صورة كتابية صوتية من قَتِين بمعنى القراد، والنــحيف الضئيل، والدقيق من الأسنة.
صورة كتابية صوتية من قَتِين بمعنى القراد، والنــحيف الضئيل، والدقيق من الأسنة.
جهز: جَهاز العَرُوس والميت وجِهازهما: ما يحتاجان إِليه، وكذلك جهاز
المسافر، يفتح ويكسر؛ وقد جَهَّزَه فَتَجَهَّز وجَهَّزْتُ العروسَ
تَجْهِيزاً، وكذلك جَهَّزت الجيش. وفي الحديث: من لم يغز ولم يجهز غازياً؛ تجهيز
الغازي: تَحْمِيله وإِعداد ما يحتاج إِليه في غزوة، ومنه تَجْهِيزُ
العروس: وتَجْهِيز الميت. وجَهَّزت القوم تَجْهِيزاً إِذا تكلَّفت لهم
بِجهازِهِمْ للسفر، وكذلك جِهَاز العروس والميت، وهو ما يحتاج له في وجهه، وقد
تَجَهَّزُوا جَهازاً. قال الليث: وسمعت أَهل البصرة يخطئُون الجِهَازَ،
بالكسر. قال الأَزهري: والقراء كلهم على فتح الجيم في قوله تعالى: ولما
جَهَّزَهُمْ بِجهَازِهم؛ قال: وجِهَاز، بالكسر، لغة رديئة؛ قال عمر بن عبد
العزيز:
تَجَهَّزي بِجهازٍ تَبْلُغِينَ به،
يا نَفْسُ، قبل الرَّدَى، لم تُخْلَقي عَبَثا
وجَهاز الراحلة: ما عليها. وجَهَاز المرأَة: حَياؤُها، وهو فَرْجها.
وموت مُجْهِز أَي وَحِيٌّ.
وجَهَزَ على الجريح وأَجْهَزَ: أَثْبَت قَتْله. الأَصمعي: أَجْهَزْتُ
على الجريح إِذا أَسرعت قتله وقد تَمَّمت عليه. قال ابن سيده: ولا يقال
(*
قوله« قال ابن سيده ولا يقال إلخ» عبارة القاموس وشرحه في مادة ج و ز:
وأجزت على الجريح لغة في أجهزت، وأنكره ابن سيده فقال ولا يقال إلخ) أَجاز
عليه إِنما يقال أَجازَ على اسمه أَي ضَرَب. وموت مُجْهِز وجَهِيز أَي
سريع. وفي الحديث: هل تَنْظُرون إِلا مرضاً مُفْسداً أَو موتاً مُجْهِزاًف
أَي سريعاً. ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: لا يُجْهَز على جَريحهم أَي
من صُرِع منهم وكُفِيَ قِتالُه لا يُقْتل لأَنهم مُسْلمون، والقصد من
قتالهم دفع شرهم، فإِذا لم يكن ذلك إِلا بقتلهم قُتِلوا. وفي حديث ابن مسعود،
رضي الله عنه: أَنه أَتى على أَبي جهل وهو صَرِيع فأَجْهَزَ عليه. ومن
أَمثالهم في الشيء إِذا نَفَر فلم يَعُدْ: ضَرَب في جَهَازه، بالفتح، وأَصله
في البعير يسقط عن ظهره القَتَب بأَداته فيقع بين قوائمه فَيَنْفِرُ عنه
حتى يذهب في الأَرض، ويجمع على أَجْهِزَة؛ قال الشاعر:
يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأَجْهِزاتِها
قال: والعرب تقول ضَرَب البعيرُ في جَهازِه إِذا جَفَلَ فَنَدَّ في
الأَرض والْتَبَط حتى طَوَّحَ ما عليه من أَداة وحِمْل. وضَرَبَ في جَهازٍ
البعيرُ إِذا شرد. وجَهَّزت فلاناً أَي هَيَّأْتَ جَهاز سفره. وتَجَهَّزْت
لأَمْرِ كذا أَي تهيأَت له. وفرس جَهِيز: خفيف. أَبو عبيدة: فرس جَهِيز
الشدّ أَي سريع العدو، وأَنشد:
ومُقَلِّص عَتَد جَهِيز شَدُّهُ،
قَيْد الأَوَابِدِ في الرِّهانِ جَواد
وجَهِيزَةُ: اسم امرأَة رَعْناءَ تُحَمَّق. وفي المثل: أَحْمَقُ من
جَهِيزَةَ؛ قيل: هي أُم شبِيبٍ الخَارجي، كان أَبو شَبِيبٍ من مُهاجِرَة
الكوفة اشترى جَهِيزَةَ من السَّبي، وكانت حمراء طويلة جميلة فأَرَادَها على
الإِسلام فأبت، فواقعها فحملت فتحرك الولد في بطنها، فقالت: في بَطْني
شيء يَنْقُز، فقيل: أَحمق من جَهِيزَة. قال ابن بري: وهذا هو المشهور من
هذا المثل: أَحمق من جَهِيزَةَ، غير مصروف، وذكر الجاحظ أَنه أَحمق من
جَهِيزَةٍ، بالصرف. والجَهِيزَة: عِرْسُ الذئب يَعْنون الذِّئْبَةَ، ومن
حُمْقها أَنها تَدَعُ ولدَها وتُرْضع أَولاد الضبع كَفِعْلِ النعامة بِبَيْض
غيرها؛ وعلى ذلك قول ابنِ جِذْلِ الطَّعَانِ:
كَمُرْضِعَةٍ أَولادَ أُخرى، وضَيَّعَتْ
بَنِيها، فلم تَرْقَعْ بذلك مَرْقَعا
وكذلك النعامة إِذا قامت عن بَيْضها لطلب قُوتِها فلقيت بيض نعامة أُخرى
حَضَنَتْه فَحُمِّقَتْ بذلك؛ وعلى ذلك قول ابن هرمة:
إِنِّي وتَرْكي نَدى الأَكْرَمِينَ،
وقَدْحي بِكَفَّيّ زَنْداً شَحاحا
كتارِكَةٍ بَيْضها بالعَراء،
ومُلْبِسَةٍ بَيْض أُخرى جَناها
قالوا: ويشهد لما بين الذئب والضبع من الأُنْفَةِ أَن الضبع إِذا
صِيدَتْ أَو قُتِلت فإِن الذئب يَكْفُل أَولادها ويأْتيها باللحم؛ وأَنشدوا في
ذلك للكميت:
كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِر
لذي الحَبْل، حتى عال أَوْسٌ عِيالَها
(* قوله« لذي الحبل» أي للصائد الذي يعلق الحبل في عرقوبها.)
