Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دون

الإسلام

الإسلام: أحْينا عَلَيه يا حَيُّ- هو الخضوعُ والانقيادُ لما أخبر به سيدنا الرسُول محمد - صلى الله عليه وسلم - قاله السيد.
الإسلام: في "الدر المختار" هو تصديق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جميع ما جاء عن الله تعالى مما علم مجيئه ضرورة أي بداهة.
الإسلام:
[في الانكليزية] Islam
[ في الفرنسية] L'Islam
هو لغة الطاعة والانقياد، ويطلق في الشرع على الانقياد إلى الأعمال الظاهرة، كما بين ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت».
وحاصل ذلك أن الإسلام شرعا هو الأعمال الظاهرة من التلفظ بكلمتي الشهادة والإتيان بالواجبات والانتهاء عن المنهيات. وعلى هذا المعنى، هو يغاير الإيمان وينفك عنه، إذ قد يوجد التصديق مع انقياد الباطن بــدون الأعمال، وقد يطلق على الأعمال المشروعة، ومنه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وخبر أحمد: «أيّ الإسلام أفضل؟ قال:
الإيمان»، وخبر ابن ماجة «قلت ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلّا الله وتشهد أنّ محمدا رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرّها»، وعلى هذا هو يغاير الإيمان ولا ينفك عنه، أي عن الإيمان لاشتراطه لصحتها وهي لا تشترط لصحته خلافا للمعتزلة.
وأما الإسلام المأخوذ بالمعنى اللغوي الذي قد يستعمله به أهل الشرع أيضا فبينه وبين الإيمان تلازم في المفهوم، فلا يوجد شرعا إيمان بلا إسلام ولا عكسه وهو الظاهر.
وقيل بينهما ترادف لأن الإسلام هو الخضوع والانقياد للأحكام بمعنى قبولها والإذعان بها، وذلك حقيقة التصديق، فيترادفان. فالإسلام يطلق على ثلاثة معان والإيمان أيضا يطلق شرعا على كلّ من تلك المعاني الثلاثة، وإذا تقرر ذلك فحيث ورد ما يدلّ على تغايرهما كما في قوله تعالى قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا الآية، وكما في بعض الأحاديث، فهو باعتبار أصل مفهوميهما، فإنّ الإيمان عبارة عن تصديق قلبي، والإسلام عبارة عن طاعة وانقياد ظاهر كما صرّح بذلك في شروح صحيح البخاري.
فصحّ ما قاله ابن عباس وغيره في تفسير هذه الآية أنهم لم يكونوا منافقين بل كان إيمانهم ضعيفا، ويدل عليه قوله تعالى: وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية، الدالّ على أن معهم من الإيمان ما يقبل به أعمالهم، وحينئذ يؤخذ من الآية أنه يجوز نفي الإيمان عن ناقصه. ومما يصرح به قوله عليه الصلاة والسلام: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» وفيه قولان لأهل السنة، أحدهما هذا، والثاني لا ينفى عنه اسم الإيمان من أصله ولا يطلق عليه مؤمن لإيهامه كمال إيمانه، بل يقيّد فيقال: مؤمن ناقص الإيمان، وهذا بخلاف اسم الإسلام فإنه لا ينتفي بانتفاء ركن من أركانه ولا بانتفاء جميعها ما عدا الشهادتين. وكأنّ الفرق أنّ نفيه يتبادر منه إثبات الكفر مبادرة ظاهرة بخلاف نفي الإيمان. وحيث ورد ما يدلّ على اتحادهما كقوله تعالى فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فهو باعتبار تلازم المفهومين أو ترادفهما. ومن هاهنا قال كثيرون إنهما على وزان الفقير والمسكين، فإذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودلّ بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، وإن قرن بينهما تغايرا كما في خبر أحمد «الإسلام علانية والإيمان في القلب»، وحيث فسّر الإيمان بالأعمال فهو باعتبار إطلاقه على متعلقاته لما تقرر أنه تصديق بأمور مخصوصة، ومنه: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ، واتفقوا على أنّ المراد به هنا الصلاة ومنه حديث وفد عبد القيس: «هل تدرون ما الإيمان شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمسا من المغنم» ففسّر فيه الإيمان بما فسر في حديث جبرائيل الإسلام، فاستفيد منهما إطلاق الإيمان والإسلام على الأعمال شرعا باعتبار أنها متعلقة مفهوميهما المتلازمين وهما التصديق والانقياد، فتأمّل ذلك حق التأمّل لتندفع به عنك الشكوك الواردة هاهنا. وممّا أطلق فيه الإيمان على الأعمال المشروعة ما روي «الإيمان اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان». هذا كله خلاصة ما ذكر ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث الثاني.
الإسلام:
[في الانكليزية] Name ،noun
[ في الفرنسية] Nom
بالكسر والضمّ لغة بمعنى اللفظ الدال على الشيء كما في قوله: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها، كذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية. وحاصله أنه يطلق لغة على مقابل المهمل، كما صرّح به في باب منع الصرف. وفي شرح المقاصد: الاسم هو اللفظ المفرد الموضوع للمعنى وهو يعم جميع أنواع الكلمة، والمسمّى هو المعنى الذي وضع الاسم بإزائه، والتسمية هو وضع الاسم للمعنى. وقد يراد به ذكر الشيء باسمه، يقال سمّى زيدا ولم يسم عمروا، ولا خفاء في تغاير الأمور الثلاثة، انتهى. وفي جامع الرموز في جواز اليمين باسم الله تعالى: الاسم عرفا لفظ دال على الذات والصفة معا كالرحمن والرحيم، والله اسم دال على ذات الواجب فهو اسم للذات انتهى. وفي كشف اللغات: الاسم بالكسر والضم، هو بالفارسية: نام، وفي اصطلاح أهل السلوك:
ليس لفظا يدلّ على شيء بالوضع، بل هو اسم الذّات للمسمّى باعتبار الصّفة. والصّفة إمّا وجودية كالعليم والقدير أو عدميّة كالقدوس والسّلام يقول الشاعر:

العارفون الذين يعرفون علمنا يقولون: الصفة والذات هي الاسم انتهى.
اعلم أنه قد اشتهر الخلاف في أنّ الاسم هل هو نفس المسمّى أو غيره، ولا يشكّ عاقل في أنه ليس النزاع في لفظ ف ر س أنه هل هو نفس الحيوان المخصوص أو غيره فإن هذا ممّا لا يشتبه على أحد، بل النزاع في مدلول الاسم أهو الذات من حيث هي هي أم هو الذات باعتبار أمر صادق عليه عارض له ينبئ عنه؛ فلذلك قال الأشعري قد يكون الاسم أي مدلوله عين المسمّى أي ذاته من حيث هي نحو الله، فإنه اسم علم للذات من غير اعتبار معنى فيه، وقد يكون غيره نحو الخالق والرازق ممّا يدلّ على نسبة إلى غيره. ولا شك أنّ تلك النسبة غيره وقد يكون لا هو ولا غيره كالعليم والقدير ممّا يدلّ على صفة حقيقية قائمة بذاته، فإنّ تلك الصفة لا هو ولا غيره عنده فهكذا الذات المأخوذة معها.

قال الآمدي: اتفق العقلاء على المغايرة بين التسمية والمسمّى، وذهب أكثر أصحابنا إلى أن التسمية هي نفس الأقوال الدالة، وإنّ الاسم هو نفس المدلول، ثم اختلف هؤلاء، فذهب ابن فورك وغيره إلى أن كل اسم فهو المسمّى بعينه. فقولك: الله دالّ على اسم هو المسمّى، وكذلك قولك عالم وخالق فإنه يدلّ على ذات الربّ الموصوف بكونه عالما وخالقا. وقال بعضهم من الأسماء ما هو عين كالموجود والذات ومنها ما هو غير كالخالق، فإنّ المسمّى ذاته، والاسم هو نفس الخلق وخلقه غير ذاته، ومنها ما ليس عينا ولا غيرا كالعالم فإن المسمّى ذاته والاسم علمه الذي ليس عين ذاته ولا غيرها. وتوضيح ذلك أنهم لم يريدوا بالتسمية اللفظ وبالاسم مدلوله كما يريــدون بالوصف قول الواصف وبالصفة مدلوله، ثم إنّ ابن فورك ومن يوافقه اعتبروا المدلول المطابقي وأرادوا بالمسمّى ما وضع الاسم بإزائه، فأطلقوا القول بأن الاسم نفس المسمّى. والبعض أراد بالمسمّى ما يطلق عليه الاسم، وأخذ المدلول أعمّ من المطابقي واعتبر في أسماء الصفات المعاني المقصودة، فزعم أنّ مدلول الخالق الخلق وأنه غير ذات الخالق بناء على ما تقرّر من أنّ صفات الأفعال غير الموصوف، وأن الصفات التي لا عينه ولا غيره هي التي يمتنع انفكاكها عن موصوفها. ثم إنّ الأشعري أراد بالمسمّى ما يطلق عليه الاسم، أعني الذات، وأعتبر المدلول المطابقي وحكم بغيرية هذا المدلول أو بكونه لا هو ولا غيره باعتبار المدلول التضمني. وذهب المعتزلة إلى أنّ الاسم هو التسمية ووافقهم على ذلك بعض المتأخرين من أصحابنا. وذهب الأستاذ أبو نصر بن أيوب إلى أنّ لفظ الاسم مشترك بين التسمية والمسمّى، فيطلق على كل منهما ويفهم المقصود بحسب القرائن. ولا يخفى عليك أن النزاع على قول أبي نصر في لفظ اس م، وأنها تطلق على الألفاظ فيكون الاسم عين التسمية بالمعنى المذكور، أي القول الدال لا بمعنى فعل الواضع وهو وضع الاسم للمعنى، أو تطلق على مدلولاتها فيكون عين المسمّى، وكلا الاستعمالين ثابت، كما في قولك:

الأسماء والأفعال والحروف، وقوله تعالى:
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ أي مسمّاه، وقول لبيد: اسم السلام عليكما. وقال الإمام الرازي:
المشهور عن أصحابنا أن الاسم هو المسمّى، وعن المعتزلة أنه التسمية، وعن الغزالي أنه مغاير لهما لأن النسبة وطرفيها مغايرة قطعا، والناس قد طوّلوا في هذه المسألة، وهو عندي فضول لأن الاسم هو اللفظ المخصوص والمسمّى ما وضع ذلك اللفظ بإزائه، فنقول:
الاسم قد يكون غير المسمّى، فإنّ لفظ الجدار مغاير لحقيقة الجدار وقد يكون عينه، فإن لفظ الاسم اسم للفظ دال على معنى مجرّد عن الزمان، ومن جملة تلك الألفاظ لفظ الاسم، فيكون لفظ الاسم اسما لنفسه فاتّحد هاهنا الاسم والمسمّى. قال: فهذا ما عندي، هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف والچلپي وما في تعليقات جدّي رحمة الله عليه.
التقسيم
اعلم أنّ الاسم الذي يطلق على الشيء إمّا أن يؤخذ من الذات بأن يكون المسمّى به ذات الشيء وحقيقته من حيث هي، أو من جزئها، أو من وصفها الخارجي، أو من الفعل الصادر عنه؛ ثم أنظر أيّها يمكن في حق الله تعالى، فالمأخوذ من الوصف الخارجي الداخل في مفهوم الاسم فجائز في حقه تعالى، سواء كان الوصف حقيقيا كالعليم، أو إضافيا كالماجد بمعنى العالي، أو سلبيا كالقدوس، وكذا المأخوذ من الفعل كالخالق. وأما المأخوذ من الجزء كالجسم للإنسان فمحال لانتفاء التركيب في ذاته، فلا يتصوّر له جزء حتى يطلق عليه اسمه. أمّا المأخوذ من الذات فمن ذهب إلى جواز تعقّل ذاته جوّز أن يكون له اسم بإزاء حقيقته المخصوصة، ومن ذهب إلى امتناع تعقّلها لم يجوّز لأن وضع الاسم لمعنى فرع تعقله ووسيلة إلى تفهيمه، فإذا لم يمكن أن يعقل ويفهم فلا يتصوّر اسم بإزائه. وفيه بحث لأن الخلاف في تعقّل كنه ذاته ووضع الاسم لا يتوقف عليه إذ يجوز أن يعقل ذاتا ما بوجه ما، ويوضع الاسم لخصوصية ويقصد تفهيمها باعتبار ما لا بكنهها، ويكون ذلك الوجه مصحّحا للوضع وخارجا عن مفهوم الاسم، كما في لفظ الله، فإنه اسم علم له موضوع لذاته من غير اعتبار معنى فيه، كذا في شرح المواقف.
وفي شرح القصيدة الفارضية في علم التصوف: الأسماء تنقسم باعتبار الذات والصفات والأفعال إلى الذاتية، كالله والصفاتية كالعليم والأفعالية كالخالق، وتنحصر باعتبار الأنس والهيبة عند مطالعتها في الجمالية كاللطيف والجلالية كالقهار. والصفات تنقسم باعتبار استقلال الذات بها إلى ذاتية وهي سبعة:
العلم والحياة والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، وباعتبار تعلّقها بالخلق إلى أفعالية، وهي ما عدا السبعة ولكل مخلوق سوى الإنسان حظ من بعض الأسماء دون الكلّ كحظ الملائكة من اسم السبّوح والقدّوس. ولذا قالوا نحن نسبّح بحمدك ونقدس لك، وحظّ الشيطان من اسم الجبار والمتكبر، ولذلك عصى واستكبر واختص الإنسان بالحظ من جميعها ولذلك أطاع تارة وعصى أخرى وقوله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها أي ركّب في فطرته من كل اسم من أسمائه لطيفة وهيّأه بتلك اللطائف للتحقّق بكل الأسماء الجلالية والجمالية، وعبّر عنهما بيديه فقال للإبليس ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ وكلّ ما سواه مخلوق بيد واحدة لأنه إمّا مظهر صفة الجمال كملائكة الرحمة أو الجلال كملائكة العذاب. وعلامة المتحقق باسم من أسماء الله أن يجد معناه في نفسه كالمتحقق باسم الحق علامته أن لا يتغيّر بشيء، كما لم يتغير الحلاج عند قتله تصديقا لتحققه بهذا الاسم انتهى. وفي الإنسان الكامل قال المحققون أسماء الله تعالى على قسمين يعني الأسماء التي تفيد في نفسها وصفا فهي عند النحاة أسماء لغوية: القسم الأول هي الذاتية كالأحد والواحد والفرد والصمد والعظيم والحيّ والعزيز والكبير والمتعال وأشباه ذلك. القسم الثاني هي الصفاتية كالعليم والقادر ولو كانت من الأسماء النفسية وكالمعطي والخلّاق ولو كانت من الأفعالية، انتهى.

فائدة:
اعلم أنّ تسميته تعالى بالأسماء توقيفية، أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه وليس الكلام في أسماء الأعلام الموضوعة في اللغات، إنما النزاع في الأسماء المأخوذة من الصفات والأفعال، فذهب المعتزلة والكرّامية إلى أنها إذ ادلّ العقل على اتصافه تعالى بصفة وجودية أو سلبية جاز أن يطلق عليه اسم يدلّ على اتصافه بها، سواء ورد بذلك الإطلاق إذن شرعي أو لا، وكذا الحال في الأفعال. وقال القاضي أبو بكر من أصحابنا كلّ لفظ دلّ على معنى ثابت لله تعالى جاز إطلاقه عليه بلا توقيف إذا لم يكن إطلاقه موهما لما لا يليق بكبريائه، ولذا لم يجز أن يطلق عليه لفظ العارف، لأن المعرفة قد يراد بها علم تسبقه غفلة، وكذا لفظ الفقيه والعاقل والفطن والطبيب ونحو ذلك. وقد يقال لا بدّ مع نفي ذلك الإيهام من الإشعار بالتعظيم حتى يصحّ الإطلاق بلا توقيف. وذهب الشيخ ومتابعوه إلى أنه لا بدّ من التوقيف وهو المختار، وذلك للاحتياط فلا يجوز الاكتفاء في عدم إيهام الباطل بمبلغ إدراكنا، بل لا بدّ من الاستناد إلى إذن الشرع. فإن قلت من الأوصاف ما يمتنع إطلاقه عليه تعالى مع ورود الشرع بها كالماكر المستهزئ وغيرهما. أجيب بأنه لا يكفي في الإذن مجرّد وقوعها في الكتاب أو السنّة بحسب اقتضاء المقام وسياق الكلام، بل يجب أن يخلو عن نوع تعظيم ورعاية أدب، كذا في شرح المواقف وحواشيه.
والاسم عند أهل الجفر يطلق على سطر التكسير ويسمّى أيضا بالزّمام والحصّة والبرج، كذا في بعض الرسائل. وعند المنطقيين يطلق على لفظ مفرد يصح أن يخبر به وحده عن شيء، ويقابله الكلمة والأداة، ويجيء في لفظ المفرد. وعند النحاة يطلق على خمسة معان:

على ما في المنتخب حيث قال: اسم بالكسر والضم هو السّمة والعلامة على الشيء. وفي اصطلاح النحاة: يطلق الاسم على خمسة أشياء:
1 - الاسم، العلم، مقابل اللّقب والكنية.
2 - كلمة لا تحمل معنى وصفيا، وهي بهذا تقابل الصفة.
3 - كلمة لا تحمل معنى ظرفيا، وهي بهذا تقابل الظرف.
4 - كلمة تحمل معنى حاصل المصدر، وتستعمل كالمصدر.
5 - كلمة بــدون إضافة كلمة أخرى إليها تدلّ على معنى ولا تدلّ على أيّ زمان من أزمنة الفعل من الماضي والمضارع والاستقبال، وهي بهذا الاصطلاح تقابل اصطلاح الفعل والحرف.
انتهى.
أما المعنى الأول فيجيء تحقيقه في لفظ العلم، ويطلق أيضا مرادفا للعلم كما يجيء هناك أيضا. وأما المعنى الثاني فقد صرّح به في شروح الكافية في باب منع الصرف في بحث الألف والنون المزيدتين. وأما المعنى الثالث فقد صرّحوا به أيضا هناك، وأيضا وقع في الضوء الظروف بعضها لازم الظرفية فيكون منصوبا أبدا نحو: عند وسوى، وبعضها يستعمل اسما وظرفا كالجهات الستّ، انتهى. وفي العباب ويستعمل إذا اسما صريحا مجرّدا عن معنى الظرفية أيضا، ويصير اسما مرفوع المحل بالابتداء أو مجروره أو منصوبه لا بالظرفية، نحو: إذا يقوم زيد إذا يقعد عمر، أي وقت قيام زيد وقت قعود عمر، فإذا هنا مبتدأ وخبر، انتهى.
فالاسم حينئذ مقابل للظرف بمعنى المفعول فيه. وأما المعنى الرابع فقد ذكر في تيسير القاري شرح صحيح البخاري في باب الاحتكار قال الاحتكار: هو شراء الغلّة في أوان الرّخص، لتباع فيما بعد عند غلائها. والحكرة هي اسم من فعل الاحتكار. وأيضا في جامع الرموز: الشبهة اسم من الاشتباه. وفي الصراح شبهة پوشيدگى كار. الخطأ في ستر العمل.
ثم أقول قال في بحر المعاني في تفسير قوله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ، الوقود بفتح الواو اسم لما يوقد به النار وهو الحصب وبالضم مصدر بمعنى الالتهاب انتهى. وهكذا في البيضاوي، وهذا صريح في أن الاسم قد يستعمل بمعنى الاسم الذي لا يكون مصدرا، سواء كان بمعنى الحاصل بالمصدر أو لم يكن إذ لا خفاء في عدم كون الوقود هاهنا بمعنى الحاصل بالمصدر، فينتقض الحصر في المعاني الخمسة حينئذ لخروج هذا المعنى من الحصر. وأما المعنى الخامس فشائع وتحقيقه أنهم قالوا الكلمة ثلاثة أقسام، لأنها إمّا أن تستقل بالمفهومية أو لا.
الثاني الحرف، والأول إمّا أن تدلّ بهيئتها على أحد الأزمنة الثلاثة أو لا. الثاني الاسم والأول الفعل، فالاسم ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، والفعل ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، والحرف ما دلّ على معنى في غيره. والضمير في قولهم في نفسه في كلا التعريفين إمّا راجع إلى ما، والمعنى ما دلّ على معنى كائن في نفس ما دلّ أي الكلمة؛ والمراد بكون المعنى في نفس الكلمة دلالتها عليه من غير حاجة إلى ضمّ كلمة أخرى إليها لاستقلاله بالمفهومية، وإما راجع إلى المعنى وحينئذ يكون المراد بكون المعنى في نفسه استقلاله بالمفهومية وعدم احتياجه في الانفهام إلى كلمة أخرى، فمرجع التوجيهين إلى أمر واحد وهو استقلال الكلمة بالمفهومية أي بمفهومية المعنى منه، وكذا الحال في قولهم في غيره في تعريف الحرف يعني أن الضمير إمّا عائد إلى ما، فيكون المعنى:
الحرف ما دلّ على معنى كائن في غير ما دلّ أي الكلمة لا في نفسه وحاصله أنه لا يدل بنفسه بل بانضمام كلمة أخرى إليها. وإمّا إلى المعنى فيكون المعنى: الحرف ما دلّ على معنى في غيره لا في نفسه بمعنى أنه غير تام في نفسه، أي لا يحصل ذلك المعنى من اللّفظ إلّا بانضمام شيء إليه، فمرجع هذين التوجهين إلى أمر واحد أيضا، وهو أن لا يستقل بالمفهومية.
ثم المعنى قد يكون إفراديا هو مدلول اللّفظ بانفراده وقد يكون تركيبيا يحصل منه عند التركيب فيضاف أيضا إلى اللّفظ، وإن كان معنى اللّفظ عند الإطلاق هو الإفرادي، ويشترك الاسم والفعل والحرف في أن معانيها التركيبية لا تحصل إلّا بذكر ما يتعلّق به من أجزاء الكلام، ككون الاسم فاعلا وكون الفعل مسندا مثلا مشروط بذكر متعلّقه، بخلاف الحرف، فإنّ معناه الإفرادي أيضا لا يحصل بــدون ذكر المتعلق.
وتحقيق ذلك أن نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى مبصراته. وأنت إذا نظرت في المرآة وشاهدت صورة فيها فلك، هناك حالتان: إحداهما أن تكون متوجها إلى تلك الصورة مشاهدا إياها قصدا جاعلا للمرآة حينئذ آلة في مشاهدتها، ولا شك أن المرآة حينئذ مبصرة في هذه الحالة لكنها ليست بحيث تقدر بإبصارها على هذا الوجه أن تحكم عليها وتلتفت إلى أحوالها. والثانية أن تتوجّه إلى المرآة نفسها وتلاحظها قصدا فتكون صالحة لأن تحكم عليها، وحينئذ تكون الصورة مشاهدة تبعا غير ملتفت إليها، فظهر أن في المبصرات ما يكون تارة مبصرا بالذات وأخرى آلة لإبصار الغير، واستوضح ذلك من قولك قام زيد.
ونسبة القيام إلى زيد إذ لا شك أنك مدرك فيهما نسبة القيام إلى زيد، إلّا أنها في الأول مدركة من حيث أنها حالة بين زيد والقيام وآلة لتعرف حالهما فكأنها مرآة تشاهدهما بها مرتبطا أحدهما بالآخر، ولهذا لا يمكنك أن تحكم عليها أو بها ما دامت مدركة على هذا الوجه.
وفي الثاني مدركة بالقصد ملحوظة في ذاتها بحيث يمكنك أن تحكم عليها وبها؛ فعلى الوجه الأول معنى غير مستقل بالمفهومية، وعلى الثاني معنى مستقل بها. وكما يحتاج إلى التعبير عن المعاني الملحوظة بالذات المستقلة بالمفهومية يحتاج إلى التعبير عن المعاني الملحوظة بالغير التي لا تستقل بالمفهومية.
إذا تمهّد هذا فاعلم أنّ الابتداء مثلا معنى هو حالة لغيره ومتعلّق به، فإذا لاحظه العقل قصدا وبالذات كان معنى مستقلا بنفسه ملحوظا في ذاته صالحا لأن يحكم عليه وبه، ويلزمه إدراك متعلّقه إجمالا وتبعا، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ الابتداء، ولك بعد ملاحظته على هذا الوجه أن تقيده بمتعلق مخصوص، فتقول مثلا ابتداء سير البصرة ولا يخرجه ذلك عن الاستقلال وصلاحية الحكم عليه وبه وعلى هذا القياس الأسماء اللازمة الإضافة كذو وأولو وفوق وتحت، وإذا لاحظه العقل من حيث هو حالة بين السير والبصرة وجعله آلة لتعرف حالهما كان معنى غير مستقل بنفسه، ولا يصلح أن يكون محكوما عليه ولا محكوما به، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ من. وهذا معنى ما قيل إنّ الحرف وضع باعتبار معنى عام وهو نوع من النسبة كالابتداء مثلا لكل ابتداء مخصوص معيّن النسبة لا تتعين إلّا بالمنسوب إليه، فما لم يذكر متعلق الحرف لا يتحصّل فرد من ذلك النوع هو مدلول الحرف، لا في العقل، وهو الظاهر، ولا في الخارج لأنّ مدلول الحرف فرد مخصوص من ذلك النوع، أعني ما هو آلة لملاحظة طرفيه ولا شك أنّ تحقق هذا الفرد في الخارج يتوقف على ذكر المتعلق. وما قيل الحرف ما يوجد معناه في غيره وأنّه لا يدلّ على معنى باعتباره في نفسه بل باعتباره في متعلقه، فقد اتضح أنّ ذكر المتعلق للحرف إنما وجب ليتحصّل معناه في الذهن إذ لا يمكن إدراكه إلّا بإدراك متعلقه إذ هو آلة لملاحظته فعدم استقلال الحرف بالمفهومية إنّما هو لقصور ونقصان في معناه، لا لما قيل من أنّ الواضع اشترط في دلالته على معناه الإفرادي ذكر متعلقه، إذ لا طائل تحته لأنّ هذا القائل إن اعترف بأنّ معاني الحروف هي النسب المخصوصة على الوجه الذي قررناه، فلا معنى لاشتراط الواضع حينئذ، لأن ذكر المتعلق أمر ضروري إذ لا يعقل معنى الحرف إلّا به، وإن زعم أنّ معنى لفظة من هو معنى الابتداء بعينه إلّا أنّ الواضع اشترط في دلالة من عليه ذكر المتعلّق ولم يشترط ذلك في دلالة لفظ الابتداء عليه، فصارت لفظة من ناقصة الدلالة على معناها غير مستقلة بالمفهومية لنقصان فيها؛ فزعمه هذا باطل. أمّا أولا فلأنّ هذا الاشتراط لا يتصوّر له فائدة أصلا بخلاف اشتراط القرينة في الدلالة على المعنى المجازي. وأمّا ثانيا فلأنّ الدليل على هذا الاشتراط ليس نصّ الواضع عليه كما توهّم لأنّ في تلك الدعوى خروجا عن الإنصاف، بل هو التزام ذكر المتعلّق في الاستعمال على ما يشهد به الاستقراء، وذلك مشترك بين الحروف والأسماء اللازمة الإضافة.
والجواب عن ذلك بأنّ ذكر المتعلق في الحرف لتتميم الدلالة وفي تلك الأسماء لتحصيل الغاية، مثلا كلمة ذو موضوعة بمعنى الصاحب ويفهم منها هذا المعنى عند الإطلاق، لكنها إنّما وضعت له ليتوصّل بها إلى جعل أسماء الأجناس صفة للمعارف أو للنكرات، فتحصيل هذه الغاية هو الذي أوجب ذكر متعلّقها، فلو لم يذكر لم تحصل الغاية عند إطلاقه بــدون ذكر متعلّقه تحكّم بحت. وأمّا ثالثا فلأنّه يلزم حينئذ أن يكون معنى من مستقلا في نفسه صالحا لأن يحكم عليه وبه، إلّا أنّه لا ينفهم منها وحدها، فإذا ضمّ إليها ما يتمّ دلالتها وجب أن يصحّ الحكم عليه وبه وذلك مما لا يقول به من له أدنى معرفة باللغة وأحوالها.
وقيل الحرف ما دلّ على معنى ثابت في لفظ غيره، فاللام في قولنا الرجل مثلا يدل بنفسه على التعريف الذي في الرجل. وفيه بحث لأنّه إن أريد بثبوت معنى الحرف في لفظ غيره أنّ معناه مفهوم بواسطة لفظ الغير أي بذكر متعلّقه، فهذا بعينه ما قرّرناه سابقا، وإن أريد به أنه يشترط في انفهام المعنى منه لفظ الغير بحسب الوضع ففيه ما مرّ، وإن أريد به أنّ معناه قائم بلفظ الغير فهو ظاهر البطلان، وكذا إن أريد به قيامه بمعنى غيره قياما حقيقيا، ولأنه يلزم حينئذ أن يكون مثل السّواد وغيره من الأعراض حروفا لدلالتها على معان قائمة بمعاني ألفاظ غيرها، وإن أريد به تعلقه بمعنى الغير لزم أن يكون لفظ الاستفهام وما يشبهه من الألفاظ الدّالة على معان متعلّقة بمعاني غيرها حروفا، وكلّ ذلك فاسد.
وقيل الحرف ليس له معنى في نفسه بل هو علاقة لحصول معنى في لفظ آخر، وإنّ في قولك في الدار علامة لحصول معنى الظرفية في الدار، ومن في قولك خرجت من البصرة علامة لحصول معنى الابتداء في البصرة، وعلى هذا فقس سائر الحروف وهذا ظاهر البطلان.
ثمّ الاسم والفعل يشتركان في كونهما مستقلين بالمفهومية، إلّا أنهما يفترقان في أنّ الاسم يصلح لأن يقع مسندا ومسندا إليه، والفعل لا يقع إلّا مسندا، فإنّ الفعل ما عدا الأفعال الناقصة كضرب مثلا يدلّ على معنى في نفسه مستقل بالمفهومية وهو الحدث، وعلى معنى غير مستقل هو النسبة الحكمية الملحوظة من حيث أنها حالة بين طرفيها وآلة لتعرف حالهما مرتبطا أحدهما بالآخر. ولما كانت هذه النسبة التي هي جزء مدلول الفعل لا تتحصل إلّا بالفاعل وجب ذكره، كما وجب ذكر متعلّق الحرف، فكما أنّ لفظة من موضوعة وضعا عاما لكل ابتداء معين بخصوصه، كذلك لفظة ضرب موضوعة وضعا عاما لكل نسبة للحدث الذي دلّت عليه إلى فاعل بخصوصها، إلّا أن الحرف لمّا لم يدل إلّا على معنى غير مستقل بالمفهومية لم يقع محكوما عليه ولا محكوما به إذ لا بدّ في كل منهما أن يكون ملحوظا بالذات ليتمكن من اعتبار النسبة بينه وبين غيره، واحتاج إلى ذكر المتعلق رعاية لمحاذات الأفعال بالصور الذهنية، والفعل لمّا اعتبر فيه [الحدث] وضمّ إليه انتسابه إلى غيره نسبة تامة من حيث أنها حالة بينهما وجب ذكر الفاعل لتلك المحاذاة، ووجب أيضا أن يكون مسندا باعتبار الحدث إذ قد اعتبر ذلك في مفهومه وضعا ولا يمكن جعل ذلك الحدث مسندا إليه لأنه على خلاف وضعه. وأمّا مجموع معناه المركّب من الحدث والنسبة المخصوصة فهو غير مستقلّ بالمفهومية فلا يصلح أن يقع محكوما به فضلا عن أن يقع محكوما عليه كما يشهده التأمّل الصادق.
وأمّا الاسم فلما كان موضوعا لمعنى مستقل ولم تعتبر معه نسبة تامة لا على أنه منسوب إلى غيره ولا بالعكس صحّ الحكم عليه وبه.
فإن قلت كما أنّ الفعل يدل على حدث ونسبة إلى فاعل على ما قررته كذلك اسم الفاعل يدلّ على حدث ونسبة إلى ذات، فلم يصح كون اسم الفاعل محكوما عليه دون الفعل؟. قلت لأنّ المعتبر في اسم الفاعل ذات ما من حيث نسب إليه الحدث، فالذات المبهمة ملحوظة بالذات، وكذلك الحدث. وأمّا النسبة فهي ملحوظة لا بالذات، إلّا أنها تقييدية غير تامة ولا مقصودة أصلية من العبارة تقيدت بها الذات المبهمة وصار المجموع كشيء واحد، فجاز أن يلاحظ فيه تارة جانب الذات أصالة فيجعل محكوما عليه وتارة جانب الوصف أي الحدث أصالة فيجعل محكوما به. وأمّا النسبة التي فيه فلا تصلح للحكم عليها ولا بها، لا وحدها ولا مع غيرها، لعدم استقلالها، والمعتبر في الفعل نسبة تامة تقتضي انفرادها مع طرفيها من غيرها وعدم ارتباطها به، وتلك النسبة هي المقصودة الأصلية من العبارة فلا يتصور أن يجري في الفعل ما جرى في اسم الفاعل، بل يتعيّن له وقوعه مسندا باعتبار جزء معناه الذي هو الحدث.
فإن قلت قد حكموا بأنّ الجملة الفعلية في: زيد قام أبوه محكوما بها. قلت في هذا الكلام يتصور حكمان: أحدهما الحكم بأن أبا زيد قائم، والثاني أن زيدا قائم الأب، ولا شكّ أن هذين الحكمين ليسا بمفهومين منه صريحا بل أحدهما مقصود والآخر تبع، فإن قصد الأول لم يكن زيد بحسب المعنى محكوما عليه بل هو قيد يتعين به المحكوم عليه، وإن قصد الثاني كما هو الظاهر فلا حكم صريحا بين القيام والأب، بل الأب قيد للمسند الذي هو القيام، إذ به يتم مسندا إلى زيد. ألا ترى أنك لو قلت: قام أبو زيد وأوقعت النسبة بينهما لم يرتبط بغيره أصلا، فلو كان معنى قام أبوه ذلك القيام لم يرتبط بزيد قطعا فلم يقع خبرا، ومن ثمّ تسمع النحاة يقولون قام أبوه جملة وليس بكلام، وذلك لتجريده عن إيقاع النسبة بين طرفيه بقرينة ذكر زيد مقدما، وإيراد ضميره فإنها دالة على الارتباط الذي يستحيل وجوده مع الإيقاع، وهذا الذي ذكر من التحقيق هو المستفاد من حواشي العضدي، ومما ذكره السيّد الشّريف في حاشية المطول في بحث الاستعارة التبعية.
ثم إنه لما عرف اشتراك الاسم والفعل في الاستقلال بالمفهومية فلا بد من مميّز بينهما فزيد قيد عدم الاقتران بأحد الأزمنة الثلاثة في حدّ الاسم احترازا عن الفعل، ولا يخرج من الحدّ لفظ أمس وغد والصبوح والغبوق ونحو ذلك، لأنّ معانيها الزمان لا شيء آخر يقترن بالزمان كما في الفعل. ثم المراد بعدم الاقتران أن يكون بحسب الوضع الأول فدخل فيه أسماء الأفعال لأنها جميعا إما منقولة عن المصادر الأصلية سواء كان النقل صريحا نحو رويد فإنه قد يستعمل مصدرا أيضا، أو غير صريح نحو هيهات فإنه وإن لم يستعمل مصدرا إلّا أنّه على وزن قوقاة مصدر قوقى، أو عن المصادر التي كانت في الأصل أصواتا نحو صه، أو عن الظرف، أو الجار والمجرور نحو أمامك زيد وعليك زيد، فليس شيء منها دالة على أحد الأزمنة الثلاثة بحسب الوضع الأول. وخرج عنه الأفعال المنسلخة عن الزمان وهي الأفعال الجوامد كنعم وبئس وعسى وكاد لاقتران معناها بالزمان بحسب الوضع الأول، وكذا الأفعال المنسلخة عن الحدث كالأفعال الناقصة لأنها تامّات في أصل الوضع منسلخات عن الحدث، كما صرح به بعض المحققين في الفوائد الغياثية. وخرج عنه المضارع أيضا فإنه بتقدير الاشتراك بين الحال والاستقبال لا يدلّ إلّا على زمان واحد، فإنّ تعدد الوضع معتبر في المشترك ويعلم من هذا فوائد القيود في تعريف الفعل.

السّجع

السّجع:
[في الانكليزية] Rhyming prose
[ في الفرنسية] Prose rimee
بالفتح وسكون الجيم عند أهل البديع من المحسنات اللفظية. وهو قد يطلق على نفس الكلمة الأخيرة من الفقرة باعتبار كونها موافقة للكلمة الأخيرة من الفقرة الأخرى. وبهذا الاعتبار قال السكاكي: السّجع في النثر كالقافية في الشعر. فعلى هذا السجع مختصّ بالنثر.
وقيل بل يجري في النظم أيضا. ومن السجع على هذا القول أي القول بعدم الاختصاص بالنثر ما يسمّى بالتصريع وبالتشطير وقد يطلق على التوافق المذكور الذي هو المعنى المصدري. وبهذا الاعتبار قيل السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر، والتواطؤ التوافق كذا في المطول. وقد يطلق على الكلام المسجع أي الكلام الذي فيه السّجع. قال في المطوّل في بيان التشطير:
ويجوز أن تسمّى الفقرة بتمامها سجعة تسمية للكلّ باسم جزئه؛ وأيضا يدلّ عليه تقسيمهم السّجع إلى قصير وطويل. قال في المطول:
السجع إمّا قصير وإمّا طويل، والقصير أحسن لقرب الفواصل المسجوعة من سمع السامع ولدلالته على قوة المنشئ. وأحسن القصير ما كان من لفظين نحو يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. منه ما يكون من ثلاثة إلى عشرة، وما زاد عليها فهو من الطويل. ومنه ما يقرب من القصير بأن يكون تأليفه من إحدى عشرة إلى اثنتي عشرة، وأكثره خمس عشرة لفظة كقوله تعالى وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً الآية. فالآية الأولى إحدى عشرة، الثانية ثلاث عشرة. وفي الإتقان قالوا أحسن السّجع ما كان قصيرا وأقله كلمتان، والطويل ما زاد على العشر، وما بينهما متوسّط كآيات سورة القمر انتهى. اعلم أنّ السّجع بالمعنى الأول ثلاثة أقسام. في المطول:
السّجع ثلاثة أضرب. مطرّف إن اختلفت الفاصلتان في الوزن نحو ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً فالوقار والأطوار مختلفان وزنا وإلّا فإن كان جميع ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثره مثل ما يقابله أي ما يقابل إحدى القرينتين من الأخرى في الوزن والتقفية أي التوافق على الحرف الأخير فترصيع، نحو: فهو يطبع الإسجاع بجواهر لفظه ويقرع الأسماع بزواجر وعظه، فجميع ما في القرينة الثانية يوافق ما يقابله من الأولى في الوزن والتقفية. وأما لفظة هو فلا يقابلها شيء من القرينة [الثانية]، وإلّا أي وإن لم يكن ما في إحدى القرينتين أو أكثرها مثل ما يقابله من الآخر فهو المتوازي، وذلك بأن يكون ما في إحدى القرينتين أو أكثر وما يقابله من الأخرى مختلفين في الوزن والتقفية جميعا نحو فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ أو في الوزن فقط نحو:
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً، فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً أو في التقفية فقط كقولنا: حصل الناطق والصامت وهلك الحاسد والشامت، أو لا يكون لكل كلمة من إحدى القرينتين مقابل من الأخرى نحو: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ.
وفي الإتقان في نوع الفواصل قسّم البديعيون السجع ومثله الفواصل إلى أقسام الأول المطرف وهو أن تختلف الفاصلتان في الوزن وتتفقان في حرف السجع نحو ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً.
والثاني المتوازي، وهو أن تتفقا وزنا وتقفية ولم يكن ما في الأولى مقابلا لما في الثانية في الوزن والتقفية نحو فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ والثالث المتوازن وهو أن تتفقا وزنا دون التقفية نحو: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ والرابع المرصّع وهو أن تتفقا وزنا وتقفية ويكون ما في الأولى مقابلا لما في الثانية كذلك نحو: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ وإِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. والخامس المتماثل وهو أن تتساويا في الوزن دون التقفية وتكون أفراد الأولى مقابلة لما في الثانية فهو بالنسبة إلى المرصّع كالمتوازن بالنسبة إلى المتوازي نحو:
وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ، وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. فالكتاب والصراط متوازنان وكذا المستبين والمستقيم واختلفا في الحرف الأخير انتهى.
فائدة: قالوا أحسن السجع ما تساوت قرائنه نحو: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ثم بعد أن لم تتساو قرائنه فالأحسن ما طالت القرينة الثانية نحو: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى أو القرينة الثالثة نحو: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. قال ابن الأثير: الأحسن في الثانية المساواة وإلّا فأطول قليلا، وفي الثالثة أن تكون أطول، ويجوز أن تجيء مساوية لهما.

وقال الخفاجي: لا يجوز أن تكون الثانية أقصر من الأولى.
فائدة: مبنى الإسجاع والفواصل على الوقف والسكون ولهذا ساغ مقابلة المرفوع بالمجرور وبالعكس، كقوله تعالى إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ مع قوله عَذابٌ واصِبٌ وقوله بِماءٍ مُنْهَمِرٍ مع قوله قَدْ قُدِرَ، لأنّ الغرض من السجع أن يزاوج بين القرائن، ولا يتم ذلك في كلّ صورة إلّا بالوقف والبناء على السكون كقولهم: ما أبعد ما فات وما أقرب ما [هو] آت، فإنه لو اعتبرت الحركة لفات السجع لأنّ التاء من فات مفتوح ومن آت مكسور منون هكذا في المطول.
فائدة: قال ابن الأثير: السجع يحتاج إلى أربع شرائط: اختيار المفردات الفصيحة واختيار التأليف الفصيح وكون اللفظ تابعا للمعنى لا عكسه وكون كلّ واحدة من الفقرتين دالّة على معنى آخر، وإلّا لكان تطويلا.
فائدة: حروف الفواصل إمّا متماثلة كما مرّ أو متقاربة مثل الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. قال الإمام فخر الدين وغيره فواصل القرآن لا تخرج عن هذين القسمين بل تنحصر في المتماثلة والمتقاربة.
فائدة: هل يجوز استعمال السجع في القرآن؟ فيه خلاف. والجمهور على المنع لأنّ أصله من سجع الطير أي صات، والقرآن من صفاته تعالى، ولا يجوز وصفه بصفتهم ما لم يرو الإذن بها. قال الرماني في إعجاز القرآن: ذهب الأشعرية إلى امتناع أن يقال في القرآن سجع بل فواصل، وفرّقوا بأنّ السجع هو الذي يقصد في نفسه ثم يحال المعنى عليه، والفواصل هي التي تتبع المعاني ولا تكون مقصودة في نفسها. قال: ولذلك كانت الفواصل بلاغة والسجع عيبا وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني. ونقله عن نص أصحابنا كلهم وأبي الحسن الأشعري. قال ذهب كثير من غير الأشاعرة إلى إثبات السجع في القرآن وزعموا أنّ ذلك مما يبين به فضل الكلام وأنّه من الأجناس التي يقع بها التفاضل في البيان والفصاحة، كالجناس والالتفات ونحوهما. قال وأقوى ما استدلوا به الاتفاق على أنّ موسى أفضل من هارون، ولمكان السجع قيل في موضع هارون وموسى. ولما كانت الفواصل في موضع آخر بالواو والنون قيل موسى وهارون.
قالوا وهذا يفارق أمر الشّعر لأنّه لا يجوز أن يقع في الخطاب إلّا مقصودا إليه، وإذا وقع غير مقصود إليه كان دون القدر الذي نسميه شعرا، وذلك القدر مما يتفق وجوده من المفخّم، كما يتفق وجوده من الشاعر. وما جاء في القرآن من السجع فهو كثير لا يصحّ أن يتفق كله غير مقصود إليه، وبنوا الأمر في ذلك على تجديد معنى السجع، فقال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على حدّ واحد. وقال ابن دريد:
سجعت الحمامة معناه ردّدت صوتها. قال القاضي: وهذا غير صحيح. ولو كان القرآن سجعا لكان داخلا في أساليب كلامهم، وحينئذ لم يقع بذلك الإعجاز، ولو جاز أن يقال هو سجع معجز لجاز أن يقولوا شعر معجز. وكيف السجع مما كان بالغه الكهان من العرب ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشّعر، لأنّ الكهانة تنافي النّبوات بخلاف الشّعر، وقد قال صلى الله عليه وسلم «أسجع كسجع الكهان» فجعله مذموما. وقصته أنّ امرأة ضربت بطن صاحبتها بعمود فسطاط فألقت جنينا ميتا فاختصم أولياؤها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام لأولياء الضاربة «دوه فقالوا أندي من لا صاح ولا استهلّ ولا شرب ولا أكل ومثل دمه بطل. فقال عليه السلام: أسجع كسجع الكهان. قوموا فدوه» هكذا في الكفاية شرح الهداية. قال وما توهموا أنّه سجع باطل لأنّ مجيئه على صورته لا يقتضي كونه سجعا لأنّ السجع يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدّي السجع، وليس كذلك ما اتفق مما هو في معنى السجع من القرآن، لأنّ اللفظ وقع فيه تابعا للمعنى.
قال وللسجع منهج محفوظ وطريق مضبوط، من اخلّ به وقع الخلل في كلامه، ونسب إلى الخروج عن الفصاحة. كما أنّ الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود كان مخطئا. وأنت ترى فواصل القرآن متفاوتة، بعضها متداني المقاطع، وبعضها يمتد حتى يتضاعف طوله عليه. وترد الفاصلة في ذلك الوزن الأول بعد كلام كثير، وهذا في السجع غير مرضي ولا محمود. وأمّا ما ذكروه من تقديم موسى على هارون في موضع وعكسه في موضع فلفائدة أخرى وهو إعادة القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدّي معنى واحدا، وذلك من التفنن، فإنّ ذلك أمر صعب تظهر به الفصاحة والبلاغة. ولهذا أعيدت كثير من القصص على ترتيبات متفاوتة تنبيها بذلك على عجزهم عن الإتيان مبتدأ ومتكررا بمثله. ولو أمكنتهم المعارضة لقصدوا تلك القصة وعبّروا عنها بألفاظ لهم تؤدّي إلى تلك المعاني. ونقل صاحب عروس الأفراح عن القاضي أنّه ذهب في الانتصار إلى جواز تسمية الفواصل سجعا. وقال الخفاجي في سر الفصاحة:
قول الرماني إنّ السجع عيب والفواصل بلاغة غلط فإنّه إن أراد بالسجع ما يتبع المعنى وهو غير مقصود فذلك بلاغة، والفواصل مثله. وإن أراد به ما تقع المعاني تابعة له وهو مقصود بتكلّف فذلك عيب والفواصل مثله. قال وأظن الذي دعاهم إلى تسمية كل ما في القرآن فواصل ولم يسمّوا ما تماثلت حروفه سجعا رغبتهم في تنزيه القرآن عن الوصف اللائق بغيره من الكلام المروي عن الكهنة وغيرهم، وهذا الغرض في التسمية قريب والحقيقة ما قلناه.
قال والتحرير أنّ الإسجاع حروف متماثلة في مقاطع الفواصل.

قال: فإن قيل: إذا كان عندكم أنّ السجع محمود فهلّا ورد القرآن كله مسجوعا؟ قلنا: إنّ القرآن نزل بلغة العرب وعلى عرفهم، وكان الفصيح منهم لا يكون كلامه كله مسجوعا لما فيه من أمارات التكلّف فلم يرد كله مسجوعا.

وقال ابن النفيس: يكفي في حسن السجع ورود القرآن به ولا يقدح فيه خلوّه في بعض المواضع لأنّ المقام قد يقتضي الانتقال إلى أحسن منه.
وكيف يعاب السجع على الإطلاق وإنّما نزل القرآن على أساليب الفصيح من كلام العرب، فوردت الفواصل فيه بإزاء ورود الإسجاع في كلامهم. وإنما لم يجيء على أسلوب واحد لأنّه لا يحسن في الكلام جميعا أن يكون مستمرا على نمط واحد لما فيه من التكلّف وملال الطّبع، ولأنّ الافتنان في ضروب الفصاحة أعلى من الاستمرار على ضرب واحد. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى الإتقان.

الكون

الكون: اسم لما حدث دفعة كانقلاب الماء هواء، كأن الصورة الإلهية كانت للماء بالقوة فخرجت منها إلى الفعل دفعة. فإذا كان على التدرج فهو الحركة. وقيل الكون حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكون فيها، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: الكون يستعمله بعضهم في استحالة جوهر إلى ما هو أشرف منه، والفساد في استحالة جوهر ما إلى ما هو والمتكلمون يستعملونه في معنى الإبداع.الكون عند أهل التحقيق: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم لا من حيث أنه حق، وإن كان مرادفا للوجود المطلق العام عند أهل النظر وهو بمعنى الكون. 
الكون:
[في الانكليزية] Generation ،universe
[ في الفرنسية] Generation ،univers
بالفتح وسكون الواو عند الحكماء مقابل الفساد. وقيل الكون والفساد في عرف الحكماء يطلقان بالاشتراك على معنيين. الأول حدوث صورة نوعية وزوال صورة نوعية أخرى، يعني أنّ الحدوث هو الكون والزوال هو الفساد.
وإنّما قيّد بالصورة النوعية لأنّ تبدّل الصورة الجسمية على الهيولى الواحدة لا يسمّى كونا وفسادا اصطلاحا لبقاء النوع مع تبدّل أفراده، ولا بدّ من أن يزاد قيد دفعة ويقال حدوث صورة نوعية وزوالها دفعة، إذ التبدّل اللادفعي لا يطلق عليه الكون والفساد. ولذا قيل كلّ كون وفساد دفعي عندهم إلّا أن يقال تبدّل الصورة بالصورة لا يكون تدريجا بل دفعة كما تقرّر عندهم، وبهذا المعنى وقع الكون والفساد في قولهم الفلك لا يقبل الكون والفساد. الثاني الوجود بعد العدم والعدم بعد الوجود، وهذا المعنى أعمّ من الأول، ولا بدّ من اعتبار قيد دفعة هاهنا أيضا لما عرفت، وبالنظر إلى هذا قيل الكون والفساد خروج ما هو بالقوة إلى الفعل دفعة كانقلاب الماء هواء فإنّ الصورة الهوائية للماء كانت بالقوة فخرجت عنها إلى الفعل دفعة. ولهذا قال السّيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين أيضا الكون والفساد قد يفسّران بالتغير الدفعي فيتناول تبدّل الصورة الجسمية.
فائدة:
منع بعض المتكلّمين تبدّل الصورة وقال لا كون ولا فساد في الجواهر والتبدّل الواقع فيها إنّما هو في كيفياتها دون صورها فأنكر الكون والفساد وسلّم الاستحالة، وقال العنصر واحد وقد سبق في لفظ العنصر. وعند المتكلّمين مرادف للوجود. قال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد عند الأشاعرة الثبوت والكون والوجود والتحقّق ألفاظ مترادفة. وعند المعتزلة الثبوت أعمّ من الوجود انتهى. فالثبوت والتحقّق عند المعتزلة مترادفان وكذا الكون والوجود سيأتي توضيح ذلك في لفظ المعلوم. ويطلق الكون عندهم على الأين أيضا، في شرح المواقف المتكلمون وإن أنكروا سائر المقولات النسبية فقد اعترفوا بالأين وسمّوه بالكون، والجمهور منهم على أنّ المقتضي للحصول في الحيّز هو ذات الجوهر لا صفة قائمة به، فهناك شيئان ذات الجوهر والحصول في الحيّز المسمّى عندهم بالكون.
وزعم قوم منهم أي من مثبتي الأحوال أن حصول الجوهر في الحيّز معلّل بصفة قائمة بالجوهر فسمّوا الحصول في الحيّز بالكائنة والصفة التي هي علّة للحصول بالكون، فهناك ثلاثة أشياء: ذات الجوهر وحصوله في الحيّز وعلّته، وأنواعه أربعة: الحركة والسكون والافتراق والاجتماع، لأنّ حصول الجوهر في الحيّز إمّا أن يعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر أو لا، والثاني أي ما لا يعتبر بالقياس إلى جوهر آخر إن كان ذلك الحصول مسبوقا بحصوله في ذلك الحيّز فسكون، وإن كان مسبوقا بحصوله في حيّز آخر فحركة، فعلى هذا السكون حصول ثان في حيّز أول والحركة حصول أوّل في حيّز ثان، ويرد على الحصر حصول الجوهر في الحيّز أول زمان حدوثه فإنّه كون غير مسبوق بكون آخر لا في ذلك الحيّز ولا في حيّز آخر فلا يكون سكونا ولا حركة، فذهب أبو الهذيل إلى بطلان الحصر والتزام الواسطة.
وقال أبو هاشم وأتباعه إنّ الكون في أوّل الحدوث سكون لأنّ الكون الثاني في ذلك الحيّز سكون وهما متماثلان لأنّ كلا منهما يوجب اختصاص الجوهر بذلك الحيّز وهو أخصّ صفاتهما، فإذا كان أحدهما سكونا كان الآخر كذلك، فهؤلاء لم يعتبروا في السكون اللّبث والمسبوقية بكون فيلزم تركّب الحركات من السكنات إذ ليس فيها إلّا الأكوان الأول في الأحياز المتعاقبة. ثم منهم من التزم ذلك وقال الحركة مجموع سكنات في تلك الأحياز، ولا يرد أنّ الحركة ضد السكون فكيف تكون مركّبة منه، لأنّ الحركة من الحيّز ضد السكون فيه، وأمّا الحركة إلى الحيّز فلا ينافي السكون فيه فإنّها نفس الكون الأول فيه والكون الأول مماثل للكون الثاني فيه وأنّه سكون باتفاق فكذا الكون الأوّل، ويلزمهم أن يكون الكون الثاني حركة لأنّه مثل الكون الأول وهو حركة إلّا أن يعتبر في الحركة أن لا تكون مسبوقة بالحصول في ذلك الحيّز لا أن تكون مسبوقة بالحصول في حيّز آخر، وحينئذ لا تكون الحركة مجموع سكنات. والنزاع في أنّ الكون في أول زمان الحدوث سكون أو ليس بسكون لفظي، فإنّه إن فسّر الكون بالحصول في المكان مطلقا كان ذلك الكون سكونا ولزم تركّب الحركة من السكنات لأنّها مركّبة من الأكوان الأول في الأحياز، وإن فسّر بالكون المسبوق بكون آخر في ذلك الحيّز لم يكن ذلك الكون سكونا ولا حركة بل واسطة بينهما ولم يلزم أيضا تركّب الحركة من السكنات. فإنّ الكون الأول في المكان الثاني أعني الدخول فيه هو عين الخروج من المكان الأول، ولا شكّ أنّ الخروج عن الأول حركة فكذا الدخول فيه.
أمّا الأول وهو أن يعتبر حصول الجوهر في الحيّز بالنسبة إلى جوهر آخر، فإن كان بحيث يمكن أن يتخلّل بينه وبين ذلك الآخر جوهر ثالث فهو الافتراق وإلّا فهو الاجتماع. وإنّما قلنا إمكان التخلّل دون وقوعه لجواز أن يكون بينهما خلاء عند المتكلّمين، فالاجتماع واحد أي لا يتصوّر إلّا على وجه واحد وهو أن لا يمكن تخلّل ثالث بينهما، والافتراق مختلف، فمنه قرب ومنه بعد. وأيضا ينقسم الكون إلى ثلاثة أقسام لأنّ مبدأ الكون إن كان خارجا عن ذات الكائن فهو قسري وإلّا فإن كان مقارنا للقصد فهو إرادي وإلّا فهو طبيعي، كذا في شرح التجريد.
فائدة:
فيما اختلف في كونه متحرّكا وذلك في صورتين. الأولى إذا تحرّك جسم فاتفقوا على حركة الجواهر الظاهرة منه واختلفوا في الجواهر المتوسّطة. فقيل متحرّك وقيل لا. وكذلك اختلف في المستقر في السفينة المتحرّكة فقيل ليس بمتحرّك وقيل متحرك، وهو نزاع لفظي يعود إلى تفسير الحيّز. فإن فسّر بالبعد المفروض كان المستقر في السفينة المتحرّكة متحرّكا، وكذا الجوهر المتوسّط لخروج كلّ منهما حينئذ من حيّز إلى حيّز آخر لأنّ حيّز كلّ منهما بعض من الحيّز للكلّ وإن فسّر بالجواهر المحيطة لم يكن الجوهر الوسطاني مفارقا لحيّزه أصلا. وأمّا المستقر المذكور فإنّه يفارق بعضا من الجواهر المحيطة به دون بعض وإن فسّر بما اعتمد عليه ثقل الجوهر كما هو المتعارف عند العامة لم يكن المستقر مفارقا لمكانه أصلا.
والثانية قال الأستاذ أبو اسحاق إذا كان الجوهر مستقرا في مكانه وتحرّك عليه جوهر آخر من جهة إلى جهة بحيث تبدّل المحاذاة بينهما فالمستقر في مكانه متحرّك، ويلزم على هذا ما إذا تحرّك عليه جوهران كلّ منهما إلى جهة مخالفة لجهة الآخر فيجب أن يكون الجوهر المستقر متحرّكا إلى جهتين مختلفتين في حالة واحدة وهو باطل بداهة. والحق أنّه لا نزاع في الاصطلاح فإنّ الاستاذ أطلق اسم الحركة على اختلاف المحاذيات سواء كان مبدأ الاختلاف في المتحرّك أو في غيره فلزمه اجتماع الحركتين إلى جهتين فالتزمه.
فائدة:
القائلون بالأكوان يجوّزون وجود جوهر محفوف بستة جواهر ملاقية له من جهاته السّتّ إلّا ما نقل عن بعض المتكلّمين من أنّه منع ذلك حذرا من لزوم تجزيه وهو إنكار للمحسوس ومانع من تأليف الأجسام من الجواهر الفردة.
واتفقوا أيضا على المجاورة والتأليف بين ذلك الجوهر والجواهر المحيطة به، ثم اختلفوا فقال الأشعري والمعتزلة المجاورة أي الاجتماع غير الكون لحصوله حال الانفراد دونــها. وقال الأشعري أيضا والمعتزلة التأليف والمماسّة غير المجاورة بل هما أمران زائدان على المجاورة يتبعانها، والمباينة أي الافتراق ضدّ المجاورة ولذلك تنافي التأليف لأنّ ضدّ الشرط ينافي ضدّ المشروط. ثم قال الأشعري وحده المجاورة واحدة وإن تعدّد المجاور له، وأمّا المماسّة والتأليف فيتعددان، فههنا أي فيما أحاط بالجوهر الفرد ستّ جواهر وستّ تأليفات وستّ مماسّات ومجاورة واحدة وهي أي المماسّات الستّ تغنيه عن كون سابع يخصّصه بحيّزه.
وقالت المعتزلة المجاورة بين الرّطب واليابس تولّد تأليفا قائما به، ثم اختلفوا فيما إذا تألّف الجوهر مع ستة من الجواهر، فقيل يقوم بالجواهر السبعة تأليف واحد فإنّه لمّا لم يبعد قيامه بجوهرين لم يبعد قيامه بأكثر. قيل ست تأليفات لا سبع حذرا من انفراد كلّ جزء من الجواهر السبعة بتأليف على حدة وأبطلوا وحدة التأليف. وقال الأستاذ أبو إسحاق المماسّة بين الجواهر نفس المجاورة وإنهما متعدّدتان ضرورة، فالمباينة على رأيه ضدّ لهما حقيقة أي للمجاورة والتأليف. وقال القاضي أبو بكر إذا حصل جوهر في حيّز ثم توارد عليه مماسات ومجاورات من جوهر آخر ثم زالت تلك المماسّات والمجاورات فالكون قبلها وبعدها واحد لم يتغيّر ذاته، وإنّما تعدّدت الأسماء بحسب الاعتبارات، فإنّ الكون الحاصل له قبل انضمام الجواهر إليه يسمّى سكونا والكون المتجدّد له حال الانضمام، وإن كان مماثلا للكون الأول يسمّى اجتماعا وتأليفا ومجاورة ومماسّة، والكون المتجدّد له بعد زوال الانضمام يسمّى مباينة، والأكوان المختلفة على أصله ليست غير الأكوان الموجبة لاختصاص الجوهر بالأحياز المختلفة وهذا أقرب إلى الحقّ.
فائدة:
من لم يجعل المماسّة كونا قائما بالجواهر كالقاضي وأتباعه أطلق القول بتضاد الأكوان، ومن جعلها كونا كالأشعري والأستاذ فلم يجعلها أي الأكوان أضدادا ولا متماثلة بل مختلفة، وهاهنا أبحاث أخر فمن أرادها فليرجع إلى شرح المواقف.

صمم

(صمم) : ناقةٌ صَمَّاءُ: أي سَمِينة.
(صمم) فِي كَذَا أَو عَلَيْهِ مضى فِي رَأْيه ثَابت الْعَزْم والعزيمة مَضَت وَالسيف وَنَحْوه مضى إِلَى الْعظم وَفُلَانًا وَغَيره أصمه وَصَاحبه الحَدِيث أوعاه إِيَّاه

صمم


صَمَّ(n. ac. صَمّ)
a. Stopped up, closed.
b.(n. ac. صَمّ
صَمَم), Was stopped up, closed; was deaf.
صَمَّمَ
a. ['Ala
or
Fī], Persevered, persisted in; was determined upon.
b. Bit, gripped, held fast.
c. [Fī], Cut through, penetrated into.
d. Impressed upon.

أَصْمَمَa. Was, became deaf.
b. Deafened; made deaf; found deaf.
c. see I (a)
تَصَاْمَمَa. Feigned deafness.

صِمّa. Calamity.
b. [art.], Lion.
صِمَّة
(pl.
صِمَم)
a. Stopper, cork.
b. Male serpent; female hedgehog.
c. Courageous.
d. see 2 (a)
صَمَمa. Deafness.
b. see
N. Ag.
صَمَّمَ
أَصْمَمُ
(pl.
صُمّ صُمَّاْن)
a. Deaf.
b. Inexorable; severe.
c. Hard, solid.
d. Surd, irrational root.

صَمَاْمa. see 2 (a)
صِمَاْم
صِمَاْمَة
23ta. see 2t (a)
صَمِيْمa. Principal part; main stock.
b. Big bone.
c. Intense (heat).
d. Pure, unmixed.

صَمَّاْنُa. Rugged ground.

N. Ag.
صَمَّمَa. Vigorous; determined.

مِن صَمِيْم القَلْب
a. From the bottom of the heart, with all the soul;
heartily, cordially; fervently.
صمم
الصَّمَمُ: فقدانُ حاسّة السّمع، وبه يوصف من لا يُصغِي إلى الحقّ ولا يقبله. قال تعالى:
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
[البقرة/ 18] ، وقال: صُمًّا وَعُمْياناً
[الفرقان/ 73] ، وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ
[هود/ 24] ، وقال:
وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا
[المائدة/ 71] ، وشبّه ما لا صوت له به، ولذلك قيل: صَمَّتْ حَصَاةٌ بِدَمٍ ، أي: كثر الدّم حتى لو ألقي فيه حصاة لم تسمع لها حركة، وضربة صِمَّاءُ. ومنه:
الصِّمَّةُ للشّجاع الذي يُصِمُّ بالضّربة، وصَمَمْتُ القارورةَ: شددت فاها تشبيها بالأَصَمِّ الذي شدّ أذنه، وصَمَّمَ في الأمر: مضى فيه غير مصغ إلى من يردعه، كأنه أَصَمُّ، والصَّمَّانُ: أرض غليظة، واشتمالُ الصَّمَّاءِ: ما لا يبدو منه شيءٌ.
(ص م م) : (الْأَصَمُّ) الَّذِي لَا يَسْمَعُ مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ وَالْمُؤَنَّثُ صَمَّاءُ (وَمِنْهَا) لِبْسَةُ الصَّمَّاءِ وَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ أَنْ يَشْتَمِلَ بِثَوْبِهِ فَيُجَلِّلَ جَسَدَهُ كُلَّهُ بِهِ وَلَا يَرْفَعَ جَانِبًا يُخْرِجَ مِنْهُ يَدَهُ (وَقِيلَ) أَنْ يَشْتَمِلَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إزَارٌ (وَعَنْ) أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هِيَ الِاضْطِبَاعُ وَعَنْ هِشَامٍ سَأَلْتُ مُحَمَّدًا - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ الِاضْطِبَاعِ فَأَرَانِيَ (الصَّمَّاءَ) فَقُلْتُ هَذِهِ الصَّمَّاءُ فَقَالَ إنَّمَا تَكُونُ الصَّمَّاءُ إذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إزَارٌ وَهُوَ اشْتِمَالُ الْيَهُودِ وقَوْله تَعَالَى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ وَهُوَ مَا يُسَدُّ بِهِ الْفُرْجَةُ كَصِمَامِ الْقَارُورَةِ لِسِدَادِهَا فَسُمِّيَ بِهِ الْفَرْجُ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ فِي مَوْضِعِ صِمَامٍ صمي: (فِي الْحَدِيثِ) «كُلْ مَا أَصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ» (الْإِصْمَاءُ) أَنْ يَرْمِيَهُ فَيَمُوتَ بَيْنَ يَدَيْهِ سَرِيعًا وَالْإِنْمَاءُ أَنْ يَغِيبَ بَعْدَمَا أَصَابَهُ ثُمَّ يَمُوتَ.
صمم قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ عِنْدِي قَوْله: شهر اللَّه الْمحرم إِنَّمَا هُوَ على جِهَة التَّعْظِيم لَهُ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ جعله حَرَامًا لَا يحل فِيهِ قتال وَلَا سفك دم. وَفِي بعض الحَدِيث: شهر اللَّه الأصمْ. وَيُقَال: إِنَّمَا سَمَّاهُ الْأَصَم لِأَنَّهُ حرمه فَلَا يسمع فِيهِ قعقعة سلَاح وَلَا حَرَكَة قتال وَقد حرّم غَيره من الشُّهُور وَهُوَ ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَرَجَب وَلم يذكر فِي هَذَا الحَدِيث غير المحرّم وَذَلِكَ فِيمَا نرى وَالله أعلم لِأَن فِيهِ يَوْم عَاشُورَاء فَضله بذلك على ذِي الْقعدَة وَرَجَب 73 / الف وَأما ذُو الّحجة / فنرى إِنَّمَا ترك ذكره عِنْد الصَّوْم لِأَن فِيهِ الْعِيد وَأَيَّام التَّشْرِيق. وَأما حَدِيثه الآخر فِي ذكر الْأَشْهر الْحرم فَقَالَ: وَرَجَب مُضر الَّذِي بَين جمادي وَشَعْبَان. فَإِنَّمَا سَمَّاهُ رَجَب مُضر لِأَن مُضر كَانَت تعظمه وتحرمه وَلم يكن يستحله أحد من الْعَرَب إِلَّا حَيَّان: خثعم وطيء فَإِنَّهُمَا كَانَا يستحلان الشُّهُور وَكَانَ الَّذين يُنسِئون الشُّهُور أَيَّام الْمَوْسِم يَقُولُونَ: حرمنا عَلَيْكُم الْقِتَال فِي هَذِه الْأَشْهر إِلَّا دِمَاء المحلّين فَكَانَت الْعَرَب تستحل دِمَاءَهُمْ خَاصَّة فِي هَذِه الشُّهُور لذَلِك. 
[صمم] فيه: ترى "الصم" البكم رؤس الناس، هو جمع أصم وهو من لا يسمع؛ والمراد من لا يهتدي ولا يبل الحق، من صمم العقل لا الأذن. ن: أي الجهلة السفلة. نه: ومنه: الفتنة "الصماء" العمياء، هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها لأن الأصم لا يسمع الاستغاثة، وقيل: كالحية الصماء التي لا تقبل الرقي. ج: فتنةء" بكماء عمياء، البكم الصمم الخلقي؛ أي لا ترتفع الفتنة لأنها لا حواس لهما فترعوي إلى الحق. نه: وفيه: ثم تكلم صلى الله عليه وسلم بكلمة "اصمنيها" الناس، أي شغلوني عن سماعها فكأنهم جعلوني أصمم. ن: وروي: صمتنيها الناس، أي سكتوني عن السؤال عنها. ن: وشهر الله "الأصم" رجب، إذ لا يسمع فيه صوت السلاح لكونه شهرًا حرمًا، وصف بوصف الإنسان الذي لا يسمعه مجازًا. وفيه: نهى عن اشتمال "الصماء"، هو أن يتحلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبًا ويسد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع، ويقول الفقهاء: هو أن يتغطى بثوب واحد ليس عليه غيره فيرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فتنكشف عورته. ن: ويكره على الأول لئلا يعرض له حاجة من دفع بعض الهوام أو غيره فيتعذر عليه أو يعسر، ويحرم على الثاني إن انكشف بعض عورته وإلا يكره، وهو بمهملة ومد. ومنه ح: الفاجر كالأرزة "صماء"، أي مكتنزة لا تخلخل فيها. وفي ح الوطء: في "صمام" واحد، أي مسلك واحد، هو ما يسد به الفرجة فسمي به الفرج، أو هو بحذف مضاف أي في موضع صمام؛ ويروى بسين - وتقدم. ن: هو بكسر صاد أي ثقب واحد.
صمم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهي عَن لبستين: اشْتِمَال الصماء وَأَن يحتبى الرجل بِثَوْب لَيْسَ بَين السَّمَاء وَبَين فرجه شَيْء. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: اشْتِمَال الصماء عِنْد الْعَرَب أَن يشْتَمل الرجل بِثَوْبِهِ فيجلل بِهِ جسده [كُله -] وَلَا يرفع مِنْهُ جانبا فَيخرج مِنْهُ يَده. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَرُبمَا اضْطجع فِيهِ على هَذِه الْحَال قَالَ أَبُو عبيد: كَأَنَّهُ يذهب إِلَى أَنه لَا يدْرِي لَعَلَّه يُصِيبهُ شَيْء يُرِيد الاحتراس مِنْهُ وَأَن يَقِيه بيدَيْهِ فَلَا يقدر على ذَلِك لإدخاله إيَّاهُمَا فِي ثِيَابه فَهَذَا كَلَام الْعَرَب وَأما تَفْسِير الْفُقَهَاء فانهم يَقُولُونَ: هُوَ أَن يشْتَمل بِثَوْب وَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره ثمَّ يرفعهُ من أحد جانبيه فيضعه عَليّ مَنْكِبَيْه فيبدو مِنْهُ فرجه وَالْفُقَهَاء أعلم بالتأويل فِي هَذَا وَذَاكَ أصح معنى الْكَلَام وَالله أعلم. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من الاختيال مَا يحب اللَّه تَعَالَى وَمِنْه مَا يبغض اللَّه فَأَما الاختيال الَّذِي يبغض اللَّه فالاختيال فِي الْفَخر والرياء والاختيال الَّذِي يحب اللَّه فِي قتال الْعَدو وَالصَّدَََقَة لَا أعلمهُ إِلَّا من حَدِيث ابْن علية.
ص م م : صَمَّتْ الْأُذُنُ صَمَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ بَطَلَ سَمْعُهَا هَكَذَا فَسَّرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَيُسْنَدُ الْفِعْلُ إلَى الشَّخْصِ أَيْضًا فَيُقَالُ صَمَّ يَصَمُّ صَمَمًا فَالذَّكَرُ أَصَمُّ وَالْأُنْثَى صَمَّاءُ وَالْجَمْعُ صُمٌّ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَصَمَّهُ اللَّهُ وَرُبَّمَا اُسْتُعْمِلَ الرُّبَاعِيُّ لَازِمًا عَلَى قِلَّةٍ وَلَا يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ مُتَعَدِّيًا فَلَا يُقَالُ صَمَّ اللَّهُ الْأُذُنَ وَلَا يُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَلَا يُقَالُ صُمَّتْ
الْأُذُنُ وَيُسَمَّى شَهْرُ رَجَبٍ الْأَصَمَّ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُسْمَعُ فِيهِ حَرَكَةُ قِتَالٍ وَلَا نِدَاءُ مُسْتَغِيثٍ وَحَجَرٌ أَصَمُّ صُلْبٌ مُصْمَتٌ وَصَمَّتْ الْفِتْنَةُ فَهِيَ صَمَّاءُ اشْتَدَّتْ.

وَصِمَامُ الْقَارُورَةِ وَنَحْوِهَا بِالْكَسْرِ وَهُوَ مَا يُجْعَلُ فِي فَمِهَا سِدَادًا وَقِيلَ هُوَ الْعِفَاصُ

وَالصَّمِيمُ وِزَانُ كَرِيمٍ الْخَالِصُ مِنْ الشَّيْءِ وَصَمِيمُ الْقَلْبِ وَسَطُهُ وَصَمَّمَ فِي الْأَمْرِ بِالتَّشْدِيدِ مَضَى فِيهِ وَالصِّمَّةُ بِالْكَسْرِ الْأَسَدُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الشُّجَاعُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّجُلُ وَمِنْهُ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ وَاشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ الِالْتِحَافُ بِالثَّوْبِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُجْعَلَ لَهُ مَوْضِعٌ تَخْرُجُ مِنْهُ الْيَدُ وَقَدْ مَضَى فِي شَمَلَ. 
(صمم) - في حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه -: "الفِتْنَة الصمَّاءُ العَمْياءُ أَسْرع إليهم من الفَرَس المُضَمَّر".
: أي الشديدة التي يُصمُّ الآذانَ وقَعُها. وقيل: التي لا سَبِيل إلى تَسْكِينها كالحَيَّة الصَّمَّاء التي لا تَقْبل الرُّقَى. وقيل: البَليِغة المُتَناهِيَة في دهائها . يقال: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ: أي بالغ فيه لأن الأَصَمَّ وإن بَالَغ يَظُنُّ أنه مُقَصِّر لأنه لا يَسمَع الاستِغاثَةَ فلا يُقلِع. ويقال في المَثَل: "صَمِّى صَمَام" ، وصَمِّى ابنَةَ الجَبَل ، يُرادُ به الدّاهيةُ. والصّمَّاء: الدَّاهيِةُ.
ويقال للحَرْب إذا اشْتَدَّت وسُفِكَت فيها الدِّماءُ: صَمَّت حَصَاةٌ بدمٍ : أي إن وقَعَت حَصاةٌ لم يُسْمَع لها صَوتٌ لأنها تَقَع على الدم.
- في حديث جابر - رضي الله عنه -: "في صِمامٍ واحدٍ".
: أي مَسْلك واحد، يعنى الفَرْجَ. وأصلُه الشيء الذي تُسَدّ به الفُرْجَة: أي مَوضِع الصِّمام، ويجوز أن يريد به السِّمام وهو سَمُّ الإبرة إلا أن إبدال الصاد من السِّين ها هنا شَاذٌّ لأنه ليس بَعدَها عينٌ ولا خَاءٌ ولا قَافٌ ولا طَاءٌ.
ومنه صِمَام القَارُورة، ويروى بالسِّين.
- في الحديث: "شَهْرُ الله الأَصَمُّ رَجَب".
قيل: سُمِّى أَصَمّ لأنه كان لا يُسمَع فيه صَوتُ السِّلاح ، فكأنّ الإنسان فيه أَصَمُّ عن ذلك، كما يقال: لَيلٌ نَائِمٌ، وإنما النَّائِم مَنْ في الليل.
وقيل: سُمِّى بذلك لأن أوَّلَه كآخِرِه في الأَجْر، كما أنَّ الصَّخرَ الأَصمَّ مُتَشابِهٌ في الشِّدَّة والتَّلَزُّزِ، والأَوَّلُ أَشهَرُ وأَصحُّ.
ص م م: (صِمَامُ) الْقَارُورَةِ بِالْكَسْرِ سِدَادُهَا. وَحَجَرٌ (أَصَمُّ) أَيْ صُلْبٌ مُصْمَتٌ. وَ (الصَّمَّاءُ) الدَّاهِيَةُ. وَفِتْنَةٌ (صَمَّاءُ) شَدِيدَةٌ. وَرَجُلٌ (أَصَمُّ) بَيِّنُ (الصَّمَمِ) فِي الْكُلِّ. وَرَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ (الْأَصَمِّ) قَالَ الْخَلِيلُ: إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتُ مُسْتَغِيثٍ وَلَا حَرَكَةُ قِتَالٍ وَلَا قَعْقَعَةُ سِلَاحٍ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: اشْتِمَالُ (الصَّمَّاءِ) أَنْ يُجَلِّلَ جَسَدَهُ بِثَوْبِهِ نَحْوُ شِمْلَةِ الْأَعْرَابِ بِأَكْسِيَتِهِمْ وَهُوَ أَنْ يَرُدَّ الْكِسَاءَ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهِ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى وَعَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ ثُمَّ يَرُدَّهُ ثَانِيَةً مِنْ خَلْفِهِ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى وَعَاتِقِهِ الْأَيْمَنِ فَيُغَطِّيَهُمَا جَمِيعًا. وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ الْفُقَهَاءَ يَقُولُونَ: هُوَ أَنْ يَشْتَمِلَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ ثُمَّ يَرْفَعَهُ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْهِ فَيَضَعَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ فَيَبْدُوَ مِنْهُ فَرْجُهُ. فَإِذَا قُلْتَ: اشْتَمَلَ فُلَانٌ الصَّمَّاءَ كَأَنَّكَ قُلْتَ: اشْتَمَلَ الشِّمْلَةَ الَّتِي تُعْرَفُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّ الصَّمَّاءَ ضَرْبٌ مِنَ الِاشْتِمَالِ. وَ (صَمِيمُ) الشَّيْءِ خَالِصُهُ. وَصَمِيمُ الْحَرِّ وَصَمِيمُ الْبَرْدِ أَشَدُّهُ. وَ (الصَّمْصَامُ) وَ (الصَّمْصَامَةُ) السَّيْفُ الصَّارِمُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي. وَ (صَمَّمَ) فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ أَيْ مَضَى. وَ (أَصَمَّهُ) اللَّهُ (فَصَمَّ) يَصَمُّ بِالْفَتْحِ (صَمَمًا) وَ (أَصَمَّ) أَيْضًا بِمَعْنَى صَمَّ. وَ (تَصَامَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَمُّ وَلَيْسَ بِهِ. 
ص م م

صمّ عن حديثه وتصام عنه. وأصمه الله تعالى وصمّمه. وصوت مصم. وكلمته فأصممته. وأصمهم دعائي إذا لم يجيبوك. قال ابن أحمر:

أصم دعاء عاذلتي تحجّى ... بآخرنا وتنسى أولينا

أي تتفطن لي فتعذلني وتنسى من كان قبلي من المتيمين يعني ليست تتفرغ من العشاق، دعا عليها بأن لا يسمع دعاؤها، والتحجّي: التظنّي والتفطن. وضربه ضرب الأصم إذا أوجعه لأنه لا يسمع الأنين فيظنّ أنه لم يبالغ. ولمع به لمع الأصم: لأن النذير إذا كان أصم لا يسمع بالجواب فهو يكثر اللمع بظنّ أنّ قومه لم يروه. قال بشر:

أشار بهم لمع الأصمّ فأقبلوا ... عرانين لا يأتيه للنصر مجلب

ودعوه دعوة الأصم إذا رفعوا له الصوت. قال:

يدعى به القوم دعاء الصمان

وأصاب الصميم وهو العظم الذي هو قوام العضو. وسيف مصمم: ماض في الضريبة. وبرز فلان وفي يده الصمصام والصمصامة. وسددت فم القارورة بالصمام، وصممتها صماً وأصممتها.

