نقلا: رقعه.

والنقلة: الْمَرْأَة تتْرك فَلَا تخْطب لكبرها.

والنقيل: الْغَرِيب فِي الْقَوْم إِن رافقهم أَو جاورهم. وَالْأُنْثَى: نقيلة، ونقيل، قَالَ: وَزَعَمُوا انه للخنساء:

تَرَكتنِي وسط بني عِلّة ... كأنني بعْدك فيهم نقِيل

ونقلة الْوَادي: صَوت سيله.

والنقيل: الأتي، وَهُوَ السَّيْل الَّذِي يَجِيء من أض مطرَت إِلَى أَرض لم تمطر، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة. وَالنَّقْل: مُرَاجعَة الْكَلَام فِي صخب، قَالَ لبيد:

وَلَقَد يعلم صحبي كلهم ... بعدان السَّيْف صبرى وَنقل

وَرجل نقل: حَاضر الْمنطق وَالْجَوَاب وَقد ناقله.

وتناقل الْقَوْم الْكَلَام بَينهم: تنازعوه.

فَأَما مَا انشده ابْن الْأَعرَابِي من قَول الشَّاعِر:

كَانَت إِذا غضِبت عَليّ تلطمت ... وَإِذا طلبت كَلَامهَا لم تنقل

فقد يكون من النَّقْل: الَّذِي هُوَ حُضُور الْمنطق وَالْجَوَاب. غير أَنا لم نسْمع: نقل الرجل: إِذا جاوب وَإِنَّمَا " نقل " عندنَا: على النّسَب لَا على الْفِعْل إِلَّا أَن نجهل مَا علم غَيرنَا فقد يجوز أَن تكون الْعَرَب قَالَت ذَلِك، إِلَّا أَنه لم يبلغنَا نَحن، وَقد يكون " تنقل " تنفعل من القَوْل، كَقَوْلِك: " لم تنقد " من الانقياد غير أَنا لم نسمعهم قَالُوا: انقال الرجل، على شكل " انْقَادَ " وَعَسَى أَن يكون ذَلِك مقولا أَيْضا، إِلَّا أَنه لم يصل إِلَيْنَا والاسبق إِلَى: أَنه من " النَّقْل " الَّذِي هُوَ الْجَواب، لِأَن ابْن الْأَعرَابِي لما فسره قَالَ: مَعْنَاهُ: لم تجاوبني.

وَالنَّقْل: مَا يعبث بِهِ الشَّارِب على شرابه.

والنقال: نصال عريضة قَصِيرَة. واحدتها: نقلة، يَمَانِية.
نقل: والجمع انقال: مغروسات صالحة للتنقل أو لإعادة الغرس أو المغروسات عموما (المعجم اللاتيني، ابن العوام 1: 195): وهو يصلح لسقي انقال الأشجار (156: 7 و171: 2). وينبغي أن تنقل الانقال النابتة من النوى والحبوب (قام كليمنت موليه بتصحيح هذه الجملة، فقد كانت، في الأصل، الثانية، بدلا من النابتة 175: 6): لا تنقل نقل النارنج حتى يبلغ قامة الإنسان (196: 14 و16): وصفة المختار من الأشجار والأنفال للغراسة هكذا تقرأ الجملة، وفقا لمخطوطتنا بدلا من و (الأنفال) (211: 6 و 213: 17 حيان بسام 1: 174) (في وصف مجلس): قد صنعت فيه فواكه غريبة وأنقال ملوكية على طوله. إن مفرد هذه الكلمة هو نقلة، وقد ورد في المعجم اللاتيني في مادة Planta؛ أما الجمع نقل بفتح القاف الذي ورد بصيغة الجمع فهو اللفظ الذي جاء على سبيل التخفيف في نطق كلمة نقل التي وردت عند (الكالا) وجمعها نقلات (هلو) (في مادة Planta) ( أبو الوليد 789: 15، ابن العوام 1: 211: 8 منقلات 214: 9). أما (ييربونو وديلابورت 36 - في مادة Plante - فقد وردت لديهما نقلة). هذا وقد قدم لنا (الكالا) كلمة نقل على أساس أن جمعها انقال أيضا في مادة: cebolline simiente de cebolla إلا أنها ليست cebolline التي معناها بذرة البصل، ولكن البصلة الصغيرة ببرعمها الفتي جدا، وهذا ما دعا (ابن العوام) إلى إطلاق تعبير نقل البصل (2: 193، 6، 19، 24).
نقل: أمتعة، متاع، أثاث (البربرية 1: 448: 6): فأغرى به السلطان واعتقل بالقصبة. ورغبة في ماله فتقبض على سعيد. وتقبض على نقله ابن ياسين وابن صياد الرجالة وغيرهم. لعل من المفيد أن نلاحظ أن مخطوطتنا ومخطوطة لندن مخطوطتي باريس 712: 4 و712: 5 وردت وفق هذا النص (انظر: منقول).
نقلة: تصرف (قانوني)، بيع نقل ملكية (بوشر).
نقلة: ازدراع ونقل الغراس من مكان إلى آخر (بوشر).
نقلة قدم: خطوة رقص (بوشر).
نقلة: سلة من السوحر (نوع من الصفصاف تستعمل أغصانه السهلة اللي في صناعة السلال) (براكسن جريدة الشرق 6: 290).
نقلة: اصطلاح طبي؛ بثور دقاق متقاربة تتقرح وتسعى في الجلد وما قرب منه (معجم المنصوري).
نقلى: تقليدي (بوشر).
نقلى: بائع الفواكه الجافة (لين طبائع 2: 17، كازيري 1: 145، ألف ليلة 1: 56 و2: 293).
نقول: الذي ينقل (الكامل 425: 19).
تدبير النقولات: مكتب، فن التنظيم، القيام بما يقتضي لتهيئة مائدة الحلويات (بوشر).
نقيل: والجمع نقال (رايسكه). انظر ديوان الهذليين (234: 2 و 3).
نقل: =عقدة، في لهجة أهل اليمن، المحلية (ياقوت 4: 810).
نقال: حمال، عتال (محيط المحيط، دومب 103، بوسويه)، وبالأسبانية anacalo: صبي الخباز الذي يحمل الخبز. والكلمة تسير، في الأصل إلى الشخص الذي يحمل الشيء وتستعمل، أحيانا، وصفا للوحة التي يوضع عليها الخبز، وهكذا فإن كلمة anacal الأسبانية هي: (الحمال الذي يحمل الحنطة إلى المطحنة) و ancales ( الألواح التي توضع عليها أرغفة الخبز الذي يحمل إلى الدور). أما anaauel فهي الأسبانية التي تعني الرف الذي توضع عليه الكؤوس، والصحون .. الخ (معجم الأسبانية 189: 190). انظر: منقلة.
نقال: واشي، نمام، ساع بالشر (بوشر).
نقالة والجمع نقاقل: محامل أو كلاليب خشبية توضع على الدواب لنقل بذور الحنطة (بوسويه) عربة لنقل العريش (بوشر).
نقالة: عجلة نقل، طنبر (بوشر، همبرت 195).
نقالة لمرضى السكر: (في الأصل مرضا- المترجم) عربة إسعاف، عربة مستشفى (بوشر).
نقالة: متجول، غير ثابت (بوشر) (اعتقد وجوب تشديد النطق مع إنها لم ترد مشددة، في الأصل، ولا في كلمة نقالة.
ناقل: في (محيط المحيط): ( .. والعامة يقولون للحامل من النساء ناقل تأدبا).
تنقيل. تنقيل تراب: قلب الأرض (بوشر).
تنقيل العساكر: مسيرة العسكر زحفهم أو تراجعهم وتغيير مواضعهم (بوشر).
منقل والجمع مناقل: في (محيط المحيط): (المنقل كانون النار وهذه مولدة). جفنة معدنية لوضع الجمر (بوشر) (لين طبائع 1: 207، تيرنر 3: 451) (همبرت 197)؛ منقل صغير مغطا: مدفأة (بوشر). وعند (رولاند) منقل وعند (ديلابورت) منكال مدفئة الفراش؛ إلا أن هذه الكلمة، كما لاحظ السيد- وتزيتن زنيخر 11: 584 - رقم 12 - بحق ذات أصل عربي مشتق من نقل لأنها صغيرة قابلة للنقل.
منقل: واش، نمام، ثالب، مشنع بما رآه أو سمعه (فوك).
منقلة والجمع مناقل: باللاتينية mensa التي كتبها (فوك) بفتح الميم، إلا أنني أعتقد أن كسرها أصح؛ انظر الكلمة الأسبانية anaquei في مادة نقال.
منقلة: هي اللعبة التي تحمل هذا الاسم (انظر الأغاني 11: 19: 6 بولاق)، وقد وردت عند (لين) منقلة بالفتح (طبائع 2: 55، دارييه 3: 325، بلاكيير 2: 74) الخ، إلا أنها وردت في محيط المحيط بكسر الميم ويبدو لي أنه الأصح.
منقلة: آلة لتصفيح المعدن أو الورق المقوى (وصف مصر 18، القسم الثاني 385، إلا أنها وردت هنا بالفتح مع إن الكسر أصوب لأنها آلة).
منقلة: من أدوات المساحة (بوشر).
منقلة: ترد هذه الكلمة عند الحديث عن جرح، وهي ليست بكسر القاف، كما جاء لدى (فريتاج في معجم التنبيه).
منقول والجمع منقولات: الأموال المنقولة (يستثنى من ذلك الحيوانات) (بوسويه، فان دن برج 45، معجم التنبيه).
منقولات البيت: أثاث البيت الذي يمكن نقله (بوشر).
صورة منقولة: رسم (همبرت 96).
مناقل: انظر الكلمة في ديوان الهذليين 193، البيت 17).
انتقالات: اصطلاح موسيقي، فواصل موسيقية (وصف مصر 14: 17).
انتقالي: في (مولر 9: 2: 1863 s.b.) : ممن عني بتعديل القرانات الانتقالية.

نقل: النَّقْلُ: تحويلُ الشيء من موضع إِلى موضع، نَقَله يَنْقُله

نَقْلاً فانتَقَل. والتَّنَقُّل: التحوُّل. ونَقَّله تَنْقِيلاً إِذا أَكثر

نقله. وفي حديث أُم زرع: لا سَمِين فيَنْتَقِل أَي ينقُله الناس إِلى

بيوتهم فيأْكلونه. والنُّقْلة: الاسم من انتِقال القوم من موضع إِلى موضع،

وهمزة النَّقْل التي تَنْقُل غير المتعدِّي إِلى المتعدِّي كقولك قام

وأَقَمْتُه، وكذلك تشديدُ النَّقْل هو التضعيفُ الذي يَنْقُل غير المتعدي إِلى

المتعدي كقولك غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته. والنُّقْلة:

الانتِقال. والنُّقْلة: النمِيمةُ تنْقُلها. والناقِلةُ من نَواقِل الدهر: التي

تنقُل قوماً من حال إِلى حال. والنَّواقِلُ من الخَراج: ما يُنْقَل من

قرية إِلى أُخرى. والنواقِلُ: قَبائل تَنتَقِل من قوم إِلى قوم. والناقِلةُ

من الناس: خلافُ القُطَّان. والناقِلةُ: قبيلةٌ تنتقل إِلى أُخرى.

التهذيب: نَواقِل العرب من انتقَل من قبيلة إِلى قبيلة أُخرى فانتَمى إِليها.

والنَّقلُ: سرعة نَقْل القوائم. وفرس مِنْقَل أَي ذو نَقَل وذو نِقال.

وفرس مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل: سريع نَقْل القوائم، وإِنه لذو نَقِيل.

والتَّنْقِيل: مثل النَّقَل؛ قال كعب:

لهنّ، من بعدُ، إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ

والنَّقِيلُ: ضرب من السير وهو المُداومة عليه. ويقال: انتَقَل سار

سيراً سريعاً؛ قال الراجز:

لو طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ،

مثلَ انْتِقال نَفَرٍ على إِبِلْ

وقد ناقَلَ مُناقلةً ونِقالاً، وقيل: النِّقالُ الرَّدَيان وهو بين

العدْو والخَبَبِ. والفرس يُناقِل في جَرْيه إِذا اتَّقى في عَدْوه الحجارة.

ومُناقَلةُ الفرس: أَن يضع يدَه ورجله على غير حجَر لحسْن نَقْلِه في

الحجارة؛ قال جرير:

من كل مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى،

ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ

وأَرض جَرِلةٌ: ذاتُ جَراوِل وغِلظ وحجارة.

والمُنَقِّلة، بكسر القاف، من الشِّجاج: التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره

حتى يخرج منها فَراشُ العِظام، وهي قُشور تكون على العَظْم دون اللحم.

ابن الأَعرابي: شَجَّة مُنَقِّلة بَيِّنة التَّنْقيل، وهي التي تخرج منها

كِسَرُ العِظام، وورد ذكرها في الحديث قال: وهي التي يخرج منها صِغار

العِظام وتنتَقِل عن أَماكنها، وقيل: هي التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره، وقال

عبد الوهاب بن جَنْبة: المنقِّلة التي تُوضِح العظم من أَحد الجانبين

ولا توضِحه من الجانب الآخر، وسميت منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الذي

أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد، والتَّنْقِيل: أَن ينقل بالمِرْوَد ليسمع

صوت العظم لأَنه خفي، فإِذا سمع صوت العظم كان أَكثر لنَذْرِها وكانت مثلَ

نصف المُوضِحة؛ قال الأَزهري: وكلام الفقهاء هو أَول ما ذكرناه من أَنها

التي تنقِّل فَراشَ العِظام، وهو حكاية أَبي عبيد عن الأَصمعي، وهو

الصواب؛ قال ابن بري: المشهور الأَكثر عند أَهل اللغة المنقلة، بفتح

القاف.والمَنْقَلةُ: المَرْحلة من مَراحل السفر. والمَناقِل: المَراحِل.

والمَنْقَلُ: الطريق في الجبل. والمَنْقَل: طريق مختصَر. والنَّقْل:

الطريق المختصر. والنَّقَل: الحجارة كالأَثافِيِّ والأَفْهار، وقيل: هي

الحجارة الصِّغار، وقيل: هو ما يبقى من الحجر إِذا اقتُلِع، وقيل: هو ما بقي

من الحجارة إِذا قُلِع جبَل ونحوه، وقيل: هو ما يبقى من حجَر الحِصْن أَو

البيت إِذا هُدِم، وقيل: هو الحجارة مع الشجر. وفي الحديث: كان على قبر

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، النَّقَل؛ هو بفتحتين صِغار الحجارة

أَشباه الأَثافيّ، فَعَلٌ بمعنى مفعول أَي مَنْقول. ونَقِلَتْ أَرضُنا فهي

نَقِلة: كثر نَقَلُها؛ قال:

مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ

ويروى: بالجُرْف، بالجيم. وأَرضَ مَنْقَلة: ذاتُ نَقَل. ومكان نَقِلٌ،

بالكسر على النسب، أَي حَزْنٌ. وأَرض نَقِلةٌ: فيها حجارة، والحجارةُ التي

تَنْقُلُها قوائمُ الدابة من موضع إِلى موضع نَقِيلٌ؛ قال جرير:

يُناقِلْنَ النَّقِيلَ، وهُنّ خُوصٌ

بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ

وقيل: يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ. والنَّقْلةُ والنَّقْلُ

والنِّقْلُ والنَّقَلُ: النعل الخَلَقُ أَو الخفُّ، والجمع أَنْقال ونِقال؛

قال:

فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ

يعني نباتاً مُتهَدِّلاً من نَعْمته، شبَّهه في تَهَدُّله بالنعْل

الخَلَق التي يجرُّها لابسها. والمَنْقَلةُ: كالنَّقْلِ.

والنَّقائلُ: رِقاعُ النَّعل والخُفِّ، واحدتها نَقِيلة. والنَّقِيلة

أَيضاً: الرُّقْعة التي يُنْقَل بها خفُّ البعير من أَسفله إِذا حَفِيَ

ويُرْقَع، والجمع نَقائِل ونَقِيلٌ. وقد نَقَلَه وأَنْقَل الخُفَّ والنعلَ

ونَقَله ونَقَّله: أَصلحه، ونعل مُنَقَّلة. قال الأَصمعي: فإِن كانت النعل

خلَقاً قيل نِقْل، وجمعه أَنْقال. وقال شمر: يقال نَقَلٌ ونِقْلٌ، وقال

أَبو الهيثم: نعل نَقْلٌ. وفي حديث ابن مسعود: ما مِنْ مُصَلًّى لامرأَة

أَفضَل من أَشدّ مكاناً في بيتها ظُلمةً إِلاَّ امرأَة قد يَئِسَتْ من

البُعُولة فهي في مَنْقَلِها؛ قال الأُموي: المَنْقَل الخفّ؛ وأَنشد

للكميت:وكان الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ،

وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ

أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ ما يُصيب الحافي من الرَّمْضاءِ؛ قال أَبو

عبيد: ولولا أَن الرواية في الحديث والشعر اتَّفقا على فتح الميم ما كان وجه

الكلام في المَنْقَل إِلاَّ كسر الميم. وقال ابنُ بُزُرْج: المَنْقَلُ في

شعر لبيد الثَّنِيَّة، قال: وكل طريق مَنْقَل؛ وأَنشد:

كَلاَّ ولا، ثم انْتَعَلْنا المَنْقَلا

قِتْلَيْن منها: ناقةً وجَمَلا،

عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا

قال: ويقال للخفين المَنْقَلان، وللنَّعْلين المَنْقَلان. ابن

الأَعرابي: يقال للخف المَنْدَل والمِنْقَل، بكسر الميم. قال ابن بري في كتاب

الرَّمَكِيِّ بخط أَبي سهل الهرَوي: في نص حديث ابن مسعود: من أَشد مكانٍ،

بالخفض، وهو الصحيح. الفراء: نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة، فالمُنَقَّلة

المرقوعة، والمُطَرَّقة التي أُطبق عليها أُخرى. وقال نُصير لأَعرابي: ارْقَع

نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك. الجوهري: يقال جاء في نَقْلَيْن له ونِقْلَيْن

له. ونَقَل الثوبَ نَقْلاً: رَقَعه.

والنِّقْلة: المرأَة تُتْرَك فلا تخطب لكِبَرها.

والنَّقِيلُ: الغريب في القوم إِن رافَقهم أَو جاوَرهم، والأُنثى

نَقِيلة ونَقِيل؛ قال وزعموا أَنه للخنساء:

تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ،

كأَنَّني بعْدَك فيهم نَقِيلْ

ويقال: رجل نَقِيل إِذا كان في قوم ليس منهم. ويقال للرجل: إِنه ابن

نَقِيلة ليست من القوم أَي غريبة.

ونَقَلةُ الوادي: صوتُ سَيْله، يقال: سمعت نَقَلة الوادي وهو صوت السيل.

والنَّقيل: الأَتيُّ وهو السيل الذي يجيء من أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لم

تمطَر؛ حكاه أَبو حنيفة.

والنَّقَل في البعير: داء يصيب خفَّه فيتخَرَّق. والنَّقِيلُ: الطريق،

وكل طريق نَقِيل؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو:

لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها،

أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب

النَّقِيلُ: الطريق، وثَكَمُه وسطُه، وإِلْحاحُ الدابة وقوفُها على

أَهلها لا تبرح. والنَّقَلُ: مراجعة الكلام في صَخَب؛ قال لبيد:

ولقد يعلَم صحْبي كلُّهم،

بِعَِدانِ السَّيفِ، صَبْري ونَقَلْ

أَبو عبيد: النَّقَل المُناقَلة في المنطِق. وناقَلْتَ فلاناً الحديثَ

إِذا حدَّثته وحدَّثك. ورجل نَقِلٌ: حاضر المنطِق والجواب، وأَنشد للبيد

هذا البيت أَيضاً: صَبْرِي ونَقَلْ.

وقد ناقَله. وتَناقل القومُ الكلامَ بينهم: تنازَعوه؛ فأَما ما أَنشده

ابن الأَعرابي من قول الشاعر:

كانت إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ،

وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لم تَنْقَل

(* قوله «تطلمت» هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة).

قال ابن سيده: فقد يكون من النَّقَل الذي هو حضور المنطِق والجواب، قال:

غير أَنَّا لم نسمع نَقِل الرجل إِذا جاوَب، وإِنما نَقِلٌ عندنا على

النسب لا على الفعل، إِلاَّ أَن نجهل ما علم غيرُنا فقد يجوز أَن تكون

العرب قالت ذلك إِلاَّ أَنه لم يبلغنا نحن، قال: وقد يكون تَنْقَل تَنْفَعِل

من القَوْل كقولك لم تَنْقَد من الانقياد، غير أَنَّا لم نسمعهم قالوا

انْقالَ الرجلُ على شَكْل انْقادَ، قال: وعسى أَن يكون ذلك مَقُولاً أَيضاً

إِلاَّ أَنه لم يصل إِلينا، قال: والأَسبق إِليَّ أَنه من النَّقَل الذي

هو الجواب لأَن ابن الأَعرابي لمَّا فسره قال: معناه لم تُجاوِبني.

والنَّقْل: ما يَعْبَث به الشارب على شَرابه، وروى الأَزهري عن المنذري

عن أَبي العباس أَنه قال: النَّقْل الذي يُتَنَقَّل به على الشَّراب، لا

يقال إِلاّ بفتح النون. الجوهري: والنُّقْل، بالضم، ما يُتَنَقَّل به على

الشراب، وفي بقيَّة النسخ: النَّقْل، بالفتح. وحكى ابن بري عن ابن

خالويه قال: النَّقْل بفتح النون الانْتقال على النبيذ، والعامة تضمُّه. وقال

ابن دريد: النَّقَل، بفتح النون والقاف، الذي يُتنقَّل به على الشراب.

والنَّقَل: المُجادلة. وأَرض ذات نَقَل أَي ذات حجارة؛ قال: ومنه قول

القَتَّال الكلابي:

بَكْرِيُّه يَعْثُرُ في النِّقال

وقول الأَعشى:

غَدَوْتُ عليها، قُبَيْلَ الشُّرو

قِ، إِمَّا نِقالاً وإِمَّا اغْتِمارا

قال بعضهم: النِّقال مُناقَلة الأَقْداح. يقال: شَهِدت نِقالَ بني فلان

أَي مجلِس شَرابهم. وناقَلْت فلاناً أَي نازعته الشرابَ.

والنِّقال: نصالٌ عريضة قصيرة من نِصال السهام، واحدتها نَقْلة، يمانية.

والنَّقَل، بالتحريك، من رِيشات السهام: ما كان على سهم آخر. الجوهري:

النَّقَل، بالتحريك، الريشُ يُنْقَل من سهم فيجعل على سهم آخر؛ يقال: لا

تَرِشْ سهمي بِنَقَل، بفتح القاف؛ قال الكميت يصف صائداً وسهامه:

وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها،

لا نَقَلٌ رِيشُها ولا لَغَبُ

الجوهري: والأَنْقِلاءُ ضرب من التمر بالشام. والنِّقالُ أَيضاً: أَن

تشرَب الإِبل نَهَلاً وعَلَلاً بنفسها من غير أَحد، يقال: فرس مِنْقَل وقد

نَقَلْتها أَنا؛ وقال عدي بن

زيد يصف فرساً:

فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتَا

ناعِمَ البال، لَجُوجاً في السَّنَنْ

صَنْعه: حُسْن القيام عليه، والسَّنَن: اسْتِنانُه ونَشاطُه.

نقل
نقَلَ يَنقُل، نَقْلاً، فهو ناقِل، والمفعول مَنْقول
• نقَلَ أثاثًا: حوّله من مكانٍ إلى آخر "نقل البضائعَ بالبحر- وسائل النَّقل: كلّ ما يستخدمه الإنسانُ في تنقلاته وأسفاره- نقل قضيّته إلى الرَّأي العام- نقل الملكيّة إليه".
• نقَلَ الخبرَ عن قائله: رواه، حكاه عنه "روّاد نقل الحديث النبويّ- نقل الخطابَ بحذافيره- نقل معلوماتٍ هامّة".
• نقَل الكتابَ:
1 - نَسَخه "نقل المحاضرات من زميله- كان النَّاس ينقلون المخطوطات بأيديهم".
2 - ترجمه إلى لغةٍ أخرى "نقل المقالَ إلى الفرنسيَّة".
• نقَل برنامجًا: تلقّاه أو سجَّله وأعاد بثَّه وإذاعتَه. 

انتقلَ/ انتقلَ إلى/ انتقلَ في ينتقل، انتقالاً، فهو مُنتقِل، والمفعول مُنتقَل إليه
• انتقل المرضُ: انتشر بالعدوى من شخصٍ مريضٍ إلى شخصٍ سليم "انتقلت أخلاقُه إليك".

• انتقلتِ الملكيَّةُ: تغيَّرت وتحوّلت "انتقلتِ الدولةُ من الإقطاعيّة إلى الديمقراطيّة- انتقل المنزل من الأب إلى الابن- انتقل إلى فقرة أخرى/ موضوع آخر" ° فترة الانتقال/ فترة انتقاليَّة: فترة التحوّل من وضع إلى آخر، ما يُمهِّد لمرحلة مقبلة.
• انتقل الخبرُ: ذاع، شاع.
• انتقل الشَّخصُ/ انتقل الشَّخصُ إلى المكان: ارتحل، سافر، تحوّل من مكان إلى مكان آخر "انتقل إلى المدينة"? انتقل إلى الرَّفيق الأعلى/ انتقل إلى جوار ربّه/ انتقل إلى دار القرار/ انتقل إلى رحمة الله/ انتقل إلى رضوان الله: تُوفِّي، مات.
• انتقلَ في عربة خيول: تنقَّل، تجوَّل وطاف. 

تناقلَ يتناقل، تَناقُلاً، فهو مُتناقِل، والمفعول مُتناقَل
• تناقلا الحديثَ: حكاه أحدهما عن الآخر "خبرٌ تناقلته الألسُن: شاع، ذاع، تداوله النَّاسُ- حديث مُتناقَل: كان على كلِّ شَفَةٍ ولسان" ° تناقلت الإذاعات النَّبأَ.
• تناقلت الأيدي السِّلعةَ: تداولتها ونقلتها من يدٍ لأخرى. 

تنقَّلَ/ تنقَّلَ من يتنقَّل، تنقُّلاً، فهو مُتنقِّل، والمفعول مُتنقَّل منه
• تنقَّل الرَّجلُ: غيَّر مكانَه من منطقة إلى أخرى دوْريًّا أو فصليًّا بشكل خاصّ.
• تنقَّلَ طوالَ اليوم: طاف، جال "تنقَّل في البستان- تنقل بخفّة- طائرٌ متنقِّل" ° تنقَّل الخبرُ: شاع وذاع- تنقَّل في مدارج العرفان: تدرَّج إلى العُلا- تنقَّل في وظائف الدَّولة: تقلَّب بينها.
• تنقَّل من القرية إلى المدينة: انتَقل، سافر، تحوَّل، أكثر الانتقال "تتمّ تنقُّلات المدرسين صيفًا". 

انتقال [مفرد]: مصدر انتقلَ/ انتقلَ إلى/ انتقلَ في.
• ضريبة انتقال التَّركة: (قص) ضريبة تُفرض على حقّ نقل التَّركة عن طريق الوراثة، وتقدَّر على أساس قيمة تركة الميِّت قبل توزيعها. 

انتقاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى انتقال.
• العُنْصر الانْتقاليّ: (كم) أحد العناصر المعدنيَّة التي لها بناء داخليّ غير مكتمل للإلكترون وتتميَّز بعدد تكافؤ متعدِّد وبأنّها مركَّبات مُلوَّنة وبتشكيل الأيونات المعقَّدة المستقرَّة. 

انتقاليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى انتقال: "أحكام/ وزارة/ مرحلة انتقاليّة".
• حكومة انتقاليَّة: (سة) حكومة تتولَّى زمامَ الأمور فترةً إلى أن يُعتمد نظامٌ ثابت للحكم.
• أحكام انتقاليَّة: (قن) نصوص تشريعيّة ترعى الأحوالَ إلى أن يمكن تنفيذ الأحكام الدائمة. 

مِنْقَلة [مفرد]: ج مَناقِلُ:
1 - اسم آلة من نقَلَ: آلة نقل.
2 - (هس) أداة على شكل نصف دائرة، مقسَّمة إلى درجات، تُقاس بها الزّوايا "منقلة خشبيَّة/ معدنيّة/ زجاجيّة". 

منقول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نقَلَ.
2 - مترجَم "نصٌّ منقول إلى العربيَّة".
• المنقول: ما عُلِم عن طريق الرّواية أو السَّماع كالحديث الشَّريف ونحوه ويقابله المعقول "عُرفٌ منقول" ° علم المنقولات: علم يُبحث فيه عمّا اختصّ العقل بإدراكه.
• المال غير المنقول: (قص) الشَّيء المملوك الذي لا يمكن نقله كالأبنية والعقارات. 

منقولات [جمع]: مف منقول: أملاك عينيَّة يمكن نقلُها كالأثاث والسَّيَّارات "حَجْز المنقولات" ° منقولات المنزل: أثاثُه. 

ناقِل [مفرد]: ج ناقلون ونُقَّال (للعاقل) ونَقَلة، مؤ ناقِلة، ج مؤ ناقِلات ونواقِلُ:
1 - اسم فاعل من نقَلَ.
2 - موصِل، رابط "ناقل الصّوت/ العدوى- سلك ناقل الكهرباء" ° مَوْجَة ناقلة: مَوْجَة كهرومغنطيسيَّة يمكن تعديلها كتعديل ذبذبتها أو ذروتها أو شكلها لنقل الصوْت أو الموسيقى أو الصُّور أو إشارات أخرى.
3 - مترجِم "ناقل إلى ثلاث لغات- هو من النَّقلَة المتميِّزين".
4 - راوٍ "هو من نَقَلةِ العِلْم".
5 - حمّال "ناقل أمتعة في محطّة".
6 - (طب) وصف لكائن حيّ، غالبًا ما يكون حشرة، ينقل الكائنات المسبِّبة للأمراض من شخص إلى آخر.
 • ناقل السُّرعة: ذراع يُحرَّك يدويًّا في اتِّجاهات معيَّنة لتغيير سرعة المركبة، وفي بعض المركبات يتمّ التّغيير آليًّا.
• ناقل الرِّسالة الوراثيّة: نموذج يتوسَّط نقل المعلومات الجينيَّة من نواة الخليَّة إلى الجسيم الرّيباسيّ في السِّيتوبلازم حيث تساعد في عمليَّة بناء البروتين. 

ناقِلة [مفرد]: ج ناقِلات ونواقِلُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نقَلَ.
2 - نمَّامة، مُداوِلة للأخبار "امرأة ناقِلة".
3 - باخرة ضخمة ° ناقلة الطَّائرات: باخرة حربيّة ضخمة تنقل الطَّائرات- ناقِلة النِّفط: سفينة كبيرة جدًّا تزن بين مِائة ألف طُنّ وأربعمائة ألف طنّ وتُستخدم لنقل النِّفط والسّوائل الأخْرى بكمِّيَّات كبيرة.
4 - مصيبة، داهية "أصابته ناقِلة في ولدِه- نواقل الدَّهر: نوائبه".
5 - مَنْ ينتقلون من موضع إلى آخر "العربُ/ البدو النَّاقِلَة". 

نقّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نقَلَ.
2 - مَنْ ينقل الأشياء من موضع إلى آخر.
• النَّقَّال: يُطلق في بعض الدُّول العربيّة على الهاتف المحمول، وهو هاتف لاسلكي صغير الحجم يحمله معه صاحبُه أينما ذهب.
• سُلّم نقّال: سُلّم له هيكل ذو مفاصل داعمة وله مِنصَّة صغيرة كقمَّة. 

نَقَّالة [مفرد]:
1 - اسم آلة من نقَلَ: شبه سرير يُنْقل عليه المريضُ أو المصابُ محمولاً، مِحَفَّة، مَحْمِل "نقل جريحًا على نقَّالة- حامِل النقّالة: الشَّخص الذي يُساعد في حمل نقَّالة الجرحى وخاصَّة في وقت الحرب".
2 - عربة صغيرة لنقل الفحم في المناجم. 

نَقْل [مفرد]: ج أَنْقَال (لغير المصدر) ونُقُول (لغير المصدر):
1 - مصدر نقَلَ ° شاحِنةُ نقل: شاحنة خفيفة مفتوحة ذات جوانب مُنْخفضة- نقلاً عن فلان: رواية عنه- نقل الملكيَّة: تغييرها من شخصٍ إلى شخصٍ آخر- نقل جويّ: نظام نقل جوِّيّ لنقل القوّات أو المسافرين أو الإمدادات في حالة إغلاق الطرق- نقل ناشط: تحريك مادّة عبر غشاء الخليَّة بوسائل من الطاقة الكيميائيّة باتِّجاه معاكس للانشطار الطبيعيّ.
2 - (لغ) وضعُ لفظٍ لمعنى بعد وضعه لمعنًى آخر.
3 - إلحاق الموظَّف بوظيفة غير التي يعمل بها.
• نقل الدَّم: (طب) إدخال الدّم الكامل أو البلازما إلى الدورة الدمويّة للمريض مباشرة.
• همزة النَّقل: (نح) همزة التَّعْدية، حرف ينقل الفعلَ اللاّزمَ إلى متعدٍّ لمفعول، أو ينقل الفعلَ المتعدِّي لمفعول واحد إلى متعدٍّ لمفعولين.
• وسائل النَّقل: وسائل لنقل الأشخاص أو الأشياء من مكان لآخر كالسَّيَّارات والطّائرات وغيرها. 

نُقْل [مفرد]: ج نُقولات ونُقُول:
1 - ما يُتناول مع الشّراب من مخلَّلات وفواكه وغيرها.
2 - مكسّرات، ما يُتفكّه به من جوز ولوز وبندق ونحوها. 

نَقْلَة [مفرد]: ج نَقَلات ونَقْلات: اسم مرَّة من نقَلَ: "لم ينقل قدمه نَقْلةً واحدة" ° شكَّل زواجه نقلة نوعيّة في حياته: نقطة تحوُّل مهمة. 

نُقْلَة [مفرد]: ج نُقُلات ونُقْلات ونُقَل:
1 - انتقال، تحويل من مكان إلى آخر "تمَّت نُقْلةُ الأثاث بسلام- فشلت نقلتُه إلى وظيفةٍ أخرى".
2 - نميمة؛ وشاية، نقل الحديث على وجه الإفساد والوقيعة بين الناس "سعى بالنُّقلة بين الإخوة". 
نقل

(نَقَلَهُ) يَنْقُلُهُ نَقْلاً: (حَوَّلَهُ) مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ (فَانْتَقَلَ) .
(والنُّقْلَةُ، بالضَّمِّ) : الاسمُ مِن (الانْتِقال) مِن مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ.
(و) النُّقْلَةُ: (النَّمِيمَةُ) تَنْقُلُها.
(و) النِّقْلَةُ، (بالكَسْرِ: المَرْأَةُ) الَّتي (تُتْرَكُ وَلاَ تُخْطَبُ لِكَبَرِها) .
(و) مِنَ المَجازِ: (النَّواقِلُ مِن الخَراجِ: مَا يُنْقَلُ مِنْ قَرْيَةٍ إِلى قَرْيَة) أَوْ مِنْ كُوْرَةٍ إِلى كُورَة.
(و) النَّواقِلُ: (قَبائلُ تَنْتَقِلُ مِنْ قَوْمٍ إِلى قَوْمٍ) ، وَفي التَّهْذِيبِ: النَّواقِلُ: مَن انْتَقَلَ مِنْ قَبِيلَةٍ إِلَى أُخْرَى، فَانْتَمَى إِلَيْها.
(وَفَرَسٌ مِنْقالٌ) ، كَذا فِي النُّسَخِ، وَفِي المُحْكَم والعُباب والصّحاح: مِنقَلٌ، كَمِنْبَرٍ، (وَنَقّالٌ) ، كَشّدّاد، (وَمُناقِلٌ) ، كَمُهاجِرٍ، (سَرِيعُ نَقْلِ القَوائِمِ) ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِعَدِيِّ بن زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:
(فَنَقَلْنا صَنْعَهُ حَتَّى شَتَا ... ناعِمَ البَالِ لَجُوجًا فِي السَّنَنْ)
قَالَ الصّاغانِي: كَذا يَرْوُونَهُ، والرِّوَاية: " فَبَلَغْنَا صَنْعَهُ " وَفِيْهِ الانْقِلاب والتَّصْحِيف، (وَإِنَّهُ لَذُو نَقِيلٍ) ، كَأَمِيرٍ، وَهْوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْر. (وَقَد ناقَلَ مُناقَلَةً) وَنِقالاً: إِذا اتَّقَى فِي عَدْوِهِ الحِجَارَةَ، وَفي الصِّحاح: مُناقَلَةُ الفَرَسِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ وَرِجْلَهُ عَلَى غَيْرِ حَجَرٍ لِحُسْنِ نَقْلِهِ فِي الحِجَارَةِ، وَأَنْشَدَ لِجَرِيرٍ:
(مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ وَإِنْ بَعُدَ المَدَى ... ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِل الأَجْرالِ)
(أَوْ هُوَ) ، أَي النِّقالُ: الرَّدَيَانُ، وَهُوَ (بَيْنَ العَدْوِ والخَبَبِ) . (والمُنَقِّلَةُ، كَمُحَدِّثَةٍ) ، هكَذا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ وَأَكْثَرُ الأَئِمَّة: (الشَّجَّةُ الَّتي تَنَقَّلُ مِنْها فَراشُ العِظامِ، أَوْ هِي) كَذا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: وَهِي: (قُشُورٌ تَكونُ عَلَى العَظْمِ دُونَ اللَّحْمِ) ، وَقَالَ ابْنُ الأَعْرابيّ: شَجَّةٌّ مُنَقِّلَة بَيِّنَةُ التَّنْقِيلِ، وَهِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْها كِسَرُ العِظامِ، وَوَرَد ذِكْرُها فِي الحَدِيثِ،
قَالَ: وَهِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْها كِسَرُ العِظامِ، ووَرَدَ ذِكْرُها فِي الحَديثِ، قَالَ: وَهِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنها صِغارُ العِظام وَتَنْتَقِلُ عَنْ أَماكِنِها، وَقِيل: هِي الَّتِي تُنَقِّلُ العَظْمَ: أَي تَكْسِرُهُ، كَما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ الوَهّابِ بنُ جَنْبَة: هِي الَّتِي تُوضِحُ العَظْمَ مِنْ أَحَدِ الجانِبَيْن وَلَا تُوضِحُهُ مِن الجانِبِ الآخَر، وسُمِّيَتْ مُنَقِّلَة؛ لأنَّها تَنْقُلُ جانِبَهَا الَّتِي أَوْضَحَتْ عَظْمَهُ بالمِرْوَدِ، قَالَ: والتَّنْقِيلُ: أَنْ يَنْقُلَ بالمِرْوَدِ لِيَسْمَعَ صَوْتَ العَظْم لِأَنَّهُ خَفِيٌّ، فَإِذا سَمِعَ صَوْتَ العَظْمِ كَانَتْ مِثْلَ نِصْفِ المُوْضِحَةِ. قَالَ الأَزْهريّ: وَكَلاَمُ الفُقَهاءِ هُوَ أَوَّلُ مَا ذَكَرْناهُ مِنْ أَنَّها الَّتِي تُنَقِّلُ فَراشَ العِظام، وَهو حِكايَة أَبي عُبَيْد عَن الأَصْمَعِيّ، وَهو الصَّوابُ. وقَال ابْنُ بَرّي: المَشْهُور الأَكْثَر عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: المُنَقَّلَة، بِفَتْحِ القَافِ. (والمَنْقَلَةُ كَمَرْحَلَة: السَّفَر، زِنَةً وَمَعْنًى) ، يُقَالُ: سِرْنا مَنْقَلَةً، أَي: مَرْحَلَةً. والمَناقِلُ: المَراحِلُ.
(و) المَنْقَلُ، (كَمَقْعَدٍ: الطَّرِيقُ فِي الجَبَلِ) ، كَما فِي الصِّحاحِ، وَقَيَّدَ بَعْضُهُم، فَقَالَ: الطَّرِيْقُ المُخْتَصَر، وَقَالَ الراجِزُ:
(كَلاَ وَلاَ ثُمَّ انْتَعْلَنا المَنْقَلاَ ... )

(و) المَنْقَلُ: (الخُفُّ الخَلَقُ، وَكذا النَّعْلُ) المُرَقَّعَة، (كالنَّقْلِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ نُصَيْرٌ لِأَعْرابيٍّ: ارْقَعْ نَقْلَيْك، أَي: نَعْلَيْك، (وَيُكْسَر فِيهِما) ، قَالَ الأَصْمَعِي: فَإنْ كَانَتْ النَّعْلُ خَلَقًا قِيلَ: نِقْلٌ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: يُقالُ: جاءَ فِي نَقْلَيْن لَهُ وَفي نِقْلَيْن لَهُ، انْتهى. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابيّ: يُقال لِلْخُفِّ: المَنْدَلُ والمِنْقَلُ، بِكَسْر الْمِيم، (وَيُحَرَّكُ) ، عَن شَمِرٍ، (ج: أَنْقالٌ وَنِقالٌ) ، بِالْكَسْرِ، واقْتَصر الجَوْهَرِيّ عَلى الأَخِيرَة، قَالَ:
(فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ... )
يَعْنِي نَباتًا مُتَهَدِّلاً مِنْ نَعْمَتِه، شَبَّهَه فِي تَهَدُّلِهِ بالنَّعْل الخَلَقِ الَّتي يَجُرُّها لاَبِسُها.
(والنَّقِيلَةُ) ، كسفينة: (رُقْعَةُ النَّعْلِ والخُفِّ، و) هِيَ أَيْضًا: (الَّتِي يُرْقَعُ بِها خُفُّ البَعِيرِ) مِنْ أَسْفَلِهِ (إِذَا حَفِيَ، ج: نَقائِلُ وَنَقِيلٌ، وَقَد نَقَلْتُهُ) نَقْلاً، أَي: رَقَعْتُهُ. (و) نَقَلْتُ (الخُفَّ أَو النَّعْلَ) أَي: (أَصْلَحْتُهُ كَأَنْقَلْتُهُ وَنَقَّلْتُهُ) ، وَنَعْلٌ مُنَقَّلَةٌ: مُصْلَحَة. وَقال الفَرَّاءُ: أَي: مُطَرَّقَةٌ، فالمُنَقَّلَةُ: المَرْقُوعَة، والمُطَرَّقَةُ: الَّتي أُطْبِقَ عَلَيْهَا أُخْرَى.
(و) نَقَلْتُ (الثَّوْبَ: رَقَّعْتُهُ) عَنْ أَبِي عُبَيْد. (والنَّقِيلُ) ، كَأَمِيرٍ: (الغَرِيبُ) فِي القَوْمِ إِنْ رَافَقَهُم أَو جَاوَرَهُم، (وَهي نَقِيلَةٌ وَنَقِيلٌ) ، قَالَ: وَزَعموا أَنَّهُ لِلْخَنْساء:
(تَرَكْتَنِي وَسْطَ بَنِي عَلَّةٍ ... كَأَنَّنِي بَعْدَك فِيهِم نَقِيلْ)
وَيُقَالُ: رَجُلٌ نَقِيلٌ: إِذا كانَ فِي قَوْمٍ لَيْس مِنْهُم، وَيُقالُ لِلْرَّجُلِ: إِنَّهُ ابْنُ نَقِيلَةٍ لَيْسَتْ مِنَ القَوْمِ، أَي: غَرِيبَة.
(و) النَّقِيلُ: الأَتِيُّ، وَهْوَ (السَّيْلُ) الَّذي (يَجِيءُ مِنْ أَرْضٍ مَمْطُورَةٍ إِلى غَيْرِها) مِمَّا لَمْ تُمْطَرْ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَة.
(و) النَّقِيلُ: (ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ) ؛ وَهْوَ المُداوَمَةُ عَلَيْهِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيّ.
(و) سَمِعْتُ (نَقَلَة الوادِي، مُحَرَّكَة) ؛ أَيْ: (صَوْت سَيْلِه) .
(والنَّقْلُ) ، بالفَتْحِ: (مَا) يَعْبَثُ بِهِ الشَّارِبُ عَلى شَرابِهِ، وَرَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن المُنْذِرِيّ عَنْ أَبي العَبّاس أَحْمَد بن يَحْيَى أَنَّهُ قَالَ: النَّقْلُ: الَّذي (يُتَنَقَّلُ بِهِ عَلى الشَّرابِ) ، لاَ يُقَالُ إِلاَّ بِفَتْحِ النُّون، (وَقَدْ يُضَمّ) ، وَهْوَ الَّذي اقْتَصَرَ عَلَيْه الجَوْهَرِيّ، وَاشْتَهَرَ عَلى أَلْسِنَة العامَّة، (أَو ضَمُّهُ خَطَأٌ) ، حَكَى ابنُ بَرِّي عَن ابْن خالَوَيْهِ فِي كِتاب لَيْس: النَّقْلُ، بِفَتْحِ النُّون: الانْتِقالُ عَلى النَّبِيذِ، والعامَّة تَضُمُّهُ. وَقَالَ الشّهابُ فِي العِناية - أَثْناءَ الواقِعَة - النَّقْلُ، بِالفَتْحِ والضَّمّ: أَكْلُ الفَواكه وَنَحْوِها، وَأَصْلُهُ الأَكْلُ مَعَ الشَّرابِ. وَفي الأَساس: وَتَفَكَّهُوا بالنَّقْلِ، وَعَن ابْن درَيد: بالفَتْحِ. قلتُ: الَّذي فِي جَمْهَرة ابْن دُرَيْد: النَّقَلُ، بِفَتْحِ النُّون وَالْقَاف: الَّذِي يُتَنَقَّل بِهِ عَلى الشَّرابِ، فَتَأَمَّل ذلِكَ، وَرُبَّما قَوْلُهُم فِي جَمْعِهِ أَنْقالٌ يُؤَيّد الضَّمَّ وَالتَّحْرِيكَ، واللهُ أَعْلَم.
(و) النَّقَلُ، (بالتَّحْرِيك: مُراجَعَةُ الكَلاَمِ فِي صَخَبٍ) ، قَالَ لَبِيدٌ:
(وَلَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبِي كُلُّهُمْ ... بِعَِدانِ السِّيْفِ صَبْرِي وَنَقَلْ)
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: النَّقَلُ المُناقَلَة فِي المَنْطِق. وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّقَلُ: المُجادَلَة. (و) النَّقَلُ أَيْضًا: مِنْ رِيشاتِ السِّهامِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هوَ (الرِّيشُ يُنْقَلْ مِنْ سَهْمٍ) فَيُجْعَل (إِلى) ، وَفي الصِّحاحِ: عَلَى سَهْمٍ (آخَر) ، يُقالُ: لاَ تَرِشْ سَهْمِي بِنَقَلٍ، قَالَ الكُمّيْتُ يَصِفُ صائِدًا وسِهامَهُ:
(وَأَقْدُحُ كالظُّباتِ أَنْصُلُها ... لاَ نَقَلٌ رِيْشُها وَلاَ لَغَبُ)

