Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خرز

خرز

[خرز] ك فيه: "يــخرزان" في بيت، من خرز الخف يــخرز بالكسر والضم.
(خرز)
الْجلد وَنَحْوه خرزا خاطه

(خرز) خرزا أحكم أمره
خرز الــخرز فصوص من جيد الجوهر ورديئه. والــخرز خياطة الأدم. وكل كتبة منه خرزة 125ب. والمــخرز من الطير والحمام المحبر المنمنم. وخرزات الملك السنون. ومن أمثالهم في إحكام الحاجة قولهم " سيرين في خرزة ".
خ ر ز : خَرَزْــتُ الْجِلْدَ خَرْزًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَهُوَ كَالْخِيَاطَةِ فِي الثِّيَابِ وَالْــخَرَزُ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ خَرَزَــةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَــخَرَزُ الظَّهْرِ فَقَارُهُ. 
خ ر ز: (خَرَزَ) الْخُفَّ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (خَرَّازٌ) وَ (الْمِــخْرَزُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ مَا يُــخْرَزُ بِهِ. وَ (الْــخَرَزُ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّذِي يُنْظَمُ الْوَاحِدَةُ (خَرَزَــةٌ) . وَ (خَرَزُ) الظَّهْرِ أَيْضًا فَقَارُهُ. 

خرز


خَرَزَ(n. ac.
خَرْز)
a. Sewed, stitched, pierced with an awl.

خَرِزَ(n. ac. خَرَز)
a. Put his affairs into order.

خَرْزَــةa. Stitch; puncture.

خُرْزَــة
(pl.
خُرَز)
a. Seam.
b. see 1t
خَرَزa. Beads, bugles; shell-work.

خَرَزَــةa. Gem, precious stone.
b. Curb-stone ( of a well ).
مِــخْرَز
(pl.
مَخَاْرِزُ)
a. Awl, bodkin, packingneedle.

خِرَاْزَةa. Cobbler's trade; cobbling.

خُرُوْزa. Seams ( of a ship ).
خَرَّاْزa. Cobbler.
[خرز] خَرَزَ الخُفَّ وغيره يَــخْرِزُــهُ ويَــخْرُزُــهُ خَرْزاً، فهو خَرَّازٌ. والــخُرْزَــةُ: الكُتْبَةُ الواحدة، والجمع خُرَزٌ. والمِــخْرَزُ: ما يُــخْرَزُ به. والــخَرَزُ بالتحريك: الذي يُنْظَمُ، الواحدة خَرَزَــةٌ. وخَرَزاتُ المَلِكِ: جَواهِر تاجه. ويقال: كان المَلِكُ إذا مَلَكَ عاماً زِيدتْ في تاجه خَرَزَــةٌ ليُعلَم عدد سِني مُلْكِه. قال لبيدٌ يذكر الحارث ابن أبي شَمِر الغَسَّانيِّ رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرين حِجَّةً * وعشرين حتَّى فادَ والشَيبُ شامِلُ * وخرز الظهر أيضا: فقاره.
خ ر ز

عمله الخرازة. وكلام فلان كــخرز الإماء أي متفاوت، درة وودعة. ووال بين الــخرز. وطائر مــخرز: على جناحيه نمنمة تشبه بالــخرز.

ومن المجاز: أوتي خرزات الملك إذا ملك. قال لبيد:

رعى خرزات الملك ستين حجة ... وعشرين حتى فاد والشيب شامل

وقال:

لن تدركا خرزات أر ... بد فابكيا حتى تفودا

وضربه على خرز ظهره وهي فقاره: وفي مثل " سيرين في خرزة " لمن طلب حاجتين في حاجة.
خرز: خَرَز: ثقب بالمــخرز (بوشر).
وخرز الجلد: رصعه بذهب أو فضة، زركشه (المقري 2: 711).
وخرز: رقّع الحذاء القديم (الكالا).
خَّرز (بتشديد الراء). خرَّز الشجُر: حين يثقب السوس جذع الشجرة (محيط المحيط).
انــخرز: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها: خرز، ثقب الجلد.
خَرَز: سج، حجر أسود لامع، كهربا أسود، ضرب من الزجاج الملون (بوشر).
خُرز الآدي (لعله القاضي): حبات صغيرة من الزجاج الغليظ غير الشفاف (ليون ص152).
خَرزات المَلِك: التي تذكر في المعاجم هي خرزات حمير (محيط المحيط).
خَرْزة وتجمع على خرز: قلادة (فوك) ففي ابن البيطار (2: 4) نقلاً عن الادريسي: من لبس منه (السبج) خرزة أو تخَّتم به دفع عنه عين العائن.
وخرَرْزة: معصرة الزيت (فوك).
وخَرْزة: كيس، جراب، جوالق (فوك) القسم الأول. وخَرْزة: نبدة، اثر جرح (همبرت ص141 جزائرية).
وخرزة: نبات (فوك).
خَرَزَــة، خرزة بئر: حافة البئر (بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة 3: 46).
خرزة البَقَر (انظر فريتاج) هذا هو الاسم الذي يطلقه أهل مصر على هذا الحجر (ابن البيطار 1: 291). وعند بلون (ص453): خرزى: حجر يكون في مرارة البقر. وقد وصف ابن سينا منافعه وخواصه، ويستعمله اليهود ضد السوداء.
خرزة الرقبة: تفاحة آدم، جوزة العنق حرقدة، الحدقة الدرقية (بوشر).
خرزة زرقاء: حلقة من الزجاج الأزرق تتخذ تعويذة (بوشر). خريز: وجع يحس منه مثل غرز المخارز كما في النقرس (محيط المحيط).
خَرَّاز: اسكاف (كندرجي) (بوشر المقدمة 2: 208).
وخَرّاز: خصاف، مرقع الأحذية البالية (الكالا، بوشر، بربرية).
مــخرز، في العقد الصقلي: إلى الحجر الثابتة المــخرزة حيث هو في الترجمة القديمة (ليلو ص19): (أماري مخطوطات قارن دوكانج في مادة Charaxare (؟) .
مَخزر: إبريق من الخزف لا عروة له ولا بلبلة (محيط المحيط).
مْجِراز ويجمع على مجازير. وهذه اللفظة العامية (لين، بوشر، مــخرز، مخصف، مثقب) موجودة عند ابن العوام (1: 472) حيث يجب قراءتها كذلك (وفي مخطوطتنا يصرف بدل يضرب).

خرز: الــخَرَزُ: فُصوص من حجارة، واحدتها خَرَزَــةٌ. وخَرَزُ الظهر:

فَقَارُهُ. وكلُّ فَقْرَةٍ من الظهر والعنق خَرَزَــةٌ، وقيل: الــخَرَزُ فصوص من

جَيّد الجوهر ورديئه من الحجارة ونحوه. والــخَرَزُ، بالتحريك: الذي

يُنْظَم، الواحدة خَرَزَــة.

والــخَرْزُ: خياطة الأَدَم. وكلُّ كُتْبَةٍ من الأَدم: خُرْزَــة، على

التشبيه بذلك، يعني كلَّ ثُقْبَةٍ وخَيْطَها. وفي المثل: اجْمَعْ سَيْرَيْنِ

في خُرْزَــةٍ أَي اقْضِ حاجتين في حاجة، والجمع خُرَز. وقد خَرَزَ الخف

وغيره يَــخْرِزُــه ويَــخْرُزُــهُ خَرْزاً؛ والخَرَّاز: صانع ذلك، وحرفته

الخِرازَة، والمِــخْرَزُ ما يُــخْرَزُ به. قال سيبويه: هذا الضرب مما يُعْتَمَل

به مكسورَ الأَوّل، كانت فيه الهاء أَو لم تكن، ويقال: خَرَزَ الخارِزُ

خَرْزَــةً واحدة وهي الغَرْزَة الواحدة، فأَما الــخُرْزَــة فهو ما بين

الغُرْزَتين، وكذلك خُرْزة الظهر ما بين فَقْرَتين، وكذلك مفاصلُ الدَّأَياتِ

خُرَزٌ. ابن الأَعرابي: خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحْكَمَ أَمره بعد ضعف.

والمُــخَرَّزُ من الطير والحمام: الذي على جناحيه نَمْنَمَةٌ وتَحْبير

شبيه بالــخَرَز.

والــخَرَزة: حَمْضَة من النَّجِيل ترتفع قدر الذراع خضراء ترتفع خِيطاناً

من أَصل واحد لا ورق لها، لكنها منظومة من أَعلاها إِلى أَسفلها حَبًّا

مدوّراً أَخضر في غير عِلاقة كأَنها خَرَزٌ منظوم في سِلْكٍ، وهي تقتل

الإِبل. وخَرَزاتُ المَلِك: جواهرُ تاجِهِ. ويقال: كان المَلِك إِذا مَلَك

عاماً زيدت في تاجه خَرَزَــة ليعلم عدد سِني مُلْكِه؛ قال لبيد يذكر الحرث

بن أَبي شَمِر الغَسَّاني:

رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرين حِجَّةً،

وعشرين حتى فادَ والشَّيْبُ شامِلُ

ابن السكيت في باب فُعَلَة قال: خَرَزَــةٌ يقال لها خَرَزَــةُ العُقَرِ

(*

قوله « خرزة العقر» في القاموس العقرة كهمزة) تشدّها المرأَة على

حِقْوَيها لئلا تَحْمل.

خرز
خرَزَ يَــخرُز ويَــخرِز، خَرْزًــا، فهو خارِز، والمفعول مَخْروز
خرَز الجلدَ ونحوَه: خاطه "خرَز الإسكافُ الحذاءَ- اقتنى آلةً تــخرز جلودَ الأحذية بسرعة فائقة". 

خرَّزَ يــخرِّز، تخريزًا، فهو مُــخرِّز، والمفعول مُــخرَّز
خرَّز الثَّوبَ: زيَّنه وطرّزه بالــخَرَز

خِرازة [مفرد]: حرفة الخرّاز. 

خَرّاز [مفرد]:
1 - إسكاف، من حرفته خياطة الجلد ونحوه "خرّاز ماهر- حذق الخرَّازُ نَظْم الــخَرَز".
2 - صانع الــخَرَز

خَرْز [مفرد]: مصدر خرَزَ

خَرَزة [مفرد]: ج خَرَزات وخَرَز:
1 - حَبّة تنظم في سلك أو خيط لتكون عِقْدًا يُتَزيّن به، أو سُبْحة "وضعت خرزة كبيرة وسط العقد" ° خرزات الملك: جواهر تاجه- خرزة زرقاء: حلقة من الزجاج الأزرق تتّخذ تعويذة.
2 - (طب) فِقْرة من فَقار الظَّهْر "شعر بألم في الــخرزة العليا من ظهره" ° خرزة الرَّقبة: تفاحة آدم، حرقوة، الحدقة الدرقيّة. 

خُرْزة [مفرد]: ج خُرُزات وخُرْزات وخُرَز:
1 - كُلّ ثُقْبة وخيطها في الجلد "حِذاء كثير الــخُرز".
2 - ما بين الثقبين من خياطة "اجمع سَيْرَيْن في خُرْزة [مثل]: اقض حاجتين مرّةً واحدة". 

خَرَزيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى خَرَزة: صغير وكروِيّ ولامع "حبَّات خرزيَّة الشكل". 

مِخْرَاز [مفرد]: ج مَخارِيزُ: اسم آلة من خرَزَ: أداة حادّة لعمل الثُّقوب الصَّغيرة باليد في الجلد أو القماش أو الخشب، إبرة تخيط الجلدَ وغيره "خرَز الحذاءَ بالمِخْرَاز". 

مِــخْرَز [مفرد]: ج مَخارِزُ: اسم آلة من خرَزَ: مِخْراز، أداة لعمل الثُّقوب الصَّغيرة باليد، إبرة تخيط الجلد وغيره "صار الحذاء الذي يُخاط بالمِــخْرز غالي الثمن- مِــخْرزٌ لولبيّ". 

خرز

1 خَرَزَ, aor. ـِ and خَرُزَ, inf. n. خَرْزٌ, He sewed (Msb, K, TA) a skin, or hide, (Msb, TA,) or a boot, &c. (S, A, K.) You say, كَلَامُ فُلَانٍ

كَــخَرْزِ الإِمَآءِ [The language of such a one is like the female slaves' sewing of skins]; i. e., [its ornaments, lit.] its pearls, and its cowries, are far apart. (A, TA.) خَرَزٌ [a coll. gen. n.,] a word of well-known meaning, (Msb,) [i.e., Beads;] what are strung: (S:) a thing that is hung [or rather things that are hung] upon the neck, made of coloured stone, red and green: (Har p. 431:) or gems, or similar stones, both good and bad: (JK:) [also factitious gems, and the like: (see فُسَيْفِسَآءُ as explained in the K &c:)] n. un. خَرَزَــةٌ: (S, Msb:) the latter signifying [a single bead;] what is strung: (K:) and also, (i.e. the latter,) a gem, or precious stone, (K, TA,) such [for instance] as is set in a ring, whether good or bad: (TA:) pl. of the latter, خَرَزَــاتٌ. (TA.) Hence, خَرَزَــاتُ المَلِكِ, (S, K,) and المُلْكِ, (S, A,) The gems of the king's crown: when the king had reigned a year, a خَرَزَــة was added to his crown, in order that the number of the years of his reign might be known: (S, K:) such is said to have been the case. (S.) You say, أُوتِىَ خَرَزَــاتِ المُلْكِ سِتِّينَ حِجَّةً (tropical:) [meaning He reigned sixty years: lit., he received the gems of the crown sixty years]. (A.) b2: خَرَزَــةُ العَيْنِ signifies The حَدَقَة [or lens] of the eye. (TA in art. حدق) b3: And خَرَزٌ is also applied to The small shells called وَدَع. (S* and K* and TA in art. ودع.) b4: It also signifies (tropical:) The vertebræ of the back, (S, A, TA,) and of the neck: each one is called خَرَزَــةٌ: which latter is also explained as meaning (tropical:) what is between two vertebræ. (TA.) خَرْزَــةٌ, with fet-h, A single puncture [or stitchhole, made in sewing a skin or a boot; and so خُرْزَــةٌ]; syn. غَرْزَةٌ. (TA.) خُرْزَــةٌ i. q. كُتْبَةٌ; (S, K;) A seam, or suture, in a skin, or hide, (KL, PS, TK, *) or in a boot, &c.; (PS;) [app. made by sewing together two edges so that one laps over the other: and app. also a single stitch in such a seam;] what is between two punctures; i. e., every puncture with its thread: (TA:) also, a puncture, or stitch-hole, in a skin [&c.]: (TA voce وَذَابٌ: [its pl. being there said to be syn. with خُرَبٌ, pl. of خُرْبَةٌ: and this last meaning, (for evidences of the correctness of which see أَتْمٌ and أَتُومٌ and خُصْفَةٌ &c.,) common to it and to خَرْزَــةٌ, it perhaps bears in exs. here following:]) and any round perforation: (JM:) pl. خُرَزٌ (S, K) [and app. خُرُوزٌ, which see below].

اِجْمَعْ سَيْرَيْنِ فِى خُرْزَــةٍ [lit, Conjoin thou two thongs in a single seam, or stick, or puncture,] is a prov., meaning (tropical:) accomplish thou two wants at once. (TA.) And you say to him who seeks to attain two wants together, سَيْرَيْنِ فِى خُرْزَــةٍ [lit., Wilt thou conjoin two thongs in a single seam, or stitch, or puncture? the first word being in the accus. case because أَتَجْمَعُ is understood]. (A, TA.) b2: Also (assumed tropical:) The foramen podicis: and (assumed tropical:) the foramen vaginæ. (TA voce خُرْبَةٌ.) خَرَزَــةٌ; pl. خَرَزَــاتٌ: n. un. of خَرَزٌ [q. v.]. (S, Msb, TA.) خُرُوزُ السَّفِينَةِ [The seams of the ship: خُرُوزٌ being app. a pl. of خُرْزَــةٌ, like as خُرُوبٌ is a pl. of خُرْبَةٌ]. (K voce جَمَّةٌ q. v.) خِرَازَةٌ The art, or occupation, of sewing [skins, or hides, or] boots, &c. (A, K.) خَرَّازٌ A sewer of [skins, or hides, or] boots, &c. (S, A.) مِــخْرَزٌ [and vulg. ↓ مِخْرَازٌ] The instrument [i. e. the needle, or awl,] with which one sews [skins, or hides, or] boots, &c. (S, K.) مُــخَرَّزٌ Any bird, (A, K,) as a pigeon &c., (TA,) having upon its wings marks resembling خَرَز [or beads]. (A, K, TA.) مِخْرَازٌ: see مِــخْرَزٌ.
خرز
خَرَزَ الخُفَّ وغيرَه يَــخْرِزُــه، بِالْكَسْرِ، ويَــخْرُزُــه، بالضمّ، خَرْزَــاً: كَتَبَه، أَي خاطَه، وأصلُ الــخَرْزِ خِياطَةُ الأَدَم. والــخُرْزَــة، بالضمّ: الكُتْبَة مَا بَين الغُرْزَتَيْن، على التَّشْبِيه بذلك، يَعْنِي كلّ ثُقبَةٍ وخَيْطَها، ج خُرَزٌ، بضمٍّ ففَتح. والمِــخْرَز بِالْكَسْرِ: مَا يُــخرَز بِهِ الْأَدِيم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعتَمَل بِهِ مَكْسُورُ الأوّل، كَانَتوَيُقَال كَذَلِك لطالِب حاجتَيْن فِي حَاجَة: سَيْرَيْن فِي خُرْزَــة، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. والــخَرْزَــة، بالفَتْح: الغُرْزَة الْوَاحِدَة، وَيَقُولُونَ: كلامُ فلانٍ كَــخَرْزِ الإماءِ، أَي مُتَفاوِت: دُرَّة وَوَدَعة. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت فِي بَاب فُعَلَة: خَرَزَــة يُقَال لَهَا خَرَزَــةُ العُقَرَة تَشدُّها المرأةُ على حِقْوَيْها لئلاّ تَحْمِل.
والخَرَّازون: مُحدِّثون، مِنْهُم الْأُسْتَاذ أَبُو سعيد أحمدُ بن عِيسَى الخَرّاز شَيْخُ الصُّوفيّة، مَاتَ سنة) ومُقاتِل بن حَيّان الخَرّاز، مَشْهُور، وعَبْد الله بن عَوْن العابِد الخَرّاز، عَن مَالك، وَمُحَمّد بن خَلَفَ الخَرَّاز، وَأحمد بن الْحَارِث الخرّاز رواِيَة المَدائِنيّ، وخَالِد بن حَيّان الرَّقِّيّ الخَرّاز، شيخ ابْن مَعين، وَأحمد بن عليّ الدِّمشقيّ الخَرَّاز، سمع مَرْوَان بن مُحَمَّد الطَّاطَرِيّ، وَمُحَمّد بن يحيى بن عبد الْعَزِيز الخَرّاز الأندلُسيّ، عَن أسلم عبد الْعَزِيز، وَعنهُ الْوَلِيد الفَرضيّ، وَأحمد بن عليّ بن أَحْمد الجُرْجانيّ الخَرّاز، عَن أَحْمد بن الْحسن بن ماجَه القَزْوينيّ، مَاتَ سنة وَأَبُو عليّ أحمدُ بن أَحْمد بنِ عليّ الخَرّاز، وَأَخُوهُ عليّ، سَمِعَا من طَرَّاد، وابنُه أَبُو مَنْصُور يحيى بن عليّ، سَمِعَ أَبَا عليّ بنَ المَهديّ. وابنُه عَبْد الله بن يحيى، مَاتَ سنة روى عَن أَحْمد بن الأشقَر، وَأَخُوهُ مُحَمَّد بن الحُصَيْن، وهم بَيْتُ جَلالَة، وَأحمد بن كُبَيْرة الخَرَّاز مَاتَ سنة وَعبد السَّلَام الدّاهريّ، عُرِفَ بالخَرَّاز، مَشْهُور، والمُبارَك بن بَخْتَيار الخَرَّاز، عَن ابْن الطُّيوريّ، والمبارَك بن كَامِل الخَفّاف الخَرَّاز، وَأَخُوهُ ذاكِر، وابنُه عبد الْقَادِر. وأمّ العبّاس لُبابة بنت يحيى بن أَحْمد بن عليّ بن يُوسُف الخَرَّاز، رَوَتْ عَن جَدِّها، وعنها تَمَّام الرازيّ.
وَمُحَمّد بن خالدٍ الخَرَّاز الرازيّ، ذكره الْأَمِير. وَإِسْحَاق بن أَحْمد الخَرَّاز الرازيّ شَيْخٌ لعليّ بن خُشْنام. وإقْبالُ بن عليّ البغداديّ الخرّاز. وَعبد الْعَزِيز بن عليّ بن المُظَفَّر الخَرَّاز، عَن ابنِ شاتيل. وَمُحَمّد بنُ عبد الْعَزِيز بن يحيى بن عليّ الخَرَّاز. وعليّ بن أبي بكر بن كَرَم الحَرْبيّ الخَرَّاز. وَمُحَمّد بن العبّاس بن الفَضْل الخَرّاز الجُرْجانيّ، ذَكَرَه حَمْزَة فِي تَارِيخ جُرْجان.
والــخَرَزِــيُّون، محرّكة: مُحدِّثون، مِنْهُم مُحَمَّد بن عَبْد الله الــخَرَزيّ. وَأَبُو مَعْبَد الــخَرَزيّ. وعَبْد الله بن الفَضْل الــخَرَزيّ. وحسنُ بن عبد الرَّحْمَن الــخَرَزيّ، شَيْخُ الأصمّ. وجعفر بن إِبْرَاهِيم الــخَرَزيّ شيخٌ لِابْنِ عَدِيّ وَعبد الصَّمد بن عمر النَّيْسابوريّ الــخَرَزيّ، روى عَنهُ مَنْصُور الفَرَوايّ. وَعبد الوهّاب بن شاه الــخَرَزيّ رواي الرّسالة عَن القُشَيْري، والشِّهاب أَحْمد بن الــخَرَزيّ، أجازَ الذَّهَبيّ. وَمُحَمّد بن اللَّيْث الجَوْهَرِيّ الــخَرَزيّ، عَنهُ ابْن قانِع، ومُوسَى بن عِيسَى الــخَرَزيّ من شُيُوخ الطَّبَرانيّ. وَأَبُو بكر أَحْمد بن عُثْمَان بن يُوسُف الــخَرَزيّ. وَالْقَاضِي أَبُو الْحسن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الــخَرَزيّ الْفَقِيه الظاهرِيّ. وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن نَصْر الــخَرَزيّ من شُيُوخ الْحَاكِم. وإبراهيمُ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الــخَرَزيّ. وَأَبُو مُضَر زُفَر بنُ حَمْزَة بن عليّ الــخَرَزيّ من شُيُوخ أبي مُوسَى المَدينيّ وَغير هَؤُلَاءِ.

خَرز

(خَ ر ز)

الــخَرَز: فُصوص من حِجارة، واحدتها: خَرزة.

وكُل فَقرة من الظَّهر والعُنق: خَرَزَــة.

وكل كُتبة من الأَدَم: خُرزَــة، على التَّشْبِيه بذلك.

وَفِي الْمثل: أجمع سَيْرَيْن فِي خُرْزَــة، أَي: اقْضِ حاجتين فِي حَاجَة.

وَقد حَرزه يَــخرِزُــه، ويــخرُزه، خَرْزا.

والخَرّاز: صانع ذَلِك، وحرفته الخِرازة.

والمِــخْرَز: مَا يُــخْرَزُ بِهِ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا الضَّرْب، مِمَّا يُعتَمل بِهِ، مكسورُ الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن.

والمُــخَرّز، مِن الطير: الَّذِي على جَناحيه نَمْنَمَةٌ وتَحْبير، شَبيه بالــخَرَز.

والــخَرَزة: حَمْضَة من النَّجيل تَرتفع قدر الذِّراع خضراء، ترْتَفع خِيطانا من اصل وَاحِد لَا ورق لَهَا، لَكِنَّهَا منظومة من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا حَبّاً مُدَوّراً اخضرَ فِي غير عِلاقة، كَأَنَّهَا خرز منظوم فِي سلك، وَهِي تقتل الْإِبِل.

خَرَزَ 

(خَرَزَالْخَاءُ وَالرَّاءُ وَالزَّاءُ يَدُلُّ عَلَى جَمْعِ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ وَضَمِّهِ إِلَيْهِ. فَمِنْهُ خَرْزُ الْجِلْدِ. وَمِنْهُ الْــخَرَزُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ، لِأَنَّهُ يُنْظَمُ وَيُنْضَدُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ. وَفَقَارُ الظَّهْرِ خَرَزٌ لِانْتِظَامِهِ، وَــخَرَزَــاتُ الْمَلِكِ، كَانَ الْمَلِكُ مِنْهُمْ كُلَّمَا مَلَكَ عَامًا زِيدَتْ فِي تَاجِهِ خَرَزَــةٌ ; لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ عَدَدُ سِنِي مُلْكِهِ. قَالَ:

رَعَى خَرَزَــاتِ الْمُلْكِ عِشْرِينَ حِجَّةً ... وَعِشْرِينَ حَتَّى فَادَ وَالشَّيْبُ شَامِلُ

خرزل

خرزل: خرزل: لفت بري (ابن البيطار 1: 363) وهو خرزل في نسخة د. وخرزلي في نسخة هـ، وخردلي في نسخة أ، وخرزلي في نسخة ب، وخرولي في نسخة ل، وخرز في نسخة ي.

خَرَزَ

خَرَزَ الخُفَّ يَــخْرِزُــهُ ويَــخْرُزُــهُ: كَتَبَهُ.
والــخُرْزَــةُ، بالضم: الكُتْبَةُ
ج: خُرَزٌ.
والمِــخْرَزُ: ما يُــخْرَزُ به.
والخِرازَةُ: حِرْفَتُهُ.
وخَرِزَ، كفَرِحَ: أحْكَمَ أمْرَهُ.
والــخَرَزَــةُ، محركةً: الجوهرُ، وما يُنْظَمُ، ونَباتٌ من النَّجيلِ مَنْظومٌ من أعلاهُ إلى أسْفلِهِ حَبًّا مُدَوَّرًا، وماءٌ لِفَزارَةَ. وكمُعَظَّمٍ: كُلُّ طائرٍ على جَنَاحَيْهِ نَمْنَمَةٌ،
كالــخَرَزِ.
وخَرَزاتُ المَلِكِ: جواهِرُ تاجِهِ، كان المَلِكُ إذا مَلَكَ عاماً، زيدَتْ في تاجِهِ خَرَزَــةٌ، لِتُعْلَمَ سِنُو مُلْكِهِ.

قَنْطَرَةُ خُرَّزاذ

قَنْطَرَةُ خُرَّزاذ:
تنسب إلى خرّزاذ أمّ أردشير، ولها قنطرتان: إحداهما بالأهواز والأخرى من عجائب الدنيا وهي بين إيذج والرباط، وهي مبنية على واد يابس لا ماء فيه إلا في أوان المدود من الأمطار فإنه حينئذ يصير بحرا عجّاجا وفتحه على وجه الأرض أكثر من ألف ذراع وعمقه مائة وخمسون ذراعا وفتح أسفله في قراره نحو العشرة أذرع، وقد ابتدئ بعمل هذه القنطرة من أسفلها إلى أن بلغ بها وجه الأرض بالرصاص والحديد كلما علا البناء ضاق وجعل بين وجهه وجنب الوادي حشو من خبث الحديد وصبّ عليه الرصاص المذاب حتى صار بينه وبين وجه الأرض نحو أربعين ذراعا فعقدت القنطرة عليه فهي على وجه الأرض وحشي ما بينها وبين جنبي الوادي بالرصاص المصلّب بنحاتة النحاس، وهذه القنطرة طاق واحد عجيب الصنعة محكم العمل، وكان المسمعي قطعها فمكثت دهرا لا يتسع أحد لبنائها، فأضرّ ذلك بالسابلة ومن كان يجتاز عليها لا سيما في الشتاء ومدود الأودية، وكان ربما صار إليها قوم ممن يقرب منها فيحتالون في قلع حشوها من الرصاص بالجهد الشديد، فلم تزل على ذلك دهرا حتى أعاد ما انهدم منها وعقدها أبو عبد الله محمد بن أحمد القمّي المعروف بالشيخ وزير الحسن بن بويه فإنه جمع الصنّاع المهندسين واستفرغ الجهد والوسع في أمرها، فكان الرجال يحطّون إليها بالزّبل بالبكرة والحبال فإذا استقروا على الأساس أذابوا الرصاص والحديد وصبوه على الحجارة، ولم يمكنه عقد الطاق إلا بعد سنين، فيقال إنه لزمه على ذلك، سوى أجرة الفعلة فإن أكثرهم كانوا مسخرين من الرّساتيق التي بين إيذج وأصبهان، ثلاثمائة ألف دينار وخمسون ألف دينار، وفي مشاهدتها والنظر إليها عبرة لأولي الألباب.

خرزج

خرزج
: (خَارْزَنْجُ) ، قَالَ الدَّمامِينِيّ: إِنه بِفَتْح الرَّاءِ والزّاي مَعًا، وَقَالَ الشُّمُنِّي هُوَ بِسُكُون الراءِ وَفتح الزَّاي، وَهُوَ الأَظهر، والعَجَم يَقُولُونَ باكلاف (: د) ، بل ناحِيَةٌ من نَواحي نَيْسَابُورَ من بُشْتَ. (مِنْهُ أَحمدُ بنُ مُحَمَّد البُشْتِيُّ) ، بالضَّمّ، وَقد تقدّم ضَبطُه فِي مَحلّه، (الخَارْزَنْجِيُّ) وَهُوَ (مُصَنِّفُ تَكْملَة العَيْنِ) فِي اللُّغَة.

خرزذ

خرزذ
: خُرَّزَــاذ، بضمّ فتشديد، وَهُوَ جَدُّ القاضِي أَبي بكر أَحمدَ بنِ مَحْمُود بن زكرِيا بن خُرَّزاذ الْأَخْوَازِيّ، ثِقة، عَن أَبي مُسْلِم الكجِّيِّ وغيرِه.

بَاخَرْز

بَاخَرْز:
بفتح الخاء، وسكون الراء، وزاي: كورة ذات قرى كبيرة، وأصلها بادهرزه لأنها مهب الرياح وهي باللغة البهلوية، تشتمل على مائة وثمان وستّين قرية قصبتها مالين، خرج منها جماعة كثيرة من أهل الأدب والفقه والشعر، منهم: علي بن الحسن الباخرزي صاحب كتاب دمية القصر، وأبوه كان أديبا فاضلا، وهي بين نيسابور وهراة.

خَرْزَةُ

خَرْزَــةُ:
بفتح أوله، وتسكين ثانيه، ثم زاي، كذا ضبطه الحازمي، ولعله المرّة الواحدة من الــخرز، فأما الــخرزة، بالتحريك، فهو صنف من الحمض، فإن كان قد خفف منه جاز: وهو ماء لفزارة بين أرضهم وأرض بني أسد، وذكر الحفصي الــخرزة، بالتحريك، من نواحي نجد أو اليمامة، ولا أدري أهي الأولى أم غيرها.

مَرْسَى الخَرَز

مَرْسَى الــخَرَز:
بالفتح ثم السكون، والسين مهملة، والقصر، وأصله مفعل من رست السفينة إذا ثبتت، والموضع مرسى، والــخرز، بفتح الخاء المعجمة.
والراء ثم الزاي، واحدته خرزة: موضع معمور على ساحل إفريقية، بينه وبين بونة ثلاثة أيام، منه يستخرج المرجان، يجتمع التجّار فيستأجرون أهل تلك المواضع على استخراجه من قعر البحر، وليس في ذلك على مستخرجه مشقة ولا لسلطان فيه حصة، فإنه يتخذ لاستخراجه صليب من خشب طوله قدر الذراع ثم يشدّ في طول ذلك الصليب حجر ويشدّ فيه حبل ويركب صاحبه في قارب ويبعد عن الساحل قدر نصف فرسخ وفي قعر تلك المسافة ينبت المرجان فيرسل ذلك الصليب في الماء إلى أن ينتهي إلى القرار ثم يمرّ بالقارب يمينا وشمالا ومستديرا إلى أن يعلق المرجان في ذوائب الصليب ثم يقتلعه بقوة ويرقيّه إليه فيخرج وقد علق في ذلك الصليب جسم مشجّر إلى القصر ما هو، أغبر القشر فإذا حلّ عنه قشره خرج أحمر اللون فتفصله الصّنّاع.

سرد

س ر د

سرد النعل وغيرها: خرزها. قال الشماخ يصف حمراً:

شككن بأحساء الذناب على هوًى ... كما تابعت سرد العنان الخوارز

أي تتابعن على هوى الماء. وثقب الجلد بالمسرد والسراد وهو الإشفى الذي في طرفه خرق. وسرد الدرع إذا شك طرفي كلّ حلقتين وسمرهما، وردع مسرودة، ولبوس مسرد.

ومن المجاز: جاؤا عليهم السرد وهو الحلق تسمية بالمصدر، ولأمة سرد.

قال ذو الرمة:

كأن جنوب اللامة السرد شدها ... على نفسه عبل الذراعين مخدر

ونجوم سرد: متتابعة. قال:

دعوت سعداً النجوم سرد ... لرحلة وغيرها يود

فقال نم ما بالبلاد بعد ... أنى لك النوم هنا يا سعد

وقيل لأعرابيّ ما الأشهر الحرم فقال: ثلاثة سرد وواحد فرد. وتسرد الدر: تتابع في النظام: ولؤلؤ متسرد. قال النابغة:

أخذ العذارى عقده فنظمنه ... من لؤلؤ متتابع متسرد

وتسرد دمعه كما يتسرد اللؤلؤ. وسرد الحديث والقراءة: جاء بهما على ولاء. وفلان يخرق الأرعاض بمسرده أي بلسانه. وهو ابن أمّ مسرد: لابن الأمة لأنها من الخوارز. قال الراعي:

بكت عين من أبكى دموعك إنما ... وشى بك واشٍ من بني أم مسرد

وماشٍ مسرد: يتابع خطاه في مشيه.
(سرد) - وفي الحديث: "أنه كان يَسْرُدُ الصَّوْمَ سَرْداً"
: أي يُوَالِيه ويتابعه.
سرد: {وقدر في السرد}: نسج حلق الدروع، أي لا تجعل مسمار الدرع رقيقا فيفلق، ولا غليظا فيفصم الحلق. والسرد: الــخرز، ويقال للإشفى: مِسْرَد وسِرَاد. 
سرد
السَّرْدُ: خرز ما يخشن ويغلظ، كنسج الدّرع، وخرز الجلد، واستعير لنظم الحديد.
قال: وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ [سبأ/ 11] ، ويقال:
سَرْدٌ وزَرْدٌ، والسِّرَادُ، والزّراد، نحو سراط، وصراط، وزراط، والْمِسْرَدُ: المثقب.
(سرد)
الشَّيْء سردا ثقبه وَالْجَلد خرزه والدرع نسجها فَشك طرفِي كل حلقتين وسمرهما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَن اعْمَلْ سابغات وَقدر فِي السرد} وَالشَّيْء تَابعه ووالاه يُقَال سرد الصَّوْم وَيُقَال سرد الحَدِيث أَتَى بِهِ على وَلَاء جيد السِّيَاق

(سرد) سردا صَار يسْرد صَوْمه
[سرد] فيه لم يكن صلى الله عليه وسلم "يسرد" الحديث "سردا" أي يتابعه ويستعجل فيه. ط: أي لم يكن حديثه متتابعا بحيث يأتى بعضه إثر بعض فيلتبس بل يفصل بحيث لو أراد السامع عد أمكنه. نه ومنه ح: "يسرد" الصوم، أي يواليه ويتابعه. وح: إني "أسرد" الصيام في السفر. ك: "أسرد" بضم راء، أي أصوم متتابعًا ولا أفطر نهارًا، والسرد أيضًا تداخل الحلق بعضها في بعض. غ: والتقدير في "السرد" أن لا يجعل المسامير دقاقًا فتقلق ولا غلاظًا فتقصم.

سرد


سَرَدَ(n. ac.
سَرْد
سِرَاْد)
a. Pierced; stitched, sewed (leather); made
( coat of mail ).
b. Carried on uninterruptedly, kept up the connection
between ( speech, reading ).
c. Sifted.
d. see infra.

سَرِدَ(n. ac. سَرَد)
a. Prolonged his fast.

سَرَّدَa. Pierced &c.

أَسْرَدَa. see II
سَرْدa. Mail, coat of mail.
b. Series; sequence.

مِسْرَد
(pl.
مَسَاْرِدُ)
a. Sieve.
b. see 23
سِرَاْد
سَرِيْدa. Awl-

سَرِيْدَة
(pl.
سَرَاْئِدُ)
a. Thong, strap.

سِرْدَاب (pl.
سَرَاْدِيْ4ُ)
a. Subterranean vault, cellar; subterranean
passage.
س ر د : سَرَدْتُ الْحَدِيثَ سَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَتَيْتُ بِهِ عَلَى الْوِلَاءِ، وَقِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَتَعْرِفُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ فَقَالَ: ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ، وَوَاحِدٌ فَرْدٌ وَتَقَدَّمَ فِي حرم.

وَالْمِسْرَدُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْمِثْقَبُ وَيُقَالُ الْمِــخْرَزُ.

وَالسُّرَادِقُ مَا يُدَارُ حَوْلَ الْخَيْمَةِ مِنْ شُقَقٍ بِلَا سَقْفٍ وَالسُّرَادِقُ أَيْضًا مَا يُمَدُّ عَلَى صَحْنِ الْبَيْتِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ كُلُّ بَيْتٍ مِنْ كُرْسُفٍ سُرَادِقٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ السُّرَادِقُ الْفُسْطَاطُ. 
سرد: سرَّد (بالتشديد): غربل الحب (الكالا) وهذا الفعل مشتق من سَرَنْد (انظر سرند) وهو في معجم فوك: سَرْدَن.
سَرْد. سرد العساكر: عرض العساكر وتفتيشهم (بوشر)، (همبوت ص339).
سَرْد: ثمر اللحور الأسود (ابن البيطار 1: 340) وفي مخطوطة ل منه: سرد، وفي مخطوطة ب: برد. سَرد: غربال واسع العيون مثل مِسَرَد (محيط المحيط) وهو تصحيف سَرَند (انظر الكلمة).
سَرْدَة: سَرْدين نوع سمك (باجني مخطوطات). سرادة: صنف من السمك (مخطوطة الاسكوريال ص888 رقم 5، سيمونيه).
سَريدَة: السريدة عند الأساكفة قدة من جلد يخيط بها النعل ونحوه (محيط المحيط).
سُرَيْدَة: ضبابة (محيط المحيط).
سِرْد: غربال واسع العيون مثل سَرَد (انظر مسرَد) (محيط المحيط).
مسْرُود: algosus ( عشب ضار ينبت بين الزرع)، ولا أدري كيف أصبحت هذه الكلمة تدل على هذا المعنى.
سرد
سَرَدَ الحَدِيثَ والقِراءةَ سَرْداً: إذا دافَعَ بَعْضَه في إثرِ بَعْض كلِ. والسرْدُ: اسْمٌ جامِعُ للدُرُوْعِ؛ لأنه مُسْرَدُ؛ فَيُثْقَبُ طَرَفا كُل حَلْقَةٍ بالمِسْمَارِ، فذلك الحَلَقُ: المِسْرَدُ. والسرادُ: الزرّادُ. والمِسْرَدُ: المِثْقَبُ. وهو السرْدُ والسرَادُ.
وتُسَمى النعْلُ المَخْصُوْفَةُ اللِّسَانِ: مِسْرَداً. والمِسْرَدُ: الذي يُتَابع خُطَاه كالــخَرَزِ المَسْرُوْدِ. ونُجُوْمٌ سَرْد: مُتَتَابِعَة.
وُيقال لابْنِ أَمَةٍ: ابْنُ مِسْرَدٍ؛ أي ابنُ قَيْنَةٍ تَسْرُدُ، وهو شَتِيْمَةٌ لهم. والأشْهُرُ الحُرُمُ: ثَلاثَةٌ سَرْد وواحِدٌ فَرْد.
والسرِيْدُ والسرَادُ: الإشْفى الذي في طَرَفِه خَرْقٌ. والسرَادُ: الذي سَقَطَ من البُسْرِ، الواحِدَةُ سَرَادَةٌ.
سرد
سرَدَ يَسرُد، سَرْدًا، فهو سارِد، والمفعول مَسْرود
• سرَد الدِّرعَ: نسجها فشكّ طرفَيْ كلّ حلقتين وسمَّرهما " {أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} ".
• سرَد الجلدَ: خرزه، ثقبه.
• سرَد الشَّيءَ: تابعه ووالاه "سرَد الصّومَ".
• سرَد الحديثَ: رواه وعرضه، قصّ دقائقه وحقائقه "سرَد القصّةَ ونحوَها- سرَد أخبارًا/ وقائعَ/ تاريخًا" ° سرد الكتابَ: قرأه بسرعة. 

سَرْد [مفرد]:
1 - مصدر سرَدَ.
2 - اسم جامع للدّروع وسائر الحَلَق.
3 - (دب) حكاية الأحداث بحيث يتّصل بعضُها ببعض مع مراعاة التسلسل الزمنيّ لحدوثها. 

سرديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سَرْد: "قصة سَرْديَّة".
2 - مصدر صناعيّ من سَرْد: مباشرة في الكتابة والتّتابع في الحكاية أو الرِّواية "هذا الكاتب يمزج بين السَّرديَّة والحوارية". 

مَسْرَد [مفرد]: ج مَسارِدُ
• مَسْرَد الكتاب: فهرس مفصَّل للأعلام أو الموضوعات وأماكن ورودها فيه ° مَسْرَد الإنسان: لسانُه. 

