Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رسا

عنس

عنس: عَنُس يَعْنُس: عَنَس يَعْنُس. (فوك).
(عنس) عنسا نظر فِي الْمرْآة كل سَاعَة
ع ن س

أعرابيّ جعل الفحل يضرب في أبكارها وعنّسها، جمع: عانس، يقال: عنست المرأة وعنّست فهي عانس ومعنّسة وهي البكر النصف. وعنّسها أهلها: حبسوها عن التزويج حتى بلغت هذه السن.
[عنس] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم: لا "عانس" ولا مفند، هو من يبقى زمانًا بعد أن يدرك لا يتزوج، وأكثر استعماله في النساء، عنست فهي عانس وعنست فهي معنسة إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها. ومنه ح: العذرة يذهبها "التعنيس" والحيضة. 
عنس
العنْسُ: الناقةُ التامةُ السن القويةُ. واعنَوْنَسَ ذَنبها: طالَ وكَثُرَ هُلْبُها.
وعَنَسَتِ المرأةُ عُنُوْساً؛ وعَنسَت أيضاً: صارتْ نصَفاً ولم تَتَزَوجْ بَعْدُ، وعَنسَها أهلُها، وهي عانسٌ ومُعَنسَةٌ، ورَجُل عانِسٌ أيضاً، وتُجْمَع المُعَنسَة على المَعَانِس والمُعَنًسات.
وعَنَسَه الشيْبُ - بالتخْفيف -: جَعله عانِساً.
(ع ن س) : (الْعُذْرَةُ يُذْهِبُهَا التَّعْنِيسُ) وَهُوَ مَصْدَرُ عَنَّسَتْ الْجَارِيَةُ بِمَعْنَى عَنَسَتْ عُنُوسًا إذَا صَارَتْ عَانِسًا أَيْ نَصَفًا وَهِيَ بِكْرٌ لَمْ تَتَزَوَّج (وَعَنَّسَهَا أَهْلُهَا) عَنْ اللَّيْثِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ لَا يُقَالُ عَنَسَتْ وَلَا عَنَّسَتْ وَلَكِنْ يُقَالُ عُنِّسَتْ فَهِيَ مُعَنَّسَةٌ.

عنس


عَنَسَ(n. ac. عَنْس)
a. Bent, curved.
b.
(n. ac.
عِنَاْس
عُنُوْس), Remained unmarried, single; was a spinster.

عَنِسَ(n. ac. عَنَس)
a. see supra
(b)b. Looked frequently into the mirror.

عَنَّسَ
(& pass. )
a. Remained unmarried &c.

أَعْنَسَa. see IIb. Altered, changed, aged.

عَنْسa. Rock.
b. Eagle.

عَاْنِس
(pl.
عُنْس
عُنَّس
عُنُوْس
عَوَاْنِسُ
41)
a. Single; spinster, old maid.

عِنَاْسa. Mirror, looking-glass.

إِعْنَوْنَسَ
a. Was abundant (hair).
عَنْسَل
a. Swift (camel).
(عنس) - وفي صِفَتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "لا عانِسٌ ولا مُفَنَّدٌ"
العَانِسُ من النِّساء: التي تَبقَى زَمانًا لا تتزوَّج، وكذلك الرَّجُل إذا أَخَّر الَّتَّزْويجَ بعد ما يُدرِك عَانِسٌ.
قال أبو ذُؤَيْب:
فإنِّي على ما كُنْتَ تَعهَد بَينَنا
وَلِيدَيْنِ حتى أَنتَ أَشمطُ عانِسُ
ويروى: لا عَابِسٌ ولا مُفَنَّد
ع ن س: (عَنَسَتِ) الْجَارِيَةُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (عِنَاسًا) بِالْكَسْرِ فَهِيَ (عَانِسٌ) إِذَا طَالَ مُكْثُهَا فِي بَيْتِ أَهْلِهَا بَعْدَ إِدْرَاكِهَا حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ عِدَادِ الْأَبْكَارِ. هَذَا إِذَا لَمْ تَتَزَوَّجْ. فَإِنْ تَزَوَّجَتْ مَرَّةً فَلَا يُقَالُ: عَنَسَتْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَيْضًا: عَانِسٌ، وَالْجَمْعُ (عُنْسٌ) وَ (عُنَّسٌ) كَبَازِلٍ وَبُزْلٍ وَبُزَّلٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَ (عَنَّسَتِ) الْجَارِيَةُ أَيْضًا (تَعْنِيسًا) ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ عَنَّسَتْ وَلَكِنْ (عُنِّسَتْ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَ (عَنَّسَهَا) أَهْلُهَا. 
عنس وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم فِي الرجل / يَقُول إِنَّه 136 / الف لم يجد امْرَأَته عَذْراء قَالَ: لَا شَيْء [عَلَيْهِ -] لِأَن العُذْرة قد تُذْهِبُها الحَيْضَة والوَثْبَة وطولُ التَّعْنيس. قَالَ الْأَصْمَعِي: التَّعنيس أَن تمكث الْجَارِيَة فِي بَيت أَبَوَيْهَا لَا تزوج حَتَّى تُسِنّ [يُقَال مِنْهُ: قد عُنِّست فَهِيَ تُعَنّس تَعْنِيْساً قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ غَيره: عَنَسَت تَعْنُسُ فَإِن تَزَوَّجتْ مَرَّة فَلَا يُقَال عَنَسَتْ إِنَّمَا يُقَال ذَلِك قبل التَّزْوِيجْ فَهِيَ مُعَنَّسَة وعانِس] . وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه لَيْسَ بَينهمَا لعان لِأَنَّهُ لَيْسَ بقاذف.
ع ن س : عَنَسَتْ الْمَرْأَةُ تَعْنِسُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ عَنَسَتْ عُنُوسًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَالِاسْمُ الْعِنَاسُ بِالْكَسْرِ إذَا طَالَ مُكْثُهَا فِي مَنْزِلِ أَهْلِهَا بَعْدَ إدْرَاكِهَا وَلَمْ تَتَزَوَّجْ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ عِدَادِ الْأَبْكَارِ فَإِنْ تَزَوَّجَتْ مَرَّةً فَلَا يُقَالُ عَنَسَتْ وَهِيَ عَانِسٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَعَنَسَ الرَّجُلُ إذَا أَسَنَّ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ فَهُوَ عَانِسٌ وَعَنَّسَتْ وَعُنِّسَتْ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَتَأْكِيدٌ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ الثُّلَاثِيَّ وَقَالَ إنَّمَا يُقَالُ رُبَاعِيًّا مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ عَنَّسَهَا أَهْلُهَا وَقَالَ اللَّيْثُ عَنَّسَهَا أَهْلُهَا أَمْسَكُوهَا عَنْ التَّزْوِيجِ وَسُئِلَ بَعْضُ التَّابِعِينَ عَنْ الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ عَلَى أَنَّهَا بِكْرٌ فَإِذَا هِيَ لَا عُذْرَةَ لَهَا فَقَالَ إنَّ الْعُذْرَةَ يُذْهِبُهَا التَّعْنِيسُ وَالْحَيْضَةُ. 
عنس
عنَسَ يَعنُس، عُنُوسةً وعِناسًا وعَنْسًا وعُنُوسًا، فهو عانس
• عنَستِ البنتُ البكْرُ: طالت عزوبتُها، طال مُكْثُها في منزل أهلها بعد إدراكها سِنَّ الزَّواج دون أن تتزوَّج.
• عنَس الرَّجلُ: طالت عزوبتُه ولم يتزوّج. 

عنَّسَ يعنِّس، تعنيسًا، فهو مُعنِّس، والمفعول مُعنَّس (للمتعدِّي)
 • عنَّستِ البنتُ البِكْرُ: عَنَسَت، طالت عزوبتُها، طال مكثُها في منزل أهلها بعد إدراكها سِنَّ الزواج دون أن تتزوَّج.
• عنَّس الفتاةَ: حبسها عن التَّزوُّج حتَّى فاتت سِنَّ الزَّواج. 

عانِس [مفرد]: ج عانسون، مؤ عانس وعانسة، ج مؤ عانسات وعُنْس وعوانسُ وعُنَّس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عنَسَ. 

عِناس [مفرد]: مصدر عنَسَ. 

عَنْس [مفرد]: مصدر عنَسَ. 

عُنوس [مفرد]: مصدر عنَسَ. 

عُنُوسة [مفرد]: مصدر عنَسَ. 
[عنس] العَنْسُ: الناقة الصُلبة، ويقال هي التي اعْنَوْنَسَ ذنبها، أي وفر. وقال الراجز:

كم قد حسرنا من علاة عنس * وعنس أيضا: قبيلة من اليمن، منهم الاسود العنسى الكذاب. وعنست الجارية تعنس بالضم عُنوساً وعِناساً، فهي عانِسٌ، وذلك إذا طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها حتَّى خرجت من عداد الأبكار. هذا ما لم تتزوَّج، فإن تزوَّجت مرَّةً فلا يقال عَنَسَتْ. قال الأعشى: والبيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِراؤُها * ونَشَأْنَ في فَنَنٍ وفي أذْوادِ * ويروى: " والبيض " مجرورا بالعطف على الشرب في قوله: ولقد أرجل لمتى بعشية * للشرب قبل حوادث المرتاد * ويروى: " سنابك "، أي قبل حوادث الطالب. يقول: أرجل لمتى للشرب وللجواري الحسان التى قد نشأن في فنن ; أي في نعمة. وأصلها أغصان الشجر. هذه رواية الاصمعي. وأما أبو عبيدة فإنه رواه: " في قن " بالقاف، أي عبيد وخدم. ويقال للرجل أيضاً: عانِسٌ. قال أبو قيس ابن رفاعة: منَّا الذي هو ما إنْ طَرَّ شارِبُهُ * والعانِسونَ ومنَّا المُرْدُ والشيبُ * والجمع عنس وعنس، مثال بازل وبزل وبزل. قال الراجز:

يعرس أبكارا بها وعنسا * قال أبو زيد: وكذلك عَنَّسَتِ الجارية تَعْنيساً. وقال الأصمعيّ: لا يقال عَنَّسَتْ، ولكن عُنِّسَتْ على ما لم يسمّ فاعله. وعَنَّسَها أهلها. وقال الكسائي: العانس فوق المعصر. وأنشد :

معاصيرها والعاتقات العوانس * ويقال: فلان لم تُعْنِسُ السِنُّ وجهَهُ، أي لم تغيِّره إلى الكبر. قال سويد الحارثى  فَتىً قَبَلٌ لم تُعْنِس السِنُّ وَجْهَهُ * سِوى خُلْسَةٍ في الرأس كالبرق في الدجا
(ع ن س)

عَنَسَتِ الْمَرْأَة تَعْنُسُ عُنُوسا، وعِناسا، وَهِي عانِسٌ، من نسْوَة عُنَّس، وعَنَّسَت وَهِي مُعَنِّس، وعَنَّسَها أَهلهَا: حبسوها عَن الْأزْوَاج، حَتَّى جَازَت فتاء السن وَلما تعجز. وَرجل عانِس: كَذَلِك. قَالَ أَبُو قيس بن رِفَاعَة:

مِنَّا الَّذِي هوَ مَا إنْ طَرَّ شارِبُهُ ... والعانِسُونَ ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ

والعُنَّس من الْإِبِل: فَوق الْبكارَة: أَي الصغار. قَالَ بعض الْعَرَب: جعل الْفَحْل يضْرب فِي أبكارها وعُنَّسِها. يَعْنِي بالأبكار: جمع بكر، وبالعُنَّس المتوسطات الَّتِي لسن بأبكار.

والعَنْسُ: الصَّخْرَة. والعَنْس: النَّاقة القوية، شبهت بالصخرة لصلابتها. وَالْجمع: عُنْس وعُنوس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَنْس: البازل الصلبة من النوق، لَا يُقَال لغَيْرهَا عَنْس. وَجَمعهَا: عِناسٌ. وعُنُوس: جمع عِناس. هَذَا قَول ابْن الْأَعرَابِي. وَأَظنهُ وهما مِنْهُ، لِأَن " فِعالا " لَا يجمع على " فُعُول " كَانَ وَاحِدًا أَو جمعا، بل عُنُوس: جمع عَنْسٍ كعِناس. والعَنْسُ: الْعقَاب.

وعَنَسَ الْعود: عطفه، والشين أفْصح.

واعْنَوْنَسَ ذَنبه: توفر هلبه وَطَالَ: قَالَ الطرماح:

يَمْسَحُ الأرْضَ بمُعْنَوْنِسٍ ... مِثلِ مِئْلاةِ النِّياحِ الْفِئامِ

وعَنْس: قَبيلَة، حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ، وَأنْشد:

لَا مَهْلَ حَتَّى تَلْحِقي بعَنْسِ

أهْلِ الرّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِ

قَالَ: وَلم يقل القَلَنْسُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم آخِره وَاو قبلهَا حرف مضموم. وَيَكْفِيك من ذَلِك أَنهم قَالُوا: هَذِه أدلى زيد.

والعَناس: الْمَرْأَة. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: حَتَّى رأى الشَّيْبَةَ فِي العَناسِ

وعادم الجُلاحِبِ العَوَّاسِ

عنس

1 عَنَسَتْ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, A, O, Msb, K) and عَنِسَ; (A, O, Msb, K;) and عَنِسَتْ, aor. ـَ (A, O, K;) inf. n. عُنُوس (S, A, Mgh, O, Msb, K) and عِنَاسٌ, (S, A, O, K,) or the latter is a simple subst.; (Msb;) and ↓ أَعْنَسَتْ; (O, K;) and ↓ عَنَّسَتْ, (Az, S, A, Mgh, O, K,) or this last has an intensive signification, (Msb,) inf. n. تَعْنِيسٌ; (Az, S, Mgh, O;) and ↓ عَنِّسَتْ; (K;) or, accord. to As, (S, Mgh, O, Msb, TA,) you do not say عَنَسَتْ, (Msb,) or you do not say ↓ عَنَّسَتْ, (S, O,) or you do not say either of these two, (Mgh, TA,) but you say ↓ عُنِّسَتْ; (S, Mgh, O, TA;) or, accord. to some, you say عَنَسَتْ and ↓ عُنّسَتْ, but not ↓ عَنَّسَتْ; (TA;) or what As says is, that you say ↓ عَنَّسَتْ, with fet-h and teshdeed, and عَنَسَتْ, without teshdeed, contr. to what J says; (IB, TA;) She (a girl, S, A, Mgh, O, K, or woman, A, Msb) became of middle age, remaining a virgin, (A, Mgh,) not having married; (Mgh;) she stayed long in the abode of her family after she had attained to puberty, until she ceased to be reckoned among virgins, and did not marry: (S, A, O, Msb, K:) of one who has once married, you say not thus. (S, O, Msb.) Also عَنَسَ He (a man) became advanced in age without having married. (O, * Msb.) 2 عَنَّسَتْ and عُنِّسَتْ, inf. n. تَعْنِيسٌ: see 1, in seven places.

A2: عَنَّسَهَا أَهْلُهَا, (inf. n. as above, K,) Her family restrained her (namely a girl or woman) from marriage (Lth, A, Mgh, * Msb) until she was of middle age; (A, Mgh; *) or until she had passed the period of youthfulness but had not yet become aged; (TA;) or long after she had attained to puberty, until she had ceased to be reckoned among virgins. (S, O, Msb, K.) 4 أَعْنَسَتْ: see 1.

A2: اعنس He nourished, or brought up, a girl who became of middle age remaining a virgin, not marrying; expl. by رَبَّى

عَانِسًا. (TA.) A3: اعنسهُ He, or it, altered him, or it. (K.) You say فُلَانٌ لَمْ تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَهُ Such a one, age did not alter his face. (S, O. *) and اعنس الشَّيْبُ وَجْهَهُ, (O, K,) or رَأْسَهُ, (T, TA,) Hoariness interspersed his face, (O, K,) or his head. (TA.) 12 اِعْنَوْنَسَ, (S,) inf. n. اِعْنِينَاسٌ, (O, K,) It (the tail of a she-camel) was, or became, full, or ample, (S, O, K,) and long, in its hair. (O, K.) عَنْسٌ A rock. (TA.) b2: And hence, as being likened thereto, (TA,) (assumed tropical:) A she-camel that is hard, or firm, (IAar, S, O, K, TA,) or strong, (TA,) such as is termed بَازِل, when she is of full age, and has become very strong, and full in her bones and her limbs; not applied to any other [beast]: (IAar, TA:) or whose tail has become full, or ample: (S:) pl. عِنَاسٌ and عُنُوسٌ. (IAar, ISd, TA.) b3: And An eagle: (O, K;) because of its hardness: (TA:) and so عَنْزٌ; (O;) or this signifies “ a female eagle. ” (S, O, K, in art. عنز.) عَانِسٌ A woman who has become of middle age remaining a virgin, (Lth, A, Mgh,) not having married; (Lth, Mgh;) or a woman who has not married, but waits, or expects, to be married; (Fr, TA;) or who has stayed long in the abode of her family after having attained to puberty, until she has ceased to be reckoned among virgins, and has not married; (S, O, Msb, K;) beyond the age of her who is termed مُعْصِرٌ; (Ks, S, O;) and ↓ مُعَنَّسَةٌ signifies the same: (Fr, Mgh, TA:) pl. عَوَانِسُ and عُنْسٌ and عُنَّسٌ (S, O, K) and عُنُوسٌ: (O, K:) and the pl. of ↓ مُعَنَّسَةٌ is مَعَانِسُ and مُعَنَّسَاتٌ. (TA.) And عَانِسٌ is applied in like manner to a man, (S, O, K,) signifying One who is far advanced in age and has not married: (Msb, TA:) and its pl. is عَانِسُونَ. (S, O, TA.) b2: Also (assumed tropical:) A camel fat, and complete, or perfect, in make: fem. with ة: (O, K, TA:) or [the pl.]

عُنَّسٌ applied to camels means such as are above the بِكَارَة [pl. of بَكْرٌ]; i. e. the young in a middling degree. (TA.) مُعَنَّسَةٌ: see عَانِسٌ, in two places. Quasi عنصر عُنْصُرٌ and عُنْصَرٌ: see art. عصر. Quasi عنصل العُنْصَُلُ and العُنْصَُلآءُ: see art. عصل.

عنس: عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس، بالضم، عُنُوساً وعِناساً وتَأَطَّرَتْ،

وهي عانس، من نِسوة عُنَّسٍ وعَوَانِسَ، وعَنَّسَتْ، وهي مُعَنَّس،

وعَنَّسَها أَهلُها: حَبَسُوها عن الأَزواج حتى جازت فَتَاءَ السِّن ولمَّا

تَعْجُِزْ. قال الأَصمعي: لا يقال عَنَسَتْ ولا عَنَّسَت ولكن يقال

عُنِّسَت، على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهي مُعَنَّسَة، وقيل: يقال عَنَسَت،

بالتخفيف، وعُنِّسَتْ ولا يقال عَنَّسَت؛ قال ابن بري: الذي ذكره الأَصمعي في

خَلْق الإِنسان أَنه يقال عَنَّسَت المرأَة، بالفتح مع التشديد، وعَنَسَت،

بالتخفيف، بخلاف ما حكاه الجوهري. وفي صفته، صلى اللَّه عليه وسلم: لا

عانِسٌ ولا مُفَنِّدٌ؛ العانِس من الرجال والنساء: الذي يَبقى زماناً بعد

أَن يُدْرِك لا يتزوج، وأَكثر ما يُستعمل في النساء. يقال: عَنَسَتِ

المرأِة، فهي عانِس، وعُنِّسَت، فهي مُعَنِّسَة إِذا كَبِرَت وعَجَزَتْ في

بيت أَبويها. قال الجوهري: عَنَسَتِ الجارية تَعْنُس إِذا طال مكثها في

منزل أَهلها بعد إِدْراكها حتى خرجتْ من عِداد الأَبكار، هذا ما لم تتزوج،

فإِن تزوجت مرَّة فلا يقال عَنَسَت؛ قال الأَعشى:

والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِراؤُها،

ونَشَأْنَ في فَنَنٍ وفي أَذْوادِ

ويروى: والبيضِ، مجروراً بالعطف على الشَّرْب في قوله:

ولقد أُرَجَّل لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ

للشَّرْبِ، قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ

ويروى: سَنابِك، أَي قيل حوادث الطَّالِب؛ يقول: أُرَجِّلُ لِمَّتي

للشَّرْب وللجواري الحِسان اللواتي نشَأْن في فَنَنٍ أَي في نعمة. وأَصلها

أَغصان الشجر؛ هذه رواية الأَصمعي، وأَما أَبو عبيدة فإِنه رواه: في قِنٍّ،

بالقاف، أَي في عبيد وخَدَم. ورجل عانِس، والجمع العانِسُون؛ قال أَبو

قيس بن رفاعة:

مِنَّا الذي هو ما إِنْ طَرَّ شارِبُه،

والعانِسُون، ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ

وفي حديث الشعبي: سئل عن الرجل يَدخل بالمرأَة على أَنها بكر فيقول لم

أَجدها عَذْراء، فقال: إِن العُذْرة قد يُذهِبها التَعْنيسُ والحَيْضَة،

وقال الليث: عَنَسَت إِذا صارت نَصَفاً وهي بكر ولم تتزوَّج. وقال

الفَرَّاء: امرأَة عانس التي لم تتزوج وهي تترقب ذلك، وهي المُعَنَّسة. وقال

الكسائي: العَانِس فوق المُعْصِر؛ وأَنشد لذي الرمة:

وعِيطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّقَتْ

مَعاصِيرُها، والعاتِقاتُ العَوانِسُ

العِيطُ: يعني بها إِبلاً طِوال الأَعناق، الواحدة منها عَيْطاء. وقوله

كأَسراب الخروج أَي كجماعة نساء خرجْن متشوّفات لأَحد العِيدين أَي

متزينات، شبَّه الإِبل بهنَّ. والمُعْصِر: التي دنا حيضها. والعانِقُ: التي في

بيت أَبويها ولم يقع عليها اسم الزوج، وكذلك العانِس.

وفلان لم تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَي لم تغيّره إِلى الكِبَرِ؛ قال

سُوَيْدٌ الحارثي:

فَتى قَبَلٌ لم تَعْنُس السنُّ وجهَهُ،

سِوى خُلْسَةٍ في الرأْس كالبَرْقِ في الدُّجى

وفي التهذيب: أَعْنَس الشيبُ رأْسَه إِذا خالطه؛ قال أَبو ضب الهذلي:

فَتى قَبَلٌ لم يَعْنُسِ الشَّيبُ رأْسَه،

سِوى خُيُطٍ في النُّورِ أَشرَقْنَ في الدُّجى

ورواه المُبَرَّد: لم تعْنُس السِّنُّ وَجهه؛ قال الأَزهري: وهو أَجود.

والعُنَّسُ من الإِبلِ فوق البَكارة أَي الصِّغار. قال بعض العرب: جَعل

الفحلُ يضرب في أَبكارِها وعُنَّسِها؛ يعني بالأَبكار جمع بَكْر،

والعُنَّس المتوسِّطات التي لَسْن بأَبكار.

والعَنْسُ: الصَّخرة. والعَنْسُ: الناقة القويَّةُ، شبهت بالصخرة

لصلابتها، والجمع عُنْسٌ وعُنُوس وعُنَّس مثل بازِل وبُزْلٍ وبُزَّل؛ قال

الراجز:

يُعْرِسُ أَبكاراً بها وعُنَّسا

وقال ابن الأَعرابي: العَنْس البازِل الصُّلبة من النُّوق لا يقال

لغيرها، وجمعها عِناس، وعُنُوس جمع عِناس؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن

الأَعرابي وأَظنه وهَماً منه لأَن فِعالاً لا يجمع على فُعُول، كان واحداً أَو

جمعاً، بل عُنُوس جمع عَنْس كعِناس. قال الليث: تُسمّى عَنْساً إِذا

تَمَّتْ سِنّها واشتدت قوَّتها ووفَر عظامها وأَعضاؤُها؛ قال الراجز:

كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ

وناقة عانِسَة وجمل عانِس: سمين تامّ الخَلق؛ قال أَبو وجزة السعدي:

بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ،

جُشٍّ كبَحْريّ السَّحاب المُخْيِلِ

والعَنْس: العُقاب. وعَنَسَ العودَ: عَطَفَه، والشين أَفصح.

واعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ، واعْنِيناسُه: وفُورُ هُلْبِه وطولُه؛ قال

الطِّرِمَّاح يصف ثوراً وحشيّاً:

يَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ،

مِثل مئلاة النِّياح القِيام

أَي بذنب سابغ. وعَنْسٌ: قبيلة، وقيل: قبيلة من اليمن؛ حكاها سيبويه؛

وأَنشد:

لا مَهْلَ حَتى تَلْحَقي بعَنْسِ،

أَهلِ الرِّباطِ البِيضِ والقَلَنْسِ

قال: ولم يقل القَلَنْسُو لأَنَه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف

مضموم، ويكفيك من ذلك أَنهم قالوا: هذه أَدْلي زير.

والعِناسُ: المرآة. والعُنُس: المرايا؛ وأَنشد الأَصمعي:

حتى رَأَى الشَّيْبَة في العِناسِ،

وعادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ

وعُنَيِّس: اسم رَمْل معروف؛ وقال الراعي:

وأَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّس، تَرْتَعِي

نِعاجُ المَلا، عُوذاً به ومَتالِيا

أَراد: ترتعي به نعاجُ الملا أَي بَقَرُ الوحش. عوذاً: وضَعَتْ

حَدِيثاً، ومَتَاليَ: يتلوها أَولادها. والملا: ما اتّسع من الأَرض، ونَصَب

عُوذاً على الحال.

عنس
العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
كم قد حَسَرنا من عَلاَةٍ عَنْسِ ... كَبْدَاءَ كالقَوْسِ وأُخرى جَلْسِ
دِرَفْسَةٍ أو بازِلٍ دِرَفْسِ
وقال عَبْدَة بن الطَّبيب العَبْشَمِيّ:
بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ ... فيها على الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغِيْلُ
عَنْسٍ تَشيرُ بِقِنْوَانٍ إذا زُجِرَت ... من خَصْبَةٍ بَقِيَت فيها شَمَاليلُ وعَنْس - أيضاً -: قبيلة من اليمن، وعَنْس: لقب، واسمه زيد بن مالِك بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قحطان، منهم عَبْهَلَة العَنْسيّ الكَذّاب.
ومِخْلاف عَنْس: من مخاليف اليَمَن، مضاف إلى عَنْس بن مالِك هذا.
والعَنْس والعَنْز: العُقَاب.
وعَنَسْتُ العودَ وعَنَشْتُه: أي عَطَفْتُه أو قَلَبْتُه.
وعَنَسَت الجارية تَعْنَسُ وتَعْنِسُ عُنُوساً وعِنَاساً فهيَ عانِس: وذلك إذا طالَ مَكْثُها في منزِلِ أهلِها بعدَ إدْراكِها حتى خَرَجَت من عِدادِ الأبْكار، هذا ما لَم تتزوّج، فإن تَزَوّجَت مَرَّةً فلا يُقال لها عَنَسَتْ. وعَنِسَت - بالكسر -: لُغَةٌ في عَنَسَتْ بالفتح، قال الأعشى:
ولَقَد أُرَجِّلُ لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتادِ
والبِيضِ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤها ... ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أذْوادِ
ويروى: " سَبائِكُ المُرْتاد " أي دراهِمِ الذي يَشْتَري الخَمْرَ، ويروى: " في فَنَنٍ " أي في نِعْمَة، وأصلها أغصان الشَجَر، و " في قِنٍّ " أي في عَبيدٍ وخَدَم؛ وهذه رواية أبي عُبَيْدَة؛ و " في فَنَنٍ " رواية الأصمعي.
وقال الكِسائي: العانِس: فَوْقَ المُعْصِر، والجَمْع: عَوانِس وعُنَّس وعَنْس - كبازِل وبَوازِل وبُزَّلٍ وبُزْل -، قال:
يُعْرِس إبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْــرَسا
وعُنُوْس أيضاً، كقاعِد وقُعود وجالِسٍ وجُلُوس وشاهِدٍ وشُهُود وساجِدٍ وسُجُود، قال رؤبة:
وقد نَرى الأبْكارَ والعُنُوسا ... ذاكَ وأتْراباً بها أُنُوسا
لا تُمْكِن الخَنّاعَةَ النّاموسا ... وتَحْصِبُ اللاعِنَةَ الجاسُوْسا
الأُنُوْسُ: الأوانِس. وقال ذو الرُّمَّة يصف الإبل الطِّوال الأعناق:
وَعِيْطاً كأسرابِ القَطا قد تَشَوَّفَت ... مَعَاصِيْرُها والعاتِقاتُ العَوَانِسُ
أي: لا تَحْسَبي مُرَاعاتَكِ الآجالَ وَعِيْطاً. وقال المُرَقِّش الأكبَر يصف ناقَتَه:
وتًصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمامَها ... إلى شُعَبٍ فيها الجَواري العَوَانِسُ
ويقال للرجل - أيضاً - عانِس، قال أبو قيس بن رِفاعَة:
مِنّا الذي هوَ ما إنْ طُرَّ شارِبُهُ ... والعانِسونَ ومِنّا المُرْدُ والشِّيْبُ
وقال أبو ذؤيبٍ الهُذَليّ:
فانّي على ما كُنتَ تَعْلَمُ بَيْنَنا ... وليدَيْنِ حتى أنتَ أشْمَطُ عانِسُ
وجملٌ عانِس: سمين تام الخَلْق، وناقة عانِسة: كذلك.
والأعْنَس بن سلمان: شاعِر.
وقال أبو عمرو: العِنَاسُ - بالكسر -: المِرآة، والجمع: عُنُسٌ.
والعَنَسُ - بالتحريك -: النَّظَرُ في العِناسِ كُلَّ ساعة.
وعُنَيِّس - كأنَّه تصغير عِنَاس -: اسم رملٍ معروف، وأنشد الأزهري للرّاعي:
وأعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعي ... نِعَاجُ المَلا عُوْذاً به ومَتَالِيا
ورواه ابن الأعرابي: " مِنْ يُتَيِّمَ " وقال: اليَتَائمُ بأسفَل الدَّهْنى مُنْقَطَعُهُ من الرَّمْلِ، ويروى: مِنْ عُتَيِّيْنَ.
وأعْنَسَتْ الجارِيَة: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ.
وأعْنَسَ الشَّيْبُ وَجْهَه: إذا خالَطَه.
وأعْنَسَتِ السِّنُ وَجْهَه: إذا غَيَّرَتْه، قال أبو ضَبٍّ الهُذَليُّ:
كأنَّ حُوَيّاً والجَدِيَّةُ فَوْقَهُ ... حُسَامٌ صَقيلٌ قَصَّهُ الضِّرْبُ فانْحَنى
فَتىً قُبُلاً لم يُعْنِسِ الشَّيْبُ رَأسَهُ ... سِوى خَيِّطٍ كالنُّورِ أشْرَق في الدُّجى
قُبُلاً: مُسْتَقْبَلَ الشباب، وروى أبو عمرو: " قَبَلاً " أي مُقْبِلاً، وروى أيضاً: " خُيُطٍ " بضمّتَين، وأنشد الشعر أبو تمّام في الحَماسَة لِسُوَيْد الحارِثيّ.
وقال أبو زيد: عَنَّسَتِ الجارِيَة تَعْنِيْساً: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ وأعْنَسَتْ، وقال الأصمعي: لا يقال عَنَّسَتْ ولكن عُنِّسَتْ - على ما لَم يُسمّى فاعِلُه -، وعَنَّسَها أهْلُها. وكذلك عَنَّسَ الرَّجُل، قال أبو الغِطْريف يصف الخيل:
فأنْكَحْنَ أبْكاراً وغادَرْنَ نِسْوَةً ... أيامى وقد يَحْظى بِهِنَّ المُعَنِّسُ
هَنيئاً لأربابِ البُيُوتِ بُيُوتُهُم ... وللعَزَبِ المِسْكِينِ ما يَتَلَمَّسُ واعْنِيْناسُ ذَنَبِ الناقَة: وُفُوْرُ هُلْبِه وطُوْلُه، قال الطِّرْماح يصف الثَّوْر:
يَمْسَحُ الأرضَ بِمُعْنَوْنِسٍ ... مِثْلِ مِيْلاةِ النِّيَاحِ القِيَامْ
والتركيب يدل على قوّةٍ في شيءٍ وشِدَّةٍ.
عنس
العَنْس: الناقَةُ القَوِيَّةُ، شُبِّهت بالصَّخْرَةِ، وَهِي العَنْسُ، لصَلابَتِها، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: العَنْس البازِلُ الصُّلْبَةُ من النُّوقِ، لَا يقَالُ لغَيْرِها، وقالَ اللَّيْثُ: تُسَمَّى عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنُّها، واشْتَدَّتْ قُوَّتُها، ووَفُرَ عِظَامُها وأَعْضَاؤُهَا، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هِيَ الَّتِي اعْنَوْنَسَ ذَنَبُها، أَي وَفُرَ، قَالَ الرّاجِزُ:
(كم قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاَةٍ عَنْسِ ... كَبْداءَ كالقَوْسِ وأُخْرَى جَلْسِ)
والجمْع: عِنَاسٌ وعُنُوسٌ، قَالَه ابنُ الأَعْرابيِّ وابنُ سِيدَه. والعَنْس: العُقَاب، لصَلاَبَتِه. والعَنْس: عَطْفُ العُودِ وقَلْبُه، وَفِي نَصِّ ابنِ دُرَيْدٍ: أَو قَلْبُه، قالَ: وَهُوَ لغةٌ فِي العَنْشِ، بالشين الْمُعْجَمَة، وَزَاد الأُرْمَوِيُّ: والشينُ أَفْصَحُ. وعَنْسٌ: لَقَبُ زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ أُدَد بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُبَ بن عَرِيبِ ابْن زَيْد بن كَهْلانَ. ومالكٌ لَقَبُه مَذْحجٌ، أَبو قَبِيلَةٍ من اليَمَن، من مَذْحِجٍ، حَكاها سِيبَوَيْه، وأَنْشَدَ:
(لَا مَهْلَ حَتَّى تَلْحَقِي بعَنْسِ ... أَهْلِ الرِّياط البِيضِ والقَلَنْس)
ومِخلافُ عَنْسٍ: بهَا، مضَافٌ إِليه، ومنْهُم جَماعَةٌ نَزَلُوا بالشّام بدَارَيًّا، وَمن الصَّحابَة: عَمّار بنُ يَا سرٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ، والأَسْوَد الكَذّابُ المتَنَبِّئ، لعَنَه الله، منهُم. وعَنسَت الجاريَةُ، كسَمِعَ ونَصَر وضَرَبَ، نَقله الصّاغَانِيُّ، عُنُوساً، بالضَّمِّ، وعِنَاساً، بالكَسْر: طالَ مُكْثُهَا فِي مَنْزِل أَهْلِهَا بعدَ إِدْرَاكِها حَتَّى خَرَجَتْ من عِدَادِ الأَبْكَارِ وَلم تَتَزوَّجْ قَطُّ، وعبَارَةُ الجَوْهَرِيِّ: هَذَا مَا لَمْ تَتَزوَّجْ، فإِن تَزَوَّجَت مَرَّةً فَلَا يقَال: عَنسَتْ، قَالَ الأَعْشَى:
(والبِيضِ قَدْ عَنَسَتْ وطَالَ جِرَاؤُهَا ... ونَشَأْنَ فِي فَنَنٍ وَفِي أَذْوادِ)
كأَعْنَسَتْ وعَنَّستْ، وَهَذِه عَن أَبِي زَيْدٍ، وعُنِّسَتْ، وَقَالَ الأَصْمعِيّ: لَا يقَال: عَنَسَتْ وَلَا عَنَِّسَتْ، وَلَكِن يقَال: عُنِّسَتْ، على مَا لم يسَمَّ فاعلُه، فَهِيَ مُعَنِّسَةٌ، وَقيل: يقَال: عَنَسَتْ، بالتَّخفيف، وعُنِّسَتْ، وَلَا يقَال: عَنَّسَتْ. قَالَ ابْن بَرّيّ: الَّذِي ذكرَه الأَصْمَعيّ فِي خَلْق الإِنْسَان، أَنّه يقَال: عَنَّسَت المرأَةُ، بالفَتح مَعَ التَّشْديد، وعَنَسَت، بِالتَّخْفِيفِ، بِخِلَاف مَا حَكَاه الجَوْهَرِيّ. وعَنَّسَها أَهْلُهَا تَعْنِيساً: حَبَسُوهَا عَن الأَزْواجِ حتَّى جَاوَزَت فَتَاءَ السِّنِّ ولَمَّا تَعْجُزْ، فَهي مُعَنَّسَةُ، وتُجْمَع:) مَعَانِس ومعَنَّسَات. وعَنَسَتْ المَرْأَةُ، وَهِي عانِسٌ، إِذا صارَت نَصَفاً، وَهِي البِكْرُ لم تَتَزَوَّجْ، قَالَه اللَّيْثُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: امرأَةٌ عانِسٌ: الَّتِي لم تَتَزَوَّجْ وَهِي تَرْقُب ذلكَ، وَهِي المُعَنَّسة، وَقَالَ الكِسَائيُّ: العانِس: فَوْقَ المُعْصِرِ. وَج عَوَانِس، وأَنْشَدَ لذِ الرُّمَّة:
(وعِيطاً كأَسْرَابِ الخُرُوج تَشَوَّفَتْ ... مَعاصِيرهَا والعَاتِقَاتُ العَوَانِسُ)
يَصِفُ إِبلاً طِوَالَ الأَعْنَاقِ. ويُجْمَع أَيْضاً على عُنْسٍ، بالضّمِّ، وعُنَّسٍ، بضمٍّ فتَشْدِيدٍ، مثْل بازِلٍ وبُزْلٍ وبُزَّلٍ، قَالَ الرَّاجِزُ: يُعْرِس أَبْكَاراً بهَا وعُنَّسَا وعُنُوسٍ، بالضَّمِّ، كقَاعِدٍ وقُعُودٍ، وَهُوَ أَيْضاً جَمْعُ عَنْسٍ، بالفَتْح، للنّاقَة القَوِيَّة، كَمَا حَقَّقه ابنُ سِيدَه. والرجُلُ عانِسٌ أَيضاً، إِذا طَعَنَ فِي السِّنِّ وَلم يَتَزَوَّجْ، وَمِنْه فِي صِفَته صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم: لَا عانِسٌ وَلَا مُفَنِّدٌ هَكَذَا روى، أَو الصَّوَاب بالمُوَحَّدَة. وأَكثر مَا يُسْتَعْمَل العانِسُ فِي النِّسَاءِ. والجَمْع: عانِسُون، قَالَ أَبو قَيْس بنُ رِفَاعَةَ: منّا الَّذِي هُوَ مَا إِنْ طَرَّ شارِبُه والعَانِسُونَ ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ والعَانِسُ: الجَمَلُ السَّمِينُ التّامُّ الخِلْقَةِ، وَهِي بهَاءٍ، ويُقَال: العُنْسُ من الإِبل: فَوق البِكارَة، أَي الصِّغارُ المُتَوسِّطاتُ الَّتِي لَسْنَ أَبْكَاراً، قَالَ أَبو وَجْزةَ السَّعْدِيُّ:
(بِعَانِسَاتٍ هَرِمَاتِ الأَزْمَلِ ... جُشٍّ كبَحْرِيِّ السَّحَابِ المُخْيِلِ) والعِنَاسُ، ككِتَابٍ: المِرْآةُ، والجَمْعُ العُنُنسُ، بضَمَّتَيْن، عَن أَبي عَمْرٍ و، وأَنشَدَ الأَصْمَعِيّ:
(حتَّى رَأَى الشَّيْبَةَ فِي العِنَاسِ ... وعَادِمَ الجُلاَحِبِ العَوَّاسِ)
والعَنَسُ، مُحَرَّكةً: النَّظَرُ فيهَا كُلَّ ساعَةٍ، نقَله الصّاغَانِيُّ. وعَنَّاسٌ، كشَدّادٍ: عَلَم رَجُلٍ. وعُنَيِّسٌ، كقُصَيِّرٍ، كأَنَّه تَصْغيرُ عِنَاسٍ، اسْم: رَمْل، م، مَعْرُوف، هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، ومثلُه فِي العُباب، وَهُوَ غَلَطٌ، وصوابُه: اسمُ رَجُل مَعْروف، ومثلُه فِي الأُصُول الصَّحِيحَة، قالَ الرَّاعِي:
(وأَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعِي ... نِعَاجُ المَلاَ عُوذاً بِهِ ومَتَاليَا)
هَكَذَا أنشَدُ الأَزْهَرِيّ، وَرَوَاهُ ابنُ الأَعْرَابيّ: منْ يُتَيّم وَقَالَ: اليَتَائِمُ: بأَسْفَل الدَّهْنَاءِ منْقَطعةٌ من الرَّمْل، ويرْوَى: من عُتَيِّين والأَعْنَس بنُ سَلْمَانَ: شاعرٌ، هَكَذَا فِي سائِر أُصُولِ القَاموس، ومثْله فِي التكملة والعباب، وَهُوَ غَلَطٌ من الصّاغَانِيِّ قَلَّده المصَنِّفُ فِيهِ، وَصَوَابه على مَا حَقَّقه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ وَغَيره أَن الشَّاعِر هُوَ الأَعْنَس بنُ عُثْمَانَ الهَمْدانيُّ، من أَهْل دِمَشْق، ذَكَره المَرْزُبانِيّ)
فِي الشراءِ. وأَمّا ابنُ سَلْمَان فإِنّه أَبو الأَعْيَس، بالتَّحْتِيَّة، عبد الرَّحْمن بنُ سَلْمَانَ الحِمْصِيُّ، وسيأْتِي للمصَنِّف فِي ع ي س كَذَلِك، ونُنَبِّه عَلَيْهِ هُنَالك. وأَعْنَسه: غَيَّرَه، يُقَال: فُلانٌ لم تُعْنِس السِّنُّ وَجْهَه، أَي لم تُغَيِّرْه إِلى الكِبَرَ، قَالَ سُوَيْدٌ الحَارِثيُّ:
(فَتىً قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهه ... سِوَى خُلْسَةٍ فِي الرَّأْسِ كالبَرْقِ فِي الدُّجَى)
هَكَذَا أَنْشَدَه أَبو تَمّامٍ فِي الحَمَاسة. وأَعْنَس الشَّيْبُ وَجْهه وَفِي التَّهْذِيب: رَأْسَه، إِذا خالَطَه، قَالَ أَبو ضَبٍّ الهُذَليّ:
(فَتىً قَبَلٌ لَمْ يعْنُس الشَّيْبُ رَأْسَه ... سوَى خُِيُطٍ فِي النُّور أَشْرَقْنَ فِي الدُّجَى)
وَفِي بعضِ النُّسَخ: قُبُلاً، وَرَوَاهُ المبَرِّد: لم تَعْنُس السِّنُّ وَجْهَه قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ أَجْوَد.
واعنينَاسُ ذَنَبِ النّاقَةِ: وُفُورُ هُلْبِه وطُولُه، وَقد اعْنَوْنَس الذَّنَب، قَالَ الطِّرمّاح يَصفُ ثَوْراً وَحْشِياً:
(يَمْسَحُ الأَرْضَ بمُعْنَوْنِسٍ ... مِثْل مِئْلاةِ النِّيَاحِ الفِئامِ)
أَي بِذَنَبٍ سابغٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العَنْسُ، بالفَتْح: الصَّخْرةُ، وَبهَا سُمِّيَت النّاقَةُ. وأعْنَسَ، إِذا اتَّجَر فِي المَرَائِي. وأَعْنَسَ، إِذا رَبَّى عانِساً. وعَنَّاس أَبو خلِيفَةَ: شَيخٌ لعَبْدِ الصَّمدِ بن عبدِ الوارِثِ. وعبدُ الرّحمنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيدِ العَنْسِيُّ، رَحَلَ إِلى بَغْدادَ ثُمّ إِلى خُرَاسانَ، قَالَ ابنُ نُقْطَةَ: وَقد صَحَّفه ابنُ عَساكر. وعُمَرُ بنُ عبدِ الله بنِ شُرَحْبِيل العَنْسِيُّ، مِصْرِيّ، رَوَى عَنهُ عَمْرُو بنِ الحارِثِ.

أتي

أ ت ي: (الْإِتْيَانُ) الْمَجِيءُ وَقَدْ أَتَاهُ مِنْ بَابِ رَمَى وَ (إِتْيَانًا) أَيْضًا. وَ (أَتَاهُ) يَأْتُوهُ أَتْوَةً لُغَةٌ فِيهِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: 61] أَيْ (آتِيًا) كَمَا قَالَ تَعَالَى {حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] أَيْ سَاتِرًا، وَقَدْ يَكُونُ مَفْعُولًا لِأَنَّ مَا أَتَاكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ أَتَيْتَهُ وَتَقُولُ (أَتَيْتُ) الْأَمْرَ مِنْ (مَأْتَاتِهِ) أَيْ مِنْ (مَأْتَاهُ) يَعْنِي مِنْ وَجْهِهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ كَمَا تَقُولُ: مَا أَحْسَنَ مَعْنَاةَ هَذَا الْكَلَامِ! تُرِيدُ مَعْنَاهُ، وَقُرِئَ يَوْمَ يَأْتِ بِحَذْفِ الْيَاءِ كَمَا قَالُوا: لَا أَدْرِ، وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْلٍ، وَتَقُولُ آتَاهُ عَلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ (مُؤَاتَاةً) إِذَا وَافَقَهُ وَطَاوَعَهُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: (وَاتَاهُ) وَ (آتَاهُ إِيتَاءً) أَعْطَاهُ وَ (آتَاهُ) أَيْضًا أَتَى بِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {آتِنَا غَدَاءَنَا} [الكهف: 62] أَيِ ائْتِنَا بِهِ، وَ (الْإِتَاوَةُ) الْخَرَاجُ وَالْجَمْعُ (الْأَتَاوَى) وَ (تَأَتَّى لَهُ) الشَّيْءُ تَهَيَّأَ وَ (تَأَتَّى لَهُ) أَيْ تَرَفَّقَ، وَأَتَاهُ مِنْ وَجْهِهِ. 
(أ ت ي) : (أَتَى) الْمَكَانَ مِثْلُ جَاءَهُ وَحَضَرَهُ إتْيَانًا (وَفِي) حَدِيثِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَتَانِي آتٍ أَيْ مَلَكٌ (وَفِي) حَدِيثِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أُتِيَ فِي شَيْءٍ أَيْ خُوصِمَ عِنْدَهُ فِي مَعْنَى شَيْءٍ (وَأَتَى الْمَرْأَةَ) جَامَعَهَا كِنَايَةٌ (وَأَتَى) عَلَيْهِمْ الدَّهْرُ أَيْ أَهْلَكَهُمْ وَأَفْنَاهُمْ وَأَصْلُهُ مِنْ إتْيَانِ الْعَدُوِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْقَتِيلِ أَتَى عَلَى نَفْسِهِ بِالْقَتْلِ يَعْنِي قَتَلَهُ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ وَطَرِيقٌ مِيتَاءٌ يَأْتِيهِ النَّاسُ كَثِيرًا وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنْ الْإِتْيَانِ وَنَظِيرُهُ دَارٌ مِحْلَالٌ لِلَّتِي تُحَلُّ كَثِيرًا وَقَوْلُهُمْ مِنْ هَاهُنَا أُتِيتَ أَيْ مِنْ هَاهُنَا دَخَلَ عَلَيْك الْبَلَاءُ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْرَابِيِّ (وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْبَيَاضِيُّ وَهَلْ أُتِيتُ إلَّا مِنْ الصَّوْمِ وَمَنْ رَوَى هَلْ أُوتِيتُ مَا أُوتِيتُ إلَّا مَنْ الصَّوْمِ فَقَدْ أَخْطَأَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَلَى أَنَّ رِوَايَةَ الْحَدِيثِ عَنْ ابْنِ مَنْدَهْ وَأَبِي نُعَيْمٍ وَهَلْ أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إلَّا فِي الصِّيَامِ (وَتَأَتَّى) لَهُ الْأَمْرُ أَيْ تَهَيَّأَ وَمِنْهُ هَذَا مِمَّا يَتَأَتَّى فِيهِ الْمَضْغُ أَيْ يُمْكِنُ وَيَسْهُلُ (وَالْأَتِيُّ) وَالْأَتَاوِيُّ الْغَرِيبُ (وَمِنْهُ) إنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا وَأَطَعْتُمْ أَتَاوِيًّا (الْأَتِيُّ) سَيْلٌ يَأْتِيكَ لَا تَرَى مَطَرَهُ فِي (س ت) .
أتي
أتَى/ أتَى بـ/ أتَى على يَأتِي، ائْتِ، أَتْيًا وإتْيانًا، فهو آتٍ، والمفعول مَأتيّ (للمتعدِّي)
• أتَى الشَّخصُ: جاء وحضر، وصل، نزل وحلّ "سوف يأتي يوم الحساب بيننا آجلاً أو عاجلاً- {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} " ° كما يأتي: كما يلي.
• أتَى الأمرُ: حان، قرب ودنا " {أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} "? أتت ساعتُه: دنا أجلُه.
• أتَى الشَّيءُ تامًّا: صار وأصبح تامًّا " {فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا} ".
• أتَى المكانَ والرَّجلَ: جاءه، قصده، مرَّ به "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ [حديث]- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى} ".
• أتَى المرأةَ: باشرها وجامعها " {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ} ".
• أتَى الأمرَ: فعله، أنجزه وحقَّقه "أتَى جُرْمًا- *لا تنه عن خلق وتأتي مثله*- {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} "? أتَى البيوت من أبوابها: توصَّل إلى الأمور من مدخلها الطبيعيّ، ذهب مباشرة إلى الهدف.
• أتَى البنيانَ من قواعده: هدمه " {فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} ".
• أتَى به: جاء به وجلبه، أحضره، أوصله "لم يأتِ بجديد في بحثه- أتَى بخطّة جديدة- أتَى بملحوظة غير متوقَّعة".
• أتَى عليه:
1 - مرَّ به " {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ".
2 - أتمَّه وأنهاه، نفَّذه وحقَّقه "أتَى على المشروع" ° أتَى على آخِره: أتمَّه.
3 - أشرف عليه " {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} ".
4 - أنفده وأفناه، أهلكه وقضى عليه "أتَى عليه الدهر- أتَت العاصفة على المحصول- أتَت النيران على المنزل- {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إلاَّ جَعَلَتْهُ
 كَالرَّمِيمِ} " ° أتَى على الأخضر واليابس: دمّر كلّ شيء. 

أُتيَ/ أُتيَ بـ/ أُتيَ من يُؤْتَى، أَتْيًا وإِتيانًا ومَأْتًى ومَأْتاةً، والمفعول مَأْتيّ
• أُتِيَ الجيشُ: دهمه العدوُّ "في بيته يُؤتَى الحَكَم [مثل]: يُضرب هذا المثل لضرورة انتقال الطالب إلى المطلوب لا العكس" ° أُتِيتَ أيُّها الرَّجل: يقال للرجل إذا دنا منه عَدُوُّه.
• أُتِيَ بالشَّيء: جيء به " {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} ".
• أُتِيَ من جهة كذا: أُصيب من جهته "من مأمنه يُؤتَى الحَذِر [مثل]: يُصاب من جهة لا يتوقّعها". 

آتى1 يُؤتي، آتِ، إيتاءً، فهو مُؤْتٍ، والمفعول مُؤْتًى
• آتى فلانًا الشَّيءَ: أتى به إليه؛ جاء به إليه " {قَالَ لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} ".
• آتى الطَّالبَ سؤلَه: أعطاه إيّاه "آتاه الربُّ قوةً- {وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} ".
• آتى الزَّكاةَ: أدَّاها " {وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إلاَّ اللهَ} ".
• آتى الثَّمرُ أُكُلَه: أثمر واستوى "آتت المزرعةُ أكلَها في آخر الموسم محصولاً وفيرًا- {فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ} ".
• آتى الشَّيءَ إليه: ساقه إليه. 

آتى2 يؤاتي، آتِ، مُؤاتاةً، فهو مُؤاتٍ، والمفعول مُؤاتًى
• آتاه على الأمر: وافقه، جاراه، طاوعه "آتَتْه الفرصةُ: سنحت له- فلان كريم المؤاتاة جميل المواساة". 

