حمى معدية طفحية تتَمَيَّز بالتهاب نزلي وتقرحي بالغشاء المخاطي للأمعاء الــدقاق وتورم بِالْعقدِ اللمفية وَالطحَال (مج)
حمى معدية طفحية تتَمَيَّز بالتهاب نزلي وتقرحي بالغشاء المخاطي للأمعاء الــدقاق وتورم بِالْعقدِ اللمفية وَالطحَال (مج)
ذرا: ذَرَت الريح الترابَ وغيرَه تَذْرُوه وتَذْريه ذَرْواً وذَرْياً
وأَذْرَتْهُ وذَرَّتْه: أَطارَتْه وسفَتْه وأَذْهَبَتْه، وقيل: حَمَلَتْه
فأَثارَتْه وأَذْرَتْه إِذا ذَرَت التُّرابَ وقد ذَرا هو نفسُه. وفي حرف
ابن مسعود وابن عباس: تَذْرِيهِ الريحُ، ومعنى أَذْرَتْه قَلَعَته ورَمَتْ
به، وهما لغتان. ذَرَت الريحُ التُّرابَ تَذْرُوه وتَذْريه أَي
طَيَّرَته؛ قال ابن بري: شاهد ذَرَوْتُه بمعنى طَيَّرْتُه قول ابن
هَرْمَة:يَذْرُو حَبِيكَ البَيْضِ ذَرْواً يخْتَلي
غُلُفَ السَّواعِدِ في طِراقِ العَنْبَرِ
والعَنْبَر هنا: التُّرْس. وفي الحديث: إِنَّ الله خَلق في الجَنَّة
ريحاً من دُونِها بابٌ مُغْلَق لو فُتحَ ذلك الباب لأَذْرَتْ ما بين السماءِ
والأَرْضِ، وفي رواية: لَذَرَّت الدُّنْيا وما فيها. يقال: ذَرَتْه
الرِّيحُ وأَذْرَتْه تَذْرُوه وتُذْريه إِذا أَطارَتْه. وفي الحديث: أَن
رَجُلاً قال لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُوني ثم ذَرُّوني في الرِّيحِ؛
ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: يَذْرُو الرِّوايَةَ ذَرْوَ الريحِ
الهَشِيمَ أَي يَسْرُدُ الرِّواية كما تَنْسِفُ الريحُ هَشِيمَ
النَّبْتِ. وأَنكر أَبو الهيثم أَذْرَتْه بمعنى طَيَّرَتْه، قال: وإِنما
قيل أَذْرَيْت الشيءَ عن الشيء إِذا أَلقَيْتَه؛ وقال امرؤ القيس:
فتُذْريكَ منْ أُخْرى القَطاةِ فتَزْلَقُ
وقال ابن أَحمر يصف الريح:
لها مُنْخُلٌ تُذْري، إِذا عَصَفَتْ بِهِ
أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأَمِ
قال: معناه تُسْقِطُ وتَطْرَح، قال: والمُنْخُل لا يرفَعُ شيئاً إِنما
يُسْقِط ما دقَّ ويُمْسِك ما جَلَّ، قال: والقرآن وكلام العرب على هذا.
وفي التنزيل العزيز: والذَّارِياتِ ذََرْواً؛ يعني الرِّياحَ، وقال في
موضع آخر: تَذْرُوه الرِّياحُ. وريحٌ ذارِيَةٌ: تَذْرُو التُّراب، ومن هذا
تَذْرِية الناس الحنطةَ. وأَذْرَيْتُ الشيءَ إِذا أَلْقََيْتَه مثلَ
إِلْقائِكَ الحَبَّ
للزَّرْع. ويقال للذي تُحْمَلُ به الحنطة لتُذَرَّى: المِذْرى. وذَرى
الشيءُ أَي سَقَط، وتَذْرِيَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة. ذَرَوْت الحِنْطة
والحبَّ ونَحْوَه أَذْرُوها وذَرَّيْتُها تَذْرِيَة وذَرْواً منه: نَقَّيْتها
في الريح. وقال ابن سيده في موضع آخر: ذَرَيْتُ الحَبَّ ونحوه
وذَرَّيْته أَطَرْته وأَذْهَبْته، قال: والواو لغة وهي أَعْلى. وتَذَرَّت هي:
تَنَقَّت.
والذُّراوَةُ: ما ذُرِيَ من الشيء. والذُّراوَةُ: ما سَقَطَ من الطَّعام
عند التَّذَرِّي، وخص اللحياني به الحِنْطة؛ قال حُمَيْد بن ثوْر:
وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيِه النَّدى
ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ
والمِذْراة والمِذْرى: خَشَبَةٌ ذات أَطْراف، وهي الخشبة التي يُذَرَّى
بها الطَّعامُ وتُنَقَّى بها الأَكْداس،ُ، ومنه ذرَّيْتُ تراب المعدن
إِذا طَلَبْت منه الذَّهَب. والذَّرى: اسمُ ما ذَرَّيْته مثل النَّفَضِ اسم
لما تَنْفُضُه؛ قال رؤبة:
كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَرىً لم يُطْحَنِ
يعني ذَرْوَ الريح دُقاقَ التُّراب. وذَرَّى نَفَسَه: سَرَّحه كما
يُذَرَّى الشيءُ في الريح، والدَّالُ أَعْلى، وقد تقدم. والذَّرى: الكِنُّ.
