Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=51008#60b626
خُوشْــداش: انظر: خجداش.
صرف: الصَّرْفُ: رَدُّ الشيء عن وجهه، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً
فانْصَرَفَ. وصارَفَ نفْسَه عن الشيء: صَرفَها عنه. وقوله تعالى: ثم
انْصَرَفوا؛ أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه، وقيل: انْصَرَفُوا عن العمل
بشيء مـما سمعوا. صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على
فعلهم؛ وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ، والمُنْصَرَفُ: قد يكون مكاناً
وقد يكون مصدراً، وقوله عز وجل: سأَصرفُ عن آياتي؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم
الإضْلالَ عن هداية آياتي. وقوله عز وجل: فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا
نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ولا أَن
يَنْصُروا أَنفسَهم. قال يونس: الصَّرْفُ الحِيلةُ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان:
قَلَبْتُهم. وصَرَفَ اللّه عنك الأَذى، واسْتَصْرَفْتُ اللّه
المَكارِهَ.والصَّريفُ: اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ
حارّاً.والصَّرْفانِ: الليلُ والنهارُ.
والصَّرْفةُ: مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء
الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يقال: إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر
فذلك الخَريفُ، وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع، والعرب
تقول: الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في
الحالتين؛ قال ابن كُناسةَ: سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ،
وقال ابن بري: صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد.
والصَّرْفةُ: خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر في الأُخَذِ، قال ابن سيده:
يُسْتَعْطَفُ بها الرجال يُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم ووجوههم؛ عن اللحياني؛
قال ابن جني: وقولُ البغداديين في قولهم: ما تَأْتينا فتُحَدِّثَنا،
تَنْصِبُ الجوابَ على الصَّرْف، كلام فيه إجمال بعضه صحيح وبعضه فاسد، أَما
الصحيح فقولهم الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثاني عن معنى الفعل الأَول،
قال: وهذا معنى قولنا إن الفعل الثاني يخالف الأَوّل، وأَما انتصابه
بالصرف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعاني لا تنصب
الأَفعال وإنما ترفعها، قال: والمعنى الذي يرفع الفعل هو وقوع الاسم، وجاز في
الأَفعال أَن يرفعها المعنى كما جاز في الأَسماء أَن يرفعها المعنى
لمُضارعَة الفعل للاسم، وصَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوين.
وصَرَّفْنا الآياتِ أَي بيَّنْاها. وتَصْريفُ الآيات تَبْيينُها.
والصَّرْفُ: أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك.
وصَرَّفَ الشيءَ: أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه،
وتَصَرَّفَ هو. وتَصارِيفُ الأُمورِ: تَخالِيفُها، ومنه تَصارِيفُ الرِّياحِ
والسَّحابِ. الليث: تَصْريفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جهة إلى جهة، وكذلك تصريفُ
السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور والآيات، وتَصْريفُ الرياحِ: جعلُها
جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً فجعلها ضُروباً في أَجْناسِها. وصَرْفُ
الدَّهْرِ: حِدْثانُه ونَوائبُه. والصرْفُ: حِدْثان الدهر، اسم له لأَنه
يَصْرِفُ الأَشياء عن وجُوهها؛ وقول صخر الغَيّ:
عاوَدَني حُبُّها، وقد شَحِطَتْ
صَرْفُ نَواها، فإنَّني كَمِدُ
أَنَّث الصرف لتَعْلِيقه بالنَّوى، وجمعه صُروفٌ. أَبو عمرو: الصَّريف
الفضّةُ؛ وأَنشد:
بَني غُدانةَ، حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً
ولا صَريفاً، ولكن أَنـْتُمُ خَزَفُ
وهذا البيتُ أَورَدَه الجوهري:
بني غُدانَةَ، ما إن أَنتُمُ ذَهَباً
ولا صَريفاً، ولكن أَنتُمُ خزَفُ
قال ابن بري: صواب إنشاده: ما إِن أَنـْتُمُ ذَهبٌ، لأَن زيادة إنْ
تُبْطِل عمل ما.
والصَّرْفُ: فَضْلُ الدًِّرهم على الدرهم والدينار على الدِّينار لأَنَّ
كلَّ واحد منهما يُصْرَفُ عن قِيمةِ صاحِبه. والصَّرْفُ: بيع الذهب
بالفضة وهو من ذلك لأَنه يُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلى جَوْهر. والتصْريفُ في
جميع البِياعاتِ: إنْفاق الدَّراهم.
والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفيُّ: النقّادُ من المُصارفةِ وهو
التَّصَرُّفِ، والجمع صَيارِفُ وصَيارِفةٌ. والهاء للنسبة، وقد جاء في
الشعر الصَّيارِفُ؛ فأَما قول الفرزدق:
تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ،
نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ
فعلى الضرورة لما احتاج إلى تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتى صارت
حرفاً؛ وبعكسه:
والبَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا
ويقال: صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير. وبين الدِّرهمين صَرْفٌ أَي
فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما. ورجل صَيْرَفٌ: مُتَصَرِّفٌ في الأُمور؛
قال أُمَيَّة ابن أَبي عائذ الهذلي:
قد كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً،
لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ
أَبو الهيثم: الصَّيْرفُ والصَّيْرَفيُّ المحتال المُتقلب في أُموره
المُتَصَرِّفُ في الأَُمور المُجَرّب لها؛ قال سويد بن أَبي كاهل
اليَشْكُرِيّ:
ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً،
كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ
والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلةُ. يقال: فلان يَصْرِف ويَتَصَرَّفُ
ويَصْطَرِفُ لعياله أَي يَكتسب لهم. وقولهم: لا يُقبل له صَرْفٌ ولا
عَدْلٌ؛ الصَّرْفُ: الحِيلة، ومنه التَّصَرُّفُ في الأَمور. يقال: إنه يتصرَّف
في الأَُمور. وصَرَّفْت الرجل في أَمْري تَصْريفاً فتَصَرَّفَ فيه
واصْطَرَفَ في طلَبِ الكسْب؛ قال العجاج:
قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي،
بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ
والعَدْلُ: الفِداء؛ ومنه قوله تعالى: وإن تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ، وقيل:
الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ، وقيل: الصَّرْفُ التوبةُ
والعدل الفِدْيةُ، وقيل: الصرفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ، وقيل:
الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ، وأَصلُه في الفِدية، يقال: لم يقبلوا منهم
صَرفاً ولا عَدلاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقَتيلهم رجلاً
واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك؛ قال: كانت العرب تقتل الرجلين
والثلاثة بالرجل الواحد، فإذا قتلوا رجلاً برجل فذلك العدل فيهم، وإذا أَخذوا
دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صرْفاً، فالقيمة صَرْف
لأَن الشيء يُقَوّم بغير صِفته ويُعَدَّل بما كان في صفته، قالوا: ثم جُعِل
بعدُ في كل شيء حتى صار مثلاً فيمن لم يؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه،
وأُلزِمَ أَكثر منه. وقوله تعالى: ولم يجدوا عنها مَصْرِفاً، أَي
مَعْدِلاً؛ قال:
أَزُهَيْرُ، هلْ عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ؟
أَي مَعْدِل؛ وقال ابن الأَعرابي: الصرف المَيْلُ، والعَدْلُ
الاسْتِقامةُ. وقال ثعلب: الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ به والعَدْل الميل، وقيل الصرف
الزِّيادةُ والفضل وليس هذا بشيء. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه
وسلم، ذكر المدينة فقال: من أَحْدثَ فيها حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لا
يُقبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ؛ قال مكحول: الصَّرفُ التوبةُ والعدْلُ
الفِدية. قال أَبو عبيد: وقيل الصرف النافلة والعدل الفريضة. وقال يونس:
الصرف الحِيلة، ومنه قيل: فلان يَتَصَرَّفُ أَي يَحْتالُ. قال اللّه تعالى:
لا يَسْتَطِيعُونَ صَرفاً ولا نصْراً. وصَرفُ الحديث: تَزْيِينُه
والزيادةُ فيه. وفي حديث أَبي إدْرِيسَ الخَوْلاني أَنه قال: من طَلَبَ صَرْفَ
الحديثِ يَبْتَغِي به إقبالَ وجوهِ الناسِ إليه؛ أُخِذَ من صَرفِ
الدراهمِ؛ والصرفُ: الفضل، يقال: لهذا صرْفٌ على هذا أَي فضلُ؛ قال ابن الأَثير:
أَراد بصرْفِ الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة،
وإنما كره ذلك لما يدخله من الرِّياء والتَّصَنُّع، ولما يُخالِطُه من
الكذب والتَّزَيُّدِ، والحديثُ مرفوع من رواية أَبي هريرة عن النبي، صلى
اللّه عليه وسلم، في سنن أَبي داود. ويقال: فلان لا يُحْسنُ صرْفَ الكلام
أَي فضْلَ بعضِه على بعض، وهو من صَرْفِ الدّراهمِ، وقيل لمن يُمَيِّز:
صَيْرَفٌ وصَيْرَفيٌّ. وصَرَفَ لأَهله يَصْرِفُ واصْطَرَفَ: كَسَبَ وطَلَبَ
واخْتالَ؛ عن اللحياني.
والصَّرافُ: حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ، صَرَفَتْ تَصْرِفُ
صُرُوفاً وصِرافاً، وهي صارفٌ. وكلبةٌ صارِفٌ بيِّنة الصِّرافِ إذا اشتهت
الفحل. ابن الأَعرابي: السباعُ كلها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ إذا اشتهت الفحل،
وقد صرَفت صِرافاً، وهي صارِفٌ، وأَكثر ما يقال ذلك كلُّه للكلْبَةِ. وقال
الليث: الصِّرافُ حِرْمةُ الشاء والكلاب والبقَرِ.
والصَّريفُ: صوت الأَنيابِ والأَبوابِ. وصَرَفَ الإنسانُ والبعيرُ نابَه
وبنابِه يَصْرِفُ صَريفاً: حَرَقَه فسمعت له صوتاً، وناقة صَروفٌ
بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ. وصَرِيفُ الفحل: تَهَدُّرُه. وما في فمه صارفٌ أَي نابٌ.
وصَريفُ القَعْوِ: صوته. وصَريفُ البكرةِ: صوتها عند الاستقاء. وصريفُ
القلم والباب ونحوهما: صريرهما. ابن خالويه: صريفُ نابِ الناقةِ يدل على
كلالِها ونابِ البعير على قَطَمِه وغُلْمَتِه؛ وقول النابغة:
مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها،
له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
هو وَصْفٌ لها بالكَلالِ. وفي الحديث: أَنه دخل حائطاً من حَوائطِ
المدينةِ فإذا فيه جَمَلانِ يَصْرفان ويوعِدانِ فَدَنا منهما فوضعا جُرُنَهما؛
قال الأَصمعي: إذا كان الصَّرِيفُ من الفُحولةِ، فهو من النَّشاطِ، وإذا
كان من الإناث، فهو من الإعْياء. وفي حديث عليّ: لا يَرُوعُه منها
(*
قوله «لا يروعه منها» الذي في النهاية: لا يروعهم منه.) إلا صريفُ أَنيابِ
الحِدْثان. وفي الحديث: أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ أَي صوتَ جَرَيانِها
بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللّه ووَحْيِه، وما يَنْسَخُونه من اللوحِ
المحفوظ. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه السلام: أَنه كان يسمع صَريف القَلم
حين كتب اللّه تعالى له التوراة؛ وقول أَبي خِراشٍ:
مُقابَلَتَيْنِ شَدَّهما طُفَيْلٌ
بِصَرّافَينِ، عَقْدُهما جَمِيلُ
عنى بالصَّرَّافَيْنِ شراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ.
والصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شيء. وشَرابٌ صِرْفٌ أَي بَحْتٌ لم
يُمْزَجْ، وقد صَرَفَه صُروفاً؛ قال الهذَلي:
إن يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُفَةٍ
منها بريٍّ وعلى مِرْجَلِ
وصَرَّفَه وأَصْرَفَه: كَصَرفَه؛ الأَخيرة عن ثعلب. وصَرِيفون: موضع
بالعراق؛ قال الأعشى:
وَتُجْبَى إليه السَّيْلَحُونَ، ودونَها
صَرِيفُونَ في أَنهارِها والخَوَرْنَقُ
قال: والصَّرِيفيّةُ من الخمر منسوبة إليه. والصَّريفُ: الخمر الطيبةُ؛
وقال في قول الأَعشى:
صَرِيفِيّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُها،
لها زبدٌ بَيْنَ كُوبٍ ودَنّ
(* قوله «صريفية إلخ» قبله كما في شرح القاموس:
تعاطي الضجيع إذا أقبلت * بعيد الرقاد وعند
الوسن)
قال بعضهم: جعلها صَرِيفِيّةً لأَنها أُخِذت من الدَّنِّ ساعَتئذٍ
كاللبن الصَّريف، وقيل: نُسِبَ إلى صَريفين وهو نهر يتخلَّجُ من الفُراتِ.
