زبلح: خدع (بوشر بربرية).
زَبْلَحَة وجمعها زَبَالِح: حمامة (فوك).
زبَلَّح وجمعها زَبَلَّحون: أحمق (فوك).
فخخ: الفَخُّ: المصْيَدَة التي يصاد بها، معروف؛ وقيل: هو معرّب من كلام
العجم، والجمع فُخوخ وفِخاخ؛ قال أَبو منصور: والعرب تسمي الفَخَّ
الطَّرَقَ. قال الفراء: الحَضْبُ سرعة أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ، قال: والطرق
الفخ.
والفَخَّة والفَخُّ في النوم: دون الغطيط؛ تقول: سمعت له فَخيخاً. وفي
حديث صلاة الليل: أَنه نام حتى سمعت فَخيخَه أَي غطيطه؛ وقيل: الفَخَّةُ
والفَخُّ أَن ينام الرجل وينفخ في نومه؛ وفَخَّ النائمُ يَفِخُّ، واسم هذه
النومة الفَخَّة. وفي حديث علي، رضي الله عنه:
أَفْلَح مَن كانت له مِزَخَّهْ،
يَزْخُّها، ثم يَنامُ الفَخَّهْ
أَي ينام نومة يسمع فخيخه فيها. وقال أَبو العباس في قوله ثم ينام
الفخة، قال ابن الأَعرابي الفخة أَن ينام على قفاه وينفخ من الشبع؛ وفي حديث
بلال:
أَلا ليتَ شِعري، هل أَبيتَنَّ لَيلَةً
بفَخٍّ، وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ؟
خبث: الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ من الرِّزْق والولدِ والناسِ؛ وقوله:
أَرْسِلْ إِلى زَرْع الخَبِيِّ الوالِجِ
قال ابن سيده: إِنما أَراد إِلى زَرْع الخَبِيثِ، فأَبدل الثاء ياء، ثم
أَدعم، والجمعُ: خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة، عن كراع؛ قال: وليس في
الكلام فَعيل يجمع على فَعَلَة غيره؛ قال: وعندي أَنهم توهموا فيه فاعلاً،
ولذلك كَسَّروه على فَعَلة. وحَكى أَبو زيد في جمعه: خُبُوثٌ، وهو نادر
أَيضاً، والأُنثى: خَبِيثةٌ. وفي التنزيل العزيز: ويُحَرِّمُ عليهم
الخَبائِثَ. وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، فهو خَبيثٌ أَي خَبٌّ رَدِيءٌ.
الليث: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خَباثَةً وخُبْثاً، فهو خَبيثٌ، وبه
خُبْثٌ وخَباثَةٌ؛ وأَخْبَثَ، فهو مُخْبِثٌ إِذا صار ذا خُبْثٍ وشَرٍّ.
والمُخْبِثُ: الذي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ. وأَجاز بعضُهم أَن يقال
للذي يَنْسُبُ الناسَ إِلى الخُبْثِ: مُخْبِثٌ؛ قال الكُمَيْتُ:
فطائفةٌ قد أَكْفَرُوني بِحُبِّكُمْ،
وطائِفَةُ قالوا: مُسِيءٌ ومُذْنِبُ
أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر. وفي حديث أُنس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه
وسلم، كان إِذا أَراد الخَلاءَ، قال: أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ
والخَبائِثِ؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول الله، صلى
الله عليه وسلم: إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم
فلْيَقُلْ: اللهم إِني أَعوذ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ قال أَبو
منصور: أَراد بقوله مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها
وإِناثُها. والحُشُوشُ: مواضعُ الغائط. وقال أَبو بكر: الخُبْثُ الكُفْرُ؛
والخَبائِثُ: الشياطين. وفي حديث آخر: اللهم إِني أَعوذ بك من الرِّجْسِ
النَّجِسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ؛ قال أَبو عبيد: الخَبِيثُ ذو الخُبْثِ في
نَفْسه؛ قال: والمُخْبِثُ الذي أَصحابُه وأَعوانه خُبَثاء، وهو مثل قولهم:
فلانٌ ضَعِيف مُضْعِفٌ، وقَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقويُّ في بدنه، والمُقْوِي الذي
تكون دابتُه قَويَّةً؛ يريد: هو الذي يعلمهم الخُبْثَ، ويُوقعهم فيه.
وفي حديث قَتْلَى بَدْرٍ: فأُلْقُوا في قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، أَي
فاسدٍ مُفْسِدٍ لما يَقَع فيه؛ قال: وأَما قوله في الحديث: من الخُبْثِ
والخَبائِثِ؛ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ، وبالخَبائِثِ الشياطين؛ قال
أَبو عبيد: وأُخْبِرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه كان يَرْويه من الخُبُث، بضم
الباء، وهو جمعُ الخَبيث، وهو الشيطان الذَّكر، ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جمعاً
للخَبيثة مِن الشياطين. قال أَبو منصور: وهذا عندي أَشْبَهُ بالصواب.
ابن الأَثير في تفسير الحديث: الخُبُثُ، بضم الباء: جمع الخَبِيثِ،
والخَبائثُ: جمع الخَبيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم؛ وقيل: هو الخُبْثُ،
بسكون الباء، وهو خلافُ طَيِّبِ الفِعْل من فُجُور وغيره، والخَبائِثُ،
يُريد بها الأَفعالَ المذمومة والخِصالَ الرَّديئةَ.
وأَخْبَثَ الرجلُ أَي اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء، فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ،
ومَخْبَثانٌ؛ يقال: يا مَخْبَثانُ وقوله عز وجل: الخَبيثاتُ
للخَبيثينَ، والخَبيثُونَ للخَبيثاتِ؛ قال الزجَّاج: معناه الكلماتُ الخَبيثاتُ
للخَبيثينَ من الرجالِ والنساءِ؛ والرجالُ الخبيثونَ للكلماتِ الخَبيثاتِ؛
أَي لا يَتَكَلَّم بالخَبيثاتِ إِلاَّ الخَبيثُ من الرجالِ والنساء؛ وقيل:
المعنى الكلماتُ الخبيثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبيثِ من الرجالِ
والنساء، فأَما الطاهرونَ والطاهراتُ، فلا يَلْصَقُ بهم السَّبُّ؛ وقيل:
الخبيثاتُ من النساءِ للخَبيثين من الرجالِ، وكذلك الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ.
وقد خَبُثَ خُبْثاً وخَباثَةً وخَبَاثِيَةً: صار خَبِيثاً. أَخْبَثَ: صار
ذا خُبْثٍ. وأَخْبَثَ: إِذا كان أَصحابه وأَهلُه خُبَثاء، ولهذا قالوا:
خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، والاسم: الخِبِّيثى. وتَخابَثَ: أَظْهَر الخُبْثَ؛
وأَخْبَثَه غيره: عَلَّمه الخُبْثَ وأَفْسَده.
ويقال في النداء: يا خُبَثُ كما يقال يا لُكَعُ تُريدُ: يا خَبِيثُ.
وسَبْيٌ خِبْثَةٌ: خَبِيثٌ، وهو سَبْيُ من كان له عهدٌ من أَهل الكفر،
لا يجوز سَبْيُه، ولا مِلْكُ عبدٍ ولا أَمةٍ منه.
وفي الحديث: أَنه كَتَب للعَدَّاء بن خالد أَنه اشترى منه عبداً أَو
أَمة، لا دَاءَ ولا خِبْثةَ ولا غائلةَ. أَراد بالخِبْثة: الحرام، كما
عَبَّرَ عن الحلال بالطَّيِّب، والخِبْثَةُ نوعٌ من أَنواع الخَبيثِ؛ أَراد
أَنه عبدٌ رقيقٌ، لا أَنه من قوم لا يَحِلُّ سَبْيُهم كمن أُعْطِيَ عَهْداً
وأَماناً، وهو حُرٌ في الأَصل. وفي حديث الحجاج أَنه قال لأَنس: يا
خِبْثة؛ يُريد: يا خَبِيثُ ويقال الأَخلاق الخَبيثة: يا خِبْثَةُ. ويُكتَبُ
في عُهْدةِ الرقيق: لا داءَ، ولا خِبْثَةَ، ولا غائِلَةَ؛ فالداءُ: ما
دُلِّسَ فيه من عَيْبٍ يَخْفى أَو علةٍ باطِنةٍ لا تُرَى، والخِبْثَةُ: أَن
لا يكون طِيَبَةً، لأَِنه سُبِيَ من قوم لا يَحِلُّ اسْترقاقُهم، لعهدٍ
تَقَدَّم لهم، أَو حُرِّيَّة في الأَصل ثَبَتَتْ لهم، والغائلةُ: أَن
يَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ له، فيجب على بائعه ردُّ الثمَن
إِلى المشتري. وكلُّ من أَهْلك شيئاً قد غالَه واغـتاله، فكأَن استحقاقَ
المالكِ إِياه، صار سبباً لهلاك الثمَن الذي أَدَّاه المشتري إِلى
البائع.ومَخْبَثَان: اسم معرفة، والأُنْثَى: مَخْبَثَانةٌ. وفي حديث سعيد:
كَذَبَ مَخْبَثَانٌ، هو الخَبيثُ؛ ويقال للرجل والمرأَة جميعاً، وكأَنه يدلُّ
على المبالغة؛ وقال بعضهم: لا يُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلاَّ في النداء
خاصة.
