Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ذلة

مَعَ

(مَعَ)
الشَّحْم وَنَحْوه مَعًا ذاب
(مَعَ)
لَفْظَة تفِيد المصاحبة واجتماع شَيْئَيْنِ وَهِي اسْم على الْمُخْتَار وَإِسْكَان عينهَا لُغَة لبني ربيعَة وَتَمِيم وَلها استعمالان

(أ) أَن تكون مُضَافَة فَتكون ظرفا ثنائي اللَّفْظ وتدل حِينَئِذٍ على أحد ثَلَاثَة معَان
الأول مَوضِع الِاجْتِمَاع وَلِهَذَا يخبر بهَا عَن الذوات نَحْو {وَالله مَعكُمْ}
الثَّانِي زمَان الِاجْتِمَاع نَحْو جئْتُك مَعَ الْعَصْر
الثَّالِث مرادفة (عِنْد) نَحْو جِئْت من مَعَهم أَي من عِنْدهم

(ب) أَن تكون غير مُضَافَة فَتَصِير اسْما مَقْصُورا مَنْصُوبًا منونا كفتى ونصبها حِينَئِذٍ على الظَّرْفِيَّة تَقول خرجنَا مَعًا فِي زمَان وَاحِد وَكُنَّا مَعًا فِي مَكَان وَاحِد وَقد يكون مَعْنَاهَا فِي المثالين خرجنَا جَمِيعًا وَكُنَّا جَمِيعًا فَيكون نصبها على الْحَال وَالْفرق بَين فعلنَا مَعًا وَفعلنَا جَمِيعًا أَن مَعًا تفِيد الِاجْتِمَاع حَالَة الْفِعْل وجميعا بِمَعْنى (كلنا) يجوز فِيهِ الِاجْتِمَاع والافتراق
مَعَ: اسمٌ، وقد يُسَكَّنُ ويُنَوَّنُ، أو حَرْفُ خَفْضٍ، أو كلِمةٌ تَضُمُّ الشيءَ إلى الشيءِ، وأصْلُها: مَعاً، أو هي للمُصاحَبَةِ، وتكونُ بمعنَى عندَ،
وتقولُ: كُنَّا مَعاً، أي: جَميعاً.
والمَعُّ: الذَّوَبانُ.
والمَعْمَعُ: المرأةُ التي أَمْرُها مُجْمَعٌ، لا تُعْطِي أَحداً من مالِها شيئاً، والذكِيةُ المُتَوَقِّدَةُ.
وهو ذُو مَعْمَعٍ: ذُو صَبْرٍ على الأمُورِ ومُزاوَلَةٍ.
والمَعْمَعِيُّ: الذي يكونُ مع مَن غَلَبَ.
ودِرْهَمٌ مَعْمَعِيٌّ: كُتِبَ عليه: مَع مَع.
والمَعْمَعانُ: شِدّةُ الحَرِّ، والشديدُ الحَرِّ،
كالمَعْمَعانِيِّ.
والمَعْمَعَةُ: صوتُ الحَريقِ في القَصَبِ ونحوِه، والسَّيْرُ في الحَرِّ، والعَمَلُ في عَجَلٍ، والإِكْثارُ من قولِ: مَع، والقِتالُ، وأن تَحْلُبَ السماءُ المَطَرَ على الأرضِ فَتَقْشِرَها.
والمَعامِعُ: الحُرُوبُ، والفِتَنُ، والعَظائِمُ، ومَيْلُ بعضِ الناسِ على بعض، وتَظالُمُهُم، وتَحَزُّبُهُم أَحْزاباً لوُقُوعِ العَصَبِيَّةِ.
مَعَ: معَ: تستعمل في موضع حشو ولغو (مقتطفات من الطبري لكوسج. كرست 2: 98): مضوا بها معهم (المقري 1: 939): وإذا رحل لا يرحل معه بشيء (أماري 5: 193): وكتب الكتاب وقابله وأتى به معه إلى القيروان.
مع: وعسى تعملوا معه كما يعمل هنا مع تجاركم (أماري دبلوماسية 8: 84).
مع: شيء متصل بآخر. على سبيل المثال: الحصن الذي مع الكواكب طرف سيف كل واحد منهم مع طرف سيف الذي يقابله (معجم البلاذري).
مع: أثناء، خلال (حرف جر) وعلى سبيل المثال: وتوفي المهدي مع فراغهم من بنائهم (معجم البلاذري: مع الليل ابن جبير 8: 87 المقري 1: 560) توفي مع الستين وثلاثمائة التي تبدو كما لو أنه أراد انه توفي في إحدى السنوات بين 360 و390.
مع الأيام، مع الساعات (أو مع طول الأيام) مع الأحيان والساعات أي دائما، دون انقطاع (معجم الادريسي، ابن الأثير 13: 160، البربرية 1: 501، كارتاس 210، 2 و266:9 النويري أفريقيا 55): وكان بين قوم من العسكريين مراماة ومطاردة مع الأيام.
مع: حسب (مثال ذلك معنا): برأينا، بحسب فكرنا .. (معجم أبو الفداء).
مع: بمحاذلة (معجم الادريسي، ابن العوام 1: 154)؛ وهناك أيضا مع طول (العبدري 78): ومواضع مسقفة مع طول الحائط. مع: بإدارة كذا (معجم الادريسي).
مع: خاصة حين يتعلق الأمر. (مرسنج 4: 23): فقال هذا عجيب ممن يتصدى للتصنيف كيف يقلد في مثل هذا مع هذا الأستاذ.
مع: توسط، تدخل، وساطة (أبحاث 1 الفصل 36).
معي: (نسبة إلى مع) (محيط المحيط) ومن هنا اءت كلمة معية التي ذكرها (فريتاج) في مادة معي.

العَذْلُ

العَذْلُ: الملامةُ،
كالتعذيلِ.
والاسم: العَذَلُ، محرَّكةً.
واعْتَذَلَ وتَعَذَّلَ: قَبِلَ الملامةَ، فهو عُــذَلَةٌ، كهُمَزَةٍ وشَدَّادٍ: كثيرهُ. وهم العَــذَلَةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ.
وأيامٌ مُعْتَذِلاتٌ وعُذُلٌ، بضمتينِ: شديدةُ الحَرِّ.
والعاذِلُ: عِرْقٌ يَخْرُجُ منه دَمُ الاسْتِحاضَةِ، وماءٌ،
أو ع، واسمُ شَعْبانَ في الجاهِلِيَّةِ، أو شَوَّالٍ، ج: عَواذِلُ.
واعْتَذَلَ: اعْتَزَمَ.
وـ الرامي: رَمَى ثانيَةً.
والعَذَّالَةُ، مُشَدَّدَةً: الاسْتُ. وكمُعَظَّمٍ: من يُعْذَلُ لإِفْراطِ جُودِه، واسمٌ.

القَذالُ

القَذالُ، كسَحابٍ: جِماعُ مُؤَخَّرِ الرأسِ، ومَعْقِدُ العِذارِ من الفَرَسِ خَلْفَ الناصِيَةِ
ج: قُذُلٌ وأقْــذِلَةٌ.
وقَذَلَه: ضَرَبَ قَذالَهُ،
وـ فلانٌ: مالَ وجارَ،
وـ فلاناً: تَبِعَه، أو عابَهُ،
وـ في الأمرِ: جَدَّ.
والقَذَلُ، محرَّكةً: العَيْبُ.

الحَذْلُ

الحَذْلُ: المَيْلُ،
يقالُ: حَذْلُك مع فُلانٍ، أي: مَيْلُكَ، وبالتحريكِ: حُمْرَةٌ في العينِ، وانْسِلاقٌ وسَيَلانُ دَمْعٍ، أو قِلَّةُ شَعَرِ العَيْنَيْنِ، حَذِلَتْ عَيْنُه، كفرِحَ، فهي حاذِلَةٌ، وأحْذَلَها البُكاءُ والحَرُّ. وكسَحابٍ وغُرابٍ: شِبْهُ دَمٍ يَخْرُجُ من السَّمُرِ، أو يَنْبُتُ فيه، أو شيءٌ يكونُ في الطَّلْحِ يُشْبِهُ الصَّمْغَ. وكَسحابٍ: النَّمْلُ.
والحُذْلُ، بالضم والكسرِ، وكصُرَدٍ: الأَصْلُ. وكصُرَدٍ: حُجْزَةُ السَّراويلِ.
وهو في حُذْلِ أُمِّهِ: في حَجْرِها، وبالكسر: ما تُدْلِجُ به مُثْقَلاً من شيءٍ تَحْمِلُهُ، وبالتحريكِ: حَبُّ شَجَرٍ، ويُخْتَبَزُ، ومُسْتَدارُ ذَيْلِ القَميصِ،
كالحُذَلِ، كصُرَدٍ وقُفْلٍ وثُمامةٍ،
أوِ الحُذْلُ والحُــذْلَةُ، بضمهِما: أسْفَلُ النِطاقِ، أو أسْفَلُ الحُجْزَةِ.
وحُذَيْلاءُ، كرُتَيْلاءَ: ع. وكثُمامَةٍ: صَمْغَةٌ حَمْراءُ، والحُثالَةُ، وحُطامُ التينِ.
وتَحَذَّلَ عليه: أشْفَقَ. وككِتابٍ: شِبْهُ زَعْفَرانٍ يكونُ في زَهْرِ الرُّمانِ.
والحَوْــذَلَةُ: أن يَميلَ خُفُّ البَعيرِ في شِقٍّ. وكسَحابَةٍ: امرأةٌ.

الوَذِيلَةُ

الوَذِيلَةُ، كسفينةٍ: المرآةُ، والقِطْعَةُ من الفضة المَجْلُوَّة، أو أعمُّ
ج: وذِيلٌ ووَذائِلُ، والقِطْعَةُ من شَحْمِ السَّنامِ والألْيَةِ، والأمَةُ اللَّسْناءُ القصيرَةُ الألْيَتَيْنِ.
والنَّشِيطَةُ الرشيقةُ، كالوَــذَلَةِ، مُحرَّكةً وكزَنِخَةٍ.
وخادِمٌ وَــذَلَةٌ: خَفيفٌ.
والوَذَالَةُ: ما يَقْطَعُ الجَزَّارُ من اللَّحْمِ بِغيرِ قَسْمٍ، يقالُ:
لقد تَوَذَّلُوا منه.

المَنْفوهُ

المَنْفوهُ: الضعيفُ الفُؤادِ الجَبانُ،
وما كانَ نافِهاً فَنَفَهَ، كمَنَع، نُفُوهاً.
والنُّفوهُ أيضاً: ذِلَّةٌ بعد صُعوبةٍ.
ونَفِهَتْ نَفْسُه، كسَمِعَ: أعْيَتْ وكَلَّتْ،
وـ أنْفَهَ ناقَتَه: أَكَلَّها وأعْياها،
كنَفَّهَها،
وـ له من مالِه: أقَلَّ منه.
واسْتَنْفَهَ: اسْتَراحَ.

الاستعارة

الاستعارة: ادعاء معنى الحقيقة في الشيء للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من البين، نحو لقيت أسدا يعني رجلا شجاعا، ثم إن ذكر المشبه به مع قرينه سمي استعارة تصريحية وتحقيقية كلقيت أسدا في الحمام.
الاستعارة:
[في الانكليزية] Metaphor
[ في الفرنسية] Metaphore

في اللغة: هو أخذ الشيء بالعارية أو عند الفرس: هو إضافة المشبّه به إلى المشبّه، وهذا خلاف اصطلاح أهل العربية. وهو على نوعين:

أحدها: استعارة حقيقية، والثاني: مجازية.
فالاستعارة الحقيقية هي أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وهما نوعان:
ترشيح وتجريد. فالترشيح هو أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وأن تراعى فيها لوازم الجانبين. ومثاله:
يا ملك البلغاء إن تجرّد سيف لسانك نلت وطرك وفتحت العالم فالسيف مستعار واللسان مستعار منه، وقد راعى اللوازم للسيف واللسان. وأمّا التجريد فهو أن يراعي جانبا واحدا من اللوازم وأن يكون أحد الموجودات من الأعيان والثاني من الأعراض. ومثاله: من ذلك السكّر الشفهي الذي هو غير مأكول، نأكل في كل لحظة سمّ الغصة.
فالسكر مستعار والشفه مستعار منه. فهنا راعى جانب السكر، والغصة ليست من الأعيان فتؤكل ولم يراع الغصة.
وأمّا المجاز فهو أن يكون كلّ من المشبّه والمشبّه به من الأعراض، يعني أن يكون محسوسا بأحد الحواسّ الظاهرة أو من المتصوّرة أي محسوسا بالحواس الباطنة. أو يكون أحدها عرضا والثاني متصوّرا. ومثاله: حيثما يوجد أحد في الدنيا سأقتله كي لا يرد كلام العشق على لسان أحد. فالكلام عرض والعشق هو من الأشياء التي تصوّر في الذهن. وكلاهما أي الكلام والعشق من المتصوّرات التي لا وجود مادي لها في الخارج.
واعلم أنّ كلّ ما ذكرناه هاهنا عن الحقيقة والمجاز هو على اصطلاح الفرس، وقد أورده مولانا فخر الدين قواس في كتابه. وهذا أيضا مخالف لأهل العربية. كذا في جامع الصنائع. والاستعارة عند الفقهاء والأصوليين عبارة عن مطلق المجاز بمعنى المرادف له. وفي اصطلاح علماء البيان عبارة عن نوع من المجاز، كذا في كشف البزدوي وچلپي المطول. وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ الآية الاستعارة تستعمل بمعنى المجاز مطلقا، وبمعنى مجاز علاقته المشابهة، مفردا كان أو مركّبا، وقد تخصّ بالمفرد منه وتقابل بالتمثيل حينئذ كما في مواضع كثيرة من الكشاف. والتمثيل وإن كان مطلق التشبيه غلب على الاستعارة المركّبة، ولا مشاحّة في الاصطلاح انتهى كلامه. والقول بتخصّص الاستعارة بالمفرد قول الشيخ عبد القاهر وجار الله. وأمّا على مذهب السكّاكي فالاستعارة تشتمل التمثيل ويقال للتمثيل استعارة تمثيلية، كذا ذكر مولانا عصام الدين في حاشية البيضاوي. وسيأتي في لفظ المجاز ما يتعلّق بذلك.

قال أهل البيان: المجاز إن كانت العلاقة فيه غير المشابهة فمجاز مرسل وإلّا فاستعارة.
فالاستعارة على هذا هو اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي أي الحقيقي، ولما سبق في تعريف الحقيقة اللغوية أن استعمال اللفظ لا يكون إلّا بإرادة المعنى منه، فإذا أطلق نحو المشفر على شفة الإنسان وأريد تشبيهها بمشفر الإبل في الغلظ فهو استعارة، وإن أريد أنّه إطلاق المقيّد على المطلق كإطلاق المرسن على الأنف من غير قصد إلى التشبيه فمجاز مرسل، فاللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد يجوز أن يكون استعارة وأن يكون مجازا مرسلا باعتبارين، ولا يخفى أنك إذا قلت: رأيت مشفر زيد، وقصدت الاستعارة، وليس مشفره غليظا، فهو حكم كاذب، بخلاف ما إذا كان مجازا مرسلا. وكثيرا ما يطلق الاستعارة على فعل المتكلّم أعني استعمال اسم المشبّه به في المشبّه. والمراد بالاسم ما يقابل المسمّى أعني اللفظ لا ما يقابل الفعل والحرف. فالاستعارة تكون بمعنى المصدر فيصحّ منه الاشتقاق، فالمتكلّم مستعير واللفظ المشبّه به مستعار، والمعنى المشبّه به مستعار منه، والمعنى المشبّه مستعار له، هكذا في الأطول وأكثر كتب هذا الفن.
وزاد صاحب كشف البزدوي ما يقع به الاستعارة وهو الاتصال بين المحلّين لكن في الاتقان أركان الاستعارة ثلاثة: مستعار وهو اللفظ المشبّه به، ومستعار منه وهو اللفظ المشبّه، ومستعار له وهو المعنى الجامع. وفي بعض الرسائل المستعار منه في الاستعارة بالكناية هو المشبّه على مذهب السكاكي انتهى.
ثم قال صاحب الاتقان بعد تعريف الاستعارة بما سبق، قال بعضهم: حقيقة الاستعارة أن تستعار الكلمة من شيء معروف بها إلى شيء لم يعرف بها، وحكمة ذلك إظهار الخفي وإيضاح الظاهر الذي ليس بجليّ، أو حصول المبالغة أو المجموع. مثال إظهار الخفي: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ فإنّ حقيقته وإنّه في أصل الكتاب فاستعير لفظ الأم للأصل لأن الأولاد تنشأ من الأم كما تنشأ الفروع من الأصول، وحكمة ذلك تمثيل ما ليس بمرئي حتى يصير مرئيا فينتقل السامع من حدّ السّماع إلى حدّ العيان، وذلك أبلغ في البيان. ومثال إيضاح ما ليس بجليّ ليصير جليّا: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ فإن المراد منه أمر الولد بالذلّ لوالديه رحمة فاستعير للذّلّ أولا جانب ثم للجانب جناح، أي اخفض جانب الذلّ أي اخفض جانبك ذلّا؛ وحكمة الاستعارة في هذا جعل ما ليس بمرئي مرئيا لأجل حسن البيان.
ولمّا كان المراد خفض جانب الولد للوالدين بحيث لا يبقى الولد من الذلّ لهما والاستكانة متمكنا، احتيج في الاستعارة إلى ما هو أبلغ من الأولى، فاستعير لفظ الجناح لما فيه من المعاني التي لا تحصل من خفض الجانب، لأن من يميل جانبه إلى جهة السّفل أدنى ميل صدق عليه أنّه خفض جانبه، والمراد خفض يلصق الجنب بالأرض ولا يحصل ذلك إلّا بذكر الجناح كالطائر. ومثال المبالغة: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً أي فجّرنا عيون الأرض، ولو عبّر بذلك لم يكن فيه من المبالغة ما في الأول المشعر بأن الأرض كلها صارت عيونا. انتهى.

فائدة:
اختلفوا في الاستعارة أهي مجاز لغوي أو عقلي، فالجمهور على أنها مجاز لغوي لكونها موضوعة للمشبّه به لا للمشبّه ولا لأعمّ منهما.
وقيل إنها مجاز عقلي لا بمعنى إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له بتأوّل، بل بمعنى أنّ التصرّف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لم تطلق على المشبّه إلّا بعد ادّعاء دخوله في جنس المشبّه به فكان استعمالها فيما وضعت له، لأن مجرد نقل الاسم لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة، وردّ بأن الادعاء لا يقتضي أن تكون مستعملة فيما وضعت له للعلم الضروري بأن الأسد مثلا موضوع للسبع المخصوص، وفي صورة الاستعارة مستعمل في الرجل الشجاع، وتحقيق ذلك أنّ ادعاء دخوله في جنس المشبّه به مبني على أنه جعل أفراد الأسد بطريق التأويل قسمين: أحدهما المتعارف وهو الذي له غاية الجرأة ونهاية القوّة في مثل تلك الجثة وتلك الأنياب والمخالب إلى غير ذلك. والثاني غير المتعارف وهو الذي له تلك الجرأة وتلك القوة، لكن لا في تلك الجثة والهيكل المخصوص، ولفظ الأسد إنما هو موضوع للمتعارف، فاستعماله في غير المتعارف استعمال في غير ما وضع له، كذا في المطول.

وقال صاحب الأطول: ويمكن أن يقال: إذا قلت: رأيت أسدا وحكمت برؤية رجل شجاع يمكن فيه طريقان: أحدهما أن يجعل الأسد مستعارا لمفهوم الرجل الشجاع، والثاني أن يستعمل فيما وضع له الأسد ويجعل مفهوم الأسد آلة لملاحظة الرجل الشجاع، ويعتبر تجوّزا عقليا في التركيب التقييدي الحاصل من جعل مفهوم الأسد عنوانا للرجل الشجاع، فيكون التركيب بين الرجل الشجاع ومفهوم الأسد مبنيا على التجوّز العقلي، فلا يكون هناك مجاز لغوي. ألا ترى أنه لا تجوّز لغة في قولنا: لي نهار صائم فقد حقّ القول بأنه مجاز عقلي ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فائدة:
الاستعارة تفارق الكذب بوجهين: بالبناء على التأويل، وبنصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر.
التقسيم
للاستعارة تقسيمات باعتبارات: الأول باعتبار الطرفين أي المستعار منه والمستعار له إلى وفاقية وعنادية، لأن اجتماع الطرفين في شيء إمّا ممكن وتسمّى وفاقية لما بين الطرفين من الموافقة نحو أحييناه في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أي ضالّا فهديناه، استعار الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيّا للهداية التي هي الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب؛ والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما في شيء. وإمّا ممتنع وتسمّى عنادية لتعاند الطرفين كاستعارة الميّت في الآية للضالّ إذ لا يجتمع الموت مع الضلال. ومنها أي من العنادية التهكّمية والتمليحية، وهما الاستعارة التي استعملت في ضدّ معناها الحقيقي أو نقيضه تنزيلا للتضادّ والتناقض منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكّم نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أنذرهم، استعيرت البشارة التي هي الإخبار بما يظهر سرورا في المخبر به للإنذار الذي هو ضدّها بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكّم، وكذا قولك: رأيت أسدا وأنت تريد جبانا على سبيل التمليح والظرافة. والاستهزاء الثاني باعتبار الجامع إلى قسمين لأن الجامع إمّا غير داخل في مفهوم الطرفين كما في استعارة الأسد للرجل الشجاع، فإن الشجاعة خارجة عن مفهوم الطرفين، وإمّا داخل في مفهوم الطرفين نحو قوله عليه السلام:
«خير الناس رجل يمسك بعنان فرسه كلّما سمع هيعة طار إليها، أو رجل في شعفة في غنيمة له يعبد الله حتى يأتيه الموت». الهيعة الصوت المهيب، والشّعفة رأس الجبل. والمعنى خير الناس رجل أخذ بعنان فرسه واستعدّ للجهاد، أو رجل اعتزل الناس وسكن في رأس جبل في غنم له قليل يرعاها ويكتفي بها في أمر معاشه ويعبد الله حتى يأتيه الموت. استعار الطّيران للعدو والجامع وهو قطع المسافة بسرعة داخل في مفهومهما. وأيضا باعتبار الجامع إمّا عامّية وهي المبتــذلة لظهور الجامع فيها نحو: رأيت أسدا يرمي، أو خاصيّة وهي الغريبة أي البعيدة عن العامة. والغرابة قد تحصل في نفس الشّبه كما في قول يزيد بن مسلمة يصف فرسا بأنّه مؤدّب وأنّه إذا نزل عنه صاحبه وألقى عنانه في قربوس سرجه أي مقدّم سرجه وقف على مكانه حتى يعود إليه. قال الشاعر:
واذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر علك أي مضغ والشكيم اللّجام، وأراد بالزائر نفسه، فاستعار الاحتباء وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السّرج، فصارت الاستعارة غريبة لغرابة التشبيه. وقد تحصل الغرابة بتصرّف في العامّية نحو قوله:
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطيّ الأباطح والأباطح جمع أبطح وهو مسيل الماء فيه دقاق الحصى، أي أخذت المطايا في سرعة المضي. استعار سيلان السيول الواقعة في الأباطح لسير الإبل سيرا سريعا في غاية السرعة المشتملة على لين وسلاسة، والتشبيه فيها ظاهر عامي، وهو السرعة لكن قد تصرف فيه بما أفاده اللطف والغرابة، إذ أسند سالت إلى الأباطح دون المطيّ وأعناقها حتى أفاد أنه امتلأت الأباطح من الإبل، وأدخل الأعناق في السير حيث جعلت الأباطح سائلة مع الأعناق، فجعل الأعناق سائرة إشارة إلى أنّ سرعة سير الإبل وبطؤه إنما يظهران غالبا في الأعناق.
الثالث باعتبار الثلاثة، أي المستعار منه والمستعار له والجامع إلى خمسة أقسام:
الأول استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً فالمستعار منه هو النار، والمستعار له هو الشيب، والوجه أي الجامع هو الانبساط الذي هو في النار أقوى، والجميع حسّي، والقرينة هو الاشتعال الذي هو من خواص النار، وهو أبلغ مما لو قيل: اشتعل شيب الرأس لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس.
والثاني استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلي، نحو: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فالمستعار منه السّلخ الذي هو كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسّيان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر، كترتّب ظهور اللحم على الكسط وترتّب ظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، والترتّب أمر عقلي؛ قال ابن أبي الإصبع: هي ألطف من الأولى.
والثالث استعارة معقول لمعقول بوجه عقلي؛ قال ابن ابي الإصبع: هي ألطف الاستعارات نحو: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا فإن المستعار منه الرقاد أي النوم والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل، والكلّ عقلي.
الرابع استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلي نحو: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ استعير المسّ وهو صفة في الأجسام وهو محسوس لمقاساة الشّدّة، والجامع اللحوق، وهما عقليان.
الخامس استعارة معقول لمحسوس والجامع عقلي نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ المستعار منه التكبّر وهو عقلي والمستعار له كثرة الماء وهو حسّي، والجامع الاستعلاء وهو عقلي أيضا. هذا هو الموافق لما ذكره السكاكي، وزاد الخطيب قسما سادسا وهو استعارة محسوس لمحسوس والجامع مختلف بعضه حسّي وبعضه عقلي، كقولك رأيت شمسا وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن، فحسن الطلعة حسّي ونباهة الشأن عقلية ومعنى الحسّي والعقلي قد مرّ في التشبيه الرابع باعتبار اللفظ إلى قسمين لأن اللفظ المستعار إن كان اسم جنس فاستعارة أصلية كأسد وقتل للشجاع والضرب الشديد، وإلّا فاستعارة تبعية كالفعل والمشتقّات وسائر الحروف.
والمراد باسم الجنس ما دلّ على نفس الذّات الصالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف، والمراد بالذات ما يستقلّ بالمفهومية. وقولنا من غير اعتبار وصف أي من غير اعتبار وصف متعلّق بهذا الذات فلا يتوهّم الإشكال بأنّ الفعل وصف وهو ملحوظ فدخل علم الجنس في حدّ اسم الجنس، وخرج العلم الشخصي والصفات وأسماء الزمان والمكان والآلة. ثم المراد باسم الجنس أعمّ من الحقيقي، والحكمي أي المتأوّل باسم الجنس نحو حاتم فإن الاستعارة فيه أصلية، وفيه نظر لأن الحاتم مأوّل بالمتناهي في الجود فيكون متأوّلا بصفة، وقد استعير من مفهوم المتناهي في الجود لمن له كمال جود فيكون ملحقا بالتبعية دون الأصلية. وأجيب بأنّ مفهوم الحاتم وإن تضمّن نوع وصفية لكنه لم يصر به كليّا بل اشتهر ذاته المشخصة بوصف من الأوصاف خارج عن مدلوله كاشتهار الأجناس بأوصافها الخارجة عن مفهوماتها بخلاف الأسماء المشتقّة فإن المعاني المصدرية المعتبرة فيها داخلة في مفهوماتها الأصلية فلذلك كانت الأعلام المشتهرة بنوع وصفية ملحقة بأسماء الأجناس دون الصفات.
والحاصل أنّ اسم الجنس يدلّ على ذات صالحة للموصوفية مشتهرة بمعنى يصلح أن يكون وجه الشبه، وكذا العلم إذا اشتهر بمعنى، فالاستعارة فيهما أصلية والأفعال والحروف لا تصلح للموصوفية وكذا المشتقات.
وإنما كانت استعارة الفعل وما يشتق منه والحرف تبعية لأنّ الفعل والمشتقات موضوعة بوضعين: وضع المادة والهيئة فإذا كان في استعاراتها لا تتغير معاني الهيئات فلا وجه لاستعارة الهيئة، فالاستعارة فيها إنما هي باعتبار موادّها، فيستعار مصدرها ليستعار موادّها تبعية استعارة المصدر، وكذا إذا استعير الفعل باعتبار الزمان كما يعبر عن المستقبل بالماضي تكون تبعية لتشبيه الضّرب في المستقبل مثلا بالضرب في الماضي في تحقق الوقوع، فيستعار له ضرب، فاستعارة الهيئة ليست بتبعية استعارة المصدر، بل اللفظ بتمامه مستعار بتبعية استعارة الجزء، وكذا الحروف، فإن الاستعارة فيها تجري أولا في متعلق معناها وهو هاهنا ما يعبّر عنها به عند تفسير معانيها، كقولنا: من معناه الابتداء وإلى معناه الانتهاء نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً شبّه ترتّب العداوة والحزن على الالتقاط بترتّب علته الغائية عليه، ثم استعير في المشبه اللّام الموضوعة للمشبّه به فيكون الاستعارة في اللّام تبعا للاستعارة في المجرور.
ثم اعلم أنّ الاستعارة في الفعل على قسمين: أحدهما أن يشبّه الضرب الشديد مثلا بالقتل ويستعار له اسمه ثم يشتق منه قتل بمعنى ضرب ضربا شديدا، والثاني أن يشبّه الضرب في المستقبل بالضرب في الماضي مثلا في تحقق الوقوع فيستعمل فيه ضرب فيكون المعنى المصدري أعني الضرب موجودا في كلّ من المشبّه والمشبّه به، لكنه قيّد في كل واحد منهما بقيد مغاير للآخر فصحّ التشبيه لذلك، كذا أفاده المحقق الشريف. لكن ذكر العلامة عضد الملة والدين في الفوائد الغياثية أنّ الفعل يدلّ على النسبة ويستدعي حدثا وزمانا، والاستعارة متصوّرة في كلّ واحد من الثلاثة، ففي النسبة كهزم الأمير الجند، وفي الزمان كنادى أصحاب الجنّة، وفي الحدث نحو فبشّرهم بعذاب أليم، انتهى؛ وذلك لأن الفعل قد يوضع للنسبة الإنشائية نحو اضرب وهي مشتهرة بصفات تصلح لأن يشبه بها كالوجوب، وقد يوضع للنسبة الإخبارية وهي مشتهرة بالمطابقة واللامطابقة، ويستعار الفعل من أحدهما للآخر كاستعارة رحمه الله لا رحمه، واستعارة فليتبوّأ في قوله عليه السلام «من تبوّأ عليّ الكذب فليتبوّأ مقعده على النار» للنسبة الاستقبالية الخبرية فإنه بمعنى يتبوّأ مقعده من النار، صرّح به في شرح الحديث، وردّه صاحب الأطول بأنّ النسبة جزء معنى الفعل فلا يستعار عنها، بخلاف المصدر فإنه لا يستعار من معناه الفعل بل يستعار من معناه نفس المصدر ويشتق منه الفعل، ولا يمكن مثله في النسبة، فالحقّ عدم جريانها في النسبة كما قاله السيد السّند.

فائدة:
قال الفاضل الچلپي: القوم إنما تعرّضوا للاستعارة التبعية المصرّحة، والظاهر تحقق الاستعارة التبعية المكنيّة كما في قولك: أعجبني الضارب دم زيد، ولعلهم لم يتعرضوا لها لعدم وجدانهم إياها في كلام البلغاء.

فائدة:
لم يقسموا المجاز المرسل إلى الأصلي والتبعي على قياس الاستعارة لكن ربما يشعر بذلك كلامهم. قال في المفتاح: ومن أمثلة المجاز قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ استعمل قرأت مكان أردت القراءة لكون القراءة مسبّبة من إرادتها استعمالا مجازيا، يعني استعمال المشتقّ بتبعية المشتقّ منه، كذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.
الخامس باعتبار المقارنة بما يلائم شيئا من الطرفين وعدمها إلى ثلاثة أقسام: أحدها المطلقة وهي ما لم يقترن بصفة ولا تفريع مما يلائم المستعار له أو المستعار منه، نحو عندي أسد، والمراد بالاقتران بما يلائم الاقتران بما يلائم مما سوى القرينة، وإلّا فالقرينة مما يلائم المستعار له، فلا يوجد استعارة مطلقة، والمراد بالصفة المعنويّة لا النعت النحوي، والمراد بالتفريع ما يكون إيراده فرع الاستعارة سواء ذكر على صورة التفريع وهو تصديره بالفاء أو لا، وثانيها المجرّدة وهي ما قرن بما يلائم المستعار له، وينبغي أن يقيّد ما يلائم المستعار له بأن لا يكون فيه تبعيد الكلام عن الاستعارة وتزييف لدعوى الاتحاد إذ ذكروا أنّ في التجريد كثرة المبالغة في التشبيه كقوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ فإنّ الإذاقة تجريد اللباس المستعار لشدائد الجوع والخوف بعلاقة العموم لجميع البدن عموم اللباس، ولذا اختاره على طعم الجوع الذي هو أنسب بالإذاقة. وإنما كانت الإذاقة من ملائمات المستعار له مع أنه ليس الجوع والخوف من المطعومات لأنه شاعت الإذاقة في البلايا والشدائد وجرت مجرى الحقيقة في إصابتها، فيقولون ذاق فلان البؤس والضرّ، وأذاقه العذاب، شبّه ما يدرك من أثر الضرّ والألم بما يدرك من طعم المرّ والبشع، واختار التجريد على الترشيح، ولم يقل فكساها الله لباس الجوع والخوف لأن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك باللمس من غير عكس، فكان في الإذاقة إشعار بشدة الإصابة ليست في الكسوة. وثالثها المرشّحة وتسمّى الترشيحية أيضا وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو:
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ فإنه استعار الاشتراء للاستبدال والاختيار، ثم فرّع عليها ما يلائم الاشتراء من فوت الرّبح واعتبار التجارة. ثم أنهم لم يلتفتوا إلى ما يقرن بما يلائم المستعار له في الاستعارة بالكناية مع أنه أيضا ترشيح لأنه ليس هناك لفظ يسمّى استعارة، بل تشبيه محض، وكلامهم في الاستعارة المرشّحة التي هي قسم من المجاز لا في ترشيح يشتمل ترشيح الاستعارة والتشبيه المضمر في النفس. وأما عدم التفات السكّاكي فيوهم ما ليس عنده وهو أنّ المرشّحة من أقسام الاستعارة المصرّحة، إذ التحقيق أنّ الاستعارة بالكناية إذا زيد فيها على المكنيّة ما يلائمها تصير مرشّحة عنده، كذا في الاطول.

فائدة:
قال أبو القاسم: تقسيمهم الاستعارة المصرّحة إلى المجردة والمرشحة يشعر بأنّ الترشيح والتجريد إنما يجريان في الاستعارة المصرّح بها دون المكنيّ عنها، والصواب أنّ ما زاد في المكنية على قرينتها أعني إثبات لازم واحد يعدّ ترشيحا لها؛ ثم التجريد والترشيح إنما يكونا بعد تمام الاستعارة، فلا يعدّ قرينة المصرح بها تجريدا ولا قرينة المكني عنها ترشيحا، انتهى.

فائدة:
قال صاحب الأطول: إذا اجتمع ملائمان للمستعار له فهل يتعيّن أحد للقرينة أو الاختيار إلى السامع يجعل أيهما شاء قرينة والآخر تجريدا؟ قال بعض الأفاضل: ما هو أقوى دلالة على الإرادة للقرينة والآخر للتجريد. ونحن نقول أيهما سبق في الدلالة على المراد قرينة والآخر تجريد، كيف لا والقرينة ما نصب للدّلالة على المراد، وقد سبق أحد الأمرين في الدلالة، فلا معنى لنصب اللاحق، والاوجه أنّ كلّا من الملائمين المجتمعين إن صلح قرينة فقرينة، ومع ذلك الاستعارة مجرّدة، ولا تقابل بين المجرّدة ومتعددة القرينة، بل كل متعددة القرينة مجرّدة.

فائدة:
قد يجتمع التجريد والترشيح كقول زهير:
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف له لبد أظفاره لم تقلّم ووجه اجتماعهما صرف دعوى الاتحاد إلى المشبّه المقارن بالصفة والتفريع والمشبّه به حتى يستدعى الدعوى ثبوت الملائم للمشبه به أيضا.

فائدة:
الترشيح أبلغ من التجريد والإطلاق ومن جمع الترشيح والتجريد لاشتماله على تحقيق المبالغة في ظهور العينية التي هي توجب كمال المبالغة في التشبيه، فيكون أكثر مبالغة وأتمّ مناسبة بالاستعارة، وكذا الإطلاق أبلغ من التجريد. ومبنى الترشيحية على أن المستعار له عين المستعار منه لا شيء شبيه به.

