صورة كتابية صوتية من صنيبر تصغير الصنبر: الدقيق أو الــرقيق من كل شيء.
صورة كتابية صوتية من صنيبر تصغير الصنبر: الدقيق أو الــرقيق من كل شيء.
جبه: الجَبْهة للإِنسان وغيره، والجَبْهَةُ: موضع السجود، وقيل: هي
مُسْتَوَى ما بين الحاجبين إلى الناصية. قال ابن سيده: ووجدت بخط علي بن حمزة
في المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عن حاجبي جَبْهَتِه، ولا أَدري كيف
هذا إِلا أَن يريد الجانبين. وجَبْهة الفرس: ما تحت أُذنيه وفوق عينيه،
وجمعها جِباهٌ. والجَبَهُ: مصدرُ الأَجْبَهِ، وهو العريض الجَبْهةِ،
وامرأَة جَبْهاء؛ قال الجوهري: وبتصغيره سمي جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ. قال
ابن سيده: رجل أَجْبَهُ بيِّنُ الجَبَهِ
واسع الجَبْهَةِ حَسَنُها، والاسم الجَبَهُ، وقيل: الجَبَهُ شُخوص
الجَبْهة. وفرس أَجْبَهُ: شاخصُ الجَبْهة مرتفعها عن قَصَبة الأَنف.
وجَبَهَهُ: صَكَّ جَبْهته. والجابِهُ: الذي يلقاك بوجهه أَو بجَبْهَتِه
من الطير والوحش، وهو يُتَشاءَم به؛ واستعار بعضُ
الأَغْفال الجَبْهَةَ للقمر، فقال أَنشده الأَصمعي:
من لَدُ ما ظُهْرٍ إِلى سُحَيْرِ،
حتى بَدَتْ لي جَبْهةُ القُمَيْرِ
وجَبْهةُ
القوم: سيدُهم، على المَثل. والجَبْهةُ من الناس: الجماعةُ. وجاءتنا
جَبْهة من الناس أَي جماعة. وجَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهاٍ: رَدَّه عن
حاجته واستقبله بما يكره. وجَبَهْتُ فلاناً إِذا استقبلته بكلام فيه
غِلْظة. وجَبَهْتُه بالمكروه إِذا استقبلته به. وفي حديث حدّ الزنا: أَنه سأَل
اليهودَ عنه فقالوا عليه التَّجْبِيهُ، قال: ما التَّجْبِيهُ؟ قالوا: أَن
تُحَمَّم وُجُوهُ الزانيين ويُحْمَلا على بعير أَو حمار ويُخالَف بين
وجوههما؛ أَصل التَّجْبِيهِ: أَن يحمل اثنان على دابة ويجعل قفا أَحدهما
إِلى قفا الآخر، والقياس أَن يُقابَلَ بين وجوههما لأَنه مأْخوذ من
الجَبْهَة. والتَّجْبِيهُ أَيضاً: أَن يُنَكِّسَ رأْسَه، فيحتمل أَن يكون
المحمول على الدابة إِذا فُعِلَ به ذلك نَكَّسَ رأْسَه، فسمي ذلك الفعل
تَجْبِيهاً، ويحتمل أَن يكون من الجَبْهِ وهو الاستقبال بالمكروه، وأَصله من
إِصابة الجَبْهةِ، من جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه.
وقوله، صلى الله عليه وسلم: فإِن الله قد أَراحكم
(* قوله «فإن الله قد
أراحكم إلخ» المعنى قد، أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها
وأعزكم بالإسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الاموال فلا تفرطوا في أداء
الزكاة وإذا قلنا هي الاصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من
الإسلام وخلع الانداد: هكذا بهامش النهاية). من الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ
والبَجَّةِ؛ قيل في تفسيره: الجَبْهةُ المَذَلَّة؛ قال ابن سيده: وأُراه
من هذا، لأَن من استُقْبِلَ بما يكره أَدركته مذلة، قال: حكاه الهروي في
الغريبين، والاسم الجَبيهَةُ، وقيل: هو صنم كان يعبد في الجاهلية، قال:
والسَّجَّة السَّجاجُ وهو المَذيقُ
من اللبن، والبَجَّةُ الفَصِيدُ الذي كانت العرب تأْكله من الدم
يَفْصِدُونه، يعني أَراحكم من هذه الضَّيْقَةِ ونقلكم إِلى السَّعة. ووَرَدْنا
ماءً له جَبِيهةٌ إِما كان مِلْحاً فلم يَنْضَحْ مالَهم الشُّرْبُ، وإِما
كان آجِناً، وإِما كان بَعِيدَ القَعْر غليظاً سَقْيُه شديداً أَمْرُه.
ابن الأَعرابي عن بعض الأَعراب قال: لكل جابه جَوْزَة ثم يؤَذَّن أَي
لكل من وَرَدَ علينا سَقْيةٌ ثم يمنع من الماء. يقال: أَجَزْتُ الرجل إِذا
سقيت إِبله، وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ. وفي النوادر: اجْتبَهْت
ماء كذا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته ولم تَسْتَمْرئْه. ابن سيده: جَبَهَ
الماءَ وَرَدَه وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ للاستقاء.
والجَبْهَةُ: الخيل، لا يفرد لها واحد. وفي حديث الزكاة: ليس في
الجَبْهَةِ ولا في النُّخَّة صدقةٌ؛ قال الليث: الجَبْهة اسم يقع على الخيل لا
يُفْرَدُ. قال أَبو سعيد: الجَبْهة الرجال الذين يَسْعَون في حَمالةٍ أَو
مَغْرَم أَو جَبْر فقير فلا يأْتون أَحداً إِلا استحيا من رَدّهم، وقيل:
لا يكاد أَحدٌ يَرُدُّهم، فتقول العرب في الرجل الذي يُعْطِي في مثل هذه
الحقوق: رحم الله فلاناً فقد كان يُعْطي في الجَبْهة، قال: وتفسير قوله
ليس في الجَبْهَة صدقة، أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ في أَيْدي هذه
الجَبْهةِ من الإِبل ما تجب فيه الصدقة لم يأْخذ منها الصدقة، لأَنهم جمعوها
لمَغْرم أَو حَمالة. وقال: سمعت أَبا عمرو الشَّيْباني يحكيها عن العرب،
قال: وهي الجَمَّةُ والبُرْكة. قال ابن الأَثير: قال أَبو سعيد قولاً فيه
بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ. والجَبْهةُ: اسم منزلة من منازل القمر. الأَزهري:
الجَبْهَةُ النجم الذي يقال له جَبْهة الأَسد وهي أَربعة أَنجم ينزلها القمر؛
قال الشاعر:
إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ،
جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ،
بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ ففَسَدْ
ابن سيده: الجَبْهة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل. ورجل جُبَّهٌ
كجُبَّإٍ: جَبانٌ. وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ: اسم رجل. يقال: جَبْهاء
الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ، وهكذا قال ابن دريد جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ على
لفظ التكبير.