ومن المجاز: حجر أصم، وصخرة صماء. وقناة صماء: مكتنزة، وقناً صم. وداهية وفتنة صماء. وخطوب صم. واشتمل الصماء. " وصمى صمام " وهو تكرار صمي أو يا صامة وهي من الحية الصماء التي لا تقبل الرقية. " وصمى ابنة الجبل " " وصمت حصاة بدم " إذا اشتد الأمر أي كثرت دماءه القتلى حتى لو طرحت فيها حصاة لم تصوت. وهو من صميم القوم: أصلهم وخالصهم. قال:

بمصرعنا النعمان يوم تألبت ... علينا تميم من شظاً وصميم

استعار العظيم الملزق بالذراع وصميم الذراع للفيفهم وخالصهم. وجاء في صميم الحر، وصميم البرد. وصمم على الأمر: مضى على رأيه فيه. وصمم الفرس في سيره، وصمم في عضته إذا أثبت أسنانه. وصممت عزيمتي، ولا تقل: صمّمتها. ورجل صمصامة. وهو من الصماصمة.
[صمم] صِمامُ القارورةِ: سِدادُها. يقال: صمعت القارورة، أي سددتها. وأصمعت القارورة، أي جعلتُ لها صِماماً. وحجرٌ أَصَمُّ: صُلْبٌ مُصْمَتٌ. والصَمَّاءُ: الداهيةُ. وفتنةٌ صَمَّاءُ: شديدةٌ. ورجلٌ أَصَمُّ بيّن الصَمَمِ فيهنّ. وكان أهل الجاهلية يسمُّون رجباً شهرَ الله الأصَمّ. قال الخليل: إنَّما سمِّي بذلك لأنّه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث، ولا حركة قتال، ولا قعقعةُ سلاح، لأنَّه من الأشهُر الحُرُمِ. ويقال للداهية: صمى صمام، مثال قطام، وهي الداهية، أي زِيدي. ويقولون: " صَمِّي ابنة الجبل ". ويقال: صَمامِ صَمامِ، أي تصامُّوا في السكوت. وصَمَّهُ بالعصا، أي ضربَه بها. وصَمَّهُ بِحَجَرٍ. وصَمَّ صداه، أي هلَك. قال أبو عبيد: واشتمال الصَمَّاءِ: أن تجلِّلَ جسدَك بثوبك، نحو شِمْلة الأعراب بأكسيتهم، وهو أن يردّ الكساءَ من قِبَلِ يمينه على يده اليسرى وعاتقِه الأيسر، ثم يردَّه ثانيةً من خلْفه على يده اليمنى وعاتقه الأيمن، فيُغطّيهما جميعاً. وذكر أبو عبيد أن الفقهاء يقولون: هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجة. فإذا قلت: اشتمل فلان الصماء كأنك قلت. اشتمل الشملة التي تعرف بهذا الاسم، لان الصماء ضرب من الاشتمال. والصِمُّ بالكسر: اسم من أسماء الأسد والداهية. والصِّمَةُ: الرجلُ الشُجاعُ، والذَكَر من الحيّات، وجمعه صِمَمٌ. ومنه سمى دريد ابن الصمة. وقول جرير: سعرت عليك الحرب تغلى قدورها فهلا غداة الصمتين تديمها أراد الصمة أبا دريد، وعمه مالكا: وصميم الشئ: خالصه. يقال: هو في صَميمِ قومه. وصَميمُ الحَرِّ وصميم البرد: أشده. قال خفاف بن ندبة: وإن تكُ خيْلي قد أصيبَ صَميمُها فعَمْداً على عينٍ تيمَّمْتُ مالِكا قال أبو عبيد: وكان صميم خيله يومئذ معاوية أخو خنساء، قتله دريد وهاشم ابنا حرملة المريان. والصماء من الارض: الغليظة. والصمان: موضع إلى جنب رمل عالج. والصمصام والصمصامة: السيف الصارم الذي لا ينثنى. والصمصام: اسم سيف عمرو بن معد يكرب. وقال: خليل لم أخنه ولم يخنى على الصمصامة السيف السلام  وصمم في السير وغيره، أي مضى. قال حميد: وحَصْحَصَ في صُمِّ الصَفا ثَفِناتِهِ وناء بسَلْمى نوأةً ثم صَمَّما وصَمَّمَ، أي عضَّ ونَيَّبَ فلم يُرسِلْ ما عضّ. وصَمَّمَ السيفُ، إذا مضى في العظم وقطَعه. فأمَّا إذا أصاب المَفصِل وقطعه يقال طبّق. قال الشاعر يصف سيفاً:

يُصَمِّمُ أحياناً وحيناً يُطَبِّقُ * وأَصَمَّهُ الله سبحانه فصَمَّ. وأَصَمَّ أيضاً بمعنى صَمَّ. قال الكميت:

تُسائلُ ما أَصَمَّ عن السؤالِ * يقول: تُسائِلُ شيئاً قد صَمَّ عن السؤال. وأَصْمَمْتُهُ: وجدته أَصَمَّ. وتَصامَّ: أرى من نفسه أنّه أصم وليس به . ورجل صمصم بالكسر، أي غليظٌ، ويقال هو الجرئ الماضي. وقولهم: " صمت حصاة بدرم " أي إن الدماء كثُرتْ حتَّى لو ألقِيتْ حصاةٌ لم يُسمعْ لها وقع، لأنها لا تقع على الأرض. وهذا المعنى أراد امرؤ القيس بقوله:

صَمِّي ابنةَ الجبلِ * ويقال أراد الصدى.
الصاد والميم ص م م

الصَّمَمُ انْسدادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْع صَمَّ يَصَمُّ وصَمِم بإظهارِ التَّضْعيفِ نادِرٌ صَمّا وصَمَماً وأَصَمَّ قال الكُمَيْتُ (أشَيْخاً كالوَليد بِرَسْمِ دارٍ ... تُسَائِلُ ما أَصَمَّ عن السُّؤالِ)

ورَجُلٌ أَصَمُّ والجمعُ صُمٌّ وصُمَّان قال الجُلَيْحُ

(يَدْعُو بها القومُ دُعاء الصُّمَّانْ ... )

وأَصَمَّهُ الداءُ وتَصَامَّ عنه وتَصَامَّهُ أراه أنه أصَمُّ وتَصَامَّ عن الحديثِ وتَصَامَّه أَرَى صاحِبَه الصَّمَمَ عنه قال

(تَصَامَمْتُه حتَّى أَتَانِي نَعِيُّهُ ... وأُفْرِعَ مِنْهُ مُخْطِئٌ ومُصِيبُ)

وقولُه أنشده ثعلبٌ

(ومَنْهَلٍ أعْوَرِ إحْدَى العَيْنَيْن ... بَصِيرِ أُخْرَى وأَصمَّ الأُذُنَيْن)

فقد تقدَّم تَفْسِيرُه في العَيْن والرَّاء والواوِ وقولُه أنشده ثعلبٌ أيضاً

(قُلْ مَا بَدَا لك من زُورٍ ومن كذب ... حِلْمِي أَصَمُّ وأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ)

اسْتعار الصَّمَمَ للحِلْمِ وليس بحَقِيقةٍ وقولُه أنشده هو أيضاً

(أَجَل لا ولكنْ أَنْتَ الأَمُ مَنْ مَشَى ... وأَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ ذاتِ صَلِيلِ)

فَسَّره فقال يَعْنِي الأرضَ وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماء وأَصَمَّهُ فيها وَجَدَه أصَمَّ وبه فسَّر ثعلب قولَه

(أَصَمَّ دُعَاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّي ... بآخِرِنَا وتَنْسَى أَوَّلِينَا)

أراد وافَقَ قَوْماً صُمّا على وَجْه الدُّعاءِ وصَمَّ رأسَ القَارُورَةِ صَمّا وأَصَمَّه سَدَّه وشَدَّه وصِمَامُها سِدادُها وشِدادُها والصِّمام ما أُدْخلَ في فَمِ القارورةِ والعِفَاصُ ما شُدَّ عليه وكذلك صِمَامَتُها عن ابن الأعرابيِّ وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّهُ صَمّا سدَّه وضَمَّدَهُ بالدَّواءِ والأكُولِ وداهِيَةٌ صَمَّاءُ مُنْسَدَّةٌ شديدةٌ وقولُهم للقَطَاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذُنَيْها وقيل لِصَمَمِها إذا عَطِشَتْ قال

(رِدِى رِدِى وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا ... كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبَها بَرْدُ الما)

والأصَمُّ رَجَبٌ لِعَدَمِ سَماعِ السِّلاحِ فيه وقيل لأنه لم يَكُنْ يُسْمَعُ فيه اسْتغاثةُ ولا ينادي فيه يا لَفُلاَن ولا يا صَبَاحاه وبذلك سُمِّيَ مُنصِل الألِّ قال

(يَا رُبَّ ذِي خَالٍ عَمٍّ عَمَمْ ... قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْمِ في الشَّهرِ الأصَمّ)

والأصَمُّ من الحيَّاتِ ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأنَّه قد صَمَّ عن سَماعِها وقد يُسْتعملُ في العَقْربِ أنشد ابن الأعرابيِّ

(قَرَّطَك اللهُ على الأُذْنَيْنِ ... عَقَارِباً صَمّا وأَرْقَمَيْن)

ورجُلُ أصَمُّ لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواهُ كأنه يُنَادَي فلا يُسْمَعُ ومن أمثالِهم أصَمُّ على جَمْوحٍ يُضْربُ مَثَلاً للرَّجُل الذي هذه الصِّفَة صِفَتُه قال

(وضَرْبِ الجَمَاجمِ ضَرْبَ الأَصَمْمِ ... حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدا)

ودَهْرٌ أَصَمُّ كأنَّه يُشْكَى إليه فلا يَسْمَعُ وقولُهم صَمِّي صَمَامِ ويقال صَمِّي ابنْةَ الجَبَلِ يعني الصَّدَا وصَمّت حَصاةٌ بِدَمٍ أي أنَّ الدَّم كَثَر حتى أُلْقِيَتْ فيه الحَصاةُ فلم يُسْمعْ لها صَوْتٌ والأصَمُّ رَجُلٌ صِفةٌ غالِبةٌ قال جاءوا بِزُورَيْهِم وجئنا بالأصَمّ وكانوا جاءُوا بِبَعِيرَيْن فعقَلُوهما وقالوا لا نَفِرُّ حتى يَفِرّ هذان والأَصَمُّ أيضاً عبدُ الله بن رِبْعِيٍّ الدُّبَيْرِيُّ ذكَره ابن الأعرابيِّ والصَّمَمُ في الحَجَرِ الشِّدَّة وفي القَناةِ الاكْتِناز يقال حَجَرٌ أَصَمُّ وقَناةٌ صمَّاءُ والصَّمَّانُ والصَّمَّانَةُ أرضٌ ذاتُ حِجارةٍ إلى جَنْبِ رَمْلِ والصُّمَّانُ موضعٌ بِعَالِجِ مِنْه وقيل الصَّمَّانُ أرضٌ غليظَةٌ دونَ الجَبَلِ وصَمَّ رأسَهُ بالعَصَا والحَجَرِ ونحوه صَمّا ضَرَبَه ورَجُلٌ صِمَّةٌ شُجاعٌ والصِّمُّ والصِّمَّةُ من أسماءِ الأسَدِ لشَجاعَتِه وصَمَّمَ الحيَّةُ في عَضَّتِهِ نَيَّبَ قال المُتَلَمِّسُ

(فأَطرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ ولَوْ رَأى ... مَسَاغاً لِنابَيْهِ الشُّجاعُ لَصَمَّما)

والصَّميمُ العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كَصَمِيمِ الوَظيفِ والرأسِ ولذلك قِيل في ضدِّه وَشِيظٌ لأنَّ الوَشِيظَ أَصْغَرُ منه وصَمِيمُ كُلِّ شيءٍ بُنْكُهُ وخالِصهُ وصَميمُ الحرِّ والبَرْدِ شِدَّتُه ورَجُلٌ صَمِيمٌ مَحْضٌ وكذلك الاثنان والجميعُ والمؤنثُ والتَّصْمِيمُ المُضِيُّ في الأمْرِ والمُصَمِّمُ من السُّيُوفِ الذي يَمُرُّ في العِظام وقد صَمَّم وصَمْصَمَ وسَيْفٌ صَمْصَامٌ وصَمْصَامةٌ صارِمٌ لا يَنْثَنِي وقولُه أنشدهَ ثعلبٌ

(صَمْصَامةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ ... )

إنما ذكَّرَهُ على مَعْنَى الصَّمام أو السَّيْفِ والصَّمْصَامةُ سَيْفُ عَمْرِو بن مَعْدِ يكَرِبَ ورَجُلٌ صَمَمٌ وصَمْصَم وصَمْصَام وصَمْصَامةٌ وصَمْصُمٌ وصُماصِمٌ ومُصَمِّمٌ وكذلك الفَرَسُ الذّكَرُ والأُنْثَى فيه سواءٌ وقيل هو الشَّدِيدُ الصُّلْبُ وقيل هو المُجْتَمِعُ الخَلْقِ والصِّمْصِمُ من الرِّجالِ القصيرُ الغليظُ والصِّمْصِمةُ الجماعةُ من الناسِ كالزِّمْزِمَةِ قال

(وحالَ دُونِــي من الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ ... كانُوا الأُنُوفَ وكانوا الأَكْرَمِينَ أَبا)

ويُرْوَي زِمْزِمةٌ وليس أَحَدُ الحَرْفَين بدلا من صاحبِه لأن الأَصْمَعِيَّ قد أثْبَتَهُما معاً ولم يَجْعَلْ لأَحدِهما مَزِيّةً على صاحِبه والجمعُ صِمْصمٌ والصُّمَيْمَاء نباتٌ شِبْهُ الغَرَزِ يَنْبُتُ بِنَجْدٍ في القِيعانِ
صمم
صَمَّ1 صَمَمْتُ، يصُمّ، اصْمُمْ/صُمَّ، صَمًّا، فهو صامّ، والمفعول مَصْمُوم
• صمَّ الحديثَ: وعاه وحفظه عن ظهر قَلْب مع الفهم أو بــدونــه "صمَّ الدَّرسَ بسرعة- صَمَمْتُ القصيدةَ".
• صمَّ القارورةَ: سدَّها وأغلقها "صمَّ الجُرْحَ: سدَّه وضمَّده". 

صمَّ2/ صمَّ عن صَمِمْتُ، يَصَمّ، اصْمَمْ/صَمَّ، صَمًّا وصَمَمًا، فهو أصَمّ، والمفعول مَصْمُوم عنه
• صمَّ الشَّخصُ: ذهب سمعُه، أو ثقُل " {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا}: أعرضوا عن سماع الحقّ" ° صُمَّ صداه: هلك.
• صمَّ عن الحديث: أعرض عنه ولم يُرد أن يسمعه. 

أصمَّ يُصمّ، أصْمِمْ/أصِمَّ، إصمامًا، فهو مُصِمّ، والمفعول مُصَمّ (للمتعدِّي)
• أصمَّ الشَّيخُ: فقد سمعَه، كان ذا صَمَم ° أصمَّ اللهُ صداه: أهلكه.
• أصمَّتِ القنبلةُ الجنديَّ: جعلته لا يسمع، صيَّرته أصمَّ " {فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} "? طَرْق يُصِمُّ الأذنَ: قويّ لا يطاق.
• أصمَّ الشَّخصُ أذنيه: سدَّهما.
• أصمَّ القارورةَ: جعل لها صمامًا، أي سدادًا.
• أصمَّه عن الكلمة: شغله عن سماعها. 

تصامَّ/ تصامَّ عن يتصامّ، تَصامَمْ/تَصامَّ، تَصامًّا، فهو مُتصامّ، والمفعول مُتصامّ عنه
• تصامَّ الشَّخصُ: تظاهر بالصَّمَم.
• تصامَّ عن الحديث: تشاغل عنه "تصامَّ الولدُ عن نصيحة أمِّهِ". 

تصاممَ عن يتصامم، تَصَاممًا، فهو مُتَصَامِم، والمفعول مُتَصَامَم عنه
• تصاممَ الولدُ عن سماع النَّصيحة: تصامَّ، تشاغل عنها. 

صمَّمَ/ صمَّمَ على/ صمَّمَ في يصمِّم، تصميمًا، فهو مُصمِّم، والمفعول مُصَمَّم
• صمَّم المهندسُ البناءَ: رسمه، خطَّط له "صمّم خُطّةً للحرب".
• صمَّمَ المرضُ الشَّيخَ: أصمّه، جعله أصمُّ أطرشُ.
• صمَّم صاحبَه الحديثَ: أوعاه وأحفظه إيّاه.
• صمَّم على رأيه/ صمَّم في رأيه: مضى فيه غير مُصْغٍ إلى النَّصيحة "صمَّم على حضور النَّدوة بالرَّغم من عدم السَّماح له" ° صمّم عزيمَته: أمضاها.
• صمَّم على النَّجاح: عزَم ونوَى "صَمَّم على الاستقالة". 

أَصَمُّ [مفرد]: ج صُمّ وصُمَّان، مؤ صَمَّاءُ، ج مؤ صمّاوات وصُمّ وصُمَّان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صمَّ2/ صمَّ عن: أطرش، فاقد السَّمع "دعا دعوة الأصم: إذا بالغ في النداء- يُعيرُه أذنًا صمّاء: لم يصغ إليه- يلقى آذانًا صمّاء: لم يلق استجابة- {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} - {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ} " ° الأصمّ الأبكم: من لا يستطيع السَّمع والكلام- الشَّهرُ الأصمُّ: شهر رجب لأنّهم لا يتصايحون فيه لحرب- دهرٌ أصمُّ: يشكى إليه فلا يسمع- لُغَة الصُّمّ والبُكْم: لُغَة تعتمد على الحركات اليدويَّة للوصول للمعنى.
• حجر أصمُّ: مُصْمَت، صُلْب متين "صَخْرة صَمّاءُ"? صُلْبٌ أصمّ: حديد صلب مصمت لا يُصوِّت- فِتْنة صمَّاءُ/ داهية صمَّاء: لا حدّ لشرورها ولا سبيل إلى تسْكينها.
• عدد أصمّ: (جب) عدد حقيقيّ لا يمكن التَّعبير عنه كعدد موجب أو سالب أو صفر. 

تَصْميم [مفرد]: ج تَصْميمات (لغير المصدر) وتَصاميمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر صمَّمَ/ صمَّمَ على/ صمَّمَ في.
2 - (فن) رسم تخطيطيّ لعمل طباعيّ يمثل العمل تمثيلاً دقيقًا بكامل شكله ومظهره. 

صِمام [مفرد]: ج صِمامات وأصِمَّة:
1 - سِداد "أغلق صِمام القارورة".
2 - (طب) ثنية من نسيج غشائيّ في عضو أو وعاء تمنع ارتدادَ السَّائل إليه.
3 - جهاز لوقف حركة السَّوائل أو الغازات ولتنظيم انسيابها عبر أنابيب.
• الصِّمام الكُرَويّ: (فز) الصِّمام الذي تضبطه كرة عائمة تتحرّك استجابة لضغط السَّائل، أو لأيّ ضغط ميكانيكيّ.
• صِمَام القَلْب: (شر) جهاز في القلب لتنظيم حركة الدَّم "الصِّمام الأبهري الرِّئويّ".
• صِِمام الأمان: (فز) سداد ينفتح من تلقاء نفسه عندما يزيد الضَّغطُ عن الحدّ المرسوم.
• صِمَام كهربيّ: (فز) آلة تمكّن من مرور نوبة واحدة من التَّيّار المتناوب.
• صِمام ثنائيّ: (فز) صمام إلكترونيّ محتوٍ على كاثود (قطب سالب) و أنود (قطب موجب).
• صِمام خانِق: صمام يعمل على تنظيم تدفُّق سائل كما في المحرِّك الدّاخليّ الاحتراق.
• صِمام ذو مفصلة: (فز) صِمام مفصليّ يسمح بجريان السَّائل باتجاه واحد فقط، ويصدر صوت طقطقة عند انغلاق الصِّمام. 

صمَم [مفرد]:
1 - مصدر صمَّ2/ صمَّ عن ° الصَّمم عن حديث الغير: الإعراض عنه لعدم الرغبة في سماعه- صَمَمُ الأذن: انسدادها فلا تسمع- صَمَمُ الجسم: كونه صلبًا مصمتًا- فلانٌ به صَمَمٌ: يسمع ولا يهتدي بما يسمع.
2 - (طب) فقدان حاسَّة السَّمع. 

صَمّ [مفرد]: مصدر صَمَّ1 وصمَّ2/ صمَّ عن. 

صمَّاءُ [مفرد]: ج صمّاوات وصُمّ وصُمَّان: مؤنَّث أَصَمُّ: "آلة صمّاء" ° أَرْض صمَّاءُ: غليظة.
• الغُدَّة الصَّمَّاء: (شر) غُدّة ليس لإفرازها منفذ إلى خارج الجسم، فهي تصبّ إفرازَها مباشرة في مجرى الدَّم مثل الغُدّة الدَّرقيَّة. 

صَميم [مفرد]: محض، خالص (يستوي فيه المفرد والجمع) "هو مصريٌّ/ وطنيّ صَميم- عالج صميمَ الموضوع" ° هو في صميم القوم: من أصلهم وخالصهم.
• صَميمُ العضو: صُلْبه، عظمه الذي به قوامه "أصاب الصميمَ"? ضرَبه في الصَّميم: بلغ العُمقَ- في صميم الصَّيف/ في صميم البرد: في أشدّه- مِنْ صميم الفؤاد/ مِنْ صميم القلب: بكلِّ إخلاص وصِدْق. 

مُصمِّم [مفرد]: اسم فاعل من صمَّمَ/ صمَّمَ على/ صمَّمَ في.
• مُصمِّم الأزياء: من يصنع صورَ الأزياء والثِّياب. 
صمم

( {الصَّمَم مُحَرَّكَةً: انْسِدَادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْع) ، وَقد (صَمَّ يَصَمُّ بِفَتْحِهِما) أَي: من حَدّ عَلِم (} وصَمِم بالكَسْرِ) بإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، وَهُوَ (نَادِرٌ، {صَمَّا} وَصَمَماً {وَأَصَمَّ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْت:
(أَشَيْخاً كالوَلِيد بِرَسْمِ دَارٍ ... تُسائِلُ مَا} أَصَمَّ عَن السُّؤَالِ)

يَقولُ: تُسائِلُ شَيْئاً قد أَصَمَّ عَن السُّؤَالِ، ( {وَأَصَمَّه الله تَعَالى فَهُوَ} أَصَمُّ ج: {صُمُّ} وصُمَّانٌ) بِضَمِّهِما. قَالَ الجُلَيْج:
(يَدْعُو بهَا القَوْمُ دُعاءَ {الصُّمَّانْ ... )

وشَاهِدُ} الصّم قَوْلُه تَعالَى: { {صُمُّ بكم عمي فهم لَا يعْقلُونَ} جَعلَهم كَذلِك بِمَنْزِلَة مَنْ لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر وَلَا يَعِي لِعَدِم وَعْيِهم واْعْتِبَارِهم بِمَا عايَنُوه من قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(أَصمُّ عَمَّا سَاءَه سَمِيعُ ... )

يَقُول:} يَتَصامم عَمَّا يَسُوءُه، وَإِن سَمِعَه فَكَانَ كَأَن لم يَسْمَعْه، فَهُوَ سَمِيعٌ ذُو سَمْع أَصَمّ فِي تَغَابِيه. وَمِنْه أَيْضاً:
(ولي أُذُنٌ عَن الفَحْشَاءِ {صَمّا ... )

(} وتَصامَّ عَن الحَدِيث) {وتَصَامَّه: (أَرَى) من نَفْسِه صاحبَه (أَنَّه أَصَمُّ) ولَيْسَ بِهِ قَالَ:
(} تَصامَمْتُه حَتَّى أَتانِي نَعِيُّه ... وأُفْزِعَ مِنْهُ مُخْطِئٌ ومُصِيبُ)

( {وصِمامً القَارُورَةِ} وصِمَامَتُها {وصِمَّتُها بِكَسْرِهِن) ، الثَّانِيَة عَن اْبنِ الأَعرابي: (سِدَادُها) وشدادها. وَقيل:} الصِّمام: مَا أَدْخِلَ فِي رَأْسِ القَارُورَة. والعِفاصُ: مَا شُدَّ عَلَيْه. ( {وصَمَّهَا) صَمًّا: (سَدَّها) وشَدَّها} كَأَصَمَّها، (و) قَالَ الجَوْهَرِيُّ: {صَمَّها: سَدَّها. و (} أَصَمَّها: جَعَلَ لَهَا {صِماماً) .
(و) من المَجازِ: (حَجَرٌ أَصَمُّ وَصَخْرةٌ} صَمَّاءُ) أَي: (صُلْبَةٌ مُصْمَتَةٌ) . وَقَالَ الليثُ: {الصَّمَمُ فِي الحِجارَةِ: الصَّلابَة والشِّدَّةُ. وقِيلَ: الصَّخْرةُ} الصًّمَّاءُ الَّتِي لَيْس فِيهَا صَدْع وَلَا خَرْق.
(و) من المَجازِ: (الصَّمَّاءُ: النَّاقَةُ السَّمِينَة، و) قيل: الصَّمَّاءُ: من النُّوقِ: (اللّاقِحُ، و) الصَّمَّاءُ (طَرَفُ العَفِجَة الرَّقِيقَة) لِصَلاَبَتِها، (و) الصَّمَّاءُ من (الأَرض: الغَلِيظَة) ، قَالَه ثَعْلَب، وَبِه فُسِّر قَولُ الشَّاعِر:
(أَجَلْ لَا ولكنْ أَنْتَ أَلأَمُ مَنْ مَشَى ... وَأَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَلِيلِ)

قَالَ: وصَلِيلُها: صَوتُ دُخولِ المَاءِ فِيهَا، (ج) أَي: جَمْع الكُلّ: (صُمٌّ) بالضَّمّ.
(و) من المَجازِ أَيْضا: الصَّمَّاء: (الدَّاهِيَة الشَّدِيدَة) المُنْسَدَّة. قَالَ العَجَّاج:
(صَمَّاء لَا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ ... حَوادثُ الدَّهرِ وَلَا طُولُ القِدَمْ)

أَي: داهِيَة عَارُها بَاقٍ لَا تُبْرِئُها الحَوادِثُ.
( {كَصَمام كَقَطَام، و) مِنْهُ قَولُهم: (} صَمِّي! صَمامٍ أَيْ: زِيدي يَا دَاهِيَة) ، قَالَه الجَوْهَرِيّ: وَقَالَ غَيرُه: يُضْرَب للرَّجُل يَأْتِي الدَّاهِيَة، أَي: اْخْرَسِي يَا صَمامِ. وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ للأسْوَدِ بنِ يَعْفُر:
(فَرَّتْ يَهُودُ وأسلَمَت جِيرانُها ... صَمِّي لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمامِ) وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هَذَا مَثَل إِذا أَتى بِدَاهِيَة.
(و) يُقَال: (صَمامِ صَمامِ) ، وذلِك يُحْمَل على مَعْنَيَيْن (أَي: {تَصَامُّوا فِي السُّكُوتِ) واْحمِلُوا على العَدُوّ، وعَلى الوَجْهِ الأَوّل اقْتَصَر الجَوْهَرِي.
(} وَصَمَّه بِحَجَر) : إِذا (ضَرَبَه بِهِ) ، وَكَذَا بالعَصَا وَنَحْوِهما. (و) من المَجازِ: {صَمَّ (صَدَاهُ) أَي: (هَلَكَ) ، وَيَقُولُون:} أَصَمَّ اللهُ صَدَى فُلانٍ أَي: أَهْلَكَه. والصَّدَى: الصَّوتُ الَّذِي يَردُّه الجَبَلُ إِذَا رَفَع فِيهِ الإِنْسانُ صَوتَه، قَالَ امْرؤُ القَيْس:
(صَمَّ صَدَاهَا وعَفَا رَسْمُها ... واستَعْجَمَتْ عَن مَنْطِق السَّائِل)

(و) من الْمجَاز: يُسَمُّون (رَجَباً) شَهْرَ اللهِ ( {الأَصَمّ) ؛ لأنّه كَانَ لَا يُسْمَع فِيهِ صَوْت السِّلاح لكَوْنِه شَهْراً حَراماً، كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث، ووُصِفَ} بالأَصَمّ مَجازاً. والمُرادُ بِهِ الإنسانُ الَّذِي يَدْخُل فِيهِ كَمَا قِيل: لَيْلٌ نَائِمٌ، وإِنَّما النَّائِم مَنْ فِي اللَّيْلِ، فكأنَّ الإنسانَ فِي شَهْر رَجَبٍ أَصَمُّ عَن صَوْتِ السِّلاح، وَكَذلِكَ مُنْصِلُ الأَلِّ. قَالَ:
(يَا رُبَّ ذِي خَالٍ وَذي عَمٍّ عَمَمْ ... قد ذَاقَ كَأْس الحَتْفِ فِي الشَّهْرِ الأَصَمّ)

ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عَن الخَلِيل أَنَّه إِنَّمَا سُمِّي بِذلِك (لأَنَّه) كَانَ لَا يسمع فِيهِ صَوت مُستغيث، ولاَ حَركة قِتال، وَلَا قعقعة سلَاح؛ لأنّه من الْأَشْهر الْحرم، فَلَم يكُن يسمع و (لَا يُنادَى فِيهِ يَا لَفُلاَن و) لَا (يَا صَباحَاهُ) .
(و) من الْمجَاز: (الأَصَمُّ: الرَّجُلُ) الَّذي (لَا يُطْمَع فِيهِ وَلَا يُرَدُّ عَن هَواهِ) ، كَأَنَّهُ يُنادَى فَلَا يَسْمَع.
(و) من المَجاز: (الحَيَّة) الأَصَمُّ! والصَّمّاء، وَهِي الَّتِي (لَا تَقْبَل الرُّقَى) ، وَلَا تُجِيبُ الرَّاقي. (وحَاتِمٌ الأَصَمُّ: من الأَوْلِياء) المَشْهُورِين، مترجم فِي الرِّسالَةِ القُشَيْرِيَّة، وذَكَرُوا لِتَلْقِيبِه بهِ حِكاية.
( {والصَّمَّانُ: كل أرضٍ صُلْبَةٍ) غَليِظَة (ذاتِ حِجارَةٍ إِلَى جَنْب رَمْلٍ} كالصَّمَّانَةِ) ، سُمِّيت لِصَلاَبَتِها وشِدَّتِها، وَقيل: هِيَ أَرضٌ غَلِيظة دُونَ الجَبَل.
(و) {الصَّمَّان: (ع بعالِجٍ) ، وعَالِجٌ: رَمْل بالدَّهْناء. قَالَ نَصْر: الصَّمَّان: جَبَل أَحْمَر فِي أَرْضِ تَمِيم لِيَرْبُوع يَنْقاد ثَلاثَ لَيالٍ، بَيْنَه وبَيْن البَصْرة تِسْعَةُ أَيّام، وَقيل: على ضِفَّة فَلْج إِلَى الرَّمل، وآخِرُهُ فِي دِيارِ أَسَد. وَقَالَ الأزهريّ: " وَقد شَتَوْتُ الصَّمَّان شَتْوَتَيْن، وَهِي أرضٌ فِيهَا غِلَظٌ وارْتِفاع، وفيهَا قِيعَانٌ واسِعَةٌ وخَبارَى تُنْبِتُ السِّدْرَ عَذِبَةٌ ورياضٌ مُعْشِبَةٌ، وَإِذا أَخْصَبَت الصَّمَّانُ رَتَعَت العَرَبُ جَمِيعُها، وَكَانَت الصَّمَّان فِي قَدِيمِ الدَّهْر لِبَنِي حَنْظَلة، والحَزْن لبني يَرْبُوع، والدهناءُ لجَمَاعَتِهم. والصَّمَّانُ: مُتاخِمُ الدَّهْناءِ ".
(} والصِّمَّةُ بالكَسْرِ: الشَّجاعُ) الَّذِي {يَصُمّ الضَّرِيبَة، قَالَه الرَّاغِب. (و) أَيْضا: (الأَسَدُ) . وَفِي المِصْباح أَنّ الشَّجاعَ مَجازٌ عَن الأَسَد (} كالصِّمِّ) بالكَسْر أَيْضا، والجَمْع: {صِمَمٌ. (و) مِنْهُ سُمِّي} الصِّمَّةُ (والِدُ دُرَيْد الشَّاعر) ، وعِبارَةُ الصّحاح: وَمِنْه سُمِّي دُرَيْد بنُ الصِّمَّة، وَالصَّوَاب مَا ذَكَرْناه، نَبّه عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيّا.
( {والصِّمَّتَان) : مُثَنَّى (هُوَ) أَي: الصِّمَّة (وَأَخُوه مَالِك) عَمّ دُرَيْد، وَبِه فُسِّر قَولُ جَرِير:
(سَعَرتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلِي قُدُورُها ... فَهَلاَّ غَداةَ} الصِّمَّتَيْن تُدِيمُهَا) (و) الصِّمَّة: (الذَّكَرُ من الحَيَّات) ، جَمْعه: صِمَمُ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(و) الصِّمَّة: (أُنْثَى القَنَافِذِ، وصَوْتُها {الصَّمْصَمَة) بالفَتْحِ.
(} والصَّمِيمُ: العَظْم الَّذِي بِه قوامُ العُضْوِ) {كَصَمِيم الوَظِيف} وصَمِيمِ الرَّأْس. (و) مِنْهُ {الصَّمِيمُ: (بُنْك الشَّيءِ وخَالِصُه) ، وَأَصْلُه، يُقَال: هُوَ فِي} صَمِيم قَوْمِه، وَهُوَ مجَاز، وضِدّه شَظَى. وأنشدَ الكِسائِيُّ:
(بِمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يَوْمَ تَأَلَّبَتْ ... علينا تَمِيمٌ من شَظًى وصَمِيمِ)

(و) الصَّمِيمُ: (من الحَرِّ والبَرْدِ: أشدُّه) حَرًّا وبرْدًا، وَهُوَ مَجازٌ. (و) الصَّميمُ (القِشْرَةُ اليابِسَةُ الخارِجَة من البَيْضِ) .
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ صَمِيمُ كَأَمِيرٍ) أَي: (مَحْضٌ) . قَالَ خُفافُ اْبنُ نُدْبَة:
(وَإِن تَكُ خَيْلِي قد أُصِيبَ {صَمِيمُها ... فَعَمْداً على عَيْنِي تَعمَّدتُ مالِكَا)

قَالَ الجوهَرِيّ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَكَانَ صَمِيمَ خَيْلِه يومَئِذ مُعاوِيَةُ أَخُو خَنْساء، قَتله دُرَيْد وهَاشِم ابْنَا حَرْمَلَةَ المُرِّيَان، (للواحِدِ والجَمْعِ) والمُؤُنَّث.
(و) من المَجازِ: (} صَمَّم) فُلانٌ (فِي الأَمْرِ و) فِي (السَّيْرِ {تَصْمِيماً) إِذا (مَضَى) فِيهِما. وَقَالَ اْبنُ دُرَيْد: صَمَّم على كَذَا: مَضَى على رَأْيِه بعد إِرادَتِه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: صَمَّم الفرسُ فِي سَيْرِه (} كَصَمْصَم) ، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لحُمَيْد بنِ ثَوْر:
(وحَصْحَصَ فِي {صُمّ الصَّفَا ثَفِناتِهِ ... وناءَ بِسَلْمَى نَوْأَةً ثمَّ} صَمَّمَا) (و) من الْمجَاز: صَمَّم تَصْمِيماً إِذا (عَضَّ، و) صَمَّم فِي عَضَّته: (نَيَّبَ) أَسنانَه، كَمَا فِي الأساس. وَفِي الصّحاح: صَمَّم أَي: عَضَّ ونيَّب فَلم يُرْسل مَا عَضَّ. وَقَالَ المُتَلَمِّس:
(فأَطْرَقَ إِطْراقَ الشُّجاعِ ولَوْ رَأَى ... مَسَاغاً لِنَابَيْه الشُّجاعُ {لَصَمَّمَا)

قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأنشدَه لَنا الفَرَّاء: لِنَابَاه على اللُّغَةِ القَدِيمَةِ لِبَعْضِ العَرَب.
قُلْتُ: ونَسَبِها الشَّرِيشِي فِي شَرْح المَقاماتِ لِشَمِر.
(و) صَمَّم (السَّيفُ) : إِذا (أَصابَ المَفْصِل وقَطَعَه أَو طَبّق) ، هكَذا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُخالِف لنَصّ الجَوْهَرِي وغَيْرِه من الأِئِمَّة؛ فإِنَّهم قَالُوا: صَمَّ السيفُ إِذا مَضَى فِي العَظْمِ وقَطَعه، فَإِذا أَصاب المَفْصِل وقَطَعَه يُقَال: طَبَّق، قَالَ الشّاعِر يَصِف سَيْفاً:
(} يُصَمِّم أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ ... )

فَتَأَمَّل ذَلِك، فَإِن إصابةَ المَفْصِل وقَطْعَه هُوَ التَّطْبِيقُ، وَأما {التَّصْمِيمُ فَهُوَ المُضِيُّ فِي العَظْمِ وقَطْعِه.
(و) صَمَّم (الرّجُل الفرسَ العَلَفَ) تَصْمِيماً: إِذا (أَمْكَنَه مِنْه فاْحْتَقَن فِيهِ الشَّحْمُ والبِطْنَةُ) ، وَهُوَ مجَاز.
(و) صَمَّم (صاحِبَه الحَدِيثَ) : إِذَا (أَوعاه إِيَّاه) ، وَجَعَله يَحْفَظُه، وَهُوَ مجَاز أَيْضا.
(وَرَجلٌ) } صَمَمٌ (وَفرس صَمَمٌ مُحرَّكة، {وصَمْصَامٌ،} وَصَمْصَامَةٌ، {وصِمْصِمٌ كَزِبْرج، وعُلَبِط، وعُلابِطٍ، وعُلابِطَةٍ) ، أَي: (} مُصَمِّم) ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي الفَرَس سَواء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من صِفاتِ الخَيْل {الصَّمَم، والأُنْثَى} صَمَمَة، وَهُوَ الشَّدِيدُ الأَسْر المَعْصُوب، قَالَ الجَعْدِيّ:
(وغَارةٍ تَقْطَع الفَيافِيَ قَد ... حاربْتُ فِيهَا بِصِلْدِمٍ صَمَمِ)

( {والصَّمْصَامُ: السَّيْفُ) الَّذِي (لَا يَنْثَنِي) فِي ضَرِيبَتِه (} كالصَّمْصَامَة) . وَفِي حَدِيثِ أبي ذَرٍّ: " لَو وَضَعْتُم {الصَّمْصَامَة على رَقَبَتِي ". وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " تَردُّوْا} بالصَّمَاصِم " أَي: جَعلُوها لَهُم بِمَنْزِلَة الأَرِدِيةِ لحَمْلِهِم لَهَا وَحَمْلِ حَمَائِلها على عَواتِقِهم. قَالَ الجَوْهَرِيّ: (و) هُمَا أَيْضا اسمُ (سَيْف عَمْرو بنِ مَعْدِ يكرب) الزَّبِيدي هُوَ الَّذِي سَمَّاه بِذلك، وَقَالَ حينَ وَهَبَه:
(خَلِيلٌ لم أَخُنْه وَلم يَخُنِّي ... على الصَّمْصَامَةِ السَّيْفِ السَّلامُ)

قَالَ اْبنُ بَرّيّ: صَوابُ إنشادِه:
(على الصَّمْصَامَة اْمُ سَيْفِي سَلاَمِ ... )

وَبعده:
(خَلِيلٌ لم أَهَبْه من قِلاهُ ... ولكنَّ المَواهِبَ فِي الكِرام)

(حَبوتُ بِهِ كَرِيماً من قُرَيْشٍ ... فَسُرَّ بِهِ وصِينَ عَن اللِّئامِ)

يَقُول عَمْرو هذِه الأَبياتَ لَمَّا أَهْدَى {صَمْصَامَتَه لسَعِيد بنِ العَاصِ.
قَالَ: ومِنَ العَرَب مَنْ يَجْعَل} صَمْصَامَة غَيرَ مُنَوَّن مَعْرِفَةً للسَّيْف فَلَا يَصْرِفه إِذا سَمَّى بِهِ سَيْفاً بِعَيْنِه، كَقَول القَائِل:
( {تَصْمِيمَ} صَمْصَامَةً حِين {صَمَّمَا ... )

(و) } الصِّمْصِمُ (كَزِبْرِج: الغَلِيظُ القَصِيرُ) من الرِّجال، واقْتَصَر أَبُو عُبَيْد على الغَلِيظِ. (و) يُقَال: هُوَ (الجَريءُ المَاضِي) .
(و) ! الصِّمْصِمَةُ (بِهَاءٍ: وَسَطُ القَوْم ويُفْتَح. و) {الصِّمْصِمَةُ: (الجَماعَةُ) من النَّاس كالزِّمْزِمَةِ. قَالَ:
(وحَالَ دُونِــي من الأَنْبار} صِمْصِمَةٌ ... كَانُوا الأُنُوفَ وَكَانُوا الأَكْرَمِين أَبَا)

ويُرْوَى زِمْزِمة، ولَيْسَ أَحَدُ الحَرْفَيْن بَدَلاً من صاحبِه؛ لأَنَّ الأَصْمَعِيّ قد أَثْبَتَهُما جَمِيعاً وَلم يَجْعَل لأَحَدِهِما مَزِيَّةً على صاحِبِه. (ح: {صِمْصِمٌ) .
(و) } الصُّمَصِمُ: (كَعُلَبِط، وعُلابِطٍ: الأَسَد) لِشِدَّته وصَلابَتِه.
(و) {الصَّمْصَم (كَفَدْفَد: البَخِيلُ جِدًّا) ، وَهُوَ النِّهاية فِي البُخْل، عَن اْبنِ الأَعرابي، وَمِنْه قَولُ عبَدِ مَنافٍ الهُذَلِيِّ:
(وَلَقَد أَتاكُم مَا يَصُوبُ سُيوفُنا ... بَعْدَ الهَوادةِ كُلَّ أَحْمَر صِمْصِمِ)

(} والصُّمَيْمَاء كالغُبَيْراء: نَباتٌ يُشْبِ الغَرَزَ) ، يَنْبُت بِنَجْدٍ فِي القِيعَانِ.
(واْشْتِمالُ! الصَّمَّاءِ) المَنْهِيّ عَنهُ فِي الحَدِيث: أَن تُجَلِّل جَسَدَك بثَوْبِك نَحْو شِمْلَة الْأَعْرَاب بِأَكْسِيَتِهم، وَهُوَ (أْن يَرُدَّ الكِساءَ من قِبَل يَمِينِه على يِدِه اليُسْرَى وَعاتِقِه الأَيْسَر، ثمَّ يَرُدَّه ثَانِيَةً من خَلْفِه على يَدِه اليُمْنَى وعَاتِقِه الأَيْمَن فيُغَطِّيهِما جَمِيعاً) ، هَذَا نَصّ الجَوْهَرِي بحُرُوفه، وَهُوَ قَولُ أَبِي عُبَيْدَة. (أَو) هُوَ (الاشْتِمال بثَوْبٍ واحدٍ لَيْس عَلَيه غَيرُه ثمَّ يَضَعه) . كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: ثمَّ يَرْفَعُه (من أَحَدِ جانِبَيْه) ، كَمَا هُوَ نَصّ الصّحاح، (فيَضَعَهُ على مَنْكِبه فَيَبْدُو مِنْهُ فَرْجُه) ، وَهَذَا القَوْل نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي عُبَيْدة، ونَسَبَه إِلَى الفُقَهاء، زَادَ: فَإِذا قُلتَ اشتَمَل فُلانٌ الصَّمَّاء، كَأَنَّك قلتَ: اشْتَمَل الشِّمْلَة الَّتِي تُعْرَف بهذَا الاسْم؛ لأنّ الصَّمَّاء ضَرْبٌ من الاشْتِمالِ. (و) من الْمجَاز: ( {صَمَّت حَصاةٌ بِدَمٍ) ، يُقَال ذلِك إِذا اشتَدَّ الأَمْرُ، كَمَا فِي الأَساس أَي: كَثُر سَفْك الدِّمَاء (أَي: أَنَّ الدِّماءَ) لمّا سُفِكَت و (كَثُرَت) استَنْقَعَت فِي المَعْرَكَة، (حَتَّى لَو أُلْقِيَت حَصاةٌ) على الأَرض (لم يُسْمَع لَهَا صَوْتٌ) ؛ لأَنَّها لَا تَقَع إِلَّا فِي نَجِيع. (وَمنه قَولُ اْمرِئِ القَيْس:
(بُدِّلْتُ من وَائِلٍ وَكِنْدَةَ عَدْ ... وانَ وفَهْمًا (} صَمِّي اْبنَةَ الجَبَلِ)

(قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهام ونِسْوانٌ ... قِصارٌ كَهَيْئَةِ الحَجَلِ)

(أَو المُرادُ) باْبْنَةِ الجَبَل (الصَّدَى) ، هَكَذَا يَزْعُمُون، قَالَه أَبُو الهَيْثَم. (أَو) أَنّها (الصَّخْرَةُ) نَقَله أَبُو الهَيْثم أَيضاً.
وَيُقَال: " صَمّي ابنةَ الجَبَل " يُضْرب مَثَلاً للدَّاهِيَة الشَّدِيدَة، كَأَنَّه قيل: لَهَا اخْرَسِي يَا دَاهِيَة. وَقَالَ الأصمَعِيُّ فِي كِتابِ الأَمْثالِ: إِنَّه يُقالُ ذلِك عِنْد الأَمْرِ يُسْتَفْظَع. ويُقالُ: هِيَ الحَيَّة. وَأنْشد اْبنُ الأَعْرابِيّ:
(إِنّي إِلَى كُلِّ أَيْسارٍ وَنَادِبَةٍ ... أَدعُو حُبَيْشَا كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَلِ)

( {وَأَصمَّه: صادَفَه) ، وَفِي الصّحاح: وَجَدَه (} أَصَمّ) يُقَال: نَادَاه فَأَصَمَّه. (و) أَصم (دُعاؤُه: وافَقَ قوما صُمًّا لَا يَسْمَعُون عَذْلَه) ، وَبِه فَسَّر ثَعلبٌ قَولَ اْبنِ أَحْمَر:
(أَصَمَّ دُعاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّى ... بِآخِرِنا وَتَنْسَى أَوَّلِينا)

وَقَولُه: تَحَجَى أَي تَسْبِقُ إِلَيْهِم باللَّوْم وتَدَعُ الأَوَّلِين.
( {والأَصَمَّان:} أَصَمُّ الجَلْحاءِ! وَأَصَمُّ السَّمُرَة بِبِلاد بَنِي عَامِر بنِ صَعْصَعَة ثمَّ لِبَنِي كِلاب) مِنْهم خَاصَّة، قَالَه نَصْر.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{أصمَّنِي الكَلامُ إِذا شَغَلَني عَن سَماعِه فَكَأَنَّه جَعَله أَصَمّ. وَيُقَال: حِلْمٌ أَصَمُّ على الاسْتِعَارة. أنْشد ثَعْلَب:
(قُلْ مَا بَدَا لَكَ من زُورٍ وَمن كَذِبٍ ... حِلْمِي أَصَمُّ وأُذْنِي غَيرُ} صَمَّاءِ)

وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ: لَا سَبِيلَ إِلَى تَسْكِينها لِتَناهِيهَا فِي ذَهابِها.
وأَرزَةٌ صَمَّاء: مُكَتَنِزةٌ، لَا تَخَلْخُل فِيهَا، وكذلِك قَناةٌ صَمَّاء، وَأَمْرٌ أَصَمُّ: شَدِيدُ، وصَوْتٌ {مُصِمٌّ:} يُصِمُّ الصّماخَ.
{والصِّمامُ بالكَسْر: الفَرْجُ. وَمِنْه حَدِيثُ الوَطْء: " فِي} صِمَامٍ وَاحِدٍ " أَي: فِي مَسْلَك وَاحِد. ويُرْوَى بالسِّين أَيضاً. وَيَجُوز أَن يَكُونَ على حَذْفِ مُضافٍ أَي: فِي مَوْضِع صِمامٍ.
{وصُمّ بالضّم: ضُرِب ضَرْباً شَدِيداً، عَن اْبنِ الأَعرابيّ.
} وصَمَّ الجُرحَ! يَصُمُّه صَمَّا: سَدَّه وضَمَّدَهُ بالدَّواء.
وَيُقَال للنَّذِير إِذا أَنْذَرَ قَوماً من بَعِيد وَأَلْمَع لَهُم بِثَوْبه: لَمَع بهم لَمْع الأَصَمّ، وذلِك أَنَّه لمّا كَثُر إلماعُه بِثَوْبِه كَانَ كَأَنَّه لَا يَسْمَع الجَوابَ، فَهُوَ يُدِيم اللَّمْع، وَمن ذَلِك قَولُ بِشْر:
(أَشارَ بِهِم لَمْعَ الأَصِمِّ فَأَقْبَلُوا ... عَرانِينَ لَا يَأْتِيه للنَّصْرِ مُجْلِبُ)

أَي: لَا يَأْتِيه مُعِينٌ من غَيْرِ قَوْمِه، وَإِذا كَانَ المُعِينُ من قَوْمِه لم يكن مُجْلِباً. {والصَّمَّاءُ: القَطاةُ لِسَكَكِ أُذُنَيْها، أَو} لِصَمَمِها إِذا عَطِشَت. قَالَ:
(رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا ... كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبَها بردُ المَاء)

وَقد يُسْتَعْمَل الصَّمم فِي العَقَارِب، وَأَنْشَدَ اْبنُ الأَعْرابِيّ:
(قَرَّطَكِ اللهُ على الأُذْنَيْنِ ... عَقارِباً {صُمًّا وَأَرْقَمَيْنِ)

وَمن المَجاز: ضَربَه ضَرْبَ الأَصمّ إِذا تابَعَ الضَّرْب وبالَغ فِيهِ؛ وذلكَ أَن الأَصَمَّ إِذا بَالَغَ يَظُنُّ أَنَّه مُقَصِّر فَلَا يُقْلِع. وَيُقَال: دَعَاه دَعْوَةَ الأَصَمّ: إِذا بَالَغ فِيهِ فِي النداء. قَالَ الرَّاجِز يَصِفُ فَلاةً:
(يُدْعَى بهَا القَوْمُ دُعاءَ} الصَّمّانْ ... )

ودَهْر أَصَمّ كَأَنَّهُ يُشْتَكَى إِلَيْهِ فَلَا يَسْمَع.
{وصَمَامِ} صَمام أَي: اْحْمِلُوا على العَدُوّ، نَقَله أَبُو الهَيْثَم.
{والأَصَمُّ صِفَةً غالِبَة قَالَ:
(جَاءوا بِزَورَيْهم وجِئْنَا} بالأَصَمّْ ... )

وَكَانُوا جَاءُوا بِبَعِيرَيْن فَعَقَلُوهُما، وَقَالُوا: لَا نَفِرّ حَتَّى يَفِرّ هَذَانِ.
والأَصمّ أَيْضاً: عَبدُ الله بن رِبْعِيّ الدُّبَيْرِيّ، ذَكَره اْبنُ الأَعرابيّ. والأَصمُّ أَيْضا: لَقَبُ أَبِي العَبَّاس مُحَمّد بنِ يَعْقُوب بنِ يُوسُف: مُحَدِّث، تُوُفّي بِنَيْسَابُور سنة ثَلثِمائة وسِتِّ وَأَرْبَعِين، ظَهَر بِهِ الصَّمَمُ بعد اْنصرافِه من الرِّحلة حَتَّى إِنَّه كَانَ لَا يَسْمَعُ نَهِيقَ الحِمار. وَأَيْضًا: لَقبُ أَبِي عَلْقَمَة عبدِ الله بن عِيسَى البَصْرِيّ المُحَدِّث. وَأَيْضًا: لَقَب مَالِك بنِ جَنَاب بن هُبَل الكَلْبِيّ الشَّاعِر لقَوْله: ( {أَصَمُّ عَن الخَنَى إِن قِيلَ يَوْماً ... وَفِي غَيْرِ الخَنَى أُلفى سَمِيعاَ)

وَأَيْضًا: لَقَب أَبِي جَعْفر مُحمّد الْمُزَكي الاسْترابَاذِي الحَنَفِي، ثِقَة، كَتَب عَن أَبي صِاعِد بِبَغْدَاد.
} والصَّمّ {والصِّمَّة بالكَسْر: الدَّاهِيَةُ، نَقلَه الجَوْهَرِيّ.
} والمُصَمِّمُ من السُّيوفِ: المَاضِي فِي الضَّرِيبَة. {وصَمْصَمَ السَّيْفُ كَصَمَّمَ.
ورَجُلٌ} صَمَم مُحَرَّكَة: شَديدٌ صُلْبٌ. وَقيل: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ {كالصِّمْصِم كزِبْرِج وعُلَبِط.
وَقَالَ النَّضْر:} الصِّمْصِمَة بالكَسْر: الأَكمَة الغَلِيظَة الَّتِي كَادَت تَكُون حِجارَتُها مُنْتَصِبَة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبانِيّ: المُصَمِّم: الجَمَل الشّدِيد، وَأَنْشَد:
(حَمَّلتُ أَثقالِي {مُصَمِّمَاتِهَا ... )

} والصَّمْصَامُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْن بنِ الحُسَيْن الأَنْماطِيّ المُحَدِّث عَن الدَّارقُطْنِي. وأَبو {الصَّمْصَام: ذُو الفَقَار بنُ مَعْبِد العَلَوِيّ مُحَدِّث.
وَكَقُنْفُذ:} صُمْصُم بنُ يُوسُف الزَّبِيدِيّ مُحَدِّثٌ، قَيّدهُ الحَافِظُ عبدُ الغِنِي المَقْدِسِيّ.

صمم: الصَّمَمُ: انْسِدادُ الأُذن وثِقَلُ السمع. صَمَّ يَصَمُّ

وصَمِمَ، بإظهار التضعيف نادرٌ، صَمّاً وصمَماً وأَصَمَّ وأَصَمَّهُ اللهُ

فصَمَّ وأَصَمَّ أيضاً بمعنى صَمَّ؛ قال الكميت:

أَشَيْخاً، كالوَليدِ، برَسْمِ دارٍ

تُسائِلُ ما أَصَمَّ عن السُّؤالِ؟

يقول تُسائِلُ شيئاً قد أَصَمَّ عن السؤال، ويروى: أَأَشْيَبَ كالوليد،

قال ابن بري: نَصَبَ أَشْيَبَ على الحال أي أَشائباً تُسائِلُ رَسْمَ

دارٍ كما يفعل الوليدُ، وقيل: إنَّ ما صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ؛ وأَنشد

ابن بري هنا لابن أَحمر:

أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى

بآخِرِنا، وتَنْسى أَوَّلِينا

يدعو عليها أي لا جعلها الله تدعو إلاَّ أصَمَّ. يقال: ناديت فلاناً

فأَصْمَمْتُه أي أَصَبْتُه أَصَمَّ، وقوله تَحَجَّى بآخِرنا: تَسْبقُ إليهم

باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ، وأَصْمَمْتُه: وَجَدْتُه أَصَمَّ. ورجل

أَصَمُّ، والجمع صُمٌّ وصُمَّانٌ؛ قال الجُلَيْحُ:

يَدْعُو بها القَوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ

وأَصَمَّه الداءُ وتَصامَّ عنه وتَصامَّه: أَراه أَنه أَصَمُّ وليس به.

وتَصامَّ عن الحديث وتَصامَّه: أَرى صاحِبَه الصَّمَمَ عنه؛ قال:

تَصامَمْتُه حتى أَتاني نَعِيُّهُ،

وأُفْزِعَ منه مُخْطئٌ ومُصيبُ

وقوله أنشده ثعلب:

ومَنْهَلٍ أَعْوَرِ إحْدى العَيْنَيْن،

بَصيرِ أُخْرى وأَصَمَّ الأُذُنَيْن

قد تقدم تفسيره في ترجمة عور. وفي حديث الإيمانِ: الصُّمَّ البُكْمَ

(*

قوله «الصم البكم» بالنصب مفعول بالفعل قبله، وهو كما في النهاية: وان

ترى الحفاة العراة الصم إلخ) رُؤوسَ الناسِ، جَمْعُ الأَصَمِّ وهو الذي لا

يَسْمَعُ، وأَراد به الذي لا يَهْتَدي ولا يَقْبَلُ الحَقَّ من صَمَمِ

العَقل لا صَمَمِ الأُذن؛ وقوله أنشده ثعلب أيضاً:

قُلْ ما بَدا لَكَ من زُورٍ ومن كَذِبٍ

حِلْمي أَصَمُّ وأُذْني غَيرُ صَمَّاءِ

استعار الصَّمَم للحلم وليس بحقيقة؛ وقوله أنشده هو أيضاً:

أجَلْ لا، ولكنْ أنتَ أَلأَمُ من مَشى،

وأَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَليلِ

فسره فقال: يعني الأرض، وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماء فيها. ابن

الأَعرابي: يقال أَسْأَلُ من صَمَّاءَ، يعني الأرضَ. والصَّمَّاءُ من الأرض:

الغليظةُ. وأَصَمَّه: وَجَدَه أَصَمَّ؛ وبه فسر ثعلبٌ قولَ ابن أَحمر:

أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى

بآخِرِنا، وتَنْسى أَوَّلِينا

أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لا يَسْمَعون عذْلَها على وجه الدُّعاء.

ويقال: ناديته فأَصْمَمْتُه أي صادَفْتُه أَصَمَّ. وفي حديث جابر بن

سَمُرَةَ: ثم تكلم النبي، صلى الله عليه وسلم، بكلمةٍ أصَمَّنِيها الناسُ أي

شغَلوني عن سماعها فكأَنهم جعلوني أَصَمَّ. وفي الحديث: الفِتْنةُ

الصَّمَّاءُ العَمْياء؛ هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في ذهابها لأَن

الأَصَمَّ لا يسمع الاستغاثة ولا يُقْلِعُ عما يَفْعَلُه، وقيل: هي كالحية

الصَّمَّاء التي لا تَقْبَلُ الرُّقى؛ ومنه الحديث: والفاجِرُ كالأَرْزَةِ

صَمَّاءَ أي مُكْتَنزةً لا تَخَلْخُلَ فيها. الليث: الضَّمَمُ في الأُذُنِ

ذهابُ سَمْعِها، في القَناة اكْتِنازُ جَوفِها، وفي الحجر صَلابَتُه،

وفي الأَمر شدَّتُه. ويقال: أُذُنٌ صَمَّاءُ وقَناة صَمَّاءُ وحَجَرٌ

أَصَمُّ وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ؛ قال الله تعالى في صفة الكافرين: صُمُّ بُكْمٌ

عُمْيٌ فهم لا يَعْقِلُون؛ التهذيب: يقول القائلُ كيف جعلَهم الله صُمّاً

وهم يسمعون، وبُكْماً وهم ناطقون، وعُمْياً وهم يُبْصِرون؟ والجواب في ذلك

أن سَمْعَهُم لَمَّا لم يَنْفَعْهم لأنهم لم يَعُوا به ما سَمِعوا،

وبَصَرَهُم لما لم يُجْدِ عليهم لأنهم لم يَعْتَبِروا بما عايَنُوه من قُدْرة

الله وخَلْقِه الدالِّ على أنه واحد لا شريك له، ونُطْقَهم لما لم

يُغْنِ عنهم شيئاً إذ لم يؤمنوا به إيماناً يَنْفَعهم، كانوا بمنزلة من لا

يَسْمَع ولا يُبْصِرُ ولا يَعي؛ ونَحْوٌ منه قول الشاعر:

أصَمٌّ عَمَّا ساءَه سَمِيعُ

يقول: يَتَصامَمُ عما يَسُوءُه وإن سَمِعَه فكان كأَنه لم يَسْمَعْ، فهو

سميع ذو سَمْعٍ أَصَمُّ في تغابيه عما أُريد به. وصَوْتٌ مُصِمٌّ:

يُصِمُّ الصِّماخَ.

ويقال لصِمامِ القارُورة: صِمَّةٌ. وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه

صَمّاً وأَصَمَّه: سَدَّه وشَدَّه، وصِمامُها: سِدادُها وشِدادُها.

والصِّمامُ: ما أُدْخِلَ في فم القارورة، والعِفاصُ ما شُدَّ عليه، وكذلك

صِمامَتُها؛ عن ابن الأَعرابي. وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إذا شَدَدْتَ

رَأْسَها. الجوهري: تقول صَمَمْتُ القارورة أي سَدَدْتُها. وأَصْمَمْتُ

القارورة أي جعلت لها صِماماً. وفي حديث الوطء: في صِمامٍ واحد أي في مَسْلَكٍ

واحدٍ؛ الصِّمامُ: ما تُسَدُّ به الفُرْجةُ فسمي به الفَرْجُ، ويجوز أَن

يكون في موضعِ صِمامٍ على حذف المضاف، ويروى بالسين، وقد تقدم. ويقال:

صَمَّه بالعصا يَصُمُّه صَمّاً إذا ضَرَبه بها وقد صَمَّه بحجر. قال ابن

الأعرابي: صُمَّ إذا ضُرِب ضَرْباً شديداً. وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه

صَمّاً: سَدَّةُ وضَمَّدَه بالدواء والأَكُولِ.

وداهيةٌ صَمَّاءُ: مُنْسَدَّة شديدة. ويقال للداهية الشديدةِ: صَمَّاءُ

وصَمامِ؛ قال العجاج:

صَمَّاءُ لا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ

حَوادثُ الدَّهْرِ، ولا طُولُ القِدَمْ

ويقال للنذير إذا أَنْذَر قوماً من بعيد وأَلْمَعَ لهم بثوبه: لَمَع بهم

لَمْعَ الأَصَمّ، وذلك أنه لما كَثُر إلماعُه بثوبه كان كأَنه لا

يَسْمَعُ الجوابَ فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ؛ ومن ذلك قولُ بِشْر:

أَشارَ بهم لَمْعَ الأَصَمّ، فأَقْبَلُوا

عَرانِينَ لا يَأْتِيه لِلنَّصْرِ مُجْلِبُ

أي لا يأْتيه مُعِينٌ من غير قومه، وإذا كان المُعينُ من قومه لم يكن

مُجْلِباً. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ. وفتنةٌ صَمَّاءُ: شديدة، ورجل أَصَمُّ

بَيّنُ الصَّمَمِ فيهن، وقولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنيها،

وقيل: لَصَمَمِها إذا عَطِشَت؛ قال:

رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا،

كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبها بردُ الما

والأَصَمُّ: رَجَبٌ لعدم سماع السلاح فيه، وكان أهلُ الجاهلية

يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ الله الأَصَمَّ؛ قال الخليل: إنما سمي بذلك لأنه كان لا

يُسْمَع فيه صوتُ مستغيثٍ ولا حركةُ قتالٍ ولا قَعْقَعةُ سلاح، لأنه من

الأشهر الحُرُم، فلم يكن يُسْمع فيه يا لَفُلانٍ ولا يا صَبَاحاه؛ وفي

الحديث: شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ رَجَبٌ؛ سمي أَصَمَّ لأنه كان لا يُسمع فيه

صوت السلاح لكونه شهراً حراماً، قال: ووصف بالأَصم مجازاً والمراد به

الإنسان الذي يدخل فيه، كما قيل ليلٌ نائمٌ، وإنما النائمَ مَنْ في الليل،

فكأَنَّ الإنسانَ في شهر رجَبٍ أَصَمَّ عن صَوْتِ السلاح، وكذلك مُنْصِلُ

الأَلِّ؛ قال:

يا رُبَّ ذي خالٍ وذي عَمٍّ عَمَمْ

قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ في الشَّهْرِ الأَصَمّْ

والأَصَمُّ من الحياتِ: ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأَنه قد صَمَّ عن

سَماعِها، وقد يستعمل في العقرب؛ أَنشد ابن الأعرابي:

قَرَّطَكِ اللهُ، على الأُذْنَيْنِ،

عَقارباً صُمّاً وأَرْقَمَيْنِ

ورجل أَصَمُّ: لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواه كأَنه يُنادَى فلا

يَسْمَعُ. وصَمَّ صَداه أي هَلَك. والعرب تقول: أَصَمَّ اللهُ صَدَى

فلانٍ أي أهلكه، والصَّدَى: الصَّوْتُ الذي يَرُدُّه الجبلُ إذا رَفَع فيه

الإنسانُ صَوْتَه؛ قال امرؤ القيس:

صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها،

واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِق السائِلِ

ومنه قولهم: صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل مهما يُقَلْ تَقُلْ؛ يريــدون بابْنةِ

الجبل الصَّدَى. ومن أمثالهم: أصَمُّ على جَمُوحٍ

(* قوله «ومن أمثالهم

أصم على جموح إلخ» المناسب أن يذكر بعد قوله: كأنه ينادى فلا يسمع كما هي

عبارة المحكم)؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجل الذي هذه الصفة صفته؛ قال:

فأَبْلِغْ بَني أَسَدٍ آيةً،

إذا جئتَ سَيِّدَهم والمَسُودَا

فأْوصِيكمُ بطِعانِ الكُماةِ،

فَقَدْ تَعْلَمُونَ بأَنْ لا خُلُودَا

وضَرْبِ الجَماجِمِ ضَرْبَ الأَصَمْـ

ـمِ حَنْظَلَ شابَةَ، يَجْني هَبِيدَا

ويقال: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إذا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فيه، وذلك

أن الأَصَمَّ إذا بالَغَ يَظُنُّ أنه مُقَصِّرٌ فلا يُقْلِعُ. ويقال:

دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إذا بالغ به في النداء؛ وقال الراجز يصف

فَلاةً:يُدْعَى بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ

ودَهْرٌ أَصَمُّ: كأَنَّه يُشْكى إليه فلا يَسْمَع.

وقولُهم: صَمِّي صَمامِ؛ يُضْرَب للرجل يأْتي الداهِيةَ أي اخْرَسي يا

صَمامِ. الجوهري: ويقال للداهية: صَمِّي صَمامِ، مثل قَطامِ، وهي الداهية

أي زِيدي؛ وأَنشد ابن بري للأَسْود بن يَعْفُر:

فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانُها،

صَمِّي، لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمَامِ

ويقال: صَمِّي ابنةَ الجبل، يعني الصَّدَى؛ يضرب أَيضاً مثلاً للداهية

الشديدة كأَنه قيل له اخْرَسِي يا داهية، ولذلك قيل للحيَّةِ التي لا

تُجِيبُ الرَّاقِيَ صَمّاءُ، لأَن الرُّقى لا تنفعها؛ والعرب تقول للحرب إذا

اشتدَّت وسُفِك فيها الدِّماءُ الكثيرةُ: صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم؛ يريــدون

أَن الدماء لما سُفِكت وكثرت اسْتَنْقَعَتْ في المَعْرَكة، فلو وقعت حصاةٌ

على الأرض لم يُسمع لها صوت لأنها لا تقع إلا في نَجِيعٍ، وهذا المعنى

أراد امرؤ القيس بقوله صَمِّي ابنةَ الجبلِ، ويقال: أراد الصَّدَى. قال

ابن بري: قوله حَصاةٌ بدمٍ يَنبغي أن يكون حصاة بدمي، بالياء؛ وبيتُ امرئ

القيس بكماله هو:

بُدِّلْتُ من وائلٍ وكِنْدةَ عَدْ

وانَ وفَهْماً، صَمِّي ابنةَ الجَبَلِ

قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهامِ ونِسْـ

وان قِصار، كهَيْئةِ الحَجَلِ

المحكم: صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أي أن الدم كثر حتى أُلْقيت فيه الحَصاةُ

فلم يُسْمَع لها صوت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لسَدُوسَ بنت ضباب:

إنِّي إلى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبةٍ

أَدْعُو حُبَيْشاً، كما تُدْعى ابنة الجَبلِ

أي أُنَوِّهُ كما يُنَوَّهُ بابنةِ الجبل، وهي الحيَّة، وهي الداهية

العظيمة. يقال: صَمِّي صَمامِ، وصَمِّي ابْنةَ الجبل. والصَّمَّاءُ:

الداهيةُ؛ وقال:

صَمَّاءُ لا يُبْرِئُها طُولُ الصَّمَمْ

أي داهيةٌ عارُها باقٍ لا تُبْرِئها الحوادثُ. وقال الأصمعي في كتابه في

الأمثال قال: صَمِّي ابنةَ الجبل، يقال ذلك عند الأمر يُسْتَفْظَعُ.

ويقال: صَمَّ يَصَمُّ صَمَماً؛ وقال أَبو الهيثم: يزعمون أنهم يريــدون بابنة

الجبل الصَّدَى؛ وقال الكميت:

إذا لَقِيَ السَّفِيرَ بها، وقالا

لها: صَمِّي ابْنَةَ الجبلِ، السّفِيرُ

يقول: إذا لَقِي السفِيرُ السَّفِيرَ وقالا لهذه الداهية صَمِّي ابنةَ

الجبل، قال: ويقال إنها صخرة، قال: ويقال صَمِّي صَمامِ؛ وهذا مَثَلٌ إذا

أتى بداهيةٍ. ويقال: صَمَامِ صَمَامِ، وذلك يُحْمَل على معنيين: على معنى

تَصامُّوا واسْكُتوا، وعلى معنى احْمِلُوا على العدُوّ، والأَصَمُّ صفة

غالبة؛ قال:

جاؤوا بِزُورَيْهمْ وجئْنا بالأَصَمّْ

وكانوا جاؤوا بِبعيرين فعَقَلوهما وقالوا: لا نَفِرُّ حتى يَفِرَّ هذان.

والأَصَمُّ أيضاً: عبدُ الله بنُ رِبْعِيٍّ الدُّبَيْريّ؛ ذكره ابن

الأعرابي. والصَّمَمُ في الحَجَر: الشِّدَّةُ، وفي القَناةِ الاكتِنازُ.

وحَجرٌ أَصَمُّ: صُلْبٌ مُصْمَتٌ. وفي الحديث: أنه نَهَى عن اشْتِمال

الصّمَّاءِ؛ قال: هو أن يَتجلَّلَ الرجلُ بثوبْهِ ولا يرفعَ منه جانباً، وإنما

قيل لها صَمَّاء لأنه إذا اشْتَمل بها سَدَّ على يديه ورجليه المَنافذَ

كلَّها، كأَنَّها لا تَصِل إلى شيء ولا يَصِل إليها شيءٌ كالصخرة

الصَّمّاء التي ليس فيها خَرْقٌ ولا صَدْع؛ قال أبو عبيد: اشْتِمال الصَّمَّاءِ

أن تُجلِّلَ جَسَدَك بتوبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْراب بأَكْسيَتِهم، وهو

أن يرُدَّ الكِساءَ من قِبَلِ يمينِه على يدهِ اليسرى وعاتِقِه الأيسر، ثم

يَرُدَّه ثانيةً من خلفِه على يده اليمنى وعاتِقِه الأيمن فيُغَطِّيَهما

جميعاً، وذكر أَبو عبيد أَن الفُقهاء يقولون: هو أن يشتمل بثوبٍ واحدٍ

ويَتغَطَّى به ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيَضَعَه على منكبيه

فيَبْدُوَ منه فَرْجُه، فإذا قلت اشْتَمل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنك قلت

اشْتَملَ الشِّمْلةَ التي تُعْرَف بهذا الاسم، لأن الصمّاء ضَرْبٌ من

الاشتمال. والصَّمَّانُ والصَّمَّانةُ: أرضٌ صُلْبة ذات حجارة إلى جَنْب

رَمْل، وقيل: الصّمَّان موضعٌ إلى جنب رملِ عالِجٍ. والصَّمّانُ: موضعٌ

بِعالِجٍ منه، وقيل: الصَّمَّانُ أرضٌ غليظة دون الجبل. قال الأزهري: وقد

شَتَوْتُ الصَّمّانَ شَتْوَتَيْن، وهي أرض فيها غِلَظٌ وارْتفاعٌ، وفيها

قِيعانٌ واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْر، عَذِيَةٌ ورِياضٌ مُعْشِبةٌ،

وإذا أَخصبت الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جميعُها، وكانت الصَّمَّانُ في

قديم الدَّهْرِ لبني حنظلة، والحَزْنُ لبني يَرْبُوع، والدَّهْناءُ

لجَماعتهم، والصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء.

وصَمَّه بالعصا: ضَرَبَه بها. وصَمَّه بحجرٍ وصَمَّ رأْسَه بالعصا

والحجر ونحوه صَمّاً: ضربه.

والصِّمَّةُ: الشجاعُ، وجَمْعُه صِمَمٌ. ورجل صِمَّةٌ: شجاع. والصِّمُّ

والصِّمَّةُ، بالكسر: من أَسماء الأَسد لشجاعته. الجوهري: الصِّمُّ،

بالكسر، من أسماء الأسدِ والداهيةِ. والصِّمَّةُ: الرجلُ الشجاع، والذكرُ من

الحيات، وجمعه صِمَمٌ؛ ومنه سمي دُرَيْدُ بن الصِّمَّة؛ وقول جرير:

سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها،

فهَلاَّ غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها

(* قوله «سعرت عليك إلخ» قال الصاغاني في التكملة: الرواية سعرنا).

أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً. وصَمَّمَ أَي عَضَّ

ونَيَّب فلم يُرْسِلْ ما عَضّ. وصَمَّمَ الحَيّةُ في عَضَّتِه: نَيَّبَ؛

قال المُتَلمِّس:

فأَطْرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ، ولو رَأَى

مَساغاً لِنابَيْه الشُّجاعُ لَصَمَّما

وأَنشده بعض المتأَخرين من النحويين: لِناباه؛ قال الأَزهري: هكذا

أَنشده الفراء لناباه على اللغة القديمة لبعض العرب

(* أي أَنه منصوب بالفتحة

المقدرة على الأَلف للتعذر).

والصَّمِيمُ: العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ

الرأْس؛ وبه يقال للرجل: هو من صَمِيم قومه إذا كان من خالِصِهم، ولذلك

قيل في ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ منه؛ وأَنشد الكسائي:

بمَِصْرَعِنا النُّعْمانَ، يوم تأَلَّبَتْ

علينا تَميمٌ من شَظىً وصَمِيمِ

وصَمِيمُ كلِّ شيء: بُنْكه وخالِصهُ. يقال: هو في صَميم قَوْمِه.

وصَميمُ الحرِّ والبرد: شدّتُه. وصَميمُ القيظِ: أَشدُّه حرّاً. وصَميمُ

الشتاء: أَشدُّه برْداً؛ قال خُفَاف بن نُدْبَةَ:

وإنْ تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَمِيمُها،

فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالكا

قال أَبو عبيد: وكان صَميمَ خيلهِ يومئذ معاوية أخو خَنْساء، قتله

دُرَيْدٌ وهاشم ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: إن تكُ

خيلي، بغير واو على الخرم لأَنه أول القصيدة. ورجل صَمِيمٌ: مَحْضٌ،

وكذلك الاثنان والجمع والمؤنتُ.

والتَّصْميمُ: المُضِيُّ في الأَمر. أَبو بكر: صَمَّمَ فلانٌ على كذا

أَي مَضَى على رأْيه بعد إرادته.

وصَمَّمَ في السير وغيره أي مَضَى؛ قال حُمَيد بن ثَوْر:

وحَصْحَصَ في صُمِّ القَنَا ثَفِناتِهِ،

وناءَ بِسَلْمَى نَوْءةً ثم صَمَّما

ويقال للضارب بالسيف إذا أصابَ العظم فأنْفذ الضريبة: قد صَمَّمَ، فهو

مُصَمِّم،فإذا أَصاب المَفْصِل، فهو مُطَبِّقٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد:

يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ

أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ العظم ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل.

والمُصَمِّمُ من السُّيوف: الذي يَمُرُّ في العِظام، وقد صَمَّمَ

وصَمْصَمَ. وصَمَّمَ السيفُ إذا مضى في العظم وقطَعَه، وأما إذا أَصاب المَفْصِلَ

وقطعه فيقال طَبَّقَ؛ قال الشاعر يصف سيفاً:

يُصَمِّم أَحْياناً وحيناً يُطَبِّق

وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: صارِمٌ لا يَنْثَني؛ وقوله أَنشده ثعلب:

صَمْصامَةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ

إنما ذَكَّرَه على معنى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ. وفي حديث أَبي ذر:

لو وَضَعْتم الصَّمْصامةَ على رَقبَتي؛ هي السيف القاطع، والجمع صَماصِم.

وفي حديث قُسٍّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم أَي جعلوها لهم بمنزلة

الأَرْدِية لحَمْلِهم لها وحَمْلِ حَمائِلها على عَواتِقهم. وقال الليث:

الصَّمْصامَةُ اسمٌ للسيفِ القاطع والليلِ. الجوهري: الصَّمْصامُ والصَّمْصامةُ

السيفُ الصارِمُ الذي لا يَنْثني؛ والصَّمْصامةُ: اسمُ سيفِ عَمْرو بن معد

يكرب، سَمَّاه بذلك وقال حين وَهَبَه:

خَليلٌ لمْ أَخُنْهُ ولم يَخُنِّي،

على الصَّمْصامةِ السَّيْفِ السَّلامُ

قال ابن بري صواب إنشاده:

على الصَّمْصامةِ ام سَيْفي سَلامِي

(* قوله «ام سيفي» كذا بالأصل والتكملة بياء بعد الفاء).

وبعده:

خَليلٌ لَمْ أَهَبْهُ من قِلاهُ،

ولكنَّ المَواهِبَ في الكِرامِ

(* قوله «من قلاه» الذي في التكملة: عن قلاه. وقوله «في الكرام» الذي

فيها: للكرام).

حَبَوْتُ به كَريماً من قُرَيْشٍ،

فَسُرَّ به وصِينَ عن اللِّئامِ

يقول عمرو هذه الأَبياتَ لما أَهْدَى صَمْصامتَه لسَعِيد ابن العاص؛

قال: ومن العرب من يجعل صَمْصامة غيرَ مُنوّن معرفةً للسَّيْف فلا يَصْرِفه

إذا سَمَّى به سيْفاً بعينه كقول القائل:

تَصْميمَ صَمْصامةَ حينَ صَمَّما

ورجلٌ صَمَمٌ وصِمْصِمٌ وصَمْصامٌ وصَمْصامةٌ

وصُمَصِمٌ وصُماصِمٌ: مُصَمِّمٌ، وكذلك الفَرَسُ، الذكرُ والأُنثى فيه

سواءٌ، وقيل: هو الشديدُ الصُّلْبُ، وقيل: هو المجتمعُ الخَلْق. أَبو

عبيد: الصِّمْصِمُ، بالكسر، الغليظُ من الرجال؛ وقولُ عَبْد مَناف بن رِبْع

الهُذَليّ:

ولقد أَتاكم ما يَصُوبُ سُيوفَنا،

بَعدَ الهَوادةِ، كلُّ أَحْمَرَ صِمْصِم

قال: صِمْصِم

غليظ شديد. ابن الأَعرابي: الصَّمْصَمُ البخيلُ النهايةُ في البُخْل.

والصِّمْصِمُ من الرجال: القصير الغليظ، ويقال: هو الجريءُ الماضي.

والصِّمْصِةُ: الجماعةُ من الناس كالزِّمْزِمةِ؛ قال:

وحالَ دُونــي من الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ،

كانوا الأُنُوفَ وكانوا الأَكرمِينَ أَبا

ويروى: زِمْزِمة، قال: وليس أَحدُ الحرفين بدلاً من صاحبه لأن الأَصمعي

قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدِهما مَزِيَّةً على صاحبِه، والجمع

صِمْصِمٌ. النضر: الصِّمْصِمةُ الأَكمَةُ الغليظة التي كادت حجارتها أَن

تكونُ مُنْتَصِبة.

أَبو عبيدة: من صِفات الخيل الصَّمَمُ، والأُنثى صَمَمةٌ، وهو الشديدُ

الأَسْرِ المعْصُوبُ؛ قال الجعدي:

وغارةٍ، تَقْطَعُ الفَيافيَ، قَد

حارَبْتُ فيها بِصلْدِمٍ صَمَمِ

أَبو عمرو الشيباني: والمُصَمِّمُ الجملُ الشديدُ؛ وأَنشد:

حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها

والصَّمّاءُ من النُّوقِ: اللاَّقِحُ، وإبِلٌ

صُمٌّ؛ قال المَعْلُوطُ القُرَيْعيُّ:

وكانَ أَوابِيها وصُمُّ مَخاضِها،

وشافِعةٌ أُمُّ الفِصالِ رَفُودُ

والصُّمَيْماءُ: نباتٌ شِبْه الغَرَزِ يَنْبت بنَجْدٍ في القِيعان.

