Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ربو

رَبًّا

(رَبًّا)
الشَّيْء ربوا وربوا نما وَزَاد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَترى الأَرْض هامدة فَإِذا أنزلنَا عَلَيْهَا المَاء اهتزت وربت} زَادَت وَانْتَفَخَتْ لما يتداخلها من المَاء والنبات وَيُقَال رَبًّا المَال زَاد وَعلا وارتفع وَالْفرس انتفخ من عَدو أَو فزع وَالْجرْح ورم والسويق وَنَحْوه صب عَلَيْهِ المَاء فانتفخ وَفِي الْبَيْت وَفِي بني فلَان نَشأ وأصابه الــربو والرابية وَنَحْوهَا علاها

خرب

خ ر ب: (خَرِبَ) الْمَوْضِعُ بِالْكَسْرِ (خَرَابًا) فَهُوَ (خَرِبٌ) وَدَارٌ (خَرِبَةٌ) وَ (أَخْرَبَهَا) صَاحِبُهَا. وَ (خَــرَّبُوا) بُيُوتَهُمْ شُدِّدَ لِفُشُوِّ الْفِعْلِ أَوْ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (الْخَرُّوبُ) بِوَزْنِ التَّنُّورِ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. وَ (الْخُرْنُوبُ) بِوَزْنِ الْعُصْفُورِ لُغَةٌ وَلَا تَقُلِ الْخَرْنُوبُ بِالْفَتْحِ. 
الخرب: هو حذف الميم والنون من مفاعيلن ليبقى: فاعيل، فينقل إلى: مفعول، ويسمى أخرب.
خ ر ب : خَرِبَ الْمَنْزِلُ فَهُوَ خَرَابٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَخْرَبْتُهُ وَخَرَّبْتُهُ وَالْخُرْبَةُ الثُّقْبَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ خُرَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْخُرْبَةُ أَيْضًا عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ وَالْأَخْرَبُ الْكَبْشُ الَّذِي فِي أُذُنِهِ شَقٌّ أَوْ ثُقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فَإِنْ انْخَرَمَ ذَلِكَ فَهُوَ أَخْرَمُ وَفِعْلُهُ خَرِبَ وَخَرِمَ خَرَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَخَرَبَ يَخْرُبُ مِنْ بَابِ قَتَلَ خِرَابَةً بِالْكَسْرِ إذَا سَرَقَ. 
(خ ر ب) : (خَرَابُ) الْأَرْضِ فَسَادُهَا بِفَقْدِ الْعِمَارَةِ (وَمِنْهُ) شَهَادَةُ الرَّجُلِ جَائِزَةٌ مَا لَمْ يُضْرَبْ حَدًّا أَوْ لَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ (خَرِبَة) فِي دِينِهِ أَيْ عَيْبٌ وَفَسَادٌ وَالزَّايُ وَالْيَاءُ تَصْحِيفٌ (وَالْخُرْبَةُ) بِالضَّمِّ عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ وَمِنْهَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِنْ كَانَ الْهَدْيُ شَاةً فَقَلِّدْهَا خُرْبَةً وَلَا تُشْعِرْهَا (وَالْخَرُّوبُ) نَبْتٌ وَقِيلَ شَجَرُ الْخَشْخَاشِ وَهُوَ الَّذِي تَشَاءَمَ بِهِ سُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - والخرنوب لُغَةٌ.
خرب
يقال: خَرِبَ المكان خَرَاباً، وهو ضدّ العمارة، قال الله تعالى: وَسَعى فِي خَرابِها [البقرة/ 114] ، وقد أَخْرَبَه، وخَرَّبَهُ، قال الله تعالى: يُخْــرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ [الحشر/ 2] ، فتخريبهم بأيديهم إنما كان لئلّا تبقى للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، وقيل:
كان بإجلائهم عنها. والخُرْبَة: شقّ واسع في الأذن، تصوّرا أنه قد خرب أذنه، ويقال: رجل أَخْرَب، وامرأة خَرْبَاء، نحو: أقطع وقطعاء، ثمّ شبّه به الخرق في أذن المزادة، فقيل: خَرِبَة المزادة، واستعارة ذلك كاستعارة الأذن له، وجعل الخارب مختصّا بسارق الإبل، والخَرْب :
ذكر الحبارى، وجمعه خِرْبَان، قال الشاعر:
أبصر خربان فضاء فانكدر
(خرب) - في الحديث : "من اقْتِراب الساعة إخرابُ العَامِر "
قال أبو عمرو: الِإخْراب: تَركُ المَوضِع خَرِباً، والتَّخْريب: الهَدْم. وقرأ وَحدَه: {يُخْــرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} ، والباقون {يُخْــرِبُونَ}.
وقيل: المُرادُ بالحديث ما يُخرِّبه المُلوكُ من العُمران شَهوةً لا إصلاحا .
- وفي حديث ابن مسعود: "ما سَتَرْتَ الخَرَبَةَ" . : أي العَيْبَ والفَسادَ، ومنه الخارِبُ لِعَيشِه بالسَّرِقة، وخَرابُ الأَرضِ: فَسادُها بتَرك العِمارة.
- وفي حديث ابنِ عُمَر: "في الذِي يُقلِّد بَدَنَتَه ويَبْخَل بالنَّعْل، قال: يُقَلِّدها خُرَّابة".
ويُروَى، بتَخْفِيفِ الرَّاء وتَشدِيدها، يُرِيد عُروةَ المَزادَة، قال أبو عبيد: المَعْروف في كلام العرب أَنَّ عُروةَ المَزادة خُرْبَة، وسُمِّيت بها لاستِدارَتِها، وكُلُّ ثَقْب مُستَدير خُربَة.
[خرب] الخُرْبُ بالضم: مُنْقَطَعُ الجمهور من الرمل. والخُرْبُ أيضاً: ثَقْبُ الوَرِكِ. والخُرْبَةُ مثله، وكذلك الخُرابَةُ، وقد يشدّد. والخُرْبَةُ أيضاً: عُرْوَةُ المَزادَةِ. وكلُّ ثَقْبٍ مستدير فهو خربة. والمخروب: المشقوق، ومنه قيل رجل أخْرَبُ للمشقوق الأذن، وكذلك إذا كان مثقوب الاذن. فإذا انخرم بعد الثَقْبِ فهو أخْرَم. والخراب: ضدّ العِمارة. وقد خَرِبَ الموضع بالكسر فهو خَرِبٌ. ودارٌ خَرِبَةٌ، وأخربها صاحبُها. وخَــرَّبوا بيوتهم، شُدِّدَ لِفُشُوِّ الفعل أو للمبالغة. والخارب: اللصّ. قال الأصمعي: هو سارق البُعْرانِ خاصة، والجمع الخُرَّابُ. تقول منه خرب فلان بإبل فلان يخرب خرابة، مثل كتب يكتب كتابة. والخَرَبُ: ذكر الحُبارى، والجمع الخِرْبانُ. والخروب أيضا: مصدر الاخرب، وهو الذي فيه شَقٌّ أو ثَقْبٌ مستدير. والخَرُّوبُ بالتشديد: نبت معروف. والخُرْنوبُ لغة، ولا تقل الخَرْنوبَ بالفتح.
خرب قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي يعرف فِي الْكَلَام أَنَّهَا الخُربة وَهِي العُروة وَجَمعهَا: خُرَبٌ وَإِنَّمَا سمّاها خُرْبة لاستدارتها وَكَذَلِكَ كل ثَقْبٍ مستدير فَهُوَ خُربة (قَالَ الكُميْت يذكر القَطا وأنّهن يحملن الماءَ لفراخهن فَقَالَ:

(المنسرح)

يَحْمِلْنَ فوقَ الصُّدور أسْقِيَةً ... لِغَيْرِهنَّ العِصَام والخُرَبُ

يَقُول: إِنَّمَا أسْقَيْنَهُنَّ الصدورَ وَلَيْسَ كأسقية النَّاس الَّتِي تحْتَاج إِلَى العصام والعُرَى وَكَذَلِكَ كل جُحْر فِي أذُن أَو غَيرهَا فَهُوَ خربة) قَالَ ذُو الرُّمة يصف ظَليما: (الْبَسِيط)

كَأنَّهُ حَبَشِيُّ يَبْتَغِيْ اَثَراً ... أَو مِن مَعاشِرَ فِي آذانِها الخُرَبُ

يَعْنِي الثُّقَب الَّتِي فِي آذان السِّنْد.

خرب


خَرَبَ(n. ac. خَرْب
خِرَاْبَة)
a. Ruined, devastated, laid waste, depopulated;
demolished ( country; house ).
b. Became a robber, brigand.
c. Pierced, bored.
d.
(n. ac.
خَرْب
خَرَاْبَة
خِرَاْبَة
خُرُوْب) [Bi], Stole, carried off ( camels & c. ).
خَرِبَ(n. ac. خَرَاْب)
a. Was ruined, devastated & c.
b.(n. ac. خَرَب), Had his ears pierced; was pierced, bored.

خَرَّبَأَخْرَبَa. Ruined, devastated &c.
b. Damaged, spoilt, destroyed.

تَخَرَّبَa. Was demolished, pulled down.
b. Gnawed.

إِسْتَخْرَبَa. Was overwhelmed, crushed by misfortune.
b. Bore up bravely against misfortune.
c. [Ila], Sighed, longed, yearned for.
خَرْب
خَرْبَةa. see 3خَرَبَة
خِرْبَة
(pl.
خِرَب)
a. Ruin. —
خُرْب خُرْبَة
(pl.
خُرَب خُرُوْب
أَخْرَاْب), Hole, perforation, bore; eye ( of a needle)
b. Loop.
c. Wallet.

خَرَب
(pl.
خِرْبَاْن)
a. Male bustard.
b. see 4t
خَرَبَةa. Vice, fault; unsoundness in religion.

خَرِبa. Devastated, laid waste, depopulated, desolate
ruined.
b. Empty.

خَرِبَة
(pl.
خَرَاْئِبُ)
a. Ruin, waste place, desolation.

أَخْرَبُ
(pl.
خُرْب)
a. Pierced, slit (ear).
خَاْرِب
(pl.
خُرَّاْب)
a. Robber, brigand, devastater.

خَرَاْبa. Ruin, devastation.

خُرَاْبَة
خَرَّاْبَة
خُرَّاْبَةa. see 3 (a)
خَرُّوْب
P.
a. Carob-bean.

خَرُّوْبَة
P.
a. Carob-tree.

خُرْنُوْب
P.
a. see 31
خُرْنُوْبَة
P.
a. see 31t
خِرْبِز
P.
a. Melon.
خ ر ب

أخــربوا البلاد وخــربوها، وقد خربت خرباً، وبلد خراب. وهو صاحب خربة أي فساد وريبة. قال قيس بن النعمان:

لحى الله أدنانا إلى كل خربة ... وأبطأنا في ساحة المجد أقدحا

وما رأينا من فلان خربة في دينه. ووقعوا في وادي خربات. قود خرب الإبل يخربها خرابة، مثل يطلبها طلابة. وهو خارب من خرّاب. وفي أذنه وسقائه وأديمه خربة وهي الثقبة الواسعة المستديرة. واجعل هذا الحبل في خربة المزادة وهي عروتها. وطعنه في خربة وركه. واستخرب السقاء: تثقب.

ومن المجاز: فلان خرب أي جبان، استعير من الخرب واحد الخربان. قال تأبط شراً ينفي هذه الأوصاف الذميمة:

ولا خرب هلباجة ذو غوائل ... هيام كجفر الأبطح المتهيل

وهو خرب العظام إذا لم يكن فيها مخ. قال كعب:

ينجو بها خرب المشاش كأنه ... بخزامة في أنفه مشنوق أي مرفوع الرأس. وهو خرب الأمانة.

وعنده تخرب الأمانات. قال عمر بن أبي ربيعة:

ثم لا تخرب الأمانة عندي ... أغدر الناس من يخون الأمينا
خرب
الخَرَابُ: نَقِيْضُ العُمْران، وثلاثةُ أخْرِبَةٍ، والجميع خَرِب - بكَسْرِ الراء -، والواحد خِرْبَة. وخَرِبَ يَخْرَبُ خَرَاباً.
واسْتَخْرَبَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ من أمْرٍ أصابَه.
واسْتَخْرَبْتُ إليه: إذا فارَقَكَ فَوَجَدْتَ عليه.
واسْتَخْرَبْتُ لهذا الأمْرِ خَرْبَةً شَدِيدةً: ترِيدُ التَّوَجُّعَ.
ورجلٌ خَرَبٌ: جَبَان.
والخَرُّوْبَةُ: شَجَرَةُ اليَنْبُوت.
والخَرَبُ: الذَّكَرُ من الحُبارى، والجميع الخِرْبانُ.
والخُرْبَةُ والخُرْبُ: سَعَةُ خَرْق الأذُنِ، أمَةٌ خَرْباءُ وعَبْد أخْرَب. وهي - أيضاً -: شَرْمَةٌ في ثَفَرِ الناقة. وعُرْوَةُ المَزَادة، وهي الخُرّابَةً أيضاً.
وكُلُّ ثَقْبٍ مُسْتَديرٍ: خُرْبَةٌ وخَرِيْبَة.
والخُرْبُ: ثَقْبُ الوَرِكِ الذي عليه الفائلُ. وهو: مُنْقَطَعُ الجُمهور المُشْرِفِ من الرَّمْل.
والمُخَرَّبُ من المَزَاد: الذي جُعِلَ له عُرْوَةٌ.
وما رأيْنا منه خُرْبَةً: أي فَساداً في دِيْنِه وشَيْناً، وخَرْبَةً: مِثْلُه، وخَرَباتٌ وخُرْبانُ للجميع.
والخارِبُ: اللِّصُ، وجَمْعُه أخْرَاب، والمَخْرِبُ: الذي جَمَعَهم. وشَدائدُ الدهر.
وخُرّابَةُ الإِبْرَةِ: خُرْتُها.
والخُرَابَةُ: حَبْل من لِيفٍ أو نَحْوِه.
وخُرَيْبَةُ: مَوضِع.
والخُربَةُ: الغِرْبال، والجمع خُربات.
والخُرّابَةُ: فَمُ الدبْرَة الذي يُسْكَرُ عند سَقْي الأرض. وخُرْبَةٌ في الجَبَل.
والخُرابُ: السهْمُ. والنفِي من المَطَر.
والخُرْخُوْبُ: الناقة الخَوارة الكثيرة اللبَن في سُرْعَةِ انْقِطاع.
والخَرَبَةُ: دائرةٌ تكونُ تحت القُصْرَيَيْن.
[خرب] نه فيه: الحرم لا يعيذ عاصيًا ولا فارا "بخربة" أصلها العيب، والمراد من يفر بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه مما لا يجوزه الشرع، والخارب أيضًا سارق الإبل ثم اتسع فيه، وفي البخاري: الخربة الجناية والبلية، الترمذي: وروى: بخزية، فهو إما بكسر خاء وهو ما يستحي منه أو من الهوان والفضيحة أو بفتحها للمرة. ك: إن مكة لا تعيذ أي لا تعصم عاصيًا من إقامة الحد مصاحبًا بدم ملتجئًا على الحرم، ولا فارًا بسبب "خربة" بفتح فساكن أي سرقة، وبضم خاء أي فساد، وبكسرها وسكون راء وأصلها سرقة الإبل وتطلق على كل جناية. وقد حاد عمرو عن الجواب وأتى بكلام ظاهره حق ولن أراد به الباطل فإن ابن الزبير لم يرتكب ما يجب عليه فيه شيء بل هو أولى بالخلافة من يزيد لأنه صحابي بويع قبله، فقال أبو شريح: قد بلغتك، وهو يشعر بأنه لم يوافقه، فبطل قول ابن بطال إن سكوته دليل رجوعه بل إنما ترك جواب عمرو لعجزه وشوكة عمرو. وفي ح: "خرب" المدينة، ضبط كلكم وعنب، وبفتح مهملة ومثلثة في أخره. نه وفيه: من اقتراب الساعة "إخراب" العامر وعمارة "الخراب" الإخراب أن يترك الموضع خربا والتخريب الهدم، والمراد ما يخربه الملوك من العمران وتعمره من الخراب شهوة لا إصلاحًا، ويدخل فيه ما يعمله المترفون من تخريب المساكن العامرة لغير ضرورة وإنشاء عمارتها. وفي ح بناء المسجد: كان فيه نخل وقبور المشركين و"خرب" هو بكسر خاء وفتح راء جمع خربة كنقمة ونقم أو بكسر وسكون تخفيفًا كنعمة ونعم أو بفتح فكسر ككلمة وكلم، وروى بحاء مهملة ومثلثة أي الموضع المحروث للزراعة. وفيه: سئل عن غتيان النساء في أدبارهن فقال: في أي "الخربتين" أو: في أي الخرزتين، أو: في أي الخصفتين؟ أي في أي النقبتين، والثلاثة بمعنى. ومنه ح: كأني بحبشي "مخرب" على هذه الكعبة، يريد مثقوب الأذن، يقال: مخرب ومخرم. وح: كأنه أمة "مخربة" أي مشقوقة الأذن، وتلك الثقبة هي الخربة. وفيه: يقلدها "خرابة"، يروى بخفة راء وشدتها، يريد عروة المزادة، قيل: المعروف في عروتها خربة، سميت بها لاستدارتها، وكل ثقب مستدير خربة. وفيه: ولا سترت "الخربة" أي العورة، يقال: ما فيه خربة، أي عيب. وفي ح سليمان عليه السلام: كان ينبت في مصلاه كل يوم شجرة فيسألها: ما أنت؟ فتقول: شجرة كذا، أنبت في أرض كذا، أنا دواء من كذا، فيأمر بها فتقطع ثم تصر ويكتب على الصرة اسمها ودواؤها، فلما كان في أخر ذلك نبتت الينبوتة وقالت: أنا "الخروبة" وسكتت، فقال: الآن أعلم أن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فلم يلبث أن مات. وفيه: ذكر "الخريبة" هي مصغرة محلة من البصرة. ط: "خربت" خيبر، دعاء أو خبر باعتبار أنه سيقع محققًا، فكأنه وقع قوله: إنا إذا نزلنا بساحة قوم، علة لخربت. ك: أو تفاؤل لما خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم التي من الات الهدم. ويشرح يخرب الكعبة في ذي السويقتين. ط ومنه ح الدجال: أنه خارج من خلة ويمر "بالخربة" بفتح خاء وكسر راء، أي فاسدة لفقد العمارة.
بخربز] نه فيه: رأيته صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب و"الخريز": البطيخ. 
باب الخاء والراء والباء معهما خ ر ب، ب خ ر، ر ب خ مستعملات

خرب: يقال: خَرابٌ، وثلاثة أخربة، والجميع: خَرِبٌ كالكلمة والكلم، ولغة تميم: خِرْبٌ وكلم الواحدة: خِرْبة (وكلمة) . وخَرِبَ خَراباً وخرَّبتُه تخريباً.

وفي الدعاء: اللهُمَ مُخَرِّبَ الدنيا ومعمر الآخرة

أي خَلَقْتَها للخَراب. والخَرَوبَةُ: شجرة الينبوت. والخَرَبُ: الذكر من الحُبارَي، ويجمع على خِرْبان والخُرَبةُ: سعة خُرْتِ الأذن، (وأهل السند خرب) . وامرأة خَرْباءُ وعبدٌ أخْرَبُ، والخَرَبْ مصدر الخُرْبة. والخُرْبةُ أيضا: شرمة أي: شق في ناحيةٍ، ويقال: ربما كانت في ثغر الدابة. والخُرْبة أيضاً: عروة المزادة، وكل ثقبةٍ مستديرة فهي خُرْبةٌ، وكذلك من الدلو الذي فيه عروة العرقوة. والخارِبُ: اللص. وما رأينا من فلانٍ خُرْباً وخُرْبةً أي: فساداً في دينه أو شينا. وخُرَيْبة: موضع بالبصرة يسمى بصيرة الصغرى. والخارِبُ من شدائد الدهر، قال:

إن بها أكتل أو رزاما ... خُوَيْرِبانِ ينقفان الهاما

والأَكْتَلُ والكَتَالُ هما شِدَّة العَيْش، والرِّزامُ: الهُزال، ويقال: أكْتَلُ ورزام أسما لصين، واللِّصُّ: من شدائد الدهر، لأنه يَسْتَأْصِلُ أموال الناس. والخُرّابةُ: جبل من ليفٍ ونحوه. وخُرّابةُ الإبرة: خُرْتُها. والخُرخُوبُ: الناقة الخَوّارةُ الكثيرة اللبن في سرعة انقطاعٍ .

برخ: البَرْخ: ضربٌ بالسيف يقطع بعض اللحم. والبَرْخُ: الرخيص بلغة عمان. والبَرْخُ: الحرب، وأهل عمان يقولون: كيف اسعاركم؟، فيقول المجيب: بَرْخ، هكذا، أي: رخيص. وقول رؤبة:

ولو أقول بَرِّخُّوا لَبَرخُّوا ... لمارِ سَرْجيسَ وقد تَدخْدَخُوا

قوله: بَرِّخُوا أي بَرِّكُوا، أخَذَها من النَّبَطيّة.

ربخ: الــرَّبُوخ: المرأة يغشى عليها عند الملامسة، يقال: رَبِخَت تَرْبَخُ رُبُوخاً ورَبَخاً، وأَرْبَخَتْ إرباخاً فهي رَبُوخٌ. ومُرْبخٌ: رملٌ بالباديةِ، وربِخَت الإبل في المُرْبخِ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال، قال:

أمِنْ حبالِ مُرْبِخٍ تمطين  ... لا بُدَّ منه فانحَدِرْنَ وأرْقَيْنْ

أو يَقْضِيَ الله صُبابات الدَّيْنْ  ... وقد قطعت الرمل إلا حبلين

حبْلَيْ زَرُودَ والذي بالغَرَبَيْنْ

وعن الضرير: مُرْبِخ: أحد حبال الشقيق وهي خمسة أحبل: حبلا زَرود وحَبْل الغرب ومُرْبخ وحبل الطريدة. قال الضرير: وأوعرها مُرْبخ، وهذه الحبال تَحَبَّلَتْ من عالج. ورجل ربيخ أي ضخم، قال الشاعر:

فلما اعترَتْ طارِقاتُ الهمومِ ... فَعَت الولي وكوراً رَبيخا

خبر: أخْبَرْتُه وخَبَّرْتُه، والخَبَرُ: النَّبَأُ، ويجْمَعُ على أخبار. والخبيرُ: العالِمُ بالأمر. والخُبْرُ: مَخْبَرةُ الإنسان إذا خُبِرَ أي جُرِّبَ فبدت أخباره أي أخلاقه. والخبرة: الاختبار، تقول: أنت أبطن به خِبْرةً، وأطوَلُ به عشرةً. والخابرُ: المُخْتَبرُ المُجَرِّبُ، والخُبْرُ: علمك بالشيء، تقول: (ليس لي به خُبْرٌ) . والخَبارُ: أرض رخوة يتتعتع فيها الدواب، قال:

يُتَعْتِعُ بالخّبارِ إذا عَلاه ... ويَعْثُرُ في الطَّريقِ المستقيمِ

والخَبْرُ والمُخَابَرة: أن تَزْرَعَ على النصف أو الثلث ونحوه، والأكار: الخبيرُ، والمُخابرة: المُؤاكَرَة. الخبراء: شجر في بطن روضةٍ يبقى الماء فيها إلى القيظ، وفيها ينبت الخَبْرِّ وهو شجر السِّدْر والأراك، وحواليها عشبٌ كثيرٌ. ويقال: الخَبِرَة أيضاً، والجميع خَبِر، وخَبْرُ الخَبِرةِ: شجرها، قال:

فجادَتكَ أنواء الربيع وهَلَّلَت ... عليك رياضٌ من سلامٍ ومن خَبْرِ

والخَبْر من مناقع الماء: ما خَبَّرَ المسيل في الرءوس، فيخوض الناس فيه. بخر: البَخَرُ: ريحٌ كريهةٌ من الفم، بَخِرَ الرجل فهو أَبْخَرُ وامرأة بَخْراء. والبَخْرُ- مجزوم- فعل البخار، بَخِرَتِ القِدْرُ تَبْخَرُ بُخاراً وبَخَراً. وكل شيءٍ يسطع من ماء حار فهو بُخار. وكذلك من النَّدَى. والبَخُورُ: دخنة يُتَبَخرَّ بها. وبنات بَخْرٍ وبناتُ مَخْرٍ سحابات بيضٌ، الواحدة بنت بَخْرٍ وبنت مَخْرٍ اشتُقَّ من بُخار البحر لأن هذه السحاب تعلو في البَحْر ولا تجوز إلى البَرّ.
خرب
خرَبَ يَخرُب، خَرْبًا، فهو خارِب، والمفعول مَخْروب
• خرَب الآلةَ: عطّلها، منعها من أن تكون لها منفعة ° خرَبَ نظامًا: أفسده وبلبله.
• خرَبَ الدَّارَ: هدمها، جعلها خَرَابًا? خرَبَ الدُّنيا: أقام الدنيا وأقعدها، أثار ضجَّة كبرى، أحدث بلبلة وصَخَبًا- يخرب بيتَه بيده: أي يقضى على مستقبله بنفسه. 

خرِبَ يَخرَب، خَرَابًا وخرَبًا، فهو خَرِب وخَرْبانُ/خربانٌ
• خرِبتِ الآلةُ: تعطَّلت عن أن تؤتي منفعتها، كفَّت عن النَّفْع "خرِبتِ السيارةُ- ساء التصرُّف في المؤسّسة فخرَِبتْ".
• خرِب المكانُ: خلا من الأحياء، عكسه عمَر "أصبحت المدن الفلسطينيّة خرابًا بعد القصف الجويّ لها- إذا اصطلح الفأرة والسِّنَّور خرِب دكّان العطار [مثل]: التنبيه إلى انتشار الخراب عند اتفاق الرُّقباء- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} ". 

أخربَ يُخرب، إخرابًا، فهو مخرِب، والمفعول مخرَب
• أخرب المكانَ: تركه خرابًا، هدمه، دمّره "أخربت الحربُ
 البلادَ- {يُخْــرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} ". 

انخربَ ينخرب، انخرابًا، فهو مُنخرِب
• انخربَ البيتُ: مُطاوع خرَبَ: انهدم، انهار. 

تخرَّبَ يتخرَّب، تخرُّبًا، فهو متخرِّب
• تخرَّبتِ الآلةُ: مُطاوع خرَّبَ: تعطَّلت وفسدت، لم تعُدْ تؤدِّي منفعتها. 

خرَّبَ يخرِّب، تخريبًا، فهو مخرِّب، والمفعول مخرَّب
• خرَّب الماكينةَ: خَرَبَها، عطّلها أو أفسدها "خرّب سيارة".
• خرَّب الدَّارَ: خَرَبَها، هدمها ودمّرها، صيَّرها خرابًا "حذّر من تخريب الآثار العامة- {يُخَــرِّبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} [ق] ". 

أخْرَبُ [مفرد]: (عر) جزء دخله الخَرْب. 

تَخْريب [مفرد]:
1 - مصدر خرَّبَ.
2 - تدمير للممتلكات أو إعاقة للعمليّات المعتادة من قبل المدنييّن أو عملاء العدوّ في الحرب "سياسة التَّخريب" ° تخريبُ النِّظام: إفسادُ النِّظام والعبث به. 

تخريبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَخْريب: تدمير متعمَّد لمبانٍ ومنشآت عامة بهدف سياسيّ غالبًا "قام المتظاهرون بأعمال تخريبيّة". 

خراب [مفرد]:
1 - مصدر خرِبَ.
2 - خَرِب (وصف بالمصدر) "فلان على حافة الخراب: يكاد الخراب ينزل به- دمَّرت القنابلُ المدينة فصارت خرابًا" ° أَرْضٌ خراب: سادها الدّمار والخراب. 

خَرَابة [مفرد]: ج خَرَابات وخَرَائبُ: موضع الخراب "أصبح الإقليم خرابة بعد هلاك من فيه- قصفت الصواريخُ المدينةَ حتى حولتها إلى خرائب". 

خَرْب [مفرد]: مصدر خرَبَ.
• الخَرْب: (عر) اجتماع الخرم، وهو حذف أوَّل التَّفعيلة المبدوءة بوتد مجموع مع الكفِّ، وهو حذف السَّابع السَّاكن من التفعيلة، فتتحوَّل (مفاعيلن إلى فاعيلُ). 

خَرَب [مفرد]: ج أخراب (لغير المصدر) وخراب (لغير المصدر):
1 - مصدر خرِبَ.
2 - ذكر الحُبارى. 

خَرِب [مفرد]: مؤ خَرِبة، ج مؤ خَرَائبُ وخِرَب:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرِبَ ° خَرِبُ الذِّمَّة: عديم الشرف.
2 - غير عامر، خالٍ وخاوٍ. 

خَرْبانُ/ خَرْبانٌ [مفرد]: ج خَرْبَى/ خربانون، مؤ خَرْبَى/ خرْبانة، ج مؤ خَرْبَى/ خربانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرِبَ. 

خَرِبة [مفرد]: ج خَرِبات وخَرَائبُ وخِرَب: موضع الخراب "كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وَخِرَبٌ [حديث] ". 

خَرُّوب [جمع]: مف خَرُّوبة: (نت) شجر مثمر من الفصيلة القرنية، يؤكل ويستعمل علفًا للماشية وهو نبات دائم الخضرة، وتُطلق الكلمة أيضًا على ثمار ذلك الشّجر، وهي ثمار حلوة مستطيلة تشبه القرن في شكلها، ولونها يميل إلى السواد ° عصير الخرّوب: مشروب يصنع من ثمار الخرّوب. 

خَرّوبة [مفرد]: ج خَرُّوب:
1 - واحدة الخرُّوب.
2 - حبَّة الخروب يوزن بها. 

خَرْنوب/ خُرْنوب [جمع]: مف خَرْنوبة/ خُرْنوبة: خَرُّوب، شجر له ثمر حلو يشبه القرن في شكله، يؤكل ويستعمل علفًا للماشية. 
الْخَاء وَالرَّاء وَالْبَاء

الخَراب: ضدُّ العُمران، وَالْجمع: اخربة.

خَرِب خَرَباً، وأخْرَبه، وخَرّبه.

والخَرِبة: مَوضِع الخَراَب، وَالْجمع: خَرِبات، وخَرِبٌ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا تُكَسّر " فَعِلَة " لقلتهَا فِي كَلَامهم.

وكُل ثَقْبٍ مُستدير: خُرْبَة.

وَقيل: هُوَ الثَّقب، مُستديراً كَانَ أَو غير ذَلِك. وخُرْبة السِّندي: ثَقْب شحمة أُذنه، إِذا كَانَ غير مَخْروم، فَإِن كَانَ مَخروما، قيل: خَرَبة السِّندي، انشد ثَعْلَب قَول ذِي الرمة: كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتغي أثرا أَو مِن مَعاشِرَ فِي آذانها الخُرَبُ

ثمَّ فَسّره، فَقَالَ: يصف نعاما، شَبّهه برجُل حَبشّي لسواده، وَقَوله " يَبتغي اثرا "، لِأَنَّهُ مُدلىَّ الرَّأْس. " وَفِي آذانها الخُرَب " يَعْنِي، السِّنْد.

وَقيل: الخُرْبة: سَعَة خَرْق الْأذن.

وأخْرَبُ الْأذن: كخُربْتها، اسْم، كأفكل.

وخُرْبَ الإبرة، وخُرَّابَتها: خُرْتُها.

وخُرْبُ الوَرِك، وخَربه: ثَقْبه، وَالْجمع: اخراب.

وَكَذَلِكَ، خُرْبَته، وخُرَابته، وخُرّابته، وخَرَّابته.

وخَرب الشَّيْء يَخْرُبه خَربا: ثقبه أَو شقّه.

والخُرْبة: عُروة المَزادة، وَقيل: أُذنها، وَالْجمع: خُرَبٌ وخُروب، هَذَا عَن أبي زيد، نادِرةٌ، وَهِي الأخَراب.

والخُرَّابة، كالخُرْبة.

والخَرْباء من المَعَز: الَّتِي خُربت أذنها وَلَيْسَ لخُرْبتها طُولٌ وَلَا عَرْضٌ.

وأُذُن خَرْباء: مَشْقُوقة الشْحمة.

وعَبْدٌ أخرب: مَشْقُوق الْأذن.

والخَرْبُ فِي الهَزَج: أَن يَدْخُل الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ مَعًا، فَيصير " مفاعيلن " إِلَى " فاعيل "، فينُقل فِي التَّقطيع إِلَى " مفعول "، بيتُه:

لَو كَانَ أَبُو بشْرٍ أَمِيرا مَا رَضِيناهُ

فَقَوله " لَو كَانَ " مفعول.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: سُمي أخرب، لذهَاب اوله وَآخره، فَكَأَن الخراب لحقه لذَلِك.

والخُرْبَتان: مَغْرِزُ رَأس الفَخذ.

والاخرَاب: أطرافُ أعيار الكَتفين السُّفَل.

والخُرْبَة: وعاءُ يحمل فِيهِ الرَّاعِي زَاده، والحاءُ فِيهِ لُغَة. والخُرْبة، والخَرْبة، والخُرْب، والخَرَب: الفَسادُ فِي الديِّن، وَهُوَ من ذَلِك.

والخاربُ: اللِّصُّ، وخصّ بعضُهم بِهِ سارقَ الْإِبِل، قَالَ:

إِن بهَا أكْتَل أَو رِزَامَا خُوَيْربَيْن يَنقُفان الهامَا

نصب " خُويربين " على الذّم.

وَالْجمع: خراب.

وَقد خَربَ يَخْرُب خِرَابةً.

وَقَالَ اللِّحيانيّ: خَرَب فلانُ بِإِبِل فلَان، يَخْرُب بهَا خَرْباً، وخُروباً، وخِرابة، وخَرابة، أَي: سَرَقهَا، هَكَذَا حَكَاهُ مُتعَدِّيا بِالْبَاء.

وَقَالَ مرّة: خَرَب فلانٌ، أَي صَار لصا، وانشد:

اخشى عَلَيْهَا طِّيئاً وأسدا وخاربَيْن خَرَبَا فمَعَدَا

لَا يَحْسبان الله إِلَّا رَقدا والخَراب، كالخارِب.

والخُرَابة: حَبْلٌ من لِيف.

وخَلية مُخْرِبة: خَالِيَة لم يُعَسَّل فِيهَا.

والنَّخاريب: خُروقٌ كبُيوت الزَّنابير، وَاحِدهَا: نُخْروب.

والنَّخاريب: الثُقَبِ المُهيأة من الشَّمع، وَهِي الَّتِي تمُجُّ النَحْلُ العسلَ فِيهَا.

ونَخْربَ القادحُ الشَّجَرَة: ثَقبها، وَقد قيل: إِن هَذَا لَهُ رباعي، وسَيأتي.

والخُرْبُ: مُنْقطَع الجُمهور المُشرِفِ من الرَّمل يُنْبت الغَضَى.

والخَربُ: حَدٌّ من الْجَبَل خارِجٌ.

والخَرِبُ: اللَّجَفُ من الأَرْض، وبالوَجهين فُسِّر قولُ الرَّاعِي: فَمَا نَهلَتْ حَتَّى أجاءت جمامَة إِلَى خَرِبٍ لَا فِي الخَسِيفة خارقه

وَمَا خَرب عَلَيْهِ خَرْبةً، أَي: كلمة قبيحة.

والخَرَب من الفَرَس: الشَّعر المُختلف وسَط مِرفقه.

والخَرَبُ: ذكر الحُبارَي، وَقيل: هُو الحُباري كُلها، وَالْجمع: خِرَابٌ، وأخْراب، وخِرْبان، عَن سِيبَوَيْهٍ.

ومُخرَّبة: حيٌ من بني تَمِيم، أَو قَبيلة.

ومَخْرَبة: اسمٌ.

والخُرَيْبة: موضعٌ، وَالنّسب إِلَيْهِ خُرَيبيّ، على غير قِيَاس، وَذَلِكَ أم مَا كَانَ على " فعيلة " فالنسب إِلَيْهِ بطَرح الْيَاء، إِلَّا مَا شَذَّ كَهَذا وَنَحْوه.

والخَرُّوب: شجر اليَنْبوت، واحدته خَرُّوبة، وَهُوَ الخَرْنوب، والخُرنوب، واحدته: خُرْنوبة، وخَرْنوبة. واراهم ابدلوا النُّون من إِحْدَى الراءين، كَرَاهِيَة التَّضْعِيف، كَقَوْلِهِم: انجانة، فِي: إجانة. قَالَ أَبُو حنيفَة: هما ضَرْبَان، أَحدهمَا اليَنبوتة، وَهِي هَذَا الشوكالذي يُسْتوقد بِهِ، يَرتفع الذِّراع ذُو افنان وحَمْلٍ أحمَّ خَفيف، كَأَنَّهُ تفّاح، وَهُوَ بَشع لَا يُؤْكل إِلَّا فِي الجَهد، وَفِيه حَبٌّ صُلْب زَلال، وَالْآخر الَّذِي يُقال لَهُ: الخَروب الشَّامي، وَهُوَ حُلو يُؤكل، وَله حب كحب اليَنْبوت إِلَّا انه اكبر، وثَمره طوالٌ كالقِثاء الصغار، إِلَّا أَنه عريض، ويُتَّخذ مِنْهُ سَوِيق ورُبٌّ.

وخَرُّوبٌ، وأخْرُب: مَوضعان، قَالَ الجُميج:

مَا لأمَيمة أمستْ لَا تُكلِّمنا مَجْنونةٌ أم احسَّته أهل خَرُّوبِ

مرت بِرَاكِب مَلْهوزِ فَقَالَ لَهَا ضُرِّى الجُميجَ ومَسِّيه بتَعْذيب

يَقُول: طَمح بَصرها عني فكانّها تنظُر الي رَاكب قد اقبل من أهل خَرُّوب.

خرب

1 خَرِبَ, (JK, S, A, Msb, &c.,) aor. ـَ (JK, K,) inf. n. خَرَابٌ, (JK, S, * A, Mgh, * Msb, KL, TA,) said of a place, (S,) or a country, (A, Mgh, *) or a dwelling, or place of abode, (Msb,) or a house, (TK,) It was, or became, in a state of ruin, waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing: (JK, S, A, Mgh, KL, TA:) خَرَابٌ is the contr. of عِمَارَةٌ. (S.) b2: خَرِبَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. خَرَبٌ, (S, Msb, K,) It had in it a slit, or a round perforation: (S:) or he had his ear slit, (Msb, K,) or bored with a round perforation. (Msb.) A2: خَرَبَ: see 4. b2: Also, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. خِرَابَةٌ, (Msb,) He stole: (Msb:) or he became a thief, or robber. (K.) And خَرَبَ إِبِلَ فُلَانٍ, (S, A, *) or خَرَبَ بِإِبِلِ فُلَانٍ, (K,) both mentioned as on the authority of Lh, (TA,) aor. ـُ (S, A,) inf. n. خِرَابَةٌ (S, A, K) and خَرَابَةٌ and خَرْبٌ and خُرُوبٌ, (K,) He stole the camels of such a one. (S, K.) b3: خَرَبَهُ, (K,) aor. ـُ inf n. خَرْبٌ, (TA,) He bored it, perforated it, or made a hole through it: or he slit it: (K, TA:) namely, a thing. (TA.) b4: And He struck his خُرْبَةٌ, (K,) meaning the part where the head of his thigh-bone was inserted; or خربة here has some other of the significations assigned to it in this article. (TA.) 2 خَرَّبَ see 4, in four places.4 اخرب, (S, A, Msb, K,) inf. n. إِخْرَابٌ, (TA,) He reduced to ruin; or rendered waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing; (S, A, K;) a house, (S, K,) or a dwelling, or place of abode, (Msb,) or a country; (A;) as also ↓ خرّب, (A, Msb, K,) inf. n. تَخْرِيبٌ; (TA;) and ↓ خَرَبَ, (K,) [inf. n. خَرَابٌ, as in the Kur ii. 108:] or ↓ خرّب signifies the same, but in a more extensive, or a superlative or an intensive sense: you say, خَــرَّبُوا بُيُوتَهُمْ [They ruined their houses; the ر being doubled because the verb has many objects: or they demolished their houses]. (S, TA.) بُيُوتَهُمْ ↓ يُخَــرِّبُونَ, in the Kur [lix. 2], means They demolishing their houses: this is the reading of AA: all others read يُخْــرِبُونَ بيوتهم, meaning they going forth from their houses, and leaving them; (TA;) or evacuating their houses; or leaving them in a state of ruin. (Bd.) b2: [Hence the saying,] الأَمَانَاتُ ↓ عِنْدَهُ تُخَرَّبُ (tropical:) [Deposits entrusted to him become lost, or perish]. (A.) 5 تخرّب It (a building) became demolished. (TA.) 10 استخرب It (a skin for water or milk) became perforated with many holes; became full of holes. (A, TA.) b2: (assumed tropical:) He became broken by misfortune. (JK, K.) b3: اِسْتَخْرَبْتُ لِهٰذَا الأَمْرِ (assumed tropical:) I lamented for this event, or case. (JK.) b4: استخرب إِلَيْهِ (assumed tropical:) He was angry with him; or was angry with him with the anger that proceeds from a friend; (وَجَدَ عَلَيْهِ;) namely, one who had separated himself from him: (JK:) or he yearned towards, longed for, or desired, him. (K.) Q. Q. 1 نَخْرَبَ [in the CK, erroneously, تَخَرَّبَ,] It (the canker-worm) corroded a tree: (K, TA:) but accord. to some, this verb is [radically] quadriliteral, and as such it occurs again in the K [in art. نخرب]. (TA.) خَرْبٌ: see خُرْبَةٌ, in five places: A2: and see also خَرَبٌ.

خُرْبٌ: see خُرْبَةٌ, in seven places.

A2: Also The place where an elevated accumulation of sand terminates, (JK, S, * TA,) producing trees of the kind called غَضًا. (TA.) خَرَبٌ The male of the [species of bustard called]

حُبَارَى: (S, K:) or i. q. حُبَارَى, absolutely: (TA:) pl. خِرْبَانٌ. (S.) b2: And hence, (A,) or ↓ خَرِبٌ, (JK,) or ↓ خَرْبٌ, (TA,) and ↓ خِرِبَّانٌ, (K,) (tropical:) Cowardly; or a coward. (A, K, TA.) A2: See also خُرْبَةٌ, near the end of the paragraph.

خَرِبٌ (S, TA) and ↓ خَرَابٌ (A, Msb) In a state of ruin, waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing; (S, A, TA;) applied to a place, (S,) or a country, (A,) or a dwelling, or place of abode. (Msb.) You say دَارٌ خَرِبَةٌ A house which its owner has reduced to ruin, or rendered uninhabited, &c. (S, TA.) [In the phrase, هٰذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ, meaning This is a deserted hole of a lizard of the kind called dabb, the word خرب is put in the gen. case عَلَى الجِوَارِ, i. e. because of its proximity to a preceding word in that case, not being so properly.] b2: [Hence,] هُوَ خَرِبُ العَظْمِ (tropical:) [He is without marrow in the bone]. (A, TA.) And خَرِبُ الأَمَانَةِ (tropical:) [One in whom trust is not safely reposed]. (A, TA.) b3: See also خَرَابٌ.

A2: And see خَرَبٌ.

خَرْبَةٌ see the next paragraph, in two places.

A2: See also خِرْبَةٌ.

خُرْبَةٌ A hole, perforation, or bore; (Msb, TA;) whether round or not: (TA:) or any round hole or perforation or bore; (S, K, TA;) such as that of the ear; (TA;) [and] so ↓ خُرْبٌ: (A:) pl. [of mult.] of the former (in this and in other senses here following, K, * TA) خُرَبٌ (Msb, K) and خُرُوبٌ, which latter is extr. [with respect to rule], and [of pauc.] أَخْرَابٌ [which is irregular as pl. of the former, but regular as pl. of the latter]. (K. [See also خُرْتٌ and خُرْتَةٌ.]) [Hence,] خُرْبَةٌ السِّنْدِىِّ The bore of the lobe of the ear, when not slit: [the Sindee being particularly noted by the Arabs for his pierced ears:] when slit, it is termed السِّنْدِىِّ ↓ خَرْبَةٌ. (TA.) b2: Width of the hole, or perforation, of the ear; (JK;) as also ↓ خَرْبٌ, (JK,) or ↓ خُرْبٌ, (A,) and ↓ أَخْرَبٌ, (K,) this last being a subst. like أَفْكَلٌ. (TA.) b3: The eye of a needle: [like خُرْتٌ and خُرْتَةٌ:] and the foramen of the anus: as also ↓ خُرْبٌ and ↓ خَرْبٌ and ↓ خَرَّابَةٌ and ↓ خُرَّابَةٌ and ↓ خُرَابَةٌ; (K, MF;) in both of these senses, though this is not clearly shown in the K: (MF:) and likewise, of the vagina; the dual of خُرْبَةٌ occurring in a trad., as some relate it, applied to the foramen of the anus and that of the vagina together: (TA:) and the last, ↓ خُرَابَةٌ, also signifies any perforation like the eye of a needle. (K.) b4: الخُرْبَةُ and ↓ الخُرْبُ and ↓ الخُرَابَةُ and ↓ الخُرَّابَةُ The hole [or socket] of the hip, (S, TA,) where the head of the thigh-bone is inserted; as also خُرْبَةُ الوَرِكِ and الورك ↓ خُرْبُ and ↓ خَرْبُ الورك and الورك ↓ خَرَابَةُ [or, probably, ↓ خُرَابَة] and الورك ↓ خُرَّابَةُ and الورك ↓ خَرَّابَةُ: and the pl., أَخْرَابٌ, also signifies the lower extremities of the shoulder-blades. (TA.) b5: And الخُرْبَةُ, (A 'Obeyd, S, Mgh, Msb, K,) or خُرْبَةُ المَزَادَة, (A,) and ↓ الخُرَّابَة, and sometimes ↓ الخُرَابَة without tesh-deed, (TA,) [and perhaps ↓ الخُرْبُ also, (see خُبْنٌ,)] The loop of the [leathern water-bag called] مَزَادَة; (A 'Obeyd, S, A, Mgh, Msb, K;) because of its round form: every مزادة having two loops [whereby it is suspended upon either side of the camel], each of which is thus called; and two kidney-shaped pieces of leather (كُلْيَتَانِ) [at the two upper corners]; and the two loops are sewed to these. (TA. [See also خُرْتَةٌ.]) A2: A vice, or fault; (IAth, TA;) as also ↓ خَرَبَةٌ: (K:) and corruption, or unsoundness, in religion; (JK, K;) as also ↓ خَرَبَةٌ (JK, TA) and ↓ خَرْبَةٌ [like حَرْبَةٌ] (Mgh, * K) and ↓ خُرْبٌ and ↓ خَرْبٌ (K) and ↓ خَرَبٌ: and a quality inducing suspicion, or evil opinion: [a meaning app. belonging to all of the foregoing words:] (TA:) pl., of the first, خُرُبَاتٌ; and of the second, خَرَبَاتٌ: (JK:) also, the first (i. e. خُرْبَةٌ), a crime: a bad, an evil, or a foul, word or saying: and a trial, or an affliction. (TA.) You say, مَا فِيهِ خُرْبَةٌ There is not in him a vice, or fault. (TA.) And مَا رَأَيْنَا مِنْ فُلَانٍ

خُرْبَةً (JK, TA) and ↓ خَرْبًا, (TA,) or ↓ خَرَبَةً, (JK,) We have not seen in such a one unsoundness of religion nor anything disgraceful. (JK, TA.) b2: فَارٌّ بِخُرْبَةٍ, occurring in a trad., means One who flees with a thing desiring to appropriate it to himself and to take possession of it unlawfully. (TA.) خِرْبَةٌ: see خَرَابٌ, in three places.

A2: Also The state, or condition, or guise, of him who is termed خَارِبٌ: (K:) also explained as signifying a thing whereof one is ashamed: or as derived from [خَرَبَةٌ, meaning] “ contemptibleness, and disgrace, or ignominy: ” or it may be ↓ خَرْبَةٌ, meaning a single act [of a shamefal nature, or the like]. (Et-Tirmidhee, TA.) خَرَبَةٌ: see خُرْبَةٌ, in three places, near the end of the paragraph. b2: Also i. q. ذِلَّةٌ [Baseness, vileness, &c.]: (K, TA:) in one copy of the K, زَلَّةٌ [a slip, lapse, fault, &c.]: (TA:) and disgrace, or ignominy, and contemptibleness. (TA.) b3: And الخَرَبَةٌ signifies العَوْرَةُ [The part, or parts, of the person, which it is indecent to expose]. (K.) خَرِبَةٌ and its pls.: see خَرَابٌ, in five places.

خِرِبَّانٌ: see خَرَبٌ.

خَرَابٌ inf. n. of خَرِبَ in the first of the senses explained above. (JK, S, * A, &c. [See 1, first sentence.]) b2: [Then used as an epithet:] see خَرِبٌ. b3: [And then used as an epithet in which the quality of a subst. predominates, as appears from what follows;] contr. of عُمْرَانٌ: (JK, A, K:) and ↓ خَرِبَةٌ signifies [the same; or] مَوْضِعُ خَرَابٍ; (A, K;) as also ↓ خِرْبَةٌ: (Lth, K:) [all may be rendered A ruin, or waste; a place, country, place of abode, or house, in a state of ruin, waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing:] the pl. of خَرَابٌ is أخْرِبَةٌ, (JK, K,) a pl. of pauc., (JK,) and خِرَبٌ, which latter is mentioned by El-Khattábee, (K,) as occurring in a trad. respecting the building of the mosque of El-Medeeneh: كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَقُبُورُ المُشْرِكِينَ وَخَرِبٌ فَأَمَرَ بِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ [There were in it palm-trees, and the graves of the believers in a plurality of gods, and ruins; and he gave orders respecting the ruins, and they were levelled]: but IAth says that خِرَبٌ may be pl. of ↓ خَرِبَةٌ, or of ↓ خِرْبَةٌ: or it may be ↓ خَرِبٌ [coll. gen. n.] of ↓ خَرِبَةٌ: and accord. to one reading of the trad., the word is حَرْثٌ, meaning “ a place ploughed for sowing: ” (TA:) [accord. to F,] the pl. of ↓ خِرْبَةٌ, also, is خِرَبٌ: and the pl. of ↓ خَرِبَةٌ is خَرِبٌ [mentioned above] and خَرَائِبُ [which is anomalous] and خَرِبَاتٌ. (K.) [Hence,] وَقَعُوا

↓ فِى وَادِى خَرِبَاتٍ [They fell into a valley of ruins, or waste places, &c.]: (A, TA:) i. e., into destruction: (TA:) [a prov., of which there are various readings: see جَذَبَات, in art. جذب.]

A2: [Also inf. n. of خَرَبَ as syn. with اخرب, q. v.]

خَرَابَةٌ: see خُرْبَةٌ.

خُرَابَةٌ: see خُرْبَةٌ, in five places.

خَرُّوبٌ (Az, S, Mgh, K) and ↓ خُرْنُوبٌ, (Az, S, K,) mentioned by Az as radically quadriliteral, (TA in art. خرنب,) and ↓ خَرْنُوبٌ, (Mgh, K,) but this last is of weak authority, (TA,) or not allowable, (S,) a coll. gen. n.; n. un. with ة; (TA;) A kind of tree, growing upon the mountains of Syria, having grains (حَبّ) like those of the يَنْبُوت [q. v.], called by the children of El-'Irák القِثَّآءُ الشَّامِىُّ, dry, or tough, and black: (Az, TA in art. خرنب:) a certain plant, (S, Mgh,) well known: (S:) said by some to be kind of tree [or plant] called خَشْخَاش [i. e. poppy]: (Mgh:) certain trees, of which there are two kinds, wild (بَرِّىٌّ), and Syrian (شَامِىٌّ): (AHn, K:) the former kind is also called يَنْبُوتَةٌ; (AHn;) and this is thorny, (AHn, K,) used as fuel, rising to the height of a cubit, having branches, (AHn,) with a fruit (AHn, K) black (أَحَمُّ) and light, like bubbles, (AHn, TA,) in the copies of the K كَالتُّفَّاحِ, but correctly كَالنُّفَاخِ, (TA,) disagreeable in taste, (AHn, K,) not eaten except in cases of difficulty, or distress; having grains (حَبّ) which are hard and lubricous: (AHn:) the Syrian kind [is that to which the name of خرّوب is now commonly applied, the carob, or locust-tree; ceratonia siliqua; the fruit of which] is sweet, and is eaten; having grains (حَبّ) like those of the يَنْبُوت, but larger; (AHn;) the fruit of this kind is like the خِيَار شَنْبَر [or cassia fistula], but wide; and from it are prepared an inspissated juice and [a kind of]

سَوِيق [or parched meal]. (AHn, K.) [Its grain is used as a weight: see قِيرَاطٌ and دِرْهَمٌ and دِينَارٌ.]

خَرَّابَةٌ: see خُرْبَةٌ, in two places.

خُرَّابَةٌ: see خُرْبَةٌ, in four places.

خُرْنُوبٌ and خَرْنُوبٌ: see خَرُّوبٌ.

خَارِبٌ A stealer of camels: (As, S, A:) and (by extension of its original meaning, TA) any thief, or robber: (JK, S:) dim. ↓ خُوَيْرِبٌ: (TA:) and pl. خُرَّابٌ, (S, A, TA,) or أَخْرَابٌ. (JK.) [See also خِرْبَةٌ.]

خُوَيْرِبٌ: see what next precedes.

أَخْرَبُ Slit: or having a round hole or perforation: (S:) [fem. خَرْبَآءُ; as in] أُذُنٌ خَرْبَآءُ An ear having the lobe slit. (K.) b2: A man, (S,) or a ram, (Msb,) having his ear slit; (S, Msb, K;) as also ↓ مُخَرَّبٌ and مُخَرَّمٌ; (TA;) from ↓ مَخْرُوبٌ signifying slit: (S:) and (so in the S and TA, but in the Msb “ or ” ) having his ear pierced, or bored: when it is slit (after the piercing, S, TA), he is said to be أَخْرَمُ: (S, Msb, TA: [but see this last in art. خرم:]) and أَخْرَبُ الأُذُنَيْنِ having the ears pierced, or bored: (AM, TA in art. خرت:) and خَرْبَآءُ a female slave having the lobe of her ear slit [or pierced, or bored]: and ↓ مُخَرَّبَةٌ a female slave having her ear [slit or] pierced, or bored: (TA:) and خَرْبَآءُ a she-goat having her ear slit, but so that the slit is not long nor wide. (K.) A2: أَخْرَبٌ: see خُرْبَةٌ.

خَلِيَّةٌ مُخْرِبَةٌ An empty bee-hive, (K,) in which honey has not been collected. (TA.) مُخَرَّبٌ, and its fem. (with ة): see أَخْرَبُ.

مَخْرُوبٌ: see أَخْرَبُ.

نُخْرُوبٌ sing. of نَخَارِيبُ, (TA,) which latter signifies Holes like those of hornets' nests: and the holes, or cells, (prepared with wax, K in art. نخرب,) in which the bees deposit their honey. (K, TA. [In the CK, erroneously, تخاريب.]) Accord. to some, the ن is a radical letter. (TA.)

خرب: الخَرابُ: ضِدُّ العُمْرانِ، والجمع أَخْرِبةٌ. خَرِبَ، بالكسر، خَرَباً، فهو خَرِبٌ وأَخْرَبه وخَرَّبَه.

والخَرِبةُ: موضع الخَرابِ، والجمع خَرِباتٌ. وخَرِبٌ: كَكَلِم، جمع

كَلِمة. قال سيبويه: ولا تُكَسَّرُ فَعِلةٌ، لقِلَّتها في كلامهم. ودارٌ

خَرِبةٌ، وأَخْرَبَها صاحبُها، وقد خَرَّبَه الـمُخَرِّبُ تَخْرِيباً؛ وفي

الدعاءِ: اللهم مُخَرِّبَ الدنيا ومُعَمِّر الآخرةِ أَي خَلَقْتَها للخَرابِ.

وفي الحديث: مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إِخْرابُ العامِرِ وعِمارةُ الخَراب؛ الإِخْرابُ: أَن يُتْرَكَ الـمَوْضِعُ خَرِباً.