وقيل في قولهم أَحمق من جَهِيزَةَ: هي الضبع نفسها، وقيل: الجَهِيزَةُ
جِرْوُ الدُّبِّ والجِبْسُ أُنْثاه، وقيل: الجَهِيزة الدُّبَّةُ. وقال
الليث: كانت جَهِيزَة امرأَة خَلِيقَةً في بدنها رَعْناء يضرب بها المثل في
الحمق؛ وأَنشد:
كأَنَّ صَلا جَهِيزَة، حين قامتْ،
حِبابُ الماء حالاً بعد حالِ
خسف: الخسف: سُؤُوخُ الأَرض بما عليها. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً
وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَي
غابَ به فيها؛ ومنه قوله تعالى: فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ. وخَسَفَ
هو في الأَرض وخُسِفَ به، وقرئ: لخُسِف بنا، على ما لم يسمَّ فاعله. وفي
حرف عبد اللّه: لا نْخُسِفَ بنا كما يقال انْطُلِقَ بنا، وانْخَسَفَ به
الأَرضُ وخَسَفَ اللّه به الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً: ذهَب
في الأَرض، وخَسَفَه اللّه تعالى. الأَزهري: وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ
إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها. والخَسْفُ: إلْحاقُ الأَرض الأُولى
بالثانية. والخَسْفُ: غُؤُورُ العينِ، وخُسوفُ العينِ: ذَهابُها في الرأْس. ابن
سيده: خَسَفَتْ عينُه ساخَتْ، وخسَفَها يَخْسِفُها خَسْفاً وهي خَسِيفةٌ:
فَقَأَها. وعين خاسِفةٌ: وهي التي فُقِئَتْ حتى غابت حَدَقَتاها في
الرأْس. وعينٌ خاسِفٌ إذا غارَتْ، وقد خَسَفَتِ العينُ تَخْسِفُ خُسُوفاً؛
وأَنشد الفراء:
مِن كلِّ ملْقى ذَقَنٍ جَحُوفِ،
يَلِحُّ عِنْدَ عَيْنِها الخَسِيفِ
وبعضهم يقول: عينٌ خَسِيفٌ والبئر خَسِيفٌ لا غير. وخَسَفَتِ الشمسُ
وكسَفَتْ بمعنًى واحد. ابن سيده: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب
ضَوْؤُها، وخسَفَها اللّه وكذلك القمر. قال ثعلب: كسَفتِ الشمسُ وخسَف القمر
هذا أَجودُ الكلام، والشمسُ تَخْسِفُ يوم القيامةِ خُسوفاً، وهو دخولها
في السماء كأَنها تَكَوَّرَتْ في جُحْر. الجوهري: وخُسوفُ القمرِ كُسوفُه.
وفي الحديث: إن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفانِ
(* قوله «لا يخسفان» في
النهاية: لا ينخسفان.) لموْتِ أَحَدٍ ولا لِحَياتِه. يقال: خَسَفَ القمرُ
بوزن ضرَب إذا كان الفعل له، وخُسِفَ على ما لم يسمّ فاعله. قال ابن
الأَثير: وقد ورد الخُسوفُ في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة
الكسوفُ لا الخُسوفُ، فأَما إطلاقُه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على
تأْنيث الشمس، فجمع بينهما فيما يَخُصّ القمر، وللمعاوضة أَيضاً فإنه قد
جاء في رواية أُخرى: إن الشمس والقمر لا يَنْكَسِفانِ، وأَما إطلاقُ
الخُسوفِ على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما
وإظلامهما. والانْخِسافُ: مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ. وخَسَفَ الشيءَ
يَخْسِفُه خَسْفاً: خَرَقَه. وخَسَفَ السقْف نفْسُه وانْخَسَفَ: انْخَرَقَ.
وبئر خَسُوفٌ وخَسِيفٌ: حُفِرَتْ في حجارة فلم ينقطع لها مادّة لكثرة
مائها، والجمع أَخْسِفةٌ وخُسُفٌ، وقد خَسَفَها خَسْفاً، وخَسْفُ
الرَّكِيَّةِ: مَخْرَجُ مائها. وبئرٌ خَسِيفٌ إذا نُقِبَ جَبَلُها عن عَيْلَمِ الماء
فلا يَنْزَحُ أَبداً. والخَسْفُ: أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إلى ماء عِدٍّ.
أَبو عمرو: الخَسِيفُ البئر التي تُحْفَرُ في الحجارة فلا ينقطع ماؤها
كثرةً؛ وأَنشد غيره:
قد نَزَحَتْ، إنْ لم تَكُنْ خَسِيفا،
أَو يَكُنِ البَحرُ لها حليفا
وقال آخر: من العَيالِمِ الخُسْفُ، وما كانت البئر خَسِيفاً، ولقد
خُسِفَتْ، والجمع خُسُفٌ. وفي حديث عمر أَن العباس، رضي اللّه عنهما، سأَله عن
الشعراء فقال: امرؤ القيس سابِقُهم خَسَفَ لهم عَيْن الشعر فافْتَقَرَ
(* قوله «فافتقر إلخ» فسره ابن الأثير في مادة فقر فقال: أَي فتح عن معان
غامضة.) عن معانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ أَي أَنْبَطَها وأَغْزَرها لهم،
من قولهم خَسَفَ البئرَ إذا حَفَرَها في حجارة فنبعت بماء كثير، يريد أَنه
ذَلَّلَ لهم الطريق إليه وبَصَّرَهُم بمَعاني الشِّعْر وفَنَّن أَنواعه
وقَصَّدَه، فاحْتَذَى الشعراء على مثاله فاستعار العين لذلك. ومنه حديث
