Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رأى

فيل

ف ي ل: (الْفِيلُ) مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ (أَفْيَالٌ) وَ (فُيُولٌ) وَ (فِيَلَةٌ) بِوَزْنِ عِنَبَةٍ. وَلَا تَقُلْ: أَفْيِلَةٌ. وَصَاحِبُهُ (فَيَّالٌ) . 
ف ي ل : الْفِيلُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَفْيَالٌ وَفُيُولٌ وَفِيَلَةٌ مِثَالُ عِنَبَةٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ أَفْيِلَةٌ وَصَاحِبُهُ فَيَّالٌ. 
فيل
الفِيلُ معروف. جمعه فِيلَةٌ وفُيُولٌ. قال:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ
[الفيل/ 1] ، ورجل فَيْلُ الرأي، وفَالُ الرأيِ، أي: ضعيفه، والمُفَايَلَةُ: لعبة يخبّئون شيئا في التراب ويقسمونه ويقولون في أيّها هو، والْفَائِلُ:
عرق في خربة الورك، أو لحم عليها.
ف ي ل

رجل فائل الرأي وفال الرأي. قال جرير:

رأيتك يا أخيطل إذ جرينا ... وجرّبت الفراسة كنت فالاً

وقد فال رأيه وتفيّل، وقد فيلت رأيه، وما كنت أحب أن أرى في رأيك فيالةً وفيولةً، وتقول:

قد فال رأيك ياع من رأيه الفال

واستفيل البعير: أشبه الفيل في عظمه. قال أبو النجم:

يدير عيني مصعبٍ مستفيل 
فيل، وَوَجَدْتُ فِي هامشِه مَا نصُّه: كَذَا وَجَدْتُه قد ذكر الفُولَ فِي فيل، وصوابُه أَن يُذكَرَ فِي فول، وَهُوَ حَبٌّ كالحِمَّصِ، وَهُوَ الباقِلَّى عندَ أهلِ الشامِ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، أَو مُخْتَصٌّ باليابِس، الواحدةُ فُولَةٌ، خالَفَ هُنَا اصْطِلاحَه.} والفُولَة، بالضَّمّ: د، بفَلَسْطِين، نَقله الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَوَّال، بِالتَّشْدِيدِ: بائِعُ الفُول. وَأَبُو عَبْد الله مُحَمَّد الفَوّال: من مَشايخِ ابنِ عرَبيّ. وعَبْد الله بنُ إبراهيمَ بنِ} الفَوّالَةِ، عَن ابنِ كاسٍ النَّخَعيِّ، وَعنهُ ابنُ الحاجِّ فِي الخِلَعِيَّات.
[فيل] في صفة الصديق من على: كنت الدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه وأخرا حين "فيلوا"، أي حين قال رأيهم فلم يستبينوا الحق، من قال الرجل في رأيه وفيل -إذا لم يصب فيه، ورجل قائل الرأي وفاله وفيله. ومنه ح: إن تمموا على "فيالة" هذا الرأي، أي انقطع نظام المسلمين. ك: اجعلوه على الشك: الفيل - أو: القتل، أي يشك بين الفيل -بالفاء، أو القتل- بالقاف، وغير أبي نعيم يقول: الفيل -بالفاء، وقيل: الفتك -بالفاء والكاف: موضع القتل وهو سفك الدم على غفلة. وح: أذان "الفيلة" -بفتح فاء وياء، جمع فيل. ج: حبسها حابس "الفيل"، أي فيل أبرهة الذي جاء بقصد تخريب الكعبة فحبسه الله فلم يتقدم إلى مكة ورد رأسه راجعا وأرسل إليهم أبابيل.
فيل: الفِيْلُ: مَعْرُوْفٌ. وهو من الرِّجَالِ: الثَّقِيْلُ الخَسِيْسُ الفائلُ الرَّأْيِ، وجَمْعُه أفْيَالٌ. واسْتَفْيَلَ الجَمَلُ: عَظُمَ حَتّى صارَ كالفِيْلِ. وأوْلاَدُ الفِيْلِ: المَفْيُوْلاَءُ.
ويُقال لمَدِيْنَةِ خُوَارَزْمَ: فِيْلٌ؛ اسْمٌ مَعْرِفَةٌ.
والتَّفَيُّلُ: زِيَادَةُ الشَّبَابِ ومَهْكَتُه.
ورَجُلٌ فَيِّلُ اللَّحْمِ: أي كَثِيْرُه.
وتَفَيَّلَ رَأْيُ فلانٍ: أخْطَأَ في فِرَاسَتِه، ورَأْيٌ فائلٌ، ورَجُلٌ فَالُ الرَّأْيِ وفِيْلُه وفَيِّلُه. وقيل: الفِيْلُ العاجِزُ الجَبَانُ؛ وكذلك الفَالُ، والفَيّالُ: المُعِيْنُ لَهُ على العَجْزِ. والمُفَايَلَةُ: لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بها فِتْيَانُ الأعْرَابِ. واللاّعِبُ: المُفَايِلُ.
والفَائِلاَنِ: عِرْقَانِ مُسْتَبْطِنَا الفَخِذَيْنِ. وقيل: الفَائلُ والفَأْلُ: عِرْقٌ يَخْرُجُ من فَوّارَةِ الوَرِكِ.
والفَائِلاَنِ: مَضِيْغَتَانِ من اللَّحْمِ أسْفَلُهُما على الصَّلَوَيْنِ من لَدُنْ أدْنى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْبِ.
فيل: فَيَّل: بدد، بعثر. (فوك).
فيَّل: أراق، نثر، أفاض. (الكالا). وصب شيئا فشيئا بلطف. (الكالا).
فيل: أسرف، بذر، بدد (الكالا).
مفيْل: مسرف، مبذر، (الكالا).
مُفيّل: مبذر، مبدد. (الكالا).
نفييل: مصدر فيل.
تفيل: تبدد، تبعثر. (فوك).
تفيلة: الصب والإراقة في مواضع مختلفة.
استفال الرأي والعقل: استضعفه. ففي حيان بسام (1: 160و): فنقضوا مجاه واستفالوا راية وصوابه تنقصوا حجاه واستفالوا رأيه.
فيل: وجمعه أفيلة، وأنكره ابن السكبت وغيره (لين، كليلة ودمنة ص132، أبو الوليد ص734 أبو الفرج ص138).
فيل: في لعبة الشطرنج قطعة من أحجار لعبة الشطرنج. (الكالا، هوست 112، بوشر) وهذه القطعة لها صورة الفيل في المشرق.
فيلة. أتتني فيلة على فلان: أي سنحت لي فرصة أقضي بها حاجتي منه. (محيط المحيط).
الموز الفيلي: صنف من الموز. (الإدريسي قسم أفضل 7).
فيلولة (صيغت على وزن فيلولة) نومة بعد غروب الشمس مباشرة، وعند زيشر (16: 227): قبل غروب الشمس مباشرة، وتعتبر نومة مضرة جدا. (بدتون 1: 288).
فائل: هو في ديوان الهذليين (ص48) عرق يخرج من الورك فيتبطن الفخذ إلى الساق.
تفييل: خرقة، ثوب خلق (الكالا) وفيه ( estraco) قطعة.
فيل
فِيل [مفرد]: ج أفيال وفِيَلة:
1 - (حن) حيوان برِّيّ ضَخْم الجسْم له خرطوم عضليّ طويل يتناول به الأشياء وله نابان بارزان يُتخذ منهما العاج " {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} " ° أصحاب الفِيل: قوم من نصارى اليمن توجّهوا إلى مكة قبل الإسلام بقيادة أميرهم أبرهة ومعهم الفيل
 يريدون هدم الكعبة فأهلكهم الله- ناب الفيل: العاج.
2 - قطعة في لعبة الشطرنج بشكل تاج الأسقف وتتحرّك قطريًّا عبر عدد من المسافات الشّاغرة.
• الفيل: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 105 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمس آيات.
• داء الفيل: (طب) تضخّم كبير في جلد الساقين خاصّة وما تحته من أنسجة بسبب انسداد الأوعية الليمفاويّة بالديدان الخيطيّة من جنس فلاريا.
• عام الفيل: العام الذي هجم فيه الأحباش بأفيالهم على الكعبة فأهلكهم الله تعالى، وفيه كانت ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. 

فيّال [مفرد]: ج فيّالة:
1 - مُروِّض الأفيال.
2 - صاحب الأفيال. 
[فيل] الفيلُ معروف، والجمع أفْيالٌ، وفيول، وفيلة. قال ابن السكيت: ولا تقل أفيلة. وصاحبه فيال. قال سيبويه: يجوز أن يكون أصل فيل فعل، فكسر من أجل الياء، كما قالوا أبيض وبيض. وقال الاخفش: هذا لا يكون في الواحد، إنما يكون في الجمع. ورجل فِيلُ الرأيِ، أي ضعيف الرأي. وقال : بَني رَبِّ الجوادِ فلا تَفيلوا فما أنتم فَنَعْذِرَكُمْ لفيلِ والجمع أفْيالٌ. ورجلٌ فالٌ، أي ضعيف الرأي مخطئ الفراسة. وقال  رأيتك يا أُخَيْطِلُ إذ جَرَيْنا وجُرِّبَتِ الفِراسةُ كنتَ فالا وقد فال الرأي يَفيلُ فُيولَةً. وفَيَّلَ رأيه تَفْييلاً، أي ضعّفه فهو فَيِّلُ الرأي. أبو عبيد: الفائِلُ: اللحم الذي على خربة الورك. قال: وكان بعضهم يجعل الفائلَ عرقا في الفخذ. قال الراجز: كأنما ييجع عرقا أبيضه وملتقى فائله وأبضه وهما عرقان في الفخذ. وقال الاصمعي في كتاب الفرس: وفي الورك الخربة، وهى نقرة فيها لحم لا عظم فيها، وفي تلك النقرة الفائل. قال: وليس بين تلك النقرة وبين الجوف عظم، إنما هو جلد ولحم. وأنشد للاعشى: قد نخضب العير في مكنون فائله وقد يَشيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ قال: ومكنون الفائل دمه. يقول: نحن بصراء بموضع الطعن. وقول امرئ القيس: سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا له حجبات مشرفات على الفال أراد على الفائل، فقبله. والفول: الباقلى. 
[ف ي ل] الفِيْلُ مَعْرُوفٌ والجمعُ أَفيَالٌ وَفُيُولٌ وَفِيَلَةٌ والأُنْثَى فِيْلَةٌ وصَاحِبُهَا فَيَّالٌ قالَ سيبويه يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيْلٌ فِعْلاً وَفُعْلاً فَتَكُونُ أَفْيَالٌ إِذَا كانَ فُعْلاً بِمَنْزِلَةِ الأجْنَادِ والأجْحَارِ ويَكُونُ الفُيُولُ بِمَنْزِلَةِ البُرُوْجِ وَيَكُونُ الفِيَلَةُ بِمَنْزِلَةِ الخِرَجَةِ يَعْنِي جَمْعَ خُرْجٍ ولَيْلَةٌ مِثْلُ لَونِ الفِيلِ أَيْ سَوْدَاءُ غَبْرَاءُ لا يُهْتَدَى لَهَا وَأَلْوَانُ الفِيَلَةِ كذلكَ واسْتَفْيَلَ الجَمَلُ صَارَ كالفِيْلِ حَكَاهُ ابنُ جِنِّيٍّ في بَابِ اسْتَحْوَذَ وَأَخَوَاتِهِ وَأَنْشَدَ لأَبي النَّجْمِ

(يُدِيْرُ عَيْنَي مُصْعَبٍ مُسْتَفْيِلِ ... )

والتَّفَيُّلُ زِيَادَةُ الشَّبَابِ وتَفَيَّلَ النَّبَاتُ اكْتَهَلَ عن ثَعْلَبٍ وَفَالَ رَأْيُهُ يَفِيْلُ فَيْلُولَةَ أَخْطَأَ وَضَعُفَ قال الكُمَيْتُ

(بَنِي رَبِّ الجَوادِ فَلا تَفِيلُوا ... فَمَا أَنْتُم فَنَعْذِرَكُمْ لِفِيْلِ ... )

وَتَفَيَّلَ كَفَالَ وَفَيَّلَ رَأْيَهُ قَبَّحَهُ وخَطَّأَهُ وَقَوْلُ أُمَيَّةَ بن أَبي عَائِذٍ

(فَلَو غَيْرَها مِن وُلْدِ كَعْبِ بنِ كاهِلٍ ... مَدَحْتَ بِقَولٍ صَادِقٍ لَمْ تَفَيَّلِ)

فَإِنَّهُ أَرَادَ لَمْ يُفَيَّلْ رَأْيُكَ وَفي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ المُضَافَ إِذَا حُذِفَ رُفِضَ حُكْمُهُ وصَارَتِ المُعَامَلَةُ لما صِرْتَ إِلَيهِ وَحَصَلْتَ عليه أَلاَ تَرَى أَنَّهُ تَرَكَ حَرْفَ المُضَارَعَةِ المُؤذِنَ بالغَيْبَةِ وهُو اليَاءُ وعَدَلَ إِلَى الخِطَابِ البَتَّةَ فَقَالَ تُفَيَّلْ بالتَّاءِ أَيْ لَمْ تُفَيَّلْ أَنْتَ وَمِثْلُهُ بَيْتُ الكتاب

(أُولئِكَ أَوْلَى من يَهُودَ بمدْحَةٍ ... إِذَا أَنْتَ يومًا قُلْتَهَا لَمْ تُفَنَّدِ)

أَي يُفَنَّدْ رَأيُكَ وَرَجُلٌ فِيْلُ الرَّأْيِ والفِرَاسَةِ وَفَالُهُ وفَايِلُهُ وَفَيِّلُهُ وَفَيْلُهُ والجَمْعُ أَفْيَالٌ وفي رَأْيِهِ فَيَالَةٌ وَفُيُولَةٌ والمُفَايَلَةُ والفِيَالُ والفَيَالُ لُعْبَةٌ لِفِتْيَانِ الأَعْرَابِ يَخْبَئُونَ الشَّيءَ في التُّرَابِ ثُمَّ يَقَسِمُونَهُ فَإِذَا أَخْطَأَ المُخْطِئُ قِيلَ لَهُ فَالَ رَأْيُكَ قالَ طَرَفَةُ

(يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا ... كَمَا قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ)

وقَوْلُهُ أَنشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابيّ

(مِنَ النَّاسِ أَقْوَامٌ إِذَا صَادَفُوا الغِنَى ... تَوَلَّوا وفَالُوا للصَّدِيقِ وَفَخَّمُوا)

يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَالُوا تَعَظَّمُوا وَتفَخَّمُوا فَصَارُوا كالفِيَلَةِ أَو تَجَهَّمُوا للصَّدِيقِ لأنَّ الفِيْلَ جَهْمٌ أَو فَالَتْ آراؤُهُم في إِكرامِهِ وتَقْرِيبِهِ وَمَعُونَتِهِ عَلَى الدَّهْرِ فَلَم يُكْرمُوهُ وَلا أَعَانُوهُ والفَائِلُ اللَّحْمُ الَّذِي عَلَى خُرْبِ الوَرِكِ وَقِيلَ هُو عِرْقٌ وقيلَ الفَائِلاَن مَضِيْغَتَانِ مِن لَحْمٍ أَسْفَلُهُمَا عَلَى الصَّلَوَيْنِ مِن لَدُنْ أَدنَى الحَجَبَتَينِ إِلى العَجْبِ مُكْتَنِفَتَا العُصْمُصِ مُنْحَدِرتَانِ في جَانِبَي الفَخِذَيْنِ وَهُمَا من الفَرَسِ كذلك وقيل الفائِلانِ عِرْقَانِ مُسْتَنْبطِنَانِ حَاذَى الفَخِذَيْنِ واحْتَجُّوا بقول الأَعْشَى

(قَد نَخْضِبُ العَيْرَ مِن مَكُنُونِ فَائِلِه ... وَقَد يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا البَطَلُ)

قَالُوا فَلَمْ يَجْعَلْهُ مَكْنُونًا إِلا وهُو عِرْقٌ قالَ الأَوَّلُونَ بَلْ أَغَابَ السِّنَانَ في أَقْصَى اللَّحْمِ وَلَوْ كانَ عِرْقًا مَا قالَ أَشْرَفَتِ الحَجَبَاتُ عليه ويقالُ المَكْنُونُ هاهنا الدَّمُ وأَرَادَ أَنَّا حُذَّاقٌ بالطَّعْنِ في الفَايلِ والفَالُ لُغَةٌ في الفَائِلِ قالَ امرُؤُ القَيْسِ (لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ ... )

فيل: الفِيل: معروف، والجمع أَفْيال وفُيُول وفِيَلة؛ قال ابن السكيت:

ولا تقل أَفْيِلة، والأُنثى، فِيلة، وصاحبها فَيَّال

(* قوله «وصاحبها

فيال» مثله في القاموس، وكتب عليه هكذا في النسخ والأصوب وصاحبه كما في

الشرح) قال سيبويه: يجوز أَن يكون أَصل فيل فُعْلاً فكسر من أَجل الياء كما

قالوا أَبيض وبِيض؛ قال الأَخفش: هذا لا يكون في الواحد إِنما يكون في

الجمع؛ وقال ابن سيده: قال سيبويه يجوز أَن يكون فِيل فِعْلاً وفُعْلاً

فيكون أَفْيال، إِذا كان فُعْلاً، بمنزلة الأَجناد والأَجْحار، ويكون

الفُيُول بمنزلة الخِرَجَةَ

(* قوله «ويكون الفيول بمنزلة الخرجة» هكذا في الأصل

ولعله محرف، والأصل: ويكون الفيلة بمنزلة الخرجة وأن في الكلام سقطاً)

يعني جمع خُرْج. وليلة مثل لون الفِيل أَي سَوْداء لا يهتدي لها، وأَلوان

الفِيَلة كذلك.

واسْتَفْيَل الجملُ: صار كالفِيل؛ حكاه ابن جني في باب اسْتَحْوذ

وأَخواته؛ وأَنشد لأَبي النجم:

يريد عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل

والتفيُّل: زيادة الشباب ومُهْكَته؛ قال الشاعر:

حتى إِذا ما حانَ من تَفَيُّله

وقال العجاج:

كلّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا

عجَنَّس قَرْم، إِذا تَفَيَّلا

قال: تفيَّل إِذا سمن كأَنه فِيل. ورجل فَيِّل اللحم: كثيرة، وبعضهم

يهمزه فيقول فَيْئِل، على فَيْعِل.

وتفيَّل النبات: اكْتَهَل؛ عن ثعلب.

وفَال رأْيُه يَفِيل فَيْلولة: أَخْطأَ وضَعُف. ويقال: ما كنت أُحب أَن

يرى في رأْيك فِيَالة. ورجل فِيلُ الرأْي أَي ضعيف الرأْي؛ قال الكميت:

بني رَبِّ الجَواد، فلا تَفِيلوا،

فما أَنتم، فنَعْذِرَكُم، لفِيل

وقال جرير:

رأَيتُك يا أُخَيْطِل، إِذْ جَرَيْنا

وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ، كنتَ فَالا

وتفيَّل: كَفال. وفَيَّل رأْيَه: قبَّحه وخطَّأَه؛ وقال أُمية بن أَبي

عائذ:

فَلَوْ غَيْرَها، من وُلْد كَعْب بن كاهِلِ،

مدحْتَ بقول صادق، لم تُفَيَّلِ

فإِنه أَراد: لم يفيَّل رأْيُك، وفي هذا دليل على أَن المضاف إِذا حذف

رِفِض حكمه، وصارت المعاملة إِلى ما صرت إِليه وحصلت عليه، أَلا ترى أَنه

ترك حرف المضارعة المؤذن بالغَيْبة، وهو الياء، وعدل إِلى الخطاب البتة

فقال تُفَيَّل، بالتاء، أَي لم تفيَّل أَنت؟ ومثله بيت الكتاب:

أَولئك أَولَى من يَهودَ بِمِدْحَة،

إِذا أَنتَ يوماً قلتَها لم تُفَنَّد

أَي يفنَّد رأْيُك. قال أَبو عبيدة: الفَائِل من المتفرِّسين الذي يظن

ويخطيء، قال: ولا يعد فائلاً حتى ينظر إِلى الفَرس في حالاته كلها

ويتفرَّس فيه، فإِن أَخطأَ بعد ذلك فهو فارِس غير فائِل. ورجل فِيلُ الرأْي

والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كان ضعيفاً، والجمع أَفْيال. ورجل

فالٌ أَي ضعيف الرأْي مخطئ الفِراسة، وقد فال الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة.

وفَيِّل رأْيَه تَفْيِيلاً أَي ضعَّفه، فهو فَيِّل الرأْي. قال ابن بري:

يقال فال الرجل يَفِيل فُيُولاً وفَيالة وفِيالة؛ قال أُفْنُون

التَّغلَبي:

فالُوا عليَّ، ولم أَملِك فَيالَتهم،

حتى انتَحَيْت على الأَرْساغ والقُنَنِ

وفي حديث علي يصف أَبا بكر، رضي الله عنهما: كنتَ للدِّين يَعْسوباً

أَوَّلاً حين نفَر الناس عنه وآخراً حين فَيَّلوا، ويروى فَشِلوا، أَي حين

فال رأْيُهُم فلم يَسْتبينوا الحق. يقال: فال الرجل في رأْيه وفَيَّل إِذا

لم يصِب فيه، ورجل فائل الرأْي وفالُه وفَيَّله؛ وفي حديثه الآخر: إِنْ

تَمَّموا على فِيَالة هذا الرأْي انقطع نِظام المسلمين؛ المحكم: وفي

رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة.

والمُفايَلة والفِيَال والفَيال لُعْبة للصبيان، وقيل: لعبة لفِتيان

الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشيء في التراب ثم يقسِمونه بقسمين ثم يقول

الخابئ لصاحبه: في أَي القسمين هو؟ فإِذا أَخطأَ قال له: فال رأْيُك؛ قال

طرفة:

يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بها،

كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ

قال الليث: يقال فَيَال وفِيَال، فمن فتح الفاء جعله اسماً، ومن كسرها

جعله مصدراً؛ وقال غيره: يقال لهذه اللعبة الطُّبَن والسُّدَّر؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي:

يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبَنْ

قال ابن بري: والفِئال من الفأْل بالظفر، ومن لم يهمز جعله من فالَ

رأْيُه إِذا لم يظفَر، قال: وذكره النحاس فقال الفِيَال من المُفايَلة ولم

يقل من المُفاءلة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

من الناس أَقوامٌ، إِذا صادَفوا الغِنَى

تَوَلَّوْا، وفَالوا للصديق وفَخَّموا

يجوز أَن يكون فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فصاروا كالفِيَلة، أَو

تجهَّموا للصديق لأَن الفِيل جَهْم، أَو فالَتْ آراؤهم في إِكرامه وتقريبه

ومَعُونته على الدهر فلم يكرموه ولا أَعانوه.

والفائِل: اللحمُ الذي على خُرْب الوَرِك، وقيل: هو عِرْق؛ قال الجوهري:

وكان بعضهم يجعل الفائل عِرْقاً في الفخذ؛ قال هميان:

كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ،

ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ

وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس: في الورِك الخُرْبة وهي نقرة فيها لحم لا

عظم فيها، وفي تلك النقرة الفائل، قال: وليس بين تلك النقرة وبين الجوف

عظم إِنما هو جلد ولحم، وقيل: الفائِلان مُضَيْغَتان من لحم أَسفلهما على

الصَّلَوَيْن من لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْب، مُكْتَنِفتا

العُصْعُص منحدِرتان في جانبي الفخذين؛ واحتجوا بقول الأَعشى:

قد نَخْضِبُ العيرُ من مَكْنون فائِلِه،

وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَل

قالوا: فلم يجعله مَكْنوناً إِلا وهو عِرْق، قال الأَوَّلون: بل أَغاب

اللسان في أَقْصى اللحم، ولو كان عِرْقاً ما قال أَشْرَفَت الحَجَبَتان

عليه، ويقال: المَكْنون هنا الدَّمُ؛ قال الجوهري: مَكْنون الفَائِل دَمُه،

وأَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن في الفائل، وذلك أَن الفارس إِذا حَذَق

الطعن قصد الخُرْبةَ لأَنه ليس دون الجَوف عظم، ومَكْنون فائِله دمُه الذي

قد كُنَّ فيه. والفَالُ: لغة في الفائِل؛ قال امرؤ القيس:

ولم أَشْهَدِ الخَيْل المُغِيرة، بالضُّحَى،

على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ، سَلِيم الشَّظى، عَبْلِ

الشَّوى، شَنِجِ النَّسا،

لهُ حَجَباتٌ مُشْرُِفاتٌ على الفالِ

أَراد على الفائل فقلَب، وهو عِرْق في الفخذين يكون في خُرْبة الوَرِك

ينحدِر في الرِّجْل، والله أَعلم.

فيل

1 فَالَ رَأْيُهُ, aor. ـِ (S, M, O, K,) inf. n. فُيُولَةٌ, (S,) thus in some copies of the K and in the A, (TA,) or فَيْلُولَةٌ, (M, O,) thus in other copies of the K, (TA,) and فَيَالَةٌ, thus in the O, but in the copies of the K فَيْلَة, (TA,) His judgment, or opinion, was weak, (S, M, O, K,) and erroneous; (M, K;) as also ↓ تفيّل; (M, Z, K, TA;) and [in like manner] فِى رَأْيِهِ ↓ فَيَّلَ [not فُيِّلَ] he was incorrect in his judgment, or opinion; and ↓ فَيَّلُوا occurs in a trad. as meaning فال رَأْيُهُمْ: (TA:) [and فَالَ alone, said of a man, signifies the same as فال رَأْيُهُ, as is shown by a verse of El-Kumeyt cited in the T and M and O and TA: but it seems from what here follows (taken from a passage unconnected with the foregoing) that the first and third of what are mentioned above as inf. ns. are regarded by some as simple substs.:] and one says, ↓ فِى رَأْيِهِ فَيَالَةٌ, (T, M, K, TA,) the last word like سَحَابَةٌ, (TA, [in the CK, erroneously, فى رِوَايَةٍ فِيَالَةٌ,]) and ↓ فُيُولَةٌ, (M, K, TA,) meaning [In his judgment, or opinion, is] a weakness. (TA.) A2: And فال signifies also He (a man) magnified himself, and became like the elephant (الفِيل); or he showed a morose aspect: (TA:) [or it may so signify: IAar cites the following verse: مِنَ النَّاسِ أَقْوَامٌ إِذَا صَادَفُوا الغِنَى

تَوَلَّوْا وَفَالُوا لِلصَّدِيقِ وَفَخَّمُوا which may mean [Of mankind are folks who, when they find riches, turn the back, and] magnify themselves and become like the elephant [to the friend, and aggrandize themselves] or show a morose aspect to the friend [&c.]; for the elephant is morose in aspect. (M.) 2 فيّل رَأْيَهُ, (S, M, K,) inf. n. تَفْيِيلٌ, He declared [or esteemed] his judgment, or opinion, to be weak, (S.) or bad, and erroneous. (M, K.) Umeiyeh Ibn Abee-'Áïdh says, فَلَوْ غَيْرَهَا مِنْ وُلْدِ كَعْبِ بْنِ كَاهِلٍ

مَدَحْتَ بِقَوْلٍ صَادِقٍ لَمْ تُفَيَّلِ meaning لَمْ يُفَيَّلْ رَأْيُكَ (SKr, M) i. e. [But hadst thou praised other than her, of the children of Kaab Ibn-Káhil, with a true saying,] thy judgment, or opinion, would not have been declared weak. (SKr.) b2: See also 1, in two places.3 فَايَلَ, [inf. n. مُفَايَلَةٌ and فِيَالٌ, (see الفَيَالُ below,)] He played [at the game called الفَيَال: see its part. n. below]. (O.) 5 تفيّل: see 1.

A2: Also He (a man, K, [or a camel, as is indicated in the O,]) became fat, (O, K,) as though he were a فِيل [or an elephant]. (O.) [See also 10.] b2: And, said of youth, or young manhood, (الشَّبَاب,) It increased, (Lth, T, M, O, K,) and became in its prime and fulness. (Lth, T, O.) b3: And, said of herbage, It became tall, and full-grown; or became of its full height, and blossomed. (Th, M, K.) 10 اِسْتَفْيَلَ He (a camel) became like the فِيل [or elephant] (M, K, TA) in bigness: (TA:) mentioned by IJ among the class of اسْتَحْوَذَ and the like: part. n. مُسْتَفْيِلٌ. (M.) [See also 5.]

فَالٌ: see فِيلٌ, latter half: A2: and the paragraph commencing with فَائِلُ الــرَّأْىِ, near its end: A3: and see also فَأْلٌ, in art. فأل.

فَيْلٌ: see the paragraph here following.

فِيلُ [The elephant; Pers\. پيل;] a certain animal, (TA,) well known: pl. [of pauc.] أَفْيَالٌ and [of mult.] فُيُولٌ and فِيَلَةٌ; (S, M, O, Msb, K;) not أَفْيِلَةٌ: (ISk, S, O, Msb:) accord. to Sb.

فِيلٌ may be originally of the measure فُعْلٌ, (S, M, O,) pronounced with kesr because of the ى, like as they said أَبْيَضُ and بيضٌ; but Akh says, this is not the case in the sing, but only in the pl.: (S, O:) fem. with ة. (M, K) b2: Hence, لَيْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ الفِيلِ [lit. A night like the colour of the elephant;] meaning a night that is black. (M, TA,) and dust-coloured; (M;) in which one knows not the right course to pursue: the colours of the فيل being of this kind. (M, TA.) b3: [Hence, also, دَآءُ الفِيلِ The disease called by us the tumid Barbadoes leg; because the leg of the patient resembles that of the elephant by reason of its enormously-swollen state: not (as some have supposed it to be) elephantiasis; this latter being termed جُذَام (q. v.) [b4: And hence, likewise, used as an epithet,] فِيلٌ signifies also (tropical:) Heavy [or dull]; and low, ignoble, or mean. (K, TA.) b5: And one says رَجُلٌ فِيلُ الــرَّأْىِ, meaning A man weak in respect of judgment, or opinion; (T, S, M, O, K;) and so ↓ فِيْلُهُ; (M, K;) and ↓ فَائِلُهُ: (T, M, O, K;) and ↓ فَيِّلُهُ, (ISk, T, S, M, O, K,) of the measure فَيْعِل; (O:) and ↓ فَالُهُ, (T, M, O, K,) and فَالٌ alone. (S, K.) meaning weak in respect of judgment, or opinion; (T, S, M, O, K;) erring in insight: (S:) pl. of the first] أَفْيَالٌ: (S, M, O, K:) but AO says, the ↓ فَائِل is one who, inspecting, forms an opinion and errs; if he err after examining a horse in all its states or conditions and forming an opinion respecting it from his inspection, [not while doing so,] he is not reckoned to be فائل. (TA.) الفَيَالُ and الفِيَالُ, (Lth, T, M, O, K) the former a subst, and the latter an inf. n. [of 3], (Lth, T, O,) and ↓ المُفَايَلَةُ [which is likewise an inf. n. of 3], (M, K,) A certain game, (Lth, T, M, O, K,) well known, (O,) of the children, (T,) or of the youths, or young men, of the Arabs (M, K) of the desert, (M,) with earth, or dust: (Lth, T, M, O:) a thing is hidden in earth, or dust, which is then divided (T, M) into two portions; then the hider says to his companion, In which of them twain is it? (T;) and if he [who is thus questioned] mistake, the hider says to him فَالَ رَأْيُكَ: (T, M, * K; *) ISk termed it الفِئَالُ, with ء; (O;) and it has been mentioned before in art. فأل: (T, O, K:) accord. to some, (TA,) this game is called الطَّبَنُ and السُدَّرُ. (T, TA. [But see the former of these two words.]) فَيَالَةٌ: see the first paragraph.

فُيُولَةٌ: see the first paragraph.

فَيِّلُ اللَّحْمِ A man having much flesh: (T, O, * K:) some pronounce it with ء, (T, O,) saying فَيأَل, (T,) or فَئِل; (O;) both mentioned before [in art. فأل]. (TA.) b2: فَيِّلُ الــرَّأْىِ: see فِيلٌ, latter half.

فَيِّالٌ The attendant, or master, (S, M, O, Msb, K,) or the keeper, or driver, (MA, KL,) of the فِيل [or elephant], (S, MA, O, Msb, KL,) or of the فِيلَة. (So in the M and K.) فَائِلُ الــرَّأْىِ: see فِيلٌ, latter half, in two places.

A2: الفَائِلُ [as a subst.] signifies The flesh that is upon the خُرْبَة, (S, O,) or خُرْب, (K, [in the M, accord. to the TT, حرف, app. a mistranscription,]) of the وَرِك; (S, M, O, K;) [which, I think, will be plainly seen from what follows to mean the flesh that is upon the sacro-ischiatic foramen; though خُرْبَةُ الوَرِكِ and خُرْبُ الوَرِكِ are said in the TA, in art. خرب, to mean “ the hole where the head of the thigh-bone is inserted; ”] so says A 'Obeyd: (S, O:) or, (S, M, O, K,) as some say, so adds A 'Obeyd, (S, O,) a certain vein (T, S, M, O, K) in the خُرْبَة of the وَرِك, descending into the leg, (T,) or in the thigh: (S, O:) As says, in “ the Book of the Horse,” in the وَرِك is the خُرْبَة, which is a نُقْرَة wherein is flesh, no bone being in it; and in that نُقْرَة is the فَائِل, and there is no bone between the said نقرة and the belly, but only skin and flesh; (T, * S, O;) and he cites the saying of El-Aashà, قَدْ نَخْضِبُ العَيْرَ فِى مَكْنُونِ فَائِلِهِ وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا البَطَلُ [Oft we stain the ridge of the spear-head in what is concealed in the interior of his فائل, and oft the man of valour dies by means of our spears]; مَكْنُونُ الفَائِلِ means his blood: he says [by implication], we are skilful in respect of the place of piercing: (S, O:) but As said مِنْ in the place of فِى; and AA, قَدْ نَطْعُنُ; which has been pronounced to be wrong: (O:) or the فَائِلَانِ, (T, M,) or the ↓ فَائِلَتَانِ, (so in the K, [app. a mistranscription,]) are two veins entering into the interior parts of the thighs (T, M, K,) in the hinder parts thereof; (M, K;) and they adduce as an evidence thereof the verse of El-Aashà cited above, saying that the epithet مكنون would not have been used if the فائل were not a vein; but others say that [the poet meant that] he made the spear-head to become concealed in the furthest part of the flesh; and if the فائل were a vein, it would not have been mentioned as it has been in a phrase of Imra-el-Keys which will be cited in what follows: (M:) [hence it is said,] or they are two portions of flesh [between which is the lower part of the os sacrum, i. e.] the lower parts of which are upon the صَلَوَان [dual of صَلًا], from the region of the lower portions of the حَجَبَتَانِ to the عَجْب, bordering upon the عُصْعُص on either side, descending in the two sides of the two thighs; [so in a human being,] and thus in the horse: (M, K: [for the meanings of the words that I have here left untranslated, I must refer to their several proper arts.; as they are variously explained:]) ↓ الفَالُ is a dial. var. of الفَائِلُ; (M, K, TA;) which is expl. by Sgh [in the O] as meaning a certain vein issuing from the فَوَّارَة of the وَرِك [i. e. from the sacro-ischiatic foramen]: (TA:) [but the assertion that الفال is a dial. var. of الفائل seems to be founded only upon what here follows:] Imra-el-Keys says, [describing a horse,] لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ (S, M; or على الفَالِى, as in the O and TA;) [i. e. He has edges of the haunch-bones projecting above, or beyond, the فائل; for] he means على فَائِلِ, having altered the latter word by transposition. (T, S, O, TA.) فَائِلَةٌ: see its dual in the next preceding paragraph, near the middle.

أَفْيَلُ [More, and most, weak, or erroneous; relating to a judgment, or an opinion]. أَفْيَلُ مِنَ الــرَّأْىِ الدَّبَرِىِّ is a prov., meaning [More weak] than an opinion that is given after the affair [to which it relates] has passed. (Meyd.) مُفَايِلٌ [in the S and O in art. فأل, with ء, i. e. مُفَائِلٌ,] Playing at the game called الفَيَالُ. (M, O.) المُفَايَلَةُ expl. as a subst.: see الفَيَالُ.

مَفْيُولَآء [a quasi-pl. n. (like مَشْيُوخَآءُ &c.), but one of which the sing. (if it have one) is not mentioned,] The young ones of the فِيل [or elephant]. (O, K.) مُسْتَفْيِلٌ part. n. of 10, q. v. (M.)
فيل
{الْفِيل، بالكَسْر: حَيَوَانٌ م مَعْرُوف، ج:} أَفْيَالٌ، {وفُيولٌ،} وفِيَلَةٌ كعِنَبَةٍ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: وَلَا تقُلْ أَفْيِلَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يجوز أَن يكونَ أصلُ {فِيل فُعْلاً، فكُسِر من اجلِ الْيَاء، كَمَا قَالُوا أَبْيَض وبِيض، وَقَالَ الأخْفَشُ: هَذَا لَا يكونُ فِي الواحدِ، وإنّما يكونُ فِي الْجمع، وَهِي بهاءٍ، وصاحبُها} فَيَّالٌ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ وصاحِبُه، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(لَو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُهُ ... زَلَّ عَن مِثلِ مَقامي وَزَحَلْ)
{والمَفْيولاء: أولادُه كَمَا فِي العُباب، قَالَ شَيْخُنا: يُنظَرُ هَل لَهُ مُفرَدٌ فيُلحَقَ بمَفْعولاءَ الوارِدِ جَمْعَاً، أَو غيرُ ذَلِك.} والفِيلُ أَيْضا: الثقيلُ الخَسيسُ، وَهُوَ مَجاز. {واسْتَفْيَلَ الجمَلُ: صارَ} كالفيلِ فِي عِظَمِه، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ، وَحَكَاهُ ابنُ جِنِّي فِي بابِ اسْتحوَذَ وأخَواته، وأنشدَ لأبي النَّجم: يُديرُ عَيْنَيْ مُصْعَبٍ {مُسْتَفْيِلِ} وَتَفَيَّلَ النباتُ: اكْتَهلَ، عَن ثَعْلَب. (و) {تفَيَّلَ الشَّبَاب: زادَ، عَن اللَّيْث، وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا حانَ مِن} تفَيُّلِهْ تفَيَّلَ فلانٌ: سَمِنَ، وَقَالَ العَجّاجُ: كلُّ جُلالٍ يَمْنَعُ المُحَبَّلا عَجَنَّسٌ قَرْمٌ إِذا {تفَيَّلا أَي إِذا سَمِنَ كأنّه فِيلٌ. وفال رَأْيُه} يَفِيلُ! فَيْلُولَةً، وَفِي بعضِ النّسخ {فُيُولَةً، وَمثله فِي الأساس،} وفَيْلَةً، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي العُباب {فَيالَةً: أَخْطَأَ وضَعُفَ، يُقَال: مَا كنتُ أُحِبُّ أَن يُرى فِي رَأْيِكَ فَيالَةً، كَمَا فِي اللِّسان، وَفِي الأساس:} فُيولَةً: أَي ضَعْفَاً، {كَتَفَيَّلَ، نَقله ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيّ.
} وفَيَّلَ رَأْيَه: قبَّحَه وخطَّأَه، قَالَ أُميّةُ ابنُ أبي عائِذٍ الهُذَليُّ:
(فَلَو غَيْرَها مِن وُلْدِ كَعْبِ بنِ كاهِلٍ ... مَدَحْتَ بقولٍ صادقٍ لم {تُفَيَّلِ)
أَي لم} يُفَيَّلْ رَأْيُك، وَفِي هَذَا دليلٌ على أنّ المُضافَ إِذا حُذِفَ رُفِضَ حُكمُه، وصارَت المُعاملَةُ إِلَى مَا صِرتَ إِلَيْهِ وحصلتَ عَلَيْهِ، أَلا ترى أنّه تَرَكَ حرفَ المُضارَعةِ المُؤْذِنَ بالغَيبَةِ وَهُوَ الْيَاء، وَعَدَلَ إِلَى الخطابِ البَتّةَ فَقَالَ: {تُفَيَّل بِالتَّاءِ، أَي لم تُفَيَّلْ أنتَ. ورجلٌ فِيلُ الرأيِ والفِراسَةِ بالكَسْر والفتحِ وككَيِّسٍ وَهَذَا عَن ابْن السِّكِّيت،} وفالُه {وفائِلُه،} وفالٌ من غيرِ إضافةٍ: أَي ضعيفُه، أَي الرَّأْي، مُخطِئُ الفِراسَة، ج: {أَفْيَالٌ، وَيُقَال أَيْضا: فَيْأَلُ الرَّأْي، كَحَيْدَرٍ، وَقد ذُكِرَ فِي فأل)
وشاهدُ الفِيلِ قَوْلُ الكُمَيْت:
(بَنِي رَبِّ الجَوادِ فَلَا} تَفِيلوا ... فَمَا أَنْتُم فَنَعْذِرَكُم لفِيلِ)
رَبُّ الجَواد: رَبيعةُ الفرَس، وشاهدُ {الفالِ قَوْلُ جَرير:
(رَأَيْتُكَ يَا أُخَيْطِلُ إذْ جَرَيْنا ... وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ كنتَ} فالا)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدةَ: {الفائِلُ من المُتَفَرِّسينَ: الَّذِي يظُنَّ ويخطئُ، قَالَ: وَلَا يُعَدُّ} فائِلاً حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الفرَسِ فِي حالاتِه كلِّها وَيَتَفرَّسُ فِيهِ، فَإِن أَخْطَأ بعد ذَلِك فَهُوَ فارِسٌ غيرُ {فائِلٍ. وَفِي رَأْيِه} فَيَاَلَةٌ، كَسَحَابَةٍ، {وفُيولَةٍ، بالضَّمّ: أَي ضَعفٌ، وَفِي الحديثِ: إنْ تَمَّمُوا على فَيالَةِ هَذَا الرأيِ انْقطعَ نِظامُ المُسلِمين قَالَه عليٌّ يصفُ أَبَا بكرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لأُفْنونٍ التَّغْلبيِّ:
(فالوا علَيَّ وَلم أَمْلِكْ} فَيالَتَهُمْ ... حَتَّى انْتَحَيْتُ على الأرْساغِ والثُّنَنِ)
{والمُفايَلةُ} والفِيال، بالكَسْر والفتحِ غيرَ مَهْمُوزين عَن اللَّيْث، قَالَ: فَمن فَتَحَ جَعَلَه اسْما، وَمن كَسَرَ جَعَلَه مَصْدَراً: لُعبةٌ لفِتيانِ العربِ، وَقيل: لصِبيانِهم بالتُّرابِ يَخْبَئونَ الشيءَ فِيهِ، ثمّ يَقْسِمونَه، ثمّ يقولُ الخابِئُ لصاحبِه: فِي أيِّ القِسْمَيْنِ هُوَ، وتقدّم فِي فأل، فَإِذا أخطأَ قيل لَهُ: {فالَ رَأْيُكَ، وَقَالَ طَرَفَةُ:
(يَشُقُّ حُبابَ الماءِ حَيْزُومُها بهَا ... كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ} المُفايِلُ باليَدِ)
وَقَالَ بعضُهم: يُقَال لهَذِهِ اللُّعبةِ الطُّبَنُ والسُّدَّرُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: والفِئالُ من الفَأْلِ بالظَّفَر، وَمن لم يَهْمِزْ جَعَلَه من فالَ رَأْيُه: إِذا لم يَظْفَرْ، قَالَ: وذكرَه النَّحاسُ فَقَالَ: {الفِيالُ من} المُفايلَةِ، وَلم يقلْ من المُفاءَلة. قلتُ: وَقد هَمَزَ شَمِرٌ الفِيال، وَقد تقدّم. {والفائِل: اللحمُ الَّذِي على خُرْبِ الوَرِكِ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ، أَو عِرْقٌ، وَفِي الصِّحاح: وَكَانَ بعضُهم يجعلُ} الفائِلَ عِرْقاً فِي الفَخِذِ، نَقله عَن أبي عُبَيْدٍ، وأنشدَ للراجزِ، وَهُوَ هِمْيان: كأنَّما يَيْجَعُ عِرْقاً أَبْيَضِهْ ومُلْتَقى {فائِلِهِ ومأْبَضِهْ وهما عِرقانِ فِي الفَخِذِ. قيل:} الفائِلَتان: مُضْغَتان من لحمٍ أسفلُهما على الصَّلَوَيْنِ من لَدُنْ أدنى الحَجَبَتَيْنِ إِلَى العَجْبِ، مُكْتنَنِفَتا العُصْعُصَ مُنحَدِرَتانِ فِي جانِبَيِ الفَخِذَيْن، وهما من الفرَسِ كَذَلِك، أَو هما عِرقانِ مُستَبْطِنانِ حاذِيَ الفَخِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ فِي كتابِ الفرَس: وَفِي الوَرِكِ)
الخُرْبَةُ وَهِي نُقْرَةٌ فِيهَا لحمٌ لَا عَظْمَ فِيهَا، وَفِي تلكَ النُّقرةِ الفائِلُ، قَالَ: وَلَيْسَ بَين تلكَ النُّقرةِ وبينَ الجَوفِ عَظمٌ إنّما هُوَ جِلْدٌ ولحمٌ، وأنشدَ للأعشى:
(قد نَخْضِبُ العَيْرَ من مَكْنُونِ {فائلِه ... وَقد يَشِيطُ على أرماحِنا البَطَلُ)
قَالَ: ومَكْنُونُ الفائلِ دَمُه، يَقُول: نَحن بُصَراءُ بمَوضِعِ الطَّعنِ، انْتهى. وروى أَبُو عمروٍ: قد نَطْعَنُ العَيرَ فِي، وروى الأَصْمَعِيّ: قد نَخْضِبُ العَيرَ مِن، وَقد خُطِّئَ أَبُو عمروٍ فِي روايتِه، كَذَا فِي العُباب.} والفال: لغةٌ فِيهِ، قَالَ الصَّاغانِيّ: عِرقٌ يخرجُ من فَوَّارَةِ الوَرِكِ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لامرئِ القَيس:
(سَليمِ الشَّظى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسا ... لهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على {الفالي)
أرادَ على الفائلِ فَقَلَبه، وَهُوَ عِرقٌ فِي الفَخِذَيْنِ يكونُ فِي خُربَةِ الوَرِكِ ينحدِرُ فِي الرِّجل. ورجلٌ} فَيِّلُ اللَّحْم، ككَيِّسٍ وَهَمَزه بعضُهم، وَقد تقدَّم: أَي كثيرُه.! وفالُ: ة، بفارِس فِي آخِرِ نَوَاحِيهَا من جهةِ الْجنُوب، وَهِي مُعَرَّبَةُ بَالأهلِ البَصرةِ، كُنيَتُه أَبُو سهلٍ، يروي عَن جَرادِ بن طارقٍ، وَعنهُ الصَّعِقُ العَيْشيُّ، ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ فِي ثِقاتِ التَّابِعين. وفِيلٌ أَيْضا: مَوْلَى زيادِ بن أبي سُفْيانَ. وَأَبُو {الفِيل الخُزاعيُّ صحابيٌّ، روى)
عَنهُ عَبْد الله بنُ جُبَيْرٍ صحابيٌّ أَيْضا، رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا، فِي النَّهْيِ عَن سَبِّ ماعزٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: لَيْلَةٌ مِثلُ لَوْنِ الفِيل: أَي سَوْدَاءُ لَا يُهتَدى لَهَا، وألوانُ الفِيَلَةِ كَذَلِك.} وفَيَّلَ الرجلُ فِي رأيِه {تَفْيِيلاً: إِذا لم يُصِبْ، وَمِنْه قولُ عليٍّ يصفُ أَبَا بكرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا: وكنتَ آخِراً حينَ} فَيَّلوا. أَي حِين فالَ رَأْيُهم، ويُروى: حينَ فَشِلوا. {والفَيّالُ، كشَدّادٍ: صاحبُ الفِيل.
وفالَ الرجلُ: تعَظَّمَ فصارَ} كالفِيل، أَو تجَهَّم. وَذُو الفِيلِ البَجَليُّ قَتَلَتْه بَنو نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ، قَالَ شاعرُهم:
(وَذَا الفيلِ المُقَنَّعِ قد تَرَكْنا ... غَداةَ القاعِ مُنْجَدِلاً بقَفْرِ)
وبِركَةُ الفِيل: إِحْدَى بِرَكِ مِصرَ، وَيُقَال: بِركةُ {الأَفْيِلَة، وَقد تقدّم فِي برك. والشِّهابُ أحمدُ بنُ عليّ بن إبراهيمَ بن سُلَيْمانَ الكُرديُّ الفِيليُّ، من أصحابِ الشيخِ أبي الحسَنِ عليّ بن قُفْلٍ، روى عَن أبي المَكارِمِ الدِّمياطيِّ، وابنِ الصَّابونيّ، وغيرِه بالإجازةِ، وَمَات سنة قَالَ القُطبُ الحلَبيُّ فِي تاريخِ مِصر: هُوَ نِسبةٌ إِلَى جامعِ} الفِيَلَةِ ظاهرَ مِصر لأنّه وُلِدَ بِهِ.! وفالي: عِدّةُ قُرى بالهِند، خَرَجَ مِنْهَا أكابرُ العُلَماء. 
(فيل) رَأْيه ضعفه وَخَطأَهُ
(فيل) - في حديث عليّ في صِفَةِ أبي بكر - رضي الله عنهما -: "حين فَيَّلُوا "
أو حين فَالَ رَأْيُهم، فلم يَسْتَبِينُوا الحَقَّ في قِتالِ مَانِعى الزَّكَاةِ.
يقال: فَالَ الرّجُلُ في رَأيهِ، وفُئِل؛ إذا لم يُصِب. ورجل فَئِلُ الرَّأْي، وفَالُه (*) وفَيِّلُه وفَائِلُه، وفي رأيه فَيَالةٌ : أي ضَعْفٌ وسُخْفٌ.

فيل


فَالَ (ي)(n. ac. فَيْل
فَيْلُوْلَة )
a. Was weak, erroneous, unsound (judgment).

فَيَّلَa. Weakened, enfeebled; deemed, declared weak
erroneous.

تَفَيَّلَa. see Ib. Grew; became big, stout.

فِيْل
(pl.
فِيَلَة
فُيُوْل
أَفْيَاْل
38)
a. Elephant.

فِيْلَةa. Cow-elephant.

فَيَاْلa. Hide & seek (game).
فَيَاْلَةa. Weakness, unsoundness of judgment.

فِيَاْلa. see 22
فَيَّاْل
(pl.
فَيَّاْلَة)
a. Elephant-driver.

مَفْيُوْلَآء
a. Young elephants.

سِنّ الفِيْل
a. Ivory.

فَال الرَّأْي
فَائِل الرَّأْي
فَيِّل الرَّأْي
a. Weak in judgment.
فَيِّل اللَحْم
a. Fat, fleshy.

فَيْلَج
a. see under
فَلَجَ

فَيْلَخ
a. see under
فَلَخَ

فَيْلَسُوْف
a. see under
فَلْسَفَ

فَيْلَق (pl.
فَيَالِق)
a. Army; armycorps.
b. Misfortune, disaster.
c. Cocoon ( of silkworm ).
فِيْلُوْلُوْجِيَا
G.
a. Philology.

فِيْمَ (a. short for
فِيْمَا [ فِي
مَا ]), While, whilst.

قلب

(قلب)
الشَّيْء قلبا جعل أَعْلَاهُ أَسْفَله أَو يَمِينه شِمَاله أَو بَاطِنه ظَاهره وَيُقَال قلب الْأَمر ظهرا لبطن اختبره وقلب التَّاجِر السّلْعَة تبصرها وقلب عينه وحملاقه غضب وتهدد وَفُلَانًا عَمَّا يُرِيد صرفه عَنهُ وَالله فلَانا إِلَيْهِ توفاه وَلِلْقَوْمِ قليبا حفر والداء فلَانا أصَاب قلبه

(قلب) قلبا كَانَت شفته منقلبة وَيُقَال قلبت الشّفة فَهُوَ أقلب وَهِي قلباء (ج) قلب

(قلب) فلَان شكا قلبه فَهُوَ مقلوب وَالدَّابَّة أَصَابَهَا القلاب فَمَاتَتْ
قلب قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنَّهَا حفرت فِي الْإِسْلَام وَلَيْسَت بعادِيَّة وَذَلِكَ أَن يحتفر الرجل الْبِئْر فِي الأَرْض الْموَات الَّتِي لَا ربّ لَهَا يَقُول: فَلهُ خمس وَعِشْرُونَ ذِرَاعا حواليها حريما لَهَا لَيْسَ لأحد من النَّاس أَن يحتفر فِي تِلْكَ الْخمس وَالْعِشْرين الذِّرَاع بِئْرا وَإِنَّمَا شبهت هَذِه الْبِئْر بِالْأَرْضِ الَّتِي يُحْيِيها الرجل فَيكون مَالِكًا لَهَا بِحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ. وَأما قَوْله: فِي القَلِيب خَمْسُونَ ذِرَاعا فَإِن القليب الْبِئْر العادية الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا ربٌّ وَلَا حافر تكون بالبَراري فَيَقُول: لَيْسَ لأحد أَن ينزل على خمسين ذِرَاعا مِنْهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهَا عَامَّة للنَّاس فَإِذا نزلها نَازل منع غَيره وَهَذَا كَحَدِيث رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ فضل الْكلأ. وَإِنَّمَا معنى النُّزُول أَن لَا يتخذها أحد دَارا وَيُقِيم بهَا. فَأَما أَن يكون عَابِر سَبِيل فَلَا.
ق ل ب: (الْقَلْبُ) الْفُؤَادُ. وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْعَقْلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] أَيْ عَقْلٌ. وَ (الْمُنْقَلَبُ) يَكُونُ مَكَانًا وَمَصْدَرًا كَالْمُنْصَرَفِ. وَ (قَلَبَ) الْقَوْمَ صَرَفَهُمْ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَقَلَبْتُ النَّخْلَةَ نَزَعْتُ قَلْبَهَا. وَ (قَلْبُ) النَّخْلَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا لُبُّهَا. وَ (الْقَلْبُ) مِنَ السِّوَارِ مَا كَانَ قَلْبًا وَاحِدًا. قُلْتُ: وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَا كَانَ قَلْدًا وَاحِدًا يَعْنِي مَا كَانَ مَفْتُولًا مِنْ طَاقٍ وَاحِدٍ لَا مِنْ طَاقَيْنِ. وَفُلَانٌ حُوَّلٌ (قُلَّبٌ) بِوَزْنِ سُكَّرٍ فِيهِمَا أَيْ مُحْتَالٌ بَصِيرٌ بِتَقْلِيبِ الْأُمُورِ. وَ (الْقَالَبُ) بِالْفَتْحِ قَالَبُ الْخُفِّ وَغَيْرِهِ. وَ (الْقَلِيبُ) الْبِئْرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى. قُلْتُ: يَعْنِي قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بِالْحِجَارَةِ وَنَحْوِهَا. يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ. 
ق ل ب : قَلَبْتُهُ قَلْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَوَّلْتُهُ عَنْ وَجْهِهِ وَكَلَامٌ مَقْلُوبٌ مَصْرُوفٌ عَنْ وَجْهِهِ وَقَلَبْتُ الرِّدَاءَ حَوَّلْتُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ وَقَلَبْتُ الشَّيْءَ لِلِابْتِيَاعِ قَلْبًا أَيْضًا تَصَفَّحْتُهُ فَرَأَيْتُ دَاخِلَهُ وَبَاطِنَهُ وَقَلَبْتُ الْأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ اخْتَبَرْتُهُ وَقَلَبْتُ الْأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ وَقَلَّبْتُ بِالتَّشْدِيدِ فِي الْكُلِّ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ} [التوبة: 48] .

وَالْقَلِيبُ الْبِئْرُ وَهُوَ مُذَكَّرٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْقَلِيبُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ مَطْوِيَّةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَطْوِيَّةٍ وَالْجَمْعُ قُلُبٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ.

وَالْقَلْبُ مِنْ الْفُؤَادِ مَعْرُوفٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الْعَقْلِ وَجَمْعُهُ قُلُوبٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَلْبُ النَّخْلَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّهَا هُوَ الْجُمَّارُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ النَّخْلَةِ وَجَمْعُهُ قُلُوبٌ وَأَقْلَابٌ وَقِلَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ وَقِيلَ قُلْبُ النَّخْلَةِ بِالضَّمِّ السَّعَفَةُ قُلْبُ الْفِضَّةِ بِالضَّمِّ سِوَارٌ غَيْرُ مَلْوِيٍّ مُسْتَعَارٌ مِنْ قُلْبِ النَّخْلَةِ لِبَيَاضِهِ وَالْقَالَبُ بِفَتْحِ اللَّامِ قَالَبُ الْخُفِّ وَغَيْرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهَا وَالْقَالِبُ بِكَسْرِهَا الْبُسْرُ الْأَحْمَرُ وَأَبُو قِلَابَةَ بِالْكَسْرِ مِنْ التَّابِعِينَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ. 
(قلب) - فِى الحديث : "أَعوذُ بكَ مِن كآبة المُنْقَلَب"
: أي الانْقلاَب من السَّفر، والانصَرافِ إلى ما يكْتَئِبُ منه، فتُصِيبُه الكآبةُ والحُزْن مِنْ أَجله .
وقَلَبْتُه - بالتخفيف -: كَبَبتُه، فإذا ثقَّلتَ اللاّم فهو للمُبَالَغةِ، أو للتّكثِير.
- وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أنّه كان يقول لمُعَلِّم الصِّبْيان: اقْلِبْهُم "
: أي اصْرِفْهم إلى مَنازِلهم.
في الحديث : "أنّه رَأَى في يَدِ عائشةَ - رضي الله عنها - قُلْبَيْن"
القُلْبُ: السِّوَارُ. وقيل: هو ما كانَ قَلْدًا وَاحدًا.
وقال صاحِبُ التَّتِمَّة: هو الخَلْخَال، والخَلْخَال لا يُلبَسُ في اليَدِ. وجَمعُه : قِلَبَة وأَقْلابٌ. - في الحديث: "أنّه وَقَفَ على قَلِيبِ بَدْرٍ"
وهو البِئْر التي لم تُطْوَ، يُذَكَر وُيؤَنَّث، وجمعه : قُلْب، فإذَا طُوِىَ فهو طَوِيٌّ.
وقال صاحبُ التَّتِمَّة: القَلِيب: حَفِيرَةٌ نُقِل تُرابُها.
- في الحديث: "فانطَلَق يَمشي ما به قَلبَة "
: أي أَلَمٌ تُقلَب له رِجْلٌ لمُعالَجتِه مِن رجل صَاحِبِه الذي يختلف من أَجلِه إلى المُعالِج، أو رِجْل المُعالَج الذي يَجِيءُ إليه يُعَالجه، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب.
* وقد بَرِئْت وما بالصَّدْرِ مِن قَلَبَهْ *
وقيل: هي مِن قُلابِ القَلْبِ؛ وهو دَاؤُه.
- في حديث ابنِ مسعودٍ - رضيَ الله عنه -: "كانت المرأةُ تَلْبَسُ القَالَبَيْن تَطاوَلُ بهما "
فقيل لعبد الرازق: مَا القَالَبَين قال: رَقيصَينْ مِن خَشَب، والرَّقِيصُ: النَّعْل، بلغَةِ أهل اليَمَنِ، وَبَنُو أسَدٍ يُسَمُّونَ النَّعْلَ: الغَرِيفَةَ . والقالَب - تُكْسَرُ لاَمُهُ، وتُفتَح - قيل: إنّه مُعَرَّبٌ.
قلب
القَلْبُ: مُضْغَة من الفُؤاد مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. وفي الحَدِيث: " إنَّ لكلِّ شَيْءِ قَلْباً وإن قَلْبَ القُرْآنِ يس " وقَلَبْتُ الرَّجُلَ: أصبْت قَلْبَه. والقُلابُ: داءٌ يَأْخُذُ البَعِيرَ يَشْتَكي منه قَلْبَه فَيَمُوت، بَعِيرٌ مَقْلُوبٌ وناقَةٌ مَقْلُوبَةٌ. ومَوْتٌ قلاب: شدِيدٌ يُصِيْبُ القُلُوبَ.
وقَلْبُ النَّخْلةِ: شَطْبَةٌ بيضاءُ تَخرجُ في وَسَطِها، ويُقال: قُلْبٌ وقِلْبٌ، وجَمْعُه قِلَبَةٌ. وأقْلَبَتِ النَّخلةُ: أخْرَجَتْ قُلْبَها.
والقالب: البُسْرُ الأحْمَرً.
وجِئْتُكَ بهذا الأمْرِ قَلْباً: أي مَحْضاً لا يَشُوْبُه شَيْءٌ. وإنَّه لَمَهْرِيٌّ قُلُبٌ ومَهْريةٌ قَلْبٌ. وعَرَبيٌّ قَلْبٌ.
وتَحْوِيْلُكَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه: قَلْبٌ، تقول: كلامٌ مَقْلُوبٌ، قَلَبْتُه فانْقَلَبَ، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّبَ. وصَرفكَ إنساناً تَقْلِبُه عَمّا يُرِيْدُه.
ويُقال: أقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حَانَ لها أنْ تُقْلَبَ.
والمُنْقَلَبُ: مَصِيرُ العِبَادِ إلى الآخرة. والقُلَّبُ الحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأمورَ.
ويقولون: أقْلَبَكُم مُقْلَبَ أوليائه، ومَقْلَبَ أيضاً.
وقَلَّبَ عَيْنَه عَلَيَّ: عند الغَضَبِ والوَعِيْدِ.
والقُلْبُ من الأسْوِرَةِ: ما كانَ قَلْداً واحِداً. ويقال للحَيَّة البيضاء: قُلْبٌ تَشْبِيهاً به. والقَلِيْبُ: البِئْرُ قَبْلَ الطي، يُذَكَّرُ وُيؤنَّثُ، والجميع القُلُب. ويُقال قَلَبْتُ للقَوْم قَلِيباً: أي حَفَرْت لهم بِئراً، أقْلِبُ قَلْباً.
والقُلُّوْبُ والقِلَّوْبُ: اسْمُ الذِّئْبِ، والقِلَّيْبُ أيضاً، وكذلك القِلابُ.
والقَلَبُ: انْقِلابُ الشَفَةِ، رَجُلٌ أقْلَبُ، وشَفَة قَلْبَاءُ.
و" ما به قَلَبَةٌ " أي داءٌ وغائلةٌ، وقيل: هو مَأخوذٌ من القُلاَب، وقيل: ما به حَوَلٌ وما به شَيْءٌ يُقْلِقُه.
والقالَبُ: دَخِيْلٌ، وتُكْسَرُ اللامُ. والقِلَّبُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ.
ويُقال: امْرَأةٌ قَيْلَبُوْنٌ: لِلّتي تُتَدَاوَلُ فَتَكون عند الزَّوْج بعد الزوْج.
والقُلاَبُ: اسْم أرْضٍِ لِبَني أسَدٍ. والقُلَّيْبُ: من خرَزَاتِ العَرَب كالقَبَلَةِ.
ق ل ب

قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه. وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء. وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته. وقلب حملاق عينيه عند الغضب. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجنّ

وحفل قليباً وقلباً وهي البئر قبل الطيّ فإذا طويت فهي الطويّ، وقلبت للقوم قليباً: حفرته لأنه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل: التراب المقلوب. وقلبته: أصبت قلبه، وقلبه الداء: أخذ قلبه، وقلب فلان فهو مقلوب. وقلبت ناقته. قال ابن مولى المدنيّ:

يا ليت ناقتي التي أكريتها ... قلبت وأورثها النجاز سعالا

وبه قلابٌ، وما به قلبةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه أو هي من القلاب ثم اتسع فيها. قال النمر:

أودى الشباب وحبّ الخالة الخلبه ... وقد برئت فما في الصدر من قلبه

ومن المجاز: قلب المعلّم الصبيان: صرفهم إلى بيوتهم، وقلب التاجر السّلعة وقلّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابة والغلام. ورجل قلّب حوّل: يقلب الأمور ويحتال الخيل. " وقلّبوا لك الأمور " وانقلب فلان سوء منقلب. وكلّ أحد يصير إلى منقلبه. وأنا أتقلّب في عمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان " فانقلبوا بنعمةٍ من الله " " فأصبح يقلّب كفّيه ": يتندم. وهو قالب الخفّ وغيره لما يقلب به جعل الفعل له وهو لصاحبه. وقلب المجنون عينه إذا غضب فانقلبت حماليقه. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجن

ورجل قلبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قلبٌ وقلبةٌ. قال أبو وجزة:

قلبٌ عقيلة أقوام ذوي حسبٍ ... ترمى المقانب عنها والأراجيل

أي تذبّ عنها لعزة قومها. وأعرابي قلب. وإنه لمن قلوب المهاري إذا كان من سرّها. وجئتك بهذا الأمر قلباً: محضاً. وفي الحديث " إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس ". وكان يحيى ابن زكرياء يأكل الجراد وقلوب الشجر. وقطع قلب النخلة وقلبها: شحمتها وهي الجمّار، وقطع قلبة النخل، وقلبت النخلة: نزعت قلبها. وفي يدها قلب فضّةٍ: سوار شبّه بقلب النخلة في بياضها. ويقال للحية البيضاء: قلب.
[قلب] القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر به عن العقل قال الفراء في قوله تعالى: (إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب) : أي عقل. وقلبت الشئ فانقلبَ، أي انكبَّ. والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف. وقلبته بيدى تقليبا. وتقلب الشئ ظَهراً لبطنٍ، كالحيَّة تتقلَّب على الرَمْضاء. وقَلَبْتُ القومَ كما تقول صَرَفْتُ الصِبيان، عن ثعلب، وقَلَبْتُهُ، أي أصبت قلبه. وقَلَبْت النخلةَ: نزعت قِلْبَها. وقَلَبَت البُسْرَةُ، إذا احمرت. والقلب بالتحريك: انقلاب الشفة، رجل أقلب، وشفة قلباء بينة القلب. وأقلبت الخبزة، إذا حان لها أن تُقْلَبَ. قال الأصمعيّ: القُلابُ: داءٌ يأخذ البعير فيشتكي منه قَلبه فيموت من يومه، يقال بعير مقلوب، وقد قُلِبَ قُلاباً، وناقة مقلوبة. وأقْلَبَ الرجُل، إذا أصاب إبله ذلك. وقولهم: ما به قَلَبَةٌ، أي ليست به عِلَّةٌ. قال الفراء هو مأخوذ من القلاب. قال النمر بن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالقلب من قلبه أي برئت من داء الحب. وقال ابن الاعرابي: معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه. قال حميد الارقط وذكر فرسا: ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبليه بها حبار أي لم يقلب قوائمها من علة بها. وقلب العقرب: منزِلٌ من منازل القمر، وهو كوكبٌ نَيًّرٌ وبجانبه كوكبان. وقولهم: هو عربيٌّ قَلْبٌ، أي خالص، يستوى فيه المذكر والمؤنت والجمع، وإن شئت قلت امرأة قَلْبَةٌ وثنَّيتَ وجمعتَ. وقَلْبُ النخلة: لُبُّها، وفيه ثلاث لغات قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ، والجمع القِلَبَة. والقُلْبُ من السِوارِ: ما كان قلباً واحداً . والقُلْبُ أيضاً: حيَّة تشبَّه به. والمِقْلَبُ: الحديدة التي تُقلبُ بها الأرض للزراعة. وقولهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ، أي محتالٌ بصير بتقليب الامور. والقليب، مثال السكين: الذئب، وكذلك القلوب، مثل الخنوص. قال الشاعر: أيا أمة بكى على أم واهب * أكيلة قلوب بإحدى المذانب والقالَبُ، بالفتح: قالَبُ الخُفّ وغيره. والقالِبُ، بالكسر: البُسْرُ الأحمر. والقَليب: البئر قبل أن تُطْوى ، تذكَّر وتؤنث، وقال أبو عبيد: هي البئر العاديَّة القديمة، وجمع القلَّة أقلبة. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً * هَدوجاً بين أقلبة ملاح والكثير قلب. قال الشاعر : وما دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّب * بها قُلُب عاديَّةٌ وكِرارُ وقد شبَّه العجَّاج بها الجِراحات فقال:

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي من سبر * وأبو قلابة: رجل من المحدثين.
[قلب] في ح أهل اليمن: أرق «قلوبًا» وألين أفئدة، القلب أخص من الفؤاد استعمالًا، وقيل: قريبان من السواء، وذكرهما تأكيدًا لاختلاف اللفظ، وقلب كل شيء: خالصه ولبه. ومنه ح: و «قلب» القرآن يس. ط: أي لبه، وذلك لاحتوائها على آيات ساطعة وبراهين قاطعة وعلوم مكنونة ومواعيد رغيبة وزواجر بليغة مع قصر نظمها. نه: وح: إنه يحيى عليه السلام كان يأكل الجراد و «قلوب» الشجر، اي الذي ينبت في وسطها غضًّا طريًّا قبل أن يقوى ويصلب، جمع قلب - بالضم للفرق، وكذا قلب النخلة. وفيه: كان عليٌّ قرشيًّا «قلبًا»، أي خالصًا من صميم قريش. وقيل: أي فهما فطنا نحو «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب». وفيه: أعوذ بك من كآبة «المنقلب»، أي الانقلاب من السفر والعودة إلى الوطن - يعني يعود إلى بيته فيري فيه ما يحزنه، والانقلاب الرجوع مطلقًا. ن: وسوء «المنقلب» - بفتح لام، أي المرجع. ط: بأن يرجع بخسران تجارة أو مرض أو غير مقضي الحوائج أو يجد مرضًا في أهله. نه: ومنه ح صفية: ثم قمت «لأنقلب» فقام معي «ليقلبني»، أي لأرجع إلى بيتي فقام معي يصحبني. ن: هو بفتح باء، اي ليردني إلى منزلي. وفيه: جواز مشي المعتكف ما لم يخرج من المسجد. وح: «أقلبوه»، أي ردوه وصرفوه، أنكره الجمهور وصوبوا: قلبوه. نه: وح المنذر: حين ولد «فأقلبوه» فقالوا: «أقلبناه» يا رسول الله، وصوابه: قلبناه، أي رددناه. وح: كان يقول لمعلم الصبيان: «أقلبهم»، أي اصرفهم إلى منازلهم. وفي ح عمر: بينا يكلم إنسانًا إذ اندفع جرير يطريه ويطنب فقال: ما تقول يا جرير! وعرف الغضب في وجهه، فقال: ذكرت أبا بكر وفضله، فقال عمر: «اقلب قلاب» - وسكت، هو مثل يضرب لمن تكون منه السقطة فيتداركها بأن يقلبها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها، يريد: اقلب يا قلاب.وح: مثل «القلب» كريش - يجيء في مث. و «مقلب القلوب»، أي مبدل الخواطر وناقض العزائم فإنها تحت قدرته يقلبها كيف يشاء. وفيه: و «قلوبهم قلب» واحد، ما متضائفان أو موصوف وصفة. ط: كقلب واحد - مر شرحه في إصبع. ج: حتى تصير على «قلبين»، أي تصير القلوب على قسمين. وفيه: «فقلبوه» فاستفاق صلى الله عليه وسلم، قلبت الصبي وغيره - إذا رددته من حيث جاء، فاستفاق - مر في ف. وح: ليكاد أن «ينقلب» البعض، لعل ذلك البعض المقلدون أو من لم يكن له رسوخ. ط: «يتقلب» في شجرة، أي يتبختر في الجنة ويمشي لأجل شجرة قطعها من الطريق. ش: يفرغ في «قالبه» - بفتح لام، وكسرها لغة. غ: «وقلبوا لك الأمور» بغوا لك الغوائل. و «تقلبهم ذات اليمين» أنث لإرادة الناحية. و ««يقلب» كفيه» تقليبها من فعل الأسف النادم.
الْقَاف وَاللَّام وَالْبَاء

الْقلب: تَحْويل الشَّيْء عَن وَجهه.

قلبه يقلبه قلبا، وأقلبه، الْأَخِيرَة عَن اللحياني وَهِي ضَعِيفَة، وَقد انْقَلب.

وقلب الشَّيْء، وَقَلبه: حوله ظهرا لبطن.

وقلب الْأُمُور: بحثها وَنظر فِي عواقبها، وَفِي التَّنْزِيل: (وقلبوا لَك الْأُمُور) كُله مثل بِمَا تقدم.

وتقلب فِي الْأُمُور، وَفِي الْبِلَاد: تصرف فِيهَا كَيفَ شَاءَ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَا يغررك تقلبهم فِي الْبِلَاد) مَعْنَاهُ: فَلَا يغررك سلامتهم فِي تصرفهم فِيهَا، فَإِن عَاقِبَة امرهم الْهَلَاك.

وَرجل قلب: يتقلب كَيفَ يَشَاء.

وتقلب ظهرا لبطن، وجنباً لجنب: تحول، وَقَوله تَعَالَى: (تتقلب فِيهِ الْقُلُوب والأبصار) . قَالَ الزّجاج: ترجف وتخف من الْجزع وَالْخَوْف، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أَن من كَانَ قلبه مُؤمنا بِالْبَعْثِ والقامة ازْدَادَ بَصِيرَة وَــرَأى مَا وعد بِهِ، وَمن كَانَ قلبه على غير ذَلِك رأى مَا يُوقن مَعَه أَمر الْقِيَامَة والبعث، فَعلم ذَلِك بِقَلْبِه، وَشَاهده ببصره، فَذَلِك تقلب الْقُلُوب والأبصار.

وقلب الْخبز وَنَحْوه يقلبه قلبا: إِذا نضج ظَاهره فحوله لينضج بَاطِنه، واقلبها: لُغَة، عَن اللحياني، وَهِي ضَعِيفَة. واقلبت الخبزة: حَان لَهَا أَن تقلب.

واقلب الْعِنَب: يبس ظَاهره فحول.

وَالْقلب: انقلاب فِي الشّفة الْعليا واسترخاء.

شفة قلباء.

وَرجل اقلب.

وَفِي الْمثل: " اقلبي قلاب ".

يضْرب للرجل يقلب لِسَانه فيضعه حَيْثُ شَاءَ.

وقلب الْمعلم الصّبيان يقلبهم: أرسلهم ورجعهم إِلَى مَنَازِلهمْ.

واقلبهم: لُغَة ضَعِيفَة، عَن اللحياني، على أَنه قد قَالَ: إِن كَلَام الْعَرَب فِي كل ذَلِك: إِنَّمَا هُوَ قلبته، بِغَيْر ألف.

والانقلاب إِلَى الله عز وَجل: الْمصير إِلَيْهِ والتحول.

وَقد قلبه الله إِلَيْهِ، هَذَا كَلَام الْعَرَب.

وَحكى اللحياني: اقلبه، قَالَ: وَقَالَ أَبُو ثروان: اقلبكم الله مُقَلِّب اوليائه، ومقلب أوليائه، فَقَالَهَا بِالْألف.

وَقَلبه عَن وَجهه: صرفه.

وَحكى اللحياني: أقلبه، قَالَ: وَهِي مَرْغُوب عَنْهَا.

وقلب الثَّوْب والْحَدِيث وكل شَيْء: حوله. وَحكى اللحياني فيهمَا: اقلبه. وَقد قدمت أَن الْمُخْتَار عِنْده فِي جَمِيع ذَلِك: قلبت.

وَمَا بالعليل قلبة: أَي مَا بِهِ شَيْء، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي.

وَمَا بالبعير قلبة: أَي لَيْسَ بِهِ دَاء يقلب لَهُ، فَينْظر اليه، قَالَ حميد الأرقط يصف فرسا:

وَلم يقلب أرْضهَا البيطار ... وَلَا لحبلية بهَا حبار

وَمَا بالمريض قلبة: أَي عِلّة يقلب مِنْهَا.

وَالْقلب: الْفُؤَاد، مُذَكّر، صرح بذلك اللحياني، وَالْجمع: اقلب، وَقُلُوب، الأولى عَن اللحياني، وَقَوله تَعَالَى: (نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: نزل بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْك فوعاه قَلْبك وَثَبت، فَلَا تنساه أبدا.

وَقَلبه يقلبه، ويقلبه قلبا، الضَّم عَن اللحياني وَحده: أصَاب قلبه.

وقلب قلبا: شكا قلبه.

والقلاب: دَاء يَأْخُذ فِي الْقلب، عَن اللحياني.

والقلاب: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فيشتكي قلبه فَيَمُوت من يَوْمه.

قَالَ كرَاع: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم دَاء اشتق من اسْم الْعُضْو إِلَّا " القلاب " من: " الْقلب " و" الكباد " من " الكبد "، و" النكاف " من: " النكفتين " وهما غدتان تكتنفان الْحُلْقُوم من اصل اللحي.

وَقد قلب قلابا.

وَقيل: قلب الْبَعِير قلابا: عاجلته الغدة فَمَاتَ.

واقلب الْقَوْم: أصَاب إبلهم القلاب.

وقلب النَّخْلَة، وقلبها، وقلبها: شحمتها، وَهِي هنة رخصَة بَيْضَاء تمتسخ فتؤكل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة مرّة: الْقلب: اجود خوص النَّخْلَة واشده بَيَاضًا، وَهُوَ الخوص الَّذِي يَلِي اعلاها. واحدته: قلبة، بِضَم الْقَاف وَسُكُون اللَّام، وَالْجمع: أقلاب، وَقُلُوب، وقلبة.

وقلب النَّخْلَة: نزع قَلبهَا.

وَقُلُوب الشّجر: مَا رخص من اجوافها وعروقها الَّتِي تقودها، وَفِي الحَدِيث: " إِن يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُل الْجَرَاد وَقُلُوب الشّجر ".

وقلب كل شَيْء: محضه، وَفِي الحَدِيث: " لكل شَيْء قلب، وقلب الْقُرْآن يس ".

وَرجل قلب، وقلب: مَحْض النّسَب، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُؤَنَّث، والمذكر، وَالْجمع، وَإِن شِئْت ثنيت وجمعت، وَإِن شِئْت تركته فِي حَال التَّثْنِيَة وَالْجمع بِلَفْظ وَاحِد، وَالْأُنْثَى: قلب وقلبة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ قلب وَقَلْبًا، على الصّفة والمصدر، وَالصّفة اكثر.

وَالْقلب من الاسورة: مَا كَانَ قلدا وَاحِدًا. وَقيل: سوار الْمَرْأَة.

وَالْقلب: الْحَيَّة الْبَيْضَاء، على التَّشْبِيه بِالْقَلْبِ من الأسورة.

والقليب، على لفظ تَصْغِير " فعل ": خرزة يُؤْخَذ بهَا، هَذِه عَن اللحياني.

والقليب، والقلوب، والقلوب، والقلوب، والقلاب: الذِّئْب، يَمَانِية، قَالَ شَاعِرهمْ:

أيا جحمتا بَكَى على أم واهب ... أكيلة قُلُوب بِبَعْض المذانب

والقليب: الْبِئْر مَا كَانَت.

والقليب: الْبِئْر قبل أَن تطوى.

وَقيل: هِيَ العادية الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا رب وَلَا حافر، تكون بالبراري، تذكر وتؤنث.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القليب: مَا كَانَ فِيهِ عين، وَإِلَّا فَلَا. وَالْجمع: أقلبة، وقلب.

وَقيل: الْجمع: قلب، وَفِي لُغَة من أنث، واقلبة، وقلب جَمِيعًا، فِي لُغَة من ذكر.

والقالب، فِي لُغَة بلحارث بن كَعْب: الْبُسْر الْأَحْمَر.

وَقد قلبت تقلب: إِذا احْمَرَّتْ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا تَغَيَّرت البسرة كلهَا فَهِيَ القالب.

وشَاة قالب لون: إِذا كَانَت على غير لون أمهَا، وَفِي الحَدِيث قَالَ شُعَيْب، لمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام: " لَك من غنمي مَا جَاءَت بِهِ قالب لون " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقالب، والقالب: الشَّيْء الَّذِي تفرغ فِيهِ الْجَوَاهِر ليَكُون مِثَالا لما يصاغ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قالب الْخُف وَنَحْوه، دخيل.

وَبَنُو القليب: بطن من تَمِيم، وَهُوَ: القليب ابْن عَمْرو بن تَمِيم.
قلب
قلَبَ يَقلِب، قَلْبًا، فهو قالِب، والمفعول مَقْلوب
• قلَب القِدْرَ: أفرَغه، جعل أعلاه أسفله "قلَب عربة- قلَب الحقلَ: عزقه لإعداده للزِّراعة" ° قلَب اللهُ فلانًا إليه: توفَّاه- قلَبه رأسًا على عَقِب: جعل عاليه سافله.
• قلَب الصَّفحةَ: جعل باطنَها ظهرَها "قلب ثوبًا"? قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره.
• قلَبَ الحُكْمَ: أبدله، أطاح به "قلَب الجيْشُ نظامَ الحُكْمِ- {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَبُوا لَكَ الأُمُورَ} [ق] "? قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
• قلَب أصدقاءَه: صرَفهم.
• قلَبَ الشَّيءَ إليه: ردَّه، أرجعه " {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} ".
• قلَب عينيه: حوّل بصرَه وصرَفه من جهة إلى جهة " {وَتُقْلَبُ أَفْئِدَتُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ} [ق] ". 

انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على ينقلب، انقلابًا، فهو مُنْقَلِب، والمفعول مُنْقَلَب إليه
• انقلب الشَّيءُ: مُطاوع قلَبَ: انكبَّ، صار أعلاه أسفله أو يمينه شماله أو باطنه ظاهره "انقلب الوعاءُ- انقلبَت سيَّارةٌ- انقلب على ظهره من شدّة الضَّحك".
• انقلب الحُكْمُ: تغيَّر "انقلب وجهُ فلان- انقلبتِ الأدوارُ".
• انقلب الشَّخصُ إلى أهله: رجَع " {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ} - {يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ} - {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} ".
• انقلب على وجهه/ انقلب على عقبيه: رجع عن رأيه أو عقيدته، انصرف، ارتدَّ " {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} ".
• انقلبَتِ التَّدابيرُ عليه: ارتدَّت، انعكست عليه.
• انقلب على فلان: ناصبه العداءَ، تغيَّر نحوَه أو خاصَمَه بعد مودّة. 

تقلَّبَ/ تقلَّبَ على/ تقلَّبَ في يتقلَّب، تقلُّبًا، فهو مُتقلِّب، والمفعول مُتقلَّب عليه
• تقلَّب الشَّخصُ/ تقلَّب الشَّيءُ: تحوّل من حالة إلى

أخرى، اضطرب وتغيَّر "تقلُّبات الرأي العامّ/ الجوّ/ الأسعار- {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} - {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} - {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} " ° تقلُّبات الحياة/ تقلُّبات الدَّهْر: الحوادث السَّعيدة أو المؤسفة التي تتتابع في الحياة- تقلَّب في النِّعمة: عاش منعّمًا سعيدًا، تمتَّع بها.
• تقلَّب الشَّخصُ على فراشِهِ: أرق، تحوَّل من جانب إلى جانبٍ آخر "مريض متقلِّب على فراشه"? تقلَّب على الجمر: قلِق، شُغِل- تقلَّب على رَمْضاء البُؤس: اكتوى بنار الفقر وعانى من مرارته وشقائه.
• تقلَّب الشَّخصُ في الأمور: تصرَّف فيها كيف شاء " {وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} ".
• تقلَّب في البلاد: تنقَّل فيها "تقلَّب في الوظائف: شغل بالتَّتابع عدّة وظائف".
قلَّبَ يقلِّب، تَقْلِيبًا، فهو مُقَلِّب، والمفعول مُقَلَّب
• قلَّب صفحاتِ الكتاب: بالغ في قَلْبِها، قلبها مرَّة بعد مرَّة "قلَّب الجَمْرَ: حرَّكه وأجّج لهيبَه- {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}: كناية عن النَّدم".
• قلَّب الأمورَ:
1 - درسها بعناية ونظر في عواقبها، اختبرها، تفحَّصها.
2 - دبَّر المكايد " {وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ} ".
• قلَّب الطَّبيبُ المريضَ: فحَصَه "قَلَّبَ التَّاجِرُ البضاعةَ: تبصَّرها، وفتَّش عن أحوالها".
• قلَّب عينيه: أدارهما باضطراب، حوَّل بصرَه من جهة إلى جهة، ونقله سريعًا " {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} ".
• قلَّب الفلاحُ الأرضَ: حرثَها.
• قلَّب اللهُ اللَّيلَ والنَّهارَ: بدَّل بينهما، غيَّر من حال إلى حال " {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} - {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} ". 

انْقِلاب [مفرد]: ج انقلابات (لغير المصدر):
1 - مصدر انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على.
2 - تحوُّل الشّيء عن وجهه.
3 - (سة) تغيير في نظام الحُكْم واستيلاءٌ عليه بالقوَّة، ويقوم به في العادة بعضُ رجال الجيش "انقلابٌ عَسْكَرِيٌّ/ سياسيٌّ- حركة انقلابيَّة".
• الانقلاب الشِّتويّ: (جغ) الوقت الذي ترتدّ فيه الشّمسُ من أقصى انحرافها بالنِّسبة إلى الأرض، ويكون في أوّل يوم من أيّام فصل الشِّتاء.
• الانقلاب الصَّيفيّ: (جغ) الوقت الذي ترتدّ فيه الشَّمسُ من أقصى انحرافها بالنِّسبة إلى الأرض، ويكون في أوّل يوم من أيّام فصل الصَّيف. 

تقلُّبات [جمع]
• التَّقلُّبات السِّعريَّة: (قص) عمليات الصعود والهبوط في سِعْر الاستثمار بشكل عامّ، وكلّما كان حجم هذا الارتفاع والانخفاض كبيرًا كان الاستثمار عُرْضة للتقلُّب. 

قالَب/ قالِب [مفرد]: ج قَوالِبُ:
1 - ما تُفرَّغُ فيه المعادنُ وغيرُها ليكون مثالاً لما يصاغُ منها "قالب الحَدَّاد".
2 - ما يُجْعَل في الحذاء ليتَّسع أو لِيستقيم "ضاق حذاؤُه على قدمه فوضعه في القالب".
3 - قطعة من شيءٍ "قالب صابون/ جُبْن/ شوكولاتة/ سُكَّر".
4 - شكل "قالب جسم".
5 - صياغة، تركيب "قالب جملة". 

