Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: راحة

الْيَأْس إِحْدَى الراحتين

الْيَأْس إِحْدَى الراحتين: مثل يضْرب بِهِ فِي الْعَرَب لمن يسْعَى ويرجى مرامه من رجل يقبل إيصاله إِلَيْهِ وَلَكِن لَا يُوصل فَتحصل لَهُ من ذَلِك صعوبة وملال. وَاعْلَم أَن الــرَّاحَة راحتان: الأولى: الْوُصُول إِلَى الْمَطْلُوب. وَالثَّانيَِة: الخيبة واليأس مِنْهُ فَإِن صَاحب السَّعْي عِنْد الْيَأْس يجر رجْلي التَّرَدُّد وَالْمَشَقَّة فِي ذيل الــرَّاحَة والاطمئنان.
(يادداشت) و (يادكرد) در (هوش دردم) .

الشَّجَّة

(الشَّجَّة) الْجــراحَة فِي الرَّأْس أَو الْوَجْه أَو الجبين (ج) شجاج
الشَّجَّة: جِــرَاحَة تخْتَص بِالْوَجْهِ وَالرَّأْس لُغَة وَفِي غَيرهَا تسمى جِــرَاحَة لَا شجة وَهِي عشرَة. الحارصة وَهِي الَّتِي تحرص الْجلد أَي تخدشه وَلَا تخرج الدَّم - والدامعة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَهِي الَّتِي تظهر الدَّم وَلَا تسيله بل تجمع فِي مَوضِع الْجــراحَة كالدمع فِي الْعين - والدامية وَهِي الَّتِي تسيل الدَّم - والباضعة وَهِي الَّتِي تبضع الْجلد أَي تقطعه - والمتلاحمة وَهِي الَّتِي تَأْخُذ فِي اللَّحْم وتقطعه - والسمحاق وَهِي الَّتِي تصل إِلَى السمحاق وَهِي جلدَة رقيقَة بَين اللَّحْم وَعظم الرَّأْس - والموضحة وَهِي الَّتِي توضح الْعظم أَي تبينه - والهاشمة وَهِي الَّتِي تكسر الْعظم - والمنقلة وَهِي الَّتِي تنقل الْعظم بعد الْكسر أَي تحوله - والآمة وَهِي الَّتِي تصل إِلَى أم الدِّمَاغ وَهُوَ الَّذِي فِيهِ الدِّمَاغ. قَالُوا إِنَّه جلد رَقِيق يجمع الدِّمَاغ وَلَو كَانَت مثل هَذِه الْجِرَاحَات فِي غير الرَّأْس وَالْوَجْه لَا يكون لَهَا أرش مُقَدّر وَإِنَّمَا يجب حُكُومَة عدل.

الِالْتِفَات

الِالْتِفَات: فِي التَّاج (وانكريستن) فَالْمُرَاد بِمَا وَقع فِي المطول من (أَنه الْتِفَات الْإِنْسَان من يَمِينه إِلَى شِمَاله وَمن شِمَاله إِلَى يَمِينه) أَنه الْتِفَات الْإِنْسَان من يَمِينه إِلَى شِمَاله أَو من شِمَاله إِلَى يَمِينه يَعْنِي أَنه ذكر الْوَاو وَأَرَادَ (أَو) وَإِنَّمَا أورد الْوَاو للْإِشَارَة إِلَى اشتراكهما فِي كَونهمَا من الِالْتِفَات لَا أَن مجموعهما مَأْخُوذ فِي مَفْهُومه إِذْ الْوَاو لمُطلق الْجمع لَا للمعية. وَفِي الِالْتِفَات عِنْد عُلَمَاء الْمعَانِي اخْتِلَاف فَإِن السكاكي على أَن الِالْتِفَات هُوَ النَّقْل من كل من التَّكَلُّم وَالْخطاب والغيبة إِلَى الآخر بِأَن كَانَ مُقْتَضى الظَّاهِر إِيرَاد كل من التَّكَلُّم وَالْخطاب والغيبة فَعدل عَنهُ إِلَى الآخر الَّذِي هُوَ خلاف مُقْتَضى الظَّاهِر وَإِن لم يعبر سَابِقًا بطرِيق آخر. وَالْجُمْهُور على أَن الِالْتِفَات هُوَ التَّعْبِير عَن معنى بطرِيق من التَّكَلُّم وَالْخطاب والغيبة بعد التَّعْبِير عَن ذَلِك الْمَعْنى بطرِيق آخر من الطّرق الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة بِشَرْط أَن يكون التَّعْبِير الثَّانِي على خلاف مُقْتَضى الظَّاهِر يَعْنِي يكون مُقْتَضى ظَاهر سوق الْكَلَام أَن يعبر عَنهُ بِغَيْر هَذَا الطَّرِيق فَمَا ذهب إِلَيْهِ السكاكي أَعم مِمَّا ذهب إِلَيْهِ الْجُمْهُور فَفِي قَول امْرِئ الْقَيْس (تطاول ليلك بالإثمد) الْتِفَات عِنْد السكاكي دون الْجُمْهُور لِأَن ليلك خطاب لنَفسِهِ وَمُقْتَضى الظَّاهِر ليلى بالتكلم وَلَا يصدق عَلَيْهِ تَعْرِيف الْجُمْهُور لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ تَعْبِير بطرِيق من الطّرق الثَّلَاثَة بعد التَّعْبِير بطرِيق آخر مِنْهَا. وأقسام الِالْتِفَات سِتَّة حَاصِلَة من ضرب الثَّلَاثَة فِي الِاثْنَيْنِ لِأَن كلا من الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة ينْقل إِلَى الآخرين وَإِنِّي لَا أطول الْكَلَام بِذكر الْأَمْثِلَة فَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهَا فليطالع المطول.
وَاعْلَم أَن الْغَيْبَة أَعم من أَن يكون باسم مظهر أَو مُضْمر غَائِب فَإِن الِاسْم الظَّاهِر مَوْضُوع للْغَائِب فاحفظ. ثمَّ إِن الِالْتِفَات عِنْد صدر الأفاضل أخص مِنْهُ عِنْد الْجُمْهُور فَهُوَ أخص الْأَخَص على مَذْهَب لِأَنَّهُ شَرط فِيهِ أَن يكون الْمُخَاطب فِي الْحَالين وَاحِدًا مثل قَوْله تَعَالَى {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر فصل لِرَبِّك} فَإِن فِيهِ التفاتا من التَّكَلُّم إِلَى الْغَيْبَة وَكَانَ مُقْتَضى الظَّاهِر بِالنّظرِ إِلَى الأسلوب السَّابِق أَن يَقُول لنا مَكَان لِرَبِّك والمخاطب فِي الْحَالين وَاحِد وَهُوَ نَبينَا خَاتم الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَإِن قلت فعلى هَذَا يلْزم أَن لَا يكون فِي قَوْله تَعَالَى {إياك نعْبد} الْتِفَات مَعَ أَنه مُتَّفق عَلَيْهِ قُلْنَا الْمُخَاطب بالْكلَام السَّابِق أَعنِي {الْحَمد لله} إِلَى {مَالك يَوْم الدّين} . هُوَ الله تَعَالَى فِي الْحَقِيقَة وَإِن لم يُخَاطب بِهِ بِحَسب الظَّاهِر لِأَن ذَلِك الْكَلَام السَّابِق يجْرِي من العَبْد مَعَ الله تَعَالَى لَا مَعَ غَيره تَعَالَى لِأَنَّهُ تَعْلِيم مِنْهُ تَعَالَى للعباد. فَكل الْتِفَات عِنْد صدر الأفاضل الْتِفَات عِنْد الْجُمْهُور دون الْعَكْس أَلا ترى أَن قَول أبي الْعَلَاء:
(هَل تزجرنكم رِسَالَة مُرْسل ... أم لَيْسَ ينفع فِي أولاك الوك)

فِيهِ الْتِفَات عِنْد الْجُمْهُور من الْخطاب فِي يزجرنكم إِلَى الْغَيْبَة فِي أولاك بِمَعْنى أُولَئِكَ. وَقَالَ صدر الأفاضل إِنَّه إضراب عَن خطاب بني كنَانَة إِلَى الْإِخْبَار عَنْهُم وَإِن كَانَ يظنّ من قبيل الِالْتِفَات فَلَيْسَ مِنْهُ لِأَن الْمُخَاطب بهل يزجرنكم بَنو كنَانَة وَبِقَوْلِهِ أولاك مُخَاطب آخر. وَقد يُطلق الِالْتِفَات على مَعْنيين آخَرين. أَحدهمَا أَن تَأتي بِكَلَام ثمَّ عَقِيبه بجملة مُسْتَقلَّة متلاقية مُتَقَارِبَة لذَلِك فِي الْمَعْنى بِأَن يكون مثلا أَو دُعَاء وَنَحْوهمَا نَحْو قَوْله تَعَالَى {وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا} وَقَوله تَعَالَى {ثمَّ انصرفوا صرف الله قُلُوبهم} فَإِن قَوْله تَعَالَى {إِن الْبَاطِل} الْآيَة على سَبِيل التَّمْثِيل وَقَوله تَعَالَى {صرف الله قُلُوبهم} على سَبِيل الدُّعَاء. وَالثَّانِي أَن تذكر أَنْت كلَاما فتتوهم أَنْت أَن السَّامع اختلجه شَيْء فتلتفت أَنْت إِلَى كَلَام يزِيل اختلاجه ثمَّ ترجع أَنْت إِلَى مقصودك كَقَوْل ابْن ميادة:
(فَلَا صرمه يَبْدُو وَفِي الْيَأْس رَاحَة ... وَلَا وَصله يصفو لنا فنكارمه)

فَإِنَّهُ لما قَالَ فَلَا صرمه يَبْدُو قيل لَهُ مَا تصنع بدوره وظهوره فَأجَاب بقوله وَفِي الْيَأْس رَاحَة.

القرآن

القرآن:
[في الانكليزية] The Koran
[ في الفرنسية] Le Coran
بالضم اختلف فيه. فقيل هو اسم علم غير مشتقّ خاصّ بكلام الله فهو غير مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي. وقيل هو مشتقّ من قرنت الشيء بالشيء سمّي به لقران السور والآيات والحروف فيه. وقال الفرّاء هو مشتقّ من القرائن وعلى كلّ تقدير فهو بلا همزة ونونه أصلية. وقال الزجاج هذا سهو والصحيح أنّ ترك الهمزة فيه من باب التخفيف، ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها. واختلف القائلون بأنّه مهموز، فقيل هو مصدر لقرأت سمّي به الكتاب المقروء من باب تسميته بالمصدر. وقيل هو وصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع كذا في الاتقان. قال أهل السّنّة والجماعة: القرآن ويسمّى بالكتاب أيضا كلام الله تعالى غير مخلوق وهو مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروء بألسنتنا مسموع بآذاننا غير حالّ فيها أي مع ذلك ليس حالّا في المصاحف ولا في القلوب والألسنة والآذان، لأنّ كلام الله ليس من جنس الحروف والأصوات لأنّها حادثة، وكلام الله صفة أزلية قديمة منافية للسكوت الذي هو ترك التكلّم مع القدرة عليه والآفة التي هي عدم مطاوعة الآلات بل هو معنى قديم قائم بذات الله تعالى يلفظ ويسمع بالنّظم الدّال عليه ويحفظ بالنظم المخيل ويكتب بنقوش وأشكال موضوعة للحروف الدالة عليه، كما يقال النار جوهر محرق يذكر باللفظ ويكتب بالقلم ولا يلزم منه كون حقيقة النار صوتا وحرفا. وتحقيقه أنّ للشيء وجودا في الأذهان ووجودا في الكتابة. فالكتابة تدلّ على العبارة وهي على ما في الأذهان وهو على ما في الأعيان، فحيث يوصف القرآن بما هو من لوازم القديم كقولنا القرآن غير مخلوق فالمراد حقيقته الموجودة في الخارج، وحيث يوصف بما هو من لوازم المخلوقات يراد به الألفاظ المنطوقة المسموعة كقولك قرأت نصف القرآن أو المخيلة كقولك حفظت القرآن أو الأشكال كقولك يحرم للمحدث مسّ القرآن. ثم الكلام القديم الذي هو صفة لله تعالى يجوز أن يسمع وهو مذهب الأشعري ومنعه الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني، وهو اختيار الشيخ أبي منصور رحمه الله تعالى. فمعنى قوله: حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ يسمع ما يدلّ عليه كما يقال سمعت علم فلان. فموسى صلوات الله عليه سمع صوتا دالّا على كلام الله، لكن لمّا كان بلا واسطة الكتاب والملك خصّ باسم الكليم. وقيل خصّ به لما سمعه من جميع الجهات على خلاف المعتاد. وأمّا من يجوّز سماعه فهو يقول خصّ به لأنّه سمع كلامه الأزلي بلا حرف وصوت كما يرى ذاته تعالى في الآخرة بلا كمّ ولا كيف.
فإن قيل لو كان كلام الله حقيقة في المعنى القديم مجازا في النّظم المؤلّف يصحّ نفيه عنه بأن يقال ليس النّظم كلام الله والإجماع على خلافه، وأيضا المعجز هو كلام الله حقيقة مع القطع بأنّ الإعجاز إنّما يتصوّر في النظم.
قلنا التحقيق أنّ كلام الله تعالى مشترك بين الكلام النفسي القديم ومعنى الإضافة كونه صفة له تعالى وبين اللفظي الحادث، ومعنى الإضافة حينئذ أنّه مخلوق له تعالى ليس من تأليفات المخلوقين، فلا يصحّ النفي أصلا ولا يكون الإعجاز إلّا في كلام الله تعالى. وما وقع في عبارة بعض المشايخ من أنّه مجاز فليس معناه أنّه غير موضوع للنظم بل إنّ الكلام في التحقيق وبالذات اسم للمعنى القائم بالنفس وتسمية اللفظ به وضعه لذاك إنّما هو باعتبار دلالته على المعنى، فلا نزاع لهم في الوضع والتسمية باعتبار معنى مجازي يكون حقيقة أيضا، كما يكون باعتبار معنى حقيقي. ويؤيّد هذا ما وقع في شرح التجريد من أنّه لا نزاع في إطلاق اسم القرآن وكلام الله بطريق الاشتراك على المعنى القائم بالنفس القديم وعلى المؤلّف الحادث وهو المتعارف عند العامة والقراء والأصوليين والفقهاء وإليه يرجع الخواص التي هي من صفات الحادث. وإطلاق هذين اللفظين عليه ليس بمجرد أنّه دالّ على كلامه القديم حتى لو كان مخترع هذه الألفاظ غير الله تعالى لكان الإطلاق بحاله، بل لأنّ له اختصاصا به تعالى وهو أنّه اخترعه بأن أوجد أولا الأشكال في اللوح المحفوظ لقوله بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ والأصوات في لسان الملك لقوله: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ثم اختلفوا، فقيل القرآن وكلام الله اسمان لهذا المؤلّف المخصوص القائم بأوّل لسان اخترعه الله تعالى فيه، حتى إنّ ما يقرأه كلّ أحد سواه بلسان يكون مثله لا عينه. والأصحّ أنّه اسم له لا من حيث تعيّن المحلّ فيكون واحدا بالنوع ويكون ما يقرأه القارئ أيّ قارئ كان نفسه لا مثله، وهكذا الحكم في كلّ متغيّر وكتاب ينسب إلى مؤلّفه. وعلى التقديرين فقد يجعل اسما للمجموع بحيث لا يصدق على البعض وقد يجعل اسما بمعنى كلّ صادق على المجموع وعلى كلّ بعض من أبعاضه.
وبالجملة فما يقال إنّ المكتوب في كلّ مصحف والمقروء بكل لسان كلام الله، فباعتبار الوحدة النوعية. وما يقال إنّه حكاية عن كلام الله ومماثل له وإنّما الكلام هو المخترع في لسان الملك فباعتبار الوحدة الشخصية. وما يقال إنّ كلام الله ليس قائما بلسان أو قلب ولا حالّا في مصحف فيراد به الكلام الحقيقي النفسي. ومنعوا من القول بحلول اللفظي أيضا رعاية للتأدّب واحترازا عن ذهاب الوهم إلى الحقيقي النفسي، على أنّ إطلاق اسم المدلول على الدّال وكذا إجراء صفات الدّال على المدلول شائع ذائع مثل: سمعت هذا المعنى من فلان انتهى كلامه. وقال صاحب المواقف إنّ المعنى من قول مشايخنا كلام الله تعالى معنى قديم ليس المراد به مدلول اللفظ بل الأمر القائم بالغير فيكون الكلام النفسي عندهم أمرا شاملا للفظ والمعنى جميعا قائما بذاته تعالى وهو مكتوب في المصاحف مقروء بالألسنة محفوظ في الصدور، وهو غير القراءة والكتابة والحفظ الحادثة. وما يقال من أنّ الحروف والألفاظ مترتّبة متعاقبة فجوابه أنّ ذلك الترتّب إنما هو في التلفّظ بسبب عدم مساعدة الآلة، فالتلفّظ حادث والأدلة الدالة على الحدوث يجب حملها على حدوثه دون حدوث الملفوظ جمعا بين الأدلة انتهى. قيل عليه القول بأنّ ترتّب الحروف إنّما هو في التلفّظ دون الملفوظ، فالتلفّظ حادث دون الملفوظ أمر خارج عن العقل وما ذلك إلّا مثل أن يتصوّر حركة تكون أجزاؤها مجتمعة في الوجود لا يكون لبعضها تقدّم على بعض، ويندفع بما قيل إنّ المراد بالملفوظ هو اللفظ القائم به تعالى وبالتلفّظ اللفظ القائم بنا عبّر عنه بالتلفّظ، فرقا بينهما وإشعارا بأنّ اللفظ الحادث كالنسبة المصدرية لكونه غير قارّ، ولولا هذا الاعتبار لكان القول بقدم الملفوظ دون التلفّظ تناقضا، وبه يندفع من أنّ حمل المعنى على الأمر القائم بالغير بعيد جدا لأنّ الأدلة إنّما تدلّ على حدوث ماهية القرآن لا حدوث التلفّظ لأنّه ليس بقرآن، وذلك لأنّ اللفظ يعدّ واحدا في المحال كلها وتباينه إنّما هو بتباين الهيئات. فاللفظ القائم بنا وبه تعالى واحد حقيقة، والأول حادث والثاني قديم.
فإن قيل يفهم من هذا التوجيه أنّه لا ترتّب في اللفظ القائم بذاته تعالى فيلزم عدم الفرق بين لمع وعلم. قيل ترتّب الكلمات وتقدّم بعضها على بعض لا يقتضي الحدوث لأنّ التقدّم ربما لا يكون زمانيا كالحروف المنطبعة في شمعة دفعة من الطابع عليه، وقد يمثل أيضا بوجود الألفاظ في نفس الحافظ فإنّ جميعها مع الترتيب المخصوص مجتمعة الوجود فيها وليس وجود بعضها مشروطا بانقضاء البعض وانعدامه عن نفسه. والفرق بأنّ وجود الحرف على هذا الوجه في ذاته تعالى بالوجود العيني وفي نفس الحافظ بالظلّي لا يضرّ إذ الغرض منه مجرّد التصوير والتفهيم لا إثباته بطريق التمثيل، فحينئذ يكون الحاصل أنّ الترتيب المقتضي للحدوث إنّما هو في التلفّظ أي اللفظ القائم بنا، هذا غاية توجيه المقام فافهم.
فائدة:
في بيان كيفية الإنزال قال في الاتقان وفيه مسائل. الأولى قال الله تعالى شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقال إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال. الأول وهو الأصح الأشهر أنّه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجّما في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد البعثة.
الثاني أنّه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة القدر أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين، في كلّ ليلة ما يقدر الله إنزاله في كلّ سنة، ثم نزل بعد ذلك منجّما في جميع السنة، وهذا القول ذكره الرازي بطريق الاحتمال ثم توقّف. هل هذا أولى أو الأول؟ قال ابن كثير وهذا الذي جعله احتمالا نقله القرطبى عن مقاتل بن حيان، وحكى الإجماع على أنّه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة في سماء الدنيا. الثالث أنّه ابتدأ انزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجّما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات، وبه قال الشعبي. قال ابن حجر والأول هو الصحيح المعتمد. قال وحكى الماوردي قولا رابعا أنّه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأنّ الحفظة نجّمته على جبرئيل في عشرين ليلة وأنّ جبرئيل نجّمه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عشرين سنة، والمعتمد أنّ جبرئيل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة. قال أبو شامة:
نزوله جملة إلى سماء الدنيا قبل ظهور نبوّته ويحتمل أن يكون بعدها، قيل الظاهر هو الثاني. قيل السرّ في إنزاله جملة إلى سماء الدنيا تفخيم أمره وأمر من نزل عليه وذلك بإعلام سكان السموات السبع أنّ هذا آخر الكتب المنزّلة على خاتم الرسل أشرف الأمم قد قرّبناه إليهم لننزّله عليهم، ولولا أنّ الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجّما بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزّلة قبله، ولكن الله باين بينه وبينها فجعل له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرّقا تشريفا للمنزّل عليه. وقيل إنزاله منجّما لأنّ الوحي إذا كان يتجدّد في كلّ حادثة كان أقوى للقلب وأشدّ عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه فيحدث له من السرور ما يقصر عنه العبارة. والثانية في كيفية الإنزال والوحي.
قال الأصفهاني اتفق أهل السّنة والجماعة على أنّ كلام الله منزّل واختلفوا في معنى الإنزال.
فمنهم من قال إظهار القراءة، ومنهم من قال إنّ الله تعالى ألهم كلامه جبرئيل وهو في السماء وهو عال من المكان وعلّمه قراءته ثم جبرئيل أدّاه إلى الأرض وهو يهبط في المكان. وفي التنزيل طريقان أحدهما أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم انخلع من الصورة البشرية إلى الصورة الملكية وأخذه من جبرئيل، ثانيهما أنّ الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه، والأوّل أصعب الحالين. وقال القطب الرازي إنزال الكلام ليس مستعملا في المعنى اللغوي الحقيقي وهو تحريك الشيء من العلو إلى السفل بل هو مجاز. فمن قال بقدمه فإنزاله أن يوجد الكلمات والحروف الدّالّة على ذلك المعنى ويثبتها في اللوح المحفوظ، ومن قال بحدوثه وأنّه هو الألفاظ فإنزاله مجرّد إثباته في اللوح المحفوظ. ويمكن أن يكون المراد بإنزاله إثباته في سماء الدنيا بعد الإثبات في اللوح المحفوظ والمراد بإنزال الكتب على الرسل أن يتلقّفها الملك من الله تلقّفا روحانيا أو يحفظها من اللوح المحفوظ وينزل بها فيلقيها عليهم.

وقال غيره فيه ثلاثة أقوال: الأول أنّ المنزّل هو اللفظ والمعنى وأنّ جبرئيل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به، وذكر بعضهم أنّ أحرف القرآن في اللوح المحفوظ كلّ حرف منها بقدر جبل قاف، وأنّ تحت كلّ حرف منها معان لا يحيط بها إلّا الله. الثاني أنّ جبرئيل عليه السلام إنّما نزل بالمعاني خاصة وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم علم تلك المعاني وعبّر عنها بلغة العرب لقوله تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ، الثالث أنّ جبرئيل ألقى عليه المعنى وأنّه عبّر بهذه الألفاظ بلغة العرب، وأنّ أهل السماء يقرءونه بالعربية ثم أنّه نزل به كذلك بعد ذلك. وقال الجويني كلام الله المنزّل قسمان. قسم قال الله تعالى لجبرئيل قل للنبي الذي أنت مرسل إليه إنّ الله يقول افعل كذا وكذا وأمر بكذا وكذا، ففهم جبرئيل ما قاله ربّه ثم نزل على ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له ما قاله ربّه، ولم تكن العبارة تلك العبارة كما يقول الملك لمن يثق به قل لفلان يقول لك الملك اجتهد في الخدمة واجمع الجند للقتال، فإن قال الرسول يقول لك الملك لا تتهاون في خدمتي واجمع الجند وحثّهم على المقاتلة لا ينسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة. وقسم آخر قال الله تعالى لجبرئيل اقرأه على النبي هذا الكتاب فنزل جبرئيل بكلمة الله من غير تغيير كما يكتب الملك كتابا ويسلّمه إلى أمين ويقول اقرأه على فلان فهو لا يغيّر منه كلمة ولا حرفا. قيل القرآن هو القسم الثاني والقسم الأول هو السّنّة. كما ورد أنّ جبرئيل كان ينزل بالسّنّة كما ينزل بالقرآن. ومن هاهنا جاز رواية السّنّة بالمعنى لأنّ جبرئيل أدّاه بالمعنى ولم تجز القراءة بالمعنى لأنّ جبرئيل أدّاه باللفظ. والسّرّ في ذلك أنّ المقصود منه التعبّد بلفظه والإعجاز به وأنّ تحت كلّ حرف منه معان لا يحاط بها كثرة فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه، والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزّل إليهم على قسمين: قسم يروونه بلفظ الموحى به وقسم يروونه بالمعنى، ولو جعل كلّه مما يروى باللفظ لشقّ أو بالمعنى لم يؤمن من التبديل والتحريف. الثالثة للوحي كيفيات. الأولى أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند احمد (عن عبد الله بن عمر سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل تحسّ بالوحي؟ فقال أسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك. فما من مرّة يوحى إليّ إلّا ظننت أنّ نفسي تقبض). قال الخطابي المراد أنّه صوت متداول يسمعه ولا يتبينه أوّل ما يسمعه حتى يفهمه بعد. وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك، والحكمة في تقدّمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقي فيه مكانا لغيره. وفي الصحيح أنّ هذه الحالة أشدّ حالات الوحي عليه. وقيل إنّه إنّما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد. الثانية أن ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (إنّ روح القدس نفث في روعي) أخرجه الحاكم، وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه. الثالثة أن يأتيه في صورة رجل فيكلّمه كما في الصحيح (وأحيانا يتمثّل لي الملك رجلا فيكلّمني فأعي ما يقول) زاد أبو عوانة في صحيحة وهو أهونه عليّ. الرابعة أن يأتيه في النوم وعدّ من هذا قوم سورة الكوثر. الخامسة أن يكلّمه الله تعالى إمّا في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في النوم كما في حديث معاذ (أتاني ربّي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى) الحديث انتهى ما في الإتقان.
وقال الصوفية القرآن عبارة عن الذات التي يضمحلّ فيها جميع الصفات فهي المجلى المسمّى بالأحدية أنزلها الحقّ تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليكون مشهد الأحدية من الأكوان. ومعنى هذا الإنزال أنّ الحقيقة الأحدية المتعالية في ذراها ظهرت بكمالها في جسده، فنزلت عن أوجها مع استحالة العروج والنزول عليها، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لما تحقّق بجسده جميع الحقائق الإلهية وكان مجلى الاسم الواحد بجسده، كما أنّه بهويته مجلى الأحدية وبذاته عين الذات، فلذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أنزل عليّ القرآن جملة واحدة) يعبّر عن تحقّقه بجميع ذلك تحقّقا ذاتيا كليا جسميا، وهذا هو المشار إليه بالقرآن الكريم لأنه أعطاه الجملة، وهذا هو الكرم التّام لأنّه ما ادّخر عنه شيئا بل أفاض عليه الكلّ كرما إلهيا ذاتيا. وأمّا القرآن الحكيم فهو تنزّل الحقائق الإلهية بعروج العبد إلى التحقّق بها في الذات شيئا فشيئا على مقتضى الحكمة الإلهية التي يترتّب الذات عليها فلا سبيل إلى غير ذلك، لأنّه لا يجوز من حيث الإمكان أن يتحقّق أحد بجميع الحقائق الإلهية بجهده من أوّل إيجاده، لكن من كانت فطرته مجبولة على الألوهة فإنّه يترقّى فيها ويتحقّق منها بما ينكشف له من ذلك شيئا بعد شيء مرتبا ترتيبا إلهيا. وقد أشار الحقّ إلى ذلك بقوله:
وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا، وهذا الحكم لا ينقطع ولا ينقضي، بل لا يزال العبد في ترقّ، وهكذا لا يزال الحقّ في تجلّ، إذ لا سبيل إلى استيفاء ما لا يتناهى لأنّ الحقّ في نفسه لا يتناهى. فإن قلت ما فائدة قوله: أنزل عليّ القرآن جملة واحدة؟ قلنا ذلك من وجهين: الوجه الواحد من حيث الحكم لأنّ العبد الكامل إذا تجلّى الحقّ له بذاته حكم بما شهده أنّه جملة الذات التي لا تتناهى وقد تنزّلت فيه من غير مفارقة لمحلها الذي هو المكانة. والوجه الثاني من حيث استيفاء بقيات البشرية واضمحلال الرسوم الخلقية بكمالها لظهور الحقائق الإلهية بآثارها في كلّ عضو من أعضاء الجسد. فالجملة متعلّقة بقوله على هذا الوجه الثاني، ومعناها ذهاب جملة النقائص الخلقية بالتحقّق بالحقائق الإلهية.
وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أنزل القرآن دفعة واحدة إلى سماء الدنيا) ثم أنزله الحقّ عليه آيات مقطّعة بعد ذلك، هذا معنى الحديث. فإنزال القرآن دفعة واحدة إلى سماء الدنيا إشارة إلى التحقّق الذاتي، ونزول الآيات مقطّعة إشارة إلى ظهور آثار الأسماء والصفات مع ترقّي العبد في التحقّق بالذات شيئا فشيئا. وقوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، فالقرآن العظيم هاهنا عبارة عن الجملة الذاتية لا باعتبار النزول ولا باعتبار المكانة بل مطلق الأحدية الذاتية التي هي مطلق الهوية الجامعة لجميع المراتب والصفات والشئون والاعتبارات المعبّر عنها بساذج الذات مع جملة الكمالات.
ولذا قورن بلفظ العظيم لهذه العظمة، والسبع المثاني عبارة عمّا ظهر عليه في وجوده الجسدي من التحقّق بالسبع الصفات. وقوله تعالى الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ إشارة إلى أنّ العبد إذا تجلّى عليه الرحمن يجد في نفسه لذة رحمانية تكسبه تلك اللذة معرفة الذات فتتحقّق بحقائق الصفات، فما علّمه القرآن إلّا الرحمن وإلّا فلا سبيل إلى الوصول إلى الذات بدون تجلّي الرحمن الذي هو عبارة عن جملة الأسماء والصفات، إذ الحقّ تعالى لا يعلم إلّا من طريق أسمائه وصفاته فافهم، ولا يعقله إلّا العالمون، كذا في الانسان الكامل.
القرآن: عند أهل الفقه: اللفظ المنزل على محمد للإعجاز بسورة منه، المكتوب في المصاحف المنقول عنه نقلا متواترا.القرآن عند أهل الحق: العلم اللدني الإجمالي الجامع للحقائق كلها.
القرآن
هو العلم الخاص بهذا الكتاب الذى نزل على محمد، لم يشركه غيره من كتب الله في هذا الاسم، وقد اختار الكتاب العزيز له من الصفات ما يوضّح رسالته، والهدف الذى نزل من أجله، فهو هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (البقرة 97). هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ (البقرة 185). هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران 138).
هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ (فصلت 44). يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (الأحقاف 30). أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (الكهف 1، 2). فرسالة القرآن الأساسية هداية الناس إلى الحق وطريق الصواب، وتبشير المهتدى وإنذار الضال، إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (الإسراء 9، 10).
وإذا كان الكتاب قد أنزل للهداية صحّ وصفه بأنه شفاء، أليس هو بلسما يبرئ أدواء القلوب، ودواء لعلل النفوس، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (الإسراء 82). وصح وصفه بأنه كالمصباح، يخرج الناس من الظلمات إلى النور، كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1). وبأنه لم يدع سبيلا للإرشاد إلا بيّنه، وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ (النمل 89). ولما كان كتاب هداية كان واضحا في دلالته، بيّنا في إرشاده، هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (العنكبوت 49). وكان خير ذكرى، يلجأ إليه المسترشد فيرشد، والضال فيجد عنده التوفيق والهداية، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ (الأنعام 90). وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ (الزخرف 44). وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا (الإسراء 41). وهو ذكر مبارك، ناضج الثمر، جليل الأثر، وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ (الأنعام 92). وهو حق لا مرية فيه لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت 42). وهو قول فصل وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (الطارق 14). وكتاب حكيم، وذكر مبين، قد أحكمت آياته، ثم فصلت.
أليس كتاب هذا شأنه وتلك صفاته جديرا بالاتّباع، خليقا بالاسترشاد والاقتداء، أو ليس في تلك الصفات ما يحرك النفس إلى الاستماع إليه، وتدبر آياته، والإنصات إلى عظاته، ولا سيما أنه كثيرا ما يقترن بذكر الحكمة، وفي الحكمة ما يغرى بحبها واتباعها، إذ يقول: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة 151).
وردد القرآن كثيرا أنه نزل من الله بالحق، وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (الإسراء 105). ويؤكد ذلك في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (الإنسان 23). وينفى أن يكون وحى شيطان، أو أن يستطيع الشياطين الإيحاء بمثله، وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (الشعراء 192 - 194).
وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (الشعراء 210، 211). ويؤكد في صــراحة أن الإنس والجن مجتمعين لا يستطيعون الإتيان بمثل القرآن، ولو ظاهر بعضهم بعضا، وإذا كان المجيء به مما ليس في طوق مخلوق فمن غير المعقول أن يفترى من دون الله، وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (يونس 37). ولما ادعى المعارضون أن محمدا تقوّله أو افتراه تحداهم القرآن أن يأتوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (الطور 34). ثم تحداهم أن ائتوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (هود 13). ثم نزل إلى سورة مثله، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (القصص 50). ويتحدث القرآن في صــراحة عما كان يمكن أن ينتظر محمدا من الجزاء الصارم لو أنه افترى أو تقوّل، فقال: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (الحاقة 44 - 47). أرأيت كيف يصوّر القرآن، كيف يلتزم محمد ما أوحى إليه، من غير أن يستطيع تعدى الحدود التى رسمت له، فى جلاء ووضوح، لأنه ليس سوى رسول عليه بلاغ ما عهد إليه أن يبلغه فى أمانة وصدق.
كما ردد كثيرا أنه بلسان عربىّ مبين، إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف 2).
وفي ترديد هذه الفكرة ودفع العجمة عن القرآن، ما يدفع العرب إلى التفكير في أمره وأن كونه بلسانهم ثمّ عجزهم عن المجيء بمثله، مع تحديهم صباح مساء، دليل على أنه ليس من عند محمد، ولا قدرة لمحمد على الإتيان بقرآن مثله، وهو بهذا الوصف يقرر عجزهم الدائم، وأنه لا وجه لهم في الانحراف عن جادة الطريق، وما يدعو إليه العقل السليم، والتفكير المستقيم.
وقرّر أنه كتاب متشابه مثان، ومعنى تشابهه أن بعضه يشبه بعضا في قوة نسجه، وعمق تأثيره، وإحكام بلاغته، فكل جزء مؤثر بألفاظه وأفكاره وأخيلته وتصويره، ومعنى أنه مثان أن ما فيه من معان يثنى في مواضع مختلفة، ومناسبات عديدة، فيكون لهذا التكرير أثره في الهداية والإرشاد، وهو بهذا التكرير يؤدى رسالته التى جاء من أجلها، ولذا كان بتشابهه وتكرير ما جاء به من عظات، مؤثرا أكبر الأثر في القلوب، حتى لتقشعرّ منه جلود أولئك الذين يتدبرونه، وتنفعل له قلوبهم، ثم لا يلبثون أن تطمئن أفئدتهم إلى هداه، وتهدأ نفوسهم إلى ذكر الله، اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (الزمر 23). ويعرف القرآن ما له من تأثير قوى بالغ حتى لتتأثر به صم الحجارة إذا أدركت معناه، لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (الحشر 21).
ومع طول القرآن وتعدد مناحيه لا عوج فيه، ولا اضطراب في أفكاره ولا أخيلته، أو لا ترى أن أمّيا لا يستطيع تأليف كتاب على هذا القدر من الطول من غير أن يقع فيه الخلل والاختلاف والاضطراب، أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (النساء 82).
ومما أكده القرآن أنه مصدّق لما نزل قبله من التوراة والإنجيل، وإلى جانب ذلك، سجل القرآن ما قابله به أهل الكتاب والمشركون، من كفر به وإنكار له، أما بعض أهل الكتاب فقد مضوا يكابرون، منكرين أن يكون الله قد أنزل كتابا على إنسان، وما كان أسهل دحض هذه الفرية بما بين أيديهم من كتاب موسى، يبدون بعضه ويخفون الكثير منه، قال سبحانه: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الأنعام 91). ولم يزد الكثير من أهل الكتاب نزول القرآن إلا تماديا فى الكفر وشدة في الطغيان، قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ
وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ
(المائدة 68). وقالوا إن محمّدا يتعلم القرآن من إنسان عليم بأخبار الماضين، وكان من السهل أيضا إبطال تلك الدعوى، فإن هذا الذى زعموه يعلمه ذو لسان أعجمى، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). ثم زعموا أنه إفك اختلقه، وأعانه على إتمامه سواه ممن يعرفون أساطير الأولين ويتقنونها، وهنا يرد القرآن في هدوء بأن هذه الأسرار التى في القرآن، والتى ما كان يعلمها محمد ولا قومه، إنما أنزلها الذى يعلم أسرار السموات والأرض، وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (الفرقان 4 - 6). ونزلوا في المكابرة إلى أعمق درك، فزعموا مرة أن ليس ما في القرآن من أخبار سوى أضغاث أحلام، وحينا زعموا أنه قول شاعر، وأن القرآن لا يصلح أن يكون آية قاطعة كآيات الرسل السابقين، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (الأنبياء 5). ولم يتحمل القرآن الرد على دعوى أضغاث الأحلام لتفاهتها، ووضوح بطلانها، ولكنه نفى أن يكون القرآن شعرا بوضوح الفرق بين القرآن والشعر، الذى لا يليق أن يصدر من محمد، وجعلوا القرآن سحرا من محمد، لا صلة لله به، وهنا يبين القرآن مدى مكابرتهم، فيقول: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (الأنعام 7).
ومضى بعض الناس يذيع الأحاديث الباطلة ليضل عن سبيل الله، ويصم أذنيه عن سماع القرآن مستكبرا مستهزئا به، والقرآن يغضب لموقف هؤلاء شديد الغضب، وينذرهم كما استهزءوا، بعذاب يهينهم ويؤلمهم، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (لقمان 6، 7).
ومن عجب أن كثيرا من الكافرين كان لا يرضى عما في القرآن من أفكار التوحيد والعبادة، فكان يطلب من الرسول أن يأتى بقرآن غير هذا القرآن، فكان رد الرسول صريحا في أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا من تلقاء نفسه، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (يونس 15).
ومما اعترضوا به على القرآن أنه نزل منجّما، واقترحوا أن ينزل دفعة واحدة، ولكن القرآن ردّ على هذا الاقتراح، بأن نزوله على تلك الطريقة، فيه تثبيت لفؤاد الرسول، ليكون دائم الاتصال بربه، أو ليس في نزوله كذلك تثبيت لأفئدة المؤمنين أيضا إذ ينقلهم القرآن بتعاليمه مرحلة مرحلة إلى الدين الجديد، ويروى القرآن هذا الاعتراض، ويرد عليه في قوله سبحانه: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (الفرقان 32، 33).
ولقد تعبوا في صدّ تيار القرآن الجارف، ووقف أثره في النفوس فما استطاعوا ثم هداهم خيالهم الضّيق إلى طريقة يحولون بها بين القرآن وسامعيه تلك هى الصّخب عند سماع القرآن واللغو فيه، ولما كان في ذلك استقبال لا يليق بالقرآن قابله الله بتهديد عنيف، وإيعاد شديد، إذ يقول: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (فصلت 26 - 28). وذلك أقوى دليل على الإخفاق، وأنه لا حجة عندهم يستطيعون أن يهدموا بها حجة القرآن.
وحرّك القرآن فيهم غريزة الخوف إن كذبوا به، فسألهم ماذا تكون النتيجة إذا ثبت حقّا أنه من عند الله، وظلوا كافرين به، أيكون ثمّ من هو أضل منهم أو أظلم، يثير تلك الغريزة في قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (فصلت 52). ويقف منهم موقف من بين الخير والشر، ثم تركهم لأنفسهم يفكرون، ألا يثير فيهم ذلك كثيرا من الخوف من أن ينالهم سوء إعراضهم بأوخم العواقب، إذ يقول: إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر 41). أما سورة الفرقان فيراد به هنا القرآن، كما أنه في مواضع أخرى يطلق على كتب الله، لأنها تفرق بين الحق والباطل، والصواب والخطأ.
ولعل بدء هذه السورة بقوله سبحانه: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (الفرقان 1). فيه دلالة على أنها تحوى إنذارا ووعيدا وتهديدا، وحقا لقد اتسمت هذه السورة بالرد المنذر على كثير من دعاوى المنكرين لأحقية القرآن ورسالة محمد ووحدانية الله، وقد بدأها بالحديث عن منزل القرآن، وتفرده بالملك وتعجبه من أن اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (الفرقان 3). وبدأ بعد ذلك يعدد مفترياتهم على القرآن وتشكيكهم في رسالة محمد، ثم يتعمّق في السبب الذى دفعهم إلى إنكار القرآن ونبوة محمد، فيراه التكذيب باليوم الآخر، وكأنما غضبت جهنم لهذا التكذيب، حتى إنها إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 12).
ويمضى في تصوير ما ينتظرهم في ذلك اليوم من مصير مؤلم موازنا بين ذلك، وبين جنة الخلد التى وعد المتقون، ثم يعود إلى أكاذيبهم، فيردّ على بعضها، ويبسط
بعضها الآخر، واضعا إلى جانب هذه الأكاذيب ما ينتظرها من عقوبة يوم الدين، وهنا يلجأ إلى التصوير المؤثر، يرسم به موقفهم في ذلك اليوم، علّه يردهم بذلك إلى الصواب، إذا ذكروا سوء المغبة؛ وتأمل قوة تصوير من ظلم نفسه بهجر القرآن وتكذيبه، فى قوله: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (الفرقان 27 - 30). ويعود مرة إلى شبهة من شبهاتهم في القرآن فيدحضها وينذرهم بشر مكان في جهنم، ويعدد لهم عواقب من كذب الرسل من قبلهم. ثم يأتى إلى إثم آخر من آثامهم باستهزائهم بالرسول الذى كاد يصرفهم عن آلهتهم، لولا أن صبروا عليها، وهنا يناقشهم في اتخاذ هذه الآلهة التى لا يصلح اتخاذها إلها إذا وزنت بالله الذى يعدد من صفاته ما يبين بوضوح وجلاء أنهم يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ (الفرقان 55). ويطيل القرآن في تعداد صفات الله وبيان مظاهر قدرته. وإذا كانت السورة قد مضت تنذر المنكرين وتعدّد آثامهم، فإنها قد أخذت تذكر كذلك صفات المؤمنين الصادقين، ليكونوا إلى جانبهم مثالا واضحا للفرق بين الصالح والطّالح، ولتكون الموازنة بينهما مدعاة إلى تثبيت النموذجين في النفس، وختمت السورة بالإنذار بأن العذاب نازل بهم لا محالة، ما داموا قد كذبوا، فكانت السورة كلّها من المبدأ إلى المنتهى تتجه إلى الوعيد، ما دامت تناقش المنكرين في مفتريات تتعلق بالقرآن ومن نزل عليه القرآن، وقد رأينا كيف كان يقرن كل افتراء بما أعدّ له من العذاب.

الالتفات

الالتفات: هو أن ينظر يمنةً ويسرة مع لَيِّ عنقِهِ.
الالتفات: العدول عن الغيبة إلى الخطاب أو التكلم أو عكس ذلك. الالتماس: الطلب مع التساوي بين الأمر والمأمور في الرتبة.
الالتفات:
[في الانكليزية] Apostrophe
[ في الفرنسية] Apostrophe
بالفاء عند أهل المعاني يطلق على معان منها الاعتراض وقد سبق. ومنها تعقيب الكلام بجملة مستقلة متلاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء ونحوهما من المدح والذم والتأكيد والالتماس كقوله تعالى: وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً وكقوله تعالى: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وفي كلامهم قصم الفقر ظهري والفقر من قاصمات الظهر. ومنها أن تذكر معنى فيتوهم أن السامع اختلج في قلبه شيء فتلتفت إلى كلام يزيل اختلاجه ثم ترجع إلى مقصودك كقول ابن ميّاد:
فلا صرمه يبدو وفي اليأس راحة ولا وصله يصفو لنا فنكارمه كأنه لما قال فلا صرمة يبدو قيل له ما تصنع به فأجاب بقوله وفي اليأس راحة. ومنها التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة من التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بآخر منها أي بعد التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر من الطرق الثلاثة، بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر، ويكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبّر عنه بغير هذا الطريق إذ لو لم يشترط ذلك لدخل فيه ما ليس من الالتفات منها، نحو: أنا زيد وأنت عمرو ونحوهما مما يعبّر عن معنى واحد تارة بضمير المتكلم أو المخاطب، وتارة بالاسم المظهر أو ضمير الغائب. ومنها نحو: يا زيد قم ويا رجلا له بصر خذ بيدي، لأن الاسم المظهر طريق غيبة. ومنها تكرير الطريق الملتفت إليه نحو:
إياك نستعين واهدنا وأنعمت، فإن الالتفات إنما هو في إياك نعبد والباقي جار على أسلوبه.

ومنها نحو: يا من هو عالم حقّق لي هذه المسألة فإنك الذي لا نظير له، فإنه الالتفات؛ فإن حق العائد إلى الموصول أن يكون غائبا وما سبق إلى بعض الأوهام أن نحو يا آيها الذين آمنوا التفات، والقياس آمنتم فليس بشيء. ومن الناس من زاد لإخراج بعض ما ذكر قيدا وهو أن يكون التعبيران في كلامين وهو غلط لأن قوله تعالى بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فيمن قرأ ليريه بلفظ الغيبة فيه التفات من التكلّم إلى الغيبة ثم من الغيبة إلى التكلم مع أن قوله مِنْ آياتِنا ليس بكلام آخر بل هو من متعلّقات ليريه؛ هذا التفسير هو المشهور فيما بين الجمهور.

وقال السكاكي: الالتفات عند أهل المعاني إمّا ذلك التعبير أو التعبير بأحدها فيما حقّه التعبير بغيره، وكأنه حمل السكاكي قولهم بعد التعبير عنه بآخر منها على أعم من التعبير حقيقة أو حكما، فإنّ اقتضاء المقام تعبيرا في حكم التعبير، فالتفسير المشهور أخصّ من تفسير السكاكي فقول الشاعر:
تطاول ليلك بالإثمد.
فيه التفات على تفسير السكاكي، وقد صرّح بذلك أيضا إذ مقتضى الظاهر أن يقال:
تطاول ليلي، وليس على التفسير المشهور منه إذ لم يذكر تطاول ليلي سابقا. هذا خلاصة ما في المطول والأطول، فظهر أنّ الالتفات ستة أقسام. فمن التكلّم إلى الخطاب قوله تعالى:
وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ، وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ، ومن التكلّم إلى الغيبة قوله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ والأصل لنغفر لك، ومن الخطاب إلى التكلّم لم يقع في القرآن ومثّل له بعضهم بقوله فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ، ثم قال إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا، وهذا المثال لا يصحّ لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به واحدا. ومن الخطاب إلى الغيبة قوله حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ والأصل بكم. ومن الغيبة إلى الخطاب قوله وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ والأصل لقد جاءوا.

ومن الغيبة إلى التكلّم قوله: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا.
تنبيهات
الأوّل شرط الالتفات بهذا المعنى أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه، وإلّا يلزم أن يكون في أنت صديقي التفات. الثاني شرطه أيضا أن يكون في جملتين صرّح به صاحب الكشاف وغيره. الثالث ذكر التنوخي في الأقصى الغريب وابن الأثير وغيرهما نوعا غريبا من الالتفات وهو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلّمه كقوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ بعد أنعمت، فإنّ المعنى غير الذين غضبت عليهم. وتوقف صاحب عروس الأفراح. الرابع قال ابن أبي الإصبع: جاء في القرآن من الالتفات قسم غريب جدا لم أظفر في الشعر بمثاله، وهو أن يقدم المتكلّم في كلامه مذكورين مرتّبين ثم يخبر عن الأول منهما وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثاني، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول كقوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه إلى الإخبار عن الإنسان بقوله وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ. قال وهذا يحسن أن يسمّى التفات الضمائر. الخامس يقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر ذكره التنوخي وابن الأثير وهو ستة أقسام أيضا. مثاله من الواحد إلى الاثنين قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وإلى الجمع يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ومن الاثنين إلى الواحد قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى وإلى الجمع وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً، ومن الجمع إلى الواحد وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وإلى الاثنين يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إلى قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. السادس يقرب من الالتفات أيضا الانتقال من الماضي أو المضارع أو الأمر إلى آخر منها. مثاله من الماضي إلى المضارع إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وإلى الأمر قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ وأُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ومن المضارع إلى الماضي وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ وإلى الأمر قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ ومن الأمر إلى الماضي وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وإلى المضارع وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن. السابع قال صاحب الأطول: لا يخفى أن التعبير عن معنى يقتضي المقام التعبير عنه بلفظ مذكر بلفظ مؤنث وبالعكس، وكذا التعبير بمذكر بعد التعبير بمؤنث ينبغي أن يجعل تحت الالتفات ولو لم يثبت أنها جعلت التفاتا فنجعلها ملحقات به.
فائدة:

قال البعض: الالتفات من البيان، وقيل من البديع. ولذا ذكره السكّاكي في علم البديع.
فائدة:
وجه حسن الالتفات أن الكلام إذا نقل من أسلوب يتوقعه السامع إلى أسلوب لا يتوقعه سواء وجد المتوقع قبل غير المتوقع كما في الالتفات المشهور أو لم يوجد كما في الالتفات السكّاكي كان أحسن نظرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه، كذا في الأطول. فائدة:
ملخّص ما ذكر القوم في هذا المقام أنّ في الالتفات أربعة مذاهب. ووجه الضبط أن يقال لا يخلو إمّا أن يشترط فيه سبق التعبير بطريق آخر أم لا، الثاني مذهب الزمخشري والسكّاكي ومن تبعهما، وعلى الأول لا يخلو إمّا أن يشترط أن يكون التعبيران في كلام واحد أو لا، الأول مذهب البعض، وعلى الثاني لا يخلو إمّا أن يشترط كون المخاطب في التعبيرين واحدا أم لا، الأول مذهب صدر الأفاضل، والثاني مذهب الجمهور، كذا في الچلبي حاشية المطوّل.

الله

الله
صور القرآن الله المثل الأعلى في جميع صفات الكمال، فهو السميع الخبير، على كل شىء قدير، غفور رحيم، عزيز حكيم، حى قيوم، واسع عليم، بصير بالعباد، يحب المحسنين والصابرين، ولا يحب الظالمين، ويمحق الكافرين، غنى حميد، واحد قهار، نور السموات والأرض، قوى، شديد العقاب، خالق كل شىء، لا إله إلا هو، على كلّ شىء شهيد، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، الأول والآخر، والظاهر والباطن، الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، سريع الحساب، غنى عن العالمين، عليم بذات الصدور، بكل شىء محيط، علىّ كبير، عفو غفور، شاكر حليم، ليس بظلام للعبيد، يجزى المتصدقين، ولا يهدى كيد الخائنين، لا يخلف الميعاد، عزيز ذو انتقام، خير الرازقين، لطيف خبير، ذو القوة المتين. أوليس من يتصف بهذه الصفات المثالية جديرا بالعبادة والتقديس، وألا يتخذ له شريك، ولا من دونه إله.
ومن بين ما عنى القرآن به أكبر عناية إبراز صفة الإنعام التى يتصف بها الله سبحانه؛ فيوجه أنظارهم إلى النعمة الكبرى التى أودعها قلوبهم وهى نعمة الهدوء والسكينة يحسون بها، عند ما يعودون إلى بيوتهم، مكدودين منهوكى القوى، وإلى هدايتهم إلى بناء بيوت من جلود الأنعام، يجدونها خفيفة المحمل في الظعن
والإقامة، وإلى اتخاذ أثاثهم وأمتعتهم من أصوافها وأوبارها، وإلى نعمة الظل يجدون عنده الأمن والاستقرار، وإن للشمس وحرارتها لوقعا مؤلما في النفوس وعلى الأجسام، ومن أجمل وسائل الاستتار هذه الثياب تقى صاحبها الحر، وبها تتم نعمة الله، فيقول: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (النحل 79 - 81).
ويوجه أنظارهم إلى ما في خلق الزوج من نعمة تسكن إليها النفس، وتجد في ظلها الرحمة والمودة، فيقول: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21). وهو الذى يرزقهم، ويرزق ما على الأرض من دواب، لا تستطيع أن تتكفل برزق نفسها، وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (العنكبوت 60). وينبههم إلى ما في اختلاف الليل والنهار من تجديد النشاط للجسم، وبعث القوة في الأحياء وما في الفلك المسخرة تنقل المتاجر فوق سطح البحر، فتنفع الناس، وفي الماء ينزل من السماء فيحيى الأرض بعد موتها، وفي الرياح تحمل السحاب المسخر بين السماء والأرض، ينبههم إلى نفع ذلك كله فيقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164). ويسأل عمن يلجئون إليه، حين يملأ قلبهم الرعب من ظلمة البر البحر، أليس الله هو الذى ينجيهم منه ومن كل كرب، فيقول:
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (الأنعام 63 - 64).
ويحدثهم عن نعمة تبادل الليل والنهار، وعما خلق له الليل من نعمة الهدوء والسكون، وعن الشمس والقمر يجريان في دقة ونظام، فيحسب الناس بهما حياتهم، وينظمون أعمالهم، وعن النجوم في السماء تزينها كمصابيح، ويهتدى بها السائر في ظلمات البر والبحر، وعن المطر ينزل من السماء، فتحيا به الأرض وتنبت به الجنات اليانعة، ذات الثمار المشتبهة وغير المشتبهة، وكان للمطر في الحياة العربية قدره وأثره، فعليه حياتهم، فلا جرم أكثر القرآن من الحديث عنه نعمة من أجلّ نعمه عليهم، فيقول: فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 96 - 99)، وتحدث عن هذه النعم نفسها مرارا أخرى كقوله:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 32 - 34). وتحدث إليهم عما أنعم به عليهم من أنعام، فيها دفء ومنافع، وجمال، وعاد فذكرهم بنعمة المطر وإنباته الزرع، وخص البحر بالحديث عن تسخيره، وما نستخرجه منه من اللحم والحلى، وما يجرى فوقه من فلك تمخر عبابه، فقال: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 5 - 18)، وللأنعام في حياة العرب بالبادية ما يستحق أن يذكروا به، وأن يسجل فضله عليهم بها. ويوجه القرآن نظرهم إلى خلقهم وما منحهم الله من نعمة السمع والبصر والعقل، فيقول: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وكثيرا ما امتنّ عليهم بنعمة الرزق، فيقرّرها مرة، ويقررهم بها أخرى، فيقول حينا: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (غافر 64). ويقول حينا: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (يونس 31). ويسترعى انتباههم إلى طعامهم الذى هو من فيض فضله، فيقول: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً
لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ
(عبس 24 - 32).
وإن في إكثار القرآن من الحديث عن هذه النعم، وتوجيه أنظارهم إليها، وتقريرهم بها، ما يدفعهم إلى التفكير في مصدرها، وأنه جدير بالعبادة، وما يثير في أنفسهم شكرها وتقديس بارئها، ولا سيما أن تلك النعم ليست في طاقة بشر، وأنها باعترافهم أنفسهم من خلق العلىّ القدير. وهكذا يتكئ القرآن على عاطفة إنسانية يثيرها، لتدفع صاحبها عن طريق الإعجاب حينا، والاعتراف بالجميل حينا، إلى الإيمان بالله وإجلاله وتقديسه. كما أن ذلك الوصف يبعث في النفس حب الله المنعم، فتكون عبادته منبعثة عن حبه وشكر أياديه.
ومما عنى القرآن بإبرازه من صفات الله وحدانيته، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وقد أبرز القرآن في صورة قاطعة أنه لا يقبل الشرك ولا يغفره: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48)؛ ويعد الإشراك رجسا فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا (التوبة 28).
أوليس في هذا التصوير ما يبعث في النفس النفور منه والاشمئزاز؟!
والقرآن يعرض لجميع ألوان الإشراك، فيدحضها ويهدمها من أساسها، فعرض لفكرة اتخاذ ولد، فحدثنا في صــراحة عن أنه ليس في حاجة إلى هذا الولد، يعينه أو يساعده، فكل من في الوجود خاضع لأمره، لا يلبث أن ينقاد إذا دعى، وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (البقرة 116، 117). وحينا يدفع ذلك دفعا طبيعيا بأن الولد لا يكون إلا إذا كان ثمة له زوجة تلد، أما وقد خلق كل شىء، فليس ما يزعمونه ولدا سوى خلق ممن خلق:
بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الأنعام 101، 102).
ويعرض مرة أخرى لهذه الدعوى، فيقرر غناه عن هذا الولد، ولم يحتاج إليه، وله ما في السموات وما في الأرض، فيقول: قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 68 - 70). ويعجب القرآن كيف يخيل للمشركين عقولهم أن يخصوا أنفسهم بالبنين ويجعلوا البنات لله، فيقول:
أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً (الإسراء 40).
ويصور القرآن- فى أقوى صور التعبير- موقف الطبيعة الساخطة المستعظمة نسبة الولد إلى الله، فتكاد- لشدة غضبها- أن تنفجر غيظا، وتنشق ثورة، وتخر الراسيات لهول هذا الافتراء، وضخامة هذا الكذب، وأصغ إلى تصوير هذا الغضب فى قوله: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91). أما هؤلاء الذين دعوهم أبناء الله، فليسوا سوى عباد مكرمين، خاضعين لأمره، ولن يجرؤ واحد منهم على ادعاء الألوهية، أما من تجرأ منهم على تلك الدعوى فجزاؤه جهنم، لأنه ظالم مبين، وهل هناك أقوى في هدم الدعوى من اعترف هؤلاء العباد أنفسهم الذين يدعونهم أبناء، بأنهم ليسوا سوى عبيد خاضعين، ومن جرؤ منهم على دعوى الألوهية كان جزاؤه عذاب جهنم خالدا فيها، قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (الأنبياء 26 - 29).
وعلى هذا النسق نفسه جرى في الرد على من زعم ألوهية المسيح، فقد جعل المسيح نفسه يتبرأ من ذلك وينفيه، إذ قال: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 116، 117).
وتعرض القرآن مرارا لدعوى ألوهية عيسى، وقوض هذه الدعوى من أساسها بأن هذا المسيح الذى يزعمونه إلها، ليس لديه قدرة يدفع بها عن نفسه إن أراد الله أن يهلكه، وأنه لا امتياز له على سائر المخلوقات، بل هو خاضع لأمره، مقر بأنه ليس سوى عبد الله، وليس المسيح وأمه سوى بشرين يتبوّلان ويتبرّزان، أو تقبل الفطرة الإنسانية السليمة أن تتخذ لها إلها هذا شأنه، لا يتميز عن الناس في شىء، ولا يملك لهم شيئا من الضر ولا النفع، ولننصت إلى القرآن مهاجما دعوى ألوهية عيسى قائلا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 17). لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(المائدة 72 - 76).
وإن الغريزة لتنأى عن عبادة من لا يملك الضرر ولا النفع. وتأمل جمال الكناية في قوله: يَأْكُلانِ الطَّعامَ. والمسيح مقر- كما رأيت- بعبوديته ولا يستنكف أن يكون لله عبدا، لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (النساء 172).
وهاجم القرآن بكل قوة الإشراك بالله، وهو يهاجم ببلاغته العقل والوجدان معا فيأخذ في نقاش المشركين، ليصلوا إلى الحق بأنفسهم، ويلزمهم الحجة، ويقودهم إلى الصواب، فيسألهم عمن يرزقهم، ومن يملك سمعهم وأبصارهم، ومن يخرج الحى من الميت، ويخرج الميت من الحى، ومن يدبر أمر العالم، ومن يبدأ الخلق ثمّ يعيده، ومن يهدى إلى الحق، وإذا كان المشركون أنفسهم يعترفون بأن ذلك إنما هو من أفعال الله، فما قيمة هؤلاء الشركاء إذا، وما معنى إشراكهم لله في العبادة، أو ليس من يهدى إلى الحق جديرا بأن يعبد ويتّبع، أما من لا يهتدى إلا إذا اقتيد فمن الظلم عبادته، ومن الجهل اتباعه، وليست عبادة هؤلاء الشركاء سوى جرى وراءه وهم لا يغنى من الحق شيئا، وتأمل جمال هذا النقاش الذى يثير التفكير والوجدان معا: يثير التفكير بقضاياه، ويثير الوجدان بهذا التساؤل عن الجدير بالاتباع، وتصويره المشرك، مصروفا عن الحق، مأفوكا، ظالما، يتبع الظن الذى لا يغنى عن الحق شيئا، وذلك حين يقول: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (يونس 31 - 36). وفي التحدث إليهم عن الرزق، وهدايتهم إلى الحق، ما يثير في أنفسهم عبادة هذا الذى يمدهم بالرزق، ويهديهم إلى الحق، واستمع إلى هذا النقاش الذى يحدثهم فيه عن نعمه عليهم، متسائلا:
أله شريك في هذه النعم التى أسداها، وإذا لم يكن له شريك فيما أسدى، فكيف يشرك به غيره في العبادة؟ فقال مرة: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (النمل 59 - 71). أو ليس في إنبات الحدائق ذات البهجة، وتسيير الأنهار خلال الأرض، وإجابة المضطر إذا دعا، وكشف السوء، وجعلهم خلفاء الأرض، ما يبعث الابتهاج في النفس، والحب لله، ويدفع إلى عبادته وتوحيده ما دام هو الملجأ في الشدائد، والهادى في ظلمات البر والبحر، ومرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته؟ ومرة يسائلهم قائلا: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (القصص 70 - 73). أوليس في الليل السرمد والنهار السرمد ما يبعث الخوف في النفس، والحب لمن جعل الليل والنهار خلفة؟!
وكثيرا ما تعجب القرآن من عبادتهم ما لا يضر ولا ينفع. والقرآن يبعث الخوف من سوء مصير هؤلاء المشركين يوم القيامة، فمرة يصورهم محاولين ستر جريمتهم بإنكارهم، حين لا يجدون لها سندا من الحق والواقع، فيقول:
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 22 - 24).
وحينا يصورهم، وقد تبرأ شركاؤهم من عبادتهم، فحبطت أعمالهم، وضل سعيهم، وذلك حين يقول: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 28 - 30).
وحينا يصورهم هلكى في أشد صور الهلاك وأفتكها، إذ يقول: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (الحج 31). أما المصير المنتظر لمن يشرك بالله فأن يلقى في جهنم ملوما مدحورا.
ومن أبرز صفات الله في القرآن قدرته، يوجّه النظر إلى مظاهرها، ويأخذ بيدهم ليدركوا آثار هذه القدرة، مبثوثة في أرجاء الكون وفي أنفسهم، فهذه الأرض هو الذى بسطها فراشا، وتلك السماء رفعها بناء، وهذه الجبال بثها في الأرض أوتادا، وهذه الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ووجه النظر إلى هذه الحبوب فلقها بقدرته، كما فلق النوى ليخرج منه النخل باسقات، ويوجه أنظارهم إلى ألوان المخلوقات وأنواعها وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النور 45). وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم 20 - 25). خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان 10). ويوجّه النظر إلى توالى الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، فيقول: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (لقمان 29، 30)؛ وكرر ذلك مرارا عدة، كقوله: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (ق 6 - 11).
ويوجّه أنظارهم إلى قدرته في خلقهم، إذ يقول: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). ويقول: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6).
صوّر القرآن قدرة الله الباهرة التى لا يعجزها شىء، والتى يستجيب لأمرها كل شىء، بهذا التّصوير البارع إذ قال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس 82).
ولما وجّه النظر إلى مظاهر قدرته، اتخذ ذلك ذريعة إلى إقناعهم بأمر البعث، فحينا يتساءل أمن خلق السموات والأرض، ولم يجد مشقة في خلقها يعجز عن إحياء الموتى، فيقول: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأحقاف 33). ويقرر أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (غافر 57). ولذا صح هذا التساؤل ليقروا: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (النازعات 27 - 33). وسوف نكمل الحديث عن ذلك في فصل اليوم الآخر.
ومن أظهر صفات الله في القرآن علمه، وإحاطة علمه بكل شىء في الأرض وفي السماء وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (يونس 61). ويقول على لسان لقمان لابنه: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (لقمان 16). أرأيت هذا التصوير المؤثر لإحاطة علم الله بكل شىء، فلا يغيب عنه موضع ذرّة بين طيات صخرة أو في طبقات السموات، أو في أعماق الأرض، ويعلم الله الغيب، ومن ذلك ما يرونه بأعينهم في كل يوم من أمور غيبيّة، يدركون أنها مستورة عليهم، مع قرب بعضها منهم، إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان 34). وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (طه 7). واقرأ هذا التصوير الشامل لعلمه في قوله: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (الأنعام 59). وهكذا يصور القرآن شمول علم الله تصويرا ملموسا محسا.
ومن أظهر صفاته كذلك شدة قربه إلى الناس، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة 7). وأمر الرسول بأن يخبر الناس بقربه، يسمعهم ويصغى إليهم إذا دعوا، فقال: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة 186). ولا يستطيع فرد أن يعيش بعيدا عن عينه، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد 4). بل هو أقرب شىء إلى الإنسان، يعلم خلجات نفسه، ويدرك أسراره وخواطره لا يغيب عنه منها شىء، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (ق 16).
والعدل، وقد أطال القرآن في تأكيد هذه الصفة، وأكثر من تكريرها، فكل إنسان مجزى بعمله وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (غافر 31). مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 146). ويقرر في صــراحة إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). وإِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ (النساء 40).
وإن في تقرير هذه الصفات وتأكيدها لدفعا للمرء إلى التفكير قبل العمل، كى لا يغضب الله العالم بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، والقريب إليه قربا لا قرب أشد منه، وفي تأكيد صفتى العلم والقرب ما يبعث الخجل في الإنسان من أن يعمل ما يغضب الله وما حرمه، وفي تأكيد صفة العدل ما يبعث على محاسبة النفس لأن الخير سيعود إليها ثوابه، والشر سيرجع عليها عقابه.
وكان وصف القرآن لله بالرحمة والرأفة والحلم والغفران والشكر، أكثر من وصفه بالانتقام وشدّة العذاب، بل هو عند ما يوصف بهما، تذكر إلى جانبهما أحيانا صفات الرحمة؛ فكثيرا ما يكرر القرآن معنى قوله: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (البقرة 143). وقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء 110). وأكّد هذا الوصف حتى قال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 54). وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون 118). أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (الأعراف 155). ويفتح باب رحمته وغفرانه، حتى لمن أسرف ولج في العصيان، إذ يقول: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر 53). وبذلك كانت الصورة التى رسمها القرآن مليئة بالأمل والرجاء، تحيى في النفس التفاؤل، كما أن كثرة وصفه بالرحمة وأخواتها، تجعل عبادة الله منبعثة عن الحب، أكثر منها منبعثة عن الرهبة والخوف، ولكن لما كان كثير من النفوس يخضع بالرهبة دون الرغبة وصف القرآن الله بالعزة والانتقام وشدة العذاب، يقرن ذلك بوصفه بالرحمة حينا، ولا يقرنها بها حينا آخر، فيقول مرة: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة 98). غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ (غافر 3). إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (فصلت 43). ويقول أخرى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (الحشر 7). عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (المائدة 95). إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (آل عمران 4). وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (الزمر 37). وبرغم وصفه بالعزّة والانتقام والجبروت كانت الصفة الغالبة في القرآن هى الإنعام والرحمة والتّفضّل وأنه الملجأ والوزر، يجيب المضطرّ إذا دعاه، ويكشف السوء، وينجّى في ظلمات البرّ والبحر، فهى صورة محبّبة إلى النفوس، تدفع إلى العبادة، عبادة من هو جدير بها، لكثرة فضله وخيره وإنعامه.
وأفحم القرآن من ادّعى الألوهية من البشر إفحاما لا مخلص له منه، وذلك في الحديث الذى دار بين إبراهيم وهذا الملك الذى ادعى أنه إله، إذ يقول: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258).
وأرشد ــالقرآن إلى أن العقل السليم والفطرة المستقيمة يرشدان إلى وجود الله ويدلّان على وحدانيته، فهذا إبراهيم قد وجد قومه يتخذون أصناما آلهة، فلم ترقه عبادتهم، فمضى إلى الكون يلتمس إلهه، فلما رأى نورا يشع ليلا من كوكب في الأفق ظنه إلها، ولكنه لم يلبث أن رآه قد أفل، فأنكر على نفسه اتخاذ كوكب يأفل إلها، إذ الإله يجب أن يكون ذا عين لا تغفل ولا تنام، وهكذا أعجب بالقمر، واستعظم الشمس، ولكنهما قد مضيا آفلين، فأدرك إبراهيم أن ليس في كل هؤلاء من يستحق عبادة ولا تقديسا، وأنّ الله الحق هو الذى فطر السموات والأرض، واستمع إلى القرآن يصوّر تأمل إبراهيم في قوله: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 74 - 79).
كان الإيمان بالله ووحدانيته، أساس الدين الإسلامى، وقد رأينا كيف عنى القرآن بإبراز صفاته التى تتصل بالإنسان خالقا له، ومنعما عليه، وعالما بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، وقريبا منه أقرب إليه من حبل الوريد، ورحيما به، عادلا لا يظلمه، ولا يغبنه، يهبه الرزق، ويمنحه الخير، ويجيبه إذا دعاه. أو ليس من له هذه الصفات الكاملة جديرا من الناس بالعبادة والتقديس والتنزيه عن النقص والإشراك؟
الله: علم دَال على الْإِلَه الْحق دلَالَة جَامِعَة لمعاني الْأَسْمَاء الْحسنى كلهَا وَقد مر تَحْقِيقه فِي أول الْكتاب تبركا وتيمنا.
الله: وَإِنَّمَا افتتحت بِهَذِهِ الْكَلِمَة المكرمة المعظمة مَعَ أَن لَهَا مقَاما آخر بِحَسب رِعَايَة الْحَرْف الثَّانِي تيمنا وتبركا وَهَذَا هُوَ الْوَجْه للإتيان بعد هَذَا بِلَفْظ الأحمد وَالْأَصْحَاب وَاعْلَم أَنه لَا اخْتِلَاف فِي أَن لفظ الله لَا يُطلق إِلَّا عَلَيْهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي أَنه إِمَّا علم لذات الْوَاجِب تَعَالَى الْمَخْصُوص الْمُتَعَيّن أَو وصف من أَوْصَافه تَعَالَى فَمن ذهب إِلَى الأول قَالَ إِنَّه علم للذات الْوَاجِب الْوُجُود المستجمع للصفات الْكَامِلَة. وَاسْتدلَّ بِأَنَّهُ يُوصف وَلَا يُوصف بِهِ وَبِأَنَّهُ لَا بُد لَهُ تَعَالَى من اسْم يجْرِي عَلَيْهِ صِفَاته وَلَا يصلح مِمَّا يُطلق عَلَيْهِ سواهُ. وَبِأَنَّهُ لَو لم يكن علما لم يفد قَول لَا إِلَه إِلَّا الله التَّوْحِيد أصلا لِأَنَّهُ عبارَة عَن حصر الألوهية فِي ذَاته المشخص الْمُقَدّس. وَاعْترض عَلَيْهِ الْفَاضِل المدقق عِصَام الدّين رَحمَه الله بِأَنَّهُ كَيفَ جعل الله علما شخصيا لَهُ تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا يتَحَقَّق إِلَّا بعد حُصُول الشَّيْء وحضوره فِي أذهاننا أَو القوى المثالية والوهمية لنا أَلا ترى أَنا إِذا جعلنَا العنقاء علما لطائر مَخْصُوص تصورناه بِصُورَة مشخصة بِحَيْثُ لَا يتَصَوَّر الشّركَة فِيهَا وَلَو بالمثال وَالْفَرْض وَهَذَا لَا يجوز فِي ذَاته تَعَالَى الله علوا كَبِيرا. فَإِن قلت وَاضع اللُّغَة هُوَ الله تَعَالَى فَهُوَ يعلم ذَاته بِذَاتِهِ وَوضع لفظ الله لذاته الْمُقَدّس، قلت هَذَا لَا يُفِيد فِيمَا نَحن فِيهِ لِأَن التَّوْحِيد أَن يحصل من قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله حصر الألوهية فِي عقولنا فِي ذَاته المشخص فِي أذهاننا وَلَا يَسْتَقِيم هَذَا إِلَّا بعد أَن يتَصَوَّر ذَاته تَعَالَى بِالْوَجْهِ الجزئي. هَذَا غَايَة حَاصِل كَلَامه وَقد أجَاب عَنهُ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله بِأَنَّهُ آلَة الْإِحْضَار وَهُوَ وَإِن كَانَ كليا لَكِن الْمحْضر جزئي وَلَا يخفى على المتدرب مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي الْوَاقِع فَهُوَ لَا يُفِيد حصر الألوهية فِي أذهاننا كَمَا هُوَ المُرَاد. وَإِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي عقولنا فَمَمْنُوع، فَإِن وَسِيلَة الْإِحْضَار والموصل إِلَيْهِ إِذا كَانَ كليا كَيفَ يحصل بهَا فِي أذهاننا محْضر جزئي وَمَا الْفرق بَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَبَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الْوَاجِب لذاته. فَإِن مَا يصدق عَلَيْهِ هَذَا الْمَفْهُوم أَيْضا جزئي فِي الْوَاقِع. فَإِن قلت التَّوْحِيد حصر الألوهية فِي ذَات مشخصة فِي نفس الْأَمر لَا فِي أذهاننا فَقَط. قلت فَهَذَا الْحصْر لَا يتَوَقَّف على جعل اسْم الله علما بل إِن كَانَ بِمَعْنى المعبود بِالْحَقِّ يحصل أَيْضا ذَلِك، وَلذَلِك يحصل بقولنَا لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَّا الْوَاجِب لذاته كَمَا سبق وَمن ذهب إِلَى الثَّانِي قَالَ إِنَّه وصف فِي أَصله لكنه لما غلب عَلَيْهِ تَعَالَى بِحَيْثُ لَا يسْتَعْمل فِي غَيره تَعَالَى وَصَارَ كَالْعلمِ أجري مجْرى الْعلم فِي الْوَصْف عَلَيْهِ وَامْتِنَاع الْوَصْف بِهِ وَعدم تطرق الشّركَة إِلَيْهِ. وَاسْتدلَّ، بِأَن ذَاته من حَيْثُ هُوَ بِلَا اعْتِبَار أَمر آخر حَقِيقِيّ كالصفات الإيجابية الثبوتية أَو غير حَقِيقِيّ كالصفات السلبية غير مَعْقُول للبشر فَلَا يُمكن أَن يدل عَلَيْهِ بِلَفْظ. ثمَّ على الْمَذْهَب الثَّانِي قد اخْتلف فِي أَصله فَقَالَ بَعضهم إِن لفظ الله أَصله إِلَه من إِلَه الآهة وإلها بِمَعْنى عبد عبَادَة والإله بِمَعْنى المعبود الْمُطلق حَقًا أَو بَاطِلا فحذفت الْهمزَة وَعوض عَنْهَا الْألف وَاللَّام لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال أَو للْإِشَارَة إِلَى المعبود الْحق وَعند الْبَعْض من إِلَه إِذا فزع وَالْعَابِد يفزع إِلَيْهِ تَعَالَى وَعند الْبَعْض من وَله إِذا تحير وتخبط عقله، وَعند الْبَعْض من لاه مصدر لاه يَلِيهِ ليها ولاها إِذا احتجب وارتفع وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِكَمَال ظُهُوره وجلائه مَحْجُوب عَن دَرك الْأَبْصَار ومرتفع على كل شَيْء وَعَما لَا يَلِيق بِهِ. وَالله أَصله الْإِلَه حذفت الْهمزَة إِمَّا بِنَقْل الْحَرَكَة أَو بحذفها وعوضت مِنْهَا حرف التَّعْرِيف ثمَّ جعل علما إِمَّا بطرِيق الْوَضع ابْتِدَاء وَإِمَّا بطرِيق الْغَلَبَة التقديرية فِي الْأَسْمَاء وَهِي تَجِيء فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
ثمَّ اعْلَم أَن حذف الْهمزَة بِنَقْل الْحَرَكَة قِيَاس وَبِغَيْرِهِ خلاف قِيَاس وَهُوَ هَا هُنَا يحْتَمل احْتِمَالَيْنِ لَكِن على الثَّانِي الْتِزَام الْإِدْغَام ووجوبه قياسي لِأَن السَّاقِط الْغَيْر القياسي بِمَنْزِلَة الْعَدَم فَاجْتمع حرفان من جنس وَاحِد أَولهمَا سَاكن وعَلى الثَّانِي الْتِزَامه على خلاف الْقيَاس لِأَن الْمَحْذُوف القياسي كالثالث فَلَا يكون المتحركان المتجانسان فِي كلمة وَاحِدَة من كل وَجه وعَلى أَي حَال فَفِي اسْم الله المتعال خلاف الْقيَاس فَفِيهِ توفيق بَين الِاسْم والمسمى لِأَنَّهُ تَعَالَى شَأْنه خَارج عَن دَائِرَة الْقيَاس وطرق الْعقل وَعند أهل الْحق وَالْيَقِين رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. حرف الْهَاء فِي لفظ الله إِشَارَة إِلَى غيب هويته تَعَالَى وَالْألف وَاللَّام للتعريف وَتَشْديد اللَّام للْمُبَالَغَة فِي التَّعْرِيف وَلَفظ الله اسْم أعظم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَقد يُرَاد بِهِ وَاجِب الْوُجُود بِالذَّاتِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} وَفِي قَوْلهم والمحدث للْعَالم هُوَ الله الْوَاحِد فَلَا يلْزم اسْتِدْرَاك الْأَحَد وَالْوَاحد فيهمَا وتفصيله فِي الْأَحَد إِن شَاءَ الله الصَّمد.
الله: علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى.
(الله) علم على إلاله المعبود بِحَق أَصله إِلَه دخلت عَلَيْهِ ال ثمَّ حذفت همزته وأدغم اللامان
الله: تَبَارَكَ وتَعالى وجَلَّ جَلاَلُهُ- هو عَلَم دالٌّ على الإله الحقِّ دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها قاله السيد في "التعريفات".

رشى

(رشى) : إذا كانَ مُطِيعاً له، تابعاً لمَسَرَّتِه.
رشى: الأَرْشِيَةُ: جَمْعُ الرِّشَاءِ لِرَسَنِ الدَّوَابِّ والبِئْرِ. وأرْشَيْتُ الدَّلْوَ فهي مُرْشَاةٌ. وأرْشَتْ شَجَرَةُ الحَنْظَلِ إرْشَاءً: امتَدَّتْ أغْصَانُها فَصَارَتْ كالأَرْشِيَةِ. والرُّشَاءُ من النَّباتِ: يَكونُ بَقْلَةٌ في الرَّبيع ثُمَّ تَصِيرُ رِبَّةً وتَصْفَرُّ؛ لها وَرَقٌ. وقيل: هو قُطْنُ البَرِّيَّةِ. واسْتَرْشَى ما في الضَّرْعِ: أخْرَجَه. والمُسْتَرْشي: المَوْلُوْدُ حِيْنَ يَتَحَرَّكُ ويَطْلُبُ الرِّضَاعَ. واسْتِرْشاؤه: تَحْرِيْكُ ذَنَبِه. والإِرْشَاءُ: أنْ يُحَرِّكَ الفَصِيْلُ أصْلَ ذَنَبَه. وأرْشَى إليه سِلاَحَه: أي سَدَّدَه وأشْرَعَه. أرش: الأَرْشُ: ديَةُ الجــراحَةِ. وأْتَرَشَ علينا فلانٌ: إذا أخَذَ الشَاةَ واللَّبَنَ بمائه. والأرْشُ: اسْمُ ذلك الشَيْءِ. وأرْشَوْهُ أرْشَاءً: باعُوْه ألْبَانَ إبِلهم بماءٍ قَلِيْبِه. وأْرِشَ فهو مَأْرُوْشٌ: طُلِبَ بأرْشِ الجــراحَةِ. والتَّأْريْشُ: التَّحْرِيْشُ. والمَأْرُوْشُ: المَخْدُوْشُ، وقيا: المَخْلُوْقُ. والأرْشُُ: الخَلْقُ؛ بمَنْزِلَةِ الطَّمْشِ. وأرَشْتُه آرِشُه: أي أعْطَيْته. والأَرْشُ: أُرُوْشُ الرَّجُلِ في كُلِّ أِنَاءٍ وشَرَابٍ. وأُرَيْشٌ وأُرَاشُ: جَدُّ اسْمَاعِيْل بن إبْرَاهِيْم عليهما السَّلام.

غدو

غدو


غَدَا(n. ac. غَدْو
غُدُوّ)
a. Went forth in the early morning.
b. Was in the morning.
c.(n. ac. غُدْوَة
غُدُوّ) ['Ala], Came to, visited in the early morning.
غدو
غَدا يَغْدُو غُدُوّاً، واغْتَدى يَغْتَدي اغْتِداءً. والغُدى: جَمْعُ غُدْوَةٍ، والغُدُوًّ: جَمْعُ غَدَاةٍ.
والغَدَاءُ: معروفٌ. ورَجُلٌ غَدْيانٌ وامْرَأة غَدْيَا، وغَدْوانٌ أيضاً. وغدِيَ الرَّجُلُ: تَغَدّى.
والغادِيَة: سَحابَةٌ تَنْشَا صَبَاحاً، والجميع الغَوادي.
والغدَوِيُّ: كلُّ ما في بُطُونِ الحَوامِل، ومنهم مَنْ يَجْعَلُه في الشّاءِ خاصةً.
وغَدٌ: اسْمٌ ناقص، يقولون: غَدا غدُكَ (9) وغَدا غَدْوُكَ.
(غ د و) : (الْغُدُوُّ) الذَّهَابُ غُدْوَةً ثُمَّ عَمَّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث «ثُمَّ اُغْدُ يَا أُنَيْسُ» (وَغَادِيَةُ الْيَهُود) الْجَمَاعَة الَّتِي تَغْدُو مِنْهُمْ (وَبِهَا كُنِّيَ) أَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيّ (وَالْغَدَاءُ) طَعَامُ الْغَدَاةِ كَمَا أَنَّ الْعَشَاءَ طَعَامُ الْعَشِيِّ هَذَا هُوَ الْمُثْبَتُ فِي الْأُصُولِ (وَأَمَّا) فِي قَوْلِهِ فِي الْمُخْتَصَرِ الْغَدَاءُ الْأَكْلُ مِنْ طُلُوع الْفَجْر إلَى الظُّهْر وَالْعَشَاءُ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَالسُّحُورُ مِنْ نِصْف اللَّيْل إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ فَتَوَسُّعٌ وَمَعْنَاهُ أَكْلُ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
غ د و

أتردد إليه بالغدوات والعشيات، وآتيه 
بالغدايا والعشايا. وهو ابن غداتين أي ابن يومين. قال ابن مقبل:

إبن غداتين موشيٌّ أكارعه ... لمّا تشدّد به الأرساغ والزمع

وقد أغتدي والطير في وكناتها

واركب إليه غديّةً. وغاديته مع صدح الدّيك، وغادونا بالقتال. واغد عني بمعنى اذهب. ونشأت غادية وادقة، وسقتك الغوادي الغوادق. وهذا الطعام لا يغدّيني، ولا يعشّيني، وهو عندنا غديان وغشيان، وهي غديانة وعشيانة. وتقول: فلان يغاديه ويرواحه، ثم يعاديه ويكاوحه.

ومن المجاز: قول أربد لعامر: هل لك أن تتغدّى به قبل أن يتعشّى بنا؟: يريد أن نهلكه قبل أن يهلكنا.
غ د و : غَدَا غُدُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبَ غُدْوَةً وَهِيَ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ وَجَمْعُ الْغُدْوَةِ غُدًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الذَّهَابِ وَالِانْطِلَاقِ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ «وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ» أَيْ وَانْطَلِقْ.

وَالْغَدَاةُ الضَّحْوَةُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَلَمْ يُسْمَعْ تَذْكِيرُهَا وَلَوْ حَمَلَهَا حَامِلٌ عَلَى مَعْنَى أَوَّلِ النَّهَارِ جَازَ لَهُ التَّذْكِيرُ وَالْجَمْعُ غَدَوَاتٌ.

وَالْغَدَاءُ بِالْمَدِّ طَعَامُ الْغَدَاةِ وَإِذَا قِيلَ تَغَدَّ أَوْ تَعَشَّ فَالْجَوَابُ مَا بِي مِنْ تَغَدٍّ وَلَا تَعَشٍّ قَالَ ثَعْلَبُ وَلَا يُقَالُ مَا بِي غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ لِأَنَّ الْغَدَاءَ نَفْسُ الطَّعَامِ وَإِذَا قِيلَ كُلْ فَالْجَوَابُ مَا بِي أَكْلٌ بِالْفَتْحِ وَغَدَّيْتُهُ تَغْدِيَةً أَطْعَمْتُهُ الْغَدَاءَ فَتَغَدَّى.

وَالْغَدُ الْيَوْمُ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ يَوْمِكَ عَلَى أَثَرِهِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أُطْلِقَ عَلَى الْبَعِيدِ الْمُتَرَقَّبِ وَأَصْلُهُ غَدْوٌ مِثْلُ فَلْسٍ لَكِنْ حُذِفَتْ اللَّامُ وَجُعِلَتْ الدَّالُ حَرْفَ إعْرَابٍ قَالَ الشَّاعِرُ
لَا تَقْلُوَاهَا وَادْلُوَاهَا دَلْوَا ... إنَّ مَعَ الْيَوْمِ أَخَاهُ غَدْوًا. 
غدو: غَدِي: تغدّى، أكل الغذاء، وقد كتب المصدر منه غدا في مخطوطة رحلة بن جبير (ص335). والذال في المطبوع منها من تغيير الناشر. وقد أعاد فليشر الدال في تعليقاته على أماري.
غَدَّي (بالتشديد): غَدَى، أطعمه الغَداء (بوشر).
غادَى. غُودِيَ بالحرب: بوكِر بالحرب، حورب غدوة. ففي حيّان (ص 103ق): ثم غودروا (غوادوا) بالحرب في اليوم الآخر.
ويقال أيضاً: غادَى القتال أي بدأ القتال غدوة أي في الصباح الباكر، ففي بدرون (ص141) فكانوا يغادون القتال ويراوحونه.
تغدَّى: أكل الغداء، يستعمل متعدياً إلى المفعول. ففي كتاب محمد بن الحارث (330) وكان السوقيُّ قد اخرج في كمّه من بيته خُبْزاً يتغدّاه في حانوته. ويقال أيضاً تغدّى ب. المقري (2: 762). وانظر في مادة عشو.
غَد. غداً: في الحياة الآخرة. (معجم بدرون).
غَدّا: عامية غَدّ. وليلة غدا: الليلة المقبلة، وبعد غدا، وبالبربرية غير غدا: بعد غدٍ. (بوشر).
غَدَاة. وَقْت الغداة الصُغْرَى (ابن جبير ص41) وهو تعبير لا ادري ما هو معناه الدقيق غُدْوَة= غداء. طعام الغَدوة، وأكله الظهيرة وهي من كلام العامة فيما يقول صاحب تاج العروس وهي موجودة في بيت من الشعر لأبي نواس الحكمي (الكامل ص134).
غدوة بلاش: أكلة دسمة لا تكلف شيئاً. (بوشر).
غَدْوَة= الشمس. (الثعالبي لطائف ص38) وهذا هو صواب الكلمة.
غَدْوَة، بالبرية: غَدٌ، وبعد غدوة: بعد غدٍ. (بوشر).
غَدَاء: أكلة الظهر. (بوشر) وأكلة خفيفة في وسط النهار. (برتون 1: 78، 187، 287).
غَدَاء: موضع الغداء في السفر (بوشر).
فطور غَدَائِيّ: وآخر يقوم مقام الغداء (بوشر).
غادٍ= غادية: سحابة تنشأ فتمطر غُدوة. (معجم مسلم).
غادِيَة. غادية اليهود: الجماعة التي تغدو منهم (محيط المحيط) نقلاً عن المطرّزي.
مَغْدَى: اسم زمان، ومغدى الضُّحى: طلوع الفجر (معجم مسلم).
الْغَيْن وَالدَّال وَالْوَاو

الغدوة: البكرة.

وغدوة من يَوْم بِعَيْنِه، غير مجراة: علم للْوَقْت.

والغداة: كالغدوة، وَجَمعهَا: غدوات.

وَقَالُوا: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا.

والغداة: لَا تجمع على الغدايا، وَلَكنهُمْ كسروه على ذَلِك ليطابقوا بَين لَفظه وَلَفظ العشايا فَإِذا افردوه لم يكسروه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: " غدية ": لُغَة فِي " غدْوَة " كضحية: لُغَة فِي ضحوة، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فغدية وغدايا: كعشية وعشايا، وعَلى هَذَا لَا تَقول: إِنَّهُم كسروا الغدايا، من قَوْلهم: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا، على الإتباع للعشايا، إِنَّمَا كسروه على وَجهه، لِأَن " فعيلة " بَابه أَن يكسر على " فعائل ". انشد ابْن الْأَعرَابِي:

أَلا لَيْت حظي من زِيَارَة أُميَّة ... غديات قيظ أَو عشيات اشتيه

قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ: غديات قيظ أَو عشيات اشتية، لِأَن غديات القيظ أطول من عشياته، وعشيات الشتَاء أطول من غدياته.

والغدو: جمع غَدَاة، نادرة.

واتيته غديانات، على غير قِيَاس، كعشيانات حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهٍ. وَقَالَ: هما تَصْغِير شَاذ.

وَغدا عَلَيْهِ غدوا وغدوا، واغتدى: بكر.

وغاداه: باكره.

والغادية: السحابة الَّتِي تنشأ غدْوَة.

وَقَالَ اللحياني: هِيَ المطرة الَّتِي تكون بِالْغَدَاةِ.

وَقيل لابنَة الخس: مَا احسن سيء؟ قَالَت: " اثر غادية فِي إِثْر سَارِيَة فِي ميثاء رابية ".

والغداء: طَعَام الغدوة، وَالْجمع: اغدية، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الْغَدَاء: رعي الْإِبِل أول النَّهَار.

وَقد تغدت.

وتغدى الرجل، وغديته.

وَرجل غديان، وَامْرَأَة غدياء، واصلها الْوَاو وَلكنهَا قلبت اسْتِحْسَانًا لَا عَن قُوَّة عِلّة.

وَإِذا قيل لَك: تغد. قلت: مَا بِي من تغد وَلَا تقل: مَا بِي غداء. حَكَاهُ يَعْقُوب.

والغد: ثَانِي يَوْمك، مَحْذُوف اللَّام، وَرُبمَا كنى بِهِ عَن الزَّمن الْأَخير. وَفِي التَّنْزِيل: (سيعلمون غَدا من الْكذَّاب الاشر) يَعْنِي: يَوْم الْقِيَامَة. وَقيل: عَنى: يَوْم الْفَتْح.

وَاصل الْغَد: الغدو. قَالَ:

إِن مَعَ الْيَوْم اخاه غدوا وَيُقَال: غَدا غدوك، وَغدا غدك.

وَمَا ترك من أَبِيه مغدى وَلَا مراحا، ومغداة وَلَا مــراحة: أَي شبها، حَكَاهُمَا الْفَارِسِي.

والغدوى: كل مَا فِي بطُون الْحَوَامِل، وَقوم يجعلونه فِي الشَّاء خَاصَّة.

والغدوى: أَن يُبَاع الْبَعِير اوغيره بِمَا يضْرب الْفَحْل.

وَقيل: هُوَ اتِّبَاع الشَّاة بنتاج مَا نزا بِهِ الْكَبْش ذَلِك الْعَام. قَالَ الفرزدق:

ومهور نسوتهم إِذا مَا انكحوا ... غدوى كل هبنقع تنبال

وَالْمَحْفُوظ عِنْد أبي عبيد: الغذوي، بِالذَّالِ.

