من (س خ ن) إلى السَخَاخِنة لعله جمع السخاني: نسبة إلى السَخَّان: شديد الحرارة، والسخان: جهاز لتسخين المياه.
من (س خ ن) إلى السَخَاخِنة لعله جمع السخاني: نسبة إلى السَخَّان: شديد الحرارة، والسخان: جهاز لتسخين المياه.
خنق: الخَنِق، بكسر النون: مصدر قولك خَنَقَه يَخْنُقُه خَنْقاً
وخَنِقاً، فهو مَخْنُوق وخَنِيــق، وكذلك خَنَّقه، ومنه الخُنَّاق وقد انْخَنقَ
واخْتنقَ وانْخنقت الشاة بنفسها، فهي مُنْخَنِقة، فأَما الانْخناق فهو
انعصار الخُنِاق في خَنْقه، والاخْتِناق فعله بنفسه. ورجل خَنِق: مَخْنُوق.
ورجل خانِق في موضع خَنِيــق: ذو خناق؛ وأنشد:
وخانِقٍ ذي غُصَّة جِرَّاضِ
(* قوله «وخانق ذي إلخ» عبارة المؤلف في مادة جرض: والجريض والجرياض
الشديد الهم؛ وأنشد:
وخانق ذي غصة جرياض
قال خانق مخنوق ذي خنق).
والخِناق الحَبل الذي يُخنَق به. والخِناق: ما يُخَنق به. والخَنَّاق:
نعت لمن يكون ذلك شأْنَه وفعلهَ بالناس. والخِناق والمِخْنقة: القِلادة
على المُخَنَّق.
والخُناقُ والخُناقيَّةُ: داء أَو ريح يأْخذ الناس والدوابّ في الحُلوق
ويعتري الخيل أَيضاً وقد يأْخذ الطير في رؤوسها وحُلُقها، وأَكثر ما يظهر
في الحمام، فإاذا كان ذلك فهو غير مشتق لأن الخَنق إنما هو في الحلق.
يقال خُنق الفرس، فهو مَخْنوق.
أبو سعيد: المُخَتَنِق من الخيل الذي أَخذت غُرّتُه لَحْيَيْه إلى أُصول
أُذنيه، فإذا أَخذ البياضُ وجْهه وأُذنيه فهو مبرنس. وخَنَّقْت الحوضَ
تــخْنِيــقاً إذا شدَدْت مَلأَه؛ قال أَبو النجم:
ثُمّ طباها ذُو حبابٍ مُتْرَعُ،
مُخَنَّقٌ بمائه مُدَعْدَعُ
ابن الأَعرابي: الخُنُق الفُروج الضِّيقة من فُروج النساء. وقال أَبو
العباس: فَلْهَمٌ خِنَاقٌ ضَيِّق حُزُقّةٌ قَصِير السَّمْك. والمُخْتَنَقُ:
المَضِيق. ومُختَنق الشِّعْب: مَضِيقُه. والخانِيقُ: مَضيق في الوادي.
والخانق: شِعْب ضيّق في الجبل، وأَهل اليمن يسمون الزُّقاق خانقاً.
وخَانِقين وخانِقُونَ: موضع معروف، وفي النصب والخفض خانقين. الجوهري:
انْخنقَت الشاة بنفسها فهي مُنخَنقة، وموضعه من العنق مُخَنَّق، بالتشديد،
يقال: بلغ من المُخَنَّق. وأَخذت بِمُخَنَّقة أَي موضع الخِناق؛ وأنشد
ابن بري لأبي النجم:
والنفْسُ قد طارَتْ إلى المُخنَّق
وكذلك الخِناق والخُناق. يقال: أَخَذ بِخُناقه؛ ومنه اشتقت المِخْنقة من
القلادة. والمُختَنق: المَضِيقُ. وفي حديث معاذ: سيكون عليكم أُمراء
يؤخّرون الصلاة عن مِيقاتها ويَخْنُقونها إلى شَرق الموتى أَي يُضيِّقُون
وقتها بتأْخيرها. يقال: خنقْت الوقت أَخْنُقه إذا أَخَّرته وضيَّقْته. وهم
في خُناق من الموت أَي في ضيق.
خنا: الخَنا: من قبيح الكلام. خَنا في مَنْطقه يَخْنُو خَناً، مقصور.
والخَنا: الفُحْش. وفي التهذيب: الخَنا من الكلام أَفْحَشُه. وخَنا في
كلامه وأَخْنَى: أَفْحَش، وفي مَنْطقه إخْناءٌ؛ قالت بنتُ أَبي مُسافِعٍ
القُرَشي وكان قتله النبي، صلى الله عليه وسلم:
وما لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو
أَظافِيرَ وأَقْدامِ
كحِبِّي، إذا تَلاقَوا، و
وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانُ
وأَنتَ الطاعِنُ النَّجْلا
ءِ منها مُزْبِدٌ آنِ
وفي الكَفِّ حُسامٌ صا
رِمٌ أَبْيَضُ خَذَّامُ
وقد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ،
فما تُــخْنِي لصُخْبانِ
ابن سيده: هكذا رواها الأَخفش كلها مقيدة، ورواها أَبو عمرو مطلقة. قال
ابن جني: إذا قيدت ففيها عيب واحد وهو الإكْفاء بالنون والميم، وإذا
أَطلقت ففيها عيبان الإكْفاء والإقْواء، قال: وعندي أَن ابن جني قد وهم في
قوله رواها أَبو الحسن الأَخفش مقيدة، لأَن الشعر من الهَزَج وليس في الهزج
مفاعيل بالإسكان ولا فَعُولانْ، فإن كان الأَخْفش قد أَنشده هكذا فهو
عندي على إنشاد من أَنشد:
أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ
بسكون الباء، وهذا لا يعتدّ به ضرباً لأَن فَعُولْ مسكنة ليست من ضروب
الوافر، فكذلك مفاعيلْ أَو فَعُولانْ ليست من ضروب الهزج، وإذا كان كذلك
فالرواية كما رواه أَبو عمرو، وإن كان في الشعر حينئذ عيبان من الإقواء
والإكفاء إذ احتمالُ عيبين وثلاثة وأَكثر من ذلك أَمْثَلُ من كسر البيت،
وإن كنت أَيها الناظر في هذا الكتاب من أَهل العَروض فعِلْمُ هذا عليك من
اللازم المفروض. وكلامٌ خَنٍ وكَلِمَة خَنِيَــةٌ، وليس خَنٍ على الفِعْل،
لأَنا لا نعلم خَنِيَــتِ الكلمة، ولكنه على النَّسَب كما حكاه سيبويه من
قولهم رجل طَعِمٌ ونَهِرٌ، ونظيره كاسٍ إلا أَنه على زنة فاعِلٍ، قال
سيبويه: أَي ذو طَعامٍ وكسْوَة وسَيْرٍ بالنهار؛ وأَنشد:
لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ
وقول القُطامِيّ:
دَعُوا النَّمْر، لا تُثْنُوا عليها خَنايَةً،
فقد أَحْسَنَتْ في جُلّ ما بَيننا النَّمْرُ
بَنَى من الخنَا فَعالَة. وقد خَنِيَ عليه، بالكسر، وأَخْنَى عليه في
مَنْطِقِه: أَفْحَشَ؛ قال أَبو ذؤيب:
ولا تُخْنُوا عليَّ، ولا تُشِطُّوا
بقول الفخْر، إنّ الفَخْرَ حُوبُ
وفي الحديث: أَخْنَى الأَسماء عند الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ
الأَمْلاكِ؛ الخَنا: الفُحْشُ في القول، ويجوز أَن يكون من أَخْنَى عليه الدَّهْرُ
إذا مالَ عليه وأَهلكه. وفي الحديث: من لم يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فلا
حاجةَ لله في أَن يَدَعَ طَعامَه وشرابه. وفي حديث أَبي عبيدة: فقال رجل
من جُهَيْنَة والله ما كان سَعْدٌ ليُــخْنِيَ بابْنهِ
(* قوله «ليــخني
بابنه» بهامش نسخة من النهاية ما نصه: الإخناه على الشيء الافساد ومنه الخنا
وهو الفحش والكلام الفاسد، ودخلت الباء في بابنه للتعدية، والمعنى: ما
كان ليجعله مــخنيــاً على ضمانه خائساً به، واللام لتأكيد معنى النفي كأنه
قال: سعد أجلّ من أن يضايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن) في
شِقَّةٍ من تَمْرٍ أَي يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه، وهو من أَخْنَى عليه
الدِّهْرُ. وخَنَى الدَّهْرِ: آفاتُه؛ قال لبيد:
قلبتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى،
وقَدرنا إن خَنَى الدَّهرِ غَفَلْ
وأَخْنَى علي الدَّهْرُ: طالَ . وأَخْنَى عليهم الدهرُ: أَهلكهم وأَتَى
عليهم؛ قال النابغة:
أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا،
أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَدِ
وأَخْنَى: أَفْسَدَ. وأَــخْنَيْــتُ عليه: أَفْسَدْتُ. والخَنْوةُ:
الغَدْرَةُ. والخَنْوَة أَيضاً: الفُرْجَة في الخُصّ. وأَخْنَى الجرادُ: كَثُر
بيضُه؛ عن أَبي حنيفة. وأَخْنَى المَرْعَى: كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ؛
وروي بيت زهير:
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى،
له بالسِّيَّ تَنُّومٌ وآءُ
والأَعرف الأَكثر أَجْنَى. قال ابن سيده: وإنما قضينا أَن أَلفه ياء
لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً، والله أَعلم.
خنن: الــخَنِيــنُ من بكاء النساء: دون الانْتِحابِ، وقيل: هو تَرَدُّد
البكاء حتى يصير في الصوت غُنَّةٌ، وقيل: هو رفع الصوت بالبكاء، وقيل: هو
صوت يخرج من الأَنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيــناً، وهو بكاء المرأَةُ تَخِنُّ في
بكائها. وفي حديث عليّ: أَنه قال لابنه الحَسَن، رضي الله عنهما: إنك
تَخِنُّ خَنِيــنَ الجارية؛ قال شمر: خَنَّ خَنِيــناً في البكاء إذا رَدَّد
البكاء في الخَياشيم، والــخَنيــنُ يكون من الضحك الخافي أَيضاً. الجوهري:
الــخَنِيــنُ كالبكاء في الأَنف والضحك في الأَنف؛ قال ابن بري: ومن الــخَنيــنِ
كالبكاء في الأَنف قولُ مُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَديّ:
بكى جَزَعاً من أَن يموت، وأَجْهَشَتْ
إليه الجِرِشِّى، وارمَعَلَّ خَنِيــنُها.
وفي الحديث: أَنه كان يُسْمَع خَنيــنُه في الصلاة؛ الــخَنِيــنُ: ضرب من
البكاء دون الانتحاب، وأَصلُ الــخَنِيــن خروجُ الصوت من الأَنف كالحَنين من
الفم. وفي حديث أَنس: فَغَطَّى أَصحابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وجُوهَهم لهم خَنِيــنٌ. وفي حديث خالد: فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا يبكون.
وفي حديث فاطمة، رضوان الله عليها: قام بالباب له خَنِيــنٌ. والــخَنِيــنُ:
الضحك إذا أَظهره الإنسان فخرج خافياً، والفعل كالفعل، خَنَّ يَخِنُّ
خَنِيــناً، فإذا أَخرج صوتاً رقيقاً فهو الرَّنينُ، فإِذا أَخفاه فهو الهَنينُ،
وقيل: الهَنِينُ مثل الأَنِينِ، يُقال: أَنَّ وهَنَّ بمعنى واحد. قال
ابن سيده: والخَنَنُ والخُنَّةُ والمَخَنَّة كالغُنَّةِ، وقيل: هو فوق
الغُنَّة وأَقبح منها، قال المُبَرَّدُ: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوت
الخَيْشوم، والخُنَّة أَشدُّ منها. التهذيب: الخُنَّة ضرب من الغنة، كأَنَّ
الكلام يرجع إلى الخياشيم، يقال: امرأَة خَنَّاء وغَنَّاء وفيها
مَخَنَّةٌ. ورجل أَخَنُّ أَي أَغَنُّ مسدودُ الخياشيم، وقيل: هو الساقط
الخَياشيم، والأُنثى خَنَّاء، وقد خَنَّ، والجمع خُنٌّ؛ قال دَهْلَبُ ابن
قُرَيْعٍ: جارية ليستْ من الوَخْشَنِّ، ولا من السُّودِ القِصارِ الخُنِّ.
