Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حوق

التّثنية

التّثنية:
[في الانكليزية] Cutting in two ،dual
[ في الفرنسية] Mise au duel d'un nom ،coupure en deux
دو تا كردن- قسمة الشيء إلى نصفين- وعند النحاة ويسمّى المثنى أيضا هو اسم لحق آخره ألف أو ياء مفتوح ما قبلها ونون مكسورة ليدلّ على أنّ معه مثله من جنسه، كذا قال ابن الحاجب في الكافية. فقوله آخره بتقدير المضاف أي آخر بمفرده أي واحده، أو قدّر بعد قوله ونون مكسورة قولنا مع لواحقه فحينئذ أيضا يكون التثنية مجموع المفرد والألف أو الياء والنون، ولو لم يقدّر لما صدق التعريف إلّا على مسلم من مسلمان ومسلمين كما لا يخفى، ولو اكتفي بظهور المراد لاستغنى عن هذه التكلفات. وقوله ليدلّ إلى آخره أي ليدلّ ذلك اللــحوق على أنّ معه أي مع مفرده مثله في العدد، يعني الواحد حال كون ذلك المثل من جنسه أي من جنس مفرده باعتبار دخوله تحت جنس الموضوع له، بوضع واحد مشترك بينهما.
ولو أريد بقوله مثله ما يماثله في الوحدة والجنس جميعا لاستغنى عن قوله من جنسه.
وفي هذا القول إشارة إلى فائدة لــحوق هذه الحروف بالاسم المفرد وإلى أنه لا يجوز تثنية الاسم باعتبار معنيين مختلفين، فلا يقال قرآن ويراد به الطهر والحيض على الصحيح خلافا للأندلسي، فإنه يجوز عنده تثنية المشترك اللفظي. فإن قلت يشكل هذا بالأبوين للأب والأم والقمرين للقمر والشمس. قلنا جاز أن نجعل الأم مسماة باسم الأب ادّعاء لقوة التناسب بينهما ثم يؤوّل الاسم بمعنى المسمّى به، ليحصل مفهوم متناول لهما، فيتجانسان، فيثنّى باعتباره، فيكون معنى الأبوين المسمّين بالأب وكذا الحال في الشمس بالنسبة إلى القمر، ويسمّى هذا بالتثنية التغليبي. فإن قلت فليعتبر مثل هذا في القرء أيضا بلا احتياج إلى ادعاء اسميته للطهر والحيض فإنه موضوع لهما حقيقة وليؤوّل بالمسمّى ليحصل مفهوم يتناولهما. قلنا لا شبهة في صحة هذا الاعتبار، لكن الكلام في جواز تثنيته بمجرد الاشتراك اللفظي بينهما، وهو الذي اختلف فيه. وبهذا الاعتبار صحّ تثنية الأعلام المشتركة حقيقة أو ادعاء وجمعها، فزيد مثلا إذا كان علما للكثيرين يؤول بالمسمّى بزيد ثم يثنّى ويجمع، وكذا عمر إذا صار علما ادعائيا لأبي بكر يؤوّل بالمسمّى بعمر ثم يثنّى ويجمع. وردّه البعض وقال الأولى أن يقال: الأعلام لكثرتها استعمالا وكون الخفة مطلوبة فيها يكفي لتثنيتها وجمعها مجرّد الاشتراك في الاسم، بخلاف أسماء الأجناس، فعلى هذا القول ينبغي أن لا يذكر في تعريف التثنية قيد من جنسه. هذا كله خلاصة ما في شروح الكافية.
فائدة:
قد يثنى الجمع أو اسم الجمع بتأويل الفريقين نحو الجمالين والقومين، وقد جاء المثنّى بلفظ الجمع مضافا إلى مثنى هو بعضه نحو فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وفَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ولا يقال أفراسكما لعدم البعضية، كذا في الوافي وحواشيه.

الْمثنى

(الْمثنى) من الأوتار الَّذِي بعد الأول وَيُقَال جَاءَ الْقَوْم مثنى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ (ج) مثان
الْمثنى: عِنْد النُّحَاة اسْم لحق آخر مفرده ألف حَالَة الرّفْع وياء مَفْتُوح مَا قبلهَا حالتي النصب والجر وَنون مَكْسُورَة عوضا عَن الْحَرَكَة أَو التَّنْوِين فِي الْوَاحِد ليدل ذَلِك اللــحوق أَو اللَّاحِق وَحده أَو مَعَ الملــحوق على أَن مَعَ مفرده مثله فِي الْعدَد حَال كَون ذَلِك الْمثل من جنس ذَلِك الْمُفْرد. وَتَحْقِيق هَذَا المرام فِي جَامع الغموض منبع الفيوض.

سَحَقَهُ

سَحَقَهُ، كَمَنَعَهُ: سَهَكَهُ، أو دَقَّهُ، أو دونَ الدَّقِّ، فانْسَحَقَ،
وـ الريحُ الأرْضَ: عَفَّتْ آثارَها، أو مَرَّتْ كأَنها تَسْحَقُ التُّرابَ.
وـ الثوبَ: أبْلاهُ،
وـ الشيءَ الشدِيدَ: لَيَّنَه،
وـ القَمْلَةَ: قَتَلَها،
وـ رأسَه: حَلَقَه،
وـ العَيْنُ دَمْعَها: أنْفَذَتْهُ،
وـ الدابةُ: عَدَتْ شديداً، أو فوقَ المَشْيِ ودونَ الحُضْرِ.
والسَّحْقُ: الثوبُ البالي، وقد سَحُقَ، ككَرُمَ، سُــحوقَــةً، بالضم، كأَسْحَقَ،
وـ: السحابُ الرقيقُ.
ودَمْعٌ مُنْسَحِقٌ: مُنْدَفِعٌ، ج: مَساحيقُ، نادرٌ.
والسُّحْقُ، بالضم، وبضمتينِ: البُعْدُ، وقد سَحُقَ، ككرُمَ وعَلِمَ، سُحْقاً، بالضم،
وـ النَّخْلَةُ، ككرُمَ: طَالَتْ.
ومكانٌ سَحيقٌ، كأميرٍ: بَعيدٌ. وعبدُ الله بنُ سَــحوقٍ، كصَبُورٍ: محدِّثٌ، وكأَنها أُمُّه، وأما أبوهُ: فإسْحَاقُ.
والسَّــحوقُ من النَّخْلِ والحُمُرِ والأتُنِ: الطويلةُ، ج: سُحْقٌ، بالضم.
والسَّوْحَقُ، كجَوْهَرٍ: الطويلُ.
وساحُوقُ: عَلَمٌ،
وع فيه وَقْعَةٌ لبني ذُبْيانَ على عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ.
وامرأةٌ سَحاقةٌ: نَعْتُ سَوْءٍ.
والسَّحيقَةُ: المَطَرَةُ العظيمةُ تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به.
وأسْحَقَ خُفُّ البعيرِ: مَرَنَ،
وـ الضَّرْعُ: ذَهَبَ لَبَنُهُ وبَلِيَ، ولَصِقَ بالبَطْنِ،
وـ فُلاناً: أبْعَدَهُ.
وانْسَحَقَ: اتَّسَعَ.
وإسْحَاقُ: عَلَمٌ أعْجَمِيٌّ، ويُصْرَفُ إنْ نُظِرَ إلى أنه مَصْدَرٌ في الأصْلِ.

دَحَقَه

دَحَقَه، كمَنعه: طَرَدَه وأبْعَدَه،
كأدْحقَه، فهو دَحيقٌ،
وـ الرَّحِمُ بالماء: رَمَتْه ولم تَقْبَلْهُ.
وـ الأُمُّ به: وَلَدَتْهُ،
وـ يدُه عنه: قَصُرَتْ.
والدَّحْقُ، بالفتح، وككِتابٍ: أن تَخْرُجَ رَحِمُ الناقةِ بعدَ وِلادِها، وهي داحِقٌ ودَــحوقٌ.
والداحِقُ: الغَضْبانُ، والأحمقُ، ج: داحِقُونَ، وتَمْرٌ أصْفَرُ ضَخْمٌ، ج: دَواحِقُ.
والدَّــحُوقُ: الرَّأْرَاءُ العَينِ.
وعَيْنٌ دَحِيقٌ: شِبْهُ المَطْرُوفةِ.
وانْدَحَقَتْ رَحِمُ الناقةِ: انْدَلَقَتْ.

طبن

ط ب ن

هو طبن: عالم. وطبنت النار: دفنتها لئلا تطفأ في الطابون وهو مدفنها.
(طبن)
النَّار طبنا دَفنهَا فِي الطابون لكيلا تطفأ وَالشَّيْء بِهِ طبنا وطبانة فطن لَهُ وَفُلَان وَله خدعه وخببه

(طبن) لَهُ وَبِه طبنا وطبانة طبن فَهُوَ طبن
[طبن] الطَبَنُ بالتحريك: الفطنةُ. يقال: طَبِنَ له يَطْبَنُ طَبَناً. وكذلك طَبَنَ له بالفتح يَطْبِنُ طَبانَةً وطَبانِيَةً وطُبونَةً، فهو طَبِنٌ وطابِنٌ، أي فطِنٌ حاذقٌ. وطَبَنْتُ النار: دفنتُها لئلا تطفأ، وذلك الموضع الطابونُ. ويقال: طابنْ هذه الحَفيرةً وطامنها. والمطبئن: مثل المطمئن. يقال اطْبَأنَّ، مثل اطْمأنَّ. وما أدري أي الطبن هو، بالتسكين، أي أي الناس هو. والطبْنةُ: لعبة يقال لها بالفارسية " سدره "، والجمع طبن، مثل صبرة وصبر. وأنشد أبو عمرو: تَدَكَّلَتْ بعدي وألْهَتْها الطُبَنْ * ونحن نعدو في الخَبارِ والجرن
طبن
طَبِنَ فلانٌ لهذا الأمْرِ يَطْبَنُ طَبَانَةً وطَبَناً: أي فَطِنَ له. والطَبْنُ: لُعْبَةٌ لصِبْيَانِ العَرَبِ. واطْبَأنَ: بمَعْنَى اطْمَأنَّ.
وطابَنْتُ نَفْسي: سَكَّنْتها. و " ما أدْري أيُ الطبْنِ هُوَ ": بمَعْنى اللام. وأتَانَا طَبْنٌ من النّاسِ: أي جَمْعٌ كَثِيرٌ. واسْتُعْمِلَ على الطَّبَنِ والطَّبْنِ. وفلانٌ مُطَابِنٌ على الأمْرِ: أي لا يَسْتَنْكِرُه. والمُطَابَنَةُ: الحَفْرُ، طابَنَتِ الخَيْلُ بحَوَافِرِها في الأرْضِ. والطِّبْنُ: الجِيْفَةُ تُوْضَعُ فَتُصَادُ عليها النُّسُوْرُ والسِّبَاعُ.

طبن


طَبَنَ(n. ac. طَبْن)
a. Covered up ( the fire ).
b. [La]
see infra.

طَبِنَ(n. ac. طَبَن
طَبَاْنَة
طُبُوْنَة
طَبَانِيَة )
a. [La], Understood, knew, was well acquainted with
skilled in.
طَاْبَنَa. Deepened ( a trench ).
b. Agreed, made an agreement with.

طَبْنa. Large company of men.
b. see 2
طِبْنa. A certain game ( a kind of hopscotch ).
b. Carcass used to snare wild beasts &c.

طِبْنَةa. Understanding, intelligence, cleverness.

طُبْنa. Lyre.
b. see 2
طُبْنَةa. see 2 (a)
طَبَنa. see 1 (a)
طَبِنa. Intelligent, keensighted, clever.

طُبَنa. see 2
طَاْبِنa. see 5
طَاْبُوْن
(pl.
طَوَاْبِيْنُ)
a. Hollow or trench in which a fire is covered up.

طَبَنْجَة (
pl.
reg. ), P.
a. Pistol.
b. Slap, blow.

طَبَنْدَر
a. Evil, mischief, malice.
طبن
طبَنَ يطبِن، طَبْنًا وطَبَانَةً، فهو طابن، والمفعول مَطْبون
• طبَن الشيءَ: فطِن له. 

طابون [مفرد]: ج طَوَابِينُ: طابونة، مخبز، فُرن. 

طابونة [مفرد]: ج طابونات وطَوَابِينُ: طابون، مخبز، فُرن. 

طَبانة [مفرد]: مصدر طبَنَ. 

طَبْن [مفرد]: مصدر طبَنَ. 
[ط ب ن] طَبَنَ الشَّيْء، وطَبنَ له، وطَبَنَ يطْبُنُ طَبَناً، وطَبانَةً وطَبانَيِةً: فَطَنَ. ورَجُلٌ طَبِنٌ: عالِمٌ بكُلَّ شَيءٍ، قَالَ الأَعْشَي:

(واسْمَعْ فإنِّي طَبِنٌ عالِمٌ ... أَقْطَعُ من شِقْشِقَةِ الهادِرِ)

وكذلك طابِنٌ، وطُبُنَّةٌ. وقِيلَ: الطَّبَنُ: الفَطْنَةُ للخَيرِ، والتَّبَنُ للشَّرِّ. والطَّبَنُ: الجَمْعُ الكَثيرُ من النّاس. والطَّبْنُ: الخَلْقُ، يُقالُ: ما أَدِرِي أَيُّ الطَّبْنِ هو؟ واخْتارَ ابنُ الأَعرابِيّ: ما أَدْرِي أَيُّ الطَّبَنِ، هو بالفَتْحِ. وجاءَ بالطَّبْنِ، أي: الكَثِيرِ. والطِّبْنُ: البَيْتُ. والطِّبْنُ: ما جاءَتْ به الرِّيحُ من الحَطَبِ والقَمْشِ، فإذا بِنُيَ منه بَيْتٌ فلا قُوَّةَ له. والطِّبْنُ: الفِرْقُ. والطِّبْنُ والطَّبْنُ: خَطٌّ مُستَديرٌ كالرَّجا يَلْعَبُ به الصِّبيانُ، قَالَ:

(كالطِّبْنِ في مُخْتَلِفِ الرِّياحِ ... )

وقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الطِّبْنُ والطَّبَنُ هذه اللُّعْبةُ التي تُسَمَّي السُّدَّرَ، وأَنْشَدَ:

(يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوَالَي الطَّبَنْ ... )

الطَّبَنُ هُنا مَصْدرٌ، لأَنَّه ضَرْبٌ من اللَّعِبِ، فهو من بابِ اشْتَملَ الصَّمَّاء. والطُّبَنُ: اللُّعَبُ، قَالَ:

(تَدَكَّلَتْ بعدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ ... ) واحِدَتُها طُبْنَةٌ. وطَبَنَ النّارَ يَطْبُنُها طَبْناً: دَفَنهَا كي لا تَطْفَأَ. والطَّابُونُ: مَدْفِنُها. واطْبَأَنَّ الرجُلُ: سَكَنَ، لُغَةٌ في اطْمَأَنَّ. وطَأْبَنَ ظَهْرَه: كطَأْمَنَه.

طبن: الطَّبَنُ، بالتحريك: الفِطْنَةُ. طَبِنَ الشيءَ وطَبِنَ له

وطَبَنَ، بالفتح، يَطْبَنُ طَبَناً وطَبانةً وطبَانية وطُبُونة: فطِنَ له. ورجل

طَبِنٌ: فَطِنٌ حاذِقٌ عالم بكل شيء؛ قال الأَعشى:

واسْمَعْ فإِني طَبِنٌ عالمٌ،

أَقْطَعُ من شِقْشِقَة الهَادِرِ.

وكذلك طابنٌ وطُبُنَّةٌ؛ قيل: الطَّبَنُ الفِطْنَةُ للخير، والتَّبَنُ

للشَّرِّ. أَبو زيد: طَبِنْتُ به أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ

طَبَانَة، وهو الخَدْعُ. وقال أَبو عبيدة: الطَّبَانَةُ والتَّبانة واحد،

وهما شدَّة الفِطْنة. وقال اللحياني: الطَّبانة والطَّبانيَة والتَّبانَة

والتَّبانِيَةُ واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانة واللَّحانِية، معنى

هذه الحروف واحد. ورجل طَبِنٌ تَبِنٌ: لَقِنٌ لَحِنٌ. وفي الحديث: أَن

حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةً فَطَبِنَ لها غُلامٌ رُوميٌّ، فجاءت بولد

كأَنه وَزَغَة؛ قال شمر: طَبَنَ لها غلام أَي خَيَّبَها وخَدَعها؛ وأَنشد:

فقُلْتُ لها: بل أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَــلٍ،

جَرى بالفِرَى، بيني وبينك، طابِنُ.

أَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عالم به. قال ابن الأَثير: الطَّبانَةُ الفِطْنة.

طَبِنَ لكذا طَبانَةً فهو طَبِنٌ

أَي هَجَمَ على باطنها وخَبَرَ أَمرها وأَنها ممن تُوَاتيه على

المُراوَدة، قال: هذا إذا روي بكسر الباء، وإن روي بالفتح كان معناه خيبها

وأَفسدها. والطَّبْنُ: الجمع الكثير من الناس. والطَّبْنُ: الخَلْقُ. يقال: ما

أَدري أَيُّ الطَّبْنِ هو، بالتسكين، كقولك: ما أَدري أَيّ الناس هو،

واختار ابن الأَعرابي ما أَدري أَيُّ الطَّبَنِ هو، بالفتح. وجاء بالطَّبْنِ

أَي الكثير. والطِّبْنُ: البيتُ. والطِّبْنُ: ما جاءت به الريح من الحطب

والقَمْشِ، فإِذا بني منه بيت فلا قوَّة له. والطِّبْنُ: القِرْقُ.

والطُّبْنُ والطِّبْنُ والطَّبْنُ: خَطٌّ مستدير يلعب به الصبيان يسمونه

الرَّحَى؛ قال الشاعر:

من ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضاحي،

كالطِّبْنِ في مُخْتَلَفِ الرِّياحِ.

ورواه بعضهم: كالطَّبْلِ. وقال ابن الأَعرابي: الطَّبْنُ والطِّبْنُ هذه

اللعبة التي تسمى السُّدَّرَ؛ وأَنشد:

يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ

الطَّبَنُ هنا: مصدر لأَنه ضرب من اللعب، فهو من باب اشتمل الصَّمّاء.

والطُّبَنُ: اللُّعَبُ. الجوهري: والطُّبْنَةُ لعبة يقال لها بالفارسية

سِدَرَهْ، والجمع طُبَنٌ مثل صُبْرَة وصُبَرٍ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ،

ونَحْنُ نَعْدُو في الخَبَارِ والجَرَنْ.

قال ابن بري: كذا أَنشده أَبو عمرو تَدَكَّلَتْ، بالكاف؛ قال:

والتَّدَكُّلُ ارتفاعُ الرجل في نفسه، والطُّبَنُ واحدتها طُبْنَةٌ. ابن بري:

والطَّبَانةُ أَن ينظر الرجل إلى حليلته، فإِما أَن يَحْظُلَ أَي يكفها عن

الظهور، وإِما أَن يغضب ويَغارَ؛ وأَنشد للجعدي:

فما يُعْدِمْكِ لا يُعْدِمْكِ منه

طَبانيةٌ، فيَحْظُلُ أَو يَغارُ.

وَطَبَنَ النارَ يَطْبِنُها طَبْناً: دفنها كي لا تَطْفَأ، والطّابُون:

مَدْفِنُها. ويقال: طابِنْ هذه الحَفِيرَة وطامِنْها. واطْبَأَنَّ قلبه

واطْبَأَنَّ الرجل: سكن، لغة في اطْمَأَنَّ. وطأْبَنَ ظَهرَه: كطأْمَنَهُ،

وهي الطُّمَأْنينة والطُّبَأْنِينة، والمُطْبَئِنُّ مثل المُطْمَئِنِّ.

ابن الأَعرابي: الطُّبْنَةُ صوتُ الطُّنْبُور، ويقال للطنْبُور: طُبْنٌ؛

وأَنشد:

فإِنَّكَ مِنّا، بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ

وخَصْمٍ، كعُودِ الطُّبْنِ لا يَتَغَيَّبُ.

طبن

1 طَبِنَ لَهُ, aor. ـَ inf. n. طَبَنٌ [accord. to the CK طَبْنٌ, which is wrong]; and طَبَنَ له, aor. ـِ inf. n. طَبَانَةٌ and طَبَانِيَةٌ and طُبُونَةٌ; He understood it; or knew it; or had knowledge, or was cognizant, of it: (S, K:) some say that طَبَنٌ relates to good, and تَبَنٌ to evil; but AO says that طَبَانَةٌ and تَبَانَةٌ are one, meaning the being very intelligent or knowing; and Lh says that طَبَانَةٌ and طَبَانِيَةٌ, and تَبَانَةٌ and تَبَانِيَةٌ, and لَقَانَةٌ and لَقَانِيَةٌ, and لَهَانَةٌ and لَهَانِيَةٌ [app. mistranscriptions for كَهَانَةٌ and كَهَانِيَةٌ], are one [in meaning]. (TA. [See more in the first paragraph of art. تبن.]) b2: طَبِنَ لَهَا, in which the pronoun refers to a woman, a phrase occurring in a trad., is expl. as meaning He apprehended what was the state, or disposition, of her mind, and that she was one who would comply with the endeavour to seduce her: or, accord. to Sh, it is طَبَنَ لَهَا, like ضَرَبَ, and means he deceived her, or corrupted her, and beguiled her: accord. to Az, طَبِنْتُ بِهِ, aor. ـَ inf. n. طَبِنٌ; and طَبَنْتُ, aor. ـِ inf. n. طَبَانَةٌ; signify I deceived him, or deluded him. (TA.) b3: And طَبَانِيَةٌ, accord. to IB, signifies also A man's looking at his wife, and either debarring her from appearing or being angry and jealous. (TA.) A2: طَبَنَ النَّارَ, (S, K,) aor. ـِ (K, TA, [in the CK طَبَنَ,]) inf. n. طَبْنٌ, (K,) He covered the fire [in a hollow] in the earth, in order that it might not become extinguished. (S, K.) 3 طَابِنْ هٰذِهِ الحُفْرَةَ (S) or الحَفِيرَةَ (K) meansLower thou [or deepen thou] this hollow in the ground [app. for fire to be covered over therein; see 1, last sentence]; syn. طَأْمِنْهَا and طَأْطِئْهَا. (The former syn. in some copies of the S and K; the latter in other copies of the S; and both in some copies of the K.) b2: And طَابَنَ ظَهْرَهُ He lowered, or bent down, his back; syn. طَامَنَهُ. (TA.) A2: And طَابَنَهُ, (K,) inf. n. مُطَابَنَةٌ and طِبَانٌ, (TA,) He, or it, agreed, or accorded, with him, or it. (K.) Q. Q. 4 اِطْبَأَنَّ i. q. اِطْمَأَنَّ; (S, K;) formed from the latter by substitution [of ب for م]. (S in art. طمن.) So in the phrase اِطْبَأَنَّ قَلْبُهُ, meaning His heart became quiet, at rest, at ease, or tranquil. (TA.) طَبْنٌ A numerous collection or body (K, TA) of men; (TA;) as also ↓ طَبَنٌ. (K, TA. [Freytag adds طِبْنٌ and طُبْنٌ in this sense; but they are mentioned in the K as syns. of طَبْنٌ meaning a certain game: and Golius adds, instead of these two, طِبِنٌ and طُبُنٌ, which are altogether wrong.]) b2: And one says, مَا أَدْرِى أَىُّ الطَّبْنِ هُوَ, (S, K, *) meaning أَىُّ النَّاسِ هُوَ [i. e. I know not what one of mankind he is]: (S, K:) and so أَىُّ الطَّبْلِ هُوَ. (S and O in art. طبل.) A2: Also, [and it is implied in the K that the following explanation applies likewise to ↓ طُبْنٌ and ↓ طِبْنٌ and ↓ طُبَنٌ, but the TA restricts it to طَبْنٌ,] A carcass which is placed for the purpose of capturing upon it the vultures and beasts of prey. (K, TA. [Freytag assigns this meaning to طُبَنٌ only.]) A3: See also طُبْنَةٌ.

طُبْنٌ The [kind of mandoline called] طُنْبُور: (IAar, K:) or the عُود [i. e. lute]. (K.) b2: See also طُبْنَةٌ. b3: And see طَبْنٌ.

طِبْنٌ: see طُبْنَةٌ: b2: and see also طَبْنٌ. b3: الطِّبْنُ also signifies What the wind brings, [or bears along,] of firewood [app. meaning of fragments thereof], and النَّمَش: [but this seems to be a mistranscription; for it is immediately added,] and sometimes the house (البيت) that is built, or constructed, therewith is thus called. (TA.) طَبَنٌ: see طَبْنٌ: A2: and see also طُبْنَةٌ.

طَبَنٌ and ↓ طَابِنٌ Intelligent, understanding, skilled, or knowing, (S, K, * TA,) in everything: (TA:) the former is syn. with تَبِنٌ [q. v.]: (M in art. تبن:) and ↓ طُبُنَّةٌ signifies [very intelligent &c., being of a measure proper to intensive epithets; or simply] skilled, or skilful. (TA.) A2: And for the first of these words (طَبِنٌ), see also طُبْنَةٌ.

طُبَنٌ: see طُبْنَةٌ: A2: and see also طَبْنٌ.

طُبْنَةٌ, (S,) or ↓ طَبْنٌ and ↓ طُبْنٌ and ↓ طِبْنٌ (K) and ↓ طَبَنٌ and ↓ طَبِنٌ (TA) and ↓ طُبَنٌ, (K,) or this last is pl. of طُبْنَةٌ, (S, TA,) A certain game, (S, K, TA,) [said to be] played by children, by means of a circular line, [drawn on the ground, (but see what follows,)] and [also] called by them الرَّحَى; (TA;) called in Pers\.

سِهْ بَرَهٌ, or سِيدَرَهِ, (accord. to different copies of the S,) or سِدْرَه, (accord. to some copies of the K, and the TA, [this and سِيدَرَه being app. for سِهٌ دَرَهٌ, which is syn. with سِهْ بَرَهْ,] in a MS. copy of the K سَذْ مَرَهْ, and in the CK سِدْ مَزْه, [both app. mistranscriptions for سِهْ بَرَهْ,]) i. e. “ having three doors; ” (TA;) [app. the same that is sometimes called in Pers\. سِهْ دَرَكْ;] the game that is called in Turkish طوقورجون [and طُوقُرْجِنْ], and in Arabic called also قرق; (TK;) [i. e. قِرْقٌ, which is said in the K and TA in art. قرق to be the game called سُدَّر; accord. to an explanation and diagram there given, played by means of twenty-four lines, composed of four squares, or parallelograms, one of these having within it another, the latter having within it another, and this last having within it another; to which are added a line drawn from each angle of the outermost of these to the corresponding angle of the innermost and another line drawn from the middle of each side of the outermost to the middle of the corresponding side of the innermost; within which combination of twenty-four lines they place (يَضَعُونَ, in the CK يَصُفُّونَ,) pebbles. سُدَّر is evidently from the Pers\. سِهْ دَرَهْ: it is said in the TA in art. سدر to be also pronounced سِدَّر and سَدَّر, and to be a Pers\. term arabicized. Golius, without mentioning any other authority than that of the K, explains طُبَنٌ as follows: “ Pers\.

سَدَرَهْ, Turc. دُقُرْجُنْ اُويُنِى, Græc.

τριώδιον, Trium, vel novem, scruporum ludus. ” Freytag explains the same word as meaning “ Triodii seu trivalli ludus; ” adding a loose rendering of the explanation of قِرْق in the K.]

A2: طُبْنَةٌ signifies also The sound of the [musical instrument called] طُبْن. (IAar, K.) طِبْنَةٌ Intelligence, understanding, skill, or knowledge: (S, K:) pl. طِبَنٌ. (K.) طُبُنَّةٌ: see طَبِنٌ.

طُبَأْنِينَةٌ i. q. طُمَأْنِينَةٌ [q. v.]. (TA.) طَابِنٌ: see طَبِنٌ.

طَابُونٌ A place in which fire is covered [in a hollow] in the earth, in order that it may not become extinguished: (S, K:) pl. طَوَابِينُ. (TA.) مُطْبَئِنٌّ i. q. مُطْمَئِنٌّ [q. v.]. (S.)
طبن
(الطَّبنُ: الجمعُ الكثيرُ) مِن النَّاسِ، (ويُحَرَّكُ.
(و) الطَّبنُ، (مُثَلَّثَةً وكصُرَدٍ: لُعْبَةٌ لَهُم) ، وَهِي خَطٌّ مُسْتدِيرٌ يَلْعبُ بهَا الصِّبْيانُ يُسَمُّونَها الرَّحَى.
وَفِي الصِّحاحِ: (فارِسِيَّتُه: سِدَرَهْ) ، أَي ذُو ثلاثَةِ أَبْوابٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
من ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضاحِيكالطِّبْنِ فِي مُخْتَلَفِ الرِّياحِورَوَاهُ بعضُهم: كالطَّبْلِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ الطَّبَنُ هُنَا مَصْدرٌ لأَنَّه ضَرْبٌ مِنَ اللَّعِبِ، فَهُوَ مِن بابِ اشْتَمل الصَّمَّاء.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: والجَمْعُ طُبَنٌ مِثْل صُبْرَة وصُبَرٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ و:
تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْونَحْنُ نَعْدُو فِي الخَبَارِ والجَرَنْ (و) الطَّبَنُ: (الجِيفَةُ تُوضَعُ فَيُصادُ عَلَيْهَا النُّسورُ والسِّباعُ.
(و) الطُّبْنُ، (بالضَّمِّ: الطَّنْبُورُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
فإنَّكَ مِنَّا بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ وخَصْمٍ كعُودِ الطُّبْنِ لَا يَتَغَيَّبُ (و) الطُّبْنَةُ، (بهاءٍ: صَوْتُه) ، عَنهُ أَيْضا.
(والطِّبْنَةُ، بالكسْرِ: الفِطْنَةُ، ج) طِبَنٌ، (كعِنَبٍ.
(وطَبِنَ لَهُ كفَرِحَ وضَرَبَ، طَبَناً) ، بالتَّحْريكِ، (وطَبانَةً وطَبانِيَةً وطُبُونَةً) ، الأخيرَةُ بالضَّمِّ: (فَطِنَ) .
وقيلَ: الطَّبَنُ: الفِطْنَةُ للخَيْرِ، والتَّبَنُ: الفِطْنَةُ للشَّرِّ.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الطَّبَانَةُ والتَّبَانَة واحِدٌ، وهما شِدَّةُ الفِطْنَةِ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: الطَّبانَةُ والطَّبانِيَة والتَّبانَة والتَّبانِيَة واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانَة واللَّحانِيَة واحِدٌ.
وَفِي الحدِيثِ: أنَّ حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةُ فَطَبِنَ لَهَا غُلامٌ رُومِيٌّ فجاءَتْ بولَدٍ كأَنَّه وَزَغَة، أَي هَجَمَ على باطِنِ أَمْرِها وخَبَره وأَنَّه ممَّنْ تُوَاتِيه على المُراوَدَة؛ (فَهُوَ طَبِنٌ، كفَرِحٍ وصاحِبٍ) ، أَي فَطِنٌ حاذِقٌ عالِمٌ بكلِّ شيءٍ؛ قالَ الأعْشى:
واسْمَعُ فإنِّي طَبِنٌ عالمٌ أقْطَعُ شِقْشِقَة الهَادِرِ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
فقُلْتُ لَهَا بل أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَــلِجَرى بالفِرَى بَيْني وبَيْنك طَابِنُأَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عالِمٌ بِهِ.
(و) طَبَنَ (النَّارَ يَطْبِنُها طَبْناً: دَفَنَها لئلاَّ تُطْفَأُ، وَذَلِكَ الموضِعُ طابُونٌ) ، وَهُوَ مَدْفِنُ النارِ، الجَمْعُ طَوابِين.
(وطابِنْ هَذِه الحَفِيرَةَ) : أَي (طامِنْها وطأْطِئْها.
(واطْبَأَنَّ) قَلْبه مِثْل (اطْمَأَنَّ) إِذا سَكَنَ.
(و) الطَّبْنُ: الخَلْقُ. يقالُ: مَا أَدْرِي (أَيُّ الطَّبْنِ هُوَ) ، كَقوْلِكَ: مَا أَدْرِي (أَيُّ النَّاسِ) هُوَ.
(وطابنَهُ: وافَقَهُ) ، مُطابَنَة وطباناً.
(وطُوبانيَةُ، بالضَّمِّ: قَلْعَةٌ بفَلَسْطِينَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ طُبُنَّةٌ، بضمَّتَيْن فتَشْديدِ نُونٍ: أَي حاذِقٌ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: طَبِنْتُ بِهِ أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة، وَهُوَ الخَدْعُ؛ وَبِه فَسَّرَ شَمِرٌ حدِيثَ الرُّومِيَّة: فَطَبَنَ لَهَا غُلامٌ رُوميٌّ، وَهُوَ مِن حَدِّ ضَرَبَ، أَي خَيَّبها وخَدَعَها.
واخْتارَ ابنُ الأعْرابيِّ: مَا أَدْرِي أَيُّ الطَّبَنِ هُوَ، بالتّحْرِيكِ.
والطِّبْنُ، بالكسْرِ: مَا جاءَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ الحَطَبِ والقمشِ، ورُبَّما سُمِّي البَيْت الَّذِي بُنِي بِهِ طبناً.
والطَّبِنُ، ككَتِفٍ وجَبَلٍ: لُغَتانِ فِي اللَّعِبِ المَذْكُورِ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والطَّبانِيَةُ: أنْ يَنْظرَ الرَّجلُ إِلَى حَلِيلَتِه، فإمَّا أنْ يَحْظُلَ أَي يكفها عَن الظّهورِ، وإمَّا أنْ يَغْضَبَ ويَغارَ؛ عَن ابنِ بَرِّي؛ وأَنْشَدَ للجعْدِيّ:
فَمَا يُعْدِمْكِ لَا يُعْدِمْكِ منهطَبَانيةٌ فيَحْظُلُ أَو يَغارُوطابَنَ ظَهْرَه كطامَنَهُ، وَهِي الطُّبَأْنِينة، كالطُّمَأْنِينَةِ.
وطَبَنَى، كجَمَزَى: قَرْيَةٌ بالغربية مِن أَعْمالِ سنجا بمِصْرَ، مِنْهَا: الإِمامُ ناصِرُ الدِّيْن أَبو يَحْيَى محمدُ ابنُ الإِمام رُكْن الدِّيْن بنِ محمدِ بنِ عُمَرَ بنِ محمدِ الطّبناويُّ، وُلِدَ سَنَة 753، وكانَ مِن أَكابِرِ الصَّالِحِين، ترْجَمَه الحافِظُ ابنُ حَجَر فِي الأنباء، واجْتَمَع بِهِ الإِمامُ السّخاوي مِراراً بمِصْرَ وتَرْجَمَه فِي الضوْءِ اللامع.
وطُبْنةُ، بالضمِّ ويقالُ بضَمَّتَيْن: بلْدَةٌ بالزاب مِن إفْريقيَة، مِنْهَا أَبو عبدِ الّلهِ محمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ محمدِ بنِ أَسدِ التَّمِيميُّ الحمانيُّ الشاعِرُ قَدِمَ الأَنْدَلُس سَنَة 331، وولِيَ الشّرطَة وَهُوَ نسَّابَة أَخْبارِيٌّ محدِّثٌ، تُوفي سَنَة 394، ذَكَرَه ابنُ الفَرَضِيّ؛ ومِن قَرابَتِه: أَبو مَرْوان عبدُ المَلِكِ بنُ زِيادَة الله بنِ عليِّ بنِ الحُسَيْن بنِ أَسدٍ الشاعِرُ رَوَى لَهُ أَبو عليَ النسائيّ مسلسلاً.
[طبن] نه: فيه: "فطبن" لها غلام رومي، أصل الطبانة الفطنة، طبن لكذا أي هجم على باطنها وخبر أمرها وأنها ممن تواتيه على المراودة- هذا إن روى بكسر الباء، وعلى فتحها بمعنى خيبها وأفسدها.

حندق

حندق: حَنْدَقوقا بري: نبات اسمه العلمي: ( Trigonella elatior) ( سونثيمر، ابن البيطار 1: 335).

حندق: الحَنْدَقوقَى والحَنْدَقُوقُ والحِنْدَقُوقُ: بقلة أَو حَشِيشة

كالفَثِّ

الرَّطْب، نبَطِيّة مُعرَّبة، ويقال لها بالعربية الذُّرَقُ، قال: ولا

تقل الحَنْدَقوقى. والحَنْدَقوقُ: الطويل المُضْطرب، مثَّل به سيبويه

وفسره السيرافي. الجوهري: الحَنْدقُوق وهو الذُّرَقُ نبَطى معرب. قال ابن بري

في ترجمة حدق: صواب حندقوق أَن يذكر في فصل حندق لأَن النون أَصلية،

ووزنه فَعْلَلُول، قال: وكذا ذكره سيبوبه وهو عنده صفة، وفسره ابن السراج

بأَنه الطويل المضطرب شِبْهُ المجنون. الأَزهري: أَبو عبيدة الحَنْدَقوق

الرَّأْراء العين؛ وأََنشد:

وهَبْتُه ليس بِشَمْشَلِيقِ،

ولا دَــحوقِ العَينِ حَنْدَقُوقِ

والشَّمْشَلِيقُ: الخَفِيفُ. والدَّــحُوقُ: الرَّأْراء.

حندق



حُنْدُوقَةٌ: see حَدَقَةٌ, in art. حدق.

حِنْدِيقَةٌ: see حَدَقَةٌ, in art. حدق.

حَنْدَقُوقٌ, (S, K, &c.,) mentioned by J and Sgh in art. حدق; but IB says that it belongs to the present art., the ن being a radical letter; and thus Sb mentions it as an epithet, in a sense explained below; (TA;) and حِنْدَقُوقٌ (Sh, K) and حَنْدَقُوقٌ (TA) and ↓ حَنْدَقُوقَى, (K,) allowed by Sh, but disallowed by J, (TA,) and ↓ حَنْدَقَوْقَى and ↓ حِنْدَ قُوقَى and ↓ حِنْدَ قَوْقَى (K) and ↓ حَنْدُ قُوقَى; (TA;) [The herb lotus, melilot, sweet trefoil, or bird's-foot-trefoil; so in the present day;] a certain plant; (S;) a certain herb, or leguminous plant, (K,) resembling fresh, or green, فَثّ [q. v.]; (TA;) i. q. ذُرَقٌ: (S, K:) a Nabathæan name, arabicized. (S.) A2: Also the first, A tall man, incompact, or incongruous, in make, (Ibn-Es-Serráj, K,) like him who is مَجْنُون [or insane]; (Ibn-Es-Serráj, TA;) or, as some say, like the أَحْمَق [or foolish, or stupid, &c.]: (TA:) or it signifies also i. q. حدق. (K.) And One who turns about the eyes; or who does so much, or frequently. (AO, Az, K.) [But in this sense it belongs to art. حَنْدَقُوقَى.]

حَنْدَقُوقَى and حَنْدَقَوْقَى &c.: see the paragraph immediately preceding.
حندق
الحَنْدَقُوقُ ذَكَره الجوْهرِيّ والصّاغانِيُّ فِي تَرْجَمَةِ ح وق وقالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُه أَنْ يُذكَرَ فِي فعل حدق لأَنَّ النونَ أَصلِيَّةٌ، ووزنُه فَعْلَلُول، قَالَ: وكَذَا ذَكَرَه سِيَبَويْهِ، وَهُوَ عِنْدَه صِفَةٌ، كَمَا سَيَأتِيِ، وَهِي بَقلةٌ كالفَثِّ الرَّطْبِ، نبَطِيَّة مُعَرب، ويُقال لَهَا بالعَرَبِيَةِ: الذُّرَقُ، كالحَنْدَقُوقَي، بضمِّ القافِ وفَتحها، وَقد تكسَرُ الحاءُ فِي الكُلِّ عَن شمرٍ، وَقد أَنْكَر الجَوْهَرِي الحندقوقي بِالْفَتْح، وأَجازَه شَمِرٌ، والدّالُ فِي الضبْط تابِعٌ للقاف، إِلاّ فِي لُغَة الكَسر. وَقَالَ ابنُ السَّرّاج فِي شَرْح كتابِ سِيبَوَيْهِ: الحَنْدَقُوقُ: الرَّجُل الطَّوِيلُ المُضْطرِبُ شِبْهُ المَجْنُون وَقَالَ غيرُه: شِبْهُ الأحْمَقِ وفَسَّرَه السِّيرافيّ أَيضاً بمثلِ قولِ ابْنِ السَّرّاج.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الحَنْدَقُوق: الرَّأْراءُ العَيْنِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عَن أَبِى عُبَيدَةَ، وأَنشَدَ: وهَبْتُه ليسَ بشَمْشَلِيقِ وَلَا دَــحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ

حَقَلَ 

(حَقَلَ) الْحَاءُ وَالْقَافُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْأَرْضُ وَمَا قَارَبَهُ. فَالْحَقْلُ: الْقَرَاحُ الطَّيِّبُ. وَيُقَالُ: " لَا يُنْبِتُ الْبَقْلَةَ إِلَّا الْحَقْلَةُ ". وَحَقِيلٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ: مِنْ ذِي الْأَبَارِقِ إِذْ رَعَيْنَ حَقِيلَا

وَالْمُحَاقَلَةُ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا: بَيْعُ الزَّرْعِ فِي سُنْبُلِهِ بِحِنْطَةٍ أَوْ شَعِيرٍ.

وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: حَقِلَ الْفَرَسُ، فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، إِذَا أَصَابَهُ وَجَعٌ فِي بَطْنِهِ مِنْ أَكْلِ التُّرَابِ. وَالْأَصْلُ الْأَرْضُ.

وَيُقَالُ حَوْقَــلَ الشَّيْخُ، إِذَا اعْتَمَدَ بِيَدَيْهِ عَلَى خَصْرِهِ إِذَا مَشَى ; وَهِيَ الْــحَوْقَــلَةُ. وَكَأَنَّ ذَلِكَ مَأْخُوذٌ مِنْ قُرْبِهِ مِنَ الْأَرْضِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْقَارُورَةِ حَوْقَــلَةٌ، فَالْأَصْلُ الْحَوْجَلَةُ. وَلَعَلَّ الْجِيمَ أُبْدِلَتْ قَافًا.

سفف

س ف ف : سَفِفْتُ الدَّوَاءَ وَغَيْرَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَابِسٍ أَسَفُّهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ سَفًّا وَهُوَ أَكْلُهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ وَهُوَ سَفُوفٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَاسْتَفَفْتُ الدَّوَاءَ مِثْلُ: سَفِفْتُهُ. 
(س ف ف) : (سَفَّ) الدَّوَاءَ وَالسَّوِيقَ وَكُلَّ شَيْءٍ يَابِسٍ أَكَلَهُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) لَأَنْ أَسَفَّ التُّرَابَ (وَقَوْلُ) عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ
تَسَفُّ الْجِلَّةُ الْخُورُ الدَّرِينَا
أَيْ تَأْكُلُ الْمَسَانُّ مِنْ الْإِبِلِ الْغِزَارُ الْحَشِيشَ الْبَالِيَ وَفِي الْحَدِيثِ «إنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وَيُبْغَضُ سَفْسَافَهَا» أَيْ مَا دَقَّ مِنْهَا وَلَؤُمَ مِنْ سَفْسَافِ التُّرَابِ هُوَ دِقَاقُهُ (وَمِنْهُ) سَفْسَافُ الشِّعْرِ.

سفف


سَفَّ(n. ac. سَفِيْف)
a. [Ila], Flew low, skimmed over ( the ground:
bird ).
b.(n. ac. سَفّ), Wove, plaited.
c.(n. ac. سَفّ), Took as a powder, licked up.
d. Drank without quenching thirst.

أَسْفَفَa. see I (a)b. Stooped.
c. Busied himself with trifles, trifled.
d. Fled from his companions.
e. Stuck, glued.
f. Put the bit on (horse).
g. [pass.], Became altered (face).
h. Fixed his eyes upon.

إِسْتَفَفَa. see I (c)
سَفّa. Spadix, spathe.

سِفّ
سُفّa. Flying serpent.

سُفَّةa. Mat or basket of palm-leaves.
b. Plait, frontlet.
c. see 26
سَفِيْفa. see 3t (a)b. [art.], Satan.
سَفِيْفَة
(pl.
سَفَاْئِفُ)
a. Plaited-work : plait, band; suspensory.

سَفُوْفa. Medicinal powder.
b. Meal ( of barley & c. ).
سفف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَامر [الشّعبِيّ -] أَنه كره أَن يُّسِفَّ الرجلُ النّظر إِلَى أمه وَابْنَته وَأُخْته. قَالَ: الإسْفاف شِدَّة النّظر وحِدتَّه وكلُّ شَيء لَزِمَ شَيْئا ولصقبِهِ فَهُوَ مُسِفٌّ قَالَ عَبِيد يذكر سحابا قد تدلى حَتَّى لَصِق بِالْأَرْضِ أَو قرب مِنْهَا: [الْبَسِيط]

دانٍ مُسِفَّ فُويقَ الأرضِ هَيْدَبُه ... يكَاد يَدْفَعه من قامَ بالرَّاحِ

أَحَادِيث الْحسن بن [أبي] الْحسن الْبَصْرِيّ رَحمَه الله
(سفف) - في الحديث: "كأنما تُسِفُّهم المَلَّ" يقال: سَففتُ الدَّواءَ وغيرَه إذا اقتَمْحتَه يَابِساً، وأسَففْتُه غَيرى، وهو السَّفُوف لِمَا يُسْتَفُّ. وأَسفَفْتُ الجُرحَ دَواءً، وأسفَفَتُ الفَرَس اللِّجَامَ: ألقيتهُ في فِيه.
- وفي الحديث: "سَفُّ المَلَّة خَيرٌ من ذلك" .
- في حديث أبي ذَرٍّ، قالت له امرأته : "ما في بيتك سُفَّة ولا هُفَّة".
السُّفَّة: ما يُسفُّ من الخُوصِ كالزَّبيل ونحوه أي يُنْسَج ويحتمل أن يكون مِنَ السَّفوف وهو ما يُسْتَفُّ. وسَفَسَفَت الرِّياح النَّباتَ: يبَّسَتْه.
وأما الهِفَّة والهِفُّ سَحابٌ لا ماء فيها، وشَهْدٌ هِفٌّ: لا عَسَل فيه، وزرعٌ هِفٌّ: تَناثَر حبُّه، والهِفُّ: جنس من السَّمك، وقد تُفتَح الهاء فيه، ويُحتَمل أن تكون الهُفَّة إتباعا للسُّفَّة.
س ف ف: (سَفَّ) الدَّوَاءَ يَسَفُّهُ بِالْفَتْحِ (سَفًّا) وَ (اسْتَفَّهُ) أَيْضًا إِذَا أَخَذَهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ وَكَذَا السَّوِيقُ. وَكُلُّ دَوَاءٍ يُؤْخَذُ غَيْرَ مَعْجُونٍ فَهُوَ (سَفُوفٌ) بِفَتْحِ السِّينِ. وَ (سُفَّةٌ) مِنَ السَّوِيقِ بِالضَّمِّ أَيْ حَبَّةٌ وَقَبْضَةٌ مِنْهُ. وَ (أُسِفَّ) وَجْهُهُ النَّئُورَ إِذَا ذُرَّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُهُ» أَيْ تَغَيَّرَ كَأَنَّهُ ذُرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ غَيَّرَهُ. وَ (الْإِسْفَافُ) شِدَّةُ النَّظَرِ وَحِدَّتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَرِهَ أَنْ يُسِفَّ الرَّجُلُ النَّظَرَ إِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ» . وَ (السَّفْسَافُ) الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْأَمْرُ الْحَقِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا» وَيُرْوَى وَ «يُبْغِضُ» . 
س ف ف

هي سفة من خوص وسفيفة منه وسفائف وهي ما سف منه. يقال: سف الشيء وأسفه: نسجه بالأصابع. وسففت السويق وكل شيء يابس، ونعم السفوف هذا، وسففت سفة واحدة، وسففت منه سفة. وأسف الطائر: طار عداء الأرض دانياً منها حتى كادت رجلاه تصيبانها. وسحاب مسف. وشعر سفساف، وسفسفه صاحبه، وكذلك كل عمل لم يحكه عامله فقد سفسفه. وزجل مسفسف: لئيم العطية. وسفسفت دقيقها: نخلته، وسمعت سفسفة المنخل.

ومن المجاز: أسف للأمر الدنيّ وإليه. وتقول: تحفظ من العمل السفساف ولا تسف له بعض الإسفاف. قال:

وسام جسيمات الأمور ولا تكن ... مسفاً إلى ما دق منهن دانيا

وهو يسف النظر في الأمور: يدقه، وإياك أن تسف النظر إلى غير حرمتك: أي تحده وتدقه من إسفاف الناسج. وأسف الجرح دواءً والوشم نؤوراً كأنه جعله سفوفاً له. وأسففت الفرس اللجام. كما قال:

تمطيت أخليه اللجام وبذني

وحلف سفساف: كاذب لا عقد فيه.
[سفف] نه: فيه: أتى برجل فقيل: إنه سرق، فكأنما "أسف" وجهه صلى الله عليه وسلم، أي تغير واكد، من أسففت الوشم وهو أن يغرز الجلد بابرة ثم يحشى المغارز كحلا. ومنه: شكا إليه جيرانه مع إحسانه إليهم فقال: إن كان كذلك فكأنما "تسفهم" المل، هو الرماد أي تجعل وجوههم كلون الرماد، وقيل: من سففت الدواء وأسففته غيرى وهو السفوف بالفتح. ومنه: "سف" الملة خير من ذلك. ش: أكلا لما "سفا" من سففت الماء إذا أكترث من شربه من غير أن تروى. ط: والمل بفتح ميم يعنى إذا لم يشكروك فان إعطاءك إياهم حرام ونار في بطونهم. ن: تسفهم بضم تاء وكسر سين وتشديد فاء، أي تطعمهم الرماد، شبه ما يلحقهم من الإثم بما يلحق أكله من الألم، وقيل: عبارة عن التحقير والإخزاء. غ: وكل من لزم شيئا فهو "مسف". نه: لكنى "أسففت" إذا أسفوا، أسف الطائر إذا دنا من الأرض وأسف للأمر إذا قاربه. وفي ح أبى ذر قالت له امرأة: ما في بيتك "سفة" ولا هفة، هي ما يسف من الخوص كالزنبيل ونحوه أي ينسج، أو هو من السفوف أي ما يستف. ومنه: كره أن يوصل الشعر وقال: لا بأس "بالسفة" هو شئ من القرامل تضعه المرأة في شعرها ليطول، وأصله ممن سف الخوص ونسجه. وفيه: إنه كره أن "يسف" الرجل النظر إلى أمه أو ابنته أو أخته، أي يحد النظر إليهن ويديمه.
[سفف] السفيف: حزام الرحل. مسفيفة من خوصٍ: نسيجةٌ من خوصٍ. وقد سَفَفْتُ الخوصَ أَسُفُّهُ بالضم سَفَّاً وأَسْفَفْتُهُ أيضاً، أي نسجتُه. وسففت الدواء بالكسر أسففته بمعنى، إذا أخذتَه غير ملتوتٍ، وكذلك السَويقُ. وكلُّ دواءٍ يؤخذ غيرَ معجون فهو سَفوفٌ بفتح السين، مثل سَفُوفِ حبِّ الرمانِ ونحوه. وسُفَّةٌ من السَويقِ بالضم، أي حَبَّةٌ منه وقُبْضَةٌ. وأَسَفَّ وجهَه النؤور، أي ذر عليه. قال ضابئ بن الحارث البُرْجُمِيِّ يصف ثوراً: شديدُ بَريقِ الحاجبين كأنّما أُسِفَّ صَلى نارٍ فأَصبح أَكْحلا وفي الحديث: " كأنما أُسِفَّ وجْههُ " أي تغيَّر وجهه، فكأنه ذُرَّ عليه شئ غيره. قال لبيد: أو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفُّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقهن وِشامُها والإِسْفافُ: شدة النظر وحدته. وفى الحديث أن الشعبى كره أن يسف الرجل النظر إلى أمه وابنته وأخته. وأسفت السحابة، إذا دَنَتْ من الأرض. قال عبيد بن الابرص يذكر سحابا تدلّى حتَّى قرب من الأرض: دانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُهُ يكاد يَدْفَعُهُ مَنْ قام بالراحِ وكذلك الطائر إذا دنا من الارض في طيرانه. والسفساف: الردئ من كل شئ، والامر الحقير وفى الحديث: " إنَّ الله يحب مَعالِيَ الأمور ويكره سفسافها " ويروى " ويبغض ". وقد أسف الرجلُ، أي تَتَبَّعَ مَداقَّ الأمور، ومنه قيل للئيم العطية: مسفسف. والسفساف: مادق من التراب. والمُسَفْسِفَةُ: الريحُ التي تثيره وتجري فُوَيْقَ الأرض. والسَفْسَفَةُ: انتخال الدقيق ونحوه.
سفف
سَفَّ سَفِفْتُ، يَسَفّ، اسْفَفْ/ سَفَّ، سَفًّا، فهو سافّ، والمفعول مَسْفوف
• سَفَّ الدَّواءَ أو المســحوقَ: تناوله يابسًا غير معجون "سفّ الدقيقَ" ° سفَّ الترابَ: ندم وتحسّر. 

أسفَّ/ أسفَّ في يُسفّ، أَسْفِفْ/ أَسِفّ، إسفافًا، فهو مُسِفّ، والمفعول مُسَفّ (للمتعدِّي)
• أسفَّ الشَّخصُ: طلب الدنيء من الأمور ° ما أسفّ منه بتافه: ما ظفر منه بشيء.
• أسفَّه الدَّواءَ: جعله يتناوله يابسًا غير معجون? أسفّه الترابَ: أهانه، أذلّه.
• أسفَّ في حديثه أو مناقَشته: هبط إلى مستوىً متدنٍّ? فلانٌ يُسِفّ ولا يقع: يدنو من الأمر ولا يفعله. 

استفَّ يستفّ، اسْتَفِفْ/ اسْتَفَّ، استفافًا، فهو مُسْتَفّ، والمفعول مُسْتَفّ
• استفَّ الدَّواءَ أو المســحوقَ: سَفَّه، تناوله يابسًا غير معجون. 

سَفّ [مفرد]: مصدر سَفَّ. 

سَفوف [مفرد]: كُلّ دواء يؤخذ يابسًا غيرَ معجون. 

سَفيفة [مفرد]: ج سَفائِفُ: نسيجة من الخوص. 
السين والفاء س ف ف

سَفِفْتُ السَّوِيقَ والدَّواءَ ونحوَهُما سَفّا واستَفَفْتُهُ قَمِحْتُهُ والاسمُ السُّفَّةُ والسَّفُوفُ وأَسَفَّ الجُرْحَ الدَّواءَ حَشاهُ به وأَسَفَّ الوَشْمَ النَّؤُرَ حَشاهُ وأَسَفَّهُ إيَّاهُ كذلك قال مُلَيْحٌ

(أو كالوُشُومِ أَسَفَّتْها يَمانِيَةٌ ... مِنْ حَضْرَمَوْتَ نَئُوراً وهو مَمْزوجُ)

والسَّفُوفُ سَوَادُ اللِّثَةِ وسَفِفْتُ الماءَ سَفّا إذا أَكْثَرْتَ منه فلم تَرْوَ وسَفَفْتُ الخُوصَ وأسْفَفْتُهُ نَسَجْتُه والسَّفِيفَةُ الدَّوْخَلَّةُ من الخُوصِ قبل أن تُرْمَلَ أي تُنْسَج والسُّفَّةُ العَرَقَةٌ من الخُوصِ المُسَفِّ والسَّفِيفةُ بِطانٌ عَريضٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ والسَّفِيفُ حِزَام الرَّحْلِ والهَوْدَجِ والسَّفَائفُ ما عَرُضَ من الأَضْلاع وقيل هي جميعُها وأسَفَّ الطائرُ وغيرُه دَنَا من الأرضِ قال أوسُ بن حَجَرٍ أو عَبِيدُ بن الأَبْرَصِ يصفُ سحاباً

(دانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُهُ ... يَكادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قامَ بالرَّاحِ) وأَسَفَّ الفَحْلُ أَمَالَ رأسَهُ للعَضِيض وأَسَفَّ إلى مَدَاقِّ الأُمورِ وأْلاَئِمها دَنَا وأَسَفَّ أَحَدَّ النَّظَرَ وزادَ الفارِسيُّ وَصَوَّبَ إلى الأرضِ وسَفِيفُ أُدُنَيِ الذِّئبِ حِدَّتُهما ومنه قولُ أبي العارِمِ في صفةِ الذئب فرأيتُ سَفِيفَ أُذُنَيْه ولم يُفَسِّرْه ابن الأعرابيِّ والسَّفُّ والسِّفُّ حيَّة تَطِيرُ في الهواءِ وربَّما خُصَّ به الأَرْقَمُ وقولُ الداخلِ بن حزَامِ الهُذَليِّ

(لَعَمْرِي لقد أَعْلنْتَ خِرْقاً مُبَرَّأً ... وسِفّا إذا ما صرَّحَ الموتُ أرْوَعا)

أرادَ ورَجُلاً مِثلَ سِفٍّ إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ والمُسَفْسِفَةُ والسَّفْسَافَةُ الرِّيحُ التي تَجْرِي فُوَيْقَ الأرض والسَّفْسَافُ التُّرابُ الهابِي قال كُثَيِّرٌ

(وهاج بِسَفْسَافِ التُّرابِ عَقِيمُها ... )

والسَّفْسَفَة انْتِخالُ الدَّقيقِ وسَفْسَافُ الأخلاقِ رَدِيئُها وفي الحديث

إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُحبُّ معالِيَ الأُمُورِ ويُبْغِضُ سَفْسَافَها وشِعْرٌ سَفْسَافٌ رَدِيءٌ وكُلُّ عَمَلٍ دون الإِحكامِ سَفْسَافٌ وقد سَفْسَفَ عملَه والمُسَفْسِفُ اللَّئيمُ العَطِيَّةِ والسَّفْسَفُ ضَرْبٌ من النَّباتِ
سفف
ابن دريد: السَّفِيْفُ: نبْتٌ وقال أبو عمرو: السَّفِيْفُ: اسم من أسماء إبليس.
وقال الليث: السَّفِيْفُ: المرور على وجه الأرض، يقال: سَفَّ الطائر على وجه الأرض.
والسَّفِيْفُ: حزام الرَّحْلِ.
وسَفِيْفَةٌ من خوضٍ: نسيجة منه، وقد سففت الخوص أسُفُّه - بالضم - سَفّاً: أي نسجته.
والسُّفُّةُ - بالضم -: السَّفِيْفَةُ يجعل مقدارا للزبيل أو الجُلَّةِ.
وكره إبراهيم بن يزيد النخعي أن يوصل الشَّعر وقال: لا بأس بالسُّفَّةِ. هي شيء من القرامل تصل بها المرأة شعرها من شعرٍ أو صوف.
وسُفَّةٌ من السويق: قمحة منه وقُبضةٌ.
وسَفِفْتُ الدواء - بالكسر -: إذا أخذته غير مَلْتُوْتٍ، وكذلك السويق. وكل دواءٍ يؤخذ غير معجون: فهو سَفُوْفٌ - بفتح السين -.
وقال أبو زيد: سَفِفْتُ الماء أسفُّه: إذا أكثرت منه وأنت في ذلك لا تروى مثل سَفِتُّه.
وقال أبو عمرو: السِّفُّ - بالكسر -: طلعة الفحّال.
قال: والسِّفَّ والسُّفُّ: الحية التي تسمى الأرقم، قال معقل الهُذلي يرثي أخاه عمراً قتلته عضل؛ وقال أبو عمرو: بل رثاه المعطل:
جَوَاداً إذا ما الناس قلَّ جوادهم ... وسفاً إذا ما صارخ الموت أفزعا
وروى الأصمعي: " إذا ما صرح الموت أقرعا ". ويقال: هو الحية الذكر وقيل: السِّفُّ: الحية التي تطير في الهواء، قال:
وحتى لو أن السِّفُّ ذا الريشِ عضني ... لما ضرَّني من فيه ناب ولا ثعرُ
الثُّعْرُ: السم، ويقال: شجر السَّمِّ إذا قُطِر منه في العين مات صاحبه وجعاً.
وقال ابن عبّاد: يقال جاع جوعاً سُفَاسفاً: أي شديداً.
والسَّفْسَافُ: الرديء من كل شيء، والأمر الحقير. وسَفْسَاف التراب: ما تهبى منه. وسَفْسَافُ الدقيق عند النخل: هو ما يرتفع من غباره. وسَفْسَافُ الشِّعر: رديئه.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سَفْسَافَها. أي مداقَّها ومذامَّها وملائمها، وأصله من سَفْسَافِ التراب، ثم قيل لكل وتحٍ رديء، قال لبيد - رضي الله عنه - لأبنه:
وإذا دفنت أباك فأجْ ... عَلْ فوقه خشباً وطينا
وصفائحاً صُماً رَوَا ... سيها يُسَدِّدْنَ الغُضونا
ليقينَ وجه المرء سَفْ ... سافَ التراب ولن يقينا
وقال ابن دريد: السَّفْسَفُ: ضرب من النَّبْتِ، لغة يمانية، وهو الذي يسميه أهل نجد: العَنْقَزَ، والعَنْقَزُ: المَرْزجُوش.
وأسف الطائر: دنا من الأرض في طيرانه، قال:
إن لم يجئ كالطائر المُسِفِّ ... إذن فلا آبت آلي كفّي
وأسَفَّتِ السحابة: إذا دنت من الأرض، قال عبيد بن الأبرص يصف سحاباً، ويروى لأوس بن حجر:
دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرض هيدَبُهُ ... يكاد يدفعه من قام بالراح
وأنشد الليث:
وسام جسيمات الأمور ولا تكن ... مُسِفّاً إلى ما دَقَّ منهن دانيا
وقال ابن دريد: أسَفَّ الرجل: إذا طلب الأمور الدنيئة.
وقال الليث: أسْفَفْتُ الجرح دواء وأسْفَفْتُ الوشم نَؤُوراً، قال لبيد رضي الله عنه:
أو رجع واشِمَةٍ أُسِفَّ نؤورها ... كففاً تعرض فوقهن وشِامُها وأُسِفَّ وجهه: أي تغير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أُتي برجل فقيل: إن هذا سَرَقَ، فكأنما أُسِفَّ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أي تغير وسهم وأكمَدَّ لونه حتى عاد كالبشرة المفعول بها الوشم. ومنه: أن رجلاً أتاه فقال: يا رسول الله إن لي جيراناً أصلُهُم ويقطعونني وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إلي، فقال: إن كان كذلك فكأنك إنما تُسسِفُّهم المل: أي الرماد الحار. وقال ضابئ بن الحارث البرجمي:
شديد سَوَادِ الحاجبين كأنما ... أُسِفَّ صلا نارٍ فقد عاد اكحلا
وإسفاف النظر: شدته وحدته، ومنه حديث الشعبي: أنه كره أن يُسِفَّ الرجل النظر إلى أمه وأبنته وأخته. وهو من باب المجاز، كأنه جعل نظره في أخذه المنظور إليه لحدته بمنزلة السّافِّ لمنظره، ويَقْرُبُ منه قولهم - حكاه أبو زيد -: إنه لتعجمك عيني: أي كأني أعرفك.
وقال ابن عبّاد: ما أسف منه بتافهٍ: أي ما ظَفِرَ منه بشيء.
ومر مُسِفّاً: أي هرب من صاحبه ساعيا أشد السعي.
وأَسَفَّ الفحل: صوَّب رأسه للعضيض.
وأسْفَفْتُ الفرس اللجام: ألقيته في فيه.
وأسْفَفْتُ الخوص: لغة في سَفَفْتُه؛ وهو إلصاقك بعضه ببعض. وقال ابن دريد: يقال أسْفَفْتُ الخوص لا غير.
قال: وسَفْسَفَ عمله: إذا لم يبالغ في إحكامه.
وقال غيره: يقال للئيم العَطِيَّة: مُسَفْسِفٌ.
والمُسَفْسِفَةُ: الريح التي تثير السَّفْسَافَ.
والسَّفْسَفَةُ: إنتخال الدقيق ونحوه، قال رؤبة:
وإن مَسَاميحُ الرياح السفن ... سَفْسَفْنَ في أرجاء خاوٍ مُزْمِنِ
كالطحن أو أذرت ذرى لم يُطحَنِ
واسْتَفَّ الدواء: أي سَفَّه.
وقال ابن عبّاد: يقال: لا تزال تَتَسَفْسَفُ في هذا الأمر: أي تهلكه.
والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى الشيء ودُنُوِّه منه:

سفف: سَفِفْتُ السَّويقَ والدَّواءَ ونحوهما، بالكسر، أَسَفُّه سَفّاً

واسْتَفَفْتُه: قَمِحْتُه إذا أَخذته غير ملتوت، وكل دَواء يؤخذ غير معجون

فهو سَفُوفٌ، بفتح السين، مثل سَفُوفِ حبّ الرُّمان ونحوه، والاسم

السُّفّةُ والسَّفُوفُ. واقْتماحُ كل شيء يابس سَفٌّ؛ والسَّفوفُ: اسم لما

يُسْتَفُّ.

وقال أَبو زيد: سَفِفْتُ الماءَ أَسَفُّه سَفّاً وسَفِتُّه أَسْفَتُه

سَفْتاً إذا أَكثرت منه وأَنت في ذلك لا تَرْوَى.

والسُّفَّةُ: القُمْحةُ. والسَّفَّةُ: فِعْل مرة. الجوهري: سُفّة من

السويق، بالضم، أَي حَبّة منه وقُبْضةٌ. وفي حديث أَبي ذر: قالت له امرأَة:

ما في بيتك سُفَّةٌ ولا هِفّةٌ؛ السُّفَّة ما يُسَفُّ من الخُوص

كالزَّبيل ونحوه أَي يُنْسَجُ، قال: ويحتمل أَن يكون من السَّفُوفِ أَي ما

يُسْتَفُّ.

وأَسَفَّ الجُرْحَ الدّواءَ: حَشاه به، وأَسَفَّ الوَشْمَ بالنَّؤُورِ:

حَشاهُ، وأَسَفَّه إياه كذلك؛ قال مليح:

أَو كالـْوشُومِ أَسَفَّتْها يَمانـِيةٌ

من حَضْرَمَوْتَ نُؤُوراً، وهو مَـمْزوجُ

وفي الحديث: أُتي برجل فقيل إنه سرق فكأَنما أُسِفَّ وجْهُ رسولِ اللّه،

صلى اللّه عليه وسلم، أَي تغيّر وجْهُه واكْمَدَّ كأَنما ذُرَّ عليه شيء

غيّره، من قولهم أَسْفَفْتُ الوَشْم وهو أَن يُغْرَزَ الجلدُ بإبرة ثم

تُحْشى الـمَغارِزُ كُحْلاً. الجوهري: وأُسِفَّ وجهُه النَّؤُورَ أَي ذُرّ

عليه؛ قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِي يصف ثوراً:

شَديدُ بَريقِ الحاجِبَيْنِ كأَنما

أُسِفَّ صَلى نارٍ، فأَصْبَحَ أَكْحَلا

وقال لبيد:

أَو رَجْعُ واشِمة أُسِفَّ نَؤُورُها

كِفَفاً تَعَرَّضَ، فَوْقَهُنَّ، وِشامُها

وفي الحديث: أَن رجلاً شكا إليه جِيرانَه مع إحْسانِه إليهم فقال: إن

كان كذلك فكأَنما تُسِفُّهم المَلُّ؛ المَلِّ: الرَّمادُ الحارُّ، أَي

تَجعل وجُوههم كلوْن الرماد، وقيل: هو من سَفِفْتُ الدواء أَسَفُّه

وأَسْفَفْتُه غيري، وفي حديث آخر: سَفُّ المَلّةِ خير من ذلك.

والسَّفُوفُ: سَوادُ اللَّثةِ.

وسَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه، بالضم سَفّاً وأَسْفَفْتُه إسْفافاً أَي

نسجته بعضَه في بعض، وكلُّ شيء ينسج بالأَصابع فهو الإسْفاف. قال أَبو

منصور: سَفَفْتُ الخوص، بغير أَلف، معروفة صحيحة؛ ومنه قيل لتصدير الرَّحْل

سَفِيف لأَنه مُعْتَرِض كسَفِيف الخوص. والسُّفّة ما سُفَّ من الخوص وجعل

مقدار الزَّبيل والجُلَّةِ. أَبو عبيد: رَمَلْتُ الحَصِير وأَرْمَلْتُه

وسَفَفْتُه وأَسْفَفْتُه معناه كله نسجته. وفي حديث إبراهيم النخعي: أَنه

كره أَن يُوصلَ الشعر، وقال لا بأْس بالسُّفّة؛ السُّفّة: شيء من

القَرامل تَضَعُه المرأَة على رأْسها وفي شعرها ليطول، وأَصله من سَفِّ الخوص

ونسْجِه. وسَفِيفَةٌ من خوص: نَسِيجةٌ من خوص. والسفِيفة: الدَّوْخَلَّةُ

من الخوص قبل أَن تُرْمَل أَي تنسج. والسُّفّةُ العَرَقةُ من الخوص

المُسَفّ. اليزيدي: أَسْفَفْتُ الخوص إسْفافاً قارَبْتُ بعضه من بعض، وكلُّه من

الإلصاق والقُرب، وكذلك من غير الخوص؛ وأَنشد:

بَرَداً تُسَفُّ لِثاتُه بالإثْمِدِ

(* هذا الشطر للنابغة وهو في ديوانه:

تجلو بقادمتي حمامةِ أيكةٍ * برداً أُسِفّ لِثاته بالإثمدِ)

وأَحْسَنُ اللِّثاتِ الحُمُّ. والسَّفِيفَةُ: بِطانٌ عَريضٌ يُشَدُّ به

الرَّحْلُ. والسَّفِيفُ: حِزامُ الرَّحْل والهَوْدَج. والسَّفائفُ ما

عَرُضَ من الأَغْراضِ، وقيل: هي جميعها.

وأَسَفَّ الطائِرُ والسَّحابةُ وغيرُهما: دَنا من الأَرض؛ قال أَوْس بن

حَجَر أَو عبيد بن الأَبرص يصف سحاباً قد تَدلى حتى قَرُب من الأَرض:

دانٍ مُسِفٍّ، فَوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه،

يكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ

وأَسَفَّ الفَحلُ: أَمال رأْسَه للعَضِيضِ. وأَسَفَّ إلى مَداقِّ

الأُمور وأَلائمها: دَنا. وفي الصحاح: أَسَفَّ الرجلُ أَي تَتَبَّعَ مَداقَّ

الأُمور، ومنه قيل للَّئيم العَطِيّةِ مُسَفْسِفٌ، وفي نسخة مُسَفِّف؛

وأَنشد ابن بري:

وسامِ جَسِيماتِ الأَُمور، ولا تكنْ

مُسِفّاً، إلى ما دَقَّ منهنَّ، دانِيا

وفي حديث عليّ، عليه السلام: لكني أَسْفَفْتُ إذ أَسَفُّوا؛ أَسَفَّ

الطائر إذا دنا من الأَرض في طيرانه. وأَسفّ الرَّجل الأَمر إذا قاربه.

وأَسفَّ: أَحدّ النظر، زاد الفارسي: وصوّب إلى الأَرض. وروي عن الشعبي: أَنه

كره أَن يُسِفَّ الرجلُ النظر إلى أُمّه أَو ابنته أَو أُخته أَي يُحِدَّ

النظر إليهن ويُديمه. قال أَبو عبيد: الإسْفاف شِدَّة النظر وحِدّته؛

وكلُّ شيء لَزِمَ شيئاً ولَصِقَ به، فهو مُسِفٌّ، وأَنشد بيت عبيد. والطائر

يُسِفُّ إذا طار على وجه الأَرض.

وسَفِيفُ أُذُنَي الذئب: حِدَّتُهما؛ ومنه قول أَبي العارم في صفة

الذئب: فرأَيت سَفِيفَ أُذُنيه، ولم يفسره.

ابن الأَعرابي: والسُّفُّ والسِّفُّ من الحيات الشجاع. شمر وغيره:

السّفُّ الحية؛ قال الهذلي:

جَمِيلَ المُحَيّا ماجداً وابن ماجِدٍ

وسُِفّاً ، إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَفْرعا

والسُّفُّ والسِّفُّ: حَيَّةٌ تطير في الهواء؛ وأَنشد الليث:

وحتى لَو انَّ السُِّفَّ ذا الرِّيشِ عَضَّني،

لـمَا ضَرَّني منْ فيه نابٌ ولا ثَعْرُ

قال: الثَّعْرُ السم. قال ابن سيده: وربما خُصَّ به الأَرْقَمُ؛ وقال

الدَّاخِلُ بن حرامٍ الهُذَلي:

لَعَمْرِي لقد أَعْلَمْت خِرْقاً مُبرَّأً

وسُفّاً، إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَرْوَعا

أَراد: ورجلاً مثل سفٍّ إذا ما صرَّح الموتُ.

والمُسَفْسِفةُ والسَّفْسافةُ: الرِّيح التي تجري فُوَيْقَ الأَرض؛ قال

الشاعر:

وسَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَيْفٍ ذابِلا

أَي طَيّرَتْه على وجه الأَرض. والسَّفْسافُ: ما دَقَّ من التراب.

والمُسَفْسِفَةُ: الرِّيحُ التي تُثِيرُه. والسَّفْسافُ: التراب الهابي؛ قال

كثيِّر:

وهاج بِسَفْسافِ التراب عَقِيمها

والسَّفْسَفَةُ: انْتِخالُ الدَّقِيق بالمُنخُل ونحوه؛ قال رؤبة:

إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ

سَفْسَفْنَ في أَرْجاء خاوٍ مُزْمِنِ

وسَفْسافُ الشِّعْر: رَدِيئُه. وشِعْر سَفْسافٌ: رَدِيء. وسَفْسافُ

الأَخْلاقِ: رَديئُها. وفي الحديث: إِن اللّه تبارك وتعالى يُحِبُّ مَعاليَ

الأُمورِ ويُبْغِضُ سَفْسافَها؛ أَرادَ مداقَّ الأُمورِ ومَلائمَها، شبهت

بما دَقَّ من سَفْساف التراب؛ وقال لبيد:

وإذا دَفَنْتَ أَباكَ، فاجْـ

ـعَلْ فَوْقَه خَشَباً وطِينَا

لِيَقِينَ وَجْه الأَمْرٍ سَفْـ

سافَ التُّرابِ، ولنْ يَقِينا

والسَّفْسافُ: الرَّدِيء من كل شيءٍ، والأَمرُ الحقِير وكلُ عَمَل دُونَ

الإحْكام سَفْساف، وقد سَفْسَف عَمَله. زفي حديث آخر: إنَّ اللّه رَضِيَ

لكم مَكارِمَ الأَخْلاقِ وكره لكم سَفْسافَها؛ السفساف: الأَمرُ

الحَقِير والرَّديء من كل شيء، وهو ضدّ المعالي والمَكارِم، وأَصله ما يطير من

غبار الدَّقيق إذا نُخِلَ والترابِ إذا أُثير. وفي حديث فاطمةَ بنت قَيس:

إني أَخافُ عليكِ سَفاسِفَه؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه أَبو موسى في

السين والفاء ولم يفسره، وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف، ولم يورده

أَيضاً في السين والقاف، قال: والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو: إني

أَخاف عليك قَسْقاسَتَه، بقافين قبل السينين، وهي العصا؛ قال: فأَما

سَفاسِفُه وسَقاسِقُه بالفاء والقاف فلا أَعرفه إلا أَن يكون من قولهم

لطرائق السيف سَفاسِقُه، بفاء بعدها قاف، وهي التي يقال لها الفِرِنْدُ،

فارسية معرَّبة. والمُسَفْسِفُ: اللئيمُ الطبيعةِ.

والسَّفْسَفُ: ضرب من النبات.

والسَّفِيفُ: اسم من أَسماء إبليس، وفي نسخة: السَّفْسَفُ من أَسماء

إبليس.

وسَفْ تَفْعَلُ، ساكنة الفاء، أَي سوف تَفْعَلُ؛ قال ابن سيده: حكاه

ثعلب.