والذَّرى: ما كَنَّكَ من الريح البارِدَةِ من حائِطٍ أَو شجر. يقال:
تَذَرَّى مِنَ الشّمال بذَرىً. ويقال: سَوُّوا للشَّوْل ذَرىً من البَرْدِ،
وهو أَن يُقْلَع الشجَر من العَرْفَجِ وغيره فيوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مما
يلي مَهَبَّ الشمالِ يُحْظَر به على الإِبل في مأْواها. ويقال: فلان في
ذَرى فلانٍ أَي في ظِلِّه. ويقال: اسْتَذْرِ بهذه الشجَرة أَي كنْ في
دِفْئها. وتَذَرَّى بالحائِط وغيرِه من البَرْدِ والرِّيحِ واسْتَذْرى،
كلاهما: اكْتَنَّ. وتَذَرَّتِ الإِبلُ واسْتَذْرَت: أَحَسَّت البَرْدَ
واسْتَتَر بعضُها ببعضٍ واسْتَتَرت بالعِضاهِ. وذَرا فلانٌ يَذْرُو أَي
مَرَّمَرّاً سريعاً، وخص بعضهم به الظبي؛ قال العجاج:
ذَارٍ إِذا لاقى العَزازَ أَحْصَفا
وذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسر حَدُّه، وقيل: سقط. وذَرَوْتُه أَنا أَي
طَيَّرته وأَذْهَبْته؛ قال أَوْس:
إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرا حَدُّ نابهِ
تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ
قال ابن بري: ذَرا في البيت بمعنى كَلَّ، عند ابن الأَعرابي، قال: وقال
الأَصمعي بمعنى وقَع، فَذَرا في الوجهين غير مُتَعَدٍّ.
والذَّرِيَّةُ: الناقة التي يُسْتَتَر بها عن الصيد؛ عن ثعلب، والدال
أَعلى، وقد تقدم. واسْتَذْرَيْت بالشَّجَرة أَي استَظْلَلْت بها وصِرْتُ في
دِفئِها. الأَصمعي: الذَّرى، بالفتح، كل ما استترت به. يقال: أَنا في
ظِلِّ فلان وفي ذَراهُ أَي في كَنَفه وسِتْره ودِفْئِه. واسْتَذْرَيْتُ
بفلان أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ في كَنَفه.
واسْتَذْرَتِ المِعْزَى أَي اشْتَهت الفَحْلَ مثل اسْتَدَرَّتْ.
والذَّرى: ما انْصَبَّ من الدَّمْع، وقد أَذْرَتِ العينُ الدّمْعَ
تُذْريه إِذْراءً وذَرىً أَي صَبَّتْه. والإِذْراءُ: ضَرْبُك الشيءَ تَرْمي
به، تقول: ضَرَبْتُه بالسيف فأَذْرَيْتُ رأْسَه، وطَعَنته فأَذْرَيْتُه عن
فَرَسه أَي صَرَعْته وأَلْقَيْته. وأَذْرَى الشيءَ بالسيف إِذا ضَرَبه
حتى يَصْرَعه. والسيفُ
يُذْرِي ضَرِيبَتَه أَي يَرْمِي بها، وقد يوصَفُ به الرَّمْي من غير
قَطْع. وذَرَّاهُ بالرُّمْحِ: قَلَعَه؛ هذه عن كراع. وأَذْرَتِ
الدابَّة راكِبَها: صَرَعَتْه.
وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، والجَمْع الذُّرَى بالضم.
وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ: أَشْرَفُهُما. وتَذَرَّيْت الذِّرْوة:
رَكِبْتُها وعَلَوْتها. وتَذَرَّيْت فيهم: تَزَوَّجْت في الذِّرْوة مِنْهُم.
أَبو زيد: تَذَرَّيْت بَني فلانٍ وتَنَصَّيْتهم إِذا تَزَوَّجْت منهم في
الذِّرْوة والناصية أَي في أَهل الشرف والعَلاء. وتَذَرَّيت السَّنام:
عَلَوْته وفَرَعْته. وفي حديث أَبي موسى: أُتِي رسولُ
الله، صلى الله عليه وسلم، بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَى
(* قوله «بابل غرّ
الذرى» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: أتي رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
بنهب ابل فأمر لنا بخمس ذود غرّ الذرى أي بيض إلخ). أَي بِيض
الأَسْنِمَة سِمانها. والذُّرَى: جمع ذِرْوَةٍ، وهي أَعْلَى سَنامِ البَعِىر؛ ومنه
الحديث: على ذِرْوةِ كلِّ بعير شيطانٌ، وحديث الزُّبير: سأَلَ
عائشةَ الخُروجَ إِلى البَصْرة فأَبْتْ عليه فما زالَ
يَفْتِلُ في الذِّرْوةِ والغارِبِ حتى أَجابَتْهُ؛ جَعَلَ وبَرَ ذِرْوَة
البعير وغارِبِه مثلاً لإِزالتها عن رَأْيها، كما يُفْعَلُ بالجمل
النَّفُور إِذا أُريد تَأْنيسُه وإِزالَةُ نِفارِه. وذَرَّى الشاةَ والناقَةَ
وهو أَنْ يَجُزَّ صوفَها ووَبَرَها ويدَعَ فوقَ ظَهْرِها شيئاً تُعْرَف
به، وذلك في الإِبل والضأْن خاصة، ولا يكون في المِعْزَى، وقد ذَرَّيتها
تَذْرِيَةً. ويقال: نعجةٌ مُذَرَّاةٌ وكَبْشٌ مُذَرّىً إِذا أُخِّرَ
بَيْنَ الكَتِفين فيهما صُوفَةٌ لم تُجَزَّ؛ وقال ساعدة الهذلي:
ولا صُوارَ مُذَرَّاةٍ مَناسِجُها،
مِثْل الفَرِيدِ الذي يَجْرِي مِنَ النَّظْمِ
والذُّرَةُ: ضربٌ من الحَبِّ معروف، أَصلُه ذُرَوٌ أَو ذُرَيٌ، والهاءُ
عِوَض، يقال للواحِدَة ذُرَةٌ، والجَماعة ذُرَةٌ، ويقال له أَرْزَن
(*
قوله «ويقال له أرزن» هكذا في الأصل). وذَرَّيْتُه: مَدَحْتُه؛ عن ابن
الأَعرابي. وفلان يُذَرِّي فلاناً: وهو أَن يرفع في أَمره ويمدحه. وفلان
يُذَرِّي حَسَبَه أَي يمدحه ويَرْفَعُ من شأْنه؛ قال رؤبة:
عَمْداً أُذَرّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا،
لا ظَالِمَ الناس ولا مُظَلَّما
ولم أَزَلْ، عن عِرْضِ قَوْمِي، مِرْجَمَا
بِهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما
أَي أَرْفَعُ حَسَبي عن الشَّتِيمةِ. قال ابن سيده: وإِنما أََثْبَتُّ
هذا هنا لأَن الاشتقاق يُؤذِنُ بذلك كأَنِّي جعلته في الذِّرْوَةِ. وفي
حديث أَبي الزناد: كان يقول لابنه عبد الرحمن كيفَ حديثُ كذا؟ يريدُ أَن
يُذَرِّيَ منه أَي يَرْفَعَ من قَدْره ويُنَوِّهَ بذِكْرِِِِِه.