وغادية: امْرَأَة من بني دبير: وَهِي غادية بنت قزعة.
غدو
غدَا1 يَغدُو، اغْدُ، غُدُوًّا، فهو غادٍ
• غدا الشَّخصُ:
1 - ذهب وقتَ الغداة، نقيض راح "أين يذهب هذا الغادي في هذا الوقت المبكر- تَغْدُو خِمَاصًا وَتَعُودُ بِطانًا [حديث]- {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ} " ° غدا وراح: ذهب وجاء.
2 - ذهب وانطلق في أيّ وقت "سوف يغدو إلى السُّوق فور انتهاء المطر- {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} " ° اغدُ عنِّي: اذهبْ عنِّي وانصرِف. 

غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على يغدو، اغْدُ، غَدْوًا وغُدْوةً وغُدُوًّا، فهو غادٍ، والمفعول مَغدوٌّ إليه
• غدا العاملُ إلى عمله اليوم/ غدا العاملُ على عمله اليوم: بكَّر إليه.
• غدا التلميذُ سعيدًا بنجاحه: صار كذلك، من أخوات كان، يرفع الاسمَ وينصب الخبرَ "نزل المطر فغدا المكانُ أخضرَ".
• غدَت الحبيبةُ تكتب الرسائلَ إلى حبيبها: شرَعت في ذلك "غدا يسقي الزَّرعَ". 

اغتدى إلى يغتدي، اغْتَدِ، اغتداءً، فهو مغتدٍ، والمفعول مُغْتَدًى إليه
• اغتدى العمَّالُ إلى عملهم اليوم: غَدَوْا، ذهبوا إليه وقت الغداة "*وقد أَغْتَدي والطَّيرُ في وُكُنَاتها*". 

تغدَّى يتغدَّى، تغدَّ، تغدّيًا، فهو متغدٍّ
• تغدَّى الرَّجلُ: أكل طعامَ الغداء، وهو وجبة الظهيرة أو أوّل النهار "يتغدَّى في السَّاعة الثانية بعد الظهر كلّ يوم- تغدّى في المنزل" ° ادنُ فتغدَّ- ما بي تغدٍّ ولا تعشٍّ: لا يقال ما بي غداء ولا عشاء- هل لك أن تتغدّى به قبل أن تتعشى بنا: تهلكه قبل أن تهلكنا. 

غادى يغادي، غادِ، مُغاداةً، فهو مُغادٍ، والمفعول مُغادًى
• غاداه مع صياح الدِّيك: باكره "لم يكن مغاديًا عمله طيلة حياته". 

غدَّى يغدِّي، غَدِّ، تغديةً، فهو مُغَدٍّ، والمفعول مُغدًّى
• غدَّى ضيفَه: أطعمه الغداء في الظهيرة أو أوّل النهار "كان مُغدِّيًا لجميع أصدقائه في الشهر الماضي". 

اغتداء [مفرد]: مصدر اغتدى إلى. 

تَغْدِية [مفرد]: مصدر غدَّى. 

غادٍ [مفرد]: مؤ غادية، ج مؤ غاديات وغوادٍ: اسم فاعل من غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على. 

غادِية [مفرد]: ج غاديات وغوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - سحابة تنشأ فتمطر غُدوة، أي في وقت مبكر من النهار.
3 - مطرةُ الغداة، ويقابلها الرَّائحة "ابتلّت الأرضُ من غوادي أمس- سقتِ الغوادي والرَّوائحُ قبرَه ... كم كان عفًّا وافرَ الحسناتِ". 

غَد [مفرد]
• الغَدُ:
1 - اليوم الذي يأتي بعد اليوم الذي أنت فيه "أرجأ عمله إلى الغد- سيصل المسافرُ غدًا أو بعد غدٍ- {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا} " ° لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد.
2 - اليوم المترقَّب وإن كان بعيدًا، ظرف للمستقبل من الزمان "فكَّر في الغد- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} " ° إنَّ غدًا لناظره لقريب: ليس الغد بعيدًا، نصح المتعجِّلَ بالصَّبر والانتظار- في ذات غد: في يوم محدَّد في المستقبل.
3 - يوم القيامة " {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ". 

غَداء [مفرد]: ج أَغْدِية: أكلة الظَّهيرة، وجبة أوّل النَّهار أو وسطه، وجبة الطعام الرئيسيّة "تناول طعامَ الغداء- {ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} ". 

غَداة [مفرد]: ج غَدَوات: وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس، بُكْرَة، أوّل النهار "اعتاد ممارسة التدريبات الرياضيّة غداة كلّ يوم- {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} " ° في غَدَواته ورَوْحاته: في ذهابه وإيابه. 

غَدْو [مفرد]: مصدر غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على. 

غُدْوة [مفرد]: ج غُدُوات (لغير المصدر {وغُدْوات} لغير المصدر {وغُدًا} لغير المصدر) وغُدُوّ (لغير المصدر):
1 - مصدر غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - غَدَاة؛ وقت ما بين الفجر وطلوع الشَّمس "الغُدْوة والرَّوحة- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغُدْوَةِ وَالْعَشِيِّ} [ق] ". 

غُدُوّ [مفرد]:
1 - مصدر غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - غداة، وقت ما بين الفجر وطلوع الشَّمس " {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}: أوائل النهار وأواخره". 

غديَّة [مفرد]: ج غَدايا: غداة، وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس "أتيته غديَّة" ° العشايا والغدايا: أواخر النهار وأوائله. 

مَغْدًى [مفرد]:
1 - اسم مكان من غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على: "نظر إلى مغْدى الطُّيور من أوكارها" ° ما ترك من أبيه مغدًى ولا مراحًا: شبهًا.
2 - زمان الغدوّ "سأل عن مَغْدَى أوَّل أيام العيد ليُؤَدِّي صلاته". 

غدو

1 غَدَا, (S, M, Msb, K,) aor. ـْ (S, M, Msb,) inf. n. عُدُوٌّ (S, M, Mgh, Msb, K) and غَدْوٌ (M, TA, and so accord. to the CK instead of غُدُوٌّ [which is the only inf. n. commonly known]) and غُدْوَةٌ, (K,) He went, or went away, in the time called غُدْوَة, (Mgh, Msb,) i. e. [the early part of the morning,] the period between the prayer of daybreak and sunrise: this is the primary signification: (Msb:) or i. q. بَكَّرَ [he went forth early in the morning; in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise]; so in the phrase غَدَا عَلَيْهِ [he went forth early in the morning, &c., to him, or it]; (K;) as also ↓ اغتدى: (S, * K:) and ↓ غاداهُ signifies the same as غَدَا عَلَيْهِ; (S;) or the same as بَاكَرَهُ [which is syn. with بَكَّرَ عَلَيْهِ as expl. above; and signifies also, like بَكَّرَ عَلَيْهِ, he hastened to it, or to do it, at any time, morning or evening]: (ISd, K, TA:) الغُدُوُّ is the contr of الرَّوَاحُ [inf. n. of رَاحَ]. (S.) Hence, in the Kur [lxviii. 22], أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ [Saying, Go ye forth early, &c., to your land's produce]: and the saying of a poet, وَالطَّيْرُ فِى وُكُنَاتِهَا ↓ وَقَدْ أَغْتَدِى

[And sometimes, or often, I go forth early, &c., while the birds are in their nests]. (TA.) b2: Afterwards, by reason of frequency of use, it became employed as meaning He went, or went away, or departed, at any time. (Mgh, * Msb, TA.) Hence the saying, (Mgh, Msb,) of the Prophet, (Msb,) in a trad., (Mgh,) اُغْدُ يَا أُنَيْسُ, (Mgh, Msb,) meaning Depart then, O (??) (Msb.) b3: [Freytag bas erroneously assigned to it another meaning, i. e. “ Nutrivit ” misled by his finding تَغْدُوْ put for تَغْذُو in art. طلى in the CK.] b4: غَدِىَ: see 5.2 غَدَّيْتُهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَغْدِيَةٌ, (Msb, K,) I fed him with the meal called غَدَآء [q. v.]. (S, * Msb, K.) 3 غَاْدَوَ see 1, first sentence. One says, أَنَا أُعَادِيهِ وَأُرَاوِحُهُ expl. in the first paragraph of art. روح.5 تغدّى [He ate the meal called غَدَآء, q. v.; properly,] he ate in the first part of the day; (S, Msb, * K;) as also ↓ غَدِىَ, (IKtt, K, TA,) inf. n. غَدًا. (TK: but in the TA written غداء.) When it is said to thee, تَغَدَّ [Eat thou the غَدَآء], thou sayest, مَا بِى مِنْ تَغَدٍّ [I have no desire for eating the غَدَآء]; and not مَا بِى غَدَآءٌ, for [the] غَدَآء is the meal itself. (S, Msb. See also 5 in art. عشو.) تَغَدَّى فِى رَمَضَانَ means تَسَحَّرَ [i. e. He ate the meal, or drank the draught of milk, called سَحُور, q. v.]. (TA.) b2: And تَغَدَّتِ الإِبِلُ means The camels pastured in the first part of the day. (AHn, TA.) 8 إِغْتَدَوَ see 1, first and second sentences. [10. استغدى accord. to Freytag is syn. with تَغَدَّى; but for this I do not find any authority.]

غَدٌ, meaning The morrow, the day next after the present day, (Msb,) is originally ↓غَدْوٌ, (S, Msb, K,) the و being elided, (S, Msb,) without any substitution, (S,) and the د being made a letter of declinability. (Msb.) And one says غَدًا meaning [I will do such a thing, &c.,] tomorrow: and بَعْدَ غَدٍ the day after to-morrow. (MA.) See also غَدَاةٌ. b2: And its signification has been extended so that it is applied to a remote time that is expected, (Msb, TA,) and to a near time. (Nh, TA.) b3: It is not used in its complete form except in poetry: (Nh, TA:) Lebeed, (S, TA,) or Dhu-r-Rummeh, (TA,) has thus used it in his saying, وَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالدِّيَارِ وَأَهْلُهَا بَلَاقِعُ ↓ بِهَا يَوْمَ حَلُّوهَا وَغَدْوًا [And mankind are no other than the like of dwellings, the occupants thereof being in them daring the day in which they have alighted in them, and to-morrow they are vacant]: (S, TA:) or, accord. to the M, one says, هٰذَا عَدُكَ and ↓ هٰذَا غَدْوُكَ [This is thy morrow]. (TA.) b4: It has no diminutive. (Sb, S, in art. امس.) غَدْوٌ: see the next preceding paragraph, in there places.

غَدَاةٌ: see غُدْوَةٌ, in four places: though [properly] fem., and not heard as made mase., it may be made mase. if meant to be understood as signifying the “ first part of the day: ” (IAmb, Msb:) it is originally غَدَوَةٌ, because its pl. is غَدَوَاتٌ. (IHsh, TA.) One says, ↓ آتِيكَ غَدَاةَ غَدٍ

[I will come to thee in the early part of the morning, &c., of to-morrow]. (S, TA.) بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ in the Kur [vi. 52 and xviii. 27] means After the prayer of daybreak and [after] the prayer of [the period of the afternoon called] the عَصْر: or, accord. to some, [it means in the morning and the evening, or rather in the forenoon and the afternoon, for they say that] it denotes constancy of religious service: Ibn-'Ámir and Aboo-'Abd-erRahmán Es-Sulamee read وَالْعَشِىِّ ↓ بِالْغُدْوَةِ; but the former is the common reading; and A 'Obeyd says, we think that they read thus following the handwriting, for it is written in all the copies of the Kur-án with و like الصَّلَوة and الزَّكَوة, and this is not an indication of the reading [which they have adopted], as the و in الصلوة and الزكوة is not pronounced [otherwise than as an] of prolongation except that it requires the fet-hah that follows to be uttered with a somewhat broad sound]. (TA.) b2: هُوَ ابْنُ غَدَاتَيْنِ means He is a son of two days [i. e. he is two days old]. (TA.) b3: The dim. is ↓ غُدَيَّةٌ: (TA:) or this is the dim. of ↓ غُدْوَةٌ: (EM p. 56:) one says, أَرْكَبُ

إِلَيْهِ غُدَيَّةً [I will ride to him, or it, in a short period of an early part of a morning, &c.]: and one says also, ↓ ذَتَيْتُهُ غُدَيَّانَاتٍ [I came to him, or it, in short periods of early parts of mornings, &c.]; an anomalous [pl.] dim. like عُشَيَّانَات; both of which are mentioned by Sb. (TA.) غَدْوَةٌ A journey in the first part of the day: [an inf. n. un. of غَدَا:] opposed to رَوْحَةٌ. (TA.) b2: See also the next paragraph. b3: And see غَدَآءٌ.

غُدْوَةٌ, (S, Msb, K, &c.,) and ↓ غَدْوَةٌ, said by MF to be well known, and ↓ غِدْوَةٌ, said by him to be rare, or disapproved, (TA,) The early part of the morning; the first part of the day; (K;) or the period between the time of the prayer of daybreak and sunrise; (S, Msb, K;) as also ↓ غَدَاةٌ, and ↓ غَدِيَّةٌ, (K, TA,) the last [in the CK غَدْيَةِ, but correctly] a dial. var. of غُدْوَةٌ, like ضَحِيَّةٌ a dial. var. of ضَحْوَةٌ: (IAar, TA:) or ↓ غَدَاةٌ is syn. with ضَحْوَةٌ [meaning the early part of the forenoon, after sunrise; accord. to some, when the sun is yet low; or, accord. to others, when the sun is somewhat high]: (Msb:) [it may therefore be generally rendered morning, before, or after, sunrise:] the pls. are غُدًى, which is pl. of غُدْوَةٌ; (S, Msb, TA;) and غَدَوَاتٌ, (S, Msb, K, TA,) which is pl. of ↓ غَدَاةٌ; (S, Msb, TA;) and ↓ غُدُوٌّ, (K, TA,) which is a pl. of غُدْوَةٌ, formed by rejecting the ة [of the sing.], or, accord. to the M, an anomalous pl. of ↓ غَدَاةٌ, or, as J says, [in the S,] referring to the phrase بِالْغَدُوِّ وَالْآصَالِ, in the Kur [vii. 204 and xiii. 16 and xxiv. 36], بِالغُدُوِّ there means بِالغَدَوَاتِ, and is a verb [i. e. an inf. n.] used to denote the time, as [is طُلُوع] in the saying طُلُوعَ الشَّمْسِ meaning فِى وَقْتِ طُلُوعِ الشمس; (TA;) and غَدِيَّاتٌ, (IAar, K, TA, [in the CK, erroneously, غَدَياتٌ,]) which is pl. of ↓ غَدِيَّةٌ; (TA;) and غَدَايَا, (K, TA,) which is likewise a pl. of ↓ غَدِيَّةٌ, accord. to IAar, and, if so, regularly formed from غَدَايِوُ, in the same manner as has already been expl. in the case of عَشَايَا [pl. of عَشِيَّةٌ, q. v. voce عَشِىٌّ]; by some said to be a pl. of غُدْوَةٌ, but this has been controverted by IHsh in the Expos. of the “ Kaabeeyeh ” and by its commentator ['AbdEl-Kádir] El-Baghdádee; (TA;) or غَدَايَا is not used except in conjunction with عَشَايَا; (K, TA;) one says, إِنِّى لَآتِيهِ بِالغَدَايَا وَالعَشَايَا [Verily I come to him in the early parts of mornings and in the late parts of evenings], for the purpose of conformity. (S, TA.) Zj says that when غُدْوَة means The بُكْرَة [or early part of the morning, &c.,] of the present day, or of a particular day, it is imperfectly decl.: and AHei says that it is thus accord. to the opinion commonly obtaining, as is also بُكْرَة, each as being a generic proper name, like أُسَامَةُ; and that when you mean to generalize, you say, غُدْوَةٌ وَقْتُ نَشَاطٍ [An early part of a morning is a time of briskness, liveliness, or sprightliness]; and when you mean to particularize, لَأَسِيرَنَّ اللَّيْلَةَ إِلَى غُدْوَةَ [I will assuredly journey to-night until the early part of the morning]: (TA:) [in the latter case also] one says, أَتَيْتُهُ غُدْوَةَ [I came to him in the early part of the morning of this, or of a particular, day]; غدوة being here imperfectly decl. because it is determinate, like سَحَرَ; but it is of those adv. ns. that may be used otherwise than as adv. ns.: you say, سِيرَ عَلَى فَرَسِكَ غُدْوَةَ and غُدْوَةً [i. e. Journeying was performed on thy horse, or mare, in the غُدْوَة of this, or of a particular, day, and in a غُدْوَة,] and غُدْوَةٌ and غُدْوَةٌ [i. e. the journey of the غُدْوَة of this, or of a particular, day, and the journey of a غُدْوَة, was performed (lit. was journeyed) on thy horse, or mare, غُدْوَةُ and غُدْوَةٌ being for. مَسِيرَةُ غُدْوَةَ and مَسِيرَةُ غُدْوَةٍ, like as شَهْرٌ in the Kur xxxiv. 11 is for مَسِيرَةُ شَهْرٍ]; what is with tenween, of these, being indeterminate, and what is without tenween being determinate. (S. [In one of my copies of the S, سِرْ is put in the place of سِيرَ: that the latter is the right is shown by the addition of غُدْوَةُ and غُدْوَةٌ; for each of these must be what is termed نَائِبٌ عَنْ فَاعِلٍ i. e. a substitute for an agent.]) See also غَدَاةٌ, in two places.

غِدْوَةٌ: see the next preceding paragraph.

غَدَوِىٌّ: see غَدِىٌّ. b2: Also Whatever [offspring] is in [any of] the bellies of pregnant animals (AO, K, TA) of camels and of sheep or goats: (AO, TA:) or peculiarly of sheep or goats; (K, TA;) thus in the dial. of the Prophet: (TA:) or it [virtually, in a trad. mentioned in what follows,] means the selling a camel, or other [animal], for what the stallion begets: or the selling a sheep for the offspring begotten by the ram: (K:) in all of which senses غَذِىٌّ and غَذَوِىٌّ are [said to be] syn.: (K in art. غذو:) or غَدَوِىٌّ, (TA,) or غَذَوِىٌّ, or, as some relate a verse of El-Farezdak in which it occurs, غَدَوِىٌّ, (S in art. غذو,) means the selling a thing for the offspring begotten by the ram [or, as appears from what follows, by the stallioncamel] in that year: غَدَوِىٌّ being a rel. n. from غَدٌ: as though they rendered one desirous by saying, “Our camels will bring forth and we will give thee to-morrow (غَدًا): ” (S in art. غذو, and TA:) what is thus termed is forbidden in a trad.: a man used to buy, for a camel or a she-goat or money, what was in the bellies of pregnant animals; and this is a hazardous proceeding, and was therefore forbidden. (Nh, TA.) See also art. غذو. b3: And see عَدَوِيَّةٌ, in art. عدو.

غَدْيَانُ Eating the meal called غَدَآء: (S, K: *) fem. غَدْيَا, of the measure فَعْلَى, applied to a woman; (S;) or غَدْيَآءُ: (so in copies of the K:) they are originally with و [in the place of the ى], on the ground of preference, as is said in the M: and غَدْيَانَةٌ is mentioned by Z, as applied to a woman, coupled with عَشْيَانَةٌ. (TA.) غَدَآءٌ The morning-meal, that is eaten between daybreak and sunrise; i. e. the meal, or repast, of the غُدْوَة; (K;) or of the غَدَاة; (Msb;) the meal, or repast, that is the contr. of the عَشآء: (S:) [it may therefore be rendered breakfast: but it is now commonly applied to dinner, which is eaten soon after the prayer of noon, and which is a lighter repast than the عَشَآء, i. e. supper:] الغدوة [app. ↓ الغَدْوَةُ] as meaning الغَدَآءُ is vulgar: (TA voce عَشْوَةٌ:) the pl. of غَدَآءٌ is أَغْذِيَةٌ. (K.) And The [meal, or the draught of milk, called]

سَحُور is thus termed; because it is to the person fasting the like of what it is to him who is not fasting. (TA.) b2: Also The pasture of camels in the first part of the day. (TA.) غُذُوٌّ: see غُدْوَةٌ.

غَدِىٌّ Of, or relating to, the morrow; the rel. n. from غَدٌ; as also ↓ غَدَوىٌّ; (S, K;) the latter allowable. (S.) b2: See also عَدَويَّةٌ, in art. عدو.

غَدِيَّةٌ: see its syn. غُدْوَةٌ, in three places.

غُدَيَّةٌ: and see غَدَاةٌ, last sentence.

غُدَيَّانَاتٌ: see غَدَاةٌ, last sentence.

الغَادِى The lion: (K, TA:) because he goes forth in the early part of the morning against the prey. (TA.) غَادِيَةٌ A cloud that rises (S, K) in the صَبَاح (S) or in the غُدْوَة (K) [i. e. in the first part of the day]: or a rain of the [period of the morning called] غَدَاة: (K, TA:) thus says Lh: the pl. is غَوَادٍ. (TA.) [See a verse in the Ham p. 429.]

مَغْدًى and ↓ مَغْدَاةٌ [A place to which people go, or to which they return, in the period of the morning called غُدْوَة; opposed to مَرَاحٌ and مَــرَاحَةٌ]. b2: [Hence] one says, مَا تَرَكَ فُلَانٌ مِنْ أَبِيهِ مَغْدًى

وَلَا مَرَاحًا, and وَلَا مَــرَاحَةً ↓ مَغْدَاةً, expl. in art. روح. (S in art. روح, and K in the present art.) مَغْدَاةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.
غدو
: (و ( {الغُدْوَةُ، بالضَّمِّ: البُكْرةُ) .) } وغُدْوَةٌ، من يَوْم بعَيْنِهِ، غَيْرُ مُجْراة: عَلَمٌ للوَقْتِ.
وقالَ الجَوْهرِي: يُقَال: أَتَيْته {غُدْوَةَ يَا هَذَا، غَيْرُ مَصْروفَةٍ لأنَّها مَعْرفةٌ، مثْلُ سَحَر إلاَّ أَنَّها من الظّروفِ المُتَمكِّنَةِ، تقولُ: سِرْ على فَرَسِكَ غُدْوَةَ وغُدْوَةً وغُدْوَةُ، وغُدْوَةٌ فَمَا نُوِّنَ مِن هَذَا فَهُوَ نَكِرَةٌ، وَمَا لم يُنوَّنْ فَهُوَ مَعْرفةٌ.
وَقَالَ أَبُو حيَّان فِي الارْتِشافِ: والمَشْهورُ أنَّ مَنْعَ صَرْف غُدْوَة وبُكْرَة للعِلْميةِ الجِنْسِيَّة كأُسامَة فيَسْتَوِيان فِي كوْنِهما أُرِيدَ بهما أنَّهما مِن يَوْم مُعَيَّن، أَو لم يُرَد بهما التَّعْيِينِ فتقولُ: إِذا قَصَدْت التَّعْمِيم: غُدْوَة وَقْت نَشَاطٍ، وَإِذا قَصدْتَ التَّعْيِين: لأَسِيرَنَّ الليْلَةَ إِلَى غُدْوة، وبُكْرَة فِي ذَلِك،} كغُدْوَة.
وَقَالَ الزجَّاج: إِذا أَردْتُ بُكْرَة يَوْمِك وغُدْوَة يَوْمِك لم تَصْرِفْهما، وَإِذا كانَا نَكِرَتَيْن صَرَفْتهما، وَإِذا مُنِعا الصَّرْف فَهَل ذلكَ لِعِلْمِيَّتِه بالجِنْس كأُسامَة، أَو لِعِلْمِيَّة أَنَّه يُرادُ بهما الوَقْتُ المُعَيَّن مِن يَوْم مُعَيَّن؟ .
وَقد وسَّعَ الكَلامَ فِيهِ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي فِي حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
(أَو) الغُدْوَةُ: (مَا بينَ صَلاةِ الفَجْرِ) ؛) وَفِي الصِّحاح: صَلاة {الغَدَاةِ، وَفِي المِصْباح: صَلاةِ الصُّبْح؛ (وطُلوعِ الشَّمسِ) ، والجَمْعُ} غُدًى كمُدْيَةٍ ومُدًى.
( {كالغَداةِ) ، يقالُ: آتِيكَ} غَداةَ غَدٍ.
وَفِي المِصْباح: الغَداةُ الضّحْوَةُ، وَهِي مُؤنَّثَة.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: وَلم يُسْمَع تَذْكِيرها، وَلَو حَمَلَها حامِلٌ على مَعْنى أَوَّل النَّهارِ جازَ لَهُ التَّذْكِير؛ وقولُه تَعَالَى: { {بالغَدَاةِ والعَشيِّ} ؛ أَي بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْر؛ وقيلَ: يَعْني بهما دَوامَ عِبادَتِهم.
قالَ ابنُ هِشام فِي شَرْح الكَعْبيةِ: أَصْلُ الغُداةِ} غَدَوَة بالتحْريك لقَوْلهم فِي جمعِها {غَدَوَاتٌ؛ أَي فقُلِبَتِ الواوُ ألِفاً لتَحَركِها وانْفِتاح مَا قَبْلها. وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبو عبدِ الرحمنِ السّلمِي {} بالغَدَوةِ والعَشيِّ} ، وقراءَةُ العامَّةِ {! بالغَداةِ} ، قالَ أَبو عبيدٍ: نَراهُما قَرآ كذلكَ إتباعاً للخطِّ لأنَّها رُسِمَتْ فِي جميعِ المَصاحِف بالواوِ كالصَّلاةِ والزَّكاةِ وليسَ فِي إثباتِهم الْوَاو فِي الكِتابَةِ دَليلٌ على أنَّها القِراءَةُ، لأنَّهم قد كَتَبُوا الصَّلاةَ والزَّكاةَ بالواوِ ولَفْظَهما على تَرْكِها، فكَذلكَ الغَدَاةَ على هَذَا وَجَدْنا أَلْفاظَ العَرَبِ.
وقالَ ابنُ النحَّاس: وحقُّ بَاب غُدْوَة أَنْ يكونَ مَعْرفةً إلاَّ أنَّه يجوزُ أَن تُنَكَّر كَمَا ننكَّرُ الأسْماءُ والأعْلامُ.
( {والغَدِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ، عَن ابنِ الْأَعرَابِي قالَ: هِيَ لُغَةٌ فِي} الغَدْوَةِ كضَحِيَّة لُغَة فِي ضَحْوة، (ج غَدَواتٌ) ، محرَّكةً، هُوَ جَمْعُ غَدَاةٍ كقَطاةٍ وقَطَواتٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ ( {وغَدِيَّاتٌ) هُوَ جَمْعُ} غَدِيَّةٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي فِي نوادِرِه:
أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمِّيَهْ
{غَدِيَّاتُ قَيْظٍ أَو عَشِيَّاتُ أَشْتِيَهْقال: كأنَّ قائِلَ هَذَا مُشْتاقاً إِلَى زِيارَةِ أُمِّه فتمَنَّى أَن يَجْعَل اللهُ زِيارَتَها نَهار الصَّيْف أَو لَيالِي الشِّتاءِ لطُولِ كلَ مِنْهُمَا حَتَّى يَتَملَّى برُؤْيتِها؛ والهاءُ فِي أُمِّيَه للسَّكْت.
(} وغَدايا) :) هُوَ أَيْضاً جَمْعُ غَدِيَّة على قوْلِ ابنِ الأعْرابي، فَإِذا كانَ كَذَا فَهُوَ على القِياسِ، والأصْلُ فِيهِ غَدَايو عمل بِهِ كَمَا تقدَّمَ فِي عَشَايا خمْسَة أَعْمالٍ فرَاجِعْه.
وَمِنْهُم مَنْ قالَ: هُوَ جَمْعُ غدْوَةٍ، وَقد أنْكَرَه ابنُ هِشَامٍ فِي شَرْح الكَعْبيةِ وقالَ: يأبَى هَذَا أَمْران فذَكَرَهما، وحاصِلُ أَحَدهما: أنَّ {الغَدَايا إِذا جُعِلَت جَمْعاً} لغدْوَةٍ كَانَ القِياسُ غَدَاوَى بإثباتِ الواوِ.
وقالَ محشيه البَغْدادِي: ويأْباهُ أَمْرٌ ثالثٌ أَيْضاً: وَهُوَ كَوْنُ {غدْوَة ثلاثِيًّا ومُفْرَد فَعائِل لَا بدَّ أَن يكونَ على أَرْبعةِ أَحْرُف ثالِثُها حَرْفُ لينٍ غير تاءِ التَّأْنيثِ لأنَّها فِي حُكْم الكلمةِ المُسْتَقلةِ.
(} وغُدُوٌّ) :) جَمْعُ غَدْوةٍ بحذْفِ الهاءِ؛ وَفِي المُحْكم: جَمْعُ غَدَاةٍ نادِرٌ؛ فَفِي الكَلامِ نشْرٌ ولفٌّ غيرُ مرتَّبٍ.
وقالَ الجَوْهرِي: قولُه تَعَالَى: { {بالغُدُوِّ والآصالِ} أَي} بالغَدَواتِ فعبَّر بالفعْلِ عَن الوَقْت كَمَا يقالُ: أَتَيْتُكَ طُلوعَ الشمسِ أَي وَقْتِ طُلوعِ الشمسِ.
(أَو لَا يقالُ {غَدايا إلاَّ مَعَ عَشَايا) ؛) قالَ الجَوْهرِي: قوْلُهم: إنِّي لآتِيه} بالغَدَايا والعَشَايا، هُوَ لازْدِواجِ الكَلامِ كَمَا قَالُوا: هَنَأَني الطَّعامُ ومَرَأَني، وإنَّما هُوَ أَمْرَأَني، انتَهَى.
قُلْت: فَهَذَا إيماءٌ إِلَى القوْلِ المَشْهورِ فإنَّهم قَالُوا لَا تُجْمَعُ الغَداةُ على غَدايا، وإنَّما هُوَ للازْدِواجِ، وَهَذَا عنْدَ مَنْ لم يُثْبِت {الغَدِيَّة، وَبِهَذَا سَقَطَ اعْتِراضُ الشَّهاب فِي شرْح الدَّرَّةِ على المصنِّفِ؛ والجوْهرِي اقْتَصَرَ على الغداةِ وَلم يَذْكُر الغَدِيَّة فذَكَرَ الازْدِواجَ، والمصنِّفُ جَمَعَ بينَ الأقوالِ فاحْتاجَ إِلَى أَن يُشيرَ إِلَيْهِ. وقالَ أَبُو حيَّان فِي تَذْكرتِه مَا نَصّه: يزيلون اللّفْظَ عمَّا هُوَ بِهِ أَوْلى لأجْلِ التّوافقِ والازْدِواجِ نحْو: (أَنْفِق بِلَالًا) ، وَلَا تَخْشَ من ذِي العَرْشِ إقْلالاً، وارْجَعَنَّ مأْزُورَات غَيْر مأْجُورَات، وليسَ من ذَلِك إنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا، لأنَّ الغَدَايا ليسَ جَمْع غَدَاةٍ وإنَّما هُوَ جَمْعُ} غَدِيَّة بمعْنَى {غَدَاةٍ.
قُلْت: فَهَذَا كُلّه تأْييدٌ لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ الأعْرابي، وَقد وسَّع الكَلامَ فِيهِ البَغْدادي فِي حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
(} وغَدا عَلَيْهِ) غَدْواً، بالفَتْح كَمَا فِي المُحْكم، و ( {غُدُوًّا) ، كسُمُوَ كَمَا فِي الصِّحاح والمُحْكم، (} وغُدْوَةً، بالضَّم، و) كَذلكَ ( {اغْتَدَى) : أَي (بَكَّرَ) ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} غُدُوَّها شَهْر ورَواحُها شَهْر} ، وقولُه تَعَالَى: {أَن {اغْدُوا على حرثِكُم} ؛ وقولُ الشاعِرِ:
وَقد} أَغْتَدِي والطَّيْر فِي وكناتِها وتقدَّمَ الكَلامُ على {غَدْوَةٍ قرِيباً.
وَفِي المِصْباح: غَدا غُدُوًّا، من بابِ قَعَدَ، ذَهَبَ} غدْوَةً، هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِل فِي الذَّهابِ والانْطِلاقِ أَيّ وَقْتٍ كانَ، وَمِنْه الحديثُ: ( {واغْد يَا إبْلِيس) أَي انْطَلِقْ.
(} وغادَاهُ) {مُغادَاةً: (باكَرَهُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاح:} غادَاهُ {غَدَا عَلَيْهِ.
(} والغَدُ: أَصْلُه {غَدْوٌ) ، حذَفُوا الواوَ بِلا عِوَضٍ؛ قالَ لبيدٌ أَو ذُو الرُّمَّة:
وَمَا النَّاسُ إلاَّ كالدِّيارِ وأَهْلِها
بهَا يومَ حَلُّوها} وغَدْواً بَلاقِعُفجاءَ بِهِ على أصْلِه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي النَّهايَةِ: {الغَدْوُ أَصْلُ} الغَدِ، وَهُوَ اليَوْمُ الَّذِي يأْتِي بعْدَ يَوْمِك، فحذِفَتْ لامُه وَلم يُسْتَعْملْ تامًّا إلاَّ فِي الشِّعْرِ؛ وَمِنْه قولُ عبدِ المطَّلبِ فِي قصَّةِ الفِيل:
لَا يَغْلِبَنَّ صَليبُهُم
ومِحالُهُمْ {غَدْواً مِحالَك ْقالَ: وَلم يُرِدْ عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَيْنِه، وإنَّما أَرادَ القريبَ من الزَّمانِ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: يقالُ غَدَا غَدُك} وغَدا {غَدْوُكَ، ناقصٌ وتامٌّ، وَمِنْه مَا قَدَّمْت} لغَدٍ، بِلا واوٍ، فَإِذا صَرَفُوها قَالُوا: {غَدَوْتُ} أَغْدو غَدْواً! وغُدُوًّا، فأَعادُوا الواوَ.
وَفِي المِصْباح: الغَدُ اليومُ الَّذِي بعْدَ يومِك على أَثرِهِ ثمَّ توسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أُطْلِق على البَعِيدِ المُتَرقَّبِ، وأَصْلُه غِدْوٌ كفِلْسٍ لَكِن حُذِفَتِ اللامُ وجُعِلت الدالُ حَرْف إعْراب؛ قالَ الشاعرُ:
لَا تَعْلُواها وادْلُواها دَلْواً
إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاه غَدْوَا (وَهُوَ) ، أَي المَنْسوب إِلَى الغَدِ، ( {غَدِيٌّ) ، على الأصْلِ، (و) إِن شِئْتَ (} غَدَوِيٌّ) بإثْباتِ الواوِ.
( {والغادِيَةُ: السَّحابَةُ تَنْشَأُ غُدْوَةً) ؛) وَفِي الصِّحاح: صَباحاً.
(أَو مَطْرَةُ الغَداةِ) ، هَذَا قولُ اللّحْياني.
وقيلَ لابْنةِ الخُسِّ: مَا أَحْسَنُ شَيْء؟ قَالَت: أَثرُ} غادِيَةٍ فِي إثرِ سارِيَةٍ فِي مَثياء رابيَةٍ؛ والجَمْعُ {الغَوادِي، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
من قبل أَن تَرْشَفَ شمْسُ الضُّحَى
رِيقَ الغَوادِي من ثغورِ الأقَاحِ (} والغَداءُ) ، كسَحابٍ: (طَعامُ الغُدْوَةِ) .
(وَفِي الصِّحاح: الطّعامُ بعَيْنِه، وَهُوَ خِلافُ العَشاءِ؛ (ج {أَغْدِيَةٌ.
(} وتَغَدَّى أَكَلَ أَوَّلَ النَّهارِ، {كغَدِيَ، كرَضِيَ) ، غداءً، وَهَذِه عَن ابْن القطَّاع.
(} وغَدَّيْتُه {تَغْدِيَةً) :) أَطْعَمْتُه فِي ذلكَ الوقْتِ، (فَهُوَ} غَدْيانُ، وَهِي {غَدْيا) ، وأَصْلُها الواوُ لَكِن قُلِبَتْ اسْتِحْساناً لَا عَن قوّةِ علَّةٍ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
قَالَ الجَوْهرِي: إِذا قيلَ لكَ ادْنُ} فتَغَدَّ، قلتَ: مَا بِي من {تَغَدَ وَلَا تَعَشِّ، وَلَا تَقُل مَا بِي} غَدَاءٌ وَلَا عَشاءٌ، لأنَّه الطَّعامُ بعَيْنِه.
(وأَبو! الغادِيَةِ: يَسارُ بنُ سَبُعٍ) الجهنيُّ (صَحابيٌّ) بايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ قاتِلُ عمَّار بن ياسِرٍ، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، مَذْكُور فِي تاريخِ دِمَشْق. وَفِي الصَّحابةِ: أَبو الغادِيَةَ المُزَنِي، قيلَ هُوَ غَيْرُ الأوّل، وقيلَ: هُوَ مُخْتَلف فِي اسْمِه.
( {والغادِي: الأسَدُ) } لغُدوِّه على الصَّيْد.
( {والغَدَّاءُ بنُ كَعْبٍ) بنِ بهوشِ بنِ عامرِ بنِ غنمة بنِ ثَعْلَبَة بنِ تيمِ اللهِ، (مُشدَّدٌ) ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بنِ عرْوَةَ الشاعِرِ.
(وَمَا تَرَكَ مِن أبيهِ} مَغْدًى وَلَا مَراحاً {ومَغْداةً وَلَا مَــراحَةٌ) ، أَي (شَبَهاً) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والغَدَوِيُّ، كَعَربِيَ: كلُّ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ) من الإبِلِ والشاءِ، عَن أبي عُبيدَةَ؛ (أَو خاصٌّ بالشَّاءِ) ، كَذَا هُوَ فِي لغَةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَو) هُوَ (أَنْ يُباعَ البَعيرُ أَو غيرُهُ بِمَا يَضْربُ الفَحْلُ، أَو أَنْ تُباعَ الشَّاةُ بِمَا نَزَا بِه الكَبْشُ) .
(وَفِي الصِّحاح: أَنْ يُباعَ الشيءُ بِمَا نَزَا بِهِ الكَبْشُ ذلكَ العامَ؛ قالَ الفَرَزْدَق:
ومُهورُ نِسْوتِهِمْ إِذا مَا أَنْكَحوا {غَدَوِيٌّ كلّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِقالَ: مَنْسوبٌ إِلَى غَدٍ كأَنَّهم يمنونه فيقولونَ: تَضَعُ إِبلُنا فنُعْطِيك} غَداً.
وَفِي النهايَةِ فِي حديثِ يَزِيد بنِ مُرَّة: نُهِي عَن {الغَدَوِيِّ، وَهُوَ كلُّ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، كانَ الرَّجلُ يَشْتري بالجَمَلِ أَو العَنْز أَو الدَّراهمِ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، وَهُوَ غَرَرٌ فنُهِي عَنهُ، انتَهَى؛ وَقَالَ الشاعِرُ:
أَعْطَيْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ} بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِوعاجِلاتِ آجلِ السِّخَالِفي حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأقْفالِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {الغُدَى، كهُدَى: جَمْعُ غُدْوَةٍ، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
} بالغُدَى والأَصائِلِ ونقلَ شيْخُنا فِي {الغَدْوَة الفَتْح والكَسْر، فَهُوَ مُثَلَّثٌ، قالَ: والفَتْح مَشْهورٌ والكَسْر قَليلٌ أَو مُنْكرٌ.
وقالَ ابنُ الأَثير:} الغَدْوَةُ، بالفَتْح، المرَّةُ من {الغُدُوِّ، وَهُوَ سَيْرُ أَوَّلِ النَّهارِ، ويُقابِلُها الرَّوْحَة ويُسَمَّى السُّحُور غَدَاء لأنَّه للصَّائم بمنْزِلَتِه للمُفْطِرِ؛ وَمِنْه} تغَدَّى فِي رَمَضانَ أَي تَسَحَّرَ.
{والغَداءُ: رَعْيُ الإِبِلِ فِي أوَّلِ النَّهارِ، وَقد} تَغَدَّتْ؛ عَن أَبي حنيفَةَ.
وَهُوَ ابنُ {غَداتَيْنِ: أَي ابنُ يَوْمَيْن.
وارْكَبْ إِلَيْهِ} غُدَيَّة، كسُمَيَّة، تَصْغِيرُ {غَداةٍ.
وامْرأَةٌ} غَدْيانَةٌ عَشْيانَةٌ، نقلَهُ الزَّمَخْشري.
وأَتَيْته {غُدَيَّانات، على غيرِ قِياسٍ، كعُشَيَّانات، حَكَاهُما سِيْبَوَيْه، وقالَ: هُما تَصْغيرٌ شاذٌّ.
(و) } غادِيَةُ بنْتُ قَزَعَةَ، امْرأَةٌ من بَنِي دُبَيْرٍ.
وَأَبُو {الغادِي: الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ رَوَى عَنهُ الحاكِم.
وأَبو السيَّار} غادِي بنُ سندٍ كتَبَ عَنهُ السَّلفِي.

كشّ

كشّ: كش: تقبض، تقلّص، تشنج، تصلّب، انسحب من، يكشّ ويمد لدن، مرن، مطاط؛ كش القط ظوافره: أخفى القط أظفاره حين مد قدمه (بوشر).
كش: قطب حاجبه (محيط المحيط). (راجع هامش 191).
كش: طرد الدجاجة (محيط المحيط). راجع هامش 191) وهو يقول لها كِش. كِش.
كش الدبان: طرد الذباب (بوشر).
كش على: (وردت في ألف ليلة وليلة، برسل، 3 - 224) وخادم واقف يكش عليه.
كشّ: انسحاب. (وهو من مصطلح أرباب الجــراحة). تقلّص، انقباض، كش العصب (بوشر).
كِشة (باللاتينية cassia) ( سيمونيه 337): اسم لنبتة تونسية اسمها العلمي: Lavendula Stoechas.
كِشة العجوز: طحلب (حزاز) فوق الشجرة البلوط. طحلب، نوع شجر، رئوية، حشيشة الرئة (بوشر).
كشة العروس: طحلب بحري (بوشر).
كشش: تصلب (بوشر).
كشاشة: انسحاب، تقلّص. (وهو من مصطلح أرباب الجــراحة).
مِكشة: مكشة الذباب، مِذبة الذباب. (بوشر).

خص

باب الخاء والصاد

خص: الخُصُّ: بيتُ يسقفُ بخشبةٍ على هَيئة الأزَج، وجمعه: خِصاصٌ. وخَصَصْت الشيء خصوصاً، واخْتَصَصتُه. والخَاصَة، الذي اختصصتَهُ لنفسك. والخصَاصةُ: سوء الحال. والخَصاصُ: شبه كوةٍ في قُبَّةٍ ونحوها إذا كان واسعاً قدر الوجه، قال :

وإنْ خَصاصُ ليلهِنَّ استدا ... رَكبْنَ من ظَلْمائهِ ما اشتدّا

أخبر أنّهنّ لا يَهَبْنَ الليل، وشبه القَمَرَ بالخَصاص، وبعضٌ يجعل الخَصاص للضيق والواسع، حتى قالوا لخروق المِصْفاةِ: خصاص. وخصاص المنخل: خُرُوقه، وجمعه: أَخصَّة، ويسمى الغيم: خَصاصةٌ. وكل خَرقٍ أو خَلَل في سحاب أو منخل يُسَمَّى: خَصاصةً والجميع: خَصاصٌ. والخَصاص: فرج ما بين الأثافي.

صخ: الصّاخّةُ: صَيْحةٌ تَصُخُّ الآذان فتُصِمُّها، ويقال: هي الأمر العظيم، يقال: رماه الله بصاخَّةٍ، أي: بداهيةٍ وأمرٍ عظيم. والغرابُ يَصُخُّ بِمنْقارِه في دَبَرِ البَعير، أي: يَطْعَنُ فيه.

خص

1 خَصَّهُ بِالشَّىْءِ, (S, K,) or بِكَذَا, (A, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. خَصٌّ (K) and خُصُوصٌ (S, Msb, K) and خَصُوصٌ (TA) and خَصُوصِيَّةٌ and خُصُوصِيَّةٌ, (S, Mgh, * Msb, K,) of which last two the former is the more chaste, (S, TA,) and is the form mentioned in the Fs and its Exposi tions, and the ى in it is said to be the relative ى, and the ى which is characteristic of an inf. n., whereas in the latter it is said to be a characteristic of intensiveness, but MF thinks that this requires consideration, because the ى is also said to be, and by some more commonly, without teshdeed, as in كَرَاهِيَةٌ and عَلَانِيَةٌ, (TA,) and خِصِّيصَى, (S, K,) like مِكِّيثَى, which is said to be the only other instance of this measure, (TA,) [but some others might be added, as دِلِّيلَى and فِخِّيرَى and قِتِّيتَى,] and خِصِّيصَآءُ, (IAar, Kr, K,) [like مِكِّيثَآءُ,] the former of which last two [each of which has an intensive signification] is the chaste, and com monly known, form, (TA,) and خُصِّيَّةٌ, or خِصِّيَّةٌ, or خَصِيَّةٌ, (accord. to different copies of the K,) written by Sgh with damm, (TA,) and تَخِصَّةٌ, (Ibn-' Abbád, K,) or, as some say, خَصُوصِيَّةٌ and خِصِّيَّةٌ [or خُصِّيَّةٌ or خَصِّيَّةٌ] are each a quasi-inf. n., as also خَاصَّةٌ, (TA,) He distinguished him particularly, peculiarly, or specially, i. e., above, or from, or exclusively of, others, by the thing, or by such a thing; he particularized him, or particularly or peculiarly or specially characterized him, thereby; syn. فَضَّلَهُ (A, K, TA) دُونَ غَيْرِهِ, and مَيَّزَهُ; (TA;) he appropriated, or assigned, [the thing or] such a thing, or made it to belong, to him alone, or in particular, or peculiarly, or specially, exclusively of others; (Msb;) and بِهِ ↓ اختصّهُ signifies the same; (S, A, Msb, K;) as also ↓ اخصّهُ, (A, [but for this I know not any other authority,]) and ↓ خصّصهُ; (A;) or this last has an intensive signification. (Msb.) You say, خَصَّهُ بِالُودِّ He distinguished him &c. by love, or affection; or favoured him in preference to another, or others, thereby. (K, TA.) As to the saying of Az, إِنِ امْرَأٌ خَصَّنِى عَمْدًا مَوَدَّتَهُ عَلَى التَّنَانِى لَعِنْدِى غَيْرُ مَكْفُورِ [If a man distinguish me above, or from, or exclusively of, others, purposely, by his love, or because of his love of me, notwithstanding distance of each from the other, it will not be disacknowledged with me,] the meaning is, خَصَّنِى بِمَوَدَّتِهِ; or it may be خَصَّنِى لِمَوَدَّتِهِ إِيَّاىَ [in the TA بِمَوَدَّتِهِ, which is evidently a mistranscription]; for, says ISd, we have not heard خَصَّهُ [or rather خَصَّ] doubly transitive. (TA.) And [hence]

خَصَّهُ بِكَذَا also signifies He gave him such a thing in large quantity, or abundantly. (TA.) [You say also, خَصَّهُ بِالذِّكْرِ He distinguished, &c., or singled out, him, or it, by mention: or he particularized, peculiarized, or specified, him, or it, thereby; he particularly, peculiarly, or specially, mentioned him, or it. And خَصَّهُ, alone, He pointed particularly, or peculiarly, to him, or it, in what he said; or he meant particularly, or peculiarly, him, or it. And خَصَّ مِنْهُ كَذَا He distinguished, particularized, peculiarized, or specified, thereof such a thing: and he distinguished therefrom such a thing; he particularly, peculiarly, or specially, excepted therefrom such a thing.] Youalso say, خَصَّهُ لِنَفْسِهِ (TA) and لِنَفْسِهِ ↓ اختصّهُ (T, A, TA) [He appropriated, or took, or chose, him, or it, particularly, or specially, to, or for, himself; as also خَصَّ بِهِ نَفْسَهُ and بِهِ نَفْسَهُ ↓ اختصّ]. And فُلَانًا ↓ هُوَ يَسْتَخِصُّ and يَسْتَخْلِصُهُ (A, TA) [He appropriates such a one purely to himself, exclusively of any partner; (see the latter verb;)] he chooses such a one for himself; he appropriates him to himself as his particular, or special, intimate; (TA in art. خلص;) both signify the same. (S and K in art. خلص.) [And ↓ اختصّهُ He treated him, or behaved towards him, with partiality; was partial towards him: a signification implied by the first explanation in this art.: and in this sense it is often used.]

A2: خَصَّ, aor. ـُ [contr. to general rule, by which it should be خَصِّ, for it is intrans., and of the measure فَعَلَ, accord. to the Msb,] inf. n. خُصُوصٌ, [and app. خَصُوصِيَّةٌ and خُصُوصِيَّةٌ, accord. to modern usage,] It was, or became, particular, peculiar, or special; restricted, or confined, to one or more of persons, places, or things; distinct, or distinguished, from others; not common, or general; contr. of عَمَّ; as also ↓ اختصّ: (Msb:) [each, also, followed by لَهُ, signifies He, or it, belonged, pertained, or appertained, to him, or it, particularly, peculiarly, specially, or exclusively; it so related to him, or it; it was, or became, peculiar to him, or it: see also the latter verb below.]

A3: خَصَّ, sec. Pers\. خَصِصْتَ, (in the CK خُصِصْتُ,) [inf. n., app., خَصَاصَةٌ and خَصَاصٌ and خَصَاصَآءُ,] (tropical:) He was, or became, poor; in a state of poverty; (Fr, Sgh, K;) as also ↓ اختصّ. (A, TA.) 2 خصّصهُ, inf. n. تَخْصِيصٌ, He made it, or rendered it, particular, peculiar, or special; distinct, or distinguished, from others; not common, or general; he individuated it; particularized it; distinguished it from the generality; singled it out; تَخْصِيصٌ being the contr. of تَعْمِيمٌ. (K. [But only the inf. n. is there mentioned.]) b2: See also 1, first sentence.4 أَخْصَ3َ see 1, first sentence.5 تخصّص quasi-pass. of 2; It was, or became, made, or rendered, particular, peculiar, or special; &c.; not common, or general. (TA.) b2: See also 8, in two places. b3: It is also said to mean (assumed tropical:) He was, or became, in a peculiar, unparticipated state of pressing want and poverty. (Har p. 94.) 8 اختصّهُ: see 1, in four places.

A2: اختصّ as an intrans. v.: see 1, last sentence but one. b2: اختصّ بِالشَّىْءِ, (K,) or بِكَذَا, (A, Msb,) quasi-pass. of خَصَّهُ بِهِ; (A, Msb, K;) He was, or became, distinguished particularly, peculiarly, or specially, i. e., above, or from, or exclusively of, others, by the thing, or by such a thing; he was, or became, particularized, or particularly or peculiarly or specially characterized, thereby; (A, * K * TA;) he had [the thing or] such a thing appropriated, or assigned, or made to belong, to him alone, or in particular, or peculiarly, or specially, exclusively of others; (Msb;) and ↓ تخصّص signifies the same. (A, Msb, K.) You say, اختصّ فُلَانٌ بِالأَمْرِ, and لَهُ ↓ تخصّص, [or بِهِ, accord. to general usage,] Such a one was, or became, alone, with none to share or participate with him, in the affair; syn. اِنْفَرَدَ. (TA.) b3: See also 1, last sentence.10 إِسْتَخْصَ3َ see 1, latter half.

خُصٌّ A booth of reeds, or canes, (S, Mgh, Msb, K, TA,) or of [boughs of] trees: (TA:) or a house roofed with a piece of wood, in the form of the [oblong vaulted structure called] أَزْج: (JK, K:) so called because of the خَصَاص, or “ narrow interstices,” which are in it; (T, TA;) or because one sees what is in it through its خَصَاص, or “ interstices: ” (TA:) pl. [of pauc.] أَخْصَاصٌ (JK, Msb, TA) and [of mult.] خِصَاصٌ (JK, L, K [in the CK خَصَاصٌ, which is wrong,]) and خُصُوصٌ (JK, K) and خُصُوصَةٌ. (JK.) b2: Also The shop of a vintner, (As, K,) although it be not of reeds, or canes. (K.) خَصَاصٌ: see خَصَاصَةٌ, from the beginning to the last sentence but two.

خُصُوصٌ an inf. n. of 1, trans. and intrans. b2: [Used as a simple subst., Particularity; peculiarity; speciality, or specialty; as also the inf. ns.

↓ خَصُوصِيَّةٌ, and ↓ خُصُوصِيَّةٌ.] You say, لَهُ خُصُوصٌ and ↓ خُصُوصِيَّةٌ [To him belongs a particularity, &c.], and بِى [in me is &c.]. (A.) [Hence خُصُوصًا Particularly; specially; as also ↓ خَاصَّةً.] Th was heard to say, ↓ إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَبَخَاصَّةٍ

أَبُو بَكْرٍ وَإِذَا ذُكِرَ الأَشْرَافُ فَبِخَاصَّةٍ عَلِىٌّ [meaning فَخُصُوصًا, i. e., When the righteous are mentioned, then in particular, or peculiarly, Aboo-Bekr is virtually mentioned; and when the shereefs are mentioned, then in particular, or peculiarly, 'Alee]. (L, TA.) خَصَاصَةٌ An interstice, interval, or intervening space or opening; (S, K;) as also ↓ خَصَاصٌ [which is commonly used as a coll. gen. n.] and ↓ خَصَاصَآءُ: (K:) or an interstice, &c., in the ثَغْر [app. meaning the front teeth]; as also ↓ the second of these words: (TA:) or the first and ↓ second, (TA,) or ↓ all, (K,) any interstice, &c., or hole or perforation, in a door, and sieve, and [veil of the kind called] بُرْقُع, and the like, (K, TA,) such as a cloud, and a strainer, &c.: (TA:) [a crevice, cranny, chink, or fissure:] or the first, (TA,) or ↓ all, (K,) a small hole or perforation: (K, TA:) or the first has this signification as well as the signification first mentioned: (S:) or the ↓ second, the like of a كَوَّة [or mural aperture] in a [structure of the kind called] قُبَّة, or the like, when as wide as the face; or, accord. to some, whether wide or narrow: (TA:) and the same, interstices, intervals, or intervening spaces or openings, in a خُصّ; (TA;) or narrow interstices, &c., therein: (T, TA:) and the same, (TA,) or ↓ all, (K,) the intervening spaces between the three stones upon which a cooking-pot is placed; (K, TA;) and between the fingers: (TA:) and the first, the intervening spaces between the feathers of an arrow: (IAar, TA:) pl. [of the first,] خَصَاصَاتٌ. (TA.) You say of the moon, بَدَا مِنْ خَصَاصَةِ الغَيْمِ [It appeared from the gap of the cloud, or clouds]. (S, A.) b2: Also A cloud itself; or clouds; syn. غَيْمٌ. (TA.) A2: Also the first, (S, A, Mgh, Msb, K,) and ↓ second, (S, K,) and ↓ third, (IDrd, K,) (tropical:) Poverty; (S, Mgh, Msb, K;) need; (A, Msb, TA;) straitness, or difficulty; (Mgh;) an evil state or condition: (TA:) from خَصَاصَات meaning the “ holes ” of a sieve: whence a saying cited voce تَجَمَّلَ: (Mgh:) or from the first of the senses explained in this paragraph; because a thing, when it opens so as to form an interstice, becomes weak and unsound. (TA.) You say also, ↓ سَدَدْتُ خُصَاصَةَ فُلَانٍ, with damm, meaning, (tropical:) I repaired the broken fortune of such a one. (A, TA.) b2: Also the first, (tropical:) Thirst; as in camels when they return from water without having satisfied themselves with drink: and hunger; as in a man when he has not satisfied himself with food. (TA.) خُصَاصَةٌ: see خَصَاصَةٌ, last sentence but one.

خَصَاصَآءُ: see خَصَاصَةٌ, from the beginning to the last sentence but two.

خَصوُصِيَّةٌ and خُصُوصِيَّةٌ: see خُصُوصٌ, in three places.

خِصَّانٌ and خُصَّانٌ: see the next paragraph, in three places.

خَاصٌّ Particular; peculiar; special; distinct, or distinguished, from others; contr. of عَامٌّ. (Msb, TA.) b2: [And hence, Choice; select. b3: And Pare; unmixed; unadulterated.] b4: [Used as a subst.,] it is syn. with ↓ خَاصَّةٌ; (Ks, Msb, K;) in which the ة is a corroborative; (Msb;) and which signifies Distinguished people; persons of distinction; the distinguished sort; contr. of عَامَّةٌ: (S, Msb, K:) or the former is contr. of عَامٌّ, and ↓ the latter is contr. of عَامَّةٌ: (TA:) [the pl. of both is خَوَاصٌّ and ↓ خِصَّانٌ and ↓ خُصَّانٌ: or, accord. to rule, the first of these is pl. only of خَاصَّةٌ; and judging from other instances, we should regard the second and third as more probably pls. of خَاصٌّ: but however the case may be,] خِصَّانٌ is syn. with خَوَاصُّ, (S, K,) and so is خُصَّانٌ. (K.) [You say, الخَاصُّ وَالعَامُّ, and وَالعَمَّةُ ↓ الخَاصَّةُ, The distinguished and the common people; the persons of distinction and the vulgar.] You also say, ↓ إِنَّمَا يَفْعَلُ هٰذَا خِصَّانٌ مِنَ النَّاسِ meaning خَوَاصُّ مِنْهُمْ [Only distinguished persons of mankind do this]. (S.) b5: [It seems to be also, in some instances, syn. with

↓ خَاصَّةٌ as signifying A particular, peculiar, or special, friend, intimate, familiar, companion, associate, attendant, dependent, or servant:] the latter is explained in the T [and JK] as meaning a person whom thou hast appropriated, particularly distinguished, taken, or chosen, (اِخْتَصَصْتَهُ,) [as a friend, &c.,] to, or for, thyself: (TA:) [and it is used as a sing. and as a pl.: for] you say, هٰذَا خَاصَّتِى [This is my particular, or special, or choice, or choicest, friend, &c.]: and هُمْ خَاصَّتِى [They are my particular, or peculiar, or special, or choice, or choicest, friends, &c.]. (A.) You say also, فُلَانٌ خَاصٌّ لِفُلَانٍ, (Kull p. 174,) or بِفُلَانٍ, (so in the L,) [app. meaning لِفُلَانٍ, unless it be mistranscribed, and the latter be the correct reading, which I think much the more probable;] i. e., Such a one belongs exclusively [as a particular, or peculiar, or special, friend, &c.,] to such a one; (Kull;) and ↓ مُخَصٌّ signifies the same. (L.) b6: See the dim. of خَاصَّةٌ, (namely خُوَيْصَّةٌ,) below.

خَاصَّةٌ: see خَاصٌّ, in four places. b2: It also signifies A property of a thing, not found, or not existing, either wholly or partly, in another thing: and ↓ خَاصِّيَّةٌ [thus correctly written, and thus I have always found it written except by Golius and those who have probably imitated him, who write it without the sheddeh to the ى,] is used as denoting [a property, or particular or peculiar virtue, which is] an unknown cause of a known effect; as that by which a medicine operates: the former differs from the latter in being conventionally applied to an effect, [or effective property,] whether the cause of its existence be known or not: [the pl. of the former is خَوَاصُّ, agreeably with analogy and usage, like as عَوَامُّ is pl. of عَامَّةٌ:] the pl. of the latter is خَاصِّيَّاتٌ [and خَصَائِصُ]; and خَوَاصُّ is a quasi-pl. n., not a pl., of the same. (Kull p. 174. [All the abovementioned words here cited from that work are there without syll. signs, as being well known. Both خاصّة and ↓ خاصّيّة, as here explained, are perhaps post-classical; but of this I am not certain: and both are sometimes used as meaning The peculiar nature of a thing; also termed its essence.]) b3: خَاصَّةً and بِخَاصَّةٍ: see خُصُوصٌ.

خَاصِّيَّةٌ: see خَاصَّةٌ, in two places.

خُوَيْصَّةٌ dim. of خَاصَّةٌ; (A, K;) [like دُوَيْبَّةٌ, q. v., dim. of دَابَّةٌ;] originally خُوَيْصِصَةٌ; (TA;) the ى being quiescent because the ى of the dim. cannot be movent; (A, K;) [properly signifying A little, or young, particular, or peculiar, or special, friend, companion, associate, attendant, or servant; and used in other senses, like other diminutives; implying littleness of estimation; and also affection, and awe.] It is said in a trad., (TA,) عَلَيْكَ بِخُوَيْصَّةِ نَفْسِكَ [Keep thou to the little, or dear, particular friend of thine own self: so it seems to mean accord. to Z, being mentioned by him among the proper expressions belonging to this art.: but accord. to the TK, it appears to be tropical; for the meaning is there said to be, (assumed tropical:) thine own particular state, or condition]. (A, TA.) In another trad., خويصّة is used as signifying A little, young, particular, or peculiar, or special, servant. (TA.) And in another trad. it is said, بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا الدَّجَّالِ وَكَذَا وَكَذَا وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ, i. e. (assumed tropical:) Strive ye to be before six things with [good] works; Antichrist, and such and such things, and the event of death which is specially, or peculiarly, appointed to any one of you: [or, I would rather say, the awful special awaiter of any one of you; though it is asserted that] the diminutive form is here used to denote low estimation of that which it signifies in comparison with what follows it, namely, the resurrection, &c. (TA.) مُخَصٌّ: see خَاصٌّ, last sentence but one.
(خص)
الشَّيْء خُصُوصا نقيض عَم وَفُلَانًا أعطَاهُ شَيْئا كثيرا وَفُلَانًا بِكَذَا خصا وخصوصا وخصوصية وخصيصي آثره بِهِ على غَيره وَكَذَا لنَفسِهِ اخْتَارَهُ فَهُوَ خَاص (ج) خَواص وخصان وَهِي خَاصَّة (ج) خَواص

(خص) خصاصا وخصاصة افْتقر
خص الخص البيت الذي يسقف بخشبة على هيئة الأزج، وجمعه خصاص وأخصاص وخصوص - بغير هاء - وخصوصة. والخصوص مصدر خص يخص. وخصصت الشيء واختصصته. والخاصة من اختصصته لنفسك، والخصية مثله، وكذلك التخصة والخصوصية. والخصاصة سوء الحال. والخصاص شبه كوة في قبة أو نحوها إذا كان واسعا قدر الوجه. وخصاص المنخل فروقه، والجمع أخصة. والغيم خصاصة. وفرج ما بين الأثافي. وخصص الغلام تخصيصاً أخذ قصبة فجعل فيها ناراً يلوح بها لاعباً. وصدرت الإبل وبها خصاصة أي عطش. وكذلك الرجل إذا لم يشبع من الطعام.
خص
التّخصيص والاختصاص والخصوصيّة والتّخصّص: تفرّد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة، وذلك خلاف العموم، والتّعمّم، والتّعميم، وخُصَّان الرّجل: من يختصّه بضرب من الكرامة، والْخاصَّةُ: ضدّ العامّة، قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال/ 25] ، أي: بل تعمّكم، وقد خَصَّهُ بكذا يخصّه، واختصّه يختصّه، قال: يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ [آل عمران/ 74] ، وخُصَاصُ البيت: فرجة، وعبّر عن الفقر الذي لم يسدّ بالخصاصة، كما عبّر عنه بالخلّة، قال: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ
[الحشر/ 9] ، وإن شئت قلت من الخصاص، والخُصُّ: بيت من قصب أو شجر، وذلك لما يرى فيه من الخصاصة.
[خص] نه فيه: خرج ومعه "مخصرة" له، هي ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا أو عكازة أو مقرعة أو قضيب وقد يتكيء عليه. ومنه ح: "المتخصرون" يوم القيامة على وجوههم النور، وروى: المختصرون، أراد أنهم يأتون ومعهم أعمال لهم صالحة يتكئون عليها. وح: فإذا أسلموا فاسألهم قضبهم الثلاثة التي إذا "تحضروا" بها سجد لهم، أي كانوا إذا أمسكوها بأيديهم سجد لهم أصحابهم لأنهم إنما يمسكونها إذا هروا للناس، والمخصرة كانت من شعار الملوك والجمع المخاصر. وح عليّ في عمر: و"اختصر" عنزته، هي شبه العكازة. ك: ينكت "بمخصرته" بكسر ميم وسكون معجمة وفتح مهملة ما يتوكأ عليه نحو العصا والسوط. نه وفيه: نهى أن يصلي "مختصرًا" قيل: هو من المخصرة بأن يأخذ بيده عصا يتكيء عليها، وقيل: هو أن يقرأ من أخر سورة آية أو آيتين ولا يتمها في الفرض. ج: وفيه بعد لأن الحديث مسوق لهيئة قيام الصلاة. نه: وروى "متخصرًا" أي يصلي واضعًا يده على خصره وكذا المختصر. ومنه ح: نهى عن "اختصار" السجدة، أي يختصر آيات فيها السجدة في الصلاة فيسجد فيها، وقيل: أي يقرأ السورة فإذا انتهى إلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها. وح: "الاختصار" في الصلاة راحة أهل النار، أي أنه فعل اليهود في صلاتهم وهم أهل النار، وليس على أن لأهل الخلود في النار راحة. ط: الاختصار وضع اليد على الخاصرة فنه يتعب أهل النار من طول قيامهم في الموقف فيستريحون بالاختصار، وقيل: أراد اليهود. ك وفيه: "الخصر" في الصلاة، بفتح معجمة وسكون مهملة وضع اليد على الخاصرة مشتقًا من الخاصرة، أو أخذ العصا بيده يتوكأ عليها من المخصرة، أو من الاختصار أي يختصر السورة أو يخفف الصلاة. وفيه: يلعبان تحت "خصرها" بفتح خاء وسط الإنسان برمانتين أي ثدييها، وقيل: عنت أنها ذات كفل عظيم فإذا استلقت على قفاها نتأ الكفل من الأرض حتى تصير تحت خصرها فجوة تجري فيها الرمان. ج ن: وذل أن ولديها كان معهما رمانتان فكان أحدهما يرمي الرمانة إلى أخيه ويرمي أخوه الأخرى إليه من تحت ردفها، والأول أرجح، تريد أن لها نهدين حسنتين صغيرتين لرواية من تحت صدرها، ولعدم جريان العادة برمي الرمان تحت ظهور أمهاتهم. ك وفيه: فأتاه ذو "الخويصرة" مصغرة خاصرة، وفي جل النسخ: عبد الله بن ذي الخويصرة، والمشهور في كتب الأسماء ترك الابن. وفيه: "اختصره" نعيم، أي اختصر متنه بلفظ: أمرني جبرئيل أن أكبر. ط وفيه: فلما كان مروان فخرجت "مخاصرا" مروان، كان تامة، والمخاصرة أن يأخذ رجل بيد آخر يتماشيان ويد كل عند خصر صاحبه. وفيه وأمده "خواصر" جمع خاصرة ومدها كناية عن الامتلاء. مف: وضمير وأمده وأسبغه أي أتمه بكثرة اللبن إلى ما كانت عليه. نه ومنه ح: فأصابني "خاصرة" أي وجع في خاصرتي، وقيل: إنه وجع في الكليتين. وفيه: أن نعله صلى الله عليه وسلم كانت "مخصرة" أي قطع خصراها حتى صارا مستدقين، ورجل مخصر أي دقيق الخصر، وقيل: المخصرة التي لها خصران.
الْخَاء وَالصَّاد

خَصَّهُ بالشَّيْء يَخُصُّه خَصًّا وخُصوصاً، وخَصَّصَه واخْتصَّه: أفرده بِهِ دون غَيره، فَأَما قَول أبي زبيد:

إنَّ امْرَأً خَصَّنِي عَمْداً مَوَدَّتَه ... عَلى التَّنائِي لَعِنْدي غَيرُ مَكْفُورِ

فَإِنَّهُ أَرَادَ خصَّني بمودته، فَحذف الْحَرْف وأوصل الْفِعْل، وَقد يجوز أَن يُرِيد خصَّني لمودته إيَّايَ فَيكون كَقَوْلِه:

وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادِّخارَه

وَإِنَّمَا وجهناه على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ لأَنا لم نسْمع فِي الْكَلَام خَصَصْتُه متعدية إِلَى مفعولين.

وَالِاسْم الخَصُوصِيَّة، والخُصُوصِيَّة، والخُصِّيَّة، والخاصَّةُ، والخِصِّيصَي، وَهِي تمد وتقصر، عَن كرَاع، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا المكيثا: وَفعلت ذَاك بك خُصِّيَّةً، وخاصَّةً، وخَصُوصِيَّةً، وخُصُوصِيَّةً.

والخاصَّةُ: من تَختَصُّه لنَفسك، وَسمع ثَعْلَب يَقُول: إِذا ذكر الصالحون فبخاصة أَبُو بكر، وَإِذا ذكر الْأَشْرَاف فبخاصة عَليّ.

والخُصَّانُ، كالخاصَّة.

وخَصَّه بِكَذَا: أعطَاهُ شَيْئا كثيرا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والخَصاصُ: شبه كوَّة فِي قبَّة أَو نَحْوهَا إِذا كَانَ وَاسِعًا قدر الْوَجْه، قَالَ:

وَإِن خَصاصُ لَيْلِهِنَّ اسْتَدَّا

رِكِبْنَ مِنْ ظَلْمائِه مَا اشْتَدَّا

شبه الْقَمَر بالخَصاصِ الضّيق، وَبَعْضهمْ يَجْعَل الخَصاصَ للواسع والضيق.

وخَصاصُ المنخل وَغَيره: خلله، واحدته خَصاصة، وَكَذَلِكَ كل خلل وخرق يكون فِي السَّحَاب، وَرُبمَا سمي الْغَيْم نَفسه خَصاصة. والخَصاصُ: الْفرج بَين الأثافي والأصابع.

والخَصاصُ أَيْضا: الْفرج الَّتِي بَين قذذ السهْم عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والخَصاصَةُ والخَصاصاءُ: الْفقر وَسُوء الْحَال، وَفِي التَّنْزِيل: (ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) وأصل ذَلِك فِي الفرجة أَو الْخلَّة، لِأَن الشَّيْء إِذا انفرج وهى واختل.

وصدرت الْإِبِل وَبهَا خَصَاصَةٌ: إِذا لم ترو وصدرت بعطشها، وَكَذَلِكَ الرجل إِذا لم يشْبع من الطَّعَام، وكل ذَلِك فِي معنى الخَصَاصةِ الَّتِي هِيَ الفرجة والخلة.

والخُصَاصَةُ من الْكَرم: الغض إِذا لم يرو وَخرج مِنْهُ الْحبّ مُتَفَرقًا ضَعِيفا.

والخُصاصَةُ: مَا يبْقى فِي الْكَرم بعد قطافه، العنيقيد الصَّغِير هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَالْجمع الخُصاصُ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الخَصاصَةُ وَالْجمع خَصاصٌ، كِلَاهُمَا بِالْفَتْح.

والخُصُّ: بَيت من شجر أَو قصب، وَقيل: الخُصُّ: الْبَيْت الَّذِي يسقف عَلَيْهِ بخشبة على هَيْئَة الأزج، وَجمعه أخْصاصٌ وخِصاصٌ، سمى بذلك لِأَنَّهُ يرى مَا فِيهِ من خَصاصَهِ أَي فرجه.

وَشهر خِصٌّ: نَاقص.
الْخَاء وَالصَّاد

الدِّخْرِصَة: الجَماعة.

والدِّخْرِصة، والدِّخْرِيص، من الْقَمِيص والدِّرع: مَا يُوصل بِهِ البَدَن ليُوسِّعه.

والمُخْرَنْمص: السَّاكِت، عَن كُراع، وثعلب، كالمُخْرَنْمس، وَالسِّين أَعلَى.

والصَّلْخدُ، والصِّلخدُ، والصَّلْخدُّ، والصُّلاخِد، والصِّلْخاد، والصَّلْخْدَي، كُله: الجَمَلُ المُسِن الشَّديد الطَّوِيل. وَقيل: هُوَ الْمَاضِي من الْإِبِل.

وَالْأُنْثَى: صَلَخْداة، وصَيْلَخود.

والمُصْلَخِدُّ: المُتتصبُ الْقَائِم.

والصَّيْخُود: الصُّلبة.

والصَّمَخْدَدُ: الْخَالِص من كل شَيْء، عَن السيرافي.

والتِّخريص، لُغَة فِي " الدِّخِّريص ".

والخُنْتُوص: مَا سَقط من القَرّاعة والمَرْوة من سَقط النَّار.

وَفِي كتاب سِيبَوَيْهٍ: الخِنْصِر، بِكَسْر الْخَاء وَالصَّاد، والخِنْصَر: الإصبع الصُّغرى.

وَقيل: الوُسطى.

أُنْثَى، وَالْجمع: خَناصر.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا تجمع بِالْألف وَالتَّاء. اسْتغْنَاء بالتكسير، وَلها نَظَائِر، نَحْو: فِرْسِن وفَراسِن، وعَكْسها كثير.

وَحكى اللِّحياني إِنَّه لعَظيم الخَناصر، وَإِنَّهَا لعظيمة الخناصر، كَأَنَّهُ جعل كُل جُزْء مِنْهُ خِنْصَراً، ثمَّ جمع على هَذَا، وَأنْشد:

فشَلَّت يَميني يومَ أعْلوُ ابْنَ جَعْفرٍ وشَلَّ بناناها وشَلَّ الخَناصِرُ

والخَرْبَصِيصُ: القُرط.

وَمَا عَلَيْهَا خَرْبَصِيصةٌ: أَي: شَيْء من الحَلْي. وَمَا فِي السَّمَاء خَرْبَصِيصة، أَي: شَيْء من السَّحَاب.

وَمَا أعطَاهُ خَرْبَصِيصةً.

وكل ذَلِك لَا يُستعمل إِلَّا فِي النَّفْي.

والخَرْبَصِيصة: هَنَةٌ تَبِصٌّ فِي الرَّمل كَأَنَّهَا عينُ الجرادة.

وَقيل: هِيَ نَبْتٌ لَهُ حَبٌّ يُتَّخذ مِنْهُ طَعامٌ فيُؤْكل.

وَجمعه: خَرْبَصِيص.

والخَلْبَصة: الفِرارُ.

وَقد خَلْبَص. وبَخْصَل، وبَلْخَص: غليظٌ كثيرُ اللَّحْم.

وَقد تَبخصَل، وتَبخلْص.

وبعير صَلْخَمٌ، مثل " سَلْهب "، أَو صِلَّخم، مثل " صِلَّخد "، ومُصْلَخِمٌّ، كل ذَلِك: جسيمٌ شَدِيد ماضٍ.

وجَبَلٌ صِلَّخْمٌ، ومُصْلَخِمٌّ: صُلْبٌ مُمْتَنع، وَفِي الحَدِيث: " عُرضت الْأَمَانَة على الجِبال الصُّم الصلاخم "، قَالَ: وَرَأس عِزٍّ راسياً صِلَّخْماَ والمُصْلَخِم: الغَضبان.

والصِّملاَخ، والصُّمْلوخ: وَسخ صماخ الاذن، وَمَا يَخرج من قُشورها.

ولَبَنٌ صُمَالخ. وصُمَالخِيٌّ: خائِر مُتكبِّد.

والصُّمْلُوخ: أمصوخ النَّصي، وَهُوَ مَا ينتزع مِنْهُ مثل القَضيب، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والخَنْبصة: اختلاطُ الْأَمر.

وَقد تَخَنْبَص أمرُهم.

صقف

صقف: التهذيب عن ابن الأَعرابي: الصُّقُوفُ المَظالُّ؛ قال الأَزهري:

والأَصل فيه السُّقُوف.

صقف
ابن الأعرابي: الصُّقًوْفُ: المَظَالُّ، قال الأزهري: الأصل فيه السُّقُوْفُ.
صقف: صقف ومضارعه يصقِف: تحريف صفق ضرب بــراحة إحدى يديه على الأخرى (بوشر).
صَقَّف: تحريف صَفّق: ضرب بــراحة يده على الأخرى (بوشر).
صقف
الصُّقُوفُ أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: هِيَ المَظّالُّ قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والأَصْلُ فِيهِ السِّينُ أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِيُّ: والأَصْلُ فِيهِ السِّينُ أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِيُّ والصاغانِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ. وَمَا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: الصَّقائِفُ: طَوائِفُ نامُوسِ الصّائدِ، لغةٌ فِي السِّينِ، وهكَذا أُنْشِدَ قولُ أَوْسٍ، فانْظُرْه فِي س ق ف.

خصص

(خصص) فلَانا بالشَّيْء خصّه بِهِ
(خصص) - في الحديث: "أَنَّه مَرَّ بَعبْدِ اللهِ بنِ عُمَر، رَضِي الله عنهما، وهو يُصلِح خُصًّا له".
الخُصُّ: بَيْت يُسقَّف بخَشَب مِثلُ الأَزَج، وجَمعُه خِصاصٌ.
وقال الأَزهريُّ: جَمعُه أَخْصاصٌ وخُصوصٌ، سُمِّي به لِمَا فيه من الخِصاص، وهي الفُرَج. - ومنه الحَدِيثُ: "أَنَّ أعرابِيًّا أَتَى بابَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فألقم عَيْنَيْه خَصاصةَ البابِ".
: أي فرجَتَه.
خ ص ص : الْخُصُّ الْبَيْتُ مِنْ الْقَصَبِ وَالْجَمْعُ أَخْصَاصٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْخَصَاصَةُ بِالْفَتْحِ الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ وَخَصَّصْتُهُ بِكَذَا أَخُصُّهُ خُصُوصًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَخُصُوصِيَّةً بِالْفَتْحِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ إذَا جَعَلْتَهُ لَهُ دُونَ غَيْرِهِ وَخَصَّصْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَاخْتَصَصْتُهُ بِهِ فَاخْتَصَّ هُوَ بِهِ وَتَخَصَّصَ وَخَصَّ الشَّيْءَ خُصُوصًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خِلَافُ عَمَّ فَهُوَ خَاصٌّ وَاخْتَصَّ مِثْلُهُ وَالْخَاصَّةُ خِلَافُ الْعَامَّةِ وَالْهَاءُ لِلتَّأْكِيدِ وَعَنْ الْكِسَائِيّ الْخَاصُّ وَالْخَاصَّةُ وَاحِدٌ. 
خ ص ص

خصّه بكذا واختصه وخصصه وأخصه، فاختص به وتخصص. وله بي خصوص وخصوصية. وهذا خاصتي، وهم خاصتي، وقد اختصصته لنفسي. وعليك بخويصة نفسك. وهو يستخص فلاناً ويستخلصه. ونظرن من خصاص البيوت. وبدا القمر من خصاصة الغيم. قال ذو الرمة:

أصاب خصاصة فبدا كليلاً ... كلا وانغسل سائره انغلالا

وقال أيضاً:

وجرت بها الدقعاء هيف كأنما ... تسح التراب من خصاصات منخل

ومن المجاز: أصابته خصاصة: خلة، واختص الرجل: اختل أي افتقر، وشددت خصاصة فلان: جبرت فقره. وسمعت أهل السراة يقولون: رفع الله خصتك.

خصص


خَصَّ(n. ac. خَصّ
خَصُوْص
خُصُوْص
خُصُوْصَة)
a. [acc. & Bi], Ascribed to specially; distinguished by.
b. Distinguished, singled out; specified.
c. [La], Was peculiar to, specially characteristic of.
d.(n. ac. خَصَاْص
خَصَاْصَة), Was, became poor, indigent.
خَصَّصَ
a. [acc. & Bi], Rendered special, peculiar to.
b. Distinguished, singled out; specified.

تَخَصَّصَ
. —
a. [Bi], Was, became peculiar to, specially characteristic
of; was assigned to exclusively.
b. [Bi], Appropriated; was sole possessor of.
إِخْتَصَصَ
a. [acc. & Bi], Attributed, assigned specially, exclusively to.
b. [Bi], Was, became particularly, specially distinguished
by.
c. Belonged to.
d. see V (b)
إِسْتَخْصَصَa. Wished to have exclusively for himself.

خُصّ
(pl.
خِصَاْص
خُصُوْص
خُصُوْصَة
أَخْصَاْص)
a. Reedhut.
b. Plantation of mulberry-trees, silk-worm
nursery.

خَاْصِصa. see 21t (a)
خَاْصِصَة
(pl.
خِصَّاْن
خُصَّاْن
خَوَاْصِصُ)
a. [La], Peculiar, special, particular to.
b. [art.], The nobles, the principal citizens.
c. Retinue.
d. (pl.
خَوَاْصِصُ), Property, virtue ( of a plant & c. ).
e. Essence.

خَاْصِصِيَّة
(pl.
خَوَاْصِصُ)
a. Property, virtue.
b. Energy, force of character, courage.

خَصَاْص
خَصَاْصَةa. Interstice, interval.
b. Poverty, indigence.

خُصَاْصَة
(pl.
خُصَاْص)
a. Remnants on the vine.

خَصُوْص
خُصُوْصa. Peculiarity, particularity, speciality; distinguishing
characteristic.

خُصُوْصِيّa. Special, particular, peculiar.

N. P.
خَصڤصَa. Especial to.
b. Determined.

خِصَّان خَوَاصّ
a. Nobles, notables, leading citizens.

خُصُوْصًا —
a. عَلَى الخُصُوْص —
خَاصَّةً
Especially, particularly.
(خصص)
(س) فِيهِ أَنَّهُ مَرّ بِعَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرو وَهُو يُصْلِحُ خُصّاً لَهُ وَهَى» . الْخُصُّ:
بَيْت يُعْمَل مِنَ الْخَشَبِ والقَصَب، وَجَمْعُهُ خِصَاصٌ، وأَخْصَاصٌ ، سُمِّيَ بِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخِصَاصِ وَهِيَ الفُرَج والأنْقاب.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ أعْرَابيَّا أتَى بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَلْقَمَ عَيْنَهُ خَصَاصَة الْبَابِ» أَيْ فُرْجَتَه.
وَفِي حَدِيثِ فَضالة «كَانَ يَخِرُّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الْخَصَاصَة» أَيِ الجُوع والضَّعف. وأصلُها الفَقرُ والحاجَةُ إِلَى الشَّيْءِ.
(هـ) وَفِيهِ «بادِرُوا بالأعْمَال سِتًّا: الدَّجّالَ وَكَذَا وَكَذَا وخُوَيْصَّةُ أحَدِكم» يُرِيدُ حادِثَةَ المَوت الَّتِي تَخُصُّ كُلَّ إِنْسَانٍ، وَهِيَ تَصْغِيرُ خَاصَّة، وصُغِّرَتْ لِاحْتِقَارِهَا فِي جَنْبِ مَا بَعْدَهَا مِنَ البَعْثِ والعَرْض وَالْحِسَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَمَعْنَى مُبادَرتِها بِالْأَعْمَالِ. الإنْكِمَاشُ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. والإهْتمامُ بِهَا قَبْلَ وُقُوعِهَا. وَفِي تَأْنِيثِ السِّت إشارَةٌ إِلَى أَنَّهَا مَصَائِبُ ودَواهٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمٍ «وخُوَيْصَّتُكَ أنَسٌ» أَيِ الَّذِي يَخْتَصُّ بِخِدمَتِك، وصَغّرته لِصِغَر سِنّه يَوْمَئِذٍ.
[خصص] فيه: أنه مر بعبد الله وهو يصلح "خُصا" هو بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه خصاص وأخصاصن سمي به لما فيه من الخصاص، وهي الفرج والأقاب. ومنه ح: إن أعرابيًا ألقم عينه "خصاصة" بابه صلى الله عليه وسلم أي فرحته. ج: أي جعل شقوق الباب محاذي عينه كأنها لقمة لها، وهي واحدة الخصاص. نه وفيه: كان يخر رجال من قامتهم في الصلاة من "الخصاصة" أي الجوع والضعف، وأصلها الفقر والحاجة. وفيه: بادروا بالأعمال ستا ذا وكذا و"خويصة" أحدكم، أي حادثة الموت التي تخصص كل إنسان، وهي تصغير خاصة لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب، ومبادرتها بها الانكماشالتغذي إلى ما بعد أداء الجمعة. تو: لا يؤم رجل "فيخص" نفسه بالدعاء، يؤم بالضم خبر في معنى النهي، ويخص بالضم للعطف، والنصب للجواب، ومعناه تخصيص نفسه بالدعاء في الصلاة والسكوت عن المقتدين، وقيل: نفيه عنهم كارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، وكلاهما حرام، أو الثاني فقط لما روى أنه كان يقول بعد التكبير: اللهم نقني من خطاياي - الخ، والدعاء بعد التسليم يحتمل كونه كالداخل وعدمه إذ ليس ح إماما. شم: و"يخصنا بخصيصي" بكسر معجمة وصادين الأولى مكسورة مشددة.

خصص: خصّه بالشيء يخُصّه خَصّاً وخُصوصاً وخَصُوصِيّةً وخُصُوصِيّةً،

والفتح أَفصح، وخِصِّيصَى وخصّصَه واخْتصّه: أَفْرَدَه به دون غيره. ويقال:

اخْتصّ فلانٌ بالأَمر وتخصّصَ له إِذا انفرد، وخَصّ غيرَه واخْتصّه

بِبِرِّهِ. ويقال: فلان مُخِصٌّ بفلان أَي خاصّ به وله به خِصِّيّة؛ فأَما

قول أَبي زبيد:

إِنّ امرأً خَصّني عَمْداً مَوَدَّتَه،

على التَّنائي، لَعِنْدِي غيرُ مَكْفُور

فإِنه أَراد خَصَّني بمودّته فحذف الحرف وأَوصَل الفعلَ، وقد يجوز أَن

يريد خَصَّني لِمَودّته إِيّايَ فيكون كقوله:

وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادّخارَه

قال ابن سيده: وإِنما وجّهْناه على هذين الوجهين لأَنا لم نسمع في

الكلام خَصَصْته متعدية إِلى مفعولين، والاسم الخَصُوصِيّة والخُصُوصِيّة

والخِصِّيّة والخاصّة والخِصِّيصَى، وهي تُمَدُّ وتُقْصر؛ عن كراع، ولا نظير

لها إِلا المِكِّيثَى. ويقال: خاصٌّ بيّن الخُصُوصِيّة، وفعلت ذلك بك

خِصِّيّةً وخاصّة وخَصُوصيّة وخُصُوصيّة.

والخاصّةُ: خلافُ العامّة. والخاصّة: مَنْ تخُصّه لنفسك. التهذيب:

والخاصّة الذي اخْتَصَصْته لنفسك، قال أَبو منصور: خُوَيْصّة. وفي الحديث:

بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ وكذا وكذا وخُوَيصّةَ أَحدِكم، يعني

حادثةَ الموتِ التي تَخُصُّ كلَّ إِنسان، وهي تصغير خاصّة وصُغِّرَت

لاحتقارها في جَنْب ما بعدها من البَعْث والعَرْض والحِساب، أَي بادِرُوا

المَوت واجتهدُوا في العمل، ومعنى المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ في

الأَعمال الصالحة والاهتمامُ بها قبل وقوعها، وفي تأْنيث الست إِشارةٌ إِلى

أَنها مصائب. وفي حديث أُم سليم: وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الذي يختصّ

بخِدْمتِك وصغّرته لصِغَره يومئذ. وسمع ثعلب يقول: إِذا ذُكر الصالحون

فبِخاصّةٍ أَبو بكر، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ عليٌّ.

والخُصَّانُ والخِصَّانُ: كالخاصَّةِ؛ ومنه قولهم: إِنما يفعل هذا

خُصّان الناس أَي خواصُّ منهم؛ وأَنشد ابن بري لأَبي قِلابة الهذلي:

والقوم أَعْلَمُ هل أَرْمِي وراءَهُم،

إِذ لا يُقاتِل منهم غيرُ خُصّانِ

والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ. وخَصَّه بكذا: أَعْطاه شيئاً كثيراً؛ عن ابن

الأَعرابي.

والخَصَاصُ: شِبْهُ كَوّةٍ في قُبَّةٍ أَو نحوها إِذا كان واسعاً قدرَ

الوَجْه:

وإِنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنّ اسْتَدّا،

رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا

شبّه القمرَ بالخَصاص الضيّقِ، أَي اسْتَتَر بالغمام، وبعضهم يجعل

الخَصَاصَ للواسع والضيّق حتى قالوا لِخُروق المِصْفاة والمُنْخُلِ خَصَاصٌ.

وخَصَاصُ المُنْخُل والباب والبُرْقُع وغيرِه: خَلَلُه، واحدته خَصَاصة؛

وكذلك كلُّ خَلَلٍ وخَرْق يكون في السحاب، ويُجْمع خَصاصَاتٍ؛ ومنه قول

الشاعر:

مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل

وربما سمي الغيمُ نفسُه خَصاصةً. ويقال للقمر: بَدَا من خَصاصَةِ الغيم.

والخَصَاصُ: الفُرَجُ بين الأَثافِيّ والأَصابع؛ وأَنشد ابن بري

للأَشعري الجُعْفِيِّ:

إِلاَّ رَواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصَاصَةٌ،

سُفْع المَناكِب، كلّهنّ قد اصْطَلى

والخَصَاصُ أَيضاً: الفُرَج التي بين قُذَذِ السهم؛ عن ابن الأَعرابي.

والخَصَاصةُ والخَصَاصاءُ والخَصَاصُ: الفقرُ وسوءُ الحال والخَلّة

والحاجة؛ وأَنشد ابن بري للكميت:

إِليه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص،

ومنْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل

وفي حديث فضالة: كان يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم في الصلاة من

الخَصَاصة أَي الجوع، وأَصلُها الفقر والحاجة إِلى الشيء. وفي التنزيل العزيز:

ويُؤْثِرُون على أَنْفُسِهم ولو كان بهم خَصَاصةٌ؛ وأَصل ذلك في الفُرْجة

أَو الخَلّة لأَن الشيء إِذا انْفرج وَهَى واخْتَلّ. وذَوُو الخَصَاصة:

ذَوُو الخَلّة والفقر. والخَصَاصةُ: الخَلَل والثَّقْبُ الصغير. وصدَرَت

الإِبل وبها خَصاصةٌ إِذا لم تَرْوَ، وصدَرت بعطشها، وكذلك الرجل إِذا لم

يَشْبَع من الطعام، وكلُّ ذلك من معنى الخَصَاصة التي هي الفُرْجة

والخَلَّة.

والخُصَاصةُ من الكَرْم: الغُصْن إِذا لم يَرْوَ وخرج منه الحبّ متفرقاً

ضعيفاً. والخُصَاصةُ: ما يبقى في الكرم بعد قِطافه العُنَيْقِيدُ

الصغيرُ ههنا وآخر ههنا، والجمع الخُصَاصُ، وهو النَّبْذ القليل؛ قال أَبو

منصور: ويقال له من عُذوق النخل الشِّمِلُّ والشَّمالِيلُ، وقال أَبو حنيفة:

هي الخَصَاصة، والجمع خَصَاصٌ، كلاهما بالفتح.

وشهرٌ خِصٌ أَي ناقص.

والخُصُّ: بَيْتٌ من شجر أَو قَصَبٍ، وقيل: الخُصّ البيت الذي يُسَقَّفُ

عليه بخشبة على هيئة الأَزَجِ، والجمع أَخْصَاصٌ وخِصَاص، وقيل في جمعه

خُصُوص، سمي بذلك لأَنه يُرَى ما فيه من خَصاصةٍ أَي فُرْجةٍ، وفي

التهذيب: سمي خُصّاً لما فيه من الخَصَاصِ، وهي التَّفارِيجُ الضيّقة. وفي

الحديث: أَن أَعرابيّاً أَتى باب النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، فأَلْقَمَ

عَينَه خَصَاصةَ الباب أَي فُرجَتَه. وحانوتُ الخَمّارِ يُسمى خُصّاً؛ ومنه

قول امرئ القيس:

كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِيئةٍ

من الخُصِّ، حتى أَنزَلوها على يُسْرِ

الجوهري: والخُصُّ البيت من القصب؛ قال الفزاريّ:

الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا

خَيرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ

وفي الحديث: أَنه مر بعبد اللّه بن عمرو وهو يُصْلِح خُصّاً له.

