Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حسبما

زوج

الزوج: ما به عدد ينقسم بمتساويين.
زوج: زوَّج (بالتشديد): جعله يتزوج أي يتخذ زوجة، ويقال: زوّج له (عبد الواحد ص) وزوّج مع (بوشر).
زوّج إلى، يقال: زوَج أبنه إلى الشريف الكريم أي جعل أبنه يتزوج امرأة من أسرة الشريف الكريم (دي ساسي طرائف 2: 474).
زوّجها من ماله: جعلها تتزوج وهو الذي دفع مهرها (معجم أبو الفداء).
زوَّج: تزوج، اتخذ زوجة (معجم بدرون، معجم ابن جبير)، وفي حيان - بسّام (1: 30و): ثم تصاهر أخراً إلى أبي عامر والذكر من عنده، المكني أبا عامر فروج أخت عبد الملك الصغرى من بنات المنصور.
أزوج، أزوجه بنته: زوّجه بنته (بوشر).
تزاوج: ازدوج، تقارن (ابن العوام 2: 435).
زوج: الزَّوْجُ: امْرَأةُ الرَّجُلِ، وكذلك الزَّوْجَةُ. والرَّجُلُ زَوْجٌ أيضاً. وزَوْجَانِ من الحَمَامِ: أُنْثَى وذَكَرٌ. وزَوْجٌ من النَّبَاتِ: لَوْنٌ منه وضَرْبٌ، من قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " فأخْرَجْنا به أزْواجاً من نَبَاتٍ شَتّى " أي ضُرُوباً. وكذلك الدِّيْبَاجُ والوَشْيُ والنَّمَطُ المَوْشِيُّ. [و] يُقال: زَوَّجْتُ إبِلي: إذا قَرَنْتَ بَعْضَها إلى بَعْضٍ، من قَوْلِهِ عزَّ وجَلَّ: " وإذا النُّفُوْسُ زُوِّجَتْ " ن من قَوْلِه تعالى: " احْشُرُوا الّذين ظَلَمُوا وأزْوَاجَهم " أي قُرَناءَ هم. ويُقال في جَمَاعَةِ الزَّوْجِ من الطَّيْرِ: أزْوَاجٌ وزِوَجَةٌ.

زوج


زَاجَ (و)(n. ac. زَوْج)
a. [Bain], Sowed dissension, discord between, set at
variance.
زَوَّجَa. Married; paired, coupled, joined
together.
زَاْوَجَa. Married; were paired, coupled.

تَزَوَّجَ
a. [acc.
or
Bi], Married, wedded, took as a wife.
b. [Ila], Became related to, by marriage.
تَزَاْوَجَإِزْتَوَجَ
(د)
a. Married; intermarried; were paired, coupled, joined
together; were a pair.

زَوْج
(pl.
زِوَجَة
أَزْوَاْج)
a. One of a pair: husband, consort, spouse.

زَاج P.
a. Vitriol, sulphate of iron.

زَوْجَة [] ( pl.
reg. )
a. Wife.

زِيْجَة []
a. Marriage; wedlock, matrimony; marriage-tie.

زَوَاجa. see 2t

مُزَوَّج [ N. P.
a. II], مُتَزَوِّج
[ N. Ag.
V], Coupled; married.
مُزْدَوِج [ N.
Ag.
a. VIII], Rhyming (word).
زَوْجَانِ
a. Pair, couple.

رُوْح الزَاج
a. Sulphuric acid.
ز و ج

هو زوجها وهي زوجه وزوجته، وهما زوجان، وله عدة أزواج وزوجات. وله زوجان من حمام وزوجا حمام. واشتريت زوجي نعال. وخلق الله النبات أزواجاً: أصنافاً وألواناً " وأنبتنا فيها من كل زوج ": من كل لون. وهذا زوجه أي قرينه. أنشد ابن الأعرابي:

لنا نعم لا يعتري الذم أهلا ... سواء علينا ذات زوج وطالق

أي ذات ولد ومنفردة " أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم ": وقرناءهم، وزوجت إبلي: قرنت بعضها ببعض. " وإذا النفوس زوجت ". وتزوجت فلانة وبفلانة، وزوجنيها فلان وزوجني بها. " وزوجناهم بحور عين " وتزوج في بني فلان، وتزوجت فيهم، وبينهما حق الزواج والزوجية. والهديل يزاوج العكرمة.

ومن المجاز: تزاوج الكلامان وازدوجا. وقال هذا على سبيل المزاوجة والازدواج. وأزوج بينهما وزاوج.
ز و ج: (الزَّوْجُ) الْبَعْلُ وَالزَّوْجُ أَيْضًا الْمَرْأَةُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35] وَيُقَالُ لَهَا زَوْجَةٌ أَيْضًا، قَالَ يُونُسُ: لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ (زَوَّجَهُ) بِامْرَأَةٍ بِالْبَاءِ وَلَا (تَزَوَّجَ) بِامْرَأَةٍ بَلْ بِحَذْفِهَا فِيهِمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أَيْ قَرَنَّاهُمْ بِهِنَّ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] أَيْ وَقُرَنَاءَهُمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ لُغَةٌ. وَامْرَأَةٌ (مِزْوَاجٌ) بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ كَثِيرَةُ التَّزَوُّجِ. وَ (التَّزَاوُجُ) وَ (الْمُزَاوَجَةُ) وَ (الِازْدِوَاجُ) بِمَعْنًى. وَ (الزَّوْجُ) ضِدُّ الْفَرْدِ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُسَمَّى زَوْجًا أَيْضًا يُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ: هُمَا زَوْجَانِ وَهُمَا زَوْجٌ كَمَا يُقَالُ: هُمَا سِيَّانِ وَهُمَا سَوَاءٌ. وَتَقُولُ: عِنْدِي زَوْجَا حَمَامٍ يَعْنِي ذَكَرًا وَأُنْثَى وَعِنْدِي زَوْجَا نَعْلٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [هود: 40] وَقَالَ: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الأنعام: 143]
وَفَسَّرَهَا بِثَمَانِيَةِ أَفْرَادٍ. 
زوج
يقال لكلّ واحد من القرينين من الذّكر والأنثى في الحيوانات الْمُتَزَاوِجَةُ زَوْجٌ، ولكلّ قرينين فيها وفي غيرها زوج، كالخفّ والنّعل، ولكلّ ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضادّ زوج. قال تعالى:
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى
[القيامة/ 39] ، وقال: وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
[البقرة/ 35] ، وزَوْجَةٌ لغة رديئة، وجمعها زَوْجَاتٌ، قال الشاعر: فبكا بناتي شجوهنّ وزوجتي
وجمع الزّوج أَزْوَاجٌ. وقوله: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ [يس/ 56] ، احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ [الصافات/ 22] ، أي:
أقرانهم المقتدين بهم في أفعالهم، وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ
[الحجر/ 88] ، أي: أشباها وأقرانا. وقوله: سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ
[يس/ 36] ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ
[الذاريات/ 49] ، فتنبيه أنّ الأشياء كلّها مركّبة من جوهر وعرض، ومادّة وصورة، وأن لا شيء يتعرّى من تركيب يقتضي كونه مصنوعا، وأنه لا بدّ له من صانع تنبيها أنه تعالى هو الفرد، وقوله: خَلَقْنا زَوْجَيْنِ [الذاريات/ 49] ، فبيّن أنّ كلّ ما في العالم زوج من حيث إنّ له ضدّا، أو مثلا ما، أو تركيبا مّا، بل لا ينفكّ بوجه من تركيب، وإنما ذكر هاهنا زوجين تنبيها أنّ الشيء- وإن لم يكن له ضدّ، ولا مثل- فإنه لا ينفكّ من تركيب جوهر وعرض، وذلك زوجان، وقوله: أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى [طه/ 53] ، أي: أنواعا متشابهة، وكذلك قوله: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [لقمان/ 10] ، ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ [الأنعام/ 143] ، أي:
أصناف. وقوله: وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً [الواقعة/ 7] ، أي: قرناء ثلاثا، وهم الذين فسّرهم بما بعد . وقوله: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
[التكوير/ 7] ، فقد قيل: معناه: قرن كلّ شيعة بمن شايعهم في الجنّة والنار، نحو:
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ [الصافات/ 22] ، وقيل: قرنت الأرواح بأجسادها حسبما نبّه عليه قوله في أحد التّفسيرين: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً [الفجر/ 27- 28] ، أي: صاحبك. وقيل: قرنت النّفوس بأعمالها حسبما نبّه قوله: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ [آل عمران/ 30] ، وقوله: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ
[الدخان/ 54] ، أي: قرنّاهم بهنّ، ولم يجئ في القرآن زوّجناهم حورا، كما يقال زوّجته امرأة، تنبيها أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة.
(ز و ج) : (الزَّوْجُ) الشَّكْلُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَقَالَ الْفُورَانِيُّ الزَّوْجُ شَكْلٌ لَهُ قَرِينٌ مِنْ نَظِيرٍ كَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى أَوْ نَقِيضٌ كَالرَّطْبِ وَالْيَابِسِ وَقِيلَ كُلُّ لَوْنٍ وَصِنْفٍ زَوْجٌ وَهُوَ اسْمٌ لِلْفَرْدِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ كُلُّ اثْنَيْنِ زَوْجٌ ضِدُّ الْفَرْدِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الزَّوْجُ وَاحِدٌ وَيَكُونُ اثْنَيْنِ وَحَكَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ ابْنِ شُمَيْلٍ أَنَّهُ قَالَ الزَّوْجُ اثْنَانِ ثُمَّ قَالَ وَأَنْكَرَ النَّحْوِيُّونَ مَا قَالَ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى أَنَّهُ إنَّمَا قِيلَ لِلْوَاحِدِ زَوْجٌ وَلِلِاثْنَيْنِ زَوْجٌ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ زَوْجٌ إلَّا وَمَعَهُ آخَرُ مِثْلُ اسْمِهِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْعَامَّةُ تُخْطِئُ فَتَظُنُّ أَنَّ الزَّوْجَ اثْنَانِ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَذَاهِبِ الْعَرَبِ إذْ كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ بِالزَّوْجِ مُوَحَّدًا فِي مِثْلِ قَوْلِهِمْ زَوْجُ حَمَامٍ وَلَكِنْ يُثَنُّونَهُ فَيَقُولُونَ عِنْدِي زَوْجَانِ مِنْ الْحَمَامِ وَزَوْجَانِ مِنْ الْخِفَافِ وَلَا يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ مِنْ الطَّيْرِ زَوْجٌ كَمَا يَقُولُونَ لِلِاثْنَيْنِ ذَكَرٍ وَأُنْثَى زَوْجَانِ بَلْ يَقُولُونَ لِلذَّكَرِ فَرْدٌ وَلِلْأُنْثَى فَرْدَةٌ وَقَالَ شَيْخُنَا الْوَاحِدُ إذَا كَانَ وَحْدَهُ فَهُوَ فَرْدٌ وَإِذَا كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ مِنْ جِنْسِهِ سُمِّيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجًا وَهُمَا زَوْجَانِ بِدَلِيلِ قَوْله تَعَالَى {خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [النجم: 45] وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الأنعام: 143] أَلَا تَرَى كَيْفَ فُسِّرَتْ بِقَوْلِهِ {مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} [الأنعام: 143] {وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} [الأنعام: 144] قَالَ وَنَحْوُ تَسْمِيَتِهِمْ الْفَرْدَ بِالزَّوْجِ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ آخَرُ مِنْ جِنْسِهِ تَسْمِيَتُهُمْ الزُّجَاجَةَ كَأْسًا بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ فِيهَا خَمْرٌ وَعِنْدَ الْحُسَّابِ الزَّوْج خِلَافُ الْفَرْدِ كَالْأَرْبَعَةِ وَالثَّمَانِيَةِ فِي خِلَافِ الثَّلَاثَةِ وَالسَّبْعَةِ مَثَلًا يَقُولُونَ زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ كَمَا يَقُولُونَ خَسًا أَوْ زَكًا شَفْعٌ أَوْ وِتْرٌ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ
مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْنًا كُلَّ صَادِقَةٍ ... بَاتَتْ تُبَاشِرُ عُرْمًا غَيْرَ أَزْوَاجِ
لِأَنَّ بَيْضَ الْقَطَاةِ لَا يَكُونُ إلَّا وِتْرًا وَيُقَالُ هُوَ زَوْجُهَا وَهِيَ زَوْجُهُ وَقَدْ يُقَال زَوْجَتُهُ بِالْهَاءِ وَفِي جَمْعِهِ زَوْجَاتٌ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ
وَإِنَّ الَّذِي يَسْعَى لِيُفْسِدَ زَوْجَتِي ... كَسَاعٍ إلَى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا
وَأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيتِ
يَا صَاح بَلِّغْ ذَوِي الزَّوْجَاتِ كُلِّهِمْ ... أَنْ لَيْسَ وَصْلٌ إذَا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ
وَالْأَوَّلُ هُوَ الِاخْتِيَارُ بِدَلِيلِ مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} [الأحزاب: 37] {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ} [البقرة: 35] {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ} [النساء: 20] {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] قَالَ ابْنُ يُونُسَ وَابْنُ السِّكِّيتِ وَتَقُولُ الْعَرَبُ زَوَّجْتُهُ إيَّاهُ وَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ وَلَا زَوَّجْتُ مِنْهُ امْرَأَةً وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] فَمَعْنَاهُ قَرَنَّاهُمْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ لُغَةٌ فِي أَزْدِ شَنُوءَةَ وَبِهَذَا صَحَّ اسْتِعْمَالُ الْفُقَهَاءِ.
ز و ج :الزَّوْجُ الشَّكْلُ يَكُونُ لَهُ نَظِيرٌ كَالْأَصْنَافِ وَالْأَلْوَانِ أَوْ يَكُونُ لَهُ نَقِيضٌ كَالرَّطْبِ وَالْيَابِسِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْحُلْوِ وَالْمُرِّ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَالزَّوْجُ كُلُّ اثْنَيْنِ ضِدُّ الْفَرْدِ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ وَيُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ الْمُتَزَاوِجَيْنِ زَوْجَانِ وَزَوْجٌ أَيْضًا تَقُولُ عِنْدِي زَوْجُ نِعَالٍ تُرِيدُ اثْنَيْنِ وَزَوْجَانِ تُرِيدُ أَرْبَعَةً وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ الزَّوْجُ يَكُونُ وَاحِدًا وَيَكُونُ اثْنَيْنِ وقَوْله تَعَالَى {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [هود: 40] هُوَ هُنَا وَاحِدٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ
وَابْنُ فَارِسٍ كَذَلِكَ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَنْكَرَ النَّحْوِيُّونَ أَنْ يَكُونَ الزَّوْجُ اثْنَيْنِ وَالزَّوْجُ عِنْدَهُمْ الْفَرْدُ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَالْعَامَّةُ تُخْطِئُ فَتَظُنُّ أَنَّ الزَّوْجَ اثْنَانِ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَذْهَبِ الْعَرَبِ إذْ كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ بِالزَّوْجِ مُوَحَّدًا فِي مِثْلِ قَوْلِهِمْ زَوْجُ حَمَامٍ وَإِنَّمَا يَقُولُونَ زَوْجَانِ مِنْ حَمَامٍ وَزَوْجَانِ مِنْ خِفَافٍ وَلَا يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ مِنْ الطَّيْرِ زَوْجٌ بَلْ لِلذَّكَرِ فَرْدٌ وَلِلْأُنْثَى فَرْدَةٌ.
وَقَالَ السِّجِسْتَانِيّ أَيْضًا لَا يُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ زَوْجٌ لَا مِنْ الطَّيْرِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْجُهَّالِ وَلَكِنَّ كُلَّ اثْنَيْنِ زَوْجَانِ وَاسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ لِهَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى {خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [النجم: 45] وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُمْ الْوَاحِدَ بِالزَّوْجِ فَمَشْرُوطٌ بِأَنْ يَكُونَ مَعَهُ آخَرُ مِنْ جِنْسِهِ وَالزَّوْجُ عِنْدَ الْحِسَابِ خِلَافُ الْفَرْدِ وَهُوَ مَا يَنْقَسِمُ بِمُتَسَاوِيَيْنِ وَالرَّجُلُ زَوْجُ الْمَرْأَةِ وَهِيَ زَوْجُهُ أَيْضًا هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ نَحْوُ {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35] وَالْجَمْعُ فِيهِمَا أَزْوَاجٌ قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ فِي الْمَرْأَةِ زَوْجَةٌ بِالْهَاءِ وَأَهْلُ الْحَرَمِ يَتَكَلَّمُونَ بِهَا وَعَكَسَ ابْنُ السِّكِّيتِ فَقَالَ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ لِلْمَرْأَةِ زَوْجٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَسَائِرُ الْعَرَبِ زَوْجَةٌ بِالْهَاءِ وَجَمْعُهَا زَوْجَاتٌ وَالْفُقَهَاءُ يَقْتَصِرُونَ فِي الِاسْتِعْمَالِ عَلَيْهَا لِلْإِيضَاحِ وَخَوْفِ لَبْسِ الذَّكَرِ بِالْأُنْثَى إذْ لَوْ قِيلَ تَرِكَةٌ فِيهَا زَوْجٌ وَابْنٌ لَمْ يُعْلَمْ أَذَكَرٌ هُوَ أُمُّ أُنْثَى وَزَوْجُ بَرِيرَةَ اسْمُهُ مُغِيثٌ وَزَوَّجْت فُلَانًا امْرَأَةً يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ إلَى اثْنَيْنِ فَتَزَوَّجَهَا لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَنْكَحْتُهُ امْرَأَةً فَنَكَحَهَا قَالَ الْأَخْفَشُ وَيَجُوزُ زِيَادَةُ الْبَاءِ فَيُقَالُ زَوَّجْتُهُ بِامْرَأَةٍ فَتَزَوَّجَ بِهَا وَقَدْ نَقَلُوا أَنَّ أَزْد شَنُوءَةَ تُعَدِّيهِ بِالْبَاءِ وَتَزَوَّجَ فِي بَنِي فُلَانٍ وَبَيْنَهُمَا حَقُّ الزَّوْجِيَّةِ وَالزَّوَاجُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ يُجْعَلُ اسْمًا مِنْ زَوَّجَ مِثْلُ: سلم سَلَامًا وَكَلَّمَ كَلَامًا وَيَجُوزُ الْكَسْرُ ذَهَابًا إلَى أَنَّهُ مِنْ بَابِ الْمُفَاعِلَةِ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا مِنْ اثْنَيْنِ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ زَوَّجْتُهُ مِنْهَا لَا وَجْهَ لَهُ إلَّا عَلَى قَوْلِ مِنْ يَرَى زِيَادَتَهَا فِي الْوَاجِبِ أَوْ يَجْعَلُ الْأَصْلَ زَوَّجْتُهُ بِهَا ثُمَّ أُقِيمَ حَرْفٌ مَقَامَ حَرْفٍ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى ذَلِكَ وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ زَوَّجْتُ الْمَرْأَةَ الرَّجُلَ وَلَا يُقَالُ زَوَّجْتُهَا مِنْهُ. 
[زوج] نه: من أنفق "زوجين" في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة، وفسره بفرسين أو عبدين أو بعيرين، والأصل فيه الصنف والنوع من كل شيء كل شيئين مقترنين شكلين كانا أو نقيضين فهما زوجان وكل واحد زوج، يريد من أنفق صنفين من ماله. ك: الزوج خلاف الفرد، وأراد أني شفع كل ما يشفع من شيء بمثله، إن كان دراهم فدرهمين ودنانير فدينارين وكذا سلاحًا وغيره، ويحتمل إرادة التكرار أي عالج الإنفاق عادة، وسبيل الله يعم وجوه الخير، وقيل: مخصوص بالجهاد، وخير ليس للتفضيل بل معناه خير من الخيرات وتنوينه للتعظيم، وفائدة هذا خير بيان تعظيمه، قوله: كل خزنة باب، لعله قلب أي خزنة كل باب، وفل - بضم لام وفتحها مرخم فلان، قوله: من أهل الصدقة، أي الغالب عليه ذلك وإلا فكل المؤمنين أهل للكل، ولا تكرار في ذكر الإنفاق في الصدر والصدقة في عجزه، إذ الأول نداء بأن الإنفاق وإن كان بالقليل من جملة الخيرات وذلك حاصل من كل الأبواب، والثاني استدعاء الدخول في الجنة من بابه الخاص، فإن قلت: النفقة يتصور في الجهاد والصدقة فكيف في باب الصوم والصلاة؟ قلت: أراد نفسه وماله، فإن قلت: إنما هي نفقة النفس فلا زوجين فيه! قلت: لابد فيه من قوت يقيم به الرمق وثوب يستر به العورة، وقد يكون الإنفاق في الصلاة ببناء المسجد وفي الصوم بتفطير الصوام، قوله: من ضرورة، أي ضرر وخسارة أي ليس على المدعووحلوا وحامضًا وصغيرًا وكبيرًا ونحوها.

زوج: الزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. يقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كما يقال:

خَساً أَو زَكاً، أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ؛ قال أَبو وَجْزَة

السَّعْدِيُّ:ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ، وَهْناً، كلَّ صادِقَةٍ،

باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غير أَزْوَاجِ

لأَن بَيْضَ القَطَا لا يكون إِلاَّ وِتْراً. وقال تعالى: وأَنبتنا فيها

من كل زوجٍ بَهيج؛ وكل واحد منهما أَيضاً يسمى زَوْجاً، ويقال: هما

زَوْجان للاثنين وهما زَوْجٌ، كما يقال: هما سِيَّانِ وهما سَواءٌ؛ ابن سيده:

الزَّوْجُ الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ. والزوج: الاثنان. وعنده زَوْجَا

نِعالٍ وزوجا حمام؛ يعني ذكرين أَو أُنثيين، وقيل: يعني ذكراً وأُنثى. ولا

يقال: زوج حمام لأَن الزوج هنا هو الفرد، وقد أُولعت به العامة. قال أَبو

بكر: العامة تخطئ فتظن أَن الزوج اثنان، وليس ذلك من مذاهب العرب، إِذ

كانوا لا يتكلمون بالزَّوْجِ مُوَحَّداً في مثل قولهم زَوْجُ حَمامٍ،

ولكنهم يثنونه فيقولون: عندي زوجان من الحمام، يعنون ذكراً وأُنثى، وعندي

زوجان من الخفاف يعنون اليمين والشمال، ويوقعون الزوجين على الجنسين

المختلفين نحو الأَسود والأَبيض والحلو والحامض. قال ابن سيده: ويدل على أَن

الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ

الذَّكَرَ والأُنثى؛ فكل واحد منهما كما ترى زوج، ذكراً كان أَو أُنثى.

وقال الله تعالى: فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين. وكان الحسن يقول

في قوله عز وجل: ومن كل شيء خلقنا زوجين؛ قال: السماء زَوْج، والأَرض

زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، ويجمع الزوج

أَزْوَاجاً وأَزَاوِيجَ؛ وقد ازْدَوَجَتِ الطير: افْتِعالٌ منه؛ وقوله تعالى:

ثمانيةَ أَزْوَاجٍ؛ أَراد ثمانية أَفراد، دل على ذلك؛ قال: ولا تقول

للواحد من الطير زَوْجٌ، كما تقول للاثنين زوجان، بل يقولون للذكر فرد

وللأُنثى فَرْدَةٌ؛ قال الطرماح:

خَرَجْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً،

ينادُونَ تَغْلِيساً سِمالَ المَدَاهِنِ

وتسمي العرب، في غير هذا، الاثنين زَكاً، والواحدَ خَساً؛ والافتعال من

هذا الباب: ازْدَوَجَ الطيرُ ازْدواجاً، فهي مُزْدوِجَةٌ. وفي حديث أَبي

ذر: أَنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: من أَنفق زَوْجَيْنِ

من ماله في سبيل الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الجنة؛ قلت: وما زوجان من

ماله؟ قال: عبدان أَو فرَسان أَو بعيران من إِبله، وكان الحسن يقول: دينارين

ودرهمين وعبدين واثنين من كل شيءٍ. وقال ابن شميل: الزوج اثنان، كلُّ

اثنين زَوْجٌ؛ قال: واشتريت زَوْجَين من خفاف أَي أَربعة؛ قال الأَزهري:

وأَنكر النحويون ما قال، والزَّوجُ الفَرْدُ عندهم. ويقال للرجل والمرأَة:

الزوجان. قال الله تعالى: ثمانية أَزواج؛ يريد ثمانية أَفراد؛ وقال:

احْمِلْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ؛ قال: وهذا هو الصواب. يقال

للمرأَة: إِنها لكثيرة الأَزْواج والزَّوَجَةِ؛ والأَصل في الزَّوْجِ

الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كل شيء. وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أَو نقيضين، فهما

زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج. يريد في الحديث: من أَنفق صنفين من ماله

في سبيل الله، وجعله الزمخشري من حديث أَبي ذر قال: وهو من كلام النبي،

صلى الله عليه وسلم، وروى مثله أَبو هريرة عنه.

وزوج المرأَة: بعلها. وزوج الرجل: امرأَته؛ ابن سيده: والرجل زوج

المرأَة، وهي زوجه وزوجته، وأَباها الأَصمعي بالهاء. وزعم الكسائي عن القاسم بن

مَعْنٍ أَنه سمع من أَزْدِشَنُوءَةَ بغير هاء، والكلام بالهاء، أَلا ترى

أَن القرآن جاء بالتذكير: اسكن أَنت وزوجك الجنة؟ هذا كلُّه قول

اللحياني. قال بعض النحويين: أَما الزوج فأَهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤَنث

وضعاً واحداً، تقول المرأَة: هذا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي. قال الله عز

وجل: اسْكُنْ أَنتَ وزَوْجُك الجنةَ وأَمْسِكْ عليك زَوْجَكَ؛ وقال:

وإِن أَردتم استبدال زوجٍ مكان زوج؛ أَي امرأَة مكان امرأَة. ويقال أَيضاً:

هي زوجته؛ قال الشاعر:

يا صاحِ، بَلِّغ ذَوِي الزَّوْجاتِ كُلَّهُمُ:

أَنْ ليس وصْلٌ، إِذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ

وبنو تميم يقولون: هي زوجته، وأَبى الأَصمعي فقال: زوج لا غير، واحتج

بقول الله عز وجل: اسكن أنت وزوجك الجنة؛ فقيل له: نعم، كذلك قال الله

تعالى، فهل قال عز وجل: لا يقال زوجة؟ وكانت من الأَصمعي في هذا شدَّة وعسر.

وزعم بعضهم أَنه إِنما ترك تفسير القرآن لأَن أَبا عبيدة سبقه بالمجاز

إِليه، وتظاهر أَيضاً بترك تفسير الحديث وذكر الأَنواء؛ وقال الفرزدق:

وإِنَّ الذي يَسعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِي،

كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها

وقال الجوهري أَيضاً: هي زوجته، واحتاج ببيت الفرزدق. وسئل ابن مسعود،

رضي الله عنه، عن الجمل من قوله تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ

الخِياطِ؛ فقال: هو زوج الناقة؛ وجمع الزوج أَزواج وزِوَجَةٌ، قال الله

تعالى: يا أَيها النبي قل لأَزواجك. وقد تَزَوَّج امرأَة وزَوَّجَهُ إِياها

وبها، وأَبى بعضهم تعديتها بالباء. وفي التهذيب: وتقول العرب: زوَّجته

امرأَة. وتزوّجت امرأَة. وليس من كلامهم: تزوَّجت بامرأَة، ولا زوَّجْتُ منه

امرأَةً. قال: وقال الله تعالى: وزوَّجناهم بحور عين، أَي قرنَّاهم بهن،

من قوله تعالى: احْشُرُوا الذين ظلموا وأَزواجَهم، أَي وقُرَناءهم. وقال

الفراء: تَزوجت بامرأَة، لغة في أَزد شنوءة. وتَزَوَّجَ في بني فلان:

نَكَحَ فيهم.

وتَزَاوجَ القومُ وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بعضهم بعضاً؛ صحت في

ازْدَوَجُوا لكونها في معنى تَزاوجُوا.

وامرأَة مِزْوَاجٌ: كثيرة التزوّج والتزاوُج؛ قال: والمُزاوَجَةُ

والازْدِواجُ، بمعنى. وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزَاوَجَ: أَشبه بعضه بعضاً في

السجع أَو الوزن، أَو كان لإِحدى القضيتين تعلق بالأُخرى. وزَوَّج الشيءَ

بالشيء، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ. وفي التنزيل: وزوّجناهم بحور عين؛ أَي

قرناهم؛ وأَنشد ثعلب:

ولا يَلْبَثُ الفِتْيانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا،

إِذا لم يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ

وقال الزجاج في قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا وأَزواجهم؛ معناه:

ونظراءهم وضرباءهم. تقول: عندي من هذا أَزواج أَي أَمْثال؛ وكذلك زوجان من

الخفاف أَي كل واحد نظير صاحبه؛ وكذلك الزوج المرأَة، والزوج المرء، قد

تناسبا بعقد النكاح.وقوله تعالى: أَو يُزَوِّجُهم ذُكْرَاناً وإِناثاً؛ أَي

يَقْرُنُهم. وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان. قال الفراء:

يجعل بعضهم بنين وبعضهم بنات، فذلك التزويج. قال أَبو منصور: أَراد بالتزويج

التصنيف؛ والزَّوْجُ: الصِّنْفُ. والذكر صنف، والأُنثى صنف. وكان

الأَصمعي لا يجيز أَن يقال لفرخين من الحمام وغيره: زوج، ولا للنعلين زوج،

ويقال في ذلك كله: زوجان لكل اثنين. التهذيب: وقول الشاعر:

عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَيْتُها،

لَها ولَدٌ من زَوْجِها، وَهْيَ عَاقِرُ

فَقُلْتُ لَها: بُجْراً، فقَالتْ مُجِيبَتِي:

أَتَعْجَبُ مِنْ هذا، ولي زَوْجٌ آخَرُ؟

أَرادت من زوج حمام لها، وهي عاقر؛ يعني للمرأَة زوج حمام آخر. وقال

أَبو حنيفة: هاج المُكَّاءُ للزَّواج؛ يَعني به السِّفادَ. والزَّوْجُ:

الصنف من كل شيء. وفي التنزيل: وأَنبتتْ من كل زوج بهيج؛ قيل: من كل لون أَو

ضرب حَسَنٍ من النبات. التهذيب: والزَّوْجُ اللَّوْنُ؛ قال الأَعشى:

وكلُّ زَوْجٍ من الدِّيباجِ، يَلْبَسُهُ

أَبو قُدَامَةَ، مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا

وقوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ؛ قال: معناه أَلوان وأَنواع

من العذاب، ووضفه بالأَزواج، لأَنه عنى به الأَنواع من العذاب والأصناف

منه. والزَّوْجُ: النَمَطُ، وقيل: الديباج. وقال لبيد:

من كلِّ مَحْفُوفٍ، يُظِلُّ عِصِيَّهُ

زَوْجٌ، عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

قال: وقال بعضهم: الزوج هنا النمط يطرح على الهودج؛ ويشبه أَن يكون

سمِّي بذلك لاشتماله على ما تحته اشتمال الرجل على المرأَة، وهذا ليس

بقوي.والزَّاجُ: معروف؛ الليث: الزاج، يقال له: الشَّبُّ اليماني، وهو من

الأَدوية، وهو من أَخلاط الحِبْرِ، فارسي معرَّب.

زوج
ازدوجَ يَزدوِج، ازدواجًا، فهو مُزدوِج
• ازدوج الشَّيءُ: صار اثنين ° ازدوج لسانه: استعمل اللغة الفصحى واللغة الدّارجة.
• ازدوج القومُ: تزوّج بعضهم من بعض.
• ازدوج التَّعبيران: (بغ) أشبه أحدُهما الآخر في السَّجع أو الوزن. 

تزاوجَ يتزاوج، تزاوُجًا، فهو متزاوِج
• تزاوجت الألوانُ: توافقت، تلاءمت، انسجمت.
• تزاوجَ القومُ: ازدوجوا، تزوَّج بعضهم من بعض.
• تزاوجَ الكلامُ: ازدوج، أشبه بعضه بعضًا في السَّجع أو
 الوزن.
• تزاوج الشَّيءُ: صار اثنين "تزاوج الطلاب في الاصطفاف". 

تزوَّجَ/ تزوَّجَ بـ/ تزوَّجَ من يتزوَّج، تزوُّجًا، فهو متزوِّج، والمفعول متزوَّج
• تزوَّج امرأةً/ تزوَّج بامرأةٍ/ تزوَّج من امرأة: مُطاوع زوَّجَ: نكحها؛ اتخذها زوجةً حسب عقد شرعيّ "ذكر أنه متزوِّج ويعول". 

زاوجَ يُزاوِج، مُزاوجةً، فهو مُزاوِج، والمفعول مُزاوَج (للمتعدِّي)
• زاوج بين العملين: ربط بينهما، وصلهما وقرنهما "زاوج بين الثورين".
• زاوج بين رجل وامرأة: زوّجهما، أنكحه إيّاها أو عقد له الزواج عليها.
• زاوج فلانًا: خالَطه "شعر بفرحة تزاوجها مرارة". 

زوَّجَ يُزوِّج، تزويجًا، فهو مزوِّج، والمفعول مزوَّج
• زوَّج فلانًا امرأةً/ زوَّج فلانًا بامرأةٍ:
1 - جعله يتزوَّجها، أنكحه إيّاها " {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} ".
2 - عقد له الزواج عليها "زوّجه المأذون بعقد شرعيّ".
• زوَّج الشَّيءَ بالشَّيء/ زوَّج الشَّيءَ إلى الشَّيء: قرنه به " {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}: قُرنت بأجسادها أو بأشكالها أو بأعمالها". 

ازدِواج [مفرد]:
1 - مصدر ازدوجَ.
2 - (فن) جعل الفيلم ناطقًا بلغة إلى جانب لغته الأصليّة.
• ازدواج الضَّرائب: (قص) دفعها في مكانين أو بلدين مختلفين.
• ازدواج الشَّخصيَّة: (نف) حالة الفرد إذا كان له نوعان من السّلوك أحدهما سويّ وثانيهما مرضيّ لا إراديّ. 

ازدِواجيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ازدواج.
2 - مصدر صناعيّ من ازدِواج: وجود نَوعين متميِّزين من نَفْس الفصيلة يختلف أحدهما عن الآخر بعدّة خصائص منها الشكل.
• ازدواجيَّة اللُّغة: استعمال اللغة الفصيحة واللغة الدارجة وهو خلاف الثنائية: أي: استعمال لغتين مختلفتين كالعربية والإنجليزية.
• ازدواجيَّة في الحكم: اشتراك سلطتين فيه بوجه غير شرعيّ. 

تزاوُج [مفرد]: مصدر تزاوجَ: "لا تزاوجيّ: ناتج أو حاصل دون اتِّحاد الخلايا الأنثويّة والذكريّة".
• تزاوُج الأمشاج: (حي) طريقة تلاقُح في النباتات الدنيا يكون فيها المشيج الذكريّ والأنثويّ مختلفين في شكلهما أو عملهما. 

زَواج [مفرد]: اقتران الذكر بالأنثى أو الرجل بالمرأة بعقد شرعيّ "زواج الأقارب يضعف النسل- المال حلَّل كلَّ غير محلَّل ... حتى زَواج الشَّيب بالأبكارِ" ° زواج مدنيّ: زواج تعقده السلطات المدنيَّة- زواج مصلحة: زواج يُعقد طمعًا في كسب اجتماعيّ أو سياسيّ أو اقتصاديّ.
• زواج الشِّغار: (فق) زواج بدون مهر، وذلك بأن يزوِّج الرجل قريبته لآخر على أن يزوِّجه الآخر قريبته "نهى الإسلام عن زواج الشِّغار".
• زواج المُتعة: (فق) زواج مؤقّت، بحيث يتزوَّج الرَّجل امرأة لغاية الاستمتاع بها لفترة زمنيّة.
• الزَّواج العُرْفيّ: (فق) زواج مؤقت يتمّ بموافقة الطَّرفين الرَّجُل والمرْأة على المعيشة معًا من غير وجود عقد مدنيّ أو دينيّ. 

زَوْج [مفرد]: ج أزواج:
1 - خلاف الفرد "زوج من الجوارب/ الأحذية".
2 - رجل المرأة، ويقال له كذلك: بعل، قرين "استأذنت زوجها لقيام الليل- {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} ".
3 - امرأة الرجل " {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} ".
4 - شكل له نقيض، كل واحد معه آخر من جنسه مثل (ذكر وأنثى)، (رطب ويابس)، (أسود وأبيض) " {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} ".
5 - شبيه وقرين " {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} ".
6 - صنف " {وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} ".
7 - اثْنان من النوع نفسه
 أو متماثلان في الشكل أو الوظيفة.
• الزَّوْجان: الرَّجل وامرأته. 

زَوْجَة [مفرد]: ج زَوْجات، مذ زوج: امرأة مرتبطة برجل عن طريق الزواج، ويقال لها كذلك: قرينة وحرم وعقيلة "مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللهِ عَزّ وَجَلَّ خَيرٌ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ [حديث] " ° تعدُّد الزَّوجات: الزواج بأكثر من امرأة وَفْق ما أحلَّ الشَّرع إلى أربع زوجات. 

زَوْجِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى زَوْج: "علاقة زوجيَّة".
2 - متعلق بالزواج أو بالعلاقة بين الزوجين.
• عَدَدٌ زَوْجِيّ: (جب) عدد يقبل القسمة على اثنين بدون باقٍ مثل: 2، 4، 6، 8 ... إلخ. 

زَوْجِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى زَوْج ° الخيانة الزَّوجيَّة: عدم المحافظة على الأمانة الزوجيَّة.
2 - مصدر صناعيّ من زَوْج: زواج وعقد شرعيّ قائم "رابطة الزَّوْجيَّة- مازالت الزَّوْجيَّة بينهما قائمة- بينهما حق الزَّوْجيَّة" ° خارج نطاق الزَّوجيَّة: في وضع يكون فيه الأب والأمّ غير مُتزوجين شَرْعًا. 

زِيجة [مفرد]: ج زِيجات: زواج "انخفض معدَّل الزِّيجات في السَّنوات الأخيرة". 

مُزاوجة [مفرد]:
1 - مصدر زاوجَ.
2 - (بغ) ترتيب فعل واحد مختلف المتعلَّق على شرط وجزائه، وهي من المحسِّنات البديعيَّة كقول الشاعر: إذا مانهى النّاهي فلجّ بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلجّ بها الهَجْرُ. 

مُزْدَوِج [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ازدوجَ.
2 - مُركّب من عنصرين أو شيئين، على شكل زوجين "تعليم مُزْدَوِج: تُدرَّس به لغتان كالعربيَّة والفرنسيَّة- معهد مُزْدَوِج: به ذكور وإناث- عملٌ مُزْدَوِج: عمل ذو اختصاصين- مزدوج التعامُل: خَدّاع، ذو لسانين، مُنافق، غَشّاش" ° رؤية مزدوجة: اختلال في الرؤية يُؤدِّي إلى رؤْية الشيء الواحد اثنين.
• المُزْدَوِج الشَّخصيَّة: شخص ذو شخصيَّة مزدوجة جانب منها خيِّر والآخر شِرِّير.
• الفكر المُزْدَوِج: الفِكر المُتَّسِم بقبول فكرتين مُتناقضتين أو خاطئتين في الوقت ذاته.
• عميل مُزْدَوِج: (سة) جاسوس يعمل في وقت واحد لحساب دولتين عدوّتين.
• صوت مُزْدَوِج: (لغ) صوت يتضمَّن صفتيّ الشِّدَّة والرَّخاوة كالجيم الفصحى.
• مُزْدَوِج الثَّمر: (نت) نبات يحمل نوعين من الثمار مختلفي الصفات أو مختلفي موسم النضج مثل: الأقحوان.
• مُزْدَوِج اللَّون: (نت) نبات يحمل في حالات شاذَّة أزهارًا ذات لون يختلف عن لون أزهاره الأخرى.
• الحركة المُزْدَوِجة: (لغ) صوت مُركّب أو صوت انزلاقي يبدأ بصوت لِين وينتقل تدريجيًّا لصوت لِين آخر في المقطع نفسه. 