والمِذْرَى: طَرَفُ الأَلْيةِ، والرَّانِفةُ ناحيَتُها.
وقولهم: جاء فلان يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه إِذا جاء باغِياً يَتَهَدَّدُ؛
قال عَنْتَرة يهجو عُمارةَ بنَ زِيادٍ العَبِسِي:
أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها
لِتَقْتُلْنِي؟ فهأَنذا عُمارَا
يريد: يا عُمارَةُ، وقيل: المِذْرَوَانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْن ليس
لهما واحد، وهو أَجْوَدُ القولين لأَنه لو قال مِذْرَى لقيل في التثنية
مِذْرَيانِ، بالياء، للمجاورة، ولَمَا كانت بالواو في التثنية ولكنه من باب
عَقَلْتُه بِثنْيَايَيْنِ في أَنه لم يُثَنَّ على الواحد؛ قال أَبو علي:
الدليلُ على أَن الأَلف في التثنية حرف إِعراب صحة الواو في مِذْرَوانِ،
قال: أَلا ترى أَنه لو كانت الأَلف إِعراباً أَو دليلَ إِعراب وليست
مَصُوغَةً في بناء جملة الكلمة متصلةً بها اتصالَ حرف الإِعراب بما بعده، لوجب
أَن تقلب الواو ياء فقال مِذْريانِ لأَنها كانت تكون على هذا القول
طَرَفاً كلامِ مَغْزىً ومَدْعىً ومَلْهىً، فصحة الواو في مِذْرَوانِ دلالةٌ
على أَن الأَلف من جملة الكلمة، وأَنها ليست في تقدير الانفصال الذي
يكون في الإَعراب، قال: فجَرَتِ الأَلف في مِذْرَوانِ مَجْرَى الواو في
عُنْفُوانٍ وإِن اختلفت النون وهذا حسن في معناه، قال الجوهري: المقصور إِذا
كان على أَربعة أَحرف يثنى بالياء على كل حال نحو مِقْلىً ومِقْلَيانِ.
والمِذْرَوانِ: ناحيتا الرأْسِ مثل الفَوْدَيْن. ويقال: قَنَّع الشيبُ
مِذْرَوَيْه أَي جانِبَيْ رأْسه، وهما فَوْداهُ، سمِّيا مِذْرَوَينِ لأَنهما
يَذْرَيانِ أَي يَشيبَانِ. والذُّرْوةُ: هو الشيب، وقد ذَرِيَتْ
لِحْيَتُه، ثم استُعِير للمَنْكِبَيْنِ والأَلْيَتَيْن والطَّرَفَيْن. وقال
أَبو حنيفة: مِذْرَوا القَوْس المَوْضِعان اللَّذَانِ يقع عليهما الوَتَر من
أَسْفلَ وأَعْلَى؛ قال الهذلي:
على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْـ
ـنِ،صَفْرَاءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمالْ
قال: وقال أَبو عمرو واحدها مِذْرىً، وقيل: لا واحدها لها، وقال الحسن
البصري: ما تَشَاءُ أَن ترى أَحدهم ينفض مِذْرَوَيْه، يقول هَأَنَذَا
فَاعْرِفُونِي. والمِذْرَوَانِ كَأَنَّهما فَرْعَا الأَلْيَتين، وقيل:
المِذْرَوَانِ طرفا كلِّ شيء، وأَراد الحسن بهما فَرْعَي المَنْكِبَيْن، يقال
ذلك للرجل إِذا جاء باغياً يَتَهَدَّدُ. والمِذْرَوَانِ: الجانِبَانِ من
كل شيء، تقول العرب: جاء فُلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه ويَهُزّ عِطْفَيه
ويَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، وهما مَنْكِبَاه.