ويقال للذكر: يا خُبَثُ وللأُنْثَى: يا خَباثِ مثل يا لَكَاعِ، بني
على الكسر، وهذا مُطَّرِدٌ عند سيبويه. وروي عن الحسن أَنه قال يُخاطِبُ
الدنيا: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ مَضَِضْنا، فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا
يعني الدنيا. وخَباثِ بوزن قَطامِ: مَعْدُولٌ من الخُبْثِ، وحرف النداء
محذوف، أَي يا خَباثِ. والمَضُّ: مثلُ المَصّ؛ يريد: إِنَّا جَرَّبْناكِ
وخَبَرْناكِ، فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً. والأَخابِثُ: جمعُ الأَخْبَثِ؛
يقال: هم أَخابِثُ الناس.
ويقال للرجل والمرأَة: يا مَخْبَثانُ، بغير هاءٍ للأُنْثَى.
والخِبِّيثُ: الخَبِيثُ، والجمع خِبِّيثُونَ.
والخابِثُ: الرَّديُّ من كل شيء فاسدٍ.
يقال: هو خَبِيثُ الطَّعْم، وخَبِيثُ اللَّوْنِ، وخَبِيثُ الفِعْل.
والحَرامُ البَحْتُ يسمى: خَبِيثاً، مثل الزنا، والمال الحرام، والدم،
وما أَشْبهها مما حَرَّمه الله تعالى، يقال في الشيء الكريه الطَعْمِ
والرائحة: خَبيثٌ، مثل الثُّوم والبَصَلِ والكَرّاثِ؛ ولذلك قال سيدنا رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: من أَكل من هذه الشجرة الخَبيثة، فلا
يَقْرَبَنَّ مسجدَنا. وقال الله تعالى في نعت النبيّ، صلى الله عليه وسلم: يُحِلُّ
لهم الطَّيِّبات ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائثَ؛ فالطَّيِّباتُ: ما كانت
العربُ تَسْتَطِيبُه من المآكل في الجاهلية، مما لم ينزل فيه تحريم، مثل
الأَزْواج الثمانية، ولُحوم الوحْش من الظِّباء وغيرها، ومثل الجراد
والوَبْر والأَرْنبِ واليَرْبُوع والضَّبِّ؛ والخَبائثُ: ما كانت تَسْتَقْذِرُه
ولا تأْكله، مثل الأَفاعي والعَقاربِ والبَِرَصةِ والخَنافِسِ
والوُرْلانِ والفَأْر، فأَحَلَّ الله، تعالى وتقدّس، ما كانوا يَسْتَطِيبون
أَكلَه، وحَرَّم ما كانوا يَسْتَخْبثونه، إِلاّ ما نَصَّ على تحريمه في الكتاب،
من مثل الميتة والجم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله به عند
الذبْحِ، أَو بَيَّنَ تَحْريمه على لسان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
مِثْلُ نَهْيِه عن لُحُوم الحُمُر الأَهلية، وأَكْلِ كلِّ ذي نابٍ من
السِّباع، وكلّ ذي مِخْلبٍ من الطَّير. ودَلَّت الأَلف واللام اللتان دخلتا
للتعريف في الطَّيِّبات والخَبائث، على أَن المراد بها أَشياءُ معهودةٌ
عند المخاطَبين بها، وهذا قول محمد بن ادريس الشافعي، رضي الله عنه. وقولُه
عز وجل: ومثلُ كَلِمةٍ خَبيثةٍ كشجرةٍ خَبيثةٍ؛ قيل: إِنها الحَنْظَلُ؛
وقيل: إنها الكَشُوثُ.
ابن الأَعرابي: أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من
الكلام، فهو الشَّتْم، وإن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، وإِن كان من
الطعام، فهو الحرام، وإِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ؛ ومنه قيل لما
يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحديد: الخَبَث؛ ومنه الحديث: إِن الحُمَّى تَنْفِي
الذُّنوب، كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث. وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة، بفتح
الخاء والباء: ما نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا، وهو لا خَيْرَ فيه، ويُكْنى به
عن ذي البَطْنِ.
وفي الحديث: نَهَى عن كلِّ دواءٍ خَبيث؛ قال ابن الأَثير: هو من جهتين:
إِحداهما النجاسة، وهو الحرام كالخمر والأَرواث والأَبوال، كلها نجسة
خبيثة، وتناوُلها حرام، إِلاَّ ما خصته السُّنَّة من أَبوال الإِبل، عند
بعضهم، ورَوْثِ ما يؤكل لحمه عند آخرين؛ والجهةُ الأُخْرى من طَريق الطَّعْم
والمَذاق؛ قال: ولا ينكر أَن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على
الطباع، وكراهية النفوس لها؛ ومنه الحديث: من أَكل من هذه الشجرة الخبيثة لا
يَقْرَبَنَّ مسجدَنا؛ يُريد الثُّوم والبصل والكَرّاثَ، وخُبْثُها من جهة
كراهة طعمها ورائحتها، لأَنها طاهرة، وليس أَكلها من الأَعذار المذكورة في
الانقطاع عن المساجد، وإِنما أَمَرَهم بالاعتزال عقوبةً ونكالاً، لأَنه
كان يتأَذى بريحها وفي الحديث: مَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وثمنُ الكلب
خبيثٌ، وكَسْبُ الحجَّامِ خبيثٌ. قال الخطابي: قد يَجْمَع الكلامُ بين
القَرائن في اللفظ ويُفْرَقُ بينها في المعنى، ويُعْرَفُ ذلك من الأَغراض
والمقاصد؛ فأَما مَهْرُ البَغِيِّ وثمنُ الكلب، فيريد بالخَبيث فيهما
الحرامَ، لأَن الكلب نَجِسٌ، والزنا حرام، وبَذْلُ العِوَضِ عليه وأَخذُه
حرامٌ؛ وأَما كسبُ الحجَّام، فيريد بالخَبيث فيه الكراهيةَ، لأَن الحجامة
مباحة، وقد يكون الكلامُ في الفصل الواحد، بعضُه على الوجوب، وبعضُه على
النَّدْبِ، وبعضُه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويُفْرَقُ بينهما بدلائل
الأُصول، واعتبار معانيها.
والأَخْبَثانِ: الرجيع والبول، وهما أَيضاً السَّهَرُ والضَّجَرُ،
ويقال: نَزَل به الأَخْبَثانِ أَي البَخَر والسَّهَرُ. وفي الحديث: لا
يُصَلِّي الرجلُ، وهو يُدافعُ الأَخْبَثَيْنِ؛ عَنى بهما الغائط والبولَ.
الفراء: الأَخْبَثانِ القَيءُ والسُّلاح؛ وفي الصحاح: البولُ والغائط.
وفي الحديث: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِل خَبَثاً.
الخَبَثُ، بفتحتين: النَّجَسُ. وفي حديث هِرَقْلَ: فأَصْبحَ يوماً وهو خَبِيثُ
النَّفْسِ أَي ثَقِيلُها كرِيهُ الحال؛ ومنه الحديث: لا يَقُولَنَّ
أَحَدُكم: خَبُثَتْ نَفْسي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ
الخُبْثِ.
وطعام مَخْبَثَةٌ: تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ؛ وقيل: هو الذي من غير حلّه؛
وقولُ عَنْترة:
نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمةٍ،
والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم
أَي مَفْسدة.
والخِبْثة: الزِّنْية؛ وهو ابن خِبْثة، لابن الزِّنْية، يقال: وُلِدَ
فلانٌ لخِبْثةٍ أَي وُلِدَ لغير رِشْدةٍ. وفي الحديث؛ إِذا كَثُر الخُبْثُ
كان كذا وكذا؛ أَراد الفِسْقَ والفُجور؛ ومنه حديث سعدِ بن عُبادة: أَنه
أُتِيَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ، وُجِدَ
مع أَمَةٍ يَخْبُثُ بها أَي يَزْني.