ضحو

ضحو


ضَحَا(n. ac. ضَحْوضُحُوّ []
a. ضُحِىّ ), Was, became exposed to
the sun; stood in the sun; was smitten by the sun.
b. Appeared; was distinct, visible.
(ض ح و) : (الْأَضَاحِيُّ) جَمْعُ أُضْحِيَّةٍ وَيُقَالُ ضَحِيَّةٌ وَضَحَايَا كَهَدِيَّةٍ وَهَدَايَا وَأَضْحَاةٌ وَأَضْحَى كَأَرْطَاةٍ وَأَرْطَى (وَبِهِ سُمِّيَ) يَوْمُ الْأَضْحَى وَيُقَالُ ضَحَّى بِكَبْشٍ أَوْ غَيْرِهِ إذَا ذَبَحَهُ وَقْتَ الضُّحَى مِنْ أَيَّامِ الْأَضْحَى ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ ذَلِكَ وَلَوْ ذَبَحَ آخِرَ النَّهَارِ وَمَنْ قَالَ هِيَ مِنْ التَّضْحِيَةِ بِمَعْنَى الرِّفْقِ فَقَدْ أَبْعَدَ وَتَمَامُهُ فِي الْمُعْرِبِ.
ض ح و : الضَّحَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ امْتِدَادُ النَّهَارِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ كَأَنَّهُ اسْمٌ لِلْوَقْتِ وَالضَّحْوَةُ مِثْلُهُ
وَالْجَمْعُ ضُحًى مِثْلُ قَرْيَةٍ وَقُرًى وَارْتَفَعَتْ الضُّحَى أَيْ ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ الضُّحَى اسْتِعْمَالَ الْمُفْرَدِ وَسُمِّيَ بِهَا حَتَّى صُغِّرَتْ عَلَى ضُحَيٍّ بِغَيْرِ هَاءٍ وَقَالَ الْفَرَّاءُ كَرِهُوا إدْخَالَ الْهَاءِ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِتَصْغِيرِ ضَحْوَةٍ.

وَالْأُضْحِيَّةُ فِيهَا لُغَاتٌ ضَمُّ الْهَمْزَةِ فِي الْأَكْثَرِ وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ أُفْعُولَةٌ وَكَسْرُهَا إتْبَاعًا لِكَسْرَةِ الْحَاءِ وَالْجَمْعُ أَضَاحِي وَالثَّالِثَةُ ضَحِيَّةٌ وَالْجَمْعُ ضَحَايَا مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا وَالرَّابِعَةُ أَضْحَاةٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْجَمْعُ أَضْحَى مِثْلُ أَرْطَاةَ وَأَرْطَى وَمِنْهُ عِيدُ الْأَضْحَى وَالْأَضْحَى مُؤَنَّثَةٌ وَقَدْ تُذَكَّرُ ذَهَابًا إلَى الْيَوْمِ قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَضَحَّى تَضْحِيَةً إذَا ذَبَحَ الْأُضْحِيَّةَ وَقْتَ الضُّحَى هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ ضَحَّى فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ ضَحَّيْتُ بِشَاةٍ. 
ض ح و

جئته ضحوة وضحًى وضحاء وضحياً، وضاحيته: أتيته ضحوة، نحو: غاديته وراوحته. وضاحاني رسولك، وضحينا بني فلان، نحو: صبحناهم، وضحّى قومه: غداهم فتضحوا، ودعاهم إلى ضحائه. وضحى إبله: رعاها صحاء. ورأيت ناقتكم تتضحّى بأسفل الجبل. وضح غنم فلان، ويقال: ضحّيت الإبل عن الورد وعشيتها عنه أي رعيتها الضحاء والعشاء حتى ترد وقد شبعت. وضحيت للشمس وضحيت. وأنا أضحي كل نهار. واضحَ يا رجل. ونزلوا بضاحية البلد وضواحيه: بظاهره. وهم ينزلون الضواحي. وهو من قريش البطاح، لا من قريش الضواحي. وبدا ضاحي رأسه وضواحي رأسه. وفعل ذلك ضاحية: علانية. قال:


فقد جزتكم بنو ذبيان ضاحية ... بما فعلتم ككيل الصاع بالصاع

وأنشدني بيت شعر ليس فيه حلاوة ولا ضحاء أي ليس بواضح المعنى. وفرس أضحى وجمل هجان ولا يقال: أبيض. وليلة إضحيانة ويوم إضحيان وضحيانة وضحيان. وسراج ضحيان. وقيل للقمر: ما أنت ابن ثمان، قال: قمر إضحيان. وجاء بأضحية سمينة وبضحية وبأضحاة وبأضاحي وضحايا وأضاحي.

ومن المجاز: ضحى عن الأمر وعشى عنه إذا تأنى عنه اتأد ولم يعجل إليه. وفي مثل " ضحِّ يويداً، وعشِّ رويداً ". قال زيد الخيل:

فلو أن نضراً أصلحت ذات بينهالضحت رويداً عن مطالبها عمرو وأصله: من تضحية الإبل عن الورد. وأضحى عن الأمر: بعد عنه. والقطا تضحي عن الماء. وضحا ظلة إذا مات، من قولهم: شجرة ضاحية الظل أي لا ظل لها، ومفازة ضاحية الظلال. قال:

وقحم سيرنا من قور حسمى ... مروت الرعي ضاحية الظلال

وفي الدعاء: لا أضحى الله تعالى لنا ظلك.
ضحو
الضَّحْوُ: ارْتِفَاعُ النَّهَارِ. والضُّحى: فُوَيْقَ ذلك، وهي مُؤنَّثَةٌ، وتَصْغِيرها ضُحَيّا - بغَيْر هاءٍ -. وضَحَوْنا وضَحَيْنا. والضَّحَاء: أنْ يَمْتَدَّ النَّهارُ وكَرَبَ أنْ يَنْتَصِفَ. وهَلُمَّ نَتَضَحَّ: أي نَتَغَدَّ. وضَحِيَ الرَّجُلُ يَضْحى ضَحاً: أصابَه حَرُّ الشَّمْسِ، وتُسَمّى الشَّمْسُ الضَّحَاءَ - مَمْدُوْداً -.
وأضْحى الرَّجُلُ يَفْعَلُ ذاك: إذا فَعَلَه من أوَّلِ النَّهارِ. وأضْحى: بَلَغَ وَقْتَ الضًّحَى. ويقولونَ: إضْحَ يا رَجُلُ - بكَسْرِ الألِفِ - أي: ابْرُزْ للشَّمْسِ. وضَحِّ: من ضَحَّيْتُ الأُضْحِيَّةَ. والأُضْحِيّةَ والضَّحِيَّةُ - والجَميعُ: الضَّحَايا والأضاحي - وهي الشّاةُ التي يُضَحّى بها أي تُذْبَحُ يَوْمَ الأضْحى. والأضْحَاةُ: الأُضحِيَّةُ.
ولَيْلَةٌ إضْحِيَانَةٌ ويَوْمٌ إضْحِيَان: مُضِيئانِ لا غَيْمَ فيهما. والضَّحْيَانُ من كلِّ شَيْءٍ: البارِزُ للشَّمْسِ. والضّاحِيَةُ: الشَّمْسُ. وضَحى يَضْحُو ويَضْحى ضَحْواً وضُحُوّاً: بَرَزَ للشَّمْسِ. ويَوْمٌ ضَحْيَاةٌ، ولَيْلَةٌ ضَحْيَاءُ: مُضِيْئةٌ، ولَيْلَةٌ إضْحِيَّةٌ، وبَرَاحٌ ضَحْيَانٌ. وضَحَيْتُ للشَّمْسِ: لُغَةٌ في ضَحِيْتُ. وتَضَحَّتِ الإبِلُ: أَخَذَتْ في الرَّعْيِ من أوَّلِ النَّهَارِ، وضَحَّيْتُها: رَعَيْتُها الضَّحَاءَ. ورَأيْتُها مُتَضَحِّيَةً.
وضاحِيَةُ كلِّ بَلْدَةٍ: ناحِيَتُها البارِزَةُ. وهُمْ يَنْزِلُوْنَ الضَّوَاحيَ والضّاحِيَةَ. وضَواحي ال
حَوْضِ: نَواحِيْه. والضَّحْوَاءُ من النِّسَاءِ: البَيْضَاءُ، وضَحَاها: بَيَاضُها، وجَمْعُها: ضُحْوٌ. وفَرَسٌ أضْحى.
وأنشد في بَيْتِ شِعْرٍ:
ليس له حَلاوَةٌ ولا ضَحى
ولا ضَحَاءٌ - مَمْدُوْدٌ -: أي نُوْرٌ.
وأضْحى عن كذا وكذا: بَعُدَ عنه. وضَحَّيْتُ عن الشَّيْء وعَشَّيْتُ عنه: أي رَفَقْتُ به. وأنشد:
لَضَحَّتْ رُوَيْداً عن مَظالِمِها عَمْرُو
وفي الَمَثِل: ضَحِّ رُوَيْداً أي لا تَعْجَلْ. والإِضْحِيَانُ: نَبْتٌ قَريبٌ من الأقْحُوَانِ. والضَّحَاءُ للإبِلِ: بمَنْزِلَةِ الغَرا للنّاسِ.
باب الحاء والضاد و (وا يء) معهما ح ضء، ض ح و، وض ح، ح وض، ح ي ض، ض ي ح مستعملات

حضأ : يقال: حَضَأْتُ النّارَ إذا سَخَيْتُ عنها لتلتهبَ. قال:  باتت همومي في الصدر تحضؤها ... طمحات دهر ما كنتُ أَدْرَؤُها

ضحو: الضَّحْوُ: ارتفاعُ النّهار، والضُّحى: فويق ذلك، والضّحاء- ممدود- إذا امتدّ النّهار، وكَرَب أن ينتصف. وضَحِيَ الرّجلُ ضَحًى: أصابه حرُّ الشّمس. قال الله تعالى: لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى

، أي: لا يؤذيك حرُّ الشّمس. وقد تُسَمَّى الشّمس: الضّحاء- ممدود-. وتقول: اضْحَ، أي: ابرُزْ للشمس. ضحا يضحو ضُحُوّا وضَحِيَ يَضْحَى ضَحًى وضُحِيّاً. وضَحِّ الأُضْحِية، وأَضْحِ بصلاة الضُّحَى إضحاءً، أي: أخّرها إلى ارتفاع الضُّحَى. وهَلُمَّ نتضحَى، أي: نتغدّى. وتَضَحَّتِ الإبِلُ: أخذت في الرّعي من أوّل النّهار، وتعشّت: رَعَتْ باللّيل. يقال: ضَحْها وعَشِها. والضّاحية من كلّ بلدةٍ: ناحيتها البارزة [والجوّ باطنها] ، يقال: هؤلاء ينزلون الباطنة، وهؤلاء ينزلون الضّواحي. والمضحاة: التي لا تكاد الشّمس تغيب عنها. ويقال: فعلتُ ذلك الأمرَ ضاحيةً، أي: ظاهراً بيّناً، قال:

لقد أتانا ورود النّار ضاحية ... حقاً يقيناً ولمّا يأتنا الصَّدَر

وضواحي الحوض: نواحيه. قال:  بعشات الفروع ولا ضواحي

أي: نواحي. والضَّحيّة: الأُضْحية، والجميع: الضّحايا والأضاحي، وهي الشّاة يُضَحَّى بها يوم الأَضْحَى بمِنًى وغيره. والعرب تؤنّث الأضحى. وليلةُ إضْحيِانَةٌ ويومٌ إضحيانٌ مُضِيءٌ لا غيمَ فيه.

وضح: الوَضَحُ: بياضُ الصُّبْحِ وبياضُ البَرَصِ، وبياضُ الغُرّة والتّحجيل [في القوائم] ونحوه. وإذا كان بياضٌ غالبٌ في ألوان الشاة وفشا في الصّدر والظّهر والوَجه يقال إنه توضيحٌ شديد، وقد توضّح.. وأوضَحْتُ الأمرَ فوَضَحَ، ووضّحتُه فتوضَّح. والواضحةُ: الطّريقُ المسلوكُ. والواضحةُ الأسنان التي تبدو عندَ الضَّحِك. وتقول: إستْوْضِحْ عن هذا الأمر، أي: ابحَثْ عنه. واستَوْضحتُ الشيء: وضعت يدي على عيني [أنظر] هل أراه. ورجلٌ وضّاحٌ: أي: أبيض حسن الوجه بسّام. والمُوضِحة: الشّجّةُ التي تَصِلُ إلى العظام. وبه شجّات أَوْضَحَتْ عن العظام، أي: بدَتْ عنها. وإذا اجتمعت الكواكبُ الخُنَّس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِيّتَ الوُضَّحَ. والوَضَحُ: حلي من فضّة، وجمعه أوضاح. توضيح: موضع.

حوض: الحَوْضُ معروف، والجميع: الحيِاضُ والأَحْواضُ. والفعل: التَّحْويض. واستَحْوَضَ الماء: أي: اتخّذ لنفسِه حَوْضاً، وحَوَّضْتُ حَوْضا، أي: اتَّخذْته. حَوْضَى: - مقصور: اسم موضع.

حيض: الحَيْضُ معروفٌ، والمَرَّةُ الواحدةُ: الحَيْضَةُ، والاسم: الحيِضَةُ، وجمعها: الحيِضُ. والحيِضاتُ: جماعة، والفعل: حاضَتِ المرأة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحْيضاً، فالمَحِيضُ يكونُ اسماً ومصدراً ، والنّساء: حُيَّض. الواحدة: حائض، والمُسْتَحاضة: التّي غلب عليها الدم فلا يرقأ.

ضيح: الضيَّاحُ: اللَّبَنُ الخاثِر يُصَبُّ فيه الماء، ثمّ يُجْدَحُ. يقال: ضَيَّحْتُهُ فَتَضَيَّح. ولا يُسَمَّى ضَياحاً إلاّ اللَّبَنُ. وتَضَيُّحُهُ: تَزَيُّده [يقال: الرّيحُ والضيح] والضِيّحُ: تَقويةٌ لِلَفظِ الرّيح، فإذا أُفْردَ فليس له مَعنى.
(ض ح و)

الضَّحْو والضَّحْوةُ والضَّحِيَّةُ، على مِثَال العشية: ارْتِفَاع النَّهَار، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

رَقودُ ضَحِياتٍ كأنَّ لِسانَه ... إِذا واجَه السُّفَّارَ مِكحَالُ أَرْمَدا

والضَّحَى: فويق ذَلِك، أُنْثَى، وتصغيرها بِغَيْر هَاء لِئَلَّا يلتبس بتصغير ضَحْوةٍ.

والضَّحاءُ: إِذا امْتَدَّ النَّهَار وكرب أَن ينتصف. وَقيل: الضُّحَى من طُلُوع الشَّمْس إِلَى أَن يرْتَفع النَّهَار وتبيض الشَّمْس جدا، ثمَّ بعد ذَلِك الضَحاءُ إِلَى قريب من نصف النَّهَار. وَقد تسمى الشَّمْس ضُحاً لظهورها فِي ذَلِك الْوَقْت.

وَأَتَيْتُك ضَحوةً، أَي ضُحىً، لَا تسْتَعْمل إِلَّا ظرفا إِذا عنيتها من يَوْمك، وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَوْقَات إِذا عنيتها من يَوْمك أَو ليلتك، فَإِن لم تعن ذَلِك صرفتها بِوُجُوه الْإِعْرَاب وأجريتها مجْرى سَائِر الْأَسْمَاء.

والضَّحِيَّةُ لُغَة فِي الضَّحوَةِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَمَا أَن الغدية لُغَة فِي الْغَدَاة، وَسَيَأْتِي ذكر الغدية.

وضاحاه: أَتَاهُ ضُحىً. وأضْحَيْنا، صرنا فِي الضحَى وبلغناها.

وأضحى يفعل ذَلِك، أَي صَار فَاعِلا لَهُ فِي وَقت الضحىَ.

وضَحَّى بِالشَّاة: ذَبحهَا ضُحَى النَّحْر، هَذَا هُوَ الأَصْل، وَقد تسْتَعْمل التضحِيَةُ فِي جَمِيع أَوْقَات يَوْم النَّحْر. والضحِيةُ مَا ضَحَّيْتَ بِهِ وَهِي الأَضْحاةُ، وَجَمعهَا أَضْحىً، يذكر وَيُؤَنث، قَالَ:

رأيْتُكُمُ بني الحَذْواءِ لمَّا ... دَنا الأضْحَى وصللتِ اللِّحامُ

وَقَالَ:

أَلا ليتَ شِعرِي هَل تَعودَنَّ بعْدهَا ... على الناسِ أَضْحى تجمعُ الناسَ أَو فِطرُ

قَالَ يَعْقُوب: سمى الْيَوْم أَضْحى بِجمع الأضحاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاة.

والأُضْحِيَّةُ والإضْحِيَّةُ، كالضَّحِيَّةِ. فَأَما قَوْله يرثي عُثْمَان رَحمَه الله:

ضَحَّوْا بأشْمَطَ عُنوانُ السجودِ بِهِ ... يُقَطَّعُ الليلَ تَسبِيحاً وقُرآنا

فَإِنَّهُ استعارهَ، أرادَ قِرَاءَة.

والضاحِيَةُ من الْإِبِل وَالْغنم: الَّتِي تشرب ضُحىً.

وتَضَحَّت الْإِبِل: أكلت فِي الضُّحَى. وضَحَّيْتُها أَنا. وَفِي الْمثل: ضَحِّ وَلَا تغتر. وَلَا يُقَال ذَلِك للْإنْسَان، هَذَا قَول الْأَصْمَعِي، وَجعله غَيره فِي النَّاس وَالْإِبِل.

وَقيل: ضَحَّيُتها، غدَّيتها أَي وَقت كَانَ، والأعرف انه فِي الضُّحَى.

وضَحَّى الرجل: تغدى بالضحَى، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

ضَحَّيتُ حَتَّى أظْهَرَتْ بمَحلوبْ

وحَكَّتِ السَّاقَ ببطنِ العُرقُوبْ

يَقُول: ضَحَّيْتُ لِكَثْرَة أكلهَا، أَي تغديت تِلْكَ السَّاعَة انتظارا لَهَا. وَالِاسْم الضَّحاءُ، على مِثَال الْغَدَاء وَالْعشَاء.

وضَحا الرجل ضَحْواً وضُحُوّا وضُحِيًّا: برز للشمس.

وضَحا الرجل وضَحِىَ يَضْحَى، فِي اللغتين مَعًا، ضُحُوّا وضُحِيًّا: أَصَابَته الشَّمْس.

والمَضْحاةُ: الأَرْض البارزة الَّتِي لَا تكَاد الشَّمْس تغيب عَنْهَا.

وضَحا الطَّرِيق يَضحو ضُحُوّا: ظهر وبرز. وضاحِيَةُ كل شَيْء: مَا برز مِنْهُ.

وضواحِي الْإِنْسَان: مَا برز مِنْهُ للشمس كالمنكبين والكتفين.

وضَواحِي الرّوم: مَا ظهر من بِلَادهمْ.

وضواحِي الْحَوْض: نواحيه. وَهَذِه الْكَلِمَة واوية ويائية.

وَفعلت الْأَمر ضاحِيَةً، أَي ظَاهرا بَينا.

وَلَيْسَ لكَلَامه ضحى، أَي بَيَان وَظُهُور.

وضَحَّى عَن الْأَمر: بَينه وأظهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَحكى أَيْضا: أضْحِ لي عَن أَمرك، بِفَتْح الْهمزَة، أَي أوضح وَأظْهر. وأَضْحَى الشَّيْء: أظهره وأبداه، قَالَ الرَّاعِي:

حَفَرْنَ عُروقَها حتَّى أجَنَّتْ ... مَقاتِلَها وأضْحَيْنَ القُرونا

وضَحَّى عَن الشَّيْء: رفق بِهِ، قَالَ:

لَضَحَّتْ رُويداً عَن مَطالِبها عَمْرُو

وضَاحٍ: مَوضِع، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية: أضَرَّ بِهِ ضاحٍ فنَبْطَا أسالَة ... فمَرٌّ فأعْلَى حَوْزِها فخُصورُها

قَالَ: أضرَّ بِهِ ضاحٍ، وَإِن كَانَ الْمَكَان لَا يدنو، لِأَن كل مَا دنا مِنْك فقد دَنَوْت مِنْهُ.
ضحو
ضحِيَ يَضْحَى، اضْحَ، ضُحُوًّا وضَحْوًا وضَحًى وضُحِيًّا، فهو ضاحٍ وضَحٍ وضَحْيانُ/ ضَحْيانٌ وأضحى
• ضحِي الشَّخصُ:
1 - أصابه حرُّ الشَّمس في وقت الضُّحَى عندما يرتفع النَّهار "ضحِي أفرادُ المعسكر- ضحِي الحجيجُ على عرفات- {وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى} ".
2 - برز وظهر في مكان مكشوف. 

أضحى/ أضحى في يُضحي، أَضْحِ، إضحاءً، فهو مُضحٍ، والمفعول مُضْحًى فيه
• أضحيتُ وأنا مسافر: صرت في الضّحى، أي في وقت ارتفاع النّهار "أضحى وهو مريض".
• أضحى العاملُ في مصنعه: (نح) من أخوات كان، تدلُّ في أصل معناها على الدخول في وقت الضّحى، ثم صارت تدلّ على مطلق التوقيت أو التحويل وتدخل على الجملة الاسميّة فتنصب الخبر "أضحى يذاكر أوّلاً فأوَّلاً- أضحى يصلِّي بانتظام- أضحى الدقيقُ خبزًا- *أضحى التنائي بديلاً من تدانينا*". 

ضحَّى بـ يُضحِّي، ضَحِّ، تضحيةً، فهو مُضَحٍّ، والمفعول مُضحًّى به
• ضحَّى بعمله/ ضحَّى بماله: تبرَّع به دون مقابل "ضحَّى الفدائيّ بنفسه دفاعًا عن وطنه- ضحَّى أبو بكر بماله في سبيل الله" ° ضحَّى بالنَّفس والنَّفيس: قدَّم حياتَه وأغلى ما يملك دون مقابل.
• ضحَّى بالشَّاة ونحوها: ذبحها يومَ عيد الأضحى "ضحَّى بعجلٍ سمين/ بكبش". 

إضحاء [مفرد]: مصدر أضحى. 

أضحى [مفرد]: ج ضُحْي، مؤ ضَحْياءُ، ج مؤ ضحياوات وضُحْي: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضحِيَ.
• عيد الأضحى: العيد الكبير الذي يحتفل به المسلمون يوم العاشر من ذي الحجَّة. 

أضحًى [جمع]: مف أَضْحاة: شياه يُضحِّي بها (يذبحها) المسلمون في عيد الأضحى. 

أُضْحِيَة [مفرد]: ج أُضْحِيات وأضاحٍ: أُضحيَّة، ذبيحة؛ اسم لما يذبح في أيّام النحر بنيَّة التَّقرُّب إلى الله تعالى "ذبح الأضحيَة بعد الصلاة مباشرة". 

أُضْحِيَّة [مفرد]: ج أُضْحِيَّات وأضاحيّ: أُضحيَة "ذبح الأضحيَّة بعد الصلاة مباشرة". 

تَضْحِيَة [مفرد]:
1 - مصدر ضحَّى بـ ° التَّضحية بالذَّات: تضحية الشّخص بمصالحه الذاتيّة في سبيل الآخرين أو من أجل قضيّة ما.
2 - عمل تطوُّعيّ يُقدَّم دون مقابل في سبيل هدف أخلاقيّ "قدّم الشعبُ تضحيات كبيرة حتى نال استقلالَه". 

ضاحية [مفرد]: ج ضَوَاحٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ضحِيَ: بارزة ظاهرة ° فعلَ الأمرَ ضاحيةً: علانية.
2 - ناحية ظاهرة خارج البلد، أو تجمّع سكنيّ قائم حول العاصمة أو أيّ مدينة رئيسيّة "ضواحي المدينة" ° شجرة ضاحية الظِّلّ: لا ظلّ لها. 

ضَحٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضحِيَ. 

ضَحْو [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضَحْوَة [مفرد]: ج ضَحَوَات وضَحْوات:
1 - اسم مرَّة من ضحِيَ.
2 - ضُحًى، وقت ارتفاع النهار وامتداده. 

ضُحُوّ [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضَحًى [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضُحًى [مفرد]:
1 - ضَحْوَة؛ وقت ارتفاع النهار وامتداده، وهو قرب منتصف النهار "نام إلى الضُّحَى- {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} " ° بين عَشِيَّةٍ وضُحاها/ بين ليلة وضُحاها: فجأةً، في وقت قصير جدًّا.
2 - ضوء الشمس وحرارتُها " {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ".
• الضُّحى: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 93 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية.
• صلاة الضُّحى: من الصَّلوات النَّوَافِل التي واظب عليها الرسولُ صلّى الله عليه وسلّم، وأقلُّها ركعتان وأكثرها ثماني ركعات، ووقتها من بعد شروق الشَّمس بثلث أو نصف السَّاعة وحتى قبل أذان الظهر بثلث أو نصف السَّاعة. 

ضَحْيانُ/ ضَحْيانٌ [مفرد]: مؤ ضَحْيا/ ضَحْيانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضحِيَ. 

ضُحِيّ [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضَحِيَّة [مفرد]: ج ضحايا:
1 - أضحيَة "ضحيّته كبشٌ في هذا العام".
2 - ذبيحة مطلقًا "قدّم شاة ضحيّة بعد أن شفي من مرضه".
3 - ما يُبْذل أو يُضحَّى به في سبيل غاية "بذل نفسَه ضحيَّة لوطنه" ° راح ضحيَّة له: أصابه سوء عن طريقه، أو بسببه.
4 - مَجْنيّ عليه، بريء يموت ظُلمًا "ذهب ضَحِيَّة للعدوان- ضحايا الحرب/ المخدّرات". 
ضحو
: (و (} الضَّحْوُ {والضَّحْوَةُ} والضَّحِيَّةُ، كعَشِيَّةٍ) ؛ الأخيرَةُ لُغَةٌ فِي {الضَّحْوةِ كَمَا أَنَّ الغَدِيَّةَ لُغَةٌ فِي الغَدَاةِ؛ (ارْتِفاعُ النَّهارِ) .
وَفِي الصِّحاحِ:} ضَحْوَةُ النّهارِ بَعْد طُلوعِ الشمسِ.
( {والضُّحَى) ، كَهُدًى: (فُوَيْقَهُ) ، وَهُوَ حينَ تَشْرقُ الشمْسُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هُوَ مِن طُلوعِ الشَّمسِ إِلَى أَنْ يَرْتفِعَ النهارُ وتَبْيضَّ جدّاً؛ كَمَا فِي المُحْكم.
والأكْثَر على أَنَّها مُرادفَةٌ لمَا قَبْلها؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الضُّحَى: انْبِساطُ الشمسِ وامْتِدادُ النَّهارِ، وسُمِّي الوَقْتُ بِهِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: { {والضُّحَى واللّيْل إِذا سجى} ، {وأَن يحْشر النَّاس} ضُحىً} .
قالَ شيْخُنا: واخْتُلِف فِي وزْنِها فقيلَ: فُعَل بضمَ ففَتْحٍ، كَمَا قالَهُ المبرِّدُ.
وقيلَ: فُعْلَى، كبُشْرى، كَمَا قالَهُ ثَعْلبٌ فِي مُناظَرتِه مَعَ المبرِّدِ عندَ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ طاهِرٍ.
قالَ الجوْهريُّ: مَقْصورٌ يُؤَنَّثُ (ويُذَكَّرُ) ، فَمن أَنَّثَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ جَمْعُ ضَحْوةٍ.
قَالَ شيْخُنا: فيلحقُ بشَهْوةٍ وشُهىً الَّذِي مَرَّ عَن أَبي حيَّان.
قُلْتُ: وَكَذَا صَهْوَة وصُهىً.
ثمَّ قالَ الجوْهرِيُّ: ومَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّه اسْمٌ على فُعَلٍ مثْلُ صُرَدٍ ونُغَرٍ؛ (ويُصَغَّرُ {ضُحَيّاً) ، كسُمَيَ، (بِلا هاءٍ) .
قالَ الفرَّاء: كَرِهُوا إدْخالَ الهاءِ لئَلاَّ يلتبسُ بتَصْغيرِ ضَحْوَةٍ.
(} والضَّحاءُ، بالمدِّ) ؛ قالَ الهَرَويُّ: إِن ضَمَمْتَ قَصَرْتَ وَإِن فَتَحْتَ مَدَدْتَ؛ (إِذا قَرُبَ انْتِصافُ النَّهار) .
قالَ الجَوْهريُّ: ثمَّ بَعْده، أَي بعْد {الضُّحَى،} الضَّحاءُ، مَمْدودٌ مُذَكَّر، وَهُوَ عنْدَ ارْتِفاعِ النَّهارِ الأَعْلى.
وَفِي المِصْباحِ: هُوَ امْتِدادُ النَّهارِ، وَهُوَ مذَكَّرٌ كأَنَّه اسْمٌ للوَقْتِ.
وَفِي النهايَةِ: إِذا عَلَتِ الشمسُ إِلَى ربعِ السَّماءِ.
(و) {الضُّحَىَ، (بالضَّمِّ والقَصْرِ: الشَّمْسُ) . يقالُ: ارْتَفَعَتِ الضُّحَى، أَي الشمسُ.
وَفِي المِصْباح: ثمَّ اسْتُعْمِلَتِ الضُّحَى اسْتِعمالَ المُفْردِ وسُمِّي بهَا حَتَّى صُغِّرَتْ على ضُحَيَ.
وَفِي المُحْكم: وَقد تُسَمَّى الشمسُ ضُحىً لظُهورِها فِي ذلكَ الوَقْتِ.
(وأَتَيْتُكَ} ضَحْوَةً) ؛ أَي ( {ضُحًى) ، لَا تُسْتَعْمل إلاَّ ظَرْفاً إِذا عَنَيْتَها مِن يَوْمِك، وَكَذَا جَمِيعُ الأَوْقات إِذا عَنَيْتَها مِن يَوْمِك أَو لَيْلَتِك، فإنْ لم تَعْن بهَا ذلكَ صَرَّفْتَها بوُجُوهِ الإِعْرابِ وأَجْرَيْتها مُجْرَى سائِرِ الأسْماءِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم، ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ: هُوَ ظرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّن مِثْلُ سَحَر، تقولُ: لقِيتُه} ضُحىً {وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ بِهِ} ضُحَى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه.
( {وأَضْحَى) الرَّجُلُ: (صارَ فِيهَا) ، أَي فِي} الضُّحَى، وبَلَغَها.
وَفِي الصِّحاحِ: تقولُ مِن {الضَّحاءِ: أَقَمْتُ بالمَكانِ حَتَّى} أَضْحَيْت، كَمَا تقولُ مِن الصَّباح: أَصْبَحْت،؛ وَمِنْه قوْلُ عُمَر: ( {أَضْحُوا عِبَادَ اللَّهِ بصَلاةِ} الضُّحَى) ، أَي صَلُّوها لوَقْتِها وَلَا تُؤَخِّرُوها إِلَى ارْتِفاعِ {الضُّحَى.
(و) } أَضْحَى (الشَّيءَ: أَظْهَرَهُ) وأَبْدَاهُ. ( {وضَاحاهُ) } مُضاحاةً: (أَتاهُ فِيهَا) ، كغَادَاهُ ورَاوَحَه.
( {وأَضْحَى) فلانٌ (يَفْعَلُ كَذَا) ؛ أَي (صارَ فاعِلَهُ فِيهَا) .
وَفِي المُحْكم: صارَ فاعِلاً لَهُ فِي وَقْتِ} الضُّحَى.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ كَمَا تقولُ ظَلَّ يَفْعَل كَذَا.
وَقَالَ ابنُ القطَّاع: فَعَلَهُ مِن أَوَّل النَّهارِ.
( {وتَضَحَّى: أَكَلَ فِيهَا) .
وَفِي الصِّحاحِ: وهم} يَتَضَحَّوْنَ أَي يَتَغَــدَّوْنَ.
وَفِي حديثِ ابنِ الأكْوع: (بَيْنا نحنُ! نَتَضَحَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي نَتَغَدَّى.
قالَ ابنُ الأثيرِ: والأَصْلُ فِيهِ أنَّ العَرَبَ كَانُوا يَسِيرونَ فِي ظَعْنِهِم فَإِذا مَرُّوا ببُقْعَةٍ من الأرضِ فِيهَا كَلأٌ وعُشْبٌ قالَ قائِلُهم: أَلا {ضَحُّوا رُوَيْداً، أَي ارْفُقوا بالإِبِلُ حَتَّى} تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هَذَا المَرْعَى، ثمَّ وُضِعَتِ {التَّضْحِيَة مَكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الأَبِلُ إِلَى المَنْزلِ وَقد شَبِعَتْ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى قيلَ لكلِّ مَنْ أَكَلَ وَقْتَ الضُّحَى هُوَ} يَتَضَحَّى أَي يأْكُلُ فِي هَذَا الوَقْتِ كَمَا يقالُ يَتَغَدَّى ويَتَعَشَّى من الغَداءِ والعَشاءِ، انتَهَى.
( {وضَحَّيْتُه أَنا} تَضْحِيَةً: أَطْعَمْتُهُ فِيهَا) ، وقيلَ: غَدَّيْتُه فِي أَيِّ وَقْتٍ كانَ، والأعْرَفُ أَنَّه فِي {الضُّحَى والأصْلُ فِيهِ للإِبِلِ ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ كَمَا تقدَّمَ.
(و) } ضَحَّيْتُ (بالشَّاةِ) {تَضْحِيةً: (ذَبَحْتُها فِيهَا) ، أَي فِي} ضُحَى النَّحْرِ؛ هَذَا هُوَ الأَصْلُ فِيهِ، وَقد تُسْتَعْملُ التَّضْحِيَة فِي جميعِ أَوْقات أَيَّام النَّحْر، وعَدَّاه بحَرْفٍ، وَقد لَا يتعدَّى فيُقالُ: {ضَحَّى} تَضْحيةً إِذا ذَبَحَ {الأُضْحِيَة وَقْتَ} الضُّحَى.
(و) {ضَحَّيْتُ (الغَنَمَ) ، وَكَذَا الإِبِلَ: (رَعَيْتُها بهَا) .
وَفِي الأساسِ:} ضَحَّيْتُ الإِبِلَ عَن الوِرْدِ وعشَّيْتها عَنهُ: أَي رَعَيْتها {الضّحاء والعِشَاء حَتَّى تَرِدَ وَقد شَبِعَتْ.
(} والأُضْحِيَةُ، ويُكْسَرُ) ؛ المُتَبادَرُ من سِياقِه أنَّ اللُّغَة الأُوْلى بالفَتْح كَمَا هُوَ مُقْتَضَى اصْطلاحِه وَلَا قائِل بِهِ، بل هِيَ بالضمِّ كَمَا صرَّحَ بِهِ أَرْبابُ المتونِ وَزْنُها أُفْعُولةٌ. وَفِي المِصْباح كسرُها اتبَاعا لكَسْرةِ الحاءِ؛ (شاةٌ {يُضَحَّى بهَا، ج} أَضاحِيّ، {كالضَّحِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، (ج} ضَحايا) ، كعَطِيَّة وعَطايا، ( {كالأَضْحاةِ ج} أَضْحَى) ، كأَرْطاةٍ وأَرْطَى، فَهَذِهِ أَرْبَعُ لُغاتٍ ذَكَرَها الجوهريُّ عَن الأَصْمعي. (وَبهَا سُمِّيَ يَوْمُ النَّحْرِ) يَوْم {الأَضْحَى.
قالَ يَعْقوب: سُمِّي اليَوْم أَضْحَى بجَمْع} الأَضْحاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاةُ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ الفرَّاءُ: {الأَضْحَى يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فمَنْ ذكَّر ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْيَوْم؛ وأَنْشَدَ لأبي الغولِ الطُّهَوي:
رَأَيْتُكُم بَني الخَذْواءِ لما
دَنا} الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ ( {وضاحِيَةُ المالِ) مِن الإِبِلِ والغَنَم: (الَّتِي تَشْرَبُ ضُحًى.
(} وضاحِيَةُ البَصْرَةِ) ؛ ذُكِرَتْ (فِي (ب ط ن) .
( {وضَحا) الرَّجُلُ (} ضَحْواً) ، بالفتْح ( {وضُحُوّاً) ، كعُلُوَ (} وضُحِيّاً) ، كعُتِيَ: (بَرَزَ للشَّمْسِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، وظاهِرُه أَنه من حَدِّ دَعا.
(و) {ضَحَى، (كسَعَى ورَضِيَ،} ضَحْواً) ، بِالْفَتْح وضبَطَه فِي المُحْكم كعُلُوَ، ( {وضُحِيّاً) ، كعُتِيَ: (أَصابَتْه الشَّمْسُ) ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وأَنَّك لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا} تَضْحَى} ، أَي لكَ أَن تتصون من حَرِّ الشمْسِ.
(وأَرْضٌ {مَضْحاةٌ) ، كمَسْعاةٍ: (لَا تَكادُ تَغِيبُ عَنْهَا الشَّمْسُ) ، وَهِي الأرضُ البارِزَةُ.
(} وضَواحِيكَ: مَا بَرَزَ منْكَ لَهَا) ، أَي للشَّمْسِ، (كالكَتِفَيْنِ والمَنْكِبَيْنِ) ، جَمْعُ {ضاحِيَةٍ.
(و) } الضَّواحِي (من الحَوْضِ: نَواحِيهِ.
(و) الضَّواحِي (منَ الرُّومِ: مَا ظَهَرَ من بِلادِهم.
(و) الضَّواحِي: (السَّمَواتُ) لبُروزِ نَواحِيها؛ قالَهُ الرَّاغبُ، ونقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الكلمةُ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
(ولَيلَةٌ! ضَحْياءُ) ، هَكَذَا هُوَ بالمدِّ فِي سائِرِ النُّسخِ ومِثْلُه فِي نسخِ الصِّحاحِ.
وأَنْكَرَه شيْخُنا وقالَ: الَّذِي فِي المَطالِعِ والمَشارِقِ وغيرِهما مِن مصنّفاتِ الغِرِيبِ لَيْلَةٌ {ضَحْيا بالقَصْر.
قُلْتُ: وَهَذَا الإنْكارُ لَا وَجْه لَهُ، فقد جَمَعَ بَيْنَهما ابنُ سِيدَه فقالَ: لَيْلَةُ ضَحْياً} وضَحْياءُ، وَمن حفظ حجَّة على من لم يَحْفَظ إلاَّ أَنَّ المصنِّفَ قَصَّر عَن ذِكْر المَقْصورِ.
( {وإِضْحِيانَةٌ} وإِضْحِيَةٌ، بكسْرهما) ، ذَكَرَ الجوهريُّ وغيرُهُ {الإضْحِيانةَ، وَلم أَجِد للأخيرَةِ ذِكْراً فيمَا رأَيْت فِي الكُتُبِ، ولعلَّ الصَّوابَ} وإضْحِيان وإضْحِيانَة بكَسْرِهِما كَمَا هُوَ نَصّ كُتُبِ الغَرِيبِ وسَيَأَتي بَيانُه فِي المُسْتدركاتِ؛ (مُضِيئَةٌ) لَا غَيْمَ فِيهَا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وخصَّ بعضُهم بِهِ الَّتِي يكونُ القَمَرُ فِيهَا مِن أَوَّلِها إِلَى آخِرِها.
(ويَوْمٌ {ضَحْياةٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} إضْحيانُ بالكسْر وآخِرُه النّون؛ أَي مُضِيٌّ لَا غَيْمَ فِيهِ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
وقالَ الرَّاغبُ: مُضِيئَةٌ إضاءَةَ الضُّحَى.
( {والضَّحْياءُ: فَرَسُ) عَمْروِ بنِ عامِرٍ، كَمَا سَيَأْتي.
(أَو) } الضَّحْياءُ: (الشَّهْباءُ مِنْهُ) ، أَي مِن الفَرَسِ؛ (وَهُوَ {أَضْحَى) .
ونَصُّ الصِّحاحِ:} والأَضْحَى من الخَيْلِ: الأَشْهَبُ؛ والأُنْثَى {ضَحْياءُ.
وَفِي الأساسِ: فَرَسٌ أَضْحى وجَمَلٌ هِجانٌ، وَلَا يقالُ: أَبْيَضُ.
(وقُلَّةٌ} ضَحْيانَةٌ) : أَي (بارِزَةٌ للشَّمْسِ) .
قالَ الجوهريُّ: جاءَ ذلكَ فِي قولِ تأَبَّطَ شرّاً وَبِه فُسِّر (وفَعَلَهُ {ضاحِيَةً) : أَي (علانِيَةً) ؛ كَمَا فِي الأساسِ والصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ:
عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً
دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وَهُوَ مَشْهودُوفي المُحْكم: أَي ظاهِراً بيِّناً.
(} وضَحا الطَّريقُ {ضُحُوّاً) ، كعُلُوَ (} وضُحِيّاً) ؛ كعُتِيَ: (بَدَا وظَهَرَ) ؛ واقْتَصَرَ ابنُ سَيدَه وابنُ القطَّاع على أَوَّل المَصادِرِ. ونقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي زيْدٍ وضَبَطَ مَصْدرَهُ بالفَتْح.
(و) {ضَحِيَ، (كرَضِيَ) ، ضَحاً، مَقْصورٌ: (عَرِقَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(} والضَّاحِي: وادٍ) فِي دِيارِ كِلابٍ؛ عَن نَصْر؛ وَفِي التكملةِ: لهُذَيْلٍ. (و) قيلَ: (رَمْلَةٌ) . وَفِي المُحْكم: ضاحٍ: موضِعٌ. وَفِي التَّكملةِ: غَرْبيِّ سُلْمى فِيهِ ماءَةٌ يقالُ لَهَا مُخَرَّبَة.
( {والضِّحْيانُ: ع) على جادةٍ (فِي طريقِ حَضْرَمَوْتَ) وَهِي طريقٌ مُخْتَصَرٌ مِنْهَا (إِلَى مكَّةَ) بينَ نَجْران وتَثْلِيث؛ قالَهُ نَصْر.
(و) أَيْضاً (أُطُمٌ) بالمدينَةِ (لأُحَيْحَةَ) بنِ الجلاَّحِ بَناهُ بالعصبةِ فِي أَرضِه الَّتِي يقالُ لَهَا القنانة؛ قالَهُ نَصْر.
(} والضَّحِيُّ، كغَنِيَ: ع باليَمَنِ) ؛ بل قَرْيةٌ كبيرَةٌ عامِرَةٌ فِي تِهامَة اليَمَنِ، وَهِي إحْدَى مَنازِلِ حاجِّ زَبِيد، وَقد نَزَلْتُ بهَا مَرَّتَيْن وسَكَنَتْها الفُقهاءُ من بَني كِنانَةَ العَلَويِّين، مِنْهُم: الفَقِيهُ المَشْهورُ قطبُ الدِّيْن إسْماعيلُ بنُ عليَ الحَضْرميُّ الشافِعِيُّ أَحَدُ الأئِمَّة المَشْهورِين بالعِلْم والصَّلاحِ والوَلايَةِ والكَرَاماتِ، سَكَنَ بهَا وأَعْقَبَ وَلدَيْن مُحَمَّدًا وعليّاً فلمحمدٍ قطب الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب المُؤَلّفات وَلِيَ القَضاءَ الأَكْبر باليَمَنِ تُوفي سَنَةَ 605 وعقبُه! بالضَّحِيِّ؛ وأَما عليّ فإنَّه سَكَنَ زَبِيد وَبهَا عقبُه مِنْهُم: محمدُ بنُ عليَ المُلَقَّبُ بالشافِعِيِّ الصَّغير، من ولدِه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدٍ أَقامَ مُفْتِياً بزَبِيد نَحْو أَرْبَعِين سَنَة، وَمِنْهُم صالِحُ بنُ عليَ مِن ولدِه محمدٌ وعليُّ ابْنا إبراهيمَ بنِ صالِحٍ؛ وبالجملةِ فهُم مِن مَشاهِير بُيوتِ اليَمَنِ. والعَجَبُ للمصنِّفِ كيفَ لم يُشِرْ إِلَيْهِم مَعَ شُهْرتِهم وجَلالَتِهم وَمَعَ ذِكْرِه لمَنْ دُونَــهم.
(و) من المجازِ: ( {ضَحا ظِلُّهُ) ، أَي (ماتَ) ؛ وَمِنْه حديثُ: (فَإِذا نَضَبَ عُمْرُه} وضَحا ظِلُّهُ) .
قالَ ابنُ الْأَثِير: يقالُ ضَحا الظِّلُّ إِذا صارَ شمْساً، فَإِذا صارَ ظِلُّ الإنْسانِ شمْساً فقد بَطَلَ صاحِبُه.
( {والضَّحْياءُ: امْرأَةٌ لَا يَنْبُتُ شَعَرُ عانَتِها) ، فكأَنَّ عانَتَها} ضاحِيَةٌ، أَي بارِزَةٌ عارِيَةٌ مِن الشَّعَرِ لَا ظِلَّ عَلَيْهَا.
(و) أَيْضاً: (فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامِرِ) بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة، وَهُوَ فارِسُ {الضَّحْياءِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
أَبى فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ
إِذا الخَيْلُ فِي القَتْلى من القومِ تَعْثُرُقالَ الصَّاغاني: والرِّوايَةُ: فارِسُ الحَوَّاءِ، وَهِي فَرَسُ أَبي ذِي الرُّمَّة، والبَيْتُ لذِي الرُّمَّة.
وقوْلُه الضَّحْياءُ فَرَسُ عَمْروِ بنِ عامِرٍ صَحِيحٌ، والشاهِدُ عَلَيْهِ بَيْتُ خِداش بنِ زُهَيْر:
أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ عَمْرُو بنُ عامِرٍ
أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءَ على الغَدْرِوهو خداشُ بنُ زُهَيرِ بنِ ربيعَةَ بنِ عمْروِ بنِ عامِرٍ.
(ورجُلٌ} ضَحْيانٌ: يأْكُلُ فِي الضُّحَى) ، والقِياسُ فِيهِ {ضَحْوان لأنَّه مِن الضَّحْوَةِ، (وَهِي بهاءٍ) ، مِثْل غَدْيان وغَدْيانَة؛ قالَهُ شمِرٌ.
(و) رجُلٌ (} مُتَضَحَ ومُسْتَضْحٍ ومُضْطَحٍ: إِذا {أَضْحَى) ، أَي دَخَلَ فِي وَقْتِ} الضَّحْوَةِ.
( {والإضْحِيانُ، بالكسْر: نَبْتٌ كالأُقْحُوانِ) فِي الهَيْئةِ.
(وَمَا لكَلامِهِ} ضُحًى، كَهُدًى) ، أَي (بَيانٌ) وظُهورٌ؛ كَذَا فِي المُحْكم، وَهَكَذَا ضَبَطَه بالكسْرِ. وَالَّذِي فِي الأساسِ: وأَنْشَدَني شعْراً ليسَ فِيهِ حَلاوَةٌ وَلَا {ضَحاءٌ، أَي ليسَ بواضِحِ المعْنَى، وضَبَطَه بالمدِّ فتأَمَّل ذَلِك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ضحَّى الرَّجلُ: تغدَّى بالضُّحى؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
{ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ
وحَكَّتِ السَّاقَ ببَطْنِ العُرْقوبْيقولُ: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها حَتَّى تعَدَّيْت تلكَ السَّاعةَ انْتِظاراً لَهَا، والاسْمُ} الضَّحاءُ، كسَماءٍ.
وَفِي الصِّحاح: الضَّحاءُ الغَداءُ، سُمِّي بذلكَ لأنَّه يُؤْكَلُ فِي الضّحاءِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي راجِعاً مِنْ {ضَحائِهِ
بهَا مِثْلَ مشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ وضحي عَن الْأَمر: بَينه وأظهره، وَيُقَال:} أَضِحْ لي عَن أَمرك، بِفَتْح الْهمزَة، أَي أوضح وَأظْهر، كَذَا فِي الْمُحكم، {وَضَحَّيْنَاهُمْ: مثل صبحناهم} وضَحَّى قَوْمَه: غَدَّاهُم، أَو دَعاهُم إِلَى {ضحائِهِ.
وبَدا} بضاحِي رأَسِهِ: أَي ناحِيَتِه.
{والضَّحْيانُ مِن كلِّ شيءٍ: البارِزُ للشَّمْسِ.
قَالَ ابنُ جنِّي: القِياسُ} ضَحْوانٌ لأنَّه مِن {الضّحْوةِ إلاَّ أنَّه اسْتُخِفَّ بالياءِ.
} والضَّحْيانُ: لَقَبُ عامِرِ بنِ سعْدِ بنِ الْخَزْرَج من بَنِي النَّمِر بنِ قاسِطٍ، سمِّي بذلكَ لِأَنَّهُ كانَ يَقْعدُ لقوْمِه فِي {الضَّحاءِ فيَقْضِي بَيْنهم.
} والضَّحْيانَةُ: عَصاً نَبَتَتْ فِي الشمْسِ حَتَّى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْهَا، وَهِي أَشَدُّ مَا تكونُ، وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
يَكْفِيك جهْلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ
{ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِوضَحِيَ للشَّمْسِ، كرَضِيَ،} ضَحاءً، مَمْدودٌ: بَرَزَ، وكَذلِكَ! ضَحَى، كسَعَى. ومُسْتَقْبلُهُما {يَضْحَى فِي اللُّغَتَيْن جمِيعاً؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ؛ وزادَ ابنُ القطَّاع فِي مصادِرِه} ضحيّاً.
وَفِي الحديثِ: أَنَّ ابنَ عُمَر رأَى رجُلاً مُحْرِماً قدِ اسْتَظَلَّ فَقَالَ: (أَضْح لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ) ، قالَ الجوهريُّ هَكَذَا يَرْوِيه المحدِّثونَ بفتْحِ الأَلِفِ وكَسْر الحاءِ مِن {أَضْحَيْتُ. وقالَ الأصْمعي: إنَّما هُوَ بكَسْر الألِفِ وفتحِ الحَاءِ مِن} ضَحِيتُ {أَضْحَى، لأنَّه إنَّما أَمَرَه بالبُروزِ للشَّمْسِ.
} وضحيته عَن الشيءِ: رَفَقْتُ بِهِ.
{وضَحِّ رُوَيْداً: أَي لَا تَعْجَل، قالَ زَيْدُ الخَيْل الطَّائيَ:
فَلَو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بَيْنها
} لضَحَّتْ رُوَيْداً عَن مطالِبِها عَمْرُوونَصْرٌ وعَمْرٌ و: ابْنا قُعَيْنٍ، بَطْنانِ من أَسَدٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الأساسِ: ومِن المجازِ: {ضَحَّى عَن الأَمْرِ وعَشَّى عَنهُ إِذا تَأَنَّى عَنهُ واتَّأَدَ وَلم يَعْجَلْ.
وَفِي مَثَلٍ:} ضَحِّ رُوَيْداً وعَشِّ رُوَيْداً. وأَصْلُه من {تَضْحِيةِ الإبِلِ عَن الوِرْدِ، انتهَى.
وَفِي كتابِ عليَ إِلَى ابنِ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم: (أَلا} ضَحِّ رُوَيْداً فقد بَلَغْتَ المَدَى) ، أَي اصْبِرْ قَليلاً.
وَفِي المُحْكم: فِي مَثَلٍ {ضَحِّ وَلَا تَغْتَر، وَلَا يقالُ ذلكَ إلاَّ للإنْسانِ؛ قالَهُ الأصْمعي؛ وجَعَلَه غيرُهُ للناسِ والإبِلِ.
} واسْتَضْحى للشَّمْسِ: بَرَزَ لَهَا وقَعَدَ عنْدَها فِي الشِّتاءِ خاصَّةً.
! وضُحَى الشَّمْسِ: ضَوْؤُها؛ وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {والشَّمْسُ {وضُحاها} ، كَذَا فِي مقدّمَةِ الفَتْح.
} والضَّواحِي من النَّخْلِ: مَا كانَ خارِجَ السُّورِ، صفَةٌ غالِبَةٌ لأنَّها {تَضْحَى للشَّمْسِ.
ولَيْلَةُ} ضَحْيا، بالقَصْر والمَدِّ؛ وذَكَرَ المصنِّفُ المَمْدودَ، {وضَحْيانٌ} وضَحْيانَةٌ {وإضْحِيانُ} وإضْحِيانَةُ، بكسْرِهما، وَلم يأْتِ فِي الصِّفاتِ إفْعِلان إلاَّ هَذَا.
وَفِي ارْتِشافِ الضرْب لأبي حيَّان: أَنَّه يقالُ {أَضْحيانُ بالفَتْح.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ غريبٌ.
ويومٌ} إضْحيانٌ {وضَحْيانٌ، وسِراجٌ} ضَحْيانٌ، وَقَمَرٌ {ضَحْيانٌ} وإضْحيانٌ؛ كلُّ ذلكَ أَي مُضِيءٌ.
وبَنُو {ضَحْيانٍ: بَطْنٌ.
} وضَحْياءُ: مُوضِعٌ.
وَقد {ضَحِيَتِ الليْلَةُ، كرَضِيَ: لم يكنْ فِيهَا غَيْمٌ.
} وضَحِيَ الفَرَسُ ابيضَّ.
{وأَضْحَى: صَلَّى النافِلَةَ فِي ذلكَ الوَقْتِ.
وَهُوَ مِن أَهْلِ} الضَّاحِيَةِ: أَي البادِيَةِ.
{وضَواحِي قُرَيْش: النَّازِلُونَ بظَواهِرِ مَكَّةَ.
} وضاحَتِ البِلادُ: بَرَزَتْ للشَّمْسِ فيَبِسَ نَباتُها، فاعلت من {ضَحا، والأَصْلُ} ضاحيت.
وقالَ الأصْمعي: يُسْتَحبُّ من الفَرَسِ أَنْ {يَضْحى عِجَانُه، أَي يظهرَ، نقلَهُ الجوهريُّ.
} وأَضْحَى عَن الأمْرِ بَعُدَ عَنهُ.
والقَطا {يُضْحِي عَن الماءِ: أَي يَبْعدُ، وَهُوَ مجازٌ.
وشجرَةٌ} ضاحِيَةُ الظِّلِّ: أَي لَا ظِلَّ لَهَا.
ومَفازَةٌ {ضاحِيَةُ الظلالِ.
وَفِي الدُّعاء: لَا} أَضْحَى اللَّهُ لنا ظِلَّكَ. وأَبو {الضُّحَى مُسْلمُ بنُ صُبَيْح الهَمَداني الكُوفي عَن مَسْرُوق، وَعنهُ الأَعْمشُ.
} وَضُحَى لَقَبُ جماعَةٍ بشرْبِيْن مِن أَرْضِ مِصْرَ مِنْهُم: سلامَةُ بنُ أَحمدَ الشّرْبِينِي الفرضيُّ تَفَقَّه على المزاحي، وَعنهُ شيخُ مشايخِنا أَبو حامِدٍ البُدَيْرِي، تُوفِي سَنَة 1087؛ وَمِنْهُم: صاحِبُنا المُعَمِّر عبْدُالخالِقِ بنُ عبدِ الخالِقِ بنِ محمدٍ، بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ.
وَمَا أَدْرِي أَيَّ {الضَّحْياءِ هُوَ، أَي أَيِّ الناسِ؛ نقلَهُ الأزهريُّ فِي ترْكِيبِ طهي.

الهداية

الهداية:
[في الانكليزية] Way of salvation ،straight way ،conversion
[ في الفرنسية] Chemin du salut ،voie droite ،conversion
بالكسر هي عند الأشاعرة الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب ونقض بقوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إذ الدلالة بهذا المعنى عام لجميع المؤمنين والكافرين، لأنّه عليه الصلاة والسلام بيّن طريق الإسلام لجميعهم، فلا يصحّ نفيها عنه عليه الصلاة والسلام. وأجيب بأنّ الهداية منها ما لا تنفى عن أحد بوجه ومنها ما تنفى عن بعض دون بعض، ومن هذا الوجه قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي فإنّه عنى نفي الهداية التي هي التوفيق وإدخال الجنّة لا نفي الهداية التي هي الدعاء إلى الإسلام، ويؤيّده ما قال المحقّق البيضاوي في تفسيره هداية الله تعالى تتنوع أنواعا لا يحصيها عدد لكنها تنحصر في أجناس مترتّبة. الأول إفاضة القوى التي بها يتمكّن المرء من الاهتداء إلى مصالحه كالقوة العقلية والحواس الظاهرة والباطنة. والثاني نصب الدّلائل الفارقة بين الحقّ والباطل والصلاح والفساد، وإليه أشار تعالى بقوله وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ. وقال وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى. والثالث الهداية بإرسال الرّسل وإنزال الكتب وإياها عنى بقوله تعالى وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْــدُونَ بِأَمْرِنا وقوله إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُالذي مصدره هدى فإنّه يجيء لازما بمعنى الاهتداء وهو وجدان ما يوصل إلى المطلوب، ويقابلها الضلالة وهي فقدان ما يوصل إلى المطلوب، ومتعديا بمعنى الهداية وأمّا الهداية فهو متعدّ لا غير، كذا في بعض حواشي شرح المطالع.
الهداية: دلالة بلطف إلى ما يوصل إلى المطلوب وقيل سلوك طريق يوصل إلى المطلوب. وقيل: سلوك طريق توصل إلى المطلوب.

لَقَا

(لَقَا)
- فِيهِ «مَن أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقَاءَه، ومَن كَرِه لِقاء اللَّهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءه، وَالْمَوْتُ دُونَ لِقاء اللَّهِ» .
الْمُرَادُ بِلِقَاء اللَّهِ المَصيرُ إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ، وطَلَبُ مَا عِنْدَ اللَّهِ؛ وَلَيْسَ الغَرضُ بِهِ الْمَوْتَ؛ لأنَّ كُلاًّ يَكْرَهه، فَمَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا وأبْغضَها أحَبَّ لِقَاء اللَّهِ، ومَن آثَرها ورَكَن إِلَيْهَا كَره لِقاء اللَّهِ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَصِل إِلَيْهِ بِالْمَوْتِ.
وَقَوْلُهُ: «وَالْمَوْتُ دُونَ لِقاء اللَّهِ» يُبَيِّن أَنَّ الْمَوْتَ غيرُ اللِّقاء، وَلَكِنَّهُ مُعْترض دُونَ الغَرَض الْمَطْلُوبِ، فَيَجِبُ أَنْ يَصْبر عَلَيْهِ، وَيَحْتَمِلَ مَشاقَّه حَتَّى يَصل إِلَى الفَوز باللِّقاء.
[هـ] وَفِيهِ: «أَنَّهُ نَهى عَنْ تَلَقِّي الرُّكْبان» هُوَ أَنْ يَسْتقبِلَ الحَضَرِيُّ البَدّوِيَّ قَبْلَ وصُوله إِلَى البَلَد، ويُخْبره بكَساد مَا مَعَهُ كَذِباً؛ ليَشْتَريَ مِنْهُ سِلْعَتَه بالوَكْس، وأقَلَّ مِنْ ثَمن المِثل، وَذَلِكَ تَغْريرٌ مُحَّرم، وَلَكِنَّ الشِراء مُنْعَقِدٌ، ثُمَّ إِذَا كَذب وظَهر الغَبْن، ثَبَتَ الخِيارُ لِلْبَائِعِ، وإنْ صَدق، فَفِيهِ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ خِلاف.
[هـ] وَفِيهِ «دَخَلَ أَبُو قارِظ مكةَ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: حَلِيفُنا وعَضُدنا ومُلْتَقَى أكُفِّنا» أَيْ أَيْدِينَا تَلْتَقِي مَعَ يدِه وَتَجْتَمِعُ. وَأَرَادَ به الحِلْف الذي كان بينَه وبينهم. وَفِيهِ «إِذَا الْتَقَى الخِتانان وَجب الغُسل» أَيْ إِذَا حاذَى أحدُهما الآخَر، وسواءٌ تَلامَسا أَوْ لَمْ يَتلامَسا. يُقَالُ: الْتَقَى الفارِسان، إِذَا تَحاذَيا وتَقابَلا.
وتَظْهر فَائِدَتُهُ فِيمَا إِذَا لَفَّ عَلَى عُضْوه خِرْقةً ثُمَّ جَامَعَ فإنَّ الغُسل يَجِبُ عَلَيْهِ، وإنْ لَمْ يَلْمِسِ الخِتانُ الخِتانَ.
وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيّ «إِذَا الْتَقَى الْمَاءَانِ فَقَدْ تَمَّ الطُّهور» يُريد إِذَا طَهَّرت العُضْويْن مِنْ أعضائِك فِي الوضُوء فاجتَمع الماءانِ فِي الطُّهُورِ لَهُمَا فَقَدْ تَمَّ طُهورهما لِلصَّلَاةِ، وَلَا يُبالي أيَّهُما قَدَّم.
وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ لَا يُوجب الترتيبَ فِي الْوُضُوءِ، أَوْ يُرِيدُ بالعُضْوين الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فِي تَقْدِيمِ اليُمنى عَلَى اليُسْرى، أَوِ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى. وَهَذَا لَمْ يَشْترِطه أحدٌ.
وَفِيهِ «إِنَّ الرجُل لَيَتَكلَّمُ بالكَلِمة مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ» أَيْ مَا يَحْضِرُ قَلْبَه لِمَا يَقُولُهُ مِنْهَا. وَالْبَالُ: الْقَلْبُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَحْنَفِ «أَنَّهُ نُعي إِلَيْهِ رجُلٌ فَمَا أَلْقَى لِذَلِكَ بَالًا» أَيْ مَا اسْتَمع لَهُ، وَلَا اكْتَرث بِهِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَر «مَا لِي أَرَاكَ لَقًا بَقَاً» هَكَذَا جَاءَا مخفَّفَين فِي رِوَايَةٍ، بِوَزْنِ عَصاً.
واللَّقَى: المُلْقَى عَلَى الْأَرْضِ، والبَقَا: إتْباعٌ لَهُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَكِيم بْنِ حِزام «وأُخِذَت ثيابُها فجُعِلَتْ لَقًى» أَيْ مُرْماةً مُلْقَاة.
قِيلَ: أصْلُ اللَّقَى: أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا طَافُوا خَلَعوا ثِيَابَهُمْ، وَقَالُوا: لَا نَطوف فِي ثيابٍ عَصَيْنا اللهَ فِيهَا فيُلْقونها عَنْهُمْ، ويُسَمون ذَلِكَ الثوبَ لَقًى، فَإِذَا قَضَوْا نُسُكَهم لَمْ يَأْخُذُوهَا، وتَركوها بِحَالِهَا مُلْقاةً.
وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «ويُلْقَى الشُّحُّ» قَالَ الحُميدِي: لَمْ تَضْبُط الرُّوَاةُ هَذَا الحَرْف. ويَحْتمِل أَنْ يَكُونَ «يُلَقَّى» ، بِمَعْنَى يُتَلَقَّى ويُتُعَلَّم ويُتَواصَى به ويُدْعَى إليه، من قوله تعالى «وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ»
أَيْ مَا يُعَلَّمها ويُنَبَّه عَلَيْهَا، وَقَوْلِهِ تَعَالَى «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ» .
وَلَوْ قِيلَ «يُلْقَى» مُخَفَّفَةَ الْقَافِ لَكَانَ أَبْعَدَ، لِأَنَّهُ لَوْ أُلْقِيَ لتُرِكَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا. وَكَانَ يَكُونُ مَدْحًا، وَالْحَدِيثُ مبنيٌّ عَلَى الذَّمّ.
وَلَوْ قِيلَ «يُلْفَى» بِالْفَاءِ بِمَعْنَى يُوجَد، لَمْ يَسْتَقِم؛ لأنَّ الشُّحّ مازال مَوْجُودًا.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَة» هِيَ مَرَضٌ يَعْرِض للوَجْه فيُمِيلُه إِلَى أَحَدِ جَانِبَيْهِ.

نحل

نحل

1 نَحَِلَ جِسْمُهُ His body became lean, or emaciated. (S.) نِحْلَةٌ i. q.

فَرِيضَةٌ; or دِيَانَةٌ; and دِينٌ, as in the saying مَا نِحْلَتُكَ [What is thy religion?]. (TA.)
(نحل)
نحولا دق وهزل يُقَال نحل جِسْمه فَهُوَ ناحل ونحيل وَفُلَانًا نحلا تبرع لَهُ بِشَيْء وَالْمَرْأَة أَعْطَاهَا مهرهَا وَفُلَانًا القَوْل نحلا نسبه إِلَيْهِ وَلَيْسَ بقائله وَفُلَانًا الْمَرَض أرق جِسْمه وأضناه

(نحل) نحولا نحل

(نحل) نحولا نحل
(ن ح ل) : (نَحَلَهُ) كَذَا أَيْ أَعْطَاهُ إيَّاهُ بِطِيبَةٍ مِنْ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ (نَحَلَ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا وَقِيلَ الْمُرَادُ التَّسْمِيَةُ لَا التَّسْلِيمُ لِأَنَّهُ قَالَ بَعْدُ لَمْ تَكُونِي قَبَضْتِهِ وَالنُّحْلَى (وَالنِّحْلَةُ) وَالنُّحْلُ الْعَطِيَّةُ وَمِنْهُ {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4] .
ن ح ل : النَّحْلُ مُؤَنَّثَةٌ الْوَاحِدَةُ نَحْلَةُ وَنَحَلْتُهُ أَنْحَلُهُ بِفَتْحَتَيْنِ نَحْلًا مِثْلُ قُفْلٍ أَعْطَيْتُهُ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ بِطِيبِ نَفْسٍ.

وَنَحَلْتُ الْمَرْأَةَ مَهْرَهَا نِحْلَةً بِالْكَسْرِ أَعْطَيْتُهَا وَالنِّحْلَةُ الدَّعْوَى.

وَنَحَلَ الْجِسْمُ يَنْحَلُ بِفَتْحَتَيْنِ نُحُولًا سَقُمَ وَمِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَأَنْحَلَهُ الْهَمُّ بِالْأَلِفِ. 

نحل


نَحَلَ(n. ac. نُحْل)
a. Made a present to; dowered (woman).
b. Insulted.
c. Ascribed to.
d. [ coll. ], Swarmed (
bees ).
e.(n. ac. نُحُوْل)
see infra.
_ast;
نَحِلَ(n. ac. نَحَل)
نَحُلَ(n. ac. نُحُوْل) Was wasted, worn, sick.
نَحَّلَa. see IV (a)b. [ coll. ], Heated the room of
the silk-worms.
أَنْحَلَa. Gave, conceded to.
b. Extenuated.
c. [ coll. ]
see I (d)
تَنَحَّلَa. Plagiarized.

إِنْتَحَلَa. see Vb. Embraced, professed (religion).
c. see (نَحِلَ).

نَحْلa. Gift, present.
b. see 25 (a)
نَحْلَة
(pl.
نَحْل)
a. Bee.

نِحْلَة
(pl.
نِحَل)
a. see 1 (a)b. Dowry, jointure; marriage-settlement.
c. Claim; pretension.
d. Law-suit.
e. Sect.

نُحْلa. see 1 (a)
نُحْلَة
(pl.
نُحَل)
a. see 1 (a) & 2t
(b), (c), (d).

نُحْلَىa. see 1 (a)
مَنْحَل
a. [ coll. ], Room heated for
silk-worms.
نَاْحِل
(pl.
نَحْلَى)
a. see 25 (a)
نَاْحِلَة
(pl.
نَوَاْحِلُ)
a. fem. of
نَاْحِلb. Worn (sword).
نَحِيْل
(pl.
نَحْلَى)
a. Thin, lean; wasted, extenuated.
b. [ coll. ], Swarm of bees.

نُحُوْلa. Thinness, leanness.

نَحْلَاْنُa. Donation, grant, concession.

نُحْلَاْنa. see 1 (a)
N. Ac.
إِنْتَحَلَa. Plagiarism.
ن ح ل: (النَّحْلُ) وَ (النَّحْلَةُ) الدَّبْرُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، حَتَّى تَقُولَ: يَعْسُوبٌ. وَ (النُّحْلُ) بِالضَّمِّ مَصْدَرُ (نَحَلَهُ) يَنْحَلُهُ بِالْفَتْحِ (نُحْلًا) أَيْ أَعْطَاهُ. وَ (النُّحْلَى) الْعَطِيَّةُ بِوَزْنِ الْحُبْلَى. وَ (نَحَلَ) الْمَرْأَةَ مَهْرَهَا يَنْحَلُهَا (نِحْلَةً) بِالْكَسْرِ أَعْطَاهَا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْ غَيْرِ مُطَالَبَةٍ. وَقِيلَ: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ عِوَضًا. وَيُقَالُ: أَعْطَاهَا مَهْرَهَا نِحْلَةً. وَقِيلَ: الْنِحْلَةُ التَّسْمِيَةُ وَهِيَ أَنْ يُقَالَ: (نَحَلْتُهَا) كَذَا وَكَذَا فَيَحُدَّ الصَّدَاقَ وَيُبَيِّنَهُ. وَ (النِّحْلَةُ) أَيْضًا الدَّعْوَى. وَ (النُّحُولُ) الْهُزَالُ وَقَدْ (نَحَلَ) جِسْمُهُ مِنْ بَابِ خَضَعَ. وَ (نَحِلَ) بِالْكَسْرِ (نُحُولًا) لُغَةٌ فِيهِ وَالْفَتْحَ أَفْصَحُ. وَ (نَحَلَهُ) الْقَوْلَ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ أَضَافَ إِلَيْهِ قَوْلًا قَالَهُ غَيْرُهُ وَادَّعَاهُ عَلَيْهِ. وَ (انْتَحَلَ) فُلَانٌ شِعْرَ غَيْرِهِ أَوْ قَوْلَ غَيْرِهِ إِذَا ادَّعَاهُ لِنَفْسِهِ وَ (تَنَحَّلَ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ (يَنْتَحِلُ) مَذْهَبَ كَذَا، وَقَبِيلَةَ كَذَا إِذَا انْتَسَبَ إِلَيْهِ. 
[نحل] النحْلُ والنحْلَةُ: الدبْرُ، يقع على الذكر والأنثى، حتَّى تقول يعسوب. والنحل: الناحل. وقال ذو الرمّة:

فَيافٍ يَدَعْن الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها * والنُحْلُ: بالضم: مصدر قولك نَحَلْتُهُ من العَطِيَّةِ أنْحَلُه نَحلاً. والنحلى: العطية، على فعلى. ونحلت المرأة مهرها عن طيب نفسٍ من غير مطالبةٍ، أنحَلُها. ويقال من غير أن تأخذ عِوَضاً. يقال: أعطاها مَهرَها نِحلةً، بالكسر. وقال أبو عمرو: هي التسمِيَةُ أن تقول نحلتُها كذا وكذا، فتحُدَّ الصداقَ وتبيِّنه. والنِحلةُ أيضاً: الدَعوى. والنُحول: الهُزالُ. وقد نَحَل جِسْمه يَنْحَلُ وأنحله الهمُّ، ونحِل جسمُه أيضاً بالكسر نُحولاً. والفتحُ أفصحُ. وجَملٌ ناحِلٌ: مَهْزول. والنواحِل: السيوفُ التي رقَّت ظُباها من كثرة الاستعمال. ونحلْتُهُ القولَ أنحُلُه نَحلاً، بالفتح، إذا أضفتَ إليه قولاً قاله غيره وادعيته عليه. وانتحل فلان شِعر غيره، أو قولَ غيره، إذا ادَّعاه لنفسِه. قال الأعشى: فكيف أنا وانتِحالي القَوا في بعد المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا وتنَحَّله مثله. قال الفرزدق: إذا ما قلتُ قافيَةً شَروداً تنَحَّلَها ابنُ حَمراءِ العِجانِ وفلانٌ يَنْتَحِلُ مَذْهبَ كذا وقبيلةَ كذا، إذا انتسب إليه.
[نحل] نه: فيه: ما "نحل" والد ولدًا أفضل من أدب حسن، النحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق، نحله نحلًا- بالضم، والنحلة بالكسر: العطية. ومنه ح النعمان: إن أباه "نحله". ن: هو من باب منع. ط: وفيه أنه ندب التسوية في هبة الأولاد الذكور والإناث، وقيل: للذكر مثل حظ الأنثيين، والصحيح الأول. ن: كل ما "نحلته" عبدًا حلال، أي قال الله تعالى: كل مال أعطيته حلال، وهو إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة. ط: أي أيس لأحد أن يحوم حوله ويمنعه عن التصرف فيه، وهو حكاية ما أوحي إليه في نومه ذلك؛ شرح البغوي: "وآتوا النساء صدقاتهن "نحلة"" هي العطية بلا عوض لأنه بمنزلة ما يحصل للمرأة عن غير عوض، لأن الزوجين يشتركان في الاستمتاع وابتغاء اللذة وربما يكون شهوتها أغلب ولذتها أكثر، وقيل: كان المهر في شرع من قبلنا للأولياء لقوله تعالى "على أن تأجرني ثماني حجج" فجعل الله تعالى لهن نحلة منه. نه: ومنه: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان مال الله "نحلا"، أراد يصير الفيء عطاء من غير استحقاق على الإيثار والتخصيص. وفيه: لم تعبه "نحلة"، أي دقة وهزال، ونحل جسمه نحولًا. وفيه: كان بشير ابن أبيرق يقول الشعر ويهجو به أصحاب محمد و"ينحله" بعض العرب، أي ينسبه إليهم، من النحلة وهي النسبة بالباطل. ط: يحمل هذا الدين من كل خلف- هو من يخلف أحدًا بالإصلاح، عدوله- فاعل يحمل، و"من" بيانية، أو بدل منه على أن من تبعيضية فاعله، ينفون عنه تحريف الغالين و"انتحال" المبطلين، أي يحمون الشريعة ومتون الروايات من تحريف غلاة الدين، والأسانيد من القلب والانتحال، والمتشابه من تحريف تأويل الزائغين، والنحلة هو التشبه بالباطل. مف: أو ادعاء الشيء لنفسه كادعاء شعر غيره أو قوله لنفسه، يعين إذا اعتزى إلى علمنا ما لم يكن ليستدل به إلى باطله نفوا عنه. نه: وفيه: مثل المؤمن مثل "النحلة"، روى في غير المشهور بحاء مهملة أي نحلة العسل، ووجه الشبه حذق النحل وفطنته وقلة أذاه وحقارته ومنفعته وقنوعه وسعيه في الليل وتنزهه عن الأقذار وطيب أكله وأنه لا يأكل من كسب غيره ونحوله وطاعته لأميره، وأن للنحل آفات تقطعه عن عمله منها: الظلمة والغيم والريح والدخان والماء والنار، كالمؤمن له آفات تفتره عن عمله: ظلمة الغفلة وغيم الشك وريح الفتنة ودخان الحرام وماء السعة ونار الهوى.
(ن ح ل)

النَّحْلُ: ذُبَاب الْعَسَل، واحدته نَحْلَةٌ.

ونَحْلةُ: فرس سبيع بن الخطيم.

والنُّحْلُ: إعطاؤك الْإِنْسَان شَيْئا بِلَا استعاضة، وَعم بِهِ بَعضهم جَمِيع أَنْوَاع الْعَطاء، وَقيل: هُوَ الشَّيْء الْمُعْطى. وَقد أنْحَلَه مَالا ونحَلَه إِيَّاه، وأبى بَعضهم هَذِه الْأَخِيرَة.

ونُحْلُ الْمَرْأَة: مهرهَا، وَالِاسْم النِّحلَةُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وآتوا النساءَ صدُقاتِهن نِحْلَةً) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قد قيل فِيهِ غير قَول، قَالَ بَعضهم: فَرِيضَة. وَقَالَبَعضهم: ديانَة، وَقَالَ بَعضهم: هِيَ نِحلَةٌ من الله لَهُنَّ، أَن جعل على الرجل الصَدَاق وَلم يَجْعَل على الْمَرْأَة شَيْئا من الْغرم.

وأنْحلَ وَلَده مَالا ونَحلَه: خصّه بِشَيْء مِنْهُ، والنُّحْلُ والنُحْلانُ اسْم ذَلِك الشَّيْء الْمُعْطى.

وانتَحلَ الشّعْر وتَنَحَّلَه: ادَّعَاهُ وَهُوَ لغيره. وَفِي الْخَبَر أَن عُرْوَة بن الزبير، وَعبيد الله بن عتبَة بن مَسْعُود دخلا على عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَمِير الْمَدِينَة، فَجرى بَينهم الحَدِيث حَتَّى قَالَ عُرْوَة فِي شَيْء جرى من ذكر عَائِشَة وَابْن الزبير: سَمِعت عَائِشَة تَقول: مَا أَحْبَبْت أحدا حبي عبد الله ابْن الزبير، لَا أَعنِي رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبَوي. فَقَالَ لَهُ عمر: إِنَّكُم لتنتحِلونَ عَائِشَة لِابْنِ الزبير انِتحالَ من لَا يرى لأحد مَعَه فِيهَا نَصِيبا. فاستعاره لَهَا. وَقَالَ ابْن هرمة:

وَلم أتَنَحَّلِ الأشعارَ فِيهَا ... وَلم تُعجِزْنَي المِدَحُ الجِيادُ

ونَحَله القَوْل يَنْحَلُه نَحْلاً: نسبه إِلَيْهِ.

ونَحِل جِسْمه ونَحَلَ ينْحَلُ ويَنحُلُ نحولاً: ذهب من مرض أَو سفر. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وكنتُ كعظمِ العاجماتِ اكتنفْهَ ... بأطرافِها حَتَّى استدقَّ نُحولُها

إِنَّمَا أَرَادَ: ناحِلَها، فَوضع الْمصدر مَوضِع الِاسْم. وَقد يكون جمع ناحِلٍ، كَأَنَّهُ جعل كل طَائِفَة من الْعظم ناحِلاً، ثمَّ جمعه على فعول، كشاهد وشهود. وَرجل نحيلٌ، من قوم نَحْلَى، وناحِلٌ. وَالْأُنْثَى ناحِلَةٌ.

وجمل ناحِلٌ: رَقِيق.