وإِنّ فلاناً لكَريمُ الذَّرَى أَي كريم الطَّبِيعَة. وذَرَا الله
الخَلْق ذَرْواً: خَلَقهم، لغة في ذَرَأَ. والذَّرْوُ والذَّرَا
والذُّرِّيَّة: الخَلْق، وقيل: الذَّرْوُ والذَّرَا عددُ الذُّرِّيَّة. الليث:
الذُّرِّيَّة تقع على الآباءِ والأَبْناءِ والأَوْلادِ والنِّسَاء. قل الله
تعالى: وآية لهم أَنَّا حملنا ذُرِّيَّتهم في الفُلْك المشحون؛ أَراد آباءهم
الذين حُمِلُوا مع نوح في السفينة. وقوله، صلى الله عليه وسلم، ورأَى في
بعض غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فقال: ما كانت هَذِه لتُقاتِلَ، ثم قال
للرجل: الْحَقْ خالداً فقلْ له لا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً،
فسمَّى النساءَ ذُرِّيَّةً. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: جُحُّوا
بالذُّرِّيَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها؛ قال أَبو
عبيد: أَراد بالذُّرِّيَّة ههنا النساءَ، قال: وذهب جماعة من أَهل
العربيَّة إِلى أَن الذُّرِّيَّةَ أَصلها الهمز، روى ذلك أَبو عبيد عن
أَصحابه، منهم أَبو عبيدة وغيره من البصريين، قال: وذهَب غيرُهم إِلى أَن أَصل
الذُّرِّيَّة فُعْلِيَّةٌ من الذَّرِّ، وكلٌّ مذكورٌ في موضعه. وقوله عز
وجل: إِنَّ الله اصطَفى آدمَ ونُوحاً وآل إِبراهيم وآلَ عِمْرانَ على
العالمين، ثم قال: ذُرِّيَّةً بعضُها من بعض؛ قال أَبو إِسحق: نصَبَ
ذُرِّيَّةً على البدلِ؛ المعنى أَنَّ الله اصطفى ذرِّيَّة بعضها من بعضٍ، قال
الأَزهري: فقد دخلَ فيها الآباءُ والأَبْناءُ، قال أَبو إِسحق: وجائز أَن
تُنْصَب ذريةً على الحال؛ المعنى اصطفاهم في حال كون بعضهم من بعض. وقوله
عز وجل: أَلْحَقْنا بهم ذُرِّيَّاتِهِم؛ يريد أَولادَهُم الصغار.
وأَتانا ذَرْوٌ من خَبَرٍ: وهو اليسيرُ منه، لغة في ذَرْءٍ. وفي حديث
سليمان بن صُرَد: قال لعليّ، كرم الله وجهه: بلغني عن أَمير المؤمنين
ذَرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لي فيه بالوَعِيد فسِرْتُ إِليه جواداً؛ ذَرْوٌ من
قَوْلٍ أَي طَرَفٌ منه ولم يتكامل. قال ابن الأَثير: الذَّرْوُ من الحديث
ما ارتفعَ إِليك وتَرامى من حواشيه وأَطرافِه، من قولهم ذَرا لي فلان أَي
ارتفَع وقصَد؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي أُنَيْسٍ حليف بَني زُهْرة
واسمه مَوْهَبُ بنُ رياح:
أَتاني عَنْ سُهَيْلٍ ذَرْوُ قَوْلٍ
فأَيْقَظَني، وما بي مِنْ رُقادِ
وذَرْوة: موضع. وذَرِيَّات: موضع؛ قال القتال الكِلابي:
سقى اللهُ ما بينَ الرِّجامِ وغُمْرَةٍ،
وبئْرِ ذَرِيَّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ
نَجاءَ الثُّرَيَّا، كُلَّما ناءَ كْوكَبٌ،
أَهلَّ يَسِحُّ الماءَ فيه دُجُونُ
وفي الحديث: أَوَّلُ الثلاثةِ يدخُلونَ النارَ منهم ذو ذَرْوةٍ لا
يُعْطِي حَقَّ اللهِ من ماله أَي ذُو ثَرْوةٍ وهي الجِدَةُ والمالُ، وهو من
باب الاعتقاب لاشتراكهما في المخرج.
وذِرْوَةُ: اسم أَرضٍ بالبادية. وذِرْوة الصَّمَّان: عالِيَتُها.
وذَرْوَةُ: اسم رجل. وبئر ذَرْوانَ، بفتح الذال وسكون الراء: بئْر لبَني
زُرَيْق بالمدينة. وفي حديث سِحْرِ النبي، صلى الله عليه وسلم: بئر ذَرْوانَ؛
قال ابن الأَثير: وهو بتقديم الراء على الواو موضع بينَ قُدَيْدٍ
والجُحْفَة. وذَرْوَةُ بن حُجْفة: من شعرائهم. وعَوْفُ بنُ ذِرْوة، بكسر الذال:
من شُعرائِهِم. وذَرَّى حَبّاً: اسم رجل؛ قال ابن سيده: يكون من الواو
ويكون من الياء. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: ولتأْلَمُنَّ النَّوْمَ
على الصوف الأَذْرِيِّ كما يَأْلَم أَحدُكم النومَ على حَسَكِ
السَّعْدانِ؛ قال المبرد: الأَذْرِيّ منسوب إِلى أَذْرَبيجانَ، وكذلك تقول العرب،
قال الشماخ:
تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقَدْ حالَ دُونَها
قُرى أَذَرْبيجانَ المسالِحُ والجالُ
قال: هذه مواضع كلها.
سدد: السَّدُّ: إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ.
سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فانسدّ واستدّ وسدّده: أَصلحه وأَوثقه، والاسم
السُّدُّ. وحكى الزجاج: ما كان مسدوداً خلقه، فهو سُدٌّ، وما كان من عمل
الناس، فهو سَدٌّ، وعلى ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بين السُّدَّيْنِ
والسَّدَّيْن. التهذيب: السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشيء سَدّاً.
والسَّدُّ والسُّدّ: الجبل والحاجز. وقرئ قوله تعالى: حتى إِذا بلغ بين
السّدَّين، بالفتح والضم. وروي عن أَبي عبيدة أَنه قال: بين السُّدّين،
مضموم، إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله، وإِن كان من فعل الآدميين، فهو
سَد، بالفتح، ونحو ذلك قال الأخفش. وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: بين
السَّدَّين وبينهم سَدّاً، بفتح السين. وقرأَ في يس: من بين أَيديهم سدّاً ومن
خلفهم سُدّاً، يضم السين، وقرأَ نافع وابن عامر وأَبو بكر عن عاصم
ويعقوب، بضم السين، في الأَربعة المواضع، وقرأَ حمزة والكسائي بين السُّدَّين،
بضم السين. غيره: ضم السين وفتحها، سواء السَّدُّ والسُّدُّ؛ وكذلك قوله:
وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً، فتح السين وضمها.
والسَّد، بالفتح والضم: الردم والجبل؛ ومنه سدّ الرَّوْحاء وسد الصهباء وهما
موضعان بين مكة والمدينة. وقوله عز وجل: وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن
خلفهم سدّاً؛ قال الزجاج: هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبي، صلى الله
عليه وسلم، سوءاً فحال الله بينهم وبين ذلك، وسدّ عليهم الطريق الذي
سلكوه فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه
وجُعل على بصره غشاوة؛ وقيل في معناه قول آخر: إِن الله وصف ضلال الكفار فقال
سَددْنا عليهم طريقَ الهدى كما قال ختم الله على قلوبهم.
والسِّدادُ: ما سُذَّ به، والجمع أَسِدَّة. وقالوا: سِدادٌ من عَوَزٍ
وسِدادٌ من عَيْشٍ أَي ما تُسَدُّ به الحاجة، وهو على المثل. وفي حديث
النبي، صلى الله عليه وسلم، في السؤال أَنه قال: لا تحل المسأَلة إِلا
لثلاثة، فذكر منهم رجلاً أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأَل حتى يصيب سِداداً
من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي ما يكفي حاجته؛ قال أَبو عبيدة: قوله سِداداً
من عيش أَي قواماً، هو بكسر السين، وكل شيء سَدَدْتَ به خَلَلاً، فهو
بالكسر، ولهذا سمي سِداد القارورة، بالكسر، وهو صِمامُها لأَنه يَسُدُّ
رأْسَها؛ ومنها سِدادُ الثَّغْرِ، بالكسر، إِذا سُدَّ بالخيل والرجال؛ وأَنشد
العرجي:
أَضاعوني، وأَيَّ فتًى أَضاعوا
ليومِ كريهةٍ، وسِدادِ ثَغْرِ
بالكسر لا غير وهو سَدُّه بالخيل والرجال. الجوهري: وأَما قولهم فيه
سِدادٌ من عَوَز وأَصيبت به سِداداً من عَيْش أَي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ،
فيكسر ويفتح، والكسر أَفصح.
قال: وأَما السَّداد، بالفتح، فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون
الرجل مُسَدَّداً. ويقال: إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره، وكذلك في
الرمي. يقال: سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام. وسَدَّدْتُه تسديداً.
واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام؛ وقال:
أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ،
فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني
قال الأَصمعي: اشتد، بالشين المعجمة، ليس بشيء؛ قال ابن بري: هذا البيت
ينسب إِلى مَعْن بن أَوس قاله في ابن أُخت له، وقال ابن دريد: هو لمالك
بن فَهْم الأَزْدِيِّ، وكان اسم ابنه سُلَيْمَةَ، رماه بسهم فقتله فقال
البيت؛ قال ابن بري: ورأَيته في شعر عقيل بن عُلَّفَةَ يقوله في ابنه عُميس
حين رماه بسهم، وبعده:
فلا ظَفِرَتْ يمينك حين تَرْمي،
وشَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ
وفي الحديث: كان له قوس تسمى السَّدادَ سميت به تفاو لاً بإِصابة ما رمى
عنها.
والسَّدُّ: الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ به، والسُّدُّ والسَّدُّ: كل بناء
سُدَّ به موضع، وقد قرئ: تجعل بيننا وبينهم سَدّاً وسُدّاً، والجمع
أَسِدٌّ وسُدودٌ، فأَما سُدودٌ فعلى الغالب وأَما أَسدة فشاذ؛ قال ابن سيده:
وعندي أَنه جمع سداد؛ وقوله:
ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ
يقول: سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عميت عليَّ مذاهبي، وواحد الأَسْدادِ
سُدٌّ.
والسُّدُّ: ذهاب البصر، وهو منه. ابن الأَعرابي: السَّدُودُ العُيون
المفتوحة ولا تبصر بصراً قوياً، يقال منه: عين سادَّة. وقال أَبو زيد: عين
سادَّة وقائمة إِذا ابيضت لا يبصر بها صاحبها ولم تنفقئ بعدُ.