مِزْواج [مفرد]: ج مَزاويجُ، مؤ مِزواج ومِزواجَة: كثير الزَّواج "رجل مِزْواج- امرأة مِزْواج/ مِزْواجَة". 
زوج
: ( {الزَّوْجُ) للمرأَةِ: (البَعْلُ. و) للرَّجل: (} الزَّوْجَةُ) ، بالهاءِ، وَفِي (الْمُحكم) الرَّجُلُ {زَوْجُ المرأَةِ، وَهِي زَوْجُه} وزَوْجَتُه. وأَبَاها الأَصْمَعِيُّ بالهاءِ. وَزعم الكِسائيُّ عَن الْقَاسِم بن مَعْنٍ أَنه سَمِعَ من أَزْدِشَنُوءَةَ بغيرِ هَاءٍ (والكلامُ بالهاءِ) أَلاَ ترى أَنّ الْقُرْآن جاءَ بالتذكير: {6. 001 اسكن اءَنت {وزوجك الْجنَّة} (الْبَقَرَة: 35) هَذَا كلّه قولُ اللِّحْيَانيّ. قَالَ بعض النّحويّين: أَمّا الزَّوْجُ فأَهْلُ الحِجَازِ يَضَعونه للمذكّر والمؤنّث وَضْعاً وَاحِدًا، تَقول المرأَةُ هاذا} - زَوْجي، وَيَقُول الرجل: هاذه! زَوْجي. قَالَ تَعَالَى: {وَإِن أردتم اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ} (النِّسَاء: 20) أَي امرأَةٍ مَكَان امرأَةٍ، وَفِي (المِصْباح) : الرَّجل: زَوْجُ المرأَةِ، وَهِي زَوْجُه أَيضاً. هاذه هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَة، وَجَاء بهَا الْقُرْآن... وَالْجمع مِنْهُمَا {أَزواج. قَالَ أَبو حَاتِم: وأَهل نَجْد يَقُولُونَ فِي المرأَة:} زَوْجةٌ، بالهاءِ، وأَهلُ الحَرَمِ يتكلّمون بهَا. وعَكَسَ ابنُ السِّكِّيت فَقَالَ: وأَهلُ الْحجاز يَقُولُونَ للمرأَة: زَوْجٌ، بِغَيْر هاءٍ، وسائرُ الْعَرَب زوجةٌ بالهاءِ، وَجَمعهَا زَوْجَاتٌ. والفقهاءُ يقتصرون فِي الِاسْتِعْمَال عَلَيْهَا للإِيضاح وخَوْف لَبْسِ الذَّكَرِ بالأُنثى، إِذ لَو قيل: فَرِيضة فِيهَا زَوْجٌ وابنٌ، لم يُعْلَم أَذكرٌ أَم أُنْثى، اته.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وَيُقَال أَيضاً: هِيَ {زَوجَتُه، واحْتَجَّ بقول الفَرَزْدَقِ:
وإِنّ الْذي يَسْعَى يُحَرِّشُ} - زَوْجَتي
كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا
(و) الزَّوْج: (خلاف الفَرْدِ) . يُقَال زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كَمَا يُقَال: شَفْعٌ أَو وِتْر.
(و) الزَّوْجُ: النَّمَطُ. وَقيل: الدِّيباجُ. قَالَ لَبيد:
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ
زَوْجٌ عليهِ كِلَّةٌ وقِرَامُها
وَقَالَ بعضُهم: الزَّوْجُ هُنَا: (النَّمَطُ يُطْرَحُ على الهَوْدَجِ) . وَمثله فِي (الصّحاح) ، وأَنشد قَول لبيد. ويُشبِه أَن يكون سُمِّيَ بذالك لاشْتمال على مَا تَحتَه اشتمالَ الرَّجُلِ على المَرأَة. وهاذا لَيْسَ بقَوهيَ.
(و) الزَّوْجُ (: اللَّوْنُ من الدِّيبَاج ونَحْوِه) . وَالَّذِي فِي (التَّهْذِيب) والزَّوج: اللَّوْنُ. قَالَ الأَعْشَى:
وكُلُّ زَوْجٍ منَ الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ
أَبو قُدَامَه مَحْبُوًّا بِذاك مَعَا
فتقييدُ المصنِّف بالدِّيباج وَنَحْوه غيرُ سديدٍ. وَقَوله تَعَالَى: {6. 001 وَآخر من شكله {أَزواج} (ص: 58) قَالَ: مَعناه أَلْوانٌ وأَنواعٌ من العَذَاب.
(وَيُقَال للاثنينِ: هما} زَوْجانِ، وهما زَوْجٌ) كَمَا يُقَال: هما سِيَّانِ، وهما سَوَاءٌ. وَفِي (الْمُحكم) : الزَّوْجُ: الاثنانِ. وَعِنْده {زَوْجَا نِعَالٍ،} وَزَوْجَا حَمامٍ يَعْنِي ذَكَرَيْنِ أَو أُنْثَيَينِ، وَقيل: يَعني ذَكَراً وأُنثى. وَلَا يُقَال: زَوْجُ حَمامٍ، لأَنّ الزَّوجَ هُنَا هُوَ الفَرْدُ وَقد أُولعت بِهِ العَامَّة. وَقَالَ أَبو بكر: العَامَّة تُخطِيءُ، فَتَظنُّ أَن الزَّوجَ اثنانِ، وَلَيْسَ ذالك من مَذَاهبِ العربِ، إِذ كَانُوا لَا يَتَكلَّمون {بالزَّوْجِ، مُوَحَّداً فِي مثل قَوْلهم: زَوْجُ حَمامٍ، ولاكنهم يُثَنُّونه فَيَقُولُونَ: عِنْدِي زَوْجَانِ من الحَمام، يَعنونَ ذَكراً وأُنثى؛ وَعِنْدِي} زَوْجَانِ من الخِفَافِ، يَعنونَ اليَمِينَ والشِّمَالَ، ويُوقِعونَ {الزَّوْجَينِ على الجِنْسَيْنِ المُختَلِفِيْنِ، نَحْو الأَسود والأَبيِض، والحُلْوِ والحَامِض، وَقَالَ ابْن شُمَيلٍ: الزَّوْج: اثنانِ، كُلُّ اثنينِ: زَوْجٌ. قَالَ: واشتريْت زَوْجينِ من خِفافٍ: أَي أَربعةً. قَالَ الأَزهريّ: وأَنكرَ النّحويّون مَا قَالَ. والزَّوْجُ: الفَرْدُ، عِنْدهم. وَيُقَال للرجلِ والمرأَةِ: الزَّوْجَانِ. قَالَ الله تَعَالَى: {6. 001 ثَمَانِيَة اءَزواج} (الأَنعام: 143) يُرِيد ثمانيةَ أَفرادٍ وَقَالَ هاذا هُوَ الصَّواب. والأَصلُ فِي الزَّوْج الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كُلّ شيْءٍ، وكلُّ شَيْئينِ مُقْتَرِنَيْنِ: شَكْلَيْنِ كَانَا أَو نَقيضَيْنِ: فهما زَوجانِ، وكلّ واحدٍ مِنْهُمَا: زَوْجٌ.
(} وَزَوَّجْتُه امرأَةً) ، يَتعَدَّى بِنَفسِهِ إِلى اثنينِ، فَتَزَوَّجَها: بِمَعْنى أَنْكَحْتُه امرأَةً فَنَكَحها. ( {وتَزَوَّجْتُ امرأَةً. و) } زَوَّجْتُه بامرأَةٍ. وتَزَوَّجْتُ (بهَا، أَو هاذه) تَعْدِيَتُها بالباءِ (قليلةٌ) ، نَقَله الجوهريّ عَن يُونُس. وَفِي (التَّهْذِيب) وَتقول الْعَرَب: {زَوَّجْتُه امرأَةً،} وتَزَوَّجْتُ امرأَةً، وَلَيْسَ من كَلَامهم: {تَزَوَّجْتُ بامْرَأَةً، وَلَا} زَوَّجْتُ مِنْهُ امرأَةً، وَقَالَ الفَرّاءُ: {تَزَوَّجْتُ بامرأَة: لغةٌ فِي أَزْدِشَنُوءَةَ،} وتَزَوَّج فِي بني فُلان نَكَحَ فيهم. وَعَن الأَخفش: وتَجُوز زِيَادَةُ الباءِ فيُقال: {زَوَّجْتُه بامرأَةٍ، فَتَزَوَّج بهَا.
(وامرأَةٌ} مِزْوَاجٌ: كثيرَةُ {التَّزَوُّجِ) } والتَّزَاوُجِ.
و (كثيرَةُ {الزِّوَجَةِ) كعِنَبَة، (أَي الأَزْوَاجِ) ، إِشارة إِلى أَن جَمْعٌ للزَّوْج، فَقَوْل شيخِنَا: إِنّ الأَقْدَمينَ ذَكَرُوا فِي جمع الزَّوْج} زِوَجَةً كعِمَبَةٍ، وَقد أَغفله المصنِّفُ كالأَكْثَرِين، فِيهِ تأَمُّلٌ.
(و) زَوَّجَ الشيءَ بالشيءِ وزَوَّجَه إِليه: قَرَنه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَ { {زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (الدُّخان: 54) أَي (قَرَنّاهُم) وأَنشد ثَعْلَب:
وَلَا يَلْبَثُ الفِتْيَانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا
إِذا لَم} يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلٍ
قَالَ شَيخنَا: وَفِيه إِيماءٌ إِلى أَنّ الْآيَة تكون شَاهدا لِمَا حَكَاهُ الفَرّاءُ، لأَن المرادَ مِنْهَا القِرَانُ لَا التَّزويجُ المعروفُ، لأَنه لَا تَزْويجَ فِي الجَنَّة. وَفِي (واعي اللُّغَة) لأَبي مُحَمَّد عبد الحقّ الأَزْديّ: كلُّ شَكْل قُرِنَ بِصَاحِبِهِ: فَهُوَ زَوجٌ لَهُ، يُقَال: {زَوَّجْت بَين الإِبلِ أَي قَرَنْت كلَّ واحدٍ بواحِدٍ. وَقَوله تَعَالَى: {6. 002 واذا النُّفُوس زوجت} (التكوير: 7) أَي قُرِنَتْ كلُّ شِيعةٍ بمَن شايَعتْ. وَقيل: قُرِنتْ بأَعمالها. وَلَيْسَ فِي الجَنَّةِ تَزْوِيجٌ. ولذالك أَدخَلَ الباءَ فِي قَوْله تَعَالَى: {} وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (و) قَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 002 احشروا الَّذين ظلمُوا واءَزواجهم} (الصافات: 22) (الأَزْوَاجُ: القُرَناءُ) والضُّرَبَاءُ والنُّضَرَاءُ. وَتقول: عِنْدِي من هاذا أَزْوَاجٌ: أَي أَمثالٌ. وكذالك {زَوْجَانِ من الخِفَافِ، أَي كلُّ واحدٍ نَظِيرُ صاحبِهِ. وكذالك الزَّوْجُ المَرْأَةُ، والزَّوْجُ المَرْءُ، قد تَنَاسَبا بعَقْدِ النِّكَاحِ. وَقَوله تَعَالَى: {6. 002 اءَو} يزوجهم ذكرانا واناثا} (الشورى: 50) أَي يقرنهم، وكل شَيْئَيْنِ اقْترن أَحدهمَابالآخَر فهما زَوْجَانِ. قَالَ أَبو منصورٍ: أَراد {بالتَّزْوِيجِ التَّصْنِيفَ، والزَّوْج: الصِّنْف. والذَّكَرُ صِنْف، والأُنثى صِنْف.
(} وتَزوَّجَه النَّومُ: خالَطَه) .
( {والزّاجُ: مِلْحٌ م) أَي مَعْرُوف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لَهُ الشَّبُّ اليَمَاني وَهُوَ من الأَدوية، وَهُوَ من أَخْلاط الحِبْر.
(} والزِّيجُ، بِالْكَسْرِ: خَيْطُ البَنَّاءِ) كشَدّاد، وَهُوَ المِطْمَر، وهما (مُعَرَّبانِ، الأَول عَن زَاك، وَالثَّانِي عَن زِه، وَهُوَ الوَتَر؛ كَذَا فِي (شِفاءِ الغَليل) وَفِي (مَفَاتِيح الْعُلُوم) : ( {الزّيِج) : كتابٌ يُحسَب فِيهِ سَيْرُ الكواكبِ، وتُسْتَخْرَجُ التَّقْوِيماتُ، أَعنِي حِسابَ الكواكبِ سَنَةً سَنَةً، وَهُوَ بالفارسيّة زِه، أَي الوَتَر، ثمَّ عُرِّبَ فَقيل: زِيجٌ، وجمعوه على} زِيَجَةٍ كقِرَدَة) .
بقيَ أَن المصنّف أَورد {الزِّيج فِي الْوَاو إِشارة إِلى أَنه واويٌّ. وَلَيْسَ كذالك بل الأَوْلَى ذِكُرهَا فِي آخِرِ الموادّ، لكَونهَا مُعرّبةً. فإِبقاؤها على ظاهرِ حُرُوفِها أَنْسبُ. قالِ شيخُنا. وَقَالَ الأَصمعيّ فِي الأَخير: لَيست أَدري أَعربيُّ هُوَ أَم مُعرّب.
(} وزَاج بَينهم) وزَمَجَ: إِذا (حَرَّشَ) وأَغرَى. وَقد تقدّم. وَقيل: إِن زاج مَهْمُوز الْعين، فَلَيْسَ هَذَا محلّ ذِكْره.
(و) من (الْمجَاز) : {تَزاوَجَ الكَلامانِ} وازْدَوَجَا. وَقَالُوا على سَبِيلِ ( {المُزَاوَجَة) هُوَ و (} الازْدِوَاجُ) بِمَعْنى واحدٍ. {وازْدَوَجَ الكلامُ} وتَزاوَجَ: أَشْبَهَ بَعضُه بَعْضًا فِي السَّجْعِ أَو الوَزْن، أَو كَانَ لإِحْدَى القَضِيَّتينِ تَعَلُّقٌ بالأُخرَى.
وَمن (الْمجَاز) أَيضاً: أَزْوَجَ بَينهمَا {وزَاوَجَ، كَذَا فِي (الأَساس) .
وَفِي (اللِّسَان) : والافتعالُ من هاذا البابُ} ازْدَوَجَت الطَّيرُ {ازْدِوَاجاً فَهِيَ} مُزْدَوِجَةٌ.
{وتَزَاوَجَ القَوْمُ} وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بعضُهم بَعْضًا. صَحَّت فِي! ازْدَوَجُوا لكَوُنِهَا فِي معنى تَزَاوَجُوا. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الزَّوَاج، بِالْفَتْح، من} التَّزويجِ: كالسَّلامِ من التَّسليم. والكسرُ فِيهِ لُغَة، كالنِّكاح وَزْناً وَمعنى، وحَمَلُوه على المُفَاعَلَة، أَشار إِليه الفَيّوميّ.
{والزِّيج: عِلْمُ الهَيْئةِ.
} وزايجة: صُورَةٌ مُرَبَّعَة أَو مُدَوَّرَةٌ تُعْمَل لموضِعِ الكواكبِ فِي الفَلَك، (ليُنْظَر) فِي حكم المَوْلِد، فِي عبارَة المُنجِّمين؛ وَنَقله عَن (مفاتِيح الْعُلُوم) للرازيّ.
(! وزاجٌ: لقبُ أَحمدَ بنِ منصورٍ الحَنْظَلِيّ) المحدِّث.
(زوج) الْأَشْيَاء تزويجا وزواجا قرن بَعْضهَا بِبَعْض وَفُلَانًا امْرَأَة وَبهَا جعله يَتَزَوَّجهَا
ز وج [زوج]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ .
قال: الزوج: الواحد. والبهيج: الحسن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وكل زوج من الديباج يلبسه ... أبو قدامة محبوا بذاك معا 
[زوج] زَوْجُ المرأة: بعلها. وزَوجُ الرجل: امرأته قال الله تعالى: (اسكنْ أنت وزوجُك الجنّةَ) ويقال أيضاً: هي زوجتُه. قال الفرزدق. وإنَّ الذي يَسْعَى ليُفْسِدَ زَوْجَتي * كَساعٍ إلى أُسْدِ الشَرى يَسْتَبيلُها قال يونس: تقول العرب: زوَّجتُه امرأةً، وتزوَّجتُ امرأة، وليس من كلام العرب تزوَّجتُ بامرأة. قال: وقول الله تعالى: (وزوَّجناهم بحورٍ عِينٍ) ، أي قرنّاهم بهنَّ، من قوله عزوجل: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) ، أي وقرناءهم. وقال الفراء: تزوجت بامرأة، لغة في أزد شنوءة. وامرأة مزواج كثيرة التزوج. والتزواج والمزاوجة والازدواج بمعنىً. والزوج: خلاف الفَرد، يقال زوج أو فرد، كما يقال: خَساً أو زكا، شفعٌ أو وَتر. قال أبو وَجْزَةَ السعديّ: ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقَةٍ * باتَتْ تُباشِرُ عرْماً غيرَ أَزْواجِ لأنَّ بيضَ القطا لا يكون إلاّ وَتراً. قال الله تعالى: (وَأَنْبَتْنا فيها من كلِّ زَوْجٍ بهيج) . وكلُّ واحدٍ منهما أيضاً يسمَّى زوجاً. يقال: هما زوجان للاثنين وهما زوجٌ، كما يقال هما سِيَّانٍ وهما سواءٌ. وتقول: اشتريتُ زوجَيْ حمام وأنت تعنى ذكر وأنثى، وعندي زوجا نعالٍ. وقال تعالى: (من كلِّ زَوْجَينِ اثنين) . والزَوج: النَمَط يطرح على الهودج. قال لبيد: من كل محفوف يظل عصيه * زوج عليه كلة وقرامها والزاج، فارسي معرب . والزيج : خيط البناء، وهو المطمر، فارسي معرب. وقال الاصمعي: لست أدرى، أعربي هو أم معرب؟

زوج

2 زوّج شَيْئًا بِشَىْءٍ, and زوّجهُ إِلَيْهِ, [inf. n. تَزْوِيجٌ,] He coupled, or paired, a thing with a thing; united it to it as its fellow, or like. (TA.) So in the Kur [xliv. 54 and lii. 20], زَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ

We will couple them, or pair them, [with females having eyes like those of gazelles:] (S, Mgh, K, TA:) the meaning is not the تَزْوِيج commonly known, [i. e. marriage,] for there will be no [such] تزويج in Paradise. (MF, TA.) And so in the Kur [lxxxi. 7], وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ and when the souls shall be coupled, or paired, or united with their fellows: (TA:) i. e., with their bodies: (Bd, Jel:) or, each with its register: (Bd:) or with its works: (Bd, TA:) or the souls of the believers with the حُور, and those of the unbelievers with the devils: (Bd:) or when each sect, or party, shall be united with those whom it has followed. (TA.) And so in the phrase, زَوَّجْتُ إِبِلِى I coupled, or paired, my camels, one with another: (A:) or زَوَّجْتُ بَيْنَ الإِبِلِ I coupled, or paired, every one of the camels with another. (TA.) So too in the Kur [xlii. 49], أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا Or He maketh them couples, or pairs, males and females: or, accord. to AM, maketh them of different sorts [or sexes], males and females: for b2: تَزْوِيجٌ signifies [also] The making to be of different sorts or species [&c.]. (TA.) b3: زَوَّجْتُهُ امْرَأَةً, (T, S, A, * Mgh, Msb, K,) thus the Arabs say accord. to Yoo (S, Mgh) and ISK, (Mgh,) making the verb doubly trans. by itself, [without a particle,] meaning I married him, or gave him in marriage, to a woman; (Msb, TA;) as also بِامْرَأَةٍ; (A, K;) Akh says that this is allowable [app. as being of the dial. of Azd-Shanooäh (see 5)]: (Msb, TA:) [when the verb is trans. by means of بِ, it generally has the meaning expl. in the first sentence of this art.:] زَوَّجْتُ مِنْهُ امْرَأَةً is not of the language of the Arabs: (T, Mgh, TA:) [but see a similar phrase in a verse cited in art. حصن, conj. 4:] the lawyers say, زَوَّجْتُهُ مِنْهَا [meaning I married him to her]; but this is a phrase for which there is no reasonable way of accounting, unless that it is accord. to the opinion of those who hold that مِنْ may be redundant in an affirmative proposition, or that of those who hold that it may be substituted for بِ. (Msb.) 3 زاوجهُ, [inf. n. مُزَاوَجَةٌ and زِوَاجٌ] It, or he, was, or became, a couple, or pair, with it, or him: or made a coupling, or pairing, with it, or him. (MA.) [And زَاوَجَا They two formed together a couple, or pair.] b2: [And زاوجا, inf. n. as above, They married each other.] You say, هُذَيْلٌ يُزَاوِجُ عِكْرِمَةَ [The tribe of Hudheyl intermarry with that of 'Ikrimeh]. (A. [See also 6.]) b3: زاوج بَيْنَهُمَا and ↓ ازوج (tropical:) [He made them two (referring to sentences or phrases) to have a mutual resemblance in their prose-rhymes, or in measure: or to be connected, each with the other; or dependent, each on the other]. (A, TA.) See also 8, in three places.4 أَزْوَجَ see the next preceding paragraph.5 تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً, (T, S, A, * Mgh, Msb, K,) thus the Arabs say accord. to Yoo (S, Mgh) and ISK, (Mgh,) meaning I married a woman; i. e., took a woman in marriage; took her as my wife; (Msb, TA;) as also بِامْرَأَةٍ; (A, * K;) or this is rare; (K;) Akh says that it is allowable; (Msb, TA;) and it is said to be of the dial. of AzdShanooäh, (S, Mgh, Msb, TA,) by Fr; (S, TA;) but accord. to Yoo (S, Mgh) and ISK, (Mgh,) it is not of the language of the Arabs. (T, S, Mgh.) And تزوّج فِى بَنِى فُلَانٍ (A, Msb, TA) He married, or took a wife, among the sons of such a one. (Msb, TA.) And تزوّج إِلَيْهِ i. q. خَاتَنَهُ [He allied himself to him by marriage]. (K in art. ختن.) b2: [Hence,] تزوّجهُ النَّوْمُ (assumed tropical:) Sleep pervaded him; syn. خَالَطَهُ. (K.) 6 تزاوج القَوْمُ and ↓ اِزْدَوَجُوا The people, or party, married one another; intermarried. (TA. [See also 3.]) b2: See also the next paragraph, in three places.8 اِزْدَوَجَتِ الطَّيْرُ [The birds coupled, or paired, one with another]. (TA.) b2: See also 6. b3: اِزْدَوَجَا and ↓ تَزَاوَجَا [and ↓ زَاوَجَا], said of two phrases, or sentences, (A, TA,) (tropical:) They bore a mutual resemblance in their prose-rhymes, or in measure: or were connected, each with the other; or dependent, each on the other: and in like manner, ازدوج and ↓ تزاوج, said of a phrase, or sentence, (tropical:) It was such that one part of it resembled another in the prose-rhyme, or in the measure: or consisted of two propositions connected, each with the other; or dependent, each on the other: (TA:) اِزْدِوَاجٌ and ↓ مُزَاوَجَةٌ (S, A, K) and ↓ تَزَاوُجٌ (S) are syn.: (S, A, * K:) ازدواج signifies A conformity, or mutual resemblance, [with respect to sound, or measure,] of two words occurring near together; as in the phrase مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ

[in the Kur xxvii. 22]: (Kull p. 31:) and this is also termed ↓ مُزَاوَجَةٌ and مُحَاذَاةٌ and مُوَازَنَةٌ and مُقَابَلَةٌ and مُؤَازَاةٌ. (Marginal note in a copy of the Muzhir, 22nd نوع.) زَاجٌ [Vitriol;] a well-known kind of salt; (K, TA;) called شَبٌّ يَمَانِىٌّ; [but see شَبٌّ;] which is a medicinal substance, and one of the ingredients of ink: (Lth, TA:) [pl. زَاجَاتٌ, meaning species, or sorts, of vitriol; namely, green, or sulphate of iron, which is an ingredient in ink, and is generally meant by the term زاج when unrestricted by an epithet; blue, or sulphate of copper; and white, or sulphate of zinc:] it is a Pers\. word, (S,) arabicized, (S, K,) originally زاگ. (TA.) زَوْجٌ primarily signifies A sort of thing of any kind [that is one of a pair or couple]: and زَوْجَانِ signifies a pair, or couple, i. e. any two things paired or coupled together, whether they be likes or contraries: زَوْجٌ signifying either one of such two things: (Az, TA:) or, accord. to 'Alee Ibn-'Eesà, a sort of thing [absolutely]: (Mgh:) or a sort of thing having its like, (El-Ghooree, Mgh, Msb,) as in the case of species; (Msb;) or having its contrary, (El-Ghooree, Mgh, Msb,) as the moist and the dry, and the male and the female, and the night and the day, and the bitter and the sweet; (Msb;) though sometimes applied to any sort of thing; and to a single thing: (El-Ghooree, Mgh:) or it is applied to a single thing only when having with it a thing of the same kind; (Mgh, Msb;) زَوْجَانِ signifying a pair, or couple, of such things: (Mgh:) the pl. is أَزْوَاجِ: (TA:) you say زَوْجَانِ مِنْ حَمَامٍ and زَوْجَا حَمَامٍ [A pair of pigeons]: (A:) and اِشْتَرَيْتُ زَوْجَى حَمَامٍ [I bought a pair of pigeons], meaning a male and a female: (S:) and زَوْجَا نِعَالٍ [A pair of sandals]: (S, A:) and in like manner زَوْجَيْنِ is used in the Kur xi. 42 and xxiii. 28; (S;) meaning a male and a female: (Bd, Jel:) or, accord. to the M, زَوْجٌ signifies one of a pair or couple: and also a pair or couple together: (TA:) and in like manner says AO, (Mgh, Msb,) and IKt, and IF: (Msb:) and ISh says that it signifies two; (Mgh;) and so says IDrd: (Msb:) so that you say, هُمَا زَوْجٌ as well as هُمَا زَوْجَانِ [meaning They two are a pair, or couple]; (S, K, TA;) like as you say, هُمَا سَوَآءٌ and هُمَا سِيَّانِ: (S, TA:) and عِنْدِى زَوْجُ نِعَالٍ, meaning [I have] two [sandals]; and زَوْجَانِ, meaning four: (Msb:) or زَوْجُ حَمَامٍ as meaning a male and a female [of pigeons] is a phrase which should not be used; one to which the vulgar are addicted: (TA:) IAmb says, the vulgar are wrong in thinking that زَوْجٌ signifies two; for the Arabs used not to employ such a phrase as زَوْجُ حَمَامٍ, but used to say زَوْجَانِ مِنَ الحَمَامِ, (Mgh, Msb, TA,) meaning a male and a female; (TA;) and زَوْجَانِ مِنَ الخِفَافِ, (Mgh, Msb, TA,) meaning the right and the left [of boots]: (TA:) nor did they apply the term زَوْجٌ to one of birds, like as they applied the dual, زَوْجَانِ, to two; but they applied the term فَرْدٌ to the male, and فَرْدَةٌ to the female: (Mgh, Msb:) Es-Sijistánee, also, says that the term زَوْجٌ should not be applied to two, neither of birds nor of other things, for this is a usage of the ignorant; but to every two, زَوْجَانِ: (Msb:) Az says that the grammarians disapprove the saying of ISh that زَوْجٌ signifies two of any things, (Mgh, * TA,) and that زَوْجَانِ مِنْ خِفَافٍ signifies [Two pairs of boots, or] four [boots]; for زَوْجٌ with them signifies one [of a pair or couple]: a man and his wife [together] are termed زَوْجَانِ: and ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ in the Kur [vi. 144 and xxxix. 8] means Eight ones [of pairs or couples]: the primary meaning of زَوْجٌ being that first mentioned in this paragraph; (TA:) in the Kur xxii. 5 and 1. 7 [it seems to be implied that it means pair or couple; but more probably in these instances] it means sort, or species: (Bd, Jel:) it is also expl. by the word لَوْنٌ [used in this last sense]: (T, TA;) in the Kur xxxviii. 58, its pl. أَزْوَاجٌ means أَلْوَانٌ and أَنْوَاعٌ [i. e. sorts, or species] of punishment: F explains the sing. as meaning لَوْنٌ مِنَ الدِّيبَاجِ وَنَحْوِهِ [a sort, or species, of silk brocade and the like]; but his restricting the signification by the words من الديباج ونحوه is not right, as is shown by a citation, in the T, of a verse of El-Aashà, in which he uses the phrase كُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدِّيبَاجِ [every sort, or species, of silk brocade], as an ex. of زوج in the sense of لون. (TA.) b2: [Hence,] A woman's husband: and a man's wife: in which latter sense ↓ زَوْجَةٌ is also used; (S, M, A, Mgh, * Msb, K; *) as in a verse of El-Farezdak cited in art بول, conj. 10; (S, Mgh;) but it is disallowed by As; (TA;) and the former word is the one of high authority, (Mgh, Msb,) and is that which occurs in the Kur, in ii. 33 and vii. 18, (S, Mgh, Msb, TA,) and in iv. 24, (Mgh, TA,) and in xxxiii. 37: (Mgh:) AHát says that the people of Nejd call a wife ↓ زَوْجَةٌ, and that the people of the Haram use this word: but ISk says that the people of El-Hijáz call a wife زَوْجٌ; and the rest of the Arabs, ↓ زَوْجَةٌ: the lawyers use this latter word only, as applied to a wife, for the sake of perspicuity, fearing to confound the male with the female: (Msb:) the pl. of زَوْجٌ is أَزْوَاجٌ (Msb, K *) and زِوَجَةٌ; (K;) and the pl. of ↓ زَوْجَةٌ is زَوْجَاتٌ (A, Mgh, Msb) and أَزْوَاجٌ also; (A, Msb;) and أَزَاوِيجُ occurs [as a pl. pl., i. e. pl. of أَزْوَاجُ,] in a verse cited by ISk. (TA in art. نأج.) b3: [Hence also,] A consociate, an associate, or a comrade: (A:) its pl. in this sense is أَزْوَاجٌ, (S, A, K,) occurring in the Kur xxxvii. 22. (S, A.) b4: And A fellow, or like: pl. أَزْوَاجٌ: in this sense, each one of a pair of boots is the زوج of the other; and the husband is the زوج of the wife; and the wife, the زوج of the husband. (TA.) You say, عِنْدِى مِنْ هٰذَا أَزْوَاجٌ I have, of this, fellows, or likes. (TA.) b5: As used by arithmeticians, (Mgh, Msb,) contr. of فَرْدٌ; (S, Mgh, Msb, K;) i. e. it signifies An even number; a number that may be divided into two equal numbers; (Msb;) as, for instance, four, and eight, as opposed to three, and seven: (Mgh:) pl. أَزْوَاجٌ. (S, Mgh.) One says زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ [Even or odd?], like as one says خَسًا أَوْ زَكًا [or rather زَكًا أَوْ خَسًا] and شَفْعٌ أَوْ وِتْرٌ. (S, Mgh.) b6: Also A [kind of cloth such as is termed] نَمَط [q. v.]: or silk brocade; syn. دِيبَاجٌ: (TA:) or a نَمَط that is thrown over the [kind of vehicle called]

هَوْدَج. (S, K, TA.) زِيجٌ: see art. زيج.

زَوْجَةٌ: see زَوْجٌ, in four places, in the latter half of the paragraph.

زَوْجِيَّةٌ and ↓ زَوَاجٌ [The marriage-state, or simply marriage]: the latter is a subst. from زَوَّجَ, [i. e. a quasi-inf. n.,] like سَلَامٌ from سَلَّمَ, and كَلَامٌ from كَلَّمَ. (Msb.) You say, بَيْنَهُمَا حَقُّ الزَّوْجِيَّةِ and ↓ الزَّوَاجِ [Between them two is the right of the marriage-state, or of marriage]: (A, Msb:) and الزِّوَاجِ is also allowable as [an inf. n. of 3,] coordinate to المُزَاوَجَة. (Msb.) زَوَاجٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

زَائِجَةٌ: see art زيج.

مِزْوَاجٌ A woman who marries often: (S, K:) one who has had many husbands. (K.)

علم التعابي العددية في الحروب

علم التعابي العددية في الحروب
هو: علم يتعرف منه كيفية ترتيب العساكر في الحروب وكيفية تسوية صفوفها أزواجا وأفرادا وتعيين أعداد الصفوف وأعداد الرجال في كل صف منها وهيئة الصفوف: إما على التدوير أو التثليث أو التربيع إلى غير ذلك حسبما تقتضيه الأحوال وبينوا أن في رعاية ترتيب المذكور ظفر بالمرام ونصرة على الأعداء ولا يكون مغلوبا أبدا بإذن الله - سبحانه وتعالى - إلا أن العلماء أخفوا هذا العلم وضنوا به عن الأغيار.
وللشيخ عبد الرحمن من السادة الحرفية تصنيف في هذا العلم لكن ضن بعض الضن إلا أن من وقف على أسرار الخواص الحرفية والعددية لا تخفى عليه خافية.
هذا ما ذكره أبو الخير وجعله من فروع علم العدد وذكر علم ترتيب العسكر من فروع الحكمة العملية كما مر. وفيه من الخلط والتكرار ولو بتغاير الاعتبار ما لا يخفى.
وعبارة: مدينة العلوم: هكذا قالوا أن للهيئات المخصوصة وخصوصيات الأعداد حسبما يقتضيه الحال تأثيرا عظيما في قهر العدو والغلبة على الخصم وهذا العلم مما اختص به سادات الحرفية وأرباب الكشف والشهود من الصوفية الواقفين على أسرار الآيات القرآنية.
ومن يخطب الحسناء من غير أهلها ... بعيد عليه أن يفوز بوصلها
والعلماء أخفوا هذا العلم ولم يبرزوه ولم يظهروه إلا لبعض من الكاملين من أرباب العفة والتقوى لما أن في إظهاره فسادا عظيما كما لا يخفى ومن أراد الوقوف على هذا العلم فعليه خدمة السادات الصوفية حتى يستأهل للمكاشفات القرآنية والأسرار الفرقانية وإلا فهو عن مثل هذا العلم بمعزل ومن الوصول إلى هذا المقصد بألف منزل ولله در الإمام الشافعي حيث قال:
كيف الوصول إلى سعاد ودونها ... قلل الجبال ودونهن حتوف
الرجل حافية ومالي مركب ... والكف صفر والطريق مخوف
ولعبد الرحمن الأنطاكي رسالة لطيفة في هذا العلم لكن ضن ببيان أسراره كل الضنة. انتهى.

حسب

حسب

1 حَسَبَهُ, (S, A, Mgh, &c.,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, &c.,) inf. n. حَسْبٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and حُسْبَانٌ (S, Mgh, Msb, K) and حِسْبَانٌ (K) and حِسَابٌ (S, K,) which is generally an inf. n. of this verb, but sometimes of حَاسَبَ, (TA,) and حِسَابَةٌ (S, K) and حِسْبَةٌ, (Msb, K,) or this is like قِعْدَةٌ and رِكْبَةٌ, [denoting a mode, or manner,] as in a verse of En-Nábighah cited below, (S,) and حَسْبَةٌ, which is of rare occurrence, (MF, TA,) He numbered, counted, reckoned, calculated, or computed, it; (S, A, Mgh, Msb, K;) namely, property [&c.]. (A, Mgh, Msb.) Yousay, مَنْ يَقْدِرُ عَلَى عَدِّ الرَّمْلِ وَحَسْبِ الحَصَى

[Who can count the sands, and number the pebbles?]. (A.) And أَلْقِ هٰذَا فِى الحَسْبِ [Throw thou this into the reckoning]; i. e., into what thou hast reckoned. (A.) وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ, in the Kur [lv. 4], means And the sun and the moon [run their courses] according to a [certain] reckoning; or through a series of mansions [or constellations], the bounds of which they do not transgress: (TA:) or بحسبان alludes to the numbers of the months and years and all other times: [but properly speaking,] حسبان is here an inf. n.: (Zj, TA:) or, accord. to Akh, a pl. of حِسَابٌ; (S, TA;) and so says AHeyth: or, accord. to some, it is here a proper subst., signifying the firmament. (TA.) حُسْبَانًا in the Kur vi. 96 is held by Akh to be for بِحُسْبَانٍ, meaning بِحِسَابٍ [as in the phrase quoted above, from the Kur lv. 4, accord. to the first explanation]. (TA.) and حُسْبَانُكَ عَلَى اللّٰه signifies حِسَابُكَ على اللّٰه [On God be it to reckon with thee: see also حَسِيبُكَ اللّٰهُ]. (TA.) Az says that the reckoning in buying and selling is termed حِسَابٌ because one knows thereby what is sufficient. (TA.) وَاللّٰهُ سَرِيعُ الحِسَابِ, in the Kur [ii. 198, &c., God is quick in reckoning], signifies that his reckoning is necessary, or of necessity, and that his reckoning with one person does not divert Him from reckoning with another. (TA.) And يَرْزُقُ مَنْ يَشَآءُ بَغَيْرِ حِسَابٍ, in the Kur [ii. 208, &c., He supplieth whom He willeth, without reckoning], means without sparing, or scanting; as when a man expends without reckoning: but the phrase is variously explained, as meaning without appointing for any one what is deficient: or without fearing that any one will call Him to account for it: or without the receiver's thinking that He will bestow upon him, or without his reckoning upon the supply; so that it may be from حَسِبَ

“ he thought,” or from حَسَبَ “ he reckoned. ” (L, TA.) The saying, cited by IAar, يَا جُمْلُ أَسْقَاكِ بِلَا حِسَابَهْ as related by J [in the S], but correctly أُسْقيت, (TA,) means [O Juml, mayest thou be given rain] without reckoning, and without measure. (S.) An instance of حِسْبَةٌ as similar to قِعْدَةٌ and رِكْبَةٌ occurs in the saying of En-Nábighah, فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا وَأَسْرَعَتْ حسْبَةً فِى ذٰلِكَ العَدَدٍ

[And she completed a hundred, in which was her pigeon; and she was quick in the mode of computing that number]. (S.) A2: حَسِبَهُ كَذَا, [a verb of the kind termed أَفْعَالُ القُلُوبِ, having two objective complements, the former of which is called its noun, and the latter its enunciative,] aor. ـَ and حَسِبَ; (S, Msb, K;) the former the more approved, (TA,) of the dialects of all the Arabs except Benoo-Kináneh; the latter aor. being peculiar to the dial. of this tribe, (Msb,) and contr. to analogy, (S, Msb,) for by rule it should be حَسَبَ [only]; and حَسِبَ is the only verb of the measure فَعِلَ having both يَفْعَلُ and يَفْعِلُ as the measures of its aor. except نَعِمَ and يَئِسَ and يَبِسَ [and وَعِرَ and وَحِرَ and بَئِسَ and وَلِهَ and وَهِلَ mentioned by Ibn-Málik (with the preceding) cited in the TA voce وَرِثَ]; but eight verbs having an unsound letter for the first radical have kesreh to the medial radical in the pret. and aor. , viz., وَثِقَ and وَرِثَ and وَرِعَ and وَرِمَ and وَرِيَ and وَفِقَ and وَلِىَ and وَمِقَ; (S;) inf. n. حِسْبَانٌ (S, Mgh, Msb, K) and مَحْسَبَةٌ and مَحْسِبَةٌ (S, K) and حِسَابٌ; (TA; [but see what follows;]) He [counted, accounted, reckoned, or esteemed, meaning] thought, or supposed, him, or it, to be so. (S, Mgh, Msb, K.) You say, حَسِبْتُهُ صَالِحًا [I counted him, or thought him, good, or righteous]. (S.) And حَسِبْتُ زَيْدًا قَائِمًا [I thought Zeyd to be standing]. (Msb.) And مَا كَانَ فِى حِسْبَانِى

كَذَا [Such a thing was not in my thought]: you should not say فى حِسَابِى, (K,) unless you mean thereby it was not included in my reckoning, or, by amplification of the sense, I did not think it. (MF.) A3: حَسُبَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. حَسَابَةٌ (S, K) and حَسَبٌ, (Msb, K,) He was, or became, characterized, or distinguished, by what is termed حَسَبٌ as explained below [i. e. grounds of pretension to respect or honour; &c.]. (S, Msb, K.) 2 حسّبهُ, inf. n. تَحْسِيبٌ: see 4. b2: Also He placed a pillow for him; supported him with a pillow; (S, K;) seated him upon a حُسْبَانَة, or مَحْسَبَة. (TA.) b3: And hence, He honoured him. (L.) b4: He buried him: (TA:) or buried him in stones: [see حَسْبٌ:] or buried him wrapped in grave-clothing: namely, a dead person. (K, TA.) b5: Nuheyk El-Fezáree says, (S, TA,) addressing 'Ámir Ibn-Et-Tufeyl, (TA,) لَتَقَيْتَ بِالوَجْعَآءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ

↓ حَرَّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ (S, TA) Thou wouldst have avoided, by turning thy hinder part, the thrust [of a thin, thirsty weapon], or thou wouldst have taken thy restingplace (TA) not honoured, or not shrouded, (S, TA,) or not pillowed: غير محسّب being variously rendered: one person prefers the meaning not buried: Az says that the signification of burial in stones and that of wrapping in grave-clothes, assigned to the verb, were unknown to him; and that غير محسّب signifies not supported with a pillow. (TA.) 3 حاسبهُ, inf. n. مُحَاسَبَةٌ (S, TA) and sometimes حِسَابٌ, which is also an inf. n. of حَسَبَ, or, accord. to Th, it seems to be a quasi-inf. n., (TA,) [He reckoned with him.] And حاسبهُ عَلَيْهِ [He called him to account for it]. (TA.) 4 احسبهُ, (Th, S, K,) inf. n. إِحْسَابٌ, (TA,) He gave him what sufficed, or satisfied, him, مِنْ كُلِّ شَىْءٍ of everything: (Th, TA:) he contented him: (K:) or he gave him what contented him; as also ↓ حسّبهُ: (S:) and both verbs, inf. n. of the latter تَحْسِيبٌ, he gave him to eat and drink until he was satisfied: (K:) and the former, [or both,] he gave him until he said حَسْبِى [It is sufficient for me]. (Az, S.) You say also, أَعْطَى

فَأَحْسَبَ He gave, and (assumed tropical:) gave much: (S:) and ↓ اِحْتَسَبْتُهُ, [if not a mistranscription for أَحْسَبْتُهُ,] (tropical:) I gave him much. (A, TA.) b2: Also It (a thing, S, Msb,) sufficed him: (S, A, Msb:) he sufficed him. (TA.) You say, مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَحْسَبَكَ مِنْ رَجُلٍ, and [مِنْ رَجُلَيْنِ] بِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ, and [مِنْ رِجَالٍ] بِرِجَالٍ أَحْسَبُوكَ, I passed by a man sufficient for thee as a man, i. e., supplying to thee the place of any other [by his excellent qualities], and by two men &c., and by men &c. (S.) [The verb here is rendered, in grammatical analysis, by its act. part. n. See also حَسْبُ.]5 تحسَب (tropical:) He sought, or sought leisurely and repeatedly, to learn news: (A, K, * TA:) he sought after news: (K, * TA:) he inquired, or asked, respecting news; (S, K, * TA; [in the CK, اسْتَخْيَرَ is erroneously put for اِسْتَخْبَرَ;]) of the dial. of El-Hijáz: (TA:) he searched after news as a spy. (A 'Obeyd, TA.) It is said in a trad., accord. to one reading, كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلَاةَ (tropical:) They used to assemble, and endeavour to ascertain the time of prayer: but the common reading is يَتَحَيَّنُونَ. (TA.) A2: Also He reclined upon a pillow. (K.) 8 احتسب [for احتسب أَجْرًا He reckoned upon a reward: or] he sought a reward [from God in the world to come]. (TA.) وَيَرْزُقُهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ, in the Kur lxv. 2, means [And He will supply him with the means of subsistence] whence he does not reckon, or expect; whence does not occur to his mind. (Bd, Jel.) And مَنْ صَامَ رَمَضانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, in a trad., Whoso fasteth during Ramadán, believing in God and his Apostle, and [reckoning upon a reward, or] seeking a reward from God. (Mgh, * TA.) Yousay also, احتسب بِكَذَا أَجْرًا عِنْدَ اللّٰهِ (S, K) He reckoned upon obtaining, [or he sought,] by such a thing, or such an action, a reward from God: (PS:) or he prepared, or provided, such a thing, seeking thereby a reward from God. (K.) and احتسب عِنْدَ اللّٰهِ خَيْرًا He prepared, or provided, in store for himself, good, [i. e. a reward,] with God. (A, Mgh.) And احتسب الأَجْرَ عَلَى اللّٰهِ He laid up for himself, in store, the reward, with God, not hoping for the reward of the present life; اِحْتِسَابُ الأَجْرِ relating only to an action done for the sake of God. (Msb.) [Hence,] احتسب وَلَدَهُ, (A, Mgh,) or ابْنَهُ, (Msb,) or ابْنًا, or بنْتًا, (S, K, *) is said when one has lost by death an adult child or son or daughter; (S, A, Mgh, Msb, K;) meaning He prepared, or provided, in store for himself, a reward, by his patience on the occasion of his being afflicted and tried by the death of his adult child: (Mgh, * TA:) when a man has lost by death a child not arrived at the age of puberty, you say of him, اِفْتَرَطَهُ. (S, A, Msb, K.) [Hence also,] احتسب عَمَلَهُ [He reckoned upon, or prepared for himself, a reward by his deed: or] he did his deed seeking a reward from God in the world to come. (L, TA.) b2: اِحْتَسَبْتُ بَالشَّىْءِ I included the thing in a numbering, or reckoning; or made account of it; accounted it a matter of importance. (Msb.) And فُلَانٌ لَا يُحْتَسَبُ [for لا يحتسب بَهِ] Such a one is made no account of; is not esteemed, or regarded, as of any account, or importance. (A, TA.) b3: اِحْتَسَبْتُ عِنْدَهُ means اِكْتَفَيْتُ [I was, or became, sufficed, or contented, thereat, or with him, or at his abode]. (A, TA.) [and IbrD thinks that the verb has the same signification in the phrase اِحْتَسَبْتُ عَلَيْهِ بِالمَالِ, quoted in the TA from the A; holding عليه to be here used in the sense of عَنْهُ; so that the meaning is I was, or became, sufficed, so as to have no need of him, or it, by the property: but I doubt whether this phrase be correctly transcribed.] b4: احتسب also signifies اِنْتَهَى [He abstained, or desisted; app. as one sufficed, or contented]. (K.) b5: And احتسب عَلَيْهِ كَذَا He disapproved and disallowed his doing, or having done, such a thing; (S, K; *) namely, a foul deed: (TA:) whence the appellation ↓ مُحْتَسِبٌ. (K.) and accord. to some, احتسب اللّٰهَ عَلَيْهِ means He said, May God take, or execute, vengeance upon him; or punish him; for his evil deeds. (Har p. 371.

[See حَسِيبٌ.]) [In the present day, احتسب عَلَيْهِ is used as meaning He prayed for aid against him by saying, حَسْبُنَا اللّٰهُ God is, or will be, sufficient for us.] b6: You say also, احتسب فُلَانًا, (K,) or احتسب مَا عِنْدَهُ, (A,) meaning (tropical:) He endeavoured to learn what such a one had [in his mind, or in his possession]. (A, K, * TA.) b7: See also 4.9 احسبّ He (a camel) was, or became, of a white colour intermixed with red (S, TA) and with black. (TA.) حَسْبٌ Sufficiency. (K voce هَسْبٌ.) b2: حَسْبُ is a [prefixed] noun (S) [syn. with كَفْىُ, as is implied in the K voce قَطْ; or] syn. with كَافِى; (Msb;) or [virtually] meaning كَفَى [as a pret. in the sense of an emphatic aor. ]; (S, K;) or يَكْفِى: (TA:) Sb says that it is used to denote the being sufficed, or content. (TA.) You say, حَسْبُكَ دِرْهَمٌ [and بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in which latter the ب is redundant; meaning Thy sufficiency, or a thing sufficing thee, is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, (as also حَسْبُكَ,) so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee, in art. بِ; or, accord. to the S and K, a dirhem suffices thee: accord. to Bd (iii. 167), بحسبك means مُحْسِبُكَ, and كَافِيكَ, from أَحْسَبَهُ meaning كَفَاهُ; and is shown to have this meaning by its not importing a determinate signification in consequence of its being a prefixed noun with its complement in the saying, هٰذَا رَجُلٌ حَسْبُكَ This is a man sufficing thee]. (S, Msb, K.) You say also, حَسْبُكَ ذٰلِكَ That is, or will be, [or let that be,] sufficient for thee. (TA.) And حَسْبُكَ اللّٰهُ, in the Kur viii. 65, God is, or will be, sufficient for thee. (Fr, TA. See also حَسِيبُكَ اللّٰهُ.) and حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا [A person sufficing thee is our friend]; in which the ب is added to denote emphatic praise. (Fr, TA in art. بِ.) In the saying, هٰذَا رَجُلٌ حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ This is a man sufficing thee as a man, i. e. supplying to thee the place of any other [by his excellent qualities], (S, K,) and مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِنْ رَجُلٍ I passed by a man sufficing thee as a man, (TA,) حسبك is an expression of praise, referring to the indeterminate noun [رجل]; because, in its case, [what is originally (see below)] an inf. n. (فِعْلٌ [under which term lexicologists, but not grammarians, include the مَصْدَر]) is rendered, in grammatical analysis, by another word, [i. e., by an act. part. n.,] as though one said مُحْسِبٌ لَكَ, or كَافٍ

لَكَ. (S. [Thus حسبك in these two instances is a صِفَة, i. e. an epithetic phrase; and من رجل is a تَمْيِيز, i. e. a specificative phrase.]) When the noun to which حسبك refers is determinate, you put حسب in the accus. case, as a حال, i. e. a denotative of state; as in the saying, هٰذَا عَبْدُ اللّٰهِ حَسْبَكَ مِنْ رَجُلٍ This is 'Abd-Allah; being one sufficing thee as a man. (S. [Here من رجل is, as before, a specificative phrase.]) [See also 4, the corresponding verb.]) حسب, in this manner, is used alike as sing. and dual and pl.; (S, K;) being [originally] an inf. n. (S.) It is also used alone, [as a prefixed noun of which the complement is understood,] as in the phrase زَيْدٌ حَسْبُ, without tenween, for حَسْبِى or حَسْبُكَ [&c., meaning Zeyd is sufficient for me or for thee &c.]; like as one says, جَآءَنِى زَيْدٌ لَيْسَ غَيْرُ, for لَيْسَ غَيْرُهُ عِنْدِى. (S. [That is, حَسْبُ, when thus used, is subject to the same rules as غَيْرُ and قَبْلُ, and بَعْدُ &c. when so used.]) b3: See also حَسَبٌ, in three places.

A2: Also, (TA,) and ↓ حِسْبَةٌ, (K,) Burial of the dead: (TA:) or burial of the dead in stones [app. meaning in a grave cased with stones]: or burial of the dead wrapped in grave-clothes: like تَحْسِيبٌ. (K. [See 2.]) حَسَبٌ i. q. ↓ مَحْسُوبٌ; (S, K;) of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ; (S;) Numbered, counted, reckoned, calculated, or computed. (S, K.) b2: A number counted. (L.) b3: Amount, quantity, or value. (L.) Sometimes, (S, L, K,) by poetic license, (S,) and in prose, (L,) ↓ حَسْبٌ. (S, L, K.) You say, الأَجْرُ بِحَسَبِ مَا عَمِلْتَ, and ↓ بِحَسْبِ, The recompense is, or shall be, according to the amount, or quantity, or value, of thy work. (L.) And يُجْزَى المَرْءُ عَلَى حَسَبِ عَمَلِهِ The man is, or shall be, paid according to the amount, or quantity, of his work. (Msb.) and عَلَى حَسَبِ مَا أَسْدَيْتَ إِلَىَّ شُكْرِى لَكَ [and ↓ حَسْبَمَا (for عَلَى حَسَبِ مَا)] According to the amount, or value, of the benefit, or benefits, that thou hast conferred upon me are my thanks to thee. (L.) And لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذٰلِكَ Let thy deed, or work, be correspondent to the quantity, or number, of that: or adequate, or equivalent, to that. (S.) And هٰذَا بِحَسَبِ ذَا This is equal in number or quantity, or is equivalent, to that. (K.) and مَا أَدْرِى مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ, i. e. ما قَدْرُهُ [app. I know not what is the value of thy story]. (Ks, S.) And أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ حَسَبَ الطَّاقَةِ and عَلَى حَسَبِ الطَّاقَةِ I benefited him according to the measure of ability. (Mgh.) b4: Also [Grounds of pretension to respect or honour, consisting in any qualities (either of oneself or of one's ancestors) which are enumerated, or recounted, as causes of glorying: and hence signifying nobility; rank or quality; honourableness, or estimableness, from whatever source derived:] originally, (MF,) what one enumerates, or recounts, of the deeds, or qualities, in which his ancestors have gloried: (S, A, Mgh, * K, MF:) secondly, what one enumerates, or recounts, of his own deeds, or qualities, in which he glories: thirdly, what one enumerates, or recounts, of any deeds, or qualities, that are causes of his glorying, of whatever kind they be: (MF:) or the memorable deeds, or qualities, of one's ancestors; and one's own deeds, or qualities, in which he glories; because they were enumerated, or recounted, by the Arabs in contending, or disputing, for glory; (T, Msb, * TA;) the latter consisting in such qualities as courage, and good disposition, and liberality: (Msb:) or what are enumerated, or recounted, of generous actions, or qualities: (Msb:) or good actions, or conduct, of oneself, and of one's ancestors: (Sh, Mgh:) or generosity, or nobility, of actions or conduct: (IAar, K:) or righteous, virtuous, or good, actions or conduct: (K:) or good disposition: (TA:) or religion; (S, Msb, K;) piety; because true nobility consists in religion or piety: (MF:) or wealth; (S, K;) because it serves in lieu of true nobility: (TA:) in this sense, and in the sense next preceding, it has no corresponding verb: (TA:) or state, or condition; [i. e. good state or condition;] syn. بَالٌ [i. q. حَالٌ]: (K:) or intellect, or understanding: (MF:) and a man's relations, consisting of his children and others: pl. أَحْسَابٌ. (Az, Mgh.) Accord. to ISk, (S, Msb,) حَسَبٌ and كَرَمٌ may pertain to him who has not noble ancestors; but not شَرَفٌ nor مَجْدٌ. (S, Msb, * K.) حَسَبٌ is also used elliptically, (Mgh, TA,) [in the sense of حَسِيبٌ, q. v.,] for ذُو حَسَبٍ, (TA,) and for ذَوُو حَسَبٍ. (Mgh.) b5: اِشْتَرَى بِالحَسَبِ He bought a thing in an honourable manner with respect to himself and the seller: حسب, here, is said to be from حَسَّبَهُ “ he honoured him; ” or from حُسْبَانَةٌ “ a small pillow ” [because him for whom you put a pillow you honour: see 2]. (TA.) حُسْبَةٌ, in a camel, A colour in which are whiteness and redness (K, TA) and blackness: (TA:) in a man, [a reddish colour such as is termed]

شُقْرَة in the hair of the head: (K:) and also in a man, (K, TA,) and in a camel, (TA,) whiteness and redness produced by a whiteness of the skin arising from disease and infecting the hair [so as to turn it red]: (K, TA:) accord. to IAar, blackness inclining to redness. (TA.) b2: Also Leprosy. (K.) حِسْبَةٌ [originally The act of numbering, counting, &c.: or a mode, or manner, of numbering, &c.: see 1. b2: ] A subst. from اِحْتَسَبَ أَجْرًا; (S, Msb, K;) syn. with اِحْتِسَابٌ (A) [as meaning A reckoning upon, or seeking, or preparing or providing, or laying up for oneself in store, a reward in the world to come]. You say, فَعَلَهُ حِسْبَةً [He did it reckoning upon, or seeking, &c., a reward in the world to come]. (A, TA.) b3: هُوَ حَسَنُ الحِسْبَةِ He is good in respect of managing, conducting, ordering, or regulating, (S, A, Msb, K,) and examining, or judging, (Msb,) and sufficing, (A,) فِى الأَمْرِ in the affair. (S, A, Msb.) This is not from اِحْتِسَابُ الأَجْرِ; for احتساب الاجر relates only to an action done for the sake of God. (Msb.) A2: A reward, or recompense: pl. حِسَبٌ. (S, K.) A3: [The office of the مُحْتَسِب.]

A4: See also حَسْبٌ, last sentence.

حُسْبَانٌ: see حِسَابٌ.