سفف
{السَّفِيفُ، كَأَمِيرٍ: نَبْتٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وَقَالَ أَبو عمروٍ: السَّفِيفُ: اسْمُ لإْبلِيسَ، وَفِي بعضِ نسَخِ النَّوَادِرِ: هُوَ} السَّفْسَف.
فِي الصِّحاحِ: السَّفِيف: حِزَام الرَّحْلِ زادَ غيرُه: الهَوْدَجِ.
قَالَ اللَّيْث: السَّفِيفُ: الْمُرُورُ على وَجْهِ الأَرْضِ، وَقد سَفَّ الطَّائِرُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ.
(و) {سَفَّ الْخُوصَ،} يَسُفُّهُ، سَفاًّ الْخُوصَ، يَسُفُّهُ، سَفاًّ: نَسَجَهُ بَعْضَه علَى بَعْضٍ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: بالأَصَابعِ {كَأَسَفَّهُ، إسْفَافاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ: وهما لغَتَانِ، وكُلُّ شَيءٍ يُنْسَجُ بالأَصَابع فَهُوَ} الإسْفافُ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {أسْفَفْتُ الخُوصَ، وَقَالَ الاَزْهَرِيُّ،} سَفَفْتُ الخُوَص، بغيرِ أَلِفٍ، مَعْرُوفُةٌ صحيحةٌ، وَمِنْه قِيل لِتَصْديرِ الرَّحل: {سَفِيفٌ، لأَنه مُعْتَرِضٌ} كسَفِيفِ الخُوصِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: رَمَلْتُ الحَصيرَ، وأرْمَلْتهُ، {وسَفَفْتهُ،} وأسْفَفْتُه، مَعْنَاهُ كُلُّه: نَسَجْتُه.
{والسُّفَّةُ، بِالضَّمِّ،} السَّفيفَة، وَهُوَ مَا {يُسَفُّ من الْخوص، ويُجْعَلُ مِقْدَارَ الزَّبِيلِ أَو الْجُلَّةِ.
(و) } السُّفَّةُ: الْقَبْضَة مِن الْقَمْحِ، ونَحْوهِ، وَفِي الصِّحاحِ: {وسُفَّةٌ مِن السَّوِيقِ: أَي حَبَّةٌ مِنْهُ وَقُبْضَةٌ، وَبِهِمَا رُوِيَ حَدِيث أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنهُ: مَا فِي بَيْتَكَ} سُفَّةٌ، وَلَا هِفَّةٌ. السُّفَّة: شَيءٌ مِن)
الْقَرَامِلِ، مِن شَعَرٍ أَو صُوفٍ، تَصِل بِهَا، وَفِي نسْخَةٍ: بِهِ شَعْرَهَا، وَلم يَكْرَهْهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، ونَصُّه: كَرِهَ أَن يُوصَلَ الشَّعَرُ، وقَالَ: لاَ بَأْسَ {بِالسُّفَّةِ، قالَ ابْنُ الأثِيرِ: هُوَ شَيْءٌ تَضَعُه المَرْأَةُ عَلى رَأْسِها، وَفِي شَعْرِهَا لِيَطُولَ.} وسَفِفْتُ السَّوِيقَ، والدَّوَاءَ، ونَحْوَهما، بِالْكَسْرِ، {أسْفُّهُ،} سَفّاً، {واسْتَفَفْتُه: أَي قَمِحْتُهُ، أَو أَخَذْتُهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ: كُلُّ دَوَاءٍ يُؤْخَذُ غيرَ مَعْجُونٍ هُوَ} سَفُوفٌ، كَصَبُورٍ، مِثْل سَفُوفِ حَبِّ الرُّمَّانِ، وغيرِه.
الاسْمُ: {سُفَّةٌ، بِالضَّمِّ، وبالفَتْحِ، فِعْلُ مَرَّةٌ، قَالَ أَبو زيدٍ:} سَفِفْتُ المَاءَ، {أَسَفُّهُ، سَفّاً،} وسَفِتُّهُ، {أَسْفَتُهُ،} سَفْتاً: أَي أَكْثَرْتُ مِنْهُ، فلَمْ أَرْوُ.
{والسَّفُّ: طَلْعَةُ الْفُحَّالِ، قَالَهُ أَبو عمروٍ، وسِياقُه يَقْتَضِي الفَتْحَ، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بالكَسْرِ.
السَّفُّ: أَكُلُّ الإِبِلِ الْيَبِيسَ. عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ، وأَبي عمروٍ:} السُّفُّ، بالْكَسْرِ، والضَّمِّ: الأَرْقَمُ مِن الْحَياتِ، أَو هِيَ الَّتِي تَطِيرُ فِي الهَوَاءِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(وحتَّى لَوَ أنَّ السُّفَّ ذَا الرِّيشِ عَضَّنِى ... لَمَا ضَرَّنِي مِنْ فِيهِ نَابٌ وَلَا ثُعْرُ)
قَالَ: الثُّعْرُ: السَّمُّ.
قَالَ ابنُ سِيدَه، ورُبَّمَا خُصَّ بِهِ الأَرْقَمُ، وَقَالَ مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ، يَرْثِي أَخاه عَمْراً الَّذِي قَتَلَهُ بَنو عَضَلٍ:
(جَوَاداً إذَا مَا النَّاسُ قَلَّ جَوَادُهُم ... ! وسُفّاً إِذَا مَا صَارِخُ الْمَوْتِ أَفْزَعَا) ورَوَى الأَصْمَعِيُّ:) إِذا مَا صرح الْمَوْت أقرعا (.
وجُوعٌ {سُفَاسِفٌ، بِالضَّمِّ: أَي شَدِيدٌ، عَن ابنِ عَبَّادٍ،} والسَّفْسَافُ: الرَّدِيءُ مِن كُلُّ شَيْءٍ، والأَمْرُ الْحَقِيرُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَمِنْه الحديثُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ، ويَكْرَهُ {سَفْسَافَهَا، ويُرْوَي:) ويُبْغِضُ سَفْسَافَهَ (، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: أَي مَدَاقَّهَا، ومَذَامَّهَا، ومَلاَئِمَها، وأَصْلُهُ مِن سَفْسَافِ التُّرَابِ، لمَا دَقَّ مِنْهُ، قيل: أَصْلُهُ مِن} سَفْسَافِ الدَّقِيقِ وَهُوَ مَا يَطِيرُ، ويَرْتَفِعُ مِن غُبَارِهِ عنْدَ النَّخْلِ، ثمَّ قيل: لِكُلُّ رِيحٍ رَدِيءٍ سَفْسَافٌ، (و) {السَّفْسَافُ مِن الشِّعْرِ: رَدِيئُهُ، وَهُوَ الَّذِي لم يُحْكَمء عَلَمُهُ، وَقد سَفْسَفَهُ صَاحِبُه.
السَّفْسَافُ: مَا دَقَّ مِن التُّرَابِ، قَالَ كُثَيِّرٌ: وهَاجَ} بِسَفْسَافِ التُّرَابِ عَقِيمُهَا {والْمُسَفْسِفَةُ: الرِّيحُ الَّتِي تُثِيرُهُ وتَجْرِى فُوَيْقَ الأَرْضِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَقد} سَفْسَفَتُ، قَالَ الشَّاعِر:)
وسَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَيْفٍ ذَابِلاَ أَي: طَيَّرَتْهُ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ.
{وأَسَفَّ الرَّجُلُ: تَتَبَّعَ مَدَاق الأُمُورِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: أَسَفَّ إلَى مَدَاقِّ الأُمُورِ وألائِمِها: دَنَا، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(وسَامِ جَسِيمَاتِ الأُمُورِ ولاَ تَكُنْ ... } مُسِفّاً إِلى مَا دَقَّ مِنْهُنَّ دَانِيَا)
(و) ! أَسَفَّ: هَرَبَ مِن صَاحِبِهِ، سَاعِياً أَشَدَّ السَّعْيِ، يُقَال: مَرَّ مُسِفّاً، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَسَفَّ: طَلَبَ الأُمُورِ الدَّنِيئَةَ. قَالَ غيرُهُ: أَسَفَّ الْبَعِيرَ: إِذَا عَلَفَهُ الْيَبِيَس. مِن المَجَازِ: أَسَفَّ الْفَرَسَ اللِّجَامَ: أَي أَلْقَاهُ فِي فِيهِ، كَذَا فِي المُحِيطِ، واللِّسَانِ. أَسَفَّ الطَّائِرُ: دَنَا مِن الأَرْضِ فِي طَيَرَانِه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي الأَسَاسِ: طَارَ عَلى الأَرْضِ دَانِياً مِنْهَا، حَتَّى كادَتْ رِجْلاهُ تَصِيبانِها.
{أسَفَّتِ السَّحَابَةُ: دَنَتْ مِن الأَرْضِ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ عَبِيدُ ابنُ الأَبْرَصِ يذكرُ سَحاباً تَدَلَّى حَتَّى قَرُبَ من الأَرْضِ:
(دَانٍ} مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُهُ ... يَكَادُ يَدْفَعُهَ مَنْ قَامَ بالرَّاحِ)
قلتُ: وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: البَيْتُ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ، وَفِي العُبَابِ: ويُرْوَي لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ، وَهَكَذَا ذكَره صاحبُ اللِّسَانِ أَيضاً علَى الشَّكِّ، قلتُ: وَهُوَ مَوْجودٌ فِي دِيوَانَيْهِمَا. أَسَفَّ النَّظَرَ: حَدَّدَهُ بِشِدَّةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زَادَ الْفَارِسِيّ: وصَوَّبَ إلَى الأَرْضِ، وَفِي حديثِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّه) كَرِهَ أَنْ {يُسِفَّ الرَّجُلُ النَّظَرَ إِلَى أُمِّهِ، أَو ابْنَتِهِ، أَو أُخْتِهِ (قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهُوَ مِن بَاب المَجَازِ، كأَنَّه جعَلَ نَظَرَهُ فِي أَخْذِهِ المَنْظُورَ إِليْه لِحِدَّتِهِ، بمَنْزِلَةِ الشَّانِىءِ لِمَنْظَرِه، ويقْرُب مِنْهُ قَوْلُهُم حَكَاهُ أَبو زيدٍ: إِنَّهُ لتَجْمُعُكَ عَيْنِي، أَي: كأَنِّي أَعْرِفُكَ.
وَفِي الأَساسِ: وَهُوَ يُسِفُّ النَّظَرَ فِي الأَمْرِ: أَي يُدِقُّهُ، وإِيَّاكَ أَنْ} تُسِفَّ النَّظَرَ إِلَى غيرِ حُرْمَتِك: أَي تُحِدَّه وتُدِقَّه. أَسَفَّ الْفَحْلُ: صَوَّبَ رَأْسَهُ لِلْعَضِيضِ، أَي: أَمَالَهُ قَالَ اللَّيْثُ: أَسَفَّ الْجُرْحَ دَوَاءً: أَدْخَلَهُ فِيهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، كأَنَّهُ جَعَلَه لَهُ {سَفُوفاً، وَفِي الحدِيثِ:) كَأَنَّمَا} تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ (: أَي الرَّمادَ الحَارَّ، للَّذِي شَكَا مِن جِيرَانِه بإِحْسَانِهِ إِليْهم، وإِسَاءَتِهم إِليْه، وَكَذَلِكَ: أَسَفَّ الْوَشْمَ نَؤُوراً، وَمِنْه قَوْلُ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ {أُسِفَّ نَؤُورُهَا ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا)

وَقَالَ ضَابِئُ بنُ الحارثِ الْبُرْجُمِيُّ، يَصِفُ ثَوْراً:
(شَدِيدُ بَرِيقِ الْحَاجبَيْنِ كَأَنَّمَا ... أُسِفَّ صَلَى نَارٍ فَأَصْبَحَ أَكْحَلا)
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: مَا أَسَفَّ مِنْهُ بِتَافِهٍ: أَي مَا ظَفَرَ مِنْهُ بشَيْءٍ. فِي الحَدِيثِ: أَنَّه) أُتِىَ برَجُلٍ، وَقيل: إِنَّ هَذَا سَرَقَ، فكأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُهُ (صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، بِالضَّمِّ: أَي تَغَيَّرَ، وسَهَمَ، واكْمَدَّ لَوْنُهُ، حتَّى عادَ كالبَشَرَةِ المَفْعُولِ بهَا الوَشْمُ.
} وسَفْسَفَ، {سَفْسَفَةً: انْتَخَلَ الدَّقِيقَ، ونَحْوَهُ، كَمَا هُوَ فِي الصِّحاحِ، وَفِي اللِّسَان: بالمُنْخُلِ، ونَحْوِه، قَالَ رُؤْبَةُ، إِذَا مَسَاحِيجُ الرِّيَاحِ السُّفَّنِ} سَفْسَفنَ، َ فِي أَرْجَاءِ خَاوٍ مُزْمِنِ ويُقَالُ، سَمِعَتُ سَفْسَفَةَ المُنْخل.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَفْسَفَ عَمَلَهُ: إِذا لَمْ يُبَالغْ فِي إِحْكَامِهِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قَوْلُهم: تَحَفَّظُ مِن العَمَلِ {السَّفْسَافِ، وَلَا} تُسِفَّ لَهُ بعضَ {الإِسْفَاف.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} السَّفُوفُ، كصَبُورٍ: سَوَادُ اللِّثَةِ. {والسَّفِيفَةُ: الدَّوْخَلَةُ مِن الخُوصِ قَبْلِ أَنْ تُرْمَلَ، أَي: تُنْسَجَ.} وأَسْفَفْتُ الشَّيْءَ إِسْفَافاً: أَلْصَقْتُ بَعْضَه ببَعْضٍ، قَالَه اليَزِيدِيُّ.! والمُسَفْسِفُ: لَئيمُ الْعَطِيَّةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ: {مُسَفِّفٌ. وكُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ شَيْئاً، ولَصِقَ بِهِ فَهُو} مُسِفٌّ.، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ. {وسَفِيفُ أُذُنَىِ الذِّئْبِ، كأَمِيرٍ. حِدَّتُهُمَا، وَمِنْه قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ فِي صِفَةِ الذِّئْبِ: فرأَيْتُ} سَفِيفَ أُذُنَيْهِ، وَلم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعْرَابِيِّ. {والسَّفْسَافَةُ: الريحُ تَجْرِي فُوَيقَ الأَرْضِ.
وجَمْعُ} السَّفِيفَةِ: سَفائِفُ.
{وسَفْسَافُ الأَخْلاقِ: رَدِيئُهَا.
} والسَّفْسَفُ، كجَعْفَرٍ: ضَرْبٌ مِن النَّبِْ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّيهِ أَهْلُ نَجْدٍ العَنْقَرَ، والعَنْقَزَ، والمَرْزَنْجُوشَ، كَمَا تقدَّم فِي مَوْضِعِه. والسَّفْسَفُ أَيضاً: مِن أَسْمَاءِ إبْلِيسِ.
ويُقَال: سَفْ تَفْعَلُ، ساكنةَ الْفَاءِ، أَي: سَوْفَ تَفْعَلُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: حَكَاهَا ثَعْلَبٌ.
وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: يُقَال: لَا تَزال {تَتَسَفْسَفُ فِي هَذَا الأمْرِ، أَي تُهْلِكُه.
وَفِي الأَساسِ: حِلْفٌ} سَفْسَافٌ: كَاذِبٌ لَا عَقْدَ فِيهِ، وَلَا مَجازٌ.)
(سفف) : السِّفُّ: طَلْعَةُ الفُحّال. 

ضحك

(ضحك)
ضحكا وضحكا انفرجت شفتاه وبدت أَسْنَانه من السرُور وَمِنْه وَبِه سخر مِنْهُ وَعجب أَو فزع وطلع النَّخْلَة انْشَقَّ وتفلق والنخلة أخرجت الضحك وَيُقَال ضحِكت الأَرْض عَن النَّبَات أخرجته وَضحك السَّحَاب برق وتلألأ وَضحك الطَّرِيق استبان ووضح فَهُوَ ضَاحِك
ض ح ك : ضَحِكَ مِنْ زَيْدٍ وَضَحِكَ بِهِ يَضْحَكُ ضَحِكًا وَضَحْكًا مِثْلُ كَلِمَ وَكَلْمٍ إذَا سَخِرَ مِنْهُ أَوْ عَجِبَ فَهُوَ ضَاحِكٌ وَضَحَّاكٌ مُبَالَغَةٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ يُقَالُ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَقِيلَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا وَرَجُلٌ ضُحَكَةٌ وِزَانُ رُطَبَةٍ يُكْثِرُ الضَّحِكَ مِنْ النَّاسِ فَهُوَ صِفَةٌ لَهُ وَضُحْكَةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ يُكْثِرُ النَّاسُ الضَّحِكَ مِنْهُ فَهُوَ مِنْ صِفَاتِ النَّاسِ وَالضَّاحِكُ وَالضَّاحِكَةُ السِّنُّ الَّتِي تَلِي النَّابَ وَالْجَمْعُ ضَوَاحِكُ وَضَحِكَتْ الْمَرْأَةُ وَالْأَرْنَبُ حَاضَتْ. 

ضحك


ضَحِكَ(n. ac. ضَحْك
ضِحْك
ضَحِك
ضِحِك)
a. Laughed.
b. ['Ala
or
Bi
or
Min], Laughed at; derided, ridiculed.
c.(n. ac. ضَحَك), Grinned (ape).
d. Lightened (clouds).
ضَاْحَكَa. Laughed, joked with.

أَضْحَكَa. Made to laugh.

تَضَحَّكَتَضَاْحَكَإِسْتَضْحَكَa. see I (a) (b).
ضَحْكa. laughter.

ضَحْكَةa. Laugh.

ضُحْكَةa. Ridiculous, absurd, laughable; absurdity;
laughingstock, butt.

ضُحَكَةa. see 26
ضَاْحِكa. Laughing, laugher.
b. Lightening, flashing.

ضَاْحِكَة
(pl.
ضَوَاْحِكُ)
a. fem. of
ضَاْحِكb. Front-tooth. —
ضَحُوْك ضَحَّاْك
Laughing, hilarious, merry, jocund, jovial, gleesome;
cheerful; blithe, buoyant; vivacious, sprightly; jaunty.

مِضْحَاْكa. see 26
N. Ag.
أَضْحَكَa. Merry; funny, facetious, jocose, jocular, rollicking;
comical, waggish; wag.

أُضْحُوْكَة (pl.
أَضَاْحِيْكُ)
a. Absurdity; pleasantry; joke.
ضحك
الضِّحْكُ: مَعْرُوفٌ، وهو الضَّحِكُ أيضاً. والضُّحْكَةُ: الشَّيْءُ يُضْحَكُ منه. والضُّحَكَةُ: الرَّجُلُ الكَثيرُ الضَّحِكِ، والضَّحّاكُ مِثْلُه. ورَجُلٌ ضُحُكَّةٌ - على وَزْنِ حُزُقَّةٍ -: ضَحّاكٌ. والضّاحِكَةُ: كُلُّ سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضْرَاسِ ما يبدو عِنْدَ الضِّحْكِ. والضَّحُوْكُ من الطُّرُقِ: ما وَضَحَ واسْتَبَانَ. والضَّحْكُ: الطَّمْثُ، من قَوْلِه تعالى: " فَضَحِكَتْ "، قال الكُمَيْتُ:
وأضْحَكَتِ الضِّبَاعَ سُيُوْفُ سَعْدٍ
قال: والضَّبُعُ إذا وَجَدَتْ قَتِيْلاً قد انْتَفَخَ جُرْدانُه رَكِبَتْه فاسْتَعْمَلَتْه. وقيل: سَرَّتْها وبَشَّرَتها حتّى جَعَلَتْها تَضْحَكُ. والضَّحْكُ: البَلَحُ. وقيل: الشُّهْدُ. والطَّلْعُ. والزُّبْدُ. والعَجَبُ - أيضاً - في قَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ:
هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عَمَلُ النَّحْلِ
وضَحِكَتْ: عَجِبَتْ.
[ضحك] ضَحِكَ يَضْحَكُ ضَحْكاً وضِحْكاً وضحكا وضحكا. أربع لغات. والضحكة: المرَّة الواحدة. ومنه قول كثيِّر:

غاقت لضحكته رقاب المال * وضحكت به ومنه بمعنًى. وتَضاحَكَ الرجلُ واسْتَضْحَكَ بمعنًى. وأضْحَكَهُ الله. ورجلٌ ضَحَكَةٌ، أي كثير الضَحِكِ. وضُحْكَةٌ بالتسكين: يُضْحَكُ منه. والأُضحوكَةُ: ما يُضْحَكُ منه. وامرأةٌ مِضحاك: كثيرةُ الضحِك. قال ابن الأعرابي: الضاحِكُ من السحاب، مثل العارض، إلا أنه إذا بَرَقَ قيلَ ضَحِكَ. والضاحِكَةُ: السنُّ التي بين الأنياب والأضراس، وهي أربعُ ضواحِكَ. والضَحوكُ: الطريقُ الواسعُ. والضَحْكُ: الطَلْعُ حينَ ينشقّ. قال أبو ذؤيب: فجاء بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثلَه هو الضجك إلا أنه عمل النحلِ قال أبو عمرو: شبّه بياض العسل ببياضه. ويقال القردُ يضحك إذا صوت. 
ض ح ك

افتر عن ضاحكته وضواحكه وهي ما تقدم من أسنانه، وبدت مباسمه ومضاحكه، وضحك ضحكاً، واستضحك وتضاحك وتضحك، وأضحكته وضحكته، وضاحكته، وتضاحكوا، ورجل ضحاك وضحوك وضحكة، وهو ضحكة وأخوه ضحكة: مضحوك منه، وجاء بأضحوكة وبأضاحيك، وتقول: ما أضاحيك، إلا أضاحيك.

ومن المجاز: ضحكت الأرض عن النبات، وضحكت الرياض عن الزهر. وضحك العارض: برق. وسحاب ضاحك. وطريق ضحوك وضحّاك المطالع: واضح، والنور يضاحك الشمس. قال الأعشى:

يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل

وله رأي ضاحك: ظاهر لا لبس فيه. وإن رأيك ليضاحك المشكلات. وعنده ضحكات القلوب وهي الخيار من الأموال والأولاد التي تفرح القلوب. وأضحك حوضه: ملأه حتى يفيض. وتبسم الطلع وضحك: تلفق. ويقال: ما أكثر ضاحك نخلكم. ومنه: الضحك: الطلع. والغدير يضحك في الروضة: يتلألأ. وضحكت الأرنب: حاضت. وتزعم العرب: أن الجن تمتطي الوحش وتجتنب الأرانب لمكان حيضها ولذلك يستدفعون العين بتعليق كعابها.
باب الحاء والكاف والضاد معهما ض ح ك مستعمل فقط

ضحك: ضحِكَ يَضَحَكُ ضَحِكاً وضِحْكاً، ولو قال: ضَحَكاً لكان قياساً لأنّ مصدر فَعِلَ فَعَل. والضُحْكَةُ: ما يُضحَكُ منه. والضُّحَكَةُ: الكثير الضَحِك يُعابُ به. والضِّحّاك في النَعْت أحسَنُ من الضُّحَكَةِ. والضَّاحكة: كلُّ سِنٍ من مُقَدَّم الأضراس ما يبدُو عند الضَّحِك. والضَّحّاكُ بن عدنان: الذي يقال مَلَكَ الأرض، ويقال له: المُذْهَب، كانَتْ أمّه جنّيَّةً فلحق بالجنِّ وتلبّد بالفِراء . تقولُ العَجمُ إنّه عَمِل بالسِحْر وأظهَرَ الفساد أُخِذَ فشُدَّ في جَبَل دَنْباوَند. وقوله فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها

يَعني طَمِثَتْ. والضَّحْك: الثَلجْ، ويقال: جَوْف الطَّلْع، وهي من لغة بني الحارث، يقالُ: ضحِكتِ النَّخلة إذا انشَقَّ كافورُها. وقال آخرون: هو الشُهُدُ، ويقالُ: الزُبْد، ويقال: العَسَلُ. وهو بهذَيْن أشبْهُ في قوله:

فجاءَ بمزج لم يَرَ الناسُ مِثلَه ... هو الضَّحْكُ إلا أنّه عملُ النَّخْلِ

والضَحُوك من الطُرُق: ما وَضحَ فاستَبانَ، قال:

على ضَحوكِ النَّقْبِ مجرهد  
ضحك: ضحك: أهنف، ضحك المستهزئ خبثاً أو بلادة (بوشر).
ضحك إلى فلان: ابتسم له (المقري 1: 272، 323) ويقال أيضاً: ضحك له (الثعالبي لطائف ص113) وضحك في وجهه (بوشر) وتعني أيضاً طالعه بوجه ضاحك (المقري 1: 133).
ضحك على بمعنى سخر من وهزئ به مذكورة في محيط المحيط ومعجم بوشر.
ضحك على: لم يهتم به ولم يشغل به (بوشر). ضحك من تحت لتحت: ضحك خفية، ضحك سراً، ضحك من طرف خفي (بوشر).
ضحكت أسنانه: تقال في نفس معنى ضحك ثغره (ألف ليلة 2: 241).
حيث يضحك الماء: تقولها العام لتدل بها على المكان الذي يتكسر به الماء على الصخور (معجم مسلم).
ضَحَّك (بالتشديد): أضحك، جعله يضحك.
(فوك، بوشر، معجم الطرائف).
ضاحك. ضاحك فلاناً: ضحك معه، مازحه وداعبه (معجم الطرائف).
ضاحك: جاء في البيت بدل أضحك أي جعله يضحك واستعملت مجازاً في الكلام عن الضاربة على القيثارة تخرج منها ألحاناً ضاحكة (معجم مسلم).
اضَّحَّك: ضحك (دي ساسي طرائف 2: 54).
اضَّحَّك وتضحَّك على: سخر منه وهزئ به، وجعله هزأة وضُحْكة (بوشر).
تضاحك على: سخر من، هزئ به، وهزل معه، ومزح، ومجن (بوشر).
استضحك فلاناً: أضحكه وضحكّه وجعله يضحك (الكامل ص301، 304، المقري 2: 328).
ويقال مجازاً: استضحك عن: أي كشف وأظهر (معجم مسلم).
ضَحْكةَ: صياح السخرية والاستهزاء (بوشر).
ضحكة على أحد: خداع، مخاتلة (بوشر).
ضَحُوك: كثير الضحك، محب الضحك (بوشر).
ضَحَّاك. الكهف الضحاك بين الصخرتين: الشعب أو المضيق المفتوح بين الصخرتين (دي سلان تاريخ البربر 1: 274).
ضاحك قُوَّة ضاحكة: ملكة الضحك (بوشر).
أُضْحُوكَة: ما يضحك منه وتجمع على أضاحيك. (المقري 3: 24).
مَضْحَك: ذكرت في عبارة في ديوان الهذليين (ص264).
مَضُحَكَة: دُعاية، فكاهة، تهريج (بوشر).
مَضْحكة: سفساف، تفاهة، تّرهة (بوشر).
مَضحكة: غبّي، أبله، أحمق (بوشر).
مضحك: سُخري، مضحك (بوشر).
مُضَاحَكَة: سخرية، تهكم، هزء، مزاح (بوشر).
ضحك
الضَّحِكُ: انبساطُ الوجه وتكشّر الأسنان من سرور النّفس، ولظهور الأسنان عنده سمّيت مقدّمات الأسنان الضَّوَاحِكِ. واستعير الضَّحِكُ للسّخرية، فقيل: ضَحِكْتُ منه، ورجلٌ ضُحَكَةٌ:
يَضْحَكُ من النّاس، وضُحْكةٌ: لمن يُضْحَكُ منه . قال تعالى: وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ
[المؤمنون/ 110] ، إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ
[الزخرف/ 47] ، تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ [النجم/ 59- 60] ، ويستعمل في السّرور المجرّد نحو: مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ
[عبس/ 38- 39] ، فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا
[التوبة/ 82] ، فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً
[النمل/ 19] ، قال الشاعر:
يَضْحَكُ الضّبع لقتلى هذيل وترى الذّئب لها يستهلّ
واستعمل للتّعجّب المجرّد تارة، ومن هذا المعنى قَصَدَ مَن قال: الضَّحِكُ يَختصُّ بالإنسان، وليس يوجد في غيره من الحيوان، قال: ولهذا المعنى قال تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى
[النجم/ 43] ، وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ
[هود/ 71] ، وضَحِكُهَا كان للتّعجّب بدلالة قوله: أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [هود/ 73] ، ويدلّ على ذلك أيضا قوله: أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ إلى قوله: عَجِيبٌ [هود/ 72] ، وقول من قال: حاضت، فليس ذلك تفسيرا لقوله: فَضَحِكَتْ كما تصوّره بعض المفسّرين ، فقال: ضَحِكَتْ بمعنى حاضت، وإنّما ذكر ذلك تنصيصا لحالها، وأنّ الله تعالى جعل ذلك أمارة لما بشّرت به، فحاضت في الوقت ليعلم أنّ حملها ليس بمنكر، إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل، وقول الشاعر في صفة روضة:
يُضَاحِكُ الشمسَ منها كوكب شرِقٌ
فإنّه شبّه تلألؤها بِالضَّحِكِ، ولذلك سمّي البرق العارض ضَاحِكاً، والحجر يبرق ضَاحِكاً، وسمّي البلح حين يتفتَّقُ ضَاحِكاً، وطريقٌ ضَحُوكٌ: واضحٌ، وضَحِكَ الغديرُ: تلألأ من امتلائه، وقد أَضْحَكْتُهُ.
[ضحك] فيه: يبعث الله السحاب "فيضحك" أحسن "الضحك"، جعل انجلاءه عن البرق ضحكًا مجازًا كما يفتر الضاحك عن الثغر، ونحو ضحكت الأرض إذا أخرجت نباتها وزهرتها. وفيه: أما اوضحوا "بضاحكة"، أي ما تبسموا، والضواحك الأسنان التي تظهر عن التبسم. ك: "فضحك" صلى الله عليه وسلم تصديقًا؛ الخطابي: الأصل في إطلاق نحو الأصبع على الرحمن الحرمة ولم يرد في النصين إطلاقه ولم يذكر أكثر الرواة تصديقًا وقد منعنا عن تصديق أهل الكتاب وتكذيبهم، والضحك يحتمل الرضا والإنكار والتعجب، ولو صح يأول بأنه مجاز عن القدرة، يقال للقوي عن العمل إنه يعمله بإصبع؛ اليتمى: هو تكلف إذ ورد: وهو بين اصبعين من أصابع الرحمن. ن: ظاهره تصديق الخبر، وقيل: هو رد له وإنكار من سوء اعتقاده، فأن مذهب اليهود التجسيم، وقوله: تصديقًا له، إنما هو من كلام الراوي على فهمه. وإن الله لهو "أضحك" - يجئ في عولت. ط: "يضحكون" قال: نعم، والإيمان في قلوبهم، أي يضحكون ولكن لا يتجاوزون إلى ما يميت قلوبهم ويزلزل إيمانهم فأن كثرة الضحك يميت القلب. وح: من "ضحك" رب العالمين، هو من الله الرضا وإرادة الخير، ومن النبي صلى الله عليه وسلم استعجاب وسرور برؤية كمال المرحمة من الله، ومن ابن مسعود اقتداء بالسنة. ومنه: "يضحك" الله، أي يبسط ويقبل، أو يضحك ملائكته كقتل السلطان إذا أمر بقتله. و"الضحوك" من أسمائه صلى الله عليه وسلم لأنه كان طيب النفس فكها، ولا يحدث إلا ضحك حتى تبدو نواجذه، وكان لينًا مع الجفاة لطيفًا في النطق معهم كأن وجهه دار القمر. ك: وفي مسارته صلى الله عليه وسلم فاطمة في مرض الوفاة "فضحكت"، جعل علة الضحك هنا الأولية في اللــحوق، وفي الأول جعلت علة البكاء، قيل: البكاء مترتب على المركب من حضور الأجل وأولية اللــحوق، أو على الجزء الأول. غ: ""فضحكت"، فبشرناها بإسحاق"، أي حاضت أو ضحكت سرورًا بالولد على التقديم والتأخير أي فبشرنا فضحكت. مد: ""فليضحكوا" قليلًا" أي يضحكون قليلًا على فرحهم بتخلفهم في الدنيا ويبكون كثيرًا جزاء في العقبى، وهو خبر في لفظ الأمر ليدل أنه حتم واجب. ك: وح مرضه: ثم تبسم "يضحك"، فرحًا باجتماعهم على الصلاة واتفاق كلمتهم.
ضحك
ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من يَضحَك، ضِحْكًا وضَحِكًا وضَحْكًا، فهو ضاحك، والمفعول مضحوك عليه
• ضحِك الشَّخصُ:
1 - انبسط وجهُه وانفرجت شفتاه وبدت أسنانُه وأحدث أصواتًا مُتقطِّعة تعبيرًا عن سروره، عكسه بكى "ضحِك في سِرِّه- ظلَّ يضحك طويلاً- {وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ} " ° ضحِك السَّحابُ: برق- ضحِك بملء شدقيه/ ضحِك بملء فيه: ضحك ضحكًا شديدًا- ضحِكت الأرضُ: أخرجت نباتَها وزهرَها- ضحِك حتَّى بدت نواجذُه: استغرق في الضّحك- ضحِك في وجهه: هشّ له وأحسن استقبالَه- مَنْ يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا- يضحك الغديرُ في الرَّوضة: يتلألأ.
2 - تعجَّب " {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} ".
• ضحِكتِ المرأةُ: حاضت " {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} ".
• ضحِك على فلان: خدعه وغشَّه "ضحِك على البُسَطاء" ° ضحِك على ذقنه: خدعه- ضحِك على فتاة: اغتصبها، أو غرّر بها.
• ضحِك من فلانٍ: سخِر منه " {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} ". 

أضحكَ يُضحك، إضحاكًا، فهو مُضحِك، والمفعول مُضحَك
• أضحك ولدَه: جعله يشعر بالسّرور والسَّعادة حتى انبسط وجهُه وانفرجت شفتاه وأصدر أصواتًا متقطّعة للتعبير عن سروره، عكْسه: أبكى " {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} " ° شرُّ البَليَّة ما يُضحك [مثل]: يُضرب للشِّدَّة أو المصيبة تأتي في غير حينها وعلى غير وجهها، فيتعجّب منها المبتلى بها ويضحك. 

تضاحكَ يتضاحك، تضاحُكًا، فهو مُتضاحِك
• تضاحك القومُ: تشاركوا في الضّحك، وأضحك بعضُهم بعضًا "تضاحك الأصدقاءُ/ الفائزون/ الأولادُ".
• تضاحك الحَقُودُ: تظاهر بالضَّحك، تكلَّف الضَّحكَ "تضاحك مجاملةً لصديقه- تضاحك ليُظهرَ عكس ما يُبطن". 

ضاحكَ يضاحك، مُضاحَكةً، فهو مُضاحِك، والمفعول مُضاحَك
• ضاحكتِ الأمُّ ولدَها: ضحِكت معه وباسطته "ضاحك المعلِّمُ تلاميذَه- ضاحك الطَّبيبُ المريضَ". 

ضحَّكَ يضحِّك، تضحيكًا، فهو مُضحِّك، والمفعول مُضحَّك
• ضحَّك فلانًا: أضحكه؛ جعله يشعرُ بالسَّعادة حتَّى ينبسط وجهُه وتبدو أسنانُه تعبيرًا عن سروره "ضحَّك ضيوفََه- ضحَّك النَّاسَ عليه: جعلهم يسخرون منه- ضحّكتِ الأمُّ رضيعَها". 

أُضحوكة [مفرد]: ج أُضحوكات وأضاحيكُ:
1 - كلّ ما يُضحَك منه، موضع سخرية "انكشف أمره فأصبح أضحوكة للناس- جاء بأضحوكة".
2 - شخص يسمح لنفسه بأن يُستغَلَّ لمصلحة شخص آخر. 

ضاحِك [مفرد]: ج ضاحكون وضواحكُ، مؤ ضاحكة، ج مؤ ضاحكات وضواحكُ:
1 - اسم فاعل من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من.
2 - ضرس يلي النَّاب ويسبق الطّاحِنة.
3 - كلّ سِنٍّ تبدو عند الضّحِك وهي ما تقدَّم من الأسنان (مذكّر ولا يؤنّث) ° افترَّ عن أسنانه ضاحكًا: ابتسم- ضاحك السِّنّ: دائم الابتسام، مرِح مبتهج. 

ضَحْك [مفرد]: مصدر ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من. 

ضَحِك [مفرد]:
1 - مصدر ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من ° كثرة الضَّحك تُذهب الهيبةَ.
2 - تعجُّب " {فَتَبَسَّمَ ضَحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} [ق] ". 

ضِحْك [مفرد]: مصدر ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من. 

ضَحْكة [مفرد]: ج ضَحَكات وضَحْكات: اسم مرَّة من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من: "ضحِك ضَحْكةً عالية" ° الضَّحْكة الأخيرة: النجاح أو الظفر النهائيّ بعد فشل أو خسارة. 

ضُحْكة [مفرد]: ج ضُحُكات وضُحْكات: أُضْحوكة؛ من يكثر الناسُ الضَّحِكَ منه "صار ضُحْكةً للناس". 

ضُحَكة [مفرد]: ج ضُحَكات: من يضحك على الناس. 

ضِحْكة [مفرد]: ج ضِحْكات: اسم هيئة من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من: "ضحك ضِحْكة الشامت" ° الضَّحْكة الأخيرة: النجاح أو الظفر النهائيّ بعد فشل أو خسارة- ضِحْكة صفراء/ ضِحْكة صفراويّة: ضِحْكة تهكميّة ساخرة، أو مصطنعة لإخفاء استياء أو ارتباك. 

ضَحوك [مفرد]: ج ضُحُك: صيغة مبالغة من ضحِكَ/ ضحِكَ على/ ضحِكَ من: كثير الضّحك ° طريق ضحوك المطالع: واضح مستبين ظاهر- وَجْهٌ ضحوك: بشوش دائم الابتسام. 

مُضحِك [مفرد]: اسم فاعل من أضحكَ.
• المُضْحكات: النَّوادر. 

مَضْحَكَة [مفرد]: ج مَضَاحِكُ: أُضْحوكة؛ من يكثر النَّاسُ الضَّحِكَ منه "أصبح مَضْحكة لكلّ من هَبّ ودبّ". 

ضحك: الضَّحِكُ: معروف، ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضَحِكاً أَربع

لغات، قال الأزهري: ولو قيل ضَحَكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ

فَعَلٌ، قال الأزهري: وقد جاءت أَحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ

ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً.

والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ ومنه قول كُثَيِّر:

غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً

غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ

وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه

عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر،

وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها. وتضَحَّك

وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك. وضُحْكة، بالتسكين:

يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك

منه. والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه. ورجل ضَحَّاك: نعت على

فَعَّال. وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً. وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى.

وأَضْحَكه اللهُ عز وجل. والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به. وامرأة مِضْحاك:

كثيرة الضَّحِك. قال ابن الأَعرابي: الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا

أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك، والضَّحَّاك مَدْح، والضُّحَكَة دَمٌّ،

والضُّحْكَة أَذَمُّ، وقد أَضْحكني الأَمرُ وهم يَتَضاحكون، وقالوا: ضَحِكَ

الزَّهْرُ على المَثَل لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة. والضَّاحِكَة: كل سِنٍّ

من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك. والضَّاحِكَة: السُِّّ

التي بين الأَنياب والأَضراس، وهي أَربع ضَواحِكَ. وفي الحديث: ما

أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا. والضَّواحِكُ: الأَسنان التي تظهر عند التبسم.

أَبو زيد: للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك، والواحد

ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى، وفي كل شِقٍّ ستٌّ: وهي الطَّواحين ثم

النَّواجِذ بعدها، وهي أَقصى الأَضراس. والضَّحِكُ: ظهور الثنايا من الفرح.

والضَّحْكُ: العَجَب وهو قريب مما تقدَّم. والضَّحْك:الثَّغر الأبيض.

والضَّحْك: العسل، شبه بالثَّغْر لشدة بياضه؛ قال أَبو ذؤيب:

فجاء بِمَزْجٍ لم ير الناسُ مِثْلَهُ،

هو الضَّحْك، إلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ

وقيل: الضَّحْك هنا الشَّهْد، وقيل الزُّبْدُ، وقيل الثَّلْج.

والضَّحْكُ أَيضاً: طَلْعُ النَّخْل حين يَنْشَقُّ، وقال ثعلب: هو ما في جوف

الطَّلْعة. وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ: أَخرجت الضَّحْكَ. أَبوعمرو:

الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الذي يؤكل. والضَّحْك: النَّوْرُ.

والضَّحْك: المَحَجَّة. وضَحِكَتِ المرأةُ: حاضت؛ وبه فسر بعضهم قوله

تعالى: فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق؛ وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من

فزع إبراهيم، عليه السلام. وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية:

لما قا ل رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضَحِكتْ عند ذلك

امرأَته، وكانت قائمة عليهم وهو قاعد، فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك

بإسحق، وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم. وقال بعضهم: هذا

مقدَّم، ومؤخر المعنى فيه عندهم: فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة؛ قال

الفراء: وهو ما يحتمله الكلام، والله أعلم بصوابه. قال الفراء: وأما قولهم

فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة. قال أَبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل

أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت، وقال إنه قد جاء في التفسير، فقال:

ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له فأنت أنشدتنا:

تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ،

وتَرى الذئبَ بها يَسْتَهِلّ

فقال أَبو العباس: تضحك ههنا تَكْشِرُ، وذلك أن الذئب ينازعها على

القتيل فتَكْشِر في وجهه وَعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمرّ؛ قال ابن سيده:

وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت؛ قال:

وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا،

كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقا

يعني الحيضَ فيمازعم بعضهم؛ قال ابن الأَعرابي في قول تأبط شرّاً:

تضحك الضبع لقتلى هذيل

أَي أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ، وقد

أَضْحكها الدمُ؛ قال الكُمَيْت:

وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ،

لقَتْلى ما دُفِنَّ ولا وُدِينا

وكان ابن دريد يردّ هذا ويقول: من شاهد الضِّباعَ عند حيضها فيعلم أَنها

تحيض؟ وإنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم، وهذا سهو منه

فجعل كَشْرَها ضَحِكاً؛ وقيل: معناه أَنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم

فيَهِرُّ بعضُها على بعض فجعل هَرِيرها ضَحِكاً لأن الضحك إنما يكون منه

كتسمية العنب خمراً، ويسْتَهِلُّ: يصيح ويَسْتَعْوِي الذئابَ. قال أَبو طالب:

وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة

(* قوله

«من ضحاك الطلعة» كذا بالأصل، والإضافة بيانية لأن الضحاك، كشداد: طلع

النخلة إذا انشق عنه كمامه.) إذا انشقت؛ قال: وقال الأَخطل فهي بمعنى

الحيض:تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ،

إذ رَأَتْها على الحِداب تَمُورُ

وكان ابن عباس يقول: ضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهيم. وقال أَبو إسحق

في قوله عز وجل: وامْرأَته قائمةٌ فضَحِكَتْ؛ يروي أَنها ضحكت لأَنها كانت

قالت لإبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخيك إليك فإني أَعلم أنه سينزل

بهؤلاء القوم عذاب، فضحِكَتْ سُروراً لما أَتى الأمر على ما توهمت، قال: فأما

من قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء. وأَضْحَكَ حَوْضَه: ملأه حتى فاض،

وكأَنَّ المعنى قريبٌ بعضُه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض، وكذلك

الحيض. والضَّحُوكُ من الطُّرُق: ما وَضَح واستبان؛ قال:

على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ

أَي مستقيم.والضَّاحِكُ: حجر أبيض يبدو في الجبل. والضَّحُوك: الطريق

الواسع. وطريق ضَحَّاك: مُسْتبين؛ وقال الفرزدق:

إذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ

نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ في نَقْبِ

نحائز الطرق: جَوادُّها. أَبو سعيد: ضَحِكاتُ القلوب من الأموال

والأَولاد خِيارُها تَضْحَك القلوب إليها. وضَحِكاتُ كل شيء: خِيارُه. ورأيٌ

ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس. ويقال: إن رأيك ليُضاحِكُ المشكلات أَي تظهر عنده

المشكلات حتى تُعْرف. ويقال: القِرد يَضْحَك إذا صوّت. وبُرْقَةُ ضاحِكٍ:

في ديار تميم. ورَوْضة ضاحِك: بالصَّمَّان معروفة. والضَّحَّاك بن

عَدْنان: زعم ابن دَأبٍ المَدني أنه الذي ملك الأرض وهو الذي يقال له المُذْهَب،

وكانت أمه من الجن فلَحِقَ بالجن وسدا القرا

(* قوله «وسدا القرا» كذا

بالأصل بدون نقط، ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى)،

وتقول العجم: إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشُدََّ في جبل

دُنْباوَنْدَ، ويقال: إن الذي شدَّه أفْرِيدون الذي كان مَسَح الدنيا فبلغت أربعة

وعشرين ألف فرسخ؛ قال الأزهري: وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا

عقل له.