فائدة:
في شرح بعض رسائل الاستعارة الترشيح يجوز أن يكون باقيا على حقيقته تابعا في الذّكر للتعبير عن الشيء بلفظ الاستعارة ولا يقصد به إلّا تقويتها، كأنّه نقل لفظ المشبه به مع رديفه إلى المشبّه، ويجوز أن يكون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، ويكون ترشيح الاستعارة بمجرد أنه عبّر عن ملائم المستعار له بلفظ موضوع لملائم المستعار منه. هذا ولا يخفى أنّ هذا لا يخصّ بكون لفظ ملائم المستعار منه مستعارا، بل يتحقّق الترشيح بذلك التعبير على وجه الاستعارة كان أو على وجه المجاز المرسل، إمّا للملائم المذكور أو للقدر المشترك بين المشبّه والمشبّه به، وأنّه يحتمل مثل ذلك في التجريد أيضا، ويحتمل تلك الوجوه قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ حيث استعير الحبل للعهد في أن يكون وسيلة لربط شيء لشيء، وذكر الاعتصام وهو التمسك بالحبل ترشيحا إما باقيا على معناه للوثوق بالعهد أو مجازا مرسلا في الوثوق بالعهد، لعلاقة الإطلاق والتقييد فيكون مجازا مرسلا بمرتبتين، أو في الوثوق، كأنه قيل ثقوا بعهد الله، وحينئذ كلّ من الترشيح والاستعارة ترشيح للآخر.
السادس باعتبار أمر آخر إلى أربعة أقسام:
تصريحية ومكنية وتحقيقية وتخييلية. فالتصريحية وتسمّى بالمصرّحة أيضا هي التي ذكر فيها المشبّه به. والمكنية ما يقابلها وتسمّى الاستعارة بالكناية أيضا. اعلم أنه اتفقت كلمة القوم على أنه إذا لم يذكر من أركان تشبيه شيء بشيء سوى المشبّه وذكر معه ما يخصّ المشبّه به كان هناك استعارة بالكناية واستعارة تخييلية، كقولنا:
أظفار المنيّة أي الموت نشبت بفلان، لكن اضطربت أقوالهم في تشخيص المعنيين اللذين يطلق عليهما هذان اللفظان. ومحصّل ذلك يرجع إلى ثلاثة أقوال: أحدها ما ذهب إليه القدماء وهو أنّ المستعار بالكناية لفظ المشبه به المستعار للمشبه في النفس المرموز إليه بذكر لازمه من غير تقدير في نظم الكلام، وذكر اللازم قرينة على قصده من غرض وإثبات ذلك اللازم للمشبّه استعارة تخييلية. ففي المثال المذكور الاستعارة بالكناية السبع المستعار للمنيّة الذي لم يذكر اعتمادا على أنّ إضافة الأظفار إلى المنيّة تدل على أن السبع مستعار لها.
والاستعارة التخييلية إثبات الأظفار للمنية، فحينئذ وجه تسميتها بالمكنية وبالاستعارة بالكناية ظاهر لأنها استعارة بالمعنى المصطلح ومتلبسة بالكناية بالمعنى اللغوي، أي الخفاء، وكذا تسميتها بالتخييلية لاستلزامها استعارة لازم المشبه به للمشبّه، وتخييل أنّ المشبّه من جنس المشبّه به. وثانيها ما ذهب إليه السكّاكي صريحا حيث قال: الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه المستعمل في المشبّه به ادعاء أي بادعاء أنه عينه بقرينة استعارة لفظ هو من لوازم المشبّه به بصورة متوهّمة متخيّلة شبيهة به أثبتت للمشبّه، فالمراد بالمنيّة عنده هو السبع بادعاء السبعية لها وإنكار أن تكون شيئا غير السبع بقرينة إضافة الأظفار التي من خواص السبع إليها. ولا خفاء في أن تسميتها بالاستعارة بالكناية أو المكنية غير ظاهر حينئذ، وفي جعله إياها قسما من الاستعارة التي هي قسم من المجاز، وجعل إضافة الأظفار قرينة الاستعارة نظرا لأنّ لفظ المشبه فيها هو المستعمل في ما وضع له تحقيقا، والاستعارة ليست كذلك. واختار السكّاكي ردّ التبعية إلى المكني عنها بجعل قرينتها استعارة بالكناية وجعلها أي التبعية قرينة لها، على عكس ما ذكره القوم في مثل نطقت الحال من أنّ نطقت استعارة لدلّت والحال قرينة لها. هذا ولكن في كون ذلك مختار السكاكي نظرا لأنه قال في آخر بحث الاستعارة التبعية:
هذا ما أمكن من تلخيص كلام الأصحاب في هذا الفصل، ولو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعية من قسم الاستعارة بالكناية بأن قلبوا، فجعلوا في قولهم نطقت الحال هكذا الحال التي ذكرها عندهم قرينة الاستعارة بالتصريح استعارة بالكناية عن المتكلّم بواسطة المبالغة في التشبيه على مقتضى المقام، وجعلوا نسبة النطق إليه قرينة الاستعارة، كما تراهم في قولهم: وإذا المنيّة انشبت أظفارها، يجعلون المنيّة استعارة بالكناية عن السبع ويجعلون إثبات الأظفار لها قرينة الاستعارة لكان أقرب إلى الضبط فتدبر، انتهى كلامه. وهو صريح في أنه ردّ التبعية إلى المكْنية على قاعدة القوم، فحينئذ لا حاجة له إلى استعارة قرينة المكنية لشيء حتى تبقى التبعية مع ذلك بحالها، ولا يتقلّل الأقسام بهذا أيضا.
فإن قلت لم يجعل السلف المكنية المشبّه المستعمل في المشبّه به كما اعتبره في هذا الرّدّ، فكيف يتأتى لك توجيه كلامه بأنّ ردّه على قاعدة السلف من غير أن يكون مختارا له؟

قلت: لا شبهة فيما ذكرنا والعهدة عليه في قوله، كما تراهم في قولهم: وإذا المنية أنشبت أظفارها، يجعلون المنية استعارة بالكناية، ولا يضرّنا فيما ذكرنا من توجيه كلامه.
وأما التخييلية عند السكاكي فما سيأتي.
وثالثها ما ذهب إليه الخطيب وهي التشبيه المضمر في النفس الذي لم يذكر شيء من أركانه سوى المشبّه ودل عليه أي على ذلك التشبيه بأن يثبت للمشبه أمر مختصّ بالمشبه به من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسّا وعقلا يجري عليه اسم ذلك الأمر، ويسمّى إثبات ذلك الأمر استعارة تخييلية، والمراد بالتشبيه التشبيه اللغوي لا الاصطلاحي، فلا يردّ أن ذكر المشبّه به واجب البتة في التشبيه، وإنما قيل: ودلّ عليه الخ ليشتمل زيدا في جواب من يشبه الأسد؛ وعلى هذا التسمية بالاستعارة غير ظاهر وإن كان كونها كناية غير مخفي. وبالجملة ففي المكنية ثلاثة أقوال، وفي التخييلية قولان: أحدهما قول السكاكي كما يجيء، والآخر قول غيره. وعلى هذا المذهب الثالث كلّ من لفظي الأظفار والمنيّة في المثال المذكور حقيقتان مستعملتان في المعنى الموضوع له، وليس في الكلام مجاز لغوي، وإنما المجاز هو إثبات شيء لشيء ليس هو له، وعلى هذا هو عقلي كإثبات الإنبات للربيع. والاستعارة بالكناية والتخييلية أمران معنويان، وهما فعلا المتكلم، ويتلازمان في الكلام لأن التخييلية يجب أن تكون قرينة للمكنية البتة، وهي يجب أن تكون قرينة للتخيلية البتة.

فائدة:
قال صاحب الأطول: ومن غرائب السوانح وعجائب اللوائح أن الاستعارة بالكناية فيما بين الاستعارات معلومة مبنية على التشبيه المقلوب لكمال المبالغة في التشبيه، فهو أبلغ من المصرّحة، فكما أنّ قولنا السبع كالمنيّة تشبيه مقلوب يعود الغرض منه إلى المشبّه به، كذلك أنشبت المنية أظفارها استعارة مقلوبة استعير بعد تشبيه السبع بالمنية المنية للسبع الادعائي، وأريد بالمنية معناها بعد جعلها سبعا تنبيها على أنّ المنيّة بلغت في الاغتيال مرتبة ينبغي أن يستعار للسبع عنها اسمها دون العكس، فالمنية وضعت موضع السبع، لكن هذا على ما جرى عليه السكاكي.
والتحقيقية هي ما يكون المشبّه متحققا حسّا أو عقلا نحو: رأيت أسدا يرمي، فإنّ الأسد مستعار للرجل الشجاع وهو أمر متحقق حسّا، ونحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أي الدين الحقّ وهو أمر متحقق عقلا لا حسّا. أما التخييلية فعند غير السكّاكي ما مرّ، وأما عند السكّاكي فهي استعارة لا تحقّق لمعناها حسّا ولا عقلا، بل معناها صورة وهمية محضة.
ولما كان عدم تحقّق المعنى لا حسّا ولا عقلا شاملا لما لم يتعلّق به توهّم أيضا أضرب عنه بقوله بل معناها إلخ، والمراد بالصورة ذو الصورة فإن الصورة جاءت بهذا المعنى أيضا.
والمراد بالوهمية ما يخترعه المتخيلة بأعمال الوهم إياه فإن للإنسان قوة لها تركيب المتفرّقات وتفريق المركّبات إذا استعملها العقل تسمّى مفكرة وإذا استعملها الوهم تسمّى متخيّلة. ولما كان حصول هذا المعنى المستعار له بأعمال الوهم سمّيت استعارة تخييلية، ومن لم يعرفه قال المناسب حينئذ أن تسمّى توهمية، وعدّ التسمية بتخييلية من أمارات تعسّف السكّاكي وتفسيره، وإنما وصف الوهمية بقوله محضة أي لا يشوبها شيء من التحقق الحسّي والعقليّ للفرق بينه وبين اعتبار السلف، فإن أظفار المنية عندهم أمر متحقق شابه توهّم الثبوت للمنية، وهناك اختلاط توهّم وتحقق بخلاف ما اعتبره فإنه أمر وهميّ محض لا تحقّق له لا باعتبار ذاته ولا باعتبار ثبوته، فتعريفه هذا صادق على لفظ مستعمل في صورة وهمية محضة من غير أن تجعل قرينة الاستعارة، بخلاف تفسير السلف والخطيب فإنها لا تنفك عندهم عن الاستعارة بالكناية. وقد صرّح به حيث مثّل للتخييلية بأظفار المنية الشبيهة بالسبع أهلكت فلانا، والسلف والخطيب إمّا أن ينكروا المثال ويجعلوه مصنوعا أو يجعلوا الأظفار ترشيحا لتشبيه لا استعارة تخييلية. وردّ ما ذكره بأنه يقتضي أن يكون الترشيح استعارة تخييلية للزوم مثل ما ذكره فيه مع أنّ الترشيح ليس من المجاز والاستعارة، وأجيب بأن الأمر الذي هو من خواصّ المشبّه به لمّا قرن في التخييلية بالمشبّه كالمنيّة مثلا حملناه على المجاز وجعلناه عبارة عن أمر متوهّم يمكن إثباته للمشبّه، وفي الترشيح لمّا قرن بلفظ المشبّه به لم يحتج إلى ذلك لأنه جعل المشبّه به هو هذا المعنى مع لوازمه. فإذا قلنا: رأيت أسدا يفترس أقرانه ورأيت بحرا يتلاطم أمواجه، فالمشبه به هو الأسد الموصوف بالافتراس الحقيقي والبحر الموصوف بالتلاطم الحقيقي، بخلاف أظفار المنيّة فإنها مجاز عن الصورة الوهمية ليصحّ إضافتها إلى الوهمية ليصح إضافتها إلى المنيّة.
ومحصّله أنّ حفظ ظاهر إثبات لوازم المشبه به للمشبه يدعو إلى جعل الدالّ على اللازم استعارة لما يصحّ إثباته للمشبّه ولا يحتاج إلى تجوّز في ذلك الإثبات، وليس هذا الداعي في الترشيح لأنه أثبت للمشبّه به فلا وجه لجعله مجازا، ولا يلزم عدم خروج الترشيح عن الاستعارة وعدم زيادته عليها لأنه فرّق بين المقيد والمجموع والمشبّه به هو الموصوف والصفة خارجة عنه لا المجموع المركب منهما، وأيضا معنى زيادته أن الاستعارة تامة بدونه.
ويردّ على هذا أنّ الترشيح كما يكون في المصرّحة يكون في المكنية أيضا ففي المكنية لم يقرن المشبّه به فلا تفرقة هناك، ويمكن أن يفرّق بأن التخييلية لو حملت على حقيقتها لا يثبت الحكم المقصود في الكلام للمكني عنها كما عرفت بخلاف المصرّحة فإن قولنا جاءني أسد له لبد، لو أثبت فيه اللبد الحقيقي للأسد المستعمل في الرجل الشجاع مجازا لم يمنع عن إثبات المجيء للأسد، فإن مآله جاءني رجل شجاع لما شبّهه به لبد، لكنه لا يتم في قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً فإنه لو أريد الأمر بالاعتصام الحقيقي لفات ما قصد بيانه للعهد، فلا بدّ من جعل الاعتصام استعارة لما يثبت العهد.

فائدة:
التصريحية تعمّ التحقيقية والتخييلية، والكلّ مجاز لغوي ومتباين، هذا عند السكّاكي.
والمكنية داخلة في التحقيقية عند السلف لأنّ اللفظ المستعار المضمر في النفس وهو محقق المعنى. والتصريحية عند الخطيب ترادف التحقيقية وتباين التخييلية لأنها عنده ليست لفظا، فلا تكون محقق المعنى، وكذا تباين المكنية لأنها عنده نفس التشبيه المضمر في النفس فلا تكون محقق المعنى.

فائدة:
في تحقيق قرينة الاستعارة بالكناية ذهب السلف سوى صاحب الكشاف إلى أنّ الأمر الذي أثبت للمشبه من خواصّ المشبه به مستعمل في معناه الحقيقي، وإنما المجاز في الإثبات ويحكمون بعدم انفكاك المكني عنده عنها، وإليه ذهب الخطيب أيضا، وجوّز صاحب الكشاف كون قرينتها استعارة تحقيقية وكذا السكاكي، ووجه الفرق بين ما يجعل قرينة للمكنية ويجعل نفسه تخييلا أو استعارة تحقيقية أو إثباته تخييلا وبين ما يجعل زائدا عليها وترشيحا قوّة الاختصاص بالمشبه به، فأيّهما أقوى اختصاصا وتعلّقا به فهو القرينة وما سواه ترشيح، وكذا الحال بين القرينة والترشيح في الاستعارة المصرّحة، والأظهر أنّ ما يحضر السامع أولا فهو القرينة وما سواه ترشيح، ذلك أن تجعل الجميع قرينة في مقام شدة الاهتمام بالإيضاح، هكذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.

فائدة:
في الإتقان أنكر قوم الاستعارة بناء على إنكارهم المجاز، وقوم إطلاقها في القرآن لأن فيها إيهاما للحاجة، ولأنه لم يرد في ذلك إذن الشارع، وعليه القاضي عبد الوهاب المالكي، انتهى. خاتمة
إذا جرى في الكلام لفظة ذات قرينة دالّة على تشبيه شيء بمعناه فهو على وجهين:
أحدهما أن لا يكون المشبّه مذكورا ولا مقدّرا كقولك: لقيت في الحمام أسدا أي رجلا شجاعا، ولا خلاف في أنّ هذا استعارة لا تشبيه. وثانيهما أن يكون المشبّه مذكورا أو مقدّرا وحينئذ فاسم المشبّه به إن كان خبرا عن المشبّه أو في حكم الخبر كخبر باب كان وإنّ والمفعول الثاني لباب علمت والحال والنعت، فالأصح أنه يسمّى تشبيها لا استعارة، لأن اسم المشبّه به إذا وقع هذه المواقع كان الكلام مصوغا لإثبات معناه لما أجري عليه أو نفيه عنه، فإذا قلت زيد أسد فصوغ الكلام لاثبات الأسدية لزيد وهو ممتنع حقيقة، فيحمل على أنه لإثبات شبه من الأسد له، فيكون الإتيان بالأسد لإثبات التشبيه فيكون خليقا بأن يسمّى تشبيها لأن المشبه به إنما جيء به لإفادة التشبيه بخلاف نحو لقيت أسدا، فإنّ الإتيان بالمشبه به ليس لإثبات معناه لشيء بل صوغ الكلام لإثبات الفعل واقعا على الأسد، فلا يكون لإثبات التشبيه، فيكون قصد التشبيه مكنونا في الضمير لا يعرف إلّا بعد نظر وتأمّل.
هذا خلاصة كلام الشيخ في أسرار البلاغة، وعليه جميع المحققين. ومن الناس من ذهب إلى أن الثاني أيضا أعني زيد أسد استعارة لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه، والخلاف لفظي مبني على جعل الاستعارة اسما لذكر المشبّه به مع خلوّ الكلام عن المشبّه على وجه ينبئ عن التشبيه أو اسما لذكر المشبّه به لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه.
ثم إنه نقل عن أسرار البلاغة أنّ إطلاق الاستعارة في زيد الأسد لا يحسن لأنه يحسن دخول أدوات التشبيه من تغيير بصورة الكلام، فيقال: زيد كالأسد، بخلاف ما إذا كان المشبّه به نكرة نحو زيد أسد، فإنه لا يحسن زيد كأسد، وإلّا لكان من قبيل قياس حال زيد إلى المجهول وهو أسد ما؛ ولهذا يحسن كأنّ زيدا أسد لأن المراد بالخبر العموم فالتشبيه بالنوع لا بفرد، فليس كالتشبيه بالمجهول، وإنما يحسن دخول الكاف بتغيير صورته وجعله معرفة بأن يقال زيد كالأسد، فإطلاق اسم الاستعارة هاهنا لا يبعد، ويقرب الإطلاق مزيد قرب أن يكون النكرة موصوفة بصفة لا تلائم المشبه به نحو فلان بدر يسكن الأرض فإن تقدير أداة التشبيه فيه يحتاج إلى كثرة التغيير، كأن يقال هو كالبدر إلّا أنه يسكن الأرض، وقد يكون في الصلات والصفات التي تجيء في هذا القبيل ما يحول تقدير أداة التشبيه فيه فيشتد استحقاقه لاسم الاستعارة ويزيد قربه منها، كقوله أسد دم الأسد الهزبر خضابه، فإنه لا سبيل إلى أن يقال المعنى إنه كالأسد للتناقض لأن تشبيه بجنس السبع المعروف دليل على أنه دونه أو مثله، وجعل دم الهزبر الذي هو أقوى الجنس خضاب يده دليل على أنه فوقه فليس الكلام مصوغا لإثبات التشبيه بينهما، بل لإثبات تلك الصفة، فالكلام فيه مبني على أنّ كون الممدوح أسدا أمر تقرّر وثبت، وإنما العمل في إثبات الصفة الغريبة. فمحصول هذا النوع من الكلام أنك تدعي حدوث شيء هو من الجنس المذكور إلّا أنه اختص بصفة عجيبة لم يتوهّم جوازها، فلم يكن لتقدير التشبيه فيه معنى. ولقد ضعّف هذا الكلام صاحب الأطول والمطول وقالا الحقّ أن امثال زيد أسد تشبيه مطلقا، هذا إذا كان اسم المشبّه به خبرا عن اسم المشبّه أو في حكم الخبر وإن لم يكن كذلك نحو لقيت من زيد أسدا ولقيني منه أسد فلا يسمّى استعارة بالاتفاق، لأنه لم يجر اسم المشبه به على المشبه لا باستعماله فيه كما في لقيت أسدا ولا بإثبات معناه له كما في زيد أسد على اختلاف المذهبين، ولا يسمّى تشبيها أيضا لأن الإتيان باسم المشبّه به ليس لإثبات التشبيه إذ لم يقصد الدلالة على المشاركة، وإنما التشبيه مكنون في الضمير، لا يظهر إلّا بعد تأمّل خلافا للسكّاكي فإنه يسمّي مثل ذلك تشبيها، وهذا النزاع أيضا لفظي راجع إلى تفسير التشبيه؛ فمن أطلق الدلالة المذكورة في تعريف التشبيه عن كونها لا على وجه التجريد والاستعارة وعن كونها على وجه التصريح سمّاه تشبيها، ومن قيّده لا. قال صاحب الأطول ونحن نقول في لقيت من زيد أسدا تجريد أسد من زيد بجعل زيد أسدا وهذا الجعل يتضمّن تشبيه زيد بالأسد حتى صار أسدا بالغا غاية الجنس حتى تجرّد عنه أسد، لكن هذا التشبيه مكنون في الضمير خفيّ لأن دعوى أسديته مفروغ عنها منزلة منزلة أمر متقرّر لا يشوبه شائبة خفاء، ولا يجعل السكّاكي هذا من التشبيه المصطلح، وكذلك يتضمّن التشبيه تجريد الأسد الحقيقي عنه إذ لا يخفى أن المجرد عنه لا يكون إلّا شبه أسد، فينصرف الكلام إلى تجريد الشّبه فهو في إفادة التشبيه بحكم ردّ العقل إلى التشبيه بمنزلة حمل الأسد على المشبّه فهو الذي سمّاه السكّاكي تشبيها، ولا ينبغي أن ينازع فيه معه؛ وكيف لا وهو أيضا في تقدير المشبّه والأداة كأنه قيل لقيت من زيد رجلا كالأسد، ولا تفاوت في ذلك بينه وبين زيد أسد، انتهى. وهاهنا أبحاث تركناها خوفا من الإطناب.

العبادة

العبادة: في اللغة: الطاعةُ من الخضوع. وفي الشرع، عبارةٌ عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. قال المهائمي: العبادةُ تذلّلٌ لغيرٍ عن اختيار لغاية تعظيمه، فخرج التسخير والسخر والقيام والانحناء لنوع تعظيم.
العبادة
التحقيق اللغوي
العبودة والعبودية؛ معناها اللغوي
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 5/200 في مادة (عبد) : عبد: "العين والباء أصلان صحيحان، كأنهما متضادان، والأول من ذينك الأصلين يدل على لين وذل، والآخر على شدة وغلظ" اهـ
وقال ابن سيده في المخصص) 13/96:
"اصل العبادة في اللغة: التذليل، … والعبادة والخضوع والتذلل والاستكانة قرائب في المعاني،.. وكل خضوع ليس فوقه خضوع فهو عبادة؛ طاعة كان للمعبود أو غير طاعة، وكل طاعة لله على جهة الخضوع والتذلل في عبادة والعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أجناس النعم كالحياة والفهم والسمع والبصر، والشكر والعبادة لا تستحق إلا بالنعمة، لأن أقل القليل من العبادة يكبر عن أن يستحقه إلا من كان له أعلى جنس من النعمة إلا الله سبحانه فلذلك لا يستحق العبادة إلا الله" اهـ.: الخضوع والتذلل، أي استسلام المرء وانقياده لأحد غيره انقياداً لا مقاومة معه ولا عدول عنه ولا عصيان له، حتى يستخدمه هو حسب ما يرضى وكيف ما يشاء.
وعلى ذلك تقول العرب: (بعير معبَّد) للبعير السلس المنقاد، و (طريق معبّد) للطريق الممهد الوطء. ومن هذا الأصل اللغوي نشأت في مادة هذه الكلمة معاني العبودية والإطاعة والتأله والخدمة والقيد والمنع. فقد جاء في لسان العرب تحت مادة (ع ب د) ما نلخصه فيما يلي (1) :
(1) (العبد) المملوك خلاف الحر: (تعبد الرجل) : اتخذه عبداً أي مملوكاً أو عامله معاملة العبد، وكذلك (عبد الرجل واعبده واعتبده) وقد جاء في الحديث الشريف: ثلاثة أنا خصمهم: رجل اعتبد محرراً - وفي رواية أعبدُ محرراً - أي اتخذ رجلاً حراً عبداً له ومملوكاً: وفي القرآن أن موسى عليه السلام قال لفرعون: وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) اتخذتهم عبيداً لك.
(2) (العبادة) الطاعة مع الخضوع: ويقال (عبد الطاغوت) أي أطاعه؛ (إياك نعبد) أي نطيع الطاعة التي يخضع معها؛ و (اعبدوا ربكم) أي أطيعوا ربكم؛ و (قومهما لنا عبادون) أي دائنون وكل من دان لملك فهو عابد له؛ وقال ابن الأنباري: (فلان عابد) وهو الخاضع لربه المستسلم المنقاد لأمره.
(3) (عبده عبادة ومعبداً ومعبدة) تأله له. (التعبّد) : التنسك. هو (المعبَّد) المكرم المعظم: كأنه يعبد. قال الشاعر:
... ... ... أرى المال عند الباخلين معبداً
(4) (وعبد به) : لزمه فلم يفارقه.
(5) (ما عبدك عني) أي ما حبسك. ويتضح من هذا الشرح اللغوي لمادة (ع ب د) أن مفهومها الأساسي أن يذعن المرء لعلاء أحد وغلبته، ثم ينزل له عن حريته واستقلاله ويترك إزاءه كل المقاومة والعصيان وينقاد له انقياداً. وهذه هي حقيقة العبدية والعبودية، ومن ذلك أن أول ما يتمثل في ذهن العربي لمجرد سماعه كلمة (العبد) و (العبادة) هو تصور العبدية والعبودية. وبما أن وظيفة العبد الحقيقية هي إطاعة سيده وامتثال أوامره، فحتماً يتبعه تصور الإطاعة. ثم إذا كان العبد لم يقف به الأمر على أن يكون قد أسلم نفسه لسيده طاعة وتذللاً، بل كان مع ذلك يعتقد بعلائه ويعترف بعلو شأنه وكان قلبه مفعماً بعواطف الشكر والامتنان على نعمه وأياديه، فإنه يبالغ في تمجيده وتعظيمه ويتفنن في إبداء الشكر على الآئه وفي أداء شعائر العبدية له، وكل ذلك اسمه التأله والتنسك. وهذا التصور لا ينضم إلى معاني العبدية إلا إذا كان العبد لا يخضع لسيده رأسه فحسب، بل يخضع معه قلبه أيضاً. وأما المفهومان الباقيان فإنهما تصوران فرعيان لا أصليان للعبدية.

استعمال كلمة العبادة في القرآن
وإذا رجعنا إلى القرآن بعد هذا التحقيق اللغوي رأينا أن كلمة (العبادة) قد وردت فيه غالباً في المعاني الثلاثة الأولى. ففي بعض المواضع قد أريد بها المعنيان الأول والثاني معاً، وفي الأخرى المعنى الثاني وحده، وفيا لثالثة المعنى الثالث فحسب، كما قد استعملت في مواضع أخرى بمعانيها الثلاثة في آن واحد. أما أمثلة ورودها بالمعنيين الأول والثاني في القرآن فهي:
(ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين. فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) (1) . (المؤمنون: 45-47) (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) (1) . (الشعراء: 22)
والمراد بالعبادة في كلتا الآيتين هو العبودية والإطاعة. فقال فرعون: أن قوم موسى وهارون عابدون لنا، أي عبيد لنا وخاضعون لأمرنا، وقال موسى: إنك عبَّدت بني إسرائيل، اتخذتهم عبيداً وتستخدمهم حسب ما تشاء وترضى.

العبادة بمعنى العبوية والإطاعة
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) (2) . (البقرة: 172)
إن المناسبة التي أنزلت بها هذه الآية هي أن العرب قبل الإسلام كانوا يتقيدون بأنواع من القيود في المآكل والمشارب، امتثالاً لأوامر أئمتهم الدينيين واتباعاً لأوهام آبائهم الأولين، فلما أسلموا قال الله تعالى:
إن كنتم تعبدونني فعليكم أن تحطموا جميع تلك القيود وتأكلوا ما أحللته لكم هنيئاً مريئاً، ومعناه أنكم إن لم تكونوا عباداً لأحباركم وأئمتكم، بل لله تعالى وحده، وإن كنتم قد هجرتم طاعتهم إلى طاعته، فقد وجب عليكم أن تتبعوا ما وضعه لكم من الحدود، لا ما وضعوه في الحلال والحرام. ومن ذلك جاءت كلمة (العبادة) في هذا الموضع أيضاً بمعاني العبودية والإطاعة. (قل هل أُنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت) (1) . (المائدة: 60)
(ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) (الزمر: 17)
المراد بعبادة الطاغوت في كل من هذه الآيات الثلاث هو العبودية للطاغوت وإطاعته. ومعنى الطاغوت في إصطلاح القرآن – كما سبقت الإشارة إليه – كل دولة أو سلطة وكل إمامة أو قيادة تبغي على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد. فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة وتعبّده لها ثم طاعته إياها – كل ذلك منه عبادة – ولا شك – للطاغوت!

العبادة بمعنى الطاعة
وخذ بعد ذلك الآيات التي قد وردت فيها كلمة (العبادة) بمعناها الثاني فحسب؛ قال الله تعالى:
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين) . (يس: 60)
الظاهر أنه لا يتأله أحد للشيطان في هذه الدنيا، بل كل يلعنه ويطرده من نفسه، لذلك فإن الجريمة التي يصم بها الله تعالى بنى آدم يوم القيامة ليست تألههم للشيطان في الحياة الدنيا، بل إطاعتهم لأمره وابتاعهم لحكمه وتسرعهم إلى السبل التي أراهم إياها. (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون. من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) … (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين. قالوا بل لم تكونوا مؤمنين. وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين) (الصافات: 22 – 23، 27 –30)
ويتضح بإنعام النظر في هذه المحاورة التي حكاها القرآن بين العابدين وبين ما كانوا يعبدون، أن ليس المراد بالمعبودين في هذا المقام الآلهة والأصنام التي كان يتأله لها القوم، بل المراد أولئك الأئمة والهداة الذين أضلوا الخلق متظاهرين بالنصح، وتمثلوا للناس في لبوس القديسيين المطهرين، فخدعوهم بسبحاتهم وجباتهم وجعلوا تبعاً لهم، والذين أشاعوا فيهم الشر والفساد باسم النصح والإصلاح. فالتقليد الأعمى لأولئك الخداعين والاتباع لأحكامهم هو الذي قد عبر الله عنه بكلمة العبادة في هذه الآية.
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) (التوبة: 31)
والمراد باتخاذ العلماء والأحبار أرباباً من دون الله ثم عبادتهم في هذه الآية هو الإيمان بكونهم مالكي الأمر والنهي، والإطاعة لأحكامهم بدون سند من عند الله أو الرسول، وقد صرح بهذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه في الأحاديث الصحيحة، فلما قيل له: إننا لم نعبد علماءنا وأحبارنا، قال: ألم تحلوا ما أحلوه وتحرموا ما حرّموه؟

العبادة بمعنى التأله
ولننظر بعد ذلك في الآيات التي قد وردت فيها كلمة (العبادة) بمعناها الثالث. وليكن منك على ذكر في هذا المقام أن العبادة بمعنى التأله تشتمل على أمرين اثنين حسبما يدل عليه القرآن: أولهما: أن يؤدي المرء لأحد من الشعائر كالسجود والركوع والقيام والطواف وتقبيل عتبة الباب والنذر والنسك، ما يؤديه عادة بقصد التأله والتنسك، ولا عبرة بأن يكون المرء يعتقده إلهاً أعلى مستقلاً بذاته، أو يأتي بكل ذلك إياه وسيلة للشفاعة والزلفى إليه أو مؤمناً بكونه شريكاً للإله الأعلى وتابعاً له في تدبير أمر هذا العالم.
والثاني: أن يظن المرء أحداً مسيطراً على نظام الأسباب في هذا العالم ثم يدعوه في حاجته ويستغيث به في ضره وآفته، ويعوذ به عند نزول الأهوال ونقص الأنفس والأموال.
فهذان لوجهان من كلاهما داخل في معاني التأله، والشاهد بذلك ما يأتي من آيات القرآن:
(قل إني نُهيتُ أنْ أعبُدَ الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي) (غافر: 66)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي) ..
(فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق) (مريم: 48، 49)
(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) (1) . (الأحقاف: 5-6)
ففي كل من هذه الآيات الثلاث قد صرح القرآن نفسه بأن المراد بالعبادة فيها هو الدعاء والاستغاثة.
(بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) (سبأ: 41)
والمراد بعبادة الجن والإيمان بهم في هذه الآية، تفصله الآية الآتية من سورة الجن:
(وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن) (الجن: 6)
فيتبين منه أن المراد بعبادة الجن هو العياذ بهم واللجوء إليهم في الأهوال ونقص الأموال والأنفس، كما أن المراد بالإيمان بهم هو الاعتقاد بقدرتهم على الإعاذة والمحافظة. (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل. قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء) (1) . ... (الفرقان: 17-18)
ويتجلى من بيان هذه الآية أن المقصود بالمعبودين فيها هم الأولياء والأنبياء والصلحاء والمراد بعبادتهم هو الاعتقاد بكونهم أجل وأرفع من خصائص العبدية والظن بكونهم متصفين بصفات الألوهية وقادرين على الإعانة الغيبية وكشف الضر، والإغاثة، ثم القيام بين يديهم بشعائر التكريم والتعظيم فما يكاد يكون تألهاً وقنوتاً!.
(ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم) (سبأ: 40-41)
والمقصود بعبادة الملائكة (2) في هذه الآية هو التأله والخضوع لهياكلهم وتماثيلهم الخيالية، كما كان يفعله أهل الجاهلية، وكان غرضهم من وراء ذلك أن يرضوهم، فيستعطفوهم ويستعينوا بهم في شؤون حياتهم الدنيا.
(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
والمراد بالعبادة في هذه الآية أيضاً هو التأله، وقد فصل فيها أيضاً الغرض الذي كانوا لأجله يعبدونهم.

العبادة بمعنى العبدية والإطاعة والتأله: ويتضح كل الوضوح من جميع ما تقدم من الأمثلة أن كلمة (العبادة) في القرآن قد استعملت في بعض المواضع بمعنيي العبودية والإطاعة وفي الأخرى بمعنى الإطاعة فحسب، وفي الثالثة بمعنى التأله وحده والآن قبل أن نسوق لك الأمثلة التي قد جاءت فيها كلمة (العبادة) شاملة لجميع المعاني الثلاثة، لا بد أن تكون على ذكر من بعض الأمور الأولية.
إن الأمثلة التي قد سردناها آنفاً، تتضمن جميعاً ذكر عبادة غير الله، أما الآيات التي قد وردت فيها كلمة (العبادة) بمعنيي العبودية والإطاعة، فإن المراد بالمعبود فيها إما الشيطان، وإما الأناس المتمردون الذين جعلوا أنفسهم طواغيت، فحملوا عباد الله على عبادتهم وإطاعتهم بدلاً من عبادة الله وإطاعته، أو هم الأئمة والزعماء الذي قادوا الناس إلى ما اخترعوه من سبل الحياة وطرق المعاش جاعلين كتاب الله وراء ظهرهم. وأما الآيات التي قد وردت فيها (العبادة) بمعنى التأله، فإن المعبود فيها عبارة إما عن الأولياء والأنبياء والصلحاء الذين اتخذهم الناس آلهة لهم على رغم أنف هدايتهم وتعليمهم، وإما عن الملائكة والجن الذين اتخذوهم لسوء فهمهم شركاء في الربوبية المهيمنة على قانون الطبيعة، أو هو عبارة عن تماثيل القوى الخيالية وهياكلها. التي أصبحت وجهة عبادتهم وقبلة صلواتهم بمجرد إغراء الشيطان والقرآن الكريم يعد جميع أولئك المعبودين باطلاً ويجعل عبادتهم خطأ عظيماً سواءاً تعبدهم الناس أو أطاعوهم أم تألهوا لهم، ويقول إن جميع من طفقتم تعبدونهم عباد الله وعبيده، فلا يستحقون أن يعبدوا ولا أنتم مكتسبون من عبادتهم غير الخيبة والمــذلة والخزي، وأن مالكهم في الحقيقة ومالك جميع ما في السماوات والأرض هو الله الواحد، وبيده كل الأمر وجميع السلطات والصلاحيات ولأجل ذلك لا يجدر بالعبادة إلا هو وحده. (إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعو فليستجيبوا (1) لكم إن كتم صادقين) … (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) (الأعراف: 194، 197)
(وقالوا اتّخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عبادٌ مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) (2) . (الأنبياء: 26-28)
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً) (الزخرف: 19)
(وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون) (الصافات: 158)
(لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون، ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً) (النساء: 172)
(الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان) (الرحمن: 5-6)
(تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) (الإسراء: 44)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) (الروم: 26)
(ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها) (هود: 56)
(إن كلُّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً. لقد أحصاهم وعدهم عداً. وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) (مريم: 93-95)
(قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) (آل عمران: 26)
كذلك بعد أن يقيم القرآن البرهان على كون جميع من عبدهم الناس بوجه من الوجوه عبيداً لله وعاجزين أمامه، يدعو جميع الإنس والجن إلى أن يعبدوا الله تعالى وحده بكل معنى من معاني (العبادة) المختلفة، فلا تكن العبدية إلا له، ولا يطع إلا هو، ولا يتأله المرء إلا له، ولا تكن حبة خردل من أي تلك الأنواع للعبادة لوجه غير الله! (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) (الزمر: 17)
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين. وأن اعبدوني هذا صراطٌ مستقيم) .
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)
(وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) (التوبة: 31)
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) (البقرة: 172)
قد أمر الله تعالى في هذه الآيات أن تختص له العبادة التي هي عبارة عن العبدية والعبودية والإطاعة والإذعان، وقرينة ذلك واضحة في الآيات، فإن الله تعالى يأمر فيها أن اجتنبوا إطاعة الطاغوت والشيطان والأحبار والرهبان والآباء والأجداد واتركوا عبديتهم جميعاً، وادخلوا في طاعة الله الواحد الأحد وعبديته.
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البيّنات من ربي وأُمرت أن أسلم لرب العالمين) (غافر: 66)
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم. إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (غافر: 60)
(ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 13-14)
(قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
وقد أمر الله تعالى في هذه الآيات أن تختص له العبادة بمعنى التأله. وقرينة ذلك أيضاً واضحة في الآية، وهو أن كلمة (العبادة) قد استعملت فيها بمعنى الدعاء. وقد جاء فيما سبق وما لحق من الآيات ذكر الآلهة الذين كانوا يشركونهم بالله تعالى في الربوبية المهيمنة على ما فوق الطبيعة. فالآن ليس من الصعب في شيء على ذي عينين أن يتفطن إلى أنه حيثما ذكرت في القرآن عبادة الله تعالى ولم تكن في الآيات السابقة أو اللاحقة مناسبة تحصر كلمة العبادة في معنى بعينه من المعاني المختلفة للكلمة، فإن المراد بها في جميع هذه الأمكنة معانيها الثلاثة: العبودية والإطاعة والتأله. فانظر في الآيات التالية مثلاً:
(إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني) (طه: 14)
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 102)
(قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين) (يونس: 104)
(ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان. إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) (يوسف: 40)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياً. رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) (مريم: 64، 65)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف: 110)
فلا داعي لأن تخص كلمة (العبادة) في هذه الآيات وما شاكلها بمعنى التأله وحده أو بمعنى العبدية والإطاعة فحسب. بل الحق أن القرآن في مثل هذه الآيات يعرض دعوته بأكملها. ومن الظاهر أنه ليست دعوة القرآن إلا أن تكون العبدية والإطاعة والتأله، كل أولئك خالصاً لوجه الله تعالى: ومن ثم إن حصر معاني كلمة (العبادة) في معني بعينه، في الحقيقة، حصر لدعوة القرآن في معان ضيقة. ومن نتائجه المحتومة أن من آمن بدين الله وهو يتصور دعوة القرآن هذا التصور الضيق المحدود، فإنه لن يتبع تعاليمه إلا اتباعاً ناقصاً محدوداً.
العبادة: فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه. وقيل: تعظيم الله وامتثال أوامره. وقيل: هي الأفعال الواقعة على نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع المتجاوز لتذلل بعض العباد لبعض، ولذلك اختص الرب فهي أخص من العبودية لأنها التذلل.
العبادة:
[في الانكليزية] Worshipping ،devoutness
[ في الفرنسية] Adoration ،devotion
بالكسر وتخفيف الموحدة هي نهاية التعظيم وهي لا تليق إلّا في شأنه تعالى إذ نهاية التعظيم لا تليق إلّا بمن يصدر عنه نهاية الإنعام، ونهاية الإنعام لا تتصوّر إلّا من الله تعالى، كذا في التفسير الكبير في تفسير قصة هود عليه السلام في سورة الأعراف. وتطلق العبادات أيضا على الأحكام الشرعية المتعلّقة بأمر الآخرة كما ذكر في تفسير علم الفقه في المقدمة وهو أحد أركان الفقه. وفي مجمع السلوك العبادة على ثلاث مراتب. منهم من يعبد الله لرجاء الثواب وخوف العقاب وهذا هو العبادة المشهورة، وبه يعبد عامة المؤمنين، وبه يخرج المرء عن مرتبة الإخلاص. وقيل العبادة لطلب الثواب لا تخرج المرء عن الإخلاص.
ومنهم من يعبد لينال بعبادته شرف الانتساب بأن يسميه الله باسم العبد وهذه يسمّيها بعضهم بالعبودية. وقيل العبادة أن يعمل العبد بما يرضي الله تعالى وهي لعوام المؤمنين كما أنّ العبودية لخواصّهم، وهي أن ترضى بما يفعل ربّك. وقيل العبودية أربعة الوفاء بالعهود والرضاء بالموعود والحفظ للحدود والصبر على المفقود. ومنهم من يعبده إجلالا وهيبة وحياء منه ومحبة له، وهذه المرتبة العالية تسمّى في اصطلاح بعض السالكين عبودة انتهى. وفي خلاصة السلوك العبودية بالضم قيل ترك الدعوى فاحتمال البلوى وحبّ المولى. وقيل العبودية ترك الاختيار فلازمه الذلّ والافتقار. وقيل العبودية ثلاثة منع النفس عن هواها وزجرها عن مناها والطاعة في أمر مولها انتهى.