وَسيف ناحِلٌ: رَقِيق، على الْمثل. وَقَول ذِي الرمة:

ألم تَعْلمِي يامَيُّ أنَّا وبيننا ... مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسِ نَحْلاً قَتالُها

هُوَ جمع ناحِلٍ، جعل كل جُزْء مِنْهَا ناحلاً، وَهُوَ عِنْدِي اسْم للْجمع، وَلِأَن فَاعِلا لَيْسَ مِمَّا يكسر على فعل وَلم اسْمَع إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت. 
نحل: نحل العبادة: مثل انتحل: انصرف للعبادة (البربرية 1: 36).
نحل: أنحف (فوك).
أنحل: في محيط المحيط ( .. والعامة تقول أنحل النحل إذا ولد).
انتحل: نسب لنفسه أنه من (ذوي الكرامة) (على سبيل المثال) أي ممن له القدرة على صنع الخوارق (الخطيب 29): رجل ممخرق من بني الشعوذة ومنحلي الكرامة وفي (معيار الاختبار 23: 9) يجب أن نقرأ بيت الشعر الذي ورد فيه على النحو الآتي (حول جمال مدينة غرناطة):
وإذا الجمال المطلق استشهدته ... ألغيت ما انتحل الخيال وزورا
انتحل: في محيط المحيط (فلان ينتحل مذهب كذا أو قبيلة كذا إذا انتسب إليه). وكذلك المنتحل نسب الشرف (البربرية 2: 432= الشريف 1: 14).
انتحل اتخذ لنفسه اسما أو لقبا (المقدمة 2: 10): ثم صارت إلى انتحال الأسماء والألقاب (2: 2 و 12: 6).
انتحل: استعمل (2: 42 المقدمة أيضا): اعلم أن للسلطان شارات وأحوالا تقتضيها الأبهة والبذخ فيختص بها ويتميز بانتحالها عن الرعية والبطانة.
انتحل: احتاز تملك. اقتطع S'approprier ( البربرية 1: 150): فنقموا عليهم أحوالهم وما كانوا يطالبونهم به من الوصائف البربريات والافرية العسلية الألوان وأنواع طرف المغرب وكانوا يتغالبون في جميع ذلك وانتحاله.
انتحل: انطبق على S'appliquer. عكف على، تفرغ ل S'addoner a، جعلها مهنته أو عمله (قرطاس 23: 1): وأكثرهم ينتحل الحراث والفلاحة (وفي ملاحظات في المرجع نفسه ص364): جعل ينتحل الطب (وفي شيكوري 186): من ينتحل الصناعة (= الطبابة) (وفي الملاحظات نفسها 182 رقم 501 اقرأ كثيرا طبقا لمخطوطة B) ( المقدمة 1: 56 و 10: 220 و13: 221 و1: 222 و4: 221 وفي الجزء الثاني 86: 11 و177: 7 والبربرية 1: 366 و367: 1 و1: 432 و1: 465 و544: 8 وفي الجزء الثاني 32: 7 و276: 14 و350: 7 و363: 7 و365: 10 و366: 1) وهناك التعبير الذي كثيرا ما يتكرر: انتحل العبادة أي انصرف إليها بكليته (البربرية 1: 35 و15: 50 و5: 97 وفي الجزء الثاني 90: 7 دي سلان المقدمة 1: Lxxr b وفي معجم 150: 15) ينتحل طريق البلاغة: (229: 7): ينتحل طريقة الوعظ. (اسم المصدر: جهود) (مولر 47: 2 وماكني 1: 2 و1: 6).
انتحل: علق أهمية على ance a attacher de l'imprt ( حيان بسام 3: 5): وكانت دولته أكثر الدول خاصة وأسراها صحابة لانتحاله العلم والفهم (المقدمة 2: 195): لم يصح منها قول إلا على تأويل تحرفه العامة أو يجازف فيه من ينتحلها من الخاصة.
انتحل: أصبح نحيلا (فريتاج، يوشر، باين سميث 1811).
نحلة: يبدو أن اصطلاح نحلة أو زنبور هو من مصطلحات الراقصات المصريات (العوالم) حيث تتظاهر العالمة أثناء الرقص أن هناك زنبورا يلاحقها (انظر فيسكيه 75).
نحلة والجمع نحل: مهنة، مصلحة، عمل (المقدمة 2: 359): كانت البداوة اغلب نحلهم (التصويب الذي قام به دي سلان لا تؤيده مخطوطتينا).
نحلته من المعاش: أي المعاش وسيلته في الارتزاق (المقدمة 1: 220).
نحلة: هي، مجازا، بضاعة (اوتوب 198): كانت بضاعته في الحديث وافرة ونحلته في التقييد والحفظ كاملة.
نحلي: نبات يزرع بالقرب من مواضع النحل يدعى القصاص أيضا وباللاتينية arborea medicago ( ابن البيطار 2: 304). نحيل: نحيف والجمع نحال في (فوك). خصر نحيل (بوشر، ألف ليلة 3: 540، 557 برسل 11: 78).
نحيل: شاحب، متغير اللون (الكالا).
نحيل: في محيط المحيط (العامة تقول انحل النحل إذا ولد. وولده نحيل).
نحولة: سقم ووهن (الكالا).
ناحل والجمع نحل: (دي ساسي كرست 2: 138) والجمع عند (فوك) نحال.
منحلة: خلية النحل (شيرب، الجريدة الآسيوية 1849، 1: 194 ورقم 14 ص 211).
منتحل: والجمع منتحلات: مهن وأعمال (البربرية 1: 128) (اوتوب 201): نشأ في كفالة جده القاضي فنشأ له بذلك ميل إلى انتحال العلم عن الجندية التي كانت منتحل أبيه وفي (الخطيب 33) مقصود في العلاج بالرقا والعزائم من أولى المس والخبال تعلق بسبب هذه المنتحلات بأذيال الدول.
منتحل: في (البربرية 1: 300): وبخه القاضي على منتحله (أي على المذاهب والآراء التي جاهر بها التي هي خلاف الشائع وخلافه لأهل قطره.
(نحل) - في صِفَتِه صلّى الله عليه وسلّم: "لم تَعِبْهُ نُحْلَةٌ"
: أي دِقَّةٌ وضُمْرَةٌ.
وقد نَحُل جِسْمُه: هَزُلَ نُحُولًا. والنُّحْلُ اسم مَأخُوذٌ مِنه.
قال القُتَبِىُّ: ولم أسْمَع بالنُّحْلِ في غير هذا الموضع إلَّا في العَطِيَّةِ.
- حديث ابنِ عُمَر: "مَثَل المؤمن مثل النخل" بالخاء المعجمة.
ورَوَى أبو سَبْرة، وعَطاءٌ، والِدُ يَعلَى ، عن عبد الله بن عمر: "ومَثَل المؤمن مَثَل النَّحْلَةِ" - بالحاء المهملة.
أَمْلَى الإمامُ في سنة ثلاث عشرة قال: قال بعض العلماء: تَفْصِيل الخِصالِ المجُتَمِعة في النَّحلة الموجودة مِثلُها في المؤمن.
مَثَل مِن ذلك: أَن جميعَ أجناسِ الخير لو اجتمعوا على أن يعملوا مِثَل عَمَل النحل لم يقدروا عليه، كذلك لو اجتَمع غَيرُ المؤمن على أن يَعمَل عَملًا يشبِه عَمَل المؤمن ما قَدَر عليه. الثانية: أنّ النحلَ يَخافُ من أَذَى أَجناس الطير ويَكُفُّ أذاه عنها، كذلك المؤمن يَصِل إليه أَذى الخَلْق، ولا يصل أَذاهُ إلى الخلق.
الثالثة: أن النحلَ يحتَقِره جميعُ الطير، ولو علموا ما في جوفه لأَكرَموه، كذلك المؤمن يَحتَقِره الجاهِلُ، ولو علم ما في قلبه لأَكرمَه.
الرابعة؛ كل أجناس الطير يسعون في الطَّلَب لأنفسهم، والنّحلُ يسعى في حاجة مالكِه، كذلك كل الناس يسعون لِراحةِ نفوسِهم، غير المؤمن فإنه يريد حياتَه لطاعة الله تعالى.
الخامس: الطير إذا جَنّ عليهم الليل يَأوُون إلى أوكارهم ويستريحون بالنوم عن السَّعْى، والنَّحل يَعملُ بالليل أكثرَ مما يعمل بالنهار؛ كذلك الناس إذا جَنَّ عليهم الليلُ اضطجعوا على فرش الغفلة والمؤمن ينصب قدميه ويخشع في صلاته بين يَدَىْ مَولاه، يشكو إليه بلَوْاه.
السادسة: عمل النحل في السرّ، وكذلك المؤمن.
السابعة: النّحلُ يأخذ ما يحتاج إليه من الشجرة لا يضرّ بالأصل، كذلك المؤمن يتزوَّد من الدنيا بما يحتاج إليه لا يفسد في المملكة.
الثامنة: النحل لا يخرج من موضعه في يوم غَيْمِ ومَطَرٍ وَرِيح، كذلك المؤمن إذا ظهرت الفِتَنُ والمنكرات يلزم بيته بحفظ لسانِه ويَدَيه ويُقبِل على شأنه.
التاسعة: النحل يتنَزَّه عن الأنجاس، كذلك المؤمن يتورع عن المعاصى والحَرام.
العاشرة: النحل لا يجتَمع مع مَنْ ليس من جنسه، كذلك المؤمن.
الحادى عشر: النحل تُخرج من بطونها شَرابٌ مُختَلِف الألوان في كل لَون مَنفعَة، كذلك المؤمن يَخرُج منه علومٌ مُتفاوتة المنافعِ.
الثاني عشر: النحل يأكل الطيب، ويضع الطَّيِّب ويُطعِم غيرَه الطَّيِّب، كذلك المؤمن طُعمتُه حَلال، وعَملُه صالح وقوله طَيِّب.
الثالث عشر: النحل إذا وقعت على عود لم تكسِره، وإذا حملت حاجتَها من الماء لم تكدره، كذلك المؤمنُ يعامل الناسَ بالنَّصَفَة والعَدْل، ويَسْلم منه الناسُ.
الرابع عشر: ومَنْ تَعرَّض للنحل بمكروه لَسَعَته، ومَن لم يتعرّض له سَلِم منها، كذلك المؤمن من أخفى المنكر عنه لم يطلب عَثَراتِه، ومَنْ أَظهَره أنكر عليه.
الخامس عشر: النحل أبدا يدور حولَ رياضِ الزهر، وعلى شطوط الأنهار، كذلك المؤمن يدور حول مجالس الذكر والعلم.
السادس عشر: النحل إذا هجم على وَرْد ورَيْحان لم ينقطعِ عن الاختلاف إليه، كذلك المؤمن إذا شَمّ من عالم ناصح رَوْحَ نسِيم القُربِ من الله عزّ وجلّ دَاومَ الاختلافَ إليه.
السابع عشر: النحل إذا كان زمان الربيع والصيف ينقل سُمَّه الخارج إلى الداخل وإذا أَقْبَلَ النهارُ وتغيّر الهَواءُ دخل البيتَ وأَقبلَ على عمله، كذلك المؤمن إذا أصلح أَمرَ معاشه أقبل على عبادة ربّه عز وجلّ.
الثامن عشر: النحل يأكل زكِيَّة ويُطعِم غَيرَه، ولا يتعرض لشىءِ غيره، كذلك المؤمن يأكل من كَدِّ يدهِ ويُواسِى غَيرَه ولا يَتعَرَّض لشىءِ غيرهِ.
التاسع عشر: النحل لا يَعمَل بهَواه بل يَتْبَع أميرَه، ولا يخرج عن طاعته، كذلك المؤمن لا يعمل بهواه بل يَقتَدى بأئِمّة الدِّين.
العشرون: النحل لا يتمكن حتى يَسُدَّ على نفسِه بابَ البيت، كذلك المؤمن لا يَجد حَلاوةَ الطاعة إلّا في الخَلْوة.
الحادى والعشرونَ: النحل لاحاجة له في الدنيا إلّا في شيئين؛ الماءِ والزهرِ، كذلك المؤمن حاجَتُه في العلم والعمل الصالح.
الثاني والعشرون: للنحل رئيسٌ ما دام بينهم لا يَقْرَبُهم العَدوُّ، فإذا مات هلكوا، وكذلك المؤمِن لا يَظْفَرُ به الشّيطانُ ما دام عَاِلمٌ بَيْن ظَهْرانِيهم.
الثالث والعشرون: إذا خرج رئيسُ النحل معتديا يُفْسِدُ النحلُ عَملَه، وإذا كان صالحًا صلحت أمورهم، كذلك المؤمنون إذا كان عُلماؤُهم عامِلين تَصلُح أمورهم وإلَّا هلكوا.
الرابع والعشرون: النحل في أي موضع أسكنته يَكِنُّ، كذلك المؤمن إلى أي مَرجع دعوتَه أجابَ، ما لم يكن فيه نَقْص في الدين.
الخامس والعشرون: النحل يخاف من شيئين: من سَمُوِم الصيف، وزَمْهَرير الشِّتَاء، كذلك المؤْمِنُ بين مخافَتَين أجَلٍ مَضَى لا يدرى ما الله صَانعٌ به، وبَيْن أجلٍ قد بَقِى لا يَدرى ما الله تعالى قاضٍ فيه.
السادس والعشرون: النّحلُ يَحرُمُ قَتلُه وأَذاه، كذلك المؤمن.
السابع والعشرون: النحل صغير الجسْمِ كبير الخطر، كذلك المؤمن.
الثامن والعشرون: النحل إذا لم يَكن في بيته شىءٌ يأكلُه، لا يأكلُ من بيتِ غيرِه، كذلك المؤمن يَصْبِر على الجوع، فلا يَذِلّ نفسَه بالطَّمَع.
التاسع والعشرون: النَّحلُ يتقَيَّأ العَسلَ والشّمعَ مِن فيه، كذلك المؤمن يُخرج شهادة التوحيد وتِلاوةَ القرآن من فمه.
الثلاثون: للنحل آفات، منهَا: انقِطاعُه عن عمله، ومنها: الظّلْمَةُ والغَيْم، والريح، والدخان. والماء، والنار، والعَدُوُّ الخارجى.
كذلك الؤمن له آفاتٌ فيهن فُتورُه عن عَمَله: ظُلمةُ الغَفْلة، وغَيْم الشكِّ، ورِيحُ الفِتنة، ودُخَان الحَرام، وطُوفان حُبِّ الدنيا، ونَارُ الهَوَى، والمُنافق، والمُبتَدع.
نحل
نحَلَ1 يَنحُل، نُحولاً، فهو ناحِل ونَحِيل
• نحَل فلانٌ: دقّ، وهُزِل، وضَعُف جِسمُه "مَرِض فنحَل جسمُه/ وجهُه". 

نحَلَ2 يَنحَل، نَحْلاً، فهو ناحِل، والمفعول مَنْحول
• نحَل الشّخصُ القولَ: نسبَه إلى نفسِه وليس بقائله "شعر منحول".
• نحَله القولَ: أضاف إليه قولَ غيره وادّعاه عليه.
• نحَل المرضُ فلانًا: أَرَقَّ جِسْمَه وأهزله وأضناه "نحَله السُّلُّ". 

نحَلَ3 يَنحَل، نُحْلاً، فهو ناحِل، والمفعول مَنْحول
• نحَل فلانًا: تبرّع له بشيء.
• نحَل المرأةَ: أعطاها مهرَها عن طيب نفسٍ من غير مطالبة. 

نحُلَ يَنحُل، نُحولاً، فهو ناحِل ونَحِيل
• نحُل الشّخصُ: نحَل، نحِلَ؛ دقّ، هُزِل، وضَعُف جِسمه "نَحُلتِ الفتاةُ- نحُل من الشيخوخة- ولد ناحِل/ نحيل". 

نحِلَ ينحَل، نُحولاً، فهو ناحِل
• نحِل الشّخصُ: نَحَل، نَحُل؛ دقّ، هُزِل، ضَعُف جِسمه
 "نحِل من السَّهر- وجه ناحِل". 

أنحلَ يُنحل، إنحالاً، فهو مُنحِل، والمفعول مُنحَل
• أنحل المرضُ الشَّخصَ: أهزله، وأضعفه "أنحَله السّهرُ/ الهمُّ- أنحَل الجوعُ وجهَه". 

انتحلَ ينتحل، انتحالاً، فهو مُنتحِل، والمفعول مُنتحَل
• انتحل الشَّيءَ:
1 - ادّعاه لنفسه، وهو لغيره "انتحل فلانٌ هذا الشِّعر/ الرأيَ/ قصّةً/ عملاً فنّيًّا/ مؤلّفات أديب/ وظيفةَ طبيب- انتحل اسمَ/ صفةَ فلان/ شخصية/ علامة تجارية- شغلت قضيةُ الانتحال النقادَ في القديم والحديث".
2 - انتسب إليه، ودان به "انتحل الإسلامَ/ عقيدةً/ مذهبَ التقدُّميين" ° انتحل الأعذارَ: التمسها. 

انتِحال [مفرد]:
1 - مصدر انتحلَ.
2 - (دب) محاكاةُ شخص للغة ومعاني مؤلِّفٍ آخر وتقديمها كما لو كانت من بنات أفكاره ° انتحال الأعذار: التماسُها- انتحال صفة: إقدام شخصٍ بــدون وجه حقّ على ارتداء زيٍّ رسميّ- انتحال هويَّة: تقدُّم شخص من سُلطةٍ عامّة بهويَّة كاذبة- انتحال وظيفة: إقدام شخصٍ بشكلٍ علنيّ ومن دون وجه حقّ على انتحال وظيفة عامّة مدنيَّة أو عسكريّة. 

مُنتحَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من انتحلَ.
2 - صفة تُطلق على أيّ كتاب أو مؤلَّف منسوب إلى غير مؤلِّفه أو زمنه. 

مَنْحَلة [مفرد]: ج مناحِلُ:
1 - مجموع خلايا النَّحل في حديقة أو سقيفة أو غيرهما من الأرض.
2 - مكان تربية النحل خاصّة للحصول على العسل. 

ناحِل [مفرد]: ج ناحلون ونُحَّل ونُحول، مؤ ناحِلة، ج مؤ ناحلات ونواحِلُ:
1 - اسم فاعل من نحَلَ2 ونحَلَ3 ° سيوف نواحل: رقَّت من كثرة الاستعمال.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نحُلَ ونحِلَ ونحَلَ1. 

نِحالة [مفرد]: تربية النحْل للحصول على العَسَل والشمع والاستفادة منهما في التجارة أو الزراعة "أكسبته النِّحالة خبرة واسعة في معرفة أنواع العسل". 

نَحَّال [مفرد]: مُربِّي النَّحْل. 

نَحْل1 [مفرد]: مصدر نحَلَ2. 

نَحْل2 [جمع]: مف نَحْلة:
1 - (حن) حشرة تُربَّى للحصول على عسلها وشمعها، وهي من رتبة غشائيّات الأجنحة من الفصيلة النحليّة وتتميّز بأنّ لها أجزاء من الفم تعمل على المصّ لجمْع الرحيق وإليها تُنْسب فصيلة النحليَّات، أجسامها أسطوانيّة الشكل، قُوتُها رحيق الأزهار، تعيش في مستعمرات واسعة (تؤنَّث وقد تذكّر) "عسل النحْل غذاء وشفاء- هذا النحل قليل العسل- {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} " ° في خِفّة النَّحْل: نشيط- لا بُدَّ دون الشَّهد من إبر النَّحل: لا راحة بــدون تعب- لُعاب النَّحل: العَسَلُ.
2 - لُعْبة أطفال ذات حركة دوَّارة.
• إبرة النَّحلة: (حن) ما تلسع به.
• النَّحل: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 16 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون ومائة آية. 

نُحْل [مفرد]: مصدر نحَلَ3. 

نِحْلة1 [مفرد]: عطاءٌ، وفَرْضٌ، دون عوض مادّيّ، خالص عن طيب نفس " {وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} ". 

نِحْلَة2 [مفرد]: ج نِحْلات ونِحَل: مذهب وعقيدة ودين "قرأتُ كتاب الملل والنِّحَل للشهرستاني: ". 

نَحْلِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من غِشائيَّات الأجنحة. 

نُحول [مفرد]: مصدر نحُلَ ونحِلَ ونحَلَ1. 

نَحيل [مفرد]: ج نَحْلَى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نحُلَ ونحَلَ1. 

نحل: النَّحْل: ذُباب العسل، واحدته نَحْلة. وفي حديث ابن عباس: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، نهَى عن قَتْل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد

والهُدْهُد؛ وروي عن إِبراهيم الحربي أَنه قال: إِنما نهى عن قتلهنَّ

لأَنهنَّ لا يؤْذِين الناسَ، وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس، ليس

هي مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره، قيل له:

فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل؟ قال: النَّمْلة لا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذر، قيل

له: إِذا عضَّت الذرة تُقتَل؟ قال: إِذا آذَتْك فاقتلها. والنَّحْل:

دَبْر العسل، الواحدة نحلة. وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل: وأَوحَى

ربُّك إِلى النَّحْل؛ جائز أَن يكون سمي نَحْلاً لأَن الله عز وجل نَحَل

الناسَ العسلَ الذي يخرج من بطونها. وقال غيره من أَهل العربية:

النَّحْل يذكَّر ويؤنث وقد أَنثها الله عز وجل فقال: أَنِ اتَّخِذِي من الجِبال

بيوتاً؛ ومن ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لفظه مذكر، ومن أَنثه فلأَنه جمع

نَحْلة. وفي حديث ابن عمر: مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة؛ المشهور في

الرواية بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء المهملة، يريد

نَحْلة العسل، ووجه المشابهة بينهما حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه

وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه في الليل وتنزُّهه عن الأَقذار وطيبُ

أَكله وأَنه لا يأْكل من كسب غيره ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره؛ وإِنّ

للنَّحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها: الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ والماء

والنارُ، وكذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله: ظلمةُ الغفلة وغيمُ

الشكّ وريحُ الفتنة ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى. الجوهري:

النَّحْل والنحْلة الدَّبْر، يقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْسُوب.

والنَّحْل: الناحِلُ؛ وقال ذو الرمة:

يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها

(* انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة).

ونَحِل جسمُه ونَحَل يَنْحَل ويَنْحُل نُحولاً، فهو ناحِل: ذهَب من مرض

أَو سفَر، والفتح أَفصح؛ وقول أَبي ذؤَيب:

وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافها، حتى استَدقَّ نُحولُها

إِنما أَراد ناحِلها، فوضع المصدر موضع الاسم، وقد يكون جمع ناحِل كأَنه

جعل كل طائفة من العظم ناحِلاً، ثم جمعه على فُعُول كشاهِد وشُهود، ورجل

نَحِيل من قوم نَحْلَى وناحِل، والأُنثى ناحِلة، ونساءٌ نَواحِل ورجال

نُحَّل. وفي حديث أُم معبَد: لم تَعِبْه نحْلَة أَي دِقَّة وهُزال.

والنُّحْل الاسم؛ قال القتيبي: لم أَسمع بالنُّحْل في غير هذا الموضع إِلا في

العَطِيَّة. والنُّحُول: الهُزال، وأَنْحَله الهمُّ، وجملٌ ناحِل: مهزول

دَقِيقٌ. وجمل ناحِل: رقيق. والنواحِلُ: السيوف التي رقَّت ظُباها من كثرة

الاستعمال. وسيف ناحل: رقيق، على المَثل؛ وقول ذي الرمة:

أَلم تَعْلَمِي، يا مَيُّ، أَنَّا وبيننا

مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها

هو جمع ناحِل، جعل كل جزءٍ منها ناحِلاً؛ قال ابن سيده: وهو عندي اسم

للجمع لأَن فاعِلاً ليس مما يكسَّر على فَعْل، قال: ولم أَسمع به إِلا في

هذا البيت. الأَزهري: السيف الناحِل الذي فيه فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بعد

أُخرى حتى يَرِقَّ ويذهب أَثَرُ فُلُوله، وذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم

انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عليه بالمَداوِس والصَّقْل حتى تَذهب فُلوله؛

ومنه قول الأَعشى:

مَضارِبُها، من طُول ما ضَرَبوا بها،

ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين، نَواحِلُ

وقمرٌ ناحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس. ونَحْلةُ: فرس سُبَيْع بن الخَطِيم.

والنُّحْل، بالضم: إِعْطاؤُك الإِنسانَ شيئاً بلا اسْتِعاضةٍ، وعمَّ به

بعضهم جميعَ أَنواع العَطاء، وقيل: هو الشيء المُعْطى، وقد أَنْحَله

مالاً ونَحَله إِياه، وأَبى بعضُهم هذه الأَخيرة. ونُحْل المرأَةِ: مَهْرُها،

والاسم النِّحْلة، تقول: أَعطيتها مهرَها نِحْلة، بالكسر، إِذا لم تُرِد

منها عِوَضاً. وفي التنزيل العزيز: وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ

نِحْلةً. وقال أَبو إِسحق: قد قيل فيه غيرُ هذا القول، قال بعضهم: فَرِيضةً،

وقال بعضهم: دِيانةً، كما تقول فلان يَنْتَحِل كذا وكذا أَي يَدِينُ به،

وقيل: نِحْلةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً، وقيل: أَراد هِبةً، وقال بعضهم: هي

نِحْلة من الله لهنَّ أَن جعل على الرجل الصَّداق ولم يجعل على المرأَة

شيئاً من الغُرْم، فتلك نِحْلة من الله للنِّساء. ونَحَلْت الرجلَ

والمرأَةَ إِذا وهبت له نِحْلة ونُحْلاً، ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ.

وفي التهذيب: والصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلية كانوا لا يُعطون النساء

من مُهورِهنَّ شيئاً، فقال الله تعالى: وآتوا النساء صَدُقاتِهنَّ نحلة،

هبة من الله للنساء فريضة لهنَّ على الأَزواج، كان أَهل الجاهلية إِذا

زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلاً يسمَّى الحُلْوان، وكانوا يسمون

ذلك الشيء الذي يأْخذه النافِجَة، كانوا يقولون بارك الله لك في النافِجَة

فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم. الجوهري: النُّحْل، بالضم،

مصدر قولك نَحَلْته من العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلاً، بالضم. والنِّحْلة،

بالكسر: العطيَّة. والنُّحْلى: العطية، على فُعْلى. ونَحَلْتُ المرأَة

مهرَها عن طِيب نفس من غير مطالبة أَنْحَلُها، ويقال من غير أَن يأْخذ عوضاً،

يقال: أَعطاها مهرَها نِحْلةً، بالكسر؛ وقال أَبو عمرو: هي التسمية أَن

يقول نَحَلْتُها كذا وكذا ويَحُدّ الصداق ويُبَيِّنه. وفي الحديث: ما

نَحَلَ والدٌ ولداً من نُحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ؛ النُّحْلُ: العطية

والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. وفي حديث أَبي هريرة: إِذا بلغ بنو

أَبي العاص ثلاثين كان مالُ الله نُحْلاً؛ أَراد يصير الفيء عطاء من غير

استحقاق على الإِيثار والتخصيص. المحكم: وأَنْحَلَ ولدَه مالاً ونَحَله

خصَّه بشيء منه، والنُّحْل والنُّحْلانُ اسم ذلك الشيء المعطى.

والنِّحْلةُ: الدَّعْوَى. وانْتَحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ. أَو قالَ فلانٍ

إِذا ادّعاه أَنه قائلُه. وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وهو لغيره. وفي الخبر:

أَنَّ عُرْوَة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة بن مسعود دَخلا على عمر بن عبد

العزيز، وهو يومئذ أَمير المدينة، فجرى بينهم الحديث حتى قال عُرْوَة في

شيء جرى من ذِكْر عائشة وابن الزبير: سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ

أَحداً حُبِّي عبدَ الله بنَ الزبير، لا أَعني رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، ولا أَبَوَيَّ، فقال له عمر: إِنكم لتَنْتَحِلون عائشة لابن الزبير

انْتِحال مَنْ لا يَرَى لأَحد معه فيها نصيباً فاستعاره لها؛ وقال ابن

هَرْمة:

ولم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فيها،

ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ

ونَحَله القولَ يَنْحَله نَحْلاً: نَسَبه إِليه. ونَحَلْتُه القولَ

أَنْحَلُه نَحْلاً، بالفتح: إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه

عليه. وفلان يَنْتَحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا إِذا انتسب إِليه. ويقال:

نُحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره؛ وقال الأَعشى

في الانتحال:

فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا

فِيَ، بَعدَ المَشِيب، كفَى ذاك عارا

وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه،

كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا

أَراد انتِحالي القوافيَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافي على سقوط الياء

فحذفها، كما قال الله عز وجل: وجِفانٍ كالجوابِ، وتَنَحَّلَه مثلُه؛ قال

الفرزدق:

إِذا ما قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً،

تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ

وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى في قولهم انْتَحَلَ فلانٌ كذا وكذا:

معناه قد أَلزَمَه نفْسه وجعله كالمِلْك له، وهي الهبة

(* قوله «كالملك له

وهي الهبة» كذا في الأصل. وعبارة المحكم: كالملك له، أخذ من النحلة وهي

الهبة وبها يظهر مرجع الضمير) والعطية يُعْطاها الإِنسانُ. وفي حديث قتادة

بن النعمان: كان بُشَيرُ بن أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ ويهجو به أَصحابَ

النبي، صلى الله عليه وسلم، ويَنْحَلُه بعضَ العرب أَي يَنْسُبه إِليهم من

النِّحْلة وهي النِّسْبة بالباطِل. ويقال: ما نِحْلَتُكَ أَي ما دِينُكَ؟

الأَزهري: الليث يقال نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو يَنْحَله

يُسابُّه؛ قال طرفة:

فَدَعْ ذا، وانْحَل النُّعمانَ قَوْلاً

كنَحْت الفأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قال الأَزهري: نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ، وهو تصحيف لنَجَل

فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِيبة. ويروى الحديث: من نَجَل الناسَ

نَجَلوه أَي مَنْ عابَ الناس عابوه ومن سبَّهم سبُّوه، وهو مثل ما روي عن أَبي

الدرداء: إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك، وإِن تَرَكْتَهم لم يَتْركوك؛

قوله: إِن قارضتهم مأْخوذ من قول النبي، صلى الله عليه وسلم: رفَع اللهُ

الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذي حَرِج، وقد فسر في

موضعه.

نحل
النَّحْل: ذُبابُ العسَل، يُقَال للذَّكَرِ والأُنثى، وَقد أنَّثَها اللهُ سُبحانَه، فَقَالَ: أنِ اتَّخِذي من الجبالِ بُيُوتًا فَمَنْ ذكَّرَ النَّحلَ فلأنَّ لَفْظَهُ مُذَكّرٌ، وَمن أنَّثَه فلأنّه جَمْعُ نَحْلَةٍ، وَقَالَ الزّجّاجُ: جائزٌ أَن يكون سُمِّيَ نَحْلاً لأنّ الله عزَّ وجلَّ نَحَلَ الناسَ العسَلَ الَّذِي يخرجُ من بطونِها، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو الوليدِ النَّحْليُّ الأديبُ ذَكَرَه ابنُ بَسّامٍ فِي الذَّخيرَةِ، لَهُ حكايةٌ مَعَ المُعتَمِدِ بنِ عَبَّادٍ، قَالَه الذهَبيُّ.
واحدَتُها بهاءٍ، وَفِي الصِّحاح: النَّحْلُ والنَّحْلَة: الدَّبْر، يقعُ على الذَّكَرِ والأُنثى، حَتَّى تقولَ يَعْسُوبَ، انْتهى. وَفِي الحَدِيث: نهى عَن قَتْلِ النَّحْلَةِ والنَّملةِ والصُّرَدِ والهُدْهُدِ، قَالَ الحَرْبيُّ: لأنهنَّ لَا يُؤذينَ الناسَ، وَفِي حديثِ ابنِ عمرَ: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ النَّخْلةِ، المشهورُ فِي الروايةِ بالخاءِ المُعجَمة، ويُروى بالحاءِ المُهمَلة، يريدُ نَحْلَةَ العسَلِ، وَوَجْهُ المُشابَهةِ بَينهمَا: حِذْقُ النَّحْلِ، وفِطنَتُه وقِلّةُ أَذَاهُ، وحقارَتُه، ومَنْفَعتُه، وقُنوعُه، وسَعْيُه فِي اللَّيْل، وتنَزُّهُه عَن الأقذار، وطِيبُ أكلِه، وأنّه لَا يأكلُ من كَسْبِ غيرِه، ونُحولُه وطاعَتِه لأميرِه، وأنَّ للنَّحْلِ آفاتٍ تَقْطَعُه عَن عمَلِه مِنْهَا: الظُّلمة، والغَيم، والرِّيح، والدُّخَان، وَالْمَاء، والنارُ، وَكَذَلِكَ المؤمنُ لَهُ آفاتٌ تُفَتِّرُه عَن عملِه: ظُلمةُ الغَفلَةِ، وَغَيْمُ الشكِّ، ورِيحُ الفِتنةِ، ودُخانُ الحَرامِ، وماءُ السَّعَةِ، ونارُ الْهوى. النَّحْل: العَطاءُ بِلَا عِوَضٍ هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ يَقْتَضِي أنْ يكونَ بالفَتْح، وَلَيْسَ كَذَلِك فالصَّواب: وبالضَّمّ: العَطاءُ بِلَا عِوَضٍ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ سِيدَه، والأَزْهَرِيّ، وَفِي الحَدِيث: مَا نَحَلَ والدٌ وَلَدَاً من نُحْلٍ أَفْضَلَ من أدَبٍ حسَنٍ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: النُّحْل، بالضَّمّ: العَطيّةُ والهِبةُ ابْتِدَاء من غيرِ عِوَضٍ وَلَا استحقاقٍ، وَفِي حديثِ أبي هُرَيْرةَ: إِذا بَلَغَ بَنو أبي العاصِ ثلاثينَ، كَانَ مالُ اللهِ نُحْلاً، أرادَ يصيرُ الفَيءُ عَطاء من غيرِ استحقاقٍ على الإيثارِ والتخصيصِ، أَو عامٌّ فِي جميعِ أنواعِ الْعَطاء. النُّحْل: اسمُ الشيءِ المُعطى وَهُوَ أَيْضا بالضَّمّ، كَمَا فِي المُحْكَم.
النَّحْل، بالفَتْح: الناحِل، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لذِي الرُّمّة:
(أَلَمْ تَعْلَمي يَا مَيُّ أنِّي وَبَيْننا ... مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها)
النَّحْل: ة من سَوادِ بُخارا مِنْهَا مَنيحُ بن سَيْف بنِ الخليلِ النَّحْلِيُّ البُخارِيُّ، عَن المُسَيّب بن إِسْحَاق، وَعنهُ ابنُه عَبْد الله، مَاتَ سنة، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا، قَالَ الْحَافِظ: وروى عَن ابنِه عَبْد الله بنُ عليٍّ الأديب، وماتَ عَبْد الله فِي سنة. منَ المَجاز: النَّحْل: الأَهِلّة، جمعُ هِلالٍ ناحِلٍ ونَحيلٍ، سُمِّيت لدِقَّتِها أَو هُوَ اسمٌ للجَمع لأنّ فاعِلاً لَيْسَ ممّا يُكَسّرُ على فَعْلٍ، وَفِي)
العُباب: ويقالُ للأهِلَّةِ النُّحْلُ، وَضَبَطه بضمِّ النُّون، وَهُوَ الصَّوَاب. فِي الصِّحاح: النُّحْل بالضَّمّ: مصدرُ نَحَلَه يَنْحَلُه نُحْلاً: أعطَاهُ وَهَذَا بعينِه هُوَ القولُ الأوّلُ الَّذِي نَقَلْناه عَن المُحْكَم والتهذيب، فضَبطُه أَولا بالفَتْح، وَثَانِيا بالضَّمّ تَخْلِيطٌ، وسوءُ تَحريرٍ، فَتدبر. النُّحْل: مَهْرُ المرأةِ، والاسمُ النِّحْلَة، بالكَسْر، يُقَال: نَحَلْتُ المرأةَ مَهْرَها عَن طِيبِ نَفسٍ من غَيْرِ مُطالَبةٍ أَنْحَلُها، وَيُقَال من غيرِ أَن تأخذَه عِوَضاً، يُقَال: أَعْطَاهَا مَهْرَها نِحْلَةً، بالكَسْر، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: وَهِي التسميةُ أَن تَقول: نَحَلْتُها كَذَا وَكَذَا، فتحُدَّ الصّداقَ وتُبَيِّنَه، كَمَا فِي الصِّحاح، ويُضمُّ وَهَذِه عَن ابْن دُرَيْدٍ، ومِثلُ نِحْلَةٍ ونُحْلٍ، حِكةٌ وحُكْمٌ، وَفِي التنزيلِ الْعَزِيز: وَآتوا النساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً وَقد اختُلفَ فِي تفسيرِ هَذَا على أَوْجُهٍ: فَقَالَ بعضُهم: فَريضَةً، وَقيل: دِيانَةً، وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي دِيناً وتَديُّناً، وَقيل: أرادَ هِبَةً، وَقَالَ بعضُهم: هِيَ نِحلَةٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ لهُنَّ، أَي جَعَلَ على الرجلِ الصَّداقَ وَلم يَجْعَلْ على المرأةِ شَيْئا من الغُرْمِ، فتلكَ نِحلَةٌ من اللهِ للنِّسَاء. النُّحْلى، كبُشْرى: العَطيّة، كَمَا فِي الصِّحاح، وَكَذَلِكَ النُّحْلان، كَمَا فِي العُباب. وأَنْحَلَه مَاء: أعطَاهُ. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: أَنْحَلَ الرجلُ وَلَدَه مَالا: إِذا خصَّه بشيءٍ مِنْهُ، وَلم أرَ مَن ذَكَرَ أَنْحَله مَاء، وكأنّه تحريفٌ من أَنْحَله مَالا، فتأمَّلْ، كَنَحَله فيهمَا نَحْلاً، وأبى بعضُهم هَذِه. والنُّحْلُ والنُّحْلان، بضمِّهما: اسمُ ذَلِك المُعطى، وَقد تقدّمَ النُّحْلُ بِهَذَا الْمَعْنى، وَهُوَ الَّذِي ضَبَطَه المُصَنِّف بالفَتْح، ونبَّهْنا عَلَيْهِ، وقولُه هَذَا هُنَا يؤَيِّدُ مَا قُلناه. وانْتَحلَه وَتَنَحَّلَه: ادَّعاهُ لنَفسِه وَهُوَ لغَيرِه، يُقَال: انْتَحلَ فلانٌ شِعرَ فلانٍ أَو قَوْلَه: ادَّعاه أنّه قائلُه، وَتَنَحَّلَه: ادَّعاه وَهُوَ لغَيرِه، قَالَ الْأَعْشَى:
(فَكَيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا ... فِ بَعْدَ المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا)

(وقيَّدَني الشِّعرُ فِي بَيْتِهِ ... كَمَا قيَّدَ الآسراتِ الحِمارا) وَقَالَ الفرَزْدق:
(إِذا مَا قلتُ قافيَةً شَرُوداً ... تنَحَّلَها ابنُ حَمْرَاءِ العِجانِ)
ويُروى: تنَخَّلَها، بِالْخَاءِ، أَي أَخَذَ خِيارَها، وَقَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(وَلم أَتَنَخَّلِ الأشْعارَ فِيهَا ... وَلم تُعجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ)
وَيُقَال: فلانٌ يَنْتَحِلُ مَذْهَبَ كَذَا وقَبيلَةَ كَذَا: إِذا انتسبَ إِلَيْهِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ، فِي قولِهم: انْتحلَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا، مَعْنَاهُ: قد أَلْزَمَه نَفْسَه وَجعله كالمِلْكِ لَهُ، وَهِي الهِبَةُ يُعطاها الإنسانُ. وَنَحَله القَولَ: كَمَنَعه نَحْلاً: إِذا نَسَبَه إِلَيْهِ قَولاً قَالَه غيرُه، وادَّعاهُ عَلَيْهِ، وَيُقَال: نُحِلَ الشاعرُ قَصيدةً: إِذا نُسِبَتْ)
إِلَيْهِ وَهِي من قِبَلِ غيرِه، وَمِنْه حديثُ قَتادَةَ بنِ النُّعْمَان: كَانَ بُشَيْرُ بنُ أُبَيْرِقٍ يقولُ الشِّعرَ ويهجو بِهِ أصحابَ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم ويَنْحُلُه بعضَ العربِ أَي يَنْسُبُه إِلَيْهِ، من النِّحْلَةِ، وَهِي النِّسبَةُ بِالْبَاطِلِ. قَالَ الليثُ: يُقَال: نَحَلَ فلانٌ فلَانا: إِذا سابَّه، فَهُوَ يَنْحَلُه: يُسابُّه، وأنشدَ لطَرفَةَ:
(فَدَعْ ذَا وانْحَلِ النُّعمانَ قَوْلاً ... كَنَحْتِ الفأسِ يُنجِدُ أَو يَغُورُ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا باطلٌ، وَهُوَ تصحيفٌ لنَجَلَ فلانٌ فلَانا، بِالْجِيم: إِذا قَطَعَه بالغِيبَةِ، وأشارَ إِلَيْهِ الصَّاغانِيّ أَيْضا، وكأنّ المُصَنِّف تَبِعَ الليثَ فِيمَا قَالَه، وَلم يَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِ الأَزْهَرِيّ والصَّاغانِيّ، وَهُوَ غريبٌ. نَحَلَ جِسمُه، كَمَنَعَ وعَلِمَ ونَصَرَ وكَرُمَ، نُحولاً، واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الأولى وَالثَّانيَِة، وَقَالَ: الفتحُ أَفْصَحُ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ لِلرَّاعِي: (فكأنَّ أَعْظُمَهُ مَحاجِنُ نَبْعَةٍ ... عُوجٌ قَدُمْنَ فَقَدْ أَرَدْنَ نُحولا)
ذَهَبَ من مرضٍ أَو سفَرٍ، فَهُوَ ناحِلٌ ونَحيلٌ، ج: كَسَكْرى، هُوَ جَمْعُ نَحيلٍ، وأمّا جمعُ ناحِلٍ فنُحَّلٍ، كرُكَّعٍ، وَهِي ناحِلَةٌ من نساءٍ نَواحِلَ، وأمّا قولُ أبي ذُؤَيْبٍ: وكنتُ كَعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنفْنَهُبأَطْرافِها حَتَّى استدَقَّ نُحولُها إنّما أرادَ ناحِلَها فَوَضَعَ المصدرَ موضعَ الِاسْم. وأَنْحَلَه الهَمُّ: أَهْزَلَه. وَجَمَلٌ ناحِلٌ: مَهْزُولٌ دقيقٌ. منَ المَجاز: سَيْفٌ ناحِلٌ: أَي رَقيقٌ، والجمعُ النَّواحِل، وَقيل: النَّواحِل: هِيَ السيوفُ الَّتِي رَقَّتْ ظُباها من كثرةِ الاستعمالِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: السيفُ الناحِل: الَّذِي فِيهِ فُلولٌ فيُسَنُّ مرّةً بعد أُخرى حَتَّى يَرِقَّ ويَرْهَفَ أَثْرَ فُلولِه، وَذَلِكَ أنّه إِذا ضُرِبَ فصمَّمَ انْفَلَّ، فيُحنى القَيْنُ عَلَيْهِ بالمَداوِسِ والصَّقْلِ حَتَّى يُذهِبَ فُلولَه، وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى:
(مَضارِبُها مِن طُولِ مَا ضربوا بهَا ... وَمِنْ عَضِّ هامِ الدارِعينَ نَواحِلَ)
وَنَحْلَةُ: فرَسٌ لكِندَةَ، قَالَ سُبَيْعُ بنُ الخَطيمِ التَّيْميُّ:
(أَرْبَابُ نَحْلَةَ والقُرَيْطِ وساهِمٍ ... إنِّي هنالِكَ آلِفٌ مَأْلُوفُ)
نَحْلَةٌ أَيْضا: فرَسٌ لسُبَيعِ بنِ الخَطيمِ الْمَذْكُور، وَهُوَ القائلُ فِيهِ:
(يقولُ نَحْلَةُ أَوْدِعيني فقُلتُ لهُ ... عَوِّلْ عليَّ بأَبْكارٍ هَراجيبِ)
نَحْلَةُ: ة، قُربَ بَعْلَبَكَّ على ثلاثةِ أَمْيَالٍ، قَالَه نَصْرٌ. وكجُهَيْنة: أَبُو نُحَيْلةَ البَجَليُّ: صحابيٌّ، أَو هُوَ بالخاءِ كَمَا سَيَأْتِي، قَالَ الصَّاغانِيّ، قيل: والأوّلُ أصحُّ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ عبدِ الغنيِّ بنِ سعيدٍ)
الحافظِ، روى عَنهُ أَبُو وائلٍ قولَه لمّا أُصيبَ فِي غَزاةٍ، وَقَالَ بعضُهم: لَا صُحبةَ لَهُ، وَقَالَ المِزِّيُّ: روى عَن جَريرِ بن عَبْد الله حديثَ: بايعْتُ رسولَ اللهِ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم على إقامِ الصَّلَاة روى عَنهُ أَبُو وائلٍ، وَقيل: عَن أبي وائلٍ عَن أبي جَميلةَ عَن جَريرٍ، وَقيل: عَن أبي وائلٍ عَن جَريرٍ نَفْسِه. ونِحْلِين، كغِسْلِين: ة بحلَبَ، مِنْهَا أَبُو مُحَمَّد عامرُ بنُ سَيّارٍ النِّحْلِيُّ، بالكَسْر المُحدِّث، روى عَن فُراتِ بن السائبِ، وَعنهُ عُمرُ بنُ الحسينِ الحلَبيُّ. والنِّحْلَة، بالكَسْر: الدَّعوى، وَمِنْه الانتِحال، وَهُوَ ادِّعاءُ مَا لَا أصلَ لَهُ، أَو ادِّعاءُ مَا لغيرِه، كَمَا تقدّم. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّحَل، مُحَرَّكَةً: لغةٌ فِي النَّحْلِ بالفَتْح، وَبِه قَرَأَ ابنُ وَثّابٍ: وَأوحى ربُّكَ إِلَى النَّحَلِ. ويُجمَعُ الناحِلُ على نُحُولٍ، كشاهدٍ وشُهودٍ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضا قولُ أبي ذُؤَيْبٍ السابقُ: ... . حَتَّى استدَقَّ نُحولُها كأنّه جَعَلَ كلَّ طائفةٍ منَ العَظْمِ ناحِلاً، ثمّ جَمَعَه على فُعولٍ. وَفِي حديثِ أمِّ مَعْبَدٍ: لم تَعِبْهُ نُحْلَةٌ، بالضَّمّ، أَي دِقَّةٌ وهُزالٌ، والنُّحْل: الِاسْم، قَالَ القُتَيبيُّ: لم أَسْمَعْ بالنُّحْلِ فِي غيرِ هَذَا الموضعِ إلاّ فِي العَطيّةِ. وَحَبْلٌ ناحِلٌ: رَقيقٌ. وَقد يُجمَعُ الناحِلُ على النَّحْلِ، وَقيل: هُوَ اسمٌ للجَمعِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّة: ... . نَحْلاً قَتالُها وَقَمَرٌ ناحِلٌ: دَقَّ واسْتَقْوَسَ. وَهُوَ يَنْتَحِلُ كَذَا وَكَذَا: أَي يَدينُ بِهِ. والنِّحْلَة، بالكَسْر: الفَريضةُ، وَقيل: الدِّيانَة، وَيُقَال: مَا نِحْلَتُكَ أَي مَا دِينُك. والنَّحّال: العَسّال. وَنَحَله المرَضُ، كَأَنْحلَه، فَهُوَ مَنْحُولٌ.
نحل النَّحْلُ دَبْرُ العَسَلِ. والنُّحْلُ إِعْطاؤكَ شَيْئاً بلا اسْتِعْواضٍ. ونُحْلُ المَرْأةِ مَهْرُها، وكذلك النِّحْلَةُ. وانْتَحَلَ فلانٌ شِعْرَ فلانٍ ادَّعاه. ونَحِلَ الجِسْمُ نُحُوْلاً فهو ناحِلٌ، وأنْحَلَه الهَمُّ. وسَيْفٌ ناحِلٌ دَقِيقٌ. وجَمَلٌ ناحِلٌ مَهْزُوْلٌ. ويُقال للأهِلَّةِ النُّحْلُ؛ لِدِقَّتِها.
ن ح ل
نحل جسمه نحولاً، وجسم ناحل ونحيل، ونحل نحل، وأنحله المرض ونحّله. ونحل ولده مالاً. ونحلت المرأة زوجها المهر. هذا نحل مني ونحل ونحلان ونحلة وهو العطاء بغير عوض. وقال شعراً فنحله غيره، وانتحل شعر غيره وتنحّله. قال جرير:

إذا ما قلت قافية شروداً ... تنحّلها ابن حمراء العجان

ومن المجاز: سيوف نواحل: رقاق الظبي. وهلال ناحل ونحيل، وأهلّة نحلٌ. قال:

ومجاز معتسف تركت به ... أدم الركاب كأنها النحل

الفَيُّوم

الفَيُّوم:
بالفتح، وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة، وميم:
وهي في موضعين أحدهما بمصر والآخر موضع قريب من هيت بالعراق، فأما التي بمصر فهي ولاية غربية بينها وبين الفسطاط أربعة أيام بينهما مفازة لا ماء بها ولا مرعى مسيرة يومين وهي في منخفض الأرض كالدارة، ويقال إن النيل أعلى منها وإن يوسف الصديق، عليه السّلام، لما ولي مصر ورأى ما لقي أهلها في تلك السنين المقحطة اقتضت فكرته أن حفر نهرا عظيما حتى ساقه إلى الفيّوم وهو دون محمل المراكب وبتشطّط علوّه وانخفاض أرض الفيوم على جميع مزارعها تشرب قراه مع نقصان النيل ثم يتفرّق في نواحي الفيوم على جميع مزارعها لكل موضع شرب معلوم، وذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا هشام بن إسحاق أن يوسف لما ولي مصر عظمت منزلته من فرعون وجازت سنّه مائة سنة، قالت وزراء الملك: إن يوسف ذهب علمه وتغيّر عقله ونفدت حكمته فعنّفهم فرعون وردّ عليهم مقالتهم وأساء اللفظ لهم فكفّوا ثم عاودوه بذلك القول بعد سنين فقال لهم:
هلمّوا ما شئتم من شيء نختبره به، وكانت الفيوم يومئذ تدعى الجوبة وإنما كانت لمصالة ماء الصعيد وفضوله، فاجتمع رأيهم على أن تكون هي المحنة التي يمتحن بها يوسف، فقالوا لفرعون: سل يوسف أن يصرف ماء الجوبة فيزداد بلد إلى بلدك وخراج إلى خراجك، فدعا يوسف وقال: قد تعلم مكان ابنتي فلانة مني فقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا وإني لم أصب لها إلا الجوبة وذاك أنه بليد قريب
لا يؤتى من ناحية من نواحي مصر إلا من مفازة أو صحراء إلى الآن، قال: والفيوم وسط مصر كمثل مصر في وسط البلاد لأن مصر لا تؤتى من ناحية من نواح إلا من صحراء أو مفازة وقد أقطعتها إياها فلا تتركنّ وجها ولا نظرا إلا وبلغته، فقال يوسف: نعم أيها الملك متى أردت ذلك عملته، قال:
إنّ أحبّه إليّ أعجله، فأوحي إلى يوسف أن تحفر ثلاثة خلج: خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا شرقيّا من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا غربيّا من موضع كذا إلى موضع كذا، فوضع يوسف العمّال فحفر خليج المنهي من أعلى أشمون إلى اللّاهون وأمر الناس أن يحفروا اللّاهون وحفر خليج الفيوم وهو الخليج الشرقي وحفر خليجا بقرية يقال لها تيهمت من قرى الفيوم وهو الخليج الغربي فصبّ في صحراء تيهمت إلى الغرب فلم يبق في الجوبة ماء ثم أدخلها الفعلة تقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها، وكان ذلك في ابتداء جري النيل، وقد صارت الجوبة أرضا نقيّة برّيّة فارتفع ماء النيل فدخل في رأس المنهي فجرى فيه حتى انتهى إلى اللّاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل خليجها فسقاها فصارت لجة من النيل، وخرج الملك ووزراؤه إليه وكان هذا في سبعين يوما فلما نظر الملك إليه قال لوزرائه: هذا عمل ألف يوم، فسميت بذلك الفيوم، وأقامت تزرع كما تزرع غوائط مصر ثم بلغ يوسف قول الوزراء له فقال للملك:
إن عندي من الحكمة غير ما رأيت، فقال الملك:
وما هو؟ قال: أنزل الفيوم من كل كورة من كور مصر أهل بيت وآمر كلّ أهل بيت أن يبنوا لأنفسهم قرية فكانت قرى الفيوم على عدد كور مصر فإذا فرغوا من بناء قراهم صيرت لكل قرية من الماء بقدر ما أصيّر لها من الأرض لا يكون في ذلك زيادة عن أرضها ولا نقصان، وأصير لكل قرية شرب زمان لا ينالهم الماء إلا فيه، وأصير مطأطئا للمرتفع ومرتفعا للمطأطئ بأوقات من الساعات في الليل والنهار، وأصير لها قبضين فلا يقصر بأحد دون قدره ولا يزداد فوق قدره، فقال فرعون: هذا من ملكوت السماء؟ قال: نعم، فأمر يوسف ببنيان القرى وحدّ لها حدودا وكانت أول قرية عمّرت بالفيوم يقال لها شنانة، وفي نسخة شانة، كانت تنزلها ابنة فرعون، ثم أمر بحفر الخليج وبنيان القناطر، فلما فرغ من ذلك استقبلوا وزن الأرض ووزن الماء ومن يومئذ وجدت الهندسة ولم يكن الناس يعرفونها قبل ذلك، وقال ابن زولاق: مدينة الفيوم بناها يوسف الصديق بوحي فدبّرها وجعلها ثلاثمائة وستين قرية يجيء منها في كل يوم ألف دينار، وفيها أنهار عدد أنهار البصرة، وكان فرعون يوسف وهو الرّيّان بن الوليد أحضر يوسف من السجن واستخلصه لنفسه وحمله وخلع عليه وضرب له بالطبل وأشاع أن يوسف خليفة الملك فقام له في الأمر كله ثم سعي به بعد أربعين سنة فقالوا قد خرف فامتحنه بإنشاء الفيوم فأنشأها بالوحي فعظم شأن يوسف وكان يجلس على سرير فقال له الملك: اجعل سريرك دون سريري بأربع أصابع، ففعل، وحدّثني أحمد بن محمد بن طرخان الكاتب قال: عقدت الفيوم لكافور في سنة 355 ستمائة ألف وعشرين ألف دينار، وفي الفيوم من المباح الذي يعيش به أهل التعفف ما لا يضبط ولا يحاط بعلمه، وقيل: إن عرضه سبعون ذراعا، وقيل:
بني بالفيوم ثلاثمائة وستون قرية وقدّر أن كل قرية تكفي أهل مصر يوما واحدا، وعمل على أن مصر إذا لم يزد النيل اكتفى أهلها بما يحصل من زراعتها،
وأتقن ذلك وأحكمه وجرى الأمر عليه مدة أيامه وزرعت بعده النخيل والبساتين فصارت أكثر ولايتها كالحديقة، ثم بعد تطاول السنين وإخلاق الجدّة تغيرت تلك القوانين باختلاف الولاة المتملكين فهي اليوم على العشر مما كانت عليه فيما بلغني، وقيل: إن مروان ابن محمد بن مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية قتل ببعض نواحيها، وقال أعرابيّ في فيوم العراق:
عجبت لعطّار أتانا يسومنا ... بدسكرة الفيوم دهن البنفسج
فويحك يا عطار! هلّا أتيتنا ... بضغث خزامى أو بخوصة عرفج
كأنّ هذا الأعرابي أنكر على العطار أن جاءه بما هو موجود بالفيوم وسأله أن يأتيه بما ألفه في صحاريه.

التّصوّف

التّصوّف:
[في الانكليزية] Soufism (mysticism)
[ في الفرنسية] Soufisme (mysticisme)
هو التخلّق بالأخلاق الإلهية. وخرقة التصوف هي ما يلبسه المريد من يد شيخه الذي يدخل في إرادته ويتوب على يده لأمور منها:
التزيي بزيّ المراد ليتلبّس باطنه بصفاته كما يتلبّس ظاهره بلباسه وهو لباس التقوى ظاهرا وباطنا. قال الله تعالى قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ومنها وصول بركة الشيخ الذي ألبسه من يده المباركة إليه. ومنها نيل ما يغلب على الشيخ في وقت الإلباس من الحال الذي يرى الشيخ ببصيرته النافذة المنوّرة بنور القدس وأنه يحتاج إليه لرفع حجبه العائقة وتصفية استعداده فإنّه إذا وقف على حال من يتوب على يده علم بنور الحق ما يحتاج إليه، فيستنزل من الله ذلك حتى يتصف قلبه به فيسري من باطنه إلى باطن المريد. ومنها المواصلة بينه وبين الشيخ به فيبقى بينهما الاتصال القلبي والمحبة دائما ويذكّره الاتباع على الأوقات في طريقته وسيرته وأخلاقه وأحواله حتى يبلغ مبلغ الرجال، فإنّه أب حقيقي كما قال عليه الصلاة والسلام «الآباء ثلاثة أب ولدك وأب علّمك وأب ربّاك»، هكذا في الاصطلاحات الصوفية.
قيل التصوّف الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا فيرى حكمها من الظاهر في الباطن، وباطنا فيرى حكمها من الباطن في الظاهر فيحصل للمتأدّب بالحكمين كمال. وقيل التصوّف مذهب كلّه جدّ فلا يخلطوه بشيء من الهزل. وقيل هو تصفية القلب عن موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدّعاوي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلّق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على السرمدية، والنصح لجميع الأمة والوفاء لله تعالى على الحقيقة، واتّباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الشريعة. وقيل ترك الاختيار وقيل بذل المجهود والأنس بالمعبود. وقيل حفظ حواشيك من مراعاة أنفاسك. وقيل الإعراض عن الاعتراض. وقيل هو صفاء المعاملة مع الله تعالى، وأصله التفرّغ عن الدنيا. وقيل الصبر تحت الأمر والنهي.
وقيل خدمة التشرّف وترك التكلّف واستعمال التطرّف. وقيل الأخذ بالحقائق والكلام بالدقائق والإياس بما في أيدي الخلائق، كذا في الجرجاني.
اعلم أنّه قيل إنّ التصوّف مأخوذ من الصّفاء وهو محمود في كل لسان، وضدّه الكدورة وهو مذموم في كل لسان. وفي الخبر ورد أنّ النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ذهب صفاء الدنيا ولم يبق إلا كدرها».

إذن: الموت يعتبر اليوم تحفة لكلّ مسلم.
وقد اشتق ذلك الاسم من الصّفاء حتى صار غالبا على رجال هذه الطائفة؛ أمّا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فكان اسم الصحابة هو ما يطلق على أكابر الأمّة، ثم كانت الطبقة التالية طبقة التابعين، ثم كانت الطبقة الثالثة أتباع التابعين، ثم صار يطلق على من يعتنون بأمر الدين أكثر من غيرهم اسم الزّهاد والعبّاد، ثم بعد ظهور أهل البدع وادعائهم الزهد والعبادة انفرد أهل السّنّة بتسمية الخواصّ منهم ممن يراعون الأنفاس باسم الصوفية. وقد اشتهروا بهذا الاسم، حتى إنهم قالوا: إنّ اطلاق هذا الاسم على الأعلام إنّما عرف قبل انقضاء القرن الثاني للهجرة.

وجاء في توضيح المذاهب: أمّا التصوّف في اللغة فهو ارتداء الصوف وهو من أثر الزّهد في الدنيا وترك التنعّم. وفي اصطلاح أهل العرفان: تطهير القلب من محبة ما سوى الله، وتزيين الظاهر من حيث العمل والاعتقاد بالأوامر والابتعاد عن النواهي، والمواظبة على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء الصوفية هم أهل الحق، ولكن يوجد قسم منهم على الباطل ممّن يعــدّون أنفسهم صوفية وليسوا في الحقيقة منهم، وهؤلاء عدّة من الفرق إليك بعض أسمائها: الجبية والأوليائية والشمراخية والإباحية والحالية والحلولية والحورية والواقفية والمتجاهلية والمتكاسلية والإلهامية.
وما تسمية هؤلاء بالصوفية إلا من قبيل إطلاق السّيد على غير السّيد. وأمّا مراتب الناس على اختلاف درجاتهم فعلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الواصلون الكمّل وهم الطبقة العليا.

القسم الثاني: السالكون في طريق الكمال، وهؤلاء هم الطبقة الوسطى.

والقسم الثالث: سكان الأرض والحفر (أهل المادة) «اللاصقون بالتراب» وهؤلاء هم الطبقة السفلى التي غايتها تربية البدن بتحصيل الحظوظ المادّية كالشهوات النّفسانية والمتع الشّهوانية وزينة اللباس، وليس لهم من العبادات سوى حركة الجوارح الظاهرية.
وأما القسم الأول الواصلون فهم أيضا قسمان:

الأول: وهم مشايخ الصوفية الذين حصّلوا مرتبة الوصول بسبب كمال متابعتهم واقتدائهم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك أذن لهم بدعوة الناس إلى سلوك طريق اقتفاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء هم الكاملون والمكمّلون الذين وصلوا بالعناية الإلهية إلى ميدان البقاء بعد ما فنوا عن ذواتهم واستغرقوا في عين الجمع.
وأمّا القسم الثاني من الفئة الأولى فهم الذين بعد وصولهم إلى درجة الكمال لم يؤذن لهم بإرشاد عامّة النّاس، وصاروا غرقى في بحر الجمع، وفنوا في بطن حوت الفناء ولم يصلوا إلى ساحل البقاء.

وأمّا السالكون فهم أيضا قسمان:
1 - الطالبون لوجه الله. 2 - والطالبون للجنّة والآخرة.

فأمّا الطالبون لوجه الحقّ فهم طائفتان:
المتصوّفة الحقيقيون والملامتيّة. والمتصوفة الحقيقيون هم جماعة تنزّهوا عن نقص الصفات البشرية. واتصفوا ببعض أحوال الصوفية، واقتربوا من نهايات مقاماتهم، إلّا أنّهم ما زالوا متشبّثين ببعض أهواء النفوس، ولهذا لم يدركوا تماما نهاية الطريق كأهل القرب من الصوفية.
وأمّا الملامتية فهم قوم يسعون بكلّ جدّ في رعاية معنى الإخلاص ودون ضرورة كتم طاعاتهم وعباداتهم عن عامة النّاس. كما يكتم العاصي معصيته، فهم خوفا من شبهة الرّياء يتحرّزون عن إظهار عباداتهم وطاعاتهم. ولا يتركون شيئا من أعمال البرّ والصّلاح، ومذهبهم المبالغة في تحقيق معنى الإخلاص.

وقال بعضهم: الملامتيّة لا يظهرون فضائلهم ولا يسترون سيئاتهم، وهذه الطائفة نادرة الوجود. ومع ذلك لم يزل حجاب الوجود البشري عن قلوبهم تماما، ولهذا فهم محجوبون عن مشاهدة جمال التوحيد. لأنّهم حين يخفون أعمالهم فهم ما زالوا ينظرون إلى قلوبهم. بينما درجة الكمال أن لا يروا أنفسهم ولا يبالوا بها وأن يستغرقوا في الوحدة. قال الشاعر:
ما هو الغير؟ وأين الغير؟ واين صورة الغير؟ فلا والله ما ثمّة في الوجود سوى الله.
والفرق بين الملامتيّة والصوفية هو أنّ الصوفية جذبتهم العناية الإلهية عن وجودهم فألقوا حجاب الخلقة البشرية والأنانية عن بصيرة شهودهم فوصلوا إلى درجة غابوا منها عن أنفسهم وعن الخلق. فإذن الملامتية مخلصون بكسر اللام، والصوفية مخلصون بفتح اللام. أي أنّ الملامتيّة يخلّصون أعمالهم من شائبة الرّياء بينما الصوفية يستخلصهم الله تعالى.

وأمّا طلّاب الآخرة فهم أربعة طوائف:

الزّهاد والفقراء والخدام والعبّاد. أمّا الزهاد:
فهم الذين يشاهــدون بنور الإيمان حقيقة الآخرة وجمال العقبى، ويعــدّون الدنيا قبيحة ويعرضون عن مقتضيات النفس بالكلية، ويقصــدون الجمال الأخروي.
والفرق بينهم وبين الصوفية هو أنّ الزاهد بسبب ميله لحظّ نفسه فهو محجوب عن الحق، وذلك لأنّ الجنة دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. بينما الصوفية لا يتعلّق نظرهم بشيء سوى الله.
وأمّا الفقراء منهم طائفة لا يميلون إلى تملّك أيّ شيء من حطام الدنيا. وذلك بسبب رغبتهم فيما عند الله. وعلّة ذلك واحد من ثلاثة أشياء: الأمل بفضل الله، أو تخفيفا للحساب أو خوفا من العقاب، لأنّ حلالها حساب وحرامها عقاب، والأمل بفضل الله ثواب ويدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام. ورغبة في جمع همتهم في طلب العبادة مع حضور القلب فيها. والفرق بين الملامتيّة والفقراء هو أنّ الفقراء طلاب للجنة وفيها حظّ للنفس، بينما الملامتية طلاب الحق. وهذا الفقر رسم أي عادة تأتي بعد درجة الفقر وهو مقام فوق مقام الملامتية والمتصوّفة، وهو وصف خاص بالصوفي لأنّه وإن تكن مرتبته وراء مرتبة الفقر لكن خلاصة مقام الفقر مندرجة فيه ذلك أنّ أي مقام يرتقي الصوفي فوقه فإنّه يحتفظ بصفاء ذلك المقام. فإذن صفة الفقر في مقام الصوفي وصف زائد. وذلك هو السبب في كون نسبة جميع الأحوال والأعمال والمقامات لغير نفسه وعدم تملّكها، بحيث لا يرى لنفسه عملا ولا حالا ولا مقاما. ولا يخصّص نفسه بشيء. بل ليس عنده خبر عن ذاته. وهذه حقيقة الفقر.
والفرق بين الفقر والزهد هو أنّ الفقر بــدون وجود الزهد ممكن، وذلك مثل شخص يترك الدنيا بعزم ثابت، ولكنّه ما زال باطنا راغبا فيها. وكذلك الزّهد بــدون فقر ممكن أيضا.
ومثاله شخص يملك الأسباب الدنيوية ولكنه غير راغب فيها.
أمّا الخدّام فهم طائفة اختارت خدمة الفقراء وطلاب الحق، ويشغلون أوقاتهم بعد القيام بالفرائض بمحاولة تفريغ خواطرهم من الاهتمام بأمور المعاش، والتعاون على الاستعداد للقيام بأمر المعاد. ويقدّمون هذا على النوافل سواء بالكسب أو بالسؤال.
أمّا العبّاد فهم طائفة تواظب على أداء الفرائض والنوافل والأوراد طلبا للثواب الأخروي. وهذا الوصف أيضا موجود في الصوفي ولكنّه يتنزّه عن طلب الثّواب والأغراض، لأنّ الصوفي الحق يعبد الحق لذاته.
والفرق بين العباد والزهاد هو أنّهم مع قيامهم بالعبادات فإنّ الرغبة بالدنيا يمكن أن تظل موجودة.
والفرق بين العباد والفقراء هو أنّ الغنيّ يستطيع أن يكون من العبّاد. فإذن صار معلوما أنّ الواصلين طائفتان فقط بينما السالكون هم ست طوائف ولكلّ واحد من هذه الطوائف الثماني اثنان متشبهان به، أحدهما محقّ والثاني مبطل.
أمّا المشبّه بالصوفية بحقّ فهم الصوفية الذين اطلعوا وتشوّقوا إلى نهايات أحوال الصوفية، ولكنهم بسبب القلق ببعض الصّفات منعوا من بلوغ مقصدهم وأمّا المتشبّه بالصوفية بالباطل منهم جماعة يتظاهرون بأحوال الصوفية، ولكنهم لا يعملون بأعمالهم، وهؤلاء هم الباطنيّة والإباحية والصاحبية، ويسمّون أنفسهم متصوّفة، ويقولون: إنّ التقيّد بأحكام الشرع إنما هو للعوام الذين يرون ظاهر الأمور. أمّا الخواص فليسوا مضطرّين للتقيّد برسوم الظاهر، وإنما عليهم مراعاة أحوالهم الباطنية.
وأمّا المتشبّه المحقّ بالمجاذيب الواصلين فهم طائفة من أهل السلوك الذين ما زالوا يجاهــدون في قطع منازل السلوك وتصفية النفوس، وما زالوا مضطربين في حرارة الطّلب وقبل ظهور كشف الذات، والاستقرار في مقام الفناء، فأحيانا تلمع ذواتهم بالكشف، ولا زال باطنهم يتشوّق لبلوغ هذا المقام.
وأمّا المتشبّه المبطل بالمجاذيب الواصلين فهم طائفة تدّعي الاستغراق في بحر الفناء، ويتنصّلون من حركاتهم وسكناتهم ويقولون: إنّ تحريك الباب بــدون محرّك غير ممكن. وهذا المعنى على صحته لكنه ليس موجودا عند تلك الطائفة لأنّ هدفهم هو التمهيد للاعتذار عن المعاصي والإحالة بذلك على إرادة الحقّ، ودفع اللّوم عنهم. وهؤلاء هم الزنادقة. ويقول الشيخ عبد الله التّستري: إذا قال هذا الكلام أحد وكان ممن يراعي أحكام الشريعة ويقوم بواجبات العبودية فهو صديق وأما إذا كان لا يبالي بالمحافظة على حدود الشرع فهو زنديق.
وأمّا المتشبّه المحق بالملامتيّة فهم طائفة لا يبالون بتشويش نظر الناس ومعظم سعيهم في إبطال رسوم العادات والانطلاق من قيود المجتمع، وكلّ رأسمالهم هو فراغ البال وطيب القلب، ولا يبالون برسوم وأشكال الزّهاد والعبّاد ولا يكثرون من النوافل والطاعات، ويحرصون فقط على أداء الفرائض، وينسب إليهم حبّ الاستكثار من أسباب الدنيا ويقنعون بطيب القلب ولا يطلبون على ذلك زيادة وهؤلاء هم القلندرية. وهذه الطائفة تشبه الملامتيّة بسبب اشتراكهما في صفة البعد عن الرّياء.

والفرق بين هؤلاء وبين الملامتيّة هو: أنّ الملامتيّة يؤــدّون الفرائض والنوافل دون إظهارها للناس. أمّا القلندرية فلا يتجاوزون الفرائض، ولا يبالون بالناس سواء اطلعوا على أحوالهم أم لا.
وأمّا الطّائفة التي في زماننا وتحمل اسم القلندريّة وقد خلعوا الإسلام من ربقتهم، وليس لهم شيء من الأوصاف السابقة، وهذا الاسم إنّما يطلق عليهم من باب الاستعارة، والأجدر أن يسمّوا بالحشويّة. وأمّا المتشبّهون باطلا بالملامتيّة فهم طائفة من الزنادقة يدعون الإسلام والإخلاص، ولكنّهم يبالغون في إظهار فسقهم وفجورهم ومعاصيهم، ويدّعون أنّ غرضهم من ذلك هو لوم الناس لهم، وأنّ الله سبحانه غني عن طاعتهم، ولا تضرّه معصية العباد. وإنّما المعصية تضرّ الخلق فقط والطاعة هي في الإحسان إلى الناس.
وأمّا المتشبّهون بالزّهاد بحق فهم طائفة لا تزال رغبتها في الدنيا قائمة يحاولون الخلاص من هذه الآفة دفعة واحدة، وهؤلاء هم المتزهــدون. وأمّا المتشبّهون باطلا بالزّهاد فهم طائفة يتركون زينة الدنيا من أجل الناس لينالوا بذلك الجاه والصّيت لديهم، وتجوز هذه الخدعة على بعضهم فيظنونهم معرضين عن الدنيا.
وحتّى إنّهم يخدعون أنفسهم بأنّ خواطرهم غير مشغولة بطلب الدنيا، بدليل إعراضهم عنها وهؤلاء هم المراءون.
وأمّا المتشبّهون بالفقراء بحقّ فهم الذين يبدو عليهم ظاهر وسيماء أهل الفقر، وفي باطنهم يطلبون حقيقة الفقر، إلّا أنّهم لم يتخلّصوا تماما من الميل للدنيا وزينتها ويتحمّلون مرارة الفقر بتكلّف، بينما الفقير الحقيقي يرى الفقر نعمة إلهية، لذلك فهو يشكر هذه النعمة على الدوام.
وأمّا المتشبّه بالباطل بالفقراء فهو ذلك الذي ظاهره ظاهر أهل الفقر وأمّا باطنه فغير مدرك لحقيقة الفقر، وغرضه القبول لدى الناس لكي ينتفع منهم بشيء من الدنيا، وهذه الطائفة هي مرائية أيضا وأمّا المتشبّهون بالخدام بحق فهم الذين يقومون دائما بخدمة الخلق، ويأملون أن ينالوا بذلك سببا في النجاة يوم القيامة. وفي تخليصهم من شوائب الميل والهوى والرّياء.
ولكنّهم لمّا يصلوا بعد إلى حقيقة ذلك. فحين تقع بعض خدماتهم في مكانها فبسبب غلبة نور الإيمان وإخفاء النفس فإنّهم يتوقّعون المحمدة والثّناء مع ذلك، وقد يمتنعون عن أداء بعض الخدمات لبعض المستحقّين، ويقال لمثل هذا الشخص متخادم.
وأمّا المتشبّهون بالخدام باطلا فهم الذين لا يخدمون بنيّة الثّواب الأخروي، بل إنّ خدمتهم من أجل الدنيا فقط، لكي يستجلبوا الأقوات والأسباب، فإن لم تنفعهم الخدمة في تحصيل مرادهم تركوها.
إذن فخدمة أحدهم مقصورة على طلب الجاه والجلال وكثرة الأتباع، وإنّما نظره في الخدمة العامّة فمن أجل حظّ نفسه، ومثل هذا يسمّى مستخدما.
وأمّا المتشبّه بالعابد حقيقة فهو الرجل الذي ملأ أوقاته بالعبادة حتى استغرق فيها، ولكنه بسبب عدم تزكية نفسه فإنّ طبيعته البشرية تغلبه أحيانا، فيقع بعض الفتور في أعماله وطاعاته، ويقال لمن لم يجد بعد لذّة العبادة وما زال يجاهد نفسه في أدائها إنّه متعبّد.
وأمّا المتشبّه المبطل بالعابد فهو من جمل المرائين، لأنّ هدفه من العبادة هو السّمعة بين الناس، وليس في قلبه إيمان بالآخرة، وما لم ير الناس منه أعماله فلا يؤدّي منها شيئا. ويقال أيضا لهذا وأمثاله متعبّد. انتهى ما في توضيح المذاهب.

ويقول في مرآة الأسرار: إنّ طبقات الصوفية سبعة: الطالبون والمريــدون والسالكون والسائرون والطائرون والواصلون، وسابعهم القطب الذي قلبه على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو وارث العلم اللّدني من النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس، وهو صاحب لطيفة الحق الصحيحة ما عدا النبي الأمّي.
والواصل هو الشخص الذي أصبحت قواه اللطيفة مزكّاة على لطيفة الحق.
والطائر هو الذي وصل إلى اللطيفة الروحية.
والسائر هو الذي يكون صاحب قوى مزكية للّطيفة السرية.
والسالك هو من يكون صاحب قوى مزكية للطيفة القلبية.
والمريد هو صاحب قوى مزكية للطيفته النفسية.
والطالب هو صاحب قوى مزكية للطيفته الخفية الجسمية.
وتبلغ عدّة أفراد هذه الطائفة 360 شخصا مثل أيام السنة الشمسية.

ويقولون: إنّ رجال الله هم الأقطاب والغوث والإمامان اللذان هما وزيرا القطب والأوتاد والأبدال والأخيار والأبرار والنّقباء والنّجباء والعمدة والمكتومون والأفراد أي المحبوبون.
والنّقباء ثلاثمائة شخص واسم كلّ منهم علي.
والنّجباء سبعون واسم كل واحد منهم حسن.
والأخيار سبعة واسم كلّ منهم حسين.
والعمدة أربعة واسم كلّ منهم محمد.
والواحد هو الغوث واسمه عبد الله. وإذا مات الغوث حلّ محله أحد العمدة الأربعة، ثم يحلّ محلّ العمدة واحد من الأخيار، وهكذا يحلّ واحد من النجباء محلّ واحد من الأخيار ويحلّ محلّ أحد النقباء الذي يحلّ محله واحد من الناس.
وأمّا مكان إقامة النّقباء في أرض المغرب أي السويداء واليوم هناك من الصبح إلى الضحى وبقية اليوم ليل. أمّا صلاتهم فحين يصل الوقت فإنّهم يرون الشمس بعد طي الأرض لهم فيؤــدّون الصلاة لوقتها.
وأمّا النجباء فمسكنهم مصر. وأمّا الأخيار فهم سيّاحون دائما ولا يقرون في مكان. وأمّا العمدة الأربعة ففي زوايا الأرض. وأمّا الغوث فمسكنه مكة، هذا غير صحيح. ذلك لأنّ حضرة السيّد عبد القادر الجيلاني رحمه الله وكان غوثا إنّما أقام في بغداد. هذا وتفصيل أحوال الباقي فسيأتي في مواضعه. ويقول في توضيح المذاهب، المكتومون أربعة آلاف رجل ويبقون مستورين وليسوا من أهل التصرّف. أمّا الذين هم من أهل الحلّ والعقد والتصرّف وتصدر عنهم الأمور وهم مقرّبون من الله فهم ثلاثمائة. وفي رواية خلاصة المناقب سبعة. ويقال لهم أيضا أخيار وسيّاح ومقامهم في مصر. وقد أمرهم الحقّ سبحانه بالسّياحة لإرشاد الطالبين والعابدين. وثمّة سبعون آخرون يقال لهم النّجباء، وهؤلاء في المغرب، وأربعون آخرون هم الأبدال ومقرّهم في الشام، وثمّة سبعة هم الأبرار وهم في الحجاز. وثمّة خمسة رجال يقال لهم العمدة لأنّهم كالأعمدة للبناء والعالم يقوم عليهم كما يقوم المنزل على الأعمدة. وهؤلاء في أطراف العالم. وثمّة أربعون آخرون هم الأوتاد الذين مدار استحكام العالم بهم. كما الطناب بالوتد.
وثلاثة آخرون يقال لهم النّقباء أي نقباء هذه الأمّة. وثمة رجل واحد هو القطب والغوث الذي يغيث كلّ العالم. ومتى انتقل القطب إلى الآخرة حلّ مكانه آخر من المرتبة التي قبله بالتسلسل إلى أن يحلّ رجل من الصلحاء والأولياء محل أحد الأربعة.

وفي كشف اللغات يقول: الأولياء عدة أقسام: ثلاثمائة منهم يقال لهم أخيار وأبرار، وأربعون: يقال لهم الأبدال وأربعة يسمّون بالأوتاد، وثلاثة يسمّون النقباء، وواحد هو المسمّى بالقطب انتهى.

ويقول أيضا في كشف اللغات: النّجباء أربعون رجلا من رجال الغيب القائمون بإصلاح أعمال الناس. ويتحمّلون مشاكل الناس ويتصرّفون في أعمالهم. ويقول في شرح الفصوص: النّجباء سبعة رجال، يقال لهم رجال الغيب، والنقباء ثلاثمائة ويقال لهم الأبرار.
وأقلّ مراتب الأولياء هي مرتبة النقباء.
وأورد في مجمع السلوك أنّ الأولياء أربعون رجلا هم الأبدال، وأربعون هم النقباء، وأربعون هم النجباء، وأربعة هم الأوتاد، وسبعة هم الأمناء، وثلاثة هم الخلفاء.
سادات الخلق). وقال أبو عثمان المغربي: البدلاء أربعون والأمناء سبعة والخلفاء من الأئمة ثلاثة، والواحد هو القطب: فالقطب عارف بهم جميعا ومشرق عليهم ولم يعرفه أحد ولا يتشرق عليه، وهو إمام الأولياء والثلاثة الذين هم الخلفاء من الأئمة يعرفون السبعة ويعرفون الأربعين وهم البدلاء، والأربعون يعرفون سائر الأولياء من الأئمة ولا يعرفهم من الأولياء أحد، فإذا نقص واحد من الأربعين أبدل مكانه من الأولياء، وكذا في السبع والثلاث والواحد إلّا أن يأتي بقيام الساعة انتهى.
وفي الإنسان الكامل أمّا أجناس رجال الغيب فمنهم من بني آدم ومنهم من هو من أرواح العالم وهم ستة أقسام مختلفون في المقام. القسم الأول هم الصنف الأفضل والقوم الكمّل أفراد الأولياء المقتفون آثار الأولياء غابوا من عالم الأكوان في الغيب المسمّى بمستوى الرحمن فلا يعرفون ولا يوصفون وهم آدميون.
والقسم الثاني هم أهل المعاني وأرواح الأداني يتنوّر الولي بصورهم فيكلّم الناس في الظاهر والباطن ويخبرهم فهم أرواح كأنّهم أشباح للقوة الممكنة في التصوير في الذين سافروا من عالم الشهود ووصلوا إلى فضاء غيب الوجود فصار عينهم شهادة وأنفاسهم عبادة، هؤلاء هم أوتاد الأرض القائمون لله بالسّنة والفرض. القسم الثالث ملائكة الإلهام والبواعث يطرقون الأولياء ويكلّمون الأصفياء لا يبرزون إلى عالم الأجسام ولا يعرفون بعوام الناس. القسم الرابع رجال المفاجأة في المواقع وإنّما يخرجون عن عالمهم ولا يوجــدون في غير عالمهم، ولا يوجــدون في غير معالمهم يتصوّرون بسائر الناس في عالم الأجسام، وقد يدخل أجل الصفا إلى ذلك الكوى فيخبرونهم بالمغيبات والمكتومات.
القسم الخامس رجال البسابس هم أهل الخطوة في العالم وهم من أجناس بني آدم يظهرون ويكلمونهم فيجيبون أكثرهم، وسكنى هؤلاء في الجبال والقفار والأودية وأطراف الأنهار إلّا من كان منهم متمكنا فإنّه يأخذ من المدن مسكنا غير متشوّق إليه ولا معوّل عليه. القسم السادس يشبهون الخواطر لا الوساوس هم المولّــدون من أب التفكّر وأم التصوّر لا يعبأ بأقوالهم ولا يتشوّق إلى أمثالهم فهم بين الخطأ والصواب وهم أهل الكشف والحجاب.