والتَّخْريبُ: الهَدْمُ، والمرادُ به ما يُخَرِّبُه الـمُلُوكُ مِن العُمْرانِ، وتَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لا إِصلاحاً، ويَدْخُل فيه ما يَعْمَلُه الـمُتْرَفُون مِن تَخْريبِ الـمَساكِنِ العامِرةِ لغير ضرورةٍ وإِنْشاءِ عِمارَتِها.

وفي حديث بناء مسجِدِ المدينةِ: كان فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المشركين

وخِرَبٌ، فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ. قال ابن الأَثير: الخِرَبُ يجوز أَن يكون، بكسر الخاءِ وفتح الراءِ، جمع خَرِبةٍ، كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ؛ ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ، بكسر الخاءِ وسكون الراءِ، على التخفيف، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ؛ ويجوز أَن يكون الخَرِبَ، بفتح الخاءِ وكسر الراءِ، كَنبِقةٍ ونَبِقٍ وكَلِمةٍ وكَلِمٍ. قال: وقد روي بالحاءِ المهملة، والثاء المثلثة، يريد به الموضع الـمَحْرُوثَ للزِّراعةِ.

وخَــرَّبُوا بيوتَهم: شُدِّدَ للمبالغة أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، وفي التنزيل: يُخــرِّبُونَ بيوتَهم؛ مَن قرأَها بالتشديد معناه يُهَدِّمُونَها، ومن قرأَ يُخْــرِبُون، فمعناه يَخْرُجُونَ منها ويَتْرُكُونها. والقراءة بالتخفيف أَكثر، وقرأَ أَبو عمرو وحده يُخَــرِّبون، بتشديد الراءِ، وقرأَ

سائرُ القُرَّاءِ يُخْــرِبون، مخففاً؛ وأَخْرَبَ يُخْرِبُ، مثله.

وكلُّ ثَقْبٍ مُستدِير: خُرْبةٌ مثل ثَقْبِ الأُذن، وجمعها خُرَبٌ؛

وقيل: هو الثَّقْبُ مُسْتديراً كان أَو غير ذلك. وفي الحديث: أَنه سأَله رجل عن إِتْيان النِّساءِ في أَدْبارِهِنَّ، فقال: في أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ، يعني في أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ؛ والثلاثةُ بمعنىً واحد، وكلها قد رويت.

والـمَخْرُوبُ: الـمَشْقوقُ، ومنه قيل: رَجُل أَخْرَبُ، للمشْقُوقِ

الأُذُنِ، وكذلك إِذا كان مَثْقُوبَها، فإِذا انْخَرَم بعد الثَّقْبِ، فهو

أَخْرَمُ. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: كأَني بحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ على هذه الكعبة، يعني مَثْقُوبَ الأُذُنِ. يقال: مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ. وفي حديث المغيرة، رضي اللّه عنه: كأَنه أَمةٌ مُخَرَّبةٌ أَي مَثْقوبةُ الأُذُنِ؛ وتلك الثُّقْبَةُ هي الخُرْبةُ.

وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمةِ أُذنِه إِذا كان ثَقباً غير مَخْرُوم، فإِن كان مَخْروماً، قيل: خَربَةُ السِّنْدِيِّ؛ أَنشد ثعلب قول ذي الرمة:

كأَنه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً، * أَوْ مِنْ مَعاشِرَ، في آذانِها، الخُرَبُ

ثم فسَّره فقال: يَصِف نَعاماً شَبَّهَه برجل حَبَشيٍّ لسَوادِه؛ وقوله

يَبْتَغِي أَثَراً لأَنه مُدَلَّى الرأْسِ، وفي آذانِها الخُرَبُ يعني السِّنْدَ. وقيل: الخُرْبةُ سَعةُ خَرْقِ الأُذن.

وأَخْرَبُ الأُذُنِ:كخُرْبَتِها، اسم كأَفْكَل، وأَمةٌ خَرْباءُ وعَبْدٌ أَخْرَبُ.

وخُرْبَةُ الإِبْرةِ وخُرَّابَتُها: خُرْتُها.

والخَرَبُ: مصدر الأَخْرَبِ، وهو الذي فيه شَقٌّ أَو ثَقْبٌ مُسْتَديرٌ.

وخَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُه خَرْباً: ثَقَبَه أَو شَقَّه. والخُرْبةُ: عُرْوةُ الـمَزادةِ، وقيل: أُذُنها، والجمع خُرَبٌ وخُرُوبٌ، هذه عن أبي

زيد، نادرة، وهي الأَخْرابُ والخُرَّابةُ كالخُرْبةِ.

وفي حديث ابن عمر في الذي يُقَلِّدُ بَدَنَتَه فيَضِنُّ بالنَّعْلِ قال:

يُقلِّدها خُرابةً. قال أَبو عبيد: والذي نَعْرِفُ في الكلام أَنها

الخُرْبةُ، وهي عُرْوةُ الـمَزادةِ، سُميت خُرْبةً لاسْتِدارتها.

قال أَبو عبيدة: لِكلِّ مَزادةٍ خُرْبَتانِ وكُلْيَتان، ويقال خُرْبانِ،

ويُخْرَزُ الخُرْبانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ؛ ويروى قوله في الحديث:

يُقَلِّدُها خُرابةً، بتخفيف الراءِ وتشديدها. قال أَبو عبيد: المعروف في كلام العرب. أَن عُرْوَة الـمَزادةِ خُرْبةٌ، سُميت بذلك لاسْتِدارتِها، وكلُّ ثَقْبٍ مُسْتَديرٍ خُرْبةٌ. وفي حديث عبداللّه: ولا سَتَرْتَ الخَرَبةَ يعني العَوْرةَ.

والخَرْباءُ من الـمَعَزِ: التي خُرِبَتْ أُذُنها، وليس لخُرْبَتِها طُولٌ ولا عَرْضٌ. وأُذن خَرْباءُ: مَشْقُوقةُ الشَّحْمةِ. وعَبْدٌ أَخْرَبُ:

مَشْقُوقُ الأُذنِ. والخَرْبُ في الهَزَجِ: أَن يدخل الجُزءَ الخَرْمُ

والكَفُّ مَعاً فيصير مَفاعِيلُنْ إِلى فاعِيلُ، فيُنْقَل في التقطيع إِلى

مَفعولُ، وبيتُه:

لو كانَ أَبُو بِشْرٍ

أَمِيراً، ما رَضِيناهُ

فقوله: لو كان، مفعولُ. قال أَبو إِسحق: سُمي أَخْرَبَ، لذهاب أَوَّله وآخِره، فكأَنَّ الخَرابَ لَحِقَه لذلك.

والخُرْبَتانِ: مَغْرِزُ رأْسِ الفَخِذِ. الجوهري: الخُرْبُ ثَقْبُ رأْسِ الوَرِكِ، والخُرْبةُ مثله. وكذلك الخُرابةُ، وقد يشدَّد.

وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُه: ثَقْبُه، والجمع أَخْرابٌ؛ وكذلك خُرْبَتُه

وخُرابَتُه، وخُرَّابَتُه وخَرَّابَتُه.

والأَخْرابُ: أَطْرافُ أَعْيار الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ.

والخُرْبةُ: وِعاءٌ يَجْعَلُ فيه الراعي زاده، والحاء فيه لغة.

والخُرْبةُ والخَرْبةُ والخُرْبُ والخَرَبُ: الفسادُ في الدِّين، وهو من ذلك. وفي الحديث: الحَرَمُ لا يُعِيذُ عاصِياً، ولا فارّاً بِخَرَبةٍ. قال ابن الأَثير: الخَرَبةُ أَصلُها العيبُ، والمراد بها ههنا الذي يَفِرُّ بشيءٍ يريد أَن يَنْفَرِدَ به ويَغْلِبَ عليه مـما لا تُجِيزُه الشَّريعةُ.

والخارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثم نُقِل إِلى غيرها اتِّساعاً.

قال: وقد جاءَ في سِياقِ الحديثِ في كتاب البخاري: أَنَّ الخَرَبةَ

الجِنايةُ والبَلِيَّةُ. قال وقال الترمذي: وقد روي بِخِزْيةٍ. قال: فيجوز أَن يكون بكسر الخاء، وهو الشيء الذي يُسْتَحْيا منه. أَو من الهَوانِ والفضيحةِ؛ قال: ويجوز أَن يكون بالفتح، وهو الفَعْلةُ الواحدة منهما؛ ويقال: ما فيه خَرَبةٌ أَي عَيْبٌ.

ويقال: الخارِبُ من شدائدِ الدهر. والخارِبُ: اللِّصُّ، ولم يُخَصَّصْ به سارِقُ الإِبِلِ ولا غيرِها؛

وقال الشاعر فيمن خَصَّصَ:

إِنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا، * خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفانِ الْهاما

الأَكْتَلُ والكَتالُ: هما شِدّةُ العيش. والرِّزامُ: الهُزال. قال أَبو

منصور: أَكْتَلُ ورِزامٌ، بكسر الراءِ: رجُلانِ خارِبانِ أَي لِصَّانِ.

وقوله خُوَيْرِبانِ أَي هما خارِبانِ، وصغَّرهما وهما أَكْتَلُ ورِزامٌ،

ونَصَب خُوَيْرِبَيْنِ على الذَّمِّ، والجمع خُرَّابٌ.

وقد خَرَبَ يَخْرُبُ خِرابةً؛ الجوهري: خَرَبَ فلانٌ بإِبل فلان،

يَخْرُبُ خِرابةً: مثل كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً؛ وقال اللحياني: خَرَبَ فلان بإِبل فلان يَخْرُب بها خَرْباً وخُرُوباً وخِرابةً وخَرابةً أَي سَرَقَها.

قال: هكذا حكاه مُتَعدِّياً بالباءِ. وقال مرة: خَرَبَ فلان أَي صارَ

لِصّاً؛ وأَنشد:

أَخْشَى عَلَيْها طَيِّئاً وأَسَدا،

وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا،

لا يَحْسِبانِ اللّهَ إِلاَّ رَقَدا

والخَرَّابُ: كالخارِب.

والخُرابةُ: حَبْلٌ من لِيفٍ أَو نحوه.

وخَلِيَّةٌ مُخْرِبةٌ: فارِغةٌ لم يُعَسَّلْ فيها.

والنَّخاريبُ: خُرُوقٌ كبيُوتِ الزَّنابِيرِ، واحدتها نخرُوبٌ.

والنَّخاريبُ: الثُّقَب الـمُهَيَّأَةُ من الشَّمَع، وهي التي تَمُجُّ النَّحْلُ

العَسَلَ فيها.

ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبَها؛ وقد قيل: إِنّ هذا كُلّه رباعيّ،

وسنذكره.

والخُرْبُ، بالضم: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ من الرَّمْل. وقيل: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ الـمُشْرِفِ منَ الرَّمل، يُنْبِتُ الغَضى.

والخَرِبُ: حدّ من الجبل خارجٌ. والخَرِبُ: اللَّجَفُ من الأَرضِ؛

وبالوجهين فسر قول الراعي:

فما نَهِلَتْ، حتى أَجاءَتْ جِمامَه * إِلى خَرِبٍ، لاقَى الخَسِيفةَ خارِقُهْ

وما خَرَّبَ عليه خَرْبةً أَي كلمة قَبِيحةً. يقال: ما رأَينا من فلان

خَرْبةً وخَرْباءَ مُنْذُ جاوَرَنا أَي فساداً في دِينه أَو شَيْناً.

والخَرَبُ من الفَرَس: الشعرُ الـمُخْتَلِفُ وسَطَ مِرْفَقِه. أَبو عبيدة: من دَوائِر الفرَسِ دائرةُ الخَرَبِ، وهي الدائرةُ التي تكون عند

الصَّقْرَيْنِ، ودائرتَا الصَّقْرَيْنِ هما اللَّتانِ عند الحَجَبَتَيْنِ

والقُصْرَيَيْنِ. الأَصمعي: الخَرَبُ الشَّعَرُ الـمُقْشَعِرُّ في الخاصرةِ؛

وأَنشد:

طويلُ الحِداءِ، سَلِيمُ الشَّظَى، * كَريمُ المِراحِ، صَلِيبُ الخَرَبْ

والحِدَأَةُ: سالِفةُ الفَرَسِ، وهو ما تقَدَّمَ من عُنْقِه. والخَرَبُ:

ذكَر الحُبارَى، وقيل هو الحُبارَى كُلُّها، والجمع خِرابٌ وأَخْرابٌ

وخِرْبانٌ ، عن سيبويه.

ومُخَرَّبةُ: حيٌّ(1)

(1 قوله «ومخرّبة حيّ» كذا ضبط في نسخة من المحكم.)

من بني تميم، أَو قبيلة. ومَخْرَبةُ: اسم.

والخُرَيبةُ: موضع، النَّسبُ إِليه خُرَيْبِيٌّ، على غير قياس، وذلك أَنّ ما كان على فُعَيْلةَ، فالنَّسبُ إِليه بطَرْحِ الياءِ، إِلا ما شذَّ كهذا

ونحوه. وقيل:

خُرَيْبةُ موضع بالبصرة، يسمى بُصَيْرةَ الصُّغْرى.

والخُرْنُوبُ والخَرُّوب، بالتشديد: نبت معروف، واحدته خُرْنُوبةٌ وخَرْنُوبةٌ، ولا تقل: الخَرْنوب، بالفتح(1)

(1 قوله «ولا تقل الخرنوب بالفتح» هذا عبارة الجوهري، وأمـَّا قوله واحدته خرنوبة وخرنوبة فهي عبارة المحكم وتبعه

مجدالدين.) . قال: وأُراهُمْ أَبدَلوا النون من إِحدى الراءَين كراهية التضعيف، كقولهم إِنْجانة في إِجانَّة؛ قال أَبو حنيفة: هما ضربان: أَحدهما اليَنْبُوتةُ، وهي هذا الشَّوكُ الذي يُسْتَوْقَدُ به، يَرْتَفعُ الذِّراعُ ذُو أَفْنانٍ وحَمْلٍ أَحَمُّ خَفيفٌ، كأَنه نُفّاخٌ، وهو بَشِعٌ لا يُؤْكل إِلا في الجَهْد، وفيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ؛ والآخر الذي يقال له الخَرُّوبُ الشامي، وهو حُلْوٌ يؤْكل، وله حَبٌّ كَحَبِّ اليَنْبُوتِ، إِلاَّ أَنه أَكْبَرُ، وثَمَرُه طِوالٌ كالقِثّاءِ الصِّغارِ، إِلاّ أَنه عَريضٌ، ويُتَّخَذُ منه سَويقٌ ورُبٌّ. التهذيب: والخَرُّوبة شجرة اليَنْبُوتِ، وقيل: الينبوتُ الخَشْخاشُ. قال: وبلغنا في حديث سُلَيْمان، على نَبِيِّنا وعليه الصلاةُ والسلامُ، أَنه كانَ ينْبُتُ في مُصَلاّه كلَّ يَوْمٍ شَجَرةٌ، فيَسْأَلُها: ما أَنـْتِ؟ فَتقُولُ: أَنا شَجرةُ كذا، أَنْبُتُ في أَرضِ كذا، أَنا دَواءٌ مِنْ داءِ كَذا، فيَأْمُرُ بها فَتُقْطَعُ، ثم

تُصَرُّ، ويُكْتَبُ على الصُّرّةِ اسْمُها ودَواؤُها، حتى إِذا كان في آخِر ذلك نَبَتَتِ اليَنْبُوتةُ، فقال لها: ما أَنتِ؟ فقالت: أَنا الخَرُّوبةُ

وسَكَتَتْ؛ فقال سُلَيْمانُ، عليه السلام: الآن أَعْلَمُ أَنَّ اللّه قد

أَذِنَ في خَرابِ هذا الـمَسْجدِ، وذَهابِ هذا الـمُلْكِ، فلم يَلْبَثْ

أَن ماتَ.

وفي الحديث ذكر الخُرَيْبة، هي بضم الخاءِ، مصغَّرة: مَحِلَّةٌ مِنْ

مَحالِّ البَصْرة، يُنْسَبُ إِليها خَلْقٌ كثير.

وخَرُّوبٌ وأَخْرُبٌ: مَوْضِعان؛ قال الجُمَيْحُ:

ما لأُمَيْمةَ أَمـْسَتْ لا تُكَلِّمُنا، * مَجْنُونةٌ، أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوبِ؟(2)

(2 قوله «قال الجميح ما لأميمة إلخ» هذا نص المحكم والذي في التكملة قال الجميح الأسدي واسمه منقذ: «أمست أمامة صمتا ما تكلمنا» مجنونة وفيها ضبط مجنونة... بالرفع والنصب.)

مَرَّتْ بِراكِبِ مَلْهُوزٍ، فقالَ لها: * ضُرِّي الجُمَيْحَ، ومَسِّيهِ بتَعْذيبِ

يقول: طَمَحَ بَصَرُها عني، فكأَنها تَنْظُر إِلى راكِبٍ قد أَقبلَ من

أَهْلِ خَرُّوبٍ.

خرب
: (الخَرَابُ ضِدُّ العُمْرَانِ) بالضَّم (ج أَخْرِبَةٌ وخِرَبٌ كعِنَبٍ) الأَخِيرُ حُكِيَ (عَن) أَبِي سُلَيْمَانَ (الخَطَّابِيِّ) فِي حَدِيثِ بِناءِ مَسْجِدِ المَدِينَةِ (كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وقُبُورُ المُشْرِكِينَ وخِرَبٌ، فَأَمَرَ بالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ) وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخِرَبُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بكَسْرِ الخَاءِ وفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعَ خَرِبَةٍ كَنَقِمَةٍ ونِقَمٍ، ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ خِرْبَةٍ بكَسْرِ الخَاءِ وسُكُونِ الرّاءِ على التَّخْفِيفِ كنِعْمَةٍ ونِعَمٍ ويجوزُ أَنْ يكونَ الخَرِب بفَتْحِ الخاءِ، وكَسْرِ الرَّاء كنَبقَةٍ ونَبِقٍ، وكَلِمَةٍ وكِلِمٍ، قَالَ: وَقد رُوِي بالحَاءِ المُهْمَلَةِ والثَّاءِ المُثَلَّثَةِ، يُرِيدُ بِهِ المَوْضِعَ المَحْرُوثَ للزِّراعَةِ.
(و) الخَرَابُ (لَقَبُ زَكَرِيَّا بنِ أَحْمَدَ) هَكَذَا فِي النّسخ والصوابُ يَحْيَى بَدَلَ أَحْمَدَ (الوَاسِطِيِّ المُحَدَّثِ) عَن ابْن عُيَيْنَةَ (وهُوَ كَلَقَبِهِ) أَي ضَعِيفٌ ساقِطُ الرِّوَايَةِ.
(خرِبَ) بالكَسْرِ (كَفَرِح) خَرَاباً فَهُوَ خَرِبٌ، (وأَخْرَبَه) يُخْرِبُه، (وخَرَّبَهُ) ، وَفِي الحديثِ (مِن اقْتِرَابِ) السَّاعَةِ إِخْرَابُ العَامِرِ وعِمَارَةُ الخَرَابِ) الإِخْرَابُ أَنْ تَتْرُكَ المَوْضِعَ خَرِباً، والتَّخَرُّبُ: التَّهَدُّمُ، وَقد خَرَّبَهُ المُخَرِّبتَخْرِيباً، وَفِي الدُّعَاءِ (اللَّهُمَّ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا ومُعَمِّرَ الآخِرَةِ) أَي خَلَقْتَهَا لِلْخَرَابِ، وخَــرَّبُوا بُيُوتَهُمْ، شُدِّدَ للمبالغَةِ أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، وَفِي التَّنْزِيل: {يُخْــرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} (الْحَشْر: 2) مَنْ قَرَأَهَا بالتَّشْديد فمعناهُ يُهَدِّمُونَهَا، ومَنْ قَرَأَ: يُخْــرِبُونَ فَمَعْنَاه يَخْرُجُونَ مِنْهَا ويَتْرُكُونَهَا، والقِرَاءَة بالتَّخْفيفِ أَكْثَرُ، وقرأَ أَبو عمرٍ ووَحْدَه بالتشديدِ، وسَائِرُ القُرَّاءِ بالتَّخْفِيفِ.
(والخَرِبَةُ كفَرِحَةٍ: مَوْضِعُ الخَرَابِ) يُقَال: دارٌ خَرِبَة: أَخْرَبَهَا صاحِبُهَا (ج خَرِبَاتٌ وخَرِبٌ كَكَتِفٍ) لَوْ قَالَ ككَلِمَاتٍ وكَلِمٍ جمْعِ كَلِمَةٍ كانَ أَحْسَن كمَا لَا يَخْفَى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَعِلَةٌ لَا تُكَسَّرُ، لقِلَّتِهَا فِي كلامِهِم (وخرائِبُ) وَيُقَال: وَقعُوا فِي وَادِي خَرِبَاتٍ، أَيِ الهَلاكِ، والخَرِبَة (كالخِرْبَة بالكسْرِ) رُوِيَ ذَلِك (عَن اللَّيْث ج) خِرَبٌ (كعِنَبٍ) وَهُوَ أَحَدُ الأَوجُهِ الثلاثةِ، وَقد تقدم النقلُ عَن ابْن الأَثير.
(و) الخَرِبَةُ (قُرًى بِمِصْرَ) كثيرةٌ مِنْهَا (خَمْسٌ بالشَّرْقِيَّةِ) خَرِبَة القطفِ، وخَرِبة الأَتل، وخَرِبَةُ نما، وخَرِبةُ زَافِرٍ، وخَرِبة النكارية، هذِه الخَمْسَةُ بالشَّرْقِيَّةِ، إِحْدَاهَا المَوْقُوفَة على الخَشَّابِيِّة إِحْدى مدَارِسِ جامِعِ عمرِو بنِ العاصِ، وقَفَهَا السُّلْطَانُ صلاحُ الدينِ يوسفُ بنُ أَيُّوبَ وكانَ السِّرَاجُ البَلْقِينِيُّ يُسَمِّيهَا العَامِرَةَ، كَمَا فِي ذَيْلِ قُضَاةِ مِصْرَ للسَّخَاوِيِّ، (و) مِنْهَا (: ة بالمُنُوفِيَّةِ) تُسَمَّى بذلك، ومَوْضِعٌ بَيْنَ القُدْسِ والخَلِيلِ (والخَرْبَةُ بالفَتْحِ: الغِرْبالُ) وَيُوجد فِي بعضِ النسخِ الغِرْبَانُ بالنُّونِ بَدَل اللاَّمِ، وَهُوَ خَطَأٌ.
(و) الخَرَبَةُ (بالتَّحْرِيكِ: أَرْضٌ لِغَسَّانَ و: ع لِبَنِي عِجْلٍ، وسُوقٌ باليَمَامَةِ) وَفِي بعض النّسخ: وبالتَّحْرِيكِ أَرْضٌ باليَمَامَةِ، وسُوقٌ لِبَنِي عِجْلٍ وأَرْضٌ لغَسَّانَ و: ع، (و) الخَرَبَةُ (: العَيْبُ) والفَسَادُ فِي الدِّينِ كالخُرْبَةِ والخُرْبِ بالضَّمِّ فيهِما، والخَرَبِ بالتَّحْرِيكِ، وَفِي الحديثِ (الحَرَمُ لاَ يُعِيذُ عاصِياً وَلَا فارًّا بِخَرَبَةٍ) والمُرَادُ هُنَا الَّذِي يَفِرُّ بشيءٍ يريدُ أَنْ يَنْفَرِدَ بِهِ ويَغْلِبَ عَلَيْهِ مِمَّا لَا تُجِيزُهُ الشَّرِيعَةُ، وأَصْلُ الخَرَبَةِ العَيْبُ، قَالَه ابْن الأَثيرِ، والخَرَبَةُ: الكَلِمَةُ القَبِيحَةُ، يقالُ: مَا جَرَّبَ عَلَيْهِ خَرَبَةً، أَي كَلِمَةً قَبِيحةً، (و) الخَرَبَةُ (: العَوْرَةُ) ، وَفِي حَدِيث عبدِ اللَّهِ (ولاَ سَتَرْتَ الخَرَبَةَ) يَعْنِي العَوْرَةَ (و) الخَرَبَةُ (: الذِّلَّةُ) والفَضِيحَة والهَوَانُ، وَفِي نُسْخَة: الزَّلَّةُ بَدَل الذِّلَّةِ.
(و) الخِرْبَة (بالكَسْرِ: هَيْئةُ الخَارِبِ) لَكِن ضَبطه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: ويُرْوَى بكَسْرِ الخاءِ، وَهُوَ الشيءُ الَّذِي يَسْتَحْيَا مِنْهُ، أَو من الهَوَانِ والفَضِيحَةِ، قَالَ: ويجوزُ أَن يكونَ بالفَتْحِ، وَهُوَ الفَعْلَةُ الوَاحِدَة مِنْهُمَا.
(و) الخْرْبَةُ (بالضَّمِّ: كُلُّ ثَقْبٍ مُسْتَدِيرٍ) مِثْلِ ثَقْبِ الأُذُنِ، وقِيلَ هُوَ الثَّقْبُ مُسْتَدِيراً كانَ أَو غيرَه، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ سَأَلَه رَجُلٌ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فقالَ: فِي أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ أَوْ فِي أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ أَو فِي أيِّ الخُصْفَتَيْنِ) يَعْنِي فِي أَيِّ الثُقْبَتَيْنِ، والثَّلاَثَةُ بمَعْنًى وَاحِد وَكِلَاهُمَا قد رُوِيَ، وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمَةِ الأُذُنِ إِذا كانَ ثَقْباً غيرَ مخْرُومٍ، فإِنْ كانَ مَخْرُوماً قيل: خَرَبَةُ السِّنْدِيِّ، (و) قِيلَ: الخُرْبَةُ: (سَعَةُ خَرْقِ الأُذُنِ، كالأَخْرَبِ) اسْمٌ كأَفُكَلٍ، وأَخْرَبُ الأُذُنِ كخُرْبَتِهَا، (و) الخُرْبَةُ (مِنَ الإِبْرَةِ والاسْتِ) : خُرْتُهَا، أَي (ثَقْبُهَا، كَخَرْبِهَا وخَرَّابَتِهَا مُشَدَّدَةً، ويُضَمَّانِ، و) الخُرْبَة هِيَ (عُرْوَةُ المَزَادَةِ أَوْ أُذُنُهَا، ج) أَي فِي الكُلِّ (خُرَبٌ) بضَمَ فَفَتْحٍ (وخُرُوبٌ، وَهَذِه) عَن أبي زيد (نادِرَةٌ و) هِيَ (أَخْرَابٌ) قَالَ أَخْرَابٌ) قَالَ أَبو عُبيدٍ: الخْرْبَةُ: عُرْوةُ المَزَادَة، سُمِّيَتْ بهَا لاِسْتِدَارَتِهَا، ولِكُلِّ مَزَادَةٍ خُرْبَتَانِ وكُلْيَتَانِ، وَيُقَال: خُرْبَانِ، ويُخْرَزُ الخُرْبَانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ، والخُرَّابَةُ كالخُرْبَةِ، ويُخَفَّفُ، والتِّشْدِيدُ أَكثرُ وأَعْرَفُ فِيهِ، والخُرْبَتَانِ: مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ، قَالَ الجوهَرِيّ: الخُرْبُ: ثَقْبُ رَأْسِ الوَرِكِ، والخْرْبَةُ مِثْلُه، وَكَذَلِكَ الخُرَابَةُ، وَقد يُشَدَّدُ، وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُهُ: ثَقْبُهُ، والجَمْعُ أَخْرَابٌ، وَكَذَلِكَ: خُرْبَتُه وخُرَابَتُه، وخُرَّابَتُهُ، والأَخْرَابُ: أَطرافُ (أَعيارِ) الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ، (و) الخُرْبَةُ (وِعَاءٌ يَجْعَلُ فِيهِ الرَّاعِي زَادَهُ) ، وَقد تقدم فِي المُهْمَلَةِ مثلُ ذلكَ، فانْظُرْه إِنْ لم يكنْ تصحيفاً، (و) الخْرْبَةُ (: الفَسَادُ فِي الدِّينِ) والرِّيبَةُ، وأَصْلُهَا: العَيْبُ، ويقالُ: مَا فِيهِ خُرْبَةٌ أَي عَيْبٌ (كالخُرْبِ) بالضَّمِّ، (ويُفْتَحَانِ) ، والخَرَبِ، بالتَّحْرِيك، وَيُقَال: مَا رَأَيْنَا مِنْ فلانٍ خُرْبةً وخَرَباً مُنْذُ جَاوَزَنَا، أَي فَسَاداً فِي دِينِه وشَيْناً، وَقد تقدَّم مَا يتعلَّق بِهِ، وجاءَ فِي سِيَاقِ البُخَارِيِّ أَنَّ الخَرَبَةَ: الجِنَايَةُ والبَلِيَّةُ.
(وخَرَبَهُ: ضَرَبَ خُرْبَتَهُ) وَهِي مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ أَو غير ذَلِك حَسْبَمَا ذُكِرَ آنِفْاً.
(و) خَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُهُ خَرْباً (: ثَقَبَه أَوْ شَقَّهُ) .
(و) خَرَبَ (فلانٌ: صَارَ لِصًّا) والخَارِبُ: مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ.
(و) خَرَبَ (الدَّارَ: خَرَّبَهَا، كأَخْرَبَهَا) الأُولى لغةٌ فِي الِاثْنَيْنِ، عنِ ابْن الأَعرابيّ، وأَبي عَمْرو، وَمن الْمجَاز: هِوَ خَرِبُ الأَمَانةِ، وعِنْدَهُ تَخْرَبُ الأَمَانَاتُ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) خَرَبَ فلانٌ إِبِلَ فلانٍ يَخْرُبُ خِرَابَةً مثْلُ كَتَبَ يَكْتُب كِتَابَةً، قَالَه الجوهريّ، وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: خَرَبَ فلانٌ (بِإِبِلِ فلانٍ) يَخْرُبُ بِهَا (خِرَابَةً، بالكَسْرِ والفَتْحِ، وخَرْباً وخُرُوباً) أَيْ (سَرَقَهَا) ، قَالَ: هَكَذَا جاءَ متعدِّياً بِالْبَاء، وَقد رُوِيَ عَن اللحيانيِّ متعدِّياً بِغَيْر الْبَاء أَيضاً، وأَنشد:
أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا
وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
لاَ يَحْسِبَانِ اللَّهَ إِلاَّ رَقَدَا
والخَارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثمَّ نُقِلَ إِلى غيرِهَا اتِّسَاعاً، قَالَ الشَّاعِر:
إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْرِزَامَا
خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا
قَالَ أَبو مَنْصُور: أَكْتَلُ ورِزَامٌ: رَجُلاَنِ خَارِبَانِ، أَيْ لِصَّانِ، وخُوَيْرِبَانِ تَصْغِيرُ (خَارِبَانِ) صَغَّرَهُمَا، والجَمْعُ خُرَّابٌ.
(والخَرَبُ، مُحَرَّكَةً: ذَكَرُ الحُبَارَى و) قيل: هُوَ الحُبَارَى كُلُّهَا، والخَرَبُ مِنَ الفَرَسِ (: الشَّعَرُ المُقَشَعِرُّ فِي الخَاصِرَةِ) قَالَه الأَصمعيّ، وأَنشد:
طَوِيلُ الحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى
كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ
الحِدَأَةُ: سَالِفَةُ الفَرَسِ، وَهُوَ مَا تقدَّم من عُنُقِه (أَو) الشَّعَرُ (المُخْتَلِفُ وَسَطَ المِرْفَقِ) مِنْهُ، قَالَ أَبو عُبَيْدَة: دَائِرَةُ الخَرَبِ، وَهِي الدائرةُ الَّتِي تكونُ عندَ الصَّقْرَينِ، ودَائِرَتَا الصَّقْرَيْنِ هُمَا اللتَانِ عندَ الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ (ج أَخْرَابٌ وخِرَابٌ وخِرْبَانٌ، بكَسْرِهِمَا) الأَخيرةُ عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ الراجز:
تَقَضَّيَ البَازِي إِذَا البَازِي كَسَرَ
أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ
والخَرْبُ فِي الهَزَج: أَن يَدْخُلَ الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ مَعًا، فيَصِيرَ مَفَاعِلُنْ إِلى فاعِيلُ فيُنقلَ فِي التقطيعِ إِلى مَفْعُولُ، وبيْتُه: لوْ كَانَ أَبُو بِشْرٍ
أَمِيراً مَا رَضِيناهَ
فقولُه: (لَوْ كَان) مفعُولُ، قَالَ أَبو إِسحاقَ: سُمِّي أَخْرَبَ لذَهَابِ أَوَّلهِ وآخرِه، فكانَّ الخَرَابَ لَحِقَه لذَلِك، وَقد أَهمله الْمُؤلف.
(والخَرْبَاءُ: الأُذُنُ المَشْقُوقَةُ الشَّحْمَةِ و) أَمَةٌ خَرْبَاءُ، والخَرْبَاءُ: (مِعْزَى خُرِبَتْ أُذُنُهَا، وليسَ لخُرْبَتِهَا طولٌ وَلاَ عَرْضٌ، والأَخْرَبُ: المَشقُوقُ الأُذُنِ) وَكَذَا مَثْقُوبُهَا، فإِذا انْخَرَزَ بعدَ الثَّقْبِ فَهُوَ أَخْرَمُ، وَفِي حَدِيث عليّ (كأَنى بِحَبَشِيَ مُخَرَّبٍ على هَذِه الكَعْبَةِ) يَعْنِي مَشْقُوقَ الأُذُنِ، يُقَال: مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ، وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ (كَأَنَّهُ أَمَةٌ مُخَرَّبَةٌ) أَي مَثْقُوبَةُ الأُذُنِ.
والخُرَبُ: جَمْعُ خْرْبَةٍ، هِي الثُّقْبَةُ، وأَنشد ثعلبٌ قولَ ذِي الرمّة:
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً
أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ فِي آذَانِهَا الخُرَبُ
ثمَّ فسَّره فَقَالَ: يصفُ نَعاماً، شَبْهه برجُلٍ حَبَشِيَ لسوادِه، ويَبتغِي أَثَراً لأَنَّه مُدَلَّى الرَّأْسِ، وَفِي آذانها الخُرَبُ، يَعْنِي السِّنْدَ، (والمصدَرُ الخَرَبُ، مُحَرَّكَةً) أَي مصدر الأَخْرَب.
(و) أَخْرُبُ بِلَا لامٍ و (بضَمِّ الرَّاءِ) ويُرْوَى بفَتحِهَا: (ع) فِي أَرض بنِي عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَفِيه كَانَت وَقْعَةُ بني نِهْدٍ ببني عامرٍ، قَالَ امْرُؤ القَيْس:
خَرَجْنَا نُعَالِي الوَحْش بَيْنَ ثُعَالَةٍ
وبَيْنَ رُحَيَّاتٍ إِلى فَجَ أَخْرُبِ
إِذَا مَا رَكِبْنَا قالَ وِلْدَانُ أَهْلِنَا
تَعَالَوْا إِلى أَنْ يَأْتِيَ الصَّيْدُ نَحْطِبِ
كَذَا فِي (المعجَم) .
(و) خَرُّوب (كَكَمُّونٍ: ع) ، قَالَ الجُمَيْحُ الإِسلامي:
مَا لاِمَيْمَةَ أَمْسَتْ لاَ تُكَلِّمُنَا
مَجْنُونَةٌ أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوب
مَرَّتْ بِرَاكِبِ مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا
ضُرِّي الجُمَيْحَ ومَسِّيهِ بِتَعْذِيبِ يقولُ: طَمَحَ بَصَرُهَا عَنِّي فكأَنهَا تَنظُرُ إِلى راكبٍ قَدْ أَقبلَ من أَهْلِ خَرُّوبٍ، (و) خَرُّوبٌ: (: فَرَسُ النُّعْمَانِ بن قُريع بن الْحَارِث، أَحد بني جُشَم بن بكْرٍ، قَالَ الأَخْطَل:
فَوَارِس خَرُّوبٍ تَنَاهْوَا فإِنَّمَا
أَخُو المَرْءِ مَنْ يَحْمِي لَهُ ويُلاَئِمُهْ
(و) خَرَبٌ (كجَبَلٍ: ع) ، قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
لِمَنِ الدَّارُ تَعَفَّتْ مُذْ حِقَبْ
بِجُنُوب الفَرْدِ أَقْوَتْ فالخَرَبْ
قلتُ: وهُوَ أَبْرَقُ طَوِيلٌ فِي دِيارِ بنِي كِلاَبٍ بَيْنَ سَجاً والثُّعْلِ، يُقَال لَهُ: خَرَبُ العُقابِ.
(و) خِرِبَّانٌ (كعِفِتَّانٍ) كالخَرَبِ مُحَرَّكَةً (: الجَبَانُ) ، وَهُوَ مجازٌ، اسْتُعِيرَ مِنَ الخَرَبِ وَاحِدِ الخِرْبَانِ. وَهُوَ خَرِبُ العَظْمَ: لاَمُخَّ فيهِ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) الخُرَيْبَةُ بالتصغيرِ (كجُنيْنَةٍ) جاءَ ذِكرُهَا فِي الحَدِيث (: ع) وقِيل: مَحَلَّةٌ (بالبَصْرَةِ) يُنْسَبُ إِليها خَلْقٌ كثيرٌ (ويُسَمَّى البُصَيْرَةَ الصُّغْرَى) والنسبُ إِليه خُرَيْبِيُّ، على غيرِ قياسٍ، وَذَلِكَ أَنَّ مَا كَانَ على فُعَيْلَةَ فالنَّسَبُ إِليهِ بِطَرْحِ الْيَاء إِلا مَا شَذَّ، كهذَا ونحوِه.
(و) خَربٌ (كَكَتِفٍ) : ماءَةٌ بنَجْدٍ لبني غَنْمِ بنِ دُودَانَ، ثمَّ لبني الكَذَّاب (جَبَلٌ قُرْبَ تِعَارَ) نَحْو مَعْدِن بَنِي سُلَيْمٍ (وأَرضٌ) عَرِيضةٌ (بَيْنَ هِيتَ والشَّأْمِ و: ع بَيْنَ فَيْدَ و) جَبَلِ السَّعْدِ على طريقٍ كَانَت تُسْلِمُ إِلى (المَدِينَة) .
(و) الخَرِبُ (: حَدٌّ مِنَ الجَبَلِ خَارِجٌ، و) الخَرِبُ (: اللَّجَفُ مِنَ الأَرْضِ) وبالوَجْهَيْنِ فُسِّر قَوْلُ الرَّاعِي:
فَمَا نَهِلَتْ حَتَّى أَجَاءَتْ جِمَامَه
إِلَى خَربٍ لاَقَى الخَسِيفَةَ خَارِقُهْ كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
والخُرْبُ بالضَّمِّ: مِنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ من الرَّمْلِ يُنْبِتُ الغَضَى.
(وأَخْرَابٌ: ع بنَجْدٍ) قَالَ ابْن حَبيب: الأَخْرَابُ: أُقَيْرِنٌ أَحْمَرُ بَيْنَ السَّجَا والثُّعْلِ وحَوْلَهُمَا، وهُنَّ لِبَنِي الأَضْبَطِ وَبني قُوَالَةَ، فَمَا يَلِي الثّعْلَ لبني قُوَالةَ بنِ أَبِي رَبيعَةَ، ومَا يَلِي سَجاً لبَنِي الأَضْبَطِ بنِ كِلابٍ، وهما من أَكْرَمِ مِيَاهِ نَجْدٍ وأَجْمَعه لبني كِلاَبٍ، وسَجاً: بَعِيدَة القَعْرِ عَذْبَةُ الماءِ، والثُّعْلُ أَكْثَرُهُمَا مَاء، وَهِي شَرُوبٌ، وأَجَلَى: هَضَبَاتٌ ثَلاَثٌ على مَبْدأَةٍ من الثُّعْلِ، وسيأْتي بَيَانهَا فِي مَحَلَّهَا، قَالَ طَهْمَانُ بنُ عَمْرٍ والكِلاَبِيّ:
لَنْ تجِدَ الأَخْرَابَ أَيْمَنَ مِن سَجاً
إِلى الثُّعْلِ إِلاَّ أَلأَمُ النَّاسِ عامِرُهْ
ورُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عنهُ قَالَ لِرَاشِدِ بنِ عَبْدِ رَبَ السُّلَمِيّ: أَلاَ تَسْكُنُ الأَخْرَابَ؟ فَقَالَ: ضَيْعَتِي لَا بدَّ لِي مِنْهَا، وَقيل: الأَخْرَابُ فِي هَذَا المَوْضِعِ اسْمٌ للثُّغُورِ، وأَخْرَابُ عَزْوَرٍ: مَوْضِعٌ فِي شعر جَميل:
حَلَفْتُ لَهَا بالرَّاقِصَاتِ إِلى مِنًى
وَمَا سَلَكَ الأَخْرَابَ أَخْرَابَ عَزْوَرِ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وذُو الخَرِبِ كَكَتِفٍ: ة بِسُرَّ مَنْ رَأَى) وَهُوَ صُقْعٌ كَبِيرٌ.
(وخَرْبَى كسَكْرَى: ع) كَانَ يَنزِلُه عَمرُو بن الجَمُوحِ.
(وخَرِبةُ المُلْكِ كفَرِحَةٍ: قُرْبَ قَفْطٍ) بالصَّعِيدِ الأَعْلَى، قِيلَ على سِتَّةِ مَرَاحِلَ مِنْهَا، وهناكَ جَبَلاَنِ يُقَال لأَحدهما: العَرُوسُ، وللآخَرِ: الخَصُوم (بهَا) مَعْدِنُ (الزُّمُرُّذِ) الأَخْضَرِ، لَمْ يَنْقَطعْ إِلاَّ عَنْ قَرِيبٍ.
(وخَرَّوبَةُ مُشَدَّدَةً: حِصْنٌ) بساحِلِ الشَّأْمِ (مُشْرِفٌ على عَكَّا) وَهُوَ على تَلَ عالٍ، كَانَ بِهِ مُخَيَّمُ المَلِكِ المُجَاهِدِ صلاحِ الدّين يوسفَ بنِ أَيّوبَ واسْتُشْهِدَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَلها واقعةٌ عَجهيبَةٌ ذكرهَا الإِمَام أَبو المحَاسِن يوسفُ بن رافِعِ بن تميمِ بن شدَّاد قَاضِي حَلَبَ فِي تَارِيخه.
(واسْتَخْرَبَ: انْكَسَرَ مِنْ مُصِيبَةٍ) واسْتَخْرَبَ السِّقَاءُ: تَثَقَّبَ، (و) اسْتَخْرَبَ (إِليه: اشْتَاقَ) وَوَجِدَ لفِرَاقِه.
(ومَخْرَبَةُ بنُ عَدِيًّ كمَرْحَلةٍ) الجُدَامِيُّ أَخُو حَارِقَةَ مِنْ بَنِي الضُّبَيْب الَّذين غَزَاهُم زيدُ بنُ حارثَةَ رَضِيَ الله عنهُ.
(ومُخَرِّبَةُ كَمُحَدِّقَةٍ) لَقَبُ (مُدْرِكِ بنِ خُوطٍ) العَبْدِيِّ (الصَّحَابِيِّ) وجَّهَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى أَزْدِعُمَانَ (وكذَلك أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرِّبَةَ) ابنِ جَنْدَلِ بنِ أُبَيْرٍ، وَهِي أُمُّ عَيَّاشٍ وعبدِ الله ابْنَيْ أَبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّين الصَّحَابِيّينِ، وأُمُّ الحارِثِ وأَبِي جَهْل ابْنَيْ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ (و) قيلَ: أَسْمَاءُ بِنْتُ (سَلاَمَةَ بنِ مُخَرِّبَةَ بنِ جَنْدَلِ) بنِ أُبَيْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ (والمُثَنَّى بن مُخَرِّبةَ العَبْدِيّ رَفِيقُ سُلَيْمَانَ بنِ صُرَدَ، خَرَجَ مَعَ التَّوَّابِينَ فِي ثلاثماَة من أَهْلِ البَصْرَةِ.
(والخَرُّوبُ كَتَنُّورٍ) نَبْتٌ معْرُوفٌ، (والخُرْنُوبُ) بالضَّمِّ على الأَفْصَحِ (وقَدْ تُفْتَحُ هذِهِ) الأَخِيرَةُ، وَهِي لُغَيَّةٌ، واحِدَتُهُ: خُرْنُوبَةٌ أَبْدَلُوا النُّونَ من إِحْدَى الرَّاءَيْنِ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ، كَقَوْلِهِم: إِنْجَانَةٌ فِي إِجَّانَةٍ، وَقَالَ أَبو حنيفةَ هُوَ (شَجَرٌ) بَرِّيٌّ وشَامِيٌّ، (بَرِّيُّهُ) يُسَمَّى اليَنْبُوتَةَ، (شَوِكٌ) ، أَي ذُو شَوْكٍ، وَهُوَ الَّذِي يُسْتَوْقَدُ بِهِ، يَرتَفعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ، (ذُو) أَفْنَان و (حَمْلٍ) أَحَمُّ خَفِيفٌ (كالتُّفَّاحِ) هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّحِيح النُّفَّاخ بِضَم النُّون وَتَشْديد الْفَاء وَآخره خاءٌ مُعْجمَة (لكِنَّهُ بَشِعٌ) لَا يِؤْكَلُ إِلاَّ فِي الجَهْدِ، وَفِيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ (وشَامِيُّهُ) ، وَهُوَ النَّوْعُ الثَّاني حُلْوٌ يُؤْكَلُ، وَله حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ إِلاّ أَنَّهُ أَكْبَرُ (ذُو حَمْلٍ كالخِيَارِ شَنْبَرٍ إِلاَّ أَنَّه عَرِيضٌ وَله رُبٌّ وسَوِيقٌ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : الخَرْنُوبَةُ والخَرُّوبَةُ: شَجَرُ اليَنْبُوتِ، وَقيل اليَنْبُوتُ: الخَشْخَاشُ، قَالَ: وبَلغَنَا فِي حَدِيث سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ وعَلى نبيّنا أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ أَنَّهُ كانَ يَنْبُتُ فِي مُصَلاَّهُ كُلَّ يَوْمٍ شَجَرَةٌ فيَسأَلُهَا: مَا أَنْتِ؟ فتَقُول (أَنا) شَجَرَةُ كَذَا، أَنْبَتُ فِي أَرْضِ كَذَا، أَنَا دَوَاءٌ مِنْ دَاءِ كَدَا، فيأْمُر بهَا فتُقْطَعُ ثمَّ تُصَرُّ ويُكْتَبُ على الصُّرَّةِ اسْمُهَا ودَوَاؤُهَا، حتَّى إِذا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِك نَبَتَتِ اليَنْبُوتَةُ فَقَالَ لَهَا: مَا أَنْتِ؟ فَقَالَت: أَنا الخَرُّوبَة، وسَكَتتْ، فَقَالَ سليمانُ: الآنَ أَعْلَمُ أَنَّ الله قد أَذِنَ فِي خَرَابِ هَذَا المَسْجِدِ وذَهَابِ هَذَا المُلْكِ. فَلم يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والخُرَابَةُ كثُمَامَةٍ) والخَارِبُ والخَرَّابُ (: حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ) أَو نَحْوِه، نَقَلَه الليثُ (وصَفِيحَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ تُثْقَبُ فيُشَدُّ فيهَا حَبْلٌ، و) لُغَةٌ فِي (ثَقْبِ الإِبْرَةِ ونَحْوِهَا كالاستِ والسِّقاءِ، وَقد تقدّمَ.
(وخَلِيَّةٌ مُخْرِبَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: فارِغَةٌ) لم يُعَسَّلْ فِيهَا.
(والنَّخَارِيبُ) بالنُّون (خُرُوقٌ كبُيُوتِ الزَّنَابِيرِ) واحدتها نُخْرُوبٌ، (و) النَّخَارِيبُ (الثُّقَبُ) المُهَيَّأَةُ من الشَّمُعِ وَهِي (الَّتِي تَمُجُّ النَّخْلُ العَسَلَ فِيهَا) .
(ونَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَةَ) إِذَا (قَدَحَهَا) أَي ثَقَبَهَا، وَقد قِيلَ: إِن هَذَا رُبَاعِيٌّ، وسيأْتي فِي مَحَلّه.
(والخِرَّابَتَانِ مُشَدَّدَةً والخِزْنَابَتَانِ) ، وَهَذِه عَن الفراءِ (بكَسْرِهِمَا) وقَلْبِ إِحْدَى الرَّاءَيْنِ نُوناً (: الخِنَّابَتَانِ) ، بالنُّون، وسيأْتي ذكره فِي خنب، ولكنّ هَذَا القَلْبَ غيرُ مُحتاج إِليه لاِءَمْنِ اللَّبْسِ مَعَ وجودِ الهاءِ، وسيأْتي بحثُه فِي مَحلِّه.
(والتَّخْــرَبوتُ) رُبَاعِيٌّ، وزنُه فَعْلَلُوتٌ أَو تَفْعَلُولٌ، مَضَى ذِكْرُه (فِي تخرب) فراجِعْه هُنَاكَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الحُصَيْنُ بنُ الجُلاَسِ بنِ مُخَرِّبَةَ الشاعرُ من بَنِي تَمِيمٍ.
وخربَانُ: جَدُّ أَبِي عبدِ الله أَحمَدَ بنِ إِسحاقَ بنِ خربَانَ البَصْرِيّ.
وأَبو القاسِم عبدُ اللَّهِ بن محمدِ بنِ خربانَ البَغُدَادِيّ، والسَّرِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ خربانَ الجُنْدَيْسَابُورِيّ، مُحَدِّثُونَ.
وخُرْبَةُ بالضَّمِّ: جَدُّ إِيمَاءَ بنِ رَحْضَةَ الصَّحَابِيِّ مِنْ بَنِي غِفَارٍ.
وُرْبَةُ بالضَّمِّ أَيضاً: مَاءٌ فِي دِيَارِ بنِي سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ، بَيْنَهُ وبيْنَ ضَرِيَّةَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ.
وخَرَّبَ المَزَادَةَ تَخْرِيباً: جَعَلَ لَهَا خُرْبَةً.
والخِرَابُ ككِتَابٍ: السَّهْمُ، والنَّفِيُّ مِنَ المَطَرِ.
والخَرَبَةُ، مُحَرَّكَةً: أَرْضُ مِمَّا يَلِي ضَرِيَّةَ.
والخَرَابُ كسَحَابٍ: قَريةٌ عامِرَةٌ بخُوَارَزْمَ.
وخَرَابُ المَاءِ: من قرى مَارِدِينَ، ذَكَرَهُما الفَرَضِيُّ، وإِلى أَحدهما أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ الفَرَجِ شيخُ ابْن مجاهدٍ المُقْرِىءِ.
والخَرَابُ: ثَلاَثُ قُرًى بمِصْرَ، إِحْدَاهَا فِي القَلْيُوبِيَّةِ.
والخَرَابَةُ، أُخْرَى بالمُرْتَاحِيَّة.
(خرب)
خربا صَار لصا فَهُوَ خارب (ج) خراب وَالشَّيْء ثقبه وَشقه وَيُقَال خرب دينه أفْسدهُ بريبة أَو شكّ وَالشَّيْء عطله عَن أَن يُؤْتِي منفعَته وَفُلَانًا ضرب خربته وَالشَّيْء وَبِه خربا وخرابة وخروبا سَرقه

(خرب) خربا وخرابا تعطل عَن أَن يُؤْتى منفعَته وَالْمَكَان خلا وَفِي الْمثل (إِذا اصْطلحَ الْفَأْرَة والسنور خرب دكان الْعَطَّار) يضْرب فِي تظاهر الخائنين (مو) فَهُوَ خرب وَهُوَ أَيْضا خراب (ج) أخربة وَالْحَيَوَان صَار مشقوق الْأذن فَهُوَ أخرب وَهِي خرباء (ج) خرب
خرب: خرب فلاناً: أهلكه زأرداه. ويقال خرب بيته بهذا المعنى.
خرب الدنيا: أقام الدنيا وأقعدها، أثار ضجة كبرى، أحدث بلبلة وهوشة. وصخب وضج، وسخط وتسخط، طار طائره وفار فائره، واستشاط واحتد.
خــربوا الدنيا: عاثوا فساداً في الارض، بلبلوا كل شئ، افرغوا جهدهم في الفساد ولم يتركوا وسيلة في سبيل ذلك.
خرب نظاماً: أفسده، وبلبله.
خرب النظام: أزال احكامه، وشوشه، مرجه، وأخل به (بوشر).
خَرَب يَخْرَب: خَرَب في وخَرَب على: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: مكار، محتال، غشاش، مخادع، وفي معجم الكالا: خَرُب: ختل، خدع، غش، مكر.
خَرَّب (بالتشديد)، تخريب النظام: افساد النظام والعبث به (بوشر).
تحرّب: تقوض، تهدم، انهار، باد، تلف، وفني شيئاً فشيئاً (بوشر).
انخرب: انهدم، انهار (فوك) وانظر: باين سميث 1362.
استخرب: صار لا يبالي بالخراب (محيط المحيط).
خَرِب: غير عامر، خراب (ترجمة العهد الصقلي للو ص10).
خَرْبَة: مسكن متداع. غير أنها تطلق في الجزائر وبخاصة في منطقة قسطنطينة على الإسطبل وذلك لأن الأماكن المخصصة لذلك هي في الغالب مساكن متداعية أو متهدمة (شيرب ديال رقم 31) وكذلك لدى مارتن (ص41) وهو ينطقها خُرْبة.
خِرْبَة: باحة الدار، صحن الدار، أو حوش الدجاج (الكالا).
خُرْبَة: انظر خَرْبَة.
خُرْبَة وتجمع خُرِب: خديعة، مداهنة، غش، مكر (الكالا).
خربان: خَرِب، مدمّر (بوشر).
خَرْبانة: خراب (هلو).
خُرْبي: أريب، داهية، مكار، محتال (الكالا).
خُرْبَيْر: حيلة، مكيدة، خدعة في القسم الأول من معجم فوك، وخدعة في القسم الثاني من معجم فوك، ولما كانت فيه اللاحقة ارو الأسبانية فإني أرى إنه معنى هذه الكلمة أريب، داهية مكار، محتال.
خُرُّبَة: انظرها في مادة خَرُّوب.
خَرَاب: يستعمل اسماً للمكان الخرب ويجمع على خربات. ففي حيان - بسام (3: 141و): حمل من رصاص وحديد كان جمع من خرابات القصور السلطانية. وفي المستعيني مادة بوذرنج (وهو الخشخاش الأحمر): يزرع في المدن، وينبت في الخربات والبساتين.
ويستعمل وصفاً بمعنى خَرِب، مهدم، مهمل. وهذه الكلمة لا تدخلها علامة التأنيث (معجم الادريسي).
خرابة: مسكن متداع (بوشر، ألف ليلة 1: 32، 66).
خَرّاب: مخرب، متلف، هادم (بوشر).
خَرُّوب، خَرْنوب، قرن خروب: قراطباء، القريط الشامي (بوشر).
خروب الخنزير: نبات اسمه العلمي: Anagyris foetida
(ابن البيطار 1: 83، 355، 2: 132) وفي معجم بوشر: خرنوب الخنازير.
خرنوب الشوك = الخرنوبي النبطي (ابن البيطار 1: 355).
خَرُّب صندلي أو مقدسي: صنف من الخروب وهو أصغر ثمراً وأزكى حلاوة من الخروب العادي (محيط المحيط).
خرنوب مصري أو قبطي: نبات اسمه العلمي mimosa nilotica ( ابن البيطار 1: 355). حيث نجد في مخطوطتنا: خرنوب مصري وقبطي.
خرنوب المعز: خرنوب قبطي (ابن البيطار 1: 355) وفي مخطوطة ب: خرنوب المعري وفي مخطوطة 1: المعزي، ويظهر أن الصواب هو المعز كما جاء في مادة ينبوت.
الخرنوب القبطي: الينبوت (المستعيني في مادة ينبوت، ابن البيطار 1: 355) (84) وثمرة هذا النبات (معجم المنصوري مادة ينبوت).
الخروب الهندي: نبات اسمع العلمي Cassia fistula ( المستعيني في مادة خيار شنبر، ابن البيطار 1: 355، باجني مخطوطات).
خرّروب: سنفه، قرن، غمد بعض أنواع البقول (بوشر).
خَرُّوب أو خُرُّوب: محتال، مكار، داهٍ، (المقري 1: 629) وانظر رسالة إلى فليشر (ص91، 92).
خَرُّوبة، وتجمع على خراريب: اسم عمله نقدية صغيرة من النحاس، تساوي 3 سنتين و 2/ 1 87 من السنتيم (رولاند) وانظر عبد الواحد (ص184) ورياض النفوس (90، ص94) وفيه إنه 16/ 1 من الدرهم (لوجيه ص251، بلاكيير 2: 147، إوالد ص125، ميشيل ص80) ونكتب خربة (أماري ص169).
خَرُّوبة: قسم من القبيلة (دوماس قبيل ص47 - 48) ولم يتضح لي المعنى الذي ذكره صاحب محيط المحيط عن خروبة وهو: وفي اصطلاح العامة حديدة تدخل في ثقب ما ينفذ من حائط أو غيره لتمنعه من الخروج منه. خُرَّابة: ثقب في الصخر مستدير تربط إليه الدابة (محيط المحيط).
خّروبّي: أسود كالخروب ففي ابن البيطار (2: 120) الادريسي: وهذا التركيب صبغ الشعر وغير الشيب تغييراً خّروبّياً.
مَخْرُوب: ساحة الدار، صحن الدار (الكالا).