فَضُلَ

(فَضُلَ)
(هـ) فِيهِ «لَا يُمْنَع فَضْل الْمَاءِ» هُوَ أَنْ يَسْقِيَ الرجلُ أَرْضَهُ ثُمَّ تَبْقى مِنَ الْمَاءِ بَقِيَّة لَا يَحْتاج إِلَيْهَا فَلَا يجوز له أن يَبيعها، ولا يمنعَ منها أحَداً يَنْتَفع بِهَا، هَذَا إِذَا لَمْ يَكُنِ الماءُ مِلكَه، أَوْ عَلَى قَول مَن يَرَى أنَّ الْمَاءَ لَا يُمْلَك.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا يُمْنَع فَضْل الماءِ ليُمْنَع بِهِ الكَلَأُ» هُوَ نَقْع البِئر المُباحة: أَيْ لَيْسَ لأحَدٍ أَنْ يَغْلِب عَلَيْهِ ويَمْنَعَ النَّاسَ مِنْهُ حَتَّى يَحوزَه فِي إناءٍ ويَمْلِكه.
(هـ) وَفِيهِ «فَضْل الإزَار فِي النَّارِ» هُوَ مَا يجرُّه الْإِنْسَانُ مِنْ إزارِه عَلَى الْأَرْضِ، عَلَى مَعْنَى الخُيَلاء والكِبْر.
وَفِيهِ «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارةً فُضْلًا» أَيْ زِيَادَةً عَنِ الْمَلَائِكَةِ المُرَتَّبين مَعَ الْخَلَائِقِ.
وَيُرْوَى بِسُكُونِ الضَّادِ وَضَمِّهَا. قَالَ بَعْضُهُمْ: وَالسُّكُونُ أَكْثَرُ وأصْوَب، وَهُمَا مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الفَضْلَة والزِّيادة.
(س) وَفِي حَدِيثِ امْرَأَةِ أَبِي حُذَيفة «قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذْيفة يراني فُضُلًا» أَيْ مُتَبَــذِّلة فِي ثِياب مِهْنَتِي. يُقَالُ: تَفَضَّلَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا لَبِسَت ثِيَابَ مِهْنَتها، أَوْ كَانَتْ فِي ثَوْبٍ واحِد، فَهِيَ فُضُلٌ وَالرَّجُلُ فُضُلٌ أَيْضًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ فِي صِفَة امْرأة «فُضُلٌ ضَباثٌ كَأَنَّهَا بُغاث» وَقِيلَ: أَرَادَ أنَّها مُخْتَالَة تُفْضِلُ مِنْ ذَيْلها.
(هـ) وَفِيهِ «شَهِدْت فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدعان حِلْفاً لَوْ دُعيت إِلَى مِثْله فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ» يَعْنِي حِلْفَ الفُضُول، سُمِّيَ بِهِ تَشْبيها بِحِلْفٍ كَانَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ. أيَّام جُرْهُم، عَلَى التَّنَاصُف، والأخْذ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ، وللغَرِيب مِنَ القاطِن، قَامَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ جُرْهُم كُلُّهم يُسَمَّى الفَضْل، مِنْهُمُ الفَضْل بْنُ الْحَارِثِ، والفَضْل بْنُ وَداعَة، والفَضْل بْنُ فَضَالَة.
وَفِيهِ «أنَّ اسْم دِرْعه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَتْ ذَاتَ الفُضُول» وَقِيلَ: ذُو الفُضُول، لفَضْلَة كَانَ فِيهَا وسَعَة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّناد «إِذَا عَزَب المالُ قَلَّت فَوَاضِلُه» أَيْ إِذَا بَعُدَت الضَّيْعةُ قَلَّ المَرْفِقُ مِنْهَا .

لحي

(ل ح ي) : (اللَّحْيُ) الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَسْنَانُ وَمِنْهُ رَمَاهُ (بِلَحْيِ) جَمَلٍ وَقَوْلُهُ بِاضْطِرَابِ لَحْيَيْهِ عَلَى لَفْظِ التَّثْنِيَةِ الصَّوَابُ لِحْيَتِهِ وَفِي الْحَدِيثِ «أَمَرَ بِالتَّلَحِّي وَنَهَى عَنْ الِاقْتِعَاطِ» وَهُوَ إدَارَةُ الْعِمَامَةِ تَحْتَ الْحَنَكِ وَالِاقْتِعَاطُ تَرْكُ ذَلِكَ.

لحي


لَحَى(n. ac. لَحْي)
a. see supra
(a)b.(n. ac. لَحْي), Insulted, vilified; chid.
لَاْحَيَa. Quarreled with.

أَلْحَيَa. Did wrong.

تَلَحَّيَa. Tied the turban beneath the chin.

تَلَاْحَيَa. Quarreled, had words.

إِلْتَحَيَa. Grew a beard.

لَحْي
a. [ 1I ], Chin.
لِحْيَة
a. [ 2tI], (pl.
لُِحًى
[لِحَي لُحَي]), Beard.
لِحَوِيّ []
a. Relating to the beard.

أَلْحَى []
a. Bearded.

لِحَآء []
a. Inner bark, bast; sap-wood.

لِحْيَانِيّ
a. [ 34yi ]
see 14
مَلْحِيّ [ N. P.
a. I], Blamed; insulted.

لِحْيَة التَّيْس
a. Wild salsify.
ل ح ي : اللِّحْيَةُ الشَّعْرُ النَّازِلُ عَلَى الذَّقَنِ وَالْجَمْعُ لِحًى مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَتُضَمُّ اللَّامُ أَيْضًا مِثْلُ حِلْيَةٍ وَحُلًى وَالْتَحَى الْغُلَامُ نَبَتَتْ لِحْيَتُهُ.

وَاللَّحْيُ عِظَمُ الْحَنَكِ وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَسْنَانُ وَهُوَ مِنْ الْإِنْسَانِ حَيْثُ يَنْبُتُ الشَّعْرُ وَهُوَ أَعْلَى وَأَسْفَلُ وَجَمْعُهُ أَلْحٍ وَلُحًى مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ.

وَاللِّحَاءُ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَالْقَصْرِ لُغَةٌ مَا عَلَى الْعُودِ مِنْ قِشْرِهِ وَلَحَوْتُ الْعُودَ لَحْوًا مِنْ بَابِ قَالَ وَلَحَيْتُهُ لَحْيًا مِنْ بَابِ نَفَعَ قَشَرْتُهُ. 
ل ح ي: (اللَّحْيُ) مَنْبِتُ (اللِّحْيَةِ) مِنَ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ
وَهُمَا لَحْيَانِ وَثَلَاثَةٌ (أَلْحٍ) وَالْكَثِيرُ (لُحِيٌّ) عَلَى فُعُولٍ. وَ (اللِّحْيَةُ) مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ (لِحًى) بِكَسْرِ اللَّامِ وَضَمِّهَا نَظِيرُ الضَّمِّ فِي ذُرْوَةٍ وَذُرًا. وَقَدِ (الْتَحَى) الْغُلَامُ. وَرَجُلٌ (لِحْيَانِيٌّ) بِالْكَسْرِ عَظِيمُ اللِّحْيَةِ. وَ (التَّلَحِّي) تَطْوِيقُ الْعِمَامَةِ تَحْتَ الْحَنَكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الِاقْتِعَاطِ وَأَمَرَ بِالتَّلَحِّي» ، وَ (اللِّحَاءُ) مَكْسُورٌ مَمْدُودٌ قِشْرُ الشَّجَرِ. وَ (لَحَا) الْعَصَا قَشَرَهَا وَبَابُهُ عَدَا. وَ (لَحَاهَا) يَلْحَاهَا (لَحْيًا) أَيْضًا مِثْلُهُ. وَ (لَحَاهُ) يَلْحَاهُ (لَحْيًا) أَيْ لَامَهُ فَهُوَ (مَلْحِيٌّ) . وَ (لَاحَاهُ مُلَاحَاةً) وَ (لِحَاءً) نَازَعَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ لَاحَاكَ فَقَدْ عَادَاكَ. وَ (تَلَاحَوْا) تَنَازَعُوا. وَقَوْلُهُمْ: لَحَاهُ اللَّهُ أَيْ قَبَحَهُ وَلَعَنَهُ. 
لحي
التحى يلتحي، الْتَحِ، التحاءً، فهو مُلْتحٍ
• التحى الشَّابُّ: أرخى لحيتَه وطوَّلها "التحى بعد أن تزوَّج- التحى اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم". 

التحاء [مفرد]: مصدر التحى. 

لِحاء [مفرد]: ج أَلْحِيَة ولُحِيّ:
1 - (شر) طبقة ظاهرة من بعض الأعضاء كظاهر الكُلْيَة والدِّماغ.
2 - (نت) نسيج خاصّ بين القشرة والخشب في ساق النَّباتات الوعائيّة وجذرها يختصّ بتوصيل العصارة الغذائيّة في النّبات ° لا تدخل بين العَصَا ولحائها: لا تُفسد بين المتصافين. 

لَحَّاء [مفرد]: مَنْ ينزع اللِّحاء من الأشجار أو الجذوع الخشبيَّة ويعدّها للصِّباغة. 

لَحْي [مفرد]: (شر) منبت اللِّحية من الإنسان وغيره، وهما: لحيان. 

لِحْيانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى لِحْيَة: على غير قياس: طويل اللِّحية "رجل لِحيانيّ". 

لِحْيَة [مفرد]: ج لُحًى ولِحًى: شعر الخَدَّيْن والذَّقَن "أطلق لحيتَه- قُصُّوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى [حديث]- {قَالَ يَاابْنَ أُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي} ". 
(ل ح ي)

اللِّحيَةُ: اسْم يجمع من الشّعْر مَا نبت على الْخَدين والذقن، وَالْجمع لِحىً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالنّسب إِلَيْهِ لَحَوِيّ.

وَرجل ألحَى ولِحيانيّ: طَوِيل اللِّحيةِ، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب، فَإِن سميت رجلا بِلحيةٍ ثمَّ أضفت إِلَيْهِ فعلى الْقيَاس.

والتحى الرجل: صَار ذَا لِحيةٍ، وكرهها بَعضهم.

واللَّحْىُ: الَّذِي ينْبت عَلَيْهِ الْعَارِض. وَالْجمع ألْحٍ ولُحِىٍّ ولِحاءٌ، قَالَ ابْن مقبل:

تَعرّضُ تَصْرِفُ أنيابُها ... ويَقذِفْن فَوق اللحاءِ التُّفالاَ

واللَّحيانِ: حَائِط الْفَم، وهما العظمان اللَّذَان فيهمَا الْأَسْنَان من دَاخل الْفَم، يكون للْإنْسَان وَالدَّابَّة. وَالنّسب إِلَيْهِ لَحَويّ.

وتَلَحَّى الرجل: تعمم تَحت حلقه، هَذَا تَعْبِير ثَعْلَب، وَالصَّوَاب: تعمم تَحت لَحْيَيْهِ ليَصِح الِاشْتِقَاق.

ولَحيا الغدير: جانباه، تَشْبِيها باللَّحْيَينِ اللَّذين هما جانبا الْفَم، قَالَ الرَّاعِي:

وصَبَّحْن بالصَّقرينِ صوبَ غَمامةٍ ... تَضَمَّنها لحيَا غديرٍ وخانِقُه

واللِّحا: مَا على الْعَصَا من قشرها، يمد وَيقصر.

ولِحاءُ كل شَجَرَة قشرها. وَالْجمع أَلحِيَةٌ ولُحِيّ ولِحِيّ.

ولَحَاها يَلْحاها لَحياً والتَحاها: أَخذ لحاءَها.

ولَحَي الرجل يَلْحاه لحياً: لامه وَشَتمه وعنفه.

ولحاه الله لحياً: قشره ولعنه، من ذَلِك. وَقَول رؤبة: قَالَت ولمْ تُلْحِ وَكَانَت تُلحِي

عليكَ سَيْبَ الخُلَفاءِ البُجْحِ

مَعْنَاهُ: لم تأت بِمَا تُلْحَي عَلَيْهِ حِين قَالَت: اطلب سيب الْخُلَفَاء، وَكَانَت تلحي قبل الْيَوْم حِين كَانَت تَقول لي: اطلب من غَيرهم من النَّاس، فتاتي بِمَا تلام عَلَيْهِ.

ولاحَى الرجل مُلاحاةً ولِحاءً: شاتمه. وَفِي الْمثل: " من لاحَاكَ فقد عاداكَ "، قَالَ:

وَلَوْلَا أَن ينالَ أَبَا طرِيفٍ ... إسارٌ من مَليكٍ أَو لِحاءُ

وتَلاحَى الرّجلَانِ، تشاتما.

واللِّحاءُ: اللَّعْن.

واللِّحاء: العذل.

وَقد سمت لَحْياً ولُحَيًّا ولحْيانَ، وَهُوَ أَبُو بطن. وَبَنُو لِحيان من هُذَيْل. وَبَنُو لحيَةَ بطن، النّسَب إِلَيْهِ لحَوِيّ على حد النّسَب إِلَى اللِّحْيَة.

ولِحْيَةُ التيس: نبتة.
لحي
: (ي {اللَّحْيَةُ، بالكسْرِ) ، هَذَا هُوَ المَشْهورُ المَعْروفُ؛ وحَكَى الزَّمَخْشرِي فِيهِ الفَتْح، وقالَ: إنَّه قُرِىءَ بِهِ قولُه تَعَالَى: {لَا تَأْخُذُ} بِلَحْيَتِي} ؛ وَهُوَ غريبٌ، نقلَهُ شيْخُنا: شَعَرَ الحَدَّيْنِ والذقْن.
وَقَالَ الجوهريُّ: اللِّحْيَةُ مَعْرُوف، (ج {لِحًى، بِالْكَسْرِ، (} وَلُحًى) أَيْضا، بالضَّمِّ مِثْلُ: ذِرْوةٍ وُذرًى، عَن يَعْقُوب.
قَالَ شيْخُنا: هُوَ مِنْ نَظَائِرِ جِزْيَةٍ لَا رابِعَ لَهَا كَمَا مَرَّ.
هُوَ مِن نظائِرِ جِزْيةٍ وحِلْيةٍ، لَا رابِعَ لَهَا كَمَا مَرَّ.
(والنِّسْبَةُ {لِحَوِيٌّ) ، بكسرٍ فَفتح. الَّذِي فِي المُحْكم: قيلَ: النِّسْبَةُ إِلَى} لِحَى الإنْسانِ {لَحَوِيٌّ؛ ومِثْلُه فِي الصِّحاح وَضبط} لَحَويًّا بالتّحْريكِ.
قالَ ابنُ برِّي: القياسُ {لَحِيْيٌّ.
(ورجُلٌ} أَلْحَى {ولِحْيانِيٌّ) ، بِالْكَسْرِ: (طَويلُها، أَو عَظِيمُها) ، والمَعْنيانِ مُتقارِبانِ.
(} واللَّحْيُ) ، بِالْفَتْح فالسكون: (مَنْبِتُها) مِن الإنْسانِ وغيرِه، (وهُما {لَحْيانِ) .
(قَالَ الَّليْثُ: وهُما العَظْمانِ اللذانِ فيهمَا الأسْنانُ مِن كلِّ ذِي لَحْيٍ. (وثلاثَةُ} أَلْحٍ) ، على أَفْعُلٍ إلاَّ أَنَّهم كسروا الحاءَ لتَسْلم الياءَ، (والكثيرُ {لُحِيٌّ) ، على فَعُول، مِثْل ثُدِيَ وظُبِيَ ودُلِيَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} واللِّحْيانُ، بِالْكَسْرِ: الوَشَلُ) ، والصَّديعُ فِي الأرضِ يَخِرُّ فِيهِ الماءُ؛ (و) قيلَ: (خُدودٌ) فِي الأرضِ ممَّا (خَدَّها السَّيْلُ) ؛) الواحِدَةُ {لِحْيانَةٌ؛ قالَهُ شَمِرٌ.
(و) أَيْضاً: (} اللِّحْيانيُّ) :) وَهُوَ الطَّويلُ اللِّحْيَةِ، يُقالُ: رجُلٌ! لَحْيانٌ، وَهُوَ مُجْرَى فِي النّكِرَةِ لأنَّه لَا يقالُ للأُنْثَى لَحْيانَةٌ. (و) {لِحْيانٌ: (أَبو قَبِيلَةٍ) ، وَهُوَ لِحْيانُ بنُ مدركَةَ بنِ هُذَيْل، سُمِّي} باللِّحْيانِ بمعْنَى الصَّدِيع فِي الأرضِ، وليسَ تَثْنِيَة {للّحْي.
وَقَالَ الهَمَداني: لِحْيانُ مِن بَقايَا جرْهَمٍ دَخَلَتْ فِي هُذَيْل.
(و) } اللّحاءُ، (ككِساءٍ: قِشْرُ الشَّجَرِ) ؛) ونقلَ عَن الليْث فِيهِ القَصْرَ.
قالَ الأزْهرِي: والمدُّ هُوَ المَعْروفُ؛ وَفِي المَثَل: لَا تَدْخُل بينَ العَصَا {ولِحائِها.
(و) } لَحَيْتُهُ، (كَسَعَيْتُهُ) ، {أَلْحَاهُ} لَحْياً {ولَحْواً: (قَشَرْتُهُ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي لأَوْسٍ:
} لَحَيْنَهُم {لَحْيَ العَصا فَطَرَدْنَهم
إِلَى سَنَةٍ قِرْدانُها تَحَلَّمِ (و) مِن المجازِ:} لَحَيْتُ (فُلاناٌ {أَلْحاهُ) لَحْياً: إِذا (لُمْتُه، فَهُوَ) لَاحَ، وذاكَ (} مَلْحِيٌّ) ، كمَرْمِيَ.
قَالَ الكِسائِي: لَحَيْت الرَّجُل مِن اللَّوْمِ بالياءِ لَا غَيْر؛ {ولَحَيْت العُودَ} ولَحَوْت بالياءِ والواوِ.
(و) مِن المجازِ، قوْلُهم: {لَحَى (اللَّهُ فلَانا) :) أَي (قَبَّحَهُ ولَعَنَهُ) .
(وَفِي المُحْكَم: لَحاهُ اللَّهُ: قَشَرَهُ.
قُلْت: وَمِنْه قولُ الحريري فِي المَقامَات:

} لَحاكَ اللَّهُ هَل مِثْلِي يُباعُ
لكَيْما يُشْبَعُ الكَرْش الجِيَاعُ ( {ولاحاهُ} مُلاحَاةً، {ولِحَاءً) ، ككِتابٍ: (نازَعَهُ) وخاصَمَهُ؛ وَمِنْه الحديثُ: (نُهِيتُ عَن مُلاحاةِ الرِّجالِ) .
وَفِي المَثَل: مَنْ} لاَحَاكَ فقد عَادَاكَ.
( {وأَلْحَى) الَّرجُلُ: (أَتَى مَا} يُلْحَى عَلَيْهِ) ، أَي يُلامُ: {وأَلْحَتِ المرْأَةُ؛ قالَ رُؤْبَة:
فابْتَكَرَتْ عَاذلةً لَا} تُلْحي (و) {أَلْحَى (العُودُ: آنَ لَهُ أنْ يُقْشَرَ.
(} ولَحًى: كهُدًى ويُمَدُّ: وادٍ بالمدِينَة) ؛) وَكَذَا فِي التكمِلَةِ؛ وَفِي كتابِ نَصْر: باليَمامَةِ واقْتَصَرَ على المدِّ، قالَ: هُوَ وادٍ فِيهِ نَخْلٌ كثيرٌ وقُرًى لبَني شكْرٍ يقالُ لَهُ ولَحجْر والهَزْمةِ والخِضْرِمةِ الأَعْراضُ، والعِرْضُ مِن أَوْدِيةِ اليَمامَةِ.
( {ولُحيانُ، بالضَّمِّ) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ بالفَتْح والنُّون مَكْسورَة: (وادِيانِ) كأَنَّهما باليَمامَةِ.
(و) } لَحيانُ، (بِالْفَتْح: قَصْرُ النُّعْمانِ) بنِ المُنْذرِ بنِ ساوَى (بالحِيرَةِ.
(وذُو لَحْيان: أَسْعَدُ بنُ عَوْفِ) بنِ عَدِيِّ بنِ مالِكِ بنِ زيدِ بنِ شددِ بنِ زَرْعةَ بنِ سَبَا الأَصْغَر. مُقْتَضَى سِياقِه أَنَّه بالفَتْح، وقَيَّده الهَمَداني كالصَّاغاني بِالضَّمِّ، وقالَ: هُوَ فِي نَسَبِ أَبرض ابنِ حمالٍ المَأْربيُّ؛ نقلَهُ الحافِظُ.
(وَذُو اللِّحْيةِ: رَجُلانِ) :) أَحَدُهما: الحِمْيريُّ وكانَ ثَطًّا فقَلَبُوا ذلكَ وكَذلكَ تَفْعَل العَرَب؛ وَالثَّانِي: كِلابيُّ واسْمُه شُرَيحُ بنُ عامِرِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبٍ.
( {ولِحْيَةُ التّيْسِ: نَبْتٌ) مَعْروفٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} التَحَى الغُلامُ: نَبَتَتْ {لِحْيَتُه، والرَّجُلُ صارَ ذَا} لِحْيَةٍ، وكَرِهَها بعضُهم. ويقالُ للثَّمَرةِ: إنَّها لكثيرَةُ {اللِّحاءِ، وَهُوَ مَا كَسا النَّواةَ.
} واللِّحاءُ: اللَّعْنُ والسِّبابُ.
{واللّواحِي: العذَّالُ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي فِي جَمْعِ اللِّحْيَةِ:} لِحًى، بالكَسْرِ، {ولُحيٌّ على فُعولٍ،} ولِحِيٌّ، بالكسْر مَعَ التَّشْديدِ. زادَ غيرُهُ: واللِّحاءُ، ككِساءٍ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
لَا يغرنَّكَ اللِّحاءُ والصُّور {والتَّلَحِّي بالعِمامَةِ: إدارَةُ كَوْرٍ مِنها تَحْتَ الحَنَكِ.
وقالَ الجَوْهرِي: هُوَ تَطْويقُ العِمامَةِ تَحْتَ الحَنَكِ، وَقد جاءَ فِي الحديثِ.
وأَبو الحَسنِ عليُّ بنُ خازِمٍ} اللّحْيانيُّ ليسَ من بَني لِحْيان، وإِنَّما كانَ عَظِيمَ اللِّحْيةِ فلُقِّبَ بهَا.
{والتَّلاحِي: التَّنازعُ؛ نقلَهُ الجَوْهَرِي.
} ولاحاهُ {مُلاحاةً} ولِحاءً: اسْتَقْصَى عَلَيْهِ؛ وأَيْضاً دافَعَهُ ومانَعَهُ؛ وأَيْضاً لاَوَمَهُ.
{وتَلاحَيا: تَشاتَمَا وتَلاوَمَا وتباغَضَا.
} ولَحْيا الغَدِيرِ: جانِباهُ تَشْبِيهاً {باللِّحْيَيْنِ الَّذين هُمَا جانِبَا الفَمِ؛ قالَ الرَّاعِي:
وصَبَّحْنَ للصَّقْرَيْنِ صَوْبَ غَمامةٍ
تَضَمَّنَها} لَحْيا غَدِيرٍ وخانِقُه ْوذُو {لِحا، بالكسْر مَقْصورٌ: موضِعٌ بينَ البَصْرةِ والكُوفَةِ، عَن نَصْر.
وعمْرُو بنُ} لُحَيَ، كسُمَيَ: أَوَّل من سَيَّبَ السَّوائِبَ فِي الجاهِلِيَّةِ.
! ولَحْي جَمَلٍ، بِالْفَتْح: مَوْضِعٌ بَينَ الحَرَمَيْنِ، وقِيلَ: عقبَةٌ، وقيلَ: ماءٌ.
{واللُّحَيَّةُ، كسُمَيَّة: ثغرٌ من ثغورِ اليَمَنِ.
} والمِلْحاءُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُقْشَرُ بِهِ {اللِّحاءُ.
وبَنُو لِحْية، بِالْكَسْرِ: بَطْنٌ، النَّسَبُ إِلَيْهِم} لِحَوِيٌّ، على حَدِّ النَّسَبِ إِلَى اللِّحْيةِ.

فَرَا

(فَرَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ الخَضِرَ جَلَس عَلَى فَرْوَة بَيْضاء فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْرَاء» الفَرْوَة:
الْأَرْضُ اليابِسة.
وَقِيلَ: الهَشِيم اليابِسُ مِنَ النَّبات. [هـ] وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «اللَّهُمَّ إنِّي قَدْ مَلِلْتهم ومَلُّوني، وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني، فَسَلِّط عَلَيْهِمْ فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَنَّان، يَلْبَس فَرْوَتَها، ويأكُل خَضِرَتَها» أَيْ يَتَمَتَّع بنعْمَتِها لُبْساً وأكْلاً.
يُقَالُ: فُلانٌ ذُو فَرْوَة وَثَرْوَةٍ بِمَعْنًى.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «مَعْنَاهُ «يلبس الدّفئ اللَّيِّنَ مِنْ ثِيابها، ويأكُل الطَّرِيَّ الناعِم مِنْ طَعامها، فضَرب الفَرْوَة والخَضِرَة لِذَلِكَ مَثَلا، والضَّمير لِلدُّنْيَا. وَأَرَادَ بالْفَتَى الثَّقَفيّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، قِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي السَّنَة الَّتِي دَعَا فِيهَا عَلِيّ بِهَذِهِ الدَّعْوة» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «وسُئل عَنْ حَدّ الْأَمَةِ فَقَالَ: إِنَّ الأمَةَ ألْقَت فَرْوَة رأسِها مِنْ وَرَاءِ الدَّار» ورُوي «مِنْ وَراء الجِدار» أَرَادَ قنِاعَها، وَقِيلَ: خِمَارَها: أَيْ لَيْسَ عَلَيْهَا قِنَاع وَلَا حِجَاب، وَأَنَّهَا تَخْرُجُ مُتَبَــذِّلَةً إِلَى كُلِّ مَوضع تُرْسَل إِلَيْهِ لَا تَقْدِر عَلَى الِامْتِنَاعِ.
وَالْأَصْلُ فِي فَرْوَة الرَّأْسِ: جِلْدَته بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الشَّعَر.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا قُرِّب المُهْلُ مِن فِيه سَقَطَت فَرْوَة وَجْهِهِ» أَيْ جِلْدَته، اسْتَعَارَهَا مِنَ الرِّأس لِلْوَجْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فَلَمْ أرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه» أَيْ يَعْمل عَمَله وَيَقْطَعُ قَطْعَه.
وَيُرْوَى «يَفْرِي فَرْيَه» بِسُكُونِ الرَّاءِ وَالتَّخْفِيفِ، وحُكي عَنِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ أَنْكَرَ التَّثْقِيل وغَلَّط قَائِلَهُ.
وَأَصْلُ الفَرْي: القَطْع. يُقَالُ: فَرَيْتُ الشيءَ أَفْرِيه فَرْياً إِذَا شَقَقْتَه وقَطَعْته لِلْإِصْلَاحِ، فَهُوَ مَفْرِيٌّ وفَرِيٌّ، وأَفْرَيْتُه: إِذَا شَقَقْتَه عَلَى وَجْهِ الْإِفْسَادِ. تَقُولُ العَرب: تَركْته يَفْرِي الفَرِىَّ: إِذَا عَمل العَمل فأجادَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَسَّانَ «لأَفْرِيَنَّهُم فَرْيَ الأدِيم» أَيْ أقْطَعُهم بِالْهِجَاءِ كَمَا يُقْطَع الأدِيم. وَقَدْ يُكْنَى بِهِ عَنِ المُبالغة فِي القَتْل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ غَزْوَةِ مُؤْتَة «فجعَل الرُّوميُّ يَفْرِي بِالْمُسْلِمِينَ» أَيْ يُبالغ فِي النِّكاية والقَتْل.
وَحَدِيثُ وَحْشِيّ «فَرَأَيْتُ حَمْزة يَفْرِي الناسَ فَرْياً» يَعْنِي يَوم أُحُدٍ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلْ مَا أَفْرَى الْأَوْدَاجَ غَيْرَ مُثَرِّد» أَيْ مَا شَقَّها وقطَعها حَتَّى يَخْرُج مَا فِيهَا مِنَ الدَّم.
وَفِيهِ «مِنْ أَفْرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ الرجُلُ عيْنَيه مَا لَمْ تَريَا» ، الفِرَى: جَمع فِرْيَة وَهِيَ الكَذْبة، وأَفْرَى: أفْعَلُ مِنْهُ للتَّفْضيل: أَيْ مِن أكْذَب الكَذِبات أَنْ يَقُولَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَذَا وَكَذَا وَلَمْ يَكُنْ رَأَى شَيْئًا، لِأَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُرْسل مَلَك الرُّؤْيا لِيُرِيَه الْمَنَامَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «فَقَدْ أعظَم الفِرْيَة عَلَى اللَّهِ» أَيِ الكَذِب.
وَمِنْهُ حَدِيثِ بَيْعَة النِّسَاءِ «وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ»
يُقَالُ: فَرَى يَفْرِي فَرْياً، وافْتَرَى يَفْتَرِي افْتِرَاء، إِذَا كَذَبَ، وَهُوَ افْتِعال مِنْهُ. وقد تكرر في الحديث.

قَبَحَ 

(قَبَحَ) الْقَافُ وَالْبَاءُ وَالْحَاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الْحُسْنِ، وَهُوَ الْقُبْحُ. يُقَالُ قَبَّحَهُ اللَّهُ، وَهَذَا مَقْبُوحٌ وَقَبِيحٌ. وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْمَعْنَى فِي قَبَّحَهُ: نَحَّاهُ وَأَبْعَدَهُ. [وَمِنْهُ] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ. وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْأَصْلِ وَأَحْسَبُهُ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي ذَهَبَ مَنْ كَانَ يُحْسِنُهُ، قَوْلُهُمْ كِسْرُ قَبِيحٍ، وَهُوَ عَظْمُ السَّاعِدِ، النِّصْفُ الَّذِي يَلِي الْمِرْفَقَ. قَالَ:

لَوْ كُنْتَ عَيْرًا كُنْتَ عَيْرَ مَــذَلَّةٍ ... وَلَوْ كُنْتَ كِسْرًا كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ.