ابن الأَعرابي: النَّشِيجُ من الفم، والــخَنِيــنُ من الأَنف، وكذلك
النَّخِير، وقال الفَصِيحُ من أَعراب بني كلاب: الــخَنيــن سُدَدٌ في الخَياشيم،
والخُنانُ منه. وقد خَنْخَن إذا أَخرج الكلام من أَنفه. والخُنانُ: داء
يأْخذ في الأَنف. والخَنْخَنة: أَن لا يبين الكلام فيُخَنْخِن في خَياشيمه؛
وأَنشد: خَنْخَنَ لي في قوله ساعةً،
فقال لي شيئاً ولم أَسْمَعِ.
ابن الأَعرابي: الرُّبّاحُ القِردُ، وهو والحَوْدَلُ، ويقال لصوته
الخَنْخَنةُ، ولضحكه القَحْقَحةُ. والخُنَنةُ: الثورُ المُسِنُّ الضَّخم.
والخُنَانُ في الإبل: كالزُّكام في الناس. يقال: خُنَّ البعير، فهو مَخْنُون.
وزمن الخُنَانِ: زمن ماتت فيه الإبل؛ عنه؛ وقال ابن دريد: هو زمن معروف
عند العرب قد ذكروه في أَشعارهم، قال: ولم نسمع فيه من علمائنا تفسيراً
شافياً، قال: والأَوَّل أَصح؛ قال النابغة الجعدي في الخُنَّانِ للإِبل:
فمن يَحْرِصْ على كِبَري، فإِني
من الشُّبّانِ أَيّامَ الخُنانِ.
قال الأَصمعي: كان الخُنَّانُ داءً يأْْخذ الإبلَ في مناخرها وتموت منه
فصار ذلك تاريخاً لهم، والخُنانُ داءٌ يأْخذ الناس، وقيل: هو داءٌ يأْخذ
في الأَنف. ابن سيده: والخُنانُ داءٌ يأخذ الطير في حُلُوقها. يقال: طائر
مَخْنُون، وهو أَيضاً داءٌ يأْخذ العين؛ قال جرير:
وأَشْفِي من تَخَلُّج كلِّ داءٍ،
وأَكْوي الناظِرَيْنِ من الخُنانِ.
والمَخَنَّةُ: الأَنف. التهذيب: قال بعضهم خَنَنْتُ الجِذْعَ بالفأْس
خَنّاً إذا قطعته. قال أَبو منصور: وهذا حرف مُريبٌ، قال: وصوابه عندي
وجثَثْتُ العودَ جَثَاً، فأَما خَنَنْتُ بمعنى قطعت فما سمعته. اللحياني: رجل
مَجْنُون مَخْنُونٌ مَحْنُونٌ، وقد أَجَنَّه اللهُ وأَحَنَّه وأَخنَّه
بمعنى واحد. أَبو عمرو: الخِنُّ السفينة الفارغة. ووَطِئَ مِخَنَّتَهم
ومَخَنَّتَهم أَي حريمهم. والمِخَنُّ: الرجلُ الطويل، والصحيح المَخْنُ،
وهو مذكور في موضعه؛ وأَنشد الأَزهري:
لما رَآهُ جَسْرَباً مِخَنَّا
أَقْصَرَ عن حَسْناءَ وارْثَعَنا.
أَي استَرْخَى عنها. قال: ويقال للطويل مَخْنٌ، بفتح الميم وجزم الخاء.
وفلان مَخَنَّة لفلان أَي مأْكَلة. ومَخَنَّةُ القوم: حريمهم. وخَنَنْتُ
الجُلَّة إذا استخرجتَ منها شيئاً بعد شيءٍ. التهذيب: المَخَنَّة وسط
الدار، والمَخَنَّة الفِناءُ، والمَخَنَّةُ الحرم، والمَخَنَّة مَضِيقُ
الوادي، والمَخَنَّةُ مَصَبُّ الماء من التَّلْعَةِ إلى الوادي، والمَخَنَّةُ
فُوَّهَةُ الطريق، والمَخَنَّة المَحجَّة البينة، والمَخَنَّة طَرَفُ
الأَنف، قال: وروى الشَّعْبي أَن الناس لما قدموا البصرة قال بنو تميم
لعائشة: هل لك في الأَحْنَفِ؟ قالت: لا، ولكن كونوا على مَخَنَّتِه أَي
طريقته، وذلك أَن الأَحْنَف تكلم فيها بكلمات، وقال أَبياتاً
يلومها فيها في وقعة الجمل؛ منها:
فلو كانتِ الأَكْنانُ دُونَكِ، لم يَجِدْ
عَليكِ مَقَالاً ذو أَداةٍ يَقُولُها.
فبلغها كلامُه وشِعْرُه فقالت: أَلِي كان يَسْتَجِمُّ مَثابَةَ سَفَهِه؟
وما للأَحْنفِ والعربية، وإنما هم عُلُوجٌ لآلِ عُبَيْدِ الله سَكنوا
الرِّيفَ، إلى الله أَشكو عقوقَ أَبنائي؛ ثم قالت:
بُنَيَّ اتَّعِظْ، إنَّ المَواعِظَ سَهْلةٌ،
ويُوشِكُ أَن تَكْتانَ وَعْراً سَبيلُها.
ولا تَنْسَينْ في اللهِ حَقَّ أُمُومَتي،
فإِنك أَوْلى الناسِ أَن لا تَقُولُها
ولا تَنْطِقَنْ في أُمَّةٍ ليَ بالخَنا
حَنِيفيَّة، قد كان بَعْلي رَسْولُها.