قُلاب [مفرد]: (طب) داءٌ يصيب القلب "أصابه قُلاب فاستشار الطَّبيبَ بشأنه". 

قَلْب [مفرد]: ج قُلُوب (لغير المصدر):
1 - مصدر قلَبَ.
2 - مركز، وسط ولُبّ كلّ شيء "قَلْب الثَّمَرة/ المدينة- قَلْب النَّخلة: جمّارها".
3 - (حد) أن يبدِّل الرَّاوي شخصًا أو اسمًا أو كلمة أخرى في سند الحديث أو في متنه تقديمًا أو تأخيرًا.
4 - (شر) عضوٌ عَضَليّ أجوف يستقبل الدّمَ من الأوردة ويدفق بالشرايين، قاعدته إلى أعلى معلقة بنياط في الجهة اليسرى من التجويف الصدريّ، وبه تجويفان: يساريّ به الدّمُ الأحمر، ويمينيّ به الدم الأزرق المحتاج إلى التنقية، وبكلّ تجويف تجويفان فرعيّان يفصل بينهما صمام، ويسمّى التجويف العلويّ الأذين، والتجويف السُّفلي البُطَيْن، وقد يعبَّر بالقلب عن العقل باعتباره مركزًا للإدراك والأحاسيس وموضعًا للهدى والتقوى والطَّهارة والسَّكينة وكذلك للإثم واللَّهو والزَّيغ والغيظ والحسرة ...

إلخ "أمراض القلب- فلان قاسي القلب- انقباض قلب: كآبة وحزن- تخصَّص الطَّبيب بجراحة القَلْب- تحيَّاتي القلبيَّة- {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} - {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا} - {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}: وهو مثل ضُرب لمن ظاهر زوجته، فكما لا يوجد للرجل قلبان في جوفه كذلك لا تكون امرأة المظاهر أُمَّه لأنّه لا توجد أمّان للشّخص الواحد" ° أبيض القلب: طاهر، لا ينوي سوءًا- أعمى القلب: لا يهتدي إلى الصَّواب- بسيط القلب: طبيعيّ، ساذج، على الفطرة- بلَغت القلوبُ الحناجرَ: اشتدَّت الأمورُ وعمَّ الضِّيقُ، تعبير عن شِدّة الخوف- جامد القلب: قاسٍ لا يتأثَّر بسهولة- حدَّثه قلبُه: أعلمه، أحسَّ مسبَّقًا بشيء، وخامره شعور به- حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته- ذو قلب دافئ: عطوف وكريم- رَجُل بلا قلب: بلا رحمة- سليم القلب: صالح الضَّمير، صافي النِّيَّة- ضعيف القلب: جَبان- فتَح قلبَه: باح بسرِّه، كشف عن خفايا قلبه- فلانٌ مخلص قلْبًا وقالبًا: باطنًا وظاهرًا- قَلْب الهجوم: لاعب الهجوم في لعبة كرة القدم- قلبًا وقالبًا: كلِّيًّا، بدون قيد، باطنًا وظاهرًا- قَلْبٌ من ذهب: قلب صادق مخلص، مُحبٌّ خالٍ من كلّ شائبة- كان قلبه على كفِّه: كان يخاطر بنفسه- مريض القلب: حاقد، موسوس، شكّاك- مِنْ القلب إلى القلب: مخلص، صادق- مِنْ صميم القلب: بكلِّ إخلاص وصِدْق- مِنْ كلِّ قلبه: بكُلِّ جوارحه.
• مرسام القلب الكهربائيّ: (طب) آلة تسجّل الاختلافات في التيّارات الكهربيّة الناشئة عن انقباضات مختلف عضلات القلب، وما تسجّله هذه الآلة يُسمّى: رسمًا قلبيًّا كهربيًّا.
• القلب المكانيّ: (نح {التّقديم والتّأخير في ترتيب حروف الكلمة بسبب الخطأ في الاستعمال أو اختلاف اللَّهجات، مثال ذلك في اللَّهجة المصريّة} أهبل) المحرَّفة عن (أبله) الفصيحة.
• أفعال القُلوب: (نح) أفعال الشّكّ أو الرّجحان أو اليقين، من أخوات ظنّ تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ والخبر ولها أحكام خاصّة كالإلغاء والتعليق "حسبت قولَك صادقًا". 

قَلاَّب [مفرد]:
1 - اسم آلة من قلَبَ: آلة تستعمل للإسراع في تفريغ عربة أو شاحنة، وذلك بقلبها دُفعة واحدة "قلاّب خلاّط".
2 - ما يمكن رفعه أو خفضه "جسر/ كرسيّ قلاّب". 

قَلوب [مفرد]: صيغة مبالغة من قلَبَ: كثير التقلُّب والتغيُّر "رجل قَلوب". 

قَليب [مفرد]: ج أَقْلِبَة وقُلُب: بئر (يُذَكَّر ويُؤنَّث) "أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ [حديث] ". 

مَقْلَب [مفرد]: ج مَقالِبُ:
1 - مصدر ميميّ من قلَبَ.
2 - مكيدة وحِيلَة "إنّه كثير المقالب في أصدقائه".
• مقلب القمامة: اسم مكان من قلَبَ: مكان تُقْلب فيه القمامة وتكوَّم لنقلها إلى أماكن محدَّدة للتخلُّص منها "ترتبط مشكلات التلوُّث أحيانًا بمقالب القمامة". 

مِقْلَب [مفرد]: ج مَقالِبُ:
1 - اسم آلة من قلَبَ: فأسٌ من حديد تُقْلَب بها الأرضُ للزّراعة "لا يُستعمل المِقْلَب في المساحات الشَّاسعة".
2 - جُزء المحراث الذي يَقْلِب كُتْلَة التّراب بعد أن يقطعها المِقْطع. 

مُقلِّب [مفرد]: اسم فاعل من قلَّبَ.
• مُقلِّب القلوب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: باعث القلق والاضطراب والخوف في قلوب الكافرين يوم القيامة حين يواجهون أهوالَ هذا اليوم، فتتقلّب قلوبُهم من طمعٍ في النّجاة إلى طمعٍ، ومن حذر هلاكٍ إلى هلاك. 

مَقْلوب [مفرد]: اسم مفعول من قلَبَ.
• شخصٌ مقلوب: مصاب بالقُلاب.
• كلامٌ مقلوبٌ: مُغَيَّر عن أصْلِهِ. 

مُنْقََلَب [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على.
2 - اسم مكان من انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على: مرجع ومحلّ الانقلاب "كلّ امرئ يصير إلى منقلَبه- {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} ". 

قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.

قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة. وقد انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ.

وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ. وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً، وكلام مَقْلوبٌ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب.والقَلْبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِـبُه عن وَجْهه الذي يُريده.

وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها.

وفي التنزيل العزيز: وقَلَّبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم.

وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ. وفي التنزيل العزيز: فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد. معناه: فلا يَغْرُرْكَ

سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ.

ورجل قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كيف شاءَ.

وتَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ: تَحَوَّل.

وقولُهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ، بصير بتَقْليبِ الأُمور.

والقُلَّبُ الـحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأُمُورَ، ويحْتال لها. وروي عن

مُعاوية، لما احْتُضِرَ: أَنه كان يُقَلَّبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه، فقال: إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لو وُقيَ هَوْلَ الـمُطَّلَعِ؛ وفي النهاية: إِن وُقيَ كُبَّةَ النار، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وكان مُحْتالاً في أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ.

وقوله تعالى: تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار؛ قال الزجاج: معناه

تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ. قال: ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة، ازدادَ بصيرة، ورأَى ما وُعِدَ به، ومن كانَ قلبه على غير ذلك، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث، فعَلِم ذلك بقلبه،

وشاهَدَه ببصره؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار.

ويقال: قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عند الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد:

قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ

وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِـبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَقْلَبها: لغة عن اللحياني، وهي ضعيفة.

وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حان لها أَن تُقْلَبَ. وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ. والقَلَبُ، بالتحريك: انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وفي الصحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا. وشَفَة قَلْباءُ: بَيِّنَةُ القَلَب، ورجل أَقْلَبُ.

وفي المثل: اقْلِبـي قَلابِ؛ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه، فيَضَعُه

حيث شاءَ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ

اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عليه، فقال: ما تقول ياجرير؟

وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه، فقال: ذكرتُ أَبا بكر وفضله، فقال عمر: اقْلِبْ قَلاَّبُ، وسكتَ؛ قال ابن الأَثير: هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فيتداركها بأَن يَقْلِـبَها عن جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها؛ يريد: اقْلِبْ يا قَلاَّبُ! فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ، وهو غريب؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام.

وقَلَبْتُ القومَ، كما تقولُ: صَرَفْتُ الصبيانَ، عن ثعلب.

وقَلَبَ الـمُعَلِّم الصبيان يَقْلِـبُهم: أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم؛ وأَقْلَبَهم: لغةٌ ضعيفةٌ، عن اللحياني، على أَنه قد قال: إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو: قَلَبْتُه، بغير أَلف. وفي حديث أَبي

هريرة: أَنه كان يقالُ لـمُعَلِّم الصبيان: اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى

منازلهم.

والانْقِلابُ إِلى اللّه، عز وجل: المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وقد قَلَبه اللّهُ إِليه؛ هذا كلامُ العرب. وحكى اللحياني: أَقْلَبه؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ: أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه، ومُقْلَبَ أَوليائه، فقالها بالأَلف.

والـمُنْقَلَبُ يكون مكاناً، ويكون مصدراً، مثل الـمُنْصَرَف.

والـمُنْقَلَبُ: مَصِـيرُ العِـبادِ إِلى الآخرة. وفي حديث دعاءِ السفر: أَعوذُ بِكَ من كآبة الـمُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر، والعَوْدِ إِلى

الوَطَن؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه.

والانْقِلابُ: الرجوعُ مطلقاً؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِـيدٍ، حين وُلِدَ: فاقْلِـبُوه، فقالوا: أَقْلَبْناه يا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في صحيح مسلم، وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه. وقَلَبه عن وجهه: صَرَفَه؛ وحكى اللحيانيُّ: أَقْلَبه، قال: وهي مَرْغُوبٌ عنها.

وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ: حَوَّله؛ وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه. وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَبْتُ.

وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي، قال

الفراءُ: هو مأْخوذ من القُلابِ: داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها،

فيَقْلِـبُها إِلى فوق؛ قال النمر:

أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِـبه، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقلبِ من قَلَبَهْ

أَي بَرِئْتُ من داءِ الـحُبِّ؛ وقال ابن الأَعرابي:

معناه ليست به علة، يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه.

تقول: ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ له، فيُنْظَرُ إِليه؛ وقال الطائي: معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه، فَيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه على فراشه. الليث: ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة. وفي الحديث: فانْطَلَق يَمشي، ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة؛ وقال الفراءُ: معناه ما بهِ علة

يُخْشى عليه منها، وهو مأْخوذ مِن قولهم: قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه

وَجَعٌ في قلبه، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه؛ وقال ابن الأَعرابي: أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ منه حافرُه؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ

يصف فرساً:

ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، * ولا لِـحَبْلَيْه بها حَبارُ

أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها.

وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ منها.

والقَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني. وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.

وَرُوي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة،

والأَفْئِدَةَ باللِّين. وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قلبه؛ وأَنشد بعضهم:

لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ

وقيل: القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما،

لاختلاف اللفظين تأْكيداً. وقال بعضهم: سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد:

ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا

وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُقَلِّب

القُلُوب! وقال اللّه تعالى: ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم.

قال الأَزهري: ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها،

شَحْمَها وحِجابَها: قَلْباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛

قال: ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه.

وقَلَبه يَقْلِـبُه ويَقْلُبه، الضم عن اللحياني وحدَه: أَصابَ قَلْبَه، فهو مَقْلُوب، وقُلِبَ قَلْباً: شَكا قَلْبه.

والقُلابُ: داءٌ يأْخذ في القَلْبِ، عن اللحياني. والقُلابُ: داءٌ يأْخُذُ البعير، فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه، يقال: بعير مَقْلُوبٌ،

وناقة مَقْلوبة. قال كراع: وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ

العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب، والكُباد من الكَبِدِ، والنُّكاف من

النَّكَفَتَيْن، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الـحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي.

وقد قُلِبَ قِلاباً؛ وقيل: قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات. وأَقْلَبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم القُلابُ. الأَصمعي: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فهو مَقْلُوب، وقد قُلِبَ قِلاباً.

وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها: لُبُّها، وشَحْمَتُها، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وفيه ثلاث لغات: قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ. وقال أَبو حنيفة مَرَّة: القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، وأَشدُّه بياضاً، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها، واحدته قُلْبة، بضم القاف، وسكون

اللام، والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ.

وقَلَبَ النخلة: نَزَع قُلْبَها. وقُلُوبُ الشجر: ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها. وفي الحديث: أَن يحيـى بن زكريا، صلوات اللّه على نبينا وعليه، كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضم، للفَرْق. وقَلْبُ النخلة: جُمَّارُها، وهي شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْباً لبياضه.

شمر: يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة، ويُجْمَع قِلَبةً. التهذيب:

القُلْبُ، بالضم، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب. والقَلْبُ: هو

الجُمَّارُ، وقَلْبُ كلّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تقول: جئْتُك

بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ. وفي الحديث: إِن لكلِّ

شيءٍ قَلْباً، وقلبُ القرآن يس.

وقَلْبُ العقْرب: منزل من منازل القَمَر، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كوكبان.

وقولهم: هو عربيّ قَلْبٌ، وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص، تقول منه: رجل قَلْبٌ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة:

قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ، * يُرْمَى الـمَقانبُ عنها والأَراجِـيلُ

ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ: مَحْضُ النسَبِ، يستوي فيه المؤَنث، والمذكر، والجمع، وإِن شئت ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ؛ قال سيبويه: وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصفة والمصدر، والصفة أَكثرُ. وفي الحديث: كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش. وقيل: أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالى: لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ.

والقُلْبُ من الأَسْوِرَة: ما كان قَلْداً واحداً، ويقولون: سِوارٌ قُلْبٌ؛ وقيل: سِوارُ المرأَة. والقُلْبُ: الحيةُ البيضاءُ، على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة. وفي حديث ثَوْبانَ: أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ

والحسين، عليهم السلام، بقُلْبَيْن من فضة؛ القُلْبُ: السوار. ومنه الحديث: أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، في قوله تعالى: ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها؛ قالت: القُلْبُ، والفَتَخَةُ.

والـمِقْلَبُ: الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة. وقَلَبْتُ

الـمَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِـبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه.

والقُلَيْبُ، على لفظ تصغير فَعْلٍ: خَرَزة يُؤَخَّذُ بها، هذه عن

اللحياني.

والقِلِّيبُ، والقَلُّوبُ، والقِلَّوْبُ، والقَلُوبُ،

والقِلابُ: الذئبُ، يَمانية؛ قال شاعرهم:

أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ، * أَكِـيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض الـمَذانبِ

والقَلِـيبُ: البئرُ ما كانت. والقليبُ: البئر، قبل أَن تُطْوَى، فإِذا

طُوِيَتْ، فهي الطَّوِيُّ، والجمع القُلُبُ. وقيل: هي البئر العاديَّةُ

القديمةُ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ، ولا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري،

تُذكَّر وتؤَنث؛ وقيل: هي البئر القديمة، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ.

ابن شميل: القَلِـيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِـيّ، مَطْويَّةٌ أَو غير

مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ. وقال شمر: القَلِـيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ. قال: وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها. وقال ابن

الأَعرابي: القَلِـيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا، والجمع أَقْلِـبةٌ؛ قال

عنترة يصف جُعَلاً:

كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً، * هَدُوجاً بينَ أَقْلِـبةٍ مِلاحِ

وفي الحديث: أَنه وقَفَ على قَلِـيبِ بَدْرٍ. القَلِـيبُ: البئر لم تُطْوَ، وجمع الكثير: قُلُبٌ؛ قال كثير:

وما دامَ غَيْثٌ، من تِهامةَ، طَيِّبٌ، * بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

والكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للـحِسْيِ. والعاديَّة: القديمةُ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال:

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ

وقيل: الجمع قُلُبٌ، في لغة مَنْ أَنـَّثَ، وأَقْلِـبةٌ وقُلُبٌ جميعاً،

في لغة مَن ذَكَّر؛ وقد قُلِـبَتْ تُقْلَبُ.

(يتبع...)

(تابع... 1): قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.... ...

وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قال ابن الأَعرابي: القُلْبةُ الـحُمْرَةُ. الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب: القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ يقال منه: قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ.

وقال أَبو حنيفة: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهي القالِبُ. وشاة

قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها. وفي الحديث: أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب، قال لموسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لَكَ من غَنَمِـي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين. تفسيره في الحديث: أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب. وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهَه، في صفة الطيور: فمنها مغموس في قالِـَبِ لونٍ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه.

أَبو زيد: يقال للبليغ من الرجال: قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وقد طَبَّقَ

الـمَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ. وفي الحديث: كان نساءُ

بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، وهو نَعْل من خَشَب

كالقَبْقابِ، وتُكسَر لامه وتفتح. وقيل: انه مُعَرَّب. وفي حديث ابن مسعود: كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بهما.

والقالِبُ والقالَبُ: الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها، وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه، دَخِـيل.

وبنو القلَيْب: بطن من تميم، وهو القُلَيْبُ بنُ عمرو ابن تميم.

وأَبو قِلابةَ: رجلٌ من المحدّثين.

قلب: قلب: قلب الرداء الشيء حوله وجعل أعلاه أسفله وباطنه ظاهره (محيط المحيط).
قلب على العدو: كر على العدو (بوشر) ضحكوا حتى قلبوا على قفاهم: ضحكوا حتى وقعوا على قفاهم. (ألف ليلة 1: 63) وفي المطبوع منها قلبوا وهو خطأ، لأنهم يستعملون انقلب مطاوع قلب بهذا المعنى.
قلب: صب، سكب. ففي ألف ليلة (1: 68).
أقعدت على السفرة باطية صينية وقلب فيها ماء خلاف.
قلب الأرض للزراعة: حولها بالقلب، عزق الأرض، حرث بالمر. (محيط المحيط، بوشر، عبد الواحد ص 23، ابن العوام 1: 55، 61، 71). والمصدر منه ليس قلبا فقط بل قليب أيضا. (لبن العوام 1، 22، 43، 71، 522، 2: 1).
وفي معجم بوشر: قلب الأرض بالمر: حرثها بالمر.
قلب الشيء للابتياع: تصفحه فــرأى داخله وباطنه. (محيط المحيط).
قلب الأمر ظهرا لبطن: اختبره. (محيط المحيط).
قلب القوم: صرفهم. (محيط المحيط).
قلب: بدل، غير، حول. يقال مثلا: قلب الماء خمرا. (بوشر) وفي المقري (1: 444): سكره قلب مجلس الأنس حربا وقتالا.
مقلوب (اسم المفعول): ممسوخ، مسيخ، مخول الصورة. ففي باسم (ص80) وحين رأي باسما يفرط في الشراب قال في سره: والله ما هذا إلا عفريت مقلوب.
قلب الأعيان: تستعمل هذه الكلمة في الكلام عن المشعبذين الذين يوهمون الناس أنهم يبدلون الأشياء ويغيرونها. وليس عكس العينين وجعل أعلاها أسفلها كما ترجمها دي سلان الذي أخطأ فظن أن الأعيان هنا معناها العيون، ويظهر إنه لم يلاحظ أن عكس العيون وجعل أعلاها أسفلها خال من كل معنى. ففي المقدمة (2: 308): من يخيل أشياء من العجائب بإيهام قلب الأعيان. وفي المقري (3: 23):
فلله من أعيان قوم تآلفوا ... على عقد سحر أو على قلب أعيان
قلب أحمر: صار أحمر، احمر وجهه من الخجل (بوشر).
قلب: نابذ. (فوك) ولا أدري ما يعنيه بهذا فكلمة ماكس التي ذكرها مرادفة لهذه الكلمة معناها استحط ثمن البضاعة.
قلب (بالتشديد): عزق الأرض وحرثها بالمر. (بوشر، ابن العوام 1: 65).
قلب: يبس الكلأ وجففنه بأن جعل أعلاه سافله وسافله أعلاه وكرر ذلك. (بوشر).
قلب الورق: تصفحه. (بوشر).
قلب الرأي في: تردد في، تحير في، حار. (بوشر) وفي بسام (3: 39و): يقلب الرأي في أمره ظهره لبطنه.
قلب أبوابا في الحرب: قام بعدد من الحركات الحربية. (ألف ليلة 3: 275).
قلب: فحص: بحث، نقب. (هلو، المعجم اللاتيني العربي، معجم مسلم، المقري 2: 660).
قلب: تفقد المكان وفحصه وفتشه. وفتش المواضع والأشخاص. (بوشر).
قلب الشيء لشرائه: تصفحه وفحصه ورأى داخله وباطنه، ففيه (أماري ديب ص128، 143، 157، 197). وفي العقد الصقلي: بمعرفة الدار المذكورة بالنظر والعيان والخبرة والمشاهدة والتقليب. وتقال في الكلام عن تجار الرقيق الذين يفحصون الفتيات من الجواري. ففي ألف ليلة (1: 419): فقال له التاجر عن أذنك اكشف عن وجهها واقلبها كما يقلب الناس الجواري لأجل الاشتراء.
وفيها (1: 421): فاعتقد إنها تمنعه من التقليب.
وكذلك يقال: قلب المعادن بمعنى فحصها واختبرها. (المقدمة 3: 412).
قلب: قارن، قابل (الكالا) والمصدر تقليب.
قلب الكلام: افسد الكلام. (بوشر).
التقليب في المعاش: السعي في كسب القوت والاجتهاد فيه. (المقدمة 3: 8).
اقلب: عزق الأرض وحرثها بالمر، مثل قلب وقلب. (ابن العوام 1: 62).
اقلب: غير صوته وبدله. (ألف ليلة برسل 3: 251).
اقلب: حول إلى. ففي السعدية (النشيد 66): اقلب البحر يبيسا.
اقلب ذيله على رأسه: غطى رأسه بذيل ثوبه. (ألف ليلة برسل 2: 34).
اقلب: رقد قضيب الكرم، وقد الدالية. (ابن العوام 1: 3 ب، 185).
اقلب الخد: خلع الفك، مزق الفك. (الكالا).
تقلب: تحول من جنب إلى جنب. ففي رايسكه (في معجم فريتاج) في الكلام عن المضطجع الذي لا يقدر على أن ينام: اضطرب وتحول من جنب إلى جنب في سريره. (دي ساسي طرائف 1: 36).
وفي معجم فوك: اضطرب في سريره حين لم يستطع النوم.
تقلب السمك خارج الماء: اختلج، ارتعص، اهتز. (كليلة ودمنة ص250).
تقلب في الهواء، في الكلام عن الرقاص: قفز في الهواء واستدار على نفسه. (ابن بطوطة 4: 412).
تقلب: فرفر، تلون، لم يثبت على حال. (فوك).
تقلب به: تصرف به. ففي كتاب عبد الواحد (ص165): واذكر لك هذا لتنظر كيف تقلب الأيام بأهلها.
تقلب: انتقل من مكان إلى آخر: ففي بسام (1: 85و): غلب عليه الفالج لكنه لم يعدمه حركة ولا تقلبا. وفي كتاب عبد الواحد (80): تقلب في بلاد الأندلس.
تقلب: تصرف كما يشاء. ففي قصة عنتر (ص14): وكانوا لا يخضعون لشريعة ولا قانون يتقلبوا تحت المشية والقدرة. أي يفعلون ما يشاءون وما يقدرون عليه.
تقلب في: مرادف تصرف في. ففي محيط المحيط والقاموس المحيط: تقلب في الأمور تصرف فيها كيف شاء. وفي الإدريسي (القسم الثاني، الفصل السادس ص6): تجارات يتقلبون فيها ويتغيشون منها.
وفي (أماري ديب ص46): التصرف في تجارتهم والتقلب في بضاعتهم. (انظر رحلة ابن جبير ص95).
تقلب: تحول، تغير. (بوشر). متقلب: متغير، قابل للتغير والتحول. (ويجرز ص28).
تقلب: تناوب، تعاقب، تتالى. ففي كوسج (طرائف ص96): يتقلب على ظهور الخبل، أي يركب مرة هذا الحصان ومرة حصانا آخر.
تقلب: حرث الأرض بالمر، وعزقها. مثل: قلب وقلب وأقلب. (ابن العوام 63:1).
انقلب: وردت في عبارة للماوردي (ص76) وقد أسيء تفسيرها في معجمه وهي: فلا ينقلب أحد منكم إلا بفداء أو ضربة عنق. ومعنى هذا الفعل هو المعنى المألوف وهو رجع وانصرف إلى أهله. غير أن ذكر الكلمتين ضربة عنق غير منطقي فما معنى يرجع بضربه عنق.
انقلب عليه: ضاده، خالفه، صار ضده.
ففي ويجرز (ص28) عليك أن تقرأ: وعلم أن الناس متقلبون، وعلى من انقلب عليهم الدهر منقلبون.
انقلب: سقط على قفاه (كليلة ودمنة ص174). وفي (ألف ليلة 1: 64، 65): ضحكوا حتى انقلبوا على قفاهم.
انقلبت المدينة: كانت المدينة في حركة. ففي ألف ليلة (1: 95): وانقلبت المدينة لأجلي وصاروا يتفرجون علي.
انقلب: انهار، وسقط. (بوشر). وفي ألف ليلة (1: 99): وصرخ علينا صرخة تخيل لنا أن القصر انقلب علينا.
انقلب: ترجح، ارتجح، اهتز في الأرجوحة (بوشر).
انقلب: تحول، تبدل. يقال مثلا: انقلب انقلب الجبل ذهبا. (بوشر، ألف ليلة 1: 98).
وفي ألف ليلة (1: 10): فانقلب العفريت في صورة أسد (3: 57).
انقلبت البهائم: ماتت. (فوك).
اقتلب: أصيب بداء النقطة، أصيب بالصرع. (فوك).
قلب: تستعمل بمعنى أبان وأوان في مثل قولهم قلب الشتاء (تقويم ص112).
ويقال أيضا: قلب الزريعة أي أوان البذر، موسم الزرع. (تقويم ص109).
قلبه حاضر: رابط الجاش، حاضر الفكر (بوشر).
على قلب واحد: بالإجماع، على رأي واحد. (فوك).
قلب: بهجة، جذل، بشاشة، سرور، انشراح، ابتهاج فرح. ففي رياض النفوس (ص79 و): سأل الولي أبو جعفر أحمد خادمه الفتى لماذا أنت حزين؟ فقال له قلبي ما وجدت منه ما أحب فقال له أبو جعفر عمك أحمد (يريد أنا) له تسعون سنة ماله قلب تحب أنت أن يكون لك قلب.
قلب: جهد، مجهود، كد. (الكالا).
أخذ بقلبه: انظرها في مادة أخذ.
ذو القلبين: جميل بن معمر الشاعر (محيط المحيط). لأنه كان من أحفظ العرب (تاج العروس).
قلب اللوز والفستق والبندق: لبه الذي نزع عنه قشره. ففي المقدسي (ص180): ومن مآب قلوب اللوز. وفيه (ص393): والروذة وبوسنة معادن اللوز من القلوب بأربعة دوانيق.
وقد أستعمل قلب لوز وقلب فستق وقلب بندق الخ اسما للجمع بدل قلوب لوز. وفي ألف ليلة (1: 56) إن امرأة اشترت من نقلى قلب فستق وقلب لوز.
وفي برسا (1: 149): قلب بندق، وفي طبعة كلكتا القديمة لسنة1814 (1: 155): لب الفستق، وهو يدل على نفس المعنى. وفي أماري (ديب ص202): زيت طيب وعسل نحل وصبون وبندق وقلب لوز.
وفي حكاية باسم الحداد (ص109): أكل قطعة لحم وقلب فستق، وفي معجم بوشر: قلب جوز: نصف جوزة خضراء أزيل عنها قشرها.
قلب، والجمع قلوبات، وقلوبات سكر: ملبس، وهو خليط من اللوز والفستق والبندق مغطى بالسكر.
ويقال: قلوبات فقط، ففي المقريزي (2: 230): أربع خوافق صيني مملوءة طعاما مفتخرا بالقلوبات ونحوها. وفي ألف ليلة (برسل 1: 149)، وكانت السيدة قد أخذت ما تحتاج إليه من جميع القلوبات والمكسرات. وفيها (برسل 2: 87) نقدم له زبدية حبرمان وخثره بقلوبات سكر. وفيها (برسل 2: 89): قد طبخ حبرمان هائل محلا مخثر بجلاب مختوم بالماء الورد والقلوبات. وفيها (برسل 12: 91): بأنواع الأطعمة بالقلوبات والسكر. والصواب بالقلوبات.
قلب، والجمع قلوب: رأس مدور من الملفوف والخش. ووسط الفاكهة البقول الذي لا يؤكل (بوشر). وقد نقل بوشار من هيروزيكون (1: 36).
الحديث: كان طعام يحيى عليه السلام الحردا (الجراد) وقلوب الشجر، وقال الشارح: هو الذي ينبت في وسطها غضا طريا قبل أن يقوى ويصلب. وفي ابن البيطار (1: 13): وقد يفعل ذلك ماء طبيخ قلوب أطراف الشجرة نفسها.
قلب: السعف في أعلى جذع النخلة. ففي ألف ليلة (1: 322): طلع فوق النخلة وتدارى (وتوارى) في قلبها.
قلب البيت: أرى أن يترجم قلب البيت عند البكري (ص20) بما معناه أعلى البيت، فهو يقول: في مدخل الميناء الضحل بناية عالية هي دليل الملاحين، فإذا رأى قلب البيت أصحاب السفن- اداروها إلى مواضع معلومة. وقد ترجم كل من كاترميرودي سلان كلمة قلب بما معناه: وسط، وأرى أن هذا لا يلائم المعنى.
قلب: جناس التصحيف، وهو عكس ترتيب حروف الكلمة لتكون كلمة لها معنى آخر. وهو إما قام وهو عكس حروف الكلمة مثل حلب فإذا قلبت صارت بلح. (وهو في معجم بوشر قلب وهو خطأ).
وقلب وداع: عادو. وفي المقري (1: 61) بيت للأحنف هو:
حشامك فيه للأحباب فتح ... ورمحك فيه للأعداء حتف
وأما ناقص، مثل قولهم: اللهم استر عوارتنا وآمن روعاتنا. (انظر: ميهرن بلاغة، ومحيط المحيط).
قلب: نقد قلب: نقد زائف (بوشر) ويذكر هذا المعنى في المعاجم الفارسية.
قلوب: لابد أنها مرادفة قوالب، لأنهم يقولون قلوب الجامات كما يقولون قوالب الجامات (انظرها في مادة جام).
قلب: بطارخ، نوع من الكافيار المضغوط المجفف. ففي ألف ليلة (برسل 10: 153): وبقي عنده جبن وزيتون وقلب بطارخ (وقد سقطت كلمة قلب من طبعة ماكن) وكذلك في (برسل 10: 454) وإني أجهل معناها.
على قلبك: تقال جوابا لبارك الله فيك، كما تقال لشارب الماء بمعنى هنيئا (بوشر).
في قلبك: في ألف ليلة (برسل 9: 312): وقالوا له أن مال أبينا في قلبك ومعناها في حوزتك وحيازتك لأن في طبعة ماكن: عندك.
وإني أميل إلى إبدال في قلبك بكلمة قبلك وهي مرادف عندك تماما.
في قلب بعضهم: بعضهم بعوض بعضا (بوشر).
قلب الأرض= سورنجان. (المستعيني في مادة سورنجان).
قلب الأسد: ثمانية كواكب في كوكبة الأسد. (ألف استرون 1: 69، دورن ص54).
قلب الثور: اسم يطلق على نوع من الزيتون الضخم الحجم والذي دق طرفه كالكمثري.
قلب: جزدان، كيس نقود. (شيرب).
قلب حجر: أسم ثوب وهو نوع من المنصورية. (انظر: منصورية). (المقري 3: 643).
قلب المحزون: ترنجان، بقلة الضب، (المستعيني مادة باذرنجويه).
قلب الطير: صنف من الأجاص الصغير. (بوشر). (انسورث في ريتر اركنده) (11: 501).
قلوب الطير: هيوفاريقون، داذي عند أهل المغرب. (معجم المنصوري في مادة هيوفارقيون).
قلب القرآن: سورة يس، وهي السورة السادسة والثلاثون. (رياض النفوس ص98 و، دسكرياك ص149).
أرباب القلوب: الصوفية (المقري 1: 568).
عمل قلبه: جخف، فخر، افتخر، عظم شأنه. (بوشر).
أفعال القلوب: هي حسب وظن ورأى ووجد وعلم وزعم وخال. وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن معانيها قائمة بالقلب مثل علم ورأى ووجد، (دي ساسي قواعد 2: 580).
وجع القلب: صداع. (جاكسون ص153). قلب. (ابن البيطار يذكر ضبط هذه الكلمة ونقطها وذلك مذكور في مخطوطتي المستعيني): فضة (ابن البيطار 2: 313).
قلب: كاسر الحجر، سكس افراغية، ليثو سفرمن. (ابن البيطار 2: 312). وقد أطلق هذا الاسم على هذا النبات لأن بزره أبيض صلب كالفضة. (المستعيني، معجم المنصوري).
قلب الماس: نوع من السمك. (ابن بطوطة 4: 112، 211).
قلبة: اسم الوحدة من قلب مصدر قلب.
فعند أبي الوليد (ص614): يقلبك قلبة ويديرك إدارة.
قلبة: قمح مسلوق عند بعض العامة (محيط المحيط).
قلوب: مقام، نغمة موسيقية، مقام الألحان (صفة مصر 14: 29). قليب: قبر (رايت 113).
قليب: مصدر قلب بمعنى عزق الأرض وحرثها بالمر (انظر قلب) ويجمع على قلب. ففي ابن العوام (2: 10، 17): وأفضل القليب ما عمل أربع قلب (والقلب هنا تدل على المعنى الذي يلي).
قليب: أرض محروثة. ففي ابن العوام (2: 518): وهذه الأرض إذا فعل بها هذا الفعل صلحت وهي تسمى القليب. (واقرأ فيه ويأتي كما جاء في مخطوطتنا بدل وما في) (17: 20).
وفي معجم فوك: قليب أرض محروثة والجمع قلائب. وفي العقد الطليطلي في الكلام عن حاصل الزراعة في العام التالي الجمع قلالب. ففيه: وثلث ما يضم من شراب وثلث جميع القلالب حيث ما عرف له قليب في الثلاثة قرى.
قليبات: قنبيط الشتاءن نوع من الملفوف الايطالي، أو شكير الملفوف. (بوشر).
قلاب: متقلب. 0فوك) ومتغير، متحرك، متنقل، متبدل. (بوشر).
قلاب اللون: متلون، متقلب اللون. (بوشر).
قلابات: نوع من الحمام تنقلب في طيرانها.
قلابة: حديدة تقلب بها سقاطة الباب (محيط المحيط).
قالب، وقالب، وفتح اللام اكثر (محيط المحيط) وكسر اللام في معجم فوك والكالا، والجمع قوالب وقواليب (ويقول صاحب محيط المحيط إنما أشبع الكسرة ليزاوج بينها وبين أساليب وقد ذكرها الحريري في مقامته العشرين. وقد وردت كلمة قواليب في لطائف الثعالبي (ص129).
وهذه الكلمة مأخوذة من الكلمة اليونانية كالأبوس التي معناها في الأصل شكل، هيئة، نموذج، مثال. وتدخل في الحذاء ليستقيم شكله.
(فليشر، معجم ص72، الكالا، محيط المحيط، ألف ليلة 4: 681).
قالب: قالب حذاء وهو أداة لتوسيع الأحذية (بوشر).
قالب: ما تفرغ فيه المعادن وغيرها ليكون مثالا لما يصاغ منها (الكالا، هلو، دي ساسي طرائف 1: 235). ويقال مجازا: صب على (أو قي) قالب فلان: قلد فلانا وسار سيرته. (عباد 3: 39، 56 رقم 4).
قالب: قبقاب من الخشب سميك النعل عالي الكعب كان النساء يحتذينه لتطول قامتهن.
وقد أنبأني بذلك السيد دي غويه، وأنا أعرف هذا المعنى وقد جاء في الحديث وقد نقل السيد دي غويه من الفائق (2: 366) هذه العبارة: كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون القالبين تطاول بهما لخليلها فألقي عليهن الحيض. فسر القالبان بالرقيصين من الخشب والرقيص النعل بلغة اليمن وإنما القي عليهن الحيض عقوبة لئلا يشهدن الجماعة مع الرجال.
ويرى صديقي العلامة أن هذه الكلمة تدل على هذا المعنى في عبارة ألف ليلة (برسل 2: 195) التي أربكتني وهي: والصبية قد أقبلت بقوج وقالب وعصبة وروائح طيبة.
قالب: صندوق من رصاص. ففي لطائف الثعالبي (ص129): وكانوا ينقلون الرقي (البطيخ الأحمر) في قواليب الرصاص معبأة بالثلج.
سكر قالب: رأس سكر. (هوست ص 271، مارتن ص30).
قالب سكر: رأس سكر (بوشر، ألف ليلة 1: 125). قالب جبن: راس جبن، قطعة جبن (همبرت ص12).
قالب طوب؛ أجرة. (بوشر، همبرت ص190).
قالب: ختم، طابع، خاتم، راسوم، مهر. (ابن بطوطة 2: 91، المقدمة 3: 130).
قالب: مطبعة، آلة الطبع (الكالا).
صاحب قالب: صاحب مطبعة (الكالا).
قالب: عيار، سعة أنبوب السلاح الناري (هلو) وأرى أن أهل الجزائر يستعملون اليوم كلمة قالب بهذا المعنى وأنهم أخذوها من الفرنسية Calibre ولا أزال أصر على أن كلمة Calibre من أصل لاتيني على الرغم من أن السيد دفيك (ص79) له رأي آخر. وكلمة Calibre التي ذكرت في القسم الثاني من معجم فيكتور القديم جديرة بالاعتبار فهو يترجم الكلمة الفرنسية Calibre بالكلمة الإيطالية calibre, peso ugual وبالكلمة الأسبانية equilibrio و peso ygual قالب: مشطرة، اداة لتخطيط الخطوط المستقيمة (همبرت ص83).
قالب: منهج، نظام، قاعدة. (هلو).
قالب: مظهر الرجل. ففي كتاب عبد الواحد (ص62): وجعلت أتحدث معه على طريق السخرية به والضحك على قالبه.
اخرج القالب: قلد مظهر الرجل وإشاراته، حاكاه. (فوك) = حكى انظرها).
قالب: جسم، نقيض قلب وروح. ففي روتجرز (ص145): قيامه معه في حروبه بقلبه وقالبه.
وفي ميرشند (سلجوق ص69 طبعة فلرز): أنت إذا غبت عنا بالقالب فأنت حاضر عندنا في القلب والفرس يقولون: قالب بي روح: جسم بلا روح.
اقلب: اكثر تغيرا. (المفصل ص186).
تقلب. والجمع تقلبات (هذا ما كان فريتاج أن يكتبه وليست تقلبة. ونفس هذه الملاحظة تنطبق على تقلبية): تغير، تلون، تبدل، تحول (بوشر، المقري 1: 134).
تقلب: تردد، تحير، (بوشر).
تقلب: ميخ، تحول وتغير في الصورة والمظهر (بوشر).
تقلب: ثورة. (بوشر).
تقلب: ترجل عن الفرس، وعن البغل. (الكالا).
تقلبة: قلبة، كبة، انقلاب، ويقال: ضرب تقلبة أي تشقلب.
تقليب: نموذج، عينة، (نمونة)، مسطرة، (الكالا).
وقد ذكر: استخبار، ثم ذكر بعد ذلك: muestra en otra manera تقليب. ولا أدري ماذا يعني.
تقليب النفس: عند الأطباء الجهد الذي تقوم به المعدة التقيؤ. وفي معجم المنصوري: هو حركة المعدة بالقيء وهو التهوع.
مقلب: مقلب، حاشدة، قطعة من البندقية يضرب عليها ديك البندقية. (بوشر).
شقلبا مقلبا: بلا نظام، خبط عشواء. (بوشر). مقلوب: التشبيه المقلوب: التشبيه المعكوس، كما في قول الشاعر:
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح
(ميهرن بلاغة ص25).
رأس بالمقلوب: رأس مختصل التفكير. (بوشر).
مقلوب: قفا القماش، ضد وجه القماش (هلو).
مقلوب: مرقد، يقال دالية من الكرم مقلوبة أي دفنت في الأرض لتبت لها جذور. (ابن العوام 1: 187) وانظر: اقلب.
حديث مقلوب: حديث عرف بأنه قد رواه بعض الرواة غير أن إسناده قد نسب إلى راو آخر (دي سلان المقدمة 2: 585).
مقلوب: النغم السابع. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يدل على العودة إلى سلم الأنغام فبعد أن يترفعوا إلى النغم الثامن يعودوا إليه. (صفة مصر 14: 18).
مقلوب: جثة، جيفة حيوان، رمة (فوك).
انقلاب: منقلب، مدار انقلاب الشمس الصيفي أو الشتائي. (بوشر، ابن العوام 2: 378، 186).
دائرة الانقلاب: مدار، دائرة المدار، يقال مثلا: مدار السرطان (المنقلب الصيفي) ومدار الجدي (المنقلب الشتوي). (بوشر).

قلب

1 قَلَبَهُ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K.) inf. n. قَلْبٌ, (Msb,) He altered, or changed, its, or his, mode, or manner, of being; (A, Mgh, Msb, * K;) and ↓ قلّبهُ signifies the same, (K,) or is like قَلَبَهُ in the sense expl. above and in other senses but denotes intensiveness and muchness; (Msb;) and ↓ اقلبهُ also signifies the same as قَلَبَهُ in the sense expl. above, (K,) on the authority of Lh, but is of weak authority. (TA.) Hence, (Mgh,) He inverted it; turned it upside-down; turned it so as to make its upper most part its undermost; (S, * A, * Mgh, Msb;) namely, a thing; (S;) for instance, a [garment of the kind called] رِدَآء: (A, * Mgh:) and ↓ قلّبهُ has a similar meaning, but [properly] denotes intensiveness and muchness. (Msb. See two exs. of the latter verb voce قَلَبَةٌ.) And, (A, K,) like ↓ قلّبهُ, [except that the latter properly denotes intensiveness and muchness,] (K,) it signifies حَوَّلَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (A, K) [He turned it over, or upsidedown as meaning so that the upper side became the under side; lit. back for belly; accord. to the TA, meaning back upon belly (ظَهْرًا عَلَى بَطْنٍ); but this is hardly conceivable; whereas the former explanation is obviously right in another case: (see 5:) and another meaning of قَلَبَهُ and ↓ قُلبهُ, i. e. he turned it inside-out, is indicated in the TA by its being added, so that he knew what was in it]. b2: See an ex. voce قَلَابِ. One says, قَلَبَ كَلَامًا [meaning He altered, or changed, the order of the words of a sentence or the like, by inversion, or by any transposition]. (TA.) [And in like manner, قَلَبَ كَلِمَةً He altered, or changed, the order of the letters of a word, by inversion, or by any transposition.] Es-Sakháwee says, in the Expos. of the Mufassal, that when they transpose [the letters of a word], they do not assign to the [transformed] derivative an inf. n., lest it should be confounded with the original, using only the inf. n. of the original that it may be an evidence of the originality [of the application of the latter to denote the signification common to both]: thus they say يَئِسَ, inf. n. يَأْسٌ; and أَيِسَ is مِنْهُ ↓ مَقْلُوبٌ [i. e. formed by transposition, or metathesis, from it], and has no inf. n.: when the two inf. ns. exist, the grammarians decide that each of the two verbs is [to be regarded as] an original, and that neither is مقلوب from the other, as in the case of جَذَبَ and جَبَذَ: but the lexicologists [in general] assert that all such are [of the class termed]

مقلوب. (Mz, close of the 33rd نوع.) [and قَلَبَ likewise signifies He changed, or converted, a letter into another letter; the verb in this sense being doubly trans.: for ex., one says, قَلَبَ الوَاوَ يَآءً He changed, or converted, the و into ى.] b3: And [hence] one says, قَلَبَهُ عَنْ وَجْهِهِ (assumed tropical:) He turned him [from his manner, way, or course, of acting, or proceeding, &c.]: and Lh has mentioned ↓ اقلبهُ [in the same sense], but as being disapproved. (TA.) And قَلَبَ الصِّبْيَانَ (tropical:) He (the teacher) turned away [or dismissed] the boys to their dwellings: (Th, A, TA:) or sent them [away], and returned them, to their abodes: and Lh has mentioned ↓ اقلبهم as a dial. var. of weak authority, saying that the former verb is that which is used by the Arabs in this and other [similar] cases. (TA.) And قَلَبْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I turned away [or dismissed] the people, or party; (Th, S, O;) like as you say صَرَفْتُ الصِّبْيَانَ. (Th, S.) And قَلَبَ اللّٰهُ فُلَانًا إِلَيْهِ (assumed tropical:) [God translated such a one unto Himself, by death: meaning God took his soul]; as also ↓ اقلبه; (K, TA;) whence the saying of Anooshirwán, اللّٰهُ مُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ ↓ أَقْلَبَكُمُ (assumed tropical:) [May God translate you with the translating of his favourites (مقلب being here an inf. n.), meaning, as He translates his favourites]. (TA.) b4: And قَلَبَ عَيْنَهُ, and حِمْلَاقَهُ, (TA,) or حِمْلَاقَ عَيْنِهِ, (A,) [He turned about, or rolled, his eye, and therefore the parts of his eye that are occasionally covered by the eyelids,] on the occasion of anger, (A, TA,) and of threatening. (TA.) b5: قَلَبَ, aor. ـِ inf. n. قَلْبٌ; and ↓ اقلب likewise, but this is of weak authority, mentioned by Lh; signify also He turned over bread, and the like, when the upper part thereof was thoroughly baked, in order that the under side might become so. (TA.) And you say, قَلَبْتُ الإِنَآءَ عَلَى رَأْسِهِ [I turned over the vessel upon its head]. (Msb, in explanation of كَبَبْتُ الإِنَآءَ.) And قَلَبْتُ الأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ [I turned over the earth for sowing]: and ↓ قَلَّبْتُهَا, also, I did so much.] (Msb.) And يُقْلَبُ التُّرَابُ بِالحَفْرِ [The earth is turned over in digging]: whence قَلَبْتُ قَلِيبًا means I dug a well. (A.) b6: And [hence also] one says, قَلَبْتُ الشَّىْءَ لِلْاِبْتِيَاعِ I turned over the thing, or (assumed tropical:) I examined the several parts, or portions, of the thing, (تَصَفَّحْتُهُ,) [or I turned over the thing for the purpose of examining it,] with a view to purchasing, and saw its outer part or side, and its inner part or side: and ↓ قَلَّبْتُهُ, also, I did so much. (Msb.) And قَلَبَ السِّلْعَةَ (tropical:) He (a trafficker) examined the commodity, and scrutinized its condition: and ↓ قَلَّبَهَا, also, he did so [much]. (A.) And قَلَبَ الدَّابَّةَ and الغُلَامَ (tropical:) [He examined, &c., the beast, or horse, or the like, and the youth, or young man, or male slave]: (A:) and قَلَبَ المَمْلُوكَ, aor. ـِ inf. n. قَلْبٌ, (tropical:) he uncovered and examined the male slave, to look at [or to see] his defects, on the occasion of purchasing. (O, TA.) And قَلَبْتُ الأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) I considered [or turned over in my mind] what might be the issues, or results, of the affair, or case: and ↓ قَلَّبْتُهُ, also, I did so much. (Msb.) A2: قَلَبٌ signifies اِنْقِلابٌ, (S, A, O, K, TA,) meaning A turning outward, (TK,) and being flabby, (TA,) of the lip, (S, A, O, K,) or of the upper lip, (TA,) of a man: (S, A, O, K, TA:) it is the inf. n. of قَلِبَت said of the lip (الشَّفَةُ); (TA;) [and also, accord. to the TK, of قَلِبَ said of a man as meaning His lip had what is termed قَلَبٌ:] and hence ↓ أَقْلَبُ as an epithet applied to a man; and [its fem.] ↓ قَلْبَآء as an epithet applied to a lip. (S, A, O, K, TA.) A3: قَلَبَهُ, (S, A, O, K,) aor. ـُ (Lh, K) and قَلِبَ, (K,) He (a man, S, O) hit his heart. (S, A, O, K.) And It (a disease) affected, or attacked, his heart. (A.) and قُلِبَ He (a man) was affected, or attacked, by a pain in his heart, (Fr, A, * TA,) from which one hardly, or nowise, becomes free. (Fr, TA.) and قُلِبَ said of a camel, (As, S, O, K, TA,) inf. n. قُلَابٌ, (As, S, TA,) He was attacked by the disease called قُلَاب expl. below: (As, S, O, K, TA:) or he was attacked suddenly by the [pestilence termed] غُدَّة, and died in consequence. (As, TA.) b2: [Hence,] قَلَبَ النَّخْلَةَ (tropical:) He plucked out the قَلْب, or قُلْب, meaning heart, of the palm-tree. (S, A, O, K.) b3: And قَلَبَتِ البُسْرَةُ (assumed tropical:) The unripe date became red. (S, O, K.) 2 قَلَّبَ see 1, first quarter, in four places. Yousay, قَلَّبْتُهُ بِيَدِى [I turned it over and over with my hand], inf. n. تَقْلِيبٌ. (S.) [And hence several other significations mentioned above.] See, again, 1, latter half, in four places. b2: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ, (A, O,) in the Kur [xviii. 40], (O,) means فاصبح يقلّب كفّيه ظَهْرًا لِبَطْنٍ [and he began to turn his hands upside-down, or to do so repeatedly,] in grief, or regret: (Bd:) or (tropical:) he became in the state, or condition, of repenting, or grieving: (Ksh, A, O:) for تَقْلِيبُ الكَفَّيْنِ is an action of him who is repenting, or grieving; (Ksh, O:) and therefore metonymically denotes repentance, or grief, like عَضُّ الكَفِّ and السُّقُوطُ فِى اليَدِ. (Ksh.) b3: [تَقْلِيبُ المَالِ لِغَرَضِ الرِّبْحِ occurs in the A, in art. تجر, as an explanation of التِّجَارَةُ, meaning (assumed tropical:) The employing of property, or turning it to use, in various ways, for the purpose of gain.] And you say, قَلَّبْتُهُ فِى الأَمْرِ, meaning صَرَّفْتُهُ [i. e. (assumed tropical:) I employed him to act in whatever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or I made him a free agent, in the affair: or I made him, or employed him, to practise versatility, or to use art or artifice or cunning, in the affair: and simply, I employed him in the managing of the affair]. (K in art. صرف.) [And قَلَّبَ الفِكَرَ فِى أمّرٍ (assumed tropical:) He turned over and over, or revolved repeatedly, in his mind, thoughts, considerations, or ideas, with a view to the attainment of some object, in relation to an affair.] And قلّب الأُمُورَ, (TA,) inf. n. تَقْلِيبٌ, (S, K, TA,) (tropical:) He investigated, scrutinized, or examined, affairs, [or turned them over and over in his mind, meditating what he should do,] and considered what would be their results. (TA.) وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ is a phrase occurring in the Kur-án [ix. 48,] (Msb,) and is tropical, (A,) meaning (tropical:) [And they turned over and over in their minds affairs, meditating what they should do to thee: or] they turned over [repeatedly in their minds] thoughts, or considerations, concerning the beguiling, or circumventing, thee, and the rendering thy religion ineffectual]: (Jel:) or they meditated, or devised, in relation to thee, wiles, artifices, plots, or stratagems; and [more agreeably with the primary import of the verb] they revolved ideas, or opinions, respecting the frustrating of thy affair. (Ksh, Bd.) 4 أَقْلَبَ see 1, in six places. [اقلبهُ, said of God, also signifies (assumed tropical:) He made him to return from a journey: see an ex. in the first paragraph of art. صحب. (In the phrase أَقْبِلْنَا بِذِمَّةٍ, expl. in the TA in art. دم as meaning Restore us to our family in safety, أَقْبِلْنَا is a mistranscription for أَقْلِبْنَا.)]

A2: اقلب as intrans., said of bread [and the like], It became fit to be turned over [in order that the other side might become thoroughly baked]. (S, O, K.) b2: And اقلب العِنَبُ The grapes became dry, or tough, externally, (K, TA,) and were therefore turned over, or shifted. (TA.) A3: Also He had his camels attacked by the disease called قُلَاب. (S, O, K.) 5 تقلّب الشَّىْءُ ظَهْرًا لبِطْنٍ [The thing turned over and over, or upside-down as meaning so that the upper side became the under side, (lit. back for belly,) doing so much, or repeatedly], like as does the serpent upon the ground vehemently heated by the sun. (S, O, TA.) تقلّب said of a man's face [&c.] signifies تصرّف [i. e. It turned about, properly meaning much, or in various ways or directions; or it was, or became, turned about, &c.]. (Jel in ii. 139.) And تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ, in the Kur [xxiv. 37], means In which the hearts and the eyes shall be in a state of commotion, or agitation, by reason of fear, (Zj, Jel, TA,) and impatience; (Zj, TA;) the hearts between safety and perdition, and the eyes between the right side and the left. (Jel.) And فِى تَقَلُّبِهِمْ, in the Kur xvi. 48, means (assumed tropical:) In their journeyings for traffic. (Jel. [See also the Kur iii. 196, and xl. 4.]) You say, تقلّب فِى البِلَادِ, (TA,) and فى الأُمُورِ, (K, TA,) meaning تَصَرَّفَ فِيهَا كَيْفَ شَآءَ [i. e. (assumed tropical:) He acted in whatsoever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or as a free agent, in journeying, for traffic or otherwise, in the country, and in the disposal, or management, of affairs: and simply, he employed himself in journeying, for traffic or otherwise, in the country, and in the disposal, or management, of affairs: or تقلّب فى الامور means he practised versatility, or used art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs]. (K, * TA.) and هُوَ يَتَقَلَّبُ فِى أَعْمَالِ السُّلْطَانِ (tropical:) He acts as he pleases, &c., or simply he employs himself, in the offices of administration, or in the provinces, of the Sultán]. (A.) 7 انقلب, of which مُنْقَلَبٌ is an inf. n., (S, O, K, TA,) syn. with اِنقِلَابٌ, (TA,) and also a n. of place, (S, O, K, TA,) like مُنْصَرَفٌ, (S, O, TA,) is quasi-pass. of قَلَبْتُهُ: (S, O:) it signifies It, or he, was, or became, altered, or changed, from its, or his, mode, or manner, of being: (TA:) [and hence,] it (a thing) became inverted, or turned upside-down [&c.: see 1]. (S.) b2: And [hence] الاِنْقِلَابُ إِلَى اللّٰهِ means (assumed tropical:) The transition, and the being translated, or removed, to God, by death: and [in like manner] المُنْقَلَبُ means the transition [&c.], of men, to the final abode. (TA. [See an ex. in p. 132, sec. col., from the Kur xxvi. last verse.]) b3: And الاِنْقِلَابُ means also (assumed tropical:) The returning, in an absolute sense: and, as also المُنْقَلَبُ, particularly, from a journey, and to one's home: thus, in a trad., in the prayer relating to journeying, أُعُوذُ بِكَ مِنْ كَآبَةِ المُنْقَلَبِ (assumed tropical:) [I seek protection by Thee from the being in an evil state in respect of the returning from my journeying to my home]; i. e., from my returning to my dwelling and seeing what may grieve me. (TA.) The saying in the Kur xxii. 11 وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ means (assumed tropical:) And if trial befall him, and [particularly such as] disease in himself and his cattle, he returns [to his former way, i. e., in this case,] to infidelity. (Jel. [See also other exs. in the Kur in ii. 138 and iii. 138.]) And one says, انقلب عَنِ العَهْدِ [meaning (assumed tropical:) He withdrew, or receded, from the covenant, compact, agreement, or engagement]. (S in art. حول.) [See also an ex. from the Kur-án (lxvii. 4) voce خَاسِئٌ.]

قَلْبٌ The heart; syn. فُؤَادٌ: (Lh, T, S, M, O, Msb, K, &c.:) or [accord. to some] it has a more special signification than the latter word: (O, K:) [for] some say that فؤاد signifies the “ appendages of the مَرِىْء [or œsophagus], consisting of the liver and lungs and قَلْب [or heart]: ” (K in art. فأد:) [and, agreeably with this assertion,] it is said that the قلب is a lump of flesh, pertaining to the فؤاد, suspended to the نِيَاط [q. v.]: Az says, I have observed that some of the Arabs call the whole flesh of the قلب, its fat, and its حِجَاب [or septum?], قَلْب and فُؤَاد; and I have not observed them to distinguish between the two [words]; but I do not deny that the [word]

قلب may be [applied by some to] the black clot of blood in its interior: MF mentions that فؤاد is said to signify the “ receptacle,” or “ covering,” of the heart, (وِعَآءُ القَلْبِ, or غِشَاؤُهُ, [i. e. the pericardium,]) or, accord. to some, its “ interior: ” the قَلْب is said to be so called from its تَقَلُّب: [see 5:] the word is of the masc. gender: and the pl. is قُلُوبٌ. (TA.) بَنَاتُ القَلْبِ means (assumed tropical:) The several parts, or portions, [or, perhaps, appertenances,] of the heart. (TA in art. بنى.) [And قَلْبٌ is also used as meaning The stomach, which is often thus termed in the present day: so, for ex., in an explanation of طَنِخ, q. v.] b2: قَلْبُ العَقْرَبِ (also called simply, القَلْبُ, Kzw) is (assumed tropical:) A certain bright star, [the star a in Scorpio,] between two other stars, which is one of the Mansions of the Moon, (S, O,) namely, the Eighteenth Mansion; so called because it is in the heart of Scorpio: (MF:) [it rose aurorally, about the commencement of the era of the Flight, in Central Arabia, together with النَّسْرُ الوَقِعُ (a of Libra) on the 25th of November, O. S.: (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:)] the commencement of the period when the cattle breed in the desert is at the time of its [auroral] rising and the [auroral] rising of النسر الواقع; these two stars rising together, in the cold season: the Arabs say, القَلبْ جَآءَ الشِّتَآءُ كَالْكَلْبْ [When the heart of the Scorpion rises, the winter comes like the dog]: and they regard its نَوْء [q. v.] as unlucky; and dislike journeying when the moon is in Scorpio: at its نَوْء [meaning auroral rising], the cold becomes vehement, cold winds blow, and the sap becomes stagnant in the trees: its رَقِيب is الدَّبَرَانُ [q. v.] (Kzw.) There are also three similar appellations of other stars: these are قَلْبُ الأَسَدِ (assumed tropical:) [Cor Leonis, or Regulus, the star a of Leo]: قَلْبُ الثَّوْرِ, an [improper] appellation of الدَّبَرَانُ: and قَلْبُ الحُوتِ, a name of الرِّشَآءُ [q. v.]. (TA.) b3: And القَلْبُ is syn. with الضَّمِيرُ [signifying (assumed tropical:) The heart as meaning the mind or the secret thoughts]. (Msb in art. ضمر.) b4: And (assumed tropical:) The soul. (TA.) b5: And (assumed tropical:) The mind, meaning the intellect, or intelligence. (Fr, S, O, Msb, K.) So in the Kur l. 36: (Fr, S, O, TA:) or it means there endeavour to understand, and consideration. (TA.) Accord. to Fr, you may say, مَا لَكَ قَلْبٌ (assumed tropical:) Thou hast no intellect, or intelligence: (TA:) and مَا قَلْبُكَ مَعَكَ (assumed tropical:) Thine intellect is not present with thee: (O, TA:) and أَيْنَ ذَهَبَ قَلْبُكَ (assumed tropical:) Whither has thine intellect gone? (TA.) [And hence, أَفْعَالُ القُلُوبِ (assumed tropical:) The verbs significant of operations of the mind; as ظَنَّ, and the like.] b6: See also قُلْبٌ. b7: [قَلْبُ الجَيْشِ means (assumed tropical:) The main body of the army; as distinguished from the van and the rear and the two wings: mentioned in the S and K in art. خمس; &c.] b8: And قَلْبٌ signifies also (assumed tropical:) The pure, or choice, or best, part of anything. (L, K, * TA.) It is said in a trad. إِنَّ لِكُلِّ شَىْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ القُرْآنِ يٰس (tropical:) [as though meaning, Verily to everything there is a choice, or best, part; and the choice, or best, part of the Kur-án is Yá-Seen (the Thirty-sixth Chapter)]: (A, O, L, TA:) it is a saying of the Prophet; [and may (perhaps better) be rendered, verily to everything there is a pith; and the pith &c.; from قَلْبٌ, as meaning, like قُلْبٌ, the “ pith ” of the palm-tree; but,] accord. to Lth, it is from what here immediately follows. (O.) One says, جِئْتُكَ بِهٰذَا الأَمْرِ قَلْبًا, meaning (tropical:) I have come to thee with this affair unmixed with any other thing. (A, * O, L, TA.) b9: Also (tropical:) A man genuine, or pure, in respect of origin, or lineage; (S, A, O, K;) holding a middle place among his people; (A;) and ↓ قُلْبٌ signifies the same: (O, K:) the former is used alike as masc. and fem. and sing. and dual and pl.; but it is allowable to form the fem. and dual and pl. from it: (S, O:) one says عَرَبِىٌّ قَلْبٌ (S, A, * O) and ↓ قُلْبٌ (O) (tropical:) a genuine Arabian man, (S, A, * O,) and اِمْرَأَةٌ قَلْبٌ (S, * A, O *) and قَلْبَةٌ (S, A, O) and ↓ قُلْبَةٌ (K) a woman genuine, or pure, in respect of origin, or lineage: (S, A, * O, K:) Sb says, they said هٰذَا عَرَبِىٌّ قَلْبٌ and قَلْبًا (assumed tropical:) [This is an Arabian genuine, or pure, &c., and being genuine, or pure, &c.]; using the same word as an epithet and as an inf. n.: and it is said in a trad., كَانَ عَلىٌّ قُرَشِيًّا قَلْبًا, meaning (assumed tropical:) 'Alee was a Kurashee genuine, or pure, in respect of race: or, as some say, the meaning is, an intelligent manager of affairs; from قَلْبٌ as used in the Kur l. 36. (L, TA.) قُلْبٌ (S, A, Mgh, O, Msb, K) and ↓ قَلْبٌ (S, O, Msb, K) and ↓ قِلْبٌ (S, O, K) (tropical:) The لُبّ, (S, O,) or شَحْمَة, (A, K,) or جُمَّار, (Mgh, Msb,) [i. e. heart, or pith,] of the palm-tree; (S, A, Mgh, O, Msb, K;) which is a soft, white substance, that is eaten; it is in the midst of its uppermost part, and of a pleasant, or sweet, taste: (TA: [see also جُمَّارٌ:]) or the best of the leaves of the palm-tree, (AHn, K [in which this explanation relates to all the three forms of the word, but app. accord. to AHn it relates only to the first of them], and TA,) and the whitest; which are the leaves next to the uppermost part thereof; and one of these is termed ↓ قُلْبَةٌ, with damm and sukoon: (AHn, TA:) or قُلْبٌ, with damm, signifies the branches of the palm-tree (سَعَف [in my copy of the Msb سعفة]) that grow forth from the قلب [meaning heart]: (T, TA: [see العَوَاهِنُ and الخَوَافِى, pls. of عَاهِنٌ, or عَاهِنَةٌ, and خَافِيَةٌ:]) the pl. is قِلَبَةٌ, (S, O, Msb, K,) which is of the second, (Msb,) [or of all,] and قُلُوبٌ, (Msb, K,) a pl. of the second, (Msb,) and أَقْلَابٌ, (Msb, K,) a pl. [of pauc.] of the first. (Msb.) b2: And قُلْبٌ signifies also (tropical:) A bracelet (S, O, K, TA) that is worn by a woman, (K, TA,) such as is one قُلْب, (S, O, TA, but in the O, one قَلْب,) [as though meaning such as is single, not double,] or such as is one قِلْد, ('Eyn, T, MS, [and this is evidently the right reading, as will be shown by what follows,]) meaning such as is formed by twisting [or rather bending round] one طَاق [i. e. one wire (more or less thick), likened to a yarn, or strand], not of a double طَاق; (MS;) and they say سِوَارٌ قُلْبٌ; (TA;) and قُلْبُ فِضَّةٍ i. e. a [woman's] bracelet [of silver], (A, Mgh, Msb, TA,) such as is not twisted [like a cord, or rope, of two or more strands, as are many of the bracelets worn by Arab women]: (Mgh, Msb, TA:) so called as being likened to the قُلْب of the palm-tree because of its whiteness; (A, Mgh, Msb, TA;) or, as some say, the converse is the case. (Mgh.) b3: And (tropical:) A serpent: (S, O:) or a white serpent: (A, K:) likened to the bracelet so called. (S, O.) A2: قُلْبٌ as an epithet, and its fem. قُلْبَةٌ: see قَلْبٌ, last sentence, in three places.

قِلْبٌ: see the next preceding paragraph.

قُلْبَةٌ, as a subst.: see قُلْبٌ, former half.

A2: Also Redness. (IAar, O, K.) مَا بِهِ قَلَبَةٌ There is not in him any disease, (S, A, Mgh,) thus says IAar, adding, for which he should be turned over (↓ يُقَلَّب) and examined, (S,) and in this sense it is said of a camel [and the like], (TA,) or on account of which he should turn over upon his bed: (A:) or there is not in him anything to disquiet him, so that he should turn over upon his bed: (Et-Tá-ee, TA:) or thers is not in him any disease, and any fatigue, (K, TA,) and any pain: (TA:) or there is not in him anything; said of one who is sick; and the word is not used otherwise than in negative phrases: accord. to IAar, originally used in relation to a horse or the like, meaning there is not in him any disease for which his hoof should be turned upsidedown (↓ يُقَلَّب) [to be examined]: (TA:) or it is from القُلَابُ, (Fr, S, A, TA,) the disease, so termed, that attacks camels; (TA;) or from قُلِبَ [q. v.] as said of a man, and means there is not in him any disease on account of which one should fear for him. (Fr, TA.) أَوْدَى الشَّبَابُ وَحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهٌ وَقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بِالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهٌ [Youthfulness has perished, and the love of the proud and self-conceited, the very deceitful, woman, (thus the two epithets are expl. in art. خلب in the S,) and I have recovered so that there is not in the heart any disease, &c.]; meaning I have recovered from the disease of love. (S, TA.) قَلَابِ [as used in the following instance is an attributive proper name like فَجَارِ &c.]. اِقْلِبْ قَلَابِ [Alter, O alterer,] is a prov. applied to him who turns his speech, or tongue, and applies it as he pleases: accord. to IAth, to him who has made a slip of the tongue, and repairs it by turning it to another meaning: يَا, he says, is suppressed before قلاب. (TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 247.]) قُلَابٌ A certain disease of the heart. (Lh, K.) And (K) A disease that attacks the camel, (As, S, O, K,) occasioning complaint of the heart, (As, S, O,) and that kills him on the day of its befalling him: (As, S, O, K:) or a disease that attacks camels in the head, and turns it up. (Fr, TA.) [It is also mentioned as an inf. n. of قُلِبَ, q. v.] Accord. to Kr, it is the only known word, signifying a disease, derived from the name of the member affected, except كُبَادٌ and نُكَافٌ. (TA in art. كبد.) قِلَابٌ: see قِلِّيبٌ.

قَلُوبٌ, (O, K,) as an epithet applied to a man, (O, TA,) i. q. مُتَقَلِّبٌ كَثِيرُ التَّقَلُّبِ [app. meaning (assumed tropical:) Who employs himself much in journeying, for traffic or otherwise, or in the disposal, or management, of affairs: or who practises much versatility, &c.: see 5, last sentence but one]. (O, K.) b2: See also قِلِّيبٌ.

A2: قَلُوبُ الشَّجَرِ means What are soft, or tender, of succulent herbs: these, and locusts, [it is said,] were eaten by John the son of Zachariah. (O.) قَلِيبٌ Earth turned over (تُرَابٌ مَقْلُوبٌ): [app. an epithet in which the quality of a subst. is predominant:] this is the primary signification. (A.) b2: And hence, (A,) a masc. n., (A, * Msb,) or masc. and fem., (S, O, K,) A well, (Msb, K, TA,) of whatever kind it be: (TA:) or a well before its interior is cased [with stones or bricks]: (S, A, Mgh, O:) or an ancient well, (A 'Obeyd, S, O, K, TA,) of which neither the owner nor the digger is known, situate in a desert: (TA:) or an old well, whether cased within or not: (TA:) or a well, whether cased within or not, containing water or not, of the kind termed جَفْر [q. v.] or not: (ISh, TA:) or a well, whether of recent formation or ancient: (Sh, TA:) so called because its earth is turned over (Sh, A, TA) in the digging: (A:) or a well in which is a spring; otherwise a well is not thus called: (IAar, TA:) the pl. (of pauc., S, O) أَقْلِبَةٌ (S, O, K) and (of mult., S, O) قُلُبٌ (S, Mgh, O, K) and قُلْبٌ, (O, K,) the first and last of which are said to be pls. in the dial. of such as make the sing. to be masc., and the second the pl. in the dial. of such as make the sing. to be fem., but the last, as MF has pointed out, is a contraction of the second like as رُسْلٌ is of رُسُلٌ, (TA,) and قُلْبَانٌ also is mentioned as a pl. of قَلِيبٌ on the authority of AO. (TA voce بَدِىْءٌ.) b3: El-'Ajjáj has applied the pl. قُلُب to (tropical:) Wounds, by way of comparison. (S, O.) قُلَيْبٌ [dim. of قَلْبٌ: and hence, perhaps,] (assumed tropical:) A خَرَزَة [i. e. bead, or gem,] for captivating, fascinating, or restraining, by a kind of enchantment. (Lh, K.) رَجُلٌ قُلَّبٌ (assumed tropical:) A man who employs himself as he pleases in journeying, for traffic or otherwise, or in the disposal, or management, of affairs: or in practising versatility, or using art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs. (TA.) And حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ (S, O, K) and حُوَّلٌ قُلَّبٌ and حُوَّلِىٌّ قُلَّبِىٌّ (O, K) or قُلَّبٌ حُوَّلٌ (A) (tropical:) One who exercises art, artifice, cunning, ingenuity, or skill, and excellence of consideration or deliberation, and ability to manage according to his own free will, with subtilty; knowing, skilful, or intelligent, in investigating, scrutinizing, or examining, affairs, [or turning them over and over in his mind,] and considering what will be their results. (S, A, * O, K, TA. [See also art. حول.]) قِلَّابٌ: see قِلِّيبٌ.

قِلَّوْبٌ and قَلُّوبٌ: see what next follows.

قِلِّيبٌ and ↓ قِلَّوْبٌ The wolf; (S, O, K;) as also ↓ قَلُّوبٌ and ↓ قَلُوبٌ and ↓ قِلَابٌ, the last like كِتَابٌ, (K,) or ↓ قِلَّابٌ. (O: thus there written.) b2: And The lion. (O, in explanation of the first and second.) قَالَبٌ, with fet-h to the ل, (S, MA, O, Msb, K, KL,) and ↓ قَالِبٌ, (MA, O, Msb, K,) but the former is the more common, (Msb, K,) A model according to which the like thereof is made, or proportioned: (T in art. مثل, MA, KL, MF:) the model [or last] (KL,) of a boot, (S, O, Msb, KL,) and of a shoe, (KL,) &c.: (O, Msb, KL:) and a mould into which metals are poured: (K:) قَالَبٌ is an arabicized word, as is shown by its form, which is not that of an Arabic word; though Esh-Shiháb, in his Expos. of the Shifè, denies this: its original is [the Pers\. word]

كَالَبٌ: (MF:) the pl. is قَوَالِبُ, (MA,) and قَوَالِيب is used by El-Hareeree to assimilate it to أَسَالِيب. (Har p. 23.) [A fanciful and false derivation of قَالِبٌ used in relation to a boot &c., as though it were of Arabic origin, is given in the O, and in Har p. 23.] b2: الكَلَامِ ↓ قَدْ رَدَّ قَالَِبَ وَقَدْ طَبَّقَ المَفْصِلَ وَوَضَعَ الهِنَآءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ [app. meaning (assumed tropical:) He has returned in reply the model, or pattern, of speech; and has hit the joint so as to sever the limb; (that is to say, has hit aright, or hit upon, the argument, proof, or evidence, agreeably with an explanation in art. طبق;) and has put the tar upon the places of the scabs;] is mentioned by Az as said of an eloquent man. (O, TA. * [The TA, in this art. and in art. طبق, has ورد (to which I cannot assign in this case any apposite meaning) instead of رَدَّ, the reading in the O.]) b3: And ↓ قَالَِبٌ, (O, L, TA,) with fet-h and with kesr to the ل, (L, TA,) signifies also A [clog, or] wooden sandal, (O, L, TA,) like the قَبْقَاب [q. v.]: in this sense likewise said to be an arabicized word: and قَوَالِيبُ is its pl., [properly قَوَالِبُ,] occurring in a trad., in which it is said that the women of the Children of Israel used to wear the wooden sandals thus called: (L, TA:) it is related in a trad. of Ibn-Mes'ood that the woman used to wear a pair of the kind of sandals thus called in order thereby to elevate herself (O, L, TA) when the men and the women of that people used to pray together. (O.) قَالِبٌ Red unripe dates: (S, O, Msb, K:) so in the dial. of Belhárith Ibn-Kaab: (El-Umawee, TA:) [app. an epithet in which the quality of a subst. is predominant; for بُسْرٌ قَالِبٌ:] or an unripe date when it has become wholly altered [in colour] is termed قَالِبٌ. (AHn, TA.) b2: and شَاةٌ قَالِبُ لَوْنٍ A ewe, or she-goat, of a colour different from that of her mother: (O, * K, TA:) occurring in a trad. (O, TA.) A2: See also قَالَبٌ, in three places.

أَقْلَبُ as an epithet applied to a man: and قَلْبَآءُ as an epithet applied to a lip (شَفَةٌ): see 1, near the end.

إِقلابية [app. إِقْلابِيَّةٌ] A sort of wind, from which sailors on the sea suffer injury, and fear for their vessels. (TA.) تَقَلُّبَاتٌ (assumed tropical:) Vicissitudes of fortune or of time.]

مِقْلَبٌ The iron implement with which the earth is turned over for sowing. (S, O, K.) مُقَلِّبُ القُلُوبِ (assumed tropical:) [The Turner of hearts: an epithet applied to God]. (TA in art. حرك, from a trad.) مَقْلُوبٌ pass. part. n. of قَلَبَ الشَّىْءَ. (A, O.) You say حَجَرٌ مَقْلُوبٌ [generally meaning A stone turned upside-down]. (A.) And سَرِيرٌ مَقْلُوبٌ i. e. [A couch-frame] of which the legs are turned upwards. (Mgh.) And كَلَامٌ مَقْلُوبٌ [A sentence, or the like, altered, or changed, in the order of its words, by inversion, or by any transposition]. (A.) And in like manner مقلوب is applied to a word: see 1, former half.

A2: Also a man attacked by a disease of the heart. (A.) And A camel attacked by the disease termed قُلَاب [q. v.]: (S, O, K:) fem. with ة. (S.) المَقْلُوبَةُ [A subst., rendered such by the affix ة,] The ear. (O, K.) مُتَقَلَّبٌ i. q. مُتَصَرَّفٌ (assumed tropical:) [Place, or room, or scope, for free action, &c.: see سرب: and see an ex. voce سَبَحَ]. (Jel. in xlvii. 21.) b2: See also the following paragraph, in two places.