ذو

ذو، معناها: صاحِب، كلمةٌ صِيغَت لِيُتَوَصَّلَ بها إلى الوصفِ بالأجْناسِ
ج: ذَوُونَ، وهي ذاتُ، وهُما ذاتانِ
ج: ذَواتُ.
و {ذاتَ بينِكم} ، أي: حقيقةَ وَصْلكُمْ.
أو ذاتُ البَيْنِ: الحالُ التي بها يَجْتَمِعُ المُسْلِمُونَ.
وهذا ذُو زَيْدٍ، أي: هذا صاحِبُ هذا الاسمِ.
وجاءَ من ذِي نفسِه،
ومن ذاتِ نفسِه، أي: طَبْعاً.
ويكونُ ذُو بمعنى: الذي، تُصاغُ لِيُتَوَصَّلَ بها إلى وصفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ، فتكونُ ناقِصةً لا يَظْهَرُ فيها إعْرابٌ، كما في الذي، ولا تُثَنَّى ولا تُجْمَعُ،
تقولُ: أتاني ذُو قال ذلك،
ولا أفعلُ ذلك بِذِي تَسْلَم وبِذِي تَسْلَمانِ، والمعنى: لا وَسَلاَمَتِكَ، أو لا والذي يُسَلِّمُكَ.
ذو: ذو اسمٌ ناقص تفسيره صاحب، كقولك: ذو مال، أي صاحبه، والتثنية ذَوانِ، والجمع ذَوون. وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابُه على حرفَيْن غيرُ سَبع كلماتٍ وهُنَّ: ذَو، وفو، وأخو، وحَمو، وأمرء وابنُم.... فأما فُو فمنهم من ينصِب الفاءَ في كُلٍّ، ومنهم من يُتبِع الفاءَ الميمَ، والأول أحسَنُ. وألأنثى ذات، ويجمَع ذواتُ مالٍ، فإذا وَقَفت على ذاتٍ، فمنهم من يَرُدُّ التّاء إلى هاء التأنيث، وهو القياس، ومنهم من يدع التاء على حالها ظاهرةً في الوقف لكثرة ما جَرَتْ على اللسان. وهُنَّ ذوات مال، وهما ذَواتا مال، وقد يجوز في الشعر ذاتا مال، وإتمامُها في التثنيةِ أحسن، قال:

وخَرْقٍ قد قَطَعتُ بلا دليلٍ ... بعَنْسَي رِجْلةٍ ذاتَي نِقال 

والذَّوون: هم الأَدْنَونَ الأوَّلُون، قال الكميت:

وقد عَرَفَت مَواليَها الذَّوينا 

أي الأَخَصِّين، وجاءتْ هذه النون لذَهاب الإضافة. ولقِيتُه ذا صَباحٍ، مثلُ ذاتَ صباحٍ، وذاتَ يومٍ أحسَنُ، لأن ذا وذات يُرادُ بهما في هذا المعنى وقتٌ مُضافٌ إلى اليَوْمِ والصَّباحِ. وتقول: قَلَّتْ ذات يده، وذا هاهنا اسمٌ لِما مَلَكَتْ يَداه، كأنّها تقَعُ على الأموال، وكذلك قولهم: عَرَفَه من ذاتِ نفسِه، كأنّه يعني به سَريرتَه المُضمَرة. وتقول في بعض الجواب: لا بذي تَسْلَم، كأنّه قال [لا واللهُ يُسلِّمُك، ما كان كذا وكذا] ، فتقول: لا [وسلامِتكَ ما كان كذا وكذا] ، كما يقال: لمن قال: ماذا صنَعْتَ؟ خَيرٌ وخَيراً، أي الذي صنعت هو خير، والنصب على وجه الفعل، ومنه قوله- عزَّ وجلَّ-: قُلِ الْعَفْوَ، أي الذي تُنفِقون هو العَفْوُ من أموالِكم، فإِياهُ فأَنفِقوا، في قِراءة من يرفَعُ، والنصب على وجه الفعل. وتقول في اليمين: لا أفعَلُ، وإذا أَقسَم عليه قال: لا ها الله.
(ذ و) : (ذُو) بِمَعْنَى الصَّاحِبِ يَقْتَضِي شَيْئَيْنِ مَوْصُوفًا وَمُضَافًا إلَيْهِ تَقُولُ جَاءَنِي رَجُلٌ ذُو مَالٍ بِالْوَاوِ فِي الرَّفْعِ وَبِالْأَلِفِ فِي النَّصْبِ وَبِالْيَاءِ فِي الْجَرِّ (وَمِنْهُ) ذُو بَطْنٍ بِنْتِ خَارِجَةَ جَارِيَةٌ أَيْ جَنِينُهَا وَأَلْقَتْ الدَّجَاجَةُ ذَا بَطْنِهَا أَيْ بَاضَتْ أَوْ سَلَحَتْ (وَأَمَّا حَدِيثُ) ابْنِ قُسَيْطٍ أَنَّ أَمَةً لَهُ قَدْ أَبَقَتْ فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَنَثَرَتْ لَهُ ذَا بَطْنِهَا فَالِاسْتِعْمَالُ نَثَرَتْ بَطْنَهَا إذَا أَكْثَرَتْ الْوَلَدَ وَإِنْ صَحَّ هَذَا فَلَهُ وَجْهٌ وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَالٍ وَلِلثِّنْتَيْنِ ذَوَاتَا مَالٍ وَلِلْجَمَاعَةِ ذَوَاتُ مَالٍ هَذَا أَصْلُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ اقْتَطَعُوا عَنْهَا مُقْتَضَيَيْهَا وَأَجْرَوْهَا مُجْرَى الْأَسْمَاءِ التَّامَّةِ الْمُسْتَقِلَّةِ بِأَنْفُسِهَا غَيْرِ الْمُقْتَضِيَةِ لِمَا سِوَاهَا فَقَالُوا ذَاتٌ مُتَمَيِّزَةٌ وَذَوَاتٌ قَدِيمَةٌ أَوْ مُحْدَثَةٌ وَنَسَبُوا إلَيْهَا كَمَا هِيَ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرِ عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ فَقَالُوا الصِّفَاتُ الذَّاتِيَّةُ وَاسْتَعْمَلُوهَا اسْتِعْمَالَ النَّفْسِ وَالشَّيْءِ (وَعَنْ) أَبِي سَعِيدٍ كُلُّ شَيْءٍ ذَاتٌ وَكُلُّ ذَاتٍ شَيْءٌ وَحَكَى صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ قَوْلَ الْعَرَبِ جَعَلَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا فِي ذَاته وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ
وَيَضْرِبُ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ فَيُوجَعُ
قَالَ شَيْخُنَا إنْ صَحَّ هَذَا فَالْكَلِمَةُ إذَنْ عَرَبِيَّةٌ وَقَدْ أَسْمَنَ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ الْقُدْوَةُ (وَأَمَّا) قَوْله تَعَالَى {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119] وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ قَلِيلُ ذَاتِ الْيَدِ وَقَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ فَمِنْ الْأَوَّلِ لِأَنَّ الْمَعْنَى الْأَمْلَاكُ الْمُصَاحِبَةُ لِلْيَدِ وَكَذَا قَوْلُهُمْ أَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَذُو الْيَدِ أَحَقُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ذو
ذو [كلمة وظيفيَّة]: ج ذوو، مث ذوا، مؤ ذات، ج مؤ ذوات: (نح) اسم من الأسماء الخمسة في حالة الرفع، بمعنى صاحب يُرفع بالواو ويُنصب بالألف ويُجرّ بالياء، يُثنَّى على (ذوان) و (ذوَيْن)، ويُجمع على (ذوون) و (ذوِين) وتُحذف النون من المثنّى والجمع عند الإضافة (انظر: ذ ا - ذا، ذ ي - ذي) "رجلٌ ذو شأن- والدان ذوا قَدْرٍ- جنود ذوو قلوبٍ يملؤها الإيمان- {وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} - {وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} - {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} - {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} " ° أمرٌ ذو بال: مهمّ، ذو شأن- جاء من ذي نفسِه: طوعًا غير مُكْره، من تلقاء نفسه- ذو بطنه: أمعاؤه- ذو لونين/ ذو وجهين/ ذو لسانين: منافق، مخادع، مراءٍ- ذوو الأرحام: الأقارب، وفي الفقه: من ليسوا بذوي سهمٍ ولا عَصَبة.
• ذوالقِعْدة: الشهر الحادي عشر من شهور السَّنة الهجريّة، يأتي بعد شوَّال ويليه ذو الحجّة، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال.
• ذو الحِجَّة: الشهر الثاني عشر والأخير من شهور السنة الهجريّة، يأتي بعد ذي القعدة، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، وهو شهر الحجّ في الإسلام.
• ذو القرنَيْن:
1 - لقب ملك عادل ورد ذكره في القرآن الكريم.
2 - لقب الإسكندر الأكبر.
• ذو الكِفْل: عبدٌ صالح من بني إسرائيل، اختُلف في نبوّته " {إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} ".
• ذو النُّون: النبيّ يونس عليه السَّلام " {وذا النون إذ ذهب مُغاضبًا} ".
• ذو المعارج: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُعرج إليه بالأرواح والأعمال، وصاحب العلوّ والعظمة والدّرجات الفواضل والنّعم، وخالق السموات التي ترقى فيها الملائكةُ من سماءٍ إلى سماء.
• ذو القوَّة: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الكامِل القدرة على الشّيء، الذي لا يستولي عليه العجزُ في حالٍ من الأحوال.
• ذو الجلال الإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، والذي يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة.
• ذو الفضل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُنعم بما لا يلزمه.
• ذو الطَّول: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب السّعة والغنى والقدرة. 
[ذو] ذُو كَلِمَةٌ صِيغَتْ ليُتَوَصَّلَ بِها إلى الوَصْفِ بالأجْناسِ ومعناها صاحِب أَصْلُها ذَوًى ولِذلك إِذا سَمِّى بها الخَلِيلُ وسِيبَوَيْهِ قالا هذا ذَوًى قد جاءَ والتًّثْنِيَةُ ذَوانِ والجَمْعُ ذوُون والذَّوُونَ الأَمْلاكُ المُلَقَّبُونَ بذُو كذا كقَولكَ ذُو يَزَنَ وذُو رُعَينٍ وذُو فائِشٍ وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ قولَ الكُمَيْتِ

(فلا أَعْنِي بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ ... ولِكنِّى أُرِيدُ به الذَّوِينَا)

والأُنْثَى ذاتُ والتَّثْنِيةُ ذَواتَا والجمعُ ذَواتُ وقولُه تَعالَى {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} الأنفال 1 قالَ الزّجّاجُ مَعناه أَصْلِحُوا حَقِيقَةَ وَصْلِكُم أَي اتَّقُوا الله وكُونوا مُجْتَمٍ عينَ على أَمْرِ اللهِ ورَسُولِه وقولُهم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذاتَ البَيْنِ أَي أَصْلِحْ الحالَ الَّتِي بها يَجْتَمِعُ المُسْلمونَ والإضافَةُ إِليها ذَوَوِيٌّ ولا يَجُوز في ذات ذاتِيّ لأَنَّ ياءَ النَّسَبِ مُعاقِبَةٌ لهاءِ التَّأْنِيث قالَ ابنُ جِنِّي ورَوَى أَحْمَدُ بنُ إِبراهيمَ أُستاذُ ثَعْلَب عن العَربِ هذا ذُو زَيْدٍ ومَعْناه هذا زَيْدٌ أَي هذا صاحِبُ هَذا الاسمِ الَّذِي هو زَيد قالَ

(إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ)

أَي إِليكُم يا أَصْحابَ النَّبِيِّ هذا الاسم الَّذي هو قَوْلُنا ذَوُو آلِ النَّبِيَّ ولَقِيتُه أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوّلَ شيءٍ وكذلك افْعَلْه أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ وقالوا أَمّا أولُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِنِّي أَحمدُ الله وقولُهم رَأَيْتُ ذَا مالٍ ضارَعَتْ فيهِ الإِضافَةُ التَّأْنِيثَ فجاءَ الاسمُ المُتمكَّنُ على حَرْفينِ ثانِيهما حَرْفُ لِينٍ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين بالإضافَةِ كما قالُوا لَيْتَ شِعْرِي وإِنَّما الأَصْلُ شِعْرَتِي قالُوا شَعَرْتُ بهِ شِعْرَةً فحُذِفَ التاءُ لأَجْلِ الإضافةِ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين وتكونُ ذُو بمعنى الَّذي تُصاغُ ليُتَوَصَّلَ بها إلى وَصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ فتكونُ ناقِصَةً لا يَظْهَرُ فيها إعرابٌ كما لا يظهَرُ في الَّذِي ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ فتَقُول أَتانِي ذُو قالَ ذلِكَ وذُو قالا ذلكَ وذُو قالُوا ذلِكَ وقالُوا لا أَفْعَلُ ذلِكَ بذِي تَسْلَمُ وبذِي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُونَ وبذي تَسْلَمِينَ وبذي تَسْلَمْنَ وهو كالمَثَلِ أُضِيفَتْ فيه ذُو إِلى الجُمْلَةِ كما أُضِيفَتْ إِليها أَسماءُ الزَّمانِ والمَعْنَى لا وسَلامَتِك ولا والَّذِي يُسَلِّمُكَ ويُقالُ جاءَ من ذِي نَفْسِه ومِن ذاتِ نَفْسِه أَي طَبْعًا
ذو
ذو على وجهين: أحدهما: يتوصّل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنّى ويجمع، ويقال في المؤنّث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلّا مضافا، قال: وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ [البقرة/ 251] ، وقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى [النجم/ 6] ، وَذِي الْقُرْبى [البقرة/ 83] ، وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ [هود/ 3] ، ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى [البقرة/ 177] ، إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
[الأنفال/ 43] ، وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ [الكهف/ 18] ، وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ [الأنفال/ 7] ، وقال: ذَواتا أَفْنانٍ [الرحمن/ 48] ، وقد استعار أصحاب المعاني الذّات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النّفس والخاصّة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصّته، وليس ذلك من كلام العرب . والثاني في لفظ ذو:
لغة لطيّئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجرّ، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد ، نحو:
وبئري ذو حفرت وذو طويت
أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنّث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنّى منهنّ إلّا هاتا، فيقال:
هاتان. قال تعالى: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ [الإسراء/ 62] ، هذا ما تُوعَدُونَ [ص/ 53] ، هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات/ 14] ، إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه/ 63] ، إلى غير ذلك هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ [الطور/ 14] ، هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ [الرحمن/ 43] ، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذَاكَ) و (ذلك) قال تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ [البقرة/ 1- 2] ، ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ [الكهف/ 17] ، ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى [الأنعام/ 131] ، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين:
أحدهما. أن يكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي) ، فالأوّل نحو قولهم: عمّا ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لمّا لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر:
دعي ماذا علمت سأتّقيه
أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ [البقرة/ 219] ، فإنّ من قرأ: قُلِ الْعَفْوَ بالنّصب فإنّه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنّه قال: أيّ شيء ينفقون؟ ومن قرأ: قُلِ الْعَفْوَ بالرّفع، فإنّ (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ [النحل/ 24] ، و (أساطير) بالرّفع والنصب .
ذو: ذو ألف ورقة: انظر في ألف.
ذو ثلث حبات = زعرور (ابن البيطار 1: 474).
ذو ثلاث شوكات = شكاعا (ابن البيطار 1: 474).
ذو ثلاث ألوان: طريفليون (ابن البيطار 1: 474). ذو ثلاث ورقات: اسم يطلق على عدد من النباتات، يطلق على نوعي الحندقوقي، وعلى الحومانة، وعلى الفصفصة، وعلى نوع من خصاء الثعلب (ابن البيطار 1: 474).
ذو الاثني عشر: المِعَى الاثنا عشري، أول جزء في الأمعاء الدقاق (ابن البيطار 1: 279).
ذو خمسة أَجِنْحَة أو خمسة أقسام: بنطافلن (ابن البيطار 1: 475). ذو خمسة أصابع: نبات اسمه العلمي: Vitex Agnus Cartus L. ( ابن البيطار1: 475).
ذو مائة رأس أو ذو مائة شوكة: القرصعنة (ابن البيطار 1: 475). والمؤنث ذات تستعمل استعمال الجمع ذوات.
ففي الحلل السندسية (عباد 2: 183) الوقائع ذات الاعتبار (هكذا ورد في كل المخطوطات).
ذوات المدينة: أراضيها، ففي البيان (ص39 و): استدعى صاحب بطليوس من الأمير عبد الله تجديد الاسجال له على ما بيده منها ومن ذواتها. وفي عباد (2: 193): صاحب غرناطة وذواتها، وفي نسخة وأعمالها.
الذات: بمعنى ذات اليد وهي مرادفة للمال أي الملك والثروة. (عباد 2: 161، 3: 220).
ذات: جلالة (لقب شرف) (ألكالا).
الذات: حقيقة الشيء وهويته. وبذاته: بعينه، هوهو. وذات: نفس، عين. وكان هو ذاته أو بذاته أي كان هو نفسه. ورأيت الأمير ذاته أي رأيت الأمير بعينه. وأروح أنا بذاتي: أي أروح بنفسي. (بوشر، محيط المحيط).
ذات: موهبة، أهلية، استعداد طبيعي. مقابل أدوات أو المعرفة المكتسبة من الدراسة (عبد الواحد ص172) وفي كتاب الخطيب (ص18 ق): تَرَشَّح بذاته، وباهر أدواته إلى قضاء المدن النبيهة.
بذاته: بأسره، بكليته، ففي عباد (1: 58): منغمس في اللذات بذاته.
بذاته: مختص، خاص، منفرداً، على حدة. ففي طرائف دي ساسي (1: 335): انشقوا عنهم وجعلوا لهم كنائس بذاتهم وكاهنة بذاتهم.
قائم بذاته: مستقل، حر (بوشر، معجم الإدريسي ص373) ومنفرد، وحيد (معجم الإدريسي ص1).
ويقال مدينة قائمة بذاتها وسوق قائمة بذاتها أي كبيرة هامة. وكذلك يقال: قائم الذات (معجم الإدريسي ص).
ويظهر أن كلمة ذات تعني عَدَد في عبارة الإدريسي (ج1 فصل 8): أهلها في ذاتهم قِلَّة وفي أنفسهم أَــذِلّة.
بذاته: سواء، غير مختلف، يقال: طبعه دائماً بذاته أي سواء غير مختلف (بوشر).
من ذاته: من تلقاء نفسه (بوشر، المقري 1: 237، 252، 2: 340).
ذات الله: هذا التعبير مستعمل بصورة فريدة عند هوجنلايت (ص49) غير أنه يجب تصحيح النص والترجمة فيه (ص71).
وكتب المتوكل إلى وزير سخط عليه وعزله يقول: ومن أسأل الله التوفيق له في ذاته إذ حُرِمَهُ في ذاتي. وشكل حرمه الذي ذكر موجود في القلائد، وعليك أن تقرأ في ذاتي. كما في مخطوطة ب من القلائد وكما في طبعة بريس منها (ص46) بدل من ذاتي. والمعنى: أسأل الله أن يوفقك فيما تفعله في عبادته وخدمته مادمت قد حرمت التوفيق في خدمتي.
ذات الإنسان: شخصيته (بوشر).
ذات الجنب البارد: ذكر هذا ابن البيطار (1: 179) وقد ترجمه سونثيمر بما معناه: ذات الجنب الحقيقي.
ذات الحجاب: ذات الجنب، جُناب، برسام (معجم المنصوري).
ذات الحلق: حلقة، آلة فلكية قديمة لتعيين الاعتدال والانقلاب، اخترعها بطليموس. (ألف استرون 2: 1) واقرأ فيه: ديت بدل دير.
ذات الأعين: تطلق في الأندلس على نبات اسمه العلمي: Lonicera Periclymenon ( ابن البيطار 1: 120).
ذات الكبد: كُباد، التهاب الكبد (بوشر).
ذات الكُرْسِيّ: لا تطلق على مجموعة النجوم التي تسمى ((كاسيوبه)) بل تطلق ع أيضاً على فلك السماء، القبة الزرقاء. (دورن ص 65، ألف استرون 1: 153) انظر كرسي.
ذات النَفْس: ما يضمره المرء، يقين، اعتقاد راسخ. ففي تاريخ البربر (1: 478): أظهر لهم ذات نفسه في الحاجة إلى استعماله. وفي كليلة ودمنة (ص8 وما يليها): ذات النفس مقابل ذات اليد، فالأولى تعني عاطفة الحب والحنان والصداقة. والثانية تعني الأشياء الملموسة التي يمكن أن تهدى إلى الآخرين دليلاً على الصداقة ولكنها ليست كذلك دائماً.
ذات اليد: انظر ما تقدم الآن، وتستعمل بمعنى المال. ويقال أيضاً: ذات أيديهم (عباد 1: 224). حب الذات: حب النفس، أنانية، غريزة البقاء (بوشر).
خِفّة الذات: خفة الروح، إيناس، لطافة، ظرافة (بوشر).
الذوات: أكابر الناس (محيط المحيط).
الذاتي في اصطلاح الفلسفة: المفهوم نفسه (المقدمة 2: 371).
ذاتياً: شخصياً (بوشر).
ذاتية مشابهة: تماثل، تطابق (بوشر).

ذو



ذُو meaning صَاحِب [i. e. A possessor, an owner, a lord, or a master, but often better rendered having, possessing, possessed of, or endowed with], (T, S, M, Mgh, Msb, K, but omitted in the CK,) used as a prefixed noun, (S, Mgh, Msb, &c.,) is originally ذَوًا, like عَصًا, the ا being changed from و; (S;) or it is originally ذَوَّى; and if one used it as a proper name, he would say, هٰذَا ذَوَّىقَدْ جَآءَ [This is Dhawà, he has come]; (M;) [not ذَوًا, as in copies of the S; i. e.,] its third radical letter is ى, not, as J says, و; this ى being afterwards suppressed; (IB;) [so that the word becomes ذَوٌ, and then, by reason of its being prefixed to another noun, ذُو, like as أَبَوٌ, the original form of أَبٌ, becomes أَبُو:] it is declined [like أَبُو] with و and | and ىِ; (Msb;) [i. e.,] the nom. case is ذُو, accus. ذَا, and gen. ذِى: (Mgh:) the fem. is ذَاتُ; (T, S, M, Mgh, Msb, K; in a copy of the M, ذاة, and the CK, ذَاةٌ [as though it were not a prefixed noun];) and in the case of a pause, some say ذَاتْ, and others say ذَاهْ: (Lth, T: the latter usage, only, is mentioned in the S:) dual. masc., ذَوَا, (S, * M,) [accus and gen. ذَوَىْ;] fem. ذَوَاتَا, (T, M, Mgh, Msb, K,) for which ذَاتَا is allowable in poetry, but ذَوَاتَا is better, (T,) [accus, and gen. ذَوَاتَىْ:] pl., masc., ذَوُو, (T, *, S, * M, Msb, K, but omitted in the CK,) [accus, and gen. ذَوِى;] fem. ذَوَاتُ, (T, S, * M, Mgh, Msb, K,) accus. and gen. ذَوَاتِ; (S;) and أُولُو and أُولَات are like ذَوُو and ذَوَات [in signification]. (T. [See art. الو.]) In this sense it is not used otherwise than as a prefixed noun: when used to characterize an indeterminate noun, prefixed to an indeterminate noun; and when used to characterize a determinate noun, prefixed to [a noun rendered determinate by] the article ال. (S.) [Thus you say رَجُلٌ ذُو مَالٍ A man a possessor of wealth; and الرَّجُلُ ذُو المَالِ The man the possessor of wealth.] In the phrase غَيْرَ ذَاتِ الشَوْكَةِ [Not those possessed of weapons, &c.], in the Kur [viii. 7], the fem. form is used as meaning the طَائِفَة [or party]. (T.) صَارَ ذَا ذَنْبٍ

[He became one having a sin, or crime, &c., attributable to him, i. e. he had a sin, &c., attributable to him,] means تَحَمَّلَ ذَنْبًا [he became chargeable with a sin, &c.]. (Msb in art. ذنب.) b2: Accord. to the S, it is not prefixed to a pronoun (مُضْمَر); nor to a proper name, such as زَيْد and عَمْرو and the like: but there are several instances of its being prefixed, in its pl. form, to a pronoun; among which is the saying of a poet, إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المَعْرُوفُ فِى النَّاسِ ذَوُوهُ [Only they who are possessors thereof do that which is good among men]: (TA:) [this usage, however, is perhaps only allowable by poetic license: see another ex. (also here cited in the TA) in the Ham p. 442, and the remarks there appended to it:] and it is also prefixed to proper names, as is shown by the phrase, (TA,) هٰذَا ذُو زَيْدٍ (M, K, TA,) mentioned, as heard from the Arabs, by Ahmad Ibn-Ibráheem, the preceptor of Th, meaning This is Zeyd, (M, TA,) i. e., this is the owner of the name Zeyd; (M, K, TA;) and [perhaps] by the name ذُو الخَلَصَةِ, for الخلصة is [said by some to be] the name of a certain idol, and ذو is a metonymical appellation of its بَيْت; and by the proper names ذُو رُعَيْنٍ and ذُو يَزَنَ and [accord. to some] ذُو جَدْنٍ [and the like, of which several are mentioned in the S, as well as in the M &c.]. (IB, TA.) [But see a later portion of this paragraph, where, prefixed to a proper name, it is said to be redundant.] b3: ذَوُو الأَرْحَام, [or, as in the Kur viii. last verse, and xxxiii. 6, أُولُو الأَرْحَامِ, pls. of ذُو الرَّحِمِ,] in the classical language, means [The possessors of relationship; i. e.] any relations: and in law, any relations that have no portion [of the inheritances termed فَرَائِض] and are not [such heirs as are designated by the appellation] عَصَبَة [q. v.: they are so called because they are relations by the women's side: see رَحِمٌ]. (KT, TA.) b4: If you form a pl. from ذُومَالٍ, you say, هٰؤُلَآءِ ذَوُونَ [These are possessors of wealth]; because in this case the pl. is not a prefixed noun. (S.) Accord. to Lth, الذَّوُونَ signifies The former, or first, [of persons,] and the more, or most, distinguished. (T, TA. *) Also, (S, M,) and الأَذْوَآءُ, [which is another pl. of ذُو,] (S,) The kings (S, M) of El-Yemen, of the tribe of Kudá'ah, (S,) whose surnames commenced with ذُو, (M,) [i. e.] who were named [or rather surnamed] (S) ذُو يَزَنَ (S, M) and ذُو جَدَنٍ and ذُو نُوَاسٍ (S) and the like. (S, M.) قُرَشِىٌّ لَيْسَ مِنْ ذِى وَلَا ذُو, occurring in a trad., means A Kurashee in respect of lineage, not of the أَذْوَآء [above mentioned]. (TA.) b5: [ذُو and ذَات and ذَا and ذِى are also used as prefixed nouns in various expressions here following, in several thereof as meaning Something in possession, or the like; not a possessor: or, in these instances, as is said in explanation of the first of the following phrases, and also of the phrase ذَاتُ اليَدِ (mentioned below) in Har p. 93, that which is contained is made to be as though it were the possessor (صَاحِب) of that which contains.] b6: مَوَّتَ ذَابَطْنِهَا [He killed what was in her belly]. (Har ubi suprá.) And وَضَعَتِ المَرْأَةُ ذَا بَطْنِهَا, (T,) or ذَاتَ بَطْنِهَا, (TA,) The woman brought forth [her child]. (T, TA.) And نَثَرَتْ ذَا بَطْنِهَا She brought forth many children. (T in art. نثر; and Mgh there and in the present art., in the latter of which it is added that the usual phrase is نَثَرَتْ بَطْنَهَا.) And أَلْقَتِ الدَّجَاجَةُ ذَا بَطْنِهَا The hen laid her egg, or eggs: or muted. (Mgh.) And أَلْقَى الرَّجُلُ ذَا بَطْنِهِ The man ejected his excrement, or ordure. (T.) And الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِى بَطْنِهِ The wolf is envied [for what is in his belly, or] for his distention of the belly [with food]. (TA.) b7: [In like manner,] ذَاتُ اليَدِ means (tropical:) Wealth; as though it were the possessor of that which contains it: (Har ubi suprá:) [or what is in the possession of the hand:] or what one possesses, of wealth; because gained by the hand and disposed of by the hand. (Har p. 66.) You say, قَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ (assumed tropical:) What his hand possessed became little in quantity; (Lth, T;) or the possessions accompanying his hand; (Mgh;) app. meaning his riches. (Lth, T.) b8: ذَاتُ الرِّئَةِ and ذَاتُ الجَنْبِ are Two well-known diseases. (TA. [See arts. رأى and جنب.]) b9: عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ, in the Kur iii. 115, means [Acquainted, or well acquainted,] with what is in the minds: (Ksh, Bd, Jel: [and the like is indicated in the Mgh:]) or with the true, or real, nature of the notions that are concealed in the minds: (IAmb, T:) or with the hidden things of the minds: or with the minds themselves. (Msb. [If the last meaning be correct, the phrase should be mentioned with others later in this paragraph.]) [And similar to this is the saying,] عَرَفَهُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ He knew it from what he conceived in his mind [without his being informed thereof; i. e. he knew it of himself]. (Lth, T.) And جَآءَ مِنْ ذِىنَفْسِهِ and مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ (M, K) He came [from a motive in his own mind; of himself;] of his own accord; or willingly; syn. طَيِّعًا: (M, TA:) in the copies of the K, طَبْعًا; but the former is the right explanation. (TA.) And مَا كَلَّمْتُ فُلَانًا ذَاتَ شَفَةٍ and ذَاتَ فَمٍ

I spoke not to such a one a word. (Az, T.) b10: ذَاتَ اليَمِينِ and ذَاتَ الشِّمَالِ [are adverbial expressions, and] mean In the direction of the right hand and of the left: properly in the direction that has the name of the right hand [and that has the name of the left hand]. (Bd in xviii. 16.) And أَتَيْنَا ذَا يَمِينٍ means We came on the right hand. (TA.) b11: ذَاتَ مَرَّةٍ and ذَا صَبَاحٍ [also, and the like,] are adverbial expressions, which may not be used otherwise than as such: (S:) you say, لَقِيتُهُ ذَاتَ مَرَّةٍ [I met him once, or once upon a time], (S,) and ذَاتَ المِرَارِ many times, (M and K in art. مر,) or sometimes, (S in that art.,) and ذَاتَ يَوْمٍ (Fr, T, S) i. e. مَرَّةً فِى يَوْمٍ [once upon a day, or one day], therefore you use the fem. form, (T,) and ذَاتَ لَيْلَةٍ [one night], (Fr, T, S,) and ذَاتَ غَدَاةٍ [one morning, or one morning between daybreak and sunrise], and ذَاتَ العِشَآءِ [once in the evening at nightfall], (S,) meaning, accord. to Th, in the hour, or time, in which is nightfall, (T,) and ذَاتَ الزُّمَيْنِ (Fr, T, S) [some time ago, or] three [or more, to ten,] seasons ago, (مُذْ ثَلَاثَةُ

أَزْمَانٍ, T, [by ازمان being app. meant periods of two, or three, or six, months,]) and ذَاتَ العُوَيْمِ (Fr, T, S) [some years ago, or] three years ago (T,) or three years ago or more, to ten; (Az on the authority of Az, TA in art. عوم;) and ذَا صَبَاحٍ [one morning], and ذَا مَسَآءٍ [one evening], (T, S,) and ذَا صَبُوحٍ [lit, at a time of drinking the morning-draught], and ذَا غَبُوقٍ [lit. at a time of drinking the evening-draught]; in these four instances without ة: and this mode of expression has been heard only in the cases of the times here mentioned: they did not say ذَاتَ شَهْرٍ nor ذَاتَ سَنَةٍ: (S:) or one may also well say ذَاتَ صَبَاحٍ, like ذَاتَ يَوْمٍ; for ذا and ذات both mean the time: and accord. to IAar, one says, أَتَيْتُهُ ذَاتَ الصَّبُوحِ and ذَاتَ الغَبُوقِ, as meaning I came to him in the morning, or in the morning between daybreak and sunrise, and in the evening, or in the evening between sunset and nightfall. (T.) b12: You say also, لَقِيتُهُ ذَاتَ يَدَيْنِ, (TA,) or لَقِيتُهُ أَوَّلَ ذِى

يَدَيْنِ (M) and ذَاتِ يَدَيْنِ, (Az, M, Msb, [whence it seems to be not improbable that the phrase in the TA is imperfectly transcribed,]) meaning I met him the first thing, (M,) or first of everything. (Az, Msb, TA.) And أَفْعَلُهُ أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ and ذَاتِ يَدَيْنِ [I will do it the first thing, or first of everything]. (M.) And أَمَّا أَوَّلَ ذَاتِ يَدَيْنِ فَإِنَّنِى

أَحْمَدُ اللّٰهَ, (Az, M, Msb,) i. e. [Whatever be the case, the first thing, or] first of everything, I praise God. (Az, Msb.) b13: [Respecting the phrase ذَاتُ البَيْنِ, which has two contr. meanings, see art. بين. It is inadequately explained in this art. in the T and M and K, as follows.] وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ, (T, M, K, *) in the Kur [viii. 1], accord. to Ahmad Ibn-Yahyà, means [And do ye rightly dispose, or arrange, or order,] the case that is between you: (T:) or, accord. to Zj, (M,) that wherein consists your union; (حَقِيقَةَ وَصْلِكُمْ, M, K;) i. e. be ye of one accord, or in unison, respecting that which God and his Apostle have commanded: (M:) or ذَاتُ البَيْنِ means the state of circumstances whereby the Muslims become of one accord, or in unison: (K:) this is the meaning in the saying, اَللّٰهُمَّ

أَصْلِحْ ذَاتَ البَيْنِ [O God, do Thou rightly dispose &c.]. (M.) b14: ذَاتٌ is sometimes used as a noun independent in its meaning, (Mgh, Msb,) so as to denote material [or real] things; (Msb;) and is described by the epithets مُتَمَيِّزَةٌ [or “ distinct ”] (Mgh, Msb) and قَدِيمَةٌ [as meaning “ that has existed from eternity ”] (Mgh) and مُحْدَثَةٌ [as meaning “ that has been brought into existence ”]. (Mgh, Msb.) Thus used, (Msb,) it signifies The essence of a thing, meaning that by being which a thing is what it is, or that in being which a thing consists; or the ultimate and radical constituent of a thing: and the essence as meaning the peculiar nature of a thing: syn. حَقِيقَةٌ, (T, IB, Msb, TA,) and مَاهِيَّةٌ, (Msb,) and خَاصَّةٌ: (T, IB, TA:) it is also used as meaning a thing's self: (Mgh, * Msb:) [a man's self, or person: (see شَخْصٌ:)] and a thing; a being; anything, whatever it be; every شَىْء being a ذَات, and every ذات being a شىء: (Aboo-Sa'eed, Mgh, Msb:) and particularly a substance, or thing that subsists by itself: [hence اِسْمُ ذَاتٍ meaning a real substantive; also termed اِسْمُ عَيْنٍ: opposed to اِسْمُ مَعْنًى, i. e. an ideal substantive:] and [hence] it signifies also a word that is independent in its meaning; [i. e. ذَاتٌ (alone), though oftener used in the sense assigned above to اِسْمُ ذَاتٍ, signifies also, absolutely, a substantive;] opposed to صِفَةٌ as signifying a word that is not independent in its meaning. (Kull p. 187.) Its application to God, in the sense of حَقِيقَةٌ and خَاصَّةٌ, is forbidden by most persons: (TA:) [for]

ذَاتُ اللّٰهِ [as meaning The essence of God], used by the scholastic theologians, is said to be an ignorant expression, because the names of God do not admit the fem. affix ة; so that one does not apply to Him the epithet عَلَّامَةٌ, though He is the all-surpassing in knowledge. (Msb.) The phrase فِى ذَاتِ اللّٰهِ is like فِى جَنْبِ اللّٰهِ [In, or in respect of, that which is the right, or due, of God; or in, or in respect of, obedience to God, or the means of obtaining nearness to God, or the way of God]: and like لِوَجْهِ اللّٰهِ [for the sake of God; or to obtain the countenance, or favour, or approbation, or recompense, of God]: (Msb:) or it means in obedience to God; and in the way of God or his religion: (TA:) [or it may be rendered for the sake of God Himself; and so لِوَجْهِ اللّٰهِ: it is said to have been used by the Arabs [of the classical age], as well as by Aboo-Temmám, [who was a Muwelled;] (Mgh, Msb, *) but some deny that it occurs in the old language. (Msb. [See, however, an ex. from a trad. voce

أُخَيْشِنُ.]) [It is said that] the phrase مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإِلٰهِ, used by En-Nábighah, (Msb,) i. e. EdhDhubyánee, (TA in art. جل,) means Their book is the service of God Himself: (Msb:) [but it seems more reasonable to render this phrase agreeably with the primary signification of ذات as meaning their book is that of God, in a sense like that in which a house of worship is said to be a house of God; for,] as some relate it, the phrase used by En-Nábighah is مَحَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإِلٰهِ, with حاء, [i. e. their abode is in a peculiar manner that of God,] meaning, their abode is one of pilgrimage and of sacred sites. (S and TA in art. جل.) b15: ذُو is sometimes redundant [in respect of meaning, though governing as a prefixed n.]; and so is its pl. (T, * TA.) Az says, (TA,) I have heard more than one of the Arabs say, كُنَّا بِمَوْضِعِ كَذَا مَعَ ذِى عَمْرٍو, i. e. We were in such a place with Amr: (T, TA:) and كَانَ مَعَنَا ذُو عَمْرٍو, i. e. 'Amr was with us: and أَتَيْنَا ذَا يَمَنٍ, meaning أَتَيْنَا اليَمَنَ [We came to El-Yemen]. (T.) [See an ex. similar to this last, and evidently belonging to the present art., in the latter half of art. ذا.

And see لَا ذَا جَرَمَ and لَا أَنْ ذَا جَرَمَ and لَا عَنْ ذَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَ (in which ذا is in like manner redundant, as are also أَنْ and عَنْ, the latter of which is a dial. var. of the former of them,) in art. جرم: perhaps belonging to the present art., like أَتَيْنَا ذَايَمَنٍ; or perhaps to art. ذا. See also what is said respecting ذُو prefixed to a proper name in an early portion of this paragraph.] b16: It is also used in the sense of اَلَّذِى, (T, S, M, K,) in the dial. of Teiyi, (T, S, TA,) for the purpose of qualifying a determinate noun (S, M, K) by means of a proposition which it connects with that noun: (M, K:) and when thus used, it [generally] retains the same form when it denotes a dual and a pl. (S, M, K) and a fem., (S,) and exhibits no sign of case: (M, K:) you say, أَنَا ذُو عَرَفْتُ [I who knew], and ذُو سَمِعْتُ [who heard]; and هٰذِهِ المَرْأَةُ ذُو قَالَتْ كَذَا [This is the woman who said such a thing: (S:) and أَتَانِى ذُو قَالَ ذٰلِكَ [He who said that came to me]; and أَتَانِى ذُو قَالَا ذٰلِكَ [They two who said that came to me]; and أَتَانِ ذُو قَالُوا ذٰلِكَ [They who said that came to me]. (M.) But Fr says, I heard an Arab of the desert say, بِالفَضْلِ ذُو فَضَّلَكُمْ اللّٰهُ بِهِ وَالكَرَامَةِ ذَاتُ أَكْرَمَكُمُ اللّٰهُ بِهَا [By the excellence wherewith God hath made you to excel, and the honour wherewith God hath honoured you]; thus they use ذَاتُ in the place of اَلَّتِى, and they make it to be with refa in every case: and they confuse [numbers and genders] in speaking of a dual number and a pl. number [and a fem.]; they sometimes say, [for ex.,] in the case of the dual, هٰذَانِ ذُو تَعْرِفُ and هَاتَانِ ذُو تَعْرِفُ [These two whom, or which, thou knowest]; and a poet says, [namely, Sinán Ibn-El-Fahl, of the tribe of Teiyi, (Ham p. 292,)]

فَإِنَّ المَآءَ أَبِى وَجَدِّى

وَبِئْرِى ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ [For verily the water is the water of my father and my grandfather, and my well which I dug and which I cased; making ذو to relate to a fem. noun]: and some, he adds, use the dual and pl. and fem. forms; thus they say, هٰذَانَ ذَوَا قَالَا ذَاكَ [These two who said that], and هٰؤُلَآءِ ذَوُوا قَالُوا [These who said], and هٰذِهِ ذَاتُ قَالَتْ [This female who said]; and he cites the saying of a poet, جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ سَوَابِقْ ذَوَاتُ يَنْهَضْنَ بِغَيْرِ سَائِقْ [I collected them from outstripping she-camels, that rise and hasten in their pace without a driver]; and the prov., أَتَى عَلَيْهِ ذُو أَتَى عَلَى

النَّاسِ, meaning الَّذِى أَتَى [i. e. What has come upon men in general has come, or came, upon him]. (T.) Accord. to the usage most in repute, ذُو in this sense is indecl., and has no variation of gender or number; but some decline it, like ذو in the sense of صَاحِب, except that they make ذَات and ذَوَات indecl., with damm for the termination, saying ذَاتُ and ذَوَاتُ in every case, if they adopt the chaste mode; otherwise, in the accus. and gen. cases, saying ذَاتِ, and in like manner ذَوَاتِ (I' Ak pp. 40 and 41.) b17: They said also, لَاأَفْعَلُ ذٰلِكَ بِذِى تَسْلَمُ (M, K) and بذى تَسْلَمِينَ, (M,) and بذى تَسْلَمَانِ, (M, K,) and بذى تَسْلَمُونَ and بذىتَسْلَمْنَ, (M,) meaning I will not do that by thy, and by your, safety: (M, K:) or by God who, (M,) or by Him who, (K,) maketh thee, and you, to be in safety. (M, K.) [See also art. سلم.]