أخن: الآخِنيُّ: ثيابٌ مُخَطَّطةٌ؛ قال العجاج:
عليه كَتَّانٌ وآخِنِيُّ
والآخِنيَّــةُ: القِسِيُّ؛ قال الأَعشى:
مَنَعتْ قِياسُ الآخِنيَّــةِ رأْسَه
بسِهامِ يَثْرِبَ أَو سِهامِ الوادي
أَضافَ الشيءَ إلى نفسه لأَن القِياسَ هي الآخِنيَّــة، أَو يكون على أَنه
أَراد قِياسَ القوّاسة الآخنيَّــة، ويروى: أَو سِهامِ بلادِ. أَبو مالك:
الآخِنِيُّ أَكْسِيَةٌ سُودٌ ليِّنةٌ يَلبَسُها النصارى؛ قال البعيث:
فكَرَّ علينا ثمَّ ظلَّ يجُرُّها،
كما جَرَّ ثوبَ الآخِنِيِّ المقدَّس
وقال أَبو خراش:
كأَن المُلاءَ المَحْض خَلْفَ كُراعِه،
إذا ما تَمَطَّى الآخِنِيُّ المُخَذَّمُ.
صرخ: الصَّرْخَةُ: الصيحة الشديدة عند الفزع أَو المصيبة. وقيل
الصُّراخُ الصوت الشديد ما كان؛ صرخ يصرُخُ صُراخاً. ومن أَمثالهم: كانَتْ
كَصَرْخَةِ الحُبْلى؛ للأَمر يفجَو ك.
والصارخ والصريخ: المستغيث. وفي المثل: عَبْدٌ صَريخُهُ أَمَةٌ أَي
ناصره أَذل منه وأَضعف؛ وقيل: الصارخ المستغيث والمستصرخ المستغيث والمصرخ
المغيث،؛ وقيل: الصارخ المستغيث والصارخ المغيث؛ قال الأَزهري: ولم أَسمع
لغير الأَصمعي في الصارخ أَن يكون بمعنى المغيث. قال: والناس كلهم على أَن
الصارخ المستغيث، والمصرخ المغيث، والمستصرخ المستغيث أَيضاً.
وروى شمر عن أَبي حاتم أَنه قال: الاستصراخ الاستغاثة، والاستصراخ
الاغاثة. وفي حديث ابن عمر: أَنه استصرخ على امرأَته صفية استصراخ الحيّ على
الميت أَي استعان به ليقوم بشأْن الميت فيعينهم على ذلك، والصراخ صوت
استغاثتهم؛ قال ابن الأَثير: اسْتُصْرِخ الإِنسان إِذا أَتاه الصارخ، وهو
الصوت يعلمه بأَمر حادث ليستعين به عليه، أَو ينعى له ميتاً.
واسْتَصْرَخْتُهُ إِذا حملته على الصراخ. وفي التنزيل: ما أَنا بمصرخكم وما أَنتم
بمصرخيَّ. والصريخُ: المغيث، والصريخ المستغيث أَيضاً، من الأَضداد؛ قال أَبو
الهيثم: معناه ما أَنا بمغيثكم. قال: والصريخ الصارخ، وهو المغيث مثل
قدير وقادر.
واصْطَرَخَ القَومُ وتصارخوا واستصرخوا: استغاثوا. والاصطراخ: التصارخ،
افتعال.
والتصرّخ: تكلف الصراخ. ويقال: التصرّخ به حمق أَي بالعطاس.
والمستصرخ: المستغيث؛ تقول منه: استصرخني فأَصرخته. والصَّريخُ: صوتُ
المستصرخ.
ويقال: صرخ فلان يصرخُ صراخاً إِذا استغاث فقال: واغَوثاهْ
واصَرْخَتاهْ قال: والصريخ يكون فعيلاً بمعنى مُفعِل مثل نذير بمعنى منذر وسميع
بمعنى مسمع؛ قال زهير:
إِذا ما سمعنا صارخاً، مَعَجَتْ بِنا
إِلى صوتهِ وُرْقُ المَراكلِ، ضُمَّرُ
وسمعت صارخة القوم أَي صوت استغاثتهم، مصدر على فاعلة. قال: والصارخة
بمعنى الاغاثة، مصدر؛ وأَنشد:
فكانوا مُهلِكِي الأَبناءِ، لولا
تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِيقِ
قال الليث: الصارخة بمعنى الصريخ المغيث؛ وصرخ صرخَة واصطرخ بمعنى.
ابن الأَعرابي: الصرَّاخُ الطاووس، والنَّبَّاحُ الهدهد. وفي الحديث:
أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يقوم من الليل إِذا سمع صوت الصارخ،
يعني الديك لأَنه كثير الصياح في الليل.
حوب: الحَوْبُ والحَوْبَةُ: الأَبَوانِ والأُخْتُ والبِنْتُ. وقيل: لِي
فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ أَي قرابة من قِبَلِ الأُمِّ، وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وإِن لِي حَوْبَةً أَعُولُها أَي ضَعَفَة وعِيالاً. ابن السكيت: لي في بَني فُلان حَوْبَةٌ، وبعضُهم يقول حِيبَةٌ، فتذهب
الواوُ إِذا انْكَسَر ما قَبْلَها، وهي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيع من أُمٍّ أَو
أُخْتٍ أَو بِنتٍ، أَو غير ذلك من كل ذاتِ رَحِمٍ. وقال أَبو زيد: لي فيهم حَوْبَة إِذا كانت قرابةً من قِبَلِ الأُمّ، وكذلك كلُّ ذِي رَحِمٍ
مَحْرَمٍ.
وفي الحديث: اتَّقُوا اللّهَ في الحَوْبَاتِ؛ يريدُ النِّساءَ الـمُحْتاجات، اللاَّتي لا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يقومُ عليهِنَّ، ويَتَعَهَّدُهُنَّ؛ ولا بُدَّ في الكلامِ من حذفِ مُضافٍ تَقْدِيرُه ذات حَوْبَةٍ، وذات حَوْباتٍ.
