(انْظُر دسق)
(انْظُر دسق)
وبص: الوبِيصُ: البَرِيقُ؛ وبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبْصاً ووَبِيصاً
وبِصَةً: بَرَقَ ولمَع، ووبَصَ البرقُ وغيره؛ وأَنشد ابن بري لامرئ
القيس:إِذا شَبّ للْمَرْوِ الصِّغارِ وَبِيصُ
وفي حديث أَخْذِ العهد على الذُّريّة: وأَعْجَبَ آدمَ وَبِيصُ ما بين
عَيْنَيْ داود، عليهما السلام؛ الوبِيصُ: البَريقُ، ورجل وَبّاصٌ: برّاق
اللون؛ ومنه الحديث: رأَيت وَبِيصَ الطيِّبِ في مَفارِقِ رسول اللّه، صلّى
اللّه عليه وسلّم، وهو مُحْرِمٌ أَي بَرِيقَه؛ ومنه حديث الحسن: لا
تَلْقَى المؤمن إِلا شاحِباً ولا تَلْقَى المُنافِقَ إِلا وَبّاصاً أَي
برّاقاً. ويقال: أَبْيَضُ وابِصٌ ووَبّاصٌ؛ قال أَبو النجم:
عن هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ
وقال أَبو العزيب النصري:
أَما تَرَيْنِي اليومَ نِضْواً خالصا،
أَسْوَدَ حُلْبوباً، وكنتُ وَابِصَا؟
أَبو حنيفة: وبَصَتِ النارُ وَبِيصاً أَضاءتْ. والوابِصةُ: البَرْقةُ.
وعارض وَبّاصٌ: شديدُ وَبِيصِ البَرْق. وكل بَرّاقٍ وَبَّاصٌ ووابصٌ. وما
في النار وَبْصةٌ ووابِصةٌ أَي جمرة. وأَوْبَصَت نارِي: أَضاءت، زاد
غيره: وذلك أَول ما يظهر لَهَبُها. وأَوْبَصَت النارُ عند القَدْح إِذا ظهرت.
ابن الأَعرابي: الوَبِيصةُ والوابِصةُ النار. وأَوْبَصت الأَرضُ: أَول
ما يظهرمن نباتها. ووَبَّصَ الجِرْوُ تَوْبِيصاً إِذا فتح عينيه.
ورجل وابِصةُ السَّمْع: يعتمد على ما يقال له، وهو الذي يُسَمَّى
الأُذُنَ، وأَنَّث على معنى الأُذُن، وقد تكون الهاء للمبالغة. ويقال: إِن
فلاناً لوَابِصةُ سَمْعٍ إِذا كان يَثِق بكل ما يسمعه، وقيل: هو إِذا كان
يسمع كلاماً فيعتمد عليه ويظنُّه ولمَّا يَكُنْ على ثِقَة، يقال: وابِصةُ
سَمع بفلان ووابِصةُ سَمع بهذا الأَمر؛ ابن الأَعرابي: هو القَمَرُ
(*
قوله: هو القمر؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد: الوبّاص هو القمر: هكذا في سائر
المعاجم.).
والوَبَّاصُ ووَبْصانُ: شهر ربيع الآخر
(* قوله «وبصان شهر ربيع الآخر»
هو بفتح الواو وضمها مع سكون الباء فيهما.)؛ قال:
وسِيّانِ وَبْصانٌ، إِذا ما عَدَدْته،
وبُرْكٌ لَعَمْري في الحِسَاب سَواءُ
وجمعه وَبْصاناتٌ. ووابِصٌ ووابِصةُ: اسمان. والوَابِصةُ: موضع.