A2: Also A punishment. (S, K.) b2: A calamity; an affliction with which a man is tried. (Aboo-Ziyád, K.) b3: Evil; mischief. (Aboo-Ziyád, K.) b4: Locusts. (Aboo-Ziyád, S, K.) b5: Dust: or smoke: syn. عَجَاجٌ. (K.) b6: Fire. (TA.) This, and each of the five significations next preceding, and that next following, have been assigned to the word as used in the Kur xviii. 38. (TA.) See also حُسْبَانَةٌ. b7: Small arrows, (Mgh, Msb, K,) or short arrows, (S,) which are shot from Persian bows: (Mgh, Msb:) said by IDrd to be, in this sense, postclassical: (TA:) or arrows which a man shoots in the hollow of a reed, or cane; drawing the bow, he discharges twenty of them at once, and they pass by nothing without wounding it, whether it be an armed man or another object; they come forth like rain, and scatter among the people: (ISh, TA:) or small arrows, with slender heads, in the hollow of a reed, or cane, which, when discharged, come forth like a shower of rain, and scatter, and pass by nothing without wounding it: (Az, Msb:) or iron-headed arrows, like large needles, slender, but somewhat long, and without edges [to the heads]: (Th, TA:) n. un. with ة. (S, Mgh, Msb, K.) A3: It is also said to signify The circumference of a mill-stone: b2: and hence, in the Kur lv. 4, [see 1, above,] to mean The [revolving] firmament. (El-Khafájee, MF.) حُسْبَانَةٌ n. un. of حُسْبَانٌ [q. v.]. (S, Mgh, &c.) b2: Also A thunderbolt; syn. صَاعِقَةٌ: (K:) and ↓ حُسْبَانٌ, [of which it is the n. un.,] thunderbolts; syn. صَوَاعِقُ. (Bd and Jel in xviii. 38.) b3: A hailstone; syn. بَرَدَةٌ. (K. [In some copies of the K بَرْدَةٌ.]) b4: A cloud. (K.) A2: A small ant. (K.) A3: A small pillow; (S, K;) and so ↓ مِحْسَبَةٌ: (K:) or this signifies a pillow of skin, or leather. (TA.) حِسَابٌ and ↓ حُسْبَانٌ [A numbering, counting, reckoning, calculation, or computation: see 1:] both signify the same: (S:) or the latter is pl. of the former, (S, K, TA,) accord. to Akh (S, TA) and AHeyth and others, when the former signifies what is numbered; &c.; [a number; or quantity;] and the former has also for a pl. [of pauc.] أَحْسِبَةٌ. (TA.) You say, رَفَعَ العَامِلُ حِسَابَهُ and حُسْبَانَهُ [The agent presented his reckoning, &c.]. (A.) Hence, حِسَابُ الجُمَّلِ and الجُمَلِ: see art. جمل. [And حِسَابُ عَقْدِ الأَصَابِعِ The numbering, counting, or reckoning, with the fingers.] And يَوْمُ الحِسَابِ [The day of reckoning; i. e., of the final judgment]. (Kur xxxviii. 15, &c.) b2: حِسَابٌ also signifies The reckoning, or enumerating, or recounting, of causes of glorying; or of memorable, or generous, actions or qualities. (Msb.) b3: And (tropical:) A great number of men: (A, L, K:) of the dial. of Hudheyl. (L.) b4: and (assumed tropical:) A sufficing thing, (S, K,) and gift, (S, K, and Bd in lxxviii. 36,) as also ↓ حَسَّابٌ: (Bd ib.:) or a large gift: (Jel ib.:) or a gift according to one's works. (Bd ib.) حَسِيبٌ A reckoner, or taker of accounts: [see also حَاسِبٌ:] or a sufficer, or giver of what is sufficient; (K, TA;) from أَحْسَبَ, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفْعِلٌ. (TA.) It has the former of these significations, or the latter, in the phrase, كَفَى بِاللّٰهِ حَسِيبًا [God is sufficient as a reckoner, or as a giver of what sufficeth], (Fr, K, TA,) in the Kur [iv. 7, and xxxiii. 39]: (TA:) and so in the Kur iv. 88. (TA.) b2: [Hence,] حَسِيبُكَ اللّٰهُ, (S, K,) in the L اللّٰهُ ↓ حَسْبُكَ, (TA,) [both of which phrases are used in the present day in the sense here following,] May God take, or execute, vengeance upon thee; or punish thee: (S, L, K:) meaning an imprecation though literally predicatory. (IAmb, Har p. 371.) [See also حُسْبَانُكَ عَلَى اللّٰهِ, voce حَسَبَ.]

A2: Also Characterized, or distinguished, by what is termed, حَسَبٌ as explained above [i. e. grounds of pretension to respect or honour; &c.]: (S, K:) generous, liberal, honourable, or noble: (Msb:) bountiful, or munificent: and having a numerous household: (Az, Mgh:) pl. حُسَبَآءُ. (A, K.) حَسَّابٌ: see حِسَابٌ.

حَاسِبٌ [act. part. n. of 1; Numbering, counting, &c.:] a reckoner; an accountant: [see also حَسِيبٌ:] pl. حُسَّبٌ and حُسَّابٌ (TA) and حَسَبَةٌ. (A.) أَحْسَبُ, (S, K,) fem. حَسْبَآءُ, (TA,) A camel of a colour in which are whiteness and redness (S, K, TA) and blackness: (TA:) a man in the hair of whose head is [a reddish colour such as is termed]

شُقْرَة: (S, K:) a man, (K,) and a camel, (TA,) whose skin has become white by reason of disease, and whose hair is infected [and turned red] in consequence thereof, so that he has become white and red: (K:) accord. to Sh, that has no [distinct] colour; of whom, or of which, one says, I think so, and I think so. (TA. [The latter clause of this explanation (in the TA الذى يقال احسب كذا و احسب كذا) I have rendered conjecturally; supposing يقال to have been omitted by a copyist, after يقال,]) b2: Also A leper. (Lth, T, K.) b3: And (assumed tropical:) A mean, avaricious, man. (S, TA.) إِبِلٌ مُحْسِبَةٌ Camels that have much flesh and fat: (TA:) or محسبة has two meanings; from حَسَبٌ signifying “ nobility; ” [i. e. noble camels;] and from إِحْسَابٌ; i. e. satisfying, with their milk, their owners and the guest. (IAar, TA.) مِحْسَبَةٌ: see حُسْبَانَةٌ.

مُحَسَّبٌ: see 2.

مَحْسُوبٌ: see حَسَبٌ, first sentence.

مُحْتَسِبٌ [The inspector of the markets and of the weights and measures &c.] is an appellation derived from اِحْتَسَبَ, as shown above: see this verb. (K.) You say, فُلَانٌ مُحْتَسِبُ البَلَدِ [Such a one is the inspector of the markets &c. of the town]: you should not say مُحْسِبٌ. (S.)
الحسب: ما يعده المرء من مفاخر نفسه وآبائه.
(حسب) : تَقُول: حَسْبَكَ مِنْ هذا: إذا نَهَتْتَهُ - بالنَّصْبِ -.
حسب: {حُسْبان}: حساب، وقيل: جمع حساب. و {حسبنا}: كافينا. {حسيبا}: كافيا أو عالما أو مقتدرا أو محاسا.
(حسب) اسْم بِمَعْنى كَاف يُقَال مَرَرْت بِرَجُل حَسبك من رجل كافيك وَاسم فعل يُقَال حَسبك هَذَا اكتف بِهِ و (حَسبك من شَرّ سَمَاعه) يَكْفِيك أَن تسمعه لتشمئز مِنْهُ
ح س ب: (حَسَبَهُ) عَدَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَكَتَبَ وَ (حِسَابًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ وَ (حُسْبَانًا) بِالضَّمِّ وَالْمَعْدُودُ (مَحْسُوبٌ) وَ (حَسَبٌ) أَيْضًا فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَنَفَضٍ بِمَعْنَى مَنْفُوضٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ أَيْ عَلَى قَدْرِهِ وَعَدَدِهِ. وَ (الْحَسَبُ) أَيْضًا مَا يَعُدُّهُ الْإِنْسَانُ مِنْ مَفَاخِرِ آبَائِهِ، وَقِيلَ حَسَبُهُ دِينُهُ، وَقِيلَ مَالُهُ. وَالرَّجُلُ (حَسِيبٌ) وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (الْحَسَبُ) وَالْكَرَمُ يَكُونَانِ بِدُونِ الْآبَاءِ وَالشَّرَفُ وَالْمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إِلَّا بِالْآبَاءِ. وَ (حَسْبُكَ) دِرْهَمٌ أَيْ كَفَاكَ، وَشَيْءٌ (حِسَابٌ) أَيْ كَافٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {عَطَاءً حِسَابًا} [النبأ: 36] وَ (الْحُسْبَانُ) بِالضَّمِّ الْعَذَابُ أَيْضًا، وَ (حَسِبْتُهُ) صَالِحًا بِالْكَسْرِ (أَحْسَبُهُ) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (مَحْسِبَةً) بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا وَ (حِسْبَانًا) بِالْكَسْرِ ظَنَنْتُهُ. 

حسب


حَسَبَ(n. ac. حَسْب
حِسْبَة
حِسَاْب
حِسَاْبَة
حِسْبَاْن
حُسْبَاْن)
a. Numbered, counted, reckoned, calculated.

حَسِبَ(n. ac.
مَحْسَبَة
مَحْسِبَة
حِسْبَاْن)
a. Reckoned, accounted, considered, thought, believed;
supposed, surmised.

حَسُبَ(n. ac. حَسَب
حَسَاْبَة)
a. Was respected, esteemed.

حَسَّبَa. Contented, satisfied.

حَاْسَبَa. Reckoned with, settled accounts with.
b. [acc. & 'Ala], Called to account for.
أَحْسَبَa. see IIb. [acc. & Min], Sufficed, served instead of.
تَحَسَّبَa. Reclined.
b. Enquired into.

تَحَاْسَبَa. Settled accounts together.

إِحْتَسَبَa. Reckoned upon; took into account; made account
of.
b. Calculated, estimated; accounted, thought
considered.

حَسْبa. Sufficiency; lot, share, portion; equivalent.

حِسْبَة
(pl.
حِسَب)
a. Account; reckoning, calculation.
b. Recompense, reward.

حَسَب
(pl.
أَحْسَاْب)
a. Quantity; measure; number; amount; value.
b. Merit; distinction, honour.

حَاْسِب
(pl.
حَسَبَة
4t
حُسَّب
حُسَّاْب
29)
a. Reckoner; accountant.
b. Arithmetician.

حِسَاْب
(pl.
أَحْسِبَة
حُسْبَاْن
حِسَابَات )
a. Account, bill.
b. see 1
حَسِيْب
(pl.
حُسَبَآءُ)
a. see 21 (a)b. Respected, esteemed.

حِسْبَاْنa. Opinion; conjecture, surmise.

N. Ag.
إِحْتَسَبَa. Inspector of weights & measures.

حَسْبَمَا
a. According to.

بِحَسْب بِهَسَب
a. Equal to; corresponding to; in accordance with.

يَوْم الحِسَاب
a. The day of Judgment.

حِسَاب الجُمَّل
a. Chronography ( counting by the numerical value of
letters ).
ح س ب

حسب المال. ورفع العامل حسابه وحسبانه. ومن يقدر على عد الرمل وحسب الحصى؟ وهو من الكتبة الحسبة. والأجر على حسب المصيبة أي على قدرها. وفلان لا حسب له ولا نسب، وهو ما يحسبه ويعده من مفاخر آبائه. وألق هذا في الحسب أي فيما حسبت. وهو حسيب نسيب، وهم حسباء. وفلان لا يحتسب به أي لا يعتد به. واحتسبت عليه بالمال. واحتسب عند الله خيراً إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر. واحتسب ولده إذا مات كبيراً، وافترطه إذا مات صغيراً قبل البلوغ. واحتسبت بكذا: اكتفيت به. وأحسبني: كفاني، وحسبي كذا وبحسبي. وفلان حسن الحسبة في الأمور أي الكفاية والتدبير. وفعل كذا حسبةً أي احتساباً، وله فيه حسبة وحسب. قال الكميت:

إلى مزورين في زيارتهم ... نيل التقى واستتمت الحسب

ومن المجاز: خرجا يتحسبان الأخبار: يتعرفانها، كما يوضع الظن موضع العلم، واحتسبت ما عند فلان: اختبرته وسبرته. قال:

تقول نساء يحتسبن مودتي ... ليعلمن ما أخفي ويعلمن ما أبدي

وفي بعض الحديث " عند الله أحتسب عنائي " وأتاني حساب من الناس أي كثير، كما تقول جاءني عدد منهم وعديد. قال ساعدة بن جؤية:

فلم ينتبه حتى أحاط بظهره ... حساب وسرب كالجراد يسوم

واستعطاني فلان فأحسبته أي أكثرت له.
حسب
الحَسَبُ: الشَّرَفُ في الآباء، رَجُلٌ حَسِيْبٌ، وقَوْمٌ حُسَبَاءُ. وحَسَّبْتُ فلاناً حَسَبَه: رَدَدْتَه إلى أصْلِهِ. والمُحَسَّبُ: الحَسِيْبُ ذو الكَرَم. والحَسَبُ: قَدْرُ الشَّيْءِ، كَقَوْلِكَ: الأجْرُ على حَسَبِ ما عَمِلْتَ. وأمّا حَسْبُ - مَجْزُوْمٌ - فَمَعْناهُ: كَفى. وقد أحْسَبَكَ ذلك: كَفَاكَ. وأحْسَبْتُ الرَّجُلَ: إِذا أطْعَمْته وسَقَيْتَه حتّى يَشْبَعَ وتُعْطِيه حَتّى يَرْضى. والحِسَابُ: مَعْرُوفٌ. والحِسَابَةُ: مَصْدَرُ حَسَبْتُ الشَّيْءَ أحْسُبُه حِسَاباً، واحْتَسَبْتُ - أيضاً - حِسْبَةً. وقَوْمٌ حُسّابٌ. والحِسْبَةُ: احْتِسَابُكَ الأجْرَ عِنْدَ الله. وقَوْلُه: " الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ " أي بِحِسَابٍ. وإِنَّه لَحَسَنُ الحِسْبَةِ في الأمْرِ: إِذا كَانَ حَسَنَ التَّدْبِيْرِ. واسْتَحْسَبَتِ الغَنَمُ من البَقْلِ ما شاءتْ: أي أكَلَتْ. وفلانٌ لا يُحَاسَبُ: أي لا يُعْتَدُّ به. الحُسْبَانُ: النّارُ نَفْسُها. والحَسْبَاءُ: اسْمُ امْرَأةٍ. ويقولون: حُسْبَانُكَ على اللَّهِ. والحِسْبَانُ: من الظَّنِّ، حَسِبَ يَحْسِبُ ويَحْسَبُ حِسْباناً. الحُسْبَانُ: سِهَامٌ صِغارٌ يُرْمى بها عن القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ. والأحْسَبُ: الذي ابْيَضَّتْ جِلْدَتُه من داءٍ فَفَسَدَتْ شَعَرَتُه فَصَارَ أحْمَرَ وأبْيَضَ، وكذلك من الإِبِلِ. والتَّحْسِيْبُ: دَفْنُ المَيِّتِ، وأنْشَدَ:
غَداةَ ثَوى في الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ
ويُقالُ: غَيْرَ مُكَفَّنٍ. والحُسْبَانَةُ والمِحْسَبَةُ: الوِسَادَةُ الصَّغِيرةُ. وحَسَّبْتُ الرَّجُلَ: أقْعَدْتُه عليها. وتَحَسَّبَ هو. وتَحَسَّبْتُ الخَبَرَ: بمعنى تَحَسَّسْتُه. واحْتَسَبْتُ ما في نَفْسِي: أي اخْتَبَرْتُه.
ح س ب : حَسَبْتُ الْمَالَ حَسْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحْصَيْتُهُ عَدَدًا وَفِي الْمَصْدَرِ أَيْضًا حِسْبَةً بِالْكَسْرِ وَحُسْبَانًا بِالضَّمِّ وَحَسِبْتُ زَيْدًا قَائِمًا أَحْسَبُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فِي لُغَةِ جَمِيعِ الْعَرَبِ إلَّا بَنِي كِنَانَةَ فَإِنَّهُمْ يَكْسِرُونَ الْمُضَارِعَ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِي أَيْضًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ حِسْبَانًا بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ وَيُقَالُ حَسْبُكَ دِرْهَمٌ أَيْ كَافِيكَ وَأَحْسَبَنِي الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ أَيْ: كَفَانِي.

وَالْحَسَبُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا يُعَدُّ مِنْ الْمَآثِرِ وَهُوَ مَصْدَرُ حَسُبَ وِزَانُ شَرُفَ شَرَفًا وَكَرُمَ كَرَمًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْحَسَبُ وَالْكَرَمُ يَكُونَانِ فِي الْإِنْسَانِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِآبَائِهِ شَرَفٌ وَرَجُلٌ حَسِيبٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ قَالَ وَأَمَّا الْمَجْدُ وَالشَّرَفُ فَلَا يُوصَفُ بِهِمَا الشَّخْصُ إلَّا إذَا كَانَا فِيهِ.
وَفِي آبَائِهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحَسَبُ الشَّرَفُ الثَّابِتُ لَهُ وَلِآبَائِهِ قَالَ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِحَسَبِهَا» أَحْوَجَ أَهْلَ الْعِلْمِ إلَى مَعْرِفَةِ الْحَسَبِ لِأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ فِي مَهْرِ الْمِثْلِ فَالْحَسَبُ الْفَعَالُ لَهُ وَلِآبَائِهِ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحِسَابِ وَهُوَ عَدُّ الْمَنَاقِبِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَفَاخَرُوا حَسَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مَنَاقِبَهُ وَمَنَاقِبَ آبَائِهِ وَمِمَّا يَشْهَدُ لِقَوْلِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
وَمَنْ كَانَ ذَا نَسَبٍ كَرِيمٍ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئِيمَ الْمُذَمَّمَا
جَعَلَ الْحَسَبَ فَعَالَ الشَّخْصِ مِثْلُ: الشَّجَاعَةِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَالْجُودِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ «حَسَبُ الْمَرْءِ
دِينُهُ» وَقَوْلُهُمْ يُجْزَى الْمَرْءُ عَلَى حَسَبِ عَمَلِهِ أَيْ عَلَى مِقْدَارِهِ.

وَالْحُسْبَانُ بِالضَّمِّ سِهَامٌ صِغَارٌ يُرْمَى بِهَا عَنْ الْقِسِيِّ الْفَارِسِيَّةِ الْوَاحِدَةُ حُسْبَانَةٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحُسْبَانُ مَرَامٍ صِغَارٌ لَهَا نِصَالٌ دِقَاقٌ يُرْمَى بِجَمَاعَةٍ مِنْهَا فِي جَوْفِ قَصَبَةٍ فَإِذَا نَزَعَ فِي الْقَصَبَةِ خَرَجَتْ الْحُسْبَانُ كَأَنَّهَا قِطْعَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إلَّا عَقَرَتْهُ.

وَاحْتَسَبَ فُلَانٌ ابْنَهُ إذَا مَاتَ كَبِيرًا فَإِنْ كَانَ صَغِيرًا قِيلَ افْتَرَطَهُ وَاحْتَسَبَ الْأَجْرَ عَلَى اللَّهِ ادَّخَرَهُ عِنْدَهُ لَا يَرْجُو ثَوَابَ الدُّنْيَا.

الْحِسْبَةُ بِالْكَسْرِ وَاحْتَسَبْتُ بِالشَّيْءِ اعْتَدَدْتُ بِهِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَفُلَانٌ حَسَنُ الْحِسْبَةِ فِي الْأَمْرِ أَيْ حَسَنُ التَّدْبِيرِ وَالنَّظَرِ فِيهِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ احْتِسَابِ الْأَجْرِ فَإِنَّ احْتِسَابَ الْأَجْرِ فِعْلٌ لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ. 
(ح س ب) : (حَسَبَ) الْمَالَ عَدَّهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ حَسْبًا وَحُسْبَانًا (وَمِنْهُ) أَحْسَنْتُ إلَيْهِ حَسْبَ الطَّاقَةِ وَعَلَى حَسْبِهَا أَيْ قَدْرِهَا (وَحَسَبُ) الرَّجُلِ مَآثِرُ آبَائِهِ لِأَنَّهُ يُحْسَبُ بِهِ مِنْ الْمَنَاقِبِ وَالْفَضَائِلِ لَهُ وَعَنْ شِمْرٍ الْحَسَبُ الْفَعَالُ الْحَسَنُ لَهُ وَلِآبَائِهِ (وَمِنْهُ) مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِحَسَبِ أَبِيهِ (قَالَ) الْأَزْهَرِيُّ وَيُقَالُ لِلسَّخِيِّ الْجَوَّادِ حَسِيبٌ وَلِلَّذِي يُكْثِرُ عَدَدَ أَهْلِ بَيْتِهِ حَسِيبٌ قَالَ وَلِلْحَسِيبِ مَعْنًى آخَرُ وَهُوَ عَدَدُ ذَوِي قَرَابَةِ الرَّجُلِ مِنْ أَوْلَادِهِ وَغَيْرِهِمْ وَيُفَسِّرُ ذَلِكَ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ «أَنَّ هَوَازِنَ أَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وَأَوْصَلُهُمْ وَقْدَ سُبِيَ أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا وَأُخِذَتْ أَمْوَالُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اخْتَارُوا إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إمَّا الْمَالَ وَإِمَّا السَّبْيَ فَقَالُوا أَمَا إذْ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ الْمَالِ وَبَيْنَ الْحَسَبِ فَإِنَّا نَخْتَارُ الْحَسَبَ فَاخْتَارُوا أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إنَّا خَيَّرْنَاهُمْ بَيْنَ الْمَالِ وَالْأَحْسَابِ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا فَأَطْلَقَ لَهُمْ السَّبْيَ» قَالَ فَبَيَّنَ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ عَدَدَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّجُلِ يُسَمَّى حَسَبًا قُلْت وَعَلَى ذَلِكَ مَسْأَلَةُ الزِّيَادَاتِ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِأَهْلِ بَيْتِهِ أَوْ لِحَسَبِهِ وَهُوَ مِنْ الْأَوَّلِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ لِأَنَّ الْأَبْنَاءَ ذَوُو الْحَسَبِ وَالْعَدَدُ مِنْ الْمَآثِرِ وَالْمَنَاقِبِ أَوْ عَلَى أَنَّ الْآبَاءَ يَكْثُرُ عَدَدَهُمْ بِالْبَنِينَ أَوْ لِأَنَّ الذَّبَّ عَنْ حَرِيمِ الْأَهْلِ مِنْ الْمَآثِرِ فَسُمُّوا حَسَبًا لِهَذِهِ الْمُلَابَسَةِ وَأَمَّا مَنْ رَوَى لِحَسِيبِهِ فَلَهُ وَجْهٌ (وَقَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «الْحَسَبُ الْمَالُ وَالْكَرَمُ التَّقْوَى» هَدْمًا لِقَاعِدَةِ الْعَرَبِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْغَنِيَّ يُعَظَّمُ كَمَا يُعَظَّمُ الْحَسِيبُ وَأَنَّ مَنْ لَهُ التَّقْوَى هُوَ الْكَرِيمُ لَا مَنْ يَجُودُ بِمَالِهِ وَيُبَذِّرُهُ وَيُخْطِرُ بِنَفْسِهِ لِيُعَدَّ جَوَّادًا شُجَاعًا وَاحْتَسَبَ بِالشَّيْءِ اعْتَدَّ بِهِ وَجَعَلَهُ فِي الْحِسَابِ (وَمِنْهُ) احْتَسَبَ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا إذَا قَدَّمَهُ وَمَعْنَاهُ اعْتَدَّهُ فِيمَا يُدَّخَرُ عِنْدَ اللَّهِ (وَعَلَيْهِ) حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنِّي أَحْتَسِبُ خُطَايَ هَذِهِ أَيْ أَعْتَدُّهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا (وَاحْتِسَابًا) أَيْ صَامَ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ وَيَحْتَسِبُ صَوْمَهُ عِنْدَ اللَّهِ وَاحْتَسَبَ وَلَدَهُ إذَا مَاتَ كَبِيرًا أَوْ مَعْنَاهُ اعْتَدَّ أَجْرَ مُصَابِهِ فِيمَا يُدَّخَرُ (وَمِنْهُ) أُرِيدُ أَنْ أَحْتَسِبَ ابْنِي وَأُؤْجَرَ فِيهِ (وَالْحِسْبَانُ) بِالْكَسْرِ الظَّنُّ (وَالْحُسْبَانُ) بِالضَّمِّ سِهَامٌ صِغَارٌ يُرْمَى بِهَا عَنْ الْقِسِيِّ الْفَارِسِيَّةِ الْوَاحِدَةُ حُسْبَانَةٌ وَإِنَّمَا قَالَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يُرْمَى بِهَا بِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ.
[حسب] حَسَبْتُهُ أَحْسَبُهُ بالضم حَسْباً وحسابا وحسبانا وحسابة، إذا عددته. وأنشد ابن الاعرابي : يا جمل أسقاك بلا حسابه * سقيا مليك حسن الربابه * قتلتنى بالدل والخلابه * أي بلا حساب ولا هنداز. ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر. والمعدود محسوبٌ وحَسَبٌ أيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ بمعنى منفوضٍ. ومنه قولهم: ليَكُنْ عملُكَ بِحَسَبِ ذلك، أي على قَدْرِهِ وعدده. قال الكسائي: ما أدري ما حَسَبُ حديثك، أي ما قَدْرُهُ، وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر. والحَسَبُ أيضاً: ما يعدُّه الإنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حَسَبُهُ دينُهُ، ويقال مالُهُ. والرجل حسيبٌ، وقد حَسُبَ بالضم حسابة، مثل خطب خطابة. قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. قال: والشَرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء. وحاسبته من المحاسبة واحتسبت عليه كذا، إذا أنكرته عليه. قاله ابن دريد. واحتسبت بكذا أجراً عند الله، والاسم الحِسْبة بالكسر وهي الأجر والجمع الحِسب. وفلان محتسِب البلد، ولا تقل مُحْسِب. واحتَسَبَ فلانٌ ابناً له أو بنتاً، إذا ما مات وهو كبير، فإن مات صغيراً قيل افترطه. ويقال أيضاً إنه لَحَسنُ الحِسبة في الأمر، إذا كان حَسَنَ التدبير له. والحِسبة أيضاً من الحساب مثل القعدة والركبة والجلسة. قال النابغة: فَكَمَّلَتْ مِائَةً فيها حمامتها * وأسرعت حسبة في ذلك العدد وأحسبنى الشئ، أي كفانى. وأحسبتُهُ وحَسَّبْتُهُ بالتشديد بمعنىً، أي أعطيته ما يرضيه. قال الشاعر : ونُقْفي وَليدَ الحيِّ إن كان جائعاً * ونُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائِع أي نعطيه حتى يقول حَسْبي. وحِسْبُكَ دِرْهمٌ أي كفاك، وهو اسم. وشئ حساب، أي كافٍ. ومنه قوله تعالى: (عَطاءً حِساباً) ، أي كافياً. وتقول: أعطى فأحْسَبَ، أي أكْثَرَ. وهذا رجل حَسْبُكَ من رجلٍ، وهو مدح للنَكِرَةِ لأن، فيه تأويل فَعْل كأنه قال مُحْسِبٌ لك، أي كافٍ لك من غيره، يستوي فيه الواحد والجمع والتثنية، لانه مصدر. وتقول في المعرفة: هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال. وإن أردت الفعل في حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن تتكلم بحسب مفردة، تقول: رأيت زيدا حسب يا فتى، كأنك قلت: حسبى أو حسبك، فأضمرت هذا فلذلك لم تنون، لانك أردت الاضافة، كما تقول: جاءني زيد ليس غير، نريد ليس غيره عندي. وقولهم: حسيبك الله، أي انتقم الله منك. والحُسبان بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرضَ حُسْبانٌ، أي جرادٌ. والحُسْبانُ: الحساب، قال الله تعالى: (الشمسُ والقمرُ بِحُسْبانٍ) . قال الأخفش: الحُسْبانُ جماعةُ الحِسابِ، مثل شِهابٍ وشهبان. والحسبان أيضا: سهام قصار، الواحدة حسبانة. والحسبانة أيضا: الوسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسَّدْتَهُ. قال نهيك الفزارى : لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران أو لثويت غير محسب أي غير موسد، يعنى غير مكرم ولا مكفن. وتحسبت الخبر. أي استخبرت. وقال رجل من بني الهُجَيم: تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد لا أغامره يقول: تشمَّمَ الأسدُ ناقتي وظنّ أني أتركها له ولا أقاتله. والأَحْسَبُ من الإبل، هو الذي فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احسب البعير احسبابا ، والاحسب من الناس: الذي في شَعْرِ رأسِه شقرة. وقال امرؤ القيس : أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا يصفه باللؤم والشح. يقول: كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وحسبته صالحا أحسبه بالفتح، مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْباناً بالكسر، أي ظننته. ويقال أحسبه، بالكسر، وهو شاذ لان كل فعل كان ماضيه مكسورا فإن مستقبله يأتي مفتوح العين، نحو علم يعلم، إلا أربعة أحرف جاءت نوارد، قالوا: حسب يحسب ويحسب، وبئس يبأس ويبئس، ويئس ييأس وييئس، ونعم ينعم وينعم، فإنها جاءت من السالم بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله جميعا بالكسر نحو: ومق يمق، ووفق يفق، ووثق يثق، وورع يرع، وورم يرم، وورث يرث، وورى الزند يرى، وولى يلى.
حسب
الحساب: استعمال العدد، يقال: حَسَبْتُ أَحْسُبُ حِسَاباً وحُسْبَاناً، قال تعالى: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ [يونس/ 5] ، وقال تعالى: وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً [الأنعام/ 96] ، وقيل: لا يعلم حسبانه إلا الله، وقال عزّ وجل: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ [الكهف/ 40] ، قيل: معناه:
نارا، وعذابا ، وإنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه، وفي الحديث أنه قال صلّى الله عليه وسلم في الريح: «اللهمّ لا تجعلها عذابا ولا حسبانا» ، قال تعالى: فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً [الطلاق/ 8] ، إشارة إلى نحو ما روي: «من نوقش الحساب عذّب» ، وقال تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ [الأنبياء/ 1] ، نحو: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ [القمر/ 1] ، وَكَفى بِنا حاسِبِينَ
[الأنبياء/ 47] ، وقوله عزّ وجلّ: وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ [الحاقة/ 26] ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ [الحاقة/ 20] ، فالهاء فيها للوقف، نحو:
مالِيَهْ وسُلْطانِيَهْ ، وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ [آل عمران/ 199] ، وقوله عزّ وجلّ: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً [عم/ 36] ، فقد قيل: كافيا، وقيل: ذلك إشارة إلى ما قال: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى [النجم/ 39] ، وقوله: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ [البقرة/ 212] . ففيه أوجه:
الأول: يعطيه أكثر ممّا يستحقه.
والثاني: يعطيه ولا يأخذه منه.
والثالث: يعطيه عطاء لا يمكن للبشر إحصاؤه، كقول الشاعر:
عطاياه يحصى قبل إحصائها القطر
والرابع: يعطيه بلا مضايقة، من قولهم:
حاسبته: إذا ضايقته.
والخامس: يعطيه أكثر مما يحسبه.
والسادس: أن يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحته لا على حسب حسابهم، وذلك نحو ما نبّه عليه بقوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ الآية [الزخرف/ 33] .
والسابع: يعطي المؤمن ولا يحاسبه عليه، ووجه ذلك أنّ المؤمن لا يأخذ من الدنيا إلا قدر ما يجب وكما يجب، وفي وقت ما يجب، ولا ينفق إلا كذلك، ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله حسابا يضرّ، كما روي: «من حاسب نفسه في الدنيا لم يحاسبه الله يوم القيامة» .
والثامن: يقابل الله المؤمنين في القيامة لا بقدر استحقاقهم، بل بأكثر منه كما قال عزّ وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً [البقرة/ 245] .
وعلى هذه الأوجه قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ [غافر/ 40] ، وقوله تعالى: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ [ص/ 39] ، وقد قيل:
تصرّف فيه تصرّف من لا يحاسب، أي: تناول كما يجب وفي وقت ما يجب وعلى ما يجب، وأنفقه كذلك. والحسيب والمحاسب: من يحاسبك، ثم يعبّر به عن المكافئ بالحساب.
وحَسْبُ يستعمل في معنى الكفاية، حَسْبُنَا اللَّهُ [آل عمران/ 173] ، أي:
كافينا هو، وحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ [المجادلة/ 8] ، وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً [النساء/ 6] ، أي: رقيبا يحاسبهم عليه، وقوله: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام/ 52] ، فنحو قوله: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة/ 105] ، ونحوه: وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي [الشعراء/ 112- 113] ، وقيل معناه: ما من كفايتهم عليك، بل الله يكفيهم وإياك، من قوله: عَطاءً حِساباً [النبأ/ 36] ، أي: كافيا، من قولهم:
حسبي كذا، وقيل: أراد منه عملهم، فسمّاه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل:
احتسب ابْناً له، أي: اعتدّ به عند الله، والحِسبةُ: فعل ما يحتسب به عند الله تعالى.
الم أَحَسِبَ النَّاسُ
[العنكبوت/ 1- 2] ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ [العنكبوت/ 4] ، وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ [إبراهيم/ 42] ، فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم/ 47] ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ [البقرة/ 214] ، فكل ذلك مصدره الحسبان، والحِسْبَان: أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظنّ، لكن الظنّ أن يخطر النقيضين بباله فيغلّب أحدهما على الآخر.
باب الحاء والسين والباء معهما ح س ب، ح ب س، س ح ب، س ب ح، مستعملات

حسب: الحَسَبُ: الشَرَف الثابت في الآباء. رجل كريم الحَسَب حسيبٌ، وقَوْمٌ حُسَباءُ،

وفي الحديث: الحَسَبُ المالُ، والكَرَمُ التقوى . وتقول: الأَجْر على حَسَب ذلك أي على قَدْره،

قال خالد بن جعفر للحارث بن ظالم: أما تَشكُرُ لي إذْ جَعَلْتُك سيِّد قَومِكَ؟ قال: حَسَبُ ذلك أشكُرُكَ.

وأمّا حَسْب (مجزوماً) فمعناه كما تقول: حَسْبُك هذا، أيْ: كَفاكَ، وأَحْسَبَني ما أعطاني أي: كفاني. والحِسابُ: عَدُّكَ الأشياء. والحِسابةُ مصدر قولِكَ: حَسَبْتُ حِسابةً، وأنا أحْسُبُه حِساباً. وحِسْبة أيضاً ، قال النابغة:

وأَسْرَعَتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ

وقوله- عز وجل-: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ* اختُلِفَ فيه، يقال: بغير تقدير على أجْرٍ بالنقصان، ويقال: بغير مُحاسَبةٍ، ما إنْ يخاف أحدا يحاسبه ، ويقال: بغير أن حَسِبَ المُعطَى أنّه يعطيه: أعطاه من حيثُ لم يَحتَسِبْ. واحتَسَبْتُ أيضاً من الحِساب والحسبة مصدر احتِسابك الأجْرَ عند الله. ورجلٌ حاسِبٌ وقَوْمٌ حُسّاب. والحُسْبان من الظنّ، حَسِبَ يحسَبُ، لغتان، حُسْباناً، وقوله- عز وجل-: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ

، أي قُدِّرَ لهما حِسابٌ معلوم في مواقيتِهما لا يَعدُوانِه ولا يُجاوزانِه. وقوله تعالى: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ

أي نارا تحرقها. والحُسْبان: سهِام قِصارُ يُرمى بها عن القِسِيِّ الفارسية، الواحدة بالهاء. والأَحْسَبُ: الذي ابيضَّتْ جلدتُه من داءٍ ففَسَدَتْ شَعَرتُه فصار أحمَرَ وأبيَضَ، من الناس والإبل وهو الأبرَصُ، قال:

عليه عَقيقتُه أَحْسَبا

عابَه بذلك، أَيْ لم يُعَقِّ له في صِغَره حتى كَبِرَ فشابَتْ عقيقته، يعني شَعَره الذي وُلِدَ معه . والحَسْبُ والتَحسيب: دَفْن الميِّت في الحجارة، قال:

غَداةَ ثَوَى في الرَّمْل غيرَ مُحَسَّبِ

أيْ غيرَ مُكَفَّن.

حبس: الحَبْس والمَحْبِس: موضعان للمحبوس، فالمَحْبِس يكون سِجْناً ويكون فعلاً كالحَبْس. والحَبيس: الفَرَس: يُجْعَل في سبيل الله. والحِباس: شيء يُحْبَس به نحو الحِباس في [المَزْرَفة] يحبس به فضول الماء. والحباسة في كلام العجم: (المكلا) ، وهي التي تُسَمَّى المَزْرَفة، وهي الحباسات في الأرض قد أحاطت بالدَّبْرة يُحْبَس فيها الماء حتى يمتلىء ثم يُساق إلى غيرها. واحتَبَسْتُ الشَيْءَ أي خَصصتُه لنفسي خاصَّةُ. واحتَبَست الفِراشَ بالمِحْبَس أي بالمِقْرَمة .

سحب: السَّحْبُ: جَرُّكَ الشَّيْءَ، كسَحْب المرأةِ َذْيَلها، وكسَحْبِ الريحِ التُرابَ. وسُمِّيَ السَّحابُ لانسحابه في الهواء. والسَّحْبُ: شدَّة الأكْل والشُّرْب، رجلٌ أُسْحُوب : أَكُولٌ شَروبٌ. ورجل مُتَسَحِّب: حريص على أكل ما يوضَع بين يَدَيْه.

سبح: قوله- عز وجل- إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا

، أي: فَراغاً للنَّوم عن أبي الدُّقَيْش، ويكون السَّبْحُ فراغاً باللَّيْل أيضاً. سُبْحانَ اللهِ: تنزيه لله عن كل ما لا ينبغي أن يُوصَف به، ونَصبُه في موضع فِعْلٍ على معنى: تَسبيحاً لله، تُريدُ: سَبَّحْتُ تَسبيحاً للهِ [أي: نزَّهتُه تنزيهاً] . ويقال: نُصِبَ سُبحانَ الله على الصرف، وليس بذاك، والأول أجود. والسُّبُّوح: القُدُّوس، هو اللهُ، وليس في الكلام فُعُّول غير هذين. والسُّبْحةُ: خَرَزات يُسَبَّح بعددها.

وفي الحديث أن جبريل؟ قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم-: إن لله دون العرش سبعين حِجاباً لو دَنَونا من أحدها لأَحْرَقَتْنا سُبُحاتُ وَجْهِ رَبِّنا

يعني بالسُّبْحة جَلالَه وعَظَمَتَه ونورهَ. والتَّسبيح يكونُ في معنى الصلاة وبه يُفسَّر قوله- عَزَّ وجل- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، الآية تأمُرُ بالصَّلاة في أوقاتِها، قال الأعشى:

وسَبِّحْ على حينِ العَشِيّات والضُّحَى ... ولا تَعْبُدِ الشَّيطانَ واللهَ فاعبُدا

يعني الصلاة. وقوله تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ

يعني المُصَلِّين. والسَّبْح مصدرٌ كالسِّباحة، سَبحَ السابحُ في الماء. والسابح من الخَيْل: الحَسَنُ مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْي. والنُجُوم تَسْبَح في الفَلَك: تجري في دَوَرانه. والسُّبْحة من الصلاة: التَطَوُّع. 
الْحَاء وَالسِّين وَالْبَاء

الحَسَبُ: الْكَرم. والحَسَبُ، الشّرف الثَّابِت فِي الْآبَاء. وَقيل هُوَ الشّرف فِي الْفِعْل، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحَسَبُ: الفعال الصَّالح، حَكَاهُ ثَعْلَب. وَمَاله حَسَبٌ وَلَا نسب: الحَسَبُ الفعال الصَّالح، وَالنّسب الأَصْل. وَالْفِعْل من كل ذَلِك، حَسُبَ حَسَبا وحَسابةً فَهُوَ حَسيبٌ. أنْشد ثَعْلَب:

ورُبَّ حَسيبِ الأَصْل غير حَسيبِ

أَي لَهُ آبَاء يَفْعَلُونَ الْخَيْر وَلَا يَفْعَله هُوَ. وَالْجمع حُسَباءُ. وَفِي الحَدِيث: " الحَسَبُ المالُ "، يَقُول: الَّذِي يقوم مقَام الشّرف والسراوة إِنَّمَا هُوَ المَال.

والحَسَبُ الدَّين. والحَسَبُ البال، عَن كرَاع، وَلَا فعل لَهما. والحَسَبُ والحَسْبُ: قدر الشَّيْء، كَقَوْلِك: الْأجر بِحَسب مَا عملت وحَسْبِه، أَي قدره.

وحَسْبُ بِمَعْنى كفى، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما حَسْبُ فمعناها الِاكْتِفَاء. ومررت بِرَجُل حسْبُك من رجل، أَي كافيك، لَا يثنى وَلَا يجمع لِأَنَّهُ مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر. وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ حِسْبَةً، انتصب لِأَنَّهُ حَال وَقع فِيهِ الْأَمر كَمَا انتصب دنيا فِي قَوْلك: هُوَ ابْن عمي دنيا، كَأَنَّك قلت: هَذَا عَرَبِيّ اكْتِفَاء وَإِن لم يتَكَلَّم بذلك. وأحسَبَني الشَّيْء: كفاني، قَالَ:

ونُقفى وَليدَ الحيِّ إِن كَانَ جائعا ... ونُحْسِبُه إِن كَانَ ليسَ بجائعِ

وَقَالَ ثَعْلَب: أحْسَبَُ من كل شَيْء، أعطَاهُ حَسْبَه وَمَا كَفاهُ، وإبل محُسْبِةَ، ٌ لَهَا لحم وشحم كثير، وَأنْشد:

ومُحْسِبةٍ قد أخْطأ الحقُّ غيرَها ... تَنَفّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهِيَ كالشّوِى

يَقُول: حسْبُها من هَذَا. وَقَوله: قد أَخطَأ الْحق غَيرهَا يَقُول: أَخطَأ الْحق غَيرهَا من نظرائها. وَمَعْنَاهُ، أَنه لَا يُوجب للضيوف وَلَا يقوم بحقوقهم إِلَّا نَحن. وَقَوله:

تَنَفّس عَنْهَا حَيْنُها فَهُوَ كالشّوِى

كَأَنَّهُ نقض للْأولِ وَلَيْسَ بِنَقْض، إِنَّمَا يُرِيد: تنفس عَنْهَا حينها قبل الضَّيْف، ثمَّ نحرناها بعده للضيف. والشوى هُنَا المنشوي، وَعِنْدِي أَن الْكَاف زَائِدَة، وَإِنَّمَا أَرَادَ: فهن شوى، أَي فريق مشوي أَو منشو، وَأَرَادَ: وطبيخ فاجترأ بالشوي من الطبيخ.

وَقَالَ بَعضهم: لأُحْسِبَنّكم من الأسودين، يَعْنِي التَّمْر وَالْمَاء، أَي لأوسعن عَلَيْكُم.

وأحْسَبَ الرجل وحَسّبَه، إِذا أطْعمهُ وسقاه حَتَّى يشْبع ويروى، من هَذَا. وَفِي التَّنْزِيل: (عَطاءً حِسابا) أَي كثيرا كَافِيا. وكل من أرْضى فقد أُحْسِبَ.

وحَسَبَ الشَّيْء يَحْسُبُه حِسابا وحِسابَةً وحِسْبَةً وحُسْبانا، عده. وحُسْبانُك على الله، أَي حِسابُك قَالَ: على اللهِ حُسْباني إِذا النّفسُ أشرَفَتْ ... على طَمَعٍ أَو خافَ شَيئا ضميرُها

وَقَوله تَعَالَى: (يرزُقُ مَن يَشاءُ بغَيرِ حِسابٍ) اخْتلف فِي تَفْسِيره، فَقَالَ بَعضهم: بِغَيْر تَقْدِير على أحد بِالنُّقْصَانِ، وَقَالَ بَعضهم: بِغَيْر مُحاسَبَةٍ، أَي لَا يخَاف أَن يُحاسَبه أحد عَلَيْهِ. وَقيل مَعْنَاهُ: لَيْسَ يرْزق الْمُؤمن على قدر أيمانه، وَلَا يزق الْكَافِر على قدر كفره، أَي لَيْسَ يُحاسِبُ بالرزق فِي الدُّنْيَا على قدر الْعَمَل، وَلَكِن الرزق فِي الْآخِرَة على قدر الْعَمَل وَمَا يتفضل بِهِ. وَقيل: بِغَيْر منّةٍ عَلَيْهِ وَقيل: بِغَيْر جَزَاء. وَقَوله تَعَالَى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُمْ بغَيِر حِسابٍ) جَاءَ فِي التَّفْسِير: بِغَيْر مكيال وَغير ميزَان، يغْرف لَهُ غرفا. قَالَ الزّجاج: هَذَا وَإِن كَانَ الثَّوَاب لَا يَقع على بعضه كيل وَلَا وزن، مِمَّا يتنعم بِهِ الْإِنْسَان من اللَّذَّة وَالسُّرُور والراحة، فَإِنَّهُ يمثل بِمَا يدْرك بالنظير فَيعرف مِقْدَار الْقلَّة من الْكَثْرَة. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا نَدِيَتْ أقرابُه لَا يُحاسِبُ

يَقُول: لَا يقتر عَلَيْك الجري، وَلكنه يَأْتِي بجري كثير.

وَرجل حاسِبٌ، من قوم حُسَّبٍ وحُسّابٍ.

والاحتساب: طلب الْأجر. وَالِاسْم الحِسْبَةُ. واحتَسَبَ بَنِينَ، مَاتَ لَهُ بنُون كبار.

وحَسِبَ الشَّيْء كَائِنا يحسِبُه ويَحْسَبُه حِسْبانا ومَحْسِبَة، ظَنّه، وَهَذَا الْمصدر الْأَخير نَادِر، وَإِنَّمَا هُوَ نَادِر عِنْدِي على من قَالَ: يَحسَبُ فَفتح، وَأما على من قَالَ: يَحْسِبُ، فَكسر، فَلَيْسَ بنادر.

والحُسْبانُ: الْعَذَاب وَالْبَلَاء. وَقَوله تَعَالَى: (ويُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبانا مِن السَّماءِ) يَعْنِي: نَارا. والحُسْبانُ أَيْضا، الْجَرَاد والعجاج. قَالَ أَبُو زِيَاد الحُسْبانُ، شَرّ وبلاء.

والحُسْبانُ: سِهَام صغَار يرْمى بهَا عَن القسي الفارسية، واحدتها حُسْبانَةٌ، قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ مولد، وَقَالَ ثَعْلَب: الحُسْبانُ: المرامي، وَفسّر بِهِ قَوْله: (أَو يُرْسِل عَلَيْهَا حُسْبانا من السماءِ) .

والحُسْبانةُ: الوسادة الصَّغِيرَة. والمِحْسَبةُ الوسادة الصَّغِيرَة من الْأدم. وحَسَبّهَ، أجلسه على الحُسْبانَة والمِحْسَبَة.

والأحْسَبُ: الَّذِي ابيضَّت جلدته من دَاء ففسدت شعرته فَصَارَ أَحْمَر وأبيض، يكون ذَلِك فِي النَّاس وَالْإِبِل. وَقيل: هُوَ من الْإِبِل، الَّذِي فِيهِ سَواد وَحُمرَة أَو بَيَاض. وَالِاسْم، الحُسْبَةُ. والأحْسَبُ: الأبرص.

والحَسبُ والتّحْسيبُ: دفن الْمَيِّت، وَقيل: تكفينه، قَالَ:

غَداة ثَوَى فِي التُّرْبِ غيرَ مُحَسَّبِ

أَي: غير مكفن. وَقيل: مَعْنَاهُ: غير موسد، وَالْأول أحسن.

وانه لحَسَنُ الحِسْبَة فِي الْأَمر، أَي حسن التَّدْبِير وَالنَّظَر.

وتَحَسّبَ الْخَبَر: استَخْبر عَنهُ، حجازية.

واحتَسَبَ فلَان على فلَان: أنكر عَلَيْهِ قَبِيح عمله.