هجع: الهُجُوعُ: النوْم ليْلاً. هَجَعَ يَهْجَعُ هُجُوعاً: نامَ، وقيل
نام بالليلِ خاصّة، وقد يكون الهجُوعُ بغير نوم؛ قال زهير بن أَبي
سُلْمَى:قَفْرٌ هَجَعْتُ بها ولَسْتُ بنائِمٍ،
وذِراعُ مُلْقِيةِ الجِرانِ وسادي
وقوم هُجَّعٌ وهُجوعٌ، ونساء هُجَّعٌ وهُجوعٌ وهَواجِعُ، وهَواجِعاتٌ
جمع الجمع. والتَّهْجاعُ: النومةُ الخفيفةُ؛ قال أَبو قَيْسِ بن
الأَسْلَتِ:قد حَصَّتِ البَيْضةُ رَأْسِي، فما
أَطْعَمُ نَوْماً غيرَ تَهْجاعِ
وهَجَّعَ القومُ تَهْجِيعاً أَي نَوَّمُوا. ومَرَّ هَجِيعٌ من الليلِ
أَي ساعةٌ مثل هَزِيع؛ حكي عن ثعلب. ويقال: أَتيت فلاناً بعد هَجْعةٍ أَي
بعد نَوْمةٍ خفيفةٍ من أَوّل الليل. وفي حديث الثوري: طَرَقَني بعد
هَجْعٍ. من الليلِ؛ الهَجْعُ والهَجْعةُ والهَجِيعُ: طائفةٌ من الليل،
والهِجْعةُ منه كالجِلْسةِ من الجلوس.
ابن الأَعرابي: يقال للرجُلِ الأَحْمَقِ الغافِلِ عما يُرادُ به هِجْعٌ
وهِجْعةٌ وهُجَعةٌ ومِهْجَعٌ، وأَصله من الهُجُوعِ النوم. ورجل هُجَعةٌ،
مِثلُ هُمَزةٍ، وهُجَعٌ ومِهجَعٌ للغافِل الأَحمَقِ السَّرِيعِ
الاسْتِنامةِ إِلى كلّ أَحَدٍ. والهَجِعُ: الأَحْمَقُ. وهَجَعَ جُوعُه مثل هَجأَ
إِذا انكسر ولم يشبع بعد. وهَجَعَ غَرَثُه وهَجأَ إِذا سكن. وأَهْجَعَ
فلانٌ غَرَثَه إِذا سكَّن ضَرَمَه مثل أَهْجَأَ.
ومِهْجَعٌ: اسم رجل.
جمد: الجَمَد، بالتحريك: الماء الجامد. الجوهري: الجَمْد، بالتسكين، ما
جَمَد من الماء، وهو نقيض الذوب، وهو مصدر سمي به. والجَمَدُ، بالتحريك،
جمع جامد مثل خادم وخدم؛ يقال: قد كثر الجمد. ابن سيده: جمَدَ الماء
والدم وغيرهما من السيالات يَجْمُد جُموداً وجَمْداً أَي قام، وكذلك الدم
وغيره إِذا يبس، وقد جمد، وماء جَمْد: جامد. وجَمَد الماءُ والعصارة: حاول
أَن يَجْمُد. والجَمَد: الثلج. ولَكَ جامدُ المال وذائبُه أَي ما جَمَد
منه وما ذاب؛ وقيل: أَي صامته وناطقه؛ وقيل: حجره وشجره. ومُخَّةٌ جامدة
أَي صُلْبة. ورجلٌ جامدُ العين: قليل الدمع. الكسائي: ظلت العين جُمادَى
أَي جامدةً لا تَدْمَع؛ وأَنشد:
من يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلاً،
فالعَيْنُ مِنِّي للهمّ لم تَنَمِ
تَرْعى جُمادَى، النهارَ، خاشعةً،
والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ
أَي ترعى النهار جامدة فإِذا جاء الليل بكت. وعين جَمود: لا دَمْع لها.
والجُمادَيان: اسمان معرفة لشهرين، إِذا أَضفت قلت: شهر جمادى وشهرا
جمادى. وروي عن أَبي الهيثم: جُمادى ستَّةٍ هي جمادى الآخرة، وهي تمام ستة
أَشهر من أَول السنة ورجب هو السابع، وجمادى خمسَةٍ هي جمادى الأُولى، وهي
الخامسة من أَول شهور السنة؛ قال لبيد:
حتى إِذا سَلَخا جمادى ستة
هي جمادى الآخرة. أَبو سعيد: الشتاء عند العرب جمادى لجمود الماء فيه؛
وأَنشد للطرماح:
ليلة هاجت جُمادِيَّةً،
ذاتَ صِرٍّ، جِرْبياءَ النسام
أَي ليلة شتوية. الجوهري: جمادى الأُولى وجمادى الآخرة، بفتح الدال
فيهما، من أَسماء الشهور، وهو فعالى منَ الجمَد
(* قوله «فعالى من الجمد» كذا
في الأصل بضبط القلم، والذي في الصحاح فعالى من الجمد مثل عسر وعسر).
ابن سيده: وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند
تسمية الشهور؛ وقال أَبو حنيفة: جمادى عند العرب الشتاء كله، في جمادى كان
الشتاء أَو في غيرها، أَوَلا ترى أَن جمادى بين يدي شعبان، وهو مأْخوذ
من التشتت والتفرق لأَنه في قبَل الصيف؟ قال: وفيه التصدع عن المبادي
والرجوع إِلى المخاض. قال الفراء: الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما
مؤَنثان؛ قال بعض الأَنصار:
إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها،
زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ
(* قوله «عطن» كذا بالأصل ولعله عطل باللام
أي شمراخ النخل.)
يعني نخلاً. يقول: إِذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس
فجناني تزين بالنخل؛ قال الفراء: فإِن سمعت تذكير جمادى فإِنما يذهب به
إِلى الشهر، والجمع جُماديات على القياس، قال: ولو قيل جِماد لكان
قياساً.وشاة جَماد: لا لبن فيها. وناقة جماد، كذلك لا لبن فيها؛ وقيل: هي
أَيضاً البطيئة، قال ابن سيده: ولا يعجبني: التهذيب: الجَمادُ البَكيئَة، وهي
القليلة اللبن وذلك من يبوستها، جَمَدَت تَجْمُد جموداً. والجَماد:
الناقة التي لا لبن بها. وسنة جَماد: لا مطر فيها؛ قال الشاعر:
وفي السنة الجَمادِ يكون غيثاً،
إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ
التهذيب: سنة جامدة لا كلأَ فيها ولا خصب ولا مطر. وناقة جَماد: لا لبن
لها. والجماد، بالفتح: الأَرض التي لم يصبها مطر. وأَرض جماد: لم تمطر؛
وقيل: هي الغليظة. التهذيب: أَرض جَماد يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها؛
قال لبيد:
أَمْرَعَتْ في نَداهُ، إِذ قَحَطَ القط
ـرُ، فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا
ابن سيده: الجُمْد والجُمُد والجَمَد ما ارتفع من الأَرض، والجمع
أَجْماد وجِماد مثل رُمْح وأَرْماح ورِماح. والجُمْد والجُمُد مثل عُسْر
وعُسُر: مكان صلب مرتفع؛ قال امرؤ القيس:
كأَنَّ الصِّوارَ، إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة
على جُمُدٍ، خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ
ورجل جَماد الكف: بخيل، وقد جَمَد يَجْمُد: بخل؛ ومنه حديث محمد بن
عمران التيمي: إِنا والله ما نَجْمُد عند الحق ولا نَتَدَفَّقُ عند الباطل،
حكاه ابن الأَعرابي. وهو جامد إِذا بخل بما يلزمه من الحق. والجامد:
البخيل؛ وقال المتلمس:
جَمادِ لها جَمادِ، ولا تَقُولَنْ
لها أَبداً إِذا ذُكِرت: حَمادِ
ويروى ولا تقولي. ويقال للبخيل: جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال،
وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي
الفجرة، وهو نقيض قولهم حَمادِ، بالحاء، في المدح؛ وأَنشد بيت المتلمس،
وقال: معناه أَي قولي لها جُموداً، ولا تقولي لها: حمداً وشكراً؛ وفي نسخة من
التهذيب:
حَمادِ لها حَمادِ، ولا تَقُولي
طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت: جَمادِ
وفسر فقال: احمدها ولا تذمها.
والمُجْمِدُ: البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار. قال ابن
سيده: والمجمد البخيل المتشدّد؛ وقيل: هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل
بين أَهل الميسر، فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق
من وجب عليه ولزمه؛ وقيل: هو الذي لم يفز قدحه في الميسر؛ قال طرفة بن
العبد في المجمد يصف قِدْحاً:
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه
على النار، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد
قال ابن بري: ويروى هذا البيت لعدي بن زيد؛ قال وهو الصحيح، وأَراد
بالأَصفر سهماً. والمضبوح: الذي غيرته النار. وحويرُه: رجوعه؛ يقول: انتظرت
صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته، فهو كالمحاورة منه، وكان الأَصمعي
يقول: هو الداخل في جمادى، وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد. وقال ابن
الأَعرابي: سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها
مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه؛ وقيل: المجمد هنا الأمين: التهذيب:
أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً، فهو مُجْمد إِذا كان أَميناً بين القوم. أَبو
عبيد: رجل مُجْمِد أَمين مع شح لا يــخدع. وقال خالد: رجل مُجْمِد بخيل شحيح؛
وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة: استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه
بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء.