دسق: الدَّسَقُ: امْتِلاءُ الحَوْضِ حتى يَفِيض. ودَسِقَ الحوضُ
دَسَقاً: امْتلأَ وساحَ ماؤُه، وأَدْسقه هو؛ قال رؤْبة:
يَرِدْنَ تحت الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ
رهج: الرَّهْجُ والرَّهَجُ: الغبار. وفي الحديث: ما خالك قلبَ امرئ
رَهَجٌ في سبيل الله إِلاَّ حرَّم الله عليه النار؛ الرَّهَجُ: الغبار. وفي
حديث آخر: من دخل جَوْفَهُ الرَّهَجُ، لم يدخله حر النار. وأَرْهَجَ
الغبارَ: أَثاره. والرَّهَجُ: السحاب الرقيق كأَنه غبار؛ وقول مليح
الهذلي:ففي كل دارٍ مِنْكِ للقَلْبِ حَسْرَةٌ،
يكونُ لها نَوْءٌ، من العينِ، مُرْهِجُ
أَراد شدّة وَقْعِ دموعها حتى كأَنها تثير الغبار.
وأَرْهَجَتِ السماء إِرْهاجاً إِذا همت بالمطر. ونَوْءٌ مُرْهِج: كثير
المطر.
والرَّهْوَجَةُ: ضرب من السير. ومَشْيٌ رَهْوَجٌ: سَهْلٌ لَيِّنٌ؛ قال
العجاج:
مَيَّاحَةٌ تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا
وأَصله بالفارسية: رَهْوَه.
والرِّهْجِيجُ: الضعيف من الفُصْلان
(* ومثله الرهجوج، كعصفور، كما في
القاموس.)؛ وقال الراجز:
وهي تَبُدُّ الرُّبَعَ الرِّهْجِيجا
في المَشْي، حتى يَرْكَبَ الوَسِيجا
ابن الأَعرابي: أَرْهَجَ إِذا أَكثر بَخُورَ بيته، قال: والرِّهَج
الشَّغَبُ.
بنن: البَنَّة: الريح الطيِّبة كرائحة التُّفّاح ونحوها، وجمعُها
بِنانٌ، تقول: أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّةً
طيِّبة من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل. قال سيبويه: جعلوه اسماً
للرائحة الطيبة كالخَمْطة. وفي الحديث: إن للمدينة بَنَّةً؛ البَنَّة:
الريح الطيِّبة، قال: وقد يُطلق على المكروهة. والبَنَّة: ريحُ مَرابِضِ
الغنم والظباء والبقر، وربما سميت مرابضُ الغنم بَنَّة؛ قال:
أَتاني عن أَبي أَنَسٍ وعيدٌ،
ومَعْصُوبٌ تَخُبُّ به الرِّكابُ
وعيدٌ تَخْدُجُ الأَرآمُ منه،
وتَكره بَنَّةَ الغَنمِ الذَّئابُ
ورواه ابن دريد: تُخْدِجُ أَي تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً. وقوله:
معصوبٌ كتابٌ أَي هو وعيد لا يكونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لا تُخْدِجُ أَبداً،
والذئاب لا تكره بَنَّة الغنم أَبداً. الأَصمعي فيما روى عنه أَبو حاتم:
البَنَّة تقال في الرائحة الطيّبة وغير الطّيبة، والجمع بِنانٌ؛ قال ذو
الرمة يصف الثورَ الوحشيّ:
أَبَنَّ بها عوْدُ المَباءَةِ، طَيِّبٌ
نسيمَ البِنانِ في الكِناسِ المُظَلَّلِ
قوله: عَود المباءَة أَي ثَوْر قديم الكِناس، وإنما نَصَب النسيمَ
لَمَّا نَوَّنَ الطيِّبَ، وكان من حقه الإضافةُ فضارع قولَهم هو ضاربٌ زيداً،
ومنه قوله تعالى: أَلم نجعل الأَرضَ كِفاتاً أَحياء وأَمواتاً؛ أَي
كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ، يقول: أَرِجَتْ ريحُ مباءتنا مما أَصاب أَبعارَه من
المطر. والبَنَّة أَيضاً: الرائحة المُنْتِنة، قال: والجمع من كل ذلك
بِنانٌ، قال ابن بري: وزعم أَبو عبيد أَن البَنَّة الرائحة الطيّبة فقط،
قال: وليس بصحيح بدليل قول عليّ، عليه السلام، للأَشْعث بن قَيْس حين خطَب
إليه ابْنَتَه: قُمْ لعنك الله حائكاً فَلَكَأَنِّي أَجِدُ منكَ بَنَّةَ
الغَزْلِ، وفي رواية قال له الأَشْعثُ بنُ قَيْس: ما أَحْسِبُكَ عَرَفْتني
يا أَمير المؤْمنين، قال: بلى وإني لأَجِدُ بَنَّة الغزل منك أَي ريح
الغزل، رماه بالحياكة، قيل: كان أَبو الأَشْعث يُولَع بالنِّساجة.