والصَّريفُ: الخمر التي لم تُمْزَجْ بالماء، وكذلك كل شئ لا خِلْطَ فيه؛
وقال الباهليّ في قول المتنخل:
إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمصْرُوفةٍ
قال: بمصروفة أَي بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً، على مِرْجَلٍ أَي على لحمٍ
طُبخ في مِرجل، وهي القِدْر. وتَصْرِيفُ الخمر: شُرْبُها صِرْفاً.
والصَّريفُ: اللبن الذي ينصرف عن الضَّرْع حارّاً إذا حُلِبَ، فإِذا سكنت
رَغْوَتُه، فهو الصَّريحُ؛ ومنه حديث الغارِ: ويَبيتانِ في رِسْلِها وصَرِيفِها؛
الصَّريفُ: اللبن ساعة يُصْرَفُ عن الضرْع؛ وفي حديث سَلمَة ابن
الأَكوع:لكن غَذاها اللبَنُ الخَريفُ:
أَلمَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ
وحديث عمرو بن معديكَرِبَ: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللبن رَثِيئةً أَو
صَريفاً. والصِّرفُ، بالكسر: شيء يُدْبَغُ به الأَديمُ، وفي الصحاح: صِبْغ
أَحمر تصبغ به شُرُكُ النِّعالِ؛ قال ابن كَلْحَبَةَ اليربوعي، واسمه
هُبَيْرَةُ بن عبد مَناف، ويقال سَلَمة بن خُرْشُبٍ الأَنـْماري، قال ابن
بري: والصحيح أَنه هُبيرة بن عبد مناف، وكلحبة اسم أُمه، فهو ابن كلحبة
أَحدُ بني عُرَيْن بن ثَعْلبة بن يَرْبُوعٍ، ويقال له الكلحبة، وهو لقب له،
فعلى هذا يقال؛ وقال الكلحبة اليربوعي:
كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكنْ
كلَوْنِ الصِّرفِ عُلَّ به الأَدِيمُ
يعني أَنها خالصة الكُّمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ، وفي المحكم: خالصةُ
اللونِ لا يُحلف عليها أَنها ليست كذلك. قال: والكُمَيْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ
والأَحْوَى، وهما يشتبهان حتى يَحْلِفَ إنسان أَنه كميت أَحمُّ، ويحلف
الآخر أَنه كُميت أَحْوَى. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: أَتَيْتُ
رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وهو نائم في ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ
مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ؛ هو بالكسر، شجر أَحمر. ويسمى الدمُ
والشرابُ إذا لم يُمْزَجا صِرْفاً. والصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شيء. وفي
حديث جابر، رضي اللّه عنه: تَغَيَّر وجْهُه حتى صارَ كالصِّرْف. وفي حديث
علي، كرَّم اللّه وجهه: لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَديمِ الصِّرْفِ أَي
الأَحمر. والصَّريفُ: السَّعَفُ اليابِسُ، الواحدة صَريفةٌ، حكى ذلك أَبو
حنيفة؛ وقال مرة: هو ما يَبِسَ من الشجر مثل الضَّريع، وقد تقدَّم. ابن
الأَعرابي: أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ يُصْرِفُه إصرافاً إذا أَقوى فيه
وخالف بين القافِيَتَين؛ يقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافيةَ، قال ابن بري: ولم
يجئ أَصرف غيره؛ وأَنشد:
بغير مُصْرفة القَوافي
(* قوله «بغير مصرفة» كذا بالأصل.)
ابن بزرج: أَكْفأْتُ الشعرَ إذا رفعت قافِيةً وخفضت أُخرى أَو نصبتها،
وقال: أَصْرَفْتُ في الشعر مثل الإكفاء، ويقال: صَرَفْت فلاناً ولا يقال
أَصْرَفْته. وقوله في حديث الشُفعة: إذا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعةَ
أَي بُيِّنَتْ مَصارِفُها وشوارِعُها كأَنه من التَّصَرُّفِ
والتَّصْريفِ.والصَّرَفانُ: ضربٌ من التمر، واحدته صَرفانَةٌ، وقال أَبو حنيفة:
الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ
عَلِكةٌ، قال: وهي أَرْزَن التمر كله؛ وأَنشد ابن بري للنّجاشِيّ:
حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرينَ ومَذْحِجٍ
وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ
وقال عِمْران الكلبي:
أَكُنْتُمْ حَسِبْتُمْ ضَرْبَنا وجِلادَنا
على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ
(* قوله «الحجر» في معجم ياقوت: الحجر، بالكسر وبالفتح وبالضم، أسماء
مواضع.)
وفي حديث وفْد عبد القيس: أَتُسَمُّون هذا الصَّرفان؟ هو ضرب من أَجود
التمر وأَوْزَنه. والصرَفانُ: الرَّصاصُ القَلَعِيُّ؛ والصرَفانُ: الموتُ؛
ومنهما قول الزَّبّاء الملِكة:
ما لِلْجِمالِ مَشْيُها وئيدا؟
أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَم حَديدا؟
أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَديدا؟
أَم الرِّجال جُثَّماً قُعُودا؟
قال اَبو عبيد: ولم يكن يهدى لها شيء أَحَبّ إليها من التمر الصرَفان؛
وأَنشد:
ولما أَتَتْها العِيرُ قالت: أَبارِدٌ
من التمرِ أَمْ هذا حَديدٌ وجَنْدَلُ؟
والصَّرَفيُّ: ضَرْب من النَّجائب منسوبة، وقيل بالدال وهو الصحيح، وقد
تقدم.
وخش: الوَخْشُ: رذالةُ الناس وصغارهم وغيرهم، يكون للواحد والاثنين
والجمع والمؤنث بلفظ واحد. ويقال: ذلك من وَخْشِ الناس أَي من رُذالِهم.
وجاءني أَوْخاشٌ من الناس اي سُقاطُهم؛ ورجل وَخْشٌ وامرأَة وَخْش وقَوم
وَخْش، وربما جُمِع أَوْخاشاً، وربما أُدخِل فيه النون؛ وأَنشد لدَهْلَبِ ابن
قريع:
جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ،
كأَن مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ
قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ
أَراد الوَخْشَ فزاد فيه نوناً ثقيلة. وفي التهذيب: النون صلة الروي،
قال ابن سيده: وربما جاء مؤنثه بالهاء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وقد لَفَّفَا خَشْناءَ، لَيستْ بِوَخْشةٍ،
تُوارِي سَماءَ البيتِ مُشرفة القُتْر
يعني بالخَشْناء جُلَّة التمر، وجمعُ الوَخْشةِ وِخاشٌ. ووخُشَ الشيءُ،
بالضم، وَخاشَةً ووُــخُوشــةً ووُــخوشــاً: رَذُلَ وصار رَدِيئاً؛ قال الكميت:
تَلْقَى الندَى ومَخْلَداً حَلِيفين،
ليسا من الوَكْسِ ولا بوخْشَين
وفي حديث ابن عباس: وإِنّ قَرْنَ الكَبْشِ مُعَلَّقٌ في الكَعْبة قد
وَخُشَ وفي رواية: إنّ رَأْسِه مُعلَّق بقَرْنيه في الكعبة، وَخُشَ أَي
يَبِس وتَضاءَل. وأَوْخَشَ القومُ أَي رَدُّوا السِّهام في الرِّبابةِ مرةً
بعد أُخرى كأَنهم صاروا إِلى الوَخاشةِ والرَّذالةِ؛ وأَنشد أَبو عبيد في
الإِيخاشِ ليزيدَ بن الطَثَرِيّة وهي أُمه واسم أَبيه سلمة:
أَرَى سبعةً يَسْعَوْنَ للوَصْل، كلّهم
له عند رَيّا دِينةٌ يَسْتَدِينُها
وأَلقَيتُ سَهمي وَسْطهم حين أَوخَشوا،
فما صارَ لي في القَسْمِ إِلا ثَمِينُها
قال: أَوْخَشُوا خَلطُوا. وقوله فما صارَ لي في القَسْم إِلا ثمِينُها
أَي كنتُ ثامنَ ثمانية ممن يَسْتَدِينها؛ وقال النابغة:
أَبَوْا أَن يُقِيمُوا للرماح، ووَخَّشَتْ
شَغارِ، وأَعْطَوْا مُنيةً كلَّ ذي ذَحْل
قال شمر: وخَّشَتْ أَلقَتْ بأَيديها وأَطاعت.
طفف: طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طَفّاً وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ: دَنا وتَهيَّأً
وأَمكن، وقيل: أَشرف وبدا ليؤخذ، والمَعْنيانِ مُتجاوران، تقول العرب:
خذ ما طفَّ لك وأَطفَّ واستَطَفَّ أَي ما أَشرف لك، وقيل: ما ارتفع لك
وأَمكن، وقيل: ما دنا وقرُب، ومثله: خذ ما دقّ لك واسْتَدقَّ أَي ما
تهيَّأَ. قال الكسائي في باب قناعة الرجل ببعض حاجته: يحكى عنهم خذ ما طف لك
ودَعْ ما استطفَّ لك أَي ارْضَ بما أَمكنك منه. الليث: أَطفَّ فلان لفلان
إذا طَبَنَ له وأَراد خَتْله؛ وأَنشد:
أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنان جُنادِف
قال: واسْتطَفَّ لنا شيء أَي بدا لنا لنأخذه؛ قال علقمة يصف ظليماً:
يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه
وما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ
وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد بيت علقمة قال: الظَّلِيمُ
يَنْقُف رأْس الحنظلة ليستخرج هَبيدَه ويَهْتَبِده، وهبيدُه شَحمُه، ثم قال:
والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أَياماً، ثم يُضرب
ضَرْباً شديداً ثم يخرج وقد نقَصَت مرارته، ثم يُشَرَّر في الشمس ثم
يطحن ويستخرج دُهنه فيُتداوى به؛ وأَنشد:
خذي جَجَرَيْك فادَّقي هَبيدا،
كِلا كلْبَيْكِ أَعْيَا أَن يَصِيدا
وأَطَفَّه هو: مَكَّنه. ويقال: أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَى فصبر أَي
أَدناه منه فقطعه.
والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أَرض العرب على رِيف العراق، مشتق من ذلك.
وطفُّ الفرات: شَطُّه، سمي بذلك لدُنُوِّه؛ قال شُبْرمة بن الطُّفَيْل:
كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عليهِمُ
إوَزٌّ، بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحَناجِرِ
وقيل: الطفُّ ساحل البحر وفِناء الدار. والطفُّ: اسم موضع بناحية
الكوفة. وفي حديث مَقْتل الحسين، عليه السلام: أَنه يُقتل بالطفِّ، سمي به
لأَنه طرَفُ البرّ مما يلي الفُرات وكانت تجري يومئذ قريباً منه. والطَّفُّ:
سَفْحُ الجبَل أَيضاً. وفي حديث عَرْضِ نفسه على القبائل: أَما أَحدهما
فطُفُوفُ البرّ وأَرض العرب؛ الطفُوف: جمع طَفٍّ، وهو ساحل البحر وجانب
البرّ.
وأَطَفَّ له بحجر: رَفَعَه ليرميَه. وطَفَّ له بحجر: أَهوى إليه ليرميه.
الجوهري: الطُّفافُ والطُّفافة، بالضم، ما فوق المكيال. وطَفُّ
المَكُّوكِ وطفَفُه وطَفافُه وطِفافُه مثل جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه، بالفتح
والكسر: ما مَلأَ أَصْباره، وفي المحكم: ما بقي فيه بعد المسح على رأْسه في
باب فَعالٍ وفِعال، وقيل: هو مِلْؤه، وكذلك كلُّ إناء، وقيل: طفافُ
الإناء أَعْلاه. والتطفيفُ: أَن يؤخذ أَعلاه ولا يُتَمَّ كيلُه، فهو
طَفَّانُ. وفي حديث حُذيفة: أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فحذفه
به، فنَكَّس الدِّهْقانُ وطفَّفَه القدَحُ أَي عَلا رأْسه وتعدّاه، وتقول
منه: طَفَّفْتُه. وإناء طَفَّان: بلغ المِلءُ طِفافَه، وقيل: طَفَّان
مَلآن؛ عن ابن الأَعرابي. وأَطَفَّه وطَفَّفَه: أَخذ ما عليه، وقد
أَطْفَفْتُه. ويقال: هذا طَفُّ المِكيال وطَفافه وطِفافه إذا قارَب مِلأَه ولمَّا
يُمْلأ، ولهذا قيل للذي يُسيء الكيل ولا يُوَفِّيه مُطَفِّف، يعني أَنه
إنما يبلغ به الطَّفاف. والطُّفافةُ: ما قَصُرَ عن ملء الإِناء من شَراب
وغيره. وفي الحديث: كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ لم تَمْلَؤُوه، وهو أَن
يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فلا يفعلَ؛ قال ابن الأَثير: المعنى كلُّكم في
الانتِساب إلى أَبٍ واحد بمنزلة واحدة في النقْص والتقاصُر عن غايةِ
التَّمامِ، وشَبَّههم في نُقْصانهم بالكيل الذي لم يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ،
ثم أَعلمهم أَن التفاضُل ليس بالنسب ولكن بالتقْوى. وفي حديث آخر: كلُّكم
بنو آدم طفُّ الصاعِ بالصاع أَي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض فليس لأَحد
فضْلٌ على أَحد إلا بالتقوى لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه فليس لأَحد
أَن يقرُب الإناء من الامتلاء، ويصدق هذا قوله: المسلمون تتكافأُ دماؤهم.