وَقد سمَّت: حَسيبا وحُسَيْبا.
[حسب] "الحسيب" تعالى: الكافي بمعنى مفعل، من أحسبني الشيء إذا كفاني، وأحسبته وحسبته بالتشديد أعطيته ما يرضيه حتى يقول: حسبي. ومنه ح: "يحسبك" أن تصوم من كل شهر ثلاثة، أي يكفيك، من أحسبني، ولو روى: بحسبك، أي كافيك والباء زائدة لكان وجهاً. وفيه: "الحسب" المال، والكرم التقوى، الحسب في الأصل الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم، وقيل: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف، والمجد والشرف لا يكونان إلا بالآباء، فجعل المال كشرف النفس أو الآباء، يعني أن الفقير ذا الحسب لا يوقر، والغني الذي لا حسب له يوقر ويجل في العيون. ط: الحسب ما يعد من مأثره ومآثر آبائه، والكرم الجمع بين أنواع الخير والشرف والفضائل، وهذا لغة، فردهما صلى الله عليه وسلم إلى ما هو المتعارف وإلى ما عند الله، فالحسيب عندهم من رزق الثروة وبه يوقرون، والكريم عند الله المتقي. نه ومنه ح: "حسب" الرجل خلقه، وكرمه دينه. وح: "حسبه" نقاء ثوبيه، أي يوقر به لأنه دليل الثروة. وح: تنكح المرأة لحسنها و"حسبها" وقيل: هو هنا الفعال الحسن، وسيتم بياناً في تنكح. ومنه ح هوازن: اختاروا إما المال وإما السبي، فقالوا: خيرتنا بين المال و"الحسب" فأنا نختار الحسب، فاختاروا الأبناء والنساء، أرادوا أن فكاك الأسرى وإيثاره على استرجاع المال حسب وفعال حسن، وقيل: المراد "بالحسب" هنا عدد ذوي القرابات، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا عد كل واحد مناقب آبائه وحسبها. ط: أربع في أمتي من الجاهلية، الأحسن كون "في أمتي" خبر أربع، و"من الجاهلية" و"لا يتركون" حالان، يعني هذه الخصال تدوم في طائفة: الفخر "بالأحساب" تعداد مآثره، والطعن بالأنساب أي أنساب الغير بنسب نفسه، فيجتمع له الحسب والنسب، أو في نسب نفسه كقوله:
إنا بني نهشل لا ندعى لأب
ن: كيف "حسبه" فيكم" أي نسبه. ويبعث في "أحساب" قومه، أي أفضل أنسابهم، لأنه أبعد من انتحاله الباطل وأقرب إلى الانقياد. نه وفيه: من صام رمضان إيماناً و"احتساباً" أي طلباً لوجه الله وثوابه، من الحسب كالاعتداد من العد، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله: احتسبه، لأن له ح أن يعتد عمله. والحسبة اسم من الاحتساب، وهو في الأعمال الصالحات، وعند المكروهات البدار إلى طلب الأجر بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر طلباً للثواب. ومنه ح: "احتسبوا" أعمالكم فإن من احتسب عمله كتب له أجره وأجر حسبته. وح: من مات له ولد "فاحتسبه" أي احتسب الأجر بصبره، يقال: احتسب فلان ابنه، إذا مات كبيراً وافترطه إذا مات صغيراً، أو معناه اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب على الصبر عليها، وقد تكرر في الحديث. ك ومنه ح: ألا "تحتسبون" آثاركم أي" ألا تعدون الأجر في خطاكم إلى المسجد فإن لكل خطوة أجراً، وروى "تحتسبوا" وحذف النون بدون ناصب وجازم فصيح. وح: كان الحمس "يحتسبون" على الناس، أي يعطونهم حسبة، وكنا يفيض جماعة الناس أي غير الحمس يدفعون من عرفات. وح: إن شاءت أن "تحتسب" عليك، أي تقضى عنك حسبة أي إرادة الثواب لا الولاء. ن وح: أنفق وهو "يحتسبها" بأن ينوي أداء واجب أو مندوب لوجه اللهذبحنا الأول بكسر سين أي نطق صلى الله عليه وسلم بالكسر، لا بالفتح، وأراد صلى الله عليه وسلم إنا لم نتكلف لكم بالذبح لئلا يمتنعوا منه، وليتبرى عن التعجب، والاعتداد على الضيف. ش: "حسب" ما ذكره بسكون السين أي على مقتضاه. شم: بفتحها وقد تسكن أي قدره وعدده. ش: "حسب" ابن آدم لقيمات، بالسكون. ط: "أحسبه" قال تواضعاً، أي قال: أظن النبي صلى الله عليه وسلم قال تواضعاً، وهو مفعول له لقوله: لبس ثوب جمال توجه الله، أي ألبسه تاجاً. وفيه: "حسبك" من نساء العالمين مريم وعائشة- إلخ، مريم خبر حسبك، ومن نساء متعلق بحسبك، والخطاب عام أو لأنس أي كافيك معرفتك فضلهن من معرفة سائر النساء. و"حسبي حسبي" أي كفاني في تسليتي عن الحزن هذه الكرامة من ربي، وكان حزنه من كسر رباعيته يوم أحد.
حسب
حسَبَ يَحسُب، حِسابًا وحَسْبًا وحُسْبانًا وحِسَبةً، فهو حاسِب، والمفعول مَحْسوب
• حسَب المالَ ونحوَه: عدّه وأحصاه "حسَب الأيّامَ والدَّقائقَ- حسَب مجموعَ درجاته".
• حسَب الشَّيءَ: قدّره "حسَب سلعةً بمائة قرش- لا يحسُب حسابًا كافيًا للمفاجآت" ° حسَبَ عليه كذا: أخذه به ولامه عليه وقدّره- حسَبَ لكلّ شيءٍ حِسابه: تدبّر الأمرَ من كلّ وجوهه، أخذ بنظر الاعتبار كلّ ما يتّصل بالأمر- حسَبَ له ألفَ حساب: اهتمّ به جيِّدًا- لا يُحسب له حِساب: لا خطر له ولا أهمية. 

حسُبَ يَحسُب، حَسَبًا، فهو حَسيب
• حسُب الشَّخصُ: انحدر من سلالةٍ كريمة الأصل، شريفة النَّسب، عالية المنزلة "رجلٌ ذو حَسَبٍ ونَسَب". 

حسِبَ يَحسَب ويَحسِب، حِسْبانًا، فهو حاسب، والمفعول مَحْسوب
• حسِب المالَ كلَّ شيء: اعتبره وظنّه وعدّه "إنّ هذا الشَّعب الذي نحسَبه جاهلاً يَعْلَم الكثيرَ- {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا
 وَهُمْ رُقُودٌ} " ° لا تحسب كلامَه شيئًا: لا تعدّه شيئًا- ما حسِب: لم يعتبر ولم يُقدِّر. 

احتسبَ/ احتسبَ بـ يحتسب، احتسابًا، فهو مُحْتَسِب، والمفعول مُحْتَسَب
• احتسب الأمرَ: حسِبه وظنّه، توقّعه وخطر بباله " {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} ".
• احتسب ولدَه: صبر على وفاته مُدّخرًا الأجر على صبره "احتسبوا فقيدَهم".
• احتسب الشَّيءَ/ احتسب بالشَّيء: ضحَّى به وفعله مُدّخرًا أجره عند الله، لا يرجو ثوابَ الدُّنيا "إنَّ من احتسب عملَه كُتب له أجرُ عمله" ° احتسب عند الله خيرًا.
• احتسب به:
1 - اكتفى به "احتسب بصداقته عن الجميع".
2 - اعتدّ به "هذا رأيٌ لا يُحْتَسَبُ به" ° فلانٌ لا يُحْتسب به: لا يُعتمد عليه. 

تحاسبَ يتحاسب، تحاسُبًا، فهو مُتحاسِب
• تحاسب القومُ: حاسب بعضُهم بعضًا "تحاسب الشَّريكان في نهاية العام".
• تحاسب معه: حاسبه وأنهى معه الحساب. 

تحسَّبَ/ تحسَّبَ لـ/ تحسَّبَ من يتحسَّب، تحسُّبًا، فهو مُتحسِّب، والمفعول متحسَّب
• تحسَّب الأمرَ: سعى في معرفته "تحسَّب الباحثُ الحقيقةَ- خرجا يتحسَّبان الأخبارَ: يتعرَّفانها".
• تحسَّب لوقوع كذا/ تحسَّب من وقوع كذا: احترس واحتاط "تحسَّب للطوارئ- من لم يتحسَّب للعواقب لم يكن الدّهر له بصاحب". 

حاسبَ/ حاسبَ على يحاسب، مُحاسبةً وحِسابًا، فهو محاسِب، والمفعول محاسَب
• حاسبَ فلانًا:
1 - ناقشه الحسابَ وأقامه عليه "حاسب شريكَه- المحاسبة في الأمور الصَّغيرة تُطيل أمد الصَّداقات [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: تعاشروا كالإخوان وتحاسبوا كالغرباء- حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا [حديث]: من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه- {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} " ° محاسبة النَّفس: فحص الضَّمير.
2 - جازاه بالخير أو بالشَّرِّ "حاسبه مديرُه على تقصيره في العمل- {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا} ".
• حاسبَ على نفسه: احترس وتيقَّظ ° حاسب على القرش: كان مقتصدًا للغاية. 

حَوْسبَ يحوسب، حَوْسَبةً، فهو محوسِب، والمفعول محوسَب
• حَوْسبَ ملفَّات القضيَّة: أدخلها الحاسوب.
• حَوْسب العملَ: استعمل الحاسوب فيه "عجَّلت حوسبة البنك بإنجاز الأعمال بدقَّة وسرعة". 

تحسُّب [مفرد]: مصدر تحسَّبَ/ تحسَّبَ لـ/ تحسَّبَ من ° تحسُّبًا له: احتراسًا، كتدبير وقائيّ. 

تحسُّبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تحسُّب.
2 - توقعيَّة "تدابير تحسُّبيّة بناء على البيانات التي وصلت إليه". 

حاسِب1 [مفرد]: ج حاسبون وحَسَبة وحُسَّاب وحُسَّب (للعاقل):
1 - اسم فاعل من حسَبَ وحسِبَ.
2 - من يقوم بالأعمال الحسابيّة ويُحصيها. 

حاسِب2 [مفرد]: ج حواسبُ
• الحاسب الآليّ: (حس) جهاز الكمبيوتر أو ما يُسمَّى بالعقل الإلكترونيّ ويُسمَّى كذلك: حاسبة وحسّابة وحاسوب، وهو جهاز يعمل إلكترونيًّا لإجراء عمليات حسابيّة دقيقة وسريعة، وذلك باختزان معلومات يُغذَّى بها ويقدِّمها عند الحاجة.
• قراصنة الحاسب: (حس) مستخدمو الحاسب الذين يحاولون التدخُّل باستخدام حاسب منزليّ في شبكات الاتِّصالات التَّابعة لمؤسَّسات كبيرة للحصول على معلومات سرِّيَّة أو أموال بطريقة القرصنة.
• شبكة حاسب داخليَّة: (حس) نظام يعمل على ربط تجهيزات المكتب الإلكترونية كأجهزة الحاسب مشكلاً بذلك

شبكة داخلية تعمل داخل مكتب أو مبنى ما.
• الآلة الحاسبة: آلة متفاوتة الحجم تقوم بالعمليَّات الحسابيَّة.
• المِسْطَرة الحاسبة: (جب) أداة تتألَّف من مسطرتين لهما تدرّج تمكِّن من إنجاز بعض العمليَّات الحسابيَّة بسرعة. 

حاسوب [مفرد]: اسم آلة من حسَبَ.
• الحاسوب الإلكترونيّ: (حس) جهاز مبرمَج لأداء عمليَّات سريعة أو لتخزين المعلومات واسترجاعها في أي وقت.
• حاسوب شخصيّ صغير: جهاز كمبيوتر يُحمل كالحقيبة ويُصطحب في كلّ مكان. 

حساب [مفرد]: ج حسابات (لغير المصدر):
1 - مصدر حاسبَ/ حاسبَ على وحسَبَ ° أدخل في الحساب: أخذ بعين الاعتبار- أسقطه من حسابه: أهمله، ولم يعتدّ به- بيع على الحساب: بالتَّقسيط- حساب عقليّ: بلا اعتماد على الكتابة- صفَّى حسابَه مع فلان: انتقم منه- على حساب الشَّيء: في غير صالحه، يؤدِّي إلى الضرر- على حسابه: على نفقته ومسئوليّته- قائمة الحساب/ فاتورة الحساب: ورقة مدوّن بها المبالغ المطلوبة من العميل- قدّم حسابًا: أعطى تفسيرًا وشرحًا- قليل الحساب: قليل الحذر والاحتراس- كان في حسابه: كان في تقديره، متوقّعًا له- ما حسبتُ هذا الحساب: لم أتصوره- ما كان ذلك في حسابي: أي لم يكن في ظنّي- مِنْ غير حساب: مِنْ غير تقدير.
2 - كثير كافٍ " {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}: كافٍ على قدر الأعمال".
3 - تضييق وتقتير " {وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} " ° بلا حساب/ بغير حساب: بدون تقتير أو تضييق، عكسه بحساب.
4 - (قص) رصيد في مصرف ونحو ذلك "أرسل المصرف لعميله كشف حسابه" ° حساب جارٍ: حساب في مصرف يمكن السَّحب منه وتزويده دون قيود- حساب مكشوف: حساب مَدين ويكون عندما يَسحب المُودِعُ من المصرف مبلغًا أكبر من المبلغ المتوفِّر في حسابه.
5 - أجْر "أعطيت العاملَ حسابه- {وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} ".
• حسابُ التَّكامل: (جب) دراسة رياضيَّة للتّكامل وتطبيقاته في إيجاد الأحجام والمساحات وجذور المعادلات التَّفاضليَّة.
• حساب مشترك: (قص) حساب بنكيّ مسجَّل باسم شخصين أو أكثر ممّا يسمح بالسَّحب لأي منهم أو مجتمعين إذا نصَّ شرط على ذلك.
• حسابٌ جارٍ: (قص) حساب مصرفيّ يقوم على تمكين العملاء من إيداع أموالهم في المصرف والحصول على دفتر شيكات أو دفتر ادِّخار بما أودعوه.
• حساب الاحتمالات: مجموع القواعد التي تساعد على تحديد النِّسبة المئويَّة لإمكان وقوع حادث.
• حساب المثلَّثات: (هس) دراسة تُعنى بإيجاد العلاقات بين الأضلاع والزَّوايا في المثلَّثات.
• يوم الحساب: يوم القيامة.
• علم الحساب: علم يهتمُّ بالأعداد الصَّحيحة أو الأعداد المنطقيَّة أو الأعداد المركَّبة الخاضعة للجمع والطَّرح والضَّرب والقسمة.
• الحسابات: (جر) تسجيل وتصنيف المعاملات التِّجاريَّة والسِّجلاَّت الماليَّة، وتحضير التَّقارير الخاصَّة بالموجودات والالتزامات الماليَّة ونتائج التَّشغيل لعمل تجاريّ.
• مراجع الحسابات: (جر) شخص مهنيّ مستقلّ يقوم بالتحقُّق من إعداد القوائم الماليّة طبقًا للمبادئ المحاسبيّة المتعارف عليها، ويعدّ تقريرًا بنتائج فحصه ورأيه عن عدالة القوائم الماليّة.
• حساب الجُمَّل: نوعٌ من الحساب يُجعَل فيه لكلّ حرف من حروف الأبجديَّة عددٌ خاصٌ به من الواحد إلى الألف على ترتيب مخصوص. 

حِسابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حساب.
• العدد الحسابيّ: (جب) العدد الذي يُعبِّر عن كميّة ما بقطع النَّظر عن علاقاته، ويقابله العدد الجبريّ.
• متتالية حسابيَّة: (جب) مجموعة الأرقام التي تتزايد أو تتناقص على التتالي بمقدار ثابت، كالمتتالية 3، 6، 9، 12.
 • المِيزان الحسابيّ: (قص) بيان ما للدَّولة وما عليها من الدِّيون قِبَل الدول الأخرى. 

حَسْب [مفرد]:
1 - مصدر حسَبَ.
2 - قدر الشَّيء "كافأه على حَسْب نشاطه- جزاء المرء بحَسْب عمله" ° حَسْبَما خطَّطنا: بمقتضى تخطيطنا- حَسْبَ الأصول: وفقًا للقواعد المتَّبعة- حَسْبَما اتَّفَق: بأيِّ صورة كانت- حَسْبَ رغبته: كما يراه- بِحَسْب: وَفقًا لـ.
3 - لغة في حَسَب.
• حَسْب/ فحَسْب/ وحَسْب: فقط، لاغير "لا يعدّ سكوتك جُبْنًا فحسب، بل خروجًا على مبادئ الحزب- قرأت ثلاثة كتب فحَسْب/ قرأت ثلاثة كتب وحَسْبُ/ قرأت ثلاثة كتب حَسْبُ".
• حَسْبُكَ هذا: يكفي (اسم فعل بمعنى كفى) "بحَسْبك هذا: اكتفِ به، يكفيك- حَسْبُك أن تلقى نظرةً سريعة على هذا الكتاب- حسبك من شرٍّ سماعُه: يكفيك سماعه لتشمئز منه- {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ". 

حَسَب [مفرد]: ج أحساب (لغير المصدر):
1 - مصدر حسُبَ ° حَسَب ناصع: خالص من كُلِّ لؤم وشائبة- ذو حَسَب ونَسَب: شريف الأصل.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حسَبَ.
• حَسَبُ الشَّيءِ: قدرُه وعددُه "الأجر على حَسَب المشقّة- أكلوا على حَسَب الطَّاقة: بقدر ما يشبعهم- سنسير حَسْبَ/ بحَسْب/ على حَسْب الطريقة المتَّبعة" ° بحَسَبه/ على حَسَبه: وَفْقًا له وبمقتضاه- حسَب الأصول: وفقًا للقواعد المتَّبعة- حسَب اللُّزوم: عند الحاجة والضرورة- حَسبَما يحلو له: كيفما. 

حُسْبان [مفرد]:
1 - مصدر حسَبَ.
2 - ظنّ وخاطر وتوقّع "وجّه إليه أسئلة لم تكن في الحُسْبان- يقع دائمًا ما ليس في الحسبان [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: من لم يحسُب لم يسلم" ° حُسباني أنّ- كان في الحسبان: مقدَّرًا، متوقَّعًا- وضَع في حسبانه كذا: انتبه له وجعله محلّ اعتبار.
3 - حِساب التَّدبير الدَّقيق " {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ".
4 - بلاء وهلاكٌ من عذابٍ وصواعق وبَرَد وغير ذلك " {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} ".
• حُسْبان الموضِع: (فك) تقدير موضع في السَّفينة أو الطَّائرة من غير الاستعانة بآلات الرَّصد الفلكيَّة. 

حِسْبان [مفرد]: مصدر حسِبَ. 

حِسْبَة [مفرد]: ج حِسْبات (لغير المصدر) وحِسَب (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَبَ.
2 - حِساب وتدبير "فلان حسن الحِسبة: حسن التَّدبير- لي عنده حِسْبة: شيء من المال".
3 - منصب أساسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان يتولاَّه في الدّول الإسلاميّة رئيسٌ يشرف على الشّئون العامّة من مراقبة الأسعار ورعاية الآداب.
4 - ثواب وأجر "نال حسبتَه- فعله حِسْبةً: مدَّخرًا أجره عند الله". 

حَسْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَسْبة: "المجلس الحَسْبيّ للمدينة/ مجلس المدينة الحَسْبيّ/ مجلس حَسْبيّ المدينة". 

حِسْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حِسْبَة: "المجلس الحِسْبيّ". 

حسَّابة [مفرد]: اسم آلة من حسَبَ: "سُمِح للطلاّب باستعمال الحسَّابة في الامتحانات". 

حسيب [مفرد]: ج حَسيبون وحُسَباءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُبَ: كريم الأصل، شريف النَّسب "هذا رجل حسيب في قومه".
2 - محاسِب "كلّ امرئ حسيب نفسه" ° حسيبك الله: انتقم الله منك.
• الحَسيب: اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: الكافي الذي منه كفايةُ العباد، والمُحاسِب الذي يحاسب العبادَ على أعمالهم، والشّريفُ الذي له صفاتُ الكمال والجلال، والمدرِكُ للأجزاء والمقادير التي يعلم العبادُ أمثالَها بالحساب من غير أن يحسب " {وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا} ". 

مُحاسِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حاسبَ/ حاسبَ على.
2 - مسئول عن الشّئون الماليّة في إدارة ما "قابل العميل محاسب الشَّركة- سيِّدة شابَّة تعمل محاسِبًا/ محاسِبةً في أحد البنوك" ° محاسب قانونيّ: عضو في مؤَسَّسة المحاسبين. 

مُحاسَبَة [مفرد]: ج محاسبات:
1 - مصدر حاسبَ/ حاسبَ
 على.
2 - مراجعة حسابيّة فيما يخصُّ التَّصرُّف الماليّ.
• علم المحاسبة: (قص) فرع من فروع الاقتصاد أو إدارة الأعمال يُعنى بالشّئون الحسابيَّة.
• محاسبة قوميّة: (مع) فرع من فروع الدِّراسة الاجتماعيّة يُعنى بالتَّبويب والتَّصنيف الإحصائيّ للأوجه المختلفة لنشاط أفراد المجتمع وقطاعاته ووحداته المختلفة تبويبًا يُمكِّن الاقتصاديَّ من اكتشاف العلاقات المختلفة وتحليلها.
• ديوان المحاسبة/ ديوان الجهاز المركزيّ للمحاسبات: جهة رسميَّة أو متخصِّصة تقوم بالتَّدقيق في الشئون الماليَّة أو الحسابات. 

مُحاسَبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مُحاسَبَة.
2 - مجمل الحسابات التي تجري حسب القواعد "تُطبِّق المصارفُ النِّظامَ المحاسبيّ الجديد". 

مُحتسِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من احتسبَ/ احتسبَ بـ.
2 - من يتولّى منصب الحِسْبة. 

مَحْسوبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من محسوب: إسناد الوظائف أو منح التَّرقيّات على أساس الرِّعاية والنّفوذ، لا على أساس الكفاءة "يرجع تراخي الموظَّفين وتواكلهم إلى تفشِّي المَحْسوبيَّة". 

حسب: في أَسماءِ اللّه تعالى الحَسِيبُ: هو الكافي، فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل، مِن أَحْسَبَنِي الشيءُ إِذا كَفاني.

والحَسَبُ: الكَرَمُ. والحَسَبُ: الشَّرَفُ الثابِتُ في الآباءِ، وقيل:

هو الشَّرَفُ في الفِعْل، عن ابن الأَعرابي. والحَسَبُ: ما يَعُدُّه

الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائهِ. والحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، حكاه ثعلب.

وما لَه حَسَبٌ ولا نَسَبٌ، الحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، والنَّسَبُ:

الأَصْلُ؛ والفِعْلُ من كلِّ ذلك: حَسُبَ، بالضم، حَسَباً وحَسابةً، مثل خَطُبَ خَطابةً، فهو حَسِيبٌ؛ أَنشد ثعلب:

ورُبَّ حَسِيبِ الأَصلِ غيرُ حَسِيبِ

أَي لَه آباءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُه هو؛ والجمع حُسَباءُ.

ورجل كَرِيم الحَسَبِ، وقوم حُسَباءُ. وفي الحديث: الحَسَبُ: المالُ، والكَرَمُ: التَّقْوَى. يقول: الذي يَقُوم مَقام الشَّرَفِ والسَّراوةِ،

إِنما هو المالُ. والحَسَبُ: الدِّينُ. والحَسَبُ: البالُ، عن كراع، ولا

فِعْلَ لهما. قال ابن السكيت: والحَسَبُ والكَرمُ يكونان في الرجلِ، وإِن لم يكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ. قال: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونان إِلا

بالآباءِ فَجَعَل المالَ بمنزلة شَرَفِ النَّفْسِ أَو الآباءِ، والمعنى أَنَّ

الفَقِير ذا الحَسَبِ لا يُوَقَّر، ولا يُحْتَفَلُ به، والغنِيُّ الذي لا

حَسَبَ له، يُوقَّر ويُجَلُّ في العُيون. وفي الحديث: حَسَبُ الرَّجل

خُلُقُه، وكَرَمُهُ دِينُه. والحديث الآخر: حَسَبُ الرَّجل نَقاءُ ثَوْبَيْهِ أَي إِنه يُوَقَّرُ لذلك، حيثُ هو دَليل الثَّرْوة والجِدةِ. وفي الحديث: تُنْكَحُ الـمَرأَة لمالِها وحَسَبِها ومِيسَمِها ودِينِها، فعَليكَ بذاتِ الدِّين، تَرِبَتْ يَداكَ؛ قال ابن الأَثير: قيل الحَسَبُ ههنا: الفَعَالُ الحَسَنُ. قال الأَزهري: والفُقَهاءُ يَحْتاجُون إِلى مَعْرِفة الحَسَبِ، لأَنه مـما يُعْتَبر به مَهْرُ مِثْلِ المرأَة، إِذا عُقِدَ النِّكاحُ على مَهْرٍ فاسِدٍ، قال: وقال شمر في كتابه الـمُؤَلَّف في غَريب الحديث: الحَسَبُ الفَعالُ الحَسنُ له ولآبائه، مأْخوذ من الحِسابِ إِذا حَسَبُوا مَناقِبَهم؛ وقال المتلمس:

ومَن كان ذا نَسْبٍ كَريمٍ، ولم يَكُنْ * لَه حَسَبٌ، كان اللَّئِيمَ الـمُذمَّما

ففَرقَ بَين الحَسَبِ والنَّسَبِ، فجعل النَّسَبَ عدَد الآباءِ والأُمهاتِ، إِلى حيث انْتَهى. والحَسَبُ: الفَعالُ، مثل الشَّجاعةِ والجُود،

وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفاءِ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله شمر صحيح، وإِنما سُميت مَساعِي الرجُل ومآثِرُ آبائه حَسَباً، لأَنهم كانوا إِذا تَفاخَرُوا عَدَّ الـمُفاخِرُ منهم مَناقِبَه ومَآثِرَ آبائه وحَسَبها؛ فالحَسْبُ: العَدُّ والإِحْصاءُ؛ والحَسَبُ ما عُدَّ؛ وكذلك العَدُّ، مصدر عَدَّ يَعُدُّ، والـمَعْدُودُ عَدَدٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: حَسَبُ الـمَرْءِ دِينُه، ومُرُوءَتُه خُلُقه، وأَصلُه عَقْلُه.

وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: كَرَمُ الـمَرْءِ

دِينُه، ومُرُوءَتُه عَقْلُه، وحَسَبُه خُلُقُه؛ ورَجُل شَريفٌ ورجُلٌ

ماجِدٌ: له آباءٌ مُتَقَدِّمون في الشَّرَفِ؛ ورَجُلٌ حَسِيبٌ، ورَجُلٌ

كرِيمٌ بنفْسِه. قال الأَزهري: أَراد أَن الحَسَبَ يحصل للرَّجل بكَرم

أَخْلاقِه، وإِن لم يكن له نَسَبٌ، وإِذا كان حَسِيبَ الآباءِ، فهو أَكرَمُ له. وفي حديث وَفْدِ هَوازِنَ: قال لهم: اخْتاروا إِحْدَى الطائِفَتَيْنِ: إِما المالَ، وإِما السَّبْيَ. فقالوا: أَمـَّا إِذْ خَيَّرْتَنا بَيْنَ المالِ والحَسَبِ، فإِنَّا نَخْتارُ الحَسَبَ، فاخْتاروا أَبْناءَهم ونِساءَهم؛ أَرادوا أَنَّ فِكاكَ الأَسْرَى وإِيثارَه على اسْتِرْجاعِ المالِ حَسَبٌ وفَعالٌ حَسَنٌ، فهو بالاختِيار أَجْدَرُ؛ وقيل: المراد بالحَسَب ههنا عَدَد ذَوي القَراباتِ، مأْخوذ من الحِساب، وذلك أَنهم إِذا تَفاخَرُوا عَدُّوا مَناقِبَهم ومآثِرَهم، فالحَسَب العَدُّ والـمَعْدُود، والحَسَبُ والحَسْبُ قَدْرُ الشيءِ، كقولك: الأَجْرُ بحَسَبِ ما عَمِلْتَ وحَسْبِه أَي قَدْره؛ وكقولك: على حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إِليّ شُكْري لك، تقول أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بلائك عِنْدي أَي على قَدْر ذلك.

وحَسْبُ، مجزوم: بمعنى كَفَى؛ قال سيبويه: وأَمـَّا حَسْبُ، فمعناها الاكْتِفاءُ. وحَسْبُكَ دِرْهم أَي كَفاكَ، وهو اسم ، وتقول: حَسْبُكَ ذلك أَي كفاكَ ذلك؛ وأَنشد ابن السكيت:

ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوم يُنْزِلُهم، * إِلاَّ صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ

وقوله: لا تُلْوَى على حَسَبٍ، أَي يُقْسَمُ بينهم بالسَّوِيَّة، لا يُؤْثَر به أَحد؛ وقيل: لا تُلْوَى

على حَسَب أَي لا تُلْوَى على الكِفايةِ، لعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِه.

ويقال: أَحْسَبَني ما أَعْطاني أَي كفاني. ومررت برجلٍ حَسْبِكَ من رَجلٍ أَي كافِيكَ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمع لأَنه موضوع موضع المصدر؛ وقالوا: هذا عربي حِسْبةً، انتصب لأَنه حال وقع فيه الأَمر، كما انتصب دِنْياً، في قولك: هو ابن عَمِّي دِنْياً، كأَنك قلت: هذا عرَبي اكْتِفاءً، وإِن لم يُتكلم بذلك؛ وتقول: هذا رَجُل حَسْبُكَ من رَجُل، وهو مَدْحٌ للنكرة، لأَن فيه تأْويل فِعْل، كأَنه قال: مُحْسِبٌ لك أَي كافٍ لك من غيره، يستوي فيه الواحد والجمع والتثنية، لأَنه مصدر؛ وتقول في المعرفة: هذا عبدُاللّه حَسْبَك من رجل، فتنصب حَسْبَك على الحال، وإِن أَردت الفعل في حَسْبك، قلت: مررت برجل أَحْسَبَكَ من رجل، وبرجلين أَحْسَباك، وبرِجال أَحْسَبُوكَ، ولك أَن تتكلم بحَسْبُ مُفردةً، تقول: رأَيت زيداً حَسْبُ يا فتَى، كأَنك قلت: حَسْبِي أَو حَسْبُكَ، فأَضمرت هذا فلذلك لم تنوِّن، لأَنك أَردت الإِضافة، كما تقول: جاءَني زيد ليس غير، تريد ليس غيره عندي.

وأَحْسَبَني الشيءُ: كفاني؛ قالت امرأَة من بني قشير:

ونُقْفِي وَليدَ الحَيِّ، إِن كان جائعاً، * ونُحْسِبُه، إِنْ كانَ لَيْسَ بِجائعِ

أَي نُعْطِيه حتى يقول حَسْبي. وقولها: نُقْفِيه أَي نُؤْثِرُه بالقَفِيَّة، ويقال لها القَفاوةُ أَيضاً، وهي ما يُؤْثَر به الضَّيفُ والصَّبِيُّ.

وتقول: أَعْطَى فأَحْسَبَ أَي أَكثَر حتى قال حَسْبِي . أَبو زيد:

أَحْسَبْتُ الرَّجلَ: أَعْطَيْتُه ما يَرْضَى؛ وقال غيره: حتى قال حَسْبي؛ وقال ثعلب: أَحْسَبَه من كلِّ شيءٍ: أَعْطاه حَسْبَه، وما كفاه. وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى: يا أَيها النَّبيُّ حَسْبُكَ اللّهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنين؛ جاءَ التفسير يَكْفِيكَ اللّهُ، ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ؛

قال: وموضِعُ الكاف في حَسْبُكَ وموضع من نَصْب على التفسير كما قال الشاعر:

إِذا كانَتِ الهَيْجاءُ، وانْشَقَّتِ العَصا، * فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد

قال أَبو العباس: معنى الآية يَكْفيكَ اللّهُ ويَكْفِي مَنِ اتَّبَعَكَ؛

وقيل في قوله: ومن اتَّبَعَكَ من المؤْمنين، قولان: أَحدهما حَسْبُكَ

اللّهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنين كفايةٌ إِذا نَصَرَهم اللّه، والثاني

حَسْبُكَ اللّهُ وحَسْبُ من اتَّبَعَكَ من المؤْمنين، أَي يَكفِيكُم اللّهُ جَميعاً.

وقال أَبو إِسحق في قوله، عز وجل: وكَفَى باللّهِ حَسِيباً: يكون بمعنى مُحاسِباً، ويكون بمعنى كافِياً؛ وقال في قوله تعالى: إِن اللّه كان على كل شيءٍ حَسِيباً؛ أَي يُعْطِي كلَّ شيءٍ من العِلم والحِفْظ والجَزاءِ مِقْدارَ ما يُحْسِبُه أَي يَكْفِيهِ.

تقول: حَسْبُكَ هذا أَي اكْتَفِ بهذا. وفي حديث عبداللّه بن عَمْرو، رضي اللّه عنهما، قال له النبي، صلى اللّه عليه وسلم: يُحْسِبُك أَن تَصُومَ من كل شهر ثلاثة أَيام أَي يَكْفِيكَ؛ قال ابن الأَثير: ولو روي بحَسْبِكَ أَن تَصُومَ أَي كِفايَتُك أَو كافِيكَ، كقولهم بِحَسْبِكَ قولُ السُّوءِ، والباءُ زائدة، لكانَ وَجْهاً.

والإِحْسابُ: الإِكْفاءُ. قال الرَّاعي:

خَراخِرُ، تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ، حتى * يَظَلُّ يَقُرُّه الرَّاعِي سِجالاَ

وإِبل مُحْسبةٌ: لَها لَحْم وشَحْم كثير؛ وأَنشد:

ومُحْسِبةٍ قد أَخْطَأَ الحَقُّ غيرَها، * تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها، فهي كالشَّوِي

يقول: حَسْبُها من هذا. وقوله: قد أَخطأَ الحَقُّ غَيْرَها، يقول: قد

أَخْطَأَ الحَقُّ غيرها من نُظَرائها، ومعناه أَنه لا يُوجِبُ للضُّيُوفِ،

ولا يَقُوم بحُقُوقِهم إِلا نحن. وقوله: تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها فهي

كالشَّوِي، كأَنه نَقْضٌ للأَوَّلِ، وليس بِنَقْضٍ، إِنما يريد: تَنَفَّس عنها

حَيْنُها قبلَ الضَّيْفِ، ثم نَحَرْناها بعدُ للضَّيْفِ، والشَّوِيُّ هُنا: الـمَشْوِيُّ. قال: وعندي أَن الكاف زائدة، وإِنما أَراد فهي شَوِيٌّ،

أَي فَريقٌ مَشْويٌّ أَو مُنْشَوٍ، وأَراد: وطَبيخٌ، فاجْتَزَأَ بالشَّوِيّ من الطَّبِيخِ. قال أَحمد بن يحيى: سأَلت ابن الأَعرابي عن قول

عُروةَ بن الوَرْد:

ومحسبةٍ ما أَخطأَ الحقُّ غيرَها

البيت، فقال: الـمُحْسِبةُ بمعنيين: من الحَسَب وهو الشرف، ومن

الإِحْسابِ وهو الكِفايةُ، أَي إِنها تُحْسِبُ بلَبَنِها أَهْلَها والضيفَ، وما صلة، المعنى: أَنها نُحِرتْ هي وسَلِمَ غَيْرُها.

وقال بعضهم: لأُحْسِبَنَّكُم مِن الأَسْوَدَيْن: يعني التَّمْر والماءَ

أَي لأُوسِعَنَّ عليكم.

وأَحْسَب الرجلَ وحَسَّبَه: أَطْعَمَه وسقاه حتى يَشْبَعَ ويَرْوَى مِنْ

هذا، وقيل: أَعْطاه ما يُرْضِيه. والحِسابُ: الكثير. وفي التنزيل: عطاءً حِساباً؛ أَي كَثِيراً كافِياً؛ وكلُّ مَنْ أُرْضِيَ فقد أُحْسِبَ. وشيءٌ حِسابٌ أَي كافٍ. ويقال: أَتاني حِسابٌ من الناس أَي جَماعةٌ كثيرة، وهي لغة هذيل. وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذلي:

فَلمْ يَنْتَبِهْ، حتى أَحاطَ بِظَهْرِه * حِسابٌ وسِرْبٌ، كالجَرادِ، يَسُومُ

والحِسابُ والحِسابةُ: عَدُّك الشيءَ.

وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبُه، بالضم، حَسْباً وحِساباً وحِسابةً: عَدَّه.

أَنشد ابن الأَعرابي لـمَنْظور بن مَرْثَدٍ الأَسدي:

يا جُمْلُ !أُسْقِيتِ بِلا حِسابَهْ،

سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ،

قَتَلْتني بالدَّلِّ والخِلابَهْ

أَي أُسْقِيتِ بلا حِسابٍ ولا هِنْدازٍ، ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر، وأَورد الجوهري هذا الرجز: يا جُمل أَسقاكِ، وصواب إِنشادِه: يا جُمْلُ أُسْقِيتِ، وكذلك هو في رجزه. والرِّبابةُ، بالكسر: القِيامُ على الشيءِ بإِصْلاحِه وتَربِيَتِه؛ ومنه ما يقال: رَبَّ فلان النِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِبابةً. وحَسَبَه أَيضاً حِسْبةً: مثل القِعْدةِ والرِّكْبةِ. قال النابغة:

فَكَمَّلَتْ مِائةً فِيها حَمامَتُها، * وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذلك العَدَدِ

وحُسْباناً: عَدَّه. وحُسْبانُكَ على اللّه أَي حِسابُكَ. قال:

على اللّه حُسْباني، إِذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ * على طَمَعٍ، أَو خافَ شيئاً ضَمِيرُها

وفي التهذيب: حَسِبْتُ الشيءَ أَحْسَبُه حِساباً، وحَسَبْتُ الشيءَ

أَحْسُبُه حِسْباناً وحُسْباناً. وقوله تعالى: واللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ؛

أَي حِسابُه واقِعٌ لا مَحالَة، وكلُّ واقِعٍ فهو سَرِيعٌ، وسُرْعةُ حِسابِ

اللّه، أَنه لا يَشْغَلُه حِسابُ واحد عَن مُحاسَبةِ الآخَر، لأَنه سبحانه لا يَشْغَلُه سَمْع عن سمع، ولا شَأْنٌ عن شأْنٍ. وقوله، جل وعز:

كَفَى بِنَفْسِك اليومَ عليك حَسِيباً؛ أَي كفَى بِك لنَفْسِكَ مُحاسِباً. والحُسْبانُ: الحِسابُ. وفي الحديث: أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغابِ، لا يَعْلَمُ حُسْبانَ أَجْرِهِ إِلا اللّهُ. الحُسْبانُ، بالضم: الحِسابُ. وفي التنزيل: الشمسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ، معناه بِحِسابٍ ومَنازِلَ لا يَعْدُوانِها. وقال الزَجاج: بحُسْبانٍ يدل على عَدَد الشهور والسنين

وجميع الأَوقات. وقال الأَخفش في قوله تعالى: والشمسَ والقَمَر

حُسْباناً: معناه بِحِسابٍ، فحذَف الباءَ. وقال أَبو العباس: حُسْباناً مصدر، كما تقول: حَسَبْتُه أَحْسُبُه حُسْباناً وحِسْباناً؛ وجعله الأَحفش جمع حِسابٍ؛ وقال أَبو الهيثم: الحُسْبانُ جمع حِسابٍ وكذلك أَحْسِبةٌ، مِثل شِهابٍ وأَشْهِبةٍ وشُهْبانٍ.

وقوله تعالى: يَرْزُقُ من يشاءُ بغير حساب؛ أَي بغير تَقْتِير

وتَضْيِيقٍ، كقولك: فلان يُنْفِقُ بغير حِساب أَي يُوَسِّعُ النَّفَقة، ولا

يَحْسُبُها؛ وقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: بغير تقدير على أَحد بالنُّقصان؛ وقال بعضهم: بغير مُحاسَبةٍ أَي لا يخافُ أَن يُحاسِبه أَحد عليه؛ وقيل: بغير أَنْ حَسِبَ الـمُعْطَى أَنه يُعْطِيه، أَعطاهُ من حَيْثُ لم يَحْتَسِبْ. قال الأَزهري: وأَما قوله، عز وجل: ويَرْزُقْه من حَيثُ لا يَحْتَسِبُ؛ فجائز أَن يكون معناه من حَيْثُ لا يُقَدِّره ولا يَظُنُّه كائناً، مِن حَسِبْتُ أَحْسِبُ، أَي ظَنَنْتُ، وجائز أَن يكون مأْخوذاً مِن حَسَبْتُ أَحْسُبُ، أَراد مِن حيث لم يَحْسُبْه لنفْسِه رِزقاً، ولا عَدَّه في حِسابه. قال الأَزهري: وإِنما سُمِّي الحِسابُ في الـمُعامَلاتِ حِساباً، لأَنهُ يُعلم به ما فيه كِفايةٌ ليس فيه زيادةٌ على المِقْدار ولا نُقْصان. وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا نَدِيَتْ أَقْرابُهُ لا يُحاسِبُ

يَقول: لا يُقَتِّر عليك الجَرْيَ، ولكنه يأْتي بِجَرْيٍ كثير.

والـمَعْدُود مَحْسُوبٌ وحَسَبٌ أَيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعولٍ، مثل

نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ؛ ومنه قولهم :لِيَكُنْ عَمَلُكَ بحَسَبِ ذلك، أَي

على قَدْرِه وعَدَدِه. وقال الكسائي: ما أَدري ما حَسَبُ حَدِيثك أَي ما قَدْرُه وربما سكن في ضرورة الشعر.

وحاسَبَه: من الـمُحاسَبةِ. ورجل حاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وحُسَّابٍ.

(يتبع...)

(تابع... 1): حسب: في أَسماءِ اللّه تعالى الحَسِيبُ: هو الكافي، فَعِيلٌ بمعنى... ...

والحِسْبةُ: مصدر احْتِسابِكَ الأَجر على اللّه، تقول: فَعَلْته حِسْبةً، واحْتَسَبَ فيه احْتِساباً؛ والاحْتِسابُ: طَلَبُ الأَجْر، والاسم:

الحِسْبةُ بالكسر، وهو الأَجْرُ.

واحْتَسَبَ فلان ابناً له أَو ابْنةً له إِذا ماتَ وهو كبير، وافْتَرَطَ

فَرَطاً إِذا مات له ولد صغير، لم يَبْلُعِ الحُلُمَ؛ وفي الحديث: مَنْ

ماتَ له ولد فاحْتَسَبَه، أَي احْتسب الأَجرَ بصبره على مُصيبتِه به، معناه: اعْتَدَّ مُصِيبَتَه به في جُملةِ

بَلايا اللّه، التي يُثابُ على الصَّبْر عليها، واحْتَسَبَ بكذا أَجْراً عند اللّه، والجمع الحِسَبُ.

وفي الحديث: مَن صامَ رمضانَ إِيماناً واحْتِساباً، أَي طلَباً لوجهِ

اللّهِ تعالى وثَوابِه. والاحتِسابُ من الحَسْبِ: كالاعْتدادِ من العَدِّ؛

وإِنما قيل لمن يَنْوِي بعَمَلِه وجْهَ اللّهِ: احْتَسَبَه، لأَن له حينئذ

أَن يَعْتدَّ عَمَله، فجُعِل في حال مُباشرة الفعل، كأَنه مُعْتَدٌّ به.

والحِسْبةُ: اسم من الاحْتِسابِ كالعِدّةِ من الاعْتِداد. والاحتِسابُ في الأَعمال الصالحاتِ وعند المكْرُوهاتِ: هو البِدارُ إِلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيله بالتسليم والصبر، أَو باستعمال أَنواعِ البِرِّ والقِيامِ بها على الوَجْهِ الـمَرْسُوم فيها، طلَباً للثواب الـمَرْجُوِّ منها. وفي حديث عُمَر: أَيُّها الناسُ، احْتَسِبُوا أَعْمالَكم، فإِنَّ مَن

احْتَسَبَ عَمَلَه، كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِه وأَجْرُ حِسْبَتِه.

وحَسِبَ الشيءَ كائِناً يَحْسِبُه ويَحْسَبُه، والكَسر أَجْودُ اللغتَين(1)

(1 قوله «والكسر أجود اللغتين» هي عبارة التهذيب.) ، حِسْباناً

ومَحْسَبَةً ومَحْسِبةً: ظَنَّه؛ ومَحْسِبة: مصدر نادر، وإِنما هو نادر عندي على من قال يَحْسَبُ ففتح، وأَما على من قال يَحْسِبُ فكَسَر فليس بنادر. وفي الصحاح: ويقال: أَحْسِبه بالكسر، وهو شاذّ لأَنّ كل فِعْلٍ كان ماضِيه مكسوراً، فإِن مستقبله يأْتي مفتوح العين، نحو عَلِمَ يْعلَم، إِلا أَربعةَ أَحرف جاءَت نوادر: حَسِبَ يَحْسِبُ، ويَبِسَ يَيْبِسُ، ويَئِسَ يَيْئِسُ، ونَعِمَ يَنْعِم، فإِنها جاءَت من السالم، بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاءَ ماضيه ومُسْتَقْبَلُه جميعاً بالكسر: وَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، ووَثِقَ يَثِقُ، ووَرِعَ يَرِعُ، ووَرِمَ يَرِمُ، ووَرِثَ يَرِثُ، ووَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي، وَوِليَ يَلي. وقُرِئَ قوله تعالى: لا تَحْسَبَنَّ ولا تحْسِبَنَّ؛ وقوله: أَم حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الكَهْفِ؛ الخطابُ للنبي، صلى اللّه عليه وسلم، والمراد الأُمة. وروى الأَزهريُّ عن جابر بن عبداللّه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قرأَ: يَحْسِبُ أَنَّ مالَه أَخْلَدَه. معنى أَخْلَدَه أَي يُخْلِدُه، ومثله: ونادَى أَصحابُ النارِ؛ أَي يُنادِي؛ وقال الحُطَيْئَةُ:

شَهِدَ الحُطَيْئةُ، حِينَ يَلْقَى، رَبَّه * أَنَّ الوَلِيدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ

يريد: يَشْهَدُ حين يَلْقَى رَبَّه.

وقولهم: حَسِيبُكَ اللّه أَي انْتَقَمَ اللّهُ منك.

والحُسْبانُ، بالضم: العَذاب والبَلاءُ. وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ:

كان، إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ، يقول: لا تَجْعَلْها حُسْباناً أَي عَذاباً.

وقوله تعالى: أَو يُرْسِلَ عليها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ؛ يعني ناراً.

والحُسْبانُ أَيضاً: الجرادُ والعَجاجُ. قال أَبو زياد: الحُسْبانُ شَرٌّ

وبَلاءٌ، والحُسبانُ: سِهامٌ صِغارٌ يُرْمَى بها عن القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ، واحدتها حُسْبانةٌ. قال ابن دريد: هو مولَّد. وقال ابن شميل:

الحُسْبانُ سِهامٌ يَرْمِي بها الرجل في جوفِ قَصَبةٍ، يَنْزِعُ في القَوْسِ ثم يَرْمِي بعشرين منها فلا تَمُرُّ بشيءٍ إِلا عَقَرَتْه، من صاحِب سِلاحٍ وغيره، فإِذا نَزع في القَصَبةِ خرجت الحُسْبانُ، كأَنها غَبْيةُ مطر، فَتَفَرَّقَتْ في الناس؛ واحدتها حُسْبانةٌ. وقال ثعلب: الحُسْبانُ: الـمَرامي، واحدتها حُسْبانةٌ، والمرامِي: مثل الـمَسالِّ دَقيقةٌ، فيها شيءٌ من طُول لا حُروف لها. قال: والقِدْحُ بالحَدِيدة

مِرْماةٌ، وبالـمَرامِي فسر قوله تعالى: أَو يُرْسِلَ عليها حُسباناً من السماءِ.

والحُسْبانةُ: الصّاعِقةُ. والحُسْبانةُ: السَّحابةُ.

وقال الزجاج: يُرْسِلَ عليها حُسْباناً، قال: الحُسْبانُ في اللغة

الحِسابُ. قال تعالى: الشمسُ والقمرُ بحُسْبان؛ أَي بِحِسابٍ. قال: فالمعنى في هذه الآية أَن يُرْسِلَ عليها عَذابَ حُسْبانٍ، وذلك الحُسْبانُ حِسابُ ما كَسَبَتْ يَداك. قال الأَزهري: والذي قاله الزجاجُ في تفسير هذه الآية بَعِيدٌ، والقولُ ما تقدّم؛ والمعنى، واللّه أَعلم: أَنَّ اللّهَ يُرْسِلُ، على جَنَّةِ الكافر، مَرامِيَ من عَذابِ النارِ، إِما بَرَداً وإِما حِجارةً، أَو غيرهما مـما شاءَ، فيُهْلِكُها ويُبْطِلُ غَلَّتها وأَصْلَها.والحُسْبانة: الوِسادةُ الصَّغيرة، تقول منه: حَسَّبْتُه إِذا وَسَّدْتَه . قال نَهِيك الفَزارِيُّ، يخاطب عامر بن الطفيل:

لتَقَيتَ، بالوَجْعاءِ، طَعْنةَ مُرْهَفٍ * مُرَّانَ، أَو لَثَويْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ

الوَجْعاءُ: الاسْتُ. يقول: لو طَعَنْتُكَ لوَلَّيْتني دُبُرَكَ، واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بوَجعائِكَ، ولثَوَيْتَ هالِكاً، غير مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنِ؛ أَو معناه: أَنه لم يَرْفَعْكَ حَسَبُكَ فيُنْجِيَكَ من الموت، ولم يُعَظَّم حَسَبُكَ.

والمِحْسَبة: الوِسادةُ من الأَدَمِ.

وحَسَّبَه: أَجْلسه على الحُسْبانةِ أَو المِحْسَبة.

ابن الأَعرابي: يقال لبِساطِ البَيْتِ: الحِلْسُ، ولِمَخادِّه:

الـمَنابِذُ، ولـمَساوِرِه: الحُسْباناتُ، ولحُصْرِه: الفُحولُ.