ذَاتٌ fem. of ذُو [q. v. passim]. (T, S, M, &c.) ذَاتِىٌّ: see ذَوَوِىٌّ, below, in three places.

ذَاتِيَّةٌ [a post-classical word, used in philosophy, The essential property or quality, or the aggregate of the essential properties or qualities, of a thing]. The ذَاتِيَّة of a human being is [the essential property or quality of] rational animality; and is also termed مَاهِيَّةٌ. (Kull p. 148.) ذَوَوِىٌّ the rel. n. of ذُو; (S, TA;) and of ذَاتٌ also, (S, M, Msb, TA,) the ة of the original being rejected in forming the rel. n.: (S, Msb, * TA:) ↓ ذَاتِىٌّ, as rel. n. of ذَاتٌ, is not allowable: (M:) [but it is much used, mostly in philosophical and religious writings, as meaning Essential, &c.:] they say ↓ الصِّفَاتُ الذَّاتِيَّةُ [meaning The essential attributes]; (Mgh, Msb;) but this is a wrong expression: and ↓ عَيْبٌ ذَاتِىٌّ [An essential, or] a natural, an innate, an original, or a constitutional, fault or imperfection &c. (Msb.)

صر

صر
الْإِصْرَارُ: التّعقّد في الذّنب والتّشدّد فيه، والامتناع من الإقلاع عنه. وأصله من الصَّرِّ أي:
الشّدّ، والصُّرَّةُ: ما تعقد فيه الدّراهم، والصِّرَارُ:
خرقة تشدّ على أطباء الناقة لئلا ترضع. قال الله تعالى: وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا
[آل عمران/ 135] ، ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً
[الجاثية/ 8] ، وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً
[نوح/ 7] ، وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ [الواقعة/ 46] ، والْإِصْرَارُ: كلّ عزم شددت عليه، يقال: هذا منّي صِرِّي ، وأَصِرِّي وصِرَّى وأَصِرَّى وصُرِّي وصُرَّى أي: جدّ وعزيمة، والصَّرُورَةُ من الرّجال والنساء: الذي لم يحجّ، والّذي لا يريد التّزوّج، وقوله: رِيحاً صَرْصَراً
[فصلت/ 16] ، لفظه من الصَّرِّ، وذلك يرجع إلى الشّدّ لما في البرودة من التّعقّد، والصَّرَّةُ: الجماعة المنضمّ بعضهم إلى بعض كأنّهم صُرُّوا، أي: جُمِعُوا في وعاء. قال تعالى:
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ
[الذاريات/ 29] ، وقيل: الصَّرَّةُ الصّيحةُ.
(صر)
صَرِيرًا صَوت يُقَال صر العصفور والجندب وصر الْقَلَم وصر الْبَاب وصرت الْأذن كَانَ لَهَا طنين والناقة وَنَحْوهَا وَبهَا صرا شدّ ضرْعهَا بالصرار لِئَلَّا يرضعها وَلَدهَا وَالدَّرَاهِم وَضعهَا فِي الصرة وشدها عَلَيْهَا وَيُقَال صر الصرة شدها وصر وَجهه قَبضه وزوى مَا بَين عَيْنَيْهِ وَالْفرس أَو الْحمار أَو الْكَلْب أُذُنه وبأذنه نصبها للاستماع

(صر) النَّبَات أَصَابَهُ الْبرد وَفُلَان غل فَهُوَ مصرور
باب الصاد والراء ص ر، ر ص يستعملان

صر: صَرَّ الجندب صريرا، وصرصر الأخطب صرصرة. وصر الباب يمصر، وكلُّ صَوْتٍ شِبْهُ ذلك فهو صرير إذا امتدَّ، فاذا كانَ فيه تخفيف وتَرجيع في إِعادةٍ ضُوعِفَ كقولك: صَرْصَرَ الأخطَبُ صَرْصَرَةً. ورِيحٌ صَرْصَرٌ: ذات صِرٍّ، ويقال: ذاتُ صَوْتٍ، والصَّرْصَرُ نَعْتٌ لها من البَرْدِ. والصِّرُّ: البَرْد الذي يضربُ كلَّ شيءٍ ويَحُسُّه ، ومنه قوله تعالى: يها صِرٌّ

. وصَرَّ البابُ، وصَرَّتِ الآذان اذا سَمِعتَ لها صَوْتاً ودَويِّاً. والصَّرَّةُ: شِدَّة الصِّياح، وتقول: جاءَ في صَرَّةٍ. وصُرَّةُ الدَّراهمِ وغيرِها معروفة. والصِّرارُ: خِرْقةٌ تُشَدُّ على أطباء الناقة لئلا يَرضَعَها الفَصيل، يقال: صَرَرْتُها بِصرارٍ. وصَرَّ الحِمارُ أُذنَيْهِ أي سَوّاهما، وأصَرَّ الحمار، من غير ذكر الأُذُنِ. والإِصرارُ: العَزْمُ على شيءٍ لا يُهَمُّ بالقُلُوع عنه. وأَصِرَّى، أفْعِلَى: اسمٌ من الإِصرار، وبعضهم يقول: هذه كلمةٌ أُخِذت من أَصِرَّى أي جِدٌّ، ويقال من أَصَرِّي أي جِدٌّ فخُفِّفَ أصِرَّي أي اقطَعي ، والصِرَّى على تقدير فعلى. والصَّرُورةُ من الرِّجالِ والنِّساءِ الذي لم يحُجَّ ولا يُريد التَزَوُّجَ. والصَّرْصَرُ: دُوَيْبّةٌ تحت الأرض تَصِرُّ أيّامَ الربيع. وقال أبو عمرو: الصَّرْصَرانيُّ [من] البُخْت: العظيم. والصُّرْصُور أيضاً. والصَّرْصَرانيُّ: الملاّحُ. والصرصران: ضرب من السمك البحري، أملَسُ الجِلْد ضَخْمٌ، قال:

مرت كظهر الصرصران الأَدْخَنِ

رص: رَصَصْتُ البُنيانَ رَصّاً اذا ضَمَمْتُ بعضَه الى بعض. ورجلٌ أرَصُّ الأسنانِ أيْ رَكبَ بعضُها بعضاً، ومنه التَّراصُّ في الصفِّ. والرَّصّاصةُ والرَّصْراصَة: حِجارةٌ لازقة بحَوالَي العَيْن الجارية، قال الجعدي: حِجاره غَيلٍ برَصْراصةٍ ... كُسينَ غُثاءً من الطُّحْلُبِ

ورَصَصْتَ قِتبَي البَعير اذا قارَبْتَ قَيْدَهما اذا سَمِعْتَ له قَعْقَعةً. والرَّصاصُ معروف، ويقال: الرِّصاصُ.
صر
صَر الجُنْدُبُ يَصِرُ صَرِيراً، وكذلك البابُ إذا صَوَّتَ. فإذا كانَ فيه تَخْفِيْفٌ وتَرْجِيْع في إعَادَةٍ قيل: صَرْصَرَ الأخْطَبُ يُصَرْصرُ.
ورِيْح صَرْصَرٌ: ذاتُ صِرّ، وقيل: ذاتُ صَوْتٍ. وصَرَتْ أُذُني صَرِيْراً: من الصَوْتِ. ويقولون: " صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَه " لِلَذي يَقَعُ في أمْرٍ لا يَقْوى عليه.
والصَر: البَرْدُ. والصَّرَّةُ: الشَّتْوَةُ. والصَيَاحُ الشدِيْدُ. وقولُه:
في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلَ
أي في جَماعَةٍ.
والصَّر: الجمع.
والصُّرة للدَّراهِم: معروفة. والصَّريرة: الدَّراهمُ. وكُلُّ ما صُرَّ فهو مصرور وصريرة. وما عنده صري: أي درهم ولا دينار.
والصرار: خرقة تشد على أطباء الناقة لئلا يرضعها فصيلها. وصر الحمار أذنه: أي سواها، وأصر الحمار.
والإصرار: العزم على الشيء لا تهم بالإقلاع عنه. ويقولون: هو مني صري وأصري وأصراء وصرى - على فعلى - أي جد. وقيل: من أصرى وأصري: أي عزيمة. والإصرار: قبل الاتقضاض. وهو أيضاً -: الاستيلاء والاستبداد. والصرورة من الرجال والنساء: الذي لم يحج. ولا يريد التزويج أبداً وقد صر الرجل فهو مصرور: إذا كان حصوراً، وكذلك الصارورة والصروري والصاروري: الذي لم يحج. وقيل: رأيت قوماً صراراً: في هذا المعنى، ورجل صرارة؛ وبالتشديد أيضاً.
والصرورة - أيضاً -: الذي قد أصر على الترهب.
والصراري: الملاح، وجمعه صراريون. والص
رصران والصرصراني: ضرب من سمك البحر؛ أملس الجلد ضخم.
والصرُّ: طائرٌ كالعُصْفُوْرِ قدراً ولَوْنُه أصفَر، وجَمْعُه صِرَرَة. ولي قِبَلَه صارة وصَوَار كَثيرةٌ: أي حَوَائجُ كثيرةٌ.
وأصَر الزرْعُ إصْرَاراً: وذلك حِيْنَ يُخْلَقُ سُنْبُلُه، يُقال: قد صَررَ، ولا يَزَالُ صَرَراً ما دامَ في أكْمَامِه السنْبُلُ.
والصرَار: الأماكِنُ المُرْتَفِعَةُ عن الماءِ لا يَعْلُوها. وصاروا في صِرَارٍ من الأرضِ ومَصَرٍ: وهما الغَلِيْظُ المُمْتَنِعُ الضيقُ.
وصَر على الطرِيقِ: أي سَدَّه. وجَعَلَ دُوْنَ فلانٍ صِرَاراً: أي سَداً من الأرض. والصرَيرَة من الرجَالِ: الضيقُ الخُلُقِ والرأْيِ كاَنَّ نَفْسَه مُصْطَرَّةٌ أي ضيقه.
وامرَأَةَ مُصطَرةُ الحَقْوَيْنِ: أي دَقِيقَةُ الخاصِرَتَيْنِ منْضَمتُهما. وكذلك الحافِرُ المُصْطَر: وهو الفاحِشُ الضيقُ، يُقال: حافِر مَصْرُوْرٌ. والصار: اسمُ الشجَرِ المُلْتَف الذي لا تخْلُو أُصُولُه من الظل.
والصَّرَائرُ: جَمْعُ الصرةِ وهي العَطَشُ، يُقال: شَرِبَ حَتى نَقَعَ صارتَه. وسَقَاه فَمَلَأ مَصَاره ومَذَاخِرَه.
وصَر صِمَاخُهُ من العَطَشِ صَريراً: اشْتَد عَطَشُه، وهو صار الصِّمَاخِ. لان لكَ في قَلْبي صَريرَةَ حُب: أي حَرَارَةً.
وصَرةُ القَيظِ: شِدةُ حَره.
وحَجَر أصَر وأيَر: أي صُلْب، وجَمْعُه صُروُير. وصُر الرجُلُ: أي غل، فهو مَصْرُوْر: أي مَغْلُوْلٌ.
وصارَرْتُه على الأمْرِ: أي أكْرَهْته عليه وقَسَرْته. والمُصَارةُ: الإكْرَاه. وصَر الرجُلُ: جَمَعٍ في صَدْرِه كلاماً. ووَلَدَتِ المَرْأةُ ثلاثة في صِرَرٍ وعلى صِرَرٍ: أي أشْباهاً لا يَخْلِطُهم أُنْثى. والصرصُورُ من الإبلِ: العظامُ منها. والصرَاصِرَة: الذين في كلامِهم عُجْمَة، واحِدُهم صُرْصُوْرٌ.
والصرْصَرَاني والصرْصُوْرُ الفَحْلُ الصرّافُ بأنْيَابِه، وجَمْعُه صَرْصَرَانِيات. وقيل: العَظِيْمُ من البُخْتِ.
والصرْصَرُ: الديْكُ.
الصاد والراء

الصُّنْبورةُ والصُّنبورُ جميعاً النَّخلةُ التي دُقَّتْ من أسفلِها وانْجَرَدَ كَرَبُها وقيل حَمْلُها وقد صَنْبَرَتْ والصُّنْبورُ سَعَفَاتٌ يَخْرُجْنَ في أصل النَّخْلةِ والصُّنبور أيضاً النخلةُ تَخْرُجُ من أصلِ النخلةِ الأخرى من غير أن تُغْرَسَ والصُّنْبورُ أيضا النَّخلةُ المنفردةُ من جماعةِ النَّخْلِ وقد صَنْبَرَتْ وقال أبو حنيفةَ الصُّنْبُورُ بغير هاءٍ أصْلُ النخلةِ الذي تَشَعَّبتْ مِنه العُروقُ ورجُلٌ صُنْبورٌ فَرْدٌ ضَعيفٌ ذَليلٌ لا أَهْلَ له ولا عَقِبَ ولا ناصِرَ وفي الخَبَرِ أنّ قُرَيْشاً قالت في النبيِّ صلى الله عليه وسلم محمدٌ صُنْبُورٌ أي لا عَقِبَ له ولا أَخَ فإذا مات انْقَطَعَ ذِكْرُه فأَنْزَلَ الله عليه {إن شانئك هو الأبتر} الكوثر 3 والصُّنْبورُ اللَّئيمُ والصُّنبورُ فَمُ القَناةِ والصُّنبورُ القَصَبَةُ التي تكونُ في الإِدَاوَة يُشْربُ منْهَا وقد تكونُ من حديدٍ وَرَصاصٍ وصُنْبورُ الحَوْضِ مَثْعَبُه وقيل هو ثَقْبُه الذي يَخْرجُ منه الماءُ إذا غُسِلَ وقوله أنشده ابن الأعرابيِّ

(ليَهْنِئْ تُراثِي لامْرِئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ ... صَنابِرُ أُحْدَانٌ لَهنَّ حَفيفُ) فسَّره فقال الصَّنابِرُ هنا السِّهامُ الدِّقاقُ ولم أجدْه إلا عن ابن الأعرابيِّ ولم يأت لها بواحدٍ وأُحْدانٌ أفرادٌ لا نَظِيرَ لها كقولِ الآخَر

(يَحْمِي الصُّرَيِّمَ أُحْدانُ الرِّجالِ له ... صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيلِ هَمَّاسُ)

والصَّنَوْبرُ شجرٌ مُخْضرٌّ شِتاءً وصَيفاً وقيل الأَرْزُ الشَّجرُ وثمرُه الصَّنَوْبَرُ وقد تقدّم وغَداةٌ صِنَّبْرٌ بارِدةٌ وقال ثَعْلبٌ الصِّنَّبْرُ من الاضَّدادِ يكون الحارَّ ويكون البارِدَ حكاه عن ابن الأعرابيِّ والصِّنَّبْرُ والصَّنَّبِرُ البَرْدُ وقيل الرِّيحُ الباردةُ في غَيْمٍ قال طَرَفَةُ

(بِجَفَانٍ تَعْترِي نادِينَا ... وسَدِيفٍ حينَ هاجَ الصِّنَّبِر)

وأما ابن جِنِّي فقال أرادَ الصِّنَّبْر فاحْتاج إلى تحريك الياءِ فَتَطَرّقَ إلى ذلك بِنَقْلِ حركةِ الإِعرابِ إليها تشبيهاً بقولِهم هكذا بَكُرْ ومَرَرْتُ بِبَكْرِ فكان يجبُ على هذا أنْ يقولَ الصِّنَّبُرْ فيَضُمَّ الباءَ لأنّ الراءَ مضمومةٌ إلا أنه تَصَوَّرَ معنى إضافةِ الظَّرفِ إلى الفِعْلِ فصارَ إلى أنه كأنه قال حِينَ هَيْجِ الصِّنَّبْرِ فلما احتاجَ إلى حركةِ الباءِ تَصَوَّرَ معنى الجَرِّ فكَسَر الباءَ وكأنه نَقَلَ الكَسْرةَ عن الراءِ إليها كما أن القصيدةَ المُنْشَدَةَ للأصمعيِّ التي فيها

(كأنَّها وقد رآها الرَّائِي ... )

إنما سَوَّغه ذلك مع أنَّ الأبياتَ كلَّها مُتواليةٌ على الجَرِّ أنّه تَوهَّمَ فيه معنَى الجَرِّ ألاَ ترى أن معناه كأَنَّها وقْتُ رُؤيةِ الرائِي فَساغَ له أن يَخْلِطَ هذا البيتَ بسائِر الأبيات وكأنه لذلك لم يُخالِفْ قال وهذا أقربُ مأخذاً من أن يقولَ إِنه حَرّفَ القافيةَ للضرورةِ كما حَرَّفها في قولِه

(هَلْ عَرَفْتَ الدارَ أو أنْكَرْتَها ... بَيْنَ تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ)

في قولِ مَنْ قال عَبْقَرْ فحرّف الكلمةَ والصِّنَّبْرُ اليومُ الثاني من أيام العَجُوزِ والبِنْصَر الأُصْبُعُ بين الوُسْطَى والخِنْصِرِ مُؤَنثةٌ عن اللحيانيِّ والفِرْفَاصُ الفحلُ الشديدُ الأخْذِ وقال اللحيانيُّ قال الخُسُّ لبِنْتِه إِني أريدُ أَلا أُرْسلَ في إِبِلي إلا فحلاً واحداً قالت لا يُجزئُها إلا رَباعٌ فِرْفاصٌ أو بازِلٌ حُجَأَةٌ الحُجَأَةُ الذي لا يَزالُ قاعياً على كلِّ ناقةٍ وفُرَافِصَةٌ وفَرَافِصَةٌ من أسماءِ الأسَد ورَجُلٌ فُرافِصٌ وفُرَافِصَةٌ شديدٌ ضخْمٌ شجاعٌ وفُرافِصَةُ اسمُ رجلٍ والفُرافِصَةُ أبو نائِلَةَ امرأةِ عثمانَ رضي الله عنه ليس في العربِ مَنْ يُسَمَّى بالفُرافِصَة بالألف واللام غيره وَفَرْصَن الشيءَ قطَعَه عن كُراع والفِرْصِمُ من أسماءِ الأسدِ والبُرْصُومُ عِفَاصُ القَارورةِ ونحوِها في بعض اللُّغاتِ

صر

1 صَرَّ, (S, A, TA,) aor. ـِ (S, TA,) inf. n. صَرِيرٌ, said of the جُنْدَب [which is app. a species of locust], and of a writing-reed, and of a door, (S, A, TA,) or of a dog-tooth, (ناب, so in a copy of the S in the place of باب in other copies as in the A and TA,) It made a sound, or noise; (S, A, TA;) or a prolonged sound or noise; [meaning it creaked; or made a creaking, or grating, sound;] and so anything that makes a similar prolonged sound: and [in like manner] ↓ اِصْطَرَّت said of a mast (سَارِيَة), it creaked, or made a creaking sound: (TA:) but when there is a lightness, or slightness, and reiteration, of the sound, they use the reduplicative form, ↓ صَرْصَرَ, inf. n. صَرْصَرَةٌ, (S, * TA,) signifying he (the bird called أَخْطَب, S, A, TA, and the hawk, or falcon, S, M, TA, or other bird, or flying thing, M) uttered his [reiterated quavering] cry; (S, M, A, TA;) as though they imitated prolongation in the cry of the جُنْدَب [and the like], and reiteration in the cry of the أَخْطَب [and the like thereof]. (S, TA.) صَرَّ الجُنْدَبُ is a prov., expl. in art. جدب [q. v.]. (TA in that art.) b2: Also He (a sparrow) [chirped, or] uttered a cry, or cries. (TA.) b3: صَرَّ, aor. ـِ inf. n. صَرٌّ and صَرِيرٌ; and ↓ صَرْصَرَ; He cried, called out, or raised a cry or clamour, (M, K,) with vehemence, (K,) or with the utmost vehemence: (M:) and [in like manner] one says, ↓ جَآءَ يَصْطَرُّ He came [making a clamour, or] in clamour. (TA.) b4: And صَرَّ صِمَاخُهُ, inf. n. صَرِيرٌ, His ear-hole sounded, (M, K,) or tingled, or rang, (A,) by reason of thirst. (M, A, K.) And صَرَّتِ الأُذُنُ The ear tingled, or rang. (ISk, A.) b5: And صَرَّ, aor. as above, He thirsted [app. so as to hear a ringing in his ears]. (IAar.) A2: صَرٌّ [as inf. n. of صَرَّ] also signifies The act of binding [a captive, &c.: see the pass. part. n., مَصْرُورٌ]. (Mgh.) b2: You say, صَرَّ, [aor. ـُ (S, M, A,) inf. n. صَرٌّ, (M, TA,) He tied up a purse, (S, M, * TA,) and money in a purse. (A.) b3: And صَرَّالنَّاقَةَ (S, M, K) and بِالنَّاقَةِ, (M, K,) or صَرَّ النَّاقَةَ بِالصِّرَارِ, (Msb,) aor. ـُ (M, Msb, K,) inf. n. صَرٌّ; (M, K;) [and app. ↓ صَرَّرَهَا; (see the pass. part. n., voce مَصْرُورٌ;)] He bound the صِرَار [q. v.] upon the she-camel; (S;) [i. e.] he bound the she-camel's udder with the صِرَارِ: (M, Msb, K, * TA:) and صَرَّ الأَطْبَآءَ بِالصِّرَارِ [He bound the teats with the صرار]. (A.) [See a verse of ElKumeyt cited voce رِجْلٌ: and see also what there follows it.] b4: [Hence,] صَرَّهَا means also (assumed tropical:) He left off milking her [i. e. the camel]. (Msb.) b5: And تُصَرُّ, [aor. of صُرَّت,] said of a leathern bucket (دَلْو) that has become flaccid, It is tied, and has a loop-shaped handle affixed within it, having another such opposite to it. (K, * TA.) b6: And one says, صَرَّ عَلَىَّ الطَّرِيقَ قَلَا

أَجِدُ مَسْلَكًا (tropical:) [He closed, or has closed, against me the road, or way, so that I find not any passage]. (A.) And صُرَّتْ عَلَىَّ هٰذِهِ البَلْدَةُ فَلَا أَجِدُ مِنْهَا مَخْلَصًا (tropical:) [This town has become closed against me so that I find not any way of escape from it]. (A.) b7: And صَرَّ أُذُنَيْهِ, [aor. ـُ inf. n. صَرٌّ,] He (a horse) contracted his ears to his head: (ISk, S:) or pointed and raised his ears; which a horse does only when he exerts himself and hastens in his pace: (TA:) or he (an ass) straightened and erected his ears to listen; as also ↓ أَصَرَّهُمَا: (A:) and ↓ أَصَرَّ used intransitively, (ISk, S,) without the mention of the ears, (A,) signifies the same as صَرَّ أُذُنَيْهِ: (ISk, S, A:) and صَرَّ بِأُذُنِهِ and صَرَّ أُذُنَهُ, aor. and inf. n. as above; and بِهَا ↓ أَصَرَّ; he (a horse, and an ass,) straightened and erected his ear to listen; (M, K;) as also ↓ صَرَّرَهَا. (TA.) b8: [The inf. n.] صَرٌّ signifies also The act of confining, withholding, hindering, or preventing. (TA.) b9: And صُرَّ (tropical:) He had an iron collar put upon his neck, or round his neck and hands together. (A.) b10: And صَرَّ, aor. ـُ He collected together a thing, or things, (IAar,) or anything. (TA.) And كَلَامًا ↓ صَرَّرَ (assumed tropical:) He collected something to be said in his bosom, or mind. (L and TA, from a trad.) And المَالَ ↓ صَرْصَرَ, inf. n. صَرْصَرَةٌ, He collected together the property, or the camels or the like, and put back what had become scattered of the extreme portions thereof. (T, TA.) A3: And صُرَّ It (a plant, or herbage,) became smitten by cold, or by intense cold. (M, K.) 2 صَرَّّ see 1, in three places.

A2: صَرَّرَتْ said of a she-camel, She preceded. (Aboo-Leylà, M, K.) 3 صارّهُ عَلَى الشَّىْءِ He compelled him against his will to do the thing. (S, K.) 4 أَصْرَ3َ see 1, latter part, in three places.

A2: اصرّ عَلَيْهِ, (S, TA,) inf. n. إِصْرَارٌ, (TA,) (assumed tropical:) He persevered, or persisted, in it; or kept to it perseveringly. (S, TA.) You say, اصرّ عَلَى فِعْلِهِ (assumed tropical:) He persevered, or persisted, in doing it. (Msb.) and اصرّ عَلَى الذَّنْبِ (tropical:) He persevered, or persisted, in the crime, sin, or act of disobedience. (M, TA.) The verb is used in this sense when its object is evil, or crime, or the like. (TA.) b2: And (assumed tropical:) He determined, resolved, or decided, upon it. (M, Mgh, K.) You say, اصرّ عَلَى فِعْلِهِ (assumed tropical:) He determined, resolved, or decided, upon going on in doing it, and not turning back. (TA.) b3: اصرّ يَعْدُو (assumed tropical:) He hastened (M, K) somewhat (M) in running: (M, K: [in the CK, for أَصَرَّ يَعْدُو أَسْرَعَ, is put اَصَرَّ بَعُدَ وَاَسْرَعَ:]) accord. to A 'Obeyd, the verb in this sense is أَضَرَّ; but Et-Toosee asserts that this is a mistranscription. (M.) A3: اصرّالسُّنْبُلُ The ears of corn became such as are termed صَرَر [q. v.]: (M, K:) [or] accord. to ISh, one says, اصرّ الزَّرْعُ, inf. n. إِصْرَارٌ, meaning The seed-produce [i. e. corn] put forth the extremities of its awn, before its ears had become developed. (TA.) 8 إِصْتَرَ3َ see 1, former half, in two places.

A2: اصطرّ said of a solid hoof, It was, or became, narrow, or contracted, (S, TA,) in an unseemly manner, or immoderately. (TA.) R. Q. 1 صَرْصَرَ, inf. n. صَرْصَرَةٌ: see 1, former half, in two places: A2: and the same paragraph, last sentence but one.

صَرٌّ A leathern bucket (دَلْو) that, in consequence of its having become flaccid, is tied, and has a loop-shaped handle affixed within it, having another such opposite to it. (K, * TA.) A2: See also صَرِيرَةٌ.

صِرٌّ (S, M, A, Msb, K) and ↓ صِرَّةٌ (M, A, K) Cold: (Th, M, A, Msb, K:) or intense cold; (Zj, M, A, K;) as also ↓ صَرْصَرٌ: (Ham p. 719:) or cold that smites the herbage and the seed-produce of the field: (S:) in the Kur iii. 113, the first of these words has the first of the meanings expl. above: (IAmb:) or the second meaning: (Zj:) or signifies noise and commotion: or, accord. to I 'Ab, fire. (IAmb.) b2: And رِيحٌ صِرٌّ (M, A, K) and ↓ صَرْصَرٌ (S, M, A, K) A wind intensely cold: (S, M, A, K:) or very intensely cold: (T in explanation of the latter:) or vehemently loud: (M, A, K:) of ↓ صَرْصَرٌ some say that it is originally صَرَّرٌ, from صِرٌّ meaning “ cold; ” the incipient letter being repeated, and put in the place of the medial ر: others, that it is from صَرِيرُ البَابِ [ “ the creaking of the door ”], and from صَرَّةٌ meaning “ vociferation, or clamour. ” (ISk.) b3: And صِرٌّ is the name of A certain bird, like the sparrow (K, TA) in size, (TA,) of a yellow colour: (K, TA:) so called because of its cry: or, as some say, the sparrow (عُصْفُور) itself. (TA.) صَرَّةٌ Vociferation, or clamour: (S, M, A, TA:) so in the Kur li. 29: (TA:) or the most vehement vociferation or clamour or crying (Zj, M, K *) of a man and of a bird &c. (Zj, M.) [In the K, this meaning is erroneously assigned to صِرَّةٌ.] b2: And Vehemence of grief or anxiety (S, M, K) and of war (M, K) and of heat, (K,) or of the hot season, (M,) &c.: (S, M:) and vehemence of the heat of summer. (S, A.) b3: And A contraction, or much contraction, and sternness, or moroseness, of the face, (K, TA,) by reason of dislike, or hatred. (TA.) A2: Also A company, a collection, or an assemblage. (S, M, K.) So in the following words of Imra-el-Keys: جَوَاحِرُهَا فِى صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّلِ (S, M) i. e. Those of them that remained behind, in a herd, not dispersed: (EM p. 48: [see the entire verse voce دُونٌ:]) or فى صرّة here means in [the midst of] clamour: (S:) or in vehemence of grief or anxiety. (S, M.) A3: Also i. q. عَطْفَةٌ (M, K) [i. e.] A certain bead (خَرَزَةٌ) by which women fascinate men so as to withhold them from other women. (Lh, M, K, TA. [This is evidently what is meant by عَطْفَة, but is given in the M and K as a signification distinct therefrom.]) A4: See also مُصَرَّاةٌ.

صُرَّةٌ A purse (شَرَجٌ, M, K, in the CK شَرْجٌ,) for money; (S, M, A, Msb, K;) as also ↓ مَصَرٌّ, with fet-h, (TA,) or ↓ مِصَرٌّ: (so in a copy of the A:) pl. of the first, صُرَزٌ. (Msb.) Hence the prov., اِفْتَحْ صُرَرَكَ تَعْلَمْ عُجَرَكَ, meaning (assumed tropical:) Return to thyself, [or lay open the recesses of thy mind,] and thou wilt know [thy vices, or faults, or] thy good from thy evil. (Meyd. [See also صُرَدٌ, last explanation.]) صِرَّةٌ: see صِرٌّ.

صَرَرٌ Ears of corn (سُنْبُل) after the culm is produced, (M, K, [in the CK, يُقَصَّبُ is put in the place of يُقَصِّبُ,]) before they become apparent: (M:) or ears of corn while the farina has not come forth into them: n. un. with ة: (AHn, M, K:) or, accord. to ISh, corn when the leaves become twisted, and the extremity of the ears becomes dry, or tough, though the farina have not come forth into them. (TA.) [See 4, last sentence.]

صَرَارٌ: see صَرُورَةٌ, in two places.

صِرَارٌ The thing with which a she-camel's udder is bound: (M, K:) the string which is tied over the she-camel's udder and over the [piece of wood called] تَوْدِيَة, in order that her young one may not suck her; (S;) and in order that it may not make any impression upon her, they smear her teats with fresh [dung of the kind called] بَعَر: (TA:) or a piece of rag which is bound upon the she-camel's teats, in order that her young one may not such her: (Msb:) pl. أَصِرَّةٌ. (M, A, K.) It is a custom of the Arabs to bind the صرار upon the udders of their milch camels when they send them to pasture by themselves; and when they return in the evening, they loose the اصرّة, and milk. (IAth.) b2: [Hence,] جَعَلْتُ دُونَ فُلَانٍ صِرَارًا (tropical:) I put an obstruction, or obstacle, in the way of such a one. (A.) A2: Also Elevated places over which the water does not come. (S.) صَرُورٌ: see صَرُورَةٌ.

صَرَارَةٌ: see the next paragraph, in three places.

صَرُورَةٌ (S, M, A, Msb, K) and ↓ صَارُورَةٌ (S, M, Msb, K) and ↓ صَرُورٌ and ↓ صَارُورٌ (M, K) and ↓ صَرَارَةٌ (S, M, K) and ↓ صَرُورِىٌّ (S, M, Msb, K) and ↓ صَارُورِىٌّ (M) or ↓ صَارُورَآءُ, (Sgh, K,) the last like عَاشُورَآءُ, mentioned on the authority of Ks, (TA,) A man who has not performed the pilgrimage to Mekkeh: (S, M, A, Msb, K:) so called from صَرٌّ, signifying the “ act of confining, withholding, hindering, or preventing; ” (TA;) or because the person so called refrains from expending of his property in pilgrimage: (Msb:) you say also, اِمْرَأَةٌ صَرُورَةٌ a woman who has not performed the pilgrimage to Mekkeh: (S, Msb:) pl. ↓ صَرَارٌ and ↓ صَرَارَةٌ: (K:) [or, rather, the former is a coll. gen. n., of which صَرَارَةٌ is the n. of un.; and the latter is a quasi-pl. n., like صَحَابَةٌ, as well as n. un. of صَرَارٌ:] Fr cites, from certain of the Arabs, ↓ صَرَارٌ as used collectively; and one of the number is termed ↓ صَرَارَةٌ: (S:) each of the forms ending with the relative ى receives the dual and pl. and fem. inflections: and accord. to IAar, the forms preceding those receive also the dual and pl. inflections: (M, * TA:) and some say that صَوَارِيرُ is pl. of ↓ صَارُورَةٌ: (TA:) or ↓ صَارُورَةٌ and ↓ صَارُورٌ, (M,) or صَرُورَةٌ, (Lh, S, M, A, Msb,) as occurring in the poetry of En-Nábighah, (Yaakoob, S,) not used without ة, (Lh, M,) or all the sing. forms above mentioned, (K,) signify one who has not married: (M, A, K:) or who has not had intercourse with women: as though he had determined (أَصَرَّ) upon relinquishing them: (Yaakoob, S, Msb: *) applied in like manner to a woman, and to a plurality of persons: (M, K:) the ة in صَرُورَةٌ applied to a man and to a woman is not to denote the fem. gender, but to give the utmost intensiveness to the signification. (IJ, M.) b2: It is said in a trad., لَا صَرُورَةَ فِى الإِسْلَامِ, (S, M,) meaning, accord. to A 'Obeyd, There is no abstinence from intercourse with women in El-Islám: (M, TA:) i. e., no one should say, I will not marry: (TA:) thus he makes صرورة a noun signifying an accident: but it is better known as an epithet: (M:) and IAth says that the meaning is, he who slays another in the حَرَم [or sacred territory of Mekkeh] shall be slain: his saying, “ I am a صرورة; I have not performed the pilgrimage, and I know not the sacredness of the حَرَم; ” shall not be accepted of him: for in the Time of Ignorance, the Kaabeh was a place of refuge. (TA.) دَرَاهِمُ صَرِيرَةٌ i. q. مَصْرُورَةٌ [i. e. Dirhems, or pieces of money, tied up in a purse]: (K:) termed in the present day ↓ صَرٌّ. (TA.) A2: See also صَارَّةٌ.

صَرَارِىٌّ A sailor: (S, M, K:) like صَارٍ: (S:) pl. صَرَارِيُّونَ: (S, M, K:) it has no broken pl.: (M:) or صَرّارِىّ should be [without tenween, imperfectly decl., and] mentioned in art. صرى; for it is pl. of صُرَّآءٌ, which is pl. of صَارٍ, which J has mentioned in art. صرى: AHát used to say that صُرَّآءٌ is a sing., like حُسَّانٌ; but without sufficient authority: and J has regarded صَرَارِىّ as a sing. in consequence of his finding it to have the same construction as a sing, in verses of Arabs; whence he imagined the ى in it to be the relative ى, as is shown by his mentioning the word in this place. (IB.) صَرُورِىٌّ: see صَرُورَةٌ.

صُرَّى: see صِرَّى: A2: and see also art. صرى.

صُرِّى: see the next paragraph.

هِىَ مِنِّى صِرَّى, said of an oath, (S,) or هُوَ مِنِّى, صِرَّى, (M, K,) and ↓ أَصِرَّى, and ↓ صِرِّى, and ↓ أَصِرِّى, (Yaakoob, S, M, K,) and ↓ صُرَّى and ↓ صُرِّى, (K, TA,) or ↓ صُرِّىٌّ and ↓ صِرِّىٌّ, (as in a copy of the M,) It is a determination, or resolution, from me; (S, M, K;) a serious assertion; not a jest. (S, K.) Aboo-Semmál El-Asadee, his she-camel having strayed, said, “I swear to Thee, [O God,] that, if Thou restore her not to me, I will not serve Thee: ” (S:) or, “O God, if Thou restore her not to me, I will not say a prayer to Thee: ” (TA:) and he found her, her nose-rein having caught to a thorntree (عَوْسَجَة); and he took her, and said, عَلِمَ رَبِّى أَنَّهَا مِنِّى صِرَّى My Lord knew that it was a determination, or resolution, or serious assertion, from me: (S:) or a confirmed determination: (ISk:) it is derived from أَصْرَرْتُ عَلَى الشَّىْءِ “ I persevered, or persisted, in the thing: ” (S:) [or “ I determined, or resolved, upon the thing: ”] AHeyth says, ↓ صِرِّى, i. e., Determine thou, or resolve thou; as though he addressed himself; from أَصَرَّ عَلَى فِعْلِهِ “ he determined, or resolved, upon going on in doing it, and not turning back: ”

it is also said that ↓ أَصِرّى is changed into ↓ أَصِرَّى, like as they say بِأَبِى أَنْتَ and بِأَبَا أَنْتَ: and in like manner, ↓ صِرِّى is changed into صِرَّى; the ا in أَصِرِّى being elided: not that they are two dial. vars., صَرَرْتُ عَلَى الشَّىْءِ and أَصْرَرْتُ: and Fr. says that صِرَّى and ↓ أَصِرَّى are originally imperatives; and that, when they desired to change them [i. e. the imperatives] into nouns, they changed the ى into | [written ى after fet-h]: and in like manner, [changing verbs into nouns,] they say, نُهِىَ عَنْ قِيلٍ وَقَالٍ; &c. (TA.) Accord. to Az, one says, ↓ إِنَّهَا مِنِّى لَأَصِرَّى meaning Verily, it is a truth, or reality, from me; and Aboo-Málik says the same of ↓ أَصِرِّى. (TA.) صِرِّى: see the next preceding paragraph, in three places.