وأَجْمَد القوم: قلَّ خيرهم وبخلوا.
والجَماد: ضرب من الثياب؛ قال أَبو دواد:
عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية،
وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد
ابن الأَعرابي: الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين، واحدها جامد،
والجامد: الحد بين الدارين، وجمعه جَوامد. وفلان مُجامدي إِذا كان جارك
بيتَ بيتَ، وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي. وفي الحديث: إِذا وقعت
الجَوامِدُ فلا شُفْعَة، هي الحدود. الفراء: الجِماد الحجارة، واحدها
جَمَد. أَبو عمرو: سيف جَمَّاد صارم؛ وأَنشد:
والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة
من رأْسِ قُنْفُذٍ، آو رؤوسِ صِماد،
لسمعتم، من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا،
ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد
والجُمُدُ: مكان حزن؛ وقال الأَصمعي: هو المكان المرتفع الغليظ؛ وقال
ابن شميل: الجُمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين
أُخرى، تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة، سميت جُمُداً من جُمُودها
أَي من يبسها. والجُمُد: أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً، والقارة
مستديرة طويلة في السماء، ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس
ويسميان جميعاً أَكمة. قال: وجماعة الجُمُد جِماد ينبت البقل والشجر؛ قال:
وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد وأَشد مخالطة للسهول، ويكون الجُمُود في
ناحية القُفِّ وناحية السهول، وتجمع الجُمُد أَجْماداً أَيضاً؛ قال
لبيد:فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق
والجُمُد: جبل، مثل به سيبويه وفسره السيرافي؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:
سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له،
وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد
والجُمُد، بضم الجيم والميم وفتحهما: جبل معروف؛ ونسب ابن الأَثير عجز
هذا البيت لورقة بن نوفل.
ودارة الجُمُد: موضع؛ عن كراع.
وجُمْدان: موضع بين قُدَيْد وعُسْفان؛ قال حسان:
لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ،
ودونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ
وفي الحديث ذكر جُمْدان، بضم الجيم وسكون الميم، وفي آخره نون: جبل على
ليلة من المدينة مر عليه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا
جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون.
جحر: الجُحْرُ: لكل شيء يُحْتَفَرُ في الأَرض إِذا لم يكن من عظام
الخلق. قال ابن سيده: الجُحْرُ كل شيء تَحْتَفِرُه الهَوامُّ والسباع
لأَنفسها، والجمع أَجْحارٌ وجِحَرَةٌ؛ وقوله:
مُقَبِّضاً نَفْسِي في طُمَيْرِي،
تَجَمُّعَ القُنْفُذِ في الجُحَيْرِ
فإِنه يجوز أَن يعني به شوكه ليقابل قوله مقبضاً نفسي في طميري، وقد
يجوز أَن يعني جُجْره الذي يدخل فيه، وهو المَجْحَرُ. ومَجاحِرُ القوم:
مَكامِنُهُمْ. وأَجْحَرَهُ فانْجَحرَ: أَدخله الجُحْرَ فدخَله. وأَجْحَرْتُه
أَي أَلجأْته إِلى أَن دخلَ جُحْرَهُ. وجَحَرَ الضَّبُّ:
(* قوله: «وجحر
الضب إلخ» من باب منع كما في القاموس). دخل جُحْرَهُ. وأَجْحَرَهُ إِلى
كذا: أَلجأَه.
والمُجْحَرُ: المضطرُّ المُلْجَأُ؛ وأَنشد:
يَحمِي المُجْحَرِينا
ويقال: جَحَرَ عنَّا خَيْرُكَ أَي تَخَلَّفَ فلم يُصِبنا. واجْتَحَرَ
لنفسه جُحْراً أَي اتخذه. قال الأَزهري: ويجوز في الشعر جَحَرَتِ الهَناةُ
في جِحَرَتها. والجُحْرانُ: الجُحْرُ، ونظيره: جئت في عُقْبِ الشَّهْرِ
وفي عُقْبانِه. وفي الحديث: إِذا حاضت المرأَة حرم الجُحْران؛ مروي عن
عائشة، رضي الله عنها، رواه بعض الناس بكسر النون على التثنية يريد الفرج
والدبر. وقال بعض أَهل العلم: إِنما هو الجُحْرانُ، بضم النون، اسم القُبُل
خاصة؛ قال ابن الأَثير: هو اسم للفرج، بزيادة الأَلف والنون، تمييزاً له
عن غيره من الجِحَرَةِ، وقيل: المعنى أَن أَحدهما حرام قبل الحيض، فإِذا
حاضت حرماً جميعاً. والجَواحِرُ: المتخلفات من الوحش وغيرها؛ قال امرؤ
القيس:
فَأَلْحَقَنا بالْهَادِياتِ، ودُونَهُ
جَواحِرُها، في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ
وقيل: الجاحر من الدواب وغيرها المتخلف الذي لم يلحق.
والجَحْرَةُ، بالفتح: السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر؛ قال زهير بن
أَبي سلمى:
إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ،
ونالَ كِرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ
الجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشديدة لأَنها تَجْحَرُ الناسَ في البيوت.
والشهباء: البيضاء لكثرة الثلج وعدم النبات. وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بهم
وأَهلكت أَموالهم. ونال كرامَ المال يعني كرائم الإِبل، يريد أَنها تنحر وتؤكل
لأَنهم لا يجدون لبناً يغنيهم عن أَكلها. والجَحَرَةُ: السَّنة
(* قوله:
«والجحرة السنة إلخ» بالتحريك، وبسكون الحاء كما في القاموس). التي
تَجْحَرُ الناسَ في البيوت، سميت جَحَرَةً لذلك. الأَزهري: وأَجْحَرَتْ
نُجُومُ الشتاء إِذا لم تمطر؛ قال الراجز:
إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ،
واشْتَدَّ في غيرِ ثَرًى أُرُومُهُ
وجَحَرَ الربيعُ إِذا لم يصبك مطره. وجَحَرَتْ عينه: غَارت. وفي الحديث
في صفة الدَّجال: ليست عينه بِناتئَةٍ ولا جَحْراءَ؛ أَي غائرة
مُنْجَحِرَة في نُقْرَتها؛ وقال الأَزهري: هي بالخاء المعجمة، وأَنكر الحاء،
وسنذكرها في موضعها. وبَعِير جُحارِيَةٌ: مجتمع الخَلْقِ.
والجَحْرَمَةُ: الضِّيقُ وسُوءُ الخُلق، والميم زائدة. وجَحَرَ فلانٌ:
تأَخر. والجَواحِرُ: الدَّواخل في الجِحَرَةِ والمَكامِنِ، وجَحَرَتِ
الشمسُ لِلْغُيوب، وجَحَرَتِ الشمس إِذا ارتفعت فأَزِيَ الظلُّ.
جربز: جَرْبَزَ الرجلُ: ذهب أَو انقبضَ. والجُرْبُزُ: الخِبُّ من
الرجال، وهو دخيل. ورجل جُرْبُزٌ، بالضم: بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ، بالفتح، أَي
خَِبّ، قال: وهو القُرْبُزُ أَيضاً وهما مُعَرَّبانِ
(* قوله« وهما معربان»
أي عن كربز، بالكاف الفارسية كما في القاموس وشرحه.)
جرس: الجَرْسُ: مصدرٌ، الصوتُ المَجْرُوسُ. والجَرْسُ: الصوتُ نفسه.
والجَرْسُ: الأَصلُ، وقيل: الجَرْسُ والجِرْسُ الصوت الخَفِيُّ. قال ابن
سيده: الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ؛ الأَخيرة عن كراع: الحركةُ والصوتُ من
كل ذي صوت، وقيل: الجَرْس، بالفتح، إِذا أُفرد، فإِذا قالوا: ما سمعت له
حِسّاً ولا جِرْساً، كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ.
وأَجْرَسَ: علا صوته، وأَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه؛ قال
جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الحارثي الطُّهَوِيُّ يخاطب امرأَته:
لقد خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي
ولم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ
شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ،
حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ،
قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ
يقول: لقد خشيت أَن أَموت ولا أَرى لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ
وتُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر، وذلك عند الصَّباح. والجمائر: جمع
جَمِيرة، وهي ضفيرة الشعر، وقيل: جَرَسَ الطائرُ وأَجْرَس صَوَّتَ.