وفي حديث طَلْحةَ: هذا ما اشْتَرَى طلحةُ مِن فُلان فَتاه بخَمْسِمائةِ

دِرْهم بالحسَبِ والطِّيبِ أَي بالكَرامةِ من الـمُشْتَرِي والبائع،

والرَّغْبةِ وطِيبِ النفْسِ منهما، وهو من حَسَّبْتُه إِذا أَكْرَمْتَه؛ وقيل:

من الحُسبانةِ، وهي الوِسادة الصغيرةُ، وفي حديث سِماكٍ، قال شُعْبةُ: سمعته يقول: ما حَسَّبُوا ضَيْفَهم شيئاً أَي ما أَكْرَمُوه.

والأَحْسَبُ: الذي ابْيَضَّتْ جِلْدَته مِن داءٍ، فَفَسَدَتْ شَعَرَته، فصار أَحمرَ وأَبيضَ؛ يكون ذلك في الناس والإِبل. قال الأَزهري عن الليث: وهو الأَبْرَصُ. وفي الصحاح: الأَحْسَبُ من الناس: الذي في شعر رأْسه شُقْرةٌ. قال امرؤُ القيس:

أَيا هِندُ !لا تنْكِحي بُوهةً، * عَلَيْه عَقِيقَتُه، أَحْسَبا

يَصِفُه باللُّؤْم والشُّحِّ. يقول: كأَنه لم تُحْلَقْ عَقِيقَتُه في صِغَره حتى شاخَ. والبُوهةُ: البُومة العَظِيمة، تُضْرب مثلاً للرجل الذي لا

خيرَ فيه. وعَقِيقَتُه: شعره الذي يُولد به. يقول: لا تَتَزَوَّجي مَن

هذه صِفَتُه؛ وقيل هو من الإِبل الذي فيه سَوادٌ وحُمْرة أَو بَياض، والاسم الحُسْبةُ، تقول منه: أَحْسَبَ البَعِيرُ إِحْساباً. والأَحْسَبُ:

الأَبرص .ابن الأَعرابي: الحُسْبَةُ سَوادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمْرةِ؛ والكُهْبةُ: صُفرة تَضرِبُ إِلى حمرة؛ والقُهْبةُ: سَواد يضرب إِلى الخُضْرة؛ والشهْبةُ: سواد وبياض؛ والحُلْبةُ: سواد صِرْف؛ والشُّرْبةُ: بَياضٌ مُشْرَبٌ بحُمْرةٍ؛ واللُّهْبة: بياض ناصعٌ نَقِيٌّ؛ والنُّوبة: لَونُ الخِلاسِيِّ، وهو الذي أَخَذ من سَواد شيئاً، ومن بياض شيئاً كأَنه وُلِدَ

من عَرَبيّ وحَبَشِيَّة. وقال أَبو زياد الكلابيُّ: الأَحْسَبُ من الإِبل: الذي فيه سَواد وحُمرة وبَياضٌ، والأَكْلَفُ نحوه. وقال شمر: هو الذي لا لَونَ له الذي يقال فيه أَحْسَبُ كذا، وأَحْسَبُ كذا.

والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ الـمَيِّتِ؛ وقيل: تَكْفِينُه؛ وقيل: هو دَفْنُ الميِّتِ في الحجارة؛ وأَنشد:

غَداةَ ثَوَى في الرَّمْلِ، غيرَ مُحَسَّبِ(1)

(1 قوله «في الرمل» هي رواية الأزهري ورواية ابن سيده في الترب.)

أَي غير مَدْفُون، وقيل: غير مُكَفَّن، ولا مُكَرَّم، وقيل: غير

مُوَسَّدٍ، والأَول أَحسن. قال الأَزهري: لا أَعرف التَّحْسِيبَ بمعنى الدَّفْن في الحجارة، ولا بمعنى التَّكْفِين، والمعنى في قوله غيرَ مُحَسَّب أَي غير مُوَسَّد.

وانه لَحَسنُ الحِسْبةِ في الأَمْر أَي حَسَنُ التدبير النَّظَرِ فيه،

وليس هو من احْتِسابِ الأَجْر. وفلان مُحْتَسِبُ البَلَدِ، ولا تقل

مُحْسِبُه.

وتَحَسَّب الخبَرَ: اسْتَخْبَر عنه، حجازِيَّةٌ. قال أَبو سدرة الأَسدي،

ويقال: إِنه هُجَيمِيٌّ، ويقال: إِنه لرجل من بني الهُجَيْمِ:

تَحَسَّب هَوَّاسٌ، وأَيْقَنَ أَنَّني * بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُهْ

فقلتُ له: فاها لِفِيكَ، فإِنـَّها * قَلُوصُ امْرِئٍ، قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه

يقول: تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ، وهو الأَسَدُ، ناقتي، وظَنَّ أَني أَتركُها

له، ولا أُقاتِله. ومعنى لا أُغامِرُه أَي لا أُخالِطُه بالسيف، ومعنى من واحد أَي من حَذَر واحدٍ، والهاءُ في فاها تعود على الداهِية أَي أَلزَم اللّهُ فاها لِفيكَ، وقوله: قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه، أَي لا قِرى لك عندي إِلا السَّيفُ.

واحْتَسَبْتُ فلاناً: اختبرْتُ ما عنده، والنِّساءُ يَحْتَسِبْنَ ما عِندَ الرِّجال لهن أَي يَخْتَبِرْنَ.

أَبو عبيد: ذهب فلان يَتَحَسَّبُ الأَخْبارَ أَي يَتَجَسَّسُها، بالجيم،

ويَتَحَسَّسُها، ويَطْلُبها تَحَسُّباً. وفي حديث الأَذان: أَنهم كانوا

يجتمعون فيَتَحَسَّبُون الصَلاةَ فَيَجِيئُون بلا داعٍ أَي يَتَعَرَّفُون

ويَتَطَلَّبُون وَقْتَها ويَتَوَقَّعُونه فيَأْتُون الـمَسْجد قبل أَن يَسْمَعُوا الأَذان؛ والمشهور في الرواية: يَتَحَيَّنُون من الحِينِ الوَقْتِ أَي يَطْلُبون حِينَها. وفي حديث بعْضِ الغَزَواتِ: أَنهم كانوا

يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبار أَي يَتَطلَّبُونها.

واحْتَسَبَ فلان على فلان: أَنكر عليه قَبِيحَ عمله؛ وقد سَمَّتْ (أَي

العربُ) حَسِيباً وحُسَيْباً.

حسب
: (حَسَبَهُ) كنَصَرَهُ يَحْسُبُه (حِسَاباً) عَلَى القِيَاسِ، صَرَّحَ بِهِ ثَعْلَبٌ والجوهريُّ، وَابْن سِيدَه (وحُسْبَاناً بالضَّمِّ) نَقله الجوهَرِيُّ، وَحَكَاهُ أَبُو عُبَيْدةَ عَن أَبي زيد (و) فِي (التَّهْذِيب) حَسَبْتُ الشَّيءَ أَحْسُبُهُ (حِسْبَاناً) بِالْكَسْرِ، وَفِي الحَدِيث (أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغَابِ لاَ يَعْلَمُ حُسْبَانَ أَجْرِهَا إِلاَّ اللَّهُ) الحُسْبَانُ بالضَّمِّ: الحِسَابُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} (الرَّحْمَن: 5) مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ ومَنَازِلَ) لاَ تَعْدُوَانِهَا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بِحُسْبَانٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَدِ الشُّهُورِ والسِّنِينَ وجَمِيعِ الأَوْقَاتِ، وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْلِه: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً} (الأَنعام: 96) مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ فَحَذَفَ البَاءَ. وَقَالَ أَبو العَبَّاسِ: حُسْبَاناً مَصْدَرٌ، كَمَا تَقول: حَسَبْتُهُ أَحْسُبُهُ حُسْبَاناً وحِسْبَاناً، وجعَلَهُ الأَخْفَشُ جَمْعَ حِسَابٍ، وقالَ أَبو الهَيْثَمِ الحُسْبَانُ: جَمْعُ حِسَابٍ، وَكَذَا أَحْسِبَةٌ مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَان، وحُسْبَانُكَ على اللَّهِ أَيْ حِسَابُكَ، قَالَ:
عَلَى اللَّهِ حُسْبَانِي إِذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ
عَلَى طَمَعٍ أَوْ خَافَا شَيْئاً ضَمِيرُهَا
(وحِسَاباً) ، ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وغيرُه، قَالَ الأَزهريُّ: وإِنّمَا سُمِّيَ الحِسَابُ فِي المُعَامَلاَتِ حِسَاباً لاِءَنَّهُ يُعْلَمُ بِهِ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ لَيْسَ فيهَا زِيَادَةٌ على المِقْدَار وَلَا نُقْصَانٌ، وَقد يَكُونُ الحِسَابُ مَصْدَرَ المُحَاسَبَةِ، عَن مَكِّيّ، ويُفْهَمُ مِنْ عِبَارَةِ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ. وقولُه تعالَى: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (الْبَقَرَة: 202) أَي حِسَابُهُ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ، وكُلُّ وَاقِع فَهُوَ سَرِيعٌ، وسُرْعَةُ حِسَابِ اللَّهِ أَنَّهُ لاَ يَشْغَلُهُ حِسَابُ وَاحِدٍ عَن مُحَاسَبَةِ الآخَرِ، لأَنَّه سُبْحَانَهُ لاَ يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلَا شَأْن عَن شَأْنٍ، وقولُه تَعَالَى: {يَرْزُقُ مَن يَشَآء بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الْبَقَرَة: 212) أَي بِغَيْرِ تَقْتِيرٍ وَلَا تَضْيِيقٍ، كَقَوْلِك: فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، أَيْ يُوَسَّعُ النَّفَقَةَ ولاَ يَحْسُبُهَا، وَقد اخْتُلِفَ فِي تفسيرِه فَقَالَ بعضُهُم: بغَيُرِ تقْدِيرٍ على أَحَدٍ بالنُّقْصَانِ، وَقَالَ بعضُهم: بغَيْرِ مُحَاسَبَةٍ، أَي لاَ يَخَافُ أَنْ يُحَاسِبَهُ أَحَدٌ عَلَيْهِ، وقِيلَ: بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيَهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَلاَ يَظُنُّهُ كَائِناً، مِن حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ، وجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ أَحْسُبُ، أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد أَغْفَلَهُ شَيْخُنَا. (و) حَسَبَهُ أَيْضاً (حِسْبَةً) مِثْل القِعْدَةِ والرِّكْبَةِ، حَكَاهُ الجوهريُّ، وابنُ سِيدَه فِي (الْمُحكم) ، وابنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وصاحِبُ الوَاعِي، قَالَ النابغةُ:
فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا
وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلِك العَدَلِ
أَيْ حِسَاباً، ورُوِيَ الفَتْحُ، وَهُوَ قَلِيلٌ، أَشَار لَهُ شَيْخُنَا.
(و) الحِسَابُ والحِسَابَةُ: عَدُّكَ الشَّيءَ وحَسَبَ الشيءٍ، يَحْسُبُهُ حَسْباً وحِسَاباً و (حِسَابَةً) أَوْرَدَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وابنُ القَطَّاع والفِهْرِيُّ (بِكَسْرِهِنَّ) أَي فِي المَصَادِرِ المَذْكُورَةِ مَا عَدَا الأَوَّلَيْنَ (: عَدَّهُ) أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد الأَسَدِيِّ: يَا جُمْلُ أُسْقِيَتِ بِلاَ حِسَابَهْ
سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
قَتَلْتِنِي بِالدَّلِّ والخِلاَبَهْ
وَأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ: يَا جُنْلُ أَسْقَاكِ والصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَا، والرِّبَابَةُ بالكسْرِ: القِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ بإِصلاحِهِ وتَرْبِيَتِه، وحَاسَبَهُ مِن المُحَاسَبَةِ. ورَجُلٌ حَاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وَحُسَّابِ (والمَعْدُودُ: مَحْسُوبٌ) يُسْتَعْمَلُ على أَصْلِهِ.
(و) على (حَسَب، مُحَرَّكَةً) وَهُوَ فَععلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ بمَعْنَى منْفُوضٍ، حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ، وصَرَّحَ بِهِ كُرَاع فِي المُجَرَّدِ (وَمِنْه) قَوْلُهُمْ: لِيَكُمْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ، أَي على قَدْرِهِ وعَدَدِهِ، و (هذَا بِحَسَبِ ذَا أَي بِعَدَدِهِ وقَدْرِهِ) وَقَالَ الكِسَائِيُّ: مَا أَدْرِي مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ أَيْ مَا قَدْرُهُ، (وَقَدْ يُسَكَّنُ) فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: ومَنْ يَقْدِرُ على عَدِّ الرَّمْلِ وحَسْبِ الحَصَى، والأَجْرُ على حَسَبِ المُصِيبَةِ أَي قَدْرِهَا. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الحَسَبُ: الْعدَد الْمَعْدُود. والحَسَبُ والحَسْبُ: قَدْرُ الشَّيْءِ كقَوْلك: الأَجْرُ بِحَسَبِ مَا عَمِلْتَ وحَسْبِهِ، وكَقَوْلِك عَلَى حَسَبِ مَا أَسْدَيْتَ إِلَيَّ شُكْرِي لَك. يَقُول: أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بَلاَئِكَ عِنْدِي أَي على قَدْرِ ذَلِك.
(والحَسَبُ) مُحَرَّكَةً (: مَا تَعُدُّهُ مِن مَفَاخِرِ آبَائِكَ) . قَالَه الجَوْهَرِيُّ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابْن الأَجْدَابِيّ فِي الكفايَةِ، وَهُوَ رَأْيُ الأَكْثَرِ، وإِطْلاَقُه عَلَيْهِ على سَبِيلِ الحَقِيقَةِ، وَقَالَ الأَزهريُّ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ مَسَاعِي الرَّجُل ومَآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً لاِءَنَّهُمْ كَانُوا إِذا تَفَاخَرُوا عَدَّ الفَاخِرُ مِنْهُم مَنَاقِبَهُ وَمآثِرَ آبَائِهِ وحَسَبَهَا، (أَو) الحَسَبُ (: المالُ) والكَرَمُ: التَّقْوَى، كَمَا وَرَدَ فِي الحَدِيثِ يَعْنِي: الَّذِي يَقُومُ مَقَامَ الشَّرَفِ والسَّرَاوَةِ إِنَّمَا هُوَ المَالُ، كَذَا فِي (الفائِقِ) ، وَفِي الحَدِيثِ (حَسَبُ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ) أَيْ أَنَّهُ يُوَقَّرُ لِذلك حَيْثُ هُوَ دَلِيلُ الثَّرْوَةِ والجِدَةِ (أَوِ) الحَسَبُ: (الدِّينُ) ، كِلاَهُمَا عَن كُرَاع، ولاَ فِعْلَ لَهما، (أَو) الحَسَبُ (: الكَرَمُ أَو) هُوَ (الشَّرَفُ فِي الفِعْلِ) حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ، وتَصَحفَّ على شَيْخِنَا فَرَوَاهُ: فِي العَقْلِ واحْتَاجَ إِلى التَّكَلُّفِ (أَو) هُوَ (الفَعَالُ الصَّالِحُ) ، وَفِي نُسْخَةٍ: الفِعْلُ، والنَّسَبُ: الأَصْلُ الحَسَنُ مِثْلُ الجُودِ والشَّجَاعَةِ وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفَاءِ. وَفِي الحَدِيثِ (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِمَالِهَا وحَسَبِهَا ومِيسَمِهَا ودِينِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) قالَ ابنُ الأَثِيرِ قِيلَ النَّسَبُ هَا هُنَا: الفَعَالُ الحَسَنُ، قَالَ الأَزهريُّ: والفُقَهَاءُ يَحْتَاجُونَ إِلى مَعْرِفَةِ الحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ بِهِ مَهْرُ مِثْلِ المَرْأَةِ إِذَا عُقِدَ النِّكَاحُ على مَهْرٍ فَاسِدٍ (أَو) هُوَ (الشَّرَفُ الثابِتُ فِي الآبَاءِ) دون الفِعْلِ. وَقَالَ شَمر فِي غَرِيبِ الحَدِيثِ: الحَسَبُ الفَعَالُ الحَسَنُ لَهُ ولآبَائِه، مَأْخُوذٌ من اتلحِسَابه إِذا حَسَبُوا مَنَاقِبَهم، وَقَالَ المُتَلَمِّسُ:
ومَنْ كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ ولَمْ يَكنْ
لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئيمَ المُذَّمَّمَا
فَفَرَّقَ بَين الحَسَبِ والنَّسَبِ، فَجَعلَ النَّسَبَ عَدَدَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ إِلى حَيْثُ انْتَهَى، (أَو) الحَسَبُ هُوَ (البَالُ) : أَي الشَّأْنُ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عنهُ أَنَّهُ قَالَ: (حَسَبُ المَرْءِ دِينُهُ، ومُرُوءَتُه خُلُقُهُ، وأَصْلُهُ عَقْلُهُ) وفِي آخَرَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: كَرَمُ المَرْءِ دِينُهُ، ومُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وحَسَبُهُ خُلُقُهُ) وَرَجُلٌ شَرِيفٌ ورَجُلٌ مَاجِدٌ لَهُ آبَاءٌ مُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّرفِ، ورَجُلٌ حَسِيبٌ ورَجُلٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ، قَالَ الأَزهريُّ: أَرَادَ أَنَّ الحَسَبِ يَحْصُلُ لِلرَّجُلِ بِكَرَمِ أَخْلاَقِهِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ لَه نَسَبٌ، وإِذَا كَانَ حَسِيبَ الآبَاءِ فَهُو أَكْرَمُ لَهُ (أَو الحَسَبُ والكَرَمُ قَدْ يَكُونَانِ لِمَنْ لَا آبَاءَ لَهُ شُرَفَاءَ، والشَّرَفُ والمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إِلاَّ بهم) قَالَه ابنُ السِّكّيت واخْتَارَه الفَيُّوفِيُّ، فَجَعَلَ المَالَ بِمَنْزِلَةِ شَرَفِ النَّفْسِ والآبَاءِ، والمَعْنَى أَنَّ الفَقِيرَ ذَا الحَسَبِ لَا يُوَقَّرُ وَلَا يُحْتَفَلُ بِهِ، والغَنِيُّ الَّذِي لَا حَسَبَ لَهُ يُوَقَّرُ ويُجَلُّ فِي العيونِ، وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ(وَقد حَسُبَ) الرجُل بالضمِّ (حَسَابَة) بالفَتْحِ (كخَطُبَ خَطَابَة) ، هَكَذَا مَثَّلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغةِ كابنِ مَنْظُورٍ والجَوهْري وغَيْرِهِمَا. وتَبِعَهُمُ المَجْدُ، فَلَا يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ قَوْلُ شَيْخِنَا: وَلَو عَبَّرَ بكَرُمَ كَرَامَةً كَانَ أَظْهَرَ، (وحَسَباً، مُحَرَّكَةً، فَهُوَ حَسِيبٌ) أَنشد ثعلبٌ:
ورُبَّ حَسِيبِ الأَصْلِ غَيْرُ حَسِيبِ
أَي لَهُ آبَاءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ وَلَا يَفْعَلُهُ هُوَ، ورَجُلٌ كرِيمُ الحَسَبِ (من) قَوْمٍ (حُسَبَاءَ) .
(وحَسْبُ، مَجْزُومٌ، بمَعْنى كَفَى) ، قَالَ سيبويهِ: وأَمَّا حَسْبُ فمَعْنَاهَا الاكْتِفَاءُ، و (حَسْبُكَ دِرْهَمٌ) أَي (كَفَاكَ) ، وَهُوَ اسْمٌ، وتَقُولُ) حَسْبُكَ ذَلِك، أَي كَفاك ذَلِك، وأَنشد ابْن السِّكِّيتِ:
ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ. .
إِلاَّ صَلاصلَ لاَ يُلْوَى عَلَى حَسَبِ
قَوْلُهُ لاَ يُلْوَى على حَسَب، أَي يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ بالسَّوِيَّةِ وَلَا يُؤْثَرُ بِهِ أَحَدٌ، وَقيل: (لاَ يُلْوَى على حَسَب) أَي لَا يُلْوَى على الكِفَايَةِ لِعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِهِ، وَيُقَال: أَحْسَبَنِي مَا أَعْطَانِي أَي كَفَانِي، كَذَا فِي الأَساس وَفِي (لِسَان الْعَرَب) وسيأْتي.
(وشَيْءٌ حِسَاب: كافٍ، وَمِنْه) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ {عَطَآء حِسَاباً} (النبأَ: 36) أَي كَثِيراً كافِياً، وكُلُّ مَن أُرْضِيَ فقد أُحْسَبَ، (وهَذَا رجل حَسْبُكَ من رَجُلٍ) ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِن رَجُلٍ. مَدْحٌ لِلنَّكِرَةِ، لأَنَّ فِيهِ تَأَوِيلَ فِعْلٍ (كأَنَّهُ قَالَ: مُحْسِبٌ لَك (أَي كَافٍ لَك) أَو كَافِيكَ (مِن غَيْرِهِ، لِلْوَاحِدِ والتَّثْنِيَةِ والجَمْعِ) لأَنَّهُ مَصْدَر وَتقول فِي المَعْرِفَةِ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ حَسْبَك مِنَ رَجُلٍ، فَتَنْصِبُ حَسْبَكَ على الحَالِ وإِنْ أَرَدْتَ الفِعْلَ فِي حَسْبَكَ قُلْتَ: مَرَرْتُ بِرَجلٍ فِي حَسْبَكَ قُلْتَ: مَرَرْتُ بِرَجلٍ أَحْسَبَكَ مِن رَجُلٍ، وبِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ، وبِرجَالٍ أَحْسَبُوكَ، ولكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِحَسْ مُفْرَدَةً، تَقول: رَأَيْتُ زَيْداً حَسْبُ، كَأَنَّكَ قُلْتَ حَسْبِي أَوْ حَسْبُكَ، وقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {2. 019 يَا اءَيها النَّبِي حَسبك. . الْمُؤمنِينَ} (الأَنفال: 64) أَي يَكْفِيكَ اللَّهُ ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ، قالَ: ومَوْضِعُ الكَافِ فِي حَسْبُكَ ومَوْضِعُ مَنْ نَصْبٌ علَى التَّفْسِيرِ كَمَا قَالَ الشاعِرَ:
إِذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا
فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ
(و) قَوْلهم: (: حَسِيبُكَ اللَّهُ) أَي كَأَمِيرٍ، كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : كحَسْبُكَ اللَّهُ (أَيِ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْكَ وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} (النِّسَاء: 6) وقَوْلُه تَعَالَى: {2. 020 ان اكان. . حسيبا} (النِّسَاء: 86) (أَيْ مُحَاسِباً، أَو) يَكُونُ بمَعْنَى (كَافِياً) أَي يُعْطِي كُلَّ شَيْءٍ من العِلْمِ والحِفْظِ والجَزَاءِ بمِقْدَارِ مَا يحْسُبُه، أَيْ يَكْفِيهِ، تَقُولُ حَسْبُكَ هَذَا أَي اكتَفِ بهَذَا، (و) فِي الأَساس: مِنَ المَجَازِ: الحِسَابُ (كَكِتَابٍ) : هُوَ (الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ) تَقول: أَتَانِي حِسَابٌ من النَّاسِ كَمَا يُقَالُ: عَدَدٌ مِنْهُم وعَدِيدٌ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : لُغَةُ هُذَيْلٍ، وقَالَ سَاعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:
فَلَمْ يَنْتَبِهْ حَتَّى أَحَاطَ بِظَهْرِهِ
حِسَابٌ وَسِرْبٌ كَالجَرَادِ يَسُومُ
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ (هَذَا مَا اشْتَرَى طَلْحَةُ مِن فُلاَنٍ فَتَاهُ بِكَذَا بِالحَسَبِ والطِّيبِ) أَي بالكَرَامَةِ مِن المُشْتَرِي والبَائع والرَّغْبَةِ وطِيبِ النَّفْسِ مِنْهُمَا، وَهُوَ مِن حَسَّبْتُهُ إِذَا أَكْرَمْتَهُ، وَقيل: مِن الحُسْبَانَةِ، وَهِي الوِسَادَةُ، وَفِي حَدِيث سِمَكٍ، قَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَا حَسَّبُوا ضَيْفَهُمْ شَيْئاً) أَي مَا أَكْرَمُوهُ كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(وعَبَّادُ بنُ حُسْيِبٍ، كزُبَيْرٍ) كُنْيَتُهُ (أَبُو الخَشْنَاءِ، أَخْبَارِيٌّ) وَالَّذِي فِي التَّبْصِيرِ للحَافِظِ أَنَّ اسْمَهُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ، فَتَأَمَّلْ.
(والحُسْبَانُ بِالضَّمِّ، جَمْعُ الحِسَابِ) قَالَه الأَخفَشِ، وتَبِعَهُ أَبو الهَيْثَمِ، نَقله الجوهريُّ والزَّمخشَرِيّ، وأَقَرَّه الفِهْرِيُّ، فَهُوَ يُسْتَعْمَلُ تَارَةً مُفْرَداً ومصْدَراً، وتَارَةً جَمْعاً لِحِسَابٍ إِذا كَانَ اسْماً لِلْمَحْسُوبِ أَو غَيْرِه، لأَنَّ المَصَادِرَ لَا تُجْمَعُ. قَالَ أَبو الهَيْثَمِ: ويُجْمَعُ أَيضاً على أَحْسِبَةٍ. مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَانٍ، ومِن غَرِيبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الحُسْبَانَ فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 020 وَالشَّمْس وَالْقَمَر بحسبان} (الرَّحْمَن: 5) اسمٌ جَامِدٌ بِمَعْنَى الفلكِ مِنْ حِسَاب الرَّحَا، وهُوَ مَا أَحَاطَ بِهَا مِنْ أَطْرَافِهَا المُسْتَدِيرَةِ، قَالَهُ الخَفَاجِيُّ ونَقَلَه شيخُنا.
(و) الحُسْبَان (: العَذَابُ) ، قَالَ تَعَالَى: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآء} (الْكَهْف: 40) أَي عَذَاباً، قَالَه الجَوْهَريُّ، وَفِي حَدِيث يَحْيَى بن يَعْمَرَ (كَانَ إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ يَقُول: لَا تَجْعَلْهَا حُسْبَاناً) أَي عَذَاباً (و) قَالَ أَبُو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ: الحُسْبَانُ: (البَلاَءُ والشَّرُّ، و) الحُسْبَانُ (: العَجَاجُ والجَرَادُ) نَسَبَه الجوهَرِيُّ إِلى أَبِي زِيَادٍ أَيْضاً، والحُسْبَانُ النَّارُ، كَذَا فَسَّرَ بِهِ بعضُهم، (و) الحُسْبَانُ (: السِّهَامُ الصِّغَارُ) يُرْمَى بهَا عَن القِسِيِّ الفَارِسِيَّةِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مُوَلَّدٌ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الحُسْبَانُ: سِهَامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ فِي جَوْفِ قَصَبَةٍ يَنْزِعُ فِي القَوْسِ ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ منْهَا فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ عَقَرَتْهُ مِن صَاحِبِ سِلاَحٍ وغَيْرِه، فإِذا نَزَعَ فِي القَصَبَةِ خَرَجَتِ الحُسْبَانُ كَأَنَّهَا غَيْبَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فِي النَّاسِ. وَقَالَ ثَعْلَب: الحُسْبَانُ المَرَامِي وَهِي مِثْلُ المَسَالِّ، رَقِيقَةٌ فيهَا شَيْءٌ من طُولٍ لَا حُرُوفَ لَهَا، قَالَ: والمقدَح بالحَدِيدَةِ مِرْمَاةٌ. وبالمَرَامِي فُسِّر قولُهُ تَعَالَى: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآء} (الْكَهْف: 40) (والحُسْبَانَةُوَاحِدُهَا، و) الحُسْبَانَةُ (: الوِسَادَةُ الصَّغِيرَةُ) تَقول مِنْهُ: حَسَّبْتُهُ، إِذَا وَسَّدْتَهُ، قَالَ نَهِيكٌ الفَزَارِيُّ يُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ:
لَتَقِيتَ بِالْوَجْعَاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ
حَرّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ
الوَجْعَاءُ: الاسْتُ، يَقُول: لَو طَعَنْتُكَ لَوَلَّيْتَنِي دُبُرَكَ واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بِوَجْعَائِكَ ولَثَوَيْتَ هَالِكاً غَيْرُ مُكَرَّمٍ لَا مُوَسَّدٍ وَلَا مُكَفَّنٍ (كَالْمَحْسَبَةِ) وَهِي وِسَادَةٌ وَلَا مُكَفَّنٍ (كَالْمَحْسَبَةِ) وَهِي وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ، وحَسَّبَهُ: أَجْلَسَهُ عَلَى الحُسْبَانَةِ، أَو المَحْسَبَةِ، وَعَن ابنِ الأَعْرَابيّ: يُقَالُ لِبِسَاطِ البَيْتِ: الحِلْسُ، ولِمخَادِّهِ: المَنَابِذُ، ولِمَسَاوِرِهِ: الحُسْبَانَاتُ، ولحُصْرِهِ: الفُحُولُ، (و) الحُسْبَانَةُ) (النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، و) الحُسْبَانَةُ (: الصَّاعِقَةُ، و) الحُسْبَانَةُ: (السَّحَابَةُ، و) الحُسْبَانَةُ (: البَرَدَة) ، أَشَارَ إِليه الزجاجُ فِي تَفْسِيره.
(ومُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ) وَفِي نُسْخَةٍ أَحْمَدُ (بنُ حَمْدَوَيْهِ الحَسَّابُ، كَقَصَّابٍ) البُخَارَيُّ الفَرَضِيُّ، مَاتَ سنة 339، (و) مُحَمَّدُ (بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ) الغُبْرِيّ البَصْرِيُّ (كَكِتَابٍ مُحَدِّثَانِ) الأَخِيرُ مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ.
(والحِسْبَةُ بالكَسْرِ) هُوَ (الأَجْرُ، واسْمٌ مِنْ الاحْتِسَابِ) : كالعِدَّةِ مِنْ الاعْتِدَادِ، أَي احْتِسَابِ الأَجْرِ على اللَّهِ، تَقول: فَعَلْتُهُ حِسْبَةً. واحْتَسِبْ فِيهِ احْتِسَاباً، والاحْتِسَابُ: طَلَبُ الأَجْرِ (ج) حِسَبٌ (كعِنَبٍ) وسيأْتِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ قَرِيبا، (و) يُقَالُ: هُوَ حَسَنُ الحِسْبَةِ) أَي (حَسَنُ التَّدْبِيرِ) والكِفَايَةِ والنَّظَرِ فِيهِ، ولَيْسَ هُوَ مِن احْتِسَابِ الأَجْرِ.
(وأَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ) بنُ أَكْيَسَ (الشَّامِيُّ تَابِعِيٌّ حَدَّثَ عَنْهُ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍ و.
(و) أَبُو حِسْبَةَ اسْم.
(والأَحْسَبُ، بَعِيرٌ فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ) وَسوَادٌ والأَكْلَفُ نَحْوُه، قالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ، تَقول مِنْهُ: احْسَبّ البَعِيرُ احْسِيبَاباً (و) الأَحْسَبَ (رَجُلٌ فِي شَعِرِ رَأْسِهِ شُقْرَةٌ) ، كَذَا فِي (الصّحَاحِ) ، وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَابِسٍ الكِنْدِيِّ:
أَيَا هِنْدُ لاَ تَنْكَحِي بُوهَةً
عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ أَحْسَبَا
يَصِفُهُ باللُّؤْمِ والشُّحِّ، يَقُول كأَنَّهُ لم تُحْلَقْ عَقِيفَتُهُ فِي صِغَرِه حَتَّى شَاخَ، والبُوهَةُ: البُومَةُ العَظِيمَةُ تُضْرَبُ مَثَلاً لِلرَّجُلِ الذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وعَقِيقَتُهُ: شَعَرُه الَّذِي يُولدُ بِهِ، يَقُول: لَا تَتَزَوَّجِي منْ هَذِه صِفَتُهُ، (و) قيلَ هُوَ (مَن ابيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِن دَاءٍ فَفَسدَتْ شَعْرَتُهُ فَصَارَ أَبْيَضَ وأَحْمَرَ) يكون ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَفِي الإِبِلِ، (و) قَالَ الأَزْهَرِيُّ عنِ الليثِ: إِنَّ الأَحْسَبَ هُوَ (الأَبْرَصُ) وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ الَّذِي لاَ لَوْنَ لَهُ الَّذِي يُقَال (فِيهِ) : أَحْسَبُ كَذَا وأَحْسَبُ كَذَا (والاسْمُ من الكُلِّ الحُسْبَةُ، بالضَّمِّ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الحُسْبَةُ: سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ، والكُرْبَةُ: صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ، والكُرْبَةُ: صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ، والقُهْبَةُ: سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ، والشُّهْبَةُ: سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، والجُلْبَةُ: سَوَاد صِرْفٌ، والشُّرْبَةُ: بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ، واللُّهْبَةُ: بَيَاضٌ نَاصِعٌ قَوِيٌّ.
والأَحَاسِبُ: جَمْعُ أَحْسَبَ: مَسَايِلُ أَوْدِيَةٍ تَنْصَبُّ مِن السَّرَاةِ فِي أَرْضِ تِهَامَةَ، إِن قِيل: إِنما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفَاعِلَ فِي الصِّفَاتِ إِذَا كَانَ مُؤَنَّثُهُ فُعْلَى مثل صَغِيرٍ وأَصْغَرَ وصُغْرَى وأَصَاغِرَ، وَهَذَا مُؤَنَّثُهُ حَسْبَاءُ، فَيجِب أَنْ يُجْمَعَ على فُعْلٍ أَوْ فُعَلاَءَ، الجَوَابُ أَنَّ أَفْعَلَ يُجْمَعُ عَلَى أَفَاعِلَ إِذَا كَانَ اسْماً عَلَى كُلِّ حَالٍ، وهَاهُنَا، فكَأَنَّهُمْ سَمَّوْا مَوَاضِعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنِا أَحْسَبَ، فَزَالَتِ الصِّفَةُ بِنَقْلِهِمْ إِيَّاهُ إِلى العَلَمِيَّة فتَنَزَّل مَنْزِلَةِ الاسْمِ المَخْضِ، فَجَمَعُوه على أَحَاسِبَ، كَمَا فَعَلُوا بأَحَاوِصَ وأَحَاسِنَ فِي اسْمِ مَوْضِعٍ، وَقد يأْتِي، كَذَا فِي (المعجم) .
(وحَسِبَهُ كَذَا كَنَعِمَ) يَحْسِبُهُ ويَحْسَبُه (فِي لُغَتَيْهِ) بالفَتحِ والكَسْرِ (والكَسرُ) أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ، حِسَاباً و (مَحْسَبَةً) بالفَتْح (ومَحْسِبَةً) بالكسْر (وحِسْبَاناً: ظَنَّهُ) ، ومَحْسِبَةٌ بكَسْرِ السِّينِ مَصْدَرٌ نَادِرٌ على مَنْ قَالَ يَحْسَبُ بِالفَتْحِ، وأَمَّا مَن قَالَ يَحْسِبُ فكَسَرَ فَلَيْسَ بِنَادِرٍ (و) تَقُولُ: (مَا كَانَ فِي حِسْبَانِي كَذَا، وَلَا تَقُل) : مَا كَانَ (فِي حِسَابِي) ، كَذَا فِي (مُشْكِلِ القُرْآنِ) لاِبْنِ قُتَيْبَةَ، وَفِي (الصحَاحِ) : وَيُقَال: أَحْسِبُهُ: بالكَسْرِ، وَهُوَ شَاذٌّ لاِءَنَّ كُلَّ فِعْلٍ كَانَ مَاضِيهِ مَكْسُوراً فَإِنَّ مُسْتَقْبَلَهُ يَأْتِي مَفْتُوحَ العَيْنِ نَحْو عَلِمَ يَعْلَمُ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءَتْ نَوَادِرَ، حَسِبَ يَحْسَبُ ويَحْسِبُ (ويَبِس يَيْبَس ويَيْبِسَ) وَيَئِسَ يَيْأَسُ وَيَيْئِسُ ونَعِمَ يَنْعَمُ ويَنْعِمُ، فإِنَّهَا جَاءَتْ مِن السَّالِمِ بالكَسْرِ والفَتْحِ، ومِن المُعْتلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ والفَتْحِ، ومِن المُعْتَلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ: وَمِقَ يَمِقُ وَوَفِقَ يَفِقُ وَوَرِعَ يَرِعُ وَوَرِمَ يَرِمُ وَوَرِثَ يَرِثَ، وَوَرِيَ الزَّنْدُيَرِي وَوَلِيَ يَلِي، وقُرِىءَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ تَحْسَبَنَّ} (آل عمرَان: 169) و {لاَ تَحْسَبَنَّ} وقولُه تَعَالى: {2. 020 اءَم حسبت اءَن. . والرقيم} (الْكَهْف: 9) وَوَرَوى الأَزْهريُّ عَن جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَرَأَ: {2. 020 يحْسب اءَن مَاله اءَخلده} (الْهمزَة: 3) .
(والحِسْبَةُ) والحَسْبُ (والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ المَيِّتِ فِي الحِجَارَةِ) قَالَه الليثُ (أَوْ مُحَسَّباً بِمَعْنَى (مُكَفَّناً) وأَنْشَدَ:
غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ
أَي غَيْرَ مَدْفُونٍ وَقيل، غيرَ مُكَفَّنٍ وَلاَ مُكَرَّمٍ، وَقيل: غَيْرَ مُوَسَّدٍ، والأَوَّلُ أَحْسَنُ، قَالَ الأَزهريُّ: لَا أَعْرِفُ التَّحْسِيبَ بمَعْنَى الدَّفْنِ فِي الحِجَارَةِ وَلَا بِمَعْنَى التَّكْفِينِ، والمَعْنَى فِي قَوْلِهِ غَيْرَ مُحَسَّبِ أَيْ غَيْرَ مُوَسَّدٍ، وَقد أَنْكَرَهُ ابنُ فَارسٍ أَيضاً كالأَزْهَرِيِّ، ونقَلَه الصاغانيُّ. (وَحَسَّبَهُ تَحْسِيباً: وَسَّدَهُ، و) حَسَّبَهُ (: أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ حَتَّى شَبِعَ وَرَوِي، كَأَحْسَبَهُ، وتَحَسَّبَ) الرجلُ (: تَوَسَّدَ و) من المَجَازِ: تَحَسَّبَ الأَخْبَارَ (: تَعَرَّف وتَوَخَّى) وَخَرَجَا يَتَحَسَّبَانِ الأَخْبَارَ: يَتَعَرَّفَانِهَا، وَعَن أَبِي عُبَيْدِ: ذَهَبَ فُلانٌ يَتحَسَّبُ الأَخْبَارَ أَي يَتَحَسَّسُهَا وَيَتجَسَّسُهَا بالجِيمِ يَطْلُبهَا، تَحَسُّباً، وَفِي حَدِيثِ الأَذَانِ (أَنهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلاةَ فَيَجِيئونَ بِلَا دَاعٍ) أَيْ يَتَعَرَّفُونَ وَيَتَطَلَّبُونَ وَقْتَهَا وَيتَوَقَّعُونَهُ، فَيَأْتُونَ المَسْجِدَ قَبْلَ الأَذَانِ، والمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ (يَتَحَيَّنُونَ) أَي يَطْلُبُونَ حِينَهَا، وَفِي حَدِيث بَعْضِ الغَزَوَاتِ (أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبَارَ) أَي يَتَطَلَّبُونَهَا (و) تَحَسَّبَ الخَبَرَ (: اسْتَخْبَرَ) عَنهُ حِجَازِيَّةٌ، وقَالَ أَبو سِدْرَةَ الأَسَدِيُّ، ويُقَال إِنَّهُ هُجَيْمِيٌّ:
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي
بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُهْ
يَقُولُ تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ وَهُوَ الأَسَدُ نَاقَتِي فَظَنَّ أَنّى أَتْرُكُهَا لَهُ وَلَا أُقَاتِلُهُ.
(واحْتَسَبَ) فُلاَنٌ (عَلَيْهِ: أَنْكَرَ) عَلَيْهِ قَبِيحَ عَمَلِه (وَمِنْه المُحْتَسِبُ) ، يُقَالُ: هُوَ مَحْتَسِبُ البَلَدِ، وَلاَ تَقْلُ مُحْسِبُه، (و) احْتَسب (فلانٌ ابْناً) لَهُ (أَوْ بِنْتاً إِذَا مَاتَ كَبِيراً، فإِنْ مَاتَ صَغَيراً) لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ (قيل: افْتَرَطَهُ) فَرَطاً، وَفِي الحَدِيثِ (مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَهُ) أَي احْتَسَبَ الأَجْرَ بِصَبْرِهِ على مُصِيبَتِه، مَعْنَاهُ اعْتَدَّ مُصِيبَتَه بِهِ فِي جُمْلَةِ بَلاَيَا اللَّهِ الَّتِي يُثَابُ على الصَّبْرِ عَلَيْهَا (واحْتَسَبَ بكَذَا أَجْراً عندَ اللَّهِ: اعْتَدَّهُ، يَنْوِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ) وَفِي الحَدِيثِ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واحْتِسَاباً) أَيْ طَلَباً لوَجْهِ الله تعالَى وثَوَابِه، وإِنما قيل لِمَنْ يَنْوِي بعَمَلِه وَجْهَ اللَّهِ احْتَسَبَهُ لاِءَنَّ لَهُ حِينَئذ أَنْ يَعْتَدَّ عَمَلَه، فَجُعِلَ فِي حالِ مُبَاشَرَةِ الفِعْلِ كأَنَّه مُعْتَدٌّ بهِ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الاحْتِسَابُ فِي الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وَعند المَكْرُوهَاتِ هُوَ البِدَارُ إِلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيلِهِ بالتَّسْلِيمِ والصَّبْرِ، أَو باسْتِعْمَالِ أَنْوَاعِ البِرِّ والقِيَامِ بهَا على الوَجْهِ المَرْسُومِ فِيهَا طَلَباً للثَّوَابِ المَرْجُوّ مِنْهَا، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (أَيهَا النّاسُ احْتَسِبُوا أَعْمَالَكُمْ فإِنَّ مَنِ احْتَسَبَ عَمَلَهُ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ وأَجْرُ حِسْبَتِهِ) (و) فِي الأَسَاس: ومنَ المَجازِ: احْتَسَبَ (فُلاَناً: اخْتَبَرَ) وسَبَرَ (مَا عنْدَهُ) ، والنِّسَاءُ يَحْتَسِبْنَ مَا عِنْد الرِّجَالِ لهنَّ، أَي يَخْتَبِرْنَ، قَالَه ابنُ السّكِّيتِ.
(وزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّابي، بالفَتْحِ مُشَدَّدة) من شُيُوخِ النّبِيليّ، (و) أَبُو منْصُورٍ (مَحْمُودُ بنُ إِسْمَاعِيلَ) الصَّيْرَفِيُّ (الحِسَابِيُّ بالكَسْرِ مُخَفَّفَةً، مُحَدِّثَانِ) الأَخِيرُ عَن ابنُ فادشَاه وغيرِه.
وإِبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الحُسْبَانيّ الإِرْبَلِيُّ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ وُلُدَ سَنَةَ 670 وتَوَلَّى قضَاءَ حُسْبَان وتُوُفِّيَ سَنَةَ 755، كَذَا فِي طَبَقَاتِ الخيضري والحَافِظُ المُحَدِّثُ قَاضِي القُضَاةِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ الحُسْبَاني، ولد سنة 749 وتوفِّي سنة 815 تَرْجَمَهُ ابْن حُجّي وابْنُ حَجَرٍ والخيضريّ.
وَقد سمت حَسِيباً وحُسَيْباً.
(وأَحْسَبَهُ) الشَّيْءُ إِذا كَفَاهُ، وَمِنْه اسْمُهُ تَعَالَى الحَسِيبُ، هُوَ الكَافِي، فَعِيلٌ بمَعْنَى مُفْعِلٍ وَيُقَال: أَحْسَبَنِي مَا أَعْطَانِي، أَي كَفَانِي، قَالَتِ امْرَأَةٌ من بَنِي قُشَيْرٍ:
ونُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إِن كَانَ جَائِعاً
ونُحْسِبُهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ
أَي نُعْطِيهِ حَتَّى يَقُول حَسْبِي، ونُقْفِيهِ نُؤْثِرُهُ بالقَفِيَّةِ والقَفَاوَةِ، وهِيَ مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبِيُّ، وَتقول: أَعْطَى فَأَحْسَبَ، أَي أَكْثَرَ حَتَّى قَالَ حَسْبِي، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَحْسَبْتُ الرَّجُلَ أَعْطَيْتُه حَتَّى قَالَ حَسْبِي، والإِحْسَابُ: الإِكْفَاءُ،وقَالَ ثَعْلَب: أَحْسَبَهُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ: أَعْطَاهُ حَسْبَهُ وَمَا كَفَاه، وأَبلٌ مُحْسِبَةٌ: لَهَا لَحْمٌ وشَحْمٌ كَثِيرٌ، وأَنشَد:
ومُحْسِبَةٌ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غيْرَهَا
تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُهَا فَهْيَ كَالشَّوَى
وقالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيى: سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيِّ عَن قَوْلِ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ:
ومُحَسِبَةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَهَا
البَيْتَ، فَقَالَ: المُحْسِبَةُ بِمَعْنَيَيْنِ: مِن الحَسَبِ وَهُوَ الشرفُ، ومِن الإِحْسَابِ وَهُوَ الكِفَايَة، أَيْ أَنَّهَا تُحْسِبُ بِلَبَنِهَا أَهْلَهَا والضَّيْفَ و (مَا) صِلَةٌ. (الْمَعْنى) أَنَّها نُحِرَتْ هِي وسَلِمَ غَيْرُهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لأُحْسِبَنَّكم مِن الأَسْوَدَيْنِ، يَعْنِي التَّمْرَ والمَاءَ، أَي لأُوَسِّعَنَّ عَلَيْكُمْ، وأَحْسَبَ الرَّجُلَ وحَسَّبَهُ: أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حَتَّى شَبِعَ. وقدْ تَقَدَّمَ، وَقيل: أَعْطَاهُ حَتَّى (أَرْضَاهُ، واحْتَسَبَ انْتَهَى) . واحْتَسَبْتُ عَلَيْهِ بالمَالِ، واحْتَسَبْتُ عِنْده اكْتَفَيْتُ، وفُلاَنٌ لَا يُحْتَسَبُ: لاَ يُعْتَدَّ بِهِ، وَمن المَجَازِ: اسْتَعْطَانِي فَاحْتَسَبْتُهُ: أَكْثَرْتُ لَهُ، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي شِعْرِ أَبِي ظَبْيَانَ الوَافِدِ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَحْنُ صِحَابُ الجَيْشِ يَوْمَ الأَحْسِبَهْ
وَهُوَ يَوْمٌ كَانَ بَينهم بالسَّرَاةِ وسيأَتِي أَوَّلُ الأَبْيَاتِ فِي (لَهب) .
(حسب) : الاحتِساب الاشْتِهاءُ.
(حسب)
المَال وَنَحْوه حسابا وحسبانا عده وأحصاه وَقدره فَهُوَ حاسب وَالْمَفْعُول مَحْسُوب وَحسب

(حسب) حسبا ابْيَضَّتْ جلدته من دَاء فَهُوَ أَحسب وَهِي حسباء (ج) حسب وَالشَّيْء كَذَا حسبانا ظَنّه

(حسب) الْإِنْسَان حسبا كَانَ لَهُ ولآبائه شرف ثَابت مُتَعَدد النواحي فَهُوَ حسيب (ج) حسباء

بعث

بعث: {بعثناهم}: أحييناهم. {انبعث}: أسرع.
ب ع ث: (بَعَثَهُ) وَ (ابْتَعَثَهُ) بِمَعْنًى أَيْ أَرْسَلَهُ (فَانْبَعَثَ) وَ (بَعَثَهُ) مِنْ مَنَامِهِ أَهَبَّهُ وَأَيْقَظَهُ، وَبَعَثَ الْمَوْتَى نَشَرَهُمْ، وَبَابُ الثَّلَاثَةِ قَطَعَ. 
بعث
البَعْثُ: الإِرْسَالُ، ويُقالُ للمَبْعُوْث: بَعْثٌ. والنُّشُور، ومنه: يَوْمُ البَعْث. وضُرِبَ البَعْثُ على الجُنْد: أي بُعِثُوا إِلى العَدُوّ. وبَعَثْتُ البَعيرَ فانْبَعَثَ: هِجْتَه. وبَعَثْتُه من النَّوم: نَبَّهْتَه. ورَجُلٌ بَعِثٌ: لا يستقِرُّ مكانَه ولا يَغْلِبُه النَّوْمُ. وبَعَّثَ أمْرَه: خَلَّطَه، قال: ولا أحُقُّه. وأَراه بَغَّثَ - مُعْجَمَةً - من البُغْثَة: وهي اخْتِلاطُ السَّواد بالبَيَاض ونحوِه.