والتطفيفُ في المِكيال: أَن يقرب الإناء من الامتلاء. يقال: هذا طَفُّ
المِكيال وطَفافُه وطِفافه. وفي حديث في صفة إسرافيلَ: حتى كأَنه طِفافُ
الأَرض أَي قُرْبَها. وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ: سوادُه؛ عن أَبي
العَمَيْثَل الأَعرابي. والطفاف: سواد الليل؛ وأَنشد:
عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا
صَيداً، وقد عايَنَتِ الأَسْدافا،
فهي تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا
وطَفَّفَ على الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه. والتطفيفُ:
البَخْسُ في الكيل والوزن ونقصُ المِكيال، وهو أَن لا تملأَه إلى أَصْبارِه. وفي
حديث ابن عمر حين ذكر أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَبَّقَ بين
الخيلِ: كنتُ فارساً يومئذ فسبَقْت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني
زُرَيْقٍ حتى كاد يُساوي المسجدَ؛ قال أَبو عبيد: يعني أَن الفرس وثَبَ بي
حتى كاد يُساوي المسجد. يقال: طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَي دفعته إليه
وحاذيته به؛ ومنه قيل: إناءٌ طَفَّانُ وهو الذي قَرُب أَن يَمْتَلئَ
ويساوي أَعْلى المِكيال، ومنه التطفيفُ في الكيل. فأَما قوله تعالى: ويلٌ
للمُطَفِّفِين، فقيل: التطفيفُ نَقْصٌ يخون به صاحبه في كيل أَو وزن، وقد
يكون النقصُ ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفاً، ولا يسمى بالشيء
اليسير مُطَفِّفاً على إطلاق الصفة حتى يصيرَ إلى حال تتفاحش؛ قال أَبو إسحق:
المُطفِّفون الذين يَنْقُصون المِكيالَ والميزان، قال: وإنما قيل للفاعل
مُطَفِّفٌ لأَنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفِيفَ
الطفيف، وإنما أُخذ من طَفِّ الشيء، وهو جانبه، وقد فسره عز وجل بقوله:
وإذا كالُوهم أَو وزَنوهم يُخسِرون، أَي يَنْقُصون. والطِّفافُ والطَّفاف:
الجِمام. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال لرجل: ما حَبَسك عن صلاة
العصر؟ فذكر له عُذْراً فقال عمر: طَفَّفْتَ أَي نَقَصْتَ. والتطفيفُ يكون
بمعنى الوفاء والنقص.
والطفَفُ: التقتير، وقد طَفَّفَ عليه.
والطَّفِيفُ: القليل. والطَّفِيفُ: الخسيس الدونُ الحقيرُ.
وطَفَّ الحائطَ طَفّاً: علاه.
والطَّفْطَفةُ والطِّفْطِفَةُ: كل لحم أَو جلد، وقيل: هي الخاصرةُ،
وقيل: هي ما رَقَّ من طرف الكبد؛ قال ذو الرمة:
وسوداء مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتي
طَفاطِفَها، لم نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا
التهذيب: الطَّفْطَفةُ والطِّفْطفَةُ معروفة وجمعها طَفاطِفُ؛ وأَنشد:
وتارةً يَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا
قال: وبعض العرب يجعل كلَّ لحم مضطرب طَفْطَفة وطِفطِفة؛ قال أَبو ذؤيب:
قَلِيلٌ لحمُها إلا بقايا
طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ
أَبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ والطِّفْطِفةُ والــخَوْشُ والصُّقْلُ
والسولاّ
(* قوله «والسولا» كذا بالأصل، ورُسم في شرح القاموس: بألف ممدودة.)
والأَفَقةُ كله الخاصرة. أَبو زيد: أَطَلَّ على ما له وأَطفَّ عليه معناه
أَنه اشتمل عليه فذهب به.
والطَّفطافُ: الناعم الرَّطْبُ من النبات؛ قال الكميت يصف رِئالاً:
أَوَيْنَ إلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ،
مآكلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبولِ
يعني فِراخَ النَّعام وأَنهنَّ يَأْوِين إلى أُم مُلاطِفة تُكسِّر لهن
أَطْرافَ الرُّبُول، وهي شجر. المفضَّل: الطَّفْطافُ ورق الغُصون؛
وأَنشد:تَحْدُمُ طَفْطافاً من الرُّبُولِ
(* قوله «نحدم» كذا بالأصل.)
وقيل: الطَّفطاف أَطراف الشجر.
خرج: الخُروج: نقيض الدخول. خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً، فهو
خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ، وقد أَخْرَجَهُ وخَرَجَ به. الجوهري: قد يكون
المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ. يقال: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، وهذا
مَخْرَجُه. وأَما المُخْرَجُ فقد يكون مصدرَ قولك أَخْرَجَه، والمفعولَ به
واسمَ المكان والوقت، تقول: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ، وهذا مُخْرَجُه،
لأَن الفعل إِذا جاوز الثلاثة فالميم منه مضمومة، مثل دَحْرَجَ، وهذا
مُدَحْرَجُنا، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ ببنات الأَربعة.
والاستخراجُ: كالاستنباط.
وفي حديث بَدْرٍ: فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ من قِرْبةٍ أَي أَخْرَجَها، وهو
افْتَعَلَ منه.
والمُخارَجَةُ: المُناهَدَةُ بالأَصابع.
والتَّخارُجُ: التَّناهُدُ؛ فأَما قول الحسين بن مُطَيْرٍ:
ما أَنْسَ، لا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ،
في يوم عيدٍ، ويومُ العيدِ مَخْرُوجُ
فإِنه أَراد مخروجٌ فيه، فحذف؛ كما قال في هذه القصيدة:
والعينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ
أَراد معروج به.
وقوله عز وجل: ذلك يَوْمُ الخُروجِ؛ أَي يوم يخرج الناس من الأَجداث.
وقال أَبو عبيدة: يومُ الخُروجِ من أَسماء يوم القيامة؛ واستشهدَ بقول
العجاج:
أَلَيسَ يَوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجا،
أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا؟
أَبو إِسحق في قوله تعالى: يوم الخروج أَي يوم يبعثون فيخرجون من
الأَرض. ومثله قوله تعالى: خُشَّعاً أَبصارُهُمُ يَخْرُجون من الأَجْداثِ. وفي
حديث سُوَيْدِ بن عَفَلَةَ: دخل عليَّ عليٌّ، رضي الله عنه، في يوم
الخُرُوج، فإِذا بين يديه فاتُورٌ عليه خُبْزُ السَّمْراء وصحفةٌ فيها
خَطِيفَةٌ. يَوْم الخُروجِ؛ يريد يوم العيد، ويقال له يوم الزينة ويوم المشرق.
وخُبْزُ السَّمْراءِ: الخُشْكارُ، كما قيل لِلُّبابِ الحُوَّارَى
لبياضه.واخْتَرَجَهُ واسْتَخْرجَهُ: طلب إِليه أَن منه أَن يَخْرُجَ. وناقَةٌ
مُخْتَرِجَةٌ إِذا خرجت على خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِيِّ. وفي حديث قصة:
أَن الناقة التي أَرسلها الله، عز وجل،آيةً لقوم صالح، عليه السلام، وهم
ثمود، كانت مُخْتَرَجة، قال: ومعنى المختَرَجة أَنها جُبلت على خلقة
الجمل، وهي أَكبر منه وأَعظم.
واسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ: أُصْلِحَتْ للزراعة أَو الغِراسَةِ، وهو من ذلك
عن أَبي حنيفة. وخارجُ كلِّ شيءٍ: ظاهرُه. قال سيبويه: لا يُستعمل ظرفاً
إِلا بالحرف لأَنه مخصوص كاليد والرجل؛ وقول الفرزدق:
عَلى حِلْفَةٍ لا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً،
ولا خارِجاً مِن فِيِّ زُورُ كلامِ
أَراد: ولا يخرج خروجاً، فوضع الصفة موضع المصدر لأَنه حمله على عاهدت.
والخُروجُ: خُروجُ الأَديب والسائق ونحوهما يُخَرَّجُ فيَخْرُجُ.
وخَرَجَتْ خَوارجُ فلان إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ وتَوَجَّه لإِبرام
الأُمورِ وإِحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بعد صباه.
والخارِجِيُّ: الذي يَخْرُجُ ويَشْرُفُ بنفسه من غير أَن يكون له قديم؛
قال كثير:
أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجيٍّ،
وليس قَديمُ مَجْدِكَ بانْتِحال
والخارِجِيَّةُ: خَيْل لا عِرْقَ لها في الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ،
وهي مع ذلك جِيادٌ؛ قال طفيل:
وعارَضْتُها رَهْواً على مُتَتَابِعٍ،
شَديدِ القُصَيْرى، خارِجِيٍّ مُجَنَّبِ
وقيل: الخارِجِيُّ كل ما فاق جنسه ونظائره. قال أَبو عبيدة: من صفات
الخيل الخَرُوجُ، بفتح الخاء، وكذلك الأُنثى، بغير هاءٍ، والجمع الخُرُجُ،
وهو الذي يَطول عُنُقُهُ فَيَغْتالُ بطولها كلَّ عِنانٍ جُعِلَ في لجامه؛
وأَنشد:
كلّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلى،
وخَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ
الأَزهري: وأَما قول زهير يصف خيلاً:
وخَرَّجَها صَوارِخَ كلِّ يَوْمٍ،
فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِينُ
فمعناه: أَن منها ما به طِرْقٌ، ومنها ما لا طِرْقَ به؛ وقال ابن
الأَعرابي: معنى خَرَّجَها أَدَّبها كما يُخَرِّجُ المعلم تلميذه.
وفلانٌ خَرِيجُ مالٍ وخِرِّيجُه، بالتشديد، مثل عِنِّينٍ، بمعنى مفعول
إِذا دَرَّبَهُ وعَلَّمَهُ. وقد خَرَّجَهُ في الأَدبِ فَتَخَرَّجَ.
والخَرْجُ والخُرُوجُ: أَوَّلُ ما يَنْشَأُ من السحاب. يقال: خَرَجَ
لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ؛ وقيل: خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ وانْبِساطُه؛ قال
أَبو ذؤَيب:
إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ له الصَّبا،
فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدها وخُرُوجُ
الأَخفش: يقال للماء الذي يخرج من السَّحاب: خَرْجٌ وخُرُوجٌ. الأَصمعي:
يقال أَوَّل ما يَنْشَأُ السحابُ، فهو نَشْءٌ. التهذيب: خَرَجَت السماء
خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بعد إِغامَتِها؛ وقال هِمْيان يصف الإِبل
وورودها:فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهارِجَا؛
تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا
يريد مُصْحِياً؛ والسحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كما تُخْرِجُ الظَّلْمَ.
والخَرُوجُ من الإِبل: المِعْناقُ المتقدمة. والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ
بالبدن من ذاته، والجمع أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غيره: والخُرَاجُ ورَمُ
قَرْحٍ يخرج بداية أَو غيرها من الحيوان. الصحاح: والخُرَاجُ ما يَخْرُجُ
في البدن من القُرُوح.
والخَوَارِجُ: الحَرُورِيَّةُ؛ والخَارِجِيَّةُ: طائفة منهم لزمهم هذا
الاسمُ لخروجهم عن الناس. التهذيب: والخَوَارِجُ قومٌ من أَهل الأَهواء
لهم مَقالَةٌ على حِدَةٍ.