كرفأ: الكِرْفِئُ: سَحابٌ مُتَراكِمٌ، واحدته كِرْفِئةٌ. وفي الصحاح:
الكِرْفِئُ: السّحابُ الـمُرْتَفِعُ الذي بعضه فوق بعض، والقِطْعةُ منه
كِرْفِئةٌ. قالت الخنساءُ:
كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبِيـ * ـرِ، تَرْمِي السَّحابَ، ويَرْمي لَها
وقد جاءَ أَيضاً في شعر عامر بن جُوَيْنٍ الطائي يَصِف جارِيةً:
وَجارِيةٍ مِنْ بَناتِ الـمُلو * كِ،قَعْقَعْتُ، بالخَيْلِ، خَلْخالَها
كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبِيـ * ـرِ، تَأْتِي السَّحابَ وتَأْتالَها
ومعنى تَأْتَالُ: تُصْلِحُ، وأَصْلُه تَأْتَوِلُ، ونصبه باضمار أَن،
ومثله بيت لَبيد:
بِصَبُوحِ صافِيةٍ، وجَذْبِ كَرِينةٍ * بِمُوَتَّرٍ، تَأْتالُه إِبْهامُها
أَي تُصْلِحُه، وهو تَفْتَعِلُ مِنْ آلَ يَؤُول. ويروى: تَأْتالَه إِبْهامُها، بفتحِ اللام، من تَأْتالَه، على أَن يكون أَراد تَأْتِي له، فأَبدَلَ من الياءِ أَلفاً، كقولهم في بَقِيَ بَقا، وفي رَضِيَ رَضا.
وتَكَرْفَأَ السَّحابُ: كَتَكَرْثَأَ.
والكِرْفِئُ: قشْر البيض الأَعلى، والكِرْفِئة: قشرة البَيضْةِ العُلْيا اليابِسةُ. ونظر أَبو الغوث
الأَعرابي إِلى قِرْطاسٍ رقيق فقال: غِرْقِئٌ تحت كُرْفِئٍ، وهمزته زائدة. والكِرْفِئُ من السَّحاب مِثْلُ الكِرْثِئِ، وقد يجوز أَن يكون ثلاثياً.
وكَرْفَأَتِ القِدْرُ: أَزْبَدَتْ لِلْغَلي.
كصص: الكَصِيصُ: الصوتُ عامة. قال أَبو نصر: سمعت كَصِيصَ الحَرْب أَي
صَوْتَها، وقيل: هو الصوت الــرقيق الضعيف عند الفزع ونحوه، وقيل: هو
الهَرب، وقيل: الرِّعْدة. قال أَبو عبيد: أَفْلَتَ وله كَصِيصٌ وأَصِيصٌ
وبَصِيصٌ وهو الرعدة ونحوها، وقيل: هو التحرك والالتواء من الجهد؛ وأَنشد ابن
بري لامرئ القيس:
جَنادِبُها صَرْعَى لهنَّ كَصِيصُ
أَي تحرُّك. قال: والكَصِيصُ أَيضاً شدة الجهد؛ قال الشاعر:
تُسائل، يا سُعَيدةُ: مَنْ أَبوها؟
وما يُغْني، وقد بَلَغَ الكَصِيصُ؟
وقيل: الكَصِيصُ الانقباض من الفَرَق، كَصَّ يَكِصُّ كَصّاً وكَصِيصاً
وكَصْكَصَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
جَدَّ بِه الكَصِيصُ ثم كَصْكَصا
ويقال: له من فَرَقِه أَصِيصٌ وكَصِيصٌ أَي انقباض. والكَصِيصُ من
الرجال: القصيرُ التارّ.
والكَصِيصةُ: حِبالةُ الظبي التي يُصادُ بها. اللحياني: يقال تركتهم في
حَيْصَ بَيْصَ ككَصِيصة الظبْيِ، وكَصِيصتُه: موضِعُه الذي يكون فيه
وحِبالتُه.
كظظ: الكِظَّةُ: البِطْنة. كظَّه الطعامُ والشرابُ يَكُظُّه كَظّاً إِذا
ملأه حتى لا يُطِيقَ على النَّفَسِ، وقد اكتَظَّ. الليث: يقال كظّه
يكُظّه كظّة، معناه غَمَّه من كثرة الأَكل. قال الحسن: فإِذا علَتْه
البِطْنةُ وأَخذته الكِظَّةُ فقال هاتِ هاضُوماً. وفي حديث ابن عمر: أَهْدَى له
إِنسانٌ جُوارشْن، قال: فإِذا كَظَّك الطعامُ أَخذت منه أَي إِذا امتلأْتَ
منه وأَثقلك، ومنه حديث الحسن: قال له إِنسان: إِن شَبِعْتُ كَظَّني
وإِن جُعْتُ أَضْعَفَني. وفي حديث النخعي: الأَكِظَّةُ على الأَكِظَّةِ
مَسْمَنةٌ مَكْسَلةٌ مَسْقَمةٌ؛ الأَكِظّةُ: جمع الكِظّةِ وهو ما يعتري
المُمْتَلِئَ من الطعام أَي أَنها تُسْمِن وتُكْسِلُ وتُسْقِمُ. والكِظَّة:
غَمٌّ وغِلْظةٌ يجدها في بطنه وامتلاء. الجوهري: الكِظَّة، بالكسر، شيء
يعتري الإِنسان عند الامتلاء من الطعام؛ وأَما قول الشاعر:
وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها،
على أَحاسِي الغَيْظِ، واكتِظاظِها
قال ابن سيده: إِنما أَراد اكتِظاظي عنها فحذف وأَوْصَل، وتعليل
الأَحاسِي مذكور في موضعه. والكَظِيظُ: المُغْتاظُ أَشدّ الغيظ؛ ومنه قول
الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِر:
عَدُوُّكَ مَسْرُورٌ، وذُو الوُدِّ، بالذي
يرَى منك من غَيْظٍ، عليك كَظِيظُ
والكَظْكَظةُ: امتلاء السِّقاءِ، وقيل: امتدادُ السقاء إِذا امتلأَ، وقد
تَكَظْكَظَ، وكظَظتُ السقاءَ إِذا ملأته، وسِقاءٌ مكْظُوظ وكظيظ.
ويقال: كَظظْتُ خَصْمِي أَكُظُّه كَظّاً إِذا أَخَذتَ بكَظَمِه
وأَلْجَمْتَه حتى لا يَجِدَ مَخْرَجاً يخرج إِليه. وفي حديث الحسن: أَنه ذكر
الموت فقال: غَنْظ ليس كالغَنْظ وكَظٌّ ليس كالكَظِّ أَي هَمٌّ يملأُ الجَوف
ليس كالكظّ أَي كسائر الهُموم ولكنه أَشدّ. وكَظَّه الشرابُ أَي ملأَه.
وكظَّ الغيظُ صدرَه أَي ملأَه، فهو كظيظ. وكظني الأَمر كَظّاً وكَظاظة أَي
ملأَني همه. واكتظ الموضعُ بالماء أَي امتلأ. وكظه الأَمرُ يكُظُّه
كَظّاً: بهَظَه وكرَبَه وجهَدَه. ورجل كَظٌّ: تَبْهَظُه الأُمور وتغلبه حتى
يَعْجِزَ عنها. ورجل لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِرٌ متشدّد.