مُنْقَلَبٌ An inf. n. of 7 [q. v.]. (S, O, K, TA.) b2: And also a n. of place from the same [ for which Freytag seems to have found in a copy of the S مُقَلَّبٌ, a mistranscription], (S, O, K, TA,) like مُنْصَرَفٌ. (TA.) [As a n. of place it signifies A place in which a thing, or person, is, or becomes, altered, or changed, from its, or his, mode, or manner, of being: and hence, a place in which a thing becomes inverted, or turned upside-down, &c. b3: Hence, also, (assumed tropical:) The final place to which one is translated, or removed, by death; and so ↓ مُتَقَلَّبٌ.] One says, كُلُّ أَحَد يَصِيرُ إِلَى مُنْقَلَبِهِ and ↓ مُتَقَلَّبِهِ (tropical:) [Every one reaches, or will reach, his final place to which he is to be translated, or removed]. (A.) b4: [And A place to which one returns from a journey &c.]
قلب
: (قَلَبَه، يَقْلِبُهُ) ، قَلْباً، من بابِ ضَرَب: (حَوَّلَهُ عَن وَجهِهِ، كأَقْلَبَهُ) . وهاذا عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهِي ضعيفةٌ. وَقد انْقَلَبَ. (وقَلَّبهُ) مُضَعَّفاً.
(و) قَلَبَه: (أَصابَ) قَلْبَه، أَي (فُؤادَهُ) ، ومثلُهُ عبارةُ غيرِه (يَقْلُبُه، ويَقْلِبُهُ) ، الضَّمّ عَن اللِّحْيَانيّ، فَهُوَ مَقْلُوبٌ.
(و) قَلَبَ (الشيْءَ: حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ) اللامُ فِيهِ بِمَعْنى على، ونَصَبَ ظَهْراً على البَدَل، أَي: قَلَبَ ظَهْرَ الأَمْرِ عَلَى بَطنه، حَتَّى عَلِمَ مَا فِيه، (كقَلَّبَه) مُضَعَّفاً. وتَقَلَّب الشَّيْءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ، كالحَيَّة تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ.
وقَلَبَه عَن وَجْهِه: صَرفَه. وَحكى اللحيانيّ: أَقْلَبَهُ، قَالَ: وَهِي مرغوبٌ عَنْهَا.
وقَلَبَ الثَّوْبَ، والحَدِيثَ، وكُلَّ شَيْءٍ: حَوَّلَه؛ وَحكى اللِّحْيَانيُّ فيهمَا أَقْلَبَه، والمختارُ عندَه فِي جَمِيع ذالك: قَلَبْتُ.
(و) الانْقِلابُ إِلى اللَّهِ عَزّ وجلّ: المَصِيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ.
وَقد قَلَبَ (اللَّهُ فُلاناً إِليه: توَفَّاه) . هَذَا كَلَام العربِ، وقولُه: (كأَقْلَبَه) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ، وَقَالَ أَبُو ثَرْوَان: أَقْلَبَكُمُ اللَّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ، ومُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ، فَقَالَهَا بالأَلف. وقالَ الفَرَّاءُ: قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللَّهُ مُقْلَبَ أَوْلِيائِهِ وأَهْلِ طاعتِهِ.
(و) قَلَبَ (النَّخْلَةَ: نَزَعَ قَلْبَها) ، وَهُوَ مَجازٌ، وسيأْتِي أَن فِيهِ لُغَاتٍ ثَلَاثَة.
(و) قَلَبَتِ (البُسْرَةُ) تَقْلِبُ: إِذَا (احْمَرَّت) .
(و) عَن ابْنِ سِيدَهْ: (القَلْبُ: الفُؤادُ) ، مذكَّرٌ، صرّح بِهِ اللِّحْيَانيُّ؛ أَو مُضْغَةٌ من الفُؤادِ مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. ثُمَّ إِنَّ كلامَ المُصَنضً يُشيرُ إِلى تَرادُفِهِما، وَعَلِيهِ اقْتصر الفَيُّومِيّ والجوْهَرِيُّ وابْنُ فارِسٍ وغيرُهُمْ، (أَوْ) أَنَّ القَلْبَ (أَخصُّ مِنْهُ) ، أَي: من الفُؤَادِ فِي الاستعمالِ، لأَنّه معنى من الْمعَانِي يَتعلَّق بِهِ. ويَشهَدُ لَهُ حديثُ: (أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً) ، ووصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ، والأَفئدَةَ باللِّينِ، لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ، ولذالك قَالُوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ، وسُوَيْدَاءَ قَلْبِه. وَقيل: القُلُوبُ والأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهُمَا، لاخْتِلَاف اللّفظينِ، تأْكيداً. وَقَالَ بعضُهُم: سُمّيَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه، وأَنشد:
مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ
والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنسانِ أَطْوارَا
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلَّها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤاداً. قَالَ: وَلم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا. قَالَ: وَلَا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هِيَ العَلَقَةَ السَّوْداءَ فِي جَوْفه.
قَالَ شيخُنا: وقيلَ: الفُؤَادُ: وِعاءُ القَلْبِ، وقيلَ: داخِلُهُ، وقيلَ: غِشاؤُهُ. انْتهى.
(و) قد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عَن (العَقْلِ) ، قَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْله تَعالى: {إِنَّ فِى ذالِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} (قلله: 37) ، أَي: عَقْلٌ، قَالَ: وجائزٌ فِي الْعَرَبيَّة أَنْ يقولَ: مَا لكَ قَلْبٌ، وَمَا قَلْبُكَ مَعَكَ، يقولُ: مَا عَقْلُكَ مَعَك. وأَيْنَ ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي: عَقْلُك. وَقَالَ غيرُه: لمنْ كانَ لَهُ قَلْب، أَي: تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
(و) عَدَّ ابْنُ هِشَامٍ فِي شرحِ الكَعْبِيَّةِ من مَعَاني القَلْبِ أَربعةً: الفُؤادَ، والعَقْلَ، و (مَحْض) ، أَي: خُلَاصَة (كُلِّ شيْءٍ) وخِيارُه. وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَلْبُ كُلِّ شَيْءٍ: لُبُّه، وخالِصُهُ، ومَحْضُه. تَقول: جئتُك بهاذا الأَمرِ قَلْباً: أَي مَحضاً، لَا يَشُوبُه شَيْءٌ. وَفِي الحَدِيث: وإِنّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً، وَقلْبُ القُرآنِ يللهس.
وَمن المَجاز: هُوَ عَرَبِيٌّ قَلْبٌ، وعَرَبِيَّةٌ قَلْبَةٌ وقَلْبٌ: أَي خالِصٌ. قَالَ أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً:
قَلُبٌ عَقِيلَةُ أَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ
يُرْمَى الْمَقَانِبُ عَنْهَا والأَرَاجِيلُ
قَالَ سِيبَوَيْه: وقالُوا: هاذا عَرَبِيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصِّفَة والمَصْدَر، والصِّفَةُ أَكْثَرُ؛ وَفِي الحَدِيث: (كانَ عَلِيّ قُرَشِيّاً قَلْباً) أَي: خَالِصا من صَمِيم قُرَيْشٍ. وَقيل: أَرادَ فَهِماً فَطِناً، من قَوْله تعالَى: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وسيأْتي.
(و) القَلْبُ: (مَاءٌ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) عندَ حاذَةَ.
وأَيضاً: جَبَلٌ، وَفِي بعض النُّسَخ هُنَا زيادةُ (م) ، أَي مَعْرُوف.
(و) من المَجَاز: وَفِي يَدِها قُلْبُ فِضَّةٍ، وَهُوَ (بالضَّمِّ) ، من الأَسْوَرَةِ: مَا كَانَ قَلْداً واحِداً، وَيَقُولُونَ: سِوارٌ قُلْبٌ. وَقيل: (سِوارُ المَرْأَةِ) على التَّشْبِيه بقَلْبِ النَّخْلِ فِي بياضه. وَفِي الْكِفَايَة: هُوَ السِّوارُ يكونُ من عاجٍ أَو نحوِه. وَفِي المِصباحِ: قُلْبُ الفِضَّة: سِوَارٌ غيرُ مَلْوِيَ. وَفِي حديثِ ثَوْبانَ: (أَنّ فَاطِمَةَ، رَضِيَ الله عنهُما، بقُلْبَيْن مِن فِضَّة) ، وَفِي آخَرَ: (أَنَّه رأَى فِي يَدِ عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قُلْبَيْنِ) ، وَفِي حديثِها أَيضاً فِي قَوْله تَعَالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، قالَتْ: القُلْبَ والفَتَخَةَ. (و) من الْمجَاز: القُلْبُ: (الحَيَّةُ البَيْضَاءُ) ، على التَّشبيهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَةِ. (و) القُلْبُ: (شَحْمَةُ النَّخْلِ) ولُبُّهُ، وَهِي هَنَةٌ رَخْصَةٌ بَيْضَاءُ، تُؤْكَلُ، وَهِي الجُمّار، (أَوْ أَجْوَدُ خُوصِها) ، أَي: النَّخْلةِ، وأَشَدّه بَياضاً، وَهُوَ: الخُوصُ الّذي يَلِي أَعلاها، واحِدَتُه قُلْبَةٌ، بضمَ فَسُكُون؛ كُلُّ ذالك قولُ أَبي حنيفةَ. وَفِي التّهذيب: القُلْبُ بالضَّمّ: السَّعَفُ الَّذي يَطْلُعُ من القَلْب، (ويُثَلَّثُ) ، أَيْ: فِي المعنَيْنِ الأَخيرَيْنِ، أَي: وَفِيه ثلاثُ لُغاتٍ: قَلْبٌ، وقُلْبٌ، وقِلْبٌ، و (ج: أَقْلاَبٌ، وقُلُوبُ) .
وقُلُوبُ الشَّجَرِ: مَا رَخُصَ من أَجوافِها وعُرُوقها الّتي تقودُهَا. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، عليهِما السَّلَام، كانَ يأْكُلُ الجَرَادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ) ، يَعْنِي: الَّذِي يَنْبُتُ فِي وَسَطِها غَضّاً طَرِيّاً، فَكَانَ رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقوَى وتَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضَّمِّ لِلفَرْق. وقَلْبُ النَّخْلَةِ: جُمّارُها، وَهِي شَطْبَةٌ، بيضاءُ، رَخْصَةٌ فِي وَسَطِها عندَ أَعلاها، كأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّةٍ، رَخْصٌ، طيّب، يُسَمَّى قَلْباً لِبَياضِه. وَعَن شَمِرٍ: يقالُ: قَلْبٌ، وقُلْبٌ، لقلب النَّخلة، (و) يجمع على (قِلَبَةٍ) أَي: كَعِنَبَةٍ.
(والقُلْبَةُ، بالضَّمّ: الحُمْرَةُ) قالَه ابْنُ الأَعْرَابيِّ.
(و) عَرَبِيَّةٌ قُلْبَةٌ، وَهِي (الخَالِصَةُ النَّسَبِ) ؛ وَعَرَبِيٌّ قُلْبٌ، بالضَّم: خالِصٌ، مثلُ قَلْبِ. عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، كَمَا تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه، وَهُوَ مجازٌ.
(والقَلِيبُ: البِئْرُ) مَا كَانَت. والقَلِيبُ: البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى، فإِذا طُوِيَتْ فَهِيَ الطَّوِيُّ، (أَوِ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ مِنْهَا) الَّتي لَا يُعْلَمُ لَهَا رَبٌّ وَلَا حافِرٌ، يكون فِي البَرَارِيِّ يُذَكَّرُ (ويُؤَنَّثُ) ، وَقيل: هِيَ البِئرُ القَدِيمة، مَطْوِيَّةً كَانَت أَو غيرَ مَطْوِيَّةٍ. وَعَن ابنِ شُمَيْلٍ: القَلِيبُ: اسْمٌ من أَسماءِ الرَّكِيّ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْوِيّة، ذَات ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَوْ غَيْرُ جَفْرٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: القَلِيبُ اسْمٌ من أَسماءِ البئرِ البَدِيءِ والعادِيَّةِ، وَلَا تُخَصُّ بهَا العادِيَّةُ. قَالَ: وسُمِّيَتْ قَليباً؛ لأَنّه قُلِب تُرابُها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابيّ: القَلِيبُ: مَا كَانَ فِيهِ عينٌ، وإِلاَّ فَلَا، (ج أَقْلِبَةٌ) ، قَالَ عَنْتَرَةُ يصف جُعَلاً:
كَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً
هَدُوجاً بيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ
(و) جمع الكثيرِ (قُلُبٌ) ، بضمّ الأَوَّلِ والثّانِي، قَالَ كُثَيّرٌ:
وَمَا دامَ غَيْثٌ منْ تِهامَةَ طَيِّب
بهَا قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرَارُ
الكِرار: جمعُ كَرَ للحَسْيِ؛ والعادِيَّةُ: القَديمةُ، وَقد شَبَّه العَجّاجُ بهَا الجِراحاتِ فَقَالَ:
عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وَقيل: الجمعُ قُلُبٌ، فِي لُغَة من أَنَّث، وأَقْلِبَةٌ، (وقُلْبٌ) ، أَي: بضمَ فسُكُونٍ جَمِيعًا، فِي لُغَة من ذَكَّرَ؛ وَقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ، هاكذا وَفِي غيرِ نُسَخٍ، وَفِي نسختِنا تقديمُ هاذا الأَخِيرِ على الثَّانِي، واقتصرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ، وهما من جُموعِ الكَثْرَة. وأَمّا بِسُكُون اللاَّمِ، فَلَيْسَ بوزْنٍ مُسْتَقِلَ، بل هُوَ مُخَفَّفٌ من المضموم، كَمَا قالُوا فِي: رُسُلٍ، بضمَّتَيْنِ، ورُسْلٍ، بسكونها أَشار لَهُ شيخُنا.
(و) قَالَ الأُمَوِيُّ: فِي لغةِ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ: (القالِبُ) ، بِالْكَسْرِ: (البُسْرُ الأَحْمَرُ) ، يُقَال مِنْهُ: قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقلِبُ إِذا احْمَرَّتْ. وَقد تقدَّم. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: إِذا تَغَيَّرتِ البُسْرَةُ كلُّهَا، فَهِيَ القالِبُ، (و) القالِبُ بالكَسُر: (كالْمِثالِ) ، وَهُوَ الشَّيْءُ (يُفْرَغُ فيهِ الجَواهِرُ) ، لِيَكُونَ مِثَالاً لِما يُصاغُ مِنْهَا.
وكذالك قالِبُ الخُفِّ ونحوِه، دَخِيلٌ، (وفَتْحُ لامِه) ، أَي فِي الأَخيرة (أَكْثَرُ) .
وأَمّا القالِبُ الّذي هُوَ البُسْرُ، فَلَيْسَ فِيهِ إِلاّ الكسرُ، وَلَا يجوز فِيهِ غيرُهُ.
قَالَ شيخُنا: والصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبٌ، وأَصلُه كالَبٌ؛ لأَنَّ هاذَا الوَزْنَ لَيْسَ من أَوزان الْعَرَب، كالطَّابَق ونحْوِه، وإِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ بأَنَّهُ غيرُ صَحِيح، فإِنَّها دعوَى خاليةٌ عَن الدَّليلِ، وصِيغَتُهُ أَقوَى دليلٍ على أَنَّهُ غيرُ عربِيَ، إِذْ فاعَلٌ، بِفَتْح الْعين، لَيْسَ من أَوزانِ العرَبِ، وَلَا من استعمالاتها. انْتهى.
(وشاةٌ قالِبُ لَوْنٍ) : إِذا كَانَت (على غَيْرِ لَوْنِ أُمِّها) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ شُعَيبٍ، قَالَ لِمُوسَى، عليهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ: لَكَ من غَنَمِي مَا جاءَت بِهِ قالِب لَوْنٍ. فجاءَت بِهِ كُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ) تفسيرُهُ فِي الحَدِيث: أَنَّها جاءَت على غيرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها، كأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب. وَفِي حديثِ عليَ، رضيَ اللَّهُ عَنهُ، فِي صفةِ الطُّيُورِ: (فمِنْهَا مَغْموسٌ فِي قالِب لَوْنٍ لَا يَشُوبُه غَيْرُ لَوْنِ مَا غُمِسَ فِيهِ) .
(والقِلِّيب: كسِكِّيتٍ، وتَنُّورٍ، وسِنَّوْرٍ، وقَبُولٍ، وكِتابٍ: الذِّئْبُ) ، يَمَانِيَةٌ. قَالَ شاعرُهم:
أَيا جَحْمَتَا بَكِّي على أُمِّ واهِب
أَكِيلَةِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ
ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والصَّغانيّ فِي كتاب لَهُ فِي أَسماءِ الذِّئب، وأَغفله الدَّمِيرِيُّ فِي الْحَيَاة.
(و) من الأَمثال: (مَا بِهِ) ، أَي: العَليلِ (قَلَبَةٌ، مُحَرَّكَةً) ، أَي: مَا بِهِ شَيْءٌ، لَا يُسْتعملُ إِلاَّ فِي النَّفْي، قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ مأْخوذٌ من القُلاَب: داءٍ يأْخُذُ الإِبلَ فِي رُؤُوسها، فيَقْلِبُها إِلى فَوق؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ:
أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ
وَقد بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
أَي: بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ. مَعْنَاهُ لَيست بِهِ عِلّة يُقَلَّبُ لَهَا، فيُنْظَرُ إِليه. تقولُ: مَا بالبَعِير قَلَبَةٌ، أَي: لَيْسَ بِهِ (داءٌ) يُقْلَب لَهُ، فيُنْظَرُ إِليه. وَقَالَ الطّائِيُّ: معناهُ: مَا بِهِ شَيْءٌ يُقْلِقُهُ، فيَتَقَلَّب من أَجْلِهِ على فِراشه. (و) قَالَ اللَّيْثُ: مَا بِهِ قَلَبَةٌ، أَي لَا داءَ، وَلَا غائلةَ، وَلَا (تَعَب) . وَفِي الحَدِيث: (فانْطَلَق يَمْشِي، مَا بِهِ قَلَبَةٌ) ، أَي: أَلَمٌ وعِلّةٌ: وَقَالَ الفَرّاءُ: مَعْنَاهُ مَا بِهِ عِلَّةٌ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا، وَهُوَ مأْخوذ من قَوْلِهم: قُلِبَ الرَّجُلُ، إِذا أَصابَهُ وَجَعٌ فِي قَلْبِه، وَلَيْسَ يكَاد يُفْلِتُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيِّ: أَصلُ ذَلِك فِي الدَّوابّ، أَي: مَا بِهِ داءٌ، يُقْلَبُ بِهِ حافِرُهُ. قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَساً:
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ
وَلَا لِحَبْلَيْهِ بهَا حَبارُ
أَي: لم يَقْلِبْ قوائمَها من عِلّة بهَا. وَمَا بالمَرِيض قَلَبَةٌ: أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ مِنْهَا، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهِرُهُ) ، فَحُوِّلَ.
(و) قَلَبَ الخُبْزَ ونَحْوَهُ، يَقْلِبُه، قَلْباً: إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ، فَحَوَّلَه لِيَنْضَجَ باطنُه. وأَقْلَبَهَا، لُغَةٌ، عَن اللِّحْيانيّ، ضعيفةٌ.
وأَقْلَبَ (الخُبْزُ: حانَ لَهُ أَنْ يُقلَبَ) .
(و) قَلَبْتُ الشَّيْءَ، فانْقَلَبَ: أَي انْكَبَّ. وقَلَّبْتُهُ بيَدِي تَقْلِيباً. وَكَلَام مقلوبٌ، وَقد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ، وقَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ.
وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر فِي عَوَاقِبِها.
و (تَقَلَّبَ فِي الأُمورِ) ، وَفِي البِلادِ: (تَصَرَّفَ) فِيهَا (كَيْفَ شاءَ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى الْبِلاَدِ} (غَافِر: 4) ، مَعْنَاهُ: فَلَا يَغْرُرْكَ سَلامتُهم فِي تَصرُّفِهم فِيهَا، فإِنَّ عاقبةَ أَمرِهم الهلاكُ.
ورَجُلٌ قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كيفَ يَشاءُ. (و) من الْمجَاز: رَجُلٌ (حُوَّلٌ قُلَّبٌ) ، كلاهُما على وزن سُكَّرٍ، (و) كذالك (حُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ) ، بِزِيَادَة الياءِ فيهمَا، (و) كذالك (حُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ) ، بِحَذْف الياءِ فِي الأَخِيرِ، أَي: (مُحْتَالٌ، بَصِيرٌ بتَقْلِيبِ) ، وَفِي نُسْخَة: بتَقَلُّبِ (الأُمُورِ) . ورُوِيَ عَن مُعاوِيَةَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه كَانَ يُقَلَّبُ على فِراشِه فِي مَرضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنَّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لَوْ وُقِيَ هَوْلَ المُطَّلَعِ. وَفِي النِّهاية: إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ، أَي: رَجُلاً عَارِفًا بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُولَ، وقَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنٍ، وَكَانَ مُحْتالاً فِي أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّب. وَقَوله تَعَالَى: {تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالاْبْصَارُ} (النُّور: 37) ، قَالَ الزَّجّاجُ: معناهُ: تَرْجُفُ، وتَخِفّ من الجَزْعِ والخَوفِ.
(و) المِقْلَبُ: (كمِنْبَرٍ: حَدِيدَةٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْضِ) لاِءَجْلِ (الزَّرَاعَةِ) .
(والمَقلوبة: الأُذُنُ) ، نَقله الصّاغانيّ. (والقَلَبُ، مُحَرَّكةً: انْقِلابٌ) فِي (الشَّفَةِ) العُلْيَا واسْتِرْخَاءٌ، وَفِي الصَّحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، وَلم يُقَيِّدْ بالعُلْيَا، كَمَا للمؤلِّف. (رَجُلٌ أَقْلَبُ وَشَفَةٌ قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَبِ) .
(والقَلُوبُ) ، كصَبُورٍ: الرجل (المُتَقَلِّبُ) ؛ قالَ الأَعْشَى:
أَلَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ
أَنَّ بَنِي قِلاَبَةَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ فِي أُسْلُوبِ
وشَعَرُ الأَسْتاهِ فِي الجَبُوبِ
(وقُلُبٌ، بضمَّتَيْن: مِياهٌ لِبَنِي عامِر) ابْنِ عُقَيْلٍ.
(و) قُلَيْبٌ، (كَزُبَيْرٍ) : ماءٌ بنَجْدٍ لربِيعةَ.
(وجَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ) ، وَفِي نسخةٍ: هُنا زيادةُ قولِه: (وقدْ يُفْتَح) ، وضَبطَهُ الصّاغانيّ، كَحُمَيْرٍ، فِي الأَول.
(وأَبو بَطْنٍ مِن تَمِيم) . وَفِي نُسْخَة: وبَنُو القُلَيْبِ: بَطْنٌ من تَمِيمٍ، وَهُوَ القُلَيْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ.
قلتُ: وَفِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ: القُلَيْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَد، مِنْهُم: أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو بْنِ الفَاتِكِ بنِ القُلَيْبِ، الشّاعرُ الفارسُ.
(و) القُلَيْبُ: (خَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ) ، يُؤَخَّذُ بِها، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(وذُو القَلْبَيْنِ) : لَقَبُ أَبي مَعْمَرٍ (جمِيلِ بْنِ مَعْمَرِ) بْنِ حَبِيبٍ الجُمَحِيّ وَقيل: هُوَ جَميلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِيُّ. كَانَ من أَحفظِ العربِ، فقيلَ لَهُ: ذُو القَلْبَيْنِ، أَشار لَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. (و) يُقَالُ: إِنَّهُ (فِيهِ نَزَلَتْ) هاذه الْآيَة: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ} (الْأَحْزَاب: 4) ، وَله ذكرٌ فِي إِسلامِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ، كَانَت قُرَيْشٌ تُسَمِّيه هاكذا.
(ورَجُلٌ قَلْبٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وقُلْبٌ) بضَمّ فسُكون: (مَحْضُ النَّسَبِ) خالِصُه، يَسْتَوِي فِيهِ المُؤَنثُ والمُذَكَّرُ والجَمْعُ، وإِن شِئتَ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ، وإِن شِئتَ تَركتَه فِي حَال التَّثْنِيَةِ والجمعِ بلفظٍ واحدٍ، وَقد قدّمتُ الإِشارَةَ إِليه فِيمَا تقدَّمَ.
(وأَبُو قِلابَةَ، ككِتابَة) : عبدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِيُّ، (تابِعيٌّ) جليل، ومُحَدِّثٌ مشهورٌ.
(والمُنْقَلَبُ) : يستعملُ (لِلمَصْدَرِ ولِلْمَكانِ) كالمُنْصَرَف، وَهُوَ مَصِيرُ العِبَادِ إِلى الآخِرَة، وَفِي حديثِ دُعاءِ السَّفَرِ: (أَعُوذُ بك من كَآبَةِ المُنْقَلَبِ) أَي: الانقلابِ من السَّفَر والعَوْدِ إِلى الوَطَن، يَعْنِي: أَنّه يعودُ إِلى بَيته، فيَرى مَا يَحْزُنُه: والانقلاب: الرُّجُوعُ مُطْلَقاً.
(والقُلاَبُ، كغُرابٍ) : جَبَلٌ بدِيارِ أَسَدٍ؛ (ودَاءٌ للْقَلْبِ) .
وعِبارَةُ اللِّحْيَانيِّ: داءٌ يأْخُذُ فِي القَلْب.
(و) القُلاَبُ: (داءٌ لِلْبَعِيرِ) فيَشتكي مِنْهُ قلْبَه، و (يُمِيتُهُ مِنْ يَوْمِهِ) وَقيل: مِنْهُ أُخِذَ المَثَلُ الْمَاضِي ذكرُه: (مَا بِهِ قَلَبةٌ) يُقَالُ: بَعِيرٌ مَقلوبٌ، وناقةٌ مَقلوبةٌ. قَالَ كُرَاع: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسْم العُضْوِ، إِلا القُلابُ من القَلْبِ، والكُبادُ من الكَبِدِ، والنُّكَافُ من النَّكَفَتَيْنِ، وهما غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أَصْلِ اللَّحْيِ.
(وقَدْ قُلِبَ) بالضَّمّ قُلاَباً، (فَهُوَ مقْلُوبٌ) ؛ وَقيل: قُلِبَ البَعِيرُ قُلاَباً: عاجَلَتْهُ الغُدَّةُ فَمَاتَ، عنِ الأَصْمَعيِّ.
(وأَقْلَبُوا: أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ) ، هاذا الدّاءُ بعَيْنِهِ.
(وقُلْبَيْنُ، بالضَّمّ) فَسُكُون فَفتح الْمُوَحَّدَة: (ة، بدِمَشْقَ، وَقد يُكْسَرُ ثالثُهُ) ، وَهِي المُوَحَّدَةُ.
وَمِمَّا بَقِي على المؤلِّف من ضروريّات الْمَادَّة:
قَلَب عَيْنَهُ وحِمْلاقَهُ عندَ الوَعِيدِ والغَضَب، وأَنشدَ:
قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ وَفِي المَثَل: (اقْلِبِي قَلاَبِ) يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْلِبُ لِسانَهُ، فيضَعُهُ حيثُ شَاءَ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ: (بَيْنَا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ انْدَفَعَ جَرِيرٌ يُطْرِيهِ ويُطْنِبُ، فأَقبلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تقولُ يَا جَرِيرُ؟ وعرَف الغضبَ فِي وجهِه، فَقَالَ: ذَكَرْتُ أَبا بكرٍ وفَضْلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: اقْلِبْ قَلاَّبُ) . وَسكت. قَالَ ابْن الأَثِيرِ: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يكون مِنْهُ السَّقْطَةُ، فيتداركُها، بأَنْ يَقْلِبها، عَن جِهتها، ويَصْرِفَهَا إِلى غيرِ مَعْنَاهَا، يُرِيد: اقْلِبْ يَا قَلاَّب، فأَسْقَطَ حرفَ النِّداءِ، وَهُوَ غريبٌ؛ لأَنّه إِنّما يُحْذَفُ مَعَ الأَعْلاَمِ. ومثلُه فِي المُسْتَقْصَى، ومَجْمَعِ الأَمْثالِ لِلمَيْدَانِيِّ.
وَمن المَجاز: قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْيانَ: صَرَفَهم إِلَى بُيُوتِهم، عَن ثَعْلَب. وَقَالَ غَيره: أَرسلَهم ورَجَعَهُمْ إِلى منازِلِهم. وأَقْلَبَهم لغةٌ ضعيفةٌ، عَن اللِّحْيَانيّ. على أَنّه قد قَالَ: إِنَّ كلامَ العربِ فِي كلِّ ذالك إِنّما هُوَ: قَلَبْتُهُ، بغيرِ أَلِفٍ: وَقد تقدّمتِ الإِشارةُ إِليهِ. وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: (أَنه كَانَ يُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْيَانِ: اقْلِبْهُمْ، أَي: اصْرِفْهُمْ إِلى مَنَازِلهمْ. وَفِي حَدِيث المُنْذِرِ: (فاقْلِبُوهُ. فَقَالُوا: أَقْلَبْناهُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ) ، قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هاكذا جاءَ فِي صَحِيح مُسلم، وَصَوَابه: قَلَبْنَاهُ.
ويَأْتِي القَلْبُ بِمَعْنى الرُّوحِ.
وقَلْبُ العَقْرَبِ: مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ، وَهُوَ كَوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْهِ كوكبانِ. قَالَ شيخُنا: سُمِّيَ بِهِ لاِءَنَّه فِي قلْب العقْرب. قَالُوا: والقُلُوبُ أَربعة: قَلْبُ العقْرب، وقلْبُ الأَسَدِ، وقلبُ الثَّوْرِ وَهُوَ الدَّبَرانُ، وقلبُ الحُوتِ وَهُوَ الرِّشاءُ، ذَكرَهُ الإِمامُ المَرْزُوقيُّ فِي كتابِ الأَمْكنة والأَزمنة وَنَقله الطِّيبِيُّ فِي حَوَاشِي الكَشّافِ أَثناءَ (يللهس) ، ونَبَّه عليهِ سَعْدِي جَلَبِي هُنَاك، وأَشارَ إِليه الجَوْهَرِيُّ مُخْتَصرا، انْتهى.
وَمن المَجَازِ: قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَةَ، وقَلَّبَهَا: فَتَّشَ عَن حَالِهَا.
وقَلَبْتُ المملوكَ عندَ الشِّراءِ، أَقْلِبُه، قَلْباً: إِذا كشفْتَهُ، لتَنْظُرَ إِلى عُيُوبِه.
وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَالُ للبلِيغ من الرِّجالِ: قد رَدَّ قَالَ 2 بَ الكلامِ، وَقد طَبَّقَ المَفْصِلَ، ووضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب.
وَفِي حديثٍ: (كَانَ نِساءُ بني إِسرائيلَ يَلْبَسْن القَوالِبَ) جمعُ قالِبٍ، وَهُوَ نَعْلٌ من خَشَبٍ، كالقَبْقابِ وتُكْسَرُ لامهُ وتُفْتَح. وَقيل: إِنَّه مُعَرَّبٌ وَفِي حَدِيث ابْنِ مسعودٍ: (كَانَت المرأَةُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ، تَطَاوَلُ بهما) كَذَا فِي لِسان الْعَرَب.
وقَلِيبٌ، كأَمير: قريةٌ بمِصْرَ، مِنْهَا الشّيخُ عبدُ السَّلامِ القَلِيبِيُّ أَحَدُ من أَخَذَ عَن أَبِي الفَتْحِ الوَاسِطِيّ، وحفِيدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ عبدِ الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ، كتب عَنهُ الحافِظُ رِضْوانُ العقبِيّ شَيْئا من شِعْرِه.
وقَلْيُوبُ، بِالْفَتْح: قريةٌ أُخرَى بمِصْرَ، تضافُ إِليها الكُورَةُ.
وهَضْبُ القَلِيبِ، كأَميرٍ: بِنجْدٍ.
وقُلَّبٌ، كسُكَّر: وادٍ آخَرُ نَجْدِيٌّ.
وَبَنُو قِلاَبَةَ، بِالْكَسْرِ: بطْنٌ.
والقِلَّوْبُ، والقِلِّيبُ كسِنَّوْرٍ، وسِكِّيت: الأَسَدُ، كَمَا يُقالُ لَهُ السِّرْحانُ. نَقله الصَّاغانيُّ.
ومَعَادِنُ القِلَبَةِ، كعِنَبة: موضعٌ قُرْبَ المدينةِ، نَقله ابْنُ الأَثيرِ عَن بَعضهم: وسيأْتي فِي قبل.
والإِقْلابِيَّةُ: ننوعٌ من الرِّيحِ، يَتضَرَّر مِنْهَا أَهلُ الْبَحْر خوفًا على المَرَاكِب.
قلب: {تقلبون}: ترجعون. {تقلبهم}: تصرفهم. {يقلب كفيه}: يصفق بالواحدة على الأخرى.
(قلب) الشَّيْء مُبَالغَة فِي قلب وَيُقَال قلب الْأُمُور نظر فِي عواقبها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقلبوا لَك الْأُمُور}
القلب: لطيفة ربانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان، ويسميها الحكيم: النفس الناطقة، والروح باطنه، والنفس الحيوانية مركبة، وهي المدرك، والعالم من الإنسان، والمخاطب، والمطالب، والمعاتب.

القلب: هو جعل المعلول علة، والعلة معلولًا، وفي الشريعة: عبارة عن عدم الحكم لعدم الدليل، ويراد به ثبوت الحكم بدون العلة.
(ق ل ب) : (قَلَبَ الشَّيْءَ) حَوَّلَهُ عَنْ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي الِاسْتِسْقَاءِ (قَلَبَ) رِدَاءَهُ فَجَعَلَ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ (وَسَرِيرٌ مَقْلُوبٌ) قَوَائِمُهُ إلَى فَوْقَ.

(وَالْقَلِيبُ) الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ وَالْجَمْع قُلُبٌ وَمَا بِهِ (قَلَبَةٌ) أَيْ دَاءٌ وَفِي يَدِهَا قُلْبُ فِضَّةٍ أَيْ سِوَارٌ غَيْرُ مَلْوِيٍّ مُسْتَعَارٌ مِنْ قُلْبِ النَّخْلَةِ وَهُوَ جُمَّارُهَا لِمَا فِيهِمَا مِنْ الْبَيَاضِ وَقِيلَ عَلَى الْعَكْسِ وَأَبُو قِلَابَةَ بِالْكَسْرِ مِنْ التَّابِعِينَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ.
قلب
قَلْبُ الشيء: تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه، كقلب الثّوب، وقلب الإنسان، أي: صرفه عن طريقته. قال تعالى: وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ
[العنكبوت/ 21] . والِانْقِلابُ: الانصراف، قال: انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ
[آل عمران/ 144] ، وقال: إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ
[الأعراف/ 125] ، وقال: أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
[الشعراء/ 227] ، وقال:
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ [المطففين/ 31] . وقَلْبُ الإِنْسان قيل: سمّي به لكثرة تَقَلُّبِهِ، ويعبّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الرّوح والعلم والشّجاعة وغير ذلك، وقوله: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ
[الأحزاب/ 10] أي: الأرواح. وقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ
[ق/ 37] أي: علم وفهم، وكذلك: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ [الأنعام/ 25] ، وقوله: وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ [التوبة/ 87] ، وقوله: وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ
[الأنفال/ 10] أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم، وعلى عكسه: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [الحشر/ 2] ، وقوله: ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب/ 53] أي: أجلب للعفّة، وقوله:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 4] ، وقوله: وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر/ 14] أي: متفرّقة، وقوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج/ 46] قيل: العقل، وقيل: الرّوح. فأمّا العقل فلا يصحّ عليه ذلك، قال: ومجازه مجاز قوله: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [البقرة/ 25] . والأنهار لا تجري وإنما تجري المياه التي فيها. وتَقْلِيبُ الشيء: تغييره من حال إلى حال نحو: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ
[الأحزاب/ 66] وتَقْلِيبُ الأمور: تدبيرها والنّظر فيها، قال:
وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ
[التوبة/ 48] . وتَقْلِيبُ الله القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي، قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ [الأنعام/ 110] ، وتَقْلِيبُ اليد: عبارة عن النّدم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم. قال: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ
[الكهف/ 42] أي: يصفّق ندامة.
قال الشاعر:
كمغبون يعضّ على يديه تبيّن غبنه بعد البياع
والتَّقَلُّبُ: التّصرّف، قال تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء/ 219] ، وقال: أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ [النحل/ 46] . ورجل قُلَّبٌ حُوَّلٌ: كثير التّقلّب والحيلة ، والْقُلَابُ: داء يصيب القلب، وما به قَلَبَةٌ : علّة يُقَلِّبُ لأجلها، والْقَلِيبُ. البئر التي لم تطو، والقُلْبُ: الْمَقْلُوبُ من الأسورة.

قلب


قَلَبَ(n. ac. قَلْب)
a. Turned; turned over; turned upside-down, inverted;
transposed; changed, altered; varied, transformed, metamorphosed
metamorphized.
b. [acc. & 'An], Turned from.
c. Dismissed, sent away.
d. Called away, took to himself; translated (
God ).
e. Rolled ( his eyes ).
f. Examined; inspected, scrutinized.
g. Considered, pondered ( in his mind ).
h.
(n. ac.
قَلْب), Hit, injured, affected the heart of.
i. Took out the pith of (palm-tree).
j. Became red (date).
k. [pass.], Had heartdisease.
قَلِبَ(n. ac. قَلَب)
a. Was turned up (lip); had turned up lips.

قَلَّبَa. see I (a)b. Handled, manipulated.
c. Managed, transacted (business).
d. [acc. & Fī], Employed, empowered to act in (
matter ).
e. [acc.
amp; Fī ], Turned over, revolved (
his thoughts about ).
f. see I (f)
أَقْلَبَa. see I (d)b. Made to return.
c. [acc. & Bi], Brought back, restored to.
d. Was done on one side (bread); was dry
tough (grape).
e. Had his camels attacked by heartdisease.

تَقَلَّبَa. Was turned round, turned over, inverted; turned
shifted; changed, altered.
b. Tossed about; was restless.
c. Was fickle; was versatile.
d. [Fī], Managed, directed, acted as he pleased in.

إِنْقَلَبَa. Was inverted, turned over; was transposed; was changed
transformed.
b. [Ila], Returned to; turned, veered, shifted towards.
c. Was restless, uneasy; was disturbed, agitated.
d. ['An], Turned, withdrew, receded from.
قَلْب
(pl.
قُلُوْب)
a. Heart: viscra, stomach; mind, soul; intellect
intelligence; secret thought; interior, inside; centre, middle
midst; core, kernel; marrow; pith; essence, best, choice
of.
b. Turn; change, alteration; vicissitude.
c. Inversion, transposition; permutation.
d. Transformation, metamorphosis.
e. Reverse; inverse.
f. Main body ( of an army ).
g. Genuine; pure; of good lineage.

قَلْبَةa. see 1 (b) (g).
قَلْبِيّa. Hearty, cordial.
b. Internal, inward; inner, inside, interior; innermost
inmost; intimate.

قِلْبa. see 3 (a)
قُلْبa. Pith, heart ( of a palmtree ).
b. Bracelet.
c. Whitish serpent.
d. see 1 (g)e. [ coll. ]
see 1 (b) (c), (d), (e).

قُلْبَةa. Redness.
b. see 3 (a)
قَلَبَةa. Disease, unsoundness.
b. Fatigue; pain.

قُلَّبa. Versatile; cunning, subtle; ingenious; shifty, fickle
inconstant, changeable, variable.

قُلَّبِيّa. see 11
أَقْلَبُa. Turned up (lip).
مِقْلَب
(pl.
مَقَاْلِبُ)
a. Hoe; seed-drill.
b. [ coll. ], Hammer ( of a
gun ).
قَاْلِبa. Turning &c.
b. Red, unripe dates.
c. see قَالَب

قَلَاْبa. Quibbler.

قِلَاْبa. see 30
قُلَاْبa. Heart-disease.

قَلِيْب
(pl.
قُلْب
قُلُب
أَقْلِبَة
15t)
a. Well.
b. Earth freshly turned over.

قَلُوْبa. see 11 & 30
قِلِّيْبa. Wolf.
b. Lion.

قَلُّوْبa. see 30
N. P.
قَلڤبَa. Turned over; inverted; upside-down, topsy-turvy;
reversed; transposed.
b. Suffering from heart disease.

N. Ag.
تَقَلَّبَa. Changeable, versatile.

N. P.
تَقَلَّبَa. Free scope; liberty of action.
b. see N. P.
إِنْقَلَبَ
N. Ac.
تَقَلَّبَa. Inversion; transposition; alteration;
variation.
b. Versatility; changeableness;
variableness; fickleness, shiftiness, inconstancy.
N. P.
إِنْقَلَبَa. Place of return; destination; the hereafter.

N. Ac.
إِنْقَلَبَa. see N. Ac.
V (a)b. Revolution.

تَقَلُّبَات
a. Changes, vicissitudes.

قُلَيْب
a. Little heart.
b. Amulet, bead.

قَالَب (pl.
قَوَاْلِبُ قَوَاْلِيْبُ), P.
a. Model, form; last ( of a boot ).
b. Mould, cast.
c. Girder ( of an arch ).
d. Clog, sandal.

قِلَّاب قِلَّوْب
a. see 30
المَقْلُوْبَة
a. The ear.

بَالمَقْلُوْب
a. [ coll. ], The reverse way;
inside-out; hind part before; contrariwise.
قَلْبُ الْأَسَد
a. Cor Leonis.

قَلْبُ الْعَقْرَب
a. The star a in Scorpio.

حُوَّل قُلَّب
a. حُوَّلِيّ قُلَّبِيّ
see 11
مُقَلِّبُ القُلُوْبِ
a. The Turner of hearts: God.

إِنْقِلَاب الشَّمْس
a. Solstice.

قَالَب سُكَّر
a. [ coll. ], Sugar-loaf.

مِن صَمِيْم قَلْبِهِ
a. From the bottom of his heart: heartily.

القصة في القرآن

القصة في القرآن
من الفنون الأدبية الرفيعة التى وردت في القرآن القصة، جاءت فيه لتساهم فيما يرمى إليه القرآن بعامة من الوعظ والنصح والإرشاد، وليكون فيها معين لا ينضب من الأسى للرسول الكريم، فيصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وقد أوضح القرآن هذين الهدفين من إيراد القصة فيه حين قال: ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف 176). لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ (يوسف 111). وقال: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ (هود 120). وعلى ضوء هذين الهدفين نزن ما ورد في القرآن من القصص فليس هو بكتاب أنشئ للقصة قصدا، ولكنه ينظر إلى القصة من هذه الزاوية التى تحقق أهدافه العامة، فلا يصح حينئذ أن يؤخذ عليه أنه لا يتناول القصة من جميع أطرافها، ولا أنه لا يتسلسل في إيراد حوادثها مرتبة منظمة، وأنه يصعب فهم القصة من القرآن، على من لم يطلع عليها في مصدر آخر، ذلك أن القرآن يأخذ من القصة ما يحقق أهدافه من التهذيب والوعظ، فحينا يقص القصة كلها، محبوكة الأطراف، موصولة الأجزاء، مرتبطا بعضها ببعض، فى تسلسل واتساق يسلمك السابق منها إلى لاحقه، حتى تصل إلى خاتمتها، وندر ذلك في القرآن، كما نراه فى سورة يوسف، وفي معظم الأحيان يأخذ من القصة بعضها، لأن في هذا البعض ما يحقق الهدف، وقد يلمح القرآن ويشير إلى القصة تلميحا يستغنى به عن الإطالة، اعتمادا على أن القصة معروفة
مشهورة. أرأيت الخطيب حين يستشهد بقصة من القصص، أتراه يعمد إلى القصة كلها فيسردها؟ أم إنه يعمد أحيانا إلى جزء من القصة يورده في خطبته، وأحيانا يكتفى بالإيماء إلى القصة والإشارة إليها، من غير أن يكون في مثل هذا العرض نقص في الخطبة، أو اعتراض على الخطيب. وقد يتكرر جزء القصة في القرآن إذا استدعى المقام تكرير هذا الجزء.
ولنأخذ قصة إبراهيم نتبين النهج القرآنى في عرضها، والسر في اتباع هذا النهج.
وقد تحدث القرآن كثيرا عن إبراهيم، فعند ما عرض له أول مرة في سورة البقرة كان في معرض الرد على اليهود والنصارى، وهنا ذكر من قصة إبراهيم ما يؤيد دعوة محمد، وبيان أن محمدا قد تبع ملة إبراهيم، وأن إبراهيم وصى بنيه من بعده وصايا هى تلك التى جاء محمد بإذاعتها، وهاك بعض ما جاء في هذا المقام تتبين به شدة المناسبة للموضع الذى جاء فيه، قال سبحانه: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (البقرة 120). وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (البقرة 124). وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (البقرة 127 - 131). وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (البقرة 135، 136).
وعرض القرآن مرة ثانية لإبراهيم في سورة البقرة، وهو في معرض الحديث عن انفراد الله بالألوهية، وأنه لا شريك له في السموات ولا في الأرض، فعرض من قصته في هذا المقام ما يناسبه إذ عرض هذا الحديث الذى دار بين إبراهيم، وبين الملك الذى آتاه الله الملك، فادعى الألوهية، فأفحمه إبراهيم إفحاما لم يستطع الملك أن يتخلص منه، وتتبين جمال الاستشهاد بهذا الجزء من قصة إبراهيم إذا أنت قرأت آية الوحدانية التى منها: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (البقرة 255). ثم قرأت قوله متعجبا: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258). وكان الحديث عن إبراهيم وسؤال ربه رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (البقرة 260). مرتبطا تمام الارتباط بالحديث عن الله الذى يحيى ويميت.
وجاء بجانب من قصة إبراهيم في سورة الأنعام، وكان يتحدث عن قلة غناء عبادة غير الله، وضلال من يتخذ من دون الله إلها لا ينفع ولا يضر، وحيرته وفقدان صوابه، إذ يقول: قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ (الأنعام 71). فلا جرم ناسب المقام أن يورد هنا من قصة إبراهيم هذا الحديث الذى دار بينه وبين أبيه آزر، ينكر فيه إبراهيم على أبيه أن يتخذ من دون الله إلها، ثم يمضى القرآن مبينا كيف اهتدى إبراهيم إلى الله الحق، بعد أن رأى سواه، ليس خليقا بالألوهية، ولا يصلح للعبادة، فيقول: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 74 - 79).
أرأيت شدة الصلة بين هذا الجزء من قصة إبراهيم، وبين المقام الذى ورد فيه.
وجاء الحديث عن استغفار إبراهيم لأبيه في سورة التوبة، بعد نهى الرسول الكريم عن استغفاره للمشركين، فكان الربط قويا متينا، ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (التوبة 113، 114).
أما ما ورد من قصة إبراهيم في سورة هود، فهو الجزء الذى تحدث فيه عن نجاته وعذاب قومه، وذلك في معرض الحديث عن نجاة من نجا من الأنبياء، وهلاك من هلك من أقوامهم الذين لم يؤمنوا بهم، فأورد من ذلك ما حدث لنوح وقومه، وهود وقومه عاد، وصالح وقومه ثمود، يعرض من قصصهم لهذه الناحية التى عرض لها من قصة إبراهيم، التى ختمها هنا بقوله: يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (هود 76).
وكان الحديث عن إبراهيم في سورة إبراهيم، واردا بعد الحديث عن نعم الله التى لا تحصى، وهنا ذكرهم بتلك النعمة الكبرى وهى نعمة أمنهم في حرمهم، تلك النعمة التى استجاب الله فيها دعوة إبراهيم، ويضم القرآن إلى هذه النعمة دعاء إبراهيم أن يجنبه ربه عبادة الأصنام، ولننصت إلى حديث أمن البيت الحرام، تلك النعمة التى لا تستطيع قريش إنكارها، إذ يقول: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 34 - 37). وكأنه وهو يذكّر بهذه النعمة، يبين لهم طريق شكرها بتوحيده وعبادته.
وورد جزء من قصة إبراهيم في سورة مريم، ولما كان المقام مقام تنزيه الله عن الشريك، ورد من القصة تلك المناقشة التى دارت بين إبراهيم وأبيه، يبين فيها إبراهيم خطل الــرأى في الإشراك بالله، وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (مريم 41 - 46).
ولما كان الحديث في سورة الأنبياء عن وحدانية الله كذلك وأن ما سواه لا يليق به أن يكون إلها يعبد، ورد في هذه السورة من قصة إبراهيم ما يوضح هذه الحقيقة ويؤكدها في الذهن، فقص القرآن حادث تحطيمه للأصنام، حادثا عمليّا يبين قلة غنائها، وأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها فكيف تصلح أن تكون معبودة من دون الله، فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (الأنبياء 58 - 64). وفي سورة الشعراء حديث عن الرسل، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده، فبهذه الدعوى أرسل موسى إلى فرعون، وأرسل هود وأرسل صالح، فلما جاءت قصة إبراهيم تنوولت من تلك الناحية، فعرض إبراهيم ما دفعه إلى ترك عبادة ما كان قومه يعبدون، وإلى الاتجاه إلى الله وحده بالعبادة، قال سبحانه: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (الشعراء 69 - 82). أى براعة في هذا العرض، وأية قوة خارقة، فالمقام في السور الثلاث تحدث عن وحدانية الله، وتعدد المعروض من قصة إبراهيم، لتأييد هذه الوحدانية، فعرض من هذه القصة مرة خوف إبراهيم من سوء مصير من يشرك بالله، وحذر والده من سوء هذا المصير، وفي موضع آخر عرض منها حادثا عمليّا يبين قلة غناء هؤلاء المعبودين من دون الله، وعرض فى موضع ثالث الأسباب التى دفعت إبراهيم إلى عبادة الله وحده. كما عرض في سورة العنكبوت ما تحدث به إلى قومه مما يدفعهم إلى تلك العبادة، إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (العنكبوت 17).
وتبدو البراعة القوية كذلك في عرض القرآن حادث تحطيم الأصنام عرضا آخر غير العرض الأول، يصور تصويرا ملموسا عجز هؤلاء الآلهة وقلة حيلتها، حين فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (الصافات 91 - 93). وهكذا تبين ما ذكرناه من استشهاد القرآن بما يعنيه من أجزاء القصة، وبلوغ القرآن أهدافه من ذكر هذه الأجزاء، وفي الاستطاعة تتبع ذلك فيما جاء من قصص في القرآن.

بَغْدَادُ

بَغْدَادُ:
أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه، لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداد؟ فقال: هو فارسي ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من قال بغداد فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكّر وتؤنث، وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور خاصة، وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له، وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الرّبح الواسع، وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطلميوس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الإقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل، بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرّة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظنّ أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث، وظلّ الظهر بها درجتان، وظل العصر أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة، في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البرّ حتى أتى الأنبار، فتحصّن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلّمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلّاء فيدلّوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق صحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانما موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يمصّرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصّرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء، وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطّها أخوه أبو العباس السّفّاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عيّاش: بعث المنصور روّادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
بارمّا، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فــرأى موضعا طيبا فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والامتعة في البرّ والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر، وذلك في صيف وحرّ شديد، وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله، فخطّ البناء وقدّر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربّعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة طساسيج: طسّوجان في الجانب الغربي وطسّوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت يا أمير المؤمنين على الصّراة ودجلة، تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرّا، وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب من البرّ والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر الصّنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام، وكان أول العمل في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور مقدار قامة اتّصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: لم يذهب الملك ويجيء؟ قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشيء؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج، ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت له: أظنّك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقّبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سنّي من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة إليّ يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم، فسرقته ثم وجّهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه، وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت، فلما ألحّت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص، الناس يتحذّرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدوّرا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصّنّاع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبّات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم، والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشّروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحوّل قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدوّرة وجعل داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان، وكان علوّها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومدّ
الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيّا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدّمين ما كانوا بني آدم، فأما الملة الإسلامية فإنها تجلّ عن مثل هذه الخرافات، فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيّا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجيّ لوجب أن لا يزال خارجيّ يخرج في كل وقت لأنها لا بدّ أن تتوجه إلى وجه من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب الحجّاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلّا راجلا إلا داود بن عليّ عمه، فإنه كان متفرّسا وكان يحمل في محفّة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الرّوايا التي تصل إلى الرّحاب، فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قنيّ بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومدّ المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرّهما إلى مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمّروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنّف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع، ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبّرته بما تدلّ النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك خلّة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض، ... كبغداد من دار بها مسكن الخفض
صفا العيش في بغداد واخضرّ عوده، ... وعيش سواها غير خفض ولا غضّ
تطول بها الأعمار، إنّ غذاءها ... مريء، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربّها أن لا يموت خليفة ... بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها، ... فما أسلفت إلّا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى، ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاجّ، والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له الرّذّ، والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلّة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصّيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرّا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطّلت مدينة المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرّة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فنّ، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزّجّاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام، فإنّ الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عشّشتا وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما، وإنّ هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء، وإنّ نسيمها أرقّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدّمة فضله وعنوان عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرّة شادخة في أهل العلم والآداب، وإن وجده ذامّا لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها ... مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها ... عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى ... صوف المنى، يا مستقرّ المنابر
ويا جنّة الدنيا ويا مجتنى الغنى، ... ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين، ... على تقلّبها في كلّ ما حين
ما بين قطربّل فالكرخ نرجسة ... تندى، ومنبت خيريّ ونسرين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت، ... وخرّشت بين أوراق الرّياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ... تخفي من البقر الإنسيّة العين
تستنّ دجلة فيما بينها، فترى ... دهم السّفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتّحة، ... أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة، ... بالزائرين إلى القوم المزورين
من كلّ حرّاقة تعلو فقارتها، ... قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فــرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلّا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك! ... متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكلّ خير، ... وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي ... مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه ... على كشف ما ألقى من الهمّ قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج البغداديون يودّعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه، فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدّا من الباقلّى ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كلّ منزل، ... وحقّ لها منّي السلام المضاعف
فو الله ما فارقتها عن قلى لها، ... وإني بشطّي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت عليّ برحبها، ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه، ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال:
أقول وقد جزنا زرود عشيّة، ... وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام، فإنني ... أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السّنّة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا، فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفّر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلّة ... ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصّت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كنّ في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحّة، ... وماء له طعم ألذّ من الخمر
ودجلتها شطّان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضّة، ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدّر
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كلّ طيب، ... ومغنى نزهة المتنزّهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ الديار بنا، ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن عليّ بن حبيب الماوردي: كتب إليّ أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوّقني ... قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعد ما جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلّد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف، ... وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو منّي ... سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن ... تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب، ... ألا جار من الحدثان كهف
لعلّ زماننا سيعود يوما، ... فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا، ... وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأنّ الله بالغ أمره، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى، ودمعي جار كالجمان على خدّي: ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلّفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن عليّ بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض، حتى خطّتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها، ... وسيّرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا، ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرقّ شمائلا، ... وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودّك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم، ... وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذمّ بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهّاد والعبّاد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلّتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحشّ وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسّك في النا ... س وأمسى يعدّ في الزّهّاد:
الزم الثغر والتواضع فيه، ... ليس بغداد منزل العبّاد
إن بغداد للملوك محلّ، ... ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيّبة، ... وللمفاليس دار الضّنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم، ... كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلّا لأن خا ... لفها، بالنهار، منك السّموم
وقليل الرّخاء يتّبع الش ... دة، عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السّكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوّها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلّها من عرق، صيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، وما لهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغ ... داد، مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، علي ... هن أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخّا ... ن كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المس ... ك، إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها الدّه ... ر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا ... لك عنا، وأي شيء يدوم
وقال أيضا:
أطال الهمّ في بغداد ليلي، ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما ... كعنّين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:
ودّ أهل الزوراء زور، فلا ... تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يط ... مع منها، إلّا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيّء الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلّا سلح، ... إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي، ... فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها ... إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذمّ بغداد والمقام بها، ... من بعد ما خبرة وتجريب
ما عند سكّانها لمختبط ... خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم ... إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له، ... وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة ... بزخرف القول والأكاذيب
خلّوا سبيل العلى لغيرهم، ... ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها ... بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد بن جخجخ قال أبو العالية:
ترحّل فما بغداد دار إقامة، ... ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محلّ ملوك سمتهم في أديمهم، ... فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلّوا، وجلّ قليلهم ... يضاف إلى بذل النّدى، وهو باخل
ولا غروان شلّت يد الجود والندى ... وقلّ سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ... فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنّني ... ببغداد قد أعيت عليّ مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذّ صحابهم، ... وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبّا لأهلها، ... ولا أنّ فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها، ... وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم ... فأير حمار في حرامّ النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذمّ أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها، ... ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم، ... كيف أبيحوا جنّة مثلها
وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا، ... ودع التنسّك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ... ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ... د ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريّين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة، ... وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابيّ مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ... ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
ألا إنما بغداد دار بليّة، ... هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبّارية أنشدني جدّي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية، ... فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحرّ معدوم، كأنّ لها ... قد قيل في مثل: لا حرّ بالوادي
بل كلّ ما شئت من علق وزانية ... ومستحدّ وصفعان وقوّاد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ ... نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ ... يبيت في فقر وإفلاس
لو حلّها قارون ربّ الغنى، ... أصبح ذا همّ ووسواس
هي التي توعد، لكنها ... عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كلّ ما ... تطلبه فيها، سوى الناس

طَرِيق صَلَاة الْعِيدَيْنِ

طَرِيق صَلَاة الْعِيدَيْنِ: وَهِي رَكْعَتَانِ أَن يكبر تَكْبِير التَّحْرِيم ثمَّ يقْرَأ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إِلَى آخِره ثمَّ يكبر ثَلَاثًا ثمَّ يقْرَأ جَهرا ثمَّ يكبر تَكْبِير الرُّكُوع ثمَّ يرفع رَأسه بالتسميع أَو التَّكْبِير ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ ثمَّ يقوم إِلَى الرَّكْعَة الثَّانِيَة فَيقْرَأ جَهرا ثمَّ يكبر ثَلَاثًا ثمَّ يكبر للرُّكُوع فَيتم صلَاته فتكبيرات الزَّوَائِد سِتّ ثَلَاث فِي الرَّكْعَة الأولى بعد الاستفتاح وَثَلَاث فِي الثَّانِيَة بعد الْقِرَاءَة وَثَلَاث أصليات تَكْبِير التَّحْرِيم أَي الِافْتِتَاح وتكبيرتان للرُّكُوع، وَهَذَا الَّذِي ذكرنَا من طَرِيق صَلَاة الْعِيدَيْنِ معنى قَوْلهم ويوالي بَين الْقِرَاءَتَيْن أَي لَا يفصل بَينهمَا بالتكبيرات الزَّوَائِد وَيرْفَع يَدَيْهِ فِي الزَّوَائِد ويسكت بَين كل تكبيرتين مِقْدَار ثَلَاث تسبيحات وَيُرْسل الْيَدَيْنِ بَين التكبيرتين، ثمَّ يخْطب بعد الصَّلَاة خطبتين وَيجْلس بَينهمَا جلْسَة خَفِيفَة وافتتاح الْخطْبَة الأولى بتسع تَكْبِيرَات وَالثَّانيَِة بِسبع مُسْتَحبّ ويخطب يَوْم الْفطر بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيح والتهليل والتحميد وَالصَّلَاة على النَّبِي الْأُمِّي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَيعلم النَّاس صَدَقَة الْفطر وأحكامها وَهِي خَمْسَة على من تجب وَلمن تجب وَمَتى تجب وَكم تجب وَمِمَّا تجب وَقد ذَكرنَاهَا فِي صَدَقَة الْفطر.وَفِي عيد الْأَضْحَى يكبر الْخَطِيب ويسبح ويعظ النَّاس وَيُعلمهُم أَحْكَام الذّبْح والنحر والقربان وَيعلم تَكْبِيرَات التَّشْرِيق وَإِذا كبر الإِمَام فِي الْخطْبَة يكبر الْقَوْم مَعَه وَإِذا صلى على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي النَّاس فِي أنفسهم امتثالا لِلْأَمْرِ - وسنيته الْإِنْصَات، وتؤخر بِعُذْر صَلَاة الْفطر إِلَى الْغَد فَقَط وَصَلَاة الْأَضْحَى إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ الْعذر مِنْهَا لنفي الْكَرَاهَة حَتَّى لَو أخروها إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام من غير عذر جَازَت الصَّلَاة وَقد أساؤوا. وَفِي الْفطر للْجُوَاز حَتَّى لَو أخروها إِلَى الْغَد من غير عذر لَا تجوز هَكَذَا فِي التَّبْيِين، وَإِذا نسي الإِمَام تَكْبِير الْعِيد حَتَّى قَرَأَ فَإِنَّهُ يكبر بعد الْقِرَاءَة أَو فِي الرُّكُوع مَا لم يرفع رَأسه كَذَا فِي التاتارخانية.
وَالسَّمَاء لَا تَخْلُو إِمَّا أَن يكون فِيهَا عِلّة مَانِعَة من رُؤْيَة الْهلَال كالغيم وَالْغُبَار أَو لَا فَإِن كَانَ يقبل خبر عدل وَلَو قِنَا أَو انثى لأجل صَوْم رَمَضَان وَشَهَادَة حُرَّيْنِ أَو حرَّة وحرتين للفطر وَيشْتَرط لفظ الشَّهَادَة كَذَا فِي خزانَة المفتيين وتشترط الْعَدَالَة كَذَا فِي النقاية. وَإِن لم يكن فِي السَّمَاء عِلّة لم تقبل إِلَّا شَهَادَة جمع كثير يَقع الْعلم بخبرهم فِي هِلَال رَمَضَان وَالْفطر، وهلال الْأَضْحَى كهلال الْفطر فِي ظَاهر الرِّوَايَة وَهُوَ الْأَصَح كَذَا فِي الْهِدَايَة، فِي فَتَاوَى عالمكيري إِن كَانَ بالسماء عِلّة فشهادة الْوَاحِد على رُؤْيَة هِلَال رَمَضَان مَقْبُولَة إِذا كَانَ عدلا مُسلما عَاقِلا بَالغا حرا كَانَ أَو عبدا ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى وَكَذَا شَهَادَة الْوَاحِد على شَهَادَة الْوَاحِد وَشَهَادَة الْمَحْدُود فِي الْقَذْف بعد التَّوْبَة فِي ظَاهر الرِّوَايَة كَذَا فِي فَتَاوَى قاضيخان.
وَأما مَسْتُور الْحَال فروى الْحسن عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى أَنه تقبل شَهَادَته وَهُوَ الصَّحِيح كَذَا فِي الْمُحِيط وَبِه أَخذ الحلوائي كَذَا فِي شرح النقاية وَتقبل شَهَادَة عبد على عبد فِي هِلَال رَمَضَان وَكَذَا الْمَرْأَة على الْمَرْأَة وَلَا يشْتَرط فِي هَذِه الشَّهَادَة لفظ الشَّهَادَة وَلَا الدَّعْوَى وَلَا حكم الْحَاكِم حَتَّى أَنه لَو شهد عِنْد الْحَاكِم وَسمع رجل شَهَادَته عِنْد الْحَاكِم وَظَاهره الْعَدَالَة وَجب على السَّامع أَن يَصُوم وَلَا يحْتَاج إِلَى حكم الْحَاكِم وَهل يستفسره فِي رُؤْيَة الْهلَال قَالَ أَبُو بكر الإسكاف إِنَّمَا تقبل إِذا فسر بِأَن قَالَ رَأَيْته خَارج الْمصر فِي الصَّحرَاء أَو فِي البلدتين خلال السَّحَاب وَفِي ظَاهر الرِّوَايَة أَنه يقبل بِدُونِ هَذَا كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج وَإِن لم يكن فِي السَّمَاء عِلّة لم تقبل إِلَّا شَهَادَة جمع يُوجب إخباركم الْعلم كَذَا فِي الْمجمع وَهُوَ مفوض إِلَى رَأْي الإِمَام وَهُوَ الصَّحِيح كَذَا فِي الْمُخْتَار شرح الِاخْتِيَار وَسَوَاء فِي ذَلِك رَمَضَان وشوال وَذُو الْحجَّة كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج. وَذكر الطَّحَاوِيّ أَنه تقبل شَهَادَة الْوَاحِد إِذا جَاءَ من خَارج الْمصر وَكَذَا إِذا كَانَ على مَكَان مُرْتَفع. وَفِي الْهِدَايَة وعَلى قَول الطَّحَاوِيّ اعْتمد الإِمَام المرغيناني وَصَاحب الْأَقْضِيَة والفتاوى الصُّغْرَى كَذَا فِي الدِّرَايَة، وَلَو رأى الإِمَام وَحده أَو القَاضِي وَحده هِلَال رَمَضَان فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَين أَن ينصب من شهد عِنْده وَبَين أَن يَأْمر النَّاس بِالصَّوْمِ بِخِلَاف هِلَال الْفطر والأضحى كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج. إِذا رأى الْوَاحِد الْعدْل هِلَال رَمَضَان يلْزمه أَن يشْهد بهَا فِي ليلته حرا كَانَ أَو عبدا ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى حَتَّى الْجَارِيَة المخدرة تخرج وَتشهد بِغَيْر إِذن مَوْلَاهَا وَالْفَاسِق إِذا رَآهُ وَحده يشْهد لِأَن القَاضِي رُبمَا يقبل شَهَادَته لَكِن القَاضِي يردهُ كَذَا فِي الْوَجِيز للكردي انْتهى.
وَاعْلَم أَنه إِذا رَآهُ الْحَاكِم وَحده وَلم يصم فَإِنَّهُ لَا كَفَّارَة عَلَيْهِ وَلَا يَنْبَغِي للْإِمَام إِذا رَآهُ وَحده أَن يَأْمر النَّاس بِالصَّوْمِ وَلَو شهد فَاسق وَقبلهَا الإِمَام وَأمر النَّاس بِالصَّوْمِ فَأفْطر الشَّاهِد أَو غَيره يلْزمه الْكَفَّارَة وَمن رأى هِلَال شَوَّال فِي تَاسِع وَعشْرين من رَمَضَان لَا يفْطر احْتِيَاطًا فِي الْعِبَادَة وَإِن أفطره قَضَاهُ وَلَا كَفَّارَة وَلَو رأى الإِمَام وَحده أَو القَاضِي وَحده هِلَال شَوَّال لَا يخرج إِلَى الْمصلى وَلَا يَأْمر النَّاس بِالْخرُوجِ وَلَا يفْطر لَا سرا وَلَا جَهرا كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج وَسَائِر التفاصيل فِي كتب الْفِقْه، حُكيَ أَن صَبيا من الْعَرَب سَأَلَ يَا أبي مَتى الْعِيد فَأَجَابَهُ أَبوهُ مَتى كَانَ الْعين على الْيَد، وَلَا يخفى لطفه وَإِنَّمَا سمي كل من هذَيْن الْيَوْمَيْنِ الْمَذْكُورين عيدا لعوده فِي كل سنة وَللَّه در الشَّاعِر.
(در روز عيد وصلت من هم براي زينت ... )

(بوشيده أم بصد رنكك حَال خراب خودرا ... )

روى

روى:
[في الانكليزية] Face
[ في الفرنسية] Visage
ومعناه وجه. وعندهم هو التجليات من المعاني النورية والصورية والمنتهية إلى الذوق وهو البقاء بالله سبحانه. وفي كشف اللغات الوجه في اصطلاح الصوفية عبارة عن أنوار الإيمان وفتح أبواب العرفان ورفع الحجب عن جمال الحقيقة.

وقال الشيخ جمالي: إن الوجه عبارة عن الوجه الحقيقي. 
(روى)
على الْبَعِير ريا استقى وَالْقَوْم وَعَلَيْهِم وَلَهُم استقى لَهُم المَاء وَالْبَعِير شدّ عَلَيْهِ بِالرَّوَاءِ وَيُقَال روى على الرجل بِالرَّوَاءِ شده عَلَيْهِ لِئَلَّا يسْقط من ظهر الْبَعِير عِنْد غَلَبَة النّوم والْحَدِيث أَو الشّعْر رِوَايَة حمله وَنَقله فَهُوَ راو (ج) رُوَاة وَالْبَعِير المَاء رِوَايَة حمله وَنَقله وَيُقَال روى عَلَيْهِ الْكَذِب كذب عَلَيْهِ وَالْحَبل ريا أنعم فتله وَالزَّرْع سقَاهُ
روى
تقول: ماء رَوَاءٌ، ورِوًى، أي: كثير مُرْوٍ، فَرِوًى على بناء عدى: ومَكاناً سُوىً [طه/ 58] ، قال الشاعر: من شكّ في فلج فهذا فلج ماء رواء وطريق نهج
وقوله: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً
[مريم/ 74] ، فمن لم يهمز جعله من رَوِيَ، كأنه رَيَّانُ من الحسن ، ومن همز فللّذي يرمق من الحسن به . وقيل: هو منه على ترك الهمز، والرِّيُّ: اسم لما يظهر منه، والرِّوَاءُ منه، وقيل: هو مقلوب من رأيت. قال أبو عليّ الفسويّ:
المروءة هو من قولهم حسن في مرآة العين. كذا قال، وهذا»
غلط، لأنّ الميم في مرآة زائدة، ومروءة فعولة. وتقول: أنت بمــرأى ومسمع، أي:
قريب، وقيل: أنت منّي مــرأى ومسمع، بطرح الباء، ومــرأى: مفعل من رأيت .
(روى) - في حَدِيثِ قَيْلَة، ضى الله عنها: "إذَا رَأَيتُ رجُلًا ذَا رُواءٍ طَمَح بَصَرى إليه".
الرُّواء، بضم الراء: ما رَأت العُيُون من حالةٍ حَسَنَة، وكذلك إذا رَأَت ذا سِحْنَة حَسَنة وزِىٍّ حَسَن في اللَّباس والمَتاعِ، وقد يكون الرُّواءُ من الرِّىِّ والارتواء، ويكون من المَرْآى والمَنْظَر.
- في حديثِ عَائِشَة تَصِف أَباهَا، رضي الله عنهما: "واجْتَهر دُفُنَ الرَّواء"
الرَّواء بالفَتْح: المَاءُ الكَثِير - مَمدُودًا - فإذا كَسرتَه قَصرتَه.
قال أبو زَيْد: ماء رَوَاءٌ، ومِياهٌ رَواء.
- في حَدِيِثِ بَدْر: "فإذا هو بِروَايَا قُريش".
الرَّوايَا: الإبل التي يُستَقى عليها، واحِدتها رَاوِيَة، وأصلها: المَزادَة، فَقِيل للبَعِير: رَاوِية لحَمْلِه المَزادَة. قاله الخَطَّابي.
وقال الجَبَّان: الرَّاوِيَة، الجَمَل يَسْتَقِى المَاءَ، أو يُحمَل عليه، وسُمِّيت المَزادَة رَاوِيَةً بحَامِلها.
ر و ى: (الْأُرْوِيَّةُ) بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ الْأُنْثَى مِنَ الْوُعُولِ وَثَلَاثُ (أَرَاوِيَّ) عَلَى أَفَاعِيلَ فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ (الْأَرْوَى) عَلَى أَفْعَلَ بِغَيْرِ قِيَاسٍ. وَأَرْوَى أَيْضًا اسْمُ امْرَأَةٍ. وَ (الرَّيَّانُ) ضِدُّ الْعَطْشَانِ وَالْمَرْأَةُ (رَيَّا) . وَ (رَيَّانُ) اسْمُ جَبَلٍ بِبِلَادِ بَنِي عَامِرٍ. وَ (الرَّوِيَّةُ) التَّفَكُّرُ فِي الْأَمْرِ جَرَتْ فِي كَلَامِهِمْ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ. وَ (رَوِيَ) مِنَ الْمَاءِ بِالْكَسْرِ (رِوًى) بِوَزْنِ رِضًا وَ (رِيًّا) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَ (ارْتَوَى) وَ (تَرَوَّى) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (رَوَى) الْحَدِيثَ وَالشِّعْرَ يَرْوِي بِالْكَسْرِ (رِوَايَةً) فَهُوَ (رَاوٍ) فِي الشِّعْرِ وَالْمَاءِ وَالْحَدِيثِ مِنْ قَوْمٍ (رُوَاةٍ) . وَ (رَوَّاهُ) الشِّعْرَ (تَرْوِيَةً) وَ (أَرَوَاهُ) أَيْضًا حَمَلَهُ عَلَى (رِوَايَتِهِ) . وَسُمِّيَ يَوْمُ (التَّرْوِيَةِ) لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَوُونَ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ لِمَا بَعْدُ. وَ (رَوَّى) فِي الْأَمْرِ (تَرْوِيَةً) نَظَرَ فِيهِ وَفَكَّرَ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وَتَقُولُ: أَنْشِدِ الْقَصِيدَةَ يَا هَذَا وَلَا تَقُلْ: ارْوِهَا. إِلَّا أَنْ تَأْمُرَهُ بِرِوَايَتِهَا أَيْ بِاسْتِظْهَارِهَا. وَ (الرَّايَةُ) الْعَلَمُ. وَ (الرَّاوِيَةُ) الْبَعِيرُ أَوِ الْبَغْلُ أَوِ الْحِمَارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ. وَالْعَامَّةُ تُسَمِّي الْمَزَادَةَ رَاوِيَةً، وَهُوَ جَائِزٌ اسْتِعَارَةً، وَالْأَصْلُ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَرَجُلٌ لَهُ (رُوَاءٌ) بِالضَّمِّ أَيْ مَنْظَرٌ. قُلْتُ: قَدْ ذَكَرَ الرُّوَاءَ فِي رَأَى أَيْضًا وَهُوَ مِنْ أَحَدِ الْفَصْلَيْنِ ظَاهِرٌ لَا مِنْهُمَا. وَرَجُلٌ (رَاوِيَةٌ) لِلشِّعْرِ وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَوْمٌ (رِوَاءٌ) مِنَ الْمَاءِ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ. وَ (الرَّوِيُّ) حَرْفُ الْقَافِيَةِ يُقَالُ: قَصِيدَتَانِ عَلَى رَوِيٍّ وَاحِدٍ. وَالرَّوِيُّ أَيْضًا سَحَابَةٌ عَظِيمَةُ الْقَطْرِ شَدِيدَةُ الْوَقْعِ مِثْلُ السَّقِيِّ. وَيُقَالُ: شَرِبَ شُرْبًا رَوِيًّا. 
[روى] نه: فيه سمي السحاب روايا البلاد، الروايا من الإبل الحوامل للماء، جمع راوية فشبهها بها، وبه سميت المزادة راوية، وقيل بالعكس. ومنه ح بدر: فإذا هو بروايا قريش، أي إبلهم للماء. وفيه: شر "الروايا روايا" الكذب، هي جع روية وهو ما يروى الإنسان في نفسه من القول والفعل أي يزور ويفكر، وأصلها الهمزة، يقال: روأت في الأمر، وقيل: جمع راوية للرجل الكثير الروية والهاء المبالغة، وقيل: جمع رواية أي الذين يروون الكذب. وفي صفة الصديق: واجتهد دفن "الرواء" هو بالفتح والمد الماء الكثير، وقيل العذب الذي فيه للواردين ري فإذا كسرت الراء قصرته تقول ماء روا. وفي ح قيلة: إذا رأيت رجلًا ذا "رواء" طمح بصري غليه، هو بالضم والمد المنظر الحسن من الري وقد يكون من المرأي والمنظر فيكون من المهموز. وفيه: كان يأخذ مع كل فريضة عقالًا و"رواء" هو بالكسر والمد حبل يقرن به البعيران، وقيل: حبل يروى به على البعير أي يشد به المتاع عليه. ومنه ح: ومعي إداوة عليها خرقة قد "رواثها" روىباب الراء مع الهاء
روى: روى: فهم، أدرك (همبرت ص223).
رَوَّى (بالتشديد): أروى، جعله يَرْوى أي يشرب ويشبع. ففي طرائف دي ساسي (1: 224): فلما جرى ماء النيل فيه رَوَّى البركة.
رَوَّى بالنشا: نَشَّى (بوشر).
وروَّى: بمعنى أروى جعله يروي ويرتوي الذي ذكره لين فعل متعد بنفسه أيضاً ولا يتعدى بفي فقط (عباد 1: 109 رقم 197)، وفي معجم فوك: روّاه ورَوَّى في.
رَوَّى: أرى، جعله يرى (بوشر).
روَّى: تصحيف أَرْوَى، وهذه تصحيف أوْرى، وهذه تصحيف أَــرْأى.
أرى، أرى الله بفلان: أي أرى عدوه فيه ما يشمت به (معجم مسلم).
أرى: حدَّث، روى، قصَّ (ألكالا).
أرى: جعله يرى (بوشر) وهو بدل أَوْرَى، وهذا بدل أرأى وهذا الفعل يدل على معاني أرى في كل العبارات التي نجدها في معجم بوشر.
أروى الطريق: دلّ على الطريق، أرشد، هدى الطريق، وهو مجاز. - وأرواهم الأمر بوجه حسن: دبَّر الأمر أحسن تدبير. - أوريك قيمتك وقدرك: ألزمك بتتميم واجباتك. - والله لا يروينا: الله يحفظنا من هذه البلوى! تــرأَى: رأي لين وهو مصيب أن هذه الصيغة من الفعل رأى تدل على نفس المعنى الذي ذكره آخر الأمر للفعل أرى بمعنى جعله يرى (انظر فاندنبرج ص65، المقري 2: 165، فوك في مادة رأى).
ارتأى: فهم، أدرك (همبرت ص223).
رَآءُ: راتواء، ريّ من العطش (المعجم اللاتيني - العربي) وفيه: refectis شَبْعَة ورآء. وهذه الكلمة مشتقة بصورة شاذة من الفعل روى، لأنا نجد فيه أيضاً: reficis أعِدّ وأرْوي.
ري (وراي وراء أيضاً): حوت سليمان، (صومون) من سمك البحر (معجم الإدريسي).
ريّ، هي في مصر وفي نوبية: قربة كبيرة مسطحة ومربعة تتخذ من جلود الجاموس (عوادة ص32، لين عادات 2: 21، بركهارت نوبيه ص284، بالم ص157، صفة مصر 18 قسم 2 ص388).
رِيّ: مطر (محيط المحيط).
رِيَّة، رِيَّة البحر: مدوس، حيوان بحري هلامي لا فقرات له يضيء في الليل (ابن البيطار 1: 508)، والتشديد في مخطوطة أ.
رَوَى: لحن من ألحان الموسيقى (صفة مصر 14: 29).
رِواء: تجمع في الأندلس على أروية. ورُواء في إفريقية: إسطبل كبير مسقف للخيل والبغال (فوك، ألكالا وفيه قائد الروا، توريس ص317، سنت أولون ص75، رحلة تاريخية إلى مراكش ص240، روجا ص61 و، هوست ص153، دومب ص91، باربييه، شبري ديال ص75، مارتن ص41).
رِوَاية: عظة، موعظة (أخبار ص50). وهذا صواب الكلمة وفقاً لما جاء في المخطوطة (وص51، ص54).
رِوَايِيّ: حِكائي، قصصي (بوشر).
رَيَّان، والأنثى رّيَّانة (السعدية النشيد 52)، ويجمع على رَيَّانون (النشيد 92).
أرض ريانة: كثيرة الماء، وهذا هو صواب الكلمة عند ابن العوام (1: 138).
راوٍ: مسند حدبة البندقية (رولاند).
راوِيّة: جليد، صقيع، ضريب (بوشر بربرية، دومب ص54).
[روى] الإرْوِيّة : الأنثى من الوعول، وبها سميت المرأة، وهى أفعولة في الاصل، إلا أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها في التى بعدها وكسروا الاولى لتسلم الياء. وثلاث أراوى على أفاعيل، وقد يخفف فيقال ثلاث أراو. فإذا كثرت فهى الاروى على أفعل بغير قياس. وأروى أيضا: اسم امرأة. والرَيَّانُ: ضدُّ العطشان ; والمرأة رَيَّا، ولم يبدل من الياء واو لانها صفة، وإنما يبدلون الياء في فعلى إذا كانت اسما والياء موضع اللام، كقولك شروى هذا الثوب، وإنما هي من شريت، وتقوى وإنما هي من التقية. وإن كانت صفة تركوها على أصلها قالوا امرأة خزيا وريا، ولو كانت ريا اسما لكانت روى، لانك كنت تبدل الالف واوا موضع اللام وتترك الواو التى هي عين فعلى على الاصل. وقول أبى النجم:

واها لريا ثم واها واها * إنما أخرجه على الصفة. وريان: اسم جبل ببلاد بنى عامر. قال لبيد: فمدافع الريان عرى رسمها * خلقا كما ضمن الوحى سلامها ولنا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ، أي حاجة. والرَوِيَّةُ أيضاً: التفكر في الأمر، جرت في كلامهم غير مهموزة. والرَوِيَّةُ أيضاً: البقية من الدَيْنِ ونحوِهِ. والرِواءُ بالكسر والمدّ: حبلٌ يشدُّ به المتاع على البعير، والجمع الأَرْوِيَةُ. يقال: رَوَيْتُهُ على الرَجُلِ، إذا شددتَه على ظهر البعير لئلاَّ يسقطَ من غَلَبة النوم. قال الراجز: إنى على ما كان من تخددى * ودقة في عظم ساقى ويدى أروى على ذى العكن الضفندد ورويت على أهلى ولاهلي، إذا أتيتَهم بالماء. يقال: من أين ريتكم، مفتوحة الراء، أي من أين ترتوون الماء؟ ورويت من الماء بالكسر أَرْوي رياً وريا وروى أيضا، مثل رضيت رضا. وارتويت وترويت، كله بمعنى. ورَوَيْتُ الحديثَ والشِعر رِوايَةً فأنا راوٍ، في الماء والشِعْر والحديث، من قومٍ رُواةٍ. قال ابن أحمر: تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ * تصْهَرُهُ الشمسُ فما يَنْصَهِرْ قال يعقوب: ورَوَيْتُ القوم أَرْويهِمْ، إذا استقيتَ لهم الماء. ورَوَّيْتُهُ الشِعر تَرْوِيَةً، أي حملته على رِوايَتِهِ ; وأَرْوَيْتُهُ أيضاً. وسمِّيَ يومُ التَرْوِيَةِ لأنَّهم كانوا يَرْتَوونَ فيه من الماء لما بَعْدُ. ورَوَّيْتُ في الأمر، إذا نظرت فيه وفكّرت، يهمز ولا يهمز. وتقول: أَنْشِدِ القصيدةَ يا هذا، ولا تقل ارْوِها، إلاَّ أن تأمره بروايتها، أي باستظهارها. والراية: العلم. والراوية: البعير أو البغل أو الحمار الذي يستقى عليه. والعامة تسمى المزادة راوية، وذلك جائز على الاستعارة، والاصل ما ذكرناه. قال أبو النجم: تمشى من الردة مشى الحفل * مشى الروايا بالمزاد الاثقل وماء رواء بالفتح ممدود، أي عذب. قال الراجز: يا إبلى ماذأمه فتأبيه * ماء رواء ونصى حوليه وإذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء وقلت ماء روى. ويقال: هو الذى فيه للواردة رى. ورجل له رواء بالضم، أي منظر. ورجل راوية للشعر، والهاء للمبالغة. وقومٌ رِواءٌ من الماء، بالكسر والمد. قال عمر بن لجأ التَيْمِيُّ: تمشي إلى رِواءِ عاطِناتِها * تَحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها وعينٌ رَيَّةٌ، أي كثيرة الماء. قال الأعشى: فأورَدَها عيناً من السِيفِ رَيَّةً * بها بُرَأٌ مثل الفسيل المُكَمَّمِ والرَوِيّ: حرف القافية. يقال: قصيدتان على رَوِيِّ واحد. والرَوِيُّ أيضاً: سحابةٌ عظيمة القَطْر شديدة الوقع، مثل السقى. (*) ويقال: شربت شربا رويا. وارْتَوى الحبل: غلُظت قواه. وارْتَوَتْ مفاصل الرجل: اعتدلت وغلظت.

رو

ى1 رَوِىَ مِنَ المَآءِ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and اللَّبَنِ, (M, K,) aor. ـْ (T, S, Msb, K,) inf. n. رِىٌّ (T, S, M, Mgh, * K) and رَىٌّ, (S, K,) or the former is a simple subst. and the latter is the inf. n., (Msb,) or the latter is an inf. n. and also a simple subst., (M, K,) and رِوًى, (S, M, K,) the last erroneously written, in [some of] the copies of the K, رَوَى, as though it were a pret. verb [like رَوِىَ]; (TA;) and ↓ ارتوى and ↓ تروّى; (S, M, Msb, K;) all signify the same; (T, S, M, * Msb, K;) [or the last probably has an intensive meaning;] He was satisfied, or he satisfied himself, with drinking of water [and of milk]; he drank thereof enough to quench, or satisfy, his thirst; contr. of عَطِشَ. (Mgh in explanation of the first.) b2: And رَوِىَ النَّبَاتُ, (M,) or الشَّجَرُ, (K,) مِنَ المَآءِ; (TA;) and ↓ تروّى; (M, K;) [The plant, or herbage, or the trees, had plentiful irrigation: or] i. q. تَنَعَّمَ [i. e., became flourishing and fresh, luxuriant, juicy, succulent, or sappy]; (M, K;) or became bright and fresh, by reason of plentiful irrigation. (TK.) b3: رَوِىَ and ↓ ارتوى and ↓ تروّى are also used metaphorically, as meaning (tropical:) He was, or became, in a good state or condition; and in the enjoyment of much ease, pleasantness, softness, or delicacy, of life. (Har p. 100.) b4: شَبِعْتُ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ وَ رَوِيتُ is likewise metaphorical, meaning (tropical:) I have become, or I became, disgusted [or satiated to loathing] with this thing, or affair. (S * and TA in art. شبع.) b5: See also a verse cited voce إِلَى, (p.

85,) in which يَرْوَى is made trans. by means of that particle in the place of مِنْ.

A2: رَوَى عَلَى أَهْلِهِ, (T, S, M, K,) and لِأَهْلِهِ, (S, M, K,) aor. ـْ inf. n. رَيَّةٌ, or رِيَّةٌ, (accord. to different copies of the T, [the former app. indicated to be the right by what is said in the next sentence,]) or رَىٌّ, (M, [probably also correct,]) He brought water to his family: (S, M, K:) [but in the T it is implied that the meaning is like that of the phrase here following:] رَوَى القَوْمَ, (ISk, T, S, K,) aor. as above, (ISk, T, S,) inf. n. ريّة, (so in the TA,) He drew water for the people, or party. (ISk, T, S, K.) You say, مِنْ أَيْنَ رَيَّتُكُمْ, with fet-h to the ر, (S,) or رِيَّتُكُمْ, (so in the T,) meaning Whence is your providing of yourselves with water? (المَآءَ ↓ مِنْ أَيْنَ تَرْتَوُونَ: T, immediately after the latter of the foregoing phrases; and S, immediately after the former of them:) so says ISk. (T.) And رَوَى عَلَى اليَعِيرِ He drew water upon the camel. (M. [See سَانِيَةٌ.]) b2: And رَوَى

المَآءَ, aor. ـْ [inf. n., app., رِوَايَةٌ,] He (a camel) bore, carried, or conveyed, water. (Msb, TA.) b3: Hence, (Msb, TA,) رَوَى الحَدِيثَ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and الشِّعْرَ, (T, S, M, Mgh,) عَنْهُ, (MA,) aor. ـْ (T,) inf. n. رِوَايَةٌ; (T, S, M, Mgh, K;) and ↓ تروّاهُ; (M, K;) both signify the same; (K;) He bore in his memory, knowing by heart, (حَمَلَ,) and transmitted [orally], related, recited, or rehearsed, the tradition, narrative, or story, (Msb, TA,) and the poetry, (TA,) [as learned, or heard, or received,] from him; (MA;) [he related, recited, or rehearsed, the tradition, &c., and the poetry, by heart from him:] you say to a man, أَنْشِدِ القَصِيدَةَ [ “ Recite thou the ode ”]; but you do not say, اِرْوِهَا unless you mean thereby Relate thou it by heart. (S, TA.) [One says also, رُوِىَ عَنْهُ, meaning It has been related as heard, or received, from him. And رُوِىَ كَذَا, and يُرْوَى كَذَا, meaning It has been related, and it is related, (otherwise, i. e.) thus; with the substitution of such a word &c.: and often meaning it has been read, and it is read, &c. And فِى رِوَايَةٍ كَذَا, meaning According to one relation, or way of relation or relating, thus: and often meaning according to one reading, thus.]

A3: رَوَى الحَبْلَ, (M, K,) [aor. ـْ inf. n. رَىٌّ, (M,) He twisted the rope: (M, K:) or he twisted the rope well, or thoroughly, or soundly. (M.) b2: رَوَى عَلَى الرَّجُلِ, (S, M, TA,) in the copies of the K, erroneously, الرَّحْلِ, (TA,) He bound the man (S, M, K, * TA) with the rope called رِوَآء (M, TA) upon the back of the camel, (S, K, *) lest he should fall (S, M, K, * TA) from the camel (M) in consequence of his being overcome by sleep. (S, M, * TA.) And رَوَيْتُ عَلَى

الرَّاوِيَةِ, aor. ـْ inf. n. رَىٌّ, I bound the رِوَآء

upon the leathern water-bag, or pair of leathern water-bags, called راوية. (T.) You say, رَوَى

عَلَيْهِ, inf. n. رَىٌّ; and ↓ اروى; He bound him, or it, with the rope [called رِوَآء, as is implied in the M]. (M, * TA.) And الرِّوَآءَ عَلَى البَعِيرِ ↓ اروى

[He bound the رواء upon the camel]; like رَوَاهُ. (TA.) And ↓ رواى He bound a load with the رِوَآء. (TA.) 2 روّى, inf. n. تَرْوِيَةٌ: see 4, in two places: b2: and 5. [Hence,] يَوْمُ التَّرْوِيَةِ [The day of providing oneself with water;] the eighth day of Dhu-l-Hijjeh; (T, Msb;) the day before that of 'Arafeh: (M:) so called because they (the pilgrims, T) used to provide themselves (يَتَزَوَّدُونَ, T, M, or ↓ يَتَرَوَّوْنَ, Msb, and so in a copy of the T, or ↓ يَرْتَوُونَ, S, K) on that day with water (T, S, M, * Msb, K) for the aftertime, (S, Msb, K,) and to rise and go, or when rising to go, to Minè, where is no water, [or, accord. to the Msb, where was little water,] therefore they provided themselves fully with water, or therefore they provided themselves with water from Mekkeh for the alighting and abiding at Minè: (T, accord. to two different copies:) or [it means the day of consideration, or thought; (from another signification of the verb, as will be seen from what follows;) and is so called] because Abraham was considering, or thinking upon, his dream (وَ يَتَفَكَّرُ فِى رُؤْيَاهُ ↓ كَانَ يَتَرَوَّى) [on that day], and on the ninth he knew [that his dream was from God], and on the tenth he desired to act [according to his dream] (اِسْتَعْمَلَ). (K. [and in a similar manner it is explained in the Ksh and by Bd in xxxvii. 101. See also 2 in art. روأ]) b3: روّى رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ, and الثَّرِيدَ بِالدَّسَمِ, (T, TA,) He moistened [his head, app. much, or saturated it, i. e. its hair, with oil, or grease, and the broken, or crumbled, bread with grease, or gravy]. (TA.) A2: روّاهُ الشِّعْرَ, (T, S, M, Mgh, K,) and الحَدِيثَ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. as above; (S;) and إِيَّاهُ ↓ ارواهُ; (S, K;) He made him to relate by heart the poetry, (S, M, * Mgh, * K, * TA,) and the tradition, narrative, or story; (M, Mgh, TA;) he made him to bear in his memory, knowing by heart, and to transmit, relate, recite, or rehearse, (Msb, TA,) the poetry, (TA,) and the tradition, narrative, or story; (Msb, TA;) [or he taught him to do so; i. e.] he related to him by heart (رَوَى لَهُ) the poetry, (T, TA,) and the tradition, narrative, or story, (TA,) until he retained it in his memory, for the purpose of relating it by heart [as learned, or heard, or received,] from him. (T, TA. *) and رُوِّينَا الحَدِيثَ [We had the tradition, narrative, or story, related to us by heart; and in like manner, الشِّعْرَ the poetry]. (Msb, TA.) A3: رَوَّيْتُ فِى

الأَمْرِ, (S, K, [though Freytag represents the verb as being in the K without teshdeed, and Golius explains the verb nearly in the same manner with and without teshdeed,]) inf. n. as above, (TA,) He looked into the thing, or affair, or case; inspected it; examined it; considered it; or thought upon it; (S, M, K, TA;) deliberately, or leisurely; without haste; a dial. var. of رَوَّأْتُ [q. v.]: (M, TA:) [and فِيهِ ↓ تَرَوَّيْتُ app. signifies the same:] see يَتَرَوَّى in the former half of this paragraph, in an explanation of يَوْمُ التَّرْوِيَةِ.4 ارواهُ (M, MA, Msb, K) مِنَ المَآءِ (MA) [and من اللَّبَنِ], inf. n. إِرْوَآءٌ; (KL, and Har p. 67;) and ↓ روّاهُ (MA, Msb) مِنْهُ, (MA,) inf. n. تَرْوِيَةٌ; (KL;) He satisfied him, or made him to be satisfied, with drinking of water [and of milk]; he satisfied, or quenched, his (another's) thirst, by a drink, or draught, of water [and of milk]; (M, * MA, Msb, * K, * KL; *) he did away with his thirst [thereby]. (Har ubi suprà.) One says of a she-camel abounding in milk, هِىَ تُرْوِى

الصَّبِىَّ [She satisfies the thirst of the young child]: because he sleeps in the beginning of the night, and they desire that her flow of milk may be early, before his sleeping. (M, TA.) [And in like manner, ارواهُ is said of water, and of milk, &c., meaning It satisfied his thirst.] b2: [Hence, اروى and ↓ روّى signify also He watered, or irrigated, plentifully a plant, or herbage, or a tree; or rendered it flourishing and fresh, luxuriant, succulent, or sappy, by plentiful irrigation: see 1, second sentence.]

A2: See also 2, in the middle of the paragraph.

A3: And see 1, last three sentences.5 تروّى: see 1, first three sentences. b2: Yousay also, تَرَوَّوْا and ↓ رَوَّوْا, meaning They provided themselves with water. (M.) And كَانُو يَتَرَوَّوْنَ مِنَ المَآءِ; (Msb, and so in a copy of the T; see 2, second sentence;) or من المآء ↓ يَرْتَوُونَ; (S and K; see again 2, second sentence;) [They used to provide themselves with water:] and المَآء ↓ مِنْ أَيْنَ تَرْتَوُونَ [Whence do ye provide for yourselves water?]. (T and S; see 1, in the middle of the paragraph.) b3: And تَرَوَّتِ اللُّقْمَةُ بِالسَّمْنِ [The morsel was imbued, or soaked, with clarified butter]. (En-Nadr, TA in art. ريغ.) A2: تروّى الحَدِيثَ, and الشِّعْرَ: see 1, in the latter half of the paragraph.

A3: تَرَوَّتْ مَفَاصِلُهُ: see 8.

A4: تروّى فِيهِ: see 2, in two places.8 ارتوى: see 1, first and third sentences: b2: and see also 5, in two places. b3: ارتوت النَّخْلَةُ The palm-tree, having been planted in a hollow dug for the purpose, was watered at its root. (Lth, T.) A2: It (a rope) was twisted: (M, K:) or was twisted well, or thoroughly, or soundly: (M:) or was thick in its strands: (S:) or was composed of many strands, and thick, and very compact. (Lth, T.) b2: And ارتوت مَفَاصِلُهُ His joints (those of a beast, T, or those of a man, S) were, or became, well-proportioned and thick; (T, S, K;) and so ↓ تروّت. (M, K.) رَوٌّ: see رَوَآءٌ.

رُىٌّ: see what next follows: A2: and see also art. رى.