والبِنُّ: الموضعُ المُنتِنُ الرائحة. الجوهري: البَنَّةُ الرائحة،
كريهةً كانت أَو طيبةً. وكِناسٌ مُبِنٌّ أَي ذو بَنَّةٍ، وهي رائحة بَعْر
الظِّباء. التهذيب: وروى شمر في كتابه أَن عمر، رضي الله عنه، سأَل رجلاً
قَدِمَ من الثَّغْر فقال: هل شَرِبَ الجَيْشُ في البُنيات الصغار
(* قوله «في البنيات الصغار» وقوله «البنيات ههنا الأقداح إلخ» هكذا بالتاء آخره في
الأصل ونسخة من النهاية. وأورد الحديث في مادة بني وفي نسخة منها بنون
آخره).؟ قال: لا، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتداولُونه حتى يشربوه
كلُّهم؛ قال بعضهم: البُنيات ههنا الأَقداحُ الصِّغار. والإبْنانُ:
اللُّزومُ. وأَبْنَنْتُ بالمكان إِبْناناً إذا أَقمْت به. ابن سيده: وبَنَّ
بالمكان يَبِنُّ بَنّاً وأَبَنَّ أَقام به؛ قال ذو الرمة:
أَبَنَّ بها عَوْدُ المباءةِ طَيِّبٌ
وأَبي الأَصمعي إلا أَبَنَّ. وأَبَنّتِ السحابةُ: دامَتْ ولزِمَتْ.
ويقال: رأَيت حيّاً مُبِنّاً بمكان كذا أَي مقيماً. والتبنينُ: التثبيت في
الأَمر. والبَنِينُ: المتثبِّت العاقل. وفي حديث شريح: قال له أَعرابيّ
وأَراد أَن يَعْجَل عليه بالحكومة. تَبَنَّن، أَي تثَبَّتْ، من قولهم
أَبَنَّ بالمكان إذا أَقام فيه؛ وقوله:
بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً
يجوز أَن يكون اللازمَ اللازق، ويجوز أَن يكون من البَنَّة التي هي
الرائحة المنتنة، فإما أَن يكون على الفعل، وإما أَن يكون على النسب.
والبَنان: الأَصابع: وقيل: أَطرافها، واحدتها بَناتةٌ؛ وأَنشد ابن بري لعباس بن
مرداس:
أَلا ليتَني قطَّعتُ منه بَنانَه،
ولاقَيْتُه يَقْظان في البيتِ حادِرا
وفي حديث جابر وقتْل أَبيه يومَ أُحُد: ما عَرَفْتُه إلا ببَنانه.