(و) النَّقَلُ أَيْضًا: (الحِجَارةُ) كالأَثافِيّ والأَفْهارِ، وَقِيل: هوَ الحِجارَة الصِّغار، وَقِيلَ: هوَ مَا يَبْقَى مِنَ الحَجَرِ: إِذا اقْتُلِعَ، وَقِيلَ: هوَ مَا بَقِيَ مِنَ الحِجَارَةِ إِذا قُلِعَ جَبلٌ وَنَحْوه، وَقِيلَ: هوَ مَا يَبْقَى مِنْ حَجَرِ الحِصْن والبَيْتِ إِذا هُدِمَ، وَقيلَ: هوَ الحِجَارِةُ مَعَ الشَّجَرِ، وَفي الحَدِيث:
" كانَ عَلى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّقَلُ "، أَي: صِغارُ الحِجَارَة أَشْبَاه الأَثافِيّ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول، أَي: مَنْقُول.
(و) النَّقَلُ: (داءٌ فِي خُفِّ البَعِيرِ) يُصِيبُهُ فَيَتَخَرَّق. (والمُناقَلَةُ فِي المَنْطِقِ أَنْ تُحَدِّثَهُ وَيُحَدِّثَك) ، عَنْ أَبِي عُبَيْد، وَهوَ مجَاز.
(و) النِّقالُ، (كَكِتابِ: نِصالٌ عريضةٌ قَصِيرةٌ) مِنْ نِصالِ السِّهام، (الواحدةُ نَقْلَةٌ) بالفَتْحِ، يَمانِيّة عَن ابْن دُرَيْد. وَفِي العُباب قالَ بَعْضُهُم: النَّقْلَةُ: القَناةُ، وَأَنْشَدَ لِلْمُفَضَّلِ النُّكْرِيّ:
(تُقَلْقِلُ نَقْلَةً جَرْداءَ فِيها ... نَقِيعُ السَّمِّ أَوْ قَرْنٌ مَحِيقُ)
قَالَ: والرِّوَايَةُ المَشْهُورَة " صَعْدَة ".
(و) النِّقَالُ: (أَنْ تَشْرَبَ الإِبِلُ عَلَلاً وَنَهَلاً بِنَفْسِها مِنْ غَيْرِ أَحَدٍ، وَقَد نَقَلْتُها) ، وَكذلِكَ نَقَلْتُ الفَرَسَ، وَقَدْ تَقَدَّم شاهِدُهُ مِنْ قَولِ عَدِيِّ بنِ زَيْد.
(و) النِّقال: (مُناقَلَةُ الأَقْداحِ فِي مَجْلِس الشُّرْبِ) ، يُقالُ: شَهِدْتُ نِقالَ بَنِي فُلاَنٍ، أَي: مَجْلِسَ شُرْبِهِم. وناقَلْتُ فُلاَنًا، أَي: نازَعْتُهُ الشَّرابَ، وَبِهِ فُسِّر قَوْلُ الأَعْشَى:
(غَدَوْتُ عَلَيْها قُبَيْلَ الشُّرُوقِ ... إِمَّا نِقالاً وَإِمَّا اغْتِمارَا)
(وَنَقِيلَةُ العَضُد، كَرَبَلَةِ الفَخِد) . (والحَارِثُ بن شُرَيْحٍ) كَذا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: سُرَيْج، بالسِّينِ المُهْمَلَة وَالْجِيم، وَهو خَوارِزْمِيٌّ سَكَنَ بَغْدادَ، عَن المُعْتَمِر بن سُلَيْمانَ، وَعَنْهُ أَبو عَبْدِ اللهِ الصُّوفيّ ماتَ بِبَغْداد سَنَة 230، (وبَسّامُ بن يَزِيدَ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ) ، عَنْ أَبي طَاهِرِ بن أَبي دَارَة، (والحُسَيْنُ بن أَبِي بَكْرٍ) الحَرْبِيُّ، عَن هِبَةِ اللهِ بن أَبي الأَصابِعِ، ماتَ قَبْلَ السّتْمائَة، (والنَّفِيسُ بنُ كَرْمٍ) المُكارِيِ، عَنْ أَبي الوَقْت، وَعَنْهُ أَحْمَدُ الأَبَرْقُوهِي، (النَّقَّالُون، مُحَدِّثُونَ) ، وَقَالُوا فِي الأَوَّلِ: إِنَّما لُقِّبَ بِهِ، لِأَنَّهُ حَمَلَ كِتابَ الرِّسالَة مِنْ يَدِ الشّافِعِيّ إِلى عَبْد الرَّحْمنِ بن مَهْدِيّ. وفَاتَهُ مِنْ هَذا البَابِ عَلِيُّ بنِ عِيسَى النَّقّال، وَعَلِيُّ بن مَحْفُوظ النَّقّال، وَصَالِحُ بن قَاسِمِ بن كُوز ابْن النَّقَّال، مُحَدِّثُون أَوْرَدَهُم الحَافِظ فِي التَّبْصِير، (وناقِلُ بنُ عُبَيْدٍ: مُحَدِّث) ، نَقله الصَّاغانيّ. (والمُنْقَلُ فِي بَيْت الكُمَيْت) الشَّاعِر:
(وَصارَتْ أَباطِحُها كالإِرِين ... وَسُوِّيَ بالحفْوةَ المُنْقَلُ)
هَذِهِ رِواية السُّكَّري، وَنَصُّ الجَوْهَرِيّ:
(وَكانَ الأَباطِحُ مِثْلَ الإِرِين ... وَشُبِّهَ بالحِفْوةَ المَنْقَلِ)
(بِضَمّ المِيمِ لاَ بِفَتْحِها كَما تَوَهَّمَهُ الجَوْهَرِيّ) . قُلْتُ: أَمَّا سِياقُ الجَوْهَرِيّ فَإِنَّهُ قَالَ - بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ المَنْقَلَ بالفَتْحِ بِمَعْنَى النَّعْلِ الخَلَق المُرَقّعة، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الكُمَيْتِ - مَا نَصّهُ: أَي: يُصِيبُ صاحِبَ الخُفِّ مَا يُصِيبُ الحافِي مِنَ الرَّمْضاء. وَفي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ:
" مَا مِنْ مُصَلَّىً لامْرَأَةٍ أَفْضَلَ مِنْ أَشَدِّ مَكانًا فِي بَيْتِها ظُلْمَةً إِلاَّ امْرَأَةً قَدْ يَئِسَتْ مِنَ البُعولَةِ، فَهِيَ فِي مَنْقَلِها "، قَالَ أَبو عُبَيْدة: لَوْلاَ أَنّ الرِّوايَةَ اتَّفَقَت فِي الحَدِيثِ وَالشِّعْرِ مَا كَانَ وَجْهُ الكَلاَمِ عِنْدِي إِلاَّ كَسْرَها، انْتَهى. وَفي نُسْخَةٍ: قَالَ أَبو عُبَيْد. وَقال ابْنُ بَرِّي: فِي كِتَابِ الرَّمَكِيِّ بِخَطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيّ فِي نَصّ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ " مِنْ أَشَدِّ مَكانٍ " بالخَفْضِ، وَهو الصَّحيح، انْتَهى. ثُمَّ هَذَا الَّذي أَوْرَدَهْ الجَوْهَرِيُّ هوَ بِعَيْنِهِ قَوْلُ الأُمَوِيّ، فَإِنَّهُ فَسَّرَ المَنْقَلَ بالخُفِّ، وَهوَ بِالفَتْحِ، وَأَوْرَدَهُ الأَزْهَرِيُّ أَيْضًا هَكَذَا، (و) خَالَفَهُم أَبو سَعِيدٍ السُّكَّرِيّ، فَإِنَّهُ قَالَ فِي شَرْحِ شِعْر الكُمَيْت: المُنْقَلُ، بالضَّمِّ (هُوَ الَّذي يَخْصِفُ نَعْلَهُ بِنَقِيلَة) يُقَالُ: أَنْقَلْتُ النَّعْلَ: خَصَفْتُها، (أَي سُوِّيَ الحَافِي وَالمُنْتَعِلُ بِأَباطِحِ مَكَّةَ) لِشِدَّةِ الحَرِّ، (أَو الحَفْوَةُ) ، هَذَا القَوْلُ نَقَلَهُ خَالِدُ بْنُ كُلْثُوم عَن الأَخْفَش وَنَصُّه: فَإِنَّ الحفْوَة: (احْتِفاءُ القَوْمِ المَرْعَى) : إِذَا رَعَوا فَلَمْ يَتْرُكُوا فِيهِ شَيْئًا، وَمِنْهُ أَحْفَى فُلاَنٌ شَعَرَهُ. قَالَ: (و) أَمّا (المُنْقَلُ) فَهِيَ (النُّجْعَةُ يَنْتَقِلُونَ مِنَ المَرْعَى إِذا احْتَفَوْهُ إِلى مَرْعًى آخَرَ، يَقُول: اسْتَوَتِ المَراعِي كُلُّها) فَصارَ مَا احْتُفِيَ كَالَّذِي يُنْتَقَل إِلَيْهِ مِمَّا لَمْ يُحْتَفَ. (والنّاقِلَةُ: ضِدُّ القاطِنِينَ) ، وَالجَمْع: النَّواقِل.
(و) مِنَ المَجاز: النّاقِلَةُ: (وَاحِدَةُ نَواقِلِ الدَّهْرِ) ، وَهِي نَوائِبُهُ (الَّتِي تَنْقُلُ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ) .
(والأَنْقِلاءُ) ، بالفَتْحِ وَكَسْرِ القافِ: (ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ) بالشامِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: نَقَّلَ الشَّيْءَ تَنْقِيلاً: أَكْثَرَ نَقْلَه، وَفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: " وَلاَ سَمِين فَيُنْتَقَلُ "، أَي: يَنْقُلُهُ النَّاسُ إِلى بُيُوتِهِم فَيَأْكُلُونَهُ، وَيُرْوَى: فَيُنْتَقَى، وَهوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضعه. وَهَمْزَةُ النَّقْلِ الَّتِي تَنْقُلُ غَيْرَ المُتَعَدِّي إِلَى المُتَعَدِّي، كَقَوْلِكَ: قَامَ وَأَقَمْتُهُ، وَكذلِكَ تَشْدِيدُ النَّقْل: هُوَ التَّضْعِيفُ الَّذي يَنْقُلُ غَيْرَ المُتَعَدّي إِلى المُتَعَدِّي، كَقَوْلِكَ: غَرِمَ وغَرَّمْتُهُ، وَفَرِحَ وَفَرَّحْتُهُ. وَفَرَسٌ ذُو نَقَلٍ و َذُو نِقالٍ. والتَّنْقِيل مِثْلُ النَّقَل، قَالَ كَعْبٌ:
(لَهُنَّ مِنْ بَعْدُ إِرْقالٌ وَتَنْقِيلُ ... )
وَيُقَالُ: انْتَقَلَ سارَ سَيْرًا سَرِيْعًا، قَالَ:
(لَو طَلَبُونا وَجَدُونَا نَنْتَقِلْ ... )

(مِثْلَ انْتِقَالِ نَفَرٍ عَلى إِبِلْ ... )
وَفِي الأَساسِ: انْتَقَلَ انْتِقَالاً: وَضَعَ رِجْلَيْهِ مَواضِعَ يَدَيْهِ فِي السَّيْرِ. وَالنَّقَلُ، مُحَرَّكَة: الطَّرِيقُ المُخْتَصَر. وَنَقِلَتْ أَرْضُنا، كَفَرِحَ، فَهِيَ نَقِلَةٌ، كَثُرَ نَقَلُها، قَالَ:
(مَشْيَ الجُمَعْلِيْلَةِ بِالحَرْفِ النَّقِلْ ... )
وَيُرْوَى: " بالجَرْف " بِالْجِيم. وَأَرْضٌ مَنْقَلَةٌ ذاتُ نَقَلٍ، وَبِهِ سُمِّيَتْ المَنْقَلَةُ الَّتِي يُلْعَبُ بِهِا، وَمَكانٌ نَقِلٌ، بِالكَسْر عَلى النَّسَب، أَيْ: حَزْنٌ. والنَّقِيلُ: الحِجَارَة الَّتِي تَنَقَّلَتْها قَوائِمُ الدّابَّةِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، قَالَ جَرِيرٌ:
(يُناقِلْنَ النَّقِيلَ وَهُنُّ خُوصٌ ... بِغُبْرِ البِيْدِ خاشِعَةِ الخُروم)
وَقِيلَ: المُرادُ بِالنَّقِيلِ هُنا: النِّعال. والمَنْقَلُ، كَمَقْعَدٍ، الثَّنِيَّة فِي الجَبَل، عَنْ ابْن بُزُرْج، وَكُلّ طَرِيقٍ فِي الجَبَل نَقِيلٌ، يَمانِيَة، قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ و: (لَمَّا رَأَيْتُ بِسُحْرَةٍ إِلْحَاحَها ... أَلْزَمْتُها ثَكَمَ النَّقِيلِ اللاّحِبِ)
وَنَقِيلُ صَيْدٍ: قُرْبَ مَفاليس. وَرَجُلٌ نَقِلٌ، كَكَتِفٍ: حاضِرُ المَنْطِق والجَوابِ. وتَنَاقَلُوا الكَلاَمَ بَيْنَهُم: إِذا تَنَازَعُوهُ، وَهو مَجاز. وَمِنَ المَجاز: نَقَلَ الحَدِيثَ، وَهُم نَقَلَةُ الأَخْبارِ، مُحَرَّكة، وَنَقَلَ مَا فِي النُّسْخَة. وَنَاقَلَ الشّاعِرُ الشاعِرَ: ناقَضَهُ. وَرَجُلٌ نَقِلٌ وَذو نَقَلٍ: إِذا كَانَ جَدِلاً مُناقِضًا.
ن ق ل

نقلته فانتقل وتنقّل، ونقّلته كثيراً، وتناقلوه، وانتقلته: نقلته إلى نفسي. قال الجعيدي:

ما تظنّون بقوم قتلوا ... أهل صفّين وأصحاب الجمل

وابن عفّان حنيفاً مسلماً ... ولحوم البدن لما تنتقل

وأسرعوا النقلة. وسرنا منقلةً: مرحلة. وفرس وبعير مناقل ومنتقل، وقد ناقل مناقلة، وانتقل انتقالاً إذا وضع رجليه مواضع يديه في السّير. قال جرير:

من كلّ مشترفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرّفاق مناقل الأجرال

وقال الأخطل:

تنزو يرابيع متنيه إذا انتقلاى

ورجل نقيل: غريب. وهو ابن نقيلة: غريبة. قال رؤبة:

فوجدوا آباءك الأفاضلا ... لأمّهاتٍ لم تكن نقائلاً

ورفع خفّ بعيره بنقيلةٍ: برقعة، وخفاف إبله بنقائل. ونقل الخفّ والثّوب ونقّله وأنقله: رقعه. ونعل نقل: مرقّعة، ونعال نقال. وجاءنا في نعلين نقلين. وشجّه منقّلةً وهي التي تنقّل منها فراش العظام. وتفكّهوا بالنّقل. وعن ابن دريد: بالفتح.

ومن المجاز: نقل الحديث. وهم نقلة الأخبار. ونقل ما في النسخة. وناقله الحديث إذا حدّثته وحدّثك. وناقل الشّاعر الشّاعر: ناقضه. ورجل نقلٌ وذو نقلٍ إذا كان جليلاً مناقلاً. قال لبيد:

ولقد يعلم صحبي كلّهم ... بعدان السّيف صبري ونقل

وأصابته نواقل الدهر: نوائبه التي تنقل من حال إلى حال. وقسمت النواقل: الأخرجة التي تنقل من كورة إلى كورة.
نقل
النَّقْلُ: تَحْوِيلُ شَيْءٍ من موضعٍ إلى مَوْضعٍ. والنُّقْلَةُ: انتِقالُ القَوْم.
والنَّقَلُ: طَرِيق مُخْتَصَرٌ. وما بَقِيَ من الحِجَارَةِ إذا قُلِعَ جَبَل. ومَكانٌ نَقِلٌ: خَشِنٌ.
والمَنْقَلَةُ: مَرْحَلَةٌ من مَرَاحِل السَّفَرِ.
والنَّقْلُ: سُرْعَةُ نَقْل القَوائم.
وفَرَسٌ مِنْقَلٌ: أي ذو نِقَالٍ ونَقِيْل، وفَرَسٌ نَقّالٌ.
والمُنَاقَلَةُ: مُرَاجَعَةُ الكلام والشِّعْرِ بَيْنَ اثْنَيْنِ. ورَجُلٌ نَقِلٌ: يَنْقُضُ الكلامَ.
والناقِلَةُ من نَوَاقِل الدَّهر: التي تَنْقُلُ من حالٍ إلى حالٍ.
والنَوَاقِلُ من الخَرَاج: ما يُنْقَلُ من كُورةٍ إلى كُورةٍ.
والنقَالُ والمَنْقَلُ: الخُفُّ الخَلَقُ، والجميع النُّقُلُ.
والنَّقَائلُ: رِقَاعُ نِعَال الإبل، واحِدَتُها نَقِيْلَةٌ، وكذلك النَّقْلُ.
والنِّقَلُ: النَّعْلُ إذا كانتْ خَلَقاَ. ونَقَلْتُ الثوْبَ نَقْلاً: أي رَقَعْتَه.
والمَنْقَلانِ: الخُفّانِ أو النَّعْلانِ. وسَمِعْتُ نقَلةَ الواديِ: لصَوْتِ الَسّيْل.
والمُنَقِّلَةُ من الشّجَاج: التي يُنْقَلُ منها فَرَاشُ العِظَام أي صِغارُها.
والنُّقْلُ: ما يَعْبَثُ به الشاربُ. والنَّقْلَةُ: القَنَاةُ.
والنِّقَالُ: نِصَالُ السِّهَام، الواحِدَةُ نَقْلَةٌ.
ونَقِيْلَةُ العَضُدِ: مِثْلُ رَبَلَةِ الفَخِذِ، وجَمْعُها نَقَائل.
والمَنْقَلُ: مُجْتَمَعُ حافِرِ الفَرَس من باطِنِهِ. ومُرَكَّبُ النُّسُور.
والمَنْقَلُ: الثَّنِيَّةُ. والنَّقِيْلُ: الغَرِيْبُ ليس من القَوْم. والطَّرِيْقُ أيضاً.
والنَّقِيْلةُ من النِّساء: التي يَتْرُكُها الخُطّابُ فلا يَخْطُبُونَها من الكِبَرِ، وقيل: هي التي نُقِلَتْ من عَشِيرتِها إلى قَوْم آخَرِين، وجَمْعُها نَقَائلُ. وكذلك الفَسِيلةُ إذا نُقِلَتْ بجُرْثُوْمَتِها.
ونَقِلَ الرَّجُلُ يَنْقَلُ نَقَلاً فهو نَقِلٌ: أي كَيِّسٌ ظَرِيفٌ حاضرُ الجَوابِ.
والمُنَقِّلُ: الذي يَفْتَحُ حَرْفَ الرَّغِيْفِ لِيَأْخُذَ من السَّمْنِ كثيراً. والمَنْقَلُ: طَرِيقٌ إلى الغِلَظِ والخُشُونَةِ. ويقولون: لا يَكُونُ الفَتى مُنَقَّلاً.
والمُنَقِّلَةُ: التي تُنَقِّلُ العِظامَ من مَواضِعِها.

حرم

[حرم] الحُرْمُ بالضم: الإحْرامُ. قالت عائشة رضي الله عنها: " كنت أطيبه صلى الله عليه وآله وسلم لِحلِّهُ وحُرْمِهِ "، أي عند إحرامه. والجرمة: ما لا يحل انتهاكه. وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها. وقد تَحَرَّمَ بصُحبته. وحُرْمَةُ الرجل: حَرَمُهُ وأهله. ورجلٌ حَرامٌ، أي محرم: والجمع حرم، مثل قذال وقذل. ومن الشهور أربعةٌ حُرُمٌ أيضاً، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب ثلاثة، سرد وواحد فرد. وكانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حيان: خثعم وطيى، فإنهما كانا يستحلان الشهور. وكان الذين ينسئون الشهور أيام الموسم يقولون: حرمنا عليكم القتال في هذه الشهور، إلا دماء المحلين. فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور. والحرام: ضد الحلال. وكذلك الحِرْمُ بالكسر. وقرئ: (وحِرْمٌ على قَرْية أهلَكْناها) : وقال الكسائي: معناه واجبٌ. والحِرْمَةُ بالكسر: الغُلْمَةُ. وفي الحديث ي‍: " الذين تدركهم الساعة تبعث عليهم الحِرْمَةُ ويُسْلَبونَ الحياءَ ". والحِرْمَةُ أيضاً: الحرمانُ. والحِرْمِيُّ: الرجل المنسوب إلى الحرم. والانثى حرمية. والحرمية أيضا: سهام تنسب إلى الحرم. ومكة حرم الله عز وجل. والحرمان: مكّةُ والمدينة. والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ، ونظيره زمنٌ وزمانٌ. والحَرَمَةُ بالتحريك أيضاً في الشاء، كالضَبَعَةِ في النوق والحِنَاء في النعاج، وهو شهوةُ البَضَاع. يقال: اسْتَحْرَمَتِ الشاةُ وكلُّ أنثى من ذوات الظِلف خاصةً، إذا اشتهت الفحل. وهي شاةٌ حَرْمى وشياهٌ حِرامٌ وحرامى، مثال عجال وعجالى. كأنه لو قيل لمذكره لقيل حرمان. وقال الاموى: استحرمت الذئبة والكلبةُ إذا أرادت الفحل. وقولهم: حَرامُ اللهِ لا أفعَلُ، كقولهم: يمينُ الله لا أفعَلُ. والمَحْرَمُ: الحَرامُ. ويقال: هو ذو مَحْرَمٍ منها، إذا لم يحلَّ له نكاحُها. ومَحارِمُ الليل: مخاوِفَهُ التي يَحْرُمُ على الجبانِ أن يسلكَها. وأنشد ثعلب: محارم الليل لهن بهرج حتى ينام الورع المحرج الأصمعيّ: يقال إنَّ لي مَحْرَُماتٍ فلا تهتكْها. واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ. والمُحَرَّمُ أوَّل الشهور. ويقال أيضاً: جِلْدٌ مُحَرَّمٌ، أي لم تتم دباغته. وسوط محرم: لم يلين بعد. وقال الاعشى:

تحاذر كفى والقطيع المحرما * وناقة محرمة، أي لم تتم رياضتها بعد. عن أبى زيد. والتحريم: ضدُّ التحليل. وحَريمُ البئر وغيرِها: ما حولَها من مَرافقها وحُقوقها. والحريم: ثوب المحرم. وكانت العرب تطوف عراة وثيابهم مطروحة بين أيديهم في الطواف. وقال: كفى حزنا مرى عليه كأنه لقى بين أيدى الطائفين حريم وحريم، الذى في شعر امرئ القيس اسم رجل . والحريمة: ما فات من كلِّ مطموعٍ فيه. وحرم الشئ بالضم حرمة. يقال: حرمت الصلاةُ على الحائض حُرْمَا. وحَرَمَهُ الشئ يحرمه حرما، مثال سرقه سرقا بكسر الراء، وحرمة وحريمة وحِرْماناً، وأَحْرَمَهُ أيضاً، إذا منعَه إياه. وقال يصف امرأة: ونبئتها أحرمت قومها لتنكح في معشر آخرينا والحرم بكسر الراء أيضا: الحِرْمانُ. قال زُهير: وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسألةٍ يقولُ لا غائب مالى ولا حرم وإنما رفع يقول وهو جواب الجراء على معنى التقديم عند سيبويه، كأنه قال: يقول إن أتاه خليل. وعند الكوفيين على إضمار الفاء. أبو زيد: حرِم الرجلُ بالكسر يحْرَم حرما، أي قمر. وأحرمته أنا، إذا قمرته. والكسائي مثله. ويقال أيضا: حرمت الصلاة على المرأة، لغة في حَرُمَتْ. وأحْرَمَ الرجلُ، إذا دخل في حرمة لا تهتك. قال زهير:

وكم بالقنان من محل ومحرم * أي ممن يحل قتاله وممن لا يحل ذلك منه. وأَحْرَمَ، أي دخَل في الشهر الحرام. قال الراعى: قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ودعا فلم أر مثله مخذولا وقال آخر: قتلوا كسرى بليل محرما غادروه لم يمتع بكفن يريد قتل شيرويه أباه أبر ويز بن هرمز. وأحرم بالحج والعمرة، لانه يحرُمُ عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصيد والنِساء. والإِحْرامُ أيضا والتحريم بمعنى . وقال: يصف بعيرا له رئة قد أحرمت حل ظهره فما فيه للفقرى ولا الحج مزعم وقوله تعالى: (للسائِل والمَحْروم) . قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: هو المُحارَفُ. والحيرمة: البقرة: والجمع حيرم. وقال:

تبدل أدما من ظباء وحيرما
حرم

(الحِرْمُ، بالكَسْرِ: الحَرامُ) وهما نَقِيضا الحِلِّ والحَلال، (ح: حُرُمٌ) ، بِضَمَّتَيْن، قَالَ الأَعْشَى:
(مَهادِي النَّهارِ لِجاراتِهِمْ ... وباللَّيْلِ هُنَّ عَلَيْهِم حُرُمْ)

(وَقد حَرُمَ عَلَيْه) الشَّيْءُ، ((كَكَرُمَ، حُرْمًا، بالضمِّ) وحُرْمَةً (وحَرامًا، كَسَحابٍ، وحَرَّمَهُ اللهُ تَحْرِيمًا، وحَرُمَت الصَّلاةُ على المَرْأَةِ، كَكَرُمَ، حُرْمًا، بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن) . وَقَالَ الأزهريُّ: حَرُمَت الصَّلاةُ على المرأةِ تَحْرُم حُرُومًا، وحَرُمَت المرأةُ على زَوْجها تَحْرُم حُرْمًا وحَرامًا.
(وحَرِمَتْ) عَلَيْهَا، (كَفَرِحَ، حَرَمًا) ، محرّكَة (وحَرامًا) بِالْفَتْح، لُغَة فِي حَرُمَتْ، كَكَرُمَ، (وَكَذَا) حَرُمَ (السَّحُورُ على الصّائِم) من حَدّ كَرُمَ، والمَصْدَرُ كالمَصْدَر.
(والمَحارِمُ: مَا حَرَّمَ اللهُ تَعالَى) فَلَا يَحِلّ اسْتِحْلاله، جَمْع حَرامٍ على غَيْرِ قِياس.
(و) المَحارِمُ (مِن اللَّيْلِ: مَخاوِفُهُ) الَّتِي يَحْرُم على الجَبانِ أَنْ يَسْلُكَها، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَأنْشد ثَعْلب:
(مَحارِمُ اللَّيْلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ ... حَتَّى يَنامَ الوَرَعُ المُحَرَّجُ)

كَذَا فِي الصِّحَاح، ويُرْوَى بالخاءِ المُعْجَمَة، أَي: أَوائله.
(والحَرَمُ) ، محرّكَةً، (والمُحَرَّمُ) ، كَمُعَظَّم: (حَرَمُ مَكَّةَ) مَعْرُوف، (وهُوَ حَرَمُ اللهِ وحَرَمُ رَسُولِهِ) . قَالَ اللَّيْث: الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ وَمَا أَحاط إِلَى قَرِيبٍ من الحَرَم. وَقَالَ الأزهريّ: الحرَمُ قد ضُرِب على حُدُوده بالمَنارِ القَدِيمة الَّتِي بَيَّنَ خَلِيلُ الله تَعَالَى عَلَيْهِ السّلام مِشاعِرَها، وَكَانَت قُرَيْشٌ
تَعْرِفُها فِي الجاهِلِيَّة والإِسْلام، وَمَا وَراءَ المَنارِ لَيْس من الحَرَمِ يَحِلُّ صَيْدُه لمن لَمْ يكن مُحْرِمًا، وشاهِدُ المُحَرَّم قولُ الأَعْشَى:
(بأَجْيادِ غَرْبِيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ ... )

قَالَ اللَّيْثُ: المُحَرَّم هُنَا الحَرَم.
(والحَرَمانِ) : مُثَنَّى الحَرَم (مَكَّة والمَدِينَة) زادَهُما الله تَعَالَى تَشْرِيفًا، (ج: أَحْرامٌ) .
(وأَحْرَمَ: دَخَلَ فِيهِ) أَي: فِي الحَرَم، (أَو) أَحْرَمَ: دَخَلَ (فِي حُرْمَةٍ) من عَهْدٍ أَو مِيثاق هُوَلَهُ حُرْمَةٌ من أَنْ يُغارَ عَلَيْه.
و (لَا تُهْتَكُ) ، وَأنْشد الجوهريُّ لزُهَيْرٍ:
(جَعَلْنَ القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُ ... وكَمْ بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ)

أَي: مِمَّن يَحِلُّ قِتالُه ومِمَّن لَا يَحِلّ ذلِكَ مِنْه، (أَو) أَحْرَمَ: دَخَلَ (فِي الشَّهْرِ الحَرامِ) ، وَأنْشد الجوهريُّ للراعِي:
(قَتَلُوا ابْنَ عَفّانَ الخَلِيفَةَ مُحْرِمًا ... ودَعا فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ مَخْذُولاَ)

وَقَالَ آخر:
(قَتَلُوا كِسْرَى بِلَيْلٍ مُحْرِمًا ... غادَرُوه لَمْ يُمَتَّعْ بِكَفَنْ)

يُرِيدُ قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْزَ بنَ هُرْمُزَ، وقالَ غيرُه: أَرادَ بِقَوْلِهِ: مُحْرِما، أَنَّهم قَتَلُوه فِي آخِرِ ذِي الحِجَّة. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: أَي: صَائِما. ويُقال: أرادَ لم يُحِلَّ من نَفْسِه شَيْئا يُوقِعُ بِهِ، فَهُوَ مُحْرِمٌ.
وَقَالَ ابْن بَرّي: لَيْسَ مُحْرِمًا فِي بَيْتِ الراعِي من الإِحْرامِ وَلَا من الدُّخُولِ فِي الشَّهْر الحَرامِ وإِنَّما هُوَ مِثْلُ الْبَيْت الَّذِي قَبْلَه، وإِنَّما يُرِيد أَنَّ عُثْمانَ فِي حُرْمَةِ
الإِسْلامِ وذِمَّتِهِ لَمْ يُحِلّ من نَفْسِه شَيْئا يُوقِعُ بِهِ. (كَحَرَّمَ) تَحْرِيمًا.
(و) أَحْرَمَ (الشَّيْءَ: جَعَلَهُ حَرامًا) ، مثل حَرَّمَ تَحْرِيمًا، قَالَ حُمَيْدُ بن ثُوْر:
(إِلَى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ كَأَنَّها ... رَواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ)

وَالضَّمِير فِي كأنّها يعود على رِكابٍ تقدم ذكْرُها. وَأنْشد الجوهريُّ للشاعِرِ يصف بَعِيرًا:
(لَهُ رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه ... فَمَا فِيه للفُقْرَى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ)

(و) أَحْرَمَ (الحاجُّ أَو المُعْتَمِرُ) : إِذا (دَخَلَ فِي عَمَلٍ) بمُباشَرَةِ الأسْبابِ والشُّرُوطِ، و (حَرُمَ عَلَيْه بِهِ مَا كانَ حَلالاً) كالرَّفَثِ والتَّطَيُّبِ ولُبْسِ المَخِيطِ وصَيْدِ الصَّيْدِ فَهُوَ مُحْرِم.
(و) أَحْرَمَ (فُلانًا: قَمَرَهُ) أَي: غَلَبَهُ فِي القِمارِ، عَن أبي زَيْدٍ والكِسائيّ، (كَحَرَّمَه) تَحْرِيمًا.
(وحَرامُ بنُ عُثْمانَ) ، قَالَ البُخارِيّ: هُوَ أَنْصارِيٌّ سَلِمِيٌّ، مُنْكَرُ الحَدِيث، قَالَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّع، رَوَى عَن جابِرِ بن عَبْدِ الله، وَقَالَ النّسائيّ: هُوَ (مَدَنِيٌّ) ضعيفٌ، كَذَا فِي شَرْح مُسْلِم لِلْنَّوَوِيّ، وَقَالَ غَيره: هُوَ (واهٍ) ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: مَتْرُوكٌ مُبْتِدِعٌ توفّى سنة مائةٍ وخَمْسِينَ. (وهُوَ) أَي: حَرامٌ (اسْمٌ شائعٌ) اسْتِعْمالُه (بالمَدِينَةِ) على ساكِنِها أفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ بَنُو حَرامٍ مَدَنِيُّونَ، وَهَذَا اسمٌ رائجٌ فِي أهل المَدِينة.
قَالَ الْحَافِظ: وحِزام بالزَّاي أَكْثَر.
(وَمُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ) كُوفِيٌّ، روى عَنهُ مُحَمّد بن عُثْمان بن أبي شَيْبَةَ. (ومُوسَى بنُ إِبْراهِيمَ) مدنيّ صَدُوقٌ من طَبَقَةِ مَعْنِ بن عِيسَى (الحَرامِيَّانِ: مُحَدِّثان) .
(و) الحَرِيمُ، (كَأَمِيرٍ: ماحُرِّمَ فَلَمْ يُمَسَّ) ، كَذَا فِي المُحْكم، وَفِي التَّهذيب: الَّذِي حَرُمَ مَسُّه فَلَا يُدْنَى مِنْهُ.
(والحَرِيمُ: الشِّرِيكُ) .
(و) الحَرِيمُ (ع، باليَمامَة) ، وَقَالَ نَصْرٌ: بالحِجاز، كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَين كِنانَةَ وخُزاعَة. (و) أَيْضا: (مَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ) شَرْقِيّها وتُعْرَف بالحَرِيم الطّاهِرِيّ، (تُنْسَبُ إِلَى طاهِرِ بن الحُسَيْنِ) الأَمِير، كَانَت لَهُ بهَا مَنازلُ؛ وَقَالَ الحافِظ: بالجانب الغربيّ من بَغْدادَ، وكانَ من لَجَأَ إِلَيْهَا أَمِنَ، فَسُمِّيَت الحَرِيم. وَقَوله (مِنْها ابنُ اللَّتِيِّ الحَرِيمِيّ) فَهُوَ عَبْدُ الله بن عُمَرَ البَغْدادِيّ المُحَدِّث، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى حَرِيمِ دَار الخِلافَة بِبَغْدادَ، وَكَانَ مِقْدَار ثُلُثِ بَغْداد، عَلَيْهِ سُورٌ نِصْفُ دائرةٍ، طَرَفاه على دِجْلَة مُشْتَمِلٌ على أسواقٍ ودُورٍ. (و) الحَرِيمُ: (ثَوْبُ المُحْرِم) وتُسَمِّيه العامّة الإِحْرام والحَرام.
(و) الحَرِيمُ: (مَا كانَ المُحْرِمُونَ يُلْقُونَه من الثِّيابِ) ، كَانَت العَرَبُ فِي الجاهِلِيّة إِذا حَجَّت البيتَ تَخْلَعُ ثِيابَها الّتي عَلَيْهَا إِذا دَخَلُوا الحَرَمَ (فَلَا يَلْبَسُونَهُ) مَا داموا فِي الحَرَمِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(لَقًى بَين أَيْدِي الطائِفينَ حَرِيمُ ... )

وَفِي التَّهْذِيب: كَانَت العربُ تَطُوفُ بالبَيْتِ عُراةً وثِيابُهم مطروحةٌ بَين أَيْدِيهم فِي الطَّوافِ، زَاد بعض المفسِّرين: وَيَقُولُونَ لَا نَطُوفُ بالبَيْتِ فِي ثِيابٍ قد أَذْنَبْنا فِيهَا، وَكَانَت المَرْأَة تَطُوف عُرْيانَةً أَيْضا إِلاّ أَنَّها كَانَت تَلْبَس رَهْطًا من سُيُور.
(و) الحَرِيمُ (من الدّارِ: مَا أُضِيفَ إِلَيْها) ، وَكَانَ (من حُقُوقِها ومَرافِقِها) ، وَفِي التَّهْذيب: الحَرِيمُ: قَصَبَةُ الدارِ
وفِناءُ المَسْجِد. وحُكِيَ عَن أبِي واصِلٍ الكِلابِيّ: حَرِيمُ الدارِ: مَا دَخَلَ فِيهَا مِمَّا يُغْلَق عَلَيْهِ بابُها، وَمَا خرج مِنْهَا فَهُوَ الفِناءُ. قَالَ: وفِناءُ البَدَوِيّ مَا تُدْرِكُه حُجْرَتُه وأَطْنابُه، وَهُوَ من الحَضَرِيّ إِذا كَانَت تُحاذِيها دارٌ أُخْرَى فَفِناؤُهما حُدُّ بابيهما.
(و) الحَرِيمُ: (مَلْقَى نَبِيثَةِ البِئْرِ) والمَمْشَى على جانِبَيْها. وَفِي الصِّحَاح: حَرِيمُ البِئْرِ وغيرِها: مَا حَوْلَها من مَرافِقِها وحُقُوقِها. وحَرِيمُ النَّهْرِ مُلْقَى طِينِه والمَمْشَى على حافَتَيْه ونَحْو ذلِكَ، وَفِي الحَدِيث: ((حَرِيمُ البِئْرِ أَرْبَعُون ذِراعًا)) وَهُوَ المَوْضِعُ المُحيط بهَا الَّذِي يُلْقَى فِيهِ تُرابُها، أَي: أنَّ البِئرَ الَّتِي يَحْفُرها الرجلُ فِي مَواتٍ فَحَرِيمُها ليسَ لأَحِدٍ أَنْ يَنْزِل فِيهِ، وَلَا يُنازِعُه عَلَيْهِ؛ وسُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَحْرُم مَنْعُ صاحِبِهِ مِنْهُ، أَو لأنَّه مُحَرَّم على غَيْرِه التَّصَرّف فِيهِ. (و) الحَرِيمُ (مِنْكَ: مَا تَحْمِيهِ وتُقاتِلُ عَنْهُ، كالحَرَمِ) ، مُحَرّكَةً، (ج: أَحْرامٌ) ، كَسَبَبٍ وَأَسْبابٍ، (وحُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، هُوَ جَمْع حَرِيمٍ كَأَمِير، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غير مُرَتَّب.
(وحَرَمَه الشّيْءَ، كَضَرَبَهُ وَعَلِمَهُ) ، يَحْرِمُه (حَرِيمًا) ، كَأَمِيرٍ، (وحِرْمانًا، بالكَسْرِ، وحِرْمًا وحِرْمَةً، بِكَسْرِهِما) ، وَلَو قَالَ بِكَسْرِهِنّ كَانَ أَخْضَرَ، (وحَرِمًا وحَرِمَةً وحَرِيْمَةً بكَسْرِ رائهنّ: مَنَعَهُ) العَطِيَّةَ فَهُوَ حارِمٌ وَذَاكَ مُحْرُومٌ. وَفِي التّهذيب: الحِرْم: المَنْعُ، والحِرْمَة: الحِرْمانُ، يُقَال: مَحْرُومٌ ومُرْزُوقٌ. وَفِي الصِّحَاح: حَرَمَهُ الشَّيْءَ يُحْرِمُه حَرِمًا، مِثَال سَرَقَهُ سَرِقًا، بِكَسْر الرَّاء، وحِرْمَةً وحَرِيمًا وحِرْمانًا (وأَحْرَمَهُ) أَيْضا: إِذا مَنَعَهُ إِياهُ، وَهِي (لُغَيَّةٌ) ، وَأنْشد لشاعِرٍ يصفُ امْرَأَة، قَالَ أَبُو مُحَمّد الأَسْوَد الغُنْدِجانيّ فِي ضالَّةِ الأَديب إِنَّه لِشَقِيق بن السُّلَيْك الغاضِرِيّ، قَالَ
ابنُ بَرِّي: ويُرْوَى لابنْ أَخِي زِرّ بن حُبَيْشٍ الفَقِيه القارِئ:
(ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها ... لِتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرِينا)

قَالَ الجوهريّ: والحَرِمُ، بِكَسْرِ الرَّاء: الحِرْمانُ، وَقَالَ زُهَيْر:
(وإِنْ أَتاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غائِبٌ مالِي وَلَا حَرِمُ)