الحجاج قال لرجل بعثه يَحفِرُ بئراً: أَخَسَفْتَ أَم أَوشَلْتَ؟ أَي
أَطْلَعْتَ ماء كثيراً أَم قلِيلاً. والخَسِيفُ من السَّحابِ: ما نَشَأَ من
قِبَلِ العَيْنِ حامِلَ ماء كثير والعينُ عن يمين القبلة. والخَسْفُ:
الهُزالُ والذُّلُّ. ويقال في الذُّلِّ خُسْفٌ أَيضاً، والخَسْفُ والخُسْفُ:
الإذْلالُ وتَحْمِيلُ الإنسان ما يَكْرَه؛ قال الأَعشى:
إذْ سامَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له:
اعْرِضْ عليَّ كذا أَسْمَعْهما، حارِ
(* في قصيدة الأعشى:
قلْ ما تشاء، فاني سامعٌ حارِ)
والخَسْفُ: الظلم؛ قال قَيس بن الخطيم:
ولم أَرَ كامْرئٍ يَدْنُو لِخَسْفٍ،
له في الأَرض سَيْرٌ وانْتِواء
وقال ساعِدةُ بن جُؤيّةَ:
أَلا يا فَتًى، ما عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِه
يُبَلُّ عل العادِي وتُؤْبَى الـمَخاسِفُ
الـمَخاسِفُ: جمع خَسْفٍ، خَرَجَ مَخْرَجَ مَشابهَ ومَلامِحَ. ويقال:
سامَه الخَسْفَ وسامَه خَسْفاً وخُسْفاً، أَيضاً بالضم، أَي أَوْلاه
ذُلاًّ. ويقال: كلَّفه الـمَشَقَّةَ والذُّلَّ. وفي حديث عليّ: مَنْ تَرَكَ
الجِهادَ أَلْبَسَه اللّهُ الذِّلَّةَ وسيمَ الخَسْفَ؛ الخَسْفُ:
النُّقْصانُ والهَوانُ، وأَصله أَن تُحْبَسِ الدابةُ على غير عَلَفٍ ثم استعير فوضع
موضع الهَوان، وسِيمَ: كُلِّفَ وأُلزِمَ. والخَسْفُ: الجُوعُ؛ قال بِشْر
بن أَبي خازم:
بضَيْفٍ قد أَلَّم بِهِمْ عِشاءً،
على الخَسْفِ الـمُبَيَّنِ والجُدُوبِ
أَبو الهيثم: الخاسفُ الجائعُ؛ وأَنشد قول أَوس:
أَخُو قُتُراتٍ قد تَبَيَّنَ أَنه،
إذا لم يُصِبْ لَحْماً من الوَحْشِ، خاسِفُ
أَبو بكر في قولهم شربنا على الخَسْفِ أَي شربنا على غير أَكل. ويقال:
بات القوم على الخَسْف إذا باتوا جياعاً ليس لهم شيء يتقوَّتونه. وباتت
الدابةُ على خَسْف إذا لم يكن لها عَلَف؛ وأَنشد:
بِتْنا على الخَسْفِ، لا رِسْلٌ نُقاتُ به،
حتى جَعَلْنا حِبالَ الرَّحْلِ فُصْلانا
أَي لا قُوتَ لنا حتى شَدَدْنا النُّوقَ بالحِبالِ لِتَدِرَّ علينا
فَنَتَقَوَّتَ لبَنها. الجوهري: بات فلان الخَسْفَ أَي جائعاً. والخَسْفُ في
الدَّوابّ: أَن تُحْبَسَ على غير عَلَف. والخَسْفُ: النُّقْصانُ. يقال:
رَضِيَ فلان بالخَسْفِ أَي بالنَّقِيصة؛ قال ابن بري: ويقال الخَسِيفَةُ
أَيضاً؛ وأَنشد:
ومَوْتُ الفَتى، لم يُعْطَ يَوْماً خَسِيفَةً،
أَعَفُّ وأَغْنَى في الأَنامِ وأَكْرَمُ
والخاسِف: الـمَهْزولُ. وناقة خَسِيفٌ: غَزيرَةٌ سرِيعةُ القَطْعِ في
الشّتاء، وقد خَسَفَتْ خَسْفاً. والخُسُفُ: النُّقَّهُ من الرِّجال. ابن
الأَعرابي: ويقال للغلام الخَفِيف النَّشِيطِ خاسِفٌ وخاشِفٌ ومَرّاقٌ
ومُنْهَمِكٌ.
والخَسْفُ: الجَوْزُ الذي يؤكل، واحدته خَسْفةٌ، شِحْرِيّةٌ؛ وقال أَبو
حنيفة: هو الخُسْفُ، بضم الخاء وسكون السين؛ قال ابن سيده: وهو الصحيح.
والخَسِيفانُ: رَدِيءُ التمْرِ؛ عن أَبي عمرو الشيباني، حكاه أَبو عليّ
في التذكرة وزعم أَن النون نون التثنية وأَنّ الضم فيها لغة، وحكى عنه
أَيضاً: هما خليلانُ، بضم النون.
والأَخاسِيفُ: الأَرضُ اللَّيِّنَةُ. يقال: وقَعُوا في أَخاسِيفَ من
الأَرض وهي اللينة.
خمط: قال اللّه عزّ وجلّ في قصة أَهل سبإٍ: وبدَّلْناهم بِجَنَّتَيْهِمْ
جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ؛ قال الليث: الخَمْطُ ضرب
من الأَراكِ له حَمْل يؤْكل، وقال الزجاج: يقال لكل نبت قد أَخَذَ
طَعْماً من مَرارة حتى لا يمكن أَكلُه خَمْطٌ، وقال الفراء: الخمط في التفسير
ثَمَرُ الأَراكِ وهو البَرِيرُ، وقيل: شجر له شوْكٌ، وقيل: الخَمْطُ في
الآية شجر قاتل أَو سمّ قاتِل، وقيل: الخَمْط الحَمْل القليل من كل شجرة،
والخمط شجر مثل السِّدْرِ وحمله كالتُّوت، وقرئ: ذواتي أُكُلِ خَمْطٍ،
بالإِضافة. قال ابن بري: من جعل الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإضافة
لأَن الأَكل للجني فأَضافه إِلى الخمْط، ومن جعل الخمط ثَمَرَ الأَراك
فحق القراءَة أَن تكون بالتنوين، ويكون الخمط بدلاً من الأُكُل، وبكلٍّ
قرأَتْه القرَّاءُ. ابن الأَعرابيّ: الخَمْطُ ثمر يقال له فَسْوةُ الضَّبُع
على صورة الخَشْخاش، يَتَفَرَّكُ ولا يُنْتفَعُ به.