ضحك

1 ضَحِكَ, (S, MA, O, Msb, K, &c.,) and some say ضِحِكْتُ, with kesr to the ض, (TA, as from the K, [but not in the CK nor in my MS. copy of the K,]) to agree with the vowel of the ح because the latter is a faucial letter, and this is a correct dial. var. of which similar instances are mentioned, and ضَحَكَ also is said to be a well known dial. var. of ضَحِكَ, (TA,) aor. ـَ (S. O,) inf. n. ضَحِكٌ and ضِحْكٌ (S, MA, O, Msb, K, KL) and ضَحْكٌ, (S, MA, O, K, KL,) the first of which is the superior form, (IDrd, O,) [the second and third being contractions thereof,] and ضِحِكٌ, (S, O, K, KL,) and if you said ضَحَكٌ it would be agreeable with analogy, (Az, TA,) He laughed; (MA, KL, PS, TK;) contr. of بَكَى: (TK:) [see also 6:] الضَّحِكُ is well known, as meaning the expanding of the face, and displaying of the teeth, by reason of happiness, joy, or gladness; and التَّبَسُّمُ is the beginning thereof: thus in the Towsheeh and other works: (MF, TA:) and in like manner in the Mufradát [of Er-Rághib]; in which it is added that it is also used as meaning simply the being happy, joyful, or glad: and sometimes as meaning simply the wondering [at a thing]; and this is the meaning intended by him who says that it is peculiar to man: (TA:) [i. e.] ضَحِكَ, said of a man, signifies also he wondered; syn. عَجِبَ; (O, K, TA;) with مِنْ preposed to the object of wonder: (TA:) or he was frightened; or he feared. (K, TA.) You say, ضَحِكَ مِنْهُ and بِهِ, both meaning the same, (S, O, Msb,) i. e. He laughed at him; derided him; or ridiculed him: or he wondered at him. (Msb.) And ضَحِكَ إِلَيْهِ [He behaved laughingly, or cheerfully, towards him]. (IDrd and K in art. بش [See بَشَّ لَهُ.]) b2: Said of an ape, He uttered a cry or cries: (K:) or one says of the ape when he utters a cry or cries, يَضْحَكُ, (S, TA,) meaning he displays his teeth, or grins. (TA.) b3: And ضَحِكَ السَّحَابُ (tropical:) The clouds lightened. (S, O, K, TA.) Hence the usage of the verb in a trad. cited voce تَحَدَّثَ. (O, TA.) b4: And ضَحِكَ الغَدِيرُ i. e. (tropical:) [The pool of water left by a torrent] glistened by reason of its fulness. (TA.) b5: [And ضَحِكَ ثَغْرُهُ (assumed tropical:) His front teeth, or his teeth, glistened by reason of his laughing; meaning he laughed so as to show his front teeth, or his teeth.] b6: And ضَحِكَ الزَّهْرُ (tropical:) The flowers [looked gay, or] were as though they were laughing. (TA.) And ضَحِكَتِ الأَرْضُ (tropical:) The earth, or land, put forth its plants, or herbage, and its flowers. (TA.) And ضَحِكَتِ الرِّيَاضُ عَنِ الأَزْهَارِ (tropical:) The meadows, or gardens, displayed the flowers. (TA.) b7: And ضَحِكَتِ النَّخْلَةُ (tropical:) The palm-tree put forth [or disclosed] its ضَحْك; as also ↓ أَضْحَكَت; (TA;) [i. e.] the spathe of the palm-tree, (Skr, O, TA,) that covered the طَلْع [or spadix], (O,) burst open. (Skr, O, TA.) And ضَحِكَ الطَّلْعُ (tropical:) The طلع [here app. meaning the spathe of the palm-tree] split, or clave, open; and so تَبَسَّمَ. (TA.) b8: And, as some assert, (ISd, TA,) ضَحِكَتْ signifies also (tropical:) She menstruated; said of a hare; (ISd, Z, O, Msb, TA;) accord. to some, from the ضَحَّاك [meaning the interior] of the طَلْعَة [of the palm-tree] when it bursts open; (ISd, TA;) and hence, (K, TA,) said also in this sense of a woman, (O, Msb, K, TA,) accord. to Mujáhid, (O, TA,) and some others, (TA,) in the Kur xi. 74, (O, K, TA,) where some read فَضَحَكَتْ, which is said to be a well-known dial. var.; (TA;) and likewise, accord. to some, said in this sense of the hyena, (O, TA,) when she sees blood, or as IAar says, when she eats the flesh of men and drinks their blood: (TA:) [it is commonly asserted by the Arabs that] the hare menstruates like women: (Kzw:) but with respect to this meaning as assigned to the verb in the Kur xi. 74, Fr says that he had not heard it from any person deserving of confidence; (O, TA; *) and Zj says that it is nought: both say that the meaning there is, she laughed by reason of happiness: (TA:) and some say that there is an inversion in this case, what is meant being فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحٰقَ فَضَحِكَتْ: (Fr, O, TA:) or the meaning is, she wondered; so says I'Ab; and so Er-Rághib, who adds that it is confirmed by her saying, “ shall I bring forth a child when I am an old woman, and this my husband is an old man? verily this is indeed a wonderful thing: ” and that فَحَاضَتْ which is inserted by some of the expositors after فَضَحِكَتْ is not an explanation of this expression, as some of them have imagined it to be, but is the mention of [a fact which was] a sign that the announcement was not that of an event improbable: or the meaning is, she was frightened; so says Fr.: (TA:) and with respect to the meaning of this verb when said of the hyena, mentioned above, it is rejected by AHát and others: (TA:) IDrd says, on the authority of AHát, respecting the following verse of TaäbbataSharrà, تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ

وَتَرَى الذِّئْبَ لَهَا يَسْتَهِلُّ that the meaning is (assumed tropical:) The hyena displays her teeth, or grins, on account of the slain [of Hudheyl], when she sees them, like as they say of the ass when he plucks out the [plant called] صِلِّيَانَة; (O, TA;) or, as others say, (assumed tropical:) the hyena snarls, displaying her teeth; and sees the wolf raising his voice in calling the [other] wolves to them, i. e. to the slain: (O, TA:*) Abu-l-' Abbás says that the meaning is, (assumed tropical:) the hyena displays her teeth, because the wolf contends with her over the slain: and some say that the poet means, (assumed tropical:) the hyena rejoices because of the slain. (TA.) b9: One says also, ضَحِكَتِ السَّمُرَةُ, meaning (assumed tropical:) The سمرة [or gum-acacia-tree] flowed with its gum: from ضحكت meaning “ she menstruated. ” (Bd in xi. 74.) 3 مُضَاحَكَةٌ [inf. n. of ضاحكهُ] signifies [The contending, or vying, in laughing, with another; or the laughing with another; or] the laughing together. (KL.) b2: [Hence,] one says, النَّوْرُ يُضَاحِكُ الشَّمْسَ (assumed tropical:) [The flowers vie in brightness with the sun]. (TA.) b3: And إِنَّ رَأْيَكَ لَيُضَاحِكُ المُشْكِلَاتِ (tropical:) [Verily thy judgment makes sport with ambiguities]; said to him to whom confused and dubious things are apparent and known. (TA.) 4 اضحكهُ, (S, O, K,) inf. n. إِضْحَاكٌ, (KL,) said of God, (S, O,) or of a man, (K,) He made him, or caused him, to laugh. (S, * O, * K, * KL, PS.) b2: [Hence,] اضحك الضَّبُعَ, said of blood, (TA,) or of the sword, (O, TA,) (assumed tropical:) [It made the hyena to display her teeth; or to snarl, displaying her teeth: or to rejoice: (see 1, latter part:) but explained as meaning] (tropical:) it made the hyena to menstruate. (TA.) b3: And اضحك الحَوْضَ (tropical:) He filled the wateringtrough so that it overflowed: (O, TA:) its glistening being likened to laughing. (TA.) b4: See also 1, near the middle of the paragraph.5 تَضَحَّكَ see the next paragraph.6 تضاحك and ↓ تضحّك [are both mentioned in the K and TA as though syn. with each other and with ضَحِكَ: and accord. to the KL, the former signifies He laughed: but accord. to the TK, the latter signifies he manifested laughing: or] the former is syn. with ↓ استضحك [app. as meaning he affected to laugh, or laughing: or, more exactly, agreeably with analogy, like the contr. تَبَاكَى and اِسْتَبْكَى, the former signifies thus; and the latter, he desired to laugh]. (S.) b2: And you say also, هُمْ يَتَضَاحَكُونَ [meaning They laugh together, one with another]. (K.) 10 إِسْتَضْحَكَ see the next preceding paragraph.

ضَحْكٌ [originally an inf. n., a contraction of ضَحِكٌ,] The appearance, or appearing, of the central incisors [or of the front teeth] by reason of happiness, joy, or gladness. (TA.) b2: and hence, (TA,) Wonder. (K, TA.) A2: [As an epithet,] A man whose teeth are white. (As, O, TA.) A3: [And as a subst., properly so termed,] White front teeth. (As, O, K.) b2: And (assumed tropical:) Honey: (K:) or white honey; (Ibn-Es-Seed, TA;) likened to the front teeth because of its intense whiteness: (AA, O, TA:) or honey in its comb; syn. شَهْدٌ. (K.) b3: And, (O, K,) some say, (O,) (assumed tropical:) Fresh butter. (O, K.) b4: And (assumed tropical:) Snow. (O, K.) b5: and (assumed tropical:) Blossoms, or flowers, or white blossoms or flowers; syn. نَوْرٌ: (O, and so in copies of the K:) or light; syn. نُورٌ. (So in a copy of the K.) b6: And (assumed tropical:) The طَلْع [or spadix] of the palm-tree when its envelope bursts open from it; (S, * O, * K;) in the dial. of Belhárith Ibn-Kaab: (O:) accord. to Th, what is in the interior of the طَلْعَة [here meaning spathe of the palm-tree]: as AA says, the وَلِيعَة, or وَلِيع [thus differently written in two different places in the TA,] of the طَلْع [or spathe of the palm-tree], which is eaten; as also ↓ ضَحَّاكٌ. (TA.) b7: and (assumed tropical:) The middle of a road; (K, TA;) and so, accord. to the K, ↓ ضَحَّاكٌ; but, correctly, this should have been there mentioned as syn. with ضَحْكٌ in the sense next preceding. (TA.) ضَحْكَةٌ A single act of ضَحِك [or laughing; i. e. a laugh]. (S, O.) A2: [The pl.] ضَحْكَاتٌ signifies (tropical:) The best of everything: and ضَحْكَاتُ القُلُوبِ, the best of possessions, or wealth, and of children: so says Aboo-Sa'eed. (TA.) ضُحْكَةٌ A thing, (Lth, TA,) or a man, (S, O. TA,) that is laughed at, or ridiculed; i. e. يُضْحَكُ مِنْهُ: (S, O, K, TA:) an epithet importing more discommendation than ضُحَكَةٌ. (K.) b2: See also مَضْحَكٌ.

ضُحَكَةٌ, (S, O, Msb, K,) an epithet importing discommendation, (K,) and ↓ ضُحُكَّةٌ, (Ibn-'Abbád, O, K,) and ↓ ضَحَّاكٌ, (Msb, K,) an epithet importing commendation, (TA, [but the contr. is implied, or rather plainly indicated, in the K,]) and ↓ ضَحُوكٌ, (K,) and ↓ مِضْحَاكٌ, (S, O, K,) which last is [also] applied to a woman, (S, O,) One who laughs much (كَثِيرُ الضَّحِكِ). (S, O, Msb, K.) ضُحُكَّةٌ: see the next preceding paragraph.

ضَحُوكٌ: see ضُحَكَةٌ. b2: [Also] A man cheerful in countenance. (O.) b3: And (assumed tropical:) A wide road: (S, O:) or (tropical:) a distinct, an apparent, or a conspicuous, road; as also ↓ ضَحَّاكٌ: pl. of the former (in this sense, TA) ضُحْكٌ. (K, TA.) ضَحَّاكٌ: see ضُحَكَةٌ: b2: and see ضَحْكٌ, last two sentences: b3: and ضَحُوكٌ.

ضَاحِكٌ Laughing; [&c.;] (KL;) act. part. n. of ضَحِكَ. (Msb, K.) b2: Also applied to clouds (سَحَاب), meaning (tropical:) Appearing, or extending sideways, in the horizon, and lightening. (S, O, TA.) b3: [And to the tooth (السِّنّ, used as a gen. n.): thus in the phrase ضَاحِكَ السِّنِّ, meaning (assumed tropical:) Laughingly, so as to display the teeth.] b4: See also ضَاحِكَةٌ. b5: Also, [or perhaps حَجَرٌ ضَاحِكٌ,] (tropical:) Very white stone appearing in a mountain (IDrd, O, TA.) of any colour, as though laughing. (IDrd, O, TA.) b6: One says also رَأْىٌ ضَاحِكٌ, meaning (tropical:) Judgment that is plain, or perspicuous, (TA,) not confused or dubious. (O, TA.) b7: And, [using ضاحك as a gen. n.,] مَا أَكْثَرَ ضَاحِكَ نَخْلِكُمْ (tropical:) [How numerous are the bursting spathes of your palm-trees!]. (TA.) b8: [And an instance of ضَاحِكٌ applied to a woman, without ة, meaning (assumed tropical:) Menstruating, is cited by Bd, in xi. 74.]

ضَاحِكَةٌ, (S, O, K,) or ↓ ضَاحِكٌ, (Msb,) or both, (Mgh,) (tropical:) The tooth next behind the نَاب [or canine tooth]; (Mgh, Msb;) [i. e. the anterior bicuspid;] any one of the four teeth that are between the أَنْيَاب and the أَضْرَاس: (S, O, K:) or any one of the teeth that are in front of the أَضْرَاس that appear on the occasion of laughing: (K:) pl. ضَوَاحِكُ. (S, Mgh, O, Msb, K.) أَوضَحُوا بِضَاحِكَةٍ (O, TA,) a phrase occurring in a trad., (O,) means (assumed tropical:) They smiled. (TA.) أُضْحُوكَةٌ [A laughable thing;] a thing at which one laughs: (O, K, TA:) and ↓ مَضْحَكَةٌ signifies [in like manner a cause of laughter;] a thing at which one laughs, or which one ridicules: pl. of the former أَضَاحِيكُ. (TA.) [See also مُضْحِكَاتٌ.]

مَضْحَكٌ lit. A place of laughing: the front teeth; because they appear in laughing; like مَبْسِمٌ: pl. مَضَاحِكُ.] One says, بَدَتْ مَضَاحِكُهُ and ↓ ضُحْكَتُهُ and [in like manner] مَبَاسِمُهُ (assumed tropical:) [His front teeth appeared, by his laughing]. (TA.) مَضْحَكَةٌ: see أُضْحُوكَةٌ.

مُضْحِكَاتٌ [pl. of مُضْحِكَةٌ] i. q. نَوَادِرُ [as meaning Extraordinary things or sayings, particularly such as cause laughter: see also أُضْحُوكَةٌ]. (TA.) مِضْحَاكٌ: see ضُحَكَةٌ.
ضحك
ضَحِكَ، كعَلِمَ، وناسٌ من العَرَبِ يَقُولُونَ: ضِحِكْتُ، بكَسرِ الضّادِ إِتْباعا للحاءِ فإِنّها حَلْقِيّة، وَهِي لْغَة صَحِيحَةٌ، وَلها نَظائرُ سَبَقَت ضَحْكًا بالفتحِ والكَسرِ، وضِحِكًا بكَسرَتَيْنِ كَإِبِلٍ. وضَحِكًا، ككَتِف، أَربع لُغات، قَالَ ابنُ بَريّ: اللُّغَة العالِيَةُ الضَّحِكُ، يَعْنِي الأخِيرَةَ، قَالَ الأَزْهِرَيُّ: وَقد جاءَت أَحْرُفٌ من المَصادِرِ على فَعِلٍ مِنْهَا: ضَحِكَ ضَحِكًا، وخَنَقَه خَنِقًا، وخَضف خَضِفًا، وضَرِطَ ضَرطًا وسَرَقَ سَرِقًا، قَالَ: وَلَو قِيلَ: ضَحَكا، يَعْنِي بفَتْحَتَين لَكَانَ قِياسًا، لأَنَّ مصدرَ فَعِلَ فَعَلٌ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لرُؤْبَةَ: شادِخَةُ الغُرَّةِ غَرّاءُ الضَّحِكْ تَبَلجَ الزَّهْراءِ فِي جِنْحِ الدَّلَكْ والضَّحِكُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ انْبِساطُ الوَجْهِ وبُدُوُّ الأَسنانِ من السرُورِ، والتَّبَسُّمُ مبادِئُ الضَّحِكِ، كَمَا فِي التَّوْشِيحِ، ونَسِيمِ الرياضِ وغَيرِهما، نقَلَه شَيخُنا، وَفِي المُفْرَداتِ: هُوَ انْبِساطُ الوَجْهِ وتَكشُّرُ الأسْنانِ من سُرُورِ النَّفْسِ، ويُستَعْمَلُ فِي السُّرُور المُجَرَّدِ نَحْو قَوْلِهِ تَعالَى: مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ واسْتُعْمِلَ للتَّعَجبِ المُجَرّدِ تارَةً، وَهَذَا المَعْنَى قَصْدُ من قالَ: إِنَّ الضَّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ، وَلَيْسَ يوجَدُ فِي غَيرِه من الحَيَوانِ. وتَضَحَّكَ الرجلُ وتَضاحَكَ، فَهُوَ ضاحِكٌ وضَحّاكٌ كشَدّاد وضَحُوكٌ كصَبُورٍ ومِضْحاكٌ كمِحْرابٍ وضُحَكَةٌ كهُمَزَةٍ، زادَ ابْن عَبّادٍ. وضُحُكَّة كحُزُقَّة، أَي: كَثِيرُ الضَّحِكِ.
ورَجُلٌ ضُحْكَةٌ بالضّمِّ: إِذا كانَ يُضْحَكُ مِنْهُ يَطَّرِدُ على هَذَا بابٌ. وَقَالَ اللَّيثُ: الضُّحْكَةُ: الشّيءُ الَّذِي يُضْحَكُ مِنْه.
والضّحَكَةُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الضَّحِكِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: رجل ضُحَكَةٌ: يَضْحَكُ من النّاسِ، وضُحْكَةٌ: ضْحَكُ مِنْه، وَهَذَا)
قد تَقَدَّمَ البحثُ فِيهِ فِي تَركِيبِ خَ د ع. والضَّحّاكُ، كشَدّادٍ فَعّالٌ من الضَّحِكِ، وَهُوَ مَدْح. ومِثْلُ هُمَزَة ذَمٌّ، والضُّحْكَةُ بالضمِّ أَذَم. وضَحِكَ بهِ، ومِنْهُ، بمَعْنًى. وأَضْحَكْتُه. وهُم يَتَضاحَكُونَ. وَمن المَجازِ: الضّاحِكَة: كُلُّ سِن من مُقَدَّم الأضْراسِ تَبدُو عِنْدَ الضَّحِكِ والجَمْعُ: الضَّواحِكُ. أَو هِيَ الأَرْبَعُ الَّتِي بَيْنَ الأَنْيابِ والأَضْراسِ نَقَله الجَوْهَريُّ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: للرَّجُل أَرْبَعُ ثَنايَا وأرْبَعُ رَباعِيَاتٍ، وأَرْبَعُ ضَواحِكَ، وثِنْتا عَشْرَةَ رَحًى، وَفِي كُلِّ شِق سِتّ وَهِي الطَّواحِينُ ثمَّ النَّواجِذُ بَعْدَها، وَهِي أَقْصَى الأَضْراسِ. والأضْحُوكَةُ بالضمِّ مَا يُضْحَكُ مِنْه نقَلَه الجَوْهَرِي، والأَضاحِيكُ جَمْعُه.
وَمن المَجازِ: ضَحِكَت الأَرْنَب كفَرِحَ، أَي حاضَت. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وتَزْعُم العربُ أَن الجِنَّ تَمْتَطِي الوَحْش وتَجْتَنِبُ الأَرْنَبَ لمكانِ حَيضِها، وَلذَلِك يَستَدْفِعُونَ العَيْنَ بتَعْلِيقِ كِعابِها، وَقد تقَدَّمَ فِي ر س ع قِيلَ: ومِنْهُ أَي: من اسْتِعمالِه فِي مَعْنَى الحَيضِ قولُه تَعالَى: وامْرَأَتُه قائِمَةٌ فضَحِكَتْ فبَشّرناهَا بإِسْحاق وقُرِئَ بفَتْحِ الحاءِ، فقِيلَ هُوَ مُخْتَصٌّ بمَعْنى حاضَ، وقِيلَ: إِنَّها لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي ضَحِكَ بكسرِها، وَهَذَا التَّأْوِيلُ الَّذِي ذَكَرَه هُوَ قَولُ مُجاهِدٍ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
(وضِحْكُ الأَرانِبِ فَوْقَ الصَّفَا ... كَمِثْلِ دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقَا)
وَقَالَ: يَعْنِي الحَيضَ فِيمَا زَعَم بَعْضُهُم، قَالَ أَبو طالِب: وقالَ بَعْضُهم فِي قَوْلِه ضَحِكَتْ، أَي: حاضَتْ إِنَّ أَصْلَه من ضَحّاكِ الطَّلْعَةِ إِذا انْشَقَّتْ، قَالَ: وقالَ الأَخْطَلُ فِيهِ بمَعْنَى الحَيضِ:
(تَضْحَكُ الضَّبعُ من دماءِ سُلَيمٍ ... إِذْ رَأَتْها على الحِدابِ تَمُورُ)
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ فِي قَوْلِ تَأَبَّطَ شَرًّا الآتِي ذِكْره أَي: أَنّ الضَّبُعَ إِذا أَكَلَتْ لُحُومَ النّاسِ أَو شَرِبَتْ دِماءهم طَمِثَتْ، وَقد أَضْحَكَها الدَّمُ، وَقَالَ الكُمَيتُ:
(وأَضْحَكَت الضِّباعَ سُيُوفُ سَعْدٍ ... لقَتْلَى مَا دُفِنَّ وَمَا وُدِينَا)
وكانَ ابنُ دُرَيْدٍ يَرُد هَذَا، ويَقُول: مَنْ شاهَدَ الضِّباعَ عِنْدَ حَيضَتِها فيَعْلَم أَنّها تَحِيضُ وإِنّما أرادَ الشّاعِرُ أَنّها تَكْشِرُ لأَكْل اللحُومِ، وَهَذَا سَهْوٌ مِنْهُ، فجَعَل كَشْرَها ضَحِكًا، وقِيلَ: مَعْناهُ أَنها تَستَبشِرُ بالقَتْلَى إِذا أَكَلَتْهُم فيَهِر بعضُها على بَعْض، فجَعَل هَرِيرَها ضَحِكًا، وقِيلَ: أَرادَ أَنّها تُسَر بهِم، فجَعَل الشرُورَ ضَحِكًا، لأَنَّ الضَّحِكَ إِنَّما يكونُ مِنْه، كتَسمِيَةِ العِنَبِ خمرًا، وَكَذَلِكَ أَنْكَرَه الفَرّاءُ وَقَالَ: لم أَسْمَعُه من ثِقَةٍ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: وسَمِعْتُ أَبا مُوسَى الحامِضَيَسألُ أَبَا العَبّاسِ عَنْ قَوْلِه فَضَحكت أَي حاضَتْ، وقالَ: إِنَّه قد جاءَ فِي التَّفْسِير، فقالَ ليسَ فِي كَلامِ العَرَبِ، والتَّفْسِيرُ مُسَلَّمٌ لأَهْل التَّفْسِير، فقَال لَه: فأَنت أَنْشَدْتَنَا لتأَبَّطَ شَرًّا:
(تَضْحَكُ الضَّبعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ ... وتَرَى الذِّئْبَ بِها يَستَهِلّ)
فقالَ أَبُو العَبّاس: تَضْحَكُ هُنَا تَكْشِرُ، وَذَلِكَ أَنِّ الذِّئْبَ يَنازِعُها على القَتِيلِ فتَكْشِرُ فِي وَجْهِه وَعِيدًا، فيتْرُكُها مَعَ لَحْمِ)
القَتِيلِ وَيمُرّ، وَقَوله: يَستَهِلُّ، أَي: يَصِيحُ فيَستَعْوي الذِّئابَ إِلى القَتْلَى، وقالَ ابنُ دُرَيْد: سأَلْتُ أَبا حاتمٍ عَن هَذَا البَيتِ، وقلتُ لَهُ: زَعَمَ قومٌ أَنًّ تَضْحَك: تَحِيضُ، فَقَالَ: مَتَى صَحَّ عندَهُم أَن الضَّبُعَ تَحِيضُ ثمَّ قالَ: يَا بُنَي إِنَّما هِيَ تَكْشِرُ للقَتْلَى إِذا رَأَتْهُم، كَمَا قالُوا: يَضْحَك العِير إِذا انْتَزَع الصِّلِّيانَة وِإنَّما يَكْشِرُ، وتَزْعُم العَرَبُ أَن الضَّبُعَ تَقْعدُ على غَرامِيلِ القَتْلَى إِذا وَرِمتْ، وَهَذَا كالصَّحيحِ عندَهُم. وَقَالَ أَبُو إِسْحاقَ الزَّجّاج: رُوِيَ أنّها ضَحِكَتْ لأنّها لما كَانَت قالَتْ لإِبْراهِيمَ اضْمُمْ لُوطًا ابنَ أَخِيكَ إِلَيْكَ فإنّي أَعْلَمُ أَنّه سَيَنْزِلُ بهؤُلاءِ القَوْمِ عَذابٌ، فضَحِكَتْ سُرُورًا لمّا أَتَى الأَمْر على مَا تَوَهَّمَتْ، قَالَ: فأَمّا من قالَ فِي تفَسِيره: إِنّها حاضَتْ فلَيسَ بشَيءٍ، ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن الفَرّاءِ مثلَ هَذَا، وقالَ: إِنّما ضَحِكَتْ سُرورًا بالأَمْن لأَنَّها خافَتْ كَمَا خافَ إِبْراهِيمُ، قالَ: وقالَ بَعْضُهُم: إِنَّ فِيهِ تَقْدِيمًا وتَأْخِيرًا، أَي: فبَشَّرناها بإسْحاقَ فضَحِكَتْ بالبِشارَةِ، قَالَ الفَرّاءُ: وَهُوَ مَا يَحْتَمِلُه الكَلامُ، واللَّهُ أَعْلَم بصَوابِه.
وَقيل: هُوَ مِنْ ضَحِكَ الرَّجُلُ: إِذا عَجِبَ والمَعْنَى: أَي عَجِبَتْ مِنْ فَزَعِ إِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ، وَمِنْه قولُ عَبدِ يَغُوثَ الحارِثيِّ:
(وتَضْحَكُ مِنِّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ ... كأَنْ لَم تَرا قَبلِي أَسِيرًا يَمانِيَا)
وَهُوَ قولُ ابنِ عَبّاسٍ، ونَقَلَه الرّاغِبُ، وأَيَّدَه فَقَالَ: ويَدُلُّ على ذَلِك قَوْله تعالَى: أأَلِدُ وأَنا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلي شَيخًا إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ قالَ: وقَولُ مَنْ فَسَّرَه بحاضت فليسَ ذَلِك تَفْسِيراً لقولِه ضَحِكَتْ كَمَا تَصَوَّرَه بعضُ المُفَسِّرِينَ، فقَال: ضَحِكَتْ يَعْنِي حاضَتْ، وإِنّما ذِكْرُه ذَلِك أَمارَةٌ لِما بُشِّرَتْ بِهِ فحاضَتْ فِي الوَقْتِ لتَعْلَمَ أَنَّ حَمْلَها ليسَ بمُنْكَرٍ، إِذْ كَانَت المَرأَةُ مَا دامَتْ تَحِيضُ فإِنَّها تَحْبَلُ. أَو ضَحِكَ: إِذا فزِعَ وَبِه فَسَّرَ الفَرّاءُ الآيَة، كَمَا تَقَدَمَ قَرِيبًا. وَمن المَجاز: ضَحِكَ السَّحابُ: إِذا بَرَقَ قالَ ابنُ الأَعْرابي: الضّاحِكُ من السَّحابِ مِثْلُ العارِضِ إِلا أَنّه إِذا بَرَقَ قِيلَ ضَحِكَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُّ: يَبعَث اللَّهُ السَّحابَ فيًضْحَكُ أَحْسَنَ الضحِكِ، ويَتَحَدَّثُ أَحْسًنَ الحَدِيثِ، فضَحِكُه البًرقُ، وحَدِيثُه الرَّعْدُ جعَلَ انْجِلاَءه عَن البَرقِ ضَحِكاً، فَكَأَنَّهُ إِنّما جَعَلَ لَمْعَ البَرق أَحْسَنَ الضَّحِكِ وقَصْفَ الرَّعْدِ أَحْسَنَ الحَدِيثِ، لأَنّهما آيَتانِ حامِلَتانِ عَلَى التَّسبِيحِ والتَّهْلِيلِ. وضَحِكَ القردُ أَي: صَوَّتَ وَفِي الصِّحاحِ: ويُقالُ: القِردُ يَضْحَكُ إِذا صَوَّتَ، أَي جعلَ كَشْرَ الأَسْنان ضَحِكًا، وِإلا فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الضًّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ.
والضَّحْكُ بالفَتْحِ: الثَّلْجُ، وقِيلَ: الزُّبْدُ، وَقيل: العَسَلُ وقَيَّدَه ابنُ السّيد بالأبْيَضِ، قَالَ أَبو عَمْرو: شُبِّه بالثَّغْرٍ لشِدَّةِ بَياضِه أَو الشّهْد. والضَحْكُ: ظهُورُ الثَّنايا من الفَرَع، وَمن ذَلِك سُمِّيَ العَجَبُ ضَحِكا. وقالَ الأَصْمَعيُ: الضَّحْكُ: الثَّغْرُ الأَبْيَضُ شُبِّه بياضُ العَسَل بهِ، يُقال: رَجُلٌ ضَحْكٌ، أَي: أَبْيَضُ الأَسْنانِ، وبكُلِّ ذَلِك مَا عَدَا العَجَبَ فُسِّرَ قولُ أبي ذؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ:
(فجَاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ النّاسُ مِثْلهِ ... هُوَ الضَّحْكُ إِلاَّ أَنَّه عَمَلُ النَّحْلِ)

وقِيل: الضَّحْكُ: النَّوْرُ وَبِه فُسِّرَ البَيْتُ أَيضًا. والضَّحْكُ: المَحَجَّةُ، وَهِي وَسَط الطَّرِيقِ، كالضَّحّاكِ كشَدّاد. الصّوابُ أَنْ يُذْكَرَ قولُه: كالضَّحَّاكِ بعد قولِه: كِمامُه، كَمَا هُوَ نَصُّ أبي عَمْرو، وأَما الضَّحّاكُ فِي نَعْتِ الطَّرِيقِ فإِنّه سَيأْتِي لَهُ فِيمَا بَعْدُ، فتأَمّلْ ذَلِك. وَقَالَ السَّكّريُّ فِي شَرح قَوْل أَبي ذُؤَيْبٍ: الضَّحْكُ: طَلْعُ النَّخْلَةِ إِذا انْشَقَّ عَنهُ كِمامُه فِي لُغَةِ بَلْحارِثِ بنِ كَعْبٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مَا فِي جَوْفِ الطَّلْعَةِ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: هُو وَلِيعَةُ الطَّلع الّذِي يُؤْكَلُ، كالضَّحّاكِ، هَذَا نَصُّ أَبي عَمْرو، فكانَ الأَوْلَى أَنْ يُؤْخِّرَ لَفْظَ كالضّحّاكِ هُنا. والضّحْكُ بالضّمِّ: جمع ضَحُوك للطَّرِيقِ، كصَبُورٍ وصُبر. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الضّاحِكُ: حَجَرٌ شَدِيدُ البَياضِ يَبدُو فِي الجَبَلِ من أَي لون كانَ فَكَأَنَّهُ يَضْحَكُ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِنَ المَجازِ: الضَّحّاكُ كشَدّادٍ: المُستَبِينُ الواسِعُ من الطرُقِ قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(إِذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ ... نَحائِزَ ضَحّاكِ المَطالِعِ فِي النَّقْبِ)
نحائِزُ الطّريقِ: جَوادُّه. كالضَّحُوكِ كصَبُورٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، قَالَ: على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ والضّحّاكُ بنُ عَدْنانَ، زَعَم ابنُ دَأْبٍ المَدَنيُّ أَنّه رَجُلٌ مَلَكَ الأَرْضَ، وَهُوَ الَّذِي يُقال لَهُ: المُذْهَبُ، وَفِي المَثَلِ يُقَالُ: أَحْسَنُ مِنَ المُذْهَب وكانتْ أُمه جِنِّيَّةً فلَحِقَ بالجِنِّ وتَقُولُ العَجَمُ: إِنّه لمّا عَمِلَ السِّحْرَ وأَظْهَر الفَسادَ أُخِذَ فَشُدَّ فِي جَبَلِ دُنْباوَنْدَ، وَيُقَال: إِنَّ الَّذِي شَدَّه افْرِيدُون الَّذِي كانَ مَسَحَ الدُّنْيا فبلغت أَرْبَعَةً وعِشْرِينَ أَلفْ فَرسَخٍ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا كُلُّه باطِلٌ لَا يُؤْمِنُ بمِثْلِه إِلاّ أَحْمَقُ لَا عَقْلَ لَهُ. قلتُ: وتَزْعُم الفُرسُ أَنّه ده اك، وَمَعْنَاهُ عَشْرَةُ أَمْراض، والضَّحَّاكُ إِنّما هُوَ تَعْرِيبُه، وَقَالَ ابنُ الجَوّاني النَّسّابَةُ: ونَسَبُوا ذَا القَرنَين، فقالُوا: هُوَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الضَّحّاكِ ابنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ، والأَوَّلُ أَكْثَرُ، وقِيلَ: الضَّحّاكُ بن مَعَدّ غَيرُ الضَّحّاكِ بنِ عَدْنانَ. والضَّحّاكَةُ بهاءٍ: ماءٌ لبني سُبَيعٍ فَخِذٌ مِنْ حَنْظَلَةَ. وضُوَيْحِكٌ وضاحِكٌ: جَبَلانِ أَسْفَلَ الفَرشِ فِي أَعْراضِ المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ بَينَهُما وَاد. وبُرقَةُ ضاحِك: بَدِيارِ بني تَمِيمٍ قالَ الأفْوَهُ الأَوْدِيُ:
(فَسائِلْ حاجِرا عَنّا وعَنْهُم ... ببُرقَةِ ضاحِك يومَ الجَنابِ)
وَقد ذكر فِي ب ر ق. ورَوْضَةُ ضاحِك بالصَّمّانِ قالَ:
(أَلا حَبَّذا حَوْذانُ رَوْضَةِ ضاحِكٍ ... إِذا مَا تَغالَى بالنَّباتِ تَغالِيَا)
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: الضَّحْكَةُ، بالفتحِ: المَرَّةُ من الضَّحِكِ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لكُثَيرٍ:
(غَمْر الرِّداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكًا ... غَلِقَتْ لضَحْكَتِه رِقابُ المالِ)
وضَحِكَت الأَرْضُ: أَخْرَجْت نَباتَها وزَهْرَتَها، وَهُوَ مَجاز. ويُقالُ: بَدَتْ مَباسِمُه ومَضاحِكُه وضَحْكَتُه. وضَحِكَت)
الرِّياض عَن الأَزْهارِ: إِذا افْتَرَّتْ، وَهُوَ مَجازٌ. ورَجُلٌ ضَحُوكٌ: باشُّ الوَجْهِ. واسْتَضْحَكَ بمَعْنَى تَضاحَكَ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وامرأَةٌ مِضْحاكٌ: كثيرةُ الضَّحِكِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ أَيضًا. وضَحِكَ الزَّهْر، على المَثَلِ. والضَّحِك: السُّخْرِيَةُ. ويُقال: مَا أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ: أَي: مَا تَبَسَّمُوا. وضَحِكَت النَّخْلَةُ، وأَضْحَكَتْ: أَخْرَجتْ الضَّحْكَ، وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: أَي انْشَقَّ كافُورُها. ويُقال: ضَحِكَ الطَّلْعُ وتَبَسَّمَ: إِذا تَفَلَّقَ، وَمَا أَكْثَرَ ضاحِكَ نَخْلِكُم، وَهُوَ مَجازٌ.والضَّحْكُ: وَلِيعُ الطَّلْعَةِ، عَن أبي عَمْروٍ. وأضْحَكَ حَوْضَه: مَلأَه حَتّى فاضَ. والنَّوْرُ يُضاحِك الشَّمْس، وقالَ الشّاعِرُ يَصِفُ رَوْضَةً: يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِقٌ شَبّه تَلأْلؤَها بالضَّحِكِ. وَقَالَ أَبو سَعِيد: ضَحِكاتُ القُلُوبِ من الأَمْوالِ والأَوْلادِ: خِيارُها الَّتِي تَضْحَكُ القُلُوبُ إِليها، وضَحِكاتُ كل شَيْء: خِيارُه، وَهُوَ مجَاز. وضَحِكَ الغَدِيرُ: تَلأْلأَ من امْتِلائِه وَهُوَ مَجاز. ورأي ضاحِكٌ: ظاهِرٌ غيرُ مُلْتَبِس. ويُقال: إِن رَأْيَكَ ليُضاحِكُ المُشْكِلاتِ، أَي: تَظْهَرُ عندَه المُشْكِلاتُ حَتّى تُعْرَفَ، وَهُوَ مَجاز.
والمُضْحِكاتُ: النَّوادِرُ، والمُضْحِكَة: مَا يُستَهْزَأ بِهِ. ورَجُلٌ ضَحْكٌ: أَبْيَضُ الأَسْنانِ. وضاحِك: وَاد بناحِيَةِ اليَمامَةِ: وَمَاء ببَطْنِ السِّرّ فِي أَرْضِ بَلْقَيْن من الشّامِ، قَالَه نَصْرٌ. والمُسًمّى بالضَّحّاكِ فِي الصَّحابَةِ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً، وَفِي ثِقاتِ التّابِعَينَ تِسعَة.
الضحك: كيفية غير راسخة تحصل من حركة الروح إلى الخارج دفعة، بسبب تعجب يحصل للضاحك، وحدُّ الضحك ما يكون مسموعًا له لا لجيرانه.
(ض ح ك) : (الضَّحِكُ) مَصْدَرُ ضَحِكَ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) الضَّوَاحِكُ لِمَا يَلِي الْأَنْيَابَ جَمْعُ ضَاحِكٍ وَضَاحِكَةٍ وَالضَّحَّاكُ فَعَّالٌ مِنْهُ (وَبِهِ سُمِّيَ) الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الَّذِي وُلِدَ لِأَرْبَعِ سِنِينَ وَقِيلَ لِسِتَّةِ عَشَرَ شَهْرًا وَالضَّحَّاكُ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ أُخْتُهُ الْحَدِيثَ وَمَنْ قَالَ بِأَنَّ الِابْنَ هُوَ صَاحِبُ الْوَاقِعَةِ فَقَدْ سَهَا.
ض ح ك: (ضَحِكَ) بِالْكَسْرِ (ضِحْكًا) بِوَزْنِ عِلْمٍ وَفَهْمٍ وَلَعِبٍ وَ (ضِحِكًا) أَيْضًا بِكَسْرَتَيْنِ. وَ (الضَّحْكَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَ (ضَحِكَ) بِهِ وَمِنْهُ بِمَعْنًى. وَ (تَضَاحَكَ) الرَّجُلُ وَ (اسْتَضْحَكَ) بِمَعْنًى. وَ (أَضْحَكَهُ) اللَّهُ. وَرَجُلٌ (ضُحَكَةٌ) بِفَتْحِ الْحَاءِ كَثِيرُ الضَّحِكِ. وَ (ضُحْكَةٌ) بِسُكُونِهَا يُضْحَكُ مِنْهُ. وَ (الْأُضْحُوكَةُ) مَا يُضْحَكُ مِنْهُ. 