والكِظاظُ: الشدّة والتَّعب. والكِظاظُ: طولُ المُلازمةِ على الشدّة؛
أَنشد ابن جني:
وخُطّة لا خَيْرَ في كِظاظِها،
أَنْشَطْت عَنِّي عُرْوَتَيْ شِظاظِها،
بَعْدَ احْتِكاء أُرْبَتَيْ إِشْظاظِها
والكِظاظُ في الحَرب: الضِّيقُ عند المَعْركة.
والمُكاظَّةُ: المُمارَسةُ الشديدةُ في الحرب. وكاظَّ القومُ بعضُهم
بعضاً مُكاظّة وكِظاظاً وتَكاظُّوا: تضايَقُوا في المعركة عند الحرب، وكذلك
إِذا تجاوزُوا الحدَّ في العَداوة؛ قال رؤبة:
إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا،
إِذْ سَئِمَت رَبِيعةُ الكِظاظا
أَي نَلَّت المُكاظَّةَ، وهي ههنا القِتال وما يَمْلأُ القلب من هَمّ
الحَرْب. ومَثَل العرب: ليس أَخُو الكِظاظِ مَن تَسْأَمُه. يقول: كاظِّهم
ما كاظُّوكَ أَي لا تَسْأَمْهم أَو يَسْأَموا، ومنه كِظاظ الحرب،
والكِظاظُ في الحَرب: المُضايَقةُ والمُلازَمةُ في مَضِيقِ المَعْركة.
واكْتَظَّ المَسِيلُ بالماء: ضاقَ من كثرته، وكَظَّ المَسِيلُ أَيضاً.
وفي حديث رُقَيْقــةَ: فاكْتَظَّ الوادي بثَجِيجِه أَي امتلأَ بالمطر
والسيْلِ، ويروى: كَظّ الوادي بثَجِيجِه. اكْتَظَّ الوادي بثجِيج الماء أَي
امتلأَ بالماء.
والكَظِيظُ: الزّحام، يقال: رأَيت على بابه كظيظاً. وفي حديث عُتْبة بن
غَزْوانَ في ذكر باب الجنة: وليَأْتِينَّ عليه يوم وهو كظيظ أَي ممتلئ.
كعع: الكَعُّ والكاعُّ: الضعِيفُ العاجُِ، وزنه فَعْلٌ؛ حكاه الفارسي.
ورجل كعُّ الوجه: رقِيقُــه. ورجل كُعْكُعٌ، بالضم، أَي جَبانٌ ضعيف. وكَعَّ
يَكِعُّ ويَكُعُّ، والكسر أَجْوَدُ، كَعاً وكُعُوعاً وكَعاعةً
وكَيْعُوعةً فهو كَعٌّ وكاعٌّ؛ قال الشاعر:
إِذا كان كَعُّ القوْمِ للرَّحْلِ أَلْزَما قوله« للرحل ألزما» كذا
بالأصل، والذي في الصحاح: للدحل لازما.
قال أَبو زيد: كَعَعْتُ وكَعِعْتُ لغتان مثل زَلَلْتُ وزَلِلْتُ. وقال
ابن المظَفَّر: رجل كَعٌّ كاعٌّ، وهو الذي لا يَمْضِي في عَزْمٍ ولا
حَزْمٍ، وهو الناكِصُ على عَقِبَيْه. وفي الحديث: ما زالت قريش كاعّةً حتى مات
أَبو طالب، فلما مات اجْتَرَؤُوا عليه؛ الكاعّةُ جمع كاعٍّ، وهو الجبان،
أَراد أَنهم كانوا يجْبُنُون عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في حياة
أَبي طالب، فلما مات اجترؤوا عليه، ويروى بتخفيف العين. وتَكَعْكَعَ: هابَ
القومَ وتركهم بعدما أَرادهم وجَبُنَ عنهم، لغة في تَكَأْكَأَ وتَكَعْكَعَ
الرجلُ وتَكَأْكَأَ إِذا ارْتَدَعَ. وفي حديث الكسوف: قالوا له ثم
رأَيناك تَكَعْكَعْتَ أَي أَحْجَمْتَ وتأَخَّرْتَ إِلى وراءُ. وأَكَعَّه الخوفُ
وكعكعه: حبسه عن وجهه، وكعكعه فتكعكع: حبسه فاحتبس؛ وأَنشد لمتمم بن
نويرة:
ولكِنَّني أَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً،
إِذا بَعْضُ مَنْ يَلْقَى الخُطوبَ تَكَعْكَعا
وأَصل كَعْكَعْتُ كَعَّعْتُ، فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاثة أَحرف من
جنس واحد ففرقوا بينهما بحرف مكرّر، وأَكَعَّه الفَرَقُ إِكْعاعاً إِذا
حَبَسَه عن وجهه. وكَعْكَعَ في كلامِه كَعْكَعةً وأَكَعَّ: تَحَبَّسَ،
والأَوّل أَكثر. وكَعْكَعَه عن الوِرْدِ: نَحّاه؛ عن ثعلب.
كتف: الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ: عظم عريض خلف المَنْكِب،
أُنثى وهي تكون للناس وغيرهم. وفي الحديث: ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب
لكم كتاباً، قال: الكتف عظم عريض يكون في أَصل كتف الحيوان من الناس
والدوابّ كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم. وفي حديث أَبي هريرة،
رضي اللّه عنه: ما لي أَراكم عنها مُعْرِضين؟ واللّه لأَرْمِيَنَّها بين
أَكتافكم يروى بالتاء والنون، فمعنى التاء أَنها كانت على ظهورهم وبين
أَكتافهم لا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهي معهم لا
تُفارِقهم، ومعنى النون أَنه يرميها في أَفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها
رأَوها فلا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها. والكَتِفُ من الإبل والخيل والبغال
والحمير وغيرها: ما فوق العَضُد، وقيل: الكتفان أَعلى اليدين، والجمع
أَكتاف؛ سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء، وحكى اللحياني في جمعه كِتَفةً.
والأَكْتف من الرجال: الذي يشتكي كتفه. ورجل أَكتف بيّنُ الكَتَفِ أَي
عريض الكَتِف، وفي المحكم: عظيم الكتف. ورجل أَكتف: عظيم الكتف كما يقال
أَرْأَسُ وأَعْنَقُ، وما كان أَكْتَفَ ولقد كَتِف كَتَفاً: عظُمت كَتِفُه.
وإني لأَعلم من أَين تؤكل الكَتِفُ؛ تضربه كل شيء علمته. والكُتاف: وجع في
الكتِف. وقال اللحياني: بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء في ذلك الموضع.
والكَتَفُ: عَيْب يكون في الكَتِف. والكتَف: انْفِراجٌ في أَعالي كتف
الإنسان وغيره مما يلي الكاهِل، وقيل: الكَتَفُ في الخيل انفراج أَعالي
الكَتِفَين من غَراضِيفها مما يلي الكاهل، وهو من العيوب التي تكون خِلْقة.