وقد خَمَط اللحمَ يَخْمِطُه خَمْطاً، فهو خَمِيطٌ: شواه، وقيل: شواه فلم
يُنْضِجْه. وخَمط الحَمَلَ والشاةَ والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً، وهو
خَمِيطٌ: سلَخَه ونزع جِلْده وشَواه، فإِذا نزَع عنه شَعَره وشواه فهو
السَّمِيطُ، وقيل: الخَمْطُ بالنار، والسَّمْطُ بالماء. والخَمِيطُ:
المَشْوِيُّ، والسَّمِيط: الذي نُزع عنه شعرُه. والخَمّاطُ: الشَّوَّاء؛ قال
رؤْبة:
شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ،
شَكَّ المَشاوِي نَقَدَ الخَمَّاطِ
أَراد بالمَشاوي: السفافِيدَ تدخل في خَلَل الآباطِ، قال: والخُمَّاطُ
السُّمَّاطُ، الواحد خامِطٌ وسامِط. والخَمْطةُ: رِيحٌ نَوْرِ الكَرم وما
أَشْبَهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذّكاءِ طِيباً. والخَمْطة:
الخمر التي أَخَذَت ريِحاً، وقال اللحياني: الخمْطة التي قد أَخذت شيئاً من
الرِّيح كريح النَّبِق والتفَّاح. يقال: خَمِطَتِ الخَمْرُ، وقيل:
الخمْطةُ الحامضةُ مع ريح؛ قال أَبو ذؤَيب:
عُقارٌ كماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ،
ولا خَلّةٍ، يَكْوِي الوُجوهَ شِهابُها
ويروى: يَكْوِي الشُّروبَ شِهابُها. وقيل: إِذا أُعْجِلَت عن
الاسْتِحكام في دَنِّها فهي خَمْطةٌ. وكلُّ طَرِيّ أَخَذ طعْماً ولم يَسْتَحْكِم،
فهو خَمْطٌ؛ وقال خالد بن زهير الهذلي:
ولا تَسْبِقَنْ للناسِ منّي بخَمْطةٍ،
من السُّمِّ، مَذْرورٍ عليها ذُرُورُها
يعني طريّة حديثة كأَنها عنده أَحَدُّ؛ وقال المتنخل:
مُشَعْشَعَةٌ كعَيْنِ الدِّيك، فيها
حُمَيّاها من الصُّهْبِ الخِماطِ
اختارها حَدِيثةً، واختارها أَبو ذُؤَيب عَتِيقةً، ولذلك قال: ليست
بخَمْطَةٍ. وقال أَبو حنيفة: الخَمْطَةُ الخمرة التي أُعجلت عن استحكام ريحها
فأَخذت ريح الإِدْراكِ كريح التُّفَّاح ولم تُدْرِكْ بعد، ويقال: هي
الحامضةُ، وقال أَبو زيد: الخَمْطةُ أَوّلُ ما تَبْتَدئُ في الحُموضة قبل
أَن تشتدَّ، وقال السكّري في بيت خالد بن زهير الهذلي: عَنى بالخمْطةِ
اللَّوْمَ والكلامَ القَبيحَ.
ولبن خَمْطٌ وخامِطٌ: طَيِّبُ الرِّيح، وقيل: هو الذي قد أَخذ شيئاً من
الرِّيح كريح النبق أَو التُّفَّاح، وكذلك سِقاء خامِطٌ، خَمَطَ يَخْمُطُ
خَمْطاً وخُموطاً وخَمِطَ خَمَطاً، وخَمْطَتُه وخَمَطَتُه رائحتُه،
وقيل: خَمَطُه أَن يَصِير كالخِطْمِيِّ إِذا لَجَّنَه وأَوْخَفَه، وقيل:
الخَمْطُ الحامضُ، وقيل: هو المُرّ من كل شيء؛ وذكر أَبو عبيدة أَن اللبن
إِذا ذهب عنه حَلاوة الحَلب ولم يتغير طعمه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من
الرِّيح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعْم فهو مُمَحَّلٌ، فإِذا كان
فيه طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ. اليزيدي: الخامِطُ الذي يُشبه ريحُه
ريحَ التُّفّاحِ، وكذلك الخَمْطُ أَيضاً؛ قال ابن أَحمر:
وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي
ضَرِيبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً وصافِيا
التهذيب: لبن خَمْطٌ وهو الذي يُحْقَنُ في سِقاء ثم يوضَع على حشيش حتى
يأْخُذَ من ريحه فَيكون خَمْطاً طَيِّبَ الريح طيبَ الطعم. والخَمْطُ من
اللبن: الحامِضُ. وأَرض خَمْطةٌ وخَمِطةٌ: طيبةُ الرائحة، وقد خَمِطَتْ
وخَمَطَتْ. وخَمَط السِّقاءُ وخَمِطَ خَمْطاً وخَمَطاً، فهو خَمِطٌ: تغيرت
رائحتُه، ضدّ. سيبويه: وهي الخَمْطةُ. وتَخَمَّطَ الفحلُ: هَدَرَ.
وخَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ: غَضِبَ وتَكبَّرَ وثارَ؛ قال:
إِذا تَخَمَّطَ جَبّارٌ ثَنَوْه إِلى
ما يَشْتَهُونَ، ولا يُثْنَوْن إِنْ خَمِطُوا
والتَّخَمُّطُ: التَّكَبُّرُ، قال:
إِذا رأَوْا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا
أَو خُنْزُواناً، ضَرَبُوهُ ما خَطا
ومنه قول الكميت:
إِذا ما تَسامَتْ للتخمطِ صِيدُها
الأَصمعي: التخمُّط الأَخذُ والقهْرُ بغَلبةٍ؛ وأَنشد:
إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه،
تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ
ورجل مُتَخَمِّطٌ: شديدُ الغَضَبِ له ثَوْرةٌ وجَلَبة. وفي حديث رِفاعةَ
قال: الماءُ من الماء، فتخمَّطَ عمر أَي غَضِبَ. ويقال للبحر إِذا
التَطَمَتْ أَمواجُه: إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ. وبحر خَمِطُ الأَمواج:
مُضْطَرِبُها؛ قال سويد بن أَبي كاهل:
ذُو عُبابٍ زَبَدٍ آذِيَّه،
خَمِطُ التَّيّارِ يَرْمي بالقَلَعْ
يعني بالقِلَعِ الصخْرَ أَي يرمي بالصخْرة العظيمةِ. وتَخَمَّطَ البحرُ:
التطَم أَيضاً.
قذع: القَذَعُ: الخَنى والفُحْشُ. قَذَعَه يَقْذَعُه قَذْعاً وأَقْذَعَه
وأَقْذَعَ له إِقْذاعاً: رماه بالفُحْشِ وأَساء القولَ فيه. قال
الأَزهري: لم أَسمع قَذَعْتُ بغير أَلف لغير الليث: وأَقْذَعَ القولَ: أَساءه.
وفي الحديث: من قال في الإِسلام شعراً مُقْذِعاً فلسانه هَدَرٌ. والقَذَعُ:
الفُحْشُ من الكلام الذي يَقْبُحُ ذِكْرُه. وفي الحديث: من روى هِجاءً
مُقْذِعاً فهو أَحد الشاتِمَيْنِ؛ الهِجاءُ المُقْذِعُ: الذي فيه فُحْش
وقَذْفٌ وسَبّ يَقْبُحُ نَشْرُه أَي أَنَّ إِثمه كإِثم قائله الأَول.