خصص
خَصَّ1 خَصَصْتُ، يَخُصّ، اخْصُصْ/ خُصَّ، خُصوصًا، فهو خاصّ
• خَصَّ الشَّيءُ: تعلّق بشيء معيّن، تعلّق بالبعض دون البعض الآخر، تحدَّد، عكسه عمَّ "طبيب خاصّ- سيارة/ مدرسة/ ظروف خاصّة" ° أمرٌ لا يخصّني/ هذا لا يخصّني: أمر لا يهمُّني وليس من شأني- الخاصّ والعامّ: لإفادة الشمول- خاصّ بكذا: متعلِّق به- فيما يخصّ كذا: بالنسبة له- مبعوث خاصّ: مُوفَد لمهمَّة معيَّنة- مِنْ ماله الخاصّ: اقتطاعًا من ثروته. 

خَصَّ2 خَصَصْتُ، يَخُصّ، اخْصُصْ/ خُصَّ، خَصًّا وخُصوصًا وخُصوصيّةً، فهو خاصّ، والمفعول مَخْصوص
• خصَّ صديقَه بعطفه/خصَّ صديقَه بالودّ: أفرده به؛ جعله له دون غيره، فضَّله به وأفرده، آثره به على غيره "خصّه بالاهتمام- خصّ شخصًا بالإساءة/ بالترقية" ° خصَّه بالذِّكْر: أفرده بالإشارة، ذكره بصورة خاصّة- خصَّه بالعناية: اعتنى به دون غيره.
• خصَّ الشَّيءَ لنفسه: اختاره. 

خَصَّ3 خصِصْتُ، يَخَصّ، اخْصَصْ/ خَصَّ، خَصَاصةً وخَصاصًا، فهو خاصّ
• خَصَّ بعد غِنًى: احتاج وافتقر وساءت حالُه " {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ". 

أخصَّ يُخصّ، أخْصِصْ/ أخِصَّ، إخصاصًا، فهو مُخِصّ، والمفعول مُخَصّ
• أخصَّه بكذا: خصَّ2، آثره به على غيره "أخصَّه بالحفاوة والتكريم". 

اختصَّ/ اختصَّ بـ/ اختصَّ في يختصّ، اخْتَصِصْ/ اخْتَصَّ، اختصاصًا، فهو مختصّ، والمفعول مُختصّ (للمتعدِّي)
• اختصَّ الشَّيءُ: خصَّ1، تعلّق بشيء معين، تعلّق بالبعض دون البعض، عكسه عمّ "البحث العلمي العصريّ يستوجب الاختصاص" ° أمرٌ لا يختصُّ بك: لا يتعلّق بك.
• اختصَّ صديقَه بنصيب الأسد: خصَّ2، أفرده به، جعله له دون غيره، آثره به على غيره "اختصَّه بودِّه- {وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} ".
• اختصَّ الشَّخصُ بكذا/ اختصَّ الشَّخصُ في كذا:
1 - كانت له الصَّلاحيَة في إبرام عمل معيَّن وفقا لقواعد معيَّنة "يختصّ قاضي النَّقض بالنَّظر في الشَّكل لا في الموضوع- استدعى طبيبًا مختصًّا- اختصَّ في الفلسفة" ° الجهات المختصّة: الجهات المسئولة، الإدارات والمصالح الحكوميَّة.
2 - انفرد به "اختصّ بالثروة لنفسه". 

تخصَّصَ بـ/ تخصَّصَ في/ تخصَّصَ لـ يتخصَّص، تخصُّصًا، فهو متخصِّص، والمفعول متخصَّص به
• تخصَّص بأسلوبه: امتاز به عن غيره، انفرد به.
• تخصَّص في الطِّبِّ: قصر عليه بحثَه وجُهدَه فعُرف به، كرَّس نفسَه للقيام به ودراسته "متخصِّص في عمليّات زرع القلب- وكالات متخصِّصة" ° فترة التَّخصُّص: الفترة التي يتلقّى خلالها الطبيبُ تدريبًا طبِّيًّا متخصِّصًا.
• تخصَّص المالُ لإقامة مشروع: تعيَّن له وتحدَّد "لقد تخصّص لك هذا المنزل". 

خصَّصَ يُخصِّص، تخصيصًا، فهو مخصِّص، والمفعول مخصَّص
• خصَّص أخاه بملكيَّة مزرعته: أفرده بها، خصَّه بها "خصَّص زوجتَه بالبيت" ° تخصيصًا/ على وجه التخصيص: بصفة خاصّة- تخصيص الأهداف: تحديد المشرِّع في نطاق المصلحة العامة غرضًا مخصَّصًا للإدارة لا يجوز لصاحب الاختصاص أن يتعداه، كقصر سلطة الشُّرطة على حفظ النِّظام العامّ.
• خصَّصتِ الجامعةُ مسكنًا خاصًا للمغتربين: عينته لهم، قَصَرته عليهم، جعلته خاصًّا بهم "خصَّص اعتمادًا ماليًّا للمشروع- خصَّص البيتَ لزوجته".
• خصَّص أوقاتَ فراغه للقراءة: أفردها لها وقصرها عليها "خصّص مالاً لهدف معيّن".
• خصَّص الكلمةَ: خصّ بها معنى معيّنًا، جعلها مصطلحًا لمعنى معيّن.
• خصَّص الشَّركةَ: نقلها إلى مجال العمل الخاصّ، بعد أن كانت من اختصاص الدَّولة، حوَّلها من ملكية أو سيطرة حُكوميّة أو عامّة إلى مشروع خاصّ "خصَّص المؤسَّسة". 

أخصُّ [مفرد]: اسم تفضيل من خَصَّ1 وخَصَّ2: أكثر أهمية، أفضل، أوجه ° بالأخصّ: لا سيما- على الأخصّ: على نحو يستحقّ الذكرَ ويلفت النظرَ. 

أخصّائيّ [مفرد]: إخصائيّ، اختصاصيّ، معروف بمهارة في مجال فنّي أو فكريّ معيّن، متخصّص في فرع معيّن من العلم "حضَر أخصّائيّ الجــراحة- فلانةُ أخصّائيّ/ أخصّائيّة المخّ والأعصاب". 

اختصاص [مفرد]: ج اختصاصات (لغير المصدر):
1 - مصدر اختصَّ/ اختصَّ بـ/ اختصَّ في ° خارج عن دائرة اختصاصك: ليس من شأنك- في دائرة الاختصاص/ في حدود الاختصاص: في نطاق التخصُّص، في حدود الصلاحيات الممنوحة له.
2 - تعيين وتفرُّغ لعمل واحد معيّن أو علم معين.
3 - (قن) ما لكلِّ محكمة من المحاكم من سلطة القضاء وهو نوعي إذا اختصّ بالموضوع، ومحليّ إذا اختصّ بالمكان "هذه القضيّة من اختصاص محكمة الجنايات- من له اختصاص الحلّ له اختصاص العقد" ° أهل الاختصاص/ رجال الاختصاص/ ذوو الاختصاص: المختصّون.
4 - (نح) نصب المفعول به على تقدير (أخُصّ)، أو أن يتقدّم ضمير، يتلوه اسم معرفة منصوب بفعل محذوف وجوبًا تقديره (أخصّ).
• تنازع الاختصاص: (قن) الاختلاف بين سلطة قضائيّة وأخرى إداريّة. 

اختصاصيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اختصاص.
2 - إِخصائي، أَخِصّائي، معروف بمهارة في مجال فنِّيّ أو فكريّ معيَّن، متخصّص في فرع معين من العلم "اختصاصيّ في الجــراحة/ التَّبريد". 

استخصاص [مفرد]: خَصْخَصَة؛ تحويل شركات القطاع العامّ إلى قطاع خاصّ، وذلك بهدف تحسين الإنتاج، وتشغيل أكبر قدر من الأيدي العاملة "شجَّع مجلس الوزراء على ترقية آليّة الاستخصاص؛ لتطوير الإنتاج وتحسينه". 

تخصُّص [مفرد]:
1 - مصدر تخصَّصَ بـ/ تخصَّصَ في/ تخصَّصَ لـ.
2 - (حي) مواءمة عضو من أعضاء الكائن الحيّ لوظيفة معيّنة، وكذلك مواءمة الكائن الحيّ لبيئته. 

خاصّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خَصَّ1 وخَصَّ2 وخَصَّ3 ° قانون خاصّ: قانون متعلِّق بالحقوق القانونيّة للأفراد وعلاقاتهم، قانون يسري على أفراد أو جهات معيَّنة دون غيرها- مبعوث خاصّ: مُوفَد لمهمَّة معيَّنة.
2 - متفرِّد، مُتميِّز ومتفوِّق على غيره "لهذا الأمر قيمة خاصَّة في عيني".
3 - ما يصدُق على حالة واحدة أو عدَّة حالات من نوع واحد "هذه الحالة هي إحدى الحالات الخاصّة".
4 - مُنفَّذ أو مدعوم من قِبَل فرد أو منظمة أو شركة غير حكوميَّة، عكس عامّ أو حكوميّ ° مَدْرسَة خاصَّة: مَدْرسَة تُدار وتُدعم من قبل أشخاص أو شركة خاصَّة وليس من قبل الحكومة أو مؤسّسة عامة- مشروع خاصّ: نشاط تجاريّ لا تديره الدولة ولا تمتلكه.
5 - ما يخصّ شخصًا معيّنًا، منفرد به شخص بعينه "هذا الرُّكن من الغرفة خاصٌّ بي". 

خاصَّة [مفرد]: ج خواصُّ:
1 - ضِدّ عامّة " {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}: لا تختصّ إصابتها بمن
 يباشر الظلم منكم بل تعمّه وغيره".
2 - بمعنى التفضيل "وقِّر الكبير وبخاصّة والداك/ وخاصّةً/ خاصّةً والديك- سأدعو أصدقائي وبخاصّة محمدٌ/ وخاصّةً/ خاصّةً محمدًا" ° المال لفلان خاصَّة: مقصور عليه دون غيره- هذا لك خاصّة: على وجه الخصوص.
3 - (سف) صفة عرضيّة تميّز النوع، أو تخصّ بعض أفراد النوع الواحد دون البعض الآخر كالضحك بالنسبة للإنسان "الضحك هو خاصّة الإنسان".
• الخاصَّة: خلاف العامّة، الطَّبقة الاجتماعيَّة العليا، وجهاء القوم وأكابرهم، أشرافهم "الصفوف الأولى محجوزة للخاصّة" ° خاصّة النَّاس وعامّتهم: كلُّهم.
• خاصَّة الرَّجُل:
1 - المقرّبون إليه "أحسن إلى أصدقائه وخاصّته" ° خاصَّة المَلِك: المقرَّبون إليه من رجال دولته.
2 - أشياء تعود ملكيتها إليه.
• خاصَّة الشَّيء: ما يختصّ به دون غيره، ما يميِّزه عن غيره "من خواص السُكَّر الذوبان في الماء".
• خاصَّة النَّفْس: ما يهمُّها "أوصيك بتقوى الله في خاصَّة نَفْسك".
• ذو الخاصَّة: (طب) دواء يكون تأثيره بصورته فقط موافقًا للطبيعة بأن لا يكون مفسدًا للحياة.
• اللُّغة الخاصَّة: (لغ) أسلوب في الكلام يختصّ به شخص أو طبقة من النَّاس كلغة المحامين مثلاً، والألفاظ والأساليب التي اختصَّت بها القبائل العربيَّة.
• معلومات خاصَّة: معلومات سرِّيَّة لا يمكن إجبار شخص على إفشائها. 

خاصِّيَّة [مفرد]: ج خاصِّيَّات وخصائص (على غير قياس):
1 - مصدر صناعيّ من خاصَّة: "خاصيّة التفكير وقف على الإنسان".
2 - (سف) صفة لا تنفك عن الشَّيء وتميِّزه من غيره، ومن مجموع الخصائص يتكوَّن الكيف "العقل خاصِّيَّة الإنسان" ° خصائص جِنْسِيَّة: مميِّزات، فروق وظائفية ونفسية تفرِّق بين الذكر والأنثى.
3 - (كم) صفات طبيعيّة أو كيميائيّة تميِّز مادّةً ما عن غيرها "خاصِّيَّة سمعيَّة- للماء خاصِّيَّة الانسياب".
• الخاصِّيَّة الشَّعرِيَّة:
1 - (جو) حركة الماء ارتفاعًا وانخفاضًا خلال الفجوات الدَّقيقة في التُّربة التي تعمل عمل الأنابيب الضَّيِّقة.
2 - (فز) ارتفاع سائل في أنبوبة ضيِّقة بسبب زيادة قوَّة التَّلاصق بين السَّائل وجدار الأنبوبة على قوَّة التَّماسك بين جزيئات السَّائل، ومع العكس يحدث انخفاض السَّائل. 

خَصَاص [مفرد]: مصدر خَصَّ3. 

خَصَاصة [مفرد]: مصدر خَصَّ3. 

خَصّ [مفرد]: مصدر خَصَّ2. 

خُصّ [مفرد]: ج أخصاص وخِصاص وخُصُوص: بيت من شجر أو قصب، كوخ، بيت سقفه من خشب "سكن في خُصٍّ بعد تهدُّم منزله" ° استندت إلى خُصٍّ مائل: التحذير من الاعتماد على ما لا ينفع. 

خِصِّيصَى [مفرد]: بوجهٍ خاصٍّ "فعلت هذا من أجلك خِصِّيصَى". 

خُصوص [مفرد]:
1 - مصدر خَصَّ1 وخَصَّ2 ° بخصوص كذا: فيما يتعلَّق بكذا، بشأن كذا.
2 - بالتَّحديد، لاسيِّما "يعجبني فلانٌ خُصوصًا/ وخصوصًا علمَه وأدَبه/ وعلى الخصوص علمه وأدبه" ° على وَجْه الخصوص: بصفةٍ خاصَّة، بالتحديد- في هذا الخصوص: من هذه الناحية. 

خُصوصيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خُصوص: متعلِّق بشخص دون غيره، أو جماعة دون سواها، خاصٌّ بشخص أو مجموعة أو شيء محدَّد "درس خُصُوصيّ".
2 - سِرِّيّ "خطاب خصوصيّ". 

خُصُوصيَّة [مفرد]:
1 - مصدر خَصَّ2 ° هذا الموضوع له خصوصيّة: له أهميَّة تميِّزه عن غيره.
2 - مؤنَّث خُصوصيّ: ما يتعلّق بشخص أو بمجموعة أو بشيء محدّد دون سواه "سيارة خصوصيّة- رسائل خصوصيَّة: سريَّة" ° خصوصيَّات الشَّخص: شئونه الخاصّة به. 

خَصِيصَة [مفرد]: ج خصائصُ:
1 - صفة تميِّز الشَّيء عن غيره وتحدِّده "من خصائص اللَّون القاتم امتصاصه للضَّوء".
2 - (حي) صفة في الكائن الحيّ تنقل من جيل إلى آخر بالوراثة.
3 - (كم) صفة المادة التي تعين إمكانيّة اتّحادها بموادّ أخرى. 

مُخَصَّصات [جمع]: مف مخصَّص: ما يخصَّص للشَّخص من علاوات ماليّة غير الراتب "مخصّصات إضافيّة- مخصَّصات السفر للموظفين" ° الوقت المخصَّص: الفترة المحدودة- مُخَصَّصات العسكريّين: إعانات ماليّة تُعطى لفئة من الناس- مُخَصَّصات مَلَكِيَّة: مبالغ تُخصَّص من خزانة الدولة لنفقات الملك أو الملِكة الخاصَّة، مخصَّصات ماليّة يقرِّرها البرلمان للملك أو الملكة عند اعتلاء العرش. 
(خ ص ص) : (الْخَصَاصَةُ) الْفَقْرُ وَالضِّيقُ مِنْ خَصَاصَاتِ الْمُنْخُلِ أَيْ ثُقْبُهُ (وَمِنْهَا قَوْلُهُ)
وَإِذَا تُصِبْك خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلْ
أَيْ فَتَصَبَّرْ مِنْ الْجَمَالِ الصَّبْرِ (وَالْخُصُوصِيَّةُ) بِالْفَتْحِ الْخُصُوصُ وَقَدْ رُوِيَ فِيهَا الضَّمُّ (وَالْخُصُّ) بَيْتٌ مِنْ قَصَبٍ.
خ ص ص: (خَصَّهُ) بِالشَّيْءِ (خُصُوصًا) وَ (خُصُوصِيَّةً) بِضَمِّ الْخَاءِ وَفَتْحِهَا وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ، وَ (اخْتَصَّهُ) بِكَذَا خَصَّهُ بِهِ. وَ (الْخَاصَّةُ) ضِدُّ الْعَامَّةِ. وَ (الْخُصُّ) الْبَيْتُ مِنَ الْقَصَبِ. وَ (الْخَصَاصَةُ) وَ (الْخَصَاصُ) الْفَقْرُ. 
[خصص] خصه بالشئ خصوصا ، وخصوصية والفتحُ أفصحُ، وخِصِّيصي. وقولهم: إنَّما يفعل هذا خُصَّانٌ من الناس، أي خَواصُّ منهم. واخْتَصَّهُ بكذا، أي خَصَّهُ به. والخَاصَّةُ: خلاف العامّة. والخُصُّ: البيتُ من القصب. قال الفَزاريّ: الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا * خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ * والخَصاصَةُ والخَصاصُ: الفقرُ. والخَصاصةُ: الخَلَلُ، والثَقْبُ الصغيرُ. يقال للقمر: بَدا من خَصاصَة الغَيْمِ. ويقال للفُرجِ التى بين الاثافي: خصاص.

صفح

صفح
صفَحَ/ صفَحَ عن يَصفَح، صَفْحًا، فهو صافِح وصَفُوح، والمفعول مَصْفوحٌ
• صفَح فلانٌ الكتابَ: عرضَه ورقةً ورقةً.
• صفَح عن ذنبه:
1 - عفا عنه وسامحَه "صفَح عن الشَّخص- وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموك بجفوةٍ ... فالصَّفح عنهم والتَّجاوز أصوبُ- {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ} ".
2 - أعرض عن المؤاخذة " {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} - {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ". 

استصفحَ يستصفح، استصفاحًا، فهو مُستصفِح، والمفعول مُستصفَح
• استصفح فلانًا: طلب منه الصَّفحَ والعفوَ "استصفح والديه/ معلِّمه".
• استصفحه ذنبَه: طلب منه أن يغفره له "استصفح التِّلميذُ المعلِّمَ خطأه". 

تصافحَ يتصافح، تصافُحًا، فهو مُتصافِح
• تصافح الشَّخصانِ: سلَّم أحدُهُما على الآخر يدًا بيدٍ "تصافحت الصَّديقتان". 

تصفَّحَ/ تصفَّحَ في يتصفَّح، تصفُّحًا، فهو مُتصفِّح، والمفعول مُتصفَّح
• تصفَّح النَّاسَ: نظر فيهم وتأمّلهم ليتعرّف أمورَهم "تصفَّح وجوهَ النَّاس".
• تصفَّح الكتابَ/ تصفَّح في الكتاب:
1 - نظر في صفحاته وتأمّله "تصفَّح مجموعة من الكتب الفلسفيّة- تصفّح القضيّةَ".
2 - نظر في صفحاته ولم يقرأه بتمعُّن، قرأه قراءة سطحيّة. 

صافحَ يصافح، مُصافَحةً، فهو مُصافِح، والمفعول مُصافَح
• صافح فلانًا: سلَّم عليه يدًا بيد "صافح الوزيرُ كبارَ الزُّوَّار" ° صافح سمعَه: بلغ أُذُنَه. 

صفَّحَ يصفِّح، تصفيحًا، فهو مُصفِّح، والمفعول مُصفَّح
• صفَّح البابَ ونحوَه: كساه بالصَّفائح المعدنيَّة أو الفولاذ لتقويته "صفّح البيتَ".
• صفَّح قِطْعةَ الحديد: رقَّقها، عرَّضها وطوَّلها "صفَّح المَعْدِنَ".
• صفَّح الأغذيةَ: غطّاها، لفَّها، زوّدها بغطاء. 

صَفائحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صفائحُ: على غير قياس.
2 - صانع الصَّفائح.
• زنبرك صفائحيّ: (فز) زنبرك يستخدم في النَّوابض الذَّاتيّة الحركة أو الدَّفع، ذو عدّة طبقات من الشَّرائط المعدنيّة المرنة المجمَّعة؛ لتعمل كوحدة واحدة. 

صَفْح [مفرد]: مصدر صفَحَ/ صفَحَ عن ° ضرب عنه صَفْحًا: أعرض عنه وتناساه. 

صَفْحة [مفرد]: ج صَفَحات وصَفْحات
• صَفْحة الشَّيء: وجهه وجانبه "صَفْحة السَّماء/ النَّهار/ الباب" ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- بيَّض اللهُ صفحتَه: جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب- صَفْحة الرَّجلِ: عرْضُ صدرِه.
• صَفْحة الكتاب ونحوِه: أحدُ وجهي الورقة "قرأت الصَّفحةَ الأولى من الكتاب"? الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- تركيب الصَّفحات: عمليّة تقوم على ترتيب نهائيّ لنصّ كتاب ورسومه من أجل الحصول على قطع معيّن قبل الطّبع- ذيل الصَّفْحة: أدناها- طوى صفحةَ الماضي: تخلّى عمَّا سبق، وبدأ من جديد- فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• الصَّفحتان: الخَدَّان. 

صَفَحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى صَفيحة.
• طين صفحيّ: (جو) صخر قابل للانشطار يتكوَّن من طبقات رسوبيّة شبيهة بالطِّين فيها حبيبات ناعمة.
• برق صفحيّ: (فك) برق يظهر كصفيحة ضوئيَّة في أجزاء من الغَيْمة المُرعدة، يتسبّب بظهوره انعكاسات وميض البرق.
• زُجاج صفحيّ: زجاج مسحوب في حالته المنصهرة إلى صفائح رقيقة تستعمل في صُنْع النَّوافذ. 

صَفوح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَحَ/ صفَحَ عن: كريمٌ متسامح "رجلٌ/ امرأةٌ صَفوح".
• الصَّفُوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العفوّ عن ذنوب العباد، المتجاوز عن زلاَّتهم وهفواتهم. 

صَفيح [جمع]: مف صفيحة: رقائق من الحديد تُستعمل في صنع الأوعية أو أغراض مختلفة "صناعة الصَّفيح إحدى الصِّناعات الصَّغيرة". 

صَفيحة [مفرد]: ج صفيحات وصفائحُ وصفيح:
1 - وجه كلّ شيء عريض "صفيحة السَّيَّارة".
2 - وعاء من معدن رقيق تُوضع فيه السَّوائل "صفيحة البنزين".
3 - قطعة مستطيلة رقيقة وكبيرة من مادّة مثل الورق أو المعدن أو الزّجاج أو الخشب المتشكَّل.
• صفيحة الوجه: بشرة جِلْدِه.
• صَفيحة دمويَّة: (طب) جسيم غير منتظم الشكل لا لون له، وهو أصغر الجسيمات الصّلبة في الدّم، له دور مهمّ في عمليّة تجلُّط الدّم، ويُسمّى أيضًا خليّة ثرومبيَّة.
• الْتِهاب الصَّفيحة: التهاب الغشاء الصَّفيحيّ للحافر، خاصَّة عند الخيول.
• صفائحُ الباب: الألواح التي يعتمد عليها مصراعاه. 

مُصفَّحة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول صفَّحَ.
• سيَّارة مُصَفَّحة: (سك) سيارة حربيَّة مكسُوّة بصفائح من الفولاذ تكون دِرْعًا لها، وتحفظها من قذائف العدوّ، ومسلّحة بمدافع، دبَّابَة "فرقة مُصَفّحة". 
صفح
: (الصَّفْح) من كلِّ شَيْءٍ: (الجانبُ) وصَفْحَاه: جانِباه، كالصَّفْحَةِ. وَفِي حَدِيث الاسْتِنْجاءِ: (حَجَرَيْن للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ) ، أَي جَانِبَي المَخْرَجِ. (و) الصَّفْح (من الجَبَلِ: مُضْجَعُه) والجمْعُ صِفَاحٌ. (و) الصَّفْح (مِنْك: جَنْبُكِ. و) الصَّفْحُ (من الوَجْهِ، والسَّيْفِ: عُرْضُه) ، بِضَم الْعين وَسُكُون الرّاء، (ويُضَمّ) فيهمَا. ونَسَبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة. يُقَال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه، وصَفْحِه، أَي بعُرْضِه. وضَرَبه بصُفْح السَّيْف، وصَفْحِهِ. (و) ج، صِفَاحٌ بِالْكَسْرِ، وأَصْفاحٌ. وصَفْحَتَا السَّيْفِ: وَجْهَاه. (و) أَمّا قولُ بشْرٍ:
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ
لَهَا بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
فَهُوَ اسْم (رَجُل من بني كَلْب) ابنِ وَبْرَة، وَله حديثٌ عِنْد الْعَرَب. فَفِي (الصّحاح) أَنه جاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً. يَقُول: غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.
(و) صَفَحَ (كَمَنَعَ: أَعْرَضَ وتَرَكَ) ، يَصْفَحُ صَفْحاً. يُقَال: ضَرَبْتُ عَن فُلان صَفْحاً، إِذا أَعْرَضْتَ عَنهُ وتَرَكْته. وَمن المَجَاز: {6. 030 اءَفنضرب عَنْكُم. . صفحا} (الزخرف: 5) مَنْصُوب على المَصْدر، لأَنّ معنى قَوْله أَنُعْرِضُ عَنْكُم الصَّفْحَ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه، وَقد أَضْرَبَ عَن كَذَا، أَي كَفَّ عَنهُ وتَرَكَه.
(و) صَفَحَ (عَنهُ) يَصْفَح صَفْحاً: أَعْرَضَ عَن ذَنْبه. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفّاحٌ: (عَفَا) . وصَفَحْتُ عَن ذَنْبِ فُلانٍ، وأَعْرَضْت عَنهُ، فَلم أُؤَاخِذْه بِهِ.
(و) صَفَحَ (الإِبِلَ على الحَوْضِ) إِذا (أَمَّرَها عَلَيْهِ) إِمراراً.
(و) صَفَحَ (السَّائلَ) عَن حاجتِه يَصْفَحه صَفْحاً: (رَدَّه) ومنعَه. قَالَ:
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرَّ لَا يَزَلْ
يُمَقَّتُ فِي عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
(كأَصْفَحَه) . يُقَال: أَتاني فُلانٌ فِي حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصفاحاً، إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمة: (لَعَلَّه وَقَفَ على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه) ، أَي خيَّبتُمُوه. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال: صَفَحْتُه، إِذَا أَعْطَيْته، وأَصْفَحْتُه، إِذا حَرَمْته. (و) صَفَحَه (بالسّيفِ) وأَصْفَحه: (ضَرَبَه) بِهِ (مُصْفَحاً) كمُكْرَم، (أَي بعُرْضِه) . وَقَالَ الطِّرِمّاح:
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها
علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ
وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً. عَن ابْن الأَعْرَابيّ، أَي مَعرَّضاً. وَفِي حَدِيث سعدِ بن عُبَادةَ: (وَلَو وَجَدْتُ مَعهَا رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ مُصْفح) . يُقَال: أَصْفَحَه بالسّيفِ، إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ بالسَّيفِ، (والسّيْفُ) مُصْفَحٌ، يُرْوَيانِ مَعًا. وسيْقً مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ: عَرِيضٌ. وَتقول: وَجْهُ هاذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ، أَي عَريض، من أَصْفَحْتُه. وَقَالَ رَجلٌ من الخَوَارج: (لَنَضْرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ مُصْفَحَاتٍ) . يَقُول: نَضْرِبكم بحَدِّها لَا بعُرْضها.
(و) صَفَحَ (فُلاناً) يَصْفَحُه صَفْحاً: (سَقَا أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى كَانَ.
(و) صَفح (الشَّيْءَ: جَعَلَه عَريضاً) . قَالَ:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه، فقَلَب. وَقيل: هُوَ أَن يبسُطَهما ويُصَيِّرَ العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُله. وهاذا البيتُ أَوردِ الأَزهريّ، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَم، وذَكَرَه، ثمَّ قَالَ: وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حِين فَتَله فصارَ لَه وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفوحٌ، أَي عريضٌ. قَالَ: وقولُه: صَفْحَ ذِراعيْه، أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه يَتَعرَّقُه. ونَصَبَ كلْباً على التَّفْسِيرِ. (كصَّفحَه) تَصْفيحاً. وَمِنْه قَوْلهم: رَجُلٌ مُصفَّحُ الرَّأْسِ، أَي عَريضُها. (و) صَفَحَ (القَوم) صَفْحاً، (و) كَذَا (وَرَقَ المُصْحفِ) ، إِذا (عَرَضَهَا) ، وَفِي نسخَة: عَرَضهما، وَهِي الصَّواب، (واحِداً واحِداً. و) صَفَحَ (فِي الأَمرِ) إِذا (نَظر) فِيهِ، (كَتَصَفَّحَ) ، يُقَال: تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ. وَقَالَ اللّيث: وصَفح القَوْمَ وتَصَفَّحُهم: نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها: نَظَرَها مُتعرِّفاً لَهَا. وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ، إِذا تأَمَّلْتَ وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم. وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ:
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة
فلمّ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ
أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ، إِذا نَظَرْت فِي صَفَحَاته. وَفِي (الأَساس) : تَصفَّحَه: تَأَمَّله ونَظَرَ فِي صَفَحَاتِه: والقَوْمَ: نَظَرَ فِي أَحْوَالِهم وَفِي خِلالِهم، هَل يَرَى فُلاناً. وتَصَفَّحَ الأَمْرَ. قَالَ الخَفَاجيّ فِي العِناية فِي أَثْنَاءِ القِتَال: التَّصفُّحُ: التَّأَمُّلُ لَا مُطْلَقُ النَّظَرِ، كَمَا فِي (الْقَامُوس) قَالَ شيخُنا: قلت: إِن النّظر هُوَ التأَمُّل، كَمَا صَرَّح بِهِ فِي قَوْلهم: فِيهِ نَظَرٌ، ونَحْو، فَلَا مُنافاةَ.
قلت: وَبِمَا أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَرَ الصَّوَابُ. (و) صَفَحَت (النّاقَةُ) تَصْفَح (صُفُوحاً) بالضّمّ: (ذَهَبَ لَبنُها) وَوَلَّى، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، (فَهِيَ صافِحٌ) . قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: الصَّافحُ: النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا.
(والمُصافحَةُ: الأَخْذُ باليَدِ، كالتَّصَافُح) . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْحِ كَفِّه، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا: وَجْهَاهُما. وَمِنْه حَدِيث: (المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ:) وَهِي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) و (التَّهْذِيب) ، فَلَا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ.
(و) ملائكةُ (الصَّفيح) الأَعْلَى: هُوَ من أَسماءِ (السّماءِ) . وَفِي حَدِيث عَلِيَ وعمّار: (الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه) . (ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ) : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ.
(والمُصْفَحُ كمُكْرَم: العَرِيضُ) من كلّ شَيْءٍ، (ويُشدَّد) ، وَهُوَ الأَكثر. (و) المُصْفَح إِصفاحاً: (الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبِينُه) فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه. (و) المُصْفَحُ من السُّيوف: (المُمَالُ) والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُربَ بِهِ، ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يُغْمِدُوه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: المُصْفَح: (المَقْلوبُ) . يُقَال: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصْفَح (من الأُنوف: المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ) المُسْتَوِيها بالجَبْهَة. (و) المُصْفَح (من الرُّؤُوسِ: المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْهِ حتّى طالَ) ، وَفِي نُسْخَة: فطالَ (مَا بينَ جَبْهَتِه وقَفاه) . وَقَالَ أَبو زيدٍ: من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً. وَهُوَ الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَجَبينُه، فخرَجَ، وظَهَرَتْ قَمَحْدُوتُه، والأَرْأَس: مِثْلُ المُصْفَح، وَلَا يُقَال: رُؤاسِيّ.
(و) المُصْفَحُ (من القُلوب) المُمَالُ عَن الحَقِّ. وَفِي الحَدِيث: (قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ) أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه، أَي جانِبَه عَلَيْهِ. وَقَوله: (مَا اجْتَمَعَ) مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قَالَ: (القُلُوبُ أَربعةٌ: فقَلْبٌ أَغْلَفُ، فذالِكَ قَلْبُ الكافرِ؛ وقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فذالك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر، فذالك قَلْبُ المُؤْمِن؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع (فِيهِ الإِيمانُ والنِّفَاقُ)) (فَمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمهدُّهَا الماءُ العَذْبُ، ومَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القَيْحُ والدَّمُ، وَهُوَ لأَيِّهما غَلَبَ) . قَالَ ابْن الأَثير: المُصْفَح: الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوجهٍ، وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه. وَهُوَ مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ: (شَرُّ الرِّجَالِ ذُو الوَجْهَيْنِ: الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهاؤُلاءِ بوَجْهٍ) . وَهُوَ المنافِق. وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكخفَّارَ بوَجْهِ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ، ذَا وَجْهَيْنِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالَ شَمرٌ فِيمَا قرَأْتُ بخَطّه: القَلْبُ المُصْفَح، زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فِيهِ غِلٌّ، الّذي لَيْسَ بخالِصِ الدِّينِ.
قلْت: فإِذا تأَمّلْت مَا تَلَوْنا عَلَيْك عَرَفتَ أَن قَول شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى: كَيفَ يَجتمعانِ؟ وَكَيف يَكُون مِثْلُ هاذا من كَلَام الْعَرَب، والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر، انْتهى نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نُصُوص العُلمَاءِ فِي بابِه.
(و) المُصْفَحٌ: (السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ) ، وَيُقَال لَهُ: المُسْبِلُ، أَيضاً. وَقَالَ أَبو عُبيد: من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى.
(و) المُصْفَح (من الوُجوه: السَّهْلُ الحَسَنُ) ، اللِّحْيَانيّ.
(والصَّفُوحُ: الكَرِيمُ) ، لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عَلَيْهِ. (و) أَمّا الصَّفُوح مِن صِفَات الله تَعَالَى فَمَعْنَاه (العفُوُّ) عَن ذُنوبِ العِبَاد، مُعْرِضاً عَن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً. (و) الصَّفوحُ فِي نَعْتِ (المَرْأَة: المُعْرِضَةُ الصَّادَّةُ الهاجِرَةُ) ، فأَحْدُهما ضِدُّ الآخَرِ. قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عَنهُ:
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً
فمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذالك الوَصْلَ مَلَّت
(كأَنّهَا لَا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها) .
(والصّفَائِحُ: قَبَائلُ الرَّأْسِ) ، واحِدتُها صَفِيحَةٌ. (و) الصَّفَائِحُ: (ع. و) الصَّفَائحُ (من البابِ: أَلْوَاحُه. و) قَوْلهم: اسْتَلُّوا الصَّفائحَ، أَي (السُّيوف العَرِيضَة) ، واحدتُها صَفيحةٌ. وقولُهُم: كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَة. (و) الصَّفائْح: (حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ) . والوَاحِدُ كالوَاحِدِ. يُقَال: وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ، (كالصُّفّاح، كرُمّانِ) ، وَهُوَ العَريض. والصُّفَّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ، الواحدةُ صُفّالحَةٌ، وَفِي (اللِّسَان) : وكلُّ عريضِ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ وَالْجمع صُفّاح؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ. وَمِنْه قَول النّابِغة:
ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للحجَارةِ العَرِيضَةِ: صَفائِحُ، واحِدتُها صَفيحةٌ وصَفيحٌ. قَالَ لَبيد:
وصَفَائِحاً صُمًّا، رَوَا
سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا
(وَهُوَ) قَالَ شيخُنا: هَكَذَا بالتّذكير فِي سائِر النُّسخ، والأَوْلَى: وَهِي (الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا) ، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها، وَهُوَ مجازٌ، أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة، لصَلاَبتها. وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجودٌ مُحْتَاجٌ. (ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ) .
(و) الصُّفّاح (: ع قُرْبَ ذَرْوَةَ) ، فِي ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ.
(والمُصفَّحَة، كمعظَّمَة المُصَرّاة) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصَفَّحَةُ: (السَّيْف، ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ) . وَقيل المُصَفَّحاتُ: السُّيوفُ العَريضةُ. وَقَالَ لَبيد يَصف سَحاباً:
كأَنّ مُصفَّحاتٍ فِي ذُرَاه
وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي
قَالَ الأَزهريّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي ظُلْمة السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض. وَقَالَ ابْن سَيّده: المُصفَّحَاتُ: السُّيوفُ، لأَنها صُفِّحَتْ حِين طُبِعَتْ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها. ويُروَى بِكَسْر الفاءِ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمعَ مِنْهُ البَرْقُ فانْفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْدِيهِنّ. قلت: هاكذا عبارَة (الصّحاحِ) ، وصَوَابه: الغَيْم، بدل: الغَيْث. ويُعلَم من هاذا أَن المصفِّحات على رِوَايَة الْكسر من الْمجَاز، فتأَمّلْ.
(والتَّصْفيحُ) مثلُ (التَّصْفيق) . وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ للنِّساءِ) . ويُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ. يُقَال: صَفَّحَ بيدَيْهِ وصَفَّقَ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى، يَعْنِي إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهِه المأْمومُ، إِن كَانَ رَجلاً قَالَ: سُبْحَانَ الله، وإِن كَانَت امرأَةً ضَرَبَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى، عِوَضَ الكلامِ. وروى بَيْت لبيد:
كأَنّ مُصفِّحاتٍ فِي ذُراهُ
جَعلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ فِي مأْتَمٍ، شبَّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ. ومَنْ رَوَاهُ: مصفَّحاتٍ، أَراد بهَا السُّيوفَ العَرِيضةَ، شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابيّ (فِي جَبْهتِه صَفَحٌ، محرّكَةً، أَي عُرْضٌ) ، بِسُكُون الراءِ، (فاحِشٌ) . وَفِي حَدِيث ابنِ الحَنَفيّة، أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ، أَي عَرِيضه.
(وَمِنْه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسَّلام. قَالَ شَيخنَا: الأَصفح مُؤَذِّن الْمَدِينَة، يَرْوِي عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ؛ قَالَه ابْن حِبَّانَ. فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ.
(والصِّفَاحُ، كِكتَا، ويُكْرَه فِي الخَيْلِ: شَبِيهٌ بالمَسْحَة فِي عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِط بهَا اتّساعُه. و) الصِّفَاحُ: (جِبَالٌ تُتاخِمُ) ، أَي تُقابِل (نُعْمَانَ) ، بِفَتْح النُّون: جَبَل بَين مَكَّةَ والطَّائِفِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْرُه، وَهُوَ موضعٌ بَين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ.
(وأَصْفَحَه: قَلَبَه) فَهُوَ مُصْفَحٌ، وَقد تقدّم.
(والمُصَافِحُ: مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَقِيَه صِفَاحاً، أَي استقبَلَه بصَفْحِ وَجْهِ، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه وَلَا صافِحٍ بخَدِّه) ، أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحدِ الشِّقَّيْن.
وصَفيحَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه.
والصَّفْحَانِ من الكَتِف: مَا انْحَدَرَ عَن العَيْن من جانِبَيْهِمَا، والجمْع صِفاحٌ، وصَفْحَةُ الرَّجُل: عُرْضُ صَدْرِه. والصفاح.
واسْتَصْفَحه ذَنْبَه: اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنهُ.
وَمن المجازِ: أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَه: كاشَفَه.
(صفح) : المُصافِحُ: الَّذي لا يَتْرُكُ أَمَةً ولا غَيْرَها إلاَّ زَنَى بها.
(صفح) الشَّيْء جعله عريضا وبيديه صفق وَالشَّيْء كَسَاه بالصفيح أَو الفولاذ (محدثة)
(صفح)
عَنهُ صفحا أعرض وَعَن ذَنبه عَفا عَنهُ وَفُلَانًا عَن حَاجته رده وَالْقَوْم عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وورق الْكتاب عرضه ورقة ورقة وَالشَّيْء جعله عريضا وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ ضربه بعرضه لَا بحده
ص ف ح

نظر إليه بصفح وجهه وبصفح وجهه. وضربته على صفحه وعلى صفحته: على جنبه. وجلا صفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفح الشيء: تأمله ونظر في صفحاته. وتصفح القوم: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفح الأمر. وصفحت عنه: أعرضت عن ذنبه. وأتيت فلاناً في حاجة فصفحني عنها: ردني. وضربه بالسيف مصفحاً ومصفحاً: بعرضه لا بحده. ورأس مصفح: عريض. وصافحه بيده. وصفح بيديه وصفق. " والتسبيح للرجال والتصفيح للنساء ". واستلوا الصفائح: السيوف العراض. وكأنه صفيحة يمانية. ووضعت على القبر الصفائح والصفاح: الحجارة العراض.

ومن المجاز: " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " وأبدي له صفحته: كاشفه.
(صفح) - قَولُه تَبارك وتعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ}
: أي أَعرِض عنهم. وأَصلُ الصَّفح أن تَنْصَرف عنه وتُولِّيَه صَفحةَ وجهك،
: أي ناحِيتَه وكذلك الإعراض أن تُوَلِّيَه عُرْضَك: أي جانِبَك ولا تُقبِل عليه.
- ومنه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -، في صِفة أَبِيها: "صَفوحٌ عن الجاهِلين"
: أي كَثير الصَّفْح.
- في الحديث: "غَيرَ مُقَنِّعٍ رأسَه ولا صافحٍ بخَدِّه"
: أي غَيرَ مُبْرزٍ صفحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّين.
- في حديث ابنِ الحنَفِيّة: "أنه ذكر رجلاً مُصْفَّحَ الرأسِ".
: أي عَريضَه. وسيف مُصْفَّح وصَدْر مُصَفَّح كذلك.
- في الحديث: "قُبلَة المُؤْمِن المُصافَحَة"
هي مُفاعلَة من إلْصاقِ الصَّفْح بالصَّفْح من الوَجْه واليَدِ . 
(ص ف ح) : (صَفْحُ) الشَّيْءِ وَصَفْحَتُهُ وَجْهُهُ وَجَانِبُهُ (وَمِنْهُ) صَلَّى إلَى صَفْحَةِ بَعِيرِهِ (وَقَوْلُهُمْ) صَفَحَ عَنْهُ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ وَلَّاهُ صَفْحَةَ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي طَلَاقِ الْأَصْلِ صَفَحْتُ عَنْ طَلَاقِكِ (وَتَصَفَّحَ الشَّيْءَ) تَأَمَّلَهُ وَنَظَرَ إلَى صَفَحَاتِهِ وَمِنْهَا «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَصَفَّحَ الرَّقِيقَ فَرَأَى فِيهِمْ امْرَأَةً وَالِهَةً» (وَصَفَّحَ) بِيَدَيْهِ ضَرَبَ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (وَمِنْهُ) التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ وَيُرْوَى التَّصْفِيقُ وَهُمَا بِمَعْنًى (وَالْمُصْفَحُ) الَّذِي كَانَ مُسِحَ صَفْحَا رَأْسِهِ أَيْ نَاحِيَتَاهُ فَخَرَجَ مُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ (وَالصَّفِيحَةُ) اللَّوْحُ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ وَمِنْهَا اشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَقَوْلُهُ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ أَيْ جُعِلَتْ لَهُ قِطَعٌ مِنْهَا مِثْلُ الصَّفَائِحِ.

صفح


صَفَحَ(n. ac. صَفْح)
a. Spread or stretched out, extended; flattened.
b. [acc. & Bi], Struck with the flat ( of the sword ).
c. Reviewed, inspected; scrutinized; perused, glanced
through (book).
d. [Fī], Considered.
e. ['An], Turned away from; passed by, overlooked, condoned
forgave (offence).
f. [acc. & 'An], Refused, denied.
صَفَّحَa. Flattened; rolled out.
b. Plated, sheeted.

صَاْفَحَa. Took by the hand, shook hands with; embraced.
b. [ coll. ], Was out of danger (
one sick ).
أَصْفَحَa. see II (a)
تَصَفَّحَa. Considered attentively, scrutinized.
b. [Fī], Examined, looked into.
تَصَاْفَحَa. Took each other by the hand, shook hands.

صَفْح
(pl.
صِفَاْح)
a. Side; surface, face; flat ( of the sword ).

صَفْحَةa. see 1b. Page ( of a book ).
صُفْحa. see 1
صَفَحa. Excessive width of forehead.

صِفَاْحa. Opposite.

صَفِيْحa. see 25t (a)b. The sky, Heaven.

صَفِيْحَة
(pl.
صَفَاْئِحُ)
a. Face, the flat side of anything.
b. Board, plank; slab of stone; slate; sheet or plate of
metal.
c. Broadsword, sabre.

صَفُوْحa. Generous, forgiving.

صُفَّاْحa. see 25t (b)
N. P.
صَفَّحَa. Wide, broad.

N. Ac.
صَاْفَحَ
(صِفْح)
a. Hand-shaking.

N. P.
أَصْفَحَa. Wide, broad.
b. Smooth; soft.

مُصَفَِّحَة
a. Sword.
ص ف ح : صَفَحْتُ عَنْ الذَّنْبِ صَفْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ عَفَوْتُ عَنْهُ وَصَفَحْتُ الْكِتَابَ صَفْحًا قَلَبْتُ صَفَحَاتِهِ وَهِيَ وُجُوهُ الْأَوْرَاقِ وَتَصَفَّحْتُهُ كَذَلِكَ وَصَفَحْتُ الْقَوْمَ صَفْحًا رَأَيْتُ صَفَحَاتِ وُجُوهِهِمْ وَصَفَحْتُ عَنْ الْأَمْرِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَصُفْحُ السَّيْفِ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِهَا عَرْضُهُ وَهُوَ خِلَافُ الطُّولِ وَالصَّفْحُ بِالْفَتْحِ مِنْ كُلّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَالصَّفْحَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ صَفَحَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ صَفِيحَةٌ وَصَافَحْتُهُ مُصَافَحَةً أَفْضَيْتُ بِيَدِي إلَى يَدِهِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ مِثْلُ التَّصْفِيقِ صفر يُقَالُ بَيْتٌ صِفْرٌ وِزَانُ حِمْلٍ أَيْ خَالٍ مِنْ الْمَتَاعِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ مَأْخُوذٌ مِنْ الصَّفِيرِ وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَالِي عَنْ الْحُرُوفِ وَصَفِرَ الشَّيْءُ يَصْفَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا خَلَا فَهُوَ صِفْرٌ وَأَصْفَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالصُّفْرُ مِثْلُ قُفْلٍ وَكَسْرُ الصَّادِ لُغَةٌ النُّحَاسُ وَصَفَرٌ اسْمُ الشَّهْرِ وَأَوْرَدَهُ جَمَاعَةٌ مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ مِنْ السَّنَةِ سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ وَجَمْعُهُ أَصْفَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرُبَّمَا قِيلَ صَفَرَاتٌ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ فِي شَرْحِ أَدَبِ الْكَاتِبِ وَلَا شَيْءَ مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ يَمْتَنِعُ جَمْعُهُ مِنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَالصُّفْرَةُ لَوْنٌ دُونَ الْحُمْرَةِ وَالْأَصْفَرُ الْأَسْوَدُ أَيْضًا فَالذَّكَرُ أَصْفَرُ وَالْأُنْثَى صَفْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتْ بُقْعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقِيلَ وَادِي الصَّفْرَاءِ
وَيُقَالُ الصَّفْرَاءُ أَيْضًا. 
[صفح] صفح الشئ: ناحيته. وصفح الإنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ الجبل: مُضْطَجَعُه. وأما قول بشر: رضيعة صفح بالجباة ملمة * لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من كلب جاور قوما من بنى عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الاسدي، أخت غدرتكم بصفح الكلبى. وصفحة كل شئ: جانبه. ونظر إليَّ بِصَفْحِ وجهه وبصُفْح وجهه، أي بِعُرْضِه. قال أبو عبيدة: يقال ضربه بصفح السيف - والعامة تقول: بصفح السيف مفتوحة - أي بعرضه. وصفيحة الوجه: بَشَرَةُ جِلْدِه. وصَفائح الباب: أَلْواحه. والصَفيحة: السَيْفُ العَريض، وكذلك الحجر العريض. ووجه كل شئ عريضٍ صَفيحةٌ. وصَفَحْتُ عن فلانٍ، إذا أعْرضْتَ عن ذَنْبِه. وقد ضَرَبْتُ عنه صَفْحاً، إذا أعْرَضْتَ عنه وتركتَه. وصَفَحْتُ الإبلَ على الحوْض، إذا أَمْرَرْتَها. وصفَحْتُ فُلاناً وأصفحتُه، إذا سألك فردَدْتَه. وصَفَحْتُهُ وأَصْفَحْتُهُ جميعاً، إذا ضَرَبْتَهُ بالسيف مصفحا، أي بعرضه. وتصفحت الشئ، إذا نَظَرتَ في صَفَحاتِه. والمصافحة: الأخْذُ باليد. والتَصافُحُ مثله. وتقول: وَجْه هذا السيف مُصْفَحٌ ، أي عريض، من أَصْفَحْتُهُ. والمصفح أيضاً: الممال. وفى الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق ". والمُصْفَحُ أيضاً: السادس من سهام الميسر. ويقال له المسبل أيضا. والتصفيح: مثل التصفيق. وفي الحديث: " التَسْبيحُ للرجال والتَصفيح للنساء "، ويُروى أيضاً بالقاف. وتصفيح الشئ: جعله عريضا. ومنه قولهم رجُلٌ مُصَفَّحُ الرأس، إذا كان عريض الرأسِ. وقول لبيدٍ يصف سَحاباً: كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي قال ابن الأعرابيُّ: المُصَفَّحاتُ: السُيوفُ، لأنَّها صُفّحت حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحها: تعريضها ومَطْلُها. ويروى بكسر الفاء، كأنّه شبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْمِ إذا لمع منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّهِ بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. والصفاح بالضم والتشديد: الحجر العريض.
صفح: صفح: قلّب صفحات الكتاب دون أن يقرأه.
وتصفح: قلّب صفحات الكتاب وقرأه (معجم المنصوري).
صفح: بيطر الفرس ونعّله (هلو).
صفح وصلَّح: ذبذب، سار ملتوياً ضد الريح. (بوشر).
صفح المركب لتصليحه: أمال المركب لإصلاحه وجعله على جانبه لإصلاحه (بوشر).
صَفَّح (بالتشديد): رقّم الصفحات (فوك).
صَفَّح: بلّط، رصف. ففي فريتاج (طرائف ص113): وهدم الحوش القبلي الشرقي الذي كان للقلعة - ورأى أن يسفّحه فسفحه السلطان الملك الظاهر بعده وكتب عليه اسمه بالسواد. والصواب بالصاد بدل السين. انظر بعد ذلك: مُصفَّحة.
صافح. يقول برتون (2: 52) بالإنجليزية ما معناه: ((المصافحة هي طريقة العرب بهز اليد للتحية وهم يطبقون راحة اليد اليمنى من كل واحد منهما على راحة اليد اليمنى للآخر دون أن يضغطوا على الأصابع، ثم يرفع كل واحد منهما يده إلى جبهته.
وانظر: بركهارت (بلاد العرب 1: 369). ويستعمل مجازاً، ففي القلائد (ص58): ومعه قومُه، وقد راقهم يومُه، وصِلاتُه تُصافح مُعْتفيهم: ومبرّاته تُشافِهُ موافيهم.
صافِحْ مُحَيَّاهُ: بمعنى أمثل أمامه (المقري 2: 263).
صافح: عادل، ساوى، كان نداً له (ابن جبير ص92، عبد الواحد ص127).
صافح. والعامة تقول صافح المريض أي أمن من الخطر (محيط المحيط).
تصَفَّح: صفح عن، سامح، غفر له (معحم الطرائف).
استصفح: لم يذكر لين هذا الفعل إلا متعدياً بنفسه، غير إنه يستعمل أيضاً متعدياً بعن، ففي حيان (ص67 و) مثلاً: ويستصفحهم عن إجرام سُفَهائهم.
صَفْح. ضربه بالسيف صفحاً: ضربه بُعرض السيف (بوشر). ويقال أيضاً: ضربه صفحاً (كوسج طرائف ص73).
ويكلق الجمع صفاح مجازاً على السيوف، ففي كوسج (طرائف ص77): وشهروا الصفاح.
أضرب صفحاً عن: أعرض عن (عبد الواحد ص120) وفي محيط المحيط: ضَرب عنه صفحاً أي اعرض عنه.
صفح الجَبَل: جانبه المنحدر (بوشر) ومنحدر الجبل (همبرت ص170).
صفحاً: فجأة، بغتةً، ارتجالاً، على غير استعداد. ففي الأغاني (ص54): وما سمعها قط إلا تلك المرَّة صفحاً.
والجمع صفاح تحريف صفائح: بلاط، ألواح حجر، وردت في شعر شاعر عامي (المقدمة 3: 405).
صَفّحة. الصفحتان: الخدّان (محيط المحيط، فوك).
صفحتا المِرْآة: إطارها (ابن بطوطة 2: 101).
صفحة: صفحة الوجه، وجه، محيا، طلعة (فوك، عباد 1/ 46، 2/ 59).
صَفْحة: وجمعها صَفْح: ورقة دفتر أو كتاب. (بوشر، همبرت ص110، فوك).
صَفَحْة: مصافحة (بوشر).
صَفْحة: عفو، مغفرة (عباد 2: 109).
صفيح: تنك (بوشر، هلو).
صفيح الحديد: مْطيلة. صفيحة حديد (بوشر).
صَفِيَحة وجمعها صُفُح (الكامل ص (77).
صَفِيَحة: شذرة، قطعة ذهب أو فضة أو حديد رقيقة مثقوبة لتلصق على القماش (بوشر).
صَفِيَحة (في المغرب): نعل الفرس (فوك، ألكالا وفيه: زوّل الصفيحة أي نعّل الدابة). (دومب ص66، بوشر (بربرية)، همبرت ص59 (بربرية)، ابن بطوطة 3: 429).
صفيحة: رزة الجارور (الكالا).
صفيحة: قشرة الصدفة (بوشر).
صَفِيَحة: عند المولّدين رقاقات صغيرة من العجين يوضع عليها توابل من اللحم وتخبز (محيط المحيط).
صفيحة بيضاء: تنكة (بوشر).
صفيحة القفل: علبة القفل (بوشر).
صفائح: رسوم، صُوَر، نقوش محفورة تزين بها الأبواب (ألكالا وفيه صفائح الرتاج) وفي ابن البيطار (1: 85) نقلاً عن البكري: الصفائح المخرمّة التي تكون تحت حلق الأبواب.
صفائح: في المعجم اللاتيني. العربي: Fistula صفائح ولا أدري أي معاني Fistula يصلح لهذه الكلمة العربية.
صُفّاح: حجر تسخن به الأصباغ (ألكالا). صخر، صخر عال، حجارة رقيقة عريضة (الكالا).
صَفَائِحيّ: رقائقيّ. ففي ابن البيطار (1: 527) في كلامه عن أنواع الزرنيخ: وأجْوَدها الصفائحي الذي يستعمله النقاشون. وينقل بعد ذلك (ص528) كلام ديسقوريدوس هذا: وأجْوَده ما كان ذا صفائح.
حديد مُصَفَّح: مطيلة، صفيحة من حديد (بوشر).
مُصَفَّحَة: لترصيف حجر التبليط (ألكالا) وانظرها في مادة صَفَح.
مُصَفَّحَة: صفيحة معدنية، كرتاس (ص213): ودروعهم وخيولهم بالزرد النضيد ومصفحات الحديد (انظر الكالا: صَفِيحة).
مُتَصَفَّح: نسيج تزينه خيوط من صفيح المعادن. (باين سميث 1491).
صفد صفد: مصدره صِفاد أيضاً (دي ساسي طرائف 2: 463).
صفد: قفص (فوك).
صَفَد: بعض أصول سود. انظر ابن البيطار (2: 131).
صَفَد: عامية صدف وهو غشاء الدر (محيط المحيط).
أُمُّ صُفَيْدَة: أم سَكَعْكَع، ذُعَرة (محيط المحيط) - في مادة ذُعَرَة).
(ص ف ح)

صَفْحُ كل شَيْء: جَانِبه. وَنظر إِلَيْهِ بصَفْحِ وَجهه وصُفْحهِ. ولقيه صِفاحا، أَي استقبله بصَفْحِ وَجهه، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وصَفْحُ السَّيْف وصُفْحُه، عرضه وَالْجمع أصفاحٌ.

وضربه بِالسَّيْفِ مُصْفَحا ومَصْفوحا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَي معرضًا.

وَسيف مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ، عريض.

وَرجل مُصْفَحُ الْوَجْه: سهله حسنه، عَن الَّلحيانيّ.

والصَّفْحانِ والصفحَتان، الخدان وهما مَوضِع اللحيين.

وقلب مُصَفَّحٌ: اجْتمع فِيهِ الْأَيْمَان والنفاق. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ " الْقُلُوب أَرْبَعَة: قلب كَذَا، وقلب كَذَا، وقلب كَذَا وقلب مُصَفَّحٌ. وَهُوَ مِمَّا تقدم، كَأَن صَاحبه يلقى أهل الْأَيْمَان بصَفْحةٍ، وَأهل النِّفَاق بصَفحةٍ، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والصَّفْحانِ من الْكَتف، مَا انحدر عَن الْعين من جانبيهما. وَالْجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا الْعُنُق، جانباه. والصَّفيحةُ من السيوف، العريض.

وصَفائحُ الرَّأْس، قبائله. واحدتها صَفيحةٌ.

والصفائح، حِجَارَة عراض رقاق، وَالْوَاحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ من الْحِجَارَة كالصفائح، الْوَاحِدَة صُفَّاحَةٌ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصُفَّاَحَةٍ مثلِ الفنيقِ مَنَحتُها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أقارِبُه

شبه النَّاقة بالصُّفاحةِ لصلابتها، وَابْن حوب رجل مجهود مُحْتَاج، لِأَن الْحُوب والشدة.

وكل عريض من حِجَارَة أَو لوح وَنَحْوهمَا صُفَّاحَةٌ، وَالْجمع صُفَّاحٌ، وصفيحة وَالْجمع صَفَائِح.

والصُّفَّاحُ من الْإِبِل، الَّتِي عظمت أسنانها فَكَادَتْ تَأْخُذ أقراءها، وَالْجمع صُفَّاحَاتُ وصفافيحُ.

وصفْحةُ الرجل: عرض صَدره.

والمُصْفَحُ من الرُّءُوس: الَّذِي ضغط من قبل صدغيه فطال مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ. وَكَذَلِكَ المُصَفَّحُ. وَقيل: المصَفَّحُ، الَّذِي اطْمَأَن جنبا رَأسه ونتأ جَبينه فَخرج وَظَهَرت قمحدوته.

وأنف مُصَفَّحٌ: معتدل القصبة مستويها بالجبهة.

وصَفَح الْكَلْب ذِرَاعَيْهِ للعظم يصْفَحُهما صَفْحا، نصبهما. قَالَ:

يصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جأبا

صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظمِ كَلْبا

أَرَادَ: صَفْح كلب ذِرَاعَيْهِ، فَقلب. وَقيل: هُوَ أَن يبسطهما وَيصير الْعظم بَينهمَا ليأكله. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

صَفوحٌ بخَدَّيها إِذا طالَ جَرْيُها ... كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الألَدُّ المجادِلُ

عَنى أَنَّهَا تنصبهما وتقلبهما. وصَفَحَ الرجل بيدَيْهِ، صفَّق. والتَّصفيحُ للنِّسَاء كالتصفيق للرِّجَال. قَالَ لبيد:

كأنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراه ... وأنواحا عليهنَّ المآلِي

وصَفَحَ الْقَوْم صَفْحا: عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صفَح ورق المُصْحَفِ.

وصفَح الْأَمر وتصَفَّحه، نظر فِيهِ.

وصَفَح الْقَوْم وتَصَفَّحهم، نظر إِلَيْهِم طَالبا لإِنْسَان.

وصَفَح وُجُوههم وتصَفَّحها، نظرها متعرفا لَهَا. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ ... فَلم يكُ إلاّ وَمْؤُها بالحواجِبِ

أَي تصَفَّحْنا وُجُوه الركَّابِ.

وصَفَحت الشَّاة والناقة تصْفَحُ صُفُوحا: ولَّى لَبنهَا.

وصَفَحَ الرجل يصفَحُه صَفْحا وأصْفَحه، سَأَلَهُ فَمَنعه. قَالَ:

وَمن يُكْثِرِ التَّسآلَ يَا حُرَّ لم يزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ

وصفَحه عَن حَاجته يصْفَحُه صَفْحا وأصفَحه، كِلَاهُمَا: رده.

وصَفَح عَنهُ يصْفَحُ صَفْحا، وَهُوَ صَفوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفا. والصَّفُوحُ، الْكَرِيم لِأَنَّهُ يصْفَح عَمَّن جنى عَلَيْهِ.

واستصفحه ذَنبه، استغفره إِيَّاه وَطلب أَن يصْفَحَ لَهُ عَنهُ.

وصَفَح الرجل يَصفَحُه صَفْحا، سقَاهُ أَي شراب كَانَ، وَمَتى كَانَ.

والمُصْفَحُ، الممال عَن الْحق. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وناديتُ شِبْلا فاستَجابَ وَرُبمَا ... ضَمِنَّا القِرىَ عشرا لمن لَا نُصافِحُ

ويروى: ضمنا قرى عشر لمن لَا نُصَافحُ، فسره فَقَالَ: لمن لَا نُصَافحُ، أَي لمن لَا نَعْرِف. وَقيل: مَعْنَاهُ الْأَعْدَاء الَّذين لَا يحْتَمل أَن نُصافحَهم.

والمُصْفَحُ: السَّادِس من سِهَام الميسر وصَفحٌ: اسْم رجل.

والصفائحُ: مَوضِع. قَالَ الافوه:

تُبَكِّيهِ الأرامِلُ بالمآلي ... بِدارَاتِ الصَّفائحِ والنَّصِيلِ

صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كل شيءٍ:

جانبه. وصَفْحاه: جانباه. وفي حديث الاستنجاء: حَجَرَين للصَّفْحَتين

وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج. وصَفْحُه: ناحيته. وصَفْحُ

الجبلِ: مُضْطَجَعُه، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي

بعُرْضِه.

وفي الحديث: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ

صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن؛ وفي شعر عاصم بن ثابت:

تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ

أَي أَحد جانِبَي وجهه.

ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحياني.

وصَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَفْحَتا السيف:

وجهاه.

وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً؛

وضربه بصُفْح السيف، والعامة تقول بصَفْحِ السيف، مفتوحة، أَي بعُرْضه؛

وقال الطِّرِمّاح:

فلما تنَاهتْ، وهي عَجْلى كأَنها

على حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ

وفي حديث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ

مُصْفَِحٍ؛ يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ،

والسيف مُصْفَحٌ، يُرْوَيان معاً. وقال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم

بالسيوف غيرَ مُصْفَحات؛ يقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ وقال الشاعر:

بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ،

أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ

(* قوله «بحيث مناك القرط إلخ» هكذا هو في الأصل بهذا الضبط.)

وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً، إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي

بعُرْضه. وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح: عريض؛ وتقول: وَجْهُ هذا السيف

مُصْفَح أَي عريض، مِن أَصْفَحْتُه؛ قال الأَعشى:

أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،

وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟

يعني العِراض؛ وأَنشد:

وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،

إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ

وقال بعضهم: المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد

كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. ورجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛

عن اللحياني:

وصَفِيحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده.

والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وهما اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ

من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العين

(* قوله «ما انحدر عن العين» هكذا في

الأصل وشرح القاموس، ولعله العنق.) من جانبيهما، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا العُنُق: جانباه. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان يُكتبان.

والصَّفِيحة: السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ.

وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. والصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض،

والواحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ، بالضم والتشديد: العَرِيضُ؛ قال: والصُّفَّاح من الحجارة

كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها

عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه

شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. وابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن

الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة.

ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما:

صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة:

ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ

قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛

قال لبيد:

وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا

سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا

وصَفائح الباب: أَلواحه. والصُّفَّاحُ من الإِبل: التي عظمت

أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة

الرجل: عُرْضُ صدرِه.

والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه، فطال ما بين

جبهته وقفاه؛ وقيل: المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه

فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زيد: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً،

وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه،

والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، ولا يقال: رُؤَاسِيّ؛ وقال ابن الأَعرابي: في

جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش؛ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه ذكر

رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه. وتَصْفِيحُ الشيء: جَعْلُه عريضاً؛ ومنه

قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها. والمُصَفَّحاتُ: السيوف العريضة،

وهي الصَّفائح، واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قول لبيد يصف سحاباً:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ،

وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي

قال الأَزهري: شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ؛ وقال ابن

سيده: المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها

تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ

منه البَرْق فانفرج، ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا

صَفَّقْنَ بأَيديهن.

والتَّصفيح مثل التصفيق. وصَفَّحَ الرجلُ بيديه: صَفَّق. والتَّصْفيح

للنساء: كالتصفيق للرجال؛ وفي حديث الصلاة: التسبيح للرجال والتصفيح

للنساء، ويروى أَيضاً بالقاف؛ التصفيح والتصفيق واحد؛ يقال: صَفَّحَ وصَفَّقَ

بيديه؛ قال ابن الأَثير: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف

الأُخرى، يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال: سبحان الله

وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام؛ وروى بيت

لبيد:

كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ

جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ

الرعد بتصفيقهن، ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السيوف العريضة؛ شبه

بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها. والمُصافَحةُ: الأَخذ باليد، والتصافُحُ مثله.

والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه؛ وصُفْحا كفيهما:

وَجْهاهُما؛ ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء، وهي مُفاعَلة من

إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه.

وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ

الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما: نصبهما؛ قال:

يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،

صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا

أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه، فَقَلَبَ؛ وقيل: هو أَن يبسطهما

ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري، قال: وأَنشد أَبو

الهيثم وذكره، ثم قال: وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان،

فهو مَصْفُوح أَي عريض، قال: وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط

الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه، ونصب

كلباً على التفسير؛ وقوله أَنشده ثعلب:

صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،

كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ

عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم

واحداً واحداً، وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه:

نظر فيه؛ قال الليث: صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ

وتَصَفَّحَهم: نظر إِليهم طالباً لإِنسان. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها:

نظرها مُتَعَرِّفاً لها. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم

تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،

فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ

أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في

صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه؛ وفي التهذيب: ناقة

مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بمعنى واحد. وصَفَحَتِ

الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابن الأَعرابي:

الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها؛ وقد صَفَحَتْ

صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛

قال:ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ، لا يَزَلْ

يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ

ويقال: أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها

فمَنَعْتَه. وفي حديث أُم سلمة: أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم، فقلت

للخادم: ارفعيها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ

حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله

وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال

صَفَحْتُه إَذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عن حاجته

يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. وصَفَحَ عنه يَصْفَح

صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه.

وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الكريم، لأَنه يَصْفَح

عمن جَنى عليه.

واستْصَْفَحَه ذنبه: استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه.

وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل، فمعناه العَفُوُّ؛ يقال:

صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا

أَعرضت عنه وتركته؛ فالصَّفُوحُ في صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد

مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. والصَّفُوحُ في نعت المرأَة:

المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. ونصب قوله صَفْحاً

في قوله:أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ على المصدر لأَن معنى قوله

أَنُعْرِضُ

(* قوله «لأن معنى قوله أنعرض إلخ» كذا بالأصل.) عنكم

الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه؛ وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه

وتركه؛ وفي حديث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح

والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم؛ وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض

بوجهه عن ذنبه. والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة. وقال الأَزهري في قوله

تعالى: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن

نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم؟ يقال صَفَح

عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً؛ ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت

عنه:صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،

فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ

وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان.

والمُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ وفي الحديث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على

الحق أَي مُمالٌ عليه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه؛ وفي حديث

حذيفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس

فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان، وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج

يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان،

فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النفاق كمثل

قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وهو لأَيهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذي

له وجهان: يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه. وصَفْحُ كل شيء:

وجهه وناحيته، وهو معنى الحديث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهين، الذي

يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق. وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي

يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين؛ قال الأَزهري:

وقال شمر فيما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي

فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين؛ وقال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ

المقلوب؛ يقال: قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى

الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه.

ويقال: صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ، وربما

ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ

ويروى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح

أَي لمن لا نعرف،وقيل: للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم.

والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر: السادسُ، ويقال له: المُسْبِلُ أَيضاً؛

أَبو عبيد: من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى.

وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وله حديث عند العرب معروف؛ وأَما

قول بشر:

رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،

لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ

(* قوله «بالجباه» كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم

ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو

ماء بالشام بين حلب وتدمر.)

فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً ؛ يقول:

غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.

وصِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه؛ ونَعْمانُ: جبل بين

مكة والطائف؛ وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع

بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة. وملائكةُ

الصَّفيح الأَعْلى: هو من أَسماء السماء، وفي حديث عليّ وعمار: الصَّفِيحُ

الأَعْلى من مَلَكُوته.

صفح

1 صَفَحَ عَنْهُ, (Mgh, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. صَفْحٌ, (TA,) properly signifying He turned towards [or from] him, or it, the صَفْحَة [i. e. side] of his face, (Mgh,) means he turned away from, (Mgh, Msb, K, *) and left, (Msb, K,) him, or it, (Mgh, Msb,) i. e. [a man, or] an affair. (Msb.) And ضَرَبْتُ عَنْهُ صَفْحًا I turned away from him and left him; (S, TA;) i. e. a man: (TA:) صَفْحًا being here an inf. n., and therefore in the accus. case, as in the phrase قَعَدْتُ جُلُوسًا; or it is in the accus. case as an adv. n., and the meaning is I turned away from him aside. (Har p. 434.

[See also, in art. ضرب, a similar phrase in the Kur xliii. 4, cited here in the TA, and in Har ubi suprà.]) b2: And صَفَحَ عَنْهُ, (S, A, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) means [also] He turned away from his crime, sin, fault, or offence: (S, A, TA:) or he forgave him. (K, TA.) and صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ I turned away from the crime, sin, &c., of such a one, and did not punish him for it: (TA:) or صَفَحْتُ عَنِ الذَّنْبِ, aor. and inf. n. as above, I forgave the crime, sin, &c. (Msb.) b3: And صَفَحَتْ, (K, TA,) aor. as above, (TA,) inf. n. صُفُوحٌ, said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) [She ceased to yield her milk;] her milk went away. (K, TA.) A2: صَفَحَ as a trans. verb: see 5, in five places. b2: And see 2. b3: Also, aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ, He (a dog) spread forth, or stretched out, his fore legs: a rájiz says, صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كَلْبَا [As the spreading forth of his fore legs, to, or for, a bone; I mean a dog]; كلبا being put in the accus. case as an explicative: or he here uses an inversion; meaning صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ. (L.) b4: And صَفَحَهُ, (S,) or صَفَحَهُ بِالسَّيْفِ; (K;) and ↓ اصفحهُ, (S,) or اصفحهُ بالسيف; (TA;) He struck him with the side, or flat, of the sword, (بِعُرْضِهِ, TA, or بِعَرْضِهِ, S, K,) [i. e. with its صَفْح, or صُفْح, or صَفْحَة,] not with its edge. (TA.) b5: And صَفَحَهُ, (S, IAth, K, TA,) aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ; (TA;) and ↓ اصفحهُ, (S, K, TA,) inf. n. إِصْفَاحٌ; (TA;) He turned him back, or sent him away; namely, a person asking, or begging; (S, K, TA;) he refused his request: (IAth, TA:) and صَفَحَهُ عَنْ حَاجَتِهِ and عَنْهَا ↓ اصفحهُ He refused him the thing that he wanted. (TA.) b6: And صَفَحَهُ also signifies He gave to him. (IAth, TA.) [Thus it has two contr. meanings.] b7: Also He gave him to drink any kind of beverage (K, TA) and at any time. (TA.) b8: And صَفَحَ الإِبِلَ عَلَى الحَوْضِ He made the camels to pass by the wateringtrough; [app. watering them;] syn. أَمَرَّهَا عَلَيْهِ. (S, K.) 2 صفّح, (K,) inf. n. تَصْفِيحٌ, (S,) He made a thing wide, or broad; (S, K;) as also ↓ صَفَحَ; (K;) [and ↓ اصفح;] see مُصْفَحٌ. One says of a sword, صُفِّحَ, inf. n. as above, It was made broad, or wide, and lengthened out, in the forging. (IAar, S, TA.) A2: تَصْفِيحٌ is also syn. with تَصْفِيقٌ, (S, Msb, K,) meaning The clapping with the hands. (S, IAth, TA.) One says, صَفَّح بِيَدَيْهِ and صَفَّقَ [He clapped with his hands]; (A, TA;) he struck one of his hands upon the other: (Mgh:) or he struck with the outer side of the right hand upon the inner side of the left hand. (O in art. صفق.) [Golius gives صَفَحَ in this sense, erroneously, as from the S; and Freytag, this form as well as صفّح.] And it is said in a trad., التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَآءِ, or, as some relate it, التَّصْفِيقُ instead of التصفيح, [The saying سُبْحَانَ اللّٰهِ is for men, and the clapping with the hands is for women;] (S, Mgh, * TA;) i. e., when the Imám is inadvertent, the person whom he leads should, if a man, rouse him by saying سبحان اللّٰه; and if a woman, should clap with her hands, instead of speaking. (IAth, TA.) 3 مُصَافَحَةٌ signifies The taking by the hand; (S, A, K;) as also ↓ تَصَافُحٌ; (A;) or the latter has a like meaning: (S, K: *) or the former signifies [the joining hands; i. e.] the putting the hand [of one] in the hand [of another] in meeting and saluting: (Ham p. 802:) or the making the palm of the hand to cleave to [that of] the hand [of another], and turning face to face. (L.) Yousay, صَافَحَهُ بِيَدِهِ He took him by his hand. (A.) And صَافَحْتُهُ, inf. n. as above [and صِفَاحٌ], I applied my hand to his hand; (Msb;) or I put the palm of my hand upon the palm of his hand. (TA.) b2: And لَقِيَهُ صِفَاحًا He met him turning towards him the صَفْح [or side] of his face: (TA:) or he met him face to face; i. q. صِقَابًا: (TA in art. صقب:) [and] he met him suddenly, or unexpectedly. (Ham p. 802.) 4 اصفحهُ: see 1, latter part, in three places: b2: and see also 2. b3: Also He inverted it, or reversed it, (Ibn-Buzurj, K,) namely, a sword; like صَابَاهُ [q. v.]. (Ibn-Buzurj.) 5 تصفّحهُ He examined its صَفَحَات [or sides]; i. e. a thing's: (S:) or he considered it carefully, or attentively, and examined its صَفَحَات. (A, Mgh.) And تَصَفَّحْتُ الكِتَابَ I turned over, or examined, the صَفَحَات, meaning pages, of the book; as also ↓ صَفَحْتُهُ, inf. n. صَفْحٌ: (Msb:) and وَرَقَ المُصْحَفِ ↓ صَفَحْتُ I examined the leaves of the مُصْحَف [i. e. volume, or book, or copy of the Kur-án,] one by one. (O, K.) And تصفّح القَوْمَ, (Lth, A,) and ↓ صَفَحَهُمْ, (Lth, O, Msb, K,) He looked at the people, seeking for a particular man: (Lth:) or he examined the states, or conditions, of the people, and looked among them, to ascertain whether such a one was to be seen: (A; in explanation of the former:) or he made the people to pass before him, and examined them, one by one: (O, K; in explanation of the latter:) or he beheld [or looked at] the صَفَحَات [or sides] of the faces of the people. (Msb.) And تصفّح وُجُوهَ القَوْمِ He examined carefully, or attentively, the faces of the people, looking at their (the people's) external appearances and forms, and seeking to make himself acquainted with their cases: and he looked at the faces of the people, seeking to know them; as also ↓ صَفَحَهَا. (Lth, TA.) And تصفّح الأَمْرَ, (A, TA,) and تصفّح فِى الأَمْرِ, (K, TA,) and الأَمْرَ ↓ صَفَحَ, (TA,) and صَفَحَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) He looked into the affair, or case. (K, TA.) 6 تَصَافَحَا They took each the other's hand. (TK.) See also 3. b2: Hence, تَصَافُحُ الأَجْفَانِ (assumed tropical:) The closing together of the eyelids. (Har p.

364.) 10 استصفحهُ دَنْبَهُ He asked him, or begged him, to forgive his crime, sin, fault, or offence. (L, TA.) صَفْحٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) of a thing, (S, A, Mgh,) or of anything; (Msb;) and ↓ صَفْحَةٌ, (S, A, Mgh, Msb,) of a thing, (Mgh,) or of anything; (S, A, Msb;) The side; or lateral, or outward, part or portion; syn. of the former نَاحِيَةٌ; (S, A;) or of the same, (K,) or of the latter, (S, A,) or of each, (Mgh, Msb,) جَانِبٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) and both signify also the face, or surface, or front, of a thing: (Mgh:) pl. [of the former صِفَاحٌ, as below, and] of the latter صَفَحَاتٌ. (Msb.) صَفْحَا الشَّىْءِ signifies The two sides of the thing; syn. جَانِبَاهُ. (TA.) And صَفْحُ الإِنْسَانِ The side of the human being; (S, O, K; *) as also ↓ صَفْحَتُهُ. (O.) And hence, بَعِيرِهِ ↓ صَلَّى إِلَى صَفْحَةِ [He prayed towards the side of his camel]. (Mgh.) And صَفْحٌ and ↓ صُفْحٌ signify The عُرْض [i. e. side] (S, O, and K accord. to the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K عَرْض, [which in this instance I think a mistake,]) of the face: (S, O, K:) and so of a sword; (K, TA; [in the former of which, in art. عرض, the عُرْض of a sword is said to be its صَفْح;]) or the عَرْض [i. e. breadth, or width,] (S, O, Msb, and so accord. to the CK and my MS. copy of the K,) of a sword; (S, O, Msb, K;) i. e. contr. of طُول; (Msb;) [but it may be well rendered its side, or its flat, and so ↓ صَفْحَةٌ, for SM says that] صَفْحَتَا السَّيْفِ signifies the two faces, or surfaces, of the sword: (TA:) one says, نَظَرَ إِلَيْهِ بِصَفْحِ وَجْهِهِ (S, A) and ↓ بِصُفْحِ وجهه (S) [He looked towards him with the side of his face turned towards him] and ↓ بِصَفْحَتِهِ [which means the same]: (A:) but accord. to AO, one says, السَّيْفِ ↓ ضَرَبَهُ بِصُفْحِ [He struck him with the side, or flat, of the sword], and the vulgar say بِصَفْحِ السيف, with fet-h: (S:) the pl. [of صَفْحٌ] is صِفَاحٌ (K, TA) and [that of ↓ صُفْحٌ is] أَصْفَاحٌ. (TA.) الرَّجُلِ ↓ صَفْحَةٌ signifies The side (عُرْض) of the breast of the man. (L.) And one says, جَنْبِهِ ↓ ضَرَبَهُ عَلَى صَفْحَةِ [He struck him on the surface, or flat part, of his side; and so على صَفْحِ جنبه; but the former is the more common]. (A.) And السَّيْفِ ↓ جَلَا صَفْحَتَى [He polished the two sides, or surfaces, of the sword]. (A.) And الوَرَقَةِ ↓ كَتَبَ فِى صَفْحَتَىِ [He wrote upon the two sides, or faces, of the piece of paper]. (A.) الكِتَابِ ↓ صَفَحَاتُ signifies The pages, or faces of the leaves, of the book. (Msb.) and صَفْحُ الكَفِّ The face [i. e. palm] of the hand. (L.) And صَفْحَا الكَتِفِ The two parts of the scapula that slope down from the عَيْر [or spine thereof]: pl. صِفَاحٌ. (L.) And صَفْحُ الجَبَلِ The part of the mountain where the side thereof rests upon the ground; (S, K;) its سَفْح [q. v.]: (JM:) pl. صِفَاحٌ. (S.) صُفْحٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

صَفَحٌ Excessive width in the forehead. (IAar, K.) صَفْحَةٌ: see صَفْحٌ, in ten places. b2: [Hence,] أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَهُ (tropical:) i. q. كَاشَفَهُ [which is used alone as meaning كَاشَفَهُ بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, with him]: (A, TA:) or he showed, or revealed, to him his deed [or crime] which he was concealing. (TA in art. بدو, from a trad. [which shows it to be used in an evil sense].) صِفَاحٌ, which is disapproved in horses, is [A quality] like what is termed مَسْحَة [app. meaning a flatness, or an evenness,] in the side (عُرْض) of the cheek, by reason of which its width is excessive. (O, K.) A2: [It is also an inf. n. of 3, q. v.]

صَفُوحٌ One who has the quality of turning away from the crimes, sins, faults, or offences, of others, and of forgiving; [or rather wont to turn away &c.;] as also ↓ صَفَّاحٌ: (TA:) الصَّفُوحُ, (K, TA,) as an epithet applied to God, (TA,) means the Very Forgiving; or He who forgives much. (K, TA.) b2: And Generous; (K;) because the generous man forgives those who act injuriously towards him. (TA.) b3: And A woman who turns away from one; who forsakes one's society: as though not giving aught but her side. (K.) صَفِيحٌ: see صَفِيحَةٌ, in four places. [It is properly a coll. gen. n.: as such signifying Any kind of thing made flat and broad or wide: as, for instance, plate, or expanded metal: n. un. with ة, meaning a piece thereof.] b2: [Hence, as it is supposed to be an expanded solid substance,] الصَّفِيحُ, (K,) or الصَّفِيحُ الأَعْلَى, (TA,) is one of the names of Heaven. (K, TA.) صَفِيحَةٌ A wide, or broad, stone; (T, S;) as also ↓ صَفِيحٌ (T) and ↓ صُفَّاحٌ: (S:) or [↓ صَفِيحٌ and]

↓ صُفَّاحٌ and صَفَائِحُ [which last is pl. of صَفِيحَةٌ] signify wide, or broad, stones, which are put over graves: (A:) or صَفَائِحُ and ↓ صُفَّاحٌ signify wide, or broad, and thin, stones; (K, TA;) one of which is called صَفِيحَةٌ and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) and anything wide, or broad, (Mgh, Msb, TA,) such as a stone, (TA,) and a plank, or board, (Mgh, TA,) and the like, (TA,) is termed صَفِيحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) whence one says, اِشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبَ وَفِضَّةٍ [He purchased a house in which were plates of gold and of silver]. (Mgh.) The pl. صَفَائِحُ signifies also [particularly] The planks, boards, or leaves, (أَلْوَاح,) of a door. (S, K.) And Wide, or broad, swords; (A, K;) one such sword being termed صَفِيحَةٌ: (S:) or this latter signifies [simply] a sword; and ↓ صَفِيحٌ, swords. (Ham p. 323.) And The قَبَائِل [or principal bones, namely, the frontal, occipital, and two parietal, bones,] of the head; (K;) a single one of these being termed صَفِيحَةٌ. (TA.) And صَفِيحَةٌ, (S,) or ↓ صَفِيحٌ, (K,) or each of these, (TA,) signifies The face, or surface, of anything wide, or broad. (S, K, TA.) And صَفِيحَةُ الوَجْهِ The exterior skin, cuticle, or scarf-skin, of the face. (S.) صَفَّاحٌ: see صَفُوحٌ.

صُفَّاحٌ; and its n. un., with ة: see صَفِيحَةٌ, in five places. b2: Also (tropical:) Camels whose humps have become large, (K, TA,) so that the hump of the she-camel occupies the whole of her back: n. un. with ة: (TA:) pl. صُفَّاحَاتٌ and صَفَافِيحُ: (K:) likened to wide, or broad, stones or similar things, because of their hardness. (TA.) صَافِحٌ A she-camel, (K,) and a ewe, or she-goat, (TA,) [ceasing to yield her milk;] whose milk is going away: (K, TA:) or a she-camel that has lost her young one, and whose milk has gone. (IAar, TA.) b2: غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ, occurring in a trad., means [Not lifting up, or elevating, his head,] nor putting forth his cheek, nor inclining on one side. (L.) أَصْفَحُ A man excessively wide in the forehead: from صَفَحٌ. (K.) مُصْفَحٌ Wide, or broad; (S, K;) as also ↓ مُصَفَّحٌ, (K,) which latter is the more common; both applied in this sense to a sword, and to anything; and ↓ مَصْفُوحٌ signifies the same. (TA.) One says, وَجْهُ هٰذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ The face of this sword is wide, or broad; from ↓ أَصْفَحْتُهُ. (S.) And ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفَحًا, (S, A, K,) and ↓ مَصْفُوحًا, (IAar, TA,) and ↓ مُصْفِحًا, (A, [this last relating to the agent,]) He struck him with the breadth, or width, [or flat,] of the sword; (S, A, K;) not with its edge: (A:) and ضربه بالسيف غَيْرَ مُصْفَحٍ He struck him with the sword not with its breadth, but with its edge. (TA.) And رَجُلٌ الرَّأْسِ ↓ مُصَفَّحُ A man wide, or broad, in respect of the head; (S, TA;) and so مُصْفَحُ الرَّأْسِ. (TA.) b2: Also Having the two sides of his head depressed, and the side of the forehead prominent, (K, TA,) and the occiput also prominent and conspicuous: (TA:) or having the fore and hind parts of the head projecting. (Az, Mgh.) b3: And A head compressed in the parts next the temples, so as to be long between the forehead and the back of the neck. (K.) b4: A nose straight in the bone; (K, TA;) having the bone even with the forehead. (TA.) b5: And A smooth, or soft, or smooth and soft, and beautiful, face. (Lh, K.) b6: Applied to a sword, (TA,) Inclined, or bent: (S, K, TA:) and inverted, or reversed: (Ibn-Buzurj, K, TA:) that is turned upon its edge when one strikes with it: and that is inclined, or bent, when one desires to sheath it. (TA.) b7: It is said in a trad., قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الحَقِّ, meaning (assumed tropical:) The heart of the believer is inclined to the truth; (S, L;) as though its side (صَفْحُهُ i. e. جَانِبُهُ) were placed upon it. (L.) And مُصْفَحٌ applied to a heart signifies also (assumed tropical:) Turned away from the truth: (TA:) [or] so applied, in which are combined faith and hypocrisy: (K, TA:) or, accord. to Khálid, that falls short of its duty; in which is latent rancour, malevolence, malice, or spite; and which is not sincere in its religion: (Sh, TA:) or it means double-faced; one who meets the unbelievers with one face, and the believers with another face; صَفْحٌ signifying the “ face,” of anything. (IAth, TA.) A2: And المُصْفَحُ is a name of The sixth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, K;) as also المُسْبِلُ. (S.) مُصْفِحٌ بِالسَّيْفِ Striking with the side of the sword, not with the edge; (TA;) striking with the face of the sword. (O.) See also مُصْفَحٌ.

مُصَفَّحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places. b2: [Hence,] مُصَفَّحَةٌ signifies A sword; as also ↓ مُصَفِّحَةٌ: (K: [but see what follows:]) accord. to IAar, مُصَفَّحَاتٌ [its pl. (K)] signifies swords; because they are made broad, or wide, and lengthened out, in the forging: (S:) or, as some say, it signifies broad, or wide, swords. (TA. [See also صَفِيحَةٌ.]) Lebeed says, describing clouds, كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فِى ذُرَاهَا وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ المَآلِى

[As though there were swords, or broad swords, upon their summits, and wailing women having upon them the pieces of rag which such women hold in wailing and with which they make signs]: (S, TA:) Az says that he likens the lightning, in the darkness of the clouds, to broad swords: (TA:) and IAar says that مصفّحات here means swords: but as some relate the verse, the word is ↓ مُصَفِّحَات [meaning women clapping their hands]; as though he likened the clouds' discovering themselves when the lightning shone from them, and they opened, and then met together after the lightning's becoming extinct, to the clapping of women's hands: (S: in some copies of which, الغَيْث is put for الغَيْم:) or, accord. to this reading, he likens the sound of the thunder to women's clapping of their hands. (TA.) b3: Also A she-camel (T, L) that is kept from being milked, in order that she may become fat. (T, L, K.) مُصَفِّحَةٌ, and its pl.: see مُصَفَّحٌ.

مَصْفُوحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places.

مُصَافِحٌ One who commits adultery, or fornication, with any woman, whether she be free or a slave. (K.)
ص ف ح: (صَفْحُ) الشَّيْءِ نَاحِيَتُهُ وَصَفْحُ الْجَبَلِ مِثْلُ سَفْحِهِ. وَ (صَفْحَةُ) كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ. وَ (صَفَائِحُ) الْبَابِ أَلْوَاحُهُ. وَ (صَفَحَ) عَنْهُ أَعْرَضَ عَنْ ذَنَبِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَضَرَبَ عَنْهُ (صَفْحًا) أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَ (تَصَفَّحَ) الشَّيْءَ نَظَرَ فِي (صَفَحَاتِهِ) . وَ (الْمُصَافَحَةُ) وَ (التَّصَافُحُ) الْأَخْذُ بِالْيَدِ. وَ (الْمُصْفَحُ) بِوَزْنِ الْمُصْحَفِ الْمُمَالُ وَفِي الْحَدِيثِ: «قَلْبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ» وَالتَّصْفِيحُ مِثْلُ التَّصْفِيقِ وَفِي الْحَدِيثِ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ» وَيُرْوَى بِالْقَافِ أَيْضًا. 
صفح
صَفْحُ الشيءِ: عرضه وجانبه، كَصَفْحَةِ الوجهِ، وصَفْحَةِ السّيفِ، وصَفْحَةِ الحَجَرِ.
والصَّفْحُ: تركُ التّثريب، وهو أبلغ من العفو، ولذلك قال: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
[البقرة/ 109] ، وقد يعفو الإنسان ولا يَصْفَحُ. قال: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ
[الزخرف/ 89] ، فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
[الزخرف/ 5] ، وصَفَحْتُ عنه:
أوليته مني صَفْحَةٍ جميلةٍ معرضا عن ذنبه، أو لقيت صَفْحَتَهُ متجافيا عنه، أو تجاوزت الصَّفْحَةَ التي أثبتّ فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها، من قولك: تَصَفَّحْتُ الكتابَ، وقوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، فأمر له عليه السلام أن يخفّف كفر من كفر كما قال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل/ 127] ، والمُصَافَحَةُ: الإفضاء بِصَفْحَةِ اليدِ.
صفح الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحا كلِّ شَيْءٍ: جانِباه. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهاه. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عَرْضُ صَدْرِه. وسَيْفٌ مُصْفَحٌ: عَرِيْضٌ. والصَّدْرُ المُصْفَحُ كذلك، وكُلُّ سَيْفٍ عَرِيْضٍ أو خَشَبَةٍ عَرِيْضَةٍ. وحَدِيْدَةٌ صَفِيحَةٌ. وأصْفَحَ فلانٌ بِسَيْفِه: ضَرَبَ بصَفْحِه. ونَظَرَ إليه بصَفْحِ وَجْهِه وصُفْحِه. ورَجُلٌ مُصَفَّحُ الوَجْهِ. والمُصَفَّحَاتُ: السُّيُوْفُ لأنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ. والصُّفّاحُ من الحِجَارَةِ خاصَّةً: ما عَرُضَ وطالَ، والواحِدَةُ: صُفَّاحَةٌ. والمُصَافَحَةُ مَعْروفةٌ. والصَّفْحُ: العَفْوُ. والإعْرَاضُ. وصَفَحْتُ النّاسَ: نَظَرْتُ في حالِهم، أو عَرَضْتُهم واحِداً واحِداً. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَفِ صَفْحاً. والصُّفّاحُ من الإِبِلِ: التي عَظُمَتْ أسْنِمَتُها، وتُجْمَعُ: صُفّاحاتٍ وصَفَافِيْحَ. والمُصَفَّحُ: الأعْوَجُ من السِّهَام. وهو مُصَفَّحُ الجِسْمِ. وجَمَلٌ فيه صَفْحٌ وصِفَاحٌ: أي دِقَّةٌ وهَضَمٌ. وصَفَحْتُ الرَّجُلَ أصْفَحُه صَفْحاً: إذا سَقَيْتَه أيَّ شَرابٍ كانَ. وإِذا سَألَكَ فلم تُعْطِه قُلْتَ: صَفَحْتُه وأصْفَحْتُه - بالألف -. والمُصْفَحُ: المَرْدُوْدُ عن حاجَتِه. وصَفَّحَ وصَفَّقَ: وَاحِدٌ، وهو التَّصْفِيْحُ والتَّصْفِيْقُ. ولَقِيْتٌه صِفَاحاً: أي فُجَاءةً.