والبَنانُ في قوله تعالى: بَلَى قادرين على أَن نُسوّيَ بَنانه؛ يعني شَواهُ؛
قال الفارسي: نَجْعلُها كخُفّ البعير فلا ينتفع بها في صناعة؛ فأَما ما
أَنشده سيبويه من قوله:
قد جَعَلَت مَيٌّ، على الطِّرارِ،
خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ
فإنه أَضاف إلى المفرد بحسب إضافة الجنس، يعني بالمفرد أَنه لم يكسَّر
عليه واحدُ الجمع، إنما هو كسِدْرة وسِدَر، وجمعُ القلة بناناتٌ. قال:
وربما استعاروا بناءَ أَكثر العدد لأَقله؛ وقال:
خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار
يريد خمساً من البَنان. ويقال: بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن كل جمع بينه وبين
واحده الهاءُ فإِنه يُوَحِّد ويذكَّرُ. وقوله عز وجل: فاضربوا فوق
الأَعْناق واضربوا منهم كل بَنان؛ قال أَبو إسحق: البَنانُ ههنا جميعُ أَعضاء
البدن، وحكى الأَزهري عن الزجاج قال: واحدُ البنان بَنانة، قال: ومعناه
ههنا الأَصابعُ وغيرُها من جميع الأَعضاء، قال: وإنما اشتقاقُ البنان من
قولهم أَبَنَّ بالمكان، والبَنانُ به يُعْتَمل كلُّ ما يكون للإقامة
والحياة. الليث: البنان أَطرافُ الأَصابع من اليدين والرجلين، قال: والبَنان في
كتاب الله هو الشَّوى، وهي الأَيدي والأَرجُل، قال: والبنانة الإصْبَعُ
الواحدة؛ وأَنشد:
لا هُمَّ أَكْرَمْتَ بني كنانهْ، ليس لحيٍّ فوقَهم بَنانهْ
أَي ليس لأَحدٍ عليهم فضل قِيسَ إصبعٍ. أَبو الهيثم قال: البَنانة
الإصبعُ كلُّها، قال: وتقال للعُقدة العُليا من الإصبع؛ وأَنشد:
يُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطرَّفُ
والمُطرَّفُ: الذي طُرِّفَ بالحنّاء، قال: وكل مَفْصِل بَنانة.
وبُنانةُ، بالضم: اسمُ امرأَة كانت تحتَ سَعْد بن لُؤَيّ بن غالبِ بن فِهْرٍ،
ويُنسَبُ ولدُه إليها وهم رَهْط ثابت البُنانيّ. ابن سيده: وبُنانةُ حيٌّ من
العرب، وفي الحديث ذكرُ بُنانة، وهي بضم الباء وتخفيف النون الأُولى
مَحِلة من المَحالّ القديمة بالبَصرة. والبَنانة والبُنانة: الرَّوْضة
المُعْشِبة. أَبو عمرو: البَنْبَنة صوتُ الفُحْشِ والقَذَع. قال ابن
الأَعرابي: بَنْبَنَ الرجلُ إذا تكلَّم بكلام الفحش، وهي البَنْبنة؛ وأَنشد أَبو
عمرو لكثير المحاربيّ:
قد مَنَعَتْني البُرَّ وهي تَلْحانْ،
وهو كَثيرٌ عندَها هِلِمّانْ،
وهي تُخَنْذي بالمَقالِ البَنْبانْ
قال: البَنْبانْ الرديءِ من المنطق والبِنُّ: الطِّرْق من الشحم يقال
للدابة إِِِِِِِِِِِِِِِذا سَمِنتْ:ركِبَها طِرْقٌ على طِرْقٍ
(* قوله
«ركبها طرق على طرق» هكذا بالأصل، وفي التكملة بعد هذه العبارة: وبنّ على
بنّ وهي المناسبة للاستشهاد فلعلها ساقطة من الأصل) الفراء في قولهم
بَلْ بمعنى الاستدراك: تقول بَلْ واللّهِ لا آتيكَ وبَنْ واللّه، يجعلون
اللام فيها نوناً، قال: وهي لغة بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهِلِيين
يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ، قال: ومن خَفيفِ هذا الباب بَنْ ولا بَنْ
لغةٌ في بَلْ ولا بَلْ، وقيل: هو على البدل؛ قال ابن سيده: بَلْ كلمة
استدراكٍ وإعلامٍ بالإضْراب عن الأَولِ، وقولهم: قام زيد بَلْ عَمْروٌ وبَنْ
عَمْروٌ، فإن النون بدلٌ من اللام، أَلا ترى إلى كثرة استعمال بَلْ
وقلَّة استعمال بَنْ والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقلِّ؟ قال: هذا هو الظاهر
من أَمره قال ابن جني: ولسْتُ أَدفعُ مع هذا أَن يكون بَنْ لغةً قائمة
بنفسها، قال: ومما ضوعف من فائِه ولامِه بَنْبان، غير مصروف، موضع؛ عن
ثعلب؛ وأَنشد شمر:
فصار َ ثنَاها في تميمٍ وغيرِهم،
عَشِيَّة يأْتيها بِبَنْبانَ عِيرُها
يعني ماءً لبني تميم يقال له بَنْبان؛ وفي ديار تميم ماءٌ يقال له
بَنْبان ذكره الحُطيئة فقال:
مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَه،
وماءَ وَسِيعٍ ماءَ عَطْشان َ مُرْمل ِ
يعني الزِّبْرِقان أَنه حَلأَه عن الماء.