مِسْرَد [مفرد]: ج مَسارِدُ:
1 - اسم آلة من سرَدَ: ما يُــخرز به.
2 - لسان "سار فضلُه على كلّ مِسْرَد". 
س ر د

السَّرْدُ تَقْدِمَةُ شيءٍ إلى شيءٍ ويأتي به مُتَّسِقاً بعضُه في إثْرِ بعضٍ مُتتابعا سَرَدَ الحديثَ ونحَوَه يسرُدُه سَرداً وسَرَدَ القرآنَ تابَعَ قِراءته في حَدْرٍ منه وقيل لأعرابيٍّ أتَعْرِفُ الأشْهُرَ الحُرُم فقال نعم واحدٌ فَرْدٌ وثلاثة سَرْدٌ فالفَرْدُ رجَبُ وصارَ فرْداً لأنَّه يأتي بعده شَعبانُ وشهرُ رَمضانَ وشَوّال والثلاثةُ السَّرْد ذُو القَعْدة وذو الحِجَّةِ والمُحرَّمُ وسَرَدَ الشيءَ سَرْداً وسرَّده وأسْرَدَه ثَقَبَه والسِّرادُ والمِسْرَدُ المِثْقَبُ والمِسْرَدُ اللسانُ والمِسْرَدُ النَّعْلُ المَخصوفَةُ اللِّسانِ والسِّراد والمِسْرَدُ المِخْصفُ وسَرَدَ خُفَّ البَعير سَرْداً خَصَفَه بالقِدِّ والسَّرْدُ الدُّرُوعُ وما أشبَهها من الحَلَقِ وقيل السَّرْدُ السَّمْر والسَّرْدُ الحَلَق وقولُه تعالى {وقدر في السرد} سبأ 11 قيل هو أن لا تعمل المِسْمارَ غليظاً والثَّقْبَ دقيقاً فيَفْصِمَ الحَلَقَ ولا تجعل المِسمارَ دَقيقاً والثَّقْبَ واسعاً فيَتَقَلْقَلَ أو يَنْخلِعَ أو يَنْقصِفَ أي اجعَلْه على القَصْدِ وقَدْرِ الحاجة والسَّرَّادُ الزَّرّادُ والسَّرادةُ البُسْرةُ تَخْلُو قبل أن تُزْهِي وهي بَلَحةٌ وقال أبو حنيفة السَّرَّاد الذي يَسْقُطُ من البُسْرِ قبل أن يُدْرِكَ وهو أخْضَرُ الواحِدَةُ سَرادةٌ والسَّرْدُ موضعٌ وسُرْدُدٌ موضِعٌ هكذا حكاه سيبويه ممثلاً به بضمِّ الدال وعَدَله بِشُرْنُبٍ قال وأما ابنُ جِنِّي فقال سُرْدَدٌ بفَتْح الدال قال أميَّة بنُ أبي عائذٍ الهُذَلِيُّ

(تَصَيَّفْتُ نَعْمان واصَّيَفَتْ ... جِبالُ شَرَوْرَى إلى سُرْدَدِ)

قال ابنُ جِنِّي إنما ظهر تضعيفُ سُرْدَدٍ لأنَّه مُلْحَقٌ بما لم يجيء وقد علِمنا أن الإلحاقَ إنَّما هو صَنْعَةٌ لفظِيَّةٌ ومع هذا فلم يَظْهَر ذلك الذي قدَّرَهُ هذا مُلْحَقاً به فلولا أنّ ما يقومُ الدَّليلُ عليه مما لم يَظْهَر إلى النُّطْقِ بمنزلِة الملفوظِ به لما ألْحَقُوا سُرْدَداً وسُودَداً بما لم يَفُوهُوا به ولا تَجَشّمُوا اسْتِعمالَه والسَّرَنْدَي الجَرِيءُ وقيل الشديدُ والسَّرَنْدَي اسمُ رَجُلٍ قال ابنُ أحمرَ

(فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه ... كَسَيْفِ السَّرَنْدَي لاحَ في كَفِّ صاقِلِ)

واسْرَنْداهُ الشيءُ غَلَبَهُ وعَلاَهُ قال

(قد جَعَلَ النُّعاسُ يَغْرَنْدِيني ... أَدْفَعُهُ عَنِّي ويَسْرنَدِينِي)

سرد

1 سَرڤدَ سَرَدَ, aor. ـُ inf. n. سَرْدٌ, He carried on a thing, or put it forward from one stage to another, in regular order, consecutively, or one part immediately after another, uninterruptedly; he made it consecutive, successive, or uninterrupted, in its progressions, or gradations, or the like: (M, L:) [and so ↓ سرّد, inf. n. تَسْرِيدٌ; or this may have an intensive signification.] b2: You say, سَرَدَ الدِّرْعَ, (A,) [aor. and] inf. n. as above, (S, K,) He fabricated the coat of mail (S, A, K) by inserting the rings one into another: (S, A:) [and so (as appears from an explanation of its pass. part. n.) ↓ سرّدها; or this may have an intensive signification:] and زَرَدَهَا signifies the same. (K in art. زرد.) [See also سَرْدٌ below.] b3: And سَرَدَ الشَّىْءَ (M,) inf. n. as above; (M, K;) and ↓ سرّدهُ, (M,) inf. n. تَسْرِيدٌ; (K;) and ↓ اسردهُ, (M,) inf. n. إِسْرَادٌ; (TA;) He perforated the thing [as one does in fabricating a coat of mail, (see, again, سَرْدٌ, below,) and in sewing leather]: (M, K:) some say that سَرْدٌ signifies the act of perforating. (S.) b4: And سَرَدَ النَّعْلَ وَغَيْرَهَا, [inf. n. as above and سِرَادٌ,] He sewed the sandal &c.; (A;) [as also ↓ سرّد, for] سَرْدٌ (S, K) and سِرَادٌ (K.;) and ↓ تَسْرِيدٌ (S, K) signify the sewing of leather. (S, K.) b5: And سَرَدَ خُفَّ البَعِيرِ, inf. n. سَرْدٌ, i. q. خَصَفَهُ بِالقِدِّ [app. meaning He covered the camel's foot with thongs interwoven]. (M.) b6: and سَرَدَ الحَدِيثَ (M, A, Msb) وَنَحْوَهُ, (M,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. سَرْدٌ; (S, M, Msb, K;) and ↓ سرّدهُ; (TA;) (tropical:) He carried on, or continued, uninterruptedly, (S, * M, A, Msb, K, *) and well, (S, K,) the narrative, or tradition, or discourse, (S, M, A, Msb, K,) and the like; (M;) and in like manner,القِرَآءَةَ the recitation, or reading: (A:) from سَرَدَ الدِّرْعَ and النِّعَالَ [or النَّعْلَ, expl. above]: (Har p. 307:) and سَرَدَ القُرْآنَ He carried on, or continued, uninterruptedly and with rapidity the recitation, or reading, of the Kurn. (M, L.) And سَرَدَ الصَّوْمَ (Sudot;, K *) or الصِّيَامَ, (TA,) and صَوْمَهُ, aor. ـُ inf. n. سَرْدٌ, (K,) (assumed tropical:) He continued uninterruptedly the fast, (S, K,) and his fast. (K. [See also what next follows.]) A2: سَرِدَ, aor. ـَ (K,) inf. n. سَرَدٌ, (TK,) He (a man, TA) fasted uninterruptedly. (K.) 2 سَرَّدَ see the preceding paragraph, in six places.4 أَسْرَدَ see 1.

A2: اسرد النَّخْلُ The palm-trees had hard green dates, which are termed سَرَاد. (K.) 5 تسرّد الدُّرُّ (tropical:) The pearls, or large pearls, followed one another, or did so uninterruptedly, upon the string. (A.) And تسرّد دَمْعُهُ كَمَا يَتَسَرَّدُ اللُّؤْلُؤُ (tropical:) His tears followed one another, or did so uninterruptedly, like as do pearls. (A.) and تسرّد الحَدِيثُ, and, القِرَآءَةُ, (tropical:) The narrative, or tradition, and the recitation, or reading, was carried on, or continued, uninterruptedly [and well: see 1]. (A.) Q. Q. 3 اِسْرَنْدَاهُ, (S, M, K,) inf. n. اِسْرِنْدَآءٌ, (S,) It (a thing, M) prevailed against him, or overcame him; (S, * M, K; *) like اِغْرَنْدَاهُ: (S, * K:) these two are said to be the only verbs of this measure: (TA:) [but several others should be added; as اِعْلَنْدَى and اِكْلَنْدَى and اِغْلَنْتَى:] the ى in اسرندى [and the like] is to render it quasi-coordinate to [quadriliteral-radical verbs of the measure] اِفْعَنْلَلَ. (S.) A rájiz says, قَدْ جَعَلَ النُّعَاسُ يَغْرَنْدِينِى

أَطْرُدُهُ عَنِّى وَيَسْرَنْدِينِى

[Drowsiness was beginning to prevail against me; I driving it from me, and it overcoming me]. (S, M; but in the latter, with أَدْفَعُهُ in the place of أَطْرُدُهُ.) سَرْدٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, M, &c.) [Hence,] وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ, in the Kur xxxiv. 10, means and do thou make a due adaptation of the rings in the fabrication of the coats of mail: (Bd, Jel:) or and do thou properly adapt the nails, or pins, and the holes of the rings, [in the fabrication,] not making the former thick and the latter small, nor the reverse: (M, Bd, * L:) or السَّرْد meansالسَّمْر [i. e. the nailing, or the making firm, or fast, with nails], (Zj, M, L,) in this instance. (Zj, L.) A2: Also (assumed tropical:) Coats of mail; (S, M, L, K;) a gen. n. in this sense: (S, K:) [and a single coat of mail; like زَرْدٌ and زَرَدٌ:] and (tropical:) any other حَلَق [properly signifying rings, but here meaning mail]; (S, A, K;) [i. e.] it signifies also the like of coats of mail, made of حَلَق: (M, L:) [said to be] so called because the two extremities of each ring are perforated by the nail, or pin; and these rings are [termed] ↓ المُسْرَدُ: (L:) [if so, the word is an inf. n. used in the sense of a pass. part. n.,] see مَسْرُودٌ, [and then as a subst.; and, being originally an inf. n., it is used alike as sing. and pl.; or, as Z says,] it is an inf. n. used as a subst.: (A:) or السَّرْدُ, as some say, means السَّمْرُ, [as mentioned above,] and ↓ السَّرَدُ means الحَلَقُ [like الزَّرَدُ]. (M.) A3: Also (tropical:) Consecutive, or following one another: so in the phrase نُجُومٌ سَرْدٌ (tropical:) [Stars that are consecutive: the epithet retaining the masc. sing. form, though applied to a pl. subst., because originally an inf. n.; like عَدْلٌ in the phrase رِجَالٌ عَدْلٌ]. (A.) So too as an epithet applied to three of the sacred months, in the saying, ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ [Three are consecutive and one is separate]: (A:) thus an Arab of the desert answered when asked if he knew the sacred months: (S, M, Msb:) the سرد are Dhu-l-Kaadeh and Dhu-l-Hijjeh and El-Moharram, and the فرد is Rejeb. (S, M.) سَرَدٌ: see السَّرَدُ in the next preceding paragraph.

سَرَادٌ Hard green dates: (K:) and dates that are injured by want of water, (K, TA,) and consequently dry up before ripening: (TA:) or unripe dates that drop before attaining to maturity, while green: n. un. with ة: (AHn, M, TA:) or the latter signifies a date that becomes sweet before it becomes coloured, being such as is termed a بَلَحَة. (M, TA.) [See بُسْرٌ.]

A2: See also مِسْرَدٌ.

A3: [سَرَادٌ and سُرُودٌ said by Golius, and by Freytag after him, to signify the same as the “ Pers\.

رَمِيدَنْ Pavidum fugacemque esse,” as on the authority of the KL, are mistranscriptions for شِرَادٌ and شُرُودٌ, which I find thus expl. in the KL.]

سِرَادٌ: see مِسْرَدٌ سَرِيدٌ: see مِسْرَدٌ in two places.

سِرَادَةٌ The art of fabricating coats of mail; as also زِرَادَةٌ. (TA in art. زرد.) سَرَّادٌ A fabricator of coats of mail; (TA in art. زرد;) i. q. زَرَّادٌ. (M and TA in art. زرد.) b2: And A sewer of leather; (TA;) as also ↓ سَارِدٌ. (AA, L, TA.) سَرْمَدٌ: and سَرْمَدِىٌّ: see art. سرمد.

سَرَنْدًى Strong: (S, M, K:) or bold, daring, brave, or courageous: (M:) and quick in his affairs: (K:) or a man who goes on, or advances, boldly; derived from السَّرْدُ: (Sb, TA:) [accord. to Sb, therefore, this is its proper art; but accord. to the K, its proper art. is سرند, in which F mentions it again: it is perfectly decl., i. e., with tenween, for] the fem, is سَرَنْدَاةٌ. (S, TA.) b2: Also A sword that penetrates the thing that it strikes. (L.) سَارِدٌ: see سَرَّادٌ.

المُسْرَدُ: see سَرْدٌ.

مِسْرَدٌ (S, M, A, L, Msb) and ↓ سِرَادٌ (S, M, A, L) An instrument for perforating: (M, L, Msb:) and, (M,) or as some say, (Msb,) an instrument with which leather is sewed; (S;) syn. مِــخْرَزٌ; (M, L, Msb;) or إِشْفًى; which is [said to be] the same thing as the مِــخْرَز; (L;) as also ↓ سَرِيدٌ: (K:) or an [instrument of the kind called] إِشْفًى that has a hole at its extremity; (A;) and so ↓ سَرِيدٌ and ↓ سَرَادٌ. (TA: [but the last I think a mistake for سِرَاد.]) b2: [Hence,] one says, هُوَ ابْنُ مِسْرَدٍ, (K,) or هُوَ ابْنُ أُمِّ مِسْرَدٍ, (A,) (tropical:) He is the son of a female slave: (A, K:) because she is a sewer of skins, or leather: (A:) an expression of vituperation. (K.) b3: [Hence, likewise,] مِسْرَدٌ also signifies (tropical:) The tongue. (M, A.) So in the saying, فُلَانٌ يَخْرِقُ الأَعْرَاضَ بِمِسْرَدِهِ (tropical:) [Such a one wounds reputations with his tongue]. (A.) A2: Also A sandal having its لِسَان [or tongue, i. e. the thing projecting in its fore part,] faced with another piece sewed on. (M, L.) مُسَرَّدٌ; and its fem., with ة: see the next paragraph, in three places.

خَرْزٌ مَسْرُودٌ and ↓ مُسَرَّدٌ [app. A sewing of leather or skin carried on in regular and uninterrupted order]. (S. [In one of my copies of the S, I find خَرَز in the place of خَرْز; and so in the L; but the latter appears from the context to be the right reading.]) b2: And likewise دِرْعٌ مَسْرُودَةٌ and ↓ مُسَرَّدَةٌ, (S,) or دِرْعٌ مَسْرُودٌ, and ↓ لَبُوسٌ مُسَرَّدٌ, [though دِرْعٌ and لَبُوسٌ are both generally fem.,] and ↓ لَأْمَةٌ سَرْدٌ, [in which the epithet retains the masc. form because originally an inf. n., like عَدْلٌ in the phrase اِمْرَأَةٌ عَدْلٌ,] A coat of mail fabricated by inserting the rings one into another. (A.) And مَسْرُودَةٌ signifies A coat of mail (دِرْعٌ) perforated [in its rings]. (S.) لُؤْلُؤٌ مُتَسَرِّدٌ (tropical:) Pearls following one another, or doing so uninterruptedly. (A.) And مَاشٍ مُتَسَرِّدٌ (tropical:) One walking, or going, with consecutive, or uninterrupted, steps. (A.) مُسْرَنْدٍ [A thing] that overcomes one. (S.)
سرد
: (السَّرْدُ: الــخَرْزُ فِي الأَدِيم) والنَّعْل وغيرِهِمَا، والسَّرَّاد: الخَرَّاز. والــخَرْزُ مَسُرودٌ ومُسَرَّدٌ.
وسَرَدَ خُفَّ البَعِيرِ سَرْداً: خَصفَه بالقِدِّ (كالسِّرَاد، بِالْكَسْرِ، و) السَّرْدُ: (الثَّقْبُ) وأَنشد ابْن السِّيد فِي (الفَرْق) :
كأَنَّ فُروجَ الَّأْمةِ السَّرْدِ شَدَّهَا
عَلى نَفْسِهِ عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ مُخْدِرُ
(كالتَّسْرِيد، فيهمَا) والإِسرادِ فِي الأَخير فَقَط، تَقول: سَرَدَ الشيْءَ سَرْداً، وسَرَّدَه وأَسْرَدَه، إِذا ثَقَبَه.
(و) السَّرْد: (نَسْجُ الدِّرْعِ) ، وَهُوَ تَداخُلُ الحَلَقِ بعْضِها فِي بعْضٍ.
(و) السَّرْد: (اسمٌ جامِعٌ للدُّروع وسائِرِ الحَلَقِ) وَمَا أَشبهَها من عَمَلِ الْحلق، وسُمِّيَ سَرْداً لأَنه يُسْرَد فيُثْقَب طَرَفَا كُلِّ حَلْقَة بالمِسمَار، فذالك الحَلَق المِسْرَدُ. والمِسْرَدُ هُوَ المِثْقَب، وَهُوَ السِّرَاد، بِالْكَسْرِ.
وَقَوله عزَّ وجلّ: {وَقَدّرْ فِى السَّرْدِ} (سبأ: 11) قيل هُوَ أَلَّا يَجْعَل المِسْمَارَ غليظاً، والثُّقْبَ دَقِيقاً فيفْصِمَ الحَلَق، وَلَا يَجْعَل المسمارَ دَقيقاً والثقبَ واسِعاً، فيتَقَلْقَل أَو يَنْخَلع أَو يَتقَصَّف، اجْعَلْه على القَصْد، وقَدْرِ الْحَاجة. وَقَالَ الزّجّاج: السَّرْد: السَّمْرُ وَهُوَ غيرُ خارجٍ من اللّغَة، لأَن السرْد تَقْدِيرُك طَرَفَ الحَلْقَة إِلى طَرَفِها الآخَر. (و) من الْمجَاز: السَّرْد: (جَوْدَةُ سِيَاق الحَدِيث) ، سَرَد الحَديثَ ونَحْوَه يَسرُدُه سَرْداً، إِذا تابَعه، وفلانٌ يَسرُد الحَدِيثَ سَرْداً وتَسَرَّدَه، إِذا كَانَ جَيِّدَ لسياقِ. وسَرَدَ القرآنَ: تابعَ قِرَاءَتَه فِي حَدْرٍ، مِنْهُ.
(و) السَّرْد: (ع بِبِلَاد أَزْدٍ) ، جاءَ ذِكْرُه فِي الشِّعْرِ مَعَ أَبارع.
(و) السَّرْد: (مُتَابَعةُ الصَّومِ) ومُوالاتُه (وسَرِدَ) فلانٌ، (كفَرِحَ: صارَ يَسْرُدُ صَوْمَهُ) ويُوَالِيه ويُتابِعُه.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ رَجلاً قَالَ لَهُ يَا رسولَ اللهِ: إِني أَسْرُدُ الصَّيَامَ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: إِن شِئت فَصُمْ، وإِن شِئْت فأَفْطِرْ) .
(والسَّرْنْدَى، كسَبَنْتَى) : الجَرِيءُ (السريعُ فِي أُمُورِهِ) إِذا أَخذ فِيهَا، عَن ابْن دُرَيْد. (و) قيل: (الشَّدِيدُ) والأُنثى سَرَنْداة.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ؛ رَجُلٌ سَرَنْدَى مُشْتَقٌّ من السَّرْد، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يَمضِي قُدُماً (و) السَّرَنْدَى: سمُ رَجلٍ، وَهُوَ (شاعِرٌ) من بني (التَّيْمِ) كَانَ يُعِينُ عُمَرَ بنَ لَجإٍ، قَالَ ابنُ أَحمرَ:
فَخَرَّ وجَالَ المُهْرُ ذاتَ شِمَالِهِ
كَسَيْفِ السَّرَنْدَى لاحَ فِي كَفِّ صاقِل
(واسرَنْدَاهُ) الشَّيءُ: غَلَبَه و (اعْتَلاه) والمُسْرَنْدِي: الّذي يَعْلُوك ويَغْلِبك. قَالَ:
قد جَعَلَ النُّعَاسُ يَغْرَنْدِيني
أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِينِي
(واغْرَنْدَاهُ) مثلُه بمعنَى عَلَاه وغَلَبَه وسيأْتي. والياءُ فيهمَا للإِلْحَاق بافْعَنْلَلَ. وَقد قيل إِنه لَا ثالثَ لَهما، وَيُقَال: إِنّ اغْرنداه: علَاه بالشَّتْم.
(و) السَّرَاد (كَسَحَابٍ: الخَلَالُ الصُّلْبُ) ، الْوَاحِد سَرَادَةٌ، عَن افرّاءِ، وَهِي البُسْرَةُ تَحْلُو قبل أَن تُزْهِيَ وَهِي بَلَحَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ: السَّرَاد: الَّذِي يَسْقط من البُسْرِ قبل أَن يُدْرِكَ وَهُوَ أَخضر. (وَقد أَسْرَدَ النْخُل، و) السَّرَاد (مَا أَضَرَّ بِهِ العَطَشُ من الثَّمَرِ) فيَبِسَ قَبلَ يَنْعِه. نَقله الصاغانيُّ.
(وسرْدد، كقُنْفُذ وجُنْدَب وجَعْفَر) ، الأَخيرة عَن الأَصمعيّ. قَالَ الصاغانيُّ: والمسموع من الْعَرَب الوَجْهُ الثَّاني: (وادٍ) مشهورٌ متَّسعٌ (بتِهَامة) الْيمن، مُشتمِل على قُرًى، ومُدُن، وضِياع، قَالَ أَبو دَهْبَلٍ الجُمَحيّ:
سَقَى اللهُ جازاناً فَمن حَلَّ وَلْيَهُ
فكُلَّ مَسِيلٍ من سَهَامٍ وسُرْدُدِ
قَالَ ابْن سَيّده: سُرْدُد: مَوضِع، هاكذا حَكاه سيبويهِ متمثِّلاً بِهِ بِضَم الدالِ وعَدَلَه بِشُرْنُب، قَالَ: وأَما ابْن جِنِّي فَقَالَ: سُرْدَد، بِفَتْح الدّال، قَالَ أُمَيَّةُ بن أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ:
تَصَيَّفْتُ نَعْمَانَ واصْيَّفَتْ
جِبَالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَدِ قَالَ ابْن جِنِّي: إِنّمَا ظَهَر تَضْعيف سُرْدَد، لأَنه مُلْحق بِمَا لم يَجِيء، وَقد عَلِمْنا أَن الإِلْحاق إِنما هُوَ صَنْعةٌ لَفْظِيَّة، وَمَعَ هاذا لم يظْهر ذالك الّذي قَدَّرَه هاذا مُلحقاً فِيهِ، فلولا أَن مَا يقوم الدليلُ عَلَيْهِ بِمَا لم يظْهر إِلى النُّطق بمنزلةِ المَلفوظ بِهِ لما أَلْحقوا سُرْدَداً وسُودَداً بملم يَفُوهوا بِهِ، وَلَا تَجَشَّموا استعمالَه. انْتهى.
(وسارِدَةُ بن تَزِيدَ) ، بالمثنّاة الفوقيّة والتحتيّة مَعًا، نسختان، (ابْن جُثَمَ) بنِ الخَزْرج، (فِي نَسب الأَنصارِ) ، من وَلِده سَلِمةُ بن سَعْد بن عليّ بن أَسد بن سارِدَةَ، ذكره ابنُ حبَيبِ.
(و) من الْمجَاز: يُقَال (وابنُ مِسْرَدٍ، كمِنْبَرٍ) وَفِي الأَساس: ابنُ أُمِّ مِسْرَدٍ، (أَي ابنُ أَمَةٍ أَو قَيْنَة) ، عَن الصاغانيّ، لأَنها من الخَوَارِزِ، كَمَا فِي الأَساس، (شَتْمٌ لَهُم) يتشاتمون بِهِ بَينهم ومِنْبَر: (الإِشْفَى) الّذِي فِي طَرَفه خَرْق وَهُوَ المِخْصَف.
(وسَرْدَانِيَّةُ) بِالْفَتْح: (جَزِيرةٌ كبيرةٌ ببَحْر المَغْرِب) بهَا قُرًى وعَمَائر، عَن الصاغانيِّ. (وسَرْدَرُودُ: ة، بهَمَذَانَ) ، وَهِي مُركَّبة من سَرْد ورُود. وَمَعْنَاهَا: النَّهَرُ البارِدُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
السَّرْد: تَقْدِمةُ شيْءٍ إِلى شَيْءٍ تأْتِي بِهِ مُتَّسِقاً بعْضُه فِي إِثرِ بعْضٍ مُتتابِعاً.
وَقيل لأَعرابيَ. أَتعرف الأَشهُرَ الحُرُمَ؟ فَقَالَ: نعمْ. واحدٌ فَرْدٌ وثلاثةٌ سَرْدٌ. فالفَرْدُ: رَجَبٌ، لأَنه يأْتِي بعدَه شعبانُ، وشهرُ رمضانَ، وشَوَّال. وَالثَّلَاثَة السَّرْد: ذُو القَعْدَة، وَذُو الحِجَّة، والمُحَرَّم. وَهُوَ مَجَاز.
والسِّرَاد، والمِسْرَد: المِثْقَب.
والمِسْرَد؛ اللِّسَانُ، يُقَال فُلانٌ يَخْرِق الأَعراضَ بِمِسْرَدِه، أَي بلِسانه. وَهُوَ مَجَازٌ.
والمِسْرَد: النَّعْلُ المَخُصوفَةُ اللسانِ. والسِّرَاد والمِسْرَد: المِخْصَف، وَمَا يُــخْرَزُ بِهِ. والــخَرْزُ مَسرود ومُسَرَّد.
والمَسرودة: الدِّرْع المَثقوبة.
والسارِد: الخَرّاز، قَالَه أَبو عَمرو.
ودِرْعٌ مسرود، ولَبُوس مُسَرَّد، ولأْمَةٌ سَرْدٌ.
ومِنَ المَجَازِ: السَّرْدُ: الحَلَقُ، تَسْمِيَة بالمصْدر.
ونُجُومٌ سَرَدٌ: مُتتابِعَةٌ. وتَسَرَّدَ الدُّرُّ: تتابَع فِي النِّظَام، ولؤلؤ مُتَسرِّد، وتَسَرَّدَ دَمْعُه، كَمَا يتَسَرَّدُ اللُّؤْلُؤ، وماشٍ مُتَسَرِّد: يُتابِع خُطاه فِي مَشْيِه.
والسَّردِيَّة: قبيلةٌ من الْعَرَب. ومُسَرَّد، كمُعَظَّم: كوفيٌّ، رَوَى عَن سعدِ بنِ أَبي وقَّاص.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
س ر د: دِرْعٌ (مَسْرُودَةٌ) وَ (مُسَرَّدَةٌ) بِالتَّشْدِيدِ. فَقِيلَ: سَرْدُهَا نَسْجُهَا وَهُوَ تَدَاخُلُ الْحَلَقِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. وَقِيلَ: (السَّرْدُ) الثَّقْبُ وَ (الْمَسْرُودَةُ) الْمَثْقُوبَةُ. وَفُلَانٌ (يَسْرُدُ) الْحَدِيثَ إِذَا كَانَ جَيِّدَ السِّيَاقِ لَهُ. وَ (سَرَدَ) الصَّوْمَ تَابَعَهُ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ: ثَلَاثَةٌ (سَرْدٌ) أَيْ مُتَتَابِعَةٌ وَهِيَ: ذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ وَهُوَ رَجَبٌ. وَ (سَرَدَ) الدِّرْعَ وَالْحَدِيثَ وَالصَّوْمَ كُلُّهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ. 
[سرد] السَرْدُ: الــخَرْزُ في الأديم: والتسريد مثله. والمسرد: ما يــخرز به، وكذلك السِرادُ. والــخَرْزُ مَسْرود ومسرد، وكذلك الدرع مسرودة. وقد قيل: سَرْدُها: نسجُها. وهو تداخُل الحَلَقِ بعضِها في بعض. ويقال: السَرْدُ: الثَقْبُ والمَسْرودةُ: الدرعُ المثقوبة. والسَرْدُ: اسمٌ جامعٌ للدروعِ وسائِر الحَلَقِ. وفلانٌ يَسْرُدُ الحديث سَرْداً، إذا كان جيِّد السياقِ له. وَسَرَدْتُ الصومَ، أي تابعْتُه. وقيل لاعرابي: أتعرف الاشهر الحرام؟ فقال: نعم، ثلاثة سرد، وواحد فرد. فالسرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، والفرد رجب. والسَرَنْدى: الشديدُ، والأنثى سَرَنْداةٌ. والمُسْرَنْدي: الذى يعلوك ويغلبك. قال الراجز: قد جعل النعاس يغرندينى * أطرده عنى ويسرندينى - واسرنداه، أي اعتلاه. والاسرنداء والاعر نداء واحد، والياء للالحاق بافعنلل.

سرد: السَّرْدُ في اللغة: تَقْدِمَةُ شيء إِلى شيء تأْتي به متَّسقاً

بعضُه في أَثر بعض متتابعاً.

سَرَد الحديث ونحوه يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه. وفلان يَسْرُد الحديث

سرداً إِذا كان جَيِّد السياق له. وفي صفة كلامه، صلى الله عليه وسلم:

لم يكن يَسْرُد الحديث سرداً أَي يتابعه ويستعجل فيه. وسَرَد القرآن: تابع

قراءَته في حَدْر منه. والسَّرَد: المُتتابع. وسرد فلان الصوم إِذا

والاه وتابعه؛ ومنه الحديث: كان يَسْرُد الصوم سَرْداً؛ وفي الحديث: أَن

رجلاً قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِني أَسْرُد الصيام في السفر،

فقال: إِن شئت فصم وإِن شئت فأَفطر.

وقيل لأَعرابي: أَتعرف الأَشهر الحرم؟ فقال: نعم، واحد فَرْدٌ وثلاثة

سَرْد، فالفرد رجَبٌ وصار فرداً لأَنه يأْتي بعده شعبانُ وشهر رمضانَ

وشوّالٌ، والثلاثة السَّرْد: ذو القَعْدة وذو الحجة والمُحرّم. وسَرَد الشيء

سَرْداً وسرَّده وأَسْرَده: ثقبه. والسِّراد والمِسْرَد: المِثْقَب.

والمِسْرَدُ: اللسان. والمِسْرَدُ: النعل المخصوفة اللسان. والسَّرْدُ: الــخرزُ

في الأَديم، والتَّسْريد مثله. والسِّراد والمِسْرَد: المِخْصَف وما

يُــخْرز به، والخزز مَسْرودٌ ومُسَرَّد، وقيل: سَرْدُها

(* قوله «والخزز

مسرود إلخ» كذا بالأصل. وعبارة الصحاح: والــخرز مسرود ومسرد، وكذلك الدرع

مسرود ومسردة، وقيل سردها إلخ اهـ.) نَسْجُها، وهو تداخل الحَلَق بَعْضِها في

بعض. وسَرَدَ خُفَّ البعير سَرْداً: خصفه بالقِدِّ. والسَّرد: اسم جامع

للدروع وسائر الحَلَق وما أَشبهها من عمل الخلق، وسمي سَرْداً لأَنه

يُسْرَد فيثقب طرفا كل حلقة بالمسمار فذلك الحَلَق المِسْرَد. والمِسْرَد:

هو المِثْقَب، وهو السِّراد؛ وقال لبيد:

كما خرج السِّرادُ من النِّقال

أَراد النِّعال؛ وقال طرفة:

حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيبِ بِمسْرَد

والسَّرْد: الثَّقْب. والمسرودة: الدرع المثقوبة؛ وقيل: السَّرْد

السَّمْر. والسَّرْد: الحَلَق. وقوله عز وجل: وقدِّر في السَّرد؛ قيل: هو أَن

لا يجعل المسمار غليظاً والثقْب دقيقاً فيَفْصِم الحلق، ولا يجعل المسمار

دقيقاً والثقبَ واسعاً قيتقلقل أَو ينخلع أَو يتقصف، اجْعَلْه على القصد

وقَدْر الحاجة. وقال الزجاج: السرْد السمْر، وهو غير خارج من اللغة لأَن

السَّرْد تقديرك طرَف الحَلْقة إِلى طرفها الآخر.

والسَّرادة: الخَلالة الصُّلْبة. والسَّرَّاد: الزرَّاد. والسَّرادَةُ:

البُسْرةَ تحْلو قبل أَن تُزْهِيَ وهي بلَحة. وقال أَبو حنيفة: السَّراد

الذي يسقط من البُسْر قيل أَن يدرك وهو أَخضر، الواحدة سَرادة. والسَّراد

من الثمر: ما أَضرَّ به العطش فيبس قبل يَنْعِه، وقد اأَسرَدَ النخلُ.

أَبو عمرو: السارِدُ الخَرَّاز والإِشْفى يقال له السِّراد والمِسْرَد

والمِخْصَف. والسَّرْد: موضع. وسُرْدُد: موضع؛ قال ابن سيده: هكذا حكاه

سيبويه متمثلاً به بضم الدال وعدله بشُرْنُب، قال: وأَما ابن جني فقال

سُرْدَد، بفتح الدال؛ قال أُمية

بن أَبي عائذ الهذلي:

تَصَيَّفْتُ نَعمانَ، واصَّيَفَتْ

جبالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَد

قال ابن جني: إِنما ظهر تضعيف سُرْدَد لأَنه ملحق بما لم يجئ وقد علمنا

أَن الإِلحاق إِنما هو صنعة لفظية، ومع هذا فلم يظهر ذلك الذي قدره هذا

ملحقاً فيه، فلولا أَن ما يقوم الدليل عليه بما لم يَظهر إِلى النطق

بمنزلة الملفوظ به لما أَلحقوا سُرْدَداً وسودَداً بما لم يفوهوا به ولا

تجشموا استعماله.

والسَّرَنْدى: الجريء، وقيل: الشديد، والأُنثى سَرَنداة. والسَّرَنْدى:

اسم رجل؛ قال ابن أَحمر:

فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه،

كَسَيْفِ السَّرَنْدى لاحَ في كَفِّ صاقِل

قال سيبويه: رجل سَرَنْدى مشتق من السرد ومعناه الذي يمضي قُدُماً. قال:

والسَّرَد الحَلَق، وهو الزَّرَد ومنه قيل لصانعها: سَرَّاد وزَرَّاد.

والمُسْرَنْدي: الذي يعلوك ويَغْلِبك. واسْرَنداه الشيءُ: غلبه وعلاه؛

قال:

قد جَعل النعاسُ يَغْرَنْديني،

أَدْفعه عنِّي ويَسْرَنْديني

والاسْرِنْداء والاغْرِنْداء واحد، والياء للإِلحاق بافْعَنْلل.

طبب

ط ب ب: (الطَّبِيبُ) الْعَالِمُ بِالطِّبِّ وَجَمْعُ الْقِلَّةِ (أَطِبَّةٌ) وَالْكَثْرَةِ (أَطِبَّاءُ) تَقُولُ مِنْهُ: (طَبِبْتَ) يَا رَجُلُ بِالْكَسْرِ (طِبًّا) أَيْ صِرْتَ طَبِيبًا. وَ (الْمُتَطَبِّبُ) الَّذِي يَتَعَاطَى عِلْمَ الطِّبِّ. وَ (الطُّبُّ) بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِهَا لُغَتَانِ فِي (الطِّبِّ) . وَكُلُّ حَاذِقٍ عِنْدَ الْعَرَبِ (طَبِيبٌ) . 
ط ب ب :
طَبَّهُ طِبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ دَاوَاهُ وَفِي الْمَثَلِ اعْمَلْ عَمَلَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ وَالِاسْمُ الطِّبّ بِالْكَسْرِ وَالنِّسْبَةُ طِبِّيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا فَالْعَامِلُ طَبِيبٌ وَالْجَمْعُ أَطِبَّاءُ وَيُقَالُ أَيْضًا طَبٌّ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ وَمُتَطَبِّبٌ وَفُلَانٌ يَسْتَطِبُّ لِوَجْهِهِ أَيْ يَسْتَوْصِفُ وَيُقَالُ لِلْعَالِمِ بِالشَّيْءِ وَلِلْفَحْلِ الْمَاهِرِ بِالضِّرَابِ طَبُّ وَطَبِيبٌ أَيْضًا. 

طبب


طَبَّ(n. ac.
طَبّ
طِبّ
طُبّ)
a. Was a doctor, practised medicine.
b. Treated medically; healed, cured.
c. Acted gently, kindly.
d. Repaired, mended (water-skin).
e. [ coll. ], Inverted (
vessel ).
طَبَّبَa. Attended, doctored, physicked ( sick person).
b. see I (d)c. Let a piece, a gore into (garment).
d. Shook to & fro (milk-skin).
e. Fascinated.

طَاْبَبَa. see II (a)
تَطَبَّبَa. Studied, practised medicine, became a doctor.
b. [ coll. ], Had himself
physicked, doctored; dieted himself.
إِسْتَطْبَبَa. Asked for medicine, sought a remedy; consulted a
doctor.

طَبّa. Skilful, clever, expert, adroit.
b. see 3
طَبَّةa. see 1 (a)b. [ coll. ], Wadding ( of a
gun ).
طِبّa. see 3b. Will, desire.
c. Habit, custom.
d. Enchantment.
e. Knowledge.

طِبَّة
(pl.
طِبَب)
a. Strip, piece, band ( of leather ); strip
piece, tract ( of land ); streak, band ( of
cloud ).
طِبِّيّa. Therapeutical, medicinal, curative; medical.

طُبّa. Medicine, art of healing; medical treatment.

طُبِّيّa. see 2yi
طِبَاْبَة
(pl.
طِبَاْب)
a. see 2t
طَبِيْب
(pl.
أَطْبِبَة
أَطْبِبَآءُ
68)
a. Doctor, medical man, physician.
b. Clever; learned.
c. Industrious.

N. Ag.
تَطَبَّبَa. see 25 (a)
طِبَب الشَّمْس
a. Sunbeams; rays of light.

طَبَاهَج
a. A certain dish.
طبب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْله: طب يَعْنِي سحر يُقَال مِنْهُ: رَجُل مطبوب قَالَ أَبُو عُبَيْد: ونرى أَنه إِنَّمَا قيل لَهُ: مطبوب لِأَنَّهُ كنى بالطب عَن السحر كَمَا كنوا عَن اللديغ [فَقَالُوا -] سليم تطيرا إِلَى السَّلامَة من اللدغ وكما كنوا عَن الفلاة وَهِي الْمهْلكَة الَّتِي لَا مَاء فِيهَا فَقَالُوا: مفازة تطيرا من الْهَلَاك إِلَى الْفَوْز وأصل الطِّبّ: الحذق بالأشياء والمهارة بهَا يُقَال: رَجُل طب وطبيب إِذا كَانَ كَذَلِك وَإِن كَانَ فِي غير علاج الْمَرَض قَالَ عنترة: [الْكَامِل]

إِن تغد دوني القِنَاعَ فإنني ... طَب بِأخذ الفارِسِ المستلئِم

وَقَالَ عَلْقَمَة بْن عَبدة: [الطَّوِيل]

فَإِن تَسْأَلُونِي بِالنسَاء فإنني ... بَصِير بأدواء النِّسَاء طبيبُ

قَوْله: تَسْأَلُونِي بِالنسَاء يُرِيد عَن النِّسَاء وَمِنْه قَوْله {فاسأل بِهِ خَبِيرا} وَكَذَلِكَ قَول النَّاس: أَتَيْنَا فلَانا نسْأَل بِهِ هُوَ من هَذَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الطَّيرَة والعيافة والطرق من الجبت.
[طبب] نه: احتجم حين "طب"، أي لما سحر، ورجل مطبوب أي مسحور، كني به عن السحر تفاؤلًا بالبرء. ومنه ح: فلعل "طبا" أصابه، أي سحرا. وح: إنه "مطبوب". وفي ح سلمان وأبي الدرداء بلغني أنك، جعلت "طبيبًا"، هو في الأصل الحاذق بالأمور وكني به هنا عن القضاء بين الخصوم لأنه يصلح بينهم كإصلاحه بدنهم؛ والمتطبب من يعاني الطب ولا يعرفه جيدًا. وفي ح الشعبي ووصف معاوية: كان كالجمل "الطب"، أي الحاذق بالضراب، وقيل: الطب من الإبل الذي لا يضع خفه إلا حيث يبصر، فاستعار أحد المعنيين لأفعاله وخلاله. ك: يخيل أنه "مطبوب"، أي مسحور، وإنما خيل إليه في أمر النساء وإتيانهن دون أمر الدين، وكان يظهر له من نشاطه عليهن على عادته القديم فإذا دنا منهن أخذه السحر فلم يتمكن منهن. ط: وإنه ليخيل إليه أنه فعل أي وطئ نساءه أو قادر عليه فإذا دنا منهن لم يقدر. وفيه: قال له صلى الله عليه وسلم: أعالج الذي بظهرك فإني "طبيب"، فقال: أنت رفيق والله "الطبيب"، يريد خاتم النبوة وكان ناتئًا فظن أنه سلعة تولدت من فضلات البدن فأشار إلى أنه لا يعالج بل كلامك يفتقر إلى العلاج حيث سميت نفسك بالطبيب وإنما أنت ترفق بالمريض وتحميه ما يخشى وتطعمه ما به الرفق، والطبيب هو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الشفاء وإنما هو الله، ولم يرد نفي اسم الطبيب عنه بل أن ما يرجون عن الطبيب فإن الله فاعله، ولا يطاق الطبيب عليه تعالى اسمًا ويجوز: اللهم أنت المصح والممرض والمداوي والطبيب، لا يا طبيب، فإنه بعيد من الأدب وتعد عن التوقيف. ج: من "تطبب" وهو لا يعلم، أي من طب أحدًا وليس بطبيب فأذاه فهو ضامن.
ط ب ب

هو طبيب: بين الطّبّ، وطبّ ومتطبب، وقد طب يطب، مثل: لب يلب، ويا طبيب طب لنفسك، وطبه يطبه: مثل: أساه يأسوه، وطابه مطابة، مثل: داواه مداواة، وجاء فلان يستطب لوجعه أي يستوصف الطبيب. قال:

لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها

وهذا طباب هذه العلة أي ما يطب به. وطببت الجارية المزادة: جعلت جلدة على ملتقى طرفي الأديمين يقال لها: الطباب والطبابة كأنها تطب المزادة بها أي تصلحها وتحكمها. وطببت الخياط الثوب: زاد فيه طبابة أي بنيقة ليتسع، وأعطني طبة من ثوبك وطبيبة: شقة مستطيلة في عرض شبر أو نحوه، وطبباً منه وطبائب.