تأتَّى عن/ تأتَّى لـ/ تأتَّى من يتأتَّى، تَأَتَّ، تَأَتّيًا، فهو مُتأتٍّ، والمفعول مُتأتًّى عنه
• تأتَّى الفسادُ عن إهماله/ تأتَّى الفسادُ من إهماله: نتَج عنه، تولَّد، حصل "تأتَّت خصومتهما عن سوء تفاهم".
• تأتَّى النَّجاحُ له: تهيّأ له وتيسَّر "تأتَّى لنا القيامُ بواجبنا".
• تأتَّى للأمرِ: ترفَّق له، وأتاه من وجهه. 

آتٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أتَى/ أتَى بـ/ أتَى على.
2 - مُقْبِل "كلّ آتٍ قريب [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: فما لابدَّ أن يأتي قريب ولكن الذي يمضي بعيد- {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ} " ° الأجيال الآتية: أجيال الأبناء والأحفاد- الأشخاص الآتية أسماؤهم: المذكورة أسماؤهم بعد- على الوجه الآتي/ كالآتي: كما يتبع. 

أَتْي [مفرد]: مصدر أتَى/ أتَى بـ/ أتَى على وأُتيَ/ أُتيَ بـ/ أُتيَ من. 

إتْيان [مفرد]: مصدر أتَى/ أتَى بـ/ أتَى على وأُتيَ/ أُتيَ بـ/ أُتيَ من. 

إيتاء [مفرد]: مصدر آتى1. 

تأتٍّ [مفرد]: مصدر تأتَّى عن/ تأتَّى لـ/ تأتَّى من ° حُسْن التَّأتِّي: البراعة في تحقيق الشّيء أو الوصول إليه. 

مُؤاتٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من آتى2.
2 - ملائم ومناسب، والشائع تسهيل الهمزة فيقال: مُوَاتٍ "الظروف الآن مُؤاتية لوحدة عربيّة شاملة". 

مَأْتاة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من أُتيَ/ أُتيَ بـ/ أُتيَ من.
2 - وجهٌ يُؤتَى منه "أتى الموضوعَ من مأتاته". 

مَأْتًى [مفرد]: ج مَآتٍ:
1 - مصدر ميميّ من أتَى/ أتَى بـ/ أتَى على.
2 - اسم مكان من أتَى/ أتَى بـ/ أتَى على: وجه يُؤْتَى منه "أتى الأمرَ مَأْتاه". 
أتي: {آتوا}: أعطوا. {أتى}: جاء. 
أتي: وتقول: أتاني فلانٌ أَتْياً وإتياناً وأتيَةً واحدة، ولا يقال: إِتْيانةٌ واحدةٌ [لأن المصادر كُلّها إذا جُعِلَت واحدةً رُدَّت إلى بناء فَعْلة] ، وذلك إذا كان منها الفِعلُ على فَعَلَ أو فَعِلَ، فإذا أدخِلَتْ في الفعل زيادات فوق ذلك أُدْخِلَتْ فيها زيادتُها في الواحدة كقولك: إِقبالةٌ واحدةٌ، ومِثلُ تَفَعَّلَ تَفعِلةً واحدة واشباه ذلك، وذلك في الشيءِ الذي يَحسُنُ أن تقولَ: فَعْلة واحدة وإلا فلا، قال:

إني، وأتي ابن غلاق ليقريني، ... كغابط الكلب يبغي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ 

أتي: الإِِتْيان: المَجيء. أَتَيْته أَتْياً وأُتِيّاً وإِتِيّاً وإِتْياناً

وإِتْيانةً ومَأْتاةً: جِئْته؛ قال الشاعر:

فاحْتَلْ لنفسِك قبل أَتْيِ العَسْكَرِ

وفي الحديث: خَيْرُ النِّساء المُواتِيةُ لِزَوْجها؛ المُواتاةُ: حُسْنُ

المُطاوعةِ والمُوافقةِ، وأَصلُها الهمزُ فخفِّف وكثُر حتى صار يقال

بالواو الخالِصة؛ قال: وليس بالوجه. وقال الليث: يقال أَتاني فلان أَتْياً

وأَتْيةً واحدة وإِتْياناً، قال: ولا تَقُلْ إِتْيانة واحدة إِلاَّ في

اضطرار شعر قبيح، لأَن المَصادر كلَّها إِذا جعلت واحدة رُدَّتْ إِلى بناء

فَعْلة، وذلك إِذا كان الفِعْل منها على فَعَل أَو فَعِل، فإِذا

أُدْخِلَتْ في الفِعْل زياداتٌ فوق ذلك أُدْخِلَت فيها زيادتها في الواحِدة كقولك

إِقْبالةً واحدةً، ومثل تَفَعَّلَ تَفْعِلةً واحدةً وأَشباه ذلك، وذلك في

الشيء الذي يحسُن أَن تقول فَعْلة واحدة وإِلاَّ فلا؛ وقال:

إِني، وأَتْيَ ابنِ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني،

كغابِطِ الكَلْبِ يَبْغي الطِّرقَ في الذنَبِ

وقال ابن خالَوَيه: يقال ما أَتَيْتَنا حتى اسْتأْتَيْناك. وفي التنزيل

العزيز: ولا يُفْلِحُ الساحِرُ حيث أَتى؛ قالوا: معناه حيث كان، وقيل:

معناه حيث كان الساحِرُ يجِب أَن يُقْتل، وكذلك مذهب أَهل الفِقْه في

السَّحَرة؛ وقوله:

تِ لي آلَ زيد فابدُهم لي جماعةً،

وسَلْ آلَ زيدٍ أَيُّ شيء يَضِيرُها

قال ابن جني: حكي أَن بعض العرب يقول في الأَمر من أَتى: تِ زيداً،

فيحذف الهمزة تخفيفاً كما حذفت من خُذْ وكلْ ومُرْ. وقُرئ: يومَ تَأْتِ،

بحذف الياء كما قالوا لا أَدْرِ، وهي لغة هُذيل؛ وأَما قول قَيْس بن زُهَير

العَبْسيّ:

أَلمْ يَأْتِيكَ، والأَنْباءُ تَنْمِي،

بما لاقَتْ لَبُون بني زِياد؟

فإِنما أَثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة، وردَّه إِلى أَصله. قال

المازني: ويجوز في الشعر أَن تقول زيد يرْمِيُك، برفع الياء، ويَغْزُوُك،

برفع الواو، وهذا قاضيٌ، بالتنوين، فتُجْري الحرْفَ المُعْتَلَّ مُجرى

الحرف الصحيح من جميع الوُجوه في الأَسماء والأَفعال جميعاً لأَنه

الأَصل.والمِيتاءُ والمِيداءُ، مَمْدودانِ: آخِرُ الغاية حيث ينتهي إِليه

جَرْيُ الخيل. والمِيتاءُ: الطريق العامِرُ، ومجتَمَع الطريق أَيضاً مِيتاء

وميداءُ؛ وأَنشد ابن بري لحُميد الأَرْقَط:

إِذا انْضَزَّ مِيتاءُ الطريق عليهما،

مَضَتْ قُدُماً برح الحزام زَهُوقُ

(* قوله «إذا انضز إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادتي ميت وميد

ببعض تغيير).

وفي حديث اللُّقطة: ما وجَدْتَ في طريقٍ ميتاءٍ فعَرِّفْه سنةً، أَي

طريقٍ مَسْلوكٍ، وهو مفْعال من الإِتْيان، والميم زائدة. ويقال: بَنَى

القومُ بُيوتَهم على ميتاءٍ واحد ومِيداءٍ واحدٍ. وداري بمِيتاء دارِ فلانٍ

ومِيداءْ دارِ فُلان أَي تِلْقاءَ دارِه. وطريق مِئْتاءٌ: عامِرٌ؛ هكذا

رواه ثعلب بهمز الياء من مِئْتاءٍ، قال: وهو مِفْعال من أَتيت أَي يأْتيه

الناسُ. وفي الحديث: لولا أَنه وَعدٌ حقٌّ وقولٌ صِدْقٌ وطريقٌ مِيتاءٌ

لَحَزِنّا عليك أَكثر ما حَزِنّا؛ أَراد أَنه طريقٌ مسلوك يَسْلُكه كلُّ

أَحدٍ، وهو مِفْعال من الإِتْيان، فإِن قلت طريق مَأْتِيٌّ فهو مفْعول من

أَتَيْته. قال الله عزَّ وجل: إِنه كان وَعْدُه مَأْتِيّاً؛ كأَنه قال

آتِياً، كما قال: حجاباً مستوراً أَي ساتراً لأَن ما أَتيته فقد أَتاك؛ قال

الجوهري: وقد يكون مفعولاً لأَنَّ ما أَتاك من أَمر الله فقد أَتَيْته

أَنتَ، قال: وإِنما شُدِّد لأَن واو مَفعولٍ انقلَبت ياء لكسرة ما قبلها

فأُدغمت في الياء التي هي لامُ الفعل. قال ابن سيده: وهكذا روي طريقٌ

مِيتاءٌ، بغير همز، إِلا أَن المراد الهمز، ورواه أَبو عبيد في المصنف بغير

همز، فِيعالاً لأَن فِيعالاً من أَبْنِية المَصادر، ومِيتاء ليس مصدراً

إِنما هو صفةٌ فالصحيح فيه إِذن ما رواه ثعلب وفسره. قال ابن سيده: وقد كان

لنا أَن نقول إِن أَبا عبيد أَراد الهمز فتركه إِلا أَنه عَقَد الباب

بفِعْلاء ففضح ذاته وأَبان هَناتَه.

وفي التنزيل العزيز: أَينما تكونوا يأْتِ بكم الله جميعاً؛ قال أَبو

إِسحق: معناه يُرْجِعُكم إِلى نَفْسه، وأَتَى الأَمرَ من مأْتاهُ ومَأْتاتِه

أَي من جهتِه وَوَجْهه الذي يُؤْتَى منه، كما تقول: ما أَحسَنَ مَعْناةَ

هذا الكلام، تُريد معناه؛ قال الراجز:

وحاجةٍ كنتُ على صُِماتِها

أَتَيْتُها وحْدِيَ من مَأْتاتها

وآتَى إِليه الشيءَ: ساقَه.

والأَتيُّ: النهر يَسوقه الرجل إِلى أَرْضه، وقيل: هو المَفْتَح، وكلُّ

مَسيل سَهَّلْته لماءٍ أَتِيٌّ، وهو الأُتِيُّ؛ حكاه سيبويه، وقيل:

الأُتيُّ جمعٌ. وأَتَّى لأَرْضِه أَتِيّاً: ساقَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي

محمد الفَقْعسيّ:

تَقْذِفهُ في مثل غِيطان التِّيهْ،

في كلِّ تِيهٍ جَدْول تُؤَتِّيهْ

شبَّه أَجْوافها في سَعَتها بالتِّيهِ، وهو الواسِعُ من الأَرض.

الأَصمعي: كلُّ جدول ماءٍ أَتِيّ؛ وقال الراجز:

ليُمْخَضَنْ جَوْفُكِ بالدُّليِّ،

حتى تَعُودي أَقْطَعَ الأَتيِّ

قال: وكان ينبغي

(* قوله «وكان ينبغي إلخ» هذه عبارة التهذيب وليست فيه

لفظة قطعاً). أَن يقول قَطْعاً قَطعاء الأَتيِّ لأَنه يُخاطب الرَّكِيَّة

أَو البئر، ولكنه أَراد حتى تَعُودي ماءً أَقْطَع الأَتيّ، وكان

يَسْتَقِي ويَرْتجِز بهذا الرجز على رأْس البئر.

وأَتَّى للماء: وَجَّه له مَجْرىً. ويقال: أَتِّ لهذا الماء فتُهَيِّئَ

له طريقه. وفي حديث ظَبْيان في صِفة دِيار ثَمُود قال: وأَتَّوْا

جَداوِلَها أَي سَهَّلوا طُرُق المِياه إِليها. يقال: أَتَّيْت الماء إِذا

أَصْلَحْت مَجْراه حتى يَجْرِي إِلى مَقارِّه. وفي حديث بعضهم: أَنه رأَى

رجلاً يُؤتِّي الماءَ في الأَرض أَي يُطَرِّق، كأَنه جعله يأْتي إِليها أَي

يَجيءُ.

والأَتيُّ والإِتاءُ: ما يَقَعُ في النهر

(* قوله «والأتي والإتاء ما

يقع في النهر» هكذا ضبط في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: والأتي كرضا،

وضبطه بعض كعدي، والأتاء كسماء، وضبطه بعض ككساء: ما يقع في النهر من خشب أو

ورق). من خشب أَو ورَقٍ، والجمعُ آتاءٌ وأُتيٌّ، وكل ذلك من الإِتْيان.

وسَيْل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ: لا يُدْرى من أَيْن أَتى؛ وقال اللحياني: أَي

أَتى ولُبِّس مَطَرُه علينا؛ قال العجاج:

كأَنه، والهَوْل عَسْكَرِيّ،

سَيْلٌ أَتيٌّ مَدَّه أَتيّ

ومنه قولُ المرأَة التي هَجَت الأَنْصارَ، وحَبَّذا هذا الهِجاءُ:

أَطَعْتُمْ أَتاوِيَّ من غيركم،

فلا من مُرادٍ ولا مُذْحِجِ

أَرادت بالأَتاوِيِّ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، فقَتَلَها بعضُ

الصحابة فأُهْدِرَ دَمُها، وقيل: بل السَّيل مُشَبَّه بالرجل لأَنه غريبٌ مثله؛

قال:

لا يُعْدَلُنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم

نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّتِ

قال الفارسي: ويروى لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون، فحذف المفعول، وأَراد:

لا يَعْدِلَنَّ أَتاويُّون شأْنُهم كذا أَنْفُسَهم. ورُوي أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، سأَل عاصم بن عَدِيّ الأَنْصاري عن ثابت بن الدحْداح

وتُوُفِّيَ، فقال: هل تعلمون له نَسَباً فيكم؟ فقال: لا، إِنما هو أَتيٌّ

فينا، قال: فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بميراثه لابن أُختِه؛

قال الأَصمعي: إِنما هو أَتيٌّ فينا؛ الأَتيُّ الرجل يكون في القوم ليس

منهم، ولهذا قيل للسيل الذي يأْتي من بلَد قد مُطر فيه إِلى بلد لم يُمْطر

فيه أَتيٌّ. ويقال: أَتَّيْت للسيل فأَنا أُؤَتِّيه إِذا سهَّلْت سبيله

من موضع إِلى موضع ليخرُج إِليه، وأَصل هذا من الغُرْبة، أَي هو غَريبٌ؛

يقال: رجل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ أَي غريبٌ. يقال: جاءنا أَتاوِيٌّ إِذا كان

غريباً في غير بلاده. ومنه حديث عثمان حين أَرسل سَلِيطَ بن سَلِيطٍ وعبدَ

الرحمن ابن عتَّاب إِلى عبد الله بن سَلام فقال: ائْتِياه فتَنَكَّرا له

وقولا إِنَّا رجُلان أَتاوِيَّان وقد صَنَع الله ما ترى فما تأْمُر؟

فقالا له ذلك، فقال: لَسْتُما بأَتاوِيَّيْن ولكنكما فلان وفلان أَرسلكما

أَميرُ المؤمنين؛ قال الكسائي: الأَتاويُّ، بالفتح، الغريب الذي هو في غير

وطنه أَي غريباً، ونِسْوة أَتاوِيَّات

(* قوله «أي غريباً ونسوة أتاويات»

هكذا في الأصل، ولعله ورجال أتاويون أَي غرباء ونسوة إلخ. وعبارة

الصحاح: والأتاوي الغريب، ونسوة إلخ)؛ وأَنشد هو وأَبو الجرَّاح لحميد

الأَرْقَط:

يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتاوِيَّاتِ

مُعْتَرِضات غير عُرْضِيَّاتِ

أَي غريبة من صَواحبها لتقدّمهنّ وسَبْقِهِنَّ، ومُعْتَرِضات أَي نشِيطة

لم يُكْسِلْهُنَّ السفر، غير عُرْضِيَّات أَي من غير صُعُوبة بل ذلك

النَّشاط من شِيَمِهِنَّ. قال أَبو عبيد: الحديث يروى بالضم، قال: وكلام

العرب بالفتح. ويقال: جاءنا سَيْلٌ أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ إِذا جاءك ولم

يُصِبْكَ مَطَره. وقوله عز وجل: أَتَى أَمْرُ اللهِ فلا تسْتَعْجِلوه؛ أَي قرُب

ودَنا إِتْيانُه.

ومن أَمثالهم: مَأْتيٌّ أَنت أَيها السَّوادُ أَو السُّوَيْدُ، أَي لا

بُدَّ لك من هذا الأَمر. ويقال للرجل إِذا دَنا منه عدوُّه: أُتِيتَ

أَيُّها الرجلُ.

وأَتِيَّةُ الجُرْحِ وآتِيَتُه: مادَّتُه وما يأْتي منه؛ عن أَبي عليّ،

لأَنها تأْتِيه من مَصَبِّها. وأَتَى عليه الدَّهْرُ: أَهلَكَه، على

المثل. ابن شميل: أَتَى على فلان أَتْوٌ أَي موت أَو بَلاء أَصابه؛ يقال: إِن

أَتى عليَّ أَتْوٌ فغلامي حُرٌّ أَي إِن مُتُّ. والأَتْوُ: المَرَض

الشديد أَو كسرُ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو موتٌ. ويقال: أُتيَ على يَدِ فلان إِذا

هَلَكَ له مالٌ؛ وقال الحُطَيئة:

أَخُو المَرْء يُؤتَى دونه ثم يُتَّقَى

بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصى كالجَمامِحِ

قوله أَخو المرء أَي أَخُو المقتول الذي يَرْضى من دِيَةِ أَخيه

بِتُيوس، يعني لا خير فيما يُؤتى دونه أَي يقتل ثم يُتَّقَى بتُيوس زُبِّ

اللّحَى أَي طويلة اللحى. ويقال: يؤتى دونه أَي يُذهب به ويُغلَب عليه؛

وقال:أَتَى دون حُلْوِ العَيْش حتى أَمرَّه

نُكُوبٌ، على آثارِهن نُكُوبُ

أَي ذهَب بحُلْو العَيْشِ. ويقال: أُتِيَ فلان إِذا أَطلَّ عليه

العدوُّ. وقد أُتِيتَ يا فلان إِذا أُنْذِر عدوّاً أَشرفَ عليه. قال الله عز

وجل: فأَتَى الله بُنْيانَهم من القواعِد؛ أَي هَدَم بُنْيانَهم وقلَع

بُنْيانهم من قَواعِدِه وأَساسه فهدَمه عليهم حتى أَهلكهم. وفي حديث أَبي

هريرة في ا لعَدَوِيِّ: إِني قلت أُتِيتَ أَي دُهِيتَ وتغَيَّر عليك حِسُّك

فتَوَهَّمْت ما ليس بصحيح صحيحاً. وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ: فعَلَه.

واسْتأْتَتِ الناقة اسْتِئتاءً، مهموز، أَي ضَبِعَتْ وأَرادت الفَحْل.

ويقال: فرس أَتيٌّ ومُسْتَأْتٍ ومؤَتّى ومُسْتأْتي، بغير هاء، إِذا

أَوْدَقَت.والإِيتاءُ: الإِعْطاء. آتى يُؤَاتي إِيتاءً وآتاهُ إِيتاءً أَي أَعطاه.

ويقال: لفلان أَتْوٌ أَي عَطاء. وآتاه الشيءَ أَي أَعطاه إِيَّاه. وفي

التنزيل العزيز: وأُوتِيَتْ من كلِّ شيء؛ أَراد وأُوتِيَتْ من كل شيء

شيئاً، قال: وليس قولُ مَنْ قال إِنَّ معناه أُوتِيَتْ كل شيء يَحْسُن، لأَن

بِلْقِيس لم تُؤتَ كل شيء، أَلا ترَى إِلى قول سليمان، عليه السلام:

ارْجِعْ إِليهم فلنَأْتِيَنَّهم بجنودٍ لا قِبَل لهم بها؟ فلو كانت بِلْقِيسُ

أُوتِيَتْ كلَّ شيء لأُوتِيَتْ جنوداً تُقاتلُ بها جنود سليمان، عليه

السلام، أَو الإِسلامَ لأَنها إِنما أَسْلمت بعد ذلك مع سليمان، عليه

السلام. وآتاه: جازاه. ورجل مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاء. وقد قرئ: وإِن كان

مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ أَتَيْنا بها وآتينا بها؛ فأَتَيْنا جِئنا،

وآتَيْنا أَعْطَينا، وقيل: جازَيْنا، فإِن كان آتَيْنا أَعْطَيْنا فهو

أَفْعَلْنا، وإِن كان جازَيْنا فهو فاعَلْنا. الجوهري: آتاهُ أَتَى به؛ ومنه

قوله تعالى: آتِنا غَداءَنا أَي ائْتِنا به. وتقول: هاتِ، معناه آتِ على

فاعِل، فدخلت الهاء على الأَلف. وما أَحسنَ أَتْيَ يَدَي الناقة أَي رَجْع

يدَيْها في سَيْرِها. وما أَحسن أَتْوَ يَدَيِ الناقة أَيضاً، وقد

أَتَتْ أَتْواً. وآتاهُ على الأَمْرِ: طاوَعَه. والمُؤَاتاةُ: حُسْنِ

المُطاوَعةِ. وآتَيْتُه على ذلك الأَمْر مُؤاتاةً إِذا وافَقْته وطاوَعْته.

والعامَّة تقول: واتَيْتُه، قال: ولا تقل وَاتَيْته إِلا في لغة لأَهل اليَمن،

ومثله آسَيْت وآكَلْت وآمَرْت، وإِنما جعلوها واواً على تخفيف الهمزة في

يُواكِل ويُوامِر ونحو ذلك.

وتأَتَّى له الشيءُ: تَهَيَّأَ. وقال الأَصمعي: تَأَتَّى فلان لحاجته

إِذا تَرَفَّق لها وأَتاها من وَجْهها، وتَأَتَّى للقِيام. والتَّأَتِّي:

التَّهَيُّؤُ للقيام؛ قال الأَعْشى:

إِذا هِي تَأَتَّى قريب القِيام،

تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهِيرا

(* قوله «إذا هي تأتي إلخ» تقدم في مادة بهر بلفظ: إذا ما تأتى تريد

القيام).

ويقال: جاء فلان يَتأَتَّى أَي يتعرَّض لمَعْروفِك. وأَتَّيْتُ الماءَ

تَأْتِيَةً وتَأَتِّياً أَي سَهَّلت سَبيله ليخرُج إِلى موضع. وأَتَّاه

الله: هَيَّأَه. ويقال: تَأَتَّى لفُلان أَمرُه، وقد أَتَّاه الله

تَأْتِيَةً. ورجل أَتِيٌّ: نافِذٌ يتأَتَّى للأُمور. ويقال: أَتَوْتُه أَتْواً،

لغة في أَتَيْتُه؛ قال خالد بن زهير:

يا قَوْمِ، ما لي وأَبا ذُؤيْبِ،

كُنْتُ إِذا أَتَوْتُه من غَيْبِ

يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي،

كأَنني أَرَبْته بِرَيْبِ

وأَتَوْتُه أَتْوَةً واحدة. والأَتْوُ: الاسْتِقامة في السير والسرْعةُ.

وما زال كلامُه على أَتْوٍ واحدٍ أَي طريقةٍ واحدة؛ حكى ابن الأَعرابي:

خطَب الأَميرُ فما زال على أَتْوٍ واحدٍ. وفي حديث الزُّبير: كُنَّا

نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْن أَي الدفْعةَ والدفْعتين، من الأَتْوِ

العَدْوِ، يريد رَمْيَ السِّهام عن القِسِيِّ بعد صلاة المَغْرب.

وأَتَوْتُه آتُوه أَتْواً وإِتاوةً: رَشَوْتُه؛ كذلك حكاه أَبو عبيد،

جعل الإِتاوَة مصدراً. والإتاوةُ: الرِّشْوةُ والخَراجُ؛ قال حُنَيّ بن

جابر التَّغْلبيّ:

ففِي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ،

وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ

قال ابن سيده: وأَما أَبو عبيد فأَنشد هذا البيت على الإِتاوَةِ التي هي

المصدر، قال: ويقوِّيه قوله مَكْسُ دِرْهَم، لأَنه عطف عرَض على عرَض.

وكلُّ ما أُخِذ بكُرْهٍ أَو قُسِمَ على موضعٍ من الجِبايةِ

وغيرِها إِتاوَةٌ، وخص بعضهم به الرِّشْوةَ على الماء، وجمعها أُتىً

نادر مثل عُرْوَةٍ وعُرىً؛ قال الطِّرِمَّاح:

لنا العَضُدُ الشُّدَّى على الناسِ، والأُتَى

على كلِّ حافٍ في مَعَدٍّ وناعِلِ

وقد كُسِّر على أَتاوَى؛ وقول الجَعْدِيّ:

فَلا تَنْتَهِي أَضْغانُ قَوْمِيَ بينهم

وَسَوأَتُهم، حتى يَصِيروا مَوالِيا

مَوالِيَ حِلْفٍ، لا مَوالِي قَرابةٍ،

ولكنْ قَطِيناً يَسأَلون الأَتاوِيَا

أَي هُمْ خدَم يسأَلون الخَراج، وهو الإِتاوةُ؛ قال ابن سيده: وإِنما

كان قِياسُه أَن يقول أَتاوى كقولنا في عِلاوةٍ وهِراوَةٍ عَلاوى وهَراوى،

غير أَن هذا الشاعر سلَك طريقاً أُخرى غير هذه، وذلك أَنه لما كسَّر

إِتاوةً حدث في مثال التكسير همزةٌ بعد أَلِفه بدلاً من أَلف فِعالةٍ كهمزة

رَسائل وكَنائن، فصار التقدير به إلى إِتاءٍ، ثم تبدل من كسرة الهمزة فتحة

لأَنها عارِضة في الجمع واللام مُعْتلَّة كباب مَطايا وعَطايا فيصير

إِلى أَتاأَى، ثم تُبْدِل من الهمزة واواً لظُهورها لاماً في الواحد فتقول

أَتاوى كعَلاوى، وكذلك تقول العرب في تكسير إِتاوةٍ أَتاوى، غير أَن هذا

الشاعر لو فعلَ ذلك لأَفسد قافِيتَه، لكنَّه احتاج إِلى إِقرار الهمزة

بحالها لتصِحَّ بعدَها الياءُ التي هي رَوِيٌّ القافيةِ كما مَعها من

القَوافي التي هي الرَّوابيا والأَدانِيا ونحو ذلك، ليَزول لفظُ الهمزة، إِذا

كانت العادةُ في هذه الهمزة أَن تُعَلَّ وتُغَيَّر إِذا كانت اللام

معتلَّة، فرأَى إِبْدال همزة إِتاءٍ واواً ليَزُول لفظُ الهمزةِ التي من

عادتها في هذا الموضع أَن تُعَلَّ ولا تصحَّ لما ذكرنا، فصار الأَتاوِيا؛

وقولُ الطِّرِمَّاح:

وأَهْل الأُتى اللاَّتي على عَهْدِ تُبَّعٍ،

على كلِّ ذي مالٍ غريب وعاهِن

فُسِّر فقيل: الأُتى جمع إِتاوةٍ، قال: وأُراه على حذف الزائد فيكون من

باب رِشْوَة ورُشيً. والإتاءُ: الغَلَّةُ وحَمْلُ النخلِ، تقول منه:

أَتَتِ الشجرة والنخلة تَأْتو أَتْواً وإِتاءً، بالكسر؛ عن كُراع: طلع ثمرها،

وقيل: بَدا صَلاحُها، وقيل: كَثُرَ حَمْلُها، والاسم الإِتاوةُ.

والإِتاءُ: ما يخرج من إِكالِ الشجر؛ قال عبدُ الله بن رَواحة

الأَنصاري:هُنالِك لا أُبالي نَخْلَ بَعْلٍ

ولا سَقْيٍ، وإِن عَظُمَ الإِتاءُ

عَنى بهنالِك موضعَ الجهاد أَي أَستشهد فأُرْزَق عند الله فلا أُبالي

نخلاً ولا زرعاً؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

وبَعْضُ القَوْلِ ليس له عِناجٌ،

كمخْضِ الماء ليس له إِتاءُ

المُرادُ بالإِتاء هنا: الزُّبْد. وإِتاءُ النخلة: رَيْعُها وزَكاؤها

وكثرة ثَمَرِها، وكذلك إِتاءُ الزرع رَيْعه، وقد أَتَت النخلةُ وآتَتْ

إِيتاءً وإِتاءً. وقال الأَصمعي: الإِتاءُ ما خرج من الأَرض من الثمر وغيره.

وفي حديث بعضهم: كم إِتاءٌ أَرضِك أَي رَيْعُها وحاصلُها، كأَنه من

الإِتاوةِ، وهو الخَراجُ. ويقال للسقاء إِذا مُخِض وجاء بالزُّبْد: قد جاء

أَتْوُه. والإِتاءُ: النَّماءُ. وأَتَتِ الماشيةُ إِتاءً: نَمَتْ، والله

أَعلم.

رَدْم

رَدْم
من (ر د م) ما يسقط من الجدار المتهدم والسد العظيم، والذي لا خير فيه. يستخدم للذكور والإناث.
رَدْم:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، قد ذكر معناه في الذي قبله: وهو ردم بني جمح بمكّة، قال عثمان بن عبد الرحمن: الردم يقال له ردم بني جمح بمكّة لبني قراد الفهريّين، وله يقول بعض شعراء أهل مكّة:
سأحبس عبرة وأفيض أخرى ... إذا جاوزت ردم بني قراد
وقال سالم بن عبد الله بن عروة بن الزبير: كانت حرب بين بني جمح بن عمرو وبين محارب بن فهر فالتقوا بالردم فاقتتلوا قتالا شديدا فقاتلت بنو محارب بني جمح أشدّ القتال ثمّ انصرف أحد الفريقين عن الآخر، وإنّما سمّي ردم بني جمح بما ردم منهم يومئذ عليه، قال قيس بن الخطيم:
ألا أبلغا ذا الخزرجيّ وقومه ... رسالة حقّ ليس فيها مفنّدا
فإنّا تركناكم لدى الرّدم غدوة ... فريقين: مقتولا به ومطرّدا
وصبّحكم منّا به كلّ فارس ... كريم الثنا يحمي الذّمار ليحمدا
والردم أيضا: قرية لبني عامر بن الحارث العبقسيّين بالبحرين، وهي كبيرة، قال:
كم غادرت بالرّدم يوم الردم ... من مالك أو سوقة سيدمي

سن

سن

1 سَنَّهُ, (M, L, K,) [aor. ـُ inf. n. سَنٌّ, (M,) He (a man, M, L) bit him (another man, M, L) with his أَسْنَان [or teeth]. (M, L, K: but in the K, with the أَسْنَان.) [Hence, app.,] سُنَّتِ الأَرْضُ The herbage of the land was eaten. (L, K.) b2: And, (M, L, in the K “ or,”) aor. and inf. n. as above, (M, L,) He broke his (a man's, M, L) أَسْنَان [or teeth]. (M, L, K.) b3: سُنَّتِ البَدَنَةُ: and سَنَّهَا اللّٰهُ: see 4. b4: Also, (accord. to the M and L, but accord. to the K “ or,”) aor. and inf. n. as above, (M, L,) He pierced him, or thrust him, with the سِنَان [or spear-head]. (M, L, K.) And سَنَّهُ بِالرُّمْحِ He pierced him, or thrust him, with the spear. (L.) b5: And He fixed, or mounted, upon it (i. e. the spear) the سِنَان [or iron head]; (M, L, K;) and ↓ أَسَنَّهُ he put to it a سِنَان. (L.) b6: Also, (S, M, L, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (M, L, Msb,) He sharpened it, whetted it, or made it sharp-pointed, (S, M, L, Msb, K,) and polished it, (M, L, K,) namely, a thing, (M, L,) or a knife; (S, L, Msb, K;) and so ↓ سنّنهُ: (M, L, K:) and سَنَّ he sharpened, whetted, or made sharp-pointed, a spear-head upon the مِسَنّ: (L:) and he rubbed, or grated, a stone upon a stone. (Fr, L.) b7: [Hence,] سَنَّنِى هٰذَا الشَّىْءُ (assumed tropical:) This thing [sharpened my appetite;] made me desirous of food. (K.) The Arabs say [also] الحَمْضُ تَسُنُّ الإِبِلَ عَلَى الخُلَّةِ (assumed tropical:) The [plants, or trees, called]

حمض strengthen the camels [or sharpen their appetites] for the [plants, or trees, called] خلّة, like as the whetstone strengthens [or sharpens] the edge of the knife. (L.) b8: [Hence also,] سَنَّ

أَضْرَاسَهُ, (M, L, K, *) [aor. and] inf. n. as above, (M, L,) He rubbed and cleaned his teeth with the stick used for that purpose; (M, L, K;) as though he polished them. (M, L.) b9: And سَنَّ الإِبِلَ, (ISk, S, M, L,) or المَالَ, (K,) aor. and inf. n. as above, (M, L,) He tended well, (K,) or pastured and tended well, (ISk, S, L,) or pastured, and rendered fat, or plump, (M, L,) the camels, (ISk, S, M, L,) or the cattle; (K;) [so that they became in good condition, free from mange or the like;] as though he polished them. (ISk, S, M, L, K.) b10: And سَنُّوا المَالَ They sent the cattle into the pasturage. (El-Muärrij, S, L, K. *) b11: And سَنَّ الإِبِلَ, (M, L, K,) [aor. and] inf. n. as above, (M, L,) He drove the camels quickly: (M, L, K:) or, as some say, السَّنُّ signifies السَّيْرُ الشَّدِيدُ [i. e. the making to go vehemently; السَّيْرُ being here syn. with التَّسْيِيرُ]: (M, L:) you say, سَنَنْتُ النَّاقَةَ I made the she-camel to go (سِرْتُهَا, S, or سَيَّرْتُهَا, L) vehemently. (S, L.) b12: إٍنَّمَا إُنَسَّى لِأَسُنَّ, occurring in a trad., meaning I am made to forget only that I may drive men by directing to the right way, and show them what is needful for them to do when forgetfulness occurs to them, may be from سَنَّ [expl. above as] meaning “ he pastured and tended well ” the camels. (L.) b13: سَنَّ عَلَيْهِ المَآءَ, [aor. and inf. n. as above,] He poured forth the water upon him, or it; (M, L, K;) as also ↓ اسنّهُ: (Ham p. 611:) or he discharged the water gently upon him, or it. (M, L.) You say, سَنَنْتُ المَآءَ عَلَى وَجْهِى, (S, L,) or عَلَى الوَجْهِ, (Msb,) or سَنَّ المَآءَ عَلَى وَجْهِهِ, (L,) or فِى وَجْهِهِ, (Mgh,) aor. as above, (Mgh, L,) and so the inf. n., (L,) I [or he] discharged the water without scattering upon his face: if scattering it in pouring, you say, شَنَنْتُ: (S, L:) or I, or he, poured the water gently (Mgh, L, Msb) upon the face, (Msb,) or upon his face. (Mgh, L.) And سَنَّ التُّرَابَ He poured the dust, or earth, gently upon the ground: (S, L:) and he put it gently upon a corpse. (L.) And سَنَّتِ العَيْنُ الدَّمْعَ, aor. and inf. n. as above, The eye poured forth tears. (M, L.) And اُسْنُنْ قُرُونَ فَرَسِكَ Make the [issues of] sweat to flow from thy horse by plying him hard, in order that he may become lean, or light of flesh: and سُنَّ لَهُ قَرْنٌ, and قُرُونٌ, An issue, and issues, of his sweat, was, and were, made to flow. (L.) سَنَّ عَلَيْهِ الدِّرْعَ, (S, M, L, K,) aor. and inf. n. as above, (S, M, L,) He put (lit. poured) upon him the coat of mail. (S, M, L, K.) b14: سَنَّ الفَحْلُ النَّاقَةَ The stallion threw down the she-camel (كَبَّهَا, in copies of the K [erroneously] رَكِبَهَا,) upon her face. (L, K. * [See also 3.]) b15: سَنَّ الطِّينَ He plastered pottery with the clay: (M, L:) or he made the clay into pottery. (M, L, K.) b16: سَنَّهُ, (S, L, K,) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (S, L,) also signifies He formed it, fashioned it, or shaped it; (S, L, K;) namely, a thing: (K:) and some say, he made it long. (L.) b17: And [from the former of these two meanings, app.,] He instituted, established, or prescribed, it, i. e. a custom, practice, usage, or the like, whether good or bad; set the example of it; originated it as a custom &c. to be followed by others after him. (L.) You say, سَنَنْتُ لَكُمْ سُنَّةً فَاتَّبِعُوهَا [I have instituted &c., for you an institute, a custom, a practice, a usage, or the like, to be followed, therefore follow ye it]. (L.) And سَنَّ فُلَانٌ طَرِيقًا مِنَ الخَيْرِ, aor. and inf. n. as above, Such a one originated [or instituted] an act of goodness, or piety, [or a good, or pious, way of acting,] which his people knew not, and which they afterwards followed, or pursued. (L.) And سَنَّ اللّٰهُ سُنَّتَهُ لِلنَّاسِ God manifested, or made known, his statutes, or ordinances, and commands and prohibitions, [i. e. his laws,] to men: (M, L:) and سَنَّ اللّٰهُ سُنَّةً God manifested, or made known, a right way [of acting &c.]: (L:) [and in like manner one says of any one,] سَنَّ الأَمْرَ He manifested, or made known, the thing, affair, or case. (K.) b18: and سَنَّ سُنَّةً, (M, L,) or طَرِيقَةً, (K,) [aor. and] inf. n. as above, (M, L,) He pursued [a way, course, rule, mode, or manner, of acting or conduct or life or the like]; as also ↓ استنّها; (M, L;) or ↓ استسنّها; (so in the K;) and بِهَا ↓ استنّ: (K in art. سير:) and بِطَرِيقٍ مِنَ الخَيْرِ ↓ استسنّوا [They followed, or pursued, a good, or pious, way of acting]. (L.) It is said in a trad. respecting the Magians, أَهْلِ الكِتَابِ ↓ سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ, i. e. Pursue ye with them the way of the People of the Scripture, or Bible; act with them as ye act with these; granting them security on the condition of receiving [from them] the [tax called]

جِزْيَة. (Mgh, L. *) A2: سُنَّ is also expl. as meaning He, or it, became altered for the worse, or stinking: so in a trad. of Barwaa the daughter of Wáshik, where it is said, كَانَ زَوْجُهَا سُنَّ فِى بِئْرٍ

[Her husband had become altered for the worse, or stinking, having died, in a well which he had descended]: from the saying in the Kur مِنْ حَمَأ

مَسْنُونٍ: [see مَسْنُونٌ:] but some say that he [who used this phrase] meant [to say, or meant thereby,] أَسِنَ, i. e. his head became affected with vertigo by reason of a foul odour that he smelt, and he swooned. (L.) 2 سنّنهُ: see 1, near the beginning. b2: [Hence,] سنّن المَنْطِقَ (assumed tropical:) He made the speech good, or beautiful; (M, L, K;) as though he polished it. (M, L.) b3: And سنّن إِلَيْهِ الرُّمْحَ, (M, L, K,) inf. n. تَسْنِينٌ, (M, L,) He directed, or pointed, the spear towards him, or it. (M, L, K.) 3 سانّ النَّاقَةَ, inf. n. مُسَانَّةٌ and سِنَانٌ, (S, M, L, K,) He (the stallion-camel) bit the she-camel with the fore part of the mouth: (L:) or he opposed himself to her, (M, L,) or drove her, (S, L,) or bit her with the fore part of the mouth, and drove her, (K,) to make her lie down, (S, M, L, K,) in order that he might cover her: (S, M, * L, K:) or he covered her without her desiring it, or before she desired it, by force. (IB, L.) 4 اسنّ, (S, M, L, Msb, K,) inf. n. إِسْنَانٌ, (Mgh, L, Msb,) said of a man, (S, M, L, Msb, K,) and of other than man, (Msb,) i. q. كَبِرَ [meaning He became advanced in age, or fullgrown], (S, L, Msb,) or كَبِرَتْ سِنُّهُ [which means the same]; (M, L, K;) as also ↓ استسنّ: (K:) but Az says that الإِسْنَانُ in the case of an animal of the ox-kind and of the sheep or goat, is not the same as in that of a man: for in such animals it means [the attaining to the age of] the coming forth of the [permanent] ثَنِيَّة [or central incisor]: (Msb:) or in such animals it means at least [the attaining to the age of] the shedding of the [tooth called] ثنيّة [which is generally said to be in the third year]; and at the utmost in such animals, [the attaining to the age of] what is termed الصُّلُوغ or السُّلُوغ [which is in the sixth year]; and at the utmost in camels, [the attaining to the age of] what is termed البُزُول [which is generally in the ninth year]. (Mgh, L.) [It is also expl. in the K as meaning His tooth grew forth: but the right explanation is one given in the Mgh and L; i. e. his tooth whereby he became مَسِنّ grew forth.] لَمْ يُسْنَنْ, occurring in a trad. of Ibn-'Omar, as some relate it, is a mistake for لَمْ يُسْنِنْ. (Mgh, L.) And البَدَنَةُ ↓ سُنَّتِ, a phrase mentioned by KT, as meaning The teeth of the بدنة grew forth, is also a mistake [for أَسَنَّت]. (L.) b2: You say also, اسنّ سَدِيسُ النَّاقَةِ The [tooth called] سديس of the she-camel grew forth, i. e. in the eighth year. (S, L.) A2: Also, said of God, He made a tooth to grow forth. (S, L, K.) اللّٰهُ ↓ سَنَّهَا, [referring to the teeth of a بَدَنَة,] a phrase mentioned by KT, is a mistake [for أَسَنَّهَا]. (L.) b2: See also 1, in the former half of the paragraph, in two places.5 تسنّن بِهِ [He took him, or it, as an exemplar, example, or object to be imitated]. (K voce قُدْوَةٌ.) b2: تسنّن فِى عَدْوِهِ He (a man) went at random, heedlessly, or in a headlong manner, in his running; as also ↓ استنّ. (M, L.) A2: See also 5 in art. سنه, last signification.6 تَسَانَّتِ الفُحُولُ i. q. تَكَادَمَت [meaning The stallion-camels bit one another with the fore part of the mouth]. (L, K.) 8 استنّ He rubbed and cleaned his teeth with the سِوَاك [or piece of stick used for that purpose]; (S, M, L, K;) he made use of the سِوَاك, passing it over his teeth. (L.) b2: And He took, or seized, with the teeth. (KL.) A2: استنّت العَيْنُ The eye poured forth its tears. (M, L.) b2: استنّ said of the blood of a wound made with a spear or the like, It issued in a gush. (Az, L.) b3: Said of the سَرَاب [or mirage], It was, or became, in a state of commotion, went to and fro, or quivered. (M, L, K.) b4: Said of a horse, i. q. قَمَصَ [app. as meaning He pranced, leaped, sprang, or bounded]: (S, K:) he frisked; or was brisk, lively, or sprightly: he ran, in his friskiness, briskness, liveliness, or sprightliness, in one direction: he ran, by reason of his friskiness, briskness, liveliness, or sprightliness, a heat, or two heats, without a rider upon him: (L:) he ran to and fro, by reason of briskness, liveliness, or sprightliness: from سَنَّ as signifying “ he poured forth ” water, and as signifying “ he sharpened ”

iron upon a whetstone. (Har p. 47.) It is said in a prov., اِسْتَنَّتِ الفِصَالُ حَتَّى القَرْعَى, (S, Meyd, L,) or الفُصْلَانُ, (Meyd,) i. e. The young weaned camels leaped, sprang, or bounded; (S * L;) even those affected with the small pustules called قَرَع; (Meyd, L;) which are small white pustules, the remedy for which is salt, and the butter (جُبَاب) of camels' milk: (Meyd:) when the healthy young weaned camels do thus, those affected with such pustules do the like in imitation, but become disabled from doing it by weakness: the prov. is applied to the man who introduces himself among a people, or party, to whom he does not belong: (L:) or to him who speaks with one before whom he should not speak by reason of the greatness of his rank: and some related it differently, saying, القُرَيْعَى [which is the dim. of القَرْعَى]; (Meyd;) and القُرْعُ [which is pl. of الأَقْرَعُ, q. v.]: and some say that استنّت الفِصَالُ signifies the young weaned camels became fat, or plump, and their skins became [sleek] like مَسَانّ [or whetstones]. (L.) And it is said in a trad. of 'Omar, رَأَيْتُ

أَبَاهُ يَسْتَنُّ بِسَيْفِهِ كَمَا يَسْتَنُّ الجَمَلُ, meaning [I saw his father] exulting with briskness, liveliness, or sprightliness, and brandishing his sword, [like as the camel exults with briskness, and lashes with his tail.] (L.) See also 5. b5: [Also He took, held, or followed, the سَنَن, i. e., road, or way, or main and middle part thereof: and he, or it, was, or lay, in the way. Hence,] one says, خُذْ مَا اسْتَنَّ, meaning [Take thou what lies in the way;] what is easily attainable; what offers itself without difficulty. (AA, TA voce اِنْتَدَبَ.) b6: See also 1, near the end of the paragragh, in two places.10 إِسْتَسْنَ3َ see 4: A2: and see also 1, near the end of the paragraph, in two places. b2: اِسْتَسَنَّتِ الطَّرِيقُ The road was travelled. (K.) R. Q. 1 سَنْسَنَتِ الرِّيحُ The wind blew coldly, or coolly; as also نَسْنَسَت: so in the Nawádir. (L.) سِنٌّ i. q. ضِرْسٌ [as meaning A tooth; in which sense this latter word is often used; though it is frequently restricted to a molar tooth, or to any of the teeth except the central incisors]: (M, L, K:) [or, accord. to some, a single tooth; i. e. one that is not of the double, or molar, kind; as shown by a description in what follows:] of the fem. gender: (S, M, L, Msb:) pl. أَسْنَانٌ (S, M, L, Msb, K) and أَسِنَّةٌ and أَسُنٌّ, (M, L, K,) the last of these mentioned by Lh, and this and the second anomalous; (M, L;) or the second is allowable as pl. of the first of these pls.; (S;) or it is pl. of the سِنَان of the spear; but may also be pl. of أَسْنَانٌ as pl. of سِنٌّ applied to herbage upon which camels pasture, in an instance to be cited in what follows: (A'Obeyd, T, L:) the vulgar say إِسْنَان and أُسْنَان, which are wrong: (Msb:) the أَسْنَان of a human being consist of four ثَنَايَا, and four رَبَاعِيَات, and four أَنْيَاب, and four نَوَاجِذ, and sixteen أَضْرَاس: or, as some say, four ثنايا, and four رباعيات, and four انياب, and four نواجذ, and four ضَوَاحِك, and twelve أَرْحَآء: (Msb:) or the أَسْنَان and أَضْرَاس together make up the number of thirty-two; the ثنابا are four, two above and two below [in the middle]; next are the رباعيات, which are four, two above and two below; next are the انياب, which are four [likewise, two above and two below]; and next are the اضراس, which are twenty, on each side five above and five below; and of these [last] the four that are next to the انياب are the ضواحك; next to each ناب, above and below, is a ضَاحِك; next to the ضواحك are the طَوَاحِن, also called the أَرْحَآء, which are twelve, on each side [above and below] three; and next to these are the نواجذ, which are the last of the teeth in growth, and the last of the اضراس, on each side of the mouth one above and one below: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) the dim. of سِنٌّ is ↓ سُنَيْنَةٌ, because it is fem. (S.) One says, لَا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ, (S, M, L,) i. e. I will not come to thee as long as remains the tooth of the young one of the [kind of lizard called]

ضَبّ; (M, L;) meaning, ever; (S, M, * L;) because the حسل never sheds a tooth: (S, L:) or, as Lh relates it, on the authority of ElMufaddal, سِنَّىْ حِسْلٍ; [using the dual form of سِنٌّ;] and [it may be rendered, accord. to the former reading, (assumed tropical:) during the life of the young one of the ضّب, for] he says, they assert that the ضبّ lives three hundred years, and that it is the longest-lived creeping thing upon the earth. (M, L.) A poet (Aboo-Jarwal El-Jushamee, whose name was Hind, L) says, describing camels taken as a bloodwit, فَجَآءَتْ كَسِنِّ الظَّبْىِ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا بَوَآءَ قَتِيلٍ أَوْ حَلُوبَةَ جَائِعِ [And they came; (assumed tropical:) like the age of the gazelle was the age of every one of them: I have not seen the like of them for an equivalent of a slain person, or a milch camel of one hungry: (I have given a reading of this verse that I have found in the M and TA in art. ظبى, instead of that in the present art. in the S and L, in which سنآءَ and سَنَآءَ are put in the place of بَوَآءَ app. for سِنَآءَ, an inf. n. of سَانَاهُ, and as such here meaning a soothing, or the like:)] he means that they were ثُنْيَان, [pl. of ثَنِىٌّ], because the ثَنِىّ is one shedding [or that has shed] his ثَنِيَّة, and the gazelle has no ثَنِيَّة [in the upper jaw], so that he is always [one that may be termed] a ثَنِىّ. (S, L.) It is said in a trad., إِذَا سَافَرْتُمْ فِى الخِصْبِ فَأَعْطُوا الرُّكُبَ

أَسِنَّتَهَا, [expl. as] meaning When ye journey in the land abounding with herbage, enable ye the ridden beasts to take of the pasturage: (S, L:) but Az states that A'Obeyd says, I know not أَسِنَّة except as pl. of the سِنَان of the spear; and if the trad. be [correctly] preserved in memory, it seems to be pl. of أَسْنَان; for سِنٌّ [sometimes] signifies the [portion of] herbage upon which camels pasture; and its pl. is أَسْنَانٌ; one says, أَسْنَانٌ مِنَ المَرْعَى; and the pl. of أَسْنَانٌ is أَسِنَّةٌ: Aboo-Sa'eed says that this last is pl. of سِنَانٌ, not of أَسْنَانٌ, and ↓ سِنَانٌ is applied to the [plants, or trees, called] حَمْض, as meaning (assumed tropical:) a strengthener [i. e. a sharpener of the appetite] of the camels for the [plants, or trees, called] خُلَّة: [see a phrase in the earlier part of the first paragraph:] in like manner, also, [he says,] when they light upon what is termed سِنٌّ مِنَ المَرْعَى [a portion of pasturage], this is termed عَلَى السَّيْرِ ↓ سِنَانٌ [a strengthener, or sharpener, for journeying]: this explanation is approved by Az, and likewise that of A'Obeyd: it is also related, on the authority of Fr, that السِّنُّ signifies the eating vehemently: [a signification mentioned in the K as well as in the L:] and Az says, I have heard more than one of the Arabs say, أَصَابَتِ الإِبِلُ اليَوْمَ سِنًّا مِنَ المَرْعَى