السّنة

السّنة:
[في الانكليزية] Road ،religion ،divine ،law ،AL -Sunna (the tradition of the prophet Mohammed)
[ في الفرنسية] Chemin ،religion ،loi religieuse ،Al -Sunna (la tradition du prophete Mahomet)
بالضم وفتح النون المشددة في اللغة الطريقة حسنة كانت أو سيئة. قال عليه السلام (من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيمة. ومن سنّ سنّة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة).
وفي الشريعة تطلق على معان. منها الشريعة وبهذا المعنى وقع في قولهم الأولى بالإمامة الأعلم بالسّنة، كما في جامع الرموز في بيان مسائل الجماعة. ومنها ما هو أحد الأدلة الأربعة الشرعية، وهو ما صدر عن النبي صلّى الله عليه وسلم غير القرآن من قول ويسمّى الحديث أو فعل أو تقرير كما وقع في التلويح والعضدي. ومنها ما ثبت بالسّنة وبهذا المعنى وقع فيما روي عن أبي حنيفة أنّ الوتر سنّة، وعليه يحمل قولهم: عيدان اجتمعا، أحدهما فرض والآخر سنة، أي واجب بالسّنّة كما في التلويح. والمراد بالسّنّة هاهنا ما هو أحد الأدلة الأربعة. ومنها ما يعمّ النفل وهو ما فعله خير من تركه من غير افتراض ولا وجوب، هكذا في جامع الرموز في فصل الوتر حيث قال: وعن أبي حنيفة أنّ الوتر سنة أي ثابت وجوبها بالسّنة. ومنها النفل وهو ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه كذا في البرجندي في بيان سنن الوضوء. وأمّا ما وقع في التلويح من أن السّنة في الاصطلاح في العبادات النافلة وفي الأدلة فيما صدر عن النبي صلّى الله عليه وسلم غير القرآن الخ فراجع إلى هذا، فإنّ الچلپي ذكر في حاشيته أنّه اعترض عليه أنّ السّنة تباين النفل. وأجيب بأنّ النافلة قد تطلق على مقابلة الواجب، وهو المراد هاهنا انتهى. فقد ظهر من هذا أنّ السّنّة هاهنا بمعنى العبادة الغير الواجبة. ومنها الطريقة المسلوكة في الدين وقد كتب الشيخ عبد الحق في ترجمة المشكاة في باب السواك: إعفاء اللحية بمقدار القبضة واجب، وما يقولون له: هو سنّة فالمراد هو الطريقة المتّبعة في الدين، أو أنّ ثبوت ذلك الأمر كان عن طريق السّنّة النبوية. ومنها الطريقة المسلوكة في الدين من غير وجوب ولا افتراض. ونعني بالطريقة المسلوكة ما واظب عليه النبي صلّى الله عليه وسلم ولم يترك إلّا نادرا، أو واظب عليه الصحابة كذلك كصلاة التراويح، فإن تعلقت بتركها كراهة وإساءة فهي سنة الهدى وتسمّى سنّة مؤكّدة أيضا كالأذان والجماعة، والسّنن الرواتب كسنة الفجر والظهر والمغرب والركعتين اللتين بعد صلاة العشاء، وإلّا أي وإن لم تتعلّق بتركها كراهة وإساءة تسمّى سنن الزوائد والغير المؤكّدة، فتارك المؤكّدة يعاتب وتارك الزوائد لا يعاتب. فبالتقييد بالمسلوكة في الدين خرج النفل وهو ما فعله النبي صلّى الله عليه وسلم مرة وتركه أخرى، فهو دون السّنن الزوائد لاشتراط المواظبة فيها. هكذا يستفاد من البرجندي وجامع الرموز في مسائل الوضوء.
وقال محمّد في بعض السّنن المؤكّدة إنّه يصير تاركها مسيئا وفي بعضها إنّه يأثم وفي بعضها يجب القضاء وهي سنة الفجر، ولكن لا يعاقب بتركها لأنّها ليست بفريضة ولا واجبة، كذا في كشف البزدوي. والسنن المطلقة هي السّنن الرواتب المشروعة قبل الفرائض وبعدها، وصلاة العيدين على إحدى الروايتين، والوتر عندهما، وصلاة الكسوف والخسوف والاستسقاء عندهما، كذا في الظهيرية. هكذا ذكر مولانا عبد الله في حاشية الهداية في باب الإمامة في بيان مسئلة إمامة الصبي. وفي كشف البزدوي لا خلاف في أنّ السّنّة هي الطريقة المسلوكة في الدين وإنّما الخلاف في أنّ لفظ السّنّة عند الإطلاق يقع على سنة الرسول أو يحتمل سنته وسنة غيره. والحاصل أنّ الراوي إذا قال من السّنّة كذا فعند عامة المتقدّمين من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وجمهور المحدّثين يحمل على سنّة الرسول عليه السلام، وإليه ذهب صاحب الميزان من المتأخرين. وعند أبي الحسن الكرخي من الحنفية وأبي بكر الصيرفي من أصحاب الشافعي لا يجب حمله على سنة الرسول إلّا بدليل. [وإليه] ذهب القاضي الإمام أبو زيد وفخر الإسلام أي المصنف وشمس الأئمة ومن تابعهم من المتأخّرين وكذا الخلاف في قول الصحابة أمرنا ونهينا عن كذا، ثم ذكر حجج الفريقين، لا نطوّل الكتاب بذكرها. قال حكم السّنّة هو الإتباع فقد ثبت بالدليل أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم متّبع فيما سلك من طريق اليدين، وكذا الصحابة بعده. وهذا الاتباع الثابت لمطلق السنة خال عن صفة الفرضية والوجوب إلّا أن يكون من أعلام الدين، نحو صلاة العيد والآذان والإقامة والصلاة بالجماعة فإنّ ذلك بمنزلة الواجب. وذكر أبو اليسر.
وأما السّنّة فكلّ نفل واظب عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم مثل التشهد في الصلاة والسنن الرواتب وحكمها أنّه يندب إلى تحصيلها ويلام على تركها مع لــحوق اثم يسير. وكلّ نفل لم يواظب عليه بل تركه في حالة كالطهارة لكل صلاة وتكرار الغسل في أعضاء الوضوء والترتيب في الوضوء فإنه يندب إلى تحصيله ولكن لا يلام على تركه ولا يلحق بتركه وزر. وأمّا التراويح فسنّة الصحابة فإنّهم واظبوا عليها، وهذا مما يندب إلى تحصيله ويلام على تركه ولكنه دون ما واظب عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فإنّ سنة النبي أقوى من سنة الصحابة. وهذا عندنا معاشر الحنفية وأصحاب الشافعي يقولون السّنّة نفل واظب عليه النبي صلّى الله عليه وسلم. وأمّا الفعل الذي واظب عليه الصحابة فليس بسنّة، وهو على أصلهم مستقيم لأنّهم لا يرون أقوال الصحابة حجّة فلا يجعلون أفعالهم سنة أيضا. وعندنا أقوالهم حجة فيكون أفعالهم سنة، انتهى ما ذكر صاحب الكشف.
فالتراويح عند أصحاب الشافعي نفل لا سنة كما صرّح به في معدن الغرائب، وهذا الكلام مبني على أن يراد بالنفل ما يقابل الواجب، ولا محذور فيه كما عرفت سابقا، لكنه يخالف ما سبق من اشتراط المواظبة في السّنن الزوائد بدليل قوله وحكمها أنّه يندب إلى تحصيلها ويلام على تركها الخ. وقد صرّح باشتراط عدم المواظبة في السّنن الزوائد في معدن الغرائب حيث قال: إنّ سنة الهدى هي الطريقة المسلوكة في الدين لا على وجه الفرض والوجوب.
فخرج الواجب والفرض. وأما السنن الزوائد والنوافل فخرجت بقولنا الطريقة المسلوكة لأنّ المسلوكة منبئة عن المواظبة. يقال طريق مسلوك أي واظب عليه الناس انتهى. وقال صدر الشريعة في شرح الوقاية، السنة ما واظب عليه النبي صلّى الله عليه وسلم مع الترك أحيانا. فإن كانت المواظبة المذكورة على سبيل العبادة فسنن الهدى، وإن كانت على سبيل العادة فسنن الزوائد كلبس الثياب باليمين والأكل باليمين وتقديم الرجل اليمنى في الدخول ونحو ذلك انتهى. وقال صاحب جامع الرموز تقسيم صدر الشريعة السنة إلى العبادة والعادة لم يشتهر في كتب الفروع والأصول، وصرح في التوضيح بخلافه. وفي بعض الحواشي المتعلقة على شرح الوقاية مواظبة النبي عليه السلام على ثلاثة أنواع. واجب وهو الذي يكون على سبيل العبادة، ولا يترك أحيانا. وسنة وهو الذي يكون على سبيل العبادة مع الترك أحيانا. ومستحب وهو الذي يكون على سبيل العادة سواء ترك أحيانا أو لا انتهى. ويؤيده ما في شرح أبي المكارم لمختصر الوقاية من أنّ المواظبة إن كانت بطريق العادة في العبادة فلا تقتضي الوجوب كالتيامن في الوضوء فإنّه مستحبّ مع مواظبة النبي عليه السلام عليه وعدم تركه أحيانا انتهى. فعلم من هذا أنّ سنن الزوائد والمستحبّات واحدة. وفي نور الأنوار شرح المنار السّنن الزوائد في معنى المستحب، إلّا أنّ المستحب ما أحبه العلماء، وهذه ما اعتاد به النبي عليه السلام.
وفي كليات ابي البقاء السّنّة بالضم والتشديد لغة الطريقة مطلقة ولو غير مرضية.
وشرعا اسم للطريقة المرضية المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب. والمراد بالمسلوكة في الدين ما سلكها رسول الله صلّى الله عليه وسلم أو غيره ممّن هو علم في الدين كالصحابة رضي الله عنهم لقوله عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، أو ما أجمع عليه جمهور الأمة لقوله عليه الصلاة والسلام «اتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذّ شذّ في النار». وعرفا بلا خلاف هي ما واظب عليه مقتدى نبيّا كان أو وليّا وهي أعمّ من الحديث لتناولها للفعل والقول والتقرير، والحديث لا يتناول إلّا القول، والقول أقوى في الدلالة على التشريع من الفعل لاحتمال الفعل اختصاصه به عليه السلام، والفعل أقوى من التقرير لأنّ التقرير يطرقه من الاحتمال ما لا يطرق الفعل.
ولذلك كان في دلالة التقرير على التشريع خلاف العلماء الذين لا يخالفون في تشريع الفعل. ومطلق السنة قال بعضهم تصرف إلى سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وقال الأكثرون إنّها لا تقتضي الاختصاص بسنة النبي عليه الصلاة والسلام لأنّ المراد في عرف الشرعية طريقة الدين إمّا للرسول بقوله أو فعله أو للصحابة.
وعند الشافعي مختصّة بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا بناء على أنّه لا يرى تقليد الصحابة رضي الله عنهم لما روي عن الشافعي أنّه قال: ما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما روي عن الصحابة فهم أناس ونحن أناس. وعندنا لمّا وجب تقليد الصحابة كانت طريقتهم متّبعة بطريق الرسول فلم يدل إطلاق السنة على أنّه طريقة النبي عليه السلام. والسّنة المطلقة على نوعين: سنة الهدى وتقال لها السنة المؤكّدة أيضا كالآذان والإقامة والسنن الرواتب، وحكمها حكم الواجب. وفي التلويح ترك السنّة المؤكّدة قريب من الحرام، فيستحق حرمان الشفاعة، إذ معنى القرب إلى الحرمة أنّه يتعلّق به محذور دون استحقاق العقوبة بالنار. والسنة الزائدة كالسّواك والنوافل المعينة وهي ندب وتطوع. وسنة الكفاية كسلام واحد من جماعة والاعتكاف أيضا سنة الكفاية كما في البحر الرائق وسنة عادة كالتيامن من الترجّل والتنعّل. والسّنّي منسوب إلى السّنّة انتهى من الكليات.
وحجة الإمام الأعظم على وجوب تقليد الصحابة وأقوالهم وأحوالهم قول النبي صلّى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين في المشكاة وتيسير الوصول في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة «من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. وأيضا في المشكاة والتيسير في الكتاب المذكور عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من كان مستنّا فليستن بمن قد مات، فإنّ الحيّ لا يؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرّها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلّفا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلّى الله عليه وسلم ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وتمسّكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم، رواه رزين. وقد قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في شرح هذا الحديث يقول: يا سبحان الله، ما أشدّ تواضع ابن مسعود الذي مدحه النبي صلّى الله عليه وسلم بقوله: رضيت لأمتي ما رضي به ابن أمّ عبد (وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه). أنظر إليه كيف يعظّم أصحاب رسول الله بحيث لا يزاد عليه شيء. انتهى. أيضا في تيسير الوصول في الباب السادس في حدّ الخمر وعن علي رضي الله عنه قال: جلد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أربعين وأبو بكر أربعين وعمر ثمانين، وكل سنة أخرجه مسلم وأبو داود. وفي البحر الرائق في بحث سنن الوضوء: اعلم أنّ السنة ما واظب النبي صلّى الله عليه وسلم عليه، لكن إن كانت لا مع الترك فهي دليل السّنّة المؤكّدة، وإن كانت مع الترك أحيانا فهي دليل غير المؤكدة، وإن اقترنت بالإنكار على من لم يفعله فهي دليل الوجوب. وأيضا فيه في بحث رفع اليدين للتحريمة، والذي يظهر من كلام أهل المذهب أنّ الإثم منوط بترك الواجب أو السّنة على الصحيح. ولا شكّ أنّ الإثم مقول بالتشكيك بعضه أشدّ من بعض، فالإثم لتارك السّنّة المؤكّدة أخف من الإثم لتارك الواجب. وأيضا فيه في أواخر باب ما يفسد الصلاة ويكره فيها:
والحاصل أنّ السنة إن كانت مؤكدة قوية يكون تركها مكروها كراهة تحريم كترك الواجب، وإذا كانت غير مؤكّدة فتركها مكروه كراهة تنزيه.
وإذا كان الشيء مستحبّا أو مندوبا وليس سنة فلا يكون تركه مكروها أصلا. وفي الدّرّ المختار في باب الآذان هو سنّة مؤكّدة هي كالواجب في لــحوق الإثم. وأيضا فيه في باب صفة الصلاة: ترك السنة لا يوجب فسادا ولا سهوا بل إساءة لو كان عامدا غير مستخفّ.
وقالوا الإساءة أدون من الكراهة. وترك الأدب والمستحب لا يوجب إساءة ولا عتابا كترك سنة الزوائد، لكن فعله أفضل. وأيضا فيه في كتاب الحظر والإباحة المكروه تحريما نسبته إلى الحرام كنسبة الواجب إلى الفرض، ويثبت بما يثبت به الواجب، يعني بظني الثبوت ويأثم بارتكابه كما يأثم بترك الواجب ومثله السّنّة المؤكّدة وفي العالمكيرية في باب النوافل: رجل ترك سنن الصلاة فإن لم ير السّنن حقّا فقد كفر، لأنه تركها استخفافا، وإن رآها حقا فالصحيح أنّه يأثم لأنّه جاء الوعيد بالترك. وفي الزيلعي القريب من الحرام ما يتعلّق به محذور دون استحقاق العذاب بالنار كترك السّنّة المؤكّدة فإنّه لا تتعلّق به عقوبة النار لكن يتعلّق به الحرمان عن شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلم لحديث: «من ترك سنتي لم ينل شفاعتي». فترك السّنّة المؤكّدة قريب من الحرام وليس بحرام انتهى.

وقال الطيبي: السّند إخبار عن طريق المتن والإسناد رفع الحديث وإيصاله إلى قائله. قيل لعل الاختلاف وقع بينهم في الاصطلاح في السّند والإسناد ففسّر بناء على ذلك الاختلاف.
اعلم أنّ أصل السّند خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة وسنّة بالغة من السّنن المؤكّدة. قال ابن المبارك [الإسناد] من الدين ما لولاه لقال من شاء ما شاء. وطلب العلو فيه سنّة، فهو قسمان: عال ونازل، إمّا مطلقا أو بالنسبة ويجيء في محله أي في لفظ العلو. واعلم أيضا أنّهم قد يقولون هذا حديث صحيح بإسناد جيد ويريدون بذلك أنّ هذا الحديث كما أنّه صحيح باعتبار المتن كذلك صحيح باعتبار الإسناد كذا يستفاد من فتح المبين شرح الأربعين للنووي في الحديث السابع والعشرين، وعلى هذا القياس قولهم حديث صحيح بإسناد صحيح أو بإسناد حسن. ومعنى السّند الصحيح والحسن قد سبق في لفظ الحسن. وسند القرآن عبارة عن رواة القرآن كما يستفاد من الإتقان.
(السّنة) (انْظُر سنة)
(السّنة) النعاس وَهُوَ مبدأ النّوم يُقَال أَخَذته السّنة والغفلة يُقَال هُوَ فِي سنة
(السّنة) مِقْدَار قطع الشَّمْس البروج الاثْنَي عشر وَهِي السّنة الشمسية وَتَمام اثْنَتَيْ عشرَة دوة للقمر وَهِي السّنة القمرية و (فِي عرف الشَّرْع) كل يَوْم إِلَى مثله من الْقَابِل من الشُّهُور القمرية و (فِي الْعرف الْعَام) كل يَوْم إِلَى مثله من الْقَابِل من السّنة الشمسية والجدب والقحط وَالْأَرْض المجدبة وَأَصلهَا سنهة كجبهة حذفت لامها بعد نقل فتحتها إِلَى الْعين (ج) سنوات وسنون وسنو الخصب (فِي الطِّبّ) الْمدَّة مَا بَين الْبلُوغ وَسن الْيَأْس (مج)
(السّنة) الْمرة من السن والدبة والفهدة (ج) سِنَان

(السّنة) الطَّرِيقَة والسيرة حميدة كَانَت أَو ذميمة وَسنة الله حكمه فِي خليقته وَسنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا ينْسب إِلَيْهِ من قَول أَو فعل أَو تَقْرِير و (فِي الشَّرْع) الْعَمَل الْمَحْمُود فِي الدّين مِمَّا لَيْسَ فرضا وَلَا وَاجِبا والطبيعة والخلق وَالْوَجْه وَالصُّورَة يُقَال هُوَ أشبه شَيْء بِهِ سنة (ج) سنَن وَأهل السّنة هم الْقَائِلُونَ بخلافة أبي بكر وَعمر عَن اسْتِحْقَاق ويقابلهم الشِّيعَة

(السّنة) الفأس لَهَا خلفان رأسان أَو الحديدة الَّتِي تحرث بهَا الأَرْض كالسكة (ج) سنَن
السّنة: بِفَتْح الأول وَالثَّانِي الْعَام. وبالكسر فتور يتَقَدَّم النّوم بِالْفَارِسِيَّةِ (بينكي وغنو دن) نعم الْقَائِل - سنة الْوِصَال سنة وَسنة الْفِرَاق سنة - السّنة فِي الطَّرفَيْنِ بِفَتْح السِّين وَفِي الحشو بِكَسْرِهَا. فَإِن قيل: لَا حَاجَة إِلَى نفي النّوم فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم} . كَمَا لَا يخفى. قلت: كَلَامه تَعَالَى مَحْمُول على الْقلب فَالْمُرَاد (لَا تَأْخُذهُ نوم وَلَا سنة) وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا نموت ونحيا} . أَي نحيا وَنَمُوت وَإِنَّمَا قدم السّنة على النّوم لِأَنَّهَا مُقَدّمَة على النّوم بالطبع فَقَدمهَا وضعا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
وَالسّنة بِضَم الأول وَتَشْديد الثَّانِي فِي اللُّغَة الطَّرِيقَة مرضية أَو غير مرضية. وَفِي الشَّرْع هِيَ الطَّرِيقَة المسلوكة الْجَارِيَة فِي الدّين من غير افتراض وَلَا وجوب سَوَاء سلكها الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَو غَيره مِمَّن هُوَ علم فِي الدّين وَلَا بُد من الِاتِّبَاع بِالسنةِ لِأَنَّهُ قد ثَبت بِالدَّلِيلِ أَن الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مُتبع فِيمَا سلك من طَريقَة الدّين وَكَذَا الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم بعده عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لقَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة خلفائي الرَّاشِدين من بعدِي. وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِن أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ فَبِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ.
وَحكم السّنة أَن يُطَالب الْمُكَلف بإقامتها من غير افتراض وَلَا وجوب إِلَّا إِذا كَانَ من شَعَائِر الدّين كالأذان فَإِذا أصر أهل مصر على ترك الْأَذَان وَالْإِقَامَة أمروا بهَا فَإِن أَبَوا قوتلوا بِالسِّلَاحِ عِنْد مُحَمَّد رَحمَه الله كَمَا يُقَاتلُون عِنْد الْإِصْرَار على ترك الْفَرَائِض والواجبات. فالسنن إِنَّمَا يؤدبون على تَركهَا وَلَا يُقَاتلُون ليظْهر الْفرق بَين الْوَاجِب وَغَيره. وَمُحَمّد رَحمَه الله يَقُول مَا كَانَ من أَعْلَام الدّين فالإصرار على تَركه استخفاف بِالدّينِ فيقاتلون على ذَلِك كَذَا فِي التَّحْقِيق نقلا عَن الْمَبْسُوط.
السّنة:
[في الانكليزية] Year
[ في الفرنسية] Anannee
بالفتح والنون المخففة بمعني سال، وهو في الأصل سنوة والسنّ بالكسر وتشديد النون كذلك، وهي في عرف العرب ثلاثمائة وستون يوما كما في شرح خلاصة الحساب. وتسمّى بالسنّة العددية أيضا كما في جامع الرموز في بيان أحكام العنّين. وعند المنجمين وأهل الهيئة وغيرهم يطلق بالاشتراك على سنة شمسيّة وسنة قمرية. فالسنة الشمسية عبارة عن اثني عشر شهرا شمسيّا، والقمريّة عبارة عن اثني عشر شهرا قمريّا، والشهر الشمسي والقمري كلّ منهما يطلق على حقيقي ووسطي واصطلاحي، وبالقياس إليها يصير كلّ من السنة الشمسيّة والقمريّة أيضا مطلقا على ثلاثة أشياء. فالشهر الشمسي الحقيقي عبارة عن مدة قطع الشمس بحركتها الخاصة التقويميّة برجا واحدا ومبدؤه وقت حلولها أول ذلك البرج، فالمنجّمون يشترطون أن تكون الشمس في نصف نهار أوّل يوم من الشهر. في الدرجة الأولى من ذلك البرج، سواء انتقلت إليه عند انتصاف النهار أو قبله في الليلة المتقدمة عليه أو في أمسه بعد نصف نهار الأمس ولو بدقيقة. وأمّا العامة فلا يشترطون ذلك ويأخذون مبادئ الشهور الأيّام التي تكون الشمس فيها في أوائل البروج، سواء انتقلت إليها عند انتصاف النهار أو قبله أو بعده أو في الليلة المتقدّمة عليه. فالسنّة الشمسيّة الحقيقيّة عبارة عن زمان مفارقة الشمس جزءا من أجزاء فلك البروج إلى أن تعود إلى ذلك الجزء، فإن كان ذلك الجزء الأول الحمل سمّيت بسنة العالم وإن كان جزء تكون الشمس فيه في وقت ولادة الشخص تسمّى بسنة المولود، ويؤخذ ابتداء كلّ شهر من سنة المولود من حلول الشمس جزءا من كل برج يكون بعده من أول ذلك البروج كبعد جزء من البرج الذي كانت الشمس فيه عند الولادة من أوّل ذلك البرج. ثم إنّ مدة الشمسي الحقيقي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وخمس ساعات وكسر، وهذا الكسر على مقتضى الرصد الإيلخاني تسع وأربعون دقيقة. وعند بطلميوس خمس وخمسون دقيقة واثنتا عشرة ثانية. وعند البنّاني ست وأربعون دقيقة وأربع وعشرون ثانية وعند البعض خمسون دقيقة وأربع وعشرون ثانية. وعند الحكيم محي الدين المغربي أربعون دقيقة.
وتلك الساعات الزائدة تسمّى ساعات فضل الدور. وتقدير فضل الدور بما مرّ إنّما هو على تقدير قرب أوج الشمس من نقطة الانقلاب الصيفي وكون مبدأ السنة مأخوذا من زمان حلول الشمس الاعتدال الربيعيّ. وأمّا إذا أخذ مبدأها زمان حلولها نقطة أخرى فقد يراد فضل الدور على هذه الأقدار المذكورة، وقد ينقص منها، كذا يتفاوت بسبب انتقال الأوج. والشهر الشمسي عبارة عن مدّة حركة الشمس في ثلاثين يوما وعشر ساعات وتسع وعشرين دقيقة ونصف سدس دقيقة وهي نصف سدس مدة السنة الشمسية الوسطية. ثم السنة الوسطية والحقيقية الشمسيتان واحدة إذ دور الوسط ودور التقويم يتمّان في زمان واحد. وإنّما التفاوت بين الشهور الشمسية الحقيقية والوسطية، فإنّ الشهر الحقيقي قد يزيد عليه وقد ينقص عنه وقد يساويه، والشهر الشمسي الاصطلاحي ما لا يكون حقيقيّا ولا وسطيّا بل شيئا آخر وقع عليه الاصطلاح فمبناه على محض الاصطلاح، ولا تعتبر فيه حركة الشمس بل مجرّد عدد الأيام.
فأهل الروم اصطلحوا على أنّها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم، فيأخذون الكسر ربعا تامّا ويعتبرون هذا الربع يوما في أربع سنين ويسمّون ذلك اليوم بيوم الكبيسة. وأهل الفرس في هذا الزمان يتركون الكسر فهي عندهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوما بلا كسر وقد سبق تفصيله في لفظ التاريخ.
والشهر القمري الحقيقي عبارة عن زمان مفارقة القمر الشمس من وضع مخصوص بالنسبة إليها كالاجتماع والهلال إلى أن يعود إلى ذلك الوضع، وذلك الوضع عند أهل الشرع وأهل البادية من الأعراب هو الهلال. ولذلك يسمّى بالشهر الهلالي، والسّنة الحاصلة من اجتماعها تسمّى سنة هلالية. وعند حكماء التّرك هو الاجتماع الحقيقي الذي مداره على الحركة التقويمية للقمر. ولا يخفى أنّ أقرب أوضاع القمر من الشمس بالإدراك هو الهلال فإنّ الأوضاع الأخر من المقابلة والتربيع وغير ذلك لا تدرك إلّا بحسب التخمين. فإنّ القمر يبقى على النور التام قبل المقابلة وبعدها زمانا كثيرا وكذلك غيره من الأوضاع. أمّا وضعه عند دخوله تحت الشعاع وإن كان يشبه الوضع الهلالي في ذلك لكنه في الوضع الهلالي يشبه الموجود بعد العدم، والمولود الخارج من الظلمة فجعله مبدأ أولى. والشهر القمري الوسطي ويسمّى بالحسابي أيضا عبارة عن زمان ما بين الاجتماعين الوسطيين وهو مدة سير القمر بحركته الوسطية وهي تسعة وعشرون يوما واثنتا عشرة ساعة وأربع وأربعون دقيقة. وإذا ضربناها في اثنى عشر حصل ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما وثمان ساعات وثمان وأربعون دقيقة. وهذا الحاصل هو السنة القمرية الوسطية وتسمّى بالحسابية أيضا وهذه ناقصة عن السنة الشمسية الحقيقية. والشهر القمري الاصطلاحي هو الذي اعتبر فيه مجرّد عدد الأيام من غير اعتبار حركة القمر.
فالمنجّمون يأخذون مبدأ السنة القمرية الاصطلاحية أول المحرم ويعتبرون المحرّم ثلاثين يوما، والصفر تسعة وعشرون يوما، وهكذا إلى الآخر. ويزيدون في كل ثلاثين سنة على ذي الحجة يوما أحد عشر مرات فيصير ذو الحجة ثلاثين يوما أحد عشر مرات ويسمّون السنة التي زيد فيها على ذي الحجة يوما سنة الكبيسة. قيل الشهر الاصطلاحي هو الشهر الوسطي بعينه إلّا أنّه إذا أريد التعبير عن الشهر بالأيام اضطروا إلى أخذ الشهور كذلك. بيان ذلك أنّ الكسر إذا جاوز النصف يأخذونه واحدا، وكان الكسر الزائد على الأيام في الشهر الواحد إحدى وثلاثين دقيقة وخمسين ثانية. وإذا ضرب ذلك في أربعة وعشرين منحطا حصلت اثنتا عشرة ساعة وأربع وأربعون دقيقة. فلمّا كان الكسر زائدا على نصف يوم أخذوه يوما واحدا وأخذوا الشهر الأول أي المحرم ثلاثين يوما وصار الشهر الثاني تسعة وعشرين يوما لذهاب الكسر الزائد بما احتسب في نقصان المحرّم، ويبقى ضعف فضل الكسر على النصف، وهكذا إلى الآخر. فلو كان الكسر الزائد نصفا فقط وأخذ شهر ثلاثين وشهر تسعة وعشرين لم يبق في آخر السنة كسر، لكنه زائد على النصف بأربع وأربعين دقيقة. فإذا ضربت هذه الدقائق في اثنى عشر عدد الشهور وترفع من الحاصل بكلّ ستين دقيقة ساعة يحصل ثمان ساعات وثمان وأربعون دقيقة، وهي خمس وسدس من أربعة وعشرين عدد ساعات اليوم بليلته، وأقل عدد يخرج منه السدس والخمس وهو ثلاثون فخمسه ستة وسدسه خمسة، ومجموعها أحد عشر. ففي كل سنة يحصل من الساعات الزائدة على الشهور الاثني عشر أحد عشر يوما تامّا فإذا صارت الساعات الزائدة أكثر من نصف يوم في سنة يجعل في تلك السنة يوما زائدا. ففي السنة الأولى لا يزاد شيء إذ الكسر أقل من النصف. وفي الثانية يزاد يوم لأنّه أكثر من النصف. وعلى هذا، وقد بيّنوا ترتيب سني الكبائس برقوم الجمل وقالوا بهزيجوح اد وط كبائس العرب، فظهر أنّ مآل الاصطلاحين واحد، فتأمّل. هذا كله هو المستفاد من تصانيف الفاضل عبد العلي البرجندي.

قسح

قسح
القَسْحُ: بَقَاءُ الإِنْعَاظِ، يُقال إنَّه لَقُسّاحٌ مَقْسُوحٌ. والقَسْحُ: الفَتْلُ الشَّديدُ، قَسَحْتُ الحَبْلَ.

قسح


قَسَحَ(n. ac. قَسَاْحَة
قُسُوْحَة)
a. Was hard, firm, tough.
b. Twisted (rope).
c.(n. ac. قُسُوْح), Was lustful.
قَاْسَحَa. Treated harshly.

أَقْسَحَإِقْتَسَحَa. see I (c)
قَسَحa. Dryness.
b. Priapism, lustfulness, lust.

قَاْسِحa. Hard.
b. Lustful.

قَسَاْحa. see 4 (a)
قُسَاْحa. see 21 (a)
قُسُوْحa. see 4 (a)
N. P.
قَسڤحَa. see 21 (a)
الْقَاف وَالسِّين والحاء

القَسْحُ والقُساحُ والقُسُوحُ: شدَّة الإنعاظِ ويُبْسُه. قَسَحَ يَقْسَحُ قُسُوحا وقَسَّحَ، وَهُوَ قاسِحٌ وقُسَاح ومَقْسُوحٌ، هَذِه حِكَايَة أهل اللُّغَة وَلَا ادري للفظ مفعول هُنَا وَجها إِلَّا أَن يكون مَوْضُوعا مَوضِع فَاعل، كَقَوْلِه (إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِياًّ) أَي آتِيَا.

ورُمْحٌ قاسحٌ: صُلْبٌ شديدٌ.

قسح: القَسْحُ والقُساحُ والقُسوحُ: بقاء الانعاظ؛ وقيل: هو شدّة

الانعاظ ويُبْسُه.

قَسَحَ يَقْسَحُ قُسوحاً، وأَقْسَحَ: كَثُر انعاظُه، وهو قاسِحٌ وقُساحٌ

ومَقْسُوحٌ، هذه حكاية أَهل اللغة؛ قال ابن سيده: ولا أَجري للفظ مفعولٍ

هنا وجهاً إِلا أَن يكون موضوعاً موضع فاعل كقوله تعالى: كان وعْدُه

مَأْتِيّاً أَي آتياً. الأَزهري: إِنه لَقُساح مَقْسوح. وقاسَحَه:

يابَسه.ورُمح قاسِحٌ: صُلْب شديد. والقُسوحُ: اليُبْسُ. وقَسَحَ الشيءُ قَساحةً

وقُسوحةً إِذا صَلُبَ.

قسح: قسح: صلب، قسا، صار قاسي القلب فظا (الكالا).
قسح رأسه: ركب رأسه، عاند، عند، تشبث برأيه. (هلو).
قسح (بالتشديد): مبالغة قسح، صار أشد قسوة (فوك، الكالا).
تقسح: تصلب. قسا، (فوك، الكالا).
قسيح: صلب، قاسي، شرس، شموس (هلو). قساحة: صلابة، قسوة، جفاء، فظاظة. (بوشر) وهي فيه قصاحة بالصاد.
قسوحة: صلابة، قسوة، جفاء، فظاظة. خشونة (فوك، الكالا) وفي الكالا: بقسوحة: بقسوة.
قسوحة: فجاجة، عدم النضج. (الكالا).
قاسح: صلب، متصلب. وعند ابن دريد: ذكر قاسح ورمح قاسح.
قاسح، وجمعه قساح (الكالا) وقسوح (فوك، الكالا): صلب، قاس، لفظ، طاغ، غاشم، شرس، عنيف. (الكالا، هلو، بوشر) وفيه قاصح بالصاد.
قاسح القلب: قاسي القلب (الكالا).
قاسح القلب: غبي، بليد الذهن (الكالا).
قاسح الدقم، يقال: حصان قاسح الدقم: قوي الشكيمة. (الكالا).
قاسح: منفوخ البطن. (فيكتور، نيريجا، الكالا).
قاسح: سميك، ثخين، كثيف، غليظ. (دومب ص105) وفيه: قاصح.
قسح
: (قَسَحَ) الشَّيءُ، (كَمَنَعَ، قَسَاحَةً) ، بِالْفَتْح، (وقُسُوحَةً) ، بالضَّمّ: (صَلُبَ. و) قَسَحَ (الرّجُلُ) : أَنعظَ أَو (كَثُرَ إِنعاظُه) ، يَقْسَح قُسُوحاً، (كأَقْسَحَ) ، من بَاب الإِفْعال، وَفِي بعض النُّسخ (كاتقتسح) ، من بَاب الافتعال. وَهُوَ قاسِحٌ وقسَّاحٌ ومَقسوحٌ، هاذه حِكايةُ أَهل اللُّغة. قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا أَدرِي للفظِ مفعولٍ هُنَا وَجْهاً، إِلاّ أَن يكونَ مَوْضُوعا مَوضِع فاعِلٍ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {7. 004 كَانَ وعده ماءَتيا} (مَرْيَم: 61) أَي آتِيَا.
(و) قَسَحَ (الحَبْلَ: فَتلَه) .
(والقَسَح، محرَّكَةً) والقُسُوح والقُسَاحُ (: اليُبْس، أَبو بَقيّةُ الإِنعاظِ) ، أَو شِدَّته.
(و) فِي (التَّهْذِيب) : (إِنّه لقُسَاحٌ مَسقوحٌ) : يابسٌ صُلْب.
(وقاسَحَهُ: يابَسَه) .
(وثَوبٌ قاسِحٌ: غليظٌ) . ورُمْحٌ قاسِحٌ: صُلبٌ شديدٌ.

قسح

1 قَسَحَ, aor. ـَ inf. n. قَسَاحَةٌ and قُسُوحَةٌ, It was, or became, hard, firm, or tough. (S, [in two copies belonging to me, but omitted in a third,] K.) b2: And قَسَحَ He twisted a rope. (K.) A2: Also, aor. as above, inf. n. قُسُوحٌ, (TA,) and ↓ أَقسح (in some copies of the K ↓ اقتسح, TA,) He (a man) was much, or frequently, excited by vehement lust: (S, [in two copies belonging to me, but omitted in a third,] K:) or was excited by vehement lust. (TA.) 3 قاسَحَهُ He treated him with dryness and hardness, or niggardliness; syn. يَابَسَهُ. (L, K.) 4 أَقْسَحَ see 1.8 إِقْتَسَحَ see 1.

قَسَحٌ, (K,) and ↓ قُسُوحٌ, and ↓ قَسَاحٌ, (TA,) Dryness, syn. يُبْسٌ; b2: or the remains of vehement lust, (K,) or its continuance, or its intenseness. (L.) قَاسِحٌ A hard and strong spear. (TA.) b2: A thick or coarse garment, syn. غَلِيظٌ. (K.) A2: Also, and ↓ قُسَاحٌ, and ↓ مَقْسُوحٌ, A man in a state of excitement, or frequently in a state of excitement, by vehement lust. ISd knows no way of accounting for the last of these epithets but by supposing it to be used for the act. part. n., like مَأْتِيًّا in the Kur, xix, 62, for آتِيًا. (TA.) قَسَاحٌ: see قَسَحٌ.

قُسَاحٌ: see قَاسِحٌ b2: [You say also] إِنَّهُ لَقُسَاحٌ

↓ مَقْسُوح (T, K) Verily he is dry or hard. (TA.) قُسُوحٌ: see قَسَحٌ.

مَقْسُوحٌ: see قَاسِحٌ and قُسَاحٌ.
باب الحاء والقاف والسين معهما ق س ح، س ح ق مستعملان فقط

قسح: القَسْحُ: صَلابةُ الانعاظ، إنّه لقُسّاح مَقْسُوحٌ. قال زائدة: القَسْحُ الفَتْل الشَّديد في الحَبْل. قَسَحْتُه قَسْحاً.

سحق: السَّحْق: دونَ الدَّقّ، وفي العَدْوِ دونَ الحُضْر وفوق السَّحْج، قال العجاج:

سَحْقاً من الجِدِّ وسَحْجاً باطِلاً

ويقال للثَّوْب البالي: سَحَقَه البلَى ودَعَكَه اللُّبْس، قال:

وليسَ عليك إلا طيلسان ... نصيبي وإلا سَحْقُ نِيمِ

وقال:

سَحْقُ البِلَى جدَّتَه فانسحقا

وهو يَسْحَقُه سَحْقاً: ويقال: سَحَقَه وسَحَجَه إذا طَرَدَه طردا شديدا، قال:

كانَتْ لنا جارةٌ فأزعَجَها ... قاذورةٌ تَسحَقُ النَّوَى قُدُما

والسَحْقُ: البُعد. ولغة أهل الحجاز: بعدٌ له وسُحْقٌ، يجعلونه اسماً، والنَّصْبُ على الدُعاء عليه، أي أبعَدَه اللهُ وأسحَقَه. وأتانٌ ســحوق، وحمار ســحوق، وهي طِوال المَسانّ ويجمَع [على] سُحُق، قال:

يُمنّيني النسيبُ قُبَيلَ شَهرٍ ... وقد أعيتْنيَ السُحُقُ الطِوالُ

والعَيْنُ تسحق الدَّمعَ سحقاً، ودَمْعٌ مُنْسحِق، ودُمُوع مَساحيقُ كما تقولُ: مُنْكسِر ومَكاسير، قال الراعي:

ظلى طَرفَ عَيْنَيه مَساحيقُ ذُرَّفُ

والاسِحاقُ: ارتِفاعُ الضَّرْع ولُزُوقُه بالبطنِ، قال لبيد:

حتى إذا يَئِسَتْ وأسْحَقَ حالقٌ ... لم يُبلِه إرضاعُها وفِطامُها

ويُرْوَى: لم َيْبُله أي لم يجربه. ومَكانٌ سَحيقٌ: أي بعيد. والسَّوْحَق: الطويل.