الزكاة

الزكاة: لغة: الزيادة، وشرعا: قدر من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله، ويعتبر ذلك بالأمور الدنيوية والأخروية ومنه الزكاة لما يخرج للفقراء سميت بذلك لما فيها من رجاء البركة أو لتزكية النفس أي تنميتها بالخير أو لهما جميعا.
الزكاة
[ما ينفقونه في سبيل الله، وهو الصدقة، ثم خصّت بما كتبه الله في الأموال. وتسميته بالزكاة من زَكَا يَزْكو: طهر، كما في القرآن:
{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} .
أي طاهرة عن الذنب.
وأيضاً زكَا الزرعُ: طال ونما. ووجه التسمية أنها طهارة للنفس والمال، وبركة ونَماء له، فجمعت المعنيين. قال تعالى:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} . وقال تعالى:
{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَــرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَــرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} .
فنبّه على كلتا الجهتين لتسمية الزكاة باسمها] .
لها جهات: فمنها كونها ذكراً للمعاد. فإنما نعطي أموالنا، فنردّها إلى الرب، وهكذا نرد أنفسنا، ولهذا وجب الخضوع فيها:
{وهم راكعون} .
{وقلوبهم وَجِلَةٌ} .
فصارت كالصلاة من جهة أخرى، أي الخشوع والخوف.
الزكاة: في اللغة الطهارةُ والزيادة. وفي الشرع: تمليك جزء مال عيَّنه الشارع من مسلم فقير غيرِ هاشمي ولا مولاه بشرط قطع المنفعة عن المُملَّك من كل وجه لِلَّه تعالى. وفي البدائع: "ركن الزكاة هو إخراج جزء من النصاب إلى الله تعالى وتسليم ذلك إليه يقطع المالك يده عنه بتمليكه من الفقير، وتسليمه إليه أو إلى يدِ مَن هو نائبٌ عنه وهو المُصَدِّق".
الزكاة:
[في الانكليزية] Charity tax ،tithe ،purety
[ في الفرنسية] Taxe aumoniere ،dime ،purete
كالصلاة وزنا وكتابة اسم من التزكية، وكلاهما مستعملان. وفي المفردات إنها في اللغة النموّ الحاصل من بركة الله تعالى. وفي الشريعة قدر معين من النّصاب الحولي يخرجه الحرّ المسلم المكلّف لله تعالى إلى الفقير المسلم الغير الهاشمي ولا مولاه مع قطع المنفعة عنه من كلّ وجه. فالقدر يتناول الصدقة أيضا. وقولنا معيّن يخرج الصدقة إذ لا تعيّن فيها. وقولنا يخرجه الحرّ المسلم المكلّف لأنّ شرط وجوبها الحرية والإسلام والعقل والبلوغ.
وقولنا إلى الفقير المسلم الغير الهاشمي ولا مولاه أي مولى الهاشمي يخرج الغني والكافر الهاشمي ومولاه، فإنّ دفع الزكاة إليهم مع العلم لا يجوز. وقولنا مع قطع المنفعة عنه احتراز عن الدفع إلى فروعه وإن سفلوا وأصوله وإن علوا، ومكاتبه ودفع أحد الزوجين إلى الآخر. ومعنى قوله من كلّ وجه أي شرعا وعادة فإنّ انتفاع الأب بمال الابن عند الحاجة جائز شرعا، وانتفاع الابن بمال الأب أو أحد الزوجين بمال الآخر جار عادة. وقيد لله تعالى لأنّ الزكاة عبادة فلا بد فيها من الإخلاص هكذا يستفاد من الدرر. وفي جامع الرموز أنّ الزكاة في الشريعة القدر الذي يخرجه إلى الفقير. وفي الكرماني أنّها في القدر مجاز شرعا فإنّها إيتاء ذلك القدر، وعليه المحقّقون كما في المضمرات انتهى. ويؤيّده أنّها توصف بالوجوب وهو من صفات الأفعال ويؤيّد الأول قوله تعالى وَآتُوا الزَّكاةَ إذ إيتاء الإيتاء محال.
والأظهر أنّ الزكاة في الشرع يجيء بكلا المعنيين كذا في البرجندي. وهكذا لفظ الصلاة فإنّها في الأفعال المعهودة مجاز شرعا ولغة إتيانها وأداؤها.
وقد تطلق الزكاة شاملة للعشر وصدقة الفطر والكفارة والنذر وغير ذلك من الصدقات الواجبة كما يستفاد من جامع الرموز في فصل مصرف الزكاة. وقد تطلق الزكاة على التزكية كما ستعرف. وفي شرح القصيدة الفارضية الزكاة لغة الطهارة والنمو وشرعا طهارة مال بلغ النصاب بإخراج ما فضل عن الحاجة لانسداد خلّة المحتاجين به. وفي الحقيقة طهارة نفس بلغت حدّ الكمال بإفاضة ما فضل عن حاجتها من الفيض الربّاني على المحتاجين إليه انتهى.
وفي الإنسان الكامل وأمّا الزكاة فعبارة عن التزكّي بإيثار الحقّ على الخلق، أعني يؤثر شهادة الحقّ في الوجود على شهود الخلق ويؤيّده ما في بعض الرسائل قال: الزّكاة: في اصطلاح الصوفية: ترك الدنيا، وتطهير النّفس من خطرات الغير. 

حشي

(حشي) السقاء حشى صَار لَهُ من اللَّبن شبه الْجلد فلصق بِهِ من بَاطِن فَلَا يعْدم أَن ينتن وَيروح وَفُلَان وَجَعه حشاه وأصابه الــربو فَهُوَ حش وحشيان وَهِي حشية وحشيا

(حشي) فلَان غيظا وكبرا امْتَلَأَ وَمِنْه قَول الشَّاعِر
(فَمَا حشي الْإِنْسَان شرا من الْكبر )
وَيُقَال حشي فلَان نفسا لجوجة وَحشِي بهَا

حشي


حَشِيَ(n. ac. حَشىً [ ])
a. Panted, breathed short; was asthmatical.

حَشَّيَa. Trimmed, hemmed, put a border to.
b. Annotated, glossed (book).
حَاْشَيَ
a. [acc. & Min], Excepted.
تَحَشَّيَa. see IIIb. see VI
تَحَاْشَيَ
a. [Min
or
'An], Avoided, shunned, recoiled from.
حَشًىa. Shortness of breath; asthma.

حَشِيa. Short of breath; asthmatical.

حَاشِيَة [] (pl.
حَوَاْشِيُ)
a. Border, selvedge, hem, trimming.
b. Margin; marginal note, gloss, scholium
annotation.
c. Family, dependents; suite.

حَشْيَان []
a. see 5
حَاشَا
a. Except, save.

حَاشَاكَ حَاشَالَكَ
a. Far be it from thee!
حشي
حشى [مفرد]: ج أحشاءُ: حشًا، ما دون الحجاب الحاجز ممّا يلي البطن، كالكبد والمعدة والأمعاء وغيرها. 

محشيّ [مفرد]: ج محشيّات: محشوّ، خضرواتٌ كالفلفل والباذنجان
 والقرع تُخلى من بذورها وتحشى بخليط من اللّحم المفروم والأرز والخضروات ذات النَّكهة كالبقدونس، أو تُلفّ إذا كانت ورقَ عنبٍ أو كرنبًا أو نحوهما. 
الْحَاء والشين وَالْيَاء

الحَشَى: مَا دون الْحجاب مِمَّا فِي الْبَطن كُله من الكبد وَالطحَال والكرش وَمَا تبع ذَلِك.

والحَشَى: ظَاهر الْبَطن وَهُوَ الحضن، وَقيل: هُوَ مَا بَين ضلع الْخلف الَّتِي فِي آخر الْجنب إِلَى الورك. وَالْجمع أحْشاءٌ.

والحَشَى: الــرَّبو. وَرجل حَشٍ وحشْيانُ، قَالَ أَبُو جُنْدُب:

فَنَهَنهتُ أولىَ القَومِ عَنْهُم بِضَرْبةٍ ... تَنفَّسَ عَنْهَا كُلُّ حَشيانَ مُجحرِ

وَالْأُنْثَى حَشيَةٌ وحَشْيَا. وَقد حَشِيا حَشىً.

وأرنب مَحشِّيَةُ الْكلاب: تعدو الْكلاب خلفهَا حَتَّى تنبهر.

وحَشِىَ السقاء حَشىً، صَار لَهُ من اللَّبن شبه الْجلد من بَاطِن فلصق بِالْجلدِ فَلَا يعْدم أَن ينتن فيروح.

وَأَرْض حَشاةٌ: قَليلَة الْخَيْر سَوْدَاء.

والحَشِىُّ من النبت: مَا فسد أَصله وعفن، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

كأنَّ أصواتَ شُخْبِها إِذا خَما

صَوْتُ أَفاعٍ فِي حَشِىٍّ أغْشَما

ويروى: فِي حَشِىٍّ، وَسَيَأْتِي ذكره.

وَكُنَّا فِي حَشى فلَان، أَي فِي كنفه وناحيته.

وتَحَشَّى فِي بني فلَان: إِذا اضطموا عَلَيْهِ وآووه.

وَجَاء فِي حاشِيَتِه، أَي فِي قومه الَّذين فِي حَشاه.

وَهَؤُلَاء حاشِيَتُه، أَي أَهله وخاصته. وَهَؤُلَاء حاشِيَتَه، بِالنّصب، أَي فِي ناحيته وظله.

وحاشا: من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء. تجر مَا بعْدهَا كَمَا تجر حَتَّى مَا بعْدهَا. وحاشيْتُ من الْقَوْم فلَانا، استثنيت. وَحكى الَّلحيانيّ: شتمتهم وَمَا حَشيتُ أحدا وَمَا تحَشَّيتُ، أَي مَا قلت حاشا فلَان وَمَا استثنيت مِنْهُم أحدا.

وحاشا للهِ وحاشَ: أَي بَرَاءَة لله ومعاذ الله. قَالَ الْفَارِسِي: حذفت مِنْهُ اللَّام كَمَا قَالُوا: وَلَو تَرَ مَا أهل مَكَّة، وَذَلِكَ لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال.

والحَشَا: مَوضِع، قَالَ:

إنَّ بأجزاعِ البُريراءِ فالحَشا ... فوكْزٍ إِلَى النَّقْعين من وَبِعانِ
حشي
: (ى (} الحَشَى: مَا دُونَ الحِجابِ ممَّا فِي البَطْنِ) كلّه (من كَبِدٍ وطِحالٍ وكَرِشٍ وَمَا تَبِعَهُ) {حَشىً كُلُّه.
(أَو مَا بينَ ضِلَعِ الخَلْف الَّتِي فِي آخرِ الجنْبِ إِلَى الوَرِكِ؛ أَو ظاهِرُ البَطْنِ.
(و) قيلَ: الحَشَى (الحِضْنُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ والخَصْرُ، أَي هُوَ الخَصْرُ، وَمِنْه قَوْلُهم: هُوَ لَطِيفُ الحَشَى إِذا كانَ أَهْيَف ضامِرَ الخَصْرِ؛ وقالَ الشاعِرُ يَصِفُ امرأَةً:
هَضِيم الحَشَى مَا الشمسُ فِي يومِ دَجْنِها وامرأَةٌ ضامِرَةُ الحَشَى وهُنَّ ضَوامِرُ} الأَحْشاءِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الحَشَى مَا بينَ آخرِ الأَضْلاعِ إِلَى رأْسِ الوَرِكِ.
قالَ الأَزهريُّ: وتَثْنِيتُه {حَشَيانِ.
وقالَ الجوهريُّ: الحَشَى مَا اضْطَمَّتْ عَلَيْهِ الضّلوعِ.
(و) الحَشَى (رَبْوٌ) ، وَهُوَ شبْهُ البُهْرِ، (يَحْصُلُ) للمُسْرِعِ فِي مِشْيَتِه والمُحْتَدِّ فِي كَلامِه؛ (وَهُوَ حَشٍ،} وحَشْيانُ) .
وَمِنْه حدِيثُ عائِشَةَ: (مَالِي أَراكَ! حَشْيَا رابيَةً) ، أَي مالَكَ قد وَقَعَ عَلَيْك الحَشَى، وَهُوَ الــرَّبْو والنَّهيجُ وارْتِفاعُ النَّفْسِ وتَواتُره؛ وقالَ أَبو حبيبٍ الهُذَليُّ: فنَهْنَهْتُ أُولى القَوْمِ عَنْهُم بضَرْبةٍ
تَنَفَّسَ مِنْهَا كلُّ حَشْيانَ مُحْجَرِ (وَهِي {حَشِيَةٌ) ، كفَرِحَةٍ (} وحَشْي) ، على فَعْلى، (وَقد {حَشِيَا، بالكسْرِ،} حَشًى) ، وشاهِدُ المصْدَر قوْلُ الشمَّاخ:
تُلاعِبُني إِذا مَا شِئْتُ خَوْدٌ
على الأَنْماطِ ذاتُ حَشىً قَطِيعِأَرادَ: ذَات نَفَسٍ مُنْقَطِعٍ من سِمَنِها، وقَطِيعٍ نَعْتٌ {لحَشىً.
(و) } حَشِيَ (السِّقاءُ) حَشًى: (صارَ لَهُ منَ اللّبَنِ كالجِلْدِ من باطِنٍ فَلَصِقَ بِهِ) ، أَي بالجِلْدِ، (فَلَا يَعْدَمُ أَن يُنْتِنَ فَيُرْوِح.
( {والحَشِيُّ، كغَنِيَ من النَّبْتِ: مَا فَسَدَ أَصْلُهُ وعَفَنَ) ، عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها إِذا هَما
صَوتُ أَفاعٍ فِي} حَشِيَ أَعْشَما يُرْوَى بالحاءِ وبالخاءِ.
قالُ ابنُ برِّي: ومثْلُه قَوْلُ الآخر:
وإنَّ عِنْدي إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي
سَمَّ ذَراريحَ رِطابٍ {وحَشِي أَرادَ:} وحَشِيَ فخفَّفَ المُشَدَّد.
(أَو) {الحَشِيُّ: (اليابِسُ) ؛ نَقَلَه الجَوهريُّ عَن الأصمعيِّ وأَنْشَدَ للعجَّاج:
والهَدَب الناعِم والحَشيَّ يرْوى: بالحاءِ والخاءِ جَمِيعاً.
(و) يقالُ: (أَنا فِي} حَشاهُ) ، أَي فِي (كَنَفِهِ) وذِرَاهُ؛ نقَلَهُ الزّمخشريُّ.
(و) قيلَ: فِي (ناحِيَتِهِ) ؛ وَأنْشد ابْن دُرَيْد للمُعَطّل الهُذَليّ:
يقولُ الَّذِي أَمْسَى إِلَى الحَزْنِ أَهْلُه
بأَيِّ الحَشَى أَمْسى الخَلِيطُ المُباينُقالَ الجَوهريُّ: يعْنِي الناحِيَةَ.
( {والحاشِيَةُ:} حاشِيَةُ الثَّوْبِ وغيرِهِ) .
وَلَو قالَ: جانِبُ الثَّوْبِ، كانَ أَحْسَن.
فَفِي المُحْكَم: {حاشِيَتا الثَّوْبِ جانِبَاهُ اللَّذَان لَا هُدْبَ فيهمَا.
وَفِي التَّهذِيبِ: جانِبَاهُ الطَّويلَتانِ فِي طَرَفَيْهما الهُدْبُ.
ودَخَلَ فِي قوْلِهِ: وغيرِهِ: حاشِيَة السَّرابِ، وَهُوَ كلُّ ناحِيَةٍ مِنْهُ؛} وحاِشَية المَقامِ طَرَفه وجانِبُه تَشْبيهاً {بحاشِيَةِ الثَّوْبِ؛ وحاشِيَة الكَلإِ جانِبُه.
وَمِنْه حدِيثُ معاوِيَةَ: (لَو كنتُ مِن أهْلِ البادِيَةِ لنَزَلْتُ مِن الكَلأِ} الحاشِيَةَ) .
وحاشِيَةُ الكِتابِ: طَرَفُه وطرَّتُه.
(و) الحاشِيَةُ: (أَهْلُ الرَّجُلِ وخاصَّتُهُ) الَّذين فِي {حَشاهُ أَي كَنَفِهِ.
(و) هَؤُلَاءِ} حاشِيَتَه، بالنَّصْبِ، أَي فِي (ناحِيَتِهِ وظِلُّه) وذَرَاهُ.
( {وحاشَى مِنْهُم فلَانا: اسْتَثْناهُ) .
قالَ ابنُ الأنْبارِي: مَعْناه عَزَلَه من وَصْفِ القوْمِ} بالحَشَى، وعزله بناحِيَةٍ وَلم يُدْخِلْه فِي جُمْلتِهم.
قالَ الأزهريُّ: جَعَلَه مِن حَشَى الشيءِ وَهُوَ ناحِيَته؛ ( {كتَحَشَّاهُ) .
قالَ اللّحْيانيّ: شَتَمْتُهم وَمَا} حاشَيْتُ مِنْهُم أَحداً وَلَا {تَحَشَّيْتُ أَي مَا قُلْتُ} حاشَى لفلانٍ وَمَا اسْتَثْنَيْتُ مِنْهُم أَحَداً؛ وأَنْشَدَ الباهِلِيُّ فِي الْمعَانِي:
وَلَا! يَتَحَشَّى الفَحْلُ إنْ أَعْرَضَتْ بِهِ
وَلَا يُمْنَعُ المِرْباعُ مِنْهَا فَصِيلُها قالَ: لَا يتَحَشَّى لَا يُبالي من حاشَى.
(وحاشَى: تَجُرُّ) مَا بعْدَها (كحتَّى) ؛ وشاهِدُه قَوْلُ سَبْرة بنِ عَمْرو الأسَدِي:
حاشَى أَبي ثَوْبانَ إنَّ بِهِ
ضَنّاً عَن المَلْحاةِ والشَّتْمِقالَ ابنُ برِّي: هُوَ فِي المُفَضَّلِيَّاتِ للجُمَيْح بنِ الطمَّاحِ الأسَدِيّ، قالَ ومثْلُه قَوْلُ الأُقَيْشِر:
فِي فِتْيَةٍ جَعَلوا الصَّليبَ إلَهَهُمْ
{حاشايَ إِنِّي مُسْلِمٌ مَعْذُورُقالَ: حاشَى فِي البيتِ حَرْف جَرَ، وَلَو كانتْ فعلا لقالَ} حاشاني.
(و) قالَ الجَوهريُّ: يقالُ ( {حَاشَاكَ و) حاشَى (لَكَ بِمَعْنًى) واحِدٍ.
وحاشَى: كلمةٌ يُسْتَثنى بهَا، وَقد يكونُ حَرْفاً، وَقد يكونُ فعْلاً، فَإِن جَعَلْتها فعْلاً نَصَبْتَ بهَا فقُلْتَ ضَرَبْتهم حاشَى زيْداً، وَإِن جَعَلْتها حَرْفاً خَفَضْتَ بهَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه: لَا يكونُ إلاَّ حَرْف جَرَ لأنَّها لَو كانتْ فعْلاً لجازَ أَنْ يكونَ صِلَة كَمَا يَجوزُ ذلكَ فِي خَلا، فلمَّا امْتَنَعَ أَن يقالَ جاءَني القَوْمُ مَا حاشَى زيْداً دلَّتْ أَنَّها ليسَتْ بفعْلٍ.
وقالَ المبرِّدُ: حاشَى قد تكونُ فعْلاً واسْتدلَّ بقَوْلِ النابغَةِ:
وَلَا أَرَى فاعِلاً فِي الناسِ يُشْبِهُه
وَمَا} أُحاِشي من الأَقْوامِ من أَحَدِ فتصرُّفُه يدلُّ على أنَّه فعْلٌ، ولأنَّه يقالُ حاشَى لزيدٍ، فحرْف الجرِّ لَا يَجوزُ أَن يَدْخلَ على حَرْفِ الجَرِّ، ولأنَّ الحذْفَ يدخُلُها كقَوْلِهم {حاشَ لزيدٍ، والحذْفُ إنّما يَقَعُ فِي الأسْماءِ والأَفْعالِ دونَ الحُروفِ، انتَهَى.
(} وحاشَى للَّهِ {وحاشَ للَّهِ) : أَي بَراءَة للَّهِ و (مَعاذَ اللَّهِ) .
قالَ الفارِسِيُّ: حُذِفَتْ مِنْهُ اللامُ لكثْرَةِ الاسْتِعْمالِ.
وقالَ الأزهريُّ: حاشَ للَّهِ كانَ فِي الأصْلِ حاشَى للَّهِ فكَثُرَ فِي الكَلامِ وحُذِفَتِ الياءُ وجُعِلَ اسْماً وَإِن كانَ فِي الأصْلِ فعْلاً وَهُوَ حَرْفٌ مِن حُروفِ الاسْتِثْناءِ مثْلُ عَدَا وخَلا، ولذلِكَ خَفَضوا} بحاشَى كَمَا خَفَضوا بهما، لأنَّهما جُعِلا حَرْفَيْن وَإِن كانَا فِي الأصْلِ فعْلَيْن.
وقالَ ابنُ الأنْبارِي: مَنْ قالَ حاشَى لفلانٍ خَفَضَه باللامِ الزائِدَةِ، ومَنْ قالَ حاشَى فلَانا أَضْمَرَه فِي حاشَى مَرْفوعاً ونَصَبَ فلَانا بحاشَا، والتَّقديرُ حاشَى فِعْلُهم فلَانا، ومَنْ قالَ حاشَى فلانٍ خَفَضَ بإضْمارِ اللامِ لطُولِ صُحْبتها حاشَى، ويَجوزُ أَن تخفضَه بحاشَى لأنَّ حاشَى لمَّا خَلَتْ مِن الصاحِبِ أَشْبَهَتِ الاسمَ فأُضِيفَت إِلَى مَا بَعْدِها.
{وتَحَشَّى كقال: حاشى فلَان (و) } تَحَشَّى (من فلانٍ: تَذَمَّمَ) ، عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ للأَخْطَل:
وَلَوْلَا! التَّحَشِّي مِنْ رِماحٍ رَمَيْتُها
بكَالِمةِ الأَنْيابِ باقٍ رُسُومُها ( {والحَشَى: ع قُرْبَ المَدِينَةِ) .
وقالَ نَصْر: هُوَ وادٍ بالحجازِ ورَسَمه بالألِفِ، قالَ الشاعِرُ:
فإنَّ بأجْزاعِ البُرَيراءِ} فالحَشَى
فَوَكْزٍ إِلَى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعانِ (و) مِن المجازِ: ( {الحاشِيَتانِ: ابنُ المَخاضِ وابنُ اللَّبُونِ) .
قالَ ابنُ السِّكِّيت: يقالُ: أَرْسَلَ بَنُو فلانٍ رائداً فانْتَهَى إِلَى أَرْضٍ قد شَبِعَتْ} حاشِيَتاها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
إِذا اشْتَكَى الرَّجُلُ {حَشاهُ فَهُوَ} حَشٍ، نَقَلَه الأزهريُّ.
{ومُحْشِيَةُ الكِلابِ: الأرْنَبُ، أَي تَعْدو الكلابُ خَلْفها حَتَّى تَنْبَهِرَ الكِلابُ؛ نَقَلَه الجَوهريُّ عَن ابنِ السِّكِّيت.
} وتَحشَّتِ المرأَةُ {تَحَشِّياً فَهِيَ} مُتَحَشِّيَةٌ، مثْلُ {احْتَشَتِ} الحَشِيَّة؛ نَقَلَه الأزهريُّ. {وحاشِيَةُ الناسِ: رُذالُهم.
} وتَحَشَّى فِي بَني فلانٍ: إِذا اضْطَمُّوا عَلَيْهِ وآوَوْهُ.
{وحَشَّى الرَّجُل} تَحْشِيَةً: كَتَبَ على {حاشِيَةِ الكِتابِ، عاميَّة، ثمَّ سُمِّي مَا كَتَبَ حاشِيَة مَجازاً.
وعَيْشٌ رَقيقُ الحَواشِي: ناعِمٌ فِي دَعَةٍ.
ورجلٌ رَقيقُ الحَواشِي: لَطِيفُ الصُّحْبةِ.
وقالَ اللحْيانيُّ: يقالُ شَتَمْتُهم فَمَا} حَشَيْتُ مِنْهُم أَحَداً، أَي مَا قُلْتَ حشى لفلانٍ. قالَ ابنُ الأنْبارِي: ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ حشَى لفلانٍ فيُسْقِط الأَلِف؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
حَشى رَهْطِ النبيِّ فإنَّ منهمْ
بحُوراً لَا تُكَدِّرُها الدِّلاءُوتَحَشَّى مِن الحاشِيَةِ، كتَنَحَّى من الناحِيَةِ.
وتقولُ: {انحْشَى صَوْتٌ فِي صوتٍ وحَرْفٌ فِي حَرْفٍ؛ نَقَلَه الأزهرِيُّ.
وحاشى: نَبْتٌ.

الرّبا

الرّبا:
[في الانكليزية] Excess ،surplus ،usury
[ في الفرنسية] Excedent ،usure
بالكسر والقصر اسم من الــرّبو بالفتح والسكون، كما قال ابن الأثير، فلامه واو.
ولذا قيل في النسبة ربوي ويكتب بالألف كالعصا والياء كالدّجى والواو كالصلاة كما في التهذيب، لكنّ الياء كوفية. وفي الكافي إنّه قد يكتب بالواو، وهذا أقبح من كتابة لفظ الصلاة لأنّها في الطرف متعرّضة للوقف. وأقبح منهم أنّهم زادوا بعد الواو ألفا تشبيها بواو الجمع، وخطّ القرآن لا يقاس عليه، فالأول أوجه. وهو لغة الفضل، وشرعا مشترك بين معان. الأوّل كلّ بيع فاسد. والثاني عقد فيه فضل والقبض فيه مفيد للملك الفاسد. والثالث فضل شرعيّ خال عن عوض شرط لأحد المتعاقدين في عقد المعاوضة. والفضل الشّرعي هو فضل الحلول على الأجل والعين على الدّين كما في ربا النّسا، أو أفضل أحد المتجانسين على الآخر بمعيار شرعي، أي الكيل والوزن كما في ربا النّقدين. وهذا للاحتراز عن بيع ثوب ببرّ نسيئة، وبيع كرّ بر وشعير بكري بروشعير وحفنته بحفنتين وذراع من الثوب بذراعين نقدا، فإنّ الفضل فيهما لم يعتبر شرعا. وقولنا خال عن عوض للاحتراز عن نحو بيع كري بر بكر بر وفلس.
وقولنا شرط لأحد المتعاقدين للاحتراز عمّا إذا شرط لغيرهما. وقولنا في عقد المعاوضة للاحتراز عن الهبة بعوض زائد بعد العقد، ويدخل فيه ما إذا شرط فيه من الانتفاع بالرّهن كالاستخدام والرّكوب والزّراعة واللّبس وشرب اللّبن وأكل الثّمر، فإنّ الكلّ ربا حرام، كذا في جامع الرموز. وفي البحر الرائق شرح كنز الدقائق: الرّبا شرعا فضل مالي بلا عوض في معاوضة مال بمال شرط لأحد المتعاقدين. وفي البناية: قال علماؤنا هو بيع فيه فضل مستحقّ لأحد المتعاقدين خال عمّا يقابله من عوض شرط في هذا العقد. وعلى هذا سائر أنواع البيوع الفاسدة من قبيل الرّبا. وفي جمع العلوم: الرّبا شرعا عبارة عن عقد فاسد وإن لم تكن فيه زيادة لأنّ بيع الدّرهم بالدّرهم نسيئة ربّا وإن لم تتحقق فيه زيادة انتهى. ولا يرد على المصنّف ما في جمع العلوم من ربا النّسيئة لأنّ فيه فضلا حكميا، والفضل في عبارته أعمّ منه ومن الحقيقي، انتهى كلامه.

ربد

ربد: في المعجم اللاتيني - العربي: ( conatus) nisus: معْزَمٌ مُربدٌ. ولا أدري كيف أن هذه الكلمة أصبحت تدل على معنى الجهد والكدّ.
(ر ب د) : (الْمِرْبَدُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ الْإِبِلُ وَغَيْرُهَا (وَالْجَرِينُ) أَعْنِي مَوْضِعَ التَّمْرِ يُسَمَّى مِرْبَدًا أَيْضًا.
(ربد)
بِالْمَكَانِ ربدا وربودا أَقَامَ وَفُلَانًا ربدا حَبسه وَالتَّمْر خزنه فِي المربد

(ربد) ربدة اخْتَلَط سوَاده بكدره فَهُوَ أَرْبَد وَهِي ربداء (ج) ربد
(ربد) - في حَديث صَالِح بن عَبْدِ الله بن الزُّبَيْر: "أنَّه كان يَعْمَل رَبَدًا بمكَّة"
الرَّبَد: الطِّينُ، أي بِنَاءٌ من طِينِ، والرَّبَّادُ: الطَّيَّانِ بِلُغَة أهلِ اليَمَنِ.
وقيل: بالزَّاىِ والنُّونِ، وهو بالرَّاء والبَاءِ، من الرَّبَدِ، وهو الحَبْس, لأنه يَحبِس المَاءَ.

ربد


رَبَدَ(n. ac. رُبُوْــد)
a. [Bi], Remained, stayed in (place).
b.(n. ac. رَبْد), Tied, fastened, bound.
تَرَبَّدَa. Became cloudy, overcast (sky); was
gloomy, austere, severe.
إِرْبَدَّa. Was ash-colour, dustcolour.

رَبْدa. see 3t
. —
رُبْدَة
3t
رَبَد
Ash colour, ashen hue.
أَرْبَدُ
(pl.
رُبْد)
a. Ashen.

مِرْبَد
(pl.
مَرَاْبِدُ)
a. Place of confinement, prison.
b. Enclosure.
c. Open space in which dates are dried.

رَاْبِدa. Hoarder, treasurer.

رَبِيْدa. Preserved dates.
ر ب د : الرُّبْدَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ لَوْنٌ يَخْتَلِطُ سَوَادُهُ بِكُدْرَةٍ وَشَاةٌ رَبْدَاءُ وَهِيَ السَّوْدَاءُ الْمُنَقَّطَةُ بِحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ وَرَبَدَ بِالْمَكَانِ رَبْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَقَامَ وَرَبَدْتُهُ رَبْدًا أَيْضًا حَبَسْتُهُ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الْمِرْبَدِ وِزَانِ مِقْوَدٍ وَهُوَ مَوْقِفُ الْإِبِلِ وَمِرْبَدُ النَّعَمِ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مِيلٍ وَالْمِرْبَدُ أَيْضًا مَوْضِعُ التَّمْرِ وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا مِسْطَحٌ. 
ربد وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام [قَالَ -] اللَّهُمَّ اسقنا فَقَامَ أَبُو لبَابَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن التَّمْر فِي المرابد فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اسقنا حَتَّى يقوم أَبُو لبَابَة عُريانا يسدّ ثَعْلَب مربده بِإِزَارِهِ أَو بردائه قَالَ: فمُطِرنا حَتَّى قَامَ أَبُو لبَابَة وَنزع إزَاره فَجعل يسد ثَعْلَب مربده بِإِزَارِهِ. 81 / الف

ثَعْلَب قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: المربد هُوَ الَّذِي / يَجْعَل فِيهِ التَّمْر عِنْد الْجذاذ قبل أَن يدْخل إِلَى الْمَدِينَة وَيصير فِي الأوعية. و
ر ب د

نعامة ربداء ونعام ربد وظليم أربد ونمر أربد. وفيه ربدة وهي نحو الرمدة وهي لون الرماد. وتربّدت السماء، والسماء متربدة: متغيمة. وربدت الشاة: أضرعت فرؤيَ في ضرعها لمع سواد. وقد تربد ضرعها. قال:

إذا والد منها تربّد ضرعها ... جعلت لها السكين إحدى القلائد

أراد ذات ولد هو في بطنها. وتربد وجهه من الغضب. واربدّ وارمدّ. وأبيض في متنه ربد وهي فرنده. وربدت الإبل: ربطتها، والإبل في المربد وهو الموضع الذي تربد فيه، جعل حابساً حيث بني على مفعل. وقيل: مربد البصرة، ومربد المدينة وهو متسع كانت الإبل تربد فيه للبيع وهو مجتمع العرب ومتحدّثهم. والتمر في المربد وهو البيدر لأن التعمر يربد فيه فيشمس. يقال: ربدت تمرك بداً حسناً.

ومن المجاز: داهية ربداء: منكرة. وعام أربد: مقحط. قال الركّاض:

إني إذا ما كان عام أربد ... وابتعد السعر وخف المرفد

عندي مواساة لها لا تنفد

أي للفرس. والمرفد القدح الكبير.
ربد
الرُبْدَةُ في لَوْنِ النعَامِ: قِطْعَةٌ كَدْرَاءُ وأخْرى سَوْدَاءُ. ورُبَدُ السَيْفِ: فِرِنْدُه.
والأرْبَدُ: ضَرْب من الحَياتِ خَبِيْثُ. وإذا غَضِبَ الإنسانُ: تَرَبدَ وَجْهُه؛ وهو أرْبَدُ. وارْبَدَّ أيضاً. وإذا أضْرَعَتِ الشّاةُ قيل: رَبَدَتْ. وتَرَبَدَ ضَرْعُها: إذا تَلَمَّعَ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ خَفِي. والأرْبَدُ: من صِفَاتِ النمِرِ.
والعَنْزُ تُدْعى: رِبْدَةَ. وتُدْعى للحَلَبِ فَيُقَال: رِبْدَهْ رِبْدَه. وداهِيَةٌ رَبْدَاءُ: مُنْكَرَةٌ. وعام أرْبَدُ. والمِرْبَدُ: مُتسَع بالبَصْرَةِ؛ وكذلك بالمَدِيْنَةِ. ومِرْبَدُ الخَيْلِ والإبل: مَحْبِسُها، يُقال: رَبَدَهُ، أي حَبَسَه.
والذي يَجْعَلُ فيه الجَدّادُ التَمْرَ؛ وهو مُتسَعٌ من الأرْضِ بمنزلةِ البَيْدَرِ. وشِبْهُ حُجْرَةٍ في كُل دارٍ مما يَلي المَرَافِقَ. وخَشَبَةٌ تُجْعَلُ على بابِ الحَظِيْرَةِ. ويُقال: رَبَدَ تَمْرَه يَرْبُدُه: أي شَمَّسَه ويَبسَه. ورَبَدَ بالمَكَانِ: أقامَ به؛ رُبُوْــداً، فهو رابِدٌ.
ربد وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن مَسْجده كَانَ مِربدا ليتيمين فِي حَجْر مُعَاذِ بْن عفراء - معاذٍ ومعوَّذٍ وعوفٍ بَنو عفراء - فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمَا معوذ [بْن -] عفراء فَجعله للْمُسلمين فناه رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم مَسْجِدا. قَالَ الْأَصْمَعِي: المربد كل شَيْء حُبست بِهِ الْإِبِل / وَلِهَذَا قيل: مربد النعم 29 / الف الَّذِي بِالْمَدِينَةِ. وَبِه سمي مربد الْبَصْرَة إِنَّمَا كَانَ مَوضِع سوق الْإِبِل وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من غير هَذِه الْمَوَاضِع أَيْضا إِنَّه إِذا حُبست بِهِ الْإِبِل فَهُوَ مِربد وأنشدنا الْأَصْمَعِي: [الطَّوِيل]

عَواصِيَ إِلَّا مَا جَعَلتُ وَرَاءَهَا ... عَصا مِربدٍ تغشى نحورًا واذرُعَا

يَعْنِي بالمربد هَهُنَا عَصا جعلهَا مُعْتَرضَة على الْبَاب تمنع الْإِبِل من الْخُرُوج سَمَّاهَا مربدًا لهَذَا والمربد أَيْضا مَوَاضِع التَّمْر مثل الجرين والبَيْدَر للحنطة والمربد بلغَة أهل الْحجاز والجرين لَهُم أَيْضا والأندر لأهل الشَّام والبيدر لأهل الْعرَاق. 
[ربد] فيه: أن مسجده كان "مربدا" ليتيمين، هو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، وبه سمي مربد المدينة والبصرة، وهو بكسر ميم وفتح باء من ربد بالمكان إذا أقام فيه وربده إذا حبسه، والمربد أيضًا موضع يجعل فيه التمر لينشف. ومنه: حتى يقوم أبو لبابة يسد ثعلب "مربده" بازاره، يعني موضع تمره. وفيه: يعمل "ربدا" بمكة، هو بفتح باء الطين، والرباد الطيان أي بناء من طين كالسكر، ويجوز كونه من الربد الحبس لأنه يحبس الماء، ويروى بالزاي ويجيء. وفيه: إذا نزل عليه الوحي "اربد" وجهه أي تغير إلى الغبرة، وقيل الربدة لون بين السواد والغبرة. ومنه: أي قلب أشربها- أي الفتنة - صار "مربدا" وروى "مربادا" يريد اربداده معنى لا صورة فإن لون القلب إلى السواد ما هو. ومنه: قام من عند عمر "مربد" الوجه. ك: فحضرت العصر "بمربد" النعم فصلى، أي بالتيمم لما في الأخرى وهو بالكسر عند الجمهور وبفتح عند بعض وبمهملة في أخره على ميلين من المدينة. ن: كرب لذلك و"تربد" وجهه، أي علته غبرة وصار كلون الرماد، وروى: وهو محمار الوجه، فلعل حمرته كدرة، أو أنه في أوله تربد ثم تحمر أو بالعكس. وفيه: أسود "مربادا" بوزن محمار، وروى: مربئدا، بهمزة مكسورة بعد باء على لغة من فر من الساكنين، وتفسيره بشدة البياض في سواد تصحيف، وصوابه شبه البياض في سواد. ط: كالرماد وهو أنكر أنواع السواد بخلاف ما يشوبه صفاء وطراوة.
ربد جخا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث حُذَيْفَة تُعرض الْفِتَن على الْقُلُوب عَرْض الْحَصِير فَأَي قلب أشربها نكتت فِيهِ نُكْتَة سَوْدَاء وَأي قلب أنكرها نكتت فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاء حَتَّى تكون الْقُلُوب على قلبين: قلب أَبيض مثل الصفاء لَا تضره فتْنَة مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض وقلب أسود مُرْبَدّ كالكوز مُجَخِّيا وأمال كَفه لَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا. قَالَ أَبُو عَمْرو وَأَبُو زِيَاد الْكلابِي وَغَيرهمَا: قَوْله: مُرْبَدّ هُوَ لون بَين السوَاد والغبرة وَهُوَ لون النعام وَمِنْه قيل للنعام: رُبْدٌ فَقَالُوا: مربدّ مثل: محمرّ ومصفرّ ومبيضّ وَقَالُوا للْجَمِيع: رُبد مثل مَا قَالُوا: صُفَر وخُضْر. وَأما قَوْله: كالكوز مُجَخِّيا فَإِن المُجَخَّي المائل قَالَ أَبُو زِيَاد: يُقَال مِنْهُ [قد -] جَخّى الليلُ إِذا مَال ليذْهب. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ مَعَ مليه إِلَّا أَن يكون منخرق الْأَسْفَل فَشبه بِهِ الْقلب الَّذِي لَا يَعي خيرا كَمَا لَا يثبت المَاء فِي الْكوز المنخرق وَكَذَلِكَ يرْوى فِي التَّفْسِير فِي قَوْله تَعَالَى {وافْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ} قَالَ: لَا تعي شَيْئا وَقَالَ الشَّاعِر فِي المجخي: [الطَّوِيل]

كفى سَواةُ أَن لَا تزَال مُجَخِّيا
[ربد] رَبَدَ بالمكان رُبُوداً: أقام به. وقال ابن الأعرابيّ: رَبَدَهُ: حَبَسَهُ. والمِرْبَدُ: الموضِعُ الذي تُحْبَسُ فيه الإبلُ وغيرُها، ومنه سُمِّي مِرْبَدُ البَصْرَة. قال سُوَيْدُ بن أبي كاهل: عَواصيَ إلاّ ما جَعَلْتُ وَراَءها * عَصا مِرْبَدٍ تَغْشى نحورا وأذرعا - وأما قول الفرزدق: عشية سال المربدان كلاهما * عجاجة موت بالسيوف الصوارم - فإنما عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التى تليها من ناحية بنى تميم، جعلهما المربدين، كما يقال: الاحوصان، وهما الاحوص وعوف ابن الاحوص. وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفَّف فيه التمر: مِرْبداً، وهو المِسْطَحُ، والجَرينُ في لغة أهل نَجْدٍ. ويقال: تَمْرٌ رَبيدٌ للذي نُضِّدَ في حُبٍّ ونُضِح عليه الماء. والرُبدَةُ: لَوْنٌ إلى الغُبْرَة، ومنه ظَليم أَرْبَدُ، وقد ارْبدّ ارْبِداداً. ونعامة رَبداءُ، والجمع رُبْدٌ. وداهِيَةٌ رَبداءُ: أي منكرة. وعنز ربداء، وهى السواداء المنقَّطة بحُمْرة، وهي من شِياتِ المعز خاصة. وأربد بن ربيعة: أخو لبيد الشاعر. وتر بدت السماء: أي تَغَيَّمَتْ. وتَرَبَّدَ وَجْهُ فلانٍ، أي تَغَيَّرَ من الغضب. وتَرَبَّدَ الرجلُ: تَعَبَّسَ. والرُبَدُ: الفِرِنْدُ. سَيْفٌ ذو رُبَدٍ: إذا كُنْتَ ترى فيه شبه غبار أومدب نمل. قال الشاعر صخر الغى: وصارم أُخلِصَتْ عَقيقَتُهُ * أَبْيَضَ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبدُ - ورَبَّدَتِ الشاةُ لغة في رَمَّدَتْ، وذلك إذا أَضْرَعَتْ، فترى في ضَرْعها لُمَعَ سواد وبياض.
[ر ب د] الرُّبْدَةُ: الغُبْرَةُ، وقيلَ: لَوْنٌ إلى الغُبْرَةِ، وقِيلَ: الرُّبْدَةُ والرَّبَدُ في النَّعامِ: سَوادٌ مُخْتَلِطٌ، وقِيلَ: هو أَنْ يَكُونُ لَوْنُها كُلُّه سَواداً، عن اللِّحْيانِيِّ. ظَلِيمٌ أَرْبَدُ، ونَعامَةٌ رَبْداءٌ. وقال اللِّحْيانِيُّ: الرَّبداءُ: السَّوْداءُ، وقالَ مَرَّةً: هي الّتِي في سَوادِها نُقَطٌ بِيضٌ أو حُْمرٌ. وقد أرْبَدَّ. ورَبَّدَتِ الشّاةُ: أضْرَعَتْ فلَمَعَ ضَرْعُها بسَوادٍ. وتَرَبَّدَ ضَرْعُها. وشاةٌ رَبْداءُ: مُنٌ طَّقَةُ بحُمْرَةٍ وبَياضٍ أو سَوادٍ. وارْبَدً وَجْهَه، وتَرَبَّدَ: احْمَرًّ حُمْرَةً فيها سَوادٌ عند الغَضَبِ. والرُّبْدَةُ: غُبْرَةٌ في الشَّفَةِ، يُقالُ: امْرَأَةٌ رَبْداءُ ورَجُلٌ أَرْبَدُ. وتَربَّدَت السَّماءُ: تَغَّنمَتْ. والأَرْبَدُ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ يَعَضُّ فيَتَرَيَّدُ منها الوَجْهُ. وجاءُ بأُمُورٍ رُبْدٍ: أي دَواهٍ سُودٍ. ورَبَدَ بالمَكانَ: أَقامَ. ورَبَدَهُ رُبْداً: حَبَسَه. وَرَبدَ الإِبلَ يَرْبُدُها رَبْداً: حَبَسَها. والمِرْبَدُ: مَحْبِسُها. وقِيلَ: هي خَشَبَةٌ أو عَصًا تَعْتَرِضُ صُدُورِ الإِبِلِ فَتْمنَعُها عن الخُرُوجِ، قال:

(عَواصِيَ إِلا ما جَعَلْتَ وراءها ... عَصَى مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُوراً وأَذْرُعَا)

ومِرْبدُ البَصْرَةِ من ذلك، سُمِّيَ لأَنَّهمُ كانُوا يَحْبِسُونَ فيهِ الإِبِلَ، وقولُ الفَرَزْدَقٍ: (عَشِيَّةَ سالَ المِرْبَِدَانِ كِلاهُما ... سَحابَةَ يَوْمِ بالسُّيُوفِ الصَّوارِم)

فإنّما ثَنَّاهُ مَجازاً لما يَتَّصلُ بهِ من مُجاوِرِه، ثم إِنّه مَعَ ذلك أَكَّدَه. وإِنْ كانَ مَجازاً، وقد يَجُوزُ أن يَكُونَِ سَمَّى كُلَّ واحِدٍ من جانِبَيْهِ مِرْبَداً. والمِرْبَدُ: فَضاءٌُ وَراءَ البَيُوتِ يُرْتَفَقُ به. والمِرْبَدُ كالحُجرَةِ في الدّارِ. ومِرْبَدُ التَّمْرِ: جَرِينُه الذّيِ يُوضَعُ فيهِ بعدَ الجِدادِ لَيْيبِسَ. قالَ سِيبَويْهِ: هو اسمٌ كالمَطْبَخِ، وإنّما مَثًّلَه به لأَنّ الطَّبْخَ تَيْبِيسٌ. وتَمْرٌ رَبِيدٌ: نَضِدَ في الجِرار، ثم نُضِحَ بالماءِ. ورُبَدُ السَّيْفِ: فِرِنْدُه، هُذَلَيةٌ، قالَ صَخْرُ الغَيِّ:

(أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ ... )

وأَرْبَدَ الرَّجُلُ: أَفْسَدَ مالَهُ ومَتاعَهُ. وأَرْبَدُ: اسمُ رَجُلٍ. والرَّيْبُدانُ: نَبْتٌ.
ربد
ربَدَ/ ربَدَ بـ يَربُد، رَبْدًا ورُبُودًا، فهو رابد، والمفعول مَــرْبود
• ربَد التَّمرَ: خزَنه في المِربَد، وهو مكان تجفيف التّمر.
• ربَد بالمكان: أقام فيه "ربَد في قريته عشْر سنين لم يبرحها". 

ربِدَ يَربَد، رُبْدَةً، فهو أربدُ
• ربِد الشَّيءُ:
1 - اختلط لونُه بكُدْرَة فصار كلون الرماد.
2 - اختلط سوادُه بنقط حمراء وبيضاء "ربِد اللّيلُ بهبوب ريح حملت معها الغبارَ". 

ارْبادَّ يَرْبادّ، اربادِدْ/ اربادَّ، اربيدادًا، فهو مُربادّ
• اربادَّ الشَّيءُ: اربَدَّ؛ تغيّر لونُه شيئًا فشيئًا "أخذ وجهُ المجرم يربادُّ والمحقّقُ يحكي وقائع جريمته". 

اربَدَّ من يربدّ، اربدِدْ/ اربَدَّ، اربِدادًا، فهو مُربَدّ، والمفعول مُرْبَدٌّ منه
• اربدَّ وجهُه من الغَضَب: ارْبادَّ؛ تغيَّر لونُه "اربدَّتِ السماءُ: امتلأت بالغيوم". 

تربَّدَ/ تربَّدَ من يتربَّد، تربُّدًا، فهو مُتربِّد، والمفعول مُتَرَبَّد منه
• تربَّدتِ السَّماءُ: امتلأت بالغيوم.
• تربَّد وجهُه من الغضب: اربدَّ؛ تغيَّر لونُه. 

أرْبَدُ [مفرد]: ج رُبْد، مؤ رَبْداءُ، ج مؤ رَبْداوات ورُبْد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ربِدَ: ما أو مَنْ اختلط لونه بكُدْرة "وجهٌ أربدُ" ° داهيةٌ ربداءُ: منكرة- عام أَرْبَدُ: مُقْحِط.
2 - ما اختلط سوادُه بنقط حمراء وبيضاء "شاة رَبْداءُ".
• الأربدُ: الأسد. 

رَبْد [مفرد]: مصدر ربَدَ/ ربَدَ بـ. 

رُبْدة [مفرد]: مصدر ربِدَ. 

رُبُود [مفرد]: مصدر ربَدَ/ ربَدَ بـ. 

مِرْبَد [مفرد]: ج مرابدُ:
1 - اسم مكان من ربَدَ/ ربَدَ بـ.
2 - موقف الإبل ومحبسها.
• سوق المِرْبد: (دب) مكان كان يجتمع فيه الشّعراء بالبصرة. 

ربد

1 رَبَدَ, (S, M, Msb, K,) aor. ـُ (S, L,) or ـِ (Msb,) inf. n. رُبُودٌ, (S, L, K,) or رَبْدٌ, (Msb,) He remained, stayed, dwelt, or abode, (S, M, L, Msb, K,) بِمَكَانٍ in a place. (S, M, L, Msb.) A2: رَبَدَ, (IAar, S, M, Msb, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. رَبْدٌ, (T, M, Msb,) He confined; kept close, or within certain limits; or shut up; (IAar, T, S, M, Msb, K;) him, or it; (IAar, S, M, Msb;) or camels [&c.]. (M.) b2: He tied camels. (A, TA.) b3: Also, (TA,) or ↓ ربّد, (so accord. to the TT, as from the T,) [or ربد التَّمْرَ,] He stowed, or packed, dates, or the dates, in رَبَائِد, i. e. oblong pieces of matting [of woven palm-leaves]. (AA, T, TA.) [From what here follows, and from the usage of the part. n. رَابِدٌ (q. v.), it appears that the former verb is correct; but the latter may be so too, or may have an intensive signification.] You say also, رَبَدْتُ تَمْرَكَ رَبْدًا حَسَنًا I stowed thy dates in the مِرْبَد in a good manner. (A.) 2 رَبَّدَ see 1.

A2: رَبَّدَتْ, said of a ewe or she-goat, She secreted milk in her udder a little before her bringing forth (أَضْرَعَتْ), and her udder exhibited patches, or shining hues, of black (S, M, A) and white: (S:) or her udder exhibited patches, or shining hues, of faint blackness and whiteness: (T:) a dial. var. of رَمَّدَتْ [q. v.]. (S.) 4 اربد He (a man) marred, or wasted, or ruined, his property, and his goods. (M, TA. [See also ارمد.]) 5 تربّد It (the udder of a ewe or goat) exhibited patches, or shining hues, of black (M, A, L) and white, (L,) or of faint blackness and whiteness. (T.) He, or it, was, or became, marked, in oblong shapes, (كَانَ مُوَلَّعًا,) with black and white; (TA;) and so ↓ اربدّ and ↓ اربادّ: (K, TA:) or all three signify it became of a red hue in which was blackness; (M and L and TA in explanation of the first and second, and TA in explanation of the third also;) said of a man's face, on an occasion of anger: (M, L:) or, said of a man's face, (S, TA,) تربّد signifies it became altered, (S, K, TA,) by reason of anger; (S;) and so ↓ اربدّ and ارمدّ: (As, T:) or it became like the colour of ashes; as also ارمدّ: (TA:) or was as though parts of it became black, on an occasion of anger: (T, TA:) and ↓ اربدّ, said, in a trad., of the Prophet's face when revelations came down to him, it became altered to a dusty hue: (TA:) and تربّد said of a man's colour, it assumed various hues; appearing at one time red, and another time yellow, and another time أَخْضَر [here meaning a dark, or an ashy, dustcolour], by reason of anger. (ISh, TA.) b2: Also He (a man, S) looked sternly, austerely, or morosely. (S, K.) b3: And تربّدت السِّمَآءُ The sky became clouded. (S, M, A, K.) 9 اربدّ, (S, M, K,) or اربدّ لَوْنُهُ, (T,) He (an ostrich, S, M) was, or became, of the colour termed رُبْدَةٌ; (S, M, K;) as also ↓ اربادّ. (K.) b2: See also 5, in three places.11 إِرْبَاْدَّ see what next precedes: b2: and see also 5.

رَبْدٌ or رَبَدٌ: see رُبْدَةٌ.

رُبَدٌ [app. pl. of رُبْدَةٌ] The diversified wavy marks, streaks, or grain, (فِرِنْد,) of a sword: (S, M, A, K:) of the dial, of Hudheyl. (M.) You say سَيْفٌ ذُو رُبَدٍ A sword [having such marks;] خَشِيبَةٌ in which one sees what resembles dust, or the tracks of ants. (S, L.) [See an ex. in a verse of Sakhr, cited voce رُبْدَةٌ.]

وُرْقَةٌ A colour like رُمْدَةٌ, inclining to blackness; as also رُمْدَةٌ: (T:) or dust-colour: (M:) or a colour inclining to that of dust: (S, K:) or a colour between blackness and dust-colour: (AO, TA:) or ash-colour; like رُمْدَةٌ: (A:) or blackness mixed with dinginess, or duskiness: (Msb:) or, in the ostrich, (M, L,) as also ↓ رَبَدٌ, (M,) or ↓ رَبْدٌ, (L,) a mixed black colour: or, accord. to Lh, entire blackness. (M, L.) Also Dust-colour in the lip. (M, L.) [See also أَرْبَدُ.]

رَبِيدٌ Dates (تَمْرٌ) laid one upon another (S, M, K) in an earthen pot, (S,) or in jars, (M,) and then sprinkled with water. (S, M, K.) [See also رَبِيطٌ.]

رَبِيدَةٌ The [kind of repository termed] قِمَطْر [q. v.] of the [records termed] مَحَاضِر, (K, TA,) i.e. سِجِلَّات. (TA.) b2: See also رَبَائِدُ.