صَرِّىٌّ and ↓ صِرّىٌّ A dirhem, (S, M, A, K,) and a deenár, (A,) that sounds, (S, M, K,) or rings, (A,) when struck: (S, M, A, K; in some copies of the last of which, in the place of إِذَا نُقِرَ, is put اذا نُقِدَ: TA:) accord. to some, used only in negative phrases: (IAar, M:) thus used in the phrase, مَا لِفُلَانٍ صَرِّىٌّ, [expl. as] meaning Such a one has not a dirhem nor a deenár: (IAar, A: *) and so used, as meaning a dirhem, by Khálid Ibn-Jembeh; who does not assign to it a dual nor a pl. (TA.) صُرِّىٌّ: see صِرّى.

صِرِّىٌّ: see صَرِّىّ: A2: and see also صِرَّى.

الصَّرَّارُ, (Msb,) or صَرَّارُ اللَّيْلِ, (S, K,) or both, (Mgh in art. خطب,) and ↓ الصَّرْصَرُ, (M and L in art. جد,) The جُدْجُد; [a cricket, which is called the صَرَّار in the present day]; (S, M, Mgh, L;) a certain thing that creaks (يَصِرُّ); (Msb;) a small flying thing; (K;) it is larger than the جُنْدَب, and is called by some of the Arabs الصَّدَى: (S, Mgh:) A 'Obeyd says that this last term signifies a certain flying thing that creaks (يَصِرُّ) by night, and hops, and flies, thought by the [common] people to be the جُنْدَب, and found in the deserts. (Msb.) صُرَّانٌ Such as grow in hard ground (جَلَد [in the CK, erroneously, جِلْد]) of the trees termed شَجَرُ العِلْكِ, (K, TA,) and of other trees. (TA.) صَرْصَرٌ: see صِرٌّ, in three places.

A2: and see الصَّرَّارُ. b2: Also A certain insect (دُوَيْبَّةٌ), (M, K, TA,) beneath the ground, that creaks (تَصِرُّ) in the days of the [season called] رَبِيع; (TA;) and so ↓ صُرْصُرٌ and ↓ صُرْصُورٌ. (M, K, TA.) [Accord. to Forskål, (Descr. Animal., p. xxii.,) صرصر, pronounced “ sursur,” is applied to an insect which he terms Blatta Aegyptiaca.] b3: And The cock: (K, TA: [written by Golius and Freytag صِرْصِرٌ:]) so called because of his cry. (TA.) b4: See also صُرْصُورٌ.

صُرْصُرٌ: see صَرْصَرٌ: b2: and see also صُرْصُورٌ.

صَرْصَرَانٌ: see the next paragraph, in two places.

صَرْصَرَانِىٌّ sing. of صَرْصَرَانِيَّاتٌ, (S, Msb,) which signifies Camels between the بَخَاتِىّ [or Bactrian (in the CK, erroneously, نَجاتِى)] and the Arabian: (S, M, Msb, K:) or such as are called فَوَالِج: (S, M, K:) and ↓ صَرْصَرَانٌ [if not a mistranscription] signifies the same. (TA.) [See also صُرْصُورٌ.] b2: And صَرْصَرَانِىٌّ (S, M, K) and ↓ صَرْصَرَانٌ (M, K) A species of fish, (S,) a certain smooth fish, (M, K,) of the sea. (S, M.) صُرْصُورٌ Large camels; (S, M, K;) as also ↓ صُرْصُرٌ and ↓ صَرْصَرٌ. (TA.) b2: And A camel of the species called بُخْتِىّ [i. e. Bactrian]: (M, K:) [see also صَرْصَرَانِىٌّ:] or its offspring; as also سُرْسُورٌ: (M:) or an excellent stallion-camel. (IAar.) b3: See also صَرْصَرٌ.

A2: Also A ship, or boat: [or a long, or great, ship or boat:] and so قُرْقُورٌ. (TA.) الصَّرَاصِرَةُ The Nabathæans of Syria. (S, K.) رَجُلٌ صَارٌّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ A man contracted in the part between the eyes, like him who is grieving, or mourning. (TA.) b2: And صَارٌّ signifies Trees (شَجَر) tangled, or luxuriant, or abundant and dense, not without shade (K, TA) in their lower parts, by reason of their perplexedness. (TA.) صَارَّةٌ A want; a thing wanted; an object of want; or a needful, or requisite, thing: (S, M, K:) pl. صَوَارُّ. (TA.) One says, لِى قِبَلَ فُلَانٍ صَارَّةٌ [I have a want to be supplied to me on the part of such a one]. (A 'Obeyd, S.) b2: Also Thirst: (S, K:) pl. صَرَائِرُ, (K,) which is extr., (TA,) and صَوَارُّ: (K:) or the latter is pl. of صارّة in the sense first expl. above; as A 'Obeyd says; and this is meant in the K: (TA:) AA says that its pl. in the latter sense is صَرَائِرُ; and he cites the following words of Dhu-r-Rummeh: فَانْصَاعَتِ الحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرَائِرَهَا [And the wild asses turned back, retreating quickly, not having quenched their thirst]: but fault has been found with AA for this; and it is said that صَرَائِرُ is pl. of ↓ صَرِيرَةٌ, [which is not expl.,] and that the pl. of صارّة is صَوَارُّ. (S.) One says, قَصَعَ الحِمَارُ صَارَّتَهُ, meaning The ass drank water until he quenched his thirst. (S.) صَارُورٌ: see صَرُورَةٌ, in two places.

صَارُورٌ: see صَرُورَةٌ, in three places.

صَارُورَآءُ: see صَرُورَةٌ.

صَارُورِىٌّ: see صَرُورَةٌ.

صُوَيْرَّةٌ Narrow in disposition and in mind or judgment or opinion. (Sgh, K.) حَجَرٌ أَصَرُّ A hard stone: (Tekmileh, TA:) and صَخْرَةٌ صَرَّآءُ a hard rock: (M, K:) or a smooth rock. (L.) أَصِرَّى: see صِرَّى, in four places.

أَصِرِّى: see صِرَّى, in three places.

مَصَرٌّ or مِصَرٌّ: see صُرَّةٌ.

مَصَرَّتَا البَوْلِ وَالغَائِطِ [The two sphincters that serve as repressers of the urine and dung]. (K in art. اسر.) مُصِرَّةٌ A she-camel that does not yield her milk copiously. (M, K.) مُصَرَّاةٌ That has been left unmilked for some days, in order that the milk may collect in her udder, or until it has collected in her udder; (M, K;) as also ↓ صَرَّةٌ; applied to a ewe, or she-goat: or the former is from صَرَّى, aor. ـَ (K,) inf. n. تَصْرِيَةٌ, and therefore should be mentioned in art. صرى [q. v.]. (TA.) مُصَرَّرَةٌ: see the next paragraph.

مَصْرُورٌ Bound, as a captive. (Mgh.) b2: and مَصْرُورَةٌ and ↓ مُصَرَّرَةٌ A she-camel having her udder bound with the صِرَار. (IAth, TA.) b3: and مَصْرُورٌ applied to a solid hoof, Contracted: or narrow: (M, K:) or narrow and contracted: (S:) and ↓ مُصْطَرٌّ signifies the same; (M, K;) or narrow in an unseemly manner, or immoderately. (TA.) b4: Also (tropical:) A man having an iron collar put upon his neck, or round his neck and hands together. (A.) مَصَارّ [app. an irregular pl. of مَصِيرٌ, and therefore without tenween,] The أَمْعَآء [or guts, bowels, or intestines, into which the food passes from the stomach]. (M, K.) One says, شَرِبَ حَتَّى مَلَأَ مَصَارَّهُ, meaning [He drank until he filled] his

أَمْعَآء: mentioned by AHn on the authority of IAar, with no more explanation than this. (M.) مُصْطَرٌّ: see مَصْرُورٌ. b2: One says also اِمْرَأَةٌ مُصْطَرَّةُ الحَقْوَيْنِ [meaning (tropical:) A woman narrow in the flanks]. (A.) A2: See also مُصْطَرِدٌ, in art. صرد.

سر

(سر) سررا وسرا اشْتَكَى سرته فَهُوَ أسر وَهِي سراء (ج) سر
السر: لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن، وهو محل المشاهدة كما أن الروح محل المحبة، والقلب محل المعرفة.

سر السر: ما تفرد به الحق عن العبد، كالعلم بتفصيل الحقائق في إجمال الأحدية وجمعها واشتمالها على ما هي عليه، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} .
سر
السرُ: ما أسْرَرْتَ. والسرِيْرَة: عَمَلُ السر من خَيْرٍ أو شَر. والسرَرُ والسِّرَارُ: مَصْدَرُ سارَرْتُ. وجَمْع السر: أسْرَارَ. وفي المَثَلِ: " سِركَ من دَمِكَ ".
والسرُ: كِنَايَة عن الجِمَاع، من قَوْلِه: " ولكنْ لا تُوَاعِدُوْهُنَّ سِراً ". وهو - أيضاً -: فَرْجُ المَرْأة. والذَكَر أيضاً.
والسرُ: الأصْلُ؛ بمنزلةِ الأس.
والسرَارَةُ: مَصْدَرُ السر في الحَسَبِ والمَنْبِتِ. وسِر القَوْمِ وسِرَارُهم: أوْسَطُ حَسَبِهم. وسِرُ الإبلِ: كِرَامُها.
وُيقال: أرْض سِر للنَخْلِِ والزرْعِ: وهي التي تُوَافِقُه وَينْمُو فيها. وإبِلٌ سِرَر: أي كِرَام خُلَص. ولها عليه سَرَارَةُ فَضْلٍ: أي زِيَادَةٌ.
وسَرَارَةُ العَيْشِ: أفْضَلُه، وجَمْعُه سَرَائرُ. والسُرُوْرُ: الفَرَحُ، سُرِرْتُ، وسَرَرْتُ فلاناً، وامْرَأةٌ سارةٌ وسَرةٌ.
والسرُوْرُ في بَيْتِ الأعْشى: الخِيَارُ، واحِدُها سِر. ويُقال للسراء والضراء: السُرُ والضُرُ؛ والتَّسُرةُ والتَضُرةُ؛ والسارُوْراءُ والضْارُوْرَاءُ.
والسرَارُ: يَوْم يَسْتَسِرُ فيه الهِلَالُ؛ وهو آخِرُ يَوْمِ من الشهْرِ، ورُبَما اسْتَسَر لَيْلَةً ورُبما اسْتَسَر لَيْلَتَيْنِ. وتَسَررَ القَمَرُ: بمَعْناه. والسرَارُ: بَطْنٌ من الأرْضِ يَنْبُتُ فيه أحْرَارُ البُقُول. وسِرُ الوادي وسَرَارُه: أفْضَلُ مَوْضِعٍ فيه. والسرَرُ: وَسَطُ الوادي، وجَمْعُه سِرَار. وسَرَرُ الوادي: بَطْنُه - بالفَتْح -، وسَراؤه: سُرَّتُه وبَطْحَاؤه. وسَرَارُ الوادي وسَرَارَتُه. وجَمْعُ السر: سُرُوْرٌ. والسرَرُ والأسْرَارُ: جَمْع. وكذلك السرَارُ: هي خُطُوْطُ الكَفَ. وفي الحَدِيث: " تَبْرُقُ أَسَارِيْرُ وَجْهِه " وهي الخُطُوطُ التي في الجَبْهَةِ، واحِدُها سِرَر وسِر، وجَمْعُه أسِرةٌ وأسْرَار، والأسَارِيْرُ: جَمْعُ الجَمْعِ، وُيقال لها: سُرَر أيضاً، الواحِدُ سُر - بضَم السيْنِ -.
والسُرةُ: الوَقْبَةُ التي في وَسْطِ البَطْنِ. ومنه السرَرُ: وهو داءٌ يَأْخُذُ في السُرةِ، وبَعِيْر أسَرُ وناقَة سَراء: يَأخُذُهما ذلك الداءُ.

والسرَرُ: ما يَتَعَلقُ من سُرةِ الصبِي حِيْنَ يُوْلَدُ فيُقْطَع، وجَمْعُه أسِرة وأسْرَار، وسِرَر - أيضاً - على وَزْنِ عِنَبٍ.
والسرَارُ: عِرْقُ السُرةِ. والسرَرَةُ: داءُ السرة.
والسرَرُ: داءٌ يَأْخُذُ في الكِرْكِرَةِ فَتَرِمُ وتُمِد فَتُكْوى بالنار، وهو النّاسُوْرُ. والسريةُ: من تَسَررْتُ، يُقال: تَسَررَ فلانٌ جارِيَةً، واسْتَسَرها: اتخَذَها سُرية.
والسرِيْرُ: مَعْروف، وجَمْعُه أسِرةٌ وسُرُرٌ. وهو مُسْتَقَر العَيْشِ الذي اطْمَأنَ عليه خَفْضُه ودَعَتُه. وسَرِيْرُ الرأْسِ: مُسْتَقَرُه على مَحْرَكِ العُنُقِ. وما على الكَمْأةِ من الترابِ والقُشُوْرِ. وجَوْفُ البَرْدِيةِ. وبَطْنُ القَصَبَةِ: سَرِيْر أيضاً. وكذلك السرَرُ واحِدُ أسْرَارِ الكَمْأةِ.
وأسْرَارُ الفَحِثِ: الحَوَايا التي تكونُ في جَوْفِها ويكونُ الفَرْثُ بَيْنَها، الواحِدُ سِرَر. والسُرةُ: أطْرَافُ الريَاحِيْن.
والسرُوْرُ من النَّباتِ: أنْصَافُ سُوْقِها العُلا. ورَجُل أَسَرُ: ليس له أصْلٌ، ورِجَالٌ سُرانٌ. وقَنَاة سَرّاءُ: جَوْفاء.
وزَنْدٌ أسَرُ. وسَرَّ الزنْدَ يَسُره: إذا جَعَلَ في جَوْفِه عُوْداً لِيَقْدَحَ به. وسُر زَنْدَكَ فانه أسَرُ: أي أجْوَفُ.
ووَلَدَتْ فلانَةُ أوْلاداً في سَرَرٍ - بالفَتْح -: أي في كُل عامٍ واحِداً في أثَرِ واحِدٍ. ويُقال: على سِر وسِرَرٍ: أي أشْبَاهاً.
وجاءَ بأسِرتِه: أي على حَالِه. والتَسَرُرُ في الثوْب: كالتهَلْهُلِ فيه، يُقال: ظَهَرَتْ في الثَّوْبِ أسِرةٌ، الواحِدُ سِر، والسرَرُ جَمْع.
وإذا حُك رَأْسُ الانسانِ فالْتَذَه قيل: هو يَتَسَار إلى ذلك. والسرْسُوْرُ: العالِمُ الفَطِنُ الدخالُ في الأمُور. وهو سُرْسُوْرُ مالٍ: أي حافِظ له.
وُيقال لنَصْلِ الغَزْلِ: السُرْسُوْرُ. والسرِيْسُ: العِنيْنُ، والجَميعُ السُرَسَاءُ والسرَاسُ. والكَيسُ الحافِظُ لِمَا في يَدَيْه، يُقال: ما أسرَسَه. وقيل: الضعِيْفُ. والسرْسَرَةُ للعِكْمِ: إذا حَشَوْتَه فَدَعْدَعْتَه لِيَكْتَنِزَ، وقد سرْسَرْتُه.
والسرْسَرَةُ من الإبلِ: الضخمَةُ.
باب السين والراء س ر، ر س مستعملان

سر: السِّرُّ: ما أَسْرَرْتَ. والسَّريرة: عمل السِّرِّ من خير أو شر، ويقال: سَريرته خيرٌ من عَلانيته. وأسرَرْتُ الشيءَ: أظهَرْتُه، وأسرَرْتُه: كَتَمْتُه، قال الشاعر: فلما رأى الحَجّاجَ جَرَّدَ سيفَه ... أسَرَّ الحَرُورِيّ الذي كان أَضْمَرا

ومن الاظِهار أيضاً قوله- عزَّ وجلَّ-: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ *. والسِّرارُ: يومَ يَستَسِرُّ فيه الهلالُ آخِرَ يومٍ من الشهر أو قبْلَه، ورُبَّما استَسَرَّ ليلتَين اذا تَمَّ الشَّهْرُ. والأسِرَّة: طرائق في الرَّحِمِ، ويقال في المَثَل: داهيةٌ تُفَطِّرُ أَسِرَّة الأرحامِ الدّمَ

، قال :

قتلوا ثمانيةً بظِنّةِ واحد ... تلك المُفَطَّر من أَسِرَّتها الدُّم

والسِّرُّ والسَّرارُ بَطْنٌ من الأرض تَنبُتُ فيه أحرارُ البُقُول، ويكونُ في بَحر الأودية وأَسلاقِ القِيعان، قال:

إلى سرار الأرض أو قَعَودِهِ

والسَّرُّ والسِّرارُ، والجميع الأسرارُ: خطوط راحةِ الكَفِّ، وأساريرُ جمع الجمع، قال: بطَعْنةٍ لم تَخُنْها الكَفُّ والسِّرَرُ

وقال:

انظر الى كَفٍ وأسرارِها ... هل أنتَ إن أوعدتني ضائري

وجمع السِّرار أسرار وأسِرّة، وكذلك الخطوط في كلِّ شيءٍ، قال:

بزُجاجةٍ صَفراءَ ذاتِ أسرّةٍ ... قُرِنَت بأزهَرَ في الشِّمال مُفَدَّمِ

والسُرَّةُ: الوَقْبَةُ في وَسَط البَطْنِ. والسَّرَرُ: داءٌ يأخُذُ في السُّرَّةِ، وبعيرٌ أَسَرُّ وناقةٌ سَرّاءُ اذا بَرَكَتْ تَجافَتْ عن الأرض من السَّرَرِ، قال:

ان جَنْبي عن الفراش لنابي ... كتجافي الأسر فوق الظراب  ويقال: المَسَرَّة أطراف الرَّيْحان. والسُّرورُ من النَّبات: أنصاف سُوْقِها العُلَى، قال:

كَبَرْدِيَّةِ الغيل وسط الغريف ... اذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا

وقيل: السُّرُور أجواف العِيدان، الواحدةُ سَرَرٌ. وسَرَرُ الصَّبيِّ: ما تَعَلَّقَ من سُرَّتِه حين يُولَد. وعَدَدُ السَّرير أسِرَّةٌ، وجمعُه سُرُر. والسِّرارُ: مصدرُ سارَرْتُه من السِّرِّ، وجَمعُ السِّرِّ أسرار. والسَّرير: مُسْتَقَرُّ العيش الذي اطمَأَنَّ عليه خَفْضُه ودَعَتُه. وسَرير الرأس: مُسْتَقَرُّه على مُحَرَّك عُنُقه، قال:

ضرباً يزيل الهام عن سريره

ومن رَوَى بيتَ الأعشى:

خالَطَ الماءُ منها السريرا

عَنَى به جميعَ أصلها الذي استَقَرَّتْ عليه أو غاية نعيمها، وقال:

وفارق منها عِيشةً غَيْدَقِيَّةٍ ... ولم يَخْشَ يوماً أنْ يزولَ سَريرُها

قوله: سَريرها يُريد سارها. والسِّرُ: كناية عن الجِماع، قال:

ولا تَقرَبَنَّ جارةً إن سِرَّها ... عليكَ حَرامٌ فانْكِحَنْ أو تَأَبَّدا

وسِرُّ القوم: أوسَط حَسَبهم. والسَّرارُ: مصدر السِّرِّ في الحَسَبِ والمَنبِت من غير اشتقاق، قال:

تَخَيَّر من سَرارةِ أَثل حُجْرٍ ... ولاءَم بينَها نَحتُ القُيُونِ

وامرأةٌ سارَّةٌ سَرَّةٌ: تَسُرُّكَ. والسُّرِّيَّةُ على فُعلِيّة: من تَسَرَّرْتَ، وغَلِطَ من يقول: تَسَرَّيْتَ. والسُّرورُ: الفَرَح، وسُرِرْتُ أنا، وسَرَرْتُ فلاناً. والسُّرْسُور : العالِمُ الفَطِنُ الدَّخّالُ في الأمور.

رس: الرَّسُّ: بئرٌ لبقيّةٍ من قوم ثمود. والرَّسُّ في قَوافي الشعر: صَرْف الحرف الذي بعد الألف للتأسيس نحو حركة عَيْن فاعِل في القافية حيثما تحرَّكَتْ حَرَكَتُها جازَتْ وكانت رَسّاً للألف أي أصلا. والرَّسيسُ: الشيءُ الثابتُ اللازمُ مكانَه، قال:

رَسيسُ الهوى من طُولِ ما يَتَذَكَّرُ

ويقال: أجِدُ رَسيسَ الحُمَّى ورَسَّها وذلك حين يبدُو، وقال:

اذا غَيَّرَ النَّأيُ المُحبّينَ لم أجدْ ... رسيسَ الهَوَى من ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَح

والرَّسُّ: تَزويرُ الحديث والكلام في نفسك وتَرويضُه. والرَّسُّ: إِحكام البناء مثل الرَّصِّ، وبُنْيانٌ مَرْسُوسٌ. والرَّسُّ والرَّسيسُ: ماءانِ لبني سَعْدٍ، قال زهير:

عَفَا الرَسُّ منها فالرَّسيسُ فعاقِلُهْ

والرَّسرَسَةُ: مثل الرَّصْرَصةِ، وهو إِثباتُ البعير رُكْبَتَيْهِ على الأرض للنُّهوض . والرَّسُّ: الحَفْرُ، وكلُّ شيءٍ أَدخَلْتَه فقد رَسَسْتَه.

سر

1 سَرَّهُ, accord. to the TA, has two contr. significations: for it is there stated that “ one says سَرَرْتُهُ meaning كَتَمْتُهُ and سَرَرْتُهُ meaning أَعْلَنْتُهُ: ” and it is added that “ it will occur again soon: ” but it does not again occur in that work, nor have I found it in any other lexicon: I therefore think that it is a mistranscription, for أَسْرَرْتُهُ, first Pers\. of أَسَرَّهُ, q. v.]

A2: سَرَّهُ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (MS,) inf. n. مَسَرَّةٌ (S, O, K) and سُرُورٌ [which latter, from the explanations of it which will be found below, seems to be generally, if not only, as an inf. n., that of سُرَّ,] and سُرٌّ [which is also syn. with سُرُورٌ in the senses assigned to the latter below] and سُرَّى and تَسِرَّةٌ [which last may be also an inf. n. of ↓ سرّرهُ expl. by Freytag as syn. with سَرَّهُ in the sense here following, but without an indication of any authority], (O, K,) He, or it, rejoiced him; gladdened him; or made him happy; syn. أَفْرَحَهُ: (Msb, K:) [or made him to experience a pleasure, or delight, and dilatation of the heart, of which there was no external sign: see سُرُورٌ, below.] And سُرَّ, [inf. n. سُرُورٌ, (see above,)] He rejoiced; was joyful, or glad; or was happy: (S, * A, * K:) [or he experienced a pleasure, or delight, and dilatation of the heart, of which there was no external sign; accord. to an explanation of سُرُورٌ:] you say, سُرَّ بِهِ and ↓ اِسْتَسَرَّ [He rejoiced, was joyful or glad, or was happy, by reason of him, or it]. (A.) b2: سَرَّهُ, (K,) aor. as above, (TA,) also signifies He saluted him with [the offering of what are termed] المَسَرَّة, i. e. the extremities of sweet-smelling plants. (K.) A3: Also سَرَّهُ, (S, M,) aor. as above, inf. n. سَرٌّ, (S,) or سِرٌّ, (so in a copy of the M,) He cut his (a child's) سِرَر, or سُرّ, i. e. navel-string. (S, M.) and سُرَّ He (a child) had his navel-string cut. (K.) b2: And سَرَّهُ, aor. as above, He pierced him, or thrust him, [with a spear or the like,] in his سُرَّة [or navel]: a poet says, وَإِنْ أَدْبَرُوا فَهُمُ مَنْ يُسَبْ نَسُرُّهُمُ إِنْ هُمُ أَقْبَلُوا [We pierce them in the navel if they advance; and if they retreat, they are those who are pierced in the podex; يُسَبْ being for يُسَبُّ]. (S.) A4: سَرَّ الزَّنْدَ, aor. as above, inf. n. سَرٌّ, He put a piece of wood, (M, K,) or a little piece of wood, (S,) in the interior of the زند [or piece of stick, or wood, for producing fire], (M,) or in its extremity, (S, K,) inserting it in its interior, (S,) in order that he might produce fire with it. (S, M, K.) One says, سُرَّ زَنْدَكَ فَإِنَّهُ أَسَرُّ Fill up the interior of thy زند, that it may produce fire, (AHn, M,) for it is [worn] hollow. (S, K.) A5: سَرَّ, [sec. Pers\. سَرِرْتَ,] aor. ـَ (IAar, Sgh, L, K,) inf. n. سَرَرٌ, remarked upon by MF as extr., [though it is agreeable with a general rule,] said of a man, (TA,) He had a complaint of the سُرَّة [or navel]. (IAar, Sgh, L, K.) b2: Also, aor. and inf. n. as in the next preceding case, said of a camel, He had the pain, or disorder, termed سَرَرٌ [q. v.]. (IAar, M.) 2 سَرَّّ see 1, second sentence.

A2: سَرَّرْتُهُ in the phrase سَرَّرْتُهُ سُرِّيَّةً I gave him, or caused him to take, a concubine slave, doubly trans., is [said to be] changed to سَرَّيْتُهُ for alleviation of the pronunciation. (Msb.) A3: سرّرهُ, inf. n. تَسْرِيرٌ, said of water, It reached his سُرَّة [or navel]. (K.) 3 سارّهُ, inf. n. مُسَارَّةٌ and سِرَارٌ, (S, M,) [He spoke, or discoursed, secretly to him or with him;] he acquainted him with a secret. (M.) You say, سارّهُ فِى أُذُنِهِ He spoke secretly to him in his ear. (S, * K, * TK.) And كَانَ يُحَدِّثُهُ كَأَخِى السِّرَارِ occurs in a trad., meaning He (Mohammad) used to talk to him ('Omar) in a low voice, like him who is telling a secret. (TA.) b2: بَيْعُ السِّرَارِ is The selling in which one says, “I will put forth my hand and thou shalt put forth thy hand, and if I produce my signet-ring before thee, it is a sale for such a price; and if thou produce thy signet-ring before me, for such a price: ” if they produce together, or do not both produce, they do thus again. (Mgh.) 4 اسرّهُ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِسْرَارٌ; (Msb;) [and accord. to the TA سَرَّهُ; but see the first sentence of this art.;] He concealed it; suppressed it; kept it secret; (S, M, A, Mgh, Msb, K;) namely, a story, or the like: (A, Mgh, Msb:) and, contr., he manifested it; revealed it; published it; made it known. (S, M, Msb, K.) Both of these significations have been assigned to the verb in the phrase وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ, in the Kur [x. 55 and xxxiv. 32]: (S:) some say, that the meaning is They will manifest repentance: Th says, they will conceal it from their chiefs: the former [says ISd] is the more correct: (M:) the former meaning is also given on the authority of AO; but Sh says, I have not heard it on the authority of any other; and Az says that the lexicologists most strongly disapprove of the saying of AO; and it is said that the meaning is, they, the chiefs of the polytheists, will conceal repentance from the lower class of their people, whom they shall have caused to err; and in like manner say Zj and the [other] expositors. (TA.) In like manner also the two contr. significations are assigned to the verb in the saying of Imra-el- Keys, [in his Mo'allakah,] لَوْ يُسِرُّونَ مَقْتَلِى, which As used to quote with ش, thus, لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِى, meaning that they might publish, or make known, my slaughter. (S.) You say also, أَسَرَّ إِلَيْهِ حَدِيثًا He revealed unto him a story (S, K) secretly. (TA.) An ex. occurs in the Kur lxvi. 3. (TA.) And أَسْرَرْتُ إِلَيْهِ المَوَدَّةَ, and بِالمَوَدَّةِ, I showed, or manifested, to him love, or affection. (S.) It is said in the Kur [lx. 1], تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ, meaning, Ye reveal to them the news of the Prophet by reason of the love that is between you and them; the objective complement of the verb being suppressed: or المودّة may be an objective complement, the ب being a redundant corroborative, as in أَخَذَ الخِطَامَ and أَخَذَ بِهِ: (Msb:) and this interpretation is correct; for إِسْرَارٌ to a person necessarily implies revealing a secret to him and at the same time concealing it from another. (B.) b2: وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً, in the Kur xii. 19, signifies And they concealed, or kept secret, his case, making him as an article of merchandise: (Jel:) or they conjectured in their minds that they should obtain, by selling him, merchandise. (TA.) [See also an ex. voce اِرْتَغَى, in art. رغو.] b3: اسرّ الفَاتِحَةَ, and بِالفَاتِحَةِ, He recited the Fátihah [or First Chapter of the Kur-án] secretly, or inaudibly: (Msb:) or the latter form of expression is a mistake. (Mgh.) b4: أَسْرَرْتُهُ also signifies نَسَبْتُهُ إِلَى السِّرِّ [which may mean either I attributed it to secrecy, or, like many phrases of this kind, by inversion, I attributed to him secrecy, or mystery]. (Msb.) 5 تسرّر and تسرّى, (M, K,) and ↓ استسرّ, (K,) He took to himself a concubine-slave. (M, * K, * TA.) And تَسَرَّرْتُ جَارِيَةً, and تَسَرَّيْتُهَا, (S,) and ↓ اِسْتَسَرَّيْتُهَا, (TA,) I took to myself a girl, or young woman, as a concubine-slave. (S, * TA.) تَسَرَّرْتُهَا is [said to be] thus changed to تَسَرَّيْتُهَا, (T, S, Msb,) for alleviation of the pronunciation, (Msb,) on account of the three ر s following one another, (T,) being like تَظَنَّنْتُ and تَظَنَّيْتُ. (T, * S.) Lth says that تسرّيت is a mistake; but Az says that it is correct. (TA.) ↓ اِسْتَسَرَّنِى

occurs in a trad. as signifying He took me to himself as a concubine-slave; but by rule one should say تَسَرَّرَنِى, or تَسَرَّانِى: as to ↓ استسرّنى, it [more properly] signifies “ He revealed to me his secret. ” (TA.) b2: تَسَرَّرَ فُلَانٌ بِنْتَ فُلَانٍ [as though signifying Such a one took to himself the daughter of such a one as a concubine-slave] is said when a man of low birth takes as his wife a woman or girl of high birth because of the abundance of his property and the littleness of hers. (M.) 6 تسارّوا They spoke, or discoursed, secretly together; acquainted one another with secrets. (S, K.) [See also 3.]

A2: تسارّإِلَى ذٰلِكَ (tropical:) He experienced pleasure, or delight, at that: as, for instance, at his scratching a part of his body, or pressing, or kneading, it; and at a thing disliked by another person. (A, TA.) [But I am in some doubt as to the correctness of this, and incline to think that it is a mistake for ↓ استسرّ.]10 استسرّ He, or it, became concealed; or he, or it, concealed himself or itself: (K:) it (a thing, or an affair,) became hidden or concealed or secret: (A, Msb:) it (the moon) became concealed (S, M, A, TA) by the light of the sun, (TA,) [i. e. by its proximity to the sun,] for one night, or for two nights. (AO, S.) A2: استسرّهُ He took extraordinary pains in concealing it, or keeping it secret. (TA.) b2: See also 5, in four places. b3: اِسْتَسَرَّنِى He revealed to me his secret. (TA.) A3: See also 1; and see 6, last sentence.

سَرٌّ A man who rejoices, or gladdens, another; or makes him happy; (S, K;) [and so ↓ سَارٌّ:] fem. سَرَّةٌ; with which ↓ سَارَّةٌ is syn. (Lh, M, K.) You say رَجُلٌ بَرٌّ سَرٌّ A man who treats with goodness and affection and gentleness, and rejoices &c., (S, K, TA,) his brethren: (TA:) pl. بَرُّونَ سَرُّونَ. (S, K.) سُرٌّ: see سُرُورٌ: A2: and سِرٌّ, last sentence but one.

A3: It is also a contraction of سُرُرٌ, pl. of سَرِيرٌ. (Sb, M.) A4: Also, and ↓ سِرَرٌ, (S, M, K,) and ↓ سَرَرٌ, (S, K, in the CK سُرَر,) The navel-string of a child; i. e. the thing that the midwife cuts off from the navel (سُرَّة) of a child; (S, K;) the thing that hangs from the navel (سُرَّة) of a newborn child, and that is cut off: or ↓ سِرَرٌ signifies the part that is cut off thereof, and that goes away: (M:) pl. (of سِرَرٌ, S, [or of سُرٌّ or سَرَرٌ,]) أَسِرَّةٌ, (Yaakoob, S, M, K,) which is extr. (M.) One says, عَرَفْتُ ذٰلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْطَعَ سُرُّكَ [I knew that before thy navel-string was cut]: one should not say سُرَّتُكَ; for the سُرَّة is not cut. (S.) and وَاحِدِ ↓ وَلَدَتْ ثَلَاثَةً فِى سَرَرٍ She brought forth three [boys] consecutively, or one at the heels of another. (M.) [See also سِرٌّ, last sentence.]

سِرٌّ A secret; a thing that is concealed, or suppressed, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) in the mind; (TA;) as also ↓ سَرِيرَةٌ: (S, M, A, K:) or the former has the above-mentioned signification, and the latter signifies a secret action, whether good or evil: (Lth:) [and the former, also, a mystery:] pl. of the former, أَسْرَارٌ; (S, M, A, Mgh, Msb, K;) and of the latter, سَرَائِرُ. (S, A, K.) It is said in a prov., مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ [The day of Haleemeh is not a secret]: applied to anything commonly known: alluding to Haleemeh the daughter of El-Hárith the son of Aboo-Shemir El-Ghassánee; for, when her father sent an army to El-Mundhir the son of Má-es-Semà, she took forth for the soldiers some perfume in a vessel (مِرْكَن), and perfumed them with it. (S.) [You say also, هُوَ مَوْضِعُ سِرِّى He is the depositary of my secret, or secrets.] The words of the Kur [lxxxvi. 9] ↓ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ signify In the day wherein the secret tenets and intentions shall be tried and revealed: (Jel:) or by السرائر is here meant fasting, and prayer, and alms-giving, and ablution on account of the pollution termed جَنَابَة. (TA.) [See also a verse cited in the third paragraph of art. عرض.] b2: A thing that is revealed, appears, or is made manifest: thus it has two contrary significations. (MF.) b3: السِّرُّ [for مَحَلُّ السِّرِّ, (assumed tropical:) The heart; the mind; the recesses of the mind; the secret thoughts; the soul;] is a syn. of الضَّمِيرُ. (K in art. ضمر. [See also سَرِيرَةٌ.]) [لَا تُتْعِبْ سِرَّكَ (assumed tropical:) Weary not thy heart, or mind, is a common modern phrase. And one says, of a deceased holy man, قَدَّسَ اللّٰهُ سِرَّهُ (assumed tropical:) May God sanctify his soul.] b4: سِرٌّ also signifies Secrecy; privacy; contr. of عَلَانِيَةٌ. (S in art. علن.) Yousay سِرًّا وَعَلَانِيَةً [Secretly and openly; or privately and publickly]. (Kur ii. 275, &c.) b5: Concealment. (S.) b6: Suppression; contr. of إِعْلَانٌ. (Msb.) [So in the phrase تَكَلَّمَ سِرًّا He spoke with a suppressed, or low, voice; softly.] b7: [One having private knowledge of a thing. Yousay,] فُلَانٌ سِرُّ هٰذَا الأَمْرِ (assumed tropical:) Such a one has [private] knowledge of this thing. (TA.) b8: (tropical:) The penis (T, S, M, K) of a man: (T:) and (tropical:) the vulva, or external portion of the organs of generation, of a woman. (K.) One says, اِلْتَقَى السِّرَّانِ (tropical:) The two pudenda met. (A.) b9: (tropical:) Concubitus. (AHeyth, S, Mgh, K.) b10: (tropical:) Marriage: (M, A, Msb, K:) pl. أَسْرَارٌ. (TA.) You say, وَاعَدَهَا سِرًّا (tropical:) He promised her marriage, she promising him the same. (A.) So, accord. to some, in the Kur ii.