الْعلَّة النَّاقِصَة

الْعلَّة النَّاقِصَة: مَا لَا يجب وجود الْمَعْلُول عِنْده وتفصيلهما أَنه لَا بُد فِي كل مركب مُمكن أَو بسيط مُمكن من عِلّة والإمكان عِلّة عِنْد الْحُكَمَاء. وَعند الْمُتَكَلِّمين عِلّة احْتِيَاج الْمَعْلُول إِلَى الْعلَّة الْحُدُوث الزماني كَمَا بَين فِي مَوْضِعه. وَمُطلق الْعلَّة مَا لَهُ مدْخل فِي وجود شَيْء آخر إِمَّا بِحَسب وجوده فَقَط كالفاعل وَالشّرط والمادة وَالصُّورَة فَيجب أَن يكون مَوْجُودا. وَإِمَّا بِحَسب عَدمه فَقَط كالمانع فَيجب أَن يكون مَعْدُوما، وَإِمَّا بِحَسب وجوده وَعَدَمه مَعًا كالمعد إِذْ لَا بُد من الطاري على وجوده فَيجب أَن يُوجد أَولا ثمَّ يعْدم - وَالْحق أَن الْعلَّة الْمعدة هِيَ الْعلَّة الَّتِي يتَوَقَّف وجود الْمَعْلُول عِنْدهَا من غير أَن يجب وجودهَا مَعَ وجوده فَيجوز أَن تكون مَعْدُومَة عِنْد وجود الْمَعْلُول أَو مَوْجُودَة كَمَا يفهم من حَوَاشِي السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره على شرح الشمسية.
ثمَّ الْعلَّة مُطلقًا على نَوْعَيْنِ نَاقِصَة وتامة. أما النَّاقِصَة فَهِيَ الْعلَّة المادية والفاعلية والصورية والغائية وَالشّرط وَعدم الْمَانِع والمعد. وَأما التَّامَّة فَهِيَ جملَة الْأُمُور الْمُعْتَبرَة فِي تحقق الْمَعْلُول فَعِنْدَ وجود الْعلَّة التَّامَّة يتَحَقَّق الْمَعْلُول بِالضَّرُورَةِ وتوارد العلتين التامتين مثلا محَال لِأَنَّك إِذا فرضت لمعلول وَاحِد شَخْصَيْنِ علتين مستقلتين تامتين. فَتَقول إِن لكل وَاحِد مِنْهُمَا تَأْثِيرا تَاما فَيلْزم الِاسْتِغْنَاء عَن الْأُخْرَى أَو تَأْثِيرا نَاقِصا فَكل وَاحِدَة مِنْهُمَا جُزْء الْعلَّة المستقلة التَّامَّة فَهَذَا الْمَجْمُوع عِلّة تَامَّة وَاحِدَة لَا كل وَاحِدَة مِنْهُمَا أَو لأَحَدهمَا تَأْثِير فَقَط فَهِيَ الْعلَّة التَّامَّة دون الْأُخْرَى. وعَلى أَي حَال يلْزم خلاف الْمَفْرُوض. وَأما تواردهما على سَبِيل الْبَدَل مَعَ امْتنَاع الِاجْتِمَاع إِذا لم يكن تعاقبهما فَلَا اسْتِحَالَة فِيهِ بِأَن يكون كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بِحَيْثُ لَو وجدت ابْتِدَاء وجد ذَلِك الْمَعْلُول الشخصي فَإِذا وجدت إِحْدَاهمَا وجد الْمَعْلُول وَامْتنع حِينَئِذٍ وجود الْأُخْرَى إِذْ لَو أمكن تعاقبهما بِأَن يعْدم الأولى وَيُوجد الْأُخْرَى مثلا فَإِن عدم الْمَعْلُول بِعَدَمِ الأولى وَوجد بإيجاد الثَّانِيَة لزم إِعَادَة الْمَعْدُوم وَإِن لم يعْدم وَجب أَن يكون الثَّانِيَة مفيدة للمعلول لأصل وجود الْحَاصِل لَهُ بإيجاد الأولى فَيلْزم تَحْصِيل الْحَاصِل.
فَإِن قيل تَأْثِير الْعلَّة فِي الْمَعْلُول وإفادة الْوُجُود فِيهِ محَال لِأَنَّهُ إِمَّا فِي حَالَة عَدمه أَو وجوده أَو وجوده وَعَدَمه مَعًا لَا مساغ إِلَى الأول للُزُوم اجْتِمَاع وجود شَيْء وَعَدَمه. وَلَا إِلَى الثَّانِي للُزُوم تَحْصِيل الْحَاصِل، وَلَا إِلَى الثَّالِث للُزُوم المحذورين مَعًا. قلت الْعلَّة تفِيد وجود الْمَعْلُول حَالَة وجوده الْحَاصِل من تِلْكَ الْعلَّة لَا الْحَاصِل قبل تأثيرها حَتَّى يلْزم تَحْصِيل الْحَاصِل فَمَعْنَى إِفَادَة الْوُجُود أَن وجود الْعلَّة يستتبع وجود الْمَعْلُول فِي حَالَة الْوُجُود كاستتباع حَرَكَة الْأصْبع حَرَكَة الْخَاتم إياك وَهَذِه المزلقة. وَقَرِيب مِنْهَا مَا قيل إِنَّه لَا يجوز أَن يُوجد شَيْء من الْأَشْيَاء الممكنة. بَيَان ذَلِك أَنه لَو وجد شَيْء من الْأَشْيَاء الممكنة فإمَّا أَن يكون حَال اتصافه بالوجود أَو بِالْعدمِ مَوْجُودا أَو مَعْدُوما أَو لَا هَذَا وَلَا ذَاك فعلى الأول يلْزم تَحْصِيل الْحَاصِل أَو الدّور أَو التسلسل. وعَلى الثَّانِي بِحَيْثُ يلْزم اجْتِمَاع النقيضين وعَلى الثَّالِث ارْتِفَاع النقيضين. وَمَا قيل فِي الْجَواب أَنا نَخْتَار أَن لُــحُوق الْوُجُود للموجود فِي آن الاتصاف بذلك الْوُجُود بِمَعْنى أَن آن اتصافه بالوجود وآن لُــحُوق صفة الْوُجُود آن وجود هُوَ أول ظرف زمَان الْوُجُود وَنِهَايَة زمَان الْعَدَم فَحِينَئِذٍ لَا يرد شَيْء من المحذورات. فَفِيهِ بحث لِأَن مَا ثَبت لَهُ الْوُجُود إِمَّا مَوْجُود أَو لَا. فعلى الأول يلْزم أحد المحذورات الثَّلَاثَة، وعَلى الثَّانِي يلْزم بطلَان الْقَاعِدَة المقررة من أَن ثُبُوت شَيْء لغيره فرع لثُبُوت ذَلِك الْغَيْر فِي ظرف ذَلِك الثُّبُوت، وَالْحق فِي الْجَواب اخْتِيَار الشق الأول والتزام التسلسل وَمنع بُطْلَانه فَإِن التسلسل فِي الموجودات الذهنية الانتزاعية لَيْسَ بباطل كَمَا مر فِي التسلسل فَافْهَم.
ثمَّ إِن الْمَعْلُول إِن كَانَ مركبا صادرا عَن فَاعل مُخْتَار لَا بُد لَهُ من عِلّة غائية وفاعلية ومادية وصورية إِذْ الْبَسِيط الصَّادِر عَن الْمُوجب لَا بُد لَهُ من عِلّة فاعلية فَقَط، والبسيط الصَّادِر عَن الْفَاعِل الْمُخْتَار لَا بُد لَهُ من عِلّة فاعلية وغائية. والمركب الصَّادِر عَن الْمُوجب لَا بُد لَهُ من عِلّة فاعلية ومادية وصورية وَأَن هَذِه الناقصات بعد اشتراكها فِي توقف الْمَعْلُول ممتاز كل وَاحِدَة مِنْهَا عَن الْأُخْرَى لِأَن مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الْمَعْلُول إِمَّا خَارج عَنهُ أَو دَاخل فِيهِ، وَالْأول إِمَّا أَن يكون وجوده صادرا عَنهُ فَهِيَ.

الْقصر

الْقصر: (كوتاه كردن) . وَأَيْضًا فِي اللُّغَة الْحَبْس. وَقصر الصَّلَاة فِي الشَّرْع أَن يُؤْتِي بركعتي الصَّلَاة الرّبَاعِيّة فِي السّفر. وَفِي اصْطِلَاح أَرْبَاب الْمعَانِي تَخْصِيص شَيْء بِشَيْء بطرِيق مَعْهُود من طرق الْقصر نَحْو الْعَطف وَالِاسْتِثْنَاء والتقديم وَإِنَّمَا وَنَحْوهَا كَمَا فصل فِي التَّلْخِيص مثل جَاءَنِي زيد لَا عَمْرو وَمَا ضرب إِلَّا زيد وتميمي أَنا وَإِنَّمَا زيد قَائِم وَيُسمى الشَّيْء الأول مَقْصُورا وَالثَّانِي مَقْصُورا عَلَيْهِ.
(الْقصر) خلاف الْمَدّ وَالتَّقْصِير والغاية يُقَال قصرك أَن تفعل كَذَا حَسبك وكفايتك وغايتك وَمَا اقتصرت عَلَيْهِ وَبَيت فخم وَاسع (ج) قُصُور والعشي يُقَال أَتَيْته قصرا عشيا وَجئْت قصرا عِنْد دنو الْعشي قبيل الْعَصْر
و (الْقصر) إِزَالَة اللَّوْن من ألياف النسيج أَو تخفيفه و (مســحوق الْقصر) مســحوق كيماوي أَبيض يستخدم فِي إِزَالَة الألوان أَو تخفيفها (مج)

بودر

بودر
بودرة [مفرد]:
1 - بُدْرَة؛ كلُّ مســحوق أو مطحون بشكل دقيق "سُكّر بُودرة".
2 - مســحوق يُوضع على الجلد وغيره للزينة والتبريد "وضعت الأم البودرة على قدم طفلها المصابة". 

البَرْبَرُ

البَرْبَرُ:
هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب، أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان، وهم أمم وقبائل لا تحصى، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله، ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف في أصل نسبهم، فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب، وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال:
البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي: هو عمليق بن يلمع بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: حدثني بكر ابن الهيثم قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال: هم يزعمون أنهم من ولد برّ بن قيس بن عيلان، وما جعل الله لقيس من ولد اسمه برّ وإنما هم من الجبّارين الذين قاتلهم داود وطالوت، وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين، وهم أهل عمود، فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله، وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها، وهي: هوّارة. أمتاهة.
ضريسة. مغيلة. ورفجومة. ولطية. مطماطة.
صنهاجة. نفزة. كتامة. لواتة. مزاتة.
ربوحة. نفوسة. لمطة. صدينة. مصمودة.
غمارة. مكناسة. قالمة. وارية. أتينة. كومية.
سخور. أمكنة. ضرزبانة. قططة. حبير.
يراثن واكلان. قصدران. زرنجى. برغواطة.
لواطة. زواوة. كزولة. وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلّا صنهاجة وكتامة، فإنهم بنو افريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلّفوا عنه عمّالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن
وتناسلوا. والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة، ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط، ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة، وقد حسّن لهم الشيطان الغوايات وزيّن لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق جائلة، فكم من ادعى فيهم النّبوّة فقبلوا، وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا، وكم ادّعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرّمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال، لا بشجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد. وتحكى عنهم عجائب، منها ما ذكره ابن حوقــل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم، قال: وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وازّفون ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة وميلة وسطيف، يضيّفون المارّة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب البتّة بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حميّة وشجاعة لم يمتنع عليه، وقد جاهدهم أبو عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشدّ مبلغ فما تركوه، قال: وسمعت أبا عليّ ابن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره، ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا، ولهم من هذا فضائح، ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد عليّ بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقــل، وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام.
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ومعي وصيف بربريّ، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربريّ يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيّا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم نبيّا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال: تزوجوا في نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم، ويقال: إن الحدّة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شرّ من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة بربري، قلت: هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض، أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:
رأيت آدم في نومي فقلت له: ... أبا البرية! إن الناس قد حكموا:
أن البرابر نسل منك، قال: أنا؟ ... حوّاء طالقة إن كان ما زعموا

صِقِلِّيَّةُ

صِقِلِّيَّةُ:
بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشددة، وبعض يقول بالسين، وأكثر أهل صقلّيّة يفتحون الصاد واللام: من جزائر بحر المغرب مقابلة إفريقية، وهي مثلثة الشكل بين كلّ زاوية والأخرى مسيرة سبعة أيّام، وقيل: دورها مسيرة خمسة عشر يوما، وإفريقية منها بين المغرب والقبلة، وبينها وبين ريو، وهي مدينة في البر الشمالي الشرقي الذي عليه مدينة قسطنطينيّة، مجاز يسمى الفارو في أطول جهة منها اتّساعه عرض ميلين وعليه من جهتها مدينة تسمى المسيني التي يقول فيها ابن قلاقس الإسكندري:
من ذا يمسّيني على مسّيني
وهي مقابلة ريو، وبين الجزيرة وبرّ إفريقية مائة وأربعون ميلا إلى أقرب مواضع إفريقية وهو الموضع المسمّى إقليبية وهو يومان بالريح الطيبة أو أقلّ،
وإن طولها من طرابنش إلى مسيني إحدى عشرة مرحلة وعرضها ثلاثة أيّام، وهي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار، وقرأت بخط ابن القطّاع اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية: وجدت في بعض نسخ سيرة صقلية تعليقا على حاشية أن بصقلية ثلاثا وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصنا ومن الضياع ما لا يعرف، وذكر أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه في تاريخ صقلية حاكيا عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية ثماني عشرة مدينة إحداها بلرم، وأن فيها ثلاثمائة ونيفا وعشرين قلعة، ولم تزل في قديم وحديث بيد متملّك لا يطيع من حوله من الملوك وإن جلّ قدرهم لحصانتها وسعة دخلها، وبها عيون غزيرة وأنهار جارية ونزه عجيبة، ولذلك يقول ابن حمديس:
ذكرت صقلّيّة والهوى ... يهيّج للنّفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنّة ... فإنّي أحدّث أخبارها
وفي وسطها جبل يسمى قصر يانه، هكذا يقولونه بكسر النون، وهي أعجوبة من عجائب الدّهر، عليه مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شيء كثير، وكلّ ذلك يحويه باب المدينة، وهي شاهقة في الهواء والأنهار تتفجّر من أعلاها وحولها وكذلك جميع جبال الجزيرة، وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه أبدا ظاهرة لا يستطيع أحد الدّنوّ منها فإن اقتبس منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها، وهي كثيرة المواشي جدّا من الخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والحيوان الوحشيّ وليس فيها سبع ولا حيّة ولا عقرب، وفيها معدن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزيبق وجميع الفواكه على اختلاف أنواعها، وكلأها لا ينقطع صيفا ولا شتاء، وفي أرضها ينبت الزعفران، وكانت قليلة العمارة خاملة قبل الإسلام، فلمّا فتح المسلمون بلاد إفريقية هرب أهل إفريقية إليها فأقاموا بها فعمّروها فأحسنوا عمارتها ولم تزل على قربها من بلاد الإسلام حتى فتحت في أيام بني الأغلب على يد القاضي أسد بن الفرات، وكان صاحب صقلية رجلا يسمى البطريق قسطنطين، فقتله لأمر بلغه عنه فتغلّب فيمي على ناحية من الجزيرة ثمّ دبّ حتى استولى على أكثرها ثمّ أنفذ صاحب القسطنطينيّة جيشا عظيما فأخرج فيمي عنها فخرج في مراكبه حتى لحق بإفريقية ثمّ بالقيروان منها مستجيرا بزيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، وهو يومئذ الوالي عليها من جهة أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد، وهوّن عليه أمرها وأغراه بها فندب زيادة الله الناس لذلك فابتدروا إليه ورغبوا في الجهاد فأمّر عليهم أسد ابن الفرات، وهو يومئذ قاضي القيروان، وجمعت المراكب من جميع السواحل وتوجّه نحو صقلية في سنة 212 في أيّام المأمون في تسعمائة فارس وعشرة آلاف راجل فوصل إلى الجزيرة وجمع الروم جمعا عظيما فأمر أسد بن الفرات فيمي وأصحابه أن يعتزلوهم وقالوا لا حاجة لنا إلى الانتصار بالكفار، ثمّ كبّر المسلمون وحملوا على الروم حملة صادقة فانهزم الروم وقتل منهم قتلا ذريعا وملك أسد بن الفرات بالتنقّل جميع الجزيرة، ثمّ توفي في سنة 213، وكان رجلا صالحا فقيها عالما، أدرك حياة مالك بن أنس، رضي الله عنه، ورحل إلى الشرق، وبقيت بأيدي المسلمين مدّة وصار أكثر أهلها مسلمين وبنوا بها الجوامع والمساجد ثمّ ظهر عليها الكفار فملكوها فهي اليوم في أيديهم، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة صقلية طولها أربعون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة، طالعها السنبلة، عاشرها ذراع الكلب ولها
شركة في الفرع المؤخر تحت عشر درجات من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، رابعها مثلها من الميزان، بيت ملكها مثلها من الحمل، ومن فضل جزيرة صقلية أن ليس بها سبع ضار ولا نمر ولا ضبع ولا عقرب ولا أفاع ولا ثعابين، وفيها معادن الذهب موجودة في كلّ مكان ومعادن الشّبّ والكحل والفضة ومعدن الزاج والحديد والرصاص وجبال تنعش، وكثيرا ما يوجد النوشادر في جبل النار ويحمل منه إلى الأندلس، وغيرها كثير، وقال أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه مصنف تاريخ صقلية: وأما جبل النار الذي في جزيرة صقلية فهو جبل مطلّ على البحر المتصل بالمجاز، وهو فيما بين قطانية ومصقلة وبقرب طبرمين، ودوره ثلاثة أيّام، وفيه أشجار وشعارى عظيمة أكثرها القسطل وهو البندق والصنوبر والأرزن، وحوله أبنية كثيرة وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدلّ على كثرة ساكنيه، وقيل إنّه يبلغ من كان يسكنه من المقاتلة في زمن الطّورة ملك طبرمين ستين ألف مقاتل، وفيه أصناف الثمار، وفي أعلاه منافس يخرج منها النار والدخان وربما سالت النار منه إلى بعض جهاته فتحرق كلّ ما تمرّ به ويصير كخبث الحديد ولم ينبت ذلك المحترق شيئا، ولا تمشي اليوم فيه دابة، وهو اليوم ظاهر يسميه الناس الأخباث، وفي أعلى هذا الجبل السحاب والثلوج والأمطار دائمة لا تكاد تنقطع عنه في صيف ولا شتاء، وفي أعلاه الثلج لا يفارقه في الصيف فأمّا في الشتاء فيعم أوّله وآخره، وزعمت الروم أن كثيرا من الحكماء الأولين كانوا يرحلون إلى جزيرة صقلية ينظرون إلى عجائب هذا الجبل واجتماع هذه النار والثلج فيه، وقيل إنّه كان في هذا الجبل معدن الذهب ولذلك سمّته الروم جبل الذهب، وفي بعض السنين سالت النار من هذا الجبل إلى البحر وأقام أهل طبرمين وغيرهم أيّاما كثيرة يستضيئون بضوئه، وقرأت لابن حوقــل التاجر فصلا في صفة صقلية ذكرته على وجهه ففيه مستمتع للناظر في هذا الكتاب، قال: جزيرة صقلية على شكل مثلث متساوي الساقين، زاويته الحادة من غربي الجزيرة طولها سبعة أيّام في أربعة أيّام، وفي شرقي الأندلس في لجّ البحر وتحاذيها من بلاد الغرب بلاد إفريقية وباجة وطبرقة إلى مرسى الخزر، وغربيها في البحر جزيرة قرشف وجزيرة سردانية من جهة جنوب قرشف، ومن جنوب صقلية جزيرة قوصرة، وعلى ساحل البحر شرقيها من البر الأعظم الذي عليه قسطنطينية مدينة ريو ثمّ نواحي قلورية، والغالب على صقلية الجبال والحصون، وأكثر أرضها مزرعة، ومدينتها المشهورة بلرم وهي قصبة صقلية على نحر البحر، والمدينة خمس نواح محدودة غير متباينة ببعد مسافة، وحدود كل واحدة ظاهرة، وهي: بلرم وقد ذكرت في بابها، وخالصة وهي دونها وقد ذكرت أيضا، وحارة الصقالبة وهي عامرة وأعمر من المدينتين المذكورتين وأجلّ، ومرسى البحر بها، وبها عيون جارية وهي فاصلة بينها وبين بلرم ولا سور لها، والمدينة الرابعة حارة المسجد وتعرف بابن صقلاب، وهي مدينة كبيرة أيضا وشرب أهلها من الآبار ليس لهم مياه جارية، وعلى طريقها الوادي المعروف بوادي العباس، وهو واد عظيم وعليه مطاحنهم ولا انتفاع لبساتينهم به ولا للمدينة، والخامسة يقال لها الحارة الجديدة، وهي تقارب حارة ابن صقلاب في العظم والشبه وليس عليها سور، وأكثر الأسواق فيها بين مسجد ابن صقلاب والحارة الجديدة، وفي بلرم والخالصة والحارات المحيطة بها ومن ورائها من المساجد نيف وثلاثمائة مسجد، وفي محالّ تلاصقها وتتصل بوادي العباس
مجاورة المكان المعروف بالعسكر وهو في ضمن البلد إلى البلد المعروف بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد، قال: ولقد رأيت في بعض الشوارع في بلرم على مقدار رمية سهم عشرة مساجد، وقد ذكرتها في بلرم، قال: وأهل صقلية أقل الناس عقلا وأكثرهم حمقا وأقلهم رغبة في الفضائل وأحرصهم على اقتناء الرذائل، قال: وحدثني غير إنسان منهم أن عثمان بن الخزّاز ولي قضاءهم وكان ورعا فلمّا جرّبهم لم يقبل شهادة واحد منهم لا في قليل ولا في كثير، وكان يفصل بين الناس بالمصالحات، إلى أن حضرته الوفاة فطلب منه الخليفة بعده فقال:
ليس في جميع البلد من يوصى إليه، فلمّا توفي تولى قضاءهم رجل من أهلها يعرف بأبي إبراهيم إسحاق بن الماحلي، ثمّ ذكر شيئا من سخيف عقله، قال:
والغالب على أهل المدينة المعلّمون، فكان في بلرم ثلاثمائة معلّم، فسألت عن ذلك فقالوا: إن المعلم لا يكلّف الخروج إلى الجهاد عند صدمة العدو، وقال ابن حوقــل: وكنت بها في سنة 362، ووصف شيئا من تخلّقهم ثم قال: وقد استوفيت وصف هؤلاء وحكاياتهم ووصف صقلية وأهلها بما هم عليه من هذا الجنس من الفضائل في كتاب وسمته بمحاسن أهل صقلية ثمّ ذكرت ما هم عليه من سوء الخلق والمأكل والمطعم المنتن والأعراض القذرة وطول المراء مع أنّهم لا يتطهّرون ولا يصلّون ولا يحجّون ولا يزكون، وربّما صاموا رمضان واغتسلوا من الجنابة، ومع هذا فالقمح لا يحول عندهم وربّما ساس في البيدر لفساد هوائها، وليس يشبه وسخهم وقذرهم وسخ اليهود، ولا ظلمة بيوتهم سواد الأتاتين، وأجلّهم منزلة تسرح الدجاج على موضعه وتذرق على مخدته وهو لا يتأثر، ثمّ قال: ولقد عررت كتابي بذكرهم، والله أعلم.

كاكاو

كاكاو
كاكاو [جمع]:
1 - (نت) شجر يُتَّخذ من مســحوق بذوره شراب، ويدخل في صناعة الحلوى كالشُّوكولاتة، كما يُستخرج منه زيت طبّيّ يُستعمل في الصَّيْدلة "قدّم له فنجانًا مِن الكاكاو الممزوج باللَّبن".
2 - مســحوق مصنوع من حبوب الكاكاو بعد تخميرها وتحميصها وإزالة قشورها ودهونها ثم طحنها.
• زُبْدَة الكاكاو: (كم) مادة صُلْبة دَسِمة بيضاء مُصْفَرَّة، تُستخرج من بذور الكاكاو بعد عصرها، وتدْخل في صناعة الشيكولاتة والصّابون ومستحضرات التجميل. 

غير

غير

1 غَارَ أَهْلَهُ, (S, Msb,) and غار لَهُمْ, (TA,) aor. ـِ inf. n. غِيَارٌ (S, Msb) and غَيْرٌ, (Msb, TA,) i. q. مَارَهُمْ, (S, Msb, TA,) i. e. He brought, or conveyed, to his family, مِيرَة [or a provision of corn, or wheat, &c.] (Msb.) [See also art. غور.]

b2: And He benefited them. (S, K, * TA.) 'AbdMenáf Ibn-Riba El-Hudhalee says مَا ذَا يَغِيرُ ابْنَتَىْ رِبْعٍ عَوِيلُهُمَا [What will their loud weeping benefit, or avail, the two daughters of Riba?] meaning that their weeping for their father will not avail them aught in lieu of seeking his blood-revenge. (S, TA.) Yousay غَارَهُمْ بِخَيْرٍ, (S, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He (God) bestowed upon them abundance of the produce of the earth, and rain; (TA in art. غور;) like as you say أَعْطَاهُمْ خَيْرًا: (S, K:) and so غارهم بِرِزْقِ [He bestowed upon them means of subsistence]. (TA.) And اَللّٰهُمَّ غِرْنَا بِخَيْرٍ (S, Msb) O God, benefit us with prosperity. (Msb.) And غَارَهُمْ بِمَطَرٍ He (God) watered them with rain, (S, K, TA,) and bestowed upon them abundance of the produce of the earth. (TA.) And غَارَ الأَرْضَ الغَيْثُ The rain watered the land. (Fr, S.) [See also art. غور.]

A2: غَارَهُ, aor. ـِ (AO, S, K,) inf. n. غَيْرٌ, (TA,) He gave him the bloodwit; (AO, S, K;) as also غارهُ, aor. ـُ (AO, S, TA;) مِنْ أَخِيهِ [for his brother]: and so ↓ غيّرهُ. (TA.) [See غِيرَةٌ.]

A3: غَارَ عَلَى أَهْلِهِ, (S,) or على امْرَأَتِهِ, (Msb, K,) aor. ـَ inf. n. غَيْرَةٌ, (S, Msb, K,) with fet-h, (S, Msb, TA,) and غَيْرٌ and غَارٌ (S, Msb, K) and غِيَارٌ, (K,) [He was jealous of his wife:] he was jealous for her (مِنْ فُلَانٍ of such a one: Mgh): [he was careful of her, to avoid suspicion: or he regarded her conduct with disdain, scorn, or indignation: (see غَيْرَةٌ, below:) or] he was angry at the conduct, or action, of his wife. (Msb.) And غَارَتِ امْرَأَتُهُ عَلَيْهِ [His wife was jealous of him: &c.]. (M, b, K.) [See also art. غور.] And you say also, فُلَانٌ لَا عَلَى أَهْلِهِ ↓ يَتَغَيَّرُ, meaning لَا يَغَارُ [Such a one is not jealous of his wife: &c.]. (TA.) 2 غيّر الشَّىْءَ, (S, Msb, K, *) inf. n. تَغْيِيرٌ, (Msb,) He made the thing other than it was; (K;) made it cease to have the quality which it had; (Msb;) altered it; changed it. (K.) He, or it, altered, or changed, the thing in odour, or otherwise, for the worse; corrupted, tainted, or infected, it; rendered it ill-smelling, stinking, fetid, rancid, rank, fusty, or frouzy. (The lexicons passim.) It is said in the Kur [viii. 55], ذٰلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [This was because God changeth not favour which He hath conferred upon a people until they change what is in themselves: or] until they change what God hath commanded them to do. (Th, TA.) b2: [And He exchanged the thing for another thing.]

b3: غيّر الشَّيْبَ He plucked out the white, or hoary, hairs. (TA.) b4: غيّر عَنْ بَعِيرِهِ He put down the saddle from his camel, and put it to rights, or adjusted it, or repaired it. (TA.) One says تَرَكَ القَوْمَ يُغَيِّرُونَ He left the people putting to rights, or adjusting, or repairing, the camels' saddles. (S, TA.) A2: See also 1, latter half.3 غَاْيَرَ [غَايَرَا, inf. n. مُغَايَرَةٌ, They differed, each from the other.] You say بَيْنَهُمَا مُغَايَرَةٌ Between them two is a difference. (Msb.) [See also 6.]

A2: غايرهُ, (S, K,) inf. n. مُغَايَرَةٌ, (S,) He bartered, or exchanged, with him, in buying and selling. (S, K.) And غايرهُ بِالسِّلْعَةِ, inf. n. as above, He bartered, or exchanged, the article of merchandise with him. (TA.) And غاير السِّلْعَةَ, (TA,) inf. n. غِيَارٌ, (S, K, TA,) He exchanged the article of merchandise. (S, * K, * TA.) El-Aashà says فَلَا تَحْسِبَنِّى لَكُمْ كَافِرًا وَلَا تَحْسِبَنِّى أُرِيدُ الغِيَارَا [Therefore do thou by no means think me ungrateful towards you; and do thou by no means think I desire the making an exchange]. (S, TA.) 4 اغار أَهْلَهُ [He made his wife jealous;] he married another in addition to his wife, so she became jealous (غارت): (As, A'Obeyd, Msb, K:) belonging to this art. and to art. غور. (TA.) 5 تغيّر quasi-pass. of غيّر, (S, Msb,) [It became other than it was;] it ceased to have the quality which it had; (Msb;) it became altered, or changed, عَنْ حَالِهِ, from its state or condition. (K.) It became altered, or changed, in odour, or otherwise, for the worse; turned, or turned bad; became corrupted, spoiled, tainted, infected, illsmelling, stinking, fetid, rancid, rank, fusty, or frouzy. (The lexicons passim.) b2: [And It became exchanged for another thing.] b3: See also 1, last signification.6 تغايرت الأَشْيَآءُ The things differed, one from another. (S.) 8 اغتار He procured مِيرَة [a provision of corn, or wheat, &c.]. (K.) You say خَرَجَ يَغْتَارُ لِأَهْلِهِ He went forth to procure ميرة for his family. (Fr, Sgh.) b2: He derived, or obtained, benefit, advantage, or profit. (TA.) See also art. غور.

غَيْرٌ signifies i. q. سِوًى [Other]: and the pl. is أَغْيَارٌ: (S:) [but غَيْر itself often has a pl. meaning, as will be seen in what follows:] or [accord. to general usage, as will be seen below,] غَيْرُ signifies i. q. سِوَى [other than; exclusively of; or not, as used before a substantive or an adjective]. (Msb, K: in the CK [erroneously] سِوًى.) It is used to qualify a subst.; [governing (as a prefixed noun) the noun that follows it in the gen. case;] and when so used, it is put in the same case as the noun preceding it. (S.) It qualifies an indeterminate noun: (Mughnee, Msb:) you say جَآءَنِى رَجُلٌ غَيْرُكَ [A man, other than, or not, thou, came to me]: (Msb:) and نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ [We will in that case do good, other than, or not, what we used to do: (Kur xxxv. 34:)]: (Mughnee:) and مِنْ مَآءٍ غَيْرِ آسِنٍ

[Of water other than, or not, altered in taste and colour]. (Kur xlvii. 16.) It is a noun necessarily prefixed, as to the sense, to a noun which it governs in the gen. case: but sometimes it is without the latter, when the meaning is understood and it is preceded by لَيْسَ, (Mughnee, K,) or by لَا: (K:) [in which case it signifies Any other person or thing; any person or thing beside, or else:] you say قَبَضْتُ عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرُهَا [I received ten; not other than they was received by me; i. e., not any other thing; or not anything beside, or else]; (Mughnee, K;) the enunciative, مَقْبُوضًا, being suppressed: (Mughnee:) and ليس غَيْرَهَا, (Mughnee, K;) the noun [of ليس] being understood; i. e., لَيْسَ المَقْبُوضُ غَيْرَهَا: (Mughnee:) and ليس غَيْرَ; in which the affixed noun [ for المضاف, in the K, I read المضاف اليه, as in the Mughnee,] is suppressed, and the noun [of ليس] is also understood: (Mughnee, K:) and ليس غَيْرُ; (Mughnee, K;) in which, accord. to Mbr, and the later authors, غير is indecl., being likened to قَبْلُ and بَعْدُ, so that it may be either the noun or the enunciative [of ليس] or, accord. to Akh, it is decl., because it is not a noun of time like قَبْلُ and بَعْدُ, nor of place like فَوْقُ and تَحْتُ, but like كُلٌّ and بَعْضٌ, so that it is the noun [of ليس], and the enunciative is suppressed; (Mughnee;) or it may be either indecl. or decl., (Mughnee, K,) accord. to Ibn-Kharoof: (Mughnee:) and ليس غَيْرًا, and ليس غَيْرٌ; (Mughnee, K;) in both which cases it is decl., as though the affixed noun were mentioned: (Mughnee:) and لَا غَيْرُ; for the saying, [which we find in the Mughnee,] app. taken from a statement of Seer, that this is incorrect, is not good, since it occurs in the following verse, cited by Ibn-Málik; جَوَابًا بِهِ تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَا لَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لَا غَيْرُ تُسْأَلُ [Aim thou at having an answer by which thou mayest be safe; for, by our Lord, respecting an action which thou shalt have done before, not any other thing, or not anything beside or else, thou wilt be asked]. (K.) b2: It does not become determinate by its being prefixed to another noun, because it is very vague: but it is also applied as an epithet to a determinate noun which is near to being indeterminate; as in صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [The way of those upon whom Thou hast conferred favour; the other than, or those who are not, the objects of anger; (Kur i. 6 and 7;)] because the noun rendered determinate by the art. ال denoting a genus is near to being indeterminate, and because when غير occurs between two contraries its vagueness becomes weakened, (Mughnee, K, *) or altogether departs: (K:) or it is here applied as an epithet to a determinate noun because it resembles a determinate noun in its being prefixed to such a noun: (Msb:) Az says that غير is here in the gen. case because it is an epithet to الذين; and that it may be an epithet to [what is technically termed in this instance] a determinate noun [as having the article ال prefixed to it] because الذين has not [in itself] a direct meaning (لِأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدُهُ), [it being merely a conjunct noun, the meaning of which is determined by what follows it,] notwithstanding it has the art. ال prefixed to it: Abu-l-'Abbás says that Fr holds الذين to have the office of an indeterminate noun; and غير to be an epithet of it; not of any other noun; but that غير, accord. to some, may be an epithet relating to the nouns implied in انعمت عليهم, these not having a direct meaning: Akh says that غير [with what follows] is a substitute [for الذين with what follows], as though the meaning were صِرَاطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [the way of those who are not the objects of anger]. (TA.) The reading غَيْرَ is also related, on the authority of Ibn-Ketheer, in the accus. case, as a denotative of state, [meaning they being not the objects of anger,] relating to the pronoun governed in the gen. case by the prep. [in عليهم]; or by أَعْنِى [I mean] understood; or as an exceptive, [accord. to a usage to be explained below,] if the favours be interpreted as conferred in common upon the two classes of persons. (Bd.) b3: As it resembles a determinate noun in its being prefixed to a determinate noun, [as المغضوب in the above-cited passage of the Kur,] some have presumed to prefix to it the article ال: but against this it may be urged, that its prefixion to a determinate noun is not to render the expression determinate, but for specification; and ال does not imply specification. (Msb.) b4: In the following verse of Hassán, أَتَانَا فَلَمْ نَعْدِلْ سِوَاهُ بِغَيْرِهِ نَبِىٌّ بَدَا فِى ظُلْمَةِ اللَّيْلِ هَادِيَا the meaning is, [A prophet came to us, who appeared in the darkness of night, a director in the right way,] and we did not weigh another than him with another than the other, i. e., with him. (Mughnee.) b5: [وَغَيْرُ ذٰلِكَ is a phrase of frequent occurrence, meaning Et cœtera.] b6: غَيْرُ is also used in the sense of لَيْسَ [He, or it, is not]; as in the phrase كَلَامُ اللّٰهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ [The word of God is not created], syn. لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ. (Az, TA.) b7: It is also used in the sense of لَا [meaning Not, as used before a participle]; (S, K;) and then it is in the accus. case, as a denotative of state; (S;) as in the phrase فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ, (S, K,) in the Kur [ii. 168, and other places], (S,) i. e., جَائِعًا لَا بَاغِيًا [But whosoever is necessitated, being hungry, not transgressing the due bounds]. (S, K.) b8: It is also used as an exceptive, (S, Mughnee,) in the sense of إِلَّا [Except; save; or but]; (Msb, K;) and then it is put in the same case in which the word following إِلَّا would be put in the same phrase, (S, Mughnee, Msb, K,) because it is originally a qualificative, and its use as an exceptive is adventitious: (S:) therefore you say جَآءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْدٍ [The people came, except Zeyd]; and مَا جَآءَنِى أَحَدٌ غَيْرَ زَيْدٍ and غَيْرُ زَيْدٍ [Not any one came to me, except Zeyd]: (Msb, K:) or its case depends upon the governing words, so that you say مَا قَامَ غَيْرُ زَيْدٍ

[No one stood, except Zeyd], and مَا رَأَيْتُ غَيْرَ زَيْدٍ

[I saw not any, except Zeyd]: (Msb:) but Fr says that some of the Benoo-Asad and Kudá'ah put غير in the accus. case, when used in the sense of إِلَّا, whether the phrase before it be complete or incomplete; saying مَا جَآءَنِى غَيْرَكَ [Not any one came to me, except thou], and ما جاءنى أَحَدٌ غَيْرَكَ [Not any one came to me, except thou]: (S, Msb:) and AA says that when غير has the place of إِلَّا, it is put in the accus. case. (Msb.) In the saying لَا إِلٰهَ غَيْرُ اللّٰهِ [There is no deity other than God], غير is in the nom. case because it is the enunciative of لا; but it may be put in the accus. case, as meaning إِلَّا. (Msb.) When, as an exceptive, it is prefixed to an indecl. word [and not preceded by a prep.], it may be itself indecl., with fet-h for its termination; as in the following verse; لَمْ يَمْنَعِ الشُّرْبَ مِنْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْ حَمَامَةٌ فِى غُصُونٍ ذَاتِ أَوْقَالِ [Nought prevented the drinking from it, except that a pigeon cooed, upon branches having اوقال, which app. means stumps of cut shoots]. (Mughnee, K.) [See also an ex. (of غَيْرَ أَنَّ) in a verse cited voce بَيْدَ.] b9: [It is often used with a prep.; as in بِغَيْرِ حِسَابٍ Without reckoning; (Kur ii. 208, &c.;) and مِنْ غَيْرِ سُوْءٍ Without leprosy. (Kur xx. 23, &c.)]

A2: غَيْرٌ (JK, K) and (JK) ↓ غِيَرٌ (JK, S) signifying The act of altering, or changing, i. q. تَغْيِيرٌ, (JK,) are substs. from غَيَّرَهُ; (S with respect to the latter, and K with respect to the former;) not inf. ns., as having no unaugmented verb. (TA.) b2: [Hence,] الدَّهْرِ ↓ غِيَرُ, the former of these two words being of the same measure as عِنَب, The accidents, or casualties, of time or fortune, which alter, or change, things: (K:) [or alteration, or change, of time or of fortune; for] IAmb says, with respect to the saying لَا أَرَانِى اللّٰهُ بِكَ غِيَرًا [May God not show me, in thee, alteration of state], that غِيَرٌ is from تَغَيُّرُ الحَالِ, a subst. like قِطَعٌ [as meaning “ a portion of the night ”]; or that it may be a pl., of which the sing. is ↓ غِيْرَةٌ. (TA.) b3: [Hence also,] بَنَاتُ غَيْرٍ [or ↓ غِيَرٍ, as in Freytag's Arab. Prov. i. 309,] (tropical:) Lying: or a lie, or falsehood: syn. كَذِبٌ: (TS, K:) or [rather] lies. (JK, A.) You say جَآءَ بِبَنَاتِ غَيْرٍ [or ↓ غِيَرٍ] (tropical:) He uttered lies. (A.) غِيَرٌ: see غَيْرٌ, last quarter, in four places: b2: and see also غِيرَةٌ.

غَيْرَةٌ [Jealousy;] a man's dislike of another's participating in that which is his [the former's] right: (Kull p. 268:) or care of what is sacred, or inviolable, to avoid suspicion: or disdain; scorn; or indignation: syn. حَمِيَّةٌ and أَنَفَةٌ: (TA:) or anger at the conduct, or action, of a wife. (Msb.) [See 1, last signification.]