أَبو زيد: السُّدُّ من السحاب النَّشءُ الأَسود من أَي أَقطار السماء
نشأَ. والسُّدُّ واحد السُّدودِ، وهر السحائب السُّودُ. ابن سيده: والسُّدّ
السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق، والجمع سُدودٌ؛ قال:
قَعَدْتُ له وشَيَّعَني رجالٌ،
وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ
وقد سَدَّ عليهم وأَسدَّ. والسُّدّ: القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ؛
قال الراجز:
سَيْلُ الجَرادِ السُّدُّ يرتادُ الخُضَرْ
فإِما أَن يكون بدلاً من الجراد فيكون اسماً، وإِما أَن يكون جمع
سَدودٍ، وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صفة. ويقال: جاءَنا سُدٌّ من جراد.
وجاءَنا جراد سُدَّ الأُفق من كثرته.
وأَرض بها سَدَدَةٌ، والواحدة سُدَّةٌ: وهي أَودية فيها حجارة وصخور
يبقى فيها الماءُ زماناً؛ وفي الصحاح: الواحد سُدٌّ مثل حُجْرٍ وحِحَرَةٍ.
والسُّدُّ والسَّدُّ: الجبل، وقيل: ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ
وسُدٌّ. ومنه قولهم في المِعْزَى: سَدٌّ يُرَى من ورائه الفقر، وسُدٌّ
أَيضاً، أَي أَن المعنى ليس إِلا منظرها وليس له كبير منفعة. ابن الأَعرابي
قال: رماه في سَدِّ ناقته أَي في شخصها. قال: والسَّدُّ والدَّرِيئة
والدَّرِيعةُ الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد؛ وأَنشد
لأَوس:فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ،
ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ
قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر في كتابه: يقال سَدَّ عليك الرجلُ يَسِدُّ
سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ. وما كان هذا الشيء سديداً ولقد سَدَّ يَسدُّ
سَداداً وسُدوداً، وأَنشد بيت أَوس وفسره فقال: لم يجبنوا من الإِنصاف
في القتال ولكن حشرنا عليهن فلقونا ونحن كالنار التي لا تبقي شيئاً؛ قال
الأَزهري: وهذا خلاف ما قال ابن الأَعرابي.
والسَّدُّ: سَلَّة من قضبان، والجمع سِدادٌ وسُدُدٌ. الليث: السُّدودُ
السِّلالُ تتخذ من قضبان لها طباق، والواحدة سَدَّة؛ وقال غيره: السَّلَّة
يقال لها السَّدَّة والطبل.
والسُّدَّة أَمام باب الدار، وقيل: هي السقيفة. التهذيب: والسُّدَّة باب
الدار والبيت؛ يقال: رأَيته قاعداً بَسُدَّةِ بابه وبسُدَّة داره. قال
أَبو سعيد: السُّدَّة في كلام العرب الفِناء، يقال بيت الشَّعَر وما
أَشبهه، والذين تكلموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحاب أَبنية ولا مَدَرٍ، ومن
جعل السُّدَّة كالصُّفَّة او كالسقيفة فإِنما فسره على مذهب أَهل الحَضَر.
وقال أَبو عمرو: السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت، والظُّلَّة
تكون بباب الدار؛ قال أَبو عبيد: ومنه حديث أَبي الدرداء أَنه أَتى باب
معاوية فلم يأْذن له، فقال: من يَغْشَ سُدَد السلطان يقم ويقعد. وفي الحديث
أَيضاً: الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذين لا تُفتح لهم السُّدَدُ. وسُدَّة
المسجد الأَعظم: ما حوله من الرُّواق، وسمي إِسمعيل السُّدِّيُّ بذلك لأَنه
كان تاجراً يبيع الخُمُر والمقانع على باب مسجد الكوفه، وفي الصحاح: في
سُدَّة مسجد الكوفة. قال أَبو عبيد: وبعضهم يجعل السُّدَّة الباب نفسه. وقال
الليث: السديُّ رجل منسوب إِلى قبيلة من اليمن؛ قال الأَزهري: إن أَراد
إِسمعيل السديّ فقد غلط، لا تعرف في قبائل اليمن سدّاً ولا سدّة. وفي
حديث المغيرة بن شعبة: أَنه كان يصلي في سُدَّة المسجد الجامع يوم الجمعة مع
الإِمام، وفي رواية: كان لا يصلي، وسُدَّة الجامع: يعني الظلال التي
حوله. وفي الحديث أَنه قيل له: هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسُّدَّة؛ السدة:
كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي
الساحة بين يديه؛ ومنه حديث واردي الحوض: هم الذين لا تفتح لهم السُّدَدُ
ولا يَنكحِون المُنَعَّات أَي لا تفتح لهم الأَبواب. وفي حديث أُم سلمة:
أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلى البصرة: إِنك سُدَّة بين رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، وبين أُمته أَي باب فمتى أُصيب ذلك الباب بشيء
فقد دخل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حريمه وحَوْنَته
واستُبيحَ ما حماه، فلا تكوني أَنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتُحْوِجي
الناس إِلى أَن يفعلوا مثلك. والسُّدَّة والسُّداد، مثل العُطاس
والصُّداع: داء يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم ويمنع نسيم الريح.