والحَوْبَةُ: الحاجَة. وفي حديث الدعاءِ: إِليك أَرْفَعُ حَوْبَتي أَي
حاجَتي. وفي رواية: نَرْفَعُ حَوْبَتَنا إِليك أَي حاجَتَنا. والحَوْبَة رقة
فُؤَادِ الأُمِّ؛ قال الفرزدق:
فهَبْ لِي خُنَيْــساً، واحْتَسِبْ فيه مِنَّةً * لحَوْبَةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرَابُها
قال الشيخ ابن بري: والسبب في قول الفرزدق هذا البيت، أَن امرأَةً عاذتْ بقبر أَبيه غالبٍ، فقال لها: ما الذي دَعاكِ إِلى هذا؟ فقالت: إِن لِي ابْناً بالسِّنْدِ، في اعْتِقالِ تميم بن زيد القَيْنيِّ(1)
(1 قوله «تميم بن زيد إلخ» هكذا في الأصل وفي تفسير روح المعاني للعلامة الالوسي عند قوله تعالى نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب، الآية روايته بلفظ تميم بن مرّ.) ، وكان عامِلَ خالدٍ القَسْرِيِّ على السِّنْدِ؛ فكتَبَ من ساعتِه إِليه:
كَتَبْتُ وعَجَّلْتُ البِرَادَةَ إِنَّنِي، * إِذا حاجَة حاوَلْتُ، عَجَّتْ رِكابُها
ولِي، بِبِلادِ السِّنْدِ، عند أَميرِها، * حَوائِجُ جَمَّاتٌ، وعندِي ثوابُها
أَتتْنِي، فعاذَتْ ذاتُ شَكْوَى بغالِبٍ، * وبالحرَّةِ، السَّافِي عليه تُرابُها
فقُلْتُ لَها: إِيهِ؛ اطْلُبِي كُلَّ حاجةٍ * لَدَيَّ، فخَفَّتْ حاجةٌ وطِلاَبُها
فقالَتْ بِحُزْنٍ: حاجَتِي أَنَّ واحِدِي * خُنَيْــساً، بأَرْضِ السِّنْدِ، خَوَّى سَحابُها
فَهَبْ لِي خُنَيْــساً، واحْتَسِبْ فِيهِ مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرابُهَا
تَمِيمَ بنَ زَيْدٍ، لا تَكُونَنَّ حاجَتِي، * بِظَهْرٍ، ولا يَعْيَا، عَلَيْكَ، جَوابُها
ولا تَقْلِبَنْ، ظَهْراً لِبَطْنٍ، صَحِيفَتِي، * فَشَاهِدُهَا، فِيها، عَلَيْكَ كِتابُها
فلما ورد الكِتابُ على تَميمٍ، قال لكاتبه: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ فقال:
كَيفَ أَعْرِفُ مَنْ لَمْ يُنْسَبْ إِلى أَبٍ ولا قَبِيلَةٍ، ولا تحَقَّقْت اسْمَه أَهُو خُنَيْــسٌ أَو حُبَيْشٌ؟ فقال: أَحْضِرْ كلّ مَن اسْمُه خُنَيْــسٌ أَو حُبَيْشٌ؛ فأَحْضَرَهم، فوجَدَ عِدَّتَهُم أَرْبَعِين رجُلاً، فأَعْطَى كلَّ واحِدٍ منهُم ما يَتَسَفَّرُ بهِ، وقال: اقْفُلُوا إِلى حَضْرة أَبي فِراسٍ. والحَوْبَة والحِيبَة: الهَمُّ والحاجَة؛ قال أَبو كَبِير الهُذلي:
ثُمَّ انْصَرَفْتُ، ولا أَبُثُّكَ حِيبَتِي، * رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ، مَشْيَ الأَصْورِ
وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ: أَلْحَقَ اللّهُ به الحَوْبَة أَي الحاجَةَ
والـمَسْكَنَة والفَقْرَ.
والحَوْبُ: الجَهْدُ والحاجَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وصُفَّاحَة مِثْل الفَنِيقِ، مَنَحْتها * عِيالَ ابنِ حَوْبٍ، جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
وقال مرَّة: ابنُ حَوْبِ رجلٌ مَجْهودٌ مُحْتاجٌ، لا يَعْنِي في كلِّ ذلك رجُلاً بعَيْنِه، إِنما يريدُ هذا النوعَ. ابن الأَعرابي: الحُوبُ: الغَمُّ والهَمُّ والبَلاءُ. ويقال: هَؤُلاءِ عيالُ ابنِ حَوْبٍ. قال: والحَوْبُ: الجَهْدُ والشِّدَّة. الأَزهري: والحُوبُ: الهَلاكُ؛ وقال الهذلي(1)
(1 قوله «وقال الهذلي إلخ» سيأتي أنه لابي دواد الايادي وفي شرح القاموس أن فيه خلافاً.) :
وكُلُّ حِصْنٍ، وإِنْ طَالَتْ سَلامَتُه، * يَوماً، ستُدْرِكُه النَّكْراءُ والحُوبُ
أَي يَهْلِكُ. والحَوْبُ والحُوبُ: الحُزنُ؛ وقيل: الوَحْشة؛ قال
الشاعر:
إِنَّ طَريقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ
أَي وَعْثٌ صَعْبٌ. وقيل في قول أَبي دُوَاد الإِيادي:
يوماً سَتُدْرِكه النَّكْراءُ والحُوبُ
أَي الوَحْشَة؛ وبه فسر الهَرَوِيُّ قوله، صلى اللّه عليه وسلم، لأَبي
أَيُّوب الأَنصاري، وقد ذهب إِلى طَلاق أُمِّ أَيُّوبَ: إِنَّ طَلاقَ أُمِّ
أَيُّوبَ لَحُوبٌ. التفسير عن شمر، قال ابن الأَثير: أَي لَوَحْشَة أَو
إِثْمٌ. وإِنما أَثَّمهَ بطلاقِها لأَنـَّها كانت مُصْلِحةً له في دِينِهِ. والحَوْبُ: الوجع.
والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، والشَّكْوَى، والتَّحَزُّنُ. ويقال: فلان يَتَحَوَّب من كذا أَي يَتَغَيَّظُ منه، ويَتَوَجَّعُ.
وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلى وَلَدِها وتَحَوُّبُها: رِقَّتُها وتَوَجُّعُها.
وفيه: ما زَالَ صَفْوانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذ
اللَيْلَة؛ التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مع تَوَجُّعٍ، أَراد به شِدَّةَ صِياحِهِ بالدُّعاءِ؛
ورِحَالَنَا مصوبٌ على الظُّرْفِ.
والحَوْبَةُ والحِيبَة: الهَمُّ والحُزْنُ. وفي حديث عُرْوَة لـمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ: أُرِيَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِيبَةٍ أَي بشَرِّ حالٍ.