[The camels have obtained to-day a good portion of pasturage] when they have eaten well of the best of the pasturage: Z says that ↓ أَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا means (assumed tropical:) Give ye to the ridden beasts what will prevent their being slaughtered; for when their owner pastures them well, they become fat, and goodly in his eye, and therefore he withholds himself, with niggardliness, from slaughtering them, and this [condition of them] is likened to أَسِنَّة [as meaning “ spear-heads ”] pl. of سِنَانٌ: [see also أَخَذَتْ رِمَاحَهَا, said of camels, voce رُمْحٌ:] or if the pl. of سِنٌّ be intended by it, the meaning is, enable ye them [i. e. the ridden beasts] to take of the pasturage; and hence the trad., أَعْطُوا السِّنَّ حَظَّهَا مِنَ السِّنِّ, i. e. Give ye the possessors of the سِنّ [meaning tooth] their share of the سِنّ which is the pasture. (L.) السِّنُّ is also used for ذَوَاتُ السِّنِّ [The possessors of the tooth] as meaning the slave and horses and the like and other animals, [collectively, in like manner as خُفٌّ and حَافِرٌ are used,] in a trad. of 'Omar. (L.) And it is said in a trad. of Ibn-Dhee-Yezen, لَأُوطِئَنَّ أَسْنَانَ العَرَبِ كَعْبَهُ, for ذَوِى أَسْنَانِ العَرَبِ, meaning [I will assuredly make] the great men and the nobles [of the Arabs to tread upon his ankle]. (L.) [But اسنان in this instance may be pl. of سِنٌّ in the sense here next following; so that ذوى اسنان may be rendered the advanced in age.]) b2: Hence, (L,) (tropical:) Life; (S, M, L, Msb;) metaphorically used in this sense as indicative of its length and its shortness; (L;) [for the teeth vary with the length of life;] the measure, (K,) or extent, of life; (Msb, K;) [the age attained;] used in relation to human beings and others: (M, L, K:) of the fem. gender in this sense also, (M, L, Msb,) because meaning مُدَّةٌ: (Msb:) pl. أَسْنَانٌ, (M, L, K,) only. (M, L.) You say رَجُلٌ حَدِيثُ السِّنِّ, meaning (assumed tropical:) A young man. (S, Msb, K, all in art. حدث.) And جَاوَزْتُ أَسْنَانَ أَهْلِ بَيْتِى (assumed tropical:) [I have exceeded] the lives of the people of my house. (L.) And صَدَقَنِى سِنَّ بَكْرِهِ [and سِنُّ بَكْرِهِ, expl. in art. بكر]. (L.) b3: And (assumed tropical:) A like, an equal, or a match, in age, of another; (M, L, K;) like تِنٌّ; (M, L;) as also ↓ سَنِينٌ, (M, L, K,) and ↓ سِنِينٌ, (L,) or ↓ سَنينَةٌ: (M, K:) in this sense also fem.; and [therefore] the dim. is ↓ سُنَيْنَةٌ; (L;) one says, اِبْنِى سُنَيْنَةُ ابْنِكَ [My son is the equal in age of thy son]: (El-Kanánee, L:) and the pl. is أَسُنٌّ and أَسْنَانٌ. (L.) b4: Also (assumed tropical:) A tooth of a مِنْجَل [or reaping-hook]: (M, L, K: *) pl. أَسْنَانٌ, signifying its أُشُر. (L and K in art. اشر.) b5: [And (assumed tropical:) A tooth of a comb.] The Arabs say كَأَسْنَانِ المُشْطِ meaning (assumed tropical:) [Like the teeth of the comb] in equality, in respect of any state, or condition: but if they mean equality in respect of evil, they say سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الحِمَارِ [Equals like the teeth of the ass]; سواسية being an anomalous pl. of سَوَآءٌ. (Har p. 39.) b6: and (assumed tropical:) The nib, i. e. the place of paring, of a writingreed: (S, L, K:) [and each lateral half of that part; for] the writing-reed has a right سِنّ and a left سِنّ: (TA in art. حرف:) [and ↓ سِنَّةٌ occurs in the K voce جِلْفَةٌ as meaning the point of a writing-reed.] One says, أَطِلْ سِنَّ قَلَمِكَ وَسَمِّنْهَا وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا [Make long the nib, or pared portion, of thy writing-reed, and make it thick (lit. fat), and make thy mode of cutting the extremity of the nib oblique, and make it to incline towards the right]. (S, L. *) b7: A tooth [or pin] of a key [app. of the kind of wooden lock called ضَبَّة, q. v.]. (MA.) b8: See also سِنْسِنٌ. b9: Also, (M, K, and A and K in art. فص,) or ↓ سِنَّةٌ, (S, JM,) A clove, (فَصٌّ, S and A as syn. with سِنٌّ in art. فص, and JM in explanation of سِنَّةٌ in the present art., or فَصَّةٌ, S and L in explanation of سِنَّةٌ,) or a حَبَّة [app. here meaning small distinct portion] of the head [app. here meaning bulb], (M and L and K in explanation of سِنٌّ,) of garlic. (S, M, A, L, K, JM.) A2: [Accord. to some,] one says, وَقَعَ فُلَانٌ فِى سِنِّ رَأْسِهِ, meaning Such a one fell into [what equalled] the number of his hairs, of good, (M, * L, K, *) and of evil: (L:) or, as some say, into what he willed, or wished, and had authority to decide: (L, K:) but this is a mistranscription: (Meyd:) the correct saying is فِى سِىِّ رَأْسِهِ, (Az, Meyd, L,) and سَوَآءِ رَأْسِهِ, meaning he fell into a state of enjoyment, or welfare; (Meyd;) the former sometimes expl. as meaning, [he lighted upon, or came upon, what equalled] the number of the hairs of his head, of wealth, or good: (A'Obeyd, Meyd:) or what equalled [the hairs of] his head, of abundance of herbage, or of the goods, conveniences, or comforts, of life: (Az, L, and Meyd * on the authority of IAar:) the saying is a prov. (Meyd.) A3: السِّنُّ also signifies The wild bull. (L, K.) سَنَّةٌ, (K,) or ↓ سِنَّةٌ, (so in the L,) A she-bear; syn. دُبَّةٌ. (K: in the L دِبَّة.) And A she-lynx: syn. فَهْدَةٌ. (L, K.) سُنَّةٌ A way, course, rule, mode, or manner, of acting or conduct or life or the like; syn. طَرِيقَةٌ, (Mgh, L, Msb,) as also ↓ سَنَنٌ, (S, L,) and سِيرَةٌ; (S, M, L, Msb, K;) whence the saying, سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الكِتَابِ, expl. in the first paragraph of this art., last sentence but one, (Mgh,) and the saying of the Hudhalee [Khálid Ibn-Zuheyr] cited in the first paragraph of art. سير; (S;) and this is [said to be] the primary signification; (L;) whether good, or bad; (M, L;) approved or disapproved: (Msb:) or, accord. to Sh, a way [of acting &c.] that has been instituted, or pursued, by former people, and has become one pursued by those after them; and this, he says, is the primary signification: (L:) it signifies also [particularly] a way of acting &c. that is commended, or approved, and right; wherefore one says, فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ [Such a one is of the people of the commended and right way of acting &c.; generally meaning, of those who follow the institutes, or ways, of the Prophet]; and is from ↓ سَنَنٌ signifying “ a way,” or “ road; ” (T, L;) and is also syn. with سَنَنٌ: (L:) and [the laws, i. e] the statutes, or ordinances, and commands and prohibitions, of God: (Lh, M, L, K:) [also a practice or saying, or the practices and sayings collectively, of Mohammad, or any other person who is an authority in matters of religion, namely, any prophet, or a Companion of Mohammad, (see Kull p. 203,) as handed down by tradition:] when used unrestrictedly in matters of the law, السُّنَّةُ meansonly what the Prophet [Mohammad] has commanded, and what has been handed down from him by tradition, [or, as in the JM, and what he forbade,] and what he has invited to do, by word or deed, of such things as are not mentioned in the Kur-án; wherefore one says, in speaking of the directions, or evidences, of the law, الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ meaning the Kur-án and the Traditions: (L:) [thus used, it may be rendered the institutes of the Prophet; or his rule or usage:] or in the law it signifies the way of acting &c. that is pursued in religion without being made obligatory, or necessary; it is what the Prophet persevered in doing, or observing, with omitting, or neglecting, [it] sometimes; and if the said persevering is in the way of religious service, it constitutes [what are termed] سُنَنُ الهُدَى; if in the way of custom, سُنَنُ الزَّوَائِدِ: so that سُنَّةُ الهُدَى [the سُنَّة of right direction] is that of which the observance is a completion of religion, and it is that to the omission, or neglect, whereof attach blame and misdemeanour; and سُنَّةُ الزَّوَائِدِ [the سُنَّة of supererogatory acts] is that of which the observance is good, but to the omission, or neglect, whereof neither blame nor misdemeanour attaches, such as the ways of the Prophet in his standing and sitting and clothing and eating: (KT:) سُنَنٌ is the pl. (Msb.) سُنَّةُ الأَوَّلِينَ, in the Kur xviii. 53, i. e. سُنَّتُنَا فِى الأَوَّلِينَ [The way pursued by us in respect of the former, or preceding peoples], means the destruction decreed to befall them; (Jel;) or extirpation; (Bd;) or, as Zj says, their beholding punishment; (أَنَّهُمْ عَايَنُوا العَذَابَ; [or, as expl. in the K, مُعَايَنَةُ العَذَابِ;]) for the believers in a plurality of gods said, [as is related in the Kur viii. 32,] O God, if this be the truth from Thee, then do Thou rain down upon us stones from heaven. (M, L.) b2: Also Nature; natural, or native, disposition, temper, or other quality or property: (M, L, K:) pl. سُنَنٌ. (M, L.) b3: And The face; (M, L, K;) because of its polish and smoothness: (M, L:) or the ball of the cheek (حُرُّ الوَجْهِ): or the circuit (دَائِرَة) of the face: or the form: (M, L, K:) or the form of the face: (S:) or the forehead and two sides thereof: (M, L, K:) all from the meaning of polish and smoothness and evenness: (M, L:) or the principal part of the face; the part thereof in which beauty is generally known to lie: (M in art. ام:) or the side of the cheek: pl. سُنَنٌ. (L.) You say, رَجُلٌ قَبَِيحُ السُّنَّةِ A man foul, or ugly, in respect of the form, and of what confronts one, of the face. (L.) And هُوَ أَشْبَهُ شَىْءٍ سُنَّةً وَأُمَّةً He is the most like thing in form, and face, and in stature. (L.) b4: And The black line, or streak, on the back of the ass. (L.) A2: Also, (S, K,) or ↓ سِنَّةٌ, (so in the L,) A sort of dates, of ElMedeeneh, (S, L, K,) well known. (L.) سِنَّةٌ: see سِنٌّ, in the last quarter of the paragraph, in two places. b2: Also i. q. سِكَّةٌ, meaning A ploughshare; i. e. the iron thing with which the ground is ploughed up: (AA, IAar, S, L: [see also لُؤَمَةٌ:]) pl. سِنَنٌ. (L.) b3: [And] A twoheaded فَأْسٍ [i. e. hoe or adz or axe]: (K:) or [its pl.] سِنَنٌ signifies [simply] i. q. فُؤُوسٌ [pl. of فَأْسٌ]. (L.) A2: See also سَنَّةٌ: A3: and see سُنَّةٌ, last sentence.

سَنَنٌ A way, or road: (T, L:) the main and middle part thereof; (A'Obeyd, Mgh, L;) the beaten track, or part along which one travels, thereof; as also ↓ سُنَنٌ: (A'Obeyd, L:) the نَهْج [i. e. plain, or open, track] of the road; and so ↓ سُنَنٌ and ↓ سُنُنٌ (M, L, K) and ↓ سِنَنٌ: (K:) and, all of these, the course, or direction, of the road: (M, L, K:) but ISd says, [in the M,] I know not ↓ سِنَنٌ on any other authority than that of Lh. (L.) One says, تَنَحَّ عَنْ سَنَنِ الطَّرِيقِ (S, L, Msb) and ↓ سُنَنِهِ and ↓ سُنُنِهِ [Go thou away, or aside, from the main and middle part of the road, or from the beaten track thereof; &c.]: (S, L:) and عَنْ سَنَنِ الخَيْلِ (S, Msb) from the way of the horses, (Msb,) or from the course, or direction, thereof. (S.) And تَرَكَ فُلَانٌ لَكَ سَنَنَ الطَّرِيقِ and ↓ سَُنَهُ (Lh, M, L) and ↓ سُنُنَهُ (L) and ↓ سِنَنَهُ (Lh, M, L) [respecting which last see what precedes] Such a one left, or has left, to thee the course, or direction, of the road. (Lh, M, L.) And اِمْضِ عَلى سَنَنِكَ and ↓ سُنَنِكَ (L) or ↓ سُنُنِكَ (M) Go along on thy course. (M, L.) سَنَنٌ also signifies A way of acting or the like; syn. طَرِيقَةٌ; (S, L;) as also سُنَّةٌ: (Mgh, L, Msb: see the latter word, in the former half of the paragraph, in two places:) you say, اِسْتَقَامَ فُلَانٌ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ [Such a one went on undeviatingly in one way]: (S, L, Msb: *) and [in like manner] ↓ جَآءَتِ الرِّيحُ سَنَائِنَ The wind came in one way, (S, K,) in one course, or direction, and one way, (M, L,) not varying: (S, L:) and [similar to the former of these two phrases is the saying] بَنَى القَوْمُ بُيُوتَهُمْ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ i. e. [The people, or party, built their houses, or constructed their tents,] in one mode, or manner. (M, L.) Also The aim, or intention, of a man. (ISh, M, * L.) [Accord. to Fei,] السَّنَنُ also signifies الوَجْهُ مِنَ الأَرْضِ [by which may be meant The place, or tract, or quarter, of the land, towards which one goes; or it may mean the face, or surface, of the ground]: and so ↓ سُنُنٌ and ↓ سُنَنٌ. (Msb.) A2: السَّنَنُ also signifies الإِبِلُ تَسْتَنُّ فِى عَدْوِهَا [app. meaning The camels that leap, spring, or bound, in their running; (see 8;) or rather السَّنَنُ مِنَ الإِبِلِ has this meaning, as appears from what here follows]: (K:) or [a horse, or camel,] that perseveres in his running and advancing and retiring: and one says, جَآءَ سَنَنٌ مِنَ الخَيْلِ, i. e. شَوْطٌ [app. meaning There came a number of horses running a heat; for شوط in this explanation seems, from the phrase to which it relates and from what immediately precedes the mention of that phrase, to be an inf. n. used as an epithet in which the quality of a subst. predominates, and therefore, agreeably with a common rule, applied to a pl. number as well as to a single individual]: (M, L:) and جَآءَ مِنَ الخَيْلُ سَنَنٌ لَا يُرَدُّ وَجْهُهُ [app. meaning, in like manner, There came, of the horses, a number running a heat, the course of which was not to be turned away]; (S, L; not expl. in either;) and so, مِنَ الإِبِلِ [of the camels]. (L.) b2: And Sh explains سَنَنٌ as applied in a verse of El-Aashà

to People, or a party, hastening to fight, or slay. (L.) A3: Also, [as a quasi-inf. n.,] The leaping, springing, or bounding, [so I here render اِسْتِنَان, inf. n. of 8, which see for other, similar, meanings,] of camels and of horses. (L. [It is there mentioned in another place, and in the M, as a subst., meaning a quasi-inf.n., from اِسْتَنَّ.]) سُنَنٌ: see the next preceding paragraph, in six places. b2: It is also pl. of سُنَّةٌ [q. v.]. (Msb, &c.) سُنُنٌ: see سَنَنٌ, in five places.

سِنَنٌ: see سَنَنٌ, in three places.

سَنَان, also pronounced سَنَّان: see سَنَا, in art. سنو and سنى, last sentence.

سِنَانٌ, (K,) or سِنَانُ رُمْحٍ, (S, M, Mgh, Msb,) A spear-head; (K;) the iron [head] of a spear: so called because of its polish: (M, L:) pl. أَسِنَّةٌ. (T, S, Msb, K.) One says, هُوَ أَطْوَعُ السِّنَانِ He is one to whom the spear-head is subservient, howsoever he will. (K.) b2: See also an ex. of its pl. voce سِنٌّ, in the middle of the paragraph.

A2: And سِنَانٌ is syn. with مِسَنٌّ, q.v. (S, M, L.) b2: See also سِنٌّ, near the middle of the paragraph, in two places.

A3: Also Flies; syn. ذِبَّانٌ [pl. of ذُبَابٌ]. (El-Muärrij, L.) سَنُونٌ A dentifrice; (S, M, L, K;) a medicament with which the teeth are rubbed and cleansed, compounded for the purpose of strengthening and freshening them: (L:) pl. سَنُونَاتٌ. (K in art. سرط [where, in the CK, سُفُوفَاتٌ is erroneously put in its place].) A2: See also سَنِينَةٌ.

سِنُونَ and سُنُونَ pls. of سَنَةٌ: see this last in art. سنه.

سَنِينٌ: see مَسْنُونٌ, in two places. b2: Also What flows [upon, or from, the whetstone] on the occasion of sharpening iron [or a knife or the like], and which is always stinking. (Fr, L.) and What falls from a stone when one rubs, or grates, it (Fr, S, L, K) upon another stone. (Fr, L.) A2: See also سِنٌّ, in the latter half of the paragraph.

سِنِينٌ: see سِنٌّ, in the latter half of the paragraph.

A2: See also سَنَةٌ (of which it is a pl.) in art. سنه.

سَنِينَةٌ Elevated sands extending lengthwise upon the ground: or sands having the form of حِبَال [pl. of حَبْلٌ, q. v.]: and ↓ سَنُونٌ is syn. therewith in the former or latter of these senses: (M, L:) or سَنائِنُ has the former of these meanings, and سَنِينَةٌ is its sing. (S, K.) A2: Also Wind: (M, L, K:) [or a gentle wind: (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees:)] pl. سَنَائِنُ. (L.) b2: See also the pl., in relation to wind, voce سَنَنٌ, near the middle of the paragraph.

A3: See also سِنٌّ, in the latter half of the paragraph.

سُنَيْنَةٌ: see سِنٌّ, of which it is the dim., in the former half of the paragraph: A2: and again, in the latter half of the same.

A3: See also سَنَةٌ (of which it is an irreg. dim.) in art. سنه.

سِنْسِنٌ The edge (S, M, L, K) of a vertebra (S, M, L) or of the vertebræ (K) of the back; (S, M, L, K;) as also ↓ سِنْسِنَةٌ and ↓ سِنٌّ: (M, L, K:) pl. سَنَاسِنُ: (S, L:) and the head [of any] of the bones of the breast: and the extremity of the rib in the breast: (K:) or, as some say, سَنَاسِنُ signifies the heads of the extremities of the bones of the breast, which are the soft heads of the bones of the زَوْر: or the extremities of the ribs in the breast: or, of a horse, the prominent [ribs, or anterior parts of the ribs, called] جَوَانِح, resembling the ضُلُوع, but stopping short of the ضُلُوع: (M, L:) or the upper part of the hump of a camel: (Ham p. 689:) [or the middle of the lower part of the hump; for,] accord. to Az, لَحْمُ سَنَاسِنِ البَعِيرِ signifies the flesh that is between the two sides, or halves, of the hump of the camel; which is the best of the sorts of flesh, and is marbled with fat: (L:) or سَنَاسِنُ signifies bones [in general]; as also شَنَاشِنُ: (IAar, L:) and (S) accord. to Ibn-'Amr [or Aboo-'Amr?] and others, (L,) it signifies the heads of the مَحَالَة [app. here meaning vertebræ]; (S, L;) and [it is also said that the sing.] سِنْسِنٌ signifies the head of the مَحَالَة [which signifies a vertebra as well as vertebræ, or is more correctly without ة when applied to the latter]. (K.) A2: Also Thirst. (K.) سِنْسِنَةٌ: see the next preceding paragraph.

سَنْسَانٌ [app. A blast of smoke]. One says نَسْنَاسٌ مِنْ دُخَانٍ and سَنْسَانٌ, meaning [of] the smoke of fire. (L in the present art. and TA in art. نس.) رِيحٌ سَنْسَانَةٌ A cold, or cool, wind; as also نَسْنَاسَةٌ. (L.) إَسَنُّ More [and most] advanced in age: (M, L, K:) a correct Arabic word. (M, L.) Yousay, هٰذَا أَسَنُّ مِنْ هٰذَا This is more advanced in age than this: (M, L, K: *) and Th says, speaking of Moosà Ibn-'Eesà-Leythee, أَدْرَكْتُهُ أَسَنَّ

أَهْلِ البَلَدِ [meaning I lived in his time, he being the most advanced in age of the people of the town, or country]. (M, L.) مُسِنٌّ Advanced in age, or full-grown; (L, Msb;) applied to a beast, contr. of فَتِىٌّ: (S and Mgh and Msb in art. فتو:) or, applied to an animal of the ox-kind and to the sheep or goat, [at the least,] in the third year: (L: [see the verb, 4:]) fem. with ة: (Msb:) pl. مَسَانٌّ, (L, Msb,) which, applied to camels, is [said to be] syn. with كِبَارٌ [as meaning advanced in age, or full-grown], (K,) contr. of أَفْتَآءُ [pl. of فَتِىٌّ] so applied. (S, L.) مِسَنٌّ A whetstone; i. e. a stone, (S, M, L, Msb,) or anything, (K,) with which, (S, K,) or upon which, (M, L, Msb, K,) one sharpens, or whets, or makes sharp-pointed, (S, M, L, Msb, K,) and polishes, (M, L, K,) a knife and the like; (Msb;) and ↓ سِنَانٌ signifies the same. (S, M, L.) مَسْنُونٌ [Bitten with the teeth: whence, app., what next follows]. You say أَرْضٌ مَسْنُونَةٌ and ↓ سَنِينٌ meaning Land of which the herbage has been eaten. (L, K.) b2: Sharpened, or whetted, or made sharp-pointed, and polished; as also ↓ سَنِينٌ; (M, L, K;) applied to a knife (K) or thing [of any kind]. (M, L.) Made smooth. (S, L.) Formed, fashioned, or shaped. (S, M, L.) Made long. (L.) You say وَجْهٌ مَسْنُونٌ (assumed tropical:) A face in which is length, without breadth; (مَخْروُطٌ;) smooth and even; or smooth and long; or long, and not high in the ball; or soft, tender, thin, and even; as though the flesh were ground (سُنَّ [like as a thing is ground in sharpening and polishing]) from it. (M, L.) And رَجُلٌ مَسْنُونُ الوَجْهِ (assumed tropical:) A man beautiful and smooth in the face: (Lh, M, L, K:) or a man in whose nose and face is length: (S, L, K:) or beautiful and long in the face. (L.) مِنْ حَمَأ مَسْنُونٍ, in the Kur [xv. 26 and 28 and 33], (L,) means (assumed tropical:) [Of black mud] altered [for the worse in odour]; (AA, S, L;) in which sense مَسْنُون is also applied to water; (AHeyth, L;) [or] stinking: (AA, S, M, L, K:) from سَنَنْتُ الحَجَرَ عَلَى الحَجَرِ “ I rubbed, or grated, the stone upon the stone; ” what flows between them, termed سَنِين, being always stinking: (Ksh and Bd in xv. 26: [and the like is said in the L, on the authority of Fr:]) or, accord. to I'Ab, it means moist: accord to AO, poured forth: or, as some say, poured forth in a form, or shape: (L:) or formed, fashioned, or shaped: (Ksh, Bd:) or poured forth in order to its drying [or hardening], and becoming formed, fashioned, or shaped, like as molten, or liquified, substances are poured forth into moulds. (Ksh, * Bd.) مُسْتَنُّ الحَرُورِ is said to mean The place of the running of the سَرَاب [or mirage, app. in consequence of the hot wind]: or the place of the vehement heat of the hot wind; as though it were running to and fro therein (كَأَنَّهَا تَسْتَنُّ فِيهِ عَدْوًا): or it may mean the place whence issues the [hot] wind: but the first is the explanation given by the preceding authorities. (M, L.) A2: المُسْتَنُّ [an epithet used as meaning] The lion. (K. [Thus applied, act. part. n. of اِسْتَنَّ.]) مُسْتَسَنُّ and مُسْتَسِنُّ: see what follows.

مِسَنْسَنٌ A travelled road; (T, M, L, and so in the CK; in some copies of the K ↓ مُسْتَسِنٌّ;) as also ↓ مُسْتَسَنٌّ. (K.)
س ن و [سنا]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ .
قال: السّنا الضّوء الذي يدخل في الكوّة .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول:
يدعو إلى الحقّ لا يبغي به بدلا ... يجلو بضوء سناه داجي الظّلم 
سن
السنُ: واحِدَةٌ من الأسْنَانِ، كَبِرَتْ سِنُه، وأسَنَ الرجُلُ، وناقَةٌ مُسِنَةٌ: هَرِمَةٌ؛ والجَميعُ المَسَانُ، وفي المَثَلِ: " صَدَقَني سِن بَكْرِه " و " سِن بَكْرِه "؛ ولكُل واحِدٍ منهما مَعْنىً. والثوْرُ الوَحْشِي. وقيل: كُل ذي أرْبَع من الدوَاب. وهو الشيْخُ أيضاً. والسنَانُ: سِنَانُ الرُمْحِ. والسن: تَحْدِيْدُ كُل شَيْء، سِنَان مَسْنُوْنٌ وسَنِيْن. والذي يَسِيْلُ منه عِنْدَ الحَد: سَنِيْنٌ. والمِسَنُ والسنَانُ: الحَجَرُ الذي يُسَنُّ عليه السكيْنُ، وجَمْعه أسِنةٌ. وأسْنَانُ المِنْجَلِ: مَعْرُوْفَة. وقيل: السنَانُ: الذبان؛ في قولِه:
وما بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَنيْمُ سِنَانِ وسِن الفَأسِ، وجَمْعُه سِنَنٌ. والسنةُ: الفَأسُ لها خَلْفَانِ. وما تُحْرَثُ به الأرْضُ. وسِن من ثُوْمٍ: حَبةٌ من رَأْسِ ثُوْمٍ. وعَلَفْتُ دابتي سِناً من العُشْبِ. والسن: أنْ تَسُن الطِّيْنَ بيَدِكَ إِذا طَينْتَ به فَخاراً.
والسن: أسْرَعُ السيْرِ، سَنَنْتُ الإبِلَ: أي سُقْتُها سَوْقاً شديداً. والاسْتِنَانُ - افْتِعَال -: منه، وفلان يَسْتَن: أي يَمْضي لا يَثْنِيْه شَيْءَ. والسنَنُ: الإبِلُ تَسْتَن في عَدْوِها من نَشَاطِها. واسْتِنَانُ الخَيْلِ: كذلك.
ورَجُلٌ مَسْنُوْنُ الوَجْهِ: كأنه قد سُنَ عن وَجْهِه اللَّحْمُ. والحَمَأ المَسْنُوْنُ: المُنْتِنُ، وقيل: المَصْبُوْبُ. وهو - أيضاً -: المُصور. وسُنةُ الوَجْهِ: دَوَائرُه، والجَمعُ السُّنَنُ. ويقولون: هو أشْبَهُ به سُنةً ومُنة.
والسنَنُ: المَذْهَبُ والطَّرِيْقُ. وكذلك السنَنُ: القَصدُ الذي تُرِيْدُه. والسنَنُ: أولُ القَوْم. وسَنَنُ الغارَةِ: أوَائلُهَا.
واسْتَنَتِ الطرُقُ: وَضَحَتْ وبانَ سَنَنُها. وتَنَحَّ عن سَنَنِ الطرِيْقِ وسُنُنِه وسُننِه.
والسنةُ: العادَةُ أيضاً.
والسنةُ: ما لَج في عَدْوِه وإقْبَالِه وإدْبَارِه.
والسنُّ: صِنفٌ من الطين.
والسنةُ: اسْم للدبةِ والفَهدَةِ. والسنيْنَةُ من الرَّمْلَةِ: مِثْلُ الشقِيْقَةِ المُنْقَطِعَةِ، وجَمْعُها سَنَائنُ. والسنِيْنُ من الرمْلِ: كُلُ ما اسْتَن أي تَسَاوَقَ واتقَادَ.
والمُسْتَسِنُ: الطرِيْقُ، وهو المُسْتَنُّ أيضاً. وسَنَنْتُ عليه الشرسَنّاً: صَبَبْته عليه. وسَنَ عليه الدرْعَ والماءَ. وسَنَنْتُ الرجُلَ: مَدَحْته.
وسَنَانَاءُ القَوْمِ: سَيدُهم - بوَزْنِ عَيَايَاءَ -.
وذَهَبَ في كُل سَن وفَنٍ. وجِئته بالحَدِيثِ على سَنَنِه وسُنَنِه: أي على وَجْهِه. وهو سَنِيْنُ الحُسْنِ: أي عَتِيْقُه.
وسَن إبِلَه: إذا أحْسَنَ رِعْيَتَها. وفَرَس مَسْنُوْنَة: صُنِعَتْ حَتّى سَمِنَتْ. وسَنَني هذا الشيْءُ؛ أي شَهّى إلَيَّ الطعَامَ. وفي الحَدِيث: " إذا سافَرْتُم في الخِصْب فاعْطُوا الركابَ أسِنتَها " وهي جَمْعُ السِّنَانِ؛ أي ما يَسُنُّ الإبلَ على الأكْلِ وُيقَويها، وقيل: أرادَ الأسْنَانَ. وأكَلَتِ الدَّوَابُّ سِنّاً: وهو دُوْنَ الشبْعِ. ورَعَتْ سِنّاً: أي ساعَةً يَسِيْرَةً، وأسْنَاناً: أي من هذا ساعَةً ومن ذاك ساعَةً. وسِن من عُشْبٍ: مُتَفَرقٌ. وسَنّوا المالَ: أرْسَلُوها في الرعْي. وسَنَ الفَحْلُ الناقَةَ سَنّاً: إذا كَبها. وسانها سِنَاناً طَوِيلاً حَتّى تَنَوَّخَها.
وسَنَ اللهُ قَضَاءَ حاجَتي على يَدَيْه: أي أجْرَاه وسَبَّبَه. و " وَقَعَ في سِنَ رَأْسِه " من الخَيْرِ: وهي حُكْمُه ما احْتَكَمَ، وقيل: شَعْرُ رَأْسِه.
وسِن الإنسانِ؛ لِدَتُه. وله بَنُوْنَ أسْنَانُ ابْنِكَ، وله ابنٌ سُنَيْنُ ابْنِكَ وعلى سُنَيْنَةِ ابْنِكَ. وسَنَنْتُ أسْنَانَه: كَسَرْتها؛ أسُنُّها سَنّاً. وسُنَّتِ الدابة: أُصِيْبَ أسْنَانُها، وكذلك إذا نَبَتَتْ أسْنَانُها. وسَنَها اللهُ. وأسَنَتِ الدابة: نَبَتَ لها سِن. ومن أمْثَالِهم: " لا آتِيْكَ سِنَ الحِسْلِ " أي أبداً. و " سَوَاسِيَةٌ كأسْنَانِ المُشْطِ " و " كأسْنَانِ الحِمَار ". وسَنَنْتُ إلى فلانٍ رُمْحي: أي وَجهْته إليه وسَددْته نَحْوَه. والسنْسِنُ - والجميع السنَاسِنُ -: حُرُوْفُ فَقَارِ الظَهْرِ العُلْيَا التي يَشُقُ بَعْضُها بَعْضاً بَيْنَ سَنَامِ البَعِير. والسنُوْنُ: ما يُسْتَاكُ به. والسنْسِنُ: اسْم أعْجَمي يُسَمى به أهْلُ السوَادِ. والمُسَنْسِنُ: طَرِيْق يُسْلَكُ.
باب السين والنون س ن، ن س يستعملان

سن: السِّنُّ واحدةُ الأَسنان. وكَبِرَتْ سِنُّ الرجل: يُعنَى به الهَرَمُ ، أُخِذَ من السِّنِّ التي نَيَّبَتْ وليس من السِّنين، ومنه يقال: حديث السِّنِّ وسنُّه حديث . وأَسَنَّ الرجلُ: [كَبِرَ] . وناقةٌ مُسِنّةٌ والجمع مسان. وسِنٌّ من ثُومٍ أي حَبَّةٌ من رأسه. وأسنانُ المِنْجَل ونحوه في كلّ شيءٍ: أُشَرُهُ. وسِنان الرُّمحِ سِنانٌ مَسْنُونٌ سَنينٌ . والمِسَنُّ: الحَجَرُ الذي يُسَنُّ عليه السِّكِّينُ، أي يُحَدَّدُ والسَنُّ: أن تَسُنَّ الطِّينَ بيَدكَ اذا طَيَّنتَ أو اتَّخَذْتَ منه فَخّاراً. ورجلٌ مَسُنونُ الوجهِ: كان قد سَنَّ عن وَجهِهِ اللَّحْمَ أي خَفَّفَ. وحَمَأٌ مَسنُونٌ، قيلَ: هو المُنتِنُ. والمَسنُونُ في كلام العَرَب المُصَوَّرُ. وما أحسَنَ سُنَّةَ وَجْهِهِ أي دوائره. والسنة: ما لج الفَرَسُ في عَدْوِه وإقباله وإدباره، قال في وصف الشَّوْل:

اذا اشمَعَلَّتْ سُنَنٌ رَسَابها

أي رَفَقَ بها. والمَسْنُون أُخِذَ من سُنَّةِ الوجهِ. وأراد رجلٌ ابتِياع جَمَلٍ، فسألَ صاحبَه عن سنه فكذبه، وجاء آخر ببَكرٍ يبيعُه فسَأله عن سِنِّه فصَدَقَه فقال: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه فذهبت مَثَلاً. والسَّنَّةُ: اسم الدُّبَّةِ او الفَهد. والسَّناسِنُ: حُروف فَقارِ الظَّهْر العُليا التي يسبِق بعضُها بين شَطَّيْ سَنام البعير، الواحِدُ سِنسِنٌ. وسُنْسُنُ: اسمٌ أعجميٌّ يُسَّمي به أهل السَّوادِ. والمُسَنَّنُ: طريقُ يُسْلَكُ، والمُسَلْسَلُ مثلهُ. ويقال: السَّنَّةُ والمَنَّةُ، فالسّنّةُ الدُّبَّةُ، والمَنَّةُ القِرْدَة. ويقال: السَّنينةُ من الرَّملْ الشَّقيقةُ المُنقطِعة، وجمعُها سَنائِنُ. والسَّنينةُ: الرمح، وجمعها سَنائنُ، قال مالك بن خالد الخُناعيّ: :

فضولُ رِجاعٍ رَقْرَقَتها السَّنائن

والرِّجاعُ: الغُدرانُ. والسَّنَنُ: أوَّلُ القوم. والسَّنَةُ: العامُ القحط. نس: النَّسُّ لُزُومُ امَضاءِ في كلِّ أمر، وهو سُرعة الذَّهاب لورود الماء خاصة ، قال العجّاج:

وبَلدةٍ يسمى قَطاها نُسَّسَا

والتَّنساس: التَّفعال منه، قال الحُطيئة:

طالَ بها حَوْزي وتَنْساسي

والنَسُّ: الحَثُّ السريع، والنّاسُ المصدر، ونَسَّه يَنُسُّه نَسّاً وأَنَسَستُ بعيري: حَثَثْتُه في السَّوق. والنَّسيس: جُهْدُ الإِنسان، قال أبو زُبَيْد:

اذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بقَرْنٍ ... فقد أَودَى اذا بَلَغَ النَّسيسُ

أي بَلَغَ مَجُهودَه. [وأنشد:

باقي النسيس مشرف كاللدن]  والنَّسْنَسَةُ: سُرعة الطَّيَران، يقال: نَسْنَسَ ونَصْنَصَ. ويقال: طَبَخَ اللَّحْمَ حتى نَسَّ، والنّاسُّ: الذي ذَهَبَ طَعْمُه وبَلَلُه من شِدَّة الطَّبْخ، ونَسَّ ينِسُّ نُسُوساً، وأَنْسَستَ لَحمَكَ يا فلان. والنَّسيس: البقِيَّةُ من الشيء، وأصلُه بقيّة الرّوح، يقال: ما بقي منه الا نَسيسُه، أي بقيّةُ روحِه، قال الكُمَيت:

ولكنَّ مِنّيَ برَّ النَّسيس ... أَحُوط الحَريمَ وأحمى الذِّمارا

أي لا ازال بهم بارّاً ما بَقِيَ في النَّسيس أيُّ قُوّةٍ وحياة ومنه قوله:

فقد أودَى اذا بَلَغَ النَّسيسُ

والنِسْناسُ: خَلقٌ في صورة الناس، أَشبَهُوهُم في شيءٍ وخالفوهم في شيء، وليسوا من بني آدَمَ. ويقال فيهم: كانوا حَيّاً من عادٍ عَصَوا رُسُلهم فمَسَخَهُم اللهُ نَسْناساً، لكل إِنسانٍ يَدٌ ورِجلٌ من جانبٍ، يَنقُزون نَقْزَ الظَّبْي، ويَرْعَونَ رَعْي البَهائِم. ويقال: إِنَّهم انقرَضُوا، والذين هم على تلك الخِلْقة ليسوا من أصلهم ولا نَسْلِهم، ولكنْ خلق على حدة. والنَّسانِسُ جمعُ النَّسناس، قال:

وما الناسُ الا نحن أم ما فَعالهم ... وإن جَمَعوا نَسناسَهم والنَّسانِسَا

طُورَانُ

طُورَانُ:
بضم أوله، وآخره نون: من قرى هراة، ينسب إليها أبو سعد خالد بن الربيع بن أحمد بن أبي الفضل بن أبي عاصم بن محمد بن الحسن المالكي الكاتب الطوراني، وكان من أفاضل خراسان، له بديهة في النظم والنثر، ذكره السمعاني في التحبير ووصفه بالفضل وسمع الحديث، وقال: أنشدني لنفسه:
قالوا: تنفّس صبح ليلك فانتبه ... عن نوم غيّك، إنّ ليلك ذاهب
فحسبت أعوامي فقلت: صدقتم، ... صبح كما قلتم ولكن كاذب
وطوران أيضا: ناحية قصبتها قصدار من أرض السند، وهي مدينة صغيرة لها رساتيق وخصب وقرى ومدن. وطوران أيضا: ناحية المدائن، قال زهرة بن حويّة أيام الفتوح:
ألا بلّغا عنّي أبا حفص آية، ... وقولا له قول الكميّ المغاور
بأنّا أثرنا أنّ طوران كلّهم ... لدى مظلم يهفو بحمر الصراصر
قريناهم عند اللقاء بواترا ... تلالا وتسنو عند تلك الحرائر

ضَرِسَ

(ضَرِسَ)
فِيهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرى مِنْ رَجُلٍ فَــرَساً كَانَ اسمُه الضَّرِس، فَسَمَّاهُ السَّكْبَ، وَأَوَّلُ مَا غَزَا عَلَيْهِ أُحُدا» الضَّرِس: الصَّعْبُ السَّيِّئُ الخُلُق.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فِي الزُّبير: «هُوَ ضَبِسٌ ضَرِسٌ» يُقَالُ رجلٌ ضَرِسٌ وضَرِيسٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ عليٍّ «فَإِذَا فُزِعَ فُزِعَ إِلَى ضَرِسٍ حَدِيد» أَيْ صَعْب العَرِيكة قَوِيٍّ. ومَن رَواه بكَسْر الضَّاد وسُكُون الرَّاءِ فَهُوَ أحَدُ الضُّرُوس، وَهِيَ الْآكَامُ الخَشِنَة: أَيْ إِلَى جَبَل مِنْ حَدِيدٍ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «إِذَا فُزِع» : أَيْ فُزِع إِلَيْهِ والتُجِئَ، فحذِف الجَارُّ واسْتَتَر الضَّمير. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الآخَر «كَانَ مَا نَشاء مِنْ ضِرْسٍ قَاطِعٍ» أَيْ مَاضٍ فِي الأمُور نَافِذِ العَزيمة. يُقَالُ فُلان ضِرْسٌ مِنَ الأَضْرَاس: أَيْ دَاهية، وَهُوَ فِي الأصْل أحَدُ الأسْنان، فَاسْتَعَارَهُ لِذَلِكَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «لَا يَعَضُّ فِي العِلْم بِضِرْسٍ قاطِع» أَيْ لَمْ يُتْقِنه وَلَمْ يُحْكم الأُمُور.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَرِه الضَّرْس» هُوَ صَمْتُ يومٍ إِلَى اللَّيل. وأصلُه العَضُّ [الشَّدِيدُ] بالأَضْرَاس. أخرجَه الهرَوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ «أَنَّ ولَدَ زِنًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَرَّب قُرْبَاناً فَلَمْ يُقْبَل، فَقَالَ:
يَا رَبِّ يأكُل أبَوَاي الحَمْضَ وأَضْرَسُ أَنَا! أنتَ أكرمُ مِنْ ذَلِكَ. فَقَبِلَ قُرْبَانَه» الحَمْضُ: من مَرَاعي الإبل إذا رعاته ضَرِسَتْ أسنانُها. والضَّرَس- بِالتَّحْرِيكِ-: مَا يَعْرِضُ للأسْنَان مِنْ أكْل الشَّيء الحامِض. المَعنى: يُذْنب أبَوايَ وأُؤاخَذُ أَنَا بذَنْبهما.

إتحاف السلاطين، بتوارع سلطان العالمين العارفين

إتحاف السلاطين، بتوارع سلطان العالمين العارفين
رسالة.
للشيخ، شمس الدين: محمد بن محمد بن أبي اللطيف المقدسي.
أوله: (حمدا لمن أدر من أخلاف الخلافة... الخ).
توفي: 903.

لبس

لبس اللُّبْسُ - بالضم -: مصدر قولِكَ: لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُه.
ولَبِسْتُ امْرَأةً: أيْ تَمَتَّعْتُ بها زماناً.
ولَبِسْتُ قَوماً: أي تَمَلِّيْتُ بهم دَهْراً.
ولَبِسْتُ فُلانَةَ عُمُري: أي كانَت معي شبابي كُلَّه، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه:
لَبِسْتُ أُناساً فأفْنَيْتُهُم ... وأفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا
ثَلاثَةَ أهْلِيْنَ أفْنَيْتُهُم ... وكانَ الإلهُ هو المُسْتَآسا
وقال عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ:
لَبِسْتُ أبي حتّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... وبَلَّيْتُ أعْمامي وبَلَّيْتُ خالِيا
واللِّباس والمَلْبَس واللِّبْس - بالكسر -: ما يُلْبَس، قال العجّاج:
يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ ... دُوْنَ ظِهَار اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ
ولِبْسُ الكعبة - شرَّفَها الله تعالى -: ما عَلَيْها مِنَ الكِسْوَة. وكذلك لِبْسُ الهَوْدَجِ، قال حُمَيْد بن ثَوْر - رضي الله عنه - يَصِفُ الغَبِيْطَ:
فَلَمّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ ... بأطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما
واللِّبْسَة: حالة من حالات اللُّبْسِ، ومنها حديث عُمَر - رضي الله عنه -: عليكم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّة.
وقال ابن عبّاد: اللِّبْسُ واللِّبْسَة: ضَرْبٌ من الثِّياب.
قال: واللِّبْس: السِّمْحَاقُ؛ وهو الجُلَيْدَة الرَّقيقة التي تكون بين الجِلْدِ واللَّحْم.
وقَولُهم لِلَّئيمِ: جِبْسٌ لِبْسٌ: إتْبَاعٌ.
ولباسُ الرجُل: امْرأتُه، وزوجُها لِباسُها، قال الله تعالى:) هُنَّ لِباسٌ لكُم وأنْتُم لِباسٌ لَهُنَّ (أي بمنزلة اللِّباس، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه:
إذا ما الضّجيجُ ثَنى جيدَها ... تَداعَتْ عليه فكانتْ لِباسا
وقال مُجاهِدٌ: أي سَكَنَ. وقال ابن عَرَفَة: اللِّباس من المُلابَسَة أي الاخْتِلاط والاجتِماع. وروى أبو عمرو: " ثَنى عِطْفَه تَثَنَّتْ ".
ولِباس التَّقوى: الحَيَاء، وقيل: الغليظ الخَشِن القصير، وقال السُّدِّيُّ: هو الإيمان، وقيل: هو ستر العَوْرَة، وهو لِباس المُتّقين.
وقوله تعالى:) جَعَلَ لكم اللَّيْلَ لِباسا (أيْ يَسْتُرُ الناسَ بظُلْمَتِه، وكُلُّ شَيْءٍ سَتَرَهُ شَيْءٌ فهو لِباس.
وقوله تعالى:) فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ (أي جاصُوا حتى أكَلوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ، وبَلَغَ بهم الجوعُ الحالَ التي لا غايَةَ بعدَها، فَضُرِبَ اللِّباسُ لِما نالَهُم مَثَلاً؛ لاشْتِمالِهِ على لابِسِه.
واللَّبُوْسُ: ما يُلْبَسُ، قال بَيْهَسٌ الفَزازيُّ:
إلْبَسْ لكُلِّ حالَةٍ لَبُوْسَها ... إمّا نَعِيْمَها وإمّا بُوْسَها
وقد ذُكِرَت القصّة بتمامها في تركيب ب ل د ح.
وقوله تعالى:) وعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوْسٍ لكم (يعني الدِّرْعَ، سُمِّيَت لَبوساً لأنّها تُلْبَسُ، كما يقال للبَعير الذي يُرْكَبُ: رَكُوْب.
وداهِيَة لَبْساء ورَبْساء: أي مُنْكَرَة.
وثوب لَبيس: أي قد لُبِسَ فأُكْثِرَ لُبْسُه فأخْلَقَ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل - رضي الله عنه - أنَّه كان يقول باليَمَن: ائْتُوني بِخَمِيسٍ أو لَبِيْسٍ آخُذْه منكم في الصّدَقَةِ؛ فإنَّه أيْسَرُ عليكم وأنفَعُ للمُهاجِرينَ بالمَدينَة.
ويقال: ليسَ لِفلان لَبيس: أي مِثْل.
ومُلاءةٌ لَبِيس - بغير هاء -.
وقال الليث: اللَّبَسَة - بالتحريك -: بَقْلَة. قال الأزهري: لا أعْرِفُ اللَّبْسَةَ في البُقُول، ولم أسْمَعْها لغير الليث.
وقال أبو زيد: يقال إنَّ في فلان لَمَلْبَساً - بالفتح -: أي ليسَ به كِبْرٌ.
والمَلْبَس - أيضاً -: اللُّبْسُ، قال امرؤ القيس:
ألا إنَّ بَعْدَ الفَقْرِ للمَرْءِ قِنْوَةً ... وبَعْدَ المَشيبِ طُوْلَ عُمْرٍ ومَلْبَسا وفي المَثَل: أعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَس؛ والمِلْبَس؛ والمُلْبَس. قال الأعرابي: يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَت قِرْفَتُه، أي كَثُرَ مَن يَتَّهِمُه، فيما قال، قال: والمَلْبَسُ ثَوْبُ اللَّبْسِ، والمِلْبَسُ: اللِّباسُ بِعَينِه، كما يقال: إزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحَافُ ومِلْحَفٌ. ورُوِيَ عن الأصمعيّ في تفسير هذا المَثَل قال: يُقال للرَجُل: مِمَّنْ أنتَ؟ فيقول: من مُضَر أو مِن رَبيعَة أو مِنَ اليَمَن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ. ومَنْ قال: ثَوْبُ المُلْبِس - بضم الميم - أرادَ: الذي يُلْبِسُكَ ويُجَلِّلُكَ.
ويقال لَبَسْتُ عليه الأمْرَ - بالفتح - ألْبِسُه - بالكسر - لَبْساً: أي خَلَطْتُه، قال الله تعالى:) ولَلَبَسْنا عليه ما يَلْبِسُون (أي شَبَّهْنا عَلَيْهِم وأضْلَلْناههم كما ضَلُّوا.
وقال ابنُ عَرَفَة في قَوْلِهِ تعالى:) ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ (أي لا تَخْلِطُوه به.
وقوله تعالى:) أو يَلْبِسَكُم شِيَعاً (أي يَخْلِطَ أمْرَكم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتِّفاقٍ.
وقوله جَلَّ ذِكْرُه:) ولم يَلْبِسوا إيْمانَهُم بظُلْمٍ (أي لم يَخْلِطوهُ بِشِرْكٍ. قال العجّاج:
ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ ... من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ
واللَّبْس - أيضاً -: اخْتِلاط الظلام.
وفي الأمرِ لُبْسَة - بالضم -: أي شُبْهَةٌ وليسَ بِواضِح.
وألْبَسَه الثوب.
وألْبَسْتُ الشَّيْءَ: إذا غَطّيْتَه، يقال: ألْبَسَتِ السَّماءُ السَّحابَ: إذا غَطَّتْها، ويقال: الحَرَّة: الأرض التي ألْبَسَتْها حِجارةٌ سودٌ.
وأمرٌ مُلْبِس: أي مُشْتَبِه.
والتَّلْبيس: التَّخْليط، قال الأسْعَر الجُعْفيّ:
وكَتيبَةٍ لَبَّسْتُها بكتِيْبَةٍ ... فيها السَّنَوَّرُ والمَغافِرُ والقَنا
والتَّدْليس، شُدِّدَ للمبالغة.
والعامّة تقول: هذا رَجُلٌ مُلَبِّسٌ، يريدونَ كثير اللِّباسِ أو كَثيرَ اللُّبْسِ، والصَّواب: لَبّاس.
وتَلَبَّسَ بالأمرِ وبالثَّوْبِ، قال:
تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولحمي ... تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ
أي اخْتَلَطَ.
وفي صفة أكْلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - في حالِ صِغَرِه: فيَأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعامٌ. أي لا يَلْزَقُ به لِنَظافَةِ أكْلِه.
ويقال: الْتَبَسَ عَليهِ الأمر: أي اخْتَلَطَ واشْتَبَه. وفي حديث المَوْلِدِ والمَبْعَثِ: فجاءَ المَلَكُ فَشَقَّ عن قَلْبِه، قال: فَخِفْتُ أنْ يكُونَ قد الْتُبِسَ بي. أي خُوْلِطْتُ، من قَوْلِكَ: في رأيِه لَبْسٌ: أي اخْتِلاطٌ، ويقال للمَجْنونِ: مُخالَطٌ.
ولابَسْتُ الأمْرَ: خالَطْتُه.
ولابَسْتُ فُلاناً: عَرَفْتُ باطِنَه.
والتركيب يدل على مخالَطَة ومُداخَلَة.

لبس: اللُّبْسُ، بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس، واللَّبْس،

بالفتح: مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت. واللِّباسُ: ما

يُلْبَس، وكذلك المَلْبَس واللِّبْسُ، بالكسر، مثلُه. ابن سيده: لَبِسَ

الثوب يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه، وأَلْبَس عليك ثوبَك. وثوب

لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه، وقيل: قد لُبِسَ فأَخْلَق، وكذلك مِلْحَفَة

لَبِيسٌ، بغير هاء، والجمع لُبُسٌ؛ وكذلك المزادة وجمعها لَبائِس؛ قال الكميت

يصف الثور والكلاب:

تَعَهّدَها بالطَّعْنِ، حتى كأَنما

يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا

يعني التي قد استعملت حتى أَخْلَقَتْ، فهو أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق.

ودارٌ لَبِيسٌ: على التشبيه بالثوْب الملبوس الخَلَق؛ قال:

دارٌ لِلَيْلى خَلَقٌ لَبِيسُ،

ليس بها من أَهلها أَنيسُ

وحَبْل لَبيسٌ:مستعمَل؛ عن أَبي حنيفة. ورجل لَبِيسٌ: ذو لِبَاسٍ، على

التَّشبيه؛ حكاه سيبويه. ولَبُوسٌ: كثير اللِّباس. واللَّبُوس: ما يُلبس؛

وأَنشد ابن السكيت لِبَيْهَس الفزاري، وكان بَيْهس هذا قتل له ستة إِخوة

هو سابعُهم لما أَغارَتْ عليهم أَشْجَع، وإِنما تركوا بَيْهَساً لأَنه

كان يحمُق فتركوه احْتِقاراً له، ثم إِنه مرَّ يوماً على نِسْوَة من قومه،

وهنَّ يُصلِحْن امرأَة يُرِدْنَ أَن يُهْدِينَها لبعض من قَتَل إِخَوتَه.