أَبو عبيدة: فرس أَكتف وهو الذي في فُروع كَتِفيه انفراج في غراضيفها مما
يلي الكاهل. الجوهري: الأَكْتَفُ من الخيل الذي في أَعالي غَراضِيف
كتفيه انفراج. والكَتَفُ، بالتحريك: نقصان في الكتف، وقيل: هو ظَلَع يأْخذ من
وجع الكَتِفِ، كَتِفَ كَتَفاً وهو أَكْتَف. وكَتِفَ البعير كتَفاً وهو
أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها. اللحياني: بالبعير كتَفٌ شديد إذا
اشتكى كَتِفه. يقال جمل أَكتَف وناقة كَتْفاء. وكَتفه يَكْتِفه كتْفاً:
أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها. والكَتَف: مصدر الأَكْتف وهو الذي انضمت
كَتِفاه على وسط كاهله خِلْقة قبيحة. وكتَفَت الخيلُ تَكْتِف كتْفاً وكَتَّفَت
وتكَتَّفَت: ارتفعت فُروع أَكتافها في المشي، وعُرِضَت على ابن
أُقَيْصِرٍ أَحد بني أَسد بن خزيمة خيل فأَوْمأَ إلى بعضها وقال: تجيء هذه سابقة،
فسأَلوه: ما الذي رأَيت فيها؟ فقال: رأَيتها مشت فكتَفتْ، وخبَّت
فوجَفَت، وعدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة. والكَتِفان: اسم فرس من ذلك؛ قالت بنت
مالك ابن زيد ترثيه:
إذا سَجَعَتْ، بالرَّقْمَتَيْنِ، حَمامةٌ،
أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ
وكتَفتِ المرأَة تَكتِف: مشت فحرَّكت كتفيها. قال الأَزهري: وقولهم مشت
فكتَفَت أَي حركت كتِفيْها يعني الفرس.
والكِتافُ: مصدرُ المِكْتاف من الدوابّ، والمِكْتاف من الدوابّ: الذي
يَعقِر السرجُ كتفَه، والاسم الكِتاف، والكَتَّافُ: الذي ينظر في الأَكتاف
فيُكَهِّنُ فيها.
والكَتْف: المشي الرُّوَيْد؛ قال الأَعشى:
فأَفْحَمْته حتى اسْتَكان كأَنَّه
قريحُ سِلاح، يَكتِف المشي، فاترُ
أَنشده ابن بري. ابن سيده: كتَف يَكْتِف كَتْفاً وكَتِيفاً مشى مَشْياً
رُوَيْداً؛ قال لبيد:
وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه
قريح سلاح، يكتف المشي، فاتر
والكُتْفان والكِتْفان: الجراد بعد الغَوْغاء، وقيل: هو كُتْفان
وكِتْفان إذا بدا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً، وإن مسَسْتَه وجدت
حَجْمه، واحدته كتفانة، وقيل: واحده كاتِف والأُنثى كاتفة. أَبو عبيدة: يكون
الجراد بعد الغوفاء كتفاناً؛ قال أَبو منصور: سماعي من العرب في الكتفان
من الجراد التي ظهرت أَجنحتها ولمّا تَطِرْ بعد، فهي تَنْقُزُ في الأَرض
نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَستعين بيديه إذا مشى. ويقال للشيء إذا
كثر: مثلُ الدَّبى والكُِتفان. والغَوْغاء من الجراد: ما قد طار ونبتت
أَجنحته. الأَصمعي: إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان، وإذا احمرّ
الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهي الغَوْغاء. الجوهري: الكُتفان الجراد
أَوّل ما يطير منه، ويقال: هي الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم
الدَّبى ثم الغوغاء ثم الكتفان؛ قال ابن بري: وقد يثقل في الشعر؛ قال صخر
أَخو الخَنْساء:
وحَيّ حريد قد صَبَحْتُ بِغارةٍ،
كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ
والكَتْفُ والكَتَفانُ: ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إلى
ما وراءه.
والكَتْفُ: شدّك اليدين من خلف. وكتَف الرجلَ يَكْتِفه كتْفاً وكتّفه:
شدَّ يديه من خلفه بالكِتاف. والكِتافُ: ما شُدَّ به؛ قالت بعض نساء
الأَعراب تصف سحاباً:
أَناخَ بذي بَقَرٍ بَرْكَه،
كأَنَّ على عضُدَيْه كِتافا
وجاء به في كِتاف أَي في وِثاق. والكِتافُ: الحَبل الذي يُكتف به
الإنسان. وفي الحديث: الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف؛ هو
الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي يَعْقِد شعره من خلفه. والكِتافُ: وثاق
في الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إلى
الآخر. والكتْف: أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما على الآخر.
وكتّف اللحم تَكْتِيفاً: قطَّعه صغاراً، وكذلك الثوب، وكتَّفه بالسيف
كذلك.
الجوهري: والكَتِيفةُ ضبَّة الباب وهي حديدة عريضة. ابن سيده:
والكَتِيفُ والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربما كانت كأَنها صحيفة، وقيل: الكتيف
الضبة؛ قال الأَعشى:
بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبْـ
ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ
أَو كَقِدْحِ النُّضار لاَّمَه القَيـ
ـن، ودانى صُدوعه بالكتيفِ
رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل، حتى
عادَ من بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ
قوله بالكتِيف يعني كتائفَ رِقاقاً من الشَبه؛ وقيل: الكتِيفة الضبَّة،
وقيل: الضبة من الحديد، وجمعها كتِيف وكُتُفٌ. وكَتف الإناء يكْتِفُه
كتْفاً وكتَّفه: لأَمَه بالكتِيف؛ قال جرير:
ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه،
ويَعْرِفُ كفَّيْه الإناءُ المُكَتَّفُ
شمر: ويقال للسيف الصفيح كَتِيف؛ قال أَبو دُواد:
فَوَدِدْتُ لو أَني لَقِيتُك خالِياً،
أَمْشِي، بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ
أَراد سيفاً صَفِيحاً فسماه كَتِيفاً. قال خالد بن جَنْبَة: كَتِيفةُ
الرحْل واحدة الكتائف، وهي حديدة يُكْتَفُ بها الرحْل. وقال ابن الأَعرابي:
أُخذ المَكْتوف من هذا لأَنه جَمع يديه. والكتيفة: كلْبَة الحدَّاد.
والكَتِيفةُ: السَّخِيمةُ والحِقْد والعداوة وتجمع على الكتائف؛ قال
القطامي:أَخُوك الذي لا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه،
وتَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكتائفُ
ويروى المُحْفِظات. وكِتافُ القَوْس: ما بين الطائف والسِّيةِ، والجمع
أَكْتِفةٌ وكُتُفٌ.
وشوش: الوَشْوَشُ والوَشْواشُ من الرجال والإِبل: الخفيفُ السريع. ورجل
وَشْواشٌ أَي خفيف؛ عن الأَصمعي؛ وأَنشد:
في الرَّكْبِ وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِلْ
وفي التهذيب: الوَشْواشُ الخفيفُ من النعام، وناقة وَشْواشةٌ كذلك.