والحِيبَةُ والحَوْبَة: الهَمُّ والحُزْنُ. والحِيبَة أَيضاً: الحاجَةُ
والـمَسْكَنة؛ قال طُفَيْل الغَنَوي:
فَذُوقُوا كما ذُقْنا، غَداةَ مُحَجَّرٍ، * مِنَ الغَيْظِ، في أَكْبادِنا،
والتَّحَوُّبِ
وقال أَبو عبيد: التَّحَوُّبُ في غير هذا التَّأَثُّم من الشيءِ، وهو من
الأَوَّلِ، وبعضُه قريبٌ من بعض.
ويقال لابنِ آوَى: هو يَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك، كأَنه يَتَضَوَّرُ. وتحَوَّبَ في دعائه: تَضَرَّعَ. والتَّحَوُّب أَيضاً: البكاءُ في جَزَعٍ وصِياحٍ، ورُبَّما عَمَّ به الصِّياحَ؛ قال العجاج:
وصَرَّحَتْ عنه، إِذا تحوَّبا، * رواجبُ الجوفِ السحيلَ الصُّلَّبا(1)
(1 قوله «وصرحت عنه إلخ» هو هكذا في الأصل وانظر ديوان العجاج.)
ويقال: تحَوَّبَ إِذا تَعَبَّد، كأَنه يُلْقِي الحُوبَ عن نَفسِه، كما
يقال: تَأَثَّمَ وتحَنَّثَ إِذا أَلْقَى الحِنْثَ عن نَفْسِه بالعِبادةِ؛ وقال الكُمَيْت يذكر ذِئْباً سَقاهُ وأَطْعَمَه:
وصُبَّ له شَوْلٌ، مِن الماءِ، غائرٌ * به كَفَّ عنه، الحِيبةَ، الـمُتَحَوِّبُ
والحِيبة: ما يُتَأَثَّم منه.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: اللهم اقْبَلْ تَوْبَتِي،
وارْحَمْ حَوْبَتِي؛ فَحَوْبَتِي، يجوز أَن تكون هنا توَجُّعِي، وأَن تكونَ
تَخَشُّعِي وتَمَسْكُنِي لَكَ. وفي التهذيب: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي. قال أَبو عبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي الـمَأْثمَ، وتُفْتَح الحاء وتُضَم، وهو من قوله عز وجل: إِنه كان حُوباً كَبيراً. قال: وكل مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والواحدة حَوْبةٌ؛ ومنه الحديث الآخر: أَن رجُلاً
أَتَى النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إِني أَتيتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ؛
فقال: أَلَكَ حَوْبةٌ؟ قال: نعم. قال: فَفِيها فجاهِدْ. قال أَبو عبيد:
يعني ما يَأْثَمُ به إِنْ ضَيَّعه من حُرْمةٍ. قال: وبعضُ أَهلِ العِلْمِ
يَتَأَوّلُه على الأُمِّ خاصَّةٌ. قال: وهي عندي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيعُ إِن
تَركَها، مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غيرها. وقولهم: إِنما فلانٌ
حَوْبةٌ أَي ليس عنده خيرٌ ولا شرٌّ.
ويقال: سمعتُ من هذا حَوْبَيْنِ، ورأَيتُ منه حَوْبَيْن أَي فَنَّيْن
وضَرْبَيْن؛ وقال ذو الرمة:
تَسْمَعُ، من تَيْهائهِ الأَفْلالِ، * حَوْبَينِ من هَماهِمِ الأَغْوالِ
أَي فنَّيْن وضَرْبَين، وقد رُوِيَ بيتُ ذي الرُّمَّة بفتح الحاء.
والحَوْبَة والحُوبة: الرجُلُ الضَّعيفُ، والجمع حُوَب، وكذلك المرأَة إِذا كانت ضعِيفة زَمِنة. وبات فلانٌ بِحيبةُ سوءٍ وحَوبةِ سوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ؛وقيل: إِذا باتَ بِشِدَّةٍ وحالٍ سَيِّئةٍ لا يقال إِلا في الشَّر؛ وقد استُعمل منه فعْلٌ قال:
وإِن قَلُّوا وحابُوا
ونزَلنا بِحيبةٍ من الأَرض وحُوبةٍ أَي بأَرض سوءٍ.
أَبو زيد: الحُوبُ: النَّفْسُ، والحَوْباءُ: النفْس، مـمدودةٌ ساكنةُ
الواو، والجمع حَوْباوَاتٌ؛ قال رؤْبة:
وقاتِلٍ حَوْباءَهُ من أَجْلي، * ليس له مِثْلي، وأَينَ مِثْلي؟
وقيل: الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ؛ قال:
ونَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها
وفي حديث ابنِ العاص: فَعَرَفَ أَنه يريدُ حَوْباءَ نَفْسه.
والحَوْبُ والحُوبُ والحابُ: الإِثْمُ، فالحَوْبُ، بالفتح، لأَهْلِ
الحجاز، والحُوبُ، بالضم، لتَميمٍ، والحَوْبةُ: الـمَرَّة الواحدة منه؛ قال المخبل:
فَلا يَدْخُلَنَّ، الدَّهْرَ، قَبرَكَ، حَوْبَةٌ * يَقُومُ، بها، يَوماً، عَليْكَ حَسيبُ
وقد حَابَ حَوباً وحِيبَةً. قال الزجاج: الحُوبُ الإِثْمُ، والحَوْبُ
فِعْلُ الرَّجُلِ؛ تقولُ: حابَ حَوْباً، كقولك: قد خانَ خَوناً. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، أَنّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً، أَيْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ على أُمِّهِ، وأَرْبَى الرِّبا عِرْض الـمُسْلِمِ. قال شمر: قوله سَبْعون حَوْباً،
كأَنـَّه سبعون ضرباً من الإِثْمِ. الفرَّاءُ في قوله تعالى إِنه كان
حُوباً: الحُوبُ الإِثم العظيم. وقرأَ الحسن: انـَّه كان حَوْباً؛ وروى
سعد عن قَتادة أَنه قال: انـَّه كان حُوباً أَي ظُلْماً.
وفلان يَتَحوَّب من كذَا أَي يتَأَثَّم. وتَحَوَّب الرجُل: تَأَثَّمَ.