قرقف: القَرْقَفَة: الرِّعْدة، وقد قَرْقَفَه البرد مأْخوذ من الإرْقاف،
كرِّرت القاف في أَولها. ويقال: إني لأُقَرْقِف من البرد أَي أُرْعَدُ.
وفي حديث أُم الدرداء: كان أَبو الدرداء يغتسل من الجنابة فيجيء وهو
يُقَرْقِف فأَضُمّه بين فخِذَيّ، أَي يُرْعَدُ من البرد. والقَرْقف: الماء
البارد المُرْعِد. والقَرْقَف: الخمر، وهو اسم لها، قيل: سميت قَرْقَفاً
لأَنها تُقَرْقِفُ شارِبَها أَي تُرْعِده، وأَنكر بعضهم أَنها تُقَرْقِفُ
الناس. قال الليث: القَرْقف اسم للخمر ويوصف به الماء البارد ذو الصفاء؛
وقال:
ولا زاد إلا فَضْلتانِ: سُلافةٌ،
وأَبيضُ من ماء الغمامةِ قَرْقَفُ
أَراد به الماء. قال الأَزهري: قول الليث إنه يوصف بالقَرقف الماء
البارد وهَم. وأَوهَمه بيت الفرزدق، وفي البيت مؤخّر أُريد به التقديم، وذلك
الذي شَبّه على الليث، والمعنى فضْلتانِ سلافةٌ قَرْقَفٌ وأَبيضُ من ماء
الغَمامة.
والقَرْقوف: الدِّرهم، وحكي عن بعض العرب أَنه قال: أَبيضُ قَرْقوف، بلا
شَعر ولا صوف، في البلاد يَطوف؛ يعني الدرهم الأَبيض.
التهذيب في الرباعي: وفي الحديث أَن الرَّجل إذا لم يَغَرْ على أَهله
بعَثَ اللّه طائراً يقال له القَرْقَفَنَّةُ فيقع على مِشْريق بابه، ولو
رأَى الرِّجالَ مع أَهله لم يُبْصِرهم ولم يُغَيِّر أَمرَهم. الفراء: من
نادر كلامهم القَرْقَفَنَّة الكَمَرَة. غيره: القَرْقَف طير صغار كأَنها
الصِّعاء.
بوك: ناقة بائِكةٌ: سمينة خِيار فَتِيَّة حسنة، والجمع البَوائك. ومن
كلامهم: إنه لمِنْحارٌ بَوائكها، وقد باكت بُؤوكاً، وبعير بائِك كذلك،
وجمعهم بُوَّك، وحكى ابن الأَعرابي بُيَّك، وهو مما دخلت فيه الياء على الواو
بغير علة إلا القرب من الطرف وإيثار التخفيف، كما قالوا صُيَّم في صوّم،
ونُيَّم في نُوّم؛ أنشد ابن الأَعرابي:
ألا تَرَاها كالهِضاب بُيَّكا،
مَتالِياً جَنْبَى وعوذاً ضُيَّكا؟
جَنْبَى: أراد كالجَنْبَى لتثاقلها في المشي من السمن، والضُّيَّك: التي
تفاجّ من شدة الحَفْلِ لا تقدر أن تضم أفخاذها على ضروعها، وهو مذكور في
موضعه. الكسائي: باكَت الناقة تَبُوك بَوْكاً سمنت. والبَوائِكُ:
السمان؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
فما كان ذنبُ بَنِي مالكٍ،
بأن سُبَّ منهم غلامٌ فسَبْ
عَراقِيبَ كومٍ طِوال الذُّرَى،
تَخِرُّ بوائِكُها للرُّكَبْ
وقال ذو الرمة: أمثال اللِّجابِ البَوائك. الأَصمعي: البائك والفاشِحُ
(* قوله «والفاشج» كذا بالأصل هنا وفي مادة فسج، ولم يذكر هذه العبارة في
مادة فشج بل ذكرها في مادة فثج فلعل فشج محرف عن فثج). والفاسِجُ الناقة
العظيمة السنام، والجمع البَوائِك. وقال النضر: بَوائك الإبل كرامها
وخيارها؛ وقوله أنشده ابن الأَعرابي:
أعطاكَ يا زيدُ الذي يُعْطي النِّعمْ
من غير ما تَمَنُّنٍ ولا عَدَمْ،
بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغنم
فسره فقال: البَوائك الثابتة في مكانها يعني النخل.