والسَّدُّ: العيب، والجمع أَسِدَّة، نادر على غير قياس وقياسه الغالب
عليه أَسُدٌّ أَو سُدود، وفي التهذيب: القياس أَن يجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو
سُدُوداً. الفراء: الوَدَس والسَّدُّ، بالفتح، العيب مثل العَمى والصمَم
والبَكم وكذلك الأَيه والأَبه
(* قوله «وكذلك الأَيه والأَبه» كذا بالأصل
ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك، والآهة والماهة الحصبة
والجدري.) أَبو سعيد: يقال ما بفلان سَدادة يَسُدُّ فاه عن الكلام أَي ما به
عيب، ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لا تُضَيِّقَنَ صدرك
فتسكت عن الجواب كمن به صمم وبكم؛ قال الكميت:
وما بِجَنْبَيَ من صَفْح وعائدة،
عند الأَسِدَّةِ، إِنَّ الغِيَّ كالعَضَب
يقول: ليس بي عِيُّ ولا بَكَم عن جواب الكاشح، ولكني أَصفح عنه لأَن
العِيَّ عن الجواب كالعَضْب، وهو قطع يد أَو ذهاب عضو. والعائدة:
العَطْف.وفي حديث الشعبي: ما سدَدْتُ على خصم قط أَي ما قطعت عليه فأَسُدَّ
كلامه. وصببت في القربة ماء فاسْتَدَّت به عُيون الخُرَز وانسدت بمعنى
واحد.والسَّدَد: القصْد في القول والوَفْقُ والإِصابة، وقد تَسَدَّد له
واستَدَّ.
والسَّديدُ والسَّداد: الصواب من القول. يقال: إِنه لَيُسِدُّ في القول
وهو أَن يُصِيبَ السَّداد يعني القصد. وسَدَّ قوله يَسِدُّ، بالكسر، إِذا
صار سديداً. وإِنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان يصيب السداد
أَي القصد. والسَّدَد: مقصور، من السَّداد، يقال: قل قولاً سَدَداً
وسَداداً وسَديداً أَي صواباً؛ قال الأَعشى:
ماذا عليها؟ وماذا كان ينقُصها
يومَ الترحُّل، لو قالت لنا سَدَدا؟
وقد قال سَداداً من القول.
والتَّسديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصواب والقصد من القول والعمل.
ورجل سَديدٌ وأَسَدُّ: من السداد وقصد الطريق، وسدَّده الله: وفقه.
وأَمر سديد وأَسَدُّ أَي قاصد. ابن الأَعرابي: يقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ
وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ. والسِّدادُ: الشيء من اللَّبَن يَيْبَسُ
في إِحليل الناقة.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم،
عن الإِزار فقال: سَدِّدْ وقارِبْ؛ قال شمر: سَدِّدْ من السداد وهو
المُوَفَّقُ الذي لا يعاب، أَي اعمل به شيئاً لا تعاب على فعله، فلا تُفْرِط
في إِرساله ولا تَشْميره، جعله الهروي من حديث أَبي بكر، والزمخشري من
حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَن أَبا بكر، رضي الله عنه، سأَله؛
والوَفْق: المِقْدار. اللهم سدِّدْنا للخير أَي وَفِّقْنا له؛ قال: وقوله
وقارِب، القِرابُ في الإِبل أَن يُقارِبَها حتى لا تَتَبَدَّد. قال
الأَزهري: معنى قوله قارِبْ أَي لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ في إِسباله، ولا
تُقَلِّصه فتفرط في تشميره ولكن بين ذلك. قال شمر: ويقال سَدِّدْ صاحِبَكَ
أَي علمه واهده، وسَدِّد مالك أَي أَحسن العمل به. والتسديد للإِبل: أَن
تيسرها لكل مكانِ مَرْعى وكل مكان لَيانٍ وكل مكان رَقَاق. ورجل
مُسَدَّدٌ: مُوَفَّق يعمل بالسَّدادِ والقصْد. والمُسَدَّدُ: المُقوَّم. وسَدَّد
رمحه: وهو خلاف قولك عرّضه. وسهم مُسَدَّد: قويم. ويقال: أَسِدَّ يا رجل
وقد أَسدَدْتَ ما شئت أَي طلبت السَّدادَ والقصدَ، أَصبته أَو لم
تُصِبْه؛ قال الأَسود بن يعفر:
أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَري
يُطَوِّفُ حَوْلَنا، وله زَئِيرُ
يقول: اقصدي له يا منية حتى يموت.
والسَّاد، بالفتح: الاستقامة والصواب؛ وفي الحديث: قاربوا وسَدَّدوا أَي
اطلبوا بأَعمالكم السَّداد والاستقامة، وهو القصد في الأَمر والعدل فيه؛
ومنه الحديث: قال لعليّ، كرم الله وجهه: سلِ اللهَ السَّداد، واذكر
بالسَّداد تَسديدَك السهم أَي إِصابةَ القصد به. وفي صفة متعلم القرآن: يغفر
لأَبويه إِذا كانا مُسَدَّدَيْن أَي لازمي الطريقة المستقتمة؛ ويروى بكسر
الدال وفتحها على الفاعل والمفعول. وفي الحديث: ما من مؤْمن يؤْمن بالله
ثم يُسَدِّدُ أَي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف. قال أَبو عدنان: قال لي جابر
البَذِخُ الذي إِذا نازع قوماً سَدَّد عليهم كل شيء قالوه، قلت: وكيف
يُسَدِّدُ عليهم؟ قال: ينقض عليهم على كل شيء قالوه. وروى الشعبي أَنه قال:
ما سَددتُ على خَصْم قط؛ قال شمر: زعم العِتْرِيِفيُّ أَن معناه ما قطعت
على خصم قط.
والسُّدُّ: الظِّلُّ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
قعدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ،
لذلك، في صَحْراءٍ جِذْمٍ دَرِيُنها
أَي جعلته سترة لي من أَن يراني. وقوله جِذْم دَرينها أَي قديم لأَن
الجذم الأَصل ولا أَقدم من الأَصل، وجعله صفة إِذ كان في معنى الصفة.
والدرين من النبات: الذي قد أَتى عليه عام.