قال ابن جني: تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ، من باب السَّلْبِ، ونَظِيرُه
تأَثَّمَ أَي ترَكَ الإِثْمَ، وإِن كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ منه، للسلب، وكذلك نحو تَقَدَّم وتأَخَّر، وتعَجَّل وتأَجَّل. وفي الحديث: كان إِذا
دَخَلَ إِلى أَهْلِه قال: تَوْباً تَوْباً، لا يُغادِرُ عَلَيْنا حَوْباً. ومنه الحديث: إِنَّ الجَفاءَ والحَوْبَ في أَهْلِ الوبرِ والصُّوفِ.
وتَحَوَّب من الإِثمِ إِذا تَوَقَّاه، وأَلقى الحَوْبَ عن نفسِه.
ويقال: حُبْتَ بكذا أَي أَثِمْتَ، تَحوبُ حَوْباً وحَوْبَة وحِيابَةً؛
قال النابغة(1)
(1 قوله «قال النابغة إلخ» سيأتي في مادة جعع عزو هذا البيت
لنهيكة الفزاري.) :
صَبْراً، بَغِيض بنَ رَيْثٍ؛ انـَّها رَحِمٌ * حُبْتُمْ بها، فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ
وفلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ.
قال الأَزهري: وبنو أَسد يقولون: الحائِبُ للقاتِل، وقد حَاب يحُوبُ.
والـمُحَوِّب والـمُتَحَوِّبُ الذي يَذْهَب مالُه ثم يَعودُ. الليث:
الحَوْبُ الضَّخمُ من الجِمالِ؛ وأَنشد:
ولا شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ
قال: وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره، كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً
بزَجْرِه، وسُمِّيَ الغُراب غاقاً بصَوْتِهِ. غيره: الحَوْبُ الجَمَلُ،
ثم كَثُر حتى صارَ زجْراً له. قال الليث: الحَوْبُ زَجْرُ البَعير
ليَمْضِيَ، وللنَّاقةِ: حَلْ، جَزْمٌ، وحَلٍ وحَلي. يقال للبَعير إِذا زُجِرَ:
حَوْبَ، وحوبِ، وحَوْبُ، وحابِ.
وحَوَّبَ بالإِبِلِ: قال لها حَوْب، والعَرَبُ تَجُرُّ ذلك، ولو رُفِعَ
أَو نُصِبَ، لكان جائِزاً، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكاياتِ تُحَرَّك أَواخِرُها، على غيرِ إِعرابٍ لازمٍ، وكذلك الأَدواتُ التي لا تَتَمَكَّن في
التَّصْريفِ، فإِذا حُوِّلَ من ذلك شيءٌ إِلى الأَسماءِ، حُمِلَ عليه الأَلف واللام، فأُجْريَ مُجْرَى الأَسْماءِ، كقوله:
والحَوْبُ لـمَّا يُقَلْ والحَلُ
وحَوَّبْت بالإِبل: من الحوب. وحَكَى بعضهم: حَبْ لا مَشَيْتَ، وحَبٍ لا مَشَيْتَ، وحَابِ لا مَشَيْت، وحَابٍ لا مَشَيْتَ. وفي الحديث: أَنه كان إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ قال: آيِبُون تائِبُون، لرَبِّنا حامدُون، حَوْباً حَوْباً. قال: كأَنه لما فَرَغَ من كلامه، زَجَر بَعِيرَه. والحَوْبُ: زَجْرٌ لذكُور الإِبِلِ. ابن الأَثير: حَوْبُ زَجْرٌ لِذُكُورة الإِبل، مثلُ حَلْ لإِناثِها، وتضمّ الباء وتفتح وتكسر، وإِذا نُكِّر دَخَلَهُ التنوين، فقوله: حَوْباً، بمنزلةِ قولك: سيراً سيراً؛ فأَما
قوله:
هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ، أُمُّ تِسْعينَ، آزَرَتْ * أَخا ثِقَةٍ، تَمْري، جَباها، ذَوائِبُهْ
فإِنه عَنى كِنانَةً عُمِلَت من جِلْدِ بعيرٍ، وفيها تِسْعونَ سَهْماً،
فجعلها أُمّاً للسهام، لأَنها قد جمعتها، وقوله: أَخَا ثِقَةٍ، يعني
سَيْفاً، وَجَباها: حَرْفُها، وَذَوائِبُه: حمائله أَي إِنه تَقَلَّد السَّيْفَ،
ثم تَقَلَّدَ بعده الكِنانةَ تمري حَرْفَها، يريد حرفَ الكِنانَة. وقال
بعضهم في كلام له: حَوْبُِ حَوْبُِ، إِنه يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لا لعاً لبَني الصَّوبِ. الدَّعْق: الوَطْءُ الشدِيدُ، وذكر الجوهري الحوأَب هنا. قال ابن بري: وحقه أَن يُذْكر في حأَب، وقد ذكرناه هناك.
سمخ: السِّماخ: الثَّقْبُ الذي بين الدُّجْرَيْنِ من آلة الفَدَّان.
والسِّماخ: لغة في الصِّماخ وهو والِجُ الأُذُن عند الدماغ.
وسَمَخَه يَسْمَخُه
(* قوله «وسمخه يسمخه» بابه منع. وسمخ الزرع: طلع
أولاً، وانه لحسن السمخة، بالكسر، كأنه مأخوذ من السماخ العفاص) سَمْخاً:
أَصاب سِماخَه فعَقره. ويقال: سَمَــخَنيِ بِجدَّةِ صوته وكثرة كلامه، ولغة
تميم الصَّمْخُ.
صخخ: الصخُّ: الضرب بالحديد على الحديد، والعصا الصلبة على شيءٍ مُصمتٍ.
وَصَخُّ الصخرة وَصَخِيخُها: صوتُها إِذا ضربتها بحجر أَو غيره. وكلُّ
صوت من وقع صخرة على صخرة ونحوه: صَخٌّ وصَخيخٌ، وقد صَخَّت تصخُّ؛ تقول:
ضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صَخَّةً.
والصاخَّةُ: القيامة، وبه فسر أَبو عبيدَة قوله تعالى: فَإِذا جاءَت
الصاخة؛ فإِما أَن يكون اسمَ الفاعل من صخ يصخ، وإِما أَن يكون المصدَر؛
وقال أَبو إِسحاق: الصاخة هي الصيحة التي تكون فيها القيامة تصُخُّ
الأَسماعَ أَي تُصِمُّها فلا تسمع إِلاَّ ما تدعى به للإِحياء.
