(الــدجنة) الــدجنة
(الــدجنة) الــدجنة
دجن: الدَّجْنُ: ظلُّ الغيم في اليوم المَطير. ابن سيده: الدَّجْن
إلباسُ الغَيم الأَرضَ، وقيل: هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء، والجمع أَدْجان
ودُجون ودِجان؛ قال أَبو صخر الهذلي:
ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ،
وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ.
وقد أَدْجَن يومُنا وادْجَوْجن، فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم.
وأَدْجَنوا: دخلوا في الدَّجْن؛ حكاها الفارسي. ابن الأَعرابي: دَجَن يومُنا
يَدْجُن، بالضم، دَجْناً ودُجوناً
ودَغَن، ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة. ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر، ويوم
دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر. والدَّجْن: المطر الكثير. وأَدْجَنت
السماء: دام مطرها؛ قال لبيد:
من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ،
وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها.
وأَدْجَن المطر: دام فلم يُقْلع أَياماً، وأَدجَنت عليه الحمّى كذلك؛ عن
ابن الأَعرابي. والــدُّجُنَّة من الغيم: المُطَبّقُ تطبيقاً، الرَّيان
المُظْلم الذي ليس فيه مطر. يقال: يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة، بالتشديد،
وكذلك الليلة على وجهين بالوصف والإضافة. والــدُّجْنة: الظُّلمة، وجمعها
دُجُن
(* قوله «وجمعها دجن» بضمتين في المحكم، وضبط في الصحاح بضم ففتح،
ونبه عليهما شارح القاموس). مَثّل به سيبويه وفسره السيرافي، وزاد الجوهري
في جمعه دُجُنّات. وفي حديث قُسٍّ: يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم؛
الدُّجُنَّات: جمع دُجُنَّة، وهي الظلمة. والدياجي: الليالي المُظلمة،
والفعل منه ادْجَوْجَن؛ وأَنشد:
لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سلمى، وإن نأَت
كِثافُ العُلى داجي الــدُّجُنَّةِ رائِحُ
(* قوله «داجي الــدجنة» الذي في
التهذيب: واهي الداجنة). والداجنة: المطَرةُ المُطبقة نحو الدّيمة؛ وقد
جاء في الشعر الدُّجُون، قال:
حتى إذا انجَلى دُجى الدُّجونِ.
وليلة مِدْجانٌ: مُظلِمة. ودَجَن بالمكان يَدْجُن دُجوناً: أَقام به
وأَلِفَه. ابن الأَعرابي: أَدْجَنَ، مثله، أَقام في بيته، ودَجَن في بيته
إذا لَزمِه، وبه سميت دَواجن البُيوت، وهي ما أَلِف البيتَ من الشاءِ
وغيرها، الواحدة داجِنة؛ قال ابن أُمّ قعنب يهجو قوماً:
رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ،
وحِشْوةٌ منهُمُ في اللُّؤمِ قد دَجَنوا.
والمُداجَنَة: حُسْن المخالطة. وسحابة داجِنة ومــدجنة وقد دَجَنتْ
تَدْجُن وأَدجنَت؛ ابن سيده: دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً، وهي
داجِن، لزِمتا البُيوت، وجمعها دَواجِن؛ قال الهزلي:
رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حتى كأَننا
جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن
وذلك لأَن الإبل الجرِبة تُحْبَس في المنزل لئلا تسرَح في الإِبل
فتُعْدِيها، فهي تحْتَكّ بأَصل ينصب لها لتُشْفى به في المَبْرك، وإنما أَرادَ
أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا، فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل
الجرْبى. وفي الحديث: لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه؛ هي جمع داجِن وهي
الشاة التي تَعلِفها الناسُ في منازلهم، والمُثْلة بها أَن يَجْدَعها
ويخصِيَها. والمداجنة: حُسن المخالطة، قال: وقد تقع على غير الشاء من كل ما
يأْلف البيوتَ من الطير وغيرها. وفي حديث الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل
عجينَها. والدَّجون من الشاء: التي لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غيرها، وقد
دَجَنتْ على البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً. وفي حديث عمران بن حُصين:
كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض ولا نبت؛ هي ناقة سيدنا رسول
الله، صلى الله عليه وسلم. وكلب دَجُون: آلِفٌ للبُيوت. الليث: كلب داجِن
قد أَلِف البيتَ. الجوهري: شاةٌ داجن وراجِن إذا أَلِفت البيوت
واستأْنست، قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة؛ قال لبيد:
حتى إذا يَئِس الرُّماةُ، وأَرسَلوا
غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها.
أَراد به كلاب الصيد. قال ابن بري: وشاة مِدْجان تأْلف البَهْم
وتحِبُّها. وناقة مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة، وجمَل
دَجون وداجن كذلك؛ أَنشد ثعلب لهميان بن قحافة:
يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا،
يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا.