قَالَ: وإِنَّما رَفَع يَقُولُ وَهُوَ جَوابُ الجَزاءِ على مَعْنَى التَّقْدِيم عِنْد سِيبَوَيْه كَأَنَّه قَالَ: يَقُول إِنْ أتاهُ خَلِيلٌ، وَعند الكُوفِيّين على إِضْمارِ الفاءِ.
وَقَالَ ابْن بَرِّي: الحَرِمُ: المَمْنُوع، وَقيل: الحَرامُ، يُقَال: حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بِمَعْنى.
(والمَحْرُومُ: المَمْنُوعُ عَن الخَيْرِ) .
وَقَالَ الأزهريُّ: هُوَ الَّذِي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْمانًا. (و) قَوْله تَعَالَى: و (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلّسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} قيل: هُوَ (مَنْ لَا يَنْمِي لَهُ مالٌ، و) قيل أَيْضا إِنّه (المُحارَفُ الَّذي لَا يكَاد يَكْتَسِبُ) .
(و) المَحْرُومُ: (د) .
(وحَرِيمَةُ الرَّبِّ: الَّتِي مَنَعَها مَنْ شاءَ) من خَلْقِه.
(وحَرِمَ) الرجلُ (كَفَرِحَ) : إِذا (قُمِرَ وَلم يَقْمُرْ هُوَ) ، وَهُوَ مُطاوعُ أَحْرَمَه، نَقله الجوهريُّ عَن أبي زيد والكِسائيّ، (و) حَرِمَ الرَّجُلُ حَرَمًا: (لَجَّ ومَحَكَ) .
(و) حَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من (ذَوات الظِّلْفِ، و) كَذَا (الذِّئْبَةُ والكَلْبَةُ) وأكثرها فِي الْغنم، وَقد حُكِيَ ذَلِك فِي الْإِبِل، (حِرامًا، بالكَسْرِ) : إِذا (أَرادَت الفَحْلَ كاسْتَحْرَمَتْ، فَهُوَ حَرْمَى، كَسَكْرَى، ج) حِرامٌ (كَجِبالٍ وسَكارَى) ، كُسِّرَ على مَا لم يُكَسِّر عَلَيْهِ فَعْلَى الَّتِي لَهَا فَعْلان نَحْو عَجْلان وَعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثَى،
(والاسْمُ الحِرْمَةُ، بالكَسْرِ، و) عَن اللّحيانِيّ (بالتَّحْرِيكِ) ، يُقَال: مَا أَبَيْن حِرْمَتَها.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الحرمَةُ فِي الشّاءِ كالضَّبعةِ فِي النُّوقِ، والحِناءِ فِي النِّعاج، وَهُوَ شَهْوَةُ البِضاعِ.
يُقالُ: اسْتَحْرَمَت الشاةُ، وكُلُّ أُنْثَى من ذَواتِ الظِّلْف خاصَّةً: إِذا اشْتَهَت الفَحْلَ.
وقالَ الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمت الذِّئْبَةُ والكَلْبَة: إِذا أرادَت الفَحْلَ. وشاةٌ حَرْمَى وشِياهٌ حِرامٌ وحَرامَى، مثل عِجالٍ وعَجالَى، كأنّه لَو قِيلَ لِمُذَكَّرِه لَقِيل: حَرْمانُ.
قالَ ابْنُ بَرّي: فَعْلَى مُؤَنَّثَةُ فَعْلانَ قد يُجْمَع على فَعالَى وفِعالٍ، نَحْو: عَجَالَى وعِجالٍ، وَأما شَاة حَرْمَى فإنّها وَإِن لم يُسْتَعْمل لَهَا مُذَكَّر فإنّها بِمَنْزِلَة مَا قَد اسْتُعْمِلَ لأَنَّ قِياسَ المُذَكَّر مِنْهُ حَرْمانُ، فلذلِكَ قَالُوا فِي جَمْعِه حَرامَى وحِرامٌ، كَمَا قَالُوا عَجالَى وَعِجال. (وقَد اسْتُعْمِلَ فِي الحَدِيثِ لذُكُورِ الأَناسِيّ) ، يُشِيرُ إِلَى الحَدِيث: ((الَّذِي جاءَ فِي الَّذين تَقُوم عَلَيْهِم الساعةُ تُسَلِّط عَليْهِم الحِرْمَةُ، أَي: الغُلْمَة ويُسْلَبُون الحَياءَ)) . قَالَ ابنُ الأَثير: وكَأَنَّها - أَي: الحِرْمَة - بِغَيْرِ الآدَمِيّ من الحَيَوانِ أَخَصُّ.
(والمُحَرَّمُ، كَمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ) مثلُ العُرْضِيِّ، وَهُوَ (الذَّلُولُ الوَسَطُ الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِهِ) . وناقَةٌ مُحَرَّمَةٌ: لم تُرَضْ.
وَقَالَ الأزهريّ: سمعتُ العربَ تقولُ: ناقةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ: إِذا كَانَت صَعْبَةً لم تُرَضْ وَلم تُذَلَّلْ، وَفِي الصِّحاح: أَي: لم تَتِمّ رِياضَتُها بَعْدُ.
(و) المُحَرَّمُ: (الَّذِي يَلينُ فِي اليَدِ مِنَ الأَنْفِ) .
(و) من الْمجَاز: المُحَرَّمُ: (الجَدِيدُ
من السِّياطِ) لم يُلَيَّنْ بعد، وَفِي الأساسِ: لم يُمَرَّنْ، قَالَ الأَعْشَى:
(تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ غَرْزِها ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا)

أَرَادَ بالقَطِيع سَوْطَه، قَالَ الأزهريّ: وَقد رَأَيْتُ العَرَبَ يَسَوُّونَ سِياطَهُم من جُلُودِ الإِبِلِ الَّتِي لم تُدْبَغ، يأخذونَ الشَّرِيحَةَ العَرِيضَة فَيَقْطَعُون مِنْها سُيُورًا عِراضًا ويَدْفِنُونها فِي الثَّرَى، فَإِذا نَدِيَتْ ولاَنَتْ جَعَلُوا مِنْهَا أَرْبَعَ قُوًى ثمَّ فَتَلُوها ثمَّ عَلَّقُوها فِي شِعْبَيْ خَشَبَةٍ يَرْكُزُونَها فِي الأَرْضِ فَتُقِلُّها من الأَرْض مَمْدُودَة وَقد أَثْقَلُوها حَتَّى تَيْبَسَ.
(و) المُحَرَّمُ: (الجِلْدُ) الَّذِي (لَمْ يُدْبَغْ) ، أَو لم تَتِمَّ دِباغَتُه، أَو دُبغَ فَلَمْ يَتَمَرَّنُ وَلم يُبالغ. وَهُوَ مجَاز.
(و) المُحَرَّمُ: (شَهْرُ اللهِ) رَجَب (الأَصَبُّ) ، قَالَ الأزهريّ: كَانَت العَرَبُ تُسَمِّي شَهْرَ رَجَب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ فِي الجاهِليّة، وَأنْشد شَمرٌ قولَ حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:
(رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كُلِّ مِذْنَبٍ ... شُهُورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّمَا)

قَالَ: وأَرادَ بالمُحَرَّم رَجَبَ، وقالَ: قالَه ابنُ الأَعْرابيّ. وقالَ الآخَرُ:
(أَقَمْنَا بهَا شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهُما ... وشَهْرَي جُمادَى واسْتَحَلُّوا المُحَرَّمَا)

(ج: مَحارِمُ ومَحارِيمُ ومُحَرَّماتٌ) .
(والأَشْهُرُ الحُرُمُ) أَرْبَعَةٌ، ثلاثةٌ سَرْدٌ أَي: مُتَتابِعَة، وَوَاحِد فَرْدٌ، فالسَّرْدُ (ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، و) الفَرْدُ (رَجَبٌ) ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {مِنْهَا أَرْبَعَة حرم} قولُه: مِنْهَا يُريدُ الكَثِيرَ، ثمَّ قَالَ: {فَلَا تظلموا فِيهِنَّ أَنفسكُم} لما كَانَت قَلِيلَةً. والمُحَرَّمُ: شَهْرُ اللهِ، سَمَّتْه العَرَبُ بِهَذَا الاسْمِ؛ لأنَّهم كَانُوا
لَا يستَحِلّون فِيهِ القِتالَ، وأُضِيفَ إِلَى الله تَعَالَى إِعْظامًا لَهُ، كَمَا قيل للكَعْبَة: بَيْتُ الله؛ وَقيل: سُمِّيَ بذلِكَ لأنّه من الأَشْهُر الحُرُمِ، قَالَ ابْن سِيدَه: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيّ.
وَفِي الصِّحَاح: من الشُّهُور أربعةٌ حُرُمٌ كَانَت العربُ لاَ تَسْتَحِلّ فِيهَا القِتالَ إِلاّ حَيّان: خَثْعَمٌ وطَيّيءٌ فإنَّهُما كَانَا يستحلاّن الشهورَ، وَكَانَ الّذين يَنْسَؤُون الشهورَ أَيَّام المَوْسِم يَقُولُونَ: حرَّمْنا عَلَيْكُم القِتالَ فِي هَذِه الشُّهُور إِلاّ دِماءَ المُحِلِّين فَكَانَت العربُ تستحلُّ دِماءَهُم خاصَّةً فِي هَذِه الشُّهورِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شرح مُسْلِم: وَقد اخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة عِدَّتِها على قَوْلَيْنِ حكاهُما الإمامُ أبوجَعْفَرٍ النَّحاس فِي كِتَابه صِناعَة الكُتّاب، قَالَ: ذَهَبَ الكوفِيُّون إِلَى أنّه يُقال: المُحَرَّم ورَجَب وذُو القَعْدَة وذُو الحِجَّة، قَالَ: والكُتاب يميلون إِلَى هَذَا القَوْل، لِيَأْتُوا بهنَّ من سَنَةٍ وَاحِدَة.
قالَ: وأهلُ المَدِينَة يَقُولُونَ: ذُو القَعْدَة وَذُو الحِجَّة والمُحَرَّم ورَجَبٌ. وقومٌ يُنكرُونَ هَذَا، ويَقُولونَ: جاؤُوا بهنَّ من سَنَتَيْن. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ، وجهلٌ باللُّغَة؛ لأنّه قد عُلِمَ المُرادُ، وأنَّ المقصودَ ذِكْرُها، وَأَنَّها فِي كُلِّ سنةٍ، فكيفَ يُتَوهَّم أَنَّها من سَنَتيْن. قَالَ: والأَوْلَى والاخْتِيار مَا قَالَه أهلُ المَدينة؛ لأنَّ الْأَخْبَار قد تَظاهَرَتْ عَن رَسُولِ الله
كَمَا قالُوا من رِواية ابنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَة وَأبي بَكَرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُم، قَالَ: وَهَذَا أَيْضا قولُ أكثرِ أهل التَّأْوِيل. قَالَ النّحاس: وأُدْخِلَت الْألف واللاّم فِي المُحَرَّم دون غَيْرِه من الشُّهُور.
(والحُرْمُ، بالضَّمِّ: الإحْرامُ) وَمِنْه حَدِيثُ عائشةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْها: ((كُنْتُ أُطَيِّبُه
لِحِلّهِ ولحُرْمِه)) أَي: عِنْد إحْرامه. وَقَالَ الأزهريّ: مَعْنَاهُ أنّها كَانَت تُطَيِّبُه إِذا اغْتَسَل وأَراد الإحْرامَ والإِهْلالَ بِمَا
يُكُون بِهِ مُحْرِمًا من حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ، وَكَانَت تُطَيِّبُه إِذا حَلَّ من إحْرامه.
(والحُرْمَةُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْنِ وكهُمَزَةٍ: مَا لَا يَحِلُّ انْتِهاكُهُ) وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ لأُحَيْحَةَ:
(قَسَمًا مَا غَيْرَ ذِي كَذِبٍ ... أَنْ نُبِيحَ الخِدْنَ والحُرَمَه)

قَالَ ابنُ سَيّده: إِنِّي أَحْسب الحُرَمَة لُغَة فِي الحُرْمَة، وأَحْسن من ذَلِك أَن يقولَ: والحُرُمَة بضَمّ الرَّاء فَيكون من بَاب ظُلْمَة وظُلُمَة، أَو يكون أتبع الضَّمّ الضَّمّ للضَّرُورَة.
(و) الحُرْمَةُ أَيْضا: (الذِّمَّةُ) ، وَمِنْه أَحْرَمَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْرِمٌ: إِذا كَانَت لَهُ ذِمَّةٌ.
(و) قَالَ الأزهريّ: الحُرْمَة: (المَهابَةُ) ، قَالَ: وَإِذا كَانَ للْإنْسَان رَحِمٌ وَكُنَّا نَسْتَحِي مِنْهُ قُلْنا: لَهُ حُرْمَةٌ. قَالَ: وللمُسْلِم على المُسْلِم حُرْمَةٌ ومَهابَةٌ. (و) الحُرْمَةُ: (النَّصِيبُ) .
وَقَوله تَعَالَى: {ذَلِكَ (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَتِ اللَّهِ} قَالَ الزَّجّاجُ (أَي: مَا وَجَبَ القِيامُ بِهِ وحَرُمَ التَّفْرِيطُ فِيهِ) .
وقالَ مجاهدٌ: الحُرُماتُ مَكَّة والحَجّ والعُمْرَة وَمَا نَهَى اللَّه من مَعاصِيهِ كُلّها. وَقَالَ غيرُه: الحُرُمات: جَمْع حُرْمَةٍ كَظُلْمَةٍ وظُلُمات؛ وَهِي: حُرْمَةُ الحَرَم، وحُرْمَةُ الإِحْرام، وحُرْمَةُ الشَّهْرِ الحَرام وَقَالَ عَطاءٌ: حُرُماتُ اللهِ: مَعاصِي الله.
(وحُرَمُكَ، بِضَمّ الحاءِ) ، ظاهرُ سِياقِه يَقْتَضِي أنْ يكون بسُكُون الثانِي وَلَيْسَ كَذلِكَ بَلْ هُوَ كَزُفَر: (نِساؤُكَ) وَعِيَالك (وَمَا تَحْمِي، وَهِي المَحارِمُ، الواحِدَةُ مَحْرُمَةٌ كَمَكْرُمَةٍ، وتُفْتَحُ راؤُه) ، وَمِنْه إِطْلاقُ العامَّةِ الحُرْمَة بالضَّمّ على المَرْأَةِ كَأَنَّه واحِدُ حُرَم.
(وَرَحِمٌ مَحْرَمٌ) ، كَمَقْعَدٍ؛ أَي: (مُحَرَّمٌ تَزَوُّجُها) ، قَالَ:

(وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَما ... كَما بَراها اللهُ إِلَّا إِنَّما)

(مَكارِهُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا ... )

وَفِي الحَدِيث: ((لَا تُسافِرُ امْرَأَةٌ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْها)) أَي: من لَا يَحِلّ لَهُ نِكاحُها من الأَقارِبِ كالأَبِ والابْنِ والعَمِّ، وَمن يَجْرِي مَجْراهُمْ.
(وتَحَرَّمَ مِنْهُ بِحُرْمَةٍ) : إِذا (تَمَنَّعَ وتَحَمَّى بذِمَّةٍ) أَو صُحْبَةٍ أَو حَقٍّ.
(و) المُحْرِمُ، (كَمُحْسِنٍ: المُسالِمُ) ، عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْلِ خِدَاش بن زُهير:
(إِذا مَا أَصابَ الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غَيْثَهُم ... من الناسِ إِلاَّ مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ)

(و) المُحْرِمُ أَيْضا: (مَنْ فِي حَرِيمِكِ) ، وَقد أَحْرَم: إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ وذِمَّة، وَهُوَ مُحْرِمٌ بِنَا؛ أَي: فِي حَرِيمِنا. (و) قَوْله تَعَالَى: {وحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أُهْلَكْناَهَا} أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ) {بالكَسْرِ أَي: واجِبٌ} عَلَيْهَا إِذا هَلَكَت أَن لَا ترجع إِلَى دُنياها، رُوِيَ ذَلِك عَن ابنِ عَبّاس، وَهُوَ قَول الكِسائيّ والفَرّاء والزَّجّاج؛ وَقَرَأَ أهلُ الْمَدِينَة: ((وحَرامٌ)) ، قَالَ الفَرَّاءُ: وحَرامٌ أَفْشَى فِي القِراءة، قَالَ ابنُ بَرِّي: إِنّما تَأَوَّلَ الكِسائيّ: وحَرامٌ فِي الْآيَة بِمَعْنى واجِبٌ لِتَسْلَمَ لَهُ ((لَا)) من الزِّيادَة، فَيصير الْمَعْنى عِنْده: واجِبٌ على قريةٍ أهلكناها أَنَّهم لَا يَرْجعون. ومَنْ جعل حَرامًا بِمَعْنى المَنْعِ جَعَلَ ((لَا)) زائِدَةً، تَقْدِيره: وحَرَامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم يَرْجِعُون. قَالَ وتأويلُ الكسائِيّ هُوَ تأويلُ ابنِ عبّاس، ويُقَوِّي قولَ الكسائِيّ أَنَّ ((حَرام)) فِي الآيَة بِمَعْنى واجِبٌ قولُ عبد الرَّحْمنِ بنِ جُمانَةَ المُحارِبِيّ، جاهلي:

(فإنَّ حَرامًا لَا أَرَى الدَّهْرَ باكِيًا ... عَلَى شَجْوِهِ إِلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرِو)

(وكأَمِيرٍ) حَرِيم (بنُ جُعْفِيّ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ) أَخُو مَرَّان بن جُعْفي، وهُما بَطْنانِ، وَهُوَ الَّذِي عَناهُ امرؤُ القَيْس بِقَوْلِه:
(بَلِّغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنِّي ... عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا)

وَهُوَ جَدُّ الشُّوَيْعِر، وَقد ذكر ذَلِك فِي الرَّاء، فمِنْ وَلَدِ حَرِيمٍ، مُحَمّد بن حُمْران بن الحارِث بن مُعاوِيَة، والحَكَمُ بنُ نُمَيْرٍ، وراشِدُ بنُ مالِكٍ، (ومالِكُ بنُ حَرِيمٍ الهَمْدانِيُّ جَدُّ مَسْرُوق) بنِ الأَجْدَع، هَكَذَا ذكره الحافِظُ وابنُ السَّمْعانِيّ. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّه مالِكُ بنُ جُشَم، فإنّ مَسْرُوقًا الْمَذْكُور من وَلَد مَعْمَرِ بنِ الحارِث بن سَعْدِ بن عبد اللهِ بنِ وادِعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ناشِحِ بن رافعِ بنِ مالكِ بن جُشَم بن حاشِدٍ الهَمْدانِيّ، هَكَذَا سَاقه أَبُو عُبَيْد فِي أَنْسابِهِ وتَقَدَّم مثل ذَلِك فِي ((س ر ق)) فَتَأَمّل ذلِك. (و) حُرَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ) ، هَذَا هُوَ الْأَكْثَر، (أَو كأَمِيرٍ) ، كَذَا بخطّ الصُّورِيِّ: (بَطْنٌ من حَضْرَمَوْتَ) ، ثمّ من الصَّدِف، (مِنْهُم عبدُ اللهِ بن بُجَيّ) بضَمّ المُوَحَّدَة، وَفتح الْجِيم مُصَغَّرًا ابْن سَلَمَة بن جُشَم بن جُذامٍ، المعروفُ بالأُجْذُوم، كَذَا فِي النُّسخ وصوابُه بضَمِّ النُّونِ بدَلَ المُوَحَّدة (الحُرَيْمِيّ) الصَّدَفِيّ الحَضْرَمِيّ (التابِعِيّ) روى عَن عَلِيّ. وإخوتُهُ مُسْلِمٌ، والحُسَيْن،
وعِمْران، والأسْقَع، ونعيم، وعَلِيٌّ، وحَمْزَةُ، الكُلّ قُتِلُوا مَعَ عليّ بصفّين، وهم ثمانيةٌ، وأبوهم نُجَيّ، سَمِعَ عَن عَلِيّ أَيْضا، وعبدُ الله هَذَا لَيْسَ بِذَاكَ. (و) حُرَيْم بن الصَّدِف الْمَذْكُور (جَدٌّ لِجُعْشُم) الخَيْر (ابنِ خُلَيْبَةَ) ، كَجُهَيْنَةَ، ابْن مَوْهَبِ ابنِ جُعْشُم ابنِ حُرَيْم، شهد جُعْشُم الخَيْرِ الحُدَيْبِيَةَ، وفَتْحَ مِصْرَ، وَفِيه خُلْفٌ.
(وكسَحابٍ) حَرامُ (بنُ عَوْفٍ) البَلَوِيّ شَهِدَ فَتْحَ مصرَ، قَالَه ابنُ يونُس وَحْدَه. (و) حَرامُ (بنُ مِلْحانَ) خَال أَنَس بن مالِكٍ: بَدْرِيٌّ قُتِلَ ببئر مَعُونَةَ. (و) حَرامُ (بنُ مُعاوِيَةَ) رَوَى عَنهُ زَيْدُ بن رُفَيْع، وحديثُهُ مُرْسَلٌ، وَهُوَ تابِعيٌّ، (أَو هُوَ) حِزام (بالزاي) . قلتُ: الَّذِي نُقِل فِيهِ الزَّايُ هُوَ حَرامُ ابنُ أبي كَعْبٍ الْآتِي ذِكْرُه بعدُ، وأمّا حَرامُ بن مُعاوِيَةَ هَذَا فقد قَالَ الخطيبُ فِيهِ: إنّه حزَام بن حَكِيمٍ وَلم يصرّح لَهُ بالصُّحْبَة، وَذكره ابنُ حِبّانَ فِي ثِقاتِ التابِعِين. (و) حَرامُ (بن أبي كَعْبٍ) السُّلَمِيُّ، وَيُقَال حِزام بالزاي: (صَحابِيُّونَ) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وكَأَحْمَدَ، أَحْرَمُ بنُ هَبْرَةَ الهَمْدانِيّ جاهِلِيٌّ) ، نَقله الْحَافِظ.
(و) حُرَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ فِي نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ) ابْن قَيْسِ بن مُعاوِيَةَ بنِ جُشَم.
قلتُ: هُوَ من بني الصَّدِف، وَقد دَخَلُوا فِي نَسَبِ حَضْرَمَوْت على مَا صَرَّح بِهِ الدّارقُطْنِيّ وغيرُه من أَئِمَّة النَّسَب، وَذكروا لدُخُولِهم أَسْبابًا ليسَ هَذَا مَحَلَّ ذكرِها، ويدلُّ على ذَلِك قولُ المُصَنّف فِيمَا بعد: ((وَوَلَدَ الصَّدِفُ حُرَيْمًا ويُدْعَى بالأُحْرُومِ)
بالضَّمّ، (وجُذامًا ويُدْعَى بالأُجْذُومِ) ، فَمن بنى حُرَيْمٍ: جُعْشُم الخَيْر الَّذِي تقدّم ذِكْرُه. والعَجَب من المصنّف فِي تَكْراره، فإنَّه ذكره أَوَّلاً، فَقَالَ: بَطْنٌ من حَضْرَمَوْت، وذَكَر فِي ضَبْطه الوَجْهَين ثمَّ ذَكَر عبد الله بن نُجَيّ وَهُوَ من وَلد جُذام بن الصَّدِف، لَا من وَلَد حُرَيْم بن الصَّدِف، ثمَّ قَالَ: وجدٌّ لجُعْشُم، ثمَّ قَالَ:: وكَزُبَيْرٍ فِي نَسَب حَضْرَمَوْت، ثمَّ ذَكَر: ووَلَدَ الصَّدِفُ إِلَى آخِره، ومَآل الكُلّ إِلَى واحِدٍ، وتَطْوِيلُه فِيهِ فِي غير مَحَلِّه، وَمن عَرَف الأَنْسابَ، وراجَعَ الأُصُول بالانْتِخابِ، ظَهَرَ لَهُ سِرُّ مَا ذَكرْنَاهُ.
وَالله أعلم.
(وكَعَرَبِيٍّ) أَبُو عَلِيّ (حَرَمِيُّ بنُ حَفْصِ) بن عُمَرَ (القَسْمَلِيّ) العَتَكِيُّ بصريٌّ، عَن عبد الْوَاحِد بن زِيادٍ، وخالِدِ بن أبي عُثْمانَ، وأَبان، ووُهَيْب، وَعنهُ مُحَمّد بن يَحْيَى الذُّهْلِيّ والحَرْبِيّ والكَجِّي، تُوُفّي سنة مِائَتَيْنِ وثلاثٍ وَعشْرين، والقَسامِلَة من الأَزْدِ كَمَا تَقَدَّم. (و) حَرَمِيّ أَبُو رَوْح (بنُ عُمارَةَ) بن أبي حَفْصَة ثابِتٌ (العَتَكِيّ) مَوْلاهم، عَن هِشامِ ابْن حَسَّان، وَأبي خَلْدَةَ؛ وَعنهُ بُنْدارُ وهارُونُ الحَمّال، توفّي سنة مِائَتَيْنِ وَعشر، (ثِقَتانِ) ، صَرَّح بذلِكَ الذَّهَبِيّ فِي الكاشِفِ.
(و) الْأَمِير شهَاب الدّين (مَحْمُود بنُ تُكَشَ) ، بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة، وَفتح الْكَاف، (الحارِمِيُّ صاحِبُ حَماةَ) خالُ السُّلْطان صَلاحُ الدّين يُوسُفُ ابنُ أَيُّوبَ، مَاتَ سنةَ خمسمائةٍ وأربعٍ وَسبعين.
(وَأَبُو الحُرُم، بِضَمَّتَيْن) كُنْيَةُ رَجَب (بنِ مَذْكُورٍ الأَكّافُ) ، سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن وذَوِيه.
وَفَاته: أَبُو الحُرُم رَجَب بن أبي
بَكْرٍ الحَرْبِيّ، رَوَى عَن عبد اللهِ بن أَحْمَد بنِ صاعِد، وَعنهُ منصورُ بن سُلَيْم، وَضَبطه.
(و) أَبُو الحَرَم (بفَتْحَتَيْن: جَماعَةٌ) مِنْهُم: مُحَمَّد بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ أبي الحَرَمِ القَلانِسِيّ، سَمِعَ مِنْهُ الحافِظُ العِراقِيّ، وَوَلدُه الوَلِيّ، وَجَماعةٌ.
(و) مُحْرٍ مٌ، (كَمُسْلِمٍ ومُعَظَّمٍ، وَمَحْرُومٌ: أَسمَاء) .
(والحَيْرَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (البَقَرُ، واحِدَتُه بهاءٍ) ، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ ابنُ أَحْمَر:
(تَبَدَّلَ أُدْمًا مِنْ ظِباءٍ وَحَيْرَمَا ... )

قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لم نَسْمَع الحَيْرَم إِلاَّ فِي شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ، وَله نَظَائِر مذكورةٌ فِي مَواضِعها، قَالَ ابنُ جِنّي: والقَوْلُ فِي هذِهِ الْكَلِمَة ونَحْوِها وُجُوب قَبُولِها، وذلِكَ لما ثَبَتَتْ بِهِ الشهادةُ من فَصاحَة ابنِ أَحْمَر، فإمّا أَنْ يكونَ شَيْئا أَخَذَه عمَّنْ نَطَقَ بلغةٍ قديمَة لم يُشارَكْ فِي سَماعِ ذلِكَ مِنْهُ، على حَدِّ مَا قُلناه فِيمَن خالَفَ الجَماعَةَ وَهُوَ فصيحٌ، أَو شَيْئا ارْتَجَلَه، فإنّ الأعرابيَّ إِذا قَوِيَتْ فَصاحَتُه، وسَمَتْ طَبِيعَتُهُ تَصَرَّف وارْتَجَل مَا لَمْ يَسْبِقْه أحدٌ قَبْلَه، فقد حُكِيَ عَن رُؤْبَة وأَبِيهِ أَنَّهما كَانَا يَرْتَجِلان ألفاظًا لم يَسْمَعاها وَلَا سُبِقَا إِلَيْهَا، وعَلى هَذَا قالَ أَبو عُثْمانَ: مَا قِيسَ على كَلاَمِ العَرَبِ فَهُوَ من كَلامِ العَرَب.
(وحَرْمَى واللهِ) ، كَسَكْرَى؛ أَي: (أَمَا واللهِ) .
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: (الحَرُومُ، كَصَبُورٍ: الناقَةُ المُعْتاطَةُ الرَّحِمِ) .
(و) يُقَال للرجل: مَا (هُوَ بِحارِمِ عَقْلٍ) وَلَا بعادِم عَقْلٍ، مَعْناهما (أَي لَهُ عَقْلٌ) ، قَالَه أَبُو زَيْد.
(والحَرامِيَّةُ: ماءٌ لِبَنِي زِنْباعٍ) بن مازِن بن سَعْد، قَبيلَة من حَرامِ بن
جُذامٍ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ. (و) أَيْضا (ماءَةٌ لِبَنِي عَمْرِو بن كِلابٍ) .
(والحِرْمان) بالكَسْر، مُثَنًّى: (وادِيانِ) يُنبتان السِّدْرَ والسَّلَم (يَصُبّانِ فِي بَطْنِ اللَّيْثِ) من اليَمَنِ، قَالَه نصر، وظاهِرُ سِياقه يدلُّ على أَنَّه بالفَتْح.
(وحَرْمَةُ) ، بالفَتْح: (ع، بِجَنْبِ حِمَى ضَرِيَّةَ) قَرِيبٌ من النِّسارِ.
(و) حَرَمَّة، (بِفَتْحَتَيْنِ مُشَدَّدَة الميمِ: إكامٌ صِغارٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا) .
(وحِرْمانُ، بالكَسْر) وضَمّ النُّونِ: (حِصْنٌ باليَمَنِ قُرْبَ الدَّمْلُوَةَ) .
(و) المَحْرَمَة، (كَمَقْعَدَةٍ: مَحْضَرٌ من مَحاضِرِ سَلْمَى جَبَلِ طَيِّئٍ) .
(والحَوْرَمُ) ، كَجَوْهَرٍ: (المالُ الكَثِيرُ من الصامِتِ والنّاطِقِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(و) يُقال: (إِنَّهُ لَمُحْرِمٌ عَنْكَ، كَمُحْسِنٍ، أَي: يَحْرُم أَذاهُ عَلَيْك) ، وَالَّذِي نَقَلَه ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ: أَي: يَحْرُمُ أذاكَ عَلَيْه. قَالَ الأزهريّ: وَهَذَا بِمَعْنى الخَبَر، أَراد أَنَّه يَحْرُمُ عَلَى كُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَن يُؤْذِيَ صاحِبَه لحُرْمَة الإِسْلامِ المانِعَة عَن ظُلْمِهِ. ويُقال: مُسْلِمٌ مُحْرِمٌ، وَهُوَ الّذي لم يُحِلَّ من نَفْسِهِ شَيْئًا يوقِعُ بِهِ، يُرِيد أَنَّ المُسْلِمَ مُعْتَصِمٌ بالإِسْلامِ مُمْتَنِعٌ بِحُرْمَتِهِ مِمَّن أرادَه وأرادَ مالَه، وَذكر أَبُو القاسِم الزَّجَّاجِيُّ عَن اليَزِيديِّ أنّه قَالَ: سألتُ عَمِيّ عَن قَول النَّبِيّ
: ((كُلُّ مُسْلِمٍ عَن مُسْلِمٍ مُحْرِمٌ)) ، قَالَ: المُحْرِمُ: المُمْسِك، مَعْنَاهُ أَن المُسْلِمَ مُمْسِكٌ عَن مالِ المُسْلِم وعِرْضِه ودَمِهِ، وَأنْشد لِمِسْكِينٍ الدارِمِيّ:
(أَتَتْنِي هَناتٌ عَن رِجالٍ كَأَنَّها ... خَنافِسُ لَيْلٍ لَيْسَ فِيهَا عَقارِبُ)

(أَحَلُّوا عَلَى عِرْضِي وَأَحْرَمْتُ عَنْهُمُ ... وَفِي اللهِ جارٌ لَا ينامُ وطالِبُ)

قَالَ: وَأنْشد المُفَضَّل لأَخْضَرَ بنِ عَبّادٍ المازِنِيّ، جاهِليّ:
(ولَسْتُ أَراكُمْ تُحْرِمُون عَن الَّتِي ... كَرِهْتُ وَمِنْها فِي القُلُوبِ نُدُوبُ)

(و) قَالَ العُقَيْلِيُّون: (حَرامُ اللهِ لَا أَفْعَلُ) ذلِك، (كَقَوْلِهم: يَمِينُ اللهِ لَا أَفْعَلُ) ذلِك، وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: ((فِي الحَرامِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ)) . وَيحْتَمل أَنْ يُرِيدَ تَحْرِيمَ الزَّوْجة والجارِيَة من غير نِيَّة الطَّلاق، وَمِنْه قولُه تَعالى: {يَا أَيهَا النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك} ثمَّ قالَ عَزّ وَجَلَّ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَنِكُم} وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاس: ((إِذا حَرَّمَ الرجلُ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُها)) .
[] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُحَرَّم، كَمُعَظَّمٍ: أَوَّلُ الشُّهور العَرَبِيَّة، وَذكره الجوهريُّ وغيرُه من الأَئِمَّة، والمُصَنّفُ أوردهُ فِي أَثْناء ذِكْرِ الأَشْهُرِ الحُرُم اسْتِطْرَادًا، وَهُوَ لَا يَكْفِي. وقالَ أَبُو جَعْفَرٍ النحّاس: أَدْخَلُوا عَلَيْهِ اللاّم من دُونِ الشُّهُور.
والمَنْسُوب إِلَى الحَرَم من الناسِ حِرْمِيٌّ، بالكَسْرِ، فَإِذا كَانَ فِي غَيْرِ الناسِ قالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيٌّ، وَالْأُنْثَى حِرْمِيَّةٌ، وَهُوَ من المعدول الَّذِي يَأْتِي على غير قِياسٍ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: يُقال امرأةٌ حِرْمِيَّةٌ وحُرْمِيَّة، وأَصْلُه من قَوْلِهم: وحُرْمَةُ البَيْت وحِرْمَةِ البَيْتِ، قَالَ الأَعْشَى:
(لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِيٍّ ظَفِرْتَ بِهِ ... يَوْمًا وإِنْ أُلْقِيَ الحِرْمِيُّ فِي النارِ)

(الباخِسِينَ لِمَرْوانٍ بذِي خُشُبٍ ... والداخِلِينَ عَلَى عُثْمانَ فِي الدارِ)

هَكَذَا أنْشدهُ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم.
قَالَ ابنُ بَرّي: وهُوَ تَصْحِيفٌ، وَإِنَّما هُوَ لِجِرْمِيٍّ، بِالْجِيم فِي الموضِعَيْن. وشاهدُ الحِرْمِيَّة قولُ النابِغَة الذُّبْيانِيّ:
(كَادَتْ تُساقِطُنِي رَحْلِي ومِيْثَرتِي ... بِذِي المَجازِ وَلَمْ تَحْسُسُ بِهِ نَغَمَا)

(مَنْ قَوْلِ حِرْمِيَّةٍ قَالَت وَقد ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخَفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَرِي أَدَمَا)

وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ عِياضَ بن حِمارٍ المُجاشِعِيّ كَانَ حِرْمِيَّ رَسُول الله
فَكانَ إِذا حَجَّ طافَ فِي ثِيابِه)) وَكَانَ أَشْرافُ العَرَب الّذينَ يَتَحَمَّسُون على دِينهِم، أَي: يَتَشَدَّدُون، إِذَا حَجَّ أحدُهم لم يَأْكُلْ إِلَّا طَعامَ رَجُلٍ من الحَرَمِ وَلم يَطُفْ إِلاّ فِي ثِيابِه، فَكَانَ لِكُلّ رجلٍ من أشرافِهم رجلٌ من قُرَيْشٍ، فَيكون كُلّ واحدٍ مِنْهُمَا حِرْمِيّ صاحِبِهِ، كَمَا يُقال: كَرِيٌّ للمُكْرِي والمُكْتَرِي.
وَرَجُلٌ حَرامٌ: داخِلٌ فِي الحَرَمِ وكذلِكَ الاثْنانِ والجَمِيعُ والمُؤَنَّث.
وَأَحْرَمَ: دَخَلَ فِي حُرْمَةِ الخِلافَةِ وذِمَّتِها.
والحِرْمُ، بالكَسْر: الرَّجُلُ المُحْرِم، يُقالُ: أَنْتَ حِلٌّ، وَأَنْتَ حِرْمٌ.
وَقيل لِتَكْبِيرَة الافْتِتاحِ تَكْبِيرة التَّحْرٍ يم لِمَنْعِها المُصَلَّي عَن الكَلامِ والأَفْعالِ الخارِجَة عَن الصَّلاةِ، وتُسَمَّى أَيْضا تَكْبِيرَةَ الإِحْرامِ، أَي: الإِحْرام بالصَّلاةِ ورَوَى شَمِرٌ لِعُمَرَ أَنَّه قَالَ: ((الصِيامُ إِحْرامٌ)) . قَالَ: وَذَلِكَ لامْتِناعِ الصائِمِ مِمَّا يَثْلِمُ صِيامَهُ. ويُقال للصَّائِم: مُحْرِمٌ لذلِكَ، وَيُقَال للحالِفِ: مُحْرِمٌ لِتَحَرُّمه بِهِ وَمِنْه قَول الحَسَن: ((فِي الرَّجُلِ يُحْرِم فِي الغَضبِ)) أَي:
يَحْلِفُ. وَفِي حَدِيث آدَمَ: ((أَنَّه اسْتَحْرَم بعد مَوْتِ ابْنه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَكْ)) ، هُوَ من قَوْلهم: أَحْرَمَ الرجلُ: إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ لَا تُهْتَك، وَلَيْسَ من اسْتِحْرَام الشاةِ.
وناقَةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ: صَعْبَةٌ لم تُرَضْ.
وَفِي العَرَب بُطُونٌ يُنْسَبُون إِلَى آلِ حَرام، مِنْهُم بَطْن فِي تَمِيمٍ، وبَطْنٌ فِي جُذام، وبَطْنٌ فِي بَكْر بن وائِل؛ فالّتي فِي تَميمٍ تُنْسَب إِلَى أبي تَمِيمٍ حَرام بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيم، مِنْهُم أَبُو شِهاب عِيسى بن المُغِيرَة التَّمِيمِيّ الحَرامِيّ من مَشايخ سُفْيان الثُّوْرِيّ، وثّقه ابنُ مَعِين. وَالَّتِي فِي جُذام تُنْسَب إِلَى حَرام بن جُذام، مِنْهُم قَيْسُ بن زَيٍ دِ بن حِيَا بن امْرِئ القَيْسِ الحَرامِيّ، لَهُ صُحْبة. وَفِي خُزاعَةَ حَرامُ بن حَبَشِيَّة بن كَعْبِ بن عَمْرِو بن رَبِيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرو، مِنْهُم أَكْثم بن أبي الجَوْن، لَهُ صُحْبة. وَفِي عُذْرَةَ حَرامُ بن ضِنَّةَ ابْن عَبْدِ بن كَثِيرٍ، مِنْهُم زَمْلُ بنُ عَمْرٍ و، لَهُ صُحْبَة، وجَمِيلُ بن مَعْمَرٍ صاحبُ بُثَيْنةَ وَفِي كِنانَة حَرامُ بن مِلْكان. وَفِي ذُبْيانَ حَرامُ بن سَعْدِ ابْن عَدِيّ بن فَزارَةَ. وَفِي سُلَيْمٍ حَرامُ ابْن سِماكِ بن عَوْفِ بن امْرِئ القَيْس بن بُهْثَةَ بن سُلَيْمٍ، وإياهم عَنَى الفَرَزْدَق:
(فَمَنْ يَكُ خَائفًا لأِذاةِ شِعْرِي ... فقد أمِن الهِجاءَ بَنُو حَرامِ)

وَمن بَلِيّ: حَرامُ بن جُعَل بن
عَمْرِو بن جُشَم بن وَدْمِ بنِ ذُبْيانَ ابْن هيم بن ذُهْلِ بن هنيّ بن بَلِيّ.
وحَرام بن مِلْحان خَال أَنَس بن مالِك وأُخْتُه أم حَرامٍ مشهوران.
وحَرامُ بن عَوْفٍ البَلِوِيّ شَهِد فَتْحَ مِصر.
وَعَبْد الله بنُ عَمْرِو بن حَرامِ بن ثَعْلَبَة بن حَرام بن كَعْبِ بن سَلَمَة الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، والِدُ جابِر.
وزاهر بن حَرام، وقِيل بالزاي وَقَالَ عبد الْغَنِيّ: بالرّاء أصحّ.
وشَبِيبُ بن حَرام: شَهِدَ الحُدَيْبِيَة.
وحَرامُ بن جُنْدب بن عامِرِ بن غنم، جَدٌّ لأَنَسِ بن مَالك.
وحَرامُ بن غِفارٍ، فِي أجداد أبي ذَرّ الغِفارِيّ. وحَرامُ بنُ سَعْدٍ الأَنصارِيّ شيخٌ للزُّهْرِيّ. وحَرامُ ابْن حَكِيم بن سَعْدٍ الأنصاريّ الدِّمَشْقِيّ، عَن عَمّه عبد الله بن سَعْد.
وحَرامُ بن عَبْدِ عَمْرٍ والخَثْعَميّ، عَن عبد الله بن عَمْرو بن العاصِ.
وحَرامُ بن إِبْراهِيمَ النَّخَعِيّ، عَن أَبِيه، وَعنهُ الوَلِيدُ بن حَمّاد، ذَكَرَهُ ابنُ عُقْدَة. وحَرامُ بن وابِصَةَ الفَزارِيّ شاعرٌ فارِسٌ. وحَرامُ بن دَرّاج، عَن عُمَرَ وعَلِيّ، وَقيل بالزاي. وَأَبُو الحَرامِ بن العَمَرَّطِ بن تُجِيبَ.
والدّاخِلُ بنُ حَرامٍ الهُذَلَيّ، شَاعِر، قَالَ الأَصْمَعِي: اسمُه زُهَيْر.
وحَرام: جَبَلٌ بالجَزِيرة، قَالَه نصر.
وحَرِيمَة، كَسَفِينَةٍ: رجلٌ من أَنْجادِهِم، قَالَ الكَلْحَبَةُ اليَرْبُوعِيّ:

(فَأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها ... وَقد جَعَلَتْنِي من حَرِيمَةَ إِصْبَعا)

والحِرْمِيّة، بالكَسْر: سِهامٌ مَنْسوبةٌ إِلَى الحَرَمِ. والحِرْمُ قَدْ يكونُ الحَرام، ونَظِيرُهُ زَمَنٌ وَزَمانٌ.
والحَرِيمَةُ: مَا فاتَ من كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ.
وحَرِمٌ، كَكَتِف: موضعٌ. وَقَالَ نَصر: وادٍ بِأَقْصَى عارِضِ اليَمامَة ذُو نَخْلٍ وَزَرْع، وَقد تُفْتَح الرّاء، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(حَيّ دَارَ الحَيّ لَا حَيَّ بهَا ... بِسِخالٍ فأُثالٍ فحَرِمْ)

والحَرِمُ، كَكَتِفٍ: الحَرامُ والمَمْنُوع. والحَرِيمُ: الصَّدِيقُ، يُقال: فُلانٌ حَرِيمٌ صَرِيحٌ؛ أَي: صَدِيقٌ خالِصٌ.
والتَّحْرِيمُ: الصُّعُوبَة، يُقال: بَعِيرٌ مُحَرَّمٌ؛ أَي: صَعْبٌ، وأعرابيٌّ مُحَرَّمٌ، أَي: جافٍ فَصِيحٌ لم يُخالِط الحَضَرَ. وَهُوَ مجَاز. وَفِي الحَدِيث: ((أَما عَلِمْتَ أَنّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَة)) أَي: مُحَرَّمَة الضَّرْب، أَو ذَات حُرْمَة، وَفِي الحَدِيث الآخر: ((حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي)) أَي: تَقَدَّسْتُ عَنهُ وتَعالَيْت، فَهُوَ فِي حَقّه كالشَّيْءِ المُحَرَّم على الناسِ.
وَأَبُو القاسِمُ سَعِيدُ بن الحَسَنِ الجُرْجانِيّ الحَرَمِيّ، عَن أبي بكر الإسماعيليّ، تُوفي سنة ثلثمِائة وتسع وَتِسْعين. وَأَبُو مُحَمّد حَرَمِيّ بن عليّ البِيْكَنْدِيّ، سَكَنَ بَلْخ، ورَوَى عَن محمّد بن سلاَّم البِيْكَنْدِيّ.
وحَرَمِيّ بن جَعْفَر من مَشاهِير المحدّثين.
وحَرَمِيٌّ: لَقَبُ أبي بكر محمّد بن حُرَيْثِ بن أبي الوَرْقاء البُخارِيّ الْأنْصَارِيّ؛ وَأَيْضًا لَقَبُ أبي الحَسَن أحمدُ بنُ محمّد بنِ يُوسُفَ البَلْخِيّ الباهِلِيّ، عَن عَلِيّ بن المَدِينيّ؛ وَأَيْضًا لَقَب إِبراهيم بن يونُسَ، عَن أبي عَوانَة، وَعنهُ ابنُه محمّد.
والحِرْمِيّان، بالكَسْر، فِي القُرّاء نافِعٌ وابنُ كَثِير.
وسِكّةُ بَنِي حَرام بالبَصْرة، وإليها نُسِبَ أَبُو القاسِم الحَرِيريّ صَاحب المَقاماتِ.
وحَرْمَى، كَسَكْرَى: من أَسمَاء النّساء.
والمُحْرِمُ، كَمُحْسِن: لقب محمّد بن عُبَيْد بن عُمَيْر، كَانَ مُنْكَر الحَدِيث، ذَكَره ابنُ عَدِيّ فِي الْكَامِل.
وَأَبُو عَبْد الله محمَّد بن أَحْمد بن عَلِيّ بن مُحْرِم من شُيُوخِ أبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ. ومحمّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن المُحْرِم الحَضْرَمِيّ اليَمَنِيّ من فُقهاء اليَمَن، مَاتَ سنة سِتّمائَة وَإِحْدَى وَثَمَانِينَ.
ومَحَلَّة المَحْرُوم إِحْدى مَحَلاّت مِصْر، وَهِي مدينةٌ عامرةٌ وتعرف بمَحَلَّة المَرْحُوم.
وَعبد الرَّحْمن بن محمّد بن عبد الرَّحْمنِ بن المَحْرُوم، يُكْنَى أَبَا القاسِمِ، مَاتَ سنة ثلثمائةٍ وَأَرْبَعين.
(حرم) الشَّيْء عَلَيْهِ أَو على غَيره جعله حَرَامًا
حرم: {والمحروم}: المحارَف. {محرومون}: ممنوعون من الرزق.
(حرم)
فلَانا الشَّيْء حرمانا مَنعه إِيَّاه

(حرم) الشَّيْء حُرْمَة امْتنع وَيُقَال حرم عَلَيْهِ كَذَا وَالصَّلَاة حرما امْتنع فعلهَا
(ح ر م) : (حَرُمَ الشَّيْءُ) فَهُوَ حَرَامٌ وَبِهِ سُمِّيَ (حَرَامُ) بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَحَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، وَعَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ عَيَّاشٍ، (وَبَنُو حَرَامٍ) قَوْمٌ بِالْكُوفَةِ، نُسِبَتْ إلَيْهِمْ الْمَحَلَّةُ الْحَرَامِيَّةُ.

(وَالْحُرْمَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَامِ وَقَوْلُهُ
الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ ... تُهْتَكُ فِيهِ الْحُرْمَةُ
يَعْنِي حُرْمَةَ الْكُفَّارِ وَإِنَّمَا حَرَّكَ الرَّاءَ بِالضَّمِّ لِاتِّبَاعِ ضَمَّةِ الْحَاءِ وَالْمَحْرَمُ الْحَرَامُ وَالْحُرْمَةُ أَيْضًا وَحَقِيقَتُهُ مَوْضِعُ الْحُرْمَةِ (وَمِنْهُ) وَهِيَ لَهُ مَحْرَمٌ وَهُوَ لَهَا مَحْرَمٌ وَفُلَانٌ مَحْرَمٌ مِنْ فُلَانَةَ (وَذُو رَحِمٍ) مَحْرَمٍ بِالْجَرِّ صِفَةٌ لِلرَّحِمِ وَبِالرَّفْعِ لِذُو وَأَمَّا قَوْلُهُ وَإِنْ وَهَبَهَا لِأَجْنَبِيٍّ أَوْ ذِي رَحِمٍ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ أَوْ لِذِي مَحْرَمٍ لَيْسَ بِرَحِمٍ فَالصَّوَابُ أَوْ لِمَحْرَمٍ لَيْسَ بِذِي رَحِمٍ.

حرم


حَرَمَ(n. ac. حِرْم
حِرْمَة
حَرِم
حَرِمَة
مَحْرَمَة
حَرِيْم
حَرِيْمَة
حِرْمَاْن)
a. Withheld from, refused; deprived of.
b. Forbade; prohibited, declared unlawful.
c. Excluded.
d. Excommunicated.

حَرِمَ(n. ac. حَرَم
حَرَاْم)
حَرُمَ(n. ac. حُرْم
حُرْمَة
حُرُم
حَرَاْم
حُرُوْم)
a. ['Ala], Was forbidden to, unlawful for.
b. Was sacred, inviolable.

حَرَّمَa. Forbade, prohibited; declared unlawful.
b. Declared sacred, inviolable.

أَحْرَمَa. see II (a) (b).
c. Entered the sacred territory.

تَحَرَّمَa. Pass. of II.
إِحْتَرَمَa. Respected, revered, reverenced.

حِرْم
(pl.
حُرُوْم)
a. Prohibition.
b. Prohibited, forbidden, unlawful.
c. Anathema; excommunication.

حُرْمَة
(pl.
حُرَم)
a. Inviolability.
b. Reverence, respect.
c. That which is sacred, inviolable: woman; honour;
covenant &c.

حَرَم
(pl.
أَحْرَاْم)
a. Forbidden, unlawful.
b. Sacred.
c. [art.], The sacred territory of Mecca.
d. [art.
& dual ), Mecca & Medina.

حَرِمa. see 22
مَحْرَم
(pl.
مَحَاْرِمُ)
a. see 22 (a)
مَحْرَمَة
(pl.
مَحَاْرِمُ)
a. Pocket-hand- Kerchief.

حَرَاْم
(pl.
حُرُم)
a. Forbidden, prohibited; illicit.
b. Sacred, inviolable; venerable; hallowed.

حَرَاْمِيّa. Thief, robber, highway-man.
b. Rascal, scoundrel.

حِرَاْمa. Cloak; coverlet, blanket.

حَرِيْم
(pl.
حُرُم)
a. Sacred, inviolable.
b. Precincts ( of a house & c.).
c. Haram [ Harīm ].

حَرِيْمَةa. Unattainable wish, impossibility;
disappointment.

حِرْمَاْنa. Check, rebuff of fortune, disappointment.

مُحَرَّم
a. The 1st month of the Muhammadan year.

مُحْتَرَم
a. Respected, revered, venerable.

حَرْمَل
a. Rue (plant).
ح ر م

هتك رحمته. وفلان يحمي البيضة ويحوط الحريم. وهي له محرم إذا لم يحل له نكاحها، وهو لها محرم. قال:

وجارة البيت أرها محرما

والحاجة لابدّ لها من محرم، وهو ذو رحم محرم، وهي من ذوات المحارم. وتقول: إنّ من أعظم المكارم، اتقاء المحارم. وهو حرام محرم، وحرام الله لا أفعل. وأحرم الحاج فهو حرام وهم حرم. ولبس المحرم وهو لباس الإحرام. وأحرمنا: دخلنا في الشهر الحرام أو البلد الحرام. قال الراعي:

قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً ... ومضى فلم أر مثله مخذولاً

ولافن محرم: له ذمة وحرمة. وتحرم فلان بفلان إذا عاشره ومالحه، وتأكدت الحرمة بينهما. وتحرمت بطعامك ومجالستك، أي حرم عليك مني بسببهما ما كان لك أخذه. وحرمني معروفه حرماً، وحرماناً وفلان محروم: غير مرزوق. وحرمت الشاة والبقرة، واستحرمت، وشاة وبقرة مستحرمة وحرمى، وبها حرمة شديدة مثل الضبعة.

ومن المجاز: جلد محرم: لم يدبغ. وسوط محرم: لم يمرن. قال الأعشى:

ترى عينها صغواء في جنب ماقها ... تحاذر كفي والقطيع المحرما

وأعرابي محرم: حاف لم يخالط الحضر، وسرى في محارم الليل، وهي مخاوفه التي يحرم السرى معها. وأنشد ثعلب:

والله للوم وبيض دمج ... أهون من ليل قلاص تمعج

محارم الليل لهن بهرج ... حين ينام الورع المزلج
(حرم) - قَولُ اللهِ تَعالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} .
وقد فَسَّرَه الهَرَوِيّ.
وذَكَر الحَرْبِيُّ فيه قَولًا حَسَناً، قال: المَحْرُوم: الذي أَصابَتْه الجَائِحَة، سَمَّاه اللهُ مَحْروماً في موضِعَين:
قال الله تَبارَك وتعَالَى {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} - إلى أَنْ قال: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ، ثم قال -: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} . وقال تعالى في أَصْحَابِ الجَنَّة التي طَافَ عليها طَائِفٌ من رَبِّك: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} .
- في حَدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "في الحَرَامِ كَفَّارةُ يَمِين".
قال أبو زَيْد: العَقِيلِيُّون يَقُولون: "حَرامَ اللهِ لا أَفعَل كَذَا، ويَمِينَ اللهِ لا أَفعَلُه".
ويُحتَمل أن يُرِيد: تَحْرِيمَ الزوجَةِ والجَارِيَةِ من غَيرِ نِيَّة الطَّلاق، كما في قَولِه تَعالَى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} - إلى أَنْ قال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} .
وهذه المَسْألة اخْتَلَف قَولُ الصَّحابة، رَضِي الله عنهم، والأَئِمَّة فيها.
- في الحَدِيث: "حَرِيمُ البِئْرِ أَربَعُون ذِراعاً، عَطَن لِمَاشِيَته". يَعنِي البِئرَ التي يَحفِرها الرّجلُ في مَواتٍ لا يَملِكُه أَحَد، فحَرِيمُها: مُلقَى تُرابِها، لَيسَ لأحدٍ أن يَنزِلَ فيه، ولا يتَصَرَّفَ فيه.
وكذلك من حَفَر نَهْراً فحَرِيمُه مُلقَى تُرابِه، وكَمَا أَنَّه مَلَك البِئْر والنَّهر بالحَفْر مَلَك حَرِيمَهما، تَبَعًا لَهُمَا، فيُمكِن أن يكون سُمِّي به، لأَنَّه يَحرُم مَنْع صاحِبِه منه، أو لأَنَّه يَحرُم على غَيرِه التَّصرُّفُ فيه، وأَصلُ البَابِ المَنْع.
- قَولُه تَعالى: {حَرَمًا آمنًا} .
قيل: سُمِّيَت مَكَّة حَرَمًا، لأنّه يَحرُم انتِهاكُها بالصَّيد ونَحْوِه.
- في الحَدِيثِ: "اسْتَحرمَ آدمُ عليه الصَّلاة والسَّلام بَعْد قَتْلِ ابنِه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَك".
كأنَّه من الحُرمَة، ولَيسَ من قَولِهم: استَحْرَمت الشَّاةُ، إذا أَرادَتِ السِّفادَ في شَىءٍ.
الحاء والراء والميم
حرم الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ، وفي الحَديثِ " حَرَمُ إِبراهِيمَ - عليه السَّلام - والمَدِيْنَةُ حَرَمي ". والمُحَرَّمُ هو الحَرَمُ في شِعْرِ الأعْشى. والحَرَمانِ مكَّةُ والمَدينةُ. والمَنْسُوْبُ من الرِّجالِ إلى الحَرَمِ حِرْمِيٌّ؛ ومن غَيْرِهم حَرَمِيٌّ. وأحْرَمَ الرَّجُلُ فهو مُحْرِمٌ إِذا دَخَلَ الحَرَمَ، أو دَخَلَ في عَهْدٍ، أو أحْرَمَ بِحَجَّةٍ وعُمْرَةٍ أو إحداهما. وقَوْمٌ حَرَامٌ وقَوْمٌ حُرُمٌ مُحْرِمُوْن. وشَهْرٌ حَرَامٌ وحَرَمٌ. وأشْهُرٌ حُرُمٌ رَجَبٌ وذو القَعْدَةِ وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ. والمُحْرِمُ الدّاخِلُ في الشَّهْرِ الحَرَام. ويقال حِرْمٌ وحَرَامٌ كما يُقالُ حِلٌّ وحَلاَلٌ. والحُرْمَةُ ما لايَحِلُّ لك انْتِهاكُه. وأحْرَمَ الرَّجُلُ كانتْ له حُرْمَةٌ. وحُرَمُ الرَّجُلِ نِسَاؤه. والمَحَارِمُ ما لا يَحِلُّ اسْتِحْلالُه. وفي المَثَلِ " لا بُقْيا للحَمِيَّةِ بَعْدَ الحَرائمِ " أي عند الحُرْمَةِ. والمَحْرَمُ ذو الحُرْمَةِ في القَرَابَةِ. وهو ذو رَحِمٍ ومَحْرَمٍ. وحَكى الكِسائيُّ مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ. وحَرِيْمُ الدّارِ والنَّهرِ ما أُضِيْفَ إِليهما وكان من حُقُوْقِهما. والحَرِيْمُ الذي حُرِّمَ مَسُّه فلا يُدْنى منه في قَوْلِه
لَقىً بين أيْدي الطائفينَ حَرِيْمُ
قال أبو عمرو: هو شَيْءٌ كانُوا يَصْنَعُوْنَه من سَنَامِ الجَزُوْرِ لا يَمَسُّه إِلاّ مَنْ شَهِدَ الوَقْعَةَ. والحَرَامُ: ضِدُّ الحَلالِ، والجَميعُ: الحُرُمُ. وهو عليه حَرَامٌ وحِرْمٌ وحَرْمٌ وحَرَمٌ. وحَرَامَ اللهِ لا أفْعَلُ ذاكَ: أي يَمِيْنَ اللهِ. والمَحْرُوْمُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ؛ حِرْماناً. وقُرِيء: " وحِرْمٌ على قَرْيَةٍ " أي واجِبٌ، و " حَرَامٌ " حُرِّمَ ذلك عليها. والحُرْمُ: الحِرْمانُ، يُقال: حَرَمَه حُرْماً وحَرْماً وحُرْمَةً وحَرِيْمَةً. وحَرِمَ الرَّجُلُ: إِذا لَجَّ في شَيْءٍ ومَحِكَ. والحَرْمى من الشّاءِ والبَقَرِ: هي المُسْتَحْرِمَةُ إِذا أرادَتِ السِّفادَ، وهُنَّ حَرَامى مُسْتَحْرِماتٌ. والقَطِيْعُ المُحَرَّمُ: الذي لم يُمَرَّنْ. والحَيْرَمَةُ: البَقَرَةُ، والجَميعُ: الحَيْرَمُ. وقال أبو زَيْدٍ: أحْرَمْتُ الرَّجُلَ إِحْرَاماً: إِذا قَمَرْتَه، وحَرِمَ هو يَحْرَمُ حَرَماً. وإِنَّه لَحَرِمُ الجَمالِ وحارِمُ الجَمالِ: أي ليس بالجَمِيْلِ. وما هو بحارِمِ عَقْلٍ: أي له عَقْلٌ. والحُرْمُ: القَرْءُ إِذا حاضَتِ المَرْأةُ وحَرُمَ عليها الصَّلاةُ.
حرم
الحرام: الممنوع منه إمّا بتسخير إلهي وإمّا بشريّ، وإما بمنع قهريّ، وإمّا بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى: وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ [القصص/ 12] ، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك:
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الأنبياء/ 95] ، وقوله تعالى: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
[المائدة/ 26] ، وقيل: بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
[المائدة/ 72] ، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ [الأعراف/ 50] ، والمُحرَّم بالشرع: كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ [البقرة/ 85] ، فهذا كان محرّما عليهم بحكم شرعهم، ونحو قوله تعالى: قُلْ: لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ 
الآية [الأنعام/ 145] ، وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ [الأنعام/ 146] ، وسوط مُحَرَّم: لم يدبغ جلده، كأنه لم يحلّ بالدباغ الذي اقتضاه قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «أيّما إهاب دبغ فقد طهر» .
وقيل: بل المحرّم الذي لم يليّن، والحَرَمُ: سمّي بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيرا مما ليس بمحرّم في غيره من المواضع .
وكذلك الشهر الحرام، وقيل: رجل حَرَام وحلال، ومحلّ ومُحْرِم، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ [التحريم/ 1] ، أي: لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكلّ تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشيء، نحو: وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها [الأنعام/ 138] ، وقوله تعالى: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
[الواقعة/ 67] ، أي: ممنوعون من جهة الجدّ، وقوله: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
[الذاريات/ 19] ، أي: الذي لم يوسّع عليه الرزق كما وسّع على غيره. ومن قال: أراد به الكلب ، فلم يعن أنّ ذلك اسم الكلب كما ظنّه بعض من ردّ عليه، وإنما ذلك منه ضرب مثال بشيء، لأنّ الكلب كثيرا ما يحرمه الناس، أي: يمنعونه. والمَحْرَمَة والمَحْرُمَة والحُرْمَة، واستحرمت الماعز كناية عن إرادتها الفحل.
ح ر م: (الْحُرْمُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ الْإِحْرَامُ. «قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَلِّهِ وَحُرْمِهِ» أَيْ عِنْدَ إِحْرَامِهِ. وَ (الْحُرْمَةُ) مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَكَذَا (الْمَحْرُمَةُ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَقَدْ (تَحَرَّمَ) بِصُحْبَتِهِ. وَ (حُرْمَةُ) الرَّجُلِ (حَرَمُهُ) وَأَهْلُهُ. وَرَجُلٌ (حَرَامٌ) أَيْ (مُحْرِمٌ) وَالْجَمْعُ (حُرُمٌ) مِثْلُ قَذَالٍ وَقُذُلٍ. وَمِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ أَيْضًا وَهِيَ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ إِلَّا حَيَّانِ خَثْعَمُ وَطَيِّئٌ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ. وَ (الْحَرَامُ) ضِدُّ الْحَلَالِ وَكَذَا (الْحِرْمُ) بِالْكَسْرِ وَقُرِئَ:» وَحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا " وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مَعْنَاهُ وَاجِبٌ. وَ (الْحِرْمَةُ) بِالْكَسْرِ الْغُلْمَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ تُبْعَثُ عَلَيْهِمُ الْحِرْمَةُ وَيُسْلَبُونَ الْحَيَاءَ» وَمَكَّةُ (حَرَمُ) اللَّهِ. وَ (الْحَرَمَانِ) مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ. وَ (الْحَرَمُ) قَدْ يَكُونُ الْحَرَامَ مِثْلُ زَمَنٍ وَزَمَانٍ. وَ (الْمَحْرَمُ الْحَرَامُ) وَيُقَالُ: هُوَ ذُو (مَحْرَمٍ) مِنْهَا إِذَا لَمْ يَحِلَّ لَهُ نِكَاحُهَا. وَ (الْمُحَرَّمُ) أَوَّلُ الشُّهُورِ. وَ (التَّحْرِيمُ) ضِدُّ التَّحْلِيلِ. وَ (حَرِيمُ) الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا مَا حَوْلَهَا مِنْ مَرَافِقِهَا وَحُقُوقِهَا. وَ (حَرُمَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ يَحْرُمُ (حُرْمَةً) وَ (حَرُمَتِ) الصَّلَاةُ عَلَى الْحَائِضِ (حُرْمًا) وَ (حَرِمَتْ) أَيْضًا مِنْ بَابِ فَهِمَ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (حَرَمَهُ) الشَّيْءَ يَحْرِمُهُ (حَرِمًا) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا مِثْلُ سَرَقَهُ يَسْرِقُهُ سَرِقًا وَ (حِرْمَةً) وَ (حَرِيمَةً) وَ (حِرْمَانًا) وَ (أَحْرَمَهُ) أَيْضًا إِذَا مَنَعَهُ إِيَّاهُ. وَ (أَحْرَمَ) الرَّجُلُ دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ. وَأَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ لِأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا كَانَ حَلَالًا مِنْ قَبْلُ كَالصَّيْدِ وَالنِّسَاءِ. وَ (الْإِحْرَامُ) أَيْضًا بِمَعْنَى التَّحْرِيمِ يُقَالُ: (أَحْرَمَهُ) وَ (حَرَّمَهُ) بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هُوَ الْمُحَارَفُ. 
ح ر م : حَرُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ حُرْمًا وَحُرُمًا مِثْلُ: عُسْرٍ وَعُسُرٍ امْتَنَعَ فِعْلُهُ وَزَادَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ حُرْمَةُ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا وَحَرُمَتْ الصَّلَاةُ مِنْ بَابَيْ قَرُبَ وَتَعِبَ حَرَامًا وَحُرْمًا امْتَنَعَ فِعْلُهَا أَيْضًا وَحَرَّمْت الشَّيْءَ تَحْرِيمًا وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ الشَّهْرُ الْأَوَّلُ مِنْ السَّنَةِ وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لَمْحًا لِلصِّفَةِ فِي الْأَصْلِ وَجَعَلُوهُ عَلَمًا بِهِمَا مِثْلُ: النَّجْمِ وَالدَّبَرَانِ وَنَحْوِهِمَا وَلَا يَجُوزُ دُخُولُهُمَا عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّهُورِ عِنْدَ قَوْمٍ وَعِنْدَ قَوْمٍ يَجُوزُ عَلَى صَفَرٍ وَشَوَّالٍ وَجَمْعُ الْمُحَرَّمِ مُحَرَّمَاتٌ وَسُمِعَ أَحْرَمْتُهُ بِمَعْنَى حَرَمْتُهُ وَالْمَمْنُوعُ يُسَمَّى حَرَامًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ حَرَامٍ وَقَدْ يُقْصَرُ فَيُقَالُ حَرَمٌ مِثْلُ: زَمَانٍ وَزَمَنٍ وَالْحِرْمُ وِــزَانُ حِمْلٍ لُغَةٌ فِي الْحَرَامِ أَيْضًا.

وَالْحُرْمَةُ بِالضَّمِّ مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَالْحُرْمَةُ الْمَهَابَةُ وَهَذِهِ اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَامِ مِثْلُ: الْفُرْقَةِ مِنْ الِافْتِرَاقِ وَالْجَمْعُ حُرُمَاتٌ
مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرُفَاتٍ وَشَهْرٌ حَرَامٌ وَجَمْعُهُ حُرُمٌ بِضَمَّتَيْنِ فَالْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ وَاحِدٌ فَرْدٌ وَثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَهِيَ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَالْبَيْتُ الْحَرَامُ وَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَالْبَلَدُ الْحَرَامُ أَيْ لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَيُقَالُ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ أَيْ لَا يَحِلُّ نِكَاحُهُ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمَحْرَمُ ذَاتُ الرَّحِمِ فِي الْقَرَابَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ تَزَوُّجُهَا يُقَالُ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَيُجْعَلُ مَحْرَمٌ وَصْفًا لِرَحِمٍ لِأَنَّ الرَّحِمَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ وَصَفَهُ بِمُذَكَّرٍ كَأَنَّهُ قَالَ ذُو نَسَبٍ مَحْرَمٍ وَالْمَرْأَةُ أَيْضًا ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ قَالَ الشَّاعِرُ
وَجَارَةُ الْبَيْتِ أَرَاهَا مَحْرَمًا ... كَمَا بَرَاهَا اللَّهُ إلَّا إنَّمَا
مَكَارِمُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا
أَيْ أَجْعَلُهَا عَلَيَّ مُحَرَّمَةً كَمَا خَلَقَهَا اللَّهُ كَذَلِكَ وَمَنْ أَنَّثَ الرَّحِمَ يَمْنَعُ مِنْ وَصْفِهَا بِمَحْرَمٍ لِأَنَّ الْمُؤَنَّثَ لَا يُوصَفُ بِمُذَكَّرٍ وَيَجْعَلُ مَحْرَمًا صِفَةً لِلْمُضَافِ وَهُوَ ذُو وَذَاتُ عَلَى مَعْنَى شَخْصٍ وَكَأَنَّهُ قِيلَ شَخْصٌ قَرِيبٌ مَحْرَمٌ فَيَكُونُ قَدْ وَصَفَ مُذَكَّرًا بِمُذَكَّرٍ أَيْضًا وَمَحْرَمٌ بِمَعْنَى حَرَامٍ وَالْحُرْمَةُ أَيْضًا الْمَرْأَةُ وَالْجَمْعُ حُرَمٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمَحْرَمَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا الْحُرْمَةُ الَّتِي لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهَا وَالْمَحْرَمُ وِــزَانُ جَعْفَرٍ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْمَحَارِمُ.

وَحَرَمُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَعْرُوفٌ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حَرَمِيٌّ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ يُقَالُ رَجُلٌ حَرَمِيٌّ وَامْرَأَةٌ حُرْمِيَّةٌ وَسِهَامٌ حُرْمِيَّةٌ قَالَ الشَّاعِرُ
مِنْ صَوْتِ حُرْمِيَّةٍ قَالَتْ وَقَدْ ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخِفِّيكُمُو مَنْ يَشْتَرِي أَدَمَا
وَقَالَ الْآخَرُ
لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ بِهِ ... يَوْمًا وَإِنْ أُلْقِيَ الْحَرَمِيُّ فِي النَّارِ
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ اللَّيْثُ إذَا نَسَبُوا غَيْرَ النَّاسِ نَسَبُوا عَلَى لَفْظِهِ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ فَقَالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيٌّ وَهُوَ كَمَا قَالَ لِمَجِيئِهِ عَلَى الْأَصْلِ.

وَأَحْرَمَ الشَّخْصُ نَوَى الدُّخُولَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ وَمَعْنَاهُ أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِي شَيْءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ بِهِ مَا كَانَ حَلَالًا لَهُ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَنْجَدَ إذَا أَتَى نَجْدًا وَأَتْهَمَ إذَا أَتَى تِهَامَةَ وَرَجُلٌ مُحْرِمٌ وَجَمْعُهُ مُحْرِمُونَ وَامْرَأَةٌ مُحْرِمَةٌ وَجَمْعُهَا مُحْرِمَاتٌ وَرَجُلٌ وَامْرَأَةٌ حَرَامٌ أَيْضًا وَجَمْعُهُ حُرُمٌ مِثْلُ: عَنَاقٍ وَعُنُقٍ وَأَحْرَمَ دَخَلَ الْحَرَمَ وَأَحْرَمَ دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَدِيثِ «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لِحِلِّهِ وَحَرَمِهِ» أَيْ وَلِإِحْرَامِهِ.

وَحَرِيمُ الشَّيْءِ مَا حَوْلَهُ مِنْ حُقُوقِهِ وَمَرَافِقِهِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى غَيْرِ مَالِكِهِ أَنْ يَسْتَبِدَّ بِالِانْتِفَاعِ بِهِ وَحَرَمْتُ زَيْدًا كَذَا أَحْرِمُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ حِرْمًا بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَحِرْمَانًا وَحِرْمَةً بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَحْرُومٌ وَأَحْرَمْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فِيهِ وَالْحَرْمَلُ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ لَهُ حَبٌّ أَسْوَدُ وَقِيلَ حَبٌّ كَالسِّمْسِمِ. 
[حرم] نه فيه: كل مسلم عن مسلم "محرم" أي يحرم عليه أذاه، ويقال: مسلم محرم، أي لم يحل من نفسه شيئاً يوقع به، يريد أنه معتصم بالإسلام ممتنع بحرمته ممن أراده، أو أراد ماله، و"نصيران" يشرح في النون. ومنه ح: الصيام "إحرام" لتجنبه ما يثلم صومه، ويقال للصائم أيضاً: محرم. ومنه:
قتلوا ابن عفان الخليفة "محرماً" ... ورعا فلم أر مثله مخذولا
وقيل: أراد لم يحل من نفسه شيئاً يوقع به، ويقال للحالف: محرم، لتحرمه به. ومنه "يحرم" في الغضب، أي يخلف. وفيه: في "الحرام" كفارة يمين، هو أن يقول: حرام الله لا أفعل، كما تقول: يمين الله، ويحتمل أن يريد تحريم الزوجة والجارية من غير نية الطلاق. ومنه: "لم تحرم ما أحل الله لك". ومنه: إلى صلى الله عليه وسلم من نسائه و"حرم" فجعل الحرام حلالاً، أي ما كان قد حرمه بالإيلاء من نسائه عاد حله بالكفارة. وفيه: أطيبه صلى الله عليه وسلم لحله و"حرمه" بضم حاء وسكون راء: الإحرامب الحج، وبالكسر الرجل المحرم يقال: أنت حل وأنت حرم. و"أحرم" إذا دخل في الحرم وفي الشهور الحرم، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. ومنه: "تحريمها" التكبير، كأنه بالتكبير ممنوع من الأفعال والكلام. وفيه: يعظمون فيها "حرمات" الله، جمع حرمة، أي حرمة الحرم وحرمة الإحرام وحرمة الشهر الحرام، والحرمة ما لا يحل انتهاكه. ومنه: لا تسافر المرأة إلا مع ذي "محرم" منها، وروى: ذي "حرمة"، والمحرم من لا يحل له نكاحها. ك: محرم بفتح ميم وسكون حاء، وذي حرمة بضم حاء وسكون راء، أي رجل ذو حرمة بنسبة أو غيره، مسيرة يوم، وروى: فوق ثلاثة أيام، واختلافه لاختلاف السائلين، وجوز الشافعي السفر مع الأمن. وح: لا يدخل عليها إلاومالك في تحريم صيدها، وأباحه أبو حنيفة لحديث ما فعل النغير، وأجيب بأنه قبل التحريم، أو كان من الحل. ط: في "الحرام" يكفر، أي من حرم شيئاً على نفسه يلزمه كفارة يمينه. ومن "حرمها" أي من حرم خيرها بتوفيق العبادة فيها "حرم" أي حرم خيراً كثيراً. قوله: الأكل "محروم" أي لا حظ له في السعادة. ن: أهل بيتي من "حرم" الصدقة، بضم حاء وخفة راء. وح: إنما "حرم" أكلها، بفتح حاء وضم راء وبضم حاء وكسر راء مشددة. و"حرمت" الخمر، أي اعتقدت حرمته ولا أفعله. وح: والله لقد "حرمناه" بتخفيف راء أي منعناه منه، حرمته وأحرمته بمعنى. وح: "حرمة" نساء المجاهدين هذا بتحريم التعريض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن. غ: "حرام على قرية" واجب، وحرم وجب. و"الحرمة" ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه. و"من يعظم حرمات الله" فروضه أو ما حرمه عليه فيجنبه.
حرم: حرمه من الشيء: منعه عنه ومنه (بوشر، دي ساسي ديب 9: 46).
وحرم: أبسل، جعله حراما (بوشر، همبرت ص157) وفصله عن الجماعة (ألكالا) (فهو محروم) (محيط المحيط، بوشر) وفيها محروم وهو الذي وقع عليه الحِرم.
حرَّم (بالتشديد). حرَّم الشيء على نفسه: جعله حراما أي ممنوعا من فعله (بوشر).
وحرَّم الرجل: فصله عن الجماعة (فوك، ألكالا: أماري ص 421).
وحرَّم: ذكرها فوك في مادة ( Pallium) .
أحرم: حَرَم، اعدم، منع (بوشر) وأحرم بمعنى قال الله اكبر في افتتاح الصلاة (انظر لين في مادة حرّم) (البكري ص139، المقري 1: 544، 2: 533، رياض النفوس (ص60 ق، 74 و) ومن هذا: أحرم بالصلاة أي دخل فيها. وفي معجم لين تحرَّم بالصلاة في نفس المعنى. وفي رياض النفوس (ص77 ق): فقال السلام عليك واستقبل القبلة وأحرم بالصلاة. ويقال في نفس المعنى: أحرم للصلاة (كرتاس ص179، ألف ليلة (برسل 11: 445) كما يقال احرم في الصلاة (فوك). وفي الكلام عن الكعبة يقال: أحْرَمَتَُّ: وإحرام الكعبة يكون في اليوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة. فترفع الستارة التي تغطيها من جوانبها الأربعة إلى باع ونصف لكي يحموا هذه الستارة من أيدي الذي يحاولون إسلامها ومنذ هذا الحين لا تفتح الكعبة إلا بعد الإفاضة من الوقوف بعرفة، أي بعد اثني عشر يوما (ابن جبير ص166، ابن بطوطة 1: 395) أما في أيامنا هذه يعني أن الكعبة بدون ستارة ويستمر هذا خمسة عشر يوما لأنهم يرفعون الستارة في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ثم يضعون عليها سترة جديدة في اليوم العاشر من ذي الحجة (بركهارت جزيرة العرب 1: 255، علي بك 2: 78).
تحرَّم. كما يقال تحرَّم بالصلاة أي بدأها ودخل فيها (لين): يقال تحرَّم بالطواف أي بدا الطواف حول الكعبة (بدرون 284).
وتحرَّم: سرق، امتهن اللصوصية (ألف ليلة، برسل 7: 291) وامتهن القرصنة (دي ساسي ديب 11: 41، أماري ديب ص194).
وتحرَّم، ذكرها فوك في مادة ( Pallium) .
انحرم: ذكرها فوك في مادة ( Proibere) .
احترم. لقد صحح لين غلط جوليوس وفريتاج اللذين قالا إن معناه صار محترَماً ومكَرَّما، وقال إن صوابها أحْتُرِمَ بالبناء للمجهول. غير أن أهل الأندلس يقولون محترِم بدل محترَم بمعنى مُبَجَّل ومكرم. (انظر ألكالا).
وهذا الفعل يستعمل مجازا بمعنى أبقى على كما نستعمل كلمة ( Respecter) الفرنسية ففي رحلة ابن بطوطة (3: 291) مثلا: وكان هذا السلطان يعاقب على الذنوب الصغيرة كما يعاقب على الكبيرة ولا يبقي على أحد (وكان لا يحترم أحد) لا عالماً ولا عدلاً ولا شريفاً (ابن بطوطة 2: 88).
وقد ارتكب فريتاج خطا كبير حين قال إن ج، ج شلتنز قد علق على هامش نسخته من معجم جوليوس إن هذا الفعل يعني باللاتينية ما معناه: منعه الاحترام، لأن شلتنز ذكر لهذا الفعل معنيين معنى امتنع ومنع ومعنى احترم غير أن فريتاج خلط بينهما وظنَّهما معنى واحدا (انظر ويجرز في روتجرز ص154) وهذا الفعل يعني في الحقيقة: امتنع عن الشيء احتراما له وامتنع من استعمال شيء احتراما له. فعند روتجرز (ص153) مثلا: وكان العرب الذين يسكنون هذه الأقطار يمتنعون عن قطع شيء من هذه الشجرة ((كانت يحترمون أن يقطعوا شيئا منها)) لأنهم كانوا يعتقدون إنها مسكن الجن. وفي المقري (1: 688): وعلى الرغم من إن على هذا النهر جسرين فإن الناس ودوابهم كانوا يعبرونه بالزوارق ((لأن هذين الجسرين كانا قد احْتُرِما)) لوقوعهما داخل سور قصر السلطان. وانظر (1: 9) منه ففي: احتراما لموضع السلطان.
واحترام اللحم: الامتناع عن أكل اللحم (فوك).
واحترم: امتنع من (دي ساسي طرائف (2: 83) وفيه: احترم الإفادة من جميع الحدود أي امتنع من الإفادة التي يمكن أن يستفيدها من جميع الشيوخ (أي رجال الدين). تَحَيْرَمَ: سرق، امتهن اللصوصية (ألف ليلة برسل 6: 199، 11: 395).
حِرْم: حرام. والمنع عن شركة المؤمنين ومخالطتهم (بوشر، محيط المحيط).
حُرْمَة: بمعنى الاحترام والكرامة، يقال: عمل حرمة بمعنى احترم (ألكالا). ويقال حاشا حرمة السامعين أي حاشا احترام السامعين. ويقال: حاشا حرمتك من ذلك أي انك لا تستطيع عملا سيئا مثل ذلك (بوشر).
ونجد في معجم ألكالا فكرة مغيرة لأنه يترجم ( Horma) بما معناه: مكانة واعتبار، ففيه: حرمة الجماعة واعتبارها وانظر في المعجم اللاتيني - العربي ( Privilegium) : حرمة وتقدم.
وحرمة: شارة الشرف (ألكالا).
وحرمة: شعار غلبة وهو مجموعة أسلحة تذكارا لنصر (لكالا).
وحرمة: شرف النسب وكرم الأبَّوة والجرثومة (ألكالا).
وحرمة: حمى، ملاذ (دومب ص99،هلو).
وحرمة بالمعنى التي ذكرها لين 555 (= ذمّة) وانظر العبارة في كوزج مختارات (ص31) وهي: لا أبيعها بكل ما في الدنيا من مال لحرمتها بي للرابطة المقدسة التي تربطها بي.
وحُرمة: سيدة، امرأة محترمة (كوزج مختارات ص22).
يا حرمة: يا سيدة (ألف ليلة 2: 427).
بحرمة: باسم، بحق، مراعاة، إكراما (بوشر).
في حرمة أو لحرمة: لأجل، بشأن، بسبب - وحرمة فَش: لأجل ماذا؟ (فوك).
حرمي. الأذخر الحرمي: صنف من الأذخر. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه ينبت في الحجاز (ابن البيطار 1: 19). حِرْمان: خسران، خسارة (بوشر).
حِرْمَانية: خسران، خسارة (بوشر).
حَرَام: لئيم، شرير، غير شريف، مستقيم (بوشر).
وحَرام: مرابي (بوشر).
وحَرام: مرتكب المحارم، زان بمحرم مسافح (بوشر).
وحَرام: سرقة، اختلاس (بوشر، ألف ليلة ماكن 1: 233، 3: 475، برسل 6: 235).
وحَرام: لعنة (هلو) وحِرم، حرمان (ألكالا) حَرام وحِرام: تحريف إحرام (انظر الكلمة). وهي قطعة من نسيج الصوف الأبيض ويستعملها المغاربة غالبا وهو يلقونها على أجسادهم كما إنهم يستعملونها غطاء في الليل ويفرشونها كالبساط. والمغاربة هم اللذين أدخلوا الحرام في مصر وقد سمَّي هذا الغطاء حراما لأنه يشبه إحرام الحجاج (انظر لين ترجمة ألف ليلة 3: 570 تعليقة 21) وفي هذه العبارة التي تتصل بها التعليقة حرام في طبعة بلاق خطأ والصواب حزام كما هو مذكور في طبعة ماكن 16604. لين عادات 1: 227، 2: 8، بوشر، صفة مصر 12: 128).
ويجمع بالألف والتاء جمع المؤنث السلم (صفة مصر 27: 300، دفريمري مذكرات ص153، باننتي 2: 66).
وحرام: شال يغطي نصف الوجه (بارت 5: 270، وانظر 4: 349).
ابن حرام: ابن زنا (بوشر، همبرت ص30، ألف ليلة 1: 178).
وابن حرام: رجل بور، رجل سوء، خسيس، نذل، لئيم (همبرت ص240) وشقي، وغد، نذل، ساقط الهمة (بوشر).
وأبناء الحرام: أدنياء، اخساء، لصوص، سرَّاق (ألف ليلة 1: 772).
حُرُوم: حِرم، حرمان كنسي (بوشر).
حَريم، ويجمع على حَرَائِم: أهل الرجل (فوك).
حريمات: زوجات رجال متعددين (ألف ليلة 2: 474، 475).
حِرَامة: ذكرها فريتاج. ولابد أن تحذف (فليشر تعليقه على المقري 1: 486، وفي بريشت ص189).
حَرامِيّ: نذل، خبيث، لئيم، لص، سارق، قاطع طريق (بوشر، هلو، محيط المحيط، ابن جبير ص303، كوزج مختارات ص74، برايتنباخ ص115 ق، دافيدسن ص64، برتون 1: 242، 2: 101) وكذلك في العبارة التي نقلها فريتاج من حياة تيمور.
وحرامي: نغل، ابن زنا، ابن حرام (همبرت ص30 (الجزائر)، رولاند دوماس حياة العرب ص101).
وحرامي يطلق في أفريقية وسوريا على الياسمين البري (ابن العوام 1: 310) هذا إذا كانت كتابة الكلمة فيه صحيحة. حَرِيِمي. الحسن الحريمي: حسن النساء (ابن جبير ص210 = ابن بطوطة 2: 101).
أَحْرَم: أردأ، اسوأ، أنجس، شر، ألعن (الكالا).
إحْرام:، ويجمع على احاريم (ابن بطوطة 4: 116) وأحَارِم (فوك، المقري 2: 117): لباس الحاج: وهو يتألف من قطعتين من نسيج الكتان أو الصوف ويفضل الأبيض منهما ويبلغ طوله ستة أقدام بعرض ثلاثة أقدام ونصف القدم، ويسمى أحدهما ((رداء)) وهو الذي يرتدي فيغطي القسم الأعلى من الجسم ويسمَّى الآخر ((إزاراً)) وهو الذي يؤتزر به ويغطي الجسم من المحزم إلى الركبة. (بركهارت جزيرة العرب: 1: 160، برتون 2: 133) وهذا هو لباس العرب منذ القدم (أنظر الحماسة ص81 مثلا) وهو لباسهم اليوم أيضاً فيما يقول برتون فإن رجال الأقوام الذين يسكنون غربي البحر الأحمر لا يلبسون غيره.
وإحرام: لباس الإحرام وهو نفس لباس الحاج (نيبور ب ص345).
وإحرام عند المغاربة: رداء يرتديه الرجال يغطي الرأس والكتفين أو الكتفين فقط (معجم الأسبانية ص109، 110) وفي كتاب ابن عبد الملك (ص116 ق): حين ضرب منصور الموحدي الدنانير الكبيرة التي تسمى منذئذ باليعقوبية أعطى مائتي دينار منها ملفوفة بقرطاس أحد العلماء ((فلما صار القرطاس بيده جذب طرف إحرامه الذي كان عليه وأفرغ القرطاس فيه)) (انظر ابن بطوطة 1: 18، 19).
وإحرام: أنظر: حرام.
مَحْرَم: يطلق عادة على القريب من نفس الأسرة كما يطلق على البعيد من نفس الأسرة الذي يمكن تزوجه (دي يونج).
ومَحْرَم: ضرب من النسيج (مملوك 2، 2: 71، 2: 12، 18، 19) غير أن كتابة الكلمة مشكوك فيها (انظر ص76).
مَحْرَمة، وتجمع على محارم: منديل (مملوك 2، 2: 76، ميهرن ص42، زيشر 11، 503 وما يليها، وولتر سدروف، برتون 2: 115، هلو، غدامس ص42، محيط المحيط).
ومحرمة، فوطة، غطاء المنضدة (بوشر).
ومَحْرمة فم حزام: منديل من الحرير مخطَّطة أطرافه تضعه النساء على أكتافهنَّ (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 24).
مَحْرَمِيَّة: مسارة، نجوى (هلو).
مُحرَّم: قسم الخباء المخصَّص لسكنى الأسرة (زيشر 22: 100 رقم 31).
مَحْرُوم: مطرود من المجتمع (ابن عباد 3: 45 رقم 44).
ومحروم: حَرِم، ممنوع من شركة المؤمنين (ألكالا، همبرت ص157).
مُحْنَرَم: مفضل، مكرم، ذو حظوة عند الأمراء وغيرهم (ألكالا).
ومحترم: مكان مفضل (الكالا).
باب الحاء والراء والميم معهما ح ر م، ح م ر، م ح ر، م ر ح، ر ح م، ر م ح كلهن مستعملات

حرم: الحَرَمُ: حَرَمُ مَكّةَ وما أحاط بها إلى قريبٍ من المَواقيت التي يُحْرِمُون منها، مَفصول بين الحِلِّ والحَرَم بمِنىً. والمُحَرَّم في شعر الأعشى هو الحَرَم حيث يقول:

بأجْيادَ غربيَّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

وقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: مَكَّةُ حَرَمُ إبراهيم، والمدينةُ حَرَمي.