235. (TA.) b11: (tropical:) Plain declaration of marriage: (K:) i. e., a man's offering himself in marriage to a woman during her عِدَّة: so expl. as occurring in the Kur ubi suprà: (TA:) or a man's demanding a woman in marriage during her عِدَّة. (Mujáhid.) b12: (tropical:) Adultery, or fornication: (AHeyth, (K:) so, accord. to Aboo-Mijlez and El-Hasan, in the Kur ubi suprà. (TA.) Hence the saying, لَا يُرْجَى مِنْ وَلَدِ السِّرِّ بِرٌّ (tropical:) One does not hope for filial piety from the offspring of adultery, or fornication. (TK.) b13: (assumed tropical:) Origin; syn. أَصْلٌ; (M, K;) as in the phrase هُوَ كَرِيمُ السِّرِّ كَثِيرُ البِرِّ He is of generous origin, of much filial piety. (TK.) b14: (assumed tropical:) The commencement, or first night, of a lunar month: (K, TA:) or its middle; (K;) app. meaning what are called الأَيَّامُ البِيضُ: (TA:) but Az says, I know it not in this sense. (IAth.) b15: (assumed tropical:) The interior of anything; its heart. (K.) Whence سِرُّ الشَّهْرِ and اللَّيْلِ (assumed tropical:) [The middle of the lunar month and of the night]. (TA.) b16: The marrow of anything. (TA.) b17: (tropical:) The pure, or choice, or best, part of anything. (Fr, M, K.) You say, أَعْطَيْتُكَ سِرَّهُ (tropical:) I gave thee the pure, or choice, or best, part of it. (A.) b18: (tropical:) The pure, or genuine, quality of race, or lineage: (S, A, K:) its best quality: (S, K:) and the middle sort thereof; (S;) and of rank, or quality, or the like: (M:) as also ↓ سَرَارٌ and ↓ سَرَارَةٌ. (M, K.) One says, هُوَ فِى سِرِّ قَوْمِهِ (tropical:) He is of the best [in race or family] of his people: (TA:) or of the middle sort of them. (S.) b19: (tropical:) The low, or depressed, part of a valley: (K:) the best, (S, K,) or most fruitful, (As, M, TA,) part thereof: (As, S, M, K:) as also ↓ سَرَارٌ (M, K) and ↓ سَرَارَةٌ (As, S, M, K) and ↓ سُرَّةٌ: (M, K:) or the last signifies the middle of a valley: (S:) the pl. of سِرٌّ is سِرَرٌ and سُرُورٌ (M) and أَسِرَّةٌ, like as أَقِنَّةٌ is of قِنٌّ, (S,) or the last is pl. of ↓ سَرَارٌ, like as أَقْــذِلَةٌ is of قَذَالٌ; (M;) and that of ↓ سَرَارَةٌ is ↓ سَرَارٌ, (S,) or [this is a coll. gen. n., and the pl. is] سَرَائِرُ: (M:) also

↓ سُرَّةٌ (assumed tropical:) the middle of a city: and أَسِرَّةٌ the middles of meadows. (TA.) And أَرْضٌ سِرٌّ (assumed tropical:) Fruitful, good, land; (M, K;) as also ↓ سَرَّآءُ. (K, * TA.) b20: Also (assumed tropical:) Goodness; excellence. (Msb.) b21: Also, and ↓ سُرٌّ, (M, K,) and ↓ سِرَرٌ, (S, M, K,) and ↓ سُرُرٌ, (K,) and ↓ سِرَارٌ, (S, M, K,) A line of the palm of the hand, (M, K, *) and of the face, (M,) and of the forehead: (S, M, Mgh:) pl. (of سِرٌّ, TA, or of ↓ سِرَارٌ, S) أَسِرَّةٌ, (M, TA,) and (of the same, K, or of ↓ سِرَرٌ, S, Mgh) أَسْرَارٌ; (S, M, Mgh, K;) and pl. pl., [i. e. pl. of أَسْرَارٌ,] أَسَارِيرُ: (S, M, (Mgh, K:) this last, accord. to AA, signifies the lines in the forehead, from the shrivelling of the skin; and its sing. is ↓ سَرَرٌ: (TA:) some also apply the pl. أَسِرَّةٌ to (tropical:) lines, or streaks, of herbage; as being likened to the lines of the hand and of the face, but this is not of valid authority: (M:) and أَسَارِيرُ (as pl. of أَسْرَارٌ, which is pl. of سِرَرٌ, TA) also signifies the beauties of the face, and of the cheeks, and of the elevated parts of the cheeks. (K, TA.) b22: وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَةٌ عَلَى سِرٍّ, (K,) and عَلَى

وَاحِدٍ ↓ سِرَرٍ, (K, * TA,) means Three children were born to him, whose navel-strings were cut in a similar manner, without any female among them. (K. [See also سُرٌّ.]) سُرَّةٌ The navel; i. e. the place from which the navel-string (سُرّ) has been cut off; (S;) the small cavity, or hollow, of the belly, (M, TA,) in the middle thereof; (TA;) what remains of the سِرَر: (M:) [see سُرٌّ:] pl. سُرَرٌ [in the CK erroneously سِرَرٌ] and سُرَّاتٌ. (S, K.) b2: [Hence,] سُرَّةُ الفَرَسِ (assumed tropical:) [The navel of the horse,] the star, of Pegasus, that is in the head of Andromeda. (Kzw.) b3: [Hence likewise] سُرَّةٌ also signifies (assumed tropical:) A perforation in the middle of a jar such as is termed مُزَمَّلَة [q. v.], in which is fixed a tube of silver or lead, whence one drinks. (Har p. 548.) b4: And (assumed tropical:) The place where the water rests, in the furthest part, of a watering-trough, or tank. (K, TA.) b5: See also سِرٌّ, in two places, in the latter part of the paragraph.

سَرَرٌ a subst. from سَارَّهُ [like its syn. نَجْوَى

from نَاجَاهُ, signifying Secret discourse, or a secret communication, between two persons or parties]. (M.) A2: See also سَرَارُ الشَّهْرِ: A3: and سِرٌّ, last sentence but one: A4: and سُرٌّ, in two places.

A5: Also A pain which a camel suffers in his كِرْكِرَة [or callous projection upon the breast], arising from a gall, or sore: (S, * K:) or sores in the hinder part of the كركرة of a camel, nearly penetrating into his inside, but not mortal: or a disease that attacks the horse: (M:) it is said by Lth to be a pain in the navel; but Az and others say that this is a mistake. (TA.) b2: Also Hollowness of a spear-shaft [&c.]. (S, K.) [See أَسَرُّ.]

سُرُرٌ: see سِرٌّ, last sentence but one: A2: and سُرُورٌ.

A3: It is also a pl. of سَرِيرٌ [q. v.]. (S, M, Msb, K.) سِرَرٌ: see سَرَارُ الشَّهْرِ: A2: and سِرٌّ, last two sentences, in three places: A3: and سُرٌّ, in two places.

A4: Also The coats, or coverings, and earth, that are upon truffles; (S, K;) and ↓ سَرِيرٌ signifies the same, (TA,) or the sand (K, TA) and earth and coats or coverings (TA) upon truffles: (K, TA:) here, and in some copies of the Tekmileh, for كَمْأَة, is put أَكَمَة: (TA:) or both signify the earth that is upon truffles: (M:) or the former signifies the round clod of earth in which a truffle grows: (ISh, TA:) pl. of the former, (ISh, S,) and of ↓ the latter, (TA,) أَسْرَارٌ. (ISh, S, TA.) سَرَارُ الشَّهْرِ and ↓ سِرَارُهُ, (S, M, K,) but the latter is not approved by the lexicologists [in general], (Az,) and ↓ سَرَرُهُ (S, M, K) and ↓ سِرَرُهُ, (M,) and ↓ لَيْلَةُ السِّرَارِ (S) [or السَّرَارِ &c.], The last night of the lunar month: (S, K:) or when the month is twenty-nine, it is the twenty-eighth night; and when the month is thirty, it is the twenty-ninth night: (Fr:) or the night in which the moon becomes concealed by the light of the sun: (M:) sometimes this is the case one night, and sometimes it is two nights. (AO, S.) [See also الدَّعْجَآءُ, voce أَدْعَجُ.]

A2: سَرَارٌ is also syn. with سِرٌّ, in two senses: see سِرٌّ, in the latter part of the paragraph, in four places.

A3: It signifies also [Dates in the unripe state in which they are termed] سَيَابٌ [q. v.]. (K.) سِرَارٌ: see the next preceding paragraph, in two places: A2: and سِرٌّ, last sentence but one, in two places: A3: and مَسَرَّةٌ.

سَرُورٌ: see what next follows.

سُرُورٌ, (S, M, A, Msb,) or ↓ سَرُورٌ, when used as a simple subst., (IAar, Sgh, K,) but this is strange, and, accord. to MF, unknown, whether as a simple subst. or as an inf. n., (TA,) and ↓ سُرٌّ (M, Msb) and ↓ سَرَّآءُ and ↓ تَسُرَّةٌ, (M,) Happiness, or joy, or gladness; syn. فَرَحٌ; (M, K; *) contr. of حُزْنٌ: (S:) or dilatation of the bosom with delight, or pleasure, wherein is quiet or tranquillity or rest of mind, of short or of long continuance; whereas فَرَحٌ is dilatation of the bosom with delight, or pleasure, of short continuance, transitory, or fleeting, not lasting, as is the case in bodily and worldly pleasures; but فَرَح is sometimes called سُرُور, and vice versâ: (Er-Rághib, TA in art. فرح:) or سُرُورٌ signifies pleasure, or delight, and dilatation of the heart, of which there is no external sign; distinguished from حُبُورٌ, which is cheerfulness, i. e., pleasure, or delight, or dilatation of the heart, which has a visible effect in the aspect. (TA.) A2: Also sing. of ↓ سُرُرٌ, (TA,) which signifies The upper extremities of the stems of plants. (K, TA.) See also مَسَرَّةٌ.

سَرِيرٌ [A couch-frame; a bedstead: a raised couch, or couch upon a frame: a throne:] a thing upon which one lies; syn. مُضْطَجَعٌ: (M, K:) or a thing upon which one sits: (TA:) pl. [of pauc.] أَسِرَّةٌ and [of mult.] سُرُرٌ, (S, M, Msb, K,) and some, for the latter, say سُرَرٌ, as more easy of pronunciation, (S, Msb,) and make the same change in other similar pls., (S,) and he who says صِيْدٌ [for صُيُدٌ, pl. of صَيُودٌ,] says سُرٌّ for سُرُرٌ. (Sb, M.) It is said to be derived from سُرُورٌ, because it generally belongs to persons of ease and affluence and of authority, and to kings. (MF.) b2: Hence, and as an appellation of good omen, (Er-Rághib,) A bier, before the corpse is carried upon it: (K:) when the corpse is carried upon it, it is called [نِعْشٌ and] جَِنَازَةٌ. (TA.) b3: [Hence,] سَرِيرُ بَنَاتِ نَعْشٍ (assumed tropical:) [The bier of BenátNaash;] the seven stars that are upon the neck and breast and two knees of the Greater Bear, resembling a semicircle; [app. τ, η, υ, ø, q, e, and f; (as in Freytag's Lex.;)] also called الحَوْضُ. (Kzw.) b4: [Hence likewise] سَرِيرٌ also signifies (tropical:) Dominion, sovereignty, rule, or authority: and ease, comfort, or affluence: (S, * K: [in some copies of each of which, we find النِّعْمَةُ in the place of النَّعْمَةُ:]) and settled means of subsistence. (M, TA.) You say, زَالَ عَنْ سَرِيرِهِ (tropical:) He ceased to enjoy authority, or power, and ease, comfort, or affluence. (A.) [See also an ex. in a verse cited in art. دغفل.] b5: And (tropical:) The part where the head rests upon the neck: (S, M, K, TA:) pl. أَسِرَّةٌ and سَرَائِرُ. (TA.) A2: See also سِرَرٌ, in two places: A3: and مَسَرَّةٌ.

سَرَارَةٌ: see سِرٌّ, in the latter part of the paragraph, in three places. It signifies also (assumed tropical:) The best of the productive parts of a meadow. (TA.) b2: And hence, (TA,) (assumed tropical:) Pureness, choiceness, or excellence, of anything: (M, K:) pureness, and excellence, of race, or lineage. (S.) It has no verb. (M.) You say, هُوَ فِى سَرَارَةٍ مِنْ عِيشَةٍ (tropical:) [He is in the best condition, or mode, of life]. (A.) And لَهَا عَلَيْهَا سَرَارَةٌ (assumed tropical:) She possesses superiority over her. (Fr.) سَرِيرَةٌ; and its pl. سَرَائِرُ: see سِرٌّ, first and fourth sentences, in three places. b2: Also The heart, or mind. (KL. [And so سِرٌّ, q. v.]) And One's inner man; syn. جَوَّانِىٌّ: opposed to عَلَانِيَةٌ and بَرَّانِىٌّ [q. v.]. (T in art. بر.) سَرَّآءُ Ampleness, or freedom from straitness, of the means, or circumstances, of life; syn. رَخَآءٌ; [or a happy state or condition;] contr. of ضَرَّآءُ; (S;) i. q. ↓ مَسَرَّةٌ and ↓ سَارُورَآءُ [contr. of مَضَرَّةٌ and ضَارُورَآءُ]. (K.) b2: See also سُرُورٌ: b3: and see سِرٌّ, near the end of the paragraph. b4: Also i. q. بَطْحَآءُ [q. v.]. (TA.) سِرِّىٌّ [rel. n. from سِرٌّ; Of, or relating to, anything secret: a secret, or mysterious, thing. b2: And] A man who does things secretly: pl. سِرِّيُّونَ. (M.) سُرِّيَّةٌ A concubine-slave; a female slave whom one takes as a possession and for concubitus; (M;) a female slave to whom one assigns a house, or chamber, in which he lodges her, (S, K,) and whom he takes as a possession and for concubitus: (TA:) of the measure فُعْلِيَّةٌ, (S, M, Mgh, Msb,) from سِرٌّ as signifying “ concubitus,” (S, M, * Mgh, Msb, K,) or as signifying “ concealment,” because a man often conceals and protects her from his wife; (S;) altered from the regular form of a rel. n., (S, M, Msb, K,) by its having damm [in the place of kesr]; (S, Msb;) for the rel. n. is sometimes thus altered, as in the instances of دُهْرِىٌّ from الدَّهْرُ and سُهْلِىٌّ from الأَرْضُ السَّهْلَةُ: (S:) or it is with damm to distinguish it from سِرِّيَّةٌ, which is applied to “ a free woman with whom one has sexual intercourse secretly,” (Msb,) or “ one who prostitutes herself: ” (TA:) or it is from سُرٌّ in the sense of سُرُورٌ; because her owner rejoices in her; (Akh, * S, * Msb;) and if so, it is agreeable with analogy: (Msb:) so says A Heyth; and this is the best that has been said respecting it: (TA:) or it is of the measure فُعُّولَةٌ, from سَرْوٌ, (M, Mgh,) the latter و being changed into ى for euphony, and then the [other] و being incorporated into it and thus becoming ى like it, after which the dammeh is changed into a kesreh because the ى is next to it: (M:) the pl. is سَرَارِىُّ (ISk, S, TA) and سَرَارٍ; (ISk, TA;) the latter, by poetic license. (Ham p. 304.) سِرِّيَّةٌ A free woman with whom one has sexual intercourse secretly, (Msb, TA, *) or who prostitutes herself: (TA:) distinguished from سُرِّيَّةٌ [q. v.]. (Msb, TA.) سُرْسُورٌ Intelligent; knowing; skilful; (S, M, K;) entering much into affairs, (S, K,) by means of his good artifices or artful contrivances. (TA.) You say, هُوَ سُرْسُورُ مَالٍ He is one who manages well, or takes good care of, property, or cattle, (AA, M, * K, * TA,) knowing what is conducive to the good thereof. (AA, TA.) And هُوَ ابْنُ سُرْسُورِهَا He is the knowing with respect to it. (T in art. بنى.) b2: A person beloved, or a friend; a special, or choice, companion; (K;) as also ↓ سُرْسُورَةٌ. (TA.) A2: Also The نَصْل [or spun thread, that has come forth,] of the spindle. (K.) سُرْسُورَةٌ: see the next preceding paragraph.

سَارٌّ; and its fem., with ة: see سَرٌّ.

سَارُورَآءُ: see سَرَّآءُ.

أَسَرُّ An adventive; one abiding among a people to whom he is not related; syn. دَخِيلٌ. (S, K.) Lebeed says, وَجَدِّى فَارِسُ الرَّعْشَآءِ مِنْهُمْ رَئِيسٌ لَا أَسَرُّ وَلَا سَنِيدُ [And my grandfather, the rider of Er-Raashà, was of them; a chief, not an adventive, nor of suspected origin]. (S.) A2: Also a camel having a gall, or sore, in the كِرْكِرَة [or callous projection upon the breast]: (S:) or having a pain therein, arising from a gall, or sore: (K:) or having sores in the hinder part thereof, nearly penetrating into his inside, but not mortal: or having the disorder termed ضَبٌّ, which is a tumour in the breast: (M:) fem. سَرَّآءُ. (M, K.) [See سَرَرٌ.] b2: زَنْدٌ أَسَرُّ A زند [or piece of stick, or wood, for producing fire,] that has become hollow [by wear]. (AHn, S, M, K. [See 1, near the end of the paragraph.]) And قَنَاةٌ سَرَّآءُ A hollow spearshaft. (S, M, K.) تَسُرَّةٌ: see سُرُورٌ.

مَسَرَّةٌ an inf. n. of سَرَّهُ [q. v.] (S, O, K.) b2: [And A cause of سُرُور, i. e. happiness, or joy, or gladness;] a thing whereby one is made happy, or joyful, or glad: pl. مَسَارُّ. (Msb.) b3: See also سَرَّآءُ. b4: Also, [perhaps as being a cause of pleasure,] The extremities of sweet-smelling plants; (M, O, K;) and so ↓ سُرُورٌ: (O, K:) or the latter, the upper halves of the stems of plants; (Lth, M, O; [but see سُرُورٌ;]) properly, the parts of a lotus-plant that are concealed [by the water] and are consequently succulent and soft and beautiful: and ↓ سَرِيرٌ, the root, or lower part, of a lotusplant, whereon it rests: (O:) or this last, the pith of the lotus-plant; (M, K;) and so ↓ سِرَارٌ: (TA:) [accord. to Az,] اِبْنُ المَسَرَّةِ signifies the branch [or sprig] of رَيْحَان [or of a sweetsmelling plant]. (T in art بنى.) مِسَرَّةٌ An instrument in which one speaks secretly, like a طُومَار [i. e. a roll, or scroll] (S, K) &c. (TA.) مَسْرُورٌ Happy, or joyful, or glad; or affected with سُرُور [q. v.]. (S, TA.) A2: Having the navel-string cut. (TA, from a trad.) b2: And with ة, applied to the kind of jar termed مُزَمَّلَة, Having a سُرَّة, meaning a perforation in the middle, in which is fixed a tube of silver or lead, whence one drinks. (Har p. 548.) وَقَفْتُ عَلَى مُسْتَسَرِّهِ I became acquainted with his hidden, or secret, affair. (A, * TA.)

رجز

(ر ج ز) : (الرِّجْزُ) الْعَذَابُ الْمُقْلِقُ وَبِهِ سُمِّيَ الطَّاعُونُ (وَالْمُرْتَجِزُ) مِنْ أَفْرَاسِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -.
رجز: {رجز} عذاب، و {رجز الشيطان}: لطخه وما يدعو إليه، والرجز والرجس واحد.
رجز: رجز: ارتجف، ارتعش (خوفاً أو غضباً) (أبو الوليد ص663، سعدية النشيد الرابع ص77، 99).
أرجز: أغضب، أسخط، احنق، أغاظ (همبرت ص242).
ارتجز: ارتجف، ارتعش (أبو الوليد ص663).
(رجز)
الراجز رجزا أنْشد أرجوزة وَيُقَال رجز بِهِ أنْشدهُ أرجوزة فَهُوَ راجز ورجاز ورجازة وَالرِّيح بَينهم دَامَت

(رجز) الْجمل رجزا ارتعشت قوائمه عِنْد النهوض من دَاء الرجز فَهُوَ أرجز وَهِي رجزاء (ج) رجز
ر ج ز : الرِّجْزُ الْعَذَابُ، وَالرَّجَزُ بِفَتْحَتَيْنِ نَوْعٌ مِنْ أَوْزَانِ الشِّعْرِ.

وَالْأُرْجُوزَةُ الْقَصِيدَةُ مِنْ الرَّجَزِ وَرَجَزَ الرَّجُلُ يَرْجُزُ مِنْ بَابِ قَتَلَ قَالَ شِعْرَ الرَّجَزِ وَارْتَجَزَ مِثْلُهُ. 

رجز


رَجَزَ(n. ac. رَجْز)
a. Sang or versified in the metre رَجَز .
تَرَجَّزَa. Rumbled, growled ( wind & c.).
تَرَاْجَزَa. see I
إِرْتَجَزَa. see I
& V.
رِجْز
رُجْزa. Filth, uncleanness.
b. Idolatry, polytheism.
c. Rage, fury.

رَجَزa. A certain metre or cadence.

رِجَاْزَةa. Camel-litter.

أُرْجُوْزَة (pl.
أَرَاْجِيْزُ)
a. Poem composed in the metre رَجَز .
ر ج ز: (الرِّجْزُ) الْقَذَرُ مِثْلُ الرِّجْسِ وَقُرِئَ: «وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ» بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا. قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الصَّنَمُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة: 59] فَهُوَ الْعَذَابُ. وَ (الرَّجَزُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضَرْبٌ مِنَ الشِّعْرِ وَقَدْ (رَجَزَ الرَّاجِزُ) مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (ارْتَجَزَ) أَيْضًا. 
ر ج ز

رجز الشاعر يرجز، وهو راجز ورجّاز ورجّازة، وارتجز بكذا فهو مرتجز، وراجز صاحبه وتراجزا: تنازعا الرجز بينهما. وهذه أرجوزة العجاج وأراجيزه. وكشف الله عنكم الرجز.

ومن المجاز: ارتجز الرعد إذا تدارك صوته كارتجاز الراجز. قال:

كثير الماء مرتجز الرعود

وترجّز السحاب. قال الراعي:

ترجّز من تهامة فاستطارا

وسحابة رجّازة. قال الفرزدق:

أناخت به كل رجازة ... وساكبة الماء لم ترعد

أي كل راعدة وغير راعدة. والبحر يرتجز بآذيّه ويترجز. قال:

وما مترجّز الآذيّ جون ... له حبك يطمّ على الجبال
رجز: الرَّجْزُ المَشْطُُوْرُ والمَنْهُوْكُ لَيْسا بشِعْرٍ. ورَجِّزْني: أي أنْشِدْني رَجَزاً. وسُمِّيَ لِتَدَارُكِه، لأنَّ الرَّجَزَ الصَّوْتُ المُتَدَارِكُ. والرَّجَزُ: مَصْدَرُ يَرْجُزُوْنَ ويَرْتَجِزُوْنَ، الواحِدُ أُرْجُوْزَةٌ. وهو رَجّازَةٌ ورَجّازٌ. والرِّجَازِةُ: شَيْءٌ يُعْدَلُ به مَيْلُ الحِمْلِ كالوِسَادَة. وهي أيضاً: مَرْكَبٌ من مَرَاكِبِ النِّسَاءِ دُوْنَ الهَوْدَج. ونَسِيْجَةٌ عَرْضُها ثلاث أصابِعَ تُخَيَّطُ على السَّتْرِ يُحَسَّنُ بها، وجَمْعُها رَجَائزٌ. وعَصاً تكونُ في أسْفَلِ الخِدْرِ مَبْنيٌّ عليها. ورَجَزْتُ أحَدَ العِدْلَيْنِ بالآخَرِِ: إذا عَدَلْتَ أحَدَهما بالآخَرِ. والرَّجْزُ: العَذَابُ، وأصْلُه الثِّقَلُ والِحْلُ. والأمْرُ الشَّدِيدُ يَنْزِلُ بالناس. والرُّجْزُ: عِبَادَةُ الأوْثانِ، ويُقْرَأُ باللُّغَتَيْنِ جميعاً. وهو الإِثْمُ أيضاً. والرَّجَزُ: مَصْدَرُ الأرْجَزِ والرَّجْزَاءِ: وهي الناقَةُ التي تُرْعِدُ إذا قامَتْ لِضَعْفِها.
رجز
أصل الرِّجْزِ: الاضطراب، ومنه قيل: رَجَزَ البعيرُ رَجَزاً، فهو أَرْجَزُ، وناقة رَجْزَاءُ: إذا تقارب خطوها واضطرب لضعف فيها، وشبّه الرّجز به لتقارب أجزائه وتصوّر رِجْزٍ في اللسان عند إنشاده، ويقال لنحوه من الشّعر أُرْجُوزَةٌ وأَرَاجِيزُ، ورَجَزَ فلان وارْتَجَزَ إذا عمل ذلك، أو أنشد، وهو رَاجِزٌ ورَجَّازٌ ورِجَّازَةٌ. وقوله: عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ
[سبأ/ 5] ، فَالرِّجْزُ هاهنا كالزّلزلة، وقال تعالى: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ [العنكبوت/ 34] ، وقوله: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
[المدثر/ 5] ، قيل: هو صنم، وقيل: هو كناية عن الذّنب، فسمّاه بالمآل كتسمية النّدى شحما. وقوله: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ
[الأنفال/ 11] ، والشّيطان عبارة عن الشّهوة على ما بيّن في بابه. وقيل: بل أراد برجز الشّيطان: ما يدعو إليه من الكفر والبهتان والفساد. والرِّجَازَةُ: كساء يجعل فيه أحجار فيعلّق على أحد جانبي الهودج إذا مال ، وذلك لما يتصوّر فيه من حركته، واضطرابه.
[رجز] في ح الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: إنه شاعر، فقال: لقد عرفت الشعر رجزه وهزجه وقريضه فما هو به، الرجز بحر من البحور ونوع من أنواع الشعر يكون كل مصراع منه مفردًا وتسمى قصائده أراجيز جمع أرجوزة فهو كهيئة السجع إلا أنه في وزن الشعر، ويسمى قائله راجزًا تسمية قائل بحور الشعر شاعرًا. الحربي: لم أجد في الحديث من ضروب الرجز إلا المنهوك نحو:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
والمشطور نحو:
هل أنت لا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
ولم يعدهما الخليل شعرًا. قوله: أنا ابن عبد المطلب، إشارة إلى رؤيا رآها عبد المطلب وكانت مشهورة عندهم رأى تصديقها فذكرهم إياها به. وفيه: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو "راجز" سماه به لأن الرجز أخف على اللسان من القصيدة. وفيه: كان له صلى الله عليه وسلم فرس يسمى "مرتجزًا" لحسن صهيله. وح: إن معاذًا أصابه الطاعون فقال ابن العاص: لا أراه إلا "رجزًا" وطوفانًا، فقال: ليس "برجز" ولا طوفان، هو بكسر راء العذاب والإثم والذنب، ورجز الشيطان وساوسه. ن: كانوا "يرتجزون" فيه جواز الأشعار في حال الأعمال والأسفار، واتفقوا على شرطية القصد في الشعر فلا يكون ما ورد موزونًا شعرًا. ط: الطاعون "رجز" هو عذاب أنزل على من أمروا بدخول الباب سجدًا فخالفوا فمات منهم في الساعة أربعة وعشرون ألفا. قا::عذاب من "رجز" أي سيء العذاب: غ: "و"الرجز" فاهجر" أي عبادة الأصنام.
رجز
رجَزَ يَرجُز، رَجْزًا، فهو راجز
• رجَز الشَّاعرُ: أنشد قصيدة من بحر الرَّجَز، أنشد أُرجوزة. 

ارتجزَ يرتجز، ارتجازًا، فهو مُرتجِز
• ارتجز الشَّاعرُ: رجَز؛ قال أرُجوزة (قصيدة من بحر الرجز) ° ارتجز الرَّعدُ: تدارك صوته كارتجاز الراجز. 

تراجزَ يتراجز، تراجُزًا، فهو مُتراجِز
• تراجز القومُ: تناشدوا الرَّجَزَ بينهم؛ أي القصائد من بحر الرَّجَز. 

راجزَ يُراجز، مُراجَزةً، فهو مُراجِز، والمفعول مُراجَز
• راجز صديقَه: باراه في الرَّجَز. 

رجَّزَ يُرجِّز، ترجيزًا، فهو مُرجِّز
• رجَّزَ الشَّاعرُ: رجَزَ؛ أنشد قصيدة من بحر الرّجَز. 

أُرجوزة [مفرد]: ج أراجيزُ وأُرجوزات: قصيدة من بحر الرَّجَز "كان العرب يُنشدون الأراجيز في حداء الإبل". 

راجِز [مفرد]: ج راجِزون ورُجَّاز: اسم فاعل من رجَزَ. 

رَجْز [مفرد]: مصدر رجَزَ. 

رَجَز [مفرد]: ج أرجاز
• الرَّجَز:
1 - (طب) داء يصيب الإبل، ترتعش منه أفخاذها عند قيامها.
2 - (عر) أحد بحور الشِّعر العربي، ووزنه: مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ، في كلِّ شطر. 

رُجْز [مفرد]: عبادة الأوثان " {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ". 

رِجْز [مفرد]:
1 - رِجْس؛ عذاب وعقاب " {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ} ".
2 - قَذَرٌ ونَجَسٌ.
• رِجْزُ الشَّيطان: وسوستُه " {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} ". 
(رجز) - في الحَدِيثِ، قال الوَلِيدُ بنُ المُغِيرة حين قالت قُريْش للنَّبِىّ، - صلى الله عليه وسلم -، إنَّه شَاعِر: "لقد عَرَفتُ الشِّعرَ: رَجَزَه وهَزَجَه وقَريضَه فما هُوَ به"
قال الحَربىُّ: الرَّجَز أَقصرُ من القَصِيدة، وهو كهَيْئَة السَّجع، إلاّ أنه في وَزْن الشِّعر. قال : ولم يَبلُعْنى أَنَّه جَرَى على لِسانِ النَّبِىّ، - صلى الله عليه وسلم -، من ضُرُوبِ الرَّجز إلَّا ضَرْبان: المَنْهُوك، والمَشْطُور.
رَوى البَراءُ رضىِ الله عنه، أَنَّه رآه عليه الصلاة والسَّلام على بَغْلَة بَيْضاء يَقُولُ رَجَزًا مَنْهوُكًا ليس بِشِعْر:
أَنَا النَّبِىُّ لا كَذِبْ ... أَنَا ابنُ عَبدِ المُطَّلبْ  ورَوَى جُندَب، رَضِى الله عنه، أَنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام دَمِيتَ إصَبَعُه فقال رَجَزا مَشطُوراً:
هل أَنتِ إلاّ إصْبَعٌ دَمِيتِ ... وفي سَبِيلِ اللهِ ما لَقِيتِ
وكان عليه الصلاة والسلام: لا يُنكِر ما يُرجَز به، وكان يَستَحِبّه على القَصِيد وغَيْرهِ من عَرُوضِ الشِّعر.
رُوِى أَنَّ العَجَّاجَ أَنشدَ أَبَا هُرَيْرة رضي الله عنه:
* سَاقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدرَمَا *
فقال: كان النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم -، يُعجِبه نَحو هذا من الشِّعر.
وأما القَصِيدَة فلم يَبلُغْنِي أَنَّه أَنشَد بيتاً تَامًّا على وَزْنِه، كان يُنشِد الصَّدرَ أو العَجُزَ، ويَسْكُت عن الآخر، فإنْ أَنشدَه تَامًّا لم يُنشِدْه على وَزْنِه ولم يُقِمْه على ما بُنِي عليه. أَنْشدَ صَدرَ بَيْت:
* ألَا كُلُّ شَيءٍ ما خَلَا الله بَاطِلُ *
وسَكَت عن عَجُزِه، وهو:
* وكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحالةَ زائِلُ *
وأنشَد عَجُزَ بَيْتِ طَرَفة:
* ويَأْتِيك بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّد *  وصَدْرُ البَيْت:
* سَتُبدِى لك الأَيّامُ ما كُنتَ جاهلًا *
وأنشْدَ ذَاتَ يومٍ:
أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبَ العُبَيْـ  ... ـدِ بَيْن الأَقْرع وعُيَيْنة
فَقالُوا: إنَّما قال:
* بَيْنَ عُيَينَة والأَقْرع *
فأعادَها: بَيْن الأَقْرع وعُيَيْنَة.
وتَمثَّل يومًا:
* كَفَى الِإسْلامُ والشَّيْبُ للمَرءِ نَاهِياً *
فقيل: كَفَى الشَّيبُ والِإسلامُ
يَعنى فَأعادَه مِثلَ الأوَّل. فقام أبو بَكْر، رضي الله عنه، فقال: أَشهَد أَنَّك رَسولُ الله ثم قال: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} قال الِإمَامُ: وأما الرَّجَز فَليْسَ بشِعْر عند أَكثَرِهم، وقَولُه:
* أنَا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِب * قِيلَ: لم يَذْكُره افتِخاراً به، لأَنَّه كان يَكْرَه الانْتِساب إلى الآباءِ الكُفَّار، أَلَا تَراه حين قال له الأَعرابِىُّ: يا ابْنَ عَبدِ المُطَّلب، قال: قد أَجبتُك ولم يَتَلَّفظْ بالِإجابة كَراهةً منه لِمَا دَعَاه به، حيث لم يَنسُبْه إلى ما شَرَّفَه اللهُ تَعالَى به، من النُّبُوَّة والرِّسالة، ولكنه أَشار بقوله:
* أَنَا ابنُ عَبدِ المُطَّلب *
إلى رُؤْيَا رآها عَبدُ المُطَّلب كانت مَشْهُورة عندهم، رَأَى تَصدِيقَها فذَكَّرهم إيَّاهَا بهذا القَوْل، والله أعلم.
في حَدِيثِ عَبدِ الله بنِ مَسْعُود رضي الله عنه: "مَنْ قَرأَ القُرآنُ في أَقلَّ من ثَلاثٍ فهو راجِزٌ".
قيل: إنَّما قاله لأن الرَّجَزَّ أَخفُّ على لِسان المُنْشِد، واللِّسانُ به أَسْرع من القَصِيدَة.
(ر ج ز)

الرَّجَز: أَن تضطرب رجل الْبَعِير إِذا أَرَادَ الْقيام سَاعَة ثمَّ تنبسط. والرَّجَز: ارتعاد يُصِيب الْبَعِير والناقة فِي افخاذهما ومؤخرهما عِنْد الْقيام.

رَجِز رَجَزا، فَهُوَ أرْجز، وَالْأُنْثَى: رَجْزاء.

وَقيل: نَاقَة رَجْزاء: ضَعِيفَة الْعَجز، إِذا نهضت من مبركها لم تستقل إِلَّا بعد نهضتين أَو ثَلَاث.

والرَّجَز: شعر ابْتِدَاء اجزائه سببان ثمَّ وتد، وَهُوَ وزن يسهل فِي السّمع وَيَقَع فِي النَّفس، وَلذَلِك جَازَ أَن يَقع فِيهِ المشطور، وَهُوَ الَّذِي ذهب شطرهو المنهوك، وَهُوَ الَّذِي قد ذهب مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزَاء وَبَقِي جزءان، نَحْو:

يَا لَيْتَني فِيهَا جَذَعُ

أخُبُّ فِيهَا وأضَعْ

وَقد اخْتلف فِيهِ، فَزعم قوم أَنه لَيْسَ بِشعر وَأَن مجازه مجَاز السجع.

وَهُوَ عِنْد الْخَلِيل: شعر صَحِيح، وَلَو جَاءَ مِنْهُ شَيْء على جُزْء وَاحِد لاحتمل الرجزُ ذَلِك لحسن بنائِهِ.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِنَّمَا سمي الرجز رَجَزا لِأَنَّهُ تتوالى فِيهِ فِي أَوله حَرَكَة وَسُكُون، ثمَّ حَرَكَة وَسُكُون إِلَى أَن تَنْتَهِي أجزاؤه، يشبه بالرَّجَز فِي رجل النَّاقة ورعدتها: وَهُوَ أَن تتحرك وتسكن، وتتحرك وتسكن.

وَقيل: سمي بذلك لاضطراب أَجْزَائِهِ وتقاربها.

وَقيل: لِأَنَّهُ صُدُور بِلَا أعجاز.

وَقَالَ ابْن جني: كل شعر تركب تركيب الرَّجَز سُمي رَجَزا.

وَقَالَ الْأَخْفَش مرّة: الرجز عِنْد الْعَرَب: كل مَا كَانَ على ثَلَاثَة أَجزَاء، وَهُوَ الَّذِي يترنمون بِهِ فِي عَمَلهم وسوقهم ويحدون بِهِ، قَالَ: وَقد روى بعض من أَثِق بِهِ نَحْو هَذَا عَن الْخَلِيل.

قَالَ ابْن جني: لم يحفل الْأَخْفَش هَاهُنَا بِمَا جَاءَ من الرجز على جزءين؛ نَحْو قَوْله:

يَا لَيْتَني فِيهَا جَذَعْ قَالَ: وَهُوَ، لعمري، بِالْإِضَافَة إِلَى مَا جَاءَ مِنْهُ على ثَلَاثَة أَجزَاء جُزْء لَا قدر لَهُ لقلته، فَلذَلِك لم يذكرهُ الْأَخْفَش فِي هَذَا الْموضع، فَإِن قلت: فَإِن الْأَخْفَش لَا يرى مَا كَانَ على جزءين شعرًا، قيل: وَكَذَلِكَ لَا يرى مَا هُوَ على ثَلَاثَة أَجزَاء أَيْضا شعرًا، وَمَعَ ذَلِك فقد ذكره الْآن وَسَماهُ رَجَزا، وَلم يذكر مَا كَانَ مِنْهُ على جزءين، وَذَلِكَ لقلته لَا غير، وَإِذا كَانَ إِنَّمَا سمي رَجَزا لاضطرابه، تَشْبِيها بالرَّجز فِي النَّاقة وَهُوَ اضطرابها عِنْد الْقيام، فَمَا كَانَ على جزءين فالاضطراب فِيهِ ابلغ وأوكد.