رُبَيْدَانٌ A certain plant. (M, L.) رَبَائِدُ [a pl. of which the sing. (probably ↓ رَبِيدَةٌ) is not indicated] Oblong pieces of matting [of woven palm-leaves], in which dates are stowed, or packed. (AA, T.) رَابِدٌ One who reposits, stows, lays up, keeps, preserves, or guards, property &c.; a treasurer: (IAar, T, K:) fem. with ة. (IAar, T.) أَرْبَدُ, and its fem. رَبْدَآءُ, applied to an ostrich, Of the colour termed رُبْدَةٌ; (S, M, A;) and so the former applied to dates (تَمْرٌ): (A:) accord. to Lh, (M,) the latter, applied to an ostrich, (T, M,) as also رَمْدَآءُ, (T,) signifies black; (T, M;) entirely: (M:) or, (T, M,) as he says in one place, (M,) having, in its blackness, specks of white or red: (T, M:) pl. رُبْدٌ. (S.) Hence أَرْبَدُ meaning A male ostrich. (T, L.) Also the fem., applied to a ewe (Msb, TA) or she-goat, (T, S, K,) to the latter specially, (S,) Speckled, and marked in the place of the girdle with red: (T, L:) or speckled with red and white or black: (L, TA:) or black, speckled with red (S, Msb, K) and white. (Msb.) b2: Also A man, and a woman, having a dusty hue in the lips. (M, L.) b3: الأَرْبَدُ also signifies A species of serpent, (T, M, K, * TA,) of a foul, malignant, or noxious, nature, (T, K,) that bites so that the face in consequence alters to an ashy hue or the like (يَتَرَبَّدُ), (M, [but this addition in the M seems to be founded upon a mistranscription in a passage in the T immediately following, but not relating to, what is said of this serpent,]) or that bites camels. (TA.) b4: And The lion; as also ↓ المُتَرَبِّدُ. (K.) b5: [Hence also,] دَاهِيَةٌ رَبْدَآءُ (tropical:) An abominable calamity. (S, A, K. *) And أُمُورٌ رُبْدٌ (assumed tropical:) Black calamities. (M.) b6: And عَامٌ أَرْبَدُ (tropical:) A year of drought. (A.) مِرْبَدٌ, a subst. like مِطْبَخٌ [q v.], (Sb, M,) from the trans. v. رَبَدَ, (Msb, TA,) [properly A thing with which one confines, &c.: and hence,] a place of confinement: (K:) [pl. مَرَابِدُ. And particularly] Anything with which camels are confined; (As, T;) and also sheep or goats: (TA:) a place in which camels (T, S, M, A, Mgh, Msb) and other animals (S, Mgh) are confined (T, S, M, A, * Mgh) or stationed. (Msb.) In the phrase عَصَا مِرْبَدٍ, used by a poet, the latter word is said to signify A piece of wood, or a staff, that is put across the breasts of camels to prevent them from going forth: (M:) or, accord. to As, by that word is meant a staff put across at the entrance [of an enclosure] to prevent the camels from going forth; wherefore it is thus called: but others disapprove of this; and say that the poet means [by the phrase] a staff put across at the entrance of the مِرْبَد; not that the staff is a مِرْبَد. (T.) b2: Also The place of dates, (T, S, A, Mgh, Msb,) in which they are put to dry (S, A) in the sun; (A;) in the dial. of El-Medeeneh; (S;) i. q. مِسْطَحٌ (S, Msb) in the dial. of El-Yemen, (TA in art. سطح,) and جَرِينٌ (T, S, Mgh, K) in the dial. of Nejd: (S:) or مِرْبَدُ التَّمْرِ signifies the جَرِين of dates, [i. e. the place] in which they are put, after the cutting, in order that they may dry: (M:) accord. to A 'Obeyd, مِرْبَدٌ and جَرِينٌ in this sense are both of the dial. of El-Hijáz, and أَنْدَرٌ of that of Syria, and بَيْدَرٌ of El-' Irák. (T.) b3: Also A court, or yard, or spacious place, behind houses, of which use is made. (M.) b4: And The like of a حُجْرَة [i. e. a chamber, or an upper chamber,] in a house. (M.) مُرْبَدٌّ Marked, in oblong shapes, (مُوَلَّعٌ,) with black and white. (Aboo-' Adnán, K.) [See also its verb, 9.]

المُتَرَبِّدُ: see أَرْبَدُ.

ربد: الرُّبْدَةُ: الغُبرة؛ وقيل: لون إِلى الغبرة، وقيل: الرُّبْدَةُ

والرُّبْدُ في النعام سواد مختلط، وقيل هو أَن يكون لونها كله سواداً؛ عن

اللحياني، ظليم أَرْبَدُ ونعامة ربداءُ ورَمْداءُ: لونها كلون الرماد

والجمع رُبْدٌ؛ وقال اللحياني: الرَّبداءُ السوداء؛ وقال مرة: هي التي في

سوادها نقط بيض أَو حمر؛ وقد ارْبَدَّ ارْبِداداً.

ورَبَّدَتِ الشاة ورَمَّدَت وذلك إِذا أَضرعت فترى في ضرعها لُمَعَ

سوادٍ وبياض، وترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَيت فيه لُمَعاً من سواد ببياض

خفي.والرَّبْداءُ من المعزى: السوادءُ المنقطة بحمرة وهي المنقطة الموسومة

موضعَ النِّطاق منها بحمرة، وهي من شِيَاتِ المعز خاصة، وشاة ربداء: منقطة

بحمرة وبياض أَو سواد.

وارْبَدَّ وجهه وتَرَبَّدَ: احمرَّ حمرة فيها سواد عند الغضب،

والرُّبْدَةُ: غُبرة في الشفة؛ يقال: امرأَة رَبْداءُ ورجل أَرْبَدُ، ويقال

للظليم:الأَرْيَدُ للونه.

والرُّبْدَةُ والرُّمْدَة: شبه الورقة تضرب إِلى السواد، وفي حديث حذيفة

حين ذكر الفتنة: أَيُّ قلب أُشرِبَها صار مُرْبَدّاً، وفي رواية:

مُرْبادّاً، هما من ارْبَدَّ وارْبادَّ وتَرَبَّد؛ ارْبِدادُ القلب من حيث

المعنى لا الصورة، فإِن لون القلب إِلى السواد ما هو، قال أَبو عبيدة:

الرُّبْدَةُ لَون بين السواد والغبرة، ومنه قيل للنعام: رِبْدٌ جمع رَبْداءَ.

وقال أَبو عدنان: المُرَبَّد المُوَلَّع بسواد وبياض، وقال ابن شميل: لما

رآني تَرَبَّد لونه، وتربُّده: تلونه، تراه أَحمر مرة ومرة أَخضر ومرة

أَصفر، ويَترَبَّد لونه من الغضب أَي يتلوّن، والضرع يتربد لونه إِذا صار

فيه لُمَعٌ؛ وأَنشد الليث في تَرَبَّدَ الضرع:

إِذا والد منها تَرَبَّد ضَرعُها،

جعلتُ لها السكينَ إِحدى القلائد

وتَرَبَّد وجهه أَي تغير من الغضب، وقيل: صار كلون الرماد، ويقال

ارْبَدَّ لونه كما يقال احمرَّ واحمارّ، وإِذا غضب الإِنسان تَرَبَّد وجهه

كأَنه يسودّ منه مواضع، وارْبَدَّ وجهه وارْمَدَّ إِذا تغير، وداهية رَبْداءُ

أَي منكرة، وتَرَبَّد الرجل: تَعَبَّس، وفي الحديث: كان إِذا نزل عليه

الوحي ارْبَدَّ وجهه أَي تغير إِلى الغُبرة؛ وقيل: الرُّبْدة لون من

السواد والغبرة، وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قام من عند عمر مُرْبَدَّ الوجه

في كلام أُسمعه، وترَبَّدت السماءُ: تغيمت.

والأَرْبَدُ: ضرب من الحيات خبيث، وقيل: ضرب من الحيات يَعَضُّ الإِبل.

وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً: حبسها، والمِرْبَدُ: مَحْبِسُها،

وقيل: هي خشبة أَو عصا تعترض صدور الإِبل فتمنعها عن الخروج؛ قال:

عواصِيَ إِلاَّ ما جعلْتُ وراءَها

عَصَا مِرْبَدٍ، تَغْشَى نُحوراً وأَذْرُعا

قيل: يعني بالمريد ههنا عصا جعلها معترضة على الباب تمنع الإِبل من

الخروج، سماها مربداً لهذا؛ قال أَبو منصور: وقد أَنكر غيره ما قال، وقال:

أَراد عصا معترضة على باب المربد فأَضاف العصا المعترضة إِلى المربد ليس

أَن العصا مربد.

وقال غيره: الرَّبْد الحبس، والرابد: الخازن، والرابدة: الخازنة،

والمِربد: الموضع الذي تحبس فيه الإِبل وغيرها.

وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير: أَنه كان يعمل رَبَداً بمكة.

الربد، بفتح الباء: الطين، والرَّبَّادُ: الطيَّان أَي بناءٌ من طين

كالسِّكْر، قال: ويجوز أَن يكون من الرَّبْد الحبس لأَنه يحبس الماءَ ويروى

بالزاي والنون، وسيأْتي ذكره؛ ومِرْبَد البصرة: مِن ذلك سمي لأَنهم كانوا

يحبسون فيه الإِبل؛ وقول الفرزدق:

عَشِيَّةَ سال المِرْبَدان، كلاهما،

عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصوارم

فإِنما سماه مجازاً لما يتصل به من مجاوره، ثم إِنه مع ذلك أَكده وإِن

كان مجازاً، وقد يجوز أَن يكون سمي كل واحد من جانبيه مربداً. وقال

الجوهري في بيت الفرزدق: إِنه عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التي تليها من

ناحية بني تميم جعلهما المربدين، كما يقال الأَحْوصان وهما الأَحْوص

وعوف بن الأَحوص. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَن مسجده كان

مِرْبَداً ليتيمين في حَجْر معاذ بن عَفْراء، فجعله للمسلمين فبناه رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، مسجداً. قال الأَصمعي: المِرْبد كل شيء حبست به

الإِبل والغنم، ولهذا قيل مِرْبد النعم الذي بالمدينة، وبه سمي مِرْبَد

البصرة، إِنما كان موضع سوف الإِبل وكذلك كل ما كان من غير هذه المواضع أَيضاً

إِذا حُبست به الإِبل، وهو بكسر الميم وفتح الباء، من رَبَد بالمكان

إِذا أَقام فيه؛ وفي الحديث: أَنه تَيَمَّمَ بِمِرْبد الغنم. ورَبَدَ

بالمكان يَرْبُدُ ربوداً إِذا أَقام به؛ وقال ابن الأَعرابي: ربده حبسه.

والمِرْبد: فضاء وراء البيوت يرتفق به. والمِرْبد: كالحُجرة في الدار. ومِرْبد

التمر: جَرِينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس؛ قال سيببويه: هو اسم

كالمَطْبَخ وإِنما مثله به لأَن الطبخ تيبيس؛ قال أَبو عبيد: والمربد أَيضاً

موضع التمر مثل الجرين، فالمربد بلغة أَهل الحجاز والجرين لهم أَيضاً،

والأَنْدَر لأَهل الشام، والبَيْدَر لأَهل العراق؛ قال الجوهري: وأَهل

المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف مربداً، وهو المِسْطَح

والجرين في لغة أَهل نجد، والمربد للتمر كالبيدَر للحنطة؛ وفي الحديث: حتى

يقوم أَبو لبابة يسد ثعلب مِربده بإِزاره؛ يعني موضع تمره.

ورَبد الرجلُ إِذا كنز التمر في الربائد وهو الكراحات

(* قوله «الكراحات

إلخ» كذا بالأصل ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.) وتمر رَبِيد:

نُضِّدَ في الجرار أَو في الحُب ثم نضح بالماء.

والرُّبَد: فِرِنحد السيف. ورُبْد السيف: فرنده، هذلية؛ قال صخر الغي:

وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه،

أَبيضَ مَهْوٍ، في مَتْنِهِ رُبَد

وسيف ذو رُبَد، بفتح الباء، إِذا كنت ترى فيه شبه غبار أَو مَدَبّ نمل

يكون في جوهره، وأَنشد بيت صخر الغي الهذلي وقال: الخشيبة الطبيعة

أَخلصتها المداوس والصقل. ومهو: رقيق.

وأَربَدَ الرجل: أَفسد ماله ومتاعه.

وأَرْبَد: اسم رجل. وأَربد بن ربيعة: أَخو لبيد الشاعر. والرُّبيدان:

نبت.

ربد
: (رَبَدَ) ، كنصر، بِالْمَكَانِ (رُبُوداً) بالضّمّ، إِذا (أَقام) فِيهِ، وَمِنْه أُخِذَ المِرْبَد.
(و) رَبَدَ رُبُوداً: (حَبَسَ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. قيل (و) مِنْهُ أُخذ المِرْبَد (كمِنْبَر: المَحْبَس) .
وَفِي حديثِ النّبيّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم: (أَن مَسْجِده كَانَ مِرْبَداً ليَتِيمَيْنِ فِي حِجْر مُعاذِ بنِ عَفْراءَ، فجَعَلَه للمُسلمين، فبناه رسولُ اللهُ صلَّى اللهِ عليّه وسلّم مَسْجِداً) .
قَالَ الأَصمعيّ: المِرْبَد: كلّ شيءٍ حُبِسَتْ بِهِ الإِبلُ والغنمُ ولهاذا قيل مِرْبَدُ النَّعَمِ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ. (و) المِرْبَد: (الجَرِينُ) الَّذِي يُوضَع فِيهِ التَّمْرُ بعد الجَدَاد ليَيْبَسَ. قَالَ سيبويهِ: هُوَ اسْم كالمِطْبخ.
وَقَالَ أَبو عُبيد: المِرْبَد، بلُغةِ أَهلِ الحِجاز. والجَرِين لَهُم أَيضاً، والأَنْدَرُ، لأَهْلِ الشأْم. والبَيْدَرُ لأَهل الْعرَاق.
قَالَ الجوهريُّ: وأَهلُ المدينةِ يُسَمُّون الموْضِعَ الَّذِي يُجَفَّف فِيهِ التَّمْرُ لِيَنْشَف: مِرْبَداً، وَهُوَ المِسْطَح، والجَرِينُ. والمِرْبَد للتَّمْرِ كالبَيْدَرِ للحِنْظة.
وَفِي الحَدِيث: (حتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزارِهِ) ، يَعْنِي مَوضِع تَمْرِه (و) بِهِ سُمِّيَ مِرْبَدٌ: (ع بالبَصْرَة) ، وَقيل: لأَنه كَانَ تُحْبَسُ بِهِ الإِبِلُ.
(والرُّبْدَة بالضّمّ) الغُبْرَة، أَو (لَونٌ إِلى الغُبْرَةِ) ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ: هُوَ لَوْنٌ بَين السَّوادِ والغُبْرَة، (وَقد ارْبَدَّ) ارْبِدَاداً (وارْبادَّ) ارْبيداداً، كاحمَرَّ، واحْمَارٌ، فَهُوَ مُرْبَدُّ وُرْبَادٌّ.
وَمِنْه الحَدِيث. (وآخَر أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كالمُوزِ مُجَخِّياً) .
(و) من الْمجَاز:
داهِيَةٌ رَبْدَاءُ. (الرَّبْداءُ المُنْكَرَةُ. و) الرَّبداءُ (من المَعَزِ: السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بِحُمْرةٍ) ، وَهِي المُنقَّطة المَوْسومةُ مَوْضِعَ النِّطاقِ مِنْهَا بحمرة، وَهِي من شِيَاتِ المَعز خاصَّةً، وشاةٌ رَبداءُ: منقَّطَةٌ بحُمْرة، وبَياضٍ، أَو سَواد.
(والأَرْبَدُ: حَيَّةٌ خَبِيثةٌ) ، وَقيل ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ يَعَضُّ الإِبِلَ.
(و) الأَرْبَد: (الأَسَدُ، كالمُتَرَبِّدِ) ، عَن الصاغانيّ. (و) أَرْبَدُ (بنُ ضَابِيءٍ) الكلابِيُّ.
(و) أَرْبدُ (بنُ شُرَيْحٍ) المازِنِيّ.
(و) أَرْبَدُ (بنُ رَبِيعَةَ) ، وَهُوَ أَخو لَبِيدٍ الشاعرِ: (شُعَراءُ) .
(و) قَالَ ابْن شُمَيل لمّا رَآنِي (تَرَبَّدَ) لَوْنُ، وتَرَبُّدُه: تَلَوّنه، تَراه أَحْمَرَ مرَّةً، وأَصفَرَ مرَّةً، وأَخْضَرَ مَرَّة، ويَتَرَبَّدُ لَوْنُه من الغَضَبِ، أَي يَتلوَّن. وتَرَبَّدَ وَجْهُه: (تِغيَّرَ) ، وَقيل: صارَ كَلَوْن الرَّمَادِ كارْمَدَّ. وإِذا غَضِبَ الإِنسانُ تَرَبَّدَ وَجْهُه، كأَنّه يَسوَدُّ مِنْهُ مواضِعُ. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ ارْبَدَّ وَجْهُهُ) ، أَي تَغَيَّر إِلى الغُبْرَة.
وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: (أَنّه قَامَ من عندِ عُمَرَ مُرْبَدَّ الوَجْهِ فِي كلامٍ أَسْمَعَه) .
(و) تَرَبَّدَت السَّمَاءُ: تَغَيَّمَتْ) ، وَهِي مُتَرَبِّدة: مُتغَيِّمة.
(و) تَبَّد الرَّجلُ (تَعَبَّس) .
(و) فِي مَتْنِه رُبَدٌ، الرُّبَدُ، (كَصُرَدٍ: الفِرِنْدُ) ، هُذَلِيَّةٌ. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
وصارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ
أبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِه رُبَدُ
وسيْفٌ ذُو رُبَدٍ إِذا كُنتَ تَرَى فِيهِ شِبْهَ غُبَارٍ، أَو مَدَبّ نَمْلٍ يكون فِي جَوهَرِه.
(والرَّبِيدُ) كأَمِيرٍ: (تَمْرٌ مُنَضِّدٌ) فِي الجِرَارِ أَو فِي الحُبِّ، ثمَّ (نُضِحَ عَلَيْهِ الماءُ) .
وَفِي بعض الأُمَّهات: ثمَّ نُضِحَ بالماءِ.
(و) الرَّبِيدة (بهاءٍ: قِمَطْرُ المَحَاضِرِ) ، وَهِي السِّجِلَّاتُ.
(والرَّابِدُ: الخازِنُ) ، وَقد رَبَدَ الرّجلُ إِذَا كَنَزَ التَّمْرَ فِي الرَّبائِد، وَهِي الكَرَاحَات.
(و) قَالَ أَبو عدنان: (المُرْبَدّ) : كمُحْمَرّ: (المُوَلَّع بسَوادٍ وبَياضٍ، وَقد ارْبَدَّ وارْبَادَّ، كاحْمَرَّ واحْمَارَّ) ، وتَرَبَّد، كلّ ذالك إِذا احمَرَّ حُمْرَةً فِيهَا سَوَادٌ.
(وأَرْبَدَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِي (التَّقْرِيب) : بِكَسْر فَسُكُون، ومُوَحّدة مَكْسُورَة، (أَوْ أَرْبَدُ) ، بِحَذْف الهاءِ، (التَّمِيمِيُّ) المُفَسِّر (تَابِعِيٌّ) صَدُوقٌ، من الثَّالِثَة.
(ومهْبَدُ النَّعَمِ، كمِنْبَرٍ: ع قُرْب المَدِينَةِ) على لَيْلَتين مِنْهَا، وَهُوَ مُتَّسَع كَانَت الإِبلُ تُرْبَدُ فِيهِ، أَي تُحْبَس للبَيْع، وَهُوَ مُجْتَمَعُ الْعَرَب ومُتَحَدَّثُهم، كَذَا فِي الأَساس، وَهُوَ قَول الأَصمعيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرُّبْدة بالضّمّ، والرُّبْد فِي النعام: سَوادٌ مُختلط، وَقيل: هُوَ أَن يكون لونُها كُلُّه سَواداً، عَن اللِّحْيَانِّي، ظليم أَرَبَدُ، ونَعَامة رَبْدَاءُ، ورَمْدَاءُ: لونُها كلَوْنِ الرَّمادِ والجمعُ: رُمْدٌ. قَالَ اللّحيانيُّ: الرَّبْدَاءُ: السَّوْداءُ، وَقَالَ مرَّةً: هِيَ الَّتِي فِي سَوادِها نُقَذٌ بِيضٌ وحُمْرٌ.
وربَّدَت الشاةُ ورَمَّدتْ، وذالك إِذا أَضْرَعَتْ فتَرَى فِي ضَرْعها لُمَعَ سوادٍ وبَياضٍ، وتَرَبَّدَ ضَرْعُهَا، إِذا رأَيْت فِيهِ لُمْعاً من سوادٍ ببَيَاضٍ خَفِيَ.
والرُّبْدة: غُبْرَةٌ فِي الشَّفَةِ، يُقَال: امرأَةٌ رَبْدَاءُ، ورجلٌ أَرْبَدُ، وَيُقَال للظَّيم: الأَرْبَدُ، لِلَوْنِه.
والمِرْبَد، بِالْكَسْرِ: خشبَةٌ أَو عَصا تَعترِضُ صُدورَ الإِبلِ، فتَمنَعُهَا عَن الْخُرُوج، قَالَ:
عَوَاصِيَ إِلّا مَا جَعَلْتُ وَرَاءَها
عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُوراً وأَذْرُعَا
قيل يَعْنِي بالمِرْبَدِ هُنَا عَصاً جَعَلَها مُعترِضَةً على الْبَاب، تَمنعُ الإِبلَ من الخُروج، سَمَّاها مِرْبداً لهاذا.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد أَنكر غَيره مَا قالَ، وقالَ: أَرادَ عَصا مُعْتَرِضَة على بابِ المِرْبَد فأَضاف العَصَا المُعْتَرِضَة إِلى الْمِرْبَد، لَيْسَ أَنَّ العَصا مِرْبَدٌ.
والرَّبَد، محرَّكةً: الطِّين. وَقد جاءَ فِي حديثِ صالحِ بن عبد الله بن الزُّبير أَنَّه كَانَ يعْمَل رَبَداً بِمَكَة) والرَّبَّادُ: الطَّيَّانُ أَي بِناءً مِن طِين كالسِّكْرِ ويُرْوَى بالزاي وَالنُّون، كَمَا سيأْتي.
وأَبو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن رُبْدة، بضمّ فَسُكُون، القَيْرَوَانِيّ، حَدَّث عَن عليّ بن مُنيرٍ الخَلَّال.
ورَبْدَاءُ بنتُ جَرِيرِ بن الخَطَفي، الشاعِرِ، لَهَا ذِكْر.
وأَبو الرَّبْداءِ البَلَوِيّ، واسْمه ياسِرٌ، صحابيٌّ. قَالَ ابْن يُونُس: صحَّفه بعضُ الرُّواة فَقَالَ أَبو الرَّمْداءِ، بِالْمِيم. وَمن ولَدِه: شُعَيْبُ بنُ حُمَيد بن أَبي الرَّبْداءِ، كَانَ على شُرْطة مِصْر، وعاش إِلى بعدِ المائةِ، قَالَه الْحَافِظ.
والمِرْبَدانِ فِي قَول الفرزدق:
عَشِيَّةَ سالَ المِرْبَدانِ كِلاهُمَا
عَجَاجَ مَوْتٍ بالسُّيوفِ الصَّوَارِم
هما: المِرْبَد بالبَصْرة، والسِّكَّة الَّتِي تَلِيهَا من نَاحيَة بني تَمِيم، جَعلهمَا المِرْبَدَيْنِ، كَمَا يُقَال الأَحْوصان، للأَحوصِ، وعَوْف بن الأَحوص.
والمِرْبَدُ أَيضاً: فَضاءٌ وَراءَ البُيُوتِ يُرْتَفَقُ بِهِ. والمِرْبَد: كالحُجْرَة فِي الدّار.
وأَرْبَدَ الرجلُ: أَفسدَ مالَه ومَتَاعَه، وبَدْتُ الإِبلَ ربَطْتُها، وتَمْرٌ أَرْبَدُ.
من الْمجَاز: عامٌ أَرْبَدُ: مُقْحِطٌ.
وأَرْبَدُ بن حمْيَر من مُهاجِرِي الحَبَشةِ.
وأَرْبَدُ، اسمُ خادِمِ رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم، استدركه أَبو مُوسَى.
وأَرْبَدُ بن مَخْشيّ، ذَكَرَه أَبو معشر فِي شُهداءِ بَدْرٍ.
وأَربَدُ بنُ قَيْسٍ أَخو لَبيدِ بن رَبِيعةَ لأُمِّه: شاعِرٌ مَشْهُور، وذكَره أَبو عُبَيْدٍ البَكريُّ فِي شرْحه لأَمالي القالي، وأَوردَه الجَوْهَرِيُّ.
والرُّبَيْدَنُ: نَبْتٌ.

خَلف

خَلف
) خَلْفُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والصِّحاحِ، والعُبَابِ، أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ: نَقِيضُ قُدّامَ، مُؤَنَّثَةً، تكونُ اسْماً وظَرْفاً. الخَلْفُ: الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ، وَمِنْه قولُهُمْ: هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ. لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ)
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِينَا فِي خَلْفِ سَوْءٍ: أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ، وَبِذَلِك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، أَي: بَقِيَّةٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الخَلْفُ: الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ، ويُقَالُ فِي مَثَلٍ: سَكَتَ أَلْفاً، ونَطَقَ خَلْفاً أَي: سَكَتَ عَن أَلْفِ كَلِمَةٍ، ثمَّ تكلَّم بخَطَإٍ، قَالَ: وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً، فتَشَوَّرَ، فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ، وَقَالَ: إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. الخَلْفُ: الاٍ سْتِقَاءُ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَا ... علَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها، فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ. الخَلْفُ: حَدُّ الْفَأْسِ، أَو رَأْسَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: أَو رَأْسُهَا، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَمِ، لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ. مِن المَجَازِ: الخَلْفُ مِن الناسِ: مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، يُقَال: جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ، ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ، وجاءَ خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ، ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فِيهِ. الخَلْفُ: الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ، وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ، ضِدٌّ، وهُمْ خُلُوفٌ، أَي: حُضُورٌ وغُيَّبٌ، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ اليَهُودَ قالتْ: لقد عَلِمْنَا أَنّ َ مُحَمَّدًا لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً أَي: لم يَتْرُكْهم سُدَىً، لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ، وَلَا حَامِيَ، يُقَال: حَيٌّ خُلُوفٌ: إِذا غابَ الرِّجَالُ، وأَقَامَ النِّسَاءُ، ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الأَثِيرِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ، لأَبِي زُبَيْدٍ:
(أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ)
أَي: لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصَّاغَانِيُّ: صَوَابُه آلِ إِيَاسٍ وَهُوَ الرِّوايَةُ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ. الخَلْفُ: الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ، أَو هِيَ الَّتِي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَفِي الصِّحاح: فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ، أَي: لَهَا رَأْسَانِ. الخَلْفُ أَيضاً: رَأْسُ الْمُوسَي، والمِنْقَارُ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الخَشَبُ. الخَلْفُ: النَّسْلُ. الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال لَهُ: ضِلَعُ الخَلْفِ، وَهُوَ) أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا، وتَكْسَرُ الخاءُ. أَي: جَمْعُ الكُلِّ: خُلُوفٌ بالضَّمِّ. الخَلْفُ: الْمِرْبَدُ، أَو الَّذِي وَرَاءَ الْبَيْتِ، وَهُوَ مَحْبِسُ الإِبِلِ، يُقال: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، قَالَ الشاعِرُ:
(وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراً د ... وَلَا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ)
الخَلْفُ: الظَّهْرُ بِعَيْنِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمِنْه الحديثُ: لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، والجِهَةُ الَّتِي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه، وإِذا كانَ لَهَا بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ: الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي: بَعْدَهُ، وَبِه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى: وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً، أَي: بَعْدَكَ، وَهِي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وابنِ كَثِيرٍ، وأَبي عمرٍ و، وأَبي بكرٍ، والبَاقُونَ: خِلاَفَكَ، وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ. الخِلْفُ بِالْكَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ، كالْخِلْفَةِ، قَالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا: هما خِلْفَانِ، وخِلْفَتَانِ، قَالَ: دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ، والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ، أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ، والأُخْرَى خَلَقٌ. الخِلْفُ أَيضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ: الاسْمُ مِن الإِخْلافِ، وَهُوَ الاسْتِقَاء، كالْخِلْفَةِ. والخَالِفُ: المُسْتَقِي. الخِلْفُ: مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ، كالخِلْفَةِ، كَمَا سيأْتِي. الخِلْفُ: مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ، وَهِي قُصَيْراهَا وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخِلْفُ: أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ، والجَمْعُ: خُلُوفٌ وَمِنْه قوْلُ طَرَفَةَ:
(وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ)
الخِلْفُ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران، كَمَا فِي الصِّحاحِ الخِلْفُ: طَرَفُهُ، أَي الضَّرْع، هُوَ الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَقيل: هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ، كَمَا نَقَلَهُ اللَّيْثُ، أَو هُوَ لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ فِي الخُفِّ، والظِّلْفِ، والطُّبْيُّ فِي الحافِرِ، والظُّفُرِ، وجَمْعُ الخِلْفِ: أَخْلافٌ، وخُلُوفٌ، قَالَ:
(وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ)
وَوَلَدَتِ الشَّاةُ، وَفِي اللِّسَانِ: النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ، أَي: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً، وسَنَةً أُنْثَى، وَمِنْه قَوْلُهُم: نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ، بِهَذَا المَعْنَى. وذَاتُ خِلْفَيْنِ، بكَسْرِ الخاءِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لَهَا رَأْسَانِ، وَقد تقدَّمَ، ج: ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ. الخَلِفُ، كَكَتِفٍ: الْمَخَاضُ، وَهِي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ، الْوَاحِدَةُ) بِهَاءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: جَمْعُها مَخَاضٌ، على غَيْرِ قِياسٍ، كَمَا قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ: امْرَأَةٌ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ: مَالَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الخَلِفْ وَقيل: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ، ثمَّ حُمِلَ عَلَيْهَا، فلَقِحَتْ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَةٌ، حَتَّى تُعْشِرَ، ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ، وخَلاَئِف، وَقد خَلِفَتْ: إِذَا حَمَلَتْ وَفِي الحديثِ: ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ.
الخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ، فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ: إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي خَ ض ف قَرِيبا، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَنْشَدَهُوأَمَّا الخَلْفُ، سَاكِنُ الوَسَطِ، فَهُوَ الَّذِي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ، والخَلْفُ: المُتَخَلِّفُ عَن الأَوَّلِ، هَالِكاً كَانَ أَو) حَيَّا، والخَلْفُ: الْبَاقِي بعدَ الهالكِ، والتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ، يَخْلُفُ، خَلْفاً، سُمِّيَ بِهِ المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ، لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ، وجَمْعُهُ خُلُوفٌ، كقَرْنٍ وقُرُونٍ. قَالَ: وَيكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً، فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ)
فالخَلْفُ هُنَا: هُوَ التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى، وَلَيْسَ مِن مَعْنَى الخَلْفُ هُنَا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ، أَي: البَاقُونَ، وَعَلِيهِ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ، فِي خَلْفَفِ صِدْقٍ، وخَلْفَفِ سَوْءٍ، التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ، فقالَ: والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ، والخِلاَفَةِ، والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم. قَالَ: وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ قَالَ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فِيهِ، وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ، فقد صارَ علَى هَذَا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ، خَلَفْتُهُ، خَلَفاً: كنتُ بَعْدَه خَلَفاً مِنْهُ وبَدَلاً، وخَلَفْتُه، خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه، واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ، وخَلِيفٌ، ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ، وخَالِفٌ، قَالَ: وَقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى مَا بَيَّنَّاه. الخَلَفُ، بالتَّحْرِيكِ: مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ، تَقول: أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لَك، وَلَا يُقَالُ: خَلْفاً، يُقَال: هُوَ مِن أَبِيهِ خَلَفٌ، أَي: بَدَلٌ، والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ مِنْهُ. وَفِي حديثٍ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ القَعْنَبِيُّ: سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بِهَذَا الحديثِ. قلتُ: وَقد رُوِيَ هَذَا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِنَ الصَّحابةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَقد خَرَّجْتُه فِي جُزْءٍ لَطِيفٍ، وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ، فرَاجِعْهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخَلَفُ، بالتَحْرِيكِ، والسُّكُون: كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى، إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ فِي الخَيرِ، وبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ، يُقَال: خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْفُ سَوْءٍ، ومَعْنَاهما جَمِيعاً: القَرْنُ مِن النَّاسِ، قَالَ: والمُرَادُ فِي هَذَا الحديثِ المَفْتُوحُ، وَمن بالسَّكُونِ الحديثُ: سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ هِيَ جَمْعُ خَلْفٍ. الخَلَفُ: مَصْدَرُ الأَخْلَفِ، لِلأَعْسَرِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِ)

الزَّقَبُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، والاسْتِنَانُ: الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ. قيل: الأَخْلَفُ: اسْمُ الأَحْوَلِ، وَقيل: اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ، الَّذِي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ، وَفِي الصِّحاحِ، بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُخَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ، عَن مالكٍ، وشَرِيكٍ، وَعنهُ مُسْلِمٌ، وأَبو دَاوُدَ، مَاتَ سنة. خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس، عَن يَزِيدَ، ورَوْحٍ، وَعنهُ ابنُ مَاجَة. وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ، فإِنَّهُ مَشْهُورٌ، كَانَ فِي المائِةِ الرَّابِعَةِ، قَالَ أَبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ: خَلَطَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّا، رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ. خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ، عَن عامرٍ الأَحْوَلِ، وَعنهُ حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ: مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ. وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ. وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقاتِ. وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ، وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وخَلَفُ بنُ عَمْرو مَجَاهِيلُ. وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ، وخَلَفُ بن المُبَارَكِ، وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ، قَاضِي الرَّيِّ، قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ، وخَلَفُ بنُ ياسِين هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ. ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ. وأَبُو خَلَفٍ: تَابِعِيَّانِ، أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ، نَزِيلُ المَوْصِلِ، رَوَى عَن أنَسٍ، وَعنهُ مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ، قَالَهُ المِزِّيُّ، ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عَن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ. وأَبُو خَلَفٍ: رجلٌ آخَرُ، رَوَى عَن)
الشَّعْبِيِّ، وآخَرُ رَوَى عَنهُ عِيسَى ابنُ يُونُسَ. وأَبو خَلَفٍ: مُوسَى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ، رَوَى عَن قَتَادَةَ، وَعنهُ ابنُه خَلَفٌ. وخُلُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ: ة، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَخْلَفُ: الأَحْمَقُ. قيل: السَّيْلُ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي شرح الدِّيوَان: والأَخْلَفُ: بعضُهُم يَقُول: إِنَّه نَهْرٌ، أَي: فِي قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي سبَق ذِكْرُه. الأخْلَفُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ: الأخْلَفُ: الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ، بِالضَّمِّ، كَمَا سيأْتي، وَهُوَ خُلْفُفٌ، وخُلْفُفَةٌ. والْخُلْفُ، بِالضَّمِّ: الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ، وَهُوَ فِي المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والجَوْهَرِيُّ، يُقَال: أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ أَغْلَبِيٌّ، وإِلاّ فَفِي التَّنْزِيل: ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، وَقيل أعَمّ، لأَنَّه فِيمَا عُبِّرَ عَنهُ بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ، وَقيل: الخُلْفُ، بالضَّمِّ: القَوْلُ الباطلُ، ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ، ولعلَّه ممَّا فِيهِ لُغَتَانِ. انْتهى.
والخَلْفُ الَّذِي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ لم يَنْقُلُوا فِيهِ إِلاَّ الفتحَ فَقَط، وأَمّا الَّذِي بالضَّمِّ فَلَيْسَ إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ، أَو المُخَالَفَةِ، واللَّغَةُ لَا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ. أَو هُوَ أَي: الإخْلافُ أَن لَا تَفِيَ بالعَهْدِ، وأَنْ تَعِدَ عِدَةً وَلَا تُنْجِزَهَا، قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْلِفٌ، أَي: كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ، فَلَا يَجِدُ مَا طَلَبَ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والخُلْفُ: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ، قَالَ غيرُه: أَصْلُ الخُلْفِ: الخُلُفُ، بضَمَّتَيْنِ، ثمَّ خُفِّفَ، وَفِي الحديثِ: إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، أَي: لم يَفِ بعَهْدِهِ، وَلم يَصْدُقْ. الخُلْفُ أَيضاً: جَمْعُ الْخَلِيفِ، كأَمِيرٍ، فِي مَعَانِيهِ الَّتِي تُذْكَرُ بَعْدُ. وكَزُبَيْرٍ، خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ، مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ، يَرْوِي عَن ابنِ سِيرِين، وَعنهُ سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ، وحَمَّادُ بن زَيْدٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ.
والْخِلْفَةُ، بِالْكَسْرِ: الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ، أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ، أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي: التَّرَدُّدِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: هَذَا خَلَفٌ مِن هَذَا، أَي عِوَضٌ مِنْهُ وبَدَلٌ، أَو هَذَا يَأْتِي خَلْفَ هَذَا أَي فِي أَثَرِهِ، أَو مَعْنَاهُ، أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى: خِلْفَةً: مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ، وَفِي اللِّسَانِ: عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، وبِالْعِكْسِ، فَجَعَلَ هَذَا خَلَفاً مِن هَذَا، قَالَهُ الفَرَّاءُ. والْخِلْفَةُ أَيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ. الخِلْفَةُ: مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي، وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلفَةُ: مَا نَبَتَ فِي الصَّيْفِ، قَالَ ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً:
(تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ ... تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ)

وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً، وَذَلِكَ بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ، لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ، والخِلْفَةُ: اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى، أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ: (بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ فِي كُلِّ مَجْثَمِ)
أَي: تَذْهَبُ هَذِه، وتَجِيءُ هَذِه. الخِلْفَةُ: مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ، قَالَ: كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ: الرَّيِّحَةُ، وَهُوَ مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّلِ الْبَرْدِ، وَهُوَ من الصُّفْرِيَّةِ. أَو الخِلْفَةُ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ، وَقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ: إِذا خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ. أَو الخِلْفَةُ: نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ، وَقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً، وَفِي النِّهَايَةِ: هوالوَرَقُ الأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ. وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ، ثُمَّ يُدْرِكُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ. الخِلْفَةُ: أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها: يُنَاصِرُ، من النَّصْرِ، وَهَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ، والصَّوَابُ: أَن يُبَاصِرُ، مِن البَصَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، والجَمْهَرَةِ، فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ، يُقَال: يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ، أَي: يَأْتِيها إِذا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ، والاسْمُ الخِلْفَةُ، بالكَسْرِ، وَذَلِكَ أَنْ يُبَاصِرَه، حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عَلَيْهِ، فَتلك الخِلْفَةُ. الخِلْفَةُ: الدَّوَابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ فِي أَلْوَانِهَا، وهَيْئَتِهَا، وَبِه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ،مِخْلافٌ: كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ. المِخْلاَفُ: الْكُورَةُ يُقْدِمُ عَلَيْهَا الإنْسَانُ، كَذَا فِي المُحْكَم، ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي: كُوَرُهَا، وَفِي حديثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ، إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ. وقالأَبو عمرٍ و: ويُقالُ: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ، وَهِي الأَطْرَافُ، والنَّوَاحِي، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةً: فِي كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ، بمَكَّةَ، والمَدِينةِ، والبَصْرَةِ، والكُوفَةِ، وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ وَنحن فِي مِخْلافِ المَدِينَةِ، وهم فِي مِخْلافِ اليَمَامَةِ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: المِخْلاَفُ: البَنْكَرْدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: فُلانٌ مِن مِخْلافِ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ، والجَمْعُ: مَخَالِيفُ، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ، والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ، والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ، والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ. هَذَا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، قَالَ ياقُوتُ: تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ، قلتُ: وَهَذَا كَمَا ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ، إِذا)
انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هَذِه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بِمَا أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ، وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هِيَ لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً، وَقَالَ أَيضاً بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ: ومَا عَدَاهُ كَمَا تقدَّم ذِكْرُه، قلتُ: هَذَا الَّذِي بَلَغْنِي فِيهِ، وَلم أَسْمَعْ فِي اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً، وَعِنْدِي فِيهِ مَا أَذْكُرُهُ، وَهُوَ أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً، وكَثُرُوا فِيهِ، وَلم يَسَعْهُمْ المُقَامُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا فِي نَوَاحِي الْيَمَنِ، فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاً يَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه، فكانُواومِخْلاَفِ يَام، فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ، ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كَمَا تَرَى. وفَاتَهُ: ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ، كمِخْلافِ أَصابَ، ومخلاف رَيْمَةَ، ومِخْلاَفِ عَبْسٍ، ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ، ومِخْلاَفِ السلفية، ومِخْلاَفِ كبورة، ومِخْلافِ يَعْفَرُ، وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ، واللهُ المُوَفِّقُ لَا رَبَّ غَيْرُه، وَلَا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه. ورَجُلٌ خَالِفَةٌ: أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ، والشِّقَاقِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ، هَل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ مَا تَصْنَعُ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍ وأَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ. يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هُوَ، وأَيُّ خَالِفَةَ هُوَ، مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً، أَي: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ. انْتَهَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ: النَّاسُ، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَلِفَ والَّلامَ.)
وَقَالَ غيرُه: يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هُوَ. يُقَال أَيضاً: مَا أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هُوَ، وأَيّ خَافِيَةٍ هُوَ، فَلم يُجْرِهما أَيْ: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ المَعْرِفَةُ، لأَنَّه وإِنْ كَانَ وَاحِداً فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جَماعةٍ، يُرِيد: أَيُّ الناسِ هُوَ، كَمَا يُقَال: أَي تَمِيمٍ هُوَ وأَيُّ أَسَدٍ هُوَ، وَبِهَذَا سَقَطَ مَا أَوْرَدَهوالْخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ، القَلِيلُ العَقْلِ، والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَالْخَالِفِ وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُقَال أَيضاً: امْرَأَة خَالِفَةٌ، وَهِي الحَمْقَاءُ. الخَالِفَةُ: الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخَالِفَةُ: عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ، كَذَا فِي الصِّحاح، قيل: فِي مُؤَخِّرِهِ، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَالِفَةُ: آخِرُ البَيْتِ، يُقَال: بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ، والخَوَالِفُ: زَوَايَا البَيْتِ، وَهُوَ مِن ذَلِك، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَالِفَهُ البيتِ: تحتَ الأطْنَابِ فِي الكِسْرِ، وَهِي الخَصَاصَةُ أَيضاً، وَهِي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ: مَا خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ: السِّقَاءُ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: المُسْتَقِي، كَمَا هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ،)
ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والعُبَابُ أَيضاً هَكَذَا، كَالْمُسْتَخْلِفِ، وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا:
(ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ)

(صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍ ... صَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِ)
والنَّبِيذُ الفَاسِدُ. الخَالِفُ: الَّذِي يَقْعُدُ بَعْدَكَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَعَ الْخَالِفِينَ هَكَذَا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ.
والْخِلِّيفَي، بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الأَوْزَانِ الَّتِي يَزِنُ بهَا مَا يَأْتِي علَى لَفْظِهَا، وَلذَا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً: الْخِلاَفَةُ، قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ: إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ فِي الخِلاَفَةِ، لَا نَفْسُها، كَمَا يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ. انْتهى. قلتُ: وَقد وَرَدَ ذَلِك فِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ فِي ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ، وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها، فإِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ. الخَلِيفُ، كَأَمِيرٍ: الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعرِ وَهُوَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ:
(فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
جَزَمْتُ: مَلأْتُ، وأَطْرِقَةً: جَمْعُ طَرِيقٍ. الخَلِيفُ: الْوَادِي بَيْنَهُمَا، وَهُوَ فَرْجٌ بَين قُنَّتَيْنِ، مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ، قَالَ: خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم: ذِيخُ الْخَلِيفِ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعِرِ، وَهُوَ كُثَيِّرٌ، يَصِف نَاقَتَهُ:
(وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصّاغَانِيُّ: بذِفْرَى وأَوَّلُهُ:
(تُوَالِي الزِّمَامَ إِذا مَا دَنَتْ ... رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا)
ويُرْوَى: ذِيخِ الرَّفِيضِ وَهُوَ قِطْعَةٌ مِن الجَبَلِ. الخَلِيفُ: مَدْفَعُ الْمَاءِ بَين الجَبَلَيْنِ، وَقيل: مَدْفَعُه بينَ الوَادِيَيْنِ، وإِنَّمَا ينْتَهِي المَدْفَعُ إِلى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. قيل: الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ، قَالَه السُّكَّرِيُّ، أَو وَرَاءَ الجَبَلِ، أَو وَرَاءَ الوَادِي، وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ فَقَط، جَمْعُ ذَلِك كُلِّه: خُلُفٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: فِي خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا)
الخَلِيفُ: السَّهْمُ الْحَدِيدُ، مِثْلُ الطَّرِيرِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِيِّ:
(ولَحَفْتُه مِنْهَا خَلِيفاً نَصْلُهُ ... حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بمِنْزَعِ)
ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ لِسَاِعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ، وَهُوَ غَلَطٌ، ثمَّ الَّذِي قَالَُ السُّكَّرِيُّ فِي شَرْحِ هَذَا البيتِ، وضَبَطَهُ حَلِيفاً هَكَذَا بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وفَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ، ولَحَفْتُه: جَعَلْتُه لَهُ لِحَافَاً. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الأَشْبَهُ، وَقد تقدَّم الحَلِيفُ بمَعْنَى النَّصْلِ فِي مَوْضِعِهِ. الخَلِيفُ: الثَّوْبُ يُشَقُّ وَسَطُهُ، فيُخْرَجُ البَالِي مِنْهُ، فيُوصَلُ طَرَفَاهُ ويُلْفَقُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَقد خَلَفَ ثَوْبَهُ، يَخْلُفُه، خَلْفاً، المَصْدَرُ عَن كُرَاعٍ. خِلِيفُ الْعَائِذِ: هِيَ النَّاقَةُ فِي اليَّوْمِ الثَّانِي مِن نِتَاجِهَا، وَمِنْه يُقَالُ: رَكِبَهَا يَوْمَ خَلِيفِها.
قَالَ أَبو عمرٍ و: الخَلِيفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإِ، يُقَال: ائْتِنَابلَبَنِ نَاقَتِكَ يومَ خَلِيفِها، أَي: بعدَ انْقِطاعِ لَبَنِهَا، أَي: الحَلْبَةُ الَّتِي بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. جَمْعُ الْكُلِّ خُلُفٌ، كَكُتُبٍ ومَرَّ لَهُ قَرِيبا أَن الخُلُفَ، بالضَّمِّ، جَمْعُ الخَلِيفِ فِي مَعَانِيهِ، وكلاهُما صَحِيحٌ، كرُسُلٍ ورُسْلٌ، يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ، غيرَ أَنَّ تَفْرِيْقَهُ إِيَّاهُما فِي مَوْضِعَيْنِ مِمَّا يُشَتِّتُ الذِّهْنَ، ويُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِيفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ. الخَلِيفُ: جَبَلٌ، وَفِي العُبَابِ: شِعْبٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي قَوْلِ عبدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ العَامِرِيِّ:
(فَكَأَنَّمَا قَتَلُوا بجارِ أَخِيهِمُ ... وَسَطَ المُلُوكِعلَى الخَلِيفِ غَزَالاَ)
وَكَذَا فِي قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوْسِ بنِ حِمَارٍ البَارِقِيِّ:
(ونحنُ الأَيْمَنُونَ بَنُو نُمَيْرٍ ... يَسِيلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِيفُ)
قيل: هِيَ بَيْنَ مَكَّةَ والْيَمَنِ. الخَلِيفُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي أَسْبَلَتْ، وَفِي العُبَابِ: سَدَلَتْ شَعْرَهَا خَلْفَهَا.
وخَلِيفَا النَّاقَةِ: مَا تَحْتَ إِبِطَيْهَا، لَا إِبْطَاهَا، ووَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَة:
(كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدِ صَيْدَنِ)
المَكَا: جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنَبِ ونَحْوِهِما، والرَّحَى: الكِرْكِرَةُ، والبُنَى: جَمْعُ بُنْيَةٍ، والصَّيْدَنُ هُنَا: الثَّعْلَبُ. ونَصُّ العُبَابِ مِثْلُ نَصِّ الجَوْهَرِيِّ، وَالَّذِي قَالَهُ المُصَنِّفُ أَخَذَهُ مِن قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ مَا نَصَّه: الخَلِيفُ مِن الجَسَدِ: مَا تَحْتَ الإِبْطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: والإِبطُ غَيْرُ مَا تَحْتَهُ، ثمَّ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والخَلِيفان مِنَ الإِبِلِ: كالإِبِطَيْنِ مِن الإِنْسَانِ، فَانْظُر هَذِه العِبَارَةَ، ومَأْخَذُ الجَوْهَرِيِّ مِنْهَا صَحِيحٌ، لَا غَلَطَ فِيهِ. وَقَالَ شيخُنَا: ومِثْلُ هَذَا لَا يُعَدُّ وُهماً لأَنَّهُ نَوْعٌ مِن المَجَازِ، وَكَثِيرًا مَا تُفَسَّرُ الأَشْيَاءُ بِمَا يُجَاوِرُها بمَوْضِعِها، ونَحْوِ ذَلِك. والْخَلِيفَةُ، هَكَذَا بالَّلامِ فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: خَلِيفَة، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، والتَّكْمِلَةِ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ هَكَذَا)
بِلَا لاَمٍ، وَهُوَ جَبَلٌ بمكَّةَ مُشْرِفٌ علَى أَجْيَادٍ، هَكَذَا فِي اللِّسَانِ، زَادَ فِي العُبَابِ: الْكَبِيرِ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الأَجْيَادَ أَجْيَادَانِ الكَبِيرُ والصَّغِيرُ، وَقد صَرَّح بِهِ ياقُوتُ أَيضاً، ومَرَّ ذَلِك فِي الدَّالِ، وَلذَا يُقَال لَهما: الأَجْيَادَانِ. وبِلاَ لاَمٍ: خَلِيفَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَمْرٍ والبَيَاضِيُّ الأَنْصَارِيُّ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، هَكَذَا رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاق، وَقد اخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ، شَهِدَ مَعَ عليٍّ حَرْبَهُ، أَو هُوَ عَلِيفَةُ، بالعَيْنِ الْمُهْمَلِةِ، وَهَكَذَا سَمَّاهُ ابنُ هِشَامٍ. وفَاتَهُ: أَبو خَلِيفَةَ بِشْرٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى ابنُه خَلِيفَةُ بنُ بِشْرٍ. وابْنُ كَعْبٍ، خَلِيفَةُ بنُ حُصَيْنِ بنِ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِيّ، عِدَادُه أَهلِ الكوفَةِ، رَوَى عَن جَمَاعَةٍ من الصَّحابةِ، ورَوَى عَنهُ الأَغَرُّ. وأَبو خَلِيفَةَ، عِدَادُه فِي أَهلِ اليَمَنِ، رَوَى عَن عليٍّ، وَعنهُ وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وهؤلاءِ الثَّلاثةُ تَابِعيُّون. أَبو هُبَيْرَةَ خَلِيفَةُ بنُ خَيَّاطٍ الْبَصْرِيُّ العُصْفُرِيُّ اللُّيْثِيُّ، سَمِعَ حُمَيْداً الطَّوِيلَ، وَعنهُ أَبو الوليدِ الطَّيَالِسِيُّ، مَاتَ سنة، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَة بنِ خَلِيفَةَ، أَبوه مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، وتكلَّم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ، ووَثَّقَهُ غيرُه، والثلاثةُ الأُوَلُ كمام أَشَرٍْنَا إِليه تَابِعِيُّون، مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلِيفَةُ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمٍْ الْوَاسِطِيُّ. وخَلِيفَةُ بنُ قَيْسٍ، مَوْلَى خالدِ بنِ عُرْفُطَةَ، حَلِيفُ بني زُهْرَةَ. وخَلِيفَةُ بنُ غالِبِ، أَبو غَالبٍ اللَّيْثِيُّ، هؤلاءِ مِن أَتْبَاعِ التَّابِعين. وخَلِيفَةُ بنُ حُمَيْدٍ، عَن إِياسِ بنِ مُعَاوِيَةَ، تُكُلِّمَ فِيهِ. والْخَلِيفَةُ: السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ، يَخْلُفُ مَن قَبْلَه، ويَسُدُّ مَسَدُّهُ، وتَاؤُه للنَّقْلِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ، وَفِي المِصْبَاحِ أَنها للمُبَالَغَةِ، ومِثْلُه فِي النِّهَايَةِ، قَالَ شيخُنا: وجَوَّزَ الشيخُ ابنُ حَجَرٍ المَكِّيُّ فِي فَتَاوَاهُ أَن يكونَ صِفَةً لمَوْصوفٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُه: نَفْسٌ خَلِيفَةٌ، وَفِيه نَظَرٌ، فَتَأَمَّلْ. قَالَ الجِوْهَرِيُّ: قد يُؤَنَّثُ، قَالَ شَيْخُنَا: يُرِيدُ فِي الإِسْنادِ ونَحْوِه. مُرَاعَاةً لِلَفْظِهِ، كَمَا حَكَاهُ الفَرَّاءُ، وأَنْشَدَ:
(أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدَتْهُ أُخْرَى ... وأَنْتَ خَلِيفَةٌ ذَاكَ الْكَمَالُ)
قلتُ: وَلَدَتْهُ أُخْرَى قَالَهُ لِتَأْنِيثِ اسْمِ الخليفةِ، والوَجْهُ أَن يكونَ: وَلَدَه آخَرُ. كالْخَلِيفِ بغَيْرِ هاءٍ، أَنْكَرَهُ غيرُ واحدٍ، وَقد حَكَاهُ أَبو حاتمٍ، وأَوْرَدَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ، وابنُ بَرِّيِ فِي الأَمَاِي، وأَنْشَدَ أَبو حاتمٍ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:
(إِنَّ مِنَ الْحَيِّ مَوْجُوداً خَلِيفَتُهُ ... ومَا خَلِيفُ أَبِي وَهْبٍ بِمَوْجُودِ)
ج: خَلاَئِفُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: جاؤُوا بِهِ علَى الأَصْلِ، مِثْل: كَرِيمَةٍ وكَرَائِمَ، قَالُوا أَيضا: خُلَفَاءُ، مِن أَجْلِ أَنَّه لَا يَقَعُ إِلاَّ علَى مُذَكَّرٍ، وَفِيه الهاءُ، جَمَعُوه علَى إِسْقاطِ الهاءِ، فصارَ مِثْلَ: ظَرِيفٍ وظُرَفَاءَ لأَنَّ فَعِيلَة بالهاءِ لَا تُجْمَعُ علَى فُعْلاَءَ، هَذَا كلامُ الجَوْهَرِيُّ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَهُوَ) نَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ، وعَلَى قَوْلِ أَبي حاتمٍ، وابنِ عَبَّادٍ لَا يُحْتَاجُ إِلّى هَذَا التَّكَلُّفِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: جَازَ أَن يُقَالَ لِلأَئِمَّةِ: خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ،خَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفاً، وخُلُوفَةً، بضَمِّهِمَا على الصَّوابِ، وَلَو أَنَّ إِطْلاقَ المُصَّنِفِ يقْتَضِي فَتْحَهُمَا، وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَا خِلْفَةً، بالكَسْرِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، وَمِنْه الحدِيثُ: لَخُلُوفُ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، قَالَ شيخُنَا: الخُلُوفُ، بالضَّمِّ، بمعنَى تَغَيُّرِ الفَمِ هُوَ المَشْهُورُ، الَّذِي صّرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، وحكَى بعضُ الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين فَتْحَهَا، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ الدَّمِيرِيُّ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ، وأَظُّنُّه غَلَطاً، كَمَا صرَّح بِهِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: الفَتْحُ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، واللهُ أَعلمُ، وَفِي رِوايَةِ: خِلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، وسُئِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عَنهُ عَن القُبْلَةِ للصَّائمِ، فَقَالَ: ومَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا كَأَخْلَفَ، لُغَةٌ فِي خَلَفَ، أَي: تَغَيَّرَ طَعْمُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِنْهُ نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ لِلْفَم، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: نَوْمُ الضُّحَى، ومُخْلِفَةٌ، ضَبَطُوه بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِهَا، مَعَ كَسْرِ اللامِ وفَتْحِهَا، أَي تُغَيِّرَ الفَمَ. خَلَفَ اللَّبَنُ، والطَّعَامُ: إِذا تَغَيَّر طَعْمُهُ، أَو رَائِحَتُهُ كأَخْلَفَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَرَ،)
ورُوِيَ: خَلُفَ ككَرُمَ، خُلُوفاً، فيهمَا، وَقيل: خَلَفَ اللَّبَنُ خُلُوفاً: إِذا أُطِيلَ إِنْقَاعُه حَتَّى يَفْسُدَ، وَفِي الأَسَاسِ: أَي خَلَفَ طَيِّبَه تَغَيُّرُه، أَي: خلط، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَفَ الطَّعَامُ والفَمُ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَا، وَكَذَا مَا أَشْبَهَ الطَّعَامَ والْفَمَ. خَلَفَ فُلاَنٌ: فَسَدَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ: عَبْدٌ خَالِفٌ، أَي فَاسِدٌ، وَهُوَ مِن حَدِّ نَصَر، ومَصْدَرُه الخَلْفُ، بالسُّكُونِ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب كَرُم، فَهُوَ خَالِفٌ، كحَمُضَ، فَهُوَ حَامِضٌ.يَصِفُ صَائِداً:
(يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ ... كَالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْدَاماً بِأَطْمَارِ)
أَي: أَخْلَفَ مَوْضِعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً. خَلَفَ لأَهْلِهِ خَلْفاً: اسْتَقَى مَاءً، والاسْمُ الخِلْفُ، والخِلْفَةُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: كَاسْتَخْلَفَ، وأَخْلَفَ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَخْلَفْتَ القَوْمَ: حَمَلْتُ إِليهِم الماءَ العَذْبَ، وهم فِي رَبِيعٍ لَيْسَ مَعَهم مَاءٌ عَذْبٌ، أَو يكونُونَ علَى مَاءٍ مِلْحٍ، وَلَا يكون الإِخْلافُ إِلاَّ فِي الرَّبِيع، وَهُوَ فِي غيرِه مُسْتَعَارٌ مِنْهُ. خَلَفَ النِّبِيذُ: فَسَدَ، فَهُوَ خَالِفٌ، وَقد تقدَّم. ويُقَالُ لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَالاَ، وَفِي الْمُحكم: مَنْ لَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، كَالأَبِ، والأُمِّ، والعَمِّ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ، أَيْ: كَانَ الله عَلَيْكَ خَلِيفَةً، وخَلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ خَيْراً أَو بِخَيْرٍ، وَفِي اللِّسَان: وبخَيْرٍ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا) دَخَلَتِ الباءُ فِي بخَيْرٍ أُسْقِطَتِ الأَلِفُ، وأَخْلَفَ اللهُ عَلَيْكَ خَيْراً، أَخْلَفَ لَكَ خَيْراً، ويُقَال، لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَا يُعْتَاضُ مِنْهُ، أَو ذَهَبَ مِن وَلَدٍ ومَالٍ: أَخْلَفَ الله لَكَ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ، وخَلَفَ اللهُ لَكَ، أَو يَجُوزُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ فِي الْمَالِ ونَحْوِهِ مِمَّا يُعْتَاضُ مِنْهُ، وعبارةُ الجَوْهَرِيِّ: ويُقَال لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ، أَو وَلَدٌ، أَو شَيْءٌ يُسْتَعَاضُ: أَخْلَفَ اللهُ عليكَ، أَي: رَدَّ اللهُ عليكَ مِثْلَ مَا ذَهَبَ، فإنْ كَانَ هَلَكَ لَهُ أَخٌ أَو عَمٌّ، أَو وَالِدٌ، قُلْتَ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، بغَيْرِ أَلِفٍ، أَي كَانَ اللهُ خَلِيفَةَ والدِك، أَو مَن فَقَدْتَه عَلَيْك. انْتهى، وَقَالَ غيرُه: يُقَال: خَلَفَ اللهُ لَك خَلَفاً بخَيْرٍ، وأَخْلَف عَلَيْك خَيْراً، أَي أَبْدَلَكَ بِمَا ذَهَبَ منكَ، وعَوَّضَك عَنهُ، وَقيل: يُقَالُ: خَلَفَ اللهُ عَلَيْك، إِذا مَاتَ لَك مَيِّتٌ، أَي: كَانَ اللهُ خَلِيفةً، وَقد ذَكره المُصَنِّفُ، ويَجُوزُ فِي مُضَارِعهِ يَخْلَفُ، كَيَمْنَعُ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَنَّه لَا مُوجِبَ لفَتْحِهِ فِي المُضَارِع مِن غَيْرِ أَنْ يكونَ حَرْفًا حَلْقِيًّا. وخَلَفَ عَن أَصْحَابِهِ، يَخْلُفُ، بالضَّمِّ: إِذا تَخَلَّفَ: قَالَ الشَّمَّاخُ:
(تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُنَا الْمَنَايَا ... وأَخْلَفَ فِي رُبُوعِ عَنْ رُبُوعِ)
خَلَفَ فُلاَنٌ خَلاَفَةً، وخُلُوفاً، كَصَدَارَةٍ، وصُدُورٍ: حَمُقَ، وقَلَّ عَقْلُهُ، فَهُوَ خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وأَخْلَفُ، وخَلِيفٌ، وَهِي خَلْفَاءُ، والتاءُ فِي خَالِفَةٍ للمُبَالَغَةِ، وَقد تقدّم. خَلَفَ عَن خُلُقِ أَبِيهِ، يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا تَغَيَّرَ عَنْهُ. خَلَفَ فُلاَناً، يَخْلُفُه، خَلَفاً: صَارَ خَلِيفَتَهُ فِي أَهْلِهِ، ووَلَدِهِ، وأَحْسَنَ خِلاَفَتَهُ عَنهُ فيهم. وخَلِفَ الْبَعِيرُ، كَفَرِح: مَالَ علَى شِقٍّ واحدٍ، فَهُوَ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ. خَلِفَتِ النَّاقَةُ تَخْلَفُ، خَلَفاً: أَي حَمَلَتْ قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ فِي المُحِيطِ. والخِلاَفُ، كَكِتَابٍ، وشَدُّهُ، أَي مَعَ فَتْحِهِ لَحْنٌ من العَوَامِّ، كَمَا فِي العُبَابِ: صِنْفٌ مِن الصَّفْصَافِ ولَيْس بِهِ، وَهُوَ بأَرْضِ العربِ كَثِيرٌ، ويُسَمَّى السَّوْجَرَ، وأَصْنَافُهُ كثيرةٌ، وكُلُّهَا خَوَّارٌ ضَعِيفٌ، وَلذَا قَالَ الأَسْوَدُ:
(كَأَنَّكَ صَقْبٌ مِن خِلاَفٍ يُرَى لَهُ ... رُوَاءٌ وتَأْتِيهِ الْخُؤُورَةُ مِنْ عَلْ)
الصَّقْبُ: عَمُودٌ مِن عُمُدِ البَيْتِ، والواحِدَة: خِلاَفَةٌ. وزَعَمُوا أَنه سُمِّيَ خِلاَفاً، لأَنَّ السَّيْلَ يَجِيءُ بِهِ سَبْياً، فَيَنْبُتُ مِن خِلاَفِ أَصْلِهِ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهَذَا لَيْسَ بقَوِيٍّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومَوْضِعُهُ مُخْلَفَةٌ. قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَحْمِلُ فِي سَحْقِ مِنَ الْخِفَافِ تَوَادِياً سُوِّينَ مِنْ خِلاَفِ)
فإِنَّمَا يُرِيدُ مِن شَجَرِ مُخْتَلِفٍ، وَلَيْسَ يَعْنِي الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَال لَهَا: الخِلافُ لأَنَّ ذَلِك لَا يكَاد أَن يكونَ فِي الْبَادِيَةِ. وَرَجُلٌ خِلِّيفَةٌ، كَبِطِّيخَةٍ: مُخَالِفٌ ذُو خِلْفَةٍ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ. رجل خِلَفْنَةٌ، كَرِبَحْلَةٍ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وخِلْفَناةٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، عَن اللِّحْيَانِيِّ، ونُونُهُمَا زَائِدَةٌ، وهُمَا لِلْمُذَكَّرِ والْمُؤَنَّثِ والْجَمْعِ، يُقَال: هَذَا رجلٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، وامرأَةٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ، والقومُ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ قألَهُ اللِّحْيَانِيُّ، ونُقِلَ عَن بعضِهم فِي الْجمع: خِلَفْنَاتٌ فِي الذُّكُورِ والإِنَاثِ: أَيْ مُخَالِفٌ، كَثِيرُ الْخِلاَفِ، وَفِي خُلُقِهِ خِلَفْنَةٌ، كدِرَفْسَةٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، وخِلْفْنَاةٌ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ، ونُونُهُما زائدةٌ أَيضاً، كَذَا خَالِفٌ، وخَالِفَةٌ، وخِلْفَةٌ، وخُلْفَةٌ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ: أَي خِلاَفٌ، وَقد تقدَّم عَن ابْن بُزُرْجَ أَنَّ الخُلْفَةَ فِي العَبْدِ، بِالضَّمِّ، هُوَ الحُمْقُ والعَتَهُ، وَعَن غيرِهِ: الفَسَادُ، وبَيْن خِلْفَةٍ وخِلْقَةٍ جِنَاسُ تَصْحِيفٍ. المَخْلَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: الطَّرِيقُ، فِي سَهْلٍ كانَ أَو جَبَلٍ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ)
مُخْلَفَةُ بني فُلانٍ: المَنْزِلُ. ومَخْلَفةُ مِنًى: حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ، وَمِنْه قَوْلُ الهُذَلِيِّ:
(وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزًّا ... إِذَا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ الْبُيُوتُ)
قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ همَيْلٍ الهُذَلِيِّ، وَلم يُذْكَرْ شِعْرُه فِي الدِّيوانِ. المَخْلَفُ، كَمَقْعَدٍ: طُرُقُ النَّاسِ بِمِنًى حَيْثُ يَمُرُّونَ، وَهِي ثلاثُ طُرُقٍ، وَيُقَال: اطْلُبْهُ بالمَخْلَفَةِ الوُسْطَى مِن مِنًى. ورَجُلٌ خُلْفُفٌ، كَقُنْفُذٍ، وضُبِطَ فِي اللِّسَانِ مِثْل جُنْدُبٍ. أَحْمَقُ، وَهِي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ، بهاءٍ، وبِغَيرِ هاءٍ: أَي حَمْقَاءُ. وأُمُّ الخُلْفُفِ، كَقُنْفُذٍ، وَجُنْدَبٍ وعلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ: الدَّاهِيَةُ، أَو الْعُظْمَى مِنْهَا. وأَخْلَفَهُ الْوَعْدَ: قَالَ ولَمْ يَفْعَلْهُ، قَالَ اللهُ تعالَى: إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، ونَصُّ الصِّحاح: أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلُه علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ: أَخْلَفَ فُلاناً أَيْضاً: إِذا وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً، وأَنْشَدَ لِلأَعْشَى:
(أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا ... فَمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا)
ويُرْوَى: فَمَضَى. قَالَ: كَانَ أَهلُ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: أَخْلَفَتِ النَّجُومُ، أَي: أَمْحَلَتْ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَطَرٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، وأَخْلَفَتْ عَن أَنْوَائِهَا كَذَلِك، أَي: لأَنَّهُمْ كانُوا يَعْتَقِدُونَ ويَقُولُونَ: مُطِرْنَا بنَوْءِ كَذَا وَكَذَا. ونَقَلَ شيخُنَا عَن الفَارَابِيِّ فِي ديوانِ الأَدَبِ، أَنَّ أَخْلَفَهُ من الأَضْدادِ، يَرِدُ بمعنَى: وَافَقَ مَوْعِدَهُ، قَالَ: وَهُوَ غَرِيبٌ. أَخْلَفَ فُلاَنٌ لِنَفْسِهِ، أَو لغيرِه: إِذَا كَان قد ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ، فَجَعَلَ) مَكَانَهُ آخَرَ، وَمِنْه الحديثُ: أَبْلِي وأَخْلِفِي، ثمَّ أَبْلِي وأَخْلِفِي، قَالَهُ لأُمِّ خالِدٍ حِين أَلْبَسَهَا الخَمِيصَةَ، وَتقول العَرَبُ لمَن لَبِسَ ثوبا جَدِيدا: أَبْلِ، وأَخْلِفْ، واحْمَدِ الكَاسِي. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلم تَرَ أَنَّ المالَ يخْلُفُ نَسْلُه ... ويأْتِي عَلَيْهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ)

(فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهْ)
يَقُول: اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ. أَخْلَفَ النَّبَاتُ: أَخْرَجَ الْخِلْفَةَ، وَهُوَ الَّذِي يخْرُجُ بَعْدَ الوَرَقِ الأَوَّلْ فِي الصَّيْفِ، وَفِي حديثِ جَرِيرٍ: خَيْرُ المَرْعَى الأَرَاكُ والسَّلَمُ، إِذا أَخْلَفَ كانَ لَجِيناً وَفِي حدِيثِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيِّ: حتَّى آلَ السُّلاَمَى، وأَخْلَفَ الْخُزَامَى، أَي: طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِن أُصُولِه بالمَطَرِ. أُخْلَفَ الرَّجُلُ: أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى السَّيْفِ، إِذا كَانَ مُعَلَّقًا خَلْفَهُ، لِيَسُلَّهُ وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَخْلَفَ يَدَهُ: إِذا أَرَادَ سَيْفَهُ، فأًخْلَفَ يَدَهُ إِلى الكَنَانَة، وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ رَجُلاً أَخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَخْلَفَ عَن الْبَعِيرِ: إِذا حَوَّلَ حَقَبَهُ، فَجَعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ، وذلِك إِذا أَصَابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ، فاحْتَبَسَ بَوْلُهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا يُقَال: أَخْلِفِ الحَقَبَ، أَي: نَحِّه عَن الثِّيلِ، وحَاذِ بِهِ الحَقَبَ، لأَنَّهُ يُقُالُ: حَقِبَ بَوْلُ الجَمَلَ، أَي: احْتَبَسَ، يَعْنِي أَنَّ الحَقَبَ وَقَعَ علَى مَبَالِهِ، ولايُقَال ذَلِك فِي النَّاقَةِ، لأَنَّ بَوْلَها مِن حَيائِها، وَلَا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحَياءِ. أَخْلَفَ فُلاناً: رَدَّهُ إِلَى خَلْفِهِ، قَالَ النَّابِغَةُ: (حتَّى إِذَا عَزَلَ التَّوَائِمَ مُقْصِرًا ... ذَاتَ الْعِشَاءِ وأَخْلَفَ الأَرْكَاحَا)
وَمِنْه حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ: جِئْتُ فِي الهَاجِرَةِ، فوجدتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُصَلِّي، فقُمْتُ عَن يَسَارِهِ، فأًخْلَفَنِي عُمَرُ، فجَعَلَنِي عَن يَمِينِهِ، فجَاءَ يَرْفَأُ، فتَأَخَّرْتُ، فصَلَّيْتُ خَلْفَهُ بحِذَاءِ يَمِينِه، يُقَال: أَخْلَفَ الرَّجُلُ يَدَهُ، أَي: رَدَّهَا إِلى خَلْفِهِ، قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ: أَي رَدَّ عَلَيْكَ مَا ذَهَبَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: تَكَفَّلَ اللهُ لِلْغَازِي أَنْ يُخْلِفَ نَفَقَتَهُ. أَخْلَفَ الطَّائِرُ: خَرَجَ لَهُ رِيشٌ بَعْدَ رِيشِهِ الأَوَّلِ، وَهُوَ مَجَازٌ، مِن أَخْلَفَ النَّبَاتُ أَخلف الْغُلاَمُ: إِذا راهَقَ الْحُلُمَ، فَهُوَ مُخْلِفٌ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. أَخْلَفَ الدَّوَاءَ فُلاَناً: أَضْعَفَهُ بكَثْرَةِ التَّرَدُّدِ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ. والإِخْلاَفُ: أَنْ تُعِيدَ الْفَحْلَ علَى النَّاقَةِ إِذَا لَمْ تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ، وقَالُوا: أَخْلَفَتْ: إِذا حَالَتْ. والْمُخْلِفُ: الْبَعِير: الَّذِي جَازَ الْبِازِلَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: بعدَ البَازِلِ، وَلَيْسَ بَعْدَهُ سِنٌّ، ولكنْ يُقَال: مُخْلِفُ عَامٍ أَو عَامَيْنِ، وَكَذَا مَا زَادَ، والأُنْثَى بالهاءِ، وَقيل: الذَّكَرُ والأُنْثَى سَوَاءٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للجَعْدِيِّ:
(أَيِّدِ الْكَاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ ... أَخْلَفَ الْبَازِلَ عَاماً أَو بَزَلْ)

قَالَ: وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُول: النَّاقَةُ لَا تكونُ بَازِلاً، وَلَكِن إِذا أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ بَعْدَ البُزُولِ فَهِيَ بَزُولٌ،الخِلاَفُ: كُمُّ الْقَمِيصِ، يُقال: اجْعَلْهُ فِي مَتْنِ خِلاَفِكَ، أَي فِي وَسَطِ كُمِّكَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. قَوْلُهُم: هَوَ يُخَالِفُ فُلاَنَةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: إِلَى فُلانةَ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ، والعُبَابِ: أَيْ يَأْتِيهَا إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، ويَرْوَى قَوْلُ أَبِ ذُؤَيْبٍ:
(إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لَمْ يرْجُ لَسْعَهَا ... وخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوبٍ عَوَاسِلِ)
بالخَاءِ المَعْجَمَةِ، أَي جاءَ إِلى عَسَلِهَا وَهِي تَرْعَى غَائِبَةً تَسْرَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَالَفَهَا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، وحَالَفَهَا، بالحَاءِ المُهْمَلَةِ: أَي: لاَزَمَهَا وَكَانَ أَبو عَمرٍ وَيَقُول: خَالَفَهَا: أَي جاءَ مِن وَرَائِها إِلى العَسَلِ، والنَّحْلُ غَائِبَةٌ، كَذَا فِي شرح الدِّيوان، وَقيل: مَعْنَاهُ: دَخَلَ عَلَيْهَا، وأَخَذَ عَسَلَهَا وَهِي تَرْعَى، فكأَنَّه خَالَفَ هَوَاهَا بذلك، والحَاءُ خَطَأُ. وتَخَلَّفَ الرَّجُلُ عَنِ القَوْمِ: إِذا تَأَخَّرَ، وَقد خَلَّفَه وَرَاءَهُ تَخْلِيفَا. واخْتَلَفَ: ضِدُّ اتَّفَقَ، وَمِنْه الحديثُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، أَي: إِذا تقدَّم بعضُهم علَى بَعْضٍ فِي الصُّفُوفِ تَأَثَّرَتْ قُلُوبُهُم، ونَشَأَ بَيْنَهُمْ اخْتِلاَفٌ فِي الأُلْفَةِ والْمَوَدَّةِ، وقِيل: أَرادَ بهَا تَحْوِيلَهَا إِلى الأَدْبَارِ، وَقيل: تَغَيُّرَ صُورَتَهَا إِلَى) صُورَةٍ أُخْرَى، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، كَمَا تقدَّم. اخْتَلَفَ فُلاَناً: كَانَ خَلِيفَتَهُ مِن بَعْدِهِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَخْتَلِفُنِي، أَي يَخْلُفُنِي. اخْتَلَفَ الرَّجُلُ فِي المَشْيِ إِلى الْخَلاَءِ: إِذا صَارَ بِهِ إِسْهَالٌ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. اخْتَلَفَ صَاحِبَهُ: إِذا بَاصَرَهُ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وسَبَقَ لَهُ قَرِيبا بالنُّونِ والظَّاءِ المًشَالَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ، فَإِذَا غَابَ دَخَلَ علَى زَوْجَتِهِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي زَيْدٍ، والاسْمُ مِنْهُ الخِلْفَةُ، وَقد تقدَّم. وممَا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: خَلَفَ العَنْبَرَ بِهِ: خَلَطَهُ. والزَّعْفَرَانَ، والدَّوَاءَ: خَلَطَهُ بماءٍ. واخْتَلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلفَهُ، كأَخلَفَهُ، وخَلَّفَهُ: جَعَلَهُ خَلَفَهُ، كأَخلَفَهُ، الأَخِيرُ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أَلْحَحْتُ علَى فُلانٍ فِي الاتِّباعِ حَتَّى اختَلَفتُهُ، أَي، جَعَلتُه خَلفِي. وخَلَّفَهم تَخلِيفاً: تَقَدَّمَهم وتَرَكَهُم وَرَاءَهُ. وخَالَفَ إِلى قَوْمٍ: أَتَاهُم مِن خَلْفهِم، أَو أظْهَرَ لَهُم خلاَفَ مَا أَضْمَرَ، فأَخَذَهُمْ على غَفْلَةٍ. وخَالَفَهُ إِلى الشَّيْءِ: عَصَاهُ إِليه، أَو قَصَدَهُ بعدَ مَا نَهَاهُ عَنهُ، وَهُوَ منْ ذلكَ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ، وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة: خَالَفَ عَنَّا عَليُّ والزُّبَيْرُ أَي: تَخَلَّفَا. وجاءَ خَلاَفَهُ، بالكَسْرِ: أَي بَعْدَه، وقُرِئَ: وإِذًا لاَ يَلْبَثُونَ خِلاَفَكَ، وَكَذَا قولُه تعالَى: بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ نَبَّهَ عليهِ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلاَفُ فِي الآيَةِ الأَخِيرَةِ بمَعْنَى المُخَالَفَةِ، وخَالَفَهُ ابنُ بَرِّيّ، فَقَالَ: خِلاَفَ فِي الآيَةِ بمَعْنَى بَعْدَ، وأَنْشَدَ للحَارِثِ بن خالدٍ المَخْزُومِيِّ:
(عَقَبَ الرَّبِيعُ خِلاَفَهُمْ فَكَأَنَّمَا ... نَشَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَا)
قَالَ: ومِثْلَهُ لِمُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ:
(وَقد يُفْرِطُ الْجَهْلَ الْفَتَى ثُمَّ يَرْعَوِي ... خِلاَفَ الصِّبَا لِلْجَاهِلِينَ حُلُومُ) قَالَ: ومِثْلُه للْبُرَيقِ الهُذَلِيِّ: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ خِلاَفَهُمْ بِسِتَّةِ أَبْيَاتِ كَمَا نَبَتَ الْعِتْرُ وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيَارَ كَأَنَّهَا ... خِلاَفَ دِيَارِ الْكَاهِلِيَّةِ عُورُ)
وأَنْشَدَ للآخَرِ:
(فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلاَفَ الذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لأُخرَى مِثْلِهَا فَكَأّنْ قَدِ)
وأَنْشَدَ لأَوْسٍ: لَقِحْتْ بِهِ لَحْياً خِلاَفَ حِيَالِ أَي بَعْدَ حِيَالِ، وأَنشد لِمُتَمِّم:)
(وفَقْدَ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوْا فَلم أَكُنْ ... خِلاَفَهُمُ أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعَا)
ومخلفات البَلَدِ: سُلْطَانُهُ، ومِخْلاَفُ الْبَلَدِ: سُلْطَانُهُ. ورَجُلٌ مَخْلاَفٌ مِتْلاَفٌ، ومَخْلِفٌ مُتْلِفٌ، وَقد اسْتطْرَدَهُ المُصَنَّفُ فِي ت ل ف، وأَهْمَلَه هُنَا. وأَخْلَفَتِ الأَرْضُ: إِذا أَصابَها بَرَدٌ آخِرَ الصَّيْفِ، فاخْضَرَّ بَعْضُ شَجَرِهَا. واسْتَخْلَفَتْ: أَنْبَتَتِ العُشْبَ الصَّيْفِيَّ. وأَخْلَفَتِ الشَّجَرةُ: لم تُثْمِرْ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يكونَ فِي الشَّجَرِ ثَمَرٌ، فيَذْهَبُ، وَقيل: الإِخْلافُ فِي النَّخْلةِ، إِذا لم تَحْمِلْ سَنَةً، كَمَا فِي اللِّسَانِ. وبَقِيَ فِي الحَوْضِ خِلْفَةٌ مِن ماءٍ: أَي بَقِيَّةٌ. وقَعَدَ خِلاَفَ أَصْحَابِهِ: لم يخْرُجْ مَعَهم، وخَلَفَ عَنْ أَصْحابِه كذلِكَ والخَلِيفُ، كأَمِيرٍ: المُتَخَلِّفُ عَن المِيعادِ، والمُخَالِفُ لِلْعَهْدِ، وبكُلِّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَاعَدْنَا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْهُ ... وَلم تَشْعُرْ إِذَنْ أَنِّي خَلِيفُ)
كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوان. واسْتَخْلَفَ الرَّجُلُ: اسْتَعْذَبَ الماءَ، واخْتَلَفَ، وأَخْلَفَ: سَقاهُ، وأَخْلَفَهُ: حَمَلَ إِليه الماءَ العَذْبَ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ فِي الرَّبِيعِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وَقد تَقَدَّم، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ المُسْتَخْلِفُونَ يَسْتَقُونَ: أَي المُتَقَدِّمونَ. والخَالِفُ: المُتَخَلِّفُ عَن القَوْمِ فِي الغَزْوِ وغيرِه، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، نَادِرٌ، وَقد تقدَّم. والخَالِفَةُ: الوَارِدُ علَى الماءِ بعدَ الصَّادِرِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَعْرَابِيُّ أَبا بِكِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنا الخَالِفَةُ بَعْدَهُ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِك تَوَاضُعاً، وهَضْماَ لِنَفْسِهِ. وخَلَفَ فُلانٍ: إِذا خَالَفَهُ إِلَى أَهْلِهِ. ويُقَال: إِنَّ امْرَأَةَ فُلانٍ تَخْلُفُ زَوْجَها بالنِّزاعِ إِلَى غَيْرِهِ، إِذا غابَ عَنْهَا، وَمِنْه قَوْلُ أَعْشَىَ مَازِن يَشْكُو زَوْجَتَهُ: فَخَلَفَتْنِي بِنَزَاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ ولَطَّتْ بِالذَّنَبْ قَالَ ابنُ الأُثِيرِ: وَلَو رُوِيَ بالتَّشْدِيدِ لكانَ المَعْنَى فأَخَّرَتْنِي إِلَى وَرَاء. وخَلَفَ لَهُ بالسَّيْفِ: إِذا جَاءَهُ مِن خَلْفِهِ، فضَرَبَ عُنَقَهُ. وتَخَالَفَ الأمْرانِ: لم يَتَّفِقَا، وكَلُّ مَا لم يَتَسَاوَ فقد تَخَالَفَ، واخْتَلَفَ. ونِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي عَاماً ذَكَراً وعَاماً أُنْثَى، وَبَنُو فُلانٍ خِلْفَةٌ: أَي شِطْرَةٌ، نِصْفٌ ذُكُورٌ، ونِصْفٌ إِناثٌ. والتَّخَاليِفُ: الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَةُ. ورجُلٌ مَخْلُوفٌ: أَصَابَتْهُ خِلْفَةٌ، أَي: شِطْرَةٌ، ورِقَّةُ بَطْنٍ. وأَصْبَحَِ خَالِفًا: أَي ضَعِيفاً لَا يشْتَهِي الطَّعَامَ. وثَوْبٌ مَخْلوفٌ: مَلْفُوقٌ، وَقد خَلَفَهُ خَلْفاً، قَالَ الشاعرُ:)
(يُرْوِي النَّدِيمَ إِذَا انْتَشَى أَصْحَابُهُ ... أُمَّ الصَّبِيَّ وثَوْبُهُ مَخْلُوفُ)
وَقيل: المُخْلُوفُ هُنَا: المُرْهُونُ، والأَوَّلُ أَصُحُّ. واخْتَلَفَ إِليهِ اخْتِلافَةً واحِدَةً، وَهُوَ يَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ: يَتَرَدَّدُ. وَقيل: الخِلْفُ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُ الحالِبِ مِن الضَّرْعِ. ويُقَال: دَرَّتْ لَهُ أَخْلاَفُ الدَّنْيا، وَهُوَ مُجُازٌ. وأَخْلَفَ اللَّبَنُ: حَمُضَ. والْخَالِفُ: اللَّحْمُ الَّذِي تَجَدُ مِنْهُ رُوَيْحَةً، وَلَا بَأْسَ بِمَضْغِهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خَلَفٌ: إِذا اعْتَزَلَ أَهْلَهُ. وعَبْدٌ خَالِفٌ: قد اعْتَزَلَ أَهْلَ بَيْتِهِ. وخَلَفَ فُلانٌ عَن كلِّ خَيْرٍ: أَي لم يُفْلِحْ، وَفِي الأَسَاسِ: تَغَيِّرَ وفَسَدَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وبَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عَن ثِيلِهِ مِنْ خَلْفِهِ، إِذا حَقِبَ، قَالَهُ الفَزَارِيُّ. والأخْلَفُ مِن الإِبِلِ: المَشْقُوقُ الثِّيلِ، الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وَجَعاً. وأَخْلَفَ البَعِيرَ، كأَخْلَفَ عَنهُ. والخُلُفُ، بضَمَّتَيْن: نَقِيضُ الوَفَاءِ بالوَعْدِ، كالخُلُوفِ، بالضَّمِّ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ:
(أَقِيمُوا صُدُورَ الْخَيْلِ إِنَّ نُفُوسَكُمْ ... لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَالَهُنَّ خُلُوفُ)
والمُخْلِفُ: الكثيرُ الإِخْلافِ لوَعْدِهِ. والخَالِفُ: الَّذِي لَا يكادُ يُوفِي. وخَالِفَةُ الْغَازِي: مَن بَعْدَه مِن أَهْلِهِ، وتَخَلَّفَ عَنهُ. والخَالِفَةُ: اللَّجُوجُ مِن الرَّجَالِ. وخَلَفَت العامَ النَّاقَةُ: إِذا رَدَّهَا إِلى خَلِفَةٍ.
وصُخُورٌ مِثْلُ خَلائِفِ الإِبِلِ: أَي بقَدْرِ النُّوقِ الحَوَامِلِ. وامْرَأَةٌ خَلِيفٌ: إِذا كَانَ عَهْدُهَا بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وخَلَفَ فُلانٌ على فُلانةَ خِلاَفَةً: تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ، نَقَلَهُ الزَّمْخْشَرِيُّ. وإِبِلٌ مَخَالِيفُ: رَعَتِ البَقْلَ، وَلم تَرْعَ اليَبِيسَ، فَلم يُغْنِ عَنْهَا رَعْيُهَا البَقْلَ شَيْئاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(فَإِنْ تَسْأَلِي عَنَّا إِذَا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ ... مَخَالِيفَ حُدْباً لاَ يَدِرُّ لَبُونُهَا)
وفَرَسٌ ذُو شِكَالٍ مِن خِلافٍ: أَي إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى ورِجْلِهِ اليُسْرَى بَياضٌ، وبعضُهم يَقُول: لَهُ خَدَمَتَانِ مِنْ خِلافٍ: إِذا كَانَ بيَدِهِ اليُمْنَى بَيَاضٌ، وبيَدِهِ اليُسْرَى غيرُه. والمَخَالِفُ: صَدَقَاتُ العَرَبِ، كَذَا فِي التَّكْمِلِةِ. وخَلَفَهُ بخَيْرٍ أَو شَرٍّ: ذَكَرَه بِهِ بغَيْرِ حَضْرَتِهِ. والأَخْلِفَةُ، كأَنَّه جَمْعُ خَلْف: أَحَدُ مَحَالٌ بَوْلان بنِ عمرِو بنِ الغَوْثِ، مِن ضَيِّءِ، بأَجَإٍ، نَقَلَهُ ياقُوتُ. وَيحيى بن بنُ خُلُفٍ الحِمْيَرِيُّ، بضَمَّتَيْن، المعروفُ بأَبِي الخُلُوفِ، وَقد يُقَال فِي اسْمِ أَبيه: خُلُوف، بالضَّمِّ أَيضاً، وَلَدُه عبدُ المُنْعِمِ بنُ يحيى، حَدَّث عَنهُ أَبو الْقَاسِم الصَّفْراوِيُّ. وفُتُوحُ بنُ خَلُوفٍ، كصَبُورٍ، وابنُه عبدُ المُعْطِي، حَدَّثا عَن السِّلَفِيِّ، وابنُه محمدُ بنُ فُتُوحٍ، حدَّث عَن ابنِ مُوَقَّى.
وعبدُ اللهِ بنِ مُوسَى بنِ خُلُوفِ بنِ أَبي العَظَامِ، بالضَّمَِّ، ذكَره ابنُ بَشْكُوال. وحَمَلُ بنُ عَوْفٍ)
المَعَافِرِيُّ ثمَّ الخُلَيْفِيُّ، بالتَّصْغِيرِ، شَهِدَ فَتْحِ مصرَ، وَهُوَ والدُ عُبَادةَ بنِ حَمَلٍ، ذكَرَه ابنُ يُونُس فِي تاريح مصر. قلتُ: وشيخُ مَشَايِخِنا أَبو العَبَّاس شهابُ الدِّين أَحمد بنُ محمدَ بنِ عَطِّيَةَ بنِ أَبي الخيرِ الخُلَيْفِيُّ الأَزْهَرِيُّ الشَّافِعِيُّ، تُوُفِّيَ سنة، حَدَّثَ عَن مَنْصُور الطُّوخِيِّ، والشَّمْسِ محمدٍ العِنَانِيِّ. والشِّهابِ البِشْبِيشِيِّ، وَعنهُ شُيُوخُنا، وَقد تَقَدَّم ذِكرُه فِي م وس.

وَهْدٌ

وَهْدٌ:
بالفتح ثم السكون، وهو المكان المنخفض:
اسم موضع في قول رجل من فزارة:
أيا أثلتي وهد سقى خضل النّدى ... مسيل الرّبا حيث انحنى بكما الوهد
ويا ربوة الحيّين حيّيت ربوة ... على النأي منّا واستهلّ بك الرّعد

البهر

البهر:
[في الانكليزية] Shortness of breath
[ في الفرنسية] Essouflement ،respiration difficile
بالضم كقفل عند الأطباء هو الــرّبو وضيق النفس ويجيء بيانه في لفظ الــربو.
(البهر) يُقَال بهرا لَهُ تعسا وهلاكا وبهرا لَهُ عجبا

(البهر) تتَابع النَّفس من الإعياء وَمَا اتَّسع من الأَرْض وَلَيْلَة البهر الَّتِي يغلب فِيهَا ضوء الْقَمَر النُّجُوم

حشو

الحشو: هو في اللغة ما تملأ به الوسادة، وفي الاصطلاح: عبارة عن الزائد الذي لا طائل تحته.

الحشو في العروض: هو الأجزاء المذكورة بين الصدر والعروض، وبين الابتداء والضرب من البيت، مثلًا: إذا كان البيت مركبًا من مفاعيلن ثماني مرات، فمفاعيلن الأول صدر، والثاني والثالث حشو، والرابع عروض، والخامس ابتداء، والسادس والسابع حشو، والثامن ضرب، وإذا كان مركبًا من مفاعيلن أربع مرات، فمفاعيلن الأول صدر، والثاني عروض، والثالث ابتداء، والرابع ضرب، فلا يوجد فيه الحشو.
(ح ش و) : (الْحَشْوُ) مَصْدَرُ حَشَى الْوِسَادَةَ فَسُمِّيَ بِهِ الثَّوْبُ الْمَحْشُوُّ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ وَيُنْزَعُ عَنْهُ الْحَشْوُ (وَاحْتَشَتْ) الْحَائِضُ بِالْكُرْسُفِ إذَا أَدْخَلَتْهُ فِي الْفَرْجِ (وَقَوْلُهُ) احْتَشَى كُرْسُفًا عَلَى حَذْفِ الْبَاءِ أَوْ عَلَى التَّضْمِينِ (وَقَوْلُهُ) خُذْ مِنْ (حَوَاشِي) أَمْوَالِهِمْ أَيْ مِنْ عُرْضِهَا يَعْنِي مِنْ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِهَا مِنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ جَمْعُ حَاشِيَةِ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ لِجَانِبِهِ.

حشو


حَشَا(n. ac. حَشْو)
a. Filled, crammed, stuffed, padded; wadded.
b. Hit, hurt in the entrails.

حَاْشَوَa. Gave (him) the refuse of.
إِحْتَشَوَa. Pass. of I (a).
حَشْوa. Stuffing; padding; wadding.
b. Digression; redundancy.

حَشْوِيّ [] (pl.
حَشْوِيَّة)
a. Bombastical.

حُِشْوَة [حِشْوَة]
a. Intestines, entrails, bowels, guts.
b. Thicket, jungle.

حَشَا (pl.
أَحْشآء [] )
a. see 2t (a)
مَحْشَاة [] (pl.
مَحَاشي [] )
a. Rectum.

حَاشِيَة []
a. The refuse or worthless portion of a flock.

حَشِيَّة [] (pl.
حَشَايَا)
a. Mattress, bed.
b. Padded, wadded garment; woman's bustle.

مَحْشِىّ
a. Stuffed vegetables (dish).
ح ش و : الْحَشَا مَقْصُورٌ الْمِعَى وَالْجَمْعُ أَحْشَاءٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْحَشَا النَّاحِيَةُ وَالْحُشْوَةُ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا الْأَمْعَاءُ أَيْضًا وَأَخْرَجْتُ حِشْوَةَ الشَّاةِ أَيْ جَوْفَهَا وَحَشَوْتُ الْوِسَادَةَ وَغَيْرَهَا بِالْقُطْنِ أَحْشُو حَشْوًا فَهُوَ مَحْشُوٌّ وَحَاشِيَةُ الثَّوْبِ جَانِبُهُ وَالْجَمْعُ الْحَوَاشِي وَحَاشِيَةُ النَّسَبِ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ عَلَى جَانِبِهِ كَالْعَمِّ وَابْنِهِ وَحَاشِيَةُ الْمَالِ جَانِبٌ مِنْهُ غَيْرُ مُعَيَّنٍ وَحَاشَى فُلَانٍ بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ أَيْضًا كَلِمَةُ اسْتِثْنَاءٍ تَمْنَعُ الْعَامِلَ مِنْ تَنَاوُلِهِ. 
ح شوحشوت الوسادة، وغيرها حشواً. وطرح له حشية، ولهم حشايا. وهي الفرش المحشوة. وأخرج القصاب حشوة الشاة وهي ما في بطنها. وضربه فانتثرت حشوته. واحتشى من الطعام. واحتشت المستحاضة بالكرسف. وطعنة كحاشية البرد. وضم حاشيتي الرداء. وأنا في حشا فلان أي في كنفه وذراه، وفلان خيرهم حشاً. قال الكميت:

لتزور خير العالمي ... ن حشاً لمختبط وزائر

وامرأة ضامرة الحشا، ونساء ضوامر الأحشاء.

وأساءوا حاشي فلان، وحاشى فلاناً. وأنا أحاشيك من كذا. قال:

وما أحاشي من الأقوام من أحد

ومن المجاز: عيش رقيق الحواشي، وكلام رقيق الحواشي. وأعطاه من حشو الإبل وحاشيتها وحواشيها. وأرسل بنو فلان رائداً فانتهى إلى أرض قد شبعت حاشيتاها، وهما ابن المخاض وابن اللبون. وهو من حشو بني فلان، وحشوتهم. قال الراعي:

أتت دونها الأحلاف أحلاف مذقحج ... وأفناء كعب حشوها وصميمها

وهو من العامة والحشوة. واحتشت الرمانة بالحب، وعن بعض العرب: رأيت أززاً كأزز الرمانة المحتشية. قال أبو النجم:

إلى ابن مروان حشوت الأرجلا ... من الغريريات عيساً بزلا

وصدنا محشية الكلاب، وهي الأرنب تتعب كلاب الصائد، حتى يأخذها الحشا وهو الــربو. قال:

ألا قبح الإله طليق سلمى ... وصاحبه محشية الكلاب
حشو: حشو: هي حشي في لغة العمة (فوك، بوشر) والمصدر نفسه من حشاية (فوك). ويقال حشي ب، ففي النويري (الأندلس ص479) مثلاً في كلامه عن جثة ميت: حَشِي بعاقاقير.
وحشى: أشبع، وملأ جوفه طعاماً.
وحشى روحه: امتلأ طعاماً. امتلأت معدته امتلاء شديدا (بوشر).
وحشي: ادخل نفسه فيما لا يعنيه (بوشر).
وحشى: ذيَّل تأليفاً: دس نصوصا في كتاب (بوشر).
وحشى في: ضم إلى، جمع إلى (بوشر).
وحشى قطنا: بطنه بالقطن (بوشر).
حشى الحساب: زاد في النفقة (بوشر).
حشى حاله في أمر غيره: سابقه ونافسه وجاراه (بوشر).
حشّى في: دس نصوصا في كتاب (بوشر) أحشى: تعني في لغة العامة حشى بمعنى ملأ (فوك).
وأحشى: أودع في برميل. صب شراباً في برميل بواسطة القمع (ألكالا).
تحشَّى: حشى بمعنى ملأ (معجم المتفرقات).
انحشى: باشرا أمراً. وتورط في قضية (بوشر).
وانحشى: تدثر، تغطى بما يدفئ (بوشر).
احتشى به وفيه: تدخل فيه، دس أنفه فيه (بوشر).
حشاً: ما انضمت عليه الظلوع والقلب والرئة والكبد. وتستعمل في الغالب مجازا لأن الحشا مركز العواطف والانفعالات والتأثر، يقال مثلً: طَأْمِن حشاك أي أطمئن وسكَّن من روعك وأهدأ. (كوزج مختارات ص 108).
وبَرِّد حشاك: أي قلبك وأطرد الهم عنه بالشراب والحب (الحريري ص123).
حَشَّى ويجمع على أحشية: ويطلق غالباً على كل ما يحشى ويطلق خاصة على الخبز المحشو بالسكر واللوز ونحو ذلك، ففي معجم المنصوري: احشية جمع حَشِّى بمعنى مَحْشُوّ وهو كل ما يُحْشَى بغيره والمراد به هنا ما حُشِيَ من الخبز بالسكر واللوز ونحو ذلك.
حَشْو: يعني غالباً كل ما حشي وأدخل في غيره. أنظر كوزج مختارات (121).
وكان على لين أن لا يفسر هذه الكلمة بكلمة، قطن، بل بما معناه ((قطن مندوف، سبيخة)) (أنظر حشى). وفي معجم بوشر. حَشَوة قطن دلالة على الواحدة من الحشو بهذا المعنى.
والثياب ذوات الحشو: الثياب المبطنة (المحشوة) بالقطن المندوف (المقري 2: 88). ويقال مجازا في الكلام عن النساء: الغَدْرُ حَشْوُ ثيابِهِن (ألف ليلة 1: 6) وفي المطبوع منها: حشو وهو خطأ.
وحَشْو: لحم مفروم مخردل (بوشر) وعند رولاند اسم الوحدة منه حشوة بهذا أي لحم مفروم. وحَشو: ضرب من الخبز يتخذ من الدقيق والعسل والسمسم والافاوية. (معجم الأسبانية ص59).
وحَشْو: كلام مسهب مطول (مملوك 1، 2: 105) انظر حشوي.
حَشْوَة: انظر المادة السابقة.
حَشْوِيّ وحَشَوي: حاول كاترمير (مملوك 1، 2: 105) أن يبرهن أن هذه الكلمة من يتكلم بها بكلام فضل لا خير فيه. ويظهر إنها تعني بهذا المعنى في بعض العبارات التي نقلها غير أنها لا تعني هذا المعنى في عبارات أخرى. لئن الحشوية أو أهل الحشو فيها إنما هي اسم طائفة. والرأي مختلف حول اصل هذا الاسم وحول أراء التي تقول بها وتعتقدها انظر معجم الادريسي.
وقد ذكر فوك كلمة حَشَوى في مادة ( Ora) وهي من الأصل حشى.
حَشاء: حَشَّاء التِبْنِ: من يحشو بالتبن مُصَبِر، مقشش (بوشر).
حاشية: حشو، خارج عن الصدد، خارج عن الموضوع، استطراد. والحاشية في الشعر الحشو لإقامة الوزن والقافية (بوشر) ولمعرفة معان أخرى لهذه الكلمة انظر مادة حشى.
أحشائي: نسبة إلى الأحشاء (بوشر) تَحشٍ (بالعامية تحشى): حشو، استطراد، خروج الكلام عن الصدد (بوشر).
مَحْشُوٌ: مُبَطَّن (المعجم اللاتيني العربي) وفيه: ( Diploide) ثوب مُبَطَّن مَحْشُو.
ومَحْشُو: نسيج مبطن. ففي كتاب ابن القوطية (ص17و): خرج إليه كلب من دار تجاور مقبرة قُرِيْش على بنيقة محشوّ مَرْوي كان يلبسه فخرقه. إن استعمال ضمير المذكر يدعو إلى العجب في مخطوطة صحيحة مثل هذه ولعل المؤلف قد فكر بكلمة محشو بالمعنى الذيسيلأتي بدل أن يفكر ب ((بنيقة)).
ومحشو: رداء مبطن (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( Vel clamis sagum mantum) ( لحاف ومَحْشُو).
مَحْشِيَّ: ما حشي باللحم والأرز من الطعام (انظر مادة ( Cuisine) عند برجرن، محيط المحيط).
ورَق محشي: ورق عنب أو ورق خس أو ورق كرنب يلف بخليط من الأرز واللحم المفروم (لين عادات 1: 217).
مُحْشى: ضرب من الخبز يتخذ من الدقيق والعسل والسمسم والأفاوية (ألكالا) وهو يكتبها ( Mohaxi) غير أن هذه ما يقوله أهل غرناطة للفظة ( mohxa) وهو اسم مفعول من أفعل في لغة العامة. وهو عندهم يدل معنى حسَّى.
مَحْشِيَة: تطلق في الأندلس على المِحْشاة وهو ضرب من القمصان أو الجلابيب أو كساء يرتدي به. (معجم البيان ص32 رقم 2 معجم الأسبانية ص163).
باب الحاء والشين و (وا ي) معهما ح ش و، ح وش، وح ش، وش ح، ش ي ح، ش ح ومستعملات

حشو: الحَشْوُ: ما حَشَوْتَ به فراشاً وغيره. والحَشْيَّةُ: الفراش المَحْشُوّ. واحتَشَيْتُ: بمعنى امتلأت. وتقول: انحَشَى صوتٌ في صوتٍ، وانحشَى حرفٌ في حرفٍ. والاحتِشاءُ: احتِشاءُ الرّجل ذي الإبْرِدة. والمُسْتَحاضةُ تحتشي [بالكُرْسُف] والحَشْوُ: صغارُ الإِبل، وحَشْوُها: حاشيتها أيضاً. قال:»

يعصوصِبُ الحشوُ، إذا افتدى بها وحاشيتا الثّوبِ: جانباهُ الطّويلان في طرفيهما الهُدْبُ. وحاشية السّراب: كلّ ناحية منه، وهنّ الحواشي. والحشو من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يُعْتَمَدُ عليه. والحَشْوُ من النّاس: من لا يُعْتَدُّ به. والحَشَا: ما دون الحجاب ممّا في البطن كله من الطّحِال والكَرِش والكبد، وما تَبِع ذلك حشاً كلُّه. والحشا: ظاهرُ البَطْن وهو الخَصْر. وحشوته [سهماً] إذا أصبت حشاه. وحَشَأْته بالعصا حشأً- مهموزا-: إذا ضربت بها بطنه، وفرّقوا بينهما بالهَمْز. وحشَأْتُ النّار: غَشْيتُها. وقول العرب: حشياء رابية: منتفخة من بهر ونحوه. وحشياء: ضخمة الأحشاء.

حوش: المحاش: كأنّه مِفْعل من الحَوْش، وهم قومٌ لفيفٌ أُشابة. قال النابغة:

اجمعْ مِحاشَك يا يزيدُ فإنّي ... أعددتُ يَــربُوعاً لكم وتَميما

والحُوْشُ: بلاد الجنّ، لا يمرُّ بها أحدٌ من النّاس. ورجل حُوشيٌّ: لا يُخالطُ النّاسَ. وليلٌ حُوشيٌّ: مُظِلمٌ هائِل، وهذه سَنَةٌ مَحْوشٌ: يابسة. قال:

وطولُ مَحْشِ الزَّمَنِ المحوش وحُشْنا اليّدَ وأحشناها: أي: أخذناها من حواليها لنصرفها إلى الحبائل التي نصبت لها. واحتوش القومُ فلاناً وتحاوَشُوه: جعلوه وسطهم. وما أَنْحاشُ من شيءٍ، أي: ما أكثرتُ له. والتّحويش: التّحويل. وحاشا: كلمةُ استثناء، وربّما ضمّ إليها لام الصّفة. قال الله تعالى: قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ* . وقال النابغة:

وما أُحاشي من الأَقْوامِ مِنْ أَحَدِ

والحائش: جماعةُ النّخل، لا واحد له.

وحش: الوَحْشُ: كلّ ما لا يُستأنس من دوابّ البَرِّ، فهو وحشيّ. تقول: هذا حمارُ وحشٍ. وحمارٌ وحشيّ، وكل شيء يستوحش عن النّاس فهو وحشيّ. وفي بعض الكلام: إذا أقبل اللّيل استأنس كل وحشي، واستوحش كل إنْسيّ. ويقال للجائع: قد توحّش، أي: خلا بطنُه. ويقال للمحتمي لشرب الدّواء: قد توحش، وللمكان إذا ذهب عنه الإنس: قد أوحش، وطللٌ مُوحش. قال:

لسَلْمَى مُوحشاً طَلَلُ ... يلوح كأنّه خِلَلُ

ودارُ مُوحِشَة. قال:  معالمها حِشُونا

على قياس (سنون) وبالنّصب والجدّ: حِشِينَ، قال:

فأَمْسَتْ بعدَ ساكِنِها حِشِينا

والوَحْشِيُّ والإنْسيّ شِقّا كلّ شيء فإِنسيّ القَدَمِ ما أقبل [منها] على القَدَم الأُخْرى، ووَحْشِيُّها ما خالف إنّسِيَّها. ووحشيّ القَوْس الأعجمية ظهرها، وإنسِيُّها بطنها المُقْبِل عليك. ووحشيّ كلّ دابّة: شِقْها الأَيْمن والِإنسيّ الأَيْسَر. وإذا كان بيدك شيء فرميت به عنك بعيداً قلت: وحّشت.

وشح: الوَشْحُ من الوِشاح، والجمع: الوُشُحُ. والوِشاح: من حَلْيِ النّساء: كِرْسانِ من لؤلؤٍ وجوهر منظومان، مُخَالَفٌ بينهما، معطوف أحدهما على الآخر [تتوشّح به المرأة] . وشاةٌ مُوَشَحة، وطائر مُوَشَّح إذا كان لهما خُطَّتان، من كلّ جانب خُطَّة كالوِشاح قال الطرماح يصف الديك:

وَنَبِّهْ ذا العِفاءِ الموشَّحِ

شيح: الشِّيحُ: نبات. والشّيِح: ضرب من برود اليمن. والمُشَيَّح: المُخطَّط، وبالسّين أيضاً. والشّيِاح: الحذار. ورجلٌ شائحٌ: حَذِرٌ. ومُشِيحٌ: أي: حازم حذر. قال:

شايحنَ منه أَيَّما شِياحِ

ويقال: شائح، أي قاتل. وأشاح الفَرَس بذنَبِه، أي: أرخاه. وأشاح فلان بوجهه عن وَهَج النّار، أو عن أذى إذا نحّاه. قال النابغة:

تُشِيحُ على الفلاةِ فتَعْتَلِيها ... بِبَوْعِ القَدْرِ إذ قَلِقَ الوَضِينُ

أي: تُدِيمُ السَّير، والبَوْع: المداومة، وناقة شيحانة مداومة في الرّسل. قال الحطيئة: شيحانة خلقت خلق المصاعيب والشَّيْحانُ: الطَّويلُ .

شحى: شحَى فلان فاه شَحْياً، واللجام يَشْحَى فم الفرس شحياً. قال:

كأنّ فاها واللِّجام شاحِيَه

ويقال: أقبلت الخيل شَواحيَ وشاحِياتٍ. أي: فاتحاتٍ أفواهَها .
حشو
حشا يَحشُو، احْشُ، حَشْوًا، فهو حاشٍ، والمفعول مَحْشُوّ
• حشا الشَّيءَ: ملأه عن آخره "حشا ضِرسَه عند الطبيب- حشا الجنديُّ سلاحَه: ملأه بالذَّخيرة". 

تحاشى/ تحاشى عن يتحاشى، تحاشَ، تَحاشيًا، فهو مُتحاشٍ، والمفعول مُتحاشًى
• تحاشاه/ تحاشى عنه:
1 - تجنَّبه، هرب منه "تحاشى الملاكمُ ضربات خصمه- غادرت المكان لكي أتحاشى الجدالَ معه- تحاشى الوقوعَ في أيدي الأعداء".
2 - ابتعد عنه، تنزّه "تحاشى عن الأسئلة المحرجة- تحاشى الوقوعَ في الخطأ". 

حاشى يحاشى، حاشِ، مُحاشاةً، فهو مُحاشٍ، والمفعول مُحاشًى
• حاشاه من أصدقائه: استثناه منهم "سبَّهم وماحاشى منهم أحدًا". 

حشَّى يحشِّي، حَشِّ، تَحشيةً، فهو مُحَشٍّ، والمفعول مُحَشًّى
• حشَّى الكتابَ: جعل له حاشية/ هامشًا "حشَّى كتابًا بحاشية شَرْحٍ: علَّق عليه".
• حشَّى الثَّوبَ: جعل له حاشية، وهي الجانب منه "حشّى السَّتائرَ". 

احْتشاء [مفرد]:
1 - (طب) داءٌ يَسدُّ مجرى الدَّم "عانى من احتشاء".
2 - (طب) جُلْطة دمويَّة تسدّ شريانًا "احتشاء عضلة القلب". 

تَحْشِيَة [مفرد]: ج تحشيات (لغير المصدر):
1 - مصدر حشَّى.
2 - تعليق على نصٍّ في هامشه أو بعد نهايته بملاحظاتٍ تفسيريَّة أو تاريخيَّة ونحوها يضيفها مؤلّف النَّص أو محقّقه "علَّق على الكتاب بتحشيات مفيدة للقارئ". 

حاشا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ح ا ش ا - حاشا). 

حاشية [مفرد]: ج حاشيات وحَواشٍ
• الحاشية من كلِّ شيءٍ: جانبه وطرفه.
• الحاشية: الأهل والخاصّة، البطانة "حاشية الرَّجل/ الملك".
• حاشية كتابٍ: ما عُلِّق على الكتاب من زيادات وإيضاح "حاشية على هامش نَصٍّ- حاشية في رسالة" ° رَجُل رقيق الحواشي: لطيفُ الصُّحبة- عيش رقيق الحواشي: عيش ناعم رغْد- كلامٌ رقيق الحواشي: خفيف رشيق ليِّن. 

حشًا [مفرد]: ج أحشاءُ: حشى، ما دون الحجاب الحاجز ممّا يلي البطن، كالكبد والمعدة والأمعاء وغيرها "التهبت أحشاؤه من العطش- يتكوّن الولدُ في أحشاء أمّه: موضع نموّ الجنين في جسم الأمّ، رَحِمٌ- لطيف الحشا: دقيق الخَصْر" ° أنا في حشا فلان: في كنفه- طاوي الحشا: جوعان- فلانٌ يسكن الحشا: بالغ المحبَّة- في أحشائه: في داخله. 

حَشو [مفرد]:
1 - مصدر حشا.
2 - تكرار المعنى بأسلوبٍ آخر، وهو ممّا لا داعيَ له ° كلامٌ حشو: فضلة لا فائدة منها.
3 - ما حُشِيَ به الشّيءُ "حَشْو وسادة/ ضرس".
4 - (بغ) زيادة اللَّفظ على المعنى زيادة متعيّنة لغير فائدة.
• الحَشْوُ من بيت الشِّعر: (عر) أجزاؤه غير عروضه وضربه. 

حَشوة/ حُشوة/ حِشوة [مفرد]:
1 - جميع ما في البطن عدا الشَّحْم، أمعاء البطن "أخرجت حشوة الشَّاة".
2 - لحم مفروم للحشو.
3 - ما يُحشى به اللِّحافُ وغيره كالصوف أو القطن "أخلى الوسادةَ من حشوتها". 

حَشِيَّة [مفرد]: ج حَشِيَّات وحَشايا: فراشٌ يُتّكأ أو يُنام عليه محشوٌّ بالرِّيش أو بالقطن أو بنحوهما "حشايا الملوك والسّلاطين". 

مَحْشُوّ [مفرد]: ج محشوَّات، مؤ محشوَّة ومَحشيَّة:
1 - اسم مفعول من حشا.
2 - خضرواتٌ كالفلفل والباذنجان والقرع تُخلى من بذورها وتحشى بخليط من اللّحم المفروم والأرز والخضروات ذات النَّكهة كالبقدونس، أو تُلفّ إذا كانت ورقَ عنبٍ أو كرنبًا أو نحوهما، والشائع: محشيّ. 