ويقال: سمعت جَرْسَ الطيرإِذا سمعت صوت مناقيرها على شيء تأْكله. وفي الحديث:
فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الجنة؛ أَي صوتَ أَكلها. قال الأَصْمَعِيُّ:
كنتُ في مجلس شُعْبَةَ قال: فتسمعون جَرْشَ طير الجنة، بالشين، فقلت:
جَرْسَ، فنظر إِليَّ وقال: خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا؛ ومنه الحديث:
فأَقبل القوم يَدِبُّونَ ويُخْفُونَ الجَرْسَ؛ أَي الصوت. وفي حديث سعيد
بن جبير، رضي اللَّه عنه، في صفة الصَّلْصالِ قال: أَرض خِصْبَةٌ
جَرِسَةٌ؛ الجَرْسة: التي تصوِّت إِذا حركت وقلبت وأَجْرَسَ الحادي إِذا حدا
للإِبل؛ قال الراجز:
أَجْرِسْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ،
فما لَها الليلةَ من إِنْفاشِ،
غيرَ السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ
أَي احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ. قال الجوهري: ورواه ابن
السكيت بالشين وأَلف الوصل، والرواة على خلافه. وجَرَسْتُ وتَجَرَّسْتُ أَي
تكلمت بشيء وتنغمت به. وأَجْرَسَ الحَيُّ: سمعتُ جَرْسه. وفي التهذيب:
أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شيء. وأَجرَسني السَّبُعُ: سمع
جَرْسِي. وجَرَسَ الكلامَ: تكلم به.
وفلانٌ مَجْرَسٌ لفلان: يأْنس بكلامه وينشرح بالكلام عنده؛ قال:
أَنْتَ لي مَجْرَسٌ، إِذا
ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ
وقال أَبو حنيفة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي مأْكلٌ ومُنتَفَعٌ. وقال مرة:
فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي يأْخذ منه ويأْكل من عنده.
والجَرَسُ: الذي يُضْرَبُ به. وأَجْرَسه: ضربه. وروي عن النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ؛ هو
الجُلْجُلُ الذي يعلق على الدواب؛ قيل: إِنما كرهه لأَنه يدل على
أَصحابه بصوته؛ وكان، عليه السلام، يحب أَن لا يعلم العدوّ به حتى يأْتيهم
فجأَةً، وقيل الجَرَسُ الذي يُعلق في عنق البعير. وأَجْرَسَ الحَلْيُ: سُمِع
له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ، وهو صوتُ جَرْسِه؛ قال العجاج:
تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسا،
وارْتَجَّ في أَجيادِها وأَجْرَسا،
زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا
وجَرْس الحَرْفِ: نَغْمَتُه. والحروفُ الثلاثة الجُوفُ: وهي الياء
والأَلف والواو، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ.
أَبو عبيد: والجَرْسُ الأَكل، وقد جَرَسَ يَجْرُسُ. والجاروسُ: الكثير
الأَكل. وجَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه
جَرْساً: لَحَسَتْه. وجَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً: لحسته، وكذلك النحلُ إِذا
أَكلت الشجر للتَّعْسِيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف نحلاً:
جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً،
وتَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها
وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُِسُ إِذا أَكلته، ومنه قيل للنحل:
جَوارِسُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، دخل بيت بعض نسائه
فسقته عَسَلاً، فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دخل
عليها: أَكَلْتَ مَغافِيرَ، فإِن قال: لا، قالت: فَشَرِبْتَ إِذاً عسلاً
جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ؛ أَي أَكلتْ ورَعَتْ. والعُرْفُطُ: شجر.
ونَحْلٌ جَوارِسُ: تَأْكل ثمر الشجر؛ وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف النحل:
يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ،
مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها
والثمراء: جبل؛ وقال بعضهم: هو اسم للشجر المُثْمِر. ومراضيع: صغارٌ،
يعني أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار. والصُّهْبَةُ:
الشُّقْرَةُ، يريد أَجنحتها. الليث: النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً وتجرُسُ
النَّوْرَ، وهو لَحْسُها إِياه، ثم تُعَسَّله. ومرَّ جَرْسٌ من الليل أَي وقتٌ
وطائفة منه. وحكي عن ثعلب فيه: جَرَسٌ، بفتح الراء، قال ابن سيده: ولست
منه على ثقة، وقد يقال بالشين معجمة، والجمع أَجْراسٌ وجُرُوسٌ.
ورجل مُجَرَّسٌ ومُجَرِّسٌ: مُجَرِّبٌ للأُمور؛ وقال اللحياني: هو الذي
أَصابته البلايا، وقيل: رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور وعرفها، وقد
جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته؛ وأَنشد:
مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ
بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ على المَزْجُورِ
وأَوَّل هذه القصيدة:
جارِيَ لا تَسْتَنْكِري غَدِيري،
سَيْرِي وإِشفاقي على بعيرِي،
وحَذَرِي ما ليس بالمَحْذُورِ،
وكَثْرَةَ التَحْدِيثِ عن شُقُوري،
وحِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي
أَي لا تنكري حِفظَة أَي غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه؛ ثم قال:
والعَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ،
مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ
بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ على المَزْجُورِ
العصر: الزمن، والدهر. والتجريس: التحكيم والتجربة، فيقول: هذه العصور
قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَي حكمت بالزجر عما لا ينبغي إِتيانه.
والرِّيْمُ: الفضل، فيقول: من زُجِرَ فالفضل عليه لأَنه لا يُزْجَرُ إِلا عن أَمر
قَصَّرَ فيه. وفي حديث ناقة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: وكانت ناقةً
مُجَرَّسَةً أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة في الركوب والسير. والمُجَرَّسُ من
الناس: الذي قد جرَّبَ الأُمور وخَبَرَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللَّه عنه،
قال له طَلحَة: قد جَرّسَتْك الدُّهورُ أَي حَنَّكَتك وأَحكمتك وجعلتك
خبيراً بالأُمور مجرَّباً، ويروى بالشين المعجمة بمعناه. أَبو سعيد:
اجْتَرَسْتُ واجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ.
جسس: الجَسُّ: اللَّمْسُ باليد. والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ.
ابن سيده: جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه.
والمَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه. وجَسَّ الشخصَ بعينه:
أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه؛ قال:
وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم:
إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا
فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم،
ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا
اختفوه: أَظهروه. والجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، ومنه التَجَسُّسُ. وجَسَّ
الخَبَرَ وتَجَسَّسه: بحث عنه وفحَصَ. قال اللحياني: تَجَسَّسْتُ فلاناً
ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، ومن الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا
من يوسف وأَخيه. والمَجَسُّ والمَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك.
وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد. وفي الحديث: لا تَجَسَّسُوا؛
التَّجَسُّسُ، بالجيم: التفتيش عن بواطن الأُمور، وأَكثر ما يقال في
الشر. والجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، والناموسُ: صاحب سرِّ الخير، وقيل:
التَّجَسُّسُ، بالجيم، أَن يطلبه لغيره، وبالحاء، أَن يطلبه لنفسه، وقنيل
بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء الاستماع، وقيل: معناهما واحد في تطلب
معرفة الأَخبار. والعرب تقول: فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع
السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيقٌ. وجَسَّ إِذا
اختبر. والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. والجاسُوسُ: العَيْنُ
يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها، وقيل: الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس
الأَخبار.
والجَسَّاسَةُ: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها
الدجالَ، زعموا. وفي حديث تميم الداري: أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها
في جزيرة البحر، وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال.
وجَواسُّ الإِنسان: معروفة، وهي خمس: اليدان والعينان والفم والشم
والسمع، والواحدة جاسَّة، ويقال بالحاء؛ قال الخليل: الجَواسُّ الحَواسُّ. وفي
المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى
الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها. قال ابن سيده: والجَواسُّ عند
الأَوائل الحَواسُّ.
وجَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ:
قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟
وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ
وكذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأعرابي:
أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه،
خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه
وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: وجِسْ: زَجْرٌ
للإِبل.