رِىٌّ, said by Esh-Shámee, in his “Seereh [of the Prophet],” to be also with damm [i. e. ↓ رُىٌّ, which is anomalous, like رُيَّا, for رُؤْيَا], (MF, TA,) is an inf. n. of رَوِىَ: (T, S, M, Mgh, * K:) and also (M, K) a simple subst. from that verb [meaning The state of being satisfied with drinking of water and of milk; the state in which one is satisfied with drinking or drink; the state of having drunk enough to quench, or satisfy, the thirst]. (M, Msb, K.) One says, فُلَانٌ فِى رِىٍّ

وَ مَشْبَعٍ [Such a one is in a state in which he is satisfied with drink and food]. (T, A, TA, all in art. نظر.) b2: [Also, as is indicated in the K &c., in relation to plants or herbage, or to trees, The state of having plentiful irrigation; or of being flourishing and fresh, luxuriant, juicy, succulent, or sappy, by reason of plentiful irrigation.]

A2: عَيْنٌ رِبَّةٌ A source abounding with water. (S.) A3: See also art. رى.

رِوًى: see رَوَآءٌ. b2: رُطَبٌ رِوًى Dates when they ripen [after they have been cut off,] not upon their palm-trees; as also ↓ مُرْوٍ. (TA.) رُويَا: see رُؤْيَا, in art. رأى.

رَوَآءٌ and ↓ رِوًى (T, S, M, K [in this last improperly said to be like إِلَى, which is without tenween,]) and ↓ رَوِىٌّ (M, K) Sweet water: (S:) or water that causes him who comes to it to return with his thirst satisfied; (T, S; *) applied only to water that has a continual increase, and does not become exhausted, nor cease: (T:) or abundant water, that satisfies the thirst. (M, K.) b2: [Hence,] الرَّوَآءُ is a name of The well of Zemzem. (K, TA.) A2: And رواء, (so in the TA, as from the K, and as mentioned by Az on the authority of IAar, [but I have looked for it in vain in two copies of the T, app. رَوَآءٌ, or perhaps ↓ رِوَآءٌ, like the Pers\.

رِوَا, for one of these two may be from the other,] or ↓ رَوٌّ, (so accord. to my MS. copy of the K and accord. to the TK, [but this I think very dubious, and still more strange is the reading in the CK, which is رِو,]) Abundance of herbage, or of the goods, conveniences, or comforts, of life. (K.) رُوَآءٌ [for رُؤَآءٌ, (see رِئْىٌ, in art. رأى,) or of the measure فُعَالٌ from الرِّىُّ, (see Har p. 24,)] i. q. مَنْظَرٌ [as meaning A pleasing, or goodly, aspect; or beauty of aspect]: so in the phrase رَجُلٌ لَهُ رُوَآءٌ [A man having a pleasing, or goodly, aspect]. (S.) رِوَآءٌ A rope with which the two leathern water-bags are bound upon the camel: (T:) or a rope with which goods, or furniture, or utensils, &c., are bound upon the camel; (S, K;) and with which a man is bound upon a camel, lest he should fall in consequence of his being overcome by sleep: (M, and Ham p. 321:) or one of the ropes of the [tent called] خِبَآء: and sometimes the load is bound therewith upon the camel: accord. to AHn, it is thicker than well-ropes: (M:) and ↓ مِرْوًى signifies the same: (T, K:) pl. of the former أَرْوِيَةٌ; (T, S, K;) and of ↓ the latter مراوى, (T, K,) i. e. مَرَاوَى, and مَرَاوٍ. (TA.) A2: See also رَوَآءٌ.

رَوِىٌّ: see رَوَآءٌ. b2: Also A full, or complete, drink. (K, TA.) You say, شَرِبْتُ شُرْبًا رَوِيًّا (S, TA) I drank a full, or complete, drink. (TA.) b3: And A cloud of which the rain-drops are large, (S, K,) and vehement in their fall; like سَقِىٌّ: (S:) pl. أَرْوِيَةٌ. (TA.) b4: And, accord. to IAar, One who gives to drink; or a waterer; syn. سَاقٍ: [in one copy of the T, in the place of السَّاقِى as explanatory of الرَّوِىُّ, I find التَّأَنِّى, which I think an evident mistranscription:] b5: and Weak: b6: and Sound in body and intellect. (All three from the T.) A2: Also The [funda-mental] rhyme-letter; (S, M, K;) the letter upon which the ode is founded, and which is indispensable in every verse thereof, in one place; as, for instance, the [final] ع in the verse here following: إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيقُهُ وَ أَوْمَتْ إِلَيْهِ بِالعُيُونِ الأَصَابِعُ [When the wealth of the man becomes little, his friends become few, and, together with the eyes, the fingers make signs to him]: (Akh, M:) [when two or more letters are indispensable to the rhyme, only one of them is thus termed, according to rules fully explained in the M and in the treatises on versification:] IJ mentions رَوِيَّاتٌ as its pl.; but [ISd says,] I think him to have stated this carelessly, and not to have heard it from the Arabs. (M.) One says قَصِيدَتَانِ عَلَى

رَوِىٍّ وَاحِدٍ [Two odes constructed upon one rhymeletter; or having one fundamental rhyme-letter]. (S.) رِوَايَةٌ [an inf. n. of رَوَى, q. v., when used as a subst., meaning A relation, or recital, &c.,] has for its pl. رَوَايَا. (JM.) See رَاوِيَةٌ, last sentence but one.

رَوِيَّةٌ A want, or thing wanted: (A 'Obeyd, T, S:) so in the saying, لَنَا عِنْدَ فُلَانٍ رَوِيَّةٌ [We have a want to be supplied to us on the part of such a one; meaning we want a thing of such a one]: (A 'Obeyd, T:) and لَنَا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ [We have a want to be supplied to us on thy part; we want a thing of thee]. (S.) b2: And The remainder of a debt and the like. (S.) A2: Also, (S,) or رَوِيَّةٌ فِى أَمْرٍ, (M, K, *) thus usually pronounced without ء, (S,) [originally رَوِيْئَةٌ,] Inspection, examination, consideration, or thought, of an affair; (S, M, K;) without haste: (M:) pl. رَوَايَا. (JM, TA.) You say, مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ [He went at random, heedlessly, or in a headlong manner, without consideration]. (A in art. ركب.) See رَاوِيَةٌ, near the end. [See also رَوِيْئَةٌ in art. روأ.) رَجُلٌ رَوَّآءٌ A man whose habitual work, or occupation, is the drawing of water by means of the رَاوِيَة [q. v.]: you say, جَآءَ رَوَّآءُ القَوْمِ [The people's habitual drawer of water by means of the راوية came]. (T.) رَيَّا [originally رَوْيَا] A sweet odour (T, M, K) of anything. (T.) One says of a woman, إِنَّهَا لَطَيِّبَةُ الرَّيَّا, meaning Verily she is sweet in the odour of her body: and hence the saying of Imrael-Keys, إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا نَسِيمَ الصَّبَا جَآءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ [When they stand, the fragrance of musk is diffused from them, like the breath of the east wind that has brought the sweet odour of the clove]. (T.) A2: It is also fem. of رَيَّانُ. (T, S, M, &c.) رَيَّانُ [originally رَوْيَانُ] an epithet from رَوِىَ; (T, M, Mgh, Msb, K;) Satisfied with drinking [of water and of milk &c.]; having drunk [thereof] enough to quench, or satisfy, his thirst; contr. of عَطْشَانُ: (S, Mgh: *) fem. رَيَّا, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) in which the ى is not changed into و because the word is an epithet; for it is changed into و only in a subst., of the measure فَعْلَى, of which ى is the final radical, as in تَقْوَى; so that if it were a subst., it would be رَوَّى; (S, M;) originally رَوْيَا: (M:) as to رَيَّا that is thought to be used as the proper name of a woman, it is, thus used, an epithet, like الحَارِثُ and العَبَّاسُ, though without the article ال: (S, * M:) the pl. is روَآءٌ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) with kesr and medd., (S,) in measure like كِتَابٌ, (Msb,) masc. and fem. (Mgh, Msb.) You say قَوْمٌ رِوَآءٌ مِنَ المَآءِ [A people, or party, satisfied with drinking of water]. (S.) b2: And نَبْتٌ رَيَّانُ and شَجَرٌ رِوَآءٌ [A plant, or herbage, and trees, having plentiful irrigation: or flourishing and fresh, luxuriant, juicy, succulent, or sappy, by reason of plentiful irrigation: see the verb]. (M.) b3: [Hence,] رَيَّانُ signifies also (assumed tropical:) Full of fat and flesh. (JM.) And you say وَجْهٌ رَيَّانُ (tropical:) [A plump face]; an expression of dispraise [app. when relating to a man, but not otherwise; for رَيَّانُ, or رَيَّا, applied to a youth, or to a woman, or a limb of a woman, meaning plump and juicy, is used by way of praise]: opposed to وَجْهٌ ظَمْآنُ. (A and TA in art. ظمأ.) And اِمْرَأَةٌ رَيَّا المُخَلْخَلِ (assumed tropical:) [A woman full, or plump, in the place of the anklet]. (JM.) And فَرَسٌ رَيَّانُ الظَّهْرِ (assumed tropical:) A horse fat in the portion of flesh and sinew next the back-bone on each side. (T.) رَاوٍ [as the act. part. n. of رَوَى] is used in relation to water [as meaning Bringing, or one who brings, water to his family: and drawing, or one who draws, water for others: and a camel carrying, or that carries, water; whence the subst.

رَاوِيَةٌ, q. v.]. (S, TA.) b2: And [hence] it is used also in relation to poetry (T, S, M) and to traditions or narratives or stories (T, M, Mgh, K) [as meaning A relater, reciter, or rehearser, by heart, of poetry, and of traditions, or narratives or stories, learned, or heard, or received, from another]: and in like manner ↓ رَاوِيَةٌ, but in an intensive sense [as meaning a large, or copious, relater or reciter or rehearser, &c.]; (T, S, M, Mgh, K;) i. e. كَثِيرُ الرِّوَايَةِ; (T, * TA;) as in the phrase رَجُلٌ رَاوِيَةٌ لِلشِّعْرِ [a man who is a large, or copious, relater &c. of poetry]: (S:) the pl. of رَاوٍ is رُوَاةٌ. (S, TA.) A2: Also One who has the superintendence, management, or care, of horses (مَنْ يَقُومُ عَلَى الخَيْلِ [strangely rendered by Freytag, who seems to have read عَلَى الجَمَلِ, “constrictus fune et stans super cameli dorso ”]). (M, K.) رَاوِيَةٌ A camel, (A 'Obeyd, T, S, K,) or a mule, or an ass, (S, and so in the K with the exception of “ and ” for “ or,”) upon which water is drawn: (A 'Obeyd, T, S, K: [see سَانِيَةٌ:]) or a camel that carries water; (M, * Mgh, Msb;) and then applied to any beast upon which water is drawn: (Msb:) [but it is disputed whether this be the primary or proper signification, or whether it be secondary or tropical, as will be shown by what follows:] and also a man who draws water (A 'Obeyd, T, TA) for his family: (TA:) the ة is affixed [لِلنَّقْلِ, i. e. for the purpose of transferring the word from the category of epithets to that of substantives; or] to give intensiveness to the signification: (Msb:) pl. رَوَايَا [by rule رَوَآءٍ, being originally of the measure فَوَاعِلُ, not فَعَائِلُ]. (S, M, TA.) Also A مَزَادَة [or leathern water-bag] (A 'Obeyd, T, S, M, Mgh) composed of three skins, (Mgh,) containing water; (M, K;) so called as being the receptacle in which is the water borne by the camel [thus called]; (A 'Obeyd, T;) or the مزادة is thus termed by the vulgar, but this application of the word is allowable as metaphorical: (S:) or it signifies a pair of such water-bags (مَزَادَتَانِ [see مَزَادَةٌ in art. زيد]): (T:) [accord. to ISd,] it is applied to the مزادة, and then to the camel, because of the nearness of the latter to the former: (M:) or its primary application is to the camel: (S, Mgh:) accord. to some, its application to the camel is proper; and to the مزادة, tropical: accord. to others, the reverse is the case: (MF, TA:) the pl. is رَوَايَا, as above. (Mgh, TA.) b2: One says of a weak person who is in easy circumstances, مَا يَرُدُّ الرَّاوِيَةَ, meaning He is unable to turn back the راوية [or camel bearing a water-bag or pair of water-bags,] notwithstanding its being heavily burdened by the water that is upon it. (M.) b3: And the Prophet applied the appellation رَوَايَا البِلَادِ [The camels bearing water for the irrigation of the countries, or the water-bags borne by camels for the irrigation of the countries,] to (assumed tropical:) the clouds, by way of comparison. (TA.) b4: رَوَايَا is also applied as an appellation to (assumed tropical:) The chiefs of a people; (IAar, Th, T;) as pl. of رَاوِيَةٌ; the chief who bears the burden of the bloodwits owed by the tribe being likened to the camel thus termed. (T, M. *) A Temeemee, mentioning a party that had attacked his tribe, said, لَقِينَاهُمْ فَقَتَلْنَا الرَّوَايَا وَ أَبَحْنَا الزَّوَايَا meaning [We encountered them, and] we slew the chiefs, and gave permission to occupy, or to plunder, the houses, or tents. (T.) b5: رَوَايَا also occurs in a trad., in which it is said, شَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الكَذِبِ, and accord. to some, it is, in this instance, pl. of رَاوِيَةٌ (JM, TA) in the first of the senses explained above; so that the meaning is, (assumed tropical:) The worst of those who carry tidings are those who carry false tidings; such persons being likened to the beasts so called, in respect of the fatigue that they undergo: (JM:) or it is pl. of ↓ رَوِيَّةٌ; (JM, TA;) and the meaning is, the worst of thoughts are those that are untrue, not right, nor tending to good: or it is pl. of ↓ رِوَايَةٌ; and the meaning is, the worst of relations, or recitals, are those that are untrue. (JM.) b6: See also رَاوٍ.

أَرْوَى: see the next paragraph, in two places.

أُرْوِيَّةٌ, (T, S, M, Msb, K,) originally [أُرْوُويَةٌ,] of the measure أُفْعُوِلَةٌ, (S, M, Msb,) and إِرْوِيَّةٌ, (Lh, M, K,) The female of the وُعُول, (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, Msb, K,) which means mountain-goats: (TA:) or the female and the male; the former of which is also called عَنْزٌ, and the latter وَعِلٌ; (Az, T, Msb;) and which are of the [kind called] شَآءٌ; not of the [kind called] بَقَرٌ: (Az, T:) pl. أَرَاوِىٌّ, (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, Msb, K,) of the measure أَفَاعِيلُ, (S,) a pl. of pauc., Msb,) applied to three (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, K) and more, to ten [inclusive], (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, M, K,) and ↓ أَرْوَى, applied to many, (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, Msb, K,) of the measure أَفْعَلُ, (S, M, Msb,) erroneously held by Abu-l-'Abbás to be of the measure فَعْلَى; (M;) an irregular pl.; (Msb, K;) or [rather] it is a quasi-pl. n.; (M, K;) and أَرَوِىُّ is a broken pl. (M.) It is also a proper name of a woman: and so is ↓ أَرْوَى. (S.) مُرْوٍ: see رِوًى

مِرْوًى: see رِوَآءٌ, in two places.

جزل

ج ز ل : جَزُلَ الْحَطَبُ بِالضَّمِّ جَزَالَةً إذَا عَظُمَ وَغَلُظَ فَهُوَ جَزْلٌ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي الْعَطَاءِ فَقِيلَ أَجْزَلَ لَهُ فِي الْعَطَاءِ إذَا أَوْسَعَهُ وَفُلَانٌ جَزْلُ الرَّأْيِ. 

جزل


جَزُلَ(n. ac. جَزَاْلَة)
a. Was large, considerable.
b. Was firm, sound.

أَجْزَلَa. ['Ala & La], Gave liberally to.
جَزْل
(pl.
جِزَاْل)
a. Great, large; abundant; numerous.
b. Firm, sound; discreet, judicious.

جَزَاْلَةa. Prudence, sagacity; penetration.
b. Eloquence.

جَزِيْلa. Much; abundant; numerous; great, large.
(جزل) الْبَعِير جزلا حدثت فِي غاربه دبرة لَا تَبرأ وَيُقَال جزل غاربه فَهُوَ أجزل وَهِي جزلاء (ج) جزل والرأي فسد فَهُوَ جزل

(جزل) جزالة عظم وَيُقَال جزل اللَّفْظ استحكمت قوته وَفُلَان صَار ذَا رَأْي جيد قوي مُحكم وَيُقَال جزل رَأْيه فَهُوَ جزل وجزيل
ج ز ل: (الْجَزْلُ) مَا عَظُمَ مِنَ الْحَطَبِ وَيَبِسَ. وَ (الْجَزِيلُ) الْعَظِيمُ، وَعَطَاءٌ (جَزْلٌ) وَ (جَزِيلٌ) ، وَ (أَجْزَلَ) لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ أَيْ أَكْثَرَ. وَاللَّفْظُ (الْجَزْلُ) ضِدُّ الرَّكِيكِ. 
[جزل] فيه: أن الدجال يضرب رجلاً بالسيف فيقطعه "جزلين" الجزلة بالكسر القطعة وبالفتح المصدر. ط: هو بالفتح وروى الكسر. يضحك حال أي يقبل على الدجال ضاحكاً ويقول: كيف يصلح هذا لها. نه ومنه في العزى: "جزلها" باثنين. ش: وهو بزاي مشددة. نه وفيه: قالت امرأة "جزلة" أي تامة أو ذات كلام جزل أي قوي شديد. ومنه ح: اجمعوا لي حطباً "جزلاً" أي غليظاً قوياً. ج: ما تعطينا "الجزل" أي العطاء الكثير.
جزل: جَزّل: ذكرت في معجم فوك في مادة: magnanimus.
جَزَّل (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة: magnaimus.
أجزل: أوسع له العطاء وأكثر، ويقال أيضاً: أجزل عليه بالعطاء (بوشر)، وأجزل العطاء عليه (دي ساسي مختار 1: 3) وأجزل: آدب، دعا لمأدبة، أو لم (المعجم اللاتيني وفيه epilor.
استجزل: مستجزل الثمر: حاملة ثمرا كثيرا (ابن عباد 2: 51).
جَزُل، وفي معجم فوك جَزَل ويجمع على جُزَّال: كريم- وبمعنى جزل الرأي عنده لين: محكم الرأي سديده، ففي كتاب ابن الخطيب (ص17 و): وكان رجى جزلا قوي القلب شديد الحزم فقال الصيد بغراب أكيس فأتخذ الليل جملا.
جزل وجمعه أجْزال: مرتب، راتب، مكافأة شرفية، أجرة (باين سميث 1421).
جَزالة: كرم (فوك). جوزل: فرخ كل طائر عامة (أبو الوليد 131).
مُجزّل، بعير مَجَزّل= أجزل صفة مشبهة من جزل (ديوان الهذليين 208).
ج ز ل

حطب جزل، وأنشد ثعلب:

فويهاً لقدرك ويهاً لها ... إذا اختير في المحل جزل الحطب

لأن اللحم غث يبطىء نضجه. وأنشد سيبويه:

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا

وضرب الصيد فجزله جزلتين أي قطعتين. وأعطاه جزلة من رغيف، وعنده حمامة بجواز لها.

ومن المجاز: رجل جزل: ذو عقل ورأي، وقد جزل، وما أبين الجزالة فيه، وقد استجزلت رأيك في هذا الأمر. وهو جزل العطاء، وله عطاء جزل وجزيل، وأجزل عطيته، وأجزل له في العطاء. وإن فعلت كذا فلك الذكر الجميل، والثواب الجزيل. وامرأة جزلة: ذات أرداف. وإن قيل لك: فلان جزل الرأي فأردت إنكاره فقل: بل جزل الرأي أي فاسده، من الجزل في الغارب وهو حدوث دبرة فيه تهجم على الجوف فتهلكه.
[جزل] الجَزْلُ: ما عَظُمَ من الحطب ويِبِسَ. وأنشد أحمد بن يحيى: فَويهاً لِقِدْرِكَ وُيْهاً لَها إذا اختير في المحل جزل الحَطَبْ والجَزيلُ: العظيمُ. وعطاءٌ جَزْلٌ وجَزيلٌ، والجمع جِزالٌ. وأَجْزَلْتُ له من العطاء، أي أكثرت. وفلان جَزْلُ الرأي. وامرأةٌ جَزْلَةٌ بيّنةُ الجزالَةِ، إذا كانت ذاتَ رأي. واللفظ الجَزْلُ: خلاف الركيك. والجَزْلُ: القطع. يقال: جزلت الشئ جز لتين، أي قطعته قطعتين. والجِزْلَةً أيضاً بالكسر: القِطعة العظيمة من التمر. وهذا زمن الجِزالِ، أي زمن صرام النخل. ومنه قول الراجز:

حتى إذا ما حان من جزالها * والجزل بالتحريك: أن تصيب الغاربَ دَبَرَةٌ فيخرج منه عظم فيتطا من موضعه. يقال: بعير أجزل. قال أبو النجم:

تغادر الصمد كظهر الاجزل * والجوزل: فرخ الحمام، وربما سمِّي الشابّ جوْزَلاً. والجَوْزَلُ: السَمُّ. قال أبو عبيدة: لم يسمع ذلك إلاّ في قول ابن مقبل يصف ناقة * سقتهن كأسا من ذعاف وجوزلا
جزل
جزَلَ يجْزِل، جزْلاً، فهو جازل، والمفعول مَجْزول
• جزَل الشَّيءَ: قطعه. 

جزُلَ يَجزُل، جَزالةً، فهو جَزْل وجَزيل
• جزُل الشَّخْصُ: صار ذا رأي جيِّد مُحْكم "كان رجلاً جزْلاً قويّ القلب شديد الحزْم- يجزُل رأيه كلَّما زادت خبرته في الحياة".
• جزُل الشَّيءُ: عظُم، كثُر "لك الشكرُ الجزيلُ- عطاءٌ جَزْل".
• جزُل اللَّفْظُ/ جزُل المنطِقُ/ جزُل الكلامُ: استحكمت قُوَّتُه، فصُح ومتُن "تميَّز أسلوبُه بجزَالة اللَّفظ". 

أجزلَ/ أجزلَ في/ أجزلَ من يُجزل، إجزالاً، فهو مُجْزِل، والمفعول مُجْزَل
• أجزل العطاءَ/ أجزل له العطاءَ/ أجزل له في العطاءِ/ أجزل من العطاءِ: أوسعه له وأكثره "أجزل لهم من الهبات". 

جَزالة [مفرد]:
1 - مصدر جزُلَ.
2 - (دب) فصاحة النَّصّ ومتانة صياغته، ضدّ ركاكة "تمتاز لغة العقاد بالجزَالة والإحكام في الصِّياغة" ° جزَالة الألفاظ: متانتها وعذوبتها في الفم ولذاذتُها في السَّمع. 

جَزْل [مفرد]: ج جِزال (لغير المصدر):
1 - مصدر جزَلَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزُلَ.
3 - كريم معطاء "رجلٌ جزْل العطاء". 

جِزْلة [مفرد]: ج جِزْلات وجِزَل: قطعة "جِزْلة من اللحم/ السمك- يَضْرِبُ رَجُلاً بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ [حديث]: من حديث الدّجال". 

جَزيل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزُلَ. 

جزل

1 جَزَلَهُ, (K,) or جَزَلُوا نَاقَةً, (S,) aor. ـِ (K,) inf. n. جَزْلٌ, (S,) He cut it (a thing, S) in two pieces, (S, K,) with a sword. (K.) b2: جَزَلُوا نَاقَةً

They cut the base of the neck of a she-camel, that was slaughtered and dead, in the part between the two shoulder-joints, in order that the neck might become relaxed; not cutting the whole of it; previously to skinning. (Ham p. 689.) b3: جَزَلَهُ القَتَبُ, (K, * TA,) aor. and inf. n. as above; and ↓ اجزلهُ; The saddle cut it; namely, the withers of a camel. (K, * TA.) A2: جَزِلَ, aor. ـَ (K.) inf. n. جَزَلٌ, (S, K,) He (a camel) had a gall, or sore, in the withers, in consequence of which a bone came forth from it, and the place thereof became depressed: (S, K:) or he had his withers cut by the saddle: (K:) or he had a gall, or sore, in the withers, penetrating into the interior, and killing him. (TA.) The epithet applied to a camel in this case is ↓ أَجْزلُ; (S, K;) fem.

جَزْلَآءُ: pl. جُزْلٌ (K.) See also أَخْزَلُ

A3: جَزُلَ, aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. جَزَالَةٌ, (Msb,) said of firewood, (Msb, TA,) &c., (TA,) It was thick and large. (Msb, K.) b2: Also, (K,) inf. n. as above, (S,) (tropical:) He possessed good, (S, * K, TA,) strong, firm, (TA,) judgment, (S * K, TA,) [and natural disposition, and intelligence; for] جَزَالَةٌ is used in relation to judgment and natural disposition and intelligence: (Ham p. 770:) and جَزَالَةُ الــرَّأْى signifies (assumed tropical:) firmness of judgment: (TA:) and الجَزَالَةُ فِى المَنْطِقِ, (assumed tropical:) chasteness, or clearness, or eloquence, and firmness, in speech. (Har p. 8.) 4 أَجْزَلَ see 1.

A2: اجزل عَطِيَّتُهُ (tropical:) He made his gift large. (TA.) And اجزل لَهُ مِنَ العَطَآءَ, (S,) or فِى العَطَآءِ, (Msb, TA,) (tropical:) He gave to him largely. (S, Msb, TA.) 10 استجزل رَأْيَهُ فِى هٰذَا (assumed tropical:) He esteemed his judgment, or opinion, good [and strong and firm (see جَزُلَ)] in this [matter]; syn. اِسْتَجْوَدَهُ (TA.) جَزْلٌ Large and dry firewood: (S:) or dry firewood: (K:) or thick, large firewood. (Msb, K.) b2: (tropical:) Much of a thing; as also ↓ جَزِيلٌ: (K:) or the latter, great, or large; [and so the former:] you say عَطَآءٌ جَزْلٌ and ↓جَزِيلٌ (tropical:) [a great, or large, gift]: (S, TA:*) and ↓ثَوَابٌ جَزِيلٌ (tropical:) [a great, or large, recompense]: (TA:) pl. جِزَالٌ; (S, K;) either of the former or of the latter. (TA.) and [the fem.] جَزْلَةٌ (tropical:) [A woman] large in the posteriors. (K, TA.) b3: (tropical:) Generous; munificent. (K, TA.) b4: (tropical:) Intelligent; firm, or sound, in judgment. (K, TA.) You say, فُلَانٌ جَزْلُ الــرَّأْىِ (tropical:) [Such a one is firm, or sound, in judgment]. (S, Msb.) And when this is said to you, and you desire to deny it, say, الــرَّأْىِ ↓ بَلْ جَزِلُ(tropical:) Nay, unsound in judgment; from جَزَلٌ, [inf. n. of جَزِلَ,] relating to a gall, or sore, in the withers [of a camel]. (A, TA.) You say also اِمْرَأَةٌ جَزْلَةٌ (assumed tropical:) A woman possessing judgment: (S:) or intelligent; firm, or sound, in judgment; as also ↓جَزْلَآءُ: (K:) [but] IDrd says that جزالآء, [app. a mistranscription for جَزْلَآءُ,] as syn. with جَزْلَةٌ, is not of established authority. (TA.) b5: Applied to a word, or an expression, (S, K, &c.,) (tropical:) Strong, (PS,) sound, correct; (PS, TK;) contr. of رَكِيكٌ (S, K.) And applied to language, (assumed tropical:) Chaste, clear, or eloquent, and comprehensive. (TA.) جِزْلٌ: see جِزْلَةٌ جَزِلُ الــرَّأْىِ: see جَزْل جِزْلَةٌ A piece, or portion cut off. (S, K.*) b2: A large portion of dates; (S, K;) as also ↓جِزْلٌ (K) زَمَنٌ الجِزَالُ (S, K) and الجَزَالِ (K) The time of the cutting off of the fruit of the palm-trees. (S, K.) جَزِيلٌ: see جَزْلٌ, in three places.

أَجْزَلُ; fem. جَزْلَآءُ; pl. جُزْلٌ: see جَزِلَ: A2: and for the fem., see also جَزْلٌ.
الْجِيم وَالزَّاي وَاللَّام

الجَزْل: الْحَطب الْيَابِس.

وَقيل: الغليظ.

وَقيل: هُوَ مَا عظم من الْحَطب، ثمَّ كثر اسْتِعْمَاله، حَتَّى صَار كل مَا كثر جَزْلا.

وَرجل جَزْل: ثقف عَاقل اصيل الرَّأْي.

وَالْأُنْثَى: جَزْلة، وجَزْلاء، وَلَيْسَ الْأَخِيرَة بثبت.

والجَزْلة من النِّسَاء: الْعَظِيمَة العجيزة.

وَالِاسْم من ذَلِك كُله: الجَزَالة.

وَعَطَاء جَزْل، وجَزِيل: كثير.

وَقد أجْزَل لَهُ الْعَطاء.

والجِزْلة: الْبَقِيَّة من الرَّغِيف والوطب والجلة.

وَقيل: هِيَ نصف الجلة. والجِزْلة: الْقطعَة الْعَظِيمَة من التَّمْر.

وجَزَله بِالسَّيْفِ: قطعه جِزْلتين: أَي نِصْفَيْنِ.

وجَزَلْت الصَّيْد جَزْلا: قطعته بِاثْنَيْنِ.

وَجَاء زمن الجِزَال والجَزَال: أَي الصرام للنخل، قَالَ:

حَتَّى إِذا مَا حَان من جِزَالها ... وحَطَّت الجُرَّام من جِلاَلها

والجَزَل: أَن يقطع القتب غارب الْبَعِير.

وَقد جَزَله يجزِله جَزْلاً، وأجزله.

وَقيل: الجَزَل: أَن تصيب الغارب دربة فَيخرج مِنْهُ عظم فيطمئن مَوْضِعه.

جَزِل جَزَلا، وَهُوَ أَجزل، قَالَ أَبُو النَّجْم:

تغادِر الصَّمْدَ كَظهر الأجزل

وَقيل: الأجزل: الَّذِي تَبرأ دَبرته وَلَا ينْبت فِي موضعهَا وبر.

وَقيل: هُوَ الَّذِي هجمت دَبرته على جَوْفه.

وجَزَله القتب يَجْزِله جَزْلا، وأجْزَله: فعل بِهِ ذَلِك.

والجَزْل فِي زحاف الْكَامِل: إسكان الثَّانِي من متفاعلُن وَإِسْقَاط الرَّابِع، فَيبقى: مُتْفَعِلن، وَهُوَ بِنَاء غير مقول فينقل إِلَى بِنَاء مقول مَنْقُول، وَهُوَ مُفْتَعِلن، وبيته:

مَنْزِلة صَمَّ صداها وعَفَت ... أرسُمُها إِن سُئلت لم تُجِبِ

وَقد جَزَله يَجْزِله جَزْلا.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: سمي مجزولا لِأَن رابعه وَسطه، فَشبه بالسنام المجزول.

والجَزْلُ: نَبَات، عَن كرَاع.

وَبَنُو جَزِيلة: بطن. وجَزَالَي، مَقْصُور: مَوضِع.

والجَوْزَل: فرخ الْحمام.

وَعم بِهِ أَبُو عبيد جَمِيع نوع الْفِرَاخ.

والجَوْزَل: السم، قَالَ ابْن مقبل:

سَقَتهُنَّ كأسا من زُعَافٍ وجَوْزلاً

والجَوْزَل: الربو والبُهْر.

والجَوْزَل من النوق: الَّتِي إِذا أَرَادَت الْمَشْي وَقعت من الهزال.
باب الجيم والزاي واللام معهما ج ز ل، ز ج ل، ج ل ز، ل ز ج، ز ل ج مستعملات

جزل: الجَزلُ: أرض كثيرة الحجارة، وتجمع على أجزال، ويقال: إنما هو الجَرل بالراء. والجَزلُ: الحطب اليابس، والعطاء الكثيرُ، وأجزَلَ العطاء. وعطاء جزل جزيل. وامرأة جَزلةٌ: ذات أردافٍ وعجيزةٍ. والجَوزَلُ: فرخُ الحمام. والجزل: دبرة تخرج على كاهل البعير فلا تبرأ حتى يخرج منها عظمٌ فينخسف مكانه وتغضفُ يدُ البعير، ويقال: بعيرٌ أجزلُ، قال الكُميت:

إذا هما ارتدَّ فارضاً قُعُودُهما ... إلى التي غبها التوقيع والجَزَلُ

وأرض جَزلةٌ أي شجراءُ.

زجل: الزَّجلُ: رميك الشيء تأخذه بيدك. والزَّجلُ، إرسال الحمام الهادي من مَزجَلٍ بعيدٍ، والفعل: يَزجُلُه، وفي الرَّميِ: زَجَلَ به. والزَّجَلُ: رفع الصوتِ الطَّري، يقال: حاد زجل، ومغن زَجِلٌ، وقد زَجِلَ يَزجَلُ زَجَلاً. والزِّنجيل : الضعيف الجبان وكذلك الزؤاجل. والزُّجلةُ: الحمامة. والزّاجِلُ: حلقةُ الحِزامِ من خشبٍ. والزّاجِلُ من البيضةِ. والزُّجلةُ: الجماعة.

جلز: كلُّ شيءٍ يُلوى على شيءٍ ففعله الجلز، والاسم الجِلازُ. وجَلائزُ القوس: عَقَبٌ قد لِوِيّ عليها في مواضع، كلُّ واحدٍ منها جِلازٌ، قال الشمّاخ:

وصفراء من نبعٍ عليها الجَلائزُ

والجِلازُ أعمُّ، ألا ترى أنّ العصابة اسم للشيء الذي للرأس خاصَّة، وكلُّ شيء يُعصب به فهو عِصابٌ. وإذا كان معصُوبَ الخلقِ واللَّحم قلت: إنه لمجلُوز اللَّحمِ والخلقِ، ومنه أُخذ: ناقةٌ جَلسٌ، بالسين بدلٌ من الزّاي، وهي الوثيقة الخلق. والجِلازُ أيضاً: العقب الذي يُلفُّ على السَّوطِ. والجلواز: الشرطي، وجلوزته: خفته في ذهابه ومجيئه بين يدي العامل. وجالزني: سبقني.

لزج: يقال: أكلت شيئاً فلزجَ بإصبعي لَزَجاً أي علق به، وزبيبةٌ لَزِجةٌ. والتلزُّجُ: تتبُّعُ البقول والرِّعي القليل من أوَّله أو في آخر ما يبقى

زلج: الزَّلج، مجزومٌ: سرعة ذهاب الشيء ومُضِيهُ، يقال: زَلَجَتِ النّاقة تزلِجُ أي أسرعت كأنَّها لا تحرِّك قوائمها من سرعتها. والسَّهم يزلجُ على وجه الأرض ثم يمضي مضياً زَلجاً وزَليجاً، قال:

فوقّعتها مُلساً وهزَّةً

وأزلجت السَّهمَ، وإذا وقع بالأرض ولم يقصد الرميَّة، قيل: أزلَجتَ السَّهم. والمُزَلَّجُ من العيشِ: المُدافع البلغةِ الشديدةِ، قال ذو الرُمّة:

...... وعيش غير تَزليجِ

ورجلٌ مُزَلَّجٌ: ليس بكاملٍ. وفي نفقته تَزليج أي قلة لا تكفيه، قال أبو خراش:

إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعمِ

والمِزلاجُ كهيئة المغلاق، لا ينغلق إنما يغلق به الباب، وهو الزَّلاّج أيضاً، يقال: أزَلَجَ البابَ. والمُزَلَّجُ: الملصقُ بالقوم، قال الراجز يصف سرعة فَرسٍ:

أنا ابنُ جَحشٍ وهي الزَّلوج

جزل: الجَزْل: الحَطَب اليابس، وقيل الغَلِيظ، وقيل ما عَظُم من الحَطَب

ويَبِس ثم كَثُر استعماله حتى صار كُلُّ ما كَثُر جَزْلاً؛ وأَنشد أَحمد

بن يحيى:

فَوَيْهاً لِقِدْرِكَ، وَيْهاً لَها

إِذا اخْتِيرَ في المَحْل جَزْلُ الحَطَب

وفي الحديث: اجمعوا لي حَطَباً جَزْلاً أَي غَليظاً قَويًّا. ورجل جَزْل

الرأْي وامرأَة جَزْلة بَيِّنة الجَزَالة: جَيّدة الرأْي. وما أَبْيَنَ

الجَزالَة فيه أَي جَوْدَةَ الرأْي. وفي حديث مَوْعِظة النساء: قالت

امرأَة منهن جَزْلة أَي تامَّة الخَلْق؛ قال: ويجوز أَن تكون ذاتَ كلام جَزْل

أَي قَويّ شديد. واللفظ الجَزْل: خلاف الرَّكِيك. ورَجُل جَزْل: ثَقِفٌ

عاقل أَصيل الرَّأْي، والأُنثى جَزْلة وجَزْلاء. قال ابن سيده: وليست

الأَخيرة بِثَبَت. والجَزْلة من النساء: العَظيمةُ العَجِيزة، والاسم من ذلك

كلِّه الجَزَالة. وامرأَة جَزْلة: ذات أَرداف وَثِيرةٍ. والجَزِيل:

العَظِيم. وأَجْزَلْت له من العطاء أَي أَكثرت. وعطاء جَزْلٌ وجَزيل إِذا كان

كثيراً. وقد أَجْزَلَ له العطاء إِذا عَظُم، والجمع جِزَالٌ.

والجَزْلة: البَقِيَّة من الرَّغيف والوَطْب والإِناء والجُلَّة، وقيل:

هو نِصْفُ الجُلَّة. ابن الأَعرابي: بَقِي في الإِناء جَزْلة وفي

الجُلَّة جَزْلة ومن الرغيف جَزْلة أَي قِطْعَة. ابن سيده: الجِزْلة، بالكسر،

القِطْعَة العظيمة من التَّمْر. وجَزَلَه بالسيف: قَطَعه جِزْلَتَيْن أَي

نِصْفين. والجَزْل: القَطْع. وجَزَلْت الصَّيْدَ جَزْلاً: قطعته باثنتين.

ويقال: ضَرَب الصيد فَجَزله جِزْلتين أَي قَطَعه قِطْعتين. وجَزَل

يَجْزِل إِذا قَطَع. وفي حديث الدجال: يَضْرِبُ رجلاً بالسيف فيقطعه جِزْلتين؛

الجِزْلة، بالكسر: القِطْعة، وبالفتح المصدر. وفي حديث خالد: لما انتهى

إِلى العُزَّى ليقطعها فَجَزَلَها باثنتين. وجاء زَمَنُ الجَزالِ

والجِزَال أَي زمن الصِّرَام للنَّخْل؛ قال:

حتى إِذا ما حانَ من جَِزَالِها،

وحَطَّتِ الجُرَّامُ من جِلالها

والجَزَل: أَن يَقْطَع القَتَبُ غارِبَ البَعِير، وقد جَزَله يَجْزِله

جَزْلاً وأَجْزَله، وقيل: الجَزَل أَن يصيب الغاربَ دَبَرَةٌ فيخرجَ منه

عَظْمٌ ويُشَدّ فيطمئن مَوْضِعُه؛ جَزِل البَعِيرُ يَجْزَل جَزَلاً وهو

أَجْزَل؛ قال أَبو النجم:

يأْتِي لها مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

وهْيَ حِيالَ الفَرْقَدَيْن تَعْتَلي،

تُغَادِرُ الصَّمْدَ كظَهْرِ الأَجْزَل

وقيل: الأَجْزَل الذي تَبْرأُ دَبَرَته ولا يَنْبُت في موضعها وَبَر،

وقيل: هو الذي هَجَمَت دَبَرته على جَوْفه؛ وجَزَله القَتَبُ يَجْزِله

جَزْلاً وأَجزله: فعل به ذلك. ويقال: جُزِل غاربُ البَعير، فهو مَجْزول مثل

جَزِل؛ قال جرير:

مَنَعَ الأَخَيْطِلَ، أَنْ يُسَامِيَ عِزَّنا،

شَرَفٌ أَجَبُّ وغَارِبٌ مَجْزولُ

والجَزْل في زِحاف الكامل: إِسكانُ الثاني من مُتَفَاعِلُن وإِسقاطُ

الرابع فيبقى مُتْفَعِلُنْ، وهو بناء غير منقول، فينقل إِلى بناء مَقُول

مَنْقُول وهو مُفْتَعلُن؛ وبيتُه:

مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَتْ

أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لم تُجِبِ

وقد جَزَله يَجْزِله جَزْلاً. قال أَبو إِسحق: سُمِّي مَجْزولاً لأَن

رابعه وَسَطُه فشُبِّه بالسَّنَام المَجْزول. والجَزْل: نَبَات؛ عن كراع.

وبَنُو جَزِيلة: بَطنٌ. وجَزَالى، مَقْصور: مَوْضع. والجَوْزَل: فَرْخُ

الحَمَام، وعَمَّ به أَبو عبيد جميعَ نوع الفِرَاخ؛ قال الراجز:

يَتْبَعْنَ وَرْقَاء كَلَوْنِ الجَوْزَلِ

وجَمْعُه الجوازل؛ قال ذو الرمة:

سِوَى ما أَصاب الذّئبُ منه، وسُرْبَةٌ

أَطافت به من أُمَّهاتِ الجَوَازل

وبما سُمِّي الشَّابُّ جَوْزَلاً. والجَوْزَل: السَّمُّ؛ قال ابن مقبل

يَصِف ناقة:

إِذا المُلْوِيات بالمُسُوح لَقِينَها،

سَقَتْهُنَّ كأْساً من ذُغَاقٍ وجَوْزَلا

قال الأَزهري: قال شمر لم أَسمعه لغير أَبي عمرو، وحكاه ابن سيده

أَيضاً، وقال ابن بري في شرح بيت ابن مقبل: هي النوق التي تطير مسوحها من

نشاطها. والجَوْزَل: الرَّبْو والبُهْر. والجَوْزَل من النُّوق: التي إِذا

أَرادت المَشْي وَقَعَت من الهُزَال.

جزل
الجَزْلُ: الحَطَبُ اليابِسُ، أَو الغَلِيظُ العَظِيمُ مِنْهُ وَأنْشد ثَعْلَب:
(فوَيْهاً لِقِدرِكَ وَيْهاً لَها ... إِذا اخْتِيرَ فِي المَحْلِ جَزْلُ الحَطَبْ) وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
(باتَتْ حَواطِبُ لَيلَى يَلْتَمِسْنَ لَها ... جَزْلَ الجِذَى غيرَ خَوَّارٍ وَلَا دَعِرِ)
مِن المَجاز: الجَزْلُ: الكَثِيرُ مِن الشَّيْء، كالجَزِيلِ كأَمِيرٍ، يُقَال: لَهُ عَطاءٌ جَزْلٌ وجَزِيلٌ، وَيُقَال: إِن فعلَته فلك ذِكرٌ جَميلٌ وثوابٌ جَزِيل. ج: جِزالٌ كجِبالٍ يَحْتَمِلُ أَن يكونَ بِالْجِيم، فَيكون جمعَ جَزِيلٍ، أَو بِالْحَاء فيكونَ جمعَ جَزْلٍ، كحَبلٍ وحِبالٍ. مِن الْمجَاز: الجَزْلُ: الكَرِيمُ المِعْطاءُ، أَيْضا: العاقِلُ الأَصِيلُ الرَّأْي. وَفِي الأساس: وَإِن قِيل لَك: فُلانٌ جَزْلُ الرَّأْي، فأردتَ إنكارَه، فَقل: بَل جَزِلُ الرَّأْي: أَي فاسِدُه، مِن الجَزَلِ فِي الغارِب: وَهُوَ حُدوثُ دَبَرَةٍ فِيهِ تَهْجُم على الجَوْفِ فتُهْلِكُه، كَمَا سَيَأْتِي. وَهِي جَزْلَةٌ وجَزْلاءُ: ذاتُ رَأْي. مِن المَجاز: الجَزْلُ: خِلافُ الرَّكِيكِ مِن الْأَلْفَاظ. قَالَ ابنُ عَبّاد: الجَزْلُ: صَوتُ الحَمامِ. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: الجَزْلُ: إسقاطُ الرابعِ مِن مُتَفاعِلُنْ، وإسكانُ ثَانِيه فِي زِحافِ الكامِلِ وَقَالَ قوم: هُوَ الخَزْلُ، بِالْخَاءِ المُعْجَمَة. وَقد جَزَلَهُ يَجْزِلُه جَزْلاً. أَو سُمِّيَ مَجْزُولاً لِأَن رابِعَه وسَطُه، فشُبِّه بالسَّنامِ المَجْزُولِ الَّذِي أصابَتْهُ الدَّبَرَةُ. الجَزْلُ: نَباتٌ. الجُزْلُ بالضمّ: جَمعُ الأَجْزَلِ مِن الجِمال وَهِي الَّتِي أصَاب غارِبَها جَزَلٌ.
والجَزْلَةُ: العَظِيمَةُ العَجُزِ والأَرْدافِ، وَهُوَ مَجازٌ. الجَزْلَةُ: البَقِيةُ مِن الرَّغِيف يُقَال: أعطَاهُ جَزْلَةً مِن رَغِيف: أَي قِطْعةً مِنْهُ، كَمَا فِي الأساس. الجَزْلَةُ: الوَطْبُ والجُلَّةُ. الجِزْلَةُ بِالْكَسْرِ: القِطْعةُ العَظيمةُ من التَّمْرِ، كالجِزْلِ بِغَيْر هاءٍ. وجَزَلَهُ بالسَّيفِ يَجْزِلُه جَزْلاً: قَطَعَهُ جِزْلَتَينْ أَي: قِطْعَتينْ، وَمِنْه حديثُ الدَّجال: أَنه يَدْعُو رجُلاً مُمتَلِئاً شابّاً، فيضربُه بالسَّيف فيقطَعُه جِزْلَتَيْن، ثمَّ يَدْعُوه فيُقْبِلُ يتَهَلَّل وجهُه يَضْحَك. والجَزَلُ، محرَّكةً: أَن يَقطَعَ القَتَبُ غارِبَ البَعِيرِ، وَقد) جَزَلَهُ يَجْزِلُه مِن حَدّ ضَرَب جَزْلاً بِالْفَتْح. وأَجْزَلَهُ القَتَبُ كَذَلِك. أَو الجَزَلُ: أَن يُصِيبَ الغارِبَ دَبَرَةٌ فيَخرُجَ مِنْهُ عَظْمٌ فيَتطامَنَ مَوضِعُه، جَزِلَ، كفَرِح، فَهُوَ أَجْزَلُ، وَهِي جَزْلاءُ قَالَ أَبُو النَّجْم: يُغادِرُ الصَّمدَ كظَهْرِ الأَجْزَلِ جَزُلَ الحَطَبُ وغيرُه ككَرُمَ: عَظُمَ وغَلُظَ. مِن المَجاز: جَزُلَ فُلانٌ: إِذا صَار ذَا رَأْي جَيِّدٍ قَوِيٍّ مُحْكَم. هَذَا زَمَنُ الجِزالِ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر: أَي صِرامِ النَّخْلِ قَالَ:
(حتَّى إِذا مَا حانَ مِن جِزالِها ... وحَطَّتِ الجُرَّامُ مِن جِلالِها)
وجَزالَى، كسَكَارَى: ع عَن ابنِ دُرَيْدٍ. والجَوْزَلُ كجَوْهَرٍ: الشابُّ رُبّما سُمِّيَ بِهِ. الأَصلُ فِيهِ فَرخُ الحَمامِ والجَمعُ: الجَوازِلُ، يُقَال: عِندَ حَمامَةٌ بجَوازِلِها. الجَوْزَلُ: السَّمُّ قَالَ أَبُو عُبيدة: لم نسمعْ ذَلِك إلّا فِي قولِ ابنِ مُقْبِلٍ:
(إِذا المُلْوِياتُ بالمُسُوحِ لَقِينَها ... سَقَتْهُنَّ كأساً مِن رَحِيقٍ وجَوْزَلا)
الجَوْزَلُ: ناقَةٌ تَقَعُ هُزالاً. وبَنُو جَزِيلَةَ، كسَفِينةٍ: بَطْنٌ مِن كِنْدَهَ وَهُوَ جَزِيْلَةُ بنُ لَخْم. جُزَلٌ كصُرَدٍ: لَقَبُ سَعِيدِ بنِ عُثمانَ يَحْتَمِلُ أَن يكونَ الكرَيْزِيّ، الَّذِي حَدَّث بأصبَهانَ عَن غُنْدَر، أَو البَلَوِيّ الَّذِي حدَّث عَن عاصِم بن أبي البَدَّاح، فا نظُر ذَلِك. وسَمَّوْا جَزْلاً وجَزْلَةَ بفتحهما. وابنُ جَزْلَةَ: مُتَطَبِّبٌ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الجَزْلُ، بِالْفَتْح: مَوضِعٌ قُربَ مكّةَ، حرسها الله تَعَالَى. وجَزَلَ الحَمامُ يَجْزِلُ: صاحَ. والجَزِيلُ: العَظِيمُ. وكَلامٌ جَزْلٌ: فَصِيحٌ جامِعٌ. وجَزالَةُ الرَّأْي: مَتانَتُه. وأجْزَلَ عَطِيَّتَه، وأجْزَل لَهُ فِي العَطاء: أَي أكْثَر، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ أَبُو النَّجْم: الحَمْدُ لِله الوَهُوبِ المُجْزِلِ أعْطَى فلَم يَبخَلْ وَلم يُبَخّلِ واستَجْزَل رأْيَه فِي هَذَا: اسْتَجْوَدَه. وَهُوَ جَزِلُ الرَّأْي: فاسِدُه، وَقد تقدَّم. وامرأةٌ جَزالاءُ، بالمَدّ: أَي جَزْلَةٌ نقلَه ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: لَيْسَ بِثَبَتٍ. وجُزُولَةُ، بالضمّ: قَبِيلَةٌ مِن البَربَرِ، سُمِّيَتْ بهم المدينةُ الَّتِي علَى شاطئ البَحر، فِي أقْصَى المَغْرِب، مِنْهُم الإِمَام أَبُو عبد الله مُحمّد بن سُليمان الجُزُولِيُّ، مؤلِّفُ دَلائلِ الخَيرات، تُوفي عامَ سبعين وَثَمَانمِائَة. وجَزِيلَةُ بنُ لَخْمٍ، كسَفِينةٍ: بَطْنٌ،)
هكهذا ضَبطه ابنُ حَبِيب، والوَزِير المَغْرِبي. وَقَالَ قومٌ: هُوَ جَدِيلَةُ، بِالدَّال، قَالَ ابْن الجَوَّانيّ: والأولُ: الصَّوابُ، وَعَلِيهِ العَمَلُ. والأَجْزَلُ: مَوضِعٌ، قَالَه نَصْرٌ، وَأنْشد لقَيسِ بن الصَّرَّاع العِجْلِيّ:
(سَقَى جَدَثاً بالأَجْزَلِ الفَردِ بالنَّقا ... رِهامُ الغَوادِي مُزْنَةً فاسْتَهَلَّتِ) 
جزل: الجَزْلُ: الحَطَبُ اليابِسُ. والعَطَاءُ الكَيِرُ الجَزِيْلُ، وأجْزَلَ الرَّجُلُ العَطاءَ. وجَزْلُ الحَمَامِ: صَوْتُه، وقد جَزَلَ يَجْزِلُ. وجاءَ زَمَنُ الجِزَالِ والجَزَالِ: يَعْنِي الصَّرَامَ. وجَزَلْتُ الصَّيْدَ: قَطَعْتَه بِنصْفَيْنِ. وامْرَأَةٌ جَزْلَةٌ: ّذاتُ أرْدَافٍ وعَجِيْزَةٍ. والجَزَلَةُ: دَبَرَةٌ على كاهِلِ البَعِيرِ تُضْعِف ُيَدَ البَعِيرِ، يُقال: بَعِيرٌ أجْزَلٌ وناقَةٌ جَزْلاَءُ. والجَوْزَلُ: فَرْخُ الحَمَامِ. وشَيْءٌ مِثْلُ الرَّطْلِ من خَشَبٍ. والسَّمُّ.

علم تعبير الرؤيا

علم تعبير الرؤيا
وهو: علم يتعرف منه المناسبة، بين التخيلات النفسانية، والأمور الغيبية، لينتقل من الأولى إلى الثانية، وليستدل على الأحوال النفسانية في الخارج، أو على الأحوال الخارجية في الآفاق.
ومنفعته: البشري، أو الإنذار، لما يرونه.
هذه ما ذكره: أبو الخير.
وأورده في: فرع العلم الطبيعي.
وذكر فيه أيضا: ماهية الرؤيا، وأقسامها.
وكذا، فعل ابن صدر الدين، لكني لست في صدد بيان ذلك، فهو مبين في كتب الفن.
وأما الكتب المصنفة في التعبير، فكثيرة جدا.
ونحن نذكر منها، ما وصل إلينا خبره، أو رأيناه على ترتيب الكتاب إجمالا.
الآثار الرايعة، في أسرار الواقعة.
أرجوزة التعبير.
أصول دانيال.
إرشاد جابر المغربي.
إيضاح التعبير.
البدر المنير، وشروحه: للحنبلي.
بيان التعبير، لعبدوس.
تحفة الملوك.
علم تعبير الرؤيا
هو: علم يتعرف منه المناسبة بين التبخيلات النفسانية والأمور الغيبية لينتقل من الأولى إلى الثانية وليستدل بذلك على الأحوال النفسانية في الخارج أو على الأحوال الخارجية في الآفاق ومنفعته: البشرى أو الإنذار بما يروه.
هذا ما ذكره الأرنيقي وأبو الخير وأورده في فروع العلم الطبيعي وذكر فيه أيضا ماهية الرؤيا وأقسامها وكذا فعل ابن صدر الدين لكني لست في صدد بيان ذلك فهو مبين في كتب هذا الفن.
وقال في: كشاف اصطلاحات الفنون: هو علم يتعرف منه الاستدلال من المتخيلات الجملية على ما شاهدته النفس حالة النوم من عالم الغيب فخيلته القوة المتخيلة مثالا يدل عليه في عالم الشهادة وقد جاء أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة وهذه النسبة تعرفها من مدة الرسالة ومدة الوحي قبلها مناما وربما طابقت الرؤيا مدلولها دون تأويل وربما اتصل الخيال بالحس كالاحتلام ويختلف مأخذ التأويل بحسب الأشخاص وأحوالهم ومنفعته البشرى بما يرد على الإنسان من خير. والإنذار بما يتوقعه من شر والاطلاع على الحوادث في العالم قبل وقوعها. انتهى. وأما الكتب المصنفة في التعبير فكثيرة جدا منها: الآثار الرابعة في أسرار الواقعة و: أرجوزة العبير و: أصول دانيال وتعبير ابن المقري وأبي سهل المسيحي وأرسطو وأفلاطون وإقليدس وبطليموس والجاحظ وجالينوس و: التعبير المنيف والتأويل الشريف لمحمد بن قطب الدين1 الرومي الأرنيقي المتوفى سنة خمس وثمانين وثمانمائة ذكر فيه أقوال المعبرين ثم عبر على اصطلاح أهل السلوك و: تعبير نامج لأبي طاهر إبراهيم بن يحيى الحنبلي المعبر المتوفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة وأيضا ليحيى الفتاحي النيسابوري الشاعر فارسي منظوم و: حواب وخيال للشيخ بير محمد اللكهنوي فارسي مختصر منثور.
قال في: مدينة العلوم: والذي تمهر في علم التعبير من السلف هو محمد بن سيرين ومن عجائب تعبيراته أنه رأى رجل يختم على أفواه الرجال والنساء وفروج هؤلاء فعبرها ابن سيرين: بأنك مؤذن أذنت في رمضان قبل طلوع الفجر وكان كذلك.
ويحكى أن رجلا سأله أنه رأى أنه يدخل الزيت في الزيتون فقال ابن سيرين: إن صدقت فالتي تحتك أمك فاضطرب الرجل فتفحص عنها فكانت أمه لأنها سبيت بعد أبيه فاشتراها ابنها. انتهى.
قال ابن خلدون - رحمه الله -: هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها.
وأما الرؤيا والتعبير لها: فقد كان موجودا في السلف كما هو في الخلف وربما كان في الملوك والأمم من قبل إلا أنه لم يصل إلينا للاكتفاء فيه بكلام المعبرين من أهل الإسلام وإلا فالرؤيا موجودة في صنف البشر على الإطلاق ولا بد من تعبيرها فلقد كان يوسف الصديق - عليه السلام - يعبر الرؤيا كما وقع في القرآن المجيد وكذلك ثبت في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - والرؤيا مدرك من مدارك الغيب.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" وقال: "لم يبق من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له" وأول ما بدئ به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا انفتل من صلاة الغداة يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا يسألهم عن ذلك ليستبشر بما وقع من ذلك مما فيه ظهور الدين وإعزازه.
وأما السبب في كون الرؤيا مدركا للغيب فهو: أن الروح القلبي وهو: البخار اللطيف المنبعث من تجويف القلب اللحمي ينتشر في الشريانات ومع الدم في سائر البدن وبه تكمل أفعال القوى الحيوانية وإحساسها فإذا أدركه الملال بكثرة التصرف في الإحساس بالحواس الخمس وتصرف القوى الظاهرة وغشى سطح البدن ما يغشاه من برد الليل انخنس الروح من سائر أقطار البدن إلى مركزه القلبي فيستجم بذلك لمعاودة فعله فتعطلت الحواس الظاهرة كلها وذلك هو معنى النوم.
ثم إن هذا الروح القلبي هو: مطية للروح العاقل من الإنسان والروح العاقل مدرك لجميع في ما عالم الأمر بذاته إذ حقيقته وذاته عين الإدراك وإنما يمنع من تعقله للمدارك الغيبية ما هو فيه من حجاب الاشتغال بالبدن وقواه وحواسه فلو قد خلا من هذا الحجاب وتجرد عنه لرجع إلى حقيقته وهو: عين الإدراك فيعقل كل مدرك فإذا تجرد عن بعضها خفت شواغله فلا بد من إدراك لمحة من عالمه بقدر ما تجرد له وهو في هذه الحالة قد خفت شواغل الحس الظاهر كلها وهي الشاغل الأعظم فاستعد لقبول ما هنالك من المدارك اللائقة من عالمه وإذا أدرك ما يدرك من عوالمه رجع إلى بدنه إذ هو ما دام في بدنه جسماني لا يمكنه التصرف إلا بالمدارك الجسمانية.
والمدارك الجسمانية للعلم إنما هي الدماغية والمتصرف منها هو الخيال فإنه ينتزع من الصور المحسوسة صورا خيالية ثم يدفعها إلى الحافظة تحفظها له إلى وقت الحاجة إليها عند النظر والاستدلال وكذلك تجرد النفس منها صورا أخرى نفسانية عقلية فيترقى التجريد من المحسوس إلى المعقول والخيال واسطة بينهما ولذلك إذا أدركت النفس من عالمها ما تدركه ألقته إلى الخيال فيتنزل المدرك من الروح العقلي إلى الحسي والخيال أيضا واسطة هذه حقيقة الرؤيا.
ومن هذا التقرير يظهر لك الفرق بين الرؤيا الصالحة وأضغاث الأحلام الكاذبة فإنها كلها صور في الخيال حالة النوم.
لكن إن كانت تلك الصور متنزلة من الروح العقلي المدرك فهو: رؤيا وإن كانت مأخوذة من الصور التي في الحافظة التي كان الخيال أودعها إياها منذ اليقظة فهي: أضغاث أحلام.
وأما معنى التعبير فاعلم أن الروح العقلي إذا أدرك مدركه وألقاه إلى الخيال فصوره فإنما يصوره في الصور المناسبة لذلك المعنى بعض الشيء كما يدرك معنى السلطان الأعظم فيصوره الخيال بصورة البحر أو يدرك العداوة فيصورها الخيال في صورة الحية فإذا استيقظ وهو لم يعلم من أمره إلا أنه رأى البحر أو الحية فينظر المعبر بقوة التشبيه بعد أن يتيقن أن البحر صورة محسوسة وأن المدرك وراءها وهو يهتدي بقرائن أخرى تعين له المدرك فيقول مثلا: هو السلطان لأن البحر خلق عظيم يناسب أن يشبه به السلطان وكذلك الحية يناسب أن تشبه بالعدو لعظم ضررها وكذا الأواني تشبه بالنساء لأنهن أوعية وأمثال ذلك ومن الرؤيا ما يكون صحيحا لا يفتقر إلى تعبير لجلائها ووضوحها أو لقرب الشبه فيها بين المدرك وشبهه.
ولهذا وقع في الصحيح: الرؤيا ثلاث رؤيا من الله ورؤيا من الملك ورؤيا من الشيطان فالرؤيا التي من الله هي الصريحة: التي لا تفتقر إلى تأويل والتي من الملك: هي الرؤيا الصادقة: التي تفتقر إلى التعبير والرؤيا التي من الشيطان: هي الأضغاث.
واعلم أيضا أن الخيال إذا ألقى أليه الروح مدركة فإنما يصوره في القوالب المعتادة للحس ما لم يكن الحس أدركه قط فلا يصور فيه فلا يمكن من ولد أعمى أن يصور له السلطان بالبحر ولا العدو بالحية ولا النساء بالأواني لأنه لم يدرك شيئا من هذه وإنما يصور له الخيال أمثال هذه في شبهها ومناسبها من جنس مداركه التي هي المسموعات والمشمومات وليتحفظ المعبر من مثل هذا فربما اختلط به التعبير وفسد قانونه.
ثم إن علم التعبير علم بقوانين كلية يبني عليها المعبر عبارة ما يقص عليه وتأويله كما يقولون: البحر يدل على السلطان وفي موضع آخر يقولون: البحر يدل على الغيظ وفي موضع آخر يقولون: البحر يدل على الهم والأمر الفادح.
ومثل ما يقولون: الحية تدل على العدو وفي موضع آخر يقولون: هي كاتم سر وفي موضع آخر يقولون: تدل على الحياة وأمثال ذلك فيحفظ المعبر هذه القوانين الكلية ويعبر في كل موضع بما تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين ما هو أليف بالرؤيا.
وتلك القرائن منها: في اليقظة ومنها: في النوم ومنها: ما ينقدح في نفس المعبر بالخاصية التي خلقت فيه وكل ميسر لما خلق.
ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف وكان محمد بن سيرين فيه من أشهر العلماء وكتب عنه في ذلك القوانين وتناقلها الناس لهذا العهد وألف الكرماني فيه من بعده ثم ألف المتكلمون المتأخرون وأكثروا والمتداول بين أهل المغرب لهذا العهد كتب ابن أبي طالب القيرواني من علماء القيروان مثل: الممتع وغيره وكتاب: الإشارة للسالمي وهو: علم مضيء بنور النبوة للمناسبة بينهما كما وقع في الصحيح والله علام الغيوب. انتهى.

سطح

سطح: سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه، فهو مسْطوحٌ وسَطِيح: أَضْجَعَه

وصرعه فبسطه على الأَرض. ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قال

الليث: السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل: وأَنشد:

حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا

والسَّطِيح: المنبسط، وقيل: المنبسط البطيء القيام من الضعف.

والسَّطِيح: الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود، فهو أَبداً منبسط.

والسَّطِيح: المستلقي على قفاه من الزمانة.

وسَطِيحٌ: هذا الكاهن الذِّئْبيُّ، من بني ذِئْب، كان يتكهن في

الجاهلية، سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا؛ وقيل: سمي بذلك

لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً

مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لا عظم فيه سوى

رأْسه. روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه:

وأَتت له خمسون ومائة سنة؛ قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع

عشرة شُرْفةً، وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، وغاضت

بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً

قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها، فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى

فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى، فورد عليه كتاب بخمود النار؛ فقال

المُوبِذانُ: وأَنا رأَيت في هذه الليلة، وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل،

فقال له: وأَيُّ شيء يكون هذا؟ قال: حادث من ناحية العرب. فبعث كسرى إِلى

النعمان بن المنذر: أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله؛

فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بما

رأَى؛ فقال: علم هذا عند خالي سَطِيح، قال: فأْتِه وسَلْه وأْتنِي

بجوابه؛ فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت، فأَنشأَ يقول:

أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ؟

أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ؟

يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ

(* قوله «يا فاصل إلخ» في بعض الكتب، بين هذين الشطرين، شطر، وهو:

«وكاشف الكربة في الوجه الغضن».)،

أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ

رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ،

وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ

أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ،

تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ،

تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ

(* قوله «ترفعني وجناً إلخ» الوجه، بفتح فسكون، وبفتحتين: الأرض الغليظة

الصلبة كالوجين، كأمير. ويروى وجناً، بضم الواو وسكون الجيم، جمع وجين

اهـ. نهاية.)،

حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ،

لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ،

تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ

(* قوله «بوغاء الدمن» البوغاء: التراب الناعم. والدمن، جمع دمنة، بكسر

الدال: ما تدمّن أي تجمع وتلبد، وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه

الريح في بوغاء الدمن، وتشهد له الرواية الأخرى: «تلفه الريح ببوغاء

الدمن» اهـ. من نهاية ابن الأثير.)،

كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ

(* قوله «كأَنما حثحث» أي حثّ وأسرع من حضني، تثنية حضن، بكسر الحاء:

الجانب. وثكن، بمثلثة محركاً: جبل اهـ.)

قال: فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه، فقال: عبدُ المسيح، على جَمَل

مُسيح، إِلى سَطيح، وقد أَوْفى على الضَّريح، بعثك مَلِكُ بني ساسان، لارتجاس

الإِيوان، وخُمُود النيران، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلاً صِعاباً،

تَقُود خَيْلاً عِراباً، يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة، وبُعِثَ

صاحب الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة، فليس الشام لسطيح شاماً

(* قوله

«فليس الشام لسطيح شاما» هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس

مقاماً ولا الشام إلخ اهـ.)، يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات، على عددِ

الشُّرُفاتِ، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إِلى

راحلته وهو يقول:

شَمَّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ

لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ

إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ،

فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ

فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ،

تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ

منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ،

وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ

والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ، فمن عَلِمُوا

أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ

وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً،

فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ

والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ،

فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ

فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح؛ فقال كسرى: إِلى أَن يملك منا

أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة في أَربع سنين، وملك الباقون

إِلى زمن عثمان، رضي ا؟لله عنه؛ قال الأَزهري: وهذا الحديث فيه ذكر آية من

آيات نبوّة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل مبعثه، قال: وهو حديث

حسن غريب.

وانْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ على قفاه ولم يتحرك.

والسَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب:

سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض. وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ:

انبسط.وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه، قال للمرأَة التي معها الصبيان:

أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ.

والسَّطْحُ: ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء

أَعلاه، والجمع سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ. وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه

سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه. ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها:

شبهت بالبيوت المسطوحة.

والسُّطَّاحُ من النبت: ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حنيفة.

وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها. وتَسطِيحُ القبر: خلاف

تَسْنِيمِه. وأَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جدًّا. والسُّطَّاحُ، بالضم والتشديد:

نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض، واحدته سُطَّاحة.

وقيل: السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة،

وهي قليلة، وليست فيها منفعة؛ قال الأَزهري: والسُّطَّاحة بقلة ترعاها

الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس.

وسَطَحَ الناقة: أَناخها.

والسَّطيحة: المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، وتكون

صغيرة وتكون كبيرة، وهي من أَواني المياه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عليّاً

وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن؛ قال:

السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها.

والمِسْطَحُ: الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء؛ قال

الأَزهري: والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء

السماء؛ قال: وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء

مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛

ومنه قول الطِّرِمَّاح:

في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ

(* قوله «في جنبي مري ومسطح» كذا بالأصل.)

والمِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر. والمِسْطَحُ

والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمَِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر: مكان

مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية. والمِسْطَحُ: حصير

يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل:

إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه،

من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ

الأَزهري: قال الفراء هو المِسْطَحُ

(* قوله «هو المسطح إلخ» كذا

بالأصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز. وقال في مادة شبق: الشوبق،

بالضم، خشبة الخباز، معرب.) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ. والمِسْطَحُ:

عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:

أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: كنت بين جارتين لي

فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في

الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن

عوف النضري:

تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا،

وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح. والضَّيْطارُ: الضخم الذي لا

غَناءَ عنده. والمِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم

بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر

لها في الأَرض، لكل دِعامةً شُْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على

الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على

المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.

[سطح] السَطْح معروف، وهو من كل شئ أعلاه. وسطح الله الأرضَ سَطْحاً: بَسَطَها. وتَسْطيح القبْرِ: خلاف تَسْنيمه. وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ: مُنْبَسِطٌ جداً. والسَطيحة والسَطيحُ: المَزادَةُ. والسَطيح: المُسْتَلْقي عَلى قَفاه من الزَمانَةِ. وسطيح: كاهن بنى ذئب، يقال: كان لاعظم فيه سوى رأسه. وانْسَطَحَ الرجُل: امتدّ على قفاهُ ولم يتحرك. والسُطَّاحُ، بالضم والتشديد: نَبْتٌ، الواحد سُطّاحَةٌ. والمِسْطَحُ: الصَفاةُ يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء. والمِسْطَحُ أيضاً: عَمودَ الخِباءِ. قال الشاعر : تعرض ضيطارو خزاعة دوننا * وما خير ضيطار يقلب مسطحا والمسْطَحُ: الموضع الذي يُبْسَطُ فيه التَمر ويُجَفّف، يُفتح مِيمُه ويُكْسَر. أبو عمرو: اسلنطح الشئ: طال وعرض.
(سطح) : سَطَحُوا سَخْلَهُم: إذا أَرْسَلُوه مع أُمهاتِه.
السطح المستوي: هو الذي تكون جميع أجزائه على السواء لا يكون بعضها أرفع وبعضها أخفض.

السطح الحقيقي: هو الذي يقبل الانقسام طولًا وعرضًا، لا عمقًا، ونهايته الخط.
سطح
السَّطْحُ: أعلى البيت. يقال: سَطَحْتُ البيت: جعلت له سطحا، وسَطَحْتُ المكان:
جعلته في التّسوية كَسَطْحٍ، قال: وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
[الغاشية/ 20] ، وانْسَطَحَ الرّجل: امتدّ على قفاه، قيل: وسمّي سَطِيحُ الكاهن لكونه مُنْسَطِحاً لزمانة.
والْمِسْطَحُ: عمود الخيمة الذي يجعل به لها سطحا، وسَطَحْتُ الثّريدة في القصعة: بسطتها.

سطح


سَطَحَ(n. ac. سَطْح)
a. Spread out; made even, levelled.
b. Threw down.

سَطَّحَa. see I (a)
تَسَطَّحَa. Was spread out, flattened, levelled; was thrown on his
back.

إِنْسَطَحَa. Lay on his back.

سَطْح
(pl.
سُطُوْح)
a. Surface, superficies, plane; terrace; flat roof;
platform.

مِسْطَح
(pl.
مَسَاْطِحُ)
a. see 1b. Tent-pole.
c. Roastingpan for wheat.
d. Traveller's drinking-vessel.
e. Rollingpin.

سَطِيْحa. Spread; extended.

سَطِيْحَةa. Water-vessel.

N. P.
سَطڤحَa. see 25b. Flatroofed house.

N. P.
سَطَّحَa. Flat; rectangle.
س ط ح

سطح الشيء: بسطه وسواه، ومنه سطح الخبز بالمسطح وهو المحور، وسطح الثريدة في الصحفة، ومنه سطح البيت، وسطح مسطح: مستو. وأنف مسطح: منبسط جداً. وبسط لنا المسطح والمساطح وهو الحصير من الخوص. وضربه فسطحه إذا بطحه على قفاه ممتداً فانسطح، وهو سطيح ومنسطح وبه سمي سطيح. وضربه بالمسطح وهو عمود الخباء. وشرب من السطيحة وهي المزادة. وبات بين سطيحتين.
(سطح) - في حديث عمر - رضي الله عنه - للمرأةِ التي معها الصِّبْيان: "أطْعِميهم وأنا أَسطَح لك"
: أي أَبسُطه حتى يَبْرُد، وأَصلُ السَّطْح: المَدّ والبَسْط. قال الله تَعَالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} .
وسَطَحْتُ الثَّرِيدة في الصّحفة إذا بَسطتَها، وانْسطَح الرّجلُ: امتَدَّ على قَفَاه ولم يَتَحرَّك، وقيل: أسطَح أيضا.
ومنه سَطِيحٌ الكاهِن، سُمَّي به لذلك. والمِسْطَح - بكَسْر الميم وفتحها : الموضِع الذي يُبْسط فيه التَّمر، ومنه السَّطح. وسَطْح كلّ شيء: أعلاه المُنْبَسط، ومنه القُبورُ المُسطَّحة.
س ط ح : سَطْحُ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِ أَعْلَاهُ وَالْجَمْعُ سُطُوحٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَانْسَطَحَ الرَّجُلُ امْتَدَّ عَلَى قَفَاهُ زَمَانَةً وَلَمْ يَتَحَرَّكْ فَهُوَ سَطِيحٌ وَسَطَحْتُ التَّمْرَ سَطْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ بَسَطْتُهُ وَالْمَسْطَحُ بِفَتْحِ الْمِيمِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُبْسَطُ فِيهِ التَّمْرُ وَالْمِسْطَحُ بِالْكَسْرِ عَمُودُ الْخِبَاءِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِسْطَحٌ الَّذِي وَقَعَ مِنْهُ مَا وَقَعَ اسْمُهُ عَوْفُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَمِسْطَحٌ لَقَبٌ لَهُ ذَكَرَهُ الطُّرْطُوشِيُّ وَالسَّطِيحَةُ الْمَزَادَةُ وَسَطَّحْتُ الْقَبْرَ تَسْطِيحًا جَعَلْتُ أَعْلَاهُ كَالسَّطْحِ وَأَصْلُ السَّطْحِ الْبَسْطُ. 
سطح غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: فِي الْجَنِين أَن حمل بْن مَالك بْن النَّابِغَة قَالَ لَهُ: إِنِّي كنت بَين جارتين لي فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بِمسطح فَأَلْقَت جَنِينا مَيتا وَمَاتَتْ فَقضى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم بدية المقتولة علىعاقلة القاتلة وَجعل فِي الْجَنِين غُرّة عبدا أَو أمة. قَالَ: المِسْطح عود من أَعْوَاد الخباء والْفسْطَاط ونَحوه. قَالَ مَالك بْن عَوْف النضري: [الطَّوِيل]

تَعَرَّضَ ضيطار وفُعالة دُوننَا ... وَمَا خير ضيطارٍ يُقَلَّبُ مِسْطَحَا والضيطار: الضخم من الرِّجَال فَيَقُول: لَيْسَ مَعَه سلَاح يُقَاتل بِهِ غير المِسْطح وَجمع الضيطار ضياطرة وضياطر - قَالَهَا أَبُو عَمْرو.

و
[سطح] نه: فضربت إحداهما الأخرى "بمسطح" هو بالكسرا عود من أعواد الخباء. وفيه: فاذا هما بامرأة بين "سطحتين" السطيحة من المزادة ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وهى من أوإني المياه. ك: هو بفتح سين وكسر طاء، وعهدى مبتدأ، وبالماء متعلق به، وأمس ظرف له، وهذه الساعة بدل من أمس بدل بعض، أي مثل هذه الساعة. ن: ومنه: لحقنى عامر "بالسطيحة". ك: وفيه: الصلاة في "السطوح" بضم سين جمع سطح. وح: أطعميهم وأنا "أسطح" لك، أي أبسطه حتى يبرد. غ: "سطحت" بسطت. [سطر] نه: فيه: لست عليهم "بمسيطر" أي مسلط، من سيطر يسيطر وتسيطر يتسيطر، وقد تقلب سينه صادا. ج: هو المسلط على الشىء ليتعهد أحواله ويكتب أعماله ويشرف عليه، من السطر الكتابة. نه: وفي ح الحسن: سأله الأشعث عن شىء من القران فقال له: إنك والله ما "تسطر" على بشىء أي ما تروج وتلبس، من سطر على فلان إذا زخرف له الأقاويل ونمقها، وتلك الأقاويل الأساطير والسطر. غ: هو جمع أسطورة ما سطره الأولون من الأكاذيب. ك: كان البيت على ستة أعمدة "سطرين" هو بسين مهملة أو معجمة، ووهم القاضي إعجامها. وبينه أي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم. غ: هم "المسطرون" أي الأرباب المتسلطون.
باب الحاء والسين والطاء معهما س ط ح، س ح ط يستعملان فقط

سطح: السَطْحُ: البَسْطُ، يقالُ في الحَرْب سَطَحُوهم أي أَضْجَعُوهم على الأرض. والسَطيحُ: المَسْطُوح، وهو القَتيل، قال:

حتّى تَراه وَسْطَنا سطيحا

وسَطيح: اسمُ رجلٍ من بني ذِئبٍ في الجاهليّة الجَهْلاء، كان يَتَكَهَّنُ، سُمِّيَ سطيحا لأنه لم يكن بين مفاصِلِه قَصَب يَعمِدُه، كانّ لا يقدِرُ على قُعُوٍد ولا قيام، وكان مسطحاً على ألأرض وفيه يقول الأعشى:

ما نَظَرتْ ذاتُ أشفارٍ كنَظْرتها ... يَوماً كما صَدَقَ الذِئبيُّ إذ سجعا

والسَطْح: ظَهْر البَيْت إذا كان مُستَوياً، والفِعلُ التَسَطيح . والمِسْطَح: شِبْهُ مِطهَرةٍ ليسَتْ بمُرَبَّعة. والمِسْطَحةُ: الكُوزُ ذو الجَنْب الواحد يُتَّخَذُ للأسفار، قال :

فلم يُلْهِنا استِنْجاءُ وَطْبٍ ومسطح

. الاستنجاء: التشمم هاهنا. والمِسْطَح: عُودٌ من عِيدان الخِباء والفُسْطاط ونحوه، قال مالك بن عوف النضري:

تعرض ضيطار وخزاعة دونَنا ... وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلَّبُ مِسْطَحاً

سحط: سَحَطْتُ الشاةَ سَحْطاً، وهو ذَبْحٌ وحِيٌّ.
(س ط ح)

سطَح الرجل وَغَيره يسطَحُه سَطْحا فَهُوَ مَسطُوحٌ وسطيحٌ، أضْجَعه وصرعه فبسطه على الأَرْض. وَرجل مسطوحٌ وسطيحٌ، قتل منبسط. والسطيح، المنبسط وَقيل: المنبسط البطيء الْقيام من الضعْف.

والسطيحُ: الَّذِي يُولد ضَعِيفا لَا يقدر على الْقيام وَالْقعُود فَهُوَ أبدا منبسط.

وسَطيحٌ: هَذَا الكاهن الذئبي سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ إِذا غضب قعد منبسطا فِيمَا زَعَمُوا، وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ لم تكن لَهُ بَين مفاصله قصب تَعَمّده، فَكَانَ أبدا منبسطا.

وتسطّحَ الشَّيْء وانسطَحَ: انبسط.

والسّطْحُ ظهر الْبَيْت لانبساطه، وَالْجمع سُطوحٌ، وسَطَحَ الْبَيْت يسْطَحُه سَطْحا، وسَطّحَه: سوى سَطْحَه.

وَرَأَيْت الأَرْض مَساطيحَ: لَا مرعى بهَا، شبهت بِالْبُيُوتِ.

والسُّطّاحُ من النَّبَات: مَا افترش فانبسط وَلم يسم، عَن أبي حنيفَة. والسُّطّاحُ، نبتة سهلية تنْسَطحُ على الأَرْض، واحدته سُطّاحَةٌ. وَقيل: السُّطّاحَةُ شَجَرَة تنْبت فِي الديار فِي أعطان الْمِيَاه مُتَسَطِّحَةً، وَهِي قَليلَة وَلَيْسَ فِيهَا مَنْفَعَة.

وسَطَحَ النَّاقة: أناخها. والسّطيحَةُ: المزادة الَّتِي من أديمين قوبل أَحدهمَا بِالْآخرِ.

والمِسْطَح: الصفاة يحاط عَلَيْهَا الْحِجَارَة فيجتمع فِيهَا المَاء.

والمِسَطُح: كوز ذُو جنب وَاحِد يتَّخذ للسَّفر.

والمِسْطحُ: الجرين، يَمَانِية.

والمِسْطَحُ: من أعمدة الخباء، قَالَ الشَّاعِر:

تَعرَّضَ ضيطارو خزاعةَ دُوننَا ... وَمَا خيرُ ضيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

يَقُول: لَيْسَ مَعَه سلَاح يُقَاتل بِهِ غير مِسْطَح.

والمِسْطَحُ: الْخَشَبَة المعرضة على دعامتي الْكَرم بالأطر.

والمِسْطَحُ: بِسَاط من خوص الدوم.

والمِسْطَحُ: مقلى عَظِيم يقلى عَلَيْهِ الْبر وَغَيره. قَالَ تَمِيم بن مقبل:

إِذا الأمْعَزُ المحْزُوُّ آضَ كأنّه ... من الحَرِّ فِي حَدِّ الظهيرةِ مِسطَحُ

ومِسْطَحٌ: اسْم رجل. وَفِي الحَدِيث: " تَعِسَ مسْطَحٌ ".
سطح: سَطَح: اضطجع، تمدد، وغالباً ما يقولون شطح (بوشر).
سطح: لا ادري ما معنى هذا الفعل الذي ورد في ألف ليلة (3: 453) في الحديث عن امرأة تتنزه. ففيها: فلما رآها الناس صاروا يتعشقون فيها وهي توعد وتحلف (وتخلف) وتسمع وتسطح. وكذلك وردت الكلمة في طبعة برسلا. وربما كان معناها تتصرف بلا حياء ولا احتشام، لأن فوك يذكر هذا المعنى لكلمات أخرى من نفس هذا الأصل.
سَطَّح: بلَّط، رصف (فوك). وفي رحلة ابن بطوطة (2: 434) في الكلام عن أرض مسَّبلة: وهو شبه مشور مسطح بالرخام. وسطح البيت: بلطه ورصفه بالبلاط المربع (الكالا).
سطَّح: طلى دهن ففي رحلة ابن بطوطة (4: 393) في كلامه عن الزيت: ويسطحون به الدور كما تسطح بالجير.
سطح: كان وقحاً قليل الحياء صفيق الوجه (فوك).
أسطح: بلَّط، رَصف (فوك).
تسطح: اضطجع تمدد، وغالباً ما يقولون تشَّطح (بوشر).
تسطحَّ: استلقي على ظهره (محيط المحيط.
تسطحَّ: تبلط، رُصِف (فوك).
تسطح صار وقحاً قليل الحياء صفيق الوجه (فوك) سطح: ظهر البيت، وأعلى كل شيء، ويجمع على اسطاح أيضاً (فوك).
سطح: سطح السفينة ظهر للسفينة (بوشر همبرت ص128) دكوثل، مؤخر السفينة (برتون 1: 168).
سطح الجبل: دارة الجبل وذروته (بوشر، فريتاج طرائف ص128، وهذا هو صواب الكلمة) وفي شيرب (ديال ص229): السهل الذي تحت سطح المنصورة أي في سفح مرتفع المنصورة.
سَطْح: أرضية البناية المبلطة بكسر الحجر والصاروج (المعجم اللاتيني - العربي، فوك) وجمعها: اسطاح (الكالا) وفيه سطح مُلَجَّر مقابل: Suelo de ladrillos ( البكري ص44، ابن بطوطة 4: 117) وعند ابن ليون (ص4 ق): ميزان الأرز الذي بأيدي البنائين لإخراج الماء من المجالس عند رمي السطوح ويزنون به أزُر الدور. سطح الرجل وسطح القدم: اخمص، القدم، باطن القدم (فوك).
سطح: قصر. ففي ابن القوطية (ص36 و): واستخلفه الأمير محمد في بعض المغازي وأبقى بعض ولده في السطح، وفيه أيضاً، فقال للرسول بالله الذي لا إله إلا هو لئن جاوز باب السطح حيث ولاه أبوه لأطرحنه في الدويرة. وانظر مادة ممُرَّد. سطاع (عند فريتاج) خطأ وهي تصحيف سطاع (محيط المحيط).
سطيح وجمعه سِطاح، سفيه، وقح، خالع العذار (فوك).
سطاحة: سفاهة، وقاحة، عدم الحياء (فوك) سطيحة: كسيح، مقعد، مفلوج، زمن له عاهة في جسمه (بوشر).
سَطَّاح. نبات سطاح: ممتد على الأرض ففي ابن البيطار (2: 115) ونباته سطاح يذهب على الأرض. وفي مخطوطة افقط (2: 164): سطاح يفشو في منابته.
مسطح:، ربما مُسَطَّح: سطح، ظاهر: (معجم الادريسي).
مُسَطَّح: اختصار حمل مسطح (انظر الكلمة) وهي نوع من المحامل أو المحّفات (لين ترجمة ألف ليلة: 1: 607 رقم 8).
مُسَطح وجمعها مسطحات نوع من المراكب، وله مركب ذو سطح مسطّح) (معجم الأسبانية ص314 - 315، فليشر على المقري 2: 765، بريشت ص188، دي ساسي ديب 11: 468: مسطوح: أفقي، دي ساسي شريست 2: 253.
سطح
سطَحَ يَسطَح، سَطْحًا، فهو ساطِح، والمفعول مَسْطوح وسَطيح
• سطَح الشَّيءَ: بسَطه وسوّاه ومدّه " {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} ".
• سطَح فلانًا: صرَعه فبسطه على الأرض "سطَح المُصارعُ خَصْمَه".
• سطَح البيتَ: سوَّى سَطْحه. 

انسطحَ ينسطح، انسطاحًا، فهو مُنْسَطِح
• انسطح الشَّيءُ: مُطاوع سطَحَ: انبسَط.
• انسطح الشَّخصُ: تمدَّد على قفاه ولم يتحرّك "زلّ فانسطَح على الأرض". 

تسطَّحَ يتسطَّح، تسطُّحًا، فهو مُتَسَطِّح
• تسطَّح الشَّيءُ: مُطاوع سطَّحَ: انسطح، انبسط.
• تسطَّح الشَّخصُ: انسطح؛ انبسط على قفاه متمدِّدًا. 

سطَّحَ يُسطِّح، تسطيحًا، فهو مُسَطِّح، والمفعول مُسَطَّح
• سطَّح الشَّيءَ: سطَحه؛ بسَطه وعرَّضه وسوّاه "المُسطَّحات المائيّة- {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِّحَتْ} [ق] ".
 • سطَّح البيتَ: سطَحه؛ سوَّى سَطْحَه. 

تسطيحيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تسطيح: "رؤيته للأمور رؤية تسطيحيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تسطيح: سياسة التّعتيم على الحقائق وإبداء قشورها فقط، أو تهميش الأمور وعدم التَّعمق فيها "اتَّسمت الحرب الأخيرة بالتسطيحيَّة الإعلاميَّة- تتسم أفكاره بالتسطيحيَّة الشديدة والمباشرة". 

سَطْح [مفرد]: ج أَسْطُح (لغير المصدر) وسُطوح (لغير المصدر):
1 - مصدر سطَحَ ° سترة السّطح: ما يبنى حوله.
2 - أعلى كلّ شيء، ظهره "سطْح البيت/ السفينة".
3 - وجهٌ ظاهرٌ مرئيّ "سطْح الأرض/ البَحْر" ° سطح الجلد: ظاهره- سطح فاصل/ سطح بينيّ: سطح يكوِّن حدودًا مشتركة بين منطقتين متجاورتين- على السّطح: ظاهر واضح.
4 - (هس) ما له طول وعرض، بلا عُمق.
• السَّطح المستوي: (هس) السَّطح الذي إذا أخذت فيه أيّ نقطتين كان المستقيم الواصل بينهما منطبقًا عليه.
• سطح انسيابيّ مائيّ: ريش المروحة المثبّتة بجسم الزَّورق أو هيكله بزاوية معيَّنة، وعندما يتحرّك الزورق يخلق تدّفق الماء ضغطًا عاليًا أسفل المروحة رافعًا الزورق إلى أعلى بعيدًا عن سطح الماء بهدف تشغيله.
• متعدِّد السُّطوح: (هس) جسم هندسيّ مغلق يتكوّن من أسطح محدّدة مستوية تسمّى أوجهًا.
• ثلاثيّ السُّطوح: (هس) مجسّم مكوَّن من ثلاثة سطوح تلتقي في نقطة واحدة. 

سَطْحِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَطْح: غير عميق، ظاهريّ وخارجيّ "جرح سطحيّ- رجل سطحيّ: غير متعمّق في الأمور" ° احتكاك سطحيّ: احتكاك ناجم عن ملامسة الهواء لسطح الطائرة أو الصاروخ على سرعات عالية- بَحْثٌ سطحيّ: يكتفي بظاهر الأمر دون التعمّق فيه- فكرة سطحيّة: ينقصها الجدّيَّة والعمق.
• التَّوتُّر السَّطحيّ: (فز) خاصّيّة ارتفاع السَّوائل بالقرب من السَّطح ناتجة عن قوى الجزيئات وتؤدّي إلى وجود شبه غشاء رقيق وإلى الخاصّيّة الشِّعريَّة. 

سَطْحِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سَطْح: "آراء/ قراءة/ سطحيَّة" ° مَعرِفة سطحيّة: ظاهريّة.
2 - مصدر صناعيّ من سَطْح: عدم جِدِّيَّة "يتسم معظم الشباب الآن بالسطحيّة واللامبالاة".
• الظَّاهرة السَّطحيَّة: (فز) ظاهرة تناوب التّيّار الكهربائيّ لكي يتدفَّق بالقرب من سطح المادّة الموصِّلة للكهرباء. 

سَطيح [مفرد]: ج سُطحاء:
1 - صفة ثابتة للمفعول من سطَحَ: مسطوح، منبسط.
2 - من لا يقدر على القيام أو القعود لعلّة أو ضعف أو هزال أو مرض "عجوز سطيح". 

مُسَطَّح [مفرد]: ج مُسَطّحات: اسم مفعول من سطَّحَ: منبسط، ذو سطحٍ مُستوٍ.
• أراضٍ مُسَطَّحة: (جغ) سهول، منطقة جغرافيّة تتألّف من أراضٍ مختلفة قليلاً في الارتفاع. 

سطح

1 سَطَحَهُ, (A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. سَطْحٌ, (Msb,) He spread it, spread it out or forth, or expanded it: (A, Msb, K:) this is the primary signification. (Msb.) You say, سَطَحَ اللّٰهُ الأَرْضَ, inf. n. as above, God spread, or expanded, the earth. (S.) And سَطَحَ التَّمْرَ, aor. and inf. n. as above, He spread the dates [to dry]. (Msb.) And سَطَحَ الثَّرِيدَ فِى الصَّحْفَةِ [He spread evenly the crumbled, or broken, bread in the bowl]. (A.) And سَطَحَ سُطُوحَهُ He made even his سُطُوح [or flat roofs]; as also ↓ سَطَّحَهَا, (K,) inf. n. تَسْطِيحٌ. (TA.) And سَطَحَ البَيْتَ, aor. and inf. n. as above; [He made a flat roof to the house, or chamber;] as also ↓ سطّحهُ. (TA.) And القَبْرَ ↓ سَطَّحْتُ, inf. n. as above, I made the top [or roof] of the grave [flat] like the سَطْح [of a house]: (Msb:) تَسْطِيحُ القَبْرِ is the contr. of تَسْنِيمُهُ. (S, A.) b2: He threw him down (A, L, K) [so that he lay] extended on the back of his neck, (A,) or spread upon the ground. (L.) And He threw him down on his side. (K.) And سَطَحَ النَّاقَةَ He made the she-camel to lie down on her breast. (TA.) b3: and He sent him with his mother; namely, a lamb or kid, or a new-born lamb or kid. (O, K.) 2 سَطَّحَ see above, in three places.5 تَسَطَّحَ see what next follows.7 انسح It was, or became, spread, spread out or forth, or expanded; as also ↓ تسطّح. (TA.) b2: Said of a man, He became extended [lying] on the back of his neck, (S, Msb,) affected by a disease of long continuance, or crippled, (Msb,) and moved not: (S, Msb:) or he became thrown down [so that he lay] extended on the back of his neck. (A.) Q. Q. 3 [accord to the S, but of an extr. form].

اِسْلَنْطَحَ It (a thing) was, or became, long and wide. (AA, S. [Mentioned in the S in this art., as though of the measure اِفْلَنْعَلَ: see also art. سلطح.]) سَطْحٌ a word of well-known meaning; (S;) The upper, or uppermost, part [or surface] of a house or chamber &c.; (Msb;) [the flat top or roof of a house &c.;] the back (ظَهْر) of a house or chamber (K, TA) when it is flat, level, or even; because of its expansion: (TA:) and the upper, or uppermost, part [or surface] of anything: (K:) or it has this last meaning [primarily]: and hence the سَطْح of a house or chamber: (A:) pl. سُطُوحٌ. (Msb, TA.) b2: [In geometry, A plane; i. e.] the سَطْح is that which is divisible in length and breadth and is terminated by a line [or lines]. (KT.) سَطِيحٌ Spread, spread out or forth, or expanded; as also ↓ مَسْطُوحٌ. (TA.) b2: Extended, (Msb,) or thrown down [so as to be lying] extended, (A,) or lying as though thrown down or extended, (S,) on the back of his neck, (S, A, Msb,) in consequence of disease of long continuance, or crippleness; (S, Msb;) and ↓ مُنْسَطِحٌ signifies the same: (A:) or spread [upon the ground], slow in rising, by reason of weakness, (L, K,) or And One born weak, unable to stand and to sit, so that he is always spread [upon the ground]. (TA.) And Slain, spread [upon the ground]; as also ↓ مَسْطُوحٌ. (K.) b3: See also the next paragraph.

سَطِيحَةٌ One of the vessels for water; (TA;) a [leathern water-bag of the kind called] مَزَادَة, (S, A, Mgh, Msb, K, TA,) made of two skins (Mgh, TA) placed opposite to each other; it is small, and large; but the مزادة [properly so called] is larger than it; (TA;) and ↓ سَطِيحٌ signifies the same. (S, K, TA.) سُطَّاحٌ A certain kind of plant, (As, AHn, S, O, K,) of the plants that grow in plain, or soft, ground: (AHn, O:) n. un. with ة: (As, AHn, S, O:) accord. to Az, the سُطَّاحَة is a certain herb, or leguminous plant, upon which cattle pasture, and with the leaves of which the heads are washed: (TA:) or it is a certain plant growing in plain, or soft, tracts, and spreading upon the ground: or a certain tree, or shrub, that grows in the places where cattle recline around the waters, spreading, but scanty, and of no use. (L.) And Any kind of plant that spreads (AHn, O, K) upon the ground, and does not grow tall: such as run and extend, as the melon or water-melon (بِطِّيخ), and the cucumber (قِثَّآء), and the colocynth, are all called شَرْىٌ: and such especially as are eaten [by men], like the gourd, and the cucumber (قِثَّآء and خِيَار), and the melon or water-melon (بِطِّيخ), are called يَقْطِينٌ. (AHn, O.) مَسْطَحٌ, (Msb,) or ↓ مِسْطَحٌ, (K,) or both, (S, O,) the former because it means a place, (O,) A place (S, R, O, Msb) that is even, or level, (R,) in which, (S, O, Msb,) or upon which, (R,) dates are spread (S, R, O, Msb) and dried; (S, R, O;) i. q. جَرِينٌ; (K;) of the dial. of El-Yemen: (TA:) [pl. مَسَاطِحُ.] b2: رَأَيْتُ الأَرْضَ مَسَاطِحَ meansI saw the land [bare, or] destitute of pasturage; likened to بُيُوت مَسْطُوحَة [i. e. flat-topped houses]. (TA.) مِسْطَحٌ A rolling-pin; i. e. the implement with which bread [or dough] is expanded. (O, K.) b2: The pole, (S, A, Mgh, O, Msb,) or a pole, (K,) of a [tent such as is called] خِبَآء, (S, A, O, Msb, K,) or of a [tent such as is called] فُسْطَاط. (Mgh.) b3: The transverse piece of wood upon the two props of the grape-vine, with the hoops [that are affixed upon it]. (K.) ISh says that when a grape-vine had a raised support made for its branches to lie thereon, recourse was had to props, for [the feet of] which holes were dug in the ground, each prop having two forking portions [at the head]; then a piece of wood (خَشَبَةٌ, so in the O, in the TA [erroneously] شعبة,) is taken, and laid across two props, and this transverse piece of wood is called the مِسْطَح, [pl. مَسَاطِحُ,] and upon the مَسَاطِح are placed hoops, from the nearest part thereof to the furthest; (O, TA;) and the مساطح with the hoops are called مساطح. (O.) b4: A smooth piece of rock or hard stone, surrounded with stones, in which water collects: (S, O, K:) or a wide slab of rock or hard stone, bordered round, for the rain-water [to collect therein]: and sometimes God creates, at the mouth of the well, a smooth, even, piece of rock or hard stone, [thus called,] which is surrounded with stones, and from which the camels are watered, like the حَوْض. (T, TA.) [See also حَوِيَّةٌ.] b5: Also i. q. مَسْطَحٌ, q. v. (S, O.) b6: And A mat (S, O, K) woven (O) of خُوص (A, K) or طُفْى (O) [i. e. leaves] of the دَوْم [or Theban palm]; (O, K;) as also ↓ مِسْطَاحٌ. (A.) b7: A large roasting-pan (مِقْلًى) for wheat, (K, TA,) which is roasted therein. (TA.) b8: And A mug (كُوز) that is used in travelling, having one جَنْب [app. here meaning flat side]; (O, K, TA;) as also ↓ مِسْطَحَةٌ: it is like the مِطْهَرَة; not foursided. (TA.) مِسْطَحَةٌ: see what next precedes.

مُسَطَّحٌ [Plane, or flat; opposed to كُرِىٌّ &c.]. b2: A flat roof (سَطْحٌ) made even. (A, TA.) b3: A nose spreading very widely. (S, K.) مِسْطَاحٌ: see مِسْطَحٌ, last sentence but two.

مَسْطُوحٌ: see سَطِيحٌ, in two places. b2: بَيْتٌ مَسْطُوحٌ [A house, or chamber, having a flat roof made to it]. (TA.) مُنْسَطِحٌ: see سَطِيحٌ.
سطح
: (السَّطْح: ظَهْرُ الْبَيْت) إِذا كَانَ مُسْتَوِياً، لانْبِسَاطه، وَهُوَ مَعْرُوف، (وأَعْلَى كلِّ شيْءٍ) ، وَالْجمع سُطُوحٌ. (و) السَّطْح: (ع بَين الكُسْوَةِ وغُبَاغِبٍ) ، الكُسْوَة، بالضَّمّ: قَرْيَة بدمشقَ، وسيأْتي. وتقدّم غُبَاغبٌ، (كَانَ فِيهِ وَقْعَةٌ للقَرْمَطِيّ أَبي القاسِم) نُسِبُوا إِلى حَمْدَانَ بنِ الأَشْعَثِ الملقَّب بقَرْمَط (صاحَبَ النَّاقَة) .
(و) سَطَحَه يَسْطَحه (كمَنَعه) فَهُوَ مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: (بَسَطَه) . وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: قَالَ للمَرْأَةِ الّتي مَعهَا الصِّبْيَان: (أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَح لَك) ، أَي أَبْسُطه حَتَّى يَبْرُدَ. (و) سَطَحَه: إِذا (صَرَعَه) أَو صَرَعَه فبَسَطه على الأَرص، كَمَا فِي (اللّسَان) .
(و) سَطَحَه يَسْطَحُه: (أَضْجَعه) .
وَفِي (الأَساس) : ضَرَبَه فسَطَحَه: بَطَحَه على قَفاه مُمْتَدًّا، فانْسَطَحَ، وَهُوَ سَطيحٌ ومُنْسَطِحٌ. ومثلْه فِي (التَّهْذِيب) . وانْسَطحَ الرَّجلُ: امتَدَّ على قَفَاه فَلم يَتَحَرَّك.
(و) سَطَحَ (سُطوحَه سَوّاها) . وسَطَحَ البَيْتَ يَسْطَحه سَطْحاً: (كسَطَّحَهَا) تَسْطِيحاً.
(و) سَطَحَ (السَّخْلَ: أَرْسَلَه مَعَ أُمِّه) .
(والسَّطِيحُ: القَتيلُ المُنْبسِطُ) . وَقَالَ اللِّيث: السَّطِيحُ: (كالمَسْطُوح) ، وأَنشد:
حَتَّى يَرَاه وَجْهها سَطِيحَا
(و) قيل: السَّطِيح: هُوَ (المُنْبَسِط البَطِيءُ القِيَامِ لضَعْفٍ) وَقد أَنكره شَيخنَا. وَهُوَ موجودٌ فِي أُمَّهاتِ اللُّغة. والسَّطِيح أَيضاً: الّذِي يُولَد ضَعيفاً لَا يَقْدِر على القِيَامِ والقُعودِ، فَهُوَ أَبَداً مُنسِطٌ، (أَو) السَّطِيح: المُسْتَلْقِي على قَفاه من (زَمَانَةٍ) .
(و) السَّطِيح: (المَزادَة) الّتي من أَدِيمَيْن قُوبلَ أَحَدُهما بالآخَر، وَتَكون صَغِيرَةً وَتَكون كَبِيرَة، (كالسَّطيحةِ) ، وَهِي من أَوانِي المِيَاهِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي بعض أَسْفَارِه، ففَقَدُوا الماءَ، فأَرْسَلَ عَلِيًّا وفُلانا يَبْغِيَانِ المَاءَ، فإِذا هما بامرأَةٍ بَين سَطِيحَتَيْنِ) . قَالَ: السَّطِيحَةُ: المَزَادَةُ تكون من جِلْدَيْنِ، أَو المَزَادَةُ أَكبَرُ مِنها.
(و) سَطِيحٌ: (كاهِنُ بني ذِئْبٍ) ، كَانَ يَتَكَهَّن فِي الجاهليّة، واسمُه رَبِيعَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ مسعودِ بنِ مازِنِ ابنِ ذِئْبِ بن عَدِيّ بنِ مازِنِ بنِ غَسَّانَ. كَانَ يُخبِّر بمَبْعَثِ نبِّينًّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاشَ ثلاثَمائة سَنةٍ. وَمَات فِي أَيّامِ أَنو شِرْوَانَ، بعد مَوْلِده صلى الله عَلَيْهِ وسلمسُمِّيَ بذالك لأَنه كَانَ إِذا غَضِبَ قَعَدَ مُنْبَسِطاً، فِيمَا زَعَموا. وَقيل: سُمِّيَ بذالك لأَنه لم يكن لَهُ بَين مفاصِلِه قَصَبٌ تَعْمِده، فَكَانَ أَبداً مُنْبَسِطاً مُنْسَطحاً على الأَرْضِ، لَا يَقدِرُ على قِيام وَلَا قُعودٍ. (و) يُقَال: (مَا كَانَ فِيهِ عَظْمٌ سِوَى رَأْسِه) . وَهُوَ خالُ عَبْد المَسِيحِ بنِ عَمْرِو بنِ نُقَيْلَةَ الغَسّانيّ؛ كَذَا فِي (شَرْح المَواهبِ) ، وَفِي المُضَاف والمنسوب: أَنّ سَطِيحاً كَانَ يِطْوَى كَمَا تُطْوَى حَصِيرَةٌ، ويتكلَّكُ بكلّ أُعْجُوبةِ.
(و) السُّطَّاح (كرُّمّان: نَبْتٌ) ، والواحدة سُطَّاحَةٌ. قَالَ الأَزهريّ: السُّطَّاحَة: بَقْلَةٌ تَرْعَاهَا المَاشِشَة، وتُغْسَل بوَرَقِها الرُّؤُوس. وَقيل: هِيَ نَبْتَةٌ سُهْليّة وَقيل: هِيَ شَجرةٌ تَنْبُتُ فِي الدِّيَارِ فِي أَعْطَانِ المِيَاهِ مُتَسطِّحَةً، وَهِي قليلةٌ، وَلَيْسَت فِيهَا معنفعةٌ. (و) قيل: السُّطَّاح: (مَا افْتَرَشَ من النصبَاتِ فانْبَسَطَ) ، وَلم يَسْمُ؛ عَن أَبي حَنيفَة.
(و) المِسْطَحُ (كمِنْبَرٍ) وتُفتح مِيمه؛ قَالَه الجوْهَرِيّ: مكانٌ مُسْتَوٍ يُبْسَطُ عَلَيْهِ التَّمْرُ ويُجَفَّف؛ كَذَا فِي الرّوض للسُّهيليّ، ويُسمَّى (الجَرِين) ، يَمانِيَةٌ. (و) المِسْطَح: (عَمُودٌ للخِبَاءِ) . وَفِي الحَدِيث: (أَن حَمَلَ بنَ مالكٍ للنّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كُنتُ بَين جَارِيَتَيْنِ لي، فضربَتْ إِحداهما الأُخْرَى بمِسْطَح، فأَلْقَتْ جَنيناً مَيتاً وماتَتْ) . فقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِدِيَةِ المَقْتُولةِ على عاقِلَةِ القَاتِلَةِ، وجَعَلَ فِي الجَنينِ غُرَّةً) . وَقَالَ عَوْفُ بن مَالك النَّصْريّ. وَفِي حَوَاشِي ابْن بَرِّيّ: مالكُ بن عَوْفٍ:
تَعرَّضَ ضَيْطَارُو خُزاعةَ دُونَنا
وَمَا خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقلِّب مِسْطَحاً
يَقُول: لَيْسَ لَهُ سِلاحٌ يُقَاتِل بِهِ غير مِسْطَحٍ. والضِّيْطار: الضَّخْم الّذي لَا غَنَاءَ عندَه.
(و) المِسْطَح: (الصَّفَاةُ يُحَاطُ عَلَيْهَا بالحِجَارَةِ ليَجْتَمِعَ فِيهَا الماءُ) . وَفِي (التَّهْذِيب) : المِسْطَحُ: صَفيحَةٌ عَرِيضةٌ من الصَّخر، يُحوَّط عَلَيْهَا لِماءِ السَّمَاءِ. قَالَ: ورُبما خَلَقَ الله عِنْد فَمه الرَّكِيَّة صَفَاةً مَلْسَاءَ مُستَوِيةً فيُحَوَّط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ ويُسْتَقَى فِيهَا للإِبل، شِبْه الحَوْض.
(و) المِسْطَحُ (كُوزٌ) يُتَّخذ (للسَّفَر ذِو جَنْبٍ واحدٍ) كالمِسْطَحَةِ، وَهِي بِهِ مِطْهَرَةٍ لَيست بمُربَّعةٍ.
(و) المِسْطَحُ: (حَصِيرٌ) يُسَفُّ (من خُوصِ الدَّوْمِ) . وَمِنْه قَول تَميمِ بن مُقْبِل:
إِذا الأَمْعَزُ المَحْزْوُّ آضَ كأَنّه
من الحَرِّ فِي حَدِّ الظَّهِيرةِ مِسْطَحُ
وَقَالَ الأَزهريّ: قَالَ الفرَّاءُ: هُوَ المِسْطَح والمِحْوَر، (و) المسْطَح: (مِقْلًى عَظِيمٌ للبُرّ) يُقْلَى فِيهِ. (و) المِسْطَح: (الخَشَبَةُ المُعَرَّضة على دِعَامَتِي الكَرْمِ بالأُطُر) . قَالَ ابْن شُمَيْل. إِذا عُرِّش الْكَرم عُمِدَ إِلى دَعَائِمَ يُحْفَر لَهَا فِي الأَرض، لكلّ دِعَامَة شُعْبَتَانِ، ثمَّ تُؤخَذ شُعْبَةٌ فتُعَرَّض على الدِّعَامَتَيْنِ، وتُسَمِّى هاذه الخَشَبَةُ المُعَرَّضَةُ المِسْطَحَ، ويُجْعَل على المَسَاطِحِ أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها. (و) المِسْطح: (المِحْوَر يُبْسَطُ بِهِ الخُبْزُ) .
(و) مِسْطَحُ (بن أُثَاثَةَ) بنِ عَبّادِ بنِ عبد المُطَّلِب بن عبدِ مَنَافٍ (الصّحابيّ) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، وأُمُّه أُمّ مِسْطَحٍ: مُطَّلِبِيّة.
(وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ، كمُحَمَّد: مُنْبَسِطٌ جِدًّا) . وسَطْحٌ مُسَطَّحٌ: مُسْتَوٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَأَيْت الأَرْضَ مَسَاطِحَ، لَا مَرْعَى بهَا، شُبِّهَتْ بالبُيُوت المَسطوحة.
وتَسَطَّحَ الشَّيْءُ وانْسَطَح: انْبَسَطَ.
وتَسْطِيحُ القَبْرِ: خِلاَفُ تَسْنِيمه.
وسَطَحَ النَّاقَةَ: أَناخَها.
والمِسْطَاحُ: لُغة فِي المِسْطَح، بمعنَى الجَرينِ.
وأُمّ سَطِحٍ. قريَة بمصْر.
(س ط ح) : (الْمِسْطَحُ) عَمُودُ الْفُسْطَاطِ وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «فَضَرَبَتْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِعَمُودِ مِسْطَحٍ» إنْ صَحَّ فَالْإِضَافَةُ لِلْبَيَانِ (وَالسَّطِيحَةُ) الْمَزَادَةُ تَكُونُ مِنْ جِلْدَيْنِ لَا غَيْرُ وَمِنْهَا اخْتَلَفَا فِي الدَّابَّةِ وَأَحَدُهُمَا رَاكِبُهَا وَلِلْآخَرِ عَلَيْهَا سَطِيحَةٌ.
س ط ح: (سَطْحُ) كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ. وَ (سَطَحَ) اللَّهُ الْأَرْضَ بَسَطَهَا مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَ (تَسْطِيحُ) الْقَبْرِ ضِدُّ تَسْنِيمِهِ. وَ (السَّطِيحُ) وَ (السَّطِيحَةُ) بِكَسْرِ الطَّاءِ فِيهِمَا الْمَزَادَةُ. وَ (الْمَسْطَحُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا الْمَوْضِعُ الَّذِي يُبْسَطُ فِيهِ التَّمْرُ وَيُجَفَّفُ. 
سطح
السَّطْحُ: بَسْطُكَ الشَّيْءَ على وَجْهِ الأرْضِ. وفي الحَرْب: سَطَحُوْهُم أي أضْجَعُوْهُم. والسَّطِيْحُ والمَسْطُوْحُ: هو القَتِيْلُ، وقيل: هو الضَّعيفُ البَطِيءُ القِيَامِ. والسَّطْحُ: ظَهْرُ البَيْتِ إِذا كانَ مُسْتَوِياً. والمِسْطَحُ: عُوْدٌ من عِيْدانِ الخِبَاءِ والكَرْمِ. وهو: المِرْبَدُ الذي يُجْعَلُ فيه التَّمرُ. وبِسَاطٌ من خُوْصٍ. ومُسْتَنْقَعُ ماءٍ. والمِحْوَرُ الذي يُبْسَطُ به العَجِيْنُ. والسُّطّاحَةُ: نَبْتٌ من نَبَاتِ السَّهْلِ يَنْبَسِطُ على الأرض. والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ: شِبْهُ مِطْهَرَةٍ. والسَّطِيْحَةُ: المَزَادَةُ التي تكونُ من جِلْدَيْنِ لا غَيْرُ. وسَطِيْحٌ الكاهنُ: مَعْروفٌ.

الله

الله
صور القرآن الله المثل الأعلى في جميع صفات الكمال، فهو السميع الخبير، على كل شىء قدير، غفور رحيم، عزيز حكيم، حى قيوم، واسع عليم، بصير بالعباد، يحب المحسنين والصابرين، ولا يحب الظالمين، ويمحق الكافرين، غنى حميد، واحد قهار، نور السموات والأرض، قوى، شديد العقاب، خالق كل شىء، لا إله إلا هو، على كلّ شىء شهيد، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، الأول والآخر، والظاهر والباطن، الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، سريع الحساب، غنى عن العالمين، عليم بذات الصدور، بكل شىء محيط، علىّ كبير، عفو غفور، شاكر حليم، ليس بظلام للعبيد، يجزى المتصدقين، ولا يهدى كيد الخائنين، لا يخلف الميعاد، عزيز ذو انتقام، خير الرازقين، لطيف خبير، ذو القوة المتين. أوليس من يتصف بهذه الصفات المثالية جديرا بالعبادة والتقديس، وألا يتخذ له شريك، ولا من دونه إله.
ومن بين ما عنى القرآن به أكبر عناية إبراز صفة الإنعام التى يتصف بها الله سبحانه؛ فيوجه أنظارهم إلى النعمة الكبرى التى أودعها قلوبهم وهى نعمة الهدوء والسكينة يحسون بها، عند ما يعودون إلى بيوتهم، مكدودين منهوكى القوى، وإلى هدايتهم إلى بناء بيوت من جلود الأنعام، يجدونها خفيفة المحمل في الظعن
والإقامة، وإلى اتخاذ أثاثهم وأمتعتهم من أصوافها وأوبارها، وإلى نعمة الظل يجدون عنده الأمن والاستقرار، وإن للشمس وحرارتها لوقعا مؤلما في النفوس وعلى الأجسام، ومن أجمل وسائل الاستتار هذه الثياب تقى صاحبها الحر، وبها تتم نعمة الله، فيقول: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (النحل 79 - 81).
ويوجه أنظارهم إلى ما في خلق الزوج من نعمة تسكن إليها النفس، وتجد في ظلها الرحمة والمودة، فيقول: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 21). وهو الذى يرزقهم، ويرزق ما على الأرض من دواب، لا تستطيع أن تتكفل برزق نفسها، وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (العنكبوت 60). وينبههم إلى ما في اختلاف الليل والنهار من تجديد النشاط للجسم، وبعث القوة في الأحياء وما في الفلك المسخرة تنقل المتاجر فوق سطح البحر، فتنفع الناس، وفي الماء ينزل من السماء فيحيى الأرض بعد موتها، وفي الرياح تحمل السحاب المسخر بين السماء والأرض، ينبههم إلى نفع ذلك كله فيقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164). ويسأل عمن يلجئون إليه، حين يملأ قلبهم الرعب من ظلمة البر البحر، أليس الله هو الذى ينجيهم منه ومن كل كرب، فيقول:
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (الأنعام 63 - 64).
ويحدثهم عن نعمة تبادل الليل والنهار، وعما خلق له الليل من نعمة الهدوء والسكون، وعن الشمس والقمر يجريان في دقة ونظام، فيحسب الناس بهما حياتهم، وينظمون أعمالهم، وعن النجوم في السماء تزينها كمصابيح، ويهتدى بها السائر في ظلمات البر والبحر، وعن المطر ينزل من السماء، فتحيا به الأرض وتنبت به الجنات اليانعة، ذات الثمار المشتبهة وغير المشتبهة، وكان للمطر في الحياة العربية قدره وأثره، فعليه حياتهم، فلا جرم أكثر القرآن من الحديث عنه نعمة من أجلّ نعمه عليهم، فيقول: فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 96 - 99)، وتحدث عن هذه النعم نفسها مرارا أخرى كقوله:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 32 - 34). وتحدث إليهم عما أنعم به عليهم من أنعام، فيها دفء ومنافع، وجمال، وعاد فذكرهم بنعمة المطر وإنباته الزرع، وخص البحر بالحديث عن تسخيره، وما نستخرجه منه من اللحم والحلى، وما يجرى فوقه من فلك تمخر عبابه، فقال: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 5 - 18)، وللأنعام في حياة العرب بالبادية ما يستحق أن يذكروا به، وأن يسجل فضله عليهم بها. ويوجه القرآن نظرهم إلى خلقهم وما منحهم الله من نعمة السمع والبصر والعقل، فيقول: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وكثيرا ما امتنّ عليهم بنعمة الرزق، فيقرّرها مرة، ويقررهم بها أخرى، فيقول حينا: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (غافر 64). ويقول حينا: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (يونس 31). ويسترعى انتباههم إلى طعامهم الذى هو من فيض فضله، فيقول: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً
لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ
(عبس 24 - 32).
وإن في إكثار القرآن من الحديث عن هذه النعم، وتوجيه أنظارهم إليها، وتقريرهم بها، ما يدفعهم إلى التفكير في مصدرها، وأنه جدير بالعبادة، وما يثير في أنفسهم شكرها وتقديس بارئها، ولا سيما أن تلك النعم ليست في طاقة بشر، وأنها باعترافهم أنفسهم من خلق العلىّ القدير. وهكذا يتكئ القرآن على عاطفة إنسانية يثيرها، لتدفع صاحبها عن طريق الإعجاب حينا، والاعتراف بالجميل حينا، إلى الإيمان بالله وإجلاله وتقديسه. كما أن ذلك الوصف يبعث في النفس حب الله المنعم، فتكون عبادته منبعثة عن حبه وشكر أياديه.
ومما عنى القرآن بإبرازه من صفات الله وحدانيته، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وقد أبرز القرآن في صورة قاطعة أنه لا يقبل الشرك ولا يغفره: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48)؛ ويعد الإشراك رجسا فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا (التوبة 28).
أوليس في هذا التصوير ما يبعث في النفس النفور منه والاشمئزاز؟!
والقرآن يعرض لجميع ألوان الإشراك، فيدحضها ويهدمها من أساسها، فعرض لفكرة اتخاذ ولد، فحدثنا في صراحة عن أنه ليس في حاجة إلى هذا الولد، يعينه أو يساعده، فكل من في الوجود خاضع لأمره، لا يلبث أن ينقاد إذا دعى، وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (البقرة 116، 117). وحينا يدفع ذلك دفعا طبيعيا بأن الولد لا يكون إلا إذا كان ثمة له زوجة تلد، أما وقد خلق كل شىء، فليس ما يزعمونه ولدا سوى خلق ممن خلق:
بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الأنعام 101، 102).
ويعرض مرة أخرى لهذه الدعوى، فيقرر غناه عن هذا الولد، ولم يحتاج إليه، وله ما في السموات وما في الأرض، فيقول: قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (يونس 68 - 70). ويعجب القرآن كيف يخيل للمشركين عقولهم أن يخصوا أنفسهم بالبنين ويجعلوا البنات لله، فيقول:
أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً (الإسراء 40).
ويصور القرآن- فى أقوى صور التعبير- موقف الطبيعة الساخطة المستعظمة نسبة الولد إلى الله، فتكاد- لشدة غضبها- أن تنفجر غيظا، وتنشق ثورة، وتخر الراسيات لهول هذا الافتراء، وضخامة هذا الكذب، وأصغ إلى تصوير هذا الغضب فى قوله: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91). أما هؤلاء الذين دعوهم أبناء الله، فليسوا سوى عباد مكرمين، خاضعين لأمره، ولن يجرؤ واحد منهم على ادعاء الألوهية، أما من تجرأ منهم على تلك الدعوى فجزاؤه جهنم، لأنه ظالم مبين، وهل هناك أقوى في هدم الدعوى من اعترف هؤلاء العباد أنفسهم الذين يدعونهم أبناء، بأنهم ليسوا سوى عبيد خاضعين، ومن جرؤ منهم على دعوى الألوهية كان جزاؤه عذاب جهنم خالدا فيها، قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (الأنبياء 26 - 29).
وعلى هذا النسق نفسه جرى في الرد على من زعم ألوهية المسيح، فقد جعل المسيح نفسه يتبرأ من ذلك وينفيه، إذ قال: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 116، 117).
وتعرض القرآن مرارا لدعوى ألوهية عيسى، وقوض هذه الدعوى من أساسها بأن هذا المسيح الذى يزعمونه إلها، ليس لديه قدرة يدفع بها عن نفسه إن أراد الله أن يهلكه، وأنه لا امتياز له على سائر المخلوقات، بل هو خاضع لأمره، مقر بأنه ليس سوى عبد الله، وليس المسيح وأمه سوى بشرين يتبوّلان ويتبرّزان، أو تقبل الفطرة الإنسانية السليمة أن تتخذ لها إلها هذا شأنه، لا يتميز عن الناس في شىء، ولا يملك لهم شيئا من الضر ولا النفع، ولننصت إلى القرآن مهاجما دعوى ألوهية عيسى قائلا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 17). لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(المائدة 72 - 76).
وإن الغريزة لتنأى عن عبادة من لا يملك الضرر ولا النفع. وتأمل جمال الكناية في قوله: يَأْكُلانِ الطَّعامَ. والمسيح مقر- كما رأيت- بعبوديته ولا يستنكف أن يكون لله عبدا، لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (النساء 172).
وهاجم القرآن بكل قوة الإشراك بالله، وهو يهاجم ببلاغته العقل والوجدان معا فيأخذ في نقاش المشركين، ليصلوا إلى الحق بأنفسهم، ويلزمهم الحجة، ويقودهم إلى الصواب، فيسألهم عمن يرزقهم، ومن يملك سمعهم وأبصارهم، ومن يخرج الحى من الميت، ويخرج الميت من الحى، ومن يدبر أمر العالم، ومن يبدأ الخلق ثمّ يعيده، ومن يهدى إلى الحق، وإذا كان المشركون أنفسهم يعترفون بأن ذلك إنما هو من أفعال الله، فما قيمة هؤلاء الشركاء إذا، وما معنى إشراكهم لله في العبادة، أو ليس من يهدى إلى الحق جديرا بأن يعبد ويتّبع، أما من لا يهتدى إلا إذا اقتيد فمن الظلم عبادته، ومن الجهل اتباعه، وليست عبادة هؤلاء الشركاء سوى جرى وراءه وهم لا يغنى من الحق شيئا، وتأمل جمال هذا النقاش الذى يثير التفكير والوجدان معا: يثير التفكير بقضاياه، ويثير الوجدان بهذا التساؤل عن الجدير بالاتباع، وتصويره المشرك، مصروفا عن الحق، مأفوكا، ظالما، يتبع الظن الذى لا يغنى عن الحق شيئا، وذلك حين يقول: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (يونس 31 - 36). وفي التحدث إليهم عن الرزق، وهدايتهم إلى الحق، ما يثير في أنفسهم عبادة هذا الذى يمدهم بالرزق، ويهديهم إلى الحق، واستمع إلى هذا النقاش الذى يحدثهم فيه عن نعمه عليهم، متسائلا:
أله شريك في هذه النعم التى أسداها، وإذا لم يكن له شريك فيما أسدى، فكيف يشرك به غيره في العبادة؟ فقال مرة: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (النمل 59 - 71). أو ليس في إنبات الحدائق ذات البهجة، وتسيير الأنهار خلال الأرض، وإجابة المضطر إذا دعا، وكشف السوء، وجعلهم خلفاء الأرض، ما يبعث الابتهاج في النفس، والحب لله، ويدفع إلى عبادته وتوحيده ما دام هو الملجأ في الشدائد، والهادى في ظلمات البر والبحر، ومرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته؟ ومرة يسائلهم قائلا: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (القصص 70 - 73). أوليس في الليل السرمد والنهار السرمد ما يبعث الخوف في النفس، والحب لمن جعل الليل والنهار خلفة؟!
وكثيرا ما تعجب القرآن من عبادتهم ما لا يضر ولا ينفع. والقرآن يبعث الخوف من سوء مصير هؤلاء المشركين يوم القيامة، فمرة يصورهم محاولين ستر جريمتهم بإنكارهم، حين لا يجدون لها سندا من الحق والواقع، فيقول:
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 22 - 24).
وحينا يصورهم، وقد تبرأ شركاؤهم من عبادتهم، فحبطت أعمالهم، وضل سعيهم، وذلك حين يقول: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (يونس 28 - 30).
وحينا يصورهم هلكى في أشد صور الهلاك وأفتكها، إذ يقول: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (الحج 31). أما المصير المنتظر لمن يشرك بالله فأن يلقى في جهنم ملوما مدحورا.
ومن أبرز صفات الله في القرآن قدرته، يوجّه النظر إلى مظاهرها، ويأخذ بيدهم ليدركوا آثار هذه القدرة، مبثوثة في أرجاء الكون وفي أنفسهم، فهذه الأرض هو الذى بسطها فراشا، وتلك السماء رفعها بناء، وهذه الجبال بثها في الأرض أوتادا، وهذه الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ووجه النظر إلى هذه الحبوب فلقها بقدرته، كما فلق النوى ليخرج منه النخل باسقات، ويوجه أنظارهم إلى ألوان المخلوقات وأنواعها وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النور 45). وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم 20 - 25). خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان 10). ويوجّه النظر إلى توالى الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، فيقول: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (لقمان 29، 30)؛ وكرر ذلك مرارا عدة، كقوله: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (ق 6 - 11).
ويوجّه أنظارهم إلى قدرته في خلقهم، إذ يقول: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). ويقول: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6).
صوّر القرآن قدرة الله الباهرة التى لا يعجزها شىء، والتى يستجيب لأمرها كل شىء، بهذا التّصوير البارع إذ قال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس 82).
ولما وجّه النظر إلى مظاهر قدرته، اتخذ ذلك ذريعة إلى إقناعهم بأمر البعث، فحينا يتساءل أمن خلق السموات والأرض، ولم يجد مشقة في خلقها يعجز عن إحياء الموتى، فيقول: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأحقاف 33). ويقرر أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (غافر 57). ولذا صح هذا التساؤل ليقروا: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (النازعات 27 - 33). وسوف نكمل الحديث عن ذلك في فصل اليوم الآخر.
ومن أظهر صفات الله في القرآن علمه، وإحاطة علمه بكل شىء في الأرض وفي السماء وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (يونس 61). ويقول على لسان لقمان لابنه: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (لقمان 16). أرأيت هذا التصوير المؤثر لإحاطة علم الله بكل شىء، فلا يغيب عنه موضع ذرّة بين طيات صخرة أو في طبقات السموات، أو في أعماق الأرض، ويعلم الله الغيب، ومن ذلك ما يرونه بأعينهم في كل يوم من أمور غيبيّة، يدركون أنها مستورة عليهم، مع قرب بعضها منهم، إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان 34). وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (طه 7). واقرأ هذا التصوير الشامل لعلمه في قوله: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (الأنعام 59). وهكذا يصور القرآن شمول علم الله تصويرا ملموسا محسا.
ومن أظهر صفاته كذلك شدة قربه إلى الناس، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة 7). وأمر الرسول بأن يخبر الناس بقربه، يسمعهم ويصغى إليهم إذا دعوا، فقال: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة 186). ولا يستطيع فرد أن يعيش بعيدا عن عينه، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد 4). بل هو أقرب شىء إلى الإنسان، يعلم خلجات نفسه، ويدرك أسراره وخواطره لا يغيب عنه منها شىء، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (ق 16).
والعدل، وقد أطال القرآن في تأكيد هذه الصفة، وأكثر من تكريرها، فكل إنسان مجزى بعمله وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (غافر 31). مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 146). ويقرر في صراحة إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). وإِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ (النساء 40).
وإن في تقرير هذه الصفات وتأكيدها لدفعا للمرء إلى التفكير قبل العمل، كى لا يغضب الله العالم بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، والقريب إليه قربا لا قرب أشد منه، وفي تأكيد صفتى العلم والقرب ما يبعث الخجل في الإنسان من أن يعمل ما يغضب الله وما حرمه، وفي تأكيد صفة العدل ما يبعث على محاسبة النفس لأن الخير سيعود إليها ثوابه، والشر سيرجع عليها عقابه.
وكان وصف القرآن لله بالرحمة والرأفة والحلم والغفران والشكر، أكثر من وصفه بالانتقام وشدّة العذاب، بل هو عند ما يوصف بهما، تذكر إلى جانبهما أحيانا صفات الرحمة؛ فكثيرا ما يكرر القرآن معنى قوله: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (البقرة 143). وقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء 110). وأكّد هذا الوصف حتى قال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 54). وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (المؤمنون 118). أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (الأعراف 155). ويفتح باب رحمته وغفرانه، حتى لمن أسرف ولج في العصيان، إذ يقول: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر 53). وبذلك كانت الصورة التى رسمها القرآن مليئة بالأمل والرجاء، تحيى في النفس التفاؤل، كما أن كثرة وصفه بالرحمة وأخواتها، تجعل عبادة الله منبعثة عن الحب، أكثر منها منبعثة عن الرهبة والخوف، ولكن لما كان كثير من النفوس يخضع بالرهبة دون الرغبة وصف القرآن الله بالعزة والانتقام وشدة العذاب، يقرن ذلك بوصفه بالرحمة حينا، ولا يقرنها بها حينا آخر، فيقول مرة: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة 98). غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ (غافر 3). إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (فصلت 43). ويقول أخرى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (الحشر 7). عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (المائدة 95). إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (آل عمران 4). وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (الزمر 37). وبرغم وصفه بالعزّة والانتقام والجبروت كانت الصفة الغالبة في القرآن هى الإنعام والرحمة والتّفضّل وأنه الملجأ والوزر، يجيب المضطرّ إذا دعاه، ويكشف السوء، وينجّى في ظلمات البرّ والبحر، فهى صورة محبّبة إلى النفوس، تدفع إلى العبادة، عبادة من هو جدير بها، لكثرة فضله وخيره وإنعامه.
وأفحم القرآن من ادّعى الألوهية من البشر إفحاما لا مخلص له منه، وذلك في الحديث الذى دار بين إبراهيم وهذا الملك الذى ادعى أنه إله، إذ يقول: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258).
وأرشد القرآن إلى أن العقل السليم والفطرة المستقيمة يرشدان إلى وجود الله ويدلّان على وحدانيته، فهذا إبراهيم قد وجد قومه يتخذون أصناما آلهة، فلم ترقه عبادتهم، فمضى إلى الكون يلتمس إلهه، فلما رأى نورا يشع ليلا من كوكب في الأفق ظنه إلها، ولكنه لم يلبث أن رآه قد أفل، فأنكر على نفسه اتخاذ كوكب يأفل إلها، إذ الإله يجب أن يكون ذا عين لا تغفل ولا تنام، وهكذا أعجب بالقمر، واستعظم الشمس، ولكنهما قد مضيا آفلين، فأدرك إبراهيم أن ليس في كل هؤلاء من يستحق عبادة ولا تقديسا، وأنّ الله الحق هو الذى فطر السموات والأرض، واستمع إلى القرآن يصوّر تأمل إبراهيم في قوله: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 74 - 79).
كان الإيمان بالله ووحدانيته، أساس الدين الإسلامى، وقد رأينا كيف عنى القرآن بإبراز صفاته التى تتصل بالإنسان خالقا له، ومنعما عليه، وعالما بكل صغيرة وكبيرة تصدر منه، وقريبا منه أقرب إليه من حبل الوريد، ورحيما به، عادلا لا يظلمه، ولا يغبنه، يهبه الرزق، ويمنحه الخير، ويجيبه إذا دعاه. أو ليس من له هذه الصفات الكاملة جديرا من الناس بالعبادة والتقديس والتنزيه عن النقص والإشراك؟
الله: علم دَال على الْإِلَه الْحق دلَالَة جَامِعَة لمعاني الْأَسْمَاء الْحسنى كلهَا وَقد مر تَحْقِيقه فِي أول الْكتاب تبركا وتيمنا.
الله: وَإِنَّمَا افتتحت بِهَذِهِ الْكَلِمَة المكرمة المعظمة مَعَ أَن لَهَا مقَاما آخر بِحَسب رِعَايَة الْحَرْف الثَّانِي تيمنا وتبركا وَهَذَا هُوَ الْوَجْه للإتيان بعد هَذَا بِلَفْظ الأحمد وَالْأَصْحَاب وَاعْلَم أَنه لَا اخْتِلَاف فِي أَن لفظ الله لَا يُطلق إِلَّا عَلَيْهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي أَنه إِمَّا علم لذات الْوَاجِب تَعَالَى الْمَخْصُوص الْمُتَعَيّن أَو وصف من أَوْصَافه تَعَالَى فَمن ذهب إِلَى الأول قَالَ إِنَّه علم للذات الْوَاجِب الْوُجُود المستجمع للصفات الْكَامِلَة. وَاسْتدلَّ بِأَنَّهُ يُوصف وَلَا يُوصف بِهِ وَبِأَنَّهُ لَا بُد لَهُ تَعَالَى من اسْم يجْرِي عَلَيْهِ صِفَاته وَلَا يصلح مِمَّا يُطلق عَلَيْهِ سواهُ. وَبِأَنَّهُ لَو لم يكن علما لم يفد قَول لَا إِلَه إِلَّا الله التَّوْحِيد أصلا لِأَنَّهُ عبارَة عَن حصر الألوهية فِي ذَاته المشخص الْمُقَدّس. وَاعْترض عَلَيْهِ الْفَاضِل المدقق عِصَام الدّين رَحمَه الله بِأَنَّهُ كَيفَ جعل الله علما شخصيا لَهُ تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا يتَحَقَّق إِلَّا بعد حُصُول الشَّيْء وحضوره فِي أذهاننا أَو القوى المثالية والوهمية لنا أَلا ترى أَنا إِذا جعلنَا العنقاء علما لطائر مَخْصُوص تصورناه بِصُورَة مشخصة بِحَيْثُ لَا يتَصَوَّر الشّركَة فِيهَا وَلَو بالمثال وَالْفَرْض وَهَذَا لَا يجوز فِي ذَاته تَعَالَى الله علوا كَبِيرا. فَإِن قلت وَاضع اللُّغَة هُوَ الله تَعَالَى فَهُوَ يعلم ذَاته بِذَاتِهِ وَوضع لفظ الله لذاته الْمُقَدّس، قلت هَذَا لَا يُفِيد فِيمَا نَحن فِيهِ لِأَن التَّوْحِيد أَن يحصل من قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله حصر الألوهية فِي عقولنا فِي ذَاته المشخص فِي أذهاننا وَلَا يَسْتَقِيم هَذَا إِلَّا بعد أَن يتَصَوَّر ذَاته تَعَالَى بِالْوَجْهِ الجزئي. هَذَا غَايَة حَاصِل كَلَامه وَقد أجَاب عَنهُ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله بِأَنَّهُ آلَة الْإِحْضَار وَهُوَ وَإِن كَانَ كليا لَكِن الْمحْضر جزئي وَلَا يخفى على المتدرب مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي الْوَاقِع فَهُوَ لَا يُفِيد حصر الألوهية فِي أذهاننا كَمَا هُوَ المُرَاد. وَإِن أَرَادَ أَن الْمحْضر جزئي فِي عقولنا فَمَمْنُوع، فَإِن وَسِيلَة الْإِحْضَار والموصل إِلَيْهِ إِذا كَانَ كليا كَيفَ يحصل بهَا فِي أذهاننا محْضر جزئي وَمَا الْفرق بَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَبَين قَوْلنَا لَا إِلَه إِلَّا الْوَاجِب لذاته. فَإِن مَا يصدق عَلَيْهِ هَذَا الْمَفْهُوم أَيْضا جزئي فِي الْوَاقِع. فَإِن قلت التَّوْحِيد حصر الألوهية فِي ذَات مشخصة فِي نفس الْأَمر لَا فِي أذهاننا فَقَط. قلت فَهَذَا الْحصْر لَا يتَوَقَّف على جعل اسْم الله علما بل إِن كَانَ بِمَعْنى المعبود بِالْحَقِّ يحصل أَيْضا ذَلِك، وَلذَلِك يحصل بقولنَا لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَّا الْوَاجِب لذاته كَمَا سبق وَمن ذهب إِلَى الثَّانِي قَالَ إِنَّه وصف فِي أَصله لكنه لما غلب عَلَيْهِ تَعَالَى بِحَيْثُ لَا يسْتَعْمل فِي غَيره تَعَالَى وَصَارَ كَالْعلمِ أجري مجْرى الْعلم فِي الْوَصْف عَلَيْهِ وَامْتِنَاع الْوَصْف بِهِ وَعدم تطرق الشّركَة إِلَيْهِ. وَاسْتدلَّ، بِأَن ذَاته من حَيْثُ هُوَ بِلَا اعْتِبَار أَمر آخر حَقِيقِيّ كالصفات الإيجابية الثبوتية أَو غير حَقِيقِيّ كالصفات السلبية غير مَعْقُول للبشر فَلَا يُمكن أَن يدل عَلَيْهِ بِلَفْظ. ثمَّ على الْمَذْهَب الثَّانِي قد اخْتلف فِي أَصله فَقَالَ بَعضهم إِن لفظ الله أَصله إِلَه من إِلَه الآهة وإلها بِمَعْنى عبد عبَادَة والإله بِمَعْنى المعبود الْمُطلق حَقًا أَو بَاطِلا فحذفت الْهمزَة وَعوض عَنْهَا الْألف وَاللَّام لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال أَو للْإِشَارَة إِلَى المعبود الْحق وَعند الْبَعْض من إِلَه إِذا فزع وَالْعَابِد يفزع إِلَيْهِ تَعَالَى وَعند الْبَعْض من وَله إِذا تحير وتخبط عقله، وَعند الْبَعْض من لاه مصدر لاه يَلِيهِ ليها ولاها إِذا احتجب وارتفع وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِكَمَال ظُهُوره وجلائه مَحْجُوب عَن دَرك الْأَبْصَار ومرتفع على كل شَيْء وَعَما لَا يَلِيق بِهِ. وَالله أَصله الْإِلَه حذفت الْهمزَة إِمَّا بِنَقْل الْحَرَكَة أَو بحذفها وعوضت مِنْهَا حرف التَّعْرِيف ثمَّ جعل علما إِمَّا بطرِيق الْوَضع ابْتِدَاء وَإِمَّا بطرِيق الْغَلَبَة التقديرية فِي الْأَسْمَاء وَهِي تَجِيء فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
ثمَّ اعْلَم أَن حذف الْهمزَة بِنَقْل الْحَرَكَة قِيَاس وَبِغَيْرِهِ خلاف قِيَاس وَهُوَ هَا هُنَا يحْتَمل احْتِمَالَيْنِ لَكِن على الثَّانِي الْتِزَام الْإِدْغَام ووجوبه قياسي لِأَن السَّاقِط الْغَيْر القياسي بِمَنْزِلَة الْعَدَم فَاجْتمع حرفان من جنس وَاحِد أَولهمَا سَاكن وعَلى الثَّانِي الْتِزَامه على خلاف الْقيَاس لِأَن الْمَحْذُوف القياسي كالثالث فَلَا يكون المتحركان المتجانسان فِي كلمة وَاحِدَة من كل وَجه وعَلى أَي حَال فَفِي اسْم الله المتعال خلاف الْقيَاس فَفِيهِ توفيق بَين الِاسْم والمسمى لِأَنَّهُ تَعَالَى شَأْنه خَارج عَن دَائِرَة الْقيَاس وطرق الْعقل وَعند أهل الْحق وَالْيَقِين رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. حرف الْهَاء فِي لفظ الله إِشَارَة إِلَى غيب هويته تَعَالَى وَالْألف وَاللَّام للتعريف وَتَشْديد اللَّام للْمُبَالَغَة فِي التَّعْرِيف وَلَفظ الله اسْم أعظم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَقد يُرَاد بِهِ وَاجِب الْوُجُود بِالذَّاتِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} وَفِي قَوْلهم والمحدث للْعَالم هُوَ الله الْوَاحِد فَلَا يلْزم اسْتِدْرَاك الْأَحَد وَالْوَاحد فيهمَا وتفصيله فِي الْأَحَد إِن شَاءَ الله الصَّمد.
الله: علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى.
(الله) علم على إلاله المعبود بِحَق أَصله إِلَه دخلت عَلَيْهِ ال ثمَّ حذفت همزته وأدغم اللامان
الله: تَبَارَكَ وتَعالى وجَلَّ جَلاَلُهُ- هو عَلَم دالٌّ على الإله الحقِّ دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها قاله السيد في "التعريفات".

لوث

لوث: من لاث به: اتباعه أو أشياء (محمد بن لوّث) (بالتشديد): حقّر، أهان (فوك).
لوّث: غسل (باين سميث 1223، 1342).
تلوّث: تحقّر، أهين (فوك).
التاث: التفّ، مثل الوتر حول وتد الآلة الموسيقية (معجم مسلم).
التاث: وهن ففي (ابن عبد الملك 139): وقد كان أصابه حينئذ التياث لزم من اجله داره (مرض الكآبة)؛ وبالمعنى المجازي (مخطوطة ابن خلدون 7:4): كانت طاعتهم ملتاثة، ومن هنا كانت كلمة التيث تفيد معنى الميل إلى العصيان أو الذهن المفتن (ابن الابار 3:123) وفي معجم البلاذري): ملتاث في الحديث عن القطر من الأقطار أو في وصف مدينة مشاغبة أو تميل إلى الثورة أو العصيان. ورد في المعجم نفسه التاث على فلان: ثار عليه.
لَوث: في محيط المحيط (باطن الخفّ لا يخلو عن لوث أي دنس ونجاسة).
لوث: قيام ظرف يستدعي الشك القوي في ادعاء المدعي (فنسنت دراسات 68 وفي محيط المحيط): شبه الدلالة والبينة الضعيفة الغير كاملة (معجم التنبيه، مخطوطة القيرواني 620، 621 المارودي 368، 16 حيث يجب أن نقرأ ومع الدعوى اللوث ونضرب صفحاً عن العفل ألوث الذي أورده الناشر) (ابن بطوطة 440:3): وسجنته بسبب الدعوى للوث ظهر عليه.
لوثة: خسة، حقارة (فوك vilitas) .
لَوْثي: دنيء، خسيس (فوك).
لَوثية: خسة، حقارة (فوك).
ألوث: فسّرها (الكامل 17: 68) ب: أهوج.
(لوث) فِي الْأَمر لوثا أَبْطَأَ فِيهِ وَفُلَان بطؤ كَلَامه وكل لِسَانه وَضعف واسترخى وحمق ومسه الْجُنُون فَهُوَ ألوث وَهِي لوثاء (ج) لوث
ل و ث: (لَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ (تَلْوِيثًا) لَطَّخَهَا. وَ (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ. 
(لوث) الشَّيْء بالشَّيْء خلطه بِهِ ومرسه وَيُقَال لوث الشَّيْء فِي التُّرَاب لطخه بِهِ وَالشَّيْء دلكه فِي المَاء بِالْيَدِ حَتَّى انْحَلَّت أجزاؤه وَفُلَانًا عَن كَذَا حَبسه وَالْمَاء كدره
ل و ث : اللَّوْثُ بِالْفَتْحِ الْبَيِّنَةُ الضَّعِيفَةُ غَيْرُ الْكَامِلَةِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ الْعَقْلِ أَلْوَثُ وَفِيهِ لَوْثَةٌ بِالْفَتْحِ أَيْ حَمَاقَةٌ.

وَاللُّوثَةُ بِالضَّمِّ الِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانَ.

وَلَوَّثَ ثَوْبَهُ بِالطِّينِ لَطَّخَهُ وَتَلَوَّثَ الثَّوْبُ بِذَلِكَ. 
(ل و ث) : (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ (وَلَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ أَيْ لَطَّخَهَا فَتَلَوَّثَتْ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَاطِنُ الْخُفِّ لَا يَخْلُو عَنْ لَوْثٍ أَيْ عَنْ دَنَسٍ وَنَجَاسَةٍ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا وَمِنْهُ " بَيْنَهُمْ لَوْثٌ وَعَدَاوَةٌ " أَيْ شَرٌّ أَوْ طَلَبٌ بِحِقْدٍ وَعَنْ مَالِكٍ فِي الْقَسَامَةِ إذَا كَانَ هُنَاكَ لَوْثَةٌ اُسْتُحْلِفَ الْأَوْلِيَاءُ خَمْسِينَ يَمِينًا وَاقْتُصَّ مِنْ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ (246 / ب) قَالَ: وَاللَّوْثَةُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ عَلَامَةُ الْقَتْلِ فِي وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ أَوْ تَكُونَ هُنَاكَ عَدَاوَةٌ ظَاهِرَةٌ وَكَأَنَّهَا مِنْ الْأَوَّلِ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَأَمَّا (اللُّوثَةُ) بِالضَّمِّ فَالِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانِ.
[لوث] نه: فيه فلما انصرف من الصلاة "لاث" به الناس، أي اجتمعوا حوله، لاث يلوث وألاث، والملاث: السيد تلاث به الأمور، أي تقرن به وتعقد. وفيه: كنا معه صلى الله عليه وسلم إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة في ضبعها، أي إذا أبطأت في سيرها نخسها بالسروة وهو نصل صغير، من اللوثة: الاسترخاء والبطء. ومنه: إن رجلا به لوثة فكان يغبن في البيع أي ضعف في رأيه وتلجلج في كلامه. وفيه أن رجلا وقف عليه فلاث لوثا من كلام في دهش أي لم يبينه ولم يشرحه. وقيل: هو من اللوث الطي والجمع من لثت العمامة. ومنه: فحللت من عمامتي لوثة أو لوثتين، أي لفة أو لفتين. وح: الأسقية التي تلاث على أفواهها، أي تشد وتربط. ن: هو بضم تحتية أي يلف الخيط، وروي بضم فوقية أي تلف الأسقية. نه: ومنه: إن امرأة عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن أي أدارته، وقيل: خلطته. وفيه: ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر، ارفع يا غلام ضع يا غلام. الحربي: أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام، من اللوث: إدارة العمامة. وفي ح: القسامة ذكر اللوث، وهو أن يشهد شاهد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أو تهديد منه أو نحوها، وهو من التلوث التلطخ. غ: وفيه "لوثة"، أي شكيمة.

لوث


لَوِثَ(n. ac. لَوَث)
a. [Fī]
see supra
(f)
لَوَّثَa. Fouled (water).
b. [acc. & Bi], Soiled, bedaubed with.
c. Mixed.
d. see I (d)
& VIII (a).
أَلْوَثَ
(و)
a. Produced green herbage (land).
b. ( ا) [acc. & Bi], Mixed with.
c. [Bi & acc.], Gave to as a deposit.
d. Became luxuriant (plant).
e. see I (b)
تَلَوَّثَ
a. [Bi], Was soiled, soiled himself with.
b. [Bi], Was confused by.
إِنْلَوَثَa. Was confused, intricate.
b. [Bi], Was wound round.
c. Was collected.
d. ['Ala], Perplexed, confused.
e. Became strong; became fat.
f. Restrained himself.
g. Was slow.
h. see I (f)
& IV (d).
لَوْثa. Twist, fold.
b. Strength, vigour.
c. Determination.
d. Wounds.
e. Evil.
f. Rancour.
g. Palm-shoots.
h. see 3t (a) (b).
لَاثa. see 21 (a)
لُوْثَة []
a. see 1 (c) & 3t
(b).
c. Wound.

لُوْثَة []
a. Weakness; languor; slowness.
b. Stupidity.
c. Partial insanity.
d. Excitement.
e. Fatness.
f. Knotted rag.
g. Impediment ( in speech ).
h. see 1 (b)
لَوَثa. see 3t (a)
أَلْوَث [] (pl.
لُوْث)
a. Languid, slow.
b. Weak.
c. Stupid.
d. Strong, vigorous.

مَلَاث []
مِلْوَث [] (pl.
مَلَاْوِثُ مَلَاْوِثَة
مَلَاْوِيْثُ)
a. Centre, central point.
b. Mainstay.
c. Refuge.

لَائِث []
a. Tangled; entwined, twined.
b. [art.], Lion.
لِوَاثa. see 24t (b)
لُوَاثَة []
a. Company, troop.
b. Flour.

لَيِّث []
a. see 21 (a)
لَوِيْثَة []
a. see 24t (a)
لَيِّثَة []
a. femm. of
لَوِيْث
مُلَيَّث
a. [ N P. II I], Slow, dilatory.
[لوث] اللوثَةُ بالضم: الاسترخاء والبطء. واللوثَةُ أيضاً مسُّ جنون. واللوثَةُ أيضاً: الهَيْجُ. ويقال أيضاً: ناقة ذات لوثَةٍ، أي كثيرة اللحم والشحم، ذات هَوَجٍ. واللَوْثُ بالفتح: قال الشاعر : بذات لوث عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ * فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا، أي عصبَها. ولاثَ الرجلُ يَلوثُ، أي دار. وفلان يَلوثُ بي، أي يلوذ بي. والالتِياث: الاختلاط والالتفاف. يقال: الْتاثَتِ الخُطوبُ. والْتاثَ برأس القلم شَعَرَةٌ. والْتاثَ في عمله: أبطأ. وما لاثَ فلانٌ أن غلب فلاناً، أي ما احتبس. ولوَّثَ ثيابَه بالطين، أي لطخَها. ولَوَّثَ الماءَ، أي كدَّرَهُ. واللَويثَةُ على فَعيلَةٍ: الجماعةُ من قبائل شتَّى. والممن الرجال: البطئ لسمنه. ورجل ألوث، فيه استرخاء بيِّن اللَوَثِ. وديمَةٌ لَوْثاءُ. واللِيثُ بالكسر: نبات ملتفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. الكسائي: يقال للقوم الأشراف: إنَّهم لَمَلاوِثُ، أي يُطافُ بهم ويُلاثُ، الواحد مَلاثٌ، والجمع مَلاوِثُ. وقال: هَلاَّ بَكَيْتِ مَلاوِثاً * من آلِ عبدِ مناف ومَلاويثُ أيضاً: وقال : كانوا مَلاويثَ فاحتاجَ الصديقُ لهم * فَقْدَ البلادِ إذا ما تُمْحِلُ المَطَرا وكذلك المَلاوِثَةُ. وقال: مَنَعْنا الرَعْلَ إذ أَسْلَمْتُموهُ * بفِتْيانٍ مَلاوِثَةٍ جلاد
ل و ث

لاث العمامة على رأسه. قال:

عقيليّة أمّا ملاث إزارها ... فدعصٌ وأمّا خصرها فبتيل

ولوّث الأمر: لبّسه. ولوّث التبن بالقت: خلطه، وتلوث بالطّين. وتلوث بفلان رجاء منفعة: لاذ به وتلبّس بصحبته: والتاثت عليه الأمور: التبست. والتاثت بالقلم شعرة. والتاث في عمله: أبطأ. والتاث في كلامه: عيّ بحجته. والتاث بالدم: تلطّخ به. قال أبو دؤاد:

لا تكونّن كملتاث الضحى ... بدم القتل وما كان قتل

جعل الضحى ملتاثاً والالتياث للرجل. وبه لوثة: مسّ جنون. قال:

وإني على ما فيّ من عنجهيّتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب

وناقة ذات لوثٍ: سمن وقوة. وفيه لوثة: استرخاء.

ومن المجاز: هو ملاث من الملاوث: للسيد الذي تلاث به الأمور. قال:

هلا بكيت ملاوثاً ... من آل عبد مناف

وكان يقال لحمزة: ابن الملاوث. ولاث الضّباب بالجبل. قال المرّار الفقعسي:

تضمن ماءها متمرّدات ... من اللائي يلوث بها الضباب

وقال الأعشى:

وإذا يلوث لغامه بسديسه ... ثنيّ وهب هبابه وتزيّدا

أي جاء بسير بعد سير وتكلّف الزيادة فيه.
(لوث) - في حديث: "امرأة مِن بَنِى إسرَائيل فعَمدَت إلى قَرْنٍ مِن قُرونِها فلَاثَتْه بالدُّهْنِ"
: أي أَدَارَتهُ، وقيل: خَلطَتْه. والَّلائِثُ من الشَّجَرِ وَالنّباتِ: مَا اخْتلطَ والْتبَس. وَلَاوَثَه: خَالَطَه في الشِّراءِ وَالبَيْع.
وَاللَّيِّثُ مِنَ النَّبَات: المُختَلِط رَطْبُه بيَابِسِه.
- وفي حديث ابنِ جَزْءٍ: "وَيلٌ لِلَّوَّاثِين الذين يَلُوثُون مِثْلَ البَقَرِ ارْفَعْ يَا غُلَامُ، ضَعْ يَا غُلامَ"
قال الحَرْبىُّ: أَظُنُّه الذين يُدَارُ عليهم بأَلوانِ الطعَام؛ لأنَّ اللَّوْثَ: إدَارَةُ العِمامَة والإِزَار وَنَحوهما مرَّتَين فَصاعِدًا.
- في حديث ابن عُمَر - رَضىَ الله عنهما -: "أَنَّ رَجُلاً كان بِلسَانِهِ لُوْثَةٌ، فقَال: قُلْ لا خِلَابَةَ ".
الُّلوثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَان لا يكاد يُخرج الكَلِمةَ إلَّا بَعد جَهدٍ، وهي بضَمّ الّلام؛ وقد يكون الاسترخَاءَ والضَّعْف أَيضاً. وقد لَاثَ لِسَانُه: لاكَه. والألْوَثُ: العَيىُّ الثَّقِيلُ والضَّعِيفُ والقَوِىُّ أيضاً. والْتَاث: أُفْحِمَ، فهو ألْوَثُ، وهي لَوْثَاءُ. - واللَّوْثُ في القَسَامَةِ .
: أن يَشْهَد شاهِدٌ واحدٌ على إقرَار المَقْتُولِ أنّ فلانا قَتلَنِى، أو شاهدَان على عَدَاوةٍ بينهما، أو تَهدِيدٍ منه له، أَو نحو ذلك مِن التَلوُّث، وهو التَّلطُّخ.
يقال: لَاثَه في التُّراب ولَوَّثَه فَتَلَوَّثَ، وهو مِن الإدَارَةِ أيضاً.
لوث: اللَّوْثُ: إدَارَةُ الإِزَارِ مَرَّتَيْنِ. ويُقال: لاثٍ ولائِثٌ على القَلْبِ.
ولاثَ به: بمَعْنى لاذَ به، وكذلك تَلَوَّثَ به، وهو يَلُوْثُ به ويَلُوْذُ. ويُقال للأشْرَافِ: مَلاَوِثُ؛ لذلك، ومَلاَوِثَةُ: مِثْلُه.
وكانَ يُقال لحَمْزَةَ رَحِمَه اللهُ: ابْنُ المَلاَوِثِ؛ والواحدُ مَلاَثٌ. وهو من الرِّجَالِ: الصِّنْدِيْدُ. ويُقال: تَلَوَّثْتُ به أيضاً.
وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ: أي ضَخْمَةٌ لا يَمْنَعُها ذاكَ من سُرْعَةٍ.
ورَجُلٌ ألْوَثُ: قَوِيٌّ.
والْتَاثَ البَعِيْرُ: سَمِنَ.
والأَلْوَثُ: الضَّعِيْفُ أيضاً، من الأضْدَادِ.
ودِيْمَةٌ لَوْثَاءُ: تُلَوِّثُ النَّبَاتَ بَعْضَه على بَعْضٍ. واللاّئِثُ من الشَّجَرِ والنَّبَاتِ: ما الْتَبَسَ واخْتَلَطَ.
والْتَاثَ فلانٌ في عَمَلِهِ: أي أبْطَأَ فيه، وفي كَلامِه: إذا أُفْحِمَ.
ولاثَ لِسَانَه: أي لاَكَها.
واللُّوْثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَانِ. وهو أيضاً: الاسْتِرْخَاءُ والضَّعْفُ.
واللُّوثَةُ: الأحْمَقُ في فَعَالِه.
والأَلْوَثُ: العَيِيُّ. والثَّقِيْلُ أيضاً، فَرَسٌ ألْوَثُ.
وهُمْ لُوَاثَةُ المائةِ ولَوْثُها: أي قَرِيْبٌ من المائةِ أو أكْثَرُ قَلِيلاً.
واللَّوِيْثَةُ: جَمَاعَةٌ من النّاسِ من قَبَائِلَ شَتّى. وفلانٌ في لَوِيْثَةٍ ولُوَاثَةٍ.
وفلانٌ لُوَاثَةٌ: يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَيْءٍ ويَتَلَطَّخُ.
وألَثْتُ به مالي: إذا اسْتَوْدَعْته إيّاه؛ إلاَثَةً. واللاُّثَةُ: المالُ. ولاوَثَه يُلاَوِثُه: أي خالَطَه في الشِّرى والبَيْعِ.
ولاثَني فلانٌ والْتَاثَني ولَوَّثَني عن كذا: أي حَبَسَني، ولُثْتُه: أي حَبَسْته.
ولم يُلِثْ أنْ فَعَلَ كذا: أي لم يَلْبَثْ ولم يُبْطِئْ، وما ألاَثَ بمَعْنَاه إلاَثَةً.
ولاثَ بالخَبَرِ: أي كَتَمَه. ولاثَ كَلاَمَه: لم يُصَرِّحْ به.
واللَّيِّثُ من النَّبَاتِ: بمَنْزِلَةِ الخَلِيْسِ من الشَّعْرِ وهو المُخْتَلِطُ يابِسُه برَطْبِه. والْتَاثَ رَأْسُه. والْتَاثَ الكَلأُ وألْوَثَ إلْوَاثاً. وألْوَثَتِ الأرْضُ: أنْبَتَتِ الرَّطْبَ في اليابِسِ.
واللُّوْثَاتُ: خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بها، وهي اللُّوَثَةُ.
لوث
لاثَ/ لاثَ في يلُوث، لُثْ، لَوْثًا، فهو لائِث، والمفعول مَلوث
• لاث الشَّخْصُ الثَّوبَ: وسَّخه.
• لاث الشَّخْصُ الكلامَ: تمتم خجلاً، لم يُبَيِّنْه استحياءً.
• لاث الشَّخْصُ العمامةَ على رأسه: لفَّها وعصبها.
• لاث في الأمر: أبطأ فيه "لاث الطالبُ في الإجابة عن السؤال الشفهيّ". 

لوِثَ يلوَث، لَوَثًا، فهو ألوثُ
• لوِث الشَّخْصُ:
1 - حمُق.
2 - مسَّه الجنونُ. 

تلوَّثَ يتلوَّث، تلوُّثًا، فهو مُتلوِّث
• تلوَّثَ الثَّوبُ: مُطاوع لوَّثَ: تلطَّخ، توسَّخ "طعام مكشوف معرَّض للتلوُّث".
• تلوَّث الماءُ/ تلوَّث الهواءُ ونحوُه: خالطته موادُّ غريبة ضارّة "تلوَّث الهواءُ بعوادم السَّيّارات".
• تلوَّثتِ الطَّبيعةُ: وُضعت فيها أوساخٌ وقاذورات ونحوها. 

لوَّثَ يلوِّث، تلويثًا، فهو مُلوِّث، والمفعول مُلوَّث
• لوَّث ثيابَه وغيرَها: لطَّخها ووسَّخها "لوَّث سمعتَه- طعامٌ ملوَّث- ماله ملوَّثٌ: مُكتَسَب بطرق غير مشروعة".
• لوَّث الماءَ: كدَّره، أوسخه، أفسده وغيّره.
• لوَّث البيئَةَ: وضع فيها أوساخًا وقاذورات "لوَّثتِ المصانعُ الهواءَ- لوَّث المكانَ بالقاذورات- لوَّث المدينة بدخان معمله". 

ألوثُ [مفرد]: ج لُوث، مؤ لَوْثاءُ، ج مؤ لوثاوات ولُوث: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لوِثَ. 

تلوُّث [مفرد]: ج تلوّثات (لغير المصدر):
1 - مصدر تلوَّثَ.
2 - فساد القيم والمبادئ الأخلاقيَّة "تلوُّث الأفكار".
3 - (جو) فساد الجوّ والبيئة ومياه البحار الناتج عن مجمل الإفرازات الكيميائيّة والذريَّة "تلوّث الأرض من الإشعاع النووي". 

لائث [مفرد]: اسم فاعل من لاثَ/ لاثَ في. 

لَوْث [مفرد]: مصدر لاثَ/ لاثَ في. 

لَوَث [مفرد]: مصدر لوِثَ. 

لَوْثة [مفرد]: ج لَوْثات ولَوَثات: اسم مرَّة من لوِثَ: حماقة، جنون "فيه لَوْثة". 

لُوثة [مفرد]: ج لُوثات: حماقة، مسُّ الجنون "أصابته لُوثَة في عقله". 
[ل وث] اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمْرِ لَوِثَ لَوَثًا والْتاثَ وهو أَلْوَثُ ورَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ بَطيءٌ مُتَمكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ والأَلْوَثُ الأَحْمَقُ كالأَثْوَلِ قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ

(إذا ما غَزَا لم يُسْقِطِ الخَوْفُ رُمْحَه ... ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصَمِ)

واللُّوَثَةُ كالأَلْوَثِ واللُّوثَةُ واللَّوْثَةُ الحُمْقُ والاسْتِرخاءُ والضَّعْفُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقِيلَ هي بالضَّمِّ الضَّعْفُ وبالفَتْح القُوَّةُ والشِّدَّةُ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثَةٍ ولَوْثٍ أي قُوَّة واللَّيْثُ الأَسَدُ زَعَم كُراع أَنّه مُشْتَقٌّ من اللَّوْثِ الَّذِي هو القُوَّة فإِن كان ذلِك فالياءُ مُنْقَلِبَةٌ عن الواو وليسَ هذا بقَوِيٍّ لأَنّ الياءَ ثابِتَةٌ في جَمِيع تَصارِيفِه وقد تَقَدَّم في الياءِ والأَلْوَثُ البَطِيءُ الكَلامِ الكَلِيلُ اللِّسانِ والأُنْثَى لَوْثاءُ والفِعْلُ كالفِعلِ ولاثَ الشَّيْءَ لَوْثًا أَدارَهُ مَرَّتَيْنِ كما تُلاثُ العِمامَةُ والإزارُ ولاثَ يَلُوثُ لَوْثًا لَزِمَ ودارَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... )

(من عَزَبٍ لَيْسَ بذِي مَلاثِ ... )

أي لَيْسَ بذِي دارٍ يَأْوِي إِلَيْها ولا أَهْلٍ ولاثَ الشَّجَرُ والنَّباتُ فهو لائِثٌ ولاثٌ ولاثٍ لَبِسَ بَعْضُه بَعْضًا وتَنَعَّمَ وكذلِك الكَلأُ فأَمّا لائِثٌ فعَلَى وَجْهِه وأَمّا لاثٌ فقَدْ يَكُون فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقَدْ يَكُون فاعِلاً ذَهَبَتْ عينُه وأَمّا لاثِ فمَقْلُوبٌ عن لائِثٍ ووَزْنُه فالِعٌ قالَ

(لاثٍ بهِ الأشاءُ والعُبْرِيُّ ... )

وشَجَرٌ لَيِّثٌ كلاثٍ والْتاثَ وأَلاثَ وأَلْوَث كلاثَ وقد لاثَهُ المَطَرُ ولَوَّثَه وأَلْوَثَ الصِّلِّيانُ يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرَّطْبُ بعدَ ذلك وقد يَكُونُ في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يَكادُ يُقال في الثُّمامِ ولكن يُقالُ فيه بَقَلَ ولا يُقالُ في العَرْفَجِ أَلْوَثُ ولكِن أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه ودِيمَةٌ لَوْثاءُ تَلُوثُ النَّباتَ بَعْضَه على بَعْضٍ وكُلُّ ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُثْتَه ولَوَّثْتَه كما تَلُوثُ الطِّينَ بالتٍّ بْنِ والجِصَّ بالرَّمْلِ وإن المَجْلِسَ ليَجْمَعُ لَوِيثَةً من النّاسِ أي أَخْلاطًا لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ واحِدَةٍ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أي لَحْمٍ وسِمَنٍ قد لِيثَ بِها والمَلاثُ والمِلْوَثُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ لأنَّ الأُمُورَ تُلاثُ بهِ وتُعْصَبُ أَنْشَدَ يَعْقُوب

(هَلاّ بَكَيْتَ مَلاوِثًا ... من آلِ عَيْدِ مَنافِ)

فأَمّا قَوْلُه

(كانُوا مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصَّدِيقُ لهم ... فَقْدَ البِلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المَطَرَا)

إنَّما أَلْحَق الياءَ لإتْمامِ الجُزْءِ ولو تركه لغنى عنه واللِّثَةُ مَغْرِزُ الأَسْنانِ من هذا البابِ في قَوْلِ بَعْضِهم لأَنَّ اللَّحْمَ لِيثَ بأُصُولِها ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ أَدارَه لَها قال امْرُؤُ القيس

(إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمامَتُه ... كما يُلاثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ) ولاثَ به يَلُوثُ كَلاَذَ وإِنَّه لنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفانِ أي المَلاذُ وزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ثاءَ لاثَ هاهُنا بَدَلٌ من ذالِ لاذَ واللُّوثُ فِراخُ النَّحْلِ عن أَبِي حَنِيفَةَ

لوث

1 لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He folded a thing: (IAar, IKt:) and twisted it. (IAar.) These are the original meanings. (IAar, IKt.) b2: He turned a thing round twice; as a turban is turned round, and an إِزَار. (TA.) b3: He bound, or wound round, a turban. (K.) Yousay لَاثَ العَمِامَةَ عَلَى رَأْسِهِ, aor. and inf. n. as above, He bound, or wound round, the turban on his head. (S.) b4: لَاثَ الوَبَرَ بِالفَلْكَةِ He wound the camel's hair round the whirl of the spindle. (TA.) b5: الأَسْقِيَةُ الِتَّى تُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا The skins that are bound and tied round their mouths. (TA, from a trad.) b6: لَاثَ, aor. ـُ He (a man) went round about; syn. دَارَ. (S.) b7: لَاثَ بِشَىْءٍ He went round about a thing; syn. طاف به. (TA.) b8: لَاثَ بِهِ النَّاسُ, and ↓ الاث, The people collected around him. (TA, from a trad.) b9: لَاثَتْ قَرُنًا مِنْ قُرُونِهَا بِالدُّهْنِ She surrounded, or, as some say, intermixed [one of her locks of hair with ointment]. (TA, from a trad.) b10: لَاثَ, and ↓ الاث, and ↓ التاث, It (a plant, or tree, or herbage,) became tangled and luxuriant. (TA.) b11: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He rolled about a morsel of food in melted fat or the like. (K.) b12: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He chewed, or mumbled, a thing; syn. لَاكَ; (K;) such as a morsel of food, &c. (TA) b13: لَاثَهُ المَطَرُ, and ↓ لوّثهُ, The rain laid it, or mixed it, (i. e., a plant,) part over part. (TA.) b14: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; (K;) or لَوِثَ, [aor. ـْ inf. n. لَوَثٌ; (L;) and ↓ التاث, (S, K,) He was slow, or tardy, (S, K,) فِى عَمَلِهِ in his work, (S,) or فِى الأَمْرِ in the affair. (K.) b15: ↓ التاث He (a camel) was slow, or tardy and languid. (TA, from a trad.) b16: لَاثَ عَنْ حَاجَتِى He was slow, tardy, or tedious, in accomplishing my want. (TA.) b17: لَاثَ لَوْثًا مِنَ الكَلَامِ He twisted his speech, and did not make it plain by reason of shame. (IKt, TA, from a trad.) [Similarly, فى كَلَامِهِ ↓ التاث. (A.)] b18: لَاثَ He was slow in speech, and heavy in tongue. (TA.) b19: See 8. b20: لَاثَ الدَّارَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He kept to the house. (K.) b21: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; He mixed, and steeped, or macerated, in water. (K.) b22: لَاثَ بِهِ, aor. ـُ (inf. n. لَوْثٌ, K,) He took refuge in him; had recourse to him for protection or concealment: (S, K:) i. q. لَاذَ: (S:) accord. to Yaakoob, the ث here is a substitute for the ذ of لاَذَ. (TA.) 2 لوّث التِّبْنَ بِالقَتِّ He mixed the straw with [the kind of trefoil called] قتّ. (A.) b2: لوّث He, or it, rendered water turbid. (S.) b3: لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, He befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, (S, K,) his clothes with mud. (S.) b4: See 1 and 8.4 أَلْوَثَ see 1.

A2: أَلْوَثَتِ الأَرْضُ The land produced fresh, or green, herbage, (رَطْب, as in some copies of the K, or رُطْب, as in others and in the TA,) among that which was dry. So in the K: but in the L, as follows. الوث الصِّلِّيَانُ The صلّيان dried up, and then produced fresh, or green, shoots: and sometimes the same verb is thus used with reference to the ضَعَة and هَلْتَى and سَحَم: of the ثُمَام, one scarcely ever says الوث, but بَقَلَ; nor does one say of the الوث عَرْفَج, but ادبى, and إِمْتَعَسَ. (TA.) b2: أَلَثْتُ بِهِ مَالِى I asked him to keep my property as a deposit. (K.) From اللَّوْثُ “ the taking refuge. ” (TA.) b3: لَمْ يُلِثْ, in a verse of El-'Ajjáj, He, or it, did not make to delay. (TA.) 5 تلوّث It (a garment) was, or became, befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, with mud. (Msb.) b2: تلوّث بِالْأَمْرِ [app., He was confused, or perplexed, by the affair]. (Lth.) 8 التاث: see 1. b2: It was, or became, collected together. (TA) b3: التاث; (S, K;) and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; (L;) It (an affair, TA,) was, or became, confused, (S, K,) intricate, and difficult. (TA.) You say التاثت عَلَيْهِ الأُموُرُ The affairs became confused, and intricate, to him: (TA:) and التاثت الخُطُوبُ [The affairs became confused]. (S.) b4: Also, both verbs, (the former accord. to the S and K, and the latter accord. to the L,) It became wound about. (S, L, K.) Yousay إِلْتَاثَتْ بِرَأْسِ القَلَمِ شَعْرَةٌ (so in one copy of the S: in another, التاث) [A hair became wound about the head, or tip, of the reed-pen: read, erroneously, by Golius, and Freytag, التاث برأس القلم شَعَرَهُ]. (S.) b5: He became strong, powerful, or vigorous. (K, TA.) b6: He became fat. (K, TA.) b7: He withheld, or restrained; syn. حَبَسَ: (K:) [but it seems rather to signify he withheld, or restrained, himself; syn. إِحْتَبَسَ; like ↓ لَاثَ]. Accord. to the K, لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, signifies the same; but it is not so: it is the same as التاث only as signifying “ it was, or became confused ”, and “ it became wound about. ” (TA.) حَلَّ مِنْ عِمَامَتِهِ لَوْثًا أَوْ لَوْثَيْنِ He loosed, or undid, a turn, or twist, or two turns, or twists, of his turban. (TA, from a trad.) A2: لَوْثٌ Strength; power; vigour: (S, K, TA:) as also ↓ لُوثَةٌ, [as in one place,] or ↓ لُوْثَةٌ, [as in another]. (TA.) A3: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْثٍ, and ↓ لُوثَةٍ A strong she-camel; a she-camel endowed with strength, or vigour: (TA:) or, the former, (L,) or the latter, (S,) a she-camel having much flesh and fat, (S, L,) with which she is bound round: (L:) or, as some say, stupid, unsteady, and hasty; syn. ذات هَوَجٍ: (S:) or, the former, a bulky she-camel; yet her bulkiness does not prevent her being swift. (Lth.) b2: رَجُلٌ ذُو لَوْثٍ A strong man. (TA.) b3: لَوْثٌ, (IAar,) or ↓ لَوْثَةٌ, (As,) Resolution of mind, (IAar, As,) and strength of mind. (IAar.) b4: لَوْتٌ, Evil, as a subst. (K.) b5: لَوْثٌ Mutual suits, or demands, with malevolences, or rancours: (K:) one says, بَيْنَهُمْ لَوْثٌ Between them are mutual suits, &c. (TK.) A4: لَوْثٌ Offsets of palm-trees. (AHn.) A5: لَوْثٌ Wounds; syn. حِرَاحَاتٌ. (K.) A6: لَوْثٌ Weak, incomplete, evidence; (Az, in Msb;) resembling what is termed دَلَالَةٌ, (Az, K,) not complete, or perfect, evidence; so accord. to Esh-Sháfi'ee: (Az.:) it is one person's giving his testimony to the fact of a slain person's declaring, before his death, that a certain person slew him; or two persons giving their testimony to the fact of there having existed enmity between them two, [i. e., the slain person and the person accused of slaying him,] or, of one's having threatened the other; and the like: it is from تَلَوَّثَ as signifying “ it was befouled, or defiled. ” (TA.) b2: See لَوَتٌ, and لُوثَةٌ.

لِيثٌ A certain plant (S, K) that winds about: the و is changed into ى on account of the kesreh before it. (S.) لَوَثٌ, or ↓ لَوْثٌ, (as in different copies of the S) Languor; flaccidity; in a man. (S.) لَوِثٌ: see لَائِثٌ.

لِثَةٌ The gum, accord. to some, belongs to this art., because the flesh of the gums is bound (لِيثَ) round the roots of the teeth. (TA.) لَوْثَةٌ: see لَوْثٌ, and لُوثَةٌ.