والوَشْوَشةُ: كلامٌ في اختلاط؛ وفي حديث سُجود السهو: فلما انْفَتَل
تَوَشْوَشَ القومُ؛ الوَشْوَشةُ: كلامٌ مختلط حتى لا يكاد يُفْهم، ورواه
بعضهم بالسين المهملة، ويريد به الكلامَ الخفيَّ. والوَشْوَشةُ: الكلمة
الخفيّةُ وكلامٌ في اختلاط. الليث: الوَشْوَشةُ الخِفّةُ. أَبو عمرو: في
فلان منْ أَبيه وَشْواشةٌ أَي شبَهٌ. أَبو عبيدة: رجل وَشْوَشِيُّ الذِّراع
ونَشْنَشِيُّ الذراع، وهو الــرقيقُ اليد الخفيفُ في العمَل؛ وأَنشد:
فقامَ فَتًى وَشْوَشِيُّ الذِّرَا
عِ، لرم يَتَلَبَّثْ ولم يَهْمُمِ
لطط: لَطَّ الشيءَ يَلُطُّه لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ به يَلُطُّ
لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ الغَريمُ بالحقّ دُون الباطِل وأَلَطَّ، والأُولى
أَجْود: دافَعَ ومَنَعَ الحقّ. ولَطَّ حقَّه ولطّ عليه: جَحَده، وفلان
مُلِطٌّ ولا يقال لاطٌّ، وقولهم لاطٌّ مُلِطٌّ كما يقال خَبِيث مُخْبِث أَي
أَصحابه خُبَثاء. وفي حديث طَهْفةَ: لا تُلْطِطْ في الزّكاةِ أَي لا
تَمْنَعْها؛ قال أَبو موسى: هكذا رواه القتيبي لا تُلْطِطْ على النهي للواحد،
والذي رواه غيره: ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ ولا تَثاقُل عن الصلاة
ولا يُلْطَطُ في الزكاة ولا يُلْحَدُ في الحياةِ، قال: وهو الوجه لأَنه
خطاب للجماعة واقع على ما قبله، ورواه الزمخشري: ولا نُلْطِط ولا نُلْحِد،
بالنون. وأَلَطَّه أَي أَعانَه أَو حمله على أَن يُلِطُّ حقي. يقال: ما
لكَ تُعِينُه على لَطَطِه؟ وأَلَطَّ الرجلُ أَي اشْتَدَّ في الأَمر
والخُصومة. قال أَبو سعيد: إِذا اختصم رجلان فكان لأَحدهما رَفِيدٌ يَرْفِدُه
ويشُدُّ على يده فذلك المعين هو المُلِطُّ، والخَصم هو اللاَّطُ. وروى
بعضهم قولَ يحيى بنِ يَعْمَرَ: أَنْشأْتَ تَلُطُّها أَي تَمْنَعُها حَقَّها
من المَهر، ويروى تطُلُّها، وسنذكره في موضعه، وربما قالوا تَلَطَّيْتُ
حقّه، لأَنهم كرهوا اجتماع ثلاث طاءات فأَبدلوا من الأَخيرة ياء كما
قالوا من اللَّعاع تَلَعَّيْت. وأَلَطَّه أَي أَعانه. ولَطَّ على الشيء
وأَلَطَّ: ستَر، والاسم اللَّطَطُ، ولَطَطْتُ الشيءَ أَلُطّه: سترتُه
وأَخْفيته. واللّطُّ: الستْر. ولطَّ الشيءَ: ستَره؛ وأَنشد أَبو عبيد
للأَعشى:ولَقَدْ ساءها البَياضُ فَلَطَّتْ
بِحِجابٍ، مِنْ بَيْنِنا، مَصْدُوفِ
ويروى: مَصْرُوفِ، وكل شيء سترته، فقد لَطَطْتَه. ولطّ السِّتر:
أَرْخاه. ولطّ الحِجاب: أَرْخاه وسدَلَه؛ قال:
لَجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ،
ولطّ الحجاب دُوننا والتَّنَقُّبِ
واللّطُّ في الخبَر: أَن تَكْتُمه وتُظْهر غيره، وهو من الستر أَيضاً؛
ومنه قول الشاعر:
وإِذا أَتاني سائلٌ، لم أَعْتَلِلْ،
لا لُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابي
ولَطَّ عليه الخَبرَ لَطّاً: لَواه وكتَمه. الليث: لَطَّ فلان الحَقَّ
بالباطل أَي ستَره. والناقةُ تَلِطُّ بذنبها إِذا أَلزَقَتْ بفرجها
وأَدخلته بين فخذيها؛ وقَدِم على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَعْشَى بني
مازِن فشكا إِليه حَلِيلَته وأَنشد:
إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً مِنَ الذِّرَبْ،
أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ
أَراد أَنها مَنَعَتْه بُضْعَها وموضِعَ حاجتِه منها، كما تَلِطُّ
الناقةُ بذنبها إِذا امتنعت على الفحل أَن يضْربها وسدّت فرجها به، وقيل:
أَراد تَوارَتْ وأَخْفت شخصها عنه كما تُخْفِي الناقةُ فرجَها بذنبها.
ولطَّتْ الناقةُ بذنبها تَلِطُّ لَطّاً: أَدخلته بين فخذيها؛ وأَنشد ابن بري
لقَيْسِ بن الخَطِيم:
لَيالٍ لَنا، وُدُّها مُنْصِبٌ،
إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِها
ولَطَّ البابَ لَطّاً: أَغْلَقه. ولَطَطْتُ بفلان أَلُطُّه لَطّاً إِذا
لَزِمْته، وكذلك أَلْظَظْتُ به إِلْظاظاً، والأَول بالطاء، رواه أَبو
عُبيد عن أَبي عُبيدةَ في باب لُزومِ الرَّجلِ صاحبه. ولَطَّ بالأَمر
يَلِطُّ لطّاً: لَزِمَه. ولططت الشيءَ: أَلصَقْتُه. وفي الحديث: تَلُطُّ
حوْضها؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في الموطّإِ، واللَّطُّ الإِلصاق، يريد
تُلْصِقُه بالطّين حتى تسُدّ خَلَلَه. واللَّطُّ: العِقْدُ، وقيل: هو
القِلادةُ من حبّ الحنْظَلِ المُصَبَّغ، والجمع لِطاطٌ؛ قال الشاعر:
إِلى أَميرٍ بالعِراق ثَطِّ،
وجْهِ عَجُوزٍ حُلِّيَتْ في لَطِّ،
تَضْحَكُ عن مِثْلِ الذي تُغَطِّي
أَراد أَنها بَخْراء الفَمِ؛ قال الشاعر:
جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ، يَزِينُها
شَرائحُ أَحوافٍ من الأَدَمِ الصِّرفِ
واللَّط: قِلادة. يقال: رأَيت في عُنقها لَطّاً حسنَاً وكَرْماً حسنَاً
وعِقْداً حسنَاً كله بمعنى؛ عن يعقوب.
وترس مَلْطُوطٌ أَي مَكْبُوب على وجهه؛ قال ساعدة بن جُؤيّةَ:
صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ،
تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ
تُنْبي العُقاب: تَدْفعُها من مَلاستها. والمِجْنب: التُّرْس؛ أَراد أَن
هذه الطَّغْية مثل ظهر الترس إِذا كبَبْتَه. والطَّغْيةُ: الناحيةُ من
الجبَل.