(والمُحَرَّم هو الحَرَم) ، ورجلٌ حِرْميٌّ: منسوبٌ إلى الحَرَم، قال:

لا تَأْويَنَّ لِحرميٍّ مررتَ به ... يوماً وإنْ أُلِقَي الحِرْميُّ في النار

[وإذا نسبوا غير النّاس (فتحوا وحرّكوا) فقالوا] : منسوبٌ إلى الحَرَم. أي: مُحْرِمون. وتقول: أحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ وحَرام، ويقالُ: إنّه حَرامٌ على مَن يرومُه بمكروهٍ، وقَومٌ حرم أي: محرمون. والأَشهُرُ الحُرُم ذو القَعْدة وذو الحِجة والمُحَرَّم ورَجَبٌ، ثلاثة سَرْدٌ وواحد فَرْدٌ . والمُحَرَّم سُمِّيَ به لأنَّهم [لا] يَسْتَحلُّونَ فيه القتال. وأَحْرَمْتُ: دَخَلْتُ في الشهر الحَرام. والحُرْمةُ: ما لا يَحِلُّ لكَ انتِهاكُه. وتقول: فلانٌ له حُرْمةٌ أي تَحَرَّمَ منّا بصُحبةً وبحَقٍّ. وحُرَمُ الرجل: نِساؤه وما يَحمي. والمَحارِمُ: ما لا يحِلّ استحلالُه. والمَحْرَم: ذو الرّحم في القرابة [وذات الرّحم في القرابة] أي: لا يحِلّ تَزويجُها، يقال: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَم [وهي ذات رَحِمٍ مَحْرَم] قال: .

وجارة البَيْتِ أراها مَحْرَما

وحَريمُ الدار: ما أُضيفَ إليها من حُقوقها ومَرافِقها (وحَريم البِئْر: مُلْقَى النَّبيثَة والمَمْشَى على جانِبَيْها ونحو ذلك. وحَريمُ النَّهر: مُلْقَى طينه والمَمْشَى على حافَتَيْه) . والحَريمُ: الذي حَرُمَ مَسُّه فلا يُدْنَى منه. وكانت العَرَبُ إذا حَجُّوا ألْقَوا الثِّيابَ التي دَخَلوا بها الحَرَمَ ، فلا يلبَسونها ما داموا في الحَرَم، قال  كفى حزنا كري عليه كأنه ... لقى بين أيدي الطائفين حَريمُ

والحَرامُ ضِدُّ الحَلال، والجميع حُرُم، قال:

وباللّيْل هُنَّ عليه حُرُمْ

والمَحرومُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْماناً، ويُقَرأ (قوله تعالى) : وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ

، أي واجب، عليهم، حَتْم لا يَرجِعونَ إلى الدنيا بعد ما هَلَكُوا. ومن قَرَأَ: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ

يقول: حُرِّمَ ذلك عليها فلا يُبْعَث دون يوم القيامة. وحَرِمَ الرجل إذا لج في شيءٍ ومَحَكَ . والحَرْمَى من الشّاء والبَقَر هي المُسْتَحْرِمة، تقول: استَحْرَمَتْ حِرْمةً إذا أرادَتْ السِّفاد وهُنَّ حَرَامَى أي مُستَحْرمات. والقَطيعُ المُحَرَّم: السَّوْط الذي لم يَمْرُنْ، قال الأعشى:

تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ في جَنْبِ مَأْقِها ... تُراقِبُ كَفّي والقَطيعَ المُحَرَّما  رحم: الرَّحمن الرَّحيم: اسمانِ مُشتَقّانِ من الرَّحْمة، ورَحْمةُ الله وسعت كل شيء، (وهو أرحم الراحمين) ، ويقال: ما أقرَبَ رُحْمَ فلانٍ إذا كانَ ذا مَرْحَمةٍ وبرٍّ، وقوله- جلَّ وعزَّ- وَأَقْرَبَ رُحْماً

، أي أَبَرَّ بالوالدَيْن من القتيل الذي قَتَلَه الخَضْرُ- عليه السلام-، [وكان الأبَوان مُسلِمَيْن والابْنُ كان كافِراً فوُلِدَ لهما بعدُ بنتٌ فوَلَدَت نبيّاً، وأنشد:

أحْنَى وأرحَمُ من أُمٍّ بواحدها ... رُحْماً وأشجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضاري)

والمَرْحمةُ: الرَّحْمة، [تقول: رَحِمْتُه أَرْحَمُه رَحْمةً ومَرْحمة، وتَرَحَّمْت عليه، أي قلت: رَحْمةُ اللهِ عليه، وقال الله- جلَّ وعزّ- وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أي أوصَى بعضُهم بعضاً برحمة الضَّعيف والتَّعْطُّف عليه) . والرَّحِمُ: بيْتُ مَنبِت الوَلَد ووِعاؤه في البَطْن. وبينهما رَحِمٌ أي قَرابةٌ قريبة، قال الأعشى:

نُجْفَى وتُقطَعُ منا الرَّحِمْ

[وجمعُه الأرحام. وأما الرَّحِم الذي جاء

في الحديث: الرَّحِمُ مُعَلَّقةٌ بالعَرْش، تقول: اللهُمَ صِلْ من وَصَلَني واقطَعْ من قَطَعْني

فالرَّحِمُ القرابة تجمَع بني أَبٍ. وناقة رَحُومٌ: أصابَها داءٌ في رَحِمها فلا تَلْقَح، تقول: قد رَحُمِتَ رُحْماً، وكذلك المرأة رَحِمَت ورَحُمَت إذا اشتَكَتْ رَحِمَها] » .

مرح: المَرَحُ: شِدَّة الفَرَح حتى يُجاوزَ قَدْرَه. وفَرَسٌ (مَرِحٌ) مِمْراح مَرُوحٌ، وناقة مِمْراحٌ مَرُوحٌ، وقال:

نطوي الفَلا بمَرُوحٍ لحمُها زِيَمُ

ومَرْحَى: كلمة تقولها العَرَبُ عند الإصابة. والتَّمريحُ: أنْ تُمْلأَ المَزادةُ أوَّلَ ما تُخْرَزِ حتى تُكْتَمَ خُروزُها ، تقول: ذَهَبَ مَرَحُ المَزادة إذا لم يَسِلْ ماؤها، وقد مَرِحَتِ [العين] مَرَحاناً: [اشْتدّ سَيَلانها] ، [قال] :

[كأنَّ قَذًى في العَيْن قد مَرِحَت به ... وما حاجة الأخرى إلى المَرَحان]

ويقال: مَرِّح جلْدَك أي: ادهَنْه، قال الطرماح:

مدبوغة لم تمرح  رمح: الرُّمْح [واحدُ] الرِّماح. والرِّماحةُ: صَنْعَةُ الرَّمّاح. والرامِحُ: نَجْمٌ يقال له السِّماكُ المرزم. و [ذو] الرُّمَيْح : ضَرْبٌ من اليرابيع، طويل الرِّجْلَيْن في أوساط أوظفته، في كلّ وَظيفٍ فَضل ظُفْر. وأخَذَتِ البُهْمَى رِماحَها: إذا امتَنَعَتْ من المراعي. ورَمَحَتْ الدّابَّةُ بِرجْلِها تَرْمَحُ بها رَمْحاً، [وكل ذي حافر يَرْمَح رمحاً إذا ضَرَب برِجْلَيْه، ورُبَّما استُعير الرُّمّحُ لذي الخُفِّ، قال الهذلي:

ّبطَعْنٍ كرَمْح الشَّوْلِ أَمسَتْ غَوارِزاً ... حَواذبُها تَأْبَى على المتُغَبِّرِ]

ويقال: بَرِئْتُ إليكَ من الجِماح والرِّماح، [وهذا من العُيوب التي يُرَدُّ المبَيعُ بها] ويقال: رَمَحَ الجُنْدُبُ أي: ضَرَبَ الحَصَى برِجْله، قال:

والجُنْدُبُ الجَون يَرْمَحُ

حمر: الحُمْرة: لَوْنُ الأَحمْرَ، تقول: قد احمَرَّ الشيء [احمِراراً] إذا لَزِمَ لونَه فلم يَتَغَيَّرْ من حالٍ إلى حال، واحمارَّ يَحمارُّ احميراراً إذا كان عَرَضَاً حادثاً لا يثُبتُ، كقولك: جَعَلَ يَحمارُّ مَرَّةً ويَصفارُّ مرّةً. والحَمَرُ: داء يعتري (الدابَّةَ) من كَثْرة الشَّعير، تقول: حَمِرَ يَحْمَرُ حَمَراً، وبِرْذَوْنٌ حَمِرٌ، [وقال امرؤ القيس:

لَعَمْري لَسَعْدُ بن الضبِّابِ إذا غَدا ... أحَبُّ إلينا منكَ، فا فَرَسٍ حَمِرْ

أراد: يا فا فَرَسٍ حَمِره، لقَّبَه بفي فَرَسٍ حَمِرٍ لنَتَنِ فيه] . والحُمْرة : داء يعتَري الناسَ فَتَحمَرُّ مَواضِعُها، يُعالَجُ بالرُّقْية. والحِمار: [العَيْر الأهْليّ والوَحْشّي] ، والعَدَدُ : أحمِرة، والجميع: الحَمير والحمر والحُمُرات، والأنثى حِمارة وأَتانٌ. والحَمِيرة: الأُشْكُزُّ : [مُعَرَّب وليس بعَربيٍّ، وسُمِّيَتْ حَميرةٌ لأنَّها تَحْمَرُ أي: تُقْشَرُ، وكلُّ شيءٍ قَشَرْتَه فقد حَمَرْتَه فهو محمُورٌ وحَميرٌ] . والخَشَبة التي يَعْمَلُ عليها الصَّيْقلُ يقال لها: الحِمار: وحِمارَةُ القَدَم: هي المُشْرفة بين مَفصِلِها وأصابعها من فوق.والحِمار: خَشَبةٌ في مُقَدَّم الرَّحْل تقبِضُ عليها المرأةُ، وهي في مُقَدَّم الإِكافِ أيضاً، قال الأعشى:

كما قيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا

وحِمارُ قَبّان: دُوَيْبَّة صغيرة لازِقةٌ بالأرض ذات قوائم كثيرة.

وفي الحديث : غَلَبتنا عليكَ هذه الحَمْراء

يعني العَجَم والموالي، لسُمْرة ألوان العَرَب وحُمْرة ألوان العَجَم. وفَرَسٌ مِحْمَر وجمعُه مَحامِر ومَحامير أي: يَجري جَرْيَ الحِمار من بُطْئِه، [قال:

يدِبُّ إذْ نَكَسَ الفُحْجُ المَحاميرُ] .

والحُمَّرة: ضرَبْ من الطير كالعصافير، وبعضٌ يجعَلُ العصافير الحُمَّرة، قال:

يا لكِ من حُمَّرةٍ بالجَنْفَر

وحَمارَّةُ الصيَّفْ: شِدَّة وقت الحَرّ، ولم اسمَع على فَعَالْة غير هذه والزّعارّة. ثم سَمِعت بخراسان صَبارّة الشِّتاء، وسَمِعتُ: إنْ وراءَك لقُرّاً حِمِرّاً. والأحمَرانِ: الزَّعْفَران والذهب. ومَوْتٌ أحمر، ومِيتَةٌ حمراء، أي: شديدة، قال:

نُسقَى بأيدينا مَنايا حُمْرا

وسنةٌ حمراء أي: شديدة، قال:

إليكَ أشكوُ سنَوَاتِ حُمْرا

أُخْرِجَ على نَعْت الأعوام فلم يقل حمراوات .

محر: المَحارة: دابَّة في الصَّدَفَيْن. والمَحارة: باطن الأُذُن . والمَحارة: ما يُوجَرُ به الصَّبيُّ ويُلَدُّ، ورُبَّما سُقِيَ فيها باللَّبَن لعِلّه» .
الْحَاء وَالرَّاء وَالْمِيم

الحِرْمُ والحَرَامُ: نقيض الْحَلَال. وَجمعه حُرُمٌ. وَقد حَرُمَ عَلَيْهِ الشَّيْء حُرْما وحَراما، وحَرَّمَه الله عَلَيْهِ. وحَرُمَت الصَّلَاة على الْمَرْأَة حُرُما وحُرْما، وحَرِمَتْ عَلَيْهَا حَرَما وحَرَاما. وحَرُمَ عَلَيْهِ السّحُور حُرما وحَرِمَ لُغَة. والمَحارِمُ: مَا حَرَّمَ الله.

ومَحارِمُ اللَّيْل: مخاوفه، يَحْرُمُ على الجبان أَن يسلكها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

مَحارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ

حينَ ينامُ الورَعُ المزَلَّجُ

ويروى: مخارم اللَّيْل، أَي أَوَائِله.

وأحْرَمَ الشَّيْء: جعله حَراما.

والحريمُ: مَا حُرّمَ فل يمس.

وحَرَمُ مَكَّة مَعْرُوف، وَهُوَ حَرَم الله وحَرَمُ رَسُوله.

والحَرَمانِ: مَكَّة وَالْمَدينَة. وَالْجمع أحْرامٌ. وأحرَمَ الْقَوْم، دخلُوا فِي الحرَم. وَرجل حَرامٌ: دَاخل فِي الحرَمِ. وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميع والمؤنث. وَقد جمعه بَعضهم على حُرُمٍ. وَالنّسب إِلَى الحَرَمِ حِرْمِيّ، وَهُوَ من المعدول الَّذِي يَأْتِي على غير قِيَاس. قَالَ الْأَعْشَى:

لَا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مررتَ بِهِ ... يَوْمًا، وَإِن أُلْقِىَ الحِرْمِيُّ فِي النَّارِ

وَقَالَ النَّابِغَة:

مِنْ قَولِ حِرْمِيَّةٍ قَالَت وَقد ظَعَنوا ... هَل فِي مخَفِّيكُم مَنْ يَشْتَرِي أَدَما

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

لهنّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كَأَنَّهَا ... ضَرائرُ حِرْمِىٍّ تَفاحَش غارُها قَالَ الْأَصْمَعِي: أَظُنهُ عَنى قُريْشًا، وَذَلِكَ أَن أهل الحَرمِ أول من اتخذ الضرائر.

وَقَالُوا فِي الثَّوْب الْمَنْسُوب إِلَيْهِ: حَرَمِيّ، وَذَلِكَ للْفرق الَّذِي يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ كثيرا ويعتادونه فِي مثل هَذَا.

والحرِيمُ: مَا كَانَ المُحْرِمونَ يلقونه من الثِّيَاب فَلَا يلبسونه. قَالَ:

كَفَى حَزَنا كَرّي عَلَيْهِ كأنَّه ... لَقى بَين أَيدي الطائِفينَ حرِيمُ

وبلد حَرَامٌ، وَمَسْجِد حرامٌ، وَشهر حرامُ. وَالْأَشْهر الحُرُمُ أَرْبَعَة: ثَلَاثَة سرد وَوَاحِد فَرد، فالسرد ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم والفرد رَجَب. وَفِي التَّنْزِيل: (مِنْهَا أربَعةٌ حُرُمُ) وَقَوله: مِنْهَا، يُرِيد الْكثير، ثمَّ قَالَ: (فَلَا تَظْلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم) لما كَانَت قَليلَة.

والمُحَرَّمُ: شهر الله، سمته الْعَرَب بِهَذَا الِاسْم لأَنهم كَانُوا لَا يسْتَحلُّونَ فِيهِ الْقِتَال، وأضيف إِلَى الله تَعَالَى إعظاما لَهُ، كَمَا قيل للكعبة بَيت الله. وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ من الْأَشْهر الحُرُمِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي. وَجمع المُحَرَّمِ ومَحاِرُم ومَحارِيمُ ومُحَرَّماتٌ.

وحَرَم وأحْرَمَ: دخل فِي الشَّهْر الْحَرَام، قَالَ:

وَإِذ فَتَك النُّعمانُ بالناسِ مُحْرِما ... فملِّيء مِنْ عَوفِ بن كعبٍ سَلاسِلُه

فَقَوله: مُحْرِما، لَيْسَ من إِحْرَام الْحَج، وَلكنه الدَّاخِل فِي الشَّهْر الْحَرَام.

والحَرْمَ: الإحْرامُ بِالْحَجِّ، وَفِي حَدِيث عَائِشَة: كنت أطيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحلِّهِ ولحُرْمِه.

والحُرمَةُ: مَا لَا يحل انتهاكه. وَقَوله تَعَالَى: (ذلكَ وَمن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) قَالَ الزّجاج: هِيَ مَا وَجب الْقيام بِهِ وحَرُمَ التَّفْرِيط فِيهِ. فَأَما قَول أُحيحة، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

قَسَما مَا غيرَ ذِي كذِبٍ ... أَن نُبيحَ الحِصْنَ والحُرَمَه فَإِنِّي أَحسب الحُرَمَة لُغَة فِي الحُرْمَةِ، وَأحسن من ذَلِك أَن تَقول: والحُرُمَة، بِضَم الرَّاء، فَيكون من بَاب ظلمَة وظلمة، أَو يكون أتبع الضَّم الضَّم للضَّرُورَة، كَمَا أتبع الْأَعْشَى الْكسر الْكسر أَيْضا فَقَالَ:

أذاقَتْهمُ الحَربُ أنفاسَها ... وَقد تُكرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ

إِلَّا أَن قَول الْأَعْشَى قد يجوز أَن يتَوَجَّه على الْوَقْف، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْله: مَرَرْت بِالْعَدْلِ.

وحُرَمُ الرجل: نساؤه وَمَا يحمي، وَهِي المحارِمُ، واحدتها مَحرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ.

ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْوِيجهَا، قَالَ:

وجارَةَ البيْتِ أَرَاهَا مَحرَما

والحُرْمَةُ: الذِّمَّة. وأحْرمَ الرجل، إِذا كَانَت لَهُ ذمَّة، قَالَ الرَّاعِي:

قَتَلوا ابنَ عَفانَ الخليفَةَ مُحْرِما ... ودَعا فَلم أرَ مِثْلَه مقتولا

ويروى: مخذولا. وَقيل: أَرَادَ بقوله مُحرِما، أَنهم قَتَلُوهُ فِي آخر ذِي الْحجَّة.

وتَحرَّمَ مِنْهُ بحُرْمَةٍ: تحمى وتمنع.

والمُحْرِمُ: المسالم، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

إِذا مَا أصابَ الغَيثُ لم يَحْمِ غَيْثَهم ... من الناسِ إِلَّا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ

هَكَذَا أنْشدهُ: أصَاب الْغَيْث، بِرَفْع الْغَيْث، وأراها لُغَة فِي صاب، أَو على حذف الْمَفْعُول كَأَنَّهُ: إِذا أَصَابَهُم الْغَيْث، أَو أصَاب الْغَيْث بِلَادهمْ فأعشبت. وأنشده مرّة أُخْرَى:

إِذا شربوا الغيثِ

والمكافِلُ: المجاور المحالف. وحَرَمُ الرجل وحَرِيمُه: مَا يُقَاتل عَنهُ ويحميه، فَجمع الحرمِ أحْرامٌ، وَجمع الحرِيمِ حُرُمٌ.

وَفُلَان مُحْرِمٌ بِنَا، أَي فِي حرِيمنا.

وحَرِيمُ الدَّار: مَا أضيف إِلَيْهَا وَكَانَ من حُقُوقهَا ومرافقها.

وحَرِيمُ الْبِئْر: ملقى النبيشة والممشى على جانبيها وَنَحْو ذَلِك.

وحَرَمَه الشَّيْء يَحْرِمُه، وحرِمَه، حِرمانا وحَرِما وحَرِيما وحِرْما وحَرِمَةً وحَرِمةً وحَرِيمةً، وأحْرَمه، لُغَة لَيست بِالْعَالِيَةِ، كُله: مَنعه. قَالَ الشَّاعِر:

وأنُبِئتُها أحْرَمتْ قومَها ... لتِنْكحَ فِي مَعْشرٍ آخرِينا

وَرجل محرومٌ: مَمْنُوع من الْخَيْر. وَقَوله تَعَالَى: (والَّذين فِي أموالِهم حَقٌ مَعْلُوم للسائِلِ والمحرومِ) قيل: المحروم الَّذِي لَا ينمى لَهُ مَال، وَقيل أَيْضا إِنَّه المحارف الَّذِي لَا يكَاد يكْتَسب.

وحَرِيمَةُ الرب: الَّتِي يمْنَعهَا من شَاءَ من خلقه.

وأحْرَمَ الرجل: قمره. وحَرِمَ هُوَ فِي اللعبة حرما: قمر وَلم يقمر هُوَ.

ويخط خطّ فَيدْخل فِيهِ غلْمَان وَيكون عدتهمْ من خَارج الْخط فيدنو هَؤُلَاءِ من الْخط ويصافح أحدهم صَاحبه، فَإِن مس الدَّاخِل الْخَارِج فَلم يضبطه قيل للداخل: حَرِمَ، وأحرَمَ الْخَارِج الدَّاخِل. وَإِن ضَبطه الدَّاخِل فقد حَرمَ الْخَارِج وأحْرَمَه الدَّاخِل.

وحَرِمَ الرجل حَرَما: لج ومحك.

وحَرِمَت المعزى وَغَيرهَا من ذَوَات الظلْف حِراما واسْتَحرمَتْ: أَرَادَت الْفَحْل، وَهِي حَرْمَى وَجَمعهَا حِرَامٌ وحَرَامَي، فُسر على مَا يُفسر عَلَيْهِ فعلى الَّتِي لَهَا فعلان، نَحْو: عجلَان وعجلى، وغرثان وغرثى. وَالِاسْم الحَرَمَةُ والحِرْمَةُ، الأولى عَن الَّلحيانيّ. وَكَذَلِكَ الذئبة والكلبة، وأكثرها فِي الْغنم. وَقد حكى ذَلِك فِي الْإِبِل. وَجَاء فِي بعض الحَدِيث: " الَّذين تقوم عَلَيْهِم السَّاعَة تُسلط عَلَيْهِم الحِرْمَةُ ويُسلبون الْحيَاء " فَاسْتعْمل فِي ذُكُور الأناسي.

والمُحَرَّمُ من الْإِبِل مثل العرضي، وَهُوَ الذلول الْوسط الصعب التَّصَرُّف حِين تصرفه. وناقة مُحرمَة: لم ترض. والمُحَرَّمُ من الْجُلُود: مَا لم يدبغ، أَو دبغ فَلم يتمرن وَلم يُبَالغ.

وسوط مُحَرَّمٌ: جَدِيد لم يلين، قَالَ الْأَعْشَى:

تَرى عَينَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ غَرْزِها ... تُراقِبُ كفيِّ والقطيعَ المحرَّما

وَقَوله تَعَالَى: (وحَرامٌ عَلى قَريةٍ أهْلَكناها) قيل مَعْنَاهُ، وَاجِب.

وَقد سمت حِريما، وَهُوَ أبوحى مِنْهُم، وحَرَاما. وَفِي الْعَرَب بطُون ينسبون إِلَى حِرامٍ: بطن فِي بني تَمِيم، وبطن فِي جذام، وبطن فِي بكر بن وَائِل.

وحَرامٌ: مولى كُلَيْب.

وحَريمةُ: رجل من أنجادهم، قَالَ الكلحبة الْيَرْبُوعي:

فَأدرَكَ إبقاءَ العَرادةِ ظَلْعُها ... وَقد جَعلْتني منْ حِريمةَ إصبَعا

وحَرِمٌ: اسْم مَوضِع قَالَ ابْن مقبل:

حَيّ دارَ الحَيّ لَا حَيَّ بهَا ... بسخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ

والحَيرَمُ: الْبَقر، واحدتها حَيِرَمةٌ. قَالَ الْأَصْمَعِي: لم نسْمع الحَيرمَ إِلَّا فِي شعر ابْن أَحْمَر، وَله نَظَائِر سَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله. قَالَ ابْن جني: وَالْقَوْل فِي هَذِه الْكَلِمَة وَنَحْوهَا، وجوب قبُولهَا. وَذَلِكَ لما ثبتَتْ بِهِ الشَّهَادَة من فصاحة ابْن أَحْمَر فإمَّا أَن يكون شَيْئا أَخذه عَمَّن ينْطق بلغَة قديمَة لم يُشَارك فِي سَماع ذَلِك مِنْهُ على حد مَا قُلْنَاهُ فِي من خَالف الْجَمَاعَة وَهُوَ فصيح، كَقَوْلِه فِي الذُرَحْرِح: الذُّرَّحرُح، وَنَحْو ذَلِك. وَإِمَّا أَن يكون شَيْئا ارتجله ابْن أَحْمَر، فَإِن ابْن الْأَعرَابِي إِذا قويت فَصَاحَته وسمت طَبِيعَته تصرف وارتجل مَا لم يسْبقهُ أحد قبله بِهِ، فقد حُكيَ عَن رؤبة وَأَبِيهِ انهما كَانَا يرتجلان ألفاظا لم يسمعاها وَلَا سبقا إِلَيْهَا، وعَلى هَذَا قَالَ أَبُو عُثْمَان: مَا قيس على كَلَام الْعَرَب فَهُوَ من كَلَام الْعَرَب. 
حرم
حرَمَ يَحرِم، حِرْمًا وحِرْمانًا، فهو حارِم، والمفعول مَحْروم
• حرَمه الميراثَ/ حرَمه من الميراث: منعه إيّاه "حرمتنا الظروفُ الاقتصاديّة التَّمتُّع بمباهج الحياة- حرَمه الدراسةَ/ من الدراسةِ: منَعه منها- صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ [حديث] " ° حِرْمان الذَّات: امتناع المرء طوعًا عن بعض الأشياء. 

حرُمَ على يَحرُم، حُرْمًا وحَرامًا وحُرمَةً، فهو حريم، والمفعول محروم عليه وحريم
• حرُم الشَّيءُ عليه: امْتَنَع "حرُم عليه الخروجُ- يحرُم الصَّومُ على الحائض- حرُمت المرأةُ على زوجها: مُنع من مسِّها- تفنى اللَّذاذة ممَّن نالَ صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثمُ والعارُ" ° مكان حرام: لا يُنتهك. 

أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن يُحرِم، إحرامًا، فهو مُحرِم، والمفعول محرَم به
• أحرَم الرَّجلُ: دخل في الحرَم، أو في البلد الحرام، أو في الشهر الحرام، أو في حُرْمةٍ من عهد وميثاق.
• أحرم بالصَّلاة: دخل فيها بتكبيرة الإحرام.
• أحرم بالحجّ/ أحرم بالعمرة: حرُم عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصَّيد والنِّساء.
• أحرم عن الشَّيء: أمسك وامتنع عنه "أحرم عن قول السُّوء". 

احترمَ يَحترِم، احترامًا، فهو مُحترِم، والمفعول مُحترَم
• احترمه: كرّمه وأكبره، هابه، ورعى حرمتَه، أحسن معاملتَه حبًّا ومهابةً "من مكارم الأخلاق احترام المرء من هم أكبر منه سنًّا- احترم العهدَ والقوانينَ: التزم به- احترم التقاليدَ: رعاها- احترام الآخرين واجب" ° احترم نفسه: عبارة تقال لمن يتجنَّب القيام بما يسيء إلى سمعته- تفضَّلوا بقبول فائق الاحترام: عبارة تُقال في نهاية التماس أو طلب أو رجاء من مسئول أو رئيس ونحوهما- جديرٌ بالاحترام: يستحقّ التَّقدير- يكنّ له كلّ احترام: يوقِّره ويُكبره. 

استحرمَ يستحرم، استحرامًا، فهو مُستحرِم، والمفعول مُستحرَم
• استحرم الشَّيءَ: عدَّه حَرامًا "يستحرم المسلمُ كلَّ ما يُغضب اللهَ أو الرَّسولَ- تستحرم الأديانُ السَّماويّة الغشَّ والنَّميمةَ". 

حرَّمَ يحرِّم، تحريمًا، فهو مُحرِّم، والمفعول مُحرَّم
• حرَّم الشَّيءَ:
1 - جعله حَرامًا، ضدّ حلَّله "حرَّم اللهُ القمارَ- رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا [حديث]- {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} ".
2 - جعله ممنوعًا "حرَّمت الدّولُ الكبرى التَّجاربَ النَّوويَّة على الدول الصغيرة- حرَّم تحريمًا قاطعًا بيعَ المخدرات".
• حرَّم البلدَةَ: جعل لها حَرَمًا آمنًا " {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} ". 

إحرام [مفرد]: مصدر أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن.
• الإحرام بالحجِّ أو العمرة: (فق) نيَّة الدُّخول في أحدهما، وهو يتطلَّب الامتناع عن لبس المخيط من الثِّياب والصَّيد والنِّكاح والتَّطيُّب وغير ذلك "لباس الإحرام". 

احترام [مفرد]: مصدر احترمَ ° احترام الذَّات: احترام النَّفس والشعور بالكرامة- احترامًا له: بدافع الاحترام- قليل الاحترام للآخرين: مُهين، وَقِح- لك احتراماتي/ تقبّل وافر الاحترام/ مزيد الاحترام: من عبارات المجاملة التي تقال في المكاتبات ونحوها. 

تحريم [مفرد]: مصدر حرَّمَ.
• التَّحريم: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 66 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها اثنتا عشرة
 آية. 

حَرام [مفرد]: ج حُرُم (لغير المصدر):
1 - مصدر حرُمَ على ° ابن حرام: ابن زِنًى، خسيس، لِصّ- البلد الحرام: مكَّة المكرَّمة- البيت الحرام: الكعبة المشرَّفة- الشَّهر الحرام: أحد الأشهر الأربعة الحُرُم التي كان العرب يحرِّمون فيها القتالَ وهي: ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم ورجب، وتسمَّى الأشهرَ الحُرُمَ- المسجِد الحرام: الذي فيه الكعبة- مَنطِقة حرام: لا يمكن انتهاكها أو دخولها إلاّ بتصريح.
2 - محرَّم، شيء ممنوع فعله؛ لا يحلُّ انتهاكُه، عكسه حلال.
3 - ممتنع " {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} ". 

حِرام [مفرد]: ج حِرامات وأحرِمَة: قطعة من نسيج صوفيّ تستخدم غطاءً وفراشًا عند النوم، كما تستخدم غطاء للرأس والجسم "يلبس الحِرام". 

حَراميّ [مفرد]: ج حَراميّة: اسم منسوب إلى حَرام: فاعل الحرام، ويكثر إطلاقُه على اللِّصّ "قبض الشرطيّ على الحراميّ- مأوى للحراميَّة". 

حَرَم [مفرد]: ج أحْرام:
1 - ما لا يحلّ انتهاكه، وما يحميه الرَّجل ويدافع عنه "بيت الرَّجل وأسرته حَرَم- الحَرَم المكيّ/ القدسيّ/ النبويّ/ الجامعيّ" ° ثالث الحَرَمين/ الحرم الأقصى: بيت المقدس- حَرَم الرَّجل: ما يقاتل عنه ويحميه، وشاع استعماله بمعنى الزَّوجة.
2 - اسم ذات، مكّة وما حولها "حَمام الحَرَم [مثل]: يُضرب به المثل في الأمن والصّون- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} " ° البيت الحرَم: الكعبة المشرَّفة، بيت الله الحرام.
• الحَرَمان: مكّة المكرَّمة والمدينة المنوّرة، وما أحاط بهما إلى قريب من المواقيت التي يُحرِمون منها. 

حُرْم [مفرد]: مصدر حرُمَ على. 

حِرْم [مفرد]:
1 - مصدر حرَمَ.
2 - حرام. 

حِرْمان [مفرد]:
1 - مصدر حرَمَ.
2 - خسران وخسارة "مَنْ سأل صاحبَه فوق طاقته فقد استوجب الحِرْمان: الحثّ على الابتعاد عن المطالب المتعذِّرة" ° حِرْمان البصر: العمى.
• حرمان من الإرث: (قن) منع شخص من ميراث كان يعتمد عليه. 

حُرْمانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حُرْمة: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من حُرْمة: على غير قياس "جاء رفضه اعتمادًا على مبدأ طهارة اليد وحُرْمانيّة المال العام". 

حُرْمة [مفرد]: ج حُرُمات (لغير المصدر {وحُرْمات} لغير المصدر) وحُرَم (لغير المصدر):
1 - مصدر حرُمَ على ° رعى عليه حُرمته: حفظها- فلانٌ له حُرمة: تحرّم بنا بصحبة أو بحقّ.
2 - حَرَم الرجل، أهلُه "يحمي الرجلُ حُرْمَتَه".
3 - ما لا يحلّ انتهاكُه من ذمَّة أو حقّ أو صحبة أو غير ذلك "انتفض العربُ والمسلمون دفاعًا عن حُرْمة بيت المقدس- حُرْمة المقابر".
4 - امرأة "زوجة الرَّجل حُرْمته".
5 - مهابة، وهي الاسم من الاحترام "له حُرْمة بين أهله وعشيرته- لكلّ بيت حُرمتُه".
6 - حِمًى وملاذ "هو في حُرْمةِ فلان". 

حَريم [مفرد]: ج أحْرام وحرائمُ وحُرُم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرُمَ على.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حرُمَ على: ما حُرِّم فلا ينتهك "جعلوا من ذلك حَريمًا".
• الحريم من كلِّ شيء: ما تبعه فحرُم بحرمته من مرافق وحقوق ° حريم الدَّار: ما أضيف إليها من حقوقها ومرافقها- حريم الرَّجل: ما يقاتل دونه ويحميه- حريم المسجد: الموضع المحيط به. 

مُحترَم [مفرد]: اسم مفعول من احترمَ ° المحترم: لقب تعظيم واحترام يُستعمل في المكاتبات والرَّسائل، ويُذكر عادة بعد الاسم أو الرُّتبة. 

مُحرَّم [مفرد]: ج محرَّمات ومَحارِمُ ومَحاريمُ: اسم مفعول من حرَّمَ ° مَنطِقة مُحرّمة: لا يمكن انتهاكَها أو دخولُها إلاّ بتصريح.
• المحرَّم: الشّهر الأوَّل من شهور السنة الهجريَّة، يليه صَفَر، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يحرِّمون فيها القتالَ "اليوم غُرَّة المحرَّم". 

مَحْرَم [مفرد]: ج مَحارِمُ:
1 - ذو الحُرْمة "انتهاك محرم".
2 - ما حرَّم الله تعالى "القتل والزِّنا من المحارم- إنَّ من
 أعظم المكارم اتِّقاءَ المحارم".
• المَحْرم من النِّساء والرِّجال: القريب الذي يحرم التزوّج به أبدًا "وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ [حديث] ". 

مُحْرِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن.
2 - من أحرم بالحجِّ والعمرة "المحرم لا يحلُّ له الصَّيد". 

مِحْرَم [مفرد]: ج مَحارِمُ: لباس الإحرام "عندما يرتدي الحاجُّ المِحْرَم يكون قد دخل في النُّسك". 

مَحْرَمَة/ مَحْرُمَة [مفرد]: ج مَحارِمُ:
1 - زوجةُ الرَّجُلُ وعيالُه وما يدخل في حمايته.
2 - ما يحرم انتهاكُه من عهد أو ميثاق أو نحوهما.
3 - مِنديل "مسح عرَقه بمَحْرمَة". 

حرم: الحِرْمُ، بالكسر، والحَرامُ: نقيض الحلال، وجمعه حُرُمٌ؛ قال

الأَعشى:

مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ،

وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ

وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ، بالضم،

حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً،

وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً: لغة في حَرُمَت. الأَزهري: حَرُمَت

الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ

حُرْماً وحَراماً، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً، وحَرِمَ لغةٌ.

والحَرامُ: ما حَرَّم اللهُ. والمُحَرَّمُ: الحَرامُ. والمَحارِمُ: ما حَرَّم

اللهُ. ومَحارِمُ الليلِ: مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها؛

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ،

حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ

(* قوله «المحرج» كذا هو بالأصل والصحاح، وفي المحكم؛ المزلج كمعظم).

ويروى: مخارِمُ الليل أَي أَوائله. وأَحْرَمَ الشيء: جَعله حَراماً.

والحَريمُ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ. والحَريمُ: ما كان المُحْرِمون

يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه؛ قال:

كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه

لَقىً، بين أَيْدي الطائفينَ، حَريمُ

الأَزهري: الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه، وكانت العرب في

الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم

يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم؛ ومنه قول الشاعر:

لَقىً، بين أَيدي الطائفينَ، حَريمُ

وقال المفسرون في قوله عز وجل: يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد؛

كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون: لا نطوف بالبيت في ثياب

قد أَذْنَبْنا فيها، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها

كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور؛ وقالت امرأة من العرب:

اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ،

وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ

تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته، فأَمَرَ اللهُ عز

وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار

فقال: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد؛ قال الأَزهري: والتَّعَرِّي

وظهور السوءة مكروه، وذلك مذ لَدُنْ آدم. والحَريمُ: ثوب المُحْرم، وكانت العرب

تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف. وفي الحديث: أَن

عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

فكان إذا حج طاف في ثيابه؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم

أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم، ولم

يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش، فيكون كل

واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري،

قال: والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ، بكسر الحاء وسكون الراء.

يقال: رجل حِرْمِيّ، فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ.

وحَرَمُ مكة: معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله. والحَرَمانِ: مكة

والمدينةُ، والجمع أَحْرامٌ. وأَحْرَمَ القومُ: دخلوا في الحَرَمِ. ورجل

حَرامٌ: داخل في الحَرَمِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جمعه بعضهم

على حُرُمٍ.

والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام. وقوم حُرُمٌ

ومُحْرِمون. والمُحْرِمُ: الداخل في الشهر الحَرام، والنَّسَبُ إلى

الحَرَم حِرْمِيٌّ، والأُنثى حِرْمِيَّة، وهو من المعدول الذي يأتي على غير

قياس، قال المبرد: يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم:

وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت؛ قال الأَعشى:

لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به،

بوماً، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار

وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم، واستشهد به ابن بري في أَماليه

على هذه الصورة، وقال: هذا البيت مُصَحَّف، وإنما هو:

لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به،

يوماً، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار

الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ،

والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار

وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني:

كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي،

بذي المَجازِ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما

من قول حِرْمِيَّةٍ قالت، وقد ظَعنوا:

هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما؟

وقال أَبو ذؤيب:

لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ، كأَنها

ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها

قال الأَصمعي: أَظنه عَنى به قُرَيْشاً، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول

من اتخذ الضرائر، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ، وذلك للفرق الذي

يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا. وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ

وشهر حرام.

والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ،

فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ، والفَرْدُ رَجَبٌ. وفي

التنزيل العزيز: منها أَربعة حُرُمٌ؛ قوله منها، يريد الكثير، ثم قال:

فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة.

والمُحَرَّمُ: شهر الله، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا

يستَحلُّون فيه القتال، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة

بيت الله، وقيل: سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ؛ قال ابن سيده: وهذا

ليس بقوي. الجوهري: من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها

القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور، وكان

الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون: حَرّمْنا عليكم القتالَ في

هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في

هذه الشهور، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ. الأَزهري:

كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية؛ وأَنشد

شمر قول حميد بن ثَوْر:

رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ،

شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما

قال: وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، وقال: قاله ابن الأَعرابي؛ وقال

الآخر:أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما،

وشَهْرَيْ جُمادَى، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما

وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

خَطَبَ في صِحَّته فقال: أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق

السموات والأرض، السَّنَة اثنا عشر شهراً، منها أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ

مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين

جُمادَى وشعبان. والمُحَرَّم: أَول الشهور. وحَرَمَ وأَحْرَمَ: دخل في

الشهر الحرام؛ قال:

وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً،

فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ

فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ.

والحُرْمُ، بالضم: الإحْرامُ بالحج. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت

أُطَيِّبُه، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه؛

الأَزهري: المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام

والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة، وكانت تُطَيِّبُه إذا

حَلّ من إحْرامه؛ الحُرْمُ، بضم الحاء وسكون الراء: الإحْرامُ بالحج،

وبالكسر: الرجل المُحْرِمُ؛ يقال: أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ. والإِحْرامُ: مصدر

أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة

وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه

الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأَصل فيه المَنْع، فكأنَّ

المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء. ومنه حديث الصلاة: تَحْرِيمُها

التكبير، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام

والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ

لمنعه المصلي من ذلك، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام

بالصلاة.والحُرْمَةُ: ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه، وكذلك المَحْرَمَةُ

والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها؛ يقال: إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، واحدتها

مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ، يريد أن له حُرُماتٍ. والمَحارِمُ: ما لا يحل

إستحلاله.

وفي حديث الحُدَيْبية: لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله

إلا أَعْطيتُهم إياها؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ؛

يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام.

وقوله تعالى: ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله؛ قال الزجاج: هي ما وجب

القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه، وقال مجاهد: الحُرُماتُ مكة والحج

والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها، وقال عطاء: حُرُماتُ الله معاصي

الله.وقال الليث: الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ، قال

الأَزهري: الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ

خليلُ الله، عليه السلام، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية

والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى

مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ، ولما بعث الله عز وجل

محمداً، صلى الله عليه وسلم، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك، وكتب مع

ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش: أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ

من إرْثِ إبراهيم، فما كان دون المنار، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا

يُقْطَع شجره، وما كان وراء المَنار، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن

صائده مُحْرِماً. قال: فإن قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى: أَوَلم

يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم؛ كيف

يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ؟ فالجواب فيه أَنه عز

وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً، فمن آمن

بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به، ومن

أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ، ومن

أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما

قَتَلَ من الصيد، فإن عاد فإن الله ينتقم منه. وأَما المواقيت التي يُهَلُّ

منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ، وهي من الحلّ، ومن أَحْرَمَ منها

بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام

مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ،

وعن لُبْس الثوب المَخيط، وعن صيد الصيد؛ وقال الليث في قول الأَعشى:

بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

قال: المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ. وتقول: أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ

وحَرامٌ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ،

وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد

والنساء. وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال، وأَحْرَمَ إذا

صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه؛

وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي:

قَسَماً، ما غيرَ ذي كَذِبٍ،

أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه

(* قوله «أن نبيح الخدن» كذا بالأصل، والذي في نسختين من المحكم: أن

نبيح الحصن).

قال ابن سيده: فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ، وأَحسن من ذلك

أَن يقول والحُرُمَة، بضم الراء، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ، أَو

يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً

فقال:أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها،

وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ

إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه

من قولهم: مررت بالعِدِلْ.

وحُرَمُ الرجلِ: عياله ونساؤه وما يَحْمِي، وهي المَحارِمُ، واحدتها

مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة. ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ

تَزْويجُها؛ قال:

وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا

كما بَراها الله، إلا إنما

مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا

كما بَراها الله أَي كما جعلها. وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ والمَحْرَمُ:

ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها، تقول: هو ذو رَحِمٍ

مَحْرَمٍ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الجوهري: يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم

يحل له نكاحُها. وفي الحديث: لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها،

وفي رواية: مع ذي حُرْمَةٍ منها؛ ذو المَحْرَمِ: من لا يحل له نكاحها من

الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم.