فكشف ثوبه عن اسْتِه وغطَّى رأَسه فقلْنَ له: وَيْلَك أَيَّ شيء تصنَع؟

فقال:

الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها:

إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا

واللَّبُوس: الثياب والسِّلاح. مُذكَّر، فإِن ذهبت به إِلى الدِّرْع

أَنَّثْتَ. وقال اللَّه تعالى: وعلَّمناه صَنْعَة لَبُوس لكم؛ قالوا: هو

الدِّرْعُ تُلبَس في الحروب. ولِبْسُ الهَوْدج: ما عليه من الثياب. يقال:

كشَفْت عن الهَوْدج لِبْسَه، وكذلك لِبْس الكعبة، وهو ما علينا من

اللِّباسِ؛ قال حميد بن ثور يصف فــرَساً خدمته جَواري الحيِّ:

فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ

بأَطْرافِ طَفْلٍ، زانَ غَيْلاً مُوَشَّما

وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس. واللِّبْسَةُ: حالة من حالات

اللُّبْس؛ ولَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدة. وفي الحديث: أَنه نهى عن

لِبْسَتَيْن، هي بكسر اللام، الهيئة والحالة، وروي بالضم على المصدر؛ قال الأَثير:

والأَوّل الوجه. ولِباسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. ولِباسُ كل شيء:

غِشاؤُه. ولِباس الرجل: امرأَتُه، وزوجُها لِباسُها. وقوله تعالى في النساء:

هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لِباسٌ لهنَّ؛ أَي مثل اللِّباسِ؛ قال الزجاج:: قد

قيل فيه غيرُ ما قوْلٍ قيل: المعنى تُعانِقونهنَّ ويُعانِقْنَكم، وقيل:

كلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُنُ إِلى صاحبه ويُلابِسُه كما قال تعالى: وجَعَل

منها زوجها ليَسْكُنْ إِليها. والعرب تسَمِّي المرأَة لِباساً وإِزاراً؛

قال الجعدي يصف امرأَة:

إِذا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَها،

تَثَنَّتْ، فكانت عليه لِباسا

ويقال: لَبِسْت امرأَة أَي تمتَّعت بها زماناً، ولَبِست قَوْماً أَي

تملَّيْت بهم دهراً؛ وقال الجعدي:

لَبِسْت أُناساً فأَفْنَيْتُهُمْ،

وأَفْنَيْتُ بعد أُناسٍ أُناسا

ويقال: لَبِسْت فلانة عُمْرِي أَي كانت معي شَبابي كلَّه. وتَلَبَّسَ

حُبُّ فلانة بَدَمِي ولَحْمِي أَي اختلط. وقوله تعالى: الذي جعل لكم الليل

لِباساً أَي تَسْكُنُون فيه، وهو مشتملٌ عليكم. وقال أَبو إِسحق في قوله

تعالى: فأَذاقها اللَّه لِباسَ الجُوعِ والخَوْف، جاعُوا حتى أَكلوا

الوَبَرَ بالدَّمِ وبلغ منهم الجُوعُ الحالَ التي لا غاية بعدها، فضُرِبَ

اللِّباسُ لما نالهم مثلاً لاشتماله على لابِسِه. ولِباسُ التَّقْوَى:

الحياءُ؛ هكذا جاء في التفسير، ويقال: الغليظ الخشِنُ القصير.

وأُلْبِسَتِ الأَرض: غطَّاها النَّبْتُ. وأَلبَسْت الشيء، بالأَلف، إِذا

غَطَّيْته. يقال: أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها. ويقال:

الحَرَّةُ الأَرض التي لَبِسَتها حجارة سُودٌ. أَبو عمرو: يقال للشيء إِذا

غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه ولا يكون لَبِسَه كقولهم أَلبَسَنا الليل، وأَلْبَسَ

السماءَ السحابُ ولا يكون لَبِسَنا الليل ولا لَبِس السماءَ السحابُ.

ويقال: هذه أَرض أَلْبَسَتْها حجارة سود أَي غطَّتْها. والدَّجْنُ: أَن

يُلْبِسَ الغيمُ السماء.

والمَلْبَسُ: كاللِّباسِ. وفي فلان مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ. قال أَبو

زيد: يقال إَن في فلان لمَلْبَساً أَي ليس به كِبْرٌ، ويقال: كِبَرٌ،

ويقال: ليس لفلان لَبِيسٌ أَي ليس له مثل. وقال أَبو مالك: هو من

المُلابَسَة وهي المُخالَطة. وجاء لابِساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً، وقد لَبِس له

أُذُنَهُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ، حتَّى

أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني

يقول: تغافَلْت له حتى أَطمَعَ قومَه فيَّ.

واللَّبْسُ واللَّبَسُ: اختلاط الأَمر. لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه

لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا يعرِف جِهَتَه. وفي

المَوْلَدِ والمَبْعَثِ: فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه، قال: فَخِفْتْ أَن يكون قد

الْتُبِسَ بي أَي خُولِطْت في عَقْلي، من قولك في رَأْيهِ لَبْسٌ أَي

اختلاطٌ، ويقال للمجنون: مُخالَط. والْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ

واشْتَبَه. والتَّلْبيسُ: كالتَّدْليس والتَّخليط، شُدِّد للمبالغة، ورجل

لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبَّس. وفي حديث جابر: لما نزل قوله تعالى: أَو

يُلْبِسَكُم شِيَعاً؛ اللَّبْس: الخلْط. يقال: لَبَسْت الأَمر، بالفتح، أَلْبِسُه

إِذا خَلَطت بعضه ببعض، أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين؛ ومنه الحديث:

فَلَبَسَ عليه صَلاتَه. والحديث الآخر: من لَبَسَ على نفسه لَبْساً، كلُّه

بالتخفيف؛ قال: وربما شدد للتكثير؛ ومنه حديث ابن صيّاد: فَلَبَسَني أَي

جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره، والحديث الآخر: لَبَسَ عليه. وتَلَبَّس بيَ

الأَمرُ: اختلط وتعلق؛ أَنشد أَبو حنيفة:

تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي،

تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ

وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب. ولابَسْتُ الأَمرَ: خالَطْتُه. وفيه

لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ. وفي التنزيل العزيز: وللبَسْنا عليهم ما

يَلْبِسُون؛ يقال: لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا

شَبَّهْتَه عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً، وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على

ضَعَفَتهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: هَلاَّ أُنزل إِلينا

مَلَك؟ قال اللَّه تعالى: ولو أَنزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه، يعني المَلَك،

رجُلاً لكان يَلْحَقهم فيه من اللَّيْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه. ومن

أَمثالهم: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم

يُبَيِّنْهُ لك. وفي التهذيب: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ؛ يُضرَب هذا المَثَل

لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه.

والمِلْبَس: الذي يلبسُك ويُجلِّلك. والمِلْبَسُ: الليل بعَيْنه كما

تقول إِزارٌ ومِئْزًرٌ ولِحافٌ ومِلْحَفٌ؛ ومن قال المَلْبَس أَراد ثَوْب

اللُّبْس كما قال:

وبَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا

وروي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال: ويقال ذلك للرجل، يقال له:

ممن أَنت؟ فيقول: من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي عَمَمْت ولم

تخصَّ. واللَّبْسُ: اختِلاطُ الظلام. وفي الحديث: لُبْسَةٌ، بالضم، أَي

شُبْهَةٌ ليس بواضح. وفي الحديث: فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام

أَي لا يَلْزَق به لنظافة أَكله؛ ومنه الحديث: ذهب ولم يَتَلَبَّسْ منها

بشيء يعني من الدنيا. وفي كلامه لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس؛

عن اللحياني، ولَبَّسَ الشيءُ: الْتَبَسَ، وهو من باب:

قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن

ولابَسَ الرجلُ الأَمر: خالطَه. ولابَسْتَ فلاناً: عَرَفت باطنَه. وما

في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع. ورجل البِيسٌ: أَحمق

(* قوله «البيس

أَحمق» كذا في الأصل. وفي شرح القاموس: ورجل لبيس، بكسر اللام. أَحمق.).

الليث: اللَّبَسَة بَقْلة؛ قال الأَزهري: لا أَعرف اللَّبَسَة في

البُقُول ولم أَسمع بها لغير الليث.

لبس



مُلَبَّسٌ pl. مُلَبَّسَات Sugared almonds, &c.
لبس: {لبسنا}: خلطنا. {لبوس}: دروع، تكون واحدا وجمعا.
(لبس) الْأَمر الْتبس وَفُلَان دلّس فَهُوَ ملبس وَعَلِيهِ الْأَمر خلطه
(ل ب س) : (قَمِيصٌ) هَرَوِيٌّ (لَبِيسٌ) أَيْ خَلَقٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَقَدْ سَبَقَ فِي خ م.
(لبس)
عَلَيْهِ الْأَمر لبسا خلطه عَلَيْهِ حَتَّى لَا يعرف حَقِيقَته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا تلبسوا الْحق بِالْبَاطِلِ}

(لبس) الثَّوْب لبسا استتر بِهِ وَيُقَال لبس الْحيَاء وَيُقَال لبس قوما تملى بهم دهرا وَلبس النَّاس عَاشَ مَعَهم وَفُلَان فُلَانَة عمره كَانَت مَعَه شبابه كُله وَفُلَانًا على مَا فِيهِ احتمله وَقَبله وَيُقَال لبست على كَذَا أُذُنِي تصاممت عَنهُ وَجَاء فلَان لابسا أُذُنَيْهِ متغافلا
ل ب س : لَبِسْتُ الثَّوْبَ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُبْسًا بِضَمِّ اللَّامِ وَاللِّبْسُ بِالْكَسْرِ وَاللِّبَاسُ مَا يُلْبَسُ وَلِبَاسُ الْكَعْبَةِ وَالْهَوْدَجِ كَذَلِكَ وَجَمْعُ اللِّبَاسِ لُبُسٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ فَيُقَالُ أَلْبَسْتُهُ الثَّوْبَ وَالْمَلْبَسُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْبَاءِ مِثْلُ اللِّبَاسِ وَجَمْعُهُ مَلَابِسُ.

وَلَبِسْتُ الْأَمْرَ لَبْسًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ خَلَطْتُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9] وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ وَفِي الْأَمْرِ لُبْسٌ بِالضَّمِّ وَلُبْسَةٌ أَيْضًا أَيْ إشْكَالٌ وَالْتَبَسَ الْأَمْرُ أَشْكَلَ وَلَابَسْتُهُ بِمَعْنَى خَالَطْتُهُ.

وَاللَّبِيسُ مِثَالُ كَرِيمٍ الثَّوْبُ يُلْبَسُ كَثِيرًا. 
لبس
اللبَاسُ: ما وارَيْتَ به جَسَدَكَ. ولبَاسُ التقْوى: الحَيَاءُ. والفِعْلُ: لَبِسَ يَلْبَسُ لُبْساً ولُبْسَةً ولَبْسَةً. وثَوْب لَبِيْس، وجَمْعُه لُبُسٌ. واللبْسَةُ: ضَرْبٌ من اللبَاسِ، واللَّبِيْسُ مِثْلُه. واللبْسُ: السِّمْحَاقُ وهي الجُلَيْدَةُ الرقِيْقَةُ التي تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللحْمِ. وهو جِبْسٌ لِبْسٌ: أي لَئيمٌ جَبَان. وفي كَلامِه بَعْضُ اللبُوْسَةِ: أي العُهْدَة.
ولَيْسَ له لَبِيْس: أي نَظِيْرٌ.
واللبَاسُ: الخُلْقَانُ من الجُلُوْدِ والمَزَادِ. وفي المَثَل: " الْبَسْ لكُل حالَةٍ لَبُوْسَها ". واللبْسُ: خَلْطُ الأمُوْرِ بَعْضها ببَعْضٍ إذا الْتَبَسَتْ. واللبُوْسُ: الدرْعُ وما تَحَصَّنْتَ به.
واللبَسَةُ: بَقْلَةٌ. وشَجَرَةٌ.
وداهِيَةٌ لَبْسَاءُ: مِثْلُ رَبْسَاءَ. ولَبِسْتُ عليه أُذني: تَصَامَمْت عليه. ولَسْت بلُبْسَةٍ: أي لَسْتُ بمُلْتَبِسِ الرَّأْيِ والأمْرِ.
وأنا في لَبْسَةٍ من أمْرٍ: أي في شَكٍّ منه. و " لَبِسْتُ أُناساً فأفْنَيْتهم ": أي اسْتَمْتَعْتُ بهم.
[لبس] اللُبْسُ بالضم: مصدر قولك لبست الثوب ألبس. واللبس بالفتح: مصدر قولك لَبَسْتُ عليه الأمر ألْبِسُ، أي خلطت، من قوله تعالى: {ولَلَبَسْنا عليهم ما يَلْبِسونَ} . واللَّبْسُ أيضاً: اختلاط الظلام. وفي الحديث: " في الأمر لُبْسَةٌ " بالضم، أي شبهةٌ ليس بواضح. واللِباسُ: ما يُلْبَسُ. وكذلك المَلْبَسُ. واللِبْسُ بالكسر مثله. ولِبْسُ الكعبةِ والهودجِ: ما عليهما من لِباسٍ. قال حميد بن ثور : فلمَّا كَشَفْنَ اللِبْسَ عنه مَسَحْنَهُ * بأطرافِ طِفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما * ولِباسُ الرجل: امرأته. وزوجُها: لِباسُها. قال الله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لَهُنَّ} . قال الجعديّ: إذا ما الضَجيعُ ثَنى جيدَها * تثَنَّتْ عليه فكانت لباسا * ولباس التقوى: الحياء، هكذا جاء في التفسير، ويقال الغليظُ الخشنُ القصيرُ. واللبوسُ: ما يُلْبَسُ. وأنشد ابن السكيت : الْبَسْ لكلِّ حالةٍ لَبوسَها * إمَّا نَعيمَها وإمَّا بوسَها * وقوله تعالى: {وعَلَّمناهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ} ، يعني الدروع. وتَلَبَّسَ بالأمر وبالثوب. ولابَسْتُ الأمر: خالطته. ولابَسْتُ فلاناً: عرَفْت باطنه. وما في فلان مَلْبَسٌ، أي مُسْتَمْتَعٌ. والْتَبَسَ عليه الأمر، أي اختلط واشتبَهَ. والتَلبيسُ كالتدليسِ والتخليطِ، شدِّد للمبالغة. ورجلٌ لَبَّاسٌ ولا تقل ملبس.
لبس
لَبِسَ الثّوب: استتر به، وأَلْبَسَهُ غيره، ومنه:
يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً
[الكهف/ 31] واللِّبَاسُ واللَّبُوسُ واللَّبْسُ ما يلبس. قال تعالى: قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ [الأعراف/ 26] وجعل اللّباس لكلّ ما يغطّي من الإنسان عن قبيح، فجعل الزّوج لزوجه لباسا من حيث إنه يمنعها ويصدّها عن تعاطي قبيح. قال تعالى:
هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ
[البقرة/ 187] فسمّاهنّ لباسا كما سمّاها الشاعر إزارا في قوله:
فدى لك من أخي ثقة إزاري
وجعل التّقوى لِبَاساً على طريق التّمثيل والتّشبيه، قال تعالى: وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ [الأعراف/ 26] وقوله: صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ
[الأنبياء/ 80] يعني به: الدِّرْعَ، وقوله:
فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ [النحل/ 112] ، وجعل الجوع والخوف لباسا على التّجسيم والتشبيه تصويرا له، وذلك بحسب ما يقولون: تدرّع فلان الفقر، ولَبِسَ الجوعَ، ونحو ذلك. قال الشاعر:
كسوتهم من حبر بزّ متحّم
نوع من برود اليمن يعني به شعرا. وقرأ بعضهم : وَلِباسُ التَّقْوى
من اللّبس. أي: السّتر. وأصل اللَّبْسِ: ستر الشيء، ويقال ذلك في المعاني، يقال: لَبَسْتُ عليه أمره. قال:
وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ
[الأنعام/ 9] وقال: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ [البقرة/ 42] ، لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ [آل عمران/ 71] ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام/ 82] ويقال: في الأمر لُبْسَةٌ أي: الْتِبَاسٌ، ولَابَسْتُ الأمر: إذا زاولته، ولَابَسْتُ فلانا: خالطته، وفي فلان مَلْبَسٌ. أي:
مستمتع، قال الشاعر:
وبعد المشيب طول عمر وملبسا

لبس


لَبَسَ(n. ac. لَبْس)
a. Concealed, hid.
b. [acc. & 'Ala], Rendered obscure to; concealed from.
c. [acc. & Bi], Confused, confounded with.
لَبِسَ(n. ac. لُبْس
لِبَاْس)
a. Put on, wore.
b. Associated, consorted, lived with.
c. [La
or
'Ala], Feigned inattention to.
d. [ coll. ], Dressed up, adorned
himself.
لَبَّسَa. see I (a) (b) & VIII (a).
d. Dissembled, dissimulated; disguised; perverted
misrepresented.
e. [ coll. ]
see IV (b)
لَاْبَسَa. Associated, mixed with; knew intimately.
b. Interfered, intermeddled with; engaged in.

أَلْبَسَa. Covered; overspread.
b. Put on, clad, clothed, decked with, in.
c. see VIII (a)
تَلَبَّسَ
a. [Bi], Put on; clad, dressed himself in; wore.
b. [Bi], Occupied himself with; engaged in; intermeddled
with; became implicated in.
c. [Bi], Clung, clave, stuck to.
إِلْتَبَسَa. Was obscure, confused, enigmatical; was involved
complicated.
b. Was disordered; was entangled, ravelled (
thread ).
c. [Bi], Became mixed with.
d. ['Ala], Was obscure, dubious to.
e. [Fī], Was doubtful about.
f. see V (b)g. [Bi], Overtook (horseman).
h. [Bi], Made to be an accompaniment, an adjunct.

لَبْسa. Confusion, confusedness; obscurity; ambiguity
ambiguousness, dubiousness.

لَبْسَةa. A putting on ( a garment ).
لِبْس
(pl.
لُبُوْس)
a. see 23 (a)
لِبْسَةa. Dress, attire.

لُبْس
لُبْسَة
لَبَسa. see 1
مَلْبَس
(pl.
مَلَاْبِسُ)
a. see 23 (a)
b. Profit.

مِلْبَسa. see 23 (a)
لَاْبِسa. see 25 (a)
لِبَاْس
(pl.
لُبُس
أَلْبِسَة
15t)
a. Garment, vestment; clothes, clothing, dress, apparel
raiment, vesture.
b. Covering.
c. Confusion, disorder; hurly-burly, hubbub.

لَبِيْس
(pl.
لُبُس
لَبَاْئِسُ
46)
a. Clothed, dressed.
b. Worn, used, shabby.
c. Like, equal, match.

لَبُوْسa. see 23 (a)b. Coat of mail.
c. Weapon.
d. see 28
لَبُوْسَة
لُبُوْسَةa. see 1
لَبَّاْسa. One wearing much clothing.
b. Muddler.
c. Dissembler.

N. P.
لَبڤسَ
(pl.
مَلَاْبِيْسُ)
a. see 23 (a)
N. P.
لَبَّسَa. see N. Ag.
إِلْتَبَسَb. [ coll. ], Comfits, sugar-plums;
bonbons; lozenges.
N. Ac.
لَبَّسَa. Obscurity; ambiguity, equivocation.

N. Ag.
أَلْبَسَa. see N. Ag.
VIII
N. Ag.
إِلْتَبَسَa. Obscure, ambiguous, intricate; enigmatical; dubious
equivocal.

N. Ac.
إِلْتَبَسَa. see 1
لِبَاس الرُّجُل
a. A man's wife.

لِبَاس المَرْأَة
a. A woman's husband.

لِبَاس التَّقْوَى
a. The apparel of piety: modesty, shame; righteous
conduct; faith.

لِبَاس الجُوْع
a. The utmost degree of hunger.

إِنَّ فِيْهِ لَمَلْبَسًا
a. He has no pride.
لَبَسَ لَهُ أُذُنَهُ
a. He feigned himself heedless of him.
ل ب س

لبس الثوب لبساً، وتلبّس بلباس حسن ولباساً حسناً، وعليه ملبس بهيٌّ ولبوس من ثوب أو درع، وعليهم ملابس ولبس. وملاءة لبيس، ومزادة لبيس: خلق. قال الكميت:

تتبّعها بالطعن شرراً كأنما ... يُبجّس روقاه المزاد اللبائسا

وهو لبس الكعبة. وكشف عن الهودج لبسه. قال:

فلما كشفن اللبس عنه مسحنه ... بأطراف طفلٍ زان غيلاً موشّماً

وما لبست هذا الثوب إلا لبسةً واحدةً، وما أحسن لبسته! ولبّس الحقّ بالباطل. ولبس عليه الأمر ولبسه. ولابس عمل كذا. والتبس به وتلبّس. ولابست فلاناً حتى عرفت دخلته: خالطته. والتبست عليه الأمور، وفي أمره لبسٌ ولبسة بالضم إذا لم يكن واضحاً.

ومن المجاز: فيه ملبسٌ: مستمتع. قال امرؤ القيس:

ألا إن بعد العدم للمرء قنية ... وبعد المشيب طول عمرٍ وملبساً

وفلان قد لبس الاس: عاش معهم، ولبس أياه: مليه. قال:

لبست أبي حتى تملّيت عمره ... وملّيت أعمامي وملّيت خاليا وقال:

لبست أناساً فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا

والبس الناس على قدر أخلاقهم: عاشرهم. ولكل زمان لبسه أي حالة يلبس عليها من شدّه ورخاه. ولبست فلاناً على ما فيه: احتملته وقبلته. قال لبيد:

وإني لأعطي المال من لا أودّه ... وألبي أقواماً على الشّنآن

ولبست على كذا أذني إذا سكتّ عليه ولم تتكلّم وتصائمت عنه. قال ابن مفزّع:

فلبست سمعك ثم قلت أرى العدى ... كثروا وأخلف موعدي أشياعي

ويقال: لباس التقوى الحياء " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف " والسمحاق لبس العظم. والتبست به الخيل: لحقته. قال الفرزدق:

وأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... يقظ عانياً أو جيفةً بين أنسر
[لبس] فيه: "أو "يلبسكم" شيعًا"، اللبس: الخلط، لبست الأمر- بالفتح، إذا خلطت بعضه ببعض، أي فرقًا مختلفين. ك: أصحاب أهواء مختلفة، "ويذيق بعضكم باس بعض" أي يقتل بعضكم بعضًا، وهاتان أي المحنتان أو البليتان وهما اللبس والإذاقة أهون، ومر "شيعًا" في ش. ش: يزيح كل "لبس"، هو بالفتح مصدر لبست عليه الأمر -بالخفة: خلطته عليه وشككته فيه، والأمر لبسة بالضم. نه: ومنه: ح: "فلبس" عليه صلاته. وح: من "لبس" على نفسه لبسًا، كله بالتخفيف وربما شدد للتكثير. ك: "فلبس" عليه صلاته، أي خلط عليه أمر صلاته. ط: لبس بالفتح، قوله: فليطرح الشك- أي ما فيه شك. مف: هو بتشديد أي خلط وشوش عليه خاطره. ط: إنما "يلبس" علينا القرآن مثل هؤلاء، فيه أن ترك السنن والآداب منه باب الفتوحات الغيبية وأنه يسري إلى الغير وأن بركتها تسري في الغير، ثم تأمل أن مثله صلى الله عليه وسلم إذا كان يتأثر من مثل تلك الهيئة فكيف بالغير من أهل الأهواء والبدع! وصحبة الصالحين بعكسه. نه: ومنه ح ابن صياد: "فلبسني"، أي جعلني ألتبس في أمره. وحديثه: "لبس" عليه. ط: بضم لام وخفة باء. وح: "لا تلتبس" به الألسن، أي لا يقرأ بكل لغات بل بالعربية، أو لا يخلط به غيره بحيث يشتبه الأمر، أو لا يتعسر على أهل اللغات المختلفة بل يسهل عليهم أجمعين. ش: أي لا تغيره عما هو فيه فيختلط بكلام مخلوق. ن: و"يلبسها" علي، بفتح ياء وكسر موحدة، أي يخلطها. وح: قد اسود من طول ما "لبس"، لبس الحصير: افتراشه. ك: بضم لام وكسر باء. ج: لا "تلبسوا" علينا، التلبيس: التخليط والتشكيك. ك: "لا يلبس" القميص- بفتح أوله وثالثه وضم سين خبرًا وكسرها نهيًا، يريد أنه يجوز الصلاة بدون القميص وغيره من المخيط. وح: "لتلبسها" صاحبتها- مر في جلباب. وح: "فليلبس" سراويل- للمحرم، باللام الجارة للبيان، أي هذا الحكم للمحرم، وفي بعضها بحذفها فهو فاعل يلبس. وح: "يلبس" من لا خلاق له، بفتح موحدة، ويقيد بالرجال. ن: إياكم و"لبوس" الحرير، بفتح لام. نه: ومنه ح: فجاء الملك فشق عن قلبه، قال: فخفت أن يكون قد "التبس" بي، أي خولطت في عقلي. وفيه: فيأكل وما "يتلبس" بيده طعام، أي لا يلزق به لنظافة أكله. ومنه: ذهب ولم "يتلبس" من الدنيا بشيء. وفيه: نهى عن "لبستين"، هي بكسر لام: الهيئة والحالة، ويروى بالضم على المصدر، والأول الوجه. ك: وهما الاحتباء واشتمال الصماء، واختصر بذكر أحدهما لشهرة الآخر. غ: "و"للبسنا" عليهم ما "يلبسون"": شبهنا عليهم وأضللناهم كما ضلوا. "و"لباس" التقوى" الإيمان أو الحياء. و"اللبوس": الدرع، لأنه يلبس. وح: من "لبس" ثوب شهرة- مر في ثوب.
ل ب س

لبِسَ الثَّوَب لُبْساً ولِبَاساً وألْبَسَهُ إيَّاهُ وأَلْبَسَ عليكَ ثَوْبَكَ وثَوْبٌ لَبِيسٌ قد لُبِسَ فأخْلَقَ وكذلك مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ والجمع لُبُسٌ وكذلك المَزَادةُ وجمعُها لبَائِسُ قال الكُمَيْتُ يصِفُ الثَّورَ والكِلابَ

(تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حتَّى كأنَّما ... يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبائِسَا)

يعني التي قد اسْتُعمِلَت حتى أخْلَقَتْ فهو أطْوعُ للشَّقِّ والخَرْق ودارٌ لبيسٌ على التشْبيهِ بالثَّوْبِ الملْبوسِ الخَلَق قال

(دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسٌ ... ) (ليْسَ بِها من أهْلِها انيسُ ... )

وحَبْلٌ لَبيسٌ مستعْملٌ عن أبي حنيفَةَ ورَجُلٌ لَبِيسٌ ذُو لِبَاسٍ على النَّسَب حكاهُ سيبويه ولَبُوسٌ كثيرُ اللِّباسِ واللَّبُوسُ الثِّيابُ والسِّلاحُ مذكَّر فإن ذَهَبْتَ بِهِ إلى الدِّرْعِ أنَّثْتَ ولِبْسُ الهَوْدجِ ما عليه من الثياب وكذلك لِبْسُ الكَعْبةِ وإنه لحَسَنُ اللِّبْسَةِ واللَّباسِ ولِبَاسُ الثَّورْ أَكِمَّتُهُ ولِبَاسُ كلِّ شيء غِشاؤه وقوله تعالى {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} البقرة 187 أي مثْلُ اللِّبَاسِ قالَ الزَّجَّاجُ قد قِيلَ فيِه غير ما قَوْلٍ قيل المَعْنَى تُعانِقونَهُنَّ وتُعَانِقْنَكم وقيل كلُّ فريقٍ منك يسْكُن إلى صاحبِه ويُلابِسُهُ كما قال تعالى

(وجَعَلَ مِنِها زَوْجَها ليسْكُن إِليْها} الأعراف 189 والعربُ تسمِّي المرأةَ لِباساً وإزاراً ولِباسُ التَّقْوَى الحَياءُ وأُلْبِسَتِ الأَرضُ غطَّاها النَّبْتُ والمَلْبَسُ كاللِّباس وفي فلانٍ مَلْبسٌ أي مُسْتَمَعٌ وجاءْ لابِساً أُذُنَيْهِ أي مُتغافِلاً وقد لَبِسَ له أُذُنَهُ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ

(لبِسْتُ لِغالبٍ أُذُنيَّ حتى ... أراد لِقَوْمِهِ أنْ يَأْكُلُونِي)

يقول تغافَلْتُ عنهم حتَّى أطْمَعَ قَوْمَه فيِّ واللَّبْسُ واللَّبَسُ اختلاطُ الأمر لبَسَهُ علَيْهِ يَلْبِسُهُ لَبْساً فالْتَبَسَ وتلَبَّسَ بي الأمْرُ اختلَطَ وتعلَّق أنشد أبو حنيفةَ

(تلبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ)

وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أي الْتِباسٌ وأعْرض ثوبُ المُلْبِسِ إذا سأَلْتَه في أمْرٍ فلم يُبَيِّنْه لكَ وفي كَلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ أي أنه مُتَلَبِّس عن اللِّحيانِيِّ ولبَّسَ الشيءُ الْتَبَسَ وهو من باب قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لذي عَيْنَيْنِ ولابَسَ الرَّجُلَ خالَطَهُ ورجُلٌ إِلْبِيسٌ أحْمَقُ واللَّبْسَة بقْلَةٌ
لبس
لبَسَ/ لبَسَ على يَلبِس، لَبْسًا، فهو لابس، والمفعول ملبوس
• لبَس الأمرَ عليه: خلَطه وعمّاه حتّى لا يعرف حقيقتَه " {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} ".
• لبَس عليه الأمرُ: اختلط واشتبه بغيرِه. 

لبِسَ يَلبَس، لُبْسًا، فهو لابس، والمفعول مَلْبوس
• لبِس الثَّوبَ وغيره: اكتسى به، استتر به "لبس ملابسَ النَّوم- {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} - {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} " ° لبِس الحِدادَ: لبس لباسًا خاصًّا إثر وفاة عزيز عليه- لبِس النّاسَ: عاش معهم- لبِس بها زمانًا: تزوّجها زمنًا- لبِس فلانًا على ما فيه: احتمله وقبله- لبِس له أذنيه: تغافل عنه ولم يتكلَّم- لبِس له جِلْدَ النِّمر [مثل]: كشف له عن عداوته، عامله بوحشيَّة- لبِس مُسوحَ الرُّهبان: تظاهر بالبراءة والطِّيبة. 

ألبسَ/ ألبسَ على يُلبس، إلباسًا، فهو مُلْبِس،

والمفعول مُلْبَس
• ألبسه ثوبًا ونحوَه: كساه إيّاه، غطّاه به "ألبستهم ملابسَ جديدة- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يُلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [ق] ".
• ألبس عليه الأمرُ: لبَس؛ اشتبه واختلط. 

التبسَ بـ/ التبسَ على يلتبس، التباسًا، فهو مُلْتَبِس، والمفعول مُلتبَس به
• التبس بعمل كذا: خالطه.
• التبس عليه الأمرُ: لبَس؛ أُشكل واختلط واشتبه، كان غير واضح "أعاد صياغة فكرته منعًا للالتباس- التبس عليه الحقُّ بالباطل- المشكلة ملتبسة على الطَّرفين- رفع الالتباس عن الموضوع" ° الْتُبِسَ به: خُولط في عقله. 

تلبَّسَ بـ يتلبَّس، تلبُّسًا، فهو مُتلبِّس، والمفعول مُتلبَّس به
• تلبَّس به الأمرُ: اشتبه واختلط عليه، تعلّق به واختلط "تلبَّس حُبُّها بدمه- ذهب من الدُّنيا ولم يتلبَّس منها بشيء".
• تلبَّس الشَّخْصُ بجريمة: ارتكبها "تلبس بجريمة قتل- داهمته رجالُ الشُّرطة في حالة تلبُّس".
• تلبَّس الشَّخْصُ بدور مسرحيّ: تفاعل معه تفاعلاً كاملاً "تلبَّس بدور عمر بن عبد العزيز". 

لابسَ يلابس، مُلابَسةً، فهو مُلابِس، والمفعول مُلابَس
• لابس الشَّخصَ: خالطه واتَّصل به "يُلابِس القضيَّةَ غموض كبير".
• لابس التِّجارةَ: زاولها. 

لبَّسَ يلبِّس، تلبيسًا، فهو مُلبِّس، والمفعول مُلبَّس
• لبَّس الشَّخْصَ/ لبَّس الشَّيءَ: ألبسه؛ كساه، غطَّاه "لبَّست أطفالَها ملابسَ المدرسة- لبَّسه تاجَ الإمارة".
• لبَّس عليه الحقائقَ: خلَّطها وستر حقيقتَها وأظهر خِلافَها، جعلها غير واضحة "لبَّس على القاضي- لبّس المشكلةَ على أبيه- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَّسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [ق]: عمَّينا وشبَّهنا". 

التباس [مفرد]:
1 - مصدر التبسَ بـ/ التبسَ على.
2 - (سف) عدم التَّمييز بين شيئين مختلفين واعتبارهما شيئًا واحدًا، عدم الوضوح وإدراك المضمون.
3 - (نف) اختلاط الأفكار بدون رابط منطقي بينها.
• الالتباس الدِّلاليّ: (لغ) احتمال الكلام لأكثر من معنى، وقد يكون ذلك نتيجة للتَّعقيد المعنويّ.
• الالتباس النَّحويّ: (نح) عبارة تتحمّل أكثر من معنى بسبب تركيبها النَّحويّ. 

لِباس [مفرد]: ج ألبسة ولُبُس:
1 - لِبْس؛ ما يستر الجسمَ، أو ما يُلْبَس من كسوة "لباس السَّهرة: ثوب السَّهرة الرسميّ- لباس رسميّ/ عسكريّ- لباس الشَّاطئ: ملابس مناسبة للسِّباحة أو ركوب القارب أو التَّشمُّس- {يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} " ° لباس التقوى: الإيمان والعمل الصالح/ الحياء- لباس الجوع والخوف: الآلام.
2 - زوج وزوجة " {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}: أن كليهما يمنع الآخرَ عمَّا لا يحلّ، فكما يمنع اللباسُ الحرَّ والبرد فكذلك كلّ منهما يمنع الآخرَ ويستره عن الفاحشة". 

لَبَّاسة [مفرد]: اسم آلة من لبِسَ: أداةٌ يُستعان بها على لُبْس الحذاء. 

لَبْس [مفرد]:
1 - مصدر لبَسَ/ لبَسَ على.
2 - شكّ وشبهة وحيرة " {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} ".
3 - (لغ) الالتباس؛ احتمال اللّفظ أو العبارة لأكثر من معنى، وقد يكون اللّبس نتيجة للتعقيد اللفظيّ. 

لُبْس [مفرد]:
1 - مصدر لبِسَ.
2 - ما يُلْبَس "لُبْس هذه المرأة أنيق". 

لِبْس [مفرد]: ج لُبُوس: لِباس؛ ما يُلْبَس من كسوة "علّق لِبْسَه على الشمَّاعة- اشترى لِبْس العيد" ° حجرة اللِّبْس: حجرة في بيت أو مسرح ونحوهما لتغيير الملابس ووضع الزِّينة. 

لَبُوس1 [مفرد]: ج لُبُس:
1 - لِبْس؛ ما يُلْبَس من كسوةٍ وغيرها "الْبِس لكلِّ حالةٍ لَبُوسَها: ما يلائمها".
2 - دِرْعٌ
 " {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} ". 

لَبُوس2 [جمع]: مف لَبُوسة: (طب) دواءٌ على شكل أقماع يُوضَع في الدُّبُر أو القُبُل فيذوب. 

مُلابسة [مفرد]: ج مُلابسات:
1 - مصدر لابسَ.
2 - ما يتعلّق بأمر أو شيء (عادة في صيغة الجمع) "تحيط بالقضيّة ملابسات غامضة". 

مُلَبَّس [جمع]: مف مُلبَّسة: لَوْزٌ ونحوه يُغَلَّف بطبقة يابسة من الحلوى "يُحِبُّ الأطفالُ أكلَ المُلَبَّس". 

مَلْبَس [مفرد]: ج مَلاَبِسُ: لباس، كُلُّ ما يُلْبَس من ثيابٍ ونحوها "ملبس الوقاية- ملابس داخليّة: ثياب تحتيّة ترتدى تحت ثياب خارجيّة- حجرة/ صناعة الملابس". 

ملبوسات [جمع]: مف ملبوس: ملابسُ؛ كُلُّ ما يُرْتَدَى من ثيابٍ ونحوها "ملبوسات رياضيَّة/ جاهزة/ سياحيَّة/ جلديَّة". 

لبس

1 لَبِسَ الثَّوْبَ, aor. ـَ inf. n. لُبْسٌ (S, M, A, Msb, K) and لِبَاسٌ, (M,) [He put on, or wore, the garment.] You also say, اِلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ [Put on thee thy garment]. (M.) And لَبِسَ السِّلَاحَ [He wore, or put on, the weapon, or weapons]. (S, K, in art. سلح, &c.) [See also 5.] b2: لَبِسَ الحَيَآءَ لِبَاسًا (assumed tropical:) [He put on pudency as a garment;] he protected himself by pudency. (IKtt.) b3: لَبِسَ لَهُ أُذُنَهُ (tropical:) He feigned himself inattentive to him, or heedless of him. (M. [See also أُذُنٌ.]) And لَبِسْتُ عَلَى كَذَا أَذُنِى (tropical:) I was silent respecting such a thing, and feigned myself deaf to it. (A.) [Contr. of نَشَرْتُ لَهُ أُذُنِى.] b4: لَبِسَ امْرَأَةً (tropical:) He had the enjoyment of a woman, or wife, [meaning, of her converse and services,] for a long time. (K, TA.) And لَبِسَ فُلَانَةَ عُمْرَهُ (tropical:) He had such a girl, or woman, with him during the whole period of his youth. (K, TA.) and لَبِسَ الناسَ (tropical:) He lived with the people. (A.) And لَبِسَ قَوْمًا (tropical:) He lived, or enjoyed, a period of time, or a long period of time, (دَهْرًا,) with the people. (K, * TA.) [And لَبِسَ أَبَاهُ, which is explained in the TA by مَلَّهُ, which I also find in a copy of the A thought to have been used by the author of the TA: but, from what follows, it appears to me that the right reading is مُلِّيَهُ, and the meaning, (tropical:) He enjoyed long life with his father: or he lived the period that his father lived: or he lived with his father all his (the latter's) life: see a verse of Ibn-Ahmar cited voce أَبْلَى in art. بلو. See also a verse of El-'Ajjáj cited voce خَلَجَ.] You say also, لَبِسْتُ فُلَانًا (tropical:) I took, or chose, such a one particularly, or specially, as a friend or companion. (Er-Rághib in TA art. بطن.) And اِلْبَسِ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ أَخْلَاقهِمِْ (tropical:) Consort thou with men [according to their natural dispositions]. (A, TA.) And لَبِسْتُ فُلَانًا عَلَى مَا فِيهِ (tropical:) I tolerated such a one, and accepted him, [and continued to associate with him, notwithstanding what was in him.] (A, TA.) A2: لَبَسَ عَلَيْهِ الأَمْرَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, M, Msb, K,) inf. n. لَبْسٌ, (S, M, Msb,) He made, or rendered, the thing, or case, or affair, confused to him: (S, M, Msb, K:) and ↓ لبّسهُ, (A, Msb,) inf. n. تَلْبِيسٌ, (S, K,) signifies the same in an intensive degree: (S, * Msb, K: *) or the former signifies either as above, or he concealed the thing, or case, or affair, from him: (R, MF:) and [in like manner] تَلْبِيسٌ is syn. with تَدْلِيسٌ, (K,) or is similar thereto: (S:) and the former also signifies he made, or rendered, the thing, or case, or affair, dubious to him; (TA;) [as also ↓ لبّسهُ: both signify he involved the thing, or case, or affair, in confusion, or doubt, to him: and he concealed, disguised, or cloaked, it to him.] It is said in the Kur., [vi. 9,] وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ And we would make confused to them what they make confused: (S, Msb:) or make dubious to them what they make dubious, and would make them to err like as they have made to err. (TA.) and again, [ii. 39,] وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ And do not ye confound the truth with falsity. (Ibn-'Arafeh.) And again, [vi. 82,] وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ And have not mixed up their belief with polytheism. (TA.) And again, [vi. 65,] أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا Or to confuse your case, [making you to be of different parties,] with the confusion of discordance and of agreement. (TA.) You say also, لَبَسَنِى, meaning, He, or it, made me to become confounded, or in doubt, (جَعَلَنِى أَلْتَبِسُ,) respecting his case, or affair. (TA, from a trad.) 2 لَبَّسَ see 4: b2: and see also لَبَسَ, in three places. [تَلْبِيسٌ, alone, often signifies The involving a thing in confusion, or doubt: and the practising concealment, or disguise.]

A2: See also 8.3 لابس الرَّجُلَ, [inf. n. مُلَابَسَةٌ and لِبَاسٌ,] He mixed, consorted, or held social intercourse, with the man; syn. خَالَطَهُ. (M, A, Msb. *) [Hence, app., it is said that] اللِّبَاسُ signifies, (K,) or is from المُلَابَسَةُ, which signifies, (Ibn-'Arafeh) The mixing one's self and congregating: or the being mixed and congregated. (Ibn-'Arafeh, K.) Yousay, لَا بَسْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُ دُخْلَتَهُ I mixed with him [until I knew his mind, or inward state or circumstances]. (A.) And لَا بَسْتُهُ [alone] signifies I knew his mind, or inward state or circumstances. (S, K.) b2: لابس الأَمْرَ, and لابس عَمَلَهُ: see 5. b3: [مُلَابَسَةٌ often signifies A close, or an intimate, connexion between two things.] See also 8.4 البسهُ الثَّوْبَ [He put on him, or clad or decked him with, the garment, and so, vulg., ↓ لبّسهُ]. (M, Msb.) b2: البسهُ also signifies He, or it, covered him, or it: (K:) or overspread him, or it; i. e. covered the whole thereof. (AA.) Yousay, الحَرَّةُ الأَرْضُ الَّتِى أَلْبَسَتْهَا حِجَارَةٌ سُودٌ [The حرّة is ground which black stones have covered, or covered the wholly]. (TA.) And أَلْبَسَتِ السَّمَآءَ السَّحَابُ. (TA,) or أَلْبَسَ, (AA,) [The clouds covered the sky, &c.;] but you do not say, لَبِسَ السَّمَآءُ السَّحَابَ. (AA.) And أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ [The night covered us, &c.]; but not لَبِسْنَا اللَّيْلَ. (AA.) And البسهُ الشَّبَابُ: see 1 in art. غطو and غطى.

A2: أَلْبَسَتِ الأَرْضُ The land became covered by plants, or herbage. (M.) A3: See also 8.5 تلبّس بِالثَّوْبِ (S, K) He clad himself [lit. mixed himself, being explained by إِخْتَلَطَ,] with the garment. (K.) You say, تلبّس بِلِبَاسٍ حَسَنٍ and لِبَاسًا حَسَنًا [He clad himself with goodly clothing]. (A, TA.) b2: [Hence,] تلبّس بِالأَمْرِ (S, K) [and بِهِ ↓ التبس] He employed, busied, or occupied, himself [lit. mixed himself] with the affair; engaged in it; entered into it; became involved in it, or implicated in it; (K;) and [in like manner] الأَمْرَ ↓ لَابَسَ, syn. خَالَطَهُ. (S, K. *) You say also, عَمَلَهُ ↓ لَابَسَ and بِهِ ↓ التبس and تلبسّ بِهِ [He employed, busied, or occupied, himself with his work, or the like]. (A, TA.) [See 8.]

b3: تلبّس الطَّعَامُ بِاليَدِ The food stuck to the hand. (K.) b4: تلبّس بِىَ الأَمْرُ The thing, as, for instance, love, mingled with me, and clung to me. (M.) [See an ex. in a verse cited voce عَطْفَةٌ.]8 التبس It (spun thread) became entangled. (Lth, Az, Sgh, in TA, art. عسر.) b2: It (a thing, or an affair, or a case) became [involved, complicated,] confounded, or confused, (S, M, Msb, *) and dubious; (S, Msb;) as also ↓ أَلْبَسَ, (TA,) and ↓ لَبَّسَ, which last belongs to the class of بَيَّنَ in the phrase قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ (M, TA.) [You say, التبس الشَّىْءُ بِشَىْءٍ آخَرَ The thing became confounded with another thing; as, for instance, a subst. with a part. n. when both are written in the same manner, as in the case of كَاهِلٌ.] And التبس عَلَيْهِ الأَمْرُ The thing, or affair, became confused and dubious to him. (S.) And جَعَلَنِى أَلْتَبِسُ فِى أَمْرِهِ [He, or it, made me to become confounded, or in doubt, respecting his case, or affair]. (TA.) and اُلْتُبِسَ بِى I was, or became, disordered in my mind. (K, * TA, from a trad.) b3: التبس بِعَمَلِهِ

&c.: see 5. b4: اِلْتَبَسَتْ بِهِ الخَيْلُ (tropical:) The horsemen overtook him. (A, TA.) b5: [التبس بِهِ also signifies He, or it, made it to be, or had it, as an accompaniment, or an adjunct. Hence, one of the uses of the preposition بِ is explained by some as being لِلْاِلْتِبَاسِ: by others, ↓ لِلْمُلَابَسَةِ, or لِلْمُصَاحَبَةِ: all of which signify nearly the same. For instance, it is said in the Mgh, art. توج, that in the phrase التَّمَاثِيلُ بِالتِيجَانِ “ the effigies with the crowns ” upon pieces of money, بالتيجان is used as a denotative of state, meaning مُلْتَبِسَةً بِالِتّيجَانِ and مَقْرُونَةً مَعَهَا accompanied with the crowns, as their attributes: and نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ “ we declare thy remoteness from evil, with the praising of Thee,” in the Kur ii. 28, is explained by Bd and others as meaning, مُلْتَبِسِينَ بِحَمْدِكَ making the praising of Thee to be as an accompaniment, or an adjunct, to our doing that: and تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ “ growing, with oil ”, in the same, xxiii. 20, as meaning, مُلْتَبِسًا بِالدُّهْنِ having oil as an accompaniment to its growth. Sometimes, in such instances, we find مُتَلَبِّسًا and مُتَلَبِّسِينَ in the places of مُلْتَبِسًا and مُلْتَبِسِينَ: see 5.]

لَبْسٌ Confusedness of a thing or an affair or a case; as also ↓ لَبَسٌ: (M:) [and ↓ لُبْسٌ and ↓ لُبْسَةٌ and ↓ لَبُوسَةٌ and ↓ لُبُوسَةٌ have the same, or a similar, signification.] You say, فِى رَأْيِهِ لَبْسٌ In his judgment, or opinion, is confusedness. (K.) and ↓ فِى الأَمْرِ لُبْسَةٌ (S, M, * A, Msb, K *) and ↓ لُبْسٌ (M, A, Msb.) In the thing, or affair, or case, is confusedness, and dubiousness; (S, M, Msb, K; *) obscureness, or want of clearness. (S, A.) And ↓ فِى حَدِيثِهِ لُبْسَةٌ In his discourse is confusedness and dubiousness; it is not clear. (TA.) And ↓ فِى كَلَامِهِ لَبُوسَةٌ and ↓ لُبُوسَةٌ In his language is confusedness and dubiousness. (M.) b2: Also, The confusedness of darkness, or the beginning of night. (S.) لُبْسٌ: see لَبْسٌ, in two places: A2: and see لِبَاسٌ.

لِبْسٌ: see لِبَاسٌ, in five places: b2: and see لِبْسَةٌ.

لَبَسٌ: see لَبْسٌ.

لَبِسٌ A man possessing clothing, dress, or apparel: a possessive epithet. (Sb, M.) لَبْسَةٌ [A single art of putting on, or wearing, a garment]. You say, لَبِسْتُ الثَّوْبَ لَبْسَةً وَاحِدَةً

[I put on, or wore, the garment once]. (TA.) لُبْسَةٌ: see لَبْسٌ, in three places.

لِبْسَةٌ A mode, or manner, of putting on, or wearing, apparel; or of dressing one's self. (IAth, K.) [Hence the saying,] لِكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ (tropical:) For every time there is a mode of attiring one's self, according as it is a time of straitness or of plenty. (A, TA.) A2: A certain sort of garments, or cloths; as also ↓ لِبْسٌ. (K.) لِبَاسٌ [Clothing; dress; apparel;] what is worn; as also ↓ لِبْسٌ, and ↓ مَلْبَسٌ (S, M, * Msb, K) and ↓ مِلْبَسٌ (K) and ↓ لَبُوسٌ; (S, K;) or the last signifies garments, or pieces of cloth: (M:) the pl. of the first is لُبُسٌ, like as كُتُبٌ is pl. of كِتَابٌ: and that of مَلْبَسٌ is مَلَابِسُ. (Msb.) Hence, لَباسُ الكَعْبَةِ, and الهَوْدَجِ, (Msb,) or الكَعْبَةِ ↓ لِبْسُ, and الهَوْدَجِ, (S, M, A, K,) The clothing, (S, Msb, K,) or covering of pieces of cloth, (M,) of the Kaabeh, and of the [camel-litter called] هودج. (S, M, Msb, K.) and لِبَاسُ التَّقْوَى, in the Kur [vii. 25,] (TA,) [(assumed tropical:) The apparel of piety: or] (tropical:) thick, or coarse, and rough, and short, apparel: (S:) or (tropical:) the covering of that portion of the person which modesty forbids one to expose; (K;) at which the preceding words of the verse glance; indicating that this is the main purpose of clothing; the additional purpose being to beautify and adorn one's self, and to repel heat and cold: (TA:) or (tropical:) honest shame, or the shrinking of the soul from foul conduct, through fear of blame; syn. الحَيَآءُ: (S, M, A, K:) or (tropical:) righteous conduct: (TA:) or (tropical:) faith. (Es-Suddee, K.) And ↓ اللِّبْسُ, (K,) written by Sgh ↓ اللُّبْسُ, (TA,) or لِبْسُ العَظْمِ, (A, TA,) (tropical:) i. q. السِّمْحَاقُ [The pericranium]: (A, K:) to which is added, in some of the copies of the K, in the handwriting of the author, i. e., a thing pellicle that is between the skin and the flesh. (TA.) b2: The covering of anything. (M.) [Hence,] لِبَاسُ النَّوْرِ The outer coverings, or calyxes, of flowers. (M.) It is said in the Kur [lxxviii. 10,] وَجَعَلْنَا الْلَّيْلَ لِبَاسًا (assumed tropical:) [And we have made the night to be a covering]: i. e., it covers, veils, or conceals, you by its darkness. (TA.) b3: A man's wife; (S, M, * K; *) like إِزَارٌ: (M:) and a woman's husband: (S, M, * K: *) occurring in the Kur ii. 183: (S, M:) or there meaning like a garment: (M, TA:) because each embraces the other: or because each goes to the other for rest, and consorts with (يُلَابِسُ) the other: (Zj, M, Bd, * TA:) from المُلَابَسَةُ, signifying “ the mixing one's self and congregating,” or “ the being mixed and congregated: ” (Ibn-'Arafeh, TA:) or because each conceals the state of the other, and prevents the other from acting viciously. (Bd.) b4: لِبَاسُ الجُوعِ (tropical:) The utmost degree of hunger; (K, TA;) when people are so hungry that they eat camels' fur with blood: (TA:) so termed because all-involving. (K.) It is said in the Kur [xvi. 113,] فَأَذَاقَهَا اللّٰهَ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ (tropical:) [So God made her to taste the utmost degree of hunger and of fear]. (K, * TA. [See also 4 in art. ذوق.]) لَبُوسٌ: see لِبَاسٌ. b2: A coat of mail: (S, M, K:) in which sense it is fem: (M:) [and, like دِرْعٌ, sometimes masc.: see an instance voce مَسْرُودٌ:] or coats of mail: (so in one copy of the S:) so in the Kur xxi. 80. (S, TA.) b3: A weapon: in which sense it is masc. (M.) A2: See also لَبَّاسٌ.

لَبِيسٌ Much, or often, worn: (Msb:) or worn-out: (M, A, K:) applied to a garment: (M, Msb, K:) and to [the kind of garment called] a مِلْحَفَة: (M:) and to [the kind called] a مُلَآءَة: (A, TA:) without ة: (M, * A, * TA:) and to [a leather water-bag such as is called] a مَزَادَة: (M, A;) meaning used until worn-out: (M:) and to a rope; meaning used: (AHn, M:) and to a house (دار); [meaning impaired by time;] likened to a worn-out garment: (M:) pl. لُبُسٌ; and, when the sing. is applied to a مزادة, the pl. is لَبَائِسُ. (M.) A2: A like: (K:) from المُلَابَسَةُ, signifying “ the mixing ”, or “ consorting ”. (Aboo-Málik.) You say, لَيْسَ لَهُ لَبِيسٌ He, or it, has not a like. (K.) لَبُوسَةٌ and لُبُوسَةٌ: see لَبْسٌ; each in two places.

لَبَّاسٌ A man having many clothes; (K;) as also ↓ لَبُوسٌ: (M, TA:) or who wears much clothing; syn. كَثِيرُ اللُّبْسِ: (so in the K accord. to the TA:) or who confuses, or confounds, much; syn. كَثِيرُ اللَّبْسِ: (so in a copy of the K [and this signification seems to be implied by what immediately precedes, and by what follows, رَجُلٌ لَبَّاسٌ in the S: in the CK, اللَّبْسِ, which is evidently a mistake:]) you should not say مُلَبِّسٌ; (S, K;) for this is vulgar. (TA.) جَآءَ لَابِسًا أُذُنَيْهِ (tropical:) He came feigning himself inattentive, or heedless. (M.) [Contr. of نَاشِرًا

أُذُنَيْهِ.]