والــدُّجْنة في أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السواد. يقال: بعير أَدْجَنُ
وناقة دَجْناء. والدَّواجن من الحَمام: كالدواجن من الشاء والإِبل.
والدُّجون: الأَلَفانُ. والدَّجَّانة: الإِبل التي تحْمل المتاع، وهو اسم
كالجَبَّانة. الليث: الدَّيْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة. والمداجنة: كالمُداهنة.
ودُجَيْنة: اسم امرأَة. وأَبو دُجانة: كنية سِماك ابن خَرَشة الأَنصاريّ،
وفي حديث ابن عباس: إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء
(* قوله
«بدجناء» ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أو بالكسر وقد
يمدّ، وقوله «ويروى بالحاء» عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم
وسيأْتي قريباً). هو بالمد والقصر اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة.
دغن: دَغَنَ يومُنا: كدَجَن؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وإنه ليوم ذو
دُغُنَّة كــدُجُنَّة. ودُغَيْنة: الأَحمق، معرفة، ودُغَيْنة: اسم امرأَة.
الليث: يقال للأَحمق دُغَة ودُغَيْنة، ويقال: إِنها كانت امرأَة حمقاء.
محض: المَحْضُ: اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة. ولَبنٌ محْضٌ: خالِصٌ لم
يُخالِطْه ماء، حُلْواً كان أَو حامضاً، ولا يسمى اللبنُ مَحْضاً إِلا إِذا
كان كذلك. ورجل ماحِضٌ أَي ذُو مَحْضٍ كقولك تامِرٌ ولابِنٌ. ومَحَضَ
الرجلَ وأَمْحَضَه. سَقاه لبناً مَحْضاً لا ماء فيه. وامْتَحَضَ هو: شَرِبَ
المَحْضَ، وقد امْتَحَضَه شارِبُه؛ ومنه قول الشاعر:
امْتَحِضا وسَقِّياني ضَيْحَا،
فقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا
ورجل مَحِضٌ وماحِضٌ: يشتهي المحْضَ، كلاهما على النسب. وفي حديث عمر:
لما طُعِنَ شَرِبَ لبناً فخرج مَحْضاً أَي خالِصاً على جِهته لم يختلط
بشيء. وفي الحديث: بارِكْ لهم في مَحْضِها ومَخْضِها أَي الخالِص
والمَمْخُوض. وفي حديث الزكاة: فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً ومَحْضاً أَي
سَمِينةٍ كثيرة اللبن، وقد تكرر في الحديث بمعنى اللبن مطلقاً. والمَحْضُ
من كل شيء: الخالِصُ. الأَزهري: كلُّ شيء خَلَصَ حتى لا يشُوبه شيء
يُخالِطُه، فهو مَحضٌ. وفي حديث الوَسْوَسَةِ: ذلك مَحْضُ الإِيمانِ أَي
خالِصُه وصَرِيحُه، وقد قدمنا شرح هذا الحديث وأَتينا بمعناه في ترجمة صرح.
ورجل مَمْحُوضُ الضَّرِيبةِ أَي مُخَلَّصٌ. قال الأَزهري: كلام العرب رجل
ممْحُوصُ الضَّرِيبة، بالصاد، إِذا كان مُنَقَّحاً مُهَذَّباً. وعربي
مَحْضٌ: خالِصُ النسب. ورجل مَمْحوضُ الحسَب: مَحْضٌ خالِصٌ. ورجل محضُ
الحسب: خالِصُه، والجمع مِحاضٌ؛ قال:
تَجِدْ قوْماً ذَوِي حسَبٍ وحالٍ
كِراماً، حيْثُما حُسِبُوا، مِحاضا
والأُنثى بالهاء؛ وفضة مَحْضةٌ ومَحْضٌ وممحوضةٌ كذلك؛ قال سيبويه:
فإِذا قلت هذه الفضةُ مَحْضاً قلته بالنصب اعتماداً على المصدر. ابن سيده:
وقالوا هذا عربي مَحْضٌ ومَحْضاً، الرفع على الصفة، والنصب على المصدر،
والصِّفة أَكثر لأَنه من اسم ما قبله. الأَزهري: وقال غير واحد هو عربي
مَحْض وامرأَة عربية مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ وقَلْبٌ وقَلْبةٌ،
الذكر والأُنثى والجمع سواء، وإِن شئت ثَنَّيْتَ وجمَعْتَ. وقد مَحُضَ،
بالضم، مُحُوضةً أَي صار مَحْضاً في حسَبه.
وأَمْحَضَه الودَّ وأَمْحَضَه له: أَخْلَصَه. وأَمْحَضَه الحديث
والنصِيحةَ إِمْحاضاً: صدَقَه، وهو من الإِخْلاص؛ قال الشاعر:
قل للغَواني: أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ،
تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه إِمْحاضُ؟
وكل شيء أَمْحَضْتَه
(* قوله «وكل شيء أمحضته إلخ» عبارة الجوهري: وكل
شيء أخلصته فقد أمحضته.) ، فقد أَخْلَصْتَه. وأَمْحَضْتُ له النُّصْحَ
إِذا أَخلصتَه. وقيل: مَحَضْتُك نُصْحِي، بغير أَلف، ومَحَضْتُكَ مودَّتي.