والحُرْمَة: الذِّمَّةُ. وأَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ

إذا كانت له ذمة؛ قال الراعي:

قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً،

ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا

ويروى: مَخْذولا، وقيل: أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي

الحِجَّةِ؛ وقال أَبو عمرو: أَي صائماً. ويقال: أَراد لم يُحِلَّ من نفسه

شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ. الأزهري: روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام

إحْرامٌ، قال: وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ

صيامَه، ويقال للصائم أَيضاً

مُحْرِمٌ؛ قال ابن بري: ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من

الدخول في الشهر الحَرام، قال: وإنما هو مثل البيت الذي قبله، وإنما

يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً

يُوقِعُ به، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به، ومنه قول الحسن في الرجل

يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف؛ وقال الآخر:

قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً،

غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ

يريد: قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهري:

الحُرْمة المَهابة، قال: وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا: له

حُرْمَةٌ، قال: وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ. قال أَبو زيد: يقال

هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن

وجب عليه حَقُّه. ويقال: أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه، وذكر أَبو

القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال: سألت عمي عن قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ، قال: المُحْرِمُ الممسك، معناه

أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ؛ وأَنشد لمِسْكين

الدارميّ:

أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ، كأَنها

خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ

أَحَلُّوا على عِرضي، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ،

وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ

قال: وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ:

لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي

أُبَلَّغُ عنكْم، والقُلوبُ قُلوبُ

وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ

ليَرْجِعَ وُدٌّ، والمَعادُ قريبُ

ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي

كرِهْتُ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ

فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ،

فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ

ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ،

إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال، عُيوبُ

ويقال: أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:

إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كأنها

رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ

قال: والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها. وتَحَرَّم منه

بحُرْمَةٍ: تَحَمّى وتَمَنَّعَ. وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر

الحَرامِ؛ قال زهير:

جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ،

وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ؛ وأَنشد بيت زهير:

وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه. والمُحْرِمُ:

المُسالمُ؛ عن ابن الأَعرابي، في قول خِداش بن زهير:

إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ،

من الناس، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ

هكذا أَنشده: أَصاب الغَيْثُ، برفع الغيث، قال ابن سيده: وأَراها لغة في

صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث

بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ وأَنشده مرة أُخرى:

إذا شَرِبوا بالغَيْثِ

والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ.

وحُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ وأَهله. وحَرَمُ الرجل وحَريمُه: ما يقاتِلُ عنه

ويَحْميه، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ، وجمع الحَريم حُرُمٌ. وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي

في حَريمنا. تقول: فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق

وذِمَّةِ. الأَزهري: والحَريمُ

قَصَبَةُ الدارِ، والحَريمُ فِناءُ المسجد. وحكي عن ابن واصل الكلابي:

حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو

الفِناءُ، قال: وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ، وهو

من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما.

وحَريمُ الدار: ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها. وحَريمُ

البئر: مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك؛ الصحاح: حَريم

البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها. وحَريمُ النهر: مُلْقى طينه

والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك. وفي الحديث: حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً،

هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها

الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها،

وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره

التصرفُ فيه.

الأَزهري: الحِرْمُ المنع، والحِرْمَةُ الحِرْمان، والحِرْمانُ نَقيضه

الإعطاء والرَّزْقُ. يقال: مَحْرُومٌ ومَرْزوق. وحَرَمهُ الشيءَ

يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً

(* قوله «وحرماً» أي بكسر فسكون، زاد في

المحكم: وحرماً ككتف) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً،

وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية، كله: منعه العطيّة؛ قال يصف امرأة:

وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها

لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا

أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها. الأَصمعي: أَحْرَمَتْ قومها أَي

حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: كل مُسلمٍ

عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ؛ قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابي

يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه؛ قال الأَزهري: وهذا

بمعنى الخبر، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ

لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه. ويقال: مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي

لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ

بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله.

والتَّحْرِيمُ: خلاف التَّحْليل. ورجل مَحْروم: ممنوع من الخير. وفي

التهذيب: المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً. وقوله تعالى: في أَموالهم

حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم؛ قيل: المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال،

وقيل أَيضاً: إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ. وحَرِيمةُ

الربِّ: التي يمنعها من شاء من خلقه. وأَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، وحَرِمَ في

اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً: قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو؛ وأَنشد:

ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ

ويُخَطُّ خَطٌّ

فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من

الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه

الداخلُ قيل للداخل: حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، وإن ضبطه الداخلُ

فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ. وحَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ

ومَحَكَ. وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً

واسْتحْرَمَتْ: أَرادت الفحل، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها، وهي حَرْمَى، وجمعها حِرامٌ

وحَرامَى، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو

عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ؛ الأَول

عن اللحياني، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم، وقد حكي ذلك

في الإبل. وجاء في بعض الحديث: الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم

الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ، فاسْتُعْمِل في ذكور

الأَناسِيِّ، وقيل: الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً. والحِرْمَةُ،

بالكسر: الغُلْمةُ. قال ابن الأثير: وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ.

وقوله في حديث آدم، عليه السلام: إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ

لم يَضْحَكْ؛ هو من قولهم: أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا

تهْتَكُ، قال: وليس من اسْتِحْرام الشاة. الجوهري: والحِرْمةُ في الشاء

كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ، والحِنَاء في النِّعاج، وهو شهوة البِضاع؛ يقال:

اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل. وقال

الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ

إذا أَرادت الفحل. وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ

وعَجالى، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ، قال ابن بري: فَعْلَى

مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ، وأَما شاة

حَرْمَى فإنها، وإن لم يستعمل لها مذكَّر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن

قياس المذكر منه حَرْمانُ، فلذلك قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ، كما

قالوا عَجالَى وعِجالٌ.

والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ: وهو الذَّلُول الوَسَط

(* قوله

«وهو الذلول الوسط» ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم

بكسرها ولعله أقرب للصواب) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه. وناقة

مُحَرَّمةٌ: لم تُرَضْ؛ قال الأَزهري: سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ

الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ، وفي الصحاح: ناقة

مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ. وفي حديث عائشة: إنه أَراد البَداوَة

فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل.

والمُحَرَّمُ من الجلود: ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ، وجِلد

مُحَرَّم: لم تتم دِباغته. وسوط مُحَرَّم: جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ؛ قال

الأَعشى:

تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها،

تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما

وفي التهذيب: في جنب موقها تُحاذر كفِّي؛ أَراد بالقَطيع سوطه. قال

الأَزهري: وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ،

يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في

الثَّرَى، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً، ثم فتلوها ثم علَّقوها

من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً

وقد أَثقلوها حتى تيبس.

وقوله تعالى: وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون؛ روى قَتادةُ عن

ابن عباس: معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها؛

وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ: بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية

أَي وَجَب عليها، قال: وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها: وحِرْمٌ

على قرية أَهلكناها؛ فسئل عنها فقال: عَزْمٌ عليها. وقال أَبو إسحق في

قوله تعالى: وحرامٌ

على قرية أَهلكناها؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ، قال:

وهو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل لما قال: فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له

كاتبون، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار، فالمعنى حَرامٌ على قرية

أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون؛

وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها،

قال: واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم

تائب؛ قال الأَزهري: وهذا يؤيد ما قاله الزجاج، وروى الفراء بإسناده عن ابن

عباس: وحِرْمٌ؛ قال الكسائي: أَي واجب، قال ابن بري: إنما تَأَوَّلَ

الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى

عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون، ومن جعل حَراماً بمعنى

المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون،

وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية

بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ:

فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً

على شَجْوِهِ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو

وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ، قال الفراء: وحَرامٌ أَفشى في القراءة.

وحَرِيمٌ: أَبو حَيّ. وحَرامٌ: اسم. وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل

حَرامٍ

(* قوله «إلى آل حرام» هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل) بَطْنٌ من

بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل. وحَرامٌ: مولى كُلَيْبٍ.

وحَريمةُ: رجل من أَنجادهم؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ:

فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها،

وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا

وحَرِيمٌ: اسم موضع؛ قال ابن مقبل:

حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها،

بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ

والحَيْرَمُ: البقر، واحدتها حَيْرَمة؛ قال ابن أَحمر:

تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما

قال الأَصمعي: لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر، وله نظائر

مذكورة في مواضعها. قال ابن جني: والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها،

وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر، فإما أَن يكون شيئاً

أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه، على حدّ ما

قلناه فيمن خالف الجماعة، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ

ونحو ذلك، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر، فإن الأَعرابي إذا

قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله، فقد

حكي عن رُؤبَة وأَبيه: أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا

سُبِقا إليها، وعلى هذا قال أَبو عثمان: ما قِيس على كلام العَرَب فهو من

كلام العرب. ابن الأَعرابي: الحَيْرَمُ البقر، والحَوْرَمُ المال الكثير

من الصامِتِ والناطق.

والحِرْمِيَّةُ: سِهام تنسب إلى الحَرَمِ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ،

ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ.

وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس: اسم رجل، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ

جَدُّ الشُّوَيْعِر؛ قال ابن بري يعني قوله:

بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني،

عَمْدَ عَيْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما

وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر. والحرَيمةُ: ما فات من كل مَطْموع فيه.

وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً، بكسر الراء،

وحِرْمَةً

وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه؛ وقال يصف إمرأة:

ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها

لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا

(* قوله «ونبئتها» في التهذيب: وأنبئتها)

قال ابن بري: وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد

أَحدهما من صاحبه، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ، وتروى لابن

أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ، وخطب امرأَة فردته فقال:

ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها

لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا

فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي،

فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا

وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا،

وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا

فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء،

إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا

وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة،

تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا

خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ،

وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا

إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ

أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا

وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ،

تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا

يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه،

إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا

كأَن المَساويكَ في شِدْقِه،

إذا هُنَّ أُكرِهن، يَقلَعنَ طينا

كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ

وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا

أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ

حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه، والوُكُونُ: جمع واكِنٍ مثل جالس

وجُلوسٍ، وهي الجاثِمة، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ

لارتفاعه، والغِسْل: الخطْمِيُّ، واللَّجِينُ: المضروب بالماء، شبَّه ما رَكِبَ

أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء. والحَرِمُ، بكسر

الراء: الحِرْمانُ؛ قال زهير:

وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ

يقولُ: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ

وإنما رَفَعَ يقولُ، وهو جواب الجزاء، على معنى التقديم عند سيبويه

كأَنه قال: يقول إن أَتاه خليل لا غائب، وعند الكوفيين على إضمار الفاء؛ قال

ابن بري: الحَرِمُ الممنوع، وقيل: الحَرِمُ الحَرامُ. يقال: حِرْمٌ

وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى. والحَريمُ: الـصديق؛ يقال: فلان حَريمٌ

صَريح أَي صَديق خالص. قال: وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ

الله لا أَفعلُ ذلك، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك، معناهما واحد. قال:

وقال أَبو زيد يقال للرجل: ما هو بحارِم عَقْلٍ، وما هو بعادِمِ عقل،

معناهما أَن له عقلاً. الأزهري: وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت

الصُّغْرى للكُبْرى؛ قال القتيبي: يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة

الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة، مثال ذلك: نَهْرٌ

يجري لشِرْب العامة، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا

النهر، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة، هذا وما أَشبهه، قال:

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ؛ هو أَن يقول

حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ، وهي لغة العقيلِييّن، قال:

ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق؛ ومنه قوله

تعالى: يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك، ثم قال عز وجل:

قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:

آلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ

حلالاً، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ

وجعل في اليمين الكفارةَ. وفي حديث عليّ

(* قوله «وفي حديث عليّ إلخ» عبارة

النهاية: ومنه حديث عليّ إلخ) في الرجل يقول لامرأته: أَنتِ عليَّ

حَرامٌ، وحديث ابن عباس: من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ، وحديثه الآخر: إذا

حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها. والإحْرامُ والتَّحْريمُ

بمعنى؛ قال يصف بعيراً:

له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ،

فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ

قال ابن بري: الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره: له رَبَّة، وقوله مَزْعَم

أَي مَطْمع. وقوله تعالى: للسائل والمَحْرُوم؛ قال ابن عباس: هو

المُحارِف.أَبو عمرو: الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، والزَّجُومُ التي

لا تَرْغُو، والخَزُوم المنقطعة في السير، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على

الحوض.

والحَرامُ: المُحْرِمُ. والحَرامُ: الشهر الحَرامُ. وحَرام: قبيلة من

بني سُلَيْمٍ؛ قال الفرزدق:

فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي،

فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ

وحَرَام أَيضاً: قبيلة من بني سعد بن بكر.

والتَّحْرِيمُ: الصُّعوبة؛ قال رؤبة:

دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما

يقال: هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب. وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ

أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ. وقوله في الحديث: أَما عَلِمْتَ أَن الصورة

مُحَرَّمةٌ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ، والحديث الآخر:

حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ، فهو في حقه

كالشيء المُحَرَّم على الناس. وفي الحديث الآخر: فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي

بتحريمه، وقيل: الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله. وحديث

الرضاع: فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً. وفي حديث ابن عباس:

وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين:

حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ، فقال: يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي

منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض؛ قال ابن الأَثير: أَراد ابن

عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين

الحُرَّتَين فقال: لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم

يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت،

ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى

الأُخت لأَنها من أَصْهاره، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم

الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه، قال: والفقهاء على خلاف ذلك

فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء، فالآية

المُحَرِّمةُ قوله تعالى: وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف، والآية

المُحِلَّةُ قوله تعالى: وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ.

حرم

1 حَرُمَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حُرْمٌ (Msb, K) and حُرُمٌ (Msb) and حُرْمَةٌ (IKoot, S, Msb) and حِرْمَةٌ (IKoot, Msb) and حَرَامٌ, (Msb, K,) It (a thing, S, Msb) was, or became, forbidden, prohibited, or unlawful, (Msb,) عَلَيْهِ to him. (S, K.) And حَرُمَتِ الصَّلَاةُ, (S, Msb, K,) inf. n. حُرْمٌ (S, K) and حُرُمٌ (K,) and حُرُومٌ; (Az, TA;) and حَرِمَت, (S, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. حَرَمٌ [in the CK حَرْم] and حَرَامٌ; (Msb, K, TA;) Prayer was, or became, forbidden, prohibited, or unlawful, (Msb,) عَلَيْهَا to her; (T, S, K;) namely, a woman (T, S, K) menstruating. (S.) and حَرُمَ السَّحُورُ عَلَى الصَّائِمِ [The meal before daybreak was, or became, forbidden to the faster]. (K.) And حَرُمَتِ المَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا, aor. ـُ inf. n. حُرْمٌ and حَرَامٌ, [The woman was, or became, forbidden to her husband.] (Az, TA.) b2: [Also It (a place, a possession, a right, an office or a function, a quality, a command or an ordinance, &c.,) and he, (a person,) was, or became, sacred, or inviolable, or entitled to reverence, respect, or honour; whence several applications of its part. n. حَرِيمٌ, q. v.]

A2: حَرَمَهُ الشَّىْءَ, aor. ـِ (S, Msb, K;) and حَرِمَهُ الشئ, aor. ـَ (K;) inf. n. حَرِمٌ (S, Msb, K) and حِرْمٌ and حَرِمَةٌ (K) and حِرْمَةٌ and حِرْمَانٌ (S, Msb, K) and حَرِيمَةٌ (S, K) and حَرِيمٌ (K) and مَحْرَمَةٌ; (Har p. 69;) and ↓ احرمهُ الشئ, (S, Msb, K,) but this last is of weak authority; (K;) He denied him, or refused him, the thing; (S, K;) he refused to give him the thing: (TA:) he rendered him hopeless of the thing: (PS:) accord. to the T, حِرْمٌ signifies the act of denying or refusing [a thing]; and حِرْمَةٌ is the same as حِرْمَانٌ; (TA;) which signifies [also the denying, or refusing, a thing; or] the rendering unprosperous, or unfortunate; (KL;) [and frequently, as inf. n. of the pass. v. حُرِمَ, the being denied prosperity; privation of prosperity; ill-fatedness: see its syn. حُرْفٌ.]

A3: حَرِمَتْ, aor. ـَ inf. n. حِرَامٌ; (K;) and ↓ استحرمت; (S, K;) said of a female cloven-hoofed animal, She desired the male: (S, K:) accord. to El-Umawee, (S,) likewise said of a she-wolf and of a bitch: (S, K:) and sometimes also said of a she-camel: but mostly of a ewe or she-goat. (TA.) A4: حَرِمَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. حَرَمٌ, (S,) accord. to Az and Ks, (S,) He was overcome in contending for stakes, or wagers, in a game of hazard, (S, K,) not having himself overcome therein. (K.) A5: Also حَرِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَرَمٌ, (TA,) He persisted; or persisted obstinately; or persisted in contention, litigation, or wrangling; or he contended, litigated, or wrangled. (K.) 2 حرّمهُ, inf. n. تَحْرِيمٌ, (S, Msb, K,) said of God, (K,) and of a man, (S, Msb,) He forbade it, prohibited it, or made it unlawful, (S, Msb, K, *) عَلَيْهِ to him; (S;) as also ↓ احرمهُ, (S, * Msb, K,) inf. n. إِحْرَامٌ. (S.) The saying اَللّٰهُ أَكْبَرُ at the commencement of prayer is termed تَكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِ [The تكبيرة of prohibition], because it prohibits the person praying from saying and doing anything extraneous to prayer: and it is also termed ↓ تكبيرةُ الإِحْرَامِ, meaning the تكبيرة of entering upon a state of prohibition by prayer. (TA.) It is said in a trad., of Ibn-'Abbás, إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهِىَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا [When the man declares his wife to be forbidden to him, it is an oath, which he must expiate]: for the تَحْرِيم of a wife and of a female slave may be without the intention of divorce. (TA.) and حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى, occurring in another trad., [lit. I have forbidden myself wrongdoing, said by Mohammad,] means I am far above wrongdoing. (TA.) تَحْرِيمٌ [as the inf. n. of حُرِّمٌ] means The being refractory, or untractable; [as though forbidden to the rider;] whence مُحَرَّمٌ [q. v.] applied to a camel. (TA.) b2: [Also He made, or pronounced, it, or him, sacred, or inviolable, or entitled to reverence or respect or honour; whence المُحَرَّمُ applied to the حَرَم of Mekkeh, &c:] he, or it, made him, or it, to be reverenced, respected, or honoured. (KL.) A2: He bound it hard; namely, a whip. (KL.) b2: He tanned it incompletely [so that it became, or remained, hard]; namely, a hide. (KL.) A3: See also 4, in two places.4 احرام, [inf. n. إِحْرَامٌ,] He entered upon a thing [or state or time] that caused what was before allowable, or lawful, to him to be forbidden, or unlawful. (S, * Msb. [See also 5.]) And hence, (S, Msb,) He purposed entering upon the performance of the حَجّ or the عُمْرَة: (Msb:) or he (the performer of the حَجّ or the عُمْرَة) entered upon acts whereby what was allowable, or lawful, to him became forbidden, or unlawful; (K, TA;) as venereal intercourse, and the anointing of oneself, and wearing sewed garments, and hunting and the like: (TA:) you say, احرام بِالحَجِّ and بِالعُمْرَةِ, because what was allowable to the person became forbidden; as the killing of objects of the chase, and [venereal intercourse with] women. (S.) And He entered into the حَرَم, i. e. Mekkeh or El-Medeeneh, (K, TA,) or the sacred territory of cither of those cities: (TA:) or he entered into a sacred, or an inviolable, state; or into a state of security or safety, (S, K, TA,) being assured by a compact, or bond, that he should not be attacked [&c.]: (TA:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S,) he entered upon a sacred month; (S, Msb, K;) and so ↓ حرّم, (K, TA, [in the CK حَرَمَ,]) inf. n. تَحْرِيمٌ. (TA.) And He entered [as a subject] into the covenanted state of security of the government of the Khaleefeh. (TA.) 'Omar said, الصِّيَامُ إِحْرَامٌ [Fasting is a state of prohibition], because the faster is prohibited from doing that which would break his fast. (Sh, TA.) And الرَّجُلُ يُحْرِمُ فِى

الغَضَبِ, a saying of El-Hasan, means The man swears in anger, because he becomes prohibited thereby (بِهِ ↓ لِتَحَرُّمِهِ) [from doing, or refraining from, a thing]. (TA.) See also 2, second sentence. b2: احرام عَنْهُ He refrained from it [as though he were prohibited from doing it]. (ElMufaddal, TA.) A2: احرمهُ: see 2, first sentence. b2: See also 1.

A3: Also He overcame him in contending for stakes, or wagers, in a game of hazard; (Az, Ks, S, K;) and so ↓ حرّمهُ, (K,) inf. n. تَحْرِيمٌ. (TA.) 5 تحرّم [He became in a state of prohibition]: see 4. [Thus it is similar to 4 in the first of the senses assigned to this latter above. Like as you say, احرم بِالحَجِّ and بِالعُمْرَةِ, so] you say, تحرّم بِالصَّلَاةِ [He became in a state of prohibition by prayer; i. e.] he pronounced the تَكْبِير [or تَكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِ, also termed تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ, (see 2,)] for prayer; he entered upon prayer. (MA.) b2: [Also He protected, or defended, himself.] Yousay, تحرّم مِنْهُ بِحُرْمَةٍ, meaning تمنّع and تحمّى

[He protected, or defended, himself] بِذِمَّةٍ [by a compact, or covenant, whereby he became in a state of security or safety, or by a promise, or an assurance, of security or safety]; (K;) or بِصُحْبَةٍ

[by companionship]; or بِحَقٍّ [by a right, or due]. (TA.) And تحرّم بِصُحْبَتِهِ [He protected, or defended, himself by his companionship: or, as explained in the PS, he sought protection, or security, by his companionship]. (S.) b3: Also [He was, or became, entitled to reverence, respect, or honour; or] he possessed what entitled him to reverence, respect, or honour. (KL.) 8 احترمهُ He held him in reverence, respect, or honour; he reverenced, respected, or honoured, him. (MA.) [See حُرْمَةٌ. Golius and Freytag explain اِحْتَرَمَ as meaning “ Dignitate et præsidio venerabilis fuit: ” but it is the pass., اُحْتُرِمَ, that has this meaning; or rather, he was held in reverence, &c.; was reverenced, &c.]10 استحرم [He deemed himself in a state of prohibition]. It is said in a trad., of Adam, اِسْتَحْرَمَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِهِ مِائَةَ سَنَةٍ لَمْ يَضْحَكْ [He deemed himself in a state of prohibition, after the death of his son, a hundred years, not laughing]: from أَحْرَمَ signifying “ he entered into a sacred, or an inviolable, state. ” (TA.) A2: استحرمت, said of a female cloven-hoofed animal, &c.: see 1.

حَرْمٌ: see حِرْمٌ.

حُرْمٌ The state of إِحْرَام (Az, S, K) on account of the performance of the حَجّ or the عُمْرَة; (Az, TA;) as also ↓ حِرْمٌ. (K in art. حل. [See 4 in the present art.]) Hence the saying, فَعَلَهُ فِى حُلِّهِ وَحُرْمِهِ, and ↓ فِى حِلِّهِ وَ حِرْمِهِ, He did it when he was free from احرام and when he was in the state of احرام. (K in art. حل.) And hence the saying of 'Áïsheh, respecting Mohammad, كُنْتُ أُطَيِّبُهُ لِحُلِّهِ وَحُرْمِهِ, i. e. [I used to perfume him when he was free from احرام and] when he was in the state of احرام: (S, Msb: *) or when he became free from احرام and when he performed the ablution and desired to enter upon the state of احرام for the حَجّ or the عُمْرَة. (Az, TA.) [حُرْمُكَ in copies of the K, explained as meaning نِسَاؤُكَ وَ مَا تَحْمِى, is a mistranscription for حُرَمُكَ: see حُرْمَةٌ.]

حِرْمٌ: see حُرْمٌ, in two places.

A2: See also حَرَامٌ, in two places. b2: وَ حِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ, (S, * K, * TA,) in the Kur [xxi. 95], (TA,) thus read by some, (S, TA,) means وَاجِبٌ [i. e. It is a necessary lot of the people of a town that we have destroyed that they shall not return] (S, K, TA) to their present state of existence: (TA:) so explained by Ks, (S, TA,) and by I'Ab and Fr and Zj: (TA:) some read ↓ حَرْمٌ: (Bd:) the people of El-Medeeneh read ↓ حَرَامٌ; meaning forbidden; and accord. to this reading and meaning, لا is redundant: (TA:) [or حَرَامٌ in this instance is syn. with وَاجِبٌ, like حِرْمٌ; for it is said that] the explanation of Ks is confirmed by the saying of 'Abd-er-Rahmán Ibn-Jumáneh [in the TA حمانة, app. for جُمَانَة,] ElMuháribee, a Jáhilee, لَا أَرَى الدَّهْرَ بَاكِيًا ↓ فَإِنَّ حَرَامًا عَلَى شَجْوِهِ إِلَّا بَكِيتُ عَلَى عَمْرٍو [For it is a necessary thing that I should not ever see one weeping for his sorrow but I should weep for 'Amr]. (TA.) حَرَمٌ: see حَرَامٌ, with which it is sometimes syn., like as زَمَنٌ is with زَمَانٌ. (S, Msb, TA.) b2: [Hence,] الحَرَمُ The حَرَم [or sacred territory] of Mekkeh, (Lth, Az, Msb, * K,) upon the limits of which were set up ancient boundary-marks [said to have been] built by Abraham; (Az, TA;) also called حَرَمُ اللّٰهِ and حَرَمُ رَسُوِلِ اللّٰهِ (K) and ↓ المُحَرَّمُ: (Lth, K:) also the حَرَم of El-Medeeneh: (Msb:) [and Mekkeh itself: and El-Medeeneh itself:] and الحَرَمَانِ [the sacred territory of Mekkeh and that of El-Medeeneh: and] Mekkeh [itself] and El-Medeeneh [itself]: pl. أَحْرَامٌ: (K:) and حَرَمُ اللّٰهِ is also applied to Mekkeh [itself]. (S.) b3: See also حَرِيمٌ, in two places.

حَرِمٌ: see حَرَامٌ, with which it is syn. (TA.) Zuheyr says, وَ إِنْ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ

يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِى وَ لَا حَرِمُ [And if a friend come to him, on a day of solicitation, he says, My cattle are not, or my property is not, absent, nor forbidden, or refused]: (S, IB, TA:) [in the S, this is cited as an ex. of حَرِمٌ as syn. with حِرْمَانٌ, which is an inf. n. of حَرَمَهُ, q. v.: but] IB says that حَرِم means مَمْنُوع: (TA:) يقول in this verse is marfooa though commencing an apodosis, because meant to be understood as put before [in the protasis], accord. to Sb; as though the poet said, يَقُولُ إِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ: accord. to the Koofees, it is so by reason of فَ understood. (S, TA.) حُرْمَةٌ The state of being forbidden, prohibited, or unlawful: (KL:) [and of being sacred, or inviolable; sacredness, or inviolability: (see حَرُمَ, of which it is an inf. n.:)] and the state of being revered, respected, or honoured. (KL.) See also مَحْرَمٌ. b2: Also, (Az, Mgh, Msb, K,) and ↓ حُرُمَةٌ, (Mgh, K,) and ↓ حُرَمَةٌ, (K,) Reverence, respect, or honour; (Az, K, TK;) a subst. from اِحْتِرَامٌ, (Mgh, Msb,) like فُرْقَةٌ from اِفْتِرَاقٌ; (Msb;) and ↓ مَحْرَمٌ signifies the same; but properly, a place of حُرْمَة: (Mgh:) pl. of the first حُرَمَاتٌ and حُرُمَاتٌ and حُرْمَاتٌ, like غرفات pl. of غُرْفَةٌ. (Msb) When a man has relationship [to us], and we regard him with bashfulness, we say, لَهُ حُرْمَةٌ [Reverence, &c., is due to him; or is rendered to him]. (Az, TA.) And we say, لِلْمُسْلِمِ عَلَى

المُسْلِمِ حُرْمَةٌ [Reverence, &c., to the Muslim is incumbent on the Muslim]. (Az, TA.) b3: Also A thing that should be sacred, or inviolable; (S, Msb, K;) and so ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ (S, Msb) and ↓ مَحْرَمٌ: (Msb:) as, for instance, a man's honour, or reputation: (TK:) a thing which one is under an obligation to reverence, respect, or honour [and defend]: (Jel in ii. 190:) a thing of which one is under an obligation to be mindful, observant, or regardful: (Bd ibid.:) [everything that is entitled to reverence, respect, honour, or defence, in the character and appertenances of a person: a thing that one is bound to do, or from which one is bound to refrain, from a motive of reverence, respect, or honour: (see the next sentence:) and any attribute that renders the subject thereof entitled to reverence, respect, or honour:] the pl. of حُرْمَةٌ is حُرُمَاتٌ (Bd and Jel ubi suprà, and TA) [and حُرَمَاتٌ and حُرْمَاتٌ, as above,] and حُرَمٌ; (Msb;) and that of ↓ مَحْرَمٌ [and ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ] is مَحَارِمُ; (Msb;) and مَحْرَمَاتٌ and مَحْرُمَاتٌ [also] are pls. of ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ. (As, S.) حُرُمَاتُ اللّٰهِ means [The inviolable ordinances and prohibitions of God: or] the ordinances of God, and other inviolable things: (Bd and Jel * in xxii. 31:) or what it is incumbent on one to perform, and unlawful to neglect: (Zj, K:) or all the requisitions of God relating to the rites and ceremonies of the pilgrimage and to other things: (Ksh in xxii. 31:) or the حَرَم [or sacred territory] and the requisitions relating to the pilgrimage: (Bd ubi suprà:) or the requisitions relating to the pilgrimage in particular: (Ksh ubi suprà:) or the Kaabeh and the sacred mosque and the sacred territory and the sacred month and the person who is in the state of إِحْرَام: (Ksh and Bd ibid.:) or the inviolability (حُرْمَة) of the sacred territory and of the state of إِحْرَام and of the sacred month: (TA:) or Mekkeh and the pilgrimage and the عُمْرَة, and all the acts of disobedience to God which He has forbidden: (Mujáhid, TA:) or [simply] the acts of disobedience to God. ('Atà, TA.) b4: and [hence, because it should be regarded as sacred, or inviolable,] i. q. ذِمَّةٌ [A compact, a covenant, or an obligation; and particularly such as renders one responsible for the safety, or safe-keeping, of a person or thing, or for the restoration of a thing, or for the payment of a sum of money, &c.; or by which one becomes in a state of security or safety: and simply responsibility, or suretiship: and security, or safety; security of life and property; protection, or safeguard; a promise, or an assurance, of security, safety, protection, or safeguard; indemnity; or quarter: or an obligation, a duty, or a right, or due, that should be regarded as sacred, or inviolable, or the nonobservance of which is blameable]. (K.) b5: and [hence also] A man's حُرَم [i. e. his wives, or women under covert,] and his family: (S:) and [in like manner the pl.] حُرَمٌ, accord. to the K حُرْمٌ, but correctly like زُفَرٌ, (TA,) a man's wives, or women [under covert], (K, TA,) and his household, or family, (TA,) and what he protects, or defends; as also مَحَارِمُ, of which the sing. is ↓ مَحْرُمَةٌ and ↓ مَحْرَمَةٌ: (K, TA:) and hence حُرْمَةٌ is applied by the vulgar to signify a wife. (TA.) [In Har, p. 377, a man's حُرْمَة is said to mean his حَرَم and his family: and in p. 489, a man's حَرَم is said to mean his family and his wives and those whom he protects, or defends. See also حَرِيمٌ.] b6: Also A share, portion, or lot; syn. نَصِيبٌ. (K.) حِرْمَةٌ (K) and ↓ حَرَمَةٌ (Lh, S, K) The desire of a female cloven-hoofed animal, (K,) or of a ewe, or she-goat, (S,) and of a she-wolf and of a bitch, (K,) for the male: (S, K:) حَرَمَةٌ in ewes, or she-goats, is like ضَبَعَةٌ in she-camels, and حِنَآءٌ in ewes. (S.) It is also used, in a trad., in relation to male human beings. (K.) It is said in a trad., respecting those whom the hour [of the resurrection] shall overtake, تُبْعَثُ عَلَيْهِمُ الحِرْمَةُ وَ يُسْلَبُونَ الحَيَآءَ, i. e. Venereal desire [shall be made to befall them, and they shall be bereft of shame]. (S.) حَرَمَةٌ: see what next precedes.

حُرَمَةٌ: see حُرْمَةٌ.

حُرُمَةٌ: see حُرْمَةٌ.

حَرْمَى, applied to a female cloven-hoofed animal, (K,) or to a ewe, or she-goat, (S,) and to a she-wolf and to a bitch, (K,) Desiring the male: pl. حِرَامٌ and حَرَامَى, (S, K,) like عِجَالٌ and عَجَالَى, (S,) or the latter pl. is حُرَامَى; (so accord. to some copies of the K [like عُجَالَى];) as though its masc., if it had a masc., were حَرْمَانُ. (S.) A2: حَرْمَى وَ اللّٰهِ means the same as أَمَا وَ اللّٰهِ [Verily, or now surely, by God]; (K;) as also حَزْمَى وَ اللّٰهِ. (K in art. حزم.) حِرْمِىٌّ, applied to a man, Of, or belonging to, the حَرَم: fem. حِرْمِيَّةٌ. (S, Msb, TA.) [In the TA it is said that Mbr mentions two forms of the epithet حرميّة as applied to a woman: it does not specify what these are; but one seems to be حُرْمِيَّةٌ, for he says that it is from the phrase وَ حُرْمَةِ البَيْتِ

“ by the sacredness of the House ” of God.] Az says, on the authority of Lth, that when they applied the rel. n. from الحَرَمُ to anything not a human being, [as, for instance, to a garment, or piece of cloth,] they said ↓ ثَوْبٌ حَرَمِىٌّ: (Msb:) [but] they also said حِرْمِيَّةٌ, (S,) or سِهَامٌ حِرْمِيَّةٌ, (Msb,) meaning Arrows of the حَرَم: (S, Msb:) and حِرْمِيَّةٌ [also, or قَوْسٌ حِرْمِيَّةٌ,] meaning A bow made of a tree of the حَرَم. (Ham p. 284.) b2: Also A man of the حَرَم whose food was eaten by a pilgrim, and in whose clothes this pilgrim performed his circuiting round the Kaábeh: and a pilgrim who ate the food of a man of the حَرَم, and performed his circuiting round the Kaábeh in this man's clothes: each of these was called the حِرْمِىّ of the other: every one of the chiefs of the Arabs who imposed upon himself hardship, or strictness, in his religious practices had a حرمىّ of the tribe of Kureysh; and when he performed the pilgrimage, would not eat any food but that of this man, nor perform his circuiting round the Kaabeh except in this man's clothes. (TA.) حَرَمِىٌّ: see the next preceding paragraph.

حَرَامٌ Forbidden, prohibited, or unlawful: and sacred, or inviolable; as in the phrases البَيْتُ الحَرَامُ [the Sacred House of God (i. e. the Kaabeh)] and المَسْجِدُ الحَرَامُ [the Sacred Mosque of Mekkeh] and البَلَدُ الحَرَامُ [the Sacred Town or Territory]: (Msb:) contr. of حَلَالٌ; (S;) as also ↓ حَرَمٌ (S, Msb) and ↓ حِرْمٌ (S, Msb, K) and ↓ حَرِمٌ [q. v.] (TA) [and in its primary sense ↓ حَرِيمٌ] and ↓ مَحْرَمٌ: (S, Mgh, Msb:) the pl. [of حَرَامٌ, agreeably with analogy,] is حُرُمٌ; (K;) and ↓ مَحَارِمُ also is a pl. of حَرَامٌ, contr. to rule, (TA,) and signifies things forbidden by God. (K.) See also حِرْمٌ. b2: حَرَامَ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ, (as in some copies of the S,) or حَرَامُ اللّٰه لا افعل, (as in other copies of the S and in the K,) is a saying like يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ, or يَمِينُ اللّٰه لا افعل: (S, K:) it may mean a declaration that the wife or the female slave shall be forbidden [to him who utters it], without the intention of divorcing [thereby the former, or of emancipating the latter; so that it may be rendered, according to the two different readings, I imprecate upon myself, or that which I imprecate upon myself is, what is forbidden of God, if I do it: I will not do such a thing: in like manner, عَلَىَّ الحَرَامُ is often said in the present day]. (TA. [See 2.]) b3: [اِبْنُ حَرَامٍ An illegitimate son: and a disingenuous, or dishonest, person.]

b4: شَهْرٌ حَرَامٌ [A sacred month]: (Msb:) pl. حُرُمٌ. (S, Msb, K.) الأَشْهُرُ الحُرُمُ [The sacred months] (S, * Msb, K) were four; namely, ذُو القَعْدَةِ and ذُو الحِجَّةِ and المُحَرَّمُ and رَجَبٌ; (S, Msb, K;) three consecutive, and one separate: (S, Msb:) in these the Arabs held fight to be unlawful; except two tribes, Khath'am and Teiyi; unless with those who held these months as profane. (S, TA.) b5: حَرَامٌ applied to a man signifies Entering into the حَرَم [or sacred territory of Mekkeh or of El-Medeeneh, or Mekkeh or El-Medeeneh itself]; and is applied also to a woman; and to a pl. number: (TA:) or i. q. ↓ مُحْرِمٌ (S, Msb) as meaning [in, or entering upon, the state of إِحْرَام: i. e. entering upon the performance of those acts of the حَجّ, or of the عُمْرَة, whereby certain things before allowable, or lawful, to him became forbidden, or unlawful; (see 4;) or] purposing to enter upon the performance of the حَجّ or the عُمْرَة: (Msb:) as also ↓ حِرْمٌ: you say, أَنْتَ حِلٌّ and انت حِرْمٌ [Thou art one who has quitted his state of إِحْرَام and thou art in, or entering upon, the state of احرام]: (TA:) the pl. of حَرَامٌ thus applied is حُرُمٌ: (S, Msb:) the fem. of ↓ مُحْرِمٌ is with ة; and the pl. masc.

مُحْرِمُونَ; and the pl. fem. مُحْرِمَاتٌ. (Msb.) b6: See another meaning voce حِرْمٌ.

حِرَامٌ: see حَرِيمٌ.

حَرُومٌ A she-camel that does not conceive when covered. (AA, K. [In the CK, مُغْتاطَة is erro neously put for مُعْتَاطَة.]) حَرِيمٌ: see حَرَامٌ. b2: [Hence,] The appertenances, or conveniences, (حُقُوق and مَرَافِق S, Msb, K,) that are in the immediate environs, (S, Msb,) of a thing, (Msb,) or of a well &c., (S,) or that are adjuncts [or within the precincts] of a house; (K;) because it is forbidden to any but the owner to appropriate to himself the use thereof: (Msb:) or, of a well, the place where is thrown the earth that has been dug out, (K, TA,) and the walking place on either side; in the case of a well dug in a waste land that has no owner, said in a trad. to be forty cubits: (TA: [but see بَدِىْءٌ:]) and of a river, or rivulet, or canal, the place where the mud is thrown out, and the walking-place on each side: (TA:) and of a house, the interior part upon which the door is closed: (Ibn-Wásil ElKilábee, TA:) or the interior part, or middle, (قَصَبَة,) thereof: (T, TA:) [and particularly the women's apartments, and the portion that is for bidden to men who are not related to the women within the prohibited degrees of marriage:] and the court of a mosque: (T, TA:) [and in general,] a place which it is incumbent on one to defend [from intrusion]: (Ham p. 492:) a thing that one protects, and in defence of which one fights; [and particularly, like حُرْمَةٌ as used by the vulgar, a man's wife; and also his female slave; or any woman under covert; and, like حُرَمٌ, pl. of حُرْمَةٌ, as used in the classical language, his wives, or women under covert, and household;] as also ↓ حَرَمٌ: pl. حُرُمٌ, (K,) the pl. of حَرِيمٌ; (TA;) and أَحْرَامٌ, (K,) which is the pl. of ↓ حَرَمٌ. (TA.) b3: A partner, copartner, or sharer. (K.) b4: A friend: so in the saying, فُلَانٌ حَرِيمٌ صَرِيحٌ Such a one is a genuine, or sincere, friend. (TA.) b5: The garment of the مُحْرِم (S, K,) [which he wears during the performance of the حَجّ or the عُمْرَة;] called by the vulgar ↓ إِحْرَامٌ and ↓ حِرَامٌ (TA.) b6: The clothes which the مُحْرِمُون used to cast off, (S, * K, TA,) when, in the time of paganism, they performed the pilgrimage to the House [of God, at Mekkeh], namely, those that were upon them when they entered the حَرَم [or sacred terri tory,] (TA,) and which they did not wear (K, TA) as long as they remained in the حَرَم: (TA:) for the Arabs used to perform their circuiting round the House naked, with their clothes thrown down before them during the circuiting; (T, S, TA;) they saying, “We will not perform the circuiting round the House in clothes in which we have committed sins, or crimes: ” and the woman, also, used to perform the circuiting naked, except that she wore a رَهْط of thongs. (TA.) A poet says, كَفَى حَزَنًا مَرِّى عَلَيْهِ كَأَنَّهُ لَقًى بَيْنَ أَيْدِى الطَّائِفِينَ حَرِيمُ [Sufficiently grievous is my passing by him as though he were a thing thrown away, a cast-off garment of a مُحْرِم, before those performing the circuiting round the Kaabeh]. (S.

حَرِيمَةٌ Anything eagerly desired, or coveted, that escapes one, so that he cannot attain it. (S.) And حَرِيمَةُ الرَّبِّ That which the Lord denies to whomsoever He will. (K.) حَارِمٌ Denying, refusing, or refusing to give. (TA.) b2: هُوَ بِحَارِمِ عَقْلٍ, (so in the copies of the K,) or مَا هُوَ بِحَارِمِ عَقْلٍ, (so in the TA,) means He has intellect, or intelligence: (K:) a phrase mentioned, and thus explained, by Az: and so بِعَارِمِ عَقْلٍ. (TA.) [The right reading is evidently that given in the TA.]

إِحْرَامٌ inf. n. of 4.

A2: See also حَرِيمٌ.

مَحْرَمٌ: see حَرَامٌ, with which it is syn. (S, Mgh, Msb.) [And see an ex. voce حَدٌّ.] b2: See also حُرْمَةٌ, in three places. b3: Also A female relation whom it is unlawful to marry: (T, Msb:) [and such a male relation likewise:] and رَحِمْ مَحْرَمٌ relationship that renders it unlawful to marry. (K.) You say, هِىَ لَهُ مَحْرَمٌ [She is a relation to him such as it is unlawful for him to marry]: and هُوَ لَهَا مَحْرَمٌ and هُوَ مَحْرَمُ مِنْهَا (Mgh) and هُوَ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا he is one whom it is unlawful for her to marry, (S,) and ذُو رَحِمٍ

مَحْرَمٍ and ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٌ, applying محرم as an epithet to رحم and to ذو; (Mgh, Msb;) and ذُو فِى القَرَابَةِ ↓ حُرْمَةٍ: (Ham p. 669:) and in the case of a woman, ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ. (Msb.) b4: مَحَارِمُ اللَّيْلِ (tropical:) The fearful places of the night, (IAar, S, K, TA,) which the coward is forbidden to traverse. (IAar, S, TA.) [See also مَخَارِمُ, pl. of مَخْرَمٌ.]