مَلْبَسٌ: see لِبَاسٌ. b2: مَا فِى فَلَانٍ مَلْبَسٌ (tropical:) There is no profit (مُسْتَمْتَعٌ) in such a one, (S, M, A, [but in the M and A, مَا is omitted, and the only explanation is the word which I have given in Arabic.]) b3: إِنَّ فِيهِ لَمَلْبَسًا Verily in him is no pride, or greatness; expl. by مَا بِهِ كِبْرٌ, or كِبرٌ, accord. to different authorities [and different copies of the K]: this explanation is by Az. (TA.) b4: أَعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ and ↓ المِلْبَسِ and ↓ المُلْبِسِ (IAar, K) and ↓ المُلْتَبِسِ: (TA:) see عَرُضَ, under which it is explained.

مُلْبِسٌ: see مُلْتَبِسٌ: and مَلْبَسٌ.

مِلْبَسٌ: see لِبَاسٌ: and مَلْبَسٌ.

مُلَبِّسٌ: see لَبَّاسٌ.

أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ A confounded, or confused, and dubious, thing affair, or case; as also ↓ مُلْبِسٌ. (K, TA. [In the CK, بِالاَمْرِ is wrongly inserted after ملتبس.]) b2: See 8. b3: And see also مَلْبَسٌ.
لبس
لَبِسَ الثَّوْبَ، كسَمِعَ، يَلْبَسَه لُبْساً، بالضّمّ، وأَلْبَسَه إِيّاه، ويُقَال: إلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ. ومنَ المَجاز: لَبِسَ امْرَأَةً، إِذا تَمَتَّعَ بهَا زَماناً. وَمن المَجَاز: لَبِسَ قَوْماً، إِذا تَمَلَّى بِهِمْ دَهْراً، قَالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
(لَبِسْتُ أُنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ ... وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَاً)

(ثَلاَثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ ... وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسَا)
ومِن المَجَاز: لَبِسَ فُلانَةَ عُمْرَهُ، إِذا كانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ كُلَّه. واللِّبَاسُ، بالكَسْرِ، وإِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه، واللَّبُوسُ، كصَبُورٍ، واللِّبْسُ، بالكَسْر، والمَلْبَسُ، كمَقْعَدٍ، والمِلْبَسُ، مِثالُ مِنْبَرٍ مَا يُلْبَسُ، الأَخيرُ، كَمَا يُقَال: مِئْزَرٌ وإِزازٌ، ومِلْحَفٌ ولِحَافٌ. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت علَى اللَّبُوسِ لِبَيْهَسٍ الفَزاريِّ وكانَ يُحَمَّقُ:
(إلْبَسْ لِكُلِّ حالةٍ لَبُوسَهَا ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا، بُوسَهَا) ومِن المَجَازِ: اللِّبْسُ، بالكسرِ: السِّمْحاقُ، عَن ابْن عبّادٍ، يقَال: السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ. وَفِي كتابِ الصّاغَانِيِّ: اللُّبْسُ، بالضّمّ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ويوجَدُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ: هوَ جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ، فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الكِتَابِ، فأَلْحَقه بِهِ، والصّوابُ إِسْقَاطُه، لكَوْنهِ تَطْوِيلاً، وليسَ من عادَتهِ فِي مِثْلِ هَذِه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَةُ والإِكتفاءُ بالغَرِيب. ولِبْسُ الكَعْبةِ: كِسْوتُهَا، وَهُوَ مَا عَلَيْها من اللِّبَاسِ، وَكَذَا لِبْسُ الهَوْدَجِ، يُقَال: كَشَفْتُ عَن الهَوْدَجِ لِبْسَه، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، يصِفُ فَــرَساً خَدَمَتْه جَوارِي الحَيِّ:
(فلَمَّا كَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ ... بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَاً)
واللِّبْسَةُ، بالكَسْرِ: حالَةٌ من حالاتِ اللُّبْسِ، وَمِنْه الحَديثُ: نَهَى عَن اللِّبْسَتَيْنِ أَي الحالتَيْن والهَيْئَتَيْنِ، ويُرْوَى بالضَّمّ على المَصْدَرِ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: والأَوّلُ الوَجْهُ. واللِّبْسَةُ: ضَرْبٌ منْ الثِّيَابِ، كاللَّبْسِ. وَعَن ابْن عَبّادٍ: اللُّبْسَةُ بالضمِّ: الشُّبْهَةُ، ويقَال: فِي حَدِيثهِ لُبْسَةٌ، أَي شُبْهَةٌ،)
لَيْسَ بوَاضِحِ. وَمن المَجَاز: اللِّبَاسُ، ككِتَاب: الزَّوجُ والزَّوْجةُ، كُلٌّ مِنْهُمَا لِبَاسٌ للآخَرِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: هنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ أَي مِثْلُ اللِّبَاسِ، وقالَ الزَّجَّاجُ: ويقَال: إِن المَعْنَى: تُعَانِقُونَهُنَّ ويعَانِقْنَكُمْ. وقِيلَ: كُلُّ فَرِيقٍ مِنْكُم يَسْكُن إِلى صاحِبهِ ويُلاَبِسُه، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا وَالْعرب ُ تُسَمِّي المَرْأَةَ لِبَاساً وإِزاراً، قَالَ الجَعْدِيُّ يصِفُ امرأَةً:
(إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنَّتْ فكانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَاً)
وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: اللِّبَاسُ، مِن المُلاَبَسَةِ، أَي الإخْتِلاطُ والإجْتِمَاعُ وَمن المَجَازِ قولُه تعالَى: وَلِبَاسَ التَّقوَى ذلِكَ خَيْرٌ قيل: هُوَ الإِيمانُ، قالَه السُّدِّيُّ، أَو الحَيَاءُ، وَقد لبِسَ الحيَاءَ لِبَاساً، إِذا إسْتَتَر بِهِ، نقلَه ابنُ القَطّاع، وَقيل: هُوَ العَمَلُ الصالحُ، أَو سَتْرُ العَوْرَةِ، وَهُوَ سَتْرُ المُتَّقِين، وإِليه يُلْمِحُ قولُه تَعالَى: أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ فيَدُلُّ عَلَى أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَةِ، وَمَا زادَ فتَحَسُّنٌ وتَزَيُّنٌ، إِلاّ مَا كَانَ لِدَفْع حَرٍّ وبَرْدٍ فَتَأَملْ. وقِيلَ: هُوَ الغَلِيظُ الخَشِنُ القَصيرُ. وقولُه تَعالَى فَأَذَاقَها اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوْفِ أَي جاعُوا حتَّى أَكَلُوا الوَبَرَ بالدَّم، وَهُوَ العِلْهِزُ، ولَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَايَةَ، أَي الحالَة الّتِي لَا غَايَةَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ، أَي لِمَا نالَهُم من ذَلك، مَثَلاً لإشْتِمَالِه على لاَبِسِه. واللَّبُوسُ، كصَبُورٍ: الثِّيَابُ والسِّلاحُ. مُذَكَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ بِهِ إِلى الدِّرْعِ أَنَّثْت، وقالَ اللهُ تَعَالى: وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ قَالُوا: هِيَ الدِّرْعُ تُلْبَسُ فِي الحُرُوبِ، كالرَّكُوب لِما يُرْكَبُ. واللَّبيسُ، كأَمِيرٍ: الثَّوْبُ قد أُكْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ، يُقَال: ثَوْبٌ لَبِيسٌ، ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ. بِغَيْر هَاء. واللَّبِيسُ: الْمِثلُ يُقَال: ليسَ لَه لَبِيسٌ، أَي نَظِيرٌ ومِثْلٌ. وَقَالَ أَبو مالِكٍ: هُوَ من المُلابَسَةِ، وَهِي المُخَالَطَةُ. ودَاهِيَةٌ لَبْسَاءُ: مُنْكَرَةٌ، وكذلكَ رَبْسَاءُ، وَقد تقدَّم.
واللَّبَسَةُ، مُحَرَّكةً: بَقْلَةٌ، قَالَه اللَّيْثُ، وقالِ الأَزهريُّ: لَا أَعْرِفُ اللَّبَسَةَ فِي البُقُولِ، وَلم أَسْمَعْ بهَا لغَيْرِ اللَّيْثِ. ويُقَال: إِنَّ فِيه لَمَلْبَساً، كمَقْعَدٍ، أَي مُسْتَمْتَعاً، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَي مَا بهِ كِبْرٌ، بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون المُوَحَّدَةِ، وَيُقَال: كِبَرٌ، بكسرٍ فَفتح. وَمن أَمْثَالِهم: أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ، إِذا سَأَلْتَه عَن أَمرٍ فَلم يُبَيِّنْهُ لَك، ويُرْوَى: ثَوْبُ الملْبسِ، كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ ومُفْلِسٍ، نُقِلَ الثَّلاثَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ، وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَن إتَّسَعَتْ قِرْفَتُه. أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فِيمَا سَرَقه، هَذَا نَصُّ الأَزْهَرِيّ، ونَصُّ التَّكْمِلة: فِيمَا قَالَ. ولَبَسَ عليهِ الأَمْرَ يَلْبِسُهُ، من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً، بالفَتْحِ، أَي خَلَطَهُ، أَي خَلَط بعْضَه ببعْضٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: ولَلَبَسْنَا علَيْهمْ مَا يَلْبِسُونَ أَي شَبَّهْنَا عليهِم، وأَضْلَلْنَاهم كَمَا ضَلُّوا، وَقَالَ ابنُ عرفَةَ فِي تَفْسير قَولهِ تَعَالى: ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بالْبَاطِلِ أَي لَا) تَخْلِطُوه بِهِ، وَقَوله تَعَالَى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً أَي يَخْلِطَ أَمْرَكُم خَلْطَ إضْطِرابٍ لَا خَلْطَ إتَّفَاقٍ.
وَقَوله جلّ ذِكْرُه ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أَي لم يَخْلِطُوه بشِرْكٍ، وَفِي الحَدِيث: فَلَبَس عَلَيْهِ صَلاتَه وَفِيه أَيْضاً: مَنْ لَبَسَ علَى نَفْسِه لَبْساً. ونَقَل شيخُنَا عَن السُّهَيْليِّ فِي الروْض منَاسبَةَ لَبِسَ الثوْبَ، كسَمِعَ، ولَبَسَ الأَمْرَ، كضَرَبَ، فَقَالَ: لَمّا كانَ لَبَسَ الأَمْرَ مَعْنَاهُ خَلَطَه أَو سَتَرهَ، جَاءَ بوَزْنِه، ولَمَّا كَانَ لَبِس الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وَفِي مُقَابلة عَرِيتُ، جاءَ بوَزْنِه، وَهِي لَطِيفَةٌ. وأَلْبَسَه: غَطَّاه، يُقَال: أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ، إِذا غَطّاها، ويُقَال: الحَرَّةُ: الأَرْضُ الَّتِي أَلْبَسْتَها حِجَارَةٌ سُودٌ، قَالَ أَبو عَمْروٍ: يُقَال للشْيءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ: أَلْبَسَه، كَقَوْلِهِم: أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ، وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ، وَلَا يكُونُ: لَبِسَنا الليْلُ، وَلَا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ. وأَمْرٌ مُلْبِسٌ، كمُحْسِنٍ، ومُلْتَبِسٌ، أَي مُشْتَبِهٌ، وَقد إلْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ. والتلْبِيسُ: التَّخْلِيطُ، مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ، قَالَ الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ:
(وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ ... فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا)
والتَّلْبِيسُ: شِبْهُ التَّدْلِيسِ. ويُقَال: رجلٌ لَبَّاسٌ، كشَدَّادٍ: كَثِيرُ اللِّبَاسِ، أَو كَثِيرُ اللُّبْسِ، وَقد سُمَّىَ بِهِ: وَلَا تَقُلْ: مُلَبِّسٌ، كمحَدِّثٍ، فإِنهُ لُغَةُ العَامَّةِ. وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ: إخْتَلَطَ، وَفِي الحَدِيث ذَهَبَ وَلم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِن الدُّنْيَا. ويُقَال أَيضاً: تَلَبَّسَ فِي الأَمْرِ: إخْتَلَط وتَعَلَّقَ، وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ.
(تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ)
وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ: إلتَزَقَ، وَمِنْه الحَدِيث فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ أَي لَا يَلْزَقُ بِهِ، لِنظَافَةِ أَكْلِه. ولاَبَسَه، أَي الأَمْرَ، إِذا خَاَلَطَهُ. ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه: باطِنَهَ. وَفِي الحَدِيثِ فِي المَوْلدِ. والمَبْعَثِ فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه، قالَ: فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِسَ بِي، أَي خُولطْتُ فِي عَقْلِي، من قَوْلِك: فِي رَأْيه لَبْسٌ. أَي إخْتِلاطٌ، ويقَالُ للمِجنُونُ مُخَالَطٌ. وإلتَبَسَ عَلَيْهِ الأَمْرُ، أَي إخْتَلَط وإشْتَبَه. ومَما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ، ولِبَاساً حَسَناً وَعَلِيهِ مَلاَبِسُ بَهِيَّةٌ.
واللُّبُسُ، بضمَّتَيْنِ: جَمْعُ لَبِيس، يُقَالُ: مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ، ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ، وجَمْعُها لَبَائِسُ قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ:
(تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا ... يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا)
يَعْنِي الّتِي أستُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ، فَهُوَ أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ. ودارٌ لَبِيسٌ: خَلَقٌ، على التشْبِيهِ)
بالثَّوْبِ المَلْبوسِ الخَلَقِ، قَالَ:
(دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ)
وحَبْلٌ لِبيس: مسْتَعْمَلٌ، عَن أَبِي حَنيفَةَ. وَرجُلٌ لَبِيسٌ: ذُو لِبَاسٍ، حَكَاهُ سيبوَيه. ورجُلٌ لَبُوسٌ: كَثيرُ اللِّبَاسِ. ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً. ولِبَاسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. ولِبَاسُ كُلِّ شْيءٍ: غِشَاؤُه.
ولاَبَسَ عَمَله وإلْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ. وَفِي أَمْرِه لُبْسٌ، بالضّمِّ، أَي شُبْهَةٌ. وَفِي فُلانٍ مَلْبَسٌ، أَي مُسْتَمْتَعٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ، بكسرهما، أَي لَئِيمٌ. ولِبَسَ أَباه: مُلِّيَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ:
(لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... ومُلِّيتُ أَعْمامِي ومُلِّيتُ خالِيَاً)
وَيُقَال: ألْبَسِ النّاسَ على قَدْرِ أَخْلاقِهمِ، أَي عاشِرْهم، وَهُوَ مَجَازٌ. ولكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ، أَي حالَةٌ يُلْبَسُ عَلَيْهَا، من شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ. وَفِي حَديثِ ابْن صَيّادٍ: فلَبسَنِي أَي جَعَلَنِي أَلْتَبِسُ فِي أَمْرِه. ولَبَسَ الأَمْرَ عَلَيْهِ، إِذا شَبَّهَهُ عَلَيْهِ وجَعَلَه مُشْكِلاً. واللَّبْسُ: إخْتِلاَطُ الظلاَمِ. ولَبِسْتُ فُلاناً على مَا فِيهِ: إحْتَمَلْتُه وقَبِلْتُه، وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي كلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ، أَي أَنه مُلْتَبِسٌ، عَن اللِّحْيَانِيّ. ولَبَّسَ الشْيءُ: إلْتَبَسَ، وَهُوَ من بَاب: قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ وجاءَ لاَبِساً أُذُنَيْه، أَي مُتَغَافِلاً، وَقد لَبِسَ لَهُ أُذُنَه، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وأَنْشَدَ:
(لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَيَّ حَتَّى ... أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ يَأْكُلُونِي)
يَقُولُ: تَغَافَلْتُ لَهُ حَتَّى أَطْمَعَ قَوْمَه فِيَّ. وَفِي الأَساسِ: لَبِسْتُ عَلَى كَذَا أُذُنَيَّ: سَكَتَّ عَلَيْهِ وَلم تَتَكَّلمْ وتَصَامَمْتَ عَنهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورجُلٌ لبيسٌ بالكَسْرِ: أَي أَحْمَقُ. ويُقَالُ: إلَتَبَسَتْ بِهِ الخَيْلُ، إِذا لَحِقَتْه، وَهُوَ مَجازٌ. وقولُه تَعالَى: وجَعَلْنَا الَّليْلَ لِبَاساً أَي يَسْتُرُكُم بظُلْمَتِه.
ل ب س: (لَبِسَ) الثَّوْبَ يَلْبَسُهُ بِالْفَتْحِ (لُبْسًا) بِالضَّمِّ. وَ (لَبَسَ) عَلَيْهِ الْأَمْرُ خَلَطَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9] وَفِي الْأَمْرِ (لُبْسَةٌ) بِالضَّمِّ أَيْ شُبْهَةٌ يَعْنِي لَيْسَ بِوَاضِحٍ. وَ (اللِّبَاسُ) بِالْكَسْرِ مَا يُلْبَسُ وَكَذَا (الْمَلْبَسُ) بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ وَ (اللِّبْسُ) أَيْضًا بِوَزْنِ الدِّبْسِ. وَ (لِبْسُ) الْكَعْبَةِ أَيْضًا وَالْهَوْدَجِ مَا عَلَيْهِمَا مِنْ لِبَاسٍ. وَ (لِبَاسُ) الرَّجُلِ امْرَأَتُهُ وَزَوْجُهَا لِبَاسُهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [ا

تبصرة المبتدي، وتذكرة المنتهي

تبصرة المبتدي، وتذكرة المنتهي
رسالة.
فارسية.
في أصول المعارف، وقواعد طور الولاية.
للشيخ، صدر الدين: محمد بن إسحاق القونوي.
المتوفى: سنة ثلاث وسبعين وستمائة.
رتب على: مقدمة، وثلاثة مصابيح، وخاتمة.
وفي ظهر بعض النسخ: أنه للشيخ، ناصر الدين المحدث.
تبصرة المبتدي، وتذكرة المنتهي
في القراءات.
للشيخ، أبي محمد: عبد الله بن علي بن أحمد، المعروف: بسبط الخياط.
المتوفى: سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.

ضرست

(ضرست) أَسْنَانه ضــرسا كلت من تنَاول الحامض وَيُقَال ضرس الرجل وَقد قيل (الْآبَاء يَأْكُلُون الحصرم وَالْأَبْنَاء يضرسون) وَفُلَان صَعب خلقه وشرس فَهُوَ ضرس وَيُقَال هُوَ ضرس شرس

وحش

(وحش) : الوَحْشِيُّ: من أَسماءِ حِمار الوَحْشِ.
وحش
الوحش: خلاف الإنس، وتسمّى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه:
وُحُوش. قال تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير/ 5] ، والمكان الذي لا أنس فيه:
وَحْش، يقال: لقيته بوحش إصمت . أي:
ببلد قفر، وبات فلان وحشا: إذا لم يكن في جوفه طعام، وجمعه أوحاش، وأرض مُوحِشَة:
من الوحش، ويسمّى المنسوب إلى المكان الوَحِش وحشيّا، وعبّر بالوحشيّ عن الجانب الذي يضادّ الإنسيّ، والإنسيّ هو ما يقبل منهما على الإنسان، وعلى هذا وحشيّ القوس وإنسيّه.
و ح ش: (الْوَحْشُ) الْوُحُوشُ وَهِيَ حَيَوَانُ الْبَرِّ الْوَاحِدُ (وَحْشِيٌّ) يُقَالُ: حِمَارُ (وَحْشٍ) بِالْإِضَافَةِ وَحِمَارٌ (وَحْشِيٌّ) . وَأَرْضٌ (مَوْحُوشَةٌ) ذَاتُ (وُحُوشٍ) . (وَالْوَحْشَةُ) الْخَلْوَةُ وَالْهَمُّ وَقَدْ (أَوْحَشَهُ) اللَّهُ (فَاسْتَوْحَشَ) . (وَأَوْحَشَ) الْمَنْزِلُ أَقْفَرَ وَذَهَبَ عَنْهُ النَّاسُ. (وَوَحَّشَ) الرَّجُلُ (تَوْحِيشًا) إِذَا رَمَى بِثَوْبِهِ وَسِلَاحِهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلْحَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ» . 
و ح ش

أرض كثيرة الوحش والوحوش. وهذا حمار وحشٍ، وحمارٌ وحشيّ، ويقال إذا أقبل الليل: استأنس كلّ وحشيٍّ، واستوحش كلّ إنسيّ. وأرض موحوشة: ذات وحشٍ. واستوحشت منه، وأوحشني، وأوحش المكان وتوحّش، ومكان موحش ومتوحش ووحشٌ: خالٍ من الإنس. وتركوا الدّار وحشاً ووحشةً. وباتوا أوحاشاً: جوعاً. وأوحش الرّجل وتوحّش: جاع. وبات موحشاً ومتوحشاً ووحشاً. قال حميد:

وإن بات وحشاً ليلةً لم يضيق بها ... ذراعاً ولم يصبح لها وهو خاشع

وتوحّش للدّواء: تجوّع له. ووحّش المهزوم ثيابه وسلاحه تخفّفاً: رمى به بعيداً. ومال الرّجل لوحشيّه: لشقّه الأيسر.
وحش
الوَحْشُ: من دَوَابِّ البَرِّ ما لا يَسْتَأْنِسُ، والجَميعُ: الوُحُوْشُ، وحِمَارُ وَحْشٍ. والوُحْشَانُ: الوُحُوْشُ. والوَحِيْشُ: حَمَاعَةُ الوَحْشِ. وأَرْضٌ مَوْحُوْشَةٌ: ذاتُ وَحْشٍ. والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقّا كلِّ شَيْءٍ. والوَحْشِيُّ: ما خالَفَه، ووَحْشِيُّ القَوْسِ أيضاً. ويُقال للجائع الخالي البَطْنِ: قد تَوَحَّشَ. وأوْحَشَ أيضاً. والمُحْتَمي لِشُرْبِ الدَّواءِ كذلك. ورَجُلٌ مُوْحِشٌ بَيِّنُ الإِبْحَاشِ: جائعٌ. وباتَ فلانٌ وَحْشاً، وجَمْعُه: أوْحاشٌ.
والوَحْشَةُ: ضِدُّ الأنَسَةِ، دارٌ مُوْحِشَةٌ، وطَلَلٌ مُوْحِشٌ، ومَنْزِلٌ وَحْشٌ. وبينهما وَحْشَاءُ - على فَعْلاء -: أي وَحْشَةٌ. وأوْحَشْتُ الأرْضَ: وَجَدْتَها وَحِشَةً. ووَحَّشَ الرَّجُلُ بسَيْفِه وبثَوْبِه: إذا رَمى به بَعِيْداً، وفي الحديث: " فَوَحَشُوا بِرِماحِهم " رَمَوْا بها.

وحش


وَحَشَ
a. [ يَحِشُ] (n. ac.
وَحْش) [Bi], Threw away (weapons).
وَحُشَ(n. ac. وَحَاْشَة
وُحُوْشَة)
a. Was abject.
b. see IV (a)
وَحَّشَa. see Ib. Wasted, ravaged, depopulated.
c. [ coll. ], Brutalized.

أَوْحَشَa. Was devastated.
b. Found waste.
c. Saddened; vexed.
d. Was destitute, starving.

تَوَحَّشَa. see IV (a)b. Became brutalized; grew wild.

إِسْتَوْحَشَa. Was sad; moped.
b. [La], Missed, regretted.
c. see IV (a)d. [Min], Feared.
وَحْشa. Waste, wild, desolate; wilderness, solitude.
b. (pl.
وُحُوْش وُحْشَاْن), Wild beast, brute.
c. (pl.
أَوْحَاْش), Famished.
d. see N. Ac.
V
وَحْشَةa. Solitude, loneliness.
b. Sadness, grief, melancholy, despondency;
regret.
c. Fear, fright.
d. see 1 (a)
& N. Ac.
تَوَحَّشَ
وَحْشِيّa. Wild, savage, fierce, ferocious; brutish.
b. Barbarous, outlandish, rare (word).
c. see 1 (b)d. Outside, exterior; back; right side, left side.

وَحْشِيَّةa. see N. Ac.
Vb. Fierce wind, gale.

وَحِيْشa. see 1 (b)
وَحْشَاْنُ
(pl.
وَحَاْشَى)
a. Sad, sorrowful, melancholy, despondent.

N. Ag.
تَوَحَّشَa. see 1yi (a)
N. Ac.
تَوَحَّشَa. Wildness, savageness, brutishness, barbarity
barbarousness; ferocity, cruelty.

مَوْحُوْشَة
a. Inhabited by wild beasts (land).

مُسْتَوْحِشَة
a. Waste (land).
حِمَار وَحْشِيّ
a. Wild ass.
(وحش) - في حديث عبدِ الله - رضي الله عنه -: "أنه كان يَمْشى مَعَ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في الأرضِ وَحْشاً"
: أي وحْدَه لَيس معَه غيرُه. وَأصْلُ الوحْشَةِ: الفَرق من الخَلْوَة.
قال ابنُ الأعْرَاِبى: وَحّشَ بثَوبه؛ إذَا خافَ أن يُلحَقَ، فخفَّف عن دابّتِه.
- وسُئل سعيدُ بن المسيّب: "عن المرأة يَهْلِكُ زَوْجُها، وهي في وَحْشٍ مِن الأَرضِ"
: أي خَلَاءٍ، يُقال: لَقِيتُهُ بوَحْشِ إصْمِتَ: أي ببَلَدٍ قَفْرٍ.
- في حديث النَّجاشىِّ: "فنَفَخَ في إحْليلِ عُمَارَة فاسْتَوْحش"
وفي روَاية: "فطار مَعَ الوحْش"
: أي سُحِرَ به حَتَّى جُنَّ، فصارَ يَعْدُو مع الوَحْشِ في البَريَّةِ حتى ماتَ.
وقَدْ تَوحَّشَ وأَوْحشَ ووَحِشَ: جاعَ، فهو وحْشٌ ووَحِشٌ، وأنشد:
وَإن بَاتَ وَحْشاً ليلةً لم يضِقْ بهَا
ذِراعاً وَلم يُصْبِح لَها وهْوَ خاشِعُ  والوَحْشِىّ مِن الدّابّةِ: الجَانِبُ الذي لا يُرْكَب منه ولا يُحْلَب، وقد اختُلِف فيه. وَأوحَشْتُ الأَرْضَ: وجَدْتُها وَحْشَةً. وشىَء وحِشٌ: يُسْتَوحَش منه لقُبحِه.
[وحش] نه: فيه: بين الأوس والخزرج قتال فنادى صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" "فوحشوا" بأسلحتهم واعتنق بعضهم بعضا، أي رموها. ومنه: لقي الخوارج "فوحشوا" برماحهم واستلوا السيوف. ن: فوحشوا برماحهم، أي رموا بها عن بعد. تو: هو بتشديد حاء مفتوحة. نه: وح: كان له صلى الله عليه وسلم خاتم من ذهب "فوحش" به بين ظهراني أصحابه فوحش الناس بخواتيمهم. وح: أتاه سائل فأعطاه تمرة "فوحش" بها. وفيه: لقد بتنا "وحشين" ما لنا طعام، من رجل وحش - بالسكون - من قوم أوحاش - إذا كان جائعًا لا طعام له، وأوحش - إذا جاع، توحش الدواء - إذا احتمى له، وفي الترمذي: لقد بتنا ليلتنا هذه وحشي، كأنه أراد جماعة وحشي. وفيه: لا تحقرن شيئًا من المعروف ولو أن تؤنس "الوحشان"، أي المغتم، وقوم وحاشي، وهو فعلان من الوحشة: ضد الأنس، والوحشة: الخلوة والغم، وأوحش المكان - إذا صار وحشًا، توحش مثله، وأوحشت الرجل فاستوحش. وفيه: كان يمشي معه صلى الله عليه وسلم "وحشا"، أي وحده ليس معه غيره. وح فاطمة: كانت في مكان "وحش" فخيف على ناحيتها، أي خلاء لا ساكن به. وح المدينة: فيجدانه "وحشا". ن: أي ذات "وحوش" وقيل: معناه أن غنمها تصير وحوشًا بالانقلاب، أو بأن ينفر من أصواتها وتتوحش، وأنكر القاضي الثاني واختار أن ضمير يجدانها للمدينة لا للغنم. نه: وفي النجاشي: فنفخ في إحليل عمارة "فاستوحش"، أي سحر حتى جن فصار يعدو مع الوحش في البرية حتى مات؛ وروي: فطار مع الوحش.
[وحش] الوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ. وأرضٌ موحوشة: ذات وحوش، عن الفراء. والوحشي: الجانب الايمن من كل شئ. هذا. قول أبى زيد وأبى عمرو. وقال عنترة: وكأنما تنأى بجانب دفها ال‍ * وحشى من هزج العشى مؤوم * وإنما تنأى بالجانب الوحشى لان سوط الراكب في يده اليمنى. وقال الراعي: فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها * وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ * ويقال: ليس من شئ يفزع إلا مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن. وكان الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الايسر من كل شئ. ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها. وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها. وكذلك وَحْشِيُّ اليد والرجل وإنسيهما. والوحشة: الخلوة والهمُّ. وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفر. يقال " لقيته بوحش إصمت " أي أي ببلد قفر. وتوحشت الارض: صارت وَحْشَةً. وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً. وأنشد الاصمعي لعباس بن مرداس: لاسماء رسم أصبح اليوم دارسا * وأوحش منها رحرحان فراكسا * وأوْحَشَ المنزل أيضاً: صار كذلك وذهب عنه الناس. قال الشاعر: لمية موحشا طلل * يلوح كأنه خلل * وأوحش الرجل: جاعَ. وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخل جوفك له من الطعام. وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً. وبتنا أوْحاشاً. وقد أوْحَشْنا منذ ليلتان، أي نفد زادنا. وقال حميد يصف ذئبا وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * ذِراعاً ولم يصبح بها وهو خاشِعُ * ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ. وفي الحديث: " فوَحَّشوا برماحهم ". وقال الشاعر :

فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالابرق *
و ح ش : الْوَحْشُ مَا لَا يُسْتَأْنَسُ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِّ وَجَمْعُهُ وُحُوشٌ وَكُلُّ شَيْءٍ يَسْتَوْحِشُ عَنْ النَّاسِ فَهُوَ وَحْشٌ وَوَحْشِيٌّ كَأَنَّ الْيَاءَ لِلتَّوْكِيدِ كَمَا فِي قَوْلِهِ 
وَالدَّهْرُ بِالْإِنْسَانِ دَوَّارِيُّ
أَيْ كَثِيرُ الدَّوَرَانِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ الْوَحْشُ جَمْعُ وَحْشِيٍّ وَمِنْهُ.

الْوَحْشَةُ بَيْنَ النَّاسِ وَهِيَ الِانْقِطَاعُ وَبُعْدُ الْقُلُوبِ عَنْ الْمَوَدَّاتِ وَيُقَالُ إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَسَ كُلُّ وَحْشِيٍّ وَاسْتَوْحَشَ كُلُّ إنْسِيٍّ وَأَوْحَشَ الْمَكَانُ وَتَوَحَّشَ خَلَا مِنْ الْإِنْسِ وَحِمَارٌ وَحْشِيٌّ بِالْوَصْفِ وَبِالْإِضَافَةِ.

وَالْوَحْشِيُّ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ قَالَ الشَّاعِرُ
فَمَالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّهَا ... وَقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الْأَيْسَرُ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ أَئِمَّةُ الْعَرَبِيَّةِ الْوَحْشِيُّ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ غَيْرِ الْإِنْسَانِ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ هُوَ الَّذِي لَا يَرْكَبُ مِنْهُ الرَّاكِبُ وَلَا يَحْلُبُ مِنْهُ الْحَالِبُ وَالْإِنْسِيُّ الْجَانِبُ الْآخَرُ وَهُوَ الْأَيْسَرُ وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ الْوَحْشِيَّ هُوَ الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ الرَّاكِبُ وَيَحْلُبُ مِنْهُ الْحَالِبُ لِأَنَّ الدَّابَّةَ تَسْتَوْحِشُ عِنْدَهُ فَتَفِرُّ مِنْهُ إلَى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ عِنْدِي قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَيُقَالُ مَا مِنْ شَيْءٍ يَفْزَعُ إلَّا مَالَ إلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ لِأَنَّ الدَّابَّةَ إنَّمَا تُؤْتَى لِلرُّكُوبِ وَالْحَلْبِ مِنْ الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ فَتَخَافُ عِنْدَهُ فَتَفِرُّ مِنْ مَوْضِعِ الْمَخَافَةِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْسَرُ إلَى مَوْضِعِ الْأَمْنِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ فَلِهَذَا قِيلَ الْوَحْشِيُّ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ وَوَحْشِيُّ الْيَدِ وَالْقَدَمِ مَا لَمْ يُقْبِلْ عَلَى صَاحِبِهِ وَالْإِنْسِيُّ مَا أَقْبَلَ.

وَوَحْشِيُّ الْقَوْسِ ظَهْرُهَا وَإِنْسِيُّهَا مَا أَقْبَلَ عَلَيْكَ مِنْهَا. 
(وح ش)

الوحْشُ: كل شَيْء من دَوَاب الْبر مِمَّا لَا يسْتَأْنس. مؤنث، وَالْجمع وحُوشٌ لَا يكسر على غير ذَلِك، حمَار وحْشِيٌّ وثور وحشِيّ، كِلَاهُمَا مَنْسُوب إِلَى الوحْشِ.

وكل شَيْء لَا يسْتَأْنس بِالنَّاسِ وحْشِيٌّ.

وَأَرْض مَوْحوشَةٌ: كَثِيرَة الوحْشِ. واستَوحَشَ مِنْهُ، وَلم يأنس بِهِ فَكَانَ كالوحشِيّ. وَقَول أبي كَبِير:

وَلَقَد غَدوتُ وصاحبِي وحشِيَّةٌ ... تحتَ الرداءِ بصيرةٌ بالمُشْرفِ

قيل: عَنى بِوَحشِيَّةٍ ريحًا تدخل تَحت ثِيَابه، وَقَوله: بَصِيرَة بالمشرف، أَي من اشرف لَهَا أَصَابَته.

وَمَكَان وحْشٌ: خَال. وَأَرْض وَحْشةٌ.

وأوحَشَ الْمَكَان من أَهله وتَوحَّشَ، خلا. وأوحَشَ الْمَكَان، وجده وحْشاً خَالِيا.

ولقيته بِوَحْشٍ إصمت، أَي بقفر خَال لَا أحد بِهِ. وَحكى الَّلحيانيّ: تركته بوحْشِ إصمت، إصمتة، وَمَعْنَاهُ كمعنى الأول.

وَتركته بوحشِ الْمَتْن، عَنهُ أَيْضا، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، ثمَّ فسر الْمَتْن فَقَالَ: وَهُوَ الْمَتْن من الأَرْض. وَكله من الْخَلَاء. وبلاد حِشونَ: قفرة خَالِيَة.

وَبَات وَحْشاً ووَحِشاً: لم يَأْكُل شَيْئا فَخَلا جَوْفه. وَالْجمع أوحاشٌ.

والوحشُ والموحِشُ: الجائع من النَّاس وَغَيرهم لخلوه من الطَّعَام. وتوحَّش جَوْفه، خلا من الطَّعَام.

والتوَحُّشُ للدواء: الْخُلُو لَهُ.

ووَحْشِيُّ كل شَيْء: شقَّه الْأَيْسَر، وإنسيه شقَّه الْأَيْمن. وَقد قيل بِخِلَاف ذَلِك. وَقَالَ بَعضهم: إنسي الْقدَم مَا أقبل مِنْهَا على الْقدَم الْأُخْرَى، ووحشيُّها مَا خَالف إنسيها.

ووحشِيُّ الْقوس الأعجمية ظهرهَا، وإنسيها بَطنهَا الْمقبل عَلَيْك، وَقيل: وحشيُّها الْجَانِب الَّذِي لَا يَقع عَلَيْهِ السهْم، وإنسيها الْجَانِب الَّذِي يَقع عَلَيْهِ السهْم، لم يخص بذلك أَعْجَمِيَّة من غَيرهَا.

ووحشِيُّ كل دَابَّة: شقَّه الْأَيْمن، وإنسيه شقَّه الْأَيْسَر، وَقيل: الوحشيُّ من الدَّابَّة مَا يركب مِنْهُ الرَّاكِب ويحتلب مِنْهُ الحالب، وَإِنَّمَا قَالُوا: فجال على وحشيِّه، انصاع جَانِبه الوحشي، لِأَنَّهُ لَا يُؤْتى فِي الرّكُوب والحلب والمعالجة وكل شَيْء إِلَّا مِنْهُ، فَإِنَّمَا خَوفه مِنْهُ، والإنسي الْجَانِب الآخر. وَقيل: الوحشِيُّ الَّذِي لَا يقدر على أَخذ الدَّابَّة إِذا أفلتت مِنْهُ، وَإِنَّمَا تُؤْخَذ من الْإِنْسِي وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي تركب مِنْهُ الدَّابَّة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجَانِب الوَحِيشُ كالوحشِيّ، وَأنْشد:

بأقدامِنا عَن جارِنا أجنبيَّةٌ ... حَيَاء وللمُهدَي إِلَيْهِ طريقُ

لجارتِنا الشِّقُّ الوحيشُ وَلَا يَرَى ... لجارتِنا منَّا أخٌ وصدِيقُ

وتوحَّشَ الرجل: رمى بِثَوْبِهِ أَو بِمَا كَانَ. ووحش بِثَوْبِهِ وبسيفه وبرمحة، خَفِيف، رمى، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَالنَّاس يَقُولُونَ: وحَّش، مشدد. قَالَ مرّة: وحَشَ بثوبِه وبدِرعِه ووحَّشَ، مخفف ومثقل، خَافَ أَن يدْرك فَرمى بِهِ.

والوحْشيّ من التِّين: مَا نبت فِي الْجبَال وشواحط الأودية، وَيكون من كل لون: أسود وأحمر وأبيض، وَهُوَ أَصْغَر التِّين، وَإِذا أكل جنيا أحرق الْفَم، ويزبب، كل ذَلِك عَن أبي حنيفَة.

ووحشِيٌّ: اسْم رجل.

ووحشيَّةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ الوقاف أَو المرار الفقعسي:

إِذا تَركتْ وحشِيَّةُ النَّجْدَ لم يكُن ... لِعَينَيك مِمَّا تَشكوانِ طبيبُ 
وحش
وحِشَ لـ يوحَش، وَحْشَةً، فهو وَحِش، والمفعول مَوْحوش له
• وحِش للشَّخص/ وحِش للشَّيء: شعَر بوحشةٍ له "سافر فوَحِش لأهله". 

وُحِشَ يُوحَش، وَحْشةً، والمفعول موحوش
• وُحِشَ المكانُ: كثُرت فيه الحيوانات الوحشيَّة ° أَرْض موحوشة: أي ذات وحش أو كثيرة الوحش. 

أوحشَ يُوحش، إيحاشًا، فهو مُوحِش، والمفعول مُوحَش (للمتعدِّي)
• أوحش المكانُ: ذهب عنه النَّاس وكثُرَ وَحْشُه "أوحشت الدَّارُ بعد ارتحال أهلها عنها".
• أوحش المكانَ: وجده خاليًا.
• أوحش الشَّخصَ: جعله يحسُّ بالوحدة والوَحْشة "أوحشت أهلك وعشيرتك- أوحشني فراقُ الأصدقاء". 

استوحشَ/ استوحشَ لـ/ استوحشَ من يستوحش، استيحاشًا، فهو مُستوحِش، والمفعول مُستوحَش له
• استوحش الشَّخصُ: وجد الوحشة أو شعر بها، عكسه استأنس.
• استوحش المكانُ: ذهب النَّاسُ عنه فصار قفرًا.
• استوحش لفلان: أحسّ بالوحشة لفراقه "استوحش المسافرُ لأهله".
• استوحش من المكان: رَهبه وعافته نفْسُه، لم يأنس به "استوحش الطِّفلُ من الضيف الغريب". 

توحَّشَ يتوحَّش، توحُّشًا، فهو مُتوحِّش
• توحَّش الإنسيُّ: صار كالوحش طبعًا وتصرّفًا.
• توحَّش المكانُ: صار قفرًا خاليًا من النّاس "توحّشت دارُ طفولتنا في القرية". 

مُوحِش [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أوحشَ.
2 - قفرٌ لا أُنسَ فيه "صحراء مُوحِشة".
3 - مُخيف "زُقاقٌ مُوحِش". 

وَحْش [مفرد]: ج وحوش ووُحْشان: ما لا يُستأنسُ من دوابِّ البَرّ "وحوش ضارية- {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} " ° بات وَحْشًا: جائعًا- مشَى في الأرض وَحْشًا: وَحْدَه- مكان وَحْش: قَفْرٌ- هو من وَحْش النّاس: من أراذلهم.
• حمار الوَحْش: (حن) حيوان بريّ، من ذوات الحوافر وفصيلة الخيليّات، معروف بألوانه المخطّطة بالأبيض والأسود.
• بَقَر الوَحْش: (حن) المها؛ البقر البرِّيَّ غير الأهليَّ. 

وَحِش [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحِشَ لـ. 

وَحْشَة [مفرد]: ج وَحَشات (لغير المصدر) ووَحْشات (لغير المصدر):
1 - مصدر وُحِشَ ووحِشَ لـ.
2 - أرض قفرٌ مستوحَشة.
3 - خَلْوَةٌ.
4 - انقطاع وبعدُ القلوب عن المودَّات "لك وَحْشَة" ° جرتِ بينهم الوحْشة: ابتعد الواحد، عن الآخر.
5 - خوف من الخَلْوَة.
6 - خوف وهمّ "سيطرت عليه الوَحْشَةُ". 

وَحْشِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَحْش: "جريمة وحشيّة- مُجْرم/ هجوم/ حمارٌ وحشيّ- حيوان وحشيّ: برّيّ، غير مروَّض" ° عَمَلٌ وَحْشيّ: متَّسم بالقساوة- كلامٌ وَحْشيّ: ألفاظ غير مألوفة الاستعمال/ كلام لم يعد مستعملاً.
 2 - الجانب الأيمن من كل شيء.
3 - فوق مستوى الطَّاقة البشريّة.
• الوحشيّ: (شر) الجانب الخارجيُّ من كلّ عضو.
• الوَحْشيّ من النَّاس: العنيف، متحجِّر الفؤاد "مجرمٌ وحشيّ". 

وَحْشيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَحْش: "القوّة الوحشيّة: الشبيهة بالقوّة الصادرة عن الوحش".
2 - مصدر صناعيّ من وَحْش: قساوة وعدم تحضُّر "عذّبه بكل وحشيَّة- حركة قمع وحشيّة" ° معاملة وحشيّة: قاسية جدًّا. 

وحش

1 وَحُشَ, aor. ـُ [inf. n., probably, وُحُوشَةٌ or وَحَاشَةٌ or both,] It (a place) abounded with wild animals. (IKtt.) [The meaning assigned to this verb in Freytag's Lex. belongs not to it, but to وَخُشَ.]

A2: وَحَشَ بِهِ, or بِهَا,] aor. ـِ (IAar, K,) inf. n. وَحْشٌ; (TK;) and بِهِ ↓ وحّش, (S, K,) or بِهَا, (S, A,) which latter form of the verb is disapproved by IAar, but both are correct; (TA;) and ↓ توحّش [app. used alone, the objective complement being understood]; (TA;) He threw it, or them, away, (S, K,) or to a distance, (A,) namely, his garment, (S, K,) or his garments, (A,) and his sword, (TA,) and his spear, (S, TA,) and his weapon, or weapons, (S, A,) or anything, (TA,) to lighten himself, (A,) or his beast of carriage, (TA,) in fear of his being overtaken: (S, K:) [or in any case; for] it is said in a trad. of El-Ows and ElKhazraj, فَوَحَشُوا بِأَسْلِحَتِهِمْ واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [Then they threw away their weapons, and embraced one another]. (TA.) 2 وَحَّشَ see 1.4 اوحش It (a place, A, Msb, or a place of alighting or abode, S, K) was, or became, desolate, deserted, or destitute of human beings; (S, A, Msb, K,) the people having gone from it; (S, K;) as also ↓ توحّش. (A, Msb, K.) And [in like manner you say of a land,] الأَرْضُ ↓ توحّشت, [and ↓ استوحشت, (see أَرْضٌ وَحْشَةٌ, voce وَحْشٌ,)] The land was, or became وَحْشَة (S, TA) [i. e. desolate, deserted, &c.] b2: He (a man) was, or became, hungry; (S, A, K, TA;) not having eaten anything, so that his inside was empty; (TA;) as also ↓ توحّش: (A:) or the latter signifies his belly became empty by reason of hunger. (S, K.) Also the former, His provisions became spent, or exhausted. (S, K.) You say, قَدْ أَوْحَشْنَا مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ Our provisions have been spent for two nights. (S.) You say also, ↓ توحّش لِلدَّوَآءِ (S, A, K *) He made himself hungry; (A;) or made his inside, (S,) or his stomach, (K,) empty of food (S, K) and beverage; (K;) for the purpose of drinking medicine. (S, * A, * K.) A2: اوحش الأَرْضَ He found the land to be وَحْشَة (As, S, K) [i. e. desolate, deserted, or destitute of human beings b2: اوحش الرَّجُلَ (S, A) He made the man lonely, or solitary; and sad, sorrowful, or disquieted or troubled in mind; [by his absence, or withdrawal of himself; and afraid;] or he made him to feel, or experience, وَحْشَة [i. e. loneliness, or solitude, &c.]; (S;) contr. of آنَسَهُ, (S, K, in art. أنس,) inf. n. إِينَاسٌ. (S, in that art.) Hence the saying of the people of Mekkeh, [and of Egypt,] أَوْحَشْتَنَا [Thou hast made us lonely, &c., by thine absence]. (TA.) [See also an ex. from a poet, voce أُنْسٌ: and see its quasi-pass., 10.]5 توحّش He (a beast) became wild, or shy; syn. أَبَدَ, (S, A, K, &c., in art. أبد,) and تَأَبَّدَ. (A, L, in that art.) And He (a man) became unsocial, unsociable, unfamiliar, or shy; like a wild animal; syn. أَبِدَ, (S, K, ubi supra,) and تَأَبَّدَ: (A, K, ubi supra;) and ↓ استوحش signifies the same; (see this verb below;) or he became, or made himself, as though on a par with the wild animals; expl. by لَحِقَ بَالْوَحْشِ. (TA.) [See exs. of both voce أَنِسَ.] b2: See also 4, in five places. b3: And see 1.10 استوحش: see 5. b2: It is also quasi-pass. of أَوْحَشَ الرَّجُلَ, (S, TA,) and [thus] signifies He felt, or experienced, وَحْشَة [i. e. loneliness, or solitude, &c.; and sadness, grief, sorrow, or disquietude or trouble of mind, &c.; and fear, &c.]. (S, * K, TA.) And استوحش إِلَى الشَّىْءِ [He felt a want of the thing]. (K, voce عُرِىَ, q. v.) Yousay also استوحش مِنْهُ, (A, TA,) or عَنْهُ, (Msb,) [meaning He was afraid of, or feared, him, or it; agreeably with an explanation of the inf. n. in Har, p. 331: see also an instance below, voce وَحْشٌ: or] meaning he was shy of him; averse from him; unsocial, unsociable, or unfamiliar, with him; and like a wild animal. (TA.) b3: استوحشت الأَرْضُ: see 4.

A2: [He deemed a word, or sound, &c., strange, or uncouth.]

حِشَةٌ: pl. حِشُونَ: see وَحْشٌ.

وَحْشٌ, applied to a country, or region, (S, K,) and a place, (TA,) and a house (داَرٌ), (A,) and [its fem.] وَحْشَةٌ, applied to a land (أَرْضٌ), (S, TA,) to a house (دار); (A;) Desolate, deserted, or destitute of human beings or inhabitants; (S, K, TA;) as also ↓ مُوحِشٌ and ↓ مُتَوَحِّشٌ: (A:) and أَرْضٌ وَحْشَةٌ and ↓ مُسْتَوْحِشَةٌ signify the same. (K, TA.) You say also, بِلَادٌ حِشُونَ Countries, or regions, desolate, deserted, &c.; after the manner of سِنُونَ; and in the accus. and gen., حِشِينَ: pl., as Az says, of ↓ حِشَةٌ, originally وَحْشٌ, [So I read instead of وَحْشَة, which is evidently a mistranscription,] the و being wanting, as it is in زِنَةٌ and صِلَةٌ and عِدَةٌ. (TA.) You also say, لَقِيتُهُ بِوَحْشِ إِصْمِتَ, (S, K,) and إِصْمِتَةَ, (TA,) i. e., I found him, or met him, in a desolate, or deserted, country, or region. (S, K.) [See remarks on the last word in the former phrase in art. صمت.] And in like manner, تَرَكْتُهُ بِوَحْشِ المَتْنِ I left him in the desert part of the elevated plain, where one could not reach him. (L, TA. *) And [hence] حِمَارُ وَحْشٍ An ass of a desert; [i. e. a wild ass;] as also حِمَارٌ وَحْشِىٌّ. (S, K.) [And بَقَرُ الوَحْشِ The bull and cow, or bulls and cows, collectively, of the desert; i. e., the wild bull and cow, or bulls and cows.] b2: [Hence also] Animals (حَيَوَان [which is used as a sing. and a pl., but is here meant to be understood collectively, as appears from what follows,]) of the desert, (S, A, K, TA,) such as are not tame; (TA;) [i. e. wild animals;] of the fem. gender; (TA;) as also وُحُوشٌ (S) and ↓ وَحِيشٌ: (K:) these three words are all used in a collective sense: (ISh:) and ↓ وَحْشِىٌّ signifies a single one of such animals; (S, K;) like زَنْجِىٌّ in relation to زَنْجٌ, and رُومِىٌّ to رُومٌ: (TA:) or وَحْشٌ signifies such as is not tame, of beasts of the desert; and everything that is afraid of human beings (كُلُّ شَىْءٍ يَسْتَوْحِشُ عَنِ النَّاسِ); as also ↓ وَحْشِىٌّ, as though the ى were a corroborative, as in دوَّارِىٌّ: or, accord. to El-Fárábee, وَحْشٌ in the pl. [lexicologically, but not in the language of the grammarians] of ↓ وَحْشِىٌّ, like as رُومٌ is of رُومِىٌّ: (Msb:) or it is used as a sing., as well as collectively; for you say, هٰذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ [this is a bulky wild animal], and هٰذِهِ شَاةٌ وَحْشٌ [this is a wild sheep or goat, &c.]: (ISh:) وُحُوشٌ is a pl. of وَحْشٌ, (Msb, K,) and so is وُحْشَانٌ, (Sgh, K,) and so is وَحِيشٌ, [lexicologically, but grammarians term it a quasi-pl. n.,] like as ضَئِينٌ is of ضَأْنٌ: (Sgh, TA:) or وُحُوشٌ is its only broken pl. (TA.) b3: [Hence also, Wild, or shy; applied to girls or women: see an ex. of the word in this sense voce تَوٌّ, where it has a redundant ن affixed to it.] b4: [Hence also] Lone; solitary; without company. You say. مَشَى فِى الأَرْضِ وَحْشًا He walked, or went, in the land alone, having no other with him. (TA.) b5: [Hence also] Hungry; (S, A, K;) as also ↓ مُوحِشٌ, (Az, A,) and ↓ مُتَوَحِّشٌ, (A,) and ↓ وَحِشٌ: (TA:) pl. of the first, أَوْحَاشٌ (S, A, K) [and وَحْشُونَ]. You say, بَاتَ فُلَانٌ وَحْشًا, (S, A, * K, *) and مُوحِشًا, and مُتَوَحِّشًا, (A,) Such a one passed the night hungry, (S, A, K,) not having eaten anything, so that his inside was empty. (TA.) And بِتْنَا وَحْشِينَ We passed the night without food. (TA.) [In another place in the TA, we find لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هٰذِهِ وَحْشِى, and so in the L; the last word being evidently a mistranscription, for وَحْشِينَ: and it is added, as though the speaker meant, جَمَاعَةَ وَحْشَى; doubtless a mistake for جَمَاعَةَ وَحْشٍ so that the saying seems to mean, We have passed this our night like a company of wild animals.]

وَحِشٌ: see وَحْشٌ, last signification.