بعث


بَعِثَ(n. ac. بَعَث)
a. Was sleepless, wakeful.

تَبَعَّثَa. Flowed, gushed forth.

إِنْبَعَثَa. Was sent, despatched.
b. Was roused, aroused; was raised.
c. see V
إِبْتَعَثَa. see I (a)
بَعْثa. Sent.
b. Army; expedition.
c. Resurrection.
بَعْثَةa. Message; mission (prophetic).

بَعَثa. see 1 (b)
مَبْعَثa. see 1t
بَاْعِث
بَاْعِثَة
(pl.
بَوَاْعِثُ)
a. Cause, motive, impulse.

بَاْعُوْث
S.
a. Easter.
[بعث]ه وابتعثه بمعنى، أي أرسله، فانبعثَ. وقولهم: كنتَ في بَعْثِ فلانٍ، أي في جيشه الذي بُعِثَ معه. والبُعوثُ: الجيوش. وبَعَثْتُ الناقةَ: أَثَرْتُها. وبَعَثَهُ من منامه، أي أهَبَّه. وبَعَثَ الموتى: نَشَرَهُم ليوم البعث. وانْبَعَثَ في السير، أي أسرع. وتَبَعَّثَ منِّي الشِعْرُ، أي انبعثَ، كأنَّه سارَ. والبعيث: اسم شاعر من بنى تميم ، سمى بذلك لقوله: تبعث منى ما تبعث بعد ما اس‍ * تمر فؤادى واستمر مريزى ويوم بعاث بالضم: يوم للاوس والخزرج.
ب ع ث

بعث الله الرسول إلى عباده، وابتعثه. ومحمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير مبعوث، ومبتعث. وفي حديث المبعث كذا. وبعثه من منامه، وبعثه على الأمر. وتواصوا بالخير وتباعثوا عليه. وبعثه لكذا فانبعث له. و" كره الله انبعاثهم فثبطهم " وفلان كسلان لا ينبعث. وبعث الشيء وبعثره: أثاره. قال:

فبعثها تقص الإكام وفلان يكره الانبعاث، كأنما بعث ليوم بعاث وهو يوم بين الأوس والخزرج. ويوم البعث: يوم يبعثنا الله تعالى من القبور. ورجل بعث: لا يزال ينبعث من نومه. قال حميد بن ثور:

يهوي بأشعث قد وهى سرباله ... بعث تؤرقه الهموم فيسهر

وضرب البعث عليهم. وخرج في البعوث وهم الجنود يبعثون إلى الثغور.
(بعث) - قَولُه تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أشْقَاها} .
هو انْفعَل من البَعْث، ومعناه: الِإسراعُ في الطَّاعة للبَاعِث المُحرِّض. يقال: بَعثتُه: أي حَرَّضتُه فانبعَثَ.
- في حديث عُمَر : "لَمَّا صَالَح نَصارَى أَهلِ الشَّام كتبوا له، لا نُخرِج سَعانِينَ ولا بَاعُوثًا".
الباعوث: استِسْقاء النَّصَارى يخرجون بصُلْبانِهم إلى الصَّحارى فيَسْتَسْقَون.
وقيل: هو بالغَيْن المُعْجَمة والتَّاء المَنْقُوطَة باثْنَتَيْن من فَوقِها. وهو اسمُ عِيدٍ لهم عَجَمِى.
- في الحَدِيث: "ذِكْرُ يَومِ بُعاث". وهي من حُروبِ الجاهِلِيَّة، بَيْن الأَوسِ والخَزْرَج. وبُعاثُ: اسم حِصْن للأَوسِ، وقد يقال بالغَيْن المُعْجَمة، ولا يَصِحّ.
- في حديث عائِشَة: "فبَعَثْنَا البَعِيرَ فإذا العِقْدُ تَحتَه".
: أي هَيَّجْناه وأَقْمنَاه فانْبَعَثَ.
ب ع ث : بَعَثْتُ رَسُولًا بَعْثًا أَوْصَلْتُهُ وَابْتَعَثْتُهُ كَذَلِكَ وَفِي الْمُطَاوِعِ فَانْبَعَثَ مِثْلُ: كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَكُلُّ شَيْءٍ يَنْبَعِثُ بِنَفْسِهِ فَإِنَّ الْفِعْلَ يَتَعَدَّى إلَيْهِ بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ بَعَثْتُهُ وَكُلُّ شَيْءٍ لَا يَنْبَعِثُ بِنَفْسِهِ كَالْكِتَابِ وَالْهَدِيَّةِ فَإِنَّ الْفِعْلَ يَتَعَدَّى إلَيْهِ بِالْبَاءِ فَيُقَالُ بَعَثْتُ بِهِ وَأَوْجَزَ الْفَارَابِيُّ فَقَالَ بَعَثَهُ أَيْ أَهَبَّهُ وَبَعَثَ بِهِ وَجَّهَهُ وَالْبَعْثُ الْجَيْشُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ الْبُعُوثُ وَبُعَاثٌ وِزَانُ غُرَابٍ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ وَتَأْنِيثُهُ أَكْثَرُ وَيَوْمُ بُعَاثٍ مِنْ أَيَّامِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَيْنَ الْمَبْعَثِ وَالْهِجْرَةِ وَكَانَ الظَّفَرُ لِلْأَوْسِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هَكَذَا ذَكَرَهُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ الْوَاقِدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَصَحَّفَهُ اللَّيْثُ فَجَعَلَهُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَقَالَ الْقَالِي فِي بَابِ الْعَيْنِ
الْمُهْمَلَةِ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بِضَمِّ الْبَاءِ قَالَ هَكَذَا سَمِعْنَاهُ مِنْ مَشَايِخِنَا وَهَذِهِ عِبَارَةُ ابْنِ دُرَيْدٍ أَيْضًا وَقَالَ الْبَكْرِيُّ بُعَاثٌ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مَوْضِعٌ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَتَيْنِ. 
بعث: بعث عن فلان: أرسل بطلبه (رسالة إلى فليشر 38، تاريخ البربر 1: 70) ويقال في نفس المعنى: بعث لفلان أو بعثه (ملر غرناطة 43، 53). وبَعَث: أرسل الجيش إلى العدو (المقري 1: 126).
وبعث فلاناً: جنده في (البعث) الجيش (أخبار 3).
وبعثه على الخيل، وبعثه على الرجالة: جعله قائداً للفرسان، وقائداً للمشاة (أخبار 87) وبعث كلمته: مد سلطانه (تاريخ البربر 1: 61).
وبعث رائحته: فاحت رائحته (رسالة إلى فليشر 223).
وبعثه: أغضبه، وأحنقه (نص دي سلان المقدمة 1: 75).
انبعث: تحرك (المقري 1: 472) وفي ابن عباد (1: 305): ما تنبعث مني جارحة من الجوع، أي لا أستطيع أن أحرك مني عضواً من الأعضاء من الجوع. (وبهذا يجب أن تصحح ترجمتي لها في ص340).
وانبعث الروح المقدس: انبثق (بوشر).
وانبعث النبات: نبع، نشأ (ابن العوام 1: 264).
وانبعث الشجر: نما، وانبعث البرعم: كمم وبرعم (ابن العوام 1: 179، 286 حيث يجب أن تقرأ فليقلم بدل فلتقام كما جاء في مخطوطة ليدن).
وانبعث: قام من الموت نُشِر (معجم بدرون، بوشر، فوك) وحنق وغضب ففي حياة ابن خلدون (ص 116ق): وحين قصوا عليه تلك الأخبار ((انبعث لها السلطان وسطا بنا واعتقلني)).
وكما يقال: انبعث بشر (لين) يقال: انبعث فسوقاً (معجم المتفرقات) - وانبعث ببيتين: ارتجل بيتين من الشعر وأنشدهما. - وانبعث أثار وسبّب، ففي ابن عباد (1: 244، 265) منبعث تلك الفتنة.
بَعْث: يقال كثيراً: بعث البعوث أي أرسل الجيوش إلى الثغور (المقدمة 1: 338، 2: 17، 148). غير أن كلمة البعث صارت تعني الخدمة العسكرية الاجبارية، ففي تاريخ البربر (1: 49) مثلاً: ضرب الموحدون على رياح البعث مع عساكرهم، وكذلك ضربت عليهم البعوث (نفس المصدر 1: 54).
بَعْثَة. يقال: بعثة رماة: فرقة من رماة السهام (معجم البيان).
وبعثة أموال: ضريبة، ففي أخبار ص151: صالح قوماً آخرين على بعثة أموال ضربت عليهم.
باعث: محرك، محرض، ومن يندفع في الحركة - وقوة باعثة، أي محركة ودافعة (بوشر).
مَبْعَث ومُنْبَعَث = مبدأ الخروج (معجم المنصوري في مادة مبعث).
بعث
أصل البَعْث: إثارة الشيء وتوجيهه، يقال:
بَعَثْتُهُ فَانْبَعَثَ، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علّق به، فَبَعَثْتُ البعير: أثرته وسيّرته، وقوله عزّ وجل: وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ [الأنعام/ 36] ، أي: يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة، يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً [المجادلة/ 6] ، زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن/ 7] ، ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ [لقمان/ 28] ، فالبعث ضربان:
- بشريّ، كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة.
- وإلهي، وذلك ضربان:
- أحدهما: إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع لا عن ليس ، وذلك يختص به الباري تعالى، ولم يقدر عليه أحد.
والثاني: إحياء الموتى، وقد خص بذلك بعض أوليائه، كعيسى صلّى الله عليه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عزّ وجل:
فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ [الروم/ 56] ، يعني: يوم الحشر، وقوله عزّ وجلّ: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ [المائدة/ 31] ، أي:
قيّضه، وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا [النحل/ 36] ، نحو: أَرْسَلْنا رُسُلَنا [المؤمنون/ 44] ، وقوله تعالى: ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً [الكهف/ 12] ، وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان، وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً [النحل/ 84] ، قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ [الأنعام/ 65] ، وقال عزّ وجلّ: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ [البقرة/ 259] ، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ:
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ [الأنعام/ 60] ، والنوم من جنس الموت فجعل التوفي فيهما، والبعث منهما سواء، وقوله عزّ وجلّ: وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ [التوبة/ 46] ، أي: توجههم ومضيّهم.
(ب ع ث)

بَعَثُه يَبْعَثُه بَعْثا: أرْسلهُ وَحده.

وبَعَثَ بِهِ أرْسلهُ مَعَ غَيره.

والبَعِيثُ الرَّسُول، وَالْجمع بِعْثانٌ.

وبَعَثَ الْجند يَبْعَثُهُم بَعْثا: وجههم، وَهُوَ من ذَلِك. وهم البَعْثُ والبَعِيثُ وَجمع البَعْثِ بُعُوثٌ قَالَ:

ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَلَيْنا ... فَصِرْنا بَين تَطوِيحٍ وغُرْمِ

وَجمع البَعِيث بُعُثٌ.

وبَعَثه على الشَّيْء: حَمَلَه على فِعْلِهِ.

وبَعَث عَلَيْهِم الْبلَاء: أحلَّه بهم. وَفِي التَّنْزِيل (بَعَثْنا عَلَيْكُم عِبادَاً لَنا أُولِي بأْسٍ شَدِيدٍ) وَفِي الْخَبَر أَن عبد الْملك خطب فَقَالَ: بَعَثْنا عَلَيْكُم مُسلم بن عقبَة فقتلكم يَوْم الْحرَّة. وانْبَعَثَ الشَّيْء وتَبَعَّثَ: انْدفع.

وبَعَثه من نَومه بَعْثا فانْبَعَثَ: أيقظه. وتاويل الْبَعْث: إِزَالَة مَا كَانَ يحْبسهُ عَن التَّصَرُّف والانبعاث.

وَرجل بَعِثٌ: كثير الانبعاثِ من نَومه لَا يغلبه.

وَرجل بَعْثٌ وبُعْثٌ وبِعْثٌ: لَا تزَال همومه تؤرقه وتَبْعثُه من نَومه، قَالَ حميد ابْن ثَوْر:

تَعْدُو بأشْعَثَ قَدْ وَهَى سِرْبالُهُ ... بَعْثٍ تُؤَرّقُه الهمومُ فَيَسْهَرُ

وَالْجمع أبْعاثٌ.

وبَعَثَ الله الْخلق يبعَثُهم بَعْثا: نشرهم، من ذَلِك. وَفتح الْعين فِي البَعْثِ كُله لُغَة. وبعثَ الْبَعِير فانبعَث: حل عقاله فَأرْسلهُ، أَو كَانَ باركا فهاجه، والتَّبْعاث تَفْعالٌ من ذَلِك أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

أصْدَرَها عَنْ طَثْرَةِ الدَّآثِ ... صاحِبُ لَيْلٍ خَرِشِ التَّبْعاثِ

وَيَوْم بُعاثٍ يَوْم مَعْرُوف من أَيَّام الْأَوْس والخزرج فِي الْجَاهِلِيَّة.

والبَعِيثُ وباعِثٌ اسمان.
[بعث] الباعث يحيي الخلق بعد موتهم. وفي ح على يصفه صلى الله عليه وسلم: "بعيثك" نعمة، أي مبعوثك الذي بعثته إلى الخلق أي أرسلته. وفيه: للفتنة "بعثات" أي إثارات جمع بعثة، وكل شيء أثرته فقد بعثته. ومنه: "فبعثنا" البعير. ومنه: أتاني أتيان "فابتعثاني" أي أيقظاني من نومي. وفيه: "ابعث بعث النار" أي المبعوث إليها من أهلها. ط: أخرجوا "بعث" النار فيسأل المخاطبون من كم كم أي عن كميتهم، وكم الأولى للمخرج منه، والثانية للمخرج، وروى ما "بعث النار" أي ما مقداره و"أي ذلك الواحد" سؤال استعظامي، واستشعار خوف فأزيل بقوله: أبشروا. نه: إذ "انبعث" اشقها انبعث لشأنه إذا ثار ومضى ذاهباً لقضاء حاجته. و"الباعوث" للنصارى كالاستسقاء لنا لفظ سرياني وقيل بغين معجمة ومثناة فوق، ويوم "بعاث" بضم باء، يوم حرب بين الأوس والخزرج، وبعاث حصن للأوس، ومن أعجم الغين صحف. ك: هو بالصرف وتركه وقع عنده الحرب بين الأوس والخزرج، واستمر مائة وعشرين سنة حتى ألف بينهم الإسلام، وكان يوماً

بعث: بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به:

أَرسله مع غيره. وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ.

وفي حديث عليّ يصف النبي، صلى الله عليه وسلم، شَهِيدُك يومَ الدين،

وبَعِيثُك نعْمة؛ أَي مَبْعُوثك الذي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته،

فعيل بمعنى مفعول.

وفي حديث ابن زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها؛ يقال: انْبَعَثَ فلانٌ

لشأْنه إِذا ثار ومَضَى ذاهباً لقضاء حاجَته.

والبَعْثُ: الرسولُ، والجمع بُعْثانٌ، والبَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى

الغَزْو.

والبَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، ويقال: هم البَعْثُ

بسكون العين.

وفي النوادر: يقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إِذا أَرسَلوا إِليها

رُكَّاباً للميرة. وفي حديث القيامة: يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار؛ أَي

المَبْعُوث إِليها من أَهلها، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبَعَثَ

الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، وهو من ذلك، وهو البَعْثُ

والبَعِيثُ، وجمع البَعْثِ: بُعُوث؛ قال:

ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ علينا،

فَصِرْنا بينَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ

وجمع البَعِيثِ: بُعُثٌ.

والبَعْثُ: يكون بَعْثاً للقوم يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ من الوجوه، مثل

السَّفْر والرَّكْب. وقولهم: كنتُ في بَعْثِ فلانٍ أَي في جيشه الذي

بُعِثَ معه. والبُعُوثُ: الجُيوش.

وبَعَثَه على الشيء: حمله على فِعْله. وبَعَثَ عليهم البَلاء: أَحَلَّه.

وفي التنزيل العزيز: بَعَثْنا عليكم عِباداً لنا أُولي بأْس شديد. وفي

الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة،

فَقَتلَكم يوم الحَرَّة.

وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع.

وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه.

وفي الحديث: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من

نومي. وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف

والانْبِعاثِ.

وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع.

ورجلٌ بَعِثٌ: كثير الانْبِعاثِ من نومه. ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ:

لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:

تَعْدُو بأَشْعَثَ، قد وَهَى سِرْبالُه،

بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فيَسْهَرُ

والجمع: أَبْعاث: وفي التنزيل: قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من

مَرْقَدِنا؟ هذا وَقْفُ التَّمام، وهو قول المشركين يوم النُّشور. وقولُه عز

وجل: هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛

وهذا رَفْعٌ بالابتداء، والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ؛ وقرئ: يا وَيْلَنا

مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا؟ أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من

مَرْقَدِنا. والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى:

ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا. والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو

قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار. والبَعْثُ

أَيضاً: الإِحْياء منالله للمَوْتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بَعَثْناكم من

بَعْدِ موتِكم: أَي أَحييناكم. وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم ليوم

البَعْثِ. وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك. وفتح

العين في البعث كله لغة. ومن أَسمائه عز وجل: الباعِثُ، هو الذي يَبْعَثُ

الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة.

وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً

فَهاجَهُ.

وفي حديث حذيفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن

يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل. قوله: بَعَثات أَي إِثارات

وتَهْييجات، جمع بَعْثَةٍ. وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ ومنه حديث عائشة، رضي

الله عنها: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.

والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابيّ:

أَصْدَرها، عن كَثْرَةِ الدَّآثِ،

صاحبُ لَيْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ

وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ.

ويومُ بُعاثٍ، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ

والخَزْرج في الجَاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما؛ قال الأَزهري:

وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين، فجعلَه يومَ بُغَاث

وصَحَّفَه، وما كان الخليلُ، رحمه الله، لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ، لأَنه من

مشاهير أَيام العرب، وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه، وهو

لسانُه، والله أَعلم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندها جاريتان

تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا اليوم. وبُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس.

وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسمان.

والبَعِيثُ: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ،

وكنيته أَبو مالك، سمي بذلك قوله:

تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ، بعدما اسْـ

ـتَمرَّ فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري

قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قُتَيْبة وعيره:

واستَمَرَّ عَزِيمي، قال: وهو الصحيح؛ ومعنى هذا البيت: أَنه قال الشعر

بعدما أَسَنَّ وكَبِرَ.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما صالَحَ نصارَى الشام، كتبوا له؛ إِنَّا

لا نُحْدِثُ كنيسةً ولا قَلِيَّة، ولا نُخْرِج سَعانِينَ، ولا باعوثاً؛

الباعوثُ للنَّصارى: كالاستسقاء للمسلمين، وهو اسم سرياني؛ وقيل: هو

بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.

وباعِيثا: موضع معروف.

بعث

1 بَعْثٌ signifies The removing of that which restrains one from free action. (TA.) [and hence,] b2: بَعَثَهُ, (S, A, &c.,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. بَعَثٌ (Mgh, L, Msb, TA) and بَعَثٌ, (L, TA,) He sent him; (S, A, Mgh, Msb, K;) namely, a messenger; (Msb;) and, when said of God, an apostle; (A;) [and when said of a man, a letter, &c.;] as also ↓ ابتعثه: (S, A, Msb, K:) [or] the former is said of anything that goes, or is sent, by itself; and of anything that will not go, or be sent, by itself, as a letter, and a present, one says, بَعَثَ بِهِ: (Msb:) [thus,] بَعَثَهُ signifies he sent him, or it, alone, by himself, or by itself; and بَعَثَ بِهِ, he sent him, or it, by, or with, another, or others: (L:) but El-Fárábee says that the former of these two has another signification, which will be found below; and that the latter signifies he sent him, or it. (Msb.) Hence, ضُرِبَ عَلَيْهِمُ البَعْثُ The being sent to the war was appointed them and imposed upon them as an obligation. (Msb.) You say, بَعَثَهُ لِكَذَا [He sent him for such a thing or purpose]. (A, TA.) [And بَعَثَ إِلَيْهِ بِكَذَا He sent to him such a thing; lit., he sent to him a messenger with such a thing.] And بَعَثَ الجُنْدَ إِلَى الغَزْوِ [He sent the army to the war]. (TA.) And بَعَثَ عَلَيْهِمُ البَلَآءَ [He sent upon them trial, or affliction;] he caused trial, or affliction, to befall them. (TA.) b3: Also, (A, L, TA,) inf. بَعْثٌ (Mgh, L, TA) and بَعَثٌ (L) and تَبْعَاثٌ [an intensive form], (TA,) He roused him, excited him, or put him in motion or action; (A, L, Mgh, TA;) namely, anything; (TA;) [i. e. any person or animal; and particularly,] an animal lying down, or a person sitting. (L, TA.) You say, بَعَثَ النَّاقَةَ He roused, or put in motion or action, the she-camel; (S, Mgh, K, TA;) i. e., loosed the cord that bound her shank to her arm, and dismissed her; or he roused her, or made her to rise, she being lying down. (TA.) It is said in a trad. respecting 'Áïsheh, فَبَعَثْنَا البَعِيرَ فإِذَا العِقْدُ تَحْتَهُ [And we made the camel to rise, and to, the necklace was beneath him]. (TA.) You say also, بَعَثَهُ عَلَى الأَمْرِ, (A,) or الشَّىْءِ, (L,) He roused him, excited him, or put him in motion or action, to do the affair, or thing: (A:) or he incited him, urged him, or instigated him, to do the thing. (L.) b4: Also, accord. to El-Fárábee, (Msb,) or بَعَثَهُ مِنْ مَنَامِهِ, (S, A, K,) inf. n. بَعَثٌ and بَعَثٌ, (TA,) He roused him, or awoke him, from his sleep; (S, A, Msb, K;) as also ↓ ابتعثهُ. (TA, from a trad.) b5: بَعْثٌ (S, K, TA) and بَعَثٌ (TA) also signify The quickening, vivifying, or revivifying, of the dead; the raising of the dead to life; (S, K, * TA;) by God, (TA,) on the day called يَوْمُ البَعْثِ (S, TA) the day [of resurrection,] when those who are in the graves shall be raised. (A, Mgh.) You say, بَعَثَ اللّٰهُ الخَلْقَ, and المَوْتَى, God quickened, vivified, revivified, or raised to life, mankind, and the dead. (TA.) A2: بَعِثَ, aor. ـَ (inf. n. بَعَثٌ, TK,) He (a man, TA) was sleepless, or wakeful. (K, * TA.) [See بَعِثٌ.]5 تَبَعَّثَ see 7, in two places.6 تَبَاعَثُوا [They roused, excited, incited, urged, or instigated, one another; or put one another in motion or action; to do a thing]. One says, تَوَاصَوْا بِالخَيْرِ وَ تَبَاعَثُوا عَلَيْهِ [Enjoin ye, or charge ye, one another to do good, and rouse ye, or excite ye, &c., one another to do it]. (A.) 7 انبعث He became sent; [i. e. he went, being sent;] quasi-pass. of بَعَثَهُ, as signifying “he sent him:” (S, Msb, K:) he rose, and went away: (TA:) he rose to go forth. (Bd in ix. 46.) You say, انبعث لِكَذَا [He went, being sent, or he rose, and went away. or he rose to go forth, for such a thing or purpose]. (A, TA.) and انبعث فُلَانٌ لِشَأْنِهِ Such a one rose, and went away, to perform his affair. (TA.) And انبعث فِى

السَّيْرِ He hastened, made haste, sped, or was quick or swift, in going, journeying, or pace. (S.) And انبعث الشَّيْءُ, i. e. اِنْدَفَعَ [The thing became impelled, or propelled; or went quickly, or swiftly, as though impelled or propelled; &c.]; as also ↓ تبعّث. (TA.) [Thus] you say, انبعث المَآءُ [The water poured out, or forth, as though impelled or propelled]. (TA in art. فجر; &c.) and [hence,] مِنِّىَ الشِّعْرُ ↓ تبعّث, i. e. انبعث [The poetry issued quickly from me], as though it flowed (كَأَنَّهُ سَالَ): so in the S and K: but in some of the copies of the S, in the place of سَالَ, we find سَارَ. (TA.) And انبعث بِشَرٍّ [He broke forth with evil, or mischief]. (JK in art. بوق.) b2: [He became roused, excited, incited, urged, instigated, or put in motion or action.] You say, انبعثت النَّاقَةُ The she-camel became roused, or put in motion or action, and rose: (L, Mgh, TA: *) quasi-pass. of بَعَثَ النَّاقَةَ [q. v.]. (Mgh, TA.) And فُلَانٌ كَسْلَانٌ لَا بَنْبَعِثُ [Such a one is sluggish, lazy, or indolent: he will not become roused, &c.]. (A.) b3: He became roused, or awakened, from his sleep; or he awoke from his sleep. (TA.) 8 إِبْتَعَثَ see 1, in two places.

بَعْثٌ an inf. n. used as a pass. part. n.; Sent; as also ↓ بَعِيثٌ and ↓ مَبْعوثٌ: pl. of the first بُعُوثٌ; and of the second بُعُثٌ. (L, TA.) b2: And [used as a subst., signifying] A person sent; a messenger: pl. بَعْثَانٌ. (L.) You say also, مُحَمَّدٌ خَيْرُ

↓ مَبْعُوثٍ and ↓ مُبْتَعَثٍ [Mohammad is the best person that has been sent]. (A.) And ↓ بَعَيثُكَ نِعْمَةً, i. e. ↓ مَبْعُوثُكَ [He whom Thou (O God) hast sent (namely Mohammad) as a boon, or benefit, or favour]. (L, from a trad. [The latter word (نعمة) is written in the L without any syll. signs; but the context shows that it is in the accus. case as a specificative.]) b3: A people sent from one place to another; as also ↓ بَعَثٌ: (L, TA:) a people sent in any direction; a word similar to سَفْرٌ and رَكْبٌ. (TA.) بَعْثُ النَّارِ, occurring in a trad., means The people sent to the fire [of Hell]. (L.) b4: An army; (S, Mgh, Msb, K;) because sent; (Mgh;) as also ↓ بَعَثٌ (K) and ↓ بَعِيثٌ: (TA:) pl. of the first بُعُوثٌ; (S, A, Mgh, Msb, K;) and of the last بُعُثٌ: (TA:) the first, [as also the second,] an inf. n. used as a subst. (Msb.) You say, كُنْتُ فِى بَعْثِ فُلَانٍ

I was in the army of such a one, that was sent with him. (S.) And خَرَجَ فِى البُعُوثِ He went forth among the forces that were sent to the frontiers. (A.) b5: See also بَعِثٌ.

بُعْثٌ: see بَعْثٌ.

بَعَثٌ: see بَعْثٌ, in two places: b2: and see what next follows.

بَعِثٌ (A, L, K) and ↓ بَعْثٌ (L, TA) and ↓ بُعْثٌ, (L,) or ↓ بَعَثٌ, (TA,) Sleepless, or wakeful: (K:) a man incessantly, (A,) or often, (TA,) awaking from his sleep: (A, TA:) a man whose anxieties, or griefs, incessantly render him sleepless, or wakeful, and awake him from his sleep: pl. أَبْعاثٌ. (TA.) بَعْثَةٌ [inf. n. of un. of 1; and particularly signifying] An occasion, or occurrence, of raising, rousing, exciting, stirring up, or provoking, of sedition, or the like: pl. بَعَثَاتٌ. (TA, from a trad.) بَعِيثٌ: see بَعْثٌ, in three places.

بَاعِثٌ [act. part. n. of 1; Sending: &c. b2: and hence, Occasioning, or causing: an occasion, or a cause; and a motive]. b3: البَاعِثُ one of the names [or epithets] of God; The Quickener of mankind after death, on the day of resurrection. (TA.) البَاعُوثُ, (L, K,) or, accord. to some, البَاغُوتُ, q. v., with the pointed غ and the double-pointed ت, (TA,) [The Christian festival of Easter;] the اِسْتِسْقَآء of the Christians; (K;) or [rather] what is to the Christians as the استسقآء is to the Muslims: a Syriac word. (L.) مَبْعَثٌ [a noun of place and of time from 1; A place, and a time, of sending: &c. Hence, المَبْعَثُ is particularly applied to The time of the mission of Mohammad: and it is also applied to the mission itself]. (A, TA.) مَبْعُوثٌ: see بَعْثٌ, in three places.

مُبْتَعَثٌ: see بَعْثٌ.
بعث
بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في يبعَث، بَعْثًا وبِعْثةً وبَعْثةً، فهو باعِث، والمفعول مَبْعوث
• بعَث اللهُ الخلقَ: أحياهم بعد موتهم " {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} - {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ} " ° بعثَه من النَّوم: أيقظه- يُبعث من جديد: ينهض من العدم.
• بعَث الشُّعورَ ونحوه: أثاره وأيقظه وهيّجه "بعَث الشّعرُ في النفوس حماسةً- يبعث الرّعب في النفوس- {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} "? بعَث الأملَ: أحياه وولّده.
• بعَث الشَّخصَ: أرسله "بعث الرئيسُ وزير الخارجيّة للتَّفاوض- {فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} "? مبعوث فوق العادة: مندوب سياسيّ له مطلق الصَّلاحية في دولة أجنبيّة.
• بعَث رسالةً/ بعَث إليه رسالةً/ بعَث له رسالةً/ بعَث برسالةٍ/ بعَث إليه برسالة: أرسلها، وجّهها.
• بعَث الشَّخصَ على النَّجاح: حمله عليه، أجبره، أغراه به وشجَّعه عليه "بعثه الحزنُ على البكاء- جوٌّ يبعث على المذاكرة- {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}: سلَّطْنا".
• بعَث في طلب كذا: أرسل "بعَث في طلب الطّبيب". 

ابتعثَ يبتعث، ابتِعاثًا، فهو مُبتعِث، والمفعول مُبتعَث
• ابتعثَ الشَّخصَ:
1 - بعَثه، أرسله "كان من المُبتَعَثين للدِّراسة".
2 - بعثَه، أيقظه من نومه "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي [حديث] ". 

انبعثَ/ انبعثَ عن/ انبعثَ في/ انبعثَ من ينبعث، انبَعاثًا، فهو مُنبعِث، والمفعول مُنبعَث عنه
• انبعث الشَّخصُ/ انبعث الشَّخصُ في السَّير: مُطاوع بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: انْدَفع، أوغل، انطلق وأسْرَع وهبَّ مندفعًا "انبعث الماءُ- {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} - {وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ}: خروجَهم للقتال".
• انبعث الدُّخانُ عنه/ انبعث الدُّخان منه: صَدَرَ، تصاعد، خرج، تحرّك "انبعثتِ الأضواءُ من الدّاخل- انبعثت منه/ عنه رائحةٌ: فاحت وانتشرت- شعاع مُنْبعث: منتشر، منطلق" ° انبعثت صداقة قديمة: عادت للظهور بعد أن زالت- انبعث حيًّا من رماده: بدأ حياة جديدة. 

ابتِعاث [مفرد]:
1 - مصدر ابتعثَ.
2 - (فز) إطلاق شيء ما مثل الحرارة من جسم ساخن، أو الضّوء من مصدر إشعاع. 

انبعاث [مفرد]:
1 - مصدر انبعثَ/ انبعثَ عن/ انبعثَ في/ انبعثَ من.
2 - (فز) ما يخرج من مصدر ما مثل انبعاث أشعَّة ألفا أو بيتا من العناصر ذات النشاط الإشعاعيّ.
3 - نهضة بعد ركُود "كان انبعاث الأمة العربية في القرن الماضي بداية نهوض وتحرّر" ° عصر الانبعاث: عصر النَّهضة، نهضة بعد انحطاط. 

باعِث [مفرد]: ج باعثون وبَواعِثُ (لغير العاقل)، مؤ باعثة، ج مؤ باعثات وبَواعِثُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: "من بواعِث النهضة توافر التقنية الحديثة- ما الباعث على التمرّد؟ " ° باعث النَّهضة:
 أوّل الدعاة إليها- باعثة الأشباح: آلة السينما المرسِلةُ الصورَ على الشَّاشة البيضاء.
2 - دافِع، سبب، داعٍ.
3 - (سف) عامِل نفسيّ، وهو فكرة تنزع إلى إحداث عمل إراديّ.
• الباعِث: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: باعث الخلق يوم القيامة للحساب، وباعث الرّسل إلى الخلق لهدايتهم. 

بَعْث [مفرد]: ج بُعوث (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في ° يَوْمُ البَعْث: يوم القيامة.
2 - مَنْ يُرْسَل في مهمَّة، واحدًا كان أو جماعة "ما زالت البعوث تقصد إفريقيا".
3 - جيش "كنت في بعْث فلان: في جيشه الذي بُعث معه". 

بَعْثة [مفرد]: ج بَعَثات (لغير المصدر) وبَعْثات (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
2 - اسم مرَّة من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: "البَعْثة المحمَّديّة".
3 - هيئة تُرْسَل للقيام بمُهمّة معيّنة لوقتٍ مُحدَّد كالبَعْثات العلميّة والأثريّة والعسكريّة والدّبلوماسيّة "بَعْثة دراسيّة" ° طالب بَعْثَة: صاحب زمالة أو منحة للدراسة في بلد آخر- مديرية البعثات/ إدارة البعثات: إدارة تُعنى بشئون البعثات الدراسيّة. 

بِعْثَة [مفرد]: ج بِعْثَات (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
2 - اسم هيئة من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
3 - بَعْثة؛ هيئة تُرْسَل للقيام بمُهمّة معيّنة لوقتٍ مُحدَّد كالبعثات العلميّة والأثريّة والعسكريَّة والدبلوماسيّة. 

مَبْعَث [مفرد]: ج مَباعِثُ:
1 - مصدر ميميّ من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في: "كان سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم عند مَبْعَثه أربعين عامًا".
2 - عامِل، سبَب "مَبْعَث التفوّق" ° مبعث سخريّة: ما يحمل على فعل شيء. 

مبعوث [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بعَثَ/ بعَثَ بـ/ بعَثَ في.
2 - مَنْ يُرسَل للدِّراسة أو لمهمَّة خاصَّة "مبعوث رسميّ" ° مبعوث سياسيّ: دبلوماسيّ تُوكل إليه مهمَّة رسميَّة في بلد آخر. 
بعث
: (بَعَثَه، كمَنَعَه) يَبْعَثُه بَعْثاً (: أَرْسَلَهُ) وَحْدَه.
وبَعَثَ بِه: أَرسَلَه مَعَ غَيْرِه، (كابْتَعَثَه) ابْتِعاثاً (فانْبَعَثَ) .
ومحمَّدٌ صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَيْرُ مَبْعُوثٍ ومُبْتَعَثٍ.
وَبَعَثَه لكذا، فانْبَعَثَ. وَفِي حديثِ ابْن زَمْعَةَ (انْبَعَثَ أَشْقَاهَا) يُقَال: انْبَعَثَ فُلان، لشَأْنِه، إِذا ثارَ ومَضَى ذاهِباً لقضاءِ حاجَتِهِ.
(و) بَعَثَ (النَّاقَةَ: أَثارَها) فانْبَعَثَتْ: حَلَّ عِقَالَها، أَو كانَتْ بارِكَةً فهَاجَها. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة إِنَّ لِلْفِتْنَةِ بَعَثَاتٍ ووَقَفَاتٍ، فَمن اسْتطاع أَنْ يَموت فِي وَقَفاتِها فلْيَفْعَلْ. قَوْله: بَعَثاتٍ، أَي إِثارَاتٍ وتَهْيِيجاتٍ جمعُ بَعْثةٍ، وكلّ شيْءٍ أَثَرْته فقدْ بَعَثْتَه، وَمِنْه حديثُ عائِشةَ، رَضِي الله عنْهَا، (فَبَعثْنا البَعِيرَ، فإِذا العِقْدُ تَحْتَه) .
(و) بَعَثَ (فُلاناً مِن مَنامه) فانْبَعَثَ: أَيْقظَه، و (أَهَبَّهُ) . 9 وَفِي الحَدِيث: (أَتأَني اللَّيْلةَ آتِيَانِ، فابْتعَثانِي) ، أَي أَيْقظانِي من نوْمي.
وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ مَا كَانَ يَحْبِسُه عَن التَّصَرُّفِ والانْبِعاث.
وَفِي الأَساس: بَعَثَهُ، وبَعْثرَهُ: أَثارَه، وعَلى الأَمْرِ: أَثارَه. وتوَاصَوْا بالخَيْر، وتبَاعَثُوا عَليْهِ.
(والبَعْثُ) بِفَتْح فَسُكُون (ويُحَرَّكُ) وَهُوَ لُغَة فِيهِ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْوِ، وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً، والبَعْثُ يكونُ بَعْثاً للقوْم يُبْعَثُون إِلى وَجْه من الوجُوه، مثل السَّفْرِ والرَّكْب.
والبَعْثُ (: الجَيْشُ) ، يُقَال: كنْتُ فِي بَعْثِ فُلانٍ، أَي فِي جَيْشِه الَّذِي بُعث مَعَه، (ج بُعُوثٌ) ، يُقَال: خَرَج فِي البُعُوثِ: (وهم) الجُنُودُ يُبْعَثُون إِلى الثُّغُور. (و) اعْلَم أَنّ البَعْث فِي كَلَام العَرَب على وَجْهَيْن:
أَحدُهما: الإِرْسالُ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 103) مَعْنَاهُ أَرْسَلْنا.
والبَعْثُ: إِثارَةُ بارِكٍ، أَو قاعِدٍ.
والبَعْثُ أَيضاً: الإِحْياءُ من الله للمَوْتى، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 56) أَي أَحْيَيْناكُم.
والبَعْثُ (: النَّشْرُ) ، بَعَثَ المَوْتَى: نَشَرَهُم ليومِ البَعْثِ، وبَعَثَ الله الخَلْقَ يَبْعَثُهُمْ بَعْثاً: نَشَرَهم، من ذَلِك، وَفتح العَيْن فِي البَعْثِ كُلِّه لُغَةٌ.
وَمن أَسْمَائِه عَزّ وجلّ الباعِثُ: هُوَ الَّذِي يَبْعَثُ الخَلْقَ، أَي يُحْيِيهم بعد المَوْتِ يومَ القِيَامَةِ.
(و) البَعِثُ (كَكَتِفٍ: المُتَهَجِّدُ السَّهْرَانُ) كثيرُ الانْبِعاثِ من نَومه، وأَنشد الأَصمعيّ:
يَا رَبِّ رَبَّ الأَرِقِ اللَّيْلَ البَعِثْ
لم يُقْذِ عَيْنَيْهِ حِثَاثٌ المُحْتَثِثْ
(وبَعِثَ) الرَّجُلُ (كفَرحَ: أَرِقَ) من نَوْمهِ.
وَرجل بَعْثٌ، بِفَتْح فَسُكُون، وبَعَثْ، محرّكة، وبَعِثٌ، ككَتِف: لَا تَزالُ هُمُومُه تُؤَرِّقُه وتَبْعَثُه من نَوْمه، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
تَعْدُو بأَشْعَثَ قَدْ وَهَى سِرْبالُه
بَعْثٍ تُؤَرِّقُهُ الهُمُومُ فيَسْهَرُ
والجَمْع أَبْعَاثٌ.
وانْبَعَثَ الشَّيْءُ، وتَبَعَّثَ: انْدَفَعَ.
(وتَبَعَّثَ مِنّي الشِّعْرُ: انْبَعَث؛ كأَنَّه سَالَ) ، وَفِي بعض النّسخ الصّحاح: كأَنَّه سارَ.
(والبَعِيثُ) : الجُنْدُ، جمعه بُعُثٌ.
وبَعِيثُك نِعْمَةٌ، أَي مَبْعُوثُكَ (الَّذِي بَعَثْتَه إِلى الخَلق أَي أَرْسَلْتَه، فَعِيل بِمَعْنى مفعول) . وَالبَعِيثُ (: فَرَسُ عَمْرٍ وبنِ مَعْدِ يكَرِبَ) الزُّبَيْدِيّ، وبِنْتُه الكامِلَةُ يأْتي ذِكْرُها.
وبَاعِثٌ، وبَعِيثٌ: اسمانِ.
(و) البَعِيثُ (بنُ حُرَيْثٍ) الحَنَفِيّ (و) البَعِيثُ (بنُ رِزَامٍ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي التَّكْملة: والبَعِيثُ: بَعِيثُ بني رِزَامٍ التَّغْلبِيّ.
(و) أَبُو مالكٍ البَعِيثُ، واسْمه خِدَاشُ (بنُ بَشيرٍ) المُجَاشِعِيّ، هاكذا فِي نسخَتنَا وَفِي بَعْضهَا بِشْر، وَمثله فِي هامِش الصّحاح، وَهُوَ الصَّواب، وَهُوَ الَّذِي هَجَاه جَرِير.
وَفِي التّكملة: والبَعِيثُ بنُ بِشِيرٍ راكبُ الأَسدِ السُّحَيْمِيّ، (شُعَرَاءُ) سُمِّيَ الأَخِير لِقَوْلِه وَهُوَ من بني تَمِيم:
تَبَعَّثَ مِنّي مَا تَبَعَّثَ بَعْدَمَا اسْ
تَمَرَّ فُؤادِي واسْتَمَرّ مَرِيرِي
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَصَوَابه (واسْتَمَرّ عَزِيمِي) .
(والمُنْبَعِثُ) على صِيغَة اسْم الْفَاعِل: رَجُلٌ (من الصَّحابَةِ، وَكَانَ اسمُه مُضْطَجِعاً، فغَيَّرهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَفَاؤُلاً، وَذَلِكَ فِي نَوْبةِ الطّائفِ، وَهُوَ من عَبِيدِهِم، هَرَبَ كأَبِي بَكْرَةَ.
(وبُعَاثٌ بالعَيْن) الْمُهْملَة (وبالغَيْن) الْمُعْجَمَة (كغُرَاب، ويُثَلَّث: ع بِقُربه المَدينةِ) على مِيلَيْنِ مِنْهَا، كَمَا فِي نُسْخَة، وَهَذَا لَا يصحّ، وَفِي بَعْضهَا على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة، وَقد صَرّح بِهِ عِيَاضٌ، وابنُ قَرْقُول والفَيُّومِيّ، وأَهلُ الغَرِيبِ أَجمع، قَالَ شَيخنَا: وجَزمَ الأَكثرُ بأَنّه لَيْسَ فِي بَابه إِلا الضَّمّ كغُراب (و) فِي الْمِصْبَاح: بُعَاث، كغُراب: موضعٌ بِالْمَدِينَةِ، وتأْنيثه أَكثر، و (يومُه م) ، مَعْرُوف، أَي من أَيّامِ الأَوْسه والخَزْرَجِ، بَين المَبْعَث والهِجْرَةِ، وَكَانَ الظَّفَرُ للأَوْس.
قَالَ الأَزهريّ: وذَكَرَهُ ابْن المُظَفَّر هَذَا فِي كتاب العَيْن، فَجعله يَوْم بُغاث، وصَحَّفَه، وَمَا كَانَ الخَليلُ رحِمَه الله لِيَخْفَى عَلَيْهِ يومُ بُعاث، لأَنه من مشاهِيرِ أَيَّامه العَربِ، وإِنما صَحّفه اللَّيْثُ، وعَزاه إِلى خَلِيلِ نَفْسِه، وَهُوَ لسانُه، وَالله أَعلم.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ رضِيَ الله عَنْهَا، (وعِنْدَهَا جارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِما قِيلَ يومَ بُعَاثٍ) وَهُوَ هاذَا اليَوْمِ.
وبُعاثٌ: اسمُ حِصْنٍ للأَوْس.
قلت: وهاكذا ذكره أَبو عليّ القالِي فِي العَيْنِ المُهْمَلة، كغُرَاب، وَقَالَ: هاكذا سَمِعْناه من مَشَايِخنَا أَيضاً، وَهِي عِبارَةُ ابنِ دُرَيْد بعَيْنِهَا، ووافقهُ البَكحرِيّ، وصاحِبُ الْمَشَارِق، وَحكى أَبو عُبَيْدَة فِيهِ الإِعْجَام عَن الخلِيل، وَضَبطه الأَصِيلِيّ بالوَجْهَيْنِ، وبالمُعْجَمَة عندَ القابِسِيّ، وَهُوَ خطأٌ.
قَالَ شيخُنا: فهؤلاءِ كلّهم مُجْمِعُون على ضمُّ الباءِ، وَلَا قَائِل بِغَيْر الضمّ، فقولُ المصنّف: ويُثلَّث، غير صَحِيح.
(و) فِي حديثِ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ (لمّا صَالحَ نَصارَى الشَّامِ، كَتبُوا لَهُ؛ أَن لَا نُحْدِث كَنيسَةً وَلَا قَلِيَّةً، وَلَا نُخْرِج سَعَانِينَ وَلَا بَاعُوثاً) (البَاعُوثُ: اسْتِسْقاءُ النَّصَارَى) وَهُوَ اسمٌ سُرْيَانيّ، وَقيل: هُوَ بالغيْنِ المُعْجَمَة والتّاءِ المنقوطة، فَوْقهَا نُقْطتان، وَقد تقدّم الإِشارةُ إِليه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
البَعْثُ: الرَّسولُ، وَالْجمع البُعْثانُ.
والبَعْث: القوْمُ المُشْخَصُون، وَفِي حَدِيث القِيامة: (يَا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النّارِ) أَي المبعوثَ إِليها من أَهلها، وَهُوَ من بَاب تَسْمِيَة المَفْعُول بالمَصْدَر، وَهُوَ البَعِيثُ، وجمعُ البَعْثِ بُعُوث، وَجمع البَعِيثِ بُعُثٌ، قَالَ:
ولكِنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَليْنا
فصِرْنا بَيْن تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
وبَعَثَه على الشَّيْءِ: حَمَله على فِعْلِه.
وبَعَثَ عَليْهِم البَلاءَ: أَحَلَّهُ، وَفِي التَّنْزِيل: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 5) وانْبَعَثَ فِي السَّيْرِ، أَي أَسْرَعَ.
وقُرِىءَ {ياوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا} (سُورَة يس، الْآيَة: 52) أَي من بَعْثِ الله إِيّانا من مَرْقدِنا.
والتَّبْعَاتُ: تَفْعَالٌ من بَعَثَه، إِذا أَثارَهُ، أَنْشدَ ابنُ الأَعْرَابيّ:
أَصْدَرَهَا عَن كثْرَةِ الدَّآثِ
صاحِبُ ليْلٍ خَرِشِ التَّبْعاثِ
وباعيثا: مَوضِعٌ مَعْرُوف.
(ب ع ث) : (الْبَعْثُ) الْإِثَارَةُ يُقَالُ بَعَثَ النَّاقَةَ فَانْبَعَثَتْ أَيْ أَثَارَهَا فَثَارَتْ وَنَهَضَتْ وَمِنْهُ يَوْمُ الْبَعْثِ يَوْمَ يَبْعَثُنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ الْقُبُورِ (وَبَعَثَهُ) أَرْسَلَهُ وَمِنْهُ ضُرِبَ عَلَيْهِمْ (الْبَعْثُ) أَيْ عُيِّنَ عَلَيْهِمْ وَأُلْزِمُوا أَنْ يُبْعَثُوا إلَيَّ الْغَزْوِ وَقَدْ يُسَمَّى الْجَيْشُ (بَعْثًا) لِأَنَّهُ يُبْعَثُ ثُمَّ يُجْمَعُ فَيُقَالُ مَرَّتْ عَلَيْهِمْ الْبُعُوثُ أَيْ الْجُيُوشُ (وَبُعَاثٌ) مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ (وَيَوْمُ بُعَاثٍ) وَقْعَةٌ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ تَصْحِيفٌ عَنْ الْعَسْكَرِيِّ وَالْأَزْهَرِيِّ فِي سَرِقَةِ الْمُخْتَصَرِ.

درنك

درنك: الدُّرْنُوكُ: ضرب من الثياب له خمل قصير كخمل المناديل، وبه تشبه فروة البعير، قال :

عن ذي دَرانِيكَ، ولبداً أهدبا
(درنك) - ومن رُبَاعِيِّه في حديث عائشة، رَضى اللهُ عنها: "ستَرتُ على بَابِى دُرْنُوكاً" . : أي بِساطاً، وجَمعُه دَرانِكُ، وقيل: هي الطَّنَافِسُ، وقيل: كلُّ ثوبٍ ذى خَمْلِ.
[درنك] الدُرْنوكُ: ضربٌ من البُسُطِ ذو خَمْل، وتشبَّه به فروةُ البعير. قال الراجز * جعد الدرانيك رفل الا جلاد
[درنك] فيه: سترت على بابي "درنوكا" هو ستر له خمل وجمعه درانك. ومنه: صلينا معه على "درنوك" قد طبق البيت، وروى: درموك، وهو هو. ن: هو بضم دال أشهر من فتحها وبضم نون، وسترت بتشديد تاء. ك: ولعله كان معلقًا بباب المغتسل فناسب ذكر الاغتسال.