حشو

1 حَشَا, (S, Mgh, Msb, TA,) aor. ـْ (Msb, TA,) inf. n. حَشْوٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He filled, (K, TA,) or stuffed, (KL, PS,) a pillow, or cushion, [and a garment, (see حَشْوٌ, below,)] &c., (S, Mgh, * Msb, K,) with a thing, (K,) with cotton, (Msb, TA,) and the like. (TA.) [And He stuffed a lamb, or a fowl, and a vegetable, &c., with rice &c.] b2: Hence, حَشَا الغَيْظَ, aor. and inf. n. as above, (tropical:) [He stuffed wrath into a man's bosom: see an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. حظل:] and حُشِىَ الرَّجُلُ غَيْظًا وَ كِبْرًا (tropical:) [The man was stuffed with wrath and pride], and حُشِىَ الرَّجُلُ بِالنَّفْسِ and حُشِىَ النَّفْسَ (assumed tropical:) [The man was stuffed with pride, or self-magnification, or with disdain, or scorn]. (TA.) b3: [Hence also,] صِغَارُ الإِبِلِ تَحْشُو الكِبَارَ (assumed tropical:) The young camels enter, or occupy the spaces, among the old ones. (TA.) b4: [رَسَمَ كِتَابًا وَ لَمْ يَحْشُهُ, a phrase occurring in the 1st نَوْع of the Mz, means (assumed tropical:) He sketched out a book, and did not fill it up.] b5: حَشَاهُ [also signifies He foisted it into a thing. b6: And] He hit, or hurt, his حَشًا [q. v., like حَشَأَهُ]. (K.) Yousay, حَشَاهُ سَهْمًا, inf. n. as above, He hit, or hurt, his حَشًا [with an arrow]. (TA.) 3 مَا أَجَلَّهُ وَ لَا حَاشَاهُ He gave him not a جَلِيلَة [i. e. a she-camel that had brought forth once] nor حَاشِيَة [i. e. small, or young, camels]: (K:) or ↓ مَا أَجَلَّنِى وَ لَا أَحْشَانِى He gave me not a she-camel that had brought forth once nor gave he me a young, or small, camel. (S in art. جل.) 4 أَحْشَوَ see 3.5 تَحَشَّوَ see 8. b2: تحشّى فِى بَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) He became received among the sons of such a one, and harboured, protected, or lodged, by them. (TA in art. حشى [but belonging to the present art.].) 7 إِنْحَشَوَ see 8. b2: انحشى صَوْتٌ فِى صَوْتٍ [app. (assumed tropical:) A sound became blended in a sound], and حَرْفٌ فِى

حَرْفٍ [a letter in a letter]: mentioned by Az. (TA in art. حشى [but app. belonging to the present art.].) 8 احتشى It (a thing) became filled [or stuffed; as also ↓ انحشى]. (K.) And in like manner you say of a man, احتشى مِنَ الطَّعَامِ He became filled [or stuffed] with food. (TA.) And اِحْتَشَتِ الرُّمَّانَةُ بِالحَبِّ The pomegranate became filled with the grains, or seeds. (TA.) b2: اِحْتَشَتْ She (a مُسْتَحَاضَة) stuffed her vulva (نَفْسَهَا) with the [rags termed] مَفَارِم [in the CK, erroneously, مَقَارِم], (K, TA,) and the like: and in a similar sense احتشى is used as said of a man having the [disorder termed] إِبْرِدَة. (TA.) And اِحْتَشَتْ بِالكُرْسُفِ (S, Mgh, TA) and الكُرْسُفَ (Mgh, TA) She (a حَائِض, S, Mgh) stuffed her vulva with cotton, (Mgh, TA,) to arrest the blood. (S.) b3: اِحْتَشَتْ حَشِيَّةً and بِحَشِيَّةٍ She (a woman) wore a حَشِيَّة; (IAar, K;) as also ↓ تَحَشَّتْ [alone]. (Az, TA in art. حشى.) A poet says, لَا تَحْتَشِى إِلَّا الصَّمِيمَ الصَّادِقَا [She will not wear any stuffing but that which is genuine and true]: meaning that she will not wear حَشَايَا because the largeness of her posteriors renders it needless for her to do so. (IAar, TA.) حِشَةٌ, pl. حِشُونَ: see وَحْشٌ.

حَشًا The contents of the belly: (K:) or a bowel, or an intestine, into which the food passes from the stomach; syn. مِعًى: (Msb:) pl. أَحْشَآءٌ: (Msb, K:) and ↓ حُشْوَةٌ and ↓ حِشْوَةٌ signify the bowels, or intestines; [like أَحْشَآءٌ;] syn. أَمْعَآءٌ: (Msb:) or these are called البَطْنِ ↓ حُشْوَةُ and ↓ حِشْوَتُهُ: (S, TA:) or حشوة signifies all that is in the belly except the fat; so accord. to Az and Esh-Sháfi'ee: or, accord. to As, the place of the food, comprising the أَحْشَآء and the أَقْصَاب: (TA:) [see also مَحْشًى:] الحَشَا is the name of all the places of the food: (Zj in his “Khalk el-Insán:”) [see also, for other meanings, its dial. var. حَشًى, in art. حشى:] the word belongs to this art. and to art. حشى; the dual being حَشَوَانِ and حَشَيَانِ. (TA.) A2: A side, (Msb, TA,) region, quarter, or tract. (Msb.) You say, أَنَا فِى حَشَا فُلَانٍ I am in the quarter and protection of such a one: pl. as above. (Har p. 61.) [See, again, حَشًى, in art. حشى.]

حَشْوٌ, like the inf. n., (TA,) Stuffing; (PS;) [i. e.] what is put into a pillow, or cushion, &c.: (K, TA:) and [hence] cotton: and the seeds used for seasoning food, [and the rice &c.,] with which the belly of a lamb is stuffed: pl. ↓ مَحَاشٍ, deviating from rule. (TA.) b2: (tropical:) The soul of a man. (K, TA.) b3: (assumed tropical:) [A parenthesis;] a redundant part, or portion, of speech, or of a sentence, (K, TA,) upon which nothing is syntactically dependent. (TA. [See Har pp. 85 and 86.]) b4: (assumed tropical:) [A digression.] b5: (assumed tropical:) The portion of either hemistich of a verse that is comprised between the first and last foot. (KT, &c.) b6: (assumed tropical:) Small, or young, camels, (S, K,) among which are no great, or old, ones; (S, TA;) as also ↓ حَاشِيَةٌ: (S, K:) so called because they enter, or occupy the spaces, among the latter; or because they go against the sides of the latter: (TA:) accord. to ISk, (S,) ↓ الحَاشِيَتَانِ signifies [the camel termed] اِبْنُ المَخَاضِ and [that termed] اِبْنُ اللَّبُونِ: (S, and K in art. حشى:) the pl. [of حَاشِيَةٌ] is ↓ حَوَاشٍ. (TA.) It is said in a trad. respecting the poorrate, أَمْوَالِهِمْ ↓ حُذْ مِنْ حَوَاشِى, i. e., accord. to IAth, (assumed tropical:) Take thou of the small, or young, of their camels; such as those termed ابن المخاض and ابن اللبون. (TA. [But see another explanation of this saying voce حَاشِيَةٌ in art. حشى.]) b7: and حَشْوٌ and ↓ حَاشِيَةٌ signify also (assumed tropical:) The like of mankind; (S;) [i. e.] حَاشِيَةٌ signifies (tropical:) the lower or lowest, baser or basest, meaner or meanest, sort, or the rabble, or refuse, of mankind, or of the people; (TA in art. حشى, and Har p. 61;) as also حَشْوٌ [which is of frequent occurrence in this sense]; (KL;) and ↓ حِشْوَةٌ; (S, TA;) such as servants and the like. (Har ubi suprà, in explanation of حاشية. [See also this word in art. حشى.]) You say, ↓ جَآءَ فُلَانٌ مَعَ حَاشِيَتِهِ (assumed tropical:) Such a one came with those who were in his quarter and protection: but this may be from حَشًا signifying “a region, quarter, or tract;” servants and followers being in the quarter and protection of their master. (Har ubi suprà.) And فُلَانٌ بَنِى فُلَانٍ ↓ مِنْ حِشْوَةِ (assumed tropical:) Such a one is of the lower or lowest, &c., of the sons of such a one. (S.) b8: See also حُشْوَةٌ.

A2: Also A stuffed garment. (Mgh.) أَرْضٌ حَشَاةٌ (tropical:) Black land, in which is no good. (K, TA.) حُشْوَةٌ and حِشْوَةٌ: for each, see حَشًا, in two places: b2: and for the latter, see also حَشْوٌ, in two places. b3: You say also, مَا أَكْثَرَ حُشْوَةَ أَرْضِهِ and حِشْوَةَ ارضه, i. e. ↓ حَشْوَهَا and دَغَلَهَا [app. meaning (tropical:) How many are the thickets, or the like, that obstruct the tracts of his land!]. (Lh, K, TA.) حَشِىٌّ Herbage that has become dry in its lower part, and rotten: (IAar, K:) or dry: (As, S, K:) like خَشِىٌّ [q. v.]. (S, TA.) حَشِيَّةٌ A stuffed bed: (K:) pl. حَشَايَا. (TA.) ['Antarah says that a saddle was to him what the حَشِيَّة, or stuffed bed, is to others: see EM p. 229.] b2: Also, (K,) and ↓ مِحْشًى, (S, K,) A pillow, (K,) or the like, (S,) with which a woman makes her posteriors (S, K) or her body (K) to appear large: (S, K:) pl. of the former as above; (TA;) and of the latter مَحَاشٍ. (S, TA. [In the S, it is only said of the former that it is the sing. of حَشَايَا.]) b3: [Also the former, The pad of a رَحْل (or camel's saddle): see مِرْبَطَةٌ.]

حَاشِيَةٌ, and its dual and pl.: see حَشْوٌ, in six places. b2: See also art. حشى.

مَحْشًى The place of the food in the belly. (K.) [See also حَشًا, and مَحْشَاةٌ.]

مِحْشًى: see حَشِيَّةٌ.

مَحْشَاةٌ [The rectum;] the lowest of the places of the food, (As, TA,) [i. e.] the portion of the intestines which is the lowest of the places of the food, (IAth, TA,) leading [immediately] to the place of egress; (As, TA;) in a beast, i. q. مَبْعَرٌ: (TA: [explained in the K in art. حش, to which it does not belong:]) pl. مَحَاشٍ. (IAth, TA.) Hence, إِيَّاكُمْ وَ إِتْيَانَ النِّسَآءِ فِى مَحَاشِيهِنَّ فَإِنَّ كُلَّ مَحْشَاةٍ حَرَامٌ. (TA.) مِحْشَاةٌ A coarse [garment of the kind called]

كِسَآء, (As, S, TA,) that abrades the skin: (TA:) pl. مَحَاشٍ. (As, S.) [But accord. to some, a garment of this kind is called مِحْشَأٌ or مِحْشَآءٌ.]

مَحْشُوٌّ and مَحْشِىٌّ Filled, or stuffed..]

مَحَاشٍ pl. of مِحْشًى, (S, TA,) and of مَحْشَاةٌ, (IAth, TA,) and of مِحْشَاةٌ, (As, S,) and irreg. pl. of حَشْوٌ, q. v. (TA.)
حشو
الحَشْوُ: ما حَشَوْتَ به الفِراشَ وغيرَه، والحَشِيَّةُ: الفِرَاشُ المَحْشُوُّ، وجَمْعُه: حَشَاوى، على الأصْلِ.
واحْتَشَيْتُ: في معنى امْتَلْأتُ. وانْحَشَى صَوْتٌ في صَوْتٍ. والمُسْتَحَاضَةُ تَحْتَشي. والمَحَاشُ - مَفْعَلٌ من الحَشْوِ -: قَوْمٌ لَفِيْفٌ.
والحَشْوُ صِغَار الإبِلِ، وحاشَيْتُها. والحاشِيُّ: - على فاعُوْلٍ -: حَشْوُ الإبِلِ، والفَرْدُ حاشِيَّةٌ. وما أحْشَاني وما أجَلَّني: أي ما أعْطاني حاشِيَةً من الإبِلِ. والحاشِيَتانِ: ابنُ المَخَاضِ وابنُ اللَّبُوْنِ. وفي المَثَلِ لمَنْ يكونُ ذا مَهَانَةٍ ثُمَّ يَنْتَقِلُ إلى العِزِّ: " غَلَبَتْ جِلَّتها حَوَاشِيها ". والحَشْوُ من الكَلام: الفَضَلُ الذي لا يُعْتَمَدُ عليه. ورَجُلٌ حُشَاوَةٌ وقَوْمٌ كذلك: وهم الأنْذَالُ؛ والحِشْوَةُ أيضاً. وهو الضَّعِيْفُ أيضاً. وحاشِيَتا الثَّوْبِ: جانِباه. وحاشِيَةُ السَّرَابِ: كُلُّ ناحِيَةٍ منه، والجَميعُ: الحَوَاشي.
والحَشى: الطَّرَفُ من الأطْرافِ. والنّاحِيَةُ. والذَّرى. وما دُوْنَ الحِجابِ مِمّا في البَطْنِ كالكَبِدِ والطِّحَالِ والكَرِشِ. وهو أيضاً: ظاهِرُ البَطْنِ وهو الخَصْرُ، والجَميعُ: أحْشَاء. وحَشىً رابِيَةً: مُنْتَفِتَخةٌ من بُهْرٍ ونَحْوِه. والعَرَبُ تُسَمِّي الأرْنَبَ مُحْشِيَةَ الكِلابِ، لأنَّها تُتْعِبُها حتّى تَــرْبُوَ. وحَشَأْتُه بالسَّهْمِ: أصَبْتَ حَشَاه، والحَشِيُّ: الذي يَشْتَكي حَشَاه. والحَشْيَانُ: الذي به الــرَّبْوُ، امْرَأةٌ حَشْيَانَةٌ وحَشِيَّةٌ، والجَميعُ: أحْشَاءٌ.
وحَشَوْتُه: أصَبْتَ حَشَاه. والمِحْشَأٌ: كِسَاءٌ يُشْتَمَلُ به، والجَميعُ: المَحَاشِيءُ.
وحَشَأْتُه بالعَصَا حَشْأ: ضَرَبْتَه بها. وحَشَأْتُ النّارَ: حَشَشْتَها والمَرْأةَ: نَكَحْتَها. والحَشَأةُ: الحَرَّةُ، والجَميعُ: الحَشَئاءُ، والحُشَّةُ مِثْلُها. وحُشْوَةُ الشّاةِ وحِشْوَتُها - بالضَّمِّ والكَسْر -. والحَشِيُّ: اليابِسُ. وفَعَلُوا ذلك وحَشَاكَ: أي غَيْرَكَ وخَلاكَ، وحَشِيَ كذا وحاشاه. وشَتَمْتُهم فما تَحَشَّيْتُ منهم ولا حاشَيْتُ منهم أحَداً: أي ما بالَيْتُ. وحاشَيْتُ عن فلانٍ وَحشَيْتُه: إذا نَزَّهْتَه ودافَعْتَ عنه بمعنىً. والحُشْوِيُّ: المَسْدُودُ المَذاهِبِ لا يَهْتَدي إلى الأُمور.
الْحَاء والشين وَالْوَاو

حَشا الوسادة وَغَيرهَا حَشواً: ملأها. وَاسم ذَلِك الشَّيْء الحَشْوُ، على لفظ الْمصدر.

والحَشِيَّةُ: الْفراش المَحْشُوُّ.

والحشِيَّةُ: مرفقة أَو مصدعة أَو نَحْوهَا تعظم بهَا الْمَرْأَة بدنهَا أَو عجيزتها لتظن مبدنة أَو عجزاء، وَهُوَ من ذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:

إِذا مَا الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحشايَا ... كَفَاها أَن يُلاثَ بهَا الإزارُ

واحتَشَت الْمَرْأَة الحَشِيَّة واحتَشَت بهَا، كِلَاهُمَا: لبستها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

لَا تَحْتَشي إِلَّا الصمِيمَ الصادِقا

يَعْنِي إِنَّهَا لَا تلبس الحشايا لِأَن عظم عجيزتها يغنيها عَن ذَلِك، وَأنْشد فِي التَّعَدِّي بِالْبَاء:

كَانَت إِذا الزُّلُّ احتَشَيْن بالنقَبْ

تُلقى الحشايا مَالهَا فِيهَا أَرَبْ

والاحتِشاءُ: الامتلاء.

واحتَشَت الْمُسْتَحَاضَة: حشَتْ نَفسهَا بالفارم وَنَحْوهَا، وَكَذَلِكَ الرجل ذُو الأبردة. وحَشْوُ الرجل: نَفسه، على الْمثل. وَقد حُشِىَ بهَا وحَشِيَها، قَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ:

وَمَا بَرِحَتْ نَفْسٌ لجوُجٌ حُشِيَتها ... تُذيبُك حَتَّى قيل: هَل أَنْت مُكتَوِى؟

وحُشِىَ الرجل غيظا وكبرا، كِلَاهُمَا على الْمثل، قَالَ المرار:

وحَشَوْتُ الغيظَ فِي أضلاعِه ... فَهُوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِرْ

وَأنْشد ثَعْلَب:

وَلَا تأنفَا أَن تسألا وتُسَلِّما ... فَمَا حُشِىَ الإنسانُ شراًّ من الكِبْرِ

وحَشْوُ الْبَيْت من الشّعْر: أجزاؤه غير عروضه وضربه، وَهُوَ من ذَلِك.

والحَشْوُ من الْكَلَام: الْفضل وَمَا لَا يعْتد بِهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس.

وحَشْوُ الْإِبِل وحاشِيَتُها: صغارها، وَقيل: صغارها الَّتِي لَا كبار فِيهَا.

وأتيته فَمَا أجلَّني وَلَا أحْشاني: أَي فَمَا أَعْطَانِي جليلة وَلَا حَاشِيَة.

وحاشِيَتَا الثَّوْب: جانباه اللَّذَان لَا هدب فيهمَا.

وعَيْشٌ رَقِيق الْحَوَاشِي: أَي ناعم.

وحِشْوَةُ الشَّاة وحُشْوَتُها: جوفها، وَقيل: حِشْوَةُ الْبَطن وحُشْوَتُه، مَا فِيهِ من كبد وطحال وَغير ذَلِك.

والمَحْشَي: مَوضِع الطَّعَام.

والحَشَا: مَا فِي الْبَطن. وتثنيته حَشَوانِ، وَقد تقدم فِي الْيَاء لِأَنَّهُ مِمَّا يثنى بِالْيَاءِ وَالْوَاو. وَالْجمع أحشاءٌ.

وحَشَوتُه: أصبت حَشاه.

وحِشْوَة النَّاس: رذالتهم. وَحكى الَّلحيانيّ: مَا اكثر حِشْوةَ أَرْضكُم وحُشْوَتَها، أَي حَشوها وَمَا فِيهَا من الدغل.

وَأَرْض حَشاةٌ: سَوْدَاء لَا خير فِيهَا. 

ربخ

ربخ


رَبَخَ(n. ac. رَبْخ)
a. Knelt down (camel).
b. Sat ( bird; hen ).
رَبِخَ(n. ac. رَبَخ
رَبَاْخ
a. [Fī]), Floundered, stumbled along in ( the sand:
camel ).
(ربخ)
فِي الرمل ربخا عسر عَلَيْهِ السّير فِيهِ
ربخ: رَبَّخْ: من مصطلح البحرية: قلس السفينة، حبل المركب، حبل غليظ من حبال السفينة (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 589).
ر ب خ

امرأة ربوخ: يغشى عليها عند الجماع وهو من الرخاوة. يقال: مشى حتى تربخ. وتقول: سوط عذاب إلى سوط، ربوخ تحت عذيوط.
[ربخ] تربخ، أي استرخى. ومربخ: رملة بالبادية. والربيخ من الرجال: العظيم المسترخي. والــرَبوخُ من النساء: التي يُغْشى عليها عند الجماع. وقد ربخت .
[ربخ] في ح على: إن رجلًا خاصم إليه أبا امرأته أنه زوجه ابنته وهي مجنونة فقال: ما بدا لك من جنونها؟ قال: إذا جامعتها غشي عليها، فقال: تلك "الــربوخ" لست لها بأهل، أراد أنه يحمد منها، وأصله من تربخ في مشيه إذا استرخى، ربخت المرأة فهي ربوخ إذا عرض لها ذلك عند الجماع.
ربخ
الــربُوْــخُ: المَرْأةُ التي يُغْشى عليها عند المُلامَسَة، رَبَخَتْ تَرْبَخُ ربُوخاً ورَبْخاً ورَبَاخاً.
ورَبَخَتِ الإِبلُ في المُرْبِخ: أي فَتَرَتْ واسْتَرْخَتْ في ذلك الرِّمْل من الكَلال.
وأرْبَخَ الرجُلُ: لانَ وأقَرَّ بعد جَحْدٍ.
ورَجُلٌ رَبِيْخٌ: ضَخْم. ورَبَخَ لا يَبْرَحُ.
ومُربِخ: رَمْلٌ بالبادِيَة.
(ربخ) - في حَدِيثِ عَلِىٍّ : "تِلْك الــرَّبُوخ".
وهي التي يُغْشَى عليها إذا جُومِعَت، ولا بُدَّ لها من استِرْخَاء عند ذلك. يقال: مَشَى حتى تَربَّخ: أي اسْتَرخَى. قال:
أَطْيَبُ لذّاتِ الفَتَى ... نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَه
: أي أَنَّ ذَلِك يُحمَد منها، وأَربَخَ: اشْتَرى جاريةً رَبُوخًا.
ربخ
: (الرَّبِيخُ: القَتَب الضَّخْمُ) . قَالَ: فلمّا اعْتَرَتْ طارقَاتُ الهُمُومِ
رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخاً
أَي ضَخماً، (وغَلِطَ الجوهريُّ فِي قَوْله من الرِّجال) ، أَي بِالْجِيم، (وإِنّمَا هُو مِنَ الرِّحال) ، بالحاءِ الْمُهْملَة، (وَلَوْلَا قولُه المُسْتَرْخِي لَحْمِلَ على) تحريفِ فَلم (النَّاسِخ) . قَالَ شَيخنَا: قد يُقَال لَا دلالةَ فِيهِ على مَا زَعَمَه، إِذ يدّعي أَنَّه استُعمل مجَازًا. وَيُقَال رَجلٌ مُسترْخٍ وإِكافٌ مُسترخٍ، إِذا طالَ عَن مَحلِّه المعتادِ وجاوزَ مكانَه المعروفَ، فالاسترخاءُ لَيْسَ خاصًّا ببني آدَمَ.
(و) رُوِيَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ أَنّ رجلا خاصَم إِليه أَبا امرأَتِه فَقَالَ: زَوَّجَنِي ابنَتَه وَهِي مجنونةٌ. فَقَالَ: مَا بَدَا لكَ مِن جُنونها؟ فَقَالَ: إِذا جامعْتُهَا غُشِيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: (تِلْكَ (الــرَّبُوخُ) لسْتَ لهَا بأَهل) أَراد أَنّ ذَلِك يُحْمَد مِنْهَا، وَهِي (المَرْأَةُ يُغْشَى عَلَيْهَا عِنْدَ الجِمَاعِ) مِن شِدَّة الشَّهْوَة. قَالَ الشَّاعِر:
أَطْيَبُ لَذَّات الفتَى
نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَهْ
وَقيل هِيَ الّتي تَنْخِرُ عِنْد الجِماع وتَضْطَرِب كأَنَّها مَجنونة. (وَقد رَب 2 خَتْ كفَرِحَ ومَنَعَ) تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبُوخاً و (رَبَاخاً) ، بِالْفَتْح. وأَصْل الــرُّبُوخ من تَرَبَّخَ فِي مَشْيه، إِذا اسْتَرْخَى.
(وأَرْبَخَ) الرَّجلُ: (اشْتَرَى) جَارِيَة (رَبُوخاً) ، وَقد تقدّم مَعْنَاهُ.
(و) أَرْبخَ (الرَّمْلُ) ، إِذا (تَكَاثَفَ) ، وأَرْبَخَ الماشِي فِيهِ. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ: أَرْبَخَ (زَيْدٌ) ، إِذا (وَقَعَ فِي الشَّدَائد. و) حُكِيَ عَن بعْض الْعَرَب: مَشَى حتَّى (تَرَبَّخَ) ، أَي (اسْتَرْخَى) .
(ورَابِخٌ: ع بنجْدٍ) ، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحسب ذالك، وَلم يَتيقّنْه. وَفِي (اللِّسَان) وأَرضٌ رابِخٌ تأْخُذ اللُّؤَمَة وَلَا حِجَارةَ فِيهَا وَلَا نَقَلَ
ومُرْبِخٌ (كمُحْسن: جَبلٌ من جبالِ زَرُودَ) أَو (رَمْلَةٌ بالبَادِيَة) . قَالَ أَبو الْهَيْثَم: سُمِّبَ جبلُ مُرِبخ مُرْبِخاً. لأَنه يَرْبَخ الْمَاشِي فِيهِ من التَّعَب والمشقّة.
(ورَبِخَتِ الإِبلُ فِي الرَّمْل، كفَرِحَ: اشْتَدَّ عَلَيْهَا السَّيْرُ فِيهِ) وفَتَرَت من الكَلاَل. وأَنشد:
أَمِنْ جِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ
لَا بُدَّ مِنْهُ فانْحَدرْنَ وارْقَيْنْ
أَو يَقْضِيَ اللَّهُ ذُبَابَاتِ الدَّيْنْ
قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا أَعرف مثل هاذا يُشتَقُّ من الأَعلام، إِنّما ذالك فِي إِتيانِ المواضِع، كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ.

القياس

القياس: عند أهل الميزان: مؤلف من قضايا إذا سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر نحو: العالم متغير، وكل متغير حادث، فهو من قول مركب من قضيتين إذا سلمتا لزم عنهما لذاتهما العالم حادث.وعند أهل الأصول: إلحاق معلوم بمعلوم في حكمه لمساواة الأول للثاني في علة حكمه.
القياس:
حمل الفرع على الأصل لعلة جامعة بينهما، وهو في القراءة نوعان: * قياس مطلق، وهو الذي ليس له أصل في القراءة يعتمد عليه، ومنه قياس ما لا يروى على ما روي، مثل قياس أحكام الميم المقلوبة من النون والتنوين على الميم الأصلية، وهذا هو القياس الممنوع؛ لأن القراءة سنة متبعة تعتمد على النقل والمشافهة.
* قياس يعتمد على إجماع انعقد أو أصل معتمد، فهذا لا بد منه عند الاضطرار والحاجة إليه فيما لم يرد فيه نص صريح عن أئمة القراء، وهو من قبيل نسبة الجزئي إلى الكلي ومن رد الفروع إلى الأصول، مثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات.
* والأصل في القراءات أنها لا تعتمد على القياس بل الاعتماد فيها على الرواية فقط، ولو خالفت القياس، وفي ذلك يقول الشاطبي (ت 590 هـ):
وما لقياسٍ في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلاً.
القياس:
[في الانكليزية] Syllogism
[ في الفرنسية] Syllogisme
بالكسر وتخفيف الياء هو في اللغة التقدير والمساواة. وفي عرف العلماء يطلق على معان.
منها قانون مستنبط من تتبّع لغة العرب أعني مفردات ألفاظهم الموضوعة وما في حكمها، كقولنا كلّ واو متحرّك ما قبلها تقلب ألفا ويسمّى قياسا صرفيا كما في المطول في بحث الفصاحة، ولا يخفى أنّه من قبيل الاستقراء.
فعلى هذا القانون المستنبط من تراكيب العرب إعرابا وبناء يسمّى قياسا نحويا، وربّما يسمّى ذلك قياسا لغويا أيضا، حيث ذكر في معدن الغرائب أنّ القياس اللغوي هو قياس أهل النحو العقلي هو قياس الحكمة والكلام والمنطق.
ومنها القياس اللغوي وهو ما ثبت من الواضع لا ما جعله الصرفيون قاعدة، فأبى يأبى مخالف للقياس الصرفي موافق للقياس اللغوي كذا في الأطول وذلك لأنّ القياس الصرفي أن لا يجيء من باب فتح يفتح إلّا ما كان عينه أو لامه حرف الحلق، والقياس اللغوي أن لا يجيء منه إلّا ما كان عينه أو لامه حرف الحلق سوى ألفاظ مخصوصة كأبي يأبى فهو مخالف للقياس الصرفي دون اللغوي، والمعتبر في الفصاحة الخلوّ عن مخالفة القياس اللغوي كما مرّ، ومنها قول مؤلّف من قضايا متى سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر، كقولنا العالم متغيّر، وكلّ متغيّر حادث، فإنّه مؤلّف من قضيتين ولزم عنهما أنّ العالم حادث وهو القياس العقلي والمنطقي، ويسمّى بالدليل أيضا كما مرّ في محله. والقول الآخر يسمّى مطلوبا إن سبق منه إلى العالم ونتيجة إن سبق من القياس إليه ويسمّى بالرّدف أيضا كما في شرح إشراق الحكمة. ثم القول يطلق بالاشتراك اللفظي على اللفظ المركّب وعلى المفهوم العقلي المركّب، وكذا القياس يطلق بالاشتراك اللفظي على المعقول وهو المركّب من القضايا المعقولة وعلى الملفوظ المسموع وهو المركّب من القضايا الملفوظة.
فإطلاق القياس على الملفوظ أيضا حقيقة إلّا أنّه نقل إليه بواسطة دلالته على المعقول، وهذا الحدّ يمكن أن يجعل حدا لكلّ واحد منهما، فإن جعل حدا للقياس المعقول يراد بالقول والقضايا الأمور المعقولة، وإن جعل حدّا للمسموع يراد بهما الأمور اللفظية، وعلى التقديرين يراد بالقول الآخر القول المعقول لأنّ التلفّظ بالنتيجة غير لازم للقياس المعقول ولا للمسموع، وإنّما احتيج إلى ذكر المؤلّف لأنّ القول في أصل اللغة مصدر استعمل بمعنى المقول واشتهر في المركّب وليس في مفهومه التركيب حتى يتعلّق الجار به لغوا، فلو قيل قول من قضايا يكون تعلّق الجار به استقرارا أي كائن من قضايا فيتبادر منه أنّه بعض منها، بخلاف ما إذا قيل قول مؤلّف فإنّه يفهم منه التركيب فيتعلّق به لغوا، فلفظ المؤلّف ليس مستدركا. والمفهوم من شرح المطالع أنّ القول مشترك معنوي بينهما وأنّ التعريف للقدر المشترك حيث قال: فالقول جنس بعيد يقال بالاشتراك على الملفوظ وعلى المفهوم العقلي فكأنّه أراد بالمركّب المعنى اللغوي لا الاصطلاحي إذ ليس ذلك قدرا مشتركا بين المعقول والملفوظ، وحينئذ يلزم استدراك قيد المؤلّف. والمراد من القضايا ما فوق الواحد سواء كانتا مذكورتين أو أحدهما مقدّرة نحو فلان يتنفّس فهو حي، ولما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، لأنّ القياس لا يتركّب إلّا من قضيتين. وأما القياس المركّب فعدّوه من لواحق القياس على ما هو الحقّ. وقيل القياس المركّب داخل في القياس أيضا. ثم القضايا تشتمل الحمليات والشّرطية، واحترز بها عن القضية الواحدة المستلزمة لعكسها وعكس نقيضها فإنّها قول مؤلّف لكن لا من قضايا بل من المفردات.
لا يقال لو عني بالقضايا ما هي بالقوّة دخل القضية الشرطية، ولو عني ما هي بالفعل خرج القياس الشّعري، لأنّا نقول المعنى ما هي بالقوة وتخرج الشرطية بقولنا متى سلمت فإنّ أجزاءها لا تحتمل التسليم لوجود المانع أعني أدوات الشرط والعناد، أو المعنى بالقضية ما يتضمّن تصديقا أو تخييلا فتخرج الشرطية بها، ولم نقل من مقدّمات وإلّا لزم الدور. وقولنا متى سلمت إشارة إلى أنّ تلك القضايا لا يجيب أن تكون مسلّمة في نفسها، بل لو كانت كاذبة منكرة لكن بحيث لو سلمت لزم عنها قول آخر فهي قياس، فإنّ القياس من حيث إنّه قياس يجب أن يؤخذ بحيث يشتمل الصناعات الخمس، والجدلي والخطابي والسوفطائي منها لا يجب أن تكون مقدماتها صادقة في نفس الأمر بل بحيث لو سلمت لزم عنها ما يلزم. وأمّا القياس الشعري فإنّه وإن لم يحاول الشاعر التصديق به بل التخييل لكن يظهر إرادة التصديق ويستعمل مقدّماته على أنّها مسلّمة، فإذا قال فلان قمر لأنّه حسن فهو يقيس هكذا، فلان حسن، وكلّ حسن قمر، فهو قول إذا سلم لزم عنه قول آخر، لكن الشاعر لا يقصد هذا وإن كان يظهر أنّه بهذه حتى يخيل فيرغب أو ينفر.
واعلم أنّ الوقوع واللاوقوع الذي يشتمل عليه القضية ليس من الأمور العينية لا باعتبار كون الخارج ظرفا لوجوده وهو ظاهر ولا باعتبار نفسه لأنّ الطرفين قد لا يكونان من الأمور العينية، فلزوم النتيجة في القياس إنّما هو بحسب نفس الأمر في الذهن لا بحسب الخارج. فإمّا أن يعتبر العلّية التي يشعر به لفظ عنها، فاللزوم منها من حيث العلم فإنّ التصديق بالمقدمتين على القضية المخصوصة يوجب التصديق بالنتيجة ولا يوجب تحقّقها تحقّق النتيجة، وكذا القضية الواحدة بالقياس إلى عكسها لا لزوم هاهنا بحسب العلم فضلا عن أن يكون عنها. واللزوم بمعنى الاستعقاب إذ العلم بالنتيجة ليس في زمان العلم بالقياس ولا بدّ حينئذ من اعتبار قيد آخر أيضا، وهو تفطّن كيفية الاندراج لتدخل الأشكال الثلاثة، فإنّ العلم بها يحصل من غير حصول العلم بالنتيجة. وما قيل إنّ اللزوم أعمّ من البيّن وغيره لا ينفع لأنّ التعميم فرع تحقّق اللزوم وامتناع الانفكاك، والانفكاك بين العلمين بشرط تسليم مقدّمات القياس والاعتقاد بها، ألا يرى أنّ قياس كلّ واحد من الخصمين لا يوجب العلم بالنتيجة للآخر لعدم اعتقاده بمقدّمات قياسه، والصواب حينئذ عنه لأنّ للهيئة مدخلا في اللزوم. وأمّا أن لا تعتبر العلّية المستفادة من لفظ عنها فاللزوم بينهما من حيث التحقّق في نفس الأمر، يعني لو تحقّقت تلك القضايا في نفس الأمر تحقّق القول الآخر سواء علمها أحد أو لم يعلمها، وسواء كانت المقدّمات صادقة أو كاذبة، فإنّ اللزوم لا يتوقّف على تحقّق الطرفين. ألا يرى أنّ قولهم العالم قديم وكلّ قديم مستغن عن المؤثّر، لو ثبت في نفس الأمر يستلزم قولهم العالم مستغن عن المؤثّر، وحينئذ بمعناه أي امتناع الانفكاك وهو متحقّق في جميع الأشكال بلا ريبة ولا يحتاج إلى تقييد اللزوم بحسب العلم ولا إلى اعتبار الهيئة في اللزوم، والقضية الواحدة المستلزمة لعكسها داخلة فيه خارجة بقيد مؤلّف من قضايا وقيد لو سلمت ليس لإفادة أنّه لا لزوم على تقدير عدم التسليم بل لإفادة التعميم ودفع توهّم اختصاص التعريف بالقضايا الصادقة. فمفهوم المخالفة المستفاد عن التقييد بالشرط غير مراد هاهنا لأنّ التقييد في معنى التعميم. وأمّا ما قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي من أنّ الاستلزام في الصناعات الخمس إنّما هو على تقدير التسليم، وأمّا بدونه فلا استلزام إلّا في البرهان فوجهه غير ظاهر لأنّه إن اعتبر اللزوم من حيث العلم فلا لزوم في البرهان بدون التسليم أيضا، فإن نظر المبطل في دليل المحق لا يفيده العلم بعد التسليم، وإن اعتبر اللزوم بحسب الثبوت في نفس الأمر فهو متحقّق في الكلّ من غير التسليم كما عرفت. وقولنا لزم عنها يخرج الاستقراء والتمثيل أي من حيث إنّه استقراء أو تمثيل. أما إذا ردّ إلى هيئة القياس فاللزوم متحقّق، والسّرّ في ذلك أنّ اللزوم منوط باندراج الأصغر تحت الأوسط والأوسط تحت الأكبر في القياس الاقتراني، واستلزام المقدّم للتالي في الاستثنائي سواء كانت المقدّمات صادقة أو كاذبة، فإذا تحقّق المقدّمات المشتملة عليها تحقّق اللزوم بخلاف الاستقراء والتمثيل فإنّه لا علاقة بين تتبع الجزئيات تتبعا ناقصا وبين الحكم الكلّي إلّا ظنّ أن يكون الجزئي الغير المتتبع مثل المتتبع ولا علاقة بين الجزئيين إلّا وجود الجامع المشترك فيهما، وتأثيره في الحكم لو كانت العلّة منصوصة. ويجوز أن يكون خصوصية الأصل شرطا أو خصوصية الفرع مانعا. وما قيل إنّه يلزم على هذا أن لا يكون الاستقراء والتمثيل من الدليل لأنّهم فسّروا الدليل بما يلزم من العلم بشيء آخر فمدفوع بأنّ للدليل عندهم معنيين: أحدهما الموصل إلى التصديق وهما داخلان فيه وثانيهما أخصّ وهو المختص بالقياس بل بالقطعي منه على ما نصّ عليه في المواقف. وبما حررنا علم أنّ القياس الفاسد الصورة غير داخلة في التعريف، ولذا أخرجوا الضروب العقيمة عن الأشكال بالشرائط. فالمغالطة ليست مطلقا من أقسام القياس بل ما هو فاسد المادة. وقولنا لذاتها أي لا يكون بواسطة مقدمة غريبة إمّا غير لازمة لإحدى المقدّمتين وهي الأجنبية أو لازمة لإحدهما وهي في قوة المذكورة، والأول كما في قياس المساواة وهو المركّب من قضيتين متعلّق محمول أولهما يكون موضوع الأخرى كقولنا: أمساو لب وب مساو لج فإنّهما يستلزمان أنّ أمساو لج لكن لا لذاتهما بل بواسطة مقدمة أجنبية، وهو أنّ كل مساوي المساوي للشيء مساو له، ولذا لا يتحقّق الاستلزام إذا قلنا أمباين لب وب مباين لج فإنّه لا يلزم أن يكون أمباين لج، وكذا إذا قلنا أنصف ب وب نصف ج لا يلزم أن تكون أنصف ج، ولعدم الاطراد في الاستلزام أخرجوه عن القياس كما أخرجوا الضروب العقيمة عنه.
والثاني كما في القياس بعكس النقيض كقولنا جزء الجوهر يوجب ارتفاعه ارتفاع الجوهر وما ليس بجوهر لا يوجب ارتفاعه ارتفاع الجوهر فإنّه يلزم منها أنّ جزء الجوهر جوهر بواسطة عكس نقيض المقدّمة الثانية، وهو قولنا كلّ ما يوجب ارتفاعه ارتفاع الجوهر فجوهر. ثم الفرق بين الاستلزام بواسطة العكس وبينه بواسطة عكس النقيض وجعل الأول داخلا في التعريف والثاني خارجا عنه لحكم، ولا يتوهّم أنّ الأشكال الثلاثة تخرج عن الحدّ لاحتياجها إلى مقدّمات غير بيّنة يثبت بها انتاجها، لأنّ تلك المقدّمات واسطة في الإثبات لا في الثبوت والمنفي في التعريف هو الثاني. وقولنا قول آخر المراد به أنّه يغاير كلّ واحد من المقدمتين فإنّه لو لم يعتبر التغاير لزم أن يكون كلّ من المقدمتين قياسا كيف اتفقتا لاستلزام مجموعهما كلّا منهما. وأيضا المقدمة موضوعة في القياس على أنّها مسلّمة، فلو كانت النتيجة أحدهما لم يحتج إلى القياس، وكلّ قول يكون كذلك لا يكون قياسا.
التقسيم
القياس قسمان لأنّه إن كانت النتيجة أو نقيضها مذكورا فيه بالفعل فهو الاستثنائي كقولنا إن كان هذا جسما فهو متحيّز لكنه جسم ينتج أنّه متحيّز، فهو بعينه مذكور في القياس، أو لكنه ليس بمتحيز ينتج أنّه ليس بجسم، ونقيضه أي قولنا أنّه جسم مذكور في القياس، وإن لم يكن كذلك فهو الاقتراني كقولنا الجسم مؤلّف وكلّ مؤلّف محدث فالجسم محدث فليس هو ولا نقيضه مذكورا فيه، سمّي به لاقتران الحدود فيه. وإنّما قيّد التعريفان بالفعل لأنّ النتيجة في الاقتراني مذكورة بالقوة فإنّ أجزاءها التي هي علّة مادّية لها مذكورة فيه ومادّة الشيء ما به يحصل ذلك الشيء بالقوة، فلو لم يقيّد بالفعل انتقض تعريف الاستثنائي طردا وتعريف الاقتراني عكسا. فإن قلت النتيجة ونقيضها ليسا مذكورين في الاستثنائي بالفعل لأنّ كلّا منهما قضية والمذكور فيه بالفعل ليس بقضية، نقول المراد أجزاء النتيجة أو نقيضها على الترتيب وهي مذكورة بالفعل. لا يقال قد بطل تعريف القياس لأنّه اعتبر فيه تغاير القول اللازم لكلّ من المقدّمات لأنّا نقول لا نسلّم أنّ النتيجة إذا كانت مذكورة في القياس بالفعل لم تكن مغايرة لكلّ من المقدّمات، وإنّما يكون كذلك لو لم تكن النتيجة جزءا لمقدّمة وهو ممنوع فإنّ المقدّمة في الاستثنائي ليس قولنا الشمس طالعة بل إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود. ثم الاقتراني ينقسم بحسب القضايا إلى حملي وهو المركّب من الحمليات الساذجة وشرطي وهو المركّب من الشرطيات الساذجة أو منها ومن الحمليات وأقسام الشرطي خمس فإنّه إمّا أن يتركّب من متّصلتين أو منفصلتين أو حملية ومتّصلة أو حملية ومنفصلة أو متّصلة ومنفصلة؛ والاستثنائي ضربان: الضرب الأول ما يكون بالشرط ويسمّى بالاستثنائي المتّصل ويسمّى المقدّمة المشتملة على الشرط شرطية والشرط مقدّما والجزاء تاليا والمقدمة الأخرى استثنائية، نحو إن كان هذا إنسانا فهو حيوان لكنه إنسان فهو حيوان، ومن أنواعه قياس الخلف.
والضرب الثاني ما يكون بغير شرط ويسمّى استثنائيا منفصلا نحو الجسم إمّا جماد أو حيوان لكنه جماد فليس بحيوان.
اعلم أنّ من لواحق القياس القياس المركّب وهو قياس ركّب من مقدّمات ينتج مقدّمتان منها نتيجة وهي مع المقدّمة الأخرى نتيجة أخرى وهلمّ جرا الشيء أن يحصل المطلوب. قال المحقق التفتازاني القياس المنتج لمطلوب واحد يكون مؤلّفا بحكم الاستقراء الصحيح من مقدّمتين لا أزيد ولا أنقص، لكن ذلك القياس قد يفتقر مقدّمتاه أو أحدهما إلى الكسب بقياس آخر وكذلك إلى أن ينتهي الكسب إلى المبادي البديهية أو المسلّمة، فيكون هناك قياسات مترتّبة محصّلة للقياس المنتج للمطلوب، فسمّوا ذلك قياسا مركّبا وعدّوه من لواحق القياس انتهى. أي من لواحق القياس البسيط المذكور سابقا، فإن صرّح بنتائج تلك الأقيسة سمّي موصول النتائج لوصل تلك النتائج بالمقدّمات، كقولنا كلّ ج ب وكل ب أفكل ج أثم كل أد فكل ج د وكل د هـ فكل ج هـ، وإن لم يصرّح بنتائج تلك الأقيسة سمّي مفصول النتائج ومطويها، كقولنا كل ج ب وكل ب د وكل د أوكل أهـ فكل ج هـ. هذا كلّه خلاصة ما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية وما في شرح المطالع والعضدي وحواشيه. ومنها القياس الشرعي ويسمّيه المنطقيون والمتكلّمون تمثيلا كما في شرح الطوالع وغيره وإنّما سمّي شرعيا لأنّه من مصطلحات أهل الشرع وهو المستعمل في الأحكام الشرعية وفسّر بأنّه مساواة الفرع للأصل في علّة حكمه فأركانه أربعة: الأصل والفرع وحكم الأصل والوصف الجامع أي العلّة، وذلك لأنّه أي القياس الشرعي من أدلة الأحكام فلا بدّ من حكم مطلوب وله محلّ ضرورة والمقصود إثبات ذلك الحكم في ذلك المحلّ لثبوته في محلّ آخر يقاس هذا به، فكان هذا أي محلّ الحكم المطلوب إثباته فيه فرعا وذلك أي محلّ الحكم المعلوم ثبوته فيه أصلا لاحتياجه إليه وابتنائه عليه ولا يمكن ذلك في كلّ شيئين بل إذا كان بينهما أمر مشترك يوجب الاشتراك في الحكم ويسمّى علّة الحكم؛ وأمّا حكم الفرع فثمرة القياس فيتأخّر عنه فلا يكون ركنا، ولما أردنا بالأصل والفرع ما ذكرنا لم يلزم الدور لأنّه إنّما يلزم لو أريد بالفرع المقيس وبالأصل المقيس عليه. وبالجملة فالمراد بهما ذات الأصل والفرع والموقوف على القياس وصفا الأصلية والفرعية. ثم إنّه لا بدّ أن يعلم علّة الحكم في الأصل ويعلم ثبوت مثلها في الفرع إذ ثبوت عينها في الفرع مما لا يتصوّر لأنّ المعنى الشخصي لا يقوم بعينه بمحلّين وبذلك يحصل ظنّ مثل الحكم في الفرع وهو المطلوب. فالعلم بعلّة الحكم وثبوتها في الفرع وإن كان يقينيا لا يفيد في الفرع إلّا الظّنّ لجواز أن تكون خصوصية الأصل شرطا للحكم أو خصوصية الفرع مانعا منه. مثاله أن يكون المطلوب ربوية الذّرة فيدلّ عليه مساواته البرّ فيما هو علّة لــربوية البرّ من طعم أو قوت أو كيل فإنّ ذلك دليل على ربوية الذّرة، فالأصل البرّ والفرع الذّرة وحكم الأصل حرمة الربا في البر وحكم الفرع المثبت بالقياس حرمة الربا في الذّرة. قيل المساواة أعمّ من أن يكون في نظر المجتهد أو في نفس الأمر فالتعريف شامل للقياس الصحيح والفاسد وهو الذي لا يكون المساواة فيه في نفس الأمر. وقيل المتبادر إلى الفهم هو المساواة في نفس الأمر فيختصّ التعريف بالقياس الصحيح عند المخطّئة. وأما المصوّبة وهم القائلون بأنّ كلّ مجتهد مصيب فالقياس الصحيح عندهم ما حصلت فيه المساواة في نظر المجتهد سواء ثبت في نفس الأمر أو لا حتى لو تبيّن غلطه ووجب الرجوع عنه فإنّه لا يقدح في صحته عندهم، بل ذلك انقطاع لحكمه لدليل صحيح آخر حدث، فكان قبل حدوثه القياس الأول صحيحا، وإن زال صحته فحقّهم أن يقولوا هو مساواة الفرع للأصل في نظر المجتهد في علّة حكمه. وإذا أردنا حدّ القياس الشامل للصحيح والفاسد لم يشترط المساواة وقلنا بدلها إنّها تشبيه فرع بالأصل أي الدلالة على مشاركته أي الفرع له أي للأصل في أمر هو الشّبه والجامع فإن كان حاصلا فالتشبيه مطابق وإلّا فغير مطابق، وعلى كل تقدير فالمشبّه إمّا أن يعتقد حصوله فيصحّ في الواقع أو في نظره، وإمّا أن لا يعتقد حصوله ففاسد.
هذا ثم اعلم أنّ المراد بالمساواة أعمّ من التضمّنيّة والمصرّح بها فلا يرد أنّ الحدّ لا يتناول قياس الدلالة وهو ما لا يذكر فيه العلّة بل وصف ملازم لها كما يقال في المكره يأثم بالقتل فيجب عليه القصاص كالمكره فإنّ الإثم بالقتل لا يكون علّة لوجوب القصاص. ووجه الدفع أنّ المساواة في التأثيم دلّت على قصد الشارع حفظ النفس بهما وهو العلّة، أو يقال هذا تعريف قياس العلّة فإنّ لفظ القياس إذا أطلقناه فلا نعني به إلّا قياس العلّة ولا نطلقه على قياس الدلالة إلّا مقيّدا. قيل لا يتناول الحدّ قياس العكس فإنّه ثبت فيه نصّ حكم الأصل بنقيض علّته. مثاله قول الحنفية لمّا وجب الصيام في الاعتكاف بالنّذر وجب بغير النّذر كالصلاة فإنّها لمّا لم تجب بالنّذر لم تجب بغير النّذر، فالأصل الصلاة والفرع الصوم، والحكم في الأصل عدم الوجوب بغير نذر وفي الفرع نقيضه وهو الوجوب بغير نذر، والعلّة في الأصل عدم الوجوب بالنّذر وفي الفرع نقيضه وهو الوجوب بالنّذر. وأجيب بأنّه ملازمة والقياس لبيان الملازمة والمساواة حاصلة على التقدير، وحاصله لو لم يشترط لم يجب بالنّذر واللازم منتف، ثم بيّن الملازمة بالقياس على الصلاة فإنّها لمّا لم تكن شرطا لم تجب بالنّذر.
ولا شكّ أنّ على تقدير عدم وجوبه بالنّذر المساواة حاصلة بينها وبين الصوم وإن لم يكن حاصلا في نفس الأمر.
واعلم أنّ القياس وإن كان من أدلّة الأحكام مثل الكتاب والسّنّة لكنّ جميع تعريفاته واستعمالاته منبئ عن كونه فعل المجتهد، فتعريفه بنفس المساواة محلّ نظر. ولذا عرّفه الشيخ أبو منصور بأنّه إبانة مثل حكم أحد المذكورين بمثل علّته في الآخر. واختيار لفظ الإبانة دون الإثبات لأنّ القياس مظهر للحكم وليس بمثبت له بل المثبت هو الله تعالى. وذكر مثل الحكم ومثل العلّة احتراز عن لزوم القول بانتقال الأوصاف. وذكر لفظ المذكورين ليشتمل القياس بين الموجودين وبين المعدومين، كقياس عديم العقل بسبب الجنون على عديم العقل بسبب الصّغر في سقوط الخطاب عنه بالعجز عن فهم الخطاب وأداء الواجب. وقيل القياس بذل الجهد في استخراج الحقّ وهو مردود ببذل الجهد في استخراج الحقّ من النّصّ والإجماع، فإنّ مقتضاهما قد لا يكون ظاهرا فيحتاج إلى اجتهاد في صيغ العموم والمفهوم والإيماء ونحو ذلك. وقيل القياس الدليل الواصل إلى الحقّ وهو مردود أيضا بالنّصّ والإجماع. وقيل هو العلم عن نظر ورد بالعلم الحاصل عن النظر في نصّ أو إجماع، وفيه أنّ العلم ثمرة القياس لا هو وقال أبو هاشم هو حمل الشيء على غيره بإجراء حكمه عليه وهو منقوض بحمل بلا جامع فيحتاج إلى قيد الجامع. وقال القاضي أبو بكر هو حمل معلوم على معلوم في إثبات الحكم لهما أو نفيه عنهما بأمر جامع بينهما من إثبات حكم أو صفة أو نفيهما. فقوله معلوم يشتمل الموجود والمعدوم، ولو قال شيء على شيء لاختصّ بالموجود. وقوله في إثبات حكم لهما أو نفيه عنهما ليتناول القياس في الحكم الوجودي والحكم العدمي. وقوله بأمر جامع إلى آخره إشارة إلى أنّ الجامع قد يكون حكما شرعيا إثباتا أو نفيا، ككون القتل عدوانا أو ليس بعدوان، وقد يكون وصفا عقليا إثباتا أو نفيا ككونه عمدا أو ليس بعمد. ردّ عليه بأنّ الحمل ثمرة القياس لا نفسه، وإنّ قيد جامع كاف في التمييز ولا حاجة إلى تفصيل الجامع.
وإن شئت الزيادة فارجع إلى العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ أكثر هذه التعاريف يشتمل دلالة النّصّ فإنّ بعض الحنفية وبعض الشافعية ظنّ أنّ دلالة النّصّ قياس جلي، لكن الجمهور منهم على الفرق بينهما. ولهذا عرّف صاحب التوضيح القياس بأنّه تعدية الحكم من الأصل إلى الفرع بعلّة متّحدة لا تدرك بمجرّد اللّغة، والتعدية إثبات حكم مثل حكم الأصل في الفرع. وقوله لا تدرك بمجرّد اللغة احتراز عن دلالة النّصّ.
التقسيم
القياس تلحقه القسمة باعتبارين. الأول باعتبار العلّة إلى قياس علّة وقياس دلالة وقياس في معنى الأصل: فالأول هو القياس الذي ذكر فيه العلّة. والثاني أي قياس الدلالة ويسمّى بقياس التلازم أيضا هو الذي لا يذكر فيه العلّة بل وصف ملازم لها كما لو علّل في قياس النبيذ على الخمر برائحته المشتدّة. وحاصله إثبات حكم في الفرع وهو حكم آخر يوجبهما علّة واحدة في الأصل فيقال ثبت هذا الحكم في الفرع لثبوت الآخر فيه وهو ملازم له، فيكون القائس قد جمع بأحد موجبي العلّة في الأصل لوجوده في الفرع بين الأصل والفرع في الموجب الآخر لملازمته الآخر، ويرجع إلى الاستدلال بأحد الموجبين على العلّة وبالعلّة على الموجب الآخر. لكن يكتفي بذكر موجب العلّة عن التصريح بها. ففي المثال المذكور الحكم في الفرع هو التحريم وهو حكم آخر وهو الرائحة يوجبهما علّة واحدة هي الإسكار في الخمر، فيقال ثبت التحريم في النبيذ لثبوت الرائحة فيه، وهو أي الحكم الآخر الذي هو الرائحة ملازم للأول الذي هو التحريم فيكون القائس قد جمع بالرائحة التي يوجبها الإسكار في الخمر لوجودها في النبيذ بين الخمر والنبيذ في التحريم الذي هو حكم آخر يوجبه الإسكار على الإسكار، وبالإسكار على التحريم الذي هو أيضا ممّا يوجبه الإسكار، لكن قد اكتفى بذكر الرائحة عن التصريح بالإسكار. والثالث أي القياس في معنى الأصل ويسمّى بتنقيح المناط أيضا هو أن يجمع بين الأصل والفرع بنفي الفارق أي بمجرّد عدم الفارق من غير تعرّض لوصف هو علّة، وإذا تعرّض للعلّة وكان عدم الفارق قطعيا كان قياسا جليا كما إذا كان ظنيا كان خفيا، ومثاله ورد في لفظ التنبيه. والثاني باعتبار القوة إلى جلي وخفي. فالقياس الجليّ ما علم فيه نفي الفارق بين الأصل والفرع قطعا كقياس الأمة على العبد في أحكام العتق كالتقويم على معتق الشّقص، وإنّا نعلم قطعا أنّ الذكورة والأنوثة مما لا يعتبره الشارع وأن لا فارق إلّا ذلك، والخفي بخلافه، وهو ما يكون نفي الفارق فيه مظنونا كقياس النبيذ على الخمر في الحرمة إذ لا يمتنع أن يكون خصوصية الخمر معتبرة، ولذلك اختلف فيه. هكذا في العضدي. وفي التوضيح القياس الجليّ هو الذي يسبق إليه الإفهام والخفي بخلافه ويسمّى بالاستحسان أيضا. والجليّ له قسمان: الأول ما ضعف أثره، والثاني ما ظهر فساده وخفي صحته. والخفي أيضا له قسمان: الأول ما قوي أثره والثاني ما ظهر صحته وخفي فساده، وله تفصيل طويل الذيل لا يليق إيراده هاهنا.