مُحْرِمٌ: see حَرَامٌ, in two places: Contr. of مُحِلٌّ: and as such signifying [also] one with whom it is unlawful to fight: (S:) or, as such, whom it is unlawful to slay: (TA in art. حل:) and, as such also, one who has a claim, or covenanted right, to protection, or safeguard. (S in art. حل.) Er-Rá'ee says, قَتَلُوا ابْنِ عَفَّانَ الخَلِيفَةَ مُحْرِمًا (S,) meaning [They slew ('Othmán) Ibn-' Affán, the Khaleefeh,] while entitled to the respect due to the office of Imám and to the [sacred] city and to the [sacred] month: for he was slain [in ElMedeeneh and] in [the month of] Dhu-l-Hijjeh. (Ham p. 310.) And one says, إِنَّهُ لَمُحْرِمُ عَنْكَ Verily he is one whom it is unlawful for thee to harm: (K:) or for whom it is unlawful to harm thee: (IAar, Th:) or whom it is unlawful for thee to harm and for whom it is unlawful to harm thee. (Az, TA.) And مُسْلِمٌ مُحْرِمٌ A Muslim is secure, as to himself and his property, by the respect that is due to El-Islám: or a Muslim refrains from the property of a Muslim, and his honour, or reputation, and his blood. (TA.) b2: One who is at peace with another. (IAar, K.) b3: One who is in the حَرِيم of another. (K.) You say, هُوَ مُحْرِمٌ بِنَا He is in our حَرِيم. (TA.) b4: Fasting, or a faster: because the faster is prohibited from doing that which would break his fast. (TA.) b5: And, for a like reason, Swear ing, or a swearer. (TA.) مَحْرَمَةٌ and مَحْرُمَةٌ pl. مَحَارِمُ (K) and مَحْرَمَاتٌ and مَحْرُمَاتٌ: (As, S:) see each voce حُرْمَةٌ, in four places.

مُحَرَّمٌ [Forbidden, prohibited, or made un lawful: and made, or pronounced, sacred, or in violable, or entitled to reverence or respect or honour]. It is said in a trad., أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةُ, i. e. [Knowest thou not that the face is] forbidden to be beaten? or that it has a title to reverence or respect or honour? (TA.) b2: المُحَرَّمُ The first of the months (S, Msb, K, * TA) of the year (Msb) of the Arabs [since the age of pagan ism]; (TA;) the article ال being prefixed because it is originally an epithet; but accord. to some, it is not prefixed to the name of any other month; or, accord. to some, it may be prefixed to صفر and شوّال: (Msb:) and [in the age of paganism, the seventh month, also called] شَهْرُ اللّٰهِ الأَصَبُّ (K, TA.) [الاصبّ being app. a dial. var. of الأَصَمُّ,] i. e. رَجَبٌ; [for] Az says, the Arabs used to call the month of رَجَب in the age of paganism, الأَصَمُّ and المُحَرَّمُ; and he cites the saying of a poet, أَقَمْنَا بِهَا شَهْرَىْ رَبِيعٍ كِلَاهُمَا وَشَهْرَىْ جُمَادَى وَاسْتَحَلُّوا المُحَرَّمَا [We stayed in it during the two months of Rabeea, both of them, and the two months of Jumádà; and they made El-Moharram to be profane; app. by postponing it, as the pagan Arabs often did]: the Arabs called it thus because they did not allow fighting in it [unless they had postponed it]: (TA:) the pl. is مُحَرَّمَاتٌ (Msb, K) and مَحَارِمُ and مَحَارِيمُ. (K.) b3: See also حَرَمٌ — مُحَرَّمٌ applied to a camel means Refractory, or untractable: (TA:) [or,] thus applied, [like عَرُوضٌ, q. v.,] submissive in the middle part, [but] difficult to be turned about, [i. e. stubborn in the head,] when turned about: (K: [in the CK, الذَّلُولُ الوَسَطُ is erroneously put for الذَّلُولُ الوَسَطِ: in my MS. copy of the K, الذَّلُولُ الوَسط:]) and with ة a she-camel not broken, or not trained: (TA:) or not yet completely broken or trained: (S, TA:) and مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ a she-camel that is refractory, or untractable; not broken, or not trained: in this sense heard by Az from the Arabs. (TA.) b4: (tropical:) A skin not tanned: (K:) or not completely tanned: (S:) or tanned, but not made soft, and not thoroughly done. (TA.) b5: (tropical:) A new whip: (K:) or a whip not yet made soft. (S, A, TA.) b6: (tropical:) An Arab of the desert rude in nature or disposition, chaste in speech, that has not mixed with people of the towns or villages. (TA.) b7: (assumed tropical:) The part of the nose that is soft in the hand. (K.) مَحْرُومٌ Denied, or refused, a gift: (Msb, * TA:) or denied, or refused, good, or prosperity: (Az, K:) in the Kur lxx. 25, (I' Ab, S,) [it has this latter, or a similar, meaning;] i. q. مُحَارَفٌ [q. v.]; (I' Ab, S, K;) who hardly, or never, earns, or gains, anything: (K:) or who does not beg, and is therefore thought to be in no need, and is denied: (Bd:) and who has no increase of his cattle or other property: (K:) opposed to مَزْرُوقٌ: (Az, TA:) accord. to some, who has not the faculty of speech, like the dog and the cat &c. (Har p. 378.) b2: Held in reverence, respect, or honour; reverenced, respected, or honoured; and so ↓ مُحْتَرَمٌ. (KL. [But the latter only is commonly known in this sense.]) مَحَارِمُ an anomalous pl. of حَرَامٌ, q. v.: (TA:) b2: and pl. of مَحْرَمَةٌ and مَحْرُمَةٌ: (K:) b3: and also of المُحَرَّمُ. (K.) مَحَارِيمُ a pl. of المُحَرَّمُ. (K.) مُحْتَرَمٌ [erroneously written in the Lexicons of Golius and Freytag مُحْتَرِمٌ]: see مَحْرُومٌ.

حجن

ح ج ن : الْمِحْجَنُ وِــزَانُ مِقْوَدٍ خَشَبَةٌ فِي طَرَفِهَا اعْوِجَاجٌ مِثْلُ: الصَّوْلَجَانِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ كُلُّ عُودٍ مَعْطُوفِ الرَّأْسِ فَهُوَ مِحْجَنٌ وَالْجَمْعُ الْمَحَاجِنُ وَالْحَجُونُ وِــزَانُ رَسُولٍ جَبَلٌ مُشْرِفٌ بِمَكَّةَ. 
حجن: حِجاً: عقل. وجمع في معجم فوك على أَحْجِيَة.
(ح ج ن) : (الْمِحْجَنُ) عُودٌ مُعْوَجُّ الرَّأْسِ كَالصَّوْلَجَانِ.

حجن


حَجَنَ(n. ac. حَجْن)
a. Bent, made crooked.
b. Hooked.

حَجِنَ(n. ac. حَجَن)
a. ['Ala
or
Bi], Was tenacious of, sparing with stuck to.
أَحْجَنُ
(pl.
حُجْن)
a. Hooked, crooked, curved.

مِحْجَن
مِحْجَنَة
(pl.
مَحَاْجِنُ)
a. Hooked stick, crook.
ح ج ن: (الْمِحْجَنُ) كَالصَّوْلَجَانِ وَ (حَجَنْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (احْتَجَنْتُهُ) إِذَا جَذَبْتَهُ بِالْمِحْجَنِ إِلَى نَفْسِكَ. وَ (الْحَجُونُ) بِفَتْحِ الْحَاءِ جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَهِيَ مَقْبُرَةٌ. 
(حجن)
الْعود حجنا لواه وَالشَّيْء جذبه بالمحجن وَالدَّابَّة غمزها بالمحجن وَفُلَانًا عَن الشَّيْء صده وَصَرفه

(حجن) حجنا وحجنة التوى واعوج يُقَال حجن أَنفه مَالَتْ أرنبته نَحْو الْفَم وحجنت أُذُنه مَال طرفها الْأَعْلَى إِلَى أَسْفَل وَالشعر تجعدت أَطْرَافه وتلوى وبالدار أَقَامَ وَعَلِيهِ وَبِه ضن فَهُوَ حجن وأحجن وَهِي حجنة وحجناء
[حجن] نه فيه: ليستلم الركن "بمحجنه" هو عصا معقفة الرأس كالصولجان. ط: هو بكسر ميم. نه ومنه ح: كان يسرق الحاج "بمحجنه" وجمعه محاجن. وح القيامة: وجعلت "المحاجن" تمسك رجالاً. وح: توضع الرحم يوم القيامة لها "حجنة كحجنة" المغزل، أي صنارته وهي المعوجة التي في رأسه. وفيه: ما أقطعك العقيق "لتحتجنه" أي تتملكه دون الناس، الاحتجان جمع الشيء وضمه إليك. وفيه: أنه كان على "الحجون" كثيباً، هو بفتح حاء جبل مشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة، وقيل: موضع بها فيه اعوجاج. وفي صفة مكة: "احجن" ثمامها، أي بدا ورقه.
[حجن] الحجَنُ بالتحريك: الاعوجاج. وصَقْرٌ أَحْجَنُ المخالب: معوجّها. والمِحْجَنُ كالصولجان. وحجنت الشئ واحتجنته، إذا جذبته بالمِحْجِنِ إلى نفسك. ومنه قول قيس بن عاصم في وصيته: " عليكم بالمال واحتجانه "، وهو ضمكه إلى نفسك وإمساكُك إياه. وحُجْنَةُ المِغْزل بالضم، هي المُنْعَقِفَةُ في رأسه. أبو عبيد: أحجن الثمام، إذا خرجت حجنته، وهى خوصه. والحجون، بفتح الحاء: جبل بمكة، وهى مقبرة. قال الشاعر الجرهمى: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر ويقال أيضا: غزوة حجون، أي بعيدة. وسرنا عُقْبَةً حَجوناً، وهى البعيدة الطويلة.
ح ج ن

عود أحجن، وعصا حجناء بينة الحجن. قال يصف قوساً:

وفي شمالي قضبة من تألب ... في سيتيها حجن كالعقرب

وله حجنة كحجنة المغزل وهي عقافته والطرف المعوج بعينه، وأما الحجن فالعوج، وعصاً محجنة. وجذبه بالمحجن وهو الصولجان. واحتجنت الشيء: اجتذبته بالمحجن.

ومن المجاز: إحتجن فلان مالي. وحجنته عن كذا: صرفته. وفلان يغزو الغزوة الحجون وهي المورّى عنها بغيرها، يظهر أنه يغزو جهة، ثم يخالف عنها إلى أخرى. وفلان محجن مال: حسن القيام بالإبل ضام لقواصيها المنتشرة. قال:

محجن مال أينما تصفا

وفي وصية قيس بن عاصم: عليكم بالال واحتجانه أي استصلاحه. وشعر أحجن: جعودته في أطرافه، وفي ذؤابته حجنة.
(حجن) - في الحَدِيثِ: "أَنَّه كان يَسْتَلِم الرُّكنَ بمِحْجَنهِ".
المِحْجُن: عَصاً مُعقَّفةُ الرَّأسِ كالصَّوْلَجان، وأَصلُ الحَجْن: الاعْوِجَاج، والفِعل بِهَذِه العَصَا الاحْتِجان.
ومنه: الذي كان يَسْرِق الحَاجَّ بمِحْجَنِه -: أي يَحْتَجِن أَمتِعَتَهم بها - فإذا فُطِن به قال: تَعلَّق بِمِحْجَني".
- في الحَديثِ: "أَنه كان على الحَجُونِ كَئِيباً".
قال ابنُ عائِشَة: مَوضِعٌ بمَكَّة فيه اعوِجاجٌ.
وقال غَيرُه: هو الجَبَل المُشرِف بحِذاءِ المَسْجِد الذي يَلي شِعْب الجَزَّارِين، ما بَيْن الحَوضَين الَّلذَين في حائِط عَوْف، وبُيوت ابنِ الصَّيْقَل. وقيل: سُمِّي به، لأَنَّ الطريقَ انْحَجَن منه إلى مِنًى: أي اعْوَجَّ.
حجن خرش وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي بكر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه أَفَاضَ من جَمْع وَهُوَ يَخْرِش بعيرَه بمِحْجَنه. قَالَ الْأَصْمَعِي: المحجن الْعَصَا المُعْوَجَّة الرَّأْس وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه طَاف على بعير يسْتَلم الْأَركان بِمِحْجَنِهِ. وَقد يكون المحجن الصولجان. قَالَ الْأَصْمَعِي: والخَرْش أَن يضْربهُ بالمحجن ثمَّ يجتذبه إِلَيْهِ يُرِيد بذلك تحريكه للإِسراع فِي السّير وَهُوَ شَبيه بالخَدْش قَالَ أَبُو عبيد: وأنشدنا: [الرجز]

إنّ الجِراء تخترشْ ... فِي بطن أمّ الهمَّرِشْ

يَعْنِي أَنَّهَا تخدش وَهِي فِي بطن أمهَا يُرِيد جراء الكلبة وَقَوله: تخترش إِنَّمَا هُوَ تفتعل من الخرش. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه أسْرع السّير فِي إفاضته من جَمْع.
حجن
الحَجَنُ: اعْوِجاجُ الشَّيْءِ الأحْجَنِ حتّى المِنْقارِ والأُنُوْفِ والشَّعَرِ التي جُعُودَتُه في أطرَافِه. وفَرَسٌ حَجْناءُ. والمِحْجَنُ: عَصاً في طَرَفِها عُقّافَةٌ. والفِعْلُ منها: الاحْتِجَانُ. ويُقال للرَّجُلِ إِذا اخْتَصَّ شَيْئاً دون أصحابه: احْتَجَنَهُ لِنَفْسِه. وحَجَنْتُه عنه: صَدَدْتَه. واحْتَجَنْتُ عليه حُجْنَةً: أي حَجَرْتَ عليه. والغَزْوَةُ الحَجُوْنُ: التي يُظْهِرُ غيرَها ثمَّ يُخَالِفُ إلى ذلك المَوْضِعِ. وقيل: هي البَعِيْدَةُ. وفلانٌ مِحْجَنُ مالٍ: أي حَسَنُ القِيَامِ عليه. واحْتِجانُ المالِ: إصْلاحُه. والحَجُوْنُ: الكَسْلاَنُ. والحَجَنُ في الدّابَّةِ: الإقْعادُ، وهو عَيْبٌ في الرِّجْلِ. وتَيْسٌ أحْجَنُ: أشْعَرُ السّاقِ. وأحْجَنَ الثُّمَامُ: إِذا خَرَجَتْ حُجْنَتُه وهي أمَاصِيخُه. والمُحْجَنُ من الزَّرْعِ: حيثُ انْحنى بين السُّنْبُلِ والسّاقِ. والحُجَنُ: قُضْبَانُ الكَرْمَةِ التي فيها العِنَبُ. والتَّحْجِيْنُ: سِمَةٌ مُعْوَجَّةٌ. والحَجُوْنُ: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ، سُمِّيَتْ بذلك لأنَّ الطَّريقَ انْحَجَنَ منه إلى مِنى. وحَيْجُوْنُ وحَيْجَانُ: نَهرانِ بالشّام.
حجن
حجَنَ يَحجِن، حَجْنًا، فهو حاجِن، والمفعول مَحْجون
• حجَن العودَ: لواه. 

احتجنَ يحتجن، احْتِجانًا، فهو مُحْتَجِن، والمفعول مُحْتَجَن
• احتجن مالَ غيره: اقتطعه وسلبه بالمِحْجَن، وهو أداة معوجَّة الرَّأس تُجذب بها الأشياء كالخُطَّاف. 

حَجْن [مفرد]: مصدر حجَنَ. 

حَجْنَة [جمع]: جج حَجَنات وحَجْنات: (نت) غاب، عُشب مُعَمَّر، من الفصيلة النجيليّة، ينمو على الشَّواطئ والجسور وهو أشبه بالقصب. 

مِحْجَن [مفرد]: ج مَحاجِنُ: اسم آلة من حجَنَ: عَقّافة، كلّ شيء مُعْوجّ الرَّأس كالصَّولجان ° فلانٌ مِحْجَنُ مالٍ:
 يصلحه ويحسن القيام عليه.
• مِحْجَن الطَّائر: منقاره. 

مِحْجَنَة [مفرد]: ج مَحاجِنُ: مِحْجَن، كلّ شيء مُعْوجَّ الرَّأس كالصَّولجان. 
الْحَاء وَالْجِيم وَالنُّون

حَجَنَ الْعود يَحْجِنُهُ حَجْنا، وحَجَّنَه: عطفه. والحَجَنُ والحُجْنَةُ والتحَجُّنُ: اعوجاج الشَّيْء. والمْحجَنُ والمحْجَنةُ، الْعَصَا المعوجَّة. وكل مَعْطُوف معوجٍّ، كَذَلِك. قَالَ ابْن مقبل:

قد صَرَّحَ السَّيُر عَن كُتمانَ وابتُذِلَتْ ... وقْعُ المحَاجِنِ بالمهْرِيَّةِ الذُّقُنِ

أَرَادَ: وابتذلت المحاجنُ. وأنَّث الوقع لِإِضَافَتِهِ إِلَى المحاجِنِ.

وَفُلَان لَا يرْكض المِحْجَنَ، أَي لَا غناء عِنْده وأصل ذَلِك أَن يدْخل محْجَنٌ بَين رجْلي الْبَعِير، فَإِن كَانَ الْبَعِير بليدا لم يرْكض ذَلِك المحَجَنَ، وَإِن كَانَ ذكيا ركض المحْجَنَ وَمضى. والاحتِجانُ، الْفِعْل بالمْحجَنِ.

ومِحْجَنُ الطَّائِر منقاره لاعوجاجه.

والتحجِينُ سمة معوجة، اسْم كالتنبيت والتمتين.

وَأذن حَجْناءُ، مائلة أحد الطَّرفَيْنِ من قبل الْجَبْهَة سفلا، وَقيل: هِيَ الَّتِي أقبل أَطْرَاف إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى قبل الْجَبْهَة، وكل ذَلِك مَعَ اعوجاج.

وَشعر حَجِنٌ وأحْجَنُ، متسلسل مسترسل رجل فِي أَطْرَافه شَيْء من جعودة. وَقيل معقف. متداخل بعضه فِي بعض.

وأنف أحْجَنُ، مقبل الروثة نَحْو الْفَم. والحُجْنَةُ، مَوضِع الاعوجاج.

الحُجْنَةُ، مَا اختزنت من شَيْء واختصصت بِهِ نَفسك. واحتَجنَ الشَّيْء: احتوى عَلَيْهِ. واحتَجَن عَلَيْهِ، حَجَّرَ. وحجِن عَلَيْهِ حَجَنا ضن. وحَجنَ بِهِ حَجنا، كحَجِنَ، وَهُوَ نَحْو الأول.

وحَجِنَ بِالدَّار، أَقَامَ.

وحُجْنَةُ الثمام وحَجَنَتُه، خوصته. وأحْجَنَ، خَرَجَتْ حَجَنَتُه. وَفِي حَدِيث " أصيل " حِين قدم من مَكَّة فَسَأَلَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: تركتهَا قد أحْجَنَ ثمامها وأعذق إذخرها وأمشر سلمهَا. فَقَالَ: يَا أصيل، دع الْقُلُوب تقر.

والحَجَنُ قصد تنْبت فِي أَعْرَاض عيدَان الثمام والضعة.

والحَجَنُ، القضبان الْقصار الَّتِي فِيهَا الْعِنَب، واحدتها حَجَنَةٌ.

وَإنَّهُ لمِحْجَنُ مَال، يصلح المَال على يَدَيْهِ وَيحسن رَعيته، قَالَ:

قد عنَّت الجلْعَدُ شَيخا أعجَفا

مِحْجَنَ مالٍ أَيْنَمَا تَصَرَّفا

وحجَنَه عَن الشَّيْء، صدَّه، قَالَ:

ولابُدَّ للمشْغُوفِ من تَبَع الهوَى ... إِذا لم يزَعْه من هوَى النفسِ حاجِنُ

والغَزْوَة الحَجُونُ، الَّتِي تظهر غَيرهَا ثمَّ تخَالف إِلَى غير ذَلِك الْموضع، وَيُقَال: هِيَ الْبَعِيدَة، قَالَ الْأَعْشَى:

ولابُدَّ منْ غَزْوَةٍ فِي الرَّبيعِ ... حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورَا

والحَجُونُ، مَوضِع بِمَكَّة نَاحيَة من الْبَيْت، قَالَ الْأَعْشَى:

فَمَا أنتَ من أهْلِ الحَجونِ وَلَا الصَّفا ... وَلَا لكَ حَقُّ الشرْبِ من ماءِ زمزَمِ

والحَوْجَنُ، بالنُّون، الْورْد الْأَحْمَر عَن كرَاع.

وَقد سموا: حَجْنا، وحُجَيْنا، وحجْنَاء، وأحْجَنَ، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم، ومحْجَنا، وَهُوَ مِحْجَنُ بن عُطَارِد الْعَنْبَري شَاعِر الْمَعْرُوف.
باب الحاء والجيم والنون معهما ح ج ن، ن ج ح، ج ح ن، ج ن ح مستعملات

حَجَنَ: المِحْجَنة والمِحْجَن : عصا في طرفها عقافة. واحتجن الرجل: إذا اختصَّ بشيءٍ لنفسه دونَ أصحابه. والاحتجان أيضاً بالمِحْجَن. حَجَنته عنه: أي صَدَدْتُه، قال:

ولا بُدَّ للمشَعُوف من تَبَع الهَوَى ... إذا لم يَزَعْه من هَوَى النفس حاجنُ

وغَزوةٌ حَجون: وهي التي تظهر غيرها ثمَّ تخالف إلى غير ذلك الموضع، [ويُقْصَدُ إليها] . يقال: غَزاهم غَزوةً حَجوناً، ويقال: هي البعيدة، قال الأعشى:

فتلك إذا الحَجونُ ثَنَى عليها ... عِطافَ الهَمِّ واختَلَطَ المَريدُ

والحَجون: مَوضع بمكّة قال:

فما أنتَ من أهل الحَجون ولا الصَفا

والحُجْنة: مَوضع أصابَه اعوِجاجٌ. والحَجَنُ: اعوجاجُ الشيء الأحجن. والصقر وما يشبهه من الطَّير أحْجَن المِنقار. ومن الأُنُوف أحجَن وهو ما أقبَلْتْ رَوثَتُه نحوَ الفَم فاستَأْخَرَتْ ناشزتاه قُبْحاً. وتكون الحُجْنةُ من الشَّعر: الذي جُعُودتُه في أطرافه.

نجح: النُجْح والنَجاح: من الظَّفَر [بالحوائج] . نَجَحَتْ حاجتُك وأنجَحْتُها لك. وسِرْتُ سَيراً نُجحاً وناجحاً ونجيحاً: أي وشيكاً، قال:

يَشُلُّهُنَّ قَرَباً نجيحا  يصف قرباً على طريق المصدر. ورأيٌ نَجيحٌ: صَوابٌ. وتناجحت أحلامه: إذ تَتابَعَت عليه رؤيا صِدقٍ. ونَجَحَ أمره: سَهُل ويَسَر.

جحن: جَيْحُونُ وجَيْحانُ: اسم نهر بالشام . والجحن: السيىء الغِذاء، قال الشّماخ يذكُر ناقةً:

وقد عَرِقَتْ مَغاِبنُها وجادَتْ ... بدرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتينِ

أي قليلُ الطُّعْم.

جنح: جَنَحَ الطائرُ جُنُوحاً: أي كَسَرَ من جَناحَيْه ثم أقبل كالواقع اللاجىء إلى موضع. والرجُلُ يَجْنَحُ: إذا أقبَلَ على الشَيءِ يعَملُه بَيدَيْه وقد حَنَى إليه صدرهَ، قال:

جُنُوحَ الهالكي على يديه ... مكبا يَجْتَلي نُقَبَ النِصال

وقال في جُنوح الطائر:

تَرَى الطَّيْرَ العتاق يَطَلْنَ منه ... جنوحا....  ...... والسَفينةُ تجنَحُ جُنوحاً: إذا انتَهَتْ إلى الماءِ القليل فَلزِقَتْ بالأرض فلم تَمْض. واجتَنَحَ الرجُلُ على رِجْله في مَقْعَده: إذا انكَبَّ على يديه كالمتكىء على يَدٍ واحدة. وجَنَحَ الظَلامُ جُنُوحاً: إذا أقبَلَ الليل، والاسم: الجنح والجُنْح، لغتان، يقال: كأنُّه جنح اللَّيْل يُشَبَّهُ به العَسْكَرُ الجَرّار. وجَناحا الطائر: يداه. ويَدا الإنسان: جناحاه. وجَناحا العَسْكَر: جانِباه. وجَناحا الوادي: أنْ يكونَ له مَجْرى عن يَمينه وعن شمَالِه. وجَنَحَت الناقةُ: إذا كانَتْ باركةً فمالَتْ عن أحَدِ شِقَّيْها. وجَنَحَتِ الإبِل في السَّيْر: أسرَعَتْ، قال:

والعيِسُ المَراسيلُ جُنَّحُ

وناقةٌ مُجَنَّحُة الجَنْبَيْن: أي واسعتها. وجَنَحْتُه عن وجهه جنحاً فاجتَنَحَ: أي أمَلْتُه فمالَ. واجْنَحْتُه فجَنَحَ: أمَلْتُه فمال، قال:

فإن تَنْأ لَيْلَى بعدَ قُرْبٍ ويَنْفَتِلْ ... بها مُجْنَحُ الأَيّام أو مُستقيمُها

وجَوانِح الصدر: الأضلاع المتصلة رءوسها في وَسَط الزَّوْر، الواحدةُ جانحة.

حنج: يقال: حَنَجْتُه فاحتَنَجَ: أي أمَلْتُه فمالَ، وأحْنَجْتُه، لغة، قال العجاج:

فَتُحْمِلِ الأرواحَ حاجاً مُحْنَجاً ... إليَّ أعرِفْ وَجْهَها المُلَجْلَجا

يَعني حاجةً ليسَتْ بواضحةٍ على وجهها ولكنَّها مُمالةُ المَعْنَى. والحَنْج: إمالة الشَيءِ عن وجهه. والمِحْنجة: شَيءٌ من الأدَوات. 

حجن

1 حَجَنَهُ, aor. ـِ (K, TA, [in the CK حَجُنَ,]) inf. n. حَجْنٌ, (TA,) He bent it, or made it crooked [or hooked]; namely, a stick, or branch, or slender piece of wood; as also ↓ حجّنهُ, (K,) inf. n. تَحْجِينٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) He marked him (i. e. a camel) with the brand of the مَحْجَن, which is a line with a crooked, or hooked, end, like the stick called مِحْجَن; inf. n. as above. (TA.) b3: He drew it, or pulled it, [or hooked it,] (S, K,) towards himself (S) with the مِحْجَن; as also ↓ احتجنهُ. (S, K.) b4: (tropical:) He turned him away (K, TA) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (TA.) A2: حَجِنَ عَلَيْهِ and بِهِ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَجَنٌ, (TA,) He was, or became, avaricious, tenacious, or niggardly, of it; (K;) like حَجِئَ بِهِ. (TA.) b2: حَجِنَ بِالدَّارِ He remained, stayed, dwelt, or abode, in the house. (K.) 2 حَجَّنَ see 1.4 احجن, said of the ثُمَام [or panic grass], It put forth its خُوص; (A 'Obeyd, S, K; * [in the K its خُوصَة;]) [i. e.] its leaves appeared. (TA.) 5 تحجّن It was, or became, crooked, [or hooked,] or curved: (T, K:) said of a thing that is termed أَحْجَنُ. (T.) 8 إِحْتَجَنَ see 1. b2: [Hence,] احتجن المَالَ (tropical:) He drew the property, or camels &c., together (S, K, TA) to himself, (S, TA,) and took, or took possession of, it, or them. (S, K, TA.) And احتجنهُ (tropical:) He took possession of it (i. e. a portion of land), exclusively of others. (TA from a trad.) and احتجنهُ لِنَفْسِهِ دُونَ أَصْحَابِهِ (tropical:) He appropriated it (a thing) to himself, exclusively of his companions. (T, TA.) And احتجن مَالَ غَيْرِهِ (assumed tropical:) He took away, and stole, the property of another. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) He put the property, or camels &c., into a good, or right, state, and drew together what had become scattered thereof. (TA.) b4: and احتجن عَلَيْهِ (assumed tropical:) He straitened him. (TA.) حَجَنٌ Crookedness, [or hookedness,] or curvature; (S, K;) as also ↓ حُجْنَةٌ. (K.) b2: See also حُجْنَةٌ.

حَجِنٌ: see أَحْجَنُ.

حُجْنَةٌ: see حَجَنٌ. b2: Also Crispness [or recurvation] in the extremities of hair. (T, TA. [See أَحْجَنُ.]) b3: A place of crookedness or curvature (ISd, TA) of a staff or stick. (TA.) b4: The hook in the head of a spindle, (S, * K, * TA,) with which the thread is caught preparatively to the twisting thereof. (TA.) b5: The خُوصَة, (K,) or خُوص, (S,) [i. e.] the leaves [or blades], (TA,) of ثُمَام [or panic grass]; (S, K, TA;) as also ↓ حَجَنَةٌ. (K.) And ↓ حَجَنٌ [of which ↓ حَجَنَةٌ is the n. un., if not a mistranscription of حُجَنٌ,] Tender, or soft, shoots, that grow upon the sides of the stalks of the ثُمَام and the ضَعَة [which is said to be a species of ثُمَام]. (TA.) And حُجَنٌ, pl. of حُجْنَةٌ, The fruit-stalks of grapes. (TA.) A2: Also A thing, or portion of a thing, that one has drawn and appropriated to oneself. (TA.) حَجَنَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

حَجُونٌ Sluggish, lazy, or indolent: (K:) from حَجِنَ بِالدَّارِ [q. v.]. (TA.) b2: غَزْوَةٌ حَجُونٌ (tropical:) A hostile, or hostile and plundering, expediton, in which the party feigns to be going in one direction, and then turns to another: (A, K, * TA:) or farextending. (S, K.) And سِرْنَا عُقْبَةً حَجُونًا (tropical:) We journeyed a long stage. (S, TA.) أَحْجَنُ Crooked, [hooked,] or curved: fem.

حَجْنَآءُ: pl. حُجْنٌ. (Ham p. 403.) You say, الصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقَارِ The hawk is crooked [or hooked] in the bill. (TA.) And صَقْرٌ أَحْجَنُ المَخَالِبِ A hawk having crooked [or hooked] talons. (S, TA.) And أَنْفٌ أَحْجَنُ [A hooked nose,] a nose having the tip approaching the mouth, and, Az adds, having its نَاشِرَتَانِ [or two alæ] receding in an ugly manner. (TA.) and أُذُنٌ حَجْنَآءُ An ear having one [app. the upper] of its two extremities turning towards the forehead, downwards: or having its edges turning towards the other ear, in the direction of the forehead: (M, K:) in either case, curving. (M, TA.) And شَعَرٌ أَحْجَنُ (tropical:) Hair that is crisp, or curly, in its extremities: or, accord. to Az, wavy hair: (T:) or hair that is recurvate at its extremities (مُعَقَّفٌ), and intermingling: (M:) or hair forming a succession of rimples (مُتَسَلْسِلٌ), pendulous, wavy, and crisp, or curling, in the extremities; as also ↓ حَجِنٌ. (K.) تَحْجِينٌ (assumed tropical:) A crooked, [or hooked,] or curved, brand, or mark made with a hot iron [upon a camel]: (K:) [originally inf. n. of 2; but in this sense,] a subst., properly speaking, like تَنْبِيتٌ and تَمْتِينٌ. (TA. [See also مِحْجَنٌ.]) مِحْجَنٌ A crooked, [or hooked,] or curved, staff or stick; as also ↓ مِحْجَنَةٌ: (K:) or a stick, (IAth, Mgh, Ham p. 403,) or staff, (IAth, Ham,) or piece of wood, (Msb,) with a crooked, or hooked, head, (IAth, Mgh,) or crooked at the end, (Msb;) like the صَوْلَجَان: (S, Mgh, Msb, Ham:) one draws towards him with it the extremities [of the branches] of trees, and the like: (Ham ubi suprà:) or a stick with a crooked, or curved, end, being naturally so on the tree on which it has grown; distinguished from a صولجان, the end of which is crooked, or curved, artificially: (T:) or, accord. to Az, any stick with a curved head: (Msb:) or it signifies also anything bent, or crooked: (K:) pl. مَحَاجِنُ. (Msb, TA.) The appellation صَاحِبُ المِحْجَنِ [The owner of the crooked stick or staff] was given to a certain man who, in the Time of Ignorance, used to sit in the highway, and take with his محجن one thing after another, of the goods of the passers-by; and if any one were cognizant of his doing, he excused himself, saying that the thing had caught to his محجن. (TA.) You say, فُلَانٌ لَا يَرْكُضُ المِحْجَنَ [lit. Such a one will not kick the crooked stick or staff], meaning (assumed tropical:) such a one is of no use, or stands one in no stead: the saying originating from the fact that a محجن is put between the hind legs of the camel, and if he be inert, or wanting in vigour, he will not kick it; but if he be sharp in spirit, he will kick it and go on. (TA.) And you say, إِنَّهُ لَمِحْجَنُ مَالٍ, meaning (assumed tropical:) Verily he is one who puts the cattle into a good state, and pastures and manages them well. (TA.) Also (assumed tropical:) A brand, or mark made with a hot iron, upon a camel, in the form of a line with a crooked, or hooked, end, like the stick so called. (TA. [See also تَحْجِينٌ.]) b2: And The [hooked] bill of a bird; because of its crookedness. (TA.) مِحْجَنَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَحْجُونٌ A camel marked with the brand termed مِحْجَن (TA.)

حجن: حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه حَجْناً وحَجَّنَه: عطَفَه. والحَجَنُ

والحُجْنةُ والتحَجُّن: اعْوجاج الشيء، وفي التهذيب: اعوِجاجُ الشيء

الأَحْجَنِ. والمِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ: العَصَا المُعْوَجَّةُ. الجوهري:

المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ. وفي الحديث: أَنه كان يَسْتَلِم الرُّكْنَ

بمِحْجَنَهِ؛ المِحْجَنُ: عَصاً مُعَقَّفة الرأْس كالصَّوْلجان، قال: والميم

زائدة، وكلُّ معطوف مُعْوجّ كذلك؛ قال ابن مقبل:

قد صَرَّح السَّيْرُ عن كُتْمانَ، وابتُذِلَت

وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ.

أَراد: وابتُذِلَت المَحَاجِنُ، وأَنَّثَ الوَقْعَ لإضافته إلى

المَحاجِن. وفلانٌ لا يَرْكُضُ المِحْجَن أَي لا غَنَاءَ عنده، وأَصل ذلك أَن

يُدْخَلَ مِحْجَن بين رِجْلَي البعير، فإنْ كان البعيرُ بَليداً لم يَرْكُض

ذلك المِحْجَنَ، وإن كان ذَكِيّاً رَكَض المِحْجَن ومضَى. والاحْتِجانُ:

الفعلُ بالمِحْجَن. والصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ. وصقرٌ أَحْجَنُ

المَخالِب: مُعَوَجُّها. ومِحْجَنُ الطائِرِ: مِنْقَارُه لاعْوِجاجِهِ.

والتَّحْجِينُ: سِمةٌ مُعْوَجَّة، اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتين. ويقال:

حَجَنْت البعيرَ فأَنا أَحْجِنُه، وهو بَعِيرٌ مَحْجون إذا وُسِمَ بِسِمَة

المِحْجَن، وهو خَطٌّ في طرَفِهِ عَقْفة مثل مِحْجَنِ العصا. وأُذُنٌ

حجناء: ماثلةُ أَحد الطرَفين من قِبَل الجبهة سُفْلاً، وقيل: هي التي أَقْبَل

أَطراف إحداهما على الأُخرى قِبَل الجَبْهة، وكلُّ ذلك مع اعْوِجاج.

الأَزهري: الحُجْنةُ مصدرٌ كالحَجَن، وهو الشعرُ الذي جُعودته في أَطرافه.

قال ابن سيده: وشعر حَجِنٌ وأَحْجَنُ مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ،

في أَطْرافه شيءٌ من جُعودةٍ وتكسُّرٍ. وقيل: مُعَقّف متداخلٌ بعضه في

بعض. قال أَبو زيد: الأَحْجَنُ الشعَرُ الرَّجِلُ. والحُجْنةُ: الرَّجَلُ.

والسَّبِطُ: الذي ليست فيه حُجْنة. قال الأَزهري: ومن الأُنوف أَحْجَنُ.

وأَنْف أَحْجَنُ: مُقْبِل الرَّوْثةِ نحوَ الفمِ، زاد الأَزهري:

واستأْخرت ناشِزتاه قُبْحاً. والحُجْنةُ: موضع أَصابه اعْوِجاجٌ من العصا.

والمِحْجَن: عصاً في طرَفها عُقَّافة، والفعل بها الاحْتِجان. ابن سيده:

الحُجْنةُ موضعُ الاعْوِجاج. وحُجْنةُ المِغْزَل، بالضم: هي المُنْعَقِفةُ في

رأْسه. وفي الحديث: توضَع الرحِمُ يومَ القيامة لها حُجْنةٌ كحُجْنةِ

المِغْزَل أَي صِنّارتِه المُعْوَجَّة في رأْسه التي يُعَلَّق بها الخيطُ

يفتل للغَزْل، وكلُّ مُتَعَقِّفٍ أَحْجَنُ. والحُجْنةُ: ما اختَزَنْتَ من

شيء واخْتَصَصْتَ به نفسك؛ الأَزهري: ومن ذلك يقال للرجل إذا اختصَّ بشيء

لنفسه قد احْتَجَنه لنفسه دون أَصحابه. والاحْتِجانُ: جمعُ الشيء وضمُّه

إليك، وهو افْتِعال من المِحْجَن. وفي الحديث: ما أَقْطَعَك العَقيقَ

لتَحْتَجنَه أَي تتملَّكه دون الناس. واحْتَجَن الشيءَ: احْتَوَى عليه. وفي

حديث ابن ذي يَزَن: واحْتَجَنّاه دون غيرنا. واحْتَجَنَ عليه: حَجَر.

وحَجِنَ عليه حَجَناً: ضَنَّ. وحَجِنَ به: كحَجِيَ به، وهو نحو الأَول.

وحَجِنَ بالدار: أَقام. وحُجْنَةُ الثُّمامِ وحَجَنَتُه: خُوصتُه. وأَحْجَنَ

الثُّمامُ: خرجت حُجْنَتُه، وهي خوصه. وفي حديث أُصَيْل حين قَدِمَ من

مكة: فسأَله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: تركتُها قد أَحْجَنَ

ثُمامُها وأَعْذَقَ إذْ خِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها، فقال: يا أُصَيْل، دَعِ

القلوبَ تَقِرُّ، أَي بدا وَرَقُه

(* الضمير عائد إلى الثمان). والثُّمام

نبت معروف. والحَجَنُ: قَصَدٌ ينبُت في أَعراض عِيدان الثُّمام

والضِّعةِ. والحَجَنُ: القُضْبانُ القِصَارُ التي فيها العنب، واحدتُه حَجَنة.

وإنه لمِحْجَنُ مالٍ: يَصْلُح المالُ على يديه ويُحْسِن رِعْيَته والقيامَ

عليه؛ قال نافع بن لقيط الأَسدي:

قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَيْخاً أَعْجَفا،

مِحْجَنَ مالٍ أَينَمَا تَصَرَّفا.

واحْتِجانُ المالِ: إصْلاحُه وجَمْعُه وضَمُّ ما انتشر منه. واحْتِجانُ

مالِ غيرِك: اقتِطاعُه وسَرِقتُه. وصاحبُ المِحْجَن في الجاهلية: رجلٌ

كان معه محجَن، وكان يقْعُد في جادَّة الطريق فيأْخذ بمحْجنِه الشيء بعد

الشيء من أَثاث المارَّة، فإن عُثِرَ عليه اعْتَلَّ بأَنه تعلق بمحْجنه،

وقد ورد في الحديث: كان يَسْرِقُ الحاجَّ بمحْجَنِه. فإِذا فُطِنَ به قال

تعلَّق بمِحْجَني، والجمع مَحاجِنُ. وفي حديث القيامة: وجَعلَت المَحاجِنُ

تُمْسِكُ رجالاً. وحَجَنْت الشيءَ واحْتَجَنْتُه إذا جَذَبْتَه

بالمِحْجَنِ إلى نَفْسِك؛ ومنه قولُ قيس بن عاصم في وصيَّتِه: عليكم بالمال

واحْتِجانِه، وهو ضمُّكَه إلى نفْسِك وإِمساكُكَ إياه. وحَجَنَه عن الشيء:

صَدَّه وصَرَفه؛ قال:

ولا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوى،

إذا لم يَزَعْه من هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ

والغَزْوَةُ الحَجُونُ: التي تُظهر غيرها ثم تخالف إلى غير ذلك الموضع

ويُقْصَدُ إليها، ويقال: هي البعيدة قال الأَعشى:

ولا بُدَّ من غَزوةٍ، في الرَّبيع،

حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكورا.

ويقال: سِرْنا عقَبةً حَجُوناً أَي بعيدةً طويلة. والحَجُونُ: موضعٌ

بمكة ناحية من البيت؛ قال الأَعشى:

فما أَنتَ من أَهل الحَجُونِ ولا الصَّفا،

ولا لك حَقُّ الشِّرْبِ في ماء زَمْزَم.

قال الجوهري: الحَجونُ، بفتح الحاء، جبلٌ بمكة وهي مَقْبُرة. وقال عمرو

بن الحرث بن مُضاض بن عمرو يتأَسَّف على البيت، وقيل هو للحرث الجُرْهمي:

كأَنْ لم يكن بين الحَجونِ إلى الصَّفا

أَنِيسٌ، ولم يَسْمُر بمكَّة سامِرُ

بَلى نحن كُنّا أَهلَها، فأَبادَنا

صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثِرُ.

وفي الحديث: أَنه كان على الحَجُون كَئيباً. وقال ابن الأَثير:

الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مما يَلي شِعْب الجَزَّارين بمكة، وقيل: هو موضع بمكة

فيه اعْوِجاج، قال: والمشهور الأَوَّل، وهو بفتح الحاء. والحَوْجَنُ،

بالنون: الوَرْدُ الأَحمر؛ عن كراع. وقد سمَّوْا حَجْناً وحُجَيْناً

وحَجْناءَ وأَحْجَنَ، وهو أَبو بَطْنٍ منهم، ومِحْجَناً، وهو مِحْجَن بن

عُطارِد العَنْبَريّ شاعر معروف؛ وذكر ابن بري في هذه الترجمة ما صورته:

والحَجِنُ المرأَةُ القليلةُ الطَّعْم؛ قال الشمّاخ:

وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها، وجادَتْ

بِدرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ.

قال: والقَتِينُ مثل الحَجِين أَيضاً، أَراد بالحَجِن قُراداً، وجعل

عَرَق هذه الناقة قُوتاً له، وهذا البيت بعينه ذكره الأَزهري وابن سيده في

ترجمة جحن، بالجيم قبل الحاء، فإِما أَن يكون الشيخ ابن بري وجد له وجهاً

فنقله أَو وَهم فيه.