والبَوْك: تَثْويرُ الماء، وفي التهذيب: تَثْوير العين يعني عين الماء.
يقال: باكَ العينَ يعبُوكها. وفي الحديث: أن بعض المنافقين باكَ عَيْناً
كان النبي، صلى الله عليه وسلم، وضع فيها سهماً. والبَوْكُ: تَدُوير
البُنْدقة بين راحتيك. وفي حديث ابن عمر: أنه كانت له بُنْدقة من مسك وكان
يبلها ثم يَبُوكها أي يديرها بين راحتيه فتفوح روائحها. والبَوْك: البيع.
وحكي عن أعرابي أنه قال: معي درهم بَهْرَج لا يُباكُ به شيء أي لا يباع.
وباكَ إذا اشترى، وباكَ إذا باع، وباكَ إذا جامع. والبوك: الشراء،
والبَوْك إدخال القِدْح في النصل. ويقال: عُكْتَ وبُكْتَ ما لا يدي لك به
(*
قوله: «ما لا يدي لك به» هكذا في الأصل.) وعاك وباك. والبَوْك: سفاد الحمار.
وباكَ الحمارُ الأتانَ يَبوكها بَوْكاً: كامَها ونزا عليها، وقد يستعمل
في المرأة، قال ابن بري: وقد يستعار للآدمي؛ وأنشد أبو عمرو:
فباكها مُشوَثَّقُ النِّيَاطِ،
ليس كَبَوْكِ بعلها الوَطْوَاطِ
وفي الحديث: أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أن رجلاً قال لآخر وذكر
امرأة أجنبية: إنَّك تَبُوكها، فجلده عمر وجعله قذفاً، وأصل البَوْك في
ضِراب البهائم وخاصة الحمير، فرأى عمر ذلك قذفاً وإن لم يكن صرح بالزنا. وفي
حديث سليمان بن عبد الملك: أن فلاناً قال لرجل من قريش: عَلامَ تَبُوك
يتيمك في حجرك؟ فكتب إلى ابن حزم أنِ اضْرِبْه الحدَّ. وباك القومُ رأيَهم
بَوْكاً: اختلط عليهم فلم يجدوا له مَخْرَجاً. وباكَ أمرُهم بوكاً: اختلط
عليهم. ولقيته أول بَوْكٍ أَي أوَّل مرة، ويقال لقيته اوَّل بَوْكٍ.
وأَوّلَ كل صَوْكٍ وبَوْكٍ أي أول كل شيء. ويقال: أول بَوْكٍ وأول بائك أي
كل شيء. وكذلك فعله أول كل صَوْكٍ وبَوْكٍ. ويقال: لقيته أول صَوْكٍ
وبَوْكٍ أي أول مرة، وهو كقولك لقيته أول ذات بدءٍ. وفي الحديث: أنهم باتوا
يَبوكون حِسْيَ تَبوك بقِدْح فلذلك سميت تَبُوك، أي يحرّكونه يدخلون فيه
القِدْح، وهو السهم، ليخرج منه الماء؛ ومنه يقال: باكَ الحمارَ الأَتان.
وسميت غزوة تَبُوك لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى قوماً من أَصحابه
يَبوكون حسْيَ تَبُوك أَي يدخلون فيه القِدْح ويحركونه ليخرج الماء،
فقال: ما زلتم تَبُوكونها بَوْكاً، فسميت تلك الغزوة غزوة تَبُوك، وهو
تَفْعُل من البَوْك، والحِسْي: العين كالجَفْر.