جدع: الجَدْعُ: القَطْعُ، وقيل: هو القطع البائن في الأَنف والأُذن
والشَّفةِ واليد ونحوها، جَدَعَه يَجْدَعُه جَدْعاً، فهو جادِعٌ. وحمار
مُجَدَّع: مَقْطُوع الأُذن؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
أَتانِي كلامُ التَّغْلَبيّ بن دَيْسَقٍ،
ففي أَيِّ هذا، وَيْلَه، يَتَترَّعُ؟
يقول الخَنى، وأَبغَضُ العُجْمِ، ناطِقاً
إِلى ربه، صوتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ
أَراد الذي يُجدَّع فأدخل اللام على الفعل المضارع لمضارعة اللام الذي
كما تقول هو اليَضْرِبُك، وهو من أَبيات الكتاب وقال أَبو بكر بن السراج:
لما احتاج إِلى رفع القافية قلب الاسم فعلاً وهو من أَقبح ضرورات الشعر،
وهذا كما حكاه الفراء من أَن رجلاً أَقبل فقال آخر: هاهوذا، فقال السامع:
نِعْمَ الهاهوذا، فأَدخل اللام على الجملة من المبتدإِ والخبر تشبيهاً له
بالجملة المركبة من الفعل والفاعل؛ قال ابن بري: ليس بيتُ ذي الخِرَق
هذا من أَبيات الكتاب كما ذكر الجوهري وإِنما هو في نوادر أَبي زيد. وقد
جَدِعَ جَدَعاً، وهو أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ، والأُنثى جَدْعاء؛ قال أَبو
ذؤيب يصف الكلاب والثور:
فانْصاعَ من حَذرٍ وسَدَّ فُروجَه
غُبْرٌ ضَوارٍ: وافِيانِ وأَجْدَعُ
أجْدع أَي مَقْطوع الأُذن. وافيانِ: لم يُقْطع من آذانهما شيء، وقيل: لا
يقال جَدعَ ولكن جُدعَ من المَجْدُوع.
والجَدَعةُ: ما بَقِي منه بعد القَطْع. والجَدَعةُ: موضع الجَدْع، وكذلك
العَرَجةُ من الأَعْرج، والقَطَعة من الأَقْطَع. والجَدْعُ: ما انقطع من
مَقادِيم الأَنف إِلى أَقْصاه، سمي بالمصدر.
وناقة جَدْعاء: قُطِع سُدسُ أُذنها أَو ربعها أَو ما زاد على ذلك إِلى
النصف. والجَدْعاء من المعزَ: المَقْطوع ثلث أُذنها فصاعداً، وعم به ابن
الأَنباري جميع الشاء المُجَدَّع الأُذن. وفي الدعاء على الإِنسان: جَدْعاً
له وعَقْراً؛ نصبوها في حدّ الدعاء على إِضمار الفعل غير المستعمل
إِظهاره، وحكى سيبويه: جَدَّعْتُه تَجْديعاً وعَقَّرْتُه قلت له ذلك، وهو مذكور
في موضعه؛ فأَمّا قوله:
تَراه كأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَه
وعَيْنَيْه، إِنْ مَولاه ثابَ له وَفْرُ
فعلى قوله:
يا لَيْتَ بَعْلَكِ قد غَدا
مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا
إِنما أَراد ويفقأُ عينيه؛ واستعار بعضُ الشُّعراء الجَدْعَ والعِرْنينَ
للدّهْر فقال:
وأَصبَح الدهْرُ ذُو العِرْنِينِ قد جُدِعا
والأَعرف:
وأَصبحَ الدهرُ ذو العلاَّتِ قد جُدعا
وجَداعِ: السَّنةُ الشديدة تذهب بكل شيء كأَنها تَجْدَعُه؛ قال أَبو
حَنْبل الطائي:
لقد آليْتُ أَغْدِر في جَداعِ،
وإِنْ مُنِّيتُ، أُمّاتِ الرِّباعِ
وهي الجَداعُ أَيضاً غير مبنية لمكان الأَلف واللام. والجَداعُ: الموت
لذلك أَيضاً. والمُجادعةُ: المُخاصمةُ. وجادَعَه مُجادَعة وجِداعاً:
شاتَمَه وشارَّه كأَنَّ كل واحد منهما جَدَع أَنف صاحبه؛ قال النابغة
الذُّبْياني:
أَقارعُ عَوْفٍ، لا أُحاوِلُ غيرَها،
وجُوهُ قُرودٍ، تَبْتَغِي من تُجادِعُ
وكذلك التّجادُع. ويقال: اجْدَعْهم بالأَمر حتى يَذِلُّوا؛ حكاه ابن
الأَعرابي ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه على المثل أَي اجدع أُنوفهم.
وحكي عن ثعلب: عام تَجَدَّعُ أَفاعِيه وتجادَعُ أَي يأْكل بعضها بعضاً
لشدّته، وكذلك تركت البلاد تَجَدَّعُ وتَجادَعُ أَفاعيها أَي يأْكل بعضها
بعضاً، قال: وليس هناك أَكل ولكن يريد تقَطَّعُ. وقال أَبو حنيفة:
المُجَدَّعُ من النبات ما قُطع من أَعلاه ونَواحِيه أَو أُكل. ويقال: جَدَّع
النباتَ القَحْطُ إِذا لم يَزْكُ لانْقِطاع الغَيْثِ عنه؛ وقال ابن
مقبل:وغَيْث مَريع لم يُجَدَّعْ نَباتُه
وكَلأٌ جُداعٌ، بالضم، أَي دَوٍ؛ قال رَبيعةُ بن مَقْرُوم الضَّبِّيّ:
وقد أَصِلُ الخَلِيلَ وإِن نآني،
وغِبَّ عَداوتي كَلأٌ جُداعُ
قال ابن بري: قوله كَلأٌ جُداع أي يَجْدَعُ مَن رَعاه؛ يقول: غِبّ
عَداوتي كَلأٌ فيه الجَدْع لمن رعاه، وغب بمعنى بعد. وجَدِعَ الغلامُ يَجْدَعُ
جَدَعاً، فهو جَدِعٌ: ساء غِذاؤه؛ قال أَوْس بن حَجَر:
وذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها،
تُصْمِتُ بالماء تَوْلَباً جَدِعا
وقد صحّف بعض العلماء هذه اللفظة، قال الأَزهري في أَثناء خطبة كتابه:
جمع سليمان بن علي الهاشميّ بالبصرة ين المُفَضَّل الضبّيّ والأَصمعي
فأَنشد المفضَّل: وذات هدم، وقل آخر البيت: جَذَعا، ففَطِن الأَصمعي لخَطئه،
وكان أَحدَثَ سِنّاً منه، فقال له: إِنما هو تولباً جَذَعا، وأَراد تقريره
على الخطاء فلم يَفْطَن المفضل لمراده، فقال: وكذلك أَنشدته، فقال له
الأَصمعي حينئذ: أَخطأْت إِنما هو: تَوْلباً جَدِعا، فقال له المفضل: جذعا
جذعا، ورفع صوته ومدّه، فقال له الأَصمعي: لو نفَخْت في الشَّبُّور ما
نفعك، تكم كلام النمل وأَصبْ، إِنما هو: جَدِعا، فقال سليمان بن علي: من
تَخْتارانِ أَجعله بينكما؟ فاتفقا على غلام من بني أَسد حافظ للشعر
فأُحْضِر، فعرَضا عليه ما اختلفا فيه فصدَّق الأَصمعي وصوّب قوله، فقال له
المفضل: وما الجَدِعُ؟ قال: السيّء الغِذاء. وأَجدَعَه وجَدَّعَه: أَساء غذاءه.
قال ابن بري: قال الوزير: جَدِعٌ فَعِلٌ بمعنى مَفْعول، قال: ولا يعرف
مثله. وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً: ساء غِذاؤُه. وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً:
رُكِب صغيراً فوَهَن. وجَدَعْتُه أَي سجنْتُه وحبستُه، فهو مجُدوع؛
وأَنشد:
كأَنه من طول جَدْعِ العَفْسِ
وبالذال المعجمة أَيضاً، وهو المحفوظ. وجَدَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حَبس
عنهم الخير. قال أَبو الهيثم: الذي عندنا في ذلك أَنهَ الجَدْعَ
والجِذْعَ واحد، وهو حَبْسُ من تَحْبِسه على سُوءِ ولائه وعلى الإِذالةِ منك له؛
قال: والدليل على ذلك بيت أَوس:
تُصْمِت بالماء تَوْلباً جَدِعا
قال: وهو من قولك جَدَعْتُه فجَدِع كما تقول ضرَب الصَّقِيعُ النباتَ
فضَرِبَ، وكذلك صَقَع، وعَقَرْتُه فَعَقِر أَي سقَط؛ وأَنشد ابن
الأَعرابي:حَبَلَّق جَدَّعه الرِّعاء
ويروى: أَجْدَعَه، وهو إِذا حبَسه على مَرْعى سَوْء، وهذا يقوّي قول
أَبي الهيثم.
والجَنادِعُ: الأَحْناشُ، ويقال: هي جَنادِبُ تكون في جِحَرةِ
اليَرابِيعِ والضِّباب يَخرُجْن إِذا دَنا الحافر من قَعْر الجُحْر. قال ابن بري:
قال أَبو حنيفة الجُنْدَب الصغير يقال له جُنْدع، وجمعه جَنادِعُ؛ ومنه
قول الراعي:
بحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عليه مَهابةٌ
بِجَمْع، إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا
ومنه قيل: رأَيت جَنادِعَ الشرِّ أَي أَوائلَه، الواحدة جُنْدُعةٌ، وهو
ما دَبَّ من الشرّ؛ وقال محمد بن عبد الله الأَزْديّ:
لا أَدْفَعُ ابنَ العَمِّ يَمْشِي على شَفاً،
وإِن بَلَغَتْني مِنْ أَذاه الجَنادِعُ
وذاتُ الجَنادِعِ: الداهيةُ. الفرّاء: يقال هو الشيطان والمارِدُ
والمارِجُ والأَجْدَعُ. روي عن مسروق أَنه قال: قدمت على عمر فقال لي: ما
اسمُك؟ فقلت: مَسروقُ بن الأَجْدَع، فقال: أَنت مسروق بن عبد الرحمن، حدثنا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنَّ الأَجدع شيطان، فكان اسمُه في الديوان
مسروق بن عبد الرحمن. وعبد الله بن جُدْعانَ
(* كذا بالأصل، وفي القاموس: وعبد الله بن جدعان جواد معروف.)