سل

(سل)
الشَّيْء من الشَّيْء سلا انتزعه وَأخرجه بِرِفْق يُقَال سل الشعرة من الْعَجِين وَالسيف من غمده وَالشَّيْء سَرقه وسله الدَّاء أَصَابَهُ فَهُوَ مسلول وسليل

(سل) أُصِيب بالسل فَهُوَ مسلول
سل
سَلُّ الشيء من الشيء: نزعه، كسلّ السّيف من الغمد، وسَلُّ الشيء من البيت على سبيل السّرقة، وسَلُّ الولد من الأب، ومنه قيل للولد:
سَلِيلٌ. قال تعالى: يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
[النور/ 63] ، وقوله تعالى: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ
[المؤمنون/ 12] ، أي: من الصّفو الذي يُسَلُّ من الأرض، وقيل: السُّلَالَةُ كناية عن النطفة تصوّر دونه صفو ما يحصل منه. والسُّلُّ : مرض ينزع به اللّحم والقوّة، وقد أَسَلَّهُ الله، وقوله عليه السلام: «لا إِسْلَالَ ولا إغلال» . وتَسَلْسَلَ الشيء اضطرب، كأنه تصوّر منه تَسَلُّلٌ متردّد، فردّد لفظه تنبيها على تردّد معناه، ومنه السِّلْسِلَةُ، قال تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً [الحاقة/ 32] ، وقال تعالى: سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً
[الإنسان/ 4] ، وقال: وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر/ 71] ، وروي: «يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنّة بالسّلاسل» . وماء سَلْسَلٌ:
متردّد في مقرّه حتى صفا، قال الشاعر:
أشهى إليّ من الرّحيق السَّلْسَلِ
وقوله تعالى: سَلْسَبِيلًا
[الإنسان/ 18] ، أي: سهلا لذيذا سلسا حديد الجرية، وقيل: هو اسم عين في الجنّة، وذكر بعضهم أنّ ذلك مركّب من قولهم: سل سبيلا ، نحو: الحوقلة والبسملة ونحوهما من الألفاظ المركّبة، وقيل:
بل هو اسم لكلّ عين سريع الجرية، وأسلة اللّسان: الطّرف الرّقيق.
باب السين واللام س ل، ل س يستعملان

سل: السَّلُّ: إِخراجُكَ الشَّعْرَ من العجين ونحوه من الأشياء. والانسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من بينَ مَضيقٍ أو زِحام. وسَلَلْتُ السَّيفَ فانَسلَّ من غِمْدِه. والسُّلُّ والسُّلالُ: داءٌ يأخُذ الانسانَ ويقتُلُ، وسُلَّ الرجلُ وأَسَلَّهُ اللهُ إسلالاً [فهو مَسْلولٌ] . والإِسلال: السَّرِقةُ الخَفِيَّة. والسَّلُّ والسَّليلُ والسلان: جماعة أودية بالبادية. والسَّليلُ والسَّليلةُ: المُهْرُ [والمُهْرَة] . [والسليلُ: دِماغ الفرس] . والسَّليل: الولدُ، [سُمِّي سَليلاً، لأنّه خلق من السّلالة] . والسَّليلةُ: عَقَبةٌ أو عَصَبةٌ أو لَحْمةٌ اذا كانت شِبْهَ طَرائقَ ينفَصِلُ بعضُها عن بعض، [وأنشد: لاءم فيه السليل الفقار

قال: السَّليلُ لَحْمَةُ المَتنَينِ] . وكذلك السَّلائل في الخَيْشوم، وهي لَحَماتٌ عِراضٌ بعضُها مُلتَزِقاتْ ببعضٍ. والتَّسَلُّلُ: فِعلُ جماعة القوم اذا انْسَلّوا، [ويَتَسَلَّلُونَ ويَنْسَلُّون واحد] . وسَلَّةُ الفَرَسِ: دَفْعَتُه في سِباقه، تقول: قد خَرجَتْ سَلَّةُ هذا الفَرسِ على سائر الخَيْلِ، قال:

أَلِزاً اذْ خَرَجَتْ سَلَّتُه ... وَهِلاً تَمَسُحه ما يَسْتَقِر

الأَلِز: الوَثّابُ، والسلة: السبذة المطبقة كالجؤنة. والمِسَلَّة: المِخيَط، وجمعُه مَسالّ. والسَّلسَلُ: الماءُ العَذْبُ الصافي يَتَسَلَسلُ في الحَلْقِ، وفي صَبَبٍ أو حَدُورٍ اذا جَرَى. وهو السَّلْسالُ، وخَمرٌ سَلْسَلٌ قال الأخطل:

أَدَبَّ إليها جَدْوَلاً يتَسَلْسَلُ

وقال:

بردى يصفق بالرحيق السلسل

والسَّلَةُ: الفُرْجةُ بين نَصائِبِ الحَوْضِ، [وأنشد:

أَسَلَّةٌ في حوضها أم انَفَجَرْ

وفي حديث أبي زرْعِ بنِ أبي زَرْعٍ: كَمَسَلِّ شَطْبةٍ

أراد بالمَسَلِّ: ما سُلَّ من شَطْبِ الجريدة، شَبَّهَه به لدِقَّةِ خَصْرِه] . والسَّلاسِلُ جمعُ السِّلسِلة. وبَرْقٌ ذو سَلاسِلَ، ورَمْلٌ مِثلُه، وهو تَسَلْسُله الذي يُرَى في التِوائِه . وماءٌ سُلاسِلٌ: عَذْبٌ. قال زائدة: كُلُّ مَنتُوجٍ سَليلٌ لأنّه يُسَلُّ من بطن أُمِّه لأنَّه يُجْبَذُ بالأيْدي سَلاًّ. وفي بني فُلانٍ مَسلَّةٌ أي سَرِقةٌ. وفيهم سَلَّةٌ أي سُيُوفٌ حِدادٌ. والسَلَّةُ حَصىً صِغارٌ مِثلُ الجَوْز في بطون الأَودِيةِ، لأنَّ الماءَ سَلَّها من بين الجِبال . والسَّليلُ: اسْمُ منزلٍ بالبادية. وذاتُ السَّلاسِلِ: أرضٌ من أرض الشّام غَزاها عمرو بن العاص على عهد النبيِّ- صلى الله عليه وآله وسَلَّم- . والمُسَلْسَلُ والمُسَنْسَنُ: طريقٌ يُسْلَكُ يَتخَلَّلُ البلاد كأنَّه حَيَّةٌ. ودابَّة سَلِسَةٌ أي مُنقادةٌ. والسَّلِسُ: السَّيف، وجمعه سُلُوسٌ. والسَّلْسُ: الخَيط يُنْظمَ فيه الخَرَزُ، وجمعه سُلُوس، قال: وقَلائدٌ من حُبلةٍ وسُلُوسِ

لس: اللَّسُّ: تَناوُل الدّابَّةِ الحشيشَ بجَحْفَلَتِها اذا نَتَفَتْهُ، قال زهير:

قد اخضَرَّ من لس الغمير جحافله

والمَلْسوس: الذاهبُ العقل.

سل

1 سَلَّ الشَّىٌءَ, (S, M, Mgh,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. سَلٌّ; (S, M, Mgh, K;) and ↓ استلّهُ, (M,) inf. n. اِسْتِلَالٌ; (K; [in the CK, الِاسْلال is put in the place of الِاسْتِلَال;]) He drew the thing out or forth from another thing: (Jel in xxiii. 12:) or he pulled out the thing, or drew it forth, gently: (M, K: *) or he drew, or pulled, the thing out, or forth, as a sword from its scabbard, and a hair from dough. (Mgh.) You say, سَلَّ السَّيْفَ, (S, Msb,) aor. and inf. n. as above; (Msb;) and ↓ استلّهُ, both signifying the same; (S;) [i. e. He drew the sword;] as also ↓ اسلّهُ, inf. n. إِسْلَالٌ. (TA.) In the saying of El-Farezdak, غَدَاةَ تَوَلَّيْتُمْ كَانَّ سُيُوفَكُمْ

↓ ذَآنِينُ فِى أَعْنَاقِكُمْ لَمْ تُسَلْسَلِ [In the morning when ye turned back, as though your swords were ذآنين (pl. of ذُؤْنُونٌ a species of fungus) upon your necks, (for the sword was hung upon the shoulder, not by a waist-belt,) not drawn forth], he has separated the doubled letter: thus the verse is related by IAar: but by Th, ↓ لَمْ تَسَلَّلِ [for تَتَنَسَلَّلِ]. (M.) It is said in a trad., لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ [I will assuredly draw thee forth from them like as the single hair is drawn forth from dough]. (TA.) And in another trad., اَللّٰهُمَّ أْسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِى (tropical:) [O God, draw forth the rancour of my heart]: and hence the saying الهَدَايَا تَسُلُّ السَّخَائِمَ وَتَحُلُّ الشَّكَائِمَ (tropical:) [Presents draw away feelings of rancour, and loose, or melt, resistances, or incompliances]. (TA.) And سُلَّ, said of a colt, means He was drawn forth a سَلِيل [q. v.]. (M, TA.) b2: Also He took the thing. (Msb.) Hence one says, تُسَلُّ المَيِّتُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ إِلَى القَبْرِ, i. e. [The dead body] is taken [head-foremost to the grave]: (Msb:) [or is drawn forth &c.: for] it is said of the Apostle of God, سُلَّ مِنْ قِبَل رَأْسِهِ, meaning He was drawn forth [&c.] from the bier. (Mgh.) b3: Also, aor. and inf. n. as above, He stole the thing: (Msb, TA:) or he stole it covertly, secretly, or clandestinely; (TA;) and so ↓ اسلّهُ. (TK. [But see 4, below, where اسلّ meaning “ he stole ” is mentioned only as intrans.]) Yousay, سَلَّ البَعِيرَ جَوْفِ اللَّيْلِ He drew away the camel from among the other camels in the middle of the night: and in like manner you say of other things. (TA.) A2: سَلَّ, aor. ـِ (K,) inf. n. سَلٌّ, (TK,) said of a man; (TA;) or سَلَّتْ, aor. ـَ [whence it would seem that the sec. Pers\. of the pret. is سَلِلْتَ, and the inf. n. سَلَلٌ,] said of a sheep or goat, شاة; (M;) He, or it, lost his, or its, teeth: (M, K:) on the authority of Lh. (M.) A3: سُلَّ, (M, Msb, K,) in the pass. form, (Msb,) with damm, (K,) He was, or became, affected with the disease termed سِلّ [q. v.]. (M, Msb, K.) 4 أَسْلَ3َ see 1, second sentence. b2: اسلّ, (ISk, S, M, Mgh,) inf. n. إِسْلَالٌ, (ISk, S, K,) also signifies He stole: (ISk, S, Mgh:) or he stole covertly, secretly, or clandestinely. (M, K.) See also 1, in the latter half of the paragraph. You say, اسلّ مِنَ المَغْنَمِ He stole of the spoil. (Mgh.) b3: إِسْلَالٌ signifies also An open raid or predatory incursion. (TA.) b4: And اسلّ He aided another to steal, or to steal covertly, secretly, or clandestinely. (TA.) b5: [See also إِسْلَالٌ below. Accord. to Freytag, اسلّ signifies He received a bribe: but this requires consideration: he gives no authority but the K, which does not justify this explanation.]

A2: اسلّهُ He (God) caused him to be affected with the disease termed سِلّ [q. v.]. (S, M, Msb, K.) 5 تسلّل: see 7: and see also 1, in the former half of the paragraph. b2: Also i. q. اِضْطَرَبَ [It was, or became, in a state of commotion, agitation, &c.]; said of a thing; as though it were imagined to be repeatedly drawn forth. (Er-Rághib, TA.) 7 انسلّ It (a thing) became pulled out, or drawn forth, gently; (M;) it became drawn, or pulled out or forth, as a sword from its scabbard, and a hair from dough. (Mgh.) You say, انسلّ السَّيْفُ مِنَ الغَمْدِ The sword [became drawn from the scabbard: or] slipped out from the scabbard. (TA.) And انسلّ قِيَادُالفَرَسِ مِنْ يَدِهِ [The leading-rope of the horse slipped out or] came forth [from his hand]. (Mgh.) b2: And [hence], as also ↓ تسلّل, (S, M, K,) He slipped away, or stole away; i. e., went away covertly, secretly, or clandestinely: (M, K:) or he went forth, مِنْ بَيْنِهِمْ [from among them]. (S.) And اِنْسَلَلْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ I went away, and went forth, deliberately, or leisurely, and by degrees, from before him. (TA.) Sb says that اِنْسَلَلْتُ [used in this or a similar sense] is not a quasi-pass. verb; but is only like [a verb of the measure] فَعَلْتُ; like as اِفْتَقَرَ is like ضَعُفَ. (M.) It is said in a prov., رَمَتْنِى بِدَائِهَاوَانْسَلَّتْ [She reproached me with her own fault, and slipped away]: (S, Meyd, TA:) [originally] said by one of the fellow-wives of Ruhm, daughter of El-Khazraj, wife of Saad Ibn-Zeyd-Menáh, on Ruhm's reproaching her with a fault that was in herself. (Meyd, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. cap. x. no. 2; and another prov. there referred to in cap. ii. no. 78.]) And one says also, بِكَذَا ↓ استلّ, meaning He went away with such a thing covertly, secretly, or clandestinely. (TA.) 8 إِسْتَلَ3َ see 1, first and second sentences: A2: and see also 7, last sentence.10 استسل النَّهْرُ جَدْوَلًا (tropical:) The river had a rivulet or streamlet, branching off from it. (TA.) R. Q. 1 سَلْسَلَةٌ [as inf. n. of سُلْسِلَ (see مُسَلْسَلٌ below)] signifies A thing's being connected with another thing. (M, K.) [It is also inf. n. of سَلْسَلَ, as such signifying The connecting a thing with another thing.] b2: [Hence, or the reverse may be the case,] سَلْسَلْتُهُ I bound him with the سِلْسِلَة [or chain]. (O. TA.) b3: And سَلْسَلْتُ المَآءَ فِى الحَلْقِ I poured the water into the throat, or fauces, [app. in a continuous stream.] (S, * O.) b4: And مَاسَلْسَلَ طَعَامًا He did not eat food: (K:) as though he did not pour it into his throat, or fauces. (TA.) A2: Accord. to IAar, سَلْسَلَ signifies He ate a سَلْسَلَة, i. e., a long piece of a camel's hump. (O.) A3: See also 1, third sentence. R. Q. 2 تَسَلْسَلَ, said of water, It ran into the throat, or fauces: (S, O:) or it ran down a declivity, or declivous place: (M, K:) or (assumed tropical:) it became [fretted with a succession of ripples] like a chain, in running [in a shallow and rugged bed], or when smitten by the wind. (S.) b2: And, said of lightning, (assumed tropical:) It assumed the form of سَلَاسِل, [i. e. chains, meaning elongated streams,] pl. of سِلْسِلَةٌ [q. v.], in the clouds. (M.) b3: And تَسَلْسُلٌ signifies (assumed tropical:) The glistening, and [apparent] creeping, of the diversified wavy marks, streaks, or grain, [resembling a chain, (see مُسَلْسَلٌ,) and also likened to the creeping of ants, (see فِرِنْذٌ, and رُبَدٌ,)] of a sword. (TA. [See also أَثْرٌ.]) b4: And تَسَلْسَلَ said of a garment, (assumed tropical:) It was worn until it became thin; (O, K;) like تَخَلْخَلَ. (O.) سَلٌّ, (M, K,) applied to a man, (M,) Whose teeth are falling out; (M;) losing his teeth: (K:) fem. with ة: (M, K:) likewise applied to a sheep or goat (شَاْةٌ); on the authority of Lh; (M;) and to a she-camel whose teeth have fallen out from extreme old age; or one extremely aged, having no tooth remaining; on the authority of IAar. (TA.) A2: See also سَلَّةٌ, in two places.

سُلٌّ: see what next follows.

سِلٌّ (S, M, Msb, K) and ↓ سُلَالٌ, (S, M, K,) the former [the more common, and] often occurring in the verses of chaste poets, though El-Hareeree says in the “ Durrat el-Ghowwás ” that it is an erroneous term of the vulgar, and that the latter is the right term, (TA,) signify the same, (S, M, K,) as also ↓ سُلٌّ and ↓ سَلَّةٌ, (K,) [Consumption: or phthisis:] an emaciating, oppressive, and fatal malady: (T, TA:) a certain disease, well known; said in the medical books to be one of the diseases of girls, because of the abundance of blood in them: (Msb:) accord. to the physicians, (TA,) an ulcer, (K, TA,) or ulcers, (Msb,) [or ulceration,] in the lungs; (Msb, K, TA;) succeeding (تُعَقِّبُ [grammatically referring to سَلَّة]) either ذَات الرِّئَة [i. e. inflammation of the lungs] or ذَات الجَنْب [i. e. pleurisy]: (in the CK, بِعَقَبِ ذات الرِّيّةِ اوذاتِ الجَنْبِ is [erroneously] put in the place of تُعَقِّبُ ذَاتَ الرِّئَةِ أَوْ ذَاتَ الجَنْبِ: and in what here follows, the gen. case is put in the place of the nom. in four instances:) or a rheum (زُكَامٌ), and defluxions (نَوَازِلُ), or a long cough, and attended with constant fever. (K, TA.) b2: Hence the saying, in a trad., غُبَارُذَيْلِ المَرْأَةِ الفَاجِرَةِ يُورثُ السِّلَّ (assumed tropical:) [The dust of the skirt of the vitious woman occasions the loss of property]; meaning that he who follows vitious women and acts vitiously, loses his property, and becomes poor: the diminution and departure of property being likened to the diminution and wasting away of the body when one has the disorder termed سِلّ. (TA.) سَلَّةٌ The drawing of swords; (S, M, K;) as also ↓ سِلَّةٌ. (K.) So in the saying, أَتَيْنَاهُمْ عِنْدَ السَّلَّةِ [We came to them on the occasion of the drawing of swords]. (S, M, K.) b2: And Theft: (S, Msb:) or covert, secret, or clandestine, theft; (M, K;) like إِسْلَالٌ [except that the former is a simple subst., and the latter is an inf. n., i. e. of 4]: (K:) one says, فِى بَنِى فُلَانٍ سَلَّةٌ [Among the sons of such a one is theft, or covert theft]: (S:) and الخَلَّةُ تَدْعُو إِلَى السَّلَّةِ [Want invites to theft, or covert theft]. (TA.) A2: Also (tropical:) The rush (دُفْعَة) of a horse among other horses, in running: (TA:) or the rush (دُفْعَة) of a horse in striving to outstrip: (S, TA: [I read فِى سِبَاقِهِ, as in a copy of the S; instead of فى سِيَاقِهِ, as in other copies of the S and in the TA:]) so in the saying, فَرَسٌ شَدِيدُ السَّلَّةِ (tropical:) [A horse of which the rush &c. is vehement]: (S, TA:) and خَرَجَتْ سَلَّتُهُ عَلَى

الخَيْلِ (S) or عَلَى سَائِرِ الخَيْلِ (TA) (tropical:) [His rush in striving to outstrip proceeded against the other horses]. b2: And A revulsion of shortness of breathing (اِرْتِدَادُ رَبْوٍ) in the chest of a horse, in consequence of his suppressing such shortness of breathing [so I render مِنْ كَبْوَةٍ يَكْبُوهَا, but this phrase admits of other renderings, as will be seen in art. كبو]: (M, K:) when he is inflated thereby, one says, أَخْرَجَ سَلَّتَهُ [app. meaning he has manifested his revulsion of shortness of breathing]; and thereupon he is urged to run with vehemence, and made to sweat, and coverings are thrown upon him, and that shortness of breathing (ذٰلِكَ الــرَّبْوُ) passes forth. (M.) b3: [In a sheep or goat, or a ewe or she-goat, it seems to mean Power, or force, of long continuance: see مَسْلُولَةٌ, voce مَسْلُولٌ.]

A3: See also سِلٌّ.

A4: Also A [basket of the kind called] جُونَة: (K:) or a thing like the جُونَة, (M,) or like the covered جُونَة, which is also called سَبَذَةٌ; so says Az: (TA:) a receptacle in which fruit is carried: (Msb:) [sometimes covered with red skin: (see حَوَرٌ:) in the present day commonly applied to a basket made of twigs, oblong and deep, generally between a foot and a foot and a half in length:] and ↓ سَلٌّ signifies the same: (M, K:) what is termed سَلَّةُ الخُبْزِ [the bread-basket] is well known: (S:) سَلَّةٌ meaning as expl. above is not thought by IDrd to be an Arabic word: (M:) [the dim. ↓ سُلَيْلَةٌ occurs in the K voce جُونَةٌ, and in the Mgh voce رَبْعَةٌ, &c.:] the pl. is سِلَالٌ (M, K) and سَلَّاتٌ (Msb) and [coll. gen. n.] ↓ سَلٌّ, of which Abu-l-Hasan says that it is in his opinion a rare kind of pl. [or coll. gen. n.] because it denotes what is made by art, not created, and it should more properly be regarded as of the class of كَوْكَبٌ and كَوْكَبَةٌ [which are syn.] because this is more common than the class of سَفِينَةٌ and سَفِينٌ. (M.) A5: Also A fault, or defect, in a water-ing-trough or tank, or in a [jar of the kind called]

خَابِيَة: (M, K:) or a breach between the أَنْصَابِ, (K,) or [more properly] between the نَصَائِب, [i. e. the stones set up, and cemented together with kneaded clay, around the interior,] (M,) of a watering-trough or tank. (M, K.) b2: And Fissures in the ground, that steal [i. e. imbibe] the water. (TA.) A6: Also One's sewing [a skin, or hide, with] two thongs in a single puncture, or stitch-hole. (M, K.) سِلَّةٌ: see سَلَّةٌ, first sentence.

سُلَالٌ i. q. سِلٌّ, q. v. (S, M, K.) سَلِيلٌ A drawn sword; i. q. ↓ مَسْلُولٌ. (M, K.) b2: (assumed tropical:) A child, or male offspring; [because drawn forth;] (S, M, Msb, K;) as also ↓ سُلَالَةٌ; (M, Mgh, Msb, K;) metonymically so termed: (Mgh:) or, when it comes forth from the belly of its mother; as also ↓ the latter; the former so called because created from the [sperma genitalis, which is termed] سُلَالَة: (Akh, TA:) fem. of the former ↓ سَلِيلَةٌ, (S, M, Msb, K,) applied to a daughter. (AA, K.) b3: A colt; (M, K;) and with ة a filly; (S, * M, TA;) the ة being affixed, though سليل is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, because the word is made a subst.: (Ham p. 102:) or, as some say, (M, in the K “ and ”) the former signifies a colt that is born not in a [membrane such as is called] مَاسِكَة nor [in one such as is called] سَلًى: if in either of these, it is termed بَقِيرٌ [not بُقَيْرٌ as in the CK]. (M, K.) [See also دُعْمُوصٌ.] b4: And A young camel when just born, before it is known whether it is a male or a female. (As, S, TA.) A2: Clear, or pure, beverage or wine; (K, TA;) as though gently drawn away from dust or motes or particles of rubbish or the like: such is said to be the beverage, or wine, of Paradise: or cool beverage or wine: or such as is clear from dust or motes or particles of rubbish or the like, and from turbidness; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: or such as is easy [in its descent] in the throat, or fauces. (TA.) [See also سُلَالَةٌ, and سَلْسَالٌ.]

A3: The channel of the water, or place in which the water flows, in a valley: or the middle of a valley, (M, K, *) where flows the main body of water. (M.) and A wide (S, M, K) and deep (M, K) valley, (S, M, K,) that gives growth to the [trees called]

سَلَم and سَمُر, (S, K,) or that gives growth to the سَلَم and ضَعَة and يَنَمَة and حَلَمَة; (M;) and ↓ سَالٌّ signifies the same: (M, K:) or this latter, a place in which are trees: (TA:) or a narrow channel of a torrent in a valley: (As, S, TA:) or a low place surrounded by what is elevated, in which the water collects: (En-Nadr, TA:) pl. of both سُلَّانٌ, (M, K,) or of the former accord. to Kr, (M, TA,) and of the latter accord. to As [and the S], (TA,) or that of the latter is سَوَالُّ. (En-Nadr, K, TA.) One says سَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ

like as one says غَالٌّ مِنْ سَلَمٍ. (S.) The phrase سَالَ السَّلِيلُ بِهِمْ [lit. The wide, or wide and deep, valley, &c., flowed with them] is used by the poet Zuheyr (S, IB) as meaning (assumed tropical:) they journeyed swiftly. (IB, TA.) A4: The brain of the horse. (M, K.) b2: The hump of the camel. (M, K.) b3: The نُخَاع [or spinal cord]. (M, K.) b4: and سَلِيلُ اللَّحْمِ The [portions that are termed]

خَصِيل [q. v. voce خَصِيلَةٌ] of flesh: [the former word in this case being app. a coll. gen. n., of which the n. un. is ↓ سَلِيلَةٌ (q. v.); the more probably as it is added that] the pl. is سَلَائِلُ. (TA.) سُلَالَةٌ What is, or becomes, drawn forth, or drawn forth gently, from, or of, a thing: (M, K:) or so سُلَالَةُ شَىْءٍ: (S:) [an extract of a thing: and hence,] the clear, or pure, part, or the choice, best, or most excellent, part [of a thing]; (Mgh; and Ksh and Bd and Jel in xxiii. 12;) because drawn from the thick, or turbid, part. (Mgh.) It is said in the Kur [xxiii. 12], وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ, meaning [and verily we created man from] what was drawn forth from every kind of dust, or earth: (Fr, TA:) or from a pure, or choice, or most excellent, sort of earth or clay. (Ksh, Bd, Jel.) b2: and [hence,] The sperma genitalis of a man, or human being; (S, TA;) what is drawn from the صُلْب [app. here meaning loins] of the man and from the تَرَائِب [pl. of تَرِيبَة, q. v.,] of the woman: (AHeyth, TA:) the water (مَآء) that is drawn from the back. ('Ikrimeh, TA.) b3: See also سَليلٌ, second sentence, in two places.

سَلِيلَةٌ: see سَلِيلٌ, second sentence. b2: Also A sinew, (عَصَبَةٌ, (M, K, or عَقَبَةٌ, K,) or a portion of flesh having streaks, or strips, (M, K,) that separate, one from another. (TA.) And The oblong portion of flesh of the part on either side of the backbone: (K:) or this is called سَلِيلَةُ المَتْنِ: (M:) [or] accord. to As, [the pl.] سَلَائِلُ signifies the long streaks, or strips, of flesh extending with the backbone. (TA.) See also سَلِيلٌ, last sentence. [Also] A small thin thing [or substance] resembling flesh: pl. سَلَائِلُ. (TA in art. خشم.) And سَلَائِلُ السَّنَامِ Long slices cut from the camel's hump. (TA.) b3: And the pl., Oblong نَغَفَات [or portions of dry mucus or the like] in the nose. (M.) b4: Also [Goats'] hair separated, or plucked asunder, with the fingers, then folded, and tied; then the woman draws from it one portion after another, which she spins: (M:) or سَلِيلَةٌ مِنْ شَعَرٍ signifies what is drawn forth from a ضَرِيبَة of [goats'] hair, which is a portion thereof separated, or plucked asunder, with the fingers, then folded, and rolled up into long portions, the length of each being about a cubit, and the thickness that of the half of the fore arm next the hand: this is tied, then the woman draws from it one portion after another, and spins it. (S.) [See also عَمِيتَةٌ.]

A2: Also A certain long fish, (K, TA,) having a long مِنْقَار [app. meaning beak-like snout, or nose]. (TA.) سُلَيْلَةٌ: see سَلَّةٌ (of which it is the dim.), in the latter half of the paragraph.

سُلَّآءٌ; n. un. with ة; mentioned in the M and K in this art. as well as in art. سلأ: see the latter art. سَلَّالٌ: see سَالٌّ.

A2: [And it seems to be somewhere mentioned in the S, though not in the present art., as meaning A maker of the sort of baskets called سِلَال (pl. of سَلَّةٌ): for Golius explains it, as on the authority of J, as signifying qui sportas qualosque contexit.]

سَلْسَلٌ and ↓ سَلْسَالٌ and ↓ سُلَاسِلٌ (S, M, K) Sweet water, (M, K,) that descends easily in the throat, or fauces; (M;) water that enters easily into the throat, or fauces, by reason of its sweetness and clearness: (S:) or cold, or cool, water: (M, K:) or water that has fluctuated to and fro, in the place where it has continued, until it has become limpid, or clear. (Er-Rághib, TA.) and the first and ↓ second, Mellow wine: (M, K:) the former is expl. by Lth as meaning sweet and clear, that runs [easily] into the throat, or fauces, when drunk. (TA.) b2: And غَدِيرٌ سَلْسَلٌ [A pool of water left by a torrent] which, being smitten [or blown upon] by the wind, becomes [rippled so as to be] like the سِلْسِلَة [or chain]. (TA.) سُلْسُلٌ A boy, or young man, light, or active, in spirit; as also لُسْلُسٌ. (IAar, O.) سِلْسِلٌ: see سِلْسِلَةٌ, in two places.

سَلْسَلَةٌ [as an inf. n.: see R. Q. 1.

A2: Also] A long piece of a camel's hump: (IAar, O, K:) accord. to AA, it is called لَسْلَسَةٌ: accord. to As, لِسْلِسَةٌ. (O.) سِلْسِلَةٌ A chain, i. q. زِنْجِيرْ in Pers\.; (KL;) rings (دَائِرٌ [app. used as a coll. gen. n., though I do not know any authority for such usage of it,] K [in the M دَائِرَةٌ]) of iron (S, M, K) or the like (M, K) of metals: derived from السَّلْسَلَةُ signifying “ the being connected ” with another thing: (M: [see R. Q. 1:]) pl. سَلَاسِلُ. (S, Mgh, TA.) It was a custom to extend a سِلْسِلَة over a river or a road, the ships or beats or the passengers being arrested thereby, for the purpose of the taking of the tithes from them by an officer set over it. (Mgh.) b2: [Hence,] سِلْسِلَةُ بَرْقٍ (tropical:) An elongated stream of lightning [like a chain] in the midst of the clouds: (S, TA: *) or سَلَاسِلُ البَرْقِ means what have assumed the form of chains (مَاتَسَلْسَلَ), of lightning, (M, K,) in the clouds; (M;) and السَّحَابِ [i. e., of the clouds in like manner]: (K: [but I think that وَالسَّحَابِ in the K is evidently a mistranscription for فِى السَّحَابِ the reading in the M:]) sing. سِلْسِلَةٌ (M, K) and ↓ سِلْسِلٌ, (K,) thus in the copies of the K, but in the L ↓ سِلْسِيلٌ, which is [said to be] the correct word. (TA. [See, however, what follows.]) And in like manner, سَلَاسِلُ الرَّمْلِ (assumed tropical:) What have assumed the form of chains (مَا تَسَلْسَلَ) of sands: (M:) or سَلَاسِلُ signifies (tropical:) sands that become accumulated, or congested, (يَنْعَقِدُ,) one upon another, and extended along: (A'Obeyd, S, O, K, TA:) you say رَمْلٌ ذُوسَلَاسِلَ (tropical:) [sands having portions accumulated, or congested, &c.]: and ذَاتُ سَلَاسِلَ, which has been expl. as meaning (assumed tropical:) elongated sands: (TA:) sing. سِلْسِلَةٌ (M, TA) and ↓ سِلْسلٌ, (M,) or ↓ سِلْسِيلٌ; and الرَّمْلِ ↓ سَلْسُولُ, with fet-h [to the first letter], is a dial. var. of سِلْسِيلُهُ. (TA.) b3: And سَلَاسِلُ كِتَابٍ (tropical:) The lines of a book or writing. (O, K, TA.) b4: and بِرْذَوْنٌ ذُو سَلَاسِلَ (assumed tropical:) [A hackney] upon whose legs one sees what resemble سَلَاسِل [or chains]. (M.) A2: Also The وَحَرَة, (O, K,) which is a small reptile, [a species of lizard, the same that is called السِلْسِلَةُ الرَّقْطَآءُ, (see أَرْقَطُ,)] spotted, black and white, having a slender tail, which it moves about when running. (TA.) سَلْسَالٌ: see سَلْسَلٌ, in two places.

سَلْسُولٌ: see سِلْسِلَةٌ.

سِلْسِيلٌ: see سِلْسِلَةٌ, in two places.

سُلَاسِلٌ: see سَلْسَلٌ.

سَالٌّ [act. part. n. of سَلَّ, Drawing out, or forth: &c. b2: Stealing: or stealing covertly, secretly, or clandestinely:] a thief; as also ↓ سَلَّالٌ [which is commonly applied in the present day to a horse-stealer and the like] and ↓ أَسَلُّ. (TA.) A2: See also سَلِيلٌ.

أَسَلُّ: see the next preceding paragraph.

إِسْلَالٌ A bribe. (S, M, K.) It is said in a trad., لَا إِغْلَالَ وَلَا إِسْلَالَ There shall be no treachery, or perfidy, and no [giving or receiving of a] bribe: or, and no stealing. (S in this art. and in art. غل. [See 4.]) مَسَلّ in the phrase مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ, in the trad. of Umm-Zara, meaning [His sleepingplace is] like a green palm-stick drawn forth from its skin [by reason of his slenderness], or, as some say, a sword drawn forth [from its scabbard], is [originally] an inf. n. used in the sense of a pass. part. n. (TA. [See also art. شطب.]) مِسَلَّةٌ A large needle: (S, M, Mgh, Msb, K:) [a packing-needle:] pl. مَسَالُّ. (S, Mgh, Msb.) مُسَلِّلٌ Subtle of machination in stealing. (TA.) مَسْلُولٌ: see سَلِيلٌ. b2: [Hence, elliptically,] A man (Msb) whose testicles have been extracted. (Mgh, Msb.) A2: Also Affected with the disease termed سِلّ: (S, M, Msb, K:) [regularly derived from سُلَّ, but] anomalous [as derived from أَسَلَّهُ]: (S, M, Msb:) Sb says, as though the سِلّ were put into him. (M.) A3: AA says that the مَسْلُولَة of غَنَم [meaning sheep or goats, i. e., applied to a شَاة, meaning a sheep or goat, or a ewe or she-goat,] is One whose powers, or forces, are of long continuance (اَلَّتِى يَطُولُ قُوَاهَا): and that one says [of such] فِى فِيهَا سَلَّةٌ [in which phrase فى seems evidently to have been preposed by mistake: see سَلَّةٌ]. (O, TA.) مُسَلْسَلٌ A thing having its parts, or portions, connected, one with another. (S, O.) b2: and [hence, (see سِلْسِلَةٌ,)] Chained; bound with the سِلْسِلَة. (TA.) [المَرْأَةُ المُسَلْسَلَةُ is the name of The constellation Andromeda; described by Kzw and others.] b3: (assumed tropical:) Lightning that assumes the form of chains (يَتَسَلْسَلُ) in its upper portions, and seldom, or never, breaks its promise [of being followed by rain]. (IAar, TA.) b4: Applied to hair, [as also ↓ مُتَسَلْسِلٌ, (K in art. حجن,) (assumed tropical:) Forming a succession of rimples, like water running in a shallow and rugged bed, or rippled by the wind; (see R. Q. 2;) or] crisp, or curly, or twisted, and contracted; syn. جَعْدٌ. (Mgh.) b5: (assumed tropical:) A sword having in it, or upon it, diversified wavy marks, streaks, or grain, resembling the سِلْسِلَة [or chain]. (TA.) [See also مُسَلَّسٌ.] b6: (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, figured with stripes, or lines; (K;) as also مُلَسْلَسٌ: as though formed by tranposition. (TA.) Also, and ↓ مُتَسَلْسِلٌ, (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, woven badly (M, K) and thinly. (M.) b7: حَدِيثٌ مُسَلْسَلٌ (assumed tropical:) A tradition [related by an uninterrupted chain of transmitters,] such as when one says, I met face to face such a one who said, I met face to face such a one, and so on, to the Apostle of God. (O, TA.) مُتَسَلْسِلٌ: see the next preceding paragraph, in two places. b2: Also (assumed tropical:) A garment worn until it has become thin, (TA.)

الشّكل

الشّكل:
[في الانكليزية] Form ،figure ،aspect
[ في الفرنسية] Fonne ،figure ،aspect

بالفتح وسكون الكاف بالفارسية: مانند، أي مثل. وورد أيضا بكسر الشين وهو كلّ ما يعدّ لائقا وجديرا وموافقا لشخص ما. وصورة شيء. ويجمع على أشكال وشكول ما تقيّد به قوائم الدواب كالحبال، وحركات الإعراب التي يزول بها الإشكال. كذا في المنتخب. وعند الصّوفية هو وجود الحقّ كما في بعض الرسائل.
وعند أهل العروض هو اجتماع الخبن والكفّ كحذف الألف والنون من فاعلاتن فيبقى فعلات بالضمّ، والركن الذي فيه الشّكل يسمّى مشكورا. ووجه التسمية هو أنّه لمّا كانت الألف والنون قد حذفت من كلا طرفي فاعلاتن. فلم يبق فيها مدّ الصوت السابق كما أنّ الفرس بعد تقييد قدميه لا يبقى له ذلك السّير الذي كان له.
هكذا في عروض سيفي وعنوان الشرف. وعند الحكماء والمهندسين هو الهيئة الحاصلة من إحاطة الحدّ الواحد أو الحدود بالمقدار، أي الجسم التعليمي أو السّطح، فالأول كشكل الكرة فإنّها ليس لها إلّا حدّ واحد، والثاني كشكل المثلث. والمراد بالإحاطة التّامة فخرجت الزاوية فإنّها على الأصح هيئة للمقدار من جهة أنّه محاط بحدّ واحد أو أكثر إحاطة غير تامة.
فإذا فرضنا سطحا مستويا محاطا بثلاثة خطوط مستقيمة فإذا اعتبر كونه محاطا بها فالهيئة العارضة له هي الشكل. وإذا اعتبر منها خطّان متلاقيان على نقطة منه كانت الهيئة هي الزاوية، هذا هو المشهور. ويلزم منه أن لا يكون لمحيط الكرة شكل. توضيحه أنّهم صرّحوا بأنّ حدّ الخطّ أي نهايته نقطة، وحدّ السطح خطّ، وحدّ الجسم سطح. ولا شك أنّ محيط المضلّعات حدود وهي الخطوط بالفعل بخلاف محيط الكرة وأمثالها، كالشكل البيضي فإنّها سطح واحد وليس لها حدّ، إذ ليس لها خطّ بالفعل. والخط المفروض لا يجدي ثبوت الحدّ بالفعل فلا يكون لها شكل لعدم صدق تعريفه عليها.
فالأنسب أن يقال الشكل هو الهيئة الحاصلة للمقدار من جهة الإحاطة سواء كانت إحاطة المقدار به أو إحاطته بالمقدار ليشتمل ذلك محيط الكرة وأمثالها.

وهو قسمان: مسطّح إن كان ما أحاط به خطّ واحد كالدائرة أو أكثر كالمثلث. ومجسّم إن كان محيطه سطحا واحدا كالكرة أو أكثر كالمكعّب. وقد يطلق الشّكل بمعنى المشكل.
ولهذا عرف اقليدس بأنّه ما أحاط به حدّ أو حدود. ويؤيّد ما ذكر ما في شرح حكمة العين من أن الشّكل مفسّر بتفسيرين: أحدهما ما يحيط به حدّ أو حدود كالمربّع والمثلّث، وهو الشّكل الذي يستعمله المهندسون الذين يقولون إنّه مساو لشكل آخر أو نصفه أو ثلثه، ويعنون بذلك مقدارا مشكلا، وهو بهذا المعنى من مقولة الكمّ، فإنّ ما أحاط به سطح أو جسم.
وثانيهما الهيئة الحاصلة من وجود الحدّ أو الحدود كالتربيع والتثليث ونحوهما، وهو بهذا المعنى من مقولة الكيف انتهى.
فائدة:
قال الحكماء كل جسم له شكل طبيعي والجسم البسيط بمعنى ما لا يتركّب حقيقة من أجسام مختلفة الحقائق ليس له شكل إلّا الكرة.
ومعنى الشكل الطبيعي على قياس ما عرفت في لفظ الحيّز مع اضطراب كلام القوم فيه، هكذا ذكر العلمي. وعند المنطقيين هو وضع الأوسط عند الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر. وهذا يستعمله الأصوليون أيضا والوضع هاهنا بمعنى المقولة. ولذا قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي: الشّكل هو الهيئة الحاصلة من نسبة الأوسط إلى الأصغر والأكبر انتهى.
ثم الأشكال أربعة لأنّ الأوسط إن كان محمولا في الصغرى موضوعا في الكبرى فهو الشّكل الأول كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار»، ونتيجته كلّ بدعة في النار. وشرط إنتاجه إيجاب الصغرى وكلّية الكبرى وهو يختصّ بأنه ينتج الموجبة الكلّية وباقي الأشكال لا ينتج الموجبة الكلية بل إمّا موجبة جزئية أو سالبة، وإن كان محمولا فيهما أي في الصغرى والكبرى فهو الشّكل الثاني كقول البعض: كلّ غائب مجهول الصفة، وكلّ ما يصحّ بيعه ليس بمجهول. ونتيجته كلّ غائب لا يصحّ بيعه. وشرط إنتاجه اختلاف مقدمتيه في الإيجاب والسّلب وكلّية كبراه، ومن خواصّه أنّه لا ينتج إلّا سالبة. وإن كان موضوعا فيهما فهو الشّكل الثالث كقول البعض كل برّ مقتات، وكلّ بر ربوي. ونتيجته بعض المقتات ربوي. وشرط إنتاجه أن تكون صغراه موجبة وأن تكون إحدى مقدمتيه كلّية. ومن خواصّه أنّ نتيجته لا تكون إلّا جزئية. وإن كان عكس الأول بأن يكون موضوعا في الصغرى محمولا في الكبرى فهو الشّكل الرابع، وسمّاه البعض بالسّياق البعيد أيضا كما في شرح إشراق الحكمة كقولنا: كلّ عبادة لا تستغني عن النيّة وكلّ وضوء عبادة. ونتيجته بعض مستغن عن النية ليس بوضوء هكذا في العضدي.
وفي شرح المطالع هذا مختصّ بالقياس الحملي. ومن الواجب أن يعتبر بحيث يعمّه وغيره. فقال: الوسط إن كان محكوما به في الصغرى محكوما عليه في الكبرى فهو الشّكل الأول، وهكذا إلى آخر التقسيم انتهى. وقد يطلق الشّكل على نفس القياس باعتبار اشتماله على الهيئة المذكورة، صرّح بذلك نصير الدين في حاشية القطبي والصادق الحلوائي في حاشية الطيبي. وعند أهل الرمل هو هيئة ذات أربع مراتب حاصلة من اجتماع الأفراد والأزواج أو من اجتماع إحداهما مثل وو المرتبة الأولى من هذه المراتب هي النار والثانية الريح.
والثالثة الماء. والرابعة التراب. وتنحصر هذه الأشكال في ستة عشر شكلا، أحدها: الطريق الذي يدعى أبا بالرمل. والثاني: الجماعة وهو يحصل بمضاعفة نقاط الطريق، ويقال له: أمّ الرمل. وبقية الأشكال من المسدودات والمفتوحات والنبائر التي يقال لها متولّدات، كما سيجيء في لفظ مسدود.
وأعلم أنّ كلّ شكل مرتبته النارية والترابية فردية فإنّه يدعى المنقلب مثل وكلّ شكل مرتبته النارية والترابية شفعا فإنّه يدعى الثابت مثل وكلّ شكل مرتبته النارية فردية والترابية شفعا، فإنّه يقال له: الخارج مثل. وإذا كان عكس ذلك فهو المسمّى بالداخل مثل ويقولون أيضا: النار خارجة والريح داخلة والماء منقلب والتراب ثابت. ويقولون أيضا: إذا كانت النار في رتبة الريح أو الريح في رتبة النار فهما يعدان من قبيل المنقلب والخارج. وأمّا إذا كانت النار في رتبة الماء أو الماء في رتبة النار فإنّها تسمّى داخلة، وكذلك النار في رتبة التراب أو التراب في رتبة النار فإنّها تسمّى الثابت. والريح في رتبة الماء أو الماء في رتبة الرّيح فيسمّيان ثابتا وداخلا.
والريح في رتبة التراب أو التراب في رتبة الهواء فيسمّى منقلبا. وكلّ ما ذكر من داخلي وخارجي وثابت ومنقلب فهو في النقاط. هكذا في السرخاب..

ربن

ربن
عن الآرامية معلم ومدرب ومثقف.
ربن: رَابَنُهْ: (بالإسبانية rabano) : رابستر، رافانستر (ألكالا): فجل بري ذو ثلاثة أصول، فجل مفلع (فكتور). (ألكالا).

ربن


رَبَنَ
أَرْبَنَa. Gave earnest-money to.

تَرَبَّنَa. Was captain of a vessel.

رَبُوْــنa. Earnest-money, pledge.

رُبَّاْن
(pl.
رَبَابِنَة)
a. Captain of a vessel, skipper.

أُرْبَان أُــرْبُوْــن
a. see 26
ربن
رُبَّان [مفرد]: ج رَبابينُ ورَبابِنة
• رُبَّان السَّفينة: قائدها، رئيس الملاحين فيها "قيادة السَّفينة في مياه المحيط تحتاج إلى رُبَّان ماهر".
• رُبَّان كُلِّ شيء: معظمه ومجموعه "أخذه برُبَّانه: أخذه جميعَه". 
[ر ب ن] الــرَّبُونُ والأُــرْبُونُ العُــرْبُون وكَرِهَها بَعْضُهم وأَرْبَنَهُ أَعْطاهُ الأُــرْبُونَ وأَمّا قَوْلُ رُؤْبَةَ

(مُسَرْوَلٍ في آلِه مُرَبَّنِ ... )

ومُرَوْبَنُ فإِنَّما هُو فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ أراد الرّانْبان وأَحْسِبُه الَّذِي يُسَمّى الرّانَ
ربن: أرْبَنْتُ الرَّجُلَ: أعْطَيْته رَبُوناً وهو دَخِيْلٌ، وهو الأُرْبَانُ.
وأرْبَنْتُ: أسْلَفْت.
والمُرَبَّنُ: الذي عليه الرَّابَنَانُ وهو كهَيْئَةِ السَّرَاوِيْلِ.
ويُسَمَّى سُكّانُ السَّفِيْنَةِ رُبّاناً، وجَمْعُه رَبَابِنَةٌ.
والرُّبّانُ: رُكْنٌ ضُخَامٌ من أَجَأٍ وسَلْمى؛ سُمِّيَ به لارْتِفَاعِه.
والإِرْبِيَانُ: سَمَكَةٌ حَمْرَاءُ نَحْوُ الإِصْبَعِ المَعْقُوْفَةِ.

ربن: الــرَّبُونُ والأُــربونُ والأُرْبانُ: العَــرَبُونُ، وكرهها بعضهم.

وأَرْبَنه: أَعطاه الأُــرْبونَ، وهو دخيل، وهو نحو عُــرْبون؛ وأَما قول رؤبة:

مُسَرْوَل في آلِه مُرَبَّن

ومُرَوْبَن، فإِنما هو فارسي معرب؛ قال ابن دريد: وأَحسبه الذي يسمَّى

الرَّانَ. التهذيب: أَبو عمرو المُرْتَبِنُ المرتفع فوق المكان، قال:

والمُرْتَبِئُ مثله؛ وقال الشاعر:

ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ

سَمَوْتُ إليه بالسِّنانِ فأَدْبرَا

ورُبّان كل شيء: معظمه وجماعته، وأَخذتُه برُبّانِه ورِبّانِه. ورُبّانُ

السفينة: الذي يُجْرِيها، ويجمع رَبابِين؛ قال أَبو منصور: وأَظنه

دخيلاً.

ربن
: (الــرَّبُونُ) ، كصَبُورٍ، (والأُرْبانُ والاُــرْبونُ، بضمِّهما) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: هُوَ (العُــرْبُونُ) ، وكَرهَها بعضُهم.
(وأَرْبَنْتُه: أَعْطَيْتُه رَبوناً) ، وَهُوَ دَخِيلٌ.
(والمُرْتَبِنُ: المُرْتَفِعُ فَوْقَ مكانٍ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و، والمُرْتَبِيءُ مثْلُه؛ وأَنْشَدَ: ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ سَمَوْتُ إِلَيْهِ بالسِّنانِ فأَدْبَرا (و) رُبَّانُ، (كرُمَّانٍ: رُكْنٌ مِن) أَرْكانِ (أَجَأَ) ، أَحَد جَبَلَيْ طيِّءٍ.
قلْتُ: هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّحِيحُ أَنَّه رَيَّان، بالتَّحْتيَّة، كشَدَّادٍ، وَهُوَ مِن أطْولِ جِبالِ أَجَأَ، وَهُوَ عَظِيمٌ أَسْوَد، يُوقِدُونَ فِيهِ النارَ فتُرَى مِن مَسيرَةِ ثلاثٍ، قالَهُ نَصْر.
(و) الرُّبَّانُ: (مَنْ يُجْرِي السَّفينةَ) ، والجمْعُ رَبابِين.
قالَ الأزْهرِيُّ: وأَظنُّه دَخِيلاً.
قلْتُ: وَقد صرَّحَ بعضٌ أَنَّه الرَّبابيُّ مَنْسوبٌ إِلَى الربِّ، مُتَعَلِّقٌ عِلْمُهُ بِمَا فِي باطِنِ البَحْرِ مِن شعوبٍ وغيرِها، ثمَّ عنْدَ الاسْتِعْمال حُذِفَتِ الياءُ وظَنَّتِ الْبَاء كأَنَّها أَصْليَّة، وعَلى هَذَا مَحَلّ ذِكْره فِي الموحَّدَةِ. (وَقد) تصرفَ فِيهِ فَقَالُوا: (تَرَبَّنَ) : إِذا صارَ ربَّاناً.
(والرُّبَّانِيةُ: ماءٌ لبَني كَلْبِ بنِ يَــرْبوعٍ) ؛ ومَرَّ لَهُ فِي حَرْفِ الباءِ الرّبابِية: ماءٌ باليَمامَةِ؛ وقيَّدَهُ الصَّاغَانيُّ هُنَا بالضمّ، فَمَا هُنَا تَصْحيفٌ ظاهِرٌ فتأمَّل.
(و) رِبانٌ، (ككِتابٍ: اسْمٌ لشخْصٍ من جَرمٍ وليسَ فِي العَرَبِ رِبانٌ بالرَّاءِ غيرُه وَمن سِواهُ بالزَّاي) .
قلْتُ: الَّذِي صرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ النَّسَبِ أنَّه رَبَّانٌ، كشَدَّادٍ، وَهُوَ ابنُ حلوان، وَهُوَ والِدُ جرم، مِن قضاعَةَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ جماعَةٌ مِنَ الصَّحابَةِ وغيرِهم، وَهَكَذَا ضَبَطَه الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ حجر وابنُ الجوانيّ النسَّابَةُ. وقوْلُه: اسمٌ لشَخْصٍ مِن جرَمٍ غَلَطٌ أَيْضاً فتأمَّل.
(وعليُّ بنُ رَبَنٍ الطَّبَرِيُّ، محرّكاً، مُؤَلِّفُ كتابِ الأَمْثالِ وغيرِهِ) . هَكَذَا ذَكَرَه الحافِظُ الذَّهبيُّ.
قالَ الحافِظُ بنُ حجر: هُوَ مِن مَشْهورِي الأَطَّباء تَتَلْمَذَ لَهُ مُحَمَّد بن زَكَريَّا وأَبُوه رين الطَّبَريّ، ذَكَرَ أَنَّه كانَ يَهُودِيًّا مُتَمَيِّزاً فِي الطبِّ.
قالَ: والرَّبَنُ: المُتَقدِّمُ فِي شَرِيعَةِ اليَهُودِ.
قالَ الحافِظُ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى: فعلى هَذَا هُوَ بتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
(وأُــرْبونَةُ، بالضَّمِّ: د بالمَغْربِ) ؛ وضَبَطَه ياقوت بالضمِّ والفتْحِ مَعًا؛ وقالَ: هُوَ بلدٌ فِي طَرَفِ المَغْربِ مِن أَرْضِ الأَنْدَلسُ، وَهِي الآنَ بيدِ الإِفْرَنْج لَعَنَهم الّلهُ تَعَالَى، بَيْنها وبَيْن قرْطبَةَ، على مَا ذَكَرَه ابنُ النَّبيه، ألْفُ مِيلٍ.
(ومَوْضِع الرَّابِنِ مِنْك: هُوَ مَوْضِعُ الَّرانِ) ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ وسَيَأْتي الرَّان فِي موضِعِه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رُبَّانُ كلِّ شيءٍ مُعْظمُهُ وجماعَتُه.
وأَخذتُه برُبَّانِه، بالضمِّ والكسْرِ، ومُرَ بَّنٌ ومُرَوْبَنٌ، كمعَظَّمٍ ومُجوْهَر، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُه الَّذِي يُسَمَّى الرَّانَ، وَبِهِمَا رُوِي قوْلُ رُؤْبة:
مُسَرْوَلٌ فِي آلِهِ مُرَبَّن ومُرَوْبَن.
ومحمدُ بنُ رَبْنَ الصّوفيُّ بالفتْحِ.
قالَ الحافِظُ: قرَأْته بخطَ مغلطاي، وقالَ: حدَّثنا عَنهُ شيْخُنا أَبو محمدٍ البَصْريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.

حَشَا

(حَشَا)
(س) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «خُذْ مِنْ حَواشِى أمْوَالهم» هِيَ صِغار الْإِبِلِ، كَابْنِ المخَاض، وَابْنِ اللَّبون، واحِدُها حاشِية. وحاشِية كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وطَرَفُه. وَهُوَ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ «اتَّقِ كَرَائِمَ أمْوَالهم» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلي فِي حَاشِيَةِ الْمَقَامِ» أَيْ جَانِبِهِ وطَرَفه، تَشبِيها بحاشِيَة الثَّوْب.
ومنه حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «لَوْ كنتُ مِنْ أهْل الْبَادِيَةِ لنَزَلْتُ مِنَ الْكَلَأِ الحاشِية» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «مَا لِي أَرَاكِ حَشْيَاءَ رَابِيَةً» أَيْ مَا لَكَ قَدْ وقعَ عَلَيْكَ الحَشَا، وَهُوَ الــرّبْو وَالنَّهيج الَّذِي يَعْرِضُ لِلْمُسْرِعِ فِي مَشْيِهِ، وَالْمُحْتَدِّ فِي كَلَامِهِ مِنِ ارْتِفَاعِ النَّفَس وتَواتُره.
يُقَالُ: رجلٌ حَشٍ وحَشْيَان، وَامْرَأَةٌ حَشِيَةٌ وحَشْيَا. وَقِيلَ: أصْلُه مِنْ إِصَابَةِ الــربْو حَشَاه.
وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ «ثُمَّ شقَّا بَطْنِي وَأَخْرَجَا حُشْوَتِى» الحُشْوَة بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الأمْعاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَير «إِنَّ حُشْوَته خرَجَت» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَحَاشِى النِّسَاءِ حَرام» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. وَهِيَ جَمْعُ مِحْشَاة: لأسْفل مَوَاضِعِ الطَّعَامِ مِنَ الْأَمْعَاءِ، فكَنَى بِهِ عَنِ الأدْبار. فأمَّا الحَشَا فَهُوَ مَا انْضَمَّت عَلَيْهِ الضُّلُوعُ والخَواصِر. وَالْجَمْعُ أَحْشَاء. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ المَحَاشِى جمع المِحْشى بالكسر، وهي العُظَّامة التي تُعَظِّ بِهَا الْمَرْأَةُ عجيزَتَها، فكَنَى بِهَا عَنِ الأدْبار.
(س) وَفِي حَدِيثِ المسْتَحاضة «أمَرَها أَنْ تَغْتَسل، فَإِنْ رَأَتْ شَيْئًا احْتَشَت» أَيِ اسْتَدْخَلَت شَيْئًا يَمْنَعُ الدَّم مِنَ القَطْر، وَبِهِ سُمِّي الحَشْو للقُطْن؛ لِأَنَّهُ يُحْشَى بِهِ الفُرُش وَغَيْرُهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَنْ يَعْذِرني مِنْ هَؤُلَاءِ الضياطِرة، يَتَخَلف أحدُهم يَتَقَلَّب عَلَى حَشَايَاه» أَيْ عَلَى فِراشِه، واحِدها حَشِيَّة بِالتَّشْدِيدِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «ليْس أخو الحرب من يضع خور الحَشَايا عن يَمِينِهِ وشِماله» .