شفع

(شفع) - في الحديث: "الشُّفْعَةُ في كلِّ ما لم يُقْسَم".
قيل: هىِ مُشْتَقَّة من الزِّيادة؛ لأن الشَّفِيع يَضُمُّ المَبِيعَ إلى ملكه، فيَشْفعُه به، والشَّافِع هو الجاعِلُ الفَرْدَ زوجاً والوِتْرَ شَفْعاً: أي لأن الخَيْرَ بالشَّفَاعة يُشْفَعُ ويقرن بما تَقَدَّم.
(شفع)
الشَّيْء شفعا ضم مثله إِلَيْهِ وَجعله زوجا وَالْبَصَر الأشباح رَآهَا شَيْئَيْنِ وَيَقُول الْهَرم شفعت لي الْأَشْخَاص بدا الشَّيْء لي شَيْئَيْنِ لضعف بَصَره وَالْحَامِل كَانَ يتبعهَا ولد وَلفُلَان كَانَ شَفِيعًا لَهُ وَإِلَى فلَان توسل إِلَيْهِ بوسيلة وَفِي الْأَمر كَانَ شَفِيعًا فِيهِ

(شفع) مُبَالغَة شفع وَفُلَانًا فِي كَذَا قبل شَفَاعَته فِيهِ وَيُقَال هُوَ مُشَفع يقبل الشَّفَاعَة وَهُوَ مُشَفع مَقْبُول الشَّفَاعَة
شفع
الشفْعُ من العَدَدِ: الزَوْجُ، والجَميعُ: الشفَاعُ. وكذلك الشّافِعُ، وفي الحَديث: " أتِيَ بِشَاةٍ شَافِع ": أي شَفَعَها وَلَدُها وشَفَعَتْه، والمصدرُ: الشفْعُ - بكسْر الشين -؛ كالضرِّ من الضرة.
والشّافِع من الضأْنِ: كالتَّيْس من المِعْزى. وقيل: هو أيضاً: التَيْسُ بعَيْنه، وأرى انه الذي إِذا ألْقَحَ ألْقَحَ شَفْعاً لا وِتْراً. والشّافِعُ والشَفِيْعُ - جَميعاً -: الطًالِبُ لِغَيْره.
ونَاقَةٌ شَفُوْعٌ: تَجْمَعُ بَيْنَ مِحْلَبَيْن. وهو يَشْفَعُ لي بالعَداوة: أي يُعِيْن. والشَّفَائعُ: ألْوانُ الرعْي يَنْبُتُ اثْنَيْنِ اثْنَيْن.

شفع


شَفَعَ(n. ac. شَفْع)
a. Doubled, made double; repeated; paired
coupled.
b. Added to, extended by purchase (estate).
c.(n. ac. شَفَاْعَة) [Fī & Ila], Interceded, pleaded, spoke for.... with.
d. ['Ala], Plotted, intrigued against.
شَفَّعَa. see I (a)b. [acc. & Fī], Accepted the intercession of.
c. Gave the right of pre-emption to.

تَشَفَّعَa. see I (c)
إِسْتَشْفَعَ
a. [acc. & Ila], Asked to interced with.
شَفْع
(pl.
شِفَاْع
أَشْفَاْع
38)
a. Pair, couple.
b. Even number.

شُفْعَةa. Coupling, pairing.
b. Right of pre-emption.
c. Insanity.

شَاْفِعa. Intercessor, defender, advocate.

شَاْفِعَةa. That sees double (eye).
شَفَاْعَةa. Intercession, mediation; protection.

شَفِيْع
(pl.
شُفَعَآءُ)
a. see 21
[شفع] الشَفْعُ: خلافُ الزوج، وهو [خلاف ] . الوتر. تقول: كان وترا فَشَفَّعْتُهُ شَفْعاً. والشُفْعَةُ في الدار والأرض. والشَفيعُ: صاحب الشُفْعَةِ وصاحب الشَفاعَةِ. وناقةٌ شافِعٌ: في بطنها ولدٌ ويتبعها آخر. تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً. وفي الحديث: " أنَّه بعث مصدِّقاً فأتاه بشاةٍ شافِعٍ فلم يأخُذْها وقال: ائتني بمُعْتاطٍ ". قال أبو عبيد: فالشافِعُ التي معها ولدُها، سمِّيتْ شافِعاً لأنّ ولدها شَفَعَها وشَفَعَتْهُ هي. وناقةٌ شَفوعٌ، وهي التي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبَةٍ واحدةٍ. واستشفعته إلى فلان، أي سألته أن يَشْفَعَ لي إليه وتَشَفَّعْتُ إليه في فلان فَشَفَّعَني فيه تشفيعا. وبنو شافع، من بنى المطلب بن عبد مناف، منهم الشافعي .
شفع عوط قَالَ أَبُو عبيد: وَأما الحَدِيث الآخر: أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بعث 51 / الف مُصدقا فَأتى بِشَاة شَافِع فَلم يَأْخُذهَا وَقَالَ: ائْتِنِي بمعتاط. / فَإِن الشافع الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا [سميت شافعا لِأَن وَلَدهَا -] شفعها وشفعته [هِيَ -] يُقَال: هِيَ تشفعه وَهُوَ يشفعها وَالشَّفْع: الزَّوْج والوتَر: الْفَرد. وَأما المعتاط فالتي ضربهَا الْفَحْل فَلم تحمل ويُقَال مِنْهُ: هِيَ معتاط وعائط وَحَائِل وَجمع العائط عُوط وَجمع الْحَائِل حُول وحولل قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وسَمِعت الْكسَائي يَقُول: جمع العائط عُوط وعوطط و [جمع -] الْحَائِل حولل وحول و [كَانَ -] بَعضهم يَجْعَل حوللا مصدرا وَلَا يَجعله جمعا وَكَذَلِكَ عوطط. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: تنْكح الْمَرْأَة لميسمها ولمالها ولحسبها عَلَيْك بِذَات الدَّين تربت يداك.
ش ف ع : شَفَعْتُ الشَّيْءَ شَفْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ ضَمَمْتُهُ إلَى الْفَرْدِ وَشَفَعْتُ الرَّكْعَةَ جَعَلْتُهَا ثِنْتَيْنِ وَمِنْ هُنَا اُشْتُقَّتْ الشُّفْعَةُ وَهِيَ مِثَالُ غُرْفَةٍ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَشْفَعُ مَالَهُ بِهَا وَهِيَ اسْمٌ لِلْمِلْكِ الْمَشْفُوعِ مِثْلُ اللُّقْمَةِ اسْمٌ لِلشَّيْءِ الْمَلْقُومِ وَتُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى التَّمَلُّكِ لِذَلِكَ الْمِلْكِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ مَنْ ثَبَتَ لَهُ شُفْعَةٌ فَأَخَّرَ الطَّلَبَ بِغَيْرِ عُذْرٍ بَطَلَتْ شُفْعَتُهُ فَفِي هَذَا الْمِثَالِ جَمْعٌ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ فَإِنَّ الْأُولَى لِلْمَالِ وَالثَّانِيَةَ لِلتَّمَلُّكِ وَلَا يُعْرَفُ لَهَا فِعْلٌ وَشَفَعْتُ فِي الْأَمْرِ شَفْعًا وَشَفَاعَةً طَالَبْتُ بِوَسِيلَةٍ أَوْ ذِمَامٍ وَاسْمُ الْفَاعِلِ شَفِيعٌ وَالْجَمْعُ شُفَعَاءُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكُرَمَاءَ وَشَافِعٌ أَيْضًا وَبِهِ سُمِّيَ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ شَافِعِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَقَوْلُ الْعَامَّةِ شَفْعَوِيٌّ خَطَأٌ لِعَدَمِ السَّمَاعِ وَمُخَالَفَةِ الْقِيَاسِ وَاسْتَشْفَعْتُ بِهِ طَلَبْتُ الشَّفَاعَةَ. 
ش ف ع

شفعت له إلى فلان، وأنا شافعه وشفيعه، ونحن شفعاؤه، وأهل شفاعته، وتشفعت له إليه فشفعني فيه، واللهم اجعله لنا شفيعاً مشفّعاً، واستشفعني إليه فشفعت له، واستشفع بي، وإن فلاناً ليستشفع به. قال الأعشى:

واستشفعت من سراة الحيّ ذا ثقةٍ ... فقد عصاها أبوها والذي شفعا

وقال آخر:

مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى ليلى الغداة شفيع

وكان وتراً فشفعته بآخر، وهو مشفوع به. وامرأة مشفوعة، وأصابتها شفعة: عين. وأخذ الدار بالشفعة.

ومن المجاز: فلان يعاديني وله شافع أي معين يعينه على عداوتي كما يعين الشافع المشفوع له. قال النابغة:

أتاك امرؤ مستعلن لي بغضه ... له من عدو مثل ذلك شافع

وقال الأحوص:

كأن من لامني لأصرمها ... كانوا علينا بلومهم شفعوا

وقال قيس بن خويلد:

إذا صدرت عنه تشمت مخاضها ... إلى السّرْو تدعوها إليه الشفائع

يريد الرياض التي في هذا المكان كأنها شفعت إليها حتى أتتها. وشاة شافع: معها ولدها. وناقة شفوع: تجمع بين محلبين.
(ش ف ع) : (يُكْرَهُ) الصَّلَاةُ بَيْنَ (الْأَشْفَاعِ) يَعْنِي: التَّرَاوِيحَ كَأَنَّهُ جَمْعُ الشَّفْعِ خِلَافُ الْوَتْرِ (وَمِنْهُ) شَاةٌ شَافِعٌ مَعَهَا وَلَدُهَا وَنَاقَةٌ شَافِعٌ فِي بَطْنِهَا وَلَدُهَا وَيَتْلُوهَا آخَرُ عَنْ شِمْرٍ عَنْ الْفَرَّاءِ (وَالشُّفْعَةُ) اسْمٌ لِلْمِلْكِ الْمَشْفُوعِ بِمِلْكٍ مِنْ قَوْلِهِمْ كَانَ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُ بِآخَرَ أَيْ جَعَلْتُهُ زَوْجًا لَهُ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «لَتَشْفَعَنَّهَا» وَنَظِيرُهَا الْأُكْلَةُ وَاللُّقْمَةُ فَإِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا فُعْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ جُعِلَتْ عِبَارَةً عَنْ تَمَلُّكٍ مَخْصُوصٍ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّعْبِيُّ فِي قَوْلِهِ مَنْ بِيعَتْ شُفْعَتُهُ وَهُوَ حَاضِرٌ فَلَمْ يَطْلُبْ ذَلِكَ فَلَا شُفْعَةَ لَهُ وَعَنْ الْقُتَبِيِّ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إذَا أَرَادَ بَيْعَ مَنْزِلٍ أَتَاهُ جَارُهُ فَشَفَعَ إلَيْهِ أَيْ طَلَبَ فِيمَا بَاعَ فَشَفَّعَهُ أَيْ قَبِلَ شَفَاعَتَهُ وَجَعَلَهُ أَوْلَى بِالْمَبِيعِ مِمَّنْ بَعُدَ سَبَبُهُ (قُلْتُ) وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ الشَّفَاعَةِ لِأَنَّ فِيهَا طَلَبًا وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَصْلُ وَلَمْ نَسْمَع مِنْهَا فِعْلًا وَأَمَّا قَوْلُهُ وَلَوْ بَاعَ الشَّفِيعُ دَارِهِ الَّتِي يَشْفَعُ بِهَا أَوْ نَصِيبَهُ الَّذِي يَشْفَعُ بِهِ فَمِنْ لُغَةِ الْفُقَهَاءِ وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ إذَا أَرَادَ الشَّفِيعُ أَخْذَ بَعْضِ الدَّارِ الْمَشْفُوعَةِ دُونَ بَعْضٍ يَعْنِي: الدَّارَ الَّتِي أُخِذَتْ بِالشُّفْعَةِ الصَّوَابُ الْمَشْفُوعُ بِهَا كَمَا فِي الْمَوْضِعِ الْآخَرِ يَعْنِي: الدَّارَ الَّتِي أُخِذَتْ بِالشُّفْعَةِ.
شفع
الشَّفْعُ: ضمّ الشيء إلى مثله، ويقال لِلْمَشْفُوعِ: شَفْعٌ، وقوله تعالى: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ
[الفجر/ 3] ، قيل: الشَّفْعُ المخلوقات من حيث إنها مركّبات، كما قال: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ [الذاريات/ 49] ، والوتر:
هو الله من حيث إنّ له الوحدة من كلّ وجه.
وقيل: الشَّفْعُ: يوم النّحر من حيث إنّ له نظيرا يليه، والوتر يوم عرفة ، وقيل: الشَّفْعُ: ولد آدم، والوتر: آدم لأنه لا عن والد ، والشَّفَاعَةُ: الانضمام إلى آخر ناصرا له وسائلا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى. ومنه: الشَّفَاعَةُ في القيامة. قال تعالى:
لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً
[مريم/ 87] ، لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ [طه/ 109] ، لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً [النجم/ 26] ، وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى
[الأنبياء/ 28] ، فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ
[المدثر/ 48] ، أي: لا يشفع لهم، وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ [الزخرف/ 86] ، مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ
[غافر/ 18] ، مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً
[النساء/ 85] ، وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً [النساء/ 85] ، أي: من انضمّ إلى غيره وعاونه، وصار شَفْعاً له، أو شَفِيعاً في فعل الخير والشّرّ، فعاونه وقوّاه، وشاركه في نفعه وضرّه.
وقيل: الشَّفَاعَةُ هاهنا: أن يشرع الإنسان للآخر طريق خير، أو طريق شرّ فيقتدي به، فصار كأنّه شفع له، وذلك كما قال عليه السلام: «من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سنّ سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها» أي: إثمها وإثم من عمل بها، وقوله: ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ
[يونس/ 3] ، أي:
يدبّر الأمر وحده لا ثاني له في فصل الأمر إلّا أن يأذن للمدبّرات، والمقسّمات من الملائكة فيفعلون ما يفعلونه بعد إذنه. واسْتَشْفَعْتُ بفلان على فلان فَتَشَفَّعَ لي، وشَفَّعَهُ: أجاب شفاعته، ومنه قوله عليه السلام: «القرآن شَافِعٌ مُشَفَّعٌ» والشُّفْعَةُ هو: طلب مبيع في شركته بما بيع به ليضمّه إلى ملكه، وهو من الشّفع، وقال عليه السلام: «إذا وقعت الحدود فلا شُفْعَةَ» .
(ش ف ع)

شَفَع الوِتْرَ من الْعدَد يَشْفَعُه شَفْعا: صيره زوجا. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي لسويد ابْن كرَاع، وَإِنَّمَا هُوَ لجرير:

وَمَا باتَ قَوْمٌ ضامنينَ لَنا دَماً ... فيَشْفِينَا إِلَّا دِماءٌ شَوَافِعُ

أَي لم نك نطالب قوما بِدَم قَتِيل منَّا، فنَشْتَفِيَ إِلَّا بقتل جمَاعَة، وَذَلِكَ لعزتنا، وَقُوَّتِنَا على إِدْرَاك الثأر. وَقَوله:

لنفسِي حديثٌ دونَ صَحْبِي وأصْبَحتْ ... تَزِيدُ لعَيْنَيَّ الشُّخوص الشُّوَافِعُ

لم يفسره ثَعْلَب. وَقَوله:

مَا كَانَ أبْصَرَنِي بغِرَّاتِ الصِّبا ... فالآنَ قد شُفِعَتْ ليَ الأشْباحُ مَعْنَاهُ: أَنه يحْسب الشَّخْص اثْنَيْنِ، لضعف بَصَره.

والشَّفْع: مَا شُفِع، سمي بِالْمَصْدَرِ. والشَّفْع: الزَّوْج. وَالْجمع: شِفاع. قَالَ أَبُو كَبِير:

وأخو الأباءَةِ إذْ رأى خُلاَّنَه ... تَلَّي شِفاعاً حَوْلَهُ كالإذْخِرِ

شبَّهَهم بالإذخر، لِأَنَّهُ لَا يكَاد ينْبت إِلَّا زوجا زوجا.

وناقة شافِعٌ: فِي بَطنهَا ولد، أَو يتبعهَا ولد يشفعها.

وشَاة شَفُوعٌ، وشافِع: شَفَعَها وَلَدهَا. وَفِي الحَدِيث: " أَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بِشَاة شَافِع، فَلم يقبلهَا ".

وشَاة مُشْفِعٌ: ترْضع كل بهمة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والشَّفُوع من الْإِبِل: الَّتِي تجمع بَين محلبين فِي حلبة.

وشَفَع لي بالعداوة: أعَان عليَّ. قَالَ النَّابِغَة:

أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبطِنٌ ليَ بِغْضَةً ... لَهُ مِن عَدُوّ مثل ذلكَ شافِعُ

وشَفَعَ لي يَشْفَع شَفاعَةً، وتَشَفَّع: طلب.

والشَّفيع: الشافِع. والجمعُ شُفَعاء.

واسْتَشْفَع بفلان على فلَان، وتَشَفَّع لَهُ إِلَيْهِ، فشَفَّعَه فِيهِ. وَقَالَ الْفَارِسِي: اسْتَشْفَعَهُ: طلب مِنْهُ الشَّفاعة، أَي قَالَ لَهُ: كن لي شافِعا.

والشُّفْعَة فِي الشَّيْء: الْقَضَاء بِهِ لصَاحبه. والشُّفْعَة: الْعين.

وَامْرَأَة مَشْفُوعة: مصابة بِالْعينِ، وَلَا يُوصف بِهِ الْمُذكر.

والأشْفَع: الطَّويل.

وشافِع وشَفيع: اسمان. وَبَنُو شافِع: من بني عبد الْمطلب بن عبد منَاف، مِنْهُم الشَّافِعِي الْفَقِيه، رَحمَه الله.
شفع: شفع العدد صيره شفعاً أي زوجاً وهو مصدر وخلاف الوتر أي الزوج من العدد؛ إلا أن هذا الفعل يستعمل أيضاً عند الحديث عن شيئين مختلفين في الجنس فيفيد التكاثر أو ربط شيء بشيء آخر (أنظر ملاحظتي في عباد 3، 156).
شفع إلى فلان - متبوعة (بأن) - أبو الوفاء تاريخ ما قبل الإسلام 70) شفّع: لها المعنى نفسه والتركيب ذاته. (يقول لين إنه لم يجد هذا في أي من المعاجم التي لديه)، صاحب محيط المحيط ذكرها على نحو صريح: شفعه صيره شفعاً ووزن بيت الشعر عند المقري يقتضي هذا الشكل 2، 176، 9.
شفع في: منح، أعطى شيئاً لفلان (يوتيج 1، 277، 5): فسل ما بدا لك ولك عندي ثلاث شفاعات وشفعّني أنت في واحدة؛ أنظر مادة شفع عند بوكوك الذي احسن ترجمتها إلى اللاتينية. والأدريسي 39، 2 الذي يقول: وهو حامل هذه الحجارة وسار (الصحيح: صار) في حاجة قضيت له بأوفى عناية وشُفّع فيها (وهنا يمكن ان نترجم هذه الكلمة، وهي، بحالة المبنى للمجهول، ب: الحصول على شيء أو منحة).
شفّع: الوالي أملاك فلان: تعنى جبر أصحاب الشُفعة على مشتراها (محيط المحيط أنظر المعجم في مادة شفعة).
شفعّ: شفعّه بعد أن كان حنفياً مرسنّج 26، 6: جعل فلانا شافعياً بعد ان كان حنفياً.
تشفّع ب: طلب، التمس (ملابس 190، 3): بعد أن قرأ أوامر السلطان وضع القرآن على رأسه وتشفّع بأنه ما بقى يلبس الولاية)) أي إنه التمس أن لا يجبر، بعد الآن، على قبول الولاية.
تشفع ب: اشطب من فريتاج مطاوع هذا الفعل الذي نصّ عليه في كتابه عن حياة تيمور 1، 506، 2. لقد جاء في النص: ((قل تسمع، اشفع تشفع، سل تنل)) أن هذه الكلمات الذي شرحها لين موجودة، بحسب قوله، في إحدى الترجمات.
استشفع: مشتقة من شُفعة: استشفعه إليه وفيه أي سأله إن يشفع له عنده وهناك أيضاً وثيقة الشفعة استشفع فلان بن فلان بماله من الشفعة فيما حاز إلى فلان من يد فلان بالشراء إذ هو مشاعاً -كذا- له غير مقسوم)).
شفع: صلاة الأشفاع (كارتاس 248، 11) أو اشفاع رمضان (حيان 28) أو الاشفاع وحدها (بيان 1، 195، 1) هي نوع من أنواع الصلوات الليلية في رمضان. ولو استشرنا لين (في معجمه) فإنه يحملنا على الاعتقاد أن صلاة الاشفاع مرادفة لصلاة التراويح ويبدو أن مقطعاً في (البيان) قد ورد مؤيداً (1، 149، 9) لهذه الفكرة حيث أننا وجدنا (عريب) الذي استنسخ المخطوطة قد اختزل كلمة وأوجز ولخص وقال: صلاة الأشفاع فوضع ابن الأزري ما يحل محلها وقال: التراويح ولو سمحنا بوجهة النظر هذه ينبغي أن نلاحظ ما يطلق عليه اسم الشفع والوتر التي هي صلاة من نوع آخر يختلف عن صلاة الأشفاع أو التراويح لأن ابن بطوطة (1، 389، 390، 2، 299) يميّز، بوضوح، بين صلاة التراويح وصلاة الشفع والوتر. إنه يرى أن صلاة العشاء تتبعها التراويح التي هي عشرون ركعة أما صلاة الشفع والوتر فهي صلاة ما قبل الفجر.
شفعة: توسط في خلاف (بوشر).
شُفعة: حق استرداد المبيع وفاءً (رولاند).
شفعيّة: معناها في لغة التصوف ثنائية الله والعالم فهي تشير إذا إلى نوع من الازدواج (دي سلين في تعليقه على المقدمة 3، 76، 2).
شفاعة: أسم مصدر يستعمل غالباً كالاسم ويفيد معنى التوسط في خلاف، والالتماس (بوشر).
لو راجعنا عبارة يوجيوس، المذكورة في المادة الثانية، لرأينا أن هذه الكلمة قد فقدت أصالتها وأنها تستعمل بمعنى: طلب والتماس فحسب.
شفاعة: ((حرقة وهواء وشفاعة ومحبة)) وباللاتينية Affectus.
[شفع] نه: فيه: "الشفعة" في كل ما لم يقسم، هي معروفة مشتقة من الزيادة لأن الشفيع يضم المبيع إلى ملكه فيشفعه به بعد أن كان وترًا. ومنه ح: "الشفعة" على رؤس الرجال، هو أن تكون دار بين جماعة مختلفي السهام فيبيع واحدوقيل: هي ما في بطنها ولدها ويتلوها آخر، وروي: هذه شاة الشافع - بإضافة كمسجد للجامع. وفيه: من حافظ على "شفعة" الضحى غفر له - يعني ركعتي الضحى، ويروى بالفتح والضم، وسماها شفعة لأنها أكثر من واحدة. ج: فهي ثنتان ثنتان.
شفع
شفَعَ1 يَشفَع، شَفْعًا، فهو شافع، والمفعول مَشْفوع
• شفَع الشَّيءَ:
1 - ضمّ إليه مثلَه، جعله زوجًا "كان واحدًا فشفَعه بآخر".
2 - رآه اثنين لضعف بصره.
• شفَع الرَّكعةَ: أتى عليها بأخرى. 

شفَعَ2/ شفَعَ في1 يَشفَع، شُفْعةً، فهو شافع، والمفعول مَشْفوع
• شفَع أخاه/ شفَع جارَه: جعلهما أولى من غيرهما بشراء عقارٍ أو ملكٍ يرغب في بَيْعِه.
• شفَع في الدَّار: طلبها بحقّ الشُّفعة. 

شفَعَ إلى/ شفَعَ في2/ شفَعَ لـ يَشفَع، شَفْعًا وشفاعةً، فهو شافِع وشَفِيع، والمفعول مشفوع إليه
• شفَع إلى فلان: توسّل إليه بوسيلة "شفعت إلى الأستاذ ليغفر لزميلي".
• شفَع في الأمر: كان وسيطاً فيه.
• شفَع لفلان: سأل له العفو والتجاوزَ عن ذنبه، كان له شفيعًا "اللّهمَّ اجعله لنا شفيعًا مُشفَّعًا: النبيّ محمد صلَّى الله عليه وسلَّم- {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ} - {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} ". 

استشفعَ/ استشفعَ إلى/ استشفعَ بـ يستشفع، استِشفاعًا، فهو مُستشفِع، والمفعول مُستشفَع
 • استشفع فلانًا/ استشفع إلى فلان/ استشفع بفلان: طلب شفاعتَه ونصرتَه وتأييدَه "استشفع بأخيه على عدوِّه" ° فلانٌ يُستشفع به: إذا كان صاحب نفوذ، أو عالي المَنزلة. 

تشفَّعَ/ تشفَّعَ إلى/ تشفَّعَ بـ/ تشفَّعَ في/ تشفَّعَ لـ يتشفَّع، تشفُّعًا، فهو مُتشفِّع، والمفعول مُتشفَّع إليه
• تشفَّع الرَّجلُ: دخل في مذهب الإمام الشافعيّ.
• تشفَّع إلى فلان/ تشفَّع في فلان/ تشفَّع لفلان: سأل التَّجاوزَ عن ذنبه أو خطئه "تشفع إلى معلِّمه في زميله".
• تشفَّع بصديقه: توسَّل به. 

شفَّعَ يشفِّع، تشفيعًا، فهو مُشفِّع، والمفعول مُشفَّع
• شفَّع فلانًا عند فلان: وسَّطه عنده لقضاء حاجته.
• شفَّع فلانًا في كذا: قبل شفاعته أو وَسَاطَتَه فيه. 

شافع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شفَعَ إلى/ شفَعَ في2/ شفَعَ لـ وشفَعَ1 وشفَعَ2/ شفَعَ في1.
2 - شفيع ومُعين، مؤيِّد ونصير "فلان يعاديني وله شافع". 

شافِعيّ [مفرد]: ج شافعيُّون وشافعيّة وشوافِعُ: مَنْ يتبع مذهب الإمام الشَّافعيّ.
• المذهب الشَّافِعِيّ: (فق) أحدُ المذاهب الفقهيَّة السُّنّيّة الأربعة، أسّسه الإمامُ الشافِعِيّ. 

شَفاعة [مفرد]:
1 - مصدر شفَعَ إلى/ شفَعَ في2/ شفَعَ لـ.
2 - كلام الشّفيع، ما يقوله الشفيعُ لمن يَتوسّط عنده.
3 - واسطة لقضاء حاجة "التمس شفاعةَ الوزير".
4 - إذن بالشّفاعة " {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} ". 

شَفْع [مفرد]: ج أشْفاع (لغير المصدر) وشِفاع (لغير المصدر):
1 - مصدر شفَعَ إلى/ شفَعَ في2/ شفَعَ لـ وشفَعَ1.
2 - ما شفَع غيرَه وجعله زوجًا، خلاف الوتْر " {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ". 

شَفَع [مفرد]: (طب) حالة مرضيّة في البصر تجعل المرءَ يرى الشّيء الواحد مزدوجًا، أو الصورة الواحدة صورتين. 

شَفْعَة [مفرد]: ج شَفَعات وشَفْعات:
1 - اسم مرَّة من شفَعَ1.
2 - ركعتا الضّحى. 

شُفْعَة [مفرد]: ج شُفُعات (لغير المصدر) وشُفْعات (لغير المصدر):
1 - مصدر شفَعَ2/ شفَعَ في1.
2 - حقّ الجارِ في تملُّك العقار جبرًا من المشتري بشروطه التي حدَّدها الفقهاءُ "له على هذه الأرض حقّ الشُّفْعَة عند بيعها" ° حقُّ الشُّفْعَة: حقُّ الأولويَّة ينتفع به مُشترٍ، إمّا بموجب القانون وإمّا باتّفاق الطرفين. 

شَفوع [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من شَفْع.
2 - مَن في طاقته العمل ضعف ما يعمل نظيرُه "أجير شَفوع".
3 - ناقة تجمع بين محلبين في حَلْبَة واحدة. 

شَفِيع [مفرد]: ج شُفعاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شفَعَ إلى/ شفَعَ في2/ شفَعَ لـ.
2 - مَنْ يأخذ العقارَ بالشُّفْعَة جبرًا، صاحب حقّ الشُّفْعَة. 

شفع: الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه

شَفْعاً. وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وقوله

أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير:

وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً

فَيَشْفِينَا، إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ

أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل

جماعة، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر. والشَّفِيعُ من الأَعْداد:

ما كان زوجاً، تقول: كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر؛ وقوله:

لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي، وأَصْبَحَتْ

تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ

لم يفسره ثعلب؛ وقوله:

ما كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا،

فالآنَ قد شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ

معناه أَنه يحسَبُ الشخص اثنين لضَعْفِ بصره. وعين شافِعةٌ: تنظُر

نَظَرَيْنِ. والشَّفْعُ: ما شُفِع به، سمي بالمصدر، والجمع شِفاعٌ؛ قال أَبو

كبير:

وأَخُو الإِباءَةِ، إِذْ رَأَى خُلاَّنَه،

تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ

شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لا يكاد ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً. وفي

التنزيل: والشَّفْعِ والوَتْرِ. قال الأَسود بن يزيد: الشَّفْعُ يَوْمُ

الأَضْحى، والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ. وقال عطاء: الوتْرُ هو الله، والشفْع

خلْقه. وقال ابن عباس: الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه، وقيل في الشفْع

والوتْر: إِنّ الأَعداد كلها شَفْع وَوِتْر. وشُفْعةُ الضُّحى: رَكْعتا

الضحى. وفي الحديث: مَنْ حافَظَ على شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ له ذنوبُه، يعني

ركعتي الضحى من الشفْعِ الزَّوْجِ، يُرْوى بالفتح والضم، كالغَرْفة

والغُرْفة، وإِنما سمّاها شَفْعة لأَنها أَكثر من واحدة. قال القتيبي:

الشَّفْعُ الزَّوْجُ ولم أَسمع به مؤنثاً إِلا ههنا، قال: وأَحسَبُه ذُهِبَ

بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الواحدة أَو إِلى الصلاةِ. وناقة شافِعٌ: في بطنها

ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها، وقيل: في بطنها ولو

يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً؛ قال

الشاعر:وشافِعٌ في بَطْنِها لها وَلَدْ،

ومَعَها مِن خَلْفِها لها ولَدْ

وقال:

ما كانَ في البَطْنِ طَلاها شافِعُ،

ومَعَها لها وليدٌ تابِعُ

وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ: شَفَعها ولَدُها. وفي الحديث: أَن رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رجل بشاة شافِعٍ فلم

يأْخُذْها فقال: ائْتِني بِمُعْتاطٍ؛ فالشافِعُ: التي معَها ولدها، سمّيت

شافِعاً لأَن ولدها شَفَعها وشفَعَتْه هي فصارا شَفْعاً. وفي رواية: هذه شاةُ

الشافِعِ بالإِضافة كقولهم صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع. وشاةٌ

مُشْفِعٌ: تُرْضِعُ كل بَهْمةٍ؛ عن ابن الأَعرابي. والشَّفُوعُ من الإِبل: التي

تَجْمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبةٍ واحدة، وهي القَرُونُ. وشَفَعَ لي

بالعَداوة: أَعانَ عَليّ؛ قال النابغة:

أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً،

له مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذلك شافِعُ

وتقول: إِنَّ فلاناً ليَشْفَعُ لي بعَداوةٍ أَي يُضادُّني؛ قال الأَحوص:

كأَنَّ مَنْ لامَني لأَصْرِمَها،

كانُوا عَلَيْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا

معناه أَنهم كانوا أَغْرَوني بها حين لامُوني في هَواها، وهو كقوله:

إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ

وشَفَع لي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ: طَلب. والشَّفِيعُ: الشَّافِعُ،

والجمع شُفَعاء، واسْتَشْفَعَ بفُلان على فلان وتَشَفَّع له إِليه

فشَفَّعَه فيه. وقال الفارسيّ: اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له

كُنْ لي شافِعاً. وفي التنزيل: من يَشْفَعْ شَفاعةً حسَنة يكن له نصيب منها

ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها. وقرأَ أَبو الهيثم: من

يَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَي يَزْدادُ عملاً إِلى عَمَل. وروي عن المبرد وثعلب

أَنهما قالا في قوله تعالى: مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عنده إِلاّ بإِذنه،

قالا: الشفاعة الدُّعاءُ ههنا. والشَّفاعةُ: كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في

حاجة يسأَلُها لغيره. وشَفَعَ إِليه: في معنى طَلَبَ إِليه. والشَّافِعُ:

الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب. يقال: تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى

فلان فَشَفّعَني فيه، واسم الطالب شَفِيعٌ؛ قال الأَعشى:

واسْتَشْفَعَتْ مَنْ سَراةِ الحَيِّ ذا ثِقةٍ،

فَقَدْ عَصاها أَبُوها والذي شَفَعا

واسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه؛

وتَشَفَّعْتُ إِليه في فلان فشَفَّعَني فيه تَشْفِيعاً؛ قال حاتم يخاطب

النعمان:فَكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّها من إِسارِها،

فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بِقَيْسِ بن جَحْدَرِ

وفي حديث الحُدُود: إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ

الشَّافِعَ والمُشَفِّعَ. وقد تكرر ذكر الشَّفاعةِ في الحديث فيما يتَعَلَّق

بأُمُور الدنيا والآخرة، وهي السُّؤالُ في التَّجاوُزِ عن الذنوب

والجَرائِمِ. والمُشَفِّعُ: الذي يَقْبَل الشفاعة، والمُشَفَّعُ: الذي تُقْبَلُ

شَفاعَتُه.

والشُّفْعَةُ والشُّفُعَةُ في الدَّارِ والأَرضِ: القَضاء بها لصاحِبها.

وسئل أَبو العباس عن اشتِقاقِ الشُّفْعةِ في اللغة فقال: الشُّفْعَةُ

الزِّيادةُ وهو أَنْ يُشَفِّعَك فيما تَطْلُب حتى تَضُمَّه إِلى ما عندك

فَتَزِيدَه وتَشْفَعَه بها أَي أَن تزيده بها أَي أَنه كان وتراً واحداً

فَضَمَّ إِليه ما زاده وشَفَعَه به. وقال القتيبي في تفسير الشُّفْعة: كان

الرجل في الجاهلية إِذا أَراد بَيْعَ منزل أَتاه رجل فشَفَع إِليه فيما

باعَ فَشَفَّعَهُ وجَعَله أَولى بالمَبِيعِ ممن بَعُدَ سَبَبُه فسميت

شُفْعَةً وسُمِّي طالبها شَفِيعاً. وفي الحديث: الشُّفْعَةُ. في كُلّ ما

يُقْسَمُ، الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأَن الشفِيع يضم

المبيع إِلى ملكه فَيَشْفَعُه به كأَنه كان واحداً وتراً فصار زوجاً شفعاً.

وفي حديث الشعبي: الشُّفْعة على رؤوس الرجال؛ هو أَن تكون الدَّار بين

جماعة مختلفي السِّهام فيبيع واحد منهم نصيبه فيكون ما باع لشركائه بينهم

على رؤوسهم لا على سِهامِهم. والشفِيعُ: صاحب الشُّفْعة وصاحبُ الشفاعةِ،

والشُّفْعةُ: الجُنُونُ، وجمعها شُفَعٌ، ويقال للمجنون مَشْفُوعٌ

ومَسْفُوعٌ؛ ابن الأَعرابي: في وجهه شَفْعةٌ وسَفْعةٌ وشُنْعةٌ ورَدَّةٌ

ونَظْرةٌ بمعنى واحد. والشُّفْعةُ: العين. وامرأَة مَشْفُوعةٌ: مُصابةٌ من

العين، ولا يوصف به المذكر. والأَشْفَعُ: الطوِيلُ.

وشافِعٌ وشفِيعٌ: اسمان. وبنو شافِعٍ: من بني المطلب بنِ عَبد مناف،

منهم الشافعيّ الفقيهُ الإِمام المجتهد، رحمه الله ونفعنا به.

شفع

1 شَفَعَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. شَفْعٌ, (S, Msb,) He made it to be a شَفْع; (S, K, TA;) meaning (TA) he made it (a single thing) to be a زَوْج [i. e. he made it to be one of a pair or couple; and sometimes, he made it to be a pair or couple together]: (Mgh, TA:) or he adjoined it to, or coupled it with, that which was a single thing: (Msb:) accord. to Er-Rághib, الشَّفْعُ signifies the adjoining a thing to its like. (TA.) You say, كَانَ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُ, (S,) or كَانَ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُ بِآخَرَ i. e. [It was a single thing, and] I made it to be one of a pair, or couple, with another. (Mgh. [In Har p. 194, I find the phrase بآخر ↓ كان وترا فشفّعه, expl. in like manner; but شفّعه thus used I do not find in any lexicon: it may, however, be correctly thus used; for تشفّع, which has the form, app. has also the signification, of its quasi-pass.]) [And شُفِعَ المِلْكُ بِمِلْكٍ آخَرَ The possession (here meaning house, or piece of land,) was coupled by purchase with another possession: and شُفِعَ بِهِ مِلْكٌ It had a possession coupled with it by purchase: see شُفْعَةٌ.] You say also, شَفَعْتُ الرَّكْعَةَ I made the ركعة to be two. (Msb.) And a poet says, مَا كَانَ أَبْصَرَنِى بِغِرَّاتِ الصِّبَى فَالْيَوْمَ قَدْ شُفِعَتْ لِىَ الْأَشْبَاحُ [How clear was my sight with the inadvertencies of youth! but to-day, objects have become doubled to me]: i. e., I see the object [as] two objects, by reason of the weakness and dispersedness of my sight. (O, K. *) b2: [Hence,] one says of a she-camel, (S, O,) and of a ewe, or she-goat, (O,) شَفَعَتْ, (S, O,) inf. n. شَفْعٌ, (S,) meaning She became such as is termed شَافِعٌ [q. v.]: (S, O:) she is thus termed لِأَنَّ وَلَدَهَا شَفَعَهَا أَوْ شَفَعَتْهُ [because her young one has made her to be one of a pair, or couple, with itself, or because she has made it to be one of a pair or couple, with another that is in her belly], (S, O, K,) inf. n. شَفْعٌ, or the inf. n. in this case is شِفْعٌ, with kesr. (O, K.) b3: One says also, إِنَّهُ لَيَشْفَعُ عَلَىَّ بِالعَدَاوَةِ, (K,) or لِى, (O,) i. e. (tropical:) Verily he aids [another, becoming to him one of a pair, by enmity] against me, and acts injuriously to me [conjointly with another]. (O, K, TA.) Accord. to Er-Rághib, يَشْفَعُ means He joins himself to another, and aids him, becoming to him one of a pair, or a شَفِيع [i. e. an intercessor], in doing good or evil, so that he aids him, or partakes with him, in [procuring] the benefit or the harm thereof; and thus it means in the saying in the Kur [iv. 87], مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً [and in what follows the same]: (TA:) or these words mean Whoso adds a [good] deed to a [good] deed: (O, K:) or, as some say, the شفاعة here is a man's instituting, or prescribing, to another, a way of good or evil, so that he [the latter] imitates him, and thus becomes as though he were to him one of a pair. (TA.) [But accord. to the expositors in general, and accord. to the general usage of the inf. n. شَفَاعَةٌ as distinguished from شَفْعٌ, what is here meant is Intercession.] b4: [Hence also,] شَفَعَ لَهُ إِلَى فُلَانٍ, (S, * K, * TA,) or الى الأَمِيرِ, (MA,) aor. ـَ (K, TA,) inf. n. شَفَاعَةٌ; (MA, K, TA;) and لَهُ ↓ تشفّع, (MA,) or فِيهِ ↓ تشفّع; (S, TA;) He made petition, or intercession, for him [to such a one, or to the prince or the like; thus adjoining himself to him as an aider]: (MA, TA:) and شَفَعَ بَيْنَ النَّاسِ [He interceded between the people], inf. n. شَفَاعَةٌ: (Jel in iv. 87:) and شَفَعْتُ فِى الأَمْرِ, (Msb,) inf. n. شَفَاعَةٌ (IKtt, Msb, TA) and شَفْعٌ, (Msb, [but the latter is scarcely to be found elsewhere thus used,]) I pleaded, [or interceded,] in the affair, or case, [in favour of another,] for some means of access or ingratiation, or some right or due: (IKtt, * Msb, TA: *) شَفَاعَةٌ is mentioned, but not explained, in the K: (TA:) as distinguished from شَفْعٌ meaning as expl. above, it signifies the joining oneself to another as an aider to him or a petitioner respecting him [or for him]; and in most instances the former person is one of higher station than the latter: (Er-Rághib, TA:) or the speaking of the شَفِيع [or intercessor] to the king [or some other person] respecting some object of want which the speaker asks for another person: it is also expl. as signifying the passing over without punishment, or the forgiving, [or rather the asking, or requesting, the passing over &c., (for the word طَلَبُ, probably accidentally omitted by the transcriber at the commencement of the explanation, should doubtless be supplied,)] of sins, crimes, or misdeeds. (TA.) Hence, in a trad., ↓ اِشْفَعْ تُشَفَّعْ [Intercede thou: thou shalt have thine intercession accepted]. (TA.) The saying in the Kur [ii. 117], وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ [Nor shall intercession profit it] means that it shall have no شَافِع [or intercessor] for his شَفَاعَة [or intercession] to profit it; being a denial of the شَافِع; (Ibn-'Arafeh, O, K;) and the same is the case in the Kur lxxiv. 49, (Ibn-'Arafeh, O, TA,) and xx.

108. (TA.) شَفَعَ, inf. n. شَفْعٌ and شَفَاعَةٌ, also signifies He prayed, or supplicated: and thus Mbr and Th explain the words of the Kur [ii. 256], مَنْ ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [Who is he that shall pray, or supplicate, in his presence, except by his permission?]. (TA.) b5: Accord. to El-Kutabee, (Mgh,) [i. e.] El-Kuteybee, (TA,) one says also, of a neighbour of one who desires to sell a dwelling [or land] شَفَعَ إِلَيْهِ فِى مَا بَاعَ, meaning He made a demand to him, i. e. to the latter, respecting that which he sold [for the right of pre-emption]: and of the latter person, ↓ فَشَفَّعَهُ [and he admitted his right of pre-emption, i. e.] and he pronounced him to have a better right, or title, or claim, [as a purchaser,] to that which was sold, that he whose connexion was more remote. (Mgh, TA. *) A2: شَفَعَ, inf. n. شَفْعٌ, signifies also He, or it, was, or became, tall, or high. (TA.) A3: And شُفِعَ, like عُنِىَ, He (a man) was smitten by the [evil] eye. (IKtt, TA. [But see شُفْعَةٌ, last sentence.]) 2 شَفَّعَ see 1, near the beginning. b2: شَفَّعْتُهُ فِيهِ, inf. n. تَشْفِيعٌ, I accepted his intercession (شَفَاعَتَهُ) [for him]. (S, * O, K.) See, again, 1, in the last quarter of the paragraph. b3: And see another signification of the verb in a later part of the same paragraph.5 تشفّع [signifies It was made a pair or couple, accord. to the K voce وِتْرٌ; this word being there expl. as meaning مَا لَمْ يَتَشَفَّعْ مِنَ العَدَدِ: but in the M and A, in the same place, instead of يَتَشَفَّعْ, we find يُشْفَعْ]. b2: تشفّع لَهُ, and فِيهِ: see 1, near the middle of the paragraph. b3: [It is said in the TA that تَشَفَّعَهُ also is quasi-pass. of اِسْتَشْفَعَ بِهِ: but تَشَفَّعَهُ is evidently, here, a mistranscription, app. for تَشَفَّعَ, meaning He was granted intercession.]

A2: Also He became a شَافِعِىّ [i. e. a follower of the Imám Esh-Sháfi'ee] in persuasion: but this is post-classical. (TA.) 10 اِسْتَشْفَعْتُهُ إِلَى فُلَانٍ I asked him to make intercession for me (أَنْ يَشْفَعَ لِى) to such a one. (S, O, K. *) And اِسْتَشْفَعْتُ بِهِ I sought, or demanded, intercession (الشَّفَاعَةَ) [by means of him]. (Msb.) A poet, cited by Aboo-Leylà, says, زَعَمَتْ مَعَاشِرُ أَنَّنِى مُسْتَشْفِعٌ لَمَّا خَرَجْتُ أَزُورُهُ أَقْلَامَهَا i. e. Companies of men asserted me to be seeking intercession (زَعَمُوا أَنِى أَسْتَشْفِعُ) for the object of eulogy, [when I went forth repairing to visit him,] by means of their writing-reeds (بِأَقْلَامِهِمْ), meaning by their letters (بِكُتُبِهِمْ). (O, TA.) شَفْعٌ contr. of وِتْرٌ; (S, Mgh, O, K;) i. q. زَوْجٌ [i. e., like زَوْجٌ, it signifies One of a pair or couple; and sometimes, but rarely, a pair or couple together; and sometimes, (see for instance زَكَا) an even number, a number that may be divided into two equal numbers]: (O, K:) also one with which another is made to be a pair or couple: (TA:) [and, as will be seen in what follows, one with which an odd number is made to be an even number:] pl. شِفَاعٌ, (TA,) and app. أَشْفَاعٌ, whence الصَّلَاةُ بَيْنَ الأَشْفَاعِ, meaning التَّرَاوِيح [q. v. voce تَرْوِيحَةٌ]. (Mgh.) b2: الشَّفْعُ also signifies The day of the sacrifice; (O, K;) thus in the words of the Kur [lxxxix. 2] وَالشَّفْعِ وَالْوِتْرِ; by الوتر being meant the day of 'Arafát: (O:) or in this instance it means the creatures of God, (O, K,) because of the saying in the Kur [li. 49], “and of everything we have created two of a pair; ” (K;) الوتر meaning God: (O, K:) or Adam's wife; الوتر meaning Adam, who was made a pair with her: (I'Ab, O, TA:) or Adam's children: (TA:) or the two days after the sacrifice; الوتر meaning the third day: (O, TA:) or God; [and الوتر, those who compose an odd number;] because of the saying in the Kur [lviii. 8], “there can be no secret discourse of three, but He is the maker of them, with Himself, to be four: ” (K:) or the meaning of الشَّفْعُ وَالوِتْرُ is the prayers; of which some are شَفْع [i. e. an even number of rek'ahs], and some are وِتْر [i. e. an odd number of rek'ahs]: (O, TA:) [for] it is said that all the numbers consist of شَفْع [i. e. even] and وِتْر [i. e. odd]. (TA.) شَفْعَةٌ: see the next paragraph, in two places, near the end.

شُفْعَةٌ is used in relation to a house and to land; (S, TA;) and ↓ شُفُعَةٌ, with two dammehs, is a dial. var. thereof thus used. (TA.) It signifies A مِلْك [here meaning house, or piece of land,] that is coupled (مَشْفُوع) [by purchase] with one's مِلْك [i. e. house, or piece of land, previously possessed, and adjoining thereto]; (Mgh, Msb; *) from the phrase كَانَ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُ [expl. above, in the second sentence of this art.]; (Mgh; [and the like is said in the Msb;]) a noun of the same class as لُقْمَةٌ; being of the measure فُعْلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Mgh, Msb: *) this is the primary signification: then it was applied to denote a particular kind of obtaining possession; (Mgh;) [i. e.] it is also used as meaning the obtaining possession of that مِلْك [or house, or piece of land, by purchasing it, and coupling it with that previously possessed, and adjoining thereto]; (Msb;) or one's making a demand respecting that which he seeks [to possess, for the right of the pre-emption thereof], and adjoining it to that which he [already] has: (O, K:) and with the lawyers it signifies the right of obtaining possession of a piece of land, [i. e. the right of pre-emption thereof, or of a house,] against one's co-sharer whose possession is recent, by compulsion, for a compensation: (K:) or the right of obtaining possession of a piece of land, by compulsion, for [the payment of] what it cost the [former] purchaser, by reason of partnership or of [immediate] neighbourship: (KT:) or the right of [immediate] neighbourship with respect to [pre-emption of] a house or land. (PS.) [See 1 in art. سقب.] El-Kutabee says, in explaining this word, in the Time of Ignorance, when a man desired to sell a house, his neighbour used to come to him and to make a demand to him (شَفَعَ

إِلَيْهِ i. e. طَلَبَ) respecting that which he sold [ for the right of pre-emption], and he pronounced him to have a better right, or title, or claim, [as a purchaser,] to that which was sold, than he whose connexion was more remote: as though he took it from الشَّفَاعَةُ: but the [right] derivation is that first mentioned. (Mgh.) We have not heard, (Mgh,) or there is not known, (Msb,) any verb belonging to it [in the classical language]. (Mgh, Msb.) Esh-Shaabee uses it in the first and in the second of the senses expl. above, [or nearly so,] in his saying, مَنْ بِيعَتْ شُفْعَتُهُ وَهُوَ حَاضِرٌ فَلَمْ يَطْلُبْ ذٰلِكَ فَلَا شُفْعَةَ لَهُ [i. e. He whose claimed possession to be coupled by purchase with one already belonging to him is sold when he is present without his demanding that possession, there shall be no obtaining possession for him by his purchasing it for that purpose]. (Mgh. [And the like is said in the Msb.]) Esh-Shaabee says [also], الشُّفْعَةُ عَلَى رُؤُوسِ الرِجَالِ [The possession that is coupled by purchase with another possession is apportioned according to the heads of the men entitled thereto]: i. e., when the house is shared by a company of men whose shares are different, and one of them sells his portion, what is sold to his co-sharers is to be apportioned among them equally, according to their heads, not according to their [former] shares: (O, K, TA:) so in the Nh. (TA.) b2: شُفْعَةُ الضُّحَى The two rek'ahs (رَكْعَتَانِ) of the [prayer that is performed in the period of the morning called the]

ضُحَى; as also الضحى ↓ شَفْعَةُ: (O, K:) occurring in a trad., thus accord. to two different relations. (O.) A2: Also Diabolical, or demoniacal, possession; or madness, or insanity; (AA, O, K;) and so ↓ شَفْعَةٌ; the latter expl. in this sense by IAar; and as syn. with سَفْعَةٌ and شُنْعَةٌ and رَدَّةٌ and نَظْرَةٌ, [perceived] in the face: [see these words; the second and third of which generally mean an unseemliness or ugliness; and so, sometimes, does the last:] the pl. of شُفْعَةٌ in the sense here expl. on the authority of AA is شُفَعٌ. (TA.) b2: and IF states that it has been said to signify The [evil] eye, by which one is smitten: but he doubts its correctness; and thinks that it may be with the unpointed س. (O.) [See سَفْعَةٌ, not سُفْعَةٌ.]

شُفُعَةٌ: see شُفْعَةٌ, first sentence.

شَفُوعٌ A she-camel that fills two milking-vessels in one milking. (S, K.) b2: See also شَافِعٌ.

شَفِيعٌ i. q. صَاحِبُ شَفَاعَةٍ; (S, K, TA;) i. e. (TA) An intercessor; as also ↓ شَافِعٌ: pl. of the former شُفَعَآءُ. (Msb, TA.) [See السُّقَفَآء, in art. سقف.] b2: Also i. q. صَاحِبُ شُفْعَةٍ; (S, K;) [meaning A possessor of the right termed شُفْعَة; or] one who demands, and is granted, as a neighbour [or a partner], in preference to him whose connexion is more remote, the right of purchasing a house [or piece of land] that is to be sold. (TA.) شَفَائِعُ Sorts of pasture, or herbage, that grow two and two: (Ibn-Abbád, O, K:) or twins (تُؤَام [pl. of تَوْءَم]) of plants. (O, K.) شَافِعٌ [act. part. n. of 1, q. v. b2: Hence], applied to a she-camel, (tropical:) Having a young one in her belly and another following her: (Fr, Sh, S, Mgh, K, TA:) or applied in this sense to a ewe or she-goat: (K:) or, thus applied, having her young one with her: (A'Obeyd, S, Mgh:) thus called because her young one has made her to be one of a pair [with it], or because she has made it to be one of a pair [with her]: (A'Obeyd, S, K:) and ↓ شَفُوعٌ, thus applied, signifies the same as شَافِعٌ: and one says also, هٰذِهِ شَاةُ الشَّافِعِ, like as one says صَلَاةُ الأُولَى and مَسْجِدُ الجَامِعِ. (TA.) b3: Also A he-goat, (O, K, TA,) himself: (O:) or a ram: or such as, when he impregnates, impregnates with twins. (O, K.) b4: عَيْنٌ شَافِعَةٌ An eye [that makes a thing to appear a pair, i. e.,] that sees doubly. (O, K.) b5: فُلَانٌ يُعَادِينِى وَلَهُ شَافِعٌ means (tropical:) Such a one treats me with enmity, and has one who aids him to do so. (A, TA.) b6: See also شَفِيعٌ and مُشَفَّعٌ.

أَشْفَعُ Tall, or high. (L, TA.) مُشْفِعٌ A ewe, or she-goat, that suckles any animal. (IAar, TA.) مُشَفَّعٌ One whose intercession is accepted: hence the Kur-án is termed by Ibn-Mes'ood مُشَفَّعٌ ↓ شَافِعٌ, i. e. An intercessor of which the intercession will be accepted, for him who follows it and does according to what is in it, that his unpremeditated transgressions may be forgiven. (O, TA.) مُشَفِعٌ One who accepts intercession. (L, TA.) مَشْفُوعٌ A possession (مِلْكٌ [here meaning house, or piece of land,]) coupled [by purchase] with a man's possession [previously belonging to him, upon certain conditions expl. voce شُفْعَةٌ]. (Mgh, Msb.) A2: Also Affected with diabolical, or demoniacal, possession; or with madness, or insanity; (O, K;) and مَسْفُوعٌ, with the unpointed س, is a dial. var. thereof. (TA.) b2: And مَشْفُوعَةٌ is said to signify A woman smitten by the [evil] eye: (IF, O, L: [but see شُفْعَةٌ, last sentence:]) the masc. is not used in this sense. (L, TA.)
شفع
الشَّفْع: خِلافُ الوَتْرِ، وَهُوَ الزَّوْج، وبخطِّ الجَوْهَرِيّ: خلافُ الزَّوْج، وَهُوَ الوَتْر. وَقد شَفَعَه شَفْعَاً، كَمَنَعه أَي كَانَ وَتْرَاً فصَيَّرَه زَوْجَاً. الشَّفْع: يَوْمُ الْأَضْحَى، أَي من حيثُ إنّ لَهُ نَظيراً يَليه، والوَتْر: يومُ عَرَفَة، هَكَذَا قيل فِي تفسيرِ قَوْله تَعالى: والشَّفْعِ والوَتْرِ وَهُوَ قولُ الأسْوَدِ بنِ يَزيد، وَقَالَ عَطاءٌ: الوَتْر: هُوَ الله تَعَالَى، والشَّفْع: الخلقُ لقولِه تَعَالَى: ومِن كلِّ شيءٍ خَلَقْنا زَوْجَين وَقَالَ الراغبُ: هُوَ الله من حيثُ مالَه، وَهُوَ الوَحدَةُ من كلِّ وجهٍ، والشَّفْع: المَخلوقاتُ من حيثُ إنّها مُرَكّبات. أَو الشَّفْع: هُوَ اللهُ عزَّ وجَلَّ، لقولِه تَعَالَى: مَا يكونُ من نَجوى ثَلاثةٍ إلاّ هُوَ رابِعُهم وَقيل: الوَتْر: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، والشَّفْع: شُفِعَ بزَوجِه، وَهُوَ قولُ ابنِ عبّاسٍ. وَقيل: الشَّفْع: ولَدُه، وَقيل: الشَّفْع: يَوْمَان بعدَ الْأَضْحَى، والوَتْر: اليومُ الثَّالِث، وَقيل: الشَّفْع والوَتْر: الصَّلَوات، مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ، وَقيل: فِي الشَّفْعِ والوَتْر: إنّ الأَعْدادَ كلَّها شَفْعٌ وَوَتْرٌ. قَالَ الصَّاغانِيّ: وَفِي الشَّفْعِ والوَترِ عِشرونَ قوْلاً. وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذِكرِ أقاويلِهم. وَعَيْنٌ شافِعَةٌ: تَنْظُرُ نَظَرَيْن، وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ:
(مَا كَانَ أَبْصَرني بغِرّاتِ الصِّبا ... فاليومَ قد شُفِعَتْ لي الأَشْباحُ)
بالضَّمّ: أَي: أرى الشخصَ شَخْصَيْن لضَعفِ بصَري وانتِشارِه وأنشدَ ثَعْلَبٌ:
(لنَفسي حَديثٌ دونَ صَحْبِي وأَصْبَحَت ... تَزيدُ لعَيْنَيَّ الشُّخوصُ الشَّوافِعُ)
وَلم يُفَسِّرْه، وَهُوَ عِنْدِي مثلُ الَّذِي تقدّم. وبَنو شافِعٍ: من بَني المُطَّلِب بنِ عبدِ مَناف، وَهُوَ شافِعُ بنُ السائبِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عبدِ يَزيدَ بن هاشمِ بنِ المُطَّلِبِ، لَهُ رُؤْيَةٌ، كَمَا ذَكَرَه ابنُ فَهْد، وَأَبوهُ السائبُ كَانَ يُشَبَّهُ بالنبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، يُقَال: لَهُ صُحبَةٌ، وأنّه أَسْلَمَ يومَ بَدْر بعد أَن أُسِرَ، وفدى نَفْسَه، كَذَا قالَه الطَّبَرِيُّ، مِنْهُم إمامُ الأئمّة، ونَجمُ السُّنَّة، أحَدُ المُجتَهِدين، عالِمُ قُرَيْشٍ وأَوْحَدُها الإمامُ أَبُو شافِعٍ الشافعيُّ القُرَشِيُّ رَحِمَه الله تَعالى ورَضِيَ عَنهُ، وأَرْضَاه عَنّا، والنِّسبةُ إِلَيْهِ رَضِيَ الله عَنهُ شافِعيٌّ أَيْضا، وَلَا يُقَال: شَفْعَويٌّ، فإنّه لَحْنٌ، وَإِن كَانَ وَقَعَ فِي بعضِ كتُبِ الفِقهِ للخُراسانِيِّين، كالوَسيط وَغَيره، وَهُوَ خطأٌ، فليُجْتَنَبْ، نَبَّه عَلَيْهِ النَّوَوِيُّ، كَمَا فِي الإعاراتِ لابنِ المُلَقِّن، حقَّقَه شَيْخُ مَشايِخنا الشّهابُ أحمدُ بنُ أحمدَ العجَمِيُّ فِي ذَيْلِ اللُّبِّ، وُلِدَ الإمامُ رَضِيَ الله عَنهُ فِي سنةِ مائةِ وخَمسين، نَهارَ الجمعةِ آخر يومٍ من شَهْرِ رَجَب، وتُوفِّيَ سَنَةَ مائتَيْن وَأَرْبع، وحُمِلَ على الأعناقِ من فُسطاط مصرَ حَتَّى دُفِنَ فِي مَقْبَرةِ بَني) زُهرَة، وتُعرَفُ أَيْضا بتُربَةِ ابنِ عبدِ الحكَمِ، وَقَالَ الشاعرُ فِي مَدْحِه:
(أَكْرِمْ بهِ رجُلاً مَا مِثلُه رجلٌ ... مُشارِكٌ لرَسولِ اللهِ فِي نسَبِهْ)

(أَضْحَى بمِصرَ دَفيناً فِي مُقَطَّمِها ... نِعمَ المُقَطَّمُ والمَدفونُ فِي تُرْبِهْ)
وللهِ دَرُّ الأبي صِيريِّ حيثُ يَقُول:
(بقُبَّةِ قَبْرِ الشّافِعِيِّ سَفينَةٌ ... رَسَتْ من بِناءٍ مُحكَمٍ فَوْقَ جُلْمودِ)

(وإذْ غاصَ طُوفانُ العُلومِ بقَبرِه اسْ ... تَوى الفُلكُ مِن ذاكَ الضَّريح على الجُودِي)
قد نَظَمَ نَسَبَه الشريف الإمامُ أَبُو القاسمِ عَبْدُ الكريمِ الرّافِعيُّ، فَقَالَ:
(مُحَمَّد ادْريسُ عَبّاسٌ ومِنْ ... بَعْدِهمُ عُثمانُ بنُ شافِعْ)

(وسائِبُ بنُ عُبَيْدٍ سابِعٌ ... عَبْدُ يَزيدَ ثامِنٌ والتاسِعْ)

(هاشِمٌ المَوْلودُ ابنُ المُطَّلِبْ ... عَبْدُ مَنافٍ للجَميعِ تابِعْ)
يُقَال: إنّه لَيَشْفَعُ عَلَيَّ، وَفِي العُباب: لي بالعداوةِ، أَي يُعينُ عليَّ ويُضارُّني، وَفِي اللِّسان: يُضادُّني، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الأساس: فلانٌ يُعاديني وَله شافِعٌ، أَي مُعينٌ يُعينُه على عَداوَتِه، كَمَا يُعينُ الشافِعُ المَشْفوعَ لَهُ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ للنابغةِ الذُّبْيانيّ يَعْتَذِرُ إِلَى النعمانِ بنِ المُنذِرِ ممّا وَشَتْ بِهِ بَنو قُرَيْعٍ: (أتاكَ امْرؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بغْضَةً ... لَهُ من عَدُوٍّ مثلُ ذَلِك شافِعُ)
وَقَالَ الأَحْوَصُ:
(كأنَّ مَن لامَني لأَصْرمَها ... كَانُوا علينا بلَوْمِهم شفَعوا)
أَي تَعاونوا، وَيُقَال: إنَّ حَثَّهُم إيّايَ على صَرْمِها، ولَوْمَهم إيّايَ فِي مُواصَلَتِها، زادَها فِي قلبِي حُبّاً، فكأنَّهم شفَعوا لَهَا، من الشَّفاعة. وقَوْله تَعالى: مَن يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يكُن لَهُ نَصيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سيِّئَةً يكُن لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا: أَي من يَزِدْ عمَلاً إِلَى عمَلٍ، من الشَّفْع، وَهُوَ الزيادةُ، كَمَا فِي العُباب، وَقَالَ الرَّاغِب: أَي من انْضمَّ إِلَى غَيْرِه وعاوَنه، وصارَ شَفْعَاً لَهُ أَو شَفيعاً فِي فِعلِ الخَيرِ أَو الشَّرِّ، فعاونَه أَو شارَكه فِي نَفْعِه وضُرِّه، وَقيل: الشَّفاعَةُ هُنَا: أَن يُشْرِعَ الإنسانُ للآخِرَةِ طريقَ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، فيُقتَدى بِهِ، فصارَ كأنّه شَفَعَ لَهُ، وَذَلِكَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسَّلَام: مَن سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلهُ أَجْرُها وأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً قَبيحَةً فَلهُ إثمُها وإثمُ مَن عَمِلَ بهَا وقَوْله تَعالى: فَمَا تَنْفَعُهم شَفاعَةُ الشَّافِعين. وقولُه عزّ وجلّ: وَلَا) تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَكَذَا قَوْله تَعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إلاّ من أَذِنَ لَهُ الرَّحمنُ ورَضِيَ لَهُ قَوْلا وَكَذَا قَوْله تَعالى: لَا تُغْنِ عنِّي شَفاعَتُهم شَيْئا. قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: نَفْيٌ للشافِع، أَي مالِها شافِعٌ فَتَنْفَعَها شَفاعَتُه، وإنّما نَفَى الله تَعالى فِي هَذِه المواضِعِ الشافِعَ لَا الشَّفاعَةَ. أَلا ترى إِلَى قَوْلِه: وَلَا يَشْفَعونَ إلاّ لمنْ ارْتَضى. الشَّفيع كأميرٍ: الشّافِع، وَهُوَ صاحبُ الشَّفاعَةِ والجَمعُ شُفَعاء، وَهُوَ الطالبُ لغَيرِه يَتَشَفَّعُ بِهِ إِلَى المَطلوب. الشَّفيع أَيْضا: صاحبُ الشُّفْعَة، بالضَّمّ، تكونُ فِي الدارِ وَالْأَرْض. وسُئِلَ أَبُو العبّاس ثَعْلَبٌ عَن اشتِقاقِ الشُّفْعَةِ فِي اللُّغَة فَقَالَ: اشتِقاقُها من الزيادةِ وَهِي: أَن تَشْفَعَ، هَكَذَا فِي العُباب، وَالَّذِي فِي اللِّسان: يُشَفِّعك فِيمَا تَطْلُبُ فتَضُمَّه إِلَى مَا عندَك، فَتَشْفعَه، أَي تَزيدَه، أَي أنّه كَانَ وَتْرَاً واحِداً، فضمَّ إِلَيْهِ مَا زادَه، وَشَفَعه بِهِ. وَقَالَ الراغبُ: الشُّفْعَة: طَلَبُ مَبيعٍ فِي شَرِكَتِه بِمَا بِيعَ بِهِ، ليَضُمَّه إِلَى مِلكِه. فَهُوَ من الشَّفْع. وَقَالَ القُتَيْبِيُّ فِي تفسيرِ الشُّفْعَة: كَانَ الرجلُ فِي الجاهليّةِ إِذا أرادَ بيعَ مَنْزِلٍ، أتاهُ رجلٌ، فَشَفَعَ إِلَيْهِ فِيمَا باعَ، فشَفَّعَه، وَجَعَله أَوْلَى بالمَبيعِ ممّن بَعُدَ سبَبُه، فسُمِّيَت شُفْعَةً، وسُمِّي طالِبُها شَفيعاً. الشُّفْعَةُ عِنْد الفُقَهاء: حَقُّ تمَلُّكِ الشَّقْصِ على شَريكِه المُتَجَدِّدِ مِلكُه قَهْرَاً بعِوَضٍ، وَفِي الحَدِيث: الشُّفْعَةُ فِيمَا لَا يُقسَم، فَإِذا وَقَعَتْ الحُدودُ، وصُرِفَتْ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ وَفِي هَذَا دَليلٌ على نَفْيِ الشُّفْعَةِ لغَيرِ الشَّريك، وأمّا قَوْلُه: فَإِذا وَقَعَتْ الحُدودُ ... إِلَى آخِره، فقد يَحتَجٌّ بكلِّ لَفْظَةٍ مِنْهَا قومٌ، أمّا اللفظَةُ الأولى: فَفِيهَا حُجَّةٌ لمن لم يرَ الشُّفْعَةَ فِي المَقسوم، وأمّا اللفظةُ الأُخرى: فقد يَحْتَجُّ بهَا من يُثبِتُ الشَّفْعَةَ بالطريقِ وَإِن كَانَ المَبيعُ مَقْسُوماً، وَهَذِه قد نَفاها الخَطّابيُّ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي غَريبِه، ثمّ إنّه علَّقَ الحُكمَ فِيهِ بمعنَيَيْن: وقوعُ الحُدود، وصَرْف الطرُقِ مَعًا، فَلَيْسَ لَهُم أَن يُثبِتوه بأحَدِهما، وَهُوَ نَفْيُ صَرْفِ الطرُقِ دونَ نَفْيِ وقوعِ الْحُدُود. وقولُ الشَّعْبِيِّ رَحِمَه الله تَعالى: الشُّفْعَةُ على رؤوسِ الرِّجالِ، أَي إِذا كَانَت الدارُ بينَ جماعةٍ مُختَلفي السِّهامِ، فباعَ واحدٌ مِنْهُم نَصيبَه، فَيكون مَا باعَ لشُرَكائِه بَينهم سَواءً على رؤوسِهم، لَا على سِهامِهم، كَذَا فِي النِّهايةِ والعُباب. قَالَ أَبُو عمروٍ: الشُّفْعَةُ أَيْضا: الجُنونُ وجَمْعُها: شُفَعٌ. الشُّفْعَةُ من الضُّحى: رَكْعَتاه وَمِنْه الحَدِيث: مَن حافَظَ على شَفْعَةِ الضُّحى غُفِرَتْ لَهُ ذُنوبُه ويُفتَح، فيهمَا، كالغُرفَةِ والغَرفَة، سَمّاها شُفْعَةً لأنّها أكثرُ من وَاحِدَة، ونُقِلَ الفتحُ فِي الشُّفْعَةِ بِمَعْنى الجُنونِ عَن ابْن الأَعْرابِيّ. قَالَ: يُقَال: فِي وَجْهِه شَفْعَةٌ، وسَفْعَةٌ، وشُنْعَةٌ، ورَدَّةٌ، ونَظْرَةٌ، بِمَعْنى واحدٍ، وأمّا الفَتحُ فِي شَفْعَةِ الضُّحى، فَقَالَ القُتَيْبيُّ: الشَّفْع: الزَّوْج، وَلم أَسْمَعْ بِهِ مُؤنَّثاً إلاّ هُنَا. قَالَ: وأَحْسَبُه) ذَهَبَ بتأنيثِه إِلَى الفَعلَةِ الواحدةِ، أَو إِلَى الصَّلَاة. والمَشْفوع: المَجنون وإهمالُ السينِ لغةٌ فِيهِ.
منَ المَجاز: ناقةٌ شافِعٌ أَو شاةٌ شافِعٌ أَي فِي بَطْنِها ولَدٌ يَتْبَعُها آخَرُ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ قولُ الفَرّاء، ونَحوُ ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدةَ، وأنشدَ:
(وشافِعٌ فِي بَطْنِها لَهَا وَلَدْ ... وَمَعَها من خَلْفِها لَهَا وَلَدْ)
وَقَالَ:
(مَا كانَ فِي البَطنِ طَلاها شافِعُ ... وَمَعَها لَهَا وَليدٌ تابِعُ)
سُمِّيت شافِعاً لأنّ وَلَدَها شَفَعَها، أَو هِيَ شَفَعَتْه، كَمَنَعَ، شَفْعَاً، فصارا شَفْعَاً، وَفِي الحديثِ عَن سِعْرِ بنِ دَيْسَم رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ: كنتُ فِي غَنَم لي، فجاءَ رجُلانِ على بَعيرٍ، فَقَالَا: إنّا رَسولا رَسولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لتُؤَدِّي صَدَقَةَ غنَمِك، فقلتُ: مَا عليَّ فِيهَا فَقَالَا: شاةٌ.
فأَعْمِدُ إِلَى شاةٍ قد عَرَفْتُ مكانَها مُمْتَلئةً مَحْضَاً وشَحْمَاً، فَأَخْرجْتُها، فَقَالَا: هَذِه شاةٌ شافِعٌ، وَقد نَهَانَا رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أنْ نَأْخُذَ شافِعاً. أَو المصدرُ من ذَلِك الشِّفْع، بالكَسْر، كالضِّرِّ من الضَّرَّة، كَمَا فِي العُباب. والشافِع: التَّيْسُ بعَينِه، أَو هُوَ من الضَّأْن، كالتَّيْسِ من المِعْزى، أَو هُوَ الَّذِي إِذا أَلْقَحَ أَلْقَح شَفْعَاً لَا وِتراً، كَمَا فِي العُباب. منَ المَجاز: ناقةٌ شَفوعٌ، كصَبورٍ: تَجْمَعُ بينَ مِحلَبَيْن فِي حَلْبَةٍ وَاحِدَة، وَهِي القَرون. شَفيعٌ، كأميرٍ: جَدُّ عبدِ الْعَزِيز بنِ عبدِ الملِك المُقرِئُ، مَاتَ بعد الْخَمْسمِائَةِ. شُفَيْعٌ، كزُبَيْرٍ، هُوَ أَبُو صالِح بنُ إسحاقَ المُحتَسِبُ المُحدِّث عَن محمدِ بنِ سَلام، والبُخاريّ، مَاتَ سنة مائتَيْن وسبعٍ وخَمسين. والشَّفائِع: أَلْوَانُ الرَّعْيِ يَنْبُتُ اثنَيْنِ اثنَيْن، عَن ابْن عَبَّادٍ. وشَفَّعْتُه فِيهِ تَشْفِيعاً حينَ شَفَعَ، كَمَنَعَ، شَفاعَةً، أَي قَبِلْتُ شَفاعَتَه، كَمَا فِي العُباب. قَالَ حاتمٌ يُخاطِبُ النعمانَ:
(فَكَكْتَ عَدِيّاً كلَّها مِن إسارِها ... فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بقَيسِ بنِ جَحْدَرِ)
وَفِي حديثِ الْحُدُود: إِذا بَلَغَ الحَدُّ للسُّلطانِ، فَلَعَنَ اللهُ الشافِعَ والمُشَفِّع وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُود رَضِيَ الله عَنهُ: القُرآنُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ، وماحِلٌ مُصَدَّقٌ. أَي من اتَّبَعه، وعَمِلَ بِمَا فِيهِ، فَهُوَ شافِعٌ لَهُ، مقبولُ الشفاعَةِ فِي العَفوِ عَن فَرَطَاتِه، وَمن تَرَكَ العملَ بِهِ نَمَّ على إساءَتِه، وصُدِّقَ عَلَيْهِ فِيمَا يُرفَعُ من مَساويه، فالمُشَفَّع: الَّذِي يَقْبَلُ الشَّفاعَةَ، والمُشَفَّع: الَّذِي تُقبَلُ شَفاعَتُه، وَمِنْه حديثُ الشَّفاعَة: اشْفَعْ تُشَفَّعْ. واسْتَشْفَعَه إِلَيْنَا، وعبارةُ الصِّحَاح: واسْتَشْفَعَه إِلَى فلَان، أَي سَأَلَه أَن يَشْفَعَ لَهُ إِلَيْهِ. وأنشدَ الصَّاغانِيّ للأعشى:)
(تقولُ بِنتي وَقد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلاً ... يَا رَبِّ جَنِّبْ أبي الأَوْصابَ والوَجَعا)

(واسْتَشْفَعَتْ من سَراةِ الحَيِّ ذَا شَرَفٍ ... فقد عَصاها أَبوهَا وَالَّذِي شَفَعَا)
يُرِيد: وَالَّذِي أعانَ وطلبَ الشَّفاعَةَ فِيهَا، وأنشدَ أَبُو لَيْلَى:
(زَعَمَتْ مَعاشِرُ أنَّني مُسْتَشْفِعٌ ... لمّا خَرَجْتُ أزورُه أقْلامَها)
قَالَ: زَعَمُوا أنِّي أَسْتَشْفِعُ بأَقْلامِهم فِي المَمدوح، أَي كتُبِهم. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الشَّفيع، من الأَعداد: مَا كَانَ زَوْجَاً. والشَّفْع: مَا شُفِعَ بِهِ، سُمِّي بِالْمَصْدَرِ، وجَمْعُه شِفاعٌ، قَالَ أَبُو كَبيرٍ:
(وأخو الأباءَةِ إذْ رأى خِلاّنَه ... تَلَّى شِفاعاً حَوْلَه كالإذْخِرِ)
شبَّهَهم بالإذْخِر لأنّه لَا يكادُ يَنْبُتُ إلاّ زَوْجَاً زَوْجَا. وشاةٌ شَفوعٌ، كشافِعٍ، وَيُقَال: هَذِه شاةُ الشافِع، كقولِهم: صلاةُ الأُولى، ومَسجِدُ الجامِع، وَهَكَذَا، رُوِيَ فِي الحديثِ الَّذِي تقدّمَ عَن سِعرِ بنِ دَيْسَمٍ، رَضِيَ الله عَنهُ. وشاةٌ مُشْفِعٌ، كمُكرِم: تُرضِعُ كلَّ بَهْمَةٍ. عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وَتَشَفَّعَ إِلَيْهِ فِي فلانٍ: طَلَبَ الشّفاعَةَ. نَقله الجَوْهَرِيّ. وَتَشَفَّعَه أَيْضا: مُطاوِعُ اسْتَشْفَعَ بِهِ، كَمَا فِي المُفردات. وَتَشَفَّعَ: صارَ شافعِيَّ المَذهَب، وَهَذِه مُوَلَّدةٌ. والشَّفاعَة، ذكرهَا المُصَنِّف، وَلم يُفسِّرْها، وَهِي: كلامُ الشَّفيع للمَلِكِ فِي حاجةٍ يسألُها لغيرِه. وَشَفَع إِلَيْهِ: فِي معنى طَلَبَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ الرَّاغِب: الشَّفْع: ضَمُّ الشيءِ إِلَى مِثلِه، والشّفاعَة: الانضِمامُ إِلَى آخَرَ ناصراً لَهُ، وسائلاً عَنهُ، وأكثرُ مَا يُستعمَلُ فِي انضِمامِ مَن هُوَ أَعلَى مَرْتَبةً إِلَى من هُوَ أدنى، وَمِنْه الشَّفاعَةُ فِي الْقِيَامَة. وَقَالَ غيرُه: الشَّفاعَة: التَّجاوُزُ عَن الذُّنوبِ والجرائم. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: الشّفاعَةُ: المُطالَبةُ بوَسيلةٍ أَو ذِمامٍ. والشُّفُعَةُ، بضمَّتَيْن: لغةٌ فِي الشُّفْعَةِ فِي الدارِ وَالْأَرْض. والشّفائِع: تُؤَام النبتِ، قَالَ قَيْسُ بنُ العَيْزارَةِ الهُذَلِيُّ:
(إِذا حَضَرَتْ عَنهُ تمَشَّتْ مَخاضُها ... إِلَى السِّرِّ يَدْعُوها إِلَيْهِ الشَّفائِعُ)
السِّرُّ: مَوْضِع. والشُّفْعَة، بالضَّمّ: العَين. وامرأةٌ مَشْفُوعةٌ: مُصابةٌ من العَين، وَلَا يُوصَفُ بِهِ المُذَكَّر، كَمَا فِي اللِّسان، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: شُفِعَ الإنسانُ، كعُني: أصابَتْه العَينُ، وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: امرأةٌ مَشْفُوعةٌ، وَهِي الَّتِي أصابَتْها شُفْعَةٌ، وَهِي العَين. قَالَ: قد قيل ذَلِك، وَهُوَ شاذٌّ من هَذَا التَّرْكِيب، وَلَا نَعْلَمُ كَيفَ صِحَّتُه، وَلَعَلَّه بالسينِ غيرِ مُعجمَة، كَمَا فِي العُباب. والأَشْفَع: الطَّوِيل، كَمَا فِي اللِّسان. زادَ ابنُ القَطّاع: وَقد شَفِعَ شَفَعَاً، إِذا طالَ. والشَّفْعُ والشَّفاعَة: الدُّعاء، وَبِه فَسَّرَ المُبَرِّدُ وثعلبٌ قَوْله تَعالى: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَه إلاّ بإذْنِه.)
ش ف ع: (الشَّفْعُ) ضِدُّ الْوِتْرِ. يُقَالُ: كَانَ وِتْرًا (فَشَفَعَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَ (الشُّفْعَةُ) فِي الدَّارِ وَالْأَرْضِ. وَ (الشَّفِيعُ) صَاحِبُ الشُّفْعَةِ وَصَاحِبُ الشَّفَاعَةِ. وَ (الشَّافِعُ) الشَّاةُ الَّتِي مَعَهَا وَلَدُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ بَعَثَ مُصَدِّقًا فَأَتَاهُ بِشَاةٍ شَافِعٍ فَلَمْ يَأْخُذْهَا. فَقَالَ: ائْتِنِي بِمُعْتَاطٍ» وَ (اسْتَشْفَعَهُ) إِلَى فُلَانٍ سَأَلَهُ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ إِلَيْهِ. وَ (تَشَفَّعَ) إِلَيْهِ فِي فُلَانٍ (فَشَفَّعَهُ) فِيهِ (تَشْفِيعًا) . 

رمم

(رمم) : الرَّمِيمُ: الصَّبَا من الرِّياحِ.
(ر م م) : (رَمَّ) الْعَظْمُ بَلِيَ مِنْ بَاب ضَرَبَ وَالرِّمَّةُ بِالْكَسْرِ مَا بَلِيَ مِنْ الْعِظَامِ وَمِنْهَا الْحَدِيثُ «نَهَى عَنْ الِاسْتِنْجَاءِ بِالرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ» وَرَمَّ الْبِنَاءَ أَصْلَحَهُ رَمًّا وَمَرَمَّةً مِنْ بَابِ طَلَبَ وَاسْتَرَمَّ الْحَائِطُ حَانَ لَهُ أَنْ يُرَمَّ.

رمم


رَمَّ(n. ac.
رَمّ
مَرْمَمَة)
a. Repaired, restored.
b. Ate; gnawed, nibbled, cropped.
c.(n. ac. رَمّ
رِمَّة
رَمِيْم), Was decayed, wormeaten.
رَمَّمَa. see I (a) (b).
أَرْمَمَa. see I (c)b. Was marrowy, full of marrow.
c. [Ila], Liked.
إِرْتَمَمَa. see I (b)
رِمّa. Marrow.
b. Ground, earth.
c. Herbage, vegetation.

رِمَّة
(pl.
رِمَم
رِمَاْم)
a. Decayed bone.
b. Winged ant.

رُمّa. Care, anxiety.

رَمِيْمa. Decayed, wormeaten.

رُمَّاْنa. Pomegranate.
ر م م : رَمَمْتُ الْحَائِطَ وَغَيْرَهُ رَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُهُ وَرَمَّمْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالرِّمَّةُ الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ وَيُجْمَعُ عَلَى رِمَمٍ مِثْلُ
سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالرَّمِيمُ مِثْلُ: الرِّمَّةِ وَرُبَّمَا جُمِعَ مِثْلَ رَسُولٍ وَعَدُوٍّ وَأَصْدِقَاءَ وَرَمَّ الْعَظْمُ يَرِمُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا بَلَى فَهُوَ رَمِيمٌ وَجَمْعُهُ فِي الْأَكْثَرِ أَرِمَّاءُ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّاءَ وَجَاءَ رِمَامٌ مِثْلُ: كَرِيمٍ وَكِرَامٍ.

وَالرُّمَّةُ بِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ مِنْ الْحَبْلِ وَبِهِ كُنِّيَ ذُو الرُّمَّةِ وَأَخَذْتُ الشَّيْءَ بِرُمَّتِهِ أَيْ جَمِيعَهُ وَأَصْلُهُ أَنَّ رَجُلًا بَاعَ بَعِيرًا وَفِي عُنُقِهِ حَبْلٌ فَقِيلَ ادْفَعْهُ بِرُمَّتِهِ ثُمَّ صَارَ كَالْمَثَلِ فِي كُلّ مَا لَا يَنْقُصُ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهُ شَيْءٌ. 
ر م م

الله يحي الرميم والرمم والرّم والرمام بوزن الرفات. قال:

ظلت على مويسلٍ حياما ... ظلت عليه تعلك الرماما

أي تتملح به. ونهي عن الاستنجاء بالروث والرمة. وفي رأس الوتد رمة: قطعة حبيل بال. ورممت من البنيان ما استرم منه. ورم قوسه: أصلحها. ورم العظم والحبل، وحبل أرمام. والشاة ترم الحشيش من وجه الأرض بمرمتها. وأرم الرجل: سكت، وكلمهم فأرموا كأن على رءوسهم الطير، وتكلموا وهو مرم لا ينبس. وكان ساكتاً ثم ترمرم أي حرّك فاه. قال:

إذا ترمرم أغضى كل جبار

ومن المجاز: أحيا رميم المكارم. ودفعه إليه برمته أي كله وأصله أن رجلاً باع بعيراً بحبل في عنقه فقيل ذلك. قال ذو الرمة:

جئنا بأثآرهم أسرى مقرّنة ... حتى دفعنا إليهم رمّة القود

أي تمامه، ومنه ارتم ما على الخوان واقتمه: اكتنسه. وترمم العظم: تعرقه أو تركه كالرمة. وانتشر أمرهم فرمّه فلان. ولمّ الله شعثك، ورم نشرك. ورم سهمه بعينه: نظر فيه حتى سوّاه. وأمر فلان مرموم. وقال ذو الرمة:

هل حبل خرقاء بعد الهجر مرموم وترمّمه: تتبعه بالإصلاح. قال عنترة بن شدّاد:

هل غادر الشعراء من مترمم

وله الطم والرم: المال الجم.
ر م م: (رَمَّ) الشَّيْءَ يَرُمُّهُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا (رَمًّا) وَ (مَرَمَّةً) أَصْلَحَهُ. وَ (رَمَّهُ) أَيْضًا أَكَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْبَقَرُ تَرُمُّ مِنْ كُلِّ شَجَرٍ» . وَ (اسْتَرَمَّ) الْحَائِطُ حَانَ لَهُ أَنْ يُرَمَّ وَذَلِكَ إِذَا بَعُدَ عَهْدُهُ بِالتَّطْيِينِ. وَ (الرُّمَّةُ) بِالضَّمِّ قِطْعَةٌ مِنَ الْحَبْلِ بَالِيَةٌ وَالْجَمْعُ (رُمَمٌ) وَ (رِمَامٌ) وَبِهَا سُمِّيَ ذُو الرُّمَّةِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: دَفَعَ إِلَيْهِ الشَّيْءَ (بِرُمَّتِهِ) . وَأَصْلُهُ أَنَّ رَجُلًا دَفَعَ إِلَى رَجُلٍ بَعِيرًا بِحَبْلٍ فِي عُنُقِهِ فَقِيلَ ذَلِكَ لِكُلِّ مَنْ دَفَعَ شَيْئًا بِجُمْلَتِهِ. وَ (الرِّمَّةُ) بِالْكَسْرِ الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ وَالْجَمْعُ (رِمَمٌ) وَ (رِمَامٌ) وَقَدْ (رَمَّ) الْعَظْمُ يَرِمُّ (رِمَّةً) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا أَيْ بَلِيَ فَهُوَ (رَمِيمٌ) . وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78] . لِأَنَّ فَعِيلًا وَفَعُولًا قَدْ يَسْتَوِي فِيهِمَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ، مِثْلُ: رَسُولٍ وَعَدُوٍّ وَصَدِيقٍ. وَ (الرِّمُّ) بِالْكَسْرِ الثَّرَى، يُقَالُ: جَاءَهُ بِالطِّمِّ وَالرِّمِّ إِذَا جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ. وَ (يَرَمْرَمُ) جَبَلٌ وَرُبَّمَا قَالُوا: يَلَمْلَمُ. 
(رمم) - في الحَدِيث: "كيف تُعرَض صَلاتُنا عليك وقد أَرِمْتَ" .
قال الحَربىّ: كذا يَروِيه المُحدِّثون، ولا أَعرِف وَجهه. والصواب: أُرِمَتْ فتكون التَّاءُ لتَأنيثِ العِظام، أو أرْممْتَ: أي صِرْتَ رَمِيمًا.
وقال صَاحِبُ التَّتِمَّة: إنَّما هو أَرَمْتَ، وأَصلُه أَرمَمْت: أي بَلِيت وصِرتَ رَمِيماً، حَذَفوا إحدى المِيمَيْن، وهي لُغَة كما قالوا: ظَلْتُ أَفعلُ كذا: أي ظَلِلتُ، وقَالَ الله تَعالى: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} . ويقال أيضا: أَحسْتُ كذا: أي أَحْسَسْت. وقيل: إنَّما هو أَرْمَتَّ، بتَشْدِيد التَّاء، أدغَم إحدَى المِيمَين في التاء، والأَصلُ أَرمَمْت.
كما جاء في حَدِيثِ أَبِى أَيُّوب، رضي الله عنه: "فإذا صافَتُّم العَدُوَّ".
وفي حديثٍ آخر: "فصافَنَّاهم" والأصل: صافَفْتم، وصافَفْنا.
وقال بَعضُهم: إنَّ هذا القَوْلَ سَاقِط، لأن مخَرَج المِيمِ من بين الشَّفَتَيْن. ومَخرَج التَّاء من طَرَف اللِّسان وأُصول الثَّنَايا وبينهما بُعْد، فلا تُدغَم إحداهما في الأَخرَى.
والصّحيحُ أَنَّ أَصلَه: أَرممْتَ فحُذِفَت إحدى المِيمَيْن على لُغَة بَعضِهم، وهو مأخوذ من الرِّمَّة وهي العِظَام البَالِية، وأَرمَّ العَظمُ: بَلِىَ.
وأَرَمَّ أيضا في غير هذا أَمخَّ، فالرِّمَّة تكون السَّمِينَ وتَكُون البَالِى من الأَضْدَاد. ويُقال أيضا: رَمَّ العَظمُ يَرِمُّ رَمًّا إذا بَلِى، وحَبْل أَرمامٌ: مُنقَطِع بالٍ، والرُّمَّة: القِطعَة من الحَبْل.
- وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن: "فلْيَنْظر إلى شِسْعه ورَمِّ ما دَثَر من سِلاحِهِ".
الرَّمُّ: إصلاحُ ما فَسَد وتَفرَّق ، وكذلك المَرَمَّة.
- في حديث زِيادِ بنِ حُدَير: "حَملْتُ على رَمٍّ من الأَكْراد": أي جَماعَة نُزولٍ بالحَىِّ من الأَعرابِ، وكأنَّه اسمٌ أَعجَمِىّ. - في حَدِيثِ عُمَر، رَضِى الله عنه: "يَكُونُ ثُماماً ثم رُماماً".
وهو مُبالَغَة في الرَّمِيم كالطُّوال في الطَّوِيل: يَعنِى الهشِيمَ من النَّبت، وقِيل: هو: حين تَنبُت رؤوسه فَتُرَمُّ: أي تُؤكَل.
[رمم] فيه: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد "أرمت" الحربي: كذا رووه ولا أعرف وجهه، والصواب: أرمت، فتكون التاء لتأنيث العظام - أو: رممت، أي صرت رميما، وقيل: ارمت - كضربت وأصله ارممت، وقيل: أرمت - بتشديد تاء بادغام إحدى الميمين في التاء، وقيل: ارمت - مجهولًا كأمرت من أرمت الإبل تأرم إذا تناولت العلف وقلعته من الأرض. قلت: أصله من رم الميت وأرم إذا بلى، والرمة العظم البالي، وفعله للمتكلم والمخاطب أرممت بلا ادغام بسكون ثاني المثلثين، والذي جاء في الحديث بالإدغام فاحتاجوا أن يشددوا التاء ليكون ما قبل تاء المتكلم ساكنًا فإنه واجب حيث تعذر تسكين الميم الثانية أو يتركوا القياس في التزام ما قبل تائه، فإن صح الرواية كان على لغة بعضهم يقولون: ردت وردن ومرن، أي رددت ورددن ومررن فيكون لفظ الحديث: ارمت - بتشديد ميم وفتح تاء. وفيه: نهى عن الاستنجاء بالروث و"الرمة" الرمة والرميم العظم البالي، أو الرمة جمع رميم، ونهى عنه لاحتمال كونها نجسة ميتة أو لأنها لا تقوم مقام الحجر لملاستها. وفيه: قبل أن يكون ثماما ثم "رماما"، هو بالضم مبالغة في الرميم يريد الهشيم المتفتت من النبت، وقيل: هو حين تنبت رؤسه "فترم" أي تؤكل. وفيه: أيكم المتكلم بكذا "فأرم" القوم، أي سكتوا، من أرم فهو مرم. ط: أرم بفتح راء وتشديد ميم، قوله: لم يقل بأسا، أي لم يتكلم بما يؤخذ عليه. نه: وروى بزاي وخفة ميم بمعناه لأن الأزم الإمساك عن الطعام والكلام، ومر في أ. وفي ح ذم الدنيا: وأسبابها "رمام" أي بالية، وهي جمعبالضم وهي قطعة حبل بالية. ومنه: إن جاء بأربعة يشهدون وإلا دُفع إليه "برمته" هو بالضم قطعة حبل يشد بها الأسير أو القاتل إذا قيد إلى القصاص، أي يسلم غليهم بحبل شُد به تمكينًا لهم منه لئلا يهرب، ثم اتسع فيه حتى قالوا: أخذته برمته، أي كله. و"رم" بضم راء وتشديد ميم بئر بمكة من حفر مرة بن كعب. وفيه: فلينر إلى شسعه و"رم" ما دثر من سلاحه، الرم إصلاح ما فسد ولم ما تفرق. وفيه: عليكم بألبان البقر فإنها "ترم" من كل الشجر، أي تأكل، وروى: ترتم، وهي بمعناه، وقد مر. وفيه: حملت على "رم" من الأكراد، أي جماعة نزول، قيل كنه اسم عجمي، ويجوز كونه من الرم وهو الثرى. ومنه: جاءه بالطم و"الرم". وفي ح أم عبد المطلب: قالت حين أخذه عمه المطلب منها: كنا ذوى ثمة و"رمة" الثم قماش البيت، والرم مرمة البيت، كأنها أرادت كنا القائمين بأمره منذ ولد إلى أن شب وقوى، ومر في ثم. ن: "ترمم" من خشاش الأرض - بضم تاء وكسر ميم أولى وراء واحدة، وروى: ترمم - بفتحتين، أي تتناوله بشفتيها، وروى: تُرمرم - بضم تاء وكسر راء ثانية، وقد مر.
[رمم] رممت الشئ أرمه وأرمه رما ومرمة، إذا إذا أصلحته. يقال: قد رَمَّ شأنه. ورَمَّهُ أيضاً، بمعنى أكله. وفي الحديث: " البقر ترم من كل شجر ". وفي حديث عروة ابن الزبير حين ذكر أحيحة بن الجلاح وقول أخواله فيه: " كنا أهل ثمه ورمه، حتى استوى على عممه " قال أبو زيد : هكذا يحدثونه بالضم، والوجه فيه " ثمه ورمه " بالفتح. والثم من الاصلاح، والرم من الاكل. واسترم الحائط، أي حان له أن يُرَمَّ، وذلك إذا بَعُدَ عهدُه بالتطيين. والمرمة، بالكسر: شفة البقرة وكل ذات ظلف، لأنها بها [ترتم ] تأكل. والمرمة بالفتح: لغة فيه. وارتمت الشاة من الارض، أي رمت وأكلت. ومالى منه حم ولا رم، أي بُدٌّ، وقد يضمان ويقال أيضا: ماله حم ولا رم، أي ليس له شئ. قال ابن السكيت: يقال: ماله ثم ولا رم، وما يملك ثُمَّاً ولا رُمّاً. قال: فالرُمُّ مَرَمَّةُ البيت. والرُمَّةُ: قطعةٌ من الحبل باليةٌ، والجمع رُمَمٌ ورمام. وبها سمى ذو الرمة لقوله:

أشعث باقى رمة التقليد * يعنى وتدا. ومنه قولهم: دفع إليه الشئ برمته. وأصله أن رجلا دفع إلى رجلٍ بعيراً بحبلٍ في عنقه، فقيل ذلك لكلِّ من دفَع شيئاً بجملته. وهذا المعنى أراد الأعشى يخاطب خَمّاراً: فقلتُ له هذه هاتِها بأَدْماءَِ في حبلِ مُقْتادِها والرِمَّةُ بالكسر: العظام البالية والجمع رِمَمٌ ورمامٌ. تقول منه رَمَّ العظمَ يَرِمُّ بالكسر رَمَّةً، أي بَلِيَ، فهو رميم. وإنما قال تعالى: (قال مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي رَميمٌ) لأن فَعيلاً وفَعولاً قد يستوي فيهما المذكّر والمؤنّث والجمع، مثل رسولٍ، وعدوٍّ، وصديق. والرِمُّ بالكسر: الثَرى. يقال: جاءه بالطمِّ والرِمِّ، إذا جاءه بالمال الكثير. والرِمُّ أيضاً: النِقْيُ والمُخُّ. تقول منه: أَرَمَّ العظمُ، أي جرى فيه الرِمُّ. وقال: هَجاهُنَّ لَمَّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُهُ ولو كان في الأعْرابِ ماتَ هُزالاً قال أبو زيد: ناقة مرم: بها شئ من نِقْي. ونعجةٌ رَمَّاءُ: بيضاءُ. ويقال للشاة إذا كانت مهزولةً: ما يُرِمُّ منها مَضْرِبٌ، أي إذا كُسِرَ عظمٌ من عظامها لم يُصَب فيه مخٌّ. وأَرَمَّ القومُ، أي سكَتوا. وقال :

يَردْنَ والليل مرم طائره * وترمرم، إذا حرك فاه للكلام. وقال : ومُسْتَعْجِبٍ مما يرى من أَناتِنا ولو زَبَنَتْهُ الحربُ لم يترمرم والرمرام. ضرب من الشجر، وحشيش الربيع. وأرمام: موضع. ويرمرم: جبل، وربما قالوا: يلملم.
رمم
رَمَّ1 رَمَمْتُ، يَرُمّ، ارْمُمْ/ رُمَّ، رَمًّا، فهو رامّ، والمفعول مَرْموم
• رمَّ الشَّيءَ: أصلحه وقد فسَد بعضُه، لمّ ما تفرّق منه "رَمَّ المنزِلَ القديمَ- انتهى من مَرَمَّة بيته". 