وأَقْذَعَ له: أَفْحَشَ في شَتْمِه. والقَناذِعُ: الكلام القبيح؛ قال أَدهم بن
أَبي الزعراء:
بَني خَيْبَرِيٍّ نهْنِهُوا مِنْ قَناذِعٍ
أَتَتْ مِنْ لَدَيْكُمْ، وانْظُرُوا ما شُؤُونُها
ومَنْطِقٌ قَذَعٌ وقَذِيعٌ وقَذِعٌ وأَقْذَعُ: فاحِشٌ؛ قال زهير:
لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ،
باقٍ كما دَنَّسَ القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ
وقال العجاج:
يا أَيُّها القائِلُ قَوْلاً أَقْذَعا
قيل: أَقْذَعَ نعت للقول كأَنه قال قولاً ذا قَذَع، وقيل: إِنه أَراد
أَنه أَقْذَعَ في القول. وأَقْذَعَه بلسانه إِقْذاعاً: قهره بلسانه.
وقَذَعَه بالعصا يَقْذَعُه قَذْعاً: ضرَبه، وقيل: هو بالدال غير معجمة، وكذلك
قال الأَزهري، وقال: صوابهما بالدال المهملة. قال أَبو عمرو: قَذَعْته عن
الأَمر إِذا كففته، وأَقْذَعْته إِذا شتمته، قال: وهذا هو الصحيح.
قال الأَزهري: وقرأَت في نوادر الأَعراب تَقَذَّعَ له بالشرّ وتقدّع،
بالذال والدال، وتقذَّع وتقدَّع إِذا استعدّ له بالشر. وفي حديث الحسن: أَنه
سئل عن الرجل يعطي غيره الزكاة أَيُخْبِرُه بها؟ فقال: يريد أَن
يُقْذِعَه به أَي يُسْمِعَه ما يَشُقّ عليه، فسماه قَذعاً وأَجْراه مُجْرى
يَشْتُمُه ويؤذيه، ولذلك عدَّاه بغير لام.
وما عليه قِذاعٌ أَي شيء؛ عن ابن الأَعرابي، والأَعرف قِزاعٌ، بالزاي.
قثع: لم يترجم عليها أَحد في الأُصول الخمسة غير أَنّا ذكرناها لما ورد في
حديث الأَذان: أَنه اهتمّ للصلاةِ كيف يجمع لها الناس فذكر له القُثْعُ
فلم يعجبه، فسر في الحديث أَنه الشَّبُّور وهو البوق، وهذه اللفظة رويت
بالباء والتاء والثاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قال الخطابي: سمعت
أَبا عمر الزاهد يقول بالثاء المثلثة ولم أَسمعه من غيره، ويجوز أَن يكون
من قَثَعَ في الأَرض قُثُوعاً إِذا ذهب فسمي به لذهاب الصوت منه، وقد ذكر
كل لفظة من هذه الأَلفاظ المختلف فيها في بابه.
فتأ: ما فَتِئْتُ وما فَتَأْتُ أَذكره: لُغَتان، بالكسر والنصب.
فَتَأَهُ فَتْأً وفُتُوءاً وما أَفْتَأْتُ، الأَخيرة تَمِيميَّة، أَي ما
بَرِحْتُ وما زِلْتُ، لا يُسْتَعْمَل إِلاَّ في النَّفْي، ولا يُتَكَلَّم به
إلاَّ مع الجَحْد، فإِن استُعْمل بغير ما ونحوها فهي مَنْوِيَّة على حسب ما تَجيءُ عليه أَخَواتُها. قال: وربما حذفتِ العَرَبُ
حَرْفَ الجَحْدِ من هذه الأَلفاظ، وهو مَنْوِيٌّ، وهو كقوله تعالى: قالُوا تَاللّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ، أَي ما تَفْتَأُ. وقولُ ساعِدةَ بن جُؤَيَّةَ:
أَنَدّ مِنْ قارِبٍ، رُوحٍ قَوائمهُ، * صُمٍّ حَوافِرُه، ما يُفْتَأُ الدَّلَجَا
أَراد ما يَفْتَأُ مِنَ الدَّلَجِ، فَحَذف وأَوْصَلَ.
وروي عن أَبي زيد قال: تميم تقول أَفْتَأْتُ، وقيس وغيرهم يقولون فَتِئْتُ. تقول: ما أَفْتَأْتُ أَذكره إِفْتاءً، وذلك إِذا كنت لا تزالُ تَذْكره.
وما فَتِئْت أَذكره أَفْتَأُ فَتْأً. وفي نوادر الأعراب فَتِئْتُ عن
الأمر أَفْتَأُ إِذا نَسِيتَه وانْقَدَعْتَ(1)
(1 قوله «وانقدعت» كذا هو في المحكم أيضاً بالقاف والعين لا بالفاء والغين.).
جرز: جَرَزَ يَجْرُزُ جَرْزاً: أَكل أَكلاً وَحِيًّا. والجَرُوزُ:
الأَكُولُ،وقيل: السريع الأَكل، وإِن كان قسا
(* كذا بالأصل مع بياض) ...
وكذلك هو من الإِبل، والأُنثى جَرُوزٌ أَيضاً. وقد جَرُزَ جَرَازَةً. ويقال:
امرأَة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً. الأَصمعي: ناقة جَرُوزٌ إِذا كانت
أَكولاً تأْكل شيء. وإِنسان جَرُوزٌ إِذا كان أَكولاً. والجَرُوزُ: الذي
إِذا أَكل لم يترك على المائدة شيئاً، وكذلك المرأَة. ويقال للناقة: إِنها
لجُرازُ الشجر تأْكله وتكسره.