وأَجْدَعُ وجُدَيْعٌ: اسمانِ. وبنو جَدْعاءَ: بطن من العرب، وكذلك بنو
جُداع وبنو جُداعةَ.
جزف: الجَزْفُ: الأَخذُ بالكثرة. وجَزَفَ له في الكيْل: أَكثر. الجوهري:
الجَزْفُ أَخْذ الشيء مُجازفةً وجِزافاً، فارسي مُعَرَّب. وفي الحديث:
ابْتاعُوا الطعامَ جِزافاً؛ الجِزافُ والجَزْفُ: الـمَجْهولُ القَدْر.
مَكِيلاً كان أَو مَوْزوناً.
والجُزاف
(* قوله «والجزاف إلخ» في القاموس: والجزاف والجزافة مثلثتين.)
والجِزاف والجُزافةُ والجِزافةُ: بيعك الشيء واشْتِراؤكَه بلا وزن ولا
كيل وهو يرجع إلى الـمُساهلةِ، وهو دخيل، تقول: بِعْتُه بالجُزافِ
والجُزافةِ والقياس جِزافٌ؛ وقولُ صخْر الغَيّ:
فأقْبَلَ منه طِوالُ الذُّرى،
كأَنَّ عليهنَّ بَيْعاً جَزِيفا
أَراد طعاماً بِيعَ جِزافاً بغير كَيْل، يَصِفُ سَحاباً. أَبو عمرو:
اجْتَزَفْتُ الشيءَ اجْتِزافاً إذا شَرَيْتَه جِزافاً، واللّه أَعلم.
جدل: الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً
إِذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً؛ ومنه قيل لزمام الناقة
الجَدِيل. ابن سيده: جدل الشيءَ يَجْدُله ويَجْدِله جَدْلاً أَحكم فَتْله؛
ومنه جارية مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل. والجَدِيل: الزمام المجدول
من أَدم؛ ومنه قول امرئ القيس:
وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ،
وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل
قال: وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً؛ قال عبد افيفي بن
عجلان النهدي:
جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنَّها
سَقِيّة بَرْدَيٍّ نَمَتْها غُيُولها
كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ،
على مَتْنِها، حيث اسْتَقَرَّ جَديلُها
وأَنشد ابن بري لآخر:
أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لها إِتْبُ،
وجَدَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ
والجَدِيل: حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في عُنق البعير أَو
الناقة، والجمع جُدُلٌ، وهو من ذلك. التهذيب: وإِنه لَحَسن الأَدَم وحَسَن
الجَدْل إِذا كان حسن أَسْرِ الخَلْق. وجُدُول الإِنسان: قَصَبُ اليدين
والرجلين.
والجَدْل والجِدْل: كل عَظْم مُوَفَّر كما هو لا يكسَر ولا يُخْلَط به
غيرُه. والجِدْل: العضو، وكل عضو جِدْل، والجمع أَجْدال وجُدُول، وقيل: كل
عظم لم يكسر جَدْل وجِدْل. وفي حديث عائشة، رضي افيفي عنها: العَقِيقة
تُقْطَع جُدُولاً لا يُكْسَر لها عَظْم؛ الجدُول: جمع جَدْل وجِدْل، بالفتح
والكسر، وهو العضو.
ورجل مَجْدول، وفي التهذيب: مَجْدول الخَلْق لَطيف القَصَب مُحْكَم
الفَتْل. والمجدول: القَضِيف لا من هُزَال. وغلام جادل: مُشْتَدّ. وساقٌ
مَجْدولة وجدْلاء: حَسنَة الطَّيِّ، وساعد أَجْدَل كذلك؛ قال الجعدي:
فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَيْـ
نِ، أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب
وجَدَل وَلَدُ الناقة والظبية يَجْدُل جُدُولاً: قَوِي وتَبِع أُمه.
والجَادِل من الإِبل: فَوْقَ الرَّاشِح، وكذلك من أَولاد الشَّاءٍ، وهو الذي
قد قَوِي ومَشى مع أُمه، وجَدَل الغلام يَجْدُل جُدُولاً واجْتَدل كذلك.
والأَجدَل: الصَّقْر، صفة غالبة، وأَصله من الجَدْل الذي هو الشِّدَّة،
وهي الأَجادِل، كَسَّروه تكسير الأَسماءِ لغلبة الصفة، ولذلك جعله سيبوبه
مما يكون صفة في بعض الكلام واسماً في بعض اللغات، وقد يقال للأَجدل
أَجْدَليٌّ، ونظيره عَجَمِيٌّ وأَعْجَمِيٌّ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
كأَنَّ بَني الدعماءِ، إِذ لَحِقُوا بِنا،
فِراخُ القَطَا لاقَيْنَ أَجْدَلَ بازِيَا
الليث: إِذا جَعَلْت الأَجْدل نعتاً قلت صَقْر أَجْدَل وصُقُور جُدْل،
وإِذا تركته اسماً للصَّقْر قلت هذا الأَجْدَل وهي الأَجادل، لأَن
الأَسماء التي على أَفْعَل تجمع على فُعْل إِذا نُعِت بها، فإِذا جعلتها أَسماء
مَحْضة جمعت على أَفَاعل؛ وأَنشد أَبو عبيد:
يَخُوتُونَ أُخْرى القَوْم خَوْتَ الأَجَادل
أَبو عبيد: الأَجادل الصُّقُور، فإِذا ارتفع عنه فهو جادل. وفي حديث
مطرف: يَهْوِي هُوِيَّ الأَجادل؛ هي الصقور، واحدها أَجدل والهمزة فيه
زائدة. والأَجدل: اسم فرس أَبي ذَرٍّ الغِفاري، رحمه افيفي ، على التشبيه بما
تقدم.
وجَدَالة الخَلْق: عَصْبُه وطَيُّه؛ ورَجل مَجْدول وامرأَة مجدولة.
والجَدَالة: الأَرض لشِدَّتها، وقيل: هي أَرض ذات رمل دقيق؛ قال الراجز:
قد أَرْكَب الآلَةَ بعد الآله،
وأَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله
والجَدْل: الصَّرْع. وجَدَله جَدْلاً وجَدَّله فانْجدل وتَجَدَّل:
صَرَعه على الجَدَالة وهو مجدول، وقد جَدَلْتُه جَدْلاً، وأَكثر ما يقال
جَدَّلْته تَجْديلاً، وقيل للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُضْرَع على الجَدَالة.
الأَزهري: الكلام المعتمد: طَعَنَه فَجَدَّله. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، قال: أَنا خاتم النبيين في أُم الكتاب وإِن آدم
لَمُنْجَدِل في طينته؛ شمر: المنجدل الساقط، والمُجَدَّل المُلْقى بالجَدَالة،
وهي الأَرض؛ ومنه حديث ابن صياد: وهو مُنْجَدِل في الشمس، وحديث علي حين
وقف على طلحة وهو قتيل فقال: أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَن أَراك
مُجَدَّلاً تحت نُجوم السماء أَي مُلْقىً على الأَرض قَتيلاً. وفي حديث معاوية
أَنه قال لصعصعة: ما مرَّ عليك جَدَّلتْه أَي رميته وصرعته؛ وقال
الهذلي:مُجَدَّل يَتَكَسَّى جِلْدُه دَمَه،
كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ
يقال: طعنه فجدَله أَي رماه بالأَرض فانجدل سَقَط. يقال: جَدَلتْه،
بالتخفيف، وجَدَّلته، بالتشديد، وهو أَعم. وعَنَاق جَدْلاء: في أُذُنها
قِصَر. والجَدَالة: البَلْحة إِذا اخْضَرَّت واستدارت، والجمع جَدَالٌ؛ قال
بعض أَهل البادية ونسبه ابن بري للمخبل السعدي:
وسارت إِلى يَبْرِينَ خَمْساً، فأَصْبَحَتْ
يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها
قال أَبو الحسن: قال لي أَبو الوفاء الأَعرابي جَدَالها ههنا أَولادُها،
وإِنما هو للبلح فاستعاره. قال ابن الأَعرابي: الجَدَالة فوق البَلَحة،
وذلك إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَي اشتدَّت، واشتُقَّ جُدول، ولد الظبية،
من ذلك؛ قال: ولا أَدري كيف قال إِذا جَدَلَت نواتها لأَن الجَدَالة لا
نواة لها، وقال مرَّة: سمِّيت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تشتد نواتها
وتستتم قبل أَن تُزْهِي، شبهت بالجَدَالة وهي الأَرض. الأَصمعي: إِذا اخضرَّ
حَبُّ طَلْع النخيل واستدار قبل أَن يشتد فإِن أَهل نجد يسمونه الجَدَال.