رَمَّ2 رَمَمْتُ، يَرِمّ، ارْمِمْ/ رِمَّ، رَمًّا ورِمَّةً، فهو رميم
• رمَّ العَظْمُ: بَلِيَ وتفتّت "رَمَّ الميتُ- رَمَّ الحَبْلُ: تقطَّع- {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} ". 

أرمَّ يُرمّ، أرْمِمْ/ أَرِمَّ، إرمامًا، فهو مُرِمّ، والمفعول مُرَمّ (للمتعدِّي)
• أرمَّ العَظْمُ: رَمَّ2؛ بَلِي "أرمَّ الميتُ".
• أرمَّ اللهُ الشَّيءَ: جعله رميمًا باليًا " {أَرَمَّ ذَاتَ الْعِمَادِ} [ق] ". 

ترمَّمَ يترمَّم، ترمُّمًا، فهو مُترمِّم، والمفعول مُترمَّم
• ترمَّم المنزلَ القديم: رَمَّه؛ تتبَّعه بالإصلاح "ترمَّم الأثرَ". 

رمَّمَ يُرمِّم، تَرْميمًا، فهو مرمِّم، والمفعول مرمَّم
 • رمَّم المنزلَ القديم: رَمَّه؛ أصلحه وقد فسد بعضُه "ترميم الآثار- رمَّم اللوحةَ الفنيةَ". 

ترميميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَرْميم: "عمليات/ مراحل ترميميَّة لمسجد- صيانة ترميميَّة".
• جــراحة ترميميَّة: (طب) جــراحة ترقيعيَّة، عملية جراحية يتمّ فيها تقويم عضو مشوّه من أعضاء الجسم أو تغطية آثار الجروح بقطعةٍ من جِلد صاحبها. 

رَمّ [مفرد]: مصدر رَمَّ1 ورَمَّ2. 

رَمَّام [مفرد]: قَشَّاشٌ يقُشُّ أَرْذَلَ الطعام وما سقَط منه ليأكله ولا يتوقَّى قَذَرَه "قد يضطر الفقير المعدم أن يكون رَمَّامًا". 

رُمَّة [مفرد]: ج رِمام ورُمّ ورُمَم:
1 - قطعةٌ من الحبل البالي.
2 - حبلٌ يقادُ به البعير ونحوه ° أخَذ الشَّيءَ برُمَّته: بتمامه، بجُملته. 

رِمَّة [مفرد]: ج رِمام (لغير المصدر) ورِمَم (لغير المصدر):
1 - مصدر رَمَّ2.
2 - عظام بالية، وتُطلق توسُّعًا على ما تعفَّن من جسد الميِّت، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء بالرِّمَّة لأنها ربما كانت من مَيْتة. 

رَميم [مفرد]: ج أرِمّاء ورَمَائمُ ورميم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رَمَّ2.
2 - نبات الأرض إذا يبِس وتهشَّم " {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ". 
[ر م م] رَمَّ الشَّيْءَ يَرُمُّه رَمّا أَصْلَحَه واسْتَرَمَّ دَعا إلى إِصْلاحِه ورَمَّ الحَبْلُ تَقَطَّعَ والرِّمَّةُ والرُّمَّةُ القِطْعَةُ من الحَبْلِ وبه سُمِّيَ ذُو الرُّمَّةِ لقَوْلِه

(أَشْعَثَ باقِي رُمَّةِ التَّقْلِيد ... )

وحَبْلٌ رِمَمٌ ورِمامٌ وأَرْمامٌ بالٍ وصَفُوه بالجَمْعِ كأّنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ منه واحِدًا ثُمَّ جَمَعُوه والرِّمَّةُ العِظامُ البالِيَةُ وعَظْمٌ رَمِيمٌ وأَعْظُمٌ رَمائمُ ورَمِيمٌ أَيْضًا قالَ حاتِمٌ أَو غَيْرُه

(أَما والَّذِي لا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيرُه ... ويُحْيِي العِظامَ البِيضَ وَهْيَ رَمِيمٌ)

وقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِي بالرَّمِيمِ الجِنْسِ فيَضَعَ الواحِدَ مَوْضِعَ لَفْظِ الجَمْعِ والرَّمِيمُ ما بَقِيَ من نَباتِ عام أَوَّلَ عن اللِّحْيانِيِّ وهو من ذلك ورَمَّ العَظْمُ يَرِمُّ رَمّا ورَمِيمًا وأَرَمَّ صارَ رِمَّةً والرَّمِيمُ الخَلَقُ البالِي من كُلِّ شَيءٍ ورَمَّث الشّاةُ الحَشِيشَ تَرُمُّه رَمّا أَخَذَتْهُ بشَفَتِها وشاةٌ رَمُومٌ تَرُمُّ ما مَرَّتْ به ورَمَّت البَهِيمَةُ وارْتَمَّت تناوَلَت العِيدانَ والمِرَمَّةُ والمَرَمَّةُ الشَّفَةُ من كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ وجاءَ بالطَّمِّ والرِّمَّ فالطِّمُّ البَحْرُ والرِّمُّ الثَّرَى وقِيلَ الطِّمُّ الرَّطْبُ والرِّمُّ اليابسُ وقِيلَ الطِّمُّ التُّرْبُ والرِّمُّ الماءُ وقِيلَ الطِّمُّ ما حَمَلَه الماءُ والرِّمُّ ما حَمَلَه الريحُ وقِيل الرِّمُّ ما عَلَى وجه الأَرضِ من فُتاتِ الحَشِيشِ والإرْمامُ آخرُ ما يَبْقَى من النَّبْتِ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ

(تَرْعَى سُمَيْراءَ إِلى إِرْمامِها ... )

والمَرَمَّةُ مَتاعُ البَيْتِ وما لَهُ ثُمٌّ ولا رُمٌّ الثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقِيهم وآنِيَتُهم والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيتِ وما عَنْ ذلِك حُمٌّ ولا رُمٌّ حُمٌّ مَحالٌ ورُمٌّ وإِتْباعٌ وما لَهُ رُمٌّ غيرُ كَذا أَي هَمٌّ والرِّمُّ المُخُّ وأَرَمَّت النّاقَةُ وهي مُرِمٌّ وهو أَوَّلُ السِّمَنِ في الإقْبالِ وآخرُ الشَّحْمِ في الهُزالِ وما يُرِمُّ من النّاقَةِ أو الشّاةِ مَضْرَبٌ أَي ما يُنْقِي والمَضْرَبُ العَظْمُ يُضْرَبُ فيُنتَقَى ما فِيه ونَعْجَةٌ رَمّاءُ بَيْضاءُ لا شِيَةَ فِيها وأَخَذَه برُمَّتِه أَي بجَماعَتِه وأَخَذَه برُمَّتِه أَي اقْتَادَه بحَبْلِه وأَتَيْتُك بالشَّيءِ برُمَّتِه أَي كُلِّه وقِيلَ أَصْلُه أَنْ تَأَتِي بالأَسِيرِ مَشْدُودًا برُمَّتِه ولَيْسَ بقَوِيٍّ والرِّمَّةُ النَّمْلَةُ ذاتُ الجَناحَيْنِ والرِّمَّةُ الأَرَضَةُ في بعضِ اللُّغاتِ وأَرَمَّ إِلى اللَّهْوِ مالَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَرَمَّ سَكَتَ عامَّةً وقِيلَ سَكَتَ من فَرَقٍ وكَلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَي ما رَدَّ جَوابًا وتَرمْرَمَ القَومُ تَحَرَّكُوا للكَلامِ ولَم يَتَكلَّمُوا والرَّمْرامُ حَشِيشُ الرَّبِيعِ وهو ضَرْبٌ من الشَّجَرِ طَيِّبُ الرِّيحِ واحِدَتُه رَمْرامَةٌ وقال أَبو حَنِيفَةَ الرَّمْرامُ عُشْبَةٌ شاكَةُ العِيدانِ والوَرَقِ تَمْنَعُ المَسَّ تَرْتَفِعُ ذِراعًا ووَرَقُها طَوِيلٌ ولها عَرْضٌ وهي شَدِيدَةُ الخُضْرَةِ لها زَهْرَةٌ صَفْراءُ والمَواشِي تَحْرِص عليها وقالَ أَبو زِيادٍ الرَّمْرامُ نَبْتٌ أَغْبرُ يأْخُذُه النّاسُ يُسْقَوْنَ مِنه من العَقْرَبِ وفي بعضِ النُّسَخِ يَشْفُون منه قال الطِّرِمّاحُ

(هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها ... تَسْتَنُّ في جائِلِ رَمْرامِها)

والرُّمةُ بالتَّثْقِيلِ والتَّخْفيف مَوْضِعٌ والرُّمَّةُ قاعٌ عَظِيمٌ بنَجْدٍ تَصُبُّ فِيه جماعَةُ أَوْدِيَةٍ والرُّمّانُ مَعْروفٌ فُعْلانٌ في قولِ سِيبَوَيْهِ قال سأَلْتُه عن رُمّان فقالَ لا أَصْرِفُه وأَحْمِلُه عَلَى الأَكثرِ إِذا لم يَكُنْ له مَعْنًى يُعْرَفُ وهو عندَ أَبِي الحَسَن فُعّالٌ يَحْمِلُه على ما يَجِئُ في النَّباتِ كَثِيرًا مثل القُلاّمِ والمُلاّحِ والحُمّاضِ الواحِدَةُ رُمّانَةٌ وقولُ أُمِّ زَرْعٍ فلَقِيَ امْرَأَةً مَعها وَلَدانِ لها كالفَهْدَيْنِ يَلْعَبان من تَحْتِ خصْرِها برُمّانَتَيْنِ فإِنّما تَعْنِي أَنّها ذاتُ كَفَلٍ عَظِيمٍ فإِذا اسْتَلْقَتْ نَتَأَ الكَفَلُ بِها من الأَرضِ حَتّى تَصِيرَ تَحْتَها فَجْوَةٌ يَجْرِي فيها الرُّمّانُ قالَ أَبو عُبَيْدٍ وبَعْضُ النّاسِ يَذْهَبُ بالرُّمّانَتَيْنِ إِلى أَنَّهُما الثَّدْيانِ وليس هذا بمَوْضِعِهوالرُّمَّانَةُ أَيضًا التي فيها عَلَفُ الفَرَسِ ورُمّانَتانِ مَوْضِعٌ قالَ الرّاعِي

(عَلَى الدّارِ بالرُّمّانَتَيْنِ تَعُوجُ ... صُدُورُ مَهارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ)

ورَمِيم من أَسْماءِ الصَّبَا وبهِ سُمِّيَت المَرْأَةُ قالَ

(رَمَتْنِي وسِتْرُ اللهِ بَيْنِي وبَيْنَها ... عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ رَمِيمُ)

أَرادَ بأَحْجارِ الكِناسِ رَمْلَ الكِناسِ

رمم: الرَّمّ: إصلاح الشيء الذي فسد بعضه من نحو حبل يَبْلى فتَرُمُّهُ

أو دار تَرُمُّ شأْنها مَرَمَّةً. ورَمُّ الأَمر: إصلاحه بعد انتشاره.

الجوهري: رَمَمْتُ الشيء أَرُمُّهُ وأَرِمُّهُ رَمّاً ومَرَمَّةً إذا

أَصلحته. يقال: قد رَمَّ شأْنه ورَمَّهُ أَيضاً بمعنى أَكله. واسْتَرَمَّ

الحائطُ أي حان له أن يُرَمَّ إذا بعد عهده بالتطيين. وفي حديث النعمان بن

مُقَرِّنٍ: فلينظر إلى شِسْعه ورَمِّ ما دَثَرَ من سلاحه؛ الرَّمُّ: إصلاح

ما فسد ولَمُّ ما تفرق. ابن سيده: رَمَّ الشيءَ يَرُمُّهُ رَمّاً أَصلحه،

واسْتَرَمَّ دعا إلى إصلاحه. ورَمَّ الحبلُ: تقطع. والرِّمَّةُ

والرُّمَّةُ: قطعة من الحبْل بالية، والجمع رِمَمٌ ورِمام؛ وبه سمي غَيْلانُ

العدوي الشاعر ذا الرُّمَّةِ لقوله في أُرجوزته يعني وَتِداً:

لم يَبْقَ منها، أَبَدَ الأَبِيدِ،

غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سُودِ

وغيرُ مَشْجوجِ القَفا مَوتُودِ،

فيه بَقايا رُمَّةِ التَّقْليدِ

يعني ما بقي في رأْس الوَتِدِ من رُمَّةِ الطُّنُبِ المعقود فيه، ومن

هذا يقال: أَعطيته الشيء برُمَّتِه أي بجماعته. والرُّمَّةُ: الحبل يقلَّد

البعير. قال أبو بكر في قولهم أَخذ الشيء برُمَّتِه: فيه قولان: أَحدهما

أَن الرُّمَّةَ قطعة حبل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتلُ إذا قِيدَ إلى

القتل للقَوَدِ، وقولُ عليّ يدلّ على هذا حين سئل عن رجل ذكر أَنه رأَى

رجلاً مع امرأته فقتله فقال: إن أَقام بَيِّنَةً على دعواه وجاء بأربعة

يشهدون وإلا فلْيُعْطَ برُمَّتِهِ، يقول: إن لم يُقِم البينة قاده أَهله

بحبل عنقه إلى أَولياء القتيل فيقتل به، والقول الآخر أَخذت الشيء تامّاً

كاملاً لم ينقص منه شيء، وأَصله البعير يشد في عنقه حبل فيقال أَعطاه

البعير برُمَّته؛ قال الكميت:

وَصْلُ خَرْقاءَ رُمَّةٌ في الرِّمام

قال الجوهري: أَصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه فقيل ذلك

لكل من دفع شيئاً بجملته؛ وهذا المعنى أَراد الأَعشى بقوله يخاطب

خَمَّاراً:

فقلتُ له: هذِه، هاتِها

بأَدْماءِ في حَبْل مُقْتادِها

وقال ابن الأَثير في تفسير حديث عليّ: الرُّمَّةُ، بالضم، قطعة حبْل

يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتل الذي يُقاد إلى القصاص أي يُسلَّم إليهم

بالحبل الذي شُدَّ به تمكيناً لهم منه لئلا يَهْرُبَ، ثم اتسعوا فيه حتى

قالوا أَخذت الشيء برُمَّتِهِ وبزَغْبَرِهِ وبجُمْلَتِه أَي أَخذته كله لم

أَدع منه شيئاً. ابن سيده: أخذه برُمَّته أي بجماعته، وأَخذه برُمَّتِهِ

اقتاده بحبله، وأَتيتك بالشيء برُمَّتِهِ أي كله؛ قال ابن سيده: وقيل

أَصله أن يُؤْتى بالأَسير مشدوداً برُمَّتِهِ، وليس بقوي. التهذيب:

والرُّمَّة من الحبل، بضم الراء، ما بقي منه بعد تقطعه، وجمعها رُمٌّ. وفي حديث

علي، كرم الله وجهه، يَذُمُّ الدنيا: وأَسبابُها رِمامٌ أي بالية، وهي

بالكسر جمع رُمَّةٍ، بالضم، وهي قطعة حبل بالية. وحبل رِمَمٌ ورِمامٌ

وأرْمام: بالٍ، وصفوه بالجمع كأنهم جعلوا كل جزء واحداً ثم جمعوه. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن الاستنجاء بالرَّوْثِ والرِّمَّةِ؛

والرِّمَّةُ، بالكسر: العظام البالية، والجمع رِمَمٌ ورِمام؛ قال لبيد:

والبيت إن تعرَ مني رِمَّةٌ خَلَقاً،

بعد المَماتِ، فإني كنتُ أَثَّئِرُ

والرمِيمُ: مثل الرِّمَّةِ. قال الله تعالى: قال من يُحْيي العِظام وهي

رَمِيمٌ؛ قال الجوهري: إنما قال الله تعالى وهي رَمِيمٌ لأن فعيلاً

وفَعُولاً قد استوى فيهما المذكر والمؤنث والجمع، مثل رَسُول وعَدُوٍّ

وصَديقٍ. وقال ابن الأثير في النهي عن الاستنجاءِ بالرِّمَّة قال: يجوز أن تكون

الرِّمَّة جمع الرَّمِيم، وإنما نهى عنها لأَنها ربما كانت ميتة، وهي

نجسة، أَو لأَن العظم لا يقوم مقام الحجر لملاسته؛ وعظم رَمِيمٌ وأَعظم

رَمائِمُ ورَمِيمٌ أَيضاً؛ قال حاتم أَو غيره، الشك من ابن سيده:

أَما والذي لا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيْرُهُ،

ويُحْيي العِظامَ البِيضَ، وهي رَمِيمُ

وقد يجوز أن يعني بالرَّمِيمِ الجنس فيضع الواحد موضع لفظ الجمع.

والرَّمِيمُ: ما بقي من نبت عام أَول؛ عن اللحياني، وهو من ذلك.

ورَمَّ العظمُ وهو يَرِمُّ، بالكسر، رَمّاً ورَمِيماً وأَرَمَّ: صار

رِمَّةً؛ الجوهري: تقول منه رَمَّ العظمُ يَرِمُّ، بالكسر، رِمَّةً أَي

بَلِيَ. ابن الأَعرابي: يقال رَمَّتْ عظامه وأَرَمَّتْ إذا بَلِيَتْ. وفي

الحديث: قالوا يا رسول الله، كيف تُعْرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرَمَّتَ؟ قال

ابن الأَثير: قال الحربي كذا يرويه المحدثون، قال: ولا أَعرف وجهه،

والصواب أَرَمَّتْ، فتكون التاء لتأْنيث العظام أو رَمِمْتَ أي صِرْتَ

رَمِيماً، وقال غيره: إنما هو أَرَمْتَ، بوزن ضَرَبْتَ، وأَصله أَرْمَمْتَ أي

بَلِيتَ، فحذفت إحدى الميمين كما قالوا أَحَسْتَ في أَحْسَسْتَ، وقيل: إنما

هو أَرْمَتَّ، بتشديد التاء، على أَنه أَدغم إحدى الميمين في التاء،

قال: وهذا قول ساقط، لأن الميم لا تدغم في التاء أبداً، وقيل: يجوز أن يكون

أُرِمْتَ، بضم الهمزة، بوزن أُمِرْتَ، من قولهم: أَرَمَت الإبل تَأْرمُ

إذا تناولت العلفَ وقلعته من الأرض؛ قال ابن الأثير: أَصل هذه الكلمة من

رَمَّ الميتُ وأَرَمَّ إذا بَليَ. والرِّمَّةُ: العظم البالي، والفعل

الماضي من أَرَمَّ للمتكلم والمخاطب أَرْمَمْتُ وأَرْمَمْتَ، بإظهار التضعيف،

قال: وكذلك كل فعل مضعَّف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما، تقول في شَدَّ:

شَدَدْتُ، وفي أَعَدَّ: أَعْدَدْتُ، وإنما ظهر التضعيف لأن تاء المتكلم

والمخاطب متحركة ولا يكون ما قبلها إلا ساكناً، فإذا سكن ما قبلها وهي

الميم الثانية التقى ساكنان، فإن الميم الأُولى سكنت لأَجل الإدغام، ولا

يمكن الجمع بين ساكنين، ولا يجوز تحريك الثاني لأنه وجب سكونه لأجل تاء

المتكلم والمخاطب، فلم يبق إلا تحريك الأول، وحيث حُرِّكَ ظهر التضعيف، والذي

جاء في هذا الحديث بالإدغام، وحيث لم يظهر التضعيف فيه على ما جاء في

الرواية احتاجوا أن يُشَدِّدُوا التاء ليكون ما قبلها ساكناً، حيث تعذر

تحريك الميم الثانية، أو يتركوا القِياسَ في التزام سكون ما قبل تاء المتكلم

والمخاطب، قال: فإن صحت الرواية ولم تكن مُحَرَّفَةً فلا يمكن تخريجه

إلا على لغة بعض العرب، فإن الخليل زعم أن ناساً من بَكْر بن وائلٍ يقولون:

رَدَّتُ ورَدَّتَ، وكذلك مع جماعة المؤنث يقولون: رُدَّنَ ومُرَّنَ،

يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتَ وارْدُدْنَ وامْرُرْنَ، قال: كأَنهم قَدَّرُوا

الإدْغامَ قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث أَرَمَّتَ، بتشديد

الميم وفتح التاء.

والرَّميمُ: الخَلَقُ البالي من كل شيء.

ورَمَّتِ الشاةُ الحشيش تَرُمُّه رَمّاً: أَخذته بشفتها. وشاة رَمُومٌ:

تَرُمُّ ما مَرَّتْ به. ورَمَّتِ البهمةُ وارْتَمَّتْ: تناولت العيدان.

وارْتَمَّتِ الشاة من الأرض أي رَمَّتْ وأَكلت. وفي الحديث عليكم بأَلْبان

البقر فإنها تَرُمُّ من كل الشجر أي تأْكل، وفي رواية: تَرْتَمُّ؛ قال

ابن شميل: الرَّمُّ والارْتِمامُ الأَكل؛ والرُّمامُ من البَقْلِ، حين

يَبْقُلُ، رُمامٌ أيضاً. الأزهري: سمعت العرب تقول للذي يَقُشُّ ما سقط من

الطعام وأَرْذَله ليأْكله ولا يَتَوَقَّى قَذَرَهُ: فلانٌ رَمَّام قَشَّاش

وهو يَتَرَمَّمُ كل رُمامٍ أَي يأْكله. وقال ابن الأعرابي: رَمَّ فلان

ما في الغَضارَةِ إذا أَكل ما فيها.

والمِرَمَّةُ، بالكسر: شفة البقرة وكلِّ ذات ظِلْفٍ لأنها بها تأْكل،

والمَرَمَّةُ، بالفتح، لغة فيه؛ أبو العباس: هي الشفة من الإنسان، ومن

الظِّلْفِ المِرَمَّة والمِقَمَّة، ومن ذوات الخف المِشْفَرُ. وفي حديث

الهِرَّة: حَبَسَتْها فلا أطْعَمَتْها ولا أَرسلتْها تُرَمْرِمُ من خَشاشِ

الأرض أي تأْكل، وأَصلها من رَمَّتِ الشاة وارْتَمَّتْ من الأرض إذا أَكلت،

والمِرَمَّةُ من ذوات الظلف، بالكسر والفتح: كالفَم من الإنسان.

والرِّمُّ، بالكسر: الثَّرى؛ يقال: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ إذا جاء

بالمال الكثير؛ وقيل: الطِّمُّ البحر، والرِّمُّ، بالكسر، الثرى، وقيل:

الطِّمُّ الرَّطْبُ والرِّمُّ اليابس، وقيل: الطِّمُّ التُّرْبُ والرِّمُّ

الماء، وقيل: الطِّمُّ ما حمله الماء والرِّمُّ ما حَمله الريح، وقيل:

الرِّمُّ ما على وجه الأرض من فُتات الحشيش. والإرْمام: آخر ما يبقى من

النبت؛ أنشد ثعلب:

تَرْعى سُمَيْراء إلى إرْمامِها

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قبل أن يكون ثُماماً ثم رُماماً؛

الرُّمامُ، بالضم: مبالغة في الرَّميم، يريد الهَشِيمَ المتفتت من النبت، وقيل: هو

حين تنبت رؤوسه فتُرَمُّ أي تؤكل. وفي حديث زياد بن حُدَيْرٍ: حُمِلْتُ

على رِمٍّ من الأَكرْادِ أي جماعة نُزول كالحَيّ من الأَعراب؛ قال أبو

موسى: فكأَنه اسم أَعجمي، قال: ويجوز أن يكون من الرِّمِّ، وهو الثَّرَى؛

ومنه قولهم: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ. والمَرَمَّةُ: متاع البيت. ومن

كلامهم السائر: جاء فلان بالطِّمِّ والرِّمِّ؛ معناه جاء بكل شيء مما يكون في

البرو البحر، أَرادوا بالطِّمِّ البحر، والأَصل الطَّمُّ، بفتح الطاء،

فكسرت الطاء لمعاقبته الرِّمَّ، والرِّمُّ ما في البر من النبات وغيره.

وما له ثُمٌ ولا رُمٌّ؛ الثُّمُّ: قُماش الناس أَساقيهم وآنيتهم، والرُّمُّ

مَرَمَّةُ البيت. وما عَنْ ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ؛ حُمٌّ: مَحال، ورُمٌّ

إتباع. وما له رُمٌّ غيرُ كذا أي هَمٌّ. التهذيب: ومن كلامهم في باب

النفي: ما له عن ذلك الأَمرِ حَمٌّ ولا رَمٌّ أي بُدٌّ، وقد يضمَّان، قال

الليث: أما حَمٌّ فمعناه ليس يحول دونه قضاء، قال: ورَمٌّ صِلَةَ كقولهم

حَسَن بَسَن؛ وقال الفراء: ما له حُمٌّ ولا سُمٌّ أي ما له هَمٌّ غيرك.

ويقال: ما له حُمٌّ ولا رُمٌّ أي ليس له شيء، وأما الرُّمُّ فإن ابن السكيت

قال: يقال ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً، قال:

والثُّمُّ قماش الناس أَساقيهم وآنيتهم، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت؛ قال

الأزهري: والكلام هو هذا لا ما قاله الليث، قال: وقرأْت بخط شمر في حديث

عُرْوَةَ بن الزبير حين ذكر أُحَيْحَةَ بن الجُلاح وقول أَخواله فيه: كنا أهل

ثُمِّه ورُمِّه حتى استوى على عُمُمِّهِ؛ قال: أَبو عبيد حدّثوه بضم الثاء

والراء، قال ووجهه عندي ثَمِّه ورَقِّ، بالفتح، قال: والثَّمُّ إصلاح

الشيء وإحكامه، والرَّمُّ الأَكل؛ قال شمر: وكان هاشم بن عبدِ مَنافٍ تزوج

سَلْمى بنت زيد النَّجَّاريّة بعد أُحَيْحَةَ بن الجُلاح فولدت له شَيْبةَ

وتوفي هاشم وشَبَّ الغلام، فقَدِم المطَّلِب بن عبد مناف فرأَى الغلام

فانتزعه من أُمِّه وأَرْدَفه راحلته، فلما قدم مكة قال الناس: أَردَفَ

المُطَّلِبُ عبدَه، فسمِّي عبدَ المطلب؛ وقالت أُمّه: كنا ذوي ثَمِّهِ

ورَمِّه، حتى إذا قام على تَمِّهِ، انتزعوه عَنْوَةً من أُمّهِ، وغلب

الأَخوالَ حقُّ عَمِّهِ؛ قال أَبو منصور: وهذا الحرف رواه الرواة هكذا: ذَوي

ثُمِّهِ ورُمِّهِ، وكذلك روي عن عُرْوة وقد أَنكره أَبو عبيد، قال: والصحيح

عندي ما جاء في الحديث، والأَصل فيه ما قال ابن السكيت: ما له ثُمٌّ ولا

رُمٌّ، فالثُّمُّ قماش البيت، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت، كأَنها أَرادت

كنا القائمين بأَمره حين ولدَتْه إلى أَن شَبَّ وقوي، والله أَعلم.

والرِّمُّ: النَّقْي والمُخُّ، تقول منه: أَرَمَّ العظمُ أَي جرى فيه الرِّمُّ؛

وقال:

هَجاهُنَّ، لمّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُهُ،

ولو كان في الأَعْراب مات هُزالا

ويقال: أَرَمْ العظمُ، فهو مُرِمٌّ، وأَنْقى، فهو مُنْقٍ إذا صار فيه

رِمٌّ، وهو المخ؛ قال رؤبة:

نَعَم وفيها مُخّ كلِّ رِمّ

وأَرَمّت الناقة، وهي مُرِمٌّ: وهو أَوَّل السِّمَنِ في الإقبال وآخر

الشحم في الهزال. وناقة مُرِمّ: بها شيء من نِقْيٍ. ويقال للشاة إذا كانت

مهزولة: ما يُرِمُّ منها مَضرَبٌ أي إذا كسر عظم من عظامها لم يُصَبْ فيه

مُخّ. ابن سيده: وما يُرِمّ من الناقة والشاة مَضْرَبٌ أَي ما يُنْقِي،

والمَضْرَبُ: العظم يضرب فيُنْتَقَى ما فيه. ونعجةٌ رَمَّاءُ: بَيضاءُ لا

شِيَة فيها.

والرِّمَّةُ: النَّملةُ ذات الجَناحَين، والرِّمَّة: الأَرَضَة في بعض

اللغات.

وأَرَمَّ إلى اللهو: مالَ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَرَمَّ: سكَتَ عامَّةً،

وقيل: سكَت من فَرَقٍ. وفي الحديث: فأَرَمَّ القومُ. قال أَبو عبيد:

أَرَمَّ الرجل إرْماماً إذا سكَتَ فهو مُرِمٌّ. والإرْمام: السكوت. وأَرَمَّ

القومُ أَي سكتوا؛ وقال حُميد الأَرقط:

يَرِدْنَ، والليلُ مُرِمٌّ طائره،

مُرْخىً رِواقاه هُجُودٌ سامِرُه

وكلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَي ما ردَّ جواباً. وتَرَمْرَمَ القومُ:

تحركوا للكلام ولم يَتَكلَّموا. التهذيب: أما التَّرَمْرُمُ فهو أَن يحرّك

الرجل شفتيه بالكلام. يقال: ما تَرَمْرَمَ فلان بحرف أَي ما نطق؛

وأَنشد:إذا تَرَمْرَمَ أََغْضَى كلّ جَبَّار

وقال أَبو بكر في قولهم ما تَرَمْرَمَ: معناه ما تحرَّك؛ قال الكيميت:

تَكادُ الغُلاةُ الجُلْسُ منهن كلَّما

تَرَمْرَمَ، تُلْقِي بالعَسِيبِ قَذالَها

الجوهري: وتَرَمْرَمَ إذاحَرَّك فاه للكلام؛ قال أَوس بن حجر:

ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى من أَناتِنا،

ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان لآل رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

وَحْشٌ فإذا خرج، تَعْني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعِب وجاء

وذهب، فإذا جاء رَبَضَ ولم يَتَرَمْرَمْ ما دام في البيت؛ أَي سكن ولم يتحرك،

وأكثر ما يستعمل في النفي. وفي الحديث: أَيّكم المتكلم بكذا وكذ؟

فأَرَمَّ القوم أَي سكتوا ولم يُجيبُوا؛ يقال: أَرَمَّ فهو مُرِمٌّ، ويروى:

فأَزَمَ، بالزاي وتخفيف الميم، وهو بمعناه لأَن الأزْم الإمساك عن الطعام

والكلام؛ ومنه الحديث الآخر: فلما سمعوا بذلك أَرَمُّوا ورَهبُوا أَي سكتوا

وخافوا.

والرَّمْرامُ: حَشِيش الربيع؛ قال الراجز:

في خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها

التهذيب: الرَّمْرامَةُ حشيشة معروفة في البادية، والرَّمْرامُ الكثير

منه، قال: وهو أَيضاً ضرب من الشجر طيب الريح، واحدته رَمْرامَة؛ وقال

أَبو حنيفة: الرَّمْرامُ عُشبة شَاكَةُ العِيدانِ والورق تمنع المس، ترتفع

ذراعاً، وورقها طويل، ولها عرض، وهي شديدة الخضرة لها زهْرَة صفراء

والمواشي تحْرِصُ عليها؛ وقال أَبو زياد: الرَّمْرامُ نبت أَغبر يأْخذه الناس

يسقون منه من العقرب، وفي بعض النسخ: يشفون منه؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها،

تَسْتَنُّ في جائل رَمْرامِها؟

والرُّمَّةُ والرُّمَةُ، بالثقيل والتخفيف: موضع. والرُّمَّةُ: قاعٌ

عظيم بنجد تَصُبُّ فيه جماعة أَوْدِيَةٍ. أَبو زيد: يقال رماه الله

بالمُرِمَّاتِ إذا رَماه بالدواهي؛ قال أَبو مالك: هي المُسْكتات.

ومَرْمَرَ إذا غضب، ورَمْرَمَ إذا أَصلح شأْنه.

والرُّمَّانُ: معروف فُعْلان في قول سيبويه قال: سألته

(* قوله «قال» أي

سيبويه، وقوله «سألته» يعني الخليل، وقد صرح بذلك الجوهري في مادة ر م

ن) عن رُمَّان، فقال: لا أَصرفه وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى

يعرف، وهو عند أَبي الحسن فُعَّال يحمله على ما يجيء في النبات كثيراً مثل

القُلاَّم والمُلاَّح والحُمَّاض، وقول أُم زَرْعٍ: فلقي امرأة معها

ولَدان لها كالفَهْدَيْنِ يلعبان من تحت خصرها برُمَّانَتَيْنِ، فإنما تَعني

أَنها ذاتُ كَفَلٍ عظيم، فإذا اسْتَلْقَتْ على ظهرها نَبَا الكَفَلُ بها

من الأَرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرُّمَّانُ؛ قال ابن الأثير:

وذلك أن ولديها كان معهما رمانتان، فكان أَحدهما يرمي برُمَّانته إلى

أَخيه، ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خَصْرها، قال أَبو عبيد: وبعض الناس

يذهب بالرُّمَّانتين إلى أنهم الثَّدْيان، وليس هذا بموضعه؛ الواحدة

رُمَّانةٌ. والرُّمَّانة أَيضاً: التي فيها علف الفرس.

ورُمَّانتان: موضع؛ قال الراعي:

على الدار بالرُّمَّانَتَيْنِ تَعُوجُ

صُدُورُ مَهَارَى، سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ

ورَمِيم: من أسماء الصَّبا، وبه سميت المرأةُ؛ قال:

رَمَتْني، وسِِتْرُ الله بيني وبينها،

عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ، رَمِيمُ

أَراد بأَحْجار الكِناس رمل الكِناس. وأَرْمام: موضع. ويَرَمْرَمُ: جبل،

وربما قالوا يَلَمْلَمُ. وفي الحديث ذكر رُمّ، بضم الراء وتشديد الميم،

وهي بئر بمكة من حفر مُرَّة بن كعب.

رمم

( {رَمَّه} يَرِمُّه {وَيَرُمُّه) من حَدّي ضَرَب ونَصَر (} رَمًّا {وَمَرَمَّة: أَصْلَحَه) بعد فَسادِه، من نَحْو حَبْل يَبْلَى} فَتَرُمّه، أَو دارٍ {تَرُمُّ شَأْنَها.} ورَمُّ الأمرِ: إصلاحُه بعد انْتِشاره. قَالَ شَيْخُنا: المَعروفُ فِيهِ الضَّمّ على القِياس، وَأَمَّا الكَسْر فَلَا يُعرَف، وَإِن صَحّ عَن ثَبَت فيُزادُ على مَا استَثْناه الشَّيخ اْبنُ مَالِك فِي اللاَّمِية وغَيرِها من المُتَعَدِّي الواردِ بِالوَجْهَين. قُلتُ ": اللُّغَتان ذَكَرهما الجوهريّ، وكَفَى بِهِ قُدوَةً وَثَبتاً. وَذكر أَبُو جَعْفَر اللَّبلى: هَرَّة يَهِرّه ويَهُرّه، وعَلَّه يَعِلّه، ويَعُلّه باللُّغَتَيْن، فَتَأَمَّل ذَلِك.
(و) {رَمَّت (البَهِيمَةُ) } رَمًّا: (تَنَاوَلَت العِيدَانَ بِفَمِها) ، وَأَكَلَت، ( {كارْتَمَّت) . وَمِنْه الحَدِيث: " عَلَيْكم بِأَلْبانِ البَقَر، فإنّها} تَرُمُّ من كُلّ الشَّجر " أَي تَأْكُل، وَفِي رِوَايَة: {تَرتَمّ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل:} الرَّمُّ {والارْتِمام: تَمامُ الأَكْل. (و) } رَمَّ (الشيءَ) رَمًّا: (أَكَلَه) . وَقَالَ اْبنُ الأعرابيّ: رَمَّ فلَان مَا فِي الغَضارة إِذا أَكل مَا فِيها.
(و) رَمَّ (العَظْمُ يَرِمُّ) من حَدّ ضَرَب ( {رِمَّةٌ بالكَسْر} ورَمًّا {ورَمِيماً،} وَأَرمَّ) : صَار رِمَّةً. وَفِي الصّحاح: (بَلِيَ) ، قَالَ اْبنُ الأعرابيّ. يُقَال: {رَمَّت عِظامُه، وَأَرمَّت: إِذا بَلِيت، (فَهُوَ} رَمِيمٌ) ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} . قَالَ الجوهَرِيّ: وإنّما قَالَ الله تَعَالَى: وَهِي {رَمِيم؛ لِأَن فَعِيلاً وفَعولاً قد استَوى فِيهِما المُذَكَّر والمُؤَنَّث وَالْجمع، مثل عَدوّ وصَدِيق ورَسُول. وَفِي المُحْكم: عَظْمٌ رَمِيم، وأَعظُم} رَمائِمُ! ورَمِيم أَيْضا، قَالَ الشاعِرُ:
(أَمَا والَّذي لَا يَعلَم السِّرَّ غيرُه ... ويُحْيِي العِظامَ البِيضَ وَهِي رَمِيمٌ) ( {واْستَرَمَّ الحائِطُ: دَعَا إِلَى إِصْلَاحه) ، كَذَا فِي المُحْكَم. وَفِي الصّحاح:} اْسترَمَّ الحائِطُ أَي: حَان لَهُ أَن {يُرَمّ، وَذَلِكَ إِذا بَعُد عَهْدُه بالتَّطْيِين.
(} والرُّمَّةُ، بالضَّم: قِطْعَة من حَبْل) بَالِية، (ويُكْسَر) ، واْقتَصر الجَوْهَريُّ على الضَّمّ، وَالْجمع: {رُمَم} ورِمامٌ، وَمِنْه قَولُ عَلِيّ رَضِي اللهُ عَنهُ يَذُمّ الدُّنيا: " وأسبَابُها {رِمامٌ " أَي: بالِية (وبِه سُمِّي ذُو} الرُّمَّة) الشّاعر، وَهُوَ غَيْلان العَدويّ لقَولِه فِي أُرجُوزَتِه يَعْني وَتِداً:
(لم يَبْقَ مِنْهَا أبدَ الأبِيدِ ... )

(غَيرُ ثلاثٍ مَا ثِلاتٍ سُودِ ... )

(وغَيرُ مَشْجُوجِ القَفا مَوتُودِ ... )

(فِيهِ بَقايا! رُمَّةِ التَّقْلِيدِ ... )

يَعْنِي مَا بَقِي فِي رَأْسي الوَتِد من رُمَّة الطُّنُب المَعْقُود فِيهِ.
(و) الرُّمَّة: (قاعٌ عَظِيم بنَجْد تَنْصَبُّ فِيهِ) مياه (أودِيَة، وَقد تُخَفَّف مِيمُه) ، نَقَله نَصْر فِي كِتابه، واْبنُ جِنّي فِي الخاطِرِيّات، واْبنُ سِيدَه فِي المُحْكَم. فَقَولُ شَيْخِنا: " لَا يظهَر لِتَخْفِيف مِيمِه وَجْه وَجِيه " غَيرُ وجيه. (وَفِي المَثَل) : تَقولُ العَربُ على لِسانها: (تَقُولُ الرُّمَّةُ كُلّ شَيْء يُحْسِيني إِلَّا الجُرَيْبَ فَإِنَّهُ يُرْوِيني. والجُرَيْب: وادٍ تَنْصَبّ فِيهِ) أَيْضا. وَقَالَ نَصْر: " الرُّمَة بِتَخْفِيف المِيم: وادٍ يَمُرّ بَين أَبانين يَجِيء من المَغْرب، أكبر وادٍ بنَجْد، يَجِيء من الغَوْر، والحِجازُ أَعْلَاهُ لأهلِ المَدِينة وَبني سُلَيم، ووسطه لبني كِلاب وَغَطَفان، وأسفَلُه لِبَنِي أَسد وَعَبْس، ثمَّ يَنْقطِع فِي رَمْل العُيون وَلَا يكثر سَيلُه حَتَّى يَمُدّه الجَرِيب: وادٍ لِكِلاب ".
(و) الرُّمَّة: (الجَبْهة) ، هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، وَلم أَجِدْه فِي الأُصول الَّتِي نَقَلْنا مِنْهَا، وَلَعَلَّ الصَّوابَ الْجُمْلَة. وَيُقَال: " أخذتُ الشيءَ {بِرُمَّتِه وبِزَغْبَرِهِ وبِجُمْلَتِه أَي: أخذتُه كُلَّه لم أدَعْ مِنْهُ شَيْئا "، قَالَ الْجَوْهَرِي: (ودَفَ رَجُلٌ إِلَى آخرَ بَعِيرًا بِحَبْل فِي عُنُقِه فَقِيل لَكُلّ من دَفَع شَيْئًا بجُمْلَته: أَعطاهُ بِرُمَّتِه) قَالَ: وَهَذَا المَعْنَى أَرَادَ الْأَعْشَى يُخاطِب خَمَّارًا:
(فقلتُ لَهُ: هَذِه هاتِها ... بأدماءَ فِي حَبْل مُقتادِها)
وَهَكَذَا نَقله الزّمخشريّ أَيْضا، وَقد نَقَل فِيهِ ابنُ دُرَيْد وَجْهًا آخر، وَهُوَ أَن الرُّمَّة قِطْعَةُ حَبْل يُشَدّ بهَا الأَسِير أَو القاتِل إِذا قِيدَ للقَتْل فِي القَوَد، قَالَ: ويَدُل ذَلِك حَدِيثُ عليّ حِين سُئِل عَن رَجُل ذَكَر أَنَّه رأى رجلا مَعَ امرأَتهِ فَقَتَلَه، فَقَالَ: " إِن أَقَامَ بَيِّنَة على دَعْواه وَجَاء بأربَعةٍ يَشْهَدُون وإلاّ فليُعْطَ برُمَّته "، قَالَ ابنُ الأَثير: " أَي: يُسَلَّم إِلَيْهِم بالحَبْل الَّذِي شُدّ بِهِ تَمْكيناً لَهُم لِئَلَّا يَهْرُبَ "، وأورَده ابنُ سِيده أَيْضا، وَقَالَ: لَيْسَ بِقَوِيّ.
(و) } الرِّمَّةُ (بالكَسْر: العِظامُ البَالِية) ، وَالْجمع {رِمَمٌ} ورِمامٌ، وَمِنْه الحَدِيث: " نَهَى عَن الاْسْتِنْجاء بالرَّوْثِ! والرِّمّة "، قَالَ ابنُ الأَثير: إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا لِأَنَّهَا رُبَّما كَانَت مَيِّتةً فَهِيَ نَجِسَة، أَو لِأَن العَظْم لَا يَقُومُ مَقام الحَجَر لملاَسَتِه. (و) الرِّمَّةُ: (النَّمْلةُ ذَاتُ الجَناحَيْن) ، عَن أَبِي حَاتِم، وَأنْكرهُ البَكْريّ فِي شَرْح أَمالِي القَالِي.
(و) الرِّمَّة: (الأَرَضَة) ، فِي بَعْضِ اللُّغات.
(وحَبْلٌ {أرمامٌ} ورِمامٌ، كَكِتاب وعِنَب) أَي: (بالٍ) ، وصَفُوه بالجَمْع كأَنَّهم جَعَلوا كُلَّ جُزْء واحِداً ثمَّ جَمَعُوه.
(و) قَولُهم: (جَاءَ بالطِّمِّ {والرِّم) بكَسْرهما أَي: (بالبَحْر والثَّرَى) ، فالطَّم: البَحْر، والرِّم: الثَّرَى كَمَا فِي الصّحاح، (أَو) الطِّمّ: (الرَّطْب و) } الرِّم: (اليَابِس، أَو) الطِّم: (التَّرابُ، و) الرِّم (المَاءُ، أَو) الْمَعْنى: جَاءَ (بالمَالِ الكَثيرِ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ. (و) قيل: (الرِّمُّ، بالكَسْر: مَا يَحْمِله الماءُ) ، هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّواب: الطِّمّ: مَا يَحْمِله الماءُ. والرِّم: مَا يَحْمِله الرّيح. (أَو) الرِّمِّ: (مَا عَلَى وَجْه الأَرْض من فُتَات الحَشِيش) ، وَقيل: مَعْنى جَاءَ بالطِّمّ والرِّم جَاءَ بِكُل شَيْء مِمَّا يَكون فِي البَرّ والبَحْر.
(و) الرِّمّ: (النِّقْيُ) والمُخّ. (و) مِنْهُ (قد {أَرمَّ العَظْم) أَي: جَرَى فِيهِ الرِّمّ وَهُوَ المُخّ، وَكَذَلِكَ أَنْقَى فَهُوَ مُنْقٍ قَالَ:
(هجاهُنّ لَمّا أَن} أرمَّتْ عِظامُهُ ... وَلَو كَانَ فِي الْأَعْرَاب مَاتَ هُزالاَ)

(ونَاقَةٌ {مُرِمٌّ) : بهَا شَيءٌ من نِقْي، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أبي زَيْد، وَقد أرمَّت، وَهُوَ أوَّل السِّمَن فِي الإقْبالِ وَآخر الشَّحْم فِي الهُزالِ.
(و) } الرُّمُّ (بالضَّم: الهَمُّ) . يُقَال: مَا لَهُ رُمٌّ [غيرُ] كَذَا أَي: هَمّ. (و) فِي الحَدِيث ذكر {رُمّ وَهُوَ (بِئْر بمَكَّةَ قَدِيمة) من حَفْر مُرَّة بنِ كَعْب. وَقَالَ نَصْر عَن الواقدِيّ: مِنْ حَفْر كِلابِ بنِ مُرة.
(و) الرُّمُّ: (بِناءٌ بالحِجاز) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب: ماءٌ بالحِجاز، وَقد ضَبَطه نَصْر بالكَسْر.
(و) } رَمٌّ (بالفَتْح: خَمْسُ قُرًى كُلّها بشِيرَاز) ، وَقَالَ نَصْر: {رُمّ الزّيوان: صُقْع بفارِس، وَهُنَاكَ مَواضِعُ: رُمّ كَذَا} ورُمّ كَذَا.
( {والمَرمَّةُ، وتُكْسَر رَاؤُها: شَفَةُ كُلّ ذاتِ ظِلْف) . وَالَّذِي فِي الصّحاح: المِرَمَّة بالكَسْر: شَفَةُ البَقَرة وكُلّ ذَاتِ ظِلْف، لأَنَّها} ترتَمّ أَي: تَأكل، والمَرمَّة، بِالْفَتْح، لُغَة فِيهِ. وَفِي المُحْكم: {المِرَمَّةُ من ذَواتِ الظِّلف بالكَسْر والفَتْح كالفَم من الْإِنْسَان. وَقَالَ ثَعْلب: هِيَ الشَّفَة من الْإِنْسَان، وَهِي من ذَواتِ الظِّلف المِرمَّة، والمِقَمَّة، وَمن ذَوَات الخُفّ: المِشْفَر، فدَلَّ كَلَام هَؤُلَاءِ كلّهم أَن الْفَتْح والكَسْر راجعان إِلَى المِيم لَا إِلَى الرَّاء، فتأمَّل.
(} وأرَمَّ: سَكَت) عَامّة، وَقيل: عَن فَرَقٍ. وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرقَط:
(يَرِدْن واللّيلُ {مُرِمٌّ طائِره ... مُرخًى رِواقَاه هُجودٌ سامِرُه)

(و) } أَرمَّ (إِلَى اللَّهْوِ: مَالَ) ، عَن ابنِ الأعرابيّ. (وَفِي الحَدِيث) : قالُوا: يَا رَسُولَ الله: (كَيفَ تُعْرَض صَلاتُنا عَلَيْك وَقد {أَرَمْت) على وزن ضَرَبْت (أَي: بَلِيت) ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: (أَصْلُه أعرَمْت فَحُذِفَت إِحْدَى المِيمَين كَأَحَسْتت فِي أَحْسَسْت) ، ويُرْوَى} أرمّتَ بتَشْديد المِيمِ وَفتح التَّاء، ويروى: {رَمِمْتَ، ويروى أَيْضا أُرِمْتَ بِضَمّ الهَمْزة بِوَزْن أُمِرت، وَقد ذكر فِي} أرم، وَالْوَجْه الأول.
( {والرَّمْرامُ: نَبْتٌ أَغْبرُ) يأخذُه النّاس يَسْقُون مِنْهُ من العَقْرب، قَالَه أَبُو زِياد: وَفِي بعض النّسخ: يُشْفَوْن مِنْهُ. وَقَالَ غَيره:} الرَّمرامُ: حَشِيش الرًّبِيع، قَالَ الراجِزُ:
(فِي حُرُق تَشْبَع من {رَمْرامِها ... )

وَفِي التَّهذِيب: "} الرَّمرامةُ: حَشِيشةٌ مَعْرُوفَة بالبادِيَة. والرَّمرام: الكَثِير مِنْهُ "، قَالَ: وَهُوَ أَيْضا ضَرْب من الشّجر طَيِّب الرّيح، واحدته {رَمْرامَة. وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: الرَّمرام: عُشْبة شَاكَة العِيدان والوَرَق تمنع المَسّ ترتَفِع ذِراعًا، وورقُها طَوِيل وَلها عِرْضٌ، وَهِي شَدِيدة الخَضْرة لَهَا زَهْرةٌ صَفْراء، والمَواشِي تَحْرِص عَلَيْهَا.
(} ورَمْرَمٌ أَو {يَرَمْرَمُ: جَبَل) . وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وَرُبمَا قَالُوا: يَلَمْلَم. وَالَّذِي فِي كِتاب نَصْر: الفَرْقُ بَين} يَرَمْرم ويَلَمْلَم أَنه قَالَ فِي يَلْمْلَم: جَبَل أَو وَادٍ قُرَب مَكِّة عِنْده يُحْرِم حاجُّ اليَمَن. وَقَالَ فِي يَرَمْرَم: جَبَل بِمَكَّة أسفَل من ثَنِيَّة أُمّ جِرْذان. وجَبَل بَيْنه وَبَين معدِنِ بني سليم سَاعَة.
(ودارَةُ {الرِّمْرِم، كَسِمْسِم،} ورُمَّانٍ، {ورُمَّانَتَان بالضَّمّ،} وأرمامٌ: مواضِعُ) . أما دارةُ الرِّمْرِم فقد ذكرت فِي الدَّارَات. {ورَمّان، بالفَتْح: جَبَل لطيّئ فِي طرف سَلْمَى، ذَكَره الجوهريّ فِي " ر م ن " ورُمَّانَتان فِي قَولِ الرِّاعي:
(على الدّار} بالرُّمَّانَتَيْن تَعوجُ ... صُدورُ مَهارَى سَيْرُهُنّ وَسِيجُ) وَأما {أرمام فَإِنَّهُ جَبَل فِي دِيار باهِلَةَ، وَقيل: وادٍ يَصُب فِي الثَّلَبُوت من دِيار بَنِي أَسَد، قَالَه نَصْر، وَقيل: وادٍ بَين الحَاجِر وفَيْد. ويومُ أَرْمام: من أَيَّام العَرَب. قَالَ الرَّاعِي:
(تَبَصَّرْ خَلِيلي هَل تَرَى من ظَعائِنٍ ... تَجاوَزْن مَلْحُوبًا فقُلنَ مُتالِعَا)

(جَواعِلَ} أرمامًا شِمالاً وصارةً ... يَمِينًا فَقَطَّعْنَ الوِهادَ الدَّوافِعَا)

( {والرَّمَمُ، مُحَرَّكة) : اسْم (وادٍ) .
(} وتَرَمْرَمُوا) : إِذا (تَحَرَّكوا للكَلاَم وَلم يَتَكَلَّموا) بعد. يُقَال: كعلَّمه فَمَا {تَرَمْرَم أَي: مَا رَدَّ جَواباً. وَفِي التَّهذِيب:} التَّرَمْرُم: أَن يُحَرِّك الرّجلُ شَفَتَيْه بالْكلَام. يُقَال: مَا تَرَمْرَم فُلانٌ بِحَرْف أَي: مَا نَطَق. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد أَي: مَا تَحَرَّك. وَفِي الصّحاح: تَرَمْرَمَ: حَرَّك فَاه للكَلاَم، وَيُقَال: إنَّ أكثرَ استِعْماله فِي النَّفْي.
(و) {الرُّمَامة (كَثُمَامة: البُلْغَةُ) يُسْتَصْلَحُ بهَا العَيْش.
(} وتَرَمَّمَ: تَفرَّق) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب تَعَرَّق كَمَا فِي الأَساس. يُقَال: {تَرَمَّم العَظْمَ إِذا تَعَرَّقَه أَو تَرَكه} كالرِّمّة.
( {والمَرامِيمُ: السِّهام المُصْلَحةُ الرّيش) جمع} مَرْمُوم، وقَدْ رَمَّ سَهمَه بعَيْنه إِذا نَظَر فِيهِ حَتَّى سَوّاه، فَهُوَ مَرْمُوم، وَهُوَ مجَاز.
( {وارتَمَّ الفَصِيلُ، وَهُوَ أَوَّل مَا تَجِد لسَنامه مَسًّا و) . قَالَ أَبُو زَيْد: (} المُرِمَّاتُ) بالضَّمّ: (الدَّوَاهِي) ، يُقَال: رَماه اللهُ {بالمُرِمَّات. وَقَالَ أَو مَالِك: هِيَ السّكَتات.
(} والرُّمُمُ، بِضَمَّتَين: الجَوارِي الكَيِّسات) ، عَن ابنِ الأعرابيّ، وكأَنَّه جمع {رامَة وَهِي المُصْلِحة الحاذِقة.
(و) } الرُّمَام (كَغُراب) : المُبالِغَة فِي (! الرَّمِيم) ، وَبِه فُسِّر قَولُ عُمَر رَضِي الله عَنهُ: قبل أَن يَكُون ثُمامًا ثمَّ {رُمامًا، يُرِيد الهَشِيم المُتَفَتّت من النَّبت، وَقيل: هُوَ حِين تَنْبُت رؤوسه} فتُرَمُّ أَي تُؤْكَل.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{الرَّمِيمُ: مَا بَقِيَ من نَبْتِ عامٍ أَوَّلَ عَن اللَّحياني.} والرَّميمُ: الخَلَق البَالِي من كلّ شَيْء.
وشاةٌ {رَمُوم:} تَرُم مَا مَرَّت بِهِ.
{والرُّمَامُ من البَقْل، كغُراب: حِين يُبْقِل. وَقَالَ الأزهريّ: " سمعتُ العربَ تَقولُ للّذي يَقُشّ مَا سَقَط من الطَّعام وأرذله ليَأْكُلَه وَلَا يتَوقَّى قَذَرَه: هُوَ} رَمَّام قَشَّاش. وَهُوَ {يَتَرَمَّم كُلّ} رُمَام، أَي: يَأْكُلُه "، وَفِي حَدِيث الهِرّة: " وَلَا أرسلَتْها {تُرَمْرِم من خَشاشِ الأَرض " أَي: تَأْكُل.
} والإرمامُ: آخر مَا يَبْقى من النَّبْت، أنشَدَ ثَعْلَب:
(تَرْعَى سُمَيْرَاءَ إِلَى {إِرمامِها ... )

} والرُّمّ بالضَّمَ: الجَماعَة. وَفِي حَدِيثِ زِيادِ بنِ حُدَيْر: " فَحُمِلْت على {رِمٍّ من الأكرادِ أَي: جمَاعَة نُزُولٍ كالحَيّ من الْأَعْرَاب. قَالَ أَبُو مُوسَى: فكأَنّه اسمٌ أعجَمِيّ.
وَمَا لَهُ ثُمٌ وَلَا} رمٌّ، تَقدَّم فِي ث م م، وَمَا عَنْ ذَلِك حُمٌّ وَلَا رُمٌّ، حُمٌّ مَحَال، {ورُمُّ إِتْباعٌ.
وَفِي التَّهذيب: " وَمن كَلامِهم فِي بابِ النَّفْي: مَا لَهُ عَن ذلِك الأمرِ حَمٌّ وَلَا} رَمٌّ أَي: بُدٌّ، وَقد يُضَمّان "، " وَيُقَال: مَا لَهُ حُمٌّ وَلَا رُمٌّ أَي: لَيْس لَهُ شَيْء ".
و" كُنَّا ذَوِي ثُمَّه! ورُمِّه حَتَّى استَوَى على عُمُمِّه " أَي: القائِمين بأَمْره. وَيُقَال للشّاة إِذا كَانَت مَهْزُولة: مَا {يُرِمُّ مِنْهَا مَضْرِبٌ أَي: إِذا كُسِر عَظْم من عِظامِها لم يُصَبْ فِيهِ مُخٌّ، نَقله الجَوْهَري.
ونَعْجَةٌ} رَمّاءُ: بَيْضاءُ لَا شِيَةَ فِيهَا، نَقله الْجَوْهَرِي.
{ورَمْرَم: أصلَح شَأْنه. ومَرْمَر إِذا غَضِب.
} والرُّمَّانُ: فُعْلان فِي قَول سيبويهِ، وفَعّال عِنْد أبي الْحسن، وسيَأْتِي فِي النُّون. وهُناكَ ذَكَره الجَوْهَرِي.
{والرّمّانة الَّتِي فِيهَا عَلَف الفَرَس.
} ورَمِيمُ: اسمُ امْرأَة قَالَ:
(رَمَتْنِي وسِتْرُ اللهِ بَيْني وبَيْنُها ... عَشِيَّةَ أَحْجارِ الكِناسِ {رَمِيمُ)

} وأَرَمُّ، بالتَّحريك وَتَشْديد الْمِيم؛: مَوْضِعٌ عَن نَصْر.
{وإرْمِيم، بالكَسْر: مَوْضِع آخر.وَمن المَجازِ: أَحيا رَمِيمَ المَكارِم.
} وارتَمَّ مَا على الخِوان واقْتَمَّه: اكْتَنَسَه.

{وترمَّم العَظْم: تَعَرَّقه أَو تَركَه} كالرِّمّة.
وأَمْرُ فلَان {مَرْمُومٌ،} وتَرَّمَمه: تَتَبَّعه بالإِصْلاح.
وَفِي مَذْحِج: {رَمّانُ بنُ كَعْبِ بنِ أَوْد بن أبي سَعد العَشِيرة. وَفِي السّكون رَمّانُ بنُ معاويةَ بنِ عُقْبةَ بنِ ثَعْلَبةَ كِلاهُما بالفَتْح.
} والرمّانِيّون مُحدِّثون يأتِي ذكرُهم فِي النُّون.

رقع

رقع [قَالَ أَبُو عبيد -] : وَاحِدهَا رَقِيع وَهُوَ اسْم / سَمَاء الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ 83 / ب هُوَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَأَحْسبهُ جعلهَا أرقِعة لِأَن كل وَاحِدَة مِنْهَا هِيَ رَقيع للَّتِي تحتهَا مثل [منزلَة -] هَذِه الَّتِي تلينا [منا -] .
(رقع)
الشَّيْخ وَنَحْوه رقعا اعْتمد على راحتيه عِنْد الْقيام وَفِي سيره أسْرع وَيُقَال مَا رقع فلَان مرقعا مَا صنع شَيْئا وَالثَّوْب والحذاء وَنَحْوهمَا رقعا ورقعة أصلحه بالرقعة وَالْبناء وَنَحْوه دعمه وأموره وحاله أصلحهما وَفُلَانًا ضربه وَيُقَال رقعه بكف أَو بِسَوْط ورقعه كفا ورقع الهدف بِسَهْم ورقع الأَرْض بِرجلِهِ وهجاه وَشَتمه فَهُوَ مرقوع ورقيع

(رقع) رقاعة حمق فَهُوَ رقيع (ج) رقعاء وَهِي رقيعة (ج) رقائع

رقع


رَقَعَ(n. ac. رَقْع)
a. Mended, repaired, patched up.
b. [acc. & Bi], Hit with (arrow).
c. Made epigrams about, satirized, lampooned.

رَقُعَ(n. ac. رَقَاْعَة)
a. Was, became mad, crazed; was foolish, stupid
idiotic.

رَقَّعَa. Mended &c.
b. Managed (property).
أَرْقَعَa. Behaved foolishly, stupidly; made himself
ridiculous.

تَرَقَّعَa. Earned his livelihood.

رَقْعa. Seventh Heaven.

رُقْعَة
(pl.
رِقَاْع)
a. Piece, patch.
b. Piece, scrap, sheet ( of paper ); letter
note, billet.
c. Mark, target, butt.

رَقَاْعَةa. Foolishness, foolery, stupidity.

رَقِيْع
(pl.
أَرْقِعَة)
a. Firmament.
b. Foolish, stupid; crazed.

N. P.
رَقَّعَa. Patched (garment).
b. Proved, tried, experienced.

مُرَقَّعَة
a. Patched garment.

رُقْعَة الشِّطْرَنْج
a. Chess-board.
ر ق ع: (الرُّقْعَةُ) بِالضَّمِّ وَاحِدَةُ (الرِّقَاعِ) الَّتِي تُكْتَبُ. وَ (الرُّقْعَةُ) أَيْضًا الْخِرْقَةُ تَقُولُ مِنْهُ: رَقَعَ الثَّوْبَ بِالرِّقَاعِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (تَرْقِيعُ) الثَّوْبِ أَنْ تُرَقِّعَهُ فِي مَوَاضِعَ وَ (اسْتَرْقَعَ) الثَّوْبَ حَانَ لَهُ أَنْ يُرَقَّعَ وَ (رُقْعَةُ) الثَّوْبِ أَصْلُهُ وَجَوْهَرُهُ. وَ (الرَّقِيعُ) سَمَاءُ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ سَائِرُ السَّمَاوَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ فَوْقِ سَبْعِ (أَرْقِعَةٍ) » فَجَاءَ بِهِ عَلَى لَفْظِ التَّذْكِيرِ كَأَنَّهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى السَّقْفِ. وَ (الرَّقِيعُ) أَيْضًا وَ (الْمَرْقَعَانُ) بِالْفَتْحِ الْأَحْمَقُ وَقَدْ (رَقُعَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَ (أَرْقَعَ) الرَّجُلُ جَاءَ (بِرَقَاعَةٍ) وَحُمْقٍ. 
(ر ق ع) : (ثَوْبٌ) مُرَقَّعٌ كَثِيرُ الرِّقَاعِ (وَبِهِ سُمِّيَ) مُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ أَخُو أَكْثَمَ (وَغَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ شَدُّوا الْخِرَقَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ لِحَفَاهَا وَعَدَمِ النِّعَالِ وَقِيلَ هُوَ جَبَلٌ قَرِيبٌ مِنْ الْمَدِينَةِ فِيهِ بُقَعٌ حَمْرَةٌ وَسَوَادٌ وَبَيَاضٌ كَأَنَّهَا رِقَاعٌ وَفِي الْحَدِيثِ «لَقَدْ حَكَمْتِ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ» هِيَ السَّمَاوَاتُ لِأَنَّ كُلَّ طَبَقٍ رَقِيعٌ لِلْآخَرِ وَالْمَعْنَى أَنَّ هَذَا الْحُكْمَ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَهُوَ فِي السَّمَاوَاتِ وَيُقَالُ رُقْعَةُ هَذَا الثَّوْبِ جَيِّدَةٌ يُرَادُ غِلَظُهُ وَثَخَانَتُهُ وَهُوَ مَجَازٌ قَالَ
كَرَيْطِ الْيَمَانِي قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ ... وَرُقْعَته مَا شِئْتَ فِي الْعَيْنِ وَالْيَدِ.
[رقع] فيه: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة "أرقعة" أي سماوات، جمع رقيع وهو اسم كل سماء، وقيل: سماء الدنيا. وفيه: يجيء أحدكم على رقبته "رقاع" تخفق، وأراد بالرقاع ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع، وخفوقها حركتها. ك: هي جمع "رقعة" وهي الخرقة، وليس المقصود منه الخرقة بعينها بل تعميم الأجناس من الحيوان والنقود والثياب. ط: أراد بها ثيابًا غلها من الغنيمة، تخفق تضطرب اضطراب الراية. نه وفيه: المؤمن واه "راقع" أي يهي دينه بمعصته ويرقعه بتوبته، من رقعت الثوب إذا رممته. وفي ح معاوية: كان يلقم بيد و"يرقع" بالأخرى، أي يبسطها ثم يتبعها اللقمة يتقي بها ما ينتثر منها. ك: من "الرقاع" والأكتاف، جمعا رقعة وكتف وكانوا يكتبون فيهما. ط ومنه: جناحان من "رقاع" جمع رقعة يكتب فيها. ن: غزوة ذات "الرقاع" بفتح راء وكسرها والأول أفصح، كانت سنة خمس ونقبت فيها أقدامهم فلفوا عليها الخرق، وقيل: هي اسم جبل أو شجر هناك، وقيل: رقع المسلمون فيها راياتهم. ط: ولا تستخلفي ثوبًا حتى "ترقعيه" أي لا تعديه خلقًا حتى ترقيعه أي لا تتركيه حتى ترقعيه وتلبسيه مدة. روى أن عمر خطب وفي إزاره اثنتا عشرة رقعة، وروى: حتى تستخلفي، بالفاء من الخلف وهو العوض، ولو صح لقال: لا تستخلفي منه، وكاف كراد فاعل يكف. 
رقع
الرُّقْعَةُ: خرَيقَّة يُرْقَعُ بها الثوبُ، وأرْقعَ الثوبُ: احتاجَ إلى الرقع. وقطعة من الأرض بِلِزقِ أخرى، أوْسَعَ منها.
وما ينْصَبُ لرمي السهام. وجُلَيدَة يكْتَبُ فيها، والفِعْل: رَقًعْتُ إليه رُقْعَةً وتَرْقِيْعأ. وقِطْعًةٌ من الجَرَب، ويقال: رَقًعتُ الناقةَ بالهنَاءِ؛ ولا يقال: رَقعَها الجَربُ، وبعيرَ مرقوع. وقطعَةٌ من الكلأ.
وما ارْتَقَعْتُ بكذا: لم أكْتَرِثْ له. ورَقَعْتُه رَقْعاً: هَجَوْته. والرقِيْع والأرْقَعُ والمَرْقَعَان: الأحْمَق، وقد رَقعَ رَقَاعةً. وأرْقَعَ: أتى بِرقَاعَةٍ.
والرًقِيْعُ: اسمٌ للسماء الدُنيا، وقيل: كل واحدةٍ منها رَقِيْعٌ، وهي أرْقِعَةٌ. والرقعُ: الذي لا يُحْسِنُ الرقْعَ بالسهْم، والرقْعُ: الرًمْي. وجوْعٌ يَرْقُوْع: شَديد. وشاة رَقْعاء: فىِ جَنْبِها بياضٌ. والرقْعَاءُ من البَقَر: التىِ تجتمعُ فيها ألْوانٌ كالرقاع بياض وسواد وصفرة.
ومر يَرْقَعُ رَقَعَاناً: يسْرِع، وقيل: يُسْمَع لحَوافِرِه صَوْت. وفيه من كل رَق رُقَع: أي من كل شيءٍ شيء.
ورَقعوا الركبةَ رَقْعاً: إِذا خافوا من أعْلاها هدْماً فَطَرَوْها قامةً أو قامتين، ويقال: رَقعُوها بالرقَاع. والرقَا عِيُ: التاجِر. ورجلٌ مُرَقَعٌ: مجرب. وما يَرْتَقِغ مني بِرَقَاع: أي لا يُطيعُني.
[رقع] الرُقْعَةُ: واحدةَ الرِقاعِ التي تُكْتَبُ. والرُقْعَةُ: الخرقةُ. تقول منه: رقعت الثوب بالرقاع. وابن الرقاع العاملي: شاعر. قال  لو كنت من أحد يهجى هجوتكم * يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد * ورقعه، أي هجاه. ويقال: لأَرْقَعَنَّهُ رَقْعاً رصيناً. وإنِّي لأرى فيه مُتَرَقَّعاً، أي موضعا للشتم والهجاء. قال الشاعر : وما تَرَكَ الهاجونَ لي في أَديمِكُمْ * مَصَحَّاً ولكنِّي أرى مُتَرَقَّعا * وتَرْقيعُ الثوبِ: أن يَرْقَعَهُ في مواضع أَنهجَتْ. واسْتَرْقَعَ الثوبُ، أي حان له أن يُرَقَّعَ. وأمَّا قول أبي الأسود الدؤلي: أبى القَلْبُ إلاَّ أُمَّ عَمروٍ وَحُبَّها * عجوزاً ومن يُحْبِبْ عجوزاً يُفَنَّدِ * كثوبِ اليَماني قد تقادم عَهْدُهُ * وَرُقْعَتُهُ ما شئتَ في العينِ واليَدِ * فإنَّما عنى به أصلَه وجوهره. والرقيع: سماء الدنيا، وكذلك سائر السموات. وفى الحديث: " من فوق سبعة أرقعة "، فجاء به على لفظ التذكير، كأنه ذهب به إلى السقف. والرقيع والمرقعان: الاحمق، وهو الذي في عقله مَرَمَّةٌ. وقد رَقُعَ بالضم رَقاعةً. وأَرْقَعَ الرجلُ، أي جاء برَقاعَةٍ وحمقٍ. وراقع الخمر، وهو قلب عاقر. ويقال: ما ارْتَقَعْتُ له وما ارتقعت به، أي ما اكترثث له وما باليتُ به. قال يعقوب: ما تَرْتَقِعُ مني برَقاع ، أي لا تقبل مما أنصحك به شيئا ولا تطيعني. وجوع يرقوع، أي شديد. وقال أبو الغوث: ديقوع. ولم يعرف يرقوع.
ر ق ع : رَقَعْتُ الثَّوْبَ رَقْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ إذَا جَعَلْتَ مَكَانَ الْقَطْعِ خِرْقَةً وَاسْمُهَا رُقْعَةٌ وَجَمْعُهَا رِقَاعٌ مِثْلُ: بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَغَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ شَدُّوا الْخِرَقَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ لِفَقْدِ النِّعَالِ وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ مَعْنَاهُ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ الصَّغَانِيّ وَهِيَ غَزْوَةُ مُحَارِبِ خَصَفَةَ وَبَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ غَطَفَانَ.
وَفِي حَدِيثِ جَابِر «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ وَلَمْ يَكُنْ قِتَالٌ» .
وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ هِيَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ وَعَلَيْهِ قَوْلُ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ وَقَدْ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ
قَدْ جَعَلْتَ مَاءَ قُدَيْدٍ مَوْعِدِي ... وَمَاءَ ضَجْنَانَ لَنَا ضُحَى غَدِ
وَقِيلَ هُوَ اسْمُ جَبَلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَدِينَةِ فِيهِ بُقَعُ حُمْرَةٍ وَسَوَادٍ وَبَيَاضٍ كَأَنَّهَا رِقَاعٌ وَقِيلَ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ هِيَ غَزْوَةُ غَطَفَانَ وَقِيلَ كَانَتْ نَحْوَ نَجْدٍ.

وَالرَّقِيعُ السَّمَاءُ وَالْجَمْعُ أَرْقِعَةٌ مِثْلُ: رَغِيفٍ وَأَرْغِفَةٍ وَيُقَالُ لِلْوَاهِي الْعَقْلِ رَقِيعٌ تَشْبِيهًا بِالثَّوْبِ الْخَلَق كَأَنَّهُ رُقِعَ. 
ر ق ع

الصاحب كالرقعة في الثوب فاطلبه مشاكلاً. وثوب فيه رقع ورقاع، وثوب مرفوع ومرقع في مواضع، وارقع ثوبك، واسترقع: طلب أن يرقع.

ومن المجاز: رقعه بسهم: أصابه به. قال الشماخ:

تزاور عن ماء الأساود أن رأت ... به رامياً يعتام رقع الخواصر

وأصاب رقعة الغرض وهي قرطاسه. ورقعته بقولي فهو مرقوع إذا رميته بلسانك وهجوته. ولأرقعنه رقعاً رصيناً. ورأى فيه مترقعاً: موضعاً للشتم. قال:

وما ترك الهاجون لي في أديمكم ... مصحاً ولكنّي أرى مترقعاً

ورقعت خلّة الفارس إذا أدركته فطعنته وهي الفرجة بينك وبينه. قال عديّ:

أحال عليه بالقناة غلامنا ... فأذرع به لخلة الشاة راقعاً ومرّ يرقع الأرض بقدميه. ورقع الشيخ: اعتمد على راحتيه عند القيام. وجمل مرقوع وبه رقاع من جرب ورقعة من جرب وهي النقبة. ورقع الناقة بالهناء ترقيعاً: تتبع رقاعها أي نقبها به. وبقرة رقعاء: مختلفة الألوان كأنها رقاع. وهذه رقعة من الكلأ، وما وجدنا غير رقاع من الغشب. وفي مثل " فيه من كلّ زق رقع " أي فيه من كل شيء شيء. ولهم رقعة من الأرض: قطعة، ورقاع الأرض مختلفة. وتقول: الأرض مختلفة الرقاع، متفاوتة البقاع؛ ولذلك اختلف شجرها ونباتها وتفاوت بنوها وبناتها. وهذا الثوب له رقعة جيدة. قال:

كريط اليماني قد تقادم عهده ... ورقعته ما شئت في العين واليد

ورقّع حاله ومعيشته: أصلحها. قال:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

وهو رقاعي مال كرقاحي لأنه يرقع حاله، ورجل مرقع وموقع: مجرب. ورجل رقيع وهو الذي يتمزق عليه رأيه وأمره، وقد رقع رقاعة. وأرقعت يا فلان: جئت برقاعة. وتقول: يا مرقعان ويا مرقعانة: للأحمقين، وتزوّج مرقعان مرقعانه، فولدا ملكعاناً وملكعانه. وفي الحديث " لقد حكمت بحكم الله فوق سبعة أرقعة " لأن كل طبق رقيع للآخر وعاقر الخمر وراقعها: لازمها. وما ارتقعت بهذا الأمر: ما اكترثت له ولم أبال به. قال:

ناشدتنا بكتاب الله حرمتنا ... ولم تكن بكتاب الله ترتقع

وما ترتقع مني برقاع: ما تقبل نصيحتي. وما رقع فلان مرقعاً: ما صنع شيئاً.
(ر ق ع)

رَقَع الثوبَ والأديم يرقَعُهُ رَقْعا، ورَقَّعَهُ: الحم خرقه.

وَفِيه مُتَرَقَّع لمن يصلحه: أَي مَوضِع ترقيع. كَمَا قَالُوا: فِيهِ متنصح، أَي مَوضِع خياطَة، وكل مَا سددت من خلة، فقد رَقَعْتَه، ورَقَّعْته. قَالَ عمر بن أبي ربيعَة:

وكنَّ إِذا أبْصَرْنَنِي أَو سَمِعْنَنِي ... خرجن فرَقَّعْنَ الكُوى بالمحاجِرِ

وَأرَاهُ على الْمثل. وَقد تجاوزا بذلك إِلَى مَا لَيْسَ بعَين، فَقَالُوا لَا أجد فِيك مَرْقَعا للْكَلَام.

وَالْعرب تَقول: خطيب مِصْقَع، وشاعر مِرْقَع. مصْقَع: يذهب فِي كل صُقْع من الْكَلَام ومِرْقَع يصل الْكَلَام، فيرقَعُ بعضه بِبَعْض.

والرُّقْعَةُ: مَا رُقِع بِهِ. وَجَمعهَا: رُقَع ورِقاع.

والأرْقَع، والرَّقيع: اسمان للسماء الدُّنيا. سُمِّيت بذلك، لِأَنَّهَا مَرقوعة بالنجوم، وَالله أعلم. وَقيل: كل واحدةٍ من السَّمَاوَات رَقيع الْأُخْرَى. وَالْجمع أرْقِعَة. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لقد حَكَمْتُ بحُكْم اللهِ مِنْ فوْق سَبع أرْقِعة "، على التَّذْكِير، ذهب إِلَى معنى السَّقف.

والرَّقيع: الأحمق الَّذِي يتمزَّق عَلَيْهِ عقله. وَقد رَقُعَ رَقاعَةً.

وَهُوَ الأرْقَع والمَرْقَعانُ. وَالْأُنْثَى رَقْعاء، مولَّدة.

والرُّقْعة، قِطْعَة من الأَرْض تلتزق بِالْأُخْرَى.

والرُّقْعة: شَجَرَة عَظِيمَة كالجوزة، لَهَا ورق كورق القَرْع، وَلها ثَمَر أَمْثَال التِّين الْعِظَام الْأَبْيَض، وَفِيه أَيْضا حب كحب التِّين، وَهِي طيبَة القشرة، وَهِي حلوة طيبَة، يأكلها النَّاس والمواشي، وَهِي كَثِيرَة الثَّمَرَة، تُؤْكَل رطبَة، وَلَا تسمى تمرتها تينا، وَلَكِن رُقَعا، إِلَّا أَن يُقَال: " تِينُ الرُّقَع ".

وَمَا ارْتَقع بِهَذَا الشَّيْء: مَا بالي بِهِ. قَالَ:

ناشدتُها بكتابِ الله حُرْمَتَنا ... وَلم تكُن بكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ

وَمَا تَرْتَقع مني برِقاعِ: أَي مَا تطيعني، وَلَا تقبل مِمَّا أنصحك بِهِ شَيْئا. لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا فِي الْجحْد.

والرَّقْعاء من النِّسَاء: الدقيقة السَّاقَيْن. والرقْعاء: فرس عَامر بن الطُّفَيْل.

وجوع يَرْقُوع: شَدِيد، عَن السيرافي.

والرُّقَيع: اسْم رجل من بني تَمِيم.

والرُّقْعة: من مَسَاجِد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَين الْمَدِينَة وتَبوك.

والرُّقَيْعيّ: مَاء بَين مَكَّة وَالْبَصْرَة.

وقَنْدَة الرِّقاع: ضرب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة.

وَابْن الرِّقاع: اعر مَعْرُوف.
رقع
رقَعَ يَرقَع، رَقْعًا، فهو راقِع، والمفعول مَرْقوع
• رقَع الثَّوبَ ونحوَه: أصلحه بإضافة رُقعة، شدّ خرقَه "رقع الحذاءَ- رقع البناءَ: دعمه" ° اتّسع الخَرْقُ على الرَّاقع: استعصت المشكلة على الحلّ- رقع أموره: أصلح شأنها.
• رقَع فلانًا بالكَفِّ ونحوِه: ضربه بها "رقعه بالسوط/ بالقول". 

رقُعَ يَرقُع، رَقاعةً، فهو رقيع
• رقُع الشَّخصُ: حَمُق وكان قليل الحياء "شابّ رقيع- يقف بعضُ الرُّقَعاء في الطُّرقات لمعاكسة المارّة". 

استرقعَ يسترقع، استرقاعًا، فهو مسترقِع
• استرقع الثَّوبُ ونحوُه: آن وقت إصلاحه أو رقعه "استرقع الحذاءُ- استرقع البناءُ: احتاج لدعامة تُقوّيه فتكون له كالرُّقعة". 

تمرقَعَ في يتمرقع، تَمَرْقُعًا، فهو مُتمرقِع، والمفعول مُتمرقَعٌ فيه (انظر: م ر ق ع - تمرقعَ في). 

رقَّعَ يُرقِّع، ترقيعًا، فهو مُرقِّع، والمفعول مُرقَّع
• رقَّع الثَّوبَ ونحوَه: رقَعه؛ أصلحه، سدّ خرقَه "رقَّع حذاءً/ جلدًا- ثوب مرقَّع: كثير الرِّقاع" ° رقّع حاله ومعيشته: أصلحها. 

ترقيع [مفرد]: مصدر رقَّعَ.
• ترقيع الجروح: (طب) عملية جراحيَّة تُزال فيها آثار الجروح ويغطّى مكانها بقطعةٍ من جلد صاحبها "ترقيع الأنف/ الأذن/ القرنيّة". 

ترقيعيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ترقيع: "حلول/ إجراءات ترقيعيّة".
2 - مصدر صناعيّ من ترقيع: معالجة الأمور معالجةً سطحيَّةً مؤقَّتةً بدون عناية كافية "الترقيعيّة لا تفيد في خطط التنمية".
• جــراحة ترقيعيَّة: (طب) جــراحة ترميميّة، عمليَّة جراحيَّة يتمّ فيها تقويم عضو مشوَّه من أعضاء الجسم، أو تغطية آثار الجروح بقطعةٍ من جِلد صاحبها.
 • أنسجة ترقيعيَّة: (طب) أنسجة حيَّة تؤخذ من الجسم ذاته وتُزرع لتعويض جزء تالف. 

رَقاعة [مفرد]: مصدر رقُعَ. 

رَقْع [مفرد]: مصدر رقَعَ. 

رُقْعة [مفرد]: ج رُقُعات ورُقْعات ورِقاع ورُقَع:
1 - ما يُصلح به الخَرْقُ أو القطعُ "رُقْعة جديدة في ثَوبٍ بالٍ- رُقعة خشب".
2 - قطعة من الشَّيء مثل القطعة من الورق يكتب عليها، أو قطعة الأرض "أرسل إليه رقعة يشكو فيها حاله- شاد داره على رُقْعة فسيحة من الأرض" ° وسَّع رُقعة معارفه: زادها وأنماها.
3 - (طب) تكوّن أو نمو صغير شبيه بالقرص.
• رقعة الشِّطْرنج: لوحة مربّعة مُقسَّمة إلى مربَّعات صغيرة سوداء وبيضاء يبلغ عددها 64 مربعًا.
• خطُّ الرُّقعة: نوع من الخط العربي، يستخدم عادة في الكتابة اليدوية.
• الرُّقعة الجِلْديَّة: (طب) قطعة جلد بشريّ تنقل من جسم المرء أو من جسم شخص آخر ليُرَقَّع بها الجزء المصاب. 

رقيع [مفرد]: ج أَرْقِعَة (لغير العاقل) ورُقَعاءُ، مؤ رَقيعة، ج مؤ رَقيعات ورقائعُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقُعَ: أحمق قليل الحياء.
2 - سماء "لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ [حديث] ". 

مَرْقَعَة [مفرد]: كلام معسول، وعود فارغة. 

مُرَقَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من رقَّعَ.
2 - مجرِّب، محنَّك ذو خبرة "رجلٌ مُرَقَّع".
• مرقَّعة أدبيَّة: (دب) عمل أدبيّ مؤلَّف من مختارات من أعمال كتَّاب مختلفين. 
رقع: رَقَع: من لغة السفلة بمعنى جامع المرأة (بوشر).
رَقَّع (بالتشديد): رقع، أصلح (بوشر).
رَقَّع: جَمَّل، حسَّن، زيَّن، زخرف (فوك).
ترقيع: تطعيم بالبرعمة مع قشرتها عند عامة الأندلس (تقويم قرطبة ص41) وانظر: رُقْعَة.
رَقْع: ذكرت في معجم فوك في مادة inverecundus.
تراقع: تملّق، تصرف بحيلة ودهاء (بوشر).
تراقع: عبث، لها بالسفاسف والترهات (بوشر).
رقع: رقيع، أحمق، وقح (بوشر).
رقع، ملاّق، روّاغ، داهية (بوشر).
رقع: عابث، لاهٍ بالسفاسف والترهات (بوشر).
رُقْعَة: قطعة من الأرض، ورقعة القطر امتداده وكذلك رقعة المدينة (معجم الإدريسي).
رِقاع الرَوْض: حدائق أزهار، رياض (المقري 1: 928).
رُقْعَة: تطلق حقيقة على قطعة نسيج صغيرة توضع على خرق الثوب عند رقعه، وتطلق مجازاً على ما يستدرك به أو يموه في الكلام أو العمل تغطية لما يراد ستره كما تغطي الرقعة خرق الثوب (محيط المحيط).
رُقْعَة، وتجمع على رُقَع: من مصطلح البستنة في الأندلس ومعناها برعمة للتطعيم، ((ورقعة بمعنى قطعة النسيج توضح تماماً شكل برعمة التطعيم)) (كليمنت - موليه 1: 438 رقم 1، ابن العوام 1: 19، 243، 234، 436) (واقرأها رقعة في كل 9هذه الفقرات) و (1: 459، 490).
رقعة الشطرنج: وتستعمل رقعة وحدها بدل رقعة الشطرنج (المقري 2: 745).
شطرنج الرقعة: قطع الشطرنج (مللر ص25).
رجال يلعبون بالشطرنج والرقاع، وهي عبارة وردت في ألف ليلة (2: 178) عبارة غريبة.
رقعة الضامة: لوح الداما (بوشر).
رقعة: رداء (المعجم اللاتيني - العربي) وفيه رقعة المنكبين.
والجمع رقع: أطباق أو صحون صغار من الحديد أو النحاس (مهرن ص38).
الرقعة الصخرية: يطلق في الأندلس على نبات اسمه العلمي: aspidium ( ابن البيطار 2: 442).
رقعة: يقول ابن البيطار (1: 449) إن رقعة اسم عام يطلق على كل دواء يجبر الكسر شرباً، وهو يذكر من هذا الدواء أسماء يشك في صحة كتابتها، ففي ص227 من الجزء الأول وكذلك في مخطوطة اس ل: الرقعة الطلبية، وفي مخطوطة ب د: الرقعة اللطيفة، وفي مخطوطة ي: الطلسرية (كذا؟ الطلبيرية؟ نسبة إلى طلبيرة؟)، وفي ص499 من مخطوطة 1: الطالبية، وفي مخطوطة ب: طاسه (كذا)، وفي مخطوطة ل: الطلبية، وفي مخطوطة رقم 13: المطلية.
الرقعة الفارسية: نوع من الدبق، عنم (ابن البيطار 1: 180) وفيه: يعرفونه أيضاً بالرقعة الفارسية. وفي معجم ألكالا رقعة: دبق البلوط gui de chêne.
رُقَعَة: انظر عن هذه الشجرة الكبيرة ابن البيطار (1: 271).
رَتْعاء = سرخس (ابن البيطار 1: 499)، (ألكالا) وفيه helecho yerva: رقعة، ويقول المستعيني في مادة سرخس إنها الإسبانية فلجة أي helecho، ثم يضيف بعد ذلك: ورأيت في بعض التراجم أنه الانجدان الأبيض وهو الرقعا، وقد جاء هذا في
المخطوطتين.
رقعا: خمان صغير، يذقه (ابن البيطار 1: 393).
وفي المستعيني: شلّ قيل هو اليذقة بالعجمية وهو الرقعا (الرقعي) وهو yergo بالإسبانية.
رقاع: جوز القيء، ففي المستعيني في مادة جوز القي: وقيل هو الرقاع وأنكر ذلك الرازي، قارن هذا بما جاء في ابن البيطار (1: 271).
رقيع: هو في المعجم اللاتيني - العربي crimaticus، وهذا يعني باللاتينية ما معناه: مراوغ، متملق دهاء (انظر دوكانج)، وهو يعني في معجم فوك: وقح، قليل الحياء. ولعل هذه الكلمة معناها: سفيه، خالع العذار، ماجن.
(انظر رقاعة)، ففي كتاب الخطيب (ص126 ق): فقال ما صاحب هذه الرُقْعة إلاّ الترقيعة (الرقيعة) حفصة.
رقيع، وتجمع على رِقاع: جميل، حسن، مزخرف (فوك).
رَقَاعة: وقاحة، قلة حياء (فوك) وغرور، غطرسة، عجب، اختيال، وسفاهة، مجانة (بوشر). ففي تحفة العروس (مخطوطة رقم 330، ص158 ق) نقلاً عن ابن سعيد: امرأة مشهورة بالجمال والرقاعة، والحكاية التي ذكرت فيها تؤيد هذا المعنى، وقد فسر شراح مقامات الحريري قوله: ((فعجبت لما أبدى من براعة معجونة برقاعة))، رقاعة بالحمق أو صلابة الوجه وقلَّة الحياء (محيط المحيط).
رَقَاعَة: دُعابة، فكاهة، مجانة، هزل، وجَراءة تبلغ حد الوقاحة والسفاهة، ففي محيط المحيط (مادة رود): وكان فقيراً وله نكت ورقاعات كثرة وتبرُّمات على الباري تعالى لفقره.
رقاعة: جمال، حسن (فوك). وفي كتاب الخطيب (مخطوطة باريس ص112 ق): ولا خفاء ببراعة هذه الإجازة ورقاعة هذا الأدب. وفي المقدمة (3: 411) بيت في قصيدة عامية هو كما ذكرته في الجريدة الآسيوية (1869، 2: 203):
وكيفْ وبشْ موضعْ رَقَاعا ... إلاّ ونَسرْحْ فيهَ النَّجْلْ
وترجمته إلى الفرنسية بما معناه: ((كيف لا نسر حين نجد موضعاً جميلاً نسرح فيه العيون)). وهذا يصحح ما ذكرته الجريدة الآسيوية.
رُقاعة، وتجمع على رقائع: تصحيف رُقْعة وتدل على كل معانيها أي خرقة يرقع بها، رث، مزقة (فوك، ألكالا).
رُقاعة: منديل جيب (ألكالا).
رُقاعة: رقعة من الأرض، قطعة من الأرض (شيرب ديال ص15).
رُقاعة: رُقعة، قطعة من الورق، يكتب عليها الشكوى، بطاقة، عريضة عرضحال. ففي حيان (ص28 و): وفتح للعامَّة باباً - يناديه متظلّموهم ومستضعفوهم من قَبِلِه فيسرع إجابتهم ويأمر بأخذ رقائعهم.
رُقاعة: دواء (ألكالا).
رِقَاعِيّ، قَلَم الرقاعي: خط الرقعة وهو ضرب من الخط يكتب به الرسائل (ألف ليلة 1: 94).
رَقَّاعَة: مرقَعة الثياب البالية (دلابورت ص75). مَرْقع: شفاء، فرج (المعجم اللاتيني - العربي)، وفيه: remedium مَرْقَع وفَرَج.
مُرَقع: مصلحة الثياب البالية (ألكالا).
مُرَقَّع، مرقعة القلوع: موضع ترفع فيه أشرعة السفن وتصلح (بوشر).
مَرْقَعَة: كلام معسول، وعود فارغة، ودأب الملاق أو تصرفه (بوشر).
مَرْقَعِيّة: خرقة، مزقة (هلو).