لعن

لعن
لعَنَ يلعَن، لَعْنًا، فهو لاعن، والمفعول مَلْعون ولعين
• لعَنه اللهُ: طرده وأبعده من الخير "لعَنه أهلُه- {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} - {إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا}: طردهم وأبعدهم عن الخير بسخط وغضب" ° الشَّجرة الملعونة: شجرة الزقّوم، أي: الملعون آكلها، وقيل: هي التي كرهها ولعنها كلُّ مَنْ ذاقها.
• لعَن فلانًا:
1 - سبَّه ونعته بالخِزْي والعار " {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} " ° أمرٌ لاعِن: جالب للَّعْن وباعث عليه- اللاّعنان: التغوّط على قارعة الطريق وفي ظلِّ الشّجرة.
2 - دعا بالشّرِّ عليه، أي قال: لعنة الله عليه "لعنوا قاتلَ أخيه". 

تلاعنَ يتلاعن، تلاعُنًا، فهو مُتلاعِن
• تلاعن الشَّخصان: تشاتما، سبَّ كُلُّ واحدٍ منهما الآخرَ.
• تلاعن الشَّخصُ: تلاعب وتماجن.
• تلاعن الزَّوجان: أثبت كُلٌّ منهما صِدْقَ دعواه بشريعة اللِّعان. 

لاعنَ يلاعن، لِعانًا ومُلاعَنةً، فهو مُلاعِن، والمفعول مُلاعَن (للمتعدِّي)
• لاعن القاضي بين الزَّوجين: قضى باللِّعان.
• لاعن الرَّجُلُ زوجتَه: برَّأ نفسَه باللِّعان من حَدِّ قذفها بالزِّنى. 

لِعان [مفرد]:
1 - مصدر لاعنَ.
2 - (فق) أن يُقْسِم الزَّوجُ أربَع مرَّاتٍ على صِدْقِه في قَذْف زوجتِه بالزِّنى والخامسة باستحقاقه لعنة الله إن كان من الكاذبين، وبذلك يُبَرَّأ من حَدِّ القذف، ثُمَّ تُقْسِمُ الزَّوجةُ أربعَ مرَّات على كذب زوجها، والخامسة باستحقاقها غضب الله إن كان صادقًا، فتُبَرَّأ من حدِّ الزِّنى. 

لَعّان [مفرد]: صيغة مبالغة من لعَنَ: كثير السِّباب والشتم "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ وَلاَ لَعَّانٍ وَلاَ فَاحِشٍ وَلا بَذِيءٍ [حديث] ". 

لَعْن [مفرد]: مصدر لعَنَ ° أَبَيْتَ اللَّعْنَ: عبارةٌ كانت العربُ تُحَيّي بها ملوكها في الجاهليّة، ومعناها: لا فعلتَ ما تستوجبُ به اللَّعْنَ. 

لَعْنَة [مفرد]: ج لَعَنات ولَعْنات ولِعان: اسم مرَّة من لعَنَ: سَبَّة "لعنَه لعنةً واحدة".
• لَعْنَةُ اللهِ: عذابُه، والطّرد من رحمته وخيره " {أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ". 

لُعْنة [مفرد]: ج لُعُنات ولُعْنات ولُعَن: من يلعنه الناسُ لشرّه "فلان لُعْنَة". 

لُعَنَة [مفرد]: ج لُعَن: كثير اللَّعن للنَّاس "رجلٌ لُعَنَة". 

لَعين [مفرد]: ج لُعناءُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من لعَنَ: ملعونٌ، أي مَنْ يَلْعَنُه كُلُّ أحدٍ "لِصٌّ/ سكِّير لَعينٌ".
2 - مطرود مشئوم "هو لَعين أهله".
3 - ما يُنْصَب للزَّرع كهيئة رَجُلٍ تُسْتَطرد بها الوحوش والطُّيور، ويقال له أيضًا: الفزَّاعة أو الخوَّافة أو خيال المآتة.
• اللَّعين: الشَّيطانُ؛ لأنّه أُبعد من رحمة الله تعالى "وسوس له اللَّعينُ". 

مَلْعَنة [مفرد]: ج مَلاعنُ: فَعْلَة يُلْعَن عليها صاحبُها "اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَة [حديث]: التَّغوّط على قارعة الطَّريق، أو في ظِلِّ الشَّجرة، أو جانب النَّهر، فإذا مرَّ بها النَّاسُ لعنوا فاعله". 
اللعن من الله: هو إبعاد العبد بسخطه، ومن الإنسان: الدعاء بسخطه.

لعن



لُعْنَةٌ A man who is much cursed. (TA in art. خدع.) لَعِينٌ The base, or lower part, of a raceme of a palm-tree. (TA in art. عهن.)
ل ع ن: (اللَّعْنُ) الطَّرْدُ وَالْإِبْعَادُ مِنَ الْخَيْرِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (اللَّعْنَةُ) الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ (لِعَانٌ) وَ (لَعَنَاتٌ) وَالرَّجُلُ (لَعِينٌ) وَ (مَلْعُونٌ) وَالْمَرْأَةُ (لَعِينٌ) أَيْضًا. وَ (الْمُلَاعَنَةُ) وَ (اللِّعَانُ) الْمُبَاهَلَةُ. وَ (الْمَلْعَنَةُ) قَارِعَةُ الطَّرِيقِ وَمَنْزِلُ النَّاسِ وَفِي الْحَدِيثِ: «اتَّقُوا (الْمَلَاعِنَ) » يَعْنِي عِنْدَ الْحَدَثِ. وَرَجُلٌ (لُعَنَةٌ) يَلْعَنُ النَّاسَ كَثِيرًا وَ (لُعْنَةٌ) بِالسُّكُونِ يَلْعَنُهُ النَّاسُ. 
[لعن] اللَعْنُ: الطردُ والإبعادُ من الخير. واللَعْنَةُ الاسم، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ. والرجل لَعينٌ ومَلْعونٌ، والمرأة لَعينٌ أيضاً. واللَعينُ: الممسوخ. والرجل اللعين: شئ ينصب وسط المزارع تُستَطرَد به الوحوش. قال الشماخ: ذَعَرْتُ به القَطا ونفيتُ عنه * مَقامَ الذِئبِ كالرجلِ اللَعينِ والمُلاعَنَةُ واللعان: المباهلة. الملعنة: قارعة الطريق ومَنزلُ الناس. وفي الحديث: " اتَّقوا الملاعن " يعنى عند الحدث. ورجل لُعَنَةٌ: يَلْعَنُ الناس كثيراً، ولُعْنَةٌ، بالسكين: يلعنه الناس.

لعن


لَعَنَ(n. ac. لَعْن)
a. Cursed, imprecated, execrated, damned.

لَاْعَنَa. Cursed, swore at.

تَلَاْعَنَإِلْتَعَنَa. Cursed each other.

لَعْنa. see 1t. — 1t (pl.
لَعَنَات
&
لِعَاْن), Curse, swearing, imprecation, execration, damnation.

لُعْنَةa. see 25 (a)
لُعَنَةa. see 28
مَلْعَنَة
(pl.
مَلَاْعِنُ)
a. Curse.
b. Water-closet.

لَعَاْنa. see 1t
لَعِيْنa. Cursed, accursed; execrable, damnable; odious.
b. Scarecrow.
c. [art.], Satan.
لَعَّاْنa. Curser; swearer.

N. P.
لَعڤنَ
(pl.
مَلَاْعِيْنُ)
a. Cursed, damned.
b. [ coll. ], Colic, dysentery (
in horses ).
N. P.
لَعَّنَa. see 25 (a)
لَعَانِيَة
a. see 1t
لعن
أصْلُ اللَّعْنِ: الطَّرْدُ، ثم يُوْضَعُ في معنى السَّبِّ والتَّعْذِيْبِ. ومنه قَوْلُهم للمُلُوك: أبَيْت اللَّعْنَ: أي أبَيْتَ ما تَسْتَحِقُّ له اللَّعْنَ. واللَّعَنَةُ: الكَثيرُ اللَّعْنِ من النّاس. واللُّعْنَة: الذي لا يَزالُ يُلْعَنُ. واللَّعِيْنُ: ما يُتَّخَذُ في المَزارع كهَيْئةِ رَجُلٍ. والْتَعَنَ: أنْصَفَ في الدُّعاء على نَفْسِه. والمُلاعَنَةُ: تكونُ من اثنين ومن واحِدٍ؛ جَميعاً. واللِّعَانُ في الحُكمْ منه والمَلاَعِنُ: جَمْعُ المَلْعَنَةِ: قَارِعَة الطَّريق. ومَنْزِلُ النّاس. وفي الحديث: " أتَّقُوا المَلاَعِنَ " يَعْني عند الإِحْداث. ولَعَنَّه: في مَعْنَى لَعَلَّه.
لعن
اللَّعْنُ: الطّرد والإبعاد على سبيل السّخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدّنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره. قال تعالى: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
[هود/ 18] ، وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ [النور/ 7] ، لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ
[المائدة/ 78] ، وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ
[البقرة/ 159] . واللُّعْنَةُ: الذي يلتعن كثيرا، واللُّعَنَةُ الذي يلعن كثيرا ، والْتَعَنَ فلان: لعن نفسه.
والتَّلَاعُنُ والْمُلَاعَنَةُ: أن يلعن كلّ واحد منهما نفسه أو صاحبه.
ل ع ن

لعنه أهله: طردوه وأبعدوه، وهو لعين طريد. وقد لعن الله إبليس: طرده من الجنة وأبعده من جوار الملائكة، ولعنت الكلب والذئب: طردتهما، ويقال للذئب: اللعين. ولعنه وهو ملعن: مكثّر لعنه. وتلاعن القوم وتلعّنوا والتعنوا. والتعن فلانٌ. لعن نفسه. ورجل لعنة ولعنةٌ كضحكة وضحكة. ولا تكن لعّاناً: طعّاناً ولاعن امرأته، ولاعن القاضي بينهما. ووقع بينهما اللّعان، وتلاعنا والتعنا.

ومن المجاز: " أبيت اللعن " وهي تهحيّة الملوك في الجاهليّة أي لا فعلت ما تستوجب به العن. وفلان ملعّن القدر. قال زهير:

ومرهّق النيران يحمد في ال ... لأواء غير ملعّن القدر

ونصب اللعين في مزرعته وهو الفزّاعة. والشجرة الملعونة: كلّ من ذاقها لعنها وكرهها.
ل ع ن : لَعَنَهُ لَعْنًا مِنْ بَابِ نَفَعَ طَرَدَهُ وَأَبْعَدَهُ أَوْ سَبَّهُ فَهُوَ لَعِينٌ وَمَلْعُونٌ وَلَعَنَ نَفْسَهُ إذَا قَالَ ابْتِدَاءً عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْفَاعِلُ لَعَّانٌ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وَالشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ هِيَ كُلُّ مَنْ ذَاقَهَا كَرِهَهَا وَلَعَنَهَا.
وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ طَعَامٍ ضَارٍّ مَلْعُونٌ وَلَاعَنَهُ مُلَاعَنَةً وَلِعَانًا وَتَلَاعَنُوا لَعَنَ كُلُّ وَاحِدٍ الْآخَرَ وَالْمَلْعَنَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ مَوْضِعُ لَعْنِ النَّاسِ لِمَا يُؤْذِيهِمْ هُنَاكَ كَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَمُتَحَدَّثِهِمْ وَالْجَمْعُ الْمَلَاعِنُ وَلَاعَنَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ قَذَفَهَا بِالْفُجُورِ.
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ كَلِمَةٌ إسْلَامِيَّةٌ فِي لُغَةٍ فَصَيْحَةٍ اهـ. 
(لعن) - قَولُه تَعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}
: أي مُسِخُوا.
وكذلك قوله: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ}
وقَوْله تَعالى: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} . قِيَل: مَعْنَاه الحَدِيثُ الذي جَاء أَنَّ الشّخْصَين إذا تَلاعَنَا، فكان أحَدُهما غَيْرَ مُستَحِقٍّ لِلَّعْن رَجعَت اللّعْنَةُ إلى الَّلاعن، فإن لم يستَحِقّ أيضًا رجَعَت إلى اليَهُودِ
- في حديث المرأة التي لعَنَتْ ناقَتَها في السَّفَرِ: فقال رسُولُ الله - صلّى الله عليه وَسَلّم -: "ضَعُوا عنها فَإنَّها مَلْعُونَةٌ" وقيل: إنّما فَعَل ذلك، لأنّه اسْتُجِيبَ دُعاؤُها فيها، لقوله: "إنَّها مَلعُونةٌ". وَقيل: بل فَعل ذلك عقُوبَةً لصاحِبَتِها؛ لئلا تَعُودَ إلى مِثْل قَولِها، وليَعْتَبِرَ بها غَيرُها، فلا يَلعَن شيئًا.
وأَصلُ اللَّعْن: الطَّرْدُ والإبْعَادُ مِن الله عزَّ وجلَّ.
فأمَّا هو من الخَلْق فلِلسَّبّ والدُّعاءِ على الملْعُون.
- في حديث اللِّعان: "قَامَ فالتعَنَ ".
: أي لَعَنَ نفسَه في الدُّعاء كَمَا ذكر الله عزّ وجل في قِصَّةِ الِّلعانِ: {وَالْخَامِسَةُ أنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ} . والِّلعان والمُلَاعَنةُ بَيْن اثْنَيْن.
- في الحديث: "ثَلاثٌ لَعِيناتٌ"
الَّلعِينةُ: اسمُ المَلْعُون، كالشَّتِيمَة والرّهِينَة.
(ل ع ن)

لعَنَهُ يَلْعَنُه لَعْنا: طرده، وَرجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ، وَالْجمع مَلاعِينُ، عَن سِيبَوَيْهٍ. قَالَ عليُّ: إِنَّمَا أذكر مثل هَذَا الْجمع لِأَن حكم مثل هَذَا أَن يجمع بِالْوَاو وَالنُّون فِي الْمُذكر، وبالألف وَالتَّاء فِي الْمُؤَنَّث. لكِنهمْ كسروه تَشْبِيها بِمَا جَاءَ من الْأَسْمَاء على هَذَا الْوَزْن. وَقَوله عز وَجل: (وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) . قَالَ ابْن عَبَّاس: اللاَّعِنُونُ: كل شَيْء فِي الأَرْض إِلَّا الثَّقلين. ويروى عَن ابْن مَسْعُود انه قَالَ: اللاعِنُون: الِاثْنَان إِذا تلاعَنا لحقت اللَّعْنَةُ بمستحقها مِنْهُمَا فَإِن لم يَسْتَحِقهَا وَاحِد مِنْهُمَا رجعت على الْيَهُود. وَقيل: اللاَّعنون: كل من آمن بِاللَّه من الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة.

واللُّعَنَةُ: الْكثير اللَّعْنِ للنَّاس.

واللُّعْنَةُ: الَّذِي لَا يزَال يُلْعَنُ. وَجمعه اللُّعَنُ، قَالَ:

والضَّيْفَ أكْرِمْهُ فإنَّ مَبِيَتهُ ... حَقٌّ وَلَا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

ويطَّرد عَلَيْهِمَا بَاب. وَحكى اللحياني: لَا تَكُ لُعْنَةً على أهل بَيْتك: أَي لَا يُسبَّنَّ أهل بَيْتك بسببك.

وَامْرَأَة لعين، بِغَيْر هَاء فَإِذا لم تذكر الموصوفة فبالهاء.

واللَّعِينُ: الَّذِي يَلْعَنُه كل أحد.

واللَّعينُ: المشتوم المطرود، قَالَ الشماخ:

ذَعَرْتُ بِهِ القَطا ونَفَيْتُ عَنهُ ... مَقامَ الذّئْبِ كالرَّجُلِ اللَّعيِنِ

واللَّعِينُ: الشَّيْطَان صفة غالبة لِأَنَّهُ طُرد من السَّمَاء. وَقيل: لِأَنَّهُ أُبعد من رَحْمَة الله. واللَّعْنَةُ: الدُّعَاء عَلَيْهِ. وَحكى اللحياني: أَصَابَته لَعْنَةٌ من السَّمَاء ولُعْنَةٌ.

والْتَعَنَ الرجل: أنصف فِي الدُّعَاء على نَفسه.

وتلاعَنَ الْقَوْم: لَعَنَ بَعضهم بَعْضًا.

ولاعن امْرَأَته فِي الحكم مُلاعَنَةً ولِعانا.

ولاعَنَ الْحَاكِم بَينهمَا لِعانا: حَكَمَ.

والتَّلاعُنُ: كالتشاتم.

والتَّلاعُنُ: أَن يَقع فعل كل وَاحِد مِنْهُمَا بِنَفسِهِ.

واللَّعْنَةُ فِي الْقُرْآن: الْعَذَاب.

ولعَنَه اللهُ يَلْعَنُه لَعْنا: عذَّبه.

وَقَوله تَعَالَى (والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرآنِ) قَالَ ثَعْلَب: يَعْنِي شَجَرَة الزقوم، قيل: أَرَادَ المَلْعُونَ آكلها.

وأبَيْتَ اللَّعْنَ: تحيَّة كَانَت تُحَيَّا بهَا الْمُلُوك فِي الْجَاهِلِيَّة: أَي لَا أتيت أَيهَا الْملك أمرا تُلْعن عَلَيْهِ.

والمَلاعِنُ: مَوَاضِع التبرز وَقَضَاء الْحَاجة.

واللَّعِينُ: مَا يتَّخذ فِي الزَّرْع كَهَيئَةِ الرجل.

واللَّعِينُ المِنْقَرِيُّ من فرسانهم وشعرائهم.
لعن: (لعن نفسه قال ابتداء عليّ لعنة الله) (محيط المحيط) وهو ما يسمى: اللعن (انظر التعريفات) وقد ذكرها (فريتاج) في مادة لعان و (المارودي 391:2).
لاعن: حين يتهم الرجل زوجة دون أن يقدم الدليل يقيم عليه القاضي حد القذف (وهي في هذه الحالة ثمانون جلدة) ما لم يلاعن منها واللعان يتم كالآتي: يقول الزوج في الجامع الكبير، أما القاضي وأربعة شهود (أشهد بالله أني لمن الصادقين فيما رميت به زوجي من الزنا مع فلان).
واللعان يكون بنفي الولد أيضاً ( .. وإن هذا الولد ليس مني بل هو ثمرة الزنا) ويشهد مرات أربعاً على قوله هذا ويضيف، في الخامسة (لعنة الله عليَّ إن كنت من الكاذبين فيما اتهمت زوجي بتعاطي الزنا مع فلان) مصرحاً ( .. وإن هذا الولد ليس مني ولكنه ولد الزنا) وبهذا يكون الزوج قد أكمل لعانه فيقام حد الزنا على الزوج الزانية، دون حد القذف عليه، ما لم تلد عنه، بأن تشهد أربع شهادات تقول، في كل مرة (أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا مع فلان وان هذا هو ولده) وتقول الخامسة (وغضب الله عليَّ إن كنت من الصادقين فيما رماني به من الزنا مع فلان) وبذلك لا يقيم القاضي حد الزنا عليهما. هذا ما ورد عند (الماوردي- ص391) حيث وردت صيغة اللعان عنده: لاعن الزوجة من زوجها (انظر معجم التنبيه وبوسييه).
وقد وجدت عند (حيان- بسّام 153:1): وهو أول من لاعن زوجة بالأندلس فأرى الناس العمل في اللعان بالعيان.
تلاعنا: هي حالة قيام الزوج وامرأته بلفظ الصيغة المسماة لعان (انظر لاعن) (معجم التنبيه).
التعن: (التعن الرجل انصف في الدعاء على نفسه) (محيط المحيط): وذلك حين يكسب قضيته فيلتعن بقوله ليلعنني الله إن لم تكن أقوالي مطابقة للحقيقة.
التعن: قبل منه اللعان (انظر لاعن فيما تقدم) (المارودي 1:392) وإذا قذفت المرأة زوجها حدّت ولم تلتعن (حين تتهم المرأة زوجها بالزنا دون تقديم الدليل يقام عليها الحد ولا يسمح لها باللعان).
اللعن: انظرها في بداية الكلام.
لعنة: خبث، سكر، سوء نية، أذى (بوشر) ويرد استعمال هذه الكلمة، في الغلب، في الحديث عن المتمردين عند ابن حيان (ص20): ابن مستانا صاحب عمر بن حفصون وتاليه في التمرد واللعنة (وفي ص37) قائده الشديد في التمرد واللعنة (زيشر 508:20) في الحديث عن اليهود): أشد الخليقة كفراً ولعنة انظر (509:6). لعنة: ولد مزعج (بوشر).
لعنة: ترادف كلمة Orma في المعجم اللاتيني - العربي ولا أعرف معناها.
لعين والجمع لعناء (الكامل 7: 302).
لعين والجمع لعناء: خبيث، ماكر، مخادع (بوشر).
لعّان: نمّام، ثالب، مغتاب (معجم الطرائف، المعجم اللاتيني- العربي): ( maledicus سفيه اللسان لعّان) (فوك): ( maledicus) ( فاليتون 7:9): لا يكون المؤمن طعّاناً ولا لعّاناً: لاعن: نمام، ثالب (الكالا mordace) .
ألعن: أسوأ، أردأ (بوشر). أردأ (الناس أو الأشياء) (زتشر 508:20): في الحديث عن اليهود إن هذه الطائفة ألعن الخليقة وأخبثهم. (ألف ليلة 329:1): يا ألعن العبيد وأقرأ الشيء نفسه عند برسل بدلاً من العبد (5: 323)؛ ألعن وألعن: من سيئ إلى أسوأ (بوشر).
ملعنة: أساء (فريتاج) اعتماداً على القاموس، تفسيرها. يفهم مما ورد في مادة الملاعن أن هناك ثلاثة أماكن من غير اللائق البراز فيها فقد ورد في (محيط المحيط) (الملعنة التبرز. أو موضع لعن الناس لما يؤذيهم أو جانب نهر) لقد أطلق على هذه الأماكن اسم مواضع لعن الناس لأن الروائح الكريهة لا تستساغ فيها خاصة (انظر ريجرز في فاليتون 15).
ملعنة: دسيسة خفية، مكيدة، فوضى (بوشر).
ملعون: في (محيط المحيط): (اسم المفعول والعرب تقول لكل طعام ضار ملعون).
ملعون: شرير، فايق، فاجر (الكالا: malvado) .
ملعون: في (محيط المحيط): (المولّد ويسمّون بالملعون المغص الشديد الذي يصيب الخيل فتموت في الغالب به).
مُلاعَنة: صفة المرأة التي رفضها زوجها بسبب الصيغة المسماة ب: لعان (انظر ما تقدم) (معجم التنبيه).
[لعن] نه: فيه: اتقوا "الملاعن" الثلاث، هي جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن، وهو أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق أو ظل الشجرة أو جانب النهر، فإذا مر بها الناس لعنوا فاعله. ومنه: اتقوا "اللاعنين"، أي الأمرين الجالبين اللعن الباعثين للناس عليه، فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع، وليس كل ظل وإنما هو ظل يستظل به الناس ويتخذونه مقيلًا ومناخًا، فسميت الأمكنة لاعنة لأنها سبب اللعن. ن: أو بمعنى الملعونينلرحمته جعل مطرودًا. ج: من شاء "لاعنته"، أي جعلت لعنة الله على أحدنا، إن أخطأ في قول يذهب إليه.
باب لغ

لعن: أَبيتَ اللَّعْنَ: كلمةٌ كانت العرب تُحَيِّي بها مُلوكها في

الجاهلية، تقول للملِك: أَبَيْتَ اللَّعْنَ؛ معناه أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن

تأْتي ما تُلْعَنُ عليه. واللَّعْنُ: الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير،

وقيل: الطَّرْد والإِبعادُ من الله، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء،

واللَّعْنةُ الاسم، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ. ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً:

طَرَدَه وأَبعده. ورجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ، والجمع مَلاعِين؛ عن سيبويه، قال:

إِنما أَذكُرُ

(* قوله «قال إنما اذكر إلخ» القائل هو ابن سيده وعبارته

عن سيبويه: قال ابن سيده إنما إلخ) . مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا

أَن يُجْمَع بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لكنهم

كَسَّرُوه تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن. وقوله تعالى: بل

لعَنَهم الله بكُفرهم؛ أَي أَبعَدهم. وقوله تعالى: ويَلْعَنُهم

اللاَّعِنُون؛ قال ابن عباس: اللاَّعِنُونَ كلُّ شيء في الأَرض إِلا الثَّقَلَيْن،

ويروى عن ابن مسعود أَنه قال: اللاَّعِنون الاثنان إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ

اللعْنة بمُسْتَحِقها منهما، فإِن لم يَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت على

اليهود، وقيل: اللاَّعِنُون كلُّ من آمن بالله من الإِنس والجن والملائكة.

واللِّعَانُ والمُلاعَنة: اللَّعْنُ بين اثنين فصاعداً. واللُّعَنة: الكثير

اللَّعْن للناس. واللُّعْنة: الذي لا يزال يُلْعَنُ لشَرارته، والأَوّل

فاعل، وهو اللُّعَنة، والثاني مفعول، وهو اللُّعْنة، وجمعه اللُّعَن؛ قال:

والضَّيْفَ أَكْرِمْه، فإِنَّ مَبِيتَه

حَقٌّ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

ويطرد عليهما باب. وحكى اللحياني: لا تَكُ لُعْنةً على أَهل بيتك أَي لا

يُسَبَّنَّ أَهل بيتك بسببك. وامرأَة لَعِين، بغير هاء، فإِذا لم تذكر

الموصوفة فبالهاء. واللَّعِين: الذي يَلْعَنه كل أَحد. قال الأَزهري:

اللَّعِينُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ، واللَّعِينُ: المَطْرود؛ قال

الشماخ:ذَعَرْتُ به القَطَا، ونَفَيْتُ عنه

مَقامَ الذئبِ، كالرَّجُلِ اللَّعينِ

أَراد مقام الذئب اللَّعِين الطَّرِيد كالرجل؛ ويقال: أَراد مقام الذي

هو كالرجل اللعين، وهو المَنْفِيّ، والرجل اللعين لا يزال مُنْتَبِذاً عن

الناس، شبَّه الذئبَ به. وكلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق

العذابَ فصار هالكاً. واللَّعْنُ: التعذيب، ومن أَبعده الله لم تلحقه

رحمته وخُلِّدَ في العذاب. واللعينُ: الشيطان، صفة غالبة لأَنه طرد من

السماء، وقيل: لأَنه أُبْعِدَ من رحمة الله. واللَّعْنَة: الدعاء عليه. وحكى

اللحياني: أَصابته لَعْنَةٌ من السماء ولُعْنَةٌ. والْتَعَنَ الرجلُ:

أَنصف في الدعاء على نفسه. ورجل مُلَعَّنٌ إِذا كان يُلْعَنُ كثيراً. قال

الليث: المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ؛ وبيت زهير يدل على غير ما قال الليث:

ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ، يُحْمَدُ في الـ

ـلأْواءٍ، غيرُ مَلَعَّن القِدْرِ

أَراد: أَن قدره لا تُلْعن لأَنه يكثر لحمها وشحمها. وتَلاعَنَ القومُ:

لَعَنَ بعضهم بعضاً. ولاعَنَ امرأَته في الحُكم مُلاعنة ولِعاناً،

ولاعَنَ الحاكمُ بينهما لِعاناً: حكم. والمُلاعَنَة بين الزوجين إِذا قَذَفَ

الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنى بها، فالإمام يُلاعِنُ بينهما

ويبدأُ بالرجل ويَقِفُه حتى يقول: أَشهد بالله أَنها زنت بفلان، وإِنه لصادق

فيما رماها به، فإِذا قال ذلك أَربع مرات قال في الخامسة: وعليه لعنة

الله إِن كان من الكاذبين فيما رماها به، ثم تُقامُ المرأَة فتقول أَيضاً

أَربع مرات: أَشهد بالله أَنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا، ثم

تقول في الخامسة: وعليَّ غَضَبُ الله إِن كان من الصادقين؛ فإِذا فرغت من

ذلك بانت منه ولم تحل له أَبداً، وإِن كانت حاملاً فجاءت بولد فهو ولدها

ولا يلحق بالزوج، لأَن السُّنَّة نَفته عنه، سمي ذلك كله لِعاناً لقول

الزوج: عليه لَعْنة الله إِن كان من الكاذبين، وقول المرأَة: عليها غضب الله

إِن كان من الصادقين؛ وجائز أَن يقال للزوجين إِذا فعلا ذلك: قد تَلاعنا

ولاعَنا والْتَعنا، وجائز أَن يقال للزوج: قد الْتَعَنَ ولم تَلْتَعِنِ

المرأَةُ، وقد الْتَعَنتْ هي ولم يَلْتَعِنِ الزوجُ. وفي الحديث:

فالْتَعَنَ هو، افتعل من اللَّعْن، أَي لَعَنَ نفسه. والتَّلاعُنُ: كالتَّشاتُم

في اللفظ، غير أَن التشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه،

والتَّلاعُن ربما استعمل في فعل أَحدهما. والتَّلاعُن: أَن يقع فعل كل واحد

منهما بنفسه. واللَّعْنَة في القرآن: العذابُ. ولَعَنه الله يَلْعَنه

لَعْناً: عذبه. وقوله تعالى: والشجرةَ المَلْعونة في القرآن؛ قال ثعلب: يعني

شجرة الزَّقُّوم، قيل: أَراد المَلْعُون آكلُها. واللَّعِينُ:

المَمْسُوخ. وقال الفراء: اللَّعْنُ المَسْخُ أَيضاً. قال الله عز وجل: أَو

نَلْعَنَهم كما لَعَنَّا أَصحاب السَّبْت، أَي نَمْسَخَهم. قال: واللَّعينُ

المُخْزَى المُهْلَك. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول فلان يَتلاعَنُ علينا

إِذا كان يتَماجَنُ ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويفعل ما يستحِقّ به

اللَّعْنَ. والمُلاعَنة واللِّعانُ: المُباهَلَةُ.

والمَلاعِنُ: مواضع التَّبَرُّز وقضاء الحاجة. والمَلْعَنة: قارعة

الطريق ومَنْزِل الناس. وفي الحديث: اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا

النَّبْلَ؛ المَلاعِنُ: جَوَادُّ الطريق وظِلالُ الشجر ينزِلُها الناسُ، نَهَى أَن

يُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّى السّابلة بأَقذارها ويَلْعَنُون من جَلَسَ

للغائط عليها. قال ابن الأَثير: وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ؛

قال: هي جمع مَلْعَنة، وهي الفَعْلة التي يُلْعَنُ بها فاعلها كأَنها

مَظِنَّة للَّعْنِ ومحلٌّ له، وهو أَن يتَغوَّط الإِنسان على قارعة الطريق

أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر، فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله. وفي

الحديث: اتقوا اللاَّعِنَيْن أَي الأَمرين الجالبين اللَّعْنَ الباعِثَيْن

للناسِ عليه، فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله في هذه المواضع، وليس ذا في كل

ظلٍّ، وإِنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مَقِيلاً ومُناخاً،

واللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ، فسميت هذه الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سبب

اللَّعْن. وفي الحديث: ثلاثٌ لَعِيناتٌ؛ اللَّعِينة: اسم المَلْعون

كالرَّهِينة في المَرْهُون، أَو هي بمعنى اللَّعْن كالشَّتِيمةِ من الشَّتْم، ولا

بُدَّ على هذا الثاني من تقدير مضاف محذوف. ومنه حديثُ المرأَة التي

لَعَنَتْ ناقَتها في السفر فقال: ضَعُوا عنها فإِنها مَلْعُونة؛ قيل؛ إِنما

فعل ذلك لأَنه استجيب دعاؤُها فيها، وقيل: فعَلهُ عُقوبةً لصاحبتها لئلا

تعود إِلى مثلها وليعتبر بها غيرها. واللَّعِينُ: ما يُتخذ في المزارع

كهيئة الرجل أَو الخيال تُذْعَرُ

به السباعُ والطيور. قال الجوهري: والرجل اللَّعِينُ شيء يُنْصَبُ وسَطَ

الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش، وأَنشد بيت الشماخ: كالرجل اللَّعِين؛

قال شمر: أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابي لعنترة:

هل تُبْلِغَنِّي دارَها شَدَنِيَّةٌ،

لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ

وفسره فقال: سُبَّتْ بذلك فقيل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ ولا بها لبن،

قال: ورواه أَبو عدنان عن الأَصمعي: لُعِنَتْ لمحروم الشراب، وقال: يريد

بقوله لمحروم الشراب أَي قُذِفَت بضرع لا لبن فيه مُصَرَّم. واللَّعِينُ

المِنْقَرِيّ

(* قوله «واللعين المنقري إلخ» اسمه منازل بضم الميم وكسر

الزاي ابن زمعة محركاً وكنيته أبو الا كيدر اه. تكملة): من فُرسانهم

وشُعرائهم.

لعن
: (لَعَنَهُ، كمَنَعَهُ) ، لَعْناً: (طَرَدَهُ وأَبْعَدَهُ) عَن الخيْرِ، هَذَا من اللَّه تَعَالَى، ومِن الخَلْقِ السَّبُّ والدُّعاءُ، (فَهُوَ لَعِينٌ) ؛) قالَ الشمَّاخُ:
ذَعَرْتُ بِهِ القَطَا ونَفَيْتُ عنهمَقامَ الذئبِ كالرَّجُلِ اللَّعِينِ (ومَلْعونٌ: ج مَلاعِينُ) ، عَن سِيبَوَيْه، قالَ: إنَّما أَذْكُرُ مثْلَ هَذَا الجَمْع لأنَّ حُكْمَ مِثْل هَذَا أَنْ يُجْمَعَ بالواوِ والنونِ فِي المُذَكَّرِ، وبالألِفِ والتاءِ فِي المُؤَنَّثِ، لكنَّهم كَسَّرُوه تَشْبِيهاً بِمَا جاءَ مِنَ الأَسْماءِ على هَذَا الوَزْنِ؛ (والاسمُ اللِّعانُ واللَّعانِيَةُ واللَّعْنَةُ، مَفْتوحاتٍ) ، والجَمْعُ اللِّعانُ واللَّعَناتُ.
(واللُّعْنَةُ، بالضَّمِّ: مَنْ يَلْعَنُه النَّاسُ) لشرِّه.
(وكهُمَزَةٍ: الكَثيرُ اللَّعْنِ لَهُمْ) ؛) الأوَّلُ مَفْعولٌ، وَالثَّانِي فاعِلٌ؛ ويطردُ عَلَيْهِمَا بابٌ.
وحَكَى اللَّحيانيُّ: لَا تَكُ لُعْنةً على أَهْل بَيتِك أَي لَا يُسَبَّنَّ أَهْلَ بَيْتِك بسَبَبِك؛ قالَ الشاعِرُ:
والضَّيْفَ أَكْرِمْه فإنَّ مَبِيتَهحَقٌّ وَلَا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ (ج لُعَنٌ، كصُرَدٍ.
(وامْرأَةٌ لَعِينٌ) ، بغيرِ هاءٍ، (فَإِذا لم تُذْكَرِ المَوْصوفَةُ فبِالْهاءِ.
(واللَّعِينُ: مَنْ يَلْعَنُهُ كُلُّ أَحَدٍ؛ كالمُلَعَّنِ كمُعَظَّمٍ) ، وَهَذَا الَّذِي يُلْعَنُ كَثيراً.
(و) اللَّعِينُ: (الشَّيْطانُ) ، صفَةٌ غالِبَةٌ لأنَّه طُرِدَ مِنَ السَّماءِ؛ وقيلَ: لأنّه أُبْعِدَ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
(و) اللَّعِينُ: (المَمْسُوخُ) ، مِن اللَّعْنِ، وَهُوَ المَسْخُ؛ عَن الفرَّاء؛ وَبِه فَسّرَ الآيَةَ: {أَو نَلْعَنَهم كَمَا لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْت} ، أَي نَمْسَخَهم.
(و) اللَّعِينُ: (المَشْؤُومُ والمُسَيَّبُ) ؛) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: المَشْؤُومُ المُسَيَّبُ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ الأَزْهرِيّ.
(و) اللَّعِينُ: (مَا يُتَّخَذُ فِي المَزارِعِ كهَيْئَةِ رَجُلٍ) ، أَو الخيالُ تُذْعَرُ بِهِ الطُّيورُ والسِّباعُ.
وَفِي الصِّحاحِ: الرَّجُلُ اللَّعِينُ: شَيءٌ يُنْصَبُ وَسَطَ الزَّرْعِ، يُسْتَطْرَدُ بِهِ الوُحُوشِ؛ وأَنْشَدَ بَيت الشمَّاخِ: كالرَّجلِ اللَّعِين. (و) اللَّعِينُ: (المُخْزَى المُهْلَكُ) ؛) عَن الفرَّاء.
(وأَبيتَ اللَّعْنَ) :) كَلمةٌ كانتِ العَرَبُ تُحَيِّي بهَا مُلُوكُها، وأَوَّل مَن قيلَ لَهُ ذلِكَ قَحْطان؛ قالَهُ فِي الرَّوْض؛ وَفِي مَعارِفِ ابْن قُتَيْبَة: أَوَّل مَنْ حَيّى بهَا يَعْرُب بن قَحْطان؛ (أَي) أَبيتَ أَيّها المَلِك (أَنْ تَأْتِيَ مَا تُلْعَنُ بِهِ) وَعَلِيهِ.
وقيلَ: مَعْناه لَا فَعَلْتَ مَا تَسْتوجبُ بِهِ اللَّعْنَ، كَمَا فِي الأساسِ وَهُوَ مجازٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ومِن أَغْرَب مَا قيلَ وأَقْبَحه أنَّ الهَمْزةَ فِيهِ للنِّداءِ، قالَ: وَهُوَ غَلَطٌ مَحْضٌ لأنَّ المعْنَى يَنْقلِبُ مِن المدْحِ إِلَى الذَّم.
(والتَّلاعُنُ: التَّشاتُمُ) فِي اللَّفْظِ، غَيْر أنَّ التَّشاتُمَ يُسْتَعْملُ فِي وُقوعِ كل واحِدٍ مِنْهُمَا بصاحِبِه؛ والتَّلاعُن رُبَّما اسْتُعْمِل فِي فعْلِ أَحَدهما.
(و) التَّلاعُنُ: (التَّمَاجُنُ) .
(قالَ الأزْهرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ فلانٌ يَتلاعَنُ علينا إِذا كَانَ يَتَماجَنُ وَلَا يَرْتَدِعُ عَن سَوْءٍ ويَفْعَلُ مَا يستحِقُّ بِهِ اللَّعْنَ.
(والْتَعَنَ) الرَّجُلُ: (أَنْصَفَ فِي الُّدعاءِ على نفسِه) ، هُوَ افْتَعَلَ من اللَّعْنِ.
(و) فِي الحدِيثِ: (اتَّقُوا (المَلاعِنَ) وأَعِدُّوا النَّبْلَ) ، هِيَ (مَواضِعُ التَّبَرُّزِ) وقَضاءِ الحاجَةِ، جَمْعُ مَلْعَنة. وَهِي قارِعَةُ الطَّرِيقِ ومَنْزِل النَّاسِ.
وقيلَ: المَلاعِنُ جَوادُّ الطَّريقِ وظِلالُ الشَّجَرِ ينزِلُها الناسُ، نَهَى أَن يُتَغَوَّطَ تحْتَها فتَتَأَذَّى السَّابلَةُ بأَقْذارِها ويَلْعَنُون من جَلَسَ للغائِطِ عَلَيْهَا.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وَفِي الحدِيثِ: اتَّقوا المَلاعِنَ الثلاثَ؛ قالَ: هِيَ جَمْعُ مَلْعَنة، وَهِي الفَعْلَةُ الَّتِي يُلْعَنُ بهَا فاعِلُها كأَنَّها مَظِنَّةٌ للَّعْنِ ومحلٌّ لَهُ، وَهُوَ أَنْ يَتغَوَّطَ الإِنسانُ على قارِعَةِ الطَّريقِ أَو ظلِّ الشَّجَرةِ أَو جانِبِ النَّهْرِ، فَإِذا مَرَّ بهَا الناسُ لَعَنُوا فاعِلَه.
(ولاعَن امْرأَتَه) فِي المُحْكَمِ (مُلاعَنَةً ولِعاناً) ، بالكسْرِ: وذلِكَ إِذا قَذَفَ امْرأَتَه أَو رَماها برَجُلٍ أَنَّه زَنَى بهَا، فالإمامُ يُلاعِنُ بَيْنهما ويَبْدأُ بالرَّجُلِ ويَقِفُه حَتَّى يقولَ: أَشْهَدُ باللَّهِ أَنَّها زَنَتْ بفُلانٍ، وإنَّه لصادقٌ فيمَا رَماها بِهِ، فَإِذا قالَ ذلِكَ أَرْبَع مرَّاتٍ قالَ فِي الخامسَةِ: وَعَلِيهِ لَعْنَةُ اللَّهِ إِن كانَ مِن الكاذِبِينَ فيمَا رَماها بِهِ من الزِّنا، ثمَّ تُقامُ المرْأَةُ فتقولُ أَيْضاً أَرْبَع مرَّاتٍ: أَشْهَدُ باللَّهِ أنَّه لمن الكَاذِبِينَ فيمَا رَماني بِهِ مِن الزِّنى، ثمَّ تقولُ فِي الخامِسَةِ: وعليَّ غَضَبُ اللَّهِ إِن كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَإِذا فَعَلَتْ ذلكَ بانَتْ مِنْهُ وَلم تحلَّ لَهُ أَبَداً، وَإِن كانتْ حامِلاً فجاءَتْ بوَلدٍ فَهُوَ ولَدُها وَلَا يلْحقُ بالزَّوْجِ، لأنَّ السُّنَّةَ تَنْفِيه عَنهُ، سُمِّي ذلكَ كُلُّه لِعاناً لقوْلِ الزَّوجِ: عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ إِن كانَ من الكَاذِبِينَ، وقوْلُ المرْأَةِ: عَلَيْهَا غَضَبُ اللَّهِ إِن كانَ من الصَّادِقِين؛ (و) جائزٌ أَنْ يُقالَ للزَّوْجَيْن: قد (تَلاعَنا والْتَعَنا) إِذا (لَعَنَ بعضٌ بَعْضًا) ؛) وجائزٌ أنْ يُقالَ للزَّوجِ: قد الْتَعَن وَلم تَلْتَعِنِ المرْأَةُ، وَقد الْتَعَنَتْ هِيَ وَلم يَلْتَعِنِ الزَّوْجُ.
(ولاعَن الحاكِمُ بَيْنَهما لِعاناً) :) إِذا (حَكَمَ. (والتَّلْعينُ: التَّعْذيبُ) ؛) عَن اللَّيْثِ، وبيتُ زُهَيْرٍ يدلُّ لمَا قالَهُ:
ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ يُحْمَدُ فِي اللأْواءِ غيرُ مُلَعَّن القِدْرِأَرادَ: أنَّ قِدَرهُ لَا تُلْعنُ لأنَّه يُكْثَرُ شحْمُها ولَحْمُها.
(واللَّعِينُ المِنْقَرِيُّ: أَبو الأُكَيْدِرِ مُبارَكُ بنُ زَمْعَةَ شاعِرٌ) فارِسٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اللَّعْنَةُ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ فِي اللُّعْنَةِ، حَكَاها اللَّحْيانيُّ. يقالُ: أَصابَتْه لَعْنَةٌ مِن السماءِ ولُعْنَةٌ.
واللَّعْنُ: التَّعْذِيبُ.
واللّعْنَةُ: العَذَابُ.
والشَّجَرَةُ المَلْعونَةُ فِي القُرْآنِ؛ قالَ ثَعْلَب: يعْنِي شَجَرَة الزَّقُّوم، قيلَ: أَرادَ المَلْعُون آكِلُها.
وقالَ الزَّمَخْشريّ: كلُّ مَنْ ذاقَها وكَرِهَها.
والمُلاعَنَةُ: اللِّعانُ والمُباهَلَةُ.
وأَمْرٌ لاعِنٌ: جالِبٌ للَّعْنِ وباعِثٌ عَلَيْهِ.
واللاَّعِنَةُ: جادَّةُ الطَّريقِ لأنَّ التَّغوّطَ فِيهَا سَبَبُ اللَّعْنِ كاللَّعِينَةِ، وَهِي اسمُ المَلْعونِ كالرَّهِينَةِ بمعْنَى المرْهُون، أَو هِيَ بمعْنَى اللَّعْنِ كالشَّتِيمةِ من الشَّتْمِ.
واللَّعِينُ: الذِّئْبُ.
وتَلَعَّنُوا كالْتَعَنُوا.
واللعَّانُ: الكَثيرُ اللَّعْنَةِ. 
(ل ع ن) : (لَعَنَهُ لَعْنًا) (وَلَاعَنَهُ مُلَاعَنَةً) وَ (لِعَانًا) وَ (تَلَاعَنُوا) لَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَأَصْلُهُ الطَّرْدُ.

أسلوب القرآن

أسلوب القرآن
أول ما يتّسم به أسلوب القرآن هو الفخامة والقوة والجلال، يكتسبها من انتقاء ألفاظ، لا امتهان فيها ولا ابتذال، ومن استخدام ألوان التوكيد والتكرير. تشعر بهذه الفخامة في كل ما تناوله القرآن من الأغراض، واستمع إليه يصف جنة الخلد قائلا: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّــدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (الإنسان 10 - 22). وهكذا يكتسب الأسلوب القرآنى قوّته من اختيار ألفاظه وموسيقاه.
وثانى ما يتصف به التصوير، وقد أوضحنا بعض ذلك فيما مضى، عند ما تحدثنا عن تخيّر اللفظ في الجملة، وعن التصوير بالتشبيه والاستعارة، ونضيف إلى ذلك أنه كثيرا ما ينقل الحوار، ويحكى نص القول بعثا للحياة في الأسلوب، واستمع إلى ألوان الحوار في قوله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف 37 - 39). والحوار كما ترى ينقل
الحقيقة أمامك مصورة.
وثالث ما يختص به هذا الانسجام الموسيقيّ، الذى فيه تؤلف العبارة من كلمات متّسقة، ذات حركات وسكنات، يشعر المرء عند تلاوتها بما يكمن وراء هذا النظام من موسيقى واتساق، وإن هذه الموسيقى التى تكمن وراء هذا النظم هى التى مكنت المرتلين من تلاوته بهذه الأنغام الموسيقية، وإن شدّة هذا الانسجام يصل في بعض الأحيان إلى أن تتفق الآية مع وزن بحر من بحور الشعر، كما نرى ذلك في قوله تعالى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ (سبأ 13). فهى تتفق مع بحر الرمل، وقوله تعالى: وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ (فاطر 18). مما يتّزن على بحر الخفيف، وقوله تعالى: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَــدُونَ (المؤمنون 36)، مما هو شطر بيت من بحر السريع، وقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق 2، 3). مما يوزن على بحر المتقارب، وقوله سبحانه: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (الإنسان 14). وبإشباع حركة الميم يوزن على بحر الرّجز، وقوله تعالى: وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (التوبة 14) وزنوه على بحر الوافر، وقوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (العاديات 1، 2). وما على شاكلته، مما يوزن على بحر البسيط. وليس ذلك بمدخل القرآن في الشعر؛ لأنه «إنما يطلق متى قصد القاصد إليه، على الطريق الذى يعمد ويسلك، ولا يصح أن يتفق مثله إلّا من الشعراء، دون ما يستوى فيه العامىّ والجاهل، والعالم بالشعر واللسان وتصرّفه، وما يتفق من كل واحد، فليس يكتسب اسم الشعر، ولا صاحبه اسم شاعر، لأنه لو صح أن يسمى شاعرا كل من اعترض في كلامه ألفاظ تتزن بوزن الشعر، أو أن تنتظم انتظام بعض الأعاريض، كان الناس كلهم شعراء، لأن كل متكلم لا ينفك من أن يعرض في جملة كلام كثير يقوله ما قد يتزن بوزن الشعر، وينتظم انتظامه، ألا ترى أن العامى قد يقول لصاحبه: «أغلق الباب، وائتنى بالطعام» ... ومتى تتبع الإنسان هذا عرف أنه يكثر في تضاعيف الكلام مثله وأكثر منه» .
ويتسم الأسلوب القرآنى بالهدوء عند ما يتطلب الأمر هدوءا وتأملا وفضل تدبر، كما في الآيات التى تدعو إلى إعمال الفكر، وفي القصص والأخبار والأحكام، كما في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِــدُونَ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (الرعد 2 - 6).
وقوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَــدُونَ (الأنعام 74 - 82).
وحينا يتدفق الأسلوب ويندفع، فى جمل قصيرة، مثيرا بذلك الانفعال السريع العنيف، وذلك حيث يتطلب هجوم الحق على الباطل هذا العنف المثير، كما تجد ذلك في قوله تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِــهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 21 - 24). وقوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَبَنِينَ شُهُوداً وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (المدثر 11 - 28). أو عند ما يتطلب الأمر إسراعا كما في قوله تعالى:
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (المدثر 1 - 7).
وأسلوب القرآن منه المسجوع ومنه المرسل، وهو في كليهما يخالف غالبا ما ألف الناس في السجع والإرسال، فالقرآن يلتزم حرف السجع في أكثر من آيتين، بل قد تكون السورة كلها على حرف واحد، كسورة القمر، التى التزم فيها حرف الرّاء، ومن أمثلة ما تعدى فيه السجع جملتين، قوله تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (عبس 1 - 10).
وقد يأتى بين الجمل المسجوعة بجملة لا تتفق فاصلتها مع ما سبقها ولحقها، وكأنما تلك الكلمة تتطلّب عناية خاصة، تستدعى قدرا كبيرا من الرعاية، تثيره هذه المخالفة لنسق الآيات كقوله تعالى: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (عبس 19 - 37). فأنت ترى كلمتى: طعامه والصاخة، بخروجهما على النسق، قد أثارا انتباه السامع، ودفعاه إلى التريث وإنعام النظر. كما أنك ترى في الآيات السالفة أن الكلمة قد تحافظ على وزن زميلتها في السجع لا في الحرف الأخير، كما نجد ذلك في قضبا ونخلا، وقد سبق أن تحدثنا عن ذلك في فصل الفاصلة.
وقد تكون الجملتان المسجوعتان متوازنتين في القصر، كما في قوله تعالى:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (التكوير 1 - 5)، وحينا تتوازنان في الطول، ولا يكون باقيا من مظاهر السجع سوى هذه الفاصلة التى تتفق في آخر الآيات، أما الآيات نفسها فمرسلة، وإن كانت لا تتفق مع مرسل كلام الناس، لوجود الفاصلة المتحدة أو المتماثلة في آخرها، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ الْعالَمِينَ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر 64 - 67)، وفي هذه الآيات فضلا عن ذلك، مظهر من مخالفة السجع القرآنى لسجعنا العادى، فبينا يجلب تكرير الكلمة، لغير تورية أو جناس، ضعفا في التأليف، إذا به في نظم الآى يزيدها جمالا ورونقا، وكأنما هذه الكلمة لازمة النشيد، تكرر فتزيده حسنا وحلاوة.
وقد تتوازن الآى القرآنية من غير سجع، كما في قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رافِعَةٌ إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (الواقعة 1 - 9).
وفي القرآن إرسال، كما في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة 22). وهو يخالف إرسالنا العادى بهذه الفواصل في آخره كما ذكرنا.
*** 

الطُّهْر وَالطَّهَارَة

الطُّهْر وَالطَّهَارَة: فِي اللُّغَة النَّظَافَة وَهُوَ على نَوْعَيْنِ ظاهري وباطني وَالطَّهَارَة الظَّاهِرِيَّة فِي الشَّرْع عبارَة عَن غسل أَعْضَاء مَخْصُوصَة بِصفة مَخْصُوصَة وَهِي نَوْعَانِ الطَّهَارَة الْكُبْرَى وَهِي الْغسْل أَو نَائِبه وَهُوَ التَّيَمُّم للْغسْل وَالطَّهَارَة الصُّغْرَى وَهِي الْوضُوء أَو نَائِبه وَهُوَ التَّيَمُّم للْوُضُوء وَالطَّهَارَة الباطنية تَنْزِيه الْقلب وتصفيته عَن نَجَاسَة الْكفْر والنفاق وَسَائِر الْأَخْلَاق الذميمة الْبَاطِنَة.

وَالطُّهْر عِنْد الْفُقَهَاء: فِي بَاب الْحيض هُوَ الْفَاصِل بَين الدمين وَأقله عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى خَمْسَة عشر يَوْمًا كَمَا رُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَلَا يعرف ذَلِك إِلَّا سَمَاعا. وَالتَّفْصِيل فِي كتب الْفِقْه. وَلَا حد لأكْثر الطُّهْر لِأَنَّهُ قد يَمْتَد إِلَى سنة وسنتين فَصَاعِدا وَقد لَا ترى الْحيض أصلا فَلَا يُمكن تَقْدِيره فَحِينَئِذٍ تصلي وتصوم وَمَا يرى فَهُوَ الطُّهْر وَإِن استغرق لَكِن إِذا اسْتمرّ الدَّم فَإِن كَانَت مبتدئة فحيضها عشرَة وطهرها عشرُون. وَإِن كَانَت مُعْتَادَة فَإِن كَانَت ناسية أَيَّامهَا فتردت بَين الْحيض وَالطُّهْر وَالْخُرُوج من الْحيض فَإِنَّهَا تصلي بِالْغسْلِ لكل صَلَاة بِالشَّكِّ كَمَا قَالَ صَاحب نَام حق.
(هرزنى راكه كم شود أَيَّام ... غسل بايد بهر نمازمدام)

بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة لَا بِفَتْحِهَا كَمَا زعم الجهلاء. وَالْقِيَاس أَن تَغْتَسِل لكل سَاعَة لَكِن سقط ذَلِك للْحَرج وَلَا يطَأ زَوجهَا بِالتَّحَرِّي لِأَنَّهُ لَا يجوز فِي بَاب الْفروج. وَقَالَ بعض مَشَايِخنَا يَطَأهَا بِالتَّحَرِّي لِأَنَّهُ حَقه فِي حَالَة الطُّهْر وزمانه غَالب. وَفِي الْمَبْسُوط إِذا كَانَت لَهَا أَيَّام مَعْلُومَة فِي كل شهر فَانْقَطع عَنْهَا الدَّم أشهرا ثمَّ عَاد وَاسْتمرّ بهَا وَقد نسيت أَيَّامهَا فَإِنَّهَا تمسك عَن الصَّلَاة ثَلَاثَة أَيَّام من أول الِاسْتِمْرَار ثمَّ تَغْتَسِل لكل صَلَاة من سَبْعَة أَيَّام ثمَّ تتوضأ عشْرين يَوْمًا لوقت كل صَلَاة ويأتيها زَوجهَا وَإِن كَانَت عَالِمَة حافظة أَيَّام حَيْضهَا وطهرها فَيحْتَاج إِلَى نصب الْعَادة. وَاخْتلفُوا فِيهِ فَقَالَ أَبُو عصمَة سعيد بن معَاذ الْمروزِي وَأَبُو حَازِم عبد الحميد لَا يقدر طهرهَا بِشَيْء وَلَا تَنْقَضِي عدتهَا أبدا. وَقَالَت الْعَامَّة يقدر طهرهَا للضَّرُورَة والبلوى. ثمَّ اخْتلفُوا فَقَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الميداني يقدر بِسِتَّة أشهر إِلَّا سَاعَة.
الطُّهْر وَالطَّهَارَة: فقد جَاءَ فِي (الْكَنْز الْفَارِسِي) بقول (مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الميداني أَنه بعد مُضِيّ تِسْعَة عشر شهرا وَعشرَة أَيَّام إِلَّا أَربع سَاعَات من وُقُوع الطَّلَاق يُمكن للْمَرْأَة أَن تتَزَوَّج ثَانِيَة (انْتهى)) وَإِذا قلت لماذا تِسْعَة عشر شهرا وَعشرَة أَيَّام؟ فَإِن قَوْله ذَلِك هُوَ عدَّة تِلْكَ الْمَرْأَة، وَالْجَوَاب هُوَ أَن عدَّة الْمُطلقَة ثَلَاثَة حيضات وَبِمَا أَن كل حَيْضَة هِيَ عشرَة أَيَّام وَثَلَاثَة تَسَاوِي شهرا وكل طهر عِنْده هُوَ سِتَّة أشهر فمجموع الْأَطْهَار الثَّلَاثَة يصبح ثَمَانِيَة عشر شهرا، ويضاف إِلَيْهَا الشَّهْر الْمَفْرُوض للحيضات الثَّلَاثَة فَيُصْبِح الْمَجْمُوع تِسْعَة عشر شهرا، أما زِيَادَة الْأَيَّام الْعشْرَة فَيَعُود إِلَى احْتِمَال أَن يكون الطَّلَاق من زَوجهَا قد وَقع أثْنَاء الْحيض فَلَا تعد هَذِه الْحَيْضَة من الْعدة. فَمن بَاب الِاحْتِيَاط أضَاف عشرَة أَيَّام. وَإِذا قلت لماذا إِلَّا أَربع سَاعَات؟ فَيكون الْجَواب نقلل ثَلَاث سَاعَات من الْأَطْهَار الثَّلَاثَة، لِأَن الطُّهْر على مَذْهَبنَا مِقْدَاره سِتَّة أشهر إِلَّا سَاعَة وَاحِدَة، لِأَن الْعَادة نُقْصَان طهر غير الْحَامِل عَن الْحَامِل، وَأَقل مُدَّة الْحمل سِتَّة أشهر فانتقص عَن هَذَا شَيْء وَهُوَ السَّاعَة، أما إنقاص السَّاعَة الرَّابِعَة من أجل أَن الْعد للعدة يبْدَأ من بعد زمن التَّطْلِيق وَلَيْسَ من زمن التَّطْلِيق فَافْهَم واحفظ فَإِنَّهُ ينفعك هُنَاكَ.
الطُّهْر المتخلل بَين الدمين فِي الْمدَّة حيض ونفاس: هَذِه الْمَسْأَلَة وَاقعَة فِي أَكثر كتب الْفِقْه وَشرح الْوِقَايَة فِي هَذَا الْمقَام معركة آراء الطلباء بل مزال أَقْدَام الْفُضَلَاء وَقد وَقع أَوَان تكْرَار بعض الأحباب طول المباحثة فِي تَحْقِيقه فنقلت عَن الْأُسْتَاذ رَحمَه الله مَا سمح بِهِ خاطري فَاسْتَحْسَنَهُ وحرره بِعِبَارَة هَكَذَا إِن قَوْله (الطُّهْر) مُبْتَدأ مَوْصُوف و (المتخلل) صفته و (بَين) ظرف مُضَاف إِلَى (الدمين) مُتَعَلق بالمتخلل و (فِي الْمدَّة) ظرف مُسْتَقر حَال عَن الدمين وَالْمعْنَى أَن الطُّهْر المتخلل بَين الدمين حَال كَونهمَا واقعين فِي مُدَّة الْحيض حيض وَفِي مُدَّة النّفاس نِفَاس على رِوَايَة مُحَمَّد عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى بل على رِوَايَة مُحَمَّد عَن أبي يُوسُف كَمَا هُوَ التَّحْقِيق فمسألة الْمُتُون على مَا قَررنَا لَا تصدق إِلَّا على صُورَة وجد فِيهَا دمان فِي الْمدَّة وَأما إِذا خرج أحد الدمين عَن الْمدَّة فَلَا تصدق فَالْمَسْأَلَة الْوَاقِعَة فِي الْوِقَايَة مثلا مَا رَوَاهُ مُحَمَّد عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى لَا غير بل مَا رَوَاهُ أَبُو يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى كَمَا مر فَبين قَول صَاحب الْوِقَايَة وَقَول شارحها وَهُوَ قَوْله وَاعْلَم أَن الطُّهْر الَّذِي يكون أقل من خَمْسَة عشر إِذا تخَلّل بَين الدمين إِلَى آخر الاختلافات عُمُوم وخصوص مُطلق أَعنِي قَول صَاحب الْوِقَايَة اخص وَقَول شارحها أَعم لِأَنَّهُ كل مَا صدق عَلَيْهِ تخَلّل الطُّهْر بَين الدمين فِي الْمدَّة صدق عَلَيْهِ تخَلّل الطُّهْر بَين الدمين وَلَا عكس فالطهر الَّذِي يكون أقل من خَمْسَة عشرَة إِذا تخَلّل بَين الدمين فَإِن كَانَ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَو خَمْسَة أَو سِتَّة أَو سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة فَهُوَ دَاخل تَحت مَسْأَلَة الْوِقَايَة وَأما إِذا كَانَ ذَلِك الطُّهْر تِسْعَة أَو عشرَة أَو أحد عشرَة أَو اثْنَا عشر أَو ثَلَاثَة عشر أَو أَرْبَعَة عشر فَلَا فالشارح إِنَّمَا ذكر مَا سوى مَسْأَلَة الْوِقَايَة للفائدة لَا لِأَن جَمِيع الاختلافات مندرجة تَحت مَسْأَلَة الْوِقَايَة بِأَن تكون مُشْتَمِلَة على رِوَايَة مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى وَغَيرهَا على مَا وهم حَتَّى يَقع الْخبط والصعوبة فِي تطبيق مَسْأَلَة الْوِقَايَة على جَمِيع الرِّوَايَات واندراجها فِيهَا.
قَالَ الشَّارِح: وَاعْلَم أَن الطُّهْر الَّذِي يكون أقل من خَمْسَة عشر إِذا تخَلّل بَين الدمين فَإِن كَانَ أقل من ثَلَاثَة أَيَّام لَا يفصل بَينهمَا بل هُوَ كَالدَّمِ المتوالي إِجْمَاعًا انْتهى (المُرَاد بِعَدَمِ الْفَصْل) أَن لَا يَجْعَل الطُّهْر طهرا بل يَجْعَل كأيام ترى فِيهَا الدَّم كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بقوله بل هُوَ كَالدَّمِ المتوالي وَإِنَّمَا لَا يفصل الطُّهْر إِلَّا أقل من ثَلَاثَة لِأَن دون الثَّلَاث من الدَّم لَا حكم لَهُ فَكَذَا الطُّهْر. (صورته) امْرَأَة رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَيَوْما أَو يَوْمَيْنِ طهرا أَو يَوْمًا دَمًا فَهَذَا الطُّهْر مَعَ الدمين حيض بالِاتِّفَاقِ (فَإِن قيل) لَا يعلم من كَون ذَلِك الطُّهْر دَمًا مُتَوَلِّيًا أَنه حيض (قُلْنَا) لَا شكّ أَن الدَّم إِذا صلح للْحيض يكون حيضا وَإِذا لم يصلح فَهُوَ استحاضه وَالدَّم الصَّالح للْحيض مَا يكون أَكثر من يَوْمَيْنِ وَأَقل من أحد عشر يَوْمًا فَإِذا جعل ذَلِك الطُّهْر فِي هَذِه الصُّورَة دَمًا صَار الدَّم ثَلَاثَة أَيَّام على تَقْدِير كَون الطُّهْر يَوْمًا وَأَرْبَعَة أَيَّام على تَقْدِير كَونه يَوْمَيْنِ وَذَلِكَ الدَّم يصلح أَن يكون حيضا فَاعْتبر كَذَلِك.
قَالَ الشَّارِح: وَإِن كَانَ أَي الطُّهْر ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَكثر وَهُوَ مَا بَين ثَلَاثَة وَخمْس عشر فَعِنْدَ أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ قَول أبي حنيفَة رَحمَه الله لَا يفصل أَي الطُّهْر بَين الدمين بل هُوَ كَالدَّمِ المتوالي لِأَن مَا دون خَمْسَة عشر طهر فَاسد فَيكون كَالدَّمِ. (صورته) رَأَتْ يَوْمَيْنِ دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما مَا دَمًا أَو رَأَتْ يَوْمَيْنِ دَمًا وَأَرْبَعَة عشر طهرا وَيَوْما دَمًا لَا يفصل الطُّهْر عِنْد أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ قَول آخر لأبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فأيام الْحيض على الأول سِتَّة وعَلى الثَّانِي عشرَة وَإِنَّمَا قَالَ آخر لِأَن القَوْل السَّابِق الَّذِي عَلَيْهِ الاجماع قَالَ بِهِ أَيْضا أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فَهَذَا القَوْل بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ قَول آخر وَإِنَّمَا قَالَ وَإِن كَانَ أَكثر من عشرَة بالوصل مَعَ أَنه كَانَ متفهما من قَوْله السَّابِق أَو أَكثر توضيحا للمراد ودفعا لتوهم أَن المُرَاد دفعا بِالْأَكْثَرِ الأول أَكثر من ثَلَاثَة أَيَّام فَقَط.
قَالَ الشَّارِح: فَيجوز بداية الْحيض وختمه بِالطُّهْرِ عطف على قَوْله لَا يفصل.
قَالَ الشَّارِح: على هَذَا القَوْل فَقَط أَي على قَول أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى دون الْأَقْوَال الْخَمْسَة الْبَاقِيَة. (صورته) امْرَأَة عَادَتهَا فِي أول كل شهر خَمْسَة فرأت قبل أَيَّامهَا يَوْمًا دَمًا ثمَّ طهرت خمستها ثمَّ رَأَتْ يَوْمًا دَمًا فَعنده خمستها حيض إِذا جَاوز الْعشْرَة أما إِذا لم يتَجَاوَز فَيكون الْجَمِيع حيضا والأوضح فِي التَّصْوِير أَن يُقَال مُعْتَادَة بِعشْرَة حيضا وَعشْرين طهرا رَأَتْ تِسْعَة عشر طهرا ثمَّ يَوْمًا دَمًا ثمَّ عشرَة طهرا ثمَّ يَوْمًا دَمًا فالعشرة بَين الدمين حيض فَحِينَئِذٍ بداية الْحيض بِالطُّهْرِ وختمه أَيْضا بِهِ ظَاهر فطهر مِنْهُ أَن تصور الْبِدَايَة والختم مَعًا بِالطُّهْرِ لَا يُمكن إِلَّا فِيمَن لَهَا عَادَة مَعْرُوفَة.
قَالَ الشَّارِح: قد ذكر أَن الْفَتْوَى على هَذَا تيسيرا على الْمُفْتِي والمستفتي لِأَن فِي مَذْهَب مُحَمَّد وَغَيره تفاصيل يحرج الْمُفْتِي والمستفتي فِي ضَبطهَا والتيسير هُوَ اللَّائِق فِي الشَّرِيعَة لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا (فَإِن قلت) إِذا كَانَ الْفَتْوَى على قَول أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى للتيسير وَمَعَ ذَلِك قد اجْتمع عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ فَكيف ذكر فِي الْمُتُون رِوَايَة مُحَمَّد وشارح الْوِقَايَة ذكرهَا فِي مُخْتَصر الْوِقَايَة أَيْضا (قلت) كَونهَا رِوَايَة مُحَمَّد وهم لِأَن الطُّهْر المتخلل بَين الدمين مُطلقًا حَال كَون الطُّهْر فِي مُدَّة الْحيض حيض على رِوَايَة أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى سَوَاء كَانَ الدمَان فِي مُدَّة الْحيض أَو لَا (نعم) يجب تَقْيِيد الطُّهْر بالناقص.
قَالَ الشَّارِح: وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد عَنهُ أَي عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى لَا يفصل إِن أحَاط الدَّم بطرفيه فِي عشرَة أَو أقل. (صورته) امْرَأَة رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَمَانِية طهرا وَيَوْما دَمًا أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهر أَو يَوْمًا دَمًا فالحيض على الصُّورَة الأولى عشرَة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة خَمْسَة أَيَّام.
قَالَ الشَّارِح: فِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك عَنهُ أَي عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى يشْتَرط مَعَ ذَلِك أَي مَعَ اشْتِرَاط إحاطة الدَّم بطرفيه فِي عشرَة أَو أقل كَون الدمين نِصَابا يَعْنِي ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها كمن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَسَبْعَة طهرا ويومين دَمًا أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَأَرْبَعَة طهرا ويومين دَمًا فالحيض على الصُّورَة الأولى عشرَة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة سَبْعَة أَيَّام.
قَالَ الشَّارِح: وَعند مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى يشْتَرط مَعَ هَذَا أَي يشْتَرط عِنْده مَعَ كَون الدمين نِصَابا كَون الطُّهْر مُسَاوِيا للدمين أَو أقل كمن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا ويومين دَمًا وَرَأَتْ يَوْمًا دَمًا ويومين طهرا ويومين دَمًا فالحيض على الصُّورَة الأولى سِتَّة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة خَمْسَة أَيَّام.
قَالَ الشَّارِح: ثمَّ إِذا صَار دَمًا عِنْده. الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي قَوْله صَار رَاجع إِلَى الطُّهْر المتخلل الْمسَاوِي للدمين أَو الْأَقَل وَالضَّمِير الْمَجْرُور فِي قَوْله عِنْده رَاجع إِلَى مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى.
قَالَ الشَّارِح: فَإِن وجد. شَرط مَعَ جَزَائِهِ جَزَاء لقَوْله إِذا صَار.
قَالَ الشَّارِح: فِي عشرَة. مُتَعَلق بقوله وجد. قَالَ الشَّارِح: هُوَ فِيهَا. جملَة وَقعت صفة لقَوْله عشرَة وَضمير هُوَ رَاجع إِلَى الطُّهْر وَضمير فِيهَا عَائِد إِلَى قَوْله عشرَة.
قَالَ الشَّارِح: طهر. مفعول مَا لم يسم فَاعله لقَوْله وجد. وَقَوله آخر صفة لقَوْله طهر.
قَالَ الشَّارِح: يغلب. جملَة وَقعت صفة ثَانِيَة لقَوْله طهر وَالضَّمِير الْمُسْتَتر فِي يغلب رَاجع إِلَى الطُّهْر الآخر.
قَالَ الشَّارِح: الدمين. مفعول بِهِ لقَوْله يغلب.
قَالَ الشَّارِح: المحيطين. صفة لقَوْله الدمين.
قَالَ الشَّارِح: بِهِ رَاجع. إِلَى الطُّهْر الاخر.
قَالَ الشَّارِح: لَكِن، عاطفة.
قَالَ الشَّارِح: يصير مَغْلُوبًا، مَعْطُوف على قَوْله يغلب وَالضَّمِير الْمُسْتَتر فِي قَوْله يصير رَاجع إِلَى الطُّهْر الآخر.
قَالَ الشَّارِح: إِن عدد ذَلِك الدَّم الْحكمِي دَمًا. مُتَعَلق بقوله يصير مَغْلُوبًا وَالْمرَاد بقوله ذَلِك الدَّم الْحكمِي الطُّهْر الْمَذْكُور أَي الطُّهْر الأول.
قَالَ الشَّارِح: فَإِنَّهُ يعد دَمًا. جَزَاء لقَوْله فَإِن وجد. وَالضَّمِير الْمَنْصُوب رَاجع إِلَى الطُّهْر الآخر وَكَذَا الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي قَوْله يعد.
قَالَ الشَّارِح: حَتَّى يَجْعَل الطُّهْر الآخر حيضا أَيْضا مُتَعَلق بقوله يعد.
قَالَ الشَّارِح: إِلَّا فِي قَول أبي سُهَيْل. يَعْنِي أَنه لَا يعد ذَلِك الطُّهْر الآخر دَمًا (صورته) امْرَأَة رَأَتْ يَوْمَيْنِ دَمًا وَثَلَاثَة طهرا أَو يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما دَمًا فالحيض عِنْد مُحَمَّد الْعشْرَة كلهَا وَعند أبي سُهَيْل السِّتَّة الأول حيض.
قَالَ الشَّارِح: وَلَا فرق بَين كَون الطُّهْر الآخر مقدما على ذَلِك الطُّهْر أَو مُؤَخرا. يَعْنِي يجوز فِي الْمِثَال أَن يَجْعَل الثَّلَاثَة الأول دَمًا حكما. وَيجْعَل الثَّانِيَة كَذَلِك وَيجوز الْعَكْس أَيْضا. صورته امْرَأَة رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما دَمًا وَثَلَاثَة طهرا ويومين دَمًا فَيجْعَل الطُّهْر الثَّانِي حيضا لكَونه مُسَاوِيا للدمين المحيطين بِهِ ثمَّ يَجْعَل الطُّهْر الأول أَيْضا حيضا لكَونه أقل من الدمين المحيطين وَيجْعَل الطُّهْر الثَّانِي دَمًا.
قَالَ الشَّارِح: وَعند الْحسن بن زِيَاد الطُّهْر الَّذِي يكون ثَلَاثَة أَو أَكثر يفصل مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَ ذَلِك الطُّهْر مُسَاوِيا للدمين المحيطين بِهِ أَو أقل مِنْهُمَا أَو أَكثر. فَإِن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَثَلَاثَة طهرا وَيَوْما دَمًا. أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَأَرْبَعَة طهرا وَيَوْما دَمًا. فَفِي هَاتين الصُّورَتَيْنِ يفصل الطُّهْر عِنْده. وَإِن رَأَتْ يَوْمًا دَمًا وَيَوْما طهرا وَيَوْما دَمًا. أَو رَأَتْ يَوْمًا دَمًا ويومين طهرا وَيَوْما دَمًا. فالحيض على الصُّورَة الأولى عِنْده ثَلَاثَة أَيَّام وعَلى الثَّانِيَة أَرْبَعَة أَيَّام.

خرط

خ ر ط : خَرَطْتُ الْوَرَقَ خَرْطًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ حَتَتُّهُ مِنْ الْأَغْصَانِ وَالْخَرِيطَةُ شِبْهُ كِيسٍ يُشْرَجُ مِنْ أَدِيمٍ وَخِرَقٍ وَالْجَمْعُ خَرَائِطُ مِثْلُ: كَرِيمَةٍ وَكَرَائِمَ وَالْخُرْطُومُ الْأَنْفُ وَالْجَمْعُ خَرَاطِيمُ مِثْلُ: عُصْفُورٍ وَعَصَافِيرَ. 
(خرط) الدَّوَاء فلَانا خرطه
(خ ر ط) : (اخْتَرَطَ) السَّيْفَ سَلَّهُ مِنْ غِمْدِهِ.
خرط
قال تعالى: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ
[القلم/ 16] ، أي: نلزمه عارا لا ينمحي عنه، كقولهم: جدعت أنفه، والخرطوم: أنف الفيل، فسمّي أنفه خرطوما استقباحا له.
خ ر ط: (خَرَطَ) الْعُودَ قَشَرَهُ، وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ، وَخَرَطَ الْوَرَقَ حَتَّهُ وَهُوَ أَنْ يَقْبِضَ عَلَى أَعْلَاهُ ثُمَّ يُمِرَّ يَدَهُ عَلَيْهِ إِلَى أَسْفَلِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: دُونَــهُ خَرْطُ الْقَتَادِ. وَ (انْخَرَطَ) جِسْمُهُ دَقَّ. وَ (خَرَطَ) الْحَدِيدَ خَرْطًا طَوَّلَهُ كَالْعَمُودِ. وَرَجُلٌ (مَخْرُوطُ) اللِّحْيَةِ وَمَخْرُوطُ الْوَجْهِ أَيْ فِيهِمَا طُولٌ مِنْ غَيْرِ عَرْضٍ. وَ (الْخَرِيطَةُ) بِالْفَتْحِ وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ وَغَيْرِهِ تُشْرَجُ عَلَى مَا فِيهَا. 

خرط


خَرَطَ(n. ac.
خَرْط)
a. Stripped, pulled off ( leaves & c. ).
b. Turned ( with the lathe )
c. Chattered, gossiped; made up stories.
d. see II
خَرِطَ(n. ac. خَرَط)
a. see IV
خَرَّطَa. Purged (medicine).
أَخْرَطَa. Suffered from disordered milk.

إِنْخَرَطَa. Was stripped of.
b. Blundered.
c. [Fī], Floundered, dashed headlong into.
d. Was slender, little (body).
إِخْتَرَطَa. Unsheathed (sword).
خَرَطa. Milk-disorder ( of animals ).
b. Bodily weakness, debility.

مِخْرَطَة
(pl.
مَخَاْرِطُ)
a. Lathe.

خِرَاْطَةa. Turning.
b. Moulding.

خَرِيْطَة
(pl.
خَرَاْئِطُ)
a. Bag, pouch, receptacle, satchel.

خَرُوْط
(pl.
خُرُط)
a. Fidgety, restless animal.
b. Wicked woman.
c. Blunderer.

خَرَّاْطa. Turner.
b. Talker, speechifier; jabberer, bragger.

N. P.
خَرڤطَa. Cone.
b. [], Conic.
خ ر ط

خرط الورق: قشره عن الشجرة اجتذاباً له. وخرط العود: قشر لحيه. وحيات مخاريط، جمع مخراط وهي التي خرطت سلخها. قال المتلمس:

إني كساني أبو قابوس مرفلة ... كأنها سلخ أبكار المخاريط

واخروط بهم السير: امتد.