وَحْشَةٌ Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; syn. خَلْوَةٌ: (S, K:) sadness; grief; sorrow; disquietude, or trouble, of mind: (S, K, TA:) or sadness, &c., arising from loneliness or solitude: (TA:) fear: (K, TA:) or fear, or fright, arising from loneliness or solitude: (TA:) a state of disunion between men, and remoteness of hearts from feelings of love or affection; from وَحْشٌ signifying “ a wild beast,” or “ wild beasts, of the desert: ” (Msb:) unsociableness; unfriendliness; unsocialness; unfamiliarity; shyness; wildness: [in all the above senses] contr. of أُنْسٌ. (T, S, A, K, in art. أنس.) [Hence, لَيْلَةُ الوَحْشَةِ The night of loneliness, &c.; the first night after burial: also called لَيْلَةُ الوَحْدَةِ, q. v.] You say, تَرَكْتُهُ فِى وَحْشَةٍ I left him in loneliness, or solitude. (TK.) And أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ Sadness, grief, sorrow, or disquietude or trouble of mind, or sadness, &c., arising from loneliness or solitude, laid hold upon him. (TA.) وَحْشِىٌّ [Of, or belonging to, or relating to, the desert: and hence, wild; untamed; undomesticated; uncivilized; unfamiliar: and often used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]: see وَحْشٌ, in three places: i. q. حُوشِىٌّ; (S, Msb, art. حوش;) contr. of أَهْلِىٌّ. (TA, in art. اهل.) b2: كَلَامٌ وَحْشِىٌّ (tropical:) i. q. حُوشِىٌّ, q. v. (S, A, art. حوش:) and in like manner, ↓ لَفْظَةٌ وَحْشِيَّةٌ (tropical:) i. q. حُوشِيَّةٌ. (Mz, 13th نوع.) b3: The right side of anything: (Az, AA, S, K, &c.:) or the left side (As, S, A, K,) of anything. (As, S.) [For more full explanations of this term, and its contr. إِنْسِىٌّ, in relation to a beast and to a man, see the latter term: of a beast, accord. to most authorities, it is The right, far or off, side. See an ex. in a verse cited voce دَفٌّ.] Of the arm or hand, and of the leg or foot, The back; إِنْسِىٌّ signifying the side that is towards the man: (S:) or of the foot, the former means [the outer side, or] the side that is the more remote from the other foot; the latter being the contr., or that which is towards the other foot. (TA.) Of a bow, (S, K,) or of a Persian bow, (TA,) The back; and إِنْسِىٌّ, the side that is towards thee: (S, K:) or of a bow, whether Persian or not is not said, the former means the side against which the arrow does not lie. (TA.) And ↓ الجَانِبُ الوَحِيشُ signifies the same as الوَحْشِىُّ. (IAar.) b4: A sort of fig, that grows in the mountains and in the remote parts of valleys, of every colour, black and red and white; it is the smallest of figs, [in the TA, smaller than the تبن,] and when eaten newly plucked it burns the mouth; but it is dried. (AHn, L.) b5: وَحْشِيَّةٌ [or رِيحٌ وَحْشِيَّةٌ] A wind that enters one's clothes, by reason of its vehemence. (K.) وَحْشَانُ, applied to a man, Sad; sorrowful: pl. وَحَاشَى. (K.) وَحِيشٌ: see وَحْشٌ, (of which it is a quasi-pl. n.,) in two places: b2: and see وَحْشِىٌّ.

مُوحِشٌ: see وَحْشٌ, first sentence, and near the end.

أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ A land having, (Fr, S, A,) or abounding with, (K,) wild animals, or animals of the desert. (Fr, S, A, K.) [See أَرْضٌ مَجْرُوَدةٌ, in art. جرد.] In [some of] the copies of the K, مُوحِشَةٌ, which is a mistake. (TA.) مُتَوَحِّشٌ: see وَحْشٌ, first sentence, and near the end: أَرْضٌ مُسْتَوْحِشَةٌ: see وَحْشٌ, first sentence.

وحش: الوَحْش: كلُّ شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، وهو

وَحْشِيّ، والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ

وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ. ويقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ

وحْشِيٌّ. ابن شميل: يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ

وَحْش، والجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قال أَبو النجم:

أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُهْ،

قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ

وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ. وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛

وكل شيء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ. قال بعضهم: إِذا أَقبل الليلُ

استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ.

والوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة. يقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ. وأَرض

مَوْحُوشةٌ: كثيرة الوَحْشِ. واسْتَوْحَشَ منه: لم يَأْنَسْ به فكان

كالوَحْشيّ؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ،

تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف

(* قوله «ولقد عدوت» في شرح القاموس: ولقد غدوت بالغين المعجمة.)

قيل: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، وقوله بَصِيرة بالمُشْرف

يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ. وفي

حديث النجاشي: فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى

جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات، وفي رواية: فطارَ

مع الوَحْشِ. ومكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ.

وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ: خَلا وذهبَ عنه الناسُ. ويقال

للمكان الذي ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد:

لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ،

يَلُوح كأَنه خِلَلُ

وهذا البيت أَورده الجوهري فقال: لِمَيّةَ موحشاً؛ وقال ابن بري: البيت

لكُيَيّر، قال وصواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، وأَوْحَشَ المكانَ:

وجَدَه وحْشاً خالياً. وتوَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي

لعبّاس بن مِرْداس:

لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا،

وأَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا

ويروى:

وأَقْفَر إِلاَّ رَحْرَحانَ فراكِسا

ورَحْرَحانُ وراكِس: موضعان. وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من

المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ. وقومٌ

وَحاشَى: وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس. والوَحْشةُ: الخَلْوة والهَمُّ.

وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وكذلك توحّشَ، وقد أَوْحَشْت

الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وفي حديث عبد اللَّه: أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه،

صلى اللَّه عليه وسلم، في الأَرضِ وَحْشاً أَي وحْدَه ليس معه غيره. وفي

حديث فاطمة بنت قيس: أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها أَي

خَلاءٍ لا ساكنَ به. وفي حديث المدينة: فيَجدانه وَحْشاً. وفي حديث ابن

المسيب وسئل عن المرأَة: هي في وَحْشٍ من الأَرض. ولَقِيَه بوَحْشِ

إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، ومعناه كمعنى الأَول، أَي ببلد قَفْر. وتركته بوَحْشِ

المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه، ثم فسّر المَتْنَ فقال: وهو المتنُ من

الأَرض وكلُّه من الخَلاء.

وبلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خالية؛ وأَنشد:

منازلُها حِشُونا

على قياس سِنُونَ وفي موضع النصب والجرّ حِشِينَ مثل سِنِينَ؛ وأَنشد:

فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا

قال أَبو منصور: حِشُون جمعُ حِشَةٍ وهو من الأَسماء الناقصة، وأَصلُها

وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة، ثم

جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسماء الناقصة.

وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً فخلا جَوفُه، والجمع

أَوْحاشٌ. والوَحْشُ والمُوحِشُ: الجائعُ من الناس وغيرهم لخُلُوِّهِ من

الطعام. وتوَحَّشَ جوفُه: خَلا من الطعام. ويقال: تَوَحَّشْ للدَّواء أَي

أَخْل جوفَك له من الطعام. وتوَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى

مَعِدَتَه ليكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه. والتوَحُّشُ للدواء.

الخُلُوُّ له. ويقال للجائع الخالي البطن: قد توَحَّشَ. أَبو زيد: رجل مُوحِشٌ

ووحْشٌ ووحِشٌ وهو الجائع من قوم أَوْحاشٍ. ويقال: بات وَحْشاً ووَحِشاً

أَي جائعاً. وأَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. وبِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً. وقد

أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَيد يصف ذئباً:

وإِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً، ولم يُصْبِحْ بها وهو خاشِعُ

وفي الحديث: لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام. يقال: رجل وَحْشٌ،

بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ وقد أَوْحَشَ إِذا جاع.

قال ابن الأَثير: وجاء في رواية الترمذي: لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه

وَحْشى، كأَنه أَراد جماعةَ وحْشِيٍّ؛ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقَّا

كلِّ شيء. ووَحْشِيُّ كلِّ شيء: شِقُّه الأَيْسَرُ، وإِنْسِيُّه شِقُّه

الأََيْمنُ، وقد قيل بخلاف ذلك. الجوهري: والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من

كل شيء؛ هذا قول أَبي زيد وأَبي عمرو؛ قال عنترة:

وكأَنما تَنْأَى بجانب دَفّها الـ

ـوَحْشِيّ من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم

وإِنما تَنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى؛

وقال الراعي:

فمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها،

وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ

ويقال: ليس من شيء يَفْزَع إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا

تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من

جانبها الأَيْسر، فإِنما خَوْقُه منه، والخائف إِنما يَفِرّ من موضع المخافة

إِلى موضع الأَمْن. والأَصمعي يقول: الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ من كل

شيء. وقال بعضهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على القدم

الأُخرى، ووَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها. ووَحْشِيُّ القَوْسِ

الأَعْجمِيّةِ: ظَهرُها، وإِنْسِيُّها: بَطنُها المُقْدِمُ عليك، وفي الصحاح:

وإِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها، وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل

وإِنْسِيُّهما، وقيل: وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ، لم يَخُصَّ بذلك

أَعْجميّةٌ من غيرها. ووَحْشِيُّ كلِّ دابة: شِقَّه الأَيمن،

وإِنْسِيُّه: شقُّه الأَيسر. قال الأَزهري: جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في

الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِينَ. ورُوي عن

المفضل وعن الأَصمعي وعن أَبي عبيدة قالوا كلُّهم: الوَحْشِيُّ من جميع

الحيوان ليس الإِنسان، هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه ولا يُرْكَبُ،

والإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب ويَحْلُب منه الحالب. قال أَبو

العباس: واختلف الناس فيهما من الإِنسان، فبعضهم يُلْحِقه في الخيل والدواب

والإِبل، وبعضهم فرّق بينهما فقال: الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ،

والإِنْسِيُّ ما وَليَ الإِبْطَ، قال: هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم

وسائرٍ الحيوان؛ وقيل: الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ

ويَحْتَلِبُ منه الحالبُ، وإِنما قالوا: فَجالَ على وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبُه

الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب والحلب والمُعالجة وكلِّ شيء إِلا

منه فإِنما خوْفُه منه، والإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر؛ وقيل: الوحشي الذي لا

يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ،

وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة. وقال ابن الأَعرابي: الجانب الوَحِيشُ

كالوَحْشِيّ؛ وأَنشد:

بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة

حَياء، وللمُهْدى إِليه طَريقُ

لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، ولا يُرى

لِجارتِنا منّا أَخٌ وصديقُ

وتَوَحَّشَ الرجلُ: رَمى بثوبه أَو بما كان. ووَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه

وبرُمْحه، خَفِيف: رَمى؛ عن ابن الأَعرابي، قال: والناسُ يقولون وَحَّشَ،

مُشَدَّداً، وقال مرّة: وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش، مخفف ومثقَّل، خافَ

أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته. قال الأَزهري: ورأَيت في

كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه.

وفي الحديث: كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، فلما رآهم نادى: أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه

«الآيات» فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها؛ قالت

أُم عمرو بنت وَقْدانَ:

إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم،

فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ

وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا

برِماحِهم واستَلّوا السيوف؛ ومنه الحديث: كان لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه

وسلم، خاتم من حديد

(* قوله «من حديد» الذي في النهاية من ذهب.) فَوَحَّشَ به

بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم، وفي الحديث: أَتاه

سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ بها. والوحشي من التِّين: ما نَبَت في

الجبال وشَواحِط الأَوْدية، ويكون من كل لون: أَسود وأَحمر وأَبيض، وهو أَصغر

التين، وإِذا أَكل جَنِيّاً أَحْرق الفم، ويُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة.

ووَحْشِيٌّ: اسم رجل، ووَحْشِيَّةُ: اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو

المرّار الفقعسي:

إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن

لِعَيْنَيك، مما تَشْكُوانِ، طَبِيبُ

والوَحْشةُ: الخَلْوةُ والهَمُّ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

وحش
.} الوَحْشُ، من حَيَوَان الَبِّر، كُلُّ مَا لَا يُسْتَأْنَسُ، مؤنّثٌ، {كالوَحِيشِ، كأَمِيرٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ونَصُّه: الجَانِبُ} الوَحِيشُ {- كالوَحْشِيِّ، وأَنْشَد:
(لِجَارَتِنَا الشِّقُّ الوَحِيشُ وَلَا يُرَى ... لِجَارَتِنَا مِنَّا أَخٌ وصَدِيقُ)
ج:} وُحُوشٌ، لَا يُكَسَّرَ عَلَى غَيْرِ ذلِك، وقِيل {وُحْشَانٌ أَيْضاً، وَهُوَ بالضَمّ، نَقله الصّاغَانِيُّ، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: والجماعَة هِي} الوَحْشُ {والوُحُوشُ} والوَحِيشُ، قالَ أَبو النَّجْمِ:
(أَمْسَى يَباباً والنَّعَامُ نَعَمُه ... قَفْراً وآجالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ)
قَالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ جَمْعُ! وَحْشٍ، مِثْل ضَئِينٍ فِي جمع ضَأْنٍ، الوَاحِد ُ {- وَحْشِيّ، كزَنْجٍ وزَنْجِيٍّ، ورُوْمٍ ورُوميٍّ ويُقَالُ: حِمَارُ} وَحْشٍ، بالإِضافَةِ، وحِمَارٌ {- وَحْشِيٌّ، عَلَى النّعْتِ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال لِلْوَاحِدِ من الوَحْشِ: هَذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ، وَهَذِه شاةٌ وَحْشٌ، وقالَ غيرُه: كُلُّ شئٍ} يَسْتَوْحِشُ فَهُوَ وَحِيشٌ. وَقَالَ بَعْضُهم: إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ {واسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ. وأَرْضٌ} مُوحِشَةٌ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ مَوْحُوشَةٌ: كَثِيرَتُهَا، أَيْ {الوُحُوشِ، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ، وَفِي الصّحاحِ، ونَصُّه: أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ: ذاتُ وُحُوشٍ، عَن الفَرّاءِ.} - والوَحْشِيّ: الجَانِبُ الأَيْمَنُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وأَبي عَمْروٍ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(وكَأَنَّمَا تَنْأَى بِجَانِبِ دَفِّها الْ ... وَحْشِيِّ من هَزَجِ العَشِي مُؤَوَّمِ)
وإِنّمَا تَنْأَى بالجانِبِ الوَحْشِيِّ لأَنَّ سَوْطَ الرّاكِب فِي يَدِه اليُمْنَى، قَالَ الرّاعِي:
(فمَالَتْ عَلَى شِقِّ {وَحْشِيِّها ... وقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُ)
ويُقَالُ: لَيْسَ مِنْ شَئ يَفْزَع إِلاَّ مَالَ على جانِبه الأَيْمَن لأَنّ الدّابَّةَ لَا تُؤْتَى من جَانِبِهَا الأَيْمَن، وإِنَّمَا تُؤْتَى فِي الاحْتِلابِ والرُّكُوبِ من جانِبِها الأضيْسَر، فإِنَّما خَوْفُه مِنْه، والخَائِفُ إِنَّمَا يَفِرُّ من مَوْضِعِ الأَمْنِ، هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيِّ. أَو الوَحْشِيُّ: الجَانِبُ الأَيْسَرُ من كُلِّ شَئٍ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ اللّيْثُ:} - وَحْشِيُّ كُلِّ دابَّةٍ: شِقُّه الأَيْمَنُ، وإِنْسِيُّه: شِقُّه الأَيْسَرُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: جَوَّدَ اللَّيْثُ فِي هَذَا التّفْسِير فِي! - الوَحْشِيِّ والإِنْسِيّ، ووَافَقَ قَوْلَ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِين. ورُوِىَ عَن المُفَضَّلِ وعَنِ الأَصْمَعِيّ وعَنْ أَبِي عُبَيْدَة قالُوا كُلُّهُم: {- الوَحْشِيُّ مِنْ جَميعِ الحَيَوانِ، لَيْسَ الإِنْسَان: هُوَ الجَانِبُ الَّذِي لَا يُحْلَبُ مِنْهُ وَلَا يُرْكَبُ، والإِنْسِيُّ: الجانِبُ الَّذِي يَرْكَبُ مِنْهُ الراكِبُ، ويَحْلُبُ مِنْهُ الحالِبُ، قَالَ أَبُو العَبّاس: واخْتَلَف النّاسُ فِيهِمَا من الإِنْسَانِ،)
فبَعْضُهم يُلْحِقُه فِي الخَيْلِ والدَّوَابِّ والإِبِلِ، وبَعْضُهم فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فقالَ: الوَحْشِيّ: مَا وَلِيَ الكَتِفَ، والإِنْسِيُّ: مَا وَلِيَ الإِبِطَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الاخْتِيَارُ ليَكُونَ فَرْقاً بَيْنَ بَنِي آدَمَ وسائِرِ الحَيَوانِ. وقِيلَ الوَحْشِيُّ: الَّذِي لَا يُقْدَرُ على أَخْذِ الدّابَّة إِذا أَفْلَتَتْ مِنْهُ وإِنَّمَا يُؤْخَذُ من الإِنْسِيِّ، وَهُوَ الجَانِبُ الذِي تُرْكَبُ مِنْهُ الدّابّةُ. والوَحْشِيُّ مِن القَوْسِ الأَعْجَمِيَّةِ: ظَهْرُهَا، وإِنْسِيُّهَا: مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهَا، وكذلشكَ} - وَحْشِيُّ اليَدِ والرِّجْلِ وإِنْسِيُّهما، نَقله الجَوْهَرِيُّ وقِيل: وَحْشِيُّ القَوْسِ: الجانِبُ الَّذِي لَا يَقَعُ عَلَيْه السَّهْمُ. لَمْ يَخُصَّ بذلِكَ أَعْجَمِيَّةً مِنْ غَيْرِهَا، وكَذلِكَ الجَوْهَرِيُّ، وأَطْلَقَ القَوْسَ. وقَالَ بَعْضُهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ: مَا أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى القَدَمِ الأُخْرَى، {ووَحْشِيُّهَا مَا خَالَفَ إِنْسِيَّهَا.} - ووَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ الحَبَشِيُّ، من سُوْدانِ مَكَّةَ، صَحَابِيٌّ، وكُنْيَتُه أَبُو دُسْمَةَ، وكانَ مَوْلَى جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ القُرْشِيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ قاتِلُ حَمْزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ شَيْخُنَا: لَعَلَّ المُرَادَ جاهِلِيّةُ نَفْسِ القاتِلِ، وإِلاَّ فَهُوَ إِنّمَا قَتَلَه فِي الإِسْلامِفي غَزْوَةِ أُحُدٍ. قُلْتُ: وهُوَ كَمَا ظَنَّ، ويَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْد: ومُسَيْلِمَةَ الكّذَّابِ فِي الإِسلامِ، أَيْ حالَةَ كَوْنِهِ مُسْلِماً، أَي فجَبَر ذاكَ بِذَا.! والوَحْشِيَّةُ: رِيحٌ تَدْخُل تَحْتَ ثِيابِكَ لِقُوَّتِها، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
(ولَقْدْ غَدَوْتُ وصاحِبي {وَحْشِيَّةٌ ... تَحْتَ الرِّدَاءِ بَصِيرَةٌ بالمُشْرِفِ)
وقَوْلُه: بَصِيرَةٌ بالمُشْرِف يَعْنِي الرِّيحَ، مَنْ أَشْرَفَ لَها أَصابَتْهُ، والرِّداءُ: السّيفُ، وقَد تَقَدَّم فِي ب ص ر. وبَلَدٌ} وَحْشٌ: قَفْرٌ لَا سَاكِنَ بِهِ، ومَكَانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وكَذلِكَ أَرْضٌ وَحْشَةٌ، بالفَتْحِ، وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا كانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ فخِيفَ عَلَى ناحِيَتهَا أَيْ خلاءٍ لَا سَاكِنَ بهِ، وَفِي حَدِيثِ المَدِينَةِ فيَجِدَانِه {وَحْشاً. ولَقِيتُه} بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، أَيْ بِبَلَدٍ قَفْرٍ، وكَذَا تَرَكْتُه! بوَحْشِ المَتْنِ، أَيْ بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْه، وقالَ ياقُوت فِي المُعْجَمِ: إِصْمِتُ، بالكَسْرِ: اسْمٌ لبَرِّيِّةٍ بعَيْنِها قَالَ الرّاعِي:
(أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلابِهَا أَوَدُ)
وقَالَ بَعْضُهُم: العَلَمُ هُوَ وَحْشُ إِصْمِتَ، الكَلِمَتَانِ مَعاً، قالَ أَبُو زَيْدٍ: لَقِيتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ، وببَلْدَةِ إِصْمِتَ، أَي بمكَانٍ قَفْرٍ، وإِصْمِت: مَنْقُولٌ من فِعلِ الأَمْرِ مُجَرّداً عنِ الضّمِيرِ، وقُطِعَت هَمْزَتُه، لِيَجْرِيَ عَلى غالِبِ الأَسْماءِ، هَكَذَا جَمِيعُ مَا يُسَمَّى بِهِ من فِعْلِ الأَمْرِ، وكَسْرُ الهَمْزَةِ فِي إِصْمِت إِمَّا لُغَةٌ لَمْ تَبْلُغْنَا وإِمّا أَنْ يَكُونَ غُيِّرَ فِي التَّسْمِيَةِ بِهِ عَن اصْمُتْ، بالضَّمِّ الَّذِي هُوَ مَنْقُولٌ من) مُضارِع هَذَا الفِعْلِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ مُرْتَجَلاً وَافَقَ فعلَ الأَمْرِ الَّذِي بمَعْنَى اسْكُت، ورُبَّمَا كانَ تَسْمِيَةُ هذِه الصّحراءِ بِهَذَا الفِعْلِ لِلْغَلَبَةِ، لَكَثْرَةِ مَا يَقُولُ الرّجُلُ لِصَاحِبِه إِذا سَلَكَهَا: اصْمُتْ. لِئَلاَّ تُسْمَع فتَهْلِكَ لِشِدَّةِ الخَوْف بِهَا. وباتَ {وَحْشاً بالفَتْحِ وككَتِفٍ، أَيْ جائِعاً لَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فَخَلاَ جَوْفُه، ومِنْهُ حَدِيثُ سَلَمةَ بنِ صَخْرٍ البَيَاضِيِّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ لَقَدْ بِتْنَا} وَحْشِينَ مَا لَنَا طَعَامٌ وَقَالَ حُمَيْدٌ يَصِف ذِئْباً:
(وإِنْ بَاتَ وَحْشاً لَيْلَةً لَمْ يَضِقْ بِهَا ... ذِرَاعاً ولَمْ يُصْبِحْ بِهَا وَهُوَ خاشِعُ)
وَقد {أَوْحَشَ، وهُمْ} أَوْحَاش، يُقَال: بِتْنَا {أَوْحاشاً: أَيْ جائِعِينَ.} والوَحْشَةُ: الهَمُّ. و {الوَحْشَةُ: الخَلْوَةُ.
والوَحْشَةُ: الخَوْفُ، وقِيلَ: الفَرَقُ الحَاصِلُ من الخَلْوَةِ، وكَذلِكَ يُقَالُ فِي الهّمِّ، أَي الحاصِلِ مِنَ الخَلْوَةِ، يُقَالُ: أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ. والوَحْشَةُ: الأَرْضُ المُسْتَوْحِشَةُ، وقَدْ تَوَحَّشَتْ.} ووَحَشَ بثَوْبِه، كوَعَدَ، وكَذا بسَيْفهِ، وبرُمْحِه: رَمَى بهِ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرَكَ لِيُخَفِّفَ عَن دَابَّتِه، كَوَحَّشَ بِهِ، مُشَدّداً، والتَّخْفِيفُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْكَر التّشْدِيدَ، وهُمَا لُغَتَان صَحِيحَتَان، قالَتْ أُمُّ عَمْروٍ بِنْتُ وَقْدَانَ:
(إِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَطْلُبُوا بِأَخِيكُمُ ... فذَرُوا السِّلاحَ {ووَحِّشُوا بالأَبْرَقِ)
وَفِي حَدِيثِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ} فوَحَّشُوا بأَسْلِحَتِهِمْ، واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. ورَجُلٌ {وَحْشَانُ كسَحْبَانَ: مُغْتَمٌّ، ومِنْهُ الحَدِيثُ لَا تَحْقِرَنَّ من المَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَو أَنْ تُؤْنِسَ} الوَحْشَانَ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ فَعْلاَنُ مِنَ الوَحْشَةِ ضِدِّ الأُنْسِ، ج: {وَحَاشَي، مِثْلُ حَيْرانَ وحَيَارَى.} وأَوْحَشَ الأَرْضَ: وَجَدَها {وَحْشَةً، عَن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للْعَبّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ:
(لأَسْمَاءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليَوْمَ دَارِسَاَ ... } وأَوْحَشَ مِنْهَا رَحْرَحَانَ فرَاكِسَا) هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ بِرِّيّ، ويُرْوَى: وأَقْفَرَ إِلاَّ رَحْرَحانَ فرَاكِسَا. {وأَوْحَشَ المَنْزِلُ مِنْ أَهْلِه: صَارَ} وَحْشاً، وذَهَبَ عَنهُ النّاسُ، {كتَوَحَّشَ. وطَلَلٌ مُوِحشٌ، قالَ كُثَيِّرٌ:
(لِعِزَّةَ} مُوحِشاً طَلَلٌ قَدِيمُ ... عَفَاهَا كُلُّ أَسْحَمَ مُسْتَدِيمُ)
و {أَوْحَشَ الرَّجُلُ: جاعَ فَهُوَ مُوحِشٌ، عَن أَبِي زَيْدٍ، وقالَ غَيْرُه: من النّاسِ وغَيْرِهِمْ لخُلُوِّه عَن الطَّعَامِ. ويُقَالُ: قَدْ} أَوْحَشَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ إِذا نَفِدَ زادُه. {وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ: خَلاَ بَطْنُه، من الجُوْعِ، فهُوَ مُتَوَحِّشٌ.} واسْتَوْحَشَ مِنْهُ: وَجَدَ {الوَحْشَةَ ولَمْ يَأْنَسْ بهِ، فكَانَ} - كالوَحْشِيِّ. ويُقَال: {تَوَحَّشْ يَا فُلانُ، أَيْ أَخْلِ مَعِدَتَكَ، وَفِي الصّحاح: جَوْفَكَ مِن الطَّعَامِ والشَّرَابِ لِشُرْبِ الدَّواءِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِخُرُوجِ)
الفُضُولِ من عُرُوقِه، ولَيْسَ فِي الصّحاحِ ذِكْرُ الشّرَابِ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْه:} اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ: لَحِقَ {بالوَحْشِ، وَمِنْه حَدِيثُ النَّجَاشِيِ فنَفَخَ فِي إِحْلِيلِ عُمَارَةَ} فَاسْتَوْحَشَ ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. {وتَوَحَشَّتِ الأَرْضُ: صَارَتْ} وَحْشَةً. {ووحشَ المَكَانُ، بالضَّمِّ: كَثُر} وَحْشُه، عَن ابنِ القَطّاعِ. وقَدْ {أَوْحَشْتُ الرّجُلَ} فاسْتَوْحَشَ، ومِنْهُ قَوْلُ أَهْلِ مَكَّةَ:! أَوْحَشْتَنَا، وأَنْشَدَنا عَن وَاحِدٍ من الشُّيُوخِ، عَن البَدْرِ الدَمَّامِينِيِّ:
(يَا ساكِنِي مَكَّةَ لازِلْتُمُ ... أُنْساً لَنَا إِنِّيَ لَمْ أَنْسَكُمْ) (مَا فِيكُم عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكُمْ ... عِنْدَ اللِّقَاء {أَوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ)
وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الإِمَامُ عَبْدُ القَادِرِ الطَّبَرِيُّ، وَحَذَا حَذْوَه وَلَدُه الإِمَامُ زَيْنُ العَابِدِينَ بِمَا هُوَ مُودَعٌ فِي تارِيْخِ شَيْخِ مَشايِخِنَا مُصْطَفَى بنِ فَتْحِ الله الحَمَوِيّ. ومَشَى فِي الأَرْضِ} وَحْشاً، أَيْ وَحْدَه لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُه. وبِلادٌ {حِشُونَ قَفْزَةٌ خَالِيَةٌ، عَلَى قِيَاسِ سِنُون، وَفِي مَوْضِعِ النَّصْبِ} حِشِينَ مِثْل سِنِينَ، قَالَ الشاعِر: فأَمْسَتْ بعْد ساكِنِهَا {حِشِينَا. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ جَمْعُ} حِشَةٍ، وَهُوَ من الأَسْمَاءِ النّاقِصَةِ، وأَصلُهَا وِحْشَةٌ، فنُقِصَ مِنْهَا الْوَاو، كَمَا نَقَصُوهَا من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ، ثمّ جَمَعُوهَا عَلَى حِشِينَ، كَمَا قَالُوا فِي عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسْمَاءِ الناقِصَةِ، وَفِي الحَدِيثِ لَقَدْ بِتْنَا {وَحْشِينَ مَالَنَا طَعَام وجاءَ فِي رِوَايَة التَّرْمِذِيّ: لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذِه} وَحْشَي قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَأَنّه أَرادَ جماعَةً وحَشْيَ. وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ: رَمَى بثَوْبِهِ، أَوْ بِمَا كانَ. {والوَحْشِيُّ مِنَ التِّينِ: مَا يَنْبُتُ فِي الجِبَالِ وشَوَاحِطِ الأَوْدِيَةِ، ويَكُونُ من كلِّ لَوْنٍ: أَسْوَد وأَحْمَر وأَبْيَض، وَهُوَ أَصْغَرُ من التِّينِ، ويُزَيَّبُ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ.} ووَحْشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، قَالَ الوَقّافُ، أَو المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(إِذا تَرَكَتْ {وَحْشِيَّةُ النَّجْدَ لَمْ يَكُنْ ... لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ طَبِيبُ)
ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ صَدَقَةَ الحَرّانِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ} وَحِشٍ، ككَتِفٍ، سَمِعَ عَن الفْرَاوِيّ. وعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى {الوَحْشِيُّ التُّجِيبِيّ الإِفْلِيلِيّ أَبُو مُحَمّدٍ، سَمِعَ عَن أَبِي بَكْرٍ حازِمِ بنِ محمّد وغَيْرِه، وشَرَحَ الشِّهَابَ، ماتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سنة، ذَكَرُه ابنُ بَشْكُوَال. وقَدْ سَمُّوْا} وُحَيْشاً، كزُبَيْرٍ.

كذلك

كذلك
وردت «كذلك» فى القرآن الكريم، فى أكثر من مائة موضع، ولوجود الكاف.
وهى للتشبيه فيها، ظن كثير من العلماء أنها لا تكون إلا للتشبيه، ومضى في كل آية ورد فيها هذا التعبير، يبين التشبيه في الجملة، وفي كثير من الأحيان لا يبدو معنى التشبيه واضحا، فيتلمس مقوماته، ويتكلف تفسيره تكلفا يوحى بضآلة هذا التشبيه، وأنه لم يزد المعنى جلاء، وهو الغرض الأول من التشبيه.
وقد تتبعت هذه العبارة فيما وردت فيه من الآيات فوجدتها أكثر ما تأتى لمعان ثلاثة:
أولها التشبيه، وذلك عند ما يراد عقد الصلة بين أمرين، ولمح ما بينهما من ارتباط، وهنا يؤدى التشبيه رسالته في إيضاح المعنى وتوطيده في النفس، تجد ذلك في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57). فالصلة وثيقة بين بعث الحياة في الموتى وبين بعث الحياة فى الأرض الميتة، فتنبت من كل الثمرات، وإن فيما نراه بأعيننا من هذه الظاهرة الطبيعية التى نشاهدها في كل حين، إذ نرى أرضا ميتة لا حياة فيها، ثم لا يلبث السحاب الثقال أن يفرغ عليها مطره، فلا تلبث أن تزدهر وتخرج من كل زوج بهيج، إن في ذلك لما يبعث في النفس الاطمئنان إلى فكرة البعث، والإيمان بها، فلا جرم، انعقد التشبيه بين البعثين، وزاد التشبيه الفكرة جلاء.
واقرأ قوله تعالى: إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ  فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (القلم 17 - 33). أرأيت أصحاب هذه الجنة، وقد أقسموا أن يستأثروا بثمر جنتهم، وأن يجنوا ثمارها مبكرين في الصباح، ولم يدر بخلدهم الاستعانة بالله في عملهم، وبينما هم يستعجلون قدوم الصباح، ويحلمون بالثروة التى ستدرّها عليهم حديقتهم، طاف على تلك الجنة طائف أباد ثمرها وهم نائمون، وفي بكرة الصباح أسرع بعضهم ينادى بعضا أن الخير في البكور، فانطلقوا لا تكاد تسمع لأقدامهم وقعا، يتهامسون وهم يتحدثون، كى لا يسمع مسكين صوتهم، فيتبعهم، ولقد وصلوا إلى حديقتهم، واطمأنوا إلى أنهم سيقدرون على إحراز غلتها، ومنع المساكين منها فما راعهم إلا أن وجدوا أشجارهم بلا ثمار، وجنتهم جرداء مقفرة، هنالك ملأ الندم قلوبهم، وأخذ بعضهم يلوم بعضا، يتحسرون على أمل قد ضاع، وعلى ما اقترفوه من ظلم وطغيان، أرأيت هذا العذاب الذى صار إليه هؤلاء القوم، عذاب من فقد أمله وقد كان قريبا من يده، وعذاب من يؤنبه ضميره على جرم اقترفه، وقد رأى جزاءه أمام عينيه، ألا ترى أن هذا العذاب النفسى الأليم جدير بأن يكون مثالا ينذر به الله كل من يتصرف تصرف أصحاب هذه الجنة.
وهى أيضا للتشبيه في قوله سبحانه: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا (النساء 94). وقوله تعالى: قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (الشعراء 74).
وما على نسق هذه الآيات مما تعقد فيه الكاف صلة بين أمرين.
وتأتى كاف كذلك في كثير من الآيات بمعنى مثل في قولك: مثلك لا يكذب، تريد أنت لا تكذب، وفائدة مجىء مثل، الإشارة إلى أن من له صفاتك لا يليق به أن يكذب، تجد ذلك في مثل قوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 265، 266). فالمعنى على أن الله يبين الآيات ذلك البيان الجلىّ الواضح المؤثر، لعله يثمر ثمرته فيدعو سامعيه إلى التفكير والتدبر. ذلك هو ما أفهمه من هذا التعبير، ولا أفهم أنه يريد أن يبين آيات غير هذه الآيات بيانا يشبه بيان الآيات السالفة، وإذا أنت حاولت عقد التشبيه على حقيقته رأيت فيه تفاهة وقلة غناء؛ وخذ قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (الأعراف 40). فليس المراد- على ما يظهر لى- أن المجرمين يجزون جزاء يشبه الجزاء الموصوف في الآية الكريمة، وإنما يجزون هذا الجزاء نفسه، من غلق أبواب السماء في وجوههم وأنهم لا يدخلون الجنة أبدا.
واقرأ قوله تعالى: تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (الأعراف 101). تر المراد أن الله يطبع على قلوب الكافرين ذلك الطبع الذى يحول بينهم وبين الإيمان بما كذبوا من قبل، وإذا أنت حاولت عقد تشبيه لم تجد فيه كبير غناء، إذ يصير المعنى: يطبع الله على قلوب الكافرين طبعا يشبه طبعه على قلوب الكافرين، وفي ذلك ما فيه من ضياع قيمة التشبيه.
فمن هذا يبدو أن التشبيه في هذه الآيات وأمثالها غير ملحوظ، وإنما يراد توجيه النظر إلى ما سبق هذه الأداة فحسب، وتأتى الكاف حينئذ إشارة إلى أن ما ذكر في الآيات وأشير إليه، قد بلغ من الكمال مبلغا عظيما، لدرجة أنه صار نموذجا كاملا، يمكن أن يتخذ مثالا، يشبه به سواه، فقد أفادت الكاف بلوغ المعنى تمامه.
وتأتى كَذلِكَ أيضا لتحقيق المعنى وتثبيته، ولا يبدو فيها التشبيه، كما تجد ذلك في قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (آل عمران 40). وفي قوله تعالى: قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ
وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا
(مريم 20، 21). ومحاولة خلق تشبيه من هذه العبارة لا يؤدى إلا إلى التكلف والتفاهة معا، ويقدر بعض العلماء في مثل هذا التركيب أن كذلك خبر لمبتدإ محذوف تقديره الأمر كذلك، ونحن نوافق على هذا التقدير، وليس في كذلك تشبيه هنا، وإنما المراد الأمر هو ما أخبرت به، لا ريب فيه، ومن كَذلِكَ هذه التى للتحقيق والتوكيد، تولدت كلمة (كده) فى اللغة العامية للدلالة على التحقيق أيضا، ونحن نستخدمها في ذلك المعنى عند ما نقول: الحق كذلك والصواب كذلك، نريد الحق والصواب هو ذلك، ولعل السر في المجيء بكاف التشبيه هنا هو بيان تمام المطابقة بين الحقيقة الخارجية والحقيقة الكلامية، أى إن ما يكون في الواقع يطابق ما دل عليه الكلام.
تفيد كَذلِكَ التحقيق إذا كوّنت هى ومبتدؤها جملة مستقلة، كما في الآيتين السالفتين وما على شاكلتهما، وتفيد التحقيق وتأكيد الجملة في غير هذا الموضع أيضا، ويكثر ذلك عند ما يليها فعل ماض، كما في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 122، 123). فلا تجد للتشبيه موضعا فى هذه الآية، وإذا أنت حاولته وجدته لا يغنى في التصوير شيئا، وكَذلِكَ هنا تؤدى معنى قد، ولها أمثلة كثيرة في القرآن كقوله تعالى: فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (يونس 32، 33). وقوله تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 103)، وقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ (الرعد 29، 30). وربما جاءت إفادتها للتحقيق، من كثرة مجيئها لبيان التطابق، واستعملت في لازم معناها الأصلى الذى تنوسى.
واستعمال كذلك للتحقيق والتوكيد لا يقل عن استخدامها في التشبيه، وكثير من المفسرين يتكلف جعلها في تلك المواضع أيضا للتشبيه، فيتمحّل، ويمضى فى تأويلات لا نصيب لها من البلاغة وقوة الفن.
ومما ذكرناه يبدو أن تلك العبارة لا تقف عند حد التشبيه، بل لها هذه المعانى الثلاثة التى شرحناها.

الشّأمُ

الشّأمُ:
بفتح أوّله، وسكون همزته، والشأم، بفتح همزته، مثل نهر ونهر لغتان، ولا تمد، وفيها لغة ثالثة وهي الشّام، بغير همز، كذا يزعم اللغويون، وقد جاءت في شعر قديم ممدودة، قال زامل بن غفير الطائي يمدح الحارث الأكبر:
وتأبّيّ بالشآم مفيدي ... حسرات يقددن قلبي قدّا
في أبيات وخبر ذكرها بعد، وكذا جاء به أبو
الطيب في قوله:
دون أن يشرق الحجاز ونجد ... والعراقان بالقنا والشّآم
وأنشد أبو عليّ القالي في نوادره:
فما اعتاض المعارف من حبيب ... ولو يعطى الشآم مع العراق
وقد تذكّر وتؤنّث، ورجل شأميّ وشآم، ههنا بالمدّ على فعال، وشآميّ أيضا، حكاه سيبويه، ولا يقال شأم لأنّ الألف عوض من ياء النسبة فإذا زال الألف عادت الياء، وما جاء من ضرورة الشعر فمحمول على أنّه اقتصر من النسبة على ذكر البلد، وامرأة شأميّة، بالتشديد، وشآمية، بتخفيف الياء، وتشاءم الرجل، بتشديد الهمزة، نسب إلى الشام كما تقول تقيّس وتكوّف وتنزّر إذا انتسب إلى قيس والكوفة ونزار، وأشأم إذا أتى الشام، وقال بشر بن أبي خازم:
سمعت بنا قيل الوشاة فأصبحت ... صرمت حبالك في الخليط المشئم
وقال أبو بكر الأنباري: في اشتقاقه وجهان:
يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشّؤمى وهي اليسرى، ويجوز أن يكون فعلى من الشوم، قال أبو القاسم: قال جماعة من أهل اللغة يجوز أن لا يهمز فيقال الشام يا هذا فيكون جمع شامة سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبّهت بالشامات، وقال أهل الأثر: سميت بذلك لأن قوما من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق فتشاءموا إليها أي أخذوا ذات الشمال فسميت بالشام لذلك، وقال آخرون من أهل الأثر منهم الشرقي:
سميت الشام بسام بن نوح، عليه السلام، وذلك أنّه أوّل من نزلها فجعلت السين شينا لتغيّر اللفظ العجمي، وقرأت في بعض كتب الفرس في قصة سنحاريب:
أن بني إسرائيل تمزّقت بعد موت سليمان بن داود، عليهما السلام، فصار منهم سبطان ونصف سبط في بيت المقدس، فهم سبط داود، وانخزل تسعة أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين، وبها سميت الشام، وهي بأرض فلسطين، وكان بها متجر العرب وميرتهم، وكان اسم الشام الأوّل سورى فاختصرت العرب من شامين الشام وغلب على الصقع كلّه، وهذا مثل فلسطين وقنّسرين ونصيبين وحوّارين، وهو كثير في نواحي الشام، وقيل:
سميت بذلك لأنّها شامة القبلة، قلت: وهذا قول فاسد لأن القبلة لا شامة لها ولا يمين لأنّها مقصد من كل وجه يمنة لقوم وشامة لآخرين، ولكن الأقوال المتقدّمة حسنة جميعها، وأمّا حدّها فمن الفرات إلى العريش المتاخم للدّيار المصريّة، وأمّا عرضها فمن جبلي طيّء من نحو القبلة إلى بحر الروم وما بشأمة ذلك من البلاد، وبها من أمّهات المدن منبج وحلب وحماة وحمص ودمشق والبيت المقدس والمعرّة، وفي الساحل أنطاكية وطرابلس وعكّا وصور وعسقلان وغير ذلك، وهي خمسة أجناد:
جند قنسرين وجند دمشق وجند الأردنّ وجند فلسطين وجند حمص، وقد ذكرت في أجناد، ويعدّ في الشام أيضا الثغور: وهي المصيصة وطرسوس وأذنة وأنطاكية وجميع العواصم من مرعش والحدث وبغراس والبلقاء وغير ذلك، وطولها من الفرات إلى العريش نحو شهر، وعرضها نحو عشرين يوما، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه قال: قسم الخير عشرة أعشار فجعل تسعة أعشار في الشام وعشر في سائر الأرض، وقسم
الشرّ عشرة أعشار فجعل عشر بالشام وتسعة أعشار في سائر الأرض، وقال محمد بن عمر بن يزيد الصاغاني:
إنّي لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنّها ليست لله تعالى بشيء في الأرض حاجة إلّا بالشام، وروي عن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: الشام صفوة الله من بلاده وإليه يجتبي صفوته من عباده، يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام، ألا من أبى فإن الله تعالى قد تكفّل لي بالشام، وقال أبو الحسن المدائني: افترض أعرابيّ في الجند فأرسل في بعث إلى الشام ثمّ إلى ساحل البحر، فقال:
أأنصر أهل الشام ممّن أكاءهم ... وأهلي بنجد ذاك حرص على النصر
براغيث تؤذيني إذ النّاس نوّم، ... وليل أقاسيه على ساحل البحر
فإن يك بعث بعدها لم أعد له ... ولو صلصلوا للبحر منقوشة الحمر
وهذا خبر زامل كان نازلا في أخواله كلب فأغار عليهم بنو القين بن جسر فأخذوا ماله فاستنصر أخواله فلم ينصروه فركب جملا وقصد الشام فنزل في روضة فأكل من نجمها وعقل بعيره واضطجع، فما انتبه إلّا وحسّ فارسا قد نزل قريبا منه، فقال له الفارس:
من أنت؟ فانتسب له وقصّ عليه قصته، فقال له الفارس: يا هذا هل عندك من طعام فإنّي طاو منذ أمس؟ فقال له: أتطلب الطعام وهذا اللحم المعرض؟
ثمّ وثب فنحر جمله واحتشّ حطبا وشوى وأطعم الفارس حتى اكتفى، فلما لبث أن ثار العجاج وأقبلت الخيل إلى الفارس يحيونه بتحية الملوك، فركب وقال:
دونكم الرجل أردفوه، فأردفه بعضهم فإذا هو الحارث الأكبر الغساني، فأمر خدمه بإنزال الطائيّ وغفل عنه مدة، فخاف زامل أن يكون قد نسيه فقال لحاجبه: أحبّ أن تبلغ هذه الأبيات إلى الحارث، فأنشد:
أبلغ الحارث المردّد في المك ... رمات والمجد جدّا فجدّا
وابن أرباب واطئ العفر والأر ... حب والمالكين غورا ونجدا
أنّني ناظر إليك ودوني ... عاتقات غاورن قربا وبعدا
آزل نازل بمثوى كريم، ... ناعم البال في مراح ومغدى
غير أنّ الأوطان يجتذب المر ... ء إليها الهوى وإن عاش كدّا
ونأتني بالشّآم مفيدي ... حسرات يقددن قلبي قدّا 
ليس يستعذب الغريب مقاما ... في سوى أرضه وإن نال جدّا
فلمّا بلغت الأبيات الحارث قال: وا سوأتاه! كرم ولؤمنا، وتيقظ ونمنا، وأحسن وأسأنا! ثمّ أذن له فلمّا رآه قال: والله ما يدحض عارها عني إلّا أن أعطيك حتى ترضى، ثمّ أمر له بمائة ناقة وألف شاة وعشرة عبيد وعشر إماء وعشرة أفراس من كرام خيله وألف دينار وقال: يا زامل أما إن الأوطان جواذب كما ذكرت فهل لك أن تؤثر المقام في مدينتنا تكنفك حمايتنا ويتفيأ لك ظلّنا وتسبل عليك صلتنا؟
فقال: أيّها الملك ما كنت لأوثر وطني عليك ولا ألقي مقاليدي إلّا إليك، ثمّ أقام بالشام. وقال جبلة بن الأيهم وهو ببلاد الروم بعد أن تنصّر أنفة من غير أن يقتص في قصة فيها طول فذكرتها في أخبار 

حسان من كتاب الشعراء:
تنصّرت الأشراف من أجل لطمة، ... وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنّفني فيها لجاج حميّة، ... فبعت لها العين الصّحيحة بالعور
فيا ليت أمّي لم تلدني وليتني ... رجعت إلى القول الذي قاله عمر
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة، ... وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة، ... أجاور قومي ذاهب السّمع والبصر
أدين بما دانوا به من شريعة، ... وقد يصبر العود المسنّ على الدّبر
وفي الحديث عن عبد الله بن حوالة قال: كنّا عند رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فشكوا إليه الفقر والعري وقلّة الشيء فقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: أبشروا فو الله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلّته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة: جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها، قال ابن حوالة: فقلت يا رسول الله من يستطيع الشام وفيه الروم ذات القرون؟ فقال، صلّى الله عليه وسلم: والله ليستخلفنّكم الله فيها حتى تظلّ العصابة منهم البيض قمصهم المحلوقة أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود ما أمرهم به فعلوا، وإنّ بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل، قال ابن حوالة: قلت اختر لي يا رسول الله إن أدركني ذلك، فقال: أختار لك الشام فإنّها صفوة الله من بلاده وإليها يجتبي صفوته من عباده يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمينه وليسق بعذره فإنّ الله قد تكفّل لي بالشام وأهله، وقال أحمد بن محمد بن المدبّر الكاتب في تفضيل الشام:
أحبّ الشّام في يسر وعسر، ... وأبغض ما حييت بلاد مصر
وما شنأ الشآم سوى فريق ... برأي ضلالة وردى ومحر
لأضغان تغين على رجال ... أذلّوا يوم صفّين بمكر
وكم بالشّام من شرف وفضل، ... ومرتقب لدى برّ وبحر
بلاد بارك الرّحمن فيها، ... فقدّسها على علم وخبر
بها غرر القبائل من معدّ ... وقحطان ومن سروات فهر
أناس يكرمون الجار حتى ... يجير عليهم من كلّ وتر
وقال البحتري يفضّل الشام على العراق:
نصبّ إلى أرض العراق وحسنه، ... ويمنع عنها قيظها وحرورها
هي الأرض نهواها إذا طاب فصلها ... ونهرب منها حين يحمى هجيرها
عشيقتنا الأولى وخلّتنا التي ... نحبّ وإن أضحت دمشق تغيرها
عنيت بشرق الأرض قدما وغربها ... أجوّب في آفاقها وأسيرها
فلم أر مثل الشام دار إقامة ... لراح أغاديها وكأس أديرها
مصحّة أبدان ونزهة أعين، ... ولهو نفوس دائم وسرورها
مقدّسة جاد الرّبيع بلادها، ... ففي كلّ أرض روضة وغديرها
تباشر قطراها وأضعف حسنها ... بأنّ أمير المؤمنين يزورها
ومسجد الشام ببخارى، نسب إليه أبو سعيد الشامي فقيه حنفيّ. والشام: موضع في بلاد مراد، قال قيس بن مكشوح:
وأعمامي فوارس يوم لحج ... ومرجح إن شكوت ويوم شام

فزع

(فزع) عَنهُ كشف عَنهُ الْفَزع وأزيل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم}
ف ز ع

فزعت إليه فأفزعني أي أزال فزعي، وهو مفزع لقومه. وفُزّع عن قلبه: كشفع الفزع عنه. وفلان فزّاعة: يفزع منه الناس كثيراً، ومنه: فزّاعات الزروع.
ف ز ع : فَزِعَ مِنْهُ فَزَعًا فَهُوَ فَزُوَعٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ خَافَ وَأَفْزَعْتُهُ وَفَزَّعْتُهُ فَفَزِعَ وَفَزِعْتُ إلَيْهِ لَجَأْتُ وَهُوَ مَفْزَعٌ أَيْ مَلْجَأٌ. 
(فزع)
فلَان فَزعًا تقبض وَنَفر من شَيْء مخيف فَهُوَ فازع (ج) فزعة وَالْقَوْم أغاثهم ونصرهم

(فزع) فَزعًا خَافَ وذعر فَهُوَ فزع وَإِلَيْهِ لَجأ واستغاث وَمن نَومه انتبه وَالْقَوْم أغاثهم ونصرهم
(فزع) - في الحديث: "ألا أَفْزَعْتموني"
: أي أيقَظْتُموني ، ففَزِع: أي هَبَّ من نومِه؛ لأن من نُبِّه لا يَخلُو من فَزَعٍ مَّا.
- في مَقْتَل - عُمَر رضي الله عنه -: "فَزِّعُوه بالصَّلاة"
: أي نَبِّهوه.
فزع
فَزِعَ فَزَعاً: فَرِقَ، وهو فَزِعٌ. ورَجل فُزْعَةٌ: كثِيرُ الفَزَع، وفُزَعَة: يُف
َزعُ به ويُفْزَعُ منه، وفَزاعَةٌ: يُفَزَعُ الناسَ كثيراً.
وهو لنا مَفْزع: أي نَفْزَعُ إليه، ومَفْزَعةٌ: أي نَفْزَعُ منه، ويَسْتوي فيهما الواحِدُ والتثنِيَة والجَمْع والتَّذكير والتأنيث. وفَزِعَ فَزَعاً: أغاثَ، وكذلك أفْزَعَ.
يعقوب: أفزعت القَوْمَ: إذا فَزعُوا إليك فَأغَثْتَهم. وأفْزَعْتَهم - أيضاً -: أحْلَلْت بهم الفَزَعَ.
فزع
الفَزَعُ: انقباض ونفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف، وهو من جنس الجزع، ولا يقال: فَزِعْتُ من الله، كما يقال: خفت منه.
وقوله تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ
[الأنبياء/ 103] ، فهو الفزع من دخول النار.
فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ [النمل/ 87] ، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [النمل/ 89] ، وقوله تعالى: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ
[سبأ/ 23] ، أي: أزيل عنها الفزع، ويقال: فَزِعَ إليه: إذا استغاث به عند الفزع، وفَزِعَ له: أغاثه. وقول الشاعر:
كنّا إذا ما أتانا صارخ فَزِعٌ
أي: صارخ أصابه فزع، ومن فسّره بأنّ معناه المستغيث، فإنّ ذلك تفسير للمقصود من الكلام لا للفظ الفزع.
[فزع] الفَزَعُ: الذعرُ، وهو في الأصل مصدر وربَّما جمع على أفْزاعٍ. تقول منه: فَزِعْتُ إليك وفَزِعْتُ منك، ولا تقل فَزِعْتُكَ. والمَفْزَعُ: الملجأ. وفلانٌ مَفْزعٌ للناس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، أي إذا دهمهم أمر فزعوا إليه. وهما مفزع للناس، وهم مَفْزَعٌ لهم، وهي مَفْزَعٌ لهم. والمفزعة بالهاء: ما يفزع منه. والفزع أيضا: الاغاثة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للانصار: " إنكم لتكثرون عند الفزع وتَقِلُّون عند الطمع ". والإفزاعُ: الإخافةُ، والإغاثة أيضاً. يقال: فَزِعْتُ إليه فأفْزَعَني، أي لجأت إليه من الفَزَع فأغاثني. وكذلك التَفْزيعُ من الأضداد، يقال فَزَّعَهُ أي أخافه. وفُزِّعَ عنه أي كُشِفَ عنه الخوف. ومنه قوله تعالى: {حتَّى إذا فُزِّعَ عن قلوبهم} ، أي كشف عنها الفزع.