رقع: رقَع الثوبَ والأَديم بالرِّقاع يَرْقَعُه رَقْعاً ورقَّعَه:

أَلحَمَ خَرْقه، وفيه مُتَرَقَّعٌ لمن يُصْلِحه أَي موضعُ تَرْقِيع كما قالوا

فيه مُتَنَصَّح أَي موضع خِياطة. وفي الحديث: المؤمنُ واهٍ راقِعٌ

فالسَّعِيدُ مَن هلَك على رَقْعِه، قوله واهٍ أَي يَهِي دِينُه بمعصيته

ويَرْقَعُهُ بتوبته، من رَقَعْت الثوبَ إِذا رَمَمْته. واسْتَرْقَع الثوبُ أَي

حانَ له أَن يُرْقَعَ. وتَرْقِيعُ الثوب: أَن تُرَقِّعَه في مواضع. وكلّ

ما سَدَدْت من خَلّة، فقد رَقَعْتَه ورَقَّعْته؛ قال عُمر بن أَبي

رَبِيعةَ:

وكُنَّ، إِذا أبْصَرْنَني أَو سَمِعْنَني، خَرَجْن فَرَقَّعْنَ الكُوى

بالمَحاجِرِ

(* في ديوان عمر: سَعَين مكان خرجن.)

وأَراه على المثل. وقد تَجاوَزُوا به إِلى ما ليس بِعَيْن فقالوا: لا

أَجِدُ فيكَ مَرْقَعاً للكلام. والعرب تقول: خَطِيب مِصْقَعٌ، وشاعِرٌ

مِرْقَعٌ، وحادٍ قُراقِرٌ مِصْقع يَذْهَب في كل صُقْع من الكلام، ومِرْقع يصل

الكلام فيَرْقَع بعضَه ببعض.

والرُّقْعةُ: ما رُقِع به: وجمعها رُقَعٌ ورِقاعٌ. والرُّقْعة: واحدة

الرِّقاع التي تكتب. وفي الحديث: يَجِيء أَحدُكم يومَ القِيامة على رقَبته

رِقاع تَخْفِق؛ أَراد بالرِّقاعِ ما عليه من الحُقوق المكتوبة في الرقاع،

وخُفُوقُها حرَكَتُها. والرُّقْعة: الخِرْقة.

والأَرْقَعُ والرَّقِيعُ:اسمان للسماء الدُّنيا لأَنّ الكواكب

رَقَعَتْها، سميت بذلك لأَنها مَرْقُوعة بالنجوم، والله أَعلم، وقيل: سميت بذلك

لأَنها رُقِعت بالأَنوار التي فيها، وقيل: كل واحدة من السموات رَقِيع

للأُخرى، والجمع أَرْقِعةٌ، والسموات السبع يقال إِنها سبعة أَرْقِعة، كلٌ

سَماء منها رَقَعت التي تليها فكانت طَبَقاً لها كما تَرْقَع الثوبَ

بالرُّقعة. وفي الحديث عن قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لسعْد بن معاذ، رضي

الله عنه، حين حكم في بني قُرَيْظةَ: لقدْ حَكَمْتَ بحكم الله من فَوقِ

سَبعة أَرْقِعة، فجاء به على التذكير كأَنه ذَهب به إِلى معنى السقْف، وعنى

سبع سموات، وكلُّ سماء يقال لها رَقِيع، وقيل: الرَّقِيع اسم سماء

الدنيا فأَعْطَى كُلَّ سَماء اسْمَها. وفي الصحاح: والرَّقِيع سماء الدنيا

وكذلك سائر السموات. والرَّقِيعُ: الأَحمق الذي يَتَمَزَّقُ عليه عَقْلُه،

وقد رَقُع، بالضم، رَقاعةً، وهو الأَرْقَعُ والمَرْقَعانُ، والأُنثى

مَرْقَعانة، ورَقْعاءُ، مولَّدة، وسمي رَقِيعاً لأَن عقله قد أَخْلَق

فاسْتَرَمَّ واحتاج إِلى أَن يُرْقَع.

وأَرْقَع الرَّجلُ أَي جاء برَقاعةٍ وحُمْقٍ. ويقال: ما تحت الرَّقِيع

أَرْقَعُ منه.

والرُّقْعة: قِطْعة من الأَرض تَلْتَزِق بأُخرى. والرُّقعة: شجرة عظيمة

كالجَوْزة، لها ورق كورق القَرْع، ولها ثمر أَمثال التّين العُظام

الأَبيض، وفيه أَيضاً حَبٌّ كحب التِّين، وهي طيّبة القِشْرة وهي حُلوة طيبة

يأْكلها الناس والمَواشِي، وهي كثيرة الثمر تؤكل رَطْبة ولا تسمى ثمرتها

تيناً، ولكن رُقَعاً إِلا أَن يقال تين الرُّقَع.

ويقال: قَرَّعني فلان بِلَوْمِه فما ارْتَقَعْت به أَي لم أَكْتَرِث به.

وما أَرْتَقِعُ بهذا الشيء وما أَرْتَقِعُ له أَي ما أَبالي به ولا

أَكترث؛ قال:

ناشَدتُها بكتاب اللهِ حُرْمَتَنا،

ولم تَكُن بِكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ

وما تَرْتَقِعُ مني برَقاع ولا بِمِرْقاعٍ أَي ما تُطِيعُني ولا تَقْبَل

مما أَنصحك به شيئاً، لا يتكلم به إِلا في الجحد. ويقال: رَقَع الغَرضَ

بسهمه إِذا أَصابه، وكلُّ إِصابةٍ رَقْعٌ. وقال ابن الأَعرابي: رَقْعةُ

السهم صوته في الرُّقْعة. ورقَعَه رَقْعاً قبيحاً أَي هَجاه وشَتَمه؛

يقال: لأَرْقَعَنَّه رَقْعاً رَصِيناً. وأَرى فيه مُتَرَقَّعاً أَي موضعاً

للشتْمِ والهِجاء؛ قال الشاعر:

وما تَرَكَ الهاجونَ لي في أَدِيمكمْ

مَصَحًّا، ولكِنِّي أَرى مُتَرَقَّعا

وأَما قول الشاعر:

أَبى القَلْبُ إِلاَّ أُمّ عَمْروٍ وحُبّها

عَجُوزاً، ومَن يُحْبِبْ عَجُوزاً يُفَنَّدِ

كثَوْبِ اليماني قد تَقادَمَ عَهْدُه،

ورُقْعَتُه ما شِئْتَ في العينِ واليدِ

فإِنما عنى به أَصلَه وجَوْهَره. وأَرْقَع الرجلُ أَي جاء برَقاعةٍ

وحُمْق. ويقال: رَقَع ذَنَبَه بسَوْطه إِذا ضربه به. ويقال: بهذا البعير

رُقْعة من جَرَب ونُقْبة من حرب، وهو أَوّل الجرَب. وراقع الخمرَ: وهو قلب

عاقَرَ.

والرَّقْعاء من النساء: الدَّقِيقةُ الساقَيْنِ، ابن السكيت، في

الأَلفاظ: الرَّقْعاء والجَبّاء والسَّمَلَّقةُ: الزَّلاَّءُ من النساء، وهي

التي لا عَجِيزةَ لها. وامرأَة ضَهْيَأَةٌ بوزن فَعْلة مهموزة: وهي التي لا

تحيض؛ وأَنشد أَبو عمرو:

ضَهْيأَة أَو عاقِر جَماد

ويقال للذي يزيد في الحديث: وهو تَنْبُِيق وتَرْقِيع وتَوْصِيل، وهو

صاحب رمية يزيد في الحديث. وفي حديث مُعاوية: كان يَلْقَم بيد ويَرْقَعُ

بالأُخرى أَي يَبسُط إِحدى يديه لينتثر عليها ما يسقطُ من لُقَمه.

وجُوعٌ يَرْقوع ودَيْقُوع ويُرْقُوعٌ: شديد؛ عن السيرافي. وقال أَبو

الغوث: جُوعٌ دَيْقُوع ولم يعرف يَرْقُوع.

والرُّقَيْعُ: اسم رجل من بني تميم. والرُّقَيْعِيُّ: ماء بين مكة

والبصرة. وقَنْدةُ الرّقاعِ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة. وابن الرِّقاعِ

العامِلِيّ: شاعر معروف؛ وقال الرّاعِي:

لو كُنْتَ مِن أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكمُ،

يا ابْنَ الرِّقاع، ولكن لسْتَ مِن أَحَدِ

فأَجابه ابن الرِّقاع فقال:

حُدِّثْتُ أَنّ رُوَيْعِي الإِبْلِ يَشْتُمُني،

واللهُ يَصْرِفُ أَقْواماً عن الرَّشَدِ

فإِنْكَ والشِّعْرَ ذُو تُزْجِي قَوافِيَه،

كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ في عِرِّيسةِ الأَسَدِ

رقع

1 رَقَعَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. رَقْعٌ, (Msb, TA,) He patched it; pieced it; put a piece of cloth in the place thereof that was cut or rent; (Msb;) repaired it, (K,) and closed up the hole or holes thereof, (TA,) with [a patch or] patches; (S, K;) namely, a garment, or piece of cloth; (S, Msb, K;) and in like manner, a skin, or hide; (TA;) as also ↓ رقّعهُ, (K,) inf. n. تَرْقِيعٌ: (TA:) or ترقيع signifies the patching a garment, or piece of cloth, in several places. (S, TA.) b2: He stopped it up, or closed it up; namely, any hole, or aperture; and so ↓ رقّعهُ; as in the saying of 'Omar Ibn-Abee-Rabee'ah, وَكُنَّ إِذَا أَبْصَرْنَنِى أَوْسَمِعْنَنِى

خَرَجْنَ فَرَقَّعْنَ الكُوَى بِالمَحَاجِرِ [And they (referring to women) used, when they saw me, or heard me, to come forth, (خَرَجْنَ being used for يَخْرُجْنَ,) and close up the apertures in the walls with the eyes and the parts immediately around them]. (L.) b3: (assumed tropical:) [He repaired it in a figurative sense; as also ↓ رقّعهُ.] You say, يَرْقَعُ دِينَهُ بِتَوْبَتِهِ (assumed tropical:) [He repairs his religion by his repentance]. (TA.) And ↓ رقّع دُنْيَاهُ بَآخِرَتِهِ (assumed tropical:) [He repaired his state, or condition, in the present word by sacrificing his blessings in the world to come]: whence the saying of 'AbdAllah Ibn-El-Mubárak, نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا فَلَاد دِينُنَا يَبْقَى وَلَا مَا نُرَقِّعُ (assumed tropical:) [We repair our state, or condition, in the present world by the rending, or marring, of our religion, so that neither our religion remains nor what we repair]. (TA.) And حَالَهُ وَمَعِيشَتَهُ ↓ رقّع (tropical:) He repaired, amended, or put to rights, his state, or condition, and his means of subsistence; syn. أَصْلَحَ, (TA,) and رَقَّحَ: (K, * TA:) with which latter ↓ رقّع is also syn. as signifying (tropical:) he gained, acquired, or earned, property; accord. to an explanation of its inf. n., ترقيع. (TA.) And يَصِلُ الكَلَامَ فَيَرْقَعُ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ (tropical:) [He connects the language, and repairs one part thereof by inserting another]: said of a poet. (TA.) And ↓ تَرْقِيعٌ also signifies (assumed tropical:) [The act of interpolating: or] the adding to a tradition, or story, or narrative. (TA.) b4: ↓ مَا رَقَعَ مَرْقَعًا [lit. He did not patch a place of patching, or place to be patched;] means (tropical:) he did not, or made not, or wrought not, anything. (TA.) b5: كَانَ مُعَاوِيَةُ يَلْقَمُ بِيَدٍ وَيَرْقَعُ بِأُخْرَى (assumed tropical:) [Mo'áwiyeh used to put morsels into his mouth with one hand,] and spread another hand in order that the portions of his morsels that fell might become scattered upon it. (IAth, Sgh, K.) b6: رَقَعَ الرَّكِيَّةَ, (Ibn-' Abbád, K,) and رَقَعَهَا بِالرِّقَاعِ, inf. n. رَقْعٌ, (TA,) (tropical:) He lined, or cased, the interior of the well for the space of the stature of a man, or twice that measure, fearing its becoming demolished, (Ibn-'Abbád, K, TA,) in its upper part. (TA.) b7: رَقَعَ خَلَّةَ الفَارِسِ [lit. He closed up the interval between him and the horseman;] means (tropical:) he reached, or overtook, the horseman, and pierced him, or thrust him; الخَلَّةُ signifying the interval, or intervening space, between the piercer, or thruster, and the pierced, or thrust. (O, K, TA.) b8: رَقَعَ الغَرَضَ بِسَهْمٍ, [and الرَّقْعَةَ,] (tropical:) He hit, or struck, the butt, or target, with an arrow. (K, TA.) رَقْعُ رُقْعَةٍ also signifies (assumed tropical:) Any hitting, or striking. (TA.) And رَقَعَ (assumed tropical:) He struck, or beat, in any manner; with a whip; and otherwise; as in the phrases رَقَعَهُ كَفًّا (assumed tropical:) [He struck him a slap with the hand]; and هُوَ يَرْقَعُ الأَرْضَ بِرِجْلِهِ (assumed tropical:) [He beats the ground with his foot]. (TA.) And رَقَعَ الشَّيْخُ (tropical:) The old man supported himself, or bore, upon his two palms, [as though meaning he struck the ground with the palms of his hands,] in order to rise. (TA.) b9: [and hence,] رَقَعَهُ, (S, K,) or رَقَعَهُ بقَوْلِهِ, (TA,) (tropical:) He censured him, reviled him, or satirized him. (S, K, TA.) A2: رَقُعَ, (S, TA,) inf. n. رَقَاعَةٌ, (S, K,) (tropical:) He was, or became, stupid, foolish, deficient in sense; (S, K, TA;) shattered, or marred, in his intellect; (TA;) such as is termed رَقِيع. (S.) 2 رَقَّعَ see 1, in seven places. b2: رقّع النَّاقَةَ بِالهِنَآءِ, inf. n. تَرْقِيعٌ, (tropical:) He smeared the traces of mange, or scab, upon the she-camel, one after another, with tar, or liquid pitch. (TA.) 4 ارقع: see 10. b2: Also (tropical:) He (a man, S) acted, or spoke, stupidly, or foolishly. (S, K, TA.) 5 ترقّْ (tropical:) He sought, sought after, or sought to gain, sustenance, or the like; or he applied himself, as to a task, to do so. (K, TA.) 10 استرقع الثَّوْبُ The garment, or piece of cloth, required to be patched; (A, TA;) it was time for it to be patched; (S, K;) as also ↓ أَرْقَعَ. (K.) رَقْعٌ (TA) and الرَّقْعُ (K, TA) The seventh heaven. (K, TA.) So, accord. to some, in a verse of Umeiyeh Ibn-Abi-s-Salt, [where others read بِرْقِعَ instead of رَقْعًا,] cited voce سَدِرٌ. (TA.) [See also الرَّقِيعُ,] رَقْعَةٌ (assumed tropical:) The sound of the arrow in, or upon, the butt, or target. (IAar, K, TA.) رُقْعَةٌ A patch; i. e. a piece of cloth, or rag, with which a garment, or the like, is patched, or pieced, or repaired: (S, Msb, K:) pl. رِقَاعٌ (S, Mgh, Msb, K) and رُقَعٌ. (TA.) Hence the saying, الصَّاحِبُ كَالرُّقْعَةِ فِى الثَّوْبِ فَاطْلُبْهُ مُشَاكِلًا [The companion is like the patch in the garment; therefore seek thou the one that is suitable]. (A, TA.) b2: (tropical:) A [patch, or] trace, or mark, of mange, or scab: (TA:) the commencement of the mange, or scab: (K, TA: [in some copies of the K, الحَرْب is erroneously put for الجَرَب:]) pl. رِقَاعٌ. (TA.) b3: b4: (assumed tropical:) A piece of land, or ground, adjoining another piece [which is in some manner distinguished therefrom; i. e. a patch of land, or ground: and in like manner, of herbage]: pl. رِقَاعٌ. (TA.) You say, رِقَاعُ الأَرْضِ مُخْتَلِفَةٌ (assumed tropical:) [The patches of the land, or ground, are various, or diverse]. (TA.) And هٰذِهِ رُقْعَةٌ مِنَ الكَلَأِ (assumed tropical:) [This is a patch of herbage]: and مَا وَجَدْنَا غَيْرَ رِقَاعٍ مِنْ عُشْبٍ (assumed tropical:) [We found not aught save patches of green herbage]. (TA.) b5: [A note, billet, or short letter: and particularly a short written petition or memorial, addressed to a prince or governor: a ticket: a label:] a certain thing that is written: pl. رِقَاعٌ (S, K) [and accord. to modern usage رُقَعٌ also]. Hence the saying in a trad., يَجِىْءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ [One of you will come, on the day of resurrection, having, suspended upon his neck, billets fluttering]; meaning, by the رقاع, the claims to be made upon him, or the dues incumbent on him, written on the رقاع. (TA.) b6: A butt, or target, at which to shoot; also termed رُقْعَةُ غَرَضٍ. (TA.) b7: A chess-table; also termed رُقْعَةُ الشِّطْرَنْجِ: so called because it is patched [with squares]. (T A.) b8: (assumed tropical:) The original matter; the substance; (S, TA;) of a garment, or piece of cloth; (S, TA;) or of a thing: (TA:) or (tropical:) the thickness of a garment, or piece of cloth. (Mgh.) You say, رُقْعَةُ هٰذَا الثَّوْبِ جَيِّدَةٌ (tropical:) The [substance or] thickness of this garment, or piece of cloth, is good. (Mgh.) b9: [The pl.] رِقَاعٌ also signifies (tropical:) The lining, or casing, which is constructed in the upper part of the interior of a well when one fears its becoming demolished. (TA.) [See رَقَعَ الرِّكِيَّةَ.]

رَقِيعٌ Patched; a garment, or the like, having a piece of cloth put in a place thereof that is cut or rent; (Msb;) as also ↓ مَرْقُوعٌ. (TA.) b2: and hence, (O, Msb,) (tropical:) Stupid, foolish, deficient in sense; (S, O, K;) in whose intellect is something needing repair; [so I render فِى عَقْلِهِ مَرَمَّةٌ;] (S, TA;) shattered, or marred, in his intellect; (TA;) as also ↓ أَرْقَعُ, (TA,) and ↓ مَرْقَعَانٌ; (S, K;) or unsound in intellect; likened to a ragged, or old and worn-out, garment; as though patched: (Msb:) or a man whose judgment, and state of affairs or circumstances, have become shattered, disorganized, dissipated, marred, or impaired: (A, TA:) fem. [of ↓ أَرْقَعُ] رَقْعَآءُ, (K,) but this is post-classical; (L, TA;) and [of مَرْقَعَانٌ] ↓ مَرْقَعَانَةٌ. (K.) b3: Hence also, (TA,) الرَّقِيعُ (tropical:) The first heaven; (K;) i. e. (TA) the heaven of the lower world; (S, TA;) [agreeing with the Hebrew term; an epithet in which the quality of a subst. predominates; for السَّمَآءُ الرَّقِيعُ; and therefore, properly, fem.; though an instance occurs of its being used as a masc. noun, as will be seen below;] so called because it is [as though it were] patched with the stars, or with the lights which are therein; as also ↓ الأَرْقَعُ: (TA:) or the heaven, or sky: (Msb, K:) and also each one of the seven heavens; (S;) each of them being a cover to that which is next to it [beneath, so that each, except the highest, is as though it were patched over by the next above it, the highest being in like manner covered over by the كُرْسِىّ,] like as the garment is patched with the رُقْعَة: (TA:) pl. أَرْقِعَةٌ. (S, Mgh, Msb.) It is said in a trad., لَقَدْ حَكَمْتُ بِحُكْمِ اللّٰهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ (S, * Mgh) (tropical:) Verily I have decreed by the decree of God written upon the preserved tablet above seven heavens: (Mgh:) the speaker thus making رقيع masc., as though he regarded it as meaning سَقْفٌ. (S, TA.) [See also رَقْعٌ.]

هُوَ رَقَاعِىُّ مَالٍ i. q. رَقَاحِىُّ (tropical:) [He is a good, or right, orderer, or manager, of property, or of camels, &c.]: because he amends the condition thereof. (TA.) رَاقِعٌ [act. part. n. of رَقَعَ: see an ex. voce خَرْقٌ]. b2: It is said in a trad., المُؤْمِنُ وَاهٍ رَاقِعٌ فِالسَّعِيدٌ مَنْ هَلَكَ عَلَى رَقْعِهِ (tropical:) The believer is one who becomes unsound in his religion by his disobe-dience, and who repairs it by his repentance: [therefore the happy is he who dies while he is repairing:] (TA in the present art.:) i. e., one who offends [and] who repents. (TA in art. وهى.) أَرْقَعُ: fem. رَقْعَآءُ: see رَقِيعٌ, in three places. b2: Also, the fem., applied to a ewe, or she-goat, (tropical:) Having a whiteness in her side. (K, TA.) b3: And, applied to a woman, (assumed tropical:) Having no buttocks: (ISk, K:) or slender in the shanks. (TA.) A2: [Also (assumed tropical:) More, and most, stupid, foolish, or deficient in sense.] You say, مَا تَحْتَ الرَّقِيعِ أَرْقَعُ مِنْهُ (assumed tropical:) [There is not beneath the sky a person more stupid, &c., than he]. (TA.) مَرْقَعٌ [A place of patching; or a place to be patched; as also ↓ مُتَرَقَّعٌ]. b2: [Hence,] مَا رَقَعَ مَرْقَعًا: see 1. b3: And لَا أَجِدُ فِيكَ مَرْقَعًا لِلْكَلَامِ (tropical:) [I do not, or shall not, find in thee anything requiring amendment, to speak of]. (TA.) b4: And فِيهِ لِمَنْ يُصْلِحُهُ ↓ مُتَرَقَّعٌ (assumed tropical:) (assumed tropical:) In it, or him, is a place, or subject, for patching, or amendment, for him who will rectify it, or him: like as one says, فِيهِ مُتَنَصَّحٌ, meaning a place for sewing. (TA.) b5: and ↓ أَرَى فِيهِ مُتَرَقَّعًا (tropical:) I see in him, or it, a subject, or place, for censure, reviling, or satire. (S, TA.) شاعِرٌ مِرْقَعٌ (tropical:) A poet who connects language [skilfully], and repairs (يَرْقَعُ) one part thereof by [inserting] another. (TA.) مَرْقَعَانٌ: fem. with ة: see رَقِيعٌ, in two places.

مُرَقَّعٌ A garment, or piece of cloth, much patched, or having many patches. (Mgh.) b2: [And hence, as being likened to a garment much used,] (tropical:) A man tried, or proved, by use, practice, or experience; expert, or experienced. (TA.) مُرَقَّعَةٌ A certain garment worn by the devout Soofees;; so called because of the [many] patches that are in it. (TA.) [A garment of this kind, a gown, or long coat or cloak, is worn in the present day by many devotees, reputed saints, and darweeshes; and passing from one to another at the death of the former, at length consists almost entirely of patches; and therefore, the more it is patched, the more is it esteemed: it is also called خِرْقَةٌ; and دَلَقٌ, or دَلِقٌ, or دَلْقٌ, or (now generally by the vulgar) دِلْق, from the Persian دَلَهْ.] b2: Also thought by A'Obeyd to mean A quiver, or a pouch, much patched: whence the prov., زَنْدَانِ فِى مُرَقَّعَةٍ [Two pieces of stick for producing fire, in a quiver, or pouch, much patched:] an allusion to a poor and unprofitable man. (Meyd.) مَرْقُوعٌ: see رَقِيعٌ. b2: (tropical:) A camel having [patches,] traces, marks, or commencements, of mange, or scab. (TA.) b3: (tropical:) A man censured, reviled, or satirized. (TA.) مُتَرَقَّعٌ: [so in three copies of the S, and in the TA: in Freytag's Lex., مُرْتَقَعٌ:] see مَرْقَعٌ, in three places: i. q. مُتَرَدَّمٌ. (T in art. ردم.)
رقع
الرُّقْعَة، بالضَّمّ: الَّتِي تُكتَب. الرُّقْعَةُ أَيْضا: مَا يُرقَعُ بِهِ الثوبُ، ج: رِقاعٌ، بالكَسْر، وَمِنْه الحَدِيث: يجيءُ أحَدُكم يومَ القيامةِ على رقَبَتِه رِقاعٌ تَخْفِقُ أرادَ بالرِّقاع: مَا عَلَيْهِ من الحقوقِ المَكتوبةِ فِي الرِّقاع، وخُفوقُها: حَرَكَتُها، وتُجمَعُ أَيْضا رُقْعَةُ الثوبِ على رُقَعٍ، يُقَال: ثوبٌ فِيهِ رُقَعٌ، ورِقاعٌ، وَفِي الأساس: الصاحبُ كالرُّقْعَةِ فِي الثوبِ، فاطْلُبْه مُشاكِلاً. قلتُ: وسَمِعْتُ الأميرَ الصالحَ عَليّ أَفَنْدِي وكيلَ طرابُلُسَ الغَربِ، رَحِمَه اللهُ يَقُول: الصاحبُ كالرُّقْعَةِ فِي الثوبِ إِن لم تكن مِنْهُ شانَتْه. منَ المَجاز: الرُّقْعَة من: الجَرَب: أوَّلُه، يُقَال: جمَلٌ مَرْقُوع: بِهِ رِقاعٌ من الجرَب. وَكَذَلِكَ النُّقْبَةُ من الجرَب. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الرَّقْعَة، بالفَتْح: صَوْتُ السهمِ فِي الرُّقْعَة، أَي رُقْعَةِ الغرَضِ، وَهِي القِرْطاس. قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبَرَني أعرابِيٌّ من السَّراةِ قَالَ: الرُّقْعَة، كهُمْزَة: شجرَةٌ عظيمةٌ كالجَوْزَة، وساقُها كالدُّلْب، وَوَرَقُها كَوَرَقِ القِرْع، أَخْضَرُ فِيهِ صُهبَةٌ يَسيرَةٌ، وَثَمَرُها كالتِّين العِظامِ كأنَّها صِغارُ الرُّمَّان، لَا يَنْبُتُ إلاّ فِي أضعافِ الورَقِ، كَمَا يَنْبُتُ التِّين. وَلَكِن من الخشبِ اليابِسِ يَنْصَدِعُ عَنهُ، وَله مَعاليقُ وحَملٌ كثيرٌ جدّاً، يُزَبَّبُ مِنْهُ أمرٌ عَظيمٌ، يُقَطَّرُ مِنْهُ القَطَرات. قَالَ: وَلَا نُسمِّيه جُمَّيْزاً وَلَا تِيناً، وَلَكِن رُقَعاً. إلاّ أنْ يُقَال: تِينُ الرُّقَع ج: كصُرَد. وَرَقَع الثوبَ والأديمَ يَرْقَعُه رَقْعَاً: أَصْلَحَه وأَلْحَمَ خَرْقَه بالرِّقاع، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(قد يُدرِكُ الشَّرَفَ الْفَتى ورِداؤُه ... خَلَقٌ وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ)
وَفِي الحَدِيث: المؤمنُ واهٍ راقِعٌ، فالسَّعيدُ من هَلَكَ على رَقْعِه قَوْلُه: واهٍ، أَي يَهي دينُه بمَعصِيَتِه، ويَرْقَعُه بتَوبَتِه. كرَقَّعَه تَرْقِيعاً. وَفِي الصِّحَاح تَرْقِيعُ الثوبِ: أَن تُرَقِّعَه فِي مواضِع، زادَ فِي اللِّسان: وكلُّ مَا سَدَدْتَ من خَلَّةٍ فقد رَقَعْتَه ورقَّعْتَه، قَالَ عمرُ بنُ أبي رَبيعةَ:
(وكُنَّ إِذا أَبْصَرْنَني أَو سَمِعْنَني ... خَرَجْنَ فرَقَّعْنَ الكُوَى بالمَحاجِرِ)
وأُراه على المثَل. منَ المَجاز: رَقَعَ فلَانا بقَولِه، فَهُوَ مَرْقُوعٌ، إِذا رَمَاه بلِسانِه وهَجاه، يُقَال: لأَرْقَعَنَّه رَقْعَاً رَصيناً. منَ المَجاز: رَقَعَ الغرَضَ بسَهمٍ: إِذا أصابَه بِهِ، وكلُّ إصابةٍ رَقْعٌ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: رَقَعَ الرَّكِيَّةَ رَقْعَاً، إِذا خافَ هَدْمَها، من أَعلاها فَطَوَاها قامَةً، أَو قامتَيْن، يَقُولُونَ: رقَعوها بالرِّقاع. وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: رَقَعَ خَلَّةَ الفارِس، إِذا أَدْرَكَه فَطَعَنه. والخَلَّةُ: هِيَ الفُرجَةُ بَين الطّاعِنِ والمَطعون، كَمَا فِي العُباب. وَكَانَ مُعاويةُ رَضِيَ الله عَنهُ، فِيمَا رُوِيَ عَنهُ،) يَلْقَمُ بيَدٍ ويَرْقَعُ بأُخرى، أَي يَبْسُطُ إِحْدَى يَدَيْه ليَنتَثِرَ عَلَيْهَا مَا سَقَطَ من لُقَمِه، نَقله الصَّاغانِيّ وابنُ الْأَثِير. وككِتابٍ أَبُو داوودَ عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ مالكِ بنِ عَدِيِّ بنِ الرِّقاعِ بنِ عَصَر بنِ عَدِيِّ بنِ شَعْلِ بن مُعاوِيَةَ بن الحارِث، وَهُوَ عامِلَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَد، وأمُّ مُعاويَةَ المّكورِ أَيْضا عامِلَةُ بنتُ مالكِ بنِ وديعَةَ بنِ قُضاعةَ الشَّاعِر العامِلِيّ. وَفِيه يَقُول الرَّاعِي يَهْجُوه:
(لَو كنتَ من أحَدٍ يُهجى هَجَوْتُكُمُ ... يَا ابْنَ الرِّقاع، وَلَكِن لَسْتَ مِن أحَدِ)
نَقله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ. قلتُ: وَقد أجابَه ابنُ الرِّقاعِ بقَولِه:
(حُدِّثْتُ أنَّ رُوَيْعي الإبلِ يَشْتُمُني ... واللهُ يَصْرِفُ أَقْوَاماً عَن الرَّشَدِ)

(فإنَّكَ والشِّعْرَ ذُو تُزْجي قَوافِيَه ... كمُبْتَغي الصَّيْدِ فِي عِرِّيسَةِ الأسَدِ)
وعليُّ بنُ سُلَيْمانَ بن أبي الرِّقاع الرِّقاعيُّ الإخْميميُّ المُحدِّثُ عَن عبدِ الرَّزَّاقِ، وَعنهُ أحمدُ بنُ حَمّادٍ، كذّابٌ. وذاتُ الرِّقاع: جبَلٌ فِيهِ بُقَعُ حُمرَةٍ وبَياضٍ وسَوادٍ قريبٌ من النُّخَيْل بَين السَّعْدِ والشُّقْرَةِ وَمِنْه غزوةُ ذاتِ الرِّقاع إِحْدَى غَزواتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، خَرَجَ لَيْلَةَ السبتِ لعَشرٍ خَلْوَنَ من المُحرَّمِ، على رأسِ ثلاثِ سِنينَ وأحَدَ عَشَرَ شهرا من الْهِجْرَة، وذلكَ لمّا بلغَه أَنَّ أَنماراً جمعُوا الجموعَ، فخرجَ فِي أَربعمائةٍ، فوجَدَ أَعراباً هربوا فِي الجبالِ، وغابَ خمسةَ عشَرَ يَوْمًا. أَو لأَنَّهم لفُّوا على أَرجُلِهِم الخِرَقَ لمّا نَقِبَتْ أَرجُلُهُم، ويُروَى ذلكَ، عَن أَبي مُوسَى الأَشعَرِيِّ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: خرجْنا مَعَ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فِي غَزاةٍ وَنحن سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْننَا بَعيرٌ نَعْتَقِبُه، فنَقِبَتْ أَقدامُنا، ونَقِبَتْ قَدَمايَ، وسقطَتْ أَظْفاري، فكُنّا نلُفُّ على أَرجُلِنا الخِرَقَ، فسُمِّيَتْ غَزوَةُ ذاتِ الرِّقاع، لِما كُنّا نَعْصِبُ الخِرَقَ على أَرْجُلِنا. رُقَيْعٌ، كزُبَيرٍ: شاعِرٌ والِبِيٌّ إسلامِيٌّ أَسَدِيٌّ، فِي زمَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ. وابنُ الرُّقَيْعِ التَّميمِيُّ، هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ والتَّكملةِ واللسانِ، وَلم يُسَمُّوه. وَفِي التَّبصِير للحافظِ: رَبيعَةُ بنُ رُقَيْعٍ التَّميميُّ أَحدُ المُنادِينَ من وَرَاء الحُجُراتِ، ذكرَه ابنُ الكَلْبِيّ. وضبطَه الرَّضِيُّ الشَّاطِبيّ عَن خطّ ابْن جِنّيّ، وابنُهُ خالدُ بنُ رُقَيْعٍ لَهُ ذِكْرٌ بالبَصْرَةِ. أَو هُوَ بالفاءِ، كَمَا ضبطَه الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْدٍ وَإِلَيْهِ نُسِبَ الرُّقَيْعِيُّ، لِماءٍ بينَ مكَّةَ والبَصرةِ، وأَنشدَ الصَّاغانِيّ رَجَزَ سالِمِ بنِ قَحطان، وقِيل: عَبْد اللهِ بنِ قُحْفانَ بنِ أَبي قُحْفانَ العَنبريِّ.
(يَا ابنَ رُقَيْعٍ هلْ لَهَا مِنْ مَغْبَقِ ... مَا شَرِبَتْ بعدَ قَليبٍ القُرْبَقِ)

بقَطْرَةٍ غيرِ النَّجاءِ الأَدْفَقِ والرَّقْعاءُ من الشَّاءِ: مَا فِي جَنْبِها بَياضٌ، وَهُوَ مَجاز. الرَّقْعاءُ: المَرأَةُ الدَّقيقةُ السَّاقَينِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي الأَلفاظ: الرَّقعاءُ والجَبَّاءُ والسَّمَلَّقَة: الزَّلاّءُ من النِّساءِ، وَهِي الَّتِي لَا عَجِيزَةَ لَهَا.
الرَّقْعاءُ: فَرَسُ عامِرٍ الباهِلِيِّ، وقتلَتْهُ بني عامِرٍ، وَله يقولُ زَيْدُ الخَيْلِ رَضِي الله عَنهُ:
(وأُنْزِلَ فارِسُ الرَّقْعاءِ كَرْهاً ... بِذي شُطَبٍ يُحادِثُ بالصِّقالِ)
وجوعٌ يُرْقوعٌ، بِفَتْح الياءِ، وضَمّها السِّيرافِيُّ، وَكَذَلِكَ دَيْقوع، أَي شَديدٌ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ أَبو الغَوْثِ، دَيْقُوعٌ، ولمْ يَعرِفْ يَرْقوع. منَ المَجاز: الرَّقيعُ، كأَميرٍ: الأَحمَقُ الَّذِي يتمزَّق عَلَيْهِ عقلُه، وَقد رَقُعَ، بالضَّمِّ، رَقاعَةً، كالمَرْقَعانِ والأَرْقَعِ. وَفِي الصِّحاح: المَرْقَعانُ: الأَحمَقُ، وَهُوَ الَّذِي فِي عقلِه مَرَمَّةٌ، وَفِي العُبابِ: الرَّقيع: الأحمَقُ، لأَنَّه كأَنَّه رُقِعَ، لأَنَّه لَا يُرْقَعُ إلاّ الوَاهي الخَلَقُ، وَهِي رَقْعاءُ، مُوَلَّدَة، كَمَا فِي اللِّسَان، ومَرْقَعانَةٌ، أَي زَلاّءُ حَمقاءُ. وَفِي الأَساسِ: رَجلٌ رَقيعٌ: تَمزَّقَ عَلَيْهِ رأْيُهُ وأَمْرُه. وتقولُ: يَا مَرْقَعانُ، وَيَا مَرْقَعانَةُ للأَحْمَقَيْنِ. وتَزَوَّجَ مَرْقَعانٌ مَرْقَعانَةً، فوَلَدا مَلْكَعاناً ومَلْكَعانَةً. منَ المَجاز: الرَّقيعُ: السَّماءُ، أَو السَّماءُ الأُولى، وَهِي سماءُ الدُّنيا، كَمَا نقلَه الجَوْهَرِيُّ، لأَنَّ الكواكِبَ رَقَعَتْها، سُمِّيَتْ بذلكَ لأَنَّها مَرْقوعَةٌ بالنُّجومِ، وَقيل: لأَنَّها رُقِعَتْ بالأَنوارِ الَّتِي فِيهَا، وَقيل: كُلُّ واحِدَةٍ من السَّمواتِ رَقيعٌ للأُخرى، والجَمْعُ أَرْقِعَةٌ.
والسَّمواتُ السَّبْعُ يُقال: إنَّها سَبْعَةُ أَرْقِعَةٍ، كُلُّ سَماءٍ مِنْهَا رَقَعَتِ الَّتي تَلِيهَا، فَكَانَت طَبَقاً لَهَا، كَمَا تَرْقَعُ الثَّوْبَ بالرُّقْعَةِ، وَفِي الحَدِيث: من فَوقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: فجاءَ بِهِ على لَفظِ التَّذكِيرِ، كأَنَّه ذهبَ بِهِ إِلَى السَّقْفِ. وعَنَى سَبْعَ سَمواتٍ. وَقَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ يَصِفُ الملائكَةَ:
(وَسَاكن أَقطار الرَّقيع على الهَوا ... ومِنْ دونِ عِلْمِ الغَيْبِ كُلُّ مُسَهَّدِ)
قيل: الرَّقْعُ: السَّماءُ السَّابِعَةُ، وَبِه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت:
(وكأَنَّ رَقْعاً والمَلائكُ حولَه ... سَدِرٌ تَواكَلُه القوائمُ أَجْرَدُ)
قَالَ بعضُهم: الرَّقْعُ: الزَّوْجُ، وَمِنْه يُقَال: لَا حَظِيَ رَقْعُكِ، أَي لَا رَزَقَكِ الله زَوجاً، أَو هُوَ تَصحيفٌ، وتفسيرُ الرَّقْعِ بالزَّوْجِ ظَنٌّ وتَخمينٌ وحَزْرٌ، والصَّوابُ رُفْغُكِ، بالفاءِ والغَيْنِ المُعجَمَةِ، نبَّه عَلَيْهِ الصَّاغانِيُّ، وَقَالَ: ولمّا صَحَّفَ المُصَحِّفُ المثلَ فسَّرَه بالزَّوجِ حَزْراً وتَخميناً. منَ المَجاز: مَا تَرْتَقِعُ مِنّي يَا فُلانُ برَقاعِ، كقَطام وحَذامِ، قَالَ الفرَّاءُ: برَقاعٍ، مثل) سَحابٍ وكِتابٍ. ووَقع فِي الصِّحاح قَالَ يعقوبُ: مَا تَرْتَقِعُ مِنّي بمِرْقاعٍ، هَكَذَا وُجِد بخَطِّ الجَوْهَرِيِّ، ومثلُه بخَطِّ أَبي سَهْلٍ، والصَّوابُ برَقاع، من غير ميمٍ، وَقد أَصلحَه أَبو زَكرِيّا هَكَذَا، ونبَّه الصَّاغانِيّ عَلَيْهِ أَيضاً فِي التَّكملةِ، وجَمَعَ بينَهما صاحبُ اللِّسَان من غير تنبيهٍ عَلَيْهِ، ونُسَخُ الإصلاحِ لِابْنِ السِّكِّيتِ كلُّها من غير ميمٍ. أَي مَا تكترِثُ لي، وَلَا تُبالي بِي. يُقال: مَا ارْتَقَعْتُ لَهُ، وَمَا ارْتَقَعْتُ بِهِ، أَي مَا اكْتَرَثْتُ لَهُ، وَمَا بالَيْتُ بِهِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَفِي اللسانِ: قَرَّعَني فلانٌ بلَوْمِه فَمَا ارْتَقَعْتُ بِهِ، أَي لم أَكتَرِثْ بِهِ، وَمِنْه قَول الشّاعر:
(ناشَدْتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا ... ولمْ تكُن بكتابِ الله تَرْتَقِعُ) قِيل: مَعناه: مَا تُطيعُني وَلَا تَقبلُ منّي مِمَّا أَنْصَحُكَ بِهِ شَيْئا، لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إلاّ فِي الجَحْدِ، وَهَذَا نَقله الجَوْهَرِيّ عَن يَعْقُوب. الرَّقاعَةُ، كسَحابَةٍ: الحُمْقُ، وَقد رَقُعَ، ككَرُمَ وأَرْقَعَ: جاءَ بهَا وبالخُرْقِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. أَرْقَعَ الثَّوبُ: حانَ لَهُ أَنْ يُرْقَعَ، كاسْتَرْقَعَ بِمَعْنَاهُ. وَفِي الأَساس: اسْترْقَعَ: طلبَ أَنْ يُرْقَعَ. منَ المَجاز: التَّرْقيعُ: التَّرْقيحُ، وَهُوَ اكْتِسابُ المالِ. وَقد رَقَعَ حالَهُ ومَعيشتَهُ، أَي أَصلحَها، كرَقَّحَها. والتَّرَقُّعُ: التَّكَسُّبُ، وَهُوَ مَجازٌ، أَيضاً. وَمَا ارْتَقَعَ لَهُ، وَبِه: مَا اكْتَرَثَ وَمَا بالَى، وَقد تقدَّم قَرِيبا. وطارِقُ بنُ المُرَقَّعِ، كمُعَظَّمٍ: حِجازِيٌّ، روَى عَنهُ عَطاءُ بنُ أَبي رَباحٍ، والأَظْهَرُ أَنَّه تابِعِيٌّ، وَقد ذكَرَه بعضٌ فِي الصَّحابةِ. ومُرَقَّعُ بنُ صَيْفِيٍّ الحَنْظَلِيُّ: تابِعِيٌّ. وراقَعَ الخَمْرَ: قَلْبُ عاقَرَ، أَي لازَمَها، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ. يُقالُ: فِيهِ مُتَرَقَّعٌ لمَنْ يُصْلِحُه، أَي موضِعُ تَرْقيعٍ، كَمَا قَالُوا: فِيهِ مُتَنَصَّحٌ، أَي مَوضِعُ خِياطَةٍ، وَيُقَال: أَرى فِيهِ مُترَقَّعاً، أَي مَوضِعاً للشَّتْمِ والهِجاءِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ للبعيثِ:
(وَمَا تَرَكَ الهاجُونَ لي فِي أَديمِكُمْ ... مَصَحّاً ولكنِّي أَرى مُتَرَقَّعا)
وَهُوَ مَجازٌ. ويُقال: لَا أَجِدُ فيكَ مَرْقَعاً للْكَلَام، وَهُوَ مَجاز أَيْضا. وَكَذَا قولُهُم: مَا رَقَعَ رَقْعاً، أَي مَا صنَعَ شَيْئا. والعربُ تَقول: خَطيبٌ مِصْقَعٌ، وشاعِرٌ مِرْقَعٌ، وحادٍ قُراقِر. مِصْقَعٌ: يذهبُ فِي كلِّ صُقْعٍ من الكلامِ، ومِرْقَعٌ: يصلُ الكلامَ فيَرْقَعُ بعضَهُ ببعضٍ، وَهُوَ مَجاز أَيْضا. والرُّقْعَةُ، بالضَّمِّ: رُقْعَةُ الشَّطْرَنْجِ، سُمِّيَتْ لأَنَّها مَرْقوعَةٌ. ورُقْعَةُ الغَرَضِ: قِرطاسُه. والأَرْقَع: اسمُ السَّماءِ الدُّنيا. والأَرْقَعُ: الأَحْمَقُ، وَيُقَال: مَا تحتَ الرَّقِيعِ أَرْقَعُ مِنْهُ. ورُقْعَةُ الشيءِ: جَوهَرُه وأَصْلُه، وَمِنْه قَول أَبي الأَسود الدُّؤَلِيِّ، وَكَانَ قد تَزَوَّجَ امرأَةً، فأَنْكَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ عَوْفٍ، أُمُّ ولَدٍ لَهُ، وَكَانَت لَهُ عِنْده مَنزِلَةٌ، ونَسَبَتْهُ إِلَى الفَنْدِ والخُرْقِ:)
(أَبى القلْبُ إلاّ أُمَّ عَوْفٍ وحُبَّها ... عَجوزاً، ومَنْ يُحْبِبْ عَجوزاً يُفَنَّدِ)

(كسَحْقِ اليَماني قد تَقادَمَ عهدُه ... ورُقْعَتُه مَا شِئْتَ فِي العَينِ واليَدِ)
هَذِه روايَةُ العُبابِ، وَفِي الصِّحاح: إلاّ أُمَّ عَمْرو ... كثَوْبِ اليَمانِي. ويُقال: رَقَعَ ذَنبَه بسَوْطِه، إِذا ضَرَبَ بِهِ، وَقد اسْتُعْمِلَ أَيضاً فِي مُطْلَق، يُقَال: اضْرِبْ وارْقَعْ، ورَقَعَه كَفّاً، وَهُوَ يَرْقَعُ الأَرْضَ برِجليهِ. ورَقَعَ الشَّيْخُ: اعْتَمَدَ على راحَتَيْه لِيَقومَ، وَهُوَ مَجاز. ورَقَّعَ النّاقةَ بالهِناءِ تَرْقِيعاً: إِذا تَتَبَّعَ نُقَبَ الجَرَبِ مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ. ويُقال للَّذي يَزيدُ فِي الحَديثِ: هُوَ صاحِبُ تَنبيقٍ وتَرْقيعٍ وتَوصيلٍ. وَهَذِه رُقْعَةٌ من الكَلأِ، وَمَا وَجَدْنا غيرَ رِقاعٍ من عُشْبٍ. والرُّقْعَةُ: قِطْعَةٌ من الأَرضِ تَلْتَزِقُ بأُخرى، وَيُقَال: رِقاعُ الأَرضِ مُختلِفَةٌ. وتَقول: الأَرضُ مُختلِفَةُ الرِّقاعِ، مُتفاوِتَةُ البِقاع، ولذلكَ اختلَفَ شجرُها ونباتُها، وتَفاوَتَ بَنُوها وبَناتُها. وَهُوَ رَقاعِيُّ مالٍ، كرَقاحِيٍّ، لِأَنَّهُ يَرْقَعُ حالَه. ورَقَّعَ دُنياهُ بآخِرَتِهِ، وَمِنْه قَول عَبْد الله بن المُبارَكِ:
(نَرَقِّعُ دُنيانا بتَمزيقِ دِينِنا ... فَلَا دينُنا يَبْقى، وَلَا مَا نُرَقِّعُ)
ورَجُلٌ مُرَقَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مُجَرَّبٌ، وَهُوَ مَجازٌ. والمُرَقَّعَةُ: مِن لُبسِ السّادَةِ الصُّوفِيَّةِ، لِما بهَا مِن الرُّقَعِ. وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ، عَن أَبي حنيفَةَ. وذَواتُ الرِّقاع: مَصانِعُ بنَجْدٍ تُمْسِكُ الماءَ، لِبَني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. ووَادي الرِّقاعِ، بنَجْدٍ أَيضاً. وعبدُ الملِكِ بنُ مِهرانَ الرِّقاعِيُّ، عَن سَهْلِ ينِ أَسْلَمَ، وَعنهُ سُليمانُ ابنُ بنتِ شُرَحْبيل. وأَبو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ الرِّقاعِيُّ الضَّريرُ، عَن الطَّبَرانِيِّ، ماتَ سنةَ أَربعمائةٍ وثلاثٍ وَعشْرين. ويَزيدُ بنُ إبراهيمُ الرِّقاعِيُّ أَصْبَهانِيٌّ، عَن أَحمدَ بن يونسَ الضَّبِّيِّ، وَعنهُ الطَّبَرانِيُّ. وإبراهيمُ بنُ إبراهيمَ الرِّقاعِيُّ، عَن محمّد بنِ سليمانَ الباغَنْدِيّ، وَعنهُ ابنُ مَرْدَويهِ. وجَعْفَرُ بنُ محمَّدٍ الرِّقاعِيُّ عَن المَحامِلِيِّ وابنِ عُقْدَةَ. وأَبو الْقَاسِم عَبْد الله بن محمّد الرِّقاعِيُّ، روَى عَن أَبي بَكْرِ بنِ مَرْدَوَيهِ.
كَذَا فِي التَّبْصيرِ للحافِظِ. 

جمل

جمل
الجَمَال: الحسن الكثير، وذلك ضربان:
أحدهما: جمال يخصّ الإنسان في نفسه أو بدنه أو فعله.
والثاني: ما يوصل منه إلى غيره. وعلى هذا الوجه ما روي عنه صلّى الله عليه وسلم: «إنّ الله جميل يحبّ الجمال» تنبيها أنّه منه تفيض الخيرات الكثيرة، فيحبّ من يختص بذلك.
وقال تعالى: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ [النحل/ 6] ، ويقال: جَمِيلٌ وجَمَال على التكثير. قال الله تعالى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف/ 83] ، فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا [المعارج/ 5] ، وقد جَامَلْتُ فلانا، وأَجْمَلْتُ في كذا، وجمالك، أي: أجمل، واعتبر منه معنى الكثرة، فقيل لكلّ جماعة غير منفصلة: جُمْلَة، ومنه قيل للحساب الذي لم يفصّل والكلام الذي لم يبيّن: مُجْمَل، وقد أجملت الحساب، وأجملت في الكلام. قال تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً
[الفرقان/ 32] ، أي: مجتمعا لا كما أنزل نجوما مفترقة. وقول الفقهاء: المُجْمَل: ما يحتاج إلى بيان، فليس بحدّ له ولا تفسير، وإنما هو ذكر بعض أحوال الناس معه، والشيء يجب أن تبيّن صفته في نفسه التي بها يتميز، وحقيقة المجمل:
هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخّصة.
والجَمَلُ يقال للبعير إذا بزل ، وجمعه جِمَال وأَجْمَال وجِمَالة قال الله تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ [الأعراف/ 40] ، وقوله:
جِمالَتٌ صُفْرٌ
[المرسلات/ 33] ، جمع جِمَالة، والجِمَالَة جمع جَمَل، وقرئ:
جمالات بالضم، وقيل: هي القلوص، والجَامِل: قطعة من الإبل معها راعيها، كالباقر، وقولهم: اتّخذ الليل جملا فاستعارة، كقولهم: ركب الليل، وتسمية الجمل بذلك يجوز أن يكون لما قد أشار إليه بقوله: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ [النحل/ 6] ، لأنهم كانوا يعدّون ذلك جمالا لهم. وجَمَلْتُ الشحم: أذبته، والجَمِيل: الشحم المذاب، والاجتمال:
الادهان به، وقالت امرأة لبنتها: تَجَمَّلِي وتعفّفي ، أي: كلي الجميل، واشربي العفافة .
(جمل) : الجُمالَة: الخَيْلُ وقالَ:
والأُدْمُ فيه يَعْتَرِكُ ... نَ بجَوِّهِ عَرْكَ الجُمالَهْ
(جمل)
الشَّيْء جملا جمعه عَن تفرق والشحم أذابه

(جمل) جمالا حسن خلقه وَحسن خلقه فَهُوَ جميل (ج) جملاء وَهِي جميلَة (ج) جمائل
جمل خرف ذبر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَاصِم بن أبي النجُود لقد أدْركْت أَقْوَامًا يتخذون هَذَا اللَّيْل جَمَلاً يشربون النبيدَ وَيلبسُونَ المُعَصْفَر مِنْهُم زرٌّ وَأَبُو وَائِل. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل إِذا أَحْيَا لَيْلَة بِالصَّلَاةِ أَو سواهَا حَتَّى أصبح: قد أتَّخَذَ اللَّيلَ جَمَلًا.

[حَدِيث عبيد الله بن جحش
(جمل) - قيل في حَدِيثِ فَضالةَ بنِ عُبَيْد: "كَيفَ أَنتم إذا قَعَد الجُمَلاء على المَنابِر يَقْضُون بالهَوَى ويَقتُلون بالغَضَب".
قال ابن فارِس : الجَمالِيُّ: الرَّجلُ العَظِيم الخَلْق، شُبِّه بالجَمَل، وناقة جُمَالِيَّة، فيُمكِن أن يَكُونَ الجُمَلاء من هذا. - في الحديث: "جاء بناقَةٍ حَسْناءَ جَمْلاء" .
: أي جَمِيلة، وهو من الفَعْلاء التي لا أَفعلَ لها: كدِيمَة هَطْلاء.
ج م ل : الْجَمَلُ مِنْ الْإِبِلِ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَخْتَصُّ بِالذَّكَرِ قَالُوا وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إلَّا إذَا بَزَلَ وَجَمْعُهُ جِمَالٌ وَأَجْمَالٌ وَأَجْمُلٌ وَجِمَالَةٌ بِالْهَاءِ وَجَمْعُ الْجِمَالِ جِمَالَاتٌ وَجَمُلَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ جَمَالًا فَهُوَ جَمِيلٌ وَامْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ قَالَ سِيبَوَيْهِ الْجَمَالُ رِقَّةُ الْحُسْنِ وَالْأَصْلُ جَمَالَةٌ بِالْهَاءِ مِثْلُ: صَبُحَ صَبَاحَةً لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَتَجَمَّلَ تَجَمُّلًا بِمَعْنَى تَزَيَّنَ وَتَحَسَّنَ إذَا اجْتَلَبَ الْبَهَاءَ وَالْإِضَاءَةَ وَأَجْمَلْتُ الشَّيْءَ إجْمَالًا جَمَعْتُهُ مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ وَأَجْمَلْتُ فِي الطَّلَبِ رَفَقْتُ وَرَجُلٌ جُمَالِيٌّ بِضَمِّ الْجِيمِ عَظِيمُ الْخَلْقِ وَقِيلَ طَوِيلُ الْجِسْمِ. 
ج م ل

فلان يعامل الناس بالجميل. وجامل صاحبه مجاملة، وعليك بالمداراة والمجاملة مع الناس. وتقول: إذا لم يجملك مالك، لم يجد عليك جمالك. وأجمل في الطلب إذا لم يحرص. وإذا أصبت بنائبة فتجمل أي تصبر. وجمالك يا هذا، قال أبو ذؤيب: جمالك أيها القلب القريح

أي صبرك. وأجمل الحساب والكلام ثم فصله وبينه. وتعلم حساب الجمل. وأخذ الشيء جملةً. وجمل الشحم: أذابه. واجتمل وتجمل: أكل الجميل وهو الودك. واجتمل إذا استوكف إهالة الشحم على الخبز وهو يعيده إلى النار. وقالت أعرابية لبنتها: تجملي وتعففي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي بقية اللبن في الضرع. وتقول: خذ الجميل وأعطني الجمالة وهي الصهارة. واستجمل البعير: صار جملاً، ولا يسمّى جملاً إلا إذا بزل، وناقة جمالية: في خلق الجمل، ألا ترى إلى قوله: كأنها جمل وهم ضخم. ورجل جمالي: عظيم الخلق ضخم.

ومن المجاز: اتخذ الليل جملاً.
جمل: الجَمَلُ يَسْتَحِقُّ هذا الاسْمَ إذا بَزَلَ. وناقَةٌ جُمَالِيَّةٌ: في خَلْقِ الجَمَلِ. ويُقال لكُلِّ طائِفَةٍ: جِمَالَةٌ وجُمَالَةٌ، والجَميعُ الجَمَائلُ والجُمَالاتُ. والجامِلُ: قَطِيْعٌ من الإِبلِ مَعَها رُعَاتُها. وأجْمَلُ القَوْمُ: كَثُرَتْ جِمالُهم. ويقولونَ: " اتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلاً " إذا رَكِبَ اللَّيْلَ. وضَرْبٌ من السَّمَكِ يُقال له: جَمَلُ البَحْرِ. وطائرٌ من الدَّخَاخِيْلِ يُقال له جُمَيْلٌ وجُمْلاَنَةُ. والجَمِيْلُ: الإِهَالَةُ المُذَلبَةُ. واسْمُ الذائِبِ: الجُمَانَةُ. والاجْتِمَالُ: الادِّهَانُ به. وجمَلْتُ الشَّحْمَ وأجْمَلْتُه بمعنىً: أي أذَبْته. والجَمَالُ: مَصْدَرُ الجَمْيْلِ، والفِعْلُ: جَمُلَ. وجامَلْتُه مُجَامَلَةً. وأجْمَلْتُ في الطَّلَبِ. ورَجُلٌ جُمّالٌ: مِثْلُ حُسّانٍ. والجُمْلَةُ: جَمَاعَةُ كُلِّ شَيْءٍ بكَمالِهِ من الحِسَابِ وغيرِه، يُقال: أجْمَلْتُ الحِسَابَ. وحٍَِابُ الجُمَلِ: للهِنْدِ بالتَّخْفِيفِ، وتُشَدَّدُ المِيْمُ أيضاً. والجَمِيْلَةُ من الظِّبَاءِ والحَمَامِ: الجَمَاعَةُ، وكأنَّها فَعِيْلَةٌ من أجْمِلَتْ: أي جُمِعَتْ جُمْلَةً. والجَمِيْلُ: فَرْجُ المَرْأةِ. والجَمَّلُ: القَلْس الغَلِيْظُ. وقد قُرِىءَ: " حَتّى يَلِجُ الجُمَّلُ في سَمِّ الخِيَاطِ ".

جمل


جَمَلَ(n. ac. جَمْل)
a. Collected, assembled, gathered together.
b. Melted (fat).
جَمِلَ
a. _ast;
جَمُلَ(n. ac. جَمَاْل), Was beautiful, handsome, goodly, comely.
جَمَّلَa. Made beautiful, beautified, embellished, adorned
decorated.
b. Did well, elegantly.

جَاْمَلَa. Coaxed, used blandishments to.
b. Treated well, was obliging, courteous to.

أَجْمَلَa. Collected, gathered.
b. Added up; summed up.
c. Acted well, wisely; managed well.

تَجَمَّلَa. Beautified, adorned (himself).
b. Was graceful, decorous, polite, refined.

إِجْتَمَلَa. Anointed himself.

جُمْلَة
(pl.
جُمْل
جُمَل
9)
a. Sum, total.
b. Large quantity or number.
c. Phrase, sentence; period, paragraph.
d. Strand ( of a rope ).
e. [ art. prec. by
Bi
or
Fī], To sum up, in a word, in short.
جَمَل
(pl.
جُمْل
أَجْمُل
جَمَاْلَة
جِمَاْل
جِمَاْلَة
جُمَاْلَة
أَجَاْمِلُ
أَجْمَاْل
38)
a. Camel.
b. [foll. by
اليَهُوْد], Chameleon.
جُمَّلa. Cable, rope.
b. [ art. prec. by
حِسَاب
account ], Chronography.
أَجْمَلُa. All; all together.
b. Most beautiful.

جَمَاْلa. Beauty, elegance.
b. Decorum, propriety; good manners.

جَمِيْلa. Beautiful, elegant, graceful, goodly, comely
prepossessing.
b. Good action; benefit, service; favour; grace.
c. Grease, fat.

جَمَّاْلa. Cameldriver, camel-herd.

في الإِجْمَال بالاجْمَال
a. To sum up, in general terms, in the abstract.

مُجْمَل [ N. P.
a. IV], Total, sum.
b. Summary, abstract.

جَُمَْلُوْن (pl.
جَمَاْلِيْ4ُ)
a. Dome, cupola; ridge-roof; gable.

جُمَان
P.
a. Pearls; silver beads.
(جمل) - قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} .
الجُمَّل: قراءة ابن عبّاس، بَضّمِ الجِيم وتَشْدِيد المِيم، وفَسَّره: بالحَبْل الغَلِيظ، أو القَلْس .
- في حديث عائشةَ، رضي الله عنها: "وسَألَتْها امرأةٌ: أَزُمُّ جَملِي؟ " .
: أي أُصْبِيه عن إِتيانِ النساء غيري، تريد بالجَمَل الزَّوجَ، كَنَت به عنه؛ لأن الجَملَ الذّكرُ من الِإبل، وقيل: إنما يستَحِق هذا الاسمَ إذا بَزَلَ. - في حديث أَبِي عُبيدة، رَضِي الله عنه: "حين أَذِن في جَمَل البَحْر".
قال أبو نصر صَاحِبُ الأصمَعِي: هو سَمَكَة ضَخْمة، وأنشد:
* كجَمَل البَحْر إذا خاض جَسَر *
- في الحديث: "إنَّ الله تَعالَى جَمِيلٌ يُحِب الجَمالَ".
: أي يحمِل حُسنَ الأَفعالِ، وكما يُوصفُ الشيءُ بفِعله، يُوصَف بفِعْل ما هو سَبَبُه.
- في حديث عُمَر: "لكُلِّ أُناسٍ في جُمَيْلِهم خُبْر" .
ويروى: "في بَعِيرِهم".
وهو مَثَل يُضرَب في معرفة كُلِّ قَومٍ بصاحبهم.
- عن عاصمِ بنِ أبي النَّجود : "أَدركتُ أَقوامًا يتَّخذون الليلَ جَمَلًا"
يقال للرَّجُل: إذا سَرَى لَيلتَه جَمِيعًا، أو أَحياها بالصَّلاة وغيرها: اتَّخَذَها جَملًا.
ج م ل: (الْجَمَلُ) مِنَ الْإِبِلِ الذَّكَرُ وَالْجَمْعُ (جِمَالٌ) وَ (أَجْمَالٌ) وَ (جِمَالَاتٌ) وَ (جَمَائِلُ) . وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلْإِبِلِ الذُّكُورِ خَاصَّةً (جِمَالَةٌ) وَقُرِئَ {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 33] وَالْجَمَّالَةُ أَصْحَابُ الْجِمَالِ كَالْخَيَّالَةِ وَالْحَمَّارَةِ. وَ (الْجَمَالُ) الْحُسْنُ وَقَدْ (جَمُلَ) الرَّجُلُ بِالضَّمِّ (جَمَالًا) فَهُوَ (جَمِيلٌ) وَالْمَرْأَةُ (جَمِيلَةٌ) وَ (جَمْلَاءُ) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَ (الْجُمْلَةُ) وَاحِدَةُ الْجُمَلِ وَ (أَجْمَلَ) الْحِسَابَ رَدَّهُ إِلَى (الْجُمْلَةِ) وَأَجْمَلَ الصَّنِيعَةَ عِنْدَ فُلَانٍ وَأَجْمَلَ فِي صَنِيعِهِ. وَأَجْمَلَ الْقَوْمُ كَثُرَتْ جِمَالُهُمْ. وَ (الْمُجَامَلَةُ) الْمُعَامَلَةُ بِالْجَمِيلِ. وَحِسَابُ (الْجُمَّلِ) بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ. وَالْجُمَّلُ أَيْضًا حَبْلُ السَّفِينَةِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْقَلْسُ وَهُوَ حِبَالٌ مَجْمُوعَةٌ وَبِهِ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: «حَتَّى يَلِجَ الْجُمَّلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ» وَ (جَمَّلَهُ تَجْمِيلًا) زَيَّنَهُ وَ (التَّجَمُّلُ) تُكَلُّفُ الْجَمِيلِ، وَ (تَجَمَّلَ) أَيْضًا أَيْ أَكَلَ (الْجَمِيلَ) وَهُوَ الشَّحْمُ الْمُذَابُ. قَالَتِ امْرَأَةٌ لِابْنَتِهَا: تَجَمَّلِي وَتَعَفَّفِي. أَيْ كُلِي الشَّحْمَ وَاشْرَبِي الْعُفَافَةَ وَهِيَ مَا بَقِيَ فِي الضَّرْعِ مِنَ اللَّبَنِ. 
[جمل] نه: فيه أسماء أهل الجنة والنار "أجمل" على آخرهم، أجملت الحساب إذا جمعت أحاده وكملت أفراده، أي أحصوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وفيه: "فجملوها" وباعوها، جملت الشحم وأجملته إذا أذبته واستخرجت دهنه. ومنه ح: يأتوننا بالسقاء "يجملون" فيه الودك، ويروى بحاء مهملة. ن: من ضرب ونصر والإفعال. وبئر "جمل" بفتح جيم وميم موضع بقرب المدينة. نه: كيف أنتم إذا قعد "الجملاء" على المنابر يقضون بالهوى ويقتلون بالغضب، الجملاء الضخام الخلق كأنه جمع جميل، وهو الشحم المذاب. وفيه: إن جاءت به أورق جعداً "جماليا" هو بالتشديد الضخم الأعضاء التام الأوصال كأنه الجمل. وفيه: هم الناس بنحر "جمائلهم" جمع جمل أو جمع جمالة جمع جمل. وفيه: لكل أناس في "جملهم" خبر، ويروى: جميلهم- مصغراً، يريد صاحبتهم، مثل يضرب في معرفة كل قوم بصاحبهم، يريد أن المسود لم يسوده قومه إلا لمعرفتهم بشأنه، ويروى: في بعيرهم. وفيه: أؤخذ "جملي" تريد زوجها أي أحبسه عن إتيان النساء غيري. وفيه: أنه أذن في "جمل" البحر، هو سمكة ضخمة كالجمل عظما. وفيه: كان يسير بنا الأبردين ويتخذ الليل "جملاً" يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء أو أحياها بصلاة ونحوها من العبادات اتخذ الليل جملاً كأنه ركبه ولم ينم. ومنه: أدركت أقواماً يتخذون هذا الليل "جملاً". وفي ح الإسراء: ثم عرضت له امرأة "جملاء" أي جميلة مليحة، ولا فعل لها من لفظها. ومنه: جاء بناقة "جملاء" والجمال يقع على الصور والمعاني. ومنه: إن الله "جميل" يحب الجمال أي حسن الأفعال كامل الأوصاف. ن: وقيل أي مجمل وقيل: جليل، وقيل: مالك النور والبهجة، وقيل: جميل الأفعال بكم. وفي قوله: "حتى يلج "الجمل" في سم الخياط" بضم جيم وتشديد ميم قلس السفينة. غ: هو حبل السفينة. ك: نفعتني أيام "الجمل" هو يوم حرب بين علي وعائشة على باب لابصرة وكانت راكبة جمل. و"جمالات صفر" بكسر جيم جمع جمالة جمع جمل ضد الناقة وبضمها ما جمع من الحبال العظام كحبال السفينة.
[جمل] الجَمَلُ من الإبل. قال الفراء: الجَمَلُ: زوج الناقة، والجمع جِمالٌ. وأَجْمالٌ وجِمالاتٌ وجَمائِلُ. والجامِلُ: القطيع من الإبل مع رُعاتِه وأربابه. قال الشاعر :

لهم جامِلٌ ما يهدأ الليل سامره * قال ابن السكيت: يقال للابل إذا كانت ذكورة ولم يكن فيها أنثى: هذه جمالة بنى فلان. وقرئ: {كأنه جمالة صفر} . قال: وتقول: اسْتَجْمَلَ البعيرُ، أي صار جملاً. وإنَّما يسمى جملاً، إذا أرْبَعَ. والجَمَّالَةُ: أصحاب الجمال، مثل الخيَّالة والحمارة. قال الهذلى : حتى إذا أسلكوهم في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا والجمال: الحسن. وقد جمل الرجلُ بالضم جَمالاً فهو جميلٌ، والمرأةُ جميلةٌ وجَمْلاءُ أيضاً، عن الكسائي. وأنشد: فَهْيَ جَمْلاءُ كَبدْرٍ طالعٍ بَذَّتِ الخَلْقَ جميعاً بالجَمالْ وقول أبي ذؤيب:

جَمالَكَ أيُّها القلبُ القَريحُ * يريد: الْزَمْ تَجَمُّلَكَ وحياءك، ولا تجزعً جزعاً قبيحاً. والجُمَّالُ بالضم والتشديد: أَجْمَلُ مِنَ الجَميلِ. ويقال للشحم المذاب: جَميلٌ. وجُمَيْلٌ: طائرٌ جاء مصغَّراً، والجمع جملان مثال كعيت وكعتان. وجمل: أبو حى من مذحج، وهو جمل بن سعد العشيرة، منهم هند بن عمرو الجملى، وكان مع على عليه السلام فقتل، فقال قاتله :

قتلت علباء وهند الجملى * وجمل: اسم امرأة. والجملة: واحدة الجُمَلِ. وقد أَجْمَلْتُ الحسابَ، إذا رددتَه إلى الجُمْلَةِ. وأَجْمَلْتُ الصنيعة عند فلان، وأَجْمَلَ في صنيعه. وجَمَلْتُ الشحمَ أَجْمُلُهُ جَمْلاً واجْتَمَلْتُهُ، إذا أَذَبْتُهُ. وربَّما قالوا: أجملت الشحم. حكاه أبو عبيد. وأجمل القوم، أي كثرت جمالهم، عن الكسائي. والمجاملة: المعاملة بالجميل. ورجلٌ جُماليٌّ بالضم والياء مشدّدة، أي عظيم الخَلْقِ. وناقةٌ جُماليَّةٌ: تُشَبَّهُ بالفحل من الإبل في عظم الخلق. قال الاعشى يصف ناقته: جمالية تغتلى بالرداف إذا كذب الآ ثمات الهجيرا وحساب الجمل بتشديد الميم. والجُمَّلُ أيضاً: حبل السَّفينة الذى يقال له القلس، وهو حبالٌ مجموعةٌ. وبه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما: {حَتَّى يلج الجمل في سم الخياط} وجَمَّلَهُ، أي زَيَّنَهُ. والتَجَمُّلُ: تَكلُّفُ الجَميلِ. وتَجَمَّلَ، أي أكل الجَمِيلَ، وهو الشحم المذاب. قالت امرأة لا بنتها: " تجملي وتعففى " أي كلى الشحم واشربي العُفافَةَ، وهي ما بقى الضرع من اللبن.
جمل: جَمَل: أجمل، أوجز، لخص (بوشر) - وجمل في: وضع في، جمع في (بوشر).
جَمَّل (بالتشديد) أجمل، جمع الأعداد وردها إلى الجملة (فوك، ألكالا).
وجَمَّل: أثمر، أغل، أكسب (الكالا) أجمل. يقال: أجمل عشرته أو عشيرته.
ويظهر أن معناها: أحسن صحبته وترفق به ففي حيان- بسام (3 - 3): وذهب كثير من مهاجري قرطبة إلى بلنسية (فألقوا بها عصى التسيار فأجمل عشرتهم وبنوا (في نسخة ب فتبوؤا) بها المنازل والقصور. وهذه العبارة غامضة والذي جعلها كذلك أن الفعل أجمل (وفتحة الهمزة في مخطوطة ب) لم يذكر له فاعل. وفي حيان (ص61 و): أن أهل بشيئنة، وقد هددهم سوّار بالهجوم عليهم طلبوا من الغسانيين أن يصلحوا بينهم (وهم أقدر على إصلاح ما يقع بينهم والرغبة إليه في الانصراف عنهم وموافقته على إجمال عشيرتهم فأسعفهم الغسانيون بذلك.
وأجمل موعده: وعده وعداً جميلا حسنا (مباحث 1، ملحق 41: 3 حيث يجب حذف التعليقة رقم 3)، ففي حيان- بسام (1: 120و): أجمل مواعده، وفيه (1: 120ق) وأحسن تلقى الناس وأجمل مواعيدهم.
تجملَّ: تحسّن وتزيّن وهو أصل معناه. ويقال: تجمل الجيش: إذا تجهز بكل ما يحتاج إليه وكان كامل العدة والجهاز. يقول ويجرز في كتاب الثعالبي الذي حققه فالتون وهو ينقل من تاريخ أبي الفداء (4: 304): وضعفت نفوس الفرنج بما شاهدوا من كثرة عساكر الإسلام وتجملهم.
وفيه (ص336): وعسكره في غاية التجمل (أنظر مملوك 1، 1: 34) ويدل هذا المصدر (التجمل) أيضاً على معنى الاحتفال والزهو والابهة والفخفخة يقول ويجوز (1: 1) وهو ينقل من تاريخ أبي الفداء (4: 622): وكان يذبح في مطبخه كل يوم أربعمائة رأس غنم وكانت سماطته وتحمله (وتجملُّه) في الغاية القصوى.
وفي مختارات من تاريخ العرب (ص361): وكان إذا رأى تجمله وكثرة دنياه يقول الخ. ومن هذا أصبحت كلمة تجملات تدل على الفاخر من الأشياء والادوات، ففي المقري (1: 656): ثيابه وحلي نسائه وفرش داره وغير ذلك من التجملات (أماري ص312) وتجد مثل هذا في تاريخ ابن الأثير (11: 273).
وتجمل: تميز واشتهر، ففي المقري (1: 302): وجمعت مكتبة فاخرة (لا تجمل بها بين أعيان البلد).
وتجمل به: افتخر به وفخر به، ففي تاريخ البربر (1: 521): كان يتجمل في المشاهد بمكانه من سريره، أي إنه (السلطان) كان يفخر في الاحتفالات أن يكون مجلس هذا الأمير قريبا من عرشه وتجمل: تلطف في الكلام وأظهر الأدب والبشاشة، والتجمل: الأدب والبشاشة واللطف، ففي رياض النفوس (ص71 و): وكان من ذوي التجمل والأنفس الشريفة.
وتجمل له: اعترف بالجميل، ففي حيان (ص30 ق): كان عبد الرحمن غير راض عن جده لأنه أعطاه أقل مما وعده به، ولكنه كتم غيضه أو كما يقول: تجملت له (لِجَدي) بإظهار المسرَّة للعطية.
(وفي المخطوطة تحملت بالحاء بدل الجيم وهو خطأ).
والقول السائر إذا ذهب أهل الفضل مات التجمّل (فالتون ص38) قد حير ويجوز (نالتون ص77 رقم 4) والحق أن هذا القول قول مبهم. وربما كان معنى التجمل هنا نفس المعنى السابق، وهو ما لم يعرفه ويجرز.
ومعنى التجمل أيضاً: تكلف الجميل أنظر جامل في معجم لين (ديوان الهذليين ص136) وفي حيان- بسام (1: 23ق): فأنقلب سريعا عن التجمل الذي كان أول أمره مجاملا لابن عمه منذر بن يحيى التجيبي يظهر موافقته ويكاتمه من حسده إياه ما لا شيء فوقه حتى خذله تجمله.
وتجمّل: مطاوع جمَّل بالتشديد بمعنى جمع أعداده وردها إلى الجملة (كرتاس ص37).
وتجمل: تجمع، يقول أبو حمو (ص82): إن الوزير يعرفك بما تجمَّل وتصيّر من مالك.
جَمَل: اسم قطعة أضيفت في لعبة الشطرنج الكبرى إلى قطع لعبة الشطرنج المعروفة، وهما جملان في كل جهة من رقعة الشطرنج جمل (حياة تيمور 2: 798) راجع عن حركة الجمل في اللعبة كتاب فان درلند تاريخ الشطرنج (1: 33).
جمل الله: الزرافة (ليون ص127).
جمل البحر: البجع (فانسلب ص102).
جمل الحرباء: الحرباء، جمل اليهود (المقري 1: 901).
جمل مصر. أصبح في المثل: المثل المضروب في جمل مصر (أبو الوليد 14) ويجب أن أعترف كما اعترف هو جفلايت (ص147) أني اجهل هذا المثل.
جمل اليهود: الحرباء (مخطوطة الاسكوريال ص893، باين سميث 1368) أما جمل اليهود في معجم فريتاج فهو خطأ.
ذكر من الجمل أذنه بمعى مس الأمر مَسّاً خفيفاً.
ويقال: يعرف من الجمل أذنه: أي لا يعرف من الأمر إلا الظاهر اليسير. (بوشر) شوك الجمال: حسك الجمل (بوشر) جِمال: هي في المعجم ألكالا gemal ومعناها: نواة الصنوبر، والشعرة التي تنفصل من القنب حين يسدى.
جُمَل: ذكرت في معجم الادريسي، وقد رأينا أنا والسيد دي غويه أن كلمة جمل مستعملة مفردة بمعنى جُمْلَة أي عدد كبير، مقدار، ولم ندر كيف نضبطها لانعدام الشواهد. والظاهر أنها جُمَل، لأني وجدتها في مخطوطة كتاب محمد بن الحارث (ص294) وهي مخطوطة جيدة مضبوطة هذا الضبط، وفيها (ومعه جمل من الناس قد ركبوا معه. فلا بد أن تقبل أن كلمة جُمَل وهي جمع جُمْلَة قد استعملت استعمال المفرد. ونجد أمثلة أخرى لها في رحلة ابن بطوطة (3: 316).
وفي حيان (ص2 و): وصف جمل من محاسنه.
جملاً جملا: قطعة قطعة (المقدمة (3: 110) مع تعليق المترجم عليها.
جَمْلَة: ناقة (فوك).
جُملَة: يقال كان من جملة أصحابه كما نقول: كان من عدة أصحابه وجماعة أصحابه. ومن هنا صارت جملة تدل على الحشم والاتباع. فيقال مثلا: كان في جملة المنصور. وتستعمل أيضاً بمعنى أهل فيقال مثلا: من يكون في جملة القصبة، وقد عبر عن هذا مؤلف آخر بقوله: من أهل القصبة (معجم المتفرقات).
وجملة: تسلسل الأشياء، سياق، نسق (بوشر).
وجملة الصالحين: جماعة الأولياء (فوك) وجملة: مجموعة الكواكب (بوشر).
وجملة: اتحاد الأجزاء وتوافقها وتناسقها (بوشر).
والجملة الفاضلة: لقب شرف يطلق على الفقيه (ملر ص42)، وربما كان معناه: الجامع لكل الفضائل.
والجملة، بمصر: اسم كيلة للدقيق مثل كارة (أنظر الكلمة) ببغداد (ابن خلكان 9: 4).
وجملة: جمع وهي أول مراتب علم الحساب (بوشر).
وجملة صغيرة: يراد بها قيمة الحروف التي يكون فيها حرف أيساوي 1، وي تساوي 10، وق يساوي 100، وغ تساوي 1000، بينما في جملة كبيرة يبدأ ب (ي) بحيث أن ي تساوي 1، وك تساوي 2 وهلم جراً (زيشر 12: 190).
والجمع جُمَل يطلق على أقسام وفصول من العلم، يقال: جُمَل: جُمَل من الفقه (عبد الواحد ص 170).
وجملة: جماعة، صحبة، مع، وتضاف فيكون معناها في جماعة، ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص24): ومشوا جملة المجاهدين. وجملة: بدون عد ولا حساب، مجمل، جزاف (بوشر).
وفي معجم مارسيل: بالجملة، وفي معجم ألكالا: شرى بجملة: اشترى مجملا بدون عد.
وجملة واحدة: كاملا، كليا، بأسره (عبد الواحد ص225) ويقال أيضاً: على الجملة (تاريخ البربر 1: 416) الجملة: كل، جميع، في الجملة. (بوشر).
بالجملة: بالإجمال، عموما. (بوشر) وكلياً، كاملا، بأسره (دي ساس مختارات 1: 135) وأخيراً، آخراً (كوزج مختارات ص97).
في الجملة: صبرة، ضد مفرق (بوشر) وفي الجملة: وإجمال القول، وبكلمة واحدة، وموجز القول. (دي ساسي مختارات 1: 114).
جَمَلَة: عمامة (دونانت ص201، ميشيل ص76).
جُمَلي، جملياً: بإيجاز (أماري 157).
جَملُون، وفي محيط المحيط: جملون وجملول أيضاً ويجمع على جملونات، وجمالين: صقف مسُنَّم، قبة محدبة (مملوك 1، 1: 267، معجم الأسبانية ص288) وفي محيط المحيط: سقف محدب مستطيل فان كان مستديرا فهو قبة، وهو من اصطلاح العامة، ويطلقونه على بيت من الخشب أيضاً.
وجملون من سيوف ومن تفنك: ويراد به سيوف أو بنادق صفين من الجنود تلاقت أطرافها فأصبحت كالسقف المحدب (الجملون) ويقال هذا مجازاً (بوشر).
وحائط جملون: حائط بيت أعلاه مدبب يحمل الجائز الأعلى (بوشر).
حوانيت الجملون: ذكرت في زيشر (8: 347) وقد ترجمها فليشر بما معناه: حوانيت الباسيليك.
جَمال، جمال الظهر: فقار الظهر، صلب، وهو الجزء من الحيوان الذي يبدأ من وسط الكنفين حتى العجز (بوشر) ولا أدري إذا كانت الكلمة بفتح الجيم حقيقة.
جُمال: حبل غليظ (ألف ليلة برسل 125 المقدمة ص 36).
جميل: بالأسبانية jamila ومنها أخذت الكلمة جميل، ويراد بها الماء الذي يسيل من الزيتون المكدس (معجم الأسبانية ص290). وجميل: إحسان، معروف، صنيعة (بوشر).
جَمَالة: قافلة الإبل خاصة (اسيينا مجلة الشرق والجزائر 13: 150) ألا يمكن أن الكلمة جمع جَمَل؟ جَمِلة: دمائة، بشاشة، لطافة، سماحه (ألف ليلة 3: 442، 4: 482).
وجميلة: ساحرة (ويرن ص45).
أجْمال، في اصطلاح المالية: بيان الحساب، وفي اصطلاح التجارة خلاصة لأصناف البضائع (بوشر).
إجمالي: روايات وتقاليد مأثورة ترجع إلى أمور كثيرة (دي سلان، المقدمة 2: 482).
تَجَمل: تجمع على تجملات، انظره في تجمل.
مُجْمَل: موجز، خلاصة، مختصر (بوشر).
مُجَمَّل: كثير، وافر (ألكالا).
(ج م ل)

الجَمَل: الذّكر من الْإِبِل. وَقيل: إِنَّمَا يكون جَمَلا إِذا أَربع.

وَقيل: إِذا أجذع، وَقيل: إِذا بزل، وَقيل: إِذا أثنى، قَالَ:

نَحن بَنو ضَبَّة أصحابُ الْجمل

الْموتُ أحلى عندنَا من العَسَل

وَقَوله:

إِنِّي لمَن أنكرني ابنُ اليَثْرِبِي ... قتلتُ علْبَاء وهندَ الْجملِي

إِنَّمَا أَرَادَ: رجلا كَانَ من أَصْحَاب عَائِشَة فنسبه إِلَى الْجمل، وأصل ذَلِك: أَن عَائِشَة غزت عليا على جمل، فَلَمَّا هزم اصحابها ثَبت مِنْهُم قوم يحْمُونَ الْجمل الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ.

وَقد أوقعوا الْجمل على النَّاقة، فَقَالُوا: شربت لبن جَملي، وَهَذَا نَادِر وَلَا احقه.

وَالْجمع: أجمال، وجِمال، وجُمْل، وجِمَالة، وجمائل، هَذَا قَول الْفَارِسِي وسيبويه، وَأنْشد الْفَارِسِي، قَالَ ذُو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجمائل بَعْدَمَا ... تَقَوَّب عَن غِرْبان أوراكها الخَطْرُ

وَقيل: الجِمالة: الطَّائِفَة من الْجمال.

وَقيل: هِيَ الْقطعَة من النوق لَا جمل فِيهَا.

وَكَذَلِكَ: الجَمَالة، والجُمَالة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجامل: اسْم للْجمع، كالباقر والكالب.

وَقَالُوا: الجَمَّال والجمَّالة كَقَوْلِهِم: الْحمار والحمارة.

وَرجل جامل: ذُو جَمَل.

وأجمل الْقَوْم: كثرت جِمَالهم.

واستَجْمل الْبَعِير: صَار جَمَلا. وجَمَّل الجملَ: عَزله عَن الطروقة.

وناقة جُمَالِيَّة: وَثِيقَة تشبه الْجمل فِي خلقتها وشدتها، قَالَ الْأَعْشَى:

جُمَاليَّةٍ تغتلِي بالرِّداف ... إِذا كَذَب الآثماتُ الهَجيرا

وَقَوله:

وقرَّبوا كلَّ جُمالِيّ عَضِهْ

قَريبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ

كَأَنَّمَا يُزْهَم عِرَقَا أبيضِهْ

يزهم: يَجْعَل فيهمَا الزهم، أَرَادَ: كل جمالية فَحمل على لفظ كل وَذكر. وَقيل: الأَصْل فِي هَذَا تَشْبِيه النَّاقة بالجمل، فَلَمَّا شاع ذَلِك واطرد صَار كَأَنَّهُ أصل فِي بَابه، حَتَّى عَادوا فشبهوا الْجمل بالناقة فِي ذَلِك، وَهَذَا كَقَوْل ذِي الرمة:

ورَمْلٍ كأوراك النِّسَاء قطعتُه ... إِذا أَلْبَسَتْه المظلماتُ الحنادسُ

وَهَذَا من حملهمْ الأَصْل على الْفَرْع فِيمَا كَانَ الْفَرْع أَفَادَهُ من الأَصْل. ونظائرهكثيرة، وَالْعرب تفعل هَذَا كثيرا، اعني أَنَّهَا إِذا شبهت شَيْئا بِشَيْء مكنت ذَلِك الشّبَه لَهما وعمت بِهِ وَجه الْحَال بَينهمَا؛ أَلا تراهم لما شبهوا الْفِعْل الْمُضَارع بِالِاسْمِ فأعربوه تمموا ذَلِك الْمَعْنى بَينهمَا بِأَن شبهوا اسْم الْفَاعِل بِالْفِعْلِ فأعملوه وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ؛ لِأَنَّهُ لَا يُقَال للبعير جمالي. وَرجل جمالي: ضخم الْأَعْضَاء تَامّ الْخلق، على التَّشْبِيه بالجمل لعظمه، وَفِي حَدِيث الْمُلَاعنَة: " فَإِن جَاءَت بِهِ أَوْرَق جَعدًا جُمَاليا " التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين.

وَاتخذ اللَّيْل جَمَلا: إِذا رَكبه فِي حَاجته، وَهُوَ على الْمثل. وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو حنيفَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ لنا من مالنا جِمالا من خير مَا تحوي الرجالُ مَالا

يُنْتَجن كل شَتْوة أَجمالا

إِنَّمَا عَنى بالجمل هُنَا: النّخل، شبهها بالجَمَل فِي طولهَا وضخمها وإتائها.

وجَمَلُ الْبَحْر: سَمَكَة من سمكه، قيل طولهَا ثَلَاثُونَ ذِرَاعا.

والجُمَيْل، والجُمْلانة، والجُمَيْلانة: طَائِر من الدخاخيل.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الجُمَيل: البلبل، لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا مُصَغرًا، فَإِذا جمعُوا قَالُوا: جِمْلان.

والجَمَال: الْحسن، يكون فِي الْفِعْل والخلق.

وَقد جَمُل جَمَالا، فَهُوَ جَمِيل، وجُمال بِالتَّخْفِيفِ، هَذِه عَن اللحياني، وجمال، الْأَخِيرَة لَا تكسر.

وَامْرَأَة جَمْلاء: جميلَة. وَهِي أحد مَا جَاءَ من فعلاء لَا افْعَل لَهَا، قَالَ:

وَهَبْتَه من أمَة سوداءْ

لَيست بحسناءْ وَلَا جملاءْ

كنها بِالدَّار خُنْفُساءْ وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب لِعبيد الله بن عُيَيْنَة:

وَمَا الْحق أَن تهوى فتُشْعَفَ بِالَّذِي ... هَوِيت إِذا مَا كَانَ لَيْسَ بأجمل

يجوز أَن يكون " أجمل " فِيهِ معنى جميل، وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: لَيْسَ بأجمل من غَيره. كَمَا قَالُوا: الله اكبر، يُرِيدُونَ من كل شَيْء.

وجامل الرجل: لم يصفه الإخاء وماسحه بالجميل.

وَقَالَ اللحياني: اجْمُل إِن كنت جاملا.

فَإِذا ذَهَبُوا إِلَى الْحَال قَالُوا: إِنَّه لجميل.

وجَمَالَك أَلا تفعل كَذَا وَكَذَا: أَي لَا تَفْعَلهُ والزم الْأَمر الأجمل.

وَقَول الْهُذلِيّ، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

أَخُو الْحَرْب أمَّا صادرا فوسيقُهُ ... جُميل وَأما واردا فمغامِسُ معنى قَوْله: " جميل " هُنَا أَنه إِذا طرد وسيقة لم يسْرع بهَا، وَلكنه يتئد ثِقَة مِنْهُ بباسه. وَقيل أَيْضا: " وسيقه جميل ": أَي أَنه لَا يطْلب الْإِبِل فَتكون لَهُ وسيقته الرِّجَال يطلبهم ليسبيهم فيجلبهم وسائق.

وأَجْمل فِي طلب الشَّيْء: اتأد واعتدل فَلم يفرط، قَالَ:

الرزق مقسوم فأجملْ فِي الطَّلَبْ

وجَمَل الشَّيْء: جمعه.

والجَمِيل: الشَّحْم يذاب ثمَّ يجمل، أَي يجمع.

وَقيل: الْجَمِيل: الشَّحْم يذاب فَكلما قطر وكف على الْخبز ثمَّ أُعِيد.

وَقد جَمَلَه يَجْمُله جَمْلا، وأَجْمله: أذابه.

واجْتَمله: كاشتواه.

وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لابنتها: " تجمَّلي وتعفي " أَي كلي الْجَمِيل واشربي العفافة، وَهُوَ بَاقِي اللَّبن فِي الضَّرع، على تَحْويل التَّضْعِيف.

والجمُول: الْمَرْأَة الَّتِي تذيب الشَّحْم، وَقَالَت امْرَأَة لرجل تَدْعُو عَلَيْهِ: " جملك الله ": أَي اذابك كَمَا يذاب الشَّحْم، فَأَما مَا انشده ابْن الْأَعرَابِي من قَول الشَّاعِر:

إِذْ قَالَت النَثول للجَمولِ

يَا ابْنة شَحم فِي المريء بولِي

فَإِنَّهُ فسر الجَمُول بِأَنَّهَا الشحمة المذابة: أَي قَالَت هَذِه الْمَرْأَة لأختها: أَبْشِرِي بِهَذِهِ الشحمة المجمولة الَّتِي تذوب فِي حلقك، وَهَذَا التَّفْسِير لَيْسَ بِقَوي، وَإِذا تؤمل كَانَ مستحيلا.