ومن المجاز: أنا طب بهذا الأمر: عالم به. قال:

لا يربك الذي ترين فإن الله ... طب بما ترين عليم

وفحل طب: رفيق بالفحلة لا يبسر الطروقة أي لا يضربها وما بها ضبعة، وجاء يستطب لإبله: يطلب لها فحلاً طباً. وبعير طب: يتعهد مواطيء خفّه أين يضعه. وفلان مطبوب: مسحور. وطب الرجل، وهو يشكو الطب، وما ذاك بطبيّ: بدأبي، وفلان طبه المجون. وقال عمرو:

فما إن طبهم جبن ولكن ... رميناهم بثالثة الأثافي

وأنا أطاب هذا الأمر منذ حين كي أبلغه. وامتدت طبب الشمس وطبابها: حبالها. وأخذنا في طبة من الأرض وهي قطعة مستطيلة دقيقة كثيرة النبات، ومشينا في طبابة من الأرض وطريدة، وله طبابة حسنة وهي ديار متساطرة. وفلان في تلك الطبة وهي الناحية. وإنك لتلقى فلاناً على طبب مختلفة: على ألوان.
[طبب] الطبيب: العالم بالطب، وجمع القلة أطِبَّةٌ، والكثير أطِبَّاء. تقول: ما كنتَ طبيباَ ولقد طَبِبت، بالكسر. والمتطبِّب: الذي يتعاطى عِلم الطِّب. والطُبُّ والطَبُّ لغتان في الطِبِّ. وفي المثل: " إن كنت ذا طِبٍّ فطِبَّ لعينيك " وطُبَّ، وطَبَّ . وكلُّ حاذقٍ طبيبٌ عند العرب. قال المرار : يَدينُ لِمَزْرورٍ إلى جَنْب حَلْقة * من الشِبْه سوَّاها برفق طبيبُها وفلان يستطبّ لوجعه، أي يستوصف الدواءَ أيُّه يصلُح لدائه. والطُبُّ: السحر، تقول منه: طُبَّ الرجل فهو مطبوب. وتقول أيضاً: ما ذاك بِطِبِّي، أي بدهري وعادتي. قال الشاعر : وما إنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن * منايانا ودَولَةُ آخَرينا ورجل طَبٌّ بالفتح، أي عالم. وفَحل طَبٌّ، أي ماهر بالضِرابِ. الأصمعي: الطِبابة: الجلدة التي يغَطَّى بها الــخُرَزُ، وهي معترِضة كالإصبع مَثْنِيَّةٌ على موضع الــخَرْز، والجمع الطِباب. قال جرير: بَلى فارفضَّ دمعُك غير نَزْرٍ * كما عيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابا تقول منه: طَبَبْتُ السِقاء أطُبُّه، وطبَّبْتُه أيضاً، شدِّد للكثرة. قال الكميت يصف قَطاً: أو الناطقات الصادقات إذا غَدَتْ * بأسقِيَةٍ لم يَفْرِهِنَّ المُطَبِّبُ والطِبابة أيضاً: طريقةٌ من رمل أو سَحاب. وكذلك الطِبَّة بالكسر. والطِبَّة أيضاً: الشُقَّة المستطيلة من الثوب، والجمع الطِبَبُ. وكذلك طِبَبُ شُعاع الشمس، وهي الطرائق التي تُرى فيها إذا طَلَعَتْ. والتطبيب: أن تعلّق السِقاء من عمود البيت ثم تَمخُضه. والطبطبة: صوت الماء ونحوه، وقد تطبطب. وقال: إذا طحنت دُرْنِيَّةٌ لعيالها * تَطبطبَ ثدياها فطار طحينها
[ط ب ب] الطِّبُّ: عِلاجُ الجِسْمِ والنَّفْسِ. رَجُلٌ طَبٌّ وطَبِيبٌ، وقَدْ طَبَّ يِطُبُّ وَيَطِبُّ طِباّ، وتَطَبَّبَ. وقَالُوا: تَطَبَّتَ له: سَأَلَ له الأَطِبّاءَ. وقَالُوا: إِنْ كُنْتَ ذَا طِبٍّ - وَطَبٍّ وطُبِّ - فَطِبٍّ - وطُبَّ وطَبَّ - لِعَيْنَيْكَ. وفي المثل: ((من أَحبَّ طَبَّ)) أي: تَأَتَّي لِلاُمورِ وتَلَطَّفَ. و ((اصْنَعْ في ذَلَكَ صَنْعةَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ)) . آثَرُوا حَبَّ ليُوازِنَ طَبَّ. وجَاءَ يَسْتَطِبُّ لوِجَعِه، أي: يَسْتَوْصِفُ. والطِّبُّ: الرِّفْقُ. والطَّبِيبُ: الرَّفِيقُ، قَالَ الأَسَديُّ يَصِفُ جَمَلاً:

(يَدِينُ لِمَزْرُورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ ... من الشِّبهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُها)

والطَّبُّ والطَّبِيبُ: الحَاذِقُ من الرجالِ الماهِرُ بعَمَلهِ، أَنْشَدَ ثَعلبٌ في صِفَةِ غِراسَةٍ نَخْلٍ:

(جَاءَتْ عَلَى غَرْسِ طَبِيبٍ مَاهرِ ... ) وقَدْ قِيلَ: إنَّ اشْتَقاقَ الطَّبِيبِ منه، ولَيْس بِقَوِيٍّ. وفَحلٌ طَبٌّ: حاذِقٌ بالضِّرابِ، يَعرِفُ اللاّفِحَ من الحائِلِ، والضَّبِعَةَ من المَبْسُورَةِ، ويَعرِفُ نَقْصَ الوَلَد في الرَّحمِ، ويكْرُفُ ثُمّ يَعودُ فَيَضْرِبُ. وفَي المَثَلِ: ((أَرْسِله طَبّا ولا تُرْسِلْه طَاطاً)) ، وبعضُهم يُروِيه: ((أَرْسِله طَاباّ)) . وبَعيرٌ طَبٌّ: يتَعاهَدُ مَوْضِعَ خَفِّه أينَ يَطَأُ به. والطِّبُّ: السِّحْرُ، قَالَ ابنُ الأَسْلَتِ:

(ألا مَنْ مُبِلغٌ حَسّانَ عَنِّي ... أَطِبٌّ كانَ داءَكَ أَمْ جُنونُ)

وروَاهُ سِيبَويِه: ((أَسحْرٌ كانَ طِبَّكَ)) . والمَطْبُوبُ: المَسْحورُ، وفي الحَديثِ: ((طُبَّ النَّبُي صلى الله عليه وسلم)) أي: سُحِرَ. قَالَ أَبو عُبيدٍ: إنَّما سُمِّيَ السِّحُر طِبّا على التَّفَاؤلُ، والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ. وما ذاكَ بِطِبِّي، أي: بدَهْرِي وشَأْنِي. والطِّبُّ: الطَّوِيَّةُ والشَّهْوَةُ والإرادةُ، قالَ:

(إنْ يكُن طِبُّكِ الفِراقِ فإنَّ البَيْنَ ... أنْ تَعطِفِي صُدورُ الجِمالِ)

وقَوله:

(فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن ... مَنَايانَا ودَوْلَةُ آخرِينَا)

يَجوزُ أن يكونَ معناه: ما دَهْرُنا وشَأْنُنا، وأنْ يكونَ معناهُ شَهَوتُنا. والطِّبَّةُ والطِّبابَةُ والطَّبِيبةً: الطَّرِيِقَةُ المُسْتَطِيلَةُ من الثَّوبِ والرَّمِل والسَّحابِ وشُعاعِ الشَّمسِ، والجَمْعُ: طِبابٌ وطِبَبٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّورَ:

(حَتَّى إذا مَالَها في الجَذْرِ واتَّخَدَتْ ... شَمسُ النَّهارِ شَعاعًا بينَها طِبَبُ)

والطِّبَّةُ: الجِلْدةُ المُسْتَطِيلةُ أو المُرَبَّعَةُ أو المُسْتَديِرةُ في المَزادةِ والسُّفْرِة والدَّلْوِ ونَحِوها. والطِّبابةُ والطِّبابُ: الجِلْدةُ التي تَجْعَلُ عَلَى طَرفَيِ الجِلدِ والسِّقاءِ والإدَاوةِ إذا سُوِّى ثم خُرَزَ غَيرَ مَثْنِيٍّ. والطِّبابَةُ: سَيٌ ر عَريضٌ تَقَعُ الكُتَبُ والــخُرَزُ فيه، والجَمعُ: طِبابٌ، وقد طَبَّ الــخَرْزَ يَطُبُّه طَبّا، وكذلكَ طَبَّ السِّقاءًَ، وطَبَّبَه. وربُمَّا سُمِّيتَ القِطعةُ التي تُــخْرَزُ على حَرفِ الدَّلْوِ، أو حاشِيَةِ السُّفرِة: طِبَّةً، والجمعُ: طِبَبٌ وطِبابٌ. وطِبابَةُ السَّماءٍِ، وطبابُها: طُرَّتُها الُمْستَطِيلَةُ، قَالَ مَالِكُ بنُ خَالدٍ الهُذَلِيُّ:

(أرَتْهُ من الجَرْباءِ في كُلِّ موضِعِ ... طِباباً فمَثْواه النَّهارَ المَراكِدُ ... )

يَصفُ حِمارَ وَحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ، فَلجأَ إلى جَبَلِ، فَصَارَ في بَعْضِ شِعَابِه، فهو يَرَى أُفَقَ السَّماءِ مُسْتَطِيلاً، وقَالَ الآخَرُ:

(وسَدَّ السَّماءَ السِّجْنُ إلاَّ طِبابَةً ... كتُرسِ المُرامِي مُسْتكِفّا جُنُوبُها)

فالحِمارُ رَأَي السَّمَاءَ مُستطيلةً، لأَنَّه في شِعْبٍ، والرَّجُلُ رآها مُسْتَدِيرةً، لأنَّه في السَّجنِ. وقال أَبو حَنِيفَةَ: الطِّبَّةُ، والطَّبِيبةُ، والطِّبابةُ: المُسْتطيلُ الضَّيِّقُ من الأَرْضِ، الكثيُر النَّباتِ. والطَّبْطَبَةُ: صَوتُ تَلاطُمِ السَّيِلِ، وقِيلَِ: هو صَوتْ الماءِ إِذا اضْطَرَبَ واصْطَكَّ عن ابنِ الأَعرابِيِّ، وأَنْشَد:

(كأنَّ صَوتَ الماءِ في أَمْعائِها ... )

(طَبْطَبةُ المِيثِ إلى جِوائِها ... )

عَدَّاه بإلي؛ لأَنَّ فيه مَعنَى تَشَكِّي المِيثِ، أو اسْتغاثَةِ المِيثِ. والطَّبْطَابةُ: خَشَبةٌ عَرِيضةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرِة.
طبب
طَبَّ1 طبَبْتُ، يَطُبّ، اطْبُبْ/ طُبّ، طَبًّا، فهو طابّ وطبيب، والمفعول مَطْبوب
• طبَّ المريضَ ونحوَه: داواهُ وعالجهُ "ياطبيب طُبَّ لنفْسِكَ [مثل]: يُضرب لمن يعظُ غيرَه ويأمره بالصَّلاح وهو إلى ذلك أحوجُ". 

طَبَّ2 طبَبْتُ، يَطِبّ، اطْبِبْ/ طِبّ، طَبًّا وطِبًّا، فهو طبيب
• طبَّ فلانٌ:
1 - مَهَر وحَذقَ "طَبَبْتُ في صنعتي".
2 - تَرَفّق وتأنّى وتلطّف "مَن حبَّ طبَّ [مثل] ".
3 - سقَط "سمِع خبرًا سيّئا فطبّ ساكتا". 

استطبَّ بـ/ استطبَّ لـ يَستطِبّ، اسْتَطْبِبْ/ اسْتَطِبَّ،

استطبابًا، فهو مُستطِبّ، والمفعول مُستطَبٌّ به
• استطبَّ بالدَّواء ونحوه: تداوى، وتعالج "استطبَبْتُ بالأعشاب- *لكُلِّ داءٍ دواءٌ يُستطَب به*".
• استطبَّ لدائه: سأل الطبيبَ أن يصف له الدواءَ "استطبّ لمرض طِفله". 

تطبَّبَ يَتطبَّب، تطبُّبًا، فهو مُتطبِّب
• تطبَّب الشَّخصُ: مارس الطبّ وهو لا يعرفه "حلاَّقٌ مُتطبِّب".
• تطبَّبَ راجيًا الشِّفاءَ: مُطاوع طبَّبَ: تداوى، تلقّى العلاجَ وخضَع لإرشادات الطبيب "تَطبَّبْ فإنَّ لكلِّ داءٍ دواء". 

طبَّبَ يُطبِّب، تطبيبًا، فهو مُطبِّب، والمفعول مُطبَّب
• طبَّب المريضَ: طبّه، عالجه وداواه "أيها الطبيبُ طَبِّبْ نفسَك: يضرب لمن يعظ غيره وينسى نفسه- ذِكْرٌ يُطبِّب القلوبَ القاسية". 

تطبيب [مفرد]: مصدر طبَّبَ.
• تطبيب تجريبيّ: (طب) ممارسة الطبّ المبنيّة على التجربة العمليّة أكثر من النظريّة العلميّة.
• تطبيب أيونيّ: (طب) علاج بتحليل الأدوية السائلة بواسطة التيّار الكهربيّ وبذلك يتوزَّع الدواء داخل جسم المريض. 

طَبّ [مفرد]: مصدر طَبَّ1 وطَبَّ2. 

طِبّ [مفرد]:
1 - مصدر طَبَّ2.
2 - عمل الطبيب، وهو معالجة المرضى جسميًّا أو نفسيًّا "عمل بمهنة الطبّ- درس في كليّة الطبّ- إذا كنت ذا طبٍّ فطُبَّ لنفسِك: ابدأ أولاً بإصلاح نفسك".
• الطِّبّ النَّوويّ: (طب) فرع من الطِّب يستخدم الإشعاع النَّوويّ في تشخيص وعلاج الأمراض.
• طبّ الأسنان: (طب) فرع من الطبّ يختصُّ بعلاج الأسنان والعناية بها.
• طبّ الأعشاب: (طب) طبٌّ بديل يقوم على العلاج بالأعشاب.
• طِبّ إشعاعيّ: (طب) فرع من الطبّ يُعنَى فيه بالمواد المشعّة المفيدة في التشخيص والعلاج.
• طِبّ بيطريّ/ طِبّ الحيوان: (طب) معالجة الحيوانات والدواجن خاصة.
• طِبّ شرعيّ: (طب) طب يختص بتحديد طبيعة الإصابات أو الوفيات وأسبابها من الناحية القانونية أو تحليل الخطوط لمعرفة شخصيَّة المتهم خدمةً للعدالة.
• طِبّ طبيعيّ: (طب) طريقة للعلاج لا تستعمل العقاقير بل القوى الطبيعية كالهواء والشمس والتدليك.
• طِبّ نفسيّ/ طِبّ نفسانيّ: (طب) فرع من الطب يتناول دراسة ومعالجة الأمراض النفسيّة والعصبية والعقلية.
• طِبّ باطِنيّ: (طب) فرع من الطبّ يهتم بتشخيص الأمراض التي تصيب الأعضاء الداخليّة للجسم وما تسبّبه من آفات واضطرابات، وهو يختصُّ بالتشخيص والعلاج غير الجراحيّ.
• طبّ اجتماعيّ: (طب) فرع من الطبّ يُعنى بدراسة العوامل الاجتماعية والعادات والتقاليد والمعتقدات المؤدّية للأمراض، كما يُعنى بالأمراض الاجتماعيّة التي تنشأ عن أسباب ذات طبيعة اجتماعية، كإدمان المخدِّرات والخمر.
• طبّ وقائيّ: (طب) فرع من الطبّ يعمل على دعم الصحّة ومنع حدوث المرض، واقٍ من المرض أو يبطّئ تطوُّره.
• علم الطِّبّ: (طب) علم دراسة أسباب الأمراض البشريّة ومعالجتها، بما في ذلك طرق المداواة والشفاء المتعلِّقة بالأمراض التي يعالجها طبيب أو جرَّاح.
• الطِّبّ البديل:
1 - (طب) أسلوب حديث في العلاج يتعامل مع المريض ككلّ ويحاول أن يكتشف مكان العطب الحقيقيّ ولا يكتفي بمعالجة الجزء المصاب، وقد يكتشف علَّة خفيَّة لا يشكو منها المريض.
2 - (طب) أسلوب للعلاج غير الكيميائيّ كالمعالجة بالأعشاب، أو بالطاقة الحيويّة، أو بالوخز بالإبر الصينيّة، أو بالموسيقى، أو بالتنويم المغناطيسيّ، أو بالرمل، أو بالمياه الكبريتيّة، أو العلاج بالحجامة ونحو ذلك. 

طبيب [مفرد]: ج أطبّاء وأطِبّة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طَبَّ1 وطَبَّ2: مَن مهنتُه معالجة المرضى بدنيًّا أو نفسيًّا ° مساعد الطَّبيب: شخص مدرَّب لتقديم مساعدة طبية أساسية تحت إشراف طبيب.
• الطَّبيب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الشَّافي، وهو العالم بحقيقة الدَّاء والدَّواء، القادر على الصِّحَّة والشِّفاء.
• طبيب شرعيّ: طبيب مختصّ بتحديد أسباب الوفيات من الناحية القانونيَّة، وهو مُؤهَّل للشهادة أمام المحاكم.
• طبيب اختصاصيّ: مختص في حقل طبيّ معيّن، كطبيب الأسنان، وطبيب الأطفال، وطبيب الأذن والأنف والحنجرة، وطبيب الأمراض النّسائيّة، وطبيب نفسيّ، وطبيب العيون أو غير ذلك.
• طبيب عام: ممارس عامّ، طبيب غير مختصّ في حقل طبِّيّ معيّن. 

مَطَبّ [مفرد]: ج مَطبَّات: مَزْلَق، منخفض ممتد بعرض الطريق لإجبار السيارات على تخفيف سرعتها "اجتزنا جميع المطبَّات الخَطِرة- مطبّ صناعي مُحكم- تقلُّ المطبَّات على الطرق الصحراوية". 

طبب: الطِّبُّ: علاجُ الجسم والنَّفسِ.

رجل طَبٌّ وطَبِـيبٌ: عالم بالطِّبِّ؛ تقول: ما كنتَ طَبيباً، ولقد

طَبِـبْتَ، بالكَسر(1)

(1 قوله بالكسر زاد في القاموس الفتح.)

والـمُتَطَبِّـبُ: الذي يَتعاطى عِلم الطِّبِّ.

والطَّبُّ، والطُّبُّ، لغتان في الطِّبِّ. وقد طَبَّ يَطُبُّ ويَطِبُّ،

وتَطَبَّـبَ.

وقالوا تَطَبَّـبَ له: سأَل له الأَطِـبَّاءَ. وجمعُ القليل: أَطِـبَّةٌ، والكثير: أَطِـبَّاء.

وقالوا: إِن كنتَ ذا طِبٍّ وطُبٍّ وطَبٍّ فطِـُبَّ لعَيْنِك.

ابن السكيت: إِن كنتَ ذا طِبٍّ، فَطِبَّ لنَفسِكَ أَي ابْدأْ أَوَّلاً

بـإِصلاح نفسكَ. وسمعتُ الكِلابيّ يقول: اعْمَلْ في هذا عَمَلَ مَن طَبَّ، لمن حَبَّ. الأَحمر: من أَمثالهم في التَّنَوُّق في الحاجة وتحْسينها: اصْنَعْه صَنْعَة من طَبَّ لمن حَبَّ أَي صَنْعَة حاذِقٍ لمن يُحِـبُّه.

وجاء رجل إِلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فرأَى بين كتِفَيْه خاتم النُّـبُوَّة، فقال: إِنْ أَذِنْتَ لي عالجتُها فإِني طبيبٌ. فقال له النبي، صلى اللّه عليه وسلم: طَبيبُها الذي خَلَقَها، معناه: العالمُ بها خالقُها الذي خَلَقها لا أَنت.

وجاءَ يَسْتَطِبُّ لوجَعه أَي يَسْتَوصِفُ الدواءَ أَيـُّها يَصْلُح لدائه.

والطِّبُّ: الرِّفْقُ.

والطَّبِـيبُ: الرفيق؛ قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِـيُّ، يصف جملاً، وليس للـمَرّار الـحَنظلي:

يَدِينُ لِـمَزْرورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقةٍ، * من الشِّبْهِ، سَوّاها برفْقٍ طَبيبُها

ومعنى يَدِينُ: يُطيع. والـمَزرورُ: الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة، وهو

معنى قوله: حَلْقة من الشِّبْه، وهو الصُّفْر، أَي يُطيع هذه الناقةَ

زِمامُها المربوطُ إِلى بُرَةِ أَنفِها.

والطَّبُّ والطَّبيبُ: الحاذق من الرجال، الماهرُ بعلمه؛ أَنشد ثعلب في صفة غِراسةِ نَخْلٍ:

جاءتْ على غَرْسِ طَبيبٍ ماهِرِ

وقد قيل: إِن اشتقاقَ الطبيب منه، وليس بقويٍّ. وكلُّ حاذقٍ بعمَله: طبيبٌ عند العرب.

ورجل طَبٌّ، بالفتح، أَي عالم؛ يقال: فلان طَبٌّ بكذا أَي عالم به. وفي حديث سَلْمان وأَبي الدرداء: بلغني أَنك جُعِلْتَ طَبيباً. الطَّبيبُ في الأَصل: الحاذقُ بالأُمور، العارف بها، وبه سمي الطبيب الذي يُعالج الـمَرْضى، وكُنِـيَ به ههنا عن القضاء والـحُكْمِ بين الخصوم، لأَن منزلة القاضي من الخصوم، بمنزلة الطبيب من إِصلاح البَدَن.

والـمُتَطَبِّبُ: الذي يُعاني الطِّبَّ، ولا يعرفه معرفة جيدة.

وفَحْلٌ طَبٌّ: ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب، يعرفُ اللاقِح من الحائل،

والضَّبْعَة من الـمَبْسورةِ، ويَعرفُ نَقْصَ الولد في الرحم، ويَكْرُفُ ثم يعودُ ويَضْرِبُ. وفي حديث الشَّعْبـي: وَوصَفَ معاوية فقال: كان كالجَمَلِ الطَّبِّ، يعني الحاذقَ بالضِّرابِ. وقيل: الطَّبُّ من الإِبل الذي لا يَضَعُ خُفَّه إِلا حيثُ يُبْصِرُ، فاستعار أَحدَ هذين المعنيين لأَفْعاله وخِلاله.

وفي المثل: أَرْسِلْه طَبّاً، ولا تُرْسِلْهُ طاطاً. وبعضهم يَرْويه:

أَرْسِلْه طاباً. وبعير طَبٌّ: يتعاهدُ موضع خُفِّه أَينَ يَطَـأُ به.

والطِّبُّ والطُّبُّ: السِّحْر؛ قال ابن الأَسْلَت:

أَلا مَن مُبْلِـغٌ حسّانَ عَنِّي، * أَطُـِبٌّ، كانَ دَاؤُكَ، أَم جُنونُ؟

ورواه سيبويه: أَسِحْرٌ كان طِـبُّكَ؟ وقد طُبَّ الرجلُ.

والـمَطْبوبُ: الـمَسْحورُ.

قال أَبو عبيدة: إِنما سمي السِّحْرُ طُبّاً على التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ.

قال ابن سيده: والذي عندي أَنه الـحِذْقُ. وفي حديث النبي،

صلى اللّه عليه وسلم: أَنه احْتَجَمَ بقَرْنٍ حين طُبَّ؛ قال أَبو عبيد:

طُبَّ أَي سُحِرَ. يقال منه: رجُل مَطْبوبٌ أَي مَسْحور، كَنَوْا بالطِّبِّ عن السِّحْر، تَفاؤُلاً بالبُرءِ، كما كَنَوْا عن اللَّديغ، فقالوا سليمٌ، وعن الـمَفازة، وهي مَهْلكة، فقالوا مَفازة، تَفاؤُلاً بالفَوز والسَّلامة. قال: وأَصلُ الطَّبِّ: الـحِذْق بالأَشياءِ والمهارةُ بها؛ يقال: رجل طَبٌّ وطَبِـيبٌ إِذا كان كذلك، وإِن كان في غير علاج المرض؛ قال عنترة:

إِن تُغْدِفي دوني القِناعَ، فإِنـَّني، * طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ الـمُسْتَلْئِم

وقال علقمة:

فإِن تَسْأَلوني بالنساءِ، فإِنَّني * بَصيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ

وفي الحديث: فلعل طَبّاً أَصابَه أَي سِحراً. وفي حديث آخر: إِنه

مَطْبوبٌ. وما ذاكَ بِطِبِّي أَي بدهْري وعادتي وشأْني.

والطِّبُّ: الطَّويَّة والشهوة والإِرادة؛ قال:

إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ، فإِن البَـ * ـينَ أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ

وقول فَرْوةَ بنِ مُسَيْكٍ الـمُرادِي:

فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاّبونَ، قِدْماً، * وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِـينا

فما إِنْ طِـبُّنا جُبْنٌ، ولكن * مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا

كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ، * تَكُرُّ صُروفُه حِـيناً فحينا

يجوز أَن يكون معناه: ما دَهْرُنا وشأْنُنا وعادَتُنا، وأَن يكون معناه: شهوتُنا. ومعنى هذا الشعر: إِن كانت هَمْدانُ ظَهرت علينا في يوم الرَّدْم فغلبتنا، فغير مُغَلَّبين. والـمُغَلَّبُ: الذي يُغْلَبُ مِراراً أَي لم نُغْلَبْ إِلا مرة واحدة.

والطِّبَّةُ والطِّبابة والطَّبيبة: الطريقةُ المستطيلة من الثوب،

والرمل، والسحاب، وشُعاعِ الشمسِ، والجمع: طِـبابٌ وطِبَبٌ؛ قال ذو الرمة يصف الثور:

حتى إِذا مالَها في الجُدْرِ وانحَدَرَتْ * شمسُ النهارِ شُعاعاً، بَيْنَها طِـبَبُ

الأَصمعي الخَـِبَّة والطِّبَّة والخَبيبة والطِّبابَةُ: كل هذا طرائق في

رَمْل وسحابٍ. والطِّبَّةُ: الشُّقَّةُ المستطيلة من الثوب، والجمع:

الطِّبَبُ؛ وكذلك طِـبَبُ شُعاع الشمس، وهي الطرائق التي تُرَى فيها إِذا طَلَعَت، وهي الطِّباب أَيضاً.

والطُّبَّة: الجِلْدةُ المستطيلة، أَو المربعة، أَو المستديرة في

الـمَزادة، والسُّفْرَة، والدَّلْو ونحوها.

والطِّبابةُ: الجِلْدة التي تُجْعَل على طَرَفَي الجِلْدِ في القِرْبة،

والسِّقاءِ، والإِداوة إِذا سُوِّيَ، ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِـيٍّ. وفي الصحاح: الجِلدةُ التي تُغَطَّى بها الــخُرَزُ، وهي معترضة مَثْنِـيَّةٌ، كالإِصْبَع على موضِع الــخَرْزِ.

الأَصمعي: الطِّبابةُ التي تُجْعَل على مُلْتَقَى طَرَفَي الجِلدِ إِذا خُرِزَ في أَسفلِ القِربة والسِّقاءِ والإِداوة. أَبو زيد: فإِذا كان الجِلدُ في أَسافل هذه الأَشياء مَثْنِـيّاً، ثم خُرِزَ عليه، فهو عِراقٌ، وإِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِـيٍّ، فهو طِـبابٌ.

وطَبيبُ السِّقاءِ: رُقْعَتُه.

وقال الليث: الطِّبابة من الــخُرَزِ: السَّيرُ بين الــخُرْزَــتَين.

والطُّبَّةُ: السَّيرُ الذي يكون أَسفلَ القرْبة، وهي تَقارُبُ الــخُرَز. ابن

سيده: والطِّبابة سَير عريض تَقَعُ الكُتَب والــخُرَزُ فيه، والجمع: طِـبابٌ؛ قال جرير:

بَلى، فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَير نَزْرٍ، * كما عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبابا

وقد طَبَّ الــخَرْزَ يَطُبُّه طَبّاً، وكذلك طَبَّ السِّقاءَ وطَبَّبَهُ، شُدِّد للكثرة؛ قال الكُمَيتُ يصف قَطاً:

أَو الناطِقات الصادقات، إِذا غَدَتْ * بأَسْقِـيَةٍ، لم يَفْرِهِنَّ الـمُطَّبِّبُ

ابن سيده: وربما سميت القِطْعةُ التي تُــخْرَزُ على حرف الدلو أَو حاشية السُّفْرة طُبَّة؛ والجمع طُبَبٌ وطِـبابٌ.

والتطبيب: أَن يُعَلَّقَ السِّقاءُ في عَمود البيت، ثم يُمْخَضَ؛ قال

الأَزهري: لم أَسمع التَّطبيبَ بهذا المعنى لغير الليث، وأَحْسِـبُه

التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البيتُ.

ويقال: طَبَّبْتُ الديباجَ تَطْبيباً إِذا أَدْخَلْتَ بَنِـيقةً تُوسِعُهُ بها.

وطِـبابةُ السماء وطِـبابُها: طُرَّتُها المستطيلة؛ قال مالك بن خالد

الهذلي:

أَرَتْهُ من الجَرْباءِ، في كلِّ مَوطِنٍ، * طِـباباً، فَمَثْواه، النَّهارَ، الـمَراكِدُ(1)

(1 قوله «أرته من الجرباء إلخ» أنشده في جرب وركد غير أنه قال هناك يصف حماراً طردته الخيل، تبعاً للصحاح، وهو مخالف لما نقله هنا عن الأزهري.)

يصف حمار وحش خافَ الطِّرادَ فَلَجأَ إِلى جَبل،

فصار في بعضِ شِعابه، فهو يَرَى أُفُقَ السماءِ مُسْتَطِـيلاً؛ قال الأَزهري: وذلك أَن الأُتُنَ أَلجأَت الـمِسْحَلَ إِلى مَضِـيقٍ في الجبل، لا يَرَى فيه إِلا طُرَّةً من السماء. والطِّبابَةُ، من السماء: طَريقُه وطُرَّتهُ؛ وقال الآخر:

وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إِلا طِـبابَةً، * كَتُرْسِ الـمُرامي، مُسْتَكِنّاً جُنوبُها

فالـحِمارُ رأَى السماء مُستطيلة لأَنه في شِعْب، والرجل رآها مستديرة لأَنه في السجن.

وقال أَبو حنيفة: الطِّبَّة والطَّبيبةُ والطِّبابةُ: المستطيلُ الضَّيِّقُ من الأَرض، الكثيرُ النبات.

والطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ تَلاطُمِ السيل، وقيل: هو صوت الماء إِذا

اضْطَرَب واصْطَكَّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنَّ صَوْتَ الماءِ، في أَمْعائها، * طَبْطَبَـةُ الـمِيثِ إِلى جِوائها

عدّاه بإِلى لأَنَّ فيه معنى تَشَكَّى الـمِيث.

وطَبْطَبَ الماءَ إِذا حركه. الليث: طَبْطَبَ الوادي طَبْطَـبَةً إِذا

سالَ بالماءِ، وسمعت لصوته طَباطِبَ.

والطَّبْطَبَـةُ: شيءٌ عَريض يُضْرَبُ بعضُه ببعض. الصحاح: الطَّبْطَبَة صوتُ الماءِ ونحوه، وقد تَطَبْطَبَ؛ قال:

إِذا طَحَنَتْ دُرْنِـيَّةٌ لِعيالِها، * تَطَبْطَبَ ثَدْياها، فَطار طَحِـينُها

والطَّبْطابَةُ: خَشَبَةٌ عَريضَةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرَة. وفي التهذيب:

يَلْعَبُ الفارسُ بها بالكُرَة.

ابن هانئ، يقال: قَرُبَ طِبٌّ، ويقال: قَرُبَ طِبّاً، كقولك: نِعْمَ

رَجلاً، وهذا مَثَلٌ يقال للرجل يَسْـأَلُ عن الأَمر الذي قد قَرُبَ منه، وذلك أَن رجلاً قَعَدَ بين رِجْلي امرأَةٍ، فقال لها: أَبِكر أَم ثَيِّب؟ فقالت له: قَرُبَ طِبٌّ.