وفي حديث ابن عباس أَنه قال: يَتَخَارَجُ الشَّريكانِ وأَهلُ الميراث؛
قال أَبو عبيد: يقول إِذا كان المتاع بين ورثة لم يقتسموه أَو بين شركاء،
وهو في يد بعضهم دون بعض، فلا بأْس أَن يتبايعوه، وإِن لم يعرف كل واحد
نصيبه بعينه ولم يقبضه؛ قال: ولو أَراد رجل أَجنبي أَن يشتري نصيب بعضهم
لم يجز حتى يقبضه البائع قبل ذلك؛ قال أَبو منصور: وقد جاءَ هذا عن ابن
عباس مفسَّراً على غير ما ذكر أَبو عبيد. وحدَّث الزهري بسنده عن ابن عباس،
قال: لا بأْس أَن يَتَخَارَج القومُ في الشركة تكون بينهم فيأْخذ هذا
عشرة دنانير نقداً، ويأْخذ هذا عشرة دنانير دَيْناً. والتَّخارُجُ:
تَفاعُلٌ من الخُروج، كأَنه يَخْرُجُ كلُّ واحد من شركته عن ملكه إِلى صاحبه
بالبيع؛ قال: ورواه الثوري بسنده على ابن عباس في شريكين: لا بأْس أَن
يتخارجا؛ يعني العَيْنَ والدَّيْنَ؛ وقال عبد الرحمن بن مهدي: التخارج أَن
يأْخذ بعضهم الدار وبعضهم الأَرض؛ قال شمر: قلت لأَحمد: سئل سفيان عن أَخوين
ورثا صكّاً من أَبيهما، فذهبا إِلى الذي عليه الحق فتقاضياه؛ فقال: عندي
طعام، فاشتريا مني طعاماً بما لكما عليَّ، فقال أَحد الأَخوين: أَنا آخذ
نصيبي طعاماً؛ وقال الآخر: لا آخذ إِلاّ دراهم، فأَخذ أَحدهما منه عشرة
أَقفرة بخمسين درهماً بنصيبه؛ قال: جائز، ويتقاضاه الآخر، فإِن تَوَى ما
على الغريم، رجع الأَخ على أَخيه بنصف الدراهم التي أَخذ، ولا يرجع
بالطعام. قال أَحمد: لا يرجع عليه بشيء إِذا كان قد رضي به، والله
أَعلم.وتَخَارَجَ السَّفْرُ: أَخْرَجُوا نفقاتهم.
والخَرْجُ والخَرَاجُ، واحدٌ: وهو شيء يُخْرِجُه القومُ في السَّنَةِ
مِن مالهم بقَدَرٍ معلوم. وقال الزجاج: الخَرْجُ المصدر، والخَرَاجُ: اسمٌ
لما يُخْرَجُ. والخَرَاجُ: غَلَّةُ العبد والأَمة. والخَرْجُ والخَراج:
الإِتاوَةُ تُؤْخذ من أَموال الناس؛ الأَزهري: والخَرْجُ أَن يؤَدي إِليك
العبدُ خَرَاجَه أَي غلته، والرَّعِيَّةُ تُؤَدِّي الخَرْجَ إِلى
الوُلاةِ. وروي في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الخَرَاجُ
بالضمان؛ قال أَبو عبيد وغيره من أَهل العلم: معنى الخراج في هذا الحديث
غلة العبد يشتريه الرجلُ فيستغلُّه زماناً، ثم يَعْثُرُ منه على عَيْبٍ
دَلَّسَهُ البائعُ ولم يُطْلِعْهُ عليه، فله رَدُّ العبد على البائع
والرجوعُ عليه بجميع الثمن، والغَّلةُ التي استغلها المشتري من العبد طَيِّبَةٌ
له لأَنه كان في ضمانه، ولو هلك هلك من ماله. وفسر ابن الأَثير قوله:
الخراج بالضمان؛ قال: يريد بالخراج ما يحصل من غلة العين المبتاعة، عبداً
كان أَو أَمة أَو ملكاً، وذلك أَن يشتريه فيستغله زماناً، ثم يعثر فيه على
عيب قديم، فله رد العين المبيعة وأَخذ الثمن، ويكون للمشتري ما استغله
لأَن المبيع لو كان تلفَ في يده لكان من ضمانه، ولم يكن له على البائع شيء؛
وباء بالضمان متعلقة بمحذوف تقديره الخراج مستحق بالضمان أَي بسببه،
وهذا معنى قول شريح لرجلين احتكما إِليه في مثل هذا، فقال للمشتري: رُدَّ
الداءَ بدائه ولك الغلةُ بالضمان. معناه: رُدَّ ذا العيب بعيبه، وما حصل
في يدك من غلته فهو لك.
ويقال: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتفقا على ضريبة يَرُدُّها العبدُ على
سيده كلَّ شهر ويكون مُخَلًّى بينه وبين عمله، فيقال: عبدٌ مُخَارَجٌ.
ويُجْمَعُ الخَراجُ، الإِتَاوَةُ، على أَخْراجٍ وأَخَارِيجَ وأَخْرِجَةٍ.
وفي التنزيل: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ. قال
الزجاج: الخَرَاجُ الفَيْءُ، والخَرْجُ الضَّريبَةُ والجزية؛ وقرئ: أَم
تسأَلهم خَرَاجاً. وقال الفراء. معناه: أَمْ تسأَلهم أَجراً على ما جئت
به، فأَجر ربك وثوابه خيرٌ. وأَما الخَرَاجُ الذي وظفه عمرُ بن الخطاب، رضي
الله عنه، على السواد وأَرضِ الفَيْء فإِن معناه الغلة أَيضاً، لأَنه
أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ ودفعها إِلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة
يؤدونها كل سنة، ولذلك سمي خَراجاً، ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي افتتحت
صُلْحاً ووظف ما صولحوا عليه على أَراضيهم: خراجية لأَن تلك الوظيفة
أَشبهت الخراج الذي أُلزم به الفلاَّحون، وهو الغلة، لأَن جملة معنى الخراج
الغلة؛ وقيل للجزية التي ضربت على رقاب أَهل الذِّمَّة: خراج لأَنه كالغلة
الواجبة عليهم. ابن الأَعرابي: الخَرْجُ على الرؤوس، والخَرَاجُ على
الأَرضين. وفي حديث أَبي موسى: مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها، طَيِّبٌ
خَرَاجُها أَي طَعْمُ ثمرها، تشبيهاً بالخَرَاجِ الذي يقع على الأَرضين
وغيرها.
والخُرْجُ: من الأَوعية، معروفٌ، عربيٌّ، وهو هذا الوعاء، وهو جُوالِقٌ
ذو أَوْنَيْنِ، والجمع أَخْراجٌ وخِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ وجِحَرَة.
وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَي نَبْتُها في مكانٍ دون مكانٍ. وتَخْريجُ
الراعية المَرْتَعَ: أَن تأْكل بعضَه وتترك بعضه. وخَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَى:
أَبقت بعضه وأَكلت بعضه.
والخَرَجُ، بالتحريك: لَوْنانِ سوادٌ وبياض؛ نعامة خَرْجَاءُ، وظَلِيمٌ
أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ. واخْرَجَّتِ النعامةُ
اخْرِجاجاً، واخْرَاجَّتْ اخْرِيجاجاً أَي صارت خَرْجاءَ. أَبو عمرو:
الأَخْرَجُ من نَعْتِ الظَّلِيم في لونه؛ قال الليث: هو الذي لون سواده أَكثر من
بياضه كلون الرماد. التهذيب: أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تزوج بِخِلاسِيَّةٍ.
وأَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ، وهي النعام؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ
والأُنثى خَرْجاءُ، واستعاره العجاج للثوب فقال:
إِنَّا، مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا،
ولَبِسَتْ، للْمَوتِ، ثَوباً أَخْرَجا
أَي لبست الحروب ثوباً فيه بياض وحمرة من لطخ الدم أَي شُهِّرَتْ
وعُرِفَتْ كشهرة الأَبلق؛ وهذا الرجز في الصحاح:
ولبست للموت جُلاًّ أَخرجها
وفسره فقال: لبست الحروب جُلاًّ فيه بياض وحمرة. وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ
أَي خِصْبٌ وجَدْبٌ. وعامٌ أَخْرَجُ: فيه جَدْبٌ وخِصْبٌ؛ وكذلك أَرض
خَرْجَاءُ وفيها تَخرِيجٌ. وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المواضع
ولم يُنْبِتْ بَعْضٌ. وأَخْرَجَ: مَرَّ به عامٌ نصفُه خِصبٌ ونصفه جَدْبٌ؛
قال شمر: يقال مررت على أَرض مُخَرَّجة وفيها على ذلك أَرْتاعٌ.
والأَرتاع: أَماكن أَصابها مطر فأَنبتت البقل، وأَماكن لم يصبها مطر، فتلك
المُخَرَّجةُ. وقال بعضهم: تخريج الأَرض أَن يكون نبتها في مكان دون مكان، فترى
بياض الأَرض في خضرة النبات. الليث: يقال خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه
تخْريجاً إِذا كتبه فترك فيه مواضع لم يكتبها؛ والكتابٌ إِذا كُتب فترك منه
مواضع لم تكتب، فهو مُخَرَّجٌ. وخَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جعله ضروباً
يخالف بعضه بعضاً.
والخَرْجاءُ: قرية في طريق مكة، سمِّيَت بذلك لأَن في أَرضها سواداً
وبياضاً إِلى الحمرة.
والأَخْرَجَةُ: مرحلة معروفة، لونها ذلك.
والنجوم تُخَرِّجُ اللَّوْنَ
(* قوله «والنجوم تخرج اللون إلخ» كذا
بالأصل ومثله في شرح القاموس والنجوم تخرج لون الليل فيتلون إلخ بدليل الشاهد
المذكور.) فَتَلَوَّن بِلَوْنَيْنِ من سواده وبياضها؛ قال:
إِذا اللَّيْلُ غَشَّاها، وخَرَّج لَوْنَهُ
نُجُومٌ، كأَمْثالِ المصابيحِ، تَخْفِقُ
وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كذلك. وقارَةٌ خَرْجَاءُ: ذاتُ لَوْنَيْنِ. ونَعْجَةٌ
خَرْجاءٌ: وهي السوداء البيضاءُ إِحدى الرجلين أَو كلتيهما والخاصرتين،
وسائرُهما أَسودُ. التهذيب: وشاةٌ خَرْجاءُ بيضاء المُؤَخَّرِ، نصفها
أَبيض والنصف الآخر لا يضرك ما كان لونه. ويقال: الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ في
بياض، والسوادُ الغالبُ. والأَخْرَجُ من المِعْزَى: الذي نصفه أَبيض ونصفه
أَسود. الجوهري: الخَرْجاءُ من الشاء التي ابيضت رجلاها مع الخاصرتين؛
عن أَبي زيد. والأَخْرَجُ: جَبَلٌ معروف للونه، غلب ذلك عليه، واسمه
الأَحْوَلُ. وفرسٌ أَخْرَجُ: أَبيض البطن والجنبين إِلى منتهى الظهر ولم يصعد
إِليه، ولَوْنُ سائره ما كان. والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ، لِلَوْنِهِ.
والأَخْرَجانِ: جبلان معروفان، وأَخْرَجَةُ: بئر احتفرت في أَصل
أَحدهما؛ التهذيب: وللعرب بئر احتفرت في أَصل جبلٍ أَخْرَجَ يسمونها أَخْرَجَةَ،
وبئر أُخرى احتفرت في أَصل جبل أَسْوَدَ يسمونها أَسْوَدَةَ، اشتقوا
لهما اسمين من نعت الجبلين. الفراءُ: أَخْرَجَةُ اسم ماءٍ وكذلك أَسْوَدَةُ؛
سميتا بجبلين، يقال لأَحدهما أَسْوَدُ وللآخر أَخْرَجُ.
ويقال: اخْترَجُوه، بمعنى استخرجُوه.
وخَرَاجِ والخَرَاجُ وخَرِيجٌ والتَّخْريجُ، كلُّه: لُعْبةٌ لفتيان
العرب. وقال أَبو حنيفة: الخَرِيجُ لعبة تسمى خَرَاجِ، يقال فيها: خَراجِ
خَرَاجِ مثل قَطامِ؛ وقول أَبي ذؤَيب الهذلي:
أَرِقْتُ له ذَاتَ العِشَاءِ، كأَنَّهُ
مَخَارِيقُ، يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ
والهاء في له تعود على برق ذكره قبل البيت، شبهه بالمخاريق وهي جمع
مِخْرَاقٍ، وهو المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به. وقوله: ذاتَ العِشاءِ أَراد
به الساعة التي فيها العِشاء، أَراد صوت اللاعبين؛ شبه الرعد به؛ قال
أَبو علي: لا يقال خَرِيجٌ، وإِنما المعروف خَراجِ، غير أَن أَبا ذؤيب
احتاج إِلى إِقامة القافية فأَبدل الياءَ مكان الأَلف. التهذيب: الخَرَاجُ
والخَرِيجُ مُخَارجة: لعبة لفتيان الأَعراب.؛ قال الفراء: خَرَاجِ اسم لعبة
لهم معروفة، وهو أَن يمسك أَحدهم شيئاً بيده، ويقول لسائرهم: أَخْرِجُوا
ما في يدي؛ قال ابن السكيت: لعب الصبيان خَرَاجِ، بكسر الجيم، بمنزلة
دَرَاكِ وقَطَامِ.
والخَرْجُ: وادٍ لا مَنفذ فيه، ودارَةُ الخَرْجِ هنالك.