لوثَةٌ Languor, and slowness, or tardiness. (S, K.) b2: رَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ A man slow, or tardy, and weak. (TA.) b3: لُوثَةٌ Weakness: (IAar, K:) as also ↓ لَوْثٌ. (TA.) b4: Weakness of judgment, and a repetition, or stuttering, (تَلَجْلُجٌ,) in speech. (TA, from a trad.) An impediment in speech. (Msb.) b5: لُونَةٌ (IAar, M, K) and ↓ لَوْثَةٌ (IAar, M) and ↓ لَوْثٌ (Msb) Stupidity; foolishness; paucity of sense. (IAar, M, K, Msb.) b6: لُوثَةٌ A touch, or first affection, of insanity, or diabolical possession. (S, K.) b7: لُوثَةٌ A state of excitement; syn. هَيْجٌ. (S, K.) A2: لُوثَةٌ Abundance of flesh and fat, (S, K,) in a she-camel. (S.) [See لَوْثٌ.]

A3: لُوثَةٌ A piece of rag collected together, with which one plays. (K.) لِوَاثٌ: see لُوَاثَةٌ.

لُوَاثَةٌ and ↓ لَوِيثَةٌ A company, an assembly, or a troop, (K,) of men, and of other animals. (TA.) b2: مِنَ النَّاسِ ↓ لَوِيثَةٌ A company, or an assembly, of people of different tribes; (S, K;) like لَبِيثَةٌ. (K.) A2: لُوَاثَةٌ One who, or a thing which, (الَّذِى: in the TA, الذر:) is befouled, or defiled, (يَتَلَوَّثُ) in anything. (K.) A3: لُوَاثَةٌ and ↓ لِوَاثٌ (the latter [in the CK لُوَاثٌ] is with kesr, and is mentioned in the L, without the former, on the authority of Fr, TA,) Flour [of wheat, &c.] which is sprinkled upon the table, beneath dough; (K,) to prevent the dough's adhering to the table. (TA.) لَوِيثَةٌ: see لُوَاثَةٌ.

لَيِّثٌ: see لَائِثٌ. b2: لِحْيَةٌ لَيِّثَةٌ (tropical:) A tangled beard. (TA.) b3: A beard in which half-white hairs are mixed with white: so in the K; but correctly, in which half-white, or grizzly, hairs are mixed with black. (TA.) وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الَّذِينَ يَلُوثُونَ مَعَ البَقَر إِرْفَعْ يَا غُلَامُ ضَعْ يَا غُلَامُ: respecting these words, occurring in a trad., El-Harbee says, I think the meaning to be, those to whom various kinds of food are carried round about; from اللَّوْثُ, “winding round ” a turban on the head. (IAth.) نَبَاتٌ لَائِثٌ, and ↓ لَاثٌ, and ↓ لَيِّثٌ, A tangled plant; (K;) a tangled and luxuriant plant: and in like manner, herbage: لَاثٌ is originally لَوِثٌ, or لَائِثٌ: (TA:) so also a tree.

A2: اللَّائِثُ (and اللَّيْثٌ, TA,) The lion: (K:) from لَوْثٌ

“ strength. ” (TA.) أَلْوَثُ A man slow, or tardy. (M.) b2: دِيمَةٌ لَوْثَاءُ [A lasting, or continuous, and still, rain] that lays, or mixes, the plants, part upon part, (Lth, K, TA,) like as straw is mixed with the kind of trefoil called قَتّ: (Lth, TA:) but this explanation is disapproved by AM. (TA.) b3: سَحَابَةٌ لَوْثَاءُ A slow cloud: such a cloud is the longest in raining. (AM.) b4: أَلْوَثُ Slow and heavy in tongue; (K;) slow in speech, and heavy in tongue: fem. لَوْثَاءُ, [pl. لُوتٌ]. (TA.) b5: A man weak in mind, or understanding: from لَوْثٌ, as signifying “ weak, incomplete, evidence. ” (Msb.) b6: أَلْوَثُ, like أَثْوَلُ, Stupid; foolish; of little sense; as also ↓ مُلْتَاثٌ: (TA:) stupid, foolish, or of little sense, and cowardly: pl. لُوثٌ. (IAar.) b7: Languid; flaccid: (S, K:) applied to a man. (S.) A2: Strong; powerful; vigorous. Thus the word bears two contrary significations. (K.) مَلَاثٌ [A place of refuge; a refuge]. [You say,] إِنَّهُ لَنِعْمَ المَلَاثُ لِلضِّيفَانِ Verily he is an excellent refuge for guests. (TA.) b2: مَلَاثٌ (S, K) and ↓ مِلْوَثٌ (K) (tropical:) One who is a refuge to others; a noble chief; (TA;) a nobleman; (Ks, S, K;) whom others compass, and go round about: (Ks, S:) or so called because the command is [as it were] bound round him; i. e., because affairs are connected with him: (TA:) pl. مَلَاوِثُ and مَلَاوِثَةٌ and مَلَاوِيثُ: (S, K:) the last used by poetic licence. (ISd.) مِلْوَثٌ: see مَلَاثٌ.

مُلَيَّثٌ A man (S) slow, or tardy, by reason of his fatness. (S, K.) [See also art. ليث.]

مَكَانٌ مُلَوَّثٌ and رَأْسٌ مُلَوّثٌ: see مُلَيَّثٌ in art. ليث.]

مُلْتَاثٌ: see أَلْوَثُ.

لوث: التهذيب، ابن الأَعرابي: اللَّوْثُ الطيُّ. واللوثُ: اللَّيُّ.

واللوث: الشرُّ. واللَّوْثُ: الجِراحات. واللوث: المُطالبات بالأَحْقاد.

واللَّوثُ: تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة. قال أَبو منصور: واللوث عند

الشافعي شبه الدلالة، ولا يكون بينة تامة؛ وفي حديث القسامة ذكرُ اللوثِ، وهو

أَن يشهد شاهد واحد على إِقرار المقتول، قبل أَنْ يموت، أَن فلاناً قتلني

أَو يشهد شاهدان على عداوة بينهما، أَو تهديد منه له، أَو نحو ذلك، وهو

من التَّلَوُّث التلطُّخ؛ يقال: لاثه في التراب وَلَوَّثَهُ. ابن سيده:

اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمر. لوِثَ لَوَثاً والتاثَ، وهو أَلوَثُ.

والتاث فلان في عمله أَي أَبطأَ. واللُّوثَةُ، بالضم: الاسترخاءُ والبطءُ. وفي

حديث أَبي ذر: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا التاثت راحلة

أَحدنا طعن بالسَّروة، وهي نصل صغير، وهو من اللُّوثَةِ الاسترخاءِ

والبطءِ.

ورجل ذو لُوثة: بطيءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف. ورجل فيه لُوثة أَي استرخاءٌ

وحمق، وهو رجل أَلوَثُ. ورجل أَلوث: فيه استرخاءٌ، بيِّن اللوَث؛ وديمة

لَوثاءُ.

والمُلَيَّث من الرجال: البَطيءُ لسمنه. وسحابة لوثاءٌ: بها بُطْءٌ؛

وإِذا كان السحاب بطيئاً، كان أَدوم لمطره؛ قال الشاعر:

من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم

قال الليث: اللوثاءُ التي تَلُوثُ النباتَ بعضه على بعض، كما تلوث التبن

بالقت؛ وكذلك التلوُّث بالأَمر. قال أَبو منصور: السحابة اللوثاءُ

البطيئة، والذي قاله الليث في اللوثاءِ ليس بصحيح.

الجوهري: وما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَي ما احتبس.

والأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قال طفيل الغنوي:

إِذا ما غزا لم يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ،

ولم يَشْهدِ الهيجا بأَلْوَثَ مُعْصِم

ابن الأَعرابي: اللُّوثُ جمع الأَلْوث، وهو الأَحمق الجبان؛ وقال ثمامة

بن المخبر السدوسي:

أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه،

نَفى عنه وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما

(* قوله «العرائما» كذا بالأَصل وشرح القاموس. ولعله القرائما جمع

قرامة، بالضم، العيب.)

يقول: رب أَحمق نفى كثرة ماله أَن يُحَمِّق؛ أَراد أَنه أَحمق قد زيَّنه

ماله، وجعله عند عوام الناس عاقلاً. واللُّوثة: مس جنون. ابن سيده:

واللوثة كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الحمق والاسترخاءُ والضعف، عن ابن

الأَعرابي؛ وقيل: هي، بالضم، الضعف، وبالفتح، القوَّة والشدة. وناقة ذاتُ

لَوْثة ولَوْث أَي قوة؛ وقيل: ناقة ذات لَوْثة أَي كثيرة اللحم والشحم،

ويقال: ناقة ذات هَوَج.

واللَّوْث، بالفتح: القوَّة؛ قال الأَعشى:

بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت،

فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال: لَعا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: مِن أَن أَقول لعا، قال وكذا هو في شعره،

ومعنى ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها، فلو عثرت لقلت: تَعِست وقوله: بذات لوث

متعلق بِكلَّفت في بيت قبله، وهو:

كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وشايعني

هَمِّي عليها، إِذا ما آلُها لمَعا

الأَزهري قال: أَنشدني المازني:

فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ،

فاشتدَّ ناباهُ، وغَيْرُ النابَينْ

قال: التاثَ افتعل من اللَّوث، وهو القوَّة. واللُّوثة: الهَيْج.

الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بالعقل. وقال ابن الأَعرابي:

اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الحمقة، فإِن أَردت عزمة العقل قلت: لَوْث أَي

حَزْم وقوَّة. وفي الحديث: أَن رجلاً كان به لُوثة، فكان يغبن في البيع،

أَي ضعف في رأْيه، وتلجلج في كلامه. الليث: ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة،

ولا يمنعها ذلك من السرعة. ورجل ذو لَوْث أَي ذو قوَّة. ورجل فيه لُوثة

إِذا كان فيه استرخاءٌ؛ قال العجاج يصف شاعراً غالبه فغلبه فقال:

وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي

(* قوله «رأى دوني من تجهمي إلخ» كذا بالأصل.)

أُمَّ الرُّبَيْقِ. والأُرَيْقِ المُزْنَم،

فلم يُلِثْ شَيطانَهُ تَنُهُّمي

يقول: رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني

داهية، فلم يُلِثْ أَي لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري.

والليث: الأَسد؛ زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذي هو القوة؛ قال ابن

سيده: فإِن كان ذلك، فالياءُ منقلبة عن واو، قال: وليس هذا بقويّ لأَن

الياء ثابتة في جميع تصاريفه، وسنذكره في الياء. واللَّيثُ، بالكسر: نبات

ملتف؛ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.

والأَلوث: البطِيء الكلام، الكلِيلُ اللسان، والأُنثى لَوْثاء، والفعل

كالفعل.

ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مرتين كما تُدارُ العِمامة والإِزار. ولاث

العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها؛ وفي الحديث: فحللت من

عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين. وفي حديث: الأَنبذةُ

والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط. وفي الحديث: أَنَّ امرأَة

من بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي

أَدارته؛ وقيل: خلطته. وفي الحديث، حديث ابن جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين

يَلُوثون مع البَقر ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير: قال

الحربي: أَظنه الذي يُدارُ عليهم بأَلوان الطعام، من اللَّوْث، وهو

إِدارة العمامة. وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فوقف عليه ولاث

لوثاً من كلام، فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى بابنته؛ ومعنى

لاث أَي لوى كلامه، ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به. يقال: لاث بالشيء

يلوث به إِذا أَطاف به. ولاث فلان عن حاجتي أَي أَبطأَ بها؛ قال ابن

قتيبة: أَصل اللوث الطيّ؛ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تكلم

بكلام مَطْويّ، لم يبينه للاستحياء، حتى خلا به؛ ولاث الرجل يلوثُ أَي

دار. وفلان يَلُوث بي أَي يَلُوذ بي. ولاث يلُوث لَوْثاً: لزِمَ ودار

(* قوله

«لزم ودار» كذا بالأصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار اهـ. فمعنى

لاث لزم الدار.)، عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ

من عَزَبٍ، ليس بِذِي مَلاثِ

أَي ليس بذي دارٍ يَأْوي إِليها ولا أَهل. ولاث الشجر والنبات، فهو

لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ: لبس بعضه بعضاً وتَنَعَّمَ؛ وكذلك الكلأُ، فأَما لائث

فعلى وجهه، وأَما لاثٌ فقد يكون فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وقد يكون فاعلاً

ذهبت عينه. وأَما لاثٍ فمقلوب عن لائث، مِن لاث يلوث، فهو لائثٌ، ووزنه

فالعٌ؛ قال:

لاثٍ به الأَشاءُ والعُبْريُّ

وشجر ليِّثٌ كَلاثٍ؛ والتاثَ وأَلاثَ، كَلاث؛ وقد لاثه المطرُ ولَوَّثه.

واللاَّئث واللاثُ مِن الشجر والنبات: ما قد التبس بعضه على بعض؛ تقول

العرب: نبات لائثٌ ولاثٍ، على القلب؛ وقال عدي:

ويَأْكُلْنَ ما أَغْنى الوَلِيُّ ولم يُلِثْ،

كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا

أَي لم يجعله لائثاً. ويقال: لم يُلِثْ أَي لم يلث بعضه على بعض، مِن

اللوث، وهو اللَّيّ. وقال الـوري

(* كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن

أَنه البوري نسبة إلى بور، بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهير، والله

أَعلم.): لم يُلِثْ لم يُبْطئْ. أَبو عبيد: لاثٍ بمعنى لائث، وهو الذي

بعضه فوق بعض.

وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ: يبس ثم نبت فيه الرَّطْب بعد ذلك، وقد يكون في

الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، ولا يكاد يقال في الثُّمَام، ولكن يقال

فيه: بَقَلَ، ولا يقال في العَرْفج: أَلْوَثَ، ولكن أَدْبَى وامْتَعَسَ

زِئْبِرُه.

وديمة لَوْثاءُ: تَلُوثُ النبات بعضه على بعض.

وكل ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ: فقد لُثْتَه ولَوَّثْته، كما تلوثُ الطين

بالتبن والجِصِّ بالرمل. ولَوَّث ثِيابه بالطين أَي لطَّخها. ولَوَّث

الماء: كدَّره.

الفراء: اللُّوَاثُ الدقيق الذي يُذَرُّ على الخِوانِ، لِئلا يَلْزَق به

العجين.

وفي النوادر: رأَيت لُواثة ولَوِيثةً من الناس وهُواشة أَي جماعة، وكذلك

من سائر الحيوان. واللَّوِيثَةُ، على فعِيلة: الجماعة من قبائل شتَّى.

والالتياث: الاختِلاط والالتفاف؛ يقال: الْتاثَتِ الخطُوب، والتاثَ

برأْس القلم شعَرة، وإِنَّ المجلس ليجمع لَوِيثَةً من الناس أَي أَخلاطاً

ليسوا من قبيلة واحدة. وناقة ذاتُ لَوْثٍ أَي لحم وسِمَنٍ قد لِيثَ بها.

والملاث والمِلْوَث: السيد الشريف لأَنَّ الأَمر يُلاثُ به ويُعْصَب أَي

تُقْرَنُ به الأُمور وتُعْقَدُ، وجمعه مَلاوِث. الكسائي: يقال للقوم

الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يطاف بهم ويُلاث؛ وقال:

هلاَّ بَكَيْت مَلاوِثاً

من آل عبدِ مَناف؟

ومَلاويثُ أَيضا: فأَما قول أَبي ذؤيب الهذلي، أَنشده أَبو يعقوب:

كانوا مَلاوِيثَ، فاحْتاجَ الصديقُ لهم،

فَقْدَ البلادِ، إِذا ما تُمْحِلُ، المطرا

قال ابن سيده: إِنما أَلحق الياء لاتمام الجزء، ولو تركه لَغَنِيَ عنه؛

قال ابن بري: فَقْدَ مفعول من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمَّا هلكوا،

كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت؛ وكذلك المَلاوِثَة؛ وقال:

منَعْنَا الرِّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه،

بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد

وفي الحديث: فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس أَي اجتمعوا حوله؛ يقال:

لاث به يلوث وأَلاث، بمعنى.

واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، من هذا الباب في قول بعضهم، لأَن اللحم

لِيثَ بأُصولها.

ولاث الوَبَر بالفَلْكة: أَداره بها؛ قال امرؤ القيس:

إِذا طَعَنْتُ به، مالتْ عِمامتُهُ،

كما يُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ

ولاث به يلوث: كلاذ. وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضَّيفان أَي المَلاذ؛

وزعم يعقوب أَن ثاء لاث ههنا بدل من ذال لاذ؛ يقال: هو يلوذ بي ويلوث.

واللُّوث: فِراخ النَّحْل، عن أَبي حنيفة.

لوث
: ( {اللَّوْثُ: القُوَّةُ) والشِّدّة، قَالَ الأَعْشَي:
بِذَاتِ} لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرَتْ
فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا من أَنْ يُقَالَ: لَعَا
وناقَةٌ ذَاتُ {لَوْثَةٍ} ولَوْثٍ، أَي قُوَّةٍ. وَفِي اللِّسَان: وناقَةٌ ذتُ لَوْثٍ، أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ، قد {لِيثَ بهَا.
وَعَن اللَّيْثِ: ناقَةٌ ذتُ لَوْث: وَهِي الضَّخْمَةُ وَلَا يمنَعُهَا ذالك من السُّرْعة.
وَرجل ذُو لَوْثٍ، أَي وقُوّةٍ.
(و) اللَّوْثُ (: عَصْبُ العِمَامَةِ) .
} ولاثَ الشَّيْءَ {لَوْثاً: أَدارَهُ مرَّتينِ، كَمَا تُدار العِمَامةُ والإِزارُ.
ولاثَ العِمَامَةَ على رَأْسِه} يَلُوثُها لَوْثاً، أَي عَصَبَها، وَفِي الحَدِيث:
(فَحَلَلْتُ من عِمَامَتِي لَوْثاً أَو {لَوْثَيْنِ) أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ.
وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: أَصلُ اللَّوْثِ الطَّيّ،} لُثْتُ العِمَامَةَ {أَلُوثُها لَوْثاً.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: اللَّوْثُ: الطَّيُّ، واللَّوْثُ: اللَّيُّ.
(و) اللَّوْثُ (: الشَّرُّ) .
(و) اللَّوْثُ: (اللَّوْذُ) ،} لاثَ بِه {يَلُوثُ، كلاَذَ، وإِنّه لَنِعْمَ} المَلاَثُ للضِّيفانِ، أَي المَلاذُ، وزعمَ يعقوبُ أَنّ ثاءَ لاثَ هَا هُنا بَدَلٌ من ذَالِ لاذَ، يُقَال: هُوَ! يَلُوثُ بِي ويَلُوذُ.
(و) اللَّوْثُ (: الجِرَاحاتُ) .
(و) اللَّوْثَ (المُطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ) .
قَالَ أَبو مَنْصُور: (و) اللَّوْثُ عِنْد الشّافِعيّ: (شِبْه الدَّلاَلَةِ) وَلَا يكونُ بَيِّنَةً تَامّةً، وَفِي حَدِيث القَسَامَة ذُكر اللَّوْثُ، وَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ شاهِدٌ واحدٌ على إِقرارِ المَقْتُولِ قبلَ أَن يموتَ أَنَّ فُلاناً قَتَلَنِي، أَو يشهدَ شاهِدانِ على عَدَاوةٍ بَينهمَا، أَو تَهْدِيدٍ مِنْهُ لَهُ، أَو نحوِ ذالك، وَهُوَ من التَّلَوُّثِ: التَّلَطُّخِ، كَمَا سيأْتي.
(و) اللَّوْثُ (تَمْراغُ اللُّقْمَةِ فِي الإِهَالَةِ) ، وَفِي اللِّسَان وغيرهِ: تَمْرِيغُ بدل تَمْراغ، وَهُوَ بِالْفَتْح من المصادِر النّادرة.
(و) اللَّوْثُ (: لُزُومُ الدّارِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد: تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
مِنْ عَزَبٍ ليسَ بِذَي مَلاَثِ
أَي لَيْسَ بِذِي دارٍ يَأْوهي إِليها وَلَا أَهْلٍ.
(و) اللَّوْثُ (: لَوْكُ الشَّيْءِ فِي الفَمِ) كاللُّقْمَةِ وغيرِهَا.
(و) اللَّوْثُ: (البُطْءُ فِي الأَمْرِ) ، وَقد {لَوِثَ} لَوَثاً، {والْتَاثَ، وَهُوَ} أَلْوَثُ، كَذَا فِي الْمُحكم.

وَقَالَ غَيره: {لاثَ فلانٌ عَن حاجَتِي، أَي أَبْطَأَ بهَا.
(} واللُّوثَةُ بالضّمّ: الاسْتِرْخَاءُ والبُطْءُ) وَرجل ذُو {لُوثَة: بَطِىءٌ مُتَمَكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ.
(و) اللُّوْثَةُ (: الحُمْقُ) ، ويُفْتَح، وذكَر الوَجْهَينِ ابنُ سِيدَهْ فِي الْمُحكم، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) اللُّوثَةُ (: الهَيْجُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، و (مَسُّ الجُنُونِ) ، وَعَن الأَصمعيّ:} اللَّوْثَةُ: الحَمْقَة، {واللَّوْثَة: العَزْمَة بالعَقْلِ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} اللُّوثَةُ {واللَّوْثَةُ بِمَعْنى الحَمْقَة، فإِن أَردت عَزْمةَ العَقْله قُلْتَ:} لَوْثٌ، أَي حَزْمٌ وقُوَّة.
وَعَن اللَّيْث: رجلٌ فِيهِ {لُوثَةٌ إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِرْخاءٌ.
(و) اللَّوْثَةُ فِي النَّاقَةِ (كَثْرَةُ اللَّحْمِ والشَّحْمِ) وَيُقَال: نَاقَةٌ ذاتُ} لَوثةٍ، إِذا كانتْ كثِيرَةَ الشَّحْمِ واللَّحْمِ.
(و) اللُّوثَةُ: (الضَّعْفُ) عَن ابنِ الأَعرابيّ، وَيفتح، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ رجُلاً كَانَ بِهِ لُوثَةٌ فَكَانَ يُغْبَنُ فِي البَيْعِ) أَي ضَعْفٌ فِي رَأَيِهِ وتَلَجْلُجٌ فِي كَلامِه.
(و) فِي الحَدِيث: (فَلَمّا انْصَرَفَ من الصَّلاةِ {لاثَ بهِ النَّاسُ) ، أَي اجْتَمَعُوا حولَهُ، يقالُ: لاثَ بهِ} يَلُوثُ، {وأَلاثَ بِمَعْنًى.
واللُّوثَةُ: (خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بِها) ، جمعُه لوثاتٌ.
(} والالْتِيَاثُ) : الاجتماعُ و (الاخْتِلاطُ) والالْتِبَاسُ، وصُعُوبةُ الأَمرِ وشِدَّتُه، من قَوْلهم {الْتاثَتْ عليهِ الأُمُورُ، إِذا الْتَبَسَتْ واخْتَلَطَتْ.
(و) } الالْتِياثُ: (الالْتِفافُ) يُقَال: {الْتَاثَت الخُطُوبُ،} والْتَاثَ برأْسِ القلمِ شَعْرَةٌ.
(و) {الالْتِياثُ: (الإِبْطَاءُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ البُطْءُ، واْلتَاثَ وَهُوَ أَلْوَثُ.
} والْتَاثَ فلانٌ فِي عمله، أَي أَبْطَأَ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي حديثِ أَبي ذَرَ: (كُنَّا معَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا {الْتاثتْ رَاحِلَةُ أَحِدِنا طَعَنَ بالسَّرْوَةِ) ، وَهِي نَصْلٌ صغيرٌ، أَي أَبْطَأَتْ واسْتَرْخَت.
(و) الالْتِيَاثُ: افتعالٌ من اللَّوْثِ، وَهُوَ (القُوَّةُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَنشد المَازِنِيّ:
} فالْتَاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَيْنْ
فاشْتَدَّ نابَاهُ وغيرُ النّابَيْنْ
(و) الالْتِيَاثُ: (السِّمَنُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ كَثْرَةُ اللّحْمِ والشّحمِ، وَقد تقدّم.
(و) الالْتِيَاثُ: (الحَبْسُ) والمُكْثُ، افتعالٌ من اللَّوْثِ، يُقَال: مَا لاَثَ فُلانٌ أَنْ غَلَب فُلاناً، أَي مَا احْتَبَس، (كالتَّلْوِيثِ) .
ظاهِر عِبَارَته أَنه يُشَارك الالْتِياثَ فِي سائرِ مَعانيه الْمَذْكُورَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، وإِنما ساتُعْمِل الوجهانِ فِي معنى الِاخْتِلَاط والالتفافِ فَقَط، صرَّحَ بِهِ ابْن مَنْظُور وغيرُه، كَمَا يَدلّ لذَلِك عبارتُه بعدُ.
( {والتَّلْوِيثُ: التَّلْطِيخُ) ، وَمِنْه اللَّوْثُ فِي القَسَامَةِ، وَقد تقدّم.
(و) } التَّلْوِيثُ: (الخَلْطُ والمَرْسُ، كاللَّوْثِ) ، وكلّ مَا خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُشْتَه ولَوَّثْتَه.
{ولَوَّثَ ثِيابَه بالطِّينِ، أَي لَطَّخَها.
ولَوَّثَ الماءَ: كَدَّرَه.
(و) من المحاز: (} المَلاَثُ) ، يُقَال: هُوَ {مَلاَثٌ من} المَلاَوِثَةِ، أَي المَلاَذُ السَّيِّد (الشّرِيف، {كالمِلْوَثِ، كمِنْبَرٍ) ، لأَنّ الأَمرَ} يُلاثُ بِهِ ويُعْصَب، أَي تُقْرَنُ بِهِ الأُمورُ وتُعْقَد، و (ج {المَلاَوِثُ) . عَن الْكسَائي: يقالُ للقومِ الأَشرافِ إِنّهُم} لَمَلاَوِثُ، أَي يُطاف بهم {ويُلاث، وَقَالَ:
هَلاّ بَكَيْت} مَلاَوِثاً
من آلِ عَبْدِ مَنَافٍ
(و) كذالك ( {المَلاوِثَة) وَقَالَ:
مَنَعْنَا الرَّعْلَ إِذْ سَلَّمْتُمُوه
بفِتْيَانِ} مَلاَوِثَةٍ جِلاَدِ
( {والمَلاَوِيثُ) فِي. قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ، أَنشده يَعقوبُ:
كانُوا مَلاَوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْ
فَقْدَ البِلادِ إِذا مَا تُمْحِلُ المَطَرَا
قَالَ ابْن سِيدَه: إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ، وَلَو تركَه لغَنِيَ عَنهُ، قَالَ ابْن بَرّيّ: (فَقْدَ) : مفعولٌ من أَجله، أَي احْتَاجَ الصّديق لَهُم لمّا هَلَكوا، كفقد البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ.
(} واللُّوَاثَةُ بالضَّم: الجَمَاعَةُ) من النَّاس، وَكَذَلِكَ من سائرِ الْحَيَوَان ( {كاللَّوِيثَةِ) ، على فَعِيلة، الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى، كَذَا فِي النّوادر، وَيُقَال: رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من النَّاس وهُوَاشَة.
(و) } اللُّوَاثَةُ (: دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ) لِئلاّ يَلْزَقَ بِهِ، ( {كاللُّوَاثِ) ، بالضّمّ، وَعَلِيهِ اقتصرَ ابنُ مَنْظُور، ونقلَه عَن الفَرّاءِ.
(و) اللُّوَاثَة أَيضاً: (الَّذِي يَتَلَوَّثُ فِي كُلِّ شَيْءٍ) ويَتَلَطَّخُ بِهِ، نَقله الصّاغَانيّ.
(} وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَت الرُّطْبَ) بضمَ فَسُكُون (فِي اليابِسِ) .
وَعبارَة اللّسان: {وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ: يَبِسَ ثمَّ نَبَتَ فِيهِ الرُّطْبُ بعد ذالك، ثمّ قَالَ: وَقد يكون فِي الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، وَلَا يكَاد يُقالُ فِي الثُّمَامِ: أَلْوَثَ، ولاكن يُقَال فِيهِ: بَقَلَ، وَلَا يُقَال فِي العَرْفَجِ:} أَلْوَثَ، وَلَكِن: أَدْبَى وامْتَعَسَ (زِئْبِرُهُ) . ( {والأَلْوَثُ: المُسْتَرْخِي، والقَوِيُّ ضِدٌّ) ، وَقد تقدّم أَن اللّوثَةَ، بِالضَّمِّ: الضَّعْفُ، وبالفَتْحِ: القُوّة والشّدّة، وَالِاسْم مِن كلَ مِنْهُمَا أَلْوَثُ، فَيكون بهاذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد.
(و) الأَلْوَثُ أَيضاً: (البَطِىءُ) الكلامِ (الثَّقِيلُ) ، وَفِي بعض الأُمهات: الكَلِيلُ (اللِّسَانِ) ، والأُنثى} لَوْثَاءُ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {واللِّيثُ بِالْكَسْرِ: نباتٌ) مُلْتَفٌّ، صَارَت الواوُ يَاء لكسرةِ مَا قَبْلَهَا.
(ولِحْيَةٌ} لَيِّثَةٌ، ككَيِّسَةٍ) : مُلْتَفّةٌ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات، فَهُوَ مَجاز، (اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَقد تكلَّم شيخُنَا على ذَلِك فَقَالَ: الأَوْلَى (شَمَطُهَا ببياضِها) ، لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة، ثمَّ الصَّوَاب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا؛ لأَن الشَّمَطَ هُوَ بياضُ الشَّيْبِ الَّذِي يَعْتَرِي الشَّعرَ، فتأَمَّلْ. انْتهى، وسيأْتي فِي لَيْث.
(ونَبَاتٌ {لائثٌ،} ولاَثٌ، {ولَيِّثٌ) ككَيِّسٍ (: الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ) والْتَبَس، وكذالك الكَلأُ، وَفِي بعض النّسخ: (على بَعْضِ) ، فأَمّا لَا ئِتٌ فعَلَى وَجْهِه، وأَمّا} لاثٌ: فقد يكونُ فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وَقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، (وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عَن لائث، من لاث يلوث فَهُوَ لائثٌ ووزنهُ فالِع) قَالَ العَجّاج:
لاثٍ بِهِ الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
وشجرٌ لَيِّثٌ، {كلاَثٍ، والْتَاثَ وأَلاثَ،} كلاَثَ.
وَقَالَ ابْن مَنْظُور: {واللاّئِثُ} واللاَّثُ من الشَّجَرِ والنّبَات: مَا قد الْتَبَس بعضُه على بعض، تَقول العَرَبُ: نباتٌ لائِتٌ ولاث، على القلْب، وَقَالَ عديّ بن زيد:
ويَلْهَدْنَ مَا أَغْنَي الوَلِيُّ وَلم! يُلِثْ
كأَنّ بحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا
أَي لم يَجْعَلْهُ لائثاً، وَيُقَال: لم يُلِثْ، أَي لم يُلِثْ بعضُهُ على بعضٍ، من اللَّوْثِ وَهُوَ اللَّيُّ.
وَقَالَ أَبو عبيد: لاثٍ بمعني لائِث، وَهُوَ الَّذِي بعضُه فوقَ بعْضٍ.
( {وأَلَثْتُ بِهِ مالِي: استَوْدَعْتُه إِيّاه) ، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعني اللَّوْذِ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً فِي حِمايَتِه.
(} والمُلَيَّثُ، كمُعَظَّمِ) من الرّجال: (البَطِيءُ لِسِمَنِهِ) .
(و) اللَّيْثُ و (اللاَّئِثُ: الأَسدُ) ، من اللَّوْثِ وَهُوَ القُوَّة، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذالك.
(و) {لاثَهُ المطرُ} ولَوَّثَه.
و (دِيمَةٌ {لَوْثَاءُ) ، وَهِي الَّتِي (تَلُوثُ النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ) كَمَا تَلُوثُ التِّبْنَ بالقَتِّ وَكَذَلِكَ التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ، كَذَا عَن اللَّيث.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: السَّحَابَة} اللَّوْثَاءُ: البَطِيئة، وإِذا كَانَ السَّحَابُ بَطِيئاً كَانَ أَدْوَمَ لِمَطَرِه، قَالَ الشَّاعر:
من لَفْحِ سارِيَة {لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ
وَالَّذِي قالَه اللَّيْث فِي اللَّوْثَاءِ لَيْسَ بصَحِيحٍ، كَذَا فِي اللّسانِ.
(و) إِن المَجلِسَ ليَجْمَعُ (} لَوِيثَةً من النَّاسِ) أَي (لَبِيثَةٌ) ، وَقد تَقَدَّم فِي محلّه، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّي، وإِعادتُه هُنَا مَعَ تقدّم قَوْله {كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ، كَمَا هُوَ ظَاهر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الأَلْوَث: الأَحْمَقُ، كالأَثْوَلِ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
إِذا مَا غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ
وَلم يَشْهَدِ الهَيْجَا! بأَلْوَثَ مُعْصِمِ
وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وَهُوَ الأَحْمَق الجَبانُ، وَقَالَ ثُمامَةُ بنُ مخبر السَّدوسيّ:
أَلاَ رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ
نَفَي عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا يَقُول: رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عِنْد عوامّ النَّاس عاقِلاً.
وَلم {يُلِثْ، فِي قَول العجاج يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه:
فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي
أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه، أَي انْتِهاري.
وَفِي حَدِيث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ (الَّتِي} تُلاثُ على أَفواهِهَا) أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُورُنِها {فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ) أَي أَدارَتْه، وَقيل: خَلَطَتْه، وَفِي حَدِيث ابنِ جَزْءٍ:
(وَيْلٌ} لِلَّوَّاثِينَ الَّذين {يَلُوثُونَ مَعَ البَقَرِ، ارفَعْ يَا غلامُ، ضَعْ يَا غُلام) قَالَ ابْن الأَثير. قَالَ الحَرْبِيّ: أَظُنّه الَّذين يُدَار عَلَيْهِم بأَلوانِ الطّعَام، من اللَّوْث وَهُوَ إِدارةُ العمامةِ.
وجاءَ رجل إِلَى أَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (} فَلاَثَ {لَوْثاً من الكَلامِ) أَي لَوَى كلاَمه، وَلم يُبَيّنه، وَلم يَشْرحْه وَلم يُصَرِّح بِهِ، يُقَال: لاَثَ بالشيْءِ} يَلُوثُ بِهِ، إِذا أَطافَ بِهِ، وَقَالَ ابْن قُتيبةَ: أَراد أَنه تَكلَّم بِكَلَام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ، حَتَّى خَلا بِهِ.
ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ، أَي دَارَ.
{واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنانِ، من هاذا الْبَاب فِي قَول بَعضهم، لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بِأُصولِهَا.
ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ: أَدارَه بهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
إِذا طَعَنْتُ بِهِ مالَتْ عِمَامَتُه
كَمَا يُلاَثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
} واللُّوثُ: فِرَاخُ النَّحْلِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وَمن المَجاز: لاَثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ، كَذَا فِي الأَساس.

سُدّ يأجُوجَ ومأجوجَ

سُدّ يأجُوجَ ومأجوجَ:
قيل: إن يأجوج ومأجوج ابنا يافث بن نوح، عليه السلام، وهما قبيلتان من خلق جاءت القراءة فيهما بهمز وبغير همز، وهما اسمان أعجميان، واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أجّت النار ومن الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة المحرق من ملوحته، ويكون التقدير يفعول ومفعول، ويجوز أن يكون يأجوج فاعولا وكذلك مأجوج، قال: هذا لو كان الاسمان عربيّين لكان هذا اشتقاقهما، فأمّا الأعجمية فلا تشتقّ من العربيّة، وروي عن الشعبي أنّه قال: سار ذو القرنين إلى ناحية يأجوج ومأجوج فنظر إلى أمّة صهب الشعور زرق العيون فاجتمع إليه منهم خلق كثير وقالوا له: أيها الملك المظفّر إنّ خلف هذا الجبل أمما لا يحصيهم إلّا الله وقد أخربوا علينا بلادنا يأكلون ثمارنا وزروعنا، قال: وما صفتهم؟ قالوا: قصار صلع عراض الوجوه، قال: وكم صنفا هم؟ قالوا: هم أمم كثيرة لا يحصيهم إلّا الله تعالى، قال: وما أساميهم؟
قالوا: أما من قرب منهم فهم ستّ قبائل: يأجوج، ومأجوج، وتاويل، وتاريس، ومنسك، وكمارى، وكلّ قبيلة منهم مثل جميع أهل الأرض، وأما من كان منّا بعيدا فإنّا لا نعرف قبائلهم وليس لهم إلينا طريق، فهل نجعل لك خرجا على أن تسدّ عليهم وتكفينا أمرهم؟ قال: فما طعامهم؟ قالوا: يقذف البحر إليهم في كلّ سنة سمكتين يكون بين رأس كلّ سمكة وذنبها مسيرة عشرة أيّام أو أكثر، قال:
ما مكّنني فيه ربي خير فأعينوني بقوّة تبذلون لي من الأموال في سدّه ما يمكن كلّ واحد منكم، ففعلوا، ثمّ أمر بالحديد فأذيب وضرب منه لبنا عظاما وأذاب النحاس ثمّ جعل منه ملاطا لذلك اللبن وبنى به الفجّ وسوّاه مع قلّتي الجبل فصار شبيها بالمصمت، وفي بعض الأخبار قال: السّدّ طريقة حمراء وطريقة سوداء من حديد ونحاس، ويأجوج ومأجوج اثنتان وعشرون قبيلة، منهم الترك قبيلة واحدة كانت خارج السدّ لما ردمه ذو القرنين فسلموا أن يكونوا خلفه، وسار ذو القرنين حتى توسط بلادهم فإذا هم على مقدار واحد، ذكرهم وأنثاهم، يبلغ طول الواحد منهم مثل نصف طول الرجل المربوع، لهم مخاليب في مواضع الأظفار ولهم أضراس وأنياب كأضراس السّباع
وأنيابها وأحناك كأحناك الإبل، وعليهم من الشعر ما يواري أجسادهم، ولكل واحد أذنان عظيمتان إحداهما على ظاهرها وبر كثير وباطنها أجرد والأخرى باطنها وبر كثير وظاهرها أجرد يلتحف إحداهما ويفترش الأخرى، وليس منهم ذكر ولا أنثى إلّا ويعرف أجله والوقت الذي يموت فيه، وذلك أنّه لا يموت حتى يلد ألف ولد، وهم يرزقون التنّين في أيّام الربيع ويستمطرونه إذا أبطأ عنهم كما نستمطر المطر إذا انقطع فيقذفون في كلّ عام بواحد فيأكلونه عامهم كلّه إلى مثله من قابل فيكفيهم على كثرتهم، وهم يتداعون تداعي الحمام ويعوون عواء الكلاب ويتسافدون حيث ما التقوا تسافد البهائم، وفي رواية أن ذا القرنين إنما عمل السدّ بعد رجوعه عنهم فانصرف إلى ما بين الصّدفين فقاس ما بينهما وهو منقطع أرض الترك ممّا يلي الشمس فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ فحفر له أساسا بلغ به الماء وجعل عرضه خمسين فرسخا وجعل حشوه الصخور وطينه النحاس المذاب يصبّ عليه، فصار عرقا من جبل تحت الأرض ثمّ علّاه وشرّفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل خلاله عرقا من نحاس أصفر فصار كأنّه برد محبّر من صفرة النحاس وسواد الحديد، فلمّا أحكمه انصرف راجعا، وأمّا ذكر التنّين فرأينا منه بنواحي حلب ما ذكرته في ترجمة كلز وجعلته حجّة على ما أورده ههنا من خبره وشجّعني على كتابته، فإن الإنسان شديد التكذيب بخبر ما لم ير مثله، روي عن شدّاد بن أفلح المقري أنّه قال: عدت عمر البكاليّ فذكرنا لون التنّين فقال عمر البكاليّ: أتدرون كيف يكون التنّين؟ قلنا: لا، قال: يكون في البرّ حيّة متمرّدة فتأكل حيّات البرّ فلا تزال تأكلها وتأكل غيرها من الهوامّ وهي تعظم وتكبر ثمّ يزيد أمرها فتأكل جميع ما تراه من الحيوان فإذا عظم أمرها ضجّت دوابّ البر منها فيرسل الله تعالى إليها ملكا فيحتملها حتى يلقيها في البحر فتفعل بدوابّ البحر مثل فعلها بدوابّ البرّ فتعظم ويزداد جسمها فتضجّ دوابّ البحر منها أيضا فيبعث الله إليها ملكا حتى يخرج رأسها من البحر فيتدلّى إليها سحاب فيحتملها فيلقيها إلى يأجوج ومأجوج، وحدّث المعلّى بن هلال الكوفي قال: كنت بالمصيصة فسمعتهم يتحدثون أن البحر ربّما مكث أيّاما وليالي تصطفق أمواجه ويسمع لها دويّ شديد فيقولون ما هذا إلّا بشيء آذى دوابّ البحر فهي تضجّ إلى الله تعالى، قال:
فتقبل سحابة حتى تغيب في البحر ثمّ تقبل أخرى حتى تعدّ سبع سحابات ثمّ ترتفع جميعا في السماء وقد حملن شيئا يرون أنّه التنّين حتى يغيب عنّا ونحن ننظر إليه يضطرب فيها فربّما وقع في البحر فتعود السحابة إلى البحر بالرعد الشديد الهائل والبرق العظيم حتى تغوص في البحر وتستخرجه ثانية فتحمله، فربما اجتاز وهو في السحاب وذنبه خارج عنها بالشجر العادي والبناء الشامخ فيضربه بذنبه فيهدم البناء من أصله ويقلع الشجر بعروقه، ولقد احتمله السحاب من بحر أنطاكية فضرب بذنبه بضعة عشر برجا من أبراج سورها فرمى بها، ويقال: إن السحاب الموكّل به يختطفه حيثما رآه كما يختطف حجر المغناطيس الحديد، فهو لا يطلع رأسه من الماء خوفا من السحاب ولا يخرج إلّا في الفرط إذا صحت الدنيا، وذكر بقراط الحكيم اليوناني في كتاب الثراء أنّه كان في بعض السواحل فبلغه أن هناك قرى كثيرة قد فشا فيها الموت فقصدها ليعرف السبب في ذلك فلمّا فحص عن الأمر إذا هو بتنّين قد احتمله السحاب من البحر فوقع على نحو عشرين فرسخا من هذه القرى فنتن
ففشا الموت فيها من نتنه فعمد ذلك الفيلسوف فجبا من أهل تلك القرى مالا عظيما واشترى به ملحا ثمّ أمر أهل تلك القرى أن يحملوه ويلقوه عليه ففعلوا ذلك حتى بطلت رائحته وكفّ الموتان عنهم، وروي عن بعضهم أنّه قصد موضعا سقط فيه فوجد طوله نحو الفرسخين وعرضه فرسخ ولونه مثل لون النمر مفلّس كفلوس السمك وله جناحان عظيمان كهيئة أجنحة السمك ورأسه مثل التلّ العظيم شبه رأس الإنسان وله أذنان مفرطتا الطول وعينان مدوّرتان كبيرتان جدّا ويتشعّب من عنقه ستّة أعناق طول كل عنق منها عشرون ذراعا في كل عنق رأس كرأس الحيّة، قلت: هذه صفة فاسدة لأنه قال أوّلا رأس كرأس الإنسان ثمّ قال ستة رؤوس كرءوس الحية، وقد نقلته كما وجدته ولكن تركه أولى، ومن مشهور الأخبار حديث سلّام الترجمان قال: إن الواثق بالله رأى في المنام أن السدّ الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج مفتوح، فأرعبه هذا المنام فأحضرني وأمرني بقصده والنظر إليه والرجوع إليه بالخبر، فضمّ إليّ خمسين رجلا ووصلني بخمسة آلاف دينار وأعطاني ديني عشرة آلاف درهم ومائتي بغل تحمل الزاد والماء، قال:
فخرجنا من سرّ من رأى بكتاب منه إلى إسحاق ابن إسماعيل صاحب أرمينية وهو بتفليس يؤمر فيه بإنفاذنا وقضاء حوائجنا ومكاتبة الملوك الذين في طريقنا بتيسيرنا، فلمّا وصلنا إليه قضى حوائجنا وكتب إلى صاحب السرير وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللّان وكتب ملك اللّان إلى فيلانشاه وكتب لنا فيلانشاه إلى ملك الخزر فوجه ملك الخزر معنا خمسة من الأدلّاء فسرنا ستّة وعشرين يوما فوصلنا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة وكنّا قد حملنا معنا خلّا لنشمّه من رائحتها بإشارة الأدلّاء، فسرنا في تلك الأرض عشرة أيّام ثمّ صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها سبعة وعشرين يوما فسألنا الأدلّاء عن سبب خراب تلك المدن فقالوا: خرّبها يأجوج ومأجوج، ثمّ صرنا إلى حصن بالقرب من الجبل الذي السّدّ في شعب منه فجزنا بشيء يسير إلى حصون أخر فيها قوم يتكلمون بالعربيّة والفارسيّة وهم مسلمون يقرؤون القرآن ولهم مساجد وكتاتيب، فسألونا من أين أقبلتم وأين تريدون، فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنين، فأقبلوا يتعجبون من قولنا ويقولون: أمير المؤمنين! فنقول:
نعم، فقالوا: أهو شيخ أم شاب؟ قلنا: شابّ، قالوا: وأين يكون؟ قلنا: بالعراق في مدينة يقال لها سرّ من رأى، قالوا: ما سمعنا بهذا قط، ثمّ ساروا معنا إلى جبل أملس ليس عليه من النبات شيء وإذا هو مقطوع بواد عرضه مائة وخمسون ذراعا، وإذا عضادتان مبنيتان ممّا يلي الجبل من جنبي الوادي عرض كلّ عضادة خمسة وعشرون ذراعا الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب، وكلّه مبني بلبن حديد مغيّب في نحاس في سمك خمسين ذراعا، وإذا دروند حديد طرفاه في العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا قد ركّب على العضادتين على كلّ واحد مقدار عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع، وفوق الدروند بناء بذلك اللبن الحديد والنحاس إلى رأس الجبل، وارتفاعه مدّ البصر، وفوق ذلك شرف حديد في طرف كلّ شرفة قرنان ينثني كلّ واحد إلى صاحبه، وإذا باب حديد بمصراعين مغلقين عرض كل مصراع ستون ذراعا في ارتفاع سبعين ذراعا في ثخن خمسة أذرع وقائمتاها في دوّارة على قدر الدروند، وعلى الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ باع، وارتفاع القفل من الأرض خمسة وعشرون ذراعا وفوق القفل نحو خمسة أذرع
غلق طوله أكثر من طول القفل، وعلى الغلق مفتاح معلق طوله سبعة أذرع له أربع عشرة دندانكة أكبر من دستج الهاون معلّق في سلسلة طولها ثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلقة المنجنيق، وارتفاع عتبة الباب عشرة أذرع في بسط مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين والظاهر منها خمسة أذرع، وهذا الذرع كلّه بذراع السواد، ورئيس تلك الحصون يركب في كلّ جمعة في عشرة فوارس مع كلّ فارس مرزبة حديد فيجيئون إلى الباب ويضرب كل واحد منهم القفل والباب ضربات كثيرة ليسمع من وراء الباب ذلك فيعلموا أن هناك حفظة ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا، وإذا ضربوا الباب وضعوا آذانهم فيسمعون من وراء الباب دويّا عظيما، وبالقرب من السدّ حصن كبير يكون فرسخا في مثله يقال إنّه يأوي إليه الصّنّاع، ومع الباب حصنان يكون كلّ واحد منهما مائتي ذراع في مثلها، وعلى بابي هذين الحصنين شجر كبير لا يدرى ما هو، وبين الحصنين عين عذبة، وفي أحدهما آلة البناء التي بني بها السدّ من القدور الحديد والمغارف وهناك بقيّة من اللبن الحديد قد التصق بعضه ببعض من الصدإ، واللبنة ذراع ونصف في سمك شبر، وسألنا من هناك هل رأوا أحدا من يأجوج ومأجوج فذكروا أنّهم رأوا منهم مرّة عددا فوق الشرف فهبّت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبنا فكان مقدار الواحد منهم في رأي العين شبرا ونصفا، فلمّا انصرفنا أخذ بنا الأدلّاء نحو خراسان فسرنا حتى خرجنا خلف سمرقند بسبعة فراسخ، قال: وكان بين خروجنا من سرّ من رأى إلى رجوعنا إليها ثمانية عشر شهرا، قد كتبت من خبر السدّ ما وجدته في الكتب ولست أقطع بصحة ما أوردته لاختلاف الروايات فيه، والله أعلم بصحته، وعلى كلّ حال فليس في صحة أمر السد ريب وقد جاء ذكره في الكتاب العزيز.

خزم

خزم

1 خَزَمَهُ, aor. ـِ (Mgh, K,) inf. n. خَزْمٌ, (JK, TA,) He pierced it, or perforated it; (JK, Mgh, K;) namely, a thing of any kind: for instance, the nose of a camel, for the [ring called]

خِزَامَة [to which the rein is attached]: and the letter of a Kádee to another Kádee; for such a letter is pierced for the سِحَآءَة [or strip of paper with which it is bound], and is then sealed [upon this strip]; and when this is done, the letter is said to be ↓ مَخْزُومٌ. (Mgh.) You say, خَزَمَ البَعِيرَ, aor. as above, (Mgh, Msb,) and so the inf. n., (Msb,) He pierced the nose of the camel (Mgh, Msb) for the خِزَامَة: (Mgh:) or خَزَمَ البَعِيرَ (S, K) بِالخِزَامَةِ, (S,) aor. and inf. n. as above, (TA,) he put the خزامة in the side of the nostril, (K,) or in the partition between the nostrils, (S,) [but the former is the more common practice,] of the camel; (S, K;) as also ↓ خزّمهُ; (K;) [or] this signifies the doing so much, or often. (TA.) [Hence,] خَزَمَ أَنْفَهُ (assumed tropical:) He brought him under, or into, subjection; rendered him submissive, tractable, or manageable. (TA.) and خَزَمْتُ الجَرَادَ فِى العُودِ I spitted the locusts in a series upon the [skewer, or] piece of stick or wood. (S.) And خَزَمَ شِرَاكَ نَعْلِهِ He pierced and tied the [thong called] شَراك [q. v.] of his sandal [app. so as to attach to it the two branches (عَضُدَا الشِّرَاكِ) of the strap that encompasses the heel]. (TA, [See also خِزَامَةٌ.]) b2: [Also He cut it. for] الخَزْمُ is syn. with القَطْعُ. (Ham p. 166.

[It is there also said to be syn. with الشد; i. e. الشَّدُّ; but this is app. a mistake for الشَّكُّ, a meaning assigned to it in the JK, agreeably with the K.]) 2 خَزَّمَ see 1.3 خازمهُ, (S,) or خازِمهُ الطَّرِيقَ, (K,) inf. n. مُخَازَمَةٌ (S in art. خصر) [and خِزَامٌ], He (a man, S) took a different way from his (another's) until they both met in one place: (S, K:) the doing so is also termed مُخَاصَرَةٌ: (S in art. خصر, and TA:) it is as though it were a rivalling, or imitating, in travelling. (TA.) Ibn-Fesweh says, إِذَا هُوَ نَحَّاهَا عَنِ القَصْدِ خَازَمَتْ بِهِ الجَوْرَ حَتَّى تَسْتَقِيمُ ضُحَى الغَدِ i. e. When he turns her, meaning his she-camel, from the right way, she pursues with him a way different from the wrong, so that she overcomes him, and takes the right way, in the early daytime of the morrow. (TA.) مُخَازَمَةٌ also signifies The act of rivalling, or imitating. (JK, TA.) And one says, لَقِيتُهُ خِزَامًا (JK, TA) and مَخَازَمَةً, (JK,) meaning I met him face to face: (TA:) or suddenly, or unexpectedly, and face to face. (JK.) 5 تخزّم الشَّوْكُ فِى رِجْلِهِ The thorns pierced his foot, or leg, and entered into it. (K, * TA.) 6 تخازم الجَيْشَانِ The two armies rivalled, or imitated, each other; or opposed each other; syn. تَعَارَضَا. (TA.) خَزَمٌ A certain kind of tree, (JK, T, S, Msb, K,) of the bark of which ropes are made: (S, Msb:) it is like the دَوْم [or Theban palm]; (K;) having branches with small dates, which become black when ripe, bitter, astringent, or disagreeable and choking; not eaten by men; but the crows are greedy of them, and come to them time after time: so says AHn.: (TA:) n. un. with ة. (S, Msb.) A2: See also خَزُومَةٌ.

خُزَمٌ: see خُزَامَى.

خُزُمٌ [a pl. of which the sing is not mentioned] Sewers of skins or hides or boots and the like; syn. خَرَّازُونَ. (TA.) خَزَمَةٌ n. un. of خَزَمٌ, explained above. (S, Msb.) b2: Also The leaves (خُوص) of the مُقْل [or Theban palm]; (JK, K;) of which are made women's أَحْفَاش [i. e. receptacles for their perfumes and other similar things, pl. of حِفْشٌ]. (TA.) إِبِلٌ خَزْمَى: see مَخْزُومٌ.

خِزَامٌ: see خِرَامَةٌ, in two places.

خَزُومٌ: see خَزُومَةٌ.

خِزَامَةٌ A ring of [goat's] hair, which is put [in the side of the nostril (see 1) or] in the partition between the nostrils of the camel, (S, Msb, * TA,) and to which is tied the rein; (S, TA;) as also ↓ خِزَامٌ: (TA, and Har p. 73:) or a بُرَة in the nose of a she-camel: (JK:) or, accord. to the K, a بُرَة which is put in the side of the nostril of the camel: but Lth says that when it is of brass it is termed بُرَة; and when of [goat's] hair, خِزَامَة: (TA:) pl. خَزَائِمُ (JK, Msb, TA) and خِزَامَاتٌ. (Msb.) [Hence,] أَعْطَى القُرْآنَ خَزَائِمَهُ: from a trad. of Abu-d-Dardà, in which it is said, مُرْهُمْ

أَنْ يُعْطُوا القُرْآنَ بِخَزَاتِمِهِمْ (tropical:) Command ye them that they submit themselves to the judgment, or decision, of the Kur-án; خزائم being here pl. of خِزَامَةٌ: (IAth, TA:) or أَعْطُوا القُرْآنَ خَزَائِمَهُ (assumed tropical:) Render ye to the Kur-án its due. (JK.) [In the present day, ↓ خِزَامٌ, vulgarly pronounced خُزَام, is applied to A woman's nose-ring, of gold or other metal.] b2: The خِزَامَة of the sandal is A slender thong which is pierced and tied between [the two thongs called] the شِرَاكَانِ [app. here meaning the عَضُدَانِ of the شِرَاك: see 1]. (K, * TA.) خُزَامَى A certain plant, (JK, K, TA,) called also ↓ خُزَمٌ, (JK,) of sweet odour: (TA:) or i. q. خِيرِىُّ البَرِّ [q. v.]; (S, Msb, K;) accord. to El-Fárábee: one of the plants of the desert: said by Az to be a certain herb of sweet odour, having a flower like that of the violet: (Msb:) [accord. to the book entitled مَا لَا يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلَهُ, as stated by Golius, a certain wild herb, having a long stalk, small leaves, red flower, and very sweet odour:] its flower is the sweetest of flowers in odour; the fumigation therewith dispels every fetid odour; the use thereof as a suppository in the vagina promotes pregnancy; and the taking it internally restores to a right state the liver and the spleen, and the brain affected with cold: (K:) [in the present day, applied to the common lavender; lavandula spica:] n. un. خُزَامَاةٌ. (TA.) خَزُومَةٌ i. q. بَقَرَةٌ [app. as meaning both A bull and a cow], (JK, S, K,) in the dial. of Hudheyl; (S;) or such as is advanced in age, and short: (M, K:) pl. ↓ خَزُومٌ, [or rather this is a coll. gen. n.,] and [the pl. is] خَزَائِمُ (JK, K) and خَزُومَاتٌ (S) and [quasi-pl. n.] ↓ خَزَمٌ. (TA.) خَزَّامٌ A maker of ropes of the bark of the tree called خَزَم. (JK, S. *) [Accord. to the K, A seller of the kind of tree called خَزَم: but this is a mistake, app. caused by an omission in the K.]

اريحٌ خَازِمٌ (assumed tropical:) A cold wind; as though it pierced through the extremities: so says Kr: A'Obeyd says خَارِمٌ: accord. to the K, both signify the same. (TA.) مُخَزَّمٌ; and its fem., with ة: see what follows, in four places.

مَخْزُومٌ Anything pierced or perforated: (S, Mgh:) applied in this sense, (JK,) or as meaning pierced and tied, (TA, [see 1,]) to the [thong, of a sandal, called] شِرَاك; (JK, TA;) or, thus applied, it means cut. (Ham p. 166.) See also 1, first sentence, for its meaning as applied to a letter. b2: Any animal having the nose pierced. (Msb.) And ↓ إِبِلٌ خَزْمَى means Camels having rings such as are termed خَزَائِم (pl. of خِزَامَة) in their nostrils; (IAar, K, TA;) as also ↓ مُخَزَّمَةٌ. (IAar, TA.) All birds, also, are said to be مَخْزُومَة, (S, K,) and ↓ مُخَزَّمَة; (K;) because perforated in the partition between the nostrils: (S, K:) and particularly the ostrich is said to be مَخْزُوم (S, K *) and ↓ مُخَزَّم. (JK, K. *) One says, ↓ مَاهُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ المُخَزَّمَةِ, meaning (tropical:) They are none others than stupid, or foolish, persons. (TA. [But كَالْأَنْعَامِ is app., here, a mistranscription for كَالنَّعَامِ; for the ostrich is proverbial for stupidity: one says أَحْمَقُ مِنْ نَعَامَةٍ “ More stupid than an ostrich: ” because, as Meyd says, when an ostrich happens to see the eggs of another ostrich, it will sit upon them, and forget its own eggs.])

خزم


خَزَمَ(n. ac. خَزْم)
a. Pierced, put a ring through ( camel's nose).
b. Spitted; strung together ( grasshoppers;
pearls ).
خَزَّمَa. see I (a)
تَخَزَّمَ
a. [Fī], Pierced, ran into (thorn).
خَزَم
Tree of the bark ( of which ropes are made).
خِزَاْمخِزَاْمَة
(pl.
خَزَاْئِمُ)
a. Camel's nosering ( made of goat's hair ).

خُزَاْمَىa. Lavender-plant.
خ ز م: (خَزَمَ) الْبَعِيرَ (بِالْخِزَامَةِ) وَهِيَ حَلْقَةٌ مِنْ شَعْرٍ تُجْعَلُ فِي وَتَرَةِ أَنْفِهِ يُشَدُّ فِيهَا الزِّمَامُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَثْقُوبٍ (مَخْزُومٌ) . وَالطَّيْرُ كُلُّهَا مَخْزُومَةٌ لِأَنَّ وَتَرَاتِ أُنُوفِهَا مَثْقُوبَةٌ. وَ (الْخُزَامَى) خِيرِيُّ الْبَرِّ. 
(خ ز م) : (خَزَمَ) الْبَعِيرَ ثَقَبَ أَنْفَهُ لِلْخِزَامَةِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَكُلُّ شَيْءٍ مَثْقُوبٍ مَخْزُومٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي إلَى الْقَاضِي يَخْزِمُهُ وَيَخْتِمُهُ لِأَنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ يُثْقَبُ للسحاءة ثُمَّ يُخْتَمُ وَكِتَابٌ مَخْزُومٌ (وَالْحَاءُ) مِنْ الْحَزْمِ بِمَعْنَى الشَّدِّ تَصْحِيفٌ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ يُكَنَّى أَبُو خَازِمٍ الْقَاضِي وَهُوَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَاضِي بَغْدَادَ.
خ ز م : الْخَزَمُ شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْ قِشْرِهِ حِبَالٌ الْوَاحِدَةُ خَزَمَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَبِمُصَغَّرِ الْوَاحِدَةِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَخَزَمْتُ الْبَعِيرَ خَزْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثَقَبْتُ أَنْفَهُ وَالْخِزَامَةُ بِالْكَسْرِ مَا يُعْمَلُ مِنْ الشَّعْرِ وَيُقَالُ لِكُلِّ مَثْقُوبِ الْأَنْفِ مَخْزُومٌ وَجَمْعُ الْخِزَامَةِ خِزَامَاتٌ وَخَزَائِمُ وَالْخُزَامَى بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَهُوَ خِيرِيُّ الْبَرِّ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الرَّائِحَةِ لَهَا نَوْرٌ كَنَوْرِ الْبَنَفْسَجِ. 
خزم الخزم الشك، شراك مخزوم. والخزامة برة في أنف الناقة، والجميع الخزائم، ونعام مخزم منه. وفي الحديث " أعطوا القرآن خزائمه " يعني حقه. وكمرة خزماء قصيرة وترتها. وفي المثل " شنشنة أعرفها من أخزم " أي قطران الماء من ذكر أخزم. وقيل قطعة من جبل. والحية الذكر أخزم. وقيل فحل كريم. والخزمة خوص المقل. والخزم شجر. والخزامى والخزم نبت. والخزام الذي يتخذ الحبال من لحاء الخزم. والخزم في الشعر أن تزيد في أول جزء حرفا. والخزوم جمع الخزومة يعني البقر، وتجمع - أيضا - خزائم. وريح خازم باردة. والمخازمة المعارضة والمضاهاة. ولقيته خزاما ومخازمة أي فجاءة ومواجهة. ورغوة خزماء. وفي المثل " أشرد من نعامة مخزومة " في سرعة العدو. والخزم الدرجة التي تدخل في حياء الناقة.
[خزم] فيه: لا "خزام" ولا زمام في الإسلام، هو جمع خزامة وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي منخري البعير، كانت بنو إسرائيل تخرم أنوفها وتخرق تراقيها ونحو ذلك من أنواع التعذيب. غ: كالخصي. نه: فوضعت عن هذه الأمة. ومنه ح: ود أبو بكر أنه وجد منه صلى الله عليه وسمل عهدًا وأنه "خزم" أنفه "بخزامة". وح: اقرأ عليهم السلام ومرهم أن يعطوا القرآن "بخزائمهم"هي جمع خزامة، يريد به الانقياد لحكم القرآن وإلقاء الأزمة إليه، ودخول الباء مع كونه متعديًا كدخوله في أعطى بيده إذا انقاد ووكل أمره إلى من أطاعه وعنا له، وفيها زيادة معنى على معنى الإعطاء المجرد، وقيل: يعطوا بفتح ياء من عطا يعطوا المتعدي إلى واحد فالمعنى أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقه كما يؤخذ البعير بخزامه. وفيه: إن الله يصنع صانع "الخزم" ويصنع كل صنعة، الخزم بالحركة شجر يتخذ من لحائه الحبال، وبالمدينة سوق يسمى سوق الخزامين يريد أنه يخلق الصناعة وصانعها نحو "والله خلقكم وما تعملون" ويريد بصانع الخزم صانع ما يتخذ منه. ج وفيه: يقود إنسانًا "بخزامة" هو ما يجعل في أنف البعير من شعر ليقاد به.
(خزم) - في حديث أبي الدَّرْداء، رضي الله عنه: "مُرْهُم أن يُعطُوا القرآن بخَزَائِمِهم" .
الخَزائم: جمع خِزامة؛ وهي ما يُجعَل في أَنفِ البَعِير يُذَلَّل به، والباء في قوله: بِخَزائِمِهِم زَائِدَة، كَقَوله:
* نَضرِبُ بالسَّيف ونرجو بالفَرَج *
والمراد به: الانقِيادُ لِحُكم القرآن وإلقاء الأَزِمَّة إليه. وقيل الخِزامة: ما كان من شَعَرٍ أو وَبَر، والبُرَةُ من خَشَب ونَحوِه.
وقد جاء في الحَدِيث: "أَنَّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أهدى جَملاً لأَبِي جَهْل، في أَنفِه بُرةٌ من فِضَّة" .
وقال غيره: خَزائِمُه: أي حَقُّه وتَمامُه، ويُنتَفَع بالبعير إذا كان مَخْزوما، أو في مَعْنَى المَخزوم، وأَصلُه شَدُّ الكِتاب بخِزامَتِه، وكل مخزوم مَثقوب.
وقيل: يعطو مفتوحة الياء من عطا يعطو، إذا تناول، وهو يتعدى إلى مفعول واحد، ويكون المعنى: أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقّه، كما يؤخذ البعير بخزامته، والأول الوجه.
خزم: خزم الرسالة: انظر لين. ويستنتج مما قاله أن النص الذي في المقدمة (2: 56، 57) نص صحيح جيد، ولذلك فقد أخطأ دي سلان إذ غيره في ترجمته. وعليك أن تقرأ مثل ذلك في الفخري (ص 130). وكذلك الدفاتر المخزومة عند المقري (2: 359) وهذا صواب قراءتها، وهي ما نسميه: كراسة، ضبر أوراق كتاب.
وخزم: حجز العصاة، وأمسك بهم (بوشر).
خَزَّم (بالتشديد): ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: حبل، خيط.
وخَزَّم: انظرها في خَرَّم.
تخزَّم: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: حبل، خيط.
خُزْمَة: خيط من ليف النخل (رولاند).
خَزْمَة: وجمعه خَزَم: حبل من الحلفاء. (فوك، الكالا، ابن العوام 1: 683). ويذكر اسبينا في مجلة الشرق والجزائر (13: 145) اسم خزمة في عداد الأمساد، وهو نوع من الحبال.
خزام: خزامي، خيري البر (بوشر). خُزَامَة = خَزَامي (انظر الكلمة) (دومب ص72، بوشر، تذكر في الشعر، ألف ليلة 1: 58).
خُزَامَي: ناردين، سنبل. ويقال أيضاً: خُزامي مبرومة (براكس مجلة الشرق والجزائر 8 و345) وسنبل خزامي (بوشر).
وخزامي: هو في حلب: الحدقي، السنبا البري، خيري البر (بوشر) وفيه ايضاً خزامة صفراء. وخزامي أياتي (؟): نبات شفوي الزهر (براكس 1: 1).
[خزم] الخَزَمُ، بالتحريك: شجر يُتَّخَذُ من لحائه الحبال، الواحدة خَزَمَةٌ. وبالمدينة سُوقٌ يقال لها سُوقُ الخزامين. والاخزم: الحية الذكر. وأخزم اسم رجل. قال الراجز:

شِنْشِنَةٌ أعرفها من أَخْزَمِ * قال أبو عبيدة: أخبرني ابن الكلبى أن هذا الشعر لابي أخزم الطائى، وهو جد حاتم طيئ أو جد جده، وكان له ابن يقال له أخزم، فمات وترك بنين، فوثبوا يوما في مكان واحد على جدهم فأدموه، فقال: إن بنى رملوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم كأنه كان عاقا. وخزمت البعير بالخِزامَةِ، وهي حَلْقة من شعَر تُجعل في وتَرة أنفِه، يُشَدُّ فيها الزمامُ. ويقال لكلِّ مثقوبٍ مَخْزومٌ. والطيرُ كلُّها مَخْزومَةٌ، لأنَّ وتَراتِ أنوفها مثقوبة، ولذلك يقال: نعامٌ مَخْزومٌ. وخَزَمْتُ الجراد في العود: نَظَمْته. وخازَمْتُ الرجل، وهو أن تأخذ في طريقٍ ويأخذ هو في طريق غيره حتَّى تلتقيا في مكانٍ واحد. والخزومة: البقرة، بلغة هذيل. قال الهذلى : إن تنتسب تنسب إلى عرق ورب أهل خزومات وشحاج صخب والخزامى: خِيريُّ البَرِّ. وقال :

وريحَ الخُزامى ونشر القطر * ومخزوم: أبو حى من قريش وهو مخزوم ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب. وبشر بن أبى خازم: شاعر من بنى أسد.
خ ز م

خزم البعير: ثقب وترة أنفه، وجعل فيها حلقة من شعر وهي الخزامة، والجمع الخزائم. قال يصف النساء:

ألا لا تبالي العيسُ من شد كورها ... عليها ولا من راعها بالخزائم

أي عطفها. وتقول: ما رأيت منك ولا من أبيك أحرم. وتلك شيشنة ورثتها من أخزم وأطيب من نفس النعامى، بين ورق الخزامى.

ومن المجاز: خزمت أنف فلان، وجعلت في أنفه الخزامة، وفي أنوفهم الخزائم إذا أذللته وتسخرته. وما هم إلا كالنعام المخزم أي حمقى، ومعنى التخزيم أن مناقيرها مثقوبة كما تثقب أنوف الإبل. قال:

سينهى ذوي الأحلام عني حلومهم ... وأرفع صوتي للنعام المخزم

أي أزجر الحمقى وأهتف بهم حتى يكفوا عني، وأما العقلاء فتكفينيهم عقولهم. وخزمت شراك نعلي: ثقبته وشددته، وشراك مخزوم. وخزمت الكتاب وكتاب مخزوم إذا ثبته للسحاة. وخازمته: خاصرته. وتخازم الجيشان: تعارضا. ولقيته خزاماً: وجاهاً. قال ابن فسوة يصف ناقته:

إذا هو نحّاها عن الفصد خازمت ... به الجور حتى تستقيم ضحى الغد أي ذهبت به خلاف الجور، كأنها تباري الجور حتى تغلبه، فتأخذ على القصد. وأعطوا القرآن خزائمه أي انقادوا له، وتقول: أطيعوا الله وعزائمه، وأعطوا القرآن خزائمه.
خزم
خزَمَ يَخزِم، خَزْمًا، فهو خازِم، والمفعول مَخْزوم
• خزَم البعيرَ: ثقب جانبَ أنفهِ ووضع فيه الخِزامة، وهي حلقة من الشَّعْر يُشَدّ بها الزِّمام "خزم اللؤلؤَ: شكّه ونظمه" ° خزَم أنفَ فلان: أذلَّه.
• خزَم الشَّيءَ: ثقبه "خزَم الكتابَ ليضمَّ صفحاته بعضها إلى بعض". 

خِزامة [مفرد]: ج خِزامات وخزائمُ: حَلْقة من الشَّعر توضع في ثقب أنف البعير، يشدّ بها الزِّمام ° جعل في أنف فلان الخِزامة: أذلَّه وسخَّره. 

خُزَامَى [جمع]: مف خُزاماة: (نت) نبت طيِّب الرِّيح، له زهر مختلف بعضُه أبيض، وبعضُه أصفر، نبات من الفصيلة الشفويّة أنواعه جميعها عطرة ذات أريج، تزرع للرائحة والتزيين "بريح خُزَامَى طَلَّة من ثيابها ... ومن أَرَج من جيِّد المِسْك ثاقبُ". 

خَزْم [مفرد]:
1 - مصدر خزَمَ.
2 - (عر) زيادة بحرف إلى أربعة أحرف تكون في أوّل البيت لا يُعتدُّ بها في التقطيع. 

خَزَم [جمع]: (نت) شجرٌ يتَّخذ من لِحائه الحبَالُ. 
خزم برة وَقَالَ [أَبُو عبيد -] فِي حَدِيث أبي بكر [رَضِي الله عَنهُ -] الَّذِي روى عَنهُ هزيل بن شُرَحْبِيل فِي وَصِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما سَأَلَ طَلْحَة بن مصرف عبد الله بن أبي أوفى: هَل أوصى رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: لَا فَقَالَ طَلْحَة: فَكيف كَانَ يَأْمر الْمُسلمين بِالْوَصِيَّةِ وَلم يوص فَقَالَ: أوصى بِكِتَاب الله قَالَ وَقَالَ هزيل بن شُرَحْبِيل: أَبُو بكر يتوثب على وَصِيّ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم ودّ أَبُو بكر أنّه وَجهه عهدا من رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه خُزِم أَنفه بِخِزامة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الخِزامَة هِيَ الْحلقَة الَّتِي تجْعَل فِي أنف الْبَعِير فَإِن كَانَت من صُفْر فَهِيَ بُرِة وَإِن كَانَت من شعر فَهِيَ خِزامة وَقَالَ غير أبي عُبَيْدَة: وَإِن كَانَت عودًا فَهِيَ خِشاش قَالَ الْأَصْمَعِي: الخِشاش مَا كَانَ فِي العَظْم والعِرانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْم فَوق المنخر والبُرَةُ مَا كَانَ فِي المنخر. [و -] قَالَ الْكسَائي: يُقَال من ذَلِك كُله: خزمت الْبَعِير وعرنته وخششته فَهُوَ مَخْزُوم ومعرون ومخشوش. قَالَ: وَيُقَال من الْبرة خَاصَّة بِالْألف: أبْرَيته فَهُوَ مُبْرا وناقة مبراة هَذَا وَحده بِالْألف وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه أهْدى مائَة بَدَنَة مِنْهَا جمل كَانَ لأبي جهل فِي أَنفه بُرّة من فضّة.
خزم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث حُذَيْفَة أَن الله يصنع صانع الخزم ويصنع كل صَنْعَة. فَإِن الخزم [شَيْء -] شَبيه بالخوص وَلَيْسَ بخوص وَبَعض النَّاس يَقُول: هُوَ خوص الْمقل وَهُوَ أدقّ مِنْهُ وألطف وَهُوَ الَّذِي يعْمل مِنْهُ أحفاش النِّسَاء. [وَفِي هَذَا الحَدِيث تَكْذِيب لقَوْل الْمُعْتَزلَة الَّذين يَقُولُونَ: إِن أَعمال الْعباد لَيست بمخلوقة وَمِمَّا يصدق قَول حُذَيْفَة ويكذب قَول أُولَئِكَ قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {وَاللَّهُ خَلَقَكُم وَمَا تَعْمَلُوْنَ} أَلا ترى أَنهم كَانُوا ينحتون الْأَصْنَام ويعملونها بِأَيْدِيهِم ثمَّ قَالَ لَهُم وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ. وَكَذَلِكَ قَول حُذَيْفَة ويصنع كل صَنْعَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث حُذَيْفَة فِي الَّذِي يجد البلل. حَدثنَا هشيم قَالَ أخبرنَا ابْن عون عَن ابْن سِيرِين عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ فِي الَّذِي يجد البلل بعد الِاسْتِبْرَاء: مَا هُوَ وَهَذَا عِنْدِي إِلَّا سَوَاء وَأخرج طرف لِسَانه. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا قد يكون فِي شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون قد أَصَابَته جَنَابَة فَبَال بعْدهَا واستبرأ واغتسل ثمَّ رأى بللا فَيَقُول: لَيْسَ ذَلِك من الْجَنَابَة إِذا كَانَ بعد الْبَوْل كَمَا رُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: إِذا اغْتسل ثمَّ رأى شَيْئا بعد ذَلِك فَإِن كَانَ بَال قبلالْغسْل فَعَلَيهِ الْوضُوء وَإِن لم يكن بَال فَهَذَا بَقِيَّة من جنابته وَعَلِيهِ إِعَادَة الْغسْل فَهَذَا أحد الْوَجْهَيْنِ وَالْوَجْه الآخر: أَن لَا تكون هَهُنَا جَنَابَة وَلكنه رجل بَال واستبرأ وَتَوَضَّأ ثمَّ رأى بللا فَيَقُول: لَيْسَ هَذَا شَيْء يذهب إِلَى مثل قَول عمر: إِنِّي أَجِدهُ يتحدّر مني مثل الخرزة فَمَا أباليه وَمثل قَول ابْن عَبَّاس: إِنَّمَا ذَلِك من الشَّيْطَان فَإِذا تَوَضَّأت فرشّ ثَوْبك فَإِن رَأَيْت شَيْئا فَقل: هُوَ مِنْهُ وَأَرَادَ حُذَيْفَة هَذَا الْمَذْهَب يَقُول: إِنَّه لَيْسَ ببول إِنَّمَا هُوَ من الشَّيْطَان] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث حُذَيْفَة أَنه قَالَ: مَا بَقِي من الْمُنَافِقين إِلَّا أَرْبَعَة فَقَالَ رجل: فَأَيْنَ الَّذين يُبَعِّقون لِقاحنا ويَنْقُبون بُيُوتنَا فَقَالَ حُذَيْفَة: أُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ مرَّتَيْنِ.
الْخَاء وَالزَّاي وَالْمِيم

خَزَم الشيءَ يَخْزِمُه خَزْماً: شكّه.

والخِزامة: بُرْةٌ تُجعل فِي أحد جَانِبي مَنْخِرَي الْبَعِير.

وَقد خَزمه يَخزِمه خَزما، وخَزّمه.

وإبل خَزْمَى: مُخَّزمة، عَن ابْن الاعرابي، وانشد: كأنّها خَزْمَى وَلم تُخزَّم وَذَلِكَ أَن النَّاقة إِذا لَقِحَت رفعت ذَنبها ورأسها فَكَأَن الْإِبِل إِذا فعلت ذَلِك خَزْمَى، أَي: مشدودة الأنُوف بالخِزامة وَإِن لم تُخزَّم.

وَالطير كلهَا مخزومة ومُخزَّمة، لِأَن وَتَرات أنُوفها مَثقوبة، وَكَذَلِكَ النَّعام، قَالَ: وارفع صَوتي للنَّعام المُخزَّم وخزامة النَّعْل: السَّير الدَّقيق الَّذِي يَخزُم بَين الشِّراكين.

وتخزَّم الشوك فِي رجله: شَكّها وَدخل فِيهَا، قَالَ القُطاميّ:

سَرى فِي جَليد الَّليل حَتَّى كَأَنَّمَا تَخزّم بالاطراف شوكُ العَقارِب

وخازَمَة الطريقَ: اخذ فِي طَرِيق، واخذ غيرُه فِي طَرِيق، حَتَّى التقيا فِي مَكَان.

وريح خازم: بَارِدَة، عَن كرَاع، قَالَ: وانشد:

تُراوِحها إمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ وَإِمَّا صَباً من آخر الَّليل خازِمُ

وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو عبيد بالراء، وَسَيَأْتِي ذكره.

والخَزَم: شَجر يُتخذ من لِحائه الحِبال.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الخَزَم: شجر مثل شجر الدَّوم سَوَاء، وَله افنان وبُسْر صغَار، يَسودُّ إِذا أينع، مُرٌّ عَفِصٌ لَا ياكله النَّاس، وَلَكِن الغِربان حريصة عَلَيْهِ تنتابه، واحدته: خَزَمَة. والخَزام: بَائِع الخزم.

وسوق الخَزامين: بِالْمَدِينَةِ، مَعْرُوف.

والخَزَمَة: خوص المُقْل تُعمل مِنْهُ احفاش النِّسَاء.

والخُزامى: نَبت طيِّب الرّيح.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخُزامى: عُشبة طَوِيلَة العيدان صَغِيرَة الورقة حَمْرَاء الزهر طيِّبة الرّيح، وَلم نجد من الزهر زهرَة

أطيب نفحة من زهرَة الخُزامي، وانشد:

لقد طرقتْ أمُّ الظِّباء سحابتي وَقد جَنضحت للغَور أُخرى الكَواكب

بريحِ خُزَاَمي طَلّةٍ من ثِيَابهَا ومِن أرَجٍ من جَيِّد المِسْك ثاقِب

والخَزُومَة: الْبَقَرَة.

وَقيل: هِيَ المُسنة القصيرة من الْبَقر.

وَالْجمع: خزائم، وخزم، وخزوم.

وَقيل: الخَزُوم، وَاحِد، وَقَوله: أَرْبَاب شَاءَ وخَزُوم ونَعَم فَيدل على انه جمعٌ على حد السَّعة وَالِاخْتِيَار، وَإِن كَانَ قد يجوز أَن يكون وَاحِدًا.

والاخزم: الحيَّة الذَّكر.

وَذكر أخزمُ: قَصير الوترة.

وكمَرة خَزْماء، كَذَلِك.

والخَزْم فِي الشِّعر: زِيَادَة حرف فِي أول الجُزء أَو حرفين، أَو حُرُوف من حُرُوف الْمعَانِي، نَحْو: الْوَاو، وبل، وَهل.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَإِنَّمَا جَازَت هَذِه الزِّيَادَة فِي أَوَائِل الابيات، كَمَا جَازَ الخرم، وَهُوَ النُّقْصَان فِي أَوَائِل الابيات، وَإِنَّمَا احتملت الزِّيَادَة أَو النُّقْصَان فِي الاوائل، لِأَن الْوَزْن إِنَّمَا يستبين فِي السّمع وَيظْهر عواره إِذا ذهبت فِي الْبَيْت.

وَقَالَ مرّة: قَالَ أَصْحَاب الْعرُوض: جَازَت الزِّيَادَة فِي أول الابيات وَلم يُعتدّ بهَا، كَمَا زيدت فِي الْكَلَام حُرُوف لَا يُعتدّ بهَا، نَحْو " مَا " فِي قَوْله تَعَالَى: (فِيمَا رَحمة من الله لِنْت لَهُم) وَالْمعْنَى: فبرحمة من الله، وَنَحْو: (لِئَلَّا يعلم أهل الْكتاب) ، مَعْنَاهُ: لِأَن يعلم أهل الْكتاب.

قَالَ: واكثر مَا جَاءَ من الخزم بحروف الْعَطف، فكأنّك إِنَّمَا تعطف بِبَيْت على بَيت، فَإِنَّمَا تحتسب بِوَزْن الْبَيْت بِغَيْر حُرُوف الْعَطف، فالخزم بِالْوَاو، كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس:

وَكَأن ثَبيراً فِي أفانين وَدْقه كبيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزمَّلِ

فقد رُويت أبياتٌ فِي هَذِه القصيدة بِالْوَاو، وَالْوَاو اجود فِي الْكَلَام، لِأَنَّك إِذا وَصفت فَقلت: كَأَنَّهُ الشَّمسُ وَكَأَنَّهُ الدّرّ، كَانَ احسن من قَوْلك: كَأَنَّهُ الشَّمْس، كَأَنَّهُ الدّرّ.

ولأنك أَيْضا إِذا لم تعطف لم يتَبَيَّن انك وَصفته بالصفين، فَلذَلِك دخل الخزم.

وَقد يَأْتِي الخزم فِي أول المصراع الثَّانِي، كَقَوْلِه، وانشده ابْن الْأَعرَابِي:

بل بُرَيقاً بتُّ أرقُبه بل لَا يُرى إِلَّا إِذا اعْتلما

فَزَاد " بل " فِي أول المصراع الثَّانِي، وَإِنَّمَا حَقه:

بل بُريقا بتُّ أرقبه لَا يُرى إِلَّا إِذا اعتلما

وَرُبمَا اعْترض فِي حَشْو النّصْف الثَّانِي بَين سَبَب ووَتِدٍ، كَقَوْل مَطَر بن اشيم:

الفخرُ اوَّله جَهلٌ وَآخره حِقدٌ إِذا تُذِكِّرتِ الأقوالُ والكَلِيمُ

" فَإِذا "، هُنَا، مُعترضة بَين السَّبب الاخر، الَّذِي هُوَ " تَفْ " وَبَين الوتد الْمَجْمُوع الَّذِي هُوَ " عِلُنْ ". وَقد يكون الخزم بِالْفَاءِ، كَقَوْلِه:

فَنَرُدُّ القِرْن بالقِرْنِ صريعَيْنَ رُدَافَي

فَهَذَا من الهزج، وَقد زيد فِي اوله حرف.

وَنَظِير الخَزم الَّذِي فِي أول الْبَيْت مَا يُلحقونه بعد تَمام الْبناء من التعدِّي والمعتدي، والغُلوّ والغالي. وَسَيَأْتِي ذكر جَمِيع ذَلِك.

والأخَزم: قِطعة من جَبل. وَأَبُو أخزم: جد حَاتِم طَيء، أَو جد جده. وَكَانَ لَهُ ابْن يُقَال لَهُ: أخزم، فَمَاتَ أخزم وَترك بَنين، فَوَثَبُوا يَوْمًا على جدهم: أبي اخزم، فادموه، فَقَالَ:

إنّ بَنيّ زمّلوني بالدّم شِنْشِنةٌ أعرفهَا من أخزم

الشنشنة: الطبيعة: اي، إِنَّهُم أشبهوا اباهم فِي طَبِيعَته وخُلُقه.

وخُزام: مَوضِع، قَالَ لَبيد:

أقْوَى فَعُرِّىَ واسطٌ فَبَرامُ من أَهله فَصُوَائِقٌ فَخُزَامُ

خزم: خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ،

حَلقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، وقيل: هي حَلقةٌ من

شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ؛ قال الليث: إن كانت

من صُفْرٍ فهي بُرَة، وإِن كانت من شعر فهي خِزامةٌ، وقال غيره: كل شيء

ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ: قال شمر: الخِزامَةُ إِذا كانت من عَقَبٍ فهي

ضانَةٌ. وفي الحديث: لا خِزامَ ولا زِمامَ؛ الخِزامُ جمع خِزامةٍ وهي حلقة

من شعر تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، كانت بنو إِسرائيل

تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها ونحو ذلك من أَنواع التعذيب، فوضعه

الله عن هذه الأُمَّةِِ، أَي لا يُفْعَلُ الخِزامُ في الإِسلام، وفي الحديث:

وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْداً

وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ. وفي حديث أَبي الدرداء: اقْرَأْ عليهم

السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا القرآن بخَزائمهم؛ قال ابن الأَثير: هي جمع

خِزامةٍ، يريد به الانقيادَ لحكم القرآن وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ،

ودخولُ الباء في خَزائمهم مع كون أَعطى يتعدَّى إِلى مفعولين كقوله أعْطى

(* قوله «كقوله أعطى إلخ» أي كدخولها في قوله أعطى إلخ وقد عبر به في

النهاية) بيده إِذا انقاد ووَكَلَ أَمْرَهُ إِلى من أطاعه وعَنَا له، قال:

وفيها بيانُ ما تضَمَّنَتْ من زيادة المعنى على معنى الإِعطاء المُجَرَّدِ،

وقيل: الباء زائدة، وقيل: يَعْطوا، بفتح الياء، من عَطا يَعْطُو إِذا

تناول، وهو يتعدى إِلى مفعول واحد، ويكون المعنى أَن يأْخذوا القرآن بتمامه

وحَقّه كما يُؤخَذُ البعيرُ بِخزامَتِه، قال: والأَول الوَجْهُ.