وأَرض مَجْرُوزَةٌ وجُرُزٌ وجُرْزٌ وجَزْرٌ: لا تنبت كأَنها تأْكل النبت
أَكلاً، وقيل: هي التي قد أُكل نباتها، وقيل: هي الأَرض التي لم يصبها
مطر؛ قال:
تُسَرُّ أَن تَلْقَى البِلادَ فِلاًّ،
مَجْرُوزَةً نَفاسَةً وعلاَّ
والجمع أَجْرازٌ. وربما قالوا: أَرض أَجْرازٌ. وجَرِزَتْ جَرَزاً
وأَجْرَزَتْ: صارت جُرُزاً. قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسوقُ
الماءَ إِلى الأَرضِ الجُرُزِ؛ قال الفراء: الجُرُزُ أَن تكون الأَرضُ لا
نبات فيها؛ يقال: قد جُرِزَتِ الأَرضُ، فهي مَجْرُوزَةٌ، جَرَزَها
الجَرادُ والشَّاءُ والإِبل ونحو ذلك؛ ويقال: أَرض جُرُزٌ وأَرَضُونَ أَجْرازٌ.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بَيْنا هو يَسِيرُ إِذ
أَتَى على أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مثل الأَيّمِ التي لا نبات بها. وفي
حديث الحجاج: وذَكَرَ الأَرضَ ثم قال لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لا يبقى عليها
من الحيوان أَحد. وسَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كانت جَدْبَةً. والجُرُزُ: السنة
المُجْدِبَةُ؛ قال الراجز:
قد جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ
وقد أَبو إِسحق: يجوز الجَرْزُ والجَرَزُ كل ذلك قد حكي. قال: وجاء في
تفسير الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض اليمن، فمن قال الجُرْزُ فهو تخفيف
الجُرُزِ، ومن قال الجَرْزُ والجَرَزُ فهما لغتان، ويجوز أَن يكون جَرْزٌ
مصدراً وصف به كأَنها أَرض ذات جَرْزٍ أَي ذات أَكل للنبات. وأَجْرَزَ
القومُ: وقعوا في أَرض جُرُز. الجوهري: أَرض جُرُزٌ لا نبات بها كأَنه انقطع
عنها أَو انقطع عنها المطر، وفيها أَربع لغات: جُرْزٌ وجُرُزٌ مثل عُسْرٍ
وعُسُرٍ، وجَرْزٌ وجَرَزٌ مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ، وجمع الجُرْزِ جِرَزَةٌ
مثل جُحْرٍ وجِحَرةٍ، وجمع الجَرَزِ أَجْرازٌ مثل سبب وأَسباب، تقول منه:
أَجْرَزَ القومُ كما تقول أَيْبَسُوا، وأَجْرَزَ القومُ: أَمْحَلُوا.
وأَرض جارِزَةٌ: يابسة غليظة يكتنفها رمل أَو قاع، والجمع جَوارِزُ، وأَكثر
ما يستعمل في جزائر البحر. وامرأَة جارِزٌ: عاقِر. والجَرَزَةُ:
الهَلاكُ. ويقال: رماه الله بِشَرَزَةٍ وجَرَزَةٍ، يريد به الهلاك. وأَجْرَزَتِ
الناقة، فهي مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ. والجُرْزُ: من السلاح، والجمع
الجَِرَزَةُ والجُرْزُ. والجُرُزُ: العمود من الحديد، معروف عربي، والجمع
أَجْرازٌ وجِرَزَةٌ، ثلاثة جِرَزَة مثل جُحْر وجِحَرَةٍ؛ قال يعقوب: ولا تقل
أَجْرِزَةٌ؛ قال الراجز:
والصَّقْعُ من خابِطَةٍ وجُرْزِ
وجَرَزَهُ يَجْرُزُه جَرْزاً: قطعه. وسيف جُرازٌ، بالضم: قاطع، وكذلك
مُدْيَةٌ جُرازٌ كما قالوا فيهما جميعاً هُذامٌ. ويقال: سيف جُرازٌ إِذا
كان مستأْصلاً. والجُرازُ من السيوف: الماضي النافذ. وقولهم: لم تَرْضَ
شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَي أَنها من شدة بَغْضائِها لا ترضى للذين
تُبْغِضُهم إِلا بالاستئصال؛ وقوله:
كلّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ
إِنما عنى به ناقة شبهها بالجُرازِ من السيوف أَي أَنها تفعل في الشجر
فعل السيوف فيها.
والجِرزُ، بالكسر: لباس النساء من الوَبَرِ وجلود الشاء، ويقال: هو
الفَرْوُ الغليظ، والجمع جُرُوزٌ. والجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ من القَتِّ ونحوه.
وإِنه لذو جَرَزٍ أَي قوَّة وخُلُق شديد يكون للناس والإِبل. وقولهم:
إِنه لذو جَرَزٍ، بالتحريك، أَي غِلَظٍ؛ وقال الراجز يصف حية:
إِذا طَوَى أَجْرازَهُ أَثْلاثَا
فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا
أَي عاد ثلاثَ طَرَقٍ بَعْدما كان طَرَقَةً واحدة. وجَرَزُ الإِنسان:
صدرُه، وقيل وسَطُه. ابن الأَعرابي: الجَرَزُ لحم ظهر الجمل، وجمعه
أَجْرازٌ، وأَنشد للعجاج في صفة جمل سمين فَضَخَه الحِمْلُ:
وانْهَمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الوارِي
عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عارِي
أَراد القتل كالسُّم الجُرازِ والسيف الجُراز. والجَرَزُ: الجِسْمُ؛ قال
رؤبة:
بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِيشِ
قال ابن سيده: كذا حكي في تفسيره، قال: ويجوز أَن يكون ما تقدم من لقوة
والصدر. والجارِزُ من السُّعال: الشديدُ. وجَرَزَه يَجْرُزُه جَرْزاً:
نَخَسَه؛ ابن سيده: وقول الشماخ يصف حُمُرَ الوحش:
يُحَشْرِجُها طَوْراً، وطَوْراً كأَنها
لها بالرُّغامَى والخَياشِيمِ جارِزُ
يجوز أَن يكون السُّعال وأَن يكون النخس، واستشهد الأَزهري بهذا البيت
على السُّعال خاصة، وقال: الرغامى زيادة الكبد، وأَراد بها الرِّئَةَ
ومنها يهيج السُّعال، وأَورد ابن بري هذا البيت أَيضاً وقال: الضمير في
يحشرجها ضمير العير والهاء المفعولة ضمير الأُتن أَي يصيح بأُتنه تارة
حَشْرَجَةً، والحشرجة: تردد الصوت في الصدر، وتارة يصيح بهن كأَن به جارِزاً وهو
السعال. والرُّغامَى: الأَنْفُ وما حوله. القُتَيْبِيُّ: الجُرُزُ
الرَّغِيبَةُ التي لا تَنْشَفُ مطراً كثيراً. ويقال: طَوَى فلانٌ أَجْرازَه
إِذا تراخى. وأَجْرازٌ: جمع الجَرْزِ، والجَرْزُ: القَتْلُ؛ قال رؤبة:
حتى وَقَمْنا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ،
والصَّقْعُ من قاذِفَةٍ وجَرْزِ
قال: أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ. وجَرَزَه بالشَّتْمِ: رماه به.
والتَّجارُزُ: يكون بالكلام والفعال.
والجَرازُ: نبات يظهر مثل القَرْعَةِ بلا ورق يعظم حتى يكون كأَنه الناس
القُعُودُ فإِذا عظمت دقت رؤُوسها ونَوَّرَتْ نَوْراً كَنَوْرِ
الدِّفْلَى حَسَناً تَبْهَجُ منه الجبال ولا ينتفع به في شيء من مَرْعًى ولا
مأْكل؛ عن أَبي حنيفة.