فزع


فَزَعَ(n. ac. فَزْع
فِزْع)
a. [Min], Feared, was afraid, frightened of, dreaded; was
terrified by, at.
b. [Ila], Fled to, tool refuge with; sought succour, aid of.
c. [Ila], Succoured, aided.
فَزِعَ(n. ac. فَزَع)
a. see supra
(a)b. [Min], Was roused from (sleep).
فَزَّعَa. Frightened, terrified; dismayed.
b. ['An], Freed from fear, reassured.
أَفْزَعَa. see II (a) (b).
c. [acc. & Min], Aroused, awoke from (sleep).
d. Succoured, aided.

تَفَزَّعَa. Feared, was afraid, frightened, alarmed
terrified.

فُزْعَةa. Feared; formidable, redoubtable; object of
terror.

فَزَع
(pl.
أَفْزَاْع)
a. Fear; fright, alarm, dismay, terror, dread.
b. Succour, aid.

فَزِعa. Afraid, frightened, dismayed, terrified; apprehensive
anxious, uneasy.

فُزَعَةa. Timid, timorous, fearful; coward.

مَفْزَع
مَفْزَعَةa. Refuge, shelter, asylum; covert; protection.

فَزَّاْعَةa. see 3t
فِزِّيْع
a. [ coll. ]
see 9t
فَزْعَاْنُ
a. [ coll. ]
see 5
N. Ag.
فَزَّعَa. see 3t
N. P.
فَزَّعَa. see 5b. Brave, courageous; confident, secure.

N. Ag.
فَاْزَعَa. see 5
N. Ag.
أَفْزَعَa. see 3t
فزع: فزع إلى: أسرع إلى الشيء خوفا. ففي ابن بطوطة (3: 163): فزعوا إلى تقبيل الأرض. وفي بسام (2: 113و): ففزع (ابن عمار) كما كان في قيوده إلى تقبيل رجليه.
فزع إلى ب: أسرع باللجوء إلى. ففي الأخبار (ص130) في الكلام عن خيل: لتكون معدة قائمة لما عسى أن يفجأ من أمر يفزع إليه بها. وأرى أن هذا صواب قراءتها على الرغم أن في المخطوطة يفرع وكذلك في المطبوع.
فزع من فلان: هاب، خاف، ذعر. ففي ألف ليلة (1: 367) وتقول امرأة إن حصلت عنده ما فزع مني.
فزع (بالتشديد)، فزع في فلان: أنبه، عنفه، بكته، قرعه. ففي ألف ليلة (4: 694): ففزع فيه الملك ووبخه.
تفزع: ذعر، ارتعب، خاف (فوك، الكالا).
فزعان: خائف، مذعور. مرعوب. (بوشر، ارنولد معلقات ص28، ألف ليلة برسل 11: 85) فزعة: إنذار بالخطر، صرخة للإسراع إلى السلاح (بوشر).
فزوع: محارب تقدمه القبيلة في الغزوات (شيرب).
فزاع: خائف، مذعور (فوك، الكالا).
مفزعة: اسم مكان للفزع وهو الخوف. ويطلق مجازا على الصحراء. (بربروجر ص1).
ف ز ع: (الْفَزَعُ) الذُّعْرُ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى (أَفْزَاعٍ) . تَقُولُ: (فَزِعَ) إِلَيْهِ وَفَزِعَ مِنْهُ كِلَاهُمَا مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَلَا تَقُلْ: (فَزِعَهُ) . وَ (الْمَفْزَعُ) بِوَزْنِ الْمَجْمَعِ الْمَلْجَأُ. وَفُلَانٌ مُفْزِعٌ لِلنَّاسِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ أَيْ إِذَا دَهَمَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلَيْهِ. وَ (الْفَزَعُ) أَيْضًا الْإِغَاثَةُ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ: «إِنَّكُمْ لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الْفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ» وَ (الْإِفْزَاعُ) الْإِخَافَةُ وَالْإِغَاثَةُ أَيْضًا يُقَالُ: فَزِعَ إِلَيْهِ (فَأَفْزَعَهُ) أَيْ لَجَأَ إِلَيْهِ فَأَغَاثَهُ. وَكَذَا (التَّفْزِيعُ) مِنَ الْأَضْدَادِ، يُقَالُ: (فَزَّعَهُ) أَيْ أَخَافَهُ وَ (فَزَّعَ) عَنْهُ أَيْ كَشَفَ عَنْهُ الْخَوْفَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سبأ: 23] أَيْ كُشِفَ عَنْهَا الْفَزَعُ. 
(ف ز ع)

الفَزَعُ: الفَرَق من الشَّيْء. فزِع مِنْهُ، وفَزَع، فَزَعا وفَزْعا وفِزْعا، وأفْزَعَهُ وفَزَّعَه. وَقَوله تَعَالَى: (حَتَّى إِذا فُزّعَ عَن قُلوبهم) : عدَّاه بعن، لِأَنَّهُ فِي معنى: كشف الفَزَعُ. وَيقْرَأ: " فَزَّعَ ": أَي فَزَّع الله. وَتَفْسِير ذَلِك أَن جِبْرِيل لما نزل إِلَى النَّبِي عَلَيْهِمَا السَّلَام بِالْوَحْي، ظنت الْمَلَائِكَة انه نزل بِشَيْء من أَمر السَّاعَة، ففَزِعَت لذَلِك، فَلَمَّا انْكَشَفَ عَنْهَا الفَزَع، قَالُوا: " مَاذَا قَالَ ربكُم ": سَأَلت لأي شَيْء نزل جِبْرِيل؟ قَالُوا: " الحَقَّ " أَي قَالُوا: قَالَ الْحق. وَقَرَأَ الْحسن " فُزِع " أَي فَزِعت من الفَزَع.

وَرجل فَزِع، وَلَا يكسر، لقلَّة فَعِل فِي الصّفة، وَإِنَّمَا جمعه بِالْوَاو وَالنُّون. وفازِع. وَالْجمع: فَزَعة.

وفَزَّاعَةٌ: كثير الفَزَع. وفَزَّاعَةٌ أَيْضا: يفَزِّع النَّاس كثيرا.

وفازَعَه ففَزَعَه يَفْزُعُه: صَار أَشد فَزَعا مِنْهُ.

وفَزِعَ إِلَى الْقَوْم: استغاثهم. وفَزِعَ الْقَوْم، وفَزَعَهُمْ فَزْعا وأفْزَعَهُمْ: أغاثهم. قَالَ زُهَيْر:

إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلَى مُسْتَغِثيهِمْ ... طِوَالَ الرّماحِ لَا ضِعافٌ وعُزْلُ

وَقَالَ الكلحبة الْيَرْبُوعي:

فقُلتُ لكأسٍ ألجِمِيها فإنَّمَا ... حَلَلْتُ الكَثِيبَ مِنْ زرودَ لأَفْزَعا

وفَزِعَ إِلَيْهِ: لَجأ. والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ: الملجأ. وَقيل: المَفْزَع: المستغاث بِهِ. والمَفْزَعَة: الَّذِي يُفْزَع من أَجله، فرّقوا بَينهمَا.

وفَزِع الرجل: انتصر. وأفْزَعه هُوَ. وَقَول الشماخ:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ ... أطْباقُ نِيٍّ على الأثْباجِ مَنْضُودِ

مَعْنَاهُ: أَنه إِذا قل بن ضراتها، نصرتها الشحوم الَّتِي فِي ظُهُورهَا، فأمدتها بِاللَّبنِ.

وفَزَّع عَن الشَّيْء: كشف.

وفَزْع، وفَزَّاع، وفُزَيْع: أَسمَاء.

وَبَنُو فَزَع: حَيّ.
[فزع] نه: فيه: قال للأنصار: إنكم لتكثرون عند "الفزع" وتقلون عند الطمع، أصل الفزع الخوف فوضع موضع الإغاثة والنصر لأن من شأنه الإغاثة. ومنه: "فزع" أهل المدينة ليلًا فركب فــرسًا لأبي طلحة، أي استغاثوا، فزعت إليه فأفزعني أي استغثت إليه فأغاثني، وأفزعته- إذا أغثته وإذا خوفته. ومنه ح الكسوف: فافزعوا إلى الصلاة، أي الجؤوا إليها واستغيثوا بها على دفع الأمر الحادث. وح صفة علي: فإذا "فُزِع فزع" إلى ضرس حديد، أي إذا استغيث به التجئ إلى ضرس، والتقدير: فإذا فزع إليه، فحذف الجار واستتر الضمير. وح المخزومية: "ففزعوا" إلى أسامة، أي استغاثوا به. ك: أي التجأوا إليه. نه: وفيه: "فزع" من نومه محمرًا وجهه، وروى: ففزع وهو يضحك، أي هبّ وانتبه، فزع من نومه وأفزعته، وكأنه من الفزع: الخوف، لأن من ينتبه لا يخلو من فزع. ط: ولم يدرك طلوع الشمس بقلبه إذا كان ينام قلبه حينًا، أو لأن طلوعها لا يدرك بالقلب. نه: ومنه ح: ألا "أفزعتموني"،مغلب للغالب والمغلوب، فزع: زعر واستغاث وأغاث وهب من النوم. نه: ومنه ح الوحي: فإذا جاء "فزع" عن قلوبهم، أي كشف عنها الفزع. ك: ورفع، أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرغ- براء فمعجمة، من: فرغ الزاد إذا فني، قوله: فلا أدري سمعه أم لا، لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا صح المعنى، قوله: مسترقو السمع هكذا- مبتدأ وخبر، وأشار إلى ما صنعه سفيان بالأصابع من التفريق وركوب بعضها على بعض، قوله: نصبها بعضها فوق بعض- توضيح أو بدل. ج: ومعنى رواية الراء: فرغ قلوبهم من الخوف- وقد مر في خضعان. وح: "فافزعوا" إلى الصلاة- مر في آيتان.
فزع
فزِعَ/ فزِعَ إلى/ فزِعَ من يَفزَع، فَزَعًا، فهو فزِع، والمفعول مفزوع إليه
• فزِع فلانٌ: خاف، ذُعِر وانقبض "فزِع أمام التهديدات- فزِع من مقتل أخيه- {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَزِعًا} [ق]: خائفًا قلقًا- {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ} - {لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ}: إطباق باب النَّار على أهلها" ° يفزع من خياله.
• فزِع إليه: لجأ واستغاث واحتمى "يفزع إلى أبيه وَقت الشدَّة- إِنَّكُمْ لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الْفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ [حديث]: تكثرون عند اللجوء إليكم والإغاثة".
• فزِع من نومه: انتبه، هبّ "فَزِعْت من نومي على بكاء صغيرتي". 

أفزعَ يُفزع، إفزاعًا، فهو مُفزِع، والمفعول مُفزَع
• أفزع فلانًا: أخافه، روّعه وأرهبه "أفزعه نباح الكلب/ زئير الأسد- أفزعهم أزيز الطَّائرات فصمُّوا آذانهم".
• أفزع فلانًا من النَّوم: نبَّهه. 

فزَّعَ يفزِّع، تفزيعًا، فهو مُفزِّع، والمفعول مُفزَّع
• فزَّع فلانًا: أفزعه؛ أخافه، أزعجه، روّعه "فزّعه خبرُ إعلان الحرب- فزّع الرعدُ الأطفالَ- فزَّع الانفجارُ السكانَ".
• فزَّع عنه الخوفَ: أزال عنه الخوفَ أو خفَّفه " {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} ".
• فزَّع فلانًا من النوم: نبّهه. 

فزَّاعة [مفرد]:
1 - خيال، ما يُنصب في الحقل تفزيعًا للطَّير أو الوَحش بقصد إبعاده عن المزروعات "فزّاعة للعصافير".
2 - مُفزِع مُروِّع، مَنْ يخيف النَّاس كثيرًا.
3 - مفزوع مُروَّع. 

فزَع [مفرد]:
1 - مصدر فزِعَ/ فزِعَ إلى/ فزِعَ من ° يَوْمُ الفَزَع الأكبر: يوم القيامة.
2 - (نف) حالة أو شعور بالخوف المفاجئ. 

فَزِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فزِعَ/ فزِعَ إلى/ فزِعَ من: خائف، مذعور "لم ينم لأنَّه كان فَزِعًا- هبّ من نومه فَزِعًا". 

فُزْعة1 [مفرد]: ج فُزُعات وفُزْعات
• الفُزْعة من الرِّجال: من يفزع منه النَّاس. 

فُزَعة2 [مفرد]: ج فُزَعات
• الفُزَعة من الرِّجال: من يفزَع من النَّاس كثيرًا. 

مَفزَع [مفرد]: ج مفازِعُ: ملجأ عند النكبات، شخص يُحتمى به (للواحد والجمع والمؤنّث والمذكَّر) "فلانٌ مَفْزَع للناس- امرأة/ قوم/ نساء مَفزَع- هؤلاء مفازعُ للنّاس". 

مَفْزَعَة [مفرد]:
1 - ملجأ عند النكبات.
2 - ما يُفْزَع منه "الحربُ مَفْزَعةُ النَّاس". 

فزع

1 فَزِعَ, (S, O, Msb, K,) and فَزَعَ, (K,) aor. ـَ of the former verb, (Msb, K,) and of the latter also, (K,) inf. n. فَزَعٌ, (S, O, Msb, K,) which is of the former verb, (S, * O, Msb, TA,) and [of the latter verb] فَزْعٌ [فَزَعًا in the CK being a mistake for فَزْعًا] and ?? (K, TA,) He feared; or was, or became, in fear, afraid, frightened, or terrified; (S, O, Msb, K, TA;) and so ↓ تفزّع: (TA in art. روع:) you say, فَزِعَ مِنْهُ he feared him, or it; or was, or became, in fear, &c., of him, or it: (MA, Msb, TA:) accord. to Er-Rághib, فَزَعٌ signifies a shrinking, and an aversion, that comes upon a man, from a thing causing fear or fright; and is a kind of جَزَع [q. v.]; and one should not say فَزِعْتُ مِنَ اللّٰهِ like as one says خِفْتُ مِنْهُ: or, as Mbr says, in the “ Kámil,” its primary signification is the fearing, or being in fear or afraid or frightened or terrified: then, by a metonymical application, it signifies a people's going forth quickly to repel an enemy, or the like, that has come upon them suddenly; and this meaning has become [conventionally regarded as] proper. (TA.) b2: فَزَعٌ signifies also The seeking, or demanding, aid, or succour: (Az, K, TA:) and the aiding, or succouring; (Az, S, O, K, TA;) this latter being likewise a signification of ↓ إِفْزَاعٌ: (S, O:) an ex. of the former word (S, O, TA) in the latter sense (O, TA) occurs in the saying of the Prophet to the Ansár, إِنَّكُمْ لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَ تَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ [Verily ye are many on the occasion of aiding, or succouring, and ye are few on the occasion of coveting, or greed]; (S, O, TA;) or in this saying the implied meaning may be, on the occasion of men's betaking themselves to you in fear (عِنْدَ فَزَعِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ) in order that ye may aid or succour them [which is virtually the same as their seeking your aid or succour]: (TA:) thus [it is said] فَزَعٌ has two contr. significations: (K:) and both of these significations are expressed by the verb فَزِعَ: (O:) you say فَزِعَ إِلَيْهِ and فَزِعَ مِنْهُ; (K in continuation of what has been last cited therefrom above, and TA; [app. meant to indicate that both of these phrases signify he sought, or demanded, aid, or succour, of him; and he aided, or succoured, him; or that the former phrase has the former signification; and the latter phrase, the latter signification; though accord. to the TK, both phrases have the former signification, and the former phrase has also the latter signification;]) but you should not say فَزَعَهُ, (K, TA,) i. e. like مَنَعَهُ: (TA:) [or] from الفَزَعُ as signifying “ fear,” or “ fright,” you say فَزِعْتُ

إِلَيْكَ and فَزِعْتُ مِنْكَ; [app. meant to indicate that the former phrase signifies I betook myself to thee in fear, which is a meaning thereof well known, and nearly agreeing with an explanation of the verb followed by إِلَيْهِ which will be found below in this paragraph; and that the latter phrase signifies I feared thee, or I was, or became, in fear, &c., of thee, the only meaning, of this phrase, for which I find any explicit authority, and one for which I have given three authorities in the first sentence of this art.;] but you should not say فَزِعْتُكَ: (S: [thus in my copies, فَزِعْتُكَ, not فَزَعْتُكَ:]) or فَزِعَ إِلَيْهِمْ signifies he sought, or demanded, of them, aid, or succour; and فَزَعَهُمْ and فَزِعَهُمْ signify he aided, or succoured, them, syn. أَغَاثَهُمْ [in the CK اَعانَهُمْ] and نَصَرَهُمْ, like ↓ أَفْزَعَهُمْ: (K, TA:) accord. to IB, فَزِعْتُهُ meaning أَغَثْتُهُ is originally فَزِعْتُ له [primarily signifying I feared, or became in fear &c., for him]; then the ل was dropped; for one says فَزِعْتُهُ and فَزِعْتُ لَهُ: (TA:) or فَزِعَ, like فَرِحَ, signifies اِنْتَصَرَ: (K: [thus in the copies of the K, and hence in the TA, app. a mistranscription for اِسْتَنْصَرَ, he sought, or demanded, aid, or aid against an enemy:]) and فَزِعَ إِلَيْهِ he betook himself, or had recourse, to him, or it, for refuge, protection, or preservation, (S, O, Msb, K, TA,) by reason of fear, or fright, (S,) and sought, or demanded, aid, or succour, by him, or it; whence, in a trad. respecting the eclipse of the sun, فَافْزَعُواإِلَى الصَّلَاة i. e. Then betake yourselves, &c., to prayer, and seek, or demand, aid, or succour, by it. (TA.) b3: فَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ means He became roused from his sleep; (O, K;) because he who is roused is not free from some fear, or fright: occurring in a trad. in this sense. (O.) And one says, فَزِعْتُ بِمَجِىْءِ فُلَانٍ, meaning I prepared [or roused] myself by reason of the coming of such a one, by a change of state, or condition, like as the sleeper passes from the state of sleeping to that of waking. (TA.) A2: فَزَعَهُ in the phrase فَفَزَعَهُ ↓ فَازَعَهُ means He exceeded him in fear, or fright. (TA.) A3: فُزِعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ: see the next paragraph.2 فزّعهُ: see 4. b2: [It also app. signifies He made a fearful event, or fearful events, to befall him: see its pass. part. n. below.] b3: فَزَّعَ عَنْهُ He removed from him fear, or fright: (O, in two places:) it is implied by the context in the K that عنه ↓ افزع has this meaning; but in the O and other lexicons it is فَزَّعَ. (TA.) And فُزِّعَ عَنْهُ, (S, K,) inf. n. تَفْزِيعٌ, (K,) Fear, or fright, was removed from him. (S, K.) It is said in the Kur [xxxiv. 22], حَتَّى إِذَافُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ, meaning Until, when fear, or fright, shall be removed from their hearts: (S, O:) this is the common reading: another reading is فَزَّعَ, i. e. فَزَّعَ اللّٰهُ: and El-Hasan reads ↓ فُزِعَ: and he says that in this reading and the first, the prep. with its noun are [regarded as supplying the place of the agent and therefore virtually] in the nom. case, as in the phrase سِيرَ عَنِ البَلَدِ: (TA:) some read فُرِّغَ [q. v.]: (O and TA in art. فرغ:) and 'Eesà Ibn-'Omar is related to have read إِذَا افْرَنْقَعَ. (TA in art. فرقع.) 3 فازعهُ فَفَزَعَهُ [He vied with him in fear, or fright,] and he exceeded him therein. (TA. See 1, last sentence but one.) 4 افزعهُ, (Msb, K,) inf. n. إِفْزَاعٌ, (S, O,) He made him to fear, or to be afraid; frightened him; or terrified him; (S, * O, * Msb, K;) as also ↓ فزّعهُ, (S, O, Msb, K,) inf. n. تَفْزِيعٌ. (S, O.) And you say, يُفْزَعُ مِنْهُ [One is made to fear, or be afraid of, or is frightened, or terrified, at, it, or him], (S, O, K,) and مِنْ أَجْلِهِ [on account of him, or for the sake of him], (O, K,) and بِهِ [by him, or by means of him]. (O.) b2: [Hence,] He housed him from his sleep. (K, TA. [See 1, last quarter.]) b3: Also He aided, or succoured, him. (S, K.) See 1, former half; and again, in the latter half. b4: See also 2.5 تَفَزَّعَ see 1, first sentence.

فَزَعٌ Fear, or fright: (S, O, K:) originally (S) an inf. n.; but notwithstanding this, (S, * O, K,) sometimes, (S, O,) having a pl., which is أَفْزَاعٌ. (S, O, K.) b2: [And, as seems to be indicated by an explanation of مُفَزَّعٌ (q. v.), A fearful event: pl. as above.]

فَزِعٌ Fearing; being afraid or frightened or terrified; (Er-Rághib, MA, Msb, TA;) thus in a verse cited voce ظُنْبُوبٌ; (Er-Rághib, TA;) and ↓ مُفَازِعٌ is syn. therewith: (O, K:) and one says also ↓ رَجُلٌ فَازِعٌ, pl. فَزَعَةٌ; and ↓ مَفْزُوعٌ; meaning a man put in fear; made afraid; frightened, or terrified. (TA.) And In a state of disquiet, disturbance, or agitation: whence an extraordinary reading, of four readers, in the Kur xxviii. 9, [i. e.

فَزِعًا] for فَارِغًا, relating to the heart of the mother of Moses, meaning in a state of disquiet, &c., almost quitting its pericardium. (TA.) It has no broken pl.; its only pl. being فَزِعُونَ. (TA.) b2: Also Seeking, or demanding, aid, or succour; and Sgh thus explains it [in the O] as used in the verse above mentioned; but Er-Rághib says that this is an explanation of the intended meaning, not of the literal signification: (TA:) and it has also the contr. meaning, aiding, or succouring; thus being trans., though of the measure فَعِلٌ; but it may be altered from ↓ فَازِعٌ, like as حَذِرٌ is [said to be] altered from حَاذِرٌ. (IB, TA,) فَزْعَةٌ: see فَزَعَةٌ.

فُزْعَةٌ A man whom one is made to fear, of whom one is made afraid, or at whom one is frightened: (O, K:) [like مَفْزَعَةٌ as expl. by Lth and others:] and by whom, or by means of whom, one is made afraid, or frightened. (O.) فَزَعَةٌ sing. of فَزَعَات in the phrase فَزَعَاتُ الرُّوعِ [app. meaning The fears, or frights, of the heart]. (TA. [The sing., as well as the pl., is there said to be thus, بِالتَّحْرِيك; but if the former be, as I think it is, an inf. n. un., it should by rule be ↓ فَزْعَةٌ.]) فُزَعَةٌ One who fears men, or is frightened at them: (K:) or one who fears, or is frightened, much, or often; (O;) [and] so ↓ فَزَّاعَةٌ. (TA. [But see what next follows.]) فَزَّاعَةٌ One who makes men to fear, or frightens them, much, or often. (O, K.) See also فُزَعَةٌ.

فَازِغٌ: see فَزِعٌ, in two places.

مَفْزَعٌ i. q. مَلْجَأْ [as meaning A refuge, i. e. a place to which, or a person to whom, one betakes himself, or has recourse, for refuge, protection, or preservation,] (S, O, Msb, K, TA,) on the occasion of the befalling of an affliction or a calamity; (TA;) applied to a sing. and a pl. (S, O, K) and a dual (S, O) and a masc. and a fem.; (S, O, K;) one says, فُلَانٌ مَفْزَعٌ لِلنَّاسِ Such a one is a refuge to men when an event comes upon them suddenly, and هُمَامَفْزَعٌ لِلنَّاسِ, and هُمْ مَفْزَعٌ, &c.; (S, O;) and ↓ مَفْزَعَةٌ is the same in signification and in its applications; (K;) expl. by IF as signifying a place to which one who is in fear, or frightened, betakes himself, or has recourse, for refuge, protection, or preservation: (TA:) or مَفْزَعٌ signifies one of whom aid, or succour, is sought, or demanded: (K:) and ↓ مَفْزَعَةٌ, [a cause of fear or fright; being a word of the class of مَبْخَلَةٌ and مَجْبَنَةٌ; i. e.] a thing that one is made to fear, or at which one is frightened; (S;) or a person whom one is made to fear, or at whom one is frightened; [like فُزْعَةٌ;] or on account of whom, or for the sake of whom, one is made to fear, or is frightened: (Lth, O, K:) you say, فُلَانٌ لَنَا مَفْزَعَةٌ [Such a one is to us a person whom we are made to fear, &c.], and in like manner you say of a female, and of a pl. number. (O.) مَفْزَعَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

مُفَزَّعٌ Cowardly; (Fr, O, K;) as being made to fear, or to be frightened at, everything: (Fr, O:) and courageous; (Fr, O, K;) as being one the like of whom fearful events are made to befall (بِمِثْلِهِ تُنْزَلُ الأَفْزَاعُ). (Fr, O. [But what here follows suggests another reason, and I think a better, for the latter meaning.]) مُفَزَّعَةٌ applied by 'Amr Ibn-Maadee-Kerib as an epithet to his اِسْت, in replying to a threat of El-Ash-'ath, who had said to him, لَوْ دَنَوْتَ لَأُضَرِّطَنَّكَ, means Secure from being overcome by fear, or fright, and [therefore] not lax so as to break wind [in consequence of fear]; being from فَزَّعَ عَنْهُ meaning “ he removed fear, or fright, from him; ” or it may be for the same reason as that for which مُفَزَّعٌ is applied to a courageous man. (O.) مَفْزُوعٌ: see فَزِعٌ, first sentence.

مُفَازِعٌ: see فَزِعٌ, first sentence.
فزع
الفَزْعُ، بالتَّسْكينِ: اسمٌ، قَالَ ابْن حَبيب: هُوَ ابنُ عَبْد الله بنِ ربيعَةَ بنِ جَندَل بنِ ثَورِ بنِ عامِر بنِ أُحَيمِر بنِ بَهْدَلَةَ بنِ عَوفٍ. قَالَ: الفَزْعُ: رَجُلٌ آخَرُ فِي بني كَلْبٍ. ورَجُلٌ آخَرُ فِي خُزاعَةَ، خَفيفان. قَالَ غيرُه: ابنُ الفَزْعِ، بِالْفَتْح، كَمَا فِي الْعباب والتَّبصير، ويُكسَرُ، وَلم أَرَ مَن ضبطَهُ هَكَذَا: الَّذي صلبَه المنصورُ العَبّاسيُّ، وَكَانَ خرجَ مَعَ إبراهيمَ الغَمْرِ بنِ عَبْد الله المَحْضِ بنِ حسنِ بن الحسِنِ بن عليٍّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وإبراهيمُ هَذَا هُوَ المَعروفُ بقتيل باخَمرَى.
الفِزْعُ، بِالْكَسْرِ: ابنُ المُجَشِّرِ، من بني عاداةَ، هَكَذَا فِي العُباب. الفزَعُ، بالتَّحْريكِ: الذُّعْرُ والفرَقُ، وربَّما قَالُوا فِي ج: أَفزاعٌ، مَعَ كونِه مَصدَراً، هَذَا نَصُّ العبابِ وَفِي اللِّسانِ: الفَزَعُ: الفَرَقُ والذُّعْرُ من الشيءِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصدرُ فزِعَ مِنْهُ. وَقَالَ شيخُنا: الفرَقُ والذُّعْرُ بمَعنىً، فأَحَدُهما كَانَ كَافِيا، والفِعْلُ فَزِعَ، كفَرِحَ ومَنَعَ، فَزْعاً، بالفَتح، ويُكْسَرُ ويُحَرَّكُ، فِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب، فإنَّ المُحَرَّكَ مَصْدَرُ فَزِعَ، كفَرِحَ خاصَّةً. وَقَالَ المُبَرِّدُ فِي الكامِلِ: أَصلُ الفَزَع: الخَوفُ، ثمَّ كُنِيَ بِهِ عَن خروجِ النّاسِ بسرعَةٍ، لدَفعِ عَدُوٍّ ونَحوِه إِذا جاءَهم بَغتَةً، وصارَ حَقِيقَة فِيهِ. ونَسَبَه شيخُنا إِلَى الرَّاغِبِ، وليسَ لهُ، وإنَّما نَصُّ الرَّاغبِ: الفَزَعُ: انقباضٌ ونِفارٌ يَعتري الإنسانَ من الشيءِ المُخيفِ، وَهُوَ من جنس الجَزَع، وَلَا يُقال: فَزِعْتُ من اللهِ، كَمَا يُقال: خِفْتُ مِنْهُ. الفَزَعُ: الاستِغاثَةُ، وَمِنْه الحديثُ: إنَّ أَهلَ المدينةِ فَزِعوا لَيْلًا، فركِبَ النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فــرَساً لأَبي طَلحَةَ رَضِي الله عَنهُ، فسبَقَ النّاسَ، ورجعَ، وَقَالَ: لَنْ تُراعُوا، لَنْ تُراعُوا، مَا رأَينا من شيءٍ، وإنْ وجَدْناهُ لَبَحراً أَي اسْتَغاثوا واستَعرَضوا، وظَنُّوا أَنَّ عَدُوّاً أَحاطَ بهم، فلمّا قَالَ لَهُم النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: لَنْ تُراعوا، سكَنَ مَا بهم من الفَزَعِ. الفزَعُ أَيضاً: الإغاثَةُ، وَمِنْه قَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم للأَنصارِ: إنَّكُمْ لَتَكْثُرونَ عندَ الفَزَعِ وتَقِلُّونَ عندَ الطَّمَعِ أَي تَكثرونَ عندَ الإغاثَةِ، وَقد يكونُ التَّقديرُ أَيضاً: عندَ فزَع النّاسِ إليكُم لِتُغيثوهُم. ضِدُّ، وَمن الأَوّلِ قولُ سَلامَةَ بنِ جَندلٍ السَّعدِيِّ:
(كُنّا إِذا مَا أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ ... كَانَت إجابَتُنا قَرعَ الظَّنابيبِ)

ويُروَى: كَانَ الصُّراخُ لَهُ، أَي مُستَغيثٌ، كَذَا فسَّرَه الصَّاغانِيُّ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: أَي صارِخٌ أَصابَه فزَعٌ، قَالَ: ومَنْ فسَّرَه بالمُستغيثِ فإنَّ ذلكَ تفسيرٌ للمَقصودِ من الكَلامِ، لَا لِلَفظِ الفَزَعِ، وَمن الثّاني قولُ الكَلْحَبَةِ:
(وقلْتُ لِكَأْسٍ أَلْجِميها فإنَّنا ... نزَلنا الكَثيبَ من زَرودَ لِنَفزَعا)
أَي لِنُغيثَ ونُصرِخَ من استَغاثَ بِنَا. قلتُ: ومِثلُه لِلراعي:
(إِذا مَا فَزِعنا أَو دُعِينا لِنَجْدَةٍ ... لَبِسنا عليهِنَّ الحَديدَ المُسَرَّدا)
وَقَالَ الشَّمّاخُ:
(إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ ... أَطباقُ نَيٍّ على الأَثْباجِ مَنضُودِ) يَقُول: إِذا قَلَّ لبَنُ ضَرَّاتِها، نَصَرَتْها الشُّحومُ الَّتِي على ظُهورِها، وأَغاثَتْها، فأَمَدَّتْها باللَّبَنِ. فَزِعَ إِلَيْهِ، وفَزِعَ مِنهُ، كفَرِحَ، وَلَا تَقُل: فَزَعَهُ، أَي كمنَعَه، قَالَ الأَزْهَرِيّ: والعَرَبُ تجعلُ الفَزَعَ فَرَقاً، وتجعَلُه إغاثَةً لِلفزَعِ المُرَوِّعِ، وتجعَلُه اسْتِغاثَةً. أَو فَزِعَ إِلَيْهِم، كفَرِحَ: اسْتَغاثَهُم، وفزَعَهُم، كمَنَعَ وفَرِحَ: أَغاثَهُم ونصرَهُم، كأَفزَعَهُم، فَفِيهِ ثلاثُ لُغاتٍ: فَزَعْتُ القومَ، وفَزِعْتُهُم، وأَفزَعْتُهُم، كلُّ ذلكَ بِمَعْنى أَغَثْتُهُم. قَالَ ابنُ بَرّيّ: مِمّا يُسأَلُ عَنهُ، يُقال: كيفَ يصِحُّ أَن يُقال: فَزِعْتُهُ بِمَعْنى أَغَثْتُه مُتَعَدِّياً، وسمُ الْفَاعِل مِنْهُ فَزِعٌ، وَهَذَا إنَّما جاءَ فِي نَحو قَولَهَم: حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه، واستشهدَ سِيبَوَيْهٍ عَلَيْهِ بقولِه: حَذِرٌ أُموراً ... ، ورَدُّوهُ عَلَيْهِ، وَقَالُوا: البيتُ مَصنوعٌ. وَقَالَ الجَرْمِيُّ: أَصلُه حَذِرْتُ مِنْهُ، فعُدِّيَ بإسقاطِ مِنْهُ، قَالَ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ فِي فَزِعْتُه، بِمَعْنى أَغَثْتُه، أَن يكونَ على تقديرِ منْ، وَقد يجوز أَن يكونَ فَزِعٌ مَعدولاً عَن فازِعٍ، كَمَا كَانَ حَذِرٌ مَعدولاً عَن حاذِرٍ، فيكونُ مِثلَ: سَمِعٍ مَعدولاً عَن سامِعٍ، فيتعدَّى بِمَا تَعَدَّى بِهِ سامِعٌ، قالَ: والصوابُ فِي هَذَا أَنَّ فَزِعْتُه، بِمَعْنى أَغَثْتُه، بِمَعْنى فَزِعْتُ لَهُ، ثُمَّ أُسْقِطَتِ الَّلامُ: لأَنَّه يُقال: فَزِعْتُه، وفَزِعْتُ لَهُ: قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ المُعَوَّلُ عَلَيْهِ. فَزِعَ، كفَرِحَ: انْتَصَرَ، وأَفزَعَه هُوَ: نصَرَهُ. فَزِعَ إليهِ: لَجَأَ، وَمِنْه الحَديثُ: كُنّا إِذا دَهَمَنا أَمْرٌ فَزِعْنا إِلَيْهِ، أَي لَجأْنا إِلَيْهِ، واسْتَغَثْنا بِهِ. وَفِي حَديثِ الكُسوفِ: فافْزَعوا إِلَى الصَّلاةِ، أَي الْجَئُوا إِلَيْهَا، واستَغيثوا بهَا. فِي الحَدِيث: أَنَّه فَزِعَ من نَومه مُحْمَرّاً وجهُه، أَي هَبَّ وانتبَهَ، يُقال: فَزِعَ من نومِه وأَفزَعْتُه أَنا، أَي نبَّهْتُه، وكَأَنَّه من الفَزَع بِمَعْنى الخَوفِ، لأَنَّ الَّذِي يتنبَّه لَا يَخلو من فَزَعٍ مَا، وَفِي الحَدِيث: أَلا أَفْزَعْتُموني أَي أَنْبَهتُموني.
المَفزَعُ، والمَفْزَعَةُ، كمَقْعَدٍ، ومَرحَلَةٍ: المَلجأُ عندَ نُزولِ الخَطْبِ، وكِلاهُما للواحِدِ والجَمْعِ،)
والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، أَو كمَقعَدٍ: هُوَ المُستَغاثُ بِهِ، وكمَرحَلَة: مَنْ يَفزَعُ منهُ، أَو مِن أَجلِه، فرَّقوا بينَهُما، كَمَا فِي العينِ. والفَزَّاعَةُ مُشَدَّدَةً: الرَّجُلُ يُفَزِّعُ النّاسَ تَفزيعاً كثيرا. الفُزَعَةُ، كهُمَزَةٍ، مَن يَفزَعُ مِنْهُم كثيرا. وبالضَّمّ: مَن يُفزَعُ مِنْهُ، ويُفزَعُ بهِ. فُزَيْعٌ، وفَزَّاعٌ، كزُبَيرٍ، وشَدَّادٍ: اسمانِ.
وأَفزَعَهُ إفْزاعاً: أَخافَهُ، ورَوَّعَه، ففَزِعَ هُوَ، كفَزَّعَه تَفزيعاً. أَفزَعَهُ: أَغاثَهُ، ونَصَرَهُ. فِي مَعْنَاهُ: أَفزَعَ عَنهُ، أَي كشَفَ الفَزَعَ، أَي الخَوفَ، هَكَذَا مُقتَضى سِياق عِبارَتِه، وَالَّذِي فِي العُبابِ وَغَيره: فَزَّع عَنه: أَزالَ فزَعَهُ. المُفَزَّعُ، كمُعَظَّمٍ، يكونُ الشُّجاع، وَيكون الجَبان. نَقله الفَرَّاءُ، قَالَ: بمِثلِه تُنزَلُ الأَفزاعُ، ومَن جعلَه جَباناً جعلَه يَفزَعُ من كُلِّ شيءٍ، قَالَ: وَهَذَا مِثلُ قولِهِم للرَّجُلِ: إنَّه لَمُغَلَّبٌ، وَهُوَ غالبٌ، ومُغلَّبٌ وَهُوَ مَغلوبٌ، فَهُوَ ضِدٌّ. وَفِي الصِّحاح: والتَّفزيعُ من الأَضدادِ، يُقال: فَزَّعَهُ، أَي أَخافَهُ، وفُزِّعَ عنهُ، بالضَّمِّ، تَفزيعاً، أَي كُشِفَ عَنهُ الفَزَع، أَي الخَوفُ، قَالَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى: حَتّى إِذا فُزِّعَ عَن قلوبِهِم أَي كُشِفَ عَنها الفَزَعُ. قلتُ: وَهِي قراءَةُ العامَّةِ، ويُقرأُ: حَتّى إِذا فَزَّعَ أَي فَزَّعَ اللهَ، أَي كشَفَ الفَزَعَ عَن قُلوبِهِم، لأَنَّ المَلائكَةَ كَانُوا لِطولِ العَهْدِ بالوَحيِ خَافُوا من نُزولِ جِبريلَ ومَن معَهُ من المَلائكَةِ عَلَيْهِم السَّلامُ بالوَحيِ، لأَنَّهم ظَنُّوا أَنَّه نزَلَ لِقيامِ السَّاعَةِ، فلمّا تَقرَّرَ عندَهم أَنَّه لِغير ذلكَ، كُشِفَ الفَزَعُ عَن قلوبِهِم. وَفِي كتاب الشَّواذِّ لِابْنِ جِنِّيّ: قرأَ الحَسَنُ بخِلافِه: فُرِغَ عَن قُلوبِهِم، بالرَّاءِ خَفيفَةً وبالغَيْنِ. قَالَ: مرفوعُه حَرفُ الجَرِّ وَمَا جَرَّه، كقولِنا: سِيرَ عَن البَلَدِ، وانْصُرِفَ عَن كَذَا إِلَى كَذَا، قَالَ: وكذلكَ فُزِّعَ، بتَشْديد الزَّاي. والمُفازِعُ: الفَزِعُ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الفَرَزْدَقِ:
(هَوَى الخَطَفَى لَمّا اخْتَطَفْتُ دِماغَهُ ... كَمَا اخْتَطَفَ البازِي الخَشاشَ المُفازِعا)
ومِمّا يُستَدرَكُ عَلَيْهِ: الفَزِعُ، ككَتِفٍ: القَلِقُ وَلَا يُكَسَّرُ لِقِلَّةِ فَعِلٍ فِي الصِّفَةِ، وإنَّما جَمعُه بِالْوَاو والنُّونِ، وَبِه قُرئَ قولُه تَعَالَى: فأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فَزِعاً أَي قَلِقاً، يكادُ يخرُجُ من غِلافِه فينكَشِفُ، وَهِي قِراءَةُ فَضالَةَ بنِ عَبْد الله، والحَسَنِ، وأَبي الهُذَيْلِ، وابنِ قُطَيْبٍ، كَمَا فِي الشَّواذِّ لابنِ جِنّيٍّ. والفَزِعُ: المُغيثُ والمُستَغيثُ، ضِدٌّ، ورَجُلٌ فازِعٌ، وجَمعُهُ: فَزَعَةٌ، ومَفزوعٌ: مُرَوَّعٌ.
وفَزَّاعَةٌ: كثيرُ الفَزَعِ. وفَازَعَهُ ففَزَعَهُ: صارَ أَشَدَّ فزَعاً مِنْهُ. وَيُقَال: فَزِعْتُ لِمَجيءِ فُلانٍ: إِذا تأَهَّبْتَ لهُ، مُتَحَوِّلاً من حالٍ إِلَى حالٍ، كَمَا ينتقلُ النّائمُ من النَّومِ إِلَى اليَقَظَةِ. وَقَالَ ابنُ فارسٍ: المَفْزَعَةُ: المَكانُ يَلتَجئُ إِلَيْهِ الفَزِعُ. والفَزَعُ مُحَرَّكَةً: هُوَ ابنُ شَهران بنِ عِفرِسٍ، أَبو بَطْنٍ من) خَثْعَمَ، قَالَه ابنُ حبيبٍ، وَمن ولَدِه جَماعَةٌ. والفَزَعُ بنُ عَقيقٍ المازِنِيُّ: تابِعِيٌّ، روَى عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ يونُسُ بنُ عُبيدٍ. والفَزَع: تابِعِيٌّ آخَرُ، روَى عَن المُنقَعِ رَضِي الله عَنهُ، وَعنهُ سيفُ بنُ هارونَ، كَذَا فِي التَّبصير. وَقَول عَمرو بن مَعديكَرِبَ رَضِي الله عَنهُ حينَ قَالَ لَهُ الأَشْعَثُ: لَو دنوتَ لأُضَرِّطَنَّكَ: كلاّ وَالله، إنَّها لَعَزومٌ مُفَزَّعَةٌ، مِن فزَّعَ عَنهُ، إِذا أَزالَ فزَعَه، بحَذفِ الجارِّ وإيصالِ الفِعلِ، أَي هِيَ آمِنَةٌ، لَا تَرْهَقُها الأَفزاعُ، وَهِي صَبورٌ صَحيحَةُ العَقْدِ، والاسْتُ تُكْنَى أُمّ عَزْمٍ وقُوَّةٍ، وليسَت بواهِيَةٍ فَتَضْرَطَ. وفزَعاتُ الرَّوْعِ، مُحرَّكَةً: جَمْعُ فَزَعَةٍ، بالتَّحريكِ أَيضاً. وَمن كلامِ العامَّةِ: فَزَعَ عَلَيْهِ، إِذا تَحامَلَ عَلَيْهِ مُشيراً للضَّرْبِ، وَله فِي العرَبِيَّةِ وَجْهٌ صَحيحٌ. 

فزع: الفَزَعُ: الفَرَقُ والذُّعْرُ من الشيء، وهو في الأَصل مصدرٌ.

فَزِعَ منه وفَزَعَ فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً وأَفْزَعه وفَزَّعَه: أَخافَه

ورَوَّعَه، فهو فَزِعٌ؛ قال سلامة:

كُنَّا إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ،

كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظّنابِيبِ

والمَفْزَعةُ، بالهاء: ما يُفْزَعُ منه. وفُزِّعَ عنه أَي كُشِفَ عنه

الخوف. وقوله تعالى: حتى إِذا فُزِّعَ عن قلوبهم، عدّاه بعن لأَنه في معنى

كُشِفَ الفَزَعُ، ويُقرأُ فَزَّعَ أَي فزَّع الله، وتفسير ذلك أَن ملائكة

السماء كان عهدهم قد طال بنزول الوحي من السموات العلا، فلما نزل جبريل إِلى

النبي، صلى الله عليه وسلم، بالوحي أَوّلَ ما بُعث ظنت الملائكة الذين في

السماء أَنه نزل لقيام الساعة فَفَزِعَت لذلك، فلما تقرّر عندهم أَنه

نزل لغير ذلك كُشِفَ الفَزَعُ عن قلوبهم، فأَقبلوا على جبريل ومن معه من

الملائكة فقال كل فريق منهم لهم: ماذا قال ربكم فسأَلَتْ لأَيّ شيء نزل

جبريل، عليه السلام، قالوا: الحقّ أَي قالوا قال الحَقَّ؛ وقرأَ الحسن فُزِعَ

أَي فَزِعَتْ من الفَزَعِ. وفي حديث عمرو بن معديكرب: قال له الأَشعث:

لأُضْرِطَنَّكَ فقال: كلا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ أَي صحيحة تَنْزِلُ

بها

(* قوله «تنزل بها» هذا تعبير ابن الاثير) الأَفْزاعُ. والمُفَزَّعُ:

الذي كُشِفَ عنه الفَزَعُ وأُزِيلَ. ورجل فَزِعٌ، ولا يكسر لقلة فَعِلٍ

في الصفة وإِنما جمعه بالواو والنون، وفازِعٌ والجمع فَزَعةٌ،

وفَزَّاعةٌ: كثير الفَزَعِ، وفَزَّاعةُ أَيضاً: يُفَزِّعُ الناسَ كثيراً. وفازَعَه

فَفَزَعَه يَفْزَعُه: صار أَشدَّ فَزَعاً منه. وفَزِعَ إِلى القوم:

استغاثهم. وفَزِعَ القومَ وفَزَعَهم فَزْعاً وأَفْزعَهم: أَغاثَهم؛ قال

زهير:إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلى مُسْتَغِيثِهمْ،

طِوالَ الرِّماحِ، لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ

وقال الكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ، واسمه هبيرة بن عبد مناف والكَلْحَبةُ

أُمُّه:

فقُلْتُ لكَأْسٍ: أَلْجِمِيها فإِنَّما

حَلَلْتُ الكَثِيبَ من زَرُودٍ لأَفْزَعا

(* قوله «حللت إلخ» في شرح القاموس: نزلنا ولنفزعا وهو المناسب لما بعده

من الحل.)

أَي لِنُغِيثَ ونُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا؛ مثله للراعي:

إِذا ما فَزِعْنا أَو دُعِينا لِنَجْدةٍ،

لَبِسْنا عليهنّ الحَدِيدَ المُسَرَّدا

فقوله فَزِعْنا أَي أَغَثنا؛ وقول الشاعر هو الشَّمّاخُ:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ

أَعْقابُ نَيٍّ، على الأَثْباجِ، مَنْضُودِ

يقول: إِذا قل لبن ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ التي على ظهورها

وأَغاثَتْها فأَمدّتْها باللبن. ويقال: فلان مَفْزَعةٌ، بالهاء، يستوي فيه

التذكير والتأْنيث إِذا كان يُفْزَعُ منه. وفَزِعَ إِليه: لَجَأَ، فهو

مَفْزَعٌ لمن فَزِعَ إِليه أَي مَلْجَأٌ لمن التَجَأَ إِليه. وفي حديث الكسوف:

فافْزَعُوا إِلى الصلاة أي الجَؤُوا إِليها واستَعِينُوا بها على دَفْعِ

الأَمرِ الحادِثِ. وتقول: فَزِعْتُ إِليك وفَزِعْتُ مِنْكَ ولا تقل

فَزِعْتُكَ. والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ: الملجأ، وقيل: المفزع المستغاث به،

والمفزعة الذي يُفزع من أَجله، فرقوا بينهما، قال الفراء: المُفَزَّعُ يكون

جَباناً ويكون شُجاعاً، فمن جعله شجاعاً مفعولاً به قال: بمثله تُنْزَلُ

الأَفزاع، ومن جعله جباناً جعله يَفْزَعُ من كل شيء، قال: وهذا مثل قولهم

للرجل إِنه لَمُغَلَّبٌ وهو غالبٌ، ومُغَلَّبٌ وهو مغلوبٌ. وفلان

مَفْزَعُ الناسِ وامرأَة مَفْزَعٌ وهم مَفْزَعٌ: معناه إِذا دَهَمَنا أَمر

فَزِعْنا إِليه أَي لَجَأْنا إِليه واستغثنا به. والفَزَعُ أََيضاً:

الإِغاثةُ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم للأَنصار: إِنكم لتكثرون عند الفَزَعِ

وتَقِلُّونَ عند الطمَعِ أَي تكثرون عند الإِغاثة، وقد يكون التقدير

أيضاً عند فَزَعِ الناس إِليكم لتُغِيثُوهم. قال ابن بري: وقالوا فَزَعْتُه

فَزْعاً بمعنى أَفْزَعْتُه أَي أَغَثْتُه وهي لغة ففيه ثلاث لغات:

فَزِعتُ القومَ وفَزَعْتُهم وأَفزَعْتُهم، كل ذلك بمعنى أَغَثْتُهم. قال ابن

بري: ومما يُسأَل عنه يقال كيف يصح أَن يقال فَزِعْتُه بمعنى أَغَثْتُه

متعدياً واسم الفاعل منه فَعِلٌ، وهذا إِنما جاء في نحو قولهم حَذِرْتُه

فأَنا حَذِرُه، واستشهد سيبويه عليه بقوله حَذِرٌ أُمُوراً، وردوا عليه

وقالوا: البيت مصنوع، وقال الجرمي: أَصله حَذِرْتُ منه فعدّى بإِسقاط منه،

قال: وهذا لا يصح في فَزِعْتُه بمعنى أَغثته أَن يكون على تقدير من، وقد يجوز

أَن يكون فَزِعٌ معدولاً عن فازِعٍ كما كانَ حَذِرٌ معدولاً عن حاذِر،

فيكون مثل سَمِعٍ عدولاً عن سامِعٍ فيتعدّى بما تعدى سامع، قال: والصواب في

هذا أَن فَزِعْتُه بمعنى أَغثته بمعنى فزعت له ثم أُسقطت اللام لأَنه

يقال فَزِعْتُه وفَزِعْتُ له، قال: وهذا هو الصحيح المعول عليه.

والإِفْزاعُ: الإِغاثةُ. والإِفْزاعُ: الإِخافةُ. يقال: فَزِعْتُ إِليه

فأَفْزَعَنِي أَي لَجَأْتُ إِليه من الفَزَعِ فأَغاثني، وكذلك التفْزِيعُ، وهو من

الأَضداد، أَفْزَعْتُه إِذا أَغَثْتَه، وأَفْزَعْتُه إِذا خَوَّفْتَه، وهذه

الأَلفاظ كلها صحيحة ومعانيها عن العرب محفوظة. يقال: أَفْزَعْتُه

لَمَّا فَزِعَ أَي أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ. وفي حديث المخزومية: فَفَزِعُوا

إِلى أٌُسامةَ أَي استغاثوا به. قال ابن بري: ويقال فَزِعْتُ الرجلَ

أغَثْتُهُ أَفْزَعْتُه، فيكون على هذا الفَزِعُ المُغِيثَ والمُسْتَغِيثَ، وهو

من الأَضداد. قال الأَزهري: والعرب تجعل الفَزَعَ فَرَقاً، وتجعله إِغاثة

للمفزوعِ المُرَوَّعِ، وتجعله استِغاثة، فأَما الفزَعُ بمعنى الاستغاثة

ففي الحديث: أَنه فَزِعَ أَهلُ المدينة ليلاً فركب النبي، صلى الله عليه

وسلم، فــرساً لأَبي طلحة عُرْياً فلما رجع قال: لن تراعُوا، إِني وجدته

بحراً؛ معنى قوله فَزِعَ أَهل المدينة أَي اسْتَصْرَخوا وظنوا أَن عدوّاً

أَحاط بهم، فلما قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، لن تراعوا، سكن ما

بهم من الفَزَع. يقال: فزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَني أَي استغثت إِليه

فأَغاثني. وفي صفة عليّ، عليه السلام: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إلى ضِرْسٍ حديدٍ أَي

إِذا استُغِيثَ به التُجِئَ إِلى ضرس، والتقدير فإِذا فُزِعَ إِليه فُزِعَ

إِلى ضرس، فحذف الجار واستتر الضمير. وفَزِعَ الرجلُ: انتصر، وأَفْزَعَه

هو. وفي الحديث: أَنه فَزِعَ من نومه مُحْمَرّاً وجهه، وفي رواية: أَنه نام

فَفَزِعَ وهو يضحك أي هَبَّ وانتبه؛ يقال: فَزِع من نومه وأَفْزَعْتُه

أَنا، وكأَنه من الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الذي يُنَبَّه لا يخلو من فَزَعٍ

مّا. وفي الحديث: أَلا أَفْزَعْتُموني أَي أَنْبَهْتُموني. وفي حديث فضل

عثمان: قالت عائشة للنبي، صلى الله عليه وسلم: ما لي لم أَركَ فَزِعْتَ

لأَبي بكر وعمر كما فَزِعْتَ لعثمان؟ فقال: عثمانُ رجل حَييٌّ. يقال:

فَزِعْتُ لِمَجيءِ فلان إِذا تأَهَّبْتَ له متحوِّلاً من حال إِلى حال كما

ينتقل النائم من النوم إِلى اليقظة، ورواه بعضهم بالراء والغين المعجمة من

الفراغ والاهتمام، والأَول الأَكثر.

وفَزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ: أَسماءٌ. وبنو فَزَعٍ: حَيٌّ.

حكب

الْحَاء وَالْكَاف وَالْبَاء

الحَبْكُ: الشد. واحتَبَكَ بِإِزَارِهِ، احتبى بِهِ وشده إِلَى بدنه.

والحُبْكَةُ، أَن تُرخى من أثْنَاء حجزتك من بَين يَديك لتحمل فِيهِ الشَّيْء، مَا كَانَ. وَقيل: هِيَ الحجزة بِعَينهَا. وتَحَبَّكَ، شدّ حجزته. وتحَبَّكَت الْمَرْأَة نطاقها، شدته فِي وَسطهَا.

والحُبْكَةُ الْحَبل يشد بِهِ على الْوسط. والحِباكُ: أَن يجمع خشب كالحظيرة ثمَّ يشد فِي وَسطه بِحَبل يجمعه.

والحُبْكَةُ والحِباكُ، القدة الَّتِي تضم الرَّأْس إِلَى الغراضيف من القتب والرحل، وَقد تقدمتا بالنُّون عَن أبي عبيد وَأرَاهُ مِنْهُ سَهوا. وَالْجمع، حُبَكٌ وحُبُكٌ: فحُبَكٌ جمع حُبكةٍ، وحُبُكٌ جمع حِباكٍ.

وحُبُكُ الرمل، حُرُوفه وأسناده، وَاحِدهَا حِباكٌ. وَكَذَلِكَ حُبُكُ المَاء وَالشعر الْجَعْد المتكسر، قَالَ زُهَيْر يصف مَاء:

مُكَلَّلٌ بعَميمِ النَّبْتِ تَنْسِجُه ... ريحٌ خَريقٌ لضَاحِي مائِهِ حبُكُ

والحَبِيكَةُ، كل طَريقَة من خصل الشّعْر، أَو الْبَيْضَة، وَالْجمع حَبِيكٌ وحبائِكُ وحُبُكٌ، كسفينةٍ وسَفينٍ وسفائنَ وسُفُنٍ.

وحُبُكُ السَّمَاء، طرائقها. وَقَوله تَعَالَى: (والسَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ) ، أهل اللُّغَة يَقُولُونَ إِنَّهَا ذَات الطرائق الْحَسَنَة، وَجَاء فِي التَّفْسِير إِنَّهَا ذَات الْخلق الْحسن. وَالْوَاحد كالواحد.

وَفرس مَحْبوكُ الْمَتْن وَالْعجز، فِيهِ اسْتِوَاء مَعَ ارْتِفَاع، قَالَ أَبُو دَاوُد يصف فــرسا:

مَرج الدّينُ فأعْدَدْتُ لَه ... مُشْرِفَ الحارِكِ محْبُوكَ الكَتَدْ وجاد مَا حبَكهُ، إِذا أَجَاد نسجه. وحبَكَ الثَّوْب وَغَيره، يَحْبِكُه ويَحْبُكُه حَبْكا، واحتبكَه، كِلَاهُمَا: حسن أثر الصَّنْعَة فِيهِ. وثوب حَبِيكٌ، مَحْبُوك، وَكَذَلِكَ الْوتر. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لأبي العارم:

فهَيَّاتُ حَشْرا كالشّهابِ يَسُوقُه ... ممَرٌّ حَبيكٌ عاونَتْه الأشاجعُ

وحبَكَهُ بِالسَّيْفِ، ضربه على وَسطه، وَقيل: هُوَ إِذا قطع اللَّحْم فَوق الْعظم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَبكَه بِالسَّيْفِ يحْبِكُه ويحبُكُه حَبْكا، ضرب عُنُقه.

وحَبَك عروش الْكَرم، قطعهَا. والحَبَكُ والحَبَكَةُ جَمِيعًا، الأَصْل من أصُول الْكَرم.

والحبَكَةُ، الحبَّةُ من السويق، يُقَال: مَا ذقناه عِنْده حَبَكَة، وَيُقَال: عبكة، وَقد تقدم.

أدا

(أدا)
أَدّوا مَشى مشيا لَيْسَ بالسريع وَلَا بالبطيء وَاللَّبن خثر وَاللَّبن أَدّوا وأديا مخضه وللظبي وَنَحْوه خدعه ليصيده وَيُقَال أدا فلَانا وَله
(أدا) - وفي حديثِ ابنِ مَسْعُود: " ... رجلا نَشِيطاً مُؤدِياً" .
المُؤدِى: التَّامُّ السِّلاح، الكامِلُ أَداةِ الحَرب.
وفي تفسير: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} .
: أي مُقْوون مُؤدُون: أي ذَوُو دوابّ قَوِيَّة، كامِلُو أَداةِ الحَرْب. وآدَى للسَّفَر: تأَهَّب له.
أ د ا: (الْأَدَاةُ) الْآلَةُ وَالْجَمْعُ (الْأَدَوَاتُ) وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ قَطَعَ اللَّهُ (أَدَيْهِ) بِمَعْنَى يَدَيْهِ. وَ (أَدَّى) دَيْنَهُ (تَأْدِيَةً) قَضَاهُ وَالِاسْمُ (الْأَدَاءُ) وَهُوَ آدَى لِلْأَمَانَةِ مِنْ فُلَانٍ بِالْمَدِّ وَ (تَأَدَّى) إِلَيْهِ الْخَبَرُ أَيِ انْتَهَى. وَ (الْإِدَاوَةُ) الْمَطْهَرَةُ وَالْجَمْعُ (الْأَدَاوَى) بِوَزْنِ الْمَطَايَا. 
[أدا] نه فيه: جيش "آدى" شيء واعده أي أقوى شيء يقال أدنى عليه بالمد أي قوني، ورجل مؤد أي تام السلاح كامل أداة الحرب. ومنه ح: أرأيت رجلاً خرج "مؤدياً" نشيطا. ق: هو بسكون همزة وخفة ياء أي كامل أداة الحرب. قوله لا نحصيها أي لا نطيقها، وقيل: لا ندري أمعصية أو طاعة. قوله: وإذا شك في نفسه يزيدان من التقوى أن لا يتقدم فيما شك حتى يسأل من عنده علمه، وأوشك أن لا تجدوه أي يفوت ذلك عند ذهاب الصحابة. نه ومنه: وإنا لجميع حاذرون قال: مقوون "مؤدون" أي كاملو أداة الحرب. وفيه: لا تشربوا إلا من ذي "إداء" بالكسر والمد: الوكاء وهو شداد السقاء والإداوة بالكسر إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة وجمعها أداوى. وفيه: "لأستأدينه" عليكم أي لأستعدينه فالهمزة بدل من العين يريد لا شكون إليه فعلكم لينصفني منكم. ط: "لتؤدن" الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ببناء مجهول ورفع الحقوق، وقيل: بضم دال ونصب حقوق والفعل للمخاطبين وغلبوا على الغائبين وغير العاقلين. ك: ليستعير "أداة" أي آلة الحرب من سلاح ونحوه. باب الهمزة مع الذال
[أدا] الأداة: الآلةُ، والجمع الأدَواتُ. وآداهُ على كذا يُؤْديهِ إيداءقواه عليه وأعانه. ومن يؤديني على فلان، أي من يعيننى عليه. وآدى الرجلُ أيضاً، أي قَويَ، من الأَداةِ، فهو مُؤدٍ بالهمز، أي شاكٍ في السلاح. وأمَّا مودٍ بلا همز، فهو من أَوْدى أي هلك. وأهل الحجاز يقولون: آديته على أفعلته، أي أعنته. ويقولون: استأديت الامير على فلان فآداني عليه، بمعنى استعديته فأَعداني عليه. وآدَيْتُ للسفر فأنا مُؤدٍ له، إذا كنتَ متهيئا له، حكاه يعقوب. وتآدى، أي أخذ للدهر أداته. قال الاسود بن يعفر: ما بعد زيد في فتاة فرقوا * قتلا وسبيا بعد حسن تآدى ويقال: أخذت لذلك الأمر أَدِيَّةُ، أي أهبته. ونحن على أَديّ للصلاة، أي تهيُّؤٍ لها. قال الأصمعي: غَنَمٌ أَدِيَّةٌ، على فعيلة، أي قليلة. وأَدَوْتُ له، أي ختلته. يقال: الذئب يأدو للغزال، أي يختله ليأكله . وأنشد أبو زيد: أدوت له لآخذه * فهيهات الفتى حذرا ونصب " حذرا " بفعل مضمر، أي لا يزال حذرا. ويجوز نصبه على الحال ; لان الكلام قد تم بقوله هيهات، كأنه قال: بعد عنى وهو حذر. وأَدى اللبن يَأْدي أُدِيَّا، أي خثر ليروب. وحكى اللحيانى: قطع الله أديه، يريد يديه. ويقال ثوب أدى ويَديٌّ، إذا كان واسعاً. وأَدَّى دَيْنَه تأْديَةً، أي قضاه. والاسم الأَداءُ. وهو آدى للأمانة منك، بمدّ الألف. وتأَدَّى إليه الخبر، أي انتهى. ويقال: اسْتأداهُ. مالاً، إذا صادره واستخرجه منه. والاداوة: المطهرة، والجمع الاداوى، مثل المطايا. قال الراجز:

إذا الاداوى ماؤها تصبصبا * وكان قياسه أدائى مثل رسالة ورسائل، فتجنبوه وفعلوا به ما فعلوا بمطايا وخطايا، فجعلوا فعائل فعالى، وأبدلوا هنا الواو ليدل على أنه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة، فقالوا أداوى. فهذه الواو بدل من الالف الزائدة في إداوة والالف التى في آخر الاداوى بدل من الواو التى في أداوة، وألزموا الواو ههنا كما ألزموا الياء في مطايا.

أدا: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً وأَدَى أُدِيّاً: خَثُرَ لِيَرُوبَ؛ عن

كراع، يائية وواوية. ابن بُزُرْج: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً، مُثقَّل،

يأْدُو، وهو اللَّبَنُ بين اللَّبَنَيْنِ ليس بالحامِض ولا بالحُلْو. وقد

أَدَتِ الثمرةُ تأْدو أُدُوّاً، وهو اليُنُوعُ والنُّضْجُ. وأَدَوْتُ

اللَّبَن أَدْواً: مَخَضْتُه. وأَدى السِّقاءُ يأْدي أُدِيّاً: أَمْكن

ليُمْخَضَ. وأَدَوْتُ في مَشْيِي آدُو أَدْواً، وهو مَشْيٌ بين المَشْيَيْنِ ليس

بالسَّريع ولا البَطِيء. وأَدَوْت أَدْواً إذا خَتَلْت. وأَدا السَّبُعُ

للغزال يأْدُوا أَدْواً: خَتَلَه ليَأْكُله، وأَدَوْتُ له وأَدَوْتهُ

كذلك؛ قال:

حَنَتْني حانِياتُ الدَّهْر، حَتَّى

كأني خاتلٌ يَأْدُو لِصَيدِ

أبو زيد وغيره: أَدَوْتُ له آدُوا له أَدْواً إذا خَتَلْته؛ وأَنشد:

أَدَوْتُ له لآخُذَهُ؛

فَهَيْهاتَ الفَتى حَذِرا

نَصَبَ حَذِراً بفِعْلٍ مُضْمَر أي لا يزال حَذِراً؛ قال: ويجوز نصبه

على الحال لأَن الكلام تَمَّ بقوله هيهات كأَنه قال بَعُدَ عني وهو حَذِر،

وهو مثل دَأَى يَدْأَي سواء بمعناه. ويقال: الذئب يأْدُو للغَزال أي

يَخْتِلُه ليأْكُلَه؛ قال:

والذئب يأْدُو للغَزال يأْكُلُهْ

الجوهري: أَدَوْتُ له وأَدَيْتُ أي خَتَلْتُه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

تَئِطُّ ويأْدُوها الإفالُ، مُرِبَّةً

بأَوطانها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائل

قال: يأْدوها يَخْتِلُها عن ضُرُوعِها، ومُرِبَّة أَي قلوبها مُرِبَّة

بالمواضع التي تَنْزِعُ إليها، ومُطْرَفات: أُطْرِفوها غَنيمةً من غيرهم،

والحمَائل: المحتَمَلة إليهم المأْخوذة من غيرهم، والإداوَةُ:

المَطْهَرة. ابن سيده وغيره: الإداوَةُ للماء وجمعها أَداوى مثل المَطايا؛

وأَنشد:يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ

جِئ في أَداوى كالمَطاهِر

يَصِف القَطا واسْتِقاءَها لفِراخِها في حَواصلها؛ وأنشد الجوهري:

إذا الأَداوى ماؤُها تَصَبْصَبا

وكان قياسه أَدائيَ مثل رِسالة ورَسائِل، فتَجَنَّبُوه وفعلوا به ما

فعلوا بالمَطايا والخطايا فجعلوا فَعائل فَعالى، وأَبدلوا هنا الواو ليدل

على أَنه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة فقالوا أَداوى، فهذه الواو بدل من

الأَلف الزائدة في إداوَة، والألف التي في آخر الأَداوى بدل من الواو في

إداوَة، وأَلزموا الواو ههنا كما أَلزموا الياء في مَطايا، وقيل: إنما

تكون إداوة إذا كانت من جلدين قُوبِلَ أَحدهما بالآخر. وفي حديث المغيرة:

فأَخَذْتُ الإداوَة وخَرَجْتُ معه؛ الإداوَةُ، بالكسر: إناء صغير من جلد

يُتَّخَذُ للماء كالسَّطِيحة ونحوها. وإداوة الشيء وأَداوته: آلَتُه. وحكى

اللحياني عن الكسائي أَن العرب تقول: أَخَذَ هَداته أي أَداته، على

البدل. وأَخَذَ للدهر أَداتَه: من العُدَّة. وقد تَآدى القومُ تَآدِياً إذا

أَخذوا العدَّة التي تُقَوِّيهم على الدهر وغيره. الليث: أَلِفُ الأَداةِ

واو لأن جمعها أَدَواتٌ. ولكل ذي حِرْفة أَداةٌ: وهي آلته اتلتي تُقيم

حرفته. وفي الحديث: لا تَشْرَبوا إلا من ذي إداء، بالكسر والمد: الوِكاءُ

وهو شِدادُ السِّقاء. وأَداةُ الحَرْبِ: سِلاحُها. ابن السكيت: آدَيْتُ

للسَّفَر فأَنا مُؤْدٍ له إذا كنت متهيِّئاً له. ونحن على أَدِيٍّ للصَّلاة

أَي تَهَيُّؤٍ. وآدى الرجلُ أيضاً أي قَويَ فهو مُؤْدٍ، بالهمز، أي شاكِ

السِّلاح؛ قال رؤبة:

مُؤْدين يَحْمِينَ السَّبيل السَّابلا

ورجل مُؤدٍ: ذو أَداةٍ، ومُؤدٍ: شاكٍ في السلاح، وقيل: كاملُ أَداةِ

السلاح. وآدى الرجلُ، فهو مُؤدٍ إذا كان شاكَ السلاح، وهو من الأَداة. وتآدى

أَي أَخذ للدهر أَداةً؛ قال الأَسود بن يَعْفُر:

ما بَعْدَ زَيدٍ في فَتاةٍ فُرِّقُوا

قَتْلاَ وسَبْياً بَعْدَ حُسْنِ تَآدي

وتَخَيَّروا الأَرضَ الفَضاء لِعِزِّهم،

ويَزيدُ رافِدُهم على الرُّفَّادِ

قوله: بعد حُسْنِ تَآدي أي بعد قُوَّة. وتَآدَيْتُ للأَمر: أَخذت له

أَداتَه. ابن بُزُرْج: يقال هل تآدَيْتُم لذلك الأَمر أي هل تأَهَّبْتم. قال

أَبو منصور: هو مأْخوذ من الأَداة، وأَما مُودٍ بلا همز فهو من أَوْدى

أَي هَلَك؛ قال الراجز:

إني سَأُوديك بسَيْرٍ وَكْنِ

قال ابن بري: وقيل تَآدى تَفاعَل من الآدِ، وهي القُوَّة، وأَراد

الأَسود بن يَعْفُر بزيد زَيْدَ بن مالك ابن حَنْظَلة، وكان المنذر خطب إليهم

امرأَة فأَبوا أَن يزوجوه إياها فغزاهم وقتل منهم. ويقال: أَخَذْت لذلك

الأمر أَديَّه أي أُهْبَتَه. الجوهري: الأَداةُ الآلة، والجمع الأَدَوات.

وآداهُ على كذا يُؤْدِيهِ إيداءً: قَوَّاه عليه وأَعانَه. ومَنْ يُؤْدِيني

على فلان أي من يُعِينني عليه؛ شاهده قول الطِّرِمَّاح ابن حكيم:

فيُؤْدِيهِم عَليَّ فَتاءُ سِنِّي،

حَنانَكَ رَبَّنا، يا ذا الحَنان

وفي الحديث: يَخْرجُ من قِبَل المَشْرق جَيْش آدَى شَيءٍ وأَعَدُّهُ،

أَمِيرُهُم رَجُلٌ طُوالٌ، أَي أقوى شيء. يقال: آدِني عليه، بالمد، أي

قَوِّني. ورجل مؤْدٍ: تامُّ السلاح كاملُ أَداةِ الحرب؛ ومنه حديث ابن مسعود:

أَرأَيْتَ رجلاً خرَج مُؤْدِياً نَشِيطاً؟ وفي حديث الأَسود بن يزيد في

قوله تعالى: وإنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ، قال: مُقْوُون مُؤْدون أَي

كاملو أَداة الحَرْب. وأَهل الحجاز يقولون آدَيْتُه على أَفْعَلْته أي

أَعَنْته. وآداني السلطانُ عليه: أَعْداني. واسْتأْدَيْته عليه: اسْتَعْدَيته.

وآدَيْته عليه: أَعَنْتُه، كله منه. الأَزهري: أهل الحجاز يقولون

اسْتأْدَيت السلطانَ على فلان أي اسْتَعَدَيَتْ فآداني عليه أي أَعْداني

وأَعانَني. وفي حديث هِجْرة الحَبَشة قال: والله لأَسْتَأْدِيَنَّه عليكم أَي

لأَسْتعدِيَنَّه، فأَبدل الهمزة من العين لأَنهما من مخرج واحد، يريد

لأَشْكُوَنَّ إليه فِعْلَكُم بي لِيُعْدِيَني عليكم ويُنْصِفَني منكم. وفي

ترجمة عدا: تقول اسْتَأْداه، بالهمز، فآداه أي فأَعانه وقَوَّاه. وآدَيْتُ

للسفر فأَنا مؤْدٍ له إذا كنت متهيئاً له. وفي المحكم: اسْتعدَدْت له

وأَخذت أَداتَه. والأَدِيُّ: السَّفَر من ذلك؛ قال:

وحَرْفٍ لا تَزالُ على أَدِيٍّ

مُسَلَّمَةِ العُرُوق من الخُمال

وأُدَيَّة

(* أديَّة هي أم مرداس وقيل جدته). أَبو مِرْداس

الحَرُورِيُّ: إما أَن يكون تصغير أَدْوَة وهي الخَدْعَة، هذا قول ابن الأَعرابي،

وإما أَن يكون تصغير أَداة. ويقال: تآدَى القومُ تآدِياً وتَعادَوْا

تَعادِياً أَي تَتابَعُوا موتاً.

وغَنَمٌ أَدِيَّةٌ على فَعِيلة أَي قليلة. الأَصمعي: الأَدِيَّة تقدير

عَدِيَّة من الإبل القليلة العَدَد.

أَبو عمرو: الاداءُ

(* قوله «أبو عمرو الاداء» كذا في الأصل من غير ضبط

لأوله. وقوله «وجمعه أيدية» هكذا في الأصل أيضاً ولعله محرف عن آدية،

بالمد، مثل آنية). الخَوُّ من الرمل، وهو الواسع من الرمل، وجمعه

أَيْدِيَةٌ. والإدَةُ: زَماعُ الأَمر واجْتماعُه؛ قال الشاعر:

وباتوا جميعاً سالمِينَ، وأَمْرُهُم

على إدَةٍ، حتى إذا الناسُ أَصْبَحوا

وأَدَّى الشيءَ: أَوْصَلهُ، والاسم الأَداءُ. وهو آدَى للأَمانة منه،

بمد الأَلف، والعامةُ قد لَهِجوا بالخطإ فقالوا فلان أَدَّى للأَمانة، وهو

لحن غير جائز. قال أَبو منصور: ما علمت أَحداً من النحويين أَجاز آدَى

لأَن أَفْعَلِ في باب التعجب لا يكون إلا في الثلاثي، ولا يقال أَدَى

بالتخفيف بمعنى أَدَّى بالتشديد، ووجه الكلام أَن يقال: فلان أَحْسَنُ أَداءً.

وأَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً أَي قَضاه، والاسم الأَداء. ويقال:

تأَدَّيْتُ إلى فلان من حقِّه إذا أَدَّيْتَه وقَضَيْته. ويقال: لا يَتَأَدَّى

عَبْدٌ إلى الله من حقوقه كما يَجِبُ. وتقول للرجل: ما أَدري كيف

أَتَأَدَّى إليك مِنْ حَقّ ما أَوليتني. ويقال: أَدَّى فلان ما عليه أَداءً

وتَأْدِيةً. وتَأَدَّى إليه الخَبرُ أَي انْتَهى. ويقال: اسْتأْداه مالاً إذا

صادَرَه واسْتَخْرَجَ منه. وأَما قوله عز وجل: أَنْ أَدُّوا إليَّ عبادَ

الله إني لَكُم رسول أَمين؛ فهو من قول موسى لِذَوِي فرعون، معناه

سَلِّموا إليَّ بني إسرائيل، كما قال: فأَرسل معي بني إسرائيل أَي أَطْلِقْهم من

عذابك، وقيل: نصب عبادَ الله لأَنه منادى مضاف، ومعناه أَدُّوا إليَّ ما

أَمركم الله به يا عباد الله فإني نذير لكم؛ قال أَبو منصور: فيه وجه

آخر، وهو أَن يكون أَدُّوا إليَّ بمعنى استمعوا إليَّ، كأَنه يقول أَدُّوا

إليَّ سمعكم أُبَلِّغكم رسالة ربكم؛ قال: ويدل على هذا المعنى من كلام

العرب قول أَبي المُثَلَّم الهُذَلي:

سَبَعْتَ رِجالاً فأَهْلَكْتَهُم،

فأَدَّ إلى بَعضِهم واقْرِضِ

أَراد بقوله أَدَّ إلى بعضهم أَي استمع إلى بعض من سَبَعْت لتسمع منه

كأَنه قال أدِّ سَمْعَك إليه. وهو بإدائه أَي بإزائه، طائية. وإناءٌ

أَدِيٌّ: صغير، وسِقاءٌ أَدِيٌّ: بَينَ الصغير والكبير، ومالٌ أَدِيٌّ ومتاع

أَدِيٌّ، كلاهما: قليل. ورجلٌ أَدِيٌّ ومتاع أَدِيٌّ، كلاهما: قليل. ورجلٌ

أَدِيٌّ: خفيف مشمِّر. وقَطَع الله أَدَيْه أَي يَدَيه. وثوب أَدِيٌّ

ويَدِيٌّ إذا كان واسعاً. وأَدَى الشيءُ: كَثُر. وآداهُ مالُه: كَثُرَ عليه

فَغلَبَه؛ قال:

إذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْه

لِجادِيه، وإنْ قَرِعَ المُراحُ

وآدَى القومُ وتَآدَوْا: كَثُروا بالموضع وأَخصبوا.

عرطس

[عرطس] عَرْطَسَ الرجل مثل عَرْطَزَ، إذا تَنَحَّى عن القوم وذلَّ عن مناوأتهم ومنازعتهم. وأنشد أبو الغوث: وقد أتاني أنَّ عَبداً طِمْــرِسا * يوعِدني ولو رَآني عَرْطَسا
عرطس: عَرْطَس الرجلُ: إذا تَنَحَّى عن القوم وذَلَّ عن مُنازعَتِهم ومُناوَأتِهم ، قال الراجز:

يُوعدِني ولو رآني عَرْطَسا 

وفي لغة: عَرْطِزْ عنا أي تَنَحَّ عنّا.

عرطس: عَرْطَسَ الرجلُ: تَنَحَّى عن القوم وذل عن منازعتهم ومُناوأَتهم،

قال الأَزهري: وفي لغة إِذا ذل عن المنازعة؛ وأَنشد:

وقد أَتاني أَنَّ عَبْداً طِمْــرِسا

يُوعِدُني، ولو رآني عَرْطَسا

الجوهري: عَرْطَسَ الرجلُ مثل عَرْطَزَ إِذا تنحى عن القوم.

عرطس عَرْطَسَ الرجل وعَرْطَزَ: إذا تَنَحّى عن القوم وذَلَّ عن مُناوَأتِهم ومُنازَعَتِهم، قال:
وقد أتاني أنَّ عَبْداً طِمْــرِسا ... يُوْعِدُني ولو رَآني عَرْطَسا
عرطس
عَرْطَسَ الرجُلُ: تَنَحّى عَن القَوْمِ، مثل عَرْطَزَ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ. وَزَاد الأَزْهَرِيُّ: وابنُ القَطّاعِ: عَرْطَسَ، إِذا ذَلَّ عَن مُنَاوَاتِهِم ومُنَازَعَتِهِمْ وأِنشد الأَزْهَرِيُّ:
(وَقد أَتانِي أَنَّ عَبْداً طِمْــرِساً ... يُوعِدُنِي ولَوْ رَآنِي عَرْطَسا)

أري

(أ ر ي) : قَوْلُهُ الْبِنَاءُ إذَا كَانَ لَا يُعَدُّ زِيَادَةً (كَالْآرِيِّ) وَهُوَ الْمَعْلَفُ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَهُوَ مُرَادُ الْفُقَهَاءِ وَعِنْدَ الْعَرَبِ الْآرِيُّ الْآخِيَةُ وَهِيَ عُرْوَةُ حَبْلٍ تُشَدُّ بِهَا الدَّابَّةُ فِي مَحْبِسِهَا فَاعُولٌ مِنْ تَأَرَّى بِالْمَكَانِ إذَا أَقَامَ فِيهِ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الْأَوَارِيُّ يَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ وَتُسْتَعَارُ الْأَوَارِيُّ بِالْمَكَانِ لِمَا يُتَّخَذُ فِي الْحَوَانِيتِ مِنْ تِلْكَ الْأَحْيَازِ لِلْحُبُوبِ وَغَيْرِهَا كَمَا تُسْتَعَارُ بِحِيَاضِ الْمَاءِ فِي الْحَمَّامِ.
أري: وأريُ القِدْر: ما يلتزقُ بجوانبها من الحَرَق، وكذلك من العَسَل ما التزق بجوانب العسّالة، قال :

[إذا ما تأَوّتْ بالخليّ بَنَتْ به ... شَريجَيْن] مما تأتري وتُتِيعُ

أي: مما يلتزق ويسيل، وائترارُه: التزاقُه. وهو [كذلك] في بيت زُهَير في وصف البقر : يَشِمْنَ بروقه ويَرُشُّ أَرْيَ ... الجنوب على حواجبها العَماءُ

ومنهم من يقول في بيت لبيد: لم يوأر بها من أُوارِ الشَّمُس، وهو شدّة حرّها، أي: لم يحترق بها. ويقال: قد أَرَتْ قِدْرُك يا فلانُ تأري، وإنما تأري عن الحَبِّ والتَّمر إذا لم يُسَطُ، والأَرْي أن يلزقَ بأسفلها مثل: الجُلْبة مما يُطْبَخُ فيها فقد أرت أرياً، والذي يلزقُ نفسه أيضا الأري. والتَّأَرّي: التَّوَقُّع لما في القدر، قال الحارث الباهليّ :

لا يَتَأَرَّى لما في القدر يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصَّفَرُ

يقول: يأكُلُ القَفارَ الذي لا أدم فيه. وقوله: لا يتأرَّى، أي: لا ينتظر غداً القوم، ولا ما في قِدْرِهم أَنْ يطعموه منه. ويقال: لا يتأرّى لذلك، أي: لا يَنْتظر، ولا يهمّه. وإنّ بينهم لأريَ عداوة، أي: أشدّها وألزقها وأقدمها. وأَرْيُ النَّدَى: ما وقع من النَّدَى على الذي هو مثل العُشْب والشَّجَر والصَّخْر فلا يزال يَلْتزِقُ بعضُه ببعض. والدّابّة تأري إلى الدّابّة، إذا انضمّت إليها وأَلِفَتْ معها معلفاً واحداً، وبذلك سُمِّي المعلف: آرِيّاً، فهو في التّقدير: فاعول، قال :

يعتاد أرباضاً لها آري 

والواري: الشَّحِمُ السّمين، والوَري مثله. وزندٌ وارٍ للّذي يُورى النّارَ سريعاً. يَرِي الزّندُ ويَوْرَى لغتان، وأوريتُ زنداً. وتقول للرّجل الكريم: إنّه لواري الزِّناد، ووَرَّيْتُ بك زِنادي، أي: رأيتُ منك ما أُحِبُّ من النُّصْحِ والنَّجابةِ والسّماحة. ورجلٌ يورّي بالأمر، إذا أراد أمراً وهو يُظْهِر للنّاس غَيْرَه. وأوريت النّار إذا كانت خامدةً فأجَّجْتها.
[أر ي] أَرَّتِ القِدْر أَرْيًا لزِق بأسفلها شبهُ الجُلْبَة السوداء وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها أو لم يُصبّ عليها ماءٌ والأَرْيُ ما لزِق بأسفلها وبقي فيه من ذلك المصدر والاسم فيه سواء والأَرْيُ العسل وقد أرَتِ النحلُ تَأْرِي أَرْيًا وتأَرَّتْ وائْتَرت عمِلْته قال الشاعر

(إذا ما تأرَّت بالخِليِّ بَنَتْ به ... شَريجَيْنِ ممَّا تَأْتَرِي وَتُتيعُ)

شريجين ضربين يعني من الشُهدِ والعَسل وقيل الأَرْي ما تجمعه من العسل في أجوافها ثم تلفِظُه وقيل الأَرْيُ عمل النحل وهو أيضًا ما التزقَ من العسل في جوانب العسَّالَة وقيل عسلُها حين ترمي به من أفواهها وقوله أنشده ابن الأعرابي

(إذا الصُّدور أظهرت أريَ المِئَرْ ... )

إنما هو مستعار من ذلك يعني ما جمعت في أجوافها من الغيظ كما تفعل النحل إذا جمعت في أفواهها العسل ثم مجّته وأَرَتِ الريحُ الماءَ صبّته شيئًا بعد شيء وأَرْيُ السماءِ ما أرَتْهُ الريحُ فصبّته شيئًا بعد شيء وقيل أَرْيُ الريح عملُها وسَوْقُها السحاب قال

(يَشِمْنَ بُروقَها ويُرِشُّ أَرْيَ الْجنوب ... على حواجبها العماءُ)

قال أبو حنيفة أصل الأَرْيِ العمل وأَرْيُ الندى ما وقع منه على الشجر والعشب والتزقَ وكثُر والأَرْيُ لُطاخَةُ ما تأكُله وتأَرَّى عنه تَخلَّفَ وتأرَّى بالمكان وائْتَرى احتبس وأَرَّتِ الدابّة مَرْبِطَها ومَعْلِفَها أرْيا لزمته والأَرْيُ والأَرِيُّ الآخِيَّةُ وأرَّيْتُها وأرَّيْت لها عمِلت لها أَرِيّا وقول الراعي

(لها بدنٌ عاسٍ ونارٌ كريمةٌ ... بمعتلَجِ الآرِيِّ بين الصرائمِ)

قيل في تفسيره الآرِيُّ ما كان بين السهل والحَزْنِ وقيل مُعْتَلجُ الآرِيِّ اسم أرض وتَأَرَّى لك وأَرَّى الشيءَ أثبَتُه ومَكَّنه وفي الحديث اللهم أَرِّ ما بينهم أي ثَبِّت الودَّ ومكِّنْه يدعو لرجل وامرأته وأرَّى صدْرَه عليَّ أَرْيا وأَرِيَ اغتاظ وأرَّيْتُه استرشدني فغششْتُه وأرَّى النار عظَّمها ورفعها وقال أبو حنيفةَ أرَّاها جعل لها إِرَّةً وهذا لا يصح إلا أن يكون مقلوبًا من وَأَرْتُ إما مُستَعمَلةً وإما متوهَّمَةً وأَرَّيْتُ عن الشيء ووَرَّيتُ عنه 
(أري)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ دَعَا لِامْرَأَةٍ كَانَتْ تَفْرَك زَوْجَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُمَا» أَيْ أَلِّفْ وأثْبت الودَّ بَيْنَهُمَا، مِنْ قَوْلِهِمُ: الدابةُ تَأْرِي الدَّابَّةَ إِذَا انضمَّت إِلَيْهَا وألِفَتْ مَعَهَا مَعْلَفاً وَاحِدًا.
وآرَيْتُهَا أنَا. وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ «اللَّهُمَّ أَرِّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه» أَيِ احْبِس كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى لَا ينصرفَ قَلْبُهُ إِلَى غَيْرِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ تَأَرَّيْتُ فِي الْمَكَانِ إِذَا احْتَبَسْتَ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الآخِيَّة آرِيّاً لِأَنَّهَا تَمْنَعُ الدَّوابّ عَنِ الانْفِلات. وَسُمِّيَ المَعْلَف أَرِيّاً مَجَازًا، وَالصَّوَابُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنْ يُقَالَ «اللَّهُمَّ أَرِّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ» فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِحَذْفِ عَلَى فَيَكُونُ كَقَوْلِهِمْ تَعَلَّقْتُ بِفلان، وتَعَلَّقْتُ فُلَانًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفًا لِيَقْتُلَ بِهِ رَجُلًا فاسْتَثْبَتَهُ، فَقَالَ أَرِّ» أي مَكِّن وَثَبِّتْ يَدِي مِنَ السَّيْفِ. ورُوي أَرِ مُخَفَّفَةً، مِنَ الرُّؤْيَةِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ أَرِنِي بِمَعْنَى أَعْطِنِي.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَّهُ أُهدِي لَهُ أَرْوَى وَهُوَ مُحَرِم فَرَدَّهَا» الأَرْوَى جَمْعُ كَثْرَةٍ للأُرْوِيَّة، وتُجْمَع عَلَى أَرَاوِيّ، وَهِيَ الأيايِل. وَقِيلَ غَنَم الجَبل.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَوْن أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا تكلَّم فأسْقَطَ فَقَالَ «جَمَع بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعام» يُرِيدُ أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مُتَنَاقِضَتَيْنِ، لِأَنَّ الأرْوَى تَسْكُنُ شَعف الْجِبَالِ وَالنَّعَامَ تَسْكُنُ الفَيافي. وَفِي الْمَثَلِ:
لَا تَجْمَعْ بَيْنَ الأَرْوَى والنّعام.
(س) فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعي «لَوْ كَانَ رَأيُ النَّاسِ مِثْلَ رَأْيِكَ مَا أُدّى الأَرْيَان» هُوَ الْخَرَاجُ والإتَاوَة، وَهُوَ اسْمُ وَاحِدٍ كالشَّيطان. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الأشْبه بِكَلَامِ العَرَب أَنْ يَكُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَلَى الْحَقِّ. يُقَالُ فِيهِ أُرْبَانُ وعُرْبَانُ. فَإِنْ كَانَتِ الْيَاءُ مُعْجَمَةً بِاثْنَتَيْنِ فَهُوَ مِنَ التَّأْرِيَةِ لِأَنَّهُ شَيْءٌ قُرِّرَ عَلَى النَّاسِ وأُلْزِمٌوه.

أري: الأَصمعي: أَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً إذا احترقت ولَصِقَ بها

الشيء، وأَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً، وهو ما يَلْصَق بها من الطعام.

وقد أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً: لَزِقَ بأَسفلها شيء من الاحتراق مثل

شاطَتْ؛ وفي المحكم: لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السوداء، وذلك إذا لم

يُسَطْ ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماء. والأَرْيُ: ما لَزِقَ بأَسفلها

وبقِي فيه من ذلك؛ المصدرُ والاسم فيه سواءٌ. وأَرْيُ القِدْرِ: ما

الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق. ابن الأَعرابي: قُرارَة القِدر وكُدادتُها

وأَرْيُها. والأَرْيُ: العَسَلُ؛ قال لبيد:

بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ،

وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ

وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ

تَأْري: تُعَسِّل، قال: هكذا رواه عليّ بن حمزة وروى غيره تَأْوي. وقد

أَرَتِ النَّحْلُ تَأْري أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ: عَمِلَت العَسَل؛

قال الطرماح في صفة دَبْر العسل:

إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ، بَنَتْ به

شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَري وتُتِيعُ

(* قوله «إذا ما تأرت» كذا في الأصل بالراء، وفي التكملة بالواو).

شَريجَيْن: ضربين يعني من الشَّهْدِ والعسل. وتأْتري: تُعَسِّلُ،

وتُتِيعُ أَي تقيء العسلَ. والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه، وقيل:

الأَرْيُ ما تجمعه من العسل في أَجوافِها ثم تَلْفِظه، وقيل: الأَرْيُ

عَمَلُ النحل، وهو أَيضاً ما التَزَقَ من العسل في جوانب العَسَّالة، وقيل:

عَسَلُها حين تَرْمي به من أَفواهها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر

إنما هو مستعار من ذلك، يعني ما جَمَعَتْ في أَجوافها من الغيظ كما

تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ في أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه. ويقال

للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَرهُ بالإناء: قد أَرِيَ، وهو الأَرْيُ مثل

الرَّمْي.والتَّأَرِّي: جَمْع الرجل لِبَنِيه الطَّعامَ. وأَرَتِ الريحُ الماءَ:

صَبَّته شيئاً بعد شيء. وأَرْيُ السماءِ ما أَرَتْه الريح تَأْرِيه

أَرْياً فصَبَّته شيئاً بعد شيء، وقيل: أَرْيُ الريح عَمَلُها وسَوْقُها

السحابَ؛ قال زهير:

يَشِمْنَ بُرُوقَها، ويَرُشُّ أَرْيَ الـْ

جَنُوب، على حَواجِبها، العَماءُ

قال الليث: أَرادَ ما وقع من النَّدى والطَّلِّ على الشجر والعُشْب فلم

يَزَلْ يَلْزَقُ بعضهُ ببعض ويَكْثُرُ، قال أَبو منصور: وأَرْيُ الجَنوبِ

ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت. وأَرْيُ السحاب:

دِرَّتُه، قال أَبو حنيفة: أَصل الأَرْيِ العَمَل. وأَرْيُ النَّدى: ما وقع

منه على الشجر والعُشْب فالتزَق وكَثُر. والأَرْيُ: لُطاخةُ ما تأْكله.

وتَأَرَّى عنه: تَخَلَّف. وتَأَرَّى بالمكان وأْتَرى: احْتَبَس. وأَرَتِ

الدابَّةُ مَرْبَطَها ومَعْلَفَها أرْياً: لَزِمَتْه. والآرِيُّ والآري:

الأَخِيَّةُ. وأَرَّيْتُ لها: عَمِلْتُ لها آريّاً. قال ابن السكيت في

قولهم للمَعْلَف آرِيٌّ قال: هذا مما يضعه الناس في غير موضعه، وإنما

الآرِيُّ مَحْبِس الدابة، وهي الأَواري والأَواخِي، واحدتها آخِيِّةٌ، وآرِيٌّ

إنما هو من الفعل فاعُولٌ. وتَأَرَّى بالمكان إذا تَحَبَّس؛ ومنه قول

أَعشى باهِلة:

لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه،

ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفهِ الصَّفَر

(* قوله «لا يتأرى البيت» قال الصاغاني: هكذا وقع في أكثر كتب اللغة

وأخذ بعضهم عن بعض، والرواية:

لا يتأرى لما في القدر يرقبه

ولا يزال أمام القوم يقتفر

لا يغمز الساق من أين ولا نصب

ولا يعض على شرسوفه الصفر).

وقال آخر:

لا يَتَأَرَّوْنَ في المَضِيق، وإنْ

نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا، نَزَلوا

يقول: لا يَجْمَعون الطعام في الضِّيقة؛ وقال العجاج:

واعْتَادَ أَرباضاً لها آرِيُّ

من مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليُّ

قال: اعْتادَها أَتاها ورَجَع إليها، والأَرْباضُ: جمع رَبَضٍ وهو

المأْوى، وقوله له آرِيٌّ أَي لها آخِيَّةٌ من مَكانِس البقر لا تزول، ولها

أَصل ثابت في سكون الوحش بها، يعني الكِناس. قال: وقد تسمى الآخِيَّة

أَيضاً آرِيّاً، وهو حبل تُشَدُّ به الدابة في مَحْبِسها؛ وأَنشد ابن السكيت

للمُثَقِّب العبدي يصف فــرساً:

داوَيْتُه بالمحْض، حتَّى شَتا

يَجْتَذِبُ الآرِيَّ بالمِرْوَد

أي مع المِرْوَدِ، وأَرادَ بآرِيِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تحت الأَرض

المُثْبتةَ فيها تُشَدُّ الدابةُ من عُرْوتَها البارزة فلا تَقْلَعُها

لثباتها في الأَرض؛ قال الجوهري: وهو في التقدير فاعُولٌ، والجمع الأَوارِي،

يخفف ويشدّد. تقول منه: أَرَّيْتُ للدابة تَأْريَةً، والدابة تَأْري إلى

الدابَّة إذا انضمت إليها وأَلِفَتْ معها مَعْلَفاً واحداً، وآرَيْتُها

أَنا؛ وقول لبيد يصف ناقته:

تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها

شُعْبَة السَّاقِ، إذا الظِّلُّ عَقَل

قال الليث: لم يُوأَرْ بها أَي لم يُذْعَرْ، ويروى لم يُورأْ بها أَي لم

يُشْعَرْ بها، قال: وهو مقلوب من أَرَيْتُه أَي أَعلمته، قال: ووزنه

الآن لم يُلْفَعْ، ويروى لم يُورَا، على تخفيف الهمزة، ويروى لم يُؤرَ بها،

بوزن لم يُعْرَ، من الأَرْي أي لم يَلْصَق بصدره الفَزَعُ، ومنه قيل: إن

في صَدْرِكَ عَليَّ لأَرْياً أَي لَطْخاً من حِقْد، وقد أَرى عليَّ

صَدْرُه. قال ابن بري: وروى السيرافي لم يُؤْرَ من أُوار الشمس، وأَصله لم

يُوأَرْ، ومعناه لم يُذْعَرْ أَي لم يُصِبْه حَرُّ الذُّعْر. وقالوا: أَرِيَ

الصَّدْرُ أَرْياً، وهو ما يثبت في الصدر من الضِّغْن. وأَرِيَ صدرُه،

بالكسر، أَي وَغِر. قال ابن سيده: أَرَى صَدْرُه عليَّ أَرْياً وأَرِيَ

اغتاظ؛ وقول الراعي:

لهَا بَدَنٌ عاسٍ ونارٌ كَرِيمةٌ

بمُعْتَلَجِ الآرِيِّ، بَيْنَ الصَّرائم

قيل في تفسيره: الآرِيُّ ما كان بين السَّهْل والحَزْن، وقيل: مُعْتَلَج

الآَرِيّ اسمُ أَرض. وتأَرَّى: تَحَزّن

(* قوله «وتأرّى تحزن» هكذا في

الأصل ولم نجده في كتب اللغة التي بأَيدينا). وأَرَّى الشيءَ: أَثبته

ومَكَّنه. وفي الحديث: اللهم أرِّ ما بَيْنَهم أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه،

يدعو للرجل وامرأَته. وروى أَبو عبيدة: أَن رجلاً شكا إلى رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، امرأَته فقال اللهم أَرِّ بَيْنَهما؛ قال أَبو عبيد:

يعني أَثبت بينهما؛ وأَنشد لأَعشى باهلة:

لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه

البيت. يقول: لا يَتَلَبَّث ولا يَتَحَبَّس. وروى بعضهم هذا الحديث: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا بهذا الدعاء لعليّ وفاطمة، عليهما

السلام، وروى ابن الأَثير أَنه دعا لامرأَة كانت تَفْرَك زَوْجها فقال: اللهم

أَرِّ بينهما، أَي أَلِّف وأَثبت الوُدَّ بينهما، من قولهم الدابة

تَأْرِي للدابة إذا انضمَّت إليها وأَلِفَت معها مَعْلَفاً واحداً، وآرَيْتُها

أَنا، ورواه ابن الأَنباري: اللهم أَرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه أَي احبس

كل واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره، من قولهم

تَأَرَّيْت بالمكان إذا احْتَبَسْت فيه، وبه سمِّيت الآخِيَّة آرِيّاً لأَنها

تمنع الدوابّ عن الانفلات، وسمي المَعْلَف آرِيّاً مجازاً، قال: والصواب في

هذه الرواية أَن يقال اللهم أَرِّ كل واحد منهما على صاحبه، فإن صحت

الرواية بحذف على فيكون كقولهم تَعَلَّقْتُ بفلان وتَعَلَّقتُ فلاناً؛ ومنه

حديث أَبي بكر: أَنه دفع إليه سيفاً ليقتل به رجلاً فاسْتَثْبَتَه فقال:

أَرِّ أَي مَكِّن وثَبِّتْ يدي من السيف، وروي: أَرِ مخففة، من الرؤْية

كأَنه يقول أَرِني بمعنى أَعْطِني. الجوهري: تَأَرَّيْت بالمكان أَقمت به؛

وأَنشد ببيت أَعشى باهلة أَيضاً:

لا يَتأَرَّى لِمَا في القِدْر يَرْقُبُه

وقال في تفسيره: أَي لا يَتَحَبَّس على إدراك القِدْر ليأْكل. قال أَبو

زيد: يَتَأَرَّى يَتَحَرَّى؛ وأَنشد ابن بري للحُطيئة:

ولا تَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبه،

ولا يَقُومُ بأَعْلى الفجر يَنْتَطِق

قال: وأَرَّيْت أَيضاً وإلى مَتى أَنت مُؤَرٍّ به. وأَرَّيْته:

اسْتَرْشَدَني فغَشَشْته. وأَرَّى النارَ: عَظَّمَها ورَفَعَها. وقال أَبو حنيفة:

أَرَّاها جَعَل لها إرَةً، قال: وهذا لا يصح إلا أَن يكون مقلوباً من

وَأَرْتُ، إمَّا مستعمَلة، وإما متوهَّهمة. أَبو زيد: أَرَّيْتُ النارَ

تَأْرِيَةً ونَمَّيتها تَنْمِيَةً وذكَّيْتها تَذْكِيَةً إذا رَفَعْتها.

يقال: أَرِّ نارَك. والإرَةُ: موضع النار، وأَصله إرْيٌ، والهاء عوض من

الياء، والجمع إرُونَ مثل عِزُون؛ قال ابن بري: شاهده لكعب أَو لزهير:

يُثِرْنَ التُّرابَ على وَجْهِه،

كلَوْنَ الدَّواجِن فَوْقَ الإرِينا

قال: وقد تجمع الإرَةُ إرات، قال: والإرةُ عند الجوهري محذوفةُ اللام

بدليل جمعها على إرِين وكَوْنِ الفعل محذوف اللام. يقال: أَرِّ لِنارِك أَي

اجْعَل لها إرَةً، قال: وقد تأْتي الإرَةُ مثل عِدَة محذوفة الواو،

تقول: وَأَرْتُ إرَةً. وآذاني أَرْيُ القِدْرِ والنَّارِ أَي حَرُّهُما؛

وأَنشد ثعلب:

إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر

أَي حَرَّ العَداوَة. والإرةُ أَيضاً: شَحْم السَّنامِ؛ قال الراجز:

وَعْدٌ كَشَحْمِ الإرَةِ المُسَرْهَد

الجوهري: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً أَي ذَكّيتها؛ قال ابن بري: هو

تصحيف وإنما هو أَرَّثْتها، واسم ما تلقيه علي الأُرْثَة. وأَرِّ نارَك

وأَرِّ لنارك أَي اجْعَل لها إرَةً، وهي حُفْرة تكون في وسط النار يكون فيها

معظم الجَمْر. وحكي عن بعضهم أَنه قال: أَرِّ نارَك افتح وسطها ليتسع

الموضع للجمر، واسم الشيء الذي تلقيه عليها من بَعَر أَو حَطَب الذُّكْىة.

قال أَبو منصور: أَحسب أَبا زيد جَعَل أَرَّيْت النار مِنْ وَرَّيْتَها،

فقلب الواو همزة، كما قالوا أكَّدْت اليمين ووَكَّدْتها وأَرَّثْت النار

ووَرَّثْتها. وقالوا من الإرَة وهي الحفرة التي توقد فيها النار: إرَةٌ

بَيّنة الإرْوَة، وقد أَرَوْتها آرُوها، ومِنْ آرِيِّ الدابة أَرَّيْت

تَأْرِيَةً. قال: والآرِيُّ ما حُفِر له وأُدْخِل في الأَرض، وهي الآرِيَّة

والرَّكاسَة. وفي حديث بلال: قال لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

أَمعَكم شيءٌ من الإرَة أَي القدِيد؛ وقيل: هو أَن يُغْلَى اللحمُ بالخل

ويحمل في الأَسفار. وفي حديث بريدةَ: أَنه أَهْدى لرسول الله، صلى الله عليه

وسلم، إرَةً أَي لحماً مطبوخاً في كرش. وفي الحديث: ذُبِحَت لرسول الله،

صلى الله عليه وسلم، شاةٌ ثم صُنِعَتْ في الإرَة؛ الإرَةُ: حفرة توقد

فيها النار، وقيل:هي الحفرة التي حولها الأَثافيُّ. يقال: وَأَرْتُ إرَةَ،

وقيل: الإرَةُ النارُ نَفْسُها، وأَصل الإرَة إرْيٌ، بوزن عِلْم، والهاء

عوض من الياء. وفي حديث زيد بن حارثة: ذبحنا شاة وصنعناها في الإرَة حتى

إذا نَضِجت جعلناها في سُفْرَتنا. وأَرَّيْت عن الشيء: مثل وَرَّيْت

عنه.وبئر ذي أَرْوانَ: اسم بئر، بفتح الهمزة. وفي حديث عبد الرحمن

النَّخَعي: لو كان رأْيُ الناس مثْلَ رَأْيك ما أُدِّيَ الأَرْيانُ. قال ابن

الأَثير: هو الخَراجُ والإتاوة، وهو اسم واحد كالشيطان.

قال الخطابي: الأَشبه بكلام العرب أَن يكون بضم الهمزة والباء المعجمة

بواحدة، وهو الزيادة عن الحق، يقال فيه أُرْبان وعُرْبان، قال: فإن كانت

الياء معجمة باثنتين فهو من التَّأْرِيَة لأَنه شيء قُرِّرَ على الناس

وأُلْزِموه.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.