وجَدَل الحَبُّ في السنبل يَجْدُل: وقع فيه؛ عن أَبي حنيفة، وقيل قَوِي.
والمِجْدَل: القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه، وجمعه مَجَادل؛ ومنه قول
الكميت:
كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأَنَّها
مَجَادِلُ، شدَّ الراصفون اجْتِدَالَها
والاجتدال: البنيان، وأَصل الجَدْل الفَتْل؛ وقال ابن بري: ومثله لأَبي
كبير:
في رأُس مُشْرِفة القَذال، كأَنما
أَطْرُ السحابِ بها بَياضُ المِجْدَل
وقال الأَعشى:
في مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنيانُه،
يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائر
(* في الصحاح: شيّد)
ودِرْع جَدْلاءُ ومَجْدولة: مُحْكَمة النسج. قال أَبو عبيد: الجَدْلاء
والمجدولة من الدروع نحوُ المَوْضونة وهي المنسوجة، وفي الصحاح: وهي
المحكمة؛ وقال الحطيئة:
فيه الجِيَادُ، وفيه كل سابغة
جَدْلاءُ مُحْكمة من نَسْج سَلاَّم
الليث: جمع الجَدْلاء جُدْل. وقد جُدِلَت الدروعُ جُدْلاً إِذا أُحكمت.
شمر: سمِّيت الدُّروع جَدْلاً ومجدولة لإِحكام حَلَقِها كما يقال حَبْل
مجدول مفتول؛ وقول أَبي ذؤَيب:
فهن كعِقْبان الشَّرِيج جَوَانِحٌ،
وهم فوقها مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل
أَراد حَلَق الدرع المجدولة فوضع المصدر موضع الصفة الموضوعة موضع
المَوصوف. والجَدْل: أَن يُضْرب عُرْضُ الحَديد حتى يُدَمْلَج، وهو أَن تضرب
حروفه حتى تستدير. وأُذُن جَدْلاء: طويلة ليست بمنكسرة، وقيل: هي
كالصَّمْعاءِ إِلاَّ أَنها أَطول، وقيل: هي الوَسَط من الآذان.
والجِدْل والجَدْل: ذَكَر الرجل، وقد جَدَل جُدولاً فهو جَدِل وجَدْل
عَرْدٌ؛ قال ابن سيده: وأُرى جَدِلاً على النسب. ورأَيت جَدِيلَةَ رَأْيه
أَي عزيمتَه. والجَدَل: اللَّدَدُ في الخُصومة والقدرةُ عليها، وقد جادله
مجادلة وجِدالاً. ورجل جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال: شديد الجَدَل. ويقال:
جادَلْت الرجل فجَدَلته جَدْلاً أَي غلبته. ورجل جَدِل إِذا كان أَقوى في
الخِصام. وجادَله أَي خاصمه مُجادلة وجِدالاً، والاسم الجَدَل، وهو شدَّة
الخصومة. وفي الحديث: ما أُوتَي الجَدَل قومٌ إِلاَّ ضَلُّوا؛ الجَدَل:
مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد به في
الحديث الجَدَلُ على الباطل وطَلَبُ المغالبة به لا إَظهار الحق فإِن ذلك
محمود لقوله عز وجل: وجادلهم بالتي هي أَحسن. ويقال: إِنه لَجَدِل إِذا كان
شديد الخِصام، وإِنه لمجدول وقد جادل. وسورة المُجادَلة: سورة قد سمع الله
لقوله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إِلى الله؛ وهما
يَتَجادلان في ذلك الأَمر. وقوله تعالى: ولا جِدال في الحج؛ قال أَبو
إِسحق: قالوا معناه لا ينبغي للرجل أَن يجادل أَخاه فيخرجه إِلى ما لا ينبغي.
والمَجْدَل: الجماعة من الناس؛ قال ابن سيده: أُراه، لأَن الغالب عليهم
إِذا اجتمعوا أَن يتجادلوا؛ قال العجاج:
فانْقَضَّ بالسَّيْر ولا تَعَلَّلِ
بِمَجْدَل، ونِعْم رأْسُ المَجْدَلِ
والجَدِيلة: شَرِيجة الحمام ونحوها، ويقال لصاحب الجَدِيلة: جَدَّال،
ويقال: رجل جَدَّال بَدَّال منسوب إِلى الجَدِيلة التي فيها الحَمام.
والجَدَّال: الذي يَحْصُر الحَمام في الجَدِيلة. وحَمام جَدَليٌّ: صغير ثقيل
الطيران لصغره. ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السَّخِيف: هذا رأْي
الجَدّالين والبَدّالين، والبَدَّال الذي ليس له مال إِلاَّ بقدر ما يشتري به
شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بَدَلاً منه فمسي بَدَّالاً. والجَدِيلة:
القَبِيلة والناحية. وجَدِيلة الرجل وجَدْلاؤُه: ناحيته. والقوم على جَدِيلة
أَمرهم أَي على حالهم الأَول. وما زال على جَدِيلة واحدة أَي على حال
واحدة وطريقة واحدة. وفي التنزيل العزيز: قل كُلٌّ يعمَلُ على شاكِلَتِه؛
قال الفراء: الشاكلة الناحية والطريقة والجَدِيلة، معناه على جَدِيلته أَي
طريقته وناحيته؛ قال: وسمعت بعض العرب يقول: وعَبْدُ الملك إِذ ذاك على
جَدِيلته وابن الزبير على جَدِيلته، يريد ناحيته. ويقال: فلان على
جَدِيلته وجَدْلائه كقولك على ناحيته. قال شمر: ما رأَيت تصحيفاً أَشبه بالصواب
مما قرأَ مالك بن سليمان عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: قل كلٌّ يعمل
على شاكِلَته، فصحَّف فقال على حَدٍّ يَلِيه، وإِنما هو على جَدِيلته أَي
ناحيته وهو قريب بعضه من بعض. والجَدِيلة: الشاكلة. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: كَتَب في العبد إِذا غزا على جَدِيلته لا ينتفع مولاه بشيء من
خدمته فأَسْهِم له؛ الجَدِيلة: الحالة الأُولى. وركب جَدِيلة رأْيه أَي
عَزيمَته، أَراد أَنه إِذا غَزا منفرداً عن مولاه غير مشغول بخدمته عن الغزو.
والجَدِيلة: الرَّهْط وهي من أَدَم كانت تُصنع في الجاهلية يأْتَزِر بها
الصبيان والنساء الحُيَّض.
ورجل أَجْدَل المَنْكِب: فيه تَطَأْطؤ وهو خلاف الأَشْرَف من المناكب؛
قال الأَزهري: هذا خطأْ والصواب بالحاء، وهو مذكور في موضعه، قال: وكذلك
الطائر، قال بعضهم: به سُمِّي الأَجْدَل والصحيح ما تقدم من كلام
سيبويه.ابن سيده: الجَدِيلة الناحية والقبيلة. وجَدِيلة: بطن من قيس منهم فَهْم
وعَدْوان، وقيل: جَدِيلة حيٌّ من طيِّء وهو اسم أُمهم وهي جَدِيلة بنت
سُبَيْع ابن عمرو بن حِمَيْر، إِليها ينسبون، والنسبة إِليهم جَدَليٌّ مثل
ثَقَفيٍّ.
وجَدِيل: فَحْل لمَهْرة بن حَيْدان، فأَما قولهم في الإِبل جَدَلية
فقيل: هي منسوبة إِلى هذا الفحل، وقيل: إِلى جَديلة طيِّء، وهو القياس، وينسب
إِليهم فيقال: جَدَلِيٌّ. الليث: وجَدِيلة أَسَدٍ قبيلة أُخرى. وجَدِيل
وشَدْقَم: فَحْلان من الإِبل كانا للنعمان ابن المنذر.
والجَدْوَل: النهر الصغير، وحكى ابن جني جِدْوَل، بكسر الجيم، على مثال
خِرْوَع. الليث: الجَدْوَل نهر الحوض ونحو ذلك من الأَنهار الصغار يقال
لها الجَداوِل. وفي حديث البراء في قوله عز وجل: قد جعل ربك تحتك
سَرِيًّا، قال: جَدْوَلاً وهو النهر الصغير. والجَدْوَل أَيضاً: نهر
معروف.