الجوهري: ومَحضْتُه الودَّ وأَمْحَضْتُه؛ قال اين بري في قوله محضته الود
وأَمحضته: لم يعرف الأَصمعي أَمْحَضْتُه الود، قال: وعَرفه أَبو زيد.
والأُمْحُوضةُ: النَّصيحة الخالصة.
كبن: الكَبْنُ: عُدْوٌ لَيِّنٌ في اسْترسال. كَبَن الرجلُ يَكْبِنُ
كُبوناً وكَبْناً إِذا لَيَّن عَدْوَه؛ وأَنشد الليث
(* قوله «وأنشد الليث»
أي العجاج وعجزه كما في التكملة:
خزاية والخفر الخزيّ
الخزاية بفتح الخاء المعجمة: الاستحياء، والخفر ككتف: شديد الحياء،
والخزيّ: فعيل) :
يَمور وهو كابِنٌ حَيِيُّ
وقيل: هو أَن يُقَصِّر في العَدْو. قال الأَزهري: الكَبْن في العَدْوِ
أَن لا يَجْهَدَ نَفْسَه ويَكُفَّ بعضَ عَدْوِه، كَبَنَ الفرسُ يَكْبِنُ
كَبْناً وكُبُوناً. وفي حديث المنافق: يَكْبِنُ في هذه مرةً وفي هذه مرة
أَي يَعْدُو. يقال: كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً إِذا عدا عَدْواً لَيِّناً.
والكُبُونُ: السُّكُونُ؛ ومنه قال أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ:
واضِحَة الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ،
كأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد كَبَنْ
أَي سَكَنَ. وكَبَنَ الثوبَ يَكْبِنُه ويَكْبُنُه كَبْناً: ثناه إِلى
داخل ثم خاطَه. وفي الحديث: مَرَّ بفُلانٍ وهو ساجد وقد كَبَنَ
ضَفِيرَتَيْه وشَدَّهما بنِصاح أَي ثناهما ولواهما.
ورجل كُبُنٌّ وكُبُنَّة: مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ كَزٌّ لئيم، وقيل: هو الذي
لا يَرْفَعُ طَرْفه بُخْلاً، وقيل: هو الذي يُنَكِّسُ رأْسه عن فعل الخير
والمعروف؛ قال الخنساء:
فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لا كُبُنٌّ،
ثَقيلُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِ
وقال الهذلي:
يَسَرٍ، إِذا كانَ الشِّتاءُ، ومُطْعِمٍ
للَّحْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ
واستشهد الجوهري بشعر عُمَير بن الجَعْدِ الخُزاعي:
يَسَرٍ، إِذا هَبَّ الشتاءُ وأَمْحَلُوا
في القَوْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ
التهذيب: الكسائيّ رجل كُبُنَّة وامرأَة كُبُنَّةٌ للذي فيه انقباض،
وأَنشد بيت الهذلي:
واكْبَأَنَّ اكبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ.
والكُبُنَّة: الخُبْزة اليابسة. والكُبُنُّ: الخُبْز لأَن في الخُبْز
تَقَبُّضاً وتَجَمُّعاً.
ورجل مَكْبُون الأَصابع: مِثل الشَّثْنِ. وكَبَنَ الرجلُ كَبْناً: دخلت
ثناياه من أَسفلُ ومن فوقُ إِلى غارِ الفَم. وكَبَنَ هدِيَّتَه عنَّا
يَكْبِنُها كَبْناً: كفَّها وصَرَفَها؛ قال اللحياني: معنى هذا صَرَفَ
هَدِيَّتَه ومعروفه عن جيرانه ومعارفه إِلى غيرهم. وكلُّ كَفٍّ كَبْنٌ، وفي
التهذيب: كلُّ كَبْنٍ كَفٌّ. يقال: كَبَنْتُ عنك لساني أَي كففته، وفرس
كُبُنٌّ. ابن سيده: وفرس فيه كُبْنَةٌ وكَبَنٌ ليس بالعظيم ولا القَمِيء.