طبب
( {الطَبُّ مُثَلَّثَة الطَّاءِ) هُوَ (هِلَاجُ الجِسْمِ والنَّفْس) واقْتَصَرَ على الكَسْرِ فِي الاسْتِعْمال. والفَتْح والضَّمُّ لُغَتَان فِيهِ. وَقد} طَبَّ ( {يَطُبُّ) بالضَّمِّ على القِيَاسِ فِي المُضَاعَف المُتَعَدِّي (} ويَطِبّ) بالكَسْر على الشُّذُوذ طِبًّا فَهُوَ مِمَّا جَاءَ بالوَجْهَيْن كعَلَّه يَعُلُّه وأَخَوَاته وإِنُ لم يَذْكُرُوه فِيهَا، وَلَيْسَ هَذَا من زِيَادَات المُؤَلِّف كَمَا زَعمه شيخُنَا، بل سَبَقَه فِي الْمُحكم ولِسَان العَرَب وغَيْرهما.
(و) من الْمجَاز: الطِّبُّ بمَعْنَى (الرِّفْق) . {والطَّبِيبُ الرَّفِيقُ، قيل: وَمِنْه فَحْلٌ} طَبٌّ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة، لَا يَضّرُّ الطَّرُوقَةَ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. قَالَ العرَّارُ بْنُ سَعِيد الفَقْعَسِيّ يَصِفُ جَمَلاً، ولَيْس للمَرَّار الحَنْظَلِيّ:
يَدِينُ لمَزْرُور إِلَى جَنْبِ حَلْقَة
من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ {طَبِيبُهَا
يَدِينُ: يُطِيعُ. والمَزْرُورُ: الزِّمامُ المَرْبُوطُ بالبُرَةِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِه: حَلْقَة مِن الشِّبْهِ، وَهُوَ الصُّفْرُ، أَي يَطِيع هَذِه النَّاقَة زِمَامُهَا إِلَى بُرَةِ أَنْفِها، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) مِنَ المَجَازِ: الطُّبُّ بِمَعْنى السِّحْرِ. قَالَ ابنُ لأَسْلَتِ:
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي:
أُطِبٌّ كَانَ دَاؤُكَ أَم جُنُونُ
وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ: أَسِحْرٌ كَانَ} طُبُّكَ.
وَقد طُبَّ الرَّجُلُ. {والمَطْبُوبُ: المَسْحُورُ. قالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِما سُمِّي السِّحْرُ} طُبًّا على التفاؤل بالبُرْءِ. ومِثْلُه فِي النِّهَايَة، وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم (احْتَجَمَ بقَرْنٍ حينَ طُبَّ) . وَيَرى أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَمَّا قِيلَ لَهُ {مَطْبُوبٌ؛ لأَنَّه كَنى} بالطّب عَن السِّحْر، كَمَا كَنَوْا عَن اللَّدِيغ فَقَالُوا: سَلِيم، وَعَن المَفَازَة وَهِي مَهْلَكَة فَقَالُوا: مَفَازَة تَفَاؤُلاً بالفَوْزِ والسَّلَامَةِ. وَفِي الحَدِيث: (فَلَعَلَّ {طَبًّا أَصَابَه) . وَفِي (حَدِيث) آخر أَنَّه} مَطْبُوبٌ.
(و) الطِّبُّ (بالكَسْرِ) الطَّوِيَّة و (الشَّهْوَةُ والإِرادَةُ) . قَالَ:
إِن يَكُن {طِبُّكَ الفِرَاقَ فإِن ال
بَيْنَ أَن تَعْطِفِي صُدُورَ الجِمَال
(و) مِنَ المَجَازِ: الطِّبُّ: الدَّأْبُ و (الشَّأْنُ والعَادَةُ) والدَّهْرُ. يقَال: مَا ذَاكَ} - بطِبِّي أَي بِدَهْري وعَادَتِي وشَأْنِي.
فِي لِسَان الْعَرَب: وَقَول فَرْوَة بْنِ مُسَيْكِ المُرَادِيّ:
فَإِنْ تَغْلبْ فَعَلَّابُون قِدْماً
وإِن نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
فَمَا إِنْ {طِبُّنَا جُبْنٌ ولكِنْ
مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينا
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ
تَكُرُّ صُرُوفُه حِيناً فَحينَا
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاه: مَا دَهْرُنَا وشَأْنُنا وَعادَتُنَا، وأَنْ يَكُونَ مَعْنَاه شَهْوَتَنَا. ومَعْنَى هَذَا الشّعْر: إِن كانَت هَمْدَانُ ظَهَرَت عَلَيْنَا فِي يَوْم الرَّدمِ فغَلَبَتْنَا فغَيْر مُغْلَّبِين. والمُغَلَّبُ: الَّذِي يُغْلَبُ مِرَاراً أَيْ لَمْ نُغْلَبْ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً.
(و) الطَّبُّ (بالفَتْحِ) وَحكى، التَّثْلِيثَ إِمَّا أَصَالَة أَو عَلَى الوَصْفِ بالمَصْدَر وَهُوَ الظَّاهِرُ، قَالَه شَيْخنا، وهُو الَعَالِم، قَالَه أَبُو حَيَّان والطَّبُّ: (المَاهِرُ الحَاذِقُ) الرَّفِيقُ كَمَا فِي النِّهَايَة.
وقَال ابْنُ سِيدَه فِي تَفْسير شِعْر ابْنِ الأَسْلَت المُتَقَدِّم ذِكْرُه: والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ، وَمثله قَالَ المَيْدَانِيّ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الطَّبُّ: الحَاذِقُ من الرِّجَالِ المَاهِر (بعِلْمِه،} كالطَّبِيبِ) أَنْشَدَ ثَعْلَب فِي صفَة غَرَاسَةِ نَخْل:
جَاءَتْ على غَرْسِ طَبِيبٍ ماهِرِ
وَقد قِيلَ: إِنَّ اشْتِقَاقَ {الطَّبِيبِ مِنْهُ، ولَيْسَ بِقَوِيّ، وكُلُّ حَاذِقٍ بِعِلْمِهِ} طَبِيبٌ عِنْد العَرَب. ويقَال: فُلَانٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي عَالِمٌ بِهِ. وَفِي الحكم: وسَمِعْتُ الكِلَابِيَّ يَقُولُ: اعمَلْ فِي هَذَا عَمَل مَنْ {طَبَّ لِمَنْ حَبَّ.
وعَن الأَحْمَر: وَمن أَمْثَالِهم فِي التُّنَوُّق فِي الحَاجَة وتَحْسِينِها: (اصنَعْه صَنْعَة مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ) أَيْ صَنْعَة حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبه. وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسلم فرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتمَ النُّبُوَّة، فَقَالَ: إِنْ أَذِنْتَ لِي عالجْتُهَا فإِنِّي طَبِيبٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (} طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لَا أَنْتَ) . وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاء: (بَلَغَنِي أَنَّكَ جَعَلْتَ طَبِيباً) الطَّبِيبُ فِي الأَصْلِ: انحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا، وبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالجُ الَرْضَى، وكُنِي بِه هَا هُنَا عَن القَضَاءِ والحُكْم بَيْن الخُصُوم، لأَنَّ مَنْزِلَةَ القَاضِي من الخُصُوم بمَنْزِلَة الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلَاح البَدَنِ.
وَفِي التَّهْذِيب: أَصْلُ الطَّبِّ الحِذْقُ بالأَشْيَاء والمَهَارَةُ بهَا. يُقَال: رجل طَبن وطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كَذَلِك، وإِنْ كَانَ فِي غَيْر عِلَاج المَرَضِ. قَالَ عَنْتَرَةُ:
إِن تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإِنَّنِي
! طَبٌّ بأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ
وَقَالَ عَلْقَمَةُ:
فإِن تَسْأَلُونِي عَن نِسَاء فإِنَّنِي
بَصِيرٌ بأَدْوَاء النِّسَاء طَبِيبُ
(و) الطَّبُّ: (البَعيرُ يَتَعَاهَد مَوْضِع خُفِّه) أَيْنَ يَطَأُ بِهِ. (و) الطَّبُّ: (الفَحْلُ الحاذِقُ) المَاهِرُ (بالضِّرَاب) يَعْرف الَّلاقِحَ مِنَ الحَائِل، والضَّبْعَةَ من المَبْسُورَةِ، ويَعْرِفُ نَقْصَ الوَلَد فِي الرَّحِمِ ويَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ ويَضْرِبُ، وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: (كَانَ كَالجَمَل لطَّبِّ) يَعْني الحاذِق بالضِّرَابِ. وَقيل: مِنَ الإِبل الَّذِي لَا يَضَعُ خُفَّه إِلَّا حَيْثُ يُبْصِر، فاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَيْن المَعْنَيَيْن لأَفْعَالِه وخِلَالِه.
(و) الطَّبُّ: (تَغْطِيَةُ الــخُرَزِ بِالطِّبَابَةِ) . وَقد طَبَّ الــخَرْزَ يَطُبُّه طَبًّا، كَذَلِك طَبَّ السِّقَاءَ وطَبَّبَه (كالتَّطبِيبِ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَة.
(و) {الطُّبُّ (بالضَّمِّ: ع) .
(} والطِّبَّة {والطِّبَابَةُ بِكَسرِهما} والطَّبِيبَة) كَحَبِيبَة: القِطْعَةُ (المُسْتَطِيلَةُ) الضَّيِّقَةُ (من الأَرْضِ) الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ قَالَه أَبُو حَنِيفَة.
(و) {الطِّبَّةُ} والطَّبِيبَةُ والطِّبَابَةُ: الطِّرِيقَةُ المُسْتَطِيلَةُ مِنَ (الثَّوْبِ) والرَّمْلِ (والسَّحَاب) وشُعَاع الشَّمْسِ (والجِلْدِ) . وَقيل: الطِّبَّةُ: الشُّقَّةُ المُسْتَطِيلَةُ من الثَّوْبِ والجِلْدِ أَو المُرَبَّعَة، من الأَخِيرِ، أَو المُسْتَدِيرَة فِي المَزَادَة والسُّفْرَةِ ونحْوِهَا.
وَقَالَ الأَصْمعيّ: الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ الطِّبَابَةُ كُلُّ هَذَا طَرَائِقُ فِي رَمْلٍ وسَحَاب، وَكَذَلِكَ طِبَبُ شُعَاع الشَّمْسِ، وَهِيَ الطَّرَائِق الَّتِي تُرَى فِيهَا إِذَا طَلَعَت، وَهِي {الطِّبَابُ أَيْضاً.
(ج} طِبَابٌ) بالكَسْر ( {وطِبَبٌ) على وزن عِنَب.
وَفِي الأَسَاس فِي المَجَازِ: وامْتَدَّت طِبَبُ الشَّمْس وطِبَابُهَا أَي حِبَالُهَا. وأَخَذْنَا فِي طِبّةٍ: قِطْعَة مُسْتَطِيلَة دَقِيقَة كَثِيرَة النَّبْتِ. ومَشْينا فِي} طِبَابَةٍ وطَرِيدةٍ وَهِي دِيارٌ مُتَساطِرَةٌ.
( {والطُّبَّةُ بالضَّمِّ والطِّبَابَةُ بالكَسْرِ: السَّيْرُ يَكُونُ فِي أَسْفَلِ القِرْبَة بَيْنَ الــخُرْزَــتَيْنِ) قَالَه اللَّيْث، ونَصُّ كَلَامِه:} الطِّبَابَةُ من الــخُرَزِ: السَّيْرُ بَين الــخُرْزَــتَيْن، والطُّبَّةُ: السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي أُسْفَلِ القِرْبة، وَهُوَ يُقَارِبُ الــخُرَزَ، فالمُؤَلِّفُ خَلَطَهُمَا عَلَى عَادَتِه فِي الاخْتِصَارِ، وَلَو تَنَبَّه لَه شَيْخُنَا فِي هَذَا لجَلَب عَلَيْه خَيْل سِنَانه ورَجِلَ ملَامِه ولَمْ يَرَ لَهُ وَجْه الاعْتِذَارِ.
وَفِي الْمُحكم: الطِّبَابَةُ: سَيْرٌ عَرِيضٌ تَقَعُ الكُتَبُ والــخُرَزُ فِيهِ، والجَمْعُ طِبَابٌ. قَالَ جَرِير:
بَكَى فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَيْرَ نَزْرٍ
كَمَ عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ {الطِّبَابَا
وَفِي الْمُحكم أَيضاً: وربَّمَا سُمِّيَت القِطْعَةُ الَّتي تُــخْرَزُ عَلَى حَرْفه الدَّلْوِ أَوْ حَاشِيَة السُّفْرَة طُبَّة. وَالْجمع} طُبَبٌ {وطِبَابٌ.
وَفِي غير: الطِّبَابَةُ والطِّبَابُ: الجلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ على طَرَفَي الجِلْدِ فِي القِرْبَة والسِّقَاءِ والإِدَاوَة إِذَا سُوِّي ثمَّ خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيً.
وَفِي الصَّحَاحِ: الجِلْدَةُ الَّتِي يُغَطَّى بِهَا الــخُرَز وَهِي مُعْتَرِضَةٌ كالإِصْبَع مَثْنِيَّة على مَوْضِعِ الــخَرْزِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الطِّبَابَةُ: الَّتِي تتُجْعَلُ عَلى مُلْتَقَى طَرَفَي الجلْدِ إِذَا خُرِزَ فِي أَسْفَلِ القِرْبَةِ والسِّقَاءِ والإِدَاوَة. وعَنْ أَبِي زَيْد: فإِذَا كَانَ الجِلْدُ فِي أَسَافِلِ هَذِه الأَشْيَاءِ مَثْنِيًّا ثمَّ خُرِزَ عَلَيْه فَهُوَ عِرَاقٌ، وإِذَا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيّ فَهُوَ طِبَابٌ.
وطَبِيبُ السِّقَاء: رُقْعَتُه.
(و) رَجُل} طَبٌّ {وطَبِيبٌ: عَالِم بالطِّبِّ. تَقُولُ: (مَا كُنْتَ} طَبِيباً، ولَقَد طَبِيْتَ بالكَسْرِ) ، وعَليه اقْتصر فِي لِسَان الْعَرَب (والفَتْح. ج) فِي القَلِيلِ ( {أَطِبَّةٌ. و) فِي الكَثِيرِ (} أَطِبَّاء) . وبِمَا شَرَحْنَاه اتَّضَحَ أَن كَلَامَ المُؤَلِّف فِي غَايَةٍ من الاسْتِقَامَة والوُضُوحِ، لَا كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا أَنَّه لَا يَخْلُو من تَنَافرٍ وقَلَق.
( {والمُتَطَبِّبُ: مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ) وَقَد} تَطَبَّبَ. وقَالُوا: {تَطَبَّبَ لَهُ: سَأَل لَهُ} الأَطِبَّاءَ.
والَّذِي فِي النِّهَايَة: {المُتَطَبِّبُ: الَّذِي يُعَانِي عِلْمَ الطِّبِّ وَلَا يَعْرِفُه مَعرِفَةً جَيِّدَةٌ.
قلتُ: أَي لِكَوْنِه من بَابِ التَّفَعُّلِ وَهُوَ للِتكَلف غَالِباً.
(و) قَالُوا: (إِنْ كُنْتَ ذَا} طِبٍّ) {وطُبٍّ} وطَبٍّ (! فَطُبَّ لِعَيْنِك) بِالإِفْرَادِ، كَذَا فِي نُسْخَتِنَا، وَفِي أُخْرَى بالتَّثْنِيَة، ومِثْلُه فِي لِسَان الْعَرَب (مُثَلَّثَةَ الطّاءِ فِيهِمَا) ، وعَلى الأَوَّل اقْتَصَرَ فِي المُحْكَمِ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: إِن كُنْتَ طِبَ فطِبَّ لِنَفْسِكَ أَي ابْدَأُ أَوَّلاً بإِصلاحه نَفْسِكَ.
(و) كَذَا قَوْلهم: (مَنْ أَحَبّ {َ طَبَّ) واختَالَ لِمَا يُحِبُّ أَيْ (تَأَتَّى للأُمُورِ وَتَلَطَّفَ) .
(وهُو} يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه) أَي (يَسْتَوْصِفُ) الدَّوَاءَ أَيُّهَا يَصْلُحِ لِدَائِهِ.
( {وطِبَابَةُ السَّمَاءِ} وَطِبَابُها: طُرَّتُها المُسْتَطِيلَةُ) . قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِد الهُذَلِيُّ:
أَرَتْهُ من الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
{طِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ
يصفُ حِمَارَ وحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ فلَجَأَ إِلَى جَبَل فصَارَ فِي بَعْضه شِعَابِه، فَهُوَ يَرَى أُفُقَ السَّمَاءِ مُسْتَطِيلاً. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وذَلِكَ أَنَّ الأُتُنَ أَلْجَأَتِ المِسْحَلَ إِلَى مَضِيقٍ فِي الجَبَل لَا يَرَى فِيهِ إِلا طُرَّةً من السَّمَاءِ.
} والطِّبَابُ مِنَ السَّمَاء: طَرِيقُه وطُرَّتُه. وقَالَ الآخَرُ:
وسَدَّ السَّمَاءَ السِّجْنُ إِلَّا {طِبَابَةً
كتُرْسِ المُرَامِي مُسْتَكِنًّا جُنُوبُهَا
فالحِمَارُ رَأَى السَّمَاءَ مُسْتَطِيلَة لأَنَّه فِي شِعْب، والرَّجُلُ رَآهَا مُسْتَدِيرَة لأَنَّه فِي السجْن.
(} والطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ الماءِ) إِذَا اضْطَرَب واصْطَكَّ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
كأَنَّ صَوْتَ المَاءِ فِي أَمْعَائِها
{طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلَى جِوَائِهَا
عدّاه بإِلَى لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى تَشَكِّي المِيث.
(و) } الطَّبْطَبَةُ: (صَوْتُ تَلَاطُمِ) وَفِي بعضُ النُّسَخ تَلَاطُع (السَّيْل) . {وطَبْطَبَ المَاءَ إِذَا حَرَّكه. وَعَن اللَّيْث:} طَبْطَبَ الوَادِي طَبْطَبَة إِذَا سَالَ بالمَاءِ. وسَمِعْتُ لِصَوْتِه {طَبَاطِبَ. وقَد} تَطَبْطَبَ المَاءُ والثَّدْيُ. قَالَ: {تَطَبْطبَ ثَدْيَاها فَطَار طَحِينها
(و) الطَّبْطَبَةُ: شيءٌ عَرِيضٌ يُضْرَبُ بَعْضُهِ ببَعْضٍ.
(} والطَّبْطَابَةُ: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ يُلْعَبُ بِهَا بالْكُرَة) وَفِي التَّهْذِيبِ: يَلْعَبُ الفَارِسُ بِهَا بالكُرَة. وقَال ابنُ دُرَيد: {الطَّبْطَابُ: الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ لَيْسَ بِعَرَبيّ.
(و) عنْ ابْنِ هَانِىء: يُقَالُ: (قَرُبَ طِبٌّ) . وهَذَا مَثَلٌ يُقَالُ للرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الَّذِي قد قَرُبَ مِنْهُ، وذَلِكَ أَنَّهُ (تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرأَةً فَهُدِيَتُ إِلَيْه) أَي أَي زُفَّت (فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَهُ من النِّسَاءِ) أَي بَيْنَ رِجْلَيْهَا (قَال لَهَا: أَبِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌّ، فَقَالَت) لَهُ (قَرُبَ) كَكَرُمَ (طِبٌّ) فَاعِلُه (ويُرْوَى طِبًّا) بالنَّصْبِ على التَّمْيِيزِ، كقَوْلِكَ: نَعْمَ رَجُلاً (فَذَهَبَتْ مَثَلاً) . قَالَ شَيْخُنَا ويُقَالُ فِي هَذَا المَعْنى: أَنتَ على المُجَرَّب.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} المُطَابَّةُ) مُفَاعَلَة بِمَعْنَى (المُدَاورَة) وأَنَا أُطَابُّ هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِين كَيْ أُبَلِّغَه كَمَا فِي الأَسَاس.
( {والتَّطْبِيبُ أَن تُعَلِّقَ السِّقَاءَ من عُودٍ) كَذَا فِي نُسْخَتِنَا، وصَوَابُه فِي عَمُود أَي مِنَ الْبَيْتِ (ثمَّ تَمُخُضَه) قَالَ الأَزْهرِيّ: وَلم أَسْمَع} التَّطْبِيبَ بِهَذَا الْمَعْنى لغَيّرِ اللَّيْثِ، وأَحْسِبُه التَّطْنِيبَ كَمَا يُطَنَّبُ البَيْتُ.
(و) {التَّطْبِيبُ: (أَن تُدْخِلَ فِي الدِّيبَاج بَنِيقَةً تُوَسِّعُه بهَا) وَعبارَة الأَسَاس:} وطَبَّبَ الخَيَّاطُ الثَّوْبَ: زَادَ فِيه بَنِيقَةً لِيَتسَع.
( {والطَّبْطَبِيَّهُ: الدِّرَّةُ) لأَنَّ صَوْتَ وَقْعِهَا} طَبْ! طَبْ، ومِنْهُ الحَدِيث قَالت مَيْمُونَةُ بِنْتُ كَرْدَمٍ: (رأَيْتُ رسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَجَّة الوَدَاع وَهُوَ عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ، وَهُوَ عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ، فسمعتُ الأَعْرابَ والنَّاسَ يَقُولُون: الطَّبْطَبِيَّة الطَّبْطَبِيَّةَ) أَي الدِّرَّةَ الدِّرَّةَ نَصْباً على التَّحْذِيرِ.
( {وطَبْطَبَ) اليَعْقُوبُ: (صَوَّت) نَقله الصاغَانيّ.
} والطَّبَاطِبُ: العَجَمُ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. ( {وطَبَاطَبَا) لَقَبُ الشَّرِيف (إِسْمَاعِيل) الدِّيبَاج (بن إِبراهيم) الْغمر (ابْن الحَسَنِ) المُثَنَّى (بن الحَسَن) السِّبْط (بْنِ عَلِيِّ) بْنِ أَبي طَالِب كرَّم اللهُ وَجْهَه ورضِي عَنْهُم. وَالَّذِي صَرّحَ بِهِ النسابة أَنه لَقَبُ ابْنِه إِبْرَاهِيم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وإِنما (لُقّب بِهِ لأَنّه كَانَ يُبْدِلُ القَافَ طَاءً) للثّغَةٍ فِي لِسَانِه (أَو لأَنَّه أُعْط 2 قَبَاءً فَقَالَ:} طَبَاطَبَا) وَهُوَ (يُرِيدُ قَبَاقَبَا) وَلَا مُنَافَاة بَين الوَجْهَيْن كَمَا هُو ظَاهِر.
وَفِي كِتَاب النَّسَب للإِمَامِ النَّاصِر للْحَقِّ، يُقَال: إِنَّ أَهلَ السَّوَاد لَقَّبُوه بِذَلِكَ. وطَبَاطَبَا بِلِسَان النَّبَطِيَّة: سَيِّدُ السَّادَات، نَقَل ذَلِك أَبُو نَصْر البُخَارِيّ عَنهُ، وَقيل: لأَنَّ أَبَاه أَرَادَ أَنْ يَقْطَع لَهُ ثَوْباً وَهُوَ طِفْل فَخَيَّرَه بَيْن قَمِيص وقَبَاءٍ فَقَالَ: طَبَاطَبَا يَعْنِي قَبَاقَبَا. قُلتُ: وهم بَيْتٌ مَشْهُورٌ بالحَدِيثِ والفِقْهِ والنَّسَبِ. والنِّسْبَة إِليه {- طَبَاطَبِيّ.
ومَشْهَد} الطَّبَاطِبَة بقَرَافَةِ مصر، مِنْهُم أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ الحَسَن بن إِبراهيم طَبَاطَبَا، وحَفِيدُه شَيْخُ الأَهْل مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيًّ، لوَلَدِه رِيَاسَ. وأَبُو عَلِيّ محمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْن عَلِيِّ بن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ إِبرَاهِيمَ طَبَاطَبَا وَلَدُه سَادَةٌ مُحَدِّثُون. وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ القَاسِم بْنِ إِبْرَاهِيمَ طَبَاطَبَا، وَلَدُهُ نُقَبَاءُ بِمصْر. والمُسْتَنْجِد حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد بْنِ القَاسِمِ بْنِ طَبَاطَبَا، وَله ذُرِّيَّةٌ يُعْرَفُونَ بِهِ، وَهَذَا البَيْتُ عَظِيمٌ فِي الطَّالِبِيِّين. ( {والطَّبْطَابُ) أَي بالفَتْح كَمَا هُوَ قَاعِدَةُ إِطْلَاقِه: (طَائِرُ لَهُ أُذُنَانِ كَبِيرَتَان) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وَهَكَذَا فِي حَيَاةِ الْحَيَوَان.
ومِمَّا بَقيَ عَلَى المُؤلِّفِ:
فِي الأَسَاسِ: وذَا} طِبَابُ هَذِه العلَّة، أَي مَا يُطَبّ بِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: وَله {طِبَابَةٌ حَسَنَةٌ} والطِّبَّةُ: النَّاحِيَة.
وإنَّكَ لتَلْقَى فُلَاناً على {طِبَبٍ مُخْتَلِفَة أَي عَلَى أَلْوَانٍ، انْتهى.
وَفِي المَثَل: (أَرْسِلْه} طَبًّا) . ويُرْوَى {طَابًّا. وَيَا طَبِيبُ طبَّ لنَفْسِك. لمَنْ يَدَّعى مَا لَا يُحْسِنه، القَوْمُ} طَبُّونَ. وَغير ذَلِك انْظُر فِي المُسْتَقصَى ومَجْمَع الأَمْثَالِ وغَيْرِهِما.
! وطَبَبٌ مُحَرَّكَة: جَبَلٌ نَجْديّ.
(طبب) : طَبَبْتَ، تَطِبُّ، مثل: دَبَبْتَ تَدِبُّ: لغةٌ في طَبِبْتَ تَطَبُّ.
طبب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: فَلَعَلَّ طِبًّا أَصَابَهُ ثمَّ نشّره بِقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الطبّ الِسحر وَإِنَّمَا كنى عَن السِحْر بالطَبّ كَمَا كنى عَن اللديغ بالسليم والطبّ: الرجل الحاذق بالأمور قَالَ عنترة: [الْكَامِل] إِن تُغْدفْي دُوْنِي القِنَاعَ فانَّني ... طَبّ بِأخذ الْفَارِس المستلئمِ

والمستلئم الَّذِي لبس لأمته واللأمة الدرْع.

عرق

عرق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أُتي بعرق من تمر. قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الْعرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أَن تجْعَل مِنْهَا زبيلا فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ: العرقة أَيْضا وَكَذَلِكَ كل شَيْء مصطف مثل الطير إِذا اصطفت فِي السَّمَاء فَهِيَ عرقة. قَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ كل شَيْء مضفور فَهُوَ الْعرق. قَالَ وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل] نَغْدُو فَنَتَرُكُ فِي المزاحِفِ مَن ثَوىَ ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَن لم يُقْتَلِ

يَعْنِي نأسرهم فنشدهم فِي العرقات وَهِي النسوع.
(عرق) : العِراقُ: حرْفُ الرِّيشِ، قال النَّظارُ:
وكَفَّ أَطْراف العِراقِ الخُرَّجِ
كمثْل خَطِّ الحاجِبِ المُزَجَّجِ
(عرق)
فِي الأَرْض عروقا ذهب فِيهَا والعظم عرقا ومعرقا أكل مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم نهشا بِأَسْنَانِهِ وَيُقَال عرقته السنون وعرقته الخطوب نَالَتْ مِنْهُ وَيُقَال أَيْضا فلَان معروق إِذا كَانَ قَلِيل اللَّحْم

(عرق) عرقا رشح جلده فَهُوَ عرقان وَيُقَال عرق الْحَائِط وعرقت الأَرْض فَهُوَ عرق وعرقان
ع ر ق: (الْعَرَقُ) الَّذِي يَرْشَحُ وَقَدْ (عَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَهُوَ أَيْضًا الزِّنْبِيلُ. وَ (عِرْقُ) الشَّجَرَةِ جَمْعُهُ (عُرُوقٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» وَ (الْعِرْقُ) الظَّالِمُ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا أَوْ يَزْرَعَ لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الْأَرْضَ. وَذَاتُ (عِرْقٍ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَ (الْعِرَاقُ) بِلَادٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَ (الْعِرَاقَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَأَعْرَقَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ. 
عرق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعْرقٍ ظَالِم حقٌّ. قَالَ الجُمَحِي: قَالَ هِشَام: العِرق الظَّالِم أَن يَجِيء الرجل إِلَى أَرض قد أَحْيَاهَا رَجُل قبله فيغرس فِيهَا غرسا أَو يُحدث فِيهَا حَدثا ليستوجب بِهِ الأَرْض هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه قَالَ أَبُو عُبَيْد فَهَذَا التَّفْسِير فِي الحَدِيث الأول وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك حَدِيث آخر سَمِعت عباد بْن الْعَوام يحدثه مثل هَذَا الحَدِيث قَالَ قَالَ عُرْوَة: فَلَقَد أَخْبرنِي الَّذِي حَدَّثَنِي هَذَا الحَدِيث أَن رجلا غرس فِي أَرض رَجُل من الْأَنْصَار نخلا فاختصما إِلَى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقضى للْأَنْصَارِيِّ بأرضه وَقضى على الآخر أَن ينْزع نَخْلَة قَالَ: فَلَقَد رَأَيْتهَا يُضرب فِي أُصُولهَا بالفُؤوس وَإِنَّهَا لنخل عَم.
(ع ر ق) : (الْعَرْقُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ لَحْمٌ وَاَلَّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَقِيلَ الَّذِي أُخِذَ أَكْثَرُ مَا عَلَيْهِ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَسِيرٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ جَابِرٍ رَأَى عَرْقًا فَأَكَلَ مِنْهُ وَالْجَمْعُ عِرَاقٌ (وَالْعِرْقُ) بِالْكَسْرِ عِرْقُ الشَّجَر (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ أَيْ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ غَرْسًا عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ لِيَسْتَوْجِبَهَا وَوَصْفُ الْعِرْقِ بِالظُّلْمِ الَّذِي هُوَ صِفَةُ صَاحِبِهِ عَلَى هَذَا الْوَجْه مِنْ الْمَجَازِ حَسَنٌ وَأَمَّا مَا قَالَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَتَمَحُّلٌ (وَفِي الْوَاقِعَاتِ) رَجُلٌ لَهُ شَجَرٌ تَعَرَّقَتْ فِي مِلْكِ غَيْرِهِ أَيْ سَرَى فِيهِ عِرْقُهَا وَصَوَابُهُ عَرَّقَتْ (وَذَات عِرْقٍ) مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ (وَالْعَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِكْتَلٌ عَظِيمٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ سِعَتُهُ ثَلَاثُونَ صَاعًا وَقِيلَ خَمْسَةَ عَشَرَ.
(خُوَاهَرْ زَادَهْ) السُّجُود عَلَى الْعِيرْزَالِ قَالُوا هُوَ الْخُوَازَةُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَعَنْ الْغُورِيِّ هُوَ مَوْضِعٌ يَتَّخِذُهُ النَّاظِرُ فَوْقَ أَطْرَافِ الشَّجَر يَكُونُ فِيهِ فِرَارًا مِنْ الْأَسَدِ.
ع ر ق

فلان معرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه. وعرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا. وتداركته أعراق صدق أو سوء. قال:

جرى طلقاً حتى إذا قيل قد جرى ... تهداركه أعراق سوء فبلّدا

وفلان يعارق صاحبه: يفاخره بعرقه. واستأصل الله تعالى عرقاتهم روي بالفتح والكسر. واعترقت الشجرة واستعرقت: ضربت بعروقها. ويقال: لبن حديث العرق أي لم يتقادم فيمسخ طعمه. وإذا سقايت نديمك فأعرق له أي أقلّ له المزاج. وكأس معرقة. وأنشد ابو عبيدك

رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم

وعرق في الإناء: جعل فيه ماءً قليلاً. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وجاؤا بثريدة لها حفافان من البضع وجناحان من العراق. وقيل لبنت الخسّ: ما أطيب العراق قالت: عراق الغيث وذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث لأن الماشية تحبه فتسمن عليه فيطيب عراقها. وما تركت السنة لهم عظماً إلا تعرّقته. وأنشد سيبويه لجرير:

إذا بعض السنين تعرّقتنا ... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم

وفلان معروق العظام أي مهزول. ورجل عرقة: كثير العرق. واتخذت ثوبي هذا معرقاً أي شعاراً ينشف العرق لئلا ينال ثياب الصّينة. واستعرق الرجل في الشمس إذا نام ي المشرفة واستغشى ثيابه ليعرق. وعرقت عليه بخير أي نديت. ويقال للفرس عند الصنعة: احمله على المعراق الأعلى وعلى المعراق الأسفل يعني الشّدّين: الشديد والدون. وملأ الدّلو إلى العراقي. ولقيت نه ذات العراقي. وعرق القربة. وجرى الفرس عرقاً أو عرقين وهو الطلق. ومرت عرفة من الطير.

عرق


عَرَقَ(n. ac. عَرْق
مَعْرَق)
a. Gnawed, picked; scraped (bone).
b. [Fī], Went away, departed to, set out for.
c. Doubled the lining of (bag).
d. [pass.], Was thin, emaciated. _ast;
عَرِقَ(n. ac. عَرَق)
a. Perspired, sweated.

عَرَّقَa. Made to perspire, sweat.
b. Diluted slightly (beverage).
c. [ coll. ], Parboiled (
figs ).
أَعْرَقَa. see II (b)b. Came, journeyed to Irāk.
c. Became firmly-rooted (tree).
تَعَرَّقَa. Gnawed &c. (bone).
إِعْتَرَقَa. see IV (c)
& V.
إِسْتَعْرَقَa. Tried to induce perspiration.

عَرْق
(pl.
عِرَاْق)
a. Bone.
b. Trodden path, beaten track.

عَرْقَةa. Mountain-road.

عِرْق
(pl.
عِرَاْق
عُرُوْق أَعْرَاْق)
a. Vein; artery.
b. (pl.
عُرُوْق), Vein ( of metal ).
c. Root; fibre.
d. Fresh milk.
e. Sandhill.
f. Steep mountain.
g. Salt ground.
h. Drop, bead of; a little ( water & c. ).
عِرْقَة
( pl.
reg. &
عِرَق)
a. Root; fibre.
b. Capital, funds, resources; stock-in-trade.

عَرَق
(pl.
أَعْرَاْق)
a. Sweat, perspiration; moisture, humidity.
b. Milk.
c. Row, layer; series; file, train ( of
animals ); foot-prints, tracks.
d. Fatigue, weariness.
e. Run, race, heat.
f. [ coll. ], Distilled liquor:
brandy; araki.
عَرَقَة
(pl.
عَرَق
& reg. )
a. see 4 (c)
عَرَقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عُرَق
عُرَقَةa. Sweaty.

أَعْرَقُa. see 25 (b)
مِعْرَقa. Flaying-instrument.

عَرَاْقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عِرَاْق
(pl.
عُرْق
عُرُق
أَعْرِقَة
15t)
a. Leather lining.
b. (pl.
عُرُق), Shore, coast; bank; edge.
c. Border, periphery ( of the ear ); hem (
of a cloth ).
d. Irāk, Mesopotamia.

عِرَاْقِيَّة
(pl.
عَرَاقٍ)
a. [ coll. ], Undercap.

عُرَاْقa. Drop of water.
b. Abundant rain, downpour.

عَرِيْقa. Generous, of good birth; thorough-bred (
horse ).
b. Enrooted: innate, inborn, inbred.

عَرْقَاْنُa. Sweating, perspiring.

عَوَاْرِقُa. Molar teeth.
b. Years.

N. P.
عَرڤقَa. Diluted (drink).
N. Ag.
عَرَّقَa. Sudorific.

N. P.
عَرَّقَa. see N. P.
I
N. Ag.
أَعْرَقَa. see 25 (a)
N. P.
أَعْرَقَa. see N. P.
I
عِرْقَاة
a. see 2t (b)
عَرَق الخَِلَال
a. Token of friendship, gift.

العُرُوْق السَّوَاكِن
a. The veins.

العُرُوْق الضَّوَارِب
a. The arteries.

عُرَاق الغَيْث
a. Vegetation that springs up after rain.
ذَات العَرَاقِي
a. Misfortunes.
ع ر ق : عَرِقَ عَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ عَرْقَانُ قَالَ فَارِسٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لِلْعَرَقِ جَمْعٌ وَعَرَقْتُ الْعَظْمَ عَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَكَلْت مَا عَلَيْهِ مِنْ اللَّحْمِ.

وَالْعَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَفِيرَةٌ تُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ وَهُوَ الْمِكْتَلُ وَالزَّبِيلُ وَيُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَالْعَرَقُ أَيْضًا كُلُّ مُصْطَفٍّ مِنْ طَيْرٍ وَخَيْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَعْرَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجُمِعَ أَيْضًا عَرَقَاتٍ مِثْلُ قَصَبَاتٍ وَالْعِرْق مِنْ الْجَسَدِ جَمْعُهُ عُرُوقٌ وَأَعْرَاقٌ وَعِرْقُ الشَّجَرَةِ يُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى عُرُوقٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» قِيلَ مَعْنَاهُ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ أَوْ فِي أَرْضٍ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ لِيَسْتَوْجِبَهَا هُوَ لِنَفْسِهِ فَوَصَفَ الْعِرْقَ بِالظُّلْمِ مَجَازًا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهُ حَتَّى يَجُوزَ لِلْمَالِكِ الِاجْتِرَاءُ عَلَيْهِ بِالْقَلْعِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ كَمَا يَجُوزُ الِاجْتِرَاءُ عَلَى الرَّجُلِ الظَّالِمِ فَيُرَدُّ وَيُمْنَعُ وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ.

وَذَاتُ عِرْقٍ مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَهُوَ عَنْ مَكَّةَ نَحْوَ مُرْحَلَتَيْنِ وَيُقَالُ هُوَ مِنْ نَجْدِ الْحِجَازِ.

وَالْعِرَاقُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قِيلَ هُوَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ سُمِّيَ عِرَاقًا لِأَنَّهُ سَفَلَ عَنْ نَجْدٍ وَدَنَا مِنْ الْبَحْرِ أَخْذًا مِنْ عِرَاقِ الْقِرْبَةِ وَالْمَزَادَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مَا ثَنَوْهُ ثُمَّ خَرَزُــوهُ مَثْنِيًّا وَيُنْسَبُ إلَى الْعِرَاقِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ عِرَاقِيٌّ وَالِاثْنَانِ عِرَاقِيَّانِ وَلِلشَّافِعِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَصْنِيفٌ لَطِيفٌ نَصَبَ الْخِلَافَ فِيهِ مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَاخْتَارَ مَا رَجَحَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ وَيُسَمَّى اخْتِلَافَ الْعِرَاقِيِّينَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْسُوبٌ إلَى الْعِرَاقِ فَهُمَا عِرَاقِيَّانِ. 
(عرق) - في حَديِث عُمَر - رضي الله عنه - أَنّه قال لِسَلْمان: "أين تَأخُذُ إذا صَدَرْت: أَعَلَى المُعَرِّقَةِ أم على المدينة؟ "
كذا رُوَيت مُشَدَّدة، والصَّوابُ التَّخْفِيف، وهي طَرِيقٌ كانت قريش تَسْلُكُها إذا سَارَت إلى الشَّام، تأخُذُ على السَّاحل، وفيها سَلكَت عِيرُ قُرَيش حين كانت وَقْعَة بَدْر.
- في الحديث: "أَنَّه وقَّت لأَهلِ العِراقِ ذَاتَ عِرْقٍ"
العِراقُ في الّلغة: شَاطِىءُ البَحْر والنَّهر، فقيل للعِراق عِراقٌ لأنه على شاطىء دِجْلَة والفُرَات حِينَ يتَّصِل بالبحر.
وقيل: العراق: الــخَرَز الذي في أسفَلِ القِربةِ، فسُمِّى هذا الرِّيفُ عِراقًا لاستِفالِه عن أرضِ نجدٍ، وقيل: لامْتِداده كامْتِداد ذاك الــخَرَز. وقيل: لإحاطتِه بأرضِ العَرب كإحاطة ذلك بالقِرْبَة.
وقيل: عِراق تَعْرِيب إيران ، وقيل: سُمِّى به لكَثْرة عُروقِ الشَّجَر فيه، وذَاتُ عِرْق، قيل: سُمِّى به لأن هناك عِرْقاً وهو الجَبَل الصَّغير.
- ومنه حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "خَرجُوا يَقُودُون به حتى لَمَّا كان عند العرْقِ من الجَبَل الذي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ" . وسُمِّى عِرْقًا كأَنَّه عِرْقُ جَبَل آخر.
- ومنه حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُصَلِّى إلى العِرْق الذي في طَرِيقِ مَكَّةَ".
- في الحديث: "إن ماءَ الرَّجل يَجرِى من المَرْأَة إذا واقَعَهَا في كل عِرْقٍ وعَصبٍ"
قيل: العَربُ لا تَكاد تُفَرِّق بين العِرْق والعَصَب، ومن الناس من يَجَعل العِرقَ الأَجوفَ، والعَصَب غَيرَ الأَجوفِ.
- في حديث أبى الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، "أنّه رأى في المَسْجِد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا"
قال الحربى: أَظُنُّها خَشَبَة فيها صُورَة، ويقال: لكُلِّ صَفٍّ من خَيْل أو قَطًا عَرَقَة، والجَمعُ عَرَق.
- في حديث عَطاء: "أَنَّه كَرِه العُروقَ للمُحرِم"
العُروقُ: نَباتٌ أصفَر طَيِّبُ الريح والطَّعْم، يُعمَل في الطَّعامِ، وقيل: هو جمع واحِدُه عِرْقٌ.
- في حديث وائل، بن حُجْر، قال لِمعاوِيةَ، رضي الله عنهما، "تَعرَّق ظِلَّ ناقَتى" كأنه من تَعرَّقْت العَظْمَ إذا أخذتَ ما عليه من اللَّحمِ بأَسْنَانك: أي امْشِ في ظِلِّها وانتفع به قَلِيلاً قَلِيلاً، كما يؤخَذ مِنَ العَظْمِ بالأَسنَانِ.
- ومن رُباعِيِّه: "رَأَيتُ كأَنَ دَلْوًا دُلِّىَ من السَّماءِ، فأخذ أبو بَكْر، رضي الله عنه، بعَرَاقِيها فشَرِب"
العَراقِى: جمع عَرْقُوة مُخَفَّفَتَين؛ وهي الخَشَبة المعروضَة على فَمِ الدَّلو، وهما عَرقوَتان كالصَّلِيب، وهما أيضا الخَشَبَتان اللَّتان تَضُمَّان ما بَيْن واسِطَة الرَّحْل وآخِرَتهِ، وقد عرقَيْتُ الدَّلوَ: ركَّبتُ العَرقُوة فيها ، فهى مُعَرْقَاةٌ ومَعْرُوقة، وجِنْس العَرْقُوَة العَرْقِى بالياء. قال قائِلهُم:
* حتىّ تَقُضىِّ عَرْقِىَ الدُّلِىِّ *
عرق علق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين خطب النَّاس فَقَالَ: [أَلا -] لَا تُغَالوا فِي صُدُق النِّسَاء فَإِن الرجل يُغالي فِي صدَاق الْمَرْأَة حَتَّى يكون ذَلِك لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوَة يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك عَلَق القِرْبة أَو عَرَقَ القِرْبة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَاف كثير قَالَ الْكسَائي: عَرَقُ القِربة أَن يقولَ: نَصِبْتُ لَك وتَكلَّفتُ حَتَّى عَرِقْتُ كعَرَقِ القِربة وعرقُها سَيَلانُ مَائِهَا وقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَرَقُ القِربة أَن يَقُول: تكلفتُ إِلَيْك مالم يَبْلُغْه أحد حَتَّى تجشَّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ الْقرْبَة لَا تَعرَق يذهب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى يَشِيْبَ الغُراب وَحَتَّى يَبِيضَ الفأر وَمثل قَوْلهم: الأبْلَقَُ العَقُوق والعَقُوق الحامِل وأشباهه مِمَّا قد عُلِم أَنه لَا يكون. قَالَ أَبُو عبيد: وَله فِيهِ وَجه آخر قَالَ: إِذا قَالَ: عَلَق القِربة فَإِن علقها عِصامُها الَّذِي تُعلَّقُ بِهِ فَيَقُول: تكلّفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصامَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيد: وحُكِى [لي -] عَن يُونُس الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ: عَرَقُ الْقرْبَة مَنْقَعَتُها يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك حتّى اْحتَجتُ إِلَى نَقْع الْقرْبَة وَهُوَ مَاؤُهَا يَعْنِي فِي الْأَسْفَار وَأنْشد لرجل أَخذ سَيْفا من رجل فَقَالَ: [الوافر]

سَأجعَلُه مَكَان النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَلَق الخِلالِ

قَالَ أَبُو عبيد: لم اُعْطَهُ عَن مودّة من المخالة والصَّداقة وَلَكِن أَخَذته قَسْراً. والْحَدِيث فِي شعر بني عبس وَاضح أَنه أسَرَه أَخذ سيفَه [ذَا -] النُّون. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ من الْعلمَاء: عَرَق القِربة بقايا المَاء 98 - / ب فِيهَا واحدتها عرقة. ويروى عَن أبي الْخطاب / الْأَخْفَش أنّه قَالَ: العَرَقة السّفِيفة الَّتِي يَجْعَلهَا الرجل على صَدره إِذا حمل الْقرْبَة سَمَّاهَا عرقةً لِأَنَّهَا منسوجة. قَالَ الْأَصْمَعِي: عرق الْقرْبَة كلمة مَعْنَاهَا الشدَّة قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَسمعت ابْن أبي طرفَة وَكَانَ من أفْصح من رَأَيْت يَقُول: سَمِعت شِيخانَنا يَقُولُونَ: لَقِيتُ مِن فلانٍ عرق الْقرْبَة يَعْنُون الشدَّة وأنشدني [الْأَصْمَعِي -] لِابْنِ أَحْمَر: [الْكَامِل]

لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُها ... عَرَق السقاءِ على القَعُود اللاَّغِبِ

قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَنه يسمع الْكَلِمَة تغيظه وَلَيْسَت بشتم فَيَأْخُذ صَاحبهَا بهَا وَقد اُبْلِغَتْ إِلَيْهِ كعرق السقاء على القَعود اللاغب أَرَادَ بالسقاء القربةَ فَقَالَ: عرق السقاء لما لم يُمْكِنْهُ الشّعْر ثمَّ قَالَ: على القَعود اللاغب وَكَأن مَعْنَاهُ أَن يعلق الْقرْبَة على الْقعُود فِي أسفارهم وَهَذَا الْمَعْنى شَبيه بِمَا كَانَ الفرّاء يحكيه. زعم أَنهم كَانُوا فِي المفاوز فِي أسفارهم يتزوّدون المَاء فيعلّقونه على الْإِبِل يتناوبونه فَكَانَ فِي ذَلِك تَعب ومشقة على الظَّهر وَكَانَ الفرّاء يَجْعَل هَذَا التَّفْسِير فِي عَلَق الْقرْبَة بِاللَّامِ.
عرق
لَبَنُ عَرِقٌ: أصابَه عَرَقٌ فَفَسَدَ طَعْمُه. والعَرَقُ: اللبَن. وهذه غَنَمُ عَرَقٍ ث مضاف. وأعْرَقُ لَيْلةٍ في السنة: أكْملها لَبَناً. وعُرُوْقُ كل شي: أصوله المُتَشعبَة.
وَعَرَقَ عُرُوْقاً في الأرْض: اذْهَبَها. واسْتَأصَلَ اللهُ عِرْقَاتهم: أي أصْلَهم؛ وهو على بِناء سِعْلاة، وقيل: واحده عِرقَة، وقد فُتحَت التاء تخفيفاً؛ وهي لغةٌ.
قال الصاحبُ الجليل: الذي أوجبه القياسُ الصحيح كَسرَ التاء من عِرْقاتهم؛ لأنها التاءُ الزائدة، إلا أن الخليلَ قال: تقول: استأصَل اللهُ عَرَقاتهم، كذا قال بنصب العين والراء؛ وينصبون التاءَ روايةً عنهم، ولا يجعلونه كالتاء الزائدة في جمع التأنيث.
فأما الأصمعي وغيره فيروون استأصَلَ اللهُ عرْقاتهم على لفظ الواحد، والعرقاة أصلُ الشيء على وَزْنِ سِعاة. وفي الروايتين جميعاً قد أقيمت اللامُ مقامَ الراء؛ كما تقول العربُ: عِلْقُ مَضِنةٍ وعِرْقُ مَضِنةٍ.
والعِرقُ: الحبل الصغير. ونَبات أصْفَرُ يُصْبغُ به، والجميعُ العُرُوْق.
ولَبَنٌ حَدِيْثُ العِرْقِ: أي حديثُ العَهْد لم يَتغير ْطَعْمُه. وعرْقُ الماءِ: مَنْبَعه.
وماءٌ عَرَق: طيب. والعِرْقُ من الأرْض: ما يُنْبِتُ العِكْرِشَ. وَرَفَعْتُ عَرَقاً من الحائط، والجميع الأعْراق. وهو مُعْرَق له في الكرَم أو اللؤم، ومَعْرُوْق له أيضاً.
وعًرقَ فيه أعْمامُه وأعْرَقوا. وأعْرَقَ فيه أعْراقُ العَبيد: خالَطَه ذلك وتَخلَقَ بأخْلاقِهم. وأعرَقَ الفَرَسُ: صارَ عَريقاً.
وأعْرَقَ الشجَرُ: امتدتْ عُرُوْقُه. وأعرَق: أتى العِراقَ. والعِرَاقُ: شاطئ البَحْر، وبه سميَت العِراق. وعِراق المزادةِ: الــخَرْزُ المَثْنِي في أسْفَلِه، وقيل: به سُمِّيَ العِراق، لإحاطَتِها بأرض العَرَب، وجمعُهُ عُرُقٌ. والعِراقُ: مَنابتُ الشجَر، الواحِدُ عِرْقٌ، وبه سميَ العِراق.
والعراقُ والعِرْقُ: قُطْرُ الجَبَل وحده. ويُقال للفَرَس عندَ اسْتِلال العَرَقِ والصنْعَة: احْمِلْه على العِراقِ الأعْلى والعِراق الأسْفَل، يعني: الشديدَ والدوْنَ. وَعَرقْتُه: أخَذْتَ عَرَقَه. والعَرْقُوَةُ: الخَشَبَة المَعْروضةُ على الدلْو وعلى عَضُد القَتَب، ويُقال عُرْقُوَةٌ أيضاً. ودَلو مًعَرْقاة ومَعْرُوْقَة.
والعَرْقُوَةُ: كل أكَمَةٍ مُنْقادةٍ في الأرض. والجَبَلُ الغليظ لا يُرْتَقى لصُعُوَبتِه وليس بطويل. والعُرَاق: العَظْمُ أخِذَ عنه الفَحْم، وعَرَقْتُه واعْتَرَقْته وتعَرقته.
فإذا كان بلحمِه فهو عَرْقٌ وعَرُوْق. وأعْرَقْتُه: أعطيْتَه عَرْقاً. وعُرَاقُ الغَيْث: نَباتُه في أثَره. وفَرَسٌ أمِيْنُ العُرَاق: أي العَصبَ. وَرَجُل مَعروق ومعترق: مهزول.
وَعَرقْتُ في الدلْو: إذا كان دونَ المَلْء، وأعْرَقْتُ أيضاً. والخمْرُ المُعْرَقَة؛ الصرْف، وقيل: القَليلةُ المِزاج. وَتَعرقْتُها: مَزَجْتَها. وأعْرَقَه الساقي: سقاه مُعْرَقاً.
وذاتُ العَرَاقِي: دَاهِيَةٌ. وإِحْدى العَراقي مثلهُ. وما عَرقَ لنا من ثوابكم شيءٌ: أي ما أتانا. والعَرَقُ والعَرًقة: السَفِيْفَة المَنْسوجة أو المَضْفورة، وسميَ الزبِيْلُ عَرَقاً لذلك. ومن الطيْر وغيرهِ: المُصْطَفَة.
وما أعْرَقْتُه شيئاً: أي ما أعطيْته، ويُقال عَرَقْتُه أيضاً. وعرِقْتُ عليه بخيرٍ: نَدِيْت.
والعَرَقُ: الهِبَةُ بعَيْنها. وخُلوصُ المحبة. والجزاء. ومنه: تَكًلَفْتُ له عَرق القِرْبة: أي كلَّ شيءٍ حتى ثَمَن القِرْبة، وقيل: عَرَقُ القِرْبَة أمْرٌ شديدٌ، وقيل: بقية مائها.
والعُرَاقَةُ: النُّطْفَة. ومَرَرْت على عَرَقَةِ الإبل: أي أثَرِها. وفي المَثَل: هو أكْسى من عَرَقَةِ قَينة: لِشَيْءٍ يُتَّخَذ فوقَ الهَوْدج. والعَرَقَةُ: خَشَبَةٌ تُعْرَضُ على الحائط بين اللبِن، وعلى البئر، وبِئْرٌ مُعْرَقَة.
واسْتَعْرَقَ في الشًمْس: جَلَسَ فيها لِيَعْرَقَ. واسْتَعْرَقَت الشجَرُ: ضَرَبَ عُرُوْقُها في الأرض واسْتَفْرَعَتْ. ولا تُعَرقَن لي: أي انظُرْ ما تريد، أي بينْ أمْرَك.
وما أنتَ بِعِرْق مَضِنًةٍ: بمعنى اللام.
وهو يُعَارِقُ فلاناً: أي يُفاخِرُه. ونَزَلَ بِعَرْقايَ وعَرْقائي: أي ساحَتي.
[عرق] ط: فيه: أتى "بعرق" من تمر، هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما. ط: تسع خمسة عشر صاعًا. ج: هو بفتح راء خوص منسوج مضفور يعمل منه الزنبيل فسمى به الزنبيل. وفي ح إحياء الموات: ليس "لعرق" ظالم حق، هو أن يغرس في أرض أحياها رجل غصبًا ليستوجبها به، والعرق أحد عروق الشجرة، وروى بتنوينه بمعنى لذي عرق ظالم، وظالم صفة عرق مجازًا أو صفة ذي حقيقة، وإن روىالإضافة يكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق أي مجازًا. ط: روى عرق بالإضافة والوصف أي من غرس في أرض غيره أو زرعها فليس لغرسه وزرعه حق إبقاء بل للمالك أن يقلعه مجانًا، وقيل: من غرس أرضًا أحياه غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض، وهو أوفق لما سبق، وظالم إن أضيف إليه فهو الغارس لأنه تصرف في ملك الغير، وإن وصف به فالمغروس سمي به لأنه الظالم. نه: ومنه ح من قدم عليه صلى الله عليه وسلم بابل من صدقات قومه: كأنها "عروق" الأرطى، هو شجر معروف وعروقه طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثيرت حمراء مكتنزة ترف يقطر منها الماء، شبه بها الإبل في اكتنازها وحمرة لونها. وفيه: إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في "عرق" وعصب، العرق من الحيوان الأجوف الذي فيه الدم، والعصب غير الأجوف. وفيه: إنه وقت لأهل العراق ذات "عرق"، هو منزل معروف فيه عرق وهو الجبل الصغير، وقيل: الأرض السبخة. و"العراق" لغة شاطئ النهر والبحر وبه سمي الصقع لأنه على شاطئ الفرات ودجلة. ومنه ح: لما كان عند "العرق" من الجبل الذي دون الخندق نكب. ومنه ح ابن عمر: كان يصلي إلى "العرق" الذي في طريق مكة.
عرق
عرِقَ يَعرَق، عَرَقًا، فهو عَرْقانُ/ عَرْقانٌ
• عرِق الإنسانُ/ عرِق الحيوانُ: رشح جلدُه بالعَرَق، رشح العَرَقُ من مَسَامِّ جِلده "كان الجوُّ حارًّا فعَرِق- عَرِق من التَّعب". 