ومن المجاز: فرس خروط: يجتذب رسنه من يد ممسكه، وقد خرط خراطاً. وبرئت إليك من الخراط. ورجل خروط: متهور يركب رأسه. وفي حديث علي رضي الله عنه " إنك لخروط أتؤمّ قوماً وهم لك كارهون " وخرط الفحل في الشول: أرسله. ورجل مخروط الوجه، ومخروط اللحية: طويلهما من غير عرض، وله لحية مخروطة. وبئر مخروطة: ضيقة. وخرط القصب: أمرّ يده عليه.، وخرجت خراطته. وخرطه الدواء: أمشاه، وأخذه الخراط، وسمعتهم يقولون: خرطني بطني، وخرط البقل الماشية تخريطاً. واخترط سيفه. وخرط علينا غلامه فآذانا. وفي الحديث " خرط علينا الاحتلام " وبينا نحن قعود، إذ انخرط علينا فلان بالشر والمكروه. ودونــه خرط القتاد. ووسمه على الخرطوم: أذله. وهم خراطيم القوم: لسادتهم. وشرب الخرطوم: السلافة لأنها أول ما ينعصر. وقال الأخطل:

جادت بها من ذوات القار مترعة ... كلفاء ينحت عن خرطومها المدر

أراد فم الخباية.
خرط وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَاهُ قوم بِرَجُل فَقَالُوا: إِن هَذَا يؤمنا وَنحن لَهُ كَارِهُون فَقَالَ لَهُ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّك لخَروط أتؤم قما [و -] هم لَك كَارِهُون قَوْله: خَروط يَعْنِي الَّذِي يتهوّر فِي الْأُمُور ويركب رَأسه فِي كل مَا يُرِيد بِالْجَهْلِ وَقلة الْمعرفَة بالأمور وَمِنْه قيل: انخرط فلَان علينا إِذا اندرأ عَلَيْهِم بالْقَوْل السيء وبالفعل قَالَ العجاج يصف ثورا مضىفي سيره: [الرجز]

فظل يرقَدّ من النشاط ... كالبربري لَجَّ فِي انخراطِ ... شبهه بالفرس الْبَرْبَرِي إِذا لَجّ فِي شدَّة السّير. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه لم يقل لَهُ: لَا صَلَاة لَك وَلم يَأْمُرهُ بِالْإِعَادَةِ إِنَّمَا كره لَهُ مَا صنع وَلم ير أَن يحكم عَلَيْهِ باعتزالهم فِي الْإِمَامَة وإِنَّمَا أنكر عَلَيْهِ فعله فأفتاه فَتْوَى وَلم يبلغنَا أَن أحدا حكم بِهَذَا حكما وَلَكِن فَتيا فَأَما الْأَذَان فقد بلغنَا فِيهِ حكم عَن ابْن شبْرمَة قَالَ: تشاحّ النَّاس فِي الْأَذَان بالقادسية فاختصموا إِلَى سعد فأقرع بَينهم. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا بلغ النِّسَاء نَصالحَقائِق وَبَعْضهمْ يَقُول: الحِقاق فالعَصَبة أولى. قَوْله: نَص الحقاق
خرط
الخَرْطُ: قَشْرُكَ الوَرَقَ عن الشَجَرَة.
والخَرُوْطُ من الدَّوابَ: الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يَدِ مُمْسِكِه فَيَمْضي عايراً خارِطاً. ويقول البائعُ: بَرِئْتُ إليكَ من الخِرَاط.
واسْتَخْرَط الرجُلُ في البُكاء: لَجَّ فيه.
واخْتَرَطْتُ السَيفَ: سَلَلْتَه.
وانْخَرَطَ عليهم بما يَكْرَهُونَ: انْدَرَأ.
والخَرُوْطُ: مَنْ يَقَعُ في الأمْر بجَهل.
وخَرَطْتُ الرًجُلَ: أهْمَلْتَه.
والخُرَاطُ - والواحدةُ خُرَاطَةٌ -: شَحْمَة بيضاءُ في أصْل البَرْديَ، وهو الخُرَاطى والخُريْطى.
والخَرِيْطَةُ: مثلُ الكِيْس مُشْرَجٌ من أدَم أو خِرَق، يُقال: أخْرَطْتُ الخَرِيطَةَ إخراطاً.
والخَرْطُ: النكاحُ، خَرَطَها يَخْرِطُها. والخِرَاطُ: الفُجُورُ، امْرَأةٌ خَرُوْطٌ.
وخَرَطَني الدواءُ: أي أمْشَاني.
وخَرَطَ بها: إذا ضَرَطَ.
واخْرَوَّطَ بهم الطَرِيقُ والسَّفَرُ: امْتَدَّ. وطَرِيقٌ مَخْرُوْط: دَقِيقٌ.
ورَجُل مَخْرُوْط الوَجْه: فيه طُول.
واخْرَوطَتِ الشوْكَةُ في رِجْلِهِ: وهو امْتِدادُ أنْشُوطَتِها.
والمُخْرَوَطَةُ من النوق: السًريعةُ.
والخِرْطِيْطُ: الفَرَاشَة.
والخِرْطُ - بوَزْنِ الفِطْرِ -: اليَعْقُوب.
والمَخَارِيْطُ: الحَيّاتَ تنْخَرِطُ من سَلْخِهِن.
وأخْرَطَتِ الشاةُ إخْراطاً: تَحَببَ لَبَنُها في ضَرْعِها فيخرجُ مِثْلَ قِطَع الأوتار من داءٍ. والمِخْراطُ من الناقة كذلك.
والخِرْطَةُ: الرجُلُ الأحمقُ الشًديدُ الحُمق.
والخُرَاطَةُ: ماءٌ قليلٌ في المِصران.
والخُرّاطُ: نَبت.
والإِخْرِيْطُ: ضَرْبٌ من الحَمْض، وقيل: شَجَرَةٌ.
[خرط] خَرَطْتُ العودَ أَخْرُطُهُ وأَخْرِطُهُ خَرْطاً: قشرته. وخَرَطْتُ الورق: حَتَتُّهُ، وهو أن تقبضَ على أعلاه ثم تُمِرَّ يدكَ عليه إلى أسفله. وفي المثل: " دونَــه خَرْطُ القتاد ". وخرطه الدواء أيضا، أي أمشاه. وكذلك خَرَّطَهُ تَخْريطاً. والخَرَطُ، بالتحريك: داءٌ يصيب الضَرعَ فيخرجُ اللبنُ متعقّداً كقِطَعِ الأوتار. يقال: قد أَخْرَطَتِ الناقةُ فهي مُخْرِطٌ. فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخْراطٌ. والمِخْراطُ أيضاً. الحيّة التي من عادتها أن تسلخَ جلدَها في كلِّ سنةٍ. قال الشاعر: إنِّي كَساني أبو قابوسَ مرفلة * كأنها سلخ أبكار المخاريط * وفرسٌ خَروطٌ، أي جَموحٌ. يقول البائع: بَرِئْتُ إليك من الخِراطِ، أي الجِماحِ. وانْخَرَطَ الفرسُ في سيره، أي لج. قال العجاج:

كالبربري لج في انخراط * وانخرط علينا فلان، إذا اندرأ بالقول السيئ. وانخرط جسمه، أي دَقَّ. والإخْريطُ: ضَربٌ من الحَمْضِ. وخَرَطْتُ الحديدَ خَرْطاً، أي طوَّلتُه كالعمود. ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجهِ، أي فيهما طولٌ من غير عِرضٍ. واخْتَرَطَ سيفَه، أي سَلَّهُ. والخَريطَةُ: وعاءٌ من أَدَمٍ وغيرهِ يُشْرَجُ على ما فيها. وقد أَخْرَطْتُ الخَريطَةَ، أي أَشْرَجْتُها. واخْرَوَّطَ بهم السيرُ اخْرِوَّاطاً، أي امتدَّ. قال العجاج:

مُخْرَوِّطاً جاء من الاقطار * قال أعشى باهلة: لا تأمن البازل الكوماء ضربته * بالمشرفى إذا ما اخروط السفر
خرط: خَرَط: استعمال الفعل خرط بمعنى قشر العود وسواه بإدارته بآلة من الخشب استعمال قديم. بعض القدم (معجم الادريسي، دي يونج) ومن هذا قيل عود الخَرْط وهو العود الذي يستعمله الخراطون، وليس بمعنى العود المقشور المسوى كما ترجمه دي سلان.
وخرط: صقل الأحجار المنحوتة، يقول ابن البيطار (1: 460) في كلامه عن حجر الدهنج: يخرطه الخراطون. وصقل الزجاج، ففي ابن حوقل (أرمينية): الزجاج المخروط النفيس.
وخرط: أزال، قطع (همبرت ص76، محيط المحيط).
وخرط: هذر في منطقة ومخرق (بوشر).
خرَّط (بتشديد الراء): دَوَّر، وسوى العود بالمخرطة (هلو، الكالا وفيه تخريطه).
انخرط: سُوِّي بالمخرطة (فوك).
انخرط على شكله: أفرغ في قالب فلان (بوشر).
وانخرط: دقَّ، ضاق (معجم الادريسي).
خَرْط: مخرطة آلة لنحت الخشب وغيره وتدويره (الجريدة الآسيوية 1866، 2: 424، القزويني 2: 251، 270، معجم مارسيل).
وخَرْط: هذر، تباه، جخف، تجح، ثرثرة (همبرت ص240) ومخرقة، زعبرة فشار (بوشر).
وفي (محيط المحيط): العامة تستعمل الخَرْط بمعنى الكذب الكثير مأخوذاً من خَرْط القرع ونحوه عندهم وهو تقطيعه قطعاً كبيرة يقولون للواحدة منها خِرطة.
خَرْطَة: صمامة، سدادة من الخشب تستعمل لسد الثقوب التي تحدث فجأة في الغرب والظروف والزقاق المملوءة سائلاً ليمنعه من الخروج (الكالا).
وخَرْطة: هذر، ثرثرة، كذبة للإضحاك أو الاعتذار، أكذوبة، بهيتة، إفك، مخرقة، فرية، مجانة، ضرَّة، ربطة (بوشر) ولم تضبط الكلمة فيه بالشكل. وانظر محيط المحيط في خَرْط.
خِرطة: قطعة (محيط المحيط انظره في مادة خَرْط).
وخرطه سنبوسق: قطعة فطائر صغيرة (همبرت ص15).
خَرّطة: اسم نبات يستعمله الدباغون (بلجراف 1: 253). خراط: مخرطة، آلة لتدوير الخشب وغيره وصقله (باين سميث 1513).
خِراطة: صناعة الخّراط، وصناعة رقاع الداما والشطرنج (بوشر).
وخِراطة: نقوش، زخرفة البناء. القسم البارز من هذه الزخرفة (بوشر).
وخِراطة: خَرْط، مخرقة، زعبرة، فشار، فشط (بوشر).
وخِراطة، في مصطلح الطب: ما ينقطع من المعي بسبب الزحير المزمن. ففي معجم المنصوري هو ما ينجرد من المعي عند الاسترسال.
وفي محيط المحيط: وخراطة الأمعاء عند الأطباء ما يخرج من تقطعها في الإسهال المزمن. (ورأي الأطباء القدماء هذا غير صحيح).
خَروطة: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
خَرِيطَة: تطلق بخاصة على كيس أو محفظة تحوي إضبارة القاضي (المقري 1: 472، محمد بن الحارث ص 227، 278، 283).
وخريطة: ملء الكيس أو العدل (بوشر).
صاحب الخريطة: تطلق في تونس على صاحب الخزينة (مارمول 2: 245).
وخريطة: سفرة واحدة إلى مكة دون العودة إلى المدينة (برتون 2: 52).
خَرّاط: صانع رقاع الشطرنج والنرد (بوشر).
وخَرّاط: من يصقل الحجارة المنحوتة (انظر خَرَط).
وخَرّط: ممخرق، مزعبر، كذاب (بوشر، همبرت ص250).
مَخْرَط: ما يخرطه الخراط (مارسيل).
مَخْرَطَة، وتجمع على مخَارِط: ما يخرطه الخراط (فوك، الكالا، بوشر).
ومَخْرَطَة: مقصلة (بوشر).
مَخْرُوط: مخروطي الشكل، صنوبري الشكل (برجون، محيط المحيط، ابن بطوطة 1، 81، 3: 380، مملوك 1، 1: 122).
هو من الفروسية مخروط، التي جاءت في قصة عنتر (ص53) يظهر أن معناها إنه برع في الفروسية وتفوق فيها.
مُنْخَرِط: مخروطي الشكل، صنوبري الشكل (القزويني 1: 267).

خرط

1 خَرَطَ الوَرَقَ, (S, Msb,) aor. ـُ and خَرِطَ, inf. n. خَرْطٌ, (Msb,) He rubbed off the leaves (S, Msb) from the branches, (Msb,) by grasping the upper part, and passing the hand along it to the lower part. (S.) b2: خَرَطَ الشَّجَرَ, aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) He pulled off the leaves, (K, TA,) and the bark, or peel, (TA,) from the trees (K, TA) with his hand [in the manner above described]. (TA.) It is said in a prov., دُونَــهُ خَرْطُ القَتَادِ [Before one can attain it he has to strip the tragacanth of its leaves by grasping each branch and drawing his hand down it: i. e. he has to perform what will be extremely difficult, if not impossible]. (S, TA. [In the S and L in art. قتد, we find مِنْ دُونِــهِ.]) You say also, خَرَطَ العُنْقُودَ He pulled off the grapes, or the like, from the bunch with all his fingers: (AHeyth:) or he put the bunch in his mouth and drew forth its stalk bare; as also ↓ اخترطهُ. (K.) It is said of Mo-hammad, كَانَ يَأْكُلُ العِنَبَ خَرْطًا [He used to eat grapes by putting the bunch in his mouth and drawing forth its stalk bare: or by stripping them off with all his fingers]. (TA.) b3: خَرَطَ العُودَ, aor. as above, (S, K, *) and so the inf. n., (S,) He removed the bark, or peel, from the wood, or stick, (S, K,) and planed it, or made it even, (K,) with the مِخْرَط, which is also called بَلْط and بُلْط, (TA in art. بلَط,) or with his hand. (TA in the present art.) b4: [Hence, in modern Arabic, He turned the wood, or stick; i. e., shaped it, or made it round, with a lathe.] b5: خَرَطَ الحَدِيدَ, inf. n. as above, He made the iron long, like a column, or pole, or rod. (S.) A2: خَرَطَ الجَوَاهِرَ He collected the jewels in a خَرِيطَة [q. v.]. (MF.) 4 اخرط الخَرِيطَةَ He bound, or made fast, the خريطة [q. v.]; or closed it by inserting its loops one into another; syn. أَشْرَجَهَا. (S, K *) 7 انخرط [It (a piece of wood, or a stick,) had its bark, or peel, removed, and was planed, or made even, with the مِخْرَط, (as appears from what here follows,) or with the hand: see 1]. b2: [and hence,] انخرط جِسْمُهُ (tropical:) His body became slender; (S, K, TA;) as though it were barked and planed (خُرِطَ) with the مِخْرَط. (TA.) 8 إِخْتَرَطَ see 1. b2: [Hence,] اخترط سَيْفَهُ, (S,) or السَّيْفَ, (Mgh, K,) (tropical:) He drew his sword, or the sword, (S, Mgh, K,) from its scabbard. (Mgh, TA.) خُرَاطَةٌ The parings, or shavings, that fall from the work of the خَرَّاط; like نُجَارَةٌ and نُحَاتَةٌ. (TA.) b2: What falls from a bunch of grapes, or the like, when the fruit is pulled off with all the fingers. (AHeyth.) خِرَاطَةٌ The art, or craft, of the خَرَّاط. (K.) خَرِيطَةٌ A receptacle, (S, K,) [a pouch,] or thing like a كِيس [or purse], (Lth, Msb,) of leather, (Lth, S, Msb, K,) or of rag, (Lth,) or other material, (S, K,) which is bound, or made fast, or closed by the insertion of its loops one into another, (يُشْرَجُ, Lth, S, Msb, K,) upon its contents: (Lth, S, K:) pl. خَرَائِطُ. (Msb.) b2: Also A thing likened thereto, which is made for the letters of the sultán, and of prefects, or agents, to be sent therein. (Lth, L.) b3: Also A similar thing [which was formerly, in the time of paganism,] put upon the head of the she-camel [that was] confined [to perish] at the tomb of a dead person. (Lth.) b4: [Also The pod, or oblong capsule or pericarp, of sesamum and the like: pl. as above. Used in this sense by writers on botany, and in the spoken language of the present day.]

b5: See also بِدَادٌ.

خَرَائِطِىٌّ [A maker, or seller, of خَرَائِط, pl. of خَرِيطَةٌ]; a rel. n. formed from a pl., like أَنْمَا طِىٌّ. (TA.) خَرَّاطٌ One whose occupation is to remove the bark, or peel, of wood, or sticks, and to plane it, or make it even, (K,) with the مِخْرَط, which is also called بَلْط and بُلْط, (TA in art. بلط,) or with the hand. (TA in the present art.) b2: [Hence, in modern Arabic, A turner of wood &c.]

مِخْرَطٌ The iron instrument with which the خَرَّاط performs his work; also called بَلْطٌ and بُلْطٌ. (TA in art. بلط, q. v.) مَخْرُوطٌ [pass. part. n. of 1]. b2: (assumed tropical:) A man (TA) having a scanty beard: (K, TA:) [or you say,] رَجُلٌ مَخْرُوطُ اللِّحْيَةِ A man having a beard in which is length without breadth. (S.) and لِحْيَةٌ مَخْرُوطَةٌ (assumed tropical:) A beard that is scanty in its side, (K,) or, correctly, in its two sides, (TA,) and lank and long in the part on and beneath the chin. (K.) b3: (assumed tropical:) A face in which is length (K, TA) without breadth. (TA.) You say, رَجُلٌ مَخْرُوطُ الوَجْهِ (assumed tropical:) A man whose face has length without breadth. (S.) b4: بِئْرٌ مَخْرُوطَةٌ (tropical:) A narrow well. (A, TA.) b5: [مَخْرُوطٌ and ↓ مَخْرُوطَةٌ, in mathematics, signify A cone.]

مَخْرُوطَةٌ: see what next precedes.

مَخْرُوطِىٌّ, in mathematics, Conical.]
خرط
خرَطَ يَخرُط ويَخرِط، خَرْطًا، فهو خارِط، والمفعول مخروط (للمتعدِّي)
• خرَط الثَّوبُ: أفرز لونًا حينما نُقع في الماء.
• خرَط ورقَ الشَّجر: حتّه عن أغصانه، أزال ورقَه بالجذب "خَرَط عُنْقودَ العنب: انتزع حبّه بجميع أصابعه".
• خرَط المعدِنَ ونحوَه:
1 - قصَّه، قطّعه وهيّأه وشكلَّه في أشكال "خرَط الحديدَ/ الخشبَ".
2 - قَطَّعه وشَكَّله بالمِخرطة.
• خرَط الخُضَرَ ونحوَها: قطَّعها.
• خَرَطَ الأشياءَ: جمعها في خريطة. 

انخرطَ في ينخرط، انخراطًا، فهو منخِرط، والمفعول منخَرط فيه
• انخرط في البكاء: بالغ فيه واشتدّ، شرع فيه "انخرط الفرسُ في العدو" ° انخرط في الأمر: ركب رأسه جهلاً.
• انخرط في العمل: التحق به وانتظم فيه، دخل فيه "انخرط في سِلْك الجنديّة/ الجيش- انخرطتِ الخرزة في السِّلك: انتظمت". 

خرَّطَ يخرِّط، تخريطًا، فهو مخرِّط، والمفعول مخرَّط
• خرَّط ورقَ الشَّجر: خرَطه، حتّه عن أغصانه.
• خرَّط المعدنَ: خرَطه، قصّه، قطّعه وشكَّله.
• خرَّط الخُضرَ: خرَطها، قَطَّعها "خَرَّط الملوخيّة بالمخرطة".
• خرَّط المدينةَ: عمل لها خريطة "أحصيت الأماكن التي بها جفاف عقب تخريط المنطقة". 

خارِطة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خرَطَ.
2 - (جغ) خريطة، رسم للكرة الأرضيّة أو جزء منها "رَسَمَ خارِطةً للموقع/ للبلدة". 

خُرَاطة [مفرد]: ما يسقط من المعدن عند الخَرْط "جمع الخُرَاطة وأعاد صهرها".
• خُراطة الأمعاء: (طب) خِراطتها، ما يخرج من تقطُّعها في الإسهال المُزْمِن. 

خِرَاطة [مفرد]: حرفة الخرّاط "تعلّم الخِرَاطة في ورشة أبيه".
• خِراطة الأمعاء: (طب) خُراطتها، ما يخرج من تقطُّعها في الإسهال المزمن. 

خَرَاطينُ [جمع]: (حن) دود الأرض، ديدان طِوال تكون في طين الأنهار، يستعملها الناسُ طُعْمًا لصيد الأسماك. 

خَرّاط [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خرَطَ: مشتغل بالخِرَاطة، من يقوم بقصّ المعادن أو يدير آلة الخِراطة "قصَّ الحديدَ عند الخَرَّاط- يستعين الخرَّاط في عمله بالآلة الكهربائيَّة".
2 - الذي يخرط العودَ ويثقفه والذي ينحت الخشبَ بالأزميل على المخرطة فيخرج مستديرًا أملس. 

خَرْط [مفرد]: مصدر خرَطَ ° دونــه خَرْط القَتَاد [مثل]: يُضرب للشّيء لا يُنال إلاّ بمشقّة عظيمة. 

خِرْطة [مفرد]: ج خِرْطات: قطعة "خِرْطة تفّاح". 

خَرِيطة [مفرد]: ج خريطات وخرائطُ: (جغ) خارطة، رسم للكرة الأرضيّة أو جزء منها "نسعى لتحقيق مكانة مرموقة على خريطة العالم المعاصر- سجَّل الإنسانُ معرفته عن الأرض في خرائط" ° الخريطة البيانيَّة: تمثيل البيانات الإحصائيّة في توزيع جغرافيّ على خريطة- الخريطة السِّياسيّة: رسم وضع سياسيّ للدول على نطاق واسع أو ضيّق- الخريطة العربيّة: امتدادات الوطن العربيّ- خريطة طبوغرافيّة: خريطة عامة لملامح سطح الأرض.
• خريطة الطَّقس: خريطة تبيّن عليها عناصر الطَّقس وتساعد على استطلاع ظروف الجوّ المقبلة.
• خريطة الجَوّ: خريطة تصف الأحوال الأرصاديَّة فوق منطقة جُغرافيّة مُعيَّنة في وقت معيَّن. 

مِخْراط [مفرد]: ج مَخارِيطُ: اسم آلة من خرَطَ: آلة الخِراطة، وتستعمل لتشكيل السُّطوح الدورانيّة بواسطة إدارة القطعة المراد تشكيلها أمام أدوات قاطعة ثابتة "مِخْراطٌ آليّ". 

مِخْرَط [مفرد]: ج مَخارِطُ:
1 - اسم آلة من خرَطَ: مِخْرطة، آلة الخراطة، وتستعمل عادة للآلات المنزليّة الصغيرة كتلك المستعملة في تقطيع الخضراوات "جرح المِخْرط يدَها".
2 - آلة الخرط، يُخرط بها الخشب ويقشر، وهي من آلات النجَّارين. 

مِخْرَطة [مفرد]: ج مَخارِطُ: مِخْرَط، آلة الخراطة، وتستعمل عادة للآلات المنزلية الصغيرة كتلك المستعملة في تقطيع الخضراوات "خَرَطَتِ الملوخية بالمِخْرَطة".
• صينيَّة المِخْرَطة: قُرص مُتَّصل بعمود دوران المخرطة لتثبيت وإسناد القطعة المراد تدويرها لغرض تشكيلها أو تقطيعها. 

مَخْروط [مفرد]: ج مخروطات:
1 - اسم مفعول من خرَطَ.
2 - (جو) قمّة تكوّنت من موادّ لفَظَهَا بركان.
3 - (هس) مُجسَّم يبتدئ من قاعدة مسطّحة دائريّة ويدقّ حتى ينتهي إلى نقطة صغيرة أو سطح أصغر من قاعدته ° مخروط الثلج: حلوى مصنوعة من قطع الثلج، مزوَّدة بشراب أو عصير فواكه لإكسابها الرائحة الطيبة، توضع في ورقة مخروطيَّة الشكل- مخروط العين: تركيب دقيق في الشبكيّة مسئول عن الضوء والرُّؤية.
• المَخْروط من الوجوه: ما فيه طول من غير عرض. 

مخروطيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَخْروط: ما له شكل المخروط "جسم مخروطيّ الشَّكل". 
خرط
خرطتُ العود أخرطه وأخرطه خرطاً، والصانع: خراط، وحرفتهُ: الخراطة كالكتابة.
وخرطتُ الورق: حتته، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمُر يدك عليه إلى أسفله، وفي المثل: دونــه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك - وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان - فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال:
إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ به ل ... مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ
وقال المرار بن منقذ الهلالي:
ويَرى دُوْنــي فلا يسْطيْعُني ... خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر
وقال عمرو بن كلثوم:
ومن دُونِ ذلك خَرًّط القَتَاد ... وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا
يضرب الأول لأمر دونــه مانع؛ والثاني للأمر الشاق. وخرطه الدواء: أي أمشاه.
وخَرَطَ الفرس: إذا اجتنب رسنه من يد ممسكه ومضى هائما، ومنه حديث علي؟ رضي الله عنه -: أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي - رضي الله عنه -: انك لخروط أتومُ قوماً وهم لك كارهون. والاسم منه الخراط؛ وهو الجماح، ويقول بائع الفرس: برئت إليك من الخراط.
والخراط أيضاً: الفجور، وامرأة خروط: أي فاجرة.
وخرطت الحديد خرطاً: أي طولته كالعمود. ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجه: أي فيهما طول من غير عرض.
والخرُْط: النكاح، يقال: خرط جاريته. وخرطت الفحل في الشول: أي أرسلته فيها. وخرطت البازي: أي أرسلته من سيره.
ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم: قد خرط عليهم عبده، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملاً، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام، قال ابن شميل: أي أرسل.
ويقال: خرط العُنْقُوْد: إذا وضعه في فيه وأخرج عمُشوشه عارياً، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ العنب خرطاً.
وخرط بها: أي حبق.
وحمار خارط: وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه.
وناقةُ خراطةُ: تخترط فتذهب على وجهها. وقال ابن عبادٍ: الخرط - بالكسر -: اليعقوب.
والخرطة: الرجل الأحمق الشديد الحمق. وقال ابن دريد: الخرط: اللبن الذي يتعقد ويعلوه ماء أصفر. وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تحلب خرطاً.
والإخريط؛ ضرب من الحمض، الواحدة: إخريطة، وقال أبو زيادٍ: من الحمض: الإخريط؛ أصفر اللون دقيق العيدان وله أصول وخشب، وقال أبو نصر: من الحمض الإخريط، وهو ضخم وله أصول ويخرط من قضبانه فينخرط؛ ولذلك سمي إخريطاً، وهو حمض، قال الرماح: بِحيْث يُكنُ إخْرِيطاً وسدْراً ... وحيْثُ عن التَّفَرُّق يلْتَقِنا
وقال ابن عبادٍ: الخراطة: ماء قليل في المصران.
وقال الليْثُ: الخراط - والواحدة خراطة -: شحمةُ بيضاء تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخراطي - مثال ذنابي - والخريطي. وقال الدينوري: خراط وخراطي؛ ذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة والجميع خراط وأنها شحمة بيضاء تمتصخ من أصل البردي، قال: ويقال لها أيضاً الخراطي والخريطي.
وقال ابن دريدٍ: الخراط - مثال قلام - نبت يشبه البردي.
قال: والمخاريط: الحيات التي سلخت جلودها، وقال غيره: المخراط: الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة، قال المتلمس:
إنَّي كَساني أبو قابُوْس مُرْفَلَةَّ ... كأنَّها سلْخُ أولادِ المخَاريِط
والخِرْطِيْطُ: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث:
عَجِبْتُ لخِرْطِيْطٍ ورَقْم جَنَاحِه ... ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْث الضَّغَادر
قال: الطَّخْميلُ: الديك. والضغادر: الدجاج، الواحدة: ضغدرة، قال الأزْهري: لا أعرف شيئاً مما في هذا البيت.
والخريطة وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وقال الليث: الخريطة مثل الكيس مشرج من أدم أوخرقٍ، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل أيضاً فيجعل في رأس البلية وهي الناقة التي تحبس عند قبر الميت.
وأخرطت الناقة فهي مخرط؟ بلا هاء -: إذا كان من عادتها أن يخرج لبنها متقطعاً كقطع الأوتار من داء يصيب ضرعها.
وأخرطت الخريطة: أي أشْرجتها.
وخرطه الدواء تخريطاً: أي أمشاه؛ مثل خرطه خرطاً.
وانخرط الفرس في سيره: أي لج، قال العجاج يصف ثوراً.
فَثَارَ يَرْمَدُّ من النَّشاطِ ... كالبَربريَّ لَجَّ في انْخرِاطِ
ويروى: يرقد.
وانخرط علينا فلان: إذا اندرأ بالقول السيئ والفعل.
وانْخَرَط جِسْمُهُ: أي دقَّّ.
واخْتَرَطَ سيفه: أي سله، منه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله؛ ثلاثاً، يعني: غورث بن الحارث واخترط العنقود: مثل خرطه.
واخروط بهم السير: أي امتد، قال العجاج يصف جمله مسحولاً:
كأنه إذ ضمه إمراري ... قرقور ساجٍ في دُجيلٍ جارِ
مخروطاً جاء من الأطرارِ
وقال أعشى باهلة:
لا تأمن البازلُ الكوماءَ عدوتهَ ... ولا الأمونَ إذا ما أخروطَ السفرُ
وكذلك قربٌ مُخروطٌ: أي ممتدٌ، قال رؤبةُ:
ما كاد ليلُ القربِ المخروط ... بالعيس تمطوها فيافٍ تمتطي
والمخروطةُ من النوقِ: السريعةُ.
وقال الليثُ: اخْروطتِ اللحيةُ: أي امتدتْ.
قال: ويقال للشركة إذا انقلبت على الصيد فاعتلتْ رجله: اخروطَتْ في رجلهِ. واخْرِواطُها: امتدادُ أنشوطتها.
قال: واستخرط الرجلُ في البكاء: إذا اشتد بكاؤه ولج فيه.
قال: وإذا أخذ الطائرُ الدهنَ من مدهنة بزِمكاه قيل: يتخرطُ تخرطاً وينضدُ تنضيداً.
والتركيب يدل على مضي الشيء وانسلاله.
خطط: الخط: واحدُ الخطوط. والخط: الكتابة، يقال: خطه فُلانٌ، قال امرؤ القيس:
بلى ربُ يومٍ قد لهوْت وليلةٍ ... بانسةٍ كأنها خطُ تمثالِ
وقال امرؤ القيس أيضاً:
لمنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشجاني ... كخط الزبورِ في عسِيْبِ يمانِ
والمَطُ - بالكسر -: عودٌ يُخَطُ به.
والمخْطَاطُ: عُودٌ يسوى عليه الخطوطُ.
والخَطُ: موضع باليمامة، وهو خطٌ هجرٍ، وقال الليثُ: الخَطُ ارض ينسب إليها الرماحُ: تقول: رماحٌ خطية، فإذا جعلت النسبة اسماً لازماً قلت: خِطَيةٌ ولم تذكر الرماح، كما قالوا ثيابٌ قبيطيةً: فاذا جعلوها اسماً قالوا: قُبطيةٌ بتغيير اللفظ: وامرأةٌ قبطيةٌ لا يقال الا هكذا، قال:
ذَكَرْتُكِ والخطِيٌ يَخْطِرٌ بيننا ... وقد نَهِلَتْ منا المٌثَقَفَةٌ السمرٌ
وقال عمرو بن كلثوم:
بِسٌمْرٍ من قنا الخَطِيّ لَدْنٍ ... ذَوَابلَ أو بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنا
وقال القٌحيفٌ العٌقيلي:
وفي الصحيحينَ المٌوَلينَ غدْوَةً ... كواعبٌ من بكر تسامٌ وتُجْتَلى
أخذنَ اغتِصاباً خٌطةً عَجْرَفيةً ... وأمهرنَ أرماحاً من الخط ذٌبلا بخط ابن حبيب في شعر القٌحيف: " خٌطةً "، وفي نوادرِ أبى زيدٍ: " خِطبةً ".
ويقال: خط عٌمان، وقال الأزهري: ذلك السيفُ كله يسمى الخط، ومن قرى الخط: القَطِيْفُ والعُقَيرُ وقَطَرُ.
وقيل في قول امرئ القيس
فإنْ تمنعوا منا المشقرَ والصفا ... فإنا وجدنا الخط جماً نخيلُها
هو خط عبد القيس بالبحرين وهو كثيرُ النخيلِِ.
وقال الليثُ: الخطوطُ من بقرِ الوحشِ: الذي يخطُ بأطرافِ ظُلُوْفه، وكذلك كل دابةٍ.
وتقولُ: خط وجهه: أي اختط، وخططتُ بالسيف وجهه ووسطه، وتقول: يخطه بالسيف نصفين.
والخَطُ: أن يخط الزاجر في الرملِ ويزجرَ، قال أبو حاتمٍ: قال أبو زيدٍ: يَخُط خطينِ في الأرض يسميهما ابني عيانٍ؛ إذا زجر قال: ابني عيان أسرعا البيان.
قال: وحلبسٌ الخَطاطُ، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبرهُ بكل ما عرف، وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة؟ رضي الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: كان نبي من الأنبياء يخط، كذا قاله الليث، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أما الحديث فَراويهْ معاويةُ بنُ الحكم السلميَ - رضي الله عنه -.
وقال ابنُ عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:) أو أثارةٍ من علم (إنه الخط الذي يخطه الحازيٍ، قال: وهو علم قد ترَكهَ الناسُ، قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازي فيعْطه حلواناً فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازِي غلام له معهَ ميلّ، ثم يأتي إلى أرِض رِخوة فَيُخطّ الأستاذ خطوطاً كثيرة بالعجلة لئلاِ يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوا على مهلِ خًطَين، فإن بقي خطانِ فهما علامة النجح؛ وغلامةُ يقول للتفول: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو عَلامةُ الخيبَة؛ والعرب تسميهُ الأشخَمَ وهو مشّؤومّ.
ويقال: فلان يخط في الأرض: إذا فكر في أمره ودبر وقدره، قال ذو الرمةّ
عشيةَّ مالي حْيِلُة غير أنَّني ... بِلَقْطِ الَحَصَى واللخَطُ في الدّارِ مُوْلَعُ
أخُطُّ وأمْحُوْ الخَطّ ثُمَ أعِيْدُهُ ... بِكلإفَي والغْرِباَنُ في الدّارِ وُقّعُ
وقال اللَّيْث: الخَطُ: ضرْبُ من البُضعِ يقال: خَط بها قُساحاً، والقسحُ: بقاءُ النعاظِ.
والخَط: الطريق الخفيفُ في السهلِ.
وخط في نومه خَطْيِطاً " 26 - ب ": أي غَطْ غَطْيِطاً ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أوْترَ بِسْبعٍ أو تِسْعٍ ثم اضْطَجَعَ ونام حتى سُمعَ خَطَيطهُ؛ ويرْى: غَطْيَطْه: ويُروْى: فَخِيْخُه؛ ويُرْوى: ضَفْيرُه؛ وًيرْى: صَفيُره، وَعْنى الخَمْسَةِ واحد وهو نَخيرُ الناّئم.
والخَطْيَطة: الأرْض التي لم تُمطر بين أرْضين ممَطورْتين، وأنشدَ أبو عبيدة:
على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطا
وذكر الليث هذا المعنى وقال: والخطْيَطةُ: أرْض يُصيبُ بعضها الأمطارُ، وبعضها لا يصيبها، وفي حَديث عبد الله بن عَمْروٍ - رضي الله عنهما -: أنه ذكر الأرضيْنَ السبع فوصفها فقال في صفة الخامسة: فيها حيات كسلاسلِ الرّملِ وكالخطائط بين الشّقائق. الخَطائط: الخطوط؛ جمع خَطيْطة. وقال ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن. وفلان ما يخط غباره: أي ما يشق.
والخط؟ بالكسر، عن ابن دُرَيْدٍ - والخطة: الأرْض يختطها الرجلُ لنفْسِه، وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها لينيها داراً، ومنه خطِطط الكوفةِ والبصرةَ.
والخطة - بالضم -: الحجةُ.
والخطة - أيضاً -:الأمْرُ والقّصةُ، قال تأبط شرّا:
خّطَّتا إما إساَرّ ومِنَّةُ ... وإما دَمّ والقَتْلُ بالحْرُ أجْدَرُ
أراد: خُطّتانِ؛ فَحَذّف النّوْن اسْتِخْفافاً.
ويقال: جاءَ وفي رَأسه خُطّة: إذا جاءَ وفي نفسه حاجة قد عَزمَ عليها، والعامّة تقولُ: خُطّبةُ، وفي حَديث النبيّ؟ صلى الله عليه وسلم - الذي تَرْويهُ قبله بنت مَخرمة التميمية؟ رضي الله عنها -: أيلامُ ابنُ هذه أن يفصلَ الخطة وينتصر من وراء الحجزة، أي انه إذا نزل به أمر ملتبس مشكلّ لا يهتدى له إنه لا يعياْ به ولكنه يفصلهُ حتى " 27 - أ " يبرُمه ويخرجَ منه، وقد كتب الحديثُ بتمامه في ترْكيب س ب ج.
وقولهم: خطة نائيةْ: أي مقصدُ بعيد. وقولهم: خذْ خُطّةَ: أي خُذْ خُطة الأنتصافِ؛ أي انْتَصف. وفي المثل: قَبح الله معزى خيرها خطة، قال الأصمعي: خُطة: اسمْ عنز؛ وكانت عنز سوءِ، قال:
يا قوم منْ يحْلُبُ شاةً مَيتهْ ... قد حلُبِتْ خُطّة جَنْباً مُسْفَتهْ
الميتة: السّاكِتةُ عند الحَلبَ. والجَنْبُ: جمعُ جنَبةٍ وهي العلُبة. والمُسْفَتةُ: المدْبُوغَةُ بالربَ. يضرْبُ لقومٍ أشرارٍ ينسبُ بَعضهمُ إلى أدْنى فَضيلةٍ. والخطة - أيضا -: من الخط، كالنقطة من النقطِ. وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. قال ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط: ولم يفسرها.
وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي. والخط - أيضاً -: الطريق. ويقال بالفتح. وبالوجهين يروى قول أبي صخر الهدلي:
أتجزَعْ أن بانَتُ سوَاك وأعْرضتُ ... وقد صَدّ بعد اللْفٍ عنك الحباَبْبُ
صدُودَ القٍلاَص الدْمِ في لَيْلةِ الدّجى ... عن الخطُ لم يَسْرُبْ لك الخّط سارِبُ
وجبل الخط: من جبال مكة - حرَسها الله تعالى -. وهو أحَدْ الأخْشَيِنْ.
وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: وسئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثاً: فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: خط الله نوئها ألا طلقت نفسها ثلاثاً. أي جعله مخطئاً لها لا يصيبها مطره. ويروى: خطأ ويروى: خطى. والأول من الخطيطة وهي الأرض غير الممطورة. وأصل خطى: خطط: فقلبت الطاء الثالثة حرف لين: كقول العجاج:
تَقَضُي البازي إذا البازي كسُر
وكقولهم: التَّظني وما أملاه. " وخط الله نوءها " أضعف الروايات.
وخططنا في الطعام: أكلنا منه قليلاً.
ومخطط - بكسر الطاء المشددة - موضع. قال أمرؤ القيس: وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا وقال عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه -: ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله فدعا بطعام قليل فجعلت أخطط ليشبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه أراد أنه يخط الطعام يري أنه يأكلُ وليس يأكلُ.
وكساء مخطط: فيه خطوط. قال رؤية يصف منهلاً:
باكَرتُه قبل الغطاط اللَّغط ... وقبل جُوْني القَطا المَخطَط
وخطخطت الإبل في سيرها: تمايلت كلالاً.
وخطخط ببوله: رمى بهم خالفاً كما يفعل الصبي واختط الغلام: أي نبت عذاره.
واختط الرجل الخطة: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها داراً. والتركيب يدل على أثر يمتد امتداداً.
[خرط] فيه: كان صلى الله عليه وسلم يأكل العنب "خرطا" خرط العنقود واخترط إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريًا منه، وفي ح على: أتى برجل وقيل إنه يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له على: إنك "لخروط" هو من يهور في الأمور ويركب رأسه في كل ما يريد جهلًا وقلة معرفة كالفرس الخروط الذي يجذب رسنه من يد ممسكه ويمضي لوجهه. وفيه: "فاخترط" سيفه، أي سله من غمده. وفيه: رأى عمر في ثوبه جنابة فقال: "خُرط" علينا الاحتلام، أي أرسل علينا، من خرط دلوه في البئر: أرسله. ط: "خرطت" العود إذا قشرته، ومنه فاخترطه: سله من غمده.

زمع

(زمع) الزنبور وَنَحْوه دندن وَطن وَالْأَمر وَبِه وَعَلِيهِ أزمعه
(زمع) : الزِّماعُ، من الأَرْض الواحِدَةُ زَمَعَةٌ، وهي: تَلْعَةٌ صَغِيرةٌ ليسَ لها سَيْلٌ قَريبٌ.
[زمع] نه: فيه: إنك من "زمعات" قريش، الزمعة بالحركة التلعة الصغيرة، أي لست من أشرافهم، وقيل: هي ما دون مسايل الماء من جانبي الوادي.
(زمع)
زمعا وزموعا وزمعانا أسْرع فِي مَشْيه يُقَال زمعت الأرنب أسرعت كَأَنَّهَا تمشي على زمعاتها

(زمع) زمعا دهش وَخَافَ وارتعد وَكَانَ ذَا زَمعَة يُقَال زمعت أَصَابِعه كَانَت فِيهَا زِيَادَة فَهُوَ أزمع وَهِي زمعاء (ج) زمع وَفُلَان زمعا وزماعا صَار زميعا
زمع
أزمعَ/ أزمعَ بـ/ أزمعَ على يُزمِع، إزماعًا، فهو مُزمِع، والمفعول مُزْمَعٌ
• أزمع الأمرَ/ أزمع بالأمر/ أزمع على الأمر: عزم عليه وثبت وجدّ في إمضائه "أزمع الفلسطينيون على تحرير أراضيهم- المؤتمر المُزمَع عقدُه". 
ز م ع : زَمِعَ زَمَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ دَهِشَ وَالزَّمَعُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَظْلَافِ الشَّاءِ مِنْ خَلْفِهَا الْوَاحِدَةُ زَمَعَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَبِالْوَاحِدَةِ سُمِّيَ وَمِنْهُ عَبْدُ بْنَ زَمَعَةَ وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ زَمْعَةُ بِالسُّكُونِ وَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ . 
زمع: زامع إلى: ذهب إلى، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص47 ق): ولم تزل مخاطبة الأمير إليه بالاستلطاف والاستدعاء والجواب منه بالعدة في النظر بالزماع إلى ذلك الإخاء فمطل نحو سنة ونصف.
ازمع: اختصار أزمع السير أي أسرع (المقري 2: 302) (وانظر إضافات).
زمعة، زمعات الأرياح: زوابع، عواصف (أبو الوليد ص783).
مُزْمِع: قريب الحدوث والوقوع (بوشر)، وفي محيط المحيط: المزمع الثابت العزم على أمر، ولا يكون بمعنى العتيد أصلاً والمولَّــدون يستعملونه بمعناه كثيراً.
(ز م ع) : (أَزْمَعَ) الْمَسِيرَ عَزَمَ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ (زَمِيعٌ) مَاضِي الْعَزِيمَة وَهُوَ أَزْمَعُ مِنْهُ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ الْحَارِثِ بْنِ الْأَزْمَعِ الْوَادِعِيِّ يَرْوِي عَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (وَالزَّمَعَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهِيَ زَوَائِدُ خَلْفَ الْأَرْسَاغِ وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمَعَةَ وَأَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمَعَةَ (وَزَمَعَةَ) أَيْضًا أَبُو وَهْبٍ إلَيْهِ يُنْسَبُ مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ.
ز م ع: قَالَ الْخَلِيلُ: (أَزْمَعَ) عَلَى الْأَمْرِ ثَبَتَ عَلَيْهِ عَزْمُهُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ: أَزْمَعَ الْأَمْرَ، وَلَا يُقَالُ: أَزْمَعَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: أَزْمَعَ الْأَمْرَ وَأَزْمَعَ عَلَيْهِ كَمَا يُقَالُ: أَجْمَعَ الْأَمْرَ وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ. وَ (الزَّمَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ الدَّهَشُ وَقَدْ (زَمِعَ) أَيْ خَرِقَ مِنْ خَوْفٍ وَبَابُهُ طَرِبَ. 

زمع


زَمَعَ(n. ac. زَمَعَاْن)
a. Was quick, agile, swift.
b. Was slow.

زَمِعَ(n. ac. زَمَع)
a. Was confused, dazed, bewildered, scared
awe-struck.

زَمَّعَa. [acc.
or
'Ala
or
Bi], Was determined to; was bent, resolved upon; kept
to steadily, persevered with.
أَزْمَعَa. see IIb. Was uneven; was knotty.

زَمَع
(pl.
زِمَاْع)
a. Fright; astonishment, bewilderment, perplexity.
b. Excrescence.
c. The common people, the vulgar.
d. Stream, brook, rivulet.

زَمَعَة
(pl.
أَزْمَاْع)
a. see 4 (d)
زَمَاْع
زِمَاْعa. Persverance; vigorousness.

زَمِيْع
(pl.
زُمَعَآءُ)
a. Firm, decided, resolute; determined;
persevering.

N. Ag.
أَزْمَعَa. see 25
ز م ع

الأرنب تمشي على زمعاتها وزمعها وهي زوائد وراء الأرساغ. ويقال: فرس وطفاء الزمع. قال دريد:

قوداء وطفاء الزمع ... كأنها شاة صدع

وأصابه زمع: رعدة من الخوف أو النشاط يقال: زمع زمعاً. ورجل زميع بين الزماع وهو الذي إذا أزمع لم يثنه شيء، وقوم زمعاء، وأزمع الأمر وأزمع عليه إذا ثبت عزمه على إمضائه. وتقول: فلان قلبه زميع، ورأيه جميع.

ومن المجاز: بدت زمعات الكرم وهي الأبن في مخارج العناقيد. وقد أزمعت الحبلة. وهو من الرعاع والزمع. وأزمع النبات إذا لم يستو وكان متفرقاً قطعاً.
(زمع) - في قِصّة أبي بكر - رضي الله عنه - مع النَّسّابة: "إِنّك مِن زَمَعَات قريش"
قيل: الزَّمَعَة: التَّلْعَة الصغيرة: أي لستَ من أشَرافِهم، وقيل: هي ما دُونَ الرَّحَبة مِن مَسايِل المَاءِ في جانب الوادي.
والزَّمَعِ والَأزْمَاعُ: المآخِيرُ والأَدْوانُ والأتْباعُ والرُّذَّال:
: زوائدُ خَلْفَ الظِّلفِ. (زَمَل) - وفي حديث ابنِ رَوَاحة: "أَنَّه غَزَا على زاملةٍ"
وهي البَعِير الذي يُحمَل عليه الزَّمْل، وهو الحَمْل: أي حاملة الزَّمْلِ
- في الحديث: "أنّه مَشىَ عن زَميلٍ".
الزَّمِيل: هو العَديلُ الذي حِملُه مع حِمْلِك على البعير.
وقد زامَلَني: عادَلَني، ومنه الزَّاملة، والزَّميل أيضاً: الرَّديف على البعير.
يقال: زَاملتُه على البَعيرِ: حَملْتُهُ، وهو أيضا الرَّفيق في السَّفر، الذي يؤاكلك وَيُعيُنك على الحِلِّ والتَّرحالِ والاستقاء.
[زمع] قال الخليل: أَزْمَعْتُ على أمرٍ فأنا مُزْمِعٌ عليه، إذا ثَبَّتَ عليه عزمك. وقال الكسائي. يقال أَزْمَعْتُ الأمرَ، ولا يقال أزمعت عليه. قال الاعشى أأزمعت مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكارا * وشطَّتْ على ذي هَوىً أن تُزارا * وقال الفراء: أَزْمَعْتُهُ وأَزْمَعْتُ عليه، مثل أجمعته وأجمعت عليه. أبو زيد: الزَمَعُ: جمعُ زَمَعَةٍ، وهي هَنَةٌ زائدة من وراء الظِلْفِ، والجمع زماع، مثل ثمر وثمار. وقال أبو ذؤيب يصف ظبياً نشِبتْ فيه كُفّةُ الصائد: فراغَ وقد نَشِبَتْ في الزِما * عِ واستحكمتْ مثلَ عَقْدِ الوَتَرْ * يقال أَزْمَعَتِ الأرنبُ، أي عَدَتْ. وأَزمَعَ النبتُ، أوَّلَ ما يظهر متفرِّقاً. قال الأصمعيّ: الزَموعُ: الأرنب التي تُقارِبُ عَدْوَها وكأنَّها تعدو على رمعاتها. وقال ابن السكيت: الزمعان: السير البطئ، تقول منه: زَمَعَ بالفتح يَزْمَعُ. والزَمَعُ: رُذالُ الناس وسَفِلَتُهُمْ. يقال هو من زَمَعِهِم، أي من مآخِيرِهِمْ. والزَمَعُ أيضاً: الدَهَشُ. وقد زمِعَ بالكسر أي خَرِقَ من خوف. ورجلٌ زَميعٌ وزَموعٌ، بيّنُ الزَماعِ، أي سريعٌ. ومنه قول الشاعر * داع يعاجلة الفراق زميع * ويقال للشجاع المقدام: زَميعٌ بيِّن الزَماعِ وقومٌ زُمعاءُ. ورجلٌ زَميعُ الرأي، أي جيده.
زمع
الزمَعُ: هَنَاتٌ صِغَار في رُسْغ ذي الظلْف والحافِر كأنًها خلِقت من القُرُوْن، وشَاةٌ زَمْعَاء.
ويُقال: الزمَعَاتُ: شَعَراتٌ خَلْفَ الثُّنَة. ووَصْفُ الأرنَبِ بِزَمُوْع؛ لِزَمَعَاتٍ لها، وقيل: بل هي التي تَزْمَعُ زَمَعَاناً: أي تُسْرِعُ وتَخِف لِنَشاطِها.
والزَمَعَةُ: الزِّيادَةُ في الأصابع، رَجُل أزْمَعُ.
والزمَعُ: أبَن تكونُ في مَخَارِج العَنَاقِيْدِ من الكَرْم. وقد أزْمَعَتِ الحُبْلَةُ: إذا عَظُمَتْ زَمَعَتُها. وزَمَعُ عَنَاقِيْدِ العِنَب: صِغَارُها. والزمَعُ: شِبْهُ الرعدَةِ يأخُذُ الإنْسانَ. والسيْلُ الضعِيْفُ أيضاً.
ويُقال للرذالَة والأتْباع: هُمْ زَمَعٌ وأزْمَاع.
والزمَعَةُ: التلعَةُ. وقيل: هي القَرَارَة من الأرْض، والجَميع: أزْمَاع. والأزامِعُ: الدواهي، والواحِدُ: أزْمَع. ورَجُلٌ زَمِعٌ: إذا غَضِبَ سَبَقَه بَوْلُه أو دَمْعُه. والزمعُ: زنبُوْرٌ لا إبْرَةَ له يَلْعَبُ به الصَبْيانُ يُزَمَعُ لهم، وتَزْمِيْعُه: دَنْدَنَتُه.
ورَجُلٌ زمَعٌ: يُزْمِعُ ولا يَخِفُّ للحاجَة. والزًمِيْعُ: السريع. والشُّجَاعُ الذي يُزْمِعُ بالأمْر، وهم الزمَعَاء. وهو زَمِيْعُ الفُؤاد: أي مُجْتَمِعُه، وزَمِيْعُ الأمْرِ أيضاً.
وأزْمَعَ على كَذَا وزَمعَ: بمَعْنىً. وأزْمَعَتِ الأرْنَبُ: عَدَتْ. وأزْمَعَ النبْتُ: لم يَسْتَو كُله وكان قِطْعَةً قِطْعَةً بَعْضُه أفْضَل من بعض.
وزَمَعَتِ النّاقَةُ: ألْقَتْ وَلَدَها. ويُقال: رمعَتْ - بالراء - أيضاً.
والزماعَةُ: التي تَتَحَركُ من يافُوخ الصبِي. ويقال بالراء أيضاً.
والمُزمَعَةُ: ضَرْب من النكاح؛ وهو أنْ يَقومَ المُتَناكِحَانِ على أطرافِ الزَمَع.
(ز م ع)

الزَّمَعةُ: الشعرة الَّتِي خلف الثنة أَو الرسغ. والزَّمَعة: الزَّائِدَة وَرَاء ظلف الشَّاة. وَهِي أَيْضا الشعرة المدلاة فِي مُؤخر جلّ الشَّاة والظبي والأرنب. وَالْجمع: زَمَع وزِماع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَرَاغَ وقَدْ نَشِبَتْ فِي الزِّما ... عِ واستحْكَمَتْ مثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ

وأرنب زَموع: تمشي على زَمَعتِها: إِذا دنت من موضعهَا، لِئَلَّا يقص أَثَرهَا. وَقيل: الزَّمُوع: السريعة.

وَقد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمَعانا: أسرعت.

وأزْمَعَتْ: عَدَتْ.

والزَّمَع: رذال النَّاس وأتباعهم، بِمَنْزِلَة الزَّمَعِ من الظلْف. وَالْجمع أزماع.

والزَّمَع والزَّماع: المضاء فِي الْأَمر، والعزم عَلَيْهِ.

وأزْمَعَ الْأَمر، وَبِه، وَعَلِيهِ: مضى فِيهِ.

والزَّميع: الشجاع الَّذِي يُزْمِع الْأَمر، ثمَّ لَا ينثني. وَهُوَ أَيْضا الَّذِي إِذا هم بِأَمْر مضى فِيهِ. وَالْجمع: زُمَعاء.

وأزْمَعَ النبت: إِذا لم يستق، وَكَانَ قطعا مُتَفَرِّقَة، وَبَعضه أفضل من بعض.

والزَّمَعَة: أَصْغَر من الرحاب، بَين كل رحبتين زَمَعَة، تقصر عَن الْوَادي. وَجَمعهَا: زَمَع. والزَّمَعَة، الطَّلعة فِي نوامي كرم الْعِنَب، بَعْدَمَا يصوف. وَقيل: الزَّمَعَة: الْعقْدَة فِي مخرج العنقود. وَقيل: هِيَ الْحبَّة إِذا كَانَت مثل رَأس الذّرة. وَالْجمع: زَمَع.

وأزْمعتِ الحبلة: خرج زَمعُها وعظمت.

وَقيل: الزَمَع: الْعِنَب أول مَا يطلع.

وزَمِع الرجل زَمَعا: جزع من خوف.

والزَّمَع: القلق، عَن الَّلحيانيّ.

وزَمَع يَزْمَع زَمْعا وزَمَعانا: ابطأ فِي مَشْيه.

والأزامِع: الدَّوَاهِي. وَاحِدهَا: أزْمَع. قَالَ عبد الله بن سمْعَان التغلبي:

وعَدْتَ فَلم تُنْجِز وقِدْما وَعَدْتني ... فاخْلَفْتني وتلكَ إحْدَى الأزَامِعِ

وزُمَيع، وزَمَّاع، وزَمَعَة: أَسمَاء. 

زمع: الزمَعةُ: الشعَرة التي خلف الثُّنَّةِ أَو الرُّسْغ. والزَّمعةُ:

الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فوق ظِلْف الشاةِ، وقيل: الهَنةُ الزائدةُ

وراء ظلف الشاة، وهي أَيضاً الشعرة المُدَلاَّةُ في مؤخر رجل الشاة

والظَّبْي والأَرنب، والجمع زَمَع وزِماعٌ مثل ثَمَرة وثَمَر وثِمار؛ قال أَبو

ذؤيب يصف ظبياً نَشِبَتْ فيه كُفَّةُ الصائدِ:

فَراغَ، وقدْ نَشِبَتْ في الزّما

ع، واسْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ

في راغ ضمير الظبي، وفي نَشِبَتْ ضمير الكُفَّة.

وأَرْنَبٌ زَمُوعٌ: تمشي على زَمَعَتِها إِذا دنت من موضعها لئلا يقتص

أَثرها فتقارب خطوها وتعدو على زَمَعاتِها، وقيل: الزَّمُوعُ من الأَرانب

النَّشِيطة السريعة، وقد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمعاناً: أَسْرَعَتْ.

وأَزْمَعَتْ: عدت وخَفَّتْ؛ قال الشماخ:

فما تَنْفَكُّ، بَيْنَ عُوَيْرِضاتٍ،

تَمُدُّ بِرأْسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ

العِكْرِشةُ: أُنثى الثعالب. قال الليث: الزَّمَعُ هَناتٌ شبه أَظفار

الغنم في الرُّسْغ في كل قائمة زَمَعَتان كأَنما خلقتا من قطع القرون، قال:

وذكروا أَنَّ للأَرنب زَمَعاتٍ خلف قَوائِمها، ولذلك تنعت فيقال لها

زَمُوعٌ. ورجل زَميعٌ وزَمُوعٌ بَيِّن الزَّماع أَي سَرِيعٌ عَجُولٌ؛ ومنه

قول الشاعر:

وَدَعا بِبَيْنِهِم، غَداةَ تَحَمَّلُوا،

داعٍ بعاجِلةِ الفِراقِ زَمِيعُ

والزَّمَعُ: رُذالُ الناس وأَتْباعُهم بمنزلة الزَّمَع من الظِّلْف،

والجمع أَزْماع. يقال: هو من زَمَعِهم أَي من مآخِيرِهم. والزَّمَعُ

والزَّماعُ: المَضاءُ في الأَمْر والعَزْمُ عليه. وأَزْمَعَ الأَمرَ وبه وعليه:

مَضى فيه، فهو مُزْمِعٌ، وثَبَّت عليه عَزْمَه. وقال الكسائي: يقال

أَزْمَعْتُ الأَمْرَ ولا يقال أَزْمَعْتُ عليه؛ قال الأَعشى:

أَأَزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكارا،

وشَطَّتْ على ذِي هَوًى أَنْ تُزارا؟

وقال الفراء: أَزْمَعْتُه وأَزْمَعْتُ عليه بمعنًى مثل أَجْمَعْتُه

وأَجْمَعْتُ عليه.

والزَّمِيعُ: الشجاعُ المِقْدامُ الذي يُزْمِعُ الأَمْرَ ثم لا يَنْثَني

عنه، وهو أَيضاً الذي إِذا همّ بأَمْر مضى فيه بَيِّنَ الزَّماع، وقوم

زُمَعاءُ في الجمع. ورجل زَمِيعُ الرأْي أَي جَيِّدُه؛ قال ابن بري شاهده

قول الشاعر:

لا يَهْتَدِي فيه إِلاَّ كُلُّ مُنْصَلِتٍ،

مِنَ الرِّجالِ، زَمِيعِ الرَّأْي خَوَّاتِ

وأَزمع النبتُ إِذا لم يَسْتَوِ العُشْبُ كله وكان قطعاً متفرقة أَوَّل

ما يظهر وبعضه أَفضل من بعض. والزَّمَعُ من النبات: شيء هَهُنا وشيء ههنا

مثل القَزَع في السماء، والرَّشَمُ مثله. وفي نوادر الأَعراب: زُمْعةٌ

من نَبْت وزُوعةٌ من نبت ولُمْعةٌ من نبت ورُقْعةٌ بمعنى واحد.

وقال الليث: الزَّمّاعةُ، بالزاي، التي تتحرك من رأْس الصبيّ في

يافُوخِه، قال: وهي الرَّمّاعة واللَّمَّاعةُ؛ وقال الأَزهري: المعروف فيها

الرَّمَّاعة، بالراء، قال: وما علمت أَحداً روى الزماعة، بالزاي، غير

الليث.والزَّمَعةُ: أَصْغرُ من الرِّحاب بين كل رَحبَتَيْن زَمَعةٌ تقصُر عن

الوادي، وجمعها زَمَعٌ. وفي الحديث، حديث أَبي بكر والنّسابة: إِنَّكَ من

زَمَعاتِ قُرَيْش؛ الزَّمَعة، بالتحريك: التَّلْعةُ الصغيرة، أَي لست من

أَشرافهم، وهي ما دُونَ مَسايلِ الماء من جانبي الوادي. والزَّمَعةُ:

الطلعة في نَوامِي كرم العنب بعدما يَصُوفُ، وقيل: الزَّمَعةُ العُقْدة في

مخرج العُنْقود، وقيل: هي الحبة إِذا كانت مثل رأْس الدَّرّة، والجمع

زَمَع. قال ابن شميل: والزَّمَعُ الأُبَنُ تَخْرُجُ في مَخارِجِ العَناقِيد.

وأَزمَعَت الحَبَلةُ: خرج زَمَعُها وعظمت ودنا خروجُ الحُجْنةِ منها،

والحُجْنةُ والناميةُ شُعَبٌ، فإِذا عظمت الزمعة فهي البَنِيقةُ،

وأَكْمَحَتِ البَنِيقةُ إِذا ابْياضَّتْ وخرج عليها مثل القطن، وذلك الإِكْماحُ،

والزَّمَعةُ: أَول شيء يخرج منه، فإِذا عظُم فهو بنيقة، وقيل: الزمع

العِنَبُ أَول ما يَطْلُع. والزَّمَعُ الدَّهَشُ، والزَّمَعُ: رِعْدةٌ تعتري

الإِنسان إِذا هَمّ بأَمر.

وزَمِعَ الرجُل، بالكسر، زَمَعاً: خَرِقَ من خَوْفٍ وجَزِعَ.

والزَّمَعُ: القَلَقُ؛ عن اللحياني. وزَمَع، بالفتح، يَزْمَعُ زَمْعاً وزَمَعاناً:

أَبْطَأَ في مِشْيَتِه. ويقال: قَزَعَ قَزْعاً وزَمَعَ زَمَعاناً، وهو

مَشْي متقارِبٌ، والزمَعانُ: المشيُ البطِيءُ. والزَّمْعِيُّ: الخَسِيسُ.

والزَّمْعِيُّ: السريعُ الغضَب، وهو الداهيةُ من الرجال. يقال: جاء فلان

بالأَزامِع أَي بالأُمور المُنْكَرات، والأَزامِعُ: الدواهِي، واحدها

أَزْمَعُ؛ قال عبدالله بن سمعان التَّغْلَبيّ:

وعَدْتَ فلم تُنْجِزْ،وقِدْماً وعَدْتَني

فأَخْلَفْتَني، وتِلْكَ إِحْدَى الأَزامِع

وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ: أَسماء.

زمع

1 زَمِعَ, aor. ـَ inf. n. زَمَعٌ, He became confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or he became bereft of his reason or intellect; in consequence of fear: (S, Msb, * K: *) he feared, or was afraid: (K:) he was impatient; or had not sufficient strength to bear what befell him, and found not patience: (L:) he became disquieted, disturbed, agitated, flurried, or in a state of commotion. (Lh.) A2: زَمَعَتِ الأَرْنَبُ, aor. ـَ (TA,) inf. n. زَمَعَانٌ, (Lth, K, TA,) The hare was light, or active, and quick, or swift: (Lth, K, TA:) and ↓ ازمعت it ran, (S, TA,) and was light, or active. (TA.) And زَمَعَ, aor. ـَ inf. n. زَمَعَانٌ, He went slowly. (ISk, S, K.) Thus the verb has two contr. significations. (K.) And He went with short steps; as also ↓ تزمّع. (TA.) 2 زَمَّعَ see the next paragraph.4 أَزْمَعْتُ الأَمْرَ, and أَزْمَعْتُ عَلَى الأَمْرِ; (S, K;) the former accord. to Ks.; the latter accord. to Kh, but disallowed by Ks; both, however, are authorized by Fr, as meaning the same, like أَجْمَعْتُهُ and أَجْمَعْتُ عَلَيْهِ; (S;) and أَزْمَعْتُ بِهِ; (TA;) I determined, resolved, or decided, upon the affair: (Fr, S, K:) my determination, resolution, or decision, became fixed upon the affair, (Lth or Kh, S, TA,) to execute it, or perform it, of necessity: (Lth, TA:) or I kept constantly, firmly, steadily, steadfastly, or fixedly, to the affair: syn. ثَبَتُّ عَلَيْهِ: (K:) and ↓ زَمَّعْتُ, (Ibn-'Abbád, K, [in the CK written without teshdeed,]) followed by عَلَى before the object, inf. n. تَزْمِيعٌ, (TA,) signifies the same: (Ibn-'Abbád, K:) ازمع may be formed by transposition from عزم, or the ز may be a substitute for ج (IF.) You say, ازمع المَسِيرَ [and عَلَى المَسِيرِ] He determined, resolved, or decided, upon going, journeying, or departing. (Mgh.) A2: See also 1.

A3: ازمعت الحُبْلَةُ (assumed tropical:) [The grape-vine, or its branch,] became large in its زَمَعَة, i. e. knot, or gem, [see زَمَعٌ,] (ISh, K, TA,) and its fruit-stalk was near to coming forth. (ISh, TA.) b2: And ازمع النَّبْتُ The herbage made its first appearance in a scattered state: (S:) or was not all of it equal, or uniform, but consisted of scattered portions, (K, TA,) at its first appearance, (TA,) one part surpassing another. (K, TA.) 5 تَزَمَّعَ see 1, last sentence.

زَمَعٌ; see زَمَاعٌ.

A2: Also pl. [or rather coll. gen. n.] of ↓ زَمَعَةٌ, which [is the n. un. of the former, and] signifies A certain excrescence bekind the cloven hoof: (Az, S, Msb, * K:) or a thing like the nails of sheep or goats, in the part between the shank and foot; every leg having upon it two of the things thus termed (زَمَعَتَانِ), as though they were formed of pieces of horn: (Lth, K:) or a certain excrescence projecting above the hoof of the sheep or goat: (TA:) or the pendent hairs in the kinder part of the kind leg, or kind foot, of the sheep or goat, and of the gazelle, and of the hare: (K:) [the pl. of ↓ زَمَعَةٌ is زَمَعَاتٌ (occurring in the S and K in the present art., and in the K in art. زود &c.), and] the pl. of زَمَعٌ is زِمَاغٌ: (Az, S, K:) see زَمُوعٌ. b2: Hence, as being compared to the زَمَع of the cloven hoof, (L,) زَمَعٌ also signifies (assumed tropical:) The lower, or baser, or the lowest, or basest, or the refuse, of mankind: (S, L, K:) pl. أَزْمَاعٌ. (L.) One says, هُوَ مِنْ زَمَعِهِمْ, meaning (assumed tropical:) He is of the last of them; (S, L;) and of their followers. (L.) b3: Also, i. e. زَمَعٌ The hairs behind the fetlock [-joint]; (K;) and so زَمَعَاتٌ [pl. of the n. un. ↓ زَمَعَةٌ]. (TA.) b4: Also (tropical:) Knots, gems, or buds, in the places whence the racemes of the grape-vine come forth: (ISh, K, TA:) accord. to Et-Táïfee, (L in art. كمح,) [the n. un.] ↓ زَمَعَةٌ signifies the knot, or gem, in the place whence the raceme of grapes grows forth: (L ubi suprà, and TA:) or, as some say, the berry when it is like the head of a young ant; and the pl. is زَمَعَاتٌ and [coll. gen. n.] زَمَعٌ: (TA:) and (assumed tropical:) the gem of a leaf: (L in art. كمخ:) and زَمَعُ الكَرْمِ (assumed tropical:) The leaves that cover what is within them of the raceme of the grape-vine. (TA voce كَافُورٌ.) b5: Also (assumed tropical:) An excrescence, or a redundance, (زِيَادَةٌ,) in the fingers or toes: and the epithet [applied to him who has such] is ↓ أَزْمَعُ. (K.) b6: And Scattered portions of herbage, here and there; like portions of clouds in the sky. (TA.) زَمَعَةٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

زَمَاعٌ Penetrating energy, or sharpness, vigorousness, and effectiveness, in the performance of an affair, and determination, resolution, or decision, to do it; (L, K;) as also ↓ زِمَاعٌ and ↓ زَمَعٌ: (K:) and courage, such that when one has determined, resolved, or decided, upon an affair, he does not turn from it: (K:) and good judgment, with boldness to undertake affairs, (K, TA,) such that when one purposes an affair, he acts with a penetrating energy, or sharpness, vigorousness, and effectiveness, in performing it: (TA:) or courage, and great boldness: (S:) and quickness, and hastiness. (S, K.) زِمَاعٌ: see the next preceding paragraph.

زَمُوعٌ: see زَمِيعٌ. b2: Also A hare that runs with short steps, as though it ran upon its ↓ زَمَعَات, (As, T, S, K,) i. e. the pendent hairs on the kinder parts of its kind legs: (T, TA:) or such as, when it approaches its habitation, goes upon its زَمَعَة, (K, TA,) and with short steps, (TA,) in order that its foot-marks may not be traced: (K, TA:) and (K, TA, but in the CK “ or ”) such as is quick, or swift, and brisk, or sprightly. (K, TA.) زَمِيعٌ A man sharp, vigorous, or effective, in determination, resolution, or decision: (Mgh:) a courageous man, who, when he has determined, resolved, or decided, upon an affair, does not turn from it: (Lth, K: [in the CK, يَزْمَعُ is a mistake for يُزْمِعُ:]) and having good judgment, with boldness to undertake affairs, (K, TA,) so that when he has purposed an affair, he acts with a penetrating energy, or sharpness, vigorousness, and effectiveness, in performing it: (TA:) or زَمِيعُ الرَّأْىِ signifies a man having good judgment: (S:) and زَمِيعٌ signifies also quick; (K;) quick, and hasty; (S;) and so ↓ زَمُوعٌ: (S, K:) pl. of the former زُمَعَآءُ. (S, K.) هُوَ أَزْمَعُ مِنْهُ He is more sharp, vigorous, or effective, in determination, resolution, or decision, than he. (Mgh.) A2: See also زَمَعٌ, last sentence but one.

أَنَا مُزْمِعٌ عَلَى أَمْرٍ, [or مُزْمِعٌ أَمْرًا, or both, and مُزْمِعٌ بِأَمْرٍ, I am determining, resolving, or deciding, upon an affair: or] my determination, resolution, or decision, is fixed upon an affair. (Kh, S.) [See 4.]
زمع
الزَّمَعة، مُحرّكةً: هَنَةٌ زائدةٌ من وراءِ الظِّلْف، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي زَيْدٍ. أَو هَنَةٌ شِبهُ أظفارِ الغنَمِ فِي الرُّسْغ، فِي كلِّ قائمةٍ زَمَعَتان، كأنّما خُلِقَتا من قِطَعِ القُرون، قَالَه اللَّيْث، وَهَكَذَا وَقَعَ فِي نسخِ كتابِه: أَظْفَار الغنَم. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الهَنَةُ الزائدةُ الناتِئةُ فوقَ ظِلْفِ الشَّاة. أَو هِيَ الشَّعَراتُ المُدَلاَّةُ فِي مُؤَخَّرِ رِجلِ الشاةِ والظَّبْيِ والأرنبِ. ج: زَمَعُ مُحرّكةً، وجج: زِماعٌ، بالكَسْر، وَفِي الصِّحَاح: الزَّمَع: جمعُ زَمَعَةٍ، والجمعُ زِماعٌ، مثل: ثَمَرَةٍ وَثَمَرٍ وثِمارٍ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ للعَجّاجِ يصفُ ثَوْرَاً:
(وإنْ تَلَقَّى غَدَرَاً تَخْطَرفا ... شَدَّاً يُجِنُّ الزَّمَعَ المُسْتَرْدَفا)
وَأنْشد ابْن دُرَيْدٍ: همُ الزَّمَعُ السُّفلى الَّتِي فِي الأَكارِعِ وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لأبي ذُؤَيْبٍ يصفُ ظَبْيَاً نَشِبَت فِيهِ كُفَّةُ الصائدِ:
(فَراغَ وَقد نَشِبَتْ فِي الزِّما ... عِ واسْتَحكمَتْ مِثلَ عَقْدِ الوَتَرْ)
الزَّمَعة: التَّلْعَة، أَو: هُوَ دون الشُّعْبة، والشُّعبة: دون التَّلْعة، وَفِي جَانب اللِّسان: الزَّمَعة: أصغرُ من الرِّحابِ، بَين كلِّ رَحَبَتَيْن زَمَعَة، تَقْصُرُ عَن الْوَادي، أَو تَلْعَةٌ صغيرةٌ، وَهِي مَا دون مَسايلِ الماءِ من جانبِ الْوَادي، لَيْسَ لَهَا سَيْلٌ قريبٌ، وَمِنْه زَمَعَاتِ قُرَيْش، أَي: لَسْتَ من أَشْرَافِهم. أَو القَرارَةُ من الأرضِ، ج: أَزْمَاع، كَمَا فِي العُباب، وَزَمَعٌ، وزَمَعَاتٌ، كَمَا فِي اللِّسان. قَالَ الليثُ: الزَّمَع، مُحرّكةً: مَسايلُ صغيرةٌ ضَيِّقَةٌ، قَالَ:
(يَا سَيْلُ سَيْلَ زَمَعٍ مُسْتَكْرَهٍ ... خَلِّ الطريقَ لأتِيٍّ مُنْدَفِقْ)
الزَّمَع: رُذالُ النَّاس، يُقَال: هُوَ من زمَعِهم، أَي مآخيرِهم، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، زادَ فِي اللِّسان: وأتْباعُهم، بمَنزلةِ الزَّمَعِ من الظِّلْفِ، والجميع: أَزْمَاعٌ، وَقَالَ رُؤْبة:)
(وَلَا الجَدا من مُتعَبٍ حَبّاضِ ... وَلَا قُماشَ الزَّمَعِ الأَحْراضِ)
الزَّمَع: الشَّعَراتُ خَلْفَ الثُّنَّةِ وَكَذَلِكَ الزَّمَعات. الزَّمَع: السَّيْلُ الضَّعِيف. الزَّمَع: شِبهُ الرِّعْدَةِ تأخذُ الإنسانَ إِذا هَمَّ بأمرٍ، كَمَا فِي اللِّسان، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مِن خوفٍ أَو نَشاطٍ. الزَّمَع: أُبَنٌ تكونُ فِي مَخارجِ عَناقيدِ الكَرْم. يُقَال: بَدَتْ زَمَعَات الكَرْم. وَهُوَ مَجاز، قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. وَقيل: الزَّمَعة: العُقدَةُ فِي مَخْرَجِ العُنقودِ، وَقيل: هِيَ الحَبّةُ إِذا كَانَت مِثلَ رَأْسِ الذَّرَّةِ، والجَمع: زَمَعٌ وزَمَعَاتٌ. قَالَ ابنْ عَبَّادٍ: الزَّمَع: الزيادةُ فِي الْأَصَابِع، وَهُوَ أَزْمَعُ. الزَّمَع الدَّهَش، كَمَا فِي الصِّحَاح، زَاد غيرُه: والخَوف، وَقد زَمِعَ، كفَرِحَ، أَي خَرِقَ من خوفٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح، زادَ فِي اللِّسان: وجَزِعَ. والأَزْمَع: الداهِيَة، والأمرُ المُنكَر، ج: أزامِع، يُقَال: جاءَ فلانٌ بالأَزامِع، أَي بالأمورِ المُنكَراتِ وبالدَّواهي، قَالَ عَبْد الله بنُ سَمْعَانَ التَّغْلِبيّ:
(وَعَدْتَ فَلَمْ تُنجِزْ وقِدْماً وَعَدْتني ... فَأَخْلَفْتَني وتِلكَ إِحْدَى الأزامِع)
الزَّمِع، ككَتِفٍ: مَن إِذا غَضِبَ سَبَقَه بَوْلُه أَو دَمْعُه، نَقله الصَّاغانِيّ. قَالَ ابنْ عَبَّادٍ: الزُّمَّع، كسُكَّرٍ: زُنْبورٌ لَا إبرةَ لَهُ يلعبُ بِهِ الصِّبيانُ، يُزَمِّعُ لَهُم، وتَزْمِيعُه: دَنْدَنَتُه. الزُّمَع أَيْضا: مَن يُزمِعُ لَا يَخِفَّ للْحَاجة. فِي نوادرِ الْأَعْرَاب: فِي الأرضِ زُمعَةٌ من النَّبْتِ، بالضَّمّ، وَكَذَلِكَ زُوعَةٌ من نبتٍ، ولُمعَةٌ من نَبتٍ، ورُقعَةٌ من نَبتٍ، أَي قِطعةٌ مِنْهُ. زَمْعَةٌ بالفَتْح، ويُحرَّك: والِدُ سَوْدَةَ أمِّ المُؤمنين وأخيها عَبْدٍ الصحابيّ الجَليل، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ زَمْعَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ وُدِّ بنِ نَصْرٍ، وبِنتُه سَوْدَةُ تزوَّجَها صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بعدَ خديجةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، ولمّا أَسَنَّت: وَهَبَتْ يَوْمَها لعائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وأمّا أَخُوهَا عَبْدٌ فكانَ من سادةِ الصحابةِ، وَقد وَهِمَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي نسبِه. والزَّمَّاعَة، مُشَدَّدةً: الَّتِي تَتَحَرَّكُ من رَأْسِ الصبيِّ فِي يافوخِه، قَالَ الليثُ، وَهِي الرَّمَّاعة، بالراء، واللَّمَّاعةُ، بِاللَّامِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: المَعروفُ فِيهَا الرَّمَّاعة، بالراء، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ أَحَدَاً روى الزَّمَّاعةُ بالزاي غير الليثِ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الزَّمْعِيُّ: الخَسيسُ، والسَّريعُ الغضَب، وَهُوَ الرجلُ الداهِيَة. قَالَ الليثُ: الزَّمِيعُ، كأميرٍ السريعُ، وأنشدَ:
(كَانُوا بظِلِّ عَمايَةٍ فَدَعَاهُمُ ... داعٍ بعاجِلَةِ الفِراقِ زَميعُ)
قَالَ: الزَّمِيع: الشُّجاعُ الَّذِي يَزْمَعُ بالأمرِ ثمّ لَا يَنْثَني عَنهُ، قَالَ المَرّارُ بنُ سعيدٍ الفَقْعَسيُّ يُخاطِبُ نَفْسَه:)
(وكنتُ إِذا هَمَمْتُ بأمرِ شَيْءٍ ... جَليداً عَن لُبانَتِه زَمِيعا)
الزَّمِيع: الجَيِّدُ الرَّأْيِ المُقدِمُ على الأمورِ الَّذِي إِذا هَمَّ بأمرٍ مَضَى فِيهِ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ الشاعرِ:
(لَا يَهْتَدي فِيهِ إلاّ كلُّ مُنْصَلِتٍ ... مِن الرِّجالِ زَميعِ الرأيِ خَوَّاتِ)
والاسمُ مِنْهُمَا كسَحابٍ يُقَال: رجلٌ زَميعٌ بَيِّنُ الزَّمَاعِ، قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يَكْرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(إِذا لم تَسْتَطِعْ أَمْرَاً فَدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطيعُ)

(وصِلْهُ بالزَّمَاعِ فكلُّ أَمْرٍ ... سَما لكَ أَو سَمَوْتَ لَهُ وَلُوعُ)
وَقَالَ رَبيعةُ بنُ مَقْرُوم:
(وأَشْعَثَ قد جَفا عَنهُ المَوالي ... لَقىً كالحِلْسِ ليسَ لَهُ زَماعُ)
ج: زُمَعاء. الزَّمَاع، والزِّمَاع، والزَّمَع، كسَحابٍ، وكِتابٍ، وجبَلٍ: المَضاءُ فِي الأمرِ، والعُزومُ عَلَيْهِ. وَالَّذِي فِي اللِّسان: المَضاءُ فِي الأمرِ والعَزمُ عَلَيْهِ، وَهَذَا أَوْلَى ممّا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُصَنِّف.
الزَّمُوع، كصَبُورٍ: السريعُ العَجول، كالزَّميع، ويُروى البيتُ الَّذِي أنشدَه الليثُ شاهِداً للزَّميعِ هَكَذَا:
(وَدَعَا ببَيْنِهِمُ غَداةَ تحَمَّلوا ... داعٍ بعاجِلَةِ الفِراقِ زَمُوعُ)
والاسمُ، كسَحابٍ، وَلَو قالَ هُنَاكَ: وكأميرٍ: السريعُ، كالزُّمُوع كصَبُورٍ، والاسمُ مِنْهُمَا كسَحاب، كَانَ أَجْمَعَ وأَحْسَنَ. الزَّمُوع: الأرنبُ الَّتِي تُقارِبُ عَدْوَها، كأنَّها تَعْدُو على زَمَعَاتِها، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ هَكَذَا، وَكَذَا الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب عَنهُ أَيْضا، وَقَالَ: زَمَعَاتُها: هِيَ الشَّعَراتُ المُدَلاّةُ فِي مُؤَخَّرِ رِجْلِها. وَقَالَ الليثُ: زعَموا أنَّ للأرنبِ زَمَعَاتٍ خَلْفَ قوائِمها، فَلذَلِك تُنعَتُ فَيُقَال لَهَا: زَموعٌ، أَو لأنّها إِذا قَرُبَتْ من جُحْرِها مَشَتْ على زَمَعَتِها وتَقارَبَ خَطْوُها لئلاّ يُقتَفى أثَرُها، قَالَ الشَّمَّاخ:
(فَمَا تَنْفَكُّ بَين عُوَيْرِضاتٍ ... تَمُدُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعُ)
العِكرِشَة: أُنثى الثعالب. أَو الزَّمُوعُ من الأرانب: السريعةُ النَّشيطةُ، وَقد زَمَعَتْ تَزْمَعُ زَمَعَاناً.
والزَّمَعان، مُحرّكةً: خِفَّتُها وسُرعَتُها، عَن اللَّيْث. قَالَ ابْن السِّكِّيت: المشيُ البطيء، وفِعلُه كَمَنَع، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الفَرّاء: أَزْمَعْتُ الأمرَ، وأَزْمَعْتُ عَلَيْهِ: مِثلُ أَجْمَعْتُ)
الأمرَ، وأَجْمَعْتُ عَلَيْهِ، قَالَ ابنُ فارسِ وَهَذَا لَهُ وَجْهَان، أحَدُهما: أَن يكون مَقْلُوباً من عَزَمَ، والآخَرُ: أَن تكونَ الزايُ بدَلاً من الْجِيم، كأنّه من إجماعِ القومِ، وإجماعِ الرَّأْي. أَو أَزْمَعْتُ على أَمْرِ كَذَا وَكَذَا. إِذا ثَبَتَ عَلَيْهِ عَزْمِي وعَزيمَتي أَن أَمْضِي إِلَيْهِ لَا مَحالَة، قَالَه الليثُ. وَفِي الصِّحَاح. قَالَ الْخَلِيل: أَزْمَعتُ على أَمْرٍ، فَأَنا مُزمِعٌ عَلَيْهِ، إِذا ثَبَّتَّ عَلَيْهِ عَزْمَك، وَقَالَ الكِسائيٌُّ: يُقَال: أَزْمَعْتُ الأمرَ، وَلَا يُقَال: أَزْمَعْتُ عَلَيْهِ. وأنشدَ الصَّاغانِيّ لامرئِ القَيسِ:
(أفاطِمُ مَهْمَلاً بعضَ هَذَا التَّدَلُّلِ ... وَإِن كنتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلي)
وَقَالَ الْأَعْشَى:
(أَأَزْمَعْتَ من آلِ لَيْلَى ابْتِكارا ... وشَطَّتْ على ذِي هوى أَن تُزارا)
وَيُقَال أَيْضا: أَزْمَعْتُ بِهِ، وَالَّذِي نَقَلَه الفَناريُّ فِي حَواشيه على المُطَوَّلِ أنّه لَا يَتَعَدَّى إلاّ بنَفسِه، كزمَّعْتُ على كَذَا تَزْمِيعاً، نَقَلَه ابنْ عَبَّادٍ. أَزْمَعَ النَّبتُ، إِذا لم يَسْتَوِ العُشبُ كلُّه، بل قِطَعٌ مُتَفرِّقَةٌ أوّلَ مَا يَظْهَر، وبَعْضُها أَفْضَلُ من بعضٍ، وَفِي الصِّحَاح: أَزْمَعَ النبتُ، أوّلَ مَا يَظْهَرُ مُتَفَرِّقاً.
قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: أَزْمَعَتِ الحُبْلَةُ، إِذا عَظُمَتْ زَمَعَتُها. وَهِي أُبْنَتُها، ودَنا خروجُ الحَجَنةِ مِنْهَا، والحَجَنَةُ والنامِيَة: شُعَبٌ، فَإِذا عَظُمَتْ الزَّمَعة فَهِيَ البَيقَة، وأَكْمَحَتْ البَنِيقَة، إِذا ابْياضَّتْ وخرجَ عَلَيْهَا مثلُ القُطن، وَذَلِكَ الإكْماحُ، والزَّمَعة: أوّلُ شيءٍ يَخْرُجُ مِنْهُ، فَإِذا عَظُمَ فَهُوَ بَنيقَةٌ.
وزَمَّعَتِ الناقةُ تَزْمِيعاً مثل رَمَّعَت، بالراء، وَالَّذِي فِي العُباب: زَمَعَتْ، بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها، عَن ابنْ عَبّادٍ. قَالَ: والمُزَمِّعَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: ضَرْبٌ من النِّكاح، وَهُوَ أَن يقوما على أطرافِ الزَّمَه نَقَلَه الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَزْمَعَتِ الأرنبُ: عَدَتْ وخَفَّتْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والزَّمَعُ من النباتِ، مُحرّكةً: شيءٌ هُنَا وشيءٌ هُنَا، مثلُ القَزَعِ فِي السماءِ، والرَّشَمُ مثلُه.
والزَّمَع: القلَق، عَن اللِّحْيانيّ. وزَمَعَ زَمَعَاناً: مَشى مُتَقارِباً، وَكَذَلِكَ: قَزَعَ. وسَمَّوا زُمَيْعاً، وزَمَّاعاً، كزُبَيْرٍ وشَدّادٍ. وتَزْمِيعُ الزُّنْبور: دَنْدَنَتُه. وَأَبُو زَمْعَةَ: عُبَيْدٌ البَلَويُّ، ممّن بايَعَ تحتَ الشجرةِ، نَزَلَ مِصر، وزَمَعَةُ بنُ الأَسْوَدِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ أسَدِ بن عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلْت يبكي قَتْلَى بَني أسَدِ:
(عَيْنُ بَكِّي بالمُسْبِلاتِ أَبَا العا ... صي وَلَا تَذْخَري على زَمَعَهْ)
والزُّمْعَة، بالضَّمّ: مَا صَرَرْتَه فِي أسفلِ الجِرابِ، والقُمْعَة: فِي أعْلاه، نَقله ابنُ عَبّاد.