واللِّطاطُ والمِلْطاطُ: حرف من أَعْلَى الجبل وجانبه. ومِلعطاطُ
البعير: حَرْف في وسط رأْسه. والمِلْطاطانِ: ناحِيتا الرأْس، وقيل: مِلْطاطُ
الرأْس جُمْلته، وقيل جِلْدته، وكل شِقّ من الرأْس مِلْطاط؛ قال: والأَصل
فيها من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه. والمِلْطاطُ: أَعلى حرف
الجبل وصَحْنُ الدّار، والميم في كلها زائدة؛ وقول الراجز:
يَمْتَلِخُ العَيْنينِ بانْتِشاطِ،
وفَرْوةَ الرّأْسِ عن المِلْطاطِ
وفي ذكر الشِّجاج: المِلْطاط وهي المِلْطاء والمِلْطاط طريق على ساحل
البحر؛ قال رؤبة:
نحنُ جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ،
في وَرْطةٍ، وأَيُّما إِيراطِ
ويروى:
فأَصْبَحُوا في ورْطةِ الأَوْراطِ
وقال الأَصمعي: يعني ساحل البحر. والمِلْطاطُ: حافةُ الوادِي وشَفِيرُه
وساحِلُ البحر. وقول ابن مسعود: هذا المِلْطاطُ طَريقُ بَقِيّةِ المؤمنين
هُرّاباً من الدَّجّالِ، يعني به شاطئ الفُراتِ، قال: والميم زائدة.
أَبو زيد: يقال هذا لطاط الجبل
(* قوله «لطاط الجبل» قال في شرح
القاموس: اطلاقه يوهم الفتح، وقد ضبطه الصاغاني بالكسر كزمام.) وثلاثة أَلِطّة،
وهو طريق في عُرض الجبل، والقِطاطُ حافةُ أَعْلى الكَهْف وهي ثلاثة
أَقِطَّة. ويقال لصَوْبَجِ الخَبَّازِ: المِلْطاط والمِرْقاق. واللِّطْلِطُ:
الغَلِيظُ الأَسنان؛ قال جرير:
تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المنابِتِ لِطْلِطٍ،
مِثْلِ العِجان، وضِرْسُها كالحافِر
واللِّطْلِطُ: الناقةُ الهَرِمةُ. واللِّطلِطُ: العَجوز. وقال الأَصمعي:
اللطلط العجوز الكبيرة، وقال أَبو عمرو: هي من النوق المسِنة التي قد
أُكل أَسنانُها. والأَلَطُّ: الذي سَقطت أَسنانه أَو تأَكَّلت وبَقِيَتْ
أُصُولُها، يقال: رجل أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ، ومنه قيل للعجوز لِطْلِط،
وللناقة المسنة لِطْلط إِذا سقطت أَسنانها. والمِلْطاطُ رَحَى البَزِر.
والملاط: خشبة البزر
(* قوله «والملاط خشبة البزر» كذا بالأصل، ولعلها
الملطاط.)؛ وقال الراجز:
فَرْشَطَ لما كُرِه الفِرْشاطُ،
بِفَيْشةٍ كأَنها مِلْطاطُ
صدع: الصَّدْعُ: الشَّقُّ في الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ
وغيرهما، وجمعه صُدُوعٌ؛ قال قيس ابن ذريح:
أَيا كَبِداً طارتْ صُدُوعاً نَوافِذاً،
ويا حَسْرَتا ماذا تَغَلْغَلَ بِالْقَلْبِ؟
ذهب فيه أَي أَن كل جزء منها صار صَدْعاً، وتَأْوِيل الصَّدْعِ في
الزجاج أَن يَبِينَ بعضُه من بعض. وصَدَعَ الشيءَ يَصْدَعُه صَدْعاً وصَدَّعَه
فانْصَدَعَ وتَصَدَّعَ: شَقّه بنصفين، وقيل: صَدّعه شقّه ولم يفترق.
وقوله عز وجل: يومئذ يَصَّدَّعُون؛ قال الزجاج: معناه يَتَفَرَّقُون فيصيرون
فَرِيقَيْنِ فريق في الجنة وفريق في السعير، وأَصلها يَتَصَدَّعُون فقلب
التاء صاداً وأُدغمت في الصاد، وكل نصف منه صِدْعةٌ وصَدِيعٌ؛ قال ذو
الرمة:
عَشِيّةَ قَلْبِي في المُقِيم صَدِيعُه،
وراحَ جَنابَ الظاعِنينَ صَدِيعُ
وصَدَعْتُ الغنم صِدْعَتَيْن، بكسر الصاد، أَي فِرْقَتَيْن، وكل واحدة
منهما صِدْعة؛ ومنه الحديث: أَنَّ المُصَدِّقَ يجعل الغنم صدْعَيْنِ ثم
يأْخذ منهما الصَّدَقةَ، أَي فِرْقَيْنِ؛ وقول قيس بن ذريح:
فلَمّا بَدا منها الفِراقُ كما بَدا،
بِظَهْرِ الصَّفا الصَّلْدِ، الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ
يجوز أَن يكون صَدَعَ في معنى تَصَدع لغة ولا أَعرفها، ويجوز أَن يكون
على النسب أَي ذاتُ انْصِداعٍ وتَصَدُّعٍ. وصَدَع الفَلاةَ والنهرَ
يَصْدَعُهما صَدْعاً وصَدَّعَهما: شَقَّهما وقَطَعَهما، على المثل؛ قال
لبيد:فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ، وصَدَّعا
مَسْجُورةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها
وصَدَعْتُ الفَلاةَ أَي قَطَعْتُها في وسَط جَوْزها.
والصَّدْعُ: نباتُ الأَرض لأَنه يَصْدَعُها يَشُقُّها فَتَنْصَدِعُ به.
وفي التنزيل: والأَرضِ ذاتِ الصَّدْعِ؛ قال ثعلب: هي الأَرضُ تَنْصَدِعُ
بالنبات. وتَصَدَّعَتِ الأَرضُ بالنبات: تشَقَّقَت. وانْصَدَعَ الصبحُ:
انشَقَّ عنه الليلُ. والصَّدِيعُ: الفجرُ لانصِداعِه؛ قال عمرو بن
معديكرب:تَرَى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ،
كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه صَدِيعُ
ويسمى الصبح صَدِيعاً كما يسمى فَلَقاً، وقد انْصَدَعَ وانْفَجَرَ
وانْفَلَقَ وانْفَطَرَ إِذا انْشَقَّ.
والصَّدِيعُ: انصِداعُ الصُّبْح، والصَّدِيعُ: الرُّقْعةُ الجديدة في
الثوب الخَلَق كأَنها صُدِعَتْ أَي شُقَّتْ. والصَّدِيعُ: الثوب
المُشَقَّقُ. والصِّدْعةُ: القِطْعةُ من الثوب تُشَقُّ منه؛ قال لبيد:
دَعِي اللَّوْمَ أَوْ بِينِي كشقِّ صَدِيعِ
قال بعضهم: هو الرِّداءُ الذي شُقَّ صِدْعَيْن، يُضْرب مثلاً لكل
فُرْقةٍ لا اجتِماعَ بعدها.