وبَنُو الخَارِجِيَّةِ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إِلى أُمّهم، والنسبة
إِليهم خارِجِيٌّ؛ قال ابن دريد: وأَحسبها من بني عمرو بن تميم.
وخارُوجٌ: ضرب من النَّخل.
قال الخليل بن أَحمد: الخُرُوجُ الأَلف التي بعد الصلة في القافية، كقول
لبيد:
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها
فالقافية هي الميم، والهاء بعد الميم هي الصلة، لأَنها اتصلت بالقافية،
والأَلف التي بعد الهاء هي الخُرُوجُ؛ قال الأَخفَش: تلزم القافية بعد
الروي الخروج، ولا يكون إِلا بحرف اللين، وسبب ذلك أَن هاء الإِضمار لا
تخلو من ضم أَو كسر أَو فتح نحو: ضربه، ومررت به، ولقيتها، والحركات إِذا
أُشبعت لم يلحقها أَبداً إِلا حروف اللين، وليست الهاء حرف لين فيجوز أَن
تتبع حركة هاء الضمير؛ هذا أَحد قولي ابن جني، جعل الخروج هو الوصل، ثم
جعل الخروج غير الوصل، فقال: الفرق بين الخروج والوصل أَن الخروج أَشد
بروزاً عن حرف الروي واكتنافاً من الوصل لأَنه بعده، ولذلك سمي خروجاً لأَنه
برز وخرج عن حرف الروي، وكلما تراخى الحرف في القافية وجب له أَن يتمكن
في السكون واللين، لأَنه مقطع للوقف والاستراحة وفناء الصوت وحسور النفس،
وليست الهاء في لين الأَلف والياء والواو، لأَنهن مستطيلات ممتدات.
والإِخْرِيجُ: نَبْتٌ.
وخَرَاجِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ بن الأَشْيَمِ الأَسدي. والخَرْجُ: اسم
موضع باليمامة. والخَرْجُ: خِلافُ الدَّخْلِ.
ورجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مثال هُمَزة أَي كثير الخروج والولوج.
زيد بن كثوة: يقال فلانٌ خَرَّاجٌ وَلاّجٌ؛ يقال ذلك عند تأْكيد
الظَّرْفِ والاحتيال. وقيل: خَرّاجٌ وَلاّجٌ إِذا لم يسرع في أَمر لا يسهل له
الخروج منه إِذا أَراد ذلك.
وقولهم: أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ، هي امرأَة من بَجِيلَةَ،
ولدت كثيراً في قبائلَ من العرب، كانوا يقولون لها: خِطْبٌ فتقول: نِكْحٌ
وخارجةُ ابنها، ولا يُعْلَمُ ممن هو؛ ويقال: هو خارجة بن بكر بن يَشْكُرَ
بن عَدْوانَ بن عمرو بن قيس عَيْلانَ.
وخَرْجاءُ: اسمُ رَكِيَّة بعينها.
وخَرْجٌ: اسم موضع بعينه.
خشف: الخَشْفُ: الـمَرُّ السريعُ. والخَشُوفُ من الرجال: السريعُ.
وخَشَفَ في الأَرض يَخْشُفُ ويَخْشِفُ خُشوفاً وخَشَفاناً، فهو خَاشِفٌ
وخَشوفٌ وخَشِيفٌ: ذَهَب. أَبو عمرو: رجل مِخَشٌّ مُخْشَفٌ وهو الجَريءُ على
هَوْلِ الليل. ورجل خَشُوفٌ ومِخْشَفٌ: جريء على الليل طُرَقَةٌ. وحكى ابن
بري عن أَبي عمرو: الخَشُوفُ الذاهبُ في الليل أَو غيره بجُرْأَةٍ؛
وأَنشد لأَبي الـمُساوِرِ العَبْسِيّ:
سرينا، وفِينا صارِمٌ مُتَغَطْرِسٌ،
سَرَنْدَى خَشُوفٌ في الدُّجى، مُؤْلِفُ القفرِ
وأَنشد لأَبي ذؤيب:
أُتِيحَ له من الفِتْيانِ خِرْقٌ
أَخُو ثِقةٍ وخِرّيقٌ خَشُوفُ
ودليلٌ مِخْشَفٌ: ماضٍ. وقد خَشَفَ بهم يَخشِفُ خَشافةً وخَشَّفَ
وخَشَفَ في الشيء وانْخَشَفَ، كلاهما: دَخَل فيه؛ قال:
وأَقْطَعُ الليلَ، إذا ما أَسْدَفا،
وقَنَّعَ الأَرضَ قِناعاً مُغْدَفا
وانْغَضَفَتْ لِمُرْجَحِنٍّ أَغْضَفا
جَوْنٍ، تَرى فيه الجِبالَ خُشَّفا
والخُشّافُ: طائر صغيرُ العَيْنَينِ. الجوهري: الخُشّافُ الخُفّاشُ،
وقيل الخُطَّافُ. الليث: الخَشَفانُ الجَوَلانُ بالليل، وسُمّي الخُشّافُ به
لخَشَفانِه، وهو أَحْسَنُ من الخُفّاشِ. قال: ومن قال خُفّاشٌ
فاشْتِقاقُ اسمه من صِغَر عَينيه.
والخَشْفُ والخِشْفُ: ذُبابٌ أَخْضر. وقال أَبو حنيفة: الخُشْفُ الذبابُ
الأَخضر، وجمعه أَخْشافٌ. والخِشْفُ: الظَّبْيُ بعد أَن يكون جَِدايةً،
وقيل: هو خِشْفٌ أَوَّلَ ما يولد، وقيل: هو خشف أَوَّل مَشْيِه، والجمع
خِشَفةٌ، والأَنثى بالهاء. الأَصمعي: أَوَّلَ ما يولد الظبيُ فهو طَلاً،
وقال غير واحد من الأَعراب: هو طَلاً ثم خشْفٌ.
والأَخْشَفُ من الإبل: الذي عَمَّه الجَرَبُ. الأَصمعي: إذا جَرِبَ
البعيرُ أَجْمَعُ فيقال: أَجْرَبُ أَخْشَفُ، وقال الليث: هو الذي يَبِسَ عليه
جَرَبَهُ؛ وقال الفرزدق:
على الناسِ مَطْلِيُّ الـمَساعِرِ أَخْشَفُ
والخُشَّفُ من الإبل: التي تسير في الليل، الواحد خَشُوفٌ وخاشِفٌ
وخاشِفةٌ؛ وأَنشد:
باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقطا
عَجَمْجَماتٍ، خُشَّفاً تحْتَ السُّرى
قال ابن بري: الواحد من الخُشَّفِ خاشِفٌ لا غير، فأَمّا خَشُوفٌ فجمعه
خشُفٌ، والوَرِشاتُ: الخِفافُ من النوقِ، والخَشْفُ مِثْلُ الخَسْفِ، وهو
الذُّلُّ. والأَخاشِفُ، بالشين: العَزازُ الصُّلْبُ من الأَرض، وأَما
الأَخاسِفُ فهي الأَرض اللَّيِّنةُ. وفي النوادر: يقال خَشَفَ به وخَفَشَ
به وحَفَشَ به ولَهَطَ به إذا رَمَى به. وخَشَفَ البرْدُ يَخْشُفُ
خَشْفاً: اشْتَدَّ. والخَشَفُ: اليُبْسُ. والخَشَفُ والخَشِيفُ: الثلْجُ، وقيل:
الثلج الخَشِنُ، وكذلك الجَمْدُ الرِّخْو، وقد خَشَفَ يَخْشِفُ ويَخْشُفُ
خُشُوفاً. وقال الجوهري: خَشَفَ الثلْجُ وذلك في شدَّةِ البَرْدِ
تَسْمَعُ له خَشْفة عند الـمَشْيِ؛ قال:
إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السماءَ بشَتْوةٍ،
على حِينَ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ
قال: إنما نَصَبَ حين لأَنه جَعَلَ على فَضْلاً في الكلام وأَضافَه إلى
جملة فتُركت الجملة على إعرابها كما قال الآخر:
على حِينَ أَلْهى الناسَ جُلُّ أُمُورِهم،
فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثْعالِبِ
ولأَنه أُضِيفَ إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل، فلم يوفَّرْ حظُّه
من الإعرابِ؛ قال ابن بري: البيت للقطامي والذي في شعره:
إذا كبَّدَ النجمُ السماء بسُحْرةٍ
قال: وبنى حين على الفتح لأَنه أَضافه إلى هرَّ وهو فعل مبني فبُني
لإضافته إلى مبني؛ ومثله قول النابغة:
على حينَ عاتَبْتُ الـمَشِيبَ على الصِّبا
وماءٌ خاشِفٌ وخَشْفٌ: جامِدٌ. والخَشِيفُ من الماء: ما جرى في
البَطْحاء تحتَ الحَصى يومين أَو ثلاثةً ثم ذهب. قال: وليس للخشيف فعل، يقال:
أَصبح الماءُ خَشِيفاً؛ وأَنشد:
أَنـْتَ إذا ما انْحَدَرَ الخَشِيفُ
ثَلْجٌ، وشَفَّانٌ له شَفِيفُ
والخَشَفُ: اليُبْسُ؛ قال عمرو بن الأَهتم:
وشَنَّ مائِحةً في جِسْمِها خَشَفٌ،
كأَنـَّه بِقِباصِ الكَشْحِ مُحْتَرِقُ
والخَشْفُ والخَشْفةُ والخَشَفةُ: الحركة والحِسُّ. وقيل: الحِسُّ
الخَفِيُّ. وخَشَفَ يَخْشِفُ خَشْفاً إِذا سُمع له صَوت أَو حَركة. وروي عن
النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: ما دَخَلْتُ مَكاناً إلا سمعت خشفة
فالتَفَتُّ فإذا بلال. ورواه الأَزهري: أَنه صلى اللّه عليه وسلم، قال
لِبلالٍ: ما عَمَلُك؟ فإني لا أَراني أَدخلُ الجنة فأَسْمَعُ الخَشْفَةَ
فأَنظُرُ إلا رأَيتُكَ؛ قال أَبو عبيد: الخَشْفةُ الصوت ليس بالشديد، وقيل:
الصوتُ، ويقال خَشْفةٌ وخَشَفَةٌ للصوت. وروى الأَزهري عن الفراء أَنه
قال: الخَشْفةُ، بالسكون، الصوتُ الواحدُ. وقال غيره: الخشَفة، بالتحريك،
الحِسُّ والحركة، وقيل: الحِسُّ إذا وقَع السيفُ على اللحم قلتَ سمعت له
خَشْفاً، وإذا وقَع السيفُ على السِّلاح قال: لا أَسمع إلا خَشْفاً. وفي
حديث أَبي هريرة: فسَمِعَتْ أُمـّي خَشْفَ قَدَمَيَّ. والخَشْفُ: صوت ليس
بالشديد. وخَشْفَةُ الضَبُعِ: صَوْتُها. والخَشْفةُ: قُفٌّ قد غَلَبَتْ
عليه السُّهُولةُ. وجِبالٌ خُشَّفٌ: مُتواضِعةٌ؛ عن ثعلب، وأَنشد:
جَوْنٍ تَرى فيه الجِبالَ الخُشَّفا،
كما رأَيتَ الشَّارِفَ الـمُوَحَّفا
وأُمُّ خَشَّافٍ: الدّاهِيةُ؛ قال:
يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا،
وأُمّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا
ويقال لها أَيضاً: خَشّاف، بغير أُم.
ويقال: خاشَفَ فلان في ذِمَّته إذا سارَعَ في إخْفارِها، قال: وخاشَفَ
إلى كذا وكذا مِثْلُه. وفي حديث معاوية: كان سَهْم بن غالِبٍ من رُؤوس
الخَوارِج، خرج بالبصرة فآمَنَه عبدُ اللّه بن عامر فكتب إليه معاويةُ: لو
كنتَ قَتَلْتَه كانت ذِمّةً خاشَفْتَ فيها أَي سارَعْتَ إلى إخْفارها.
يقال: خاشَفَ إلى الشرِّ إذا بادَرَ إليه؛ يريد: لم يكن في قَتْلِكَ له إلا
أَن يقالَ قد أَخْفَرَ ذِمَّتَه.
والـمَخْشَفُ: النَّجْرانُ
(* قوله «والمخشف النجران» كذا بالأصل. وفي
القاموس مع شرحه: والمخشف كمقعد: اليخدان؛ عن الليث، قال الصاغاني: ومعناه
موضع الجمد. قلت: واليخ بالفارسية الجمد، ودان موضعه. هذا هو الصواب وقد
غلط صاحب اللسان فقال هو النجران.) الذي يَجْري فيه البابُ، وليس له
فعل.وسيف خاشِفٌ وخَشِيفٌ وخَشُوفٌ: ماضٍ. وخَشَفَ رأْسَه بالحجر: شَدَخَه،
وقيل: كل ما شُدِخَ، فقد خُشِفَ. والخَشَفُ: الخَزَفُ
(* قوله «والخشف
الخزف» في شرح القاموس الصواب: الخسف، بالسين المهملة.)، يمانية؛ قال ابن
دريد: أَحْسَبُهم يَخُصُّون به ما غَلُظَ منه. وفي حديث الكعبة: إنها كانت
خَشَفةً على الماء فدُحِيَتْ عنها الأَرضُ. قال ابن الأَثير: قال
الخطابي الخَشَفةُ واحدة الخَشَف، وهي حجارة تنبت في الأَرض نباتاً، قال: وتروى
بالحاء المهملة وبالعين بدل الفاء، وهي مذكورة في موضعها.