حجن
: (حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه) حَجْناً: (عَطَفَه، كحَجَّنَه) تَحْجِيناً.
(و) حَجَنَ (فُلاناً) عَن الشيءِ: (صَدَّه) عَنهُ (وصرَفَه) ، وَهُوَ مجازٌ؛ قالَ:
وَلَا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوى إِذا لم يَزَعْه عَن هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ (و) حَجَنَه حَجْناً: (جَذَبَه بالمِحْجَنِ) إِلى نفْسِه، (كاحْتَجَنَهُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(والحَجَنُ، محرَّكةً، والحُجْنَةُ، بالضَّمِّ، والتَّحَجُّنُ: الاِعْوِجاجُ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى.
وَفِي التَّهْذِيبِ: التَّحَجُّنُ: اعْوِجاجُ الشيءِ الأَحْجَنِ.
(و) المِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ، (كمِنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ: العَصَا المُعْوَجَّةُ) .
(قالَ الجَوْهرِيُّ: المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: عَصاً مُعَقَّفةُ الرأْسِ؛ وَمِنْه الحدِيْث: (كانَ يَسْتَلِم الحجَر بمِحْجَنِه) ؛ (وكلُّ مَعْطوفٍ مُعْوَجَ) كَذلِكَ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
قد صَرَّحَ السَّيْرُ عَن كُتْمانَ وابتُذِلَتوَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ (و) مِن المجازِ: (احْتَجَنَ المالَ) احْتِجاناً: إِذا (ضَمَّه) إِلى نفْسِه (واحْتَواهُ) ، وَمِنْه قوْلُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ فِي وصيَّتِه: عليكُم بالمالِ واحْتِجانِه.
قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ ضَمُّكَهُ إِلى نفْسِك وإِمْساكُكَ إِيَّاه.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا اخْتَصَّ بشيءٍ لنفْسِه: قد احْتَجَنَه لنفْسِه دونَ أَصْحابِه.
وَفِي الحدِيْث: (مَا أَقْطَعَكَ العَقيقَ لتَحْجَنَه) ، أَي تَتَملَّكه دوْنَ الناسِ.
وَفِي حدِيْث ابنِ ذِي يَزَنَ: (واحْتَجَنَّاه دوْنَ غَيْرنا) .
(والتَّحْجِينُ: سِمَةٌ مُعْوَجَّةٌ) ؛) اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتِينِ.
(والحَجْناءُ: فَرَسُ مُعاوِيَةَ البَكَّائِيّ.
(و) الحَجْناءُ (من الآذانِ: المائلَةُ أَحدِ الطَّرَفَيْنِ قِبَلَ الجَبْهَةِ سُفْلاً أَو الَّتِي أَقْبَلَ أَطْرافُ إِحْداهُما على الأُخْرَى قِبَلَ الجَبْهَةِ) ، وكلُّ ذلِكَ مَعَ اعْوِجاجٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(وشَعَرٌ أَحْجَنُ و) حَجِنٌ، (ككَتِفٍ: مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ جَعْدُ الأَطْرافِ) مُتَكَسِّرٌ.
وقيلَ: مُعَقَّفٌ مُتَداخِلٌ بَعْضه فِي بعضٍ؛ كَمَا فِي المُحْكَم وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُجْنَةُ مَصْدَرٌ كالحَجَنِ، وَهُوَ الشَّعَرُ الَّذِي جُعُودَتُهُ فِي أَطْرافِه.
وقالَ أَبو زيْدٍ: الأَحْجَنُ الشَّعَرُ الرَّجِلُ.
(وحَجِنَ عَلَيْهِ وَبِه، كفَرِحَ) ، حَجَناً: (ضَنَّ) كحجن بِهِ.
(و) حَجِنَ (بالدَّارِ: أَقامَ.
(وحُجْنَةُ الثُّمامِ، بالضَّمِّ ويُحَرَّكُ) ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى: (خوصَتُه.
(وحُجْنَةُ المِغْزَلِ: النْعَقِّفَةُ الَّتِي فِي (رَأْسِهِ) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
وقالَ ابنُ سِيَده: الحُجْنَصلى الله عَلَيْهِ وسلمنُ مَوْضِعُ الاِعْوِجاجِ وَفِي الحَدِيث: (يوضَعُ الرَّحِمُ يَوْم القيامةِ لَهَا حُجْنَصلى الله عَلَيْهِ وسلمنٌ كحُجْنَصلى الله عَلَيْهِ وسلمنِالمِغْزَلِ) أَي: صِنَّارتِه المُعْوَجَّةُ) فِي رأَسِه الَّتِي يُعَلَّق بهَا الخيْطُ ثمَّ يُفْتَل للغَزْلِ. (والحَجونُ: الكسلانُ) ؛) مِن حَجِنَ بالدَّارِ إِذا أَقامَ.
(و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بمَعْلاةِ مكَّةَ) مُشْرِفٌ ممَّا يلِي شِعْب الخرَّازِيْن، فِيهِ اعْوِجاجٌ، عنْدَه مَقْبرَةٌ.
قالَ السَّهيليُّ: على فَرْسَخٍ وثلثين من مكَّةَ؛ قالَ الأَعْشَى:
فَمَا أَنتَ مِن أَهْلِ الحَجُونِ وَلَا الصَّفاولا لَك حَقُّ الشِّرْبِ فِي ماءِ زَمْزَموقالَ عَمْرُو بنُ مُضاض الجُرْهُميُّ يتَأَسَّفُ على البيْتِ:
كأَنْ لم يكنْ بَين الحَجونِ إِلى الصَّفاأَنِيسٌ وَلم يَسْمُر بمكَّة سامِرُوهو بفتْحِ الحاءِ.
قالَ شَيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وبعضُ المُتَشدِّقينَ يقولُه بضمِّ الحاءِ وَلَا أَصْل لَهُ.
(و) الحَجونُ: (ع آخَرُ) .
(قالَ محمدُ بنُ عَمْرٍ و: الحَجونُ جَبَلٌ آخَرُ غَيْر هَذَا؛ نَقَلَهُ نَصْر.
(و) مِن المجازِ: الحَجونُ (كلُّ غَزْوة يظهرُ غيرُها ثمَّ يُخالِفُ إِلى ذَلِك الموضِعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: إِلى غيرِ ذلِكَ الموضِعِ، ويُقْصَدُ إِليها؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم.
قالَ الأَعْشَى:
وَلَا بُدَّ من غَزْوةٍ فِي الرَّبيعِحَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكوراوفي الأَساسِ: الغَزْوةُ الحَجونُ: هِيَ المُورَّى عَنْهَا بغيْرِها يظهرُ أَنَّه يَغْزو جِهَةً ثمَّ يُخالِفُ لأُخْرى.
(أَو هِيَ البَعيدَةُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ويقالُ: سِرْنا عَقَبةً حَجُوناً، وَهِي البَعيدَةُ (الطَّويلَةُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وكزُبَيْرٍ) :) حُجَيْنُ (بنُ المُثَنَّى) اليمانيُّ: (مُحَدِّثٌ) ثِقَةٌ قاضٍ رَئِيسٌ رَوَى عَن ابنِ الماجشونِ واللَّيْثِ، وَعنهُ أَحْمَدُ وعبَّاس الدُّورِيُّ، تُوفي سَنَة 305.
قُلْت: الصَّوابُ فِيهِ حُجَيْرٌ، بالرَّاء، وَقد صَحَّفَ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(والحَجَنُ، محرَّكةً وككَتِفٍ: القُرادُ) ؛) هَكَذَا ذَكَرَه ابنُ بَرِّي وفَسَّر بِهِ قوْلَ الشمَّاخ:
وَقد عَرِقَتْ مَغابِنُها وجادَتْبدِرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِقالَ صاحِبُ اللِّسانِ: وَهَذَا البَيْتُ بعَيْنِه ذَكَرَه الأَزْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه فِي ترْجَمةِ حَجَنَ بالجيمِ قبْلَ الحاءِ؛ فإِمَّا أَنْ يكونَ الشيخُ ابنُ بَرِّي وَجَدَ لَهُ وَجْهاً فنَقَلَه أَو وَهِمَ فِيهِ، واللَّهُ تعالَى أَعْلم.
(و) الحَجَنُ، (بالتَّحْريكِ: الزَّمَنُ فِي الَّدابَّةِ.
(ولِهْبُ بنُ أَحْجَنَ: قَبيلَةٌ) مِن العَرَبِ (تُعْرَفُ بالقيافةِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: بالعِيافَةِ. وَهُوَ لِهْبُ بنُ أَحْجَنَ بنِ كعْبِ بنِ الحَارِثِ بنِ كعْبِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مالِكِ بنِ نَصْر بنِ الأَزْدِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَكَانَ لِهْبُ أَعْيَفَ العَرَبِ وكانَ إِذا قَدِمَ مكَّةَ أَتاهُ رِجالُ قُرَيْشٍ بغلْمانِهم يَنْظُرُ إِليهم.
(والحَوْجَنُ: الوَرْدُ الأَحْمَرُ) ؛) عَن كُراعٍ وتقدَّمَ فِي المِيمِ أَيْضاً.
(وحَجْنُ بنُ المُرَقِّعِ) الأَزْدِيُّ القائديُّ، لَهُ وِفادَةٌ.
قالَ ابنُ الكلْبيّ: هُوَ الْحجر بالرَّاءِ.
(ومِحْجَنُ بنُ الأَدْرَعِ) الأَسْلَميُّ: قَدِيمُ الإِسْلامِ نزلَ البَصْرةَ واخْتَطَّ مَسْجِدَها، لَهُ أَحادِيثٌ؛ (ومِحْجَنُ بنُ أَبي مِحْجَنٍ) الدَّيْلميُّ المَدنيُّ أَبو يُسْر، وقيلَ: أَبو بشْرٍ، وقيلَ: أَبو بسرٍ، لَهُ حدِيْثٌ فِي صَلاةِ الجَماعَةِ، (صَحابِيُّونَ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ.
(وسَمّوْا حُجَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: فلانٌ لَا يَرْكُضُ المِحْجَن، أَي لَا غَنَاءَ عنْدَه، وأَصْلُ ذلِكَ أَنْ يُدْخَلَ مِحْجَنٌ بينَ رِجْلَي البَعيرِ، فإِن كانَ البَعيرُ بَليداً لم يَرْكُضْ ذلِكَ المِحْجَنَ، وإِن كانَ ذَكِيًّا رَكَضَ المِحْجَن ومضَى.
والصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ.
وصَقْرٌ أَحْجَنُ المَخالِبِ: مُعْوَجُّها.
ومِحْجَنُ الطائِرِ: مِنْقارُه لاعْوِجاجِه.
وحَجَنْت البَعيرَ حَجناً، فَهُوَ مَحْجونٌ: إِذا وُسِمَ بسِمَةِ المِحْجَنِ، وَهُوَ خَطٌّ فِي طرَفِه عَقْفه مِثْل مِحْجَنِ العَصَا.
وأَنْفٌ أَحْجَنُ: مُقْبِل الرَّوْثَةِ نحْوَ الفَمِ؛ زادَ الأَزْهرِيُّ واسْتَأْخَرَت ناشِزَتاهُ قُبْحاً.
والحُجْنَةُ: موْضِعٌ أَصابَه اعْوِجاجٌ مِن العَصَا.
والحُجْنَةُ: مَا اخْتَزَنْتَ مِن شيءٍ واخْتَصَصْتَ بِهِ نفْسَكَ.
واحْتَجَنَ عَلَيْهِ: حَجَرَ.
وأَحْجَنَ الثُّمامُ: خَرَجَتْ حُجْنَتُه، أَي بَدا وَرَقُه.
والحَجَنُ: قَصَدٌ يَنْبُتُ فِي أَعْراضِ عِيدانِ الثُّمامِ والضَّعةِ.
والحَجَنُ: القُضْبانُ القِصارُ الَّتِي فِيهَا العِنَبُ، واحِدَتُها حَجَنَةٌ.
وإِنَّه لمِحْجَنُ مالٍ: يَصْلُحُ المالُ على يَدَيْه ويُحْسِن رِعْيَته والقِيامَ عَلَيْهِ؛ قالَ نافِعُ بنُ لقيطٍ الأَسَدِيُّ:
قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَيْخاً أَعْجَفامِحْجَنَ مالٍ أَيْنَما تصَرَّفا واحْتِجانُ المالِ: إِصْلاحُه وجَمْعُه وضَمُّ مَا انْتَشَرَ مِنْهُ.
واحْتِجانُ مالِ غيرِكَ: اقْتِطاعُه وسَرِقَتُه وحجينُ بنُ عبدِ اللَّهِ: مِن أَتْباعِ التابِعِينَ ثِقةٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ.
وصاحِبُ المِحْجَنِ: رجُلٌ كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ مَعَه مِحْجَنٌ، وَكَانَ يِقْعُدُ فِي جادَّةِ الطَّريقِ، فيَأْخُذُ بمِحْجَنِه الشيءَ بعْدَ الشيءِ مِن أَثاثِ المارَّةِ، فإِن فُطِنَ بِهِ اعْتَلَّ وقالَ: إِنَّه اعتقل بمِحْجَنِه، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحدِيْثِ.
ومِحْجَنُ بنُ عصارٍ العَنْبرِيُّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
ومِحْجَنٌ: مَوْضِعٌ لبَني ضبَّةَ بالدَّهْناءِ، قالَهُ نَصْر.
والحجنُ، ككَتِفٍ: المرْأَةُ القَلِيلَةُ الطَّعْمِ؛ عَن ابنِ بَرِّي.
وحُجْنَةُ بنُ وهبٍ، بالضمِّ: بَطْنٌ مِن بَني سامَةَ بنِ لُؤَيَ عَن ابنِ مَاكُولَا.
قُلْت: وَهُوَ أَخُو حمْلِ بنِ وهبٍ.
وحَجَنَ، كمَنَع، وأَحْجَنَ وحجنَ: ضَيَّقَ على عِيالِه فقرا أَو بخلا، وتَقدُّم الجيمِ على الحاءِ لُغَة فِي الكلِّ، وَقد تقدَّمَ.
وأَبو مِحْجَنٍ الثَّقَفيُّ اسْمُه مالِكُ بنُ حبيبٍ؛ وقيلَ: عبدُ اللَّهِ بنُ حَبيبٍ، ذَكَرَه السّهيليّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
وأَبو مِحْجَنٍ توبةُ بنُ نمرٍ البسي قاضِي مِصْرَ ذُكِرَ فِي السِّيْن.

حرن

(ح ر ن) : (حَرَنَ) الْفَرَسُ وَقَفَ وَلَمْ يَنْقَدْ حَرُونًا وَحِرَانًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَهُوَ حَرُونٌ (وَالْحَرْنُ) فِي مَعْنَى الْحِرَانِ غَيْرُ مَسْمُوعٍ.
ح ر ن : حَرَنَ الدَّابَّةُ حَرُونًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَحِرَانًا بِالْكَسْرِ فَهُوَ حَرُونٌ وِــزَانُ رَسُولٍ وَحَرُنَ وِــزَانُ قَرُبَ لُغَةٌ فِيهِ. 

حرن


حَرَُنَ(n. ac. حِرَاْن
حُرَاْن
حُرُوْن)
a. Stopped suddenly (animal).
b. Was restive, refractory; reared.

حُرَاْنa. Restiveness, refractoriness.

حَرُوْن
(pl.
حُرُن)
a. Restive, refractory.

حُرُوْنa. see 24
حرن حَرَنَتِ الدّابَّةُ وحَرُنَتْ؛ وهي تَحْرُنُ حِرَاناً. وقال الأصمعيُّ أُحْرُنْ هذا القُطْنَ أي انْدِفْهُ. والمِحْرَنُ المِنْدَفُ، والجَميعُ المَحَارِيْنُ. وقيل المَحَارِيْنُ حَبُّ القُطْنِ.
حرن: حرن. يقال: حرن عن (المقري 2: 289).
وحرَن: عند، عاند، ركب رأسه، تشبث برأيه، أصر (همبرت ص240).
حارَن: جمح، شَمَس (باين سميث 1360) حرن: لابد ان لها معنى غير أني أجهله وقد ذكرت في ألف ليلة (برسل 9: 270).
حُرنَ: حَرون (باين سميث 1375).
حَرَّان: جموح، شموس (دوماس حياة العرب ص190) حارُون = حَرون: جموح، شموس (بوشر)
ح ر ن: فُرْسٌ (حَرُونٌ) لَا يَنْقَادُ وَإِذَا اشْتَدَّ بِهِ الْجَرْيُ وَقَفَ وَقَدْ (حَرَنَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (حَرُنَ) بِالضَّمِّ صَارَ (حَرُونًا) وَالِاسْمُ (الْحِرَانُ) . وَ (حَرَّانُ) اسْمُ بَلَدٍ وَهُوَ فَعَّالٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعْلَانَ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (حَرْنَانِيٌّ) وَالْقِيَاسُ (حَرَّانِيٌّ) عَلَى مَا عَلَيْهِ الْعَامَّةُ. 
ح ر ن

حرنت الدابة تحرن، ودابة حرون، وبها حران.

ومن المجاز: حرن بالمكان فلا يبرح. وقيل لحبيب بن المهلب: الحرون، لأنه كان يحرن في مواقف القتال، لا يريم من مكانه. وما أحرنك ههنا. وتقول: ضرب الحران، وأحب الحران. وحرن فلان في البيع: لا يزيد ولا ينقص. وبنو فلان جارون في الكرم ولا تخاف حراناتهم. وقد حرن العسل في الخلية: لزق فعسر نزعه على المشتار.
حرن
حرَنَ/ حرَنَ بـ يَحرُن، حِرانًا وحُرونًا، فهو حَرون، والمفعول محرون به
• حرَنتِ الدَّابَّةُ: وقفت ولم تُطِع صاحبها في الانطلاق وأبت أن تنقاد "حرَن الحمارُ ورفض أن يتخطَّى الجسر- دابَّة حرَون" ° حرَن فلان: ركب رأسَه وتشبَّث برأيه.
• حرَن الشَّخصُ بالمكان: لزمه فلم يفارقْه. 

حِران [مفرد]: مصدر حرَنَ/ حرَنَ بـ. 

حَرون [مفرد]: ج حُرُن: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَنَ/ حرَنَ بـ: أبيّ لا ينقاد. 

حُرون [مفرد]: مصدر حرَنَ/ حرَنَ بـ. 
[حرن] فرسٌ حَرونٌ: لا ينقاد، وإذا اشتدَّ به الجريُ وقف. وقد حَرَنُ يَحْرُنُ حُروناً. وحَرُنَ بالضم، أي صار حَروناً. والاسم الحران. وحرون: اسم فرس أبى صالح مسلم بن عمرو الباهلى والد قتيبة. قال الشاعر: إذا ما قريش خلا ملكها فإن الخلافة في باهله لرب الحرون أبى صالح وما ذاك بالسنة العادله قال الاصمعي: هو من نسل أعوج، وهو الحرون بن الاثاثي بن الخزز بن ذى الصوفة بن أعوج. قال: وكان يسبق الخيل ثم يحرن حتى تلحقه، فإذا لحقته سبقها. والحرون في قول الشماخ: وما أرْوى ولو كَرُمَتْ علينا بأَدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَرونِ هي التي لا تبرح أعلى الجبل من الصيد. وكان حبيب بن المهلب يلقب بالحرون. والمحارين من النحل: اللواتي يَلصَقن بالشُهد فيُنزَعْن بالمحابض. وقال الشاعر ابن مقبل: كَأَنَّ أصْواتَها من حيث تَسْمَعُها نَبْضُ المَحابِضِ يَنْزِعْنَ المَحارينا ويقال: حَرَنَ في البيع، إذا لم يزد ولم ينقص. وحران: اسم بلد. وهو فعال، ويجوز أن يكون فعلان، والنسبة إليه حرنانى على غير قياس، كما قالوا منانى في النسبة إلى مانى، والقياس ما نوى وحرانى على ما عليه العامة.
الْحَاء وَالرَّاء وَالنُّون

حَرَنَت الدَّابَّة تَحْرُنُ حِرانا وحُرَانا، وحَرُنَتْ، وَهِي حَرُونٌ: وَهِي الَّتِي إِذا استدر جريها وقفت، وَإِنَّمَا ذَلِك فِي ذَوَات الْحَافِر خَاصَّة، وَنَظِيره فِي الْإِبِل اللجان والخلاء. وَاسْتعْمل أَبُو عبيد الحِرانَ فِي النَّاقة.

والحَرُونُ: فرس مُسلم بن عَمْرو الْبَاهِلِيّ فِي الْإِسْلَام، كَانَ يسابق الْخَيل فَإِذا استدر جريه وقف حَتَّى تكَاد تسبقه ثمَّ يجْرِي فيسبقها.

وَمِنْه قيل لحبيب بن الْمُهلب أَو مُحَمَّد ابْن الْمُهلب: الحرُونُ، لِأَنَّهُ كَانَ يحْرُنُ فِي الْحَرْب فَلَا يبرح، استعير لَهُ ذَلِك، وَإِنَّمَا أَصله فِي الْخَيل.

وَقَالَ الَّلحيانيّ: حَرَنت النَّاقة: قَامَت فَلم تَبْرَح، وخلأت: بَركت فَلم تقم.

والمحارِنُ من النَّحْل: اللواتي يلصقن بالخلية حَتَّى ينتزعن.

والمَحارِينُ: الشهاد، وَهِي أَيْضا حبات الْقِنّ، وَاحِدهَا مِحْرَانٌ، وَقد تقدم شرح بَيت ابْن مقبل: " يخلجن المَحارِينا " وحُرَيْنٌ: اسْم.

وَبَنُو حِرْنةَ: بطين.

والحَرُونُ: فرس عقبَة بن مُدْلِج.

حرن

1 حَرَنَ aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K;) and حَرُنَ; (S, Msb, K;) inf. n. حِرَانٌ (Mgh, Msb, K) and حُرُونٌ, (Mgh, Msb,) or the former is a simple subst., and the latter is the inf. n., (S,) and حُرَانٌ; (K;) said of a horse (S, Mgh, Msb, K) or similar beast, (Msb, K,) He was, or became, restive, or refractory, and, when vehemently running, stopped: (S:) or stopped, and was restive, or refractory: (Mgh:) or stopped when one desired to call into action his power of running: said peculiarly of a solid-hoofed animal: (M, K:) or, accord. to Lh, one says also حرنت النَّاقَةُ, meaning the she-camel stood still, and would not move from her place: and حِرَانٌ is used by AO in relation to a she-camel. (TA.) And حَرَنَ, inf. n. حُرُونٌ i. q. تَأَخَّرَ [He went back or backwards, drew back, receded, &c.]. (As, TA.) b2: حَرَنَ بِالمَكَانِ, inf. n. حُرُوُنَةٌ, [perhaps a mistranscription for حُرُونٌ,] He kept, or clave, to the place, and did not quit it. (TA.) b3: حَرَنَ فِى البَيْعِ (tropical:) He did not exceed nor fall short in selling. (S, K, TA.) A2: حَرَنَ القُطْنَ He separated and loosened the cotton [by means of a bow and a kind of wooden mallet, by striking the string of the bow with the mallet]; syn. نَدَفَهُ. (K.) حِرَانٌ a subst. from حَرَنَ said of a horse [or similar beast; i. e. Restiveness, or refractoriness, &c.]: (S:) or an inf. n. (Mgh, Msb, K.) حَرُونٌ an epithet applied to a horse (S, Mgh, Msb, K) or similar beast, (Msb, K,) [meaning Restive, or refractory, &c.,] from حَرَنَ (S, Mgh, Msb, K) or حَرُنَ: (S, Msb, K:) pl. حُرُنٌ, with two dammehs. (TA.) b2: Also An animal of the chase that does not quit the higher, or highest, part of the mountain. (S, K.) مِحْرَنٌ The wooden implement (a kind of mallet) with which, together with a bow, by striking with the former the string of the latter, cotton is sepa rated and loosened; syn. مِنْدَفٌ. (K.) مِحْرَانٌ Honey: (K:) pl. مَحَارِينُ. (So in the TA, as from the K.) b2: See also the pl. below.

مَحَارِنُ: see what follows.

مَحَارِينُ (S, K) and ↓ مَحَارِنُ (S [in which the latter occupies the first place, the former occurring in an ex.,]) (tropical:) The bees that stick to the honey, and are extracted with the مَحَابِض, (S, K, TA,) or wooden implements with which the honey itself is extracted: (TA:) or the bees that stick in the hive, and are with difficulty extracted: or the bees that die in the honey: (T, TA:) sing. ↓ مِحْرَانٌ (K.) b2: And The pods of cotton. (K.)
باب الحاء والراء والنون معهما ح ر ن، ح ن ر، ن ح ر، ر ن ح مستعملات

حرن: حَرَنَتِ الدّابَّة، وحَرُنَتْ لغة، فهي تَحْرُن حِراناً، وهي حَرُونٌ.

وفي الحديث: ما خَلَأَت ولا حَرَنَت (ولكن حَبَسَها حابِسُ الفيل) .

[ويقال: فَرَسٌ حَرونٌ من خَيْلٍ حُرُنٍ. والحَرون: اسم فَرَسٍ كان لباهلة، إليه تُنسَب الخيل الحَرونيّة] .

رنح: رُنِّحَ فلانٌ تَرنيحاً إذا اعتَراه وَهْنٌ في عِظامه وضَعْفٌ في جَسَده عند ضَرْبٍ أو فَزَع يَغشاه كالمَيْد ، قال:

تَميدُ إذا استَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّح

والمُرَنَّحُ: ضرَبْ من العُودِ من أجوده يُسْتَجْمر به.

حنر: الحِنَّوْرةُ: دُوَيْبَّة دَميمة يُشَبَّهُ بها الإنسانُ فيقال: يا حنورة. وفي الحديث: لو صَلَّيْتُم حتى تكونوا كالأوتاد أو صُمْتم حتى تكونوا كالحَنائر ما نَفَعَكُم إلاّ بنيَّةٍ صادقة ووَرَعٍ صادِق.

والحنَيرة: العَقْدُ المضروب وليس بذاك العَريض، تقول: حَنَرْتُ حَنيرةً إذا بَنَيْتَها. والحَنيرةُ: مِنْدَفة النِّساء للقُطن.

نحر: إذا تَشاحَّ القَوم على أمر قيل: انتَحَروا وتَناحَروا من شِدَّة حِرصِهم. وهذه الدارُ تَنْحَر تلك الدار إذا استَقْبَلَتْها. وإذا انتَصَبَ الانسانُ في صلاته فنَهَدَ قيلَ: قد نَحَرَ. (واختلفوا في تفسير قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، قال بعضهم: انحَرْ البُدْنَ، ويقال: هو وضع اليمين على الشِّمال في الصلاة) . ويوم النَّحْر: يَوم الأضْحَى. والنَّحْر: ذَبْحُكَ البعيرَ بطَعْنةٍ في النَّحْر، حيثُ يبدو الحُلْقُوم من أعلى الصَّدْر، ونَحَرْتُه أنحَرْه نَحْراً.

حرن: حَرَنتِ الدابةُ تَحْرُن حِراناً وحُراناً وحَرُنَتْ، لغتان، وهي

حَرونٌ: وهي التي إذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ، وإنما ذلك في ذوات

الحوافر خاصَّة، ونظيرُه في الإِبل اللِّجانُ والخِلاءُ، واستعمل أَبو عبيد

الحِرانَ في الناقة. وفي الحديث: ما خَلأَت ولا حَرَنَتْ ولكن حَبَسَها

حابِسُ الفِيل. وفرس حَرُونٌ من خَيْل حُرُنٍ: لا يَنْقادُ، إذا اشتدّ به

الجَرْيُ وَقَف. وقد حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُوناً وحَرُنَ، بالضم أَيضاً: صار

حَرُوناً، والاسم الحِرانُ. والحَرُونُ: اسم فرس كان لباهِلَة، إليه

تنسب الخيل الحَرُونِيَّة. والحَرُونُ: اسم فرس مُسْلم بن عمروٍ الباهليِّ

في الإسلام كان يُسابِق الخيلَ، فإِذا اسْتُدرَّ جَرْيه وقَف حتى تكادَ

تسْبِقُه، ثم يجري فيسبِقها، وفي الصحاح: حَرون اسمُ فرسِ أَبي صالح مُسْلم

بن عمروٍ الباهلي والد قُتَيْبة؛ قال الشاعر:

إذا ما قُريش خلا مُلْكُها،

فإِنَّ لخِلافةَ في باهِلَهْ

لِرَبِّ الحَرونِ أَبي صالح،

وما ذاك بالسُّنَّة العادلَهْ.

وقال الأَصمعي: هو من نَسْل أَعوج، وهو الحَرون بن الأَثاثيّ بن الخُزَر

بن ذي الصُّوفة بن أَعْوج، قال: وكان يسبِق الخيلَ ثمَ يَحْرُن حتى

تَلْحَقَه، فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثم حرَن ثم سبَقَها، وقيل: الحَرونُ فرسُ

عُقبة بن مُدْلِجٍ، ومنه قيل لحبيب بن المهلَّب أَو محمد بن المُهلَّب

الحَرُون، لأَنه كان يَحْرُنُ في الحرب فلا يبرح، استعير ذلك له وإنما

أَصله في الخيل، وقال اللحياني: حَرَنَت الناقةُ قامت فلم تَبْرَحْ، وخَلأَت

بركَتْ فلم تَقُمْ؛ والحَرونُ في قول الشماخ:

وما أَرْوَى، وإن كَرُمَتْ علينا،

بأَدْنَى من مُوَقَّفةٍ حَرونِ.

هي التي لا تبرح أَعلى الجَبل من الصَّيْد. ويقال: حَرَن في البيع إذا

لم يَزِد ولم يَنْقُص. والمَحارينُ من النَّحْل: اللَّواتي يَلْصَقْنَ

بالخَلِيَّة حتى يُنْتزَعْنَ بالمَحابِض؛ وقال ابن مقبل:

كأَنَّ أَصْواتَها، من حيث نسمَعُها،

نَبْضُ المَحابضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا.

قال ابن بري: الهاءُ في أَصواتها تعودُ على النَّواقيس في بيتٍ قَبْله،

والمَحابضُ: عِيدانٌ يُشارُ بها العسلُ، قال: والمَحارينُ جمع مِحْرانٍ،

وهو ما حَرُنَ على الشَّهْد من النحل فلا يَبْرَح عنه؛ الأَزهري:

المَحارينُ ما يموتُ من النحل في عسله، وقال غيره: المَحارينُ من العسل ما

لَزِقَ بالخلِيَّة فعَسُر نَزْعُه، أُخذ من قولك حَرُن بالمكان حُرونة إذا

لزمه فلم يُفارِقْه، وكأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِيارُه؛ قال الراعي:

كِناس تَنوفةٍ ظَلَّت إليها

هِجانُ الوَحْشِ حارنةً حُرونا.

وقال الأَصمعي في قوله حارنة: متأَخرة، وغيره يقول: لازِمة.

والمَحارينُ: الشِّهادُ، وهي أَيضاً حَبّات القُطن، واحدتُها مِحْرانٌ، وقد تقدم شرح

بيت ابن مقبل: يَخْلِجْنَ المَحارينا. وحَرّان: اسم بلد، وهو فَعّال،

ويجوز أَن يكون فَعْلانَ، والنسبة إليه حَرْنانيٌّ، كما قالوا مَنانّي في

النسبة إلى ماني، والقياس مانَوِيّ، وحَرّاني على ما عليه العامة.

وحُرَينٌ: اسمٌ. وبنو حِرْنَة: بُطَين

(* قوله «وبنو حرنة بطين» كذا في الأصل

والمحكم بكسر فسكون، وفي القاموس والتكملة بكسر الحاء والراء وشد

النون).

حرن
: (حَرَنَتِ الَّدابَّةُ، كنَصَرَ وكَرُمَ) ، لُغتان ذَكَرَهُما الجَوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه والأَزْهرِيُّ، (حِراناً، بالكسْرِ والضَّمِّ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: حُروناً، بالضمِّ، والاسْمُ الحِرانُ، بالكسْرِ، (فَهِيَ حَرونٌ، وَهِي الَّتِي إِذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ) ؛) كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: فَرَسٌ حَرُونٌ: لَا يَنْقادُ، وإِذا اشْتَدَّ بِهِ الجَرْيُ وَقَفَ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: (خاصٌّ بذَواتِ الحافِرِ) ، ونَظِيرُهُ فِي الإِبِلِ اللِّجانُ والخِلاءُ.
واسْتَعْمَلَ أَبو عُبَيْدَةَ الحِرانَ فِي الناقَةِ.
وَفِي الحدِيْثِ: (مَا خَلأَت وَلَا حَرَنَتْ ولكنْ حَبَسَها حابِسُ الفِيلِ) .
وقالَ اللحْيانيُّ: حَرَنَتِ الناقَةُ: قامَتْ فَلم تَبْرَحْ، وخَلأَتْ بَرَكَتْ فَلم تَقُمْ، والجَمْعُ حُرُنُ، بضَمَّتَيْن.
(والمَحارينُ: الشِّهادُ) ، بكسْرِ الشِّيْنِ، (أَي الأَعسالُ.
(و) قالَ الجَوْهرِيُّ: المَحارينُ (من النَّحْلِ الَّلاتي) ، وَفِي الصِّحاحِ: والمَحارِينُ مِن النَّحْلِ اللَّواتي، (يَلْصَقْنَ بالشَّهْدِ فَيُنْزَعْنَ بالمَحابِضِ) ، هَكَذَا وَقَعَ فِي عدَّةِ نسخٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: مَا لَزِقَ بالخلِيَّةِ فعَسُرَ انْتِزَاعُه، وكأَنَّ العَسَلَ حَرُنَ فعَسُرَ اشْتِيارُه، وَهُوَ مجازٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لابنِ مُقْبِل:
كأَنَّ أَصْواتَها من حيثُ نسْمَعُه انَبْضُ المَحابِضِ يَنْزِعْنَ المَحارِيناقالَ ابنُ بَرِّي: أَصْواتُها أَي النَّواقِيسِ فِي بَيْتٍ قَبْله، والمَحابِضُ: عِيدانٌ يُشارُ بهَا العَسَلُ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ بعْدَما ذَكَرَه بأَسْطرٍ عَن عَمْرٍ وَعَن أَبيهِ: المَحارِينُ مَا يَموتُ مِن النَّحْلِ فِي عَسَلِه.
(و) المَحارِينُ: (حَبَّاتُ القُطْنِ) ؛) وقالَ ابنُ مُقْبِل: يَخْلِجْنَ المَحارِينا؛ (الواحِدُ مِحْرانٌ) ، كمِحْرابٍ.
(و) يقالُ: (حَرَنَ فِي البَيْعِ) ، إِذا (لم يَزِد وَلم يَنْقُصْ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وَهُوَ مجازٌ.
(و) حَرَنَ، (القُطْنَ: نَدَفَهُ.
(و) المِحْرَنُ، (كمِنْبَرٍ: المِنْدَفُ.
(والحَرونُ) فِي قوْلِ الشمَّاخِ:
وَمَا أَرْوَى وَلَو كَرُمَتْ علينابأَدْنَى من مُوَقَّفَةٍ حَرونِ: هِيَ (الَّتِي لَا تَبْرَحُ أَعْلَى الجَبَلِ مِن الصَّيْدِ) ؛) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) حَرُونٌ: اسْمُ (فَرَسِ) أَبي صالِحٍ (مُسْلِمِ بنِ عَمْرٍ والباهِلِيِّ) وَالِد قُتَيْبَةَ.
قالَ الأَصْمَعيُّ: هُوَ مِن نَسْلِ أَعْوَج، وَهُوَ الحَرونُ بنُ الأَثاثِيِّ بنِ الخُزَزِ بنِ ذِي الصُّوفَة بنِ أَعْوج، قالَ: وكانَ يَسْبِق الخَيْلَ ثمَّ يَحْرُنُ ثمَّ تَلْحَقَه، فإِذا لَحِقَتْه سَبَقها؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: كَانَ يُسابِق الخَيْلَ، فإِذا اسْتُدِرَّ جَرْيُه وَقَفَ حَتَّى تَكادَ تَسْبِقَه، ثمَّ يَجْرِي فيَسْبِقها.
وَفِي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبي: اشْتَراهُ مُسْلِم مِن رجُلٍ مِن بَنِي هِلالٍ مِن نتاجِهم، وَكَانَ تَزايَدَ هُوَ والمُهَلَّبُ ابنُ أَبي صفْرَةَ على الحَرُونِ حَتَّى بَلَغا بِهِ أَلْفَ دِينارٍ، وَكَانَ مُسْلِمٌ أَبْصَر الناسِ بالخَيْلِ، فلمَّا بَلَغَ أَلْفَ دِينارٍ، وَقد كانَ أَصابَهُ صقلةٌ فِي بَطْنِه ولَصقَ صقْلاهُ، وهُما خاصِرَتاه، وَكَانَ صاحِبُه يبرأُ مِن حرانِه، قصرَ عَنهُ المُهَلَّبُ وقالَ: فَرَسٌ حَرُونٌ يخطفُ بأَلْفِ دِينارٍ، قيلَ: إِنَّه ابنُ أَعْوج، قالَ: وَلَو كَانَ أَعْوج نفْسه على هَذَا الحالِ مَا سَاوَى هَذَا الثَّمَن، فاشْتَراهُ مُسْلِمٌ وعطَّشَه عَطَشاً شَدِيداً وأَمَرَ بالماءِ العَذْبِ فبردَ حَتَّى إِذا جهدَهُ العَطَشُ قرَّبَ إِليه الماءَ البارِدَ العَذْبَ فشَرِبَ الفَرَسُ حَتَّى حبب وامْتَلأَ، وأَمَرَ رجُلاً فرَكِبَه ثمَّ ركضَه حَتَّى ملأَهُ رِبواً فرَجَفَتْ خاصِرَتُه ثمَّ أَمَر بِهِ فَصنعَ فسَبَقَ الناسَ دَهْراً لَا يَتعَلَّقُ بِهِ فَرَسٌ ثمَّ افْتَحَلَه فَلم يفحل إِلاَّ سابِقاً، وليسَ على الأَرضِ جَوادٌ مِن لَدن زَمَنِ يَزِيد بنِ مُعاوِيَةَ يُنْسَبُ إِلى الحَرُونِ، اه.
وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لبعضِ الشُّعراءِ:
إِذا مَا قُريش خَلا مُلْكُهافإِنَّ الخِلافةَ فِي باهِلَهْلِرَبِّ الحَرونِ أَبي صالِحٍ وَمَا ذاكَ بالسُّنَّة العادِلَهْ (أَو) هُوَ فَرَسُ (شَقيقِ بنِ جَريرٍ الباهِلِيِّ) ، وَكَانَ مِن نَسْلِه.
(و) الحَرُونُ: (لَقَبُ حَبيبِ بنِ المُهَلَّبِ) بنِ أَبي صفْرَةَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والأَساسِ؛ أَو محمدِ بنِ المُهَلَّبِ لأَنَّه كانَ يَحْرُن فِي الحَرْبِ، فَلَا يَبْرَح، اسْتُعِير لَهُ ذلِكَ وإِنَّما أَصْلُه فِي الخَيْلِ.
(و) الحَرَّانُ، (كشَدَّادٍ: شاعِرٌ مَصِيصِيٌّ) ، وَهُوَ أَحْمدُ بنُ محمدٍ الجَوْهرِيُّ؛ نَقَلَه الحافِظُ.
(و) حَرَّانٌ: (د بالشَّامِ) قد وَقَعَ الاخْتِلافُ فِيهِ على أَرْبَعةِ أَقْوالٍ:
فالرَّشاطيُّ قالَ: بدِيارِ بَكْرٍ.
والسّمعانيُّ قالَ: بدِيارِ رَبيعَةَ.
وابنُ الأَثيرِ اخْتَلَفَ قَوْله قالَ أَوَّلاً بالجَزيرَةِ، وعابَ ابنَ السّمعانيِّ قَوْله مِن دِيارِ رَبيعَةَ، وقالَ: إِنَّما هِيَ بدِيارِ مِصْرَ، وَله تارِيخٌ كَبيرٌ صنَّفَه الإِمامُ أَبو عروبَةَ.
وقالَ أَبو القاسِمِ الزَّجَّاجيُّ: سُمِّي بهاران أَبي لوط وأَخي إِبْراهيمَ، عَلَيْهِمَا وعَلى نبيِّنا أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: وَهُوَ فَعَّالٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ فَعْلانَ، (والنِّسْبَةُ) إِليه (حَرْنانِيٌّ) ، على غيرِ قِياسٍ، كَمَا قَالُوا مَنانيٌّ فِي النِّسْبَةِ إِلى ماني، والقِياسُ مَا نَوِيٌّ، (وَلَا تَقُلْ حَرَّانِيٌّ) على مَا عَلَيْهِ العامَّة (وإِن كَانَ قِياساً.
(وبنُو حِرِنَّةَ، بكسْرَتَيْن مُشَدَّدةَ النُّونِ: بَطْنٌ) مِن العَرَبِ.
(و) حُرَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: اسْمُ) رجُلٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: حَرَنَ حروناً: تأَخَّرَ، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعيُّ قوْلَ الرَّاعِي:
كِناسُ تَنوفةٍ ظَلَّت إِليهاهِجانُ الوَحْشِ حارنةً حُرُوناأَي مُتأَخِّرة؛ وقالَ غيرُهُ: أَي لازِمَةً.
وحَرُنَ بالمَكانِ حُرونَة: إِذا لَزِمَه فَلم يُفارِقْه.
والحَرونُ: فَرَسُ عُقْبةَ بنِ مُدْلِجٍ.
وَمَا أَحْرَنَكَ هَهُنَا.
وبنُو فلانٍ جارُونَ فِي الكَرَم: لَا تُخافُ حِرَانَاتُهم.
وسكَّةُ حُرَّان، كزُنَّارٍ: بأَصْبَهان، مِنْهَا أَبو المطهر عبْدُ المنْعمِ بنُ نَصْر بن يَعْقوب عَن جَدِّه لأُمِّه أَبي طاهِرٍ الثَّقَفيِّ، وَعنهُ السّمعانيُّ.
وَذُو الحَرِينِ، كأَميرٍ: لَقَبُ الزِّبرقان بنِ عَدِيَ التَّميميّ، نَقَلَه الحافِظُ.
والحِرِنَّة، بكسْرَتَيْن: قَرْيَةٌ فِي عرض اليَمامَةِ لبَني عَدِيِّ بنِ حَنيفَةَ؛ قالَهُ نَصْر.
والحرانيةُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الجِيزَةِ.

فهرس كتب التاريخ (حرف الميم)

فهرس كتب التاريخ (حرف الميم)
المآثر والمفاخر
....
المبدأ والمآل
....
مثير الغرام
....
مجالس العشاق
....
مجالس النفائس
....
مجاني العصر
....
مجلي الحزن
....
مجمع آثار الملوك
....
مجمع الأخبار
....
مجمع الآداب
....
مجمع الخواص
....
مجمع المؤسس
....
محاسن تواريخ الخلائق
....
محايز الحصر
....
محرك همم القاصرين
....
المختار، في مناقب الأبرار
....
المختصر، في أخبار البشر
....
المختصر لمحدثي العصر
....
مخدرات القصور
....
المذهب، في شيوخ المذهب
....
مخزن البلاغة
....
مرآة الأدوار
....
مرآة الجنان
....
مرآة الزمان
....
مرآة الصفا
....
مرآة الكائنات
....
مرقاة الأرفعية
....
المرقاة الوفية
....
المرقص والمطرب
....
مروج الذهب
....
مرج الزهور
....
مسالك الأبصار
....
مسالك الممالك
....
مسامرة الملوك
....
المسهب، في تاريخ المغرب
....
مشارب التجارب
....
مشاعر الشعراء
....
المشرق، في أخبار أهل المشرق
....
المشيخة البغدادية
....
المشيخة الجرجانية
....
المشيخة السراجية
....
مشيخة: ابن رافع
....
مشيخة: ابن الساعي
....
المضبوط، تاريخ سيوط
....
مضمار الحقائق
....
مطلاب القصير
....
مطلع السعدين
....
معادن الذهب
....
معارف ابن قتيبة
....
معالم العترة
....
المعتبر، في أنباء من عبر
....
المعجب، تاريخ المغرب
....
معجم الأدباء
....
معجم الشعراء
....
معجم الشيوخ
....
المعجم، في آثار ملوك العجم
....
معلم الأتابكي
....
المغازي، والسير
متعدد.
مفرج الكروب
....
المفيد، تاريخ زبيد والصعيد
....
المقتبس، تاريخ الأندلس
....
مقدمة ابن خلدون
....
المكنون، في ترجمة ذي النون
....
مناقب الأبرار
....
مناقب الأئمة
....
مناقب الأشعرية
....
مناقب: أحمد بن حنبل
....
مناقب: الإمام الأعظم
....
مناقب الشافعي
....
مناقب مالك
....
مناقب الأمير
....
مناقب الخلفاء
....
مناقب العباس
....
مناقب الكيلاني
....
مناقب: علي المرتضي
....
مناقب: عمر الفاروق
....
مناقب فاطمة
....
مناقب مولانا
....
مناقب النقشبندية
....
مناقب هنروران
....
المنتظم، في تاريخ الأمم
....
المنصف النفيس
....
منهاج السلوك
....
المنهل الصافي
....
المواعظ والاعتبار
....
مورد اللطافة
....
مواهب إلهي
....
ميــزان الاعتدال
....
ميــزان العمل
....
ميمون التصريح
....
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.