وَهِي: الأُرْجُوزة.

رَجَز يَرْجُز رَجْزا، وارتجز: قَالَ أُرجوزة.

ورَجَزَ بِهِ، ورجّزه: أنْشدهُ أُرجوزة.

وتراجزوا، وارتجزوا: تعاطَوْا بَينهم الرَّجَز.

والارتجاز: صَوت الرَّعْد المتدارك.

وغيث مُرْتَجز: ذُو رعد.

وَكَذَلِكَ: مترجّز، قَالَ أَبُو صَخْر:

وَمَا مترجِّز الآذِىِّ جَوْنٌ ... لَهُ حُبُكٌ يَطِمُّ على الجِبال

والمُرْتَجِز: اسْم فرس رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سمي بذلك لجهارة صهيله وَحسنه.

وتراجز الْقَوْم: تنازعوا.

والرِّجْز والرُّجْز: الْعَذَاب.

والرِّجْز، والرُّجْز: عبَادَة الاوثان.

وَقيل: هُوَ الشِّرْك مَا كَانَ، تَأْوِيله أَن من عبد غير الله فَهُوَ على ريب من أمره واضطراب من اعْتِقَاده كَمَا قَالَ، سُبْحَانَهُ: (ومن النَّاس من يعبد الله على حرف) أَي على شكّ، وَغير ثِقَة وَلَا مسكة وَلَا طمأنينة، وَقَوله تَعَالَى: (والرُّجْزَ فاهجُرْ) قَالَ قوم: هُوَ صنم، وَالله اعْلَم.

والرِّجازة: مَا عدل بِهِ ميل الْحمل والهودج، وَهُوَ كسَاء يَجْعَل فِيهِ حِجَارَة ويعلق باحد جَانِبي الهودج ليعدله إِذا مَال، سمي بذلك لاضطرابه.

والرِّجَازة: مركب للنِّسَاء دون الهودج. والرِّجَازة: مَا زين بِهِ الهودج من صوف وَشعر أَحْمَر، قَالَ الشماخ:

وَلَو ثقِفاها ضُرِّجَتْ بدمائها ... كَمَا ضُرّجَت نِضْوَ القِرام الرَّجَائزُ

قَالَ الْأَصْمَعِي: هَذَا خطأ، إِنَّمَا هِيَ الجزائر، الْوَاحِدَة: جَزِيرة. وَقد تقدم ذكرهَا.

والرَّجَاز: وَاد مَعْرُوف، قَالَ بدر بن عَامر الْهُذلِيّ:

أسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائه ... بمدافع الرَّجّاز أَو بعُيونِ

ويروى: بمدافع الرُّجَّاز.

رجز

1 رَجِزَ, [aor. ـَ (S,) inf. n. رَجَزٌ, (TA,) He (a camel) had the disease termed رَجَزٌ [expl. below]. (S.) A2: رَجَزَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. رَجْزٌ, (TA,) He said, spoke, uttered, or recited, poetry, or verse, of the metre termed رَجَزٌ; [see this word below;] he spoke in verse of that metre; he poetized, or versified, in that metre; as also ↓ ارتجز; (S, * Msb, K, * TA;) and in like manner ↓ ارجز, he composed verses of that metre. (Ibn-Buzurj, L in art. قصد.) You say also, رَجَزَبِهِ He recited to him (أَنْشَدَهُ [so in more than one MS. copy of the K, and in the TA, but in the CK أَنْشَدَ, without the affixed pronoun, which is probably wrong,]) a poem of that metre; as also ↓ رجّزهُ, (K, TA,) inf. n. تَرْجِيزٌ. (TA.) And ↓ ترجّز He urged, or excited, his camels by singing رَجَز, or his رَجَز: so accord. to different copies of the K. (TA.) b2: [Hence,] رَجَزَتِ الرِّيحُ, inf. n. رَجْزٌ, (assumed tropical:) The wind was continuous, or lasting. (TA.) And الرَّعْدُ ↓ ارتجز (tropical:) The thunder made uninterrupted sounds, like the recitation of the رَاجِز: (A, TA:) or, as also ↓ ترجّز, made a sound: (K:) or made consecutive sounds. (TA.) and بَآذِيِّهِ ↓ البَحْرُ يَرْتَجِزُ (tropical:) [The sea makes a continuous sound, or murmuring, with its waves]; as also ↓ يَتَرَجَّزُ. (A, TA.) [And hence, perhaps,] ↓ ترجّز السَّحَابُ (tropical:) The clouds moved slowly by reason of the abundance of their water. (K, TA.) [See also 6.]2 رجّزهُ: see 1.3 راجز صَاحِبَهُ [He recited verses, or poetry, of the metre termed رَجَز with his companion: or vied with him in doing so: see 6]. (A.) 4 أَرْجَزَ see 1.5 تَرَجَّزَ see 1, in four places.6 تراجزوا i. q. تَنَازَعُوا الرَّجَزَ بَيْنَهُمْ, (A, K,) and تَعَاطَوْهُ, (TA,) i. e. They recited verses, or poetry, of the metre termed رَجَز, one with another: (TK:) [or vied, one with another, in doing so.] b2: [Hence,] تراجز السَّحَابُ (tropical:) [The clouds combined, one with another, in uninterrupted thundering]. (A.) [See also 1.]8 إِرْتَجَزَ see 1, in three places.

رُجْزٌ: see the next paragraph, in four places.

رِجْزٌ properly signifies Commotion, agitation, or convulsion; and consecutiveness of motions. (TA.) b2: Hence, (TA,) Punishment (Aboo-Is-hák, S, Mgh, Msb, K) [like رِجْسٌ] that agitates by its vehemence, and occasions vehement consecutive commotions; (Aboo-Is-hák, Mgh, * TA;) as also ↓ رُجْزٌ: (K:) so in the Kur vii. 131; (Aboo-Is-hák;) and in ii. 56, and vii. 162, and xxix. 33. (S.) b3: Conduct that leads to punishment: so, accord. to some, in the Kur lxxiv. 5; (TA;) where some read الرِّجْزَ and others ↓ الرُّجْزَ: (S, TA:) ↓ the latter is also expl. as signifying sin: (TA:) and both, uncleanness; or filth: (S, K:) so in that instance: like رِجْسٌ: (S:) and polytheism; or the associating of another, or others, with the true God: (K, TA:) so, accord to some, in that instance: because he who worships what is not God is in doubt respecting his case, and unsettled in his belief: (TA:) and the worship of idols: (K:) so, accord. to some, in the same instance: (TA:) or the meaning there is and idol: (Mujáhid, S:) or ↓ the latter word signifies a certain idol; being the name thereof: (Katádeh, TA:) and the devil: and his suggestions. (TA.) b4: Also Plague, or pestilence; syn. طَاعُونٌ. (Mgh.) رَجَزٌ A certain disease which attacks camels, in the rump; (S, K;) so that when a she-camel rises, or is roused, her thighs tremble for a while, and then stretch out: (S:) or it is when there is a convulsive motion in the hind leg or the thighs of a camel, when he desires to stand up, or rises, or is roused, for a while, and then a stretching out of the same. (TA.) A2: Hence, (S,) الرَّجَزُ is the name of A certain species [or kind] of verse or poetry; (S, A, K;) a species [or kind] of the metres of verse; (Msb;) consisting of the measure مُسْتَفْعِلُنْ [primarily] six times: (K:) a metre easy to the ear and impressive to the mind; wherefore it may be reduced to a single hemistich, and also to two feet instead of six: (TA:) so called because it commences with a motion and a quiescence, [i. e., a movent and a quiescent letter,] followed by a motion and a quiescence; and so in the other feet; resembling the رَجَز in a she-camel, which consists in her quivering and then being quiet: (TA:) or because of the contractedness of its feet, and the fewness of its letters: (S, K:) or because it is [characterized by] صُدُور without أَعْجَاز [lit. breasts without rumps; for, as the two hemistichs generally rhyme with each other, the verse seems as though it had no عَجُز; i. e., as though its last foot should rather be called عَرُوضٌ, like the last of the first hemistich, than عَجُزٌ:] (TA:) Akh once said, رَجَزٌ, with the Arabs, is whatever consists of three feet; and it is that [kind of verse] which they sing in their work, and in driving their camels: [see بِــذْلَةٌ, last sentence:] ISd says that certain of those in whom he placed confidence related this on the authority of Kh. (TA.) Some say that it is not verse, or poetry, but a kind of rhyming prose; but Kh held it to be true verse, or poetry: so in the M: but in the T it is said [as in the K] that Kh asserted it to be not poetry, but halves or thirds of verses: one of his reasons for this assertion [the only one that seems to have had much weight with the Muslims] is, that Mo-hammad once said, أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ أَنَا النَّبِىُّ لَا كَذِبْ [which is an instance of a species of رَجَز, meaning, “I am the Prophet: it is no lie: I am the son of 'Abd-el-Muttalib ”]: and were this verse, he would not have said it, as is shown by what is said in the Kur., xxxvi. 69: but on this point, Akh has contended against him. (TA.) رِجَازَةٌ A certain vehicle for women, (S, * TA,) a thing smaller than the هَوْدَج: (S, K, TA:) pl. رَجَائِزُ: (TA:) or a [garment of the kind called]

كِسَآء, (S, K, TA,) in which is a stone, (K, TA, [in the CK a while stone,]) or in which are put stones, (S,) and which is suspended to one of the two sides of the هودج, to balance it, when it inclines: (S, TA:) so called because of its commotion: (TA:) or a thing consisting of a pillow and skins, or hides, put in one of its two sides for that purpose, and called رِجَازَةُ المَيْلِ: (T, TA:) or hair, (K,) or red hair, (TA,) or wool, suspended to the هورج, (K, TA,) for ornament: pl. رَجَائِزُ, said to occur in a verse of EshShemmákh: but accord. to As, this is a mistake for جَزَائِزُ [pl. of جَزِيزَةٌ, q. v.]. (TA.) رَجَّازٌ and رَجَّازَةٌ: see رَاجِزٌ; the latter, in two places.

رَاجِزٌ One who utters, or recites, poetry, or verse, of the metre termed رَجَزٌ; who speaks in verse of that metre; who poetizes, or versifies, in that metre: and in like manner, ↓ مُرْتَجِزٌ, and ↓ رَجَّازٌ [which signifies one who does so much], and ↓ رَجَّازَةٌ [one who does so very much]. (TA.) El-'Ajjáj has been placed the highest in rank as a راجز. (Mz, 49th نوع.) [His son, Ru-beh, seems to occupy nearly an equal place. Each of them composed a complete deewán of رَجَز.] b2: [Hence,] ↓ سَحَابَةٌ رَجَّازَةٌ (tropical:) [A cloud thundering much, or uninterruptedly]. (A, TA.) And ↓ غَيْثٌ مُرْتَجِزٌ, and ↓ مُتَرَجِّزٌ, (tropical:) Rain accompanied by thunder. (TA.) أَرْجَزُ A camel having the disease termed رَجَزٌ: fem. رَجْزَآءُ: (S, K:) the latter is explained as signifying weak in the rump, that does not move from her place unless after twice or thrice rising from the place where she lay: and that does not rise, when she desires to do so, unless after vehement trembling. (TA.) b2: [Hence,] إِنَّهَا لَرَجْزَآءُ, said of the wind (الرِّيح), (assumed tropical:) Verily it is continuous, or lasting. (TA.) And رَجْزَآءُ القِيَامِ (tropical:) A great, heavy cooking-pot. (TA.) أُرْجُوزَةٌ A poem of the metre termed رَجَزٌ: (Msb, K:) pl. أَرَاجِيزُ. (A, K.) مُرْتَجِزٌ: see رَاجِزٌ; the former, in two places.

مُتَرَجِّزٌ: see رَاجِزٌ; the former, in two places.
رجز
الرُِّجز، بالكسْر والضَّمّ: القَذَرُ، مثل الرّجس. الرُّجْز: عِبادة الأَوثان، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: والرُّجْزَ فاهْجُرْ. وَقيل هُوَ العمَل الَّذِي يؤَدِّي إِلَى العَذاب، وأَصل الرّجز فِي اللُّغَة الِاضْطِرَاب وتتابع الحَرَكات. قَالَ أَبو إِسْحَاق فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: لَئِنْ كَشَفْتَ عنَّا الرِّجزَ قَالَ هُوَ العَذابُ المُقَلْقِل لشدَّته وَله قلقلَةٌ شديدةٌ متتابِعة. قيل: الرُّجْزُ فِي قَوْله تَعَالَى: والرُّجْزَ فاهْجُرْ الشِّرْكُ مَا كانَ، تأْويله أَنَّ من عبَدَ غيرَ الله فَهُوَ على رَيْبٍ من أَمْرِه واضطرابٍ من اعتقَادِه.
الرَّجَز، بالتَّحريك ضَرْبٌ من الشِّعر مَعْرُوف، وزنُه مُسْتَفْعِلُن سِتَّ مَرَّات، فابْتداءُ أَجزائه سَبَبان ثمَّ وَتِدٌ، وَهُوَ وَزْنٌ يَسْهُلُ فِي السَّمْع، وَيَقَع فِي النَّفس، وَلذَلِك جَازَ أَن يَقع فِيهِ المَشْطور، وَهُوَ الَّذِي ذهبَ شَطْرُه، والمَنْهُوك، وَهُوَ الَّذِي قد ذهب مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزاءٍ وبقِيَ جُزْءان، قَالَ أَبو إِسْحَاق: إنَّما سُمِّيَ الرَّجَزُ رَجَزاً لأَنَّه تَتوالَى فِيهِ فِي أَوَّل حَرَكة وسُكونٌ ثمَّ حرَكَة وسُكون، إِلَى أَن تَنْتَهِي أَجزاؤُه، يُشَبَّه بالرَّجَز فِي رِجل النَّاقة ورِعْدَتِها، وَهُوَ أَن تتحرَّك وتسْكُنَ، وَقيل سُمِّيَ بذلك لتَقارُبِ أَجزائه واضطرابِها وقِلَّة حُروفه، وَقيل: لأَنَّه صُدورٌ بِلَا أَعْجاز. وَقَالَ ابْن جِنّي: كُلُّ شِعرٍ تَرَكَّبَ تَركيبَ الرَّجَز يسمَّى رَجَزاً. وَقَالَ الأَخفش مَرَّةً: الرَّجَز عِنْد الْعَرَب: كلّ مَا كَانَ على ثَلَاثَة أَجْزاءٍ، وَهُوَ الَّذِي يتمرَّنون بِهِ فِي عَمَلهم وسَوْقِهِم ويَحْدون بِهِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد رَوى بعضُ مَن أَثِق بِهِ نَحْو هَذَا عَن الْخَلِيل. قد اختُلِف فِيهِ، فزَعَم قومٌ أَنَّه لَيْسَ بشِعر، وأَنَّ مَجازَه مَجازُ السَّجْع، وَهُوَ عِنْد الْخَلِيل شِعْرٌ صَحِيح، وَلَو جاءَ مِنْهُ شيءٌ على جُزْءٍ واحدٍ لاحتمَل الرَجَزُ ذَلِك لحُسْن بِنائِه. هَذَا نَصُّ المُحْكَم. وَفِي التَّهذيب: زعَم الخليلُ أَنّه لَيْسَ بشِعر وإنَما هُوَ أَنصافُ أَبياتٍ أَو أَثلاثٌ، وَدَلِيل الْخَلِيل فِي ذَلِك مَا رويَ عَن النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فِي قَوْله: ستُبْدي لكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جاهِلاً ويأْتيكَ مَن لم تُزَوِّد بالأَخبارِ. قَالَ الْخَلِيل: لَو كَانَ نصف الْبَيْت شِعراً مَا جَرى على لِسان النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: ستُبدي لكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جاهِلاً. وجاءَ بالنِّصف الثَّانِي على غير تأليف الشِّعْر، لأَنَّ نصف الْبَيْت لَا يُقَال لَهُ شِعر وَلَا بَيت، وَلَو جازَ أَنْ يُقال لنصف الْبَيْت شِعْر لقِيل لِجُزءٍ مِنْهُ شِعر، وَقد جرى على لِسَان النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم: أَنا النَّبيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلب. قَالَ: فَلَو كَانَ شِعراً لم يَجْرِ على لِسَانه صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، قَالَ الله تَعَالَى: وَمَا علَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغي لهُ. وَقد نازَعَه الأَخْفَشُ فِي ذَلِك. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قولُ الْخَلِيل الَّذِي بُنِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجَزَ شِعر، وَمعنى)
قولِ الله عزّ وجلّ: وَمَا علَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبغي لَهُ أَي لم نُعلِّمه الشِّعر فيقولَه ويتدرَّبَ فِيهِ حَتَّى يُنشِئَ مِنْهُ كتُباً، وَلَيْسَ فِي إنشاده صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم الْبَيْت والبيتين لغيره مَا يُبْطِلُ هَذَا، لأَنَّ الْمَعْنى فِيهِ: أَنَّا لم نجعلْه شَاعِرًا. والأُرْجُوزَةُ بالضَّمّ: القصيدة مِنْهُ، أَي من الرَّجَز، وَهِي كَهَيئَةِ السَّجْع إلاّ أَنَّه فِي وزن الشِّعر، ج، أَراجِيزُ. ومِن سَجَعات الحريريّ: فَمَا كلُّ قاضٍ قَاضِي تِبْرِز، وَلَا كلُّ وَقْتٍ تسْمع فِيهِ الأَراجِيز. قَالَ اللّعين المِنْقَرِيّ يهجو رُؤْبَةَ:
(إنِّي أَنا ابنُ جَلا إنْ كنتَ تعرِفُني ... يَا رُؤْبَ والحَيَّةُ الصَّماءُ فِي الجَبَل)

(أَبالأَراجِيزِ يَا ابْنَ اللُّؤْمِ تُوعِدُنِي ... وَفِي الأَراجِيزُ رَأْسُ النُّوكِ والفَشَلِ)
وَقد رَجَزَ يَرْجُزُ رَجْزاً، ويسمَّى قَائِله راجِزاً، كَمَا يسمّى قَائِل بحور الشِّعر شاعِراً. وارْتَجَزَ الرَّجَّازُ ارْتِجازاً ورَجَزَ بِهِ ورَجَّزَه تَرْجِيزاً: أَنشدَه أُرْجُوزَةً، وَهُوَ راجِزٌ ورَجَّازٌ ورَجَّازَةٌ ومُرْتَجِزٌ. الرَّجَز، مُحَرَّكَةً: داءٌ يُصِيب الإبِلَ فِي أَعجازها، وَهُوَ أَنْ تَضْرِبَ رِجْلُ الْبَعِير أَو فَخذاه إِذا أَراد القيامَ أَو ثارَ ساعَة ثمَّ ينبسِط، وَقد رَجَزَ رَجَزاً، وَهُوَ أَرْجَزُ وَهِي رَجْزاءُ، وَقيل: ناقةٌ رَجْزاءُ: ضَعِيفَة العَجُزِ، إِذا نهَضَت من مَبْرَكِها لم تستقلّ إلاّ بعدَ نهضتين أَو ثَلَاث. قَالَ أَوْسُ ابنُ حَجَر يَهجُو الحَكَمَ بنَ مَروان بنِ زِنْباعٍ وَكَانَ وعَدَه بشيءٍ ثمَّ أَخْلفَه:
(هَمَّمْتَ بِباعٍ ثمَّ قصَّرْتَ دُونَه ... كمَا ناءَت الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها)

(مَنَعْتَ قَلِيلا نفْعُه وحَرَمْتَنِي ... قَلِيلا فهَبْها عَثْرَةً لَا تُقالُها)
يَقُول: لم تُتِم مَا وعَدَتْ، كَمَا أَنَّ الرَّجْزاءَ إِذا أَرادت النُّهوض لم تكد تنهض إلاّ بعدَ ارتعادٍ شديدٍ. الرَّجّازُ، كشَدَّاد ورُمَّان: وَادٍ عَظِيم بنَجْد، أَنشد ابْن دُرَيْد لبَدْر بن عامرٍ الهُذليّ:
(أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوَائه ... بعَوارضِ الرُّجّازِ أَو بعُيُونِ)
هَكَذَا رُويَ بالوَجهين، وعُيون أَيضاً: مَوضع، كَذَا قرأْته فِي أَشعار الهُذليين. والرِّجازَةُ، بالكسْر: مَركب للنِّساءِ، وَهُوَ أَصغر من الهودَجِ، جَمعه رَجائزُ. أَو كِساءٌ فِيهِ حَجَرٌ يُعلَّق بأَحد جانبَي الهَودَج لِيَعْدِلَه إِذا مالَ، سُمِّيَ بذلكَ لاضطرابه، وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ شيءٌ من وِسادةٍ وأَدَمٍ، إِذا مَال أَحَد الشِّقَّين وُضِع فِي الشِّقِّ الآخر ليَسْتَوِيَ، سُمِّيَ رِجازَةَ المَيْلِ. أَو شَعْرٌ أَحْمَرُ أَو صوفٌ يعلَّق على الهَودجِ للتَّزَيُّن، قَالَ الشَّمّاخ:
(ولَو ثَقِفاها ضُرِّجَت بدِمائها ... كَمَا جَلَّلَت نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ)
وَقَالَ الأصمعيّ: هَذَا خطأٌ إنّما هِيَ الجَزائز وَقد تقدّم ذكرهَا فِي موضعهَا. والمُرْتَجِزُ بنُ)
المُلاءَةِ: فَرَسٌ للنبيِّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلّم، سُمِّي بِهِ لحُسْنِ صَهيلِه وجَهارَتِه، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم اشْتَرَاهُ من أَعرابيٍّ اسْمه سَوَاد، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالدَّال، وَصَوَابه سَواءٌ، بِالْهَمْز، ابْن الْحَارِث بن ظالِم المُحارِبِيّ، وصحَّفَه أَبو نُعَيْم فَقَالَ: النّجاريّ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً سواءُ بنُ قيس وَهُوَ الَّذِي أَنْكَرَ شِراءَ الفَرَس حَتَّى شَهِدَ خُزَيْمَةُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ، وَمن ثَمَّ لُقِّبَ ذَا الشَّهادَتين. والقصَّة مَذْكُورَة فِي كتب السِّيَرِ. من المَجاز: تَرَجَّزَ الرَّعْدُ، إِذا صَاتَ، أَي سَمِعت لَهُ صَوتاً مُتَتابِعاً، كارتَجَزَ ارْتِجازاً، وَهُوَ صوتُه المُتدارِك كارتجاز الرّاجِز. من المَجاز أَيضاً تَرَجَّزَ السَّحابُ، إِذا تحرَّك تحرُّكاً بطيئاً لِكَثْرَة مَائه. قَالَ الرَّاعي:
(ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فِيهِ ... تَرَجَّزَ من تِهامَةَ فاسْتَطارا)
ويُرْوَى: مُرْتَجِزاً تَحِنُّ، إِلَخ. تَرَجَّزَ الْحَادِي، أَي حَدا برَجَزِه، وَفِي بعض النُّسَخ: بالرَّجَز، وتَراجَزُوا: تَنازَعوا الرَّجَزَ بينَهم وتعاطَوه. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: رَجَزَت الرِّيحُ رَجْزاً، إِذا دامَت، وإنَّها لَرَجْزاءُ، ورَجْزاءُ القِيام، يُكنى بِهِ عَن القِدْرِ الْكَبِيرَة الثَّقيلة، وَبِه فُسِّرَ قَول الرَّاعي يصفُ الأَثافي:
(ثَلاث صَلِينَ النارَ شَهراً وأَرْزَمَتْ ... عليهنَّ رَجْزاءُ القِيامِ هَدُوجُ)
وغيثُ مُرْتَجِزٌ: ذُو رَعْدٍ، وَكَذَلِكَ مُتَرَجِّز، قَالَ أَبو صَخر:
(وَمَا مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ ... لَهُ حُبُكٌ يَطِمُّ على الجِبالِ)
يُقَال: البَحْر يَرْتَجِز بآذِيِّه ويَتَرَجَّز، وَهُوَ مَجاز، وسَحابةٌ رَجَّازة. والرُّجْز بالضَّمّ: اسْم صنمٍ بِعَيْنِه، قَالَ قَتادة، والرِّجْز: الإثْمُ والذَّنْبُ. . ورِجْزُ الشَّيطان: وَساوِسُه.
[رجز] الرِجْزُ: القَذَرُ، مثل الرِجْسِ. وقرئ قوله تعالى: {والرِجْزَ فاهْجُرْ} بالكسر والضم. قال مجاهدٌ: هو الصنم. وأمَّا قوله تعالى: {رِجْزاً من السماء} فهو العذاب. والرَجَزُ بالتحريك: ضربٌ من الشعر. وقد رجز الراجز وارتجز. والمرتجز: اسم فرس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذى اشتراه من الاعرابي وشهد له خزيمة بن ثابت. والرجز أيضا: داءٌ يصيب الإبلَ في أعجازها فإذا ثارت الناقة ارتعشت فخذاها ساعةً ثم تَنْبَسِطانِ. يقال: بعيرٌ أَرْجَزُ، وقد رَجِزَ، وناقةٌ رَجْزاءُ. قال الشاعر : هَمَمْتَ بخيرٍ ثم قَصَّرْتَ دونه * كما ناءت الرَجْزاءُ شُدَّ عقالُها * ومنه سمِّي الرَجَزُ من الشعر، لتقارب أجزائه وقلَّة حروفه. والرِجازَةُ: مركَبٌ أصغر من الهودج. ويقال هو كساءٌ يجعل فيه أحجار يعقل بأحد جانبى الهودج إذا مال.

يدى

[يدى] اليدُ أصلها يَدْيٌ على فَعْلٍ ساكنة العين، لأنَّ جمعها أيد ويدى. وهذا جمع فعل مثل (*) فلس وأفلس وفلوس، ولا يجمع فعل على أفعل إلا في حروف يسيرة معدودة مثل زمن وأزمن، وجبل وأجبل، وعصا وأعص. وقد جمعت الايدى في الشعر على أياد، قال الشاعر :

قطن سخام بأيادى غزل * وهو جمع الجمع مثل أكرع وأكارع. وأما قول الشاعر : فطرت بمنصل في يعملات * دوامى الايد يخبطن السريحا فهو لغة لبعض العرب، يحذفون الياء من الاصل مع الالف واللام، فيقولون في المهتدى: المهتد، كما يحذفونها مع الاضافة في مثل قول الشاعر : كنواح ريش حمامة نجدية * ومسحت باللثتين عصف الاثمد أراد كنواحى فحذف الياء لما أضاف، كما كان يحذفها مع التنوين. والذاهب منها الياء، لان تصغيرها يدية بالتشديد لاجتماع الياءين. وبعض العرب يقولون لليد يدى، مثل رحى. قال الراجز: يا رُبَّ سارٍ باتَ ما توسدا * إلا ذراع العنس أو كفَّ اليَدَى وتثنيتها على هذه اللغة يَدَيانِ، مثل رَحَيانِ. قال الشاعر: يَدَيانِ بيضاوان عند مُحَرِّقٍ * قد ينفعانكَ منهما أنْ تُهْضَما واليدُ: القوَّةُ. وأيَّدَهُ، أي قوَّاه. ومالى بفلان يدان، أي طاقةٌ. قال تعالى: (والسماءَ بَنيناها بأيْدٍ) . وقوله تعالى: (حتَّى يُعْطوا الجزيةَ عن يَد) أي عن ذِلَّةٍ واستسلام، ويقال: نَقداً لا نسيئةً. واليَدُ: النعمة والإحسان تصطنعه، وتجمع على يدى ويدى، مثل عصى وعصى. قال الشاعر  (*) * فإن له عندي يديا وأنعما * وإنما فتح الياء كراهة لتوالى الكسرات، ولك أن تضمها. وتجمع أيضا على أيد، قال الشاعر : تكن لك في قومي يد يشكرونها * وأيد الندى في الصالحين قروض اليزيدى: يدى فلان من يَدِهِ، أي ذهبت يَدُهُ ويبست. يقال: ماله يدى من يَدِهِ! وهو دعاءٌ عليه، كما يقال: ماله تربت يداه. ويَدَيْتُ الرجلَ: أصبتُ يَدَهُ، فهو ميدى. ففإن أردت أنك اتخذت عنده يَداً قلت: أيْدَيْتُ عنده يَداً فأنا مودٍ، وهو مودًى إليه. ويَدَيْتُ لغةٌ. قال الشاعر : يَدَيْتُ على ابن حَسْحاسِ بن وَهَبٍ * بأسفلِ ذي الجِذاةِ يَدَ الكَريمِ وتقول إذا وقع الظبي في الحبالة: أمْيَدِيٌّ أم مرجولٌ؟ أي أوَقَعَتْ يدهُ في الحبالة أم رِجله. ويادَيْتُ فلاناً: جازيته يداً بيدٍ. وأعطيتُهُ مُياداةً، أي من يدى إلى يده. الاصمعي: أعطيتُهُ مالاً عن ظهر يَدٍ، يعني تفضُّلاً ليس من بيعٍ ولا قرضٍ ولا مُكافأَةٍ. وابتعتُ الغنم باليَدَيْنِ، أي بثمنين مختلفين، بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر. ويقال: إنَّ بين يَدي الساعة أهوالاً، أي قُدَّامها. وهذا ما قدَّمتْ يَداكَ، وهو تأكيدٌ كما يقال: هذا ما جنتْ يَداكَ، أي جنيته أنت، إ أنك تؤكِّد بها. أبو زيد: يقال لقيته أوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ، ومعناه أول شئ. قال الاخفش: ويقال سقط في يديه وأسقط، أي ندِمَ، ومنه قوله تعالى: (ولما سُقِطَ في أيْديهِمْ) ، أي ندموا. وقولهم: ذهبوا أيْدي سَبا وأيادي سَبا، أي متفرِّقين، وهما اسمان جعلا واحداً. وتقول: لا أفعله يَدَ الدهر، أي أبداً. قال الأعشى:

يَدَ الدهرِ حتَّى تُلاقي الخيارا * وقول لبيد حتى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ * يعني بدأت الشمس في المغيب. وهذا الشئ في يدى، أي في ملكي. والنسبة إليها يَدِيٌّ، وإنْ شئتَ يَدَوِيٌّ. وامرأةٌ يَدِيَّةٌ، أي صَناعٌ. وما أيْدَى فلانةً. ورجلٌ يَدِيٌّ. وهذا ثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ، أي واسعٌ. قال العجاج: في الدارِ إذْ ثَوْبُ الصِبا يَدِيُّ * وإذْ زمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ الأصمعيّ: يَدُ الثوبِ: ما فضلَ منه إذا تَعَطَّفْتَ به والتحفتَ. يقال: ثوب قصير اليد. قال الفراء: وبعضهم يقول لذى الثدية: ذو اليدية، وهو المقتول بنهروان. وذو اليدين: رجل من الصحابة، يقال سمى بذلك لانه كان يعمل بيديه جميعا، وهو الذى قال للنبى عليه الصلاة والسلام: " أقصرت الصلاة أم نسيت ". 

لان الالف على ضربين: لينة ومتحركة. فاللينة تسمى ألفا، والمتحركة تسمى همزة. وقد ذكرنا الهمزة، وذكرنا أيضا ما كانت الالف فيه منقلبة من الواو والياء، وهذا الباب مبنى على ألفات غير منقلبات من شئ، فلهذا أفردناه.

بَحَّ 

(بَحَّ) الْبَاءُ وَالْحَاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ لَا يَصْفُوَ صَوْتُ ذِي الصَّوْتِ، وَالْآخَرُ سِعَةُ الشَّيْءِ وَانْفِسَاحُهُ. فَالْأَوَّلُ الْبَحَحُ، وَهُوَ مَصْدَرُ الْأَبَحِّ. تَقُولُ مِنْهُ بَحَّ يَبَُحُّ بَحَحًا وَبُحُوحًا; وَإِذَا كَانَ مِنْ دَاءٍ فَهُوَ الْبُحَاحُ. قَالَ:

وَلَقَدْ بَحَِحْتُ مِنَ النِّدَا ... ءِ بِجَمْعِكُمْ هَلْ مِنْ مُبارِزْ

وَعُودٌ أَبَحُّ: إِذَا كَانَ فِي صَوْتِهِ غِلَظٌ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا كُنْتَ أَبَحَّ وَلَقَدْ بَحِحْتَ بِالْكَسْرِ تَبَحُّ بَحَحًا وَبُحُوحَةً. وَالْبُحَّةُ الِاسْمُ، يُقَالُ: بِهِ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ. أَبُو عُبَيْدَةَ: بَحَحْتُ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ. قَالَ شَاعِرٌ:

إِذَا الْحَسْنَاءُ لَمْ تَرْحَضْ يَدَيْهَا ... وَلَمْ يُقْصَرْ لَهَا بَصَرٌ بِسِتْرِ

قَرَوْا أَضْيَافَهُمْ رَبَحًا بِبُحٍّ ... يَعِيشُ بِفَضْلِهِنَّ الْحَيُّ سُمْرِ

الرَّبَحُ: الْفِصَالُ. وَالْبُحُّ: قِدَاحٌ يُقَامَرُ بِهَا. كَذَا قَالَ الشَّيْبَانِيُّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِ الْقَائِلِ: وَعَاذِلَةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُنِي ... وَفِي كَفِّهَا كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

الرَّذُومُ: السَّائِلُ دَسَمًا. يَقُولُ: إِنَّهَا لَامَتْهُ عَلَى نَحْرِ مَالِهِ لِأَضْيَافِهِ، وَفِي كَفِّهَا كِسَرٌ، وَقَالَتْ: أَمِثْلُ هَذَا يُنْحَرُ؟ وَنُرَى أَنَّ السَّمِينَ وَذَا اللَّحْمِ إِنَّمَا سُمِّيَ أَبَحَّ مُقَابَلَةً لِقَوْلِهِمْ فِي الْمَهْزُولِ: هُوَ عِظَامٌ تُقَعْقِعُ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْبُحْبُوحَةُ وَسَطُ الدَّارِ، وَوَسَطُ مَحَلَّةِ الْقَوْمِ. قَالَ جَرِيرٌ:

قَوْمِي تَمِيمٌ هُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ هُمُ ... يَنْفُونَ تَغْلِبَ عَنْ بُحْبُوحَةِ الدَّارِ

وَالتَّبَحْبُحُ: التَّمَكُّنُ فِي الْحُلُولِ وَالْمَقَامِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: نَحْنُ فِي بَاحَّةِ الدَّارِ بِالتَّشْدِيدِ، وَهِيَ أَوْسَعُهَا. وَلِذَلِكَ قِيلَ فُلَانٌ يَتَبَحْبَحُ فِي الْمَجْدِ، أَيْ: يَتَّسِعُ. وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي امْرَأَةٍ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ: "

تَرَكْتُهَا تَتَبَحْبَحُ عَلَى أَيْدِي الْقَوَابِلِ

".

حَرَدَ 

(حَرَدَ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالدَّالُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ: الْقَصْدُ، وَالْغَضَبُ، وَالتَّنَحِّي.

فَالْأَوَّلُ: الْقَصْدُ. يُقَالُ حَرَدَ حَرْدَهُ، أَيْ قَصَدَ قَصْدَهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

{وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم: 25] . [وَ] قَالَ:

أَقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ... يَحْرُدُ حَرْدَ الْجَنَّةِ الْمُغِلَّهْ

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْحُرُودُ: مَبَاعِرُ الْإِبِلِ، وَاحِدُهَا حِرْدٌ.

وَالثَّانِي: الْغَضَبُ ; يُقَالُ حَرِدَ الرَّجُلُ غَضِبَ حَرْدًا، بِسُكُونِ الرَّاءِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَابْنُ سَلْمَى عَلَى حَرْدٍ

وَيُقَالُ أَسَدٌ حَارِدٌ. قَالَ: لَعَلَّكِ يَوْمًا أَنْ تَرَيْنِي كَأَنَّمَا ... بَنِيَّ حَوَالَيَّ اللُّيُوثُ الْحَوَارِدُ

وَالثَّالِثُ: التَّنَحِّي وَالْعُدُولُ. يُقَالُ نَزَلَ فُلَانٌ حَرِيدًا، أَيْ مُتَنَحِّيًا. وَكَوْكَبٌ حَرِيدٌ. قَالَ جَرِيرٌ:

نَبْنِي عَلَى سَنَنِ الْعَدُوِّ بُيُوتَنَا ... لَا نَسْتَجِيرُ وَلَا نَحِلُّ حَرِيدًا

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْحَرِيدُ هَاهُنَا: الْمُتَحَوِّلُ عَنْ قَوْمِهِ. وَقَدْ حَرَدَ حُرُودًا. يَقُولُ إِنَّا لَا نَنْزِلُ فِي غَيْرِ قَوْمِنَا مِنْ ضَعْفٍ وَــذِلَّةٍ ; لِقُوَّتِنَا وَكَثْرَتِنَا. وَالْمُحَرَّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الْمُعَوَّجُ. وَحَارَدَتِ النَّاقَةُ، إِذْ قَلَّ لَبَنُهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا عَدَلَتْ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ الدَّرِّ. وَكَذَلِكَ حَارَدَتِ السَّنَةُ إِذَا قَلَّ مَطَرُهَا. وَحَبْلٌ مُحَرَّدٌ، إِذَا ضُفِّرَ فَصَارَتْ لَهُ حِرْفَةٌ لِاعْوِجَاجِهِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.