خيش: الخَيْش: ثِيابٌ رِقاقُ النسج غِلاظُ الخُيُوطِ تُتَّخَذُ من
مُشَاقةِ الكَتَّان ومن أَرْدَئْه، وربما اتخذت من العَصْبِ، والجمع أَخياش؛
قال:
وأَبصرْتُ لَيلى بين بُرْدَي مَراجِلٍ،
وأَخْياشِ عَصْبٍ من مُهَلْهَلةِ اليمَن
وفيه خُيُوشةٌ أَي رقّة. وخاشَ ما في الوِعاء: أَخْرَجَه.
خشسبرم: الخَشَسْبَرَمْ: شبيه بالمَرْوِ، وهو من رياحين البر. قال ابن
سيده: هكذا حكاه أَبو حنيفة بسكون آخره، وعزاه إِلى الأَعراب؛ قال ابن
سيده: ولا أَدري كيف هذا، قال: وعندي أَنه غير عربي
(* قوله «قال وعندي أنه
غير عربي» قال شارح القاموس قلت: وهو كما قال وأصله بالفارسية هكذا خوش
سبرم بضم الخاء وسكون الواو والشين وفتح السين المهملة وسكون الباء
العجمية وفتح الراء وسكون الميم).
نخش: نُخِشَ الرجلُ، فهو مَنْــخُوشٌ إِذا هُزِل. وامرأَة مَنْــخُوشــةٌ: لا
لحم عليها. قال أَبو تراب: سمعت الجعفري يقول نُخِشَ لم الرجل ونُخِسَ
أَي قلَّ، قال: وقال غيره نخَش، بفتح النون. وفي نوادر العرب: نَخَشَ فلان
فلاناً إِذا حرّكه وآذاه. وسمعت نَخَشةً الذئبِ أَي حِسَّه وحركته؛ عن
ابن الأَعرابي، قال: ومنه قول أَبي العارم الكلابي يذكر خبره مع الذئب الذي
رماه فقتله ثم اشتواه فأَكلَه: فسمعت نَخَشَتَه ونظرت إِلى سَفِيفِ
أُذنيه، ولم يُفسِّر سفيفَ أُذنيه. قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول يوم
الظَّعْن إِذا ساقُوا حَمولَتَهم: أَلا وانخُشُوها نَخْشاً؛ معناه حُثُّوها
وسُوقوها سوقاً شديداً. ويقال: نَخَشَ البعيرَ بطرَف عَصاه إِذا خَرَشه
وساقَه. وفي حديث عائشة، رضوان اللَّه عليها، أَنها قالت: كانَ لنا جيرانٌ
من الأَنصار، ونِعْم الجيرانُ كانوا يَمْنَحُونَنا شيئاً من أَلبانهم
وشيئاً من شَعِيرٍ نَنْخُشُه؛ قال: قولُها نَنْخُشُه أَي نَقْشُرُه
ونُنَحِّي عنه قُشورَه؛ ومنه نُخِش الرجلُ إِذا هُزِل كأَن لحمَه أُخِذ
عنه.
موش: ابن الأَثير: في الحديث كان للنبي، صلى اللَّه عليه وسلم، دِرْعٌ
تُسَمَّى ذاتَ المَواشي؛ قال: هكذا أَخرجه أَبو موسى في مسند ابن عباس من
الطُّوالات وقال: لا أَعرف صحة لفظه، قال: وإِنما يُذْكر المعنى بعد ثبوت
اللفظ.
كسر: كَسَرَ الشيء يَكْسِرُه كَسْراً فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد
للكثرة، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قال سيبويه: كَسَرْتُه انكساراً وانْكَسَر
كَسْراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لاتفاقهما في المعنى لا بحسب
التَّعَدِّي وعدم التَّعدِّي. ورجل كاسرٌ من قوم كُسَّرٍ، وامرأَة
كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ وعبر يعقوب عن الكُرَّهِ من قوله رؤبة:
خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ
بأَنهن الكُسَّرُ؛ وشيء مَكْسور. وفي حديث العجين: قد انْكَسَر، أَي
لانَ واخْتَمر. وكل شيء فَتَر، فقد انْكسَر؛ يريد أَنه صَلَح لأَنْ
يُخْبَزَ. ومنه الحديث: بسَوْطٍ مَكْسور أَي لَيِّنٍ ضعيف. وكَسَرَ الشِّعْرَ
يَكْسِرُه كَسْراِ فانْكسر: لم يُقِمْ وَزْنَه، والجمع مَكاسِيرُ؛ عن
سيبويه؛ قال أَبو الحسن: إِنما أَذكر مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع
بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لأَنهم كَسَّروه
تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن. والكَسِيرُ: المَكْسور، وكذلك
الأُنثى بغير هاء، والجمع كَسْرَى وكَسَارَى، وناقة كَسِير كما قالوا
كَفّ خَضِيب. والكَسير من الشاء: المُنْكسرةُ الرجل. وفي الحديث: لا يجوز في
الأَضاحي الكَسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ؛ قال ابن الأَثير:
المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول. وفي حديث عمر:
لا يزال أَحدهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِليها
أَي يَثْني وِسادَه عندها ويتكئ عليها ويأْخذ معها في الحديث؛
والمُغْزِيَةُ التي غَزا زوْجُها. والكواسِرُ: الإِبلُ التي تَكْسِرُ العُودَ.
والكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة من الشيء، والجمع كِسَرٌ مثل قِطْعَةٍ
وقِطَع. والكُسارَةُ والكُسارُ: ما تَكَسَّر من الشيء. قال ابن السكيت
ووَصَفَ السُّرْفَة فقال: تَصْنعُ بيتاً من كُسارِ العِيدان، وكُسارُ
الحَطَب: دُقاقُه. وجَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عظيمة مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها،
وإِناء أَكْسار كذلك؛ عن ابن الأَعرابي. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسارٌ:
كأَنهم جعلوا كل جزء منها كَسْراً ثم جمعوه على هذا.
والمَكْسِرُ: موضع الكَسْر من كل شيء. ومَكْسِرُ الشجرة: أَصلُها حيث
تُكْسَرُ منه أَغصانها؛ قال الشُّوَيْعِر:
فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ
من فَرْعِهِ مالاً، ولا المَكْسِرِ
وعُود صُلْبُ المَكْسِر، بكسر السين، إِذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بكسره.
ويقال: فلان طَيِّبُ المَكْسِرِ إِذا كان محموداً عند الخِبْرَةِ.
ومَكْسِرُ كل شيء: أَصله. والمَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ يقال: هو طيب المَكْسِرِ
ورَدِيءُ المَكْسِر. ورجل صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ على الشِّدَّةِ، وأَصله من
كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. ويقال للرجل إِذا كانت
خُبْرَتُه محمودة: إِنه لطيب المَكْسِرِ.
ويقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ، وهو مدح وذم، فإِذا أَرادوا أَن يقولوا
ليس بمُصْلِدِ القِدْحِ فهو مدح، وإِذا أَرادوا أَن يقولوا هو خَوَّارُ
العُود فهو ذم، وجمع التكسير ما لم يبنَ على حركة أَوَّله كقولك دِرْهم
ودراهم وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف، وأَما ما يجمع على حركة أَوّله فمثل
صالح وصالحون ومسلم ومسلمون.
وكَسَرَ من بَرْدِ الماء وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْراً: فَتَّرَ. وانْكَسَر
الحَرُّ: فتَر. وكل من عَجَز عن شيء، فقد انْكَسَر عنه. وكل شيء فَتَر عن
أَمر يَعْجِزُ عنه يقال فيه: انْكسَر، حتى يقال كَسَرْتُ من برد الماء
فانْكَسَر. وكَسَرَ من طَرْفه يَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ. وقال ثعلب: كسَرَ
فلان على طرفه أَي غَضَّ منه شيئاً. والكَسْرُ: أَخَسُّ القليل. قال ابن
سيده: أُراه من هذا كأَنه كُسِرَ من الكثير، قال ذو الرمة:
إِذا مَرَئيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ،
فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفِيدُها
والكَسْرُ والكِسْرُ، والفتح أَعلى: الجُزْءُ من العضو، وقيل: هو العضو
الوافر، وقيل: هو العضو الذي على حِدَتِه لا يخلط به غيره، وقيل هو نصف
العظم بما عليه من اللحم؛ قال:
وعاذِلةٍ هَبَّتْ عَليَّ تَلُومُني،
وفي كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
أَبو الهيثم: يقال لكل عظم كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأَنشد البيت أَيضاً.
الأُمَويّ: ويقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه إِلى المِرْفَق كَسْرُ قَبيحٍ؛
وأَنشد شمر:
لو كنتَ عَيْراً، كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ،
أَو كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ
وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه:
ولو كنتَ كَِسْراً، كنتَ كَِسْرَ قَبيحِ
قال ابن بري: البيت من الطويل ودخله الخَرْمُ من أَوله، قال: ومنهم من
يرويه أَو كنت كسراً، والبيت على هذا من الكامل؛ يقول: لو كنت عيراً لكنت
شرَّ الأَعيار وهو عير المذلة، والحمير عندهم شرُّ ذوات الحافر، ولهذا
تقول العرب: شر الدواب ما لا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى، يَعْنُون الحمير؛ ثم
قال: ولو كنت من أَعضاء الإِنسان لكنت شَرَّها لأَنه مضاف إِلى قبيح،
والقبيح هو طرفه الذي يَلي طَرَفَ عظم العَضُدِ؛ قال ابن خالويه: وهذا النوع
من الهجاء هو عندهم من أَقبح ما يهجى به؛ قال: ومثله قول الآخر:
لو كُنْتُمُ ماءً لكنتم وَشَلا،
أَو كُنْتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ دَقَلا
وقول الآخر:
لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَرِيرا،
أَو كُنْتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا،
أَو كنتَ مُخّاً كُنْتَ مُخّاً رِيرا
الجوهري: الكَسْرُ عظم ليس عليه كبير لحم؛ وأَنشد أَيضاً:
وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
قال: ولا يكون ذلك إِلا وهو مكسور، والجمع من كل ذلك أَكْسارٌ وكُسورٌ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال سعدُ بنُ الأَخْرَم: أَتيته وهو يُطْعم
الناسَ من كُسورِ إِبلٍ أَي أَعضائها، واحدها كَسْرٌ وكِسْرٌ، بالفتح
والكسر، وقيل: إِنما يقال ذلك له إِذا كان مكسوراً؛ وفي حديثه الآخر: فدعا
بخُبْز يابس وأَكسارِ بعير؛ أَكسار جمعُ قلة للكِسْرِ، وكُسورٌ جمعُ كثرة؛
قال ابن سيده: وقد يكون الكَسْرُ من الإِنسان وغيره؛ وقوله أَنشده ثعلب:
قد أَنْتَحِي للناقَةِ العَسِيرِ،
إِذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسورِ
فسره فقال: إِذ أَعضائي تمكنني. والكَسْرُ من الحساب: ما لا يبلغ سهماً
تامّاً، والجمع كُسورٌ. والكَسْر والكِسْرُ: جانب البيت، وقيل: هو ما
انحدر من جانبي البيت عن الطريقتين، ولكل بيت كِسْرانِ. والكَسْرُ
والكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلى من الخباء، والكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة التي تلي
الأَرض من الخباء، وقيل: هو ما تَكَسَّر أَو تثنى على الأَرض من الشُّقَّة
السُّفْلى. وكِسْرا كل شيء: ناحيتاه حتى يقال لناحيتي الصَّحراءِ
كِسْراها. وقال أَبو عبيد: فيه لغتان: الفتح والكسر. الجوهري: والكِسْرُ،
بالكسر، أَسفلُ شُقَّةِ البيت التي تَلي الأَرضَ من حيثُ يُكْسَرُ جانباه من عن
يمينك ويسارك؛ عن ابن السكيت. وفي حديث أُم مَعْبَدٍ: فنظر إِلى شاة في
كِسْرِ الخَيْمة أَي جانبها. ولكل بيتٍ كِسْرانِ: عن يمين وشمال، وتفتح
الكاف وتكسر، ومنه قيل: فلان مُكاسِرِي أَي جاري. ابن سيده: وهو جاري
مُكاسِرِي ومُؤاصِرِي أَي كِسْرُ بيتي إِلى جَنْبِ كِسْرِ بيته. وأَرضٌ ذاتُ
كُسُورٍ أَي ذات صُعودٍ وهُبُوطٍ.