عدد

ع د د

هوف ي عداد الصالحين. وفلان عداده في بني تميم أي يعدّ منهم في الديوان. وعداد الوجع: اهتياجه لوقت معلوم. ويقال: عداد السليم سبعة أيام مادام فيها قيل: هو في عداده. وبه مرض عداد وهو أن يدعه ثم يأتيه. ولا آتيك إلا عداد القمر الثريّا أي مرة في السنة لأن القمر لا ينزلها في السنة إلا مرة واحدة. وهم عديد الحصى، وهذه الدراهم عديد هذه، وما أكثر عديدهم أي عددهم. وبنو فلان يتعدّــدون على بني فلان أي يزيــدون عليهم. وتعدّد الجيش على عشرة آلاف. وماء عدّ، ومياه أعداد. قال:

وقد أجوب على عنس مضبرة ... ديمومة ما بها عدّ ولا ثمد

ومعدّا الفرس: حيث يقع دفّتا السرج من جنبيه. وتقول: عرق معدّاه.

ومن المستعار: حسب عدٌّ. قال الحطيئة:

أتت آل شمّاس بن لأيٍ وإنما ... أتاهم بها الأحلام والحسب العدّ
(عدد) الشَّيْء أَحْصَاهُ وَيُقَال عددت النائحة ذكرت مَنَاقِب الْمَيِّت وَالشَّيْء عده وَجعله ذَا عدد
(ع د د) : (الْعَدِيدُ) الْعَدَدُ وَفُلَانٌ عَدِيدُ بَنِي فُلَانٍ أَيْ يُعَدُّ فِيهِمْ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
عدد وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ من الْعداد وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي يَأْتِيك لوقت. وَقَالَ أَبُو زَيْدُ مثل ذَلِك أَو نَحوه
العدد: هي الكمية المتألفة من الوحدات، فلا يكون الواحد عددًا، وأما إذا فسر العدد بما يقع به مراتب العدد دخل فيه الواحد أيضًا؛ وهو إما زائد إن زاد كسوره المجتمعة عليه، كاثني عشر؛ فإن المجتمع من كسوره التسعة، التي هي نصف وثلث وربع وخمس وسدس وسبع وثمن وتسع وعشر، زائد عليه؛ لأن نصفها ستة، وثلثها أربعة، وربعها ثلاثة، وسدسها اثنان، فيكون المجموع خمسة عشر، وهو زائد على اثني عشر، أو ناقص، إن كان كسوره المجتمعة ناقصة عنه، كالأربعة، ومساوٍ، إن كان كسوره مساوية له، كالستة.
(عدد) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَــدُّونَــهَا} : أي تَسْتَوْفُونَها مِنْهُنّ.
- في الحديث : "إن وَلَدى لَيَتَعادُّون مِائةً"
: أي يَزيــدُون عليها، وكذا يتعَدَّــدون.
- في الحديث: "نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَة"
: أي المِياه ذَواتِ المَادَّة كالعُيونِ والآبارِ، من المَاءِ العِدِّ.
- في الحديث: "آدَى شَىْءٍ وأَعَدُّه"
: أي أَكَثرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه استِعْدَادًا.

عدد


عَدَّ(n. ac. عَدّ)
a. Counted, numbered, reckoned; calculated.
b. Accounted, considered, thought, deemed.

عَدَّدَa. see I (a)b. Recounted, enumerated the merits of.
c. see IV
عَاْدَدَa. Drew lots with.
b. [Fī], Shared with equally.
c. Returned with force (pain).
أَعْدَدَ
a. [La], Prepared, made ready for.
تَعَدَّدَa. Was prepared, ready.
b. Multiplied, increased.
c. ['Ala], Exceeded the number of.
تَعَاْدَدَa. see V (b)
إِعْتَدَدَa. Pass. of I (a).
b. [Bi], Reckoned on; took into account.
c. [ coll. ], Was consequential
self-satisfied.
d. see V (a)
إِسْتَعْدَدَ
a. [La], Prepared; made ready for; was ready for.

عِدّ
(pl.
أَعْدَاْد)
a. Large number; multitude; host.
b. Equal; fellow, companion.

عِدَّة
(pl.
عِدَد)
a. Number.
b. A number, several, many.

عُدّa. Beautyspot, mole.

عُدَّةa. see 3b. (pl.
عُدَد), Equipment, out-fit, accoutrement; munitions
supplies.
c. [ coll. ], Apparatus
appliances, instruments, implements, tools.
d. [ coll. ], Saddle.
عَدَد
(pl.
أَعْدَاْد)
a. Number; quantity.
b. Age.

عَدَدِيّa. Numerical.

عِدَدa. Paroxysm, periodical recurrence ( of pain).
عِدَاْدa. Calculation; counting, reckoning; enumeration.
b. Fit of insanity.
c. see 7
عَدِيْدa. Numerous.
b. Reckoned, counted amongst.
c. Number.
d. see 2 (b)

عَدِيْدَة
(pl.
عَدَاْئِدُ)
a. fem. of
عَدِيْدb. Lot, share, part, portion.

عِدَّاْنa. Time, epoch, period.
b. Beginning, commencement.

تَعْدَاْدa. Reckoning; calculation; enumeration; account.

N. Ac.
عَدَّدَa. see 62
N. Ag.
أَعْدَدَa. Ready.

N. P.
أَعْدَدَa. Equipped.
b. Sides ( of a horse ).
N. Ag.
إِسْتَعْدَدَa. Ready, prepared; willing.

أَيَّام عَدِيْدَة
a. Numbered days, numerous days.

سَنِيْن عَدِيْدَة
a. [ coll. ], Many years.

كُوْنُوا عَلَى عُدَّةٍ
a. Be ye prepared, ready.
عدد وَقَالَ أَبُو عبيد: وَسَأَلَهُ أَيْضا مَاذَا يُحمي من الْأَرَاك قَالَ: مالم تنله أَخْفَاف الْإِبِل. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: أما قَوْله: المَاء العِدّ فَإِنَّهُ الدَّائِم الَّذِي لَا انْقِطَاع لَهُ قَالَ: وَهُوَ مثل مَاء الْعين وَمَاء الْبِئْر وَجمع العِد أعداد قَالَ ذُو الرمة يذكر امْرَأَة تَنَجَعت مَاء عِدا وَذَلِكَ فِي الصَّيف إِذا نشّت مياه الْغدر فَقَالَ: [الطَّوِيل] دعتْ مَيّةَ الأعدادُ واستبدلتُ بهَا ... خناطيلَ آجال من العِين خُذَّلِ

يَعْنِي منازلها الَّتِي تركتهَا فَصَارَت بهَا الْعين. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقطع القطائع وَقل مَا يُوجد هَذَا فِي حَدِيث مُسْند وَفِيه أَنه لما قيل لَهُ: إِنَّه مَا ترك إقطاعه كَأَنَّهُ يذهب بِهِ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أَن المَاء إِذا لم يكن فِي ملك أحد لِأَنَّهُ لِابْنِ السَّبِيل وَأَن النَّاس فِيهِ جَمِيعًا شُرَكَاء وَفِيه أَنه حكم بِشَيْء ثمَّ رَجَعَ عَنهُ وَهَذَا حجَّة للْحَاكِم إِذا حكم حُكما ثمَّ تبين لَهُ أَن الْحق فِي غَيره أَن ينْقض حكمه ذَلِك وَيرجع عَنهُ وَفِيه أَيْضا أَنه نهى أَيْن يُحمي مَا نالته أَخْفَاف الْإِبِل من الْأَرَاك. وَذَلِكَ أَنه مرعي لَهَا فَرَآهُ مُبَاحا لِابْنِ السَّبِيل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كلأ مَهْمُوز مَقْصُور وَالنَّاس شُرَكَاء فِي المَاء والكلأ ومَا لم تنله أَخْفَاف الْإِبِل كَانَ لمن شَاءَ أَن يُحْمِيه حماه.
ع د د: (عَدَّهُ) أَحْصَاهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَالِاسْمُ (الْعَدَدُ) وَ (الْعَدِيدُ) يُقَالُ: هُمْ عَدِيدُ الْحَصَى. وَ (عَدَّهُ فَاعْتَدَّ) أَيْ صَارَ (مَعْدُودًا) وَ (اعْتَدَّ) بِهِ. وَالْأَيَّامُ (الْمَعْدُودَاتُ) أَيَّامُ التَّشْرِيقِ. وَ (أَعَدَّهُ) لِأَمْرِ كَذَا هَيَّأَهُ لَهُ. وَ (الِاسْتِعْدَادُ) لِلْأَمْرِ التَّهَيُّؤُ لَهُ. وَ (عِدَّةُ) الْمَرْأَةِ أَيَّامُ أَقْرَائِهَا وَقَدِ (اعْتَدَّتْ) وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا. وَأَنْفَذَ (عِدَّةَ) كُتُبٍ أَيْ جَمَاعَةَ كُتُبٍ. وَ (الْعُدَّةُ) بِالضَّمِّ الِاسْتِعْدَادُ يُقَالُ: كُونُوا عَلَى عُدَّةٍ. وَ (الْعُدَّةُ) أَيْضًا مَا أَعْدَدْتَهُ لِحَوَادِثِ الدَّهْرِ مِنَ الْمَالِ وَالسِّلَاحِ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} [الهمزة: 2] وَيُقَالُ: جَعَلَهُ ذَا عَدَدٍ. وَ (مَعَدٌّ) أَبُو الْعَرَبِ وَهُوَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ. وَ (تَمَعْدَدَ) الرَّجُلُ تَزَيَّا بِزِيِّهِمْ. أَوِ انْتَسَبَ إِلَيْهِمْ. أَوْ تَصَبَّرَ عَلَى عَيْشِهِمْ. وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اخْشَوْشَنُوا وَتَمَعْدَدُوا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مِنَ الْغِلَظِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْغُلَامِ إِذَا شَبَّ وَغَلُظَ قَدْ تَمَعْدَدَ وَالثَّانِي أَنَّهُ مِنَ التَّشْبِيهِ يُقَالُ: تَمَعْدَدُوا أَيْ تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدٍّ. وَكَانُوا أَهْلَ قَشَفٍ وَغِلَظٍ فِي الْمَعَاشِ. يَقُولُ: كُونُوا مِثْلَهُمْ وَدَعُوا التَّنَعُّمَ وَزِيَّ الْعَجَمِ، قَالَ: وَهَكَذَا هُوَ فِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرُ: «عَلَيْكُمْ بِاللِّبْسَةِ (الْمَعَدِّيَّةِ) » وَ (عَادَّتْهُ) اللَّسْعَةُ إِذَا أَتْتَهُ (لِعِدَادٍ) بِالْكَسْرِ أَيْ لِوَقْتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا زَالَتْ أُكَلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّنِي فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي» وَفُلَانٌ فِي (عِدَادِ) أَهْلِ الْخَيْرِ بِالْكَسْرِ أَيْ يُعَدُّ مِنْهُمْ. 
ع د د : عَدَدْتُهُ عَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالْعَدَدُ بِمَعْنَى الْمَعْدُودِ قَالُوا وَالْعَدَدُ هُوَ الْكَمِّيَّةُ الْمُتَأَلِّفَةُ مِنْ الْوَحَدَاتِ فَيَخْتَصُّ بِالْمُتَعَدِّدِ فِي ذَاتِهِ وَعَلَى هَذَا فَالْوَاحِدُ لَيْسَ بِعَدَدٍ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُتَعَدِّدٍ إذْ التَّعَدُّدُ الْكَثْرَةُ.
وَقَالَ النُّحَاةُ:
الْوَاحِدُ مِنْ الْعَدَدِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ الْمَبْنِيُّ مِنْهُ وَيَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُ الشَّيْءِ لَيْسَ مِنْهُ وَلِأَنَّ لَهُ كَمِّيَّةً فِي نَفْسِهِ فَإِنَّهُ إذَا قِيلَ كَمْ عِنْدَكَ صَحَّ أَنْ يُقَالَ فِي الْجَوَابِ وَاحِدٌ كَمَا يُقَالُ ثَلَاثَةٌ وَغَيْرُهَا قَالَ الزَّجَّاجُ وَقَدْ يَكُونُ الْعَدَدُ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ نَحْوُ قَوْله تَعَالَى {سِنِينَ عَدَدًا} [الكهف: 11] .
وَقَالَ جَمَاعَةٌ هُوَ عَلَى بَابِهِ وَالْمَعْنَى سِنِينَ مَعْدُودَةً وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا عَلَى مَعْنَى الْأَعْوَامِ وَعَدَّدْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَاعْتَدَدْتُ بِالشَّيْءِ عَلَى افْتَعَلْتُ أَيْ أَدْخَلْتُهُ فِي الْعَدِّ وَالْحِسَابِ فَهُوَ مُعْتَدٌّ بِهِ مَحْسُوبٌ غَيْرُ سَاقِطٍ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَعِدَّةُ الْمَرْأَةِ قِيلَ أَيَّامُ أَقْرَائِهَا مَأْخُوذٌ مِنْ الْعَدِّ وَالْحِسَابِ وَقِيلَ تَرَبُّصُهَا الْمُدَّةَ الْوَاجِبَةَ عَلَيْهَا وَالْجَمْعُ عِدَدٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وقَوْله تَعَالَى {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] قَالَ النُّحَاةُ اللَّامُ بِمَعْنَى فِي أَيْ فِي عِدَّتِهِنَّ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف: 1] أَيْ لَمْ يَجْعَلْ فِيهِ مُلْتَبَسًا وَقِيلَ لَمْ يَجْعَلْ فِيهِ اخْتِلَافًا وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ لِسِتٍّ بَقِينَ أَيْ فِي أَوَّلِ سِتٍّ بَقِينَ وَالْعِدُّ بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْمَاءُ الَّذِي لَا انْقِطَاعَ لَهُ مِثْلُ مَاءِ الْعَيْنِ وَمَاءِ الْبِئْرِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْعِدُّ بِلُغَةِ تَمِيمٍ هُوَ الْكَثِيرُ وَبِلُغَةِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ هُوَ الْقَلِيلُ وَالْعُدَّةُ بِالضَّمِّ الِاسْتِعْدَادُ وَالتَّأَهُّبُ وَالْعُدَّةُ مَا أَعْدَدْتُهُ مِنْ مَالٍ أَوْ سِلَاحٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ عُدَدٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَعْدَدْتُهُ إعْدَادًا هَيَّأْتُهُ وَأَحْضَرْتُهُ وَالْعَدِيدُ الرَّجُلُ يُدْخِلُ نَفْسَهُ فِي قَبِيلَةٍ لِيُعَدَّ مِنْهَا وَلَيْسَ لَهُ فِيهَا عَشِيرَةٌ وَهُوَ عَدِيدُ بَنِي فُلَانٍ وَفِي عِدَادِهِمْ بِالْكَسْرِ أَيْ يُعَدُّ فِيهِمْ. 
[عدد] عددت الشئ، إذا أحصيته، والاسم العَددُ والعَديدُ. يقال: هم عَديدُ الحصَى والثَرى، أي في الكثرة. وفلانٌ عَديدُ بني فلانٍ، أي يُعَدُّ فيهم. وعَدَّهُ فاعْتَدَّ، أي صار معدوداً. واعْتَدَّ به. وقول لبيد: تَطيرُ عَدائدُ الأشْراكِ شفعا * ووترا والزعامة للغلام - يعنى من يُعادُّهُ في الميراث. ويقال هو من عِدَّةِ المال. والأيامُ المعدوداتُ: أيامُ التشريقِ. وأعَدَّهُ لأمر كذا: هيّأه له. والاستعدادُ للأمر: التهيؤُ له. وإنهم ليَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّــدونَ على عشرة آلاف، أي يزيــدون على ذلك في العَدد. وعِدَّةُ المرأة: أيام أقْرائِها. وقد اعْتَدَّتْ، وانقضتْ عِدَّتُها. وتقول: أنفذْت عِدَّةَ كتبٍ، أي جماعةَ كتبٍ. والعُدَّةُ بالضم: الاستعداد. يقال: كونوا على عُدَّةٍ. والعُدّةُ أيضاً: ما أعْدَدْتَه لحوادث الدهر من المال والسلاح. يقال: أخذَ للأمر عُدَّتَهُ وعَتاده، بمعنًى. قال الأخفش ومنه قوله تعالى:

(جَمَعَ مالاً وعَدَّدَهُ) *، ويقال: جعله ذا عَدَدٍ. والمَعَدَّانِ: موضعُ دفتى السرج. ومعد: أبو العرب، وهو معد بن عدنان. وكان سيبويه يقول: الميم من نفس الكلمة لقولهم تمعدد، لقلة تمفعل في الكلام. وقد خولف. فيه، وهو تمعدد الرجل، أي تزيا بزيهم أو تنسب إليهم، أو تصبر على عيش معد. قال عمر رضي الله عنه: " اخشو شنوا وتمعددوا ". قال أبو عبيدة: فيه قولان: يقال هو من الغلظ، ومنه قيل للغلام إذا شب وغلظ: قد تمعدد. قال الراجز:

ربيته حتى إذا تمعددا * ويقال: تمعددوا، أي تشبهوا بعيش معد، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. يقول: فكونوا مثلهم ودعوا التنعم وزى العجم. قال: وهكذا هو في حديث له آخر: " عليكم باللبسة المعدية ". وأما قول معن بن أوس: قفا إنها أمست قفارا ومن بها * وإن كان من ذى ودنا قد تمعددا - فإنه يريد تباعد. قال الكسائي: وفى المثل: " أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه "، وهو تصغير معدى منسوب إلى معد، وإنما خففت الدال استثقالا للجمع بين التشديدين مع ياء التصغير. يضرب للرجل الذى له صيت وذكر في الناس، إذا رأيته ازدريت مرآته. وقال ابن السكيت: تسمع بالمعيدى لا أن تراه، قال: وكأن تأويله تأويل أمر، كأنه قال: اسمع به ولا تره. والعد بالكسر: الماء الذي له مادة لا تنقطع، كماء العين والبئر، والجمع الأعْدادُ. قال الشاعر :

دَيْمومَةٍ ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ * * والعِدُّ أيضاً: الكثرة. يقال: إنَّهُم لَذَوو - عِدٍّ وقِبْصٍ . والعِدادُ: اهتياجُ وجعِ اللَديغِ، وذلك إذا تمَّت له سنةٌ منذ يوم لُدِغَ اهتاج به الألم. والعِدَدُ مقصورٌ منه. وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر. يقال: عادَّتْهُ اللسعةُ، إذا أتتْه لعداد. وفى الحديث: " مازالت أُكْلَةُ خَيبَر تُعادُّني، فهذا أوانَ قطعت أبهرى ". وقال الشاعر: ألافى من تَذَكُّرِ آلِ لَيْلى * كما يَلْقى السَليمُ من العِدادِ - ولقيت فلاناً عِدادَ الثريَّا، أي مرّةً في في الشهر. وذلك أن القمر ينزل الثريافى كل شهر مرة. ويوم الغداد: يوم العطاء. قال الشاعر عُتبة بن الوَعْلِ: وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لِبَعْلِها * أرى عُتْبَةَ بن الوَعْلِ بَعْدي تَغَيَّرا - ويقال: بالرجلِ عِدادٌ، أي مسٌّ من جنون. وفلانٌ في عِدادِ أهل الخير، أي يُعَدُّ معهم. وعِدادُ القوس: رَنينُها، وهو صوت الوترِ. وفلانٌ عِدادُهُ في بني فلانٍ، إذا كانَ ديوانُه معهم، أي يُعَدُّ منهم في الديوان. وقولهم: كانَ ذلك على عِدَّان فلان ، وعَدَّان فلان، أي على عهده وزمانه. قال الفرزدق:

ككسرى على عدانه أو كقيصرا
[عدد] أقطعته الماء "العد"، أي الدائم لا انقطاع لمادته، وجمعه أعداد. ش: هو بالكسر ماء لا ينقطع والكثير والقديم، والظاهر هنا الكثرة بدلالة قوله: ما يقف دونــه العد- بالفتح. ط: و"الأعداد" بفتح همزة، والمأب بالهمزة موضع باليمن، وهذا الموضع مملحة يحصل منه الملح، فاستقطعه أي سأله أن يقطعه إياه، فأسعفه إلى ملتمسه ظنًا بأن القطيعة معدن يحصل منه الملح بعمل وكد، ثم لما تبين أنه مثل "العد" رجع عنه. نه: ومنه: نزلوا "أعداد" مياه الحديبية، أي ذوات المادة كالعيون والآبار. وفيه: ما زالت أكلة خيبر "تعادني"، أي تراجعني ويعاودني ألم سمها في أوقات معلومة، يقال: به عداد من ألم، أي يعاوده في أوقات معلومة، والعداد اهتياج وجع اللديغ وذلك إذا تمت له سنة مذ يوم لدغ هاج به الألم. ش: "تعادني" بضم أوله ورابعه وتشديده. نه: وفيه: "فيتعاد" بنو الأم كانوا مائة فلا يجــدون بقي منهم إلا الواحد؛ أي يعد بعضهم بعضًا. ومنه ح أنس: إن ولدي "ليتعادون" مائة أو يزيــدون، وكذا: يتعددون. ط: "ليتعادون" على نحو المائة، أي يتجاوز عددهم هذا المبلغ؛ وفيه دليل لمن فضل الغنى، وأجيب بأنه مختص بدعائه صلى الله عليه وسلم وأنه قد بارك فيه. ش: "ليعادون" بضم ياء وبعد الألف دال مهملة مشددة مضمومة، وروى: ليتعادون-أو العدد المعدود ونصبه على الحال. و"فسئل "العادين"" أي الملائكة تعد عليهم أنفاسهم. و""نعد" لهم" أي أنفاسهم. و"عدده" جعله عدة الدهر، وبالتخفيف جمع مالًا وقومًا ذوي عدد. ط: "نعد" لنفسه، أي نراعي أوقات أجله سنة فسنة.
عدد
عَدَّ عَدَدْتُ، يَعُدّ، اعْدُدْ/ عُدَّ، عَدًّا وتَعْدادًا، فهو عادّ، والمفعول مَعْدود
• عدَّ الأشياءَ: أحصاها وحَسَبَها "عدَّ نقودَه/ تلاميذَ الفصل- {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} - {فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ}: ملائكة حساب تعدّ على النّاس أنفاسَهم وأعمارَهم- {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}: أيّام التشريق" ° عدَّ عليه أنفاسَه: راقبه- لا يُعَدُّ ولا يُحْصَى: كثيرٌ جدًّا- يَعُدّ الثواني: يستعجل حدوثَ أمر- يَعُدّ الحصى: حائر كئيب- يُعَدّ على الأصابع: قليل العدد، محصور.
• عدَّ فلانًا عالِمًا: اعتبره، ظنَّه وحسبه كذلك "عدَّه مذنبًا/ كريمًا/ غبيًّا- {وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ} ". 

أعدَّ يُعِدّ، أعْدِدْ/ أعِدَّ، إعدادًا، فهو مُعِدّ، والمفعول مُعَدّ
• أعدَّ الشَّيءَ: جهَّزه، حضَّره، هيَّأه، كوَّنه "أعدَّ الخطّةَ/ مسكنَ الزَّوجيَّة/ فريقَ عمل/ جدولَ الأعمال/ الطعامَ- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} " ° أعدَّ للأمر عُدَّته: تهيَّأ له واستعدَّ.
• أعدَّه لأمرٍ ما: هيَّأه له وأحضره "أعدَّ نفسَه للمقابلة الشَّخصيَّة/ للرّحيل- أعدَّ سريرًا لضيفه". 

استعدَّ إلى/ استعدَّ لـ يستعدّ، اسْتَعْدِدْ/ اسْتَعِدَّ، استعدادًا، فهو مُستعِدّ، والمفعول مُسْتَعَدّ إليه
• استعدَّ إلى الأمر/ استعدَّ للأمر: تهيَّأ له، جهَّز له ما
 يلزمه، تأهَّب "استعدَّ للرّحيل/ للسَّفر/ للامتحان- مُستعِدٌّ للمباراة- موضوع مُستَعدٌّ له جيِّدًا" ° اسْتَعِدّ: أمرٌ عسكريّ يُفْرَض على الجنود ليقفوا بلا حركةٍ وقفةً مُعيَّنةً- حالة استعداد: تهيُّؤ وترقُّب- على أهبة الاستعداد: على تمام التَّهيُّؤ. 

اعتدَّ/ اعتدَّ بـ يعتدّ، اعْتَدِدْ/ اعْتَدَّ، اعتدادًا، فهو مُعتدّ، والمفعول مُعتدٌّ (للمتعدِّي)
• اعتدَّتِ المرأةُ:
1 - بدأت مدَّةً حدَّدها الشَّرع تقضيها بــدون زواج بعد طلاقها أو وفاة زوجها.
2 - قضت عدَّتَها.
• اعتدَّه: حسبه وظنَّه "اعتدَّه غائبًا".
• اعتدَّ الشَّيءَ: أحصاه عدًّا " {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَــدُّونَــهَا} ".
• اعتدَّ بالشَّيءِ: اهتمَّ به، أدخله دائرة حسبانه، اعتنى به "اعتدَّ بعمله" ° أمرٌ لا يُعتدُّ به: لا يستحقّ الالتفات إليه أو الاهتمام به.
• اعتدَّ بنفسه:
1 - وثق منها واعتمد عليها، اعتزَّ بها، تغطرس "أفرط في الاعتداد بنفسه- شابّ مُعتدٌّ بنفسه".
2 - تغطرس. 

تعدَّدَ يَتَعدَّد، تعدُّدًا، فهو مُتعدِّد
• تعدَّدَتِ المشكلاتُ: زادت، كَثُرت، وصارت أكثر من واحدة "تعدُّدُ الألوان/ الزَّوجات- جهاز متعدِّد الاستخدام- تعدَّدت وسائلُ النَّقل في عصرنا" ° متعدِّد الأغراض: يُستفاد منه في عدّة أشياء.
• تعدَّدتِ العناصرُ: صارت ذات عددٍ (بعد أن كانت واحدًا) "تعددت الأشكال- تعدُّد الوظائف: إشغال شخص واحد لعدَّة وظائف خاصّة، وظائف لها راتب- متعدِّد المركبات/ الأعراق/ المقاطع/ النواحي/ الجوانب/ الخلايا". 

عدَّدَ/ عدَّدَ على يعدِّد، تعديدًا، فهو مُعدِّد، والمفعول مُعدَّد
• عدَّد نقودَه: أحصاها، وحَسَبها "عدَّد التواريخَ- {الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ} ".
• عدَّد المالَ: جعله عدّة للدهر.
• عدَّدت النَّائحةُ على الميِّت: ذكرت مناقِبَه ومحاسِنَه " {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ عَدَّدْنَا} [ق] ". 

إعداديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إعداد: تحضيريّ، تمهيديّ لشيء آخر "التَّعليم/ الصَّفّ الإعداديّ- امتحان إعداديّ- شهادة إعداديَّة". 

استعداد [مفرد]: ج استعدادات (لغير المصدر):
1 - مصدر استعدَّ إلى/ استعدَّ لـ ° سياسَةُ الاستعداد العسكريّ: سياسة يكون فيها الاستعداد العسكريّ ذا أهميّة قصوى لدولة ما- على استعداد: جاهز ومنتظر.
2 - (نف) اتِّجاه نحو سلوك خاصّ نتيجة عوامل عضويَّة أو نفسيّة أو هما معًا "أظهر استعداده للمذاكرة- لديه استعداد للتضحية".
3 - إجراء ضروريّ "تُجرى استعدادات كبيرة لعقد قمَّة عربيَّة طارئة- أدَّى الخوفُ إلى مزيد من الاستعدادات العسكريَّة- بدأت الاستعدادات لإجراء انتخابات مبكِّرة". 

استعداديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استعداد: "قام برصد الظواهر الحالية باعتبارها متغيّرات استعداديّة لمرحلة لاحقة".
2 - مصدر صناعيّ من استعداد: قابليّة، قدرة ومهارة "هناك العديد من العوامل التي تؤثّر على استعداديّة النساء للخدمة العسكرية".
• مباراة استعداديَّة: (رض) مباراة ودِّيَّة تتمّ قبل المباراة الرئيسيّة بفترة وجيزة تهدف إلى تدريب كلا الفريقين وإكسابهم مهارات معيَّنة. 

تَعْداد [مفرد]: ج تعدادات (لغير المصدر):
1 - مصدر عَدَّ.
2 - (جب) إحصاء السُّكّان في فترات معيَّنة "أجرتِ الدَّولةُ التَّعْدادَ السَّنويَّ للسُّكّان".
3 - سَرْدُ الأشياء بالتَّرتيب "لابُدَّ من تَعْداد أسباب الأزمة الاقتصاديَّة". 

تِعْداد [مفرد]: (جب) تَعْداد، إحصاء السُّكّان في فترات معيَّنة "أجرتِ الدولة تِعْدادًا للسكان هذا العام". 

تعدُّد [مفرد]: مصدر تعدَّدَ.
• تعدُّد الحاجات: (قص) مبدأ مؤدّاه أنّ المدنيَّة تؤدّي إلى تنوّع الرَّغبات وازديادها، فبمجرد إشباع حاجة تنشأ حاجة أخرى جديدة. 

تَعَدُّدِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تعدُّد.
2 - مصدر
 صناعيّ من تعدُّد: "التَّعدُّديَّة الثقافيَّة- تعدُّدية الأطراف/ الأحزاب".
3 - (سف) مفهوم ينادي بأن هناك عِدَّة أنواع من الواقع والحقيقة مع ضرورة قبول الأنماط الثقافيّة والجنسيَّة والعِرْقيَّة والدينيّة القائمة بين مختلف الجماعات الإنسانيّة.
4 - (سة) نظام سياسيّ قائم على تعايش الجماعات المختلفة والمستقلّة في الإدارة مع تمثيلها في الحكم.
• التَّعدُّديَّة الحزبيَّة: اعتمادُ عِدَّة أحزاب سياسيَّة في دولة ما. 

تعديد [مفرد]:
1 - مصدر عدَّدَ/ عدَّدَ على.
2 - (بغ) إتيان بأسماء أو صفات مفردة على سياق واحد مثل: الخيلُ واللَّيلُ والبيداءُ تعرفني ... والسَّيفُ والرُّمحُ والقرطاسُ والقلمُ. 

عِداد [مفرد]
• في عِداد الصَّالحين: من بينهم، في جملتهم، يُعَدُّ منهم "أصبح في عِداد الموتى/ المفقودين- أخي في عِداد الفائزين/ النَّاجحين". 

عدّ [مفرد]: مصدر عَدَّ ° علامة عَدّ: علامة تُستخدم في تسجيل عدد مرّات فِعْل أو أشياء وغالبًا ما تكون في سلسلة- العَدُّ التَّنازليّ: العَدُّ من الرَّقم الكبير إلى الرَّقم الصَّغير، فيكون ذلك إيذانًا بِبَدْءِ التَّنفيذ- عَدًّا ونقدًا: إحصاء وحسابًا في الوقت نفسه. 

عَدَد [مفرد]: ج أعداد:
1 - نتيجة تقدير الكميّة بالوحدة، مقدار ما يُعَدّ "عدد القوّات المسلّحة/ مواليد القاهرة/ السكّان- {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} ".
2 - نسخة من نشرة دوريّة تصدر بتاريخٍ معيَّن "عدد أهرام السَّبت/ أخبار الجمعة/ المساء / اليوم- العدد الثالث من المجلة- عدد خاصّ" ° عدد تذكاري: نسخة من دورية تصدر في إحدى المناسبات، وتحمل طابعًا متميزًا.
3 - معدود " {فَضَرَبْنَا عَلَى ءَاذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} ".
4 - (لغ) تعبير عن الإفراد أو التَّثنية والجمع لصيغة لغويَّة.
• العَدَدُ الأصليّ/ العَدد الأوَّليّ: (جب) العدد الذي لا يقبل القسمة إلاّ على نفسه أو على الواحد الصحيح، يدلُّ على مقدار الأشياء المعدودة: ثلاثة، خمسة ... إلخ.
• عَدَدٌ ترتيبيّ: (جب) وصف من العدد يدل على ترتيب الأشياء مثل ثالث، رابع، خامس ... إلخ.
• عَدَدٌ زَوْجِيّ: (جب) عدد يقبل القسمة على اثنين بــدون باقٍ مثل: 2، 4، 6، 8 ... إلخ.
• عَدَدٌ صَحيح: (جب) عدد خالٍ من الكسور مثل: 1، 2، 3 ... إلخ.
• عَدَدٌ فرديّ: (جب) لا يقبل القسمة على اثنين مثل واحد، ثلاثة، خمسة، ... إلخ.
• عدد كسْرِيّ: (جب) عدد مؤلّف من عدد صحيح وكسر عشريّ أو اعتياديّ مثل: 3.5.
• عددان متناظران أو متقابلان: (جب) عددان لهما قيمة حسابيّة ويختلفان بالإشارة (5، -5).
• عدد كُتليّ: (فز) عدد ناتج من مجموع البروتونات والنيوترونات في نواة ذرّة ما.
• العدد الذَّرِّيّ: (كم) عدد البروتونات الموجودة في نواة ذرّة عنصر ما. 

عدَّاد [مفرد]: ج عدَّادات: جهاز آليّ يُستعمل لقياس المسافات أو السُّرعة أو عدد الحركات أو الأعمال المنجَزة في وقت معيَّن، أو الكميَّات المستهلكة من الماء أو الكهرباء أو الوقود وغير ذلك "عدّادُ النور- عدَّاد الماء: آلة لقياس كمِّيّة أو معدّل تدفُّق الماء في أنبوب- عدَّاد السَّيَّارة: أداة تُركَّب في السَّيَّارات الأجرة لحساب وإظهار أجرة الرُّكوب- عدَّاد السُّرعة: - عدَّاد المسافات: أداة تشير إلى المسافة التي تقطعها المركبة- عدَّاد الخُطَى: مقياس مسافة السَّير بعدّ الخطوات". 

عُدَّة [مفرد]: ج عُدَد:
1 - استعداد وتأهُّب "كُنْ على عُدَّة دائمًا".
2 - ما يُعَدُّ لأمرٍ ما "كان العدُوُّ أكثر منَّا عددًا وعُدَّةً- {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} " ° أعدَّ للأمر عُدَّته: تهيَّأ له واستعدَّ.
3 - (سك) ما يحتاج إليه المجاهــدون من الزّاد والسّلاح استعدادًا للحرب.
4 - أدوات المِهَن وآلاتها "عُدَّة النَّجَّار/ السَّبّاك/ البنَّاء". 

عِدَّة [مفرد]: ج عِدَد: مقدار ما يُعَدّ، إحصاء، عَدَد "عِدَّتهم عشرون- عِدّةُ أماكن/ كُتب- {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ
 لأَعَدُّوا لَهُ عِدَّةً} [ق]: جماعة قلَّت أو كثُرت- {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} " ° عِدَّة مرَّات: مرارًا.
• عِدَّة المرأة: (فق) مُدَّة حدَّدها الشَّرع تقضيها المرأةُ دون زواج بعد طلاقها أو وفاة زوجها "قضت المرأةُ عِدَّتها- {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَــدُّونَــهَا} ". 

عَديد [مفرد]: ج عَدائدُ وأعداد:
1 - إحصاء، عدد "ما أكثر عديدهم- عديد من الناس: جماعة- تُعيِّرنا أنَّا قليلٌ عديدُنا ... فقلتُ لها إنّ الكرامَ قليلُ" ° أيَّام عديدة: معدودة.
2 - كثير العدد "مرَّت سنوات عديدة- كانوا عديدَ الحصى والثرى: في الكثرة- فأقسمُ لو بقيت لكنتَ فينا ... عديدًا لا يُكاثَر بالعديدِ". 

مِعْداد [مفرد]: ج معاديدُ:
1 - اسم آلة من عَدَّ.
2 - أداة تتكوّن من إطار بداخله قضبان تتحرّك عليها كُريَّات إلى أعلى وإلى أسفل، يستخدمها الأطفال في الحساب. 

مُعَدّات [جمع]: مف مُعَدَّة: اسم عامّ للآلات والعُدَد والتّجهيزات.
• مُعَدّات حربيّة: أسلحة وتجهيزات عسكريَّة.
• مُعَدّات زراعية: آلات تُستخدم في الحقل. 

معدود [مفرد]: ج معدودون ومعدودات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من عَدَّ.
2 - قليل العدد "قضى ساعات معدودة في المذاكرة" ° الأيَّام المعدودات: أيّام التَّشريق وهي ثلاثة بعد يوم النَّحر. 

عدد: العَدُّ: إِحْصاءُ الشيءِ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً

وعَدَّةً وعَدَّدَه. والعَدَدُ في قوله تعالى: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً؛

له معنيان: يكون أَحصى كل شيء معدوداً فيكون نصبه على الحال، يقال: عددت

الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد، كما يقال: نفضت ثمر الشجر

نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، ويكون معنى قوله: أَحصى كل شيء عدداً؛ أَي

إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه، والاسم العدد والعديد.

وفي حديث لقمان: ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته، وقيل:

لا نعتده علينا مِنَّةً له. وفي الحديث: أَن رجلاً سئل عن القيامة متى

تكون، فقال: إِذا تكاملت العِدَّتان؛ قيل: هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ

أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِليه قامت القيامة؛ وحكى

اللحياني: عَدَّه مَعَدّاً؛ وأَنشد:

لا تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ،

كَزِّ القُصَيْرى، مُقْرِفِ المَعَدِّ

(* قوله «لا تعدليني» بالدال المهملة، ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي

لا تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا

المؤلف في المحلين وان كان الظاهر ما هنا).

قوله: مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه؛ قال ابن سيده: وعندي أَن

المَعَدَّ هنا الجَنْبُ لأَنه قد قال كز القصيرى، والقصيرى عُضْو، فمقابلة

العضو بالعضو خير من مقابلته بالعِدَّة. وقوله عز وجل: ومَن كان مَريضاً أَو

على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام أُخَر؛ أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى

بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن السبب الذي هو الإِفطار. وحكى

اللحياني أَيضاً عن العرب: عددت الدراهم أَفراداً وَوِحاداً، وأَعْدَدْت

الدراهم أَفراداً ووِحاداً، ثم قال: لا أَدري أَمن العدد أَم من العدة، فشكه

في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها؛ وقول أَبي ذؤيب:

رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ

يُعَدُّ بها، وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل

إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها.

والعَدَدُ: مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه، والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ،

وقيل: العِدّةُ مصدر كالعَدِّ، والعِدّةُ أَيضاً: الجماعة، قَلَّتْ أَو

كَثُرَتْ؛ تقول: رأَيت عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ، وأَنْفذْتُ عِدَّةَ

كُتُبٍ أَي جماعة كتب.

والعديدُ: الكثرة، وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في

العِدّة، جاؤوا به على هذا المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل، فهو

من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ. ابن الأَعرابي: يقال هذا عِدادُه وعِدُّه

ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه

وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه (قوله «وزنه وزنه وعفره وغفره ودنه» كذا

بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب اللغة ما عدا شرح

القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا) أَي مِثْلُه وقِرْنُه،

والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ؛ والعَدائدُ النُّظَراءُ، واحدُهم عَديدٌ.

ويقال: ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى

إِذا كانوا لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد

هذين الكثيرين.

وهم يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّــدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيــدون عليه في

العَدَد، وقيل: يَتَعَدَّــدُونَ عليه يَزيــدون عليه في العدد، ويَتَعَادُّون

إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم. وفي التنزيل:

واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ. وفي الحديث: فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا

مائةً فلا يجــدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم

بعضاً. وفي حديث أَنس: إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة أَو يزيــدون عليها؛ قال:

وكذلك يَتَعدّــدون. والأَيام المعدودات: أَيامُ التشريق وهي ثلاثة بعد

يوم النحر، وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة، عُرِّفَتْ تلك

بالتقليل لأَنها ثلاثة، وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة، وإِنما قُلِّلَ

بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة؛ ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ

دَراهِمَ معدودة أَي قليلة. قال الزجاج: كل عدد قل أَو كثر فهو معدود،

ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو

دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ، وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير.

والعِدُّ: الكَثْرَةُ. يقال: إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ. وفي الحديث:

يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً

وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً. وعَدَدْتُ: من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين

بعد اعتقاد حذف الوسيط. يقولون: عددتك المالَ، وعددت لك المال؛ قال

الفارسي: عددتك وعددت لك ولم يذكر المال.

وعادَّهُم الشيءُ: تَساهَموه بينهم فساواهم. وهم يَتَعادُّون إِذا

اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء

كلها.

والعدائدُ: المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ.

ابن الأَعرابي: العَدِيدَةُ الحِصَّةُ، والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد:

تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً

وَوِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلام

يعني من يَعُدُّه في الميراث، ويقال: هو من عِدَّةِ المال؛ وقد فسره ابن

الأَعرابي فقال: العَدائد المالُ والميراثُ. والأَشْراكُ: الشَّرِكةُ؛

يعني ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً

وَوِتْراً: سهمين سهمين، وسهماً سهماً، فيقول: تذهب هذه الأَنصباء على

الدهر وتبقى الرياسة للولد. وقول أَبي عبيد: العَدائدُ من يَعُدُّه في

الميراث، خطأٌ؛ وقول أَبي دواد في صفة الفرس:

وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْـ

ـزَابِ، ليسَ لها عَدائدْ

فسره ثعلب فقال: شبهها بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا

العُقَدُ، وإِن كان هو لم يفسرها. وقال الأَزهري: معناه ليس لها نظائر. وفي

التهذيب: العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً في الميراث. وفلانٌ عَدِيدُ

بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم. وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار معدوداً

واعْتُدَّ به. وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم،

ويُعَدُّ منهم في الديوان. وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم.

والعِدادُ والبِدادُ: المناهَدَة. يقال: فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي

قِرْنُه، والجمع أَعْدادٌ وأَبْدادٌ.

والعَدِيدُ: الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم. قال ابن شميل: يقال أَتيت

فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد. والعرب تقول: ما

يأْتينا فلان إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي

ما يأْتينا في السنة إِلا مرة واحدة؛ أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ

الحُلاحِل:

إِذا ما قارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا

لِثَالِثَةٍ، فقد ذَهَبَ الشِّتاءُ

قال أَبو الهيثم: وإِنما يقارنُ القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال،

وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء. ويقال: ما أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا

القمرَ، وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ، وإِلا عدادَ الثريا من القمر أَي إِلا

مَرَّةً في السنة؛ وقيل: في عِدَّةِ نزول القمر الثريا، وقيل: هي ليلة في

كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر؛ وفي الصحاح: وذلك أَن القمر ينزل

الثريا في كل شهر مرة. قال ابن بري: صوابه أَن يقول: لأَن القمر يقارن الثريا

في كل سنة مرة وذلك في خمسة أَيام من آذار؛ وعلى ذلك قول أُسيد بن

الحلاحل:

إِذا ما قارن القمر الثريا

البيت؛ وقال كثير:

فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى، إِنما تُسْعِفُ النوى

قِرانَ الثُّرَيَّا مَرَّةً، ثمّ تَأْفُِلُ

رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان: هذا الذي استدركه الشيخ على

الجوهري لا يرد عليه لأَنه قال إِن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة،

وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة، ويكون كل ليلة في

منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة، وما تعرض

الجوهري للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا.

ويقال: فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ وهي من العِدادِ أَي يأْتي

أَهله في الشهر والشهرين. ويقال: به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زماناً ثم

يعاوده، وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً، وكذلك السليم والمجنون كأَنّ

اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه

يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ. والعِدادُ: اهتياجُ وجع

اللديغ، وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم، والعِدَدُ،

مقصور، منه، وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر. يقال: عادّتُه اللسعة إِذا أَتته

لِعِدادٍ. وفي الحديث: ما زالت أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ

قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة؛

قال الشاعر:

يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى،

كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ

وقيل: عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة أَيام، فإِن مضت رَجَوْا له

البُرْءَ، وما لم تمض قيل: هو في عِدادِه. ومعنى قول النبي، صلى الله عليه

وسلم: تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ

سمها؛ كما قال النابغة في حية لدغت رجلاً:

تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ

ويقال: به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة. وعِدادُ

الحمى: وقتها المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه؛ وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ

فقال: هو الشيءُ يأْتيك لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ، وكذلك السمّ

الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ، وأَصله من العَدَدِ كما تقدم. أَبو زيد: يقال

انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه، وجَمْعُها العِدَدُ؛ ومثله:

انقضت مُدَّتُه، وجمعها المُدَدُ. ابن الأَعرابي قال: قالت امرأَة ورأَت

رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً: أيَن شَبابُك وجَلَدُك؟ فقال: من طال

أَمَدُه، وكَثُر ولَدُه، ورَقَّ عَدَدُه، ذهب جَلَدُه. قوله: رق عدده أَي

سِنُوه التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده

رقيقاً؛ وأَما قول الهُذَلِيِّ في العِدادِ:

هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي؟

فمعناه: هل تعرفين وقت وفاتي؟ وقال ابن السكيت: إِذا كان لأَهل الميت

يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه فهو عِدادٌ لهم. وعِدَّةُ المرأَة:

أَيام قُروئها. وعِدَّتُها أَيضاً: أَيام إِحدادها على بعلها وإِمساكها

عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها. وقد

اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها، وجمعُ عِدَّتِها

عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ؛ وقد انقضت عِدَّتُها. وفي الحديث: لم تكن

للمطلقة عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق. وعِدَّةُ المرأَة

المطلقة والمُتَوَفَّى زَوْجُها: هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو

أَيام حملها أَو أَربعة أَشهر وعشر ليال. وفي حديث النخعي: إِذا دخلت

عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما؛ يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل

واحد في حال واحدة، كفت إِحداهما عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم

مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين، وخالفه غيره في هذا، وكمن

مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها تنقضي بالوضع عند

الأَكثر. وفي التنزيل: فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَــدُّونَــها؛ فأَما

قراءة من قرأَ تَعْتَــدُونَــها فمن باب تظنيت، وحذف الوسيط أَي تعتــدون

بها.وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه: إِحْضارُه؛ قال

ثعلب: يقال: اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ، واسم ذلك العُدَّة.

يقال: كونوا على عُدَّة، فأَما قراءةُ من قرأَ: ولو أَرادوا الخروج

لأَعَدُّوا له عُدَّهُ، فعلى حذف علامة التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها

لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان. والعُدَّةُ: ما أَعددته لحوادث الدهر من

المال والسلاح. يقال: أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه بمعنىً. قال

الأَخفش: ومنه قوله تعالى: جمع مالاً وعَدَّدَه. ويقال: جعله ذا عَدَدٍ.

والعُدَّةُ: ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ.

يقال: أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه.

وأَعَدّه لأَمر كذا: هيَّأَه له. والاستعداد للأَمر: التَّهَيُّؤُ له.

وأَما قوله تعالى: وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً، فإِنه إِن كان كما ذهب

إِليه قوم من أَنه غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين، كما يُفَرُّ منها

إِلى الإِدغام، فهو من هذا الباب، وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس

منه، ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال. قال ابن دريد: والعُدَّةُ من

السلاح ما اعْتَدَدْتَه، خص به السلاح لفظاً فلا أَدري أَخصه في المعنى أَم

لا. وفي الحديث: أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي، صلى الله عليه

وسلم، فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه، فلما ولى

قال رجل: يا رسول الله، أَتدري ما أَقطعته؟ إِنما أَقطعت له الماءَ

العِدَّ؛ قال: فرَجَعه منه؛ قال ابن المظفر: العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع

فيه ماء كثير، والجمع الأَعْدادُ، ثم قال: العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ؛

قال الأَزهري: غلط الليث في تفسير العِدِّ ولم يعرفه؛ قال الأَصمعي:

الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر،

وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ. وفي الحديث: نزلوا أَعْدادَ مياه الحُدَيْبِيَةِ

أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار؛ قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت ماء

عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال:

دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ، واسْتَبْدَلَتْ بِها

خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ

استبدلت بها: يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها

إِليها الوحش وأَقامت في منازلها؛ وهذا استعارة كما قال:

ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ، وَوَادِياً

يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ

وقيل: العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ، وقيل: العِدُّ ما نبع من الأَرض،

والكَرَعُ، ما نزل من السماء، وقيل: العِدُّ الماءُ القديم الذي لا

يَنْتَزِحُ؛ قال الراعي:

في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها،

دَيْمُومَةٍ، ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ

قال ابن بري: صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء، ويروى جَدَّاءَ بدل

غبراء، والجداء: التي لا ماء بها، وكذلك الديمومة. والعِدُّ: القديمة من

الرَّكايا، وهو من قولهم: حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ؛ قال ابن دريد: هو مشتق من

العِدِّ الذي هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في

العبارة عنه؛ وقال بعضُ المُتَحَذِّقِينَ: حَسَبٌ عِدٌّ كثير، تشبيهاً

بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ؛ قال

الشاعر:

فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ

أَقدَمَ مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ

وقال الحطيئة:

أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ، وإِنما

أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدُّ

قال أَبو عدنان: سأَلت أَبا عبيدة عن الماءِ العِدِّ، فقال لي: الماءُ

العِدُّ، بلغة تميم، الكثير، قال: وهو بلغة بكر بن وائل الماءُ القليل.

قال: بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ، مثلُ كاظِمَةٍ، جاهِلِيٌّ إِسلامِيٌّ

لم ينزح قط، وقالت لي الكُلابِيَّةُ: الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ؛ يقال:

أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ؟ وأَنشدتني:

وماءٍ، لَيْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكايا

ولا جَلْبِ السماءِ، قدِ اسْتَقَيْتُ

وقالت: ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ، قَلَّ أَو كَثُرَ.

وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ: أَوّلُهما وأَفضلهما؛ قال العجاج:

ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ

والعِدَّانُ: الزَّمانُ والعَهْدُ؛ قال الفرزدق يخاطب مسكيناً الدارمي

وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال:

أَمِسْكِينُ، أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما

جرى في ضَلالٍ دَمْعُها، فَتَحَدَّرَا

أَقولُ له لمَّا أَتاني نَعِيُّهُ:

به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا

أَتَبْكِي امْرأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً،

كَكِسرى على عِدَّانِه، أَو كَقَيْصَرا؟

قوله: به لا بظبي، يريد: به الهَلَكَةُ، فحذف المبتدأَ. معناه: أَوقع

الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره. قال: وهو من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ

وهُيِّئَ. وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه؛ عن ابن الأَعرابي.

وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه، وأَورده

الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً. وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان

تَفْعَلُ ذلك أَي حينه. ويقال: كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه

وهو أَفضله وأَكثره؛ قال: واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً.

وعِدادُ القوس: صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر؛ قال صخر الغيّ:

وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْـ

ـراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ

والعُدُّ: بَثرٌ يكون في الوجه؛ عن ابن جني؛ وقيل: العُدُّ والعُدَّةُ

البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح. يقال: قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه

أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ؛

قال: والقَبْحُ، بالباء، الكَسْرُ.

ابن الأَعرابي: العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ. وعَدْعَدَ في المشي وغيره

عَدْعَدَةً: أَسرع. ويوم العِدادِ: يوم العطاء؛ قال عتبة بن الوعل:

وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها:

أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّرا

قال: والعِدادُ يومُ العَطاءِ؛ والعِدادُ يومُ العَرْض؛ وأَنشد شمر

لجَهْم بنِ سَبَلٍ:

مِنَ البيضِ العَقَائِلِ، لم يُقَصِّرْ

بها الآباءُ في يَوْمِ العِدادِ

قال شمر: أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً. ويقال: بالرجل

عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون، وقيده الأَزهري فقال: هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ

الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة. أَبو زيد: يقال للبغل إِذا زجرته

عَدْعَدْ، قال: وعَدَسْ مثلُه. والعَدْعَدةُ: صوتُ القطا وكأَنه حكاية؛ قال

طرفة:أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ، ولا أَرى

بَعِيداً غَداً، ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ

يقول: لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت مِيَتُهُم كلها. وأَما

العِدّانُ جمع العتُودِ، فقد تقدّم في موضعه.

وفي المثل: أَنْ تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ وهو تصغير

مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ، وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين

الشديدتين مع ياء التصغير، يُضْرَب للرجُل الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس،

فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه. وقال ابن السكيت: تسمع بالمعيدي لا أَنْ

تراهُ؛ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه.

والمَعَدَّانِ: موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ.

ومَعَدٌّ: أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ، وكان سيبويه يقول الميم

من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ في الكلام، وقد

خولِفَ فيه. وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم، أَو انتسب إِليهم،

أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ. وقال عمر، رضي الله عنه: اخْشَوْشِنُوا

وتَمَعْدَدُوا؛ قال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل

للغلام إِذا شبَّ وغلُظ: قد تَمَعْدَدَ؛ قال الراجز:

رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا

ويقال: تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ، وكانوا أَهلَ قَشَفٍ

وغِلَظ في المعاش؛ يقول: فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم؛

وهكذا هو في حديث آخر: عليكم باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة؛ وفي الصحاح:

وأَما قول معن بن أَوس:

قِفَا، إِنها أَمْسَت قِفاراً ومَن بها،

وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا

فإِنه يريد تباعد، قال ابن بري: صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ

لأَن الميم أَصلية. قال: وكذا ذكر سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية

لقولهم تَمَعْدَدَ. قال: ولا يحمل على تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته

ونَزَارَتِه، وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم مَعَدَ في الأَرض إِذا

أَبعد في الذهاب، وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى؛ وعليه قول الراجز:

أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا،

وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا

أَي أَبْعَدَا في الذهاب؛ ومعنى البيت: أَنه يقول لصاحبيه: قفا عليها

لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً، واسمُ كان مضمراً فيها

يعود على مَن، وقبل البيت:

قِفَا نَبْكِ، في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ

لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ، تُثابَا وتُحْمَدَا

عدد
: ( {العَدُّ: الإِحصاءُ) ،} عَدَّ الشيْءَ {يَعُدُّه} عَدًّا، {وتَعدَاداً،} عِدَّةً. {وعَدَّدَه، (والاسمُ:} العَدَدُ {والعَدِيدُ) ، قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَحْصَى كُلَّ شَىْء} عَدَداً} (الْجِنّ: 28) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لَهُ مَعْنَيانِ: يكونُ أَحْصَى كُلَّ شيْءٍ {مَعْدُوداً، فيكونُ نَصْبُه على الحالِ، يُقَال:} عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ {عَدًّا، وَمَا} عُدَّ فَهُوَ {مَعْدُودٌ وَ} عَدَدٌ، كَمَا يُقَال: نَفَضْتُ ثَمَرَ الشَّجَرِ نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ. ويكونُ مَعْنَى قولِهِ: {وَأَحْصَى كُلَّ شَىْء {عَدَداً} أَي إِحصاءً، فأَقَامَ} عَدَداً مُقَامَ الإِحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه.
وَفِي الْمِصْبَاح: قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقد يكونُ العَدَدُ بِمَعْنى المَصْدَر 2 كقولِهِ تَعَالَى: {سِنِينَ عَدَدًا} (الْكَهْف: 11) وَقَالَ جمَاعَة: هُو على بابِهِ، والمعنَى: سِنِينَ {مَعْدُودةٌ، وإِنَّمَا ذكَّرها على معنَى الأَعْوَامِ} وعَدَّ الشيءَ: حَسَبَهُ. وَقَالُوا: العَدَد هُوَ الكَمِّيَّةُ المُتَأَلِّفَة من الوَحَدَاتِ، فيَخْتَصُّ {بالمتعدِّد فِي ذاتِهِ، وعَلى هاذا فالواحِدُ لَيْسَ} بِعَدَدٍ، لأَنّه غير {متعدِّد، إِذ} التَّعَدُّدُ الكَثْرَةُ. وَقَالَ النُّحاةُ: الواحِدُ من العَدَدِ، لأَنَّه الأَصْلُ المَبْنِيُّ مِنْهُ، ويَبْعُدُ أَن يكونَ أَصلُ الشيْءِ ليسَ مِنْهُ، ولأَنَّ لَهُ كَمِّيَّةً فِي نَفْسِهِ فإِنَّه إِذا قِيل: كَمْ عِنْدَك؟ صَحَّ أَنْ يُقَالَ فِي الجَوَابِ: وَاحِد، كَمَا يُقَال: ثلاثَةٌ وغيرُها. انْتهى.
وَفِي اللِّسَان: وَفِي حَدِيثِ لُقْمَان: (وَلَا {نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا) أَي لَا نُحْصِيه لِكَثْرَته، وَقيل: لَا} نَعْتَدُّه علينا مِنَّةً لَهُ.
قَالَ شيخُنَا: قَالَ جماعةٌ من شُيوخنا الأَعلامِ: إِنَّ المعروفَ فِي! عَدِّ أَنَّه لَا يُقَالُ فِي مُطاوِعِه: انْعَدَّ، على انْفَعَلَ، فَقيل: هِيَ عامِيَّةٌ، وَقيل رَدِيئةٌ. وأَشارَ لَهُ الخَفَاجِيُّ فِي (شرح اشفاءِ) .
وَجمع {العِدِّ الأَعدادُ (و) فِي الحَدِيث: (أَن أَبيضَ بن حَمَالٍ المازِنِيَّ قَدِمَ على رسولِ اللهِ، صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، فاستَقْطَعَه المِلْحَ الّذِي بِمَأْرِبَ، فأَقْطَعَهُ إِيَّاهُ، فلمّا ولَّى قَالَ رَجُلٌ: يَا رسُولَ اللهِ، أَتَدْرِي مَا أَقْطَعْتَه؟ إِنما أَقْطَعْتَ لَهُ الماءَ} العِدَّ. قَالَ. فَرَجَعَه مِنْهُ) . قَالَ اللَّيْث: العِدُّ، (بِالْكَسْرِ) مَوْضِعٌ يَتَّخِذُه الناسُ يَحْتَمِعُ فِيهِ ماءٌ كَثِيرٌ. والجمْع الأَعدادُ.
قَالَ الأَزهريُّ: غَلِطَ اللّيثُ فِي تفسيرِ العِدِّ وَلم يَعْرِفْهُ. قَالَ الأَصمَعِيّ: (الماءُ) العِدُّ هُوَ (الجارِي) الدائِمُ (الَّذِي لَهُ مادَّةٌ لَا تَنْقَطِعُ، كماءِ العَيْنِ) والبِئرِ. وَفِي الحَدِيث (نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَةِ) أَي ذواتِ المادَّةِ المادَّةِ كالعُيُونِ والآبارِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يذكر امرأَةً حَضَرَتْ مَاء {عِدًّا بعْدَ مَا نَشَّتْ مِيَاهُ الغُدْرَانِ فِي القَيْظِ، فَقَالَ:
دَعَتْ مَيَّةَ} الأَعدَادُ واسْتَبْدَلَتْ بهَا
خَنَاطِيلَ آجَالٍ من العِينِ خُذَّلِ
اسْتَبْدَلَتْ بهَا يَعْني منازِلَها الَّتِي ظَعَنَتْ عَنْهَا حاضِرةً أَعدادَ المياهِ فخالَفَتْهَا إِليها الوَحشُ وأَقامَتْ فِي منازِلِهَا، وهاذا استعارةٌ، كَمَا قَالَ:
وَلَقَد هَبَطتُ الوادِيَيْنِ ووادِياً
يَدْعُو الأَنِيسَ بهَا الغَضِيضُ الأَبْكَمُ
وَقيل: العِدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِيرُ. وَقيل: العِدُّ: مَا نَبَعَ من الأَرضِ، والكَرَعُ: مَا نَزَلَ من السّماءِ. وَقيل: العِدُّ: الماءُ القَدِيمُ الَّذِي لَا يَنْتَزِحُ، قَالَ الرَّاعي:
فِي كُلِّ غَبْرَاءَ مَخْشِيَ مَتالِفُهَا
دَيْمُومةٍ مَا بِهَا عِدٌّ وَلَا ثَمَدُ وَقَالَ أَبو عَدنَانَ: سَأَلتُ أَبا عُبَيْدَة عَن المَاءِ العِدِّ، فقالَ لي: الماءُ العِدُّ بلغَةِ تَمِيمٍ: الكَثِيرُ. قَالَ: وَهُوَ بِلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ: الماءُ القليلُ. قَالَ: بَنُو تَمِيمٍ يَقُولون: الماءُ العِدُّ مِثْلُ كاظِمَةَ، جاهلِيٌّ إِسْلامِيٌّ لم يُنْزَحْ قعطُّ. وَقَالَت لي الكلابِيَّة: الماءُ العِدُّ: الرَّكِيُّ. يُقَال: أَمِنَ العِدِّ هاذا أَم من ماءِ السَّماءِ. وأَنْشدتْنِي:
وماءٍ لَيْسَ من {عِدِّ الرَّكَايَا
وَلَا جَلْبِ السّماءِ قد استقَيْتُ
وَقَالَت: ماءُ كُلِّ رَكِيَّة عِدٌّ، قَلَّ أَو كَثُرَ.
(و) العِدُّ: (الكَثْرَةُ فِي الشَّيْءِ) ، يُقَال: إِنَّهم لَذُو عِدَ وقِبْص. وَفِي الحَدِيث (يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شيْءٍ وأَعَدُّه) أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمُّه وأَشدُّه اسْتِعْدَادًا.
(و) العِدُّ: (القَدِيمُ) ، وَفِي بعض الأُمَّهات: القَديمة (من الرَّكايا) وَقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ.
وَفِي الْمُحكم: هُوَ من قولِهم: حَسَبٌ عِد قَديمٌ. قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ مُشْتَقٌّ من العِدِّ الَّذِي هُوَ الماءُ القَدِيمُ الَّذِي لَا يَنْتزِحُ، هاذا الَّذِي جَرَت العادةُ بِهِ فِي العِبَارةِ عَنهُ.
وَقَالَ بعض المُتَحَذِّقِينَ: حَسَبٌ عِدٌّ: كَثِيرٌ، تَشْبِيهاً بالماءِ الكَثِيرِ. وهاذا غيرُ قَوِيَ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ، وأَنشد أَبو عبيدةَ:
فَوَرَدَتْ عِدًّا من الأَعدادِ
أَقْدَمَ مِن عادٍ وقَوْمِ عادِ
وَقَالَ الحُطَيْئةُ:
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لَأْيٍ وإِنَّما
أَتَتْهُمْ بهَا الأَحْلَامُ والحَسَبُ العِدُّ
(} والعَدَدُ: {المَعْدُودُ) ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ: {وَأَحْصَى كُلَّ شَىْء} عَدَداً} (الْجِنّ: 28) وَقد تقدَّ، (و) العَدَدُ (مِنْكَ: سِنُو عُمرِكَ الّتي تَعُدُّهَا) : تُحْصِيها. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيِّ قَالَ: قَالَت امرأَةٌ، ورأَتْ رَجُلاً كانَتْ عَهدَتْهُ شابًّا جَلْداً: أَين شَبَابُكَ وَجَلَدُك؟ فَقَالَ: مَن طالَ أَمَدُه، وكَثُرَ وَلدُه، ورَقَّ عَدَدُه، ذَهَبَ جَلَدُه.
قَوْله: رَقَّ عَدَدُه، أَي سِنُوه الَّتِي {يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه، وقَلَّ مَا بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً.
(} والعَدِيدُ: النِّدُّ والقِرْنُ، {كالعِدِّ، والعِدَادِ، بكسرهما) يُقَال: هاذه الدَّراهِمُ} عَدِيدُ هاذِه الدراهِمِ، أَي مِثْلُهَا فِي العِدَّةِ، جاءُوا بِهِ على هاذا المِثَال من بَاب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: يُقَال: هاذا {عِدَادُه} وعِدُّه، ونِدُّه ونَدِيدُه، وبِدُّه وبَدِيدُهْ، وسِيّه، وزِنُه وزَنه، وَحَيْدُه وحِيدُه، وعَفْرُه، وَغفْرُه، ودَنُّه، أَي مِثْلُه وقِرْنُه. وَالْجمع الأَعْدَاد، والأَبدَادُ، قَالَ أَبو دُوادٍ:
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ
زَابِ لَيْسَ لَها {عَدائِدْ
وجَمْعُ} العَدِيدِ: {العَدَائِدُ، وهم النُّظَرَاءُ، وَيُقَال: مَا أَكْثَرَ عَدِيدَ بني فلانٍ. وبَنُو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى، إِذا كانُوا لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَة، كَمَا لَا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى، أَي هم} بِعَدَدِ هاذينِ الكَثِيريْنِ.
(و) {العَدِيدُ (من القَوْمِ: مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ) وَلَيْسَ مَعَهم،} كالعِدَادِ.
( {والعَدِيدةُ: الحِصَّةُ) ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ.} والعِدَادُ: الحِصَصُ، وجَمْعُ العَدِيدة: عَدائِدُ، قَالَ لَبِيد:
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً
وَوِتْراً والزَّعَامةُ للغُلامِ
وَقد فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ، فَقَالَ: العَدَائِدُ: المالُ والمِيرَاثُ، والأَشْرَاكُ: الشَّرِكَةُ، يَعْنِي ابنُ الأَعرابِيّ بالشَّرِكَة جمْع شَرِيك، أَي يَقتسمونها بَينهم، شَفْعاً وَوِتْراً، سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ، وسَهْماً سَهْماً، فَيَقُول: تَذْهَبُ هاذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ، وتَبْقَى الرِّياسَة للِوَلَدِ.
(والأَيَّامُ {المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ) ، وَهِي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ.
وأَمَّا الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ، عُرِّفَتْ تِلْكَ بالتَّقْلِيلِ، لأَنَّها ثلاثةٌ. وعُرِّفَت هاذه بالشُّهْرَةِ، لأَنَّهَا عَشَرةٌ. وإِنما قُلِّل} بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَا نَقِيضُ قولِكَ لَا تُحْصَى كَثْرةً. وَمِنْه {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ {مَعْدُودَةٍ} (يُوسُف: 20) أَي قليلةٍ. قَالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ عَدَدٍ، قَلَّ أَو كَثُرَ، فَهُوَ مَعْدُودٌ. ولكنَّ} مَعْدُودَاتٍ أَدلُّ على القِلَّةِ، لأَنَّ كُلَّ تَقْلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتاءِ، نَحْو دُرَيْهِماتٍ، وحَمَّامَات. وَقد يَجُوزُ أَن تَقَعَ الأَلِفُ والتَّاءُ للتَّكْثِير.
(و) {العِدَّةُ. مَصْدَرٌ} كالعَدِّ، وَهِي أَيضاً: الجماعةُ، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ، تَقول: رأَيتُ {عِدَّةَ رِجالٍ وعِدَّةَ نِساءٍ وأَنفَذْتُ (عِدَّةَ كُتُبٍ، أَي جَماعة) كُتُبٍ.
(و) فِي الحَدِيث: (لم تَكُنْ للمُطَلَّقَةِ} عِدَّةٌ فأَنْزلَ اللهُ تَعَالَى العِدَّة للطَّلاق) و (عِدَّةُ المَرْأَةِ) المُطَلَّقةِ والمُتَوفَّى زَوْجُها: هِيَ مَا {تَعُدُّه مِن (أَيَّام أَقْرائِها) ، أَو أَيَّامِ حَمْلها، أَو أَربعة أَشْهُرٍ وعَشْر ليالٍ. (و) } عِدَّتُها أَيضاً: (أَيامُ إِحْدَادِها على الزَّوْجِ) وإِمساكِها عَن الزِينةِ، شُهُوراً كَانَ أَو أَقراءً، أَن وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها، وَقد {اعتَدَّت المرأَةُ عِدَّتَها من وَفَاةِ زَوْجِها، أَو طَلاقِهِ إِيَّاها. وجَمْعُ} عِدَّتِها عِدَدٌ. وأَصْلُ ذالك كُلِّه مِن العَدِّ. وَقد انْقَضَتْ عِدَّتُها.
(! وَعِدَّانُ الشَّيْءِ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر) ، وَلَو قَالَ: وعَدَّان الشيْءِ، ويُكْسَر كَانَ أَخْصَر: (زَمَانِ وعَهْدُهُ) ، قَالَ الفَرَزْدَقُ، يُخَاطب مِسْكِيناً الدارِمِيَّ، وَكَانَ قد رَثَى زِيَادَ ابنَ أَبِيه:
أَمِسْكِينُ أَبكَى اللهُ عَينكَ إِنّمَا
جَرَى فِي ضَلَالٍ دَمْعُها فتَحَدَّر أَقولُ لَهُ لَمَّا أَتانِي نَعِيُّهُ
بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا
أَتَبْكِي امْرَأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً
ككِسْرَى على {عِدَّانِه أَوْ كَقَيْصَرَا
وأَنا على} عِدَّانِ ذالِكَ أَي حِينِه وإِبَّانِهِ، عَن ابْن الأَعرابِيّ. وأَوردَه الأَزهريُّ فِي عَدَنَ، أَيضاً. وجِئْتُ على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ( {وعَدَّانِ تَفْعَل ذالك) أَي حِينِه. (أَو) معنى قَوْلهم: كَانَ ذالك فِي عِدَّانِ شَبَابِه،} وعِدَّانِ مُلْكه، هُوَ (أَوَّلُهُ وأَفْضَلُهُ) وأَكثرُه. قَالَ الأَزهريُّ: (و) اشتقاقُ ذالك من قولِهِم: ( {أَعَدَّهُ) لأَمْرِ كَذَا: (هَيَّأَهُ) لَهُ،} وأَعْدَدتُ للأَمرِ {عُدَّته، (و) يُقَال: أخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ وعَتَادَه، بِمَعنًى، قَالَ الأَخفشُ: وَمِنْه قولُه تعالَى: {جَمَعَ مَالاً} وَعَدَّدَهُ} (الْهمزَة: 2) أَي (جَعَلَهُ {عُدَّةً للدَّهْرِ) ، وَيُقَال: جَعَلَه ذَا عَدَدٍ.
(} واستَعَدَّ لَهُ: تَهَيَّأَ) ، {كأَعَدَّ،} واعْتَدَّ، {وتَعَدَّدَ، قَالَ ثَعْلبٌ: يُقَالُ:} استَعْدَدتُ للمَسائل، {وتَعدَّدْتُ. وَاسم ذالك: العُدَّةُ.
(و) يُقَال: (هُم} يَتَعَادُّونَ، {ويَتَعَدَّــدُون على أَلْفٍ، أَي يَزِيــدُون) عَلَيْهِ فِي العَدَدِ، وَقيل: يَتَعَدَّــدُونَ عَلَيْهِ: يَزِيــدُون عَلَيْهِ فِي العَدَد، ويَتعادُّونَ: إِذا اشتَركُوا فِيمَا} يُعادُّ بِهِ بَعْضُهُم بَعضاً من المَكَارِمِ.
( {والمَعَدَّانِ: مَوْضِعُ دَفَّتَيِ السَّرْجِ) على جَنْبَيْهِ من الفَرَسِ، تقولُ: عَرِقَ} مَعَدَّاه، وأَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ:
كَزِّ القُصَيْرَى مُقْرِفِ {المَعَدِّ
وَقَالَ:} عَدَّه {مَعَدًّا، وفَسَّرَه ابنُ سَيّده وَقَالَ: المَعَدُّ هُنا: الجَنْبُ، لأَنَّه قد قَالَ: كَزّ القُصَيْرَى، والقُصَيْرَى عُضْوٌ، فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مُقَابَلَتِهِ بالعِدَّةِ.
(} ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ: أَبو العَرَبِ) ، والمِيمُ زائدةٌ، (أَو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ، قَوْلهم: تَمَعدَدَ) ، لِقِلةِ تَمَفْعَلَ فِي الْكَلَام، وهاذا قولُ سِيبويهِ، وَقد خُولِفَ فِيهِ. {وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ، (أَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدَ، فِي تَقَشُّفِهِم، أَو تَنَسَّبَ) هاكذا فِي النُّسخ. وَفِي بَعْضهَا؛ أَو انْتَسَبَ (إِليهِمْ) أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ (أَو تَصَبَّرَ عَلَى عَيْشِهِمْ) ، ونقَلَ ابنُ دِحْيَةَ فِي (كتاب التَّنْوِير) لَهُ، عَن النُّحاةِ: أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدَ، وقُرَيْشٍ، وثَقِيفٍ، التذكيرُ والصَّرْفُ، وَقد يُؤَنَّثُ وَلَا يُصْرَفُ. قَالَه شيخُنا.
(وقولُ الجَوْهَرِيِّ: قَالَ عُمَرُ، رَضِي اللهُ عَنهُ. الصَّوابُ: قالَ رسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (} تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا) وانتَضِلُوا، وامشُوا حُفاةً) أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدَ، وكانُوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ فِي المَعَاشِ، يَقُول كُونُوا مِثْلَهُمْ ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ.
وهاكذا هُوَ فِي حَدِيث آخَرَ: (عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ) .
وَفِي (الناموس) و (حَاشِيَة سَعْدِي لبي) وشرْحِ شَيْخِنا: لَا يَبْعُدُ أَن يكونَ الحديثُ جاءَ مرفُوعاً عَن عُمَر، فَلَيْسَ للتَّخْطئةِ وَجْهٌ والحديثُ ذَكَرَه السُّيوطيُّ فِي (الْجَامِع) ، (رَواه) الطَّبرانِيُّ عَن (ابْن حَدْرَدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخِ. وَفِي بعضٍ: ابْن أَبِي حَدْرَد. وَهُوَ الصّواب وَهُوَ: عبدُ اللهِ بنُ أَبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ. أَخرجَه الطَّبرانِيُّ، وأَبو الشَّيخ، وَابْن شاهِين، وأَبو نُعَيمٍ، كُلُّهم مِن حديثِ يَحيَى بنِ أَبي زائدةَ، عَن ابْن أَبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيّ، عَن أَبيه عَن القَعْقاع، عَن ابْن أَبي حَدْرَدٍ. قَالَ الهَيْثَميُّ: عبدُ الله بنُ أَبي سَعِيدٍ ضعِيفٌ. وَقَالَ العِراقيُّ: ورَواه أَيضاً البَغَوِيُّ، وَفِيه اخْتِلَاف. وَرَوَاهُ ابنُ عَدِيٌّ مِن حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ. والكُلُّ ضَعِيفٌ. وأَوردَه ابنُ الأَثِيرِ، فَقَالَ: وَفِي حَدِيث عُمر: (واخْشَوْشِنُوا) بالنُّون، كَمَا فِي الرِّواية الْمَشْهُورَة، وَفِي بَعْضهَا: بالموحَّد. وَفِي رِواية أُخْرَى: (تَمَعَّزُوا) بالزاي، من المَعْزِ، وَهُوَ الشِّدَّةُ والقُوَّةُ. وَقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ فِي (شَرْحِ المُفَصَّلِ) .
(و) يُقَال: {تَمَعْدَدَ (الغُلامُ) ، إِذا (شَبَّ وغَلُظَ) قَالَ الراجِزُ:
رَبَّيْتُه حتَّى إِذَا} تَمَعْدَدَا (و) فِي (شرح الفصيح) لأَبي جَعفَرٍ: و ( {- المُعَيْدِيُّ) فِيمَا قالَه أَبو عُبَيْدٍ، حاكِياً عَن الكِسَائيِّ (تَصْغِيرُ} - المَعَدِّيّ) ، هُوَ رَجُلٌ مَنْسوبٌ إِلى مَعَدَ. وكانَ يَرَى التَّشْدِيدَ فِي الدَّالِ، فيقُولُ: {- المُعَيِدِّيّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلم أَسْمَعْ هاذا من غَيْرِهِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وإِنَّمَا (خُفِّفَت الدَّالُ) من المُعَيْدِيّ (استثقالاً للتَّشْدِيدَيْنِ) ، فِي هَرَباً من الجَمعِ بينَهُمَا (مَعَ ياءِ التَّصْغِيرِ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ أَكثَرُ فِي كَلامُهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيَ فِي غيرِ هاذا المَثَلِ، يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هاذا الاسمَ إِذَا أَرادُوا بِهِ المَثَل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فإِنْ حَقَّرتَ (} - مَعدِّيّ) ، ثَقَّلْتَ الدَّالَ، فقلتَ:! - مُعَيِدِّيّ.
قَالَ ابنُ التيانِ: يَعْنِي إِذا كَانَ اسمَ رَجُلٍ وَلم تُرِدْ بِهِ المَثَلَ، وَلَيْسَ من بَاب أُسَيْدِيَ فِي شيْءٍ، لأَنَّه إِنَّمَا حُذِفَ من أُسَيْدِيَ، كَرَاهَةَ تَوالِي الياءاتِ، والكَسَرَات، فحُذِفَتْ ياءٌ مَكْسُورَة، وإِنَّمَا حُذِفَتْ من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لَا ياءٌ وَلَا كَسْرةٌ، فعُلِمَ أَن لَا عِلَّةَ لِحَذْفِهِ إِلَّا الخِفَّةُ، وأَنَّهُ مَثَلٌ، كَذَا تُكُلِّم بِهِ، فوجبَ حِكَايَتُهُ. وَقَالَ ابنُ دُرُسْتَويْهِ: الأَصْلُ فِي المُعَيْدِيّ تشدِيدُ الدَّالِ، لأَنَّه فِي تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إِظهارُ التَّضْعِيفِ، فأَدْغِم الدَّالُ الأُولَى فِي الثانيةِ، ثمَّ استثْقِلَ تشديدُ الدَّالِ، وتَشْدِيدُ الياءِ بعدَها، فخُفِّفَت الدّالُ، فَقيل: المُعَيْدِيّ، وَبَقِيَت الياءُ مُشَدَّدةً. وهاكذا قَالَه أَبو سَعِيدٍ السِّيرافِيُّ، وأَنشدَ قولَ النَّابِغَةِ:
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ
سَنُّ المُعَيْدِيّ فِي رَعْيٍ وتَغْرِيبِ
(و) هاذا المَثَلُ على مَا ذكره شُرَّاحُ الفَصِيحِ فِيه رِوَايَتَانِ، وتَتَولَّدُ مِنْهُمَا رِوَايَاتٌ أُخَرُ، كَمَا سيأْتِي بيانُها، إِحداهُما: (تَسْمَعُ) بضَمّ العينِ، وَحذف أَنْ، وَهُوَ الأَشْهَرُ، قالَه أَبو عُبَيْدٍ. ومِثْلُه قولُ جَمِيلٍ:
جَزِعْتُ حِذارَ البَينِ يومَ تَحَمَّلُوا
وحَقَّ لمِثْلِي يَا بُثَيْنةُ يَجْزَعُ أَراد: أَن يَجْزَعَ، فلَمَّا حَذَف (أَن) ، ارتفَع الفِعْلُ، وإِن كانتْ محذوفَةً من اللفظِ فَهِيَ مُرادةٌ، حتَّى كأَنَّهَا لم تُذَفْ. ويدلّ على ذالك رفعُ تَسْمَعُ بالابتداءِ، على إِرادة أَنْ. وَلَوْلَا تقديرُ أَن لم يَجُزْ رفعُه بالابتداءِ.
ورُوِيَ بنصْبِها على إِضْمارِ أَن، وَهُوَ شاذٌّ يُقتَصر على مَا سُمعَ مِنْهُ، نَحْو هاذا المَثَلِ، وَنَحْو قولِهم. خُذ اللِّصَّ قبلَ يأْخُذَكَ، بِالنّصب وَنَحْو: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونّى أَعْبُدُ} (الزمر 64) بِالنّصب فِي قراءَةٍ.
قَالَ شيخُنا: وكونُ النصبِ بعد أَن، محذوفةً، مَقْصُورا على السَّماع، صَرَّح بِهِ ابنُ مالِكٍ فِي مواضِع من مصنَّفاتِه. والجوزُ مَذهبُ الكوفيّين ومَن وافَقَهُم.
(! - بالمُعَيْدِيِّ) قَالَ الميدانيُّ وجماعةٌ: دخَلتْ فِيهِ الباءُ، لأَنه على معنَى تُحَدِّث بِهِ، وأَشار الشِّهاب الخَفاجيُّ وغيرُه إِلى أَنَّه غيرُ مُحْتَاجٍ للتأْويلِ، وأَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ كذالك. وسَمِعْت بِكَذَا، من الأَمرِ المشهورِ. قَالَ شيخُنا، وَهُوَ كذالك، كَمَا تَدلُّ لَهُ عباراتُ الجُمْهورِ، (خَيْرٌ) خَبَرُ تَسْمَع. والتقديرُ أَن تَسمعَ أَو سماعُكَ بالمُعَيْدِيِّ أَعظمُ (مِن أَن تراهُ) ، أَي خَبَرُهُ أَعظمُ من رُؤْيتِهِ.
قَالَ أَبو جَعْفَرٍ الفِهْريُّ: وَلَيْسَ فِيهِ إِسنادٌ إِلى الفِعْلِ الَّذِي هُوَ تَسْمع، كَمَا ظَنه بعضُهم. وَقَالَ: قد جاءَ الإِسنادُ إِلى الفِعْل. واستَدلَّ على ذالك بهاذا المَثَلِ. وَبِقَوْلِهِ تبارَكَ وتعالَى: {وَمِنْ ءايَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} (الرّوم: 24) وَقَول الشَّاعِر:
وحَقَّ لِمِثْلى بابْثَيْنَةُ يَجْزَعُ
قَالَ: فالفِعْلُ فِي كُلُّ هاذا مبتدأٌ، مسنَدٌ إِليه، أَو مفعولٌ مسنَدٌ إِليه، أَو مفعولٌ مسنَدٌ إِليه الْفِعْل الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
وَمَا قَالَه هاذا القائِلُ فاسِدٌ، لأَن الفِعْلَ فِي كلامِهم إِنَّما وُضِعَ للإِخْبارِ بِه لَا عَنهُ. وَمَا ذكرَه يُمكِن أَن يُرَدَّ إِلى الأَصْلِ الّذِي هُوَ الإِخبارُ عَن الاسْمِ، بأَن تُقَدَّر فِي الكلامِ أَن محذُوفَةً للعِلْم بهَا، فتقديرُ ذالك كُلِّه: أَن تَسْمَعَ بالمُعِيدِيِّ خَيْرٌ من أَن تَرَاه. ومِن آيَاتِه أَن يُريَكُم البَرْقَ. وحَقَّ لِمِثْلِي أَن يَجْزَعَ. وأَنْ وَمَا بعدَهَا فِي تَأْويل اسمٍ، فَيكون ذالك إِذا تُؤُوِّلَ على هاذا الوَجْهِ، من الإِخبارِ عَن الاسمِ، لَا من الإِخبار عَن الفِعْلِ. كَذَا فِي شرح شيخِنا.
قَالَ أَبو جَعْفَر: ورُوِيَ (مِن عَنْ تَرَاه) قَالَه الفرّاءُ فِي المصادر، يَعْنِي أَنّه ورد بإِبدال الهمزةِ فِي أَنْ عينا، فَقيل (عَن) بدل (أَن) ، وَهِي لغةٌ مشهورةٌ، كَمَا جَزَمَ بِهِ الجماهِيرٌ.
(أَو) المَثَلُ: (تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ (لَا أَنْ تَرَاهُ)) بتجرِيدِ سمعُ، من (أَنْ) مَرْفُوعا على القياسِ، ومنصوباً على تَقدِيرها وإِثبات لَا العاطِفةِ النافيةِ وأَنْ، قبْلَ: ترَاهُ. وَهِي الرِّواية الثّانِية. وَقد صحَّحها كثيرُون.
ونقَل أَبو جَعفرٍ عَن الفَرَّاءِ قَالَ: وَهِي فِي بَنى أَسَدٍ، وَهِي الَّتِي يَختارُها الفصحاءُ.
وَقَالَ ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ: وأَكثرُه يَقُول: لَا أَنْ ترَاهُ. وكذالك قَالَه ابْن السِّكِّيت.
قَالَ الفَرَّاءُ: وقَيْسٌ تَقول: (لأَنّ تَسمعَ بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تَراه) وهاكذا فِي (الفصيح) .
قَالَ التّدْمريُّ فاللّام هُنَا لامُ الابتداءِ، وأَن مَعَ الفِعْلِ بتأْوِيلِ الْمصدر، فِي موضعِ رَفْعٍ بالابتداءِ. والتقديرُ: لسَمَاعُكَ بالمُعيدِيِّ خيرٌ من رُؤيَتِهِ. فسَمَاعُكَ: مبتدأٌ. وخيرٌ: خَبَرٌ عَنهُ. وأَن ترَاهُ: فِي موضعِ خَفْضٍ بِمِنْ. قَالَ: وَفِي الخَبَرِ ضميرٌ يعُود على المصدرِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الفِعْلُ، وَهُوَ المبتدأُ، كَمَا قَالُوا: مَن كَذَب كَان شَرًّا لَهُ.
(يُضْرَبُ فيمَنْ شُهِرَ وذُكِرَ) وَله صِيتٌ فِي النَّاس (وتُزْدَرَى مَرْآتُهُ) ، أَي يُسْتَقْبَحُ مَنْظَرُه لِدَمَامَتِهِ وحقَارَتِهِ. (أَو تَأْوِيلُهُ أَمْرٌ) ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت، (أَي اسْمَعْ بِهِ وَلَا تَرَهُ) .
وهاذا المَثَلُ أَوردَهُ أَهلُ الأَمثال قاطِبَةٌ: أَبو عُبَيْدٍ أَوَّلاً. والمُتَأَخِّرُون كالزَّمَخْشَرِيِّ، والمَيْدانِيِّ. وأَورده أَبو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ فِي (الفَصِيح) بروايَتَيْهِ. وبَسطه شُرَّاخه. وَزَادُوا فِيهِ.
قَالَ سِيبويْه: يُضْرَب المَثَلُ لمن تَراه حَقِيراً، وقَدْرُه خَطِيرٌ. وخَبَرُه أَجَلُّ مِن خُبْرِه.
وأَوّلُ مَن قَالَه النُّعْمَانُ بن المُنذِرِ، أَو المُنْذِرُ بنُ ماءِ السماءِ.
والمُعَيْديُّ رجُلٌ من بني فِهْرٍ، أَو كِنانةَ، واختُلِفَ فِي اسمِهِ: هَل هُوَ صَقْعَب بن عَمْرٍ و، أَوشِقَّة بن ضَمْرةَ، أَو ضَمحرَة التَّمِيمِيّ، وَكَانَ صَغِيرَ الجُثَّةِ، عَظِيمِ الهَيْئةِ. ولَمَّا قِيل لَهُ ذالك، قَالَ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ الرجالَ ليسُوا بِجُزُرٍ، يُرَادُ بهَا الأَجسام، وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْهِ. وَمثله قَالَ ابْن التّيانيّ تبعا لصاحِب (العَيْن) وأَبو عُبَيْدٍ عَن ابْن الكَلْبِيِّ والمفضَّل. وَفِي بعضِها زياداتُ على بعضٍ.
وَفِي رِوَايَة افمضَّل: فقالله شِقَّة: أَبيتَ اللَّعْن: إِنَّمَا المرءُ بأَصْغَرَيْهِ: لسانِهِ وقَلْبِهِ، إِذا نَطَق نَطَق ببَيَان، وإِذا قاتَلَ قَاتل بِجَنان. فعَظُم عَيْنِه، وأَجزل عَطِيَّتَه. وسَمَّاه باسمِ أَبِيه، فَقَالَ لَهُ: أَنتَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرَةَ. وأَورده العلَّامة أَبو عليَ اليوسيّ فِي (زَهر الأَكم) بأَبْسَطَ من هاذا، وأَوضَحَ الكلامَ فِيهِ. وَفِيه: أَن هاذا المثلَ أَولَ مَا قِيلَ، لخَيْثَم بنِ عَمْرٍ والنَّهْديّ، الْمَعْرُوف، بالصّقعَب الَّذِي ضُرِب بِهِ المثَلُ فَقيل: (أَقْتَلُ مِن صَيْحَةِ الصَّقْعَب) زعَمُوا أَنَّه صاحَ فِي بَطْنِ أُمِّه، وأَنَّه صاحَ بقَوْمٍ فهَلَكُوا عَن آخِرِهم.
وَقيل: المثَلُ للنُّعْمَانِ بن ماءِ السماءِ، قَالَه لشِقَّة بن ضَمْرة التّميميّ. وَفِيه: فَقَالَ شِقّة: أَيُّها الملِكُ إِنَّ الرِّجالَ لَا تُكال بالقُفْزَان، وَلَا تُوزَن بالمِيزَان. وَلَيْسَت بمُسوكٍ ليُسْتقَى فِيهَا الماءُ. وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْه: قَلْبِه ولِسَانِه، إِن قَالَ قَالَ بِبَيان، وإِن صالَ صالَ بجَنان: فأَعْجَبَهُ مَا سَمِعَ مِنْهُ. قَالَ أَنت ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ.
قَالَ شيخُنا: قَالُوا: لم يَرَ الناسُ من زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إِلى زَمَنِ الجَاحِظِ أَقبَحَ مِنْهُ، وَلم يُرَ من زَمنِ الجاحِظِ إِلى زَمَنِ الحَرِيريِّ أَقْبَحُ مِنْهُ.
وَفِي (وفَيات الأَعيان) لِابْنِ خلِّكان أَن أَبَا محمدٍ القاسِمَ بنَ عليّ الحريريَّ، رَحمَه الله، جاءَه إِنسان يَزُوره ويأْخُذُ عَنهُ شَيْئا من الأَدب، وَكَانَ الحَرِيريُّ دَميم الخِلْقة جِدًّا فلَمَّا رَآهُ الرّجلُ استزرَى خِلقَتَه، ففَهِمَ الحريريُّ ذالك مِنْهُ، فَلَمَّا طلبَ الرَّجلُ من الحريريِّ أَن يُمْلِيَ عَلَيْهِ شَيْئا من الأَدب، قَالَه لَهُ: اكتُب:
مَا أَنْتَ أَولُ سارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ
ورائدٍ أَعجبتْهُ خُضْرَةُ الدِّمَنِ
فاخْتَرْ لنفسِكَ غيرِي إِنَّني رَجُلٌ
مِثْلُ المُعَيْدِيِّ فاسمَعْ بِي وَلَا تَرَنِي
وَزَاد غيرُ ابنِ خلّكان فِي هاذه القصّةِ أَن الرجلَ قَالَ:
كانَتْ مُساءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنا
عَنْ قاسِمِ بنَ عَلِيَ أَطيَبَ الخَبَرِ
حتَّى الْتَقَيْنَا فَلَا واللهِ مَا سَمِعَتْ
أُذْنِي بأَحْسَنَ مِمَّا قد رَأَى بَصَرِي
(وذُو مَعَدِّيِّ بْنُ بَرِيمٍ كَكَرِيم، بن مَرْثَد، (قَيْلٌ) من أَقْيَالِ اليَمن.
( {والعِدَادُ، بِالْكَسْرِ: العَطَاءُ) ، ويومُ العِدَادِ: يَوْم العَطَاءِ، قَالَ عُتَيْبَة بن الوَعْل:
وقائلةٍ يومَ العِدَادِ لِبَعْلِها
أَرى عُتبةَ بِهِ الوَعْلِ بَعدِي تَغَيَّرَا
(و) يُقَال: بالرَّجل عِدَادٌ، أَي (مَسٌّ مِن جُنُونٍ) ، وقيَّدَه الأَزْهَرِيُّ فَقَالَ: هُوَ شِبْهُ الجُنونِ يأْخذ الإِنسانَ فِي أَوقاتٍ مَعلومةٍ.
(و) } العِدَادُ: (المُشَاهَدَةُ ووَقْتُ المَوْتِ) قَالَ أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيُّ:
هلْ أَنْتِ عارِفَةُ العِدَادِ فتُقْصِرِي
أَم هَلْ أَراحَكِ مَرَّةً أَن تَسْهَرِي مَعْنَاهُ: هَل تَعرفين وَقْتَ وفاتِي.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ لأَهْلِ المَيِّتِ يومٌ أَو ليلةٌ يُجتمع فِيهِ للنِّياحة عَلَيْهِ، فَهُوَ عِدادٌ لَهُم.
(و) العِدَاد (مِن القَوْسِ: رَنِينُهَا) وَهُوَ صَوتُ الوَتَرِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
وسَمْحَةٌ من قِسِيِّ زارةَ حَم
راءُ هَتُوفٌ عِدَادُها غَرِدُ
( {كالعَدِيدِ) ، كأَمير.
(و) العِدَاد: (اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ بَعْدَ) تَمَامِ (سَنَةٍ) ، فإِذا تَمَّت لَهُ مُذْ يَوْمَ لُدِغَ هَاجَ بِهِ الأَلمُ، (كالعِدَدِ، كَعِنَبٍ) مقصورٌ مِنْهُ. وَقد جاءَ ذالك فِي ضرورةِ الشِّعْر. وَيُقَال: بِهِ مَرضٌ عِدادٌ، وَهُوَ أَن يَدَعَه زَماناً، ثمَّ يُعَاوِدَه، وَقد عادَّه مُعَادَّة مِداداً. وكذالك السَّلِيمُ والمَجُنُونُ، كأَنَّ اشتقاقَه من الحِسَاب، من قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ، (و) يُقَال: (} عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ) {مُعَادَّةٌ، إِذا (أَتَتْهُ} لِعِدادٍ، وَمِنْه) الحديثُ الْمَشْهُور: (مَا زالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ {تُعَادُّنِي) ، فهاذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي) أَي يُرَاجِعُني ويُعَاوِدُني أَلَمْ سمِّهَا فِي أَوقاتٍ مَعْلُومة، وَقَالَ الشَّاعِر:
يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى
كَمَا يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ
وَقيل: عِدَادُ السَّلِيم أَن} تَعُدَّ لَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فإِن مَضَتْ رَجَوْا لَهُ البُرْءَ، وَمَا لم تَمْضِ قيل هُوَ فِي {عِدَادِه. وَمعنى الحَدِيث:} تُعادُّنِي: تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي، فِي أَوقاتٍ معلومةٍ كَمَا قَالَ النابِغةُ فِي حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً:
تُطَلَّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ
وَيُقَال: بِهِ عِدَادٌ من أَلمٍ، أَي يُعَاوِدُه فِي أَوقاتٍ مَعْلُومةٍ. وعِدَادُ الحُمَّى: وَقْتُها المعروفُ الَّذي لَا يَكاد يُخْطِئُه. وعَمَّ بعضُهم بالعِدَادِ فَقَالَ: هُوَ الشيْءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثْل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعٍ وكذالك السمُّ الَّذي يَقْتُلُ لِوَقْتِه، وأَصْله من الععَدِ، كَمَا تقدَّم.
(و) قَالَ ابنُ شُمَيل: يُقَال: أَتيتُ فُلاناً فِي (يَومِ عِدادٍ، أَي) يَوْم (جُمْعَ أَو فِطْرٍ أَو أَضْحَى) .
(و) يُقَال: ( {عِدَادُه فِي بَنِي فُلانٍ، أَي} يُعَدُّ مِنْهُم) ومعَهم (فِي الدِّيوانِ) ، وفلانٌ فِي عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ، أَي يُعَدُّ مِنْهُم.
(و) الْعَرَب تَقول: (لَقِيتُهُ! عِدَادَ الثُّرَيَّا) القَمَرَ، (أَي مرّةً فِي الشَّهْرِ) وَمَا يأْتِينا فلانٌ إِلَّا عِدَادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإِلَّا قِرَانَ القَمَر الثُّرَيَّا. أَي مَا يأْتِينا فِي السَّنَةِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَة، أَنشدَ أَبُو الهَيْثَم، لأُسَيْد بن الحُلَاحِلِ:
إِذَا مَا قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا
لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ
قَالَ أَبو الهَيْثَمِ: وإِنَّمَا يُقَارِنُ القَمرُ الثُّريَّا لَيْلَةً ثَالِثَة من الهِلال وذالك أَوَّلَ الرَّبِيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ. وَيُقَال: مَا أَلْقَاه إِلّا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ، وإِلّا عِدادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإِلَّا عِدادَ الثُّريَّا من القَمَرِ، أَي إِلَّا مَرَّةٌ فِي السَّنة. وَقيل: فِي عِدَّةِ نُزُولِ القَمَرِ الثُّرَيَّا. وَقيل: هِيَ ليلةٌ فِي كلِّ شَهرٍ يلتقِي فِيهَا الثريّا والقمرُ. وَفِي الصّحاح: وذالك أَن القَمَرَ يَنزِل الثُّريَّا فِي كلِّ شَهْرٍ مرَّةً. قَالَ ابْن بَرِّيَ: صوابُه أَن يَقُول: لأَنَّ القَمَر يُقَارِنُ الثَّريَّا فِي كلِّ سَنَةٍ مَرَّةً. وذالك فِي خَمْسَةِ أَيّامٍ من آذار، وعَلى ذالك قوْل أُسَيْدِ بن الحُلاحلِ:
إِذا مَا قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا
البَيْت. وَقَالَ كُثَيِّر:
فدَعْ عَنْك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى
قِرَانَ الثُّرَيَّا مَرّةً ثمَّ تَأْفُلُ
قَالَ ابْن مَنْظُور: رأَيتُ بخطّ القَاضِي شمْسِ الدّين أَحمد بن خلكّان: هاذا الَّذِي استدركه الشيخُ على الجوهريِّ لَا يَرِدُ عَلَيْهِ، لأَنه قَالَ: إِن القَمَرَ يَنْزِل الثُّريَّا فِي كلِّ شَهْرٍ مرَّة ً وهاذا كلامٌ صحيحٌ، لأَن القَمَرَ يَقطَع الفَلَكَ فِي كل شهرٍ مرَّةً، وَيكون كلَّ لَيلَةٍ فِي مَنْزِلةٍ، والثُّريَّا من جُمْلَة المَنَازِل، فَيكون القَمَرُ فِيهَا فِي الشَّهْر مرَّةً: ويقالُ: فُلانٌ إِنّما يأْتِي أَهْلَهُ العِدَّةَ، أَي فِي الشَّهْر والشَّهْرَينِ وَمَا تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتَّى يقولَ الشيخُ: صَوابُه كَذَا وَكَذَا.
( {والعَدْعَدَةُ: العَجَلَةُ والسُّرْعَةُ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ.} وعَدْعَدَ (فِي المَشْيِ) وغَيْرِه {عَدْعَدَةً: أَسرَعَ.
(و) العَدْعَدةُ: (صَوْتُ القَطَا) ، عَن أَبي عُبَيْدٍ. قَالَ: وكأَنَّهَا حِكايةٌ.
(وعَدْعَدْ: زَجْرٌ للبَغْلِ) ، قَالَه أَبو زيدٍ، قَالَ وعَدَسْ مثلُه.
(وعَدِيدٌ) كأَمِيرٍ: (ماءٌ لِعَمِيرَةَ) ، كسَفِينةٍ، بطْن من كَلْب.
(} والعُدُّ {والعُدَّةُ بضمِّهما بَثْرٌ) يكون فِي الوَجْه، عَن ابْن جِنِّي، وَقيل: هما بَثْرٌ (يَخْرُج فِي) ، وَفِي بعض النُّسخ: على (وُجُوهِ المِلَاحِ) ، يُقَال: قد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فأقْبَحْهُ، أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِرْه هاكذا فَسَّروه.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:
حكى اللِّحْيَانيُّ عَن الْعَرَب:} عَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفراداً ووِحَاداً، {وأَعْددتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحَاداً، ثمَّ قَالَ: لَا أَدري، أَمن العَدَدِ أَم من العُدَّةِ. فشَكُّه فِي ذالك يَدُلُّ على أَن} أَعددْت لُغَةٌ فِي عَدَدْتُ، وَلَا أَعرفها.
وعَدَدْتُ: من الأَفعالِ المتعدِّيَة إِلى مَفْعُولَيْنِ بعدَ اعتِقادِ حذفِ الوَسِيط، يَقُولُونَ: عَدَدْتُكَ المالَ، {وعَدَدْت لكَ المالَ. قَالَ الفارسيّ:} عددتُكَ {وعَددْت لَك، وَلم يَذكر المالَ.
} وعادَّهم الشيْءُ: تَساهَمُوه بَينهم فسَاوَاهُم، وهم {يَتعادُّون، إِذا اشتَرَكُوَا فِيمَا يُعادُّ فِيهِ بعضُهم بَعْضًا من مَكارِمَ أَو غيرِ ذالك مت الأَشياءِ كُلِّهَا.
} والعَدَائِدُ: المالُ المُقْتَسمُ والميراثُ. وَقَول أَبي دُوَادٍ فِي صِفَة عرَسٍ:
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوةِ الأَعْ
زابِ ليسَ لَهَا {عَدائِدْ
فسَّره ثَعلبٌ فَقَالَ: شَبَّهها بعصَا المُسَافِرِ، لأَنها مَلْساءُ، فكأَنَّ العَدائِدَ هُنَا العُقَدُ، وإِن كَانَ هُوَ لم يُفَسِّرها.
وَقَالَ الأَزهريُّ: مَعْنَاهُ لَيْسَ لَهَا نَظَائِرُ.
وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَال انقضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ، إِذا انقضَى أَجعلُه، وجمعُهَا:} العِدَدُ. ومثْله: انقضتْ مُدَّتُه. وجَمْعها المُدَدُ.
{وإِعْدَادُ الشيْءِ،} واعتِدادُه، {واسْتِعْدَاده، وتَعْداده: إِحضارُه.
} والعُدَّةُ، بالضّمِّ: مَا {أَعددْتَه لحوادِثِ الدَّهْرِ، من المالِ والسِّلاحِ، يُقَال: أَخَذَ للأَمْرِ عُدَّتَه وعَتادَه، بِمَعْنى، الأُهْبة، قَالَه الأَخْفشُ.
وَقَالَ ابْن دُرَيد: العُدَّة من السِّلاحِ مَا} اعتَدَدْته، خَصَّ بِهِ السِّلاح لفظا، فَلَا أَدرِي: أَخَصَّه فِي المَعْنَى أَم لَا.
والعِدَادُ، بِالْكَسْرِ: يومُ العَرْضِ، وأَنشد شَمِرٌ، لجَهْم بن سَبَل:
مِنَ البِيضِ العَقَائِلِ لم يُقَصِّرْ
بِهَا الآباءُ فِي يومِ العِدَادِ
قَالَ شَمِر: أَراد يومَ الفَخارِ {ومُعادَّةِ بعضِهِم بَعْضًا.
} والعِدَّانُ: جع! عَتُودٍ. وَقد تقدَّم.
وتَمَعْدَدَ الرجلُ: تَباعَدَ وذهَبَ فِي الأَرضِ، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ:
قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها
وإِن كانَ مِن ذِي وُدَّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا
وَهُوَ من قَوْلهم: مَعَدَ فِي الأَرضِ، إِذا أَبْعَدَ فِي الذَّهابِ. وَسَيذكر فِي فصل: مَعَدَ مُسْتَوفى.

الْوَدِيعَة

(الْوَدِيعَة) مَا استودع (ج) ودائع
الْوَدِيعَة: فِي اللُّغَة فعيلة بِمَعْنى الْمَفْعُول من الودع وَهُوَ التّرْك. وَمِنْه التوديع عِنْد السّفر وَالِاسْم الْوَدَاع بِالْفَتْح - وَللَّه در الشَّاعِر.
(بكذار تا بكريم جون ابر نو بهاران ... كز سنكك كريه خيزد وَقت وداع ياران)
وَمن المصائب الْعَظِيمَة فِي الدُّنْيَا مهاجرة الأحباب ووداع الْأَطْفَال وخلص الْأَصْحَاب. يَا جَامع المتفرقين احفظني وَسَائِر ذَوي الْحَيَاة من هَذَا الْبلَاء - نعم مَا قَالَ الصائب.
(جدائي مُشكل است ازدشمن جَان سوز اكرباشد ... )
(سبند جون دور از اتش شود ازوى صدا خيزد ... )
والوديعة فِي الشَّرِيعَة أَمَانَة دفعت إِلَى الْغَيْر للْحِفْظ - وَالْأَمَانَة جنس يعم الْوَدِيعَة وَغَيرهَا لاعْتِبَار الاستحفاظ فِي الْوَدِيعَة دون الْأَمَانَة. فَلَو ألْقى الرّيح ثوب وَاحِد فِي حجر آخر فَهُوَ أَمَانَة دون وَدِيعَة - وَقَوْلهمْ دفعت إِلَى الْغَيْر للْحِفْظ احْتِرَازًا عَن مثل ذَلِك. فالوديعة أخص من الْأَمَانَة فَكل وَدِيعَة أَمَانَة دون الْعَكْس كَيفَ فَإِن الْوَدِيعَة تسليط الْغَيْر على حفظ مَاله.
وَالْأَمَانَة حفظ المَال بِلَا تصرف فِيهِ سَوَاء كَانَ مَاله أَو مَال غَيره سَوَاء سلطه عَلَيْهِ أَو لَا.

السّير

(السّير) من الْجلد وَنَحْوه مَا يقد مِنْهُ مستطيلا (ج) سيور وأسيار وسيورة
السّير: بِكَسْر الأول وَفتح الثَّانِي جمع السِّيرَة وَهِي الْحَالة من السّير كالجلسة وَالركبَة للجلوس وَالرُّكُوب ثمَّ نقلت إِلَى معنى الطَّرِيقَة وَالْمذهب ثمَّ غلبت فِي الشَّرْع على أُمُور الْمَغَازِي - وَقَالَ الْفُقَهَاء كتاب السّير وَإِنَّمَا سموا الْكتاب بذلك لِأَنَّهُ يجمع سير النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وطرقه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي مغازيه وسير أَصْحَابه رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَمَا نقل عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك.
السّير:
[في الانكليزية] Biographies ،conducts ،manner of dealing with others ،life of the prophet Mohammed
[ في الفرنسية] Biograplies ،conduites ،maniere de traiter les autres ،vie du prophete Mahomet
بكسر الأول وفتح الثاني جمع سيرة.
والسيرة هي اسم من السير ثم نقلت إلى الطريقة ثم غلبت في الشرع على طريقة المسلمين في المعاملة مع الكافرين والباغين وغيرهما من المستأمنين والمرتدّين وأهل الذّمة كذا في البرجندي وجامع الرموز. وفي فتح القدير السّير غلب في عرف الشرع على الطريق المأمور به في غزو الكفار. وفي الكفاية السّير جمع سيرة وهي الطريقة في الأمور، في الشرع يختصّ بسير النبي عليه السلام في المغازي. وفي المنشور السير جمع سيرة. وقد يراد بها قطع الطريق، وقد يراد بها السّنّة في المعاملات. يقال سار أبو بكر رضي الله عنها بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وسمّيت المغازي سيرا لأنّ أول أمورها السّير إلى الغزو، وأنّ المراد بها في قولنا كتاب السّير سير الإمام ومعاملاته مع الغزاة والأنصار والكفار. وذكر في المغرب أنّها غلبت في الشرع على أمور المغازي وما يتعلّق بها كالمناسك على أمور الحج انتهى.
السّير:
[في الانكليزية] Itinerary ،path ،walk ،progression
[ في الفرنسية] Itineraire ،route ،marche ،cheminement
بالفتح وسكون الياء عند أهل التصوّف وأهل الوحدة يطلق بالاشتراك على معنيين:
وأورد في مجمع السّلوك في بيان معنى السّلوك قال: السّير نوعان: سير إلى الله وسير في الله.
فالسّير إلى الله له نهاية. وأهل التصوف يقولون:
السّير إلى الله هو أن يسير السّالك حتى يعرف الله، وإذ ذاك يتمّ السّير. ثم يبتدئ السّير في الله، وعليه فالسّير إلى الله له غاية ونهاية. وأمّا السّير في الله فلا نهاية له. وأهل الوحدة يقولون: السّير إلى الله هو أن يسير السّالك إلى أن يدرك درجة اليقين بأنّ الوجود واحد ليس أكثر. وليس ثمّة وجود إلّا لله، وهذا لا يحصل إلّا بعد الفناء وفناء الفناء. والسّير في الله عند أهل التصوف هو أنّ السّالك بعد معرفته لربه يسير مدّة حتى يدرك بأنّ جميع صفات الله وأسمائه وعلمه وحكمته كثيرة جدا، بل هي بلا نهاية، وما دام حيا فهو دائم في هذا العمل.
وأمّا لدى أهل الوحدة فهو أنّ السّالك بعد إتمام سيره إلى الله يستمرّ في سيره مدّة حتى يدرك جميع الحكم في جواهر الأشياء كما هي ويراها.

ويقول بعضهم: السّير في الله غير ممكن.
ذلك لأنّ العمر قليل، بينما علم الله وحكمته لا تحصى، وبعضهم يقول: بل هو ممكن، وذلك أنّ البشر متفاوتون من حيث استعدادهم، فبعضهم لمّا كان قويا فيمكنه أن يدرك جميعها، انتهى.
وفي حاشية جدي على حاشية البيضاوي في تفسير سورة الفاتحة: اعلم أنّ المحققين قالوا إنّ السفر سفران: سفر إلى الله وهو متناه لأنّه عبارة عن العبور على ما سوى الله، وإذا كان ما سوى الله متناهيا فالعبور عليه متناه.
وسفر في الله وهو غير متناه لأنّ نعوت جماله وجلاله غير متناهية لا يزال العبد يترقّى من بعضها إلى بعض. وهذا أول مرتبة حقّ اليقين كذا قال الفاضل. وفي توضيح المذاهب يقول:
ينتهي السّير إلى الله حينما يقطع السّالك بادية الوجود بقدم الصّدق مرّة واحدة، وحينئذ يتحقّق السّير في الله حيث إنّ الله سبحانه يتفضّل على عبده به بعد ما فني فناء مطلقا عن ذاته، وتطهّر من زخارف الدنيا، حتى يترقّى بعد ذلك إلى عالم الاتصاف بالأوصاف الإلهية، ويتخلّق بالأخلاق الرّبّانيّة.
وعند الأصوليين وأهل النظر هو من مسالك إثبات العلّة ويسمّى بالسير والتقسيم أيضا وبالتقسيم أيضا وبالترديد أيضا. فالتسمية بالسير فقط أو بالتقسيم فقط أو بالترديد فقط إمّا تسمية الكلّ باسم الجزء وإمّا اكتفاء عن التعبير عن الكلّ بذكر الجزء، كما تقول قرأت ألم وتريد سورة مسماة بذلك، ويفسّر بأنّه حصر الأوصاف الموجودة في الأصل الصالحة للعليّة في عدد ثم إبطال علّية بعضها لتثبت علّية الباقي. وعند التحقيق الحصر راجع إلى التقسيم والسّير إلى الإبطال. وحاصله أن تتفحّص أولا أوصاف الأصل أي المقيس عليه. ويردّد بأنّ علّة الحكم فيه هل هذه الصفة أو تلك أو غير ذلك ثم تبطل ثانيا علّة كلّ صفة من تلك الصفات حتى يبقى وصف واحد، فيستقر ويتعيّن للعلّية.
فيستفاد من تفحّص أوصاف الأصل وترديدها لعلّية الحكم وبطلان الكلّ دون واحد منها أنّ هذا الوصف علّة للحكم دون الأوصاف الباقية، كما يقال علّة حرمة الخمر إمّا الاتخاذ من العنب، أو الميعان، أو اللون المخصوص، أو الطعم المخصوص، أو الريح المخصوص، أو الإسكار. لكنّ الأول ليس بعلّة لوجوده في الدّبس بــدون الحرمة، وكذلك البواقي ما سوى الإسكار، فتعيّن الإسكار لعلّية الحرمة في الخمر، هكذا في شرح التهذيب لعبد الله اليزدي.
فإن قيل المفروض أنّ الأوصاف كلّها صالحة لعلّية ذلك الحكم والإبطال نفي لذلك، لأنّ معناه بيان عدم صلوح البعض فتناقض. قلنا المراد بصلوح الكلّ صلوحه في بادئ الرأي وبعدم صلوح البعض عدمه بعد التأمّل والتفكّر فلا تناقض. وبالجملة فالسير والتقسيم هو حصر الأوصاف الصالحة للعلّية في بادئ الرأي ثم إبطال بعضها بعد النظر والتأمّل، كما تقول في قياس الذرة على البرّ في الربوية بحثت عن أوصاف البرّ فما وجدت ثمة علّة للربوية في بادئ الرأي إلّا الطّعم أو القوت أو الكيل، لكن الطّعم أو القوت لا يصلح لذلك عند التأمّل فتعيّن الكيل، لأنّ الأشياء التي يوجد فيها الطعم والتي يحصل منها القوت من أعظم وجوه المنافع لأنها أسباب بقاء الحيوان ووسائل حياة النفوس، فالسبيل في أمثالها الإطلاق بأبلغ الوجوه والإباحة بأوسع طرائق التحصيل لشدة الاحتياج إليها وكثرة المعاملات فيها دون التضييق فيها، لقوله تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وقوله تعالى وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ وقوله عليه السلام لعليّ ومعاذ حين أرسلهما إلى اليمن:
«يسّرا ولا تعسّرا»، والقول المجتهدين والمشقّة تجلب التيسير، هكذا في الهداية وحواشيه. وهناك مقامان أحدهما بيان الحصر ويكفي في ذلك أن يقول بحثت فلم أجد سوى هذه الأوصاف ويصدّق لأنّ عدالته وتدينه مما يغلب ظنّ عدم غيره، إذ لو وجد لما خفي عليه، أو لأصن الأصل عدم الغير، وحينئذ للمعترض أن يبين وصفا آخر، وعلى المستدل أن يبطل علّيته، وإلّا لما ثبت الحصر الذي ادّعاه، وثانيهما إبطال علية بعض الأوصاف ويكفي في ذلك أيضا الظنّ وذلك بوجوه: الأول الإلغاء وهو بيان أنّ الحكم بــدون هذا الوصف موجود في الصورة الفلانية فلو استقلّ بالعلّية لانتفى الحكم بانتفائه. والثاني كون الوصف طرديا أي من جنس ما علم إلغاؤه مطلقا في الشرع كالاختلاف الطول والقصر، أو بالنسبة إلى الحكم المبحوث عنه كالاختلاف بالمذكورة والأنوثة في العتق. والثالث عدم ظهور المناسبة فيكفي للمستدلّ أن يقول بحثت فلم أجد له مناسبة ويصدّق في ذلك لعدالته. والحنفية لا يتمسّكون بهذا المسلك ويقولون الترديد إن لم يكن حاصرا لا يقبل وإن كان حاصرا بأن يثبت عدم علّية غير هذه الأشياء التي ورد فيها بالإجماع مثلا بعد ما ثبت تعليل هذا النص يقبل كإجماعهم عل أنّ العلّة للولاية إمّا الصّغر أو البكارة، فهذا إجماع على نفي ما عداهما. هذا كله خلاصة ما في التلويح والعضدي وحواشيهما.

لوو

ل و و

أكثرت من اللوّ.
(ل و و) : (اللَّوُّ) بَاطِنُ الشَّيْءِ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: لَا يَعْرِفُ الْحَوَّ مِنْ اللَّوْ وَقَوْلُهُ لِأَنَّ الْمَوْجُودَ مِنْ الْحِنْطَةِ لَوُّهَا وَهُوَ مَا يَصِيرُ بِالطَّحْنِ دَقِيقًا وَهُوَ وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا نَادِرٌ غَرِيبٌ وَلَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ الصَّوَابَ لُبُّهَا لِأَنِّي رَأَيْت فِي مُخْتَصَرِ شَرْحَيْ الْكَافِي (247 /) وَالْمَبْسُوطِ: " أَنَّ أَكْلَ الْحِنْطَةِ فِي الْعُرْفِ يُرَادُ بِهِ بَاطِنُ الْحِنْطَةِ وَهُوَ اللُّبُّ وَهُوَ يَصِيرُ بِالطَّحْنِ دَقِيقًا ".
لوو
: (و ( {لَوِيَ القِدْحُ والرَّمْلُ، كرَضِيَ) ، يَلْوَى (} لَوى) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِي كتابِ أبي عليَ: لَوَى وقالَ: يكْتَبُ بالياءِ، (فَهُوَ {لَوٍ) ، مَنْقُوصٌ: (اعْوَجَّ،} كالْتَوَى) فيهمَا، عَن أبي حنيفَةَ.
( {واللِّوَى، كإِلَى) :) الاسْمُ مِنْهُ، وَهُوَ (مَا} الْتَوَى من الرَّمْلِ) .
(وقالَ الجَوْهرِي: وَهُوَ الجَدَدُ بعْدَ الرَّمْلةِ؛ ونقلَه القالِي عَن الأصْمعي وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْسِ:
بسقْطِ {اللِّوى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ وَفِي التهذيبِ: اللِّوَى: مُنْقَطَعُ الرَّمْلةِ.
وَفِي الأساسِ: مُنْعَطَفُه.
(أَو مُسْتَرَقُّهُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم، (ج} ألْواءٌ، و) كَسَّرَه يَعْقُوب على ( {أَلْوِيَةٍ) فقالَ يَصِفُ الضِّمَخ: ينبتُ فِي أَلْوِيَةِ الرَّمْلِ ودَكادِكِه، وإِيَّاه تبِعَ الجَوْهرِي، فقالَ: وهما} لِوَيانِ، والجَمْعُ {الأَلْويةُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وفِعَل لَا يُجْمَع على أَفْعِلةٍ.
(} وأَلْوَيْنا: صِرْنا إِلَيْهِ) .) يقالُ: {أَلْوَيْتَم، أَي بَلَغْتُم لِوَى الرَّمْلِ.
(} ولِواءُ الحيَّةِ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ {لِوَى الحيَّة حِواؤُها، وَهُوَ (انْطِواؤُها) ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم والقالِي؛ زادَ الأخيرُ:} والْتِواؤُها، قالَ: وَهُوَ اسْمٌ لَا مَصْدَر.
( {ولاوَتِ الحيَّةُ الحيَّةَ) } ملاواةً و ( {لِواءً:} الْتَوَتْ عَلَيْهَا.
( {وتَلَوَّى) الماءُ فِي مَجْراه: (انْعَطَفَ) وَلم يَجْرِ على الاسْتِقَامَةِ؛ (} كالْتَوَى.
(و) {تَلَوَّى (البَرْقُ فِي السَّحابِ: اضْطَرَبَ على غيرِ جِهَةٍ.
((وقَرْنٌ} أَلْوَى) :) أَي (مُعْوَجٌّ، ج {لُيٌّ، بالضَّمِّ) حَكَاها سِيْبَوَيْه، قالَ: وكذلكَ سَمِعْناها مِن العَرَبِ، قالَ: وَلم يَكْسِروا، وَإِن كانَ ذلكَ القِياس، وخالَفُوا بابَ بِيض لأنَّه لمَّا وَقَعَ الإدْغامَ فِي الحرْف ذهَبَ المدُّ وصارَ كأَنَّه حرْفٌ متحرِّكٌ، (والقِياسُ الكسرُ) لمجاوَرَتِها الْيَاء.
(} ولَواهُ) دَيْنَه و (بدَيْنِهِ {لَيّاً) بِالْفَتْح، (} ولِيًّا! ولِيَّاناً، بكسرهما) ، الَّذِي فِي المُحْكم بالكَسْر والفَتْح فيهمَا مَعًا، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الفَتْح فِي لَيَّان وَهِي اللُّغَةُ المَشْهورَةُ؛ وعَجِيبٌ من المصنِّفِ كيفَ تَرَكَه مَعَ شُهْرتِهِ، وَمَا ذلكَ إلاَّ قُصُورٌ مِنْهُ؛ وحكَى ابنُ برِّي عَن أبي زَيدٍ قالَ: لِيّان، بِالْكَسْرِ، لُغَيَّةٌ؛ (مَطَلَهُ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لذِي الرُّمَّة:
تُرِيدِينَ لَيَّاني وأَنْت مَلِيئَةٌ
وأُحْسِنُ يَا ذاتَ الوِشاحِ التَّقاضِياويُرْوَى: تُسِيئِينَ لَيَّاني، وَفِي التّهذيبِ: تُطِيلِينَ.
وَفِي الحديثِ: (لَيُّ الواجِدِ يُحِل عِرْضَه وعُقوبَتَه) ، وقالَ الأعْشى:
يَلْوِينَني دَيْني النَّهارَ وأَقْتَضِي
دَيْني إِذا وَقَدَ النُّعاسُ الرُّقَّدا (وأَلْوَى الرَّجُلُ: خَفَّ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ جَفَّ؛ (زَرْعُه) ، بِالْجِيم كَمَا هُوَ نَصّ التَّهْذيب.
(و) أَلْوى: (خاطَ لِواءَ الأميرِ) ؛) نقلَهُ الأزْهرِي.
وقيلَ: عَمِلَه ورَفَعَه؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَلَا يقالُ لَواهُ، كَذَا فِي المُحْكم.
(و) أَلْوى: (أَكْثَر التَّمَنِّي) ؛) نقلَه الأزْهرِي أَيْضاً؛ أَي إِذا أَكْثَر مِن حَرْف لَوْ فِي كَلامِه، وَهُوَ مِن حُرُوف التَّمنِّي.
(و) أَلْوَى: (أَكَلَ اللَّوِيَّةَ) ، كغَنِيَّةٍ، وَهُوَ مَا يدَّخِرُه الرَّجُل لنَفْسِه أَو للضَّيْف؛ كَمَا سَيَأْتي.
(و) أَلْوَى (بثَوْبِه) :) إِذا لَمَعَ و (أَشارَ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وبيدِهِ كذلكَ، كَمَا فِي الأساسِ.
وَفِي التهذيبِ: قيلَ: أَلْوَى بثَوْبِه الصَّريخُ والمرأَةُ بيدَيْها. (و) أَلْوَى (البَقْلُ) :) ذَبُلَ و (ذَوَى) وَجَفَّ.
(و) أَلْوَى (بحقِّه) :) إِذا (جَحَدَهُ إِيَّاه، كلَوَاه) حقَّه ليًّا؛ وَهَذِه عَن ابْن القطَّاع.
(و) أَلْوَى (بِهِ: ذَهَبَ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (أنَّ جِبريلَ، عَلَيْهِ السّلام، رَفَعَ أَرْضَ قَوْمِ لُوط ثمَّ أَلْوَى بهَا حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ ضُغاءَ كِلابِهم) أَي ذَهَبَ بهَا.
وَفِي الصِّحاح: أَلْوَى فلانٌ بحقِّي إِذا ذَهَبَ بِهِ.
(و) أَلْوَى (بِمَا فِي الإناءِ) من الشَّرابِ: (اسْتَأْثَرَ بِهِ وغَلَبَ على غيرِهِ) ؛) وَقد يقالُ ذلكَ فِي الطَّعام؛ وقولُ ساعِدَةَ الهُذَليّ:
سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيع ثَمانِياً
يُلْوِي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُأَي يَشْرَب ماءَها فيذْهَب بِهِ.
(و) أَلْوَتْ (بِهِ العُقابُ) :) أَخَذَتْه و (طارَتْ بِهِ) ؛) وَفِي الأساس: ذَهَبَتْ.
وَفِي الصِّحاح: أَلْوَتْ بِهِ عَنْقاءُ مُغْرِبُ أَي ذَهَبَتْ بِهِ، وَفِي التَّهْذِيب: مثل أَيْهات أَلْوَتْ بِهِ العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأنَّها داهِيَةٌ، لم يفسِّر الأصْمعي أَصْلَه.
(و) مِن المجازِ: أَلْوَى (بهم الدَّهْرُ) ، أَي (أَهْلَكَهُم) ؛) قالَ الشاعرُ:
أَصْبَحَ الدَّهْرُ وَقد أَلْوَى بهم
غَيْرَ تَقْوالِك من قيلٍ وقالِ (و) أَلْوَى (بكَلامِه: خالَفَ بِهِ عَن جِهَتِه) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(واللَّوِيُّ كغَنِيَ: يَبِيسُ الكَلإ) والبَقْلِ، كَمَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجَوْهري: هُوَ على فَعِيلٍ مَا ذَبُلَ من البَقْلِ.
(أَو) مَا كانَ مِنْهُ (بينَ الرَّطْبِ واليابسِ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(وَقد لَوِيَ) ، كرَضِيَ (لَوًى وأَلْوَى) صارَ لَوِيًّا؛ وتقدَّمَ أَلْوَى قرِيباً فَهُوَ تِكْرار.
(والأَلْوَى من الطَّريقِ: البَعِيدُ المَجْهولُ) ، وَقد لَوِيَ لَوًى.
(و) الأَلْوَى: (الشَّديدُ الخُصومَةِ الجَدِلُ) السَّلِيطُ الَّذِي يَلْتَوِي على خَصْمِه بالحجَّةِ وَلَا يُقِرُّ على شيءٍ واحِدٍ.
وَفِي المَثَلِ: لتَجِدَنَّ فلَانا أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَر؛ يُضْرَبُ فِي الرجُلِ الصَّعْبِ الخلقِ الشَّديدِ اللَّجاجَةِ؛ قالَ الشاعرُ:
وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّ
أَحْمِلُ مَا حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وشَرّ (و) الأَلْوَى: (المُنْفَرِدُ المُعْتَزِلُ) عَن النَّاسِ؛ قَالَ الشَّاعرُ يصِفُ امْرأَةً:
حَصانٌ تُقْصِدُ الألْوَى
بعَيْنَيْها وبالجيدِ (وَهِي لَيَّاءُ) .) قالَ الأزْهرِي: ونِسْوةٌ لِيَّانٌ، وَإِن شِئْتَ بالتاءِ لَيَّاواتٍ، والرِّجالُ أَلْوُونَ، والتاءُ والنونُ فِي الجماعاتِ لَا يمتَنِعُ مِنْهُمَا شيءٌ من أَسْماءِ الرِّجالِ والنِّساءِ ونُعوتِهما، وَإِن فعل فَهُوَ لَوَى يَلْوِي لَوًى، وَلَكِن اسْتَغْنَوْا عَنهُ بقوْلِهم لَوَى رأْسَه.
(و) الألْوَى: (شَجَرَةٌ) تُنْبِت حِبالاً تَعَلَّقُ بالشَّجَرِ وتَلْتَوِي عَلَيْهَا، وَلها فِي أَطْرافِها ورقٌ مدوَّرٌ فِي طَرَفِه تَحْديدٌ؛ (كاللُّوَيِ، كسُمَيَ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
(واللَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَا خَبَأْتَهُ) لغيرِكَ من الطَّعامِ؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ:
قُلْتُ لذاتِ النُّقْبةِ النَّقِيَّهْ
قُومي فَغَدِّينا من اللَّوِيَّهْوفي التهذيبِ: مَا يدَّخِره الرَّجلُ لنفْسِه أَو للضَّيْفِ؛ قالَ:
آثَرْت ضَيْفَكَ باللَّوِيَّة وَالَّذِي
كانتْ لَهُ ولِمِثْلِه الأَذْخارُوفي المُحْكم: اللَّويَّةُ: مَا خَبَأْتَهُ عَن غيرِكَ (وأَخْفَيْتَه) ؛) وقيلَ: هِيَ الشيءُ يُخْبَأُ للضَّيْفِ؛ وقيلَ: هِيَ مَا أَتْحَفَتْ بِهِ المرأَةُ زائِرَها أَوْ ضَيْفَها؛ والوَلِيَّةُ: لُغَةٌ فِيهَا مَقْلوبَةٌ؛ (ج لَوايَا) ووَلايَا يثْبتُ القَلْبُ فِي الجَمْعِ أَيْضاً؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
الآكِلُونَ اللَّوايا دُونَ ضَيْفِهِم
والقِدْرُ مَخْبوءَةٌ مِنْهَا أَثافِيهاقالَ الأزْهرِي: وسَمِعْت كِلابيًّا يقولُ لقَعِيدةٍ لَهُ: أَينَ لَويَاكِ وحَواياكِ أَلا تُقَدِّمينَها إِلَيْنَا؟ أَرادَ: أَينَ مَا خَبَأْتِ من شَحْمةٍ وقَديدةٍ وشبهِهما من شيءٍ يُدَّخَر للحقوقِ.
(واللَّوَى) ، بِالْفَتْح مَقْصور: (وَجَعٌ) يكونُ (فِي المَعِدَةِ) ؛) وَفِي كتابِ القالِي: فِي الجَوْفِ؛ ومِثْلُه فِي الصِّحاح؛ زادَ القالِي: عَن تخمَةٍ، يُكْتَبُ بالياءِ.
(و) اللَّوَى: (اعْوِجاجٌ فِي الظَّهْرِ) .) يقالُ: فَرَسٌ بِهِ لَوًى، إِذا كانَ مُلْتَوِي الخلِقِ؛ وَهَذَا فَرَسٌ مَا بِهِ لَوًى وَلَا عَصَلٌ؛ وأَنْشَدَ القالِي للعجَّاج: شَدِيد جلز الصّلْب مَعْصُوب الشَّوَى
كالكَرِّ لَا شخبٍ وَلَا بِهِ لَوَى وَقد (لَوِيَ، كرَضِيَ، لَوًى) يُكْتَبُ بالياءِ، (فَهُوَ لَوٍ) ، مَنْقوصٌ، (فيهمَا) ، أَي فِي الوَجَعِ والاعْوِجاجِ. يقالُ: لَوِيَ الرجلُ ولَوِيَ الفَرَسُ.
(واللِّواءُ، بالمدِّ) أَي مَعَ الكسْرِ، وإنَّما أَطْلَقَه لشُهْرتِه؛ وأَنْشَدَ القالِي للَيْلى الأَخْيَلِيَّة:
حَتَّى إِذا رفعَ اللِّواء رأَيْته
تحْتَ اللِّواءِ على الخَميسِ زَعِيماوقال كعْبُ بنُ مالِكٍ:
إنَّا قَتَلْنا بقَتْلانا سُرَاتكم
أَهْل اللِّواءِ فَفِيمَ يكثُرُ القِيل؟ (واللِّوايُ) ، قالَ الجَوْهرِي: هِيَ لُغَةٌ لبعضِ العربِ؛ وأَنْشَدَ:
غَداةَ تَسايَلَتْ من كلِّ أَوْبٍ
كتائبُ عاقِدينَ لَهُم لِوايا (العَلَمُ) ؛) قالَ القالِي: هُوَ الَّذِي يُعْقَدُ للأميرِ؛ (ج أَلْوِيَةٌ) ، و (جج) جَمْعُ الجَمْع (أَلْوِياتٌ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
جُنْحُ النَّواصِي نحوُ أَلْوياتِها (وأَلْوَاهُ) :) عَمِلَه و (رَفَعَهُ) ، وَلَا يقالُ لَواهُ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(واللَّوَّاءُ، كشَدَّادٍ: طائِرٌ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه، كأنَّه سُمِّي باسْمِ الصَّوْتِ.
(واللَّلاوِيا: نَبْتٌ) ؛) وَهُوَ فِي المُحْكم وكتابِ القالِي مَمْدودٌ، وَقَالا: ضَرْبٌ من النَّبْتِ.
(و) أَيْضاً: (مِيسَمٌ يُكْوَى بِهِ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
وقالَ القالِي: هِيَ الكَاوِياءُ، وَقد تقدَّمَ.
(واللَّوَى: بمعْنَى اللاَّتِي) ، الَّتِي هِيَ (جَمْعُ الَّتِي) ، أَصْلُه اللَّواتِي، سَقَطَتْ مِنْهُ التاءُ والياءُ ثمَّ رُسِمَت بالياءِ، يقالُ: هنَّ اللَّوَى فَعَلْنَ؛ حَكَاهُ اللّحْياني؛ وأَنْشَدَ:
جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ
مِنَ اللَّوَى شُرِّفْن بالصِّرارِوقد تقدَّم هَذَا للمصنِّفِ فِي الَّتِي.
(و) اللُّوَى، (بالضَّمِّ: الأباطِيلُ.
(و) قالَ الجَوْهرِي: (اللاَّؤُونَ) جَمْعُ الَّذِي مِن غيرِ لَفْظِه، وَفِيه ثلاثُ لُغاتٍ: اللاَّؤُونَ فِي الرَّفْع، واللاَّئِينَ فِي النَّصْبِ والخَفْض، (واللاَّؤُو) ، بِلَا نونٍ، قالَ ابْن جنِّي: حَذَفُوا النونَ تَخْفِيفاً؛ كُلُّه (بمعْنَى الذينَ) .) قالَ الجَوْهرِي: واللاّئِي، بإثْباتِ الياءِ، فِي كلِّ حالٍ يَسْتَوِي فِيهِ الرِّجالُ والنِّساءُ، وَلَا يُصَغَّرُ، لأنَّهم اسْتَغْنوا عَنهُ باللَّتِيَّاتِ للنِّساءِ، وباللَّذيُّون للرِّجالِ، وَقد تقدَّم ذلكَ.
(واللَّوَّةُ: الشَّرْهَةُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ الشَّوْهَةُ بالواوِ، كَمَا هُوَ نصُّ التهذيبِ. وَفِي المُحْكم: السَّوْأَةُ. ويقالُ: هَذِه واللَّه الشَّوْهَةُ واللَّوْأَةُ واللَّوَّةُ، وَقد لَوَّأَ اللَّهُ بِهِ، بالهَمْزِ، أَي شَوَّهَ؛ قالَ الشاعرُ:
وَكنت أُرَجِّي بعد نَعْمانَ جَابِرا
فَلَوَّأَ بالعَيْنَين والوَجْه جابرُ (و) اللُّوَّةِ، (بالضَّمِّ: العُودُ) القماري الَّذِي (يُتَبَخَّرُ بِهِ) ، لُغَةٌ فِي الأَلُوَّةُ، فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ، (كاللِّيَّةِ، بِالْكَسْرِ) ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
(واللَّيّاءُ، كشَدَّادٍ: الأرضُ البَعِيدَةُ عَن الماءِ) ؛) هَكَذَا ضَبَطَه القالِي فِي كتابِه وقالَ: هِيَ الأرضُ الَّتِي بَعُدَ ماؤُها، واشْتَدَّ السَّيْرُ فِيهَا؛ وأَنْشَدَ للعَجَّاج:
نازِحةُ المِياهِ والمُسْتافِلَيَّاءُ عَن مُلْتَمِسِ الإخْلاَفِ ذَات فيافٍ بَيْنها فَيافِ قالَ: وأَنْشَدْناه أَبو بكْرِ بْنُ الأنْبارِي، قالَ: المُسْتافُ الَّذِي ينْظرُ مَا بعْدَها، والإخْلاف: الاسْتِقاءُ، أَي هِيَ بَعِيدَةُ الماءِ فَلَا يَلْتَمِسُ بهَا الماءَ مَنْ يُريدُ اسْتِقاءَهُ.
(وغَلِطَ الجَوْهرِي فِي قَصْرِه وتَخْفِيفِه) ، ونَصّه فِي كتابِه: واللَّيّا، مَقْصورٌ: الأرضُ البَعِيدَةُ من الماءِ، فالقَصْر ضَبْطُه كَمَا تَرَى، وأمَّا التَّخْفيفُ والكَسْر فَهُوَ مِن ضَبْطِه بخطِّه فِي النسخِ الصَّحِيحةِ.
فقوْلُ شيْخنا: ليسَ فِي كَلامِه مَا يدلُّ على قَصْرٍ وتَخْفيفٍ، وكأنَّ نسْخَةَ المصنِّفِ مُحَرَّفةً فاعْتَمَدَ التَّحْريفَ على الاعْتِراضِ غَيْر مُتَّجه، فتأَمَّل.
(ولُوَيَّةُ، كسُمَيَّة: ع) بالغَوْرِ قُرْبَ مكَّةَ (دُونَ بُسْتانِ ابنِ عامِرٍ) فِي طرِيقِ حاجِّ الكُوفَةِ، وَكَانَ قَفْراً قِيًّا، فلمَّا حَجَّ الرَّشيدُ اسْتَحْسَنَ فَضاءَهُ فبَنَى فِيهِ وغَرَسَ فِي خيفِ الجَبَلِ وسمَّاهُ خيفُ السَّلام، قالَهُ نَصْر.
(ولِيَّةُ، بالكَسر) وتَشْديدِ التَّحْتِيَّةِ: (وادٍ لثقيفٍ) بالحِجازِ.
وَفِي المُحْكم: مَكانٌ بوادِي عُمَان.
(أَو جَبَلٌ بالطَّائِفِ أَعْلاهُ لثقيفٍ وأَسْفَلَه لنَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ) ، وفرَّقَ بَيْنهما الصَّاغاني فضَبَطَ الأوَّل بالتَّخْفيفِ، والثَّاني بالتَّشْديدِ.
(واللِّيَّةُ، أَيْضاً) بالتَّشْديدِ: (القَراباتُ) الأَدْنُونَ، وَقد جاءَ فِي الحديثِ هَكَذَا بالتَّشْديدِ فِي بعضِ رواياتِهِ، وَهُوَ مِن اللّيِّ كَأَن الرَّجُل يَلْوِيَهم على نَفْسِه ويُرْوَى بالتَّخْفِيفِ أَيْضاً؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
(وأَلْوَاءُ الوادِي: أَحْناؤُه) ، جَمْعُ لِوًى، بالكسْر. (و) كَذَا الألْواءُ (من البِلادِ نَواحِيها) جَمْعُ لِوًى أَيْضاً. (و) يقالُ: (بَعَثُوا بالسِّواءِ واللِّواءِ، مَكْسُورَتَيْنِ، أَي: بَعَثُوا يَسْتغيثونَ.
(واللِّوايَةُ، بِالْكَسْرِ: عَصاً تكونُ على فَمِ العِكْم) يُلْوَى بهَا عَلَيْهَا.
(وتَلاوَوْا عَلَيْهِ: اجْتَمَعُوا) ، تَفاعَلُوا مِن الليِّ، كأنَّهم لَوَى بعضُهم على بعضٍ.
(ولَوْلَيْتُ مُدْبِراً) :) أَي (وَلَّيْتُ.
(واللاَّتُ: صَنَمٌ لثقيفٍ) ، وَهِي صَخْرَةٌ بَيْضاءُ مُرَبَّعَة بَنَوا عَلَيْهَا بنية ويُذْكَر مَعَ العُزَّى، وَهِي اليَوْمِ تحْتَ مَنارَةِ مَسْجِدِ الطائِفِ؛ (فَعَلَةٌ) ، بالتَّحْريكِ، (من لَوَى) عَلَيْهِ، أَي عَطَفَ وأَقامَ؛ (عَن أَبي عليَ) الفارِسِيّ، قالَ: يدلُّكَ عَلَيْهِ قولُه تَعَالَى: {وانْطَلَقَ الملأُ مِنْهُم أَن امْشوا واصْبِرُوا على آلِهَتِكم} . (و) قد (ذُكِرَ فِي، وَفِي (ل ت ت) .
(وزَجُّ لاوَةَ: ع بناحِيَةِ ضَرِيَّةَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَلَوَّتِ الحَيَّةُ: انْطَوَتْ. وتَلَوَّى من الجُوعِ تَلَوِّي الحَيَّة.
وأَلْوَتِ الأرضُ: صارَ بَقْلُها لَوِيًّا.
ولَوى لَوِيةً والْتَوَاها: اتَّخَذَها.
وعُودٌ لَوٍ: أَي مُلْتَوٍ.
وحَكَى ثَعْلب: لَوِيتُ لاءً حَسَنَةً، أَي عَمِلْتها؛ ونقلَهُ اللّحْياني عَن الكِسائي، ومَدْلاءً لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قُلْت لَوَوِيٌّ.
وقَصِيدَةٌ لَوِوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا؛ قالَ الكِسائي: وَهَذِه لاءٌ ملوَّاةٌ أَي مَكْتُوبَةٌ. ولاوَى: اسْمُ رجُلٍ أَعْجَمِيَ؛ قيلَ: هُوَ مِن ولدِ يَعْقوب، عَلَيْهِ السّلام.
ولاَوَى فلَانا: خالَفَهُ.
ولاَوَيْتُ: قُلْتُ: لَا.
وقالَ: ابنُ الأعْرابي: لَوْلَيْت بِهَذَا المَعْنَى.
وكبشٌ أَلْوَى وشاةٌ لَيَّاءُ مِن شاءٍ لييين.
وألْوَى: عَطَفَ على مُسْتَغِيثٍ.
وألْوَتِ الحَرْبُ بالسَّوامِ: إِذا ذهَبَتْ بهَا وصاحِبُها يَنْظُر إِلَيْهَا؛ وَهُوَ مجازٌ.
والألْوَى: الكَثيرُ المَلاوِي؛ وأَيْضاً: الشَّديدُ الالْتِواء.
{ولَوَّوْا رُؤُوسَهم} : قُرِىءَ بشدَ وخفَ، والتَّشْديدُ للكثْرَةِ.
ولَوِيتُ عَن هَذَا الأمْرِ كرَضِيتُ: أَي التَوَيْت عَنهُ؛ قالَ:
إِذا الْتَوَى بِي الأمْرُ أَو لَوِيتُمِن أَيْنَ آتِي الأمرَ إِذا أُتِيتُ؟ ولُوَيُّ بنُ غالِبٍ، بِلَا هَمْزٍ، لُغَةُ العامَّة؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
ولَوَى عَلَيْهِ الأمْرَ تَلْوِيَةً: عَرَضَهُ، كَمَا فِي التهذيبِ؛ وَفِي الأساسِ: عَوَّصَه عَلَيْهِ.
والْتَوَى عَلَيْهِ الأمْر: اعْتَاصَ.
والْتَوَتْ عليَّ حاجَتِي: تَعَسَّرَتْ.
ومُلْتَوَى الوادِي: مُنْحناهُ.
ويقالُ للرَّجلِ الشَّديدِ: مَا يُلْوَى ظَهْرُه، أَي لَا يَصْرعُه أَحَدٌ.
وَهُوَ يَلْوِي أَعْنَاقَ الرِّجالِ: أَي يَغْلبُهم فِي الجِدَالِ.
والمَلاوِي: الثَّنايَا المُلْتَوِيَةُ الَّتِي لاَ تَسْتَقِيمُ.
يقالُ: سَلَكُوا المَلاوِي. وملّوةُ، بتَشْديدِ اللامِ: مدينةٌ بالصَّعِيدِ.
والألْوِيَةُ: المَطارِدُ، وَهِي دونَ الأَعْلامِ والبُنود؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
ولِواءُ الحَمْدِ: ممَّا اخْتُصَّ بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومَ القِيامَةِ.
واللّواءُ: العلامَةُ؛ وَبِه فسِّرَ الحديثُ: (لكلِّ غادِرٍ لواءٌ يومَ القِيامَةِ) ، أَي علامَةٌ يُشْتَهَرُ بهَا.
ولَوَى عَنهُ عطفَه: إِذا ثَناهُ وأَعْرَضَ عَنهُ أَو تَأَخَّرَ، ويُشَدَّدُ.
واللّيُّ: التّشدُّدُ والصَّلابَةُ.
واللِّوَى، بِالْكَسْرِ: وادٍ فِي جَهَنَّم، أَعاذَنا اللَّهُ مِنْهُ.
واللِّوا، بِالْكَسْرِ مَقْصورٌ: لُغَةٌ فِي اللِّواءِ، بالمدِّ، وَقد جاءَ فِي شِعْر حسَّان: أَصْحابُ اللِّوا، أَيْضاً نقلَهُ الْخطابِيّ.
وقالَ يَعْقُوب: اللِّوى وريام: وادِيانِ لنَصْر وجشمٍ؛ وأَنْشَدَ للحقيق:
وَإِنِّي من بغضي مَسُولاء واللّوى وبطنِ رِيام مُحَجّلُ القيدِ نَازِعُولَوَى الرجُلُ لَوًى: اشْتَدَّ بُخْلُه.
وأَلْوَى بالحَجَرِ: رَمَى بِهِ.
واللِّوَى: مَوْضِعٌ بينَ ضريَّةَ والجديلَةِ على طرِيقِ حاجِّ البَصْرةِ.
واللَّوَّاءُ، كشدَّادٍ: عقبَةٌ بينَ مكَّةَ والطائِفِ؛ عَن نَصْر.
واللَّيَّاءُ، كشدَّادٍ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرٍ، عَن نَصْر أَيْضاً.
وأَلْوَى الأميرُ لَهُ لِواءً: عَقَدَه.
واسْتَلْوَى بهم الدَّهْرُ: كألْوَى.
قالَ ابنُ برِّي: وَقد يَجِيءُ اللَّيَّانُ بمعْنَى الحَبْسِ وضِدّ التَّسْريح؛ وأَنْشَدَ:
يَلْقَى غَريمُكُم من غيرِ عُسْرَتِكُمْبالبَذْلِ مَطْلاً وبالتَّسْريحِ لَيَّانا وذَنَبٌ أَلْوَى: مَعْطوفٌ خَلْقَةً مثْلُ ذَنَبِ العَنزِ.
وجاءَ بالهَواءِ واللّواءِ: أَي بكلِّ شيءٍ، وسَيَأْتِي للمصنِّفِ فِي (هـ ي ا) .

اللازم

اللازم: ما يمتنع انفكاكه عن الشيء.
اللازم: من الفعل، ما يختص بالفاعل.
اللازم:
[في الانكليزية] Necessary ،inherent ،intransitive verb
[ في الفرنسية] Necessaire ،inherent ،verbe intransitif
اسم فاعل من اللزوم وهو عند النحاة يطلق على غير المتعدّي كما سبق وعلى قسم من المبني مقابل للعارض وسبق أيضا. وعند أهل المناظرة والمنطقيين والأصوليين ما قد عرفته، وعرّفه المنطقيون بما يمتنع انفكاكه عن الشيء أي لا يجوز أن يفارقه وإن وجد في غيره فلا يرد اللازم كالضوء بالنسبة إلى الشمس، والمراد بما الشيء سواء كان غير محمول على الملزوم مواطأة كالسواد اللازم لوجود الحبشي فإنّه غير محمول على الحبشي، أو محمولا عليه جزئيا كان أو كلّيا ذاتيا أو عرضيا، وذلك الامتناع إمّا لذات الملزوم أو لذات اللازم أو لأمر منفصل. وغير اللازمة ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء سواء كان دائم الثبوت أو مفارقا وقد سبق في لفظ العرضي.

التقسيم:
للّازم تقسيمات. الأول اللازم مطلقا إمّا لازم للوجود أو لازم للماهية يعني، أنّ اللازم إمّا لازم للوجود أي للشيء باعتبار وجوده الخارجي مطلقا، سواء كان مطلقا كالتحيّز للجسم أو مأخوذا بعارض كالسواد للحبشي فإنّه لازم للانسان باعتبار وجوده وتشخّصه الصنفي لا للماهية ولا لوجوده مطلقا وإلّا لكان جميع أفراده أسود، ويسمّى لازما خارجيا أو باعتبار وجوده الذهني بأن يكون إدراكه مستلزما لإدراكه إمّا مطلقا أو مأخوذا بعارض ويسمّى لازما ذهنيا. وأمّا لازم للماهية من حيث هي مع قطع النظر عن خصوصية أحد الوجودين كالزوجية لأربعة فإنّه متى تحقّق ماهية للأربعة امتنع انفكاك الزوجية عنها. والحاصل أنّ لزوم شيء بشيء سواء كان اللازم وجوديا أو عدميا محمولا بالمواطأة أو بالاشتقاق أو غير محمول نحو العمى والبصر إمّا بحسب الوجود الخارجي لا على معنى أنّه يمتنع وجود الشيء الأول بــدون وجود الشيء الثاني، بل على معنى أنّه يمتنع وجود الشيء الأول في نفسه أو في شيء في الخارج أي بالوجود الأصلي، سواء كان في الأعيان أو في الأذهان منفكا عن الشيء الأول أي عن نفسه كما في العدميات، أو عن حصوله إمّا في نفسه كالعرض بالنسبة إلى المحلّ أو في شيء غير الملزوم كالأبوة والبنوّة، أو الملزوم كالصفات اللازمة، فهذه كلها أقسام اللازم الخارجي. وإمّا أن يكون بحسب الوجود الذهني لا على معنى أنّه يمتنع وجوده الظّلّي بــدون حصول الشيء الأول أصالة فإنّه باطل إذ الوجود الظّلّي لا يترتّب عليه أثر خارجي، بل على معنى أنّه يمتنع الوجود الظّلّي الأول بــدون وجود الظّلّي الثاني، فالمراد بالحصول في الذهن الوجود الظّلّي الذي هو عبارة عن الإدراك المطلق لا الحصول الأصلي فيه، فاللزوم بين علمي الشيئيين اللذين بينهما لزوم ذهني خارجي لكون العلمين من الموجودات الأصلية وإما بالنظر إلى الماهية من حيث هي لا على معنى ان الماهية من حيث هي مجردة يمتنع أن ينفك عنه فإنّ الماهية من حيث هي ليست إلّا الماهية منفكّة عن كلّ ما يعرضه بل على معنى أنّه يمتنع أن يوجد بأحد الوجودين منفكّة عن ذلك اللازم أي عن الاتصاف به لا عن حصوله في الخارج أو في الذهن، وإلّا لكان اللزوم خارجيا أو ذهنيا، بل أينما وجدت الماهية سواء كان في الخارج أو في الذهن كانت معه موصوفة به.
فامتناع الانفكاك بالنظر إلى الماهية نفسها سواء كان للماهية وجودان كالأربعة حيث يلزمها الزوجية فيهما أو وجود في الخارج فقط كذاته تعالى فإنه يمتنع أن يوجد في الخارج منفكا عما يلزمه، لكنه بحيث لو حصل في الذهن يمتنع انفكاكه عنه أيضا أو وجود في الذهن فقط كالطبائع فإنّها يمتنع أن يوجد منفكا عمّا يلزمه من الكلّية ونحوها، لكنها بحيث لو وجدت في الخارج كانت متصفة بها، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. والثاني اللازم مطلقا إمّا بالوسط وهو اللازم الغير القريب أو بغير وسط وهو اللازم القريب.
والوسط ما يقترن بقولنا لأنّه حين يقال لأنّه كذا فالظرف يتعلّق بقولنا يقترن أي يقترن حين يقال لأنّه كذا، فلا شكّ أنّه يقترن لأنّه شيء فذلك الشيء هو الوسط كما إذا قلنا العالم حادث لأنّه متغيّر، فحين قلنا لأنّه اقترن به المتغيّر وهو الوسط. وحاصله الدليل البرهاني فالحدس والتجربة ونحوهما كالحسّ والتفات النفس ليست من الوسط. والثالث كلّ لازم سواء كان لازما للوجود أو للماهية إمّا بيّن أو غير بيّن، وأمّا البيّن فقيل هو الذي لا يقترن بقولنا لأنّه كالفردية للواحد أي لا يتوقّف على دليل برهاني، سواء كان متوقّفا على حدس أو تجربة أو نحو ذلك أو لا، وغير البين هو الذي يقترن به أي يحتاج إلى دليل برهاني كالحدوث للعالم. وقيل اللازم البيّن هو الذي يكفي تصوّره مع تصوّر ملزومه في جزم العقل باللزوم بينهما. إنّما ذكر الجزم إذ لو كان كافيا في الظّنّ باللزوم لم يكن بيّنا.
إن قلت لا بد في الجزم من تصوّر النسبة قطعا.
قلت إمّا أنّ المراد تصوّره مع تصوّر ملزومه وتصوّر النسبة بينهما كاف في الجزم إلّا أنّه ترك ذكره لعدم التفاوت فيه بين البيّن وغير البيّن، ومدار الاختلاف إنّما هو تصوّر الطرفين. وإمّا أن يقال تصوّرهما يقتضي تصوّر النسبة والجزم معا وغير البيّن هو الذي يفتقر جزم الذهن باللزوم بينهما إمّا إلى وسط فيكون نظريا وإمّا إلى أمر آخر سوى تصوّر الطرفين والوسط كالحدس والتجربة ونحوهما، ولا يجوز الاقتصار على الوسط كما فعله البعض لأنّه إمّا يلزم بطلان الحصر ووجود قسم ثالث وهو ما كان بحدس ونحوه أو دخول ذلك القسم في البيّن وكلاهما غير سديد. أمّا الأول فلعدم الانضباط وأمّا الثاني فلأنّ لفظ الكفاية ولفظ البيّن الدال على كمال الظهور يأباه. وقد يقال البيّن على اللازم الذي يلزم من تصوّر ملزومه تصوّره ككون الاثنين ضعفا للواحد، فإنّ من تصوّر اثنين أدرك أنّه ضعف الواحد وهذا لازم بيّن بالمعنى الأخصّ والأول لازم بيّن بالمعنى الأعمّ لأنّه متى يكف تصوّر الملزوم في اللزوم يكف تصوّر اللازم مع تصوّر الملزوم، وليس كلّما يكفي تصوّران يكفي تصور واحد وهذا هو اللازم الذهني المعتبر في دلالة الالتزام.
فائدة:
قالوا كلّ لازم قريب بيّن الثبوت للملزوم بالمعنى الأعمّ وإلّا لاحتاج إلى وسط فلا يكون قريبا، وغير القريب غير بيّن، إذ لو كان بيّنا كان قريبا، وهذه الملازمة واضحة بذاتها والأول ممنوعة لوجود قسم ثالث كما عرفت. ومنهم من زاد وزعم أنّ اللازم القريب بيّن بالمعنى الأخص لأنّ اللزوم هو امتناع الانفكاك ومتى امتنع انفكاك العارض من الماهية لا بوسط تكون ماهية الملزوم وحدها مقتضية له، فأينما تحقّق ماهية الملزوم يتحقّق اللازم، فمتى حصلت في العقل حصل وهاهنا بحث طويل مذكور في شرح المطالع. والرابع لزوم الشيء قد يكون لذات أحدهما فقط إمّا الملزوم بأن يمتنع انفكاك اللازم نظرا إلى ذات الملزوم ولا يمتنع انفكاكه نظرا إليه كالعالم للواجب والإنسان، وإمّا اللازم بأن يمتنع انفكاكه عن الملزوم نظرا إليه ويجوز انفكاكه نظرا إلى الملزوم كذي العرض للجوهر والسطح للجسم، وقد يكون لذاتيهما بأن يمتنع انفكاكه عن الملزوم نظرا إلى كلّ منهما كالمتعجّب والضاحك للإنسان. وأيا ما كان فهو إما بوسط أو بغيره وقد يكون لأمر منفصل كالوجود للعقل والفلك. وعلى التقادير فالملزوم إمّا بسيط أو مركّب فالأقسام منحصرة في أربعة عشر عقلا سواء كانت الأقسام بأسرها واقعة في نفس الأمر أو لم تكن، والمقصود من التمثيل التفهيم لا رعاية المطابقة للواقع فالمناقشة في الأمثلة لا تقدح.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.