درنك: الدُّرْنُوك والدِّرْنيك: ضرب من الثياب أَو البُسْط، له خَمَل

قصير كخَمَل المناديل وبه يشبه فروة البعير والأَسد؛ قال:

عن ذي دَرَانيكَ ولِِبداً أَهْدَبا

وأَنشد الجوهري لرؤبة:

جَعْد الدَّرَانيك رفَلّ الأَجْلاد،

كأَنه مُخْتَضِب في أَجْساد

وقد يقال في جمعه دَرَانِك؛ قال الراجز:

أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا،

كأنّ فوق ظهره دَرَانِكا

والدُّرْنُوك والدِّرْنِكُ: الطِّنْفَسة؛ وأَما قول الراجز يصف بعيراً:

كأنه مُجلَّلٌ دَرَانكا

فقد يكون جمع دُرْنوك، وهو ما ذكرنا من أنه ضرب من الثياب له خَمَل قصير

كخَمَل المناديل، وإنما يريد أَن عليه وَبَرَ عامين أَو أَعوام، أَو

أَراد دَرَانِيكا فحذف الياء للضرورة، وقد يجوز أَن يكون جمع الدِّرْنك التي

هي الطِّنْفَسة. أَبو عبيدة: الدُّرْنوك البِساط، وجمعه دَرَانك. شمر:

الدَّرَانيك تكون سُتوراً وفُرُشاً، والدُّرْنُوك فيه الصفرة والحضرة،

قال: ويقال هي الطِّنَافس. وفي حديث ابن عباس قال: صليت معه على دُرْنوك قد

طَبَّق البيت كله، وفي رواية دُرْمُوك، بالميم، وهو على التعاقب.

درنك: الدُّرْنُوك والدِّرْنيك: ضرب من الثياب أَو البُسْط، له خَمَل

قصير كخَمَل المناديل وبه يشبه فروة البعير والأَسد؛ قال:

عن ذي دَرَانيكَ ولِِبداً أَهْدَبا

وأَنشد الجوهري لرؤبة:

جَعْد الدَّرَانيك رفَلّ الأَجْلاد،

كأَنه مُخْتَضِب في أَجْساد

وقد يقال في جمعه دَرَانِك؛ قال الراجز:

أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا،

كأنّ فوق ظهره دَرَانِكا

والدُّرْنُوك والدِّرْنِكُ: الطِّنْفَسة؛ وأَما قول الراجز يصف بعيراً:

كأنه مُجلَّلٌ دَرَانكا

فقد يكون جمع دُرْنوك، وهو ما ذكرنا من أنه ضرب من الثياب له خَمَل قصير

كخَمَل المناديل، وإنما يريد أَن عليه وَبَرَ عامين أَو أَعوام، أَو

أَراد دَرَانِيكا فحذف الياء للضرورة، وقد يجوز أَن يكون جمع الدِّرْنك التي

هي الطِّنْفَسة. أَبو عبيدة: الدُّرْنوك البِساط، وجمعه دَرَانك. شمر:

الدَّرَانيك تكون سُتوراً وفُرُشاً، والدُّرْنُوك فيه الصفرة والحضرة،

قال: ويقال هي الطِّنَافس. وفي حديث ابن عباس قال: صليت معه على دُرْنوك قد

طَبَّق البيت كله، وفي رواية دُرْمُوك، بالميم، وهو على التعاقب.

درنك
الدُّرنوك، بالضمًّ: ضربٌ من الثيابِ، أَو ضرب من البُسُطِ ذُو خَمْلٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد غيرُه قصِير كخمْلِ المَنادِيلِ، قَالَ الجَوهَريُّ: وتشبَّه بِهِ فروَةُ البَعِيرِ، زادَ غيرُه والأسَد، قَالَ الرّاجِزُ، وَهُوَ رُؤبَة: جَعْد الدَّرانِيكِ رفًلِّ الأجْلادْ كَأَنَّهُ مخْتَضِب فِي أَجسادْ وَالَّذِي فِي العُباب: ضخْمِ الدَّرانِيكِ رِفَلِّ الأَجْلالْ وَقَالَ غَيره فِي الأَسَدِ: عَنْ ذِي دَرانيكَ ولِبد أَهْدَبَا وَيُقَال أَيضاً فِي جَمعه الدَّرانِكُ، قَالَ ذُو الرمَّة يَصِف جَمَلاً:
(عَبنى القَرَا ضخْمِ العَثانِينِ أَنْبتت ... مَناكبه أَمْثالَ هُدْبِ الدَّرانكِ)
وَقَالَ العَجّاج: كأَنَّ فوْق مَتْنِه دَرانِكا يُرِيدُ أَنّ علية وبَرَ عامَين، أَو أَعْوام كالدِّرنِيكِ، بالكَسرِ. والدّرنوك الطِّنفِسَةُ، كالدرْنكِ كزِبْرِجِ وَكَذَلِكَ الدّرمُوك بالميمِ، على التَّعاقب. وَقَالَ شَمِرٌ: الدَّرانِيكُ تَكونُ ستوراً وتَكُون فُرشاً، والدُّرْنُوك فِيهِ الصُّفْرَةُ والخُضْرَة، قالَ: ويُقالُ: هِيَ الطَّنافِس.
وَمِمَّا يستدْرَكُ عَلَيْهِ: أدْرُنْكَةُ، بضَم فسُكُون: قريَة بالصَّعِيدِ فوقَ أَسْيُوط، وزَرْعُها الكَتّان حَسبما نَقَله ياقُوت.

جبر

جبر
: (الجَبْرُ: خِلافُ الكَسْرِ) ، والمادَّة موضُوعةٌ لإِصلاح الشيْءِ بضَرْب من القَهْر.
(و) من المُحْكَم لِابْنِ سِيدَه: الجَبْرُ: (المَلِكُ) ، قَالَ: وَلَا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ، إِلّا أَن ابنَ جِنِّي قَالَ: سُمِّيَ بذالك لأَنه يَجبُر بجُودِه. وَلَيْسَ بقَوِيّ، قَالَ ابنُ أَحمر:
واسْلَمْ براوُوقٍ حُيِيتَ بِهِ
وانْعَمْ صَباحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
قَالَ: وَلم يُسمَع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلّا فِي شِعر ابنِ أَحمرَ، قَالَ: حَكَى ذالك ابنُ جنِّي، قَالَ: وَله فِي شِعر ابنِ أَحمرَ نظائرُ كلُّا مذكورٌ فِي موَاضعه. وَفِي التَّهْذِيب: عَن أَبي عَمْرو: يُقَال للمَلِك جَبْرٌ.
(و) الجَبْرُ: (العَبْدُ) ، عَن كُرَاع، ورُوِيَ عَن ابْن عَبّاس فِي جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ، كَقَوْلِك: عبدُ الله وعبدُ الرَّحمان. وَقَالَ الأَصمعيّ: معنى (إِيل) هُوَ الرُّبُوبِيّةُ فأُضِيفَ (جَبْر) (ومِيكا) إِليه. قَالَ أَبو عُبَيْد: فكأَنّ مَعْنَاهُ عبدُ إِيل، رجل إيل. (ضدٌّ) .
(و) قَالَ أَبو عَمْرو؛ (الجَبْرُ: (الرَّجُلُ) ، وأَنشدَ قولَ ابنِ أَحمرَ:
وانْعَمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
أَي أَيُّها الرجلُ.
(و) الجَبْر أَيضاً: (الشُّجاعُ) وإِن لم يكن مَلِكاً.
(و) الجَبْرُ: (خِلافُ القَدَر) ، وَهُوَ تَثْبيتُ القَضَاءِ والقَدَر، وَمِنْه الجَبْريَّةُ، وسيأْتِي.
(و) الجَبْرُ: (الغُلامُ) ، وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أَحمرَ.
(و) الجَبْرُ: إسمُ (العُود) الَّذِي يُجْبَر بِهِ.
(ومُجَاهدُ بنُ جَبْر) أَبُو الحَجّاج المَخْزُوميُّ مَوْلَاهم المَكِّيُّ: (مُحَدِّثٌ) ثِقَةٌ، إِمامٌ فِي التَّفْسير. وَفِي العلْم، من الثَّالِثَة، مَاتَ بعدَ الْمِائَة بأَربع أَو ثَلَاث، عَن ثلاثِ وَثَمَانِينَ.
(وجَبَرَ العَظْمَ) مِن الكَسْر، (و) مِن المَجَاز: جَبَرَ (الفَقيرَ) مِن الفَقْر، وكذالك اليَتِيمَ، كَذَا فِي المُحْكَم (يَجْبُره) (جَبْراً) ، بفتحٍ فسكونٍ، و (جُبُوراً) ، بالضَّمّ، (وجِبَارَةً) ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحْيَانيِّ.
(وجَبَّرَه) المُجَبِّرُ تَجْبِيراً، (فَبَرَ) العَظْمُ والفَقِيرُ واليَتِيمُ (جَبْراً) بفتحٍ فسكونٍ، (وجُبُوراً) بالضمّ، (وانْجَبَرَ) واجْتَبَرَ، (وتَجَبَّرَ) ، وَيُقَال: جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً، وجَبَرَ العظْمُ بنَفسِه جُبوراً، أَي انْجَبرَ، وَقد جَمَع العَجّاج بسن المتعدِّي واللَّازمِ، فَقَالَ:
قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلاهُ فجَبَرْ
قلتُ: وَقَالَ بعضْهم: الثَّانِي تأْكيدٌ للأَوّل، أَي قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه، كَذَا فِي البَصَائِر. قَالَ شيخُنا: وَقد خَلَطَ المصنَّفُ بَين مَصْدَرَى الّلازِمِ والمتعدِّي، وَالَّذِي فِي الصّحخاح وغيرِه التفصيلُ بَينهمَا؛ فالجُبُورُ كالقُعُودِ مصدرُ اللازمِ، والجَبْرُ مصدرُ المتعدِّي، وَهُوَ الَّذِي يَعْضُده القِياسُ. قلتُ: قولُ اللِّحْيَانِّي فِي النَّوادر: جَبَرَ اللهُ الدِّينَ جَبْراً، فجَبَرَ جُبُوراً، ولاكنه تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِيمَا أَوردَه من نَصِّ عِبَارَته على عادَتِه، وَقد سُمِعَ الجُبُورُ أَيضاً فِي المتعدِّي، كَمَا سُمِهَ الجبْرُ فِي اللَّازم، ثمّ قَالَ شيخُنَا: وظاهرُ قولِه: جَبَرْتُ لعَظْمَ والفَقِيرَ، إِلخ، أَنه حقيقةٌ فيهمَا، والصَّوابُ أَن الثانيَ مَجازٌ.
قَالَ صاحبُ الواعِي: جَبَرْتُ لفقيرَ: أَغْنَيْتُه، مثْل جَبَرتُه من الكَسْر، وَقَالَ ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شرح الفَصِيح: وأَصلُ ذالك، أَي جَبْرِ الفقيرِ، مِن جَبْرِ العَظْمِ المُنْكسِر، وهوَ إِصلاحُه وعِلاجُه حَتَّى يَبْرَأَ، وَهُوَ عامٌّ فِي كلّ شيْءٍ؛ على التشْبِيهِ والاستعارةِ، فلذالك قهيل: جَبَرْتُ الفقيرَ، إِذا أَغْنَيْتهَ؛ لأَنه شَبَّه فَقْرَه بانكسارِ عَظْمِه، وغِنَاه بجَبْره، ولذالك قيل لَهُ: فَقِيرٌ؛ كأَنه قد فُقِرَ ظَهْرُه، أَي كُسِرَ فَقارُه.
قلْت: وعبارةُ الأَساس صريحةٌ فِي أَن يكونَ الجَبْرُ بمعنىَ الغِنَى حَقِيقَة لَا مَجازاً، فإِنه قَالَ فِي أَوَّل التَّرْجَمَة: الجَبْرُ أَن يُغْنِيَ الرجلَ مِن فَقْرٍ، أَو يُصْلِحَ العَظْمَ من كَسْرٍ ثمَّ قَالَ فِي المَجَاز فِي آخر التَّرْجَمَة: وجَبَرتُ فلَانا فانْجَبَرَ: نَعَشْتُه فانْتَعَشَ. وسيأْتي.
وَقَالَ اللَّبْلِيُّ فِي شرح الفَصِيح: جَبَرَ من الأَفعال الَّتِي سَوَّوْا فِيهَا بَين اللَّازمِ والمتعدِّي، فجاءَ فِيهِ بلفظٍ وَاحِد، يُقَال: جَبَرتُ الشيءَ جَبْراً، وجَبَرَ هُوَ بنفسِه جُبُوراً، ومثلُه صَدَّ عَنهُ صُدُوداً، وصَدَدْتُه أَنا صَدًّا.
وَقَالَ ابْن الأَنباريِّ: يُقَال جَبَّرتُ اليَدَ تَجْبِيراً.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي (فعل وأَفعل) : لم أَسمع أَحداً يَقُول: أَجبرتُ عَظْمَه. وَحكى ابنُ طَلْحَةَ أَنه يُقَال: أَجبرْتُ العَظْمَ والفَقِرَ، بالأَلف. وَقَالَ أَبو عليّ فِي (فعلت وأَفعلت) : يُقَال: جَبَرتُ العَظْمَ وأَجْبَرتُه. وَقَالَ شيخُنَا: حكايةُ ابنِ طَلْحَةَ فِي غَايَة الغَرَابةِ خَلَتْ عَنْهَا الدَّواوِينُ الْمَشْهُورَة.
(واجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ) ، وَفِي المُحْكَم: جَبَرَ الرَّجلَ: (أَحْسَنَ إِليه، أَو) كَمَا قَالَ الفارسيّ: جَبَرَه. (أَغْنَاه بعدَ فَقْرٍ) ، قَالَ: وهاذه أَلْيقُ العِبَارتَيْن، (فاستَجْبَر واجتَبَرَ) .
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: جَبَرتُ فاقَةَ الرجلِ، إِذا أَغنيتَه.
وَفِي التَّهْذيب: واجُتَبَرَ العَظْمُ مثل انْجَبَرَ، يُقَال: جَبَرَ اللهُ فلَانا فاجْتَبَرَ، أَي سَدَّ مَفاقِرَه، قَالَ عَمْرُو بن كُلْثُومٍ:
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فَلَا اجْتَبَرْ
وَلَا سَقَى الماءَ وَلَا راءَ الشجَرْ
معنى عالَ: جارَ ومالَ.
(و) جَبَرَه (على الأَمْر) يَجْبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً: (كأَجْبَرَه) ، فَهُوَ مُجْبَر، الأَخيرَةُ أَعْلَى، وَعَلَيْهَا اقتَصَر الجوهَرِيُّ كصاحب الفَصِيح، وحكاهما أَبو عليَ فِي (فعلت وأَفعلت) ، وكذالك ابْن دُرُسْتَوَيْهِ والخَطّابيُّ وصاحبُ الواعِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: جَبَرَه لغةُ تَمِيم وَحْدَهَا، قَالَ: وعامَّةُ العربِ يَقُولُونَ: أَجْبَرَه. وَقَالَ الأَزهريُّ: وجَبَرَه لغةٌ معروفةٌ، وَكَانَ الشافعيُّ يَقُول: جَبَرَ السُّلْطَانُ، وَهُوَ حِجازيٌّ فَصِيحٌ؛ فهما لُغَتَانِ جَيِّدتانِ: جَبَرْتُه وأَجْبَرْتُهُ غير أَن النَّحْوِيِّين استَحبُّوا أَن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد كَسْرِه، وجَبْرِ الفَقِيرِ بعد فاقَتِه، وأَنْ يكون الإِجبارُ مَقْصُورا على الإِكراه؛ ولذالك جعلَ الفَرّاءُ الجَبّارَ مِن أَجبرتُ لَا مِن جَبَرتُ، كَمَا سيأْتي.
وَفِي البَصَائِر: والإِجْبَارُ فِي الأَصل: حَمْلُ الغيرِ على أَن يَجْبُرَ الأَمْرَ، لَكِن تُعُورِفَ فِي الإِكراه المجرَّد، فَقَوله: أَجْبَرْتُه على كَذَا، كَقَوْلِك: أَكْرَهْتُه.
(وتَجَبَّرَ) الرجلُ، إِذا (تَكَبَّرَ) .
(و) تجَبَّرَ النَّبْتُ و (الشَّجَرُ: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ) ، وظَهَرَتْ فِيهِ المَشْرَةُ وَهُوَ يابِسٌ، وأَنشَدَ اللِّحْيَانيُّ لامرىءِ القَيْس:
ويَأْكُلْنَ مِن قَوَ لُعَاعاً ورِبَّةً
تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ فَهُوَ نَمِيصُ
قَوّ: موضعٌ، واللُّعَاع: الرَّقِيقُ من النَّبَات فِي أَوّل مَا يَنْبُتُ، والرِّبَّةُ: ضَرْبٌ من النَّبات، والنَّمِيصُ: النَّبَاتُ حِين طَلَعَ وَرَقُه. وَقيل: معنى هاذا القِيتِ أَنه عادَ نابِتاً مُخْضَرًّا بعد مَا كَانَ رُعِيَ؛ يَعْنِي الرَّوْضَ.
وتَجَبَّرَ النَّبْتُ، أَي نَبَتَ بعد الأَكل. وتبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ، إِذا نَبَتَ فِي يابِسِه الرَّطْبُ.
(و) تَجَبَّرَ (الكَلأُ: أُكِلَ، ثمَّ صَلَحَ قَلِيلاً) بعد الأَكل.
(و) تَجَبَّرَ (المَرِيضُ: صَلَحَ حالُه) . وَيُقَال للْمَرِيض: يَوْمًا تَرَاه مُتَجَبِّراً، وَيَوْما تَيْأَسُ مِنْهُ، معنى قَوْله؛ مُتَجَبِّراً. أَي صالِحَ الْحَال.
(و) تَجَبَّرَ (فلانٌ مَالا: أَصابَه، و) قيل تَجَبَّرَ (الرجلُ: عادَ إِليهما ذَهَبَ عَنهُ) . وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَجَبَّرَ الرَّجلُ، فِي هاذَا المعنَى، فَلم يُعَدِّه. وَفِي التَّهْذِيب: تَجَبَّرَ فلانٌ: إِذا عادَ إِليه مِن مَاله بعضُ مَا ذَهَب.
(والجَبَرِيَّةُ، بالتَّحْرِيك: خلافُ القَدَرِيَّةِ) ، وَهُوَ كلامٌ مُوَلَّدٌ. وَفِي الصّحاح: الجَبْرُ خلَافُ القَدْرِ. قَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ كلامٌ مولَّد: قَالَ اللَّبلّى فِي شرح الفَصِيح: وهم فرقةٌ أَهلُ أَهواءٍ، مَنْسُوبُون إِلى شيخهم الحُسَيْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِيِّ، وهم الَّذين يَقُولُونَ: لَيْسَ للعَبْد قُدْرَةٌ، وأَنّ الحَرَكاتِ الإِراديَّةَ بمثَابَة الرِّعْدَةِ والرَّعْشَةِ، وهاؤلاءِ يَلْزمُهُم نَفْيُ التَّكْلِيفِ.
وَفِي اللِّسَان: الجَبْرُ تَثْبِيتُ وُقُوعِ القَضَاءِ والقَدَرِ، والإِجبارُ فِي الحُكْمِ، يُقَال: أَجْبَرَ القاضِي الرجلَ على الحُكْم، إِذا أَكْرَمَه عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: والجَبْرِيَّةُ: الَّذين يقولُون أَجْبَرَ اللهُ العِبَادَ على الذُّنُوب، أَي أَكْرَهَهُم، ومَعاذَ اللهِ أَن يُكْرِهَ أَحداً على مَعْصِيَة. (و) قَالَ بعضُهم: إِن (التَّسْكِينَ لحْنٌ) فِيهِ، والتَّحْرِيكَ هُوَ الصَّوابُ، (أَو هُوَ) أَي التَّسْكِينُ للجَبْر، قَالَ شيخُنَا وَهُوَ الظّاهِرُ الجارِي على القِيَاس. (و) قَالُوا فِي (التَّحْرِيك) : إِنه (للإِزْدِواج) أَي لمناسبة ذِكْرِه مَعَ القَدَرِيَّة، وَقد تقدَّم أَنها مُوَلَّدة.
وَفِي الفَصِيح قومٌ جَبْرِيَّةٌ بسكونِ الباءِ أَي خِلافُ القَدَرِيَّة وقالالحافظُ فِي التَّبصير: وَهُوَ طَريقُ متَكلِّمِي الشَّافِعِيَّة. وَفِي البصائر: وهاذا فِي قَول المتقدِّمين، وأَما فِي عُرْف المتكلِّمين، فَيُقَال لَهُم: المُجبرَة، وَقَالَ: وَقد يُستعمَل الجَبر فِي القَهر المجرَّد، نَحْو قَوْله صلّى الله عليْه وسلّم: (لَا جَبر وَلَا تَفويض) .
(والجَبّار) هُوَ (اللهُ) ، عزَّ اسْمُه و (تعالَى) وتَقدَّسَ القاهر خَلْقه على مَا أَراد من أَمْرٍ ونَهيٍ. وَقَالَ ابْن الأَنباريّ: الجبّار فِي صفة الله عزّ وجلّ: الَّذِي لَا يُنال، وَمِنْه جَبّارُ النَّخلِ. قَالَ الفَرْاءُ: لم أَسمع فَعْالاً من أفْعلَ إِلّا فِي حرفَين، وَهُوَ جَبّارٌ من أَجْبرتُ، ودَرَّاكٌ من أَدْرَكتُ.
قَالَ الأَزهريُّ: جَعلَ جَبّاراً فِي صِفة الله تعالَى، أَو صِفة العبَاد من الإِجبار، وَهُوَ القَهْر والإِكراه، لَا من جَبَرَ.
وَقيل: الجَبَّار: العالِي فَوقَ خَلْقِه، ويجوزُ أَن يكونَ الجَبّار فِي صِفَة الله تعالَى من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَى، وَهُوَ تَباركَ وتعالَى جابِرُ كُلِّ كَسيرٍ وفَقيرٍ، وَهُوَ جابرُ ديِنه الَّذِي ارتَضاه كَمَا قَالَ العجّاج:
قد جَبَر الدِّينَ الإِلاهُ فَجَبَرُ
وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وَجهَه: وجَبّار القُلوبِ على فِطَرَاتها) ؛ هُوَ مِن جَبْر العَظم المكسور كأَنه أَقام القُلوبَ وأَثْبتَها على مَا فَطَرَها عَلَيْهِ من معرفتِه، والإِقرار بِهِ، شَقِيَّها وسعِيدَها. قَالَ القُتَيْبِيُّ: لم أَجعلْه مِن أَجْبَرت؛ لأَنّ أَفْعلَ لَا يقَال (فِيهِ) فعْال. وَقيل: سُمِّيَ الجبَّارَ (لتكَبُّرِه) وعُلوِّه.
(و) الجَبَّار فِي صِفَةِ الخَلقِ: (كلُّ عاتٍ) متَمرِّدٍ. وَمِنْه قَوْلهم: وَيْلٌ لجَبّارِ الأَرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ، وَبِه فَسَّرَ بعضُم الحديثَ فِي ذِكر النّارِ: (حَتَّى يَضَع الجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَه) . ويَشْهد لَهُ قولُه فِي حديثٍ آخر: (إِنَّ النارَ قَالَت: وُكِّلْت بِثَلَاثَة: بمَن جَعَل مَعَ اللهِ إِلاهاً آخَرَ، وبكلِّ جَبّار عَنِيد، والمصَوِّرِين) . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَبّار: المتكبِّر عَن عبادةِ الله تَعَالَى، وَمِنْه قولهُ: {وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً} (مَرْيَم: 14) وَفِي الحَدِيث (أَن النبيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم حَضَرَتْه امرأَةٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ، فتأَبَّتْ، فَقَالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: دَعُوهَا فإِنهَا جَبّارَةٌ) ، أَي عاتِيَةٌ متكبِّرةٌ. (كالجِبيِّرِ، كسِكِّيتِ) ، وَهُوَ الشَّدِيدُ التَّجبُّرِ.
(و) الجَبّارُ: (إسمُ الجَوْزاءِ) ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: طَلَعَ الجَبّارُ؛ لأَنها بصورةِ مَلِكٍ مُتَوَّجٍ على كُرْسِيَ. كَذَا فِي الأَساس.
(و) مِنَ المَجَازِ: (قَلْبٌ) جَبّارٌ (لَا تَدخلُه الرَّحْمَةُ) ؛ وذالك إِذا كَانَ ذَا كِبْرٍ لَا يَقْبلُ مَوعظةً.
(و) الجَبّار: (القَتَّالُ فِي غير حَقَ) . وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} . وكذالك قولُ الرجلِ لمُوسَى عَلَيْهِ السّلامُ فِي التَّنْزِيل العَزِيز: {إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاْرْضِ} (الْقَصَص: 19) أَي قَتّالاً فِي غير الحَقّ. وكلُّه رجعٌ إِلى معنى التَّكَبُّر.
(و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: (العَظِيمُ الطَّوِيلُ القَوِيّ جَبّارٌ) ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ} قَالَ: أَرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَمَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي الأَساس: وَقد فُسِّرَ بعِظامِ الأَجْرَامِ. قَالَ الأَزهريُّ: كأَنَّه ذَهَب إِلى الجَبّار من النَّخِيل، وَهُوَ الطَّوِيلُ الَّذِي فاتَ يدَ المُتَنَاوِلِ. وَيُقَال: رجلٌ جَبّارٌ، إِذا كَانَ طَويلا عَظِيما قَوِيًّا؛ تَشْبِيها بالجَبَّار من النَّخْل.
(و) جَبّارُ (بنُ الحَكَمِ) السُّلميّ، قيل: لَهُ وِفَادَة: أَسْلَمَ وصَحِبَ ورَوَى، قالَه ابْن سَعْد.
(و) جَبّارُ (بنُ سُلْمَى) ، وَفِي بعض النُّسَخ: سَلْمُ بنُ مالِكِ بنِ جعفرٍ العامِريُّ، لَهُ وِفَادة، وَهُوَ جدّ والِدِ السَّفَّاح؛ فإِنْ أُمَّه أُمُّ سَلَمَةَ بنتُ يعقوبَ بنِ سَلَمَةَ بنِ المُغِيرة، وأُمّها هندُ بنتُ عبد اللهِ بنِ جَبّار. (و) جَبّارُ (بنُ صَخْرِ) بنِ أُمَيَّة بن خَنْسَاءَ بنِ عُبَيْدِ بنِ عدِيِّ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ السُّلميُّ، بَدْرِيُّ كبيرٌ، وَقيل: إِن اسمَه جابِرٌ، والأَصَحُّ جَبّار، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ.
(و) جَبّارُ (بنُ الحارِثِ) الحَدَسيّ المناريّ، لَهُ وِفادَةٌ، وروايةُ حَدِيثِه عِنْد وَلَدِه: (صحَابِيُّون) رضيَ اللهُ عَنْهُم، (الأَخِيرُ سَمّاه) النبيُّ (صلَّى اللهُ عليْه وسلّم عبدَ الجَبّارِ) ، هاكذا ذَكَره المحدِّثون.
(وجَبّارٌ الطّائِيُّ: محدِّثٌ) عَن ابْن عَبّاس، وَعنهُ أَبو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، قَالَه الذَّهبيّ، وَهُوَ غيرُ جَبّارِ بنِ عَمْرٍ والطّائِيِّ المَلَقَّبِ بالأَسَدِ الرَّهِيصِ.
وجَبّارٌ فارِسُ الضُّبَيبِ.
وأَبو الرَّيَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبّاريّ، مَدَحَه ابنُ الرِّقاع.
وعُقْبَةُ بنُ جَبّارٍ، عَن ابْن مَسْعُود.
وبِشْرُ بنُ قَيسِ بنه جَبّار، مشهورٌ بالبُخْل، وَفِيه يقولُ الشَّاعِر:
لَو أَنَّ قِدْراً بَكَتْ مِن طُول مَجْلِسِها
على العُفُوق بَكَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
مَا مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها
وَلَا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَيْنِ مِن نارِ
وعُقْبَةُ بنُ جابرٍ البَصْرِيّ الْمِنْقَريّ الجَبّارِيّ.
وَجَبّارُ بنُ سُلْمَى بنِ مالِ بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ، الَّذِي طَعَنَ عامرَ بنَ فُهَيْرَةَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ، ثمَّ أَسْلَمَ، وانْظُرْه فِي فهر.
وجَبّارُ بن جَبْرٍ العَبْدِيّ، عَن أَبي الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بن نَعامَةَ، عَن أَبِيه، تاريخُ مَرْوَ.
وجَبّارُ بنُ مالكٍ الفَزَارِيّ، شاعرٌ فارهسٌ.
وشَمْعَلَةُ بنُ طَيْسَلَةَ بنِ جَبّارٍ، شاعرٌ إِسلاميّ. ذَكَرَهم الأَمِيرُ.
(و) الجَبّارُ، بِغَيْر هاءٍ، حَكاه السِّيرافيّ: (النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ الفَتِيَّةُ) . قَالَ الجوهريّ: الجَبّارُ مِن النَّخل: مَا طالَ وفَاتَ اليَدَ، قَالَ الأَعشى:
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه
عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِن الطَّيْرِ تَنْعَبُ ونَخْلَةٌ جَبّارةٌ، أَي عظيمةٌ سَمِينةٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وَهِي دُونَ السَّحُوقِ. وَفِي المُحْكَم: نخْلَةٌ جَبّارةٌ: فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايةَ الطُّولِ، وحَمَلَتْ، والجَمْعُ جَبّارٌ، قَالَ:
فاخِراتٌ ضُلُوعها فِي ذُرَاها
وأَناضَ العَيْدَانُ والجَبّارُ
وَقَالَ أَبو حنيفةَ: الجَبّارُ: الَّذِي قد ارتُقِيَ فِيهِ وَلم يَسقُط كَرْمُه، قَالَ: وَهُوَ أَفْتَى النَّخْلِ وأَكرَمُه.
(و) قد (تُضَمُّ) ، وهاذه عَن الصَّغانيّ.
(و) الجَبّارُ أَيضاً: (المُتَكَبِّرُ الَّذِي لَا يَرَى لأَحَدٍ عَلَيْهِ حَقًّا) ، يُقَال: هُوَ جَبّارٌ من الجَبَابِرَة، (فَهُوَ بَيِّنُ الجِبْرِيَّةِ والجِبْرِيَاءِ، مكسورتَيْن) غير أَنْ الأُولَى مشدَّدةُ الياءِ التحتيَّة، والثانيةَ ممدوةٌ (والجِبِرِيَّةِ، بكَسَراتٍ) مَعَ تشديدِ التحيّة، (والجَبَرِيَّة) محرَّكة، ذَكَره كُرَاع فِي المجرَّد (والجَبَرُوَّةِ) ، بضمِّ الراءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحَةِ، وَقد جاءَ فِي الحَدِيث: (ثمَّ يكونُ مُلْكٌ وَجَبَرْوَّةٌ) ؛ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. (والجَبَرُوتَا) ، على مِثَال رَحَمُوتَا، نقلَه شُرّاحُ الفَصِيح كالتُّدْمِيرِيِّ وَغَيره، و (الجَبَرُوتِ) ، الأَربعةُ (مُحَرَّكاتٌ) ، وهاذا الأَخيرُ من أَشهرِهَا، وَفِي الحَدِيث: (سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ) قَالَ ابنُ لأَثِير، والفِهْرِيُّ شارحُ الفَصِيح، وابنُ مَنْظُورٍ، وغيرُهم: هُوَ فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر والقَسْر، والتاءُ فِيهِ زائدةٌ للإِلحاق بقَبَرُوس، ومثلُه مَلَكُوت من المُلْك، ورَهَبُوت من الرَّهْبَة، ورَغَبُوت من الرَّغْبَة، ورَحَمُوت من الرَّحْمَة، قيل: وَلَا سادِسَ لَهَا، قَالَ شيخُنا: وَفِيه نَظَرٌ، وَفِي العِناية: الجَبْرُوتُ: القَهْرُ والكِبْرِيَاءُ والعَظَمةُ، ويُقَابِله الرَّأْفَةُ. (والجَبْرِيَّةِ) بسكونِ الموحَّدةِ وتشديدِ التحتيَّةِ (والجَبْرُوَّة) ، هُوَ مثل الَّذِي تقدَّم؛ غير أَن الموحَّدةَ هُنَا ساكنةٌ، (والتَّجْبَار والجَبُّورَةِ) مثلِ الفَرُّوجَةِ، (مَفْتُوحات، والجُبُّورَةِ والجُبْرُوتِ، مضمومتَيْن) ، فهالاءِ ثلاثةَ عشرَ مصادرَ، ذَكَرها أَئِمَّةُ الغَرِيب، وَهِي مفرَّقة فِي الدَّواوين، وَمِمَّا زيدَ عَلَيْهِ: جَبُّورٌ، كتَنّور، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ فِي النَّوَادِر، وكُراع فِي المجرَّد، وجُبُور، بالضمّ، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ، وجَبَريَّا محرَّكة، ذكره أَبو نصرٍ فِي الأَلفاظ، وجَبْرَؤوت، كعَنْكَبُوت، ذَكَره التدْمِيرِيُّ شارحُ الفصيحِ، والجِبْرِيَاءُ، ككِبْرِيَاءَ، أَوردَه فِي اللِّسَان، فَصَارَ الْمَجْمُوع ثمانيةَ عشرَ، وَمعنى الكلِّ الكِبْر. وأَنشد الأَحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيِّ يُعَاتِبُ رجلا كَانَ والِياً على أُضاخَ:
فإِن إِنْ عادَيْتَنِي غَضِبَ الحَصَى
عَلَيْك وذُو الجُبَّورة المَتغطرِفُ
يَقُول: إِن عادَيْتَنِي غَضِبَ عَلَيْك الخَلِيقَةُ، وَمَا هُوَ فِي العَدَد كالحَصَى، والمُتَغَطرف: المتكبِّر.
(وجَبْرَائِيلُ) : عَلَمُ مَلَك، مَمْنُوع من الصَّرف للعَلَمِيَّة والعُجْمَةِ، والتَّرْكِيبِ المَزْجِيِّ، على قولٍ، (أَي عبدُ اللهِ) . قَالَ الشِّهَاب: سُرْيانيٌّ، وَقيل؛ عِبْرانيّ، وَمَعْنَاهُ عبدُ الله، أَو عبدُ الرَّحمان، أَو عبدُ العَزِيز. وَذكر الجوهريُّ والأَزهريُّ وكثيرٌ من الأَئِمَّة أَنّ (جَبْر) (ومِيك) بِمَعْنى عَبْد. و (إِيل) إسم الله، وصَرَّح بِهِ البُخارِيُّ أَيضاً، ورَدَّه أَبو عليَ الفارسيُّ بأَنَّ إِيل لم يَذكره أَحدٌ فِي أَسمائه تعالَى. قَالَ الش 2 هَاب: وهاذا لَيْسَ بشيْءٍ. قا لشيخُنا: ونُقِلَ عَن بَعضهم أَنْ إِيلَ هُوَ العَبْدُ، وأَنْ مَا عَداه هُوَ الإِسمُ مِن أَسماءِ الله، كالرَّحمان والجَلالة، وأَيَّدَه اختلافُها دُونَ إِيل، فإِنه لازِمٌ، كَمَا أَنْ عَبْداً دَائِما يُذْكَرُ، وَمَا عَداه يَختلفُ فِي العربيَّة، وزادَه تأْييداً بأَن ذالك هُوَ المعروفُ فِي إِضافة العَجَمِ. وَقد أَشار لمثل هاذا البحثِ عبدُ الحَكِيم فِي حَاشِيَة البَيْضَاوِيِّ. قلتُ: وأَحسنُ مَا قِيل فِيهِ أَن الجَبْرَ بمنزلةِ الرَّجُلِ، والرجلُ عبدُ الله، وَقد سُمِعَ الجَبْرُ بِمَعْنى الرَّجُلِ فِي قَول ابنِ أَحْمَرَ، كَمَا تَقَدَّمتِ الإِشارُ إِليه، كَذَا حَقَّقَه ابنُ جِنِّي فِي الْمُحْتَسب. (فِيهِ لُغاتٌ) قد تَصَرَّفَتْ فِيهِ العربُ على عَادَتهَا فِي الأَسماءِ الأَعجميَّة، وَهِي كثيرٌ.
وَقد ذَكَر المصنِّف هُنَا أَربعَ عشرَةَ لُغَة:
الأُولَى: جَبْرَئِيلُ، (كَجَبْرَعِيل) ، قَالَ الجوهريُّ: يُهمَز وَلَا يُهمَز، قَالَ الشِّهاب: وَمن قَواعدهم المشهورةِ أَنَّهم يُبْدِلُون همزَةَ الْكَلِمَة بالعَيْن، عِنْد إِرادة البَيَانِ، وَعَلِيهِ جَرَى سِيبَوَيْهِ فِي الْكتاب، فمَن دُونَه، وَمِنْهُم مَن نَظَّءرَه بسَلْسَبِيل، وَبهَا قرأَ حمزةُ والكسائيُّ، وَهِي لغةُ قيس وتَمِيم. وَقَالَ الجوهريُّ: وأَنشدَ الأَخْفِشُ لكَعْبِ بنِ مَالك:
شَهِدْنا فَمَا تَلْقَى لنا مِن كَتِيبَةٍ
يَدَ الدَّهْرِ إِلّا جَبْرَئِيلُ أَمامُهَا
قَالَ ابْن بَرِّيَ: وَرفع (أَمامها) على الإِتباع؛ لنَقْلِه من الظُّرُوف إِلى الأَسماءِ.
(و) الثانيةُ: جِبْرِيلُ، بِالْكَسْرِ مثالُ (حِزْقِيل) ، وَهِي أَشهرُهَا وأَفصحْهَا، وَهِي قراءَةُ أَبي عَمْرو ونافعٍ وابنِ عامرٍ وحَفْص عَن عَاصِم، وَهِي لغةُ الحِجَاز، وَقَالَ حَسّان:
وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينَا
ورُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
(و) الثالثةُ: جَبْرَئِلُ، مثالُ (جَبْرَعِل) ، أَي بِدُونِ ياءِ بعد الهمزةِ وتُرْوَى عَن عَاصِم، ونَسَبَهَا ابنُ جِنِّي فِي الشّواذّ إِلى يحيَى بنِ يَعْمُرَ.
(و) الرابِعَةُ: جَبْرِيلُ، مثالُ (سَمُوِيل) ، بفتحٍ فسكونٍ فكسرٍ، وَهِي قراءَةُ ابنُ كَثيرٍ والحَسَنِ. قَالَ الشِّهَاب: وتضعيفُ الفَرّاءِ لَا بأَنه لَيْسَ فِي كَلَامهم فَعْلِيل، أَي بِالْفَتْح، لَيْسَ بشيْءٍ؛ لأَنّ الأَعْجَميَّ إِذا عُرِّبَ قد يُلْحِقونه بأَوزانهم، وَقد لَا يُلحقونه، مَعَ أَنه سُمِعَ سَمْوِيلُ لطائرٍ. قَالَ شيخُنَا: وَفِي سَماعِه نَظَرٌ، ومَن سمِعه لم يدَّعِ أَنه فَعْلِيلٌ بل فَعْوِيلٌ، وَهُوَ لَيْسَ بعزِيز. قلتُ: وَقد يأْتي للمصنِّف فِي سمل مَا يدلُّ على أَن سَمْوِيل فَعْوِيل لَا فَعْلِيل.
(و) الخامسةُ: جَبْرَائِلُ، بفتحِ فسكونٍ وهمزة مَكْسُورَة بِدُونِ ياءٍ بعد الأَلف، مِثَال (جبْراعِل) ، وَبهَا قرأَ عِكْرِمَةُ، ونَسبَهَا ابنُ جنِّي إِلى فَيّاضِ بنِ غَزْوانَ ويحْيى بنِ يَعْمُر أَيضاً.
(و) السادسةُ: جَبْرائيلُ، مثلُهَا مَعَ زيادةِ ياءٍ بعد الْهمزَة، مِثَال (جَبْراعِيل) .
(و) السابعةُ: جَبْرَئِلُّ، بفتحٍ فسكونٍ وهمزةٍ مَكْسُورَة وَلَام مشدَّدَةٍ، مثالُ (جَبْرَعِلّ) ، وتُرْوَى عَن عَاصِم، وَقد قِيل إِنّ مَعْنَاهُ عبدُ الله فِي لغتهم. قالَه ابنُ جِنِّي.
(و) الثامِنَةُ: جبْرَالُ، بِالْفَتْح، مثالُ (خَزْعَال) ، وسيأْتي أَنه لَيْسَ لَهُم فَعْلالٌ سِواه، عَن الفَرّاءِ (و) التاسعةُ: جِبْرَالُ، بِالْكَسْرِ، مثالُ (طِرْبَال) .
(و) العاشرةُ: (بِسُكُون الياءِ بِلَا هَمْزٍ: جَبْرَيْل) ، أَي مَعَ فتحٍ فسكونٍ فِي الأَول، وَهِي قراءَةُ طلحةَ بنِ مُصرِّف.
(و) الحاديةَ عشرةَ (بفتحِ الياءِ: جَبْرَيلُ) ، وَالْبَاقِي كالضَّبْط السَّابِق.
(و) الثانيةَ عشرةَ (بياءَيْن) تَحْتِيَّتَيْنِ: جَبْرَيِيلُ، كسَلْسَبيل.
(و) الثالثةَ عشرةَ: (جَبْرِينُ، بالنُّون) بَدَلَ اللَّامِ، (ويُكْسَرُ) . وَبِه تَتمُّ اللغاتُ أَربعَ عَشرةَ، فَفِي قَول شيخنَا: إِنّهَا عِنْد المصنِّف ثلَاثَ عشَرَةَ نَظَرٌ. وَقد ذَكر مِنْهَا البيْضاوِيُّ ثَمَان لُغَات، وَمَا بقِيَ أَورَدَه ابنُ مالِكٍ وأَرْبَابُ الأَفْعَال، وَقد نَظَم الشيخُ ابنُ مالِك سَبْعَ لغَات، من ذالك فِي قَوْله:
جِبْرِيل جِبْرِيلُ جَبْرَائِيلُ جبْرِئلٌ
وجَبْرَئِيلُ وجَبْرالٌ وجِبْرِينُ
قَالَ شيخُنَا: وذَيَّلَهَا الجَلَالُ السَّيُوطِيُّ بقوله:
وجَبْرَأَلُّ وجَبْرايِيلُ معْ بَدلٍ
جبْرائِلٌ وبِيَاءٍ ثمَّ جَبْرِينُ قَالَ شيخُنَا: وقولُه: (مَعَ بدلٍ) ، إِشارةٌ إِلى جبْرائِين؛ لأَن فِيهِ إِبدال الياءِ بِالْهَمْزَةِ وَاللَّام بالنُّون.
قلتُ: وَقد فاتَ المصنِّف جبْرايِيل الَّذِي ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ، وَهُوَ بياءَيْن بعد الأَلِفِ، وَقد أَورَده الشِّهابُ، وَقَبله ابنُ جِنِّي فِي الشَّواذّ، فَقَالَ: وَبهَا قرأَ الأَعْمشُ، وكذالك جَبْرَايِلُ مَقْصُورا بالياءِ بدلَ الهمزةِ، وَقد ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ، وجَبْرَأَلُ، بتَخْفِيف اللّام، أَورَده ابنُ مالكٍ. قَالَ ابنُ جِنِّي: ومِن أَلفاظهم فِي هاذا الإِسم أَن يَقُولُوا كُوريال الْكَاف بَين الْكَاف وَالْقَاف فغالبُ الأَمر على هاذا أَن تكونَ هاذه اللُّغَاتُ كلُّها فِي هاذا الإِسم إِنما يُرَاد بهَا جُبْرَال، الَّذِي هُوَ كُوريال، ثمَّ لَحِقَها من التَّحْرِيف على طُولِ الاستعمالِ مَا أَصارَها إِلى هاذا التَّفَاوُتِ، وإِن كَانَت على كلِّ أَحوالِهَا مُتَجَاذِبَةً، يَتَشَبَّثُ بعضُها بِبَعْض. واستدلَّ أَبو الحَسَنِ على زِيَادَة الْهمزَة فِي جَبْرئيلَ بقراءَة مَن قرأَ جَبْرِيل ونَحوه، وهاذا كالتَّضَيُّفِ من أَبي الحَسَنِ رَحِمَه اللهُ؛ لما قَدَّمْنَاه مِن التَّخْلِيط فِي الأَعجميِّ، ويَلزمُ مِنْهُ زيادةُ النُّون فِي زَرجُون؛ لقَوْله:
مِنْهَا فَظِلْتَ اليَوْمَ كالمُزَرَّج
والقَوْل مَا قَدَّمْنَاه.
(ويُذْكَرُ فِيهِ لُغاتٌ أُخَرُ) ، هاكذا تُوجَد هاذه العبارةُ فِي بعض النُّسخ، وَقد تَسقُط عَن بَعْضهَا.
(والجَبَارُ: كَسَحَاب: فِنَاءُ الجَبّانِ) نقلَه الفَرّاءُ عَن المفضَّل. والجَبَّان، ككَتّان: المَقْبرَةِ، والصَّحراءُ، وسيأْتي فِي النُّون إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(و) قَوْلهم: ذَهبَ دَمُه جُبَاراً. الجُبَار، (بالضَّمِّ: الهدَرُ) فِي الدِّيَّات، والسّاقِطُ مِن الأَرض، (والباطِلُ) ، وَفِي الحَدِيث؛ (المَعْدِنُ جُبَارٌ، والبِئْرُ جُبَارٌ، والعَجْمَاءُ جُبَارٌ) . قَالَ الأَزهريُّ: وَمَعْنَاهُ أَن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءُ فتُصِيب فِي انفلاتِها إِنساناً أَو شَيْئا، فجُرْحُهَا هَدَرٌ، وكذالك البِئْرُ العادِيَّةُ يَسقطُ فِيهَا إِنسانٌ فيَهْلِكُ فدَمُه هَدَرٌ، والمَعْدِنُ إِذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ، وَفِي الصّحاح: إِذا انْهارَ على مَن يَعملُ فِيهِ فهَلَكَ لم يُؤخَذ بِهِ مُستأْجِرُه. وَفِي الحَدِيث: (السّائِمَةُ جُبَارٌ) أَي الدُّابَّةُ المُرْسلَة فِي رِعْيِهَا، وأَنشدَ المصنِّف فِي البَصائر:
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ
وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ
قلتُ لَهُ: قد جَرَحْتَ قَلْبِي
فَقَالَ: جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ
(و) الجُبَارُ (مِن الحُرُوب: مَا لَا قَوَدَ فِيهَا) وَلَا دِيَةَ، يُقَال: حَرْبٌ جُبَارٌ.
(و) الجُبَارُ: (السَّيْلُ) ، قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
بِهِ مِن نَجاءِ الصَّيْف بِيضٌ أَقَرَّها
جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فِيهِ قَرَاقِرُ
يَعْني السَّيْلَ.
(و) الجُبار: (كُلُّ مَا أَفْسَدَ وأَهْلَكَ) ، كالسَّيْل وَغَيره.
(و) الجُبَار: (البَريءُ من الشَّيْءِ، يُقال: أَنا مِنْهُ خَلَاوةٌ وجُبارٌ) ، وَقد تقدَّم فِي فلج للمصنِّف: وَمِنْه قولُ المُتَبَرِّي من الأَمْر: أَنا مِنْهُ فالِجُ بنُ حَلَاوَةَ. فَتَأَمَّلْ ذالك.
(وجُبَارُ، كغُرَابٍ) : إسمُ (يَوْم الثَّلاثاءِ) فِي الجاهليَّة، من أَسْمَائهم الْقَدِيمَة، (ويُكْسَرُ) قَالَ:
أُرَجِّي أَنْ أَعيشَ وأَنَّ يَوْمي
بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ
أَو التّالي دُبَارِ فإِنْ يَفتُنْى
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
ونقلَه أَيضاً الفَرّاءُ عَن المفضَّل.
(و) جُبَارٌ، بالضمّ: إسمُ (مَاء) بَين المدينةِ وفَيْد، (لبني حُمَيْس بن عامِر) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، وَفِي مُعْجم البَكْريِّ، لبَني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ، وهم الحُرَقة.
(و) قد يُسْتَعملُ الجبْرُ للإِصلاح المجرَّد، وَمِنْه: (جابرُ بنُ حَبَّةَ، إسمُ الخُبْز) ، معْرفَة، كَذَا فِي المُحكَم: (وكُنْيتُه أَبُو جابرٍ أَيضاً) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقد ذَكَره الجُرجانيُّ فِي الْكِنَايَات، وأَنشدَ الزَّمَخْشَريُّ فِي الأَساس:
فَلَا تَلُومِيني ولُومِي جابِرَا
فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا
وأَنشدَنا شيخُنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمْدُ بنُ الطِّيِّب رَحِمه اللهُ قَالَ: أَنشدنا الإِمامُ أَبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ، أَعزَّه الله، فِي أَثناءِ قِراءَة المَقامات:
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا فِي الظَّهائِرِ
يَجيءُ فيُلْقِي رَحْله عندَ جبرِ
قَالَ: وبو مَالك؛ كُنْيةُ الجُوع. وَقَالَ فِي اللِّسان: وكلُّ ذالك مِن الجَبْر الَّذِي هُوَ ضدُّ الكسْر.
(والجِبَارَةُ بِالْكَسْرِ والجَبيرَةُ: اليَارَقُ) ، وَهُوَ الدَّسْتَبنْدُ، كَمَا سيأْتي لَهُ فِي الْقَاف. جمعُه الجبائرُ، قَالَ الأَعْشَى:
فأَرتْكَ كفًّا فِي الخِضَا
بِ ومِعْصَماً مَلأَالجِبَارَهْ
(و) العبيرَةُ أَيضاً: (العِيدانُ الَّتِي تُجْبَرُ بهَا العِظامُ) على اسْتِواءٍ.
والمُجبِّرُ: الَّذِي يشُدُّ العِظَام المكْسُورَةَ ويُجبِّرُهَا.
وَقَالَ أَبو حَاتِم فِي تَقْويم المُبْتَدإِ: الجَبَائرُ: العِيدانُ الَّتِي تُشَدُّ على المَجْبُور. وَقَالَ ابْن الأَنْباريِّ: واحدَتُها جِبارةٌ، بالكسْر، كَمَا للمصنِّف والجوهريِّ وَغَيرهمَا. (وجِبارةُ بنُ زُرارةَ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا ضَبطَه الدَّارقُطْنيُّ وابنُ ماكُولا: (صَحَابيٌّ) بَلَويٌّ، شَهدَ فَتْح مصر، (أَو هُوَ) جُبارةُ (كثُمامةَ) ، ورُجِّحَ الأَوّلُ.
(وجوْبرُ) ، بِالْفَتْح: (نَهرٌ، أَو: لَا، بدمشقَ، أَو هِيَ) أَي القريةُ (بهاءٍ) ، وَالَّذِي فِي مُعجم ياقوت، نهرُ جَوْبَر بالبَصْرة (مِنْهَا أَي من جَوْبَرَة الَّتِي بدمشقَ: أَبو عبد الله (عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحيم) بن عبد الوهّاب الأَشْجَعِيُّ الغُوطِيُّ، عَن شُعَيْب بن إِسحاقَ، وَعنهُ أَبو الدَّحْداحِ. ذَكَره الأَمِيرُ.
وَقَالَ الحافظُ: رَوَى عَنهُ أَبو داوودَ فِي السُّنَن (وأَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن يَزيدَ، الجوْبريان) الدِّمَشْقِيّان، حدَّث الأَخيرُ عَن صَفْوانَ بن صالحٍ، (ويُنْسَبُ إِليه: الجوْبَرَانيُّ، أَيضاً) .
(و) اشتَهَر بهَا (عبدُ الراحْمان بنُ محمّد بن يَحْيى) بن ياسرٍ الجَوْبَرانيُّ المحدِّثُ، وَفِي التَّبْصير: عبدُ الرحمان بن يَحْيَى بن ياسرٍ الجَوْبَريُّ شيخٌ لأَبي الْقَاسِم بنِ أَبي العلاءِ، وأَبُوه يَروِي عَن عُثمان بنِ محمّد الذَّهَبِيِّ.
(و) جَوْبرُ: (ة بنَيْسَابُورَ، مِنْهَا) : أَبو بكرٍ (محمّدُ بنُ عليِّ بن محمّد بن إِسحاق الجَوْبَريُّ، عَن حَمْزَةَ بنِ عبد العزيزِ القُرَشيِّ، وَعنهُ زاهِرُ بنُ طَاهِر.
(و) جَوْبَرُ: (ة بسَوادِ بغدادَ) ، وَهِي الَّتِي ذَكَرها ياقوتُ فِي المعجم. (وجُويْبَارُ، بضمِّ الجيمِ وسكُون الواوِ، و) الياءِ (المُثَنَّاةِ) من (تَحت، وَيُقَال: جُوبَارُ، بِلَا ياءٍ، وَكِلَاهُمَا صحيحٌ) ، وَكَذَلِكَ النَّسَبُ إِليها صحيحٌ بالوَجْهَيْن: جُويْبَارِيٌّ وجُوبَارِيٌّ، (وَمَعْنَاهُ مَسِيلُ النَّهْر الصَّغِير. وجُو) بالضمّ، جُويْ بزيادةِ الياءِ، بالفارسَّة: النَّهْرُ الصغيرُ، وبارُ: مَسِيلُه) وقُدِّمَ المُضَافُ إِليه على المُضاف على عَادَتِهم فِي التَّركِيب، (وَهِي: لَا بهرَاةَ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عبدِ الله التَّيْمِيُّ) الهَرَويُّ، وَيُقَال فِيهِ؛ الشَّيْبَانيُّ أَيضاً (الوَضَّاعُ) الكَذّابُ، رَوَى عَن جَرِير بن عبد الحميد والفَضْل بنِ مُوسَى، وَغَيرهمَا، أَحاديثَ وَضَعَها عَلَيْهِم.
(و) جُوبَارَةُ (بسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ عليَ) السَّمَرْقَنْدِيُّ.
(و) جُوَيْبَارُ: (مَحَلَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا: محمّدُ بنُ السَّرِيِّ بنِ عَبّاد) النَّسَفِيُّ الجُوَيْبَارِيُّ، (رَأَى البُخَارِيَّ) صاحِبَ الصَّحِيح.
(و) جُويْبَارُ: (ة بمَرْوَ، مِنْهَا) أَبو محمّد (عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمان) البُويَنَجيُّ، على فَرْسخَيْن مِن مَروَ، تُعرَفُ جُويْباربُويَنَكَ، (صاحبُ) أَبي سعْد (السّمْعانيِّ) ، رَوى عَنهُ بمرْوَ رَوَى شَرَفَ أَصحاب الحَدِيث لأَبي بكر الخَطيب، عَن عبد الله بن السَّمَرْقَنْديِّ، عَنهُ.
(و) جُويْبَارُ: (محلَّةٌ بأَصْفَهانَ) ، وَيُقَال لَهَا: جُوبارُ أَيضاً، (مِنْهَا: محمّدُ بنُ عليَ السِّمْسَارُ) ، وأَبو مَنْصُور محمودُ بنُ أَحمدَ بن عبد المُنْعم بن مَا شاذَه، رَوَى عَنهُ السّمْعاني وغيرُه. .
(و) أَبو مَسْعُود (عبدُ الجَليل بنُ محمّد بن) عبد الواحِدِ بنِ (كوتاه الحافِظُ) ، عَن أَصحاب أَبي بكرِ بنِ مرْدَوَيْهِ، رَوَى عَنهُ السّمْعانِيُّ.
(و) جُويْبَارُ: قريةٌ، أَو (ع بجُرْجَانَ: مِنْهُ: طَلْحَةُ بنُ أَبي طَلْحَةَ) الجُرْجَانِيُّ، عَن يَحْيَى بن يَحْيَى، وَعنهُ أَبو بكر الإِسماعِيلِيُّ.
(وجَبْرَةُ) بِفَتْح فسكونٍ، (وجُبَارَةُ) بالضمِّ، (وجِبَارَةُ) بِالْكَسْرِ، (وجُوَيْبِرٌ) ، مصغَّر جَابر: (أَسماءٌ وجابِرٌ إثنانه وعشرونَ صَحابيًّا) ، وهم جابرُ بنُ أُسامةَ الجُهَنِيُّ، وجابرُ بنُ حابِسٍ اليَمَاميُّ، وجابرُ بنُ خَالِد الخَزْرَجيُّ، وجابرُ بن أَبي سبْرَةَ الأَسَديُّ، وجابرُ بنُ سُفْيَانَ الأَنْصَاريُّ، وجابرُ بنُ سُلَيْمٍ الهُجيْميُّ، وجابرُ بنُ سَمُرَةَ العامريّ، وجابرُ بنُ شَيْبَانَ الثَّقَفيُّ، وجابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفيُّ، وجابرُ بنُ أَبي صَعْصَعةَ المازنيُّ، وجابرُ بنُ طارقٍ الأَحْمسيُّ، وجابرُ بن ظالمٍ الطُّائيُّ، وجابرُ بنُ حابسٍ العَبْديُّ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الرّاسِبِيُّ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنّصارِيُّ، وجابرُ بنُ عُبَيْد، نَزَلَ البصرةَ، وجابرُ بن عَتِيك الأَنصارِيُّ، وجابرُ بنُ عُمَيْرٍ الأَنصاريُّ، وجابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِيُّ، وجابِرُ بنُ ياسرٍ القِتْبَانِيُّ، وجابِرُ بنُ عيّاش. فهاؤلاءِ إثنان وَعِشْرُونَ صَحابيًّا.
وبَقي عَلَيْهِ مِنْهُم: جابرُ بنُ الأَزْرق الغاضِرِيُّ، نزَلَ حِمْصَ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ العَبْدِيُّ، وجابرُ بنُ عَوْفٍ أَبو أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ. ذكَرهم لحافظ الذَّهَبيُّ فِي كتاب التَّجْرِيد.
(وجَبْرٌ خمسةٌ) ، وهم: جَبْرٌ الأَعْرَابيُّ المُحاربِيُّ، وجَبْرُ بنُ عبد الله القبْطِيّ، مَوْلَى أَبِي بصْرة، وجَبْرُ بنُ عتِيك، وجَبْرٌ الكِنْدِيٌّ، وجَبْرٌ أَبو عبدِ الله، وجَبْرُ بنُ أَنَس. وَقد اختُلِفَ فِي الأَخِير، وصوَّبُوا أَنه جُبَيْرُ بن إِيَاسٍ، وَقد تَصحَّفَ عَلَيْهِم.
(وجُبَيْرٌ ثمانيةٌ) ، وهم: جُبيْرُ بنُ إِياس الخَزْرَجِيُّ، وجُبَيْرُ بنُ بُحيْنَةَ الأَزْدِيّ، وجُبيْرُ بنُ الحُبَابِ بنِ المُنذِرِ، وجُبَيْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشيّ، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَديَ النَّوْفَلِيُّ، وجُبيْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأَوْسِيُّ، وجُبيْرُ بنُ نُفَيْر الحَضْرمِيُّ، وجُبَيْرُ مَوْلَى كَبيرة بنت سُفْيانَ.
(وجِبَارةُ بِالْكَسْرِ واحِدٌ) ، وَهُوَ جبَارَةُ بنُ زُرَارةُ، وَقد تقدَّم الاختلافُ فِيهِ، وهاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولا والدَّارَقُطْنِيُّ.
(و) أَبو القاسمِ (عِمْرانُ بنُ مُوسَى بن) يَحْيَى بنِ (جِبَارَةَ) ، بِالْكَسْرِ الحَمْرَاوِيُّ الجِبَاريُّ، من أَهل مصرَ، رَوَى عَن عِيسَى بن حَمّاد زُغْبَةَ، توفِّي سنة 301 هـ. (ومحمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارةَ) الدِّمَشْقيُّ الجَوْهريُّ، وابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد، الرّاوِي عَن خَيْثَمَة، ذَكَره الذَّهَبِيُّ: (مُحَدِّثان) .
وأَما سعدٌ الجُبَارِيُّ فبالضمِّ، لَهُ شِعْرٌ مذكورٌ فِي مُعجَم المُنذريِّ، وَهُوَ ضَبَطه، قَالَ: إِنه منسوبٌ إِلى بني جُبَارَةَ.
(وجَبْرَةُ بنتُ محمّد بن ثَابت) بن سِباع (مشهورةٌ) ، من أَتباع التَّابِعين، قلت: وَزوجهَا محمّد بنُ عبد الرحمان، رَوَى عَنهُ أَبو عَاصِم.
(و) جَبْرَةُ (بنتُ أَبي ضَيْغَمِ البَلَويَّةُ، شاعرةٌ تابعيَّةٌ) . قلتُ: الصَّواب فِيهَا بالحاءِ المهملَة، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ، والعَجَب من المصنِّف، فإِنه قد ذَكَرَهَا فِي الْمُهْملَة على الصَّواب، ووَهِمَ هُنَا. فتَأَمَّلْ.
(وأَبو جُبَيْر كَزُبيْر) الكِنْديُّ، لَهُ حديثٌ فِي الوضُوءِ رَوَاه عَنهُ جُبَيْر بنُ نُفَيْر، وإِسْنَاده حَسَنٌ وَهُنَاكَ رجلٌ آخَر مِن الصَّحابة إسمه أَبو جُبَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ، لَهُ حديثٌ (وأَبو جَبِيرَةَ، كسَفِينَة، ابنُ الحُصيّن) الأَوْسيُّ الأَشْهَليُّ، ذَكَره أَبو عَمْرو: (صَحابيّان) .
(و) أَبو جَبيرَةَ (بنُ الضَّحّاك) الأَشْهَلِيُّ أَخو ثابِتٍ، (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، وُلِدَ بعد الهجرةِ، ورَوَى عَنهُ الشَّعْبيُّ، وقَيْص بن أَبي حَازِم، وابنُه مَحْمُود بنُ أَبي جَبيرَةً، نَزَلَ الكُوفةَ، لَهُ فِي النَّهْي عَن التَّنابُز، (وزَيْدُ بنُ جَبيرَةَ) ، من بَني عبدِ الأَشْهَل، (مُحَدَّثٌ) عَن أَبيه، ذَكَرَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخه. وأَما زيْدُ بنُ جَبِيرةَ الَّذِي روى عَن داوُودَ بنِ الحُصيْنِ فإِنه وَاهٍ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوان (و) جُبَيْرَةُ (كجُهَيْنَةَ: أَحمدُ بنُ عليِّ بن محمّدِ بنِ جُبَيْرَةَ) بنِ البُصْلانِيّ، سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ: (شيخٌ لابنِ عَساكِرَ) الحافظِ أَبي القاسمِ صاجبِ التَّارِيخ.
(والجُبَيْريُّون) جماعةٌ بالبَصْرَة يَنْتَسِبُون إِلى جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ بنِ مسعودِ بنِ مَعْتِّبِ بنِ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سعِيد بن عَوْفِ بنِ قَطِيف، رَوَى عَن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، ونَزَلَ البصرةَ. ومِمَّنْ يُنْسب إِليه (سَعِيدُ بنُ عبدِ الله) بن زِيادِ بن جُبيْرِ بن حيَّةَ، بصْرِيُّ، عَن ابْن بُرَيْدَةَ. (وابنُ زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ الموجودةِ، والمعروفُ فِي نسبهم أَنّ جُبيْرَ بنَ حَيَّةَ لَهُ وَلَدَانِ: عبدُ اللهِ وزِيادٌ، والأَخيرُ يرْوِي عَن أَبِيه، فلَفْظَةُ (ابْن) : (زائدةٌ، (وابنُ إِسماعِيلُ) ، وَهُوَ إِسماعيلُ بنُ سعِيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زِيادِ بنِ جُبَيْرٍ، على الصَّحيح، فالضميرُ راجعٌ إِلَى سعِيد لَا إِلى زِيَاد، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وَهُوَ يَرْوِي عَن أَبِيه سَعِيد، ذَكَره ابنُ أَبي حاتِمٍ عَن أَبِي ووَثَّقَه. (و) قَالَ ابنُ الأَثِير: (عُبيْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ) بنِ المُغِيرَةِ، شَيخٌ بَصْرِيٌّ من أَولاد جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ.
وفاتَه: أَبو عُبَيْدٍ قاسمُ بنُ خَلفِ بنِ فَتْحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُبيْرٍ، سَكَنَ قُرْطُبَةَ، وسَمِعَ الحديثَ بالعِراق، وَعَاد إِلى الأَنْدَلُسِ، توفِّي سنَة 371 هـ.
(وجِبْرِينُ، كغِسْلِين: ة) كبيرةٌ (بناحِيَة عَزَازَ) الشّامِ، مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ، اتَّخَذَ بهَا ضَيْعَةً تُدْعى عَجْلانَ، باسم موْلًى لَهُ، (مِنْهَا: أَحمدُ بنُ هبةِ اللهِ النَّحْويُّ المُقْرِيُّ والنِّسْبَةُ إِليها جِبْرَانِيٌّ، على غير، قياسٍ) ؛ فإِن القِياس يَقْتَضِي أَن يكونَ جِبْرِينِيٌّ، (وضَبَطَه) الحافظُ (ابنُ نُقْطَةَ) صاحبُ الإِكمالِ (بالفَتْح) ، للخِفَّة.
(وجِبْرِينُ الفُسْتُقِ: لَا على مِيلَيْنِ مِن حلَبَ) ، أَوّلُ مرحَلةٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إِلى أَنْطَاكِيَةَ، وَمِنْهَا: محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجبْرِينِيُّ، الحَلبِيُّ، ولد سنة 763 هـ، حدَّثَ.
(وبَيْتُ جِبْرِينَ) : قريةٌ كَبِيرَة بِفِلَسْطِينَ، (بَين غَزَّةَ والقُدْسِ، مِنْهَا) : أَبو الحَسَنِ (محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ) جِبْرِينِيُّ (المحدِّثُ) ، روَى عَن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ، وَعنهُ أَبو بكرِ بنِ المُقْرِيء الأَصْبَهَانِيّ.
(والمجَبِّرُ: الَّذِي يُجَبِّر العِظامَ) ويشُدُّها على اسْتِواءِ.
(و) هُوَ (لَقَب) أَبي الحسَن (أَحمد بن مُوسَى بنِ القاسمِ) بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مَالك العَبْدَرِيِّ البَغْدادِيِّ (المحدِّثِ) ، ولَقَبُ أَبي الحارِثِ يَحْيَى بنِ عبدِ اللهِ بن الحارثِ التَّيْمِيِّ، وَيُقَال للأَخِير؛ الجَابرِيُّ أَيضاً؛ إِلى جَبْرِ العَظْمِ.
(و) المُجبَّر، (بِفَتْح الباءِ) ، هُوَ عبدُ الرَّحْمان الأَصغَرُ (بن عبد الرَّحْمان) الأَكبر (بنِ عُمَر بنِ الخَطّابِ) ، رَضِيَ اللهُ عَنه، وَيُقَال لَهُ أَبو المجَبَّرِ أَيضاً؛ وإِنما قيل لَهُ ذَلِك لأَنّه وَقَعَ وَهُوَ غلامٌ فَقيل لعمَّتِه حَفْصةَ: انْظُرِي إِلى ابْن أَخيكِ المُكَسَّر، فَقَالَت: بل المُجَبَّر، فبقِيَ لَقَباً عَلَيْهِ، قالَه أَبو عمْرو.
(و) جَبَّرٌ (كبَقَّمٍ: لَقبُ محمّدِ) وَفِي بعض النُّسخ: روْح (بن عِصَامِ) بنِ يزِيدَ (الأَصْفَهَانِيِّ المحدِّثِ) ، عُرِفَ والدُه بخادمِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعنهُ ابنُه إِسماعيلُ، ومحمّدُ بنُ إِسحاقَ بنِ منْدَه.
(والمُتَجبِّرُ: الأَسدُ) ، لعُتُوِّه وقهْرِه.
(وأَجْبرَه: نَسبَه إِلى الجبْر) ، كأَكْفَره: نَسبه إِلى الكُفْر.
(وبابُ جبّارٍ، ككَتْانٍ: بالبَحْريْنِ) .
(ومحمّدُ بنُ جَابَارَ) الهَمْدانِيُّ، (زاهدٌ، صَحبَ الشِّبْليَّ) وَغَيره.
(ومَكِّيُ بنُ جَابَارَ) الدِّينَوَرِيّ: (مُحدِّثٌ) ثِقَةٌ، حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّين وأَربَعمائة.
(والجابِرِيُّ: محدِّثٌ، لَهُ جُزْءٌ) فِي الحَدِيث (م) أَي معروفٌ، رَواه عَنهُ أَبو نُعَيْم، قَالَه الذَّهَبيُّ. قلتُ: وَهُوَ أَبو محمّد عبدُ الله بنِ جعفرِ بنِ إِسحاقَ بنِ عليِّ بنِ جابرِ بنِ الهَيْثَمِ الموْصَلِي الجابِرِيُّ؛ نِسْبَةً إِلى جدِّه، سكَنَ البصْرةَ، وسَمعَ عَن أَبي يَعْلَى الموْصلِيِّ وغيرِه، وَعنهُ أَبو نُعيْم، وَقد رَويْنَا هاذَا الجزْءَ مِن طَرِيق الحفظِ البِرْزاليِّ، عَن أَبي المنجّا بنِ اللَّتِّي، عَن أَبي رشِيد البِشْرِيِّ، عَن أَبي عليَ الحدّادِ، عَن أَبي نُعيْمٍ، عَنهُ.
(ومحمّدُ بنُ الحسنِ الجابِرِيُّ صاحبُ) أَبي الفَضْلِ (عِياضِ) بن مُوسَى اليحْصُبِيِّ (القاضِي) ، حدَّث بسَبْتَةَ قبل السِّتمائة بالشِّفاءِ، عَنهُ.
(ويُوسُفُ بنُ جَبْرَويْهِ الطَّيالِسِيُّ: مُحدِّثٌ) . وأَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ جَبْرَوَيْه الكَلْوذَانِيُّ، عَن الكُدَيْمِيِّ، وَعنهُ رزْقَوَيْه.
وأَمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحَسن بنِ جُبْرُوَيْهِ، فبالضمّ، حَدَّثَ عَنهُ أَبو الغَنَائِم النَّرْسِيُّ.
(وجُبْرَانُ) بنُ إِبراهيمَ الصّغانيّ (كعُثْمَانَ شاعرٌ) شِيعِيٌّ، قالَه الأَمِيرُ، ويَرْوِي عَن أَبي قُرَّةَ.
(وجَبْرُونُ بنُ عِيسى البَلَوِيُّ) ، حدَّث عَن سُحْنُون الفَقهيه، وَعَن يَحْيَى بنِ سليمانَ الحُفْريِّ القَيْروانِيِّ (و) جَبْرُونُ (بنُ سعيد الحَضْرَمِيُّ) قَاضِي الإِسكندريةِ، سَمِعَ محمّدَ بنَ خَلّاد الإِسكندرانيَّ. (و) جَبْرُونُ (بنُ عبد الجَبّارِ) بنِ واقِدٍ، سَمِعَ ابْن عُيَيْنَة. وجَبرُونُ بنِ واقِد الإِفْرِيقيُّ. (وعبدُ الوارِثِ بنُ سُفيَانَ بنُ جَبْرُونَ) ، من أَشياخ ابنِ عبد البَرِّ: (محدِّثون) .
والمَجْبُورَةُ وجابِرَةُ؛ إسْمَانِ لطَيْبَةَ (المشَرَّفَةَ) ، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ؛ والمَجْبَورَة كأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، وجابِرَةُ كأَنّهَا جَبَرَتِ الإِيمانَ.
(والإِنْجِبَارُ: نَباتٌ نَفّاعٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ شَرَابٌ) ، مذكورٌ فِي كتب الطِّبِّ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجلٌ جبّارٌ: مُسَلَّطٌ قاهِرٌ، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (قلله: 45) أَي بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم على الإِسلام.
والجبّارُ: الَّذِي يَقْتُلُ على الغَضبِ. وَفِي الحدِيث: (كَثَافَةُ جِلْدِ الكافرِ أَربعُون ذِراعاً بذِرَاعِ الجَبّار) ؛ أَراد بِهِ هُنَا الطَّوِيل، وَقيل: المَلِك، كَمَا يُقَال بذِراع المَلِك. قَالَ القُتَيْبِيُّ: وأَحْسَبُه مَلِكاً من ملُوك الأَعاجِمِ كَانَ تامَّ الذِّرَاعِ. وَفِي حَدِيث خَسْفِ جَيْش) البَيْدَاءِ: (فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُورُ وابنُ السَّبِيل) ، وَهُوَ من جَبَرْتُ لَا أَجْبَرْتُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الجَبَائِرُ: الأَسْوِرَةُ مِن الذَّهب والفِضَّة، واحدتُا جِبَارةٌ وجَبِيرَةٌ، وَقَالَ الأَعشى:
فأَرَتْكَ كَفًّا فِي الخِضَا
بِ ومَعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ
وأَصَابَتْه مُصيبَةٌ لَا يَجْتبِرُها، أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا.
ونارُ إِجُبيرَ، غير مَصْروف: نارُ الحُبَاحِبِ، حكَاه أَبو عليَ عَن أَبي عمْرٍ والشَّيبانيِّ.
وحَكَى ابنُ الأَعرابيِّ: جِنْبَارُ مِن الجبْر. قَالَ ابْن سِيدَه: هاذا نَصُّ لَفْظِه، فَلَا أَدرِي مِن أَيِّ جَبْر عَنَى: أَمِن الجبْرِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الكَسْر، وَمَا فِي طَرِيقه، أَم مِن الجَبْر الَّذِي هُوَ خِلافُ القَدَرِ؟ قَالَ: وكذالك لَا أَدرِي ماجِنْبارُ: أَوَصْفٌ أَم علَمٌ أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ: (مِن الجَبْر) لأُلْحقْتُه بالرباعِيِّ، ولقلتُ: إِنَّها لغةٌ فِي الجِنْبَّارِ الَّذِي هُوَ فرْخُ الحُبَارَى، أَو مُخَفَّفٌ عَنهُ.
وزيادٌ بنُ جُبيْر الطّائِيُّ الكوفِيُّ، من رجال البُخَارِيِّ.
والجِبَارُ، بِالْكَسْرِ: جَمْع الجَبْرِ بِمَعْنى المَلِكِ.
والجبِيرِيَّةُ: قريةٌ بِالْيمن، وَقد دَخلتَها وفيهَا الفُقهاءُ بَنو حُشْيبِر.
ومِن سَجَعَات الأَساس: وَمَا كَانَت نُبُوَّةٌ إِلّا تَنَاسَخَهَا مُلْكُ جَبَرِيَّة. أَي إِلَّا تَجبَّرَ المُلُوكُ بعدَها.
ومِن الْمجَاز: ناقَةٌ جَبّارةٌ، أَي عظيمةٌ.
وجبَرْتُ فلَانا فاجْتَبَرَ: نَعَشْتُه فانْتَعَشَ.
واسْتَجْبَرتُه: بالَغْتُ فِي تَعَهّدِه.
وفلانٌ جابِرٌ لي مُسْتَجْبِرٌ.
والجَبْرُ فِي الحِسَاب: إِلحاقُ شَيْءٍ بِهِ إِصلاحاً لما يُرِيدُ إِصلاحَه.
وباجَبّارَةُ: قريةٌ شرقيَّ مدينةِ المَوْصِلِ، كبيرةٌ عامرةٌ، قَالَ ياقوت: رأَيتُها غيرَ مرْةٍ.
وَفِي قُضاعةَ جابِرُ بنُ كَعْب بن عُلَيْمٍ، وَفِي خَوْلانَ جابِرُ بنُ هِلال، وَفِي غَنِيَ جابِرُ بنُ مَالك، وَفِي طَيِّءِ جابِرُ بنُ حَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلْسِلَةَ، وجابِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قادِم الهمْدَانِيُّ: بُطُونٌ.
وأَحمدُ بن عِمْرَانَ بنِ جَبِير كَأَمِيرٍ النَّسَفِيُّ، حدَّثَ عَن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ الشّاميِّ.
وبَنُو جُبُارَة بالضمّ: قبيلةٌ.
وساحِلُ الجَوَابِرِ: كُورَةٌ بمصرَ.
(جبر) الْعظم جبره
(ج ب ر) : (الجويبار) فَارِسِيٌّ وَهُوَ الْجَدْوَلُ عَلَى شَطَّيْهِ أَشْجَارٌ.
(ج ب ر) : (جَبَرَ) الْكَسْرَ جَبْرًا وَجَبَرَ بِنَفْسِهِ جُبُورًا وَالْجُبْرَانُ فِي مَصَادِرهِ غَيْرُ مَذْكُورٍ وَانْجَبَرَ غَيْرُ فَصِيحٍ وَجَبَرَهُ بِمَعْنَى أَجْبَرَهُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ وَكَذَا قَلَّ اسْتِعْمَالُ الْمَجْبُورِ بِمَعْنَى الْمُجْبَرِ وَاسْتُضْعِفَ وَضْعُ الْمَجْبُورَةِ مَوْضِعَ الْمَجْنُونَةِ فِي كِتَابِ الصَّوْمِ مِنْ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ) وَجُوَيْبِرٌ) فِي جو.
(جبر)
جبرا وجبورا صلح يُقَال جبر الْعظم الكسير وجبر الْفَقِير واليتيم والعظم الكسير جبرا وجبورا وجبارة أصلحه وَوضع عَلَيْهِ الْجَبِيرَة وَيُقَال جبر عظمه أصلح شؤونه وَعطف عَلَيْهِ وجبر الْفَقِير واليتيم كَفاهُ حَاجته وَفِي حَدِيث الدُّعَاء (اللَّهُمَّ اجبرني واهدني) وَيُقَال جبر مَا فَقده عوضه وَالْأَمر جبرا أصلحه وَقَومه وَدفع عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر قهره عَلَيْهِ وأكرهه