جدس: الجادِسُ من كل شيء: ما اشتدَّ ويَبِسَ كالجاسد. وأَرضٌ جادِسَةٌ:
لم تُعْمَرْ ولم تُعْمَلْ ولم تُحْرَثْ، من ذلك. وروي عن معاذ بن جبل،
رضي اللَّه عنه: من كانت له أَرض جادِسَةٌ قد عرفت له في الجاهلية حتى
أَسلم فهي لربها. قال أَبو عبيدة: هي التي لم تعمر ولم تحرث، والجمع
الجَوادِسُ. ابن الأَعرابي: الجَوادِسُ الأَراضي التي لم تزرع قط. أَبو عمرو:
جَدَس الأَثَرُ وطَلَقَ ودَمَسَ ودَسَمَ إِذا دَرَسَ.
وجَدِيسٌ: حَيٌّ من عادٍ وهم إِخوة طَسْمٍ. وفي التهذيب: جَديسٌ حَيٌّ
من العرب كانوا يناسبون عاداً الأُولى وكانت منازلهم اليمامَة؛ وفيهم يقول
رؤبة:
بَوارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ
قال الجوهري: جَدِيسٌ قبيلة كانت في الدهر الأَوّل فانقرضت.
جرس: الجَرْسُ: مصدرٌ، الصوتُ المَجْرُوسُ. والجَرْسُ: الصوتُ نفسه.
والجَرْسُ: الأَصلُ، وقيل: الجَرْسُ والجِرْسُ الصوت الخَفِيُّ. قال ابن
سيده: الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ؛ الأَخيرة عن كراع: الحركةُ والصوتُ من
كل ذي صوت، وقيل: الجَرْس، بالفتح، إِذا أُفرد، فإِذا قالوا: ما سمعت له
حِسّاً ولا جِرْساً، كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ.
وأَجْرَسَ: علا صوته، وأَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه؛ قال
جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الحارثي الطُّهَوِيُّ يخاطب امرأَته:
لقد خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي
ولم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ
شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ،
حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ،
قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ
يقول: لقد خشيت أَن أَموت ولا أَرى لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ
وتُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر، وذلك عند الصَّباح. والجمائر: جمع
جَمِيرة، وهي ضفيرة الشعر، وقيل: جَرَسَ الطائرُ وأَجْرَس صَوَّتَ.
ويقال: سمعت جَرْسَ الطيرإِذا سمعت صوت مناقيرها على شيء تأْكله. وفي الحديث:
فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الجنة؛ أَي صوتَ أَكلها. قال الأَصْمَعِيُّ:
كنتُ في مجلس شُعْبَةَ قال: فتسمعون جَرْشَ طير الجنة، بالشين، فقلت:
جَرْسَ، فنظر إِليَّ وقال: خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا؛ ومنه الحديث:
فأَقبل القوم يَدِبُّونَ ويُخْفُونَ الجَرْسَ؛ أَي الصوت. وفي حديث سعيد
بن جبير، رضي اللَّه عنه، في صفة الصَّلْصالِ قال: أَرض خِصْبَةٌ
جَرِسَةٌ؛ الجَرْسة: التي تصوِّت إِذا حركت وقلبت وأَجْرَسَ الحادي إِذا حدا
للإِبل؛ قال الراجز:
أَجْرِسْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ،
فما لَها الليلةَ من إِنْفاشِ،
غيرَ السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ
أَي احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ. قال الجوهري: ورواه ابن
السكيت بالشين وأَلف الوصل، والرواة على خلافه. وجَرَسْتُ وتَجَرَّسْتُ أَي
تكلمت بشيء وتنغمت به. وأَجْرَسَ الحَيُّ: سمعتُ جَرْسه. وفي التهذيب:
أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شيء. وأَجرَسني السَّبُعُ: سمع
جَرْسِي. وجَرَسَ الكلامَ: تكلم به.
وفلانٌ مَجْرَسٌ لفلان: يأْنس بكلامه وينشرح بالكلام عنده؛ قال:
أَنْتَ لي مَجْرَسٌ، إِذا
ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ
وقال أَبو حنيفة: فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي مأْكلٌ ومُنتَفَعٌ. وقال مرة:
فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي يأْخذ منه ويأْكل من عنده.
والجَرَسُ: الذي يُضْرَبُ به. وأَجْرَسه: ضربه. وروي عن النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ؛ هو
الجُلْجُلُ الذي يعلق على الدواب؛ قيل: إِنما كرهه لأَنه يدل على
أَصحابه بصوته؛ وكان، عليه السلام، يحب أَن لا يعلم العدوّ به حتى يأْتيهم
فجأَةً، وقيل الجَرَسُ الذي يُعلق في عنق البعير. وأَجْرَسَ الحَلْيُ: سُمِع
له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ، وهو صوتُ جَرْسِه؛ قال العجاج:
تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسا،
وارْتَجَّ في أَجيادِها وأَجْرَسا،
زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا
وجَرْس الحَرْفِ: نَغْمَتُه. والحروفُ الثلاثة الجُوفُ: وهي الياء
والأَلف والواو، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ.
أَبو عبيد: والجَرْسُ الأَكل، وقد جَرَسَ يَجْرُسُ. والجاروسُ: الكثير
الأَكل. وجَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه
جَرْساً: لَحَسَتْه. وجَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً: لحسته، وكذلك النحلُ إِذا
أَكلت الشجر للتَّعْسِيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف نحلاً:
جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً،
وتَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها
وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُِسُ إِذا أَكلته، ومنه قيل للنحل:
جَوارِسُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، دخل بيت بعض نسائه
فسقته عَسَلاً، فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دخل
عليها: أَكَلْتَ مَغافِيرَ، فإِن قال: لا، قالت: فَشَرِبْتَ إِذاً عسلاً
جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ؛ أَي أَكلتْ ورَعَتْ. والعُرْفُطُ: شجر.
ونَحْلٌ جَوارِسُ: تَأْكل ثمر الشجر؛ وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف النحل:
يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ،
مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها
والثمراء: جبل؛ وقال بعضهم: هو اسم للشجر المُثْمِر. ومراضيع: صغارٌ،
يعني أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار. والصُّهْبَةُ:
الشُّقْرَةُ، يريد أَجنحتها. الليث: النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً وتجرُسُ
النَّوْرَ، وهو لَحْسُها إِياه، ثم تُعَسَّله. ومرَّ جَرْسٌ من الليل أَي وقتٌ
وطائفة منه. وحكي عن ثعلب فيه: جَرَسٌ، بفتح الراء، قال ابن سيده: ولست
منه على ثقة، وقد يقال بالشين معجمة، والجمع أَجْراسٌ وجُرُوسٌ.