والكُبانُ: داء
(* قوله «والكبان داء إلخ» وطعام لأهل اليمن وهو سحيق الذرة
المبلولة يجعل في مراكن صغار ويوضع في التنور فإذا نضج واحمرّ وجهه
أُخرج) . يأْخذ الإِبل، يقال منه: بعير مَكْبُونٌ. وكَبَنَ له الظَّبْيُ
وكَبَنَ الظَّبْيُ واكْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض. واكبَأَنَّ الرجل:
انكسر، واكْبَأَنَّ: انْقَبَضَ؛ قال مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ:
يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا
قال ابن بري: شاهدُه قول أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ:
كأَنها أُمُّ غَزالٍ قد كَبَنْ
أَي قد تَثَنَّى ونام؛ وأَنشد لآخر:
فلم يَكْبَئِنُّوا، إِذ رَأَوْنِي، وأَقْبَلَتْ
إِليَّ وُجُوهٌ كالسُّيُوفِ تَهَلَّلُ
وفسره أَبو عمرو الشَّيْباني فقال: كَبَنَ شَفَنَ. والكُبُونُ:
الشُّفُونُ. ابن بُزُرْج: المُكْبَئِنُّ الذي قد احْتَبى وأَدخل مِرْفَقَيْه في
حُبْوَتِه ثم خَضَعَ برقبته وبرأْسه على يديه، قال: والمُكْبَئِنُّ
والمُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. والكُبْنَةُ: لُعْبة للأَعراب،
تُجْمَعُ كُبَناً؛ وأَنشد:
تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ
(* قوله «تدكلت إلخ» عجزه كما في التكملة: ونحن نعدو في الخبار والجرن
وتدكلت أي تدللت).
أَبو عبيدة: فرس مَكْبُون، والأُنثى مَكْبُونة، والجمع المَكابينُ، وهو
القصير القَوائمِ الرَّحِيبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ، ولا يكون
المَكبُون أَقْعَسَ. وكَبْنُ الدَّلْوِ: شَفَتُها، وقيل: ما ثُنِيَ من الجلد
عند شَفَةِ الدلو فَخُرِزَ. الأَصمعي: الكَبْنُ ما ثُنِيَ من الجلد عند
شفة الدلو. ابن السكيت: هو الكَبْنُ والكَبْلُ، باللام والنون؛ حكاه عن
الفراء، تقول منه: كَبَنْتُ الدلو، بالفتح، أَكْبِنُها، بالكسر، إِذا
كَفَفْتَ حول شَفَتِها. وكَبَنْتُ عن الشيء: عَدَلْتُ. وكَبَنْتُ الشيءَ:
غَيَّبْتُه، وهو مثل الخَبْنِ. وكَبَنَ فلان: سمن. والكِبْنَةُ: السِّمَنُ؛
قال قَعْنَبُ بنُ أُم صاحب يصف جملاً:
ذا كِبْنَةٍ يَمْلأُ التَّصْدِيرَ مَحْزِمُه،
كأَنه حينَ يُلْقَى رَحْلُه فَدَنُ
كدم: الكَدْم: تَمَشْمُشُ العَظم وتَعَرُّقُه، وقيل: هو العَض بأَدنى
الفم كما يَكْدُمُ الحِمار، وقيل: هو العَض عامة، كدَمه يَكْدُمُه
ويَكْدِمُه كَدْماً، وكذلك إذا أَثَّرْت فيه بجديدة؛ وقال طرفة:
سَقَتْهُ إياةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِه
أُسِفَّ، وَلَمْ تَكْدِمْ عليه، بإثْمِدِ
وإنه لَكَدَّامٌ وكَدُوم أي عَضُوض. والكَدْم والكَدَمُ؛ الأُولى عن
اللحياني: أَثَرُ العض، وجمعه كُدُوم. والكَدْم: اسم أَثر الكَدْم. يقال: به
كُدُومٌ. والمُكَدَّمُ، بالتشديد: المُعضَّض. وحمار مُكَدَّم: معضض.
وتَكادَم الفرسانِ: كَدَم أَحدهما صاحبه. والكُدامةُ: ما يُكْدَم من الشيء
أي يُعض فيُكْسَر، وقيل: هو بقية كل شيء أُكِل، والعرب تقول: بَقِي من
مَرْعانا كُدامة أي بقية تَكْدمها المالُ بأَسنانها ولا تَشبع منه. وفي حديث
العرنيين: فلقد رأَيتهم يَكْدِمُون الأَرض بأَفواههم أي يقبضون عليها
ويَعَضُّونها، والدواب تُكادِمُ الحشيشَ بأَفواهها إذا لم تَسْتَمْكِنْ
منه. والكُدَم: الكثير الكَدْم، وقد يستعمل في عَض الجَراد وأَكلها للنبات.
والكُدَمُ: من أَحْناش الأَرض. قال ابن سيده: أُراه سمي بذلك لعضه.
والكُدَم والمِكْدَم: الشديد القِتال. ورجل مُكَدَّمٌ إذا لقي قِتالاً
فأَثَّرت فيه الجراح. وكدَمَ الصيْدَ كَدْماً إذا جدَّ في طلبه حتى يغلبه.
وكَدَمْتُ الصيدَ أَي طرَدْته. ويقال للرجل إذا طلب حاجة لا يُطلب مثلها: لقد
كَدَمْتَ في غير مَكْدَِمٍ.