وَقَالَ مرّة: الجَمُول: الْمَرْأَة السمينة، والنثول: الْمَرْأَة المهزولة.

والجُمْلة: جمَاعَة الشَّيْء.

وأجمل الشَّيْء: جمعه عَن تَفْرِقَة واكثر مَا يسْتَعْمل فِي الْكَلَام الموجز.

وأجمل لَهُ الْحساب: كَذَلِك.

وحساب الجُمَّلِ: الْحُرُوف الْمُقطعَة على أبي جاد، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ حِسَاب الجُمَل، بِالتَّخْفِيفِ، وَلست مِنْهُ على ثِقَة. والجُمَّل: القلس، وَهِي حبال السَّفِينَة، وَقد قرئَ: (حَتَّى يلج الجُمَّل فِي سم الْخياط) .

ابْن جني: هُوَ الجُمَل: على مِثَال نغر، والجمل على مِثَال قفل، والجمل على مِثَال طُنب، والجمل على مِثَال مثل، وَأما الْجمل فَجمع جمل كأسد وَأسد.

والجُمُل: الْجَمَاعَة من النَّاس.

وجُمْل، وجَوْمل: اسْم امْرَأَة.

وجَمَال: اسْم بنت أبي مُسَافر.

وجَمِيل، وجُمَيل: اسمان.

والجَمَّالان: من شعراء الْعَرَب، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: أَحدهمَا: إسلامي، وَهُوَ الْجمال بن سَلمَة الْعَبْدي، وَالْآخر: جاهلي لم ينْسبهُ إِلَى اب.

وجَمَّال: اسْم مَوضِع، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

حَتَّى علمنَا وَلَوْلَا نَحن، قد علمُوا ... حلَّت شَلِيلا عذاراهم وجَمَّالا
جمل
جمَلَ يَجمُل، جَمْلاً، فهو جامِل، والمفعول مَجْمول
• جمَل الشَّيءَ: جمَعه عن تفرّق "جمَل مصاريفَ الرِّحلة". 

جمُلَ يَجمُل، جَمالاً، فهو جَميل
• جمُلت المرأةُ وغيرُها: حسُن خَلْقُها وخُلُقُها "جميل جدًّا- يجمل بنا أن نرعى الضُّعفاء" ° جميلٌ بنا: من اللائق- يَجمُل بنا: يحسُن. 

أجملَ/ أجملَ في يُجمل، إجمالاً، فهو مُجْمِل، والمفعول مُجْمَل
• أجمل الإيرادَ السَّنويّ: جمَعه عن تفرّق.
• أجمل الحسابَ: جمَع أعدادَه وردَّه إلى الجملة.
• أجمل الكلامَ/ أجمل في الكلام: ساقه موجزًا، ذكره من غير تفصيل "مُجْمَل القول: مختصر موجز".
• أجمل الصَّنيعةَ/ أجمل في الصَّنيعةَ: حسَّنها وكثَّرها "مَنْ أجمل قِيلاً سمِع جميلاً: مَنْ أحسن إلى النّاس سمِع ما يسرّه".
• أجمل في الطَّلب: اعتدل فيه واتّأد، رفق، لم يبالغ "فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ [حديث] ". 

استجملَ يستجمل، استجمالاً، فهو مُستجمِل، والمفعول مُستجمَل
• استجمل المنظرَ: استَحْسَنَهُ، عدّه جميلاً. 

تجمَّلَ/ تجمَّلَ في يتجمَّل، تجمُّلاً، فهو مُتجمِّل، والمفعول مُتجمَّل فيه
• تجمَّل الفقيرُ: ظهر بما يَجمُل، أي صبَر ولم يظهر على نفسه المسكنة والذُّلَّ "جلَّ الأسى فتجمَّلي- تجمّل بالصبر حين تُوفّي ولده" ° إنِّي لا أكذب ولكنِّي أتجمّل.
• تجمَّلَ المرءُ: تزيَّنَ، تكلَّفَ الحسنَ والجمالَ والصَّبر "تجمَّلتِ المرأةُ لزوجها- إذا ذهب أهل الفضل مات
 التجمُّل".
• تجمَّل في الكلام: تلطّف فيه، وأظهر الأدب والبشاشة "من عادته أن يتجمَّل في الحديث إلى الزبائن". 

جاملَ يجامل، مُجامَلةً، فهو مُجامِل، والمفعول مُجامَل
• جامل الرَّجُلَ:
1 - أحسن عشرتَه ومعاملته "من حسن الخلق أن تجامل النَّاسَ وتحسن صحبتهم".
2 - عامله بالجميل أدبًا لا عن اقتناع أو تسليم ° مجاملةً: على سبيل المجاملة. 

جمَّلَ يجمِّل، تجميلاً، فهو مُجمِّل، والمفعول مُجمَّل
• جمَّل أسلوبَه: حسَّنه وزيَّنه "جمَّل ألفاظَه- جمّل نفسه للحفلة" ° جمَّل اللهُ عليك: جعلك جميلاً حسنًا (في الدعاء). 

إجمال [مفرد]:
1 - مصدر أجملَ/ أجملَ في ° إجمالاً/ بالإجمال/ بوجه الإجمال/ على الإجمال: بإيجاز وبصورة عامَّة.
2 - (قص) بيان الحساب. 

إجماليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إجمال: عموميّ، شامل، جامع "تقرير/ جدول إجمالي" ° مذكِّرة إجماليّة: مذكِّرة تتناول الكلّيّات دون التّفصيلات- نَظْرة إجماليّة: كلّيّة شاملة بدون تفاصيل.
• ربح إجماليّ: كلّ المكاسب التي يحصل عليها ربّ العمل. 

تجميل [مفرد]: مصدر جمَّلَ ° جِــراحة تجميل: جــراحة تُجمِّل أشكال الوجه أو الجسم، وتعمل على إعادة بناء وإصلاح بعض أجزاء الجسم عن طريق نقل الأنسجة خاصة- دهن التَّجميل: مستحضر للتزيُّن والعناية بالبشرة- مَرْهَم التَّجْمِيل: مستحضر للعناية بالبشرة- مساحيق التَّجميل: موادّ تستعمل لتجميل الوجْه وغيره من أعضاء الجسد- مستحضرات التَّجميل: المواد المستخدمة لتجميل البشرة أو الشَّعر.
• فنّ التَّجميل: درس وسائل تجميل البَشرَة والشَّعْر والأظافر. 

جَمال [مفرد]:
1 - مصدر جمُلَ.
2 - صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النُّفوس سرورًا أو إحساسًا بالانتظام والتّناغم، وهو أحد المفاهيم الثلاثة التي تُنسب إليها أحكام القيم: الجمال والحقّ والخير، عكسه القبح "الجمال بلا طيبة لا يساوي شيئًا- جمالٌ بلا حياء وردة بلا عطر- إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ [حديث]- {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} ".
• علم الجمال: (سف) بابٌ من أبواب الفلسفة يبحث في الجمال ومقاييسه ونظريّاته.
• مذهب الجمال: (سف) اتِّجاه يُعلي من شأن الجميل، ويجعل من قيم الجمال أعلى قيم الحياة، ويطلب الجميل لذاته لا لمنفعته.
• ملِكة الجمال: اسم يُطلق على الآنسة التي تُنتخب في مباريات دوليَّة أو محليَّة وتتحقّق فيها كلّ مقاييس الجمال المتعارف عليها. 

جَماليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَمال ° انفعال جماليّ: تأثّر ناتج عن التَّأمّل في الأشياء الجميلة- حُكْمٌ جماليّ: تقدير أثر فنيّ من حيث مفهومنا الذَّوقيّ لشروط الجمال.
• علم النَّفس الجماليّ: (نف) العلم الذي يتناول البحث في الأعمال الفنِّيَّة باعتبارها وثائق نفسيَّة تكشف عن طبيعة صانعيها. 

جَماليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جَمال ° دراسة جماليَّة: تُعنى بالقيمة والعناصر التي تكسب العملَ جمالاً فنيًّا.
2 - مصدر صناعيّ من جَمال: ما يخصّ النَّواحي الجماليّة.
3 - (سف) اتِّجاه يرمي إلى تنظيم السلوك وفقًا لمقتضيات الجمال بقطع النظر عن الاعتبارات الأخلاقيّة، وشعارها المشهور: الفنّ للفنّ. 

جَمْل [مفرد]: مصدر جمَلَ. 

جَمَل [مفرد]: ج أجمال وأجْمُل وجِمال وجَمَالة وجُمَالة وجِمالة وجُمْل، جج جِمالات وجُمَالات وجَمالات وجمائلُ، مؤ ناقة، ج مؤ نُوق ونِيَاق: (حن) ذكر الإبل إذا تجاوز الرابعة وقيل السابعة، وقيل الثامنة، وهو من رتبة الحافريّات المجترَّة، ومنه ما هو ذو سَنَامَيْنِ
 "الجَمَل سفينة الصَّحراء- ما استتر من قاد جَمَلاً [مثل]: يُضرب لمن أتى أمرًا لا يمكن إخفاؤه- {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} " ° الجمل العربيّ: جَمَل وحيد السِّنام يُستخدم للحمل في غرب آسيا وإفريقيا- الجمل في شيء والجمّال في شيء [مثل]: يُضرب للاثنين لا يعلم أحدهما ما يدور في خلد الآخر ويشغل باله- ما له ناقة ولا جمل: لا دخل له في الأمر.
• يوم الجمل: من الأيّام المشهورة وقيل له ذلك لأنّ عائشة رضي الله عنها غزت عليًّا على جمل فلمّا هزم أصحابها ثبت منهم قوم يحمون الجمل الذي كانت عليه. 

جُمْلة [مفرد]: ج جُمْلات وجُمَل:
1 - جماعة كُلّ شيء "سِعر/ تاجر الجُمْلة- كان من جُمْلة أصحابه- جُمْلة الأجرة المستحقّة- {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً}: مجتمعًا دفعة واحدة لا مُنَجَّمًا مُتفرِّقا" ° أخَذ الشَّيءَ جُمْلة: متجمّعًا لا متفرّقًا- بائع جُمْلة: مَنْ يبيع البضائع متجمّعة لا متفرِّقة، عكسه بائع بالقطَّاعيّ- بالجُمْلة/ على الجُمْلة: إجمالاً، بصورة موجزة- جُمْلة الأمر/ جُمْلة القول: بخلاصة وإيجاز شديد- جُمْلة الصَّالحين: جماعة الأولياء- جُمْلةً وتفصيلاً: بصورة شاملة ومفصَّلة- مِنْ جُمْلتها: من مجموعها، من بينها.
2 - (نح) أقصر صورة من الكلام تدلّ على معنًى مستقلّ بنفسه وتشتمل على مُسند ومُسند إليه، وهي في العربيّة نوعان: جُمْلة فعليّة تبدأ بفعل وجُمْلة اسميّة تبدأ باسم "جملة اسميّة/ حاليّة- جُمْلة إنشائيّة: لا تحتمل التَّصديق والتَّكذيب- جُمْلة اعتراضيّة/ معترضة: تتوسّط أجزاء الجُمْلة لغرضٍ ما- جُمْلة خبريّة: تحتمل التَّصديق والتَّكذيب- جُمْلة شرطيّة".
• شِبْه الجُمْلة: (نح) الكلام المؤلّف من الجار والمجرور، أو الظرف والمضاف إليه. 

جَمّال [مفرد]: ج جمّالون وجَمَّالة:
1 - عامل على الجَمَل "ساعد الجمَّالُ السائحَ في ركوب الجمل".
2 - صاحب الجَمَل "استأجرت جملاً من الجمّال لنقل الحطب". 

جُمَّل [مفرد]
• حساب الجُمَّل: نوعٌ من الحساب يُجْعل فيه لكلّ حرف من حروف الأبجديّة عددٌ خاصّ به من الواحد إلى الأَلْفِ على ترتيب مخصوص "شاع استخدام حساب الجُمَّل في الشِّعر في العصرين المملوكيّ والعثمانيّ". 

جَميل [مفرد]: ج جُملاءُ، مؤ جميلة، ج مؤ جميلات وجمائلُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جمُلَ ° فنون جميلة: التي يكون موضوعها تمثيل الجمال.
2 - عَمَلٌ وخُلُقٌ حَسَنٌ، وإحسانٌ ومعروف "حَفِظ له جَميلاً- {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}: وجمال الصفح يتحقّق بالصبر وترك العتاب والشكوى والإحسان إلى المسيء" ° ناكر الجَميل: الذي لا يحفظ جميلاً ولا يعترف به، جاحد الإحسان.
• الجميل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: ذو النُّور والبهجة، الذي لا تليق به القبائحُ. 

مُجمَل [مفرد]: اسم مفعول من أجملَ/ أجملَ في.
• المُجمَل:
1 - (فن) رسم يُلمُّ بأهم ما في الصورة أو الرسم من نِسَب وأبعاد ووَضْعَة وحركة وشَبَه، ولا يشترط فيه الإتقان.
2 - (لغ) الموجز من الكلام. 

جمل

1 جَمَلَ, (K,) aor. ـُ inf. n. جَمْلٌ, (TA,) He collected [a thing, or things]. (K.) [See also 4.]

b2: Also, (S, Mgh, K,) aor. and inf. n. as above, (S, Mgh,) He melted fat; (S, Mgh, K;) and so ↓ اجتمل, and ↓ اجمل: (A'Obeyd, S, K:) this last was sometimes used: (S:) the best form is جَمَلَ: (Fr, TA:) accord. to Z, ↓ اجتمل signifies he made the melted grease of fat to drip upon bread, putting it again over the fire. (TA. [See جَمِيلٌ.]) جَمَلَكَ اللّٰهُ, meaning May God melt thee like as fat is melted, is a form of imprecation mentioned in a trad., as used by a woman. (TA.) A2: جَمَلَ الجَمَلَ He put the he-camel apart from the she-camel that was fit to be covered. (TA.) A3: جَمُلَ, aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K;) and جَمِلَ, aor. ـَ (Msb;) inf. n. جَمَالٌ, (S, Mgh, Msb, K, *) originally جَمَالَةٌ; (Msb;) He was, or became, beautiful, goodly, comely, or pleasing, (S, M, Mgh, K,) in person, (M, K,) and good in action, or actions, or behaviour, (M, TA,) or also in moral character: (K:) or elegant, or pretty; i. e., delicately, or minutely, beautiful: (Sb, Msb:) or characterized by much goodness, beauty, goodliness, comeliness, or pleasingness, in his mind, or in his person, or in his actions or behaviour; and also, characterized by much goodness communicated from him to others. (Er-Rághib, TA.) [See جَمَالٌ, below; and see also جَمِيلٌ.]2 جمّل, (S, K,) inf. n. تَجْمِيلٌ, (K,) He, or it, embellished, or adorned, another. (S, K.) Hence the saying, إِذَا لَمْ يُجَمِّلْكَ مَالُكَ لَمْ يُجْدِ عَلَيْكَ جَمَالُكَ [If thy wealth do not embellish thee, thy beauty of person, or of moral character, will not suffice thee]. (TA.) And you say, جَمَّلَ اللّٰهُ عَلَيْهِ, inf. n. as above, meaning, May God render him beautiful. (TA.) A2: He gave a camel to be eaten. (K in art. برقش.) A3: He detained an army long [on the frontier of the enemy]; (K, TA;) like جَمَّرَ [q. v.]. (TA.) 3 جاملهُ, (K,) inf. n. مُجَامَلَةٌ, (S, TA,) He coaxed him, or wheedled him, with comely behaviour or speech (بِالجَمِيلِ), not rendering him pure, or sincere, brotherly affection: (ISd, K:) or he associated with him in a good manner: (K:) or he treated him with comely behaviour. (S, TA.) One says, عَلَيْكَ بِالمُدَارَاةِ وَالمُجَامَلَةِ [Keep thou to blandishment and coaxing, &c.]. (TA.) 4 اجمل He collected a thing (Msb, K) without discrimination, or distinction, (Msb,) or from a state of separation, or dispersion. (K.) [See also 1.] And أُجْمِلَ It was collected into an aggregate. (TA.) b2: He reduced a calculation to its sum; summed it up: (S, K, TA:) and in like manner, he summed up a speech, or discourse, and then analyzed and explained it. (TA.) b3: See also 1.

A2: He made good and large [or liberal]: so in the phrase, اجمل الصَّنِيعَةَ (S, K) He made the benefit good and large [or liberal] (K) عِنْدَ فُلَانٍ [to such a one]. (S.) A3: [He acted with goodness, or was good and liberal: and he acted with moderation, or was moderate. You say,] اجمل فِى صَنِيعِهِ [He was good and liberal, or, perhaps, moderate, in his benefit]. (S.) And اجمل فِى الطَّلَبِ He was moderate, not extravagant, in demanding, or desire. (Msb, * K, TA.) It is said in a trad., أَجْمِلُوا فِى طَلَبِ الرِّزْقِ فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ [Be ye moderate in demanding, or desiring, the means of subsistence, for every one is accommodated to that which is created for him]. (TA.) A4: اجمل القَوْمُ The people, or company of men, had many camels; or their camels became many. (S.) 5 تجمّل He beautified, embellished, or adorned, himself. (K.) b2: He affected what is جَمِيل [or beautiful, goodly, comely, or pleasing, in person, or in action or actions or behaviour, or in moral character, &c.]. (S.) You say, تجمّل بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْدَهُ [He affected beautiful, goodly, comely, or pleasing, qualities, more than he possessed]. (TA in art. شبع.) b3: He was, or became, patient; or restrained himself from impatience; or constrained himself to be patient: (Mgh, TA:) from جَمَالٌ meaning "patience." (Mgh.) Hence the saying, وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ And when poverty, or straitness, befalls thee, then be patient, or restrain thyself &c. (Mgh in art. خص.) A2: He ate what is termed جَمِيل, i. e., melted fat. (S, K. *) 8 اجتمل: see 1, in two places.

A2: Also He anointed himself with fat. (TA.) A3: And He ate of a camel. (K in art. برقش.) 10 استجمل He (a camel) became a جَمَل, (S, K,) i. e., such as is termed رَبَاعٍ [or one in his seventh year], (S,) or such as is termed بَازِلٌ [or one in his ninth year], or, accord. to Z, one that had covered. (TA.) جَمْلٌ: see جَمَلٌ.

جُمْلٌ: see جُمْلَةٌ and جُمَّلٌ; the latter in two places.

جَمَلٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ جَمْلٌ, (K,) which latter is so rare that it is said by some to be used only in poetry, in cases of necessity, (MF,) but it is a correct dial. var., (TA,) a word of well-known meaning; (K;) i. e., [A he-camel; but commonly applied to the camel as a generic term; in like manner as جَامِلٌ is applied to the males and the females; but properly,] the male of the إِبِل; (TA;) the mate of the نَاقَة; (Fr, S, Mgh;) among camels, corresponding to رَجُلٌ among us; (Sh, Msb;) نَاقَةٌ corresponding to مَرْأَةٌ, and بَكْرٌ to غُلَامٌ, and بَكْرَةٌ to جَارِيَةٌ; (Sh, TA;) [in general] peculiarly applied to the male; (Msb;) exceptionally to the female, as in the saying شَرِبْتُ لَبَنَ جَمَلِى, (K,) i. e., I drank the milk of my she-camel; but ISd doubts the correctness of this: (TA:) [as corresponding to رَجُلٌ among us, it signifies a full-grown hecamel:] or it signifies such as is termed رَبَاعٍ [or one in his seventh year]: (S, ISd, K:) or such as is termed جَذَعٌ [or one in his fifth year]: (ISd, K:) or such as is termed بَازِلٌ [or one in his ninth year]: (ISd, Mgh, Msb, K:) or such as is termed ثَنِىٌّ [or one in his sixth year]: (ISd, K:) or, accord. to Z, one that has covered: (TA:) [see also بَعِيرٌ, and بَكْرٌ, and قَعُودٌ:] pl. [of pauc.]

أَجْمَالٌ, (S, Mgh, Msb, K,) which may be pl. of جَمْلٌ, (TA,) and أَجْمُلٌ (Msb) and [of mult.]

جِمَالٌ (S, Mgh, Msb, K) and جُمْلٌ (K) and جِمَالَةٌ (Mgh, Msb, K) and [quasi-pl. n.] جُمَالَةٌ and جَمَالَةٌ and جَامِلٌ, (K,) which last is disallowed by some, as will be seen below, (TA,) and [pl. pl.] جِمَالَاتٌ, (S, Msb, K,) which is pl. of جِمَالٌ, (Msb, TA,) or it may be pl. of جِمَالَةٌ, (TA,) and جُمَالَاتٌ [which see also voce جُمَّلٌ] and جَمَالَاتٌ (K) and جَمَائِلُ, (S, K,) pl. of جمالة and جِمال, (Ham p. 527,) and أَجَامِلُ. (K.) One says of camels, when they are males, without any female among them, هٰذِهِ جِمَالَةُ بَنِى فُلَانٍ [These are the hecamels of the sons of such a one]. (ISk, S. [See also جُمَالَةٌ.]) And they said also جِمَالَانِ [meaning Two herds of camels, thus forming a dual from the pl. جِمَالٌ], like as they said لِقَاحَانِ. (ISd, in TA voce خَيْلٌ.) It is said in a prov., مَااسْتَتَرَ مَنْ قَادَ الجَمَلَ [He does not conceal himself who leads the he-camel]. (TA.) And in another prov., اِتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلًا (assumed tropical:) He journeyed all the night. (K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 230.]) b2: الجَمَلُ also signifies A certain fish (IAar, K) of the sea, (IAar, TA,) thirty cubits in length: (K:) or, as some say, جَمَلُ البَحْرِ is the name of a very great fish, also called the بَال, [i. e., the whale,] thirty cubits in length: accord. to some, this, (TA,) or جَمَلُ المَآءِ, (Mgh,) is what is called the كَوْسَج and كُبَع (Mgh, TA) and لُخْم, [i. e., xiphias, or sword-fish,] which passes by nothing without cutting it. (TA.) [In the present day, جَمَلُ البَحْرِ is an appellation of The pelican.] b3: عَيْنُ الجَمَلِ, in the dial. of Egypt, i. q. الشَّاه بَلُّوط [The chestnut]. (TA.) b4: جَمَلٌ signifies also (assumed tropical:) A woman's husband. (L in arts. اخذ and قيد. See 2 in each of those arts.) b5: Also (tropical:) Palm-trees; (K;) as being likened to the he-camel in respect of their tallness and their bigness and their produce: in some of the copies of the K, النَّحْلُ is erroneously put for النَّخْلُ. (TA.) b6: See also جُمَّلٌ.

جُمَلٌ: see جُمَّلٌ, in three places.

جُمُلٌ A company, or congregated body, of men. (ISd, K.) b2: See also جُمَّلٌ.

جُمْلَةٌ A strand of a thick rope: pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ جُمْلٌ: or many strands of a rope, put together [to compose a cable: see جُمَّلٌ]. (TA, in two places in this art.) b2: Hence, app., (TA,) The aggregate of a thing; (K;) the sum, whole, or total; (KL, PS;) it implies muchness, or numerousness, and means any aggregate unseparated: (Er-Rághib, TA:) pl. جُمَلٌ. (S.) [جُمْلَةٌ مِنْ مَالٍ generally means A large sum of money; and in a similar sense جُمْلَةٌ is often used in relation to various things.] It is said in the Kur [xxv. 34], وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً, i. e., [And those who disbelieved said, Wherefore was not the Kur-án sent down, or revealed, to him] aggregated? (TA:) [or in one aggregate?] or at once? (Bd.) [Hence, بِالجُمْلَةِ as meaning Upon the whole; to sum up.]

b3: And hence, in grammar, (TA,) [A proposition; a clause; a phrase; sometimes, a sentence;] a phrase composed of a subject and an attribute, [i. e., composed of an inchoative and an enunciative, (in which case it is termed جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ,) or of a verb and its agent, (in which case it is termed جُمْلَةٌ فِعْلِيَّةٌ,)] (KT, TA,) [&c.,] whether affording a complete sense, as زَيْدٌ قَائِمٌ [Zeyd is standing], or not, as إِنْ يُكْرِمْنِى [If he treat me with honour]. (KT.) جَمْلَآءُ: see جَمِيلٌ.

جَمَلُونَ A building, or structure, in the form of a camel's hump: (TA:) [a ridged roof: so in the present day: pl. جَمَالِينُ.]

جَمَالٌ inf. n. of جَمُلَ: (S, Mgh, Msb:) [when used as a simple subst., meaning] Beauty, goodliness, comeliness, or pleasingness, syn. حُسْنٌ, (S, M, Mgh, * K,) in person, (M, K,) and goodness in action, or actions, or behaviour, (M, TA,) or also, in moral character: (K:) or elegance, or prettiness; i. e., delicacy, or minuteness, of beauty: (Sb, Msb:) or much goodness, or beauty or goodliness or comeliness, in the mind, or in the person, or in the actions or behaviour; and also, much goodness that is communicated from its possessor to another: (Er-Rághib, TA:) accord. to As, [when relating to the person,] حُسْنٌ is in the eyes; and جَمَالٌ, in the nose. (TA in art. حسن.) [See also جَمِيلٌ.] One says, جَمَالَكَ أَنْ لَا تَفْعَلَ كَذَا, (ISd, K,) or أَنْ تَفْعَلَ كَذَا, (IDrd, TA,) meaning, Keep to that which is most comely for thee to do, and do not thus. (IDrd, ISd, K. [But see what follows.]) b2: Also Patience. (Mgh in art. خص.) Aboo-Dhu-eyb says, جَمَالَكَ أَيُّهَا القَلْبُ القَرِيحُ سَتَلْقَى مَنْ تُحِبُّ فَتَسْتَرِيحُ (S, * TA, the former of which cites only the first hemistich, and the latter substitutes الجَرِيحُ for its syn. القَرِيحُ,) meaning, [Keep thy patience, O thou wounded heart: thou wilt find whom thou lovest, and be at rest: or] keep to thy patience, or thy constraint of thyself to be patient, and thy shrinking from what is foul, and be not impatient in an evil manner. (S, TA.) جُمَالٌ: see جَمِيلٌ: A2: and جُمَالَةٌ.

جَمُولٌ A piece of fat melted. (IAar, TA.) [See also جَمِيلٌ.] b2: A fat woman. (IAar, K.) b3: A person, (K,) or woman, (M,) who melts fat. (M, K.) جَمِيلٌ Melted fat: (S, Mgh:) or melting fat: or fat that is melted and collected: (K, TA:) or fat that is melted, and, whenever it drips, made to drip upon bread, and then replaced over the fire [that it may drip again: see جَمَلَ]: (TA:) and ↓ جُمَالَةٌ, also, signifies [the same; or] melted grease. (Mgh, * TA.) [See also جَمُولٌ.]

A2: Hence, accord. to Abu-l-'Alà, because, when a man becomes fat and in good condition, his جَمَال becomes apparent, (Ham p. 155,) as also ↓ جُمَالٌ and ↓ جُمَّالٌ, (K,) or this last denotes a higher degree of beauty than جَمِيلٌ, (S, Sgh,) and has no broken pl., (TA,) and ↓ أَجْمَلُ, (TA,) Beautiful, goodly, comely, or pleasing, (S, M, Mgh, K,) in person, (M, K,) and good in action, or actions, or behaviour, (M, TA,) or also in moral character: (K:) [like the Greek καλὸς, the Latin pulcher, the French beau, &c.; and so حَسَنٌ:] or elegant, or pretty; i. e., delicately, or minutely, beautiful: (Msb:) [or characterized by much goodness, or beauty or goodliness or comeliness, in his mind, or in his person, or in his actions or behaviour; and also characterized by much goodness communicated from him to others: see جَمَالٌ:] pl. of the first جَمَالٌ: (TA:) fem. جَمِيلَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) applied to a woman; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ جَمْلَآءُ, (Ks, S, K,) [said to be] an instance of [the measure] فَعْلَآءُ having no [masc. of the measure]

أَفْعَلُ; (TA;) [but see above;] or this is applied to any female as signifying perfect, or complete, in body. (Ibn-'Abbád, K.) It is said in a trad., إِنَّ اللّٰهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجِمَالَ Verily God is comely in deeds, (TA,) or an Abundant Bestower of good things: He loveth those who are of the like character. (Er-Rághib, TA.) And you say, عَامَلَهُ بَالجَمِيلِ [He treated him with comely, or pleasing, behaviour]. (TA.) And مَاسَحَهُ بِالجَمِيل [He coaxed him, or wheedled him, with comely, or pleasing, behaviour or speech]. (ISd, K. [See 3.]) b2: أَبُو جَمِيلٍ [The kind of plants called] البَقْل; because they embellish by their presence, and render good, the seasoning of food; or because they take away the جَمِيل, i. e., the grease of the flesh-meat, and dry up the food. (Har p. 227.) جَمَالَةٌ: see the next paragraph.

جُمَالَةَ: see جُمَّلٌ: A2: and جَمِيلٌ.

A3: Also A herd, or distinct number, of camels; (K;) mentioned before as a pl. of جَمَلٌ [q. v.]: (TA:) or, of she-camels among which is no he-camel; as also ↓ جِمَالَةٌ and ↓ جَمَالَةٌ; (K;) but this is contradictory to a saying of ISk [respecting جِمَالَةٌ], mentioned above [voce جَمَلٌ; where all these three words are said to be pls. of جَمَلٌ]: (TA:) and also horses: pl. ↓ جُمَالٌ, which is extr. [as a pl.; though, in relation to جُمَالَةٌ, it may be a coll. gen. n., forming its n. un. with ة]. (AA, K.) جِمَالَةٌ: see what next precedes.

جَمِيلَةٌ A number of gazelles together: and of pigeons. (Ibn-' Abbád, K.) جُمَالِىٌّ applied to a man, (S, Msb, K,) Large in make: (S, Msb:) or tall in body: (Msb:) or firm [in make], (K,) or big in limbs, complete in make, (TA,) like a he-camel. (K, TA.) and with ة applied to a she-camel, (S, K,) Resembling a he-camel in greatness of make: (S:) or firm (K, TA) in make, (TA,) like a he-camel (K, TA) in greatness of make and in strength. (TA.) جُمَّلٌ (S, K, &c.) and ↓ جُمَلٌ and ↓ جُمْلٌ (K) and ↓ جُمُلٌ and ↓ جَمَلٌ (IJ, K) [A cable;] the rope of a ship, (S, K,) i. e., the thick rope thereof, (TA,) that is also called قَلْسٌ, (S, TA,) consisting of [a number of] ropes put together: (S:) and ↓ جُمَالَةٌ also signifies [the same; or] a thick rope, because consisting of many strands put together; pl. جُمَالَاتٌ; (Zj, TA;) which Mujáhid explains as meaning the ropes of bridges; but I 'Ab, as the ropes of ships, put together so as to be like the waists of men [in thickness]. (TA.) In all the forms mentioned above, except the last (جمالة), the word is read in the phrase [in the Kur vii. 38], حَتَّى يَلِجَ الجُمَّلُ فِى سَمِّ الخِيَاطِ [Until the cable shall enter into the eye of the needle]: (K, TA:) I 'Ab reads الجُمَّلُ, (S, TA,) and so do 'Alee and many others: ↓ جُمْلٌ is pl. [or rather coll. gen. n.] of جُمْلَةٌ, a strand of a thick rope; or, accord. to IJ, pl. of جَمَلٌ [q. v.]: the first is explained by Fr as meaning ropes put together; but Aboo-Tálib thinks that he meant ↓ جُمَلٌ, without tesh-deed. (TA.) A2: حِسَابُ الجُمَّلِ, (S K,) thought by IDrd to be not Arabic, (TA,) and ↓ الجُمَلِ, (K,) but IDrd doubts its correctness, The calculation by means of the letters د ج ب ا, &c. (TA.) جَمَّالٌ An owner, or an attendant, of a camel or camels: (KL, TA: * [see also جامِلٌ:]) and جَمَّالَةٌ owners, or attendants, of camels; (S, K, TA;) similar to خَيَّالَةٌ and حَمَّارَةٌ; (S, TA;) as the former is to حَمَّارٌ. (TA.) [See an ex. of the latter in a verse cited voce إِذَا.]

جُمَّالٌ: see جَمِيلٌ.

جَامِلٌ [act. part. n. of جَمَلَ.

A2: And also part. n. of جَمُلَ]. The Arabs say, اُجْمُلْ إِنْ كُنْتَ جَامِلًا [Become beautiful, &c., if thou be becoming beautiful, &c.]: but when they mean the quality [alone], they say, إِنَّهُ لَجَمِيلٌ [Verily he is beautiful, &c.]. (Lh, TA.) A3: A man possessing a جَمَل [or he-camel]. (TA. [See also جَمَّالٌ.]) b2: A herd, or distinct number, of camels, (S, K, * TA,) males and females, (TA,) with their pastors and their owners: (S, K, TA: [also said in the K to be a pl. of جَمَلٌ: in the CK, الجامِعُ is erroneously put for الجَامِلُ:]) or a word formed to denote a pl., meaning camels, (Ham pp. 122 and 490,) males and females; (Id p. 122;) derived from جَمَلٌ; (Id. p. 490;) like بَاقِرٌ (Id. ib. and TA) from بَقَرٌ, (Ham p. 490,) and كَالِبٌ [from كَلْبٌ]. (TA.) b3: Also A great tribe. (AHeyth, K.) أَجْمَلُ [More, and most, جَمِيل, or beautiful, &c.]. (S, K.) b2: See also جَمِيلُ.

مُجْمَلٌ [pass. part. n. of 4, q. v. b2: Also, applied to a phrase or the like,] properly, Including, or implying, a number of things, many and unexplained: (Er-Rághib, TA:) as used by the lawyers, [confused, or] requiring explanation. (TA.) مُجَامِلٌ [act. part. n. of 3, q. v. b2: Also] One who is unable to answer a question put to him by another person, and therefore neglects it, and bears malice against him for some time. (TA.)
جمل
الجَمَلُ، مُحَّركة، ويُسَكّن مِيمُه قَالَ شيخُنا: وَفِي تَعْبِيره خُروجٌ عَن اصْطِلَاحه، وَلَو قَالَ مُحرَّكةً ويُفْتَح، لَكان أَخْصَرَ، ثمَّ إِن التسكينَ لُغةٌ قَليلَة، بل حمله بعضٌ على الضَّرورة، إِذْ لم يَرِدْ فِي كلامٍ فصيحٍ انْتهى. قلت: وَهِي لغةٌ صَحِيحَة، وَبِه قَرَأَ أَبُو السَّمَّال: حَتَّى يَلِجَ الجَمْلُ بسكُون الْمِيم. م معروفٌ، وَهُوَ ذَكَرُ الإبِل، وَقَالَ الفَرّاء: زَوجُ الناقةِ، وَقَالَ شَمِرٌ: البَكْرُ والبَكْرَةُ: بمَنزِلة الغُلام والجارِية، والجَمَلُ والناقَةُ: بمَنزِلة الرجُل وَالْمَرْأَة. وشَذَّ للأُنْثى، فقِيل: شَرِبْتُ لَبنَ جَمَلِي أَي ناقَتِي، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نادِرٌ وَلَا أَحُقُّه. أَو هُوَ جَمَلٌ إِذا أَرْبَعَ أَو أَجْذَعَ أَو بَزَلَ أَو أَنْثَى أقوالٌ ذَكرها ابنُ سِيدَه. ج: أَجْمالٌ كأَجْبالٍ، وَيجوز أَن يكونَ جَمْعَ جَمْلٍ بِالْفَتْح، كزَنْدٍ وأَزْنادٍ وجامِلٌ وَأنْكرهُ بعضُهم، كَمَا سَيَأْتِي وجُمْلٌ بِالضَّمِّ، وجِمالٌ بِالْكَسْرِ، وجِمالة وجِمالاتٌ مُثلَّثيْن. وَقَرَأَ حَفْصٌ ويعقوبُ فِي روايةٍ: كَأنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقال للإبِل إِذا كَانَت ذُكُورةً وَلم تكن فِيهَا أُنْثَى: هَذِه جِمالَةُ بني فُلان. وَقَرَأَ ابنُ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، والحَسن البَصْريُّ وقَتَادَةُ جُمَالَاتٌ بِالضَّمِّ أَيْضا. وَقَرَأَ عمرُ بن الخَطّاب: جِمَالاتٌ قَالَ الفَرّاء: وَهُوَ أَحَبُّ إليَّ، لِأَن الجِمالَ أكثرُ من الجِمالة فِي كلامِهم، وَهُوَ يجوز، كَمَا يُقَال: حَجَرٌ وحِجارَةٌ، وذَكَرٌ وذِكارَةٌ، إِلَّا أَن الأَوَلَ أكثَرُ، وواحِدُ جِمالاتٍ: جِمالٌ، كرِجالٍ ورِجالاتٍ، وَقد يجوزُ جَعْلُ واحدِ جِمالاتٍ: جِمَالة. ومَن قَرَأَ: جُمالاتٌ بِالضَّمِّ، فقد يكونُ من الشَّيْء المُجْمَل.
ورُوِى عَن ابنِ عبّاس أَنه قَالَ: الجِمالاتُ: حِبالُ السُّفُن يُجْمَعُ بعضُها إِلَى بعض، حَتَّى تكونَ كأوساط الرِّجَال. وجَمائِلُ وأَجامِلُ. والجامِلُ: القَطِيعُ مِنْهَا أَي مِن الإِبل برُعاتِه وأَربابهِ كالباقِر والكالِب، قَالَ طَرَفةُ:
(وجامِلٍ خَوَّع مِن نِيبِهِ ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ) وَهَذَا يدلُّ على أَن الجامِلَ يَجْمَعُ الجِمالَ والنُّوقَ لِأَن النِّيبَ الإناثُ، واحدتُها: نابٌ، وَقَالَ النابِغةُ الذّبْيَانيُّ:
(وَلَا أَعْرِفَنِّي بَعْدَما قَد نَهَيتُكُمْ ... أُجادِلُ يَوْمًا فِي شَوِيٍّ وجامِلِ)
قَالَ أَبُو الهَيثَم: قَالَ أعرابيٌّ: الجامِلُ: الحَيُّ العَظِيمُ وَأنكر أَن يكونَ الجامِلُ الجِمالَ، وأنشَد: وجامِلٍ حَوْمٍ يَرُوحُ عَكَرُهْ إِذا دَنا مِن جُنْحِ لَيلٍ مَقْصِرُهْ) يُقَرقِرُ الهَدْرَ وَلَا يُجَرْجِرُهْ قَالَ: وَلم يصنع الأعرابيُّ شَيْئا فِي إِنْكَاره أَن الجامِلَ الجِمالُ. الجُمالَةُ كثُمامَةٍ: الطائفَةُ مِنْهَا وَقد تقدَّم أَنه جَمْعُ جَمَلٍ، وَبِه قَرَأَ حَفْصٌ ويعقُوبُ. أَو القَطِيعُ مِن النُّوفِ لَا جَمَلَ فِيهَا وتقدَّم عَن ابْن السِّكِّيت خِلافُ ذَلِك. ويُثَلَّثُ عَن ابنِ الأعرابيّ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الجُمالَةُ: الخَيْلُ، ج: جُمالٌ كرُخالٍ نادِرٌ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(والأُدْمُ فِيهِ يعْتَرِكْ ... نَ بِجَوِّهِ عَركَ الجُمالَهْ)
كَمَا فِي العُباب. والجَمِيلُ كأَمِيرٍ: الشَّحْمُ الذائب وقِيل: هُوَ الشَّحْمُ يُذابُ فكُلَّما قَطَر وُكِّفَ على الخُبزِ ثمَّ أُعِيد، وقِيل: هُوَ الشَّحْمُ يُذابُ ثمَّ يُجْمَلُ: أَي يُجمَعُ، قَالَ:
(فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إذْ يَقْصِدُونَها ... يُعِيشُ بَنِيناً شحمُها وجَمِيلُها)
واسْتَجْمَلَ البَعِيرُ: صَار جَمَلاً وَذَلِكَ إِذا صَار بازِلاً، قَالَ الزَّمخشريُّ: وَلَا يُسَمَّى إلّا إِذا نَزَا. والجَمَّالَةُ، مشدَّدةً: أصحابُها أَي الجِمال، كالخَيَّالة والحَمَّارة، قَالَ عبدُ مَناف بن ربع الْهُذلِيّ:
(حَتَّى إِذا أَسْلَكُوهُم فِي قُتائِدَةٍ ... شَلاًّ كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا)
وناقَةٌ جُمالِيَّةٌ، بِالضَّمِّ: وَثِيقَةُ الخَلْقِ كالجَمَلِ تُشَبَّهُ بِهِ فِي عِظَمِ الخَلْقِ والشِّدَّة، قَالَ الأعشَى يصِفُ ناقَتَه:
(جُمالِيَّةٍ تَغْتَلِي بالرِّدافِ ... إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا)
ورَجُلٌ جُمالِيٍّ أَيْضا: ضَخْمُ الأعضاءِ، تامُّ الخَلْقِ كالجَمَلِ، وَمِنْه حديثُ المُلاعَنَةَ: وَإِن جاءتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْداً جُمالِيّاً خَدَلَّجَ الساقَيْنِ سابغَ الأَلْيَتَيْن فَهُوَ للَّذي رُمِيَت بِهِ. والجَمَلُ، محرَّكةً: النَّخْلُ على التَّشْبِيه بالجَمَلِ فِي طُولِها وضِخَمِها وِإتائها. وَفِي بعض النُّسَخ النَّحْل بِالْحَاء الْمُهْملَة، وَهُوَ غَلَطٌ، وَمِنْه قَول الشاعِر: إنَّ لَنا مِن مالِنا جِمالا مِن خَيرِ مَا تَحْوِي الرِّجالُ مَالا يُنْتَجْنَ كُلَّ شَتْوَةٍ أَجْمالا قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: سَمَكةٌ بَحْرِيَّةٌ تُدْعَى الجَمَلَ. وَقَالَ غيرُه: جَمَلُ البَحْرِ: سَمَكَةٌ يُقال لَهَا: البالُ، عَظِيمةٌ جِدّاً، ومرَّ فِي البال أنّ طُولَها ثلاثُون ذِراعاً قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا تَداعَى جالَ فِيهِ خَزَمُهْ)
واعْتَلَجَتْ جِمالُهُ ولُخَمُهْ وَيُقَال: هِيَ الكُبَعُ. واللُّخْم: الكَوْسَجُ، لَا يَمُرُّ بِشَيْء إِلَّا قَطَعه. والخَزْم: شَجَرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِنَّمَا هُوَ لُخْمٌ، فثَقَّلَه.ولَحيُ جَمَلٍ: ع بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَين هُوَ إِلَى المَدينة أَقْرَبُ بينَها وبينَ السُّقْيا، هُنَاكَ احْتَجَم النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم سنة حَجّه الوَداع، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: لَحْيا جَمَلٍ. أَيْضا: ع بَيْنَ المَدِينةِ وفَيْدَ على عَشْرةِ فَراسِخَ مِن فَيد. أَيضاً: ع بَين نَجْرَانَ وتَثْلِيثَ على جادَّةِ حَضْرَمَوْتَ. ولَحْيا جَمَلٍ بالتَّثنية: ع باليَمامَةِ وهما جَبلان فِي دِيار قُشَير. وعَين جَمَلٍ: قُربَ الكُوفَةِ مِن طُفُوف الفُراتِ، قَالَ نَصْرٌ: سُمِّيَ مِن أجل جَمَلٍ مَاتَ هُنَاكَ، أَو لأنّ الماءَ الَّذِي بِهِ نُسِب إِلَى رجُلٍ اسمُه جَمَلٌ.
وَفِي المَثَلِ: اتَّخَذَ اللَّيلَ جَمَلاً: أَي سَرَى اللَّيلَ كُلَّه وَمِنْه حَدِيث عاصِم بن أبي النَّجُود: لقد أدرَكْتُ أَقْوَامًا يَتَّخِذُون اللَّيلَ جَمَلاً، يَشْربُون النَّبِيذَ ويَلْبَسُون المُعَصْفَرَ، مِنْهُم زِرًّ بنُ حُبَيْشٍ وَأَبُو)
وَائِل أَرَادَ يُحْيُون اللَّيلَ صَلاةً وقِراءةً. والجملُ: لقبُ الحُسين بن عبد السَّلام الشاعِر، لَهُ رِوايةٌ عَن الإِمَام الشافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَأَبُو الجَمَلِ أيوبُ بنُ مُحَمَّد، وسُلَيمان بنُ أبي داوُدَ اليَمامِيّان وَفِي بعض النسَخ: اليَمانِيَّان بالنُّون، وَهُوَ غَلَطٌ، كِلاهُما عَن يَحْيَى بن أبي كَثِير.
وسُلَيمانُ ضَعِيفٌ، كَذَا فِي الدِّيوان للذَّهَبِيِّ. الجُمَيلُ كزُبَيرٍ وقُبَّيطٍ: طَائِر، جَمْعُ المُخَفَّفِ: جِمْلان، ككُعَيتٍ وكِعْتانٍ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. وَقَالَ أَبُو حاتِم: وَأما جُمَيلُ حُرٍّ، المِيمُ مُخَفَّفةً، فطائِرٌ من الدُّخَّلِ أَكْدَرُ، نَحْوٌ من الشَّقِيقَةِ فِي الصِّغَرِ، أعظَمُ رأْساً مِنْهَا بكَثِير، والشَّقِيقَةُ صَغِيرَة الرَّأسِ، وَقَالُوا فِي الجَمْع: جُمَيلاتُ حُرٍّ. والجُمْلانَةُ وَهَذِه عَن اللَّيثِ والجُمَيلانَةُ، بضَمِّهما: البُلْبُلُ وَقيل: هُوَ طَائِر من الدَّخاخِيل. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الجُمَيل: البُلْبُلُ، لَا يُتَكَلَّم بِهِ إلَّا مُصَغَّراً، فَإِذا جَمَعُوها قَالُوا: جِمْلانٌ. وَفِي التَّهذِيب يُجْمَع الجُمَيلُ على الجُمْلان. والجَمَالُ: الحُسْنُ يكون فِي الخُلُقِ فِي الخَلْق. وعِبارة المُحْكم فِي الفِعْلِ والخَلْقِ، وقَوْلُه تَعَالَى: لكم فِيهَا جَمَالٌ أَي: بَهاءٌ وحُسْنٌ.
ويَجُوزُ أَن يكون الجَمَلُ سُمِّي بذلك لأَنهم كَانُوا يَعُدون ذَلِك جَمَالا لَهُم، أَشارَ إِلَيْهِ الرَّاغِبُ. وَفِي الحَدِيث: إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحب الجمالَ أَي: جَمِيل الأَفْعال. وَقَالَ سِيبَوَيه: الجَمَالُ رِقَّة الحُسْنِ.
وَقَالَ الرَّاغِب: الجَمَالُ: الحُسْنُ الكَثِير، وَذَلِكَ ضَرْبَان: أَحدهمَا: جمال يُخْتَصُّ الإنسانُ بِهِ. فِي نَفْسِه أَو بَدَنِه أَو فِعله. وَالثَّانِي: مَا يَصِلُ مِنْهُ إِلَى غْيرِه. وعَلى هَذَا الوَجْهِ مَا رُوِيَ: إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يحبُّ الجَمَالَ تَنْبِيها أَنَّ مِنْهُ تَفِيضُ الخَيراتُ الكَثِيرَةُ فيُحِب مَنْ يَخْتَصُّ بذلك. جَمُلَ، ككَرُمَ وَعَلِيهِ اقْتصر الجوهريّ والصاغانِيُّ وابنُ سِيدَهْ، وزادَ الفَيُّومِيّ: وجَمِلَ كعَلِمَ جَمَالاً فَهُوَ جَمِيلٌ كأَمِيرٍ وغُرابٍ، ورُمَّانٍ وَهَذِه لَا تُكَسَّرُ. وَقَالَ الصَّاغَانِي: هُوَ أَجْمَلُ من الجَمِيل.
والجَمْلاءُ: الجَمِيلَةُ من النِّساء، عَن الكسائيِّ، وَهِي أَحَدُ مَا جَاءَ من فَعْلَاءَ لَا أَفْعَلَ لَهَا، وأَنْشَد:
(فَهْىَ جَمْلَاءُ كَبَدرٍ طالِعٍ ... بَذَّتِ الخَلْقَ جَمِيعًا بالجَمَالْ)
وَقَالَ آخَرُ: وُهِبتُهُ مِن أَمَةٍ سَوداءِ ليستْ بحَسناءَ وَلَا جَمْلاءِ قَالَ ابنُ عَبّاد: الجَمْلاءُ: التامَّةُ الجِسمِ مِن كُلِّ حَيوانٍ. وتَجَمَّل الرجُلُ: تَزَيَّنَ. أَيْضا: أَكَلَ الشَّحْمَ المُذابَ وَهُوَ الجَمِيلُ، وَمِنْه قولُ امرأةٍ لبنتِها: تَجَمَّلِي وتَعَفَّفِي: أَي كُلِي الشَّحْمَ واشْرَبي العُفافَةَ، وَهُوَ مَا بَقِي فِي الضَّرْع. وجامَلَهُ مُجامَلَةً: لم يُصْفِه الإخاءَ، بل ماسَحَهُ بالجَمِيل نقَله ابنُ سِيدَهْ.)
أَو جامَلَه: أَحْسَن عِشْرَتَه وعامَلَه بالجَمِيل، وَيُقَال: عليكَ بالمُداراة والمُجامَلة. وجَمالَكَ أَن لَا تفعلَ كَذَا: إِغراءٌ أَي الزَمِ الأمْرَ الأجْمَلَ، وَلَا تفعَلْ ذَلِك قَالَه ابنُ سِيدَهْ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيب:
(جَمالَكَ أَيهَا القَلْبُ الجَرِيحُ ... سَتَلْقَى مَن تُحِبُّ فتَستَرِيحُ)
يُريد: الزَمْ تَجَمُّلَك وحَياءَك، وَلَا تَجزَعْ جَزعاً قبيحاً. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: يُقَال: جَمالَكَ أَن تفعلَ كَذَا وَكَذَا: أَي لَا تَفْعلْه، والزَمِ الأمْرَ الأجْمَلَ، وَأنْشد الْبَيْت. وجَمَلَ يَجْمُلُ جَمْلاً: إِذا جَمَع. جَمَلَ الشَّحْمَ يَجْمُلُه جَمْلاً: أَذابَهُ وَمِنْه الحَدِيث: لَعَن اللهُ اليَهُودَ، حُرمَتْ عَلَيْهِم الشُّحُومُ فجَمَلُوها وباعُوها أَي أذابُوها. ودَعَت امرأةٌ على رجُلٍ: جَمَلَك اللهُ: أَي أذابَكَ كَمَا يُذابُ الشَّحْمُ. كأَجْمَلَهُ قَالَ أَبُو عبيد: رُبّما قِيلَ ذلِكَ واجْتَمَلَهُ كَذَلِك. وَقَالَ الفَرّاءُ: جَمَلَ أجْوَد، قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ ... بألوكٍ فَبذَلْنا مَا سَأَلْ)

(أَو نَهَتْهُ فأتاهُ رِزْقُهُ ... فاشْتَوَى لَيلَةَ رِيحٍ واجْتَمَلْ)
وَقَالَ الزَّمخشريّ: اجْتَمَل: استَوْكَف إهالَةَ الشَّحْمِ على الخُبز، وَهُوَ يُعِيدُه إِلَى النَّار. وأجْمَلَ فِي الطَّلَبِ: أَي اتَّأَدَ واعْتَدل فَلم يُفْرِط وَمِنْه قولُ الشاعِر: الرزْقُ مَقْسُومٌ فأَجْمِلْ فِي الطَّلَبْالجُمُلُ كصُحُفٍ: الجَماعةُ مِنّا عَن ابنِ سِيدَهْ. وجَمَّلَهُ تَجْمِيلاً: زَيَّنَهُ وَمِنْه: إِذا لم يُجَمِّلْكَ مالُك لم يُجْدِ عليكَ جَمالُك. جَمَّلَ الجَيشَ: أطالَ حَبسَهُم صوابُه: حَبسَه، كجَمَّرَهُ، نَقله الأزهريُّ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الجَمِيلَةُ كسَفِينةٍ: الجَماعَة مِن الظِّباءِ والحَمام وَكَأَنَّهَا فَعِيلَةٌ، مِن أَجْمَلْتُ: أَي جَمَعْتُ جُمْلَةً. وجُمْلُ، بالضمّ: امرأةٌ قَالَ عبدُ الرَّحْمَن بنُ دارَةَ الغَطَفانيُّ:
(فَيا جُمْلُ إنَّ الغِسلَ مَا دُمْتِ أيِّماً ... عَليَّ حَرامٌ لَا يَمَسنِيَ الغِسلُ)
أَي لَا أُجامِعُ غيرَها، فأحتاجَ إِلَى الغِسلِ، طَمَعاً فِي تَزوُّجها. جَمالُ كسَحابٍ: امرأةٌ أُخْرَى وَهِي ابنةُ قَيسِ بن مَخْرَمَةَ، وابنَةُ ابنِ مُسافِر، وابنَةُ عَوْفِ بن مُسلم، وَهَذِه رَوَتْ عَن جَدِّها، عَن نُصَيب. وكصُرَدٍ: جُمَلُ بنُ وَهْبٍ، فِي بني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، نَقله الحافِظُ. وكزُبَيرٍ: جُمَيلُ أُختُ مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ صحابَيّةٌ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، وَهِي الَّتِي عَضَلَها أَخُوهَا، فنَزل قولُه تَعَالَى:) فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ. جَوْمَلٌ كجَوْهَرٍ: اسمُ رَجُلٍ قَالَ ابنُ دُرَيْد: وأحسَبُه مُشتَقاً مِن الجَمال، وَالْوَاو زائدَةٌ. وسًمّوْا جَمالاً، كسَحابٍ، وجَبَلٍ وأَمِيرٍ فمِن الأول تقَدّم فِي اسْم النِّسوة، وَأَبُو الجَمال الحُسين بن الْقَاسِم بن عُبيد الله، وزيرُ المقتدرِ. وَمن الثَّانِي: عليُّ بنُ الْحسن بنِ علّان، وجَعفرُ بنُ محمّد الأصبَهانيُّ،مِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الجُمالَةُ، كثُمامَةٍ: الذائِبُ مِن الإهالَةِ، وَمِنْه قولُهم: خُذِ الجَمِيلَ وأعطِني الجُمالَةَ، وَهِي الصُّهارَةُ.
والجُمالَةُ: الحَبلُ الغَلِيظُ، سُمِّىَ بِهِ لِأَنَّهَا قُوًى كثيرةٌ جُمِعتْ فأُجمِلَتْ جُمْلَةً، والجَمْع: جُمالاتٌ، قَالَه الزَّجّاج. وَقَالَ مجاهِدٌ: هِيَ حِبالُ الجُسُور. وأجْمَلَ القَومُ: كَثُرَتْ جِمالُهم، عَن الكِسائي.
والتَّجَمُّلُ: تكلُّفُ الجَمِيلِ، وَإِذا أُصِبتَ بنائِبةٍ فتَجَمّلْ: أَي تَصَبَّز. واجْتَمَل: اسْتَوْكَف إِهالَةَ الشَّحْمِ علَى الخُبز، وَهُوَ يُعيدُه إِلَى النَّار. وعَيْنُ الجَمَلِ: الشَّاهْبَلُّوطُ، مِصْريَّةٌ. ووَقْعَةُ الجَمَل: كَانَت بينَ عائشةَ وعليٍّ رَضِي الّله تَعَالَى عَنْهُمَا، وفيهَا يَقُول الشاعِر: نَحنُ بَنُو ضَبَّةَ أَصحابُ الجَمَلْ الموتُ أَحْلَى عِنْدَنا مِن العَسَلْ)
والجَمَّالُ، كشَدَّادٍ: كالجَمَّالة، كالحَمَّارِ والحَمَّارَة، نقلَه ابنُ سِيدَهْ. ورَجُلٌ جامِلٌ: ذُو جَمَلٍ. وجَمَلَ الجَمَلَ: عَزَلَهُ عَن الطَّرُوقَةِ. والأَجْمَلُ: الجَمِيلُ، قَالَ عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله:
(وَمَا الحَقُّ أَن تَهْوَى فتَشْعَفَ بِالَّذِي ... هَوِيتَ إِذا مَا كَانَ لَيْسَ بأَجْمَلِ)
وَقَالَ اللِّحْيانيّ: أَجْمَلُ، إِن كنت جامِلاً فَإِذا ذَهبوا إِلَى الْحَال قَالُوا: إِنَّه لَجَمِيلٌ. والجَمُولُ، كصَبُورٍ: الشحْمَةُ المُذابَةُ، عَن ابْن الأعرابيّ، وأنشَد البيتَ الَّذِي تقدَّم ذكرُه، وَقَالَ فِي تَفْسِيره: أَي قَالَت هَذِه المرأةُ لأختها: أَبْشِري بِهَذِهِ الشَّحْمةِ المَجْمولَة الَّتِي تَذُوبُ فِي حَلْقِكِ. وَلَيْسَ بقَوِيٍّ، وَإِذا تُؤُمِّلَ كَانَ مستحيلاً. وجَمَّلَ اللهُ عَلَيْهِ تَجْمِيلاً: إِذا دعوتَ لَهُ أَن يَجْعلَه جميلاً حَسَنا.
(ج م ل) : (الْجَمَلُ) زَوْجُ النَّاقَةِ وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إلَّا إذَا بَزَلَ وَالْجَمْعُ أَجْمَالٌ وَجِمَالٌ وَجِمَالَةٌ وَيَوْمُ الْجَمَلِ وَقْعَةُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - بِالْبَصْرَةِ مَعَ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَلَى جَمَلٍ اسْمُهُ عَسْكَرٌ (وَمَسْكَ الْجَمَلِ) كَنْزُ أَبِي الْحَقِيقِ (وَجَمَلُ الْمَاءِ) اُسْمُهُ الْكَوْسَجُ وَالْكُبَعُ (وَالْجَمِيلُ) الْوَدَكُ وَهُوَ مَا أُذِيبَ مِنْ الشَّحْمِ (وَالْجُمَالَةُ) صُهَارَتُهُ يُقَالُ جَمَلَ الشَّحْمَ أَيْ أَذَابَهُ جَمْلًا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَجَمُلَ) جَمَالًا حَسُنَ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ وَامْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتٍ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ الْأَوْسِيِّ وَكُنْيَتُهَا أُمُّ عَاصِمٍ وَعَاصِمٌ ابْنُهَا مِنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةُ فَسُمِّيَتْ جَمِيلَةً وَأَمَّا جَمِيلَةُ بِنْتُ سَلُولَ كَمَا فِي الْكَرْخِيِّ فَالصَّوَابُ بِنْتُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ وَهِيَ الَّتِي قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَعْتِبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ أَيْ لَا أَحْقِدُ عَلَيْهِ وَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ بِحَدِيقَةٍ فَتَجَمَّلَ فِي (خ ص) لَيْسَ الْجَمَلُ فِي (ي د) .

جمل: الجَمَل: الذَّكَر من الإِبل، قيل: إِنما يكون جَمَلاً إِذا

أَرْبَعَ، وقيل إِذا أَجذع، وقيل إِذا بزَل، وقيل إِذا أَثْنَى؛ قال:

نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل،

الموت أَحلى عندنا من العسل

الليث: الجَمَل يستحق هذا الاسم إِذا بَزَل، وقال شمر: البَكْر

والبَكْرة بمنزلة الغلام والجارية، والجَمَل والناقة بمنزلة الرجل والمرأَة. وفي

التنزيل العزيز: حتى يَلِج الجَمَل في سَمِّ الخِياط؛ قال الفراء:

الجَمَل هو زوج الناقة. وقد ذكر عن ابن عباس أَنه قرأَ: الجُمَّل، بتشديد

الميم، يعني الحِبَال المجموعة، وروي عن أَبي طالب أَنه قال: رواه القراء

الجُمَّل، بتشديد الميم، قال: ونحن نظن أَنه أَراد التخفيف؛ قال أَبو طالب:

وهذا لأَن الأَسماء إِنما تأْتي على فَعَل مخفف، والجماعة تجيء على فُعَّل

مثل صُوَّم وقُوَّم. وقال أَبو الهيثم: قرأَ أَبو عمرو والحسن وهي قراءة

ابن مسعود: حتى يلج الجُمَل، مثل النُّغَر في التقدير. وحكي عن ابن

عباس: الجُمَّل، بالتثقيل والتخفيف أَيضاً، فأَما الجُمَل، بالتخفيف، فهو

الحَبْل الغليظ، وكذلك الجُمَّل، مشدد. قال ابن جني: هو الجُمَل على مثال

نُغَر، والجُمْل على مثال قُفْل، والجُمُل على مثال طُنُب، والجَمَل على

مثال مَثَل؛ قال ابن بري: وعليه فسر قوله حتى يلج الجَمَل في سَمِّ الخياط،

فأَما الجُمْل فجمع جَمَل كأَسَد وأُسْد. والجُمُل: الجماعة من الناس.

وحكي عن عبد الله وأُبَيٍّ: حتى يلج الجُمَّل. الأَزهري: وأَما قوله

تعالى: جِمَالات صُفْر، فإِن الفراء قال: قرأَ عبد الله وأَصحابه جِمَالة،

وروي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أَنه قرأَ: جِمَالات، قال: وهو

أَحَبُّ إِليَّ لأَن الجِمَال أَكثر من الجِمَالة في كلام العرب، وهو يجوز كما

يقال حَجَر وحِجَارة وذَكَر وذِكَارة إِلاّ أَن الأَول أَكثر، فإِذا قلت

جِمالات فواحدها جِمَال مثل ما قالوا رِجَال ورِجَالات وبُيُوت

وبُيُوتات، وقد يجوز أَن يكون واحد الجِمَالات جِمَالة، وقد حكي عن بعض القراء

جُمَالات، برفع الجيم، فقد يكون من الشيء المجمل، ويكون الجُمَالات جمعاً من

جمع الجِمال كما قالوا الرَّخْل والرُّخال؛ قال الأَزهري: وروي عن ابن

عباس أَنه قال الجِمَالات حِبَال السُّفن يجمع بعضها إِلى بعض حتى تكون

كأَوساط الرجال؛ وقال مجاهد: جِمَالات حِبال الجُسور، وقال الزجاج: من

قَرأَ جِمَالات فهو جمع جِمالة، وهو القَلْس من قُلوس سُفُن البحر، أَو

كالقَلْس من قُلوس الجُسور، وقرئت جِمالة صُفْر، على هذا المعنى. وفي حديث

مجاهد: أَنه قرأَ حتى يلج الجُمَّل، بضم الجيم وتشديد الميم، قَلْس السفينة.

قال الأَزهري: كأَن الحَبْل الغليظ سمي جِمَالة لأَنها قُوىً كثيرة

جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة، ولعل الجُمْلة اشتقت من جُمْلة الحَبْل. ابن

الأَعرابي: الجامِل الجِمَال. غيره: الجامِل قَطِيع من الإِبل معها رُعْيانها

وأَربابها كالبَقَر والباقِر؛ قال الحطيئة:

فإِن تكُ ذا مالٍ كثيرٍ فإِنَّهم

لهم جامِل، ما يَهْدأُ الليلَ سامِرُه

الجامل: جماعة من الإِبل تقع على الذكور والإِناث، فإِذا قلت الجِمَال

والجِمَالة ففي الذكور خاصة، وأَراد بقوله سامره الرِّعاء لا ينامون

لكثرتهم. وفي المثل: اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً، يضرب لمن يعمل بالليل عمله من

قراءة أَو صلاة أَو غير ذلك. وفي حديث ابن الزبير: كان يسير بنا

الأَبْرَدَيْن ويتخذ الليل جَمَلاً، يقال للرجل إِذا سَرَى ليلته جَمْعاء أَو

أَحياها بصلاة أَو غيرها من العبادات: اتَّخَذَ الليل جَمَلاً؛ كأَنه رَكِبه

ولم ينم فيه. وفي حديث عاصم: لقد أَدركت أَقواماً يتخذون هذا الليل

جَمَلاً يشربون النَّبِيذَ ويلبسون المُعَصْفَر، منهم زِرُّ بن حُبَيْش وأَبو

وائل. قال أَبو الهيثم: قال أَعرابي الجامِل الحَيّ العظيم، وأَنكر أَن

يكون الجامل الجِمَال؛ وأَنشد:

وجامل حَوْم يَرُوح عَكَرهُ،

إِذا دنا من جُنْحِ ليل مَقْصِرهُ،

يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا يُجَرْجِرُه

قال: ولم يصنع الأَعرابي شيئاً في إِنكاره أَن الجامل الجِمَال؛ قال

الأَزهري: وأَما قول طرفة:

وجاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه

زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيح

فإِنه دل على أَن الجامل يجمع الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث،

واحدتها ناب. ومن أَمثال العرب: اتَّخَذَ الليل جَمَلاً إِذا سَرَى الليل

كله. واتخذ الليل جَمَلاً إِذا ركبه في حاجته، وهو على المثل؛ وقوله:

إِني لِمَنْ أَنْكَرَني ابنْ اليَثْرِبي،

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي

إِنما أَراد رجلاً كان من أَصحاب عائشة، واَّصل ذلك أَن عائشة غَزَت

عَلِيّاً على جَمَل، فلما هزم أَصحابها ثبت منهم قوم يَحْمُون الجَمَل الذي

كانت عليه. وجَمَل: أَبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ، وهو جَمَل بن، سعد العشيرة

منهم هند بن عمرو الجَمَليُّ، وكان مع علي، عليه السلام، فَقُتِل؛ وقال

قاتله:

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي

قال ابن بري: هو لعمرو بن

يثربي الضَّبِّي، وكان فارس بني ضَبَّة يوم الجَمَل، قتله عمار بن ياسر

في ذلك اليوم؛ وتمام رجزه:

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي،

وابْناً لصُوحانَ على دين علي

وحكى ابن بري: والجُمَالة الخيل؛ وأَنشد:

والأُدْم فيه يَعْتَرِكْـ

نَ، بجَوِّه، عَرْكَ الجُمَاله

ابن سيده: وقد أَوقعوا الجَمَل على الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلي، وهذا

نادر، قال: ولا أُحِقُّه، والجَمْع أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات

وجِمالة وجَمَائل؛ قال ذو الرمة:

وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائل، بعدما

تَقَوَّبَ، عن غِرْبانِ أَوْراكها، الخَطْرُ

وفي الحديث: هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائلهم؛ هي جمع جَمَل، وقيل: جمع

جِمَالة، وجِمَالة جمع جَمَل كرِسالة ورَسائل. ابن سيده: وقيل الجَمَالة

الطائفة من الجِمَال، وقيل: هي القطعة من النوق لا جَمَل فيها، وكذلك

الجَمَالة والجُمَالة؛ عن ابن الأَعرابي. قال ابن السكيت: يقال للإِبل إِذا

كانت ذُكورة ولم يكن فيها أُنثى هذه جِمالة بني فلان، وقرئ: كأَنه

جِمَالة صُفْر. والجامِلُ: اسم للجمع كالباقر والكالِب، وقالوا الجَمّال

والجَمّالة كما قالوا الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة. ورَجُل جامِل: ذو

جَمَل. وأَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم. والجَمَّالة: أَصحاب الجِمال

مثل الخَيّالة والحَمّارة؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذلي:

حتى إِذا أَسْلكوهم في قُتَائدة

شَلاًّ، كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا

واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صار جَمَلاً. واسْتَقْرَم بَكْر فلان أَي صار

قَرْماً. وفي الحديث: لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر، ويروى جُمَيْلهم، على

التصغير، يريد صاحبهم؛ قال ابن الأَثير: هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم

بصاحبهم يعني أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى، وأَن قومه لم يُسَوِّدوه

إِلا لمعرفتهم بشأْنه؛ ويروى: لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر، فاستعار البعير

والجَمَل للصاحب. وفي حديث عائشة: وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي؟

تريد زوجها أَي أَحبسه عن إِتيان النساء غيري، فكَنَتْ بالجَمَل عن

الزَّوج لأَنه زوج الناقة. وجَمَّلَ الجَمَلَ: عَزَله عن الطَّرُوقة. وناقة

جُمَالية: وَثيقة تشبه الجَمَل في خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها؛ قال

الأَعشى:جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف،

إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا

وقول هميان:

وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه،

قَرِيبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه،

كأَنما يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه

(* قوله «كأنما يزهم» تقدم في ترجمة بيض: ييجع بدل يزهم).

يُزْهَم: يُجْعل فيهما الزَّهَم، أَراد كل جُمَاليَّة فحَمَل على لفظ

كُلّ وذكَّر، وقيل: الأَصل في هذا تشبيه الناقة بالجمل، فلما شاع ذلك

واطَّرد صار كأَنه أَصل في بابه حتى عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة في ذلك؛

وهذا كقول ذي الرمة:

ورَمْلٍ، كأَوْراك النِّساءِ، قَطَعْتُه،

إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ

وهذا من حملهم الأَصل على الفرع فيما كان الفرع أَفاده من الأَصل،

ونظائره كثيرة، والعرب تفعل هذا كثيراً، أَعني أَنها إِذا شبهت شيئاً بشيء

مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما وعَمَّت به وجه الحال بينهما، أَلا تراهم لما شبهوا

الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك المعنى بينهما بأَن شبهوا اسم

الفاعل بالفعل فأَعملوه؟ ورجل جُمَاليٌّ، بالضم والياء مشددة: ضَخْم

الأَعضاء تامُّ الخَلْق على التشبيه بالجَمَل لعظمه. وفي حديث فضالة: كيف

أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ على المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون

بالغَضَب؛ الجُمَلاءُ: الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِيل. وفي حديث

الملاعنة: فإِن جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فهو لفلان؛ الجُمَاليّ،

بالتشديد: الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة عن

ابن الأَعرابي:

إِنَّ لنا من مالنا جِمَالا،

من خير ما تَحْوِي الرجالُ مالا،

يُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا

إِنما عَنى بالجَمَل هنا النَّخل، شبهها بالجَمَل في طولِها وضِخَمها

وإِتَائها. ابن الأَعرابي: الجَمَل الكُبَع؛ قال الأَزهري: أَراد بالجَمَل

والكُبَع سمكة بَحريَّة تدعى الجَمَل؛ قال رؤْبة:

واعْتَلَجتْ جِماله ولُخْمُه

قال أَبو عمرو: الجَمَل سمكة تكون في البحر ولا تكون في العَذْب، قال:

واللُّخْمُ الكَوْسَجُ، يقال إِنه يأْكل الناس. ابن سيده: وجَمَل البحر

سمكة من سمكه قيل طوله ثلاثون ذراعاً؛ قال العجاج:

كجَمَل البحر إِذا خاض حَسَر

وفي حديث أَبي عبيدة: أَنه أَذن في جَمَل البحر؛ قيل: هو سمكة ضخمة

شبيهة بالجَمَل يقال لها جَمَل البحر.

والجُمَيل والجُمْلانة والجُمَيلانة: طائر من الدخاخيل؛ قال سيبويه:

الجُمَيل البُلْبل لا يتكلم به إِلاَّ مصغَّراً فإِذا جمعوا قالوا جِمْلان.

الجوهري: جُمَيل طائر جاءَ مصغراً، والجمع جِمْلان مثل كُعَيْت

وكِعْتان.والجَمَال: مصدر الجَمِيل، والفعل جَمُل. وقوله عز وجل: ولكم فيها

جَمَال حين تُريحون وحين تسرحون؛ أَي بهاء وحسن. ابن سيده: الجَمَال الحسن

يكون في الفعل والخَلْق. وقد جَمُل الرجُل، بالضم، جَمَالاً، فهو جَمِيل

وجُمَال، بالتخفيف؛ هذه عن اللحياني، وجُمَّال، الأَخيرة لا تُكَسَّر.

والجُمَّال، بالضم والتشديد: أَجمل من الجَمِيل. وجَمَّله أَي زَيَّنه.

والتَّجَمُّل: تَكَلُّف الجَمِيل. أَبو زيد: جَمَّل افيفي ُ عليك تَجْميلاً إِذا

دعوت له أَن يجعله افيفي جَمِيلاً حَسَناً. وامرأَة جَمْلاء وجَميلة: وهو

أَحد ما جاءَ من فَعْلاء لا أَفْعَل لها؛ قال:

وَهَبْتُه من أَمَةٍ سوداء،

ليست بِحَسْناء ولا جَمْلاء

وقال الشاعر:

فهي جَمْلاء كَبدْرٍ طالع،

بَذَّتِ الخَلْق جميعاً بالجَمَال

وفي حديث الإِسراءِ: ثم عَرَضَتْ له امرأَة حَسْناء جَمْلاء أَي جَمِيلة

مليحة، ولا أَفعل لها من لفظها كدِيمة هَطْلاء. وفي الحديث: جاءَ بناقة

حَسْناء جَمْلاء. قال ابن الأَثير: والجَمَال يقع على الصُّوَر والمعاني؛

ومنه الحديث: إِن الله جَمِيل يحب الجَمَال أَي حَسَن الأَفعال كامل

الأَوصاف؛ وقوله أَنشده ثعلب لعبيد الله بن عتبة:

وما الحَقُّ أَن تَهْوَى فتُشْعَفَ بالذي

هَوِيتَ، إِذا ما كان ليس بأَجْمَل

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون أَجمل فيه بمعنى جَمِيل، وقد يجوز أَن يكون

أَراد ليس بأَجمل من غيره، كما قالوا الله أَكبر، يريدون من كل شيء.

والمُجاملة: المُعاملة بالجَمِيل، الفراء: المُجَامِل الذي يقدر على

جوابك فيتركه إِبقاءً على مَوَدَّتك. والمُجَامِل: الذي لا يقدر على جوابك

فيتركه ويَحْقد عليك إِلى وقت مّا؛ وقول أَبي ذؤَيب:

جَمَالَك أَيُّها القلبُ القَرِيحُ،

سَتَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتَسْتَريحُ

يريد: الزم تَجَمُّلَك وحياءَك ولا تَجْزَع جَزَعاً قبيحاً. وجامَل

الرجلَ مُجامَلة: لم يُصْفِه الإِخاءَ وماسَحَه بالجَمِيل. وقال اللحياني:

اجْمُل إِن كنت جامِلاً، فإِذا ذهبوا إِلى الحال قالوا: إِنه لجَمِيل:

وجَمَالَك أَن لا تفعل كذا وكذا أَي لا تفعله، والزم الأَمر الأَجْمَل؛ وقول

الهذلي أَنشده ابن الأَعرابي:

أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِيقُه

جَمِيل، وأَمَّا واراداً فمُغَامِس

قال ابن سيده: معنى قول جَمِيل هنا أَنه إِذا اطَّرد وسيقة لم يُسْرع

بها ولكن يَتَّئد ثِقَةً منه ببأْسه، وقيل أَيضاً: وَسِيقُه جَمِيل أَي

أَنه لا يطلب الإِبل فتكون له وَسِيقة إِنما وسيقته الرجال يطلبهم

ليَسْبِيَهم فيجلُبهم وَسَائق.

وأَجْمَلْت الصَّنِيعة عند فلان وأَجْمَل في صنيعه وأَجْمَل في طلب

الشيء: اتَّأَد واعتدل فلم يُفْرِط؛ قال:

الرِّزق مقسوم فأَجْمِلْ في الطَّلَب

وقد أَجْمَلْت في الطلب. وجَمَّلْت الشيءَ تجميلاً وجَمَّرْته تجميراً

إِذا أَطلت حبسه. ويقال للشحم المُذَاب جَمِيل؛ قال أَبو خراش:

نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ،

من الفُرْنيِّ، يَرْعَبُها الجَمِيل

وجَمَل الشيءَ: جَمَعَه. والجَمِيل: الشَّحم يُذَاب ثم يُجْمَل أَي

يُجْمَّع، وقيل: الجَمِيل الشحم يذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ على الخُبْزِ ثم

أُعِيد؛ وقد جَمَله يَجْمُله جَمْلاً وأَجمله. أَذابه واستخرج دُهْنه؛

وجَمَل أَفصح من أَجْمَلَ. وفي الحديث: لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم

الشحوم فَجَملوها وباعوها وأَكلوا أَثمانها. وفي الحديث: يأْتوننا بالسِّقَاء

يَجْمُلون فيه الوَدَك. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، ويروى

بالحاء المهملة، وعند الأَكثر يجعلون فيه الودك. واجْتَمَل: كاشْتَوَى.

وتَجَمَّل: أَكل الجَمِيل، وهو الشحم المُذاب. وقالت امرأَة من العرب لابنتها:

تَجَمَّلي وتَعَفَّفِي أَي كُلي الجَمِيل واشربي العُفَافَةَ، وهو باقي

اللبن في الضَّرْع، على تحويل التضعيف.

والجَمُول: المرأَة التي تُذيب الشحم، وقالت امرأَة لرجل تدعو عليه:

جَمَلك الله أَي أَذابك كما يُذاب الشحم؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من

قول الشاعر:

إِذ قالت النَثُّول للجَمُولِ:

يا ابْنة شَحْمٍ؛ في المَرِيءِ بُولي

فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة، أَي قالت هذه المرأَة

لأُختها: أَبشري بهذه الشَّحمة المَجْمولة التي تذوب في حَلْقك؛ قال ابن سيده:

وهذا التفسير ليس بقويّ وإِذا تُؤُمِّل كان مستحيلاً. وقال مرَّة:

الجَمُول المرأَة السمينة، والنَّثُول المرأَة المهزولة. والجَمِيل: الإِهالة

المُذابة، واسم ذلك الذائب الجُمَالة، والاجْتِمال: الادِّهَان به.

والاجْتِمال أَيضاً: أَن تشوي لحماً فكلما وَكَفَتْ إِهَالته

اسْتَوْدَقْتَه على خُبْز ثم أَعدته. الفراء: جَمَلْت الشحم أَجْمُله جَمْلاً

واجْتَملته إِذا أَذَبْته، ويقال: أَجْمَلته وجَمَلْت أَجود، واجْتمل الرجُل؛

قال لبيد:

فاشْتَوَى لَيْلة رِيحٍ واجْتَمَل

والجُمْلة: واحدة الجُمَل. والجُمْلة: جماعي الشيء. وأَجْمَل الشيءَ:

جَمَعه عن تفرقة؛ وأَجْمَل له الحساب كذلك. والجُمْلة: جماعة كل شيء بكماله

من الحساب وغيره. يقال: أَجْمَلت له الحساب والكلام؛ قال الله تعالى:

لولا أُنزل عليه القرآن جُمْلة واحدة؛ وقد أَجْمَلت الحساب إِذا رددته إِلى

الجُمْلة. وفي حديث القَدَر: كتاب فيه أَسماء أَهل الجنة والنار أُجمل

على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص؛ وأَجْمَلت الحساب إِذا جمعت آحاده

وكملت أَفراده، أَي أُحْصوا وجُمِعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص.

وحساب الجُمَّل، بتشديد الميم: الحروفُ المقطعة على أَبجد، قال ابن

دريد: لا أَحسبه عربيّاً، وقال بعضهم: هو حساب الجُمَل، بالتخفيف؛ قال ابن

سيده: ولست منه على ثِقَة.

وجُمْل وجَوْمَل: اسم امرأَة. وجَمَال: اسم بنت أَبي مُسافر. وجَمِيل

وجُمَيْل: اسمان. والجَمَّالان: من شعراء العرب؛ حكاه ابن الأَعرابي، وقال:

أَحدهما إِسْلامي وهو الجَمَّال بن سَلَمة العبدي، والآخر جاهلي لم

ينسبه إِلى أَب. وجَمَّال: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي:

حَتَّى عَلِمْنا، ولولا نحن قد عَلِمُوا،

حَلَّت شَلِيلاً عَذَاراهم وجَمَّالا

ضجع

(ضجع) فِي الْأَمر قصر وَالشَّمْس ضجعت
(ضجع) : الضَّجُوع من الآبار: الدَّحُولُ، أَي ذاتُ تَلَجُّف إذا أَكَلَ الماءُ جرابَها.
ضجع: انضجع: نام، رقد، تمدد في الفراش (بوشر).
ضَجِيع: مدفون بجانب آخر (ابن جبير ص 194) المقري 1: 32، تاريخ البربر 1: 161، 2: 255).
(ضجع)
ضجعا وضجوعا وضع جنبه على الأَرْض أَو نَحْوهَا وَإِلَيْهِ مَال وَالشَّمْس أَو النَّجْم مَال للمغيب وَفِي الْأَمر وَهن وَلم يقم بِهِ
(ضجع) - في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -، "انْضَجَع" .
هو مطاوع أَضجَعَه نحو: أزعَجْته فانْزَعَج، وأَطلقْتُه فانطَلَق، وحَقُّ انْفعَل أن يكون مُطاوِعَ فَعَل لا غَيْر، وإنَّما فَعَل هذا على سبيل إنَابَة أَفعَل مَنابَ فَعَل.
ض ج ع: (ضَجَعَ) الرَّجُلُ وَضَعَ جَنْبَهُ بِالْأَرْضِ وَبَابُهُ قَطَعَ وَخَضَعَ فَهُوَ (ضَاجِعٌ) وَ (اضْطَجَعَ) مِثْلُهُ وَ (أَضْجَعَهُ) غَيْرُهُ. وَ (ضَجِيعُكَ) الَّذِي (يُضَاجِعُكَ) . وَ (التَّضْجِيعُ) فِي الْأَمْرِ التَّقْصِيرُ فِيهِ. 
(ض ج ع) : (التَّضْجِيعُ) فِي النِّيَّةِ هُوَ التَّرَدُّدُ فِيهَا وَأَنْ لَا يُبِتَّهَا مِنْ ضَجَعَ فِي الْأَمْرِ إذَا وَهَنَ فِيهِ وَقَصَّرَ وَأَصْلُهُ مِنْ الضُّجُوعِ (وَالِاضْطِجَاعُ) فِي السُّجُودِ أَنْ لَا يَتَجَافَى فِيهِ (وَمِنْهُ) كَرِهَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ مُضْطَجِعًا أَوْ مُتَوَرِّكًا.
(باب العين والجيم والضاد معهما) (ض ج ع يستعمل فقط)

ضجع: ضَجَعَ فلانٌ ضجوعاً، أي نام، فهو ضاجع، وكذلك اضطجع. وأصل هذه الطاء تاء، ولكنهم استقبحوا أن يقولوا: اضتجع. وأضجعته: وضعت جنبه بالأرض. وضَجَعَ هو ضَجْعا. وكل شيء خفضته فقد أضجعته. وضجيُعكَ الذي يضاجعك في فراشك. والإضجاع في القوافي: أن تُميلها: قال يصف الشعر:

والأعْوَجَ الضاجعُ من إكفائها

يعني إكفاء القوافي. وتقول: أَضْجَعَ رأيَهُ لغيره

ضجع


ضَجَعَ(n. ac. ضَجْع
ضُجُوْع)
a. Lay upon the side.
b. Was near to setting (star).
ضَجَّعَa. see I (b)b. [Fī], Was slow about, remiss with.
ضَاْجَعَa. Lay by the side of.

أَضْجَعَa. Laid upon the side; lowered.

تَضَجَّعَa. see II (b)
إِنْضَجَعَa. see I (a)
إِضْتَجَعَ
(a. ط
or
ض )
see I (a)
ضَجْعa. Soap: preparation of glasswort or kali; potash
soda.

ضَجْعَةa. Cake of soap.
b. Sleep.
c. Weak judgment.

ضِجْعa. Inclination.

ضِجْعَةa. Indolence, sluggishness, sloth.
b. Mode of lying down.

ضُجْعَةa. Indolent, sluggish, slothful; sluggard.
b. see 1t (c)
ضُجْعِيّ
ضُجَعَةa. see 3t (a)
مَضْجَع
(pl.
مَضَاْجِعُ)
a. Resting-place: bedroom, chamber; bed, couch.

ضَاْجِع
(pl.
ضَوَاْجِعُ)
a. see 3t (a)b. Foolish, stupid.
c. Setting (star).
d. Slope, bend of a valley.

ضَاْجِعَةa. Numerous (sheep).
b. Mouth, estuary.

ضَجِيْعa. Bedfellow.

ضَجُوْعa. Sottish.
b. Full, overflowing.

ضَجْعَآءُa. see 21t (a)
N. P.
ضَجڤعَa. see 26
N. P.
إِضْتَجَعَ
(ط)
a. see 17
ضجع
ضَجَعَ ضَجْعاً وضُجُوْعاً: مثلُ اضْطَجَعَ. وهو يُحِبُّ الضجَعَة َ - بفتح الجيم -: أي الاضْطِجاع. والضَجْعَةُ: الحالُ التي يَضْجَعُ عليها. والإضْجَاعُ: في القوافي، قال:
والأعْوج الضاجِعُ من إكفائها
وضَجع فيه: قصرَ. والضوَاجِعُ: مَواضِع. وقيل: الضاجِعَةُ: مُنْحَنى الوادي.
والضجُوعُ: اسم موضع لبني أسَد. والقِرْبَةُ التي تَميلُ بالمستَقي ثقلاً، والضاجِعَةُ: الدنو الواسعةُ المُمتلئةُ، وكذلك الضجوع. ومَصب الوادي. والغًنَمُ الكثيرة، ومرت الضاجِعةُ الضجْعاء. والإبل الّلازِمةُ للحمض، ومنه رَجل ضِجْعِ وضُجْعي وضجعَة: للعاجزِ اللازم منزِلَه. والضجْعةُ: الخَفْض. ورجل ضاجع: أحمق. وهو أضْجَعُ: أي مُخالِف لامرأته. والمرأةُ إذا خَالَفت الزوجَ: ضَجُوْع. والضجُوْع من الإبِل: التي تَرْعى ناحيةً. وبَطْنٌ من كلاب. وضَجعتِ الشمسُ: مالَتْ للغروب، ضُجُوْعاً، ويقال: ضجعَتْ أيضاً. والضجُوْعُ: ما يَقلع السيل من الشجر وتقذَف به الجَوانب، قال رؤبة:
وعُرْض عِبْريه من الضُّجوْع
ض ج ع : ضَجَعْتُ ضَجْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَضُجُوعًا وَضَجَعْتُ جَنْبِي بِالْأَرْضِ وَأَضْجَعْتُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَأَنَا ضَاجِعٌ وَمُضْجِعٌ وَأَضْجَعْتُ فُلَانًا بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ أَلْقَيْتُهُ عَلَى جَنْبِهِ وَهُوَ حَسَنُ الضِّجْعَةِ بِالْكَسْرِ وَالْمَضْجَعُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْجِيمِ مَوْضِعُ الضُّجُوعِ وَالْجَمْعُ مَضَاجِعُ وَاضْطَجَعَ وَاضَّجَعَ وَالْأَصْلُ افْتَعَلَ لَكِنْ مِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ التَّاءَ طَاءً وَيُظْهِرُهَا عِنْدَ الضَّادِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ التَّاءَ ضَادًا وَيُدْغِمُهَا فِي الضَّادِ تَغْلِيبًا لِلْحَرْفِ الْأَصْلِيِّ وَهُوَ الضَّادُ وَلَا يُقَالُ اطَّجَعَ بِطَاءٍ مُشَدَّدَةٍ لِأَنَّ الضَّادَ لَا تُدْغَمُ فِي الطَّاءِ فَإِنَّ الضَّادَ أَقْوَى مِنْهَا وَالْحَرْفُ لَا يُدْغَمُ فِي أَضْعَفَ مِنْهُ وَمَا وَرَدَ شَاذٌّ لَا يُقَاسَ عَلَيْهِ.

وَالضَّجِيعُ الَّذِي يُضَاجِع غَيْرَهُ اسْمُ فَاعِلٍ مِثْلُ النَّدِيمِ وَالْجَلِيسِ بِمَعْنَى الْمُنَادِمِ وَالْمُجَالِسِ. 
[ضجع] ضَجَعَ الرجل، أي وضعَ جنبه بالارض يضجع ضجعا وضجوعا ، فهو ضاجِعٌ. واضْطَجَعَ مثله، وأضْجَعْتُهُ أنا. وفلان حسن الضجعة، مثال الركبة والجلسة. وفى افتعل منه لغتان: من العرب من يقلب التاء طاء ثم يظهر فيقول اضطجع، ومنهم من يدغم فيقول اضجع فيظهر الاصلى، ولا يقال اطجع لانهم لا يدغمون الضاد في الطاء. وقال المازنى: بعض العرب يقول الطجع، ويكره الجمع بين حرفين مطبقين، ويبدل مكان الضاد أقرب الحروف إليها وهى اللام. وضجيعك: الذى يضاجعك. والتضجيع في الأمر: التقصيرُ فيه. ويقال: ضَجَّعَتِ الشمس، إذا دنت للمغيب، مثلت وتَضَّجَعَ في الأمر، أي تَقَّعَدَ ولم يقم به. وتضجع السحاب: أرب بالمكان. ورجل ضجعة مثال همزة: يكثر الاضطجاع كسلا. قال الفراء: إذا كثرت الغنمُ فهي الضاجعة والضجعاء. وأما قول عامر بن الطفيل: لا تسقنى بيديك إن لم أغترف * نعم الضجوع بغارة أسراب * فهو اسم موضع. وقال الاصمعي: هو رحبة لبنى أبى بكر بن كلاب. والضواجع: الهضاب. قال النابغة:

ودوني راكِسٌ والضَواجِعُ * يقال لا واحد لها.
[ضجع] نه: فيه: كانت "ضجعته" صلى الله عليه وسلم أدمًا حشوها ليف، هي بالكسر من الاضطجاع وهو النوم كالجلسة من الجلوس، وبفتحها المرة، وأراد ما كان يضطجع عليه بحذف مضاف، أي كانت ذات ضجعته فراش أدم. وفي ح عمر: جمع كومة من رمل و"انضجع" عليها، هو مطاوع أضجعه. ن: إذا أخذت "مضجعك"، هو بفتح جيم أي أردت فيه النوم. ك: ومنه: ما كان شيء أهم من ذلك "المضجع"، بفتح جيم وكسرها. ن: "اضطجع"، على شقه الأيمن، القاضي: مذهب مالك والجمهور أن الاضطجاع بعد ركعتي سنة الفجر بدعة، والشافعي وأصحابه على أنه سنة وتركه صلى الله عليه وسلم حينًا لنفي الوجوب؛ وفيه سنية الضجع على الأيمن لأن القلب في جانب اليسار فيتعلق في النوم على الأيمن فلا يستغرق. ك: "فليضطجع" استدل به على وجوبه، وأجيب بأن الأمر للندب، وأنكر ابن مسعود الضجعة، والنخعى عده صجعة الشيطان إذ لم يبلغه الأمر بها وقد ورد: ما كان شيء أهم من ذلك المضجع. وح باب "الضجعة" بكسر ضاد للهيئة، ويجوز فتحه لإرادة المرة وهو من باب منع. ط: فإنه بئس "الضجيع،"، هو من ينام في فراشك، أي بئس الصاحب الجوع الذي يمنعه من وظائف العبادات ويشوش الدماغ ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطلة. مد: "لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى "مضاجعهم"، مصارعهم بأحد.
ض ج ع

طاب مضجعك ومضطجعك. وضجع الرجل واضطجع، وأضجعته أنا، وأضجعت المرأة صبيها، وضاجعها. ونعم الضجيع. ورجل ضاجع ومضطجع، وهو حسن الضجعة.

ومن المجاز: ضجع في الأمر: قصر فيه. وتضاجع عن الأمر: تغافل عنه. وجرل ضجعة وضجعي وضجعي: لازم لبيته لا يكاد يبرح كالداري. وتضجع السحاب: أرب. وفلان لا يتحلحل الجبل عن مضجعه وعن مضاجعه. ونجوم ضواجع: مائلة للغروب. قال:

أولاك قبائل كبنات نعش ... ضواجع ما يغرن مع النجوم

وقال رؤبة:

واستورد الغور سهيل ضاجعاً ... كالعسجديّ استورد الشرائعا

نسبة إلى فحل. وضجعت النجوم، وضجعت الشمس وضجعت: مالت للمغيب. قال حميد:

وعاوٍ عوي والليل مستحلس الندى ... وقد ضجعت للغور تالية النجم

وأضجع الرمح للطعن. قال امرؤ القيس:

وظل غلامي يضجع الرمح حوله ... لكل مهاة أو لأحقب سهوق

طويل. وأراك ضاجعاً إلى فلان: مائلاً إليه. ووقعوا على مضاجع الغيث: على مساقطه. وباتت الرياض مضاجع للغيث. واضطجع فلان في السجود إذا لم يتجاف، وكره ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن يسجد الرجل مضطجعاً أو متورّكاً. وفلان يحب الضجعة: الدعة والخفض. قال فضالة بن شريك:

وساهمت البعوث وساهموني ... ففاز بضجعة في الحيّ سهمى

وهو طيب المضاجع، وكريم المضاجع، كما يقال: كريم المفارش وهي النساء.
ضجع
ضجَعَ يَضجَع، ضَجْعًا وضُجوعًا، فهو ضاجِع
• ضجَع الشَّخصُ: وضع جنبَه على الأرض أو نحوِها لينام "ضجَع في ظلّ شجرة- ضجَع نهارًا". 