أعرقَ يُعرق، إعراقًا، فهو مُعرِق، والمفعول مُعرَق (للمتعدِّي)
• أعرق الشَّجرُ: امتدّت عروقُه في الأرض "أعرق النَّخْلُ".
• أعرق الشَّخْصُ:
1 - أتى بلاد العراق "أعرقَ الرَّحَّالةُ".
 2 - صار عريقًا في الشّرف "أعرق فلان في الكرم: كان له أصل فيه".
• أعرقه طولُ العَدْو: جعله يَعْرَق "أعرقته التَّمارينُ الجادّة". 

عرَّقَ يعرِّق، تعريقًا، فهو مُعرِّق، والمفعول مُعرَّق
• عرَّقه الحرُّ الشَّديد: جعله يعرق، أي ترشح مسامُّ جلده بالعَرَق "عرَّقه العَدْوُ الطَّويل- تمارينُ مُعرِّقة" ° رَجُل معرِّق: مهزول.
• عرَّق الشَّرابَ: مزجه بماء قليل "عرَّقتُ شرابَ التُّوت لتقلّ كثافته وحلاوته". 

عَراقة [مفرد]: أصالة "عُرِف بعَراقة نَسَبه- في شعره عراقة تذكِّرنا بالبحتريّ". 

عَرَق [مفرد]:
1 - مصدر عرِقَ.
2 - (طب) ماء تذوب فيه موادّ زائدة عن حاجة الجسم، يرشح من مَسَام الجِلْد من غُدَد خَاصَّة تُسمَّى الغُدَد العرقيَّة "كان العَرَقُ يقطر من جبينه- عَرَقُ العافية- مُبلَّلٌ بالعَرَق- شراب مُدِرّ للعَرَق" ° تصبَّب عَرَقًا: خجِل، أو خاف واضطرب- لقيت منه عَرَق الجبين: تعبت في أمره حتَّى عرِق جبيني من الشِّدَّة- نال الشّيءَ بعَرَق جبينه: ناله بكدِّه وكفاحه.
3 - شراب مُسْكِر يُصنع من العنب أو البلح. 

عِرْق [مفرد]: ج أعراق وعُرُوق:
1 - وريد أو شريان، مجرى الدَّم في الجسَد "نفرت عُرُوق يده" ° ما دام فيه عِرْق ينبضُ: ما دام حيًّا.
2 - جنس، سلالة من النّاس يُصنَّفون بناء على التَّاريخ أو الجنسيّة أو التّوزيع الجغرافيّ المشترك "العِرْق القوقازيّ/ الأبيض- له انتماء عِرْقيّ" ° التَّاريخ العِرْقيّ: الدراسة العلميَّة لتطوُّر الإنسانيّة عن طريق تحليل الآثار الجيولوجيَّة لمجموعة عرقيَّة- متعدِّد الأعراق: مؤلَّف من، أو متضمّن أو ممثّل لأعراق عديدة مختلفة.
3 - أساسه، أصل كلّ شيء "فلان طيّب العِرْق: ينزع إلى أصل كريم".
4 - (نت) حزمة من أنسجة الخشب أو اللّحاء في الورقة.
• عِرْق النّبات: أصله وجذره ° عِرْق السُّوس: جذر السُّوس، وهو نبات يُصنع منه شراب.
• عِرْق النَّسَا: (طب) داء في الأعصاب يبتدئ من مفصل الورك ويمتدّ إلى الركبة أو القدم. 

عَرْقانُ/ عَرْقانٌ [مفرد]: مؤ عَرْقَى/ عرقانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِقَ. 

عِرْقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِرْق.
• التَّطهير العرقيّ: التعدِّي على جنس من الأجناس البشريّة بالقتل والتعذيب بهدف إبادته والقضاء عليه نهائيًّا. 

عَرَقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَق.
• الغُدَّة العَرَقيَّة: (طب) غدَّة صغيرة أنبوبيَّة الشَّكل موجودة في جميع أجزاء جلد الإنسان تقريبًا، وهي التي تفرز العَرَق لخارج الجسم من خلال المسامّ للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم. 

عِرْقيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عِرْق.
2 - (سة) مذهب يرمي إلى تصنيف الجماعات الإنسانيَّة على أساس انتمائها إلى عِرقٍ أو أصلٍ معيَّن، ويُعرَف بالتَّمييز العُنصريّ "عِرْقيَّة النَّازيِّين". 

عَريق [مفرد]: ج عِراق وعُرُق: أصيل، كريم، رفيع النَّسب "نسبٌ عَريق- فَرَسٌ عَريق: نجيب- هو من عائلة عريقة" ° عَريق في القِدم: قديم جدًّا. 
[عرق] العَرَقُ: الذي يرشَح. وقد عرق. ورجل عرقة، مثال همزة، إذا كان كثير العرق. وقولهم: ما أكثر عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها. والعَرَقُ: السطر من الخليل والطير وكل مصطفٍّ. قال طُفيلٌ يصف فرساً: كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ، ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ. وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة. قال الشاعر يصف سيفاً: سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ يقول: أخذتُ هذا السيف عنوة، ولم أعطله للمودة. قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله. وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة. قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له. وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس. فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ. ويقال: جرى الفرس عَرَقاً أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقاً أو طِلْقين. ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيرت رائحته. والعَرَقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط. والعَرَقاتُ: النُسوعُ. والعَرَقَةُ: واحدة العَرَقِ، وهو السَطر من الخيل والطير ونحوه. والعروق: نبات أصفر يُصْبَغُ به. والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ. وفي الحديث: " من أحيا أرضاً ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ ". والعِرْقُ الظالم: أن يجئ الرجل إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض. ويقال أيضاً: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وذات عرق: موضع بالبادية. والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أعرقة بالضم عرقا ومعرقا، إذا أكلت ما عليه من اللحم. وقال: أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ والعَرْقُ أيضاً: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عراق بالضم. قال ابن السكيت: ولم يجئ شئ من الجمع على فعال إلا أحرف منها تؤام جمع توأم، وشاة ربى غنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار، قال: ولا نظير لها. ورجل معرق العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم. وتعرقت العظم، مثل عرقته. والعراق: بلاد، يذكر ويؤنث، ويقال هو فارسي معرب. والعراقان: الكوفة والبصرة. وأعرق الرجل، إذا صار إلى العراق. قال الممزق العبدى: فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عرق. وإذا سوى ثم خزر عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب. وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الــخرزوأعرق الرجل، أي صار عَريقاً، وهو الذي له عِرْقٌ في الكرم، وكذلك الفرس. فلان معْرِقٌ يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعاً. وقد أعْرَقَ فيه أعمامه وأخواله. ويقال: " إن امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت " كما يقال لَمُعْرَقٌ له في الكرم، أي له عِرْقٌ في ذلك، يموت لا محالة. وأعْرَقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض. وعَرَقَ فلانٌ في الارض يعرق عروقا، مثال جلس جلوسا، أي ذهب. وعارق: اسم شاعر من طيئ ، سمى بذلك لقوله:

لانتحين للعظم ذو أنا عارقه * وأعرقت الشراب فهو معرق أي فيه عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وعَرَّقْتُ الشراب تَعْريقاً، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه. ومنه طلاءٌ مُعَرَّقٌ. ويقال أيضاُ رجلٌ مُعَرَّقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين. ويقال: عَرِّقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ. وعَرَّقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها وعَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عرقوة وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيه نون، مثل عنصوة. والعرقوتان: الخشبتان اللتلان تعرضان على الدلو كالصليب، والجمع العراقى. قال :

خذلت، منها العراقى فانجذم * أراد بقوله " منها " الدلو، وبقوله " انجذم " السجل، لان السجل والدلو واحد. وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق، وأصله عرقو إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وتقول: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها. وذات العَراقيِّ: الداهيةُ. قال عوف بن الأحوص: لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا ترتقى إلا بمشقة. والعرقوتان أيضاً، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
عرق: عَرَّق (بالتشديد): في معجم فوك (مادة طبخ) ما عَرَّق اللحم ولا وَرَّق اللَّحْمَ.
لحم مُعَرَّق (ألف ليلة برسل 4: 136) ومعناه اللفظي لجم جعله يعرق أي طبخه بالبخار في أنية مقفلة. (فليشر معجم ص95).
وَعَرَّقَ التين الجاف أغلاه بالماء الحار للحفظ، مولَّدة. (محيط المحيط).
عَرق: أنظرها في مادة تَعْرقَة.
أَعْرَق: انظر ما جاء في معجم لين قولهم لم نُعْرَق في العجم، أي ليس بيننا وبين البربر قرابة أو واشجة رحم.
أعرقَ فيه أعراقُ العبيد: أي فيه صفات العبيد وخصائصهم. (معجم الطرائف).
وفي نص النواوي الذي نقلته: اللئام ليس جمع لُؤم، بل جمع لئيم كما هو معروف.
عَرَّقَ فيه اللئام: تعبير مثل قولهم عرَّق فيه أعمامه.
وفي معجم فوك (مادة شريف ونبيل): مُغْرِقِ في المجد. ولا بد من إبدال الغين بالعين.
وإذا ما كان لين مصيباً فصواب نطق الكلمة مُعْرَق.
عِرْق: نامية، قضيب فتي ناشي على جذر نبات، وساق الشجرة وساق الجَنّبَة. (بوشر).
عرق عرق: غَرْسة إلى جنب غرسة، شتلة إلى جنب شتلة (بوشر).
عرق الانجبار: تورمونتيل (نبات) (بوشر).
عرق الانجيل: ثيل، نجيل، خافور. اغرس. (نبات. (بوشر).
عرق الانسيل: يقول نيبور في (مشاهدات في بلاد العرب ص126) أن دود المدني أو التنيني تسمى في حلب عَرْق الانسيل. ولا ادري إذا كان هذا هو صواب كتابة الكلمة. عرق الحمرة: دم الأخوين، دم الثعبان، دم التنين، صبر سقطري (نبات). (بوشر، وريده حضرموت (ص130).
عرق الذهب: عرق بيكونكيل، عرق صيني مر، طارد الحمَّى، دافع الحمَّى، هاضوم، مساعد المعدة على الهضم. نافع للمعدة (بوشر)، دار الفلفل، (لين عادات 1: 50، سنج) وبخاصة جذر مقيء. (سنج) وفي معجم بوشر: عرق الذهب المطرش مقابل جذر مقيء.
عرق المسهل: حُمَّاض البقر، حماض البر، سلق بري. وهو نبات مسهل (بوشر).
عرق سوس: جذر النبات المسمى سوس.
(جاكسون ص18، تمبكتو ص74، والجمع: عُرُوق سوس (ألكالا) وفيه:- Orocuc ومنه أخذت الكلمة الأسبانية:- Orozous عرق السوس البَلَدي: اسم نبات بالأندلس.
(انظر ابن البيطار 1: 149).
عرق الطيب: ألوة. (سنج) عرق الكافور: اسم يطلقه أهل مكة على الزرنباد، واسمه العلمي: amomum Zerumbeth ( ابن البيطار 1: 523): وقد أساء سونثيمر ترجمته. وانظر (ابن البيطار 2: 189).
عرق اللولو: مرجان متشعب وهو نتاج بحري، بسَّذ، مرجان. عروق دار هرم = عروق السوس. (ابن البيطار 2: 189). وقد أساء سونثيمر ترجمته.
العروق الصفرْ: نبات اسمه العلمي: Chel. idonium Maius ( ابن البيطار 1: 346) ويسمى أيضاً عروق الصبَّاغِين. ابن البيطار (2: 186) (معجم المنصوري). ويسمى عروق فقط (معجم المنصوري).
عِرَق: عصب (ألكالا). وتر، عضلة (هلو).
عُرٌُوق: نبض الشرايين. (هلو).
عرق ضارب: شريان نابض (فوك).
عرق وجمعها عروق: في علم طبقات الارض (جيولوجي) ركيزة المعدن، ركاز (معجم الادريسي).
عرق البدن: عند العامة الاكحل، الوريد المتوسط. (أبو القاسم طبعة شاننج ص460، معجم المنصوري انظر أكحل).
عرق الزور: وداج، وريد في العنق (بوشر).
عرق الماء: بلعوم الحصان. (ابن العوام 2: 673).
عرق النَسَا: العصب الوركي، وهو عصب يمتد من لورك إلى الكعب، عصب في اندماج الفخذ.
(ألكالا، بوشر). وفي معجم المنصوري (مادة نسى): (هذا المصطلح الطبي ليس بالجيد. ولم يذكر في القديم إلا في بيت من الشعر نقله ابن عديس في شرحه للفصيح. ومع ذلك فان الثعالبي يقول إنه الوجع الذي يصيب من جهة النسى فإذا كان هذا كذلك فالمصطلح صحيح) وفي محيط المحيط: وعرق النسا وجع من أوجاع المفاصل يبتدىء من مفصل الورك وينزل إلى خلف على الفخذ ويمتد إلى الركبة وربما بلغ الكعب، والنسا بالفتح والقصر اسم عرق مخصوص، وهو وريد يمتد على الفخذ من الوحشي إلى الكعب. فالقياس أن يقال وجع النسا، ولكن العادة جرت بتسمية وجع النسا بعرق النسا وتقدير الكلام وجع العرق الذي هو النسا، فالإضافة بيانية.
عرق النسا: الأعصاب الوركية. (بوشر).
عرق الأرض: دود الأرض. ففي المستعيني: خراطين هي الديدان التي إذا احتفر الإنسان في الأرض وجدها وهي عروق الأرض. وفي ابن العوام (1: 127): الحيوانات المتولدة في البساتين وغيرها كعروق الأرض والديدان وشبهها (هذا ما ذكر في مخطوطتنا، وفي المطبوع لعروق وهو خطأ) (1: 630). وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تشبه ركائز الأرض.
عُرْق عند عامة الأندلس واحدته عُرُوقَة. وقد ذكرت في معجم ألكالا بمعنى: اسروع وهي دودة تنخر الكرم، وربما أخذن الكلمة الأسبانية Oruga من هذه الكلمة. ولم أجرأ على ذكرها في معجم الأسبانية لأنها ربما أخذت من الكلمة اللاتينية eruca التي تدل مثل oruga على معنين: على جرجير بري، وعلى أسروع. (انظر دودنيس 1198، ونبريجا) وقد ترجم نبريجا: Oruga gusano بكلمة eruca.
عرق مَدَني: دود مدني، دود غيني تنيني. واسمه العلمي: Filaria Medinensis ( الثعالبي لطائف من 132)، ويرى صاحب معجم المنصوري أن هذه الكلمة مشتقة من كلمة عرق بمعنى وريد لأنه يقول: كأنها عرق يمتدّ شيئاً بعد شيء حتى يفنى. ونفس هذا الاشتقاق في محيط المحيط (وفيه العرق البدني وهو خطأ) ..
وقد ترجمها نيبور في ملاحظات عن بلاد العرب (ص126) ب Vena Medinensis. وفي ريشادسن (صحاري 1: 196): (وقد أراني رجل موضع قرحة على دراعه سماها عرق العبيد. وهي دملة كبيرة بارزة في وسطها ثغرة أو فتحة يخرج منها من وقت إلى آخر دودة رفيعة كمثل خيط الحرير الرفيع وهي أحياناً ليست أغلظ من خيط نسج العنكبوت قصيرة الطول. وقد تبلغ هذه الدودة أحياناً عشرين ياردة تنسرب قطعة قطعة. وهو مرض شائع في السودان يصاب به التجار وينقلونه إلى الصحراء، وإنما يصابون به من شرب ماء هذه البلاد).
وقد أخطأ حين كتب الكلمة عرك بالكاف بدل القاف وما يذكره عن أصل الكلمة في تعليقه عليها خطأ أيضاً. انظر أيضاً: (غدامس ص346 - 347، زيشر 28: 207).
ويقول بارت 3: (3: 305): (مرض يعاني منه السكان ويسمونه مكردم (مجردم) ويسميه العرب عروق أو قرنيتت وهو اسم يطلق على دودة غينية وإن كان يختلف عنها كثيراً فيما يبدو، وسببه دودة في الأصبع الصغيرة من القدم وتتغلغل في المفاصل وتنخر اللحم وتبدو في مظهرها كأنها قد بطت بخيط. وأرىأن هذه الدودة هي نفس الحشرة التي تسمى ماليس الأمريكية أو سوفاجيسي أو ما تسمى عادة بالدودة المتغلغلة، وهي معروفة في أمريكا بأنها حشرة صغيرة سوداء).
عِرْق: فصيلة، شعبة من قبيلة، فرع منها. (دوماس قبيل ص47 - 48).
عِرْق: تلّ غير مرتفع، رابية قليلة الارتفاع، (برتون 2: 66).
عِرْق: ربوة من الرمال، وكثيب متنقل (دوماس صحارى ص188، ديزور ص21).
ويستعمل العرق أيضاً اسماً للجنس وجمعها العروق: ويطلقونه على تلال متتالية وكثيان متنقلة متحركة. (دوماس صحاري ص6، تريسترام ص232، 325، رولفس ص67، بارت 1: 535) وعلى هذا يكون العرق منطقة من كثبان الرمل هي الحدود بين الأراضي. التي تنتقل وترتادها القبائل البدوية في إفريقية. (تاريخ البربر: 67). أو بالأحرى حدود من الكثبان تفصل بين بلاد البربر وبلاد الزنوج (تاريخ البربر 1: 121). أو هي كثبان الرمل التي تفصل منطقة القصور والواحات عن الصحراء. (مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة 4: 422).
عَرَق. عرق التمر: عصير النخيل ويحصلون عليه بقطع رأس النخلة وحفر رأس الجذع، فالعصير المتجمع في هذه الحفرة ألذ من العسل وأطيب مشروباً، ويكمد لونه بعد وقت قصير فيصبح كثيفاً حرّيفاً حامزاً، فإذا قطَّر صار مشروباً مسكراً.
وهذا هو العَرَق أو العَرَقي. وقد أصبحت هذه الكلمة الاسم الذي يطلقه العرب على كل مشروب شديد الاسكار. (معجم الأسبانية ص196).
عرق الشَجَر: علك، صمغ. (ابن البيطار 2: 189).
عرق البطم: صمغ البطم، تربنتين. (باين سميث 435). عرق يابس: قلفونية (ابن البيطار 2: 189) عرق العروس أو عرق العروسة: طلق (نوع من الحجر) وفي المستعيني حجر الطلق (ابن البيطار 2: 161) واحذف من سونثيمر ابن البيطار 2: 160 فالجملة الأولى وهو موجودة في مخطوطة ي أيضاً تعود إلى مادة طلق (2: 161).
عرق المَوْت: تطلق مجازاً على أكبر كارثة.
(الثعالبي لطائف ص32).
عرق أخضر: هدية تقدم للقاضي رشوة (بوشر).
عَرَقَة: قلق، أنشغال بال، اضطراب فكري، خوف، خشية. (بوشر).
الأرض العُرَقَة: الأرض الندية، الأرض الرطبة. (ابن العَرام 1: 62) وهذا هو صواب قراءتها كما جاء في مخطوطتنا (ص59، 60).
عَرَقي: انظرها في مادة عَرَق.
عرقية: تاج سقف أو قلنسوة على هيئة قالب سكر (الملابس ص298، همبرت ص132، وفيه أرصوصة وهي قلنسوة لها شكل البطيخة).
وفي ألف ليلة (برسل 9: 260): وعلى رأسها خوذة بالذهب مطلية وعرقية بولاد وزردية.
وفي طبعة ماكن (3: 452): بيضة بدل عرقية.
عَرْقِيَّة: طاقية من نسيج الكتان أو القطن توضع تحت الطربوش (الملابس ص298)، (بوشر) وجمعها عراقي، (برجون ص799، همبوت ص21، عواده ص58، دوفانت ص201).
عرقية الراهب: مُضاض أو قلنسوة الراهب، (جنبة، شجيرة) (بوشر).
وعَرْقية التي يذكرها كل من صاحب محيط المحيط روجر وبركهارت وبرجرن يظهر أنها خاصة بسورية. أما بمصر وبلاد البربر فهي عَرَقية.
وأصل هذه الكلمة مشكوك فيه فصاحب محيط المحيط يقول أنها تحريف عِرَاقيَّة نسبة إلى العراق، وقد وجدت بالفعل كلمة عراقية بمعنى طاقيّة (عرق جين) في ألف ليلة (برسل 4: 329) وعند بوسييه. غير أن الذي يعارض هذا أن الثعالبي وهو مؤلف قديم يكتب عرقيات (لطائف ص112) وهو يذكر اسمها بين الأشياء التي تصنع في طبرستان وليس في العراق. أما أصل الكلمة الآخر الذي يذكره (دي يونج وبرجون ولين وهو كلمة عرق (الذي يتشرب العَرَق) فهو يلائم كلمة طاقية (عرق جين) ولا يلائم كلمة تاج اسقف أو قلنسوة أو خوذة.
عِراق: إذا كان الجمع عرائق عند ابن العرام (2: 32) هو جمع عِراق فأرى مع كليمنت- موليه (2: 90 رقم 1) إنه يعني سنفات أو قرون البسلّة والجلبان.
عِراق: لحن موسيقى، صوت (هوست ص258)، صفة مصر 14: 25، سلفادور ص30). عَروق. (مرجان عروق طويل ورقيق). (براكس ص28).
عَروق: كرّاث، ركل، وهو بقل زراعيّ من الفصيلة الزنبقية تطبخ عروقه. (همبرت ص183).
عُرُوقَة: انظرها في مادة عِرْق الأرض.
عُرُوقَة: جرجير بري، حرشاء (نيات) (ألكالا) وهي بهذا المعنى تقابل الكلمة اللاتينية eruce.
عِرَاقِيَّة: نوع من المزامير. (صفة مصر 13: 417).
عِرَاقيَّة: انظرها في مادة عرقية.
عُرَّاقَة: لبدة توضع تحت سرج الخيل. سميت بذلك لأنها تتشرب العرق. (صفة مصر 12: 459) وانظر معجم لين.
أَعْرَق: يمكن أن نضيف إلى ما ذكره لين تعليقة السيد دي يونج على لطائف المعارف للثعالبي (ص3) والمقدمة 2: 314.
تَعْرِيق: قوة الأعصاب. (ألكالا).
تَعْرِيقَة: بذكر بوسييه في مادة عَرَّق أي رسم حلقة الحرف، يقال مثلاً: عَرَّق النون أي رسم حلقة النون. ويذكر في مادة مُعَرَّق: حرف ينتهي بقوس يلتوي إلى اليمين (اقرأ إلى اليسار) يمر تحت الخط الذي يكتبون عليه، وهي حروف ي ن م ل ق ص س. وهكذا يقال تعريقة السين، ففي المقري (3: 135): فما رأيت رجلا أكثر أخباراً ولا أظرف نوادر منه فما حفظته من حديثه أن رجلا من الأدباء مرَّ برجل من الغرباء وقد قام بين ستة أطفال جعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله وأخذ ينشد.
ما كنت احسب أن أبقى كذا أبداً ... أعيش والدهر في أطرافه حتفُ
ساس بستة أطفال توسطهم ... شخصي كأحرف ساس وسطها ألفُ
قال فتقدَّمت إليه وقلت فأين تعريقة السين؟ فقال طالب وربّ الكعبة ثم قال للآخر من جهة يمينه قم فقام يجرّ رجله كأنه مبطول فقال هذا تمام تعريقة السين.
مَعْرَقَة: طاقية مصنوعة من وبر الجمل (الملابس ص299) أو من القطن (هاملتون ص11).
مَعَرَّق: عصبي، قوي، متين (ألكالا).
مُعَرَّق: لا ادري معنى هذه الكلمة حين يوصف بها نبات ففي ابن البيطار (1: 4) له ساق مستديرة معرّفة وفيه (1: 127) في كلامه عن البردي: وهي خوّارة معرّفة تتشظاً إذا رضت إلى شظايا دقيقة، والتشديد في مخطوطة أ. ويقال دُبّاء أو قَرْع معرّق (ابن العوام 2: 224).
مْعَرَّقِيّ: عصبي (ألكال).
معريق: قرحة في الإصبع. (دومب ص88).
(ع ر ق)

العَرَق: مَا جرى من أصُول الشَّعر من مَاء الْجلد، اسْم للْجِنْس لَا يجمع، هُوَ فِي الْحَيَوَان اصل، وَفِيمَا سواهُ مستعار.

عَرِق عَرَقا، وَرجل عُرَق: كثير العَرَق.

فَأَما فعلة، فبناء مطرد فِي كل فعل ثلاثي كضُحَكَة وهُزَأة، وَرُبمَا غلط بِمثل هَذَا وَلم يشْعر بمَكَان اطراده، فَذكر كَمَا يذكر مَا يطرد، فقد قَالَ بَعضهم: رجل عُرَق وعُرَقة: كثير العَرَق، فسوَّى بَين عُرَق وعُرَقة. وعُرَق غير مُطَّرد، وعُرَقَة مُطَّرد، كَمَا ذَكرْنَاهُ.

وأعرقتُ الْفرس وعَرَّقْته: أجريته ليَعْرَق.

وعَرِق الْحَائِط عَرَقا: ندى، وَكَذَلِكَ الأَرْض الثرية إِذا نتح فِيهَا النَّدى، حَتَّى يلتقي هُوَ وَالثَّرَى.

وعَرَق الزُّجاجة: مَا ينتح من الشَّرَاب وَغَيره مِمَّا فِيهَا، وَلبن عَرِق: فَاسد الطّعْم، وَذَلِكَ من أَن تشد قربَة اللَّبن على جنب الْبَعِير بِلَا وقاية، فيصيبها عَرَقه. وَقيل: هُوَ الْخَبيث الحمض. وَقد عَرِق عَرَقا. والعَرق: الثَّوَاب، وَقَوله:

ويُخْبِرُهُمْ مَكانَ النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيُته عَرقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بِهِ عَن مَوَدَّة، إِنَّمَا أَخَذته مِنْهُ غصبا. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من الثَّوَاب، شبه بالعَرَق. ومَعارِق الرمل: العاطه وآباطه، على التَّشْبِيه بمَعارق الْحَيَوَان.

والعَرَق: اللَّبن، سمي بِهِ لِأَنَّهُ عَرَق يتحلب فِي العُروق، حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الضَّرع، قَالَ الشماخ:

تَغْدُو وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَقا ... من طَيِّب الطَّعْم صافٍ غيرِ مجْهودِ

وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة: غُرَقا، جمع غُرْقة، وَهِي الْقَلِيل من اللَّبن وَالشرَاب. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من اللَّبن خَاصَّة. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُصْبحُ وَقد ضمنت "، وَذَلِكَ أَن قبله:

إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُهُ ... مِنَ الأسالِق عارِي الشَّوكِ مَجْرودِ

" تُصبح وَقد ضَمَنَت " فَهَذَا شَرط وَجَزَاء. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُضْحِ وَقد ضَمِنَت "، على احْتِمَال الطيّ.

وعَرِق السِّقاءُ عَرَقاً: نَتَحَ مِنْهُ اللَّبن.

وَمَا اكثر عَرَقَ إبلك وغنمك، أَي لَبنهَا ونتاجها.

وَلَقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة: أَي شدَّة ومشقة، وَمَعْنَاهُ: أَن الْقرْبَة إِذا عَرِقت وَهِي مدهونة خبث رِيحهَا، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:

ليْسَتْ بمَشْتَمَةٍ تْعَدُّ وعَفْوُها ... عَرَقُ السقاء على القَعُود اللاَّغِبِ

أَرَادَ عَرَق الْقرْبَة، فَلم يستقم لَهُ الشّعْر، كَمَا قَالَ رؤبة:

كالكَرْمِ إذْ نادَى من الكافُورِ

وَإِنَّمَا يُقَال: صَاحَ الكَرم: إِذا نوَّر، فكره احْتِمَال الطَّيِّ، لِأَن " صَاح مِنَ الْ " مُفْتَعِلُن، فَقَالَ: نَادَى، فَأَتمَّ الْجُزْء على مَوْضُوعه فِي بحره، لِأَن " نَادَى من ال " مُسْتَفْعِلُنْ. وَقيل مَعْنَاهُ: جشمت إِلَيْك النصب والتعب، وَالْغُرْم والمئونة، حَتَّى جشمت عَرَق الْقرْبَة، أَي عِراقها الَّذِي يــخرز حولهَا. وَمن قَالَ: " علق الْقرْبَة ": أَرَادَ السّير الَّذِي تعلق بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، وعلق الْقرْبَة، فَأَما عَرَقها، فعَرَقك عَنْهَا من جهد حملهَا، وَذَلِكَ لِأَن اشد الْأَعْمَال عِنْدهم السقى. وَأما علقها: فَمَا شدت بِهِ، ثمَّ عُلِّقت. وَقيل: معنى قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة، إِنَّمَا أَرَادوا: علق الْقرْبَة، وَهُوَ مَا علقت بِهِ، فأبدلوا الرَّاء من اللَّام، كَمَا قَالُوا: رَعَمْلِى ولعمري. وَقَالَ أَبُو عبيد: تكلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، مَعْنَاهُ: تكلفت إِلَيْك مَا لم يبلغهُ أحد، حَتَّى تجشمت إِلَيْك مَالا يكون، لِأَن الْقرْبَة لَا تَعْرَق. يذهب إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى شيب الْغُرَاب، وَحَتَّى يبيض القار.

وعَرَق التَّمر: دبسه. وناقة دائمة العَرَق: أَي الدرة. وَقيل دائمة اللَّبن. وَفِي غنمه عَرَق: أَي نتاج كثير، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعِرْق كل شَيْء: أَصله، وَالْجمع أعْراق، وعُروق.

وَرجل مُعْرِق فِي الْحسب وَالْكَرم واللؤم. وَقد عَرّق فِيهِ أَعْمَامه وأخواله، وأعرقوا.

وأعرَقَ فِيهِ أعراقُ العبيد وَالْإِمَاء: إِذا خالطه ذَلِك، وتخلَّق بأخلاقهم، وعَرَّق فِيهِ اللئام. وَيجوز فِي الشّعْر: انه لمْعُروقٌ لَهُ فِي الكَرَم، على توهم حذف الزَّائِد. وتداركه أعراقُ خير، وأعراق شَرّ، قَالَ:

جرَى طَلَقا حَتَّى إِذا قيل سابِقٌ ... تدارَكه أعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَرجل عَريق: كريم. وَكَذَلِكَ الْفرس وَغَيره وَقد أعْرَق.

وعُروق كل شَيْء: أطناب تشعَّب مِنْهُ وَاحِدهَا: عِرْق. اعرق الشّجر وعَرَّق: امتدّت عُروقه.

والعِرقاة: الأَصْل الَّذِي يذهب فِي الأَرْض سفلا، وتشعَّب مِنْهُ العُروق. وَقَالَ بَعضهم: عِرْقة وعِرْقات، فَجمع التَّاء. وعِرقاة كل شَيْء وعَرْقاته: أَصله، وَمَا يقوم عَلَيْهِ، وَيُقَال: استأصل الله عَرْقاَتهم وعِرْقاتِهِم: أَي شأفتهم، فعِرْقاتِهم بِالْكَسْرِ: جمع عِرْق، كَأَنَّهُ عِرْق وعِرْقات، كعرس وعِرْسات، إِلَّا أَن عرسا أُنْثَى، فَيكون هَذَا من الْمُذكر الَّذِي جمع بِالْألف وَالتَّاء، كسجل وسجلات، وحمَّام وحَمَّامات. وَمن قَالَ: عِرْقاتَهُمْ، أجراه مجْرى سعلاة، وَقد يكون عِرْقاَتهم جمع عِرْق وعِرْقة، كَمَا قَالَ بَعضهم: رَأَيْت بناتك، شبهوها بهاء التَّأْنِيث الَّتِي فِي فَتَاتهمْ وقناتهم، لِأَنَّهَا للتأنيث، كَمَا أَن هَذِه لَهُ، وَالَّذِي سمع من الْعَرَب الفصحاء عرقاتهم بِالْكَسْرِ. قَالَ ابْن جني: سَأَلَ أَبُو عَمْرو أَبَا خيرة، عَن قَوْلهم: استأصل الله عِرْقاتِهِم، فنصب أَبُو خيرة التَّاء من عِرْقاتِهِمْ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَيْهَات أَبَا خيرة، لَان جِلْدك! وَذَلِكَ أَن أَبَا عَمْرو استضعف النصب بعد مَا كَانَ سَمعهَا مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَوَاهَا أَبُو عَمْرو فِيمَا بعد بِالنّصب والجر، فإمَّا أَن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة، من ترْضى عربيته، وَإِمَّا أَن يكون قوى فِي نَفسه مَا سَمعه من أبي خيرة، من نصبها. وَيجوز أَيْضا أَن يكون أَقَامَ الضعْف فِي نَفسه، فَحكى النصب على اعْتِقَاده ضعفه، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الْأَعرَابِي ينْطق بِالْكَلِمَةِ يعْتَقد أَن غَيرهَا أقوى فِي نَفسه، أَلا ترى أَن أَبَا الْعَبَّاس حكى عَن عمَارَة انه كَانَ يقْرَأ (وَلَا اللَّيلُ سابِقٌ النهارَ) فَقَالَ لَهُ: مَا أردْت؟ فَقَالَ: أردْت سَابق النَّهَار، فَقَالَ لَهُ: فهَّلا قلته؟ فَقَالَ: لَو قلته لَكَانَ أوزن، أَي أقوى.

والعِرْق: نَبَات أصفر يُصبغ بِهِ، وَالْجمع عُروق، عَن كرَاع.

وعُروق الأَرْض: شحمتها. وعُرُوقها أَيْضا: مناتح ثراها. وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

إِلَى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقي

قيل: يَعْنِي بعِرْق الثرى: إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام.

وَفِيه عِرْق من حموضة وملوحة: أَي شَيْء يسير.

والعِرق: الأَرْض الْملح الَّتِي لَا تنْبت. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العِرْق: سبخَة تنْبت الشّجر. واسْتَعرَقت إبلُكم: أَتَت ذَلِك الْمَكَان، وإبل عِراقيَّة منسوبة إِلَى العِرْق، على غير قِيَاس.

والعِراق: بقايا الحمض. وإبل عِراقيَّة: ترعى بقايا الحمض.

وَفِيه عِرقْ من مَاء: أَي قَلِيل. والمُعْرَق من الْخمر: الَّذِي يمزج قَلِيلا مثل العِرْق. قَالَ:

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأسَ طِيبا ... سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُّجومُ

رَفعتُ برأسهِ وكشَفتُ عنهُ ... بمُعرَقةٍ مَلامةَ مَنْ يَلُومُ وعَرَّقْت فِي السِّقاء والدلو: جعلت فيهمَا مَاء قَلِيلا، قَالَ:

لَا تَمْلأ الدَّلْوَ وعَرَّق فِيها

أَلا تَرى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها

حَبار: اسْم نَاقَته. وَقيل: الحبار هُنَا: الْأَثر. وَقيل: الحبار: هَيْئَة الرجل فِي الْحسن والقبح. عَن الَّلحيانيّ. والعُراقة: النُّطْفَة من المَاء، وَالْجمع عُرَاق، وَهِي العَرْقاة. وَعمل رجل عملا، فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: عَرَّقْت وبَرَّقت. فَمَعْنَى بَرَّقت: لوّحت بشي لَا مصداق لَهُ. وَمعنى عَرَّقْت: قللت، وَقد تقدم. وَقيل: عَرَّقتُ الكأس: مزجتها، فَلم يعين بقلة مَاء وَلَا كَثْرَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أعْرَقْت الكأس: ملأتها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَفْوَان: الإعْراق والتَّعريق جَمِيعًا، دون الملء. وَبِه فسر قَوْله:

لَا تملأِ الدَّلْوَ وعَرَقّ فِيهَا

وَإنَّهُ لخبيث العِرْق: أَي الْجَسَد، وَكَذَلِكَ السِّقاء.

وَفِي الحَدِيث: " ليسَ لعِرْقٍ ظالمٍ حَقّ ". وَهُوَ الرجل يغْرس فِي أَرض غَيره. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذِه عبارَة اللغويين، وَإِنَّمَا العِرْق: المغروس، أَو الْموضع المغروس فِيهِ، وَمَا هُوَ عِنْدِي بعِرق مَضَنَّة: أَي مَاله قدر، وَالْمَعْرُوف: عِلْق مضنَّة. وَأرى عِرْق مَضنة إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي الْجحْد وَحده.

والعُراق: الْمَطَر الغزير. والعُراق: الْعظم بِغَيْر لحم، فَإِن كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عَرْق. وَقيل: العَرْق الَّذِي قد اخذ اكثر لَحْمه. والعَرْق: الفدرة من اللَّحْم. وَجَمعهَا: عُرَاق. وَهُوَ من الْجمع الْعَزِيز وَله نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْكتاب الموسوم بالمخصَّص. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي جمعه عِراق، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس، وَأنْشد:

يَبيِتُ ضَيْفي فِي عُرَاقٍ مُلْسِ

وَفِي شَمُول عُرّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلسٍ من الشَّحْم. والنحس: الرّيح الَّتِي فِيهَا غبرة.