الذّنب

الذّنب:
[في الانكليزية] Tail
[ في الفرنسية] Queue
بفتحتين عند أهل الهيئة نقطة مقابلة لنقطة مسمّاة بالرأس. قالوا مناطق الافلاك المائلة تقاطع مناطق الافلاك الممثلة ومنطقة البروج أيضا على نقطتين متقابلتين فيصير النصف من الأفلاك المائلة شماليا عن منطقة البروج والنصف الآخر جنوبيا عنها، وإحدى هاتين النقطتين وهي مجاز مركز تدوير الكوكب عن دائرة البروج على التوالي إلى الشمال يسمّى بالرأس، والأخرى وهي مجاز مركز تدوير الكوكب عن دائرة البروج على التوالي إلى الجنوب يسمّى بالذّنب. ويسمّيان أيضا بالعقدتين والجوزهرين. أمّا تسميتهما بالعقدتين فظاهر إذ العقدة في اللغة محلّ العقد. وأمّا بالرأس والذّنب فلأنّ الشكل الحادث بين نصفي المنطقتين من الجانب الأقرب شبيه بالتنين وهو نوع من الحيات العظيمة، والعقدتان أي هاتان النقطتان بمنزلة رأسه وذنبه. وأمّا بالجوزهرين فلأنّ الجوزهر معرب گوزهر وهو طرفا الحية.
وقيل لأنّ الجوزهر معرب جوزچهر أي صورة الجوز وهذا كما يسمّى بعض العقد بالفارسية جوزكره وإنّما قلنا مجاز تدوير الكوكب ولم نقل مجاز الكوكب كما قال صاحب الملخّص لأنّ ما ذكره لا يصحّ إلا في القمر، فإنّه يصل مع مركز تدويره إلى منطقة الممثل. وأمّا المتحيّرة فقد تصل إلى منطقة الممثل مع مراكز تداويرها وقد لا تصل إليها معها. ثم اعلم أنّ ما ذكر مختصّ بالكواكب العلوية والقمر فإنّ الرأس والذّنب في السفليين لو أفسرا بهذا لكان كلتا عقدتي الزهرة رأسا، وعقدتي عطارد ذنبا، فالرأس في الزهرة العقدة التي يأخذ منها مركز تدويرها نحو الحضيض وفي عطارد بعكس ذلك. وقيل الرأس موضع من منطقة الممثّل يكون القياس أن يجوز الكوكب عليه ويمرّ إلى جانب الشمال والذّنب موضع منها يكون القياس أن يجوز عليه الكوكب ويمرّ إلى جانب الجنوب.
ففي الزهرة وإن كانت النقطتان بحيث يقع عليهما الكوكب ويمر إلى جانب الشمال، لكن إحداهما على القياس والأخرى على غير القياس؛ وعلى هذا القياس في عطارد ويخدشه أنّه لا يتعيّن حينئذ أنّ أيّتهما على القياس والأخرى على غير القياس، والمقصود أن يجعل التميّز بينهما، هكذا يستفاد من الچغميني وحاشيته لعبد العلي البرجندي وشرح التذكرة له.
الذّنب:
[في الانكليزية] Guilt ،mistake ،sin
[ في الفرنسية] Culpabilite ،faute ،peche
بالفتح وسكون النون عند أهل الشرع ارتكاب المكلّف أمرا غير مشروع والأنبياء معصومون عن الذّنب دون الزلّة. والزلّة عبارة عن وقوع المكلّف في أمر غير مشروع في ضمن ارتكاب أمر مشروع، كذا في مجمع السلوك في الخطبة في تفسير الصلاة.
ثم الذّنوب على قسمين كبائر وصغائر.
ومن الناس من قال جميع الذنوب والمعاصي كبائر كما يروي سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّه قال: كلّ شيء عصي الله فيه فهو كبيرة، فمن عمل شيئا فليستغفر الله، فإنّ الله لا يخلّد في النار من هذه الأمة إلّا راجعا عن الإسلام أو جاحد فريضة أو مكذّبا بقدر، وهذا القول ضعيف لقوله تعالى وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ولقوله إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ إذ الذنوب لو كانت بأسرها كبائر لم يصح الفصل بين ما يكفّر باجتناب الكبائر وبين الكبائر، ولقوله عليه السلام (الكبائر الإشراك بالله واليمين الغموس وعقوق الوالدين وقتل النفس) ولقوله تعالى:
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ فلا بدّ من فرق بين الفسوق والعصيان ليصحّ العطف، لأنّ العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه. فالكبائر هي الفسوق والصّغائر هي العصيان، فثبت أنّ الذنوب على قسمين: صغائر وكبائر. والقائلون بذلك فريقان.
منهم من قال الكبيرة تتميّز عن الصغيرة في نفسها وذاتها، ومنهم من قال هذا الامتياز إنّما يحصل لا في ذواتها بل بحسب حال فاعلها.
أمّا القول الأوّل فالقائلون به اختلفوا اختلافا شديدا. فالاول قال ابن عباس: كلّ ما جاء في القرآن مقرونا بذكر الوعيد كبيرة نحو قتل النفس وقذف المحصنة والزّنى والربا وأكل مال اليتيم والفرار من الزّحف، وهو ضعيف لأنّ كلّ ذنب فلا بد وأن يكون متعلّق الذّم في العاجل والعقاب في الآجل. فالقول بأنّ كلّ ما جاء في القرآن مقرونا الخ يقتضي أن يكون كلّ ذنب كبيرا وقد أبطلناه. الثاني قال ابن مسعود:
افتحوا سورة النّساء، فكلّ شيء نهى الله عنه حتى ثلاثة وثلاثين آية فهو كبيرة. ثم قال مصداق ذلك إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، الآية. هو ضعيف أيضا لأنّه ذكر كثيرا من الكبائر في سائر السّور، فلا معنى لتخصيصها بهذه السورة. الثالث قال قوم كلّ عمد فهو كبيرة وهو ضعيف أيضا لأنّه إن أراد بالعمد أنّه ليس بساه عن فعله فماذا حال الذي نهى الله عنه فيجب، على هذا أن يكون كلّ ذنب كبيرا وقد أبطلناه. وإن أراد بالعمد أن يفعل المعصية مع العلم بأنّها معصية فمعلوم أنّ اليهود والنصارى يكفرون بنبوّة محمد عليه السلام وهم لا يعلمون أنّه معصية ومع ذلك كفر.
وأمّا القول الثاني فالقائلون به هم الذين يقولون: إنّ لكلّ طاعة قدرا من الثواب ولكلّ معصية قدرا من العقاب، فإذا أتى الإنسان بطاعة واستحقّ بها ثوابا ثم أتى بمعصية واستحقّ بها عقابا فههنا الحال بين ثواب الطاعة وعقاب المعصية بحسب القسمة العقلية على ثلاثة أوجه.
أحدها أن يتعادلا، وهذا وإن كان محتملا بحسب التقسيم العقلي إلّا أنّه دلّ الدليل السمعي على أنّه لا يوجد لأنّه قال تعالى: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ولو وجد مثل هذا المكلف وجب أن لا يكون في الجنة ولا في السعير. وثانيها أن يكون ثواب طاعة أزيد من عقاب معصية وحينئذ ينحبط ذلك العقاب بما يساويه من الثواب ويفضل من الثواب شيء، ومثل هذه المعصية هي الصغيرة وهذا الانحباط هو المسمّى بالتكفير. وثالثها أن يكون عقاب معصية أزيد من ثواب طاعة، وحينئذ ينحبط ذلك الثواب بما يساويه من العقاب ويفضل من العقاب شيء، وهذا الانحباط هو المسمّى بالانحباط ومثل هذه المعصية هي الكبيرة، وهذا قول جمهور المعتزلة. وهذا مبني على أنّ الطاعة توجب ثوابا والمعصية توجب عقابا، وعلى القول بالإحباط وكلاهما باطلان عندنا معاشر أهل السّنة.
ثم اعلم أنّه اختلف الناس في أنّ الله تعالى هل ميّز جملة الكبائر عن جملة الصغائر أم لا؟ والأكثرون قالوا إنّه تعالى لم يميّز ذلك لأنّه تعالى لمّا بيّن أنّ الاجتناب عن الكبائر يوجب التكفير عن الصغائر، فإذا عرف العبد أنّ الكبائر ليست إلّا هذه الأصناف المخصوصة عرف أنّه متى احترز عنها صارت صغائره مكفّرة، فكان ذلك إغراء له بالإقدام على تلك الصغائر، فلم يعرف الله في شيء من الذنوب أنّه صغيرة فلا ذنب يقدم عليه إلّا ويجوز كونه كبيرة، فيكون ذلك زاجرا له عن الإقدام. قالوا ونظيره في الشريعة إخفاء ليلة القدر في ليالي رمضان وساعة الإجابة في ساعات الجمعة ووقت الموت في جملة الأوقات. والحاصل أنّ هذه القاعدة تقتضي أن لا يبيّن الله تعالى في شيء من الذنوب أنّه صغيرة وأن لا يبيّن أنّ الكبائر ليست إلّا كذا وكذا، لأنّه لو بيّن ذلك لصارت الصغيرة معلومة، لكن يجوز في بعض الذنوب أن يبيّن أنّه كبيرة. روي أنه عليه السلام قال: (ما تعدون الكبائر. فقالوا الله ورسوله أعلم. فقال: الإشراك بالله وقتل النفس المحرّمة وعقوق الوالدين والفرار من الزّحف والسّحر وأكل مال اليتيم وقول الزور وأكل الــربو وقذف الغافلات المحصنات). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه ذكرها وزاد فيها استحلال بيت الحرام وشرب الخمر. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه زاد فيه القنوط من رحمة الله واليأس من رحمة الله والأمن من مكر الله.
وذكر عبد الله بن عباس أنّها سبعة وقال هي إلى التسعين أقرب، وفي رواية إلى سبعمائة أقرب كذا في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ الخ في سورة النساء. وفي معالم التنزيل قال ضحاك: ما وعد الله عليه حدا في الدنيا وعذابا في الآخرة فهو كبيرة. وقال بعضهم ما سمّاه الله تعالى في القرآن كبيرة أو عظيما فهو كبيرة. وقال سفيان الثوري الكبائر ما كان من المظالم بينك وبين العباد، والصغائر ما كان بينك وبين الله تعالى، لأنّ الله تعالى كريم يعفو. وقيل الكبيرة ما قبح في العقل والطبع مثل القتل والظّلم والزّنى والكذب والنّميمة ونحوها. وقال بعضهم الكبائر ما يستحقره العبد والصغائر ما يستعظمه ويخاف منه انتهى. وفي البيضاوي اختلف في الكبائر والأقرب أنّ الكبيرة كلّ ذنب رتّب الشارع عليه حدّا وصرّح بالوعيد فيه. ما علم حرمته بقاطع.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنها سبع:
الإشراك بالله وقتل النفس التي حرّم الله وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم والــربو والفرار عن الزحف وعقوق الوالدين). وعن ابن عباس الكبائر إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع. وقيل صغر الذنوب وكبرها بالإضافة إلى ما فوقها وما تحتها، فأكبر الكبائر الشرك وأصغر الصغائر حديث النفس، وبينهما وسائط يصدق عليها الأمران. فمن ظهر له أمران منها ودعت نفسه إليهما بحيث لا يتمالك فكفّها عن أكبرهما كفّر عنه ما ارتكبه لما استحق من الثّواب على اجتناب الأكبر. ولعل هذا يتفاوت باعتبار الأشخاص والأحوال. ألا يرى أنّه تعالى عاتب نبيه في كثير من خطراته التي لم تعدّ على غيره خطيئة فضلا عن أنّ يؤاخذ عليها انتهى.

جَرَدَ

جَرَدَ
الجذر: ج ر د

مثال: جَرَدَ ما في المخزن
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورود هذه الكلمة بهذا المعنى في المعاجم القديمة.
المعنى: أحصى المحتويات

الصواب والرتبة: -أحصى ما في المخزن [فصيحة]-جَرَدَ ما في المخزن [صحيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري استعمال «جَرْد» بمعنى «إحصاء» فيجوز لذلك «جَرَدَ» بمعنى «أحصى» (انظر: جَرْد).
(جَرَدَ)
[هـ] فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ كَانَ أنْور المُتَجَرَّد» أَيْ مَا جُرِّدَ عَنْهُ الثّيابُ مِنْ جسَده وكُشِف، يُريد أنه كان مُشْرِقَ الجَسد.
وفي صفته أَيْضًا «أَنَّهُ أَجْرَدُ ذُو مَسْرُبَة» الأَجْرَدُ الَّذِي ليس عَلَى بَدَنه شَعَر، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، وإنَّما أَرَادَ بِهِ أَنَّ الشَّعَر كَانَ فِي أَمَاكِنَ مِنْ بَدَنِهِ، كالمسْرُبة، والساعِدَين، والسَّاقَين، فَإِنَّ ضِدّ الأَجْرَدِ الأشْعَرُ، وَهُوَ الَّذِي عَلَى جَمِيعِ بدَنه شَعَرٌ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ» .
(س) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أخْرَج نَعْلَين جَرْدَاوَيْنِ، فَقَالَ: هَاتَان نَعْلاَ رسول الله صلى الله عليه وسلم» أي لَا شَعَر عَلَيْهِمَا.
وَفِيهِ «القُلوب أَرْبَعَةٌ: قلْب أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلَ السِّرَاجِ يُزْهر» أَيْ لَيْسَ فِيهِ غلٌّ وَلَا غشٌّ، فَهُوَ عَلَى أَصْلِ الفطْرة، فُنور الْإِيمَانِ فِيهِ يُزْهر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «تَجَرَّدُوا بِالْحَجِّ وَإِنْ لَمْ تُحْرِمُوا» أَيْ تَشَبَّهُوا بِالْحَاجِّ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا حُجَّاجاً. وَقِيلَ يُقال: تَجَرَّدَ فُلانٌ بِالْحَجِّ إِذَا أفْرَده وَلَمْ يَقْرِن (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «جَرِّدُوا القُرآن ليَــرْبُوَ فِيهِ صَغِيرُكُمْ وَلَا يَنأى عَنْهُ كبيرُكم» أَيْ لَا تقْرنوا بِهِ شَيْئًا مِنَ الْأَحَادِيثِ لِيَكُونَ وَحْدَهُ مُفْرَدا. وَقِيلَ: أَرَادَ أَنْ لا يتعلَّموا من مِنْ كُتب اللَّهِ شَيْئًا سِوَاه. وَقِيلَ أَرَادَ جَرِّدُوه مِنَ النقّطْ والإعْراب وَمَا أَشْبَهُهُمَا. وَاللَّامُ فِي لِيَــرْبُوَ مِنْ صِلَة جَرِّدُوا. وَالْمَعْنَى اجْعَلوا الْقُرْآنَ لِهَذَا، وخُصُّوه بِهِ واقْصروه عَلَيْهِ دُون النّسْيان والإعْراض عَنْهُ، ليَنْشأ عَلَى تَعَلّمه صغارُكم، وَلَا يَتَبَاعَدَ عَنْ تِلَاوَتِهِ وَتَدَبُّرِهِ كِبارُكم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشُّرَاة «فَإِذَا ظَهَروا بَيْن النَّهْرَين لَمْ يُطَاقُوا، ثُمَّ يَقِلُّون حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصا جَرَّادِين» أَيْ يُعْرون النَّاسَ ثيابَهُم ويَنْهَبُونها. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «قَالَ لِأَنَسٍ: لَأُجَرِّدَنَّك كَمَا يُجَرَّدُ الضَّبُّ» أَيْ لأسْلُخَنك سَلْخ الضَّبّ؛ لِأَنَّهُ إِذَا شُوِي جُرِّدَ مِنْ جِلْده. ورُوي «لَأَجْرُدَنَّكَ» بِتَخْفِيفِ الرَّاء. والجَرْدُ:
أخذُ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيء جَرْفا وعَسْفاً. وَمِنْهُ سُمّي الجارُود، وَهِيَ السّنَة الشَّدِيدَةُ المَحْل؛ كأنَّها تُهلِك النَّاس.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَبِهَا سَرْحَة سُرَّ تَحْتها سَبْعُونَ نَبِيًّا لَمْ تُعْبَلْ وَلَمْ تُجَرَّدْ» أَيْ لَمْ تُصِبْها آفَةٌ تُهلِك ثَمرتها وَلَا وَرقها. وقِيل هُو مِنْ قَولهم جُرِدَتِ الْأَرْضُ فَهِيَ مَجْرُودَة:
إِذَا أَكَلَهَا الجَرَاد.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ «ليسَ عِندنا مِنْ مَالِ المسْلمين إلاَّ جَرْدُ هَذِهِ القَطِيفة» أَيِ الَّتِي انْجَرَدَ خَمْلُها وخَلَقَت.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «قَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: رَأَيْتُ أمِّي فِي الْمَنَامِ وَفِي يَدها شَحْمة، وَعَلَى فَرْجها جُرَيْدَةٌ» تَصغير جَرْدَةٍ، وَهِيَ الخِرْقة البَالية.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «ائْتِنِي بجَرِيدَةٍ» الجَرِيدة: السَّعَفَة، وجَمْعُها جَرِيد.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُتِب الْقُرْآنُ فِي جَرَائِد» جَمْع جَرِيدة.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «وَكَانَتْ فِيهَا أَجَارِدُ أمْسكَت الْمَاء» أَيْ مَواضِعُ مُنْجَرِدَةٌ مِنَ النَّبات. يُقال: مَكَانٌ أَجْرَدُ وَأَرْضٌ جَرْدَاء.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَفْتَح الأرْياف فيَخْرج إِلَيْهَا النَّاسُ، ثُمَّ يَبْعَثُون إِلَى أهَاليهم: إِنَّكُمْ فِي أرْض جَرَدِيَّةٍ» قِيلَ هِيَ مَنسُوبة إِلَى الجَرَدِ- بالتَّحريك- وَهِيَ كُلُّ أَرْضٍ لَا نبَات بِهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أبى حدرة «فَرَمَيْتُهُ عَلَى جُرَيْدَاء مَتْنِهِ» أَيْ وَسَطِهِ، وَهُوَ مَوْضِعُ القَفا المُتَجَرِّدُ عَنِ اللحْم، تَصْغير الجَرْدَاء.
(س) وفي قصة أبي رِغال «فَغنَّتْه الجَرَادَتَا ن» هُما مُغَنّيَتان كانتَا بِمَكَّةَ فِي الزَّمن الْأَوَّلِ مَشْهُورَتَانِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ وَالْغِنَاءِ.

رَبَضَ 

(رَبَضَ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ وَالضَّادُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى سُكُونٍ وَاسْتِقْرَارٍ.

مِنْ ذَلِكَ رَبَضَتِ الشَّاةُ وَغَيْرُهَا تَرْبِضُ رَبْضًا. وَالرَّبِيضُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْغَنَمِ الرَّابِضَةِ وَرَبَضُ الْبَطْنِ: مَا وَلِيَ الْأَرْضَ مِنَ الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ حِينَ يَرْبِضُ. وَالرَّبَضُ: مَا حَوْلَ الْمَدِينَةِ; وَمَسْكَنُ كُلِّ قَوْمٍ رَبَضٌ. وَالرِّبْضَةُ: مَقْتَلُ كُلِّ قَوْمٍ قُتِلُوا فِي بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ قِرْبَةٌ رَبُوضٌ، لِلْوَاسِعَةِ، فَمِنَ الْبَابِ، كَأَنَّهَا تُمْلَأُ فَتَرْبِضُ، أَوْ تُرْوِي فَتُرْبِضُ. فَأَمَّا الــرَّبُوضُ فَهِيَ الدَّوْحَةُ وَالشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُؤْوَى إِلَيْهَا وَيُرْبَضُ تَحْتَهَا. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

تَجَوَّفَ كُلَّ أَرْطَاةٍ رُبُوضٍ

وَالْأَرْبَاضُ: حِبَالُ الرَّحْلِ; لِأَنَّهَا يُشَدُّ بِهَا فَيَسْكُنُ. وَمَأْوَى الْغَنَمِ: رَبَضُهَا; لِأَنَّهَا تُرْبِضُ [فِيهِ] . وَقَالَ قَوْمٌ: أَرْبَضَتِ الشَّمْسُ، إِذَا اشْتَدَّ حَرُّهَا، حَتَّى تُرْبِضَ الشَّاةَ وَالظَّبْيَ. وَرَبْضُ الرَّجُلِ وَرُبْضُهُ: امْرَأَتُهُ; وَالْقِيَاسُ مُطَّرِدٌ، لِأَنَّهَا سَكَنُهُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقِيَاسِ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَ الْمَسْكَنَ كُلَّهُ رَبْضًا. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

جَاءَ الشِّتَاءُ وَلَمَّا أَتَّخِذْ رَبَضًا ... يَا وَيْحَ كَفِّيَ مِنْ حَفْرِ الْقَرَامِيصِ

فَأَمَّا الرُّوَيْبِضَةُ، الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: " «وَتَنْطِقُ الرُّوَيْبِضَةُ» " فَهُوَ الرَّجُلُ التَّافِهُ الْحَقِيرُ. وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَرْبِضُ بِالْأَرْضِ; لِقِلَّتِهِ وَحَقَارَتِهِ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ.

قري

قري: {القريتين}: مكة والطائف. 
قري
قرَى يَقرِي، اقْرِ، قِرًى وقَرْيًا وقَراءً، فهو قارٍ، والمفعول مَقْرِيّ
• قرَى الضيفَ: أضافه وأكرمه، أحسن إليه "منحه القِرى والحمايةَ".
• قرَى الشّيءَ: جمعه "قرَى أفكارَه/ الماءَ في الحوْض". 

أقرى يُقري، أقْرِ، إقراءً، فهو مُقْرٍ
• أقرى الشَّخصُ:
1 - طلب القرَى أو الضِّيافةَ "سلَّم الرِّسالةَ ثمَّ أقْرَى".
2 - لزم القَرية. 

استقرى يستقري، اسْتَقْرِ، استقراءً، فهو مُسْتَقْرٍ، والمفعول مُسْتَقْرًى (للمتعدِّي)

• استقرى الشَّخصُ: أقْرَى؛ طلب القِرى (ما يقدّم للضيف من طعام).
• استقرى الأمرَ: تتبَّعه لمعرفة أحواله وخواصّه "استقرى مشكلة/ قضيَّةً".
• استقرى فلانًا: طلب أن يَقْرِيه (يُضيفه ويُكرمه). 

إقراء [مفرد]: مصدر أقرى. 

استقراء [مفرد]:
1 - مصدر استقرى.
2 - تَتَبُّع الجزئيّات للوصول إلى نتيجة كُلِّيَّة "هدف الاستقراء تكوين حكم عامّ مبنيّ على حقائق جزئيَّة". 

قَراء [مفرد]: مصدر قرَى. 

قَرَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قَرْيَة: "رجلٌ قَرويٌّ محافظ- مجلس قَرَويّ" ° جامع القَرويِّين: جامع بمدينة فاس بالمغرب- حياة قرويّة: حياة تتميّز بالبساطة وتتماشى مع طبيعة أهل القرية القنوعة- عادات قرويّة: أشياء لها طابَع القرية أو خاصّة بها. 

قُرَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قُرى: "أجرى مباحثات حول الشئون القُرويَّة". 

قِرًى [مفرد]:
1 - مصدر قرَى.
2 - ما يُقَدَّمُ إلى الضَّيف من طعام. 

قَرْي [مفرد]: مصدر قرَى. 

قَرْيَة [مفرد]: ج قَرْيات وقُرًى:
1 - تَجمُّع سَكنيٌّ في منطقة ريفيَّة أصغر من المدينة، بلدة صغيرة، ضيعة "أَحبَّ العيشَ في القرية- {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} " ° قرية النَّمل: هي المكان الذي يبيت فيه النَّمل ويتكاثر.
2 - كلّ مكان اتَّصلت به الأبنية واتُّخِذَ قرارًا وتقع على المدن وغيرها "قرية سياحيّة".
• أمُّ القُرى: مكّة المكرّمة " {وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} ".
• القريتان: مكّة والطَّائف " {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ". 
الْقَاف وَالرَّاء وَالْيَاء

الْقرْيَة: والقرية: الْمصر الْجَامِع، وَقَوله تَعَالَى: (واسْأَل الْقرْيَة الَّتِي كُنَّا فِيهَا) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا مِمَّا جَاءَ على اتساع الْكَلَام والاختصار، وَإِنَّمَا يُرِيد: أهل الْقرْيَة، فاختصر، وَعمل الْفِعْل فِي الْقرْيَة كَمَا كَانَ عَاملا فِي الْأَهْل لَو كَانَ هَاهُنَا، قَالَ ابْن جني: فِي هَذَا ثَلَاث معَان: الاتساع، والتشبيه، والتوكيد.

أما الاتساع: فَلِأَنَّهُ اسْتعْمل لفظ السُّؤَال مَعَ مَا لَا يَصح فِي الْحَقِيقَة سُؤَاله، أَلا تراك تَقول: وَكم من قَرْيَة مسؤولة، وَتقول: الْقرى وتسآلك، كَقَوْلِك: أَنْت وشأنك، فَهَذَا وَنَحْوه اتساع.

وَأما التَّشْبِيه: فَلِأَنَّهَا شبهت بِمن يَصح سُؤَاله لما كَانَ بهَا ومؤالفا لَهَا.

وَأما التوكيد: فَلِأَنَّهُ فِي ظَاهر اللَّفْظ إِحَالَة بالسؤال على من لَيْسَ عَادَته الْإِجَابَة، فكانهم تضمنوا لأبيهم عَلَيْهِ السَّلَام أَنه إِن سَأَلَ الجمادات وَالْجمال أنبأته بِصِحَّة قَوْلهم، وهذاتناه فِي تَصْحِيح الْخَبَر، أَي: لَو سَأَلتهمْ لأنطقها الله بصدقنا، فَكيف لَو سَأَلت مَنْ مِنْ عَادَته الْجَواب!! وَالْجمع: قرى، وَقَوله تَعَالَى: (وجعلنَا بَينهم وَبَين الْقرى الَّتِي باركنا فِيهَا قرى ظَاهِرَة) قَالَ الزّجاج: الْقرى الْمُبَارك فِيهَا: بَيت الْمُقَدّس.

وَقيل: الشَّام، وَكَانَ بَين سبأ وَالشَّام قرى مُتَّصِلَة، فَكَانُوا لَا يَحْتَاجُونَ من وَادي سبأ إِلَى الشَّام إِلَى زَاد، وَهَذَا عطف على قَوْله تَعَالَى: (لقد جعلنَا لسبأ أَيَّة جنتان) و: (وجعلنَا بَينهم ... ) . وَالنّسب إِلَى قَرْيَة: قرئي، فِي قَول أبي عَمْرو، وقروي، فِي قَول يُونُس، وَقَول بَعضهم: مَا رَأَيْت قروياًّ أفْصح من الْحجَّاج، إِنَّمَا نسبه إِلَى الْقرْيَة الَّتِي هِيَ الْمصر.

وَقَول الشَّاعِر، انشده ثَعْلَب:

رمتني بِسَهْم ريشه قروية ... وفوقاه سمن والنضى سويق

فسره فَقَالَ: القروية: التمرة، وَعِنْدِي: أَنَّهَا منسوبة إِلَى الْقرْيَة، الَّتِي هِيَ الْمصر، أَو إِلَى وَادي الْقرى.

وَمعنى الْبَيْت: أَن هَذِه الْمَرْأَة أطعمته هَذَا السّمن بالسويق وَالتَّمْر.

وَأم الْقرى. مَكَّة، لِأَن أهل الْقرى يؤمونها: أَي يقصدونها.

وقرية النَّمْل: مَا تجمعه من التُّرَاب.

وَالْجمع: قرى، وَقَول أبي النَّجْم:

وَأَتَتْ النَّمْل الْقرى بَعِيرهَا ... من حسك التلع وَمن خافورها

والقارية والقارات: الْحَاضِرَة الجامعة.

وقرى المَاء فِي الْحَوْض قريا، وقرى: جمعه.

وَاسم ذَلِك المَاء: الْقرى، بِالْقصرِ وَالْكَسْر.

والمقراة: الْحَوْض الْعَظِيم يجْتَمع فِيهِ المَاء.

وَقيل: المقراة، والمقرى: كل مَا اجْتمع فِيهِ المَاء من حَوْض وَغَيره.

والمقراة، والمقري: إِنَاء يجمع فِيهِ المَاء.

وقرت النَّاقة جرتها: جمعتها فِي شدقها. قَالَ اللحياني: وَكَذَلِكَ الْبَعِير وَالشَّاة والضائنة والوبر، وكل مَا اجتر.

والمدة تقرى فِي الْجرْح: تَجْتَمِع.

واقرت النَّاقة وَهِي مقرّ: اجْتمع المَاء فِي رَحمهَا.

والقرى: مسيل المَاء من التلاع. وَقَالَ اللحياني: الْقرى: مدفع المَاء من الــربو إِلَى الرَّوْضَة. هَكَذَا قَالَ: الــربو، بِغَيْر هَاء.

وَالْجمع: أقرية، وأقراء، وقريان، وَهُوَ الْأَكْثَر.

وقرى الضَّيْف قرى، وقراء: أَضَافَهُ.

واستقراني، واقتراني، وأقراني: طلب مني الْقرى.

وَإنَّهُ لقرى للضيف، وَالْأُنْثَى: قَرْيَة، عَن اللحياني.

وَكَذَلِكَ إِنَّه لمقري للضيف، ومقراء. وَالْأُنْثَى مقراة، ومقراء، الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

والمقراة: الْقَصعَة الَّتِي يقرى الضَّيْف فِيهَا.

والمقاري: الْقُدُور، عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

ترى فصلانهم فِي الْورْد هزلى ... وتيمن فِي المقاري والحبال

يَعْنِي: أَنهم يسقون ألبان أمهاتها عَن المَاء، فَإِذا لم يَفْعَلُوا ذَلِك كَانَ عَلَيْهِم عارا، وَقَوله:

وتسمن فِي المقاري والحبال

أَي انهم إِذا نحرُوا لم ينحروا إِلَّا سمينا، وَإِذا وهبوا لم يهبوا إِلَّا كَذَلِك، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ اللحياني: الْمقري، مَقْصُور بِغَيْر هَاء: كل مَا يُؤْتى بِهِ من قرى الضَّيْف من قَصْعَة أَو جَفْنَة أَو عس، قَالَ: تَقول الْعَرَب: لقد قرونا فِي مقرى صَالح.

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

وأقضى قروض الصَّالِحين وأقترى

فسره فَقَالَ: أَنِّي أَزِيد عَلَيْهِم سوى قرضهم!! والقرية: أَن يُؤْتى بعودين طولهما ذِرَاع، ثمَّ يعرض على اطرافهما عُوَيْد يؤسر اليهما من كل جَانب بقد فَيكون مَا بَين العصيتين قدر أَربع أَصَابِع، ثمَّ يُؤْتى بعويد فِيهِ فرض فَيعرض فِي وسط الْقرْيَة، ويشد طرفاه إِلَيْهَا بقد، فَيكون فِيهِ رَأس العمود. هَكَذَا حَكَاهُ يَعْقُوب.

وَعبر عَن الْقرْيَة بِالْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ قَوْله: " أَن يُؤْتى ... " وَكَانَ حكمه أَن يَقُول: الْقرْيَة: عودان طولهما ذِرَاع يصنع بهما كَذَا.

وقريت الْكتاب: لُغَة فِي: قَرَأت، عَن أبي زيد، قَالَ: وَلَا يَقُولُونَ فِي الْمُسْتَقْبل: إِلَّا يقْرَأ.

وَحكى ثَعْلَب: صحيفَة مقرية، فَدلَّ هَذَا على أَن " قريت " لُغَة، كَمَا حكى أَبُو زيد، وعَلى أَنه بناها على: " قريت الْمُغيرَة " بالإبدال عَن " قُرِئت " وَذَلِكَ أَن " قريت " لما شاكلت لفظ قضيت، قيل: مقرية، كَمَا قيل: مقضية.

والقارية: حد الرمْح وَالسيف، وَمَا أشبه ذَلِك.

وَقيل: قارية السنان: أَعْلَاهُ وَحده.

والقارية: طَائِر اضر اللَّوْن، اصفر المنقار، طَوِيل الرجل، قَالَ ابْن مقبل:

لبرق شام كلما قلت قد ونى ... سنا والقواري الْخضر فِي الدجن جنح

وَقيل: القارية: طير خضر تحبها الْأَعْرَاب، يشبهون الرجل السخي بهَا.

وَإِنَّمَا قضيت على هَاتين الياءين أَنَّهُمَا وضع، وَلم اقضي عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا منقلبتان عَن وَاو، لِأَنَّهُمَا لَام، وَالْيَاء لاماً اكثر مِنْهَا واوا.

وقري: اسْم رجل، قَالَ ابْن جني: تحْتَمل لامه أَن تكون من الْيَاء وَمن الْوَاو وَمن الْهمزَة، على التَّخْفِيف.

والقرية: الحوصلة.

وَابْن الْقرْيَة: مُشْتَقّ مِنْهُ.

وَهَذَانِ قد يكونَانِ ثنائيين. فَلَا يكون هَذَا بابهما.
قري
: (ي ( {القَرْيَةُ) ، بالفَتْح، وَهِي اللُّغَة المَشْهورَةُ الفُصْحى، (ويُكْسَرُ) ، يمانِيَّةٌ؛ نقلَهُما اللّيْثُ. وقالَ غيرُهُ: الكَسْرُ خَطَأٌ. (المِصْرُ الجامِعُ) .
(وَفِي كفايَةِ المُتَحَفّظ: القَرْيَةُ: كلُّ مَكانٍ اتَّصَلَتْ بِهِ الأبْنيةُ واتُّخِذَ قَراراً وتَقَعُ على المُدُنِ وغيرِها اه.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {واسْأَلِ القَرْيَةَ الَّتِي كنَّا فِيهَا} .
قَالَ سِيْبَوَيْه: هَذَا ممَّا جاءَ على اتِّساعِ الكَلامِ والاخْتِصارِ، وإنَّما يُريدُ أَهْلَ القَرْيةِ فاخْتَصَر وعَملَ الفِعْل فِي القَرْيةِ كَمَا كانَ عامِلاً فِي الأهْل لَو كانَ هَهُنَا.
قالَ ابنُ جنِّي: فِيهِ ثلاثُ معانٍ: الاتِّساعُ والتَّشْبيهُ والتّوْكيدُ.
أَمَّا الاتِّساعُ: فلأنَّه اسْتَعْمل لَفْظَ السُّؤالِ مَعَ مَا لَا يَصحُّ فِي الحَقيقَةِ سُؤَالُه؛ وأَمَّا التَّشْبيه: فلأنَّها شُبِّهت بمَنْ يصحُّ سُؤاله لما كانَ بهَا ومُؤالِفاً لَهَا؛ وأَمَّا التَّوْكِيد: فلأنَّه فِي ظاهِرِ اللّفْظ إحَالة بالسُّؤَالِ على مَنْ ليسَ مِن عادَتِه الإجابَة، فكأَنَّهم تضمنوا لأبيهِم، عَلَيْهِ السّلام، أنَّه إنْ سَأَلَ الجَمادَات والجِمالَ أَجابَتْ بصحَّةِ قوْلِهم، وَهَذَا تَناهٍ فِي تَصْحيحِ الخَبرِ، أَي لَو سَأَلْتَها لأَنْطَقَها اللهُ بصِدْقِنا، فكيفَ لَو سَأَلْت مَن عادَته الجَواب؟ .
(والنِّسْبَةُ} قَرئِيٌّ) ، بالهَمْزةِ، وَهُوَ فِي النُّسخِ بالتّحْريكِ، وضُبِطَ فِي المُحْكم بفَتْحٍ فسكونٍ، قالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَبي عَمْرٍ و.
قُلْت: وَهُوَ مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه ويُوافِقُه القِياسُ.
( {وقَرَوِيٌّ) بالواوِ، فِي قوْلِ يُونس، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي؛ (ج} قُرًى) ، بالضَّمِّ مَقْصورٌ على غيرِ قياسٍ.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: لأنَّ مَا كانَ على فَعْلَة بفَتْح الفاءِ مِن المُعْتل فجمْعُه مَمْدودٌ مِثْلُ رَكْوةٍ ورِكاءٍ وظَبْيَةٍ وظِباءٍ، وجاءَ {القُرَى مُخالِفاً لبابِهِ لَا يقاسُ عَلَيْهِ.
وقالَ اللّيْثِ، بعدَما نقلَ الكَسْر الَّذِي هُوَ لُغَةُ اليَمَنِ: ومِن ثمَّ اجْتَمَعُوا على قُرًى فَجَمَعُوها على لُغَةِ مَنْ يقولُ كِسْوة وكُساً.
وقالَ الجَوْهرِي: ولعلّها جُمِعَتْ على ذلكَ مِثْلُ ذَرْوَةٍ وذُراً ولَحْيَةٍ ولُحًى.
وقولُ بعضِهم: مَا رأَيْتُ} قَرَوِيًّا أَفْصَحُ مِن الحجَّاج، إنَّما نَسَبه إِلَى القَرْيةِ الَّتِي هِيَ المِصْر.
( {وأَقْرَى) الرَّجُلُ: (لَزِمَها) ، أَي} القُرَى.
( {والقارِي: ساكِنُها) ، كَمَا يقالُ لساكِنِ البادِيَةِ البادِي؛ وَمِنْه قوْلُهم: جاءَني كلُّ} قارٍ وبادٍ.
( {والقَرْيَتَيْن، مُثَنَّى) القَرْيةِ فِي قولِه تَعَالَى: {إِلَى رجُلٍ مِن} القَرْيَتَيْن عظِيمٍ} . (وأَكْثَرُ مَا يُتَلَفَّظُ بِهِ بالياءِ) ، هَكَذَا: (مكَّةُ والطَّائِفُ) ؛) قالَهُ المفسِّرُونَ، ونقلَهُ نَصْرٌ وغيرُهُ.
(و) أَيْضاً: (ة قُرْبَ النِّباجِ) .
(وقالَ نَصْر: موضِعٌ دُونَ النِّباجِ (بينَ مكَّةَ والبَصْرَةّ) تُنْسَبُ إِلَى ابنِ عامِرِ بنِ كريز.
(و) أَيْضاً: (ة بحِمْصَ.
(و) أَيْضاً: (ع باليَمامَةِ) ، وهُما قُرّان ومَلْهَم لبَني سُحَيْم.
( {وقَرْيَةُ النَّمْل: مُجْتَمَعُ تُرابِها) ، والجَمْعُ قُرًى؛ قَالَ أَبُو النجْمِ:
وأَتَتِ النَّملُ} القُرَى بعِيرها
من حَسَكِ التَّلْع وَمن خافُورِهاوهو مجازٌ.
(! وقَرْيةُ الأَنْصارِ: المدِينَةُ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ. ( {والقارِيَةُ: الحاضِرَةُ الجامِعَةُ،} كالقَاراةِ) .) يقالُ: أَهلُ {القارِيَةِ للحاضِرَةِ وأَهْلُ البادِيَةِ لأهْلِ البِداءِ.
(} وقَرَى الماءَ فِي الحَوْضِ {يَقْرِيهِ} قَرْياً {وقَرًى) :) إِذا (جَمَعَهُ) فِي الحَوْضِ.
وقالَ الأزْهرِي: يَجوزُ فِي الشِّعْرِ} قِرًى فجعَلَهُ فِي الشِّعْر خاصَّةً.
(و) {قَرَى (البَعِيرُ وكلُّ مَا اجْتَرَّ) كالشَّاةِ والضَّائِنَةِ والوَبْرِ} يَقْرِي {قَرْياً: (جَمَعَ جِرَّتَهُ فِي شِدْقِه) .
(وَفِي الصِّحاح: البَعيرُ} يَقْرِي العَلَف فِي شِدْقِه: أَي يَجْمَعُه.
(و) قَرَى (الضَّيفَ {قِرًى، بالكسْرِ والقَصْر) ، كقَلَيْته قِلىً، (والفَتْحِ والمَدِّ) ؛) قالَ الجَوْهرِي: إِذا كَسَرْتَ القافَ قَصَرْتَ وَإِذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ؛ (أَضافَهُ) .
(وَفِي الصِّحاح: أَحْسَنَ إِلَيْهِ.
وقالَ أَبو عليَ القالِي: قالَ الكِسائي: سَمِعْتُ القاسِمَ بنَ مَعْن يَرْوِي عَن العَرَبِ: هُوَ} قِراءُ الضَّيْفِ.
( {كاقْتَراهُ) ، وقيلَ:} اقْتَراهُ طَلَبَ مِنْهُ {القِرَى.
(و) } قَرَتِ (النَّاقَةُ) {تَقْرُو وتَقْرِي: (وَرِمَ شِدْقاها من وجَعِ الأَسْنانِ) .
(وَفِي التّهذيبِ: قالَ بعضُهم: يقالُ للإنْسانِ إِذا اشْتَكَى شِدْقَه: قَرَى يَقْرِي.
(و) قَرَا (البِلادَ) يَقْرُوها: إِذا (تَتَبَّعَها يَخْرُجُ مِن أَرضٍ إِلى أَرْضٍ) يَنْظُرُ حالَها وأَمْرَها،} وقَراها {قَرْياً، كَذلكَ واوِيٌّ يائيٌّ؛ (} كاقْتَرَاها {واسْتَقْرَاها) .
(وقالَ اللّحْياني: قَرَوْتُ الأرضَ: سِرْتُ فِيهَا، وَهُوَ أَن تمرَّ بالمَكانِ ثمَّ تَجُوزَه إِلَى غيرِهِ ثمَّ إِلَى موضِعٍ آخر.
وقالَ الأصْمعي: قَرَوْتُ الأرْضَ إِذا تَتَبَّعْتُ نَاسا بعْدَ ناسٍ.
(} والمَقْرَى! والمَقْراةُ) ؛) صَرِيحُ سِياقِه أَنَّه بفَتْحِهِما والصَّوابُ بالكسْرِ فيهمَا كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح وغيرِهِ؛ (كلُّ مَا اجْتَمَعَ فِيهِ الماءُ) مِن حَوْضٍ وغيرِهِ؛ وخَصَّه بعضُهم بالحَوْضِ.
وَفِي الصِّحاح: {المِقْراةُ المَسِيلُ وَهُوَ المَوضِعُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ ماءُ المَطَرِ من كلِّ جانِبٍ.
وَفِي التّهْذيبِ:} المِقْرَى الإناءُ العَظِيمُ يُشْرَبُ بِهِ الماءُ؛ {والمِقْراةُ: الموضِعُ الَّذِي يُقْرَى فِيهِ الماءُ؛ وقيلَ: المِقْراةُ: شِبْهُ حَوْضٍ ضَخْمٍ يُقْرَى فِيهِ مِن البِئْرِ ثمَّ يُفْرَغُ فِي المِقْراةِ؛ والجَمْعُ المَقارِي.
(} وقَرِيُّ الماءِ، كغَنِيَ: مَسِيلُه من التِّلاعِ) .
(وَفِي الصِّحاح: مَجْرَى الماءِ فِي الرَّوْض؛ وقالَ غيرُهُ: فِي الحَوْضِ؛ وَفِي التّهْذِيبِ: إِلَى الرِّياضِ.
(أَو مَوْقِعُه) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ مَدْفَعُه؛ (من الــرَّبْوِ إِلَى الرَّوْضَةِ) ، كَمَا هُوَ نصُّ اللّحْياني؛ هَكَذَا قالَ الــرَّبْو بغيرِ هاءٍ؛ (ج {أَقْرِيَةٌ) ؛) وَمِنْه قولُ الجعْدِي:
ومِنْ أَيَّامِنا يَوْمٌ عَجيبٌ
شَهِدْناهُ} بأَقْرِيةِ الرّداعِ ( {وأَقْراءٌ) ، كشَريفٍ وأَشْرافٍ؛ وَمِنْه قولُ مُعاوِيَةَ بنِ شَكَل يذمُّ حَجْل بنَ نَضْلَةَ بينَ يَدَي النُّعْمان: إنَّه مُقْبَلُ النَّعْلينِ مُنْتَفِخُ الساقَيْنِ قَعْو الأَلْيَينِ مَشَّاءُ} بأَقْراءٍ قَتَّالُ ظِباءٍ بَيَّاعُ إماءٍ؛ فقالَ لَهُ النّعْمان: أَرَدْتَ أَن تَذِيمَه فمدحته، وَصَفَه بأنَّه صاحِبُ صَيْدٍ لَا صاحِبَ إِبِلٍ.
( {وقُرْيانٌ) ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الأكْثَرُ؛ وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمة:
تَسْتَنُّ أَعْداءُ} قُرْيانٍ تَسَنَّمَها
غُرُّ الغَمامِ ومُرْتَجَّاتُه السُّودُواقْتَصَر الجَوْهرِي على الأَوَّل والأخيرِ، والأَخيرُ مَضْبوطٌ فِي كتابِه بالضمِّ والكَسْر.
وَفِي حديثِ قُسِّ: (ورَوْضَة ذاتُ {قُرْيانٍ) . وَفِي حدِيثِ ظبْيَان: (رَعَوْا} قُرْيانه) .
(و) {القَرِيُّ، كغَنِيَ أَيْضاً: (اللّبَنُ الخاثِرُ) الَّذِي (لم يُمْخَضْ.
(} وقَرِيُّ الخَيْلِ) :) اسْمُ (وادٍ.
( {والقَرِيَّانِ) ، مُثَنَّى} قَرِيَ: (ع) لبَني سُلَيْم بدِيارِ مُضَرَ بَفْرُقُ بَيْنهما وادٍ عظيمٌ قالَهُ نَصْر.
( {واسْتَقْرَى} واقْتَرَى {وأَقْرَى: طَلَبَ ضِيافَةً) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
(وَهُوَ} مِقْرًى للضَّيْفِ) ، كمِنْبَرٍ ( {ومِقْراءٌ) ، كمِحْرابٍ، (وَهِي} مِقْراةٌ {ومِقْراءٌ) ، كمِسْحاةٍ ومِحْرابٍ، الأخيرَةُ عَن اللّحْياني. يقالُ: إنَّه} لمِقْرًى للضيْفِ {ومِقْراءٌ للأضْيافِ.
(} والمِقْراةُ أَيْضاً: القَصْعَةُ) أَو الجَفْنَةُ ( {يُقْرَى فِيهَا) الضَّيْفُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
حَتَّى تَبُولَ عَبُورُ الشِّعْرَ بَيْنِ دَماً
صَرْداً ويَبْيَضَّ فِي} مِقْراتِه القارُوقالَ اللّحْياني: المِقْرَى، مَقْصورٌ بِغَيْر هاءٍ كلُّ مَا يُؤْتَى بِهِ مِن {قِرَى الضَّيْفِ مِن قَصْعَةٍ أَو جَفْنةٍ أَو عُسَ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
وَلَا يَضَنُّون} بالمِقْرَى وَإِن ثَمِدُوا ( {والمَقارِي: القُبورُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ القُدُورُ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرابي؛ وَهُوَ فِي المُحْكم هَكَذَا؛ وأَنْشَدَ:
تَرَى فُصْلانَهم فِي الوَرْدِ هَزْلَى
وتَسْمَنُ فِي} المَقارِي والحِبالِأَي أَنّهم إِذا نَحَرُوا لم يَنْحَروا إلاَّ سَمِيناً، وَإِذا وَهَبُوا لم يَهِبُوا إلاَّ كَذلكَ؛ هَكَذَا فسَّرَه ابنُ الأَعرابي. ( {والقَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: العَصَا.
(و) أَيْضاً: (قَرْيَةُ النَّملِ.
(و) أَيْضاً: (أَعْوادٌ فِيهَا فُرَضٌ يَجْعَلُ فِيهَا رأْسُ عُودِ البَيْتِ) ؛) كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ رأَسُ عَمُودِ البَيْتِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاحِ عَن ابنِ السِّكِّيتِ.
وَفِي المُحْكَم:} القَرِيَّةُ أَن يُؤْتَى بعُودَيْن طُولُهما ذِرَاعٌ ثمَّ يُعْرَض على أَطْرَافِهما عُوَيْدٌ يُؤْسَرُ إِلَيْهِمَا من كلِّ جانِبٍ بقدَ فيكونُ مَا بينَ العُصَيَّتين قَدْرَ أَرْبَع أُصابِع، ثمَّ يُؤْتَى بعُوَيْدٍ فِيهِ فَرْض فيُعْرَض فِي وَسَطِ القَرِيَّةِ ويُشَدُّ طَرَفاهُ إِلَيْهِمَا بقِدَ فيكونُ فِيهِ رأْسُ العَمُودِ؛ قالَ: كَذَا حَكَاهُ يَعْقوب، وعبَّر عَن القرِيَّةِ بالمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ قوْلُه: أَنْ يُؤْتَى، وكانَ حَقَّه أَن يقولَ القَرِيَّةُ عُودَانِ طُولُهما ذِرَاع يُصْنَعُ بهما كَذَا.
قُلْت: ونَصُّ الصِّحاح عَن يَعْقوب: {القَرِيَّة على فَعِيلَةٍ خَشَبَاتٌ فِيهَا فُرَضٌ يُجْعَلُ فِيهَا رأْسُ عَمُودِ البَيْتِ.
(و) } القَرِيَّةُ أَيْضاً: (عُودُ الشِّراعِ الَّذِي) يكونُ (فِي عُرْضِهِ مِن أَعْلاهُ) .
(قُلْت: والعامَّة تقولُ القَرِيَةُ بالتخْفِيفِ.
(أَو فِي أَعْلَى الهَوْدَجِ) ؛) والجَمْعُ {القَرِيَّاتُ.
(و) قُرَيَّةٌ، (كسُمَيَّة: ثلاثُ مَحالَّ ببَغْدادَ) مِن الجانِبِ الغَرْبي واحِدَةُ؛ وثِنْتانِ مِن الجانِبِ الشَّرْقي.
(و) أَيْضاً: (ع لطيِّىءٍ) بينَ الجَبَليْن؛ عَن ابنِ الكَلْبي.
(} وقَرَيْتُ الصَّحيفةَ فَهِيَ {مَقْرِيَّةٌ، لُغَةٌ فِي قَرَأْتُها) بالهَمْزةِ عَن أَبي زيْدٍ.
وحكَى ثَعْلبٌ: صَحِيفَةٌ} مَقْرِيَّةٌ.
( {والقارِيَةُ: أَسْفَلُ الرُّمْح.
(أَو) } قارِيَةُ السِّنانِ: (أَعْلاهُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: قارِيَةُ السِّنانِ أَعْلاهُ (وحَدُّهُ) ؛) عَن أَبي عبيدٍ.
(و) كَذلكَ (حَدُّ السَّيْفِ) ونحوِهِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً.
(و) {القارِيَّةُ (بالتَّشْديدِ: طائِرٌ) قصيرُ الرِّجْلِ طويلُ المِنْقارِ أَصْفَرَهُ أَخْضَر الظهْرِ تحبُّه الأعْرابُ وتَتَيَمَّنُ بِهِ، ويُشَبِّهونَ الرَّجُلَ السَّخِيَّ بِهِ.
قالَ الجَوْهرِي: وَهِي مُخفَّفَةٌ.
قالَ يَعْقوب: والعامَّةُ تُشَدِّدُه؛ وأَنْشَدَ:
أَمِنْ تَرّجيعِ} قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ
سَبَاياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَناقِ؟ يُقَال: (إِذا رَأَوْهُ اسْتَبْشَرُوا بالمَطَرِ كأَنَّه رَسُولُ الغَيْثِ، أَو مُقَدِّمَةُ السَّحابِ، ج {قوارِيُّ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لابنِ مُقْبل:
لبَرْقٍ شامٍ كلَّما قلتُ قد وَنَى
سَنَا} والقَوارِي الخُضْرُ فِي الدَّجْنِ جُنّحُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{القَرَوِيَّة: التمْرَةُ؛ وَبِه فسَّرَ ثَعلب قولَ الشصاعرِ:
رَمَتْني بسَهْمٍ ريشُه قَرَوِيَّةٌ
وفُوقاهُ سَمْنٌ والنَّضِيُّ سَوِيق ُوأُمُّ} القُرَى: مكَّةَ، شرَّفَها اللهُ تَعَالَى.
وأَكالة الْقرى: المدِينَةُ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصّلاة والسّلام.
{وقَرْيَةُ النَّمْلِ: مِن أَسْماءِ زَمْزَم.
} والقُرَى المُبارَكَةُ: قيلَ: بَيْتُ المَقْدِس، وقيلَ: الشامُ.
{وقَرَى الجُرْحُ} يَقْرِي: تَفَجَّرَ.
{وقَرِيُّ الطَّريقِ، كغَنِيِّ: سَنَنُه، عَن ابنِ الأعْرابي.
} وقرَيْتُ فِي شِدْقي جَوْزةً: خَبَأْتُها.
والمِدَّةُ! تَقْرِي فِي الجُرْحِ: أَي تَجْتَمِعُ. {وأَقْرَتِ الناقَةُ فَهِيَ} مُقْرٍ: اجْتَمَعَ الماءُ فِي رَحِمِها واسْتَقَرَّ.
{وقَرِيٌّ، كغَنِيَ: اسْمُ رجُلٍ؛ قالَ ابنُ جنِّي: يُحْتَملُ لامُه أَنْ تكونَ مِن الياءِ ومِن الواوِ ومِن الهَمْزةِ على التَّخْفيفِ.
} وقَرَيْتُ لَهُم مَطِيَّتي؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
والمُسْلمونَ {قَوارِي اللهِ فِي الأرضِ: أَي أُمَناؤُه وشُهَداؤُه المَيامِين شُبِّهوا} بالقَوارِي من الطَّيْرِ؛ أَو هُوَ مَأْخُوذٌ مِن {يَقْرُونَ الناسَ يَتَتبَّعُونَهم فيَنْظرُونَ إِلَى أَعْمالِهم، فَإِذا شَهِدُوا لإنْسانٍ بخَيْرٍ أَو شَرَ فقد وَجَبَ، واحِدُهم} قَارٍ، وَهِي أَحَدُ مَا جاءَ مِن فاعِلٍ الَّذِي للمُذكَّرِ الآدَمي مكسَّراً على فَواعِل نحْو فارِسٍ وفوارِسَ وناكِسٍ ونَواكِسَ.
ووادِي القرَى: بَلَدٌ بينَ المدِينَةِ والشامِ.
{والقَرْيُ: بفتحٍ فسكونٍ: موضِعٌ فِي شِعْرٍ.
} والقُرَيَّةُ، كسُمَيَّة: قَرْيةٌ باليَمَنِ، وَقد دَخَلْتها.
وأَيْضاً باليَمامَةِ؛ قَالَ امْرؤُ القَيْس:
تبيت لَبُوني {بالقُرَيَّةِ آمِناً
وأسرحها غِبًّا لأكْنافِ حائِل ِ} وقُرَيَّةٌ: اسْمُ لليَمامَةِ كُلّها.
وقيلَ: بَلَدٌ بينَ الفلج ونَجْران.
وتَقَرَّى المِياه: تَتَبَّعَها.
{واقْتَرَى فلَانا بقوْلِه: تَتَبَّعَهُ.
} والقِرَى، بالكَسْرِ مَقْصورٌ: ذلكَ الماءُ المَجْموعُ فِي الحَوْضِ.
{وأَقْرَى: إِذا لَزِمَ الشيءَ.
وأَيْضاً: طَلَبَ} القِرَى؛ وَقد ذَكَره المصنِّف فِي الَّتِي تَلِيه، وَهَذَا مَوْضِعُه.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: قالَ لي أعْرابِيٌّ: {اقْتَرِ سَلامي حَتَّى أَلْقاكَ، بِلا هَمْزً؛ أَي كُنْ فِي سَلامٍ وَفِي خيْرٍ وَفِي سَعَةٍ.
} وقَرِيَ، كرَضِيَ: اجْتَمَعَ.
والناقَةُ: {تُقَّرِّي ببوْلِها على فَخِذها مِنَ العَطَشِ، مُشَدَّدٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.