أضجعَ يُضجع، إضجاعًا، فهو مُضجِعٍ، والمفعول مُضْجَع
• أضجع الطِّفلَ: أنامه، وضع جنبه على الأرض أو نحوها "أضجع المريضَ/ المصابَ".
• أضجعه المرضُ: أرقده، ألزمه الفراشَ "أضجعه كسرٌ في ركبته".
• أضجع الشَّيءَ: خَفَّضه وأماله "أضجع القارئُ الأَلِفَ". 

اضَّجعَ يضَّجع، اضِّجاعًا، فهو مُضَّجِع
• اضَّجع الشَّخْصُ: اضطجع؛ ضجَع؛ استلقى، وضع جَنْبَه على الأرض أو نحوِها. 

اضطجعَ يضطجع، اضطجاعًا، فهو مُضطجِع
• اضطجع الشَّخصُ: ضجَعَ؛ اضَّجع؛ استلقى، وضع جنبه على الأرض أو نحوِها "اضطجع على الأرض- اضطجع في فِراشِه". 

ضاجعَ يضاجع، مُضاجَعةً، فهو مُضاجِع، والمفعول مُضاجَع
• ضاجع زوجَته: جامعها، نام بجوارها ° ضاجعه الهَمُّ: لازمَهُ. 

ضَجْع [مفرد]: مصدر ضجَعَ. 

ضُجَعَة [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ضجَعَ: كثير الضُّجوع أو الرُّقاد.
2 - كسلان. 

ضُجوع [مفرد]: مصدر ضجَعَ. 

ضجيع [مفرد]: ج ضُجَعاءُ: مَنْ يتقاسم الفِراشَ مع آخر، رفيق الفراش ° بئس الضَّجيع الجوعُ [مثل]: شرُّ ما يلازمك الجوعُ. 

مَضْجَع [مفرد]: ج مَضَاجِعُ:
1 - اسم مكان من ضجَعَ: فِراش؛ مكان النوم والــراحة "طاب مَضْجَعك- أقلق/ أخذ
 مَضجعَه- {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} - {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} " ° أقَضَّ الهَمُّ مَضْجَعه/ أقضَّ عليه الهَمُّ مَضْجَعه: حرمه النومَ، أقلقه، جعله لا يهنأ بالنوم- مضاجِعُ الغيث: مساقطه- هو طيِّب المضاجع/ هو كريم المضاجع: كناية عن النِّساء.
2 - اسم زمان من ضجَعَ: وقت النَّوم والــراحة "الظهيرة مَضْجَع العمَّال".
3 - موطن القتل المقدّر أزلاً " {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} ". 

ضجع

1 ضَجَعَ, aor. ـَ inf. n. ضَجْعٌ and ضُجُوعٌ, [He lay upon his side; or] he laid his side upon the ground; [and simply he lay; and he slept;] as also ↓ اِضْطَجَعَ, (S, Msb, K, TA,) which is also expl. as syn. with نَامَ, [which has the second and third of the meanings mentioned above,] and with اِسْتَلْقَى, [which has the third of those meanings,] (TA,) the ط being substituted for the ت of اِضْتَجَعَ, (Lth, S, Msb,) and ↓ اِضَّجَعَ, (S, Msb, K,) and ↓ اِلْطَجَعَ, (S, L, K, in the CK [erroneously]

اطَّجَعَ,) the ض in اضطجع being changed into ل, which is the letter nearest in sound thereto, because the combination of two such letters as ض and ط is disliked, (S, L,) the same change occurring in اِلْطِرَادٌ for اِضْطِرَادٌ, (Az, TA,) though this change is anomalous; (L;) and ↓ أَضْجَعَ likewise signifies the same as ضَجَعَ; (Msb;) [and] so does ↓ انضجع, (K, TA,) as quasi-pass. of the trans. verb اضجع. (TA.) b2: [And accord. to Freytag, it occurs in the Deewán of the Hudhalees as signifying He declined from the way.] b3: ضَجَعَ النَّجْمُ means (tropical:) [The star, or asterism, or the Pleiades,] inclined to setting; as also ↓ ضجّع, (K, TA,) inf. n. تَضْجيعٌ. (TA.) And ضَجَعَتِ الشَّمْسُ is a dial. var. of ↓ ضجّعت, (TA,) which means (tropical:) The sun approached the setting; (S, K, TA;) like ضَرَّعَت. (S, TA.) b4: ضَجَعَ فِى أَمْرِهِ (tropical:) He was, or became, weak in his affair; as also ↓ اضجع; and so ضَجِعَ, like فَرِحَ [in measure], on the authority of IKtt. (TA. [See also 2, and 5, and 6.]) And ضُجِعَ فِى رَأْيِهِ [not a mistranscription for ضَجِعَ, as is shown by its part. n., q. v.,] (tropical:) He was, or became, weak in his judgment, or opinion. (TA.) 2 ضَجَّعَ see above, in two places. b2: ضجّع فِى الأَمْرِ, (Mgh, K,) inf. n. تَضْجِيعٌ, (S,) (tropical:) He fell short of doing what was requisite, or due, in the affair; (S, Mgh, K, TA;) and was, or became, weak therein. (Mgh.) [See also ضَجَعَ فِى أَمْرِهِ, and see 5, and 6.] b3: Hence, التَّضْجِيعُ فِى النِّيَّةِ (assumed tropical:) The wavering, or vacillating, in intention, and not making it to take effect. (Mgh.) 3 ضاجعهُ, (S, TA,) inf. n. مُضَاجَعَةٌ, He lay upon his side, or simply he lay, or slept, with him. (TA.) And ضَاجَعَهَا, (Msb, TA,) inf. n. as above, (Msb,) He lay, or slept, with her, (Msb, TA,) namely, his girl, or young woman, (TA,) in, or on, one bed, (Msb,) or in one innermost garment. (TA.) b2: And hence, ضاجعهُ الهَمُّ (tropical:) Anxiety clave to him. (TA.) 4 أَضْجَعْتُهُ, (S, Msb, K,) inf. n. إِضْجَاعٌ, (TA,) I laid him upon his side; (S, * Msb;) I laid his side upon the ground. (K.) b2: And (tropical:) I lowered it, or depressed it, namely, a thing. (K, TA.) b3: اضجع الرُّمْحُ الطَّعْنَ (tropical:) [app. The spear made the thrusting to be in a downward direction]. (TA.) b4: اضجع جُوَالِقَهُ (assumed tropical:) He emptied his sack, it being full. (O, K.) b5: الإِضْجَاعُ in relation to the vowel-sounds is (tropical:) like الإِمَالَةُ and الخَفْضُ. (K, TA. [See arts. ميل and خفض.]) A2: See also 1, in two places.5 تضجّع فِى الأَمْرِ (tropical:) He held back in the affair, (S, K, TA,) and did not undertake it. (S, TA.) [See also 1, and 2, and 6.] b2: And تضجّع السَّحَابُ (tropical:) The clouds continued raining (أَرَبَّ) in the place. (S, K, TA.) 6 تضاجع عَنْ أَمْرِ كَذَا وَكَذَا (tropical:) He feigned himself unmindful, or heedless, of such and such an affair. (Z, TA.) [See also 1, and 2, and 5.]7 إِنْضَجَعَ see 1, first sentence.8 اِضْطَجَعَ, and its vars. اِضَّجَعَ and اِلْطَجَعَ: see 1, first sentence. b2: الاِضْطِجَاعُ فِى السُّجُودِ is (tropical:) The not drawing up the body from the ground in prostration [in prayer]; (Mgh, TA;) the contracting oneself, and making the breast to cleave to the ground, therein. (K, TA.) [See also its part. n., below.]

ضَجْعٌ [The species of glasswort, or kali, called]

غَاسُول, for [washing] clothes: n. un. with ة: (K:) accord. to IDrd, the gum of a certain plant, or a certain plant [itself], with which clothes are washed: (O:) of the dial. of El-Yemen: (TA:) and, (O, K,) accord. to Ed-Deenawaree, (O,) i. e. AHn, (TA,) a certain plant, (K,) resembling small cucumbers, (O, K, TA,) [or] in shape like asparagus, (TA,) but thicker (O, K, TA) in a great degree, (O, TA,) four-sided in the stalks, (O, K, TA,) and having in it an acidity (O, TA,) and a bitterness (مَرَارَة O) or a taste between sweet and sour (مَزَازَة TA): it is crushed (يُشْدَخُ O) or cut into slices (يشرح TA) and its juice is expressed into milk such as is termed رَائِب [q. v.], which in consequence becomes pleasant, (O, K, TA,) and somewhat biting to the tongue; and its leaves are put into sour milk, like as is done with the leaves of the mustard: (O, TA:) it is good as an aphrodisiac. (O, K, TA.) ضِجْعٌ (assumed tropical:) Inclination: (O, K:) so in the phrase ضِجْعُ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ (assumed tropical:) [The inclination of such a one is towards such a one], (O,) or إِلَىَّ [towards me]. (K.) ضَجْعَةٌ A single act of lying, upon the side or otherwise, or of sleeping: (IAth, O, * TA:) a sleep. (K, TA.) b2: And (tropical:) Weakness in judgment; (O, K, TA;) as also ↓ ضُجْعَةٌ. (K.) One says, فِى رَأْيِهِ ضَجْعَةٌ (tropical:) In his judgment is weakness. (O, TA.) b3: And (tropical:) Ease; repose; freedom from trouble or inconvenience, and toil or fatigue; as also ↓ ضُجْعَةٌ. (TA.) ضُجْعَةٌ One whom people often lay upon his side [or throw down]. (K, TA.) b2: [And app., One who lays others on the side, or prostrates them; as is implied by what here follows.] b3: (assumed tropical:) A disease: (K, TA:) because it lays the man upon his bed. (TA.) b4: See also ضَجْعَةٌ, in two places. b5: And see ضُجَعَةٌ.

ضِجْعَةٌ A mode, or manner, of lying upon the side [or in any posture], (S, O, Msb, K,) or of sleeping. (TA.) b2: And (assumed tropical:) Sluggishness, laziness, or indolence. (K, TA.) b3: Also, for ذَاتُ ضِجْعَةٍ, (assumed tropical:) A bed. (JM. [See also مَضْجَعٌ.]) It is said in a trad. that the ضِجْعَة of the Apostle of God was of skins, (IAth, JM, TA,) stuffed with fibres of the palm-tree: (IAth, TA:) meaning his bed. (JM.) ضَجَعَةٌ a gen. n. (O, K) in the sense of اِضْطِجَاعٌ [i. e. The act of lying upon the side, or in any manner; and of sleeping]. (O.) ضُجَعَةٌ, (S, O, K,) and, accord. to the K, ↓ ضُجْعَةٌ, but this [as an epithet] has the meaning first assigned to it above, (TA,) and ↓ ضُجْعِيَّةٌ and ↓ ضِجْعِيَّةٌ and ↓ ضُجْعِىٌّ and ↓ ضِجْعِىٌّ, (O, K,) the last two [in the CK, erroneously, ضُِجْعَى, but] like قُعْدِىٌّ and قِعْدِىٌّ, (O,) and ↓ ضَاجعٌ, (K,) [or this last is a simple part. n.,] (tropical:) A man who lies upon his side [or in any manner, or sleeps,] much, or often: (S, O, K, TA:) sluggish, lazy, or indolent: (S and O in explanation of the first, and K in explanation of all:) or who keeps to the house or tent; seldom, or never, going forth; nor rising and speeding to do a generous deed: or impotent and stationary: (K, TA:) [or,] accord. to IB, ↓ ضَاجِعٌ and ↓ ضُجْعِىٌّ and ↓ ضِجْعِىٌّ signify one who is content with his poverty, and betakes himself to his house or tent. (TA.) ضُجْعِىٌّ and ضِجْعِىٌّ: see each in two places in the next preceding paragraph.

ضُجْعِيَّةٌ and ضِجْعِيَّةٌ: see ضُجَعَةٌ.

ضَجُوعٌ A water-skin (قِرْبَةٌ) that makes the drawer of water to lean by reason of its heaviness. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: A wide دَلْو [or leathern bucket]; (Ibn-'Abbád, O, K;) as also ↓ ضَاجِعَةٌ. (Ibn-'Abbád, O.) b3: (tropical:) A cloud (سَحَابَةٌ) slow by reason of the abundance of its water. (IDrd, O, K, TA.) b4: A well (بِئْرٌ) hollowed in the sides, the water having eaten its interior. (AA, O, K. *) b5: A she-camel that pastures aside. (A'Obeyd, O, K.) b6: A wife contrarious to the husband. (Ibn-'Abbád, O, K. [See also أَضْجَعُ.]) b7: and (tropical:) A man weak in judgment; (IDrd, O, K;) as also ↓ مَضْجُوعٌ. (K.) ضَجِيعٌ [A bedfellow]. ضَجِيعُكَ means He who lies, or sleeps, with thee; (S, O, Msb;) i. q. ↓ مُضَاجِعُكَ; (K;) which latter is likewise applied to a female; as also ضَجِيعَةٌ: and you say, هُوَ ضَجِيعُهَا meaning He is he who lies, or sleeps, with her in one innermost garment; and هِىَ ضَجِيعَتُهُ She is she who so lies, or sleeps, with him. (TA.) And [hence] one says, بِئْسَ الضَّجِيعُ الجُوعُ (tropical:) [Very evil is the bedfellow, hunger]. (TA.) ضَاجِعٌ Lying upon his side [or in any manner; and sleeping; see its verb]; (S, Msb, K;) as also ↓ مُضْطَجِعٌ (TA) and ↓ مُضْجِعٌ. (Msb.) See also ضُجَعَةٌ, in two places. b2: (tropical:) Stupid, foolish, or unsound in intellect: (IAar, O, K, TA:) because of his impotence, and his cleaving to his place. (TA.) b3: دَلْوٌ ضَاجِعَةٌ A leathern bucket that is full, (IAar, ISk, O, K,) so that it leans in rising from the well by reason of its heaviness. (ISk, O, K.) See also ضَجُوعٌ. b4: And ضَاجِعٌ (tropical:) A star inclining to setting: pl. ضَوَاجِعُ: (O, K, TA:) [or] الضَّوَاجِعُ signifies [or signifies also] the fixed stars. (Ham p. 364.) b5: and (tropical:) Inclining as in the saying أَرَاكَ ضَاجِعًا إِلَى فُلَانٍ (tropical:) [I see thee inclining towards such a one]. (O, TA.) b6: And (assumed tropical:) A place of bending of a valley: pl. ضَوَاجِعُ. (O, K.) b7: Also, applied to a beast, (assumed tropical:) Worthless; in which is no good. (TA.) [But]

b8: غَنَمٌ ضَاجِعَةٌ means Numerous sheep or goats; as also ↓ ضَحْعَآءُ. (Fr, S, O, K.) b9: And إِبِلٌ ضَاجِعَةٌ and ضَوَاجِعُ (assumed tropical:) Camels keeping to the plants called حَمْض; remaining among them. (TA.) ضَاجِعَةٌ as a subst. i. q. مَصَبُّ وَادٍ; (AA, T, O, K, TA; [app. meaning The place where the water flows into it, of a valley; for] Az adds, in the T, as though it were a رَحَبَة, [see رَحَبَةُ الوَادِى

in art. رحب,] then, afterwards, it takes a straight direction, and becomes a valley (وَادٍ): pl. ضَوَاجِعُ. (TA.) b2: ضَوَاجِعُ [which is like wise pl. of ضَاجِعٌ] also signifies [Hills such as are called] هِضَاب [pl. of هَضْبَةٌ]; (S, O, K;) and is said to have no sing. [in this sense]: occurring in a verse of En-Nábighah Edh-Dhubyánee: (S:) but ISk says that, in this instance, it is the name of a certain place. (O.) أَضْجَعُ الثَّنَايَا (tropical:) Having the central incisors inclining; (O, K, TA;) applied to a man: (O:) pl. ضُجْعٌ. (TA.) b2: And أَضْجَعُ signifies also Contrarious to his wife. (O, K. [See also ضَجُوعٌ.]) b3: For a meaning of its fem., ضَجْعَآءُ, see ضَاجِعٌ, last sentence but one.

مَضْجَعٌ A place in which, or on which, one lies upon his side [or in any manner, or sleeps]; (O, Msb, K;) as also ↓ مُضْطَجَعٌ: (O, K:) [a bed; and the like:] pl. مَضَاجِعُ: (Msb, TA:) which means sometimes places of sleep, or of passing the night: (Bd in iv. 38:) and beds; or other things spread upon the ground to lie upon. (Jel ibid., and Bd in xxxii. 16.) b2: [Hence] the pl. is used as meaning (assumed tropical:) Wives, or women: so in the saying, هُوَ طَيِّبُ المَضَاجِعِ i. e. (assumed tropical:) He has well-born wives or women; like كَرِيمُ المَفَارِشِ. (TA.) b3: and مَضَاجِعُ الغَيْثِ means (tropical:) The places of falling of rain. (O, K, TA.) One says, بَاتَتِ الرِّيَاضُ مَضَاجِعَ لِلْغَيْثِ (tropical:) [The meadows were during the night places of the falling of rain]. (A, TA.) مُضْجِعٌ: see ضَاجِعٌ, first sentence.

مَضْجُوعٌ: see ضَجُوعٌ, last sentence.

مُضَاجِعٌ: see ضَجِيعٌ مُضْطَجَعٌ: see مَضْجَعٌ. b2: It is also used as an inf. n. (Har p. 664.) مُضْطَجَعٌ: see ضَاجِعٌ, first sentence. b2: [It is said that] صَلَّى مُضْطَجِعًا means (tropical:) He prayed lying upon his right side, [or app., inclining towards that side,] facing the Kibleh. (TA. [But see 8.])
ضجع
الضَّجْعُ: غاسُولٌ لِلثِّيابِ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: هُوَ صَمْغُ نَبْتٍ، أَو نَبْتٌ تُغْسَلُ بِهِ الثِّيابُ، لغةٌ يَمانِيَةٌ، الواحدَةُ بهاءٍ. قَالَ أَبو حنيفةَ: الضَّجْعُ: نَباتٌ كالضَّغابيسِ، فِي خِلْقَةِ الهِلْيَوْنِ، إلاّ أَنَّه أَغلَظُ كثيرا مُرَبَّعُ القُضبانِ، وَفِيه حُموضَةٌومَرَارَةٌ، يُؤْخَذُ فيُشْدَخُ، ويُعصَرُ ماؤُه فِي اللَّبَنِ الرَّائبِ فيَطيبُ، ويُحدِثُ فِيهِ لذْعَ اللِّسانِ قَلِيلا، ويُجْعَلُ ورَقُه فِي اللَّبَنِ الحازِرِ، كَمَا يُفعَلُ بورَقِ الخَرْدَلِ، جَيِّدٌ للباءَةِ، قَالَ: وأَنشدَ بعضُ الأَعرابِ لِشاعِرٍ من أَهلِ القَرارِ يَعيبُ أَهْلَ البَدْوِ:
(وَلَا تَأْكُلِ الخَوْشانَ خَوْدٌ كَريمَةٌ ... وَلَا الضَّجْعَ إلاّ مَنْ أَضَرَّ بهِ الهَزْلُ)
ضِجْعٌ، كعِنَبٍ: ع، قَالَ أَبو محمَّد الفَقْعَسِيُّ: وَقيل: عُكّاشَةُ بنُ أَبي مَسْعَدَةَ:
(فالضَّارِبِ الأَيْسَرِ من حَيْثُ ضَلَعْ ... بهَا المَسيلُ ذاتَ كَهْفٍ فضِجَعْ)
وضَجَعَ، كمَنَعَ، ضَجْعاً، وضُجوعاً، بالضَّمِّ: وضَعَ جَنْبَه بالأَرضِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ: فَهُوَ ضاجِعٌ، وقَلَّما يُستَعمَلُ، كانْضَجَعَ، وَمِنْه حديثُ عُمَر: جَمَعَ كُومَةً من رَمْلٍ فانْضَجَعَ عَلَيْهَا، وَهُوَ مُطاوِعُ أَضْجَعَهُ فانِضَجَعَ، نَحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ، وَفِي حديثِ لُقمانَ بنِ عادٍ: إِذا انْضَجَعْتُ لَا أَجْلَنْظِي. واضْطَجَعَ اضْطِجاعاً، فَهُوَ مُضْطَجِعٌ: نامَ، وقِيل: اسْتَلْقَى ووَضَعَ جَنبَهُ بالأَرضِ.
قَالَ الليثُ: كَانَت هَذِه الطَّاءُ تَاء فِي الأَصلِ، ولكنَّه قَبُحَ عندَهُم أَن يَقُولُوا: اضْتَجَعَ، فأَبدَلوا التَّاءَ طاءً، وَله نظائرُ مَذكورَةٌ فِي مَحلِّها. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَفِي افْتَعَلَ مِن ضَجَعَ لُغتانِ: من العرَبِ مَنْ يَقلِبُ التَّاءَ طاءً، ثمَّ يُظْهِرُ البدَلَ، فَيَقُول: اضْطَجَعَ، وَمِنْهُم من يُدغِمُ، فَيَقُول: اضَّجَعَ، فيُظهِرُ الأَصلِيَّ. قلتُ: أَدغمَ الضَّادَ فِي التّاءِ فجعلَها ضاداً شَدِيدَة على لغةِ مَن قَالَ: مُصَّبِرٌ فِي مُصْطَبِرٍ، ثمَّ قَالَ: وَلَا يُقال: اطَّجَعَ، لأَنَّهُم لَا يُدغِمونَ الضَّادَ فِي الطَّاءِ. قَالَ المازِنِيُّ: إنَّ بعضَ العرَبِ يَكرَهُ الجَمْعَ بينَ حرفين مُطبَقينِ، فَيَقُول: الْطَجَعَ، ويُبدِلُ مكانَ الضَّادِ أَقرَبَ الحُروفِ إِلَيْهَا، وَهِي اللَّام. زَاد فِي اللسانِ: وَهُوَ شاذٌّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: ورُبَّما أَبدَلوا اللامَ ضاداً، كَمَا أَبدَلوا الضَّادَ لاماً، قَالَ بعضُهُم: الْطِرادٌ واضْطِرادٌ، لِطِرادِ الخَيْلِ وأَنشدَ الصَّاغانِيّ قَول الرَّاجِزِ:
(يَا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ ... تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِلَيْهِ واجْتَمَعْ)

(لمّا رأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ ... مالَ إِلَى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ)
والمَضْجَع، كمَقعَدٍ: مَوضِعُه، والجَمْعُ: المَضاجِعُ، قَالَ الله تَعَالَى: تَتجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ)
المَضاجِعِ قيل: لِصلاةِ العِشاءِ الأَخيرَةِ، وَقيل: للتَهَجُّدِ، وَقيل: لِصلاةِ الفَجْرِ، وَهَذِه التَّفاسيرُ عَن ابنِ عّبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا، كالمضطجع، قَالَ الأَعشَى يُخاطِبُ ابنتَه:
(عليكِ مثلُ الَّذِي صَلَّيْتِ فاغْتَمِضي ... نَوماً فإنَّ لِجَنْبِ المَرءِ مُضْطَجَعا)
أَي: مَوضِعاً يُضْطَجَعُ عَلَيْهِ إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً على يَمينِه. قَالَ أَبو محمَّد الأَسوَدُ: المَضْجَع: د، فِيهِ بُرُوثٌ بِيضٌ لِبَني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ، ويُقال لَهُ: المَضاجِعُ أَيضاً، قَالَ أَبو زيادٍ الكِلابِيُّ فِي نوادرِهِ: خَيرُ بلادِ أَبي بَكرِ بنِ كِلابٍ المَضاجِعُ، وأَنشدَ:
(كِلابِيَّةٌ حَلَّتْ بنَعمانَ حَلَّةً ... ضَرِيَّةُ أَدْنى دارِها فالمَضاجِعُ)
الضَّجُوعُ، كصَبورٍ: القِرْبَةُ، تَميلُ بالمُسْتَقي ثِقَلاً، عَن ابْن عَبّادٍ. الضُّجوعُ: مَوضِعٌ، وقِيلَ: رَحْبَةٌ لهُم، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لِبَني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لِعامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ:
(لَا تَسْقِني بيَدَيكَ إنْ لَمْ أَغْتَرِفْ ... نَعَمَ الضَّجوعِ بغارَةٍ أَسرابِ)
وَقَالَ الصَّاغانِيّ: البيتُ للَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ، والرِّوايَةُ: إنْ لم أَلتَمِسْ، وَقَالَ غيرُهما: الضَّجوعُ: رَمْلَةٌ بعَينِها مَعروفَةٌ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(أَمِنْ آل لَيلى بالضَّجُوعِ وأَهلُنا ... بنَعفِ اللِّوَى أَو بالصُّفَيَّةِ عِيرُ)
هَكَذَا نسبَه لَهُ الصَّاغانِيُّ، وَقَالَ أَبو محمَّد الأَخفَشُ: القصيدَةُ ليسَت لهُ، وإنَّما هِيَ لمالِكِ بنِ الحارِث، كَذَا فِي شرحِ الدِّيوانِ. الضَّجوع: الدَّلْوُ لواسِعَةُ، عَن ابنِ عبّادٍ. قَالَ: الضَّجوعُ أَيضاً: المَرأَةُ المُخالِفَةُ للزَّوْجِ. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الضَّجوع: الضَّعيفُ الرَّأْيِ، وَهُوَ مَجاز كالمَضْجوع، وَقد ضُجِعَ فِي رأْيِهِ. الضَّجوعُ: السَّحابَةُ البطيئةُ لِكَثْرَة مَائِهَا، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ أَبو عُبَيدٍ: الضَّجوعُ: النّاقَةُ الَّتِي تَرعى ناحِيَةً. قَالَ أَبو عَمروٍ: الضَّجوعُ: البئرُ الدَّحُولُ، أَي ذاتُ تَلَجُّف، إِذا أَكَلَ الماءُ جِرابَها. الضُّجوعُ، بضَمِّ الضَّادِ: حَيٌّ من بَني عامِرٍ، نَقله الأَزْهَرِيُّ. الضِّجْعَةُ، بالكَسرِ: الكَسَلُ وعدَمُ النُّهوضِ. الضِّجْعَةُ أَيضاً: هيئةُ الاضْطِجاعِ، وَهُوَ النَّومُ، كالجِلسَةِ من الجُلوسِ، يُقال: فُلانٌ حَسَنُ الضِّجْعَةِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَمّا الحديثُ: كَانَت ضِجْعَةُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَدَماً حَشْوُها لِيفٌ، فتقديرُه: كَانَت ذاتُ ضِجْعَتِه، أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشُ أَدَمٍ حَشوُها لِيفٌ. قَالَه ابنُ الأَثيرِ. قَالَ الليثُ: يُقال: فلانٌ يحِبُّ الضَّجَعَةَ، بالتَّحريك: اسمُ الجِنسِ، وبالفتح، المَصدَرُ بِمَعْنى الرَّقْدَةِ، وَفِي النِّهايَةِ: الضَّجْعَةُ، بِالْفَتْح للمَرَّة الواحِدَة. منَ المَجاز: الضُّجْعَةُ، بالضَّمِّ: الوَهَنُ فِي الرَّأْي، يُقال: فِي رأْيِهِ ضُجْعَةٌ، ويُفتَحُ. الضُّجْعَةُ: المَرَضُ، لأَنَّه) يُضْجِعُ الإنسانَ على فِراشِه. الضُّجْعَةُ: من يُضْجِعُه النّاسُ كثيرا، كالسُّخْرَةِ، بِمَعْنى المَسخورِ.
وضَجيعُكَ: مُضاجِعُكَ، والأُنثى ضَجيعٌ وضَجيعَةٌ، قَالَ قيسُ بنُ ذَريحٍ:
(لَعَمري لَمَن أَمسى وأَنتِ ضَجيعُهُ ... مِمَّن النّاسِ مَا اخْتِيرَتْ عليهِ المَضاجِعُ)
وأَنشدَ ثعلَبٌ:
(كُلُّ النِّساءِ على الفِراشِ ضَجيعَةٌ ... فانْظُرْ لِنَفسِك بالنَّهارِ ضَجيعا)
والضَّاجِعُ: وادٍ يَنحَدِرُ من ثُجْرَةِ دَرٍّ، ودَرٌّ: ثُجْرَةٌ كثيرَةُ السَلَمِ بأَسفَلِ حَرَّةِ بني سُلَيْمٍ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(سَقى الكُدْرَ فاللَّعْباءَ فالبُرْقَ فالحِمى ... فلَوْذَ الحَصى مِنْ تَغْلَمَيْنِ فأَظْلَما)

(فأَرْوَى جَنوبَ الدَّوْنَكَيْنِ فضاجِعاً ... فدَرَّ فأَبْلى صادِقَ الوَدْقِ أَسْحَما)
الضاجِعُ: مُنحَنى الْوَادي، ج: ضَواجِعُ، كَمَا فِي العُبابِ. منَ المَجاز: الضّاجِعُ: الأَحمَقُ، عَن ابنِ الأَعرابيِّ، سُمِّيَ لِعَجزه ولُزومِه مكانَه. منَ المَجاز أَيضاً: الضاجِعُ: النَّجْمُ المائلُ للمَغيبِ، وَقد ضَجَعَ، كمَنَعَ، إِذا مالَ للغروبِ، كَذَا ضَجَّعَ تَضْجيعاً، وَهُوَ مَجاز. والضَّواجِعُ: الجَمْعُ، قَالَ الشّاعِرُ:
(على حِين ضَمَّ اللَّيْلُ من كلِّ جانبٍ ... جَناحَيهِ وانْصَب النُّجُومُ الضَّواجِعُ)
وَقَالَ آخَر:
(أُلاكَ قَبائلٌ كبَناتِ نَعْشٍ ... ضَواجِعُ لَا يَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ)
أَي ثَوابِتُ لَا يَنتقِلْنَ. الضَّواجِعُ: الهِضابُ، كَمَا فِي الصِّحاح والعباب، وَفِي التَّهذيبِ: الضَّواجِعُ: مَصابُّ الأَودِيَةِ، واحِدُها ضاجِعَةٌ، كأَنَّ الضّاجِعَةَ رَحْبَةٌ ثُمَّ تستقيمُ بعدُ، فتَصيرُ وادِياً. المَضاجِعُ: ع، بعينِه، وَبِه فَسَّرَ ابنُ السِّكِّيت قولَ النّابغَةِ:
(وعِيدُ أَبي قابوسَ فِي غيرِ كُنهِهِ ... أَتاني ودُوني رَاكِسٌ فالضَّواجِعُ)
وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ المِصراعَ الأَخيرَ، وزادَ: يُقَال: لَا واحِدَ لَهَا. منَ المَجاز: مَضاجِعُ الغَيْثِ: مَساقِطُه، يُقَال: باتَت الرِّياضَ مَضاجِعَ للغَيْثِ، كَمَا فِي الأَساسِ. يُقال: رَجُلٌ ضاجِعٌ وضُجْعَةٌ، بالضمِّ، وضُجَعَةٌ، كهُمَزَةٍ، وضُجعِيَّةٌ وضُجْعِيٌّ، بكَسرهما وضَمِّهِما، وكذلكَ قِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ: كثيرُ الاضْطِجاعِ، أَي النَّوْمِ. وَقيل: كَسْلانُ، وَهُوَ مَجازٌ أَو لازِمٌ للبيتِ، لَا يكادُ يَخرُجُ مِنْهُ وَلَا يَنهَضُ لِمَكرُمَةٍ، أَو عاجِزٌ مُقيمٌ، وَفِي كُلِّ ذلكَ مَجازٌ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: وَيُقَال: لِمَنْ رَضِيَ بفَقره، وَصَارَ إِلَى بيتِه: الضَّاجِعُ والضِّجْعِيُّ، لأَنَّ الضَّجْعَةَ: خَفْضُ العَيشِ. ثُمَّ إنَّ المُصنِّفَ سَاوَى بينَ)
الضُّجْعَةِ، بالضَّمِّ، وبينَ الضُّجَعَةِ، كهُمَزَةٍ، والصّوابُ أَنَّ الضُّجْعَةَ، بالضَّمِّ: مَن يُضْجِعُه النّاسُ كثيرا، كَمَا مَرَّ للمصنِّف قَرِيبا، وكهُمزَة: هُوَ الْكثير الِاضْطِجَاع إِلَى آخِر مَا ذَكَرَ، وَقد مَرَّ تحقيقُ هَذَا البحثِ فِي خدع فراجِعْه. والضَّاجِعَةُ: الغَنَمُ الكثيرَةُ، كالضَّجْعاءِ، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الفَرَّاءِ، يُقال: غَنَمٌ ضاجِعَةٌ. الضَّاجِعَةُ: مَصَبُّ الْوَادي، عَن أَبي عَمروٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: كأَنَّها رَحَبَةٌ، ثمَّ تستقيمُ بعدُ، فتصيرُ وادِياً، كَمَا تقدَّم. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الضَّاجِعَةُ: المُمْتلئة من الدِّلاءِ، زادَ ابنُ السِّكِّيتِ: حتّى تَميلَ فِي ارتفاعِها من البئرِ، لِثِقَلِها، وأَنشدَ لبعضِ الرُّجَّازِ يصفُ دَلواً:
(إنْ لَمْ تَجِئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ ... ضاجِعَةً تَعدِلُ مَيْلَ الدَّفِّ)

(إِذا فَلَا آبَتْ إِلَى كَفِّي ... أَو يُقطَعَ العِرْقُ من الأَلَفِّ)
منَ المَجاز: أَراكَ ضاجِعاً إِلَى فُلانٍ، أَي مائلاً. ويُقال: ضِجْعُ فلانٍ إلَيُّ، بالكَسر، أَي مَيلُه، كقولِك: صِغْوُه إِلَيْهِ. هُوَ أَضْجَعُ الثَّنايا: مائلُها، والجَمْعُ: الضُّجْعُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً.
والأَضْجَعُ أَيضاً: المُخالِفُ لامْرأَتِه، وَهِي ضَجوعٌ، كَمَا تقدَّم. وأَضْجَعْتُه إضْجاعاً: وضَعْتُ جَنبَه بالأَرضِ، فانْضَجَعَ. قَالَ الليثُ: أَضْجَعْتُ الشيءَ، أَي خَفَضْتُه، وَهُوَ مَجاز. أَضْجَعَ جُوالِقَهُ: كَانَ مُمتلئاً ففَرَّغَه، وَمِنْه قَول الرَّاجِزِ: تُعْجِلُ إضْجاعَ الجَشِيرِ القاعِدِ والجَشيرُ: الجُوالِقُ، والقاعِدُ: المُمتلئُ. منَ المَجاز: الإضْجاعُ فِي القوافي: كالإكفاءِ، أَو كالإقواءِ، قَالَ رُؤْبَةُ يصفُ الشِّعرَ: والأَعوَجُ الضَّاجِعُ من إقْوائها ويُرْوَى: من إكفائها، وخصَّصَ بِهِ الأَزْهَرِيّ الإكفاءَ خاصَّةً، وَلم يذكُرِ الإقواءَ، وَقَالَ: هُوَ أَنْ يَختلِفَ إعرابُ القَوافي، يُقال: أَكفاَ وأَضْجَعَ، بِمَعْنى واحِدٍ. الإضْجاعُ فِي بَاب الحَركاتِ كالإمالَة والخَفضِ، وَهُوَ مجازٌ أَيضاً، يُقَال: أَضْجَعَ الحَرْفَ، أَي أَمالَه إِلَى الكَسرِ. والاضْطِجاعُ فِي السُّجودِ: أَن يَتضامَّ ويُلْصِقَ صدرَه بالأَرضِ وَلم يَتجافَ، وَهُوَ مَجاز، وَإِذا قَالُوا: صَلَّى مُضْطَجِعاً، فمَعناهُ: أَن يَضْطَجِعَ على شِقِّه الأَيمَنِ مَستقبلاً القِبلَةَ. وتَضَجَّعَ فلانٌ فِي الأَمرِ، إِذا تَقَعَّدَ وَلم يَقُمْ بِهِ، نَقله الجَوْهَرِيّ وَهُوَ مَجاز. تضَجَّعَ السَّحابُ: أَرَبَّ بالمَكانِ، نَقله الجَوْهَرِيّ أَيضاً، وَهُوَ مَجاز أَيضاً. ضَجَّعَتِ الشَّمْسُ وضَرَّعَتْ: دَنَتْ للمَغيبِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِمَّا يُستدرَكُ)
عَلَيْهِ: ضاجَعَه مُضاجَعَةً: اضطجَعَ مَعَه، وخَصَّصَ الأَزْهَرِيُّ هُنَا، فَقَالَ: ضاجَعَ الرَّجُلُ جارِيَتَه، إِذا نامَ مَعهَا فِي شِعارٍ واحِدٍ، وَهُوَ ضَجيعُها، وَهِي ضَجيعَته، وبئسَ الضَّجيعُ الجوعُ، وَهُوَ مَجاز. وضاجَعَهُ الهَمُّ، على المَثَلِ، يَعنونَ بذلكَ مُلازَمَتَه إيّاهُ، قَالَ الشّاعرُ: (فلَمْ أَرَ مثلَ الهَمِّ ضاجَعَهُ الفَتى ... وَلَا كسوادِ اللَّيلِ أَخفَقَ صاحِبُه)
ويُروَى مثلَ الفَقْرِ أَي هَمِّ الفَقْرِ. والضَّجْعَةُ والضُّجْعَةُ، بِالْفَتْح والضَّمِّ: الخَفِضُ والدَّعَةُ، وَهُوَ مَجاز، يُقَال: هُوَ يُحِبُّ الضَّجْعَةَ. قَالَ الأَسدِيُّ:
(وقارَعْتُ البُعوثَ وقارَعوني ... ففازَ بضَجعةٍ فِي الحَيِّ سَهمي)
وضَجَعَ فِي أَمرِه، وأَضْجَعَ، وهَنَ، وكذلكَ ضَجِعَ، كفَرِحَ، عَن ابنِ القَطَّاعِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَيُقَال: تَضاجَعَ فلانٌ عَن أَمرِ كَذَا وَكَذَا، إِذا تغافَلَ عَنهُ، نَقله الجَوْهَرِيّ والزّمخشريُّ، وَهُوَ مَجازُ.
والضَّاجِعُ من الدَّوابِّ: الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ. وإبِلٌ ضاجِعَةٌ وضواجِعُ: لازِمَةٌ للحَمْضِ، مُقيمَةٌ فِيهِ.
وضَجَعت الشَّمسُ، بالتَّخفيفِ: لغةٌ فِي ضَجَّعَت، بالتَّشديد. وبَنو ضِجعانَ، بالكَسر: قبيلةٌ من العرَبِ، كَمَا فِي التَّكملَةِ واللِّسان. منَ المَجاز: أَضْجَعَ الرُّمْحَ للطَّعنِ. وَهُوَ طَيِّبُ المَضاجِعِ، أَي كَريمُها، كَمَا يُقال: كريمُ المَفارِشِ، وَهِي النِّساءُ. والضَّجاعِيُّون، بِالْفَتْح مُخَفَّفاً: بَطْنٌ باليَمَنِ.

ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً

وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ

اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ؛ قال ابن المظفر: كانت هذه الطاء تاء في الأَصل

ولكنه قبح عندهم أَن يقولوا اضتجع فأَبدلوا التاء طاء، وله نظائر هي

مذكورة في مواضعها. واضْطَجَع: نام وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.

وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛

فأَما قول الراجز:

لَمَّا رَأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ،

مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ

فإِنه أَراد قاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضاد لاماً، وهو شاذ، وقد روي:

فاضْطَجَع، ويروى: فاطَّجَعَ، على إِبدال الضاد طاء ثم إِدْغامِها في الطاء،

ويروى أَيضاً: فاضّجع، بتشديد الضاد، أَدغم الضاد في التاء فجعلهما ضاداً

شديدة على لغة من قال مُصَّبِر في مُصْطَبِر، وقيل: لا يقال اطّجَعَ لأَنهم

لا يدغمون الضاد في الطاء، وقال المازني: إِن بعض العرب يكره الجمع بين

حرفين مطبقين فيقول الْطجع ويبدل مكان الضاد أَقرب الحروف إِليها وهو

اللام، وهو نادر؛ قال الأَزهري: وربَّما أَبدلوا اللامَ ضاداً كما أَبدلوا

الضادَ لاماً، قال بعضهم: الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الخيل. وفي الحديث

عن مجاهد أَنه قال: إِذا كان عند اضْطِراد الخيلِ وعند سَلِّ السيوفِ

أَجْزَأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيراً؛ فسره ابن إِسحق الْطِراد، بإِظهار

اللام، وهو افْتِعالٌ من طِرادِ الخيل وهو عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء

الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً، وهذا الحرف ذكره ابن الأَثير

في حرف الضاد مع الطاء، واعتذر عنه بأَن موضعه حرف الطاء وإِنما ذكره هنا

لأَجل لفظه. وإِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مثل الجِلْسةِ والرِّكْبة. ورجل

ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.

وقد أَضْجَعَه وضاجَعَه مُضاجَعَة: اضْطَجَعَ معه، وخصّص الأَزهري هنا

فقال: ضاجَعَ الرجلُ جاريته إِذا نام معها في شِعار واحد، وهو ضَجِيعُها

وهي ضَجِيعَتُه. والضَّجِيعُ: المُضاجِعُ، والأُنثى مُضاجِع وضَجِيعة؛ قال

قيس بن ذَزيح:

لَعَمْرِي، لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه

من الناسِ، ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ

وأَنشد ثعلب:

كُلُّ النِّساءِ على الفراش ضَجِيعةٌ،

فانْظُرْ لنفسك بالنّهار ضَجِيعا

وضاجَعَه الهَمُّ على المثل: يَعْنون بذلك مُلازمَته إِياه؛ قال:

فلم أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتى،

ولا كَسَوادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ

ويروى: مِثْلَ الفقر أَي مثل هَمّ الفقر.

والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ. والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله

عز وجل: تَتَجافى جُنُوبهم عن المَضاجِعِ؛ أَي تَتَجافى عن مضاجِعِها

التي اضْطَجَعَتْ فيها. والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره

بالأَرض، وإِذا قالوا صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه أَن يَضْطَجع على شِقِّه

الأَيمن مستقبلاً للقبيلة؛ وقول الأَعشى يخاطب ابنته:

فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا

أَي مَوْضِعاً يَضْطَجِعُ عليه إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً على يمينه. وفي

الحديث: كانت ضِجْعةُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، أَدَماً حَشْوُها ليفٌ؛

الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس،

وبفتحها المرّة الواحدة، والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام

مضاف محذوف تقديره كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ

حَشْوُها لِيفٌ. وفي حديث عمر: جَمَعَ كُومةً من رَمْل وانْضَجَع عليها؛

هو مُطاوِعُ أَضْجَعه فانْضَجَعَ نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ

وأَطْلَقْتُه فانْطَلَقَ. والضَّجْعَةُ: الخَفْضُ والدَّعةُ؛ قال

الأَسدي:وقارَعْتُ البُعُوثَ وقارَعُوني،

فَفاز بِضَجْعةٍ في الحَيِّ سَهْمِي

وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه.

والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه. وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ

وأَضْجَعَ: وَهَنَ.

والضَّجُوعُ: الضَّعِيفُ الرأْي ورجل ضُجَعةٌ وضاجِعٌ وضِجْعِيٌّ

وضُجْعِيٌّ وقِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ: عاجز مقيم، وقيل: الضُّجْعةُ والضُّجْعِيّ

الذي يلزم البيت ولا يكاد يَبْرَحُ منزله ولا يَنْهَضُ لِمَكْرُمةٍ.

وسحابةٌ ضَجُوعٌ: بَطِيئة من كثرة مائها. وتَضَجَّعَ السَّحابُ: أَرَبَّ

بالمكان. ومَضاجِعُ الغَيْث: مَساقِطُه. ويقال: تَضاجَعَ فلان عن أَمر كذا

وكذا إِذا تَغافَلَ عنه، وتَضَجَّعَ في الأَمر إِذا تَقَعَّدَ ولم يَقُمْ به.

والضَّاجِعُ: الأَحْمقُ لعجزه ولُزُومِه مكانَه، وهو من الدوابِّ الذي

لا خير فيه. وإِبل ضاجِعةٌ وضَواجِعُ: لازمة للحَمْضِ مُقِيمة فيه؛ قال:

أَلاكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ،

ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ قال ابن برِّيّ: ويقال لمن رَضِيَ

بِفَقْره وصار إِلى بيته الضَّاجِعُ والضِّجْعِيّ لأَن الضَّجْعةَ خَفْضُ

العيش؛ وإِلى هذا المعنى أَشار القائل بقوله:

أَلاكَ قَبائلُ كَبَناتِ نَعْشٍ،

ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مع النُّجُومِ

أَي مقيمة لأَنَّ بنات نَعْشٍ ثوابِتُ فهنّ لا يَزُلْنَ ولا ينتقلن.

وضَجَعَت الشمسُ وضَجَّعَتْ وخَفَقَتْ وضَرَّعَتْ: مالت للمَغِيب، وكذلك

ضَجَعَ النجم فهو ضاجِعٌ، ونُجُومٌ ضَواجِعٌ؛ قال:

على حِينَ ضَمَّ الليْلُ منْ كُلِّ جانِبٍ

جَناحَيْهِ، وانْصَبَّ لنُّجُومُ الضَّواجِعُ

ويقال: أَراك ضاجعاً إِلى فلان أَي مائلاً إِايه. ويقال: ضِجْعُ فلان إِلى

فلان كقولك صِغْوُه إِليه. ورجلٌ أَضْجَعُ الثنايا: مائِلُها، والجمع

الضُّجْع. والضَّجُوعُ من الإِبل: التي تَرْعى ناحية. والضَّجْعاءُ

والضَّاجِعةُ: الغنم الكثيرة. وغنم ضاجِعةٌ: كثيرة. ودَلْوٌ ضاجِعةٌ:

مُمْتَلِئةٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ضاجِعةً تَعْدِلُ مِيْلَ الدَّفِّ

وقيل: هي الملأَى التي تَمِيلُ في ارْتِفاعِها من البئْرِ لثقلها؛ وأَنشد

لبعض الرُّجَّاز:

إِنْ لمْ تَجئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ

ضاجِعةً تَعْدِلُ مَيِلَ الدَّفِّ،

إِذاً فَلا آبَتْ إِليَّ كَفِّي،

أَوْ يُقْطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِّ

الأَلَفُّ: عِرْقٌ في العَضُد. وأَضْجَعَ فلانُ جُوالقه إِذا كان ممتلئاً

فَفَرَّغَه؛ ومنه قول الراجز:

تُعْجِل إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ

والجَشِيرُ: الجُوالِقُ. والقاعِدُ: المُمْتَلئُ. والضَّجْعُ: صَمْغُ

نبت تُغْسَلُ به الثيابُ. والضَّجْع أَيضاً: مثل الضَّغابِيسِ، وهو في

خِلْقة الهِلْيَوْنِ، وهو مُرَبّع القُضْبان وفيه حُموضةٌ ومَزازةٌ، يؤخذ

فَيُشْدخُ ويعصر ماؤه في اللبن الذي قد رابَ فيَطِيبُ ويُحْدِث فيه لذْعَ

اللسانِ قليلاً ومَرارةً، ويجعل ورقة في اللبن الحازِر كما يفعل بورق

الخَرْدَل وهو جَيِّدٌ؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

ولا تأْكلُ الخرشانَ خَوْدٌ كَرِيمةٌ،

ولا الضَّجْعَ إِلاَّ مَن أَضَرَّ به الهَزْلُ

(* قوله« الخرشان» كذا بالأصل، ولعله الحرشاء بوزن حمراء، ففي القاموس:

والحرشاء نبت أو خردل البر.)

والإِضْجاعُ في القَوافي: الإِقْواءُ؛ قال رؤبة يصف الشِّعْر:

والأَعْوَج الضاجِع من إِقْوائها

ويروى: من إِكْفائِها، وخَصَّصَ به الأَزهريّ الإِكْفاء خاصة ولم يذكر

الإِقْواء، وقال: وهو أَن يَخْتَلِف إِعرابُ القَوافي، يقال: أَكْفأَ

وأَضجَعَ بمعنى واحدٍ. والإِضْجاعُ في باب الحركات: مثلُ الإِمالة

والخفض.وبنو ضِجْعانَ: قبيلة. والضَّواجِعُ: موضعٌ، وفي التهذب: الضَّواجِعُ

مَصابُّ الأَودية، واحدتها ضاجعةٌ كأَنَّ الضاجعةَ رحبَة ثم تَسْتَقِيمُ

بَعْدُ فتصيرُ وادِياً. والضَّجُوعُ: رملةٌ بعينها معروفة. والضَّجُوعُ:

موضع؛ قال:

أَمِنْ آل لَيْلى بالضَّجُوعِ وأَهلُنا،

بِنَعْفِ اللِّوى أَو بالصُّفَيَّةِ، عِيرُ

والمَضاجِعُ

(* قوله«والمضاجع» قال ياقوت: ويروى أيضا بضم اليم فيكون

بزنة اسم الفاعل): اسم موضع؛ وأَما قول عامر بن الطفيل:

لا تَسْقِني بيَدَيْكَ، إِنْ لم أَغْتَرِفْ،

نِعْمَ الضَّجُوعُ بِغارةٍ أَسْرابِ

فهو اسم موضع أَيضاً، وقال الأَصمعي: هو رحبة لبني أَبي بكر بن كلاب.

والضَّواجِعُ: الهِضابُ؛ قال النابغة:

وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهِه

أتاني، ودُوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ

يقال: لا واحد لها. والضُّجُوعُ، بضم الضاد: حيّ في بني عامر.

شرح

(شرح)
اللَّحْم شرحا قطعه قطعا طوَالًا رقاقا وَالشَّيْء بَسطه ووسعه وَيُقَال شرح صَدره بِالْأَمر وَله حببه إِلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ} وَالْكَلَام أوضحه وَفَسرهُ

(شرح) اللَّحْم شَرحه والجثة فصل بَعْضهَا عَن بعض للفحص العلمي
شرح
جمال الدين: محمد بن محمد الأقسرائي.
المتوفى: قبل ثمانمائة.
أوله: (الحمد على نواله... الخ).
وسماه أيضا: (الإيضاح).
ذكر في (الشقائق) : أن السيد الشريف توجه إليه ليقرأ عليه، فوصل إليه الشرح المذكور في الطريق، فلما رآه قال: هو شرح كالذباب الأصغر، على لحم البقر؛ وذلك لأنه كتاب مبسوط، لا يحتاج إلى الشرح، إلا في بعض المواضع، والشارح كتب المتن (1 / 211) بتمامه بالمداد الأحمر، فبقي الشرح فيما بينها كالذباب على اللحم.
روى أنه: صنفه للأمير: قرامان.
فجعل له كل يوم ألف درهم.
بَاب الشَّرْح

بَينه واوضحه وَشَرحه ونوره 
بَاب الشَّرْح

شرحت ووصفت وكشفت وبينت وبرهنت وأعربت 
شرح
التَّشْرِيْحُ: قَطْعُ اللَّحْمِ على العَظْمِ قِطَعاً، والقِطْعَةُ: شَرْحَةٌ. والشَّرْحُ: البَيَانُ. وشَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه: أي وَسَّعَه. والشّارِحُ - بِلُغَةِ اليَمَنِ -: الحافِظُ كالنّاطُوْرِ.
[شرح] فيه: وكان هذا لحى من قريش "يشرحون" النساء "شرحًا" من شرح جاريته إذا وطئها نائمة على قفاها. بى: "فشرح" عن صدري، أي شقه، وظاهره أن الشق بمكة، ومر أنه ببني سعد، وجمع بأنه كان مرتين: مرة في الصغر للتطهير ومرة في الإسراء ليصلي بالملائكة. نه: وقيل للحسن: أكان الأنبياء "يشرحون" إلى الدنيا والنساء؟ فقال: نعم، إن الله ترائك في خلقه، أراد كانوا ينبسطون إليها ويشرحون صدورهم لها.
ش ر ح: (الشَّرْحُ) الْكَشْفُ تَقُولُ: شَرَحَ الْغَامِضَ أَيْ فَسَّرَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَمِنْهُ (تَشْرِيحُ) اللَّحْمِ وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ (شَرِيحَةٌ) وَكُلُّ سَمِينٍ مِنَ اللَّحْمِ مُمْتَدٌّ فَهُوَ شَرِيحَةٌ وَ (شَرِيحٌ) . وَ (شَرَحَ) اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ (فَانْشَرَحَ) وَبَابُهُ أَيْضًا قَطَعَ. 
شرح
أصل الشَّرْحِ: بسط اللّحم ونحوه، يقال:
شَرَحْتُ اللّحم، وشَرَّحْتُهُ، ومنه: شَرْحُ الصّدر أي: بسطه بنور إلهي وسكينة من جهة الله وروح منه. قال تعالى: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
[طه/ 25] ، وقال: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح/ 1] ، أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ [الزمر/ 22] ، وشرح المشكل من الكلام: بسطه وإظهار ما يخفى من معانيه.

شرح


شَرَحَ(n. ac. شَرْح)
a. Spread out; widened, enlarged; dilated
expanded.
b. Opened, unlocked (door).
c. Explained, expounded, commented on.
d. Cut, sliced; carved (meat).
شَرَّحَa. Dissected (corpse).
b. Opened & spread out in the sun ( figs).
c. see I (d)
إِنْشَرَحَa. Was widened, enlarged; expanded, dilated; rejoiced, was
glad.

شَرْح
(pl.
شُرُوْح)
a. Explanation, exposition, commentary.

شَرْحَةa. Strip or slice of meat.

شَاْرِح
(pl.
شُرَّاْح)
a. Expositor, explainer, commentator.

شَرِيْح
شَرِيْحَة
25t
(pl.
شَرَاْئِحُ)
a. see 1t
N. Ag.
شَرَّحَa. Anatomist.

N. Ac.
شَرَّحَa. Dissection.

عِلْم التَشْرِيْح
a. Anatomy.
ش ر ح : شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ شَرْحًا وَسَّعَهُ لِقَبُولِ الْحَقِّ وَتَصْغِيرُ الْمَصْدَرِ شُرَيْحٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ الْقَاضِي شُرَيْحٌ وَكُنِّيَ بِهِ أَيْضًا وَمِنْهُ أَبُو شُرَيْحٍ وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَعْبِيُّ الْعَدَوِيُّ وَمِنْهُ اُشْتُقَّ اسْمُ
الْمَرْأَةِ شُــرَاحَةُ الْهَمْدَانِيَّةُ مِثَالُ سُبَاطَةَ وَهِيَ الَّتِي جَلَدَهَا عَلِيٌّ ثُمَّ رَجَمَهَا وَشَرَحْتُ الْحَدِيثَ شَرْحًا بِمَعْنَى فَسَّرْتُهُ وَبَيَّنْتُهُ وَأَوْضَحْتُ مَعْنَاهُ وَشَرَحْتُ اللَّحْمَ قَطَعْتُهُ طُولًا وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ 
(ش ر ح)

الشَّرْحُ والتَّشْريحُ: قطع اللَّحْم على الْعظم قطعا، والقطعة مِنْهُ شِرْحَةٌ وشَرِيحَةٌ، وَقيل: الشريحةُ، الْقطعَة من اللَّحْم المرققة.

وشرَحَ الشَّيْء يَشْرَحُه شَرْحا وشَرَّحَه: فَتحه وَبَينه، وكل مَا فتح من الْجَوَاهِر فقد شُرِحَ أَيْضا. وشَرَحَ الله صَدره لقبُول الْخَيْر، يَشْرَحهُ شرحا فانشرح: وسَّعه فاتَّسع، وَفِي التَّنْزِيل: (فمَنْ يُرِد اللهُ أَن يهديَه يَشْرَحْ صَدرَه للإسْلامِ) والمَشْرَحُ مَتَاع الْمَرْأَة، قَالَ:

قرِحَتْ عجيزَتُها ومَشْرحُها ... من نَصِّها دَأباً على البُهْرِ

وَرُبمَا سمي شُريحا، وَأرَاهُ على ترخيم التصغير.

والمَشْرَحُ: الراشق الاست.

والمشرُوحُ: السراب، عَن ثَعْلَب. وَالسِّين لُغَة.

وشُرَيْحٌ، ومِشْرحُ بن عاهان: اسمان: وَبَنُو شَرْحٍ، بطن.
شرح: شَرَح: بسط ووسعَّ، وأوضح وفسّر، يقال مثلاً شرح الشروط شرحاً واضحاً (بوشر).
شَرَح: قرّر، بيّن (بوشر).
شَرَح: قص بالتفصيل (بوشر).
شَرَح: أفرح، فرّح، أجذل، ويقال شرح الخاطر: أطرب، وشرح قلبه: سرّ. وشرح القلب: سرّى عن قلبه وأجلى كربه (بوشر) وفي ألف ليلة (1: 86): فأردت أن اشرب شراباً يشرح صدري.
شرح صدره: سلاه وأطربه وأضحكه كثيراً (بوشر).
شرَّح (بالتشديد). شرَّح اللحم: قطعه قدداً طويلة من غير أن ينفصل بعضها عن بعض (محيط المحيط).
شرَّح التين: شققه. وشرطه (فوك) وفلقه ووضعه في الشمس لييبس (محيط المحيط) وانظر: شريحة، وانظر أيضاً كلمة مُشَرَّح عن تشريح الفواكه الأخرى.
شرّحَ: وشم (برتون 2: 13).
أشرح: أفرح، اجزل (بوشر).
تشرّح: انشق، انفلق، تفلق، تفرى (معجم الادريسي).
تشرّح: تسفق، تفلق (فوك) انشرح: انشرح صدره: انبسط، ابتهج، اغتبط (ألف ليلة 1: 28).
انشرح قلبه: تنفس عنه الغم، تفرج عنه الحزن (بوشر) ويستعمل الفعل انشرح وحده بهذا المعنى (محيط المحيط) وفي ابن إياس: سرَّ السلطان لذلك وانشرح (ألف ليلة 1: 2، 34).
انشرح صدره: انبسط، تسلّى (فوك).
انشرح: انبسط، تسلّى (بوشر) والمصدر انشراح: انبساط، تسلّ.
انشرح صدره: صار لبيباً فطناً بصيراً حاذقاً (فوك).
انشرح: مطاوع شرح (فوك).
شَرْح، شرح الصَدْر، فطنة، بصيرة، حذق، لبابة، (فوك).
شَرْح واحد: على صف واحد، في سطر واحد (بوشر).
شَرْحَهُ: نفس الشيء (بوشر).
شَرح: فرح، جذِل، مبتهج (بوشر).
مطَرح شرَح: مكان بهيج، نَزِه (بوشر).
مكان شرح: مكان بهيج، نزه (بوشر).
شَــرَاحَة: فرح، سرور، جذل، ابتهاج (هلو).
شَريّحة، واسم الجمع شَريح وشَرايح: تين يفلق ليجف بالشمس. ومنه: تيم جاف (معجم الادريسي) فوك، محيط المحيط، أبو الوليد ص778، أمارى ص134 وأقرأ فيه شريحة التين بدل: سريحة وقد أشار كاستل إلى هذا المعنى. ويطلق هذا أيضاً على الفواكه الأخرى التي تشرح. ففي ابن العوام (1: 272) في كلامه عن زعرور: وبعض الناس يرتب (يربب) الصنف العنصري وذلك بأن يعمل منه سراريج ويذخره. وفي مخطوطتنا: سرائح، والصواب شرائح.
شَرِيَحة: سير (بوشر، ألف ليلة 3: 44) شَرَيَحَة: في بيت المقدس حزام من جلد ذو إبزيم من المعدن، يعلق فيه عادة السيف والمسدسات. (برجرن ص801).
شراحية: عذوبة، لذة، ملذة (همبرت ص226).
شرائحي: تاجر التين الجاف (معجم الادريسي).
تَشُريجّي: مختص بالتشريح (بوشر).
مُشَرَّح: زيتون فيه ثلاثة شقوق (ابن العوام 1: 686) مُشَرّح: مفرح، مبهج، سار (همبرت ص226) مُشرحاني: ضاحك (بوشر).
مَشرُوح: كتاب مشروح: كتاب يحوي أشياء كثيرة (كليلة ودمنة ص25).
مُشْروُح: مسرور (محيط المحيط، دوماس حياة العرب ص108).
مشروح الصدر: لبيب، فطن، لقن (فوك).
منشرح: فرح، بهيج، جذل (فوك).

شرح: الشَّرْحُ والتَّشْريح: قَطْعُ اللحم عن العضو قَطْعاً، وقيل:

قَطْعُ اللحم على العظم قطعاً، والقِطْعَةُ منه شَرْحة وشَرِيحة، وقيل:

الشَّرِيحةُ القِطعةُ من اللحم المُرَقَّقَةُ.

ابن شميل: الشَّرْحة من الظِّباء الذي يُجاء به يابِساً كما هو، لم

يقَدَّدْ؛ يقال: خُذْ لنا شَرْحة من الظِّباء، وهو لحم مَشْرُوح؛ وقد

شَرَحْتُه وشَرَّحْتُه؛ والتَّصْفِيفُ نَحْوٌ من التَّشْريح، وهو تَرْقِيقُ

البَضْعة من اللحم حتى يَشِفَّ من رِقَّتِه ثم يُلْقَى على الجَمْر.

والشَّرْحُ: الكَشْفُ؛ يقال: شَرَحَ فلان أَمره أَي أَوضحه، وشَرَح

مسأَلة مشكلة: بَيَّنها، وشَرَح الشيءَ يَشْرَحُه شَرْحاً، وشَرَّحَه: فتحه

وبَيَّنَه وكَشَفه. وكل ما فُتح من الجواهر، فقد شُرِحَ أَيضاً. تقول:

شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته؛ ومنه تَشْريحُ اللحم؛ قال الراجز:

كم قد أَكلتُ كَبِداً وإِنْفَحهْ،

ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه

وكل سمين من اللحم ممتدّ، فهو شَرِيحة وشَرِيح. وشَرَح اللهُ صدرَه

لقبول الخير يَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح: وَسَّعَه لقبول الحق فاتَّسَع. وفي

التنزيل: فمن يُرِد اللهُ أَن يَهْدِيَه يَشْرَحْ صدرَه للإِسلام. وفي

حديث الحسن، قال له عطاء: أَكان الأَنبياءُ يَشْرَحُون إِلى الدنيا مع علمهم

بربهم؟ فقال له: نعم إِن لله تَرائك في خَلْقِه؛ أَراد: كانوا ينبسطون

إِليها ويَشْرَحُونَ صدورَهم ويرغبون في اقتنائها رَغْبَةً واسعة.

والمَشْرَحُ: متاع المرأَة؛ قال:

قَرِحَتْ عَجِيزَتُها ومَشْرَحُها،

من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ

وربما سمي شُرَيْحاً، وأُراه على ترخيم التصغير. والمَشْرَحُ: الرائق

الاسْتُ

(* قوله «والمشنرح الراشق الاست» كذا بالأصل.).

وشَرَحَ جاريته إِذا سَلَقها على قفاها ثم غَشِيَها؛ قال ابن عباس: كان

أَهل الكتاب لا يأْتون نساءهم إِلاّ على حَرْفٍ وكان هذا الحيّ من قريش

يَشْرَحون النساءَ شَرْحاً؛ شَرَحَ جاريته إِذا وطئها نائمة على قفاها.

والمَشْرُوحُ: السَّرابُ؛ عن ثعلب، والسين لغة. قال أَبو عمرو: قال رجل

من العرب لفتاه: أَبْغِني شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ وإِني أَخاف

عليه الطَّمْلَ؛ قال أَبو عمرو: الشارح الحافظ، والمُغَوَّسُ

المُشَنَّخُ؛ قال الأَزهري: تَشْنِيخُ النخل تَنْقِيحُه من السُّلاَّء. والأَشاءُ:

صِغارُ النخل؛ قال ابن الأَعرابي: الشَّرْحُ الحفظ، والشَّرْح الفتح،

والشَّرْح البيان، والشَّرْح الفَهْم، والشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار؛

وشاهدُ الشارح بمعنى الحافظ قولُ الشاعر:

وما شاكرٌ إِلاّ عصافيرُ قريةٍ،

يقومُ إِليها شارِحٌ فَيُطيرُها

والشارحُ في كلام أَهل اليمن: الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها.

وشُرَيْحٌ ومِشْرَحُ بن عاهانَ: اسمان.

وبنو شُرَيح: بَطْنٌ.

وشَراحِيلُ: اسم، كأَنه مضاف إِلى إِيل، ويقال شَراحِينُ أَيضاً بإِبدال

اللام نوناً، عن يعقوب.

شرح
شرَحَ يَشرَح، شَرْحًا، فهو شارح، والمفعول مَشروح
• شرَح المسألةَ: بسّطها ووسّعَها وفسَّرها وكشف ما خفي منها "شرح رأيَه/ الكلامَ/ حادثًا/ فكرتَه/ مشاريعَه: بيَّن بالتفصيل، وأعطى بيانات تفصيليّة".
• شرَح اللهُ صدرَه للأمر: حبَّبه إليه، سرَّه به وطيَّب به نفسَه " {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} - {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا}: ولكن من فتح صدره للكفر" ° شرح خاطرَه: طيَّبه. 

انشرحَ لـ ينشرح، انشراحًا، فهو مُنشرِح، والمفعول مُنشرَح له
• انشرح صدرُه لكذا: سُرّ به، وأقبل عليه بحُبٍّ وشغَف "انشرحَ قلبُه لشهادة الحقّ" ° صدر مُنشرِح: خالٍ من الهمّ- منشرِح الصَّدر: مسرور، سعيد. 

شرَّحَ يشرِّح، تشريحًا، فهو مُشرِّح، والمفعول مُشرَّح
• شرَّح اللَّحمَ: قطّعه قطعًا طوالاً رقاقًا "شرّح بصلاً/ الفاكهَة" ° شرَّح إرْبًا إرْبًا.
• شرَّح الجُثَّةَ: (شر) فصل بعضَها عن بعض للفحص العلميّ، أو لمعرفة سبب الوفاة "شرّح الطبيبُ الشرعيّ جثةَ القتيل". 

تشريح [مفرد]:
1 - مصدر شرَّحَ.
2 - (شر) علم يبحث في تركيب الأجسام العضويّة وشكلها ومعرفة أجزائها المختلفة وفي العلاقات بين مختلف أعضائها، وذلك بتقطيعها أو باستعمال طرق أخرى، مثل الأشِعَّة.
• تشريح مجهريّ: (شر) معالجة بالمجهر تقوم على تشريح أقسام مجهريَّة أو خلايا حيَّة.
• تشريح المقابلة: (شر) تشريح يدرس العلاقات بين أجناس مختلفة. 

تشريحيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تشريح: "لوحات/ دراسات تشريحيّة" ° رؤية نقديّة تشريحيّة: رؤية عميقة تقوم على التحليل والتقصِّي.
• صفة تشريحيَّة: (طب) فحص تشريحيّ للجثَّة لتحديد سبب الوفاة، أو طبيعة المرض أو العارض الذي أفضى إلى الموت. 

شَرْح [مفرد]: ج شُروح (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَحَ.
 2 - علم قائم على درس نصّ كتابيّ وإيضاح معناه بحسب قواعد النقد العلميّ، وفقه اللغة والتقليد العقائديّ، وبيان ما هو غامض فيه أو ما هو مدعاة للجدل، نقيض المتن.
3 - (لغ) توضيح المعنى البعيد بمعانٍ قريبة معروفة.
• الشَّرْح: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 94 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثماني آيات. 

شريحة [مفرد]: ج شريحات وشرائحُ:
1 - (حي) قطعة مرقّقة من نسيج نبات أو حيوانٍ تُعدُّ على قطعة زجاجيّة صغيرة لفحصها مجهريًّا "شريحة من الفاكهة/ اللّحم".
2 - صورة لمنظر طبيعيّ وعمرانيّ على فلم مصغّر صالحة للعرض بالفانوس السِّحريّ.
3 - فئة أو طبقة معيَّنة من الناس "لكلِّ شريحة اجتماعية تقاليدها" ° شريحة من الدَّخل- شريحة من المجتمع: طبقة تتقارب في طابع المعيشة.
• شريحة زجاجيّة: جسم يُستخدم في الاختبار المجهريّ. 

مَشْرَحَة [مفرد]: ج مشارِحُ:
1 - منضدة تهيّأ للتّشريح.
2 - غرفة كبيرة تعدّ لتشريح الأجسام بعد موتها. 

شرح

1 شَرَحَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَرْحٌ, (S, O,) He uncovered, laid open, displayed, exposed to view, discovered, revealed, or disclosed. (S, O, K.) b2: [Hence,] one says, شَرَحَ أَمْرَهُ (tropical:) He showed, discovered, disclosed, or made apparent, his affair, or case. (A, TA.) And شَرَحَ مَسْأَلَةً (A, TA) (tropical:) He explained a question; (TA;) he explained, or made manifest, the answer to a question. (A.) And شَرَحَ الغَامِضَ (assumed tropical:) He expounded, explained, or interpreted, what was obscure, recondite, or abstruse. (S, O.) And شَرَحَ الحَدِيثَ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He expounded, explained, or interpreted, the tradition; showed, or made apparent, its meaning. (Msb.) b3: And شَرَحَ, aor. as above, (K,) and so the inf. n., (O, TA,) He opened (O, K, TA) a thing of any kind, of any substance or material. (TA.) b4: (tropical:) He defloured a virgin: (O, K, TA:) or (tropical:) he compressed a woman, (A, L,) or a virgin, (K,) lying on her back; (A, L, K;) or he threw, or laid, upon her back, and then compressed, his female slave, or young woman. (O, L.) b5: He widened, or dilated, a thing. (K.) b6: Hence, (TA,) شَرَحَ اللّٰهُ صَدْرَهُ, (S, A, Mgh, O, Msb, TA,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (Msb, TA,) (assumed tropical:) God dilated his bosom, (Mgh, O, Msb, TA,) لِقَبُولِ الخَيْرِ [for the acceptance, or favourable acceptance, of what was good], (O, TA,) and لِلْإِسْلَامِ (Mgh, Msb, TA) for the acceptance, or favourable acceptance, [of El-Islám, or] of the truth, (Msb, TA,) as in the Kur [xxxix. 23]. (TA. [Said in the TA to be tropical; but not so in the A, being mentioned in the latter as proper.]) [And hence, an objective complement being app. understood,] فُلَانٌ يَشْرَحُ

إِلَى الدُّنْيَا (tropical:) Such a one manifests desire for the things of the present world: (A:) or such a one becomes dilated in the bosom at the prospect of the things of the present world, and desirous of acquiring them, with large desire. (O, * L.) and مَا لِى أَرَاكَ تَشْرَحُ إِلَى كُلِّ رِيبَةٍ (tropical:) What aileth me that I see thee manifesting desire for everything occasioning doubt, or suspicion, or evil opinion? (A, TA.) b7: Also He cut; and so ↓ شرّح. (K.) You say, شَرَحَ اللَّحْمَ, (A, O, Msb, TA,) inf. n. as above; (O;) and ↓ شرّحهُ, (A, O, Msb, TA,) inf. n. تَشْرِيحٌ; (S, O, TA;) the former meaning He cut the flesh-meat lengthwise [or into an oblong slice or into such slices]: and the latter, he so cut it much or into many [such] pieces [or slices]: (Msb:) or the former, he cut the flesh-meat from the joint or limb: or both signify he cut the flesh-meat upon the bone: (L, TA:) or شَرْحُ اللَّحْمِ signifies تَصْفِيفُهُ; and so ↓ تَشْرِيحُهُ: (O:) or التَّصْفِيفُ is a kind of ↓ تَشْرِيح; i. e. the cutting a piece of flesh-meat thin, so that it is translucent by reason of its thinness, and then throwing it upon the live coals. (TA.) b8: Also, (K,) inf. n. as above, (O,) He understood (O, K) speech, or language. (TK.) b9: And شَرْحٌ also signifies The act of keeping, preserving, or guarding. (TA.) [And particularly The guarding of seed-produce from the birds; (see شَارِحٌ;) as also شِــرَاحَةٌ; (see 1 in art. خفر, fourth sentence;) each an inf. n., of which the verb is شَرَحَ.]2 شَرَّحَ The inf. n. تَشْرِيحٌ signifies The expounding, explaining, or interpreting, well, language, or discourse. (KL.) b2: See also 1, latter half, in four places. b3: [Also The dissecting, or anatomizing, a body.]7 انشرح صَدْرُهُ (S, A, O) His bosom became dilated, (O,) [with joy or the like, or] لِلْإِسْلَامِ [for the acceptance, or favourable acceptance, of El-Islám]. (S.) 10 استشرح He asked for language to be expounded, explained, or interpreted, to him: or for flesh-meat to be cut for him in the manner termed شَرْحٌ. (O.) شَرْحٌ inf. n. of 1. (S, O, &c.) b2: [An exposition, explanation, or interpretation, in the form of a running commentary, comprising the entire text of the work which it expounds; distinguished from a حَاشِيَة, which is a commentary only on particular words and passages: pl. شُرُوحٌ.]

شَرْحَةٌ: see شَرِيحَةٌ. b2: شَرْحَةٌ مِنَ الظِّبَآءِ Flesh-meat of gazelles cut in the manner termed شَرْح [i. e. into oblong slices], (TA,) such as is brought in a dry state, just as it was, not مُقَدَّد [which means cut into strips and then dried by exposure to the sun]. (ISh, O, K, TA.) شَرَاحٌ The discovery, disclosure, or explanation, of an affair or a case: so in the prov., النَّجَاحُ مَعَ الشَّرَاحِ [The accomplishment of one's want is with the discovery, or disclosure, or explanation, thereof]; meaning, discover thou, or disclose, or explain, to me my affair, or case, for the doing so is one of the means of accomplishing my want: thus expl. by As. (Meyd. [In the TA, من is put in the place of مع. See a similar prov. voce سَرَاحٌ.]) شَرِيحٌ, applied to flesh-meat, i. q. ↓ مَشْرُوحٌ [i. e. Cut into oblong slices]. (O.) b2: See also شَرِيحَةٌ, in two places.

شُرَيْحٌ The vulva of a woman; (O, K;) and (K) so ↓ مَشْرَحٌ: (A, Mgh, K:) or a proper name for the vulva of a woman; like as رُمَيْحٌ is a proper name for “ the penis. ” (TA in art. رمح.

[Golius appears to have found in the K الحَرُّ in the place of الحِرُ.]) شَرِيحَةٌ A cut piece of flesh-meat, (S, A, O, K,) as also ↓ شَرِيحٌ and ↓ شَرْحَةٌ, (K,) such as is مَشْرُوح [or cut into oblong slices]; (O;) [i. e. an oblong slice of flesh-meat:] or a thin piece, or slice, of flesh-meat: (L, TA:) and any extended piece of fat flesh-meat; (S, O;) as also ↓ شَرِيحٌ: (S:) pl. of the first شَرَائِحُ. (A.) شَارِحٌ [An expositor, explainer, or interpreter, of a book or the like. b2: And] A keeper, or guardian. (TA.) In the dial. of El-Yemen, (O, TA,) A guardian of seed-produce from the birds (O, K, TA) amp;c. (O, TA.) مَشْرَحٌ: see شُرَيْحٌ. b2: [Also] The سَافِلَة [i. e. podex, or anus,] of a man. (O.) مَشْرُوحٌ: see شَرِيحٌ.

A2: Also The سَرَاب [or mirage]: (K: [In the CK, الشَّرَابُ is put in the place of السَّرَابُ:]) mentioned on the authority of Th: and مَسْرُوحٌ [q. v.] is a dial. var. thereof. (TA.)
شرح
: (شَرَحَ كَمَنع: كَشَفَ) ، يُقَال: شَرحَ فُلانٌ أَمْرَه، أَي أَوْضَحَه. وشَرَحَ مَسْأَلةً مُشْكهلةً: بَيَّنَها، وَهُوَ مَجاز. (و) شَرحَ: (قَطَعَ) اللَّحْمَ عَن العُضوِ قَطْعاً. وَقيل: قَطَعَ اللَّحْمَ على العَظْمِ قَطْعاً، (كَشَّرَّحَ) تَشْرِيحاً، فِي الأَخير. (و) شَرَحَ الشَّيْءَ يَشْرَحُه شَرْحاً: (فَتَحَ) وبَيَّنَ وكَشَفَ. وكُلُّ مَا فُتِحَ من الجَوَاهرِ فقد شُرِحَ، أَيضاً، تَقول: شَرَحْتُ الغَامِضَ، إِذا فَسَّرْتَه، وَمِنْه تَشْرِيحُ اللَّحْمِ. قَالَ الرّاجز:
كم قد أَكَلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَهْ
ثمَّ ادّخَرْتُ أَلْيَةً مُشرَّحَهْ
(و) عَن ابْن الأَعرابِيّ: الشَّرْحُ: البَيَانُ و (الفَهْم) والفَتْح والحِفْظ. (و) شَرَحَ (البَكْرَ: افْتَضَّهَا، أَو) شَرَحَهَا: اللَّهُذا (جامَعَهَا مُسْتَلْقِيَةً) ، وَعبارَة اللّسان: وشَرَحَ جارِيَتَه، إِذا سَلَقَها على قَفَاهَا ثمَّ غَشِيَها. قَالَ ابْن عبّاس: (كَانَ أَهلُ الْكتاب لَا يأْتون نِساءَهم إِلاّ على حَرْف. وَكَانَ هَذَا الحَيُّ من قُرَيْش يَشْرَحون النِّسَاءَ شَرْحاً) . وَقد شَرَحَها، إِذا وَطِئها نَائِمَة على قَفَها، وَهُوَ مَجَاز.
(و) من المَجَاز: شَرَحَ (الشَّيْءَ) مثل قَوْلِهم: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لقَبولِ الخَيْرِ يَشْرَحُه شَرْحاً فانْشَرحَ، أَي (وَسَّعَه) لقَبولِ الحَقِّ فاتَّسعَ. وَفِي التَّنْزِيل {6. 028 فَمن يُرِيد ا. . للاسلام} (الأَنعام: 125) .
(والشَّرْحَةُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، كالشَّريحَةِ والشَّرِيحِ) . وَقيل: الشَّرِيحةُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ المُرَفَّقَةُ. وكلُّ سَمينٍ من اللَّحْم مُمْتَدَ: فَهُوَ شَرِيحةٌ وشَرِيحٌ؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . (و) عَن ابْن شُمَيل: الشَّرْحَةُ (من الظِّبَاءِ: الّذي يُجَاءُ بِهِ يابِساً كَمَا هُوَ لم يُقَدَّدْ) . يُقَال: خُذْ لنا شَرْحَةً من الظِّباءِ، وَهُوَ لَحْمٌ مَشْرُوحٌ، وَقد شَرَحْته وشَرَّحْته. والتَّصْفيف نَحْوٌ من التَّشْرِيح، وَهُوَ تَرْقيقُ البَضْعةِ من اللَّحْمِ حَتَّى يَشِفَّ من رِقَّته، ثمَّ يُرْمَى على الجَمْر.
(والمَشْرُوحُ: السَّرَابُ) عَن، ثَعْلَب، والسّين لُغَة.
(و) من الْمجَاز: غَطَّتْ مَشْرَحَها، (المَشْرَحُ: الحِرُ) ، قَالَ:
قَرِحَتْ عَجِيزتُها ومَشْرَحُها
من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ
(كالشُّرَيحِ) ، وأُراهُ على تَرخيمِ التَّصغير.
(و) مِشْرَحٌ (كمِنْبَرٍ ابنُ عَاهَانَ التّابِعِيّ) ، روَى عَن عُقْبَةَ بنِ عَامر، لَيَّنَه ابنُ حِبّانَ؛ قَالَه الذّهَبيّ فِي الدّيوَان.
(وسَوْدَة بنت مِشْرَحٍ صَحابيّةُ) حَضَرتْ وِلاَدةَ الحَسَنِ بن عليّ؛ أَوردَه المِزّيّ فِي تَرْجَمته، (وَقيل: بالسّين) الْمُهْملَة، وَهُوَ الّذي قيَّده الأَميرُ ابْن مَاكُولَا وَغَيره؛ كَذَا فِي (مُعْجم ابنِ فَهد) .
(و) قَالَ أَبو عَمروٍ: (الشّارِح) : الحافظُ، وَهُوَ فِي كلامِ أَهلِ اليَمَن (حافِظُ الزَّرْعِ من الطُّيور) وغيرِهَا.
(وشَرَاحِيلُ: اسْمٌ) كأَنه مُضافٌ إِلى إِيل، (ويُقَال: شَرَاحِينُ) أَيضاً بإِبدالِ اللاَّم نُوناً، عَن يعقوبَ؛ كَذَا فِي (الصّحاح) .
(وشَرْحَةُ بنُ عَوَّةَ) بنِ حُجَيَّةَ بنِ وَهْبِ بن حاضرٍ: (من بَني سَامَةَ بن لُؤَيّ) ، بَطْن؛ كَذَا فِي (التّبصير) .
(وَبَنُو شَرْحٍ: بَطْنٌ) .
(و) شُــرَاحَةُ، (كسُرَاقَة: هَمْدَانِيَّةٌ أَقرَّتْ بالزِّنَا عِنْد) أَميرِ الْمُؤمنِينَ (عليِّ رَضِيَ الله عَنهُ) فرَجَمها.
(وأُمُّ سَهْلةَ) شُــرَاحَةُ (المُحدِّثةُ) .
(و) شُرَيح وشَرَّاحٌ (كزُبَيْر وكَتّانٍ، اسمانِ) ، مِنْهُم شُرَيحُ بن الْحَارِث القاضِي الكِنْدِيّ، حَليفٌ لَهُم، من بني رَائِضٍ، كُنْيَته أَبو أُمَيَّةَ، وَقيل: أَبو عبد الرّحمن، كَانَ قائفاً وشاعراً وقَاضِياً، يَروِي عَن عُمَرَ بن الخطَّاب، ورَوى عَنهُ الشَّعبيّ، مَاتَ سنة 78، وَهُوَ ابنُ مائةٍ وعَشْرِ سنينَ. وشُرَيْحُ بنُ هانِيءِ بنِ يَزيدَ بنِ كَعْبٍ الحارِثيّ، من أَهل الْيمن، عِدَادُه فِي أَهل الكوفَة، يَرْوِي عَن عليَ وعائشةَ، روَى عَنهُ ابنُه المِقْدَامُ بنُ شُرَيْح، قُتِل بِسِجِسْتَانَ سنة 78، وَكَانَ فِي جَيش أَبي بَكْرَةَ رَضِي الله عَنهُ، وشُرَيحُ بن عُبَيْدٍ الحَضْرَميّ الشّاميّ، كُنيته أَبو الصَّلْت، يَرْوِي عَن فضالةَ بن عُبيدٍ ومُعَاوِيَةَ بنِ أَبي سفيانَ. وشُريحُ بنُ أَبي أَرْطَاةَ، يَروي عَن عائشةَ. وشُرَيْ بن النعْمَانِ الصائِديّ من أَهل الكوفَة، يروي عَن عليّ. وشُريحُ بن سعيدٍ، يَرْوِي عَن النَّوَّاسِ بنِ سمَعَانَ، وَعنهُ خالدُ بن مَعْدَانَ.
وأَبو محمّدٍ عبدُ الرّحمان بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بن أَبي شُرَيحٍ) نِشبة إِلى جدِّه، وَهُوَ (صَاحب) أَبي الْقَاسِم (البَغَوِيّ) صَاحب المعجم، روى عَنهُ وَعَن ابْن صاعِدٍ، وَعنهُ أَبو بكر محمدُ بنُ عبدِ الله العمريّ وَغَيره، توفِّي سنة 390.
وَعبد الله بن محمّد، وهِبَة الله بن عليّ، الشُّرَيْحِيّان، مُحَدِّثانِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ من هَذِه الْمَادَّة.
المَشْرَح الرّاشقُ: الاسْتُ.
ومَشْرَحٌ: لقَبُ قَوْمٍ باليَمن.
و (النَّجَاحُ من الشَّرَاحِ) من الأَمثال الْمَشْهُورَة، أَورَده الميدانيّ وَغَيره.
وَمن المَجَاز: فلَان يَشْرَحُ إِلى الدُّنيا. وَمَا لي أَراك تَشْرَح إِلى كُلِّ رِيبة: وَهُوَ إِظهارُ الرَّغْبَة فِيهَا. وَفِي حَدِيث الْحسن، قَالَ لَهُ عَطاءٌ: (أَكانَ الأَنبِيَاءُ يَشرَحُون إِلى الدُّنيا مَعَ عِلْمهم برَبِّهم؟ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ، إِن لله تَرَائِكَ فِي خَلْقه) . أَراد كانُوا يَنْبَسِطُون إِليها، ويَشْرَحُون صُدُورَهم، ويَرْغَبُون فِي اقتنائها رَغبةً وَاسِعَة.
وأَبو شُرَيْحٍ الخُزاعيّ الكَعْبِيّ، واسْمه خُويلدُ بنُ عَمْرٍ و، وَقيل: عَمْرُو بنُ خُوَيلد، حاملُ لِوَاءِ قومِه يومَ الفَتْح. وأَبو شُرَيحٍ هانىءُ بنُ يَزيدَ، جَدُّ المِقْدَامِ بن شُرَيْح، لَهُ وِفادةٌ ورِوَايَةٌ. وأَبو شُرَيْحٍ الأَنصاريّ، مُحدِّثون. وسَعْدُ بنُ شَرَاحٍ، كسَحَابٍ، يَروِي عَن خالدِ بنُ عُفَيْر؛ ذكرَه الدَّارقُطنيّ.
وشُــرَاحَةُ بنُ شُرَحْبِيلَ، بَطْنٌ من ذِي رُعَينٍ.
[شرح] الشرح: الكشف، تقول: شرحت الغامِضَ، إذا فسّرتَه. ومنه تشريح اللحم. قال الراجز: كم قد أكلت كبدا وإنفحه * ثم ادخرت ألية مشرحه والقطعة منه شريحة. وكل سَمينٍ من اللحم مُمْتَدٍّ فهو شَريحة وشَريحٌ. وشَرَح الله صَدْرَهُ للاسلام فانشرح. وشراحيل: اسم، كأنه مضاف إلى إيل ويقال شراحين أيضا، بإبدال اللام نونا، عن يعقوب.
ش ر ح

شرح الله تعالى صدره للإسلام، وانشرح صدره. وشرح اللحم وشرحه، وأخذ شريحة من اللحم وشرائح.

ومن المجاز: شرح أمره: أظهره. وشرح المسئلة. بيّن جوابها. وشرح المرأة: أتاها مستلقية، ومنه: غطت مشرحها أي فرجها. قال دريد بن الصمة:

فإنك واعتذارك من سويد ... كحائضة ومشرحها يسيل

يعني أنك تتبرأ من دمه وأنت متدنس به. وفلان يشرح إلى الدنيا. ومالي أراك تشرح إلى كل دنيّة وهو إظهار الرغبة إليها.
(ش ر ح) : (شَرَحَ) اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَسَّحَهُ (وَبِتَصْغِيرِ مَصْدَرِهِ) سُمِّيَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الشُّرَيْحِيَّةُ مِنْ مَسَائِلِ الْعَوْلِ (وَشُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ) الَّذِي دَعَا لَهُ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهُ) مَشْرُوحُ بْنُ أَنَسَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَوْ مَوْلَى عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (وَبِاسْمِ الْآلَةِ) مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ صَاحِبُ مَنْجَنِيقِ (الْحَجَّاجِ) (وَبِاسْمِ الْفُضَالَةِ) مِنْهُ سُمِّيَتْ شُــرَاحَةُ الْهَمْدَانِيَّةُ الَّتِي جَلَدَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ثُمَّ رَجَمَهَا (وَمَشْرَحُ الْمَرْأَةِ) بِالْفَتْحِ فَرْجُهَا كَأَنَّهُ مَوْضِعُ شَرْحِهَا قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ
فَإِنَّكَ وَاعْتِذَارَكَ مِنْ سُوَيْدٍ ... كَحَائِضَةٍ وَمَشْرَحُهَا يَسِيلُ
يَعْنِي: أَنَّكَ مُتَّهَمٌ بِقَتْلِ سُوَيْدٍ وَأَنْتَ تَتَبَرَّأُ مِنْهُ فَمَثَلُكَ كَمَثَلِ هَذِهِ إذَا أَنْكَرَتْ الْحَيْضَ فَالدَّمُ يُكَذِّبُهَا وَيَشْهَدُ بِهِ شرخ شَرْخُهُمْ فِي (ش ي) .

أَرش

أَرش
.} الأَرْشُ: الدَّيَةُ، أَي دِيَةُ الجِرَاحَاتِ، سُمِّيَ أَرْشاً لأَنَّه من أسْبَابِ النِّزَاعِ، وَقيل: إِن أَصْلَه الهَرْشُ، نَقله ابنُ فَارس، وَمِنْه قولُ ابنِ الأَعْرَابِيّ: يقولُ انتظرني حَتّى تَعْقِل، فليسَ لكَ عِنْدَنا {أَرْشٌ إلاّ الأَسنَّة، أَي لَا نَقْتُلُ إنْسَاناً فنَدِيَه أَبَداً. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: أَصْلُ الأَرْشِ الخَدْشُ، ثمّ يُقالُ لما يُؤْخَذُ دِيَةً لَهَا: أَرْشٌ، وأَهْلُ الحِجاز يُسمُّونَه النَّذرْ، وَقد} أَرَشْتُه {أَرْشاً: خَدَشْتُه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(فَقُلْ لِذاكَ المُزْعَجِِ المَحْنُوشِ ... أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ} مَأْرُوشِِ)
المَحْنُوشُ: المَلْدوغُ، أَي فَقُلْ لِذاكَ الَّذي أَزْعَجَهُ الحَسَدُ، وبِهِ مِثْلُ مَا باللَّدِيغِ. وَقَوله: أَصْبِح، أَي ارْفُقْ بنَفْسِك فإنّ عِرْضِي صَحِيحٌ لَا عَيْبَ فِيهِ، وَلَا خَدْشَ، {والمَأْرُوشُ: المَخْدُوشُ.} والأَرْشُ: طَلَبُ {الأَرْشِ، وَقد} أُرِشَ الرّجُلُ، كعُنِىَ: طُلِبَ {بأَرْشِ الجِــرَاحَةِ. قَالَه الصّاغانِيُّ. وَعَن أبي نَهْشَل:} الأَرْشُ: الرِّشْوَةُ، رَوَاه عَنهُ شَمِر، ولمْ يَعْرِفْه فِي أَرْشِ الجِرَاحَاتِ. وَقد تَكَرَّرَ ذِكْر الأَرْشِ المَشْرُوعِ فِي الحُكُومَات، وَهُوَ مَا نَقَصَ العَيْبُ مِن الثَّوْبِ، سُمِّيَ لأَنَّه سَبَبٌ {للأَرْشِ والخُصُومَةِ والنِّزاعِ، يُقال: بَيْنهُمَا} أَرْشٌ، أَي اختِلافٌ وخُصُومَةٌ. وَقَالَ القُتَيْبِيّ: الأَرْشُ:وإرَاشَةُ: أَيضاً: من العَمَالِيقِ مَذكور)
فِي نسب فِرْعَوْنَ صاحِبِ مِصْر، ذَكَرَهُ السُّهَيْليّ. قلتُ: وأَبُو الحَرَامِ بنُ العمَرَّطِ بنِ غَنْمِ بن {أَرِيشٍ، كأَميرٍ، هَكَذَا ضَبطه الحافِظُ: قَالَ: وَأَبُو مُحَمَّدٍ} - الإرَاشيُّ، بالكَسر: راجزٌ حكَى عَنهُ أَبو عليٍّ القالِيّ فِي أمالِيه، بالضّمِّ فِي أَزْدٍ، وَفِي قُضاعَةَ. وممّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: {أرِيش، كأَمِير، بلدٌ، عَن الخَارزنجيّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.