غِيرَةٌ A provision of corn, or wheat, &c., which a man procures for himself; syn. مِيرَةٌ; (S, Msb, K,) as also ↓ غِيَارٌ: (TA:) [or the latter is probably syn. with مِيرَةٌ used in the sense of an inf. n.:] pl. of the former غِيَرٌ. (Msb.) [See art. غور.]

A2: See also غَيْرٌ, last sentence but two. b2: Also A bloodwit; (AA, S, K;) syn. دِيَةٌ: (AA, S: *) and غِوَرٌ is a dial. var. thereof: (TA in art. غور:) pl. ↓ غِيَرٌ: (AA, S, K:) or, as some say, this is a sing., (S, TA,) of the masc. gender; TA;) and the pl. is أَغْيَارٌ: (S, TA:) and the دِيَة is said to be termed غِيَرٌ because it is a substitute for retaliation. (TA.) غَيْرَانُ; fem. غَيْرَى: see غَيُورٌ, in two places.

غِيَارٌ The cognizance, or badge, of the free nonmuslim subjects of a Muslim government; such as the زُنَّار [or waist-belt] (Mgh, K) to the Magians, (Mgh,) and the like: (Mgh, K:) or, as some say, the cognizance, or badge, of the Jews. (TA.) b2: كَلامٌ بِغِيَارِهِ (assumed tropical:) Speech, or language, having its own proper guise; not altered therefrom. (Msb in جلف.) A2: See also غِيرَةٌ.

غَيُورٌ and ↓ غَيْرَانُ (S, Msb, K) and ↓ غَيَّارٌ (TA) and ↓ مِغْيَارٌ (S, K) epithets [all of which are intensive] from غَارَ عَلَى أَهْلِهِ, (S, Msb, K,) i. e., from الغَيْرَةُ: (TA:) [Very jealous: &c.: see غَيْرَةٌ:] and غَيُورٌ and غَيْرَى (S, Msb, K) and غَيَّارَةٌ (TA) signify the same applied to a woman: (S, Msb, K:) the pl. of غَيُورٌ is غُيُرٌ, (S, Msb, K,) masc. and fem., (S, K,) and he who says رُسْلٌ [for رُسُلٌ] says غُيْرٌ [or غِيرٌ?]; (TA;) and of ↓ غَيْرَانُ, غَيَارَى and غُيَارَى; (S, Msb, K;) and of غَيْرَى, also, غَيَارَى (S, Msb, K) and غُيَارَى; (Msb;) and of ↓ مِغْيَارٌ, مَغَايِيرُ. (S, K.) غَيَّارٌ: see the next preceding paragraph.

أَغْيَرُ مِنَ الحُمَّى [More jealous than fever:] because a fever cleaves fast to its patient, like as a very jealous woman cleaves to her husband. (TA.) أَرْضٌ مَغِيرَةٌ and ↓ مَغْيُورَةٌ, Land watered: (S, K:) or rained upon: (TA:) the former [like the latter] is with fet-h to the م. (S.) مُغَيِّرٌ One who puts down the furniture of his camel from off him, to relieve and ease him. (TA.) مِغْيَارٌ: see غَيُورٌ, in two places.

ارض مَغْيُورَةٌ: see مَغِيرَةٌ.
(غير) : الغِيارُ: أَعْلَى الجَبَل.
(غير) فلَان عَن بعيره حط عَنهُ رَحْله وَأصْلح من شَأْنه يُقَال نزل الْقَوْم يغيرون وَالشَّيْء بدل بِهِ غَيره يُقَال غيرت دَابَّتي وغيرت ثِيَابِي وَجعله على غير مَا كَانَ عَلَيْهِ تَقول غيرت دَاري إِذا بنيتها بِنَاء غير الَّذِي كَانَ
(غ ي ر) : (الْغِيَارُ) عَلَامَة أَهْلِ الذِّمَّةِ كَالزُّنَّارِ لِلْمَجُوسِ وَنَحْوِهِ (وَقَوْلُهُ) فِي السِّيَرِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بِذَلِكَ فَلَا يُغَيِّرُونَهُ وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ غَيْر مُعْجَمَة مِنْ التَّعْيِيرِ اللَّوْمُ وَالْأَوَّل أَصَحُّ (وَغَارَ) عَلَى أَهْلِهِ مِنْ فُلَانٍ غَيْرَةً مِنْ بَاب لَبِسَ (وَمِنْهُ) غَارَتْ أُمُّكُمْ.
غير
الغَيْرَانُ: الرَّجُلُ الغَيُوْرُ، والجمع: الغَيَارى والغُيُرُ والغِيَرُ. والمَرْأةُ غَيْرى غَيُوْرٌ. ورَجُلٌ غارٌ غَيُوْرٌ. وهو لا يَتَغَيَّرُ على أهْلِه: أي لا يَغَارُ. ويقولون: " أغْيَرُ من الفَحْل ". والإِغارَةُ: الدَّفعةُ على القَوْم. وشِدَّةُ فَتْل الحَبْل وفَرَس مُغَارٌ: شَدِيدُ المَفاصِل. والغَيْرُ: النَّفْعُ.
والغِيْرَةُ: المِيْرَةُ، غَارَهم يَغِيْرُهم ويَغُوْرُهم: مارَهُم، وهو الغِيَارُ وجَمْعُها غِيَرٌ. والدِّيَةُ - أيضاً -، وغَيَّرَ فلان فلاناً: أعطاه الدِّيَةَ.
وغارَ الغَيْثً الأرضَ يَغِيْرُها: إذا سَقَاها. وغارَنَا اللهُ بخَيْرٍ. وأرْضٌ مَغِيْرَةٌ ومَغْيُورَة.
وغِرْنا بخَيْرٍ: أي غِثْنا. وغارَ فيه الطَّعامُ يَغِيْرُ: أي نَجِعَ. وغَيْرُ: يكونُ استثناءً ويكون اسْماً، وبعضُ العَرَبِ يُثَنِّيه ويَجْمَعُه. والغَيْرُ: التَّغْيِيْرُ، وكذلك الغِيَرُ في قَوْله: قد بَلَغَ الماءُ الرُّبى فلا غِيَرْ ويُقال للكَذِباتِ: بَنَاتُ غَيْرٍ. وغايَرْتُه بسِلْعَتي: أي بادَلْتُه.
وأغارَ فلانٌ إلى بني فلانٍ إغارَةً: إذا أتاهم ليَنْصُرَهم أو ليَنصرُوه.
(غير) يكون اسْما بِمَعْنى إِلَّا تَقول جَاءَ الْقَوْم غير مُحَمَّد مَعْنَاهُ إِلَّا مُحَمَّدًا ويعرب حِينَئِذٍ إِعْرَاب الِاسْم الْوَاقِع بعد إِلَّا فَهُوَ هُنَا مَنْصُوب على الِاسْتِثْنَاء
وَيكون اسْما بِمَعْنى سوى نَحْو مَرَرْت بغيرك أَي بسواك وَهَذَا غَيْرك بِمَعْنى لَيْسَ نَحْو كلامك غير مَفْهُوم أَي لَيْسَ بِمَفْهُوم ويعرب هُنَا على حسب العوامل
واسما بِمَعْنى لَا نَحْو قَوْله تَعَالَى {فَمن اضْطر غير بَاغ وَلَا عَاد} كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ فَمن اضْطر جائعا لَا بَاغِيا وَلَا عاديا وَنَحْو {غير ناظرين إناه} و {غير محلي الصَّيْد} وَهِي مَنْصُوبَة فِيهَا جَمِيعًا على الْحَال
وَصفَة نَحْو قَوْله تَعَالَى {غير المغضوب عَلَيْهِم} ويعرب حِينَئِذٍ إِعْرَاب الْمَوْصُوف وَهُوَ فِي الْآيَة مجرور لِأَنَّهُ صفة للَّذين
وَهَذَا اللَّفْظ ملازم للإضافة وَقد يقطع عَنْهَا إِن فهم مَعْنَاهُ وَسَبقه (لَيْسَ) أَو (لَا) نَحْو قبضت عشرَة لَيْسَ غير أَو لَا غير
وَيُقَال جَاءَ ببنات غير أَي بأكاذيب وَفعله غير مرّة أَي أَكثر من مرّة وَعِنْدِي غير كتاب أَكثر من كتاب
غ ي ر

غار على أهله من فلان، وأنا أغار عليها من ظلّها ومن شعارها، وفلان لا يتغيّر على ارمأته أي لا يغار. وأغار أهله، ورجل وامرأة غيور، ورجال ونساء غيرٌ وغيارَى. قال الفرزدق:

عصوا بالسيوف المشرفيّة فيهم ... غيارى وألقوا كلّ جفن ومحمل

والدهر ذو غيرٍ. وشكوت إلى فلان فما كان عنده غير أي تغيير. وقبلوا الغير أي الدية وجمعه أغيار، وقيل: هو جمع، والواحد: غيرةٌ. وفي الحديث " إلا الغير تريد ". وقال:

لنجدعنّ بأيدينا أنوفكم ... بني أميمة إن لم تقبلوا الغيرا وغيّرت السلطان: أعطيته الدية. وغايرته بسلعتي: بادلته. وأعلم اليهوديّ بالغيار. ويقول السّفر: غيّروا يا قوم أي قفوا حتى تسووا رحالكم وتغيّروها. قال:

جدّي فما أنت بأرض تغيير ... واعترفي لدلج وتهجير

وتقول: جدّوا في المسير، ما لهم تغوير ولا تغيير.

ومن المجاز: جاء بينات غيرٍ أي بأكاذيب. أنشد ابن الأعرابي:

إذا ما جئت جاء بنات غيرٍ ... وإن ولّيت أسرعن الذهابا

غير


غَارَ (ي)(n. ac. غَيْرغَار []
غَيْرَة)
a. ['Ala], Was jealous of, about.
b. [Min], Envied, was jealous of.
c.(n. ac. غَيْر
غِيَاْر) [acc. & La], Brought provisions to; provided, furnished with.
d. Bestowed upon; benefited, profited.

غَيَّرَa. Changed, altered; transformed.
b. Changed, exchanged, bartered.

غَاْيَرَa. Made an exchange with; bartered with.
b. Differed from.

أَغْيَرَa. Made jealous.

تَغَيَّرَa. see I (a)b. Was changed, altered; was transformed.
c. Was exchanged.
d. [ coll. ], Wasted, grew thin
emaciated.
تَغَاْيَرَa. Were jealous.
b. Differed, were unlike.

إِغْتَيَرَa. see I (c)
غَيْر (pl.
أَغْيَاْر)
a. Difference; change, alteration.
b. Other; another.
c. Not; un-.
d. Except, save —
see idioms below.

غَيْرَة []
a. Jealousy; envy.
b. Rivalry; emulation.
c. Zeal.

غَيْرَى []
a. fem. of
غَيْرَاْنُ
غِيْرa. Provision.

غِيَرa. Changes, vicissitudes, ups & downs of life.

مَغِيْر []
a. Well watered.

غِيَارa. Change, alteration; exchange; permutation.
b. Mark, sign.
c. [ coll. ], Thinness, leanness
emaciation.
غَيُوْر [] (pl.
غُيُر)
a. Jealous.
b. Zealous.

غَيَّار []
a. see 26 (a)
غَيْرَان [] (pl.
غَيَارَى [] )
a. see 26 (a)
مِغْيَار [] (pl.
مَغَاْيِيْرُ)
a. Jealous.
b. Insalubrious, unhealthy ( climate & c. ).
مَغْيُوْر [ N.
P.
a. I]
see 18
مُغَيّار [ N. P.
a. II] [ coll. ], Thin, lean
emaciated.
تَغَايُر [ N.
Ac.
a. VI], Rivalry, emulation.

مُغَيِّرَة
a. Intermittent (fever).
بِغَيْر
a. مِن غَيْرب Without.
لَا عَيْر
a. No one else; nothing else.

غَيْر أَن
a. Unless; but; although, albeit.

جَآءَنِي غَيْرُكَ
a. A man other than thou came to me.

أَخَذْت عَشَرَةً لَا غَيْر
a. I took ten, none other.
مَا جَآءَنِي أَحَدٌ
غَيْرَُكَ
a. No one came to me except thee.

بِغَيْرِ حِسَابٍ
a. Without reckoning.

غَيْرُ خَالِصٍ
a. Impure, not pure.

غَيْرُ ذٰلِكَ
a. Et cætera.
غ ي ر: (الْغِيَرُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: (غَيَّرْتُ) الشَّيْءَ (فَتَغَيَّرَ) . قُلْتُ: وَمِنْهُ غِيَرُ الزَّمَانِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ مُذَكَّرٌ وَجَمْعُهُ (أَغْيَارٌ) . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هُوَ جَمْعُ (غِيرَةٍ) . وَ (الْغَيْرَةُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: غَارَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَغَارُ (غَيْرًا) وَ (غَيْرَةً) وَ (غَارًا) وَرَجُلٌ (غَيُورٌ) وَ (غَيْرَانُ) وَامْرَأَةٌ (غَيُورٌ) وَ (غَيْرَى) . وَ (تَغَايَرَتِ) الْأَشْيَاءُ اخْتَلَفَتْ. وَ (غَيْرٌ) بِمَعْنَى سِوًى وَالْجَمْعُ (أَغْيَارٌ) وَهِيَ كَلِمَةٌ يُوصَفُ بِهَا وَيُسْتَثْنَى. فَإِنْ وَصَفْتَ بِهَا أَتْبَعْتَهَا مَا قَبْلَهَا. وَإِنِ اسْتَثْنَيْتَ بِهَا أَعْرَبْتَهَا بِالْإِعْرَابِ الَّذِي يَجِبُ لِلِاسْمِ الْوَاقِعِ بَعْدَ إِلَّا. وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَ (غَيْرٍ) صِفَةٌ وَالِاسْتِثْنَاءُ عَارِضٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: بَعْضُ بَنِي أَسَدٍ وَقُضَاعَةَ يَنْصِبُونَ غَيْرًا إِذَا كَانَ فِي مَعْنَى إِلَّا تَمَّ الْكَلَامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ. فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنِي غَيْرَكَ وَمَا جَاءَنِي أَحَدٌ غَيْرَكَ. وَقَدْ يَكُونُ غَيْرٌ بِمَعْنَى لَا فَتَنْصِبُهَا عَلَى الْحَالِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} [البقرة: 173] كَأَنَّهُ قَالَ فَمَنِ اضْطُرَّ جَائِعًا لَا بَاغِيًا. وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ} [المائدة: 1] . 
[غير] الغيرَةُ بالكسر: الميرَةُ. وقد غارَ أهلَه يَغيرهم غِياراً، أي يَميرُهُم وينفعهم. قال الباهلي : ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاَء أو حارِثِيَّةٍ * تُؤَمِّلُ نَهْباً من بَنيها يَغيرُها - أي يأتيها بالغنيمة فقد قُتلوا. قال أبو عبيدة: يقال: غارَني الرجل يَغيرُني ويَغورُني، إذا وَداكَ من الدِيَةِ. والاسم الغيرَةُ أيضاً بالكسر، وجمعها غير. قال الشاعر : لنجدعن بأيدينا أنوفَكم * بَني أمَيَّةَ إن لم تقلبوا الغيرا - وقال بعضهم: إنه واحد، وجمعه أغْيارٌ. والغِيَرُ أيضاً: الاسم من قولك غيرت الشئ فتَغَيَّر . والغَيْرَةُ بالفتح: مصدر قولك: غارَ الرجل على أهله يَغارُ غَيْراً، وغَيْرَةً، وغاراً. ورجلٌ غيورٌ وغَيرانُ، وجمع غَيورٍ غُيُرٌ، وجمع غَيْرانَ غَيارى وغُيارى. ورجلٌ مِغْيارٌ وقومٌ مَغاييرُ، وامرأةٌ غَيورٌ ونِسْوةٌ غُيُرٌ، وامرأةٌ غَيْرى ونِسوةٌ غَيارى. وغارَهُ يُغيرُهُ ويَغورُهُ، أي نَفَعَهُ. قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهذليّ: ماذا يَغيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُما * لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسى لِمَن رَقَدا - يقول: لا يغني بكاؤهما على أبيهما من طلب ثأره. وغارهم الله بمطر يغيرهم ويَغورُهُمْ، أي سقاهم. يقال: اللهم غِرْنا بخير وغُرْنا بخير. قال الفراء: قد غارَ الغيثُ الأرض يَغيرُها، أي: سقاها. قال: وغارَنا الله بخير، كقولك: أعطانا خيراً. قال أبو ذؤيب: وما حمل البختى عام غياره * عليه الوسوق برها وشعيرها - وأرضٌ مَغيرَةٌ بفتح الميم، ومَغْيورَةٌ، أي مَسْقِيَّةٌ. وغايَرتُ الرجل مُغايَرَةً، أي عارضْتُه بالبيع وبادلتُه. وتغايَرَتِ الاشياء: اختلف. والغيار: البدال . قال الشاعر الأعشى: فلا تَحْسَبَنِّي لكم كافِراً * ولا تَحْسَبَنِّي أريدُ الغِيارا - وقولهم: نزل القوم يُغَيِّرونَ، أي يُصلِحون الرِحالَ. وغَيْرُ بمعنى سِوى، والجمع أغْيارٌ. وهي كلمةٌ يوصف بها ويستثنى، فإن وصفتَ بها أتبعتَها إعرابَ ما قبلها، وإن استثنيت بها أعربتها بالإعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا. وذلك أنّ أصل غَيْرَ صفةً والاستثناء عارض. قال الفراء: بعض بنى أسد وقضاعة ينصبون غيرا إذا كان في معنى إلا، تم الكلام قبلها أولم تيم. يقولون: ما جاءني غيرك، وما جاءني أحد غيرك. وقد تكون غير بمعنى لا فتنصبها على الحال، كقوله تعالى:

(فَمَنِ اضْطَرَّ غَيْرَ باغ ولاعاد) *، كأنه قال: فمن اضطُرَّ جائعاً لا باغياً. وكذلك قوله:

(غير ناظرين إناده) *، وقوله:

(غير محلى الصيد) *.
غير: غَيَّرَ (بالتشديد): تغيير الخضر بالازبال: نثر على النباتات غبار السماد، (ابن العوام: 1، 114، 2، 139).
ويقال مجازاً: تغبير السوابق في مضمار التحصيل أي التفوق على جميع الطلاب (المقري 1: 859). وغبَّر في وجوه جميع كرام الملوك. أي فاق جميع كرام الملوك (الفخري ص27). تغبير. (انظر لين) تهليل وتطريب وترتيل القرآن. (المقدمة 2: 359).
أغبر على: أخفى. ففي ألف ليلة (برسل 3: 115)! ومَنْ أخفاه وأغبر عليه. وعند بوسييه: غَبَر بهذا المعنى.
غبرة: غُبار، وعند دومب (ص55) غَبْرة.
غبرة: سحابة غُبار (بوشر) وجمعها غبرات (كرتاس ص149، 218).
غبرة وعفرة: ضوضاء، جَلَبة، ضجيج، صَخَب. (ميهرن ص32).
غبرة: شرر .. (المعجم اللاتيني- العربي) وفيه ( Fubilla شَرر ولهيب وغبْرة.).
غُبرَة: سواد. (فوك). لاحظ الجمع في ألف ليلة (2: 110) قال الخليفة: إن علاء الدين كان أبيض الوجه ووجه هذا اسود، فأجابه الوزير: ألا تعلم أن الموت له غبرات؟.
غُبْرَة: لون خليط من البياض والحمرة (أو السمرة) والسواد. ففي العوام (1: 88) كما في مخطوطتنا: والغبرة لون من اجتماع البياض والحمرة والسواد.
سُكَّر غبرة: سكَّر خام. (هوست ص271).
غَبَار: خشكار الدقيق (الطحين). ففي ابن البيطار (1: 153) الادريسي: وإذا عُجِنَتْ ببياض البيض وغبار الحواري. وفي معجم ألكالا: غُبَارَة بهذا المعنى.
غُبَار في مصطلح النباتيين: مســحوق السماد لتخصيب الأرض المزروعة. (بوشر).
غُبار: سحابة مما تطاير من دقَ التراب. (بوشر).
غُبَار: مســحوق الذهب. (الكالا) وفيه غبار ذهب. (معجم البيان، معيار ص14).
غُبار: شَرَر. (المعجم اللاتيني العربي).
حروف الغبار: الأرقام المسماة بالغبار.
(المقدمة 1: 5) ونجدها عند دي ساسي: قواعد العربية (1، لوحة 8) وانظر: وويكة في مقدمة علم الحساب في المغرب (روما 1895) وبحث في تطوّر الأرقام الهندية (باريس 1863).
حساب الغبار: علم الحساب. (ألكالا، دوماس قبيل ص63).
غَبَارة: انظر غَبار.
غُبَارَة: غُبار، غبرة، (ملّر آخر أيام غرناطة ص16).
غُبَيْرَة: انظر غُبَيْرْاء.
غُبَاري. أرقام (شيرب، شيرب ديال ص46).
الغباري: الحساب (شيرب ديال ص57).
غُبَيْراء .. نَعنع الحقل: بلاية، فلّية، فليجن ففي المستعيني مادة فوذنج: الغبيرا التي تعرف بالبلاية بالعجمية. وهي غُبَيْرة في معجم فوك، وكذلك في مخطوطتينا لابن البيطار (2: 518). غبيراء: بمصر نبات اسمه العلمي: heliotro- pium europoeum ( ابن البيطار 2: 118).
الغابر= الباقي = أحوال الآخرة. (المقدمة 2: 359).
أغْبَر: أسود (فوك) وفي المعجم اللاتيني العربي: ceruleus. أسود ظليم أغبر.
أغْبَر: ما كساه الغبار، مغطى بالغبار. (معجم البيان، معجم بدرون).
أغبر: بَشِع، شنيع، دميم قبيح الصورة، مشوْه الخلقة. (فوك).
بنو غبراء: اللصوص. (الكامل ص709، 710).
أُغَيبْر: ذكرت في ديوان الهذليين (38، ص255 البيت 16 مع شرحها).
تغبير: ما ذكره فريتاج في تفسير هذه الكلمة غير أكيد والعبارة التي نقلها موجودة في طبعة كاترمير للمقدمة (2: 347) فيها تغبير، ولم يغير السيد دي سلاف كتابة هذه الكلمة الأخيرة.
مغبر: أرض عقراء غبراء. (ابن العوام 1: 109) مغبَّر: في المعجم اللاتيني- العربي igneus مُغَبّر مُحْرق.
[غير] فيه: قال لمن طلب القود بدم قتيل: ألا تقبل "الغير"، يريد جمع الغيرة وهي الدية. ج: ككسرة وكسر. نه: وجمع الغير أغيار، وقيل: الغير الدية،أي غضبه ثابت لأن يأتي عبده، والغيرة كراهة المشاركة في محبوب، والله لا يرضى به فلذا منع من الشرك والفواحش. ومنه: فذكرت "غيرته"- بفتح غين، مصدر غار. ن: ما تدري "الغيراء" أعلى الوادي من أسفله- مر في شدفاء من ش. والله أشد "غيرا" - بفتح فسكون، أي غيرة. ط: ومنه: أ "غرت"؟ فقلت: ما لي لا يغار مثلي على مثلك. ج: امرأة "غيرى"، كثيرة الغيرة. نه: وفيه: من يكفر الله يلق "الغير"، أي تغير الحال من الصلاح إلى الفساد، وهو اسم من غيرت الشيء فتغير. ش: ومنه: بمدرجة "الغير"- بكسر غين معجمة وفتح تحتية. ك: وفيه: لا "أغير" اسمًا سمانيه أبي، الأمر بالتغيير لم يكن على الوجوب وإلا لم يسع له أن يثبت، وذلك لأن الاسم لم يسم به لوجود معناه في المسمى وإنما هو للتمييز، نعم الأولى التسمية بالاسم الحسن وتغيير القبيح. وباب من أمر "غير" الإمام بإقامة الحد غائبًا عنه، الأولى أن يقال: من أمره، وغائبًا- حال من فاعل الإقامة وهو الغير، أو حال عن المحدود المقام عليه. وفيه: قراءة القرآن بعد الحدث و"غيره"، أي غير قراءة القرآن ككتابته. وح: لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن "غير" واحد، هو بالنصب والرفع، أي لم يكن يوم الجمعة إلا واحد، وإلا فله بلال وابن أم مكتوم وسعيد. ن: أو "غير" ذلك يا عائشة، أجمع من يعتد به على أن أطفال المسلمين من أهل الجنة، وتوقف بعض لهذا الحديث، والجواب أنه نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير دليل عندها، أو قبل أن يعلم كونهم من أهل الجنة. ك: "غائر" العينين، أي داخلتين في الرأس لاصقتين بقعر الحدقة.
غ ي ر : غَارَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ غَيْرًا مِنْ بَابِ سَارَ وَغِيَارًا بِالْكَسْرِ مَارَهُمْ أَيْ حَمَلَ إلَيْهِمْ الْمِيرَةَ وَالِاسْمُ الْغِيرَةُ وَالْجَمْعُ غِيَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَغَارَ يَغِيرُ وَيَغُورُ إذَا أَتَى بِخَيْرٍ وَنَفْعٍ وَمِنْهُ اللَّهُمَّ غُرَّنَا بِخَيْرٍ وَغَارَ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ وَالْمَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا يَغَارُ مِنْ بَابِ تَعِبَ غَيْرًا وَغَيْرَةً بِالْفَتْحِ وَغَارًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ غِيَرًا وَغِيرَةً بِالْكَسْرِ فَالرَّجُل غَيُورٌ وَغَيْرَانُ وَالْمَرْأَةُ غَيُورٌ أَيْضًا وَغَيْرَى وَجَمْعُ غَيُورٍ غُيُرٌ مِثْلُ رَسُولِ وَرُسُلٍ وَجَمْعُ غَيْرَان وَغَيْرَى غَيَارَى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَأَغَارَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ تَزَوَّجَ عَلَيْهَا فَغَارَتْ عَلَيْهِ.

وَغَيْرُ يَكُونُ وَصْفًا لِلنَّكِرَةِ تَقُولُ جَاءَنِي رَجُلٌ غَيْرُكَ وقَوْله تَعَالَى {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] إنَّمَا وُصِفَ بِهَا الْمَعْرِفَةُ لِأَنَّهَا أَشْبَهَتْ الْمَعْرِفَةَ بِإِضَافَتِهَا إلَى الْمَعْرِفَةِ فَعُومِلَتْ مُعَامَلَتَهَا وَوُصِفَ بِهَا الْمَعْرِفَةُ وَمِنْ هُنَا اجْتَرَأَ بَعْضُهُمْ فَأَدْخَلَ عَلَيْهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِأَنَّهَا لَمَّا شَابَهَتْ الْمَعْرِفَةَ بِإِضَافَتِهَا إلَى الْمَعْرِفَةِ جَازَ أَنْ يَدْخُلَهَا مَا يُعَاقِبُ الْإِضَافَةَ وَهُوَ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَلَكَ أَنْ تَمْنَعَ الِاسْتِدْلَالَ وَتَقُولُ الْإِضَافَةُ هُنَا لَيْسَتْ لِلتَّعْرِيفِ بَلْ لِلتَّخْصِيصِ وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ لَا تُفِيدُ تَخْصِيصًا فَلَا تُعَاقِبُ إضَافَةَ التَّخْصِيصِ مِثْلُ سِوًى وَحَسْبِ فَإِنَّهُ يُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَتَكُونُ غَيْرُ أَدَاةَ اسْتِثْنَاءٍ مِثْلُ إلَّا فَتُعْرَبُ بِحَسْبِ الْعَوَامِلِ فَتَقُولُ مَا قَامَ غَيْرُ زَيْدٍ وَمَا رَأَيْتُ غَيْرَ زَيْدٍ قَالُوا وَحُكْمُ غَيْرٍ إذَا أَوْقَعْتَهَا مَوْقِعَ إلَّا أَنْ تُعْرِبَهَا بِالْإِعْرَابِ الَّذِي يَجِبُ لِلِاسْمِ الْوَاقِعِ بَعْدَ إلَّا تَقُولُ أَتَانِي الْقَوْمُ
غَيْرَ زَيْدٍ بِالنَّصْبِ كَمَا يُقَالُ أَتَانِي الْقَوْمُ إلَّا زَيْدًا بِالنَّصْبِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ وَمَا جَاءَنِي الْقَوْمُ غَيْرُ زَيْدٍ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ كَمَا يُقَالُ مَا جَاءَنِي الْقَوْمُ إلَّا زَيْدٌ وَإِلَّا زَيْدًا بِالرَّفْعِ عَلَى الْبَدَلِ وَالنَّصْبِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ وَمَا أَشْبَهَهُ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: شَهْلٌ وَقُضَاعَةُ وَبَعْضُ بَنِي أَسَدٍ يَنْصِبُونَهُ إذَا كَانَ بِمَعْنَى إلَّا سَوَاءٌ تَمَّ الْكَلَامُ قَبْلَهُ أَمْ لَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيٌّ فِي إعْرَابِ الْقُرْآنِ وَغَيْرُ اسْمٌ مُبْهَمٌ وَإِنَّمَا أُعْرِبَ لِلُزُومِهِ الْإِضَافَةَ وَقَوْلُهُ خُذْ هَذَا لَا غَيْرُ هُوَ فِي الْأَصْلِ مُضَافٌ وَالْأَصْلُ لَا غَيْرَهُ لَكِنْ لَمَّا قُطِعَ عَنْ الْإِضَافَةِ بُنِيَ عَلَى الضَّمِّ مِثْلُ قَبْلُ وَبَعْدُ وَيَكُونُ غَيْرُ بِمَعْنَى سِوًى نَحْوُ {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3] وَتَكُونُ بِمَعْنَى لَا وَقَوْلُهُمْ لَا إلَهَ غَيْرُ اللَّهِ غَيْرُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهَا خَبَرُ لَا وَيَجُوزُ نَصْبُهُ عَلَى مَعْنَى لَا إلَه إلَّا هُوَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو إذَا وَقَعَتْ غَيْرٌ مَوْقِعَ إلَّا نُصِبَتْ وَهَذَا مُوَافِقٌ لِمَا حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيَّرْتُ الشَّيْءَ تَغْيِيرًا أَزَلْتُهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَتَغَيَّرَ هُوَ وَالْغِيَارُ لَوْنٌ مَعْرُوفٌ مِنْ ذَلِكَ. 
غير: غار: حزن، اغتم، اكتئب. (المقدمة 3: 421) والصواب فيها يَغِير.
غار، ومضارعه يغير ويَغار: أثرت فيه الدغدغة، والزغزغة وهو حسَاس بها. (بوشر).
غار: جابه، اجترأ على، تحدّى. (هلو).
غار على: تحمّس له، حرص عليه. (بوشر).
غار من، ومضارعه يغير ويغار: حسده. (بوشر، ألف ليلة 1: 18).
غَيَّر ب: بدّل شيئاً بشيء آخر. ففي مخطوطة المقريزي (2: 351): غَيْر هذا الزّي بأحسن منه. وانظر المقري (2: 182) وفي طبعة بولاق: بتيار. غَيَّر: بدّل الحرس. (بوشر).
غيّر ثيابه: بدّل ثيابه. (بوشر).
غَيْر الخيل: بدّل الخيل المتعبة بخيل مستريحة. (بوشر).
غيَّر الكلام: انتقل في خطابه إلى موضوع آخر (بوشر) غيّر ثيابه تعني صبغ ثيابه بالسواد، ففي الجريدة الآسيوية (851، 1: 61): غيَّر كلُّ مَنْ في البلد ثوبَه حزناً عليه وكان عنده رجل يضحكه فتجرَّد من ثيابه ونزل في خابية الصباغ حتى غيَّر جسده من قرنه إلى قدميه.
غَيَّر: نكرَّ، جعله غير معروف، يقال مثلاً: غيَّر صوته. (بوشر).
غَيَّر: خرَّب البلاد وعاث فيها فساداً. (عباد 3: 117).
غَيَّر: أنهك، أضعف، أضنى. (بوشر).
غَيَّره عن أصله: أتلف نوعه وهجَّنه. (بوشر).
غيَّر أحواله: حيَّر، شوّش، أقلق، أربك. جعله يرتبك ويضطرب ولا يتمالك نفسه. (بوشر).
غَيَّر على: نفَّر. جعله ينفر منه ويسخط عليه.
يقال مثلاً: غَيَّر الأمير عليه. (بوشر). وفي حيّان (ص48 ق): ما كان من تحريشه وتغييره وتحريضه على العرب. (تاريخ البربر 2: 17، كرتاس ص152).
غَيَّر: أحزن، أشجى، أغمّ، (ألكالا). وفي حيّان- بسّام (1: 122ق): وإنما أراد حبوس تغيير ابن عبد الله بمقتل ابن الخير سلطان زناتة. غَيَّر: حسَّن، جوَّد (جوليوس، كرتاس ص127، وفي مواضع أخرى منه).
تغيير المنكر: إصلاح ما يأباه الشرع وينكره. إصلاح الأخلاق. (المقري 1: 911، تاريخ البربر 1: 161، 230، 299) وقد تكرر ذكر هذا في رحلة ابن بطوطة، مثلا في (2: 272).
وقد أصبح هذا القول يدل على إزعاج الناس بسبب مبالغة اندفاع الأتقياء في الدعوة إليه.
تغيير: إزالة أثر الدم حين يقتل إنسان ففي الأخبار (ص106): أمر بتغيير أثر دمه.
وفي حيّان- بسّام (1: 31و) وبعد أن قتل أمر بتغيير ما وقع.
تغيَّر: تعطّل، يقال مثلاً: تغيرت الساعة إذا تعطلت وخربت آلتها. (بوشر).
تغيَّر: نحل هزل، ضمر. (المعجم اللاتيني -العربي).
متغير: شاحب، خائر القئُوى، هزيل، نحيف (بوشر).
تغيرت أحواله: تحيرّ، تشوّش، ارتبك، اضطرب ولم يتمالك نفسه. (بوشر).
تغيَّر: تكدّر، حزن، اغتم. (ألكالا، معجم بدرون، كرتاس ص158). وفي العبدري (ص54 ق): ورأيتُ بمسجد الخيف طهَّره الله بمنى من قلّة تحفظّهم وكثرة تهاونهم ما يتغير له قلبُ كلِّ مُؤْمِن.
تغيَّر على: غار من، حسد. (المقري 2: 540) وفي (2: 405) منه عليك أن تقرأ تغيَّرهم كما جاء في طبعة بولاق وعند باين سميث 1488.
بتغايَر: بغيرة، بحسد. (بوشر).
غَيْر، الغير: الآخرون، الباقون. (ة معجم الإدريسي، المقدمة 2: 102).
غَيْر. الغير: الغير: الواحد والآخر. (المقري 1: 884).
غير ما: أكثر من واحد، كثير. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص349). سمع من غير ما رجل من شيوخنا.
وفيه: قلَّده أمير المؤمنين غير ما أمانةٍ.
غير أن: لكن، بل، على أن. معجم الادريسي).
غيرة: له غيرة على أو له غيرة في: له أنفة وحميّة على. (بوشر).
شديد الغيرة على النسوان: يغار على شرف النساء ويحميهن. (بوشر، كوسج طرائف ص91). غَيْرة: حماس، حميّة. ويقال: غيرة على أي حماسة وحمية. وهو شديد الغيرة على: متحمس. ذو حمية. وهو شديد الغيرة على الدين. متعصب. متزمت في الدين. (بوشر).
غَيْرَة: إخلاص للوطن، حمية المواطن. (بوشر).
غَيْرَة: منافسة، مزاحمة. ويقال: غيرةً في بعضهم أي بالتنافس. (بوشر).
غيرة إليه أو عليه: منفعة منه. (بوشر).
غِيرَة= غَيْرَة: حسد. (فوك) غَيَار: حزن، غمّ. (ألكالا).
غِيَار: شراء، ابتياع، (أماري ديب ص198) وهي في الأصل مصدر غاير بمعنى بادل.
غِيار: إبدال، وهي كلاب أو خيل معدة سلفاً لإراحة كلاب أو خيل متعبة (بوشر).
غيور: شديد الغيرة وهي غيورة (باين سميث 1488).
غَيُور: ذو حمية. طرائف دي ساسي (1: 446): من كان شديداً غيوراً في دينه- غيور على الدين: متعصب، متزمت في الدين. (بوشر).
غَيُور: شديد الحساسية للدغدغة والزغزغة. (بوشر).
غَيُور: متغيّر، متقلب. (لين في ترجمة ألف ليلة 3: 524، رقم 36).
غيارة: لبلاب، حبل المساكين. أو الكبير من اللبلاب (بوشر).
غَيَّار: شديد الحساسية للدغدغة والزغرة. (بوشر).
أغير على: أشدّ حماسة وحميَّة على (معجم الماوردي).
مُغَيَّر: حزين، كئيب. (ألكالا) وكئيب، نكد المزاج (دويب ص108).
مُغَيَّر، عند البرغواطة): كذّاب (البكري ص139).
المُغَيَّرَة: عند الأطباء اسم للحمى الدائرة (المتقطعة والمناوبة) وللقوة الغذائية (محيط المحيط).
مِغيار: امرأة شديدة الغيرة، حسودة. (المقري 2: 66).
مغَيار: غير صحي، ضار بالصحة، يقال: هواء مِغيار وبلد مغيار بهذا المعنى.
مُغايَرَ! ة: منافسة مزاحمة، ويقال: مُغايَرة في بمعنى مبارة ومسابقة. (بوشر).
مُغايَرَة: تأويل معكوس، لا منطقي. (المقدمة 3: 67).
مُتَغاير: مُتغاير ل: مختلف عن. (فوك).
غير
غارَ على/ غارَ من يَغَار، غَرْ، غَيْرةً، فهو غيرانُ/ غيرانٌ وغائر، والمفعول مَغِيرٌ عليه
• غار الرَّجلُ على امرأته: ثار من الحميّة وكرِه شركة غيره في حقّه، ثارت نفسُه لإبدائها زينتها ومحاسنها لغيره، أو لانصرافها عنه إلى آخر "غار على محارمه- أحرقتِ الغَيْرةُ صدرَه- الغيرة في الحبّ كالماء للوردة قليلُه يُنعش وكثيره يقتل".
• غار من صديقه: حزن لنعمة أصابته. 

تغايرَ يتغاير، تغايُرًا، فهو متغاير
• تغاير القومُ: اختلفوا "اتّفقوا في صفات وتغايروا في صفات أخرى- تغاير الأخوان شكلاً وسلوكًا". 

تغيَّرَ يتغيَّر، تغيُّرًا، فهو مُتغيِّر
• تغيَّر الوضعُ: مُطاوع غيَّرَ: أصبح على غير ما كان عليه، تبدَّل، تحوَّل "تغيرَّت الأحوالُ وتبدَّلت- تغيَّر اللّونُ تدريجيًّا للون آخر- {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} " ° تغيُّر في مجرى الأحداث- تغيُّر مفاجئ. 

غايرَ/ غايرَ بـ يغاير، مُغايَرةً وغيارًا، فهو مُغايِر، والمفعول مُغايَر
• غاير أباه في سلوكه: خالفه "مغاير للآداب: مخالف
 للحشمة مناف للأخلاق- غايره في تحليل القضيّة والموقف منها" ° شكل بلوريّ مغاير: بلورة معدنيّة تشكلت أو تأثرت بتغيير للبنية دون تغيير في التركيبة الكيمائيّة- مُغاير للحقيقة.
• غاير بالسِّلعة: بادل بها. 

غيَّرَ يغيِّر، تغييرًا، فهو مُغيِّر، والمفعول مُغيَّر
• غيَّر رأيَه: بدَّل به غيرَه "غيَّر ثيابَه/ سلوكَه/ موقفَه/ موضوعَ الكلام/ الحقائقَ- {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} " ° غيّر الحديثَ: غيَّر مجراه وبدَّله- غيّر الدَّهرُ أحوالَه- غيّر جلدَه: تحوّل، تغيَّر- غيّر مسارَه: توجّه وجهة غير التي كان يقصدها- غيَّر نَغَمَته: بدّل أسلوبَه في الكلام. 

تغايُر [مفرد]:
1 - مصدر تغايرَ.
2 - (حي) اضطراب مفاجئ في حالة النَّباتات نتيجة لتغيُّر غير منتظر في ظروف البيئة. 