والكُدْمة، بضم الكاف: الشديد الأَكل؛ وأَنشد أَبو عمرو:
يا أَيُّها الحَرْشَف ذُو الأَكْلِ الكُدَمْ
والحَرْشفُ: الجراد. وكَدَمْتَ غير مَكْدم أي طلبت غير مَطْلَب. وما
بالبعير كَدْمة أي أُثْرة ولا وَسْمٌ، والأُثرة أن يُسْحَى باطن الخفّ
بحديدة. وفَنِيقٌ مُكْدَمٌ أي فحل غليظ، وقيل: صُلْب؛ قال بشر:
لَوْلا تُسَلِّي الهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرةٍ
عَيْرانةٍ، مثلِ الفَنِيقِ المُكْدَم
ابن الأَعرابي: نعجة كَدِمةٌ غليظة كثيرة اللحم؛ وقول رؤبة:
كأَنَّه شَلاَّلُ عاناتٍ كُدُمْ
قال: حمار كَدِمٌ غليظ شديد، والجمع كُدُم. وعَير مُكْدَم: غليظ شديد.
وقَدَحٌ مُكْدَم: زُجاجه غليظ. وأَسِير مُكْدَم: مصفود مشدود بالصِّفاد؛
هذه الثلاثة عن اللحياني. وفحل مُكَدَّم ومُكْدَم إذا كان قويّاً قد
نُيِّب فيه. وأُكْدِم الأَسير إذا اسْتُوثِق منه. وكِساء مُكْدَم: شديد الفتل،
وكذلك الحبْ. والكَدَمة، بفتح الدال: الحركة؛ عن كراع وليست بصحيحة؛
وأَنشد ابن بري في ذلك:
لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ،
سَمعتُ مِن فَوْق البُيوتِ كَدَمَهْ
وقد ذكر ذلك في حذم.
والكُدام: ريح يأْخذ الإنسان في بعض جسده فيسخنون خِرقة ثم يضعونها على
المكان الذي يشتكي. وكَدَمُ السَّمُرِ: ضرب من الجَنادب.
وكِدامٌ ومُكَدَّمٌ وكُدَيْمٌ: أَسماء.
لدن: اللَّدْنُ: اللّيِّنُ من كل شيء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ،
والأُنثى لَدْنة، والجمع لِدانٌ ولُدْن وقد لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً.
ولَدَّنه هو: لَيَّنه. وقناة لَدْنة: ليِّنة المهَزَّةِ، ورمح لَدْنٌ ورِماحٌ
لُدْنٌ، بالضم، وامرأَة لَدْنة: ريّا الشّبابِ ناعمةٌ، وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ
لَدْنٌ.
وتَلدَّنَ في الأَمر: تَلبَّثَ وتمكَّثَ، ولدَّنه هو. وفي الحديث: أَن
رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه، ثم بعثه فتَلَدَّنَ عليه بعضَ
التَّلدُّن، فقال: شَأْ لعَنك الله فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
لا تَصْحبْنا بملعون؛ التَّلدُّن: التَّمكُّثُ، معنى قوله تَلدَّنَ أَي
تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ ولم يَثُرْ ولم يَنبَعِث. يقال: تَلدَّنَ
عليه إِذا تَلكَّأَ عليه؛ قال أَبو عمرو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ
تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ. وفي حديث عائشة: فأَرسلَ إِليَّ ناقةً مُحَرَّمةً
فتَلدَّنتْ عليَّ فلعنتها.
ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ محذوفة منها ولَدَى مُحَوَّلة،
كله: ظرف زماني ومكاني معناه عند؛ قال سيبويه: لَدُنْ جُزمَتْ ولم تجعل
كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ في الكلام تَمَكُّنَ عند، واعْتَقَبَ النونُ
وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً، كما اعتقبَ الهاءُ والواو في سنَةٍ
لاماً وكما اعتقبت في عِضاهٍ. قال أَبو إِسحق: لَدُنْ لا تَمَكَّنُ
تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندي صوابٌ، ولا تقول هو لَدُني صواب، وتقول
عندي مال عظيم والمال غائب عنك، ولَدُنْ لما يليك لا غير. قال أَبو علي:
نظير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، في استعمال اللام تارة نوناً، وتارة حرف علة،
وتارة محذوفة، دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ، وهو مذكور في موضعه. ووقع في تذكرة
أَبي علي لَدَى في معنى هل عن المفضَّل؛ وأَنشد:
لَدَى من شبابٍ يُشْترَى بمَشِيبِ؟
وكيف شَبابُ المرْء بعدَ دَبيبِ؟
وقوله تعالى: قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً؛ قال الزجاج: وقرئ من
لَدُني، بتخفيف النون، ويجوز من لَدْني، بتسكين الدال، وأَجودها بتشديد
النون، لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ، فإِذا أَضفتها إِلى نفسك زِدْتَ نوناً
ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى، تقول من لَدُنْ زيد، فتسكن النون، ثم تضيف
إِلى نفسك فتقول لَدْني كما تقول عن زيد وعني، ومن حذف النونَ فلأَنَّ
لَدُنْ اسم غير متمكن، والدليل على أَن الأَسماء يجوز فيها حذف النون
قولهم قَدْني في معنى حَسْبي، ويجوز قَدِي بحذف النون لأَن قد اسم غير متمكن؛
قال الشاعر:
قَدْنَي من نصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي
فجاء باللغتين. قال: وأَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم في عَضُدٍ
عَضْد، فيحذفون الضمة. وحكى أَبو عمرو عن أَحمد بن يحيى والمبرّد أَنهما
قالا: العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فمن
رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ، ومن نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً،
ومن خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ. وقال ابنُ كيسانَ: لَدُنْ حرف يَخْفِضُ،
وربما نُصِبَ بها. قال: وحكى البصريون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بين
الكلام ؛ وأَنشدوا:
ما زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ،
لَدُنْ غُدْوَةً حتى دَنَتْ لغُروبِ
وأَجاز الفراء في غُدْوةٍ الرفع والنصب والخفض؛ قال ابن كيسانَ؛ من خفض
بها أَجراها مُجْرَى من وعن، ومن رفع أَجراها مُجْرى مذ، ومن نصب جعلها
وقتاً وجعل ما بعدها ترجمة عنها؛ وإِن شئت أَضمرت كان كما قال:
مُذْ لَدُ شَوْلاً وإِلى إِتْلائِها
أَراد: أَن كانت شَوْلاً. وقال الليث: لَدُنْ في معنى من عند، تقول: وقف
الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلى المسجد ونحو ذلك إِذا اتصل ما بين
الشيئين، وكذلك في الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلى غروبها أَي من حين. وفي
حديث الصَّدَقة: عليهما جُنَّتانِ من حديد من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى
ترَاقيهما؛ لَدُنْ؛ ظرف مكان بمعنى عند إِلا أَنه أَقرب مكاناً من عند وأَخصُّ
منه، فإِن عند تقع على المكان وغيره، تقول: لي عند فلانٍ مال أَي في
ذمته، ولا يقال ذلك في لَدُنْ. أَبو زيد عن الكلابيين أَجمعين: هذا من
لَدُنِهِ، ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون. الجوهري: لَدُنْ الموضع الذي
هو الغاية، وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند، وقد أَدخلوا عليها من وحدها من
حروف الجرّ، قال تعالى: من لَدُنَّا، وجاءت مضافة تخفض ما بعدها؛ وأَنشد
في لَدُ لغَيْلانَ بن حُرَيث:
يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَريرِه،
من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه
قال ابن بري: وأَنشده سيبويه إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره. قال: قال وقد
حمل حذف النون بعضهم إِلى أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً، فنصب غدوة بالتنوين؛
قال ذو الرمة:
لَدُنْ غُدْوَةً، حتى إِذا امتَدَّتِ الضُّحَى،
وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ
لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب، كما تقول
ضارِبٌ زيداً، قال: ولم يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا في غُدْوة خاصة. قال ابن بري:
ذكر أَبو علي في لَدُنْ بالنون أَربع لغات: لَدُنْ ولَدْنٌ، بإِسكان
الدال، حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد، ولُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال على اللام،
ولَدَنْ بحذف الضمة من الدال، فلما التقى ساكنان فتحت الدال لالتقاء
الساكنين، ولم يذكر أَبوعلي تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن أَسكن الدال،
قال: وينبغي أَن تكون مكسورة، قال: وكذا حكاها الحَوْفيُّ لَدْنِ، ولم يذكر
لُدْن التي حكاها أَبوعلي، والقياس يوجب أَن تكون لَدْنِ، ولَدْنِ على
حدِّ لم يَلْدَهُ أَبوان، وحكى ابن خالويه في البديع: وهَبْ لنا من لدُنك،
بضم الدال، قال ابن بري: ويقال لي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حاجة، والله
أَعلم.
زخر: زَخَرَ البَحْرُ يَزْخَرُ زَخْراً وزُخُوراً وتَزَخَّرَ: طَمَا
وَتَمَـَّلأَ. وزَخَرَ الوادِي زَخْراً: مَدَّ جِدّاً وارتفع، فهو زاخِرٌ.
وفي حديث جابر: فَزَخَرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وارتفعت
أَمواجه. وزَخَر القومُ: جاشوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وكذلك زَخَرَتِ الحربُ
نفسُها؛ قال:
إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ،
رأَيتَ بُحُوراً من نُحُورِهِمُ تَطْمُو
وزَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قال أُمية
بن أَبي الصلت:
فَقُدُورهُ بِفنائِهِ،
للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ
وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قال الهذلي:
صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ
قال الجوهري: معناه يقال إِنها تجود بقوتها في حال الجوع وهيجان الدم
والطبائع، ويقال: نسبها مرتفع لأَن عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَمِ. وقال
أَبو عبيدة: عِرق فلان زاخر إِذا كان كريماً يَنْمِي. وزَخَرَ النباتُ:
طال، وإِذا التف النبات وخرج زهره قيل: قد أَخذ زُخاريَّهُ. وزَخَرَتْ
رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عن كراع.