وتقول: صخَّ الصوتُ الأُذُنَ يَصُخُّها صخّاً. وفي نسخة من التهذيب أَصخ
إِصخاخاً، ولا ذكر له في الثلاثي. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة:
فخاف الناس أَن يصيبهم صاخة من السماء؛ هي الصيحة التي تَصُخُّ الأَسماع
أَي تقرعها وتصمها. قال ابن سيده: الصاخة صيحة تصخ الأُذن أَي تطعنها
فتصمها لشدتها؛ ومنه سميت القيامة الصاخة، يقال كأَنها في أُذنه صاخة أَي
طعنة. والغرابُ يصُخُّ بمنقاره في دَبَرِ البعير أَي يطعن؛ تقول منه صخ يصخ.
والصاخة: الداهية.
خنس: الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء. خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ
ويَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع.
وأَخْنَسَه غيره: خَلَّفَه ومَضَى عنه. وفي الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ
إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر. قال
الأَزهري: وكذا قال الفراء في قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس؛ قال: إِبليس
يوسوس في صدور الناس، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ، وقيل: إِن له رأْساً كرأْس
الحية يَجْثُمُ على القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ، وإِذا
ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس، نعوذ باللَّه منه. وفي حديث جابر:
أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر
فيها ولم تحمل تلك السنة. وفي حديث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما
جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جمع ضامز،
وهو الممسك عن الجِرَّة، أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها
حَمَلَتْه؛ وفي كتاب الزمخشري: حُبُسٌ، بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد.
الأَزهري: خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً. يقال: خَنَسْتُ
فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر. وروى
أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه،
بالأَلف، وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه: يخرج عُنُقٌ من النار
فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار؛ يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها. يقال:
خَنَسَ به أَي واراه. ويقال: يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم. وخَنَسَ الرجل
إِذا توارى وغاب. وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قال الراعي:
إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ ليلةً،
وأَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا
الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وقال أَبو عمرو: جُزْتم، وقال:
أَخَّرْتُمْ. وفي حديث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ. وحديث ابن عباس: أَتيتُ النبي،
صلى اللَّه عليه وسلم، وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته
انْخَنَسْتُ. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لقيه
في بعض طُرُق المدينة قال: فانْخَنَسْتُ منه، وفي رواية: اخْتَنَسْتُ، على
المطاوعة بالنون والتاء، ويروى: فانْتَجَشْتُ، بالجيم والشين. وفي حديث
الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ، قال: هكذا جاء بالشك. وقال الفراء:
أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وقال البعِيثُ:
وصَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها،
وقد جَعَلَتْ عنها الأَخيرَةُ تَخْنِسُ
قال الأَزهري: وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم، فأَنشده من أَبيات:
وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً،
وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ
وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: ومما يدل على صحة هذه اللغة ما
رويناه عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: الشهر هكذا وهكذا،
وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً
وعشرين؛ وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:
إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ،
ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ
الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في
السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا وغبت ولِمَ
تواريْت؟
والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع
وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ
والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء
الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، وهي
الكِناسُ، وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً
إِلى أَوّله؛ ويقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة
التي ترجع وتستقيم؛ ويقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب
أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ ويقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة.
الزجاج في قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال:
أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب
وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. قال: والخُنَّسُ جمع
خانس.
وفرس خَنُوسٌ: وهو الذي يعدل، وهو مستقيم في حُضْرِه، ذات اليمين وذات
الشمال، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ، بسكون
النون. ابن سيده: فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع
الَقهْقَرى.
والخَنَسُ في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل
ولا مُشْرِف، وقيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ، وهو لُصُوق القَصَبة
بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وقيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض
الأَرنبة، وقيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف،
وقيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة؛ والرجل
أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، والجمع خُنْسٌ، وقيل: هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه
بالوجه، وأَصله في الظباء والبقر، خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ، وقيل:
الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته، والبقر كلها
خُنْسٌ، وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا، والبقرة خَنْساءُ،
والتُّرك خُنْسٌ؛ وفي الحديث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ، والمراد بهم
الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ؛ ومنه حديث أَبي
المِنْهال في صفة النار: وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ. وفي حديث عبد الملك بن
عمير: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يغيب فيها الضَّرْسُ؛
أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه
بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ؛ واستعاره بعضهم
للنَّبْل فقال يصف درعاً:
لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً،
وتهْزَأْ بالمَعابِلِ والقِطاعِ
ابن الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظباء، والخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها.
وخَنَسَ من ماله: أَخذَ.
الفراء: الخِنَّوسُ، بالسين، من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه، وبالصاد
ولد الخنزير. وقال الأَصمعي: ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو
يعلى عنه. والخَنَسُ في القدم: انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم، قَدَمٌ
خَنْساء.
والخُناسُ: داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول.
وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى، كله: اسم امرأَة. وخُنَيْــس: اسم. وبنو
أَخْنَس: حَيّ. والثلاث الخُنَّس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأَن القمر
يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر؛ وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة:
أَخُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ،
وأَصابه تَبْلٌ من الحُبِّ
يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر.
دوخ: داخَ يَدُوخُ دَوْخاً: ذَلَّ وخَضَع.
ودَوَّخَ الرجلُ والبعير: ذَلَّله، يائية وواوية.
وفي حديث وَفْد ثَقِيفٍ: أَداخَ العَرَبَ ودانَ له الناسُ أَي
أَذَلَّهم؛ وأَدَخْتُه أَنا فداخَ.
ودَوَّخَ المكانَ: جالَ فيه. ودَوَّخَ الوجعُ رأْسَه: أَداره.
وداخَ البلادَ يَدُوخُها: قهرها واستولى على أَهلها؛ وكذلك الناس
دخْناهم دَوْخاً ودَوَّخْناهم تَدْوِيخاً: وَطِئناهم.
ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ إِذا سار فيها حتى عرفها ولم تخف عليه طُرقُهُا.