وعَرَق العظمَ يَعْرُقُه عَرْقا، وتَعَرَّقَهُ واعْترَقَه: أكل مَا عَلَيْهِ. واستعار بَعضهم التَّعَرُّق فِي غير الْجَوَاهِر. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة إبل وَركب:يَتَعَرَّقُونَ خِلاَلُهنَّ ويَنْثَنَي ... مِنها ومِنهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

يتعَرَّقُون: أَي يستديمون، حَتَّى لَا تبقى قُوَّة وَلَا صَبر، فَذَلِك خلالهن أَي يسْقط مِنْهَا. وَمِنْهُم: أَي من هَذِه الْإِبِل.

وأعْرَقه عَرْقا: أعطَاهُ إِيَّاه. وَرجل مَعْرُوق ومُعْتَرَق ومَعَرَّق: قَلِيل اللَّحْم، وَكَذَلِكَ الخدّ، وَيسْتَحب من الْفرس أَن يكون مَعْرُوق الخدَّين، قَالَ:

قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِيجَرْداءُ مَعْروقَةُ اللَّحْييَنٍ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقة الجنبين.

والعَوارق: الأضراس، صفة غالبة. والعوارق السنون، لِأَنَّهَا تَعْرُق الْإِنْسَان، وَقد عَرَقَتْه تَعْرُقُه، وتَعَرَّقَتْهُ.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا ... كَفى الأيتامَ فقدَ أَبى اليَتيمِ

أنَّث، لأنَ بعض السنين سنُون، كَمَا قَالُوا: ذهبت بعض أَصَابِعه، ومثلهُ كثير.

وعَرَقَتْه الخُطُوبُ تَعْرُقه: أخذت مِنْهُ. قَالَ:

أجارَتنا كلُّ امرِئ ستُصيبُه حوادثُ ... إلاَّ تَبْتَرِ العَظْمَ تَعْرُقِ

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

أيَّامَ أعْرَقَ بِي عامَ المَعاصِيمِ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: ذهب بلحمي. وَقَوله " عامَ المعاصيم " قَالَ: مَعْنَاهُ: بلغ الْوَسخ إِلَى معاصمي. وَهَذَا من الجَدْب. وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا التَّفْسِير. وَزَاد الْيَاء فِي المعاصيم ضَرُورَة.

والعَرَق: كلُّ مضفور مصطف، واحدته: عَرَقة. قَالَ أَبُو كَبِير:

نَغْدُو فنترُك فِي المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَنْ لَمْ يُقْتَلِ ونَقْتُلِ أَيْضا. يَعْنِي تأسرهم، فتشدهم فِي العَرَقات.

والعَرَق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص، قبل أَن تجْعَل زبيلا. والعَرَق والعَرَقَة: الزَّبيل، مُشْتَقّ من ذَلِك. والعَرَق: الطير إِذا صفَّت فِي السَّمَاء. والعَرَق: السطر من الْخَيل. الْوَاحِد مِنْهُمَا: عَرَقة. وَرفعت من الْحَائِط عَرَقا أَو عَرَقين، أَي صفاًّ أَو صفّين. وَالْجمع: أعْراق.

والعَرَقة: طُرّة تنسج وتخاط على طرف الشُّقَّة. وَقيل: هِيَ طُرّة تنسج على جَوَانِب الْفسْطَاط. والعَرَقة: خَشَبَة تعرض على الْحَائِط بَين الَّلبن. والعَرَقة: آثَار اتِّبَاع الْإِبِل بَعْضهَا بَعْضًا. وَالْجمع: عَرَق. قَالَ:

وَقد نَسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَقا

والعَرَقة: النَّسعة وعِراق المَزادة: الــخرز الْمثنى فِي أَسْفَلهَا وَقيل هوالذي يَجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي اسفل الْقرْبَة، فَإِذا سوى ثمَّ خرز غير مثنى، فَهُوَ طباب. وَقيل: عِراق القِربة: الــخرز الَّذِي فِي وَسطهَا. قَالَ:

يَرْبُوعُ ذَا القَنازِع الدّقاقِ

والوَدْع والأحْوية الأخلاقِ

بِي بِيَ أرْياقُك منْ أرْياقِ

وحيثُ خُصْياكَ إِلَى المَرَاقيِ

وعارِضٌ كجانب العِرَاقِ

هَذَا أَعْرَابِي ذكر يُونُس انه رَآهُ يرقص ابْنه، وسَمعه ينشد هَذِه الأبيات. قَوْله " وعارض كجانب العِراق " الْعَارِض: مَا بَين الثنايا والأضراس، وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: " مَصْقولٌ عَوارِضها ". وَقَوله " كجانب العِراق ": شبه أَسْنَانه فِي حسن نبتتها واصطاف على نسق وَاحِد، بعراق المزادة، لِأَن خرزة متسرد مستو. وَمثله قَول الشماخ، وَذكر أتنا وردن وحسسن بالصائد، فنفرن على تتَابع واستقامة، فَقَالَ:

فلمَّا رأيْنَ المَاء قد حالَ دُونَهُ ... ذُعافٌ على جَنْب الشَّريعةِ كارِز شكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنابِ على هُدىً ... كَمَا شَكَّ فِي ثِنْى العِنان الخوَارِزُ

وَأنْشد أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى:

وشِعْبٍ كشَكّ الثَّوْب شَكْسٍ طرِيقه ... مَدارِجُ صُوحَيْهِ عذابٌ مَخاصرُ

عَنى: فَمَا حسن نبتة الاضراس، متناسقها كتناسق الْخياطَة فِي الثَّوْب، لِأَن الخائط يضع إبرة إِلَى أُخْرَى، شكَّة فِي اثر شكَّة. وَقَوله: " شكْس طريقُهُ ": عني صغره. وَقيل: لصعوبة مرامه، وَلما جعله شعبًا لصغره، وَجعل لَهُ صوحين، وهما جَانِبي الْوَادي، كَمَا تقدم. وَالدَّلِيل على انه عَنى فَمَا قَوْله بعد هَذَا:

تَعَسَّفْتُهُ باللَّيل لم يَهْدِني لهُ ... دليلٌ، وَلم يشْهَدْ لَهُ النَّعت خابرُ

وعِراق السُّفرة: خَرْزُــها الْمُحِيط بهَا. وعَرَقْت المزادة والسفرة: عملت هما عِراقا. وعِراق الظفر: مَا أحَاط بِهِ من اللَّحْم. وعِراق الْأذن: كفافها. وعِراق الرَّكيب: حَاشِيَته، من أدناه إِلَى منتهاه. والرَّكيب: النَّهر الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط، وَسَيَأْتِي ذكره. وَالْجمع من كل ذَلِك: أعْرِقه، وعُرُق.

والعِرَاق: شاطئ المَاء. وخصَّ بَعضهم بِهِ شاطئ الْبَحْر، وَالْجمع: كالجمع. والعِراق من بِلَاد فَارس: مذَّكر، سمي بذلك، لِأَنَّهُ على شاطئ دجلة، وَقيل: سمي عِراقا، لِأَنَّهُ استكفَّ أَرض الْعَرَب. وَقيل: سمِّي بِهِ، لتواشج عُروق الشَّجر وَالنَّخْل فِيهِ. كَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْقا ثمَّ جُمع على عِراق. وَقيل: سمي بِهِ، لِأَن الْعَجم سمَّته: " إيران شهر " وَمَعْنَاهَا: كَثِيرَة النّخل وَالشَّجر، فعرِّبت، فَقيل: عِراق. وَقيل: سمي بعِراق المزادة، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي أَسْفَلهَا، لِأَن الْعرَاق بَين الرِّيف وَالْبر. والعِراقان: الْكُوفَة وَالْبَصْرَة. وَقَوله:

أزْمانَ سَلْمَى لَا يَرَى مِثلَها الر ... اءون فِي شامٍ وَلَا فِي عِراقْ

إِنَّمَا نُكرِّ، لِأَنَّهُ جعل كلّ جُزْء مِنْهُ عِرَاقا. وأعْرَقَ القوْمُ: أَتَوا العِراق. قَالَ المُمزَّق الْعَبْدي:

فإنْ تُتْهِمُوا أنْجِدْ خِلافا عليكمُ ... وَإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحقبِي الحربِ أُعْرِق

وَحكى ثَعْلَب: " اعترَقوا " فِي هَذَا الْمَعْنى. وَأما قَوْله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا استنصَلَ الهَيْفُ السَّفا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقيَّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرَابعِ

نُجْد هَاهُنَا: جمع نجدي كفارسي وَفرس، فسره فَقَالَ: هِيَ منسوبة إِلَى العِراق، الَّذِي هُوَ شاطئ المَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي تطلب المَاء فِي القيظ. وعِراق الدَّار: فنَاء بَابهَا. وَالْجمع: أعرِقة، وعُرُق.

وجَرَى الْفرس عُرَقَاً أَو عَرَقَيْن: أَي طلقا أَو طَلْقَتَيْنِ.

والعَرَق: الزَّبِيب، نَادِر.

والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يضْرب بهَا.

والعَرْقُوة: خَشَبَة معروضة على الدُّلو، وَالْجمع عَرْقٍ. واصله: عَرْقُوٌ، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم آخِره وَاو، قبلهَا حرف مضموم، إِنَّمَا تخص بِهَذَا الضَّرْب الْأَفْعَال، نَحْو: سرو، وبهو، ورهو، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من النَّحْوِيين. فَإِذا أدّى قِيَاس إِلَى مثل هَذَا رفض، فعدلوا إِلَى إِبْدَال الْوَاو يَاء، فكأنهم حولوا عَرْقُواً إِلَى عَرْقيِ، ثمَّ كَرهُوا الكسرة على الْيَاء، فأسكنوها، وَبعدهَا النُّون سَاكِنة، فَالتقى ساكنان، فحذفوا الْيَاء، وَبقيت الكسرة دَالَّة عَلَيْهَا، وَثبتت النُّون، أشعارا بِالصرْفِ، فَإِذا لم يلتق ساكنان، ردُّوا الْيَاء، فَقَالُوا: رَأَيْت عَرْقِيها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْب من التصريف. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

حَتَّى تَفُضِّي عَرْقِيَ الدِّلِيِّ

والعَرْقاة: العَرْقُوَة. قَالَ:

أحْذَرْ على عَينَيكَ والمَشافِرِ

عَرْقاةَ دَلْو كالعُقاب الكاسِرِ

شبهها بالعُقاب فِي ثقلهَا. وَقيل: فِي سرعَة هويِّها. والكاسر: الَّتِي تكسر من جناحها للانقضاض.

وعَرْقَيْتُ الدّلوَ عَرْقاةً: جَعَلتُ لَهَا عَرْقوة، أَو شَدَدْتُها عَلَيْهَا.

وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لِأَن ذَات العَراقي: هِيَ الدَّلْو، والدلو من أَسمَاء الداهية. قَالَ:

لَقِيُتمْ مِن تَدَرُّئكُمْ عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ العَراقِي

والعَرْقُوتان من الرَّحل والقتب: خشبتان تضمان مَا بَين الواسط والمؤخَّرة.

والعَرْقُوة: كل أكمة منقادة فِي الأَرْض، كَأَنَّهَا جثوَة قبر مستطيلة. والعَرْقُوة من الْجبَال: الغليظ المنقاد فِي الأَرْض، لَيْسَ يرتقى لصعوبته، وَلَيْسَ بطويل، وَهِي العِرْق أَيْضا. وَقيل: العِرْق جبيل صَغِير مُنْفَرد، وَقيل: العِرْق: الْجَبَل، وَجمعه: عُرُوق.

والعَرَاقِي عِنْد أهل الْيمن: التَّراقي.

وعَرَق فِي الأَرْض يَعْرِق عُروقا: ذهب.

والمَعْرَقة: طَرِيق كَانَت تسلك عَلَيْهِ قُرَيْش إِلَى الشَّام، وَعَلِيهِ سلكت عِيرُها حِين وقْعَة بدر وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ، انه قَالَ لسلمان: أَيْن تَأْخُذ إِذا صدرت: أَعلَى المَعْرَقة، أم على الْمَدِينَة؟ حَكَاهَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصارعَه فتَعَرَّقه: وَهُوَ أَن تَأْخُذ رَأسه، فتجعله تَحت إبطك، ثمَّ تصرعَه بعد.

وعِرْقٌ، وَذَات عِرْق، والعِرْقان، والأعراق، وعُرَيق: كلهَا مَوَاضِع.

وعارِق: اسْم شَاعِر.

وَابْن عِرْقان: رجل من الْعَرَب.

عرق: العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع،

هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً. ورجل عُرَقٌ: كثير

العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما

غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال

بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ،

وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا. وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه:

أَجريته ليعرق. وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة

إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى. وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح

به من الشراب وغيره مما فيها. ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم

وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير

وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ

ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد

عَرِق عَرَقاً. والعرَقُ: الثواب. وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي

يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً:

سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي،

وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو

القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول

العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ

منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم

أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً،

والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم

قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه

أَخذ من مالك

(* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير

النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي

استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده:

ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي

لأَن قبله:

سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو،

إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال

والعَرقُ

في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على

التشبيه بمَعارِق الحيوان. والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في

العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ:

تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً،

منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ

والرواية المعروفة غُرَقاً

جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن

خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله:

إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه،

من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ

تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً،

فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.

وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن. ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً

من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب. وما

أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها. وفي حديث عمر:أَلا لا

تُغالوا صُدُقَ

النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق

القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى

عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة:

تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا

تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ

ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها،

وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو

ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد

لابن أَحمر الباهلي:

لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها

عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ

قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها

وقد أُبْلَغتْ

إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل:

لَقِيت منه عَرَقَ

القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث

ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة

فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة:

كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ

وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله

صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى

من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ

والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ

القربة أَي عِراقها الذي يُــخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد

السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ

القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك

لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم

عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل

به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال

الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة،

وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ

الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى

حملها بنفسه فيَعْرَقُ

لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ

القربة. وعَرَقُ التمر: دِبْسه. وناقة دائمة العَرَقِ

أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن. وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن

ابن الأَعرابي.

وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب

والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث:

أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق

أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ

فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً. وفي حديث عمر بن عبد

العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي

إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت. وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه

وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك

وتخلَّق بأَخلاقهم. وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه

لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ

خير وأَعْراق شر؛ قال:

جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ،

تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا

قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في

الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً. ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس

وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً

كريماً. والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي:

العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في

الدين. وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح. وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب

تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق. وفي الحديث: إِن ماءَ

الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من

الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.

والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق. وأَعْرَقَ الشجرُ

وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض. وفي المحكم: امتدَّت

عُروقه بغير تقييد.

والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ

منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.

وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه. ويقال في الدعاء عليه: استأْصل

الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال

الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم،

فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات

لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ

وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى

سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك،

شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما

أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث:

العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على

تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع

عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم

استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له

أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف

النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد

بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى

عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً

أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ

على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن

غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان

يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ

سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي

أَقوى. والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال

الأَزهري: والعُروقُ

عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها. وفي

حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح

والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ. وعُروقُ الأَرضِ: شحمها،

وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها. وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ:

أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه

عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ

الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا

انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً

تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها

وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ

الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ

الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ

الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها

وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر

أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ:

تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما

يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ

وقول امرئ القيس:

إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي

قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.

ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير. والعِرْقُ: الأَرض

المِلْح التي لا تنبت. وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.

واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل

إِذا رعت قُرْب البحر. وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ. وإِبل

عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس. والعِراقُ: بقايا الحَمْض.

وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض. وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.

والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ

العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ:

ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً

سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ

رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه،

بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ

ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ

الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي:

ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما

شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق

وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛

قال:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة

الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني. والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء،

والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة. وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه:

عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت

قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ

بقلَّة ماء ولا كثرة. وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال

أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها

وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً

بيِّناً. وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء. وفي حديث إِحيْاء

المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ

الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها

غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال

ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي

عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ

لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة

فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛

قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع

المَغْروس فيه. وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر،

والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ

مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ

مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه

إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.

والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه

لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو

زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز:

حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها

أَي تبري اللحم عن العظم. وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول

عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ. وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على

النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت

فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ

وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها،

ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب

اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر.

يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك

نَهْشاً. وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء

يخاطب امرأَته:

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ،

ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ

قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم،

عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال:

أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ

إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ

والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال

ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ

إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ،

وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال:

ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع

رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا

تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع

ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.

والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم

تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم

(* قوله «جردت من اللحم» يعني من

معظمه.) تسمى عُراقاً. وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو

مَرْمَاتَيْنِ. وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق

قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى

بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس

ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة

الوَذَرِ؛ وأَنشد:

ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام

قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ،

بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد:

يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ،

وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.

وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما

عليه. والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ

ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في

غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب:

يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني

منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط

منها ومنهم أَي من هذه الإِبل. وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل

مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ

العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد. وفرس مَعْروقٌ

ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون

مَعْروقَالخدّين؛ قال:

قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني

جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من

علامات عِتْقها. وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ

فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.

والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة. والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق

الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه:

إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا،

كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ

أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.

وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال:

أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه

حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ

وقوله أَنشده ثعلب:

أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ

فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ

إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير،

وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً. والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته

عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير:

نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى،

ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ

يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ. وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ

بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.

وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه

أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه. والعَرَقُ: السَّفِيفةُ

المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً. والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل

مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ. والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في

السماء، وهي عَرَقة أَيضاً. والعَرَقُ: السطر من الخيلِ

والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل:

كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ

قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ

الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين:

مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ

وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ

من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن

إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه. ورفعتُ

من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ

أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ. والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط

في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط. والعَرَقةُ:

خشيبة تُعَرَّضُ

على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع

مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط. وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد

عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة. والعَرَقةُ:

آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال:

وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا

والعَرَقةُ: النِّسْعةُ. والعَرَقاتُ: النُّسوع.

قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون

الــخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الــخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي

يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم

خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل

الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ

القربة الــخَرْز الذي في وسطها؛ قال:

يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ،

والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ،

بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ

وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ،

وعارِض كجانب العِراقِ

هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛

قوله:

وعارض كجانب العِراقِ

العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها،

وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ

واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَــهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول

الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة

فقال:

فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه

ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ

شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى،

كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ

وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى:

وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ،

مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ

عنى فَماً

حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط

يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى

صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما

جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا:

تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له

دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ

أَبو عمرو: العِراقُ

تقارب الــخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس

له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُــها المحيط بها. وعَرَقْت المزادة

والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً. وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من

اللحم. وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه

إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في

موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.

والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.

والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل:

سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من

البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به

لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ،

وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل

والشجر، فعربَ

فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم

العِراقَ

اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق،

وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد:

ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا

سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود

ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة،

ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال

ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر:

وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ،

ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟

واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَزادة وهي

الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن

العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ

شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ

عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ

عِداءً

(* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد

مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله

إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق. والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله:

أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ

رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ

إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.

وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ. وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛

قال الممزَّق العبدي:

فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ،

وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ

وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به

عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ

نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى

العِرَاقِ

الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ. والعِرَاقُ:

مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر. ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا

أَخذ في بلد العِرَاقِ.

قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام

تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر. وفي

حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم

على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً

والصواب التخفيف. وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.

وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .

والعَرَقُ: الزبيب، نادر. والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.

والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ

إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ

بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره

من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى

إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة

على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء

وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً

بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها

كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه:

حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ

والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال:

احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ

عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ

شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر

من جناحها للانْقِضاضِ. وعَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال

للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ

وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل

عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً

مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً:

فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ

راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ

وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها،

بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ

فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي،

خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ

أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ

والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا

أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ. وفي الحديث: رأيت كأَن

دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع

عَرْقُوة الدلو. وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ

العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات

العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص:

لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا

وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي

والعَرْقُوَتانِ

من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.

والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ

قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض

في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير

قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من

أَرض مستوية مشرف على ما حوله. والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه

جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة،

وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد

وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره

فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً. والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال:

الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل،

وهي العِرْقُ

أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق

جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ:

ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها

مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول

وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق. والعَراقي عند أَهل اليمن:

التَّراقي.

وعَرَقَ

في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها. وفي الحديث: قال ابن

الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى

أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ

في الأَرض إِذا ذهب فيها. وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو

يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً

قليلاً. والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو

عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل. وصارَعَهُ

فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.

وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع. وفي

الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل

الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو

الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم

النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم.

قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما

بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ

من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ

نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية. وفي

حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ

الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى

العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل

والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله:

لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ،

لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ

قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ. وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.

عرق
العَرَقُ، مُحرّكة: رشْحُ جِلْدِ الحَيَوان، وقِيلَ: هُوَ مَا جَرَى من أُصولِ الشَّعَرِ من ماءِ الجِلْدِ، اسْم للجِنْس لَا يُجمَع، وَهُوَ فِي الحَيوانِ أصْلٌ ويُسْتعارُ لغَيْرِه قَالَ اللّيثُ: لم أسمَعْ للعَرَقِ جمْعاً، فإنْ جُمِع كَانَ قِياسُه على فَعَلٍ وأفْعالٍ، مثل جدَثٍ وأجْداثٍ. وَفِي حَديثِ أهلِ الجنّة: وإنّما هُوَ عرَقٌ يجْري من أعْراضِهِم وَقد عرِقَ، كفَرِح. ورجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ أَي: العرَق. وَأما عُرَقَة، كهُمَزة فبِناءٌ مطّرِدْ فِي كلِّ فِعْلٍ ثُلاثيّ كضُحَكَة وهُزَأةٍ، وربّما غُلِطَ بمثْلِ هَذَا وَلم يُشعَرْ بمَكَان اطِّرادِه، فذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يطّرِدُ، فقد قَالَ بعضُهم: رجلٌ عُرَقٌ وعُرَقَة: كثيرُ العرَقِ، فسوّى بينَهُما، وعُرَقٌ غير مطَّرد، وعُرَقَةٌ مطَّرِد، كَمَا ذكَرْنا. والعَرَقُ: نَدَى الحائِط، وَقد عرِقَ عرَقاً: إِذا نَدِي، وَكَذَلِكَ الأرْضُ الثّريّة إِذا نتَحَ فِيهَا النَّدَى حتّى يَلْتَقي هُوَ والثّرَى. وَقَالَ شَمِرٌ: العَرَقُ: هُوَ النّفْعُ والثّوابُ. تقولُ العَربُ: اتّخَذْتُ عندَه يَداً بيْضاءَ، وأخْرَى خضْراءَ، فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عرَقاً، أَي: ثَواباً. وأنشَدَ للحارِثِ بنِ زُهَيْرٍ العبْسيِّ يصِفُ سيْفاً:
(سأجْعَلُه مكانَ النّونِ منّي ... وَمَا أعطِيتُه عرَقَ الخِلالِ)
يَقُول: لم أُعْطِه للمُخالَّة والمودَّة كَمَا يُعْطي الخَليلُ خليلَه، ولكنّي أخذْتُه قسْراً، والنّون: اسمُ سيْفِ مالكٍ ابنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حمَلُ بنُ بدْرٍ أخذَه من مالِكٍ يومَ قتَله، وأخذَه الحارِثُ من حمَل بنِ بدْرٍ يَوْم قتَله، وظاهِرُ بيْت الحارِث يقْضي بأنّه أخَذ منْ مالكٍ سيْفاً غيرَ النّونِ، بدَلالَةِ قولِه: سأجعَلُه مَكانَ النّونِ أَي: سأجْعَل هَذَا السّيْفَ الّذي استَفَدْتُه مَكَان النّونِ. والصّحيحُ فِي إنْشادِه: ويُخْبِرُهم مَكانَ النّونِ منّي لأنّ قبلَه:
(سيُخبِرُ قومَه حنَشُ بنُ عمْرٍ و ... إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ)
والعَرَقُ فِي البَيْت بمَعْنى الجَزاء. وَقَالَ غيرُه: عرَقُ الخِلال: مَا يُرَشِّحُ لكَ الرَّجُلُ بِهِ، أَي: يُعطيكَ للمَودّةِ. ومعْنى الْبَيْت، أَي: لمْ يعْرَقْ لي بهذَا السّيفِ عَن مودَّة، وإنّما أخذْتُه مِنْهُ غصْباً،)
وَفِي بعض النُسَخ والتُّراب وَهُوَ غلَطٌ. أَو العَرَقُ: قَليلُه أَي: القَليلُ من الثّوابِ، شُبّه بالعَرَق.
والعَرَق: اللّبَنُ، سُمِّي بهِ لأنّه عرَقٌ يتحلّب فِي العُروقِ، حَتَّى ينْتَهي الى الضّرْع. قَالَ الشّمّاخُ: (تغْدو وَقد ضمِنَتْ ضَرّاتُها عرَقاً ... من ناصِعِ اللّوْنِ حُلْوِ الطّعْمِ مجْهودِ)
ورَواه بعضُهم: تُصْبِحْ وَقد ضمِنت، وذلِك أنّ قبلَه:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... من الأسالِقِ عارِي الشّوْكِ مجْرودِ)
تُصبِح وَقد ضمِنَتْ ...
فَهَذَا شرْطٌ وجَزاءٌ. ورواهُ بعضُهم: تُضْحِ وَقد ضمِنَتْ على احْتِمالِ الطَّيِّ. والرّواية المعروفَةُ غُرَقاً جمْع غُرْقة، وَهِي القَليل من اللّبَن والشّراب. وَقيل هُوَ القَليلُ من اللبَنِ خاصّةً، ويُقال: إنّ بغنَمِك لعِرْقاً من لَبَنٍ، قَليلاً كَانَ أَو كثيرا، ويُقال: عرَقاً من لبَنٍ، وَهُوَ الصّواب. والعَرَقُ: كُلُّ صَفٍّ من اللّبِنِ والآجُرِّ فِي الحائِطِ. ويُقال: قد بَنى الْبَانِي عرَقاً وعرَقَيْن، وعَرَقةً وعرقَتَيْن أَي: صَفّاً وصفّين، والجَمْع أعْراقٌ. والعَرَق: الطُّرُقُ فِي الجِبالِ، كالعَرْقَة بفَتْح فَسُكُون. وَقيل: العَرَق: آثارُ اتّباعِ الإبِلِ بعضِها بعْضاً، واحدتُه عرَقَة. قَالَ: وَقد نسجْنَ بالفَلاةِ عرَقا وعرَقُ التّمْر: دِبْسُه لِأَنَّهُ يتحلّب مِنْهُ. والعَرَق: الزّبيب نادِر. والعَرَق: نِتاجُ الإبِل. يُقال: مَا أكثرَ عرَقَ إبِلِه. وَقَالَ أَبُو زيْد: يُقَال: مَا أكْثَر عرَقَ غنَمِك: إِذا كثُر لبَنُها عندَ نِتاجِها. والعَرَق: النّقْع هَكَذَا هُوَ بالقافِ فِي سائِرِ النُسَخ، والصّواب النَّفْعُ بالفاءِ، وَهُوَ قوْل شَمِر، كَمَا تقدّم عندَ قَوْله والثّواب، وَلَو ذكَرهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أحْسن. والعَرَق: السطْرُ من الخَيْل، وَمن الطّيْر وَهُوَ الصّفُّ، الواحِدَة مِنْهُمَا عرَقَةٌ. قَالَ طُفَيْل الغَنَويُّ يصِف الخَيلَ:
(كأنّهنَّ وَقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سيدٌ تمطَّر جُنْحَ اللّيلِ مبْلولُ)
هَكَذَا أنشدَه الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي: صدّرَ الفرسُ فَهُوَ مُصَدِّر: إِذا سبقَ الخيلَ بصَدْرِه.
والعَرَقُ: الصّفُّ من الخَيْل ورَواهُ ابنُ الْأَعرَابِي صُدِّرْنَ من عَرَق أَي: صَدَرْن بعد مَا عرِقْن، يذْهَبُ الى العَرَق الَّذِي يخْرُجُ منْهُن إِذا أُجرينَ، يُقَال: فرسٌ مُصَدَّر: إِذا كَانَ يعْرَق صَدْرُه.
وكُلُّ مضْفورٍ مُصْطَفٍّ عرَقٌ، وعَرَقة. والعَرَقُ: السّفيفَةُ المنْسوجة من الخُوص وغيرِه قبلَ أَن يُجعَلَ مِنْهُ الزِّنْبيل، أَو الزِّنْبيلُ نفسُه. وَمِنْه حَديثُ المُظاهِر: فَأتى بعَرَقٍ فِيهِ تمْرٌ وَفِي رِوَايَة: بعَرَقٍ من تَمْرٍ. قَالَ الأزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد بالتّحْريك ويُسَكَّن عَن بعضِ المُحدِّثينَ.)
والعَرَق: الشّوطُ والطّلَق. يُقال: جرَى الفَرَسُ عرَقاً، أَو عرَقَيْن، أَي: شوْطاً أَو شوطَين. وَفِي المثَل: لَقيتُ مِنْهُ عرَق القِرْبَة، وَهُوَ كِنايةٌ عَن الشِّدّةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أَدْرِي مَا أصلُه، وزادَ غيرُه: والمَجْهود والمَشَقّة. قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَي لَقيتُ مِنْهُ المَجْهود وَأنْشد لابنِ أحْمر:
(ليستْ بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها ... عرَقُ السِّقاءِ على القَعودِ اللاّغِبِ)
أرادَ عرَقَ القِرْبة، فَلم يسْتَقِم لَهُ الشِّعرُ لأنّ القِربَة إِذا عرِقَت خبُثَ ريحُها، أَو لأنّ القِربَةَ مَا لَهَا عرَق، فكأنّه تجشّم مُحالاً قالَه أَبُو عُبَيد، وَبِه فُسِّر حَديثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا تُغالُوا صُدُقَ النِّساءِ فإنّ الرِّجالَ تُغالي بصَداقِها حَتَّى تَقولَ: جشِمتُ إِلَيْك عرَق القِرْبَةِ، أَو علَق القِرْبة.
وَالْمعْنَى تكلّفْتُ إِلَيْك مَا لَمْ يبْلُغْه أحَدٌ حَتَّى تجشّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ القِرْبَة لَا تعْرَق، وَهَذَا مثل قوْلِهم: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ، ويَبيضَ الفأْر. أَو عَرقُ القِربَة: منْقَعَتُها أَي: سَيَلانُ مائِها، كأنّه نصَبَ وتكلّفَ وتجشّم وتعِبَ حَتَّى عرِقَ كعَرَقِ القِرْبةِ، قَالَه الكِسائيُّ. وَقيل: أرادَ بعرَق القِرْبَةِ عرَقَ حامِلِها من ثِقَلِها. وَقيل: أَرَادَ أنّه قصدَه وسافَر إِلَيْهِ حتّى احْتاجَ الى عرَق القِرْبَة، وَهُوَ مَاؤُهَا، يعْني السّفَر إِلَيْهَا. أَو عرَقُ القِربَة: سَفيفَةٌ يجْعَلُها حامِلُ القِربَة على صدْرِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: عرَقُ القِربة وعلَقُها وَاحِد، وَهُوَ مِعْلاقٌ تُحْمَل بِهِ القِرْبَة، وأبدَلوا الرّاءَ من اللاّم، كَمَا قَالُوا: لَعَمْري ورَعَمْلي. وَقَالَ أَيْضا: أمّا عرَق القِربة فعَرقُك بهَا عَن جَهْدِ حمْلِها وذلِك لأنّ أشدّ الْأَعْمَال عندَهم السّقْي. وَأما علَقها فَمَا شُدّت بِهِ ثمَّ عُلِّقَت. القَولُ الأول نقَله عَنهُ الصّاغاني، والثّاني صاحِبُ اللِّسَان، فتأمّل. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ جشِمْتُ إليكَ النّصَبَ والتّعَب والغُرْمَ والمَؤونَة، حَتَّى جشِمْتُ إلَيْك عرَق القِرْبة أَي: عِراقَها الَّذِي يُــخْرَز حوْلَها. وَمن قَالَ: علَق القِرْبة، أرادَ السّيورَ الَّتِي تُعَلَّقُ بهَا. أَو معْناه: تكلَّف مشَقّةً كمشَقّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ يعْرَق تحتَها من ثِقَلِها. وَقَالَ الجوهَريّ: العَرَق إنّما هُوَ للرّجلِ لَا للقِرْبةِ، وأصلُه أنّ القِرَب إِنَّمَا تحْمِلُها الإماءُ الزّوافِر، ومَن لَا مُعين لَهُ، وَرُبمَا افْتَقَر الرّجُل الكَريم، واحْتاجَ الى حمْلِها بنَفْسِه، فيعْرَق لِما يلْحَقُه من المشَقّة والحَياءِ من النّاس، فيُقال: تجشّمتُ لَك عَرَقَ القِرْبَة. ولَبَن عَرِقٌ، ككتِف: فسَد طعْمُه عَن عرَق البَعيرِ المُحَمَّل عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنه يُحْقَن فِي السّقاءِ ويُعَلَّق على البَعير لَيْسَ بيْنه وبيْن جنْب البَعير وِقاء، فيعْرَقُ البَعير، ويَفْسُد طعمُه من عرَقِه، فتتغيّر رائِحَتُه، وَقيل: هُوَ الخَبيثُ الحمْضُ، وَقد عرِق عرَقاً. وعرِق كفرِح عرَقاً: إِذا كسِل. وحِبّانُ بنُ العَرِقَة بِكَسْر الحاءِ والرّاءِ وَقد تُفْتَح الرّاءُ عَن الواقِديّ وَهِي أَي: العَرِقة أمُّه ابنَةُ سَعيد بنِ سهْم، واسمُها) قِلابَةُ والعَرِقة لقَبُها لُقِّبَتْ بِهِ لِطيبِ ريحِها. قَالَ ذَلِك ابنُ الكَلْبيّ وَهُوَ حِبّان بنُ أبي قيْس بنِ علْقَمَة بنِ عبْدِ مَناف بنِ الحارِث بنِ مُنْقِذ بنِ عَمْرو بنِ بَغيضِ بنِ عامِر بن لُؤَيٍّ. وحِبّانُ هُوَ الَّذِي رَمَى سعْدَ بنَ مُعاذٍ رضِي الله تَعَالَى عنْه يومَ الخَنْدَق وَقَالَ: خُذْها وَأَنا ابنُ العَرِقة، كَمَا فِي كُتُب السّير. والعَرَقة، مُحرَّكة: الخشَبَة الَّتِي تُعرَّضُ أَي توضَع معْتَرِضة بَين سافَي الحائِط كَمَا فِي الصّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي الدّرْداءِ رضِي الله عَنهُ: أنّه رأى فِي المسْجِد عرَقَةً، فَقَالَ: غطّوها عنّا قَالَ الحربيُّ: أظنُّها خشَبَةً فِيهَا صورةٌ. والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يُضرَب بهَا. والعَرَقة: النِّسْعَة يُشَدُّ بهَا الْأَسير، ج: عرَقٌ، وعرَقات. قَالَ أَبُو كَبير الُذَليّ:
(نَغْدو فنتْرُك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوَى ... ونُقِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لم يُقْتَلِ)
وعرَقَ العظْمَ يعرِقه عرْقاً، ومعْرَقاً، كمَقْعَد: إِذا أكَلَ مَا علَيْه من اللّحْم نهْشاً بأسْنانِه. قَالَ الشّاعر:
(أكُفُّ لِساني عَن صَديقي فَإِن أُجَأْ ... إِلَيْهِ فإنّي عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ) كتعرَّقه. وَمِنْه الحَديث: فناولتُه العَضُدَ، فَأكلهَا حَتَّى تعرَّقَها، وَهُوَ مُحْرِم. واستعار بعضُهم التّعرُّقَ فِي غيْر الجَواهِر. أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ فِي صِفة إبلٍ وركْب:
(يتعرّقونَ خِلالَهُنّ ويَنْثَني ... مِنْهَا وَمِنْهُم مُقْطَعٌ وجَريحُ)
أَي: يسْتَديمونَ حَتَّى لَا تبْقَى قُوَّة وَلَا صَبر، فذلِك خِلالَهُن، وينثَني، أَي: يسْقُط مِنْهَا، وَمِنْهُم أَي: من هَذِه الإبِل. وعرَقَ فُلانٌ فِي الأرضِ يعرُق عرْقاً وعُروقاً أَي ذهَب. وظاهِرُه أنّه من حَدِّ نصَر كَمَا هُوَ مُقتضى اصْطِلَاحه، وصرّحَ الصاغانيُّ أنّه منْ حدِّ ضرَب، ومثلُه فِي الصِّحَاح، حيثُ قَالَ: عرَقَ فُلانٌ فِي الأرْض يعرِق عُروقاً مِثَال جلَس يجلِسُ جُلوساً. وعرَق المَزادَة وَكَذَلِكَ السُّفْرة يعْرِقُها عرْقاً فَهِيَ معْروقة: جعلَ لَهَا عِراقاً بالكَسْر، وَسَيَأْتِي معْناه قَرِيبا.
والعَرْقُ بِالْفَتْح. والعُراقُ كغُراب: العَظْم الَّذِي أُكِل لحْمُه، وَقيل: أُخِذَ معظمُ اللَّحْم وهبْرُه وبَقِي عَلَيْهَا لُحومٌ رَقيقة طيّبة، فتُكْسَر وتُطْبَخ، وتؤخَذُ إهالتُها من طُفاحَتِها، ويُؤْكَل مَا علَى العِظام منْ لحْم رَقِيق وتُتَمَشَّشُ العِظامُ، ولحمُها من أطيب اللُّحْمانِ عنْدهم. وَفِي الحَدِيث: أنّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخَل على أمِّ سلَمة وتَناوَل عرْقاً، وصلّى وَلم يتوضّأ وروى عَن أمِّ إسْحاق الغَنَويّة: أنّها دخَلت على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيْتِ حفْصةَ، وَبَين يدَيْه ثَريدَةٌ، قَالَت: فناوَلَني عَرْقاً وَقيل: العَرْق، الفِدْرَةُ من اللّحْم. ج أَي: جمْع العَرْق عِراقٌ ككِتابٍ، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ)
قَالَ: وَهُوَ أقْيسُ، وأنشَد: يَبيتُ ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ وَفِي شُمولٍ عُرِّضَتْ للنّحْسِ أَي: مُلْسٍ من الشّحم. والنّحْسُ: الرّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ. ويُجْمَع العَرْق أَيْضا على عُراق، مثل غُراب وَهُوَ من الجَمْع العَزيز. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: نادِرٌ. ونقَل الجوهَريُّ عَن ابنِ السِّكّيت: لم يجِئ شيءٌ من الجَمْع على فُعال إِلَّا أحرُف مِنْهَا: تُؤَام جمع تَوْأَم، وشَاة رُبّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَار، وعَرْقٌ وعُراقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَرير وفُرارٌ. قَالَ: وَلَا نَظِير لَهَا. قَالَ الصّاغانيّ: بلْ لَهَا نظائِر: نذْل ونُذال، ورَذْل ورُذال، وبسْط وبُساطٌ، وثِنْي وثُناءٌ ذكَرَها ابنُ خالَوَيْه فِي كِتاب ليْس. قُلت: وزادَ ابنُ بَرّيّ: وظَهْر وظُهار. وبَريءٌ وبُراء، فصارَت الجُملة اثْنَى عشَر حرْفاً. أَو العَرْق: العظْم بلَحْمِه، فَإِذا أُكِل لحمُه فعُراقٌ. قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزّجّاجيّ: وَهَذَا هُوَ الصّحيحُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيْد فِي العُراق، واحتجّ بقولِ أبي زُبَيد: حمْراء تبْري اللّحْمَ عَن عُراقِها أَي: تبْري اللّحْمَ عَن العَظْم أَو كِلاهُما لكِلَيْهِما. والعُراقُ والعُراقَةُ كغُراب وغُرابَة: النُطْفَة كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه من الماءِ، كالعَرْقاةِ وَفِي اللّسان أنّ العُراقَ جمْع عُراقَة بِهَذَا المَعْنى.
والعُراقَة: المطَرةُ الغَزيرَةُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: عُراقُ الغَيث: نباتُه فِي أثرِه. وَفِي الأساس: هُوَ مَا خرَج من النّبات على أثَر الغيْثِ. وَرجل مُعرَّق العِظام كمُعَظَّمٍ، ومَعروقُها أَي: قَليلُ اللّحْم وَكَذَلِكَ مُعْتَرَقُها، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، واقتصَر الجوهَريُّ على المَعْروقِ والمُعْتَرَق. وَيُقَال: عظْمٌ معْروقٌ: إِذا أُلقِي عَنهُ لحمُه، وَأنْشد أَبُو عُبَيد لبَعْضِهم يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تُهْدي الأمَرَّ وَمَا يَليه ... وَلَا تُهْدِنَّ معْروقَ العِظامِ)
وَقد عُرِق، كعُنِي، عَرْقاً بِالْفَتْح. وَقَالَ ابنُ بَرّي: معْروقُ العِظام، مثل العُراق. والعَرْق بالفَتْح: الطّريقُ يعْرُقه النّاسُ من حدِّ نصَر، أَي: تسْلُكه وتذْهبُ فِيهِ حَتَّى يسْتَوْضِح ويَبين سُمِّي بالمَصْدر. والعِرْق، بالكَسْر للشّجَر معروفٌ، وَهُوَ أطْناب تشْعب مِنْهُ. وعِرْقُ البَدَن من الحَيَوان م وَهُوَ الأجْوَفُ الَّذِي يكون فِيهِ الدّمُ، والعَصَب غير الأجْوف. وَفِي الحَدِيث: إنّ ماءَ الرّجُل يجرِي من المرأةِ إِذا واقَعها فِي كُلِّ عِرْقٍ وعصَبٍ. ج: عُروقٌ، وأعراقٌ، وعِراقٌ، الْأَخِيرَة بالكَسر. يُقال: تداركَه أعراقُ خيرٍ، وأعراقُ شرٍّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قيلَ سابِقٌ ... تدارَكَهُ أعْراقُ سَوْءٍ فبلَّدا)
وَفِي الحَديث: من أحْيا أَرضًا ميِّتةً فَهِيَ لَهُ، وليْس لعِرْقٍ ظالمٍ حقّ أَي: لذِي عِرْقٍ ظَالِم حَقّ، وَهُوَ الَّذِي يغرِسُ فِيهَا غَرْساً على وجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك. ويروى: لعِرْق ظالِم بِالْإِضَافَة: قَالَ أَبُو عليّ: هَذِه عِبارةُ اللّغَويّين، وَإِنَّمَا العِرْقُ المَغْروس، أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ، وَفِي حَديث عِكْراش بنِ ذُؤيْبٍ: فقدِمتُ بإبلٍ كأنّها عُروقُ الأرْطَى قَالَ الأزهريّ: عُروقُ الأرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمال المَمْطورة فِي الشِّتاءِ، تَراها إِذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريّانةً مُكْتنِزة ترِفّ يَقْطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّه الإبلَ فِي حُمْرةِ ألوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بعُروقِ الأرْطَى. وَفِي حَدِيث آخر: انظُر فِي أيِّ نِصابٍ تضَعُ ولَدَك، فإنّ العِرْقَ دسّاس. والعِرْق: أصلُ كُلّ شيءٍ وَمَا يقومُ عَلَيْهِ. والعِرْقُ: الأرضُ المِلْحُ الَّتِي لَا تُنبِتُ، وسيأْتي قَريباً مَا يُخالِفه. والعِرْقُ: الجبَل والجَمْع العُروق. وَقيل: هُوَ الجبَل الغَليظ المُنْقادُ فِي الأَرْض يمنَعُك من عُلْوِه وَلَا يُرْتَقَى لصُعوبَتِه وَلَيْسَ بطَويلٍ. وَقيل: الجبَل الصّغير المُنفرِد فَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الشَّمّاخ:
(مَا إنْ تَزالُ لَهَا شأوٌ يقدِّمُها ... مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مجْدولُ)
ويُقال: إِنَّه لخَبيثُ العِرْق، أَي: الجسَد وَكَذَلِكَ السِّقاء. والعِرْق: ع على فَراسِخَ من هِيت، كَانَ بِهِ عُيونُ ماءٍ. والعِرْق: اللَّبَن يُقال: ناقةٌ دائِمةُ العِرْق، أَي: الدِّرّة، وقِيل: دائِمةُ اللّبَنِ. والعِرْق أَيْضا: النِّتاجُ الكَثيرُ عَن ابنِ الأعرابيِّ. يُقال: مَا أكْثَر عِرقَ إبِلِكَ وغنَمِك، أَي: لبَنَها ونِتاجَها.
والعِرْقُ: لقَبُ الحُسَيْن. وَفِي التّبْصير: الحسَن بن عبْدِ الجبّارِ حكى عَنهُ قاسِمٌ النّوشَجانِيّ.
والعِرْقُ: السّبَخَة تُنْبِتُ الطّرْفاءَ. ونصُّ أبي حَنيفةَ: تُنْبِت الشّجَر، وَهَذَا مَعَ قولِه آنِفاً: الأرضُ المِلحُ لَا تُنبِت، ضِدٌ، وَكَانَ ينبَغي أَن ينبِّه على ذَلِك. والعِرْقُ: الحبْلُ الرّقيقُ من الرّمْلِ المُسْتَطيلِ مَعَ الأَرْض، أَو: هُوَ المَكانُ المرتَفِع، ج: عُروقٌ. وذاتُ عِرْق: موضِعٌ بالبادِيَة كَانَ يُقالُ لَهُ قبْلَ الْإِسْلَام: عِرْقٌ، وَهُوَ ميقاتُ العِراقِيّين، وَهُوَ الحدُّ بَين نجْد وتِهامةَ. وَمِنْه الحَديثُ: أنّه وقّت لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق وَهُوَ منزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ، يفحرِم أهلُ العِراق بالحَجِّ مِنْهُ، سُمّي بِهِ لأنّ فِيهِ عِرْقاً، وَهُوَ الجبَلُ الصغيرُ، وعلِمَ النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم أَنهم يُسلِمون ويحُجّون، فبيّن مِيقاتَهم، قَالَ:
(أَلا يَا نخْلةً من ذاتِ عِرْقٍ ... عليْكِ ورحْمَةُ الله السّلامُ)

وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: مَا دونَ الرّمل الى الرّيفِ من العِراق، يُقال لَهُ: عِراقٌ وَمَا بيْن ذاتِ عِرْقٍ الى الْبَحْر: غوْرٌ وتِهامَةُ، وطرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحِجاز مدارِجُ العَرْجِ، وأوّلها من قِبَل نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْق. وعِرقٌ: وَاد لبَني حنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زيْدِ مَناةَ بن تَميم، قَالَ جَرير:
(نهْوَى ثَرَى العِرْق إذْ لمْ نلْقَ بعْدَكُمُ ... كالعِرْقِ عِرْقاً وَلَا السُّلاّنِ سُلاّنا)
السُّلاّنُ: وادٍ لبَني عمْرو بن تَميم. والعِرْقان: موضِعان بالبَصْرَة وهما عِرْق ناهِق، وعِرْق ثادِق. قَالَ شِظاظٌ الضّبّيُّ اللِّصُّ:
(مَنْ مُبلغُ الفِتيانِ عنّي رِسَالَة ... فَلَا يهْلَكوا فَقْراً على عِرْقِ ناهِقِ)
وعِرْقَةُ، بهاء: د، بالشّام، وَهُوَ حِصْنٌ شرقيَّ طرابُلُسَ، وَهِي آخِرُ أَعمال دمشق، وَسَيَأْتِي للمُصنِّفِ أَيْضا قَرِيبا ذَلِك. والعُروق الصُّفْر: نَباتٌ للصّبّاغينَ نقَله الجوْهَريّ فارسيَّته: زَرْدُ جوبَه أَي: الخشَبُ الأصْفر. أَو هوَ الهُرْدُ. أَو هُوَ المامِيران الصّيني. أَو الكُركُم الصّغيرُ وكلُّ ذَلِك مُتقارِب. والعُروقُ البيضُ: نباتٌ آخر مُسمِّنَةٌ للنِّساءِ، وتُسمّى المُستَعْجِلةَ. والعُروقُ الحُمْر: الفوّةُ يُصْبَغُ بهَا. والعُرُق، بضمّتَين: جمْع عِراقٍ بالكَسْرِ لشاطِئِ البحْر على طولِه،نقلَه اللّيثُ، وَهُوَ ككِتاب وكُتُبٍ، قَالَ: وَبِه سُمّي العِراقُ عِراقاً، كَمَا سَيَأْتِي. والعُروق: تِلال حُمْر قُرْبَ سَجا وسَجا بِالْجِيم: ماءٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَني كِلاب، قَالَه أَبُو عَمْرو. والعِراقُ ككِتاب: جوْفُ الرّيش.
قَالَ النَّظّار: وكَفَّ أطْرافَ العِراق الخُرَّجِ كمثْلِ خطِّ الحاجِبِ المُزَجَّج وَقَالَ أَيْضا: العِراقُ: مياهٌ لبَني سعْد بن مَالك وَبني مَازِن. والعِراقُ: شاطِئُ الماءِ أَو شاطئُ البحْر خاصّة، زَاد اللَّيْث طولا أَي على طولِ البحْر. والعِراقُ: الــخَرْزُ المَثْنيُّ فِي أسفلِ المَزادَةِ والرَّاويَةِ، نقلَه الليْث، والجَميعُ: العُرُقُ، والأعرِقَة، وَهُوَ من أوثَقِ خُرَز فِي المَزادَة. قَالَ عَمْرو بنُ أحْمَرَ يصِف قَطاةً سقَتْ فرْخَها:
(من ذِي عِراقٍ نِيطَ فِي جوْزِها ... فهْو لَطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ)
وَقَالَ أَبُو زيْد: إِذا كَانَ الجِلْدُ أسْفَل الإداوَةِ مثْنِيّاً، ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ، فَهُوَ عِراقٌ، والجمْع عُرُقٌ.
وَقيل: عِراقُ القِرْبة: الــخَرْز الَّذِي فِي وسَطِها. وَقَالَ يونُس: رأيتُ أَعْرَابِيًا يُرَقّصُ ابنَه، وَيَقُول: يَرْبوعُ ذَا القَنازِعِ الدِّقاقِ)
والوَدْعِ والأحْويَةِ الأخْلاقِ بِي بيَ أرْياقَكَ من أرياقِ وحيثُ خُصْياكَ الى المآقِ وعارِض كجانِبِ العِراقِ قَالَ: شبّه أسْنانَه فِي حُسْن نِبْتَتِها واصْطِفافِها على نسَقٍ واحِد بعِراقِ المَزادَةِ لأنّ خرْزَــه متسرِّدٌ مُستَوٍ. وَقَالَ الأصْمَعي: العِراقُ: الطِّبابَةُ، وَهِي الجِلْدةُ الَّتِي تُغطَّى بهَا عُيونُ الــخُرَزِ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُجعَلُ على مُلتَقَى طرَفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسْفَلِ القِرْبة، فَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غيرَ مثْنِيٍّ فَهُوَ طِبابٌ. والعِراقُ: قُطْر الجبَل وحْدَه عَن ابْن عبّاد. والعِراق: بَقايا الحمْض، كالعِرْق بالكَسْر فيهِما أَي: فِي المَعْنَيين وَمِنْه إبِل عِراقيّة ترْعَى بَقايا الحَمْض. وأوردَ الأزهريّ بعد قَوْله: العِراق: مياهُ بَني سعْدِ بنِ مَالك وبَني مازِن ويُقال: هذِه إبِل عِراقيّةٌ وَلم يُفسِّر، وظاهِرُ سِياقه أنّه منْسوبة الى تِلْك المِياهِ، ويَقرُبُ من ذلِك تفْسير قوْلِ الشاعِر، أنشدَه ابنُ الْأَعرَابِي:
(إِذا استنْصَلَ الهيْفُ السَّفا برّحَتْ بِهِ ... عِراقيّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ)
وَهِي الَّتِي تطْلُبُ الماءَ فِي القَيْظِ. وَقيل: هِيَ منسوبة الى العِراق الَّذِي هُوَ شاطِئُ الماءِ، ونُجْدٌ هُنَا جمع نَجْديّ، كفارِسيّ وفُرْس. وَقَالَ أَبُو زيْد: كلُّ مَا اتّصل بالبَحْر من مرْعًى فَهُوَ عِراقٌ.
وإبلٌ عِراقيّة: منسوبة الى العِراقِ، على غيرِ قِياس. والعِراقُ من الظُّفْرِ: مَا أحاطَ بِهِ من اللّحْم.
والعِراقُ من الأُذُنِ: كِفافُها. وقالَ ابنُ بَرّي: العِراقُ من الدّارِ: فِناؤُها، وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(وَهل بلِحاظِ الدّارِ والصّحْنِ معْلَمٌ ... وَمن آيِها بِينُ العِراقِ تلوحُ)
اللحاظُ هُنَا: فِناءُ الدّار أَيْضا. والعِراقُ من السُفْرةِ: خرْزُــها المُحيطُ بهَا، وَقد عَرقَها فَهِيَ معْروقَة: جعَل لَهَا عِراقاً. والعِراقُ من الرّكيب، أَي: النّهر: الَّذِي يدخُل مِنْهُ الماءُ الحائِطَ، حاشيَتُه من أدْناه الى مُنْتَهاه. والعِراقُ من الحَشا: مَا فوْق السُرّة معْتَرِضاً بالبَطْنِ. جمْعُ الكُلِّ: أعرِقَة، وعُرْقٌ بالضّم وبضمّتَيْن. والعِراقُ: بلادٌ، م معْروفة من فارِس، حدُّها من عبّادان الى المَوصِل طولا، وَمن القادِسيّة الى حُلْوانَ عرْضاً. وَقَالَ الجوهريّ: تُذَكَّر وتؤنَّث. قَالَ ابنُ دُريد: ذكَروا أنّ أَبَا عمْرو بنِ العَلاءِ كَانَ يَقُول: سُمّيَتْ بهَا لتَواشُجِ عِراق هَكَذَا فِي النُسخ، وَصَوَابه عُروق النّخْلِ والشّجَرِ فِيهَا كأنّه أرادَ عِرْقاً ثمَّ جُمِع عِراقاً، أَو لأنّه استكفَّ أرضَ العرَب. قَالَ ابنُ دُرَيْد: زعَموا، وَهَكَذَا يَقُول الأصمعيُّ، أَو سُمّي بعِراقِ المَزادَةِ لجِلدَة تُجْعَلُ)
على مُلتَقى طرفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسفَلِها لأنّ العِراقَ بيْن الرّيفِ والبَرّ، أَو لأنّه على عِراقِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً أَي: شاطِئِهما تتابُعاً حَتَّى يتّصِل بالبَحْر، قَالَه اللّيث. أَو هِيَ معرّبة إيران شهْر، وَمَعْنَاهُ كثيرةُ النّخْلِ والشّجَر فعُرِّبت فَقيل عِراق، هَكَذَا نقَلوه. وَعِنْدِي فِي معْناه نظَر.
وَقَالَ الأزهريّ: قَالَ أَبُو الهيثَم: زعَم الْأَصْمَعِي أنّ تسميتَهم العِراقَ اسمٌ أعجمي معرَّب، إِنَّمَا هُوَ إيران شَهْر، فأعرَبتْه العربُ، فَقَالَت: عِراق، وإيران شهْر: موضِع المُلوك. قَالَ أَبُو زُبَيد:
(مانِعي بابةَ العِراقِ من النّا ... سِ بجُرْدٍ تَغْدُو بمِثْلِ الأسودِ)
والعِراقان: الكوفَة والبَصْرَة نقلَه الجوْهَريّ. وعرْقوَةُ الدّلْو بفَتْح العيْن كتَرْقُوَةٍ، وَلَا يُضَمّ أولُه قَالَ الجوهريّ: وَإِنَّمَا تُضَمّ فُعْلُوَة إِذا كَانَ ثَانِيهَا نوناً مثل عُنْصُوَة، وَكَذَا عرْقاتُها بفَتْح فسُكون بمَعْنى واحِد، وَهِي الخشَبة المَعروضة عَلَيْهَا، وشاهِد الْأَخير قولُ الشَّاعِر: احذَرْ على عيْنَيْك والمشافِرِ عرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبّهَها بالعُقاب فِي ثِقَلها. وَقيل: فِي سُرْعة هُوِيِّها. والعَرْقُوَتان: خشَبَتان يُعْرَضان علَيْها أَي: على الدّلْو كالصّليب، نقَلَهُ الْأَصْمَعِي. وَأَيْضًا هما خشَبَتان تضُمّان مَا بَيْن واسِطِ الرّحْل والمُؤْخِرَةِ. وَقَالَ اللّيثُ: للقَتَبِ عَرْقُوَتان، وهما خشَبتان على عضُدَيْه من جانِبَيْه ج: العَراقي.
قَالَ رؤبة: سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرعُ الأتْآقِ رحْبُ الفُروغِ مُكرَبُ العَراقِي وَقَالَ عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِباديُّ يصِف مُهْراً:
(فهْيَ كالدّلْوِ بكَفِّ المُسْتَقِي ... خُذِلَتْ مِنْهَا العَراقِي فانْجذَمْ)
أَرَادَ بقوله: مِنْهَا: الدّلْو، وبقَوْلِه: انجَذَم: السَّجْل لِأَن السَّجْلَ والدّلْو واحِدٌ. وَفِي الحَدِيث: رأيتُ كأنّ دَلْواً دُلِّيَ من السّماءِ فأخذَ أَبُو بكْرٍ بعَراقِيها فشرِب. قَالَ الجوْهَريُّ: وَإِن جمَعْتَ بحَذْفِ الهاءِ قلت: عرْق، وأصلُه عرْقُوٌ، إِلَّا أَنه فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بثَلاثَةِ أحْقٍ فِي جمْع حَقْو. وَفِي اللّسان بعدَ قولِه: وأصلُه عَرْقُوٌ، إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام اسْم آخِرُه واوٌ قبلَها حرْفٌ مضْموم، إنّما تُخَصُّ بِهَذَا الضّرْبِ الأفعالُ، نَحْو: سَرُوَ، وبَهُوَ، ودَهُوَ. هَذَا مذْهَب سيبَوَيْه وغيرِه من النّحْويينَ، فَإِذا أدّى قِياسٌ الى مثلِ هَذَا فِي الأسْماءِ رُفِض، فعدَلوا الى إبْدالِ الواوِ يَاء، فكأنّهم حوّلوا عرْقُواً)
الى عَرْقِي، ثمَّ كرِهوا الكسرة على الياءِ، فأسكنُوها، وبعْدَه النّون ساكِنَة، فالْتَقى ساكِنان، فحذَفوا الياءَ، وبقِيَت الكسرةُ دالّةً عَلَيْهَا وثبتَت النّون إشْعاراً بالصّرْف، فَإِذا لم يلْتَقِ ساكِنان ردّوا الياءَ، فَقَالُوا: رأيتُ عَرْقِيَها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضّربِ من التّصريف. أنْشد سيبويْه: حَتَّى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُلِيّ وَذَات العَراقِي: الدّاهيَة، لِأَن ذَات العَراقي هِيَ الدّلْو، والدّلْوُ من أسماءِ الدّاهِيَة، يُقال: لَقيتُ مِنْهُ ذَات العَراقِي. قَالَ عوْفُ بنُ الأحْوص:
(لَقيتُمْ من تدَرُّئِكُمْ علينا ... وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقِي)
ويُقال: هِيَ مأخوذَةٌ من عَراقِي الآكام، وَهِي الَّتِي غلُظَتْ جِداً لَا تُرْتَقَى إِلَّا بمشَقّة. وَقَالَ الليْثُ: العَرْقُوة: كُل أكَمَة مُنْقادَةٍ فِي الأرضِ كأنّها جَثْوَةُ قبْرٍ مُستَطيلة. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: العَرْقُوة: أكَمَة تنْقادُ ليسَت بطَويلة من الأرضِ فِي السّماءِ، وَهِي علَى ذلِك تُشرِف على مَا حوْلَها، وَهُوَ قريبٌ من الأرْضِ أَو غيرُ قَريبٍ، وَهِي مُختلِفة مكانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ، ومكانٌ مِنْهَا غليظٌ، وإنّما هِيَ جانِبٌ من الأَرْض مسْتَوِية مُشرِفٌ على مَا حوْلَه. وَقَالَ غيرُه: العَراقِي: مَا اتّصَل من الآكامِ وآضَ كأنّه جُرْفٌ واحِدٌ طَويلٌ على وجْهِ الأَرْض. وَأما الأكَمة فإنّها تكونُ مَلْمومةً. والعَرْقاة بالفَتْح ويُكسَر، وكذلِك العِرْقَة، بالكَسْر: الأصْلُ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(تكنَّفَها الأعْداءُ من كُلِّ جانِبٍ ... ليَنْتَزِعوا عَِرْقاتِنا ثمَّ يُرْتِعوا)
أَو: أصْلُ المالِ، أَو: أرومَةُ الشّجَر الَّتِي تتشعّبُ مِنْهَا العُروق، وَهِي الَّتِي تذْهَبُ فِي الأَرْض سُفْلاً من عُروقِ الشّجَرِ فِي الوسَط. وقولُهم: استأصَلَ اللهُ عَِرْقاتَِهم أَي: شأفَتَهم إِن فتَحْتَ أوّلَه فتحْتَ آخِرَه، وَهُوَ الأكثَر، وَإِن كسَرْتَه كسَرْتَه أَي: آخِرَه على أنّه جمْع عِرْقَة بالكَسْر قَالَ اللّيثُ: ينصِبون التاءَ رِوايةً عَنْهُم، وَلَا يجْعَلونه كالتّاءِ الزّائدة فِي جمْع التأنيثِ. وَقَالَ الأزهريّ: عِرْقاتِهم بالكَسْر جمع عِرْق كأنّه عِرْق وعِرْقات، كعِرْسٍ وعِرْسات لأنّ عِرْساً أُنثَى، فَيكون هَذَا من المُذَكَّر الَّذِي جُمِعَ بالألِف والتاءِ، كسِجِلٍّ وسِجِلاّت، وحمّامٍ وحمّامات. وَمن قالَ: عِرْقاتَهم أجراه مُجْرَى سِعْلاة، وَقد يكونُ عِرْقاتُهم جمعَ عِرْقٍ وعِرْقَة، كَمَا قَالَ بعضُهم: رأيتُ بناتَك، شبّهوها بهاءِ التّأنيثِ الَّتِي فِي فَتاتِهم وقَناتِهم لأنّها للتأنِيث، كَمَا أنّ هَذِه لَهُ. وَالَّذِي سُمِع من العَرَبِ الفُصَحاءِ عِرْقاتِهم بالكَسْرِ. قَالَ: وَمن كسَر التّاءَ فِي موضِع النّصْبِ، وجعلَها جمعَ عِرْقَةٍ فقد أخْطأ. قَالَ ابنُ جِنّي: سألُ أَبُو عَمْرو أَبَا خَيْرةَ عَن قولِهم هَذَا، فنصَبَ أَبُو خيرةَ التاءَ)
من عَرْقاتَهم فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرو: هيْهات أَبَا خَيْرَةَ، لانَ جلدُكَ، وذلِك لأنّ أَبَا عَمْر استَضْعَفَ النّصْبَ بعدَما كَانَ سمِعَها مِنْهُ بالجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَواها أَبُو عمر فِيمَا بعْدُ بالجرِّ والنّصْب، فإمّا أَن يكونَ سمِعَ النّصبَ من غير أبي خيْرَة ممّن تُرْضَى عربيّتُه، وإمّا أَن يكونَ قَويَ فِي نفْسِه مَا سمِعَه من أبي خَيْرَة من النّصْبِ، ويجوزُأنْ يكون أقامَ الضّعْفَ فِي نفْسِه، فحكَى النّصب على اعتِقاده ضَعْفَه. وعُرَيْق كزُبَيْر: ع، بَين البَصرةِ والبَحْرَيْن. قَالَ: يَا رُب بَيْضاءَ لَهَا زوْجٌ حرَضْ حَلاّلة بَين عُرَيْقٍ وحَمَضْ تَرميك بالطّرفِ كَمَا يُرْمَى الغَرَضْ وعِرْقَةُ، بالكَسْر: د، بِالشَّام وَقد تقدّم أنّه شرْقِيَّ طرابُلُسَ، وَأَنه حِصْنٌ، وَفِيه تَكرارٌ، كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ. مِنْهُ عُروَةُ بنُ مَرْوَان العِرْقيّ المُسنِد، رَوى عَن زُهَير بنِ مُعاويةَ، وموسَى بنِ أعْيَن.
وواثِلَةُ بنُ الحسَن عَن كثير بنِ عُبَيد وغيرِه العِرْقِيّان نُسبا الى هَذَا الحصْن. وعبدُ الرّحْمن بنُ عِرْق، بالكَسْر الحِمْصي اليَحْصُبِيّ وابنُه محمّد: تابِعيّان، رَوى محمدٌ عَن عبدِ الله بن بِشْرٍ وَعَن بقيّة وَجَمَاعَة، وُثق. وإبراهيمُ بنُ محمّد بن عِرْق الحِمْصي: مُحدِّثٌ قُلت: ووالِدُه محمدٌ هَذَا هُوَ ابنُ عبْدِ الرَّحْمَن المذْكور، ولكنّ عِبارَةَ المُصَنِّفِ توهِم أنّه رجُلٌ آخر، بل هُوَ حَفيدُ عبد الرّحْمن. وفاتَه مَعَ ذَلِك: أَحْمد بنُ مُحَمَّد بنِ الحارِث بنِ محمّد المَذْكور، رَوى عَن أبيهِ، وعنْه الطَّبَرانيُّ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وأحمَدُ بنُ يعْقوب المُقْرئُ البَغْداديُّ، عُرِف بابْنِ أخي العِرْقِ، رَوى عَن داودَ بنِ رُشَيْدٍ، عَن حفْصِ بنِ غياثٍ، مَاتَ سنة. وعُرَيْقَةُ كجُهَيْنَة: ع، وَله يوْم نقَلهُ الصّاغانيّ. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عُرَيْقَة: بِلادُ باهِلَةَ بيَذْبُلَ والقَعاقِع. وأعْرَقَ الرّجلُ: أَتَى العِراقَ وَفِي الصِّحاح: صارَ الى العِراقِ، وأنشدُ للمُمَزَّق العَبْديّ:
(فَإِن تُتْهِموا أُنْجِدْ خِلافاً علَيْكُمُ ... وإنْ تُعْمِنوا مُستَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِ)
وَأنْشد الصّاغاني للأعشى:
(أَبَا مالِكٍ سارَ الَّذِي قد صنَعْتُمُ ... فأنْجَدَ أقْوامٌ بذاكَ وأعْرَقوا)
وأعرَقَ الرّجُلُ: صَار عَريقاً، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عِرْق فِي الكَرَم، وكذلِك الفَرَس. يُقال ذلكَ فِي اللّؤْم وَفِي الكَرَم جَميعاً، وَقد عرّقَ فِيهِ أعمامُه وأخوالُه، وَفِي حَديثِ عُمَر بنِ عبدِ العَزيز رَحمَه اللهُ تَعالَى: إنّ امْرأً لَيْسَ بينَه وبيْن آدمَ أبٌ حيٌّ لمُعرَقٌ لَهُ فِي الموْت. أَي: يَصيرُ لَهُ عِرْقٌ فِيهِ،) يَعْني أَنه أصيلٌ، كَمَا يُقال: إِنَّه لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، أَي: لَهُ عِرْق فِي ذلِك يموتُ لَا مَحالَة.
قَالَت قُتَيْلَة بِنتُ النّضْرِ بنِ الحارِثِ، وَكَانَ النّبيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم قتل أَبَاهَا صَبْراً:
(أمُحمّدٌ ولأنتَ ضِنْءُ نَجيبَةٍ ... فِي قومِها والفَحلُ فحْلٌ مُعرِقُ) وأعرَقَ الشّجَرُ: اشتدّت، هكَذا فِي سائِرِ النُسَخ ومثلُه فِي العُباب، والصّواب: امتدّت عُروقُه كَذَا فِي المُحْكَم، وَزَاد الأزهرِيُّ: فِي الأَرْض. وأعرَقَ الشّرابَ: جعَل فِيهِ عِرْقاً من الماءِ بالكَسْر، أَي: قَليلاً لَيْسَ بالكثير، فهُو طِلاءٌ مُعْرَقٌ ومُعَرَّق كمُعَظَّم ومُكْرَم فِيهِ لفٌّ ونشْرٌ غيرُ مرتّب ومَعْروق مثلُه، وَسَيَأْتِي ذكرُ فِعلِ الثَّانِي، وَلم يذْكُر للثّالثِ فِعْلاً، قَالَ البُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ:
(رفعتُ برأسِه وكشَفْتُ عَنهُ ... بمُعْرَقَةِ مَلامةَ مَنْ يَلومُ)
وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ للقُطامِيّ:
(ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ كأنّما ... شرِبوا الغَبوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ)
وَقَالَ اللِّحياني: أعرقتُ الكأْسَ: ملأتُها. وأعرَقَ فِي الدّلوِ إعْراقاً: جعلَ الماءَ فِيهَا دونَ المَلْءِ، قالَه أَبُو صفْوان كعرَّقَ فيهِما تعْريقاً أَي: فِي الشّرابِ والدّلْو، قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أعرقْتُ الكأسَ وعرّقْتُها: إِذا أقللتَ ماءَها. وعرّقتُ فِي السِّقاءِ والدّلْوِ وأعرَقْت: جعلتُ فيهمَا مَاء قَليلاً، وَأنْشد: لَا تملأ الدّلْوَ وعرِّقْ فيهمَا أَلا ترَى حَبارَ مَنْ يسْقيها حَبار: اسمُ ناقَتِه. وَقَالَ غيرُه: عرّقْتُ الكأسَ: مزَجْتُها، فَلم يُعَيِّن بقِلّةِ ماءٍ وَلَا كَثْرة. والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ هَكَذَا ضبَطَه أَبُو سعيد، وضبَطَه أهلُ الحَدِيث مثلَ مُحدِّثَة، وصوّب ابنُ الْأَثِير التّخفيف: طريقٌ الى الشّأْم على ساحِلِ البَحْر كانَتْ قُرَيْشٌ تسلُكُها إِذا سارَتْ الى الشّأْم، وَفِيه سلَكتْ عيرُ قُرَيش حِين كَانَت وَقْعَةُ بدْرٍ، وَمن هَذَا قولُ عُمَر لسَلمانَ رضيَ الله عَنْهُمَا: أينَ تأخُذْ إِذا صدَرْتَ أعلَى المُعرِّقَةِ، أم على المَدينَة. وَرجل مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّق، كمُعظَّم: قَليلُ اللّحْم مَهْزولٌ، وَكَذَلِكَ فرَسٌ مَعْروقٌ ومُعْتَرَق: إِذا لم يكُنْ على قصَبِه لحم، ويُسْتَحَبُّ من الفَرَسِ أَن يكونَ معْروقَ الخَدّيْنِ، قَالَ:
(قد أشهَدُ الغارةَ الشّعْواءَ تحْمِلُني ... جَرداءُ معْروقَةُ اللّحْيَيْنِ سفرْحوبُ)
ويُرْوَى: معْروقَةُ الجَنْبَيْن. وَإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلاماتِ عِتْقِها. واستَغْرَقَ: تعرّض للحَرِّ كيْ يعْرَقَ قَالَه ابنُ فَارس: قَالَ الزّمخْشَري: وَذَلِكَ إِذا نامَ فِي المَشرُقَة واستَغْشَى)
ثيابَه. والعَوارِقُ: الأضْراسُ صِفةٌ غالِبةٌ. والعَوارِق: السِّنون، لأنّها تعْرُقُ الإنسانَ، وَقد عرقَتْه تعْرُقُه: أخذَتْ منهُ، قَالَ:
(أجارَتَنا كلُّ امْرئٍ ستُصيبُه ... حَوادِثُ، إِلَّا تَبْتُرِ العظْمَ تعْرُقِ)
وصارَعَه فتعَرَّقَه: إِذا أَخذ رأسَه فجعلَه تحْتَ إبْطِه فصرَعَه بعْدُ. وابنُ عِرْقانَ، بالكَسْرِ: رجُلٌ من العرَب. والعِرْقانِ: ع قَريبٌ من البَصْرة، وَيَنْبَغِي أَن تُكسَر نونُه فَإِنَّهُ مُثنّى عِرْق. وعارِقٌ: لقَبُ قَيْسِ بن جِرْوَةَ الأجَئيّ الطّائيّ، لُقِّبَ بذلك لقَوْله:
(فإنْ لم نُغَيِّر بعضَ مَا قد صنَعْتُمُ ... لأنتَحِيَنَّ العظْمَ ذُو أَنا عارِقُهْ)
ويُرْوَى: فَإِن لم تُغَيِّر بعضَ ويُروَى: لأنتَحِيَنْ للعَظْمِ. وَذُو بمَعْنى الَّذِي فِي لُغَتِهم. والأعراق: ع نَقله صاحِبُ اللّسان وغيرُه، وَقد أهملَه ياقوت فِي مُعجَمِه. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: أعْرَقْتُ الْفرس وعرّقْتُه: أجْرَيْتُه ليَعْرَق، وفرسٌ مُعْرَق: إِذا كَانَ مُضَمَّرا يُقال: عرِّقْ فرَسَك تعْريقاً، أَي: أجْرِه حتّى يعْرَق ويضْمُرَ، ويذْهبَ رهَلُ لحْمِه. ومعارِقُ الرّمْلِ: آباطُه على التّشبيه بمعارِقِ الحَيوان. والعرَبُ تَقول: إنّ فُلاناً لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، وَقد عرّق فيهِ أعمامُه وأخوالُه، كأعْرَقَ.
وإنّه لمَعروقٌ لَهُ فِي الكَرَم على توهُّم حذْفِ الزائدِ. والعَريقُ من الخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الكَرَم. وغُلامٌ عَريقٌ: نَحيفُ الجِسْم، خَفيفُ الرّوح. والعُرُق، بضمّتيْنِ: أهلُ السّلامة فِي الدّين، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وعرَّقَ الشّجرُ وتعرَّقَ: امتدّت عُروقُه فِي الأَرْض، كَمَا فِي المُحْكَمِ والعُباب. وَكَذَلِكَ اعْترَق. واستَعْرق: إِذا ضرَبَ بعُروقه فِي الأَرْض، كَمَا فِي الأساس. وعُروقُ الأرضِ: شحْمَتُها، وَأَيْضًا مناتِحُ ثَراها. وقولُ امْرِئ القَيْس: الى عِرْقِ الثّرَى وشجَتْ عُروقِي قيل: يَعْنِي بعِرْقِ الثّرَى إسماعيلَ بنَ إِبْرَاهِيم عليْهِما السّلام. ويُقال فِيهِ: عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحَةٍ، أَي: شَيْء يَسير. واستَعْرَقَت إبِلُكم: أتَت العِرْق، وَهِي السَّبَخَة تُنبِتُ الشّجرَ، قَالَه أَبُو حَنيفة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: استَعْرَقَت الإبِلُ: إِذا رَعَت قُربَ البَحْرِ. وكلُّ مَا اتّصَل بالبَحْرِ من مَرْعىً فَهُوَ عِراقٌ. وعَمِل رجلٌ عَمَلاً، فَقَالَ لَهُ بعضُ أصْحابِه: عرّقْت فبَرّقْت. فمعنَى برّقْت لوّحْت بشيءٍ لَا مِصْداقَ لَهُ، وَمعنى عرّقْت: قلّلْت. وَفِي النّوادِر: تركت الحَقَّ مُعْرِقاً وصادِحاً وسانِحاً، أَي: لائِحاً بَيِّناً. ويُقال: مَا هُوَ عِنْدي بعِرْق مَضَنَّة، أَي: مَا لَهُ قدْر، والمَعْروفُ عِلْق مضَنَّةٍ، إِنَّمَا يُستَعْمل فِي الجَحْدِ وحدَه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هما بمَعْنًى واحِد. يُقال ذلِك لكلِّ مَا)
أحبَّه. واعتَرقَ العظْمَ، مثل تعرَّقَه: أكل مَا عَليه. وتعرَّقَتْه الخُطوبُ: أخذَت مِنْهُ، وَأنْشد سيبَوَيْه:
(إِذا بعضُ السّنينَ تعرَّقتْنا ... كَفَى الأيْتامَ فقْدَ أبي اليتيمِ)
أنّثَ لأنّ بعضَ السّنين سِنون، كَمَا قَالُوا: ذهبَتْ بعضُ أصابِعِه. والعَرْقَة، بالفَتْحِ: الفِدْرَةُ من اللّحْم. والمِعْرَقُ، كمِنْبَرٍ: حَديدةٌ يُبْرَى بهَا العُراق من العِظام. يُقال: عرَقْتُ مَا عَلَيْه من اللّحم بمِعْرَقٍ، أَي: بشَفْرة. وأعْرقَه عِرْقاً: أعْطاه إيّاه، ويُقال: مَا أعْرقْته شَيْئا، وَمَا عرّقْتُه، أَي: مَا أعطيْتُه. وأنشَد ثعْلَبٌ: أيّام أعرقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فسّرَه فَقَالَ معْناه: ذهَبَ بلَحْمي. قَالَ: وَقَالَ: عامُ المَعاصيم ضَرورَةً. وَقَالَ أَبُو عمْرو: العِراقُ ككِتاب: تقارُب الــخَرْزِ، يُضرَبُ مثَلاً للأمْرِ، يُقال: لأمْره عِراقٌ: إِذا اسْتَوى. واعْتَرَقوا: أخَذوا فِي بِلادِ العِراقِ، حَكاهُ ثعْلب. وعرْقَيْتُ الدّلْوَ عرْقاةً: جعَلْتُ لَهُ عَرْقُوَةً، وشدَدْتُها عَلَيْهَا، نَقله الجَوْهَري. واعْتَرَق الناقَة: أخذَها، وزمّ على خِطامِها. ويُقال: تعرّقْ فِي ظِلِّ ناقَتي، أَي: امْشِ فِي ظِلِّها، وانتفِعْ بِهِ قَليلاً قَلِيلا. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ، والزّمَخْشَريُّ: يُقال للفَرَس عِنْد اسْتِلالِ الْعرق والصّنْعَةِ: احمِلْه على المِعْراقِ الْأَعْلَى، والمِعْراقِ الأسْفَل، أَي: الشّدَّيْنِ، الشّديدَ والدّونَ.
وعرْقُوة: علَم لحَزيز أسْودَ فِي رأسِه طَميّة. وعُرَيْقِيَة: من مِياهِ بَني العَجْلان. وأعْرَقُ ليْلةٍ فِي السّنَةِ: أكْثَرُها لبَناً. واتّخذْتُ ثوْبي هَذَا مِعْرَقاً، أَي: شِعاراً ينَشِّفُ العَرَق لَئِلاّ ينالَ ثِياب الصِّينَةِ.
وعَرِقْتُ إِلَيْهِ بخَيْر، أَي: نَديتُ. والعَراقِي: التّراقي بلُغةِ اليَمَن، كَمَا فِي اللّسان. والعَرّاقة، مشدّدَةً: مَا يوضَع تحْتَ كِلّةِ السّرْجِ والبَرْذَعَةِ. والعَرَقيّة، مُحرَّكةً: مَا يُلْبَس تحْتَ العِمامةِ والقَلَنْسُوة، مولدة. وابنُ العَريق، كَمَا مرّ هُوَ جعْفَر بنُ محمّد الإسْكَنْدرانيّ، ذكره السِّلَفيّ فِي تعاليقِه، وضبَطَه.
(عرق) أعرق

عرق

1 عَرَقَ العَظْمَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and مَعْرَقٌ; (S, O, K; [see an ex. of the last voce عَارِقٌ;]) and ↓ تعرّقهُ; (S, O, K;) He ate off the flesh from the bone, (S, O, Msb, K, TA,) taking it with his fore teeth: (TA:) and one says also اللَّحْمَ ↓ تعرّق [meaning as above]: (Lh, TA in art. نهس:) and العَظْمَ ↓ اعترق is likewise said to signify as above. (TA.) b2: عَرَقْتُ مَا عَلَى العُرَاقِ مِنَ اللَّحْمِ I pared off what was on the bone, of flesh, with a مِعْرَق, i. e. a large, or broad, knife or blade. (TA.) b3: And [hence,] عَرَقَتْهُ السِّنُونَ, aor. as above, i. e. [The years, or droughts, or years of drought,] took from him [his flesh, or rendered him lean]; namely, a man. (TA.) الخُطُوبُ ↓ تَعَرَّقَتْهُ, also, signifies the like, i. e. [Afflictions, or calamities,] took from him [his flesh, &c.]. (TA.) بِى عَامُ المَعَاصِيمِ ↓ أَيَّامَ أَعْرَقَ cited by Th, he expl. as meaning In the days when the year of the مَعَاصِم took away my flesh: i. e., when the dirt, consequent upon drought, reached my مَعَاصِم [or wrists]; المَعَاصِيمِ being here used by poetic license for المَعَاصِمِ: but ISd says, “I know not what this explanation is. ” (L.) And عُرِقَ, inf. n. عَرْقٌ, signifies He (a man) was, or became, emaciated, or lean. (K.) ↓ التَّعَرُّقُ is also used in relation to other than material objects; as the strength and patience of camels, which are meant by خِلَالَهُنَّ [“ their properties ” or “ qualities,” خِلَال in this case being pl. of خَلَّةٌ,] in the phrase يَتَعَرَّقُونَ خِلَالَهُنّ [They exhaust, or wear out, their properties, or qualities, of strength and patience], in a verse cited by IAar, describing camels and a company of riders. (TA.) b4: [Hence, app.,] طَرِيقٌ يَعْرُقُهُ النَّاسُ (K, TA) A road which men travel [as though they pared it]. (TA.) A2: عَرَقَ فِى الأَرْضِ, (S, O, K,) aor. ـِ (S, O, TA,) not عَرُقَ, as seems to be required by the method of the K, (TA,) inf. n. عُرُوقٌ (S, O, TA) and عَرْقٌ, (TA,) He (a man, S, O, TA) went away into the country, or in the land; syn. ذَهَبَ [which, followed by فى الارض, often means he went into the open country, or out of doors, to satisfy a want of nature]. (S, O, K, TA.) A3: عَرَقَ المَزَادَةَ, (K, TA,) and السُّفْرَةَ, aor. ـُ inf. n. عَرْقٌ, (TA,) He made to the مَزَادَة [or leathern water-bag], (K, TA,) and to the سُفْرَة [or round piece of skin in which food is put and upon which one eats], (TA,) what is termed an عِرَاق [q. v.]. (K, TA.) A4: عَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَرَقٌ, (Msb,) He sweated. (S, O, K.) b2: and [hence, app.,] عَرِقَ, inf. n. عَرَقٌ, said of a wall, It became moist: [or it exuded moisture:] and in like manner one says of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: [It is also said in the TA, in the supplement to this art., that عرقت اليه بِخَبَرٍ means ندبت: but I think that the phrase is correctly عَرِقْتُ إِلَيْهِ بِخَيْرٍ; and the explanation, نَدِيتُ: meaning I did to him good: see art. ندو and ندى.] b4: and عَرِقَ, (O, K,) inf. n. عَرَقٌ, (TA,) signifies also He was, or became, heavy, sluggish, lazy, or indolent. (O, K.) A5: عَرُقَ, inf. n. عَرَاقَةٌ, It had root: and he was of generous origin. (MA.) [See also 4, latter half.]2 عَرَّقَ see 4, third sentence. b2: عرّق الشَّرَابَ, (S, O, K,) inf. n. تَعْرِيقٌ, (S, O,) He mixed the wine, [with water,] not doing so immoderately: (S, O:) or he put a little water into it; as also ↓ اعرقهُ; (K;) or the latter signifies he put into it some water, not much: (S:) [but] accord. to Lh, الكَأْسَ ↓ أَعْرَقْتُ signifies I filled the cup of wine: or, accord. to IAar, عَرَّقْتُ الكَأْسَ signifies I put little water to the cup of wine; and so ↓ أَعْرَقْتُهَا: but the former of these two phrases is also expl. as meaning I mixed the cup of wine; whether with little or much water not being specified: (TA:) and الخَمْرَةَ ↓ تَعَرَّقْتُ signifies I mixed [with water the wine, or portion of wine]. (Ham p. 561.) b3: عرّق فِى الدَّلْوِ, (S, O, K, TA,) inf. n. as above; (O, K;) and فِيهَا ↓ اعرق; (O, K, TA;) He put into the bucket less water than what would fill it, (S, O, K,) on the occasion of drawing: (S, O:) or he put little water into the bucket; and so فِى السِّقَآءِ [into the skin]: (TA:) and عَرِّقْ فِى الإِنَآءِ Put thou less than what would fill it into the vessel. (S.) b4: بَرَّقْتَ وَعَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [or madest a false display, or a vain promise,] and didst little. (IAar, TA in this art and in art. برق.) A2: عرّق الفَرَسَ, (O, TA,) inf. n. as above; and ↓ اعرقهُ; (TA;) He made the horse [to sweat, or] to run in order that he might sweat, and become lean, and lose his flabbiness of flesh. (O, * TA.) A3: See also 4, again, in three places.4 أَعْرَقَ see 1, former half.