والمُخَزَّمُ: من نعت النَّعام، قيل له مُخَزَّمٌ لثَقْب في مِنْقارِهِ،

وقد خَزَمَهُ يَخْزِمُهُ خَزْماً وخَزَّمَه. وإِبل خَزْمَى:

مُخَزَّمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنها خَزْمَى ولم تُخَزَّمِ

وذلك أَن الناقة إِذا لقِحَتْ رفعت ذَنَبَها ورأْسها، فكأَنَّ الإِبل

إِذا فعلت ذلك خَزْمَى أَي مشدودةُ الأُنوف بالخِزامةِ وإِن لم تُخَزَّمْ.

والخَزْماءُ: الناقة المشقوقة المَنْخِرِ. ابن الأَعرابي: الخَزْماءُ

الناقة المشقوقة الخِنَّابَةِ وهي المَنْخِرُ، قال: والزَّخْماءُ

المُنْتِنَةُ الرائحة، وكل مثقوب مَخزُومٌ. وخَزَمْتُ الجَرادَ في العُود:

نَظَمْتُهُ. وخَزَمْتُ الكتاب وغيره إِذا ثَقَبْتَهُ، فهو مَخْزُومٌ. ابن

الأَعرابي: الخُزُمُ الخَرَّازونَ. وفي حديث حُذَيفة: إِن الله يصنع صانِعَ

الخَزَمِ ويصنع كلَّ صَنْعَةٍ؛ يريد أَن الله يخلق الصِّناعة وصانِعها سبحانه

وتعالى. قال أَبوعبيد: في قول حُذَيْفَةَ تَكذيبٌ لقول المعتزلة إِن

الأَعمال ليست بمخلوقة، ويصدّق قولَ حذيفة قولُ الله تعالى: والله خلقكم وما

تعملون؛ يعني نَحْتَهُمْ للأَصنام يعملونها بأَيديهم، ويريد بصانع

الخَزَمِ صانِعَ ما يُتَّخَذُ من الخَزَمِ، والطير كلها مَخْزُومَةٌ

ومُخَزَّمَةٌ لأَن وَتَراتِ أُنوفِها مثقوبة، وكذلك النَّعامُ؛ قال:

وأَرْفَعُ صوتي للنعام المُخَزَّمِ

وخِزامةُ النعلِ: السير الدقيق الذي يَخْزِمُ بين الشِّراكَيْنِ، وشِراك

مَخْزُومٌ ومَشْكوكٌ. وتَخَزَّمَ الشوكُ في رجله: شَكَّها ودخل فيها؛

قال القطاميّ:

سَرَى في جَلِيدِ اللَّيْلِ، حتى كأَنما

تَخَزَّمَ بالأَطْراف شَوْكُ العَقارِبِ

وخازَمَه الطريقَ: أَخذ في طريق وأَخذ غيره في طريق حتى التقيا في مكان

واحد، قال: وهي المُخاصَرَةُ. والمُخازَمَةُ: المعارضةُ في السير؛ قال

ابن فَسْوَةَ:

إِذا هو نَحَّاها عن القَصْدِ خازَمَتْ

به الجَوْرَ، حتى يستقيم ضُحَى الغَدِ

ذكر ناقته أَن راكبها إِذا جارَ بها عن القصد ذهبَتْ به خلاف الجَوْر

حتى تغلبه فتأْخذ على القَصد؛ وأَما قوله:

قطعتُ ما خازَمَ من مُزْوَرِّهِ

فمعناه ما عَرَضَ لي منه.

وريح خازِمٌ: باردة؛ عن كراع؛ وأَنشد:

تُراوِحُها إِمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ،

وإِمَّا صَباً، من آخِرِ الليْلِ، خازِمُ

والذي حكاه أَبو عبيد خارِمٌ، بالراء.

والخَزَمُ، بالتحريك: شجر له ليفٌ تُتَّخذ من لحائه الحبال، الواحدة

خَزَمَةٌ؛ وأَنشد قول أُميَّة:

وانْبَعَثَتْ حَرْجَفٌ يَمانِيَةٌ،

يَيْبَسُ منها الأَراكُ والخَزَمُ

وقال ساعِدَةُ:

أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ

وأَنشد ابن بري:

مثل رِشاء الخَزَمِ المُبْتَلِّ

التهذيب: الخَزَمُ شجر؛ وأَنشد الأَصمعي:

في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، ولَهُ

بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَة الخَزَمِ

أَبو حنيفة: الخَزَمُ شجر مثل شجر الدَّوْمِ سواء، وله أَفنان وبُسْرٌ

صغار، يَسْوَدّ إِذا أَيْنَعَ، مُرٌّ عَفِصٌ لا يأْكله الناس ولكن

الغرْبان حريصة عليه تَنْتابُهُ، واحدته خَزَمَةٌ. والخَزَّامُ: بائع الخَزَمِ،

وسوق الخَزَّامينَ بالمدينة معروف.

والخَزَمةُ: خُوصُ المُقْل تُعمَلُ منه أَحْفاشُ النساء.

والخُزامَى: نبت طيب الريح، واحدته خُزاماة؛ وقال أَبو حنيفة: الخُزامى

عُشْبَةٌ طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح، لها نَوْرٌ

كنَوْرِ البَنَفْسَجِ، قال: ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيبَ

نَفْحَة من نفحة الخُزامَى؛ وأَنشد:

لقد طَرَقَتْ أُمُّ الظِّباءِ سَحَابَتِي،

وقد جَنَحَتْ للغَوْرِ أُخْرى الكواكبِ

بريحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثِيابِها،

ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّدِ المِسْكِ ثاقِبِ

وهي خِيرِيُّ البَرِّ؛ قال امرؤ القيس:

كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمام،

ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ

والخَزُومَةُ: البقرة، بلغة هُذَيْلٍ؛ قال أَبو دُرَّةَ الهُذَليّ

(*

قوله «أبو درة الهذلي» كذا هو بالأصل بهذا الضبط وبالدال المهملة، وعبارة

القاموس في مادة ذر ر: وأبو ذرة الهذلي الصاهلي شاعر، أو هو بضم الدال

المهملة):

إِن يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ:

أَهْلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ

وقيل: هي المُسِنَّةُ القصيرة من البقر، والجمع خَزائمُ وخُزُمٌ

وخَزُومٌ، وقيل الخَزُومُ واحد؛ وقوله:

أَرْبابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ

يدل على أَنه جمع على حدِّ السَّعَةِ والاختيار، وإِن كان قد يجوز أَن

يكون واحداً؛ وأَنشد ابن بري لابن دارَةَ:

يا لعنةَ الله على أَهْلِ الرَّقَمْ،

أَهلِ الوَقِيرِ والحَميرِ والخُزُمْ

والأَخزم: الحَيَّةُ الذكر. وذكَرٌ أَخْزَمُ: قصير الوَتَرَةِ،

وكَمَرَةٌ خَزْماءُ كذلك؛ قال الأَزهري: الذي ذكره الليث في الكَمَرَةِ

الخَزْماءِ لا أعرفه، قال: ولم أَسمع الأَخْزَمَ في اسم الحيَّات، وقد نظرت في كتب

الحيَّات فلم أَر الأَخْزَمَ فيها؛ وقال رجل لبُنَيٍّ له أَعجبه:

شِنْشِنَةٌ أَعْرفُها من أَخْزَمِ

أَي قَطَران الماء

(* قوله «أي قطران الماء إلخ» كذا في الأصل والتكملة،

وعبارة التهذيب: أي قطرة ماء من ذكرى الأخزم) من ذَكر أَخْزَمَ، وقيل:

أَخْزَمُ قطعة من جبل. وأَبو أَخْزَمَ: جَدُّ أَبي حاتِمِ طَيِّءٍ أَو

جَدُّ جدّه، وكان له ابن يقال له أَخْزَمُ فمات أَخْزَمُ وترك بَنين فوثبوا

يوماً في مكان واحد على جدهم أَبي أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فقال:

إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُوني بالدَّمِ،

شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ،

من يَلْقَ آسادَ الرجالِ يُكْلَمِ

كأَنه كان عاقّاً، والشِّنْشِنةُ: الطبيعة أَي أَنهم أَشبهوا أَباهم في

طبيعته وخُلُقِه.

والخَزْمُ، بالزاي، في الشعر: زيادة حرف في أَول الجزء أَو حرفين أَو

حروف من حروف المعاني نحو الواو وهل وبل، والخَرْمُ: نقصان؛ قال أَبو

إِسحق: وإِنما جازت هذه الزيادة في أَوائل الأَبيات كما جاز الخَرْمُ، وهو

النقصان في أَوائل الأَبيات، وإِنما احْتُمِلَتِ الزيادةُ والنقصانُ في ا

لأَوائل لأَن الوزن إِنما يستبين في السمع ويظهر عَوارُهُ إِذا ذهبتَ في

البيت، وقال مرة: قال أَصحاب العروض جازت الزيادة في أَول الأَبيات ولم

يُعْتَدَّ بها كما زيدت في الكلام حروفٌ لا يُعْتَدُّ بها نحو ما في قوله

تعالى: فَبما رَحْمةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم؛ والمعنى فبرحمةٍ من الله، ونحو:

لئِلاَّ يعلم أَهلُ الكتاب، معناه لأَنْ يعلم أَهلُ الكتاب، قال: وأَكثر

ما جاء من الخَزْمِ بحروف العطف، فكأَنك إِنما تعطف ببيت على بيت فإِنما

تحتسب بوزن البيت بغير حروف العطف؛ فالخَزْمُ بالواو كقول امرئ القيس:

وكأَنَّ ثَبِيراً، في أَفانينِ وَدْقِهِ،

كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

فالواو زائدة، وقد رويت أَبيات هذه القصيدة بالواو، والواو أَجود في

الكلام لأَنك إِذا وَصَفْتَ فقلت كأَنه الشمسُ وكأَنه الدُّرُّ كان أَحسن من

قولك كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ، بغير واو، لأَنك أَيضاً إِذا لم تعطف

لم يَتَبَيَّنْ أَنك وصفتَه بالصفتين، فلذلك دخل الخَزْمُ؛ وكقوله:

وإِذا خَرَجَتْ من غَمْرَةٍ بعد غَمْرَةٍ

فالواو زائدة. وقد يأْتي الخَزْمُ في أَول المِصْراعِ الثاني؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُهُ،

بَلْ لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما

فزاد بَلْ في أَول المصراع الثاني وإِنما حَقُّه:

بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرقبه،

لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما

وربما اعْتَرَضَ في حَشْوِ النصف الثاني بين سَببٍ ووَتِدٍ كقول مَطرِ

بن أَشْيَمَ:

الفَخْرُ أَوَّلُهُ جَهْلٌ، وآخره

حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرَتِ الأَقوالُ والكَلِمُ

فإِذا هنا معترضة بين السبب الآخر الذي هو تَفْ وبين الوتد المجموع الذي

هو عِلُنْ؛ وقد زادوا الواو في أَول النصف الثاني في قوله:

كُلَّما رابَكَ مِنِّي رائبٌ،

ويَعْلَمُ العالِمُ مِني ما عَلِمْ

وزادوا الباء؛ قال لبيد:

والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ

بكُلِّ مَلْثومٍ، إِذا صُبَّ هَمَل

وزادوا ياء أَيضاً؛ قالوا:

يا نَفْسِ أَكْلاً واضْطِجا

عاً، يا نَفْسِ لَسْتِ بخالِدَه

والصحيح:

يا نفسِ أَكْلاً واضطجا

عاً، نَفْسِ لَسْتِ بخالده

وكقوله:

يا مَطَرُ بن ناجِيةَ بن ذِرْوَةَ إِنني

أُجْفى، وتُغْلَقُ دوننا الأَبْوابُ

وقد يكون الخَزْمُ بالفاء كقوله:

فَنَرُدّ القِرْنَ بالقِرْنِ

صَريعَيْنِ رُدافى

فهذا من الهَزَجِ، وقد زيد في أَوله حرف؛ وخَزَمُوا بِبَلْ كقوله:

بل لم تَجْزَعُوا يا آل حُجْرٍ مَجْزَعا

وقال:

هَل تَذَكَّرُونَ إِذْ نُقاتِلكُمْ،

إِذ لا يَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ

(* قوله «وقال هل تذكرون إلخ» هكذا بالأصل وفيه سقط يعلم من عبارة شارح

القاموس وعبارة صاحب التكملة فإنهما قالا وبهل كقوله هل تذكرون إلخ)

وخَزَمُوا بنَحْنُ قال:

نَحْنُ قَتَلْنا سَيِّدَ الخَزْرَ

جِ سَعْدَ بن عُبادَهْ

ونظير الخَزْمِ الذي في أَول البيت ما يُلْحِقُونَهُ بعد تمام البناء من

التَّعدِّي والمُتَعَدِّي، والغُلُوّ والغالي. والأَخْزَمُ: قطعة من

جبل. وخُزام: موضع؛ قال لبيد:

أَقْوَى فَعُرِّيَ واسِطٌ فبَرامُ،

من أَهله، فصُوائِقٌ فَخُزامُ

ومَخْزُومٌ: أَبو حَيٍّ من قُرَيْشٍ، وهو مَخْزُوم بن يَقَظَةَ بن

مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب. وبِشْرُ بن أَبي خازِمٍ: شاعر من بني

أَسَد.

قرل

قرل
قِرِلَّى [مفرد]: (حن) طائر صغير الحجم، حديد البصر، سريع الاختطاف، شديد الحذر، وهو مُلاعِبُ ظِلِّه. 
قرل: قرل (بالأسبانية grillo) : جدجد. صراصر الليل (رولاند). قرلة: ورق نبات اسمه العلمي: Sinapis Allionii يؤكل بالقاهرة وكأنه نوع من الحرف. (صفة مصر 19: 312).
عبيد قرلة: لقب يطلقونه على سكان سورت. (البكري ص6) مع تعليقه السيد دي سلان (ص438).
قرايل، والجمع قرايلات: ذكر الرجل، عضو التناسل. (الكالا).
قرال (بالأسبانية Corral) والجمع قرالات.
فناء الدواجن وبخاصة الطيور، قن، مأوى الدجاج والطيور. (الكالا) وذكر الجمع في العقد الطليطلي. (انظر سيمونيه ص355).
الْقَاف وَالرَّاء وَاللَّام

القلار، والقلاري: ضرب من التِّين، أضخم من الطبار والجميز.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي اعرابي قَالَ: هُوَ تين ابيض متوسط، ويابسه اصفر، كَأَنَّهُ يدهن بالدهان لصفائه، وَإِذا كثر لزم بعضه بَعْضًا كالتمر، وَقَالَ: نكنز مِنْهُ فِي الْحباب ثمَّ نصب عَلَيْهِ رب الْعِنَب العقيد، وَكلما تشربه فنقص زدناه حَتَّى يرْوى، ثمَّ نطين افواهها فيمكث مَا شِئْنَا السّنة والسنتين وَأكْثر، فَيلْزم بعضه بَعْضًا ويتلبد، حَتَّى يقْلع بالصياصي.

قرل: القِرِلَّى: طائر؛ وفي الأَمثال: أَحزم من قِرِلَّى، وأَخطف من

قِرِلَّى، وأَحذر من قِرِلَّى؛ قال ابن بري: القِرِلَّى طائر صغير من طيور

الماء يصيد السَمك، وقيل: إِن قِرِلَّى طير من بنات الماء صغير الجرم،

سريع الغَوْص، حديد الاختطاف، لا يُرَى إِلا مُرَفْرِفاً على وجه الماء على

جانِبٍ، يهوي بإِحدى عينيه إِلى قَعْر الماء طَمَعاً، ويرفع الأُخرى في

الهواء حَذَراً؛ وأَنشد ابن بري:

يا مَنْ جَفاني ومَلاَّ،

نَسِيت أَهْلاً وسَهْلا

ومات مَرْحَبُ لَمَّا

رأَيتَ مالِيَ قَلاَّ

إِنِّي أَظُنُّك تحكي،

بما فَعَلْتَ، القِرِلَّى

وروي في أَسْجاع ابنة الخُسّ: كُنْ حَذِراً كالقِرِلَّى، إِن رأَى خيراً

تَدَلَّى، وإِن رأَى شرًّا تَوَلَّى؛ قال الأَزهري: ما أَرى قِرِلَّى

عربيّاً؛ قال ابن بري: ويروى كُنْ بَصيراً كالقِرِلَّى، يقال: إِنه إِذا

أَبصر سمكة في قعْر البحر انقضَّ عليها كالسَّهْم، وإِن رأَى في السماء

جارحاً مَرَّ في الأَرض. ويقال: قِرِلَّى اسم رجل لا يتخلَّف عن طعام

أَحد.

قرل
القِرِلَّى، كَزِمِكَّى، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الليثُ: هُوَ طائرٌ، زَاد ابْن برّيّ: صغيرٌ من طيور الماءِ، يصيدُ السَّمَكَ سريعُ الغَوْصِ، حَديدُ الاختِطافِ، ذُو حَزمٍ لَا يُرَى إلاّ فَرِقاً، هَكَذَا هُوَ نصُّ العُبابِ، ونَصُّ اللِّسانِ: إلاّ مُرفرِفاً، على وَجه الماءِ على جانبٍ، يّهوي بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ إِلَى قَعر الماءِ طَمَعاً، ويرفَعُ الأُخرى فِي الهواءِ حَذَراً، وأَنشدَ ابنُ برّيّ:
(يَا مَنْ جفاني ومَلاّ ... نَسِيتَ أَهلاً وسَهْلاَ) (وماتَ مَرْحَبُ لَمّا ... رأَيْتَ مالِيَ قَلاّ)

(إنِّي أَظُنُّكُ تَحْكي ... بِما فَعَلْتَ القِرِلاّ)
وَمِنْه المثَلُ: أَحْزَمُ من قِرِلَّى، وأَخْطَفُ من قِرِلَّى، وأَحْذَرُ من قِرِلّى، ورُوِيَ فِي أَسْجاعِ ابْنَةِ الخُسِّ: كُنْ حَذِراً كالقِرِلّى، إِن رأَى خَيراً تدَلّى، وَإِن رأَى شَرّاً توَلّى. قَالَ ابْن برّيّ: ويُروَى: كُنْ بَصيرًا كالقِرِلّى، يُقالُ: إنَّه إِذا أَبْصَرَ سمكَةً فِي قعْرِ البحرِ انقَضَّ عَلَيْهَا كالسَّهْمِ، وَإِن رأَى فِي السّماءِ جارِحاً مَرَّ فِي الأَرضِ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القِرِلّى: كانَ مَوْلىً لحِمْيَرَ لَا يَسمَعُ بأَحَدٍ أَخَذَ شَيْئا إلاّ جاءَ إِلَيْهِ وداخلَهُ، وَلَا يتخَلَّفُ عَن طعامٍ أَحدٍ وَإِذا سمِعَ خُصومَةً لمْ يَمُرَّ بتِلْكَ الطَّريقِ، فضُرِبَ بِهِ المَثَلُ، يُقَال:: وَبِه شُبِّهَ هَذَا الطَّيرُ، كَذَا فِي شرح ديوَان أَبي نُؤاس.
والقِرِلَّى أَيضاً: حَبٌّ كالجُلُبّانِ يُؤكَلُ، مِصريَّة.

القطيعة

(القطيعة) الهجران والصد وَمِنْه ترك الْبر وَالْإِحْسَان إِلَى الْأَهْل والأقارب وَمن الشَّيْء مَا قطعته مِنْهُ والجزء من الأَرْض يملكهُ الْحَاكِم لمن يُرِيد من أَتْبَاعه منحة (ج) قطائع
القطيعة:
فلها معنيان، أحدهما أن يعمد الإمام الجائز الأمر والطاعة إلى قطعة من الأرض
يفرزها عما يجاورها، ويهبها ممن يرى، ليعمرها وينتفع بها، إما أن يجعلها منازل يسكنها ويسكنها من يشاء، وإما أن يجعلها مزدرعا ينتفع بما يحصل من غلّتها، ولا خراج عليه فيها، وربما جعل على مزدرعها خراج، وهذه حال قطائع المنصور وولده بعده ببغداد في محالّها، فمن ذلك قطيعة الربيع، وقطيعة أمّ جعفر، وقطيعة فلان، وقد ذكرت في مواضعها من الكتاب. وأما القطيعة الأخرى، فهي أن يقطع السلطان من يشاء من قوّاده وغيرهم، القرى والنواحي، ويقطع عليهم عنها شيئا معلوما يؤدّونه في كل عام، قلّ أو كثر، توفّر محصولها أو نزر، لا مدخل للسلطان معه في أكثر من ذلك.
الباب الرابع في أقوال الفقهاء في أحكام أراضي الفيء والغنيمة وكيف قسمة ذلك
قال مسلمة بن محارب: حدّثني قحذم قال: جهد زياد في سلطانه، أن يخلّص الصّلح من العنوة، فما قدر، مع قرب العهد ووجود من حضر الفتوح، فأما الحكم في ذلك، فهو أن تخمّس الغنيمة، ثم تقسم أربعة الأخماس بين الذين افتتحوها، وقال بعضهم: ذلك إلى الإمام، إن رأى أن يجعلها غنيمة فيخمّسها ويقسم الباقي كما فعله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بخيبر فذلك إليه، وإن رأى أن يجعلها فيئا، فلا يخمسها ولا يقسمها، بل تكون مقسومة على المسلمين كافّة، كما فعل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بمشورة عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومعاذ بن جبل، وأعيان الصحابة، بأرض السواد، وأرض مصر، وغيرهما مما فتحه عنوة. أخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ من شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ» 8: 41، وبذلك أشار الزبير في مصر، وبلال في الشام، وهو مذهب مالك بن أنس، فالغنيمة، على رأيهم، لأهلها دون الناس. واعتمد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعليّ بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: «ما أَفاءَ الله عَلى رَسُولِهِ من أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ» 59: 7، إلى قوله تعالى: «لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا من دِيارِهِمْ 59: 8 ... وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ من قَبْلِهِمْ 59: 9 ... وَالَّذِينَ جاؤُ من بَعْدِهِمْ» 59: 10 وبذا أخذ سفيان الثوري. فإن قسّم الأرض بين من غلب عليها، كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأراضي خيبر، صارت عشريّة وأهلها رقيقا، فإن لم يقسمها وتركها للمسلمين كافّة، فعلى رقاب أهلها الجزية، وقد عتقوا بها، وعلى الأرض الخراج، وهي لأهلها، وهو قول أبي حنيفة، رضي الله عنه، وإذا أسلم الرجل من أهل العنوة وأقرّت أرضه في يده يعمرها، فيؤدّي الخراج عنها، ولا اختلاف في ذلك لقوم، بل يكون الخراج عليه، ويزكي بقية ما تخرجه الأرض، بعد إخراج الخراج، إذا بلغ الحبّ خمسة أوسق. وروي عن عليّ، رضي الله عنه، أنه قال: لا يؤخذ من أرض الخراج إلا الخراج وحده، يقول: لا يجمع على المسلم الخراج والزكاة جميعا، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه. وقال: أبو يوسف وشريك بن عبد الله في آخرين: إذا استأجر المسلم أرضا خراجيّة، فعلى صاحب الأرض الخراج، وعلى المسلم أن يزكي أرضه إذا بلغ ما يخرج منها خمسة أوسق، وكان
الحسن رأى الخراج على ربّ الأرض، ولم ير على المستأجر شيئا. وقال أبو حنيفة وأبو يوسف:
أجرة من يقسم غلّة العشر والخراج، من أصل الكيل. وكان سفيان يرى أن أجور الخراج على السلطان وأجور العشر على أهل الأرض. وقال مالك بن أنس: أجور العشر على صاحب الأرض وأجور الخراج على الوسط. وقال مالك وأبو حنيفة وعامّة الفقهاء: إذا عطّل رجل من أهل العنوة أرضه أمر بزراعتها وأداء خراجها، فإن لم يفعل أمر أن يدفعها إلى غيره، وأما أرض العشر فلا يقال له فيها شيء إن زرعت أخذت منه الصدقة وإن أبى فهو أعلم. وقالوا: إذا بني في أرض العشر بناء من حوانيت وغيرها، فلا شيء عليه، وإن جعلها بستانا لزمه الخراج. وقال مالك بن أنس وابن أبي ذؤيب وأبو عمرو الأوزاعي: إذا أصابت الغلّات آفة، سقط الخراج عن صاحبها، وإذا كانت أرض من أراضي الخراج لعبد أو مكاتب أو امرأة، فإن أبا حنيفة قال: عليها الخراج فقط. وقال سفيان وابن أبي ذؤيب ومالك: عليها الخراج وفيما بقي من الغلّة العشر. وقال أبو يوسف في أرض موات من أرض العنوة، يحييها المسلم، إنها له، وهي أرض خراج إن كانت تشرب من ماء الخراج، وإن استنبط لها عينا، أو سقاها ماء السماء، فهي أرض عشر. وقال بشر: هي أرض عشر شربت من ماء الخراج أو غيره. وقال أبو يوسف: إن كان للبلاد سنّة أعجمية قديمة لم يغيّرها الإسلام ولم يبطلها، ثم شكاها قوم إلى الإمام، وسألوه إزالة معرّتها، فليس له أن يغيرها. وقال مالك والشافعي:
يغيّرها وإن قدمت، لأن عليه إزالة كل سنّة جائزة سنّها أحد من المسلمين، فضلا عمّا سنّ أهل الكفر. فهذا كاف في حكم أراضي الخراج.

خَطف

خَطف
) خَطِفَ الشَّيْءَ، كَسَمِعَ، يَخْطَفُه، خَطْفاً، وَهِي اللُّغَةُ الجَيِّدَةُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي التَّهْذِيبِ، وَهِي القِرَاءَةُ الجَيِّدَةُ، وَفِيه لُغَةٌ أُخْرَى حَكاهَا الأَخْفَشُ، وَهِي: خَطَفَ، يَخْطِفُ، مِنْ حَدِّ ضَرَبَ، أَو هذِه قَلِيلَةٌ، أَو رَدِيئَةٌ لَا تَكادُ تُعْرَفُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ قَالَ: وَقد قَرَأَ بهَا يُونُسُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَخْطِفُ أَبْصَارَهُمْ.
قلتُ: وأَبو رَجاء، ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، كَمَا فِي العُبَابِ، ومُجَاهِد، كَمَا فِي شَرْحِ شَيْخِنا: اسْتَلَبَهُ، وَقيل: أَخَذَهُ فِي سُرْعَةٍ واسْتِلابٍ، ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن أَقَانِيمِ التَّعْلِيمِ للخُوَيِّيّ تِلْمِيذِ الفَخْرِ الرَّازِيِّ، أَنَّ خَطِفَ، كَفَرِحَ، يَقْتَضِي التَّكْرارَ، والمَفْتُوحُ لَا يَقْتَضِيهِ، وَقَالَ شيخُنَا: وَهُوَ غَرِيبٌ لَا يُعْرَفُ لغَيْرِهِ، فَتأَمَّلْ. ومِن المَجَازِ: خَطِفَ الْبَرْقُ الْبَصَرَ، وخَطَفَهُ: ذَهَبَ بِهِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ، وَكَذَا الشُّعَاعُ، والسَّيْفُ، وكلُّ جِرْمٍ صَقِيلٍ، قَالَ: والهِندُوَانِيَّاتُ يَخْطَفْنَ الْبَصَرْ ومِن المَجَازِ: خَطِفَ الشَّيْطَانُ السَّمْعَ: اسْتَرَقَهُ، كاخْتَطَفَهُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: خَطَفَهُ، واخْتَطَفَهُ، كَمَا قَالُوا: نَزَعَهُ، وانْتَزَعَهُ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالَى: إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ وَفِي حديثِ الجِنِّ: يَخْتَطِفُونَ) السَّمْعَ أَي: يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبُونَهُ. وخَاطِفُ ظِلِّهِ طَائِرٌ، قَالَ ابْنُ سَلَمَةَ: يُقَال لَهُ: الرَّفْرَافُ، إِذا رَأَى ظِلَّهُ فِي الْمَاءِ أَقْبَلَ إِليه لِيَخْطَفَهُ، كَذَا فِي الصَّحاحِ، زَادَ فِي اللِّسَانِ: يَحْسِبُهُ صَيْداً، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْتِ:
(ورَيْطَةِ فِتْيَانٍ كَخَاطِفِ ظِلِّهِ ... جَعَلْتُ لَهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدَا)
والْخَاطِفُ: الذِّئْبُ، لاِسْتِلاَبِهِ الفَرِيسَةَ. وَفِي الحديثِ: نَهَى رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَن الْخَطْفَة، وَهِي فِي الأَصْلِ لِلمَرَّةِ الوَاحِدَةِ، ثمَّ سُمِّيَ بهَا الْعُضْو الَّذِي يَخْتَطِفُهُ السَّبُعُ، أَو يَقْتَطِعُهُ الإِنْسَانُ مِن أَعْضَاءِ الْبَهِيمَةِ الْحَيَّةِ وَهِي مَيْتَةٌ، فإِنَّ كُلَّ مَا أُبِينَ مِن الحَيَوانِ وَهُوَ حَيٌّ مِن لَحْمٍ أَو شَحْمٍ فَهُوَ لَا يَحِلُّ أَكْلُهُ، وَكَذَا مَا اخْتَطَفَ الذِّئْبُ مِن أَعْضَاءِ الشاةِ وَهِي حَيَّةٌ، مِنْ يَدٍ أَو رِجْلٍ، أَو اخْتَطَفَهُ الكلبُ مِن أَعْضَاءِ حَيَوَانِ الصَّيْدِ، مِن لَحْمٍ أَو غيرِه، والصَّيْدُ حَيٌّ، وأَصْلُ هَذَا أَنَّه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ، رَأَى النَّاسَ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ، وأَلْيَاتِ الغَنَمِ، فيَأْكُلُونَهَا. خَطَفَى، كجَمَزَى: لَقَبُ حُذَيْفَةَ، جَدِّ جَرِيرٍ الشَّاعِرِ، وَهُوَ جَرِيرُ بنُ عَطِيَّةَ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوعِ ابنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ، لُقِّبَ بقَوْلِهِ: وعَنَقاً بَعْدَ الرَّسِيمِ خَطَفَى وَفِي الصِّحاحِ: لَقَبْ عَوْفٍ، وَهُوَ جَدُّ جَرِيرِ بنِ عَطِيَّةَ بنِ عَوْفٍ الشَّاعِرِ، سُمِّى بذلك لِقَوْلِهِ: وعَنَقاً بَعْدَ الْكَلاَلِ خَطَفَى انْتهى، والصَّوابُ مَا ذَكَرْنَاهُ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ، وحَكَاهُ ابنُ بَرِّيٍّ عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وقَبْلَهُ: يَرْفَعْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا مَا أَسْدَفَا أَعْنَاقَ جِنَّانٍ وهَاماً رُجَّفَا وعَنَقاً. . إِلى آخِرِهِ. ويُرْوَى: خَيْطَفَى كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي النَّقائِضِ: خَيْطَفَى، أَي: سَرِيعاً.
والخَطَفَى: السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ، كأَنَّه يَخْتطِفُ فِي مِشْيَتِهِ عُنَقَهَ، أَي يَجْتَذِبُهُ، كالْخَيْطَفَى، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ حُذَيْفَةَ السَّابِقُ، وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(هَوَى الْخَطَفَى لَمَّا اخْتَطَفْتُ دِمَاغَهُ ... كَمَا اخْتَطَفَ الْبَازِي الْخَشَاشَ المُقَارِعُ)
وَهُوَ جَمَلٌ خَيْطَفٌ، كَهَيْكَلٍ: سَرِيعُ الْمَرِّ. وَقد خَطِفَ، كسَمِعَ، وضَرَبَ، يَخْطَفُ، ويَخْطِفُ، خَطَفاناً، هَكَذَا هُوَ بالتَّحْرِيكِ فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: خَطْفاً، بالفَتْحِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ.
والْخَاطُوفُ: شِبْهُ الْمِنْجَلِ يُشَدُّ بِحِبَالَةِ الصَّيْدِ، كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: فِي حِبَالَةِ الصَّائِدِ،)
فيُخْتَطَفُ بِه الظَّبْيُ.
وَفِي الحدِيثِ: صَحْفَةٌ فِيهَا خَطِيفَةٌ ومِلْبَنَةٌ الْخَطِيفَةُ، دَقِيقٌ يُذَرُّ عَلَيْهِ اللَّبَنُ، ثمَّ يُطْبَخُ، فيُلْعَقُ، ويُخْتَطَفُ بِالْمَلاَعِقِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ الحَبُولاءُ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الخَطِيفَةُ عندَ العَرَبِ أَن تُؤْخَذَ لُبَيْنَةٌ فتُسَخَّنَ، ثمَّ يُذَرَّ عَلَيْهِ دَقِيقَةٌ، ثمَّ تُطْبَخَ، فيَلْعَقَها النَّاسُ، ويخْتَطِفُونَهَا فِي سُرْعَةٍ والخُطَّافُ، كَرُمَّانٍ: طَائِرٌ أَسْوَدُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ العُصْفُورُ الَّذِي تَدْعُوهُ العَامَّةُ: عُصْفُورَ الجَنَّةِ، والجَمْعُ: الخَطَاطِيفُ.
وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لأَنْ أَكُونَ نَفَضْتُ يَدَيَّ مِنْ قُبُورِ بَنِيَّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقَعَ مِنِّي بَيْضُ الخُطّافِ فَيَنْكَسِرِ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: قَالَ ذَلِك شَفَقَةً ورَحْمَةً. والخُطَّافُ أَيضاً: حَدِيدَةٌ حَجْنَاءُ، تكونُ فِي جَانِبَيِ الْبَكْرَةِ، فِيهَا الْمِحْوَرُ، تُعْقَلُ بهَا البَكْرَةُ مِن جَانِبِهَا، أَو كُلُّ حَدِيدَةٍ حَجْنَاءَ: خُطَّافٌ، والجَمْعُ: خَطَاطِيفُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الخُطَّافُ: هُوَ الَّذِي يَجْرِي فِي البَكْرَةِ إِذا كَانَ مِن خَشَبٍ فَهُوَ القَعْوُ، وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(خَطَاطِيفُ حُجْنٌ فِي حِبَالٍ مَتِينَةٍ ... تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ إِلَيْكَ نَوَازِعُ)
الخُطَّافُ: فَرَسٌ كَانَ لرَجُلٍ يُقَال: لَهُ مَاعِز، فَرَّ يَوْمَ القِنْع مِن بني شَيْبَانَ، قَالَ مَطَرُ بنُ شَرِيكٍ الشَّيْبَانِيُّ:
(أَفْلَتَنَا يَعْدُو بِهِ سَابِحٌ ... يُلْهِبُ إِلْهابَ ضِرَامِ الحَرِيقْ)

(ومَر خُطَّافٌ علَى مَاعِزٍ ... والقَوْمُ فِي عِثْيَرِ نَقْعٍ وضِيقْ)
والخَطَّافُ، كَشَدَّادٍ: فَرَسٌ آخَرُ، وَهِي لعَمْرِو بنِ الحُمَامِ السُّلَمِيِّ، قَالَ فِيهِ زِيادُ بنُ هُرَيْرٍ التَّغْلَبِيُّ:
(تَرَكْنَا فَارِسَ الخَطَّافِ يَزْقُو ... صَدَاهُ بَيْنَ أَثْنَاءِ الفُرَاتِ)
تَوَلَّتْ عَنْهُ خَيْلُ بَنِي سُلَيْمٍ وَقد زَافَ الكُماةُ إِلى الكُمَاةِ ومِن المَجَازِ: رَجُلٌ أَخْطَفُ الْحَشَا، ومَخْطُوفُهُ: أَي ضَامِرُهُ، قَالَ سَاعِدَةُ الهُذَلِيُّ يَصِفُ وَعْلاً:
(مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ يَنْظُرُهَا ... مِنَ الْمَغَارِبِ مَخْطُوفُ الْحَشَا زَرِمُ)
الشُّدُوفُ: الشُّخُوصُ، والصَّوْمُ: شَجَرٌ. وَجَمَلٌ مَخْطُوفٌ: وُسِمَ سِمَةَ خُطَّافِ الْبَكَرَةِ، واسْمُ تِلْكَ السِّمَةِ: خُطَّافٌ، أَيضا، كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَعِيرٌ مُخْطَفُ الْبَطْنِ، وَكَذَا: حِمَارٌ مُخْطَفُ البَطْنِ، أَي: مَنْطَوِيهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَو مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاَحَتْهُ نَحَائِصُهُ ... بِالْقُنَّتَيْنِ كِلاَ لِيتَيْهِ مَكْدُومُ)

وخَطَافِ، كَقَطَامِ: هَضْبَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، ويُقَال: جَبَلٌ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. وخَطَافِ: اسْمُ: كَلْبَة مِن كِلابِ الصَّيْدِ، وَكَذَا كَسَابِ. ويُقَال: مَا مِن مَرَضٍ إِلاَّ وَله خُطْفٌ، بِالضَّمِّ: أَي يُبْرَأُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبو صَفْوَانَ: يُقَال: اخْتَطَفَتْهُ كَذَا فِي الأَسَاسِ، وَفِي العُبَابِ: أَخْطَفَتْهُ الْحُمَّى، وَهُوَ نَصُّ اللِّحْيَانِيِّ، عَن أَبِي صَفْوَانَ، أَي: أَقْلَعَتْ عَنْهُ، وأَنْشَدَ:
(ومَا الدَّهْرُ إِلاَّ صَرْفُ يَوْمٍ وليَلَةٍ ... فَمُخْطِفَةٌ تُنْمِى ومُقْعِصَةٌ تُصْمِى)
وأَخْطَفَ الرَّمِيَّةَ: أَخْطَأَهَا، وأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ للشَّاعِر، وَهُوَ القُطَامِيُّ: وَانْقَضَّ قد فَاتَ الْعُيُونَ الطُّرَّفَا إِذَا أَصَابَ صَيْدَهُ أَو أَخْطَفَا وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: خَطَفْتُ الشَّيْءَ: أَخَذْتُه، وأَخْطَفْتُه: أَخْطَأْتُه، وأَنْشَدَ لِلْهُذَلِيِّ:
(تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ وعَيْنُهَا ... كَعَيْنِ الْحُبَارَى أَخْطَفَتْهَا الأَجَادِلُ)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مَرَّ يَخْطِفُ خَطْفاً مُنْكَراً: أَي مَرَّ مَرٍّ اسَرِيعاً. وتَخَطَّفَه: اخْتَطَفَه، وَمِنْه قَوْلُه تَعالَى: ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ، وقَرَأَ الحَسَنُ: إِلاَّ مَنْ خَطَّفَ الْخَطْفَةَ، بالتَّشْدِيدِ، وأَصْلُهُ: اخْتَطَفَ، أُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي الطَّاءِ، وأُلْقِيَتْ حَرَكَتُهَا علَى الخاءِ، فَسَقَطَتِ الأَلِفُ، وقُرِىءَ: خِطِفَ بكَسْرِ الخاءِ والطاءِ، علَى إِتْبَاعِ كَسْرَةِ الخاءِ كَسْرَةَ الطَّاءِ، وَهُوَ ضعيفٌ جِداً.
قلتُ: وَهِي أَيضاً رِوايَةٌ عَن الحَسَنِ، وقَتادَةَ، والأَعْرَجِ، وابنِ جُبَيْرٍ.
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَفِيه وَجْهَانِ: أَحدُهما: أَن يكونُوا كَسَرُوا الخاءَ لاِنْكِسَارِ الطَّاءِ، لِلْمُطابَقَةِ واتِّفاقِ الحَرَكَتَيْنِ، والثانِي: أَنْ يُرِيدُوا: اخْتَطَفَ، فيُسْتَثْقَلُ اجْتِمَاعُ التَّاءِ والطاءِ، مُبَيَّنةً ومُدْغَمَةً، فتُحْذَفُ التَّاءُ، ثمَّ يُكْرَه الالْتِباسُ فِي قَوْلِهِمْ: اخْطِفْ، بالأَمْرِ، إِذا قَالَ: اخْطِفْ هَذَا يَا رَجُلُ، فتُحْذَفُ الأَلِفُ، لأَنَّها ليستْ مِن نَفْسِ الكلمةِ، وتُتْرَكُ الكَسْرَةُ الَّتِي كانتْ فِيهَا الخاءِ، لأَنَّه لَا يُبْتَدَأُ بسَاكِنٍ، ثمَّ تَتْبَعُ الطَّاءُ كَسْرَةَ الخَاءِ.
ورُوِيَ عَن الحَسَنِ أَنَّه قَرَأَ: يِخِطِّفُ أَبْصَارَهُمْ، بكَسْرِ الخاءِ وتَشْدِيدِ الطاءِ مَعَ الكَسْرِ، وقَرَأَهَا: يَخَطِّفُ بفَتْحِ الخاءِ وكَسْرِ الطاءِ وتَشْدِيدِها، فمَن قَرَأَ يَخَطِّفُ فالأَصْلُ يَخْتَطِفُ، ومضن كَسَرَ الخاءِ فلِسُكونِهَا وسُكُونِ الطاءِ، وَهَذَا قَوْلُ البَصْرِيِّينَ، وَقد نَازَعَهم الفَرَّاءُ فِي ذَلِك، وَرَدَّ عَلَيْهِ الزَّجّاجُ، وقَوَّى قَوْلَ البَصْرِيِّينَ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَفْسِيرِه. والخَطْفَةُ: المَرَّةُ الوَاحِدُ. والرَّضْعَةَ القَلِيلَةُ، يأْخُذُهَا الصَّبِيُّ مِن الثَّدْيِ بسُرْعَةٍ.)
والخَطِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: الاخْتِلاسُ. وسَيْفٌ مِخْطَفٌ: يَخْطِفُ البَصَرَ بلَمْعِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ: ونَاطَ بالدَّفِّ حُسَاماً مِخْطَفَا والخَاطِفُ: البَرْقُ يَأْخُذُ بالأَبْصَارِ. والخَطَّافُ، كشَدَّادٍ: الشَّيْطانُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ عليٍّ: نَفَقَتُكَ رِياءٌ وسُمْعَةٌ لِلْخَطَّافِ وَقيل: هُوَ كرُمَّانٍ، علَى أَنه جَمْعُ خَاطِفٍ، أَو تَشْبِيهاً بالخُطَّاف، لِكَلُّوبِ الحَدِيد. والخَيْطَفُ، كحَيْدَرٍ: سُرْعَةُ انْجِذَابِ السَّيْرِ، ويُقَال: عَنَقٌ خَيْطَفٌ. ومَخَالِيبُ السِّباعِ: خَطاطِيفُها، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقد نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخَطَاطِيفُ الأَسَدِ: بَرَاثِنُهُ، شُبِّهَتْ بالحَدِيدِ لِحُجْنَتِهَا، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ: إِذَا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطِيفُ كَفِّهِــرَأَى الْمَوْتَ رَأْىَ الْعَيْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرَا والخُطَّافُ، كرُمَّانٍ: الرَّجُلُ اللِّصُّ الفَاسِقُ، قَالَ أَبو النَّجْمِ: واسْتَصْبَحُوا كُلَّ عَمٍ أُمِّيِّ مِنْ كُلِّ خُطَّافٍ وأَعْرَابِيِّ وأَمَّا قَوْلُ تِلْكَ المَرْأَةِ لجَرِيرٍ: يَا ابْنَ خُطَّافٍ، فإِنَّمَا قَالَتْهُ لَهُ هَازِئَةً بِهِ. والخُطُفُ، بالضَّمِّ، وبضَمَّتَيْنِ: الضُّمْرُ، وخِفَّةُ لَحْمِ الجَنْبِ. وإِخْطَافُ الْحَشَى: انْطِوَاؤُهُ. وفَرَسٌ مُخَطُ الْحَشَى: إِذا كانَ لاَحِقَ مَا خَلْفَ المَحْزِمِ مِنْ بَطْنِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ورَجُلٌ مُخْطَفٌ، ومَخْطُوفٌ، وأَخْطَفَ الرَّجُلُ: مَرِضَ يَسِيراً ن ثُمَّ بَرَأَ سَرِيعاً. وقالَ أَبو الخَطَّابِ: خَطِفَتِ السَّفِينَةُ، وخَطَفَتْ: أَي سَارَتْ، يُقَال: خَطِفَت اليومَ مِن عُمَانَ، أَي سَارَتْ.
ويُقَال: أَخْطَفَ لي مِن حَدِثِهِ شَيْئاً ثُمَّ سَكَتَ، وَهُوَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ فِي الحَدِيثِ، ثُمَّ يَبْدُو لَهُ، فيَقْطَعُ حَدِيثَهُ، وَهُوَ الإِخْطَافُ. والخَيَاطِفُ: المَهَاوِي، واحدُهَا: خَيْطَفٌ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وَقد رُمْتَ أَمْراً يَا مُعَاوِيَ دُونَهُ ... خَيَاطِفُ عِلْوَدٍّ صِعَابٌ مَرَاتِبُهْ)
والخُطُفُ، والخُطَّفُ جمِيعاً، مِثْلُ الجُنونِ، قَالَ أُسَامَةُ الهُذَلِيُّ:
(فَجَاءَ وقَد أَوْجَتْ مِنَ الْمَوْتِ نَفْسُهُ ... بِهِ خُطُفٌ قد حَذَّرَتْهُ الْمَقَاعِدُ)
ويُرْوَى: خُطَّفٌ فإِمَّا أَن يكونَ جَمعاً كضُرَّبٍ، أَو مُفْرَداً. والإِخْطَافُ فِي الخَيْلِ: عَيْب، وَهُوَ ضِدُّ الانْتِفَاخِ، وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: الإِخْطَافُ فِي الخَيْلِ: صِغَر الجَوْفِ، وأَنْشَدَ: لَا دَنَنٌ فِيهِ ولاَ إِخْطَافُ وأَخْطَفَ السَّهْمُ: اسْتَوَى. وسِهَامٌ خَوَاطِفُ: خَوَاطِىءُ، قَالَ:)
(تَعَرَّضْنَ مَرْمَى الصَّيْدِ ثُمَّ رَمَيْنَنَا ... مِنَ النَّبْلِ لاَ بِالطَّائِشَاتِ الْخَوَاطِفِ)
وَهُوَ علَى إِرَادَةِ المُخْطِفَاتِ. ويُقَال: هَذَا سَيْفٌ يَخْطِفُ الرَّأْسَ، وَهُوَ مَجَازٌ. والحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خُطَّافٍ، كرُمّانٍ، أَبو سَلَمَةَ، عَن الزُّهْرِيِّ، مُتَّهَمٌ. وكشَدَّادٍ: غَالِبُ بنُ خَطَّافٍ القَطَّانُ، عَن الحَسَنِ.

أَفعَال المقاربة

أَفعَال المقاربة: أَفعَال وضع كل وَاحِد مِنْهَا لغَرَض الدّلَالَة على قرب حُصُول خَبره لفَاعِله فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم. ثمَّ سَبَب اعْتِقَاده ذَلِك الْقرب ومنشأه أحد الْأُمُور الثَّلَاثَة على سَبِيل الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ أَحدهَا رَجَاء الْمُتَكَلّم وطمعه بِحُصُول الْخَبَر للْفَاعِل دون الْجَزْم وَالْيَقِين بذلك الْحُصُول مثل عَسى فِي عَسى زيد يخرج فَإِنَّهُ مَوْضُوع بغرض الدّلَالَة على قرب حُصُول الْخُرُوج لزيد فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم بِسَبَب أَنه يَرْجُو ويطمع حُصُوله لَهُ وَثَانِيها إشراف الْخَبَر على حُصُوله للْفَاعِل يَعْنِي أَن الْمُتَكَلّم لما رأى إشراف الْخَبَر على حُصُوله للْفَاعِل فيعتقد بِقرب حُصُوله لَهُ ويخبر عَنهُ مثل كَاد مُحَمَّد أَن يكون رَسُولا فَإِنَّهُ مَوْضُوع بغرض الدّلَالَة على قرب حُصُول الرسَالَة لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم يَعْنِي أَنه لما رأى قبل الْبعْثَة آثَار النُّبُوَّة والرسالة لامعة على نَبينَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإشرافها على حُصُولهَا لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جزم بِقرب حُصُولهَا لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَثَالِثهَا شُرُوع الْفَاعِل فِي الْأَسْبَاب المفضية إِلَى حُصُول الْخَبَر لَهُ يَعْنِي أَن الْمُتَكَلّم لما رأى أَن الْفَاعِل شرع فِي تِلْكَ الْأَسْبَاب جزم بِقرب حُصُوله لَهُ مثل طفق فِي طفق زيد يخرج فَإِنَّهُ مَوْضُوع للدلالة على قرب حُصُول الْخُرُوج لزيد فِي اعْتِقَاد الْمُتَكَلّم بِسَبَب شُرُوع زيد فِي مَا يُفْضِي إِلَى الْخُرُوج وَيُسمى الْقرب الَّذِي سَببه الْأَمر الأول دنو الرَّجَاء وَالثَّانِي دنو الْحُصُول وَالثَّالِث دنو الْأَخْذ من قبيل إِضَافَة الْمُسَبّب إِلَى السَّبَب. وَمِمَّا أوضحنا لَك يَتَّضِح قَوْلهم أَفعَال المقاربة مَا وضع لدنو الْخَبَر رَجَاء أَو حصولا أَو أخذا فِيهِ وَإِنَّمَا سميت هَذِه الْأَفْعَال بِهَذَا الِاسْم لدلالتها على الْقرب.

شِقّ

شِقّ
الجذر: ش ق ق

مثال: رأى القادم من شِقِّ الباب
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنه لم يرد بهذا الضبط في المعاجم لهذا المعنى.
المعنى: خَرْم فيه أو خَرْق أو صَدْع

الصواب والرتبة: -رأى القادم من شَقِّ الباب [فصيحة]-رأى القادم من شِقّ الباب [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم أن الشَّق- بفتح الشين- يعني الخَرْم الواقع في الشيء. أما الشِّق- بكسر الشين- فيعني الجزء والنصف والجانب، والمعنى صحيح على أيهما.

نزل

ن ز ل: (النُّزْلُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ مَا يُهَيَّأُ لِلنَّزِيلِ وَالْجَمْعُ (الْأَنْزَالُ) . وَ (النُّزْلُ) أَيْضًا الرَّيْعُ، يُقَالُ: طَعَامٌ كَثِيرُ النُّزْلِ وَ (النَّزَلِ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (الْمَنْزِلُ) الْمَنْهَلُ وَالدَّارُ. وَ (الْمَنْزِلَةُ) مِثْلُهُ. وَالْمَنْزِلَةُ أَيْضًا الْمَرْتَبَةُ لَا تُجْمَعُ. وَ (اسْتُنْزِلَ) فُلَانٌ أَيْ حُطَّ عَنْ مَرْتَبَتِهِ. وَ (الْمُنْزَلُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الزَّايِ (الْإِنْزَالُ) ، تَقُولُ: (أَنْزِلْنِي) مُنْزَلًا مُبَارَكًا. وَ (الْمَنْزَلُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالزَّايِ (النُّزُولُ) وَهُوَ الْحُلُولُ، تَقُولُ: (نَزَلَ) يَنْزِلُ (نُزُولًا) وَ (مَنْزَلًا) . وَ (أَنْزَلَهُ) غَيْرُهُ وَ (اسْتَنْزَلَهُ) بِمَعْنًى. وَ (نَزَّلَهُ تَنْزِيلًا) . وَ (التَّنْزِيلُ) أَيْضًا التَّرْتِيبُ. وَ (التَّنَزُّلُ) الْنُّزُولُ فِي مُهْلَةٍ. وَ (النَّازِلَةُ) الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ تَنْزِلُ بِالنَّاسِ. وَ (النَّزْلَةُ) كَالزُّكَامِ، يُقَالُ: بِهِ نَزْلَةٌ وَقَدْ نُزِلْ بِضَمِّ النُّونِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] . قَالُوا: مَرَّةً أُخْرَى. وَ (النَّزِيلُ) الضَّيْفُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف: 107] قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ مِنْ نُزُولِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، يُقَالُ: مَا وَجَدْنَا عِنْدَكُمْ نُزُلًا. 

نزل


نَزَلَ(n. ac. مَنْزَل
نُزُوْل)
a. Descended, went down; fell (price).
b. [acc.
or
Bi
or
'Ala], Stopped, halted, alighted at.
c. see V (b)d. [Bi], Befell.
e.(n. ac. نُزُوْل) ['An], Left.
نَزِلَ(n. ac. نَزْلَة) [& pass. ]
a. Had a cold.
b.(n. ac. نَزَل), Grew, throve.
نَزَّلَa. Invited to alight; welcomed, lodged.
b. Made to descend; lowered; took down.
c. [acc. & 'Ala], Sent down to.
نَاْزَلَ
a. [acc. & Fī], Descended to (fight).
أَنْزَلَa. see II
تَنَزَّلَa. Descended.
b. ['An], Renounced, gave up (claim).
c. Gave (milk).
تَنَاْزَلَa. see IIIb. [Ila], Was obliging to; condescended to.
إِسْتَنْزَلَa. see II (a) (b).
c. Claimed (payment).
d. [pass.], Was deposed, degraded.
نَزْلa. Gathered, collected.

نَزْلَة
(pl.
نَزَلَات)
a. Alighting; halt, stop; descent.
b. Cold, influenza, catarrh.

نِزْلa. United, gathered; cramped (writing).
b. [ coll. ]
see 1t (b)
نُزْل
(pl.
أَنْزَاْل)
a. Food &c.; bounty, good cheer.
b. Sperm, semen genitalis.
c. see 4 (a)
نَزَلa. Growth; increase.
b. Rain.

نَزِلa. Hard (ground).
b. Haunt, resort.
c. Cramped (writing).
نُزُلa. see 3 (a)نَزَل
(a) &
مَنْزِل
(c).
مَنْزِل
(pl.
مَنَاْزِلُ)
a. Inn, hostelry.
b. Stage, halting-place; station.
c. Lodging; quarters; residence, dwelling, abode.

مَنْزِلَةa. see 18 (a)b. Rank, station; grade.
c. Dignity.
d. Place, order.

نَاْزِلa. Alighting &c.
b. [ coll. ], Sloping.
نَاْزِلَة
(pl.
نَوَاْزِلُ)
a. Accident, misfortune, calamity.

نَزَاْلَةa. Hard soil.

نِزَاْلَةa. Journey.

نُزَاْلَةa. see 3 (b)
نَزِيْل
(pl.
نُزُل)
a. Arrival, stranger, guest; settler.
b. Plentiful.
c. Complete, entire (suit).
نُزُوْلa. Descent.
b. Arrival, alighting, halt.

مَنَاْزِلُ
a. [art.], Mansions of the moon.
N. Ac.
نَزَّلَأَنْزَلَa. Revelation.

N. Ac.
تَنَزَّلَa. Dilettanteism.

N. Ac.
تَنَاْزَلَa. Obligingness; affability, blandness, suavity.
b. Condescension.

نَزَالِ
a. Come down!

نَزْلَة أُخْرَى
a. Another time.

أَرْض نَزْلَة
a. Good corn-land.

زَرْع ذُو نَزَل
a. Well-grown corn.

تَرَكْتُهُمْ عَلَى
نَزَالَاتِهِم
a. I left them well.
نزل
نزَلَ/ نزَلَ بـ/ نزَلَ على/ نزَلَ في يَنزِل، نُزُولاً، فهو

نازِل، والمفعول منزول (للمتعدِّي)
• نزَل الشَّخصُ/ نزَل الشَّيءُ: وقع، هبط من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ "نزَل المطرُ- نزلتِ الطَّائرةُ/ حرارةُ المريض- نزَل مستوى المرشَّحين- نزلتِ الفتاة من الشرفة إلى الحديقة- {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} " ° نزَلتِ الأسعارُ: هبطت، تدنّت- نزَل عليه بالسّوط: ضربه به- نزَل عن الأمر/ نزَل عن الحقّ: تركه.
• نزَل المكانَ/ نزَل بالمكانِ/ نزَل في المكانِ: حلّ به "نزل بالعاصمة- نزل في الفندق- نزل المدينةَ"? نزَل به مكروه: أصابه.
• نزَل على القوم: حلّ ضيفًا عليهم "نزَل علينا الرّجُلُ فأصبحنا له خدمًا".
• نزَل على إرادته: وافقه في رأيه "نزَل على رأي الأغلبيَّة"? نزَل على حكمه: قبله- نزَل عند رغبة فلان: وافقه وانصاع إليه. 

نزِلَ يَنزَل، نَزْلةً، فهو نَزِل
• نزِل الطِّفلُ: أصابه زُكامٌ. 

أنزلَ يُنزل، إنْزالاً، فهو مُنْزِل، والمفعول مُنْزَل
• أنزل الشَّيءَ: جعله يهبط "أنزل الحقيبةَ من فوق الرَّفِّ- أنزل اللّوحةَ المعلَّقة- أنزل حِمْلاً/ بضائعَ/ حَبْلاً- {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} ".
• أنزل الضَّيفَ: أحلّه عنده أو هيَّأ له نُزُلَه.
• أنزَل اللهُ كلامَه على أنبيائِه: أوْحَى به إليهم " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} " ° أدّاه كما أُنزِل: أدّاه على وجه التمام.
• أنزل خسائِرَ بالعدوِّ: كلَّفه وكبَّده "أنزل أضرارًا بمنافسه". 

تنازلَ عن يتنازل، تنازُلاً، فهو مُتنازِل، والمفعول مُتنازَل عنه
• تنازل عن الشَّيء: تركه وتخلّى عنه ليتسلّمه غيرُه "تنازل عن وظيفته/ رئاسة الحزب/ العرش- تنازلت عن حقِّها في الميراث لأخيها". 

تنزَّلَ/ تنزَّلَ عن يَتنزَّل، تنزُّلاً، فهو مُتنزِّل، والمفعول مُتنزَّل عنه
• تنزَّل الشَّيءُ: نزل في مُهْلة وتدرُّج "تنزَّلت درجةُ حرارته- {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} ".
• تنزَّل عن حقِّه: تنازَل عنه؛ تركه. 

نازلَ ينازل، نِزالاً ومُنازَلَةً، فهو مُنازِل، والمفعول مُنازَل
• نازله في الحرْبِ: قاتَلَه وتصدّى له "نازله بالسَّيفِ- نزالُ خِطابيّ بين المتنافسين على الرئاسة- نازل العدوَّ". 

نزَّلَ ينزِّل، تنزيلاً، فهو مُنزِّل، والمفعول مُنزَّل
• نزَّل الشَّخصَ/ نزَّل الشَّيءَ: أنزله؛ جعله يهبط "نزّل الصغيرَ من فوق الدّراجة- نزّل اللهُ المطرَ- {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} ".
• نزَّل الثَّمَنَ: خفّضه "ينزِّل التُّجَّارُ الأسعارَ في فترة الرُّكود الاقتصاديّ".
• نزَّل اللهُ كلامَه على أنبيائه: أنزله؛ أوْحى به إليهم، بيّنه لهم " {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} ".
• نزَّل الشّيءَ مكان غيره: أقامه مقامه. 

إنزال [مفرد]: ج إنزالات (لغير المصدر):
1 - مصدر أنزلَ.
2 - إحلال "إنزال السّفينة في البحر".
3 - (سك) إسقاط معدّات ثقيلة وإمدادات وجنود خلف خطوط العدوّ "إنزال الجنود تحت نيران العدو". 

تَنازُل [مفرد]:
1 - مصدر تنازلَ عن.
2 - (قن) ترك المرء حقًّا له أو فائدة تعود عليه "تمّ التنازل عن الدعوى بعد أن تصالحا على مبلغ محدَّد" ° التَّنازل التَّاريخيّ: تعبير تستخدمه إسرائيل للإشارة إلى العروض التي قدَّمتها للفلسطينيين وكأنّه مِنَّة وعرض سخيّ- تنازُل عن الدَّضعوى: تَنَحٍّ عن حقّ بعينه فلا يمكن اللجوء إلى المحاكم بعد ذلك. 

تنازليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تَنازُل.
2 - (جب) عكس تصاعديّ "عدّ/ ترتيب تنازليّ" ° بدأ العدّ التَّنازليّ: تم الاستعداد واقترب موعد التنفيذ. 

تنزيل [مفرد]: ج تنزيلات (لغير المصدر): مصدر نزَّلَ.
• التَّنزيل العزيز: القرآن الكريم " {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ} ". 

مَنزِل [مفرد]: ج منازِلُ:
1 - اسم مكان من نزَلَ/ نزَلَ بـ/ نزَلَ على/ نزَلَ في: "أنزله منزلاً حسنًا- منازل اللّهو واللّعب- {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} ".
2 - دار، محلّ إقامة "أهل المنزل- سيِّدة/ ربَّة مَنزِل- رتّب منزله" ° العمل المنزليّ: خدمة تؤدِّيها النساءُ للرِّجال كنتيجة تقسيم العمل على أساس الجنس في إطار الأسرة.
• منازل القَمَر: (فك) المدارات التي يدور فيها القمر حول الأرض، يدور كلّ ليلة في أحدها لا يتخطّاه ولا يتقاصر عنه، وهي ثمانية وعشرون، لكلٍّ منها اسم مُعيَّن منها: السَّرطان والبُطين والثُّريّا، والدَّبران. 

مَنْزِلة [مفرد]: ج منازِلُ: مكانة ورُتبة "له منزلة عند أصحابه- يحظى بمنزلة رفيعة في نفوس الناس- أنزلوا الناسَ منازلهم- في منزلة أبيه". 

نازِلَة [مفرد]: ج نازلات ونوازِلُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نزَلَ/ نزَلَ بـ/ نزَلَ على/ نزَلَ في: "حلّت بهم نازلة".
2 - مُصيبة شديدة "نازلة مَدَنيّة/ جنائيَّة".
3 - قضيَّة عَدْليَّة "نازلة مَدَنيّة/ جنائيَّة". 

نَزِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نزِلَ. 

نُزُل [مفرد]: ج أنزال:
1 - فُندُق، بيت فيه غرف مفروشة للإيجار "أقام في نُزُل فاخر- نُزُل للعائلات- نُزل الطريق: فندق صغير أو مطعم أو نادٍ ليليّ على طريق خارج المدينة".
2 - مكان يُهيَّأ للضَّيف يأكل وينام فيه "خصصّ نُزُلاً في بيته للضيوف- {فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ".
3 - مَنزِل " {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} ".
4 - ثواب ورزق " {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ} ". 

نَزْلَة [مفرد]: ج نَزَلات (لغير المصدر) ونَزْلات (لغير المصدر):
1 - مصدر نزِلَ.
2 - اسم مرَّة من نزَلَ/ نزَلَ بـ/ نزَلَ على/ نزَلَ في: " {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ".
3 - (طب) زُكام، التهاب الأغشية المخاطيَّة في الأنف والمسالك الهوائيَّة "نزلة برد/ شُعَبيّة/ صدريَّة". 

نُزول [مفرد]: مصدر نزَلَ/ نزَلَ بـ/ نزَلَ على/ نزَلَ في ° صعودًا ونزولاً: بغير استقرار. 

نَزيل [مفرد]: ج نُزَلاءُ، مؤ نَزيلة، ج مؤ نَزيلات ونُزَلاءُ:
1 - ضَيْف "أتاه نزيلاً".
2 - مُقيم "نُزَلاء المستشفى- سعة الفندق خمسمائة نزيل- يعمل على راحة النزلاء بالفندق".
3 - فتى يبيت في بيت من بيوت الشباب أثناء رحلة يقوم بها. 
النزل: رزق النزيل، وهو الضيف.
نزل: {نزلا}: ما يقام للضيف ولأهل العسكر.
(نزل - قلص) : نَزْلُه وقَلْصُه: أًي خَيْرُه وَشرُّه.
(نزل) الشَّيْء أنزلهُ وَالْقَوْم أحلّهُم الْمنَازل وَالشَّيْء رتبه وَوَضعه منزله وَيُقَال نزل هَذَا مَكَان هَذَا أَقَامَهُ مقَامه
(نزل) - في الحديث: "نازَلْتُ رَبِّى - عَزّ وجَلّ - في كذَا"
أصْلُ النِّزالِ في الحَرب: أن يَتنازَل الفَرِيقَان، والمعنَى: راجَعْتُه فيه وماكسْتُه، وَسَألتهُ مرّةً بَعد أخرَى ونحو ذلك.
(نزل)
نزولا هَبَط من علو إِلَى سفل وَيُقَال نزل فلَان عَن الْأَمر وَالْحق تَركه وبالمكان وَفِيه حل وعَلى الْقَوْم حل ضيفا وَيُقَال نزل بِهِ مَكْرُوه أَصَابَهُ والحاج أَتَوا منى وعَلى إِرَادَة زميله وَافقه فِي الرَّأْي وَفُلَان نزالة سَافر

(نزل) نزلة أَصَابَهُ زكام وَالزَّرْع نزلا زكا ونما وَالْمَكَان سَالَ عَلَيْهِ المَاء من أدنى مطر لصلابته فَهُوَ نزل وَهِي نزلة
(ن ز ل) : (الْمَنْزِلُ) مَوْضِعُ النُّزُولِ وَهُوَ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ دُونَ الدَّارِ وَفَوْقَ الْبَيْتِ وَأَقَلُّهُ بَيْتَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ (وَالنُّزُلُ) طَعَامُ النَّزِيلِ وَهُوَ الضَّيْفُ وَطَعَامٌ كَثِيرُ النَّزَلِ وَالنَّزَلُ هُوَ الزِّيَادَةُ وَالْفَضْلُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْعَسَلُ مِنْ أَنْزَالِ الْأَرْضِ أَيْ مِنْ رَيْعِهَا وَمَا يُحَصَّلُ مِنْهَا وَعَنْ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَا يَجِبُ فِيهِ الْعُشْرُ لِأَنَّهُ نُزْلُ طَائِرٍ وَفِي الْفَرَائِضِ أَهْلُ (التَّنْزِيلِ) الَّذِينَ يُنْزِلُونَ الْمُدَلَّى مِنْ ذَوِي الْأَرْحَامِ مَنْزِلَةَ الْمُدَلَّى بِهِ فِي الِاسْتِحْقَاقِ.
نزل
النّازِلَةُ: الشَّدِيْدَةُ من شَدَائِدِ الدهْرِ تَنْزِلُ بالنَّازِلِ، والجميعُ النوَازِلُ. ونَزَلَ الراكِبُ عن دابتِه، والرجُلُ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ. والنَّزْلَةُ: المَرةُ الواحِدَةُ. ونَزًلْتُ الشَيْءَ تَنْزِيْلاً. والنُزْلُ: ما يُهَيأ للضيْفِ إذا نَزَلَ. ورَيْعُ ما يُزْرَعُ. وأرْض نَزْلَةٌ: كثيرةُ النُّزْلِ. وهي البَعِيْدَةُ أيضاً، وسَحَابٌ نَزِل.
والمُسْتَنْزِلُ: مِثْلُ النَّزِلِ. والنَّزَالَةُ والنَّزَلُ: الكَثْرَةُ، فلانٌ نَزِلٌ، وما أنْزَلَه. ورَجُلٌ ذو نَزْلً ونُزُلً: أي فَضْلً. وهذا الطَعَامُ لِنَزْلَةِ فلانٍ: أي أكْلَتِه في مَرَّةٍ.
والنَزَالُ في الحَرْبِ: أنْ يَنْزِلَ الفَرِيْقَانِ فَيَتَضَارَبُوا.
ونَزَالِ: أي انْزِلْ ونَازِلْ، ونَزّالِ - بالتَّشْدِيْد - أيضاً. والنَزَالَةُ: السفَرُ، ما زِلْتُ أنْزِلُ: أي أسَافِرُ. وهي الضِّيَافَةُ أيضاً، كُنّا في نِزَالَتِه ونُزَلائه وأنْزِلائه. والنَزِيْلُ: الضَّيْفُ. والنَزِلُ: المُجْتَمِعُ. وأرْضٌ نَزِلَةُ ومَكانٌ نَزِلٌ: إذا سالَ من أدْنى مَطَرٍ. وهو من الأوْدِيَةِ: الضَيقُ.
والمُنْزَلُ: المَنِي، من قَوْلهم: أنْزَلَ أي أمْنى. والنُّزَالَةُ: ما أنْزَلَه الفَحْلُ من مائه.
وفلانٌ من نُزَالَةِ سَوْءٍ: إذا كانَ لَئِيْمَ الأبِ. ونَزَلَ القَوْمُ: أتَوْا مِنىً. وتَرَكْنَاهم على نَزِلاتِهِم: أي على حَالِهِم التي كانوا عليها. وأنْزَلَتِ الناقَةُ: نَزَلَ اللَبَنُ في ضَرْعِها.
ن ز ل : نَزَلَ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ يَنْزِلُ نُزُولًا وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ وَالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ نَزَلْتُ بِهِ وَأَنْزَلْتُهُ وَنَزَّلْتُهُ وَاسْتَنْزَلْتُهُ بِمَعْنَى
أَنْزَلْتُهُ.

وَالْمَنْزِلُ مَوْضِعُ النُّزُولِ.

وَالْمَنْزِلَةُ مِثْلُهُ وَهِيَ أَيْضًا الْمَكَانَةُ وَنَزَّلْتُ هَذَا مَكَانَ هَذَا أَقَمْتُهُ مُقَامَهُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ التَّنْزِيلُ تَرْتِيبُ الشَّيْءِ.

وَنَزَلْتُ عَنْ الْحَقِّ تَرَكْتُهُ.

وَأَنْزَلْتُ الضَّيْفَ بِالْأَلِفِ فَهُوَ نَزِيلٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالنُّزُلُ بِضَمَّتَيْنِ طَعَامُ النَّزِيلِ الَّذِي يُهَيَّأُ لَهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} [الواقعة: 56] وَمَوْضِعٌ نَزَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ يُنْزَلُ فِيهِ كَثِيرًا وَنَزِلَ الطَّعَامُ نَزَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ كَثُرَ رَيْعُهُ وَنَمَاؤُهُ فَهُوَ نَزِلٌ وَطَعَامٌ كَثِيرُ النَّزَلِ وِزَانُ سَبَبٍ أَيْ الْبَرَكَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ كَثِيرُ النُّزُلَ وِزَانُ قُفْلٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْنَعُهَا وَقَرْنُ الْمَنَازِلِ مِيقَاتُ أَهْلِ نَجْدٍ.

وَالنَّازِلَةُ الْمُصِيبَةُ الشَّدِيدَةُ تَنْزِلُ بِالنَّاسِ.

وَنَازَلَهُ فِي الْحَرْبِ مُنَازَلَةً وَنِزَالًا وَتَنَازَلَا نَزَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي مُقَابَلَةِ الْآخَرِ وَبِهِ نَزْلَةٌ وَهِيَ كَالزُّكَامِ وَقَدْ نَزِلَ قَالَهُ الصَّغَانِيُّ. 
ن ز ل

نزل بالمكان ونزل في المكان نزلةً واحدةً، ونزل من علوٍ إلى سفلٍ، ونزل في البئر، ونزل عن الدابة، وهذا منزل القوم، واستنزلوهم من صياصيهم، وأنزل الله الغيث، وأنزل الكتاب ونزّله، وتنزّلت الملائكة " وما نتنزّل إلا بأمرربك " وقال:

تنزّل من جو السماء يصوب

ونازله في الحرب وتنازلوا، وتداعوا نزال، ودعيت نزال. ونزل به ضيف ونزل عليه، وهو نزيله، وهم نزلاؤه أي ضيفه. قال:

نزيل القوم أعظمهم حقوقاً ... وحقّ الله في حقٌّ النزيل

وكنا في نزالة فلان: في ضيافته، وهو حسن النزل والنزالة، وأعدّ لضيفه النّزل، وطعام ذو نزلٍ ونزل وهو ريعه.

ومن المجاز: نزل به مكروه، وأصابته نازلة من نوازل الدهر. وأنزلت حاجتي على كريم. ونزل ل عن امرأته. وانزل لي عن هذه اعلأبيات. والبركة تنزل من السماء وتتنزّل. واستنزله عن رأيه. وأنزل المجامع. وفلان من نزالة سوء إذا كان لئيم الأب. ونزل الحاج: أتوا مِنَى، كما يقال: وافى إذا حجّ. قال ابن أحمر:

وافيت لما أتاني أنها نزلت ... إن المنازل مما يجمع العجبا

وتقول: هو من الكرم بمنزل، ومن اللؤم بمعزل. وله منزلة عند الأمير، وهو رفيع المنازل. والقمر يسبح في منازله. وسحاب نزل وذو نزل: كثير المطر. قال النمر:

إذا يجفّ ثراها بلّها ديمٌ ... من واكف نزل بالماء سجّام

وقال الكميت:

وكالغيث إلا أن نوء نجومها ... تخالف أنواء الكواكب في النّزل

ورجل ذو نزلٍ: ذو فضل. وخطّ نزلٌ إذا وقع في قرطاس يسير شيء كثير.
[نزل] النُزْلُ: ما يُهيَّأُ للنزيلِ، والجمع الأنْزالُ. والنُزْلُ أيضاً: الريْع. يقال: طَعامٌ كثير النُزْلِ والنَزَلِ بالتحريك. وأرضٌ نزِلةٌ ومكانٌ نزِلٌ، بيِّن النزالةِ، إذا كانت تسيلُ من أدنى مطرِ لصلابتها. وقد نزِلَ بالكسر. وحظٌّ نزِلٌ، أي مُجتمِع. ابن الأعرابي: وَجَدْتُ القومَ على نَزِلاتِهم، أي منازِلِهم. وقال الفراء: الناسُ على نزلاتهم، أي على استقامتهم، مثل سكناتهم. والمنزل: المنهل والدار. والمنْزِلةُ مثله. قال ذو الرمّة: أمَنْزِلَتي مَيٍّ سلامٌ عليْكما هلِ الا زمن اللاتى مضين رواجع والمنزلة: المرتبة، لا تجمع. واستنزل فلان، أي حُطَّ عن مرتبته. والمُنْزَلُ، بضم الميم وفتح الزاي: الإنزالُ. تقول: أنزِلْني منزلاً مُباركاً. والمنزَلُ بفتح الميم والزاي: النزول، وهو الحلولُ. تقول نزَلْتُ نزولاً ومَنزلاً. وقال: أإن ذكرتك الدار منزلها جُمْلُ بكَيْتَ فَدَمعَ العينِ مُنحدرٌ سَجْلُ نصب المنزَل لأنه مصدر. وأنزَلهُ غيره واسْتنزَله بمعنى. ونزَّله تنزيلاً. والتنزيلُ أيضاً: الترتيب. ونَزالِ، مثل قطامِ، بمعنى انزِلْ. وهو معدولٌ عن المُنازَلة، ولهذا أنّثه الشاعر بقوله: ولِنعْمَ حَشْوِ الدِرع أنتَ إذا دُعِيَتْ نزالِ ولُجَّ في الذُعْرِ والنزالُ في الحرب: أن يتَنازل الفريقان. والتنَزُّلُ: النُزول في مُهلة. والنازِلة: الشديدة من شدائد الدَهر تنزِلُ بالناسِ. والنُزالةُ بالضم: ماءُ الرجل. وقد أنزلَ. ونزل القوم، إذا أتَوْا مِنًى. قال عامر بن الطفيل (*) أنازلة أسماء أم غير نازله أبينى لنا يا أسم ما أنت فاعله وقال ابن أحمر: وافيت لما أتاني أنَّها نزَلتْ إنَّ المَنازِل مما تجمَعُ العَجَبا أي أتَت مِنًى. والنزلةُ، كالزكام، يقال به نَزلة، وقد نُزلَ. وقوله تعالى: (ولَقَد رآهُ نَزْلَةً أخرى) قالوا: مَرَّةً أخرى. والنَزيلُ: الضَيفُ. وقال الشاعر: نزيلُ القومِ أعظُمُهم حقوقاً " وحقُّ الله في حقِّ النزيلِ وقوله تعالى: (جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً) قال الأخفش: هو من نزول الناسِ بعضهم على بعض. يقال: ما وجدنا عندكم نزلا.

نزل

1 نَزَلَ بِالمَكَانِ (Kull) and نَزَلَ المَكَانَ (Msb in art. حل, &c.) He alighted, descended and stopped or sojourned or abode or lodged or settled, in the place; syn. حَلَّ فِيهِ. (Kull.) See حَلَّ. b2: نَزَلَ لَبَنُ الشَّاةِ [The milk of the ewe descended into her udder; i. e. she secreted milk]. (S, K, voce أَضْرَعَتْ.) b3: نَزَلَ مَنْزِلَ كَذَا It took, or occupied, the place, or became in the position or condition, of such a thing: see a verse cited voce أَنْ, near the end of the paragraph; and another voce حَبِيبٌ; and see مَنْزِلَةٌ. b4: نَزَلْتُ, الوَدِىَ, for فِى الوَادِى: see دَخَلْتُ البَيَتَ in art. دخل.3 نَازَلَهُ He alighted with him, each to oppose the other, in war, or battle; inf. n. مُنَازَلَةٌ and نِزَالٌ. (Msb.) b2: نَازَلَهُ He alighted with him.4 أَنْزَلَتْ Her (a camel's) milk descended [into her udder]: opposed to أَقْلَصَتْ. (TA, art. قلص.) b2: أَنْزَلَتِ اللَّبَنَ [i. e. اللِّبَأَ She (a camel) excerned the first milk, or biestings, into her udder; i. q. أَبْسَقَتْ. (TA in art. بزق.) b3: She excerned milk [either into, or from, the udder]. b4: أَنْزَلَتِ الناقةُ اللَّبَنَ مِنَ الضَّرْعِ [or فِى الضرع] The she-camel excerned the milk from [or into] the udder. (TA, art. ذرأ.) b5: أَنْزَلَهُ He lodged him; made him his guest; or gave him refuge or asylum; syn. آوَاهُ; (S and K in art. اوى;) and أَضَافَهُ and ضَيَّفَهُ: (Mgh in art. ضيف:) [and he lodged and entertained him;] namely, a guest. (Msb.) I. q.

أَثْوَاهُ مَنْزِلَا. CCC (Fr in T in art. بوأ.) b6: أَنْزَلَهُ عَنْ كَذَا He made him to resign, or relinquish, such a thing. b7: أَنْزَلْتُ بِكَ حَاجَتِى [app. I imposed my want upon thee]. (S in art. عر.) And أَنْزَلَ حَاجَتَهُ على كريم. (TA.) 6 تَنَازَلَ He descended gradually, by little and little. b2: تنازل إِلَى أَحَدٍ He humbled himself, condescended, to one. b3: تنازل عَنِ المُلْكِ He abdicated the kingdom. b4: تنازل عَن شَىْءٍ

He desisted from a thing. b5: تَنَازَلُوا They alighted and ate by turns with different people; i. q. تَنَاوَبُوا, q. v.10 اِسْتَنْزَلَهُ He made him, or caused him, or it, to descend. (Msb.) b2: اِسْتَنْزَلَهُ عَنْ رَأَيِهِ [He sought to make him resign, or relinquish, his opinion]. (Bd, xii. 11.) نُزْلٌ Food or rations at a halt: see سُكْنٌ, in two places.

نُزُلٌ Food prepared for the guest. (Msb.) See مَفَثَّةٌ.) أَرْضٌ نَزِلَةٌ : see حَشَادٌ.

نَزِيلٌ A guest. (S, Mgh, Msb, * K.) See also Har, 353.

نَازِلٌ [Alighting, &c.,] has for pl. نُزُولٌ and نُزَّالٌ. (TA.) نَازِلَةٌ A defluxion: pl. نَوازِلُ. See سِلٌّ. b2: نَازِلَةٌ A severe calamity or affliction, (S, Msb, K,) that befalls men. (S, Msb.) مَنْزِلٌ A place of alighting or descending and stopping or sojourning or abiding or lodging or settling: (Mgh:) a place of settlement: an abode; a dwelling; a place where travellers alight in the desert; syn. مَنْهَلٌ: a [house, or mansion, such as is called] دَارٌ: (S, K:) or, accord. to the فُقَهَآء, less than a دار, and more than a بَيْت [or chamber], consisting of at least two chambers (بَيْتَانِ) or three. (Mgh.) See also بَيْتٌ.

مَنْزِلَةٌ A space which one traverses in journeying. (TA, art. سير.) b2: مَنْزِلَةٌ, used unrestrictedly, Station, standing, footing, or grade; honourable station or rank; a place of preferment. b3: A predicament in which one stands. b4: كَلِمَةٌ بِمَنْزِلَةِ كَلِمَةٍ أُخْرَى A word equivalent, or similar, to another word. b5: [You say] يُسْتَعْمَلُ بِمَنْزِلَةِ كَذَا It (a word) is used in the manner of such [another word]; generally with respect to government, not necessarily with respect to meaning. (The lexicons passim.) b6: النَّازِلُ مِنَ الدِّينِ والدُّنْيَا مَنْزِلَةَ النُّورِ مِنَ العَيْنِ Who is, in respect to religion and the world, as light to the eye.