والمُسَدُّ: موضع بمكة عند بستان ابن عامر وذلك البستان مأْسَدَة؛ وقيل:
هو موضع بقرب مكة، شرفها الله تعالى؛ قال أَبو ذؤَيب:
أَلفَيْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حديـ
ـدَ النَّابِ، أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ
قال الأَصمعي: سأَلت ابن أَبي طرفة عن المُسَدّ فقال: هو بستان ابن
مَعْمَر الذي يقول له الناس بستان ابن عامر. وسُدّ: قرية باليمن. والسُّد،
بالضم: ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سيدنا رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، بسدّه.
درمك: الدُّرْمُوك: الطِّنْفَسَةُ كالدُّرْنُوك. وفي حديث ابن عباس قال:
صليت معه على دُرْمُوك قد طَبَّقَ البيت كله، وفي رواية دُرْنُوك،
بالنون، وهو على التعاقب. والدَّرْمَكُ: دقيق الحُوَّارَى؛ قال الأَعشى:
له دَرْمَكٌ في رأْسه ومَشارب،
وقِدْرٌ وطَبَّاخ وكأْس ودَيْسَقُ
ابن الأَعرابي: الدَّرمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارَى. وفي الحديث في صفة
أَهل الجنة: وتُرْبَتُها الدَّرمَكُ؛ هو الدقيق الحُوَّارَى. وفي حديث
قتادة بن النعمان: فقدمَتْ ضافِطَةٌ من الدَّرْمَكِ، ويقال له الدَّرْمَكة
وكأنها واحدته في المعنى ؛ ومنه الحديث: أَنه سأَل ابن صَيَّادٍ عن تُرْبة
الجنة فقال دَرْمَكة بيضاء مِسْك؛ قال خالد: الدَّرْمَكُ الذي يُدَرْمَك
حتى يكون دُقاقــاً من كل شيء الدقيق والكحل وغيرهما، وكذلك التراب الدقيق
دَرْمك؛ وخطب بعض الحمْقى إلى بعض الرؤساء كريمة له فردّه وقال:
امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عنِّي فاكا،
إِني أَراكَ خاطِباً كذاكا
قال: والعرب تقول فلان كذَاكَ أَي سَفِلةٌ من الناس.
درمك: الدُّرْمُوك: الطِّنْفَسَةُ كالدُّرْنُوك. وفي حديث ابن عباس قال:
صليت معه على دُرْمُوك قد طَبَّقَ البيت كله، وفي رواية دُرْنُوك،
بالنون، وهو على التعاقب. والدَّرْمَكُ: دقيق الحُوَّارَى؛ قال الأَعشى:
له دَرْمَكٌ في رأْسه ومَشارب،
وقِدْرٌ وطَبَّاخ وكأْس ودَيْسَقُ
ابن الأَعرابي: الدَّرمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارَى. وفي الحديث في صفة
أَهل الجنة: وتُرْبَتُها الدَّرمَكُ؛ هو الدقيق الحُوَّارَى. وفي حديث
قتادة بن النعمان: فقدمَتْ ضافِطَةٌ من الدَّرْمَكِ، ويقال له الدَّرْمَكة
وكأنها واحدته في المعنى ؛ ومنه الحديث: أَنه سأَل ابن صَيَّادٍ عن تُرْبة
الجنة فقال دَرْمَكة بيضاء مِسْك؛ قال خالد: الدَّرْمَكُ الذي يُدَرْمَك
حتى يكون دُقاقــاً من كل شيء الدقيق والكحل وغيرهما، وكذلك التراب الدقيق
دَرْمك؛ وخطب بعض الحمْقى إلى بعض الرؤساء كريمة له فردّه وقال:
امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عنِّي فاكا،
إِني أَراكَ خاطِباً كذاكا
قال: والعرب تقول فلان كذَاكَ أَي سَفِلةٌ من الناس.
غصن: الغُصْنُ: غُصْنُ الشجر، وفي المحكم: الغُصْنُ ما تشعب عن ساق
الشجرة دِقاقُــها وغِلاظُها، والجمع أَغْصانٌ وغُصُون وغِصَنة، مثل قُرْطٍ
وقِرَطَةٍ، والغُصْنة: الشُّعْبة الصغيرة منه. يقال: غُصْنَة واحدة، والجمع
غُصْنٌ، وتكرّر في الحديث ذكر الغُصْنِ والأَغْصانِ. وغَصَنَ الغُصْنَ
يَغْصِنُه غَصْناً: قَطَعه وأَخَذَه. وقال القَنانيُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ
غَصْناً إذا مددته إليك، فهو مَغْصُون. ابن الأَعرابي: غَصَنني فلان عن
حاجتي يَغْصِنُني أَي ثناني عنها وكفني؛ قال الأَزهري: هكذا أَقْرأَنيه
المُنْذري في النوادر، وغيره يقول غَضَنَني، بالضاد، يَغْضِنُني، وهو شمر،
قال: وهو صحيح. وما غَصَنك عني أَي ما شَغَلك، مشتق من الغُصْنَة، كما
قالوا في هذا المعنى: ما شَعَبك عني أَي ما شَغَلك، فاشتقوه من الشُّعْبَةِ،
والأَعرف ما غَضَنك عني. وغَصَّنَ العُنْقُودُ وأَغْصَنَ: كَبُر حَبُّه
شيئاً. وثور أَغْصَن: في ذنبه بياض. وغُصْنٌ وغُصَيْن: اسمان. قال ابن
دريد: وأَحْسِبُ أَن بني غُصَيْن بطن. وأَبو الغُصْن: كُنْيَة جُحَى.