A2: اعرقهُ عَرْقًا He gave him a bone with flesh upon it, or of which the flesh had been eaten. (TA.) b2: And [hence, app.,] مَاأَعْرَقْتُهُ شَيْئًا and ↓ مَا عَرَّقْتُهُ I gave him not anything. (O, TA.) b3: And عرقهُ He gave him to drink pure, or unmixed, wine; or wine with a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) b4: See also 2, in four places.

A3: اعرق الفَرَسَ: see 2, last sentence but one.

A4: اعرق الشَّجَرُ, (S, O, K,) and النَّبَاتُ, (S,) The trees, (S, O, K,) and the plants, (S,) extended their roots into the earth; (S, O, K, * TA;) in the K, اِشْتَدَّتْ is erroneously put for اِمْتَدَّتْ, and so [in one place] in the O; (TA;) as also ↓ تعرّق, said of trees, (M, O, TA,) and ↓ عرّق, (M, TA,) and in like manner, ↓ اعترق, and ↓ استعرق, said of trees, i. e., struck their roots into the earth, as in the A: (TA:) [but accord. to Mtr,] in the phrase فِى ↓ رَجُلٌ لَهُ شَجَرَةٌ تَعَرَّقَتْ مِلْكِ غَيْرِهِ, meaning [A man of whom a tree] whereof the root crept along beneath the ground [into the property of another], in [one of the books of which each is entitled] “ the Wáki'át,”

تعرّقت should correctly be ↓ عَرَّقَتْ. (Mgh.) b2: [Hence,] one says, أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ [His paternal uncles and his maternal uncles implanted, or engendered, in him, by natural transmission, a quality, or qualities, possessed by them, or what is termed a strain]; (S, O, TA; [in which the meaning is indicated by the context;]) and so ↓ عرّق. (L, TA.) [See also the saying ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بِعِرْقٍ ذِى أَشَبٍ in the second quarter of the first paragraph of art. ضرب.] And أُعْرِقَ, (S, O, [agreeably with the context in both, in like manner as it is with explanations of phrases here preceding,]) or أَعْرَقَ, (K, [but I know nothing that is in favour of this latter except a questionable explanation of مُعْرِقٌ which will be mentioned below, voce عَرِيقٌ,]) said of a man, and likewise of a horse, (S, O,) He was, or became, rooted (عَرِيقًا), (S, O, K,) i. e. one having a radical, or hereditary, share (لَهُ عِرْقٌ), in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the verb when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; meaning he had a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) [See an ex. in a verse cited voce طَابٌ, in art. طيب. And see also the last form of 1 (عَرُقَ) in the present art.]

A5: أَعْرَقَ also signifies He (a man, S, O) went, or came, (صَارَ, S, or أَتَى, K,) or journeyed, (سَارَ, O,) to El-'Irák: (S, O, K:) and ↓ اعترقوا They entered upon, or took their way in or into, the country of El-'Irák. (Th, TA.) 5 تَعَرَّقَ see 1, former half, in four places: A2: and 2, former half: A3: and 4, former half, in two places.

A4: تَعَرَّقْ فِى ظِلِّ نَاقَتِى Walk thou in the shade of my she-camel, and profit by it, little and little. (TA.) A5: صَارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ He wrestled with him, and took his head beneath his armpit and threw him down. (K.) 8 إِعْتَرَقَ see 1, first sentence: A2: and 4, former half: A3: and the same, last sentence.

A4: اعترق النَّاقَةَ He took the she-camel and tied the cord called زِمَام to her خِطَام [or halter, or the like]. (TA.) 10 استعرق He exposed himself to the heat in order that he might sweat: (IF, O, K:) he stood in a place on which the sun shone, and covered himself with his clothes [for that purpose]. (Z, TA.) A2: See also 4, former half.

A3: استعرقت الإِبِلُ The camels pastured near to the sea or a great river, i. e., in a place of pasture such as is termed عِرَاق: so says Az: or, as AHn says, the camels came to a piece, or tract, of land, such as is termed عِرْق, i. e., one exuding water and producing salt and giving growth to trees. (TA.) Q. Q. 1 عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ, inf. n. عَرْقَاةٌ, I bound, or tied, upon the leathern bucket the two cross-pieces of wood called the عَرْقُوَتَانِ. (S.) عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُرَاقٌ (K) [the latter also a pl.] A bone of which the flesh has been taken: (S, O:) or a bone of which the flesh has been eaten: (Msb, K:) or a bone of which most of the flesh has been taken, some thin and savoury portions of flesh remaining upon it: (TA:) or the former signifies a bone upon which is flesh: and one upon which is no flesh: or, as some say, whereof most of that which was upon it has been taken, some little remaining upon it: (Mgh:) or, as some say, a piece of flesh-meat; as also ↓ عَرْقَةٌ: (TA:) or عَرْقٌ signifies a bone with its flesh: and ↓ عُرَاقٌ, a bone of which the flesh has been eaten: (K:) thus they are correctly expl. accord. to Ez-Zejjájee; and the like is said by Az respecting ↓ عُرَاقٌ: (TA:) but accord. to A'Obeyd, this signifies a piece of flesh-meat; and IAmb says that this is the right explanation, because the Arabs say أَكَلْتُ العُرَاقَ, and they do not say أَكَلْتُ العَظْمَ: (Har p.26:) [or, app., the flesh-meat of a bone: and likewise the portions, of trees, that are cropped by camels: (see عُرَامٌ:)] the pl. (of عَرْقٌ, S, Mgh, O) is ↓ عُرَاقٌ, (S, Mgh, O, K,) which is extr, (IAth, K,) a pl. of a measure of which, as that of a pl., there are few instances, (ISk, S, O,) [see an ex. voce جَنَاحٌ,] and عِرَاقٌ, also, (IAar, K,) which is more agreeable with analogy. (IAar, TA.) b2: Also A road which men travel [as though they pared it] so that it becomes plainly apparent: (K, * TA:) an inf. n. used as a subst. [properly so termed]. (TA.) b3: See also عَرَقٌ, near the end.

عِرْقٌ A certain appertenance of a tree; (S, Mgh, O, Msb, K;) the root thereof; or the part thereof that is beneath the ground; (MA;) or its branching roots [collectively]: (TA:) pl. [of mult.] عُرُوقٌ (S, O, Msb, K) and عِرَاقٌ and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (K.) b2: It is said in a trad., لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ, (S, Mgh, O, Msb,) i. e. لِذِى عِرْقٍ

ظَالِمٍ, (Mgh, O, Msb,) meaning (tropical:) [There is no right pertaining] to him who plants, (S, Mgh, O, Msb,) or sows, (S,) in land, (Mgh, Msb,) or in land which another has brought into cultivation (S, O, Msb) after it has been waste, (S, O, Msb, *) wrongfully, in order that he may have a claim to that land: (S, Mgh, O, Msb:) the epithet being tropically applied to the عِرْق, (Mgh, Msb,) as it properly applies to the owner thereof: (Mgh:) but some, in relating this trad., say لِعِرْقِ ظَالِمٍ, making the former noun to be a prefix to the latter, governing it in the gen. case. (O.) b3: The roots of the أَرْطَى (عُرُوقُ الأَرْطَى) are long, red, penetrating into the moist earth, succulent, compact, and dripping with water: and to them, in a trad., certain camels are likened in respect of their redness and plumpness and the compactness of their flesh and fat. (TA.) b4: العُرُوقُ also signifies A certain plant with which one dyes: (S, O:) or العُرُوقُ الصُّفْرُ, a certain plant used by the dyers, called in Pers\. زَرْدَچُوبَة [or زَرْدٌ چُوبْ], (K, TA,) i. e. yellow wood: (TA:) or i. q. الهُرْدُ: or المَامِيرَانُ, (K,) or المَامِيرَانُ الصِّينِىُّ: (TA:) or الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ: (K:) all which are nearly alike. (TA. [See also بَقْلَةُ الخَطَاطِيفِ, voce بقل.]) b5: And العُرُوقُ الحُمْرُ Madder, (الفُوَّةُ, K, TA,) with which one dyes. (TA.) b6: And العُرُوقُ البِيضُ A certain plant that fattens women; also called المُسْتَعْجِلَةُ. (K.) b7: [عُرُوقٌ seems sometimes to signify Straggling plants or stalks, spreading like roots: see جَنْبَةٌ. b8: And it signifies also Sprouts from the roots of trees: see عُسْلُوجٌ.] b9: And عِرْقٌ signifies also The root, origin, or source, of anything: (K, TA:) and the basis thereof. (TA.) [And particularly The origin of a man, considered as the root from which he springs: hence عِرْقُ الثَّرَى is said to be applied by Imra-el-Keys to Adam, as the root, or source, of mankind; or to Ishmael, as, accord. to some, the root, or source, of all the Arabs: (see “ Le Diwan d'Amro'lkais,” p. 33 of the Ar. text, and p. 103 of the Notes:) and the pl.] أَعْرَاقٌ signifies the ancestors of a man. (Har p. 634.) [And A quality, or disposition, possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such person, considered as the source of that quality of a disposition in a descendant or in a collateral of a descendant: and such a quality, or disposition, when transmitted; a strain; i. e. a radical, a hereditary, an inborn, or a natural, disposition: and a radical, or hereditary, share in some quality or the like: pl. أَعْرَاقٌ.] One says, تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ [Good qualities or dispositions possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such a person, or strains of a good kind, extended to him]; and أَعْرَاقُ شَرٍّ or سَوْءٍ [evil qualities or dispositions &c., or strains of an evil kind]. (TA.) And العِرْقُ دَسَّاسٌ [The natural disposition is wont to enter; i. e., to be transmitted to succeeding generations]. (TA in art. دس, q. v.) And عرقت فِيهِمْ عِرْقَ سَوْءٍ

[i. e. عَرَّقَتْ, or, accord. to more common usage, أَعْرَقَتْ, meaning She implanted, or engendered, in them, or among them, an evil strain, or radical or hereditary disposition]. (TA in art. ضرب.) And لَهُ عِرْقٌ فِى الكَرَمِ [He has a radical, or hereditary, share in generousness or nobleness of origin]: (S, O:) and in like manner one says of a person between whom and Adam is no living ancestor, لَهُ عِرْقٌ فِى المَوْتِ [He has a radical, or heriditary, share in death]; meaning that he will inevitably die. (O. [See also عَرِيقٌ.]) b10: [Hence, app., A little, or modicum, or small quantity or admixture, of something]. One says, فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُمُوضَةٍ, and مُلُوحَةٍ, i. e. In it is a little, or a modicum, of acidity, and of saltness. (TA.) And فِى الشَّرَابِ عِرْقٌ مِنَ المَآءِ In the wine is a small quantity [or admixture] of water. (S, O, K.) b11: Also A certain appertenance of the body; (O, Msb, K, TA;) i. e. the hollow [canal] in which is the blood; (TA;) [a blood-vessel; a vein, and an artery: also any duct, or canal, in an animal body: and sometimes, though improperly, a nerve: or any one of the appertenances of the body that resemble roots:] pl. [of mult.] عُرُوقٌ (O, Msb, K) and عِرَاقٌ (K) and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (Msb, K.) [Hence it may be applied to A spermatic duct: and hence, app.,] it is said in a trad., عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ, meaning (assumed tropical:) [Keep ye to fasting, for it is] a cause, or means, of stopping venereal intercourse: or an impediment to venery, and a cause of diminishing the seminal fluid, and of stopping venereal intercourse or passion. (T * and TA in art. حسم.) b12: عُرُوقُ الأَرْضِ means The pores through which exudes the moisture of the earth. (TA.) b13: And (i. e. عروق الارض) i. q. شَحْمَةُ الأَرْضِ [the significations of which see in art. شحم]. (TA.) A2: عِرْقٌ also signifies The body. (K, TA.) Thus in the saying, إِنَّهُ لَخَبِيثُ العِرْقِ [Verily he is corrupt, or impure, in respect of the body]. (TA.) b2: And Milk. (K.) One says, نَاقَتُكَ دَائِمَةُ العِرْقِ, meaning Thy she-camel has a constant flow, or abundance, of milk: or has constant milk. (TA.) [See also عَرَقٌ, first quarter.] b3: And Numerous offspring: (IAar, K:) or milk and offspring; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عِرْقَ إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ [How abundant are the milk and offspring of thy camels and thy sheep or goats!]. (TA.) [See, again, عَرَقٌ, first quarter.]

A3: Also Salt land that gives growth to nothing. (K.) b2: And (K) A piece, or tract, of land exuding water and producing salt, (AHn, K,) that gives growth to trees, (AHn, TA,) or that gives growth to the [species of tamarisk called] طَرْفَآء: (K:) a signification the contr. of that in the next preceding sentence. (TA.) b3: And A mountain that is travelled, or traversed: (TA:) or a mountain that is rugged, and extending upon the earth, (K, * TA,) debarring one by reason of its height, (TA,) and not to be ascended, because of its difficult nature, (K, TA,) but not long. (TA.) and A small mountain (K, TA) apart from others. (TA.) Thus it has two contr. significations. (K.) b4: And A thin حَبْل [or elongated and elevated tract (not جَبَل as in the CK)] of sand extending along the ground: (K, TA:) or an elevated place: pl. عُرُوقٌ. (K.) b5: See also عِرَاقٌ, latter half, in two places.

A4: عِرْقُ مَضَنَّةٍ and عِلْقُ مَضَنَّةٍ (the latter of which is that commonly known, TA) signify A thing of which one is tenacious; (O;) a thing held in high estimation, of which one is tenacious, (S and K and TA in art. ضن,) and for which people vie in desire: (TA in that art.:) but [said to be] used only in a case of negation: one says, مَا هُوَ عِنْدِى بِعِرْقِ مَضَنَّةٍ, meaning It is not, in my estimation, a thing of any value, or worth. (TA.) عَرَقٌ Sweat; i. e. the moisture, or fluid, that exudes (S, * O, * K, TA) from the skin of an animal; (K, TA;) or the water of the skin, that runs from the roots of the hair: a gen. n.; having no pl.; (TA;) or no pl. of it has been heard: (Msb:) Lth says, I have not heard a pl. of العَرَقُ; but if it be pluralized, it should be, accord. to analogy, أَعْرَاقٌ. (O, TA.) b2: It is metaphorically used [in a similar sense] in relation to other things than animals. (K.) [Thus] it signifies The [exuded] moisture of a well: (K:) and in like manner of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: And The دِبْس [or honey] of dates; (K;) because it flows, or exudes, from them. (TA.) b4: And Milk; because it flows in the ducts (عُرُوق) [thereof] until it comes at the last to the udder: (K:) or milk at the time of bringing forth; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ غَنَمِكِ How abundant is the milk of thy sheep, or goats, at the time of their bringing forth! (Az, O.) [See also عِرْقٌ, latter half.] b5: And (K) The offspring of camels: (S, O, K:) so in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ إِبِلِهِ [How numerous are the offspring of his camels!]. (S, O.) [See, again, عِرْقٌ, latter half.] b6: And Advantage, profit, utility, or benefit: (O, K, TA; in [several of] the copies of the second of which, النَّقْعُ is erroneously put for النَّفْعُ: TA:) and a recompense, or reward: (K, TA; in some copies of the former of which, التُّرَابُ is erroneously put for الثَّوَابُ: TA:) or a little thereof; (K, TA;) likened to عَرَق [as meaning “ sweat ”]. (TA.) عَرَقُ الخِلَالِ means A thing that one gives, or yields, for friendship: (S, O, TA:) or a reward for friendship. (TA.) A poet says, namely El-Hárith Ibn-Zuheyr, describing a sword named النُّون, (O, TA,) belonging to Málik Ibn-Zuheyr, which Hamal Ibn-Bedr took from him on the day when he slew him, and which El-Hárith took from Hamal when he slew him, (TA,) وَيُخْبِرُهُمْ مَكَانَ النُّونِ مِنِّى

وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلَالِ [And he shall tell them the place of En-Noon, from me, and that I was not given it as a reward for friendship]; meaning, that I took this sword by force. (O, TA. [In the S, the former hemistich of this verse is given differently, and, as is said in the TA, erroneously.]) b7: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ

عَرَقَ القِرْبَةِ (which is a prov., TA) means [I experienced from such a one] hardship, as expl. by As, who says that he knew not the origin thereof, (S, O,) or difficulty, or distress, as expl. by IDrd: (O:) and it is said that the عَرَق [or sweat] is of the man, not of the قِرْبَة [or water-skin]; and the origin of the saying is, that water-skins (قِرَب) are [generally] carried only by female slaves that bear burdens, and by him who has no assistant; but sometimes a man of generous origin becomes poor, and in need of carrying them himself, and he sweats by reason of the trouble that comes upon him, and of shame; (S, O;) wherefore one says, تَجَشَّمْتُ لَكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [expl. in art. جشم], (S,) or جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [likewise expl. in art. جشم]: accord. to Ks, the meaning is, I have suffered fatigue, and imposed upon myself difficulty, for thee, [or in coming to thee,] so that I have sweated like the sweating of the water-skin: or, accord. to A'Obeyd, I have imposed upon myself, in coming to thee, what no one has attained, and what will not be; because the قربة does not sweat: (O:) عَرَقُ القِرْبَةِ is a metonymical expression for hardship, and difficulty, or distress; because, when the قربة sweats, its odour becomes foul: or because it has no sweat; therefore it is as though one imposed upon himself an impossible thing: or it means the benefit of the قربة; (which is the flowing of its water, TA;) as though one imposed upon himself such a task that he became in need of the water of the قربة, i. e. of journeying to it; or it means a سَفِيفَة [or plaited suspensory] which the carrier of the قربة puts over his chest [when carrying the قربة on his back]: (K:) accord. to IAar, it signifies the suspensory (مِعْلَاق) by means of which the قربة is carried; as also عَلَقُهَا; (O, TA;) the ر being substituted for ل: (TA: see art. ر:]) but he says also that عَرَقُ القِرْبَةِ means one's sweating with the قربة by reason of the difficulty, or trouble, of carrying it; and عَلَقُهَا, that by which it is tied, or bound, and then suspended: (L, TA:) the former is also said to signify the ↓ عِرَاق [q. v.] of the قربة, that is sewed around it: (TA:) or it means that one has imposed upon himself difficulty, or trouble, or fatigue, like that of the carrier of the قربة, who sweats beneath it by reason of its heaviness. (K.) b8: عَرَقٌ also signifies A heat; i. e. a single run, or a run at once, to a goal, or limit. (S, O, K.) One says, جَرَى الفَرَسُ عَرَقًا or عَرَقَيْنِ The horse ran a heat or two heats. (S, O.) A2: Also A row of horses, and of birds, (S, O, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) and any things disposed in a row; (S, O, K, TA;) as also ↓ عَرَقَةٌ; (TA;) or this latter is the n. un. [app. signifying one of such as compose a row]: (S:) pl. أَعْرَاقٌ and عَرَقَاتٌ. (Msb.) [See an ex. in a verse of Tufeyl cited in art. صدر, conj. 5; also cited in the present art. in the S and O.] b2: And Any row of bricks, crude and baked, in a wall: one says, بَنَى البَانِى عَرَقًا وَعَرَقَيْنِ and وَعَرَقَتَيْنِ ↓ عَرَقَةً [The builder built a row of bricks and two rows thereof]: (K, TA:) pl. أَعْرَاقٌ. (TA.) b3: And Roads in mountains; as also ↓ عَرْقَةٌ, (K, TA,) with fet-h and then sukoon. (TA.) b4: And Foot-marks of camels following one another: (K, TA:) n. un.

↓ عَرَقَةٌ. (TA.) [See an ex. of the latter voce طَرَقٌ.] A poet says, وَقَدْ نَسَجْنَ بِالفَلَاةِ عَرَقَا [And they had woven in the desert, or waterless desert, foot-marks in their following one another]. (TA.) b5: And A plait of palm-leaves (S, O, Msb, K) &c. (S, O) before a زَبِيل [so in the S and O] or زِنْبِيل [so in the K, both meaning the same, i. e. a basket,] is made therewith: (S, O, K:) or a زِنْبِيل itself: (K:) or hence (S, O) it signifies also (S, O, Msb) a زَبِيل (S, O) or [what is called] a مِكْتَل (Mgh, Msb) and زِنْبِيل, (Msb,) of large size, woven of palm-leaves, (Mgh,) capable of containing fifteen times as much as the measure termed ضاع, as some say, (Mgh, Msb,) or thirty times as much as that measure: (Mgh:) also pronounced ↓ عَرْقٌ. (K.) b6: [And A suspensory of a زَبِيل: see حَتِىٌّ, in art. حتى. (A similar meaning has been mentioned above, in this paragraph.)]

b7: See also عَرَقَةٌ.

A3: And Raisins. (K. [But this is said in the TA to be extr.: and I think it to have been probably taken from some copy of a lexicon in which زِبَيب has been erroneously written for زِبَيل.]) لَبَنٌ عَرِقٌ Milk of which the flavour is corrupted by the sweat of the camel upon which it is borne; (S, O, K;) the skin containing it being bound upon him without any preservative between it and his side. (S, O.) عُرَقٌ: see عُرَقَةٌ.

عُرُقٌ a pl. of عِرَاقٌ [q. v.]. (Lth, Az, S, &c.) A2: It is also expl. by IAar as meaning People of soundness in religion. (TA.) عَرْقَةٌ: see عَرْقٌ: A2: and see also عَرَقٌ, last quarter.

عِرْقَةٌ: see عِرْقَاةٌ, in four places.

عَرَقَةٌ: see عَرَقٌ, last quarter, in three places. b2: Also The piece of wood, or timber, that intervenes between the [or any] two rows of bricks of a wall. (S, O, K, TA. [ساقَى, in this explanation in the CK, is a mistake for سَافَى, with ف.]) b3: and The border (طُرَّة) that is woven in the sides of the [tent called] فُسْطَاط. (S, O.) See also عِرْقَاةٌ, last sentence. b4: And The دِرَّة [or whip], with which one beats, or flogs. (K.) b5: And The plaited thong with which a captive is bound: pl. عَرَقَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ عَرَقٌ: (K:) or عَرَقَاتٌ signifies [simply] plaited thongs (نُسُوع). (S, O.) عُرَقَةٌ, (S, O, K,) which is agreeable with general analogy, and ↓ عُرَقٌ, (K, TA,) which is not so, but which is used by some in the same sense as the former, (TA,) A man who sweats much, (S, O, K, TA.) عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ: see عَرْقُوَةٌ, of which it is a coll. gen. n.

عرقى, said by Reiske to signify The inner and thin skin in the egg of an ostrich, is evidently a mistake for غِرْقِئٌ.]

عَرْقَاةٌ: see عَرْقُوَةٌ: A2: and the paragraph here following, in two places: A3: and see also عُرَاقٌ.

عِرْقَاةٌ (O, K) and ↓ عَرْقَاةٌ and ↓ عِرْقَةٌ (K) A root, race, stock, or source; syn. أَصْلٌ: (O, K:) or a source of wealth or property: or the main portion of the root of a tree. from which the عُرُوق [or minor roots] branch off: (K:) or, as some say, عِرْقَاةٌ has this last meaning; or, as others say, ↓ عِرْقَةٌ. (Ltl., O.) They said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ

↓ عَرْقَاتَهُمْ and عِرْقَاتِهِمْ; if they pronounced the first letter with fet-h, they so pronounced the last letter [before the pronoun]; and if they pronounced the former with kesr, they thus pronounced the latter, regarding the word as pl. of ↓ عِرْقَةٌ: (K:) or, accord. to Lth, the Arabs are related to have said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ عِرْقَاتَهُمْ, meaning شَأْفَتَهُمْ [i. e. May God utterly destroy their race, stock, or family], pronouncing the ت with nasb because regarding the word as [a sing.] like سِعْلَاةٌ; or holding it to be pl. of ↓ عِرْقَةٌ, but pronouncing the تَ thus like as they do in saying رَأَيْتُ بَنَاتَكَ: it is said, however, that this is a mistake; that only he should pronounce it thus who makes the word to be a sing. like سِعْلَاةٌ. (O.) [The saying is a prov., mentioned by Meyd, who adds another reading, namely, عَرَقَاتهم, holding this to be from ↓ العَرَقَةُ meaning “ the طُرَّة that is woven around the فُسْطَاط: ” and Freytag, in his Lexicon, adds also عَرِقاتَه, with nasb, as on the authority of Meyd; in whose “ Proverbs ” I do not find it.]

عَرْقَان [accord. to general analogy without tenween and having for its fem. عَرْقَى, or accord. to the dial. of the Benoo-Asad with tenween and having for its fem. عَرْقَانَةٌ,] Sweating. (Msb.) عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ is thus, (S, O, K,) with fet-h to the ع, (S, O,) like تَرْقُوَة, (K,) and should not be pronounced with damm to the first letter; (S, O, K;) and ↓ عَرْقَاتُهَا signifies the same; (K, TA; [in the CK, erroneously, عَرَقَاتُها; but expressly stated in the TA to be with fet-h and then sukoon;]) i. e. The piece of wood that is put across the دلو [or leathern bucket, from one part of the brim to the opposite part]: (TA:) the عَرْقُوَتَانِ being the two pieces of wood that are put athwart the دلو [to keep it from collapsing and for the purpose of attaching thereto the well-rope], like a cross: (As, S, O, K:) pl. عَرَاقٍ; (S, O, K;) and if you pluralize it by suppressing the ة [of the sing., or rather if you form from it a coll. gen. n.], you say ↓ عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ, (S, O, L,) then عَرْقِىٌ, and then عَرْقٍ. (L.) b2: العَرْقُوَتَانِ also signifies The two pieces of wood that connect the وَاسِط [or fore part] of the [camel's saddle called] رَحْل and the مُؤَخَّرَة [or kinder part thereof]: (S, O, K:) or, accord. to Lth, two pieces of wood which are upon the عَضُدَانِ [q. v.], on the two sides of the [camel's saddle called] قَتَب. (O.) b3: ذَاتُ العَرَاقِى means (assumed tropical:) Calamity, or misfortune: (S, O, K, TA:) for it is [properly] the دَلْو [or leathern bucket]; and الدَّلْوُ is one of the names for calamity: one says, لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ العَرَاقِى [I experienced from it, or him, calamity]: (TA:) or, as some say, it is from what here follows. (S, O, TA.) b4: عَرَاقِى

الإِكَامِ signifies Such [eminences of the kind called إِكَام (pl. of أَكَمَةٌ or of أَكَمٌ)] as are very rugged, not to be ascended unless with difficulty, or trouble: (S, O, TA:) or عَرْقُوَةٌ signifies any أَكَمَه extending upon the earth, [in form] as though it were the heap over a grave, (Lth, O, K,) elongated: (Lth, O:) an أَكَمَة that extends, not high, but overtopping what is around it, near to the ground or not near, and varying in different parts so that one place thereof is soft and another place thereof rugged; being only a level portion of the earth overtopping what is around it: (ISh, TA:) and العَرَاقِى is also said to signify continuous, or connected, إِكَام, that have become as though they were one long جُرْف [or abrupt, water-worn bank or ridge] upon the face of the earth. (TA.) b5: العَرَاقِى signifies also The collar-bones (التَّرَاقِى), in the dial. of El-Yemen. (L, TA.) عَرَقِيَّةٌ, meaning A thing [i. e. a close-fitting cap, generally of cotton, to imbibe the sweat,] which is worn beneath the turban and the [cap called]

قَلَنْسُوَة, is a post-classical word. (TA.) عُرَاقٌ: see عَرْقٌ, in four places. b2: Also, and ↓ عُرَاقَةٌ, i. q. نُطْفَةٌ (O, K) مِنَ المَآءِ [app. meaning Clear water, whether much or little; or a little water remaining in a bucket or skin]: (K:) or, accord. to the L, the former word is pl. [or rather a coll. gen. n.] of the latter in this sense: (TA:) and ↓ عَرْقَاةٌ signifies the same. (K.) b3: And A copious rain: (K:) or so ↓ عُرَاقَةٌ [only]. (TA.) b4: And عُرَاقُ الغَيْثِ The herbage that has come forth after the rain. (Ibn-'Abbád, A, O, K.) عِرَاقٌ The double suture that is in the lower part of the [leathern water-bag called] مَزَادَة and رَاوِيَة; (Lth, O, K;) and this is of the firmest kinds of suture therein: (Lth, O:) or the suture that is in the middle of the قِرْبَة [or water-skin]: (TA:) or the piece [or strip] of skin that is put upon the place where the two extremities, or edges, of the [main] skin meet when it is sewed in, or upon, the lower part of the مزادة: (K:) or the appertenance of the قربة, and of the مزادة, &c., which is [a strip of skin] doubled and then sewed [thereon thus] doubled: (Msb:) or, accord. to Az, the [piece of] skin that is doubled, and then sewed upon the lower part of the [water-skin or milk-skin called] سِقَآء: (S:) and, (K,) accord. to As, (S, O,) i. q. طِبَابَةٌ; (S, O, K;) i. e. the piece of skin with which the punctures of the seams are covered: (S, O: see also عَرَقٌ, latter half: [and see طِبَابَةٌ:]) pl. عُرُقٌ (Lth, Az, S, O, K, TA) and عُرْقٌ (TA) and أَعْرِقَةٌ; (Lth, O, TA;) the last a pl. of pauc. (Lth, O.) And عِرَاقُ السُّفْرَةِ signifies The suture surrounding the [round piece of skin called] سُفْرَة [q. v.]. (K.) b2: Also Nearness, together, of the stitch-holes in a skin or hide: [so I render تَقَارُبُ الــخرزِ; reading الــخُرَزِ: and it seems to mean also uniformity thereof: for it is added,] hence the prov., لِأَمْرِهِ عِرَاقٌ, meaning (assumed tropical:) His affair is uniform, right, or rightly disposed. (TA.) b3: Also The side, or shore, (Lth, O, K,) of water, (K,) or of a sea, or great river, along the whole length thereof. (Lth, O, K. * [It is said in the K that عُرُقٌ is pl. of عِرَاقٌ in this sense: but afterwards, that the pl. of the latter in all its senses is أَعْرِقَةٌ also; to which the TA adds عُرْقٌ.]) and accord. to Az, Any pasturage adjacent to a great river or a sea. (TA.) And عِرَاقُ النَّهْرِ, (K,) or الرَّكِيبِ, (TA,) The border of the rivulet [ for irrigation] (K, TA) by which the water enters a حَائِط [i. e. garden, or garden of palm-trees surrounded by a wall], (TA,) from its nearest to its furthest extremity. (K, TA.) b4: Also The قُطْر [app. meaning side (but see this word)] of a mountain, by itself; [or so, perhaps, عِرَاقُ جَبَلٍ;] and so ↓ عِرْقٌ [or عِرْقُ جَبَلٍ]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And, as also ↓ عِرْقٌ, Remains of the [plants, or trees, called] حَمْض. (K.) b6: عِرَاقُ الدَّارِ The court, or yard, in front, or extending from the sides, of the house. (IB, K.) b7: عِرَاقُ الأُذُنِ The circuit, or surrounding edge, of the ear. (K.) b8: عِرَاقُ الظُّفُرِ The flesh surrounding the nail. (K, * TA.) b9: عِرَاقُ الحَشَا The intestines that are above the navel, lying breadthwise, or across, in the belly. (K.) b10: And عِرَاقٌ signifies also The inside of feathers. (AA, K.) b11: The عِرَاقَانِ of the horse's saddle are The two edges of the دَفَّتَانِ, at the fore part of the saddle and its hinder part. (IDrd, TA voce قَرَبُوسٌ, q. v.) A2: [Also A pace, or rate of going.] One says in relation to a horse, on the occasion of drawing forth the sweat, and of careful tending, and fattening, اِحْمِلْهُ عَلَى العِرَاقِ الأَعْلَى وَالعِرَاقِ الأَسْفَلِ, meaning [Urge, or make, thou him to go] the vehement pace and the inferior pace. (Ibn-'Abbád, O, TA.) A3: العِرَاقُ is the name of A certain country, (S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) extending from 'Abbádán to El-Mow- sil in length and from El-Kádiseeyeh to Hulwán in breadth; (K;) masc. and fem.: (S, O, Msb, K:) said to be so named because upon the عِرَاق, i. e. “ side,” or “ shore,” of the Tigris and Euphrates: (O, * K: [in which, and in other works, several other supposed derivations are mentioned, but such as I think too fanciful to deserve notice:]) accord. to some, it is arabicized, (S, O, Msb, K,) from a Pers\. appellation, (S, O,) i. e. from إِيرَان شَهْر, (As, O, * K, TA,) of which the meaning is [said to be] “ having many palmtrees and [other] trees; ” (K;) but [SM justly says,] in my opinion the meaning requires consideration. (TA.) b2: العِرَاقَانِ is an appellation of El-Basrah and El-Koofeh. (S, O, K.) عَرِيقٌ, (S, O, K,) applied to a man and to a horse, means [Rooted, i. e.] having a radical, or hereditary, share, (لَهُ عِرْق, S, O,) in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the epithet when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; or having a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) And you say also فِى الكَرَمِ ↓ فُلَانٌ مُعْرَقٌ and فِى اللُّؤْمِ [Such a one is rooted, &c., in generousness or nobleness and in meanness or ignobleness]; and لَهُ فِى ↓ إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ الكَرَمِ; (S, O;) and لَهُ فِى الكَرَمِ ↓ إِنَّهُ لَمَعْرُوقٌ, [the part. n. being formed] on the supposition of the suppression of the augmentative letter [in its verb, which is أُعْرِقَ]: (TA:) and in like manner, (S, O, TA,) in a trad., (O, TA,) a man of whom there is no living ancestor between him and Adam is said to be لَهُ فِى المَوْتِ ↓ مُعْرَقٌ (S, O, TA) i. e. Made to have a radical, or hereditary, share (عِرْقٌ) in death; (O, TA;) meaning that he will inevitably die. (S, O, TA.) [In the Ham p. 438, ↓ مُعْرِقٌ is expl. as syn. with عَرِيقٌ: but in the verse to which this explanation relates it is evidently employed in the sense of the act. part. n. of أَعْرَقَ as used in the phrase أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ, q. v.] b2: غُلَامٌ عَرِيقٌ means [A boy, or young man,] slender, or spare, and light of spirit. (TA.) عُرَافَةٌ: see عُرَاقٌ, in two places.

عِرَاقِىٌّ Of, or belonging to, the country called العِرَاق. (Msb.) b2: إِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ means Camels that pasture upon what are termed عِرَاق, i. e. remains of the [plants, or trees, called] حَمْض: (K, * TA:) or, app., accord. to Az, camels of, or belonging to, العِرَاق as meaning the waters of Benoo-Saad-Ibn-Málik and Benoo-Mázin: or, as some say, of, or belonging to, the عِرَاق as meaning the side, or shore, of water: and it is also said that the epithet in this phrase is a rel. n. from العرق [thus in my original, without any syll. sign and without explanation]. (TA.) عَرَّاقَةٌ, with teshdeed [to the ر], A thing [app. a cloth for imbibing the sweat] that is put beneath the تكلة [app. meaning pad] of the سَرْج [or horse's saddle] and the بَرْذَعَة [q. v.]. (TA. [The word تكلة, which I have not found anywhere except in this instance, I can only suppose to be an arabicized word from the Pers\. or Turkish تَگَلْتُو, which is commonly pronounced by the Turks تَكَلْتِى, with ك and ى, and which means a pad, or a piece of felt, put beneath the saddle to prevent its galling the beast's back.]) عَارِقٌ [act. part. n. of عَرَقَ]. A poet says, أَكُفُّ لِسَانِى عَنْ صَدِيقِى فَإِنْ أُجَأْ

إِلَيْهِ فَإِنِّى عَارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ [I restrain my tongue from my friend; but if I be compelled to have recourse to him in a case of need, I am one who gnaws to the utmost: مَعْرَق being here an inf. n.]. (S, O: mentioned in both immediately after the explanation of عَرَقْتُ العَظْمَ.) b2: And [the pl.] العَوَارِقُ signifies The أَضْرَاس [i. e. teeth, or lateral teeth, &c.]: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b3: And The سِنُون [i. e. years, or droughts, or years of drought]; so called لأَنَّهَا تَعْرُقُ الإِنْسَانَ, (K, TA, in some copies of the K الأَسْنَانَ,) i. e. because they take from the man [his flesh, or render him lean]. (TA.) أَعْرَقُ لَيْلَةٍ فِى السَّنَةِ, The night, in the year, most abundant in milk. (O.) A2: [أَعْرَقُ is also a comparative and superlative epithet signifying More, and most, rooted in a quality or faculty: regularly formed from عَرُقَ, or irregularly from أُعْرِقَ: but perhaps post-classical. (See De Sacy's “ Anthol. Gram. Arabe,” p. 183, lines 1 and 3, of the Ar. text; and p. 441 of the Notes, in which he has expressed his opinion that it signifies “ qui a jeté de plus profondes racines. ”)]

مَعْرَقٌ an inf. n. of 1 in the sense first expl. in this art. (S, O, K.) A2: [And a noun of place, signifying A place of sweat or of sweating of an animal; such as the armpit and the groin: pl. مَعَارِقُ. b2: Hence,] مَعَارِقُ الرَّمْلِ i. q. آبَاطُهُ [i. e. (assumed tropical:) The places where the main body of the sand ends, and where it is thin, not deep]: likened to the مَعَارِق of the animal. (TA.) b3: And معرق [thus in my original; perhaps مَعْرَقٌ, as denoting “ a place of sweat,” like مَمْطَرٌ from المَطَرُ; or ↓ مِعْرَقٌ, as being likened to a utensil, like مِمْطَرٌ, and as being in form agreeable with many words denoting articles of dress;] signifies An innermost garment for imbibing the sweat, lest it should reach to the garments of pride [i. e. the outer garments]. (TA.) مُعْرَقٌ Wine (شَرَاب) having a little water put into it; (S, K;) and so ↓ مُعَرَّقٌ, (S, O, K,) applied to طِلَآء [which likewise signifies wine, or thick wine, &c.]; (S, O;) and ↓ مَعْرُوقٌ, (K,) of which last no verb has been mentioned: (TA:) or مُعْرَقَةٌ signifies wine (خَمْر) pure, or unmixed: or having a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) A2: See also عَرِيقٌ, in three places.

مُعْرِقٌ: see عَرِيقٌ.

A2: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, it signifies Rain that appears to the people of El-Yemen from the region of El-'Irák.]

A3: تَرَكْتَ الحَقَّ مُعْرِقًا means Thou hast left the truth apparent, or manifest, between us. (TA.) مِعْرَقٌ An iron implement, or a knife, or broad knife, or broad blade, with which one pares a bone with some flesh upon it, removing the flesh. (TA.) A2: See also مَعْرَقٌ.

مُعَرَّقٌ: see مَعْرُوقٌ, in four places: A2: and see مُعْرَقٌ.

مَعْرُوقٌ A bone of which the flesh has been [eaten or] thrown from it. (TA.) b2: And A man having little flesh; (K;) and so مَعْرُوقُ العِظَامِ; (S, O, K;) and ↓ مُعْتَرَقٌ, (S, O, TA, [and probably in correct copies of the K, but in my MS. copy of it and in the CK ↓ مُعْتَرِقٌ, which does not accord. with any of the explanations of its verb,]) and العِظَامِ ↓ مُعْتَرَقُ; (TA;) and ↓ مُعَرَّقٌ, and مُعَرَّقُ العِظَامِ. (K.) And A horse having no flesh upon his قَصَب [meaning bones of the legs]; as also ↓ مُعْتَرَقٌ. (TA.) And مَعْرُوقُ الخَدَّيْنِ, applied to a horse, in which the quality denoted thereby is approved, Having no flesh in the cheeks: (TA:) and الخَدَّيْنِ ↓ مُعَرَّقُ a man having little flesh in the cheeks: (S, O:) and القَدَمَيْنِ ↓ مُعَرَّقُ, (K and TA in art. نهس,) and الكَعْبَيْنِ, a man having little flesh upon the feet, and upon the ankle-bones: (TA in that art.:) and ↓ مُعَرَّقٌ applied to a horse signifies مُضَمَّرٌ [i. e. rendered lean, or light of flesh, probably by being made to sweat, agreeably with an explanation of the latter epithet, and thus radically differing from مَعْرُوقٌ and مُعْتَرَقٌ]. (TA.) A2: See also مُعْرَقٌ.

A3: and see عَرِيقٌ.

مُعْتَرَقٌ and مُعْتَرِقٌ: see مَعْرُوقٌ; the former in two places.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.