ورجل مُجَرَّسٌ ومُجَرِّسٌ: مُجَرِّبٌ للأُمور؛ وقال اللحياني: هو الذي
أَصابته البلايا، وقيل: رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور وعرفها، وقد
جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته؛ وأَنشد:
مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ
بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ على المَزْجُورِ
وأَوَّل هذه القصيدة:
جارِيَ لا تَسْتَنْكِري غَدِيري،
سَيْرِي وإِشفاقي على بعيرِي،
وحَذَرِي ما ليس بالمَحْذُورِ،
وكَثْرَةَ التَحْدِيثِ عن شُقُوري،
وحِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي
أَي لا تنكري حِفظَة أَي غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه؛ ثم قال:
والعَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ،
مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ
بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ على المَزْجُورِ
العصر: الزمن، والدهر. والتجريس: التحكيم والتجربة، فيقول: هذه العصور
قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَي حكمت بالزجر عما لا ينبغي إِتيانه.
والرِّيْمُ: الفضل، فيقول: من زُجِرَ فالفضل عليه لأَنه لا يُزْجَرُ إِلا عن أَمر
قَصَّرَ فيه. وفي حديث ناقة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: وكانت ناقةً
مُجَرَّسَةً أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة في الركوب والسير. والمُجَرَّسُ من
الناس: الذي قد جرَّبَ الأُمور وخَبَرَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللَّه عنه،
قال له طَلحَة: قد جَرّسَتْك الدُّهورُ أَي حَنَّكَتك وأَحكمتك وجعلتك
خبيراً بالأُمور مجرَّباً، ويروى بالشين المعجمة بمعناه. أَبو سعيد:
اجْتَرَسْتُ واجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ.
جسس: الجَسُّ: اللَّمْسُ باليد. والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ.
ابن سيده: جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه.
والمَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه. وجَسَّ الشخصَ بعينه:
أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه؛ قال:
وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم:
إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا
فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم،
ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا
اختفوه: أَظهروه. والجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، ومنه التَجَسُّسُ. وجَسَّ
الخَبَرَ وتَجَسَّسه: بحث عنه وفحَصَ. قال اللحياني: تَجَسَّسْتُ فلاناً
ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، ومن الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا
من يوسف وأَخيه. والمَجَسُّ والمَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك.
وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد. وفي الحديث: لا تَجَسَّسُوا؛
التَّجَسُّسُ، بالجيم: التفتيش عن بواطن الأُمور، وأَكثر ما يقال في
الشر. والجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، والناموسُ: صاحب سرِّ الخير، وقيل:
التَّجَسُّسُ، بالجيم، أَن يطلبه لغيره، وبالحاء، أَن يطلبه لنفسه، وقنيل
بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء الاستماع، وقيل: معناهما واحد في تطلب
معرفة الأَخبار. والعرب تقول: فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع
السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر. ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيقٌ. وجَسَّ إِذا
اختبر. والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب. والجاسُوسُ: العَيْنُ
يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها، وقيل: الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس
الأَخبار.
والجَسَّاسَةُ: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها
الدجالَ، زعموا. وفي حديث تميم الداري: أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها
في جزيرة البحر، وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال.
وجَواسُّ الإِنسان: معروفة، وهي خمس: اليدان والعينان والفم والشم
والسمع، والواحدة جاسَّة، ويقال بالحاء؛ قال الخليل: الجَواسُّ الحَواسُّ. وفي
المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى
الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها. قال ابن سيده: والجَواسُّ عند
الأَوائل الحَواسُّ.
وجَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ:
قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟
وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ
وكذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأعرابي:
أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه،
خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه
وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: وجِسْ: زَجْرٌ
للإِبل.
جعس: الجَعْسُ: العَذِرَة؛ جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْساً، والجَعْسُ
مَوْقِعُها، وأُرى الجِعْسَ، بكسر الجيم، لغة فيه.
والجُعْسُوسُ: اللئيم الخِلْقَة والخُلُق، ويقال: اللئيم القبيح، وكأَنه
اشْتُقَّ من الجَعْس، صفة على فُعْلُول فشبه الساقط المَهين من الرجال
بالخُرْءِ ونَتْنِه، والأُنثى جُعْسُوسٌ أَيضاً؛ حكاه يعقوب، وهم
الجَعاسِيسُ. ورجل دُعْبُوب وجُعْبُوبٌ وجُعْسُوسٌ إِذا كان قصيراً دميماً. وفي
حديث عثمان، رضي اللَّه عنه، لما أَنْفَذَه النبيُّ، صلى اللَّه عليه
وسلم، إِلى مكة نزل على أَبي سفيان فقال له أَهل مكة: ما أَتاك به ابن
عَمِّك؟ قال: سأَلني أَن أُخَلِّيَ مكة لجَعاسِيس يَثْرِبَ؛ الجَعاسيسُ: اللئام
في الخَلْقِ والخُلُقِ، الواحد جُعْسُوسٌ، بالضم. ومنه الحديث الآخر:
أَتُخَوِّفُنا بجعاسيس يَثْرِبَ؟ قال: وقال أَعرابي لامرأَته: إِنكِ
لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ فقالت: واللَّه إِنك لهِلْباجَة نَؤُوم، خِرَقٌ سَؤُوم،
شُرْبُك اشْتِفافٌ، وأَكْلُك اقْتِحافٌ، ونَوْمُك الْتِحافٌ، عليك
العَفا، وقُبِّح منك القَفا قال ابن السكيت في كتاب القلب والإِبدال:
جُعْسُوس وجُعْشُوش، بالسين والشين، وذلك إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقِلَّةٍ. يقال:
هو من جَعاسِيس الناس، قال: ولا يقال بالشين؛ قال عمرو بن معد يكرب:
تَداعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَكْرٍ،
وأَسْلَمَه جَعاسِيسُ الرَّبابِ
والجَعْسُ: الرَّجِيع، وهو مولَّد، والعرب تقول: الجُعْمُوس، بزيادة
الميم. يقال: رَمى بجَعامِيس بطنه.
لأَثير في ترجمة ضيع: وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر
أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها، قال: ورواه بعضهم بالصاد
المهملة والنون، وقيل: إِنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة وفي آخر
بالمعجمة، قال: وكلاهما صواب في المعنى.