وكلام زَخْوَرِيُّ: فيه تَكبر وتَوَعُّدٌ، وقد تَزَخْوَرَ. ونَبْتٌ
زَخْوَرٌ وزَخْوَرِيٌّ وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ. الأَصمعي: إِذا التف
العشبُ وأَخرج زَهْرَهُ قيل: جَنَّ جُنُوناً وقد أَخذ زُخارِيَّهُ؛ قال ابن
مقبل:
ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً،
سَقَتْهُ كلُّ مُــدْجِنَةٍ هَمُوعِ
زُخارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فيه
جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ
ويقال: مكان زُخارِيُّ النبات، وزُخارِيُّ النبات: زَهْرُهُ. وأَخذ
النباتُ زُخارِيَّهُ أَي حَقَّه من النَّضارة والحسن. وأَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت
زُخارِيَّها.
أَبو عمرو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ العالي. ويقال للوادي إِذا جاش مَدُّه
وطمَا سَيْلُه: زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً، وقيل: إِذا كثر ماؤه وارتفعت
أَمواجه، قال: وإِذا جاش القوم للنَّفِير، قيل: زَخَروا. وقال أَبو تراب:
سمعت مُبْتَكِراً يقول: زاخَرْتُه فَزَخَرْتُه وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه،
وقال الأَصمعي: فَخَرَ بما عنده وزَخَرَ واحدٌ.
قعبل: القَعْبَلُ والقُعْبُول: نبْت يُنابِت الكَمْأَة في الربيع،
يُجْنى فيُشْوى ويطبخ ويؤكل. والقَعْبَل والقِعْبِل: ضرْب من الكمْأَة ينبُت
مستطيلاً دقيقاً كأَنه عود، وإِذا يبس صار له رأْس أَسود مثل الــدُّجُنَّة
السوداء، يقال له فَسَوات الضِّباع؛ وقال أَبو حنيفة: هو ضرْب من
الكمْأَة ينبُت مستطيلاً فإِذا يبس تَطاير. الأَزهري: القَعْبَل الفُطْر، وهو
العَسْقَل. والقُعْبُول: القَعْبُ. وقَعْبَل: اسمٌ.
نأم: النّأْمةُ، بالتسكين: الصوتُ. نأَم الرجلُ يَنْئِمُ ويَنْأَمُ
نَئِيماً، وهو كالأَنِينِِ، وقيل: هو كالزَّحِير، وقيل: هو الصوت الضعيف
الخفيّ أَيّاً كان. ونأَمَ الأَسدُ يَنْئِمُ نَئِيماً: وهو دون الزَّئِير،
وسمعت نَئِيمَ الأَسَد. قال ابن الأَعرابي: نأَمَ الظبي يَنْئِمُ، وأَصله
في الأَسد؛ وأَنشد:
أَلا إِنَّ سَلْمَى مُغْزِلٌ بتَبالةٍ،
تُراعي غَزالاً بالضُّحَى غيرَ نَوْأَمِ
مَتى تَسْتَثِرْه من مَنامٍ يَنامُه
لِتُرْضِعَه، يَنْئِمْ إِليها ويَبْغُمِ
والنَّئِيمُ: صوت البُوم؛ قال الشاعر:
إِلاَّ نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا
ويقال: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه، مهموزة مخففة الميم، وهو من النَّئِيم
الصوت الضعيف أَي نَغْمَتَه وصوتَه. ويقال: نامَّتَه، بتشديد الميم،
فيجعل من المضاعف، وهو ما يَنِمُّ عليه مِن حركتِه يُدْعى بذلك على
الإِنسان. والنَّئِيمُ: صوتٌ فيه ضعف كالأَنينِ. يقال: نأَمَ يَنْئِمُ.
والنَّأْمةُ والنَّئِيمُ: صَوتُ القوس؛ قال أَوس:
إِذا ما تَعاطَوْها سَمِعْتَ لِصَوْتِها،
إِذا أَنْبَضوا فيها، نَئِيماً وأَزْمَلا
ونأَمَت القوسُ نَئِيماً؛ وقول الشاعر:
وسَماع مُــدْجِنة تُعَلِّلُنا،
حتى نَؤُوبَ، تَنَؤُّمَ العُجْمِ
رواه ابن الأَعرابي: تَنَؤُّم، مهموز، على أَنه من النَّئيم، وقال: يريد
صياحَ الدِّيَكة كأَنه قال: وقت تَنَؤُّمِ العُجْم، وإِنما سمَّى
الدِّيَكة عُجْماً لأَن كل حيوان غير الإِنسان أَعْجم، ورواه غيره: تَناوُمَ
العُجْم، فالعُجْمُ على هذه الروايةِ ملوك العجَم، والتَّناوُم: من
النَّوْم، وذلك أَن ملوك العجم كانت تَناوَمُ على اللّهْو، وجاء بالمصدر على هذه
الرواية في البيت على غير الفعل. والنَّأْمةُ: الحركة.