وصَدَعْتُ الشيءَ: أَظهَرْتُه وبَيَّنْتُه؛ ومنه قول أَبي ذؤيب:
وكأَنَّهُنَّ رِبابةٌ، وكأَنَّه
يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ
وصَدَعَ الشيءَ فَتَصَدَّعَ: فزّقه فتفرَّقَ. والتصديعُ: التفريقُ. وفي
حديث الاستسقاء: فتَصَدَّعَ السَّحابُ صِدْعاً أَي تقطَّعَ وتفرَّقَ.
يقال: صَدَعْتُ الرّداء صَدْعاً إِذا شَقَقْتَه، والاسم الصِّدْعُ، بالكسر،
والصَّدْع في الزجاجة، بالفتح؛ ومنه الحديث: فأَعطانِي قُبْطِيّةً وقال:
اصْدَعْها صَدْعَيْنِ أَي شُقَّها بنصفين. وفي حديث عائشة، رضي الله
عنها: فَصَدَعَتْ منه صَدْعةً فاخْتَمَرَتْ بها. وتصَدَّعَ القوم تفرَّقُوا.
وفي الحديث: فقال بعدما تَصَدّعَ كذا وكذا أَي بعدما تفرّقوا؛ وقوله:
فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ خَيْرَ أَخِي امْرئٍ،
إِذا جَعَلَتْ نَجْوى الرِّجالِ تَصَدَّعُ
معناه تَفَرَّقُ فتَظْهَرُ وتُكْشَفُ. وصَدَعَتْهم النَّوَى
وصَدَّعَتْهم: فرَّقَتْهم، والتَّصْداعُ، تَفْعالٌ من ذلك؛ قال قيس بن
ذريح:إِذا افْتَلَتَتْ مِنْكَ النَّوَى ذا مَوَدّةٍ،
حَبِيباً بِتَصْداعٍ مِنَ البَيْنِ ذِي شَعبِ
ويقال: رأَيتُ بين القوم صَدَعاتٍ أَي تفرُّقاً في الرأْي والهَوَى.
ويقال: أَصْلِحوا ما فيكم من الصَّدَعاتِ أَي اجْتَمِعوا ولا تتفَرَّقُوا.
ابن السكيت: الصَّدْعُ الفَصْلُ؛ وأَنشد لجرير:
هو الخَلِيفةُ فارْضَوْا ما قَضَى لكُمُ،
بالحَقِّ يَصْدَعُ، ما في قوله جَنَفُ
قال: يَصْدع يفْصِلُ ويُنَفِّذُ؛ وقال ذو الرمة:
فأَصْبَحْتُ أَرْمي كُلَّ شَبْحٍ وحائِلٍ،
كأَنِّي مُسَوِّي قِسْمةِ الأَرضِ صادِعُ
يقول: أَصبحتُ أَرْمي بعيني كل شَبْحٍ وهو الشخص. وحائِل: كل شيء
يَتَحَرَّكُ؛ يقول: لا يأْخُذُني في عينَيّ كَسْرٌ ولا انْثِناءٌ كأَني
مُسَوٍّ، يقول: كأَني أُرِيكَ قِسْمةَ هذه الأَرض بين أَقوام. صادِعٌ: قاضٍ
يَصْدَعُ يَفْرُقُ بين الحقّ والباطل.
والصُّداعُ: وجَعُ الرأْس، وقد صُدِّعَ الرجلُ تَصْدِيعاً، وجاء في
الشعر صُدِعَ، بالتخفيف، فهو مَصْدُوعٌ.
والصّدِيعُ: الصِّرْمةُ من الإِبل والفِرْقةُ من الغنم. وعليه صِدْعةٌ
من مالٍ أَي قَليلٌ. والصِّدْعةُ والصَّدِيعُ: نحو السِّتين من الإِبل،
وما بين العشرة إِلى الأَربعين من الضأْن، والقِطْعةُ من الغنم إِذا بلغت
سِتين، وقيل: هو القَطِيعُ من الظّباء والغنم. أَبو زيد: الصِّرْمةُ
والقِصْلةُ والحُدْرةُ ما بين العشرة إِلى الأَربعين من الإِبل، فإِذا بلغت
ستين فهي الصِّدْعةُ؛ قال المَرَّارُ:
إِذا أَقْبَلْن هاجِرةً، أَثارَتْ
مِنَ الأَظْلالِ إِجْلاً أَو صَدِيعا
ورجل صَدْعٌ، بالتسكين وقد يحرك: وهو الضَّرْب الخفِيفُ اللحم.
والصَّدَعُ والصَّدْعُ: الفَتِيُّ الشابُّ القَوِيُّ من الأَرْعال والظِّباء
والإِبل والحُمُرِ، وقيل: هو الوَسَطُ منها؛ قال الأَزهري: الصَّدْعُ
الوَعِلُ بين الوَعِلَيْنِ. ابن السكيت: لا يقال في الوَعِل إِلا صَدَعٌ،
بالتحريك، وَعِلٌ بَيْنَ الوَعِلَيْنِ وهو الوَسط منها ليس بالعظيم ولا الصغير،
وقيل: وهو الشيء بين الشيئين من أَيّ نوع كان بين الطويل والقصير
والفَتِيّ والمُسِنّ والسمين والمَهْزول والعظيم والصغير؛ قال:
يا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ،
تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِليه واجْتَمَعْ
ويقال: هو الرجل الشابُّ المُسْتَقُِمُ القَناة. وفي حديث عمر، رضي الله
عنه، حين سأَل الأُسْقُفَّ عن الخلفاء فلمّا انتَهى إِلى نعْت الرابع
قال: صَدَعٌ من حديد، فقال عمر: وادَفَراه قال شمر: قوله صَدَعٌ من
حَدِيدٍ يريد كالصَّدَعِ من الوُعُولِ المُدَمَّجِ الشديد الخلق الشابّ
الصُّلْبِ القَوِيِّ، وإِنما يوصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة، شبّهه في
نَهْضَتِه إِلى صِعابِ الأُمور وخِفَّته في الحروب حتى يُفْضى الأمرُ إِليه
بالوَعِلِ لتوَقُّلِه في رُؤوس الجبال، وجعلَه من حديد مبالغة في وصفه
بالشدّة والبأْس والصبر على الشدائدِ، وكان حماد بن زيد يقول: صَدَأٌ من
حديد. قال الأَصمعي: وهذا أَشبه لأَن الصَّدَأَ له دَفَرٌ وهو النَّتْنُ.
وقال الكسائي: رأَيت رجلاً صَدَعاً، وهو الرَّبْعةُ القليل اللحم. وقال
أَبو ثَرْوانَ: تقول إِنهم على ما تَرى من صَداعَتِهم
(* قوله «صداعتهم» كذا
ضبط في الأصل ولينظر في الضبط والمعنى وما الغرض من حكاية أبي ثروان هذه
هنا.) لَكِرامٌ. وفي حديث حذيفة: فإِذا صَدَعٌ من الرجال، فقلتُ: مَن
هذا الصَّدَعُ؟ يعني هذا الرَّبْعةَ في خَلْقِه رجلٌ بين الرجلين، وهو
كالصَّدَعِ من الوُعُول وعِلٌ بين الوَعِلينِ. والصَّدِيعُ: القميص بين
القميصين لا بالكبير ولا بالصغير.