تغيُّر [مفرد]: ج تَغَيُّرات (لغير المصدر):
1 - مصدر تغيَّرَ.
2 - (سف) تحوُّل صفة أو أكثر من صفات الشَّيء، أو حلول صفة محلَّ أخرى "تغيُّر مزاج".
3 - صفة الشَّيء الذي لا يثبت على قيمة واحدة.
• تغيُّر عكسيّ: (جب) علاقة بين كميتين، بحيث إذا زادت إحداهما نقصت الأخرى، بحيث يكون حاصل ضرب الكميتين ثابتًا.
• تغيُّر حالة: (فز) تحوُّل المادّة من إحدى صورها الثلاث إلى أخرى، كتحويل الصُّلب إلى سائل، أو السائل إلى غاز، ويحدث ذلك نتيجة لعمليّات مثل الانصهار أو التبخُّر أو الذوبان.
• التَّغيُّر الاجتماعيّ: (مع) مبدأ التَّعديل الاجتماعيّ الفوريّ الذي يتكيَّف من خلاله النِّظام الاجتماعيّ مع أيّ طارئ أو أيّ جديد.
• تغيُّر شكليّ: (نح) تغيُّر صورة الكلمة بالحذف أو الزيادة أو القلب أو الإعلال أو الإبدال.
• التَّغيُّرات العَرَضيَّة: التَّغيُّرات التي تتعرَّض لها قيم الظَّاهرة نتيجة أسباب أو عوامل طارئة أو حوادث فجائيّة خارقة للعادة ولم تكن في الحسبان مثل حدوث الزَّلازل.
• مدى التَّغيُّر: (قص) الارتفاع أو الانخفاض الحادّ في سعر الورقة الماليّة أو السُّوق بشكل عامّ أو السِّلعة خلال فترة زمنيّة قصيرة. 

تَغْيير [مفرد]: ج تَغْيِيرات (لغير المصدر):
1 - مصدر غيَّرَ.
2 - (سق) تطريب في السّماع والألحان. 

غائر [مفرد]: اسم فاعل من غارَ على/ غارَ من. 

غِيار [مفرد]: ج غِيارات (لغير المصدر):
1 - مصدر غايرَ/ غايرَ بـ.
2 - بدلٌ من كلّ شيء "محلّ لبيع قطع الغيار- أخذ في رحلته أكثر من غيار من الملابس" ° قطع غيار: أجزاء جديدة تحلّ محلّ أجزاء تلفت في الآلات، بديل، احتياطيّ. 

غَيْر [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم يستعمل للاستثناء، يجري عليه أحكام المستثنى بـ (إلاّ) ويكون ما بعده مجرورًا بالإضافة "جاء الطلاب غيرَ محمدٍ- {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} " ° غير أنَّ: إلاّ أنّ، لكن- لا إله غيرُك: لا إله إلاّ أنت.
2 - اسمٌ بمعنى (سوى)، ويعرب على حسب العوامل "جاء غيرُهم- رأيت غيرَك- مررت بغيرِك".
3 - اسمٌ بمعنى (ليس)، ويُعرب على حسب العوامل "كلامك غيرُ مفهوم" ° جاء ببنات غَيْر: بأكاذيب.
4 - اسمٌ بمعنى (لا)، وينصَب على الحال " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} " ° بغير حدود: كثير جدًّا- بغير حساب: بدون حدود أو نهاية، بتوسعة، بلا تقيّد أو تضييق.
5 - اسم يُعرب صفةٌ " {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْْ وَلاَ الضَّالِّينَ} ".
6 - اسمٌ ملازمٌ للإضافة في المعنى ويقطع عنها لفظًا إن فُهم معناه وتقدّمت عليه (ليس) أو (لا)، فيجوز رفعه ونصبه "قبضت عشرة دراهم لا/ ليس غير- فكّر بالواجب لا غير" ° فعله غيرَ مرَّة: أكثر من مرَّة- لا غيرَ/ لا غيْرُ: فقط.
• الغيْر:
1 - (قن) الطَّرف الثَّالث في القضيّة، وهو غير مُمثَّل في حكم أو عقد "التأمين على الغير- الإضرار بالغير".
2 - الآخر "احترام الغَيْر". 

غَيْرانُ/ غَيْرانٌ [مفرد]: ج غَيارَى/ غيرانون وغُيارى/ غيرانون، مؤ غيْرى/ غَيْرانة، ج مؤ غَيارَى/ غيرانات:
 صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غارَ على/ غارَ من. 

غَيْرة [مفرد]: ج غَيْرات (لغير المصدر) وغَيَرات (لغير المصدر):
1 - مصدر غارَ على/ غارَ من.
2 - تعلُّق شديد بشخص الحبيب، وقلق دائم خشية مَيْله لشخصٍ آخر قد يشاركه في حُبِّه "غيرة امرأة على زوجها- أَغَيْرَةً وجُبْنًا؟ " ° أحرقت الغيرة صدره.
3 - حَميَّة، نشاط بالغ في القيام بأمر بإخلاص وتضحية "عمل بِغَيْرة" ° غَيْرة وطنيّة. 

غيريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى غَيْر.
2 - (نف) ميول الشخص وحبه وتفضيله لغيره بصفةٍ عامَّة "حبٌّ غيريّ: منصبٌّ على الغير". 

غيْريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من غَيْر: تفضيل الآخرين على الذات، نوع من السُّلوك يهتمّ بمصلحة الآخرين بدلاً من الاهتمام بالمصلحة الشخصيّة، عكس أنانيّة.
2 - صفة ما هو غير، عكس هُويَّة.
3 - كون كلّ من الشيئين خلاف الآخر، مقابل العينيَّة. 

غَيُور [مفرد]: ج غَيُورُون وغُيُر: صيغة مبالغة من غارَ على/ غارَ من: شديد الغَيْرة أو الحميَّة "حُبٌّ غَيُور- رجل غَيُور/ امرأة غَيُور- امرأة غَيُورة- العرب غَيُورُون على لغتهم". 

مُتَغايِر [مفرد]: اسم فاعل من تغايرَ.
• المتغاير من الموادّ: ما تختلف بعضُ أجزائه عن بعض "أثاث متغاير- عناصِر متغايرة". 

مُتَغَيِّر [مفرد]: ج متغيّرات: اسم فاعل من تغيَّرَ.
• المُتَغَيِّر: الذي يميل إلى التَّنويع والاختلاف "تيار/ جهد/ مزاج مُتَغَيِّر".
• المُتَغَيِّر العشوائيّ: (جب) مُتَغَيِّر تكون قيمته مُوَزَّعة بشكل يقبل الاحتماليّة.
• مُتَغَيِّر الحرارة: (حي) متعلق بكائن حي ذي درجة حرارة جسديّة تتغيّر بتغيّر حرارة الأشياء المحيطة به.
• رأسمال مُتَغَيِّر: (قص) جزء من الرأسمال المخصَّص لدفع أجور القوى العاملة.
• المتغيِّرات: الظَّواهر التي يمكن أن تتغيَّر أو تتحمَّل معاني وقيمًا مختلفة. 

مُغيِّر [مفرد]: اسم فاعل من غيَّرَ.
• مُغيِّر سرعة: جهاز يمكِّن من نقل حركة عمود دوران إلى عمود آخر بتغيير سرعة دوران هذا الأخير.
• مُغيِّر نغميَّة: (سق) جهاز مركَّز في آلة موسيقيّة يغيِّر السُّلَّم. 

غير: التهذيب: غَيْرٌ من حروف المعاني، تكون نعتاً وتكون بمعنى لا، وله

باب على حِدَة. وقوله: ما لكم لا تَناصَرُون؛ المعنى ما لكم غير

مُتَناصرين. وقولهم: لا إِلَه غيرُك، مرفوع على خبر التَّبْرِئة، قال: ويجوز لا

إِله غيرَك بالنصب أَي لا إِله إِلاَّ أَنت، قال: وكلَّما أَحللت غيراً

محلّ إِلا نصبتها، وأَجاز الفراء: ما جاءني غيرُك على معنى ما جاءني إِلا

أَنت؛ وأَنشد :

لا عَيْبَ فيها غيرُ شُهْلَة عَيْنِها

وقيل: غير بمعنى سِوَى، والجمع أَغيار، وهي كلمة يوصف بها ويستثنى، فإِن

وصف بها أَتبعتها إِعراب ما قبلها، وإِن استثنيت بها أَعربتها بالإِعراب

الذي يجب للاسم الواقع بعد إِلا، وذلك أَن أَصل غير صفة والاستثناء

عارض؛ قال الفراء: بعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غيراً إِذا كان في معنى

إِلاَّ، تمَّ الكلام قبلها أَو لم يتم، يقولون: ما جاءني غيرَك وما جاءني أَحد

غيرَك، قال: وقد تكون بمعنى لا فتنصبها على الحال كقوله تعالى: فمنِ

اضطُرّ غيرَ باعٍ ولا عادٍ، كأَنه تعالى قال: فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغياً.

وكقوله تعالى: غيرَ ناظِرِين إنَاهُ، وقوله سبحانه: غَيرَ مُحِلِّي

الصيد. التهذيب: غير تكون استثناء مثل قولك هذا درهم غيرَ دانق، معناه إِلا

دانقاً، وتكون غير اسماً، تقول: مررت بغيرك وهذا غيرك. وفي التنزيل العزيز:

غيرِ المغضوب عليهم؛ خفضت غير لأَنها نعت للذين جاز أَن تكون نعتاً

لمعرفة لأَن الذين غير مَصْمود صَمْده وإِن كان فيه الأَلف واللام؛ وقال أَبو

العباس: جعل الفراء الأَلف واللام فيهما بمنزلة النكرة. ويجوز أَن تكون

غيرٌ نعتاً للأَسماء التي في قوله أَنعمتَ عليهم وهي غير مَصْمود

صَمْدها؛ قال: وهذا قول بعضهم والفراء يأْبى أَن يكون غير نعتاً إِلا للّذين

لأَنها بمنزلة النكرة، وقال الأَخفش: غير بَدل، قال ثعلب: وليس بممتنع ما

قال ومعناه التكرير كأَنه أَراد صراط غيرِ المغضوب عليهم، وقال الفراء:

معنى غير معنى لا، وفي موضع آخر قال: معنى غير في قوله غير المغضوب عليهم

معنى لا، ولذلك رُدّت عليها لا كما تقول: فلان غير محسِن ولا مُجْمِل،

قال: وإِذا كان غير بمعنى سِوى لم يجز أَن يكرّر عليها، أَلا ترى أَنه لا

يجوز أَن تقول عندي سوى عبدالله ولا زيدٍ؟ قال: وقد قال مَنْ لا يعرِف

العربية إِن معنى غَير ههنا بمعنى سوى وإِنّ لا صِلَة؛ واحتجّ بقوله:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

قال الأَزهري: وهذا قول أَبي عبيدة، وقال أَبو زيد: مَن نصَب قوله غير

المغضوب فهو قطْع، وقال الزجاج: مَن نصَب غيراً، فهو على وجهين: أَحدهما

الحال، والآخر الاستثناء. الفراء والزجاج في قوله عز وجل: غيرَ مُحِلِّي

الصَّيْد: بمعنى لا، جعلا معاً غَيْرَ بمعنى لا، وقوله عز وجل: غيرَ

مُتَجانفٍ لإِثمٍ، غيرَ حال هذا. قال الأَزهري: ويكون غيرٌ بمعنى ليس كما تقول

العرب كلامُ الله غيرُ مخلوق وليس بمخلوق. وقوله عز وجل: هل مِنْ خالقٍ

غيرُ الله يرزقكم؛ وقرئ: غَيْرِ الله، فمن خفض ردَّه على خالق، ومن رفعه فعلى

المعنى أَراد: هل خالقٌ؛ وقال الفراء: وجائز هل من خالق

(* قوله« هل من

خالق إلخ» هكذا في الأصل ولعل أصل العبارة بمعنى هل من خالق إلخ) . غيرَ

الله، وكذلك: ما لكم من إِله غيرَه، هل مِنْ خالقٍ إِلا الله وما لكم من إِله

إِلا هُوَ، فتنصب غير إِذا كانت محلَّ إِلا.

وقال ابن الأَنباري في قولهم: لا أَراني الله بك غِيَراً؛ الغِيَرُ: من

تغيَّر الحال، وهو اسم بمنزلة القِطَع والعنَب وما أَشبههما، قال: ويجوز

أَن يكون جمعاً واحدته غِيرَةٌ؛ وأَنشد:

ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ

وتغيَّر الشيءُ عن حاله: تحوّل. وغَيَّرَه: حَوَّله وبدّله كأَنه جعله

غير ما كان. وفي التنزيل العزيز: ذلك بأَن الله لم يَكُ مُغَيِّراً نِعْمةً

أَنعمها على قوم حتى يُغَيِّروا ما بأَنفسهم؛ قال ثعلب: معناه حتى

يبدِّلوا ما أَمرهم الله. والغَيْرُ: الاسم من التغيُّر؛ عن اللحياني؛

وأَنشد:إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ الغيَرْ

قال: ولا يقال إِلا غَيَّرْت. وذهب اللحياني إِلى أَن الغَيْرَ ليس

بمصدر إِذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد. وغَيَّرَ عليه الأَمْرَ: حَوَّله.

وتَغَايرتِ الأَشياء: اختلفت. والمُغَيِّر: الذي يُغَيِّر على بَعيره أَداتَه

ليخفف عنه ويُريحه؛ وقال الأَعشى:

واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ

مِ، وكان النِّطافُ ما في العَزَالي

ابن الأَعرابي: يقال غَيَّر فلان عن بعيره إِذا حَطّ عنه رَحْله وأَصلح

من شأْنه؛ وقال القُطامي:

إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ

وغِيَرُ الدهْرِ: أَحوالُه المتغيِّرة. وورد في حديث الاستسقاء: مَنْ

يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرَ أَي تَغَيُّر الحال وانتقالَها من الصلاح

إِلى الفساد. والغِيَرُ: الاسم من قولك غَيَّرْت الشيء فتغيَّر. وأَما ما

ورد في الحديث: أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يعني نَتْفَه، فإِنّ تغيير

لونِه قد أُمِر به في غير حديث.

وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم: أَصابهم

بمَطر وخِصْب، والاسم الغِيرة. وأَرض مَغِيرة، بفتح الميم، ومَغْيُورة

أَي مَسْقِيَّة. يقال: اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا بخير. وغارَ الغيثُ

الأَرض يَغِيرها أَي سقاها. وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم، يَغِيرهم ويَغُورهم.

وغارَنا الله بخير: كقولك أَعطانا خيراً؛ قال أَبو ذؤيب:

وما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عام غِيَارهِ،

عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها

وغارَ الرجلَ يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً: نفعه؛ قال عبد مناف بن ربعيّ

الهُذَلي:

(* قوله «عبد مناف» هكذا في الأصل، والذي في الصحاح: عبد

الرحمن).

ماذا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما

لا تَرْقُدانِ، ولا يُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا

يقول: لا يُغني بُكاؤهما على أَبيهما من طلب ثأْرِه شيئاً. والغِيرة،

بالكسر، والغِيارُ: المِيرة. وقد غارَهم يَغِيرهم وغارَ لهم غِياراً أَي

مارَهُم ونفعهم؛ قال مالك بن زُغْبة الباهِليّ يصِف امرأَة قد كبِرت وشاب

رأْسها تؤمِّل بنيها أَن يأْتوها بالغنيمة وقد قُتِلوا:

ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِيَّةٍ،

تُؤَمِّل نَهْباً مِنْ بَنِيها يَغِيرُها

أَي يأْتِيها بالغَنيمة فقد قُتِلوا؛ وقول بعض الأَغفال:

ما زِلْتُ في مَنْكَظَةٍ وسَيْرِ

لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بِغَيْرِ

قد يجوز أَن يكون أَراد أَغِيرُهم بِغَيرٍ، فغيَّر للقافية، وقد يكون

غَيْر مصدر غارَهُم إِذا مارَهُم. وذهب فلان يَغيرُ أَهله أَي يَمِيرهم.

وغارَه يَغِيره غَيْراً: وَداهُ؛ أَبو عبيدة: غارَني الرجل يَغُورُني

ويَغيرُني إِذا وَداك، من الدِّيَة. وغارَه من أَخيه يَغِيره ويَغُوره

غَيْراً: أَعطاه الدية، والاسم منها الغِيرة، بالكسر، والجمع غِيَر؛ وقيل:

الغِيَرُ اسم واحد مذكَّر، والجمع أَغْيار. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال لرجل طلَب القَوَد بِوَليٍّ له قُتِلَ: أَلا تَقْبَل

الغِيَر؟ وفي رواية أَلا الغِيَرَ تُرِيدُف الغَيَرُ: الدية، وجمعه أَغْيار

مثل ضِلَع وأَضْلاع. قال أَبو عمرو: الغِيَرُ جمع غِيرةٍ وهي الدِّيَةُ؛

قال بعض بني عُذْرة:

لَنَجْدَعَنَّ بأَيدِينا أُنُوفَكُمُ،

بَنِي أُمَيْمَةَ، إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا

(* قوله« بني أميمة» هكذا في الأصل والأَساس، والذي في الصحاح: بني

أمية.)

وقال بعضهم: إِنه واحد وجمعه أَغْيار. وغَيَّرَه إِذا أَعطاه الدية،

وأَصلها من المُغايَرة وهي المُبادَلة لأَنها بدَل من القتل؛ قال أَبو

عبيدة: وإِنما سمّى الدِّية غِيَراً فيما أَرى لأَنه كان يجب القَوَد فغُيّر

القَوَد ديةً، فسمّيت الدية غِيَراً، وأَصله من التَّغْيير؛ وقال أَبو

بكر: سميت الدية غِيَراً لأَنها غُيِّرت عن القَوَد إِلى غيره؛ رواه ابن

السكِّيت في الواو والياء. وفي حديث مُحَلِّم

(* قوله« وفي حديث محلم» أي

حين قتل رجلاً فأبى عيينة بن حصن أن يقبل الدية، فقام رجل من بني ليث فقال:

يا رسول الله اني لم أجد إلخ.ا هـ. من هامش النهاية) . بن جثَّامة: إني لم

أَجد لِمَا فعَل هذا في غُرَّة الإِسلام مثلاً إِلا غَنَماً وردَتْ

فَرُمِيَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها: اسْنُن اليومَ وغَيِّر غداً؛ معناه أَن

مثَل مُحَلِّمٍ في قتْله الرجلَ وطلَبِه أَن لا يُقْتَصَّ منه وتُؤخذَ منه

الدِّية، والوقتُ أَول الإِسلام وصدرُه، كمَثل هذه الغَنَم النافِرة؛

يعني إِنْ جَرى الأَمر مع أَوْلِياء هذا القتيل على ما يُريد مُحَلِّم

ثَبَّطَ الناسَ عن الدخول في الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد يُغَيَّر

بالدِّية، والعرب خصوصاً، وهمُ الحُرَّاص على دَرْك الأَوْتار، وفيهم الأَنَفَة

من قبول الديات، ثم حَثَّ رسولَ الله،صلى الله عليه وسلم، على الإِقادة منه

بقوله: اسْنُن اليوم وغَيِّرْ غداً؛ يريد: إِنْ لم تقتَصَّ منه غَيَّرْت

سُنَّتَك، ولكنَّه أَخرج الكلام على الوجه الذي يُهَيّج المخاطَب

ويحثُّه على الإِقْدام والجُرْأَة على المطلوب منه. ومنه حديث ابن مسعود: قال

لعمر، رضي الله عنهما، في رجل قتل امرأَة ولها أَولياء فعَفَا بعضهم وأَراد

عمر، رضي الله عنه، أَن يُقِيدَ لمن لم يَعْفُ، فقال له: لو غَيَّرت بالدية

كان في ذلك وفاءٌ لهذا الذي لم يَعْفُ وكنتَ قد أَتممت لِلْعافي

عَفْوَه، فقال عمر، رضي الله عنه: كَنِيفٌ مُلئ عِلْماً؛ الجوهري: الغِيَرُ الاسم

من قولك غَيَّرت الشيء فتَغَيَّر. والغَيْرة، بالفتح، المصدر من قولك

غار الرجل على أَهْلِه. قال ابن سيده: وغار الرجل على امرأَته، والمرأَة

على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْراً وغاراً وغِياراً؛ قال أَبو ذؤيب يصِف

قُدوراً:

لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها

ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها

وقال الأَعشى:

لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا

قٌ على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ

ورجل غَيْران، والجمع غَيارَى وغُيَارَى، وغَيُور، والجمع غُيُرٌ، صحَّت

الياء لخفّتها عليهم وأَنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على

الواو، ومن قال رُسْل قال غُيْرٌ، وامرأَة غَيْرَى وغَيُور، والجمع

كالجمع؛ الجوهري: امرأَة غَيُور ونسوة غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى ونسوة غَيارَى؛

وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: إِنَّ لي بِنْتاً وأَنا غَيُور، هو

فَعُول من الغَيْرة وهي الحَمِيّة والأَنَفَة. يقال: رجل غَيور وامرأَة

غَيُور بلا هاء لأَنّ فَعُلولاً يشترِك فيه الذكر والأُنثى. وفي رواية: امرأَة

غَيْرَى؛ هي فَعْلى من الغَيْرة. والمِغْيارُ: الشديد الغَيْرة؛ قال

النابغة:

شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

ورجل مِغْيار أَيضاً وقوم مَغايِير. وفلان لا يَتَغَيَّر على أَهله أَي

لا يَغار وأَغارَ أَهلَه: تزوّج عليها فغارت. والعرب تقول: أَغْيَرُ من

الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها.

وغايَرَه مُغايَرة: عارضه بالبيع وبادَلَه. والغِيارُ: البِدالُ؛ قال

الأَعشى:

فلا تَحْسَبَنّي لكمْ كافِراً،

ولا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا

تقول للزَّوْج: فلا تحسَبَنّي كافراً لِنعْمتك ولا مِمَّن يريد بها

تَغْيِيراً. وقولهم: نزل القوم يُغَيِّرون أَي يُصْلِحون الرحال. وبَنُو

غِيَرة: حيّ.

غير
. {الغِيرَة، بالكَسْر: المِيرَة} كالغِيَار، ككِتَاب، مِنْ {غارَهُم} يَغِيرُهُم، {وغارَ لَهُم، أَي مارَهُم ونَفَعَهُم.
وذَهَب فلانٌ} يَغِيرُ أَهلَه {غَيْراً، أَي مارَهُم. وَمِنْه قولُ بعضِ الأَغْفَال:
(مَا زِلْتُ فِي مَنْكَظَة وسَيْر ... لصِبْيَة أَغِيرُهُمْ} - بِغَيْرِي)
{وغَيْرُ: بمَعْنَى سِوَى، والجَمْع أَغْيَارٌ، وَهِي كَلِمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى. قَالَ الفَرّاءُ: وتَكُونُ بمَعْنَى لَا فَتنْصِبُها على الحالِ، كقَوْلِه تَعَالَى: فَمَنِ اضْطُرَّ} غَيْرَ بَاغٍ ولاَ عَادٍ: أَي فمَن اضْطُرَّ جائِعاً لَا باغِياً، وَكَقَوْلِه تَعَالَى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِنَاه. وقولُه تَعَالَى: غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ. وَقَالَ أَيضاً: بَعْضُ بَني أَسَدٍ وقُضَاعَةَ يَنْصِبُون {غَيْراً إِذا كانَ بمَعْنَى إِلاّ، تَمَّ الكَلامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ، يقولُونَ: مَا جاءَنِي} غَيْرَك، وَمَا جاءَنِي أَحَدٌ! غَيْرَك. وَفِي اللِّسَان: قَالَ الزجّاج: من نَصَبَ غَيْراً فَهُوَ على وَجْهَيْنِ: أَحدهما الحالُ، والآخرُ الاسْتِثْنَاءُ. قَالَ الأَزهريّ: ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْسَ، كَمَا تقولُ العَرَبُ: كلامُ الله غَيْرُ مَخْلُوقٍ، ولَيْسَ بمَخْلُوق وَهُوَ اسمٌ مُلازِمٌ للإِضافَة فِي المَعْنَى، ويُقْطَعُ عَنْهَا لَفْظاً إِن فُهمَ مَعناه، وتَقَدَّمتْ عَلَيْهَا لَيْسَ، قِيلَ: وقولُهم: لَا غيرُ، لَحْنٌ، وصَوَّبَه ابنُ هشَام وَهُوَ غَيْرُ جَيِّد، لأَنّه مَسْمُوعٌ فِي قَوْل الشاعِر مَا نَصُّه:
(جَوَاباً بِهِ تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَا ... لَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لَا غَيْرُ تُسْأَلُ)ْ تكونَ نَعْتاً لِمَعْرِفَة، لأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَه، وإِنْ كانَ فِيهِ الأَلف والّلام. وَقَالَ أَبو العَبّاسِ: جعل الفَرّاءُ الأَلِفَ والّلامَ فِيهَا بمَنْزلَة النَّكِرَة، ويجوزُ أَنْ يكونَ غَيْر نَعْتاً للأَسماءِ الَّتِي فِي قَوْله: أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ. وَهِي غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَها. قَالَ: وَهَذَا قولُ بَعضهم، والفَرّاءُ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ غَيْر نَعْتاً إِلاَّ للَّذين لأَنَّهَا بمَنْزِلَة النَّكْرَة. وَقَالَ الأَخْفَشُ: غَيْر بَدَلٌ. قَالَ ثَعْلَب: وَلَيْسَ بمُمْتَنِع مَا قَال، ومَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ، كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم. وإِذا كانَتْ للاسْتثْنَاءِ أُعْرِبَتْ إِعرابَ الاسْمِ التَّالِي الواقِع بَعْدَ إِلاّ فِي ذَلِك الكَلام وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والاسْتثْنَاءَ عارضٌ فَتَنْصِب فِي: جاءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْد. وتُجيزُ النَّصْبَ والرَّفْعَ فِي: مَا جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد. وإِذا أُضيفَتْ لمَبْنِىٍّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كَقَوْلِه، أَي الشَّاعِر:
(لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ منْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْ ... حَمَامَةٌ فِي غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِ)
وَقد أَشْبَعَ ابنُ هِشام القَوْلَ فِي غَيْر بِمَا لَا مَزيدَ عَلَيْهِ. واسْتَدْرَك البَدْرُ الدَّمامِينيّ فِي شَرْحه مَا يَنْبَغِي النَّظَرُ لَهُ، والوُقُوفُ بالتَّأَمُّلِ لَدَيْه. {وتَغَيَّرَ الشيْءُ عَن حَاله: تَحَوَّلَ.} وغَيَّرَهُ: جَعَلَه غَيْرَ مَا كَانَ. وغَيَّرَهُ حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: ذلكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ {مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى} يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمْ قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ حَتَّى يُبدِّلُوا مَا أَمَرَهُم الله. والاسْمُ من التَّغْيير {الغَيْرُ، عَن اللَّحْيَانيّ، وأَنشد: إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قَلِيلُ} الغَيْرِ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ: إِلاّ {غَيَّرْت. وذَهَب اللّحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ بمَصْدَر، إِذ لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ ثُلاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ.} وغِيَرُ الدَّهْرِ، كعِنَب: أَحْدَاثُه وأَحْوَالُه {المُغَيَّرَةُ ووَرد فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء: ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ} الغِيَرْ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَاريّ فِي قَوْلهم: لَا أَراني اللُه بكَ {غِيّرَاً،} الغِيَرُ مِن {تغيُّرِ الْحَال، وَهُوَ اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وَمَا أَشْبَهَهُمَا. قَالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً، واحدتُه غِيَرَةٌ. وأَرْضٌ} مَغِيرَةٌ، بالفَتْح، {ومَغْيُورَةٌ، أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة.} وغارَه {يَغِيرُه} غَيْراً: وَدَاهُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد: {- غارَني الرَّجُلُ} - يَغُورُني {- ويَغيرُنِي، إِذا وَدَاكَ، من الدِّيَة.} وغارَهُ من أَخِيه {يَغِيرُه ويَغُورُه} غَيْراً: أَعْطَاهُ الدِّيَةَ، والاسمُ مِنْهُ {الغِيرَةُ، بالكَسْر وَج الغَيْرُ، كعِنَب وَقيل:} الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر، والجَمْع {أَغْيَارٌ، مثلُ ضِلَع وأَضْلاع.)
وَقَالَ أَبو عَمْرو:} الغِيَرُ جَمْعُ {غِيَرَةٍ، وَهِي الدِّيَة، قَالَ بعضُ بَنِي عُذَرَةَ:
(لنَجْدَعَنَّ بأَيْدِينا أُنُوفَكَمُ ... بَنِي أُمَيْمة إِنْ لم تَقْبَلُوا} الغِيَرَا)
وغَيَّرَه، إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ. وأَصْلُها من {المُغَايَرَةِ، وَهِي المُبَادَلَة، لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وإِنّمَا سَمَّي الدِّيَةَ غِيَراً، فِيمَا أُرَى، لأَنّه كَانَ يَجِبُ القَوَدُ،} فغُيِّرَ القَوَدُ بِهِ، فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً، وأَصلُه من {التَّغْيِير. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: سُمِّيَت الدِّيَةُ} غِيَراً لأَنَّهَا {غُيِّرَت عَن القَوَد إِلى غَيْرِه رَواه ابنُ السِّكّيت فِي الْوَاو والياءِ. وَقَالَ ابْن سِيدَه:} غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه وَكَذَا! غارَتْ هِيَ عَلَيْه {تَغَارُ، بعلامَة المذكّر الْغَائِب ومؤنّثه} غَيْرَةً، بالفَتْح، {وغَيْراً، بِغَيْرِ هاءٍ،} وغَاراً {وغِيَاراً، ككِتَابٍ، قَالَ الأَعْشَى:
(لاحَهُ الصَّيْفُ} والغِيَارُ وإِشْفا ... قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ)
وتقدّم الاسْتِشْهَادُ على الغارِ فِي المادّة الَّتِي تقدَّمتْ، فَهُوَ {غَيْرانُ، بالفَتْح، من قوم} غَيَارَي، كسَكَارَى، {وغُيَارَى، بالضَّمّ أَيضاً، كَمَا قَالَه الجوهَرِيّ. قَالَ البَدْرُ القَرَافِيُّ: وَلم يَجِئْ شَئٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مَعَ الفَتْحِ} غَيْرهُ وغَيْر سُكَارَى وعُجَالَى. وحَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ فِي كسَالَى أَيضاً، {وغَيُورٌ، كصَبُور، من قَوْمٍ غُيُرٍ، بضمّتَيْن، صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عَلَيْهِم وأَّنهم لَا يَسْتَثْقِلُون الضَّمَّة عَلَيْهَا اسْتِثْقَالَهم لَهَا على الْوَاو. ومَنْ قَالَ: رُسْلٌ، قَالَ:} غُيْرٌ {والغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة، وَهِي الحَمِيَّةُ والأَنَفَةُ، وَيُقَال: رَجُلٌ} مِغْيَارٌ، أَي شَدِيدُ {الغَيْرَةِ، مِنْ قَوْمٍ} مَغايِيرَ قَالَ النابِغَة:
(شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِقْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِ)
وَهِي {غيْرَى، كسَكْرَى، من قَوْم} غَيَارَى، {وغَيُورٌ من} غُيُرٍ، وَلَو قَالَ: وَهِي {غَيْرَى} وغَيُورٌ، والجَمْع كالجَمْع، كَانَ أَخْصَرَ. ويُقَال: رَجُلٌ {غَيُورٌ، وامرأَةٌ غَيُورٌ، بِلَا هاءٍ، لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فِيهِ الذكرُ والأُنْثَى.} وغَارَهُمُ اللهُ تَعَالَى بمَطَر {يَغِيرُهم} غَيْراً {وغِيَاراً: سَقَاهُمْ وأَصابَهم بخِصْب.
(و) } غارَهُمْ بخَيْرٍ {يَغِيرُهم} غَيْراً {وغِيَاراً: أَعْطَاهُمْ، وَكَذَا بالرِّزْق. (و) } غارَ فُلاناً {يَغِيرُه} غَيْراً: نَفَعَه، {فاغْتَارَ هُوَ: انْتَفَع. قَالَ عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَلِيّ:
(ماذَا} يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما ... لَا تَرْقُدان وَلَا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا) يقولُ: لَا يُغْنِى بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شَيْئا. وغَارَ الرَّجُلُ أَهْلَه: تَزوَّج عَلَيْهَا فغَارَتْ هِيَ حَكَاهُ أَبو عُبضيْدٍ عَن الأَصمعيّ، وَقد تَقَدّم فِي غ ور أَيضاً لأَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة. {وغايرَهُ بِسلْعَةٍ} مُغَايَرَةً: عارَضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه. {وغارَهُ} غَيْراً: مارَهُ. {واغْتَارَ: امْتَارَ،)
وخَرَجَ} يَغْتَارُ لأَهْلهِ، أَي يَمْتَارُ نَقله الصاغانيّ عَن الفَرّاءِ. وَمن المَجَازِ: بَناتُ غَيْرٍ: الكَذُِب، هَكَذَا فِي التَّكْمِلَة. وَفِي الأَساس: جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ، أَي بأَكاذيبَ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
(إِذا مَا جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا)
{والغِيَارُ، بالكسْرِ: البِدَالُ، مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ، قَالَ الأَعْشَى:
(فَلَا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... وَلَا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا)
(و) } الغِيَارُ أَيضاً: عَلاَمَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ، كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وَقيل: هُوَ عَلاَمَةُ اليهُود. {وغَيْرَةُ، بالفَتْحِ: فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ الهَمْذانيِّ نقَلَه الصاغانيّ. (و) } غِيَرَةُ كعِنبَة: اسمٌ، وَهُوَ أَبو قَبِيلَة.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {المُغَيِّر: الَّذي} يُغَيِّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ. قَالَ الأَعشى:
(واسْتُحِثَّ! المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ مَا فِي العَزَالِي)
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال: غَيَّر َ فلانٌ عَن بَعِيرِه، إِذا حَطَّ عَنهُ رَحْلَهُ وأَصْلَح منْ شَأْنه. وَيُقَال: تَرَكَ القَوْمُ {يُغَيِّرون، أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ. قَالَ الشَّاعِر:
(جِدِّى فَمَا أَنْتِ بأَرْضِ} تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ)
{وتَغَايَرَت الأَشْيَاءُ: اخْتَلَفَتْ.} وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ: نَتْفُه. وفلانٌ لَا {يَتَغَيَّر على أَهْلِه، أَي لَا} يَغَارُ. وتقولُ العَرَبُ: {أَغْيَرُ من الحُمَّى: أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ} الغَيُورِ لبَعْلِها. ورَجُلٌ {غَيّارٌ، وامرأَةٌ} غَيّارَةٌ: كثيرةُ {الغَيْرَةِ والأَنَفَة.} وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر، جَدُّ بَني البُكَيْرِ البَدْرِيِّين. {وغِيرَةُ أَيضاً: جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ. وَفِي ثَقِيفٍ} غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف.
غير
غَيْرٌ يقال على أوجه:
الأوّل: أن تكون للنّفي المجرّد من غير إثبات معنى به، نحو: مررت برجل غير قائم. أي: لا قائم، قال: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص/ 50] ، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف/ 18] .
الثاني: بمعنى (إلّا) فيستثنى به، وتوصف به النّكرة، نحو: مررت بقوم غير زيد. أي: إلّا زيدا، وقال: ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي [القصص/ 38] ، وقال: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [الأعراف/ 59] ، هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر/ 3] .
الثالث: لنفي صورة من غير مادّتها. نحو:
الماء إذا كان حارّا غيره إذا كان باردا، وقوله:
كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها [النساء/ 56] .
الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات نحو:
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ [الأنعام/ 93] ، أي:
الباطل، وقوله: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [القصص/ 39] ، أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا [الأنعام/ 164] ، وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ [هود/ 57] ، ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا [يونس/ 15] .
والتَّغْيِيرُ يقال على وجهين:
أحدهما: لتغيير صورة الشيء دون ذاته. يقال:
غَيَّرْتُ داري: إذا بنيتها بناء غير الذي كان.
والثاني: لتبديله بغيره. نحو: غَيَّرْتُ غلامي ودابّتي: إذا أبدلتهما بغيرهما. نحو: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد/ 11] .
والفرق بين غيرين ومختلفين أنّ الغيرين أعمّ، فإنّ الغيرين قد يكونان متّفقين في الجواهر بخلاف المختلفين، فالجوهران المتحيّزان هما غيران وليسا مختلفين، فكلّ خلافين غيران، وليس كلّ غيرين خلافين.

صرَّ

صرَّ: صَرَّ: تقال أيضا عن صوت الآلة الموسيقية، ففي رياض النفوس (ص94 ق): كأني أسمع صرير مزمار.
صرَّ: شدة الصُرَّة وهي ما يجمع فيه الشيء ويشدُّ (بوشر).
صرَّر: صَرَّ (فوك - الكالا).
صَرَّر بأسنانه: إصطكت أسنانه (بوشر).
صارَّ: صرَّ أسنانه، صْرّف بأسنانه (بابن سميث 1383).
أصرَّ على: ثبت على الشيء ولزمه، وأقام عليه. ولا يقال: أصرّ عليه فقط بل أصر فيه أيضاً. ففي حيّان - بسّام (3: 142 و): وهو على ذلك مصرّ في غيّه. ويتعدى بنفسه أيضاً، (عبّاد 3: 81).
وأصرَّ بمعنى قصد ونوى يتعدى بنفسه أيضاً. ففي حيّان (ص22 ق): ونسبوه إلى ان أصَرَّ الخلافَ للامير عبد الله والمروق عنه.
أصرَّ: صرّ أسنانه، صرف بأسنانه (السعدية النشيد 35، 37).
صَرّ: الصَرُّ عند التجار ما يصرّ من الدراهم أو الدنانير فيرسل إلى الجهات (محيط المحيط).
صِرّ. شدة البرد ويجمع على إصْرار. ففي ابن ليون (ص33 ق): ولا تؤثر فيه الرياح والاصرار.
صِرَ: جَلَد، صقيع (دومب ص54، هلو، بوشر) وحَشَف، حبات من الجليد الابيض، صَبَر، مَلاَح، طبقة خفيفة من الجليد تتكون بتجميد نقيطات ماء الضباب، صغار البَرَد (بوشر).
صُرَّة: أمين خزانة القافلة يسمى أمير الصرة، ويسمى اختصاراً الصرة (برتون 1: 359، 2: 72).
صُرَّة: كيس صغير يوضع فيه مســحوق الذهب (دوماس صحاري ص300) ومنه تطلق على خمس عشرة اونساً من مســحوق الذهب (براكس ص12). وقد أخطأ في معرفة أصل الكلمة، وانظر (ص70 من دافيدسن ففيها: وزن ريال أمريكي يساوي ستة مثاقيل صرّة من الذهب).
صُرَّة: كيس صغير توضع فيه العقاقير والتوابل التي تتبل بها اللحوم (معجم المنصوري).
صُرَّة: صرَّة عقاقير، خرقة مشدودة وضعت فيها بعض العقاقير لتنقع في الماء (بوشر).
صُرَّة: شدّة نقود مرسلة من مكان إلى آخر (بوشر).
صَرَّة: معاش سنوي، نفقة سنوية (صفة مصر 12: 215، 218).
صُرَّة: المعاش الذي يستمله أهل المدينة المنورة من القسطنطينية أو من القاهرة (بركهارت بلاد العرب 2: 255) وقد زودني السيد دي غويه بما
في السمهودى (ص176): صرّة في الذخيرة.
تعويضة أي المعاش الذي تدفعه الخزينة العامة.
صُرّة: رزمة، حزمة (بوشر) ورزمه كبيرة، حزمة بضاعة، بالة، طرد (همبرت ص101).
صُرَّة: تحريف سُرَّة وهي الوقية التي وسط البطن، وتجمع على صُرَر (فوك).
صَرّار. حذاء صرّار: يصدر صريراً (المسعودي 1: 253، المقري 1: 555) وفي نفس الحكاية يقول محمد بن الحارث (ص239) وفي رجليه حذاء يَصِرّ.
مَصَرّ، بفتح الميم وكسرها (انظر لين): كيس النفقة (فوك، ألكالا) بالفتح عندهما، وفي محيط المحيط بالكسر.
مصر: كيس كبير (الكالا).
مَصَرَّ: رزمة كبيرة، بالة، طرد (همبرت ص101).
مَصَرَّ: حزام، نطاق (فوك).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.