وكُسُورُ الأَودية والجبال: معاطفُها وجِرَفَتها وشِعابُها، لا يُفْرد
لها واحدٌ، ولا يقال كِسْرُ الوادي. ووادٍ مُكَسَّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ ومنه
قول بعض العرب: مِلْنا إِلى وادي كذا فوجدناه مُكَسِّراً. وقال ثعلب:
واد مُكَسَّرٌ: بالفتح، كأَن الماء كسره أَي أَسال معَاطفَه وجِرَفَتَه،
وروي قول الأَعرابي: فوجدناه مُكَسَّراً، بالفتح. وكُسُور الثوب والجلد:
غٌضُونُه.
وكَسَرَ الطائرُ يَكْسِرُ كَسْراً وكُسُوراً: ضمَّ جناحيه جتى يَنْقَضَّ
يريد الوقوعَ، فإِذا ذكرت الجناحين قلت: كَسَرَ جناحيه كَسْراً، وهو
إِذا ضم منهما شيئاً وهو يريد الوقوع أَو الانقضاض؛ وأَنشد الجوهري
للعجاج:تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ
والكاسِرُ: العُقابُ، ويقال: بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كاسر؛ وأَنشد:
كأَنها كاسِرٌ في الجَوّ فَتْخاءُ
طرحوا الهاء لأَن الفعل غالبٌ. وفي حديث النعمان: كأَنها جناح عُقابٍ
كاسِرٍ؛ هي التي تَكْسِرُ جناحيها وتضمهما إِذا أَرادت السقوط؛ ابن سيده:
وعُقاب كاسر؛ قال:
كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجرِ
ومَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ
أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ وأَنشده سيبويه:
ومَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ
يريد: ومَسْحِه فأَخفى الهاء. قال ابن جني: قال سيبويه كلاماً يظن به في
ظاهره أَنه أَدغم الحاء في الهاء بعد أَن قلب الهاء حاء فصارت في ظاهر
قوله ومَسْحّ، واستدرك أَبو الحسن ذلك عليه، وقال: إِن هذا لا يجوز
إِدغامه لأَن السين ساكنة ولا يجمع بين ساكنين؛ قال: فهذا لعمري تعلق بظاهر
لفظه فأَما حقيقة معناه فلم يُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قال ابن جني: وليس
ينبغي لمن نظر في هذا العلم أَدنى نظر أَن يظنَّ بسيبويه أَنه يتوجه عليه هذا
الغلط الفاحش حتى يخرج فيه من خطإِ الإِعراب إِلى كسر الوزن، لأَن هذا
الشعر من مشطور الرجز وتقطيع الجزء الذي فيه السين والحاء ومسحه« مفاعلن»
فالحاء بإِزاء عين مفاعلن، فهل يليق بسيبويه أَن يكسر شعراً وهو ينبوع
العروض وبحبوحة وزن التفعيل، وفي كتابه أَماكن كثيرة تشهد بمعرفته بهذا
العلم واشتماله عليه، فكيف يجوز عليه الخطأ فيما يظهر ويبدو لمن يَتَسانَدُ
إِلى طبعه فضلاً عن سيبويه في جلالة قدره؟ قال: ولعل أَبا الحسن الأَخفش
إِنما أَراد التشنيع عليه وإِلا فهو كان أَعرف الناس بجلاله؛ ويُعَدَّى
فيقال: كَسَرَ جَناحَيْه. الفراء: يقال رجل ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، وهو
الذي يُغْبَنُ في كل شيء، ويقال: فلان يَكْسِرُ عليه الفُوقَ إِذا كان
غَضْبانَ عليه؛ وفلان يَكْسِرُ
عليه الأَرْعاظَ غَضَباً. ابن الأَعرابي: كَسَرَ الرجلُ إِذا باع
(*
قوله« كسر الرجل إِذا باع إلخ» عبارة المجد وشرحه: كسر الرجل متاعه إذا باعه
ثوباً ثوباً.) متاعه ثَوْباً ثَوْباً، وكَسِرَ إِذا كَسِلَ.
وبنو كِسْرٍ: بطنٌ من تَغْلِب.
وكِسْرى وكَسْرى، جميعاً بفتح الكاف وكسرها: اسم مَلِكِ الفُرْس، معرّب،
هو بالفارسية خُسْرَوْ أَي واسع الملك فَعَرَّبَتْه العربُ فقالت:
كِسْرى؛ وورد ذلك في الحديث كثيراً، والجمع أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ
علىغير قياس لأَن قياسه كِسْرَوْنَ، بفتح الراء، مثل عِيسَوْنَ ومُوسَوْنَ،
بفتح السين، والنسب إِليه كِسْرِيّ، بكسر الكاف وتشديد الياء، مثل
حِرْميٍّ وكِسْرَوِيّ، بفتح الراء وتشديد الياء، ولا يقال كَسْرَوِيّ بفتح
الكاف. والمُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَيْدَعٍ. والمُكَسَّرُ: بلد؛ قال مَعْنُ بنُ
أَوْسٍ:
فما نُوِّمَتْ حتى ارتُقي بِنقالِها
من الليل قُصْوى لابَةٍ والمُكَسَّرِ
والمُكَسِّرُ: لقب رجلٍ؛ قال أَبو النجم:
أَو كالمُكَسِّرِ لا تَؤُوبُ جِيادُه
إِلا غَوانِمَ، وهي غَيْرُ نِواء
خشب: الخَشَبَةُ: ما غَلُظَ مِن العِيدانِ، والجمع خَشَبٌ، مثل شجرةٍ وشَجَر، وخُشُبٌ وخُشْبٌ خُشْبانٌ. وفي حديث سَلْمانَ: كان لا يَكادُ يُفْقَهُ كلامُه مِن شِدَّةِ عُجْمَتِه، وكان يسمي الخَشَبَ الخُشْبانَ. قال ابن الأَثير: وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ، لأَنَّ سَلْمانَ كان يُضارِعُ كلامُه كلامَ الفُصَحاءِ، وإِنما الخُشْبانُ جمع خَشَبٍ، كحَمَلٍ وحُمْلانٍ؛ قال:
كأَنـَّهم، بجَنُوبِ القاعِ، خُشْبانُ
قال: ولا مَزيد على ما تَتَساعدُ في ثُبوتِه الرِّوايةُ والقياسُ.
وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذو خَشَب.
والخَشَّابةُ: باعَتُها.
وقوله عز وجل، في صفة المنافقين: كأَنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ؛ وقُرئَ
خُشْبٌ، بإِسكان الشين، مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ. ومن قال خُشُبٌ، فهو بمنزلة ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ؛ أَراد، واللّه أَعلم: أَنَّ المنافقين في تَرْكِ
التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصارِ، وَوَعْي ما يَسْمَعُونَ من الوَحْيِ، بمنزلة
الخُشُبِ. وفي الحديث في ذِكر المنافقين: خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ بالنهار؛ أَراد: أَنهم يَنامُونَ الليلَ، كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ، لا يُصَلُّون فيه؛ وتُضم الشين وتسكن تخفيفاً.
والعربُ تقول للقَتِيلِ: كأَنه خَشَبةٌ وكأَنه جِذْعٌ.
وتخَشَّبَتِ الإِبلُ: أَكلت الخَشَبَ؛ قال الراجز ووصف إِبلاً:
حَرَّقَها، مِن النَّجِيلِ، أَشْهَبُهْ، أَفْنانُه، وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ
ويقال: الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدانَ الشجرِ إِذا تَناوَلَتْ أَغصانَه.
وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: كان يُصَلي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ؛ قال ابن الأَثير: هم أَصْحابُ الـمُخْتارِ بن أَبي عُبَيدة؛ ويقال لضَرْبٍ من الشِّيعةِ: الخَشَبِيَّةُ؛ قيل: لأَنهم حَفِظُوا خَشَبةَ زَيْدِ بن عليّ، رضي اللّه عنه، حينَ صُلِبَ، والوجه الأَوّل، لأَنّ صَلْبَ زَيْدٍ كان بعد ابنِ عُمَر بكثير.
والخَشِيبةُ: الطَّبِيعةُ.
وخَشَبَ السيفَ يَخْشِبُه خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: طَبَعَه،
وقيل : صَقَلَه.
والخَشِيبُ من السيوفِ: الصَّقِيلُ؛ وقيل: هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ
ولم يُصْقَلْ، ولا أُحْكِمَ عَمَلُه، ضدٌّ؛ وقيل: هو الحديثُ الصَّنْعة؛
وقيل: هو الذي بُدِئَ طَبْعُه. قال الأَصمعي: سيف خَشِيبٌ، وهو عند الناس الصَّقِيلُ، وإِنما أَصلُه بُرِدَ قبل أَن يُلَيَّنَ؛ وقول صخر الغي:
ومُرْهَفٌ، أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، * أَبْيَضُ مَهْوٌ، في مَتْنِهِ، رُبَدُ
أَي طَبِيعَتُه. والـمَهْوُ: الرّقِيقُ الشَّفْرَتَينِ. قال ابن جني:
فهو عندي مقلوب من مَوْهٍ، لأَنه من الماءِ الذي لامُهُ هاء، بدليل قولهم في جمعه: أَمْواهٌ. والمعنى فيه: أَنه أُرِقَّ، حتى صارَ كالماءِ في رِقَّتهِ. قال: وكان أَبو علي الفارسي يرى أَن أَمْهاه، من قول امرئِ القَيس:
راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ، * ثُمَّ أَمْهاهُ على حَجَرِهْ
قال: أَصله أَمـْوَهَهُ، ثم قدَّم اللام وأَخَّر العين أَي أَرَقَّه كَرِقَّةِ الماءِ. قال، ومنه: مَوَّهَ فلان عَليَّ الحَدِيثَ أَي حَسَّنَه، حتى كأَنـَّه جعل عليه طَلاوةً وماءً. والرُّبَدُ: شِبْهُ مَدَبِّ النمل، والغُبارِ.
وقيل: الخَشْبُ الذي في السَّيف أَن يَضَعَ عليه سِناناً عَريضاً
أَمْلَسَ، فيَدْلُكَه به، فإِن كان فيه شُقُوقٌ، أَو شَعَثٌ، أَو حَدَبٌ ذَهَبَ
به وامْلَسَّ.
قال الأَحمر: قال لي أَعْرابي: قلت لصَيْقَلٍ: هل
فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي؟ قال: نعم، إِلاَّ أَني لم أَخْشِبْه.
والخشابةُ: مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ وفَرَغَ منه، أَجراها عليه، فلا يُغَبِّره الجَفْن؛ هذه عن الهجري.
والخَشْبُ: الشَّحْذُ. وسيفٌ خَشِيبٌ مَخْشُوبٌ أَي شَحِيذٌ. واخْتَشَبَ
السيفَ: اتَّخَذَه خَشْباً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ولا فَتْكَ إِلاّ سَعْيُ عَمْرٍو ورَهْطِه، * بما اخْتَشَبُوا، مِن مِعْضَدٍ ودَدانِ
ويقال: سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبةِ؛ يقول: عُرِّضَ حين طُبِعَ؛ قال ابن
مِرْداسٍ:
جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتي، ونجِيبَتي، * ورُمْحِي، ومَشْقُوقَ الخَشِيبةِ، صارِما
والخَشْبةُ: البَرْدةُ الأُولى، قَبْلَ الصِّقال؛ وأَنشد:
وفُترةٍ مِنْ أَثْلِ ما تَخَشَّبا
أَي مـما أَخَذه خَشْباً لا يَتَنَوَّقُ فيه، يأْخُذُه مِن ههُنا وههُنا.وقال أَبو حنيفة: خَشَبَ القَوْسَ يَخْشِبُها خَشْباً: عَمِلَها عَمَلَها الأَوّلَ، وهي خَشِيبٌ مِنْ قِسِيٍّ خُشُبٍ وخَشائِبَ.
وقِدْحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: مَنْحُوتٌ؛ قال أَوْسٌ في صفة خيل:
فَخَلْخَلَها طَوْرَين، ثم أَفاضَها * كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُقَدَّمِ(1)
(1 قوله «فخلخلها» كذا في بعض النسخ بخاءين معجمتين وفي شرح القاموس بمهملتين وبمراجعة المحكم يظهر لك الصواب والنسخة التي عندنا منه مخرومة.)ويُروى: تُقَوَّمِ أَي تُعَلَّمِ.
والخَشِيبُ: السَّهْمُ حين يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّل.
وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً إِذا بَرَيْتَها البَرْيَ الأَوّل ولم تَفْرُغْ منها. ويقول الرجل للنَّبَّالِ: أَفَرَغْتَ مِن سَهْمِي؟ فيقول: قد خَشَبْتُه أَي قد بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّل، ولم أُسَوِّه، فإِذا فَرَغَ قال: قد خَلَقْتُه أَي لَيَّنْتُه من الصَّفاة الخَلْقاءِ، وهي الـمَلْساءُ. وخَشَبَ الشِّعْر يَخْشِبُه خَشْباً أَي يُمِرُّه كما يَجِيئُه، ولم يَتَأَنَّقْ فيه، ولا تَعَمَّلَ له؛ وهو يَخْشِبُ الكلام والعَمَلَ إِذا لم يُحْكِمْه ولم يُجَوِّدْه.
والخَشِيبُ: الرَّدِيءُ والـمُنْتَقَى. والخَشِيبُ: اليابِسُ، عن كراع.
قال ابن سيده: وأُراه قال الخشِيبَ والخَشِيبيَّ.
وجَبْهَةٌ خَشْباءُ: كَرِيهةٌ يابِسةٌ. والجَبْهةُ الخَشْباءُ: الكَرِيهةُ، وهي الخَشِبةُ أَيضاً، ورجل أَخْشَبُ الجَبْهةِ؛ وأَنشد:
إِمَّا ترَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ، * أَخْشَبَ مَهْزُولاً، وإِنْ لم أُهْزَلِ
وأَكمَةٌ خَشْباءُ وأَرْضٌ خَشْباءُ، وهي التي كأَنَّ حِجارَتها
مَنْثُورةٌ مُتَدانِيةٌ؛ قال رؤْبة:
بكُلِّ خَشْباءَ وكُلِّ سَفْحِ
وقولُ أَبي النَّجْمِ:
إِذا عَلَوْنَ الأَخْشَبَ الـمَنْطُوحا
يريد: كأَنه نُطِحَ. والخَشِيبُ: الغَلِيظُ الخَشِنُ مَنْ كلّ شيءٍ.
والخَشيبُ من الرِّجال: الطَّوِيلُ الجافي، العارِي العِظام، مع شِدّة
وصَلابة وغِلَظٍ؛
وكذلك هو من الجِمالِ.
وقد اخْشَوْشَبَ أَي صارَ خَشِباً، وهو الخَشِنُ.
ورَجل خَشِيبٌ: عارِي العَظْمِ، بادِي العَصَبِ. والخَشِيبُ منَ الإِبل: الجافي، السَّمْجُ، الـمُتَجافي، الشاسِئُ الخَلْقِ؛ وجمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَلِيظٌ. وفي حديث وَفْدِ مَذْحِجَ على حَراجِيجَ: كأَنها أَخاشِبُ، جمع الأَخْشَبِ؛ والحَراجيجُ: جمع حُرْجُوجٍ، وهي الناقةُ الطويلةُ، وقيل: الضَّامِرةُ؛ وقيل: الحادَّةُ القَلْبِ. وظَلِيمٌ خَشِيبٌ أَي خَشِنٌ.
وكلُّ شيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ، فهو أَخْشَبُ وخَشِبٌ.
وتخَشَّبَتِ الإِبلُ إِذا أَكلت اليَبِيسَ من الـمَرْعَى. وعَيْشٌ خَشِبٌ:
غير مُتَأَنَّقٍ فيه، وهو من ذلك.
واخْشَوْشَبَ في عَيْشِه: شَظِفَ. وقالوا: تمَعْدَدُوا، واخْشَوْشِبُوا
أَي اصْبِرُوا على جَهْدِ العَيْشِ؛ وقيل تَكَلَّفُوا ذلك، ليكون
أَجْلَدَ لكم. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اخْشَوْشِبُوا، وتَمعْدَدُوا. قال: هو الغِلَظُ، وابْتِذالُ النَّفْسِ في العَمَل، والاحْتِفاءُ في الـمَشْيِ، ليَغْلُظ الجَسَدُ؛ ويُروى: واخْشَوْشِنُوا، من العِيشةِ الخَشْناءِ.
ويقال: اخْشَوْشَب الرَّجُل إِذا صارَ صُلْباً، خَشِناً في دِينهِ ومَلْبَسِه ومَطْعَمِه، وجَمِيعِ أَحْوالِه. ويُروى بالجيم والخاءِ المعجمة،
والنون؛ يقول: عِيشُوا عَيْشَ مَعَدٍّ، يعني عَيْشَ العَرَبِ الأَوَّل، ولا
تُعَوِّدُوا أَنـْفُسَكم التَّرَفُّه، أَو عِيشةَ العَجَمِ، فإِنَّ ذلك يَقْعُدُ بكم عن المغازي.
وجَبَلٌ أَخْشَبُ: خَشِنٌ عظيم؛ قال الشاعر يصف البعير، ويُشَبِّهه فوقَ النُّوق بالجَبَل:
تَحْسَبُ فَوْقَ الشَّوْلِ، مِنه، أَخْشَبا
والأَخْشَبُ مِن الجِبال: الخَشِنُ الغَلِيظُ؛ ويقال: هو الذي لا يُرْتَقَى فيه. والأَخْشَبُ من القُفِّ: ما غَلُظَ، وخَشُنَ، وتحَجَّر؛ والجمع
أَخاشِبُ لأَنه غَلَبَ عليه الأَسْماءُ؛ وقد قيل في مؤَنَّثه: الخَشْباءُ؛ قال كثير عزة:
يَنُوءُ فَيَعْدُو، مِنْ قَريبٍ، إِذا عَدا * ويَكْمُنُ، في خَشْباءَ، وَعْثٍ مَقِيلُها
فإِما أَن يكون اسماً، كالصَّلْفاءِ، وإِما أَن يكون صفة، على ما يطرد في باب أَفعل، والأَوّل أَجود، لقولهم في جمعه: الأَخاشِبُ. وقيل الخَشْباءُ، في قول كثير، الغَيْضةُ، والأَوّلُ أَعْرَفُ.
والخُشْبانُ: الجِبالُ الخُشْنُ، التي ليست بِضِخامٍ، ولا صِغارٍ. ابن
الأَنباري: وقَعْنا في خَشْباءَ شَدِيدةٍ، وهي أَرضٌ فيها حِجارةٌ وحَصى وطين. ويقال: وقَعْنا في غضْراءَ، وهي الطِّين الخالِصُ الذي يقال له الحُرُّ، لخُلُوصِه مِن الرَّمْلِ وغيره. والحَصْباءُ: الحَصى الذي يُحْصَبُ به.
والأَخْشَبانِ: جَبَلا مَكَّةَ. وفي الحديث في ذِكْر مَكَّةَ: لا تَزُولُ مَكَّةُ، حتى يَزُولَ أَخْشَباها. أَخْشَبا مَكَّةَ: جَبَلاها. وفي الحديث: أَن جِبْرِيلَ، عليه السلام، قال: يا محمدُ إِنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَليهم الأَخْشَبَينِ، فقال: دَعْني أُنْذِرْ قَوْمي؛ صلى اللّه عليه وسلم،
وجَزاه خَيراً عن رِفْقِه بأُمَّتِه، ونُصْحِه لهم، وإِشْفاقِه عليهم.
غيره: الأَخْشَبانِ: الجَبَلانِ الـمُطِيفانِ بمكَّةَ، وهما: أَبو قُبَيْس
والأَحْمرُ، وهو جبَل مُشْرِفٌ وَجْهُه على قُعَيْقِعانَ.
والأَخْشَبُ: كلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ غَلِيظٍ.
والأَخاشِبُ: جِبالُ الصَّمَّان. وأَخاشِبُ الصَّمَّانِ: جِبال اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ، في مَحِلّة بني تَمِيم، ليس قُرْبَها أَكَمةٌ، ولا جَبَلٌ؛ وصُلْبُ الصَّمَّانِ: مكانٌ خَشِبٌ أَخْشَبُ غَلِيظٌ؛ وكلُّ خَشِنٍ أَخْشَبُ وخَشِبٌ.
والخَشْبُ: الخَلْطُ والانْتِقاءُ، وهو ضِدٌّ. خَشَبَه يَخْشِبُه خَشْباً، فهو خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ. أَبو عبيد: الـمَخْشُوب: الـمَخْلوط في نَسَبِه؛ قال الأَعشى يصف فرساً:
قافِلٍ جُرْشُعٍ، تراه كَيَبْس الرَّ * بْل، لا مُقْرِفٍ، ولا مَخْشُوبِ
قال ابن بري: أَورد الجوهري عجز هذا البيت، لا مقرفٌ ولا مَخْشُوبُ، قال: وصوابه لا مُقْرِفٍ ولا مَخْشُوبِ بالخفض، وبعده:
تِلْكَ خَيْلي منه، وتِلكَ رِكابي، * هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها، كالزَّبيبِ
قال ابن خالويه: الـمَخْشُوب الذي لم يُرَضْ، ولم يُحَسَّنْ تَعْلِيمه،
مُشَبَّهٌ بالجَفْنةِ الـمَخْشُوبة، وهي التي لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها.
قال: ولم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالـمَخْشُوبِ، إِلاَّ الأَعْشَى. ومعنى
قافِل: ضامِرٌ. وجُرْشُعٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَينِ. والرَّبْلُ: ما تَرَبَّلَ من النَّباتِ في القَيظ، وخرج من تحت اليَبيسِ مِنه نباتٌ أَخضَر.
والـمُقْرِفُ: الذي دانَى الهُجْنةَ مِنْ قِبَلِ أَبيهِ.
وخَشَبْتُ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطْتُه به.
وطعامٌ مَخْشُوبٌ إِذا كان حَبّاً، فهو مُفَلَّقٌ قَفارٌ، وإِن كان لحماً
فَنيءٌ لم يَنْضَجْ. ورجل قَشِبٌ خَشِبٌ: لا خَيرَ عنده، وخَشِبٌ إِتْباعٌ
له. الليث: الخَشَبِيَّةُ: قومٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ(1)
(1 قوله «الجهمية» ضبط في التكملة، بفتح فسكون، وهو قياس النسب إِلى جهم بفتح فسكون أيضاً، ومعلوم أن ضبط التكملة لا يعدل به ضبط سواها.) يَقُولون: إِنَّ اللّه لا يتَكَلَّم، ويقُولون: القرآنُ مَخْلُوقٌ.
والخِشابُ: بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ؛ قال جرير:
أَثَعْلَبَةَ الفوارِسِ أَم رِياحاً، * عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا؟
ويُروى: أَو رَباحاً.
وبنو رِزامِ بن مالكِ بن حَنْظَلَة يقال لهم: الخِشابُ. واستشهد الجوهري ببيت جرير هذا على بني رِزامٍ.
وخُشْبانُ : اسم. وخُشْبانُ: لَقَبٌ.
وذُو خَشَبٍ: موضِع ؛ قال الطِّرِمَّاحُ:
أَو كالفَتى حاتِمٍ، إِذْ قالَ: ما ملَكَتْ * كَفَّايَ للنَّاسِ نُهْبَى، يومَ ذي خَشَبِ
وفي الحديث ذكر خُشُبٍ، بضمتين، وهو وادٍ على مَسِيرةِ لَيْلة من الـمَدينةِ، له ذِكرٌ كَثيرٌ في الحديث والمغازي، ويقال له: ذُو خُشُبٍ.
جوش: الجَوش: الصَّدْر مثل الجُؤْشوش، وقيل: الجوش الصدرُ من الإِنسان
والليلِ، ومضى جَوْش من الليل أَي صدْر منه مثل جَرْش؛ قال رَبيعة بن
مَقْرُوم الضبّي:
وفتيان صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلافَةً،
إِذا الدِّيكُ في جَوْشٍ من الليل طَرَّبا
وجوش الليل: جَوزُه ووَسَطُه؛ قال ذو الرمة:
تَلَوَّم ـهاه ـها وقد مَضَى
من الليل جَوْش واسْبَطَرّتْ كواكبُه
(* قوله «تلوم ـهاه ـها إلخ» هو كذلك في الأصل.)
التهذيب: جَوْشُ الليلِ من لَدُن رُبْعِه إِلى ثُلثه، وقال ابن أَحمر:
مضى جَوْش من الليل.
ابن الأَعرابي: جاش يَجُوش جَوْشاً إِذا سار الليلَ كلَّه؛ وقال مُرَّةُ
بن عبد اللَّه:
تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِيٍّ،
عَظِيمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق
قال: الجَوْش الوسَط. والجوشَنِيّ: العظيمُ الجنبين والبطنِ.
والصِّفاقُ: الذي يلي الجَوْف من جِلْد البَطن. والجلْف: الجافي الخَلْق الذي لا
عَقْلَ له، شُبِّه بالدِّنِّ الفارغ، والدِّنُّ الفارغُ يقال له جلْف.
وجَوْش: قبيلة أَو موضع. الجوهري: جَوْش موضع؛ وأَنشد لأَبي الطَّمَحان
القيني:
تَرُضُّ حَصَى مَعْزاءِ جَوْشٍ وأَكْمَهُ
بأَخْفافِها، رَضَّ النَّوى بالمَراضِخ