جشن: الجَشن: الغليظ؛ عن كراع، زاد غيره: أَو ما هو في معناه.
والجُشْنةُ: طائرةٌ سوداءُ تعَشِّش بالحصى. والجَوْشَنُ: الصدرُ، وقيل: ما عَرُض
من وسط الصدر. وجَوْشَنُ الجَرادة: صدرها. وجَوْشَنُ الليل: وسَطه
وصَدْره. والجوْشَن: اسم الحديد الذي يُلبَس من السلاح؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً
طَعَن كِلاباً بِرَوْقَيْه في صدرها:
فكَرَّ يَمْشُق طَعْناً في جَواشِنِها،
كأَنه، الأَجْرَ في الإقبالِ، يَحْتَسِبُ.
الجوهري: والجَوْشَن الدِّرْع واسم الرجل، وقيل: الجوْشَن من السلاح
زَرَدٌ يُلبَسه الصدرُ والحَيزوم. ومضى جَوْشَنٌ من الليل أَي قطعة، لغة في
جَوْش، فإن كان مزيداً منه فحكمه أَن يكون معه؛ قال ابن أَحمر يصف سحابة:
يُضيء صَبيرُها، في ذي خَبِيٍّ،
جَواشِن لَيْلها بِيناً فبِينا. والبِينُ: القطعة من الأَرض. ابن
الأَعرابي: المَجْشونةُ المرأَة الكثيرة العمل النشيطة. وجَواشِن التُّمام:
بقاياه؛ قال:
كِرامٌ إذا لم يَبْقَ إلاَّ جَواشِن الثـ
ـمامِ، ومن شَرّ الثُّمام جَواشِنُه.
جدن: جَدَنٌ: موضع. وذو جَدَنٍ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير، وقيل: من
مَقاوِلة اليَمَن، وفي التهذيب: اسم ملك من ملوك حِمْيَر؛ قال الأَصمعي:
وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء الكلابي:
لو أَنَّني كنتُ من عادٍ ومن إِرَمٍ
غَذِيَّ بَهْم ولُقْماناً وذا جَدَنِ.
ابن الأَعرابي: أَجْدَنَ الرجلُ إذا استغنى بعد فقر.
دحن: الدَّحِنُ: الخَِبُّ الخبيث كالدَّحِل، وقيل: الداهي، وقيل:
الدَّحِن المسترخي البطن، وقيل: العظيمة، وقيل: الدَّحِن والدِّحَنُّ السمين
المندلق البطن القصير، والفعل من ذلك كله دَحِن يَدْحَن دَحَناً.
والدِّحَنَّة والدِّحْوَنَّة: كالدَّحِن؛ وأَنشد الأَزهري:
دِحْوَنَّة مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ،
إذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُ.
ويروى: يُكَرْدِح. والكَرْمَحة والكَرْدَحة والكَرْبَحة بمعنى: وهو عدْو
القصير يُقَرْمِط، والمُكَرْدَسُ: الملَزَّز الخَلْق، والبلندح: القصير
السمين، وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور في الدحن:
تَبْرِي لَكِيكَ الدَّحِن المِخْراجِ.
وبعير دِحِنَّة ودِحْوَنَّة: عريض، وكذلك الناقة والمرأَة؛ عن أَبي زيد.
الأَزهري: قيل لابنه الخُسّ أَيُّ الإِبل خَيْر؟ فقالت: خير الإِبل
الدَّحِنَّة الطوِيلُ الذواع القصيرُ الكُراع، وقلّما تَجِدَنَّه. قال: وقال
الليث الدِّحَنَّة الكثير اللحْم الغليظُ. قال الأَزهري: يقال ناقة
دِحَنَّة ودِحِنَّة، بفتح الحاء وكسرها، فمن كسرها فهو على مثال امرأَة
عِفِرّة وضِبِرَّة، ومن فتح فهو على مثال رجل عِكَبّ وامرأَة عِكَبَّة إذا كانا
جافيي الخَلْق. وناقة دِفَقّة: سريعة؛ وأَنشد ابن السكيت:
أَلا ارْحَلوا دِعْكِنةً دِحِنَّة،
بما ارتعَى مُزْهِية مُغِنّة.
ويروى
(* قوله «ويروى إلخ» فسره في التهذيب فقال: أي جملاً
ذا عكن من الشحم، قال: وهو أشبه لأنه وصفه بنعت الذكر فقال ارتعى). أَلا
ارْحَلوا ذا عُكْنة أَي تَعَكَّن الشحْمُ عليها، قال: وهذا أَجود.
والــدِّجَنَّة: الأَرض المرتفِعة؛ عن أَبي مالك يمانية. والدَّيْحانُ: الجراد،
فَيْعال؛ عن كراع. ودَحْنا: اسم أَرض. وروي عن سعيد أَنه قال: خلق الله
تعالى آدمَ من دَحْناءَ ومسَح ظهرَه بِنَعْمانِ السَّحابِ، وهو بين الطائف
ومكة، ويروى بالجيم، وقد تقدّم.