مَرْعًى مُنْزِلٌ : see مُسْكِنٌ.
نزل
النُّزُولُ في الأصل هو انحِطَاطٌ من عُلْوّ.
يقال: نَزَلَ عن دابَّته، ونَزَلَ في مكان كذا: حَطَّ رَحْلَهُ فيه، وأَنْزَلَهُ غيرُهُ. قال تعالى: أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ
[المؤمنون/ 29] ونَزَلَ بكذا، وأَنْزَلَهُ بمعنًى، وإِنْزَالُ الله تعالى نِعَمَهُ ونِقَمَهُ على الخَلْق، وإعطاؤُهُم إيّاها، وذلك إمّا بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، وإمّا بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللّباس، ونحو ذلك، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ
[الكهف/ 1] ، اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ [الشورى/ 17] ، وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ
[الحديد/ 25] ، وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ [الحديد/ 25] ، وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ [الزمر/ 6] ، وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً [الفرقان/ 48] ، وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً [النبأ/ 14] ، وأَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ [الأعراف/ 26] ، أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ [المائدة/ 114] ، أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
[البقرة/ 90] ومن إنزال العذاب قوله: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ
[العنكبوت/ 34] . والفَرْقُ بَيْنَ الإِنْزَالِ والتَّنْزِيلِ في وَصْفِ القُرآنِ والملائكةِ أنّ التَّنْزِيل يختصّ بالموضع الذي يُشِيرُ إليه إنزالُهُ مفرَّقاً، ومرَّةً بعد أُخْرَى، والإنزالُ عَامٌّ، فممَّا ذُكِرَ فيه التَّنزيلُ قولُه: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
[الشعراء/ 193] وقرئ: نزل وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا
[الإسراء/ 106] ، إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ [الحجر/ 9] ، لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ [الزخرف/ 31] ، وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ [الشعراء/ 198] ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
[التوبة/ 26] ، وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها [التوبة/ 26] ، لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ
[محمد/ 20] ، فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ
[محمد/ 20] فإنَّما ذَكَرَ في الأوّلِ «نُزِّلَ» ، وفي الثاني «أُنْزِلَ» تنبيهاً أنّ المنافقين يَقْتَرِحُونَ أن يَنْزِلَ شَيْءٌ فَشَيْءٌ من الحثِّ على القِتَال لِيَتَوَلَّوْهُ، وإذا أُمِرُوا بذلك مَرَّةً واحدةً تَحَاشَوْا منه فلم يفعلوه، فهم يَقْتَرِحُونَ الكثيرَ ولا يَفُونَ منه بالقليل. وقوله: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ
[الدخان/ 3] ، شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
[البقرة/ 185] ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر/ 1] وإنّما خُصَّ لفظُ الإنزالِ دُونَ التَّنزيلِ، لما رُوِيَ: (أنّ القرآن نَزَلَ دفعةً واحدةً إلى سماءِ الدُّنيا، ثمّ نَزَلَ نَجْماً فَنَجْماً) . وقوله تعالى: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ [التوبة/ 97] فَخَصَّ لفظَ الإنزالِ ليكونَ أعمَّ، فقد تقدَّم أنّ الإنزال أعمُّ من التَّنزيلِ، قال تعالى: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ [الحشر/ 21] ، ولم يقل: لو نَزَّلْنَا، تنبيهاً أنَّا لو خَوَّلْنَاهُ مَرَّةً ما خَوَّلْنَاكَ مِرَاراً لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً [الحشر/ 21] . وقوله: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ [الطلاق/ 10- 11] فقد قيل: أراد بإنزالِ الذِّكْرِ هاهنا بِعْثَةَ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وسمَّاه ذكراً كما سُمِّيَ عيسى عليه السلام كلمةً، فعَلَى هذا يكون قوله: «رَسُولًا» بدلا من قوله: «ذِكْراً» ، وقيل: بل أراد إنزالَ ذِكْرِهِ، فيكونُ «رسولًا» مفعولًا لقوله:
ذِكْراً. أي: ذِكْراً رَسُولًا. وأمّا التَّنَزُّلُ فهو كالنُّزُولِ به، يقال: نَزَلَ المَلَكُ بكذا، وتَنَزَّلَ، ولا يقال:
نَزَلَ الله بكذا ولا تَنَزَّلَ، قال: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
[الشعراء/ 193] وقال: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ [القدر/ 4] ، وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ
[مريم/ 64] ، يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ
[الطلاق/ 12] ولا يقال في المفتَرَى والكَذِبِ وما كان من الشَّيطان إلَّا التَّنَزُّلُ: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ
[الشعراء/ 210] ، عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ الآية [الشعراء/ 221- 222] .
والنُّزُلُ: ما يُعَدُّ للنَّازل من الزَّاد، قال: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا
[السجدة/ 19] وقال:
نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [آل عمران/ 198] وقال في صفة أهل النار: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ إلى قوله: هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ، فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ [الواقعة/ 93] . وأَنْزَلْتُ فلانا: أَضَفْتُهُ. ويُعَبَّرُ بِالنَّازِلَةِ عن الشِّدَّة، وجَمْعُهَا نَوَازِلُ، والنِّزَالُ في الحرْبِ:
المُنَازَلة، ونَزَلَ فلانٌ: إذا أتى مِنًى، قال الشاعر:
أَنَازِلَةٌ أَسْمَاءُ أَمْ غَيْرُ نَازِلَةٍ
والنُّزَالَةُ والنُّزْلُ يُكَنَّى بهما عن ماءِ الرَّجُل إذا خَرَجَ عنه، وطعامٌ نُزُلٌ، وذو نُزُلٍ: له رَيْعٌ، وَحَظٌّ نَزِلٌ: مُجْتَمَعٌ، تشبيهاً بالطَّعامِ النُّزُلِ.
[نزل] نه: فيه: "ينزل" كل ليلة على سماء الدنيا، النزول والصعود والحركات من صفات الأجسام والله يتعالى عن ذلك، والمراد نزول الرحمة والألطاف الإلهية وقربها من العباد وقت التهجد وغفلة الناس عمن يتعرض لنفحات رحمته وحينئذ يكون النية خالصة والرغبة وافرة وذا مظنة القبول والإجابة. ك: سيما والمعدة حينئذ خالية بانهضام مع زوال علل الحواس وفقد المشوشات وسكون الأصوات. نه: وفيه: و"لا تنزلهم" على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك ربما تخطئ في حكم الله أو لا تفي به فتأثم به، يقال: نزلت عن أمر- إذا تركته كأنك كنت مستعليًا عليه مستوليًا. وفيه: إن أبا بكر "أنزله" أبا، أي جعل الجد في منزلة الأب في نصيب الميراث. ج: أي فإن ذلك الذي ورد فيه هذا الفضل جعل الجد بمنزلة الأب في الإرث للسدس، قوله: يعني الجد، تفسير ضمير مفعول أنزله. نه: وفيه: "نازلت" ربي في كذا، أي راجعته وسألته مرة بعد مرة، وهو مفاعلة من النزول عن الأمر أو من النزال في الحرب وهو تقابل القرنين. وفيه: أسألك "نزل" الشهداء، أصله قرى الضيف، يريد ما للشهداء من الأجر. ومنه: أكرم "نزله". ش: ومنه: شرفهم الله "بنزل" قدسه، وقيل: أراد المنزل المقدس أي الجنة. ك: ومنه: أعد الله له "نزله"، بضمتين وقد يسكن الزاي: ما يعد للضيف عند نزوله. وح: فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم "نزل"، وهو مجاز عن انتقل إذ لم يصعد صلى الله عليه وسلم في خطبة العيد على المنبر. ولقد رأيته "ينزل" عليه الوحي، بفتح أوله وكسر ثالثه، ولبعض بضم ففتح. وماذا "أنزل" الليل من الفتن والخزائن، رأى في المنام أنه سيقع بعده فتن ويفتح له خزائن فارس والروم وغيرهما فعبر عنه بالإنزال، أو أوحى
[ن ز ل] النُّزُول: الحُلولُ، وقد نَزَلَهم، وعَلَيهم، وبهِم، يَنْزِلُ نُزُولاً، ومَنْزِلاً - بالكَسْرِ - شَاذٌّ، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

(أَئِنْ ذَكَّرتْكَ الدّارُ مَنْزِلُها جُمْلُ ... )

أرادَ: أَئِّنْ ذَكَّرَتْكَ الدارَ نُزولُ جُمْلٍ إيّاها، الرفْعُ في قَولِه مَنْزِلُها صَحيحٌ، وأَنَّثَ النُّزولَ حِينَ أضافَه إلى مُؤَنَّثٍ. وتَنَزَّلَه وأَنْزَلَه ونَزَّلَه بمعنًى، قالَ سِيبوَيْهِ: وكان أَبو عَمْرو يُفَرِّقُ بينَ نَزَّلْتُ وأنْزَلْتُ، ولم يَذْكُرْ وَجْهَ الفَرْقِ. قَالَ أبو الحَسنِ: لا فَرْقَ عِندِي بَينَ نَزَّلْتُ وأَنْزَلْتُ إلاَّ صِيغَة التَّكْثِيرِ في نَزَّلْتُ، وفي قِراءةِ ابن مَسْعودٍ: {وأُنْزِلَ المَلائِكَةُ تَنْزِيلاً} [الفرقان: 25] ، لأن أُنْزِلَ كَنُزِّلَ. وقولُ ابنِ جِنِّي: ((المُضافُ والمُضافُ إليه عِندَهم، وفي كَثيرٍ من تَنْزِيلاتِهم، كالاسم الواحِدِ)) ، إنَّمَا جَمَعَ تَنْزِيلاً هُنا لأَنّه أرادَ أن المُضافَ وما أُضِيفَ إليه يُنَزَّلانِ في وُجوهٍ كَثيرةٍ مَنْزِلَةَ الاسِم الواحِدِ، فَكَنَى بالتَّنْزِيلاَتِ عن الوجوهِ المُختَلِفَةِ، ألا تَرى أَنَّ المَصْدَرَ لا وَجْهَ لجَمْعِه إلا تَشَعُّبُ الأَنواعِ وكَثرتُها، مع أنَّ ابنَ جِنِّي تَسمَّحَ بهذا تسمّح تَحَضُّرٍ وتَحَذُّقٍ، فأَمَّا على مَذْهَبِ العَربِ فلا وَجْهَ له إلا ما قُلنَا. والنُّزُل: المَنْزِل، عن الزَّجّاجِ، وبذلك فَسَّر قولَه تَعالى: {إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا} [الكهف: 102] . ومَكانٌ نَزِلٌ: يُنْزَلُ فيه كَثيراً، عن اللِّحيَانِيِّ. ونَزَلَ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ: انْحَدَرَ. والنِّزالُ في الحَربِ: أن يَنْزِلَ الفَريقانِ عن إبِلِهما إلى خَيلِهما، فَيَتَضارَبُوا، وقد تَنَازَلُوا. ونَزَالِ نَزَالِ، أي: انْزِلْ، وكذِلَكَ الاثْنانِ والجمِيعُ والمُؤَنَّثُ بلفظٍ واحدٍ. واحْتَاجَ الشَّمَّاخُ إليه مَثَقَّلَه، فقال:

(لقد عَلِمَتْ خَيْلٌ بمُوقانَ أنَّنى ... أنا الفارسُ الحامِى إذا قِيلَ نَزَّالِ)

سِيبَوَيْه: ورَجُلٌ نَزِيلٌ: نازِلٌ. والنُّزْلُ، والنَّزْلُ: ما هُيئَ للضَّيفِ ليَنْزِلَ عليه. ونَزَّلَ القَوْمَ: أَنْزَلَهم المَنازلَ. ونَزَّلَ عِيرَه: قَدَّرَ لها المَنازِلَ. وقَوْمٌ نُزْلٌ: نَازِلونَ. والمَنْزِلُ والمَنْزِلَةُ: مَوْضِعُ النُّزولِ. وحَكَى اللِّحيانِيُّ: مَنْزِلُنا بِمَوْضِع كَذَا أَراه يَعْنِي مَوْضِعَ نُزُولِنا، ولَسْتُ منه على ثِقَةِ، وقَوْلُ لَبيدٍ:

(دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فَأَبانِ ... )

إنَّما أرادَ المَنازِلَ فَحَذَفَ، وكذلِكَ قَوْلُ الأَخْطَل:

(أمْسَتْ مَنَاها بأَرْضٍ ما يُبلِّغُها ... بصَاحِبِ الهَمِّ إلاّ الجَسَرْةُ الأُجُدِ)

أرادَ أمْسَتْ مَنازِلُها، ويَجُوزُ ان يكونَ أرادَ بمَناهَا - هَهُنا - قَصْدَها، فإذا كانَ كذلكَ فلا حَذْفَ. والمَنْزِلَةُ: الدَّرَجَةُ، قال سِيبَويهِ: وقالُوا: هو مِنِّى مَنْزِلَةَ الشَّغافِ، أي: هو بِتلكَ المَنْزِلَةِ، ولكنّه حَذَفَ، كَما قالُوا: دَخَلْتُ البَيْتَ وذَهَبْتُ الشَّامَ؛ لأنّه بمنْزِلَةِ المكانِ وإن لم يَكُنْ مكانًا، يَعْنِي بمَنْزِلَةِ الشَّغَافِ، وهذا من الظُّروفِ المخُتَصَّةِ التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غَيرِ المُختَصَّةِ. والنُّزالةُ: ما يُنزِلُ الفَحْلُ من الماءِ. والنَّازِلَةُ: الشِّدَّةُ من شَدَائدِ الدَّهْرِ. ونَزَلَتْ عليهم الرَّحمةُ، ونَزَلَ عليهم العَذَابُ، كِلاهُما على المَثَلِ. ونَزَلَ به الأَمْرُ: حَلَّ، وقولُه - أنشَدَه ثَعْلَبٌ:

(أَعْزِزْ عَليَّ بأنْ تكونَ عَلِيلاَ ... أو أَن يكونَ بكَ السَّقَامُ نَزِيلاَ)

جَعَلَه كالنَّزِيلِ من الناسِ، أي: أَو أَن يكونَ بِكَ السَّقامُ نَازِلاً. ونَزَلَ القَومُ: أَتَوْا مِنًى، قال ابنُ أحْمَرَ:

(وافَيْتُ لَمَّا أَتَانى أنَّها نَزَلَتْ ... إنَّ المَنازِلَ مِمَّا تَجمَعُ العَجَبا)

والنُّزْلُ والنُّزُلُ والنَّزَلُ: رَيْعُ ما يُزْرَعُ، أي: زَكاؤُه، ونَماؤُه وبَرَكَتَهُ، والجمعُ أَنْزالٌ، وقد نَزِلَ نَزَلاً. وطَعامٌ نَزِلٌ: ذُو نُزْلٍ، ونَزِيلٌ: مُبارَكٌ، الأَخيرَةُ عن ابنِ الأعرابِيّ. وأرْضٌ نَزِلَةٌ: زَاكِيَةُ الزَّرْعِ والكَلإ. وثَوْبٌ نَزِيلٌ: كامِلٌ. ورجُلٌ ذُو نَزَلٍ: كثيرُ الفَضْلِ والعَطاءِ والبَركَةِ، قال لَبِيدٌ:

(ولَنْ تَعْدَمُوا في الحَربِ لَيْثًا مُجَرَّبًا ... وذَا نَزَلٍ عندَ الرَّزِيَّةِ باذِلاَ)

والنَّزِلُ: المكانُ الصُّلْبُ السَّريعُ السَّيلِ. وأرضٌ نَزِلَةٌ: تَسيلُ من أَدْنَى مَطَرٍ، قالَ أبو حَنِيفةَ: وادٍ نَزِلٌ يُسِيلُه القليلُ الهَيِّنُ من الماءِ. النَّزَلُ: المَطَرُ. ومكانٌ نَزِلٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ. وتَركْتُ القومَ على نَزَلاتِهم ونَزِلاتِهم، أي: على اسْتِقَامةِ أَحْوالِهم، لا يكونُ إلاّ في حُسْنِ الحالِ. ومُنازِلُ بنُ فُرعانَ: من شُعَرائِهم، وكانَ مُنازِلٌ عَقَّ أَباه، فقالَ فِيه:

(جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِى وبَيْنَ مُنَازِلٍ ... جَزاءً كما يَسْتَنْجِرُ الكَلْبَ طالبُه)

فَعَقَّ مُنازِلاً ابنه خَلِيجٌ، فقالَ فيه:

(تَظَلَّمَنى مَالِى خَلِيجٌ وعَقَّنِى ... عَلَى حينَ كانَتْ كالحِنِيِّ عِظامِى)

كانَتْ هُنا بمَعْنَى صَارَتْ.

نزل: النُّزُول: الحلول، وقد نَزَلَهم ونَزَل عليهم ونَزَل بهم يَنْزل

نُزُولاً ومَنْزَلاً ومَنْزِلاً، بالكسر شاذ؛ أَنشد ثعلب:

أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها جُمْلُ

أَراد: أَإِن ذكَّرتكُ نُزولُ جُمْلٍ إِياها، الرفع في قوله منزلُها

صحيح، وأَنَّث النزولَ حين أَضافه إِلى مؤنَّث؛ قال ابن بري: تقديره أَإِن

ذكَّرتك الدار نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فاعل بالنُّزول، والنُّزولُ

مفعول ثانٍ بذكَّرتك.

وتَنَزَّله وأَنْزَله ونَزَّله بمعنىً؛ قال سيبويه: وكان أَبو عمرو

يفرُق بين نَزَّلْت وأَنْزَلْت ولم يذكر وجهَ الفَرْق؛ قال أَبو الحسن: لا

فرق عندي بين نَزَّلْت وأَنزلت إِلا صيغة التكثير في نزَّلت في قراءة ابن

مسعود: وأَنزَل الملائكة تَنْزِيلاً؛ أَنزل: كنَزَّل؛ وقول ابن جني:

المضاف والمضاف إِليه عندهم وفي كثير من تَنْزِيلاتِهم كالاسم الواحد، إِنما

جمع تَنْزِيلاً هنا لأَنه أَراد للمضاف والمضاف إِليه تَنْزيلات في وجُوه

كثيرة منزلةَ الاسم الواحد، فكنى بالتَّنْزيلات عن الوجوه المختلفة، أَلا

ترى أَن المصدر لا وجه له إِلاَّ تشعُّب الأَنواع وكثرتُها؟ مع أَن ابن

جني تسمَّح بهذا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق، فأَما على مذهب العرب فلا وجه

له إِلاَّ ما قلنا.

والنُّزُل: المَنْزِل؛ عن الزجاج، وبذلك فسر قوله تعالى: وجعلنا جهنم

للكافرين نُزُلاً؛ وقال في قوله عز وجل: جناتٌ تجري من تحتها الأَنهارُ

خالدين فيها نُزُلاً من عِند الله؛ قال: نُزُلاًمصدر مؤكد لقوله خالدين فيها

لأَن خُلودهم فيها إِنْزالُهم فيها. وقال الجوهري: جناتُ الفِرْدَوْسِ

نُزُلاً؛ قال الأَخفش: هو من نُزول الناس بعضهم على بعض. يقال: ما وجدْنا

عندكم نُزُلاً.

والمَنْزَل، بفتح الميم والزاي: النُّزول وهو الحلول، تقول: نزلْت

نُزولاً ومَنْزَلاً؛ وأَنشد أَيضاً:

أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ

بَكيْتَ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟

نصب المَنْزَل لأَنه مصدر.

وأَنزَله غيرُه واستنزله بمعنى، ونزَّله تنزيلاً، والتنزيل أَيضاً:

الترتيبُ. والتنزُّل: النُّزول في مُهْلة. وفي الحديث: إِن الله تعالى وتقدّس

يَنزِل كل ليلة إِلى سماء الدنيا؛ النُّزول والصُّعود والحركة والسكونُ

من صفات الأَجسام، والله عز وجل يتعالى عن ذلك ويتقدّس، والمراد به نُزول

الرحمة والأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها من العباد، وتخصيصُها بالليل

وبالثُلث الأَخيرِ منه لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ الناس عمَّن يتعرَّض لنفحات

رحمة الله، وعند ذلك تكون النيةُ خالصة والرغبةُ إِلى الله عز وجل

وافِرة، وذلك مَظِنَّة القبول والإِجابة. وفي حديث الجهاد: لا تُنْزِلْهم على

حُكْم الله ولكن أَنزِلْهم على حُكْمِك أَي إذا طَلب العدوُّ منك الأَمان

والذِّمامَ على حكم اللّه فلا تُعْطيهم، وأَعطِهم على حكمك، فإِنك

ربَّما تخطئ في حكم الله تعالى أَو لا تفي به فتأْثَم. يقال: نزلْت عن الأَمر

إِذا تركتَه كأَنك كنت مستعلياً عليه مستولياً.

ومكان نَزِل: يُنزَل فيه كثيراً؛ عن اللحياني.

ونَزَل من عُلْوٍ إِلى سُفْل: انحدر. والنِّزالُ في الحربْ: أَن

يتَنازَل الفريقان، وفي المحكم: أَن يَنْزل الفَرِيقان عن إِبِلهما إِلى

خَيْلهما فيَتضاربوا، وقد تنازلوا.

ونَزالِ نَزالِ أَي انزِلْ، وكذا الاثنان والجمعُ والمؤنثُ بلفظ واحد؛

واحتاج الشماخ إِليه فثقَّله فقال:

لقد عَلِمَتْ خيلٌ بمُوقانَ أَنَّني

أَنا الفارِسُ الحامي، إِذا قيل: نَزَّال

(* قوله «لقد علمت خيل إلخ» هكذا في الأصل بضمير التكلم، وأَنشده ياقوت

عند التكلم على موقان للشماخ ضمن ابيات يمدح بها غيره بلفظ:

وقد علمت خيل بموقان أنه * هو الفارس الحامي إذا قيل

تنزال).الجوهري: ونَزَالِ مثل قَطامِ بمعنى انْزِل، وهو معدول عن المُنازَلة،

ولهذا أَنثه الشاعر بقوله:

ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ، إِذا

دُعِيَتْ نَزالِ، ولُجَّ في الذُّعْرِ

قال ابن بري: ومثله لزيد الخيل:

وقد علمتْ سَلامةُ أَن سَيْفي

كَرِيهٌ، كلما دُعِيَتْ نزالِ

وقال جُرَيبة الفقعسي:

عَرَضْنا نَزالِ، فلم يَنْزِلوا،

وكانت نَزالِ عليهم أَطَمْ

قال: وقول الجوهري نَزالِ معدول من المُنازلة، يدل على أَن نَزالِ بمعنى

المُنازلة لا بمعنى النُّزول إِلى الأَرض؛ قال: ويقوِّي ذلك قول الشاعر

أَيضاً:

ولقد شهدتُ الخيلَ، يومَ طِرادِها،

بسَلِيم أَوْظِفةِ القَوائم هَيْكل

فَدَعَوْا: نَزالِ فكنتُ أَولَ نازِلٍ،

وعَلامَ أَركبُه إِذا لم أَنْزِل؟

وصف فرسه بحسن الطراد فقال: وعلامَ أَركبُه إِذا لم أُنازِل الأَبطال

عليه؟ وكذلك قول الآخر:

فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عند الإِغارَةِ،

إِذا أَنا لم أَنزِلْ إِذا الخيل جالَتِ؟

فهذا بمعنى المُنازلة في الحرب والطِّراد لا غير؛ قال: ويدلُّك على أَن

نَزالِ في قوله: فَدعَوْا نَزالِ بمعنى المُنازلة دون النُّزول إِلى

الأَرض قوله:

وعَلامَ أَركبه إِذا لم أَنزل؟

أَي ولِمَ أَركبُه إِذا لم أُقاتل عليه أَي في حين عدم قتالي عليه،

وإِذا جعلت نَزالِ بمعنى النزول إِلى الأَرض صار المعنى: وعَلام أَركبه حين

لم أَنزل إِلى الأَرض، قال: ومعلوم أَنه حين لم ينزل هو راكب فكأَنه قال:

وعلام أَركبه في حين أَنا راكب؛ قال ومما يقوي ذلك قول زهير:

ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت، إِذا

دُعِيَتْ نَزال، ولُجَّ في الدُّعْرِ

أَلا تَرى أَنه لم يمدحه بنزوله إِلى الأَرض خاصة بل في كل حال؟ ولا

تمدَح الملوك بمثل هذا، ومع هذا فإِنه في صفة الفرس من الصفات الجليلة وليس

نزوله إِلى الأَرض مما تمدَح به الفرس، وأَيضاً فليس النزول إِلى الأَرض

هو العلَّة في الركوب. وفي الحديث: نازَلْت رَبِّي في كذا أَي راجعته

وسأَلته مرَّة بعد مرَّة، وهو مُفاعَلة من النّزول عن الأَمر، أَو من

النِّزال في الحرب.

والنَّزِيلُ: الضيف؛ وقال:

نَزِيلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً،

وحَقُّ اللهِ في حَقِّ النَّزِيلِ

سيبويه: ورجل نَزيل نازِل. وأَنْزالُ القومِ: أَرزاقهم.

والنُّزُل وتلنُّزْل: ما هُيِّئَ للضيف إِذا نزل عليه. ويقال: إِن

فلاناً لحسن النُّزْل والنُّزُل أَي الضيافة؛ وقال ابن السكيت في قوله:

فجاءت بِيَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَما

قال: أَراد لِضِيافة الناس؛ يقول: هو يَخِفُّ لذلك، وقال الزجاج في

قوله: أَذَلكَ خيرٌ نُزُلاً أَم شجرة الزَّقُّوم؛ يقول: أَذلك خير في باب

الأَنْزال التي يُتَقَوَّت بها وتمكِن معها الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النار؟

قال: ومعنى أَقمت لهم نُزُلهم أَي أَقمت لهم غِذاءَهم وما يصلُح معه أَن

ينزلوا عليه. الجوهري: والنُّزْل ما يهيَّأُ للنَّزِيل، والجمع

الأَنْزال. وفي الحديث: اللهم إِني أَسأَلك نُزْلَ الشهداء؛ النُّزْل في الأَصل:

قِرَى الضيف وتُضَمّ زايُه، يريد ما للشهداء عند الله من الأَجر والثواب؛

ومنه حديث الدعاء للميت: وأَكرم نُزُله.

والمُنْزَلُ: الإِنْزال، تقول: أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُباركاً.

ونَزَّل القومَ: أَنْزَلهم المَنازل. وتَزَّل فلان عِيرَه: قَدَّر لها

المَنازل. وقوم نُزُل: نازِلون.

والمَنْزِل والمَنْزِلة: موضع النُّزول. قال ابن سيده: وحكى اللحياني

مَنْزِلُنا بموضع كذا، قال: أُراه يعني موضع نُزولنا؛ قال: ولست منه على

ثقة؛ وقوله:

دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ

إِنما أَراد المَنازل فحذف؛ وكذلك قول الأَخطل:

أَمستْ مَناها بأَرض ما يبلِّغُها،

بصاحب الهمِّ، إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ

أَراد: أَمستْ مَنازلها فحذف، قال: ويجوز أَن يكون أَراد بمناها قصدَها،

فإِذا كان كذلك فلا حذف. الجوهري: والمَنْزِل المَنْهَل، والدارُ

والمنزِلة مثله؛ قال ذو الرمة:

أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ، سلامٌ عليكما

هلِ الأَزْمُنُ اللاَّئي مَضَيْنَ رَواجِعُ؟

والمنزِلة: الرُّتبة، لا تجمَع. واستُنْزِل فلان أَي حُطَّ عن مرتبته.

والمَنْزِل: الدرجة. قال سيبويه: وقالوا هو مني منزِلة الشَّغَاف أَي هو

بتلك المنزِلة، وكلنه حذف كما قالوا دخلت البيت وذهبت الشامَ لأَنه بمنزلة

المكان وإِن لم يكن مكاناً، يعني بمنزلة الشَّغَاف، وهذا من الظروف

المختصة التي أُجريت مُجرى غير المختصَّة. وفي حديث ميراث الجدِّ: أَن أَبا

بكر أَنزله أَباً أَي جعل الجدَّ في منزلة الأَب وأَعطاه نصيبَه من

الميراث.

والنُّزَالة: ما يُنْزِل الفحلُ من الماء، وخص الجوهري فقال: النُّزالة،

بالضم، ماءُ الرجل. وقد أَنزل الرجلُ ماءه إِذا جامع، والمرأَة تستنزِل

ذلك. والنَّزْلة: المرة الواحدة من النُّزول.

والنازِلة: الشديدة تنزِل بالقوم، وجمعها النَّوازِل. المحكم: والنازِلة

الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس، نسأَل الله العافية. التهذيب: يقال

تنزَّلَت الرحمة. المحكم: نزَلَتْ عليهم الرحمة ونزَل عليهم العذاب

كِلاهما على المثل. ونزَل به الأَمر: حلَّ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَعْزْرْ عليَّ بأَن تكون عَلِيلا

أَو أَن يكون بك السَّقام نَزيلا

جعله كالنَّزِيل من الناس أَي وأَن يكون بك السَّقام نازِلاً. ونزَل

القومُ: أَتَوْا مِنَى؛ قال ابن أَحمر:

وافَيْتُ لمَّا أَتاني أَنَّها نزلتْ،

إِنّ المَنازلَ مما تجمَع العَجَبَا

أَي أَتت مِنَى؛ وقال عامر بن الطفيل:

أَنازِلةٌ أَسماءُ أَم غيرُ نازِلَه؟

أَبيني لنا، يا أَسْمَ، ما أَنْت فاعِلَه

والنُّزْل: الرَّيْعُ والفَضْلُ، وكذلك النَّزَل. المحكم: النُّزْل

والنَّزَل، بالتحريك، رَيْعُ ما يُزرع أَي زَكاؤه وبركتُه، والجمع أَنْزال،

وقد نَزِل نَزَلاً. وطعامٌ نَزِل: ذو نَزَل، ونَزِيلٌ: مبارك؛ الأَخيرة عن

ابن الأَعرابي. وطعام قليل النُّزْل والنَّزَل، بالتحريك، أَي قليل

الرَّيْع، وكثير النُّزْل والنَّزَل، بالتحريك. وأَرض نَزْلة: زاكية الزَّرْع

والكَلإِ. وثوب نِزِيل: كامِلٌ. ورجل ذو نَزَلٍ: كثير الفَضْل والعطاءِ

والبركة؛ قال لبيد:

ولَنْ تَعْدَمُوا في الحرْب لَيْثاً مُجَرَّباً

وَذا نَزَلٍ، عندَ الرَّزِيَّةِ، باذِلا

والنَّزْلةُ: كالزُّكام؛ يقال: به نَزْلة، وقد نُزِلَ

(* قوله «وقد نزل»

هكذا ضبط بالقلم في الأصل والصحاح، وفي القاموس: وقد نزل كعلم) وقوله

عز وجل: ولقد رآه نَزْلةً أُخرى؛ قالوا: مرَّة أُخرى.

والنَّزِلُ: المكان الصُّلب السريعُ السَّيْل. وأَرض نَزِلة: تَسيلُ من

أَدنى مطر. ومكان نَزِل: سريعُ السيل. أَبو حنيفة: وادٍ نَزِلٌ يُسِيله

القليل الهيِّن من الماء. والنَّزَل: المطرُ. ومكان نَزل: صُلب شديدٌ.

وقال أَبو عمرو: مكان نَزْل واسعٌ بعيدٌ؛ وأَنشد:

وإِنْ هَدَى منها انتِقالُ النَّقْلِ،

في مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنايا نَزْلِ

وقال ابن الأَعرابي: مكان نَزِل إِذا كان مَجالاً مَرْتاً، وقيل:

النَّزِل من الأَودية الضيِّق منها. الجوهري: أَرض نَزِلة ومكان نَزِلٌ بيِّن

النَّزالة إِذا كانت تَسِيل من أَدنى مطر لصَلابتها، وقد نَزِل، بالكسر.

وحَظٌّ نَزِل أَي مجتَمِع.

ووجدت القوم على نَزِلاتهم أَي مَنازلهم. وتركت القوم على نَزَلاتهم

ونَزِلاتهم أَي على استقامة أَحوالهم مثل سَكِناتهم؛ زاد ابن سيده: لا يكون

إِلا في حسن الحال.

ومُنازِلُ بن فُرْعان

(* قوله «ومنازل بن فرعان» ضبط في الأصل بضم

الميم، وفي القاموس بفتحها، وعبارة شرحه: هو بفتح الميم كما يقتضيه اطلاقه

ومنهم من ضبطه بضمها اهـ. وفي الصاغاني: وسموا منازل ومنازلاً بفتح الميم

وضمها): من شعرائهم؛ وكان مُنازِل عقَّ أَباه فقال فيه:

جَزَتْ رَحِمٌ، بيني وبين مُنازِلٍ،

جَزاءً كما يَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ

فعَقَّ مُنازلاً ابنُه خَلِيج فقال فيه:

تَظَلَّمَني مالي خَلِيجٌ، وعقَّني

على حين كانت كالحِنِيِّ عِظامي

نزل:
نزل الوادي: نزل مقتفيا مجرى الجدول (الجريدة الآسيوية 1841، 1، 118. وفي ألف ليلة 1: 75 نزل من السلم وبعد ذلك نزل في السلم ص30).
نزل: ضرب خيمة، خيم (ألف ليلة 1: 43، عباد 1: 64).
نزل: سكن (الكالا: aposantarse) .
نزل: غادر السفينة (الكالا desenbarcar) .
انزل: (اصطلاح بحري): دنا من الساحل (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 589).
نزل الصبر: انظر مادة صبر.
نزل: فقد، انخفضت القيمة؛ نزل السعر، انخفضت (بوشر، ياقوت): (1: 546. أسعار القيروان نازلة).
نزل: تستخدم في التعابير المبتذلة الغثة (ماكني 242) إذا هزل نزل.
نزلت إلى فلان: (الحامية) استسلمت بسهولة (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
نزل إلى: انخفض إلى (ماكني 1: 655): نزلت همتك إلى قطعة حجر. انخفض طموحك إلى الحد الذي طلبت قطعة حجر.
نزلت به: في الحديث هن قضية أو دعوى (نازلة) رفعت إلى القضاء (ماكني 2: 634): وكان في مجلس قضائه تنزل به النوازل.
نزل ب: بال أو افرغ معدته من البراز (الادريسي كليم 2: القسم الخامس): وهذه الصحراء بها جب حميرة وهو من أعجب العجب وذلك أن ماءه لا ينزل به من شربه من حيث تنزل المياه من الإنسان ولا يقيم بالمعدة شيئا وإنما هو إذا ضربه الإنسان لم يلبث أن ينزل به من مقعدته مسرعا من غير تأخير ولا إقامة؛ وقد مر هذا الفعل عند (فوك) أيضا في مادة egerere دون إشارة إلى التفاصيل التي يفهم منها طرق صياغته.
نزل عليه: أذله، أهانه، طعن به؛ نزل عليه بالعصا ضربه بها (بوشر): نزل عليه بالضرب (ألف ليلة 9: 7، 63: 9، 2: 68).
نزل عن الحق= تركه (م. المحيط).
نزل له عن: تخلى له عن شيء أو موضع ... الخ (مملوك 1: 1).
نزل عن: أقل درجة من (المقدمة 2: 304): فصل في أن خلق التجار نازلة عن خلق الرؤساء؛ أي أشد ضعفا (دي سلان، المقدمة 1: 275): العصائب الأخرى النازلة عن عصابتهم في الغلب. أولا تفي ب ... (المقدمة 2633): لما أن أكثر محفوظهم عبارات العلوم النازلة عن البلاغة (أي مع انهم قد تعلموا عددا كبيرا من الاصطلاحات العلمية إلا أن هذه الاصطلاحات غير كافية للتعبير عن الأفكار (دي سلان).
نزل عن: انظرها في (فوك) في مادة obsidere على أن لا يختلط الأمر مع نزل على.
نزل عند: شرب في سر فلان (بوشر، ألف ليلة 62: 6): فأخذت الصبية القدح وشربته ونزلت عند أختها وما زالوا يشربون ... الخ.
نزل من عين الملك: فقد حظوته (بوشر).
نزل: (ألف ليلة 1: 63): نزلوا سكا في رقبته؛ نزل عن كرسي الملك خلع عن العرش (بوشر).
نزل: خفض (هلو). نزل البنديرة: استسلم. اذعن، اعترف بعدم تفوقه (بوشر). نزل القلوع: نزل الشراع (بوشر).
نزل: نزل وحدها: أنزل القلوع (همبرت 127).
نزل: أهبط، قرب سفينة من الشاطئ، خفض (بوشر، الكالا) ( acostar decendir alguna cosa abaxar) فصل، نزع (الكالا descolgar) .
نزل: افرغ شحنة (الكالا descargar) ( هلو).
نزل: نزل بالمراكب اركب، حمل (بوشر)، افرغ المركب (ابن جبير 36: 5).
نزل: رتب (محيط المحيط).
نزل الفرش: بلط قرطاس 36: 2).
نزل في العسل: كبس في العسل (ألف ليلة 1: 211) انظر (معجم فليشر 55).
نزل: رصع، لبس بالفسيفساء (مملوك 2: 1: 279) (ابن جبير 177: 6 و196: 17 و269: 3 المقري 3: 9 تنزيل الذهب).
نزل: رصع حجرا كريما في الذهب (الكالا engoatar como oro) نزل: عزل، غير المسكن، نقل المسكن، رحل (الكالا cosa mudar) .
نزل: نقل، نسخ، دون، سجل، حفر، نقش (كتابة على حجر أو رخام أو معدن) (مملوك 1: 1: 205 رياض النفوس 65): فألقيت عليه مسألة معقدة من كتب أشهب فبدأ بتنزيلها والنظر فيها.
نزل الرقم: رقمه (محيط المحيط) (نزل الحاسب الرقم رقمه).
نزل: في (محيط المحيط): (نزل الشيء مكان الشيء أقامه مقامه)؛ وقد جاء ذكر هذا الفعل عند (فوك) في مادة suplere. ومن هنا جاءت كلمة تنزيل في الفقه الإنابة والتوكيل (أبو اسحق الشيرازي 188: 17).
نزل: نزع الحذاء (الكالا): descalcar.
نازل: حاصر (فوك) (الكلمة موجودة تقريبا، في كل صحيفة من صحائف كتاب الحوليات أو اليوميات الأخبارية): assieger.
انزل: اسكن (ابن خلدون 4: 7) فأنزله قرطبة.
أنزل: أوحى فأنزل الله الكلام (م. المحيط).
أنزل به: أحدث بفلان شيئا (كوسج كرست 89: 2): فلطمني وكاد أن ينزل بي المهالك وفي الجملة التي وردت (في 5: 90) اقرأ كلمة العبر (بالكسرة ثم الفتح).
ينزلون البيت الثاني في الاحترام منزلة البيت الأول (دي ساسي كرست 1: 109).
أنزل: أجبر فلانا على الاستسلام (معجم الطرائف).
أنزل: أنزله من مركب وغيره (ابن جبير 36: 6).
انزل: رفع (ابن بطوطة 1: 286): فأنزل أساطين الخشب وجعل مكانها أساطين اللبن.
انزل: حمل كثيرا من الثمار (أبو الوليد 1: 430): يقال أنزلت الشجرة إذا كثر نزلها أي ثمرها.
تنزل: تخضع، تذلل (المقري 2: 821 المقدمة 1: 377).
تنزل له: طاوعه وهادنه وتنازل له (بوشر، ابن الخطيب 70): دمث، متخلق، متنزل، تنازل: تنزل له في شيء طاوعه في أمر من الأمور (بوشر).
تنازل: تفضل (بوشر).
تنزل منزلة فلان: حل محله (فوك).
تنازل: في الحديث عن عدد كبير من الناس: استقروا وتوطنوا خيامهم (ابن خلدون 4: 7): تنازلوا على نهر واقتتلوا عليه أياما.
تنازل: نزل، زف الطير زفيفا، انقض، هبط، وقع على (ألف ليلة 3: 21).
تنازل إلى: اتضع، تواضع، تذلل (بوشر، ألف ليلة 4: 40): لقد أكثرت التنازل إلينا يا أخانا.
تنازل عن: تخلى، نزل، تنزل، تخلى عن، تخلى عن حقه، له عن: خلى، ترك حقه له (بوشر).
تنازل: خفض، اقتصر، اكتفى ب (بوشر).
انتزل: نزل (حياة صلاح الدين 2: 2): ثم انتزل من طراحة.
ايتنزل: استحضر الأرواح (المقري 3: 5):
إذا استنزلوا الأرواح باسم تبادرت ... طوائف ميمون وأشياع برقان
وذكر (بوسييه) أيضا استحضار الجان.
استنزل: اخرج النقود من الجيب، وفي (ابن جبير 120: 17) تستنزل الفطائر وتستنزل الدرهم والدينار، وفي (أبو الفرج 85: 5) استنزل الماء الفاسد.
استنزله من حصنه أو استنزله وحدها: اجبره على مغادرة حصنه أو على الاستسلام (معجم البلاذري، عبد الواحد 68: 14، النويري أسبانيا 468): يستنزل المتغلبين وفي (478) فاستنزلوه من الدير (هولال 10).
استنزل: استنزله أو استنزل عن: طلب منه أن يتخلى عن رأي من الآراء، استنزله عن رأيه بمعنى أنزله أو طلب نزوله (الأساس، مملوك 1: 1: 175).
استنزل: تصرف على نحو جعل فلانا يتخلى عن أمر بصر على القيام به أو جعله يغير رأيه أو يدفعه إلى أن يغير طريقة معالجته لأمر من الأمور (المقري 2: 436) ورد ذكر ذلك الذي كان يريد أن يعتزل العالم وينقطع إلى داره؛ أن أحد أصدقاء هذا الشخص عاتبه على ذلك الاعتزال، وأخذه حتى استنزله بعيض الاستنزال (السخاوي، المخطوطة 970، 149 ابن الشحنة: المناوئ العنيد للصوفية وكان من المعروفين بمتانة الحجة وقوة الإقناع حتى أنه استنزل الشهابي ابن العيني عن تصوف كان بأسمه في الاشرفية الجديدة (أي جعله ينقطع عن حضور جلسات الصوفية التي كانت تتم بأشرافه وتحت كنفه في الأشرفية الجديدة) كانت هذه هي العبارة التي ذكرها (كاترمير) في (1: 1: 175) إلا أنه لم يحسن توضيحها حين قال (بأنه قد تعهد لابن الشحنة بالتخلي عن المهام التي كان يمارسها مع الصوفية).
استنزل: حاول أن يستعطف فلانا أو أن ينال فضلا منه (ويجوز 32: 5) (انظر 104: 148) و (39: 6) (أبحاث 1: 174 من الطبعة الأولى): فقد كانت طوائف العدو تلاطف بالاحتيال وتستنزل بالأموال (عبد الواحد 1: 266: 1): وكان دين أهلها في الدهر القديم دين الصابئة من عبادة الكواكب واستنزل قواها والتقرب إليها بأنواع القرابين (ماكني 2: 59) (صححت من قبل السيد فليشر 11255) انظر رسالة إليه رقم 223 تتحدث عن رجل كان مهتاجا جدا: فسكنوه بالاستنزال وثنوه عن ذلك النزال.
استنزال: عطف واستعطفه على نفسه واستماله إليه (الكامل 4 و2 عباد 1: 173): فحجب عنه وجه رضاه، ولم يستنزله بذلك ولا استرضاه.
نزل: قرية صغيرة (وصف مصر 14: 273).
نزل: مخيم قبيلة (بركهارت بدو 19).
نزل الوتر والجمع نزول الأوتار: عملية إرخاء الأوتار (الكالا: desenpulgadura) .
نزل والجمع نزول: نزلة (التهاب القناة التنفسية المصحوب بإفرازات مفرطة) زكام شديد، تورم قيحي. احتقان 0بوشر م. المحيط).
نزل: التجهيزات التي يمونها الاتباع للسلطان في أسفاره ولجيشه (والجمع نزول) (حيان 88): سار إلى حصن ونجة فأقام بها -المفروض فأقام به. المترجم- أياما إلى أن وردت الدواب بالنزول من بجانة.
نزل: منتوج الشجرة (أبو الوليد 430) (انظر 4) (ابن العوام 1: 281) حيث يجب أن تقرأ الجملة وفقا لمخطوطتنا كما يأتي: الأرض الرخوة أعظم لشجره وأكثر لنزوله.
نزل: المعشب، الموضع الذي يكثر فيه العشب (أبو الوليد 430: 1 و2).
نزلة: وصول (مهرن 36)؛ نزلة الحاج: هي في مصر الاسم العامي لشهر صفر لأن قافلة الحجاج المصريين تصل القاهرة في نهاية هذا الشهر عائدة من مكة (لين طبائع 2: 194).
نزلة: هجوم الأعداء برا أو بحرا، الإنزال (بوشر).
نزلة: انحدار الطريق أو الارض، منحدر، سلم، أرض مائلة تصلح لما تصلح له درجات السلم (بوشر).
نزلة: محلة في قرية (بركهارت نوبيا 196).
نزلة: قرية صغيرة (وصف مصر 12: 273 بركهارت نوبيا 236).
نزلة: مخيم قبيلة، مجموعة لأعراب من البدو (بوسييه، بر وبروجر 134). (الذي ذكر فخذ القبيلة أيضا): (لقد وجدنا في منصف نزلتين من أولاد صولة الذين حضروا هناك للاستيلاء على نزلة الأشراف التي أخذوها فعلا).
نزلة: زكام مخي (هلو، بوشر -بربرية) والزكام وفقا لمعجم (المنصوري) هو نفسه عند البدو وكذلك زكام الصدر، والبحة، إلا أن الأطباء اتفقوا على المعنى الأخير للكلمة: ويريد به الأطباء هنا ما اختص بطريق الأنف وما كان من طريق الحلق يسمونه قوة وهما عند العرب واحد؛ بدلا من قوة يجب أن تقرأ نزلة، وهذا ما نراه واضحا في مادة نزلة.
نزلة: تراكم الخلط (في الطب القديم)، احتقان (بوشر).
نزال: واجب إيواء الجند (انظر نزول وإنزال) (قرطاس 258: 8): رفع النزال عن ديار الرعية (استثنى السلطان رعيته من واجب إيواء جند الحرب).
نزول والجمع نزولات: تنزل، تتخلى عن. التخلي عن موضع أو عن امتياز لصالح الجيش (مملوك 1: 1: 175) وفي (بوشر): التخلي عن.
نزول: ميدان متحدر، موضع النزول، منحدر (بوشر).
نزول: واجب إيواء الجند وهو يرادف نزول وإنزال (انظر الكلمتين) (الجريدة الآسيوية 1414: 2: 243): لم تعلم له منقبة سوى أنه رفع النزول على (وفي مخطوطة ألف عن) أهل تونس وكانوا يلقون منه أمرا عظيما (لم يعرف التاريخ له فضلا سوى أنه أعفى سكان تونس من فريضة إيواء الجند التي كانوا يشعرون تجاهلها بأشد المرارة) لم يصب السيد شيربونو (ص250) في ترجمته للجملة يقوله (ثبت إقامته في تونس). وفي محيط المحيط (النزول عند المحدثين ضد علو) (انظر الكلمة).
نزول دم: تقيح، ذبال (في الطب). تجمع قيحي. (بوشر).
نزول: بول دموي (بوشر).
نزيل: انظرها عند (فوك) في مادة stabularius إلى جانب كلمة نزيلة.
نزالة: في ( cout عادات 38): (حين لم يزل ابن حفصون في خدمة حرس السلطان أراد والي المدينة أن يغيظه لأنه كان في حماية الوزير هاشم فأخرجه من نزالة إلى نزالة.
نزالة: حالة سيئة (بيت ونحوه) نزالة الديار (المعيار 23: 3 وانظر نازل).
نزالة: قصارة، نفاية، بقية الحبوب المغربلة (بوشر).
نزيلة والجمع نزائل: التموينات التي يقدمها التابع إلى سيده حين يرتحل له ولجيشه (انظر نزل) (البيان 2: 215): واخرج إلى الناصر النزائل وأقام له الوظائف والتزم إدرار الجباية الكاملة؛ وهناك وظيفة في البلاط تدعى خدمة الإنزال والنزائل (حيان- بسام 1: 10).
نزيلة: سكن مجاني (الكالا) ( posada por amistad) ولعل (فوك) كان يفكر بهذا المعنى حين ذكر كلمتي نزيل ونزيلة والجمع نزيلات ضمن كلمة stabularius. والسكن المجاني هذا يتعلق برجال الحرب (معيار 6: 7): وديارها الأهلة قد صم (صَمّ) بالنزائل صداها. وفي (26: 6): وفي منازلها لنزائل الجند نازلة (دورها في حال سيئة بسبب سكن رجال الحرب فيها).
نزيلة: والجمع نزائل (إن مسالك الإمبراطورية الشديدة الخطورة كانت في كثير من المقاطعات يحرسها رجال مسلحون يدعون بالنزلاء) (جودارد 1: 231).
نزولي: معرض للنزلة (بوشر).
نازل: وللكلمة صيغة في الجمع هي نزال (كوسج، كرست 57: 10 وتلفظ حسبما كتبناها) وكذلك نزول (ويجرز 36: 1 و2 من الملاحظات 121: 2 رقم 174) (المتنبي) (الشرق) (2: 191).
نازل: منحط، محتقر، بحالة رديئة (ديلابورت 149، فريتاج 39، 7): كان يقول شعرا نازل الطبقة (القزويني 2: 160): وكانوا يلعبون لعبا دونا ليظن الغريب انهم في طبقة نازلة (مخطوط رقم 892، المجلد 337، رقم 1: 10): أشياء نازلة حقيرة (معيار 26: 7) بصوت نازل (همبرت 10) وانظر (بوسييه) أيضا.
نازلة والجمع نوازل: قضية، دعوى، مرافعة (فوك) ( questio) ( بوسييه). والجمع عنده -أي عند بوسييه- بالألف والتاء. (محمد بن الحارث 215، عباد 2: 72، المقري 1: 603 و634: 2).
نازلة: الاستقبال الفخم لممثلي القبائل من قبل السلطان (عبد الواحد 177: 1): كان يتكلم عن الوفود ويخطب في النوازل فيأتي بكل عجيبة.
نازلة: نزلة، زكام شديد (شكوري 205): عجز أطباؤه عن علاجه من نوازل متتابعة تنزل من رأسه وفي (144 منه): الخشخاش ينفع من النوازل إلى الصدر. إنزال: فريضة إسكان الجند (المقري 632): وكتبت إلى عبد المؤمن بن علي رسالة تسأله فيها رفع الإنزال عن دارها، الطبعة (الأخرى. المترجم) تحمل عبارة الإنزال إلا أن هذه جمع نزل وهي تخالف المقصود؛ ويلزم أن يكون هناك اسم مصدر مرادف لنزال ونزول (انظر الكلمة).
تنزل: تنازل، تسامح (بوشر).
تنزل: يبدو أنها هواية dilettantisme ( المقري 1: 575: 16): وكان يقول انه يعرف الكيمياء بطريق التنزل لا بطريق التكسب مرادفة لكلمة منازلة ما ورد في (570: 23) اعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق التكسب.
تنزل: والجمع تنزلات تحمل عند الصوفية معنى أجهله (فهرس المخطوطات -ليدن 2: 45): ولم أزل فيما نظمته من هذا الجزء من الايما إلى الواردات الإلهية والتنزلات الروحانية والمناسبات العلوية.
تنزلة: العودة من جبل عرفات (بيرتون 2: 52).
تنازل: تسامح (بوشر).
تنازل: استقالة، خلع، إقالة. صرف النظر عن القيام بعمل من الأعمال (بوشر).
منزل: مسيرة يوم (معجم الجغرافيا).
منزلة: بمعنى المرتبة أو المقام العالي أما الجمع منازل فإن بعض المتشددين في اللغة لا يرتضونه (أخبار 4).
منزلة: نزل، فندق مجامني (انظر نيبور 301).
منزلة: مسيرة يوم (معجم الجغرافيا).
منزلة: غرفة انتظار (همبرت 192).
منزلة: في (فوك) vicis = مقام ومناب؛ بمنزلة كذا: تستعمل حين مقارنة شيء بشيء آخر (دي يونج).
منزلة: اصطلاح حسابي، مخرج، مقام كسر، عند الحسابيين مقام الأرقام (م. المحيط). انظر (قلم).
منزلة: في محيط المحيط (المنزلة طعام للمولدين من اللحم والباذنجان ونحوه).
منزلة: منزلة سمك: طعام مركب من اسماك مختلفة الانواع، مطبوخة بالسمن وشيء من العجين والخمر (بوشر).
منزول: مزكوم (فوك).
منزول: موظف فقد وظيفته سواء بالاستقالة أو الإقالة (مملوك 1: 1: 75).
منزول: منزل مجاني يديره شيخ القرية (زيتشر 11: 482). وفي (محيط المحيط): (المنزول عند المولدين منزل معد للضيوف. واصله المنزول فيه).
منزول: محطة خيل لنقل المسافرين والبريد من مسافة إلى مسافة توضع في خدمة المسافرين الذين يرومون السفر (بوشر).
منازلة: من أنواع القتال (ألف ليلة 1: 354).
منازلة: قضية، دعوى، مرادفة ( Formul انظر V) . يستوعب النظر في منازلتهما.
منازلة: انظر تنزل.
نزل
النُّزول، بالضَّمّ: الحُلول وَهُوَ فِي الأصلِ انحِطاطٌ من عُلو، وَقد نَزَلَهم، ونَزَلَ بهم، ونَزَلَ عَلَيْهِم، يَنْزِلُ، كَيَضْرِب، نُزولاً، بالضَّمّ، ومَنْزِلاً، كَمَقْعَدٍ ومَجْلِسٍ، وَهَذِه شاذّةٌ، أنشدَ ثعلبٌ:
(أَإنْ ذكَّرَتْكَ الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ ... بَكَيْتَ فَدَمْعُ العَينِ مُنحَدِرٌ سَجْلُ)
أرادَ أَإن ذكَّرَتْكَ نزُول جُمْلٍ إيّاها، الرفعُ فِي قولِه مَنْزَلُها صحيحٌ، وأنّثَ النزولَ حِين أضافَه إِلَى مُؤنَّثٍ، قَالَ ابنُ بَرِّي: تقديرُه أَإِنْ ذكَّرَتْكَ الدارُ نُزولَها جُمْلُ، فجُمْل: فاعِلٌ بالنُّزول، والنُّزول: مَفْعُولٌ ثانٍ بذَكَّرَتْكَ. وأنشدَ الجَوْهَرِيّ هَذَا البيتَ وَقَالَ: نَصَبَ المَنزَلَ لأنّه مصدرٌ: حَلَّ، قَالَ شيخُنا: أَطْلَق المُصَنِّف فِي هَذِه المادّةِ وفيهَا فُروقٌ، مِنْهَا: أنّ الراغبَ قَالَ: مَا وَصَلَ من الملأِ الْأَعْلَى بِلَا واسطةٍ تَعْدِيَتُه بعلى المُختَصِّ بالعُلوِّ أَوْلَى، وَمَا لم يكن كَذَلِك تَعْدِيَتُه بإلى المُختَصّ بالاتِّصالِ أَوْلَى، وَنَقَله الشِّهابُ فِي العِنايةِ، وَبَسَطه فِي أثناءِ آلِ عِمْران. ونزَّلَه تَنْزِيلاً، وأَنْزَلَه إنْزالاً، ومُنْزَلاً كمُجْمَلٍ، واسْتَنزلَه بِمَعْنى واحدٍ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَكَانَ أَبُو عمروٍ يَفْرُق بَين نزَّلْتُ وأَنْزَلْتُ، وَلم يَذْكُرْ وجهَ الفرقِ، قَالَ أَبُو الحسَن: لَا فَرْقَ عِنْدِي بَينهمَا إلاّ صيغةُ التكثيرِ فِي نزَّلْتُ فِي قراءةِ ابنِ مَسْعُودٍ: وَأَنْزَلَ الملائكةَ تَنْزِيلاً أَنْزَل كنَزَّلَ، قَالَ شيخُنا: وَفَرَق جماعةٌ من أربابِ التَّحْقِيق، فَقَالُوا: التَّنْزيل: تَدْرِيجيٌّ، والإنْزالُ دَفْعِيٌّ، كَمَا فِي أكثرِ الحَواشي الكَشّافِيّةِ والبَيْضاوِيّة، وَلما وَرَدَ استعمالُ التَّنْزيلِ فِي الدَّفعيِّ زَعَمَ أقوامٌ أنّ التفْرِقةَ أكثريّةٌ، وأنّ التَّنْزيلَ يكونُ فِي الدَّفْعيِّ أَيْضا، وَهُوَ مبسوطٌ فِي مواضعَ من عنايَةِ القَاضِي، انْتهى. وَقَالَ المُصَنِّف فِي البصائر: تَبَعَاً للراغب وغيرِه: الفرقُ بَين الإنْزالِ والتَّنْزيلِ فِي وَصْفِ القرآنِ والملائكةِ أنّ التَّنْزيلَ يَخْتَصُّ بالمَوضعِ الَّذِي يُشيرُ إِلَى إنْزالِه مُتَفرِّقاً مُنَجَّماً، ومرّةً بعد أُخرى، والإنْزالُ عامٌّ، وقَوْله تَعالى: لَوْلَا نُزِّلَتْ سورةٌ وقَوْله تَعالى: فَإِذا أُنْزِلَتْ سورةٌ مُحكَمَةٌ فإنّما ذَكَرَ فِي الأوّلِ نُزِّلَ، وَفِي الثَّانِي أُنْزِلَ تَنْبِيهاً أنّ المُنافِقينَ يقترحونَ أَن يُنَزَّلَ شيءٌ، فشيءٌ من الحَثِّ على القتالِ ليَتَوَلَّوْه، وَإِذا أُمِروا بذلك دَفْعَةً وَاحِدَة تَحاشَوْا عَنهُ فَلم يفعلوه، فهم يقترِحونَ الْكثير، وَلَا يَفُونَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ، وقَوْله تَعالى: إنّا أَنْزَلْناه فِي ليلةِ القَدْرِ إنّما خُصَّ لَفْظُ الإنْزالِ دونَ التَّنْزيلِ لما رُوِيَ أنّ القرآنَ أُنْزِلَ دَفْعَةً وَاحِدَة، إِلَى السماءِ الدُّنْيَا، ثمّ نُزِّلَ مُنَجَّماً بحسَبِ المَصالِح. ثمّ إنّ إنْزالَ الشيءِ قد يكونُ بنَفسِه، كقَوْله تَعالى: وَأَنْزلْنا من السماءِ مَاء وَقد يكونُ بإنْزالِ أسبابِه والهِدايةِ إِلَيْهِ، وَمِنْه قَوْله تَعالى: وَأَنْزَلْنا الحديدَ فِيهِ بأسٌ)
شديدٌ وقَوْله تَعالى: يَا بَني آدَمَ قد أَنْزَلْنا عَلَيْكُم لِباساً يُواري سَوْآَتِكُم، وشاهِدُ الاسْتِنْزالِ قولُه: واسْتَنْزَلوهُم من صَياصيهم، ثمّ الَّذِي فِي المُحْكَم أنّ نزَّلَه وأَنْزَله وَتَنَزَّلَه بِمَعْنى واحدٍ، والمُصَنِّف لم يذكرْ تنَزَّلَه، وَذكر عِوَضَه اسْتَنْزَلَه، فتأمَّلْ. وَتَنَزَّلَ: نَزَلَ فِي مُهلةٍ وكأنّه رامَ بِهِ الفَرقَ بَينه وَبَين أَنْزَلَ، فَهُوَ مِثلُ نَزَلَ، وَمِنْه قَوْله تَعالى: تنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوح، وقَوْله تَعالى: وَمَا نَتَنَزَّلُ إلاّ بأمرِ ربِّكَ، وَقَالَ الشَّاعِر: تنَزَّلَ من جوِّ السماءِ يَصُوبُ والنُّزُل، بضمّتَيْن: المَنْزِل، عَن الزّجّاجِ، وَبِذَلِك فسَّرَ قَوْله تَعالى: أَعْتَدْنا جهنَّمَ للكافِرينَ نُزُلا.
النُّزُلُ أَيْضا: مَا هُيِّئَ للضيفِ وَفِي الصِّحاح للنَّزِيل أَن يَنْزِلَ عَلَيْهِ، وَفِي المُحْكَم: إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ كالنُّزْلِ، بالضَّمّ، ج: أَنْزَال، وَقَالَ الزّجّاج: معنى قَوْلهم: أَقَمْتُ لَهُم نُزُلَهم: أَي أَقْمَْتُ لَهُم غِذاءَهم وَمَا يصلُحُ مَعَه أنْ يَنْزِلوا عَلَيْهِ، وَفِي الحَدِيث: اللهُمَّ إنّي أسأَلُكَ نُزُلَ الشُّهَداءِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: النُّزْلُ فِي الأَصْل: قِرى الضيفِ، وتُضَمُّ زايُه، يريدُ مَا للشهداءِ عندَ اللهِ من الأجرِ وَالثَّوَاب، وَمِنْه حديثُ الدعاءِ للميِّت: وأَكْرِمْ نُزُلَه. النُّزُل أَيْضا: الطعامُ والرِّزقُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعالى: هَذَا نُزُلُهم يومَ الدِّين. والنُّزُل: البرَكةُ، يُقَال: طعامٌ ذُو النُّزُل: أَي ذُو البَرَكةِ، كالنَّزيلِ كأَميرٍ، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ، يُقَال: طعامٌ ذُو نُزُلٍ ونَزيلٍ: أَي مُبارَكٌ. منَ المَجاز: النُّزُل: الفَضلُ والعَطاءُ والبَركةُ، يُقَال: رجلٌ ذُو نُزُلٍ: أَي كثيرُ النَّفَلِ والعطاءِ والبَرَكة. قَالَ الأخفَش: النُّزُل: القومُ النازِلونَ بعضُهم على بعضٍ، يُقَال: مَا وَجَدْنا عنْدكُمْ نُزُلاً. النُّزُل أَيْضا: رَيْعُ مَا يُزرَعُ وزَكاؤُه ونَماؤُه وَبَرَكتُه كالنُّزْلِ، بالضَّمّ وبالتحريك، والجمعُ أَنْزَالٌ، كَمَا فِي المُحْكَم، واقتصرَ ثَعْلَبٌ على التحريكِ فِي الفَصيح، وَقَالَ لَبيدٌ:
(وَلَنْ تَعْدَموا فِي الحربِ لَيْثَاً مُجَرِّباً ... وَذَا نَزَلٍ عندَ الرَّزِيَّةِ باذِلا)
أَي ذَا فَضلٍ وعطاءٍ، وَقد نَزِلَ، كفَرِحَ نَزَلاً، ومكانٌ نَزِلٌ، ككَتِفٍ: يُنزَلُ فِيهِ كثيرا، نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَن بعضِهم، قلتُ: ذَكَرَه اللِّحْيانِيّ فِي نوادرِه. والنِّزال، بالكَسْر فِي الحربِ أنْ يَنْزِلَ الفريقانِ عَن إبلِهما إِلَى خَيْلِهما، فَيَتَضارَبوا، وَقد تَنازَلوا، كَمَا فِي المُحْكَم: أَي تَداعَوا: نَزالِ، كَمَا فِي الأساس. نَزالِ نَزالِ، كقَطامِ: أَي انْزِلْ، للواحدِ والجمعِ والمُؤَنَّث، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ مَعْدُولٌ من المُنازَلَة، وَلِهَذَا أنَّثَه الشاعرُ بقولِه: ولَنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ أنتَ إذادُعِيَتْ نَزالِ، ولُجَّ فِي الذُّعْرِ)
قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا يدلُّ على أنّ نَزالِ بِمَعْنى المُنازَلةِ لَا بِمَعْنى النُّزولِ إِلَى الأَرْض، قَالَ: ويُقوِّي ذَلِك قولُ الشاعرِ أَيْضا:
(ولقدْ شَهِدْتُ الخَيلَ يومَ طِرادِها ... بسَليمِ أَوْظِفَةِ القَوائمِ هَيْكَلِ)

(فَدَعَوْا: نَزالِ فكنتُ أوّلَ نازِلٍ ... وعَلامَ أَرْكَبُه إِذا لم أَنْزِلِ)
وَصَفَ فَرَسَه بحُسنِ الطِّراد، فَقَالَ: وعَلامَ أركبُه إِذا لم أُنازِل الأبطالَ عَلَيْهِ. والمَنْزِلَة: موضِعُ النُّزول، وَكَذَلِكَ المَنزِل، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لذِي الرُّمّة:
(أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عليكُما ... هَل الأزْمُنُ اللائي مَضَيْنَ رَواجِعُ)
منَ المَجاز: المَنزِلَة: الدرَجَةُ والرُّتبَةُ، وَهِي فِي الأمورِ المَعنويّةِ كالمَكانةِ، وَلَا تُجمعُ أَي جَمْعَ مؤنَّثٍ بالألفِ وَالتَّاء، وأمّا جَمْعُ التكْسيرِ فوارِدٌ، قَالَه شيخُنا، وَفِي الأساس: لَهُ مَنْزِلةٌ عِنْد الْأَمِير، وَهُوَ رَفيعُ المَنزِلِ والمَنازِلِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هُوَ منّي مَنْزِلَةَ الشِّغاف، أَي هُوَ بتلكِ المَنزِلَة، ولكنّه حَذَفَ، كَمَا قَالُوا: دَخَلْتُ البيتَ، وذَهَبْتُ الشامَ لأنّه بمَنزِلَةِ المكانِ وَإِن لم يكن مَكَانا، يَعْنِي بمَنزلةِ الشِّغافِ، وَهَذَا من الظروفِ المُختَصّةِ الَّتِي أُجرِيَتْ مُجرى غير المُختَصّة.
النُّزالَة، كثُمامَةٍ: مَا يُنزِلُ الفَحلُ من المَاء، وخصَّ الجَوْهَرِيّ فَقَالَ: النُّزالَة، بالضَّمّ: ماءُ الرجلِ، وَقد أَنْزَلَ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ للبَعيث:
(لَقىً حَمَلَتْه أمُّه وهيَ ضَيْفَةٌ ... فجاءَتْ بَيْتَنٍ من نُزالةِ أَرْشَما)
النِّزالَة، ككِتابَةٍ: السّفَر، وَمَا زِلْتُ أَنْزِلُ: أَي أُسافر، كَمَا فِي العُباب. منَ المَجاز: النازِلَة: الشديدةُ من نَوازِلِ الدهرِ، أَي شدائدِها، وَفِي المُحْكَم: النازِلَة: الشّدَّةُ من شدائدِ الدهرِ تَنْزِلُ بِالنَّاسِ، نسألُ اللهَ العافيَةَ، وَقد نَزَلَ بِهِ مَكْرُوهٌ. وأرضٌ نَزْلَةٌ، بالفَتْح: أَي زاكِيَةُ الزَّرْعِ والكلأ.
ومُضارِبُ بنُ نُزَيْلِ بن مَسْعُودٍ الكَلبيُّ، كزُبَيْرٍ: مُحدِّثٌ يروي عَن سُلَيْمانَ ابنِ بِنتِ شُرَحْبيل، ووالِدُه يَأْتِي ذِكرُه قَرِيبا. النَّزِل، ككَتِفٍ: المكانُ الصُّلبُ السريعُ السَّيْل، وأرضٌ نَزِلَةٌ: تَسيلُ من أدنى مطَرٍ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وادٍ نَزِلٌ: يُسيلُه القليلُ الهَيِّنُ من الماءِ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: مكانٌ نَزِلٌ: إِذا كَانَ مجالاً مَرْتَاً، وَقيل: النَّزِلُ من الأوديَة: الضّيِّقَةُ مِنْهَا، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: مكانٌ نَزِلٌ بيِّنُ النَّزالَةِ: إِذا كانتْ تَسيلُ من أدنى مطَرٍ، لصَلابَتِها، وَقد نَزِلَ، بالكَسْر. النَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ: المطَر. يُقَال: تَرَكْتُ القومَ على نَزِلاتِهم، بكسرِ الزايِ وفتحِها: أَي على استقامةِ أَحْوَالِهم، وَنَقَلَ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ: وَجَدْتُ القومَ على نَزَلاتِهم: أَي مَنازِلِهم، وَقَالَ الفَرّاءُ: على)
استِقامتِهم، مثل سَكِنَاتِهم، زادَ ابنُ سِيدَه: لَا يكونُ إلاّ فِي حُسنِ الْحَال. ومَنازِلُ بنُ فُرْعان: شاعرٌ، هُوَ بفتحِ الْمِيم، كَمَا يقتضيهِ إطْلاقُه، وَمِنْهُم من ضَبَطَه بضمِّها، وَكَانَ مَنازِلُ قد عَقَّ أَبَاهُ فَقَالَ فِيهِ:
(جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنازِلٍ ... جَزاءً كَمَا يَسْتَخبِرُ الكَلبَ طالِبُهْ)
فعَقَّ مَنازِلاً ابنُه خَليج، فَقَالَ فِيهِ:
(تظَلَّمَني مَالِي خَليجٌ وعَقَّني ... على حينِ كانتْ كالحَنِيِّ عِظامي)
منَ المَجاز: نَزَلَ القومُ: أَتَوْا مِنىً، كَمَا يُقَال: وافى، إِذا حَجَّ، وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لعامرِ بن الطُّفَيْل:
(أنازِلَةٌ أَسْمَاءُ أمْ غَيْرُ نازِلَهْ ... أَبِيني لنا يَا أَسْمَ مَا أَنْتِ فاعِلَهْ) (فَإِنْ تَنْزِلي أَنْزِلْ، وَلَا آتِ مَوْسِماً ... وَلَو رَحَلَتْ للبيعِ جَسْرٌ وباهِلَهْ)
وَثَوْبٌ نَزيلٌ، كأَميرٍ: كاملٌ. والنَّزْلَةُ مثل الزُّكامِ تَعْرِضُ عَن بَردٍ، يُقَال: بِهِ نَزْلَةٌ وَقد نَزِلَ الرجلُ، كعَلِمَ، هَكَذَا فِي النسخِ والصوابُ كعُنِيَ، كَمَا هُوَ مضبوطٌ فِي الصِّحاح والعُباب. النَّزْلَة: المرّةُ من النُّزول، وَمِنْه قَوْله تَعالى: وَلَقَد رآهُ نَزْلَةً أُخرى قَالُوا: مرّةً أُخرى. والنَّزيل: الضَّيْف، قَالَ الشاعرُ:
(نَزيلُ القومِ أَعْظَمُهم حُقوقاً ... وحقُّ اللهِ فِي حقِّ النَّزيلِ)
وكزُبَيْرٍ نُزَيْلُ بن مَسْعُودٍ الكَلبيُّ المُحدِّث. قلتُ: وَهُوَ والِدُ مُضارِبٍ السابقِ ذِكرُه، روى عَن بقيّةَ وابنِ سابُور، وَعنهُ ابنُه مُضارِبٌ، قَالَه الْحَافِظ. والنِّزْل، بالكَسْر: المُجتَمِع، يُقَال: خَطٌّ نِزْلٌ، وَضَبَطه الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ، وَفِي الأساس: خطٌّ نَزِلٌ: إِذا وَقَعَ فِي قِرطاسٍ يَسيرٍ شيءٌ كثيرٌ، وَهُوَ مَجاز. النُّزْل، بالضَّمّ: المَنِيُّ كالنُّزالَة. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: المَنْزِلُ، كَمَجْلِسٍ: بناتُ نَعْشٍ وأنشدَ لوَرْدٍ العَنبَريِّ: إنِّي على أَوْنِيَ وانْجِراري وَأَخْذي المَجهولَ فِي الصَّحاري أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ والدَّراري وَقيل: أرادَ الثُّرَيّا. قَالَ الجَوْهَرِيّ: المَنزِلُ: المَنهَلُ وَالدَّار، كالمَنزِلَة. قد سمَّوْا مَنازِلَ، كمَساجِدَ، مِنْهُم عَبْد الله بن مُحَمَّد بن مَنازِلَ الضَّبِّيُّ النَّيْسابوريُّ، سَمِعَ السَّرِيَّ بن خُزَيْمةَ، مَاتَ سنة) . وَأَبُو غالبٍ مُحَمَّد بن عبدِ الواحدِ بن الحسَنِ بن مَنازِلَ القَزّاز، سَمِعَ أَبَا إسحاقَ البَرْمَكِيَّ، وَأَخَواه عبدُ الملِكِ وعليٌّ حدَّثَ عَنْهُمَا ابنُ طَبَرْزَذَ، وعمُّه مُحَمَّد بن الحسنِ، روى عَنهُ قَاضِي المارِسْتان، وابنُه أَبُو منصورٍ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي غالبٍ رَاوِي تاريخَ بغدادَ عَن الْخَطِيب، وَوَلَدُه أَبُو السَّعاداتِ نَصْرُ اللهِ حدَّثَ، وحَفيدُه عثمانُ بن المُبارَكِ بن أبي السَّعاداتِ عَن أَبِيه، وابنُه عَبْدُ الرحمنِ عَن جدِّه أبي السَّعادات. وَأَبُو المَكارِمِ أَحْمد بن عَبْدِ الْبَاقِي بنِ الحسَنِ بن مَنازِلَ القَزّاز، عَن أبي الحُسينِ بنِ النَّقُور، وابنُه رَضْوَانُ حدَّثَ، وَكَذَا إسماعيلُ بنُ أبي غالبٍ القَزّازُ حدَّث، وَمُحَمّد بنُ الحسنِ بن مَنازِل المَوْصِلِيُّ الحَدّادُ عَن أبي القاسمِ بن بِشْران، والحسينُ بن مُحَمَّد بن أحمدَ بن مُحَمَّد بن إسحاقَ بن مُحَمَّد بن مَنازِلَ القاينيّ من شيوخِ عبدِ الرحمنِ بنِ مَنْدَه. مُنازِلٌ مثل مُساعِدٍ، مِنْهُم جَوّاسُ بن عَبْد الله بنِ حِبّانَ بن مُنازِلٍ: شاعرٌ.
ونَزّالٌ مثل شَدّادٍ، مِنْهُم النَّزَّالُ بن سَبْرَةَ الهِلاليُّ، قيل: لَهُ رُؤْيَةٌ، روى عَن أبي بكرٍ وابنِ مَسْعُودٍ، وَعنهُ الشَّعْبيُّ وعبدُ الملِكِ بنِ مَيْسَرَةَ، ثِقةٌ. والنّزَّالُ بنُ عمّارٍ، عَن أبي عثمانَ النَّهْدِيِّ، وَعنهُ قُرَّةُ بن خالدٍ، وُثِّق. نُزَيْلٌ مثل زَبْيُرٍ، وَقد تقدّم. وَقَرْنُ المَنازِل: ة فِي جبَلٍ قُربَ الطائفِ، وَهُوَ مِيقاتُ أهلِ نَجْدٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: التَّنْزيل: التَّرْتِيب، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ الحَرالِي: هُوَ التقريبُ للفَهمِ بنحوِ تَفصيلٍ وترجمةٍ. وَنَزَلَ عَن الْأَمر: إِذا تَرَكَه كأنّه كانَ مستولِياً عَلَيْهِ مُستَعلِياً، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه النُّزولُ عَن الوظائفِ عِنْد أربابِ الصُّكوكِ، وَكَذَا نَزَلَ لَهُ عَن امرأتِه، وَيُقَال: انْزِلْ لي عَن هَذِه الأبيات. والنَّزّال، كشَدّادٍ: الكثيرُ النُّزول، أَو المُنازَلة. وَفِي الحَدِيث: نازَلْتُ ربِّي فِي كَذَا وَكَذَا: أَي راجَعْتُه وسألتُه مرّةً بعد مرّةٍ، وَهُوَ مُفاعَلةٌ من النُّزولِ عَن الأمرِ، أَو من النِّزالِ فِي الْحَرْب. ورجلٌ نَزِيلٌ: نازِلٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ، وأنشدَ ثعلبٌ:
(أَعْزِزْ عليَّ بِأَن تكونَ عَليلا ... أَو أنْ يكونَ بكَ السَّقامُ نَزيلا)
أَي نازِلاً. والمَنازِل: من أسماءِ مِنىً، ذَكَرَه ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ فِي شرحِ مَقْصُورةِ ابْن دُرَيْدٍ، وَهُوَ عِنْدِي، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لِابْنِ أَحْمَرَ:
(وافَيْتُ لمّا أَتَانِي أنّها نَزَلَتْ ... إنّ المَنازِلَ ممّا تَجْمَعُ العَجَبا)
وَقَالَ الصَّاغانِيّ فِي تفسيرِه: أَي أَتَتْ مِنىً إنّ مَنازِلَ مِنىً تجمعُ كلَّ ضَربٍ من النَّاس، وكلَّ عَجَبٍ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: مكانٌ نَزْلٌ، بالفَتْح: واسعٌ بعيدٌ، وَأنْشد: وإنْ هَدَى مِنْهَا انتِقالُ النَّقْلِ)
فِي مَتْنِ ضَحّاكِ الثَّنايا نَزْلِ وَنَزَلتْ عليهمُ الرحمةُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِم العذابُ، وكِلاهما على المثَل. وأَنْزَلَ الرجلُ ماءَه: إِذا جامَع، والمرأةُ تَسْتَنْزِلُ ذَلِك. واسْتَنْزَلَه: طَلَبَ النُّزولَ إِلَيْهِ. واسْتُنزِلَ فلانٌ: حُطَّ عَن مَرْتَبتِه، وَهُوَ مَجاز. ومَنْزِلُ نجاد، وَمَنْزِلُ حاتِم، وَمَنْزِلُ مَيْمُونٍ، وَمَنْزِلُ نِعمَة، وَمَنْزِلُ نَعيم، وَمَنْزِلُ ياسين، وَمَنْزِلُ حَسّان: كلُّهُنَّ قُرى بشرقِيّةِ مِصر. والمَنْزِلَة: قَرْيَتان بمِصر: إحداهُما تُعرفُ بمَنزِلَةِ القَعْقاع، مِنْهَا أَصيلُ الدِّينِ أَبُو السُّعودِ بنُ إمامِ الدينِ أبي الحسنِ عليّ بن عَبْدِ الكريمِ بن أحمدَ بن عبدِ الظاهرِ المَنْزِليُّ الشافعيُّ قَاضِي المَنْزِلَةِ وابنُ قُضاتِها، وُلِدَ سنة وقرأَ على أَبِيه، وسَمِعَ على الحافظِ السَّخاويِّ وغيرِه. وبَنو نُزَيْلٍ، كزُبَيْرٍ: قبيلةٌ من الْيمن، مِنْهُم: الحُسين بنُ أبي بكرٍ بنِ إبراهيمَ بنِ داودَ النُّزَيْلِيُّ الشافعيُّ، لَهُ أولادٌ خَمْسَةٌ عُلَماء صُلَحاء، مِنْهُم: الفقيهُ المُحدِّثُ أَبُو عَبْد الله عبدُ الرحمنِ بنِ الحُسين شيخُ الْيمن، وَإِخْوَته عبدُ الملِكِ صاحِبُ الكَرامات، وعبدُ الْبَاقِي كَانَ مُجابَ الدعْوَة، وعبدُ القديمِ درسَ العُباب فِي الفِقهِ ثمانمائةِ مرّةً، وعبدُ الحفيظِ بنُ عبدِ الْبَاقِي رئيسُ آلِ نُزَيْلٍ فِي وَقْتِه مَاتَ سنة، وعبدُ الواحدِ بنُ عبدِ المُنعِمِ بن عبدِ الرحمنِ إمامُ الشافعيّةِ بالديارِ الكَوْكَبانِيّة، أَخَذَ عَن والدِه، وَعَن عليِّ بن مُحَمَّد بن مُطَيْرٍ، وَفِي مكّةَ عَن الصَّفِيِّ القَشّاشِيِّ، وَمُحَمّد بن عليِّ بن عَلاّنَ، توفّي بهِجرَةِ القِيرِيِّ سنة، وَالْقَاضِي عبدُ الوهّابِ بنُ أحمدَ بن عبدِ الرحيمِ بن عبدِ الْبَاقِي شيخُ مَشايخِ مَشايخِنا، وُلِدَ سنة، وَأخذ عَن العَلاّمةِ أحمدَ بن عليِّ بن مُطَيْرٍ، وابنِ عمِّه عبدِ الواحدِ بن عبدِ المُنعِم، تُوفِّي بِبَلَدِهِ بني الغديفي سنة. وبالضَّمّ: أَبُو المُنازِلِ خالدٌ الحَذّاءُ أحدُ الأئمّة.
وَأَبُو مُنازِل عثمانُ بن عُبَيْد الله، عَن شُرَيْحٍ القَاضِي. وَأَبُو المُنازِل البَلْخيُّ القَاضِي، اسمُه مُحَمَّد بن أَحْمد، سمعَ جامِعَ البُخاريّ من بَكْرِ بن مُحَمَّد بن جَعْفَرٍ. ومُسلِمُ بنُ أبي المُنازِل، عَن معاوِيَةَ الضّالّ، وَعنهُ البَغَويُّ. وَأَبُو مُنازل مُثَنَّى بن ماوِيَّ العَبْديّ، أحدُ بَني غَنْم، عَن الأشَجِّ العَصَري، وَعنهُ الحَجّاجُ بنُ حَسّان. وَنَزْلَةُ أبي بَقَرَة: من أعمالِ البَهْنَسا بمِصر. وقومٌ نُزولٌ جمعُ نازِلٍ، كشاهِدٍ وشُهودٍ، ونُزّالٌ، ككاتبٍ وكُتّابٍ. وكُنّا فِي نِزالَةِ فلانٍ، بالكَسْر: أَي ضِيافَتِه، وَبِه فسَّرَ ابْن السِّكِّيت قَوْله: فجاءَتْ بِيَتْنٍ للنِّزالَةِ أَرْشَما قَالَ: أرادَ لضيافةِ النَّاس، يَقُول: هُوَ يَخِفُّ لذَلِك، وَقد تقدّمَ مَا يُخالِفُ ذَلِك فِي الروايةِ وَالْمعْنَى.)
واسْتَنزلَه عَن رَأْيِه. وأَنْزَلَ حاجَتَه على كريمٍ. وَهُوَ من نُزالَةِ سَوْءٍ: أَي لَئيمٌ. والقمرُ يسبحُ فِي مَنازلِه. وسَحابٌ نَزِلٌ، وَذُو نَزَلٍ: كثيرُ المطرِ، وكلُّ ذَلِك مَجاز.

الخَوَرْنَقُ

الخَوَرْنَقُ:
بفتح أوله وثانيه، وراء ساكنة، ونون مفتوحة، وآخره قاف: بلد بالمغرب، قرأت في كتاب النوادر الممتعة لأبي الفتح بن جنّي: أخبرنا أبو صالح السليل بن أحمد عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال: قال الأصمعي سألت الخليل ابن أحمد عن الخورنق فقال ينبغي أن يكون مشتقّا من الخرنق الصغير من الأرانب، قال الأصمعي:
ولم يصنع شيئا إنما هو من الخورنقاه، بضم الخاء وسكون الواو وفتح الراء وسكون النون والقاف، يعني موضع الأكل والشرب بالفارسية، فعرّبته العرب فقالت الخورنق ردّته إلى وزن السّفرجل، قال ابن جنّي: ولم يؤت الخليل من قبل الصنعة لأنه أجاب على أن الخورنق كلمة عربية، ولو كان عربيّا لوجب أن تكون الواو فيه زائدة كما ذكر لأن الواو لا تجيء أصلا في ذوات الخمسة على هذا الحدّ فجرى مجرى الواو كذلك، وإنما أتي من قبل السماع، ولو تحقق ما تحققه الأصمعي لما صرف الكلمة، أنّى وسيبويه إحدى حسناته؟
والخورنق أيضا: قرية على نصف فرسخ من بلخ، يقال لها خبنك، وهو فارسيّ معرب من خرنكاه، تفسيره موضع الشرب، ينسب إليها أبو الفتح محمد ابن محمد بن عبد الله بن محمد البسطامي الخورنقي، وهو أخو عمر البسطامي الخورنقي، كان يسكن الخورنق فنسب إليها، سمع أباه أبا الحسن بن أبي محمد وأبا هريرة عبد الرحمن بن عبد الملك بن يحيى ابن أحمد القلانسي وأبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي السرخسي وأبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني التاجر، وكانت له إجازة من أبي علي السرخسي، كتب عنه أبو سعد، وكانت ولادته في العشر الأخير من شهر رمضان سنة 468 ببلخ، ووفاته بالخورنق في السابع عشر من رمضان سنة 551، وأما الخورنق الذي ذكرته العرب في أشعارها وضربت به الأمثال في أخبارها فليس بأحد هذين إنما هو موضع بالكوفة، قال أبو منصور: هو نهر، وأنشد:
وتجبى إليه السّيلحون ودونها ... صريفون في أنهارها والخورنق
قال: وهكذا قال ابن السكّيت في الخورنق، والذي عليه أهل الأثر والأخبار أن الخورنق قصر كان بظهر الحيرة، وقد اختلفوا في بانيه فقال الهيثم بن عدي:
الذي أمر ببناء الخورنق النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن الحارث بن عمرو بن لخم ابن عدي بن مرّة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يعرب بن قحطان، ملك ثمانين سنة وبنى الخورنق في ستين سنة، بناه له رجل من الروم يقال له سنمّار، فكان يبني السنتين والثلاث ويغيث الخمس سنين وأكثر من ذلك وأقل، فيطلب فلا يوجد، ثم يأتي فيحتجّ، فلم يزل يفعل هذا الفعل ستين سنة حتى فرغ من بنائه، فصعد النعمان على رأسه ونظر إلى البحر تجاهه والبرّ خلفه فــرأى الحوت والضبّ والضبّي والنخل فقال: ما رأيت مثل هذا البناء قط! فقال له سنمّار: إني أعلم موضع آجرّة لو زالت لسقط القصر كله، فقال النعمان: أيعرفها أحد غيرك؟ قال:
لا، قال: لا جرم لأدعنّها وما يعرفها أحد! ثم أمر به فقذف من أعلى القصر إلى أسفله فتقطع، فضربت العرب به المثل، فقال شاعر:
جزاني، جزاه الله شرّ جزائه، ... جزاء سنمّار، وما كان ذا ذنب
سوى رمّه البنيان، ستين حجّة، ... يعلّ عليه بالقراميد والسكب
فلما رأى البنيان ثمّ سحوقه، ... وآض كمثل الطّود والشامخ الصّعب
فظنّ سنمّار به كلّ حبوة، ... وفاز لديه بالمودّة والقرب
فقال: اقذفوا بالعلج من فوق رأسه! ... فهذا، لعمر الله، من أعجب الخطب
وقد ذكرها كثير منهم وضربوا سنمّار مثلا، وكان النعمان هذا قد غزا الشام مرارا وكان من أشدّ الملوك بأسا، فبينما هو ذات يوم جالس في مجلسه في الخورنق فأشرف على النّجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان والأنهار مما يلي المغرب وعلى الفرات مما يلي المشرق والخورنق مقابل الفرات يدور عليه على عاقول كالخندق فأعجبه ما رأى من الحضرة والنور والأنهار فقال لوزيره: أرأيت مثل هذا المنظر وحسنه؟
فقال: لا والله أيها الملك ما رأيت مثله لو كان يدوم! قال: فما الذي يدوم؟ قال: ما عند الله في الآخرة، قال: فبم ينال ذلك؟ قال: بترك هذه الدنيا وعبادة الله والتماس ما عنده، فترك ملكه في ليلته ولبس المسوح وخرج مختفيا هاربا، ولا يعلم به أحد ولم يقف الناس على خبره إلى الآن، فجاؤوا بابه بالغداة على رسمهم فلم يؤذن لهم عليه كما جرت العادة، فلما أبطأ الإذن أنكروا ذلك وسألوا عن الأمر فأشكل الأمر عليهم أياما ثم ظهر تخلّيه من الملك ولحاقه بالنّسك في الجبال والفلوات، فما رؤي بعد ذلك، ويقال: إن وزيره صحبه ومضى معه، وفي ذلك يقول عدي بن زيد:
وتبيّن ربّ الخورنق، إذ ... أشرف يوما، وللهدى تفكير
سرّه ما رأى وكثرة ما يم ... لك والبحر، معرضا، والسدير
فارعوى قلبه وقال: فما غب ... طة حيّ إلى الممات يصير!
ثم بعد الفلاح والملك والإم ... مة وارتهم هناك القبور
ثم صاروا كأنهم ورق جف ... ف، فألوت به الصّبا والدّبور
وقال عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة عند غلبة خالد ابن الوليد على الحيرة في خلافة أبي بكر، رضي الله عنه:
أبعد المنذرين أرى سواما ... تروّح بالخورنق والسدير
تحاماه فوارس كلّ حيّ، ... مخافة ضيغم عالي الزّئير
فصرنا، بعد هلك أبي قبيس، ... كمثل الشاء في اليوم المطير
تقسّمنا القبائل من معدّ ... كأنّا بعض أجزاء الجزور
وقال ابن الكلبي: صاحب الخورنق والذي أمر ببنائه بهرام جور بن يزدجرد بن سابور ذي الأكتاف، وذلك أن يزدجرد كان لا يبقى له ولد وكان قد لحق ابنه بهرام جور في صغره علّة تشبه الاستسقاء فسأل عن منزل مريء صحيح من الأدواء والأسقام ليبعث بهرام إليه خوفا عليه من العلّة، فأشار عليه أطبّاؤه أن يخرجه من بلده إلى أرض العرب ويسقى أبوال الإبل وألبانها، فأنفذه إلى النعمان وأمره أن يبني له قصرا مثّله على شكل بناء الخورنق، فبناه له وأنزله إياه وعالجه حتى برأ من مرضه، ثم استأذن أباه في
المقام عند النعمان فأذن له، فلم يزل عنده نازلا قصره الخورنق حتى صار رجلا ومات أبوه فكان من أمره في طلب الملك حتى ظفر به ما هو متعارف مشهور، وقال الهيثم بن عدي: لم يقدم أحد من الولاة الكوفة إلا وأحدث في قصرها المعروف بالخورنق شيئا من الأبنية، فلما قدم الضّحّاك بن قيس بني فيه مواضع وبيّضه وتفقّده، فدخل إليه شريح القاضي فقال:
يا أبا أميّة أرأيت بناء أحسن من هذا؟ قال: نعم، السماء وما بناها! قال: ما سألتك عن السماء، أقسم لتسبّن أبا تراب، قال: لا أفعل، قال: ولم؟
قال: لأنا نعظم أحياء قريش ولا نسب موتاهم، قال: جزاك الله خيرا! وقال علي بن محمد العلوي الكوفي المعروف بالحمّاني:
سقيا لمنزلة وطيب، ... بين الخورنق والكثيب
بمدافع الجرعات من ... أكناف قصر أبي الخصيب
دار تخيّرها الملو ... ك، فهتّكت رأي اللبيب
أيام كنت، من الغواني، ... في السواد من القلوب
لو يستطعن خبأنني ... بين المخانق والجيوب
أيام كنت، وكنّ لا ... متحرّجين من الذنوب
غرّين يشتكيان ما ... يجدان بالدمع السّروب
لم يعرفا نكدا سوى ... صدّ الحبيب عن الحبيب
وقال علي بن محمد الكوفي أيضا:
كم وقفة لك بالخور ... نق ما توازى بالمواقف
بين الغدير إلى السدي ... ر إلى ديارات الأساقف
فمدارج الرهبان في ... أطمار خائفة وخائف
دمن كأن رياضها ... يكسين أعلام المطارف
وكأنما غدرانها ... فيها عشور في مصاحف
وكأنما أغصانها ... تهتزّ بالريح العواصف
طرر الوصائف يلتقين ... بها إلى طرر المصاحف
تلقى أواخرها أوا ... ئلها بألوان الرّفارف
بحريّة شتواتها، ... برّيّة منها المصائف
درّيّة الصهباء كا ... فوريّة منها المشارف
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.