وصَدَعْتُ الشيء: أَظْهَرْتُه وبَيَّنْتُه؛ ومنه قول أَبي ذؤيب:
يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ
ورجل صَدَعٌ: ماضٍ في أَمرِهِ. وصَدَعَ بالأَمرِ يَصْدَعُ صَدْعاً:
أَصابَ به موضِعَه وجاهَرَ به. وصَدَعَ بالحق: تكلم به جهاراً. وفي التنزيل:
فاصدع بما تؤمر؛ قال بعض المفسرين: اجْهَرْ بالقرآن، وقال ابن مجاهد أَي
بالقرآن، وقال أَبو إِسحق: أَظْهِرْ ما تُؤْمَرُ به ولا تَخفْ أَحداً،
أُخِذَ من الصَّدِيع وهو الصبح، وقال الفراء: أَراد عز وجل فاصْدَعْ
بالأَمر الذي أَظْهَرَ دِينَك، أَقامَ ما مُقامَ المصدر، وقال ابن عرفة: أَي
فَرِّقْ بين الحق والباطل من قوله عز وجل: يومئذ يَصَدَّعون، أَي
يتفرَّقُون، وقال ابن الأَعرابي في قوله: فاصْدَعْ بما تُؤْمَرُ، أَي شُقَّ
جماعتهم بالتوحيد، وقال غيره: فَرِّقِ القول فيهم مجتمعين وفُرادى. قال ثعلب:
سمعت أَعرابيّاً كان يَحْضُر مجلس ابن الأَعرابي يقول معنى اصْدَعْ بما
تُؤْمَرُ أَي اقْصِدْ ما تُؤْمَرُ، قال: والعرب تقول اصدع فلاناً أَي اقصده
لأَنه كريم.
ودلِيلٌ مِصْدَعٌ: ماضٍ لوجهه. وخطِيبٌ مِصْدَعٌ: بَلِيغٌ جرِيءٌ على
الكلام.
قال أَبو زيد: هُمْ إِلْبٌ عليه وصَدْعٌ واحد، وكذلك هم وَعْلٌ عليه
وضِلْعٌ واحد إِذا اجتمعوا عليه بالعَداوةِ، والناسُ علينا صَدْعٌ واحد أَي
مجتمعون بالعَداوة.
وصَدَعْتُ إِلى الشيء أَصْدَعُ صُدُوعاً: مِلْتُ إِليه. وما صَدَعَكَ عن
هذا الأَمرِ صَدْعاً أَي صَرَفَكَ. والمَصْدَعُ: طريق سهل في غِلَظٍ من
الأَرض. وجَبَلٌ صادِعٌ: ذاهِبٌ في الأَرض طولاً، وكذلك سبيل صادِعٌ
ووادٍ صادِعٌ، وهذا الطريق يَصْدَعُ في أَرض كذا وكذا. والمِصْدَعُ:
المِشْقَصُ من السهام.
سدس: سِتَّةٌ وسِتٌّ: أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ، قلبوا السين الأَخيرة تاء
لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة
فصار التقدير سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج
أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ
كما ترَى، فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام، والثاني للإِدغام.
وسِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سيبويه. وُلِدَ له سِتُّون
(* قوله «ولد له ستون إلخ» كذا بالأصل.) عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد.
والسُّدْسُ والسُّدُسُ: جزءٌ من ستة، والجمع أَسْداسٌ. وسَدَسَ القومَ
يَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. وسَدَسَهُم يَسدِسُهم،
بالكسر: صار لهم سادساً. وأَسْدَسُوا: صاروا ستة. وبعضهم يقول
للسُّدُسِ: سَدِيس، كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ.
والمُسَدَّسُ من العَروض: الذي يُبْنى على ستة أَجزاء.
والسِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، وقيل: هو بعد ستة أَيام
وخمس ليال، والجمع أَسداس. الجوهري: والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء
الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ. وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ
إِبله سِدْساً.
وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة. والسَّدِيس: السِّنُّ التي
بعد الرَّباعِيَة. والسَّدِيسُ: والسَدَسُ من الإِبل والغنم: المُلْقِي
سَدِيسَه، وكذلك الأُنثى، وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف، قال
سيبويه: كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه.
قال غيره: وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ؛ قال منصور ابن
مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ:
فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها
يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ
وقد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ، وذلك في
السنة الثامنة. وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي، صلى اللَّه
عليه وسلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم
سَدِيساً ثم بازلاً؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان. السديس من الإِبل:
ما دخل في السنة الثامنة وذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة.
والسَّدَسُ، بالتحريك: السن قبل البازل، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن
الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ.
ويقال: لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لغة في سجِيس. وإِزارٌ سَدِيس
وسُداسِيُّ.والسدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، وفي الصحاح: سُدُوسٌ، بغير تعريف، وقيل: هو
الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِي:
والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرُ،
من دونهِ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس
الجوهري: وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّيْلَسانُ. شمر:
يقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ وسُدُوسٌ.
وسُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّي: الذي حكان الجوهري عن
الأَصمعي هو المشهور من قوله؛ وقال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة،
وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل،
وبالضم، اسم الطيلسان، وذكر أَن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أَحدها سدوس
الذي في تميم وربيعة وغيرهما، والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير. وقال
أَبو جعفر محمد بن حبيب: وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، وفي
ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ في العرب،
فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن
نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ،
بالفتح، الطيلسان الأَخضر. والسُّدُوسُ، بالضم، النِّيلَجُ. وقال ابن
الكلبي: سَدُوس الذي في شيبان، بالفتح، وشاهده قول الأَخطل:
وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها،
فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ
وأَما سُدُوسُ، بالضم، فهو في طيء لا غير. والسُّدُوس: النِّيلَنْجُ،
ويقال: النِّيلَج وهو النِّيل؛ قال امرؤ القيس:
مَنابته مثلُ السُّدوسِ، ولونُه
كَلَوْنِ السَّيالِ، وهو عذبٌ يَفِيض
(* قوله «كلون السيال» أَنشده في ف ي ص: كشوك السيال.)
قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين، وروي عن أَبي عمرو بفتح
السين، وروى بيت امرئ القيس:
إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ
ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ
بفتح السين، أَراد خالد بن سدوس النبهاني. ابن سيده: وسَدُوسُ وسُدُوس
قبيلتان، سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان، بالفتح، وسُدُوس، بالضم، في
طيء؛ قال سيبويه: يكون للقبيلة والحي، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من
بني سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ وأَنشد ثعلب:
بني سَدوسٍ زَتَّتوا بَناتِكُمْ،
إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ
والرواية: بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم، وهو أَوفق لقوله فتاة الحي.
الجوهري: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبيلة؛ وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي:
وداوَيْتُها حتى شَنَتْ حَبَشِيَّةً،
كأَنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا
السُّدُوس: هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اهـ. وقد ذكرنا في ترجمة شتت من
هذه الترجمة أَشياء.