جبر


جَبَرَ(n. ac. جَبْر
جِبَاْرَة
جُبُوْر)
a. Set ( a bone ).
b. Restored; made, set right; set at ease.
c. [acc. & 'Ala], Compelled, constrained to.
d. (n. acc.
جَبْر
جُبُوْر), Was restored; was set, put right.
جَبَّرَa. see I (a) (b).
جَاْبَرَa. Pleased.

أَجْبَرَa. see I (c)
تَجَبَّرَa. Was re-set (bone).
b. Recovered.
c. ['Ala], Was haughty to, overbearing with.
تَجَاْبَرَa. Obliged one another.

إِنْجَبَرَa. see V (a)
إِجْتَبَرَإِسْتَجْبَرَa. Was set right, at ease.

جَبْرa. Constraint, compulsion.
b. [art.], Predestination.
c. [art.], Algebra.
d. Pride, haughtiness.

جَبْرَة
a. [ coll. ], Currycomb.

جَاْبِرa. Bone-setter.
b. Constraining, compelling.
c. Powerful, mighty.

جِبَاْرَةa. Bone-setting.
b. (pl.
جَبَاْئِرُ), Splint; bandage.
جَبَّاْر
( pl.

جَبَابِرَة )
a. Powerful, mighty.
b. [art.], Omnipotent, Almighty.
c. Strong, gigantic; giant.
d. Tyrannical; tyrant, oppressor.

جِبِّيْرa. Proud, haughty.

N. Ag.
تَجَبَّرَ
a. [art.], The Lion.
إِنْجِبَارِيّ
a. Mediocre, middling; common-place; lowly.
جُبْرُوْت جَبَرُوْت
a. Omnipotence.

جَبْرَائِيْل جِبْرِيْل
H.
a. Gabriel.
ج ب ر: (الْجَبْرُ) أَنْ تُغْنِيَ الرَّجُلَ مِنْ فَقْرٍ أَوْ تُصْلِحَ عَظْمَهُ مِنْ كَسْرٍ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (جَبَرَ) الْعَظْمُ بِنَفْسِهِ أَيِ (انْجَبَرَ) وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (اجْتَبَرَ) الْعَظْمُ مِثْلُ انْجَبَرَ. وَ (جَبَرَ) اللَّهُ فُلَانًا (فَاجْتَبَرَ) أَيْ سَدَّ مَفَاقِرَهُ. وَ (أَجْبَرَهُ) عَلَى الْأَمْرِ أَكْرَهَهُ عَلَيْهِ. وَ (الْجُبَارُ) بِوَزْنِ الْغُبَارِ الْهَدَرُ يُقَالُ ذَهَبَ دَمُهُ جُبَارًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمَعْدِنُ جُبَارٌ» أَيْ إِذَا انْهَارَ عَلَى مَنْ يَعْمَلُ فِيهِ فَهَلَكَ لَمْ يُؤْخَذْ بِهِ مُسْتَأْجِرُهُ. وَ (الْجَبَّارُ) بِالْفَتْحِ مُشَدَّدًا الَّذِي يَقْتُلُ عَلَى الْغَضَبِ. وَ (الْمُجَبِّرُ) بِوَزْنِ الْمُكَبِّرِ الَّذِي يُجْبِرُ الْعِظَامَ الْمَكْسُورَةَ وَ (تَجَبَّرَ) الرَّجُلُ تَكَبَّرَ. وَ (الْجَبْرُ) ضِدُّ الْقَدَرِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ كَلَامٌ مُوَلَّدٌ وَالْجَبَرِيَّةُ بِفَتْحِ الْبَاءِ ضِدُّ الْقَدَرِيَّةِ. وَيُقَالُ أَيْضًا فِيهِ: (جَبْرِيَّةٌ) وَ (جَبْرُوَّةٌ) وَ (جَبَرُوتٌ) وَ (جَبُّورَةٌ) بِوَزْنِ فَرُّوجَةٍ أَيْ كِبْرٌ وَ (الْجِبِّيرُ) كَالسِّكِّيتِ الشَّدِيدُ التَّجَبُّرِ. وَ (الْجِبَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْجَبِيرَةُ) الْعِيدَانُ الَّتِي تُجْبَرُ بِهَا الْعِظَامُ. وَ (جَبْرَئِيلُ) اسْمٌ يُقَالُ وَهُوَ جَبْرٌ أُضِيفَ إِلَى إِيلَ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: (جَبْرَئِيلُ) بِوَزْنِ جَبْرَعِيلَ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ وَ (جَبْرَئِلُ) بِوَزْنِ جَبْرَعِلَ وَ (جِبْرِيلُ) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (جَبْرِينُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا. 
جبر: الإِجْبَارُ: أنْ تُجْبِرَ الانسانَ على ما لا يُرِيْدُ وتُكْرِهَه. وجَبَرْتُه أيضاً: بمعنى أجْبَرْتُه. والجَبْرُ: أنْ تَجْبُرُ كَسْراً، جَبَرْتُه فَجَبُرَ وجَبَرَ. وجَبَرْتُه فاجْتَبَرَ: إذا نَزَلَتْ به فاقَةٌ فأحْسَنَتَ إليه، واسْتَجْبَرْتُه. وأصَابَتْه مُصِيْبَةٌ لا يَجْتَبِرُها: أي لا مَجْبَرَ لها. وتَجَبَّرَ الرَّجُلُ: عادَ من مالِه بَعْضُ ما ذَهَبَ منه. والجُبُوْرُ: الانْجِبَارُ. والجَبْرُ: خِلافُ العَدْلِ. وقَوْمٌ جَبْرِيَّةٌ: خِلاَفُ العَدْلِيَّةِ. والجِبَارَةُ: الخَشَبَةُ التي تُوْضَعُ على الكَسْرِ حَتّى يَنْجَبِرَ العَظْمُ، والجَميعُ الجَبَائرُ. وكذلك دَسْتِيْفَةُ المَرْأةِ من الحَلْيِ: جِبَارَةٌ. وجُبَارُ: اسْمُ يَوْمِ الثّلاثاءِ في الجاهلِيّةِ. والجُبَارُ من الأرْشِ: ما يُهْدَرُ. والجَبّّارُ من الملُوكِ: العاتي والعَظِيمُ في نَفْسِه الذي لا يَقْبَلُ مَوْعِظَةَ أحَدِ. والقَلْبُ الجَبّارُ: المُتَكَبِّرُ. وفي الحَدِيثِ: " ما كانَتْ نُبُوَّةٌ قَطٌّ إلاّ تَنَاسَخَها مُلْكُ جَبَرِيَّةٍ " أي إلاّ تَجَبَّرَتِ المُلُوكُ بَعْدَها. والجُبُّوْرَةُ والجَبَرْوَّةُ. وفيه جِبْرِيَاءُ: أي تَجَبُّرٌ. والجَبرُ: المَلِكُ. وجَبْرَئيْلُ: جَبْرٌ هو الرَّجُلُ، وإيْلُ: هو الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ. وقَوْلُه تعالى: " إنَّ فِيها قَوْماً جَبّارِيْنَ " أي أقْوِيَاءَ أشِدّاءَ عِظَامَ الأجْشَامِ. وقولُه تعالى: " وما أنْتَ عليهِمْ بِجَبّارٍ " أي بِمُسَلَّطٍ. ويكونُ القَتّالَ أيضاً. والجَوْزَاءُ: جَبّارٌ. والجَبّارُ من النَخْلِ: الفَتِيُّ قد بَلَغَ غَايَةَ الطُّوْلِ، وكذلك الجُبّارُ بضمِّ الجِيم. وذِرَاعُ الجَبّارِ: مَنْسُوبٌ إلى ملك من مُلْوكِ الأعاجِمِ وكانَ تامَّ الذِّرَاعِ. والجابِرُ في قَوْلِه: فإمّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جابرٍ. هو النَّجارُ؛ لانَّه يَجْبُرُ خَشَبَاتِ السَّرِيرِ وغَيْر ذلك ممّا يَصْنَعُه.
[جبر] فيه: "الجبار" قاهر العباد على ما أراد من أمر ونهي، يقال: جبر الخلق وأجبرهم، وقيل: هو العالي فوق خلقه. ومنه ح: يا أمة "الجبار" أضافها إليه لما كانت عليه من إظهار العطر والبخور، والتباهي به، والتبختر في المشي. ومنه: نخلة "جبارة" أي عظيمة تفوت يد المتناول. ومنه: حتى يضع "الجبار"بكسر جيم أصله جبروتي ومد لمشاكلة كبريائي. ش: نفى عنه جبرية التكبر بفتح جيم وسكون باء الكبر.
[جبر] أبو عَمرو: الجَبْرُ: أن تُغْني الرجل من فقر، أو تُصلح عَظمهُ مِنْ كَسْر. يقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً. وَجَبَرَ العظمُ بنفسه جبورا، أي انجبر. وقد جمع العجاج بين المتعدى واللازم فقال:

قد جبر الدين الاله فجبر * واجتبر العظْمُ مثل انْجَبَرَ. يقال: جَبَرَ الله فلاناً فاجْتَبَرَ، أي سدّ مفاقره. قال الراجز :

من عال منا بعدها فلا اجتبر  والعرب تسمى الخبز جابرا. ويقولون: هو جابرٌ بن حَبَّة. وكنيته أيضاً: أبو جابر. وأَجْبَرْتُهُ على الأمر: أكرهته عليه. وأجبرته أيضاً: نَسَبْته إلى الجَبْر، كما تقول أكفرته، إذا نسبتَه إلى الكفر. والجُبارُ: الهَدَرُ. يقال: ذهب دمه جبارا. وفى الحديث: " المعدن جبار "، أي إذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مستأجره. وجبار أيضا: اسم يومِ الثلاثاء من أسمائهم القديمة. والجَبَّارُ من النخل: ما طال وفات اليد. قال الأعشى: طريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أصوله * عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ - يقال: نخلة جَبَّارَةٌ، وناقة جَبَّارة، أي عظيمةٌ سمينة. والجَبَّارُ: الذي يقتلُ على الغضب. المجبر: الذى يجبر العظام المكسورة. وتَجَبَّرَ الرجل: تكبّر. وتَجَبَّر النبت، أي نَبَت بعد الأكل. وقال امرؤ القيس: ويأكلن من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل فهو نميص - والجبر: خلاف القدر. قال أبو عبيد: هو كلام مولد. والجبرية بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّةِ. ويقال أيضاً: فيه جبرية، وجبروة وجبروت وجبورة مثل فروجة، أي كِبْرٌ. وأنشد الأحمر : فإنّكَ إن عاديتني غضب الحصى * عليك ذو الجبورة المتغطرف - والجبير، مثال الفسيق: الشديد التجبر. والجِبارَةُ والجَبيرَةُ، اليارَقُ . والجِبارَةُ والجَبيرة أيضاً: العيدان التي تُجْبَرُ بها العظام. وجبرائيل: اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل. وفيه لغات: جبرئيل مثال جبرعيل يهمز ولا يهمز. وأنشد الاخفش: شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة * يد الدهر إلا جبرئيل أمامها - ويقال: جبريل بالكسر: وأنشد حسان: وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء - وجبرئل مقصور مثال جبرعل، وجبرين بالنون . 
جبر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كل من لَا يقدر عَليّ الْكَلَام فَهُوَ أعجم ومُسْتَعْجِم وَمن هَذَا الحَدِيث: إِذا كَانَ أحدكُم يصلى واستعجمت عَلَيْهِ قِرَاءَته فَلْيُتِمَّ يَعْنِي إِذا انْقَطَعت فَلم يقدر على الْقِرَاءَة من النعاس. وَمِنْه قَول الْحَسَن: صَلَاة النَّهَار عجماء يُقَال: لَا تُسمع فِيهَا قراءةٌ. وَأما الْجَبَّار فَهُوَ الهدر وَغنما جعل جَرح العجماء هدرا إِذا كَانَت منفلتة لَيْسَ لَهَا قَائِد وَلَا سائق وَلَا رَاكب فَإِذا كَانَ وَإِنَّمَا وَاحِد من هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فَهُوَ ضَامِن لِأَن الْجِنَايَة حِينَئِذٍ لَيست للعجماء إِنَّمَا هِيَ جِنَايَة صَاحبهَا الَّذِي أَوْطَأَهَا النَّاس وَقد روى ذَلِك عَن عَليّ وَعبد اللَّه وَشُرَيْح وَغَيرهم. وأما الحَدِيث الْمَرْفُوع: الرِجْل جُبار فَإِن مَعْنَاهُ أَن يكون الرَّاكِب يسير على دَابَّته فتنفح الدَّابَّة برجلها فِي سَيرهَا فَذَلِك هدر أَيْضا وَإِن كَانَ عَلَيْهَا رَاكب لِأَن لَهُ أَن يسير فِي الطَّرِيق وَأَنه لَا يبصر مَا خَلفه فَإِن كَانَ وَاقِفًا عَلَيْهَا فِي طَرِيق لَا يملكهُ فَمَا أَصَابَت بِيَدِهَا أَو برجلها أَو بِغَيْر ذَلِك فَهُوَ ضَامِن على كل حَال وَكَذَلِكَ إِذا أَصَابَت بِيَدِهَا وَهِي تسير فَهُوَ ضَامِن أَيْضا وَالْيَد والرِجل فِي الْوُقُوف سَوَاء هُوَ ضَامِن لَهُ. وَأما قَوْله: الْبِئْر جُبار فَإِن فِيهَا غير قَول يُقَال: إِنَّهَا الْبِئْر يسْتَأْجر عَلَيْهَا صَاحبهَا رجلا يحفرها فِي ملكه فتنهار على الْحَافِر فَلَيْسَ على صَاحبهَا ضَمَان وَيُقَال: هِيَ الْبِئْر تكون فِي مِلك الرجل فَيسْقط فِيهَا إِنْسَان أَو دَابَّة فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ لِأَنَّهَا فِي ملكه فَهَذَا قَول يُقَال وَلَا أَحسب هَذَا وَجه الحَدِيث لِأَنَّهُ لَو أَرَادَ المِلك لما خص الْبِئْر خَاصَّة دون الْحَائِط وَالْبَيْت وَالدَّابَّة وكل شَيْء يكون فِي مِلك الرجل فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ وَلكنهَا عِنْدِي الْبِئْر العادِيَّة الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا حافر وَلَا مَالك تكون فِي الْبَوَادِي فَيَقَع فِيهَا الْإِنْسَان أَو الدَّابَّة فَذَلِك هدر بِمَنْزِلَة الرجل يُوجد قَتِيلا بفلاة من الأَرْض لَا يعلم لَهُ قَاتل فَلَيْسَ فِيه قسَامَة وَلَا دِيَة. وَأما قَوْله: والمَعْدِن جُبار فَإِنَّهَا هَذِه الْمَعَادِن الَّتِي تستخرج مِنْهَا الذَّهَب وَالْفِضَّة فَيَجِيء قوم يحفرونها بِشَيْء مُسَمّى لَهُم فَرُبمَا انهار الْمَعْدن عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ فَيَقُول: دِمَاؤُهُمْ هدر لأَنهم عمِلُوا بِأُجْرَة وَهَذَا أصل لكل عَامل عمل عملا بكرَاء فَعَطب فِيهِ أَنه هدر لَا ضَمَان على من اسْتَعْملهُ إِلَّا أَنهم إِذا كَانُوا جمَاعَة ضمن بَعضهم لبَعض على قدر حصصهم من الدِّيَة.
جبر: جَبَر، يقال مجازا: جبر كسره بمعنى أصلح شؤونه، وعوضه عما خسر (فريتاج مختارات 38).
وفي لطائف الثعالبي (1: 12 اقرأ: ويجبر من كسره بدل: ويجير. (فهناك كتب أفضل من هذا الكتاب تصحح الأخطاء التي يحتويها) وفيها: جبر القلوب المنكسرة: آسى المحزونين. وجبر قلبه أو خاطره: آساه وعزاه. والمصدر منه جُبران، يقال: جبران الخاطر: مواساة، تعزية. وجبر خاطره أيضاً: أزال انكساره وأرضاه (بوشر، محيط المحيط). ويقال أيضاً: جبر الله كل غريب إلى وطنه (ابن جبير 340) أي أعاد الله كل غريب إلى وطنه.
جَبَر: عوض، يقال جبر الكيس أي عوض ما نقص من الدراهم في الكيس (المقري 1: 261، وانظر أيضاً ص 269 في نفس القصة).
وفي ابن القوطية (ص30 و): أرى للأمير أصلحه الله أن يجبر هذا من بيت المال.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة المؤلف (ص35): إن الخليفة بعد الهزيمة (ضاعف لهم جبر ما تلف في حربهم من أسلحتهم. وفي (ص63) منه: فاشتد عزم الناصر لدين الله على جبر الآلات وأقامته أضعافها فجبرت المجانيق والاكبش والسلاليم على أضعاف ما كانت.
وجبر: أعاد، أرجع، ففي مخطوطة كوبنهاجن (ص41): إلى أن فتحها المنصور عنوة وجبرها للإسلام بعد الحسام.
ويقال أيضاً: جبر عليه أي عوضه، ففي ابن القوطية (ص30 د): وجبر محمد الأمير المال على الأيتام. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص31 د): وجبر الله عليهم أحوالهم التي انتهبت.
وجبر: وجد، عثر على (فوك، هدست 182، دومب 172، براكس 15، هلو، بوشر (بربرية).
وفي ألف ليلة (2: 66): كان عندي وجبره ولا بد أن معناها: كان عندي ولكن لم يعد لديّ.
وجبر عليه: تجبر عليه وتكبر (فوك).
وجبر الحصان: حسه وفرجنه (بوشر).
ويومُ جَبْرِ البَحْر: يوم قطع سد القناة (انظر لين، عادات 2: 292).
جابر، مجابرة: بمعنى الكلمة الإيطالية ( conforto) أي: مواساة، تسلية، عزاء، تفريج، سعة، رفاهية.
وجابره: لاطفه وأحسن إليه، ومجابرة: ملاحظة إحسان (فليشر بريشت 252، 309 في تعليقه على المقري 1: 769).
وجابر: وجد، عثر على (ألف ليلة، برسل 4: 374).
أجبر: استرد، استرجع، استعاذ الشيء الذي فقده (فوك) وفيه أجبر الشيء - وأجبر على الشيء: وجد ما فقده (الكالا).
تجبَّر، يقال: تجبر في نفسه أي أعجب بنفسه (االثعالبي لطائف 13).
بتجبّرُ: بتكبر، باستعلاء (بوشر).
تجبّرُ: صلابة، إصرار، عناد، عدم الرحمة (بوشر). انجبر له: استرده، استرجعه، استعاده (فوك) وانجبر: التقى، تلاقى (بوشر بربرية) جَبْر: قوّة، بأس، ويقال: جبرا وقهرا أي بالقوة والقسر.
وجبر: متكبر (محيط المحيط) جبرة: هو holosteum umbellatum عند شجاري الأندلس (ابن البيطار 1: 98، 243).
وجبرة: مِحسّة، فرجون (بوشر).
جَبْري: علم الجبر (الكالا).
جَبْريّة: تعويض، مال يدفع للشخص تعويضا له عما خسره (رتجرز 150، انظر التعليق في آخر ص151).
جَبْرتيّ: متخصص بعلم الجبر (بوشر).
جَبِيرة: (انظر لين) عود مسطح تجبر به العظام (بوشر) وجِبَارة أيضاً.
وجَبيرة: رباط لجبر العظام (بوشر)، وفي غدامس (ص344): (جبيرة: رباط ثابت يتألف من جبائر من الخشب، في طول العضو، يربط بينها بصورة متوازية خيوط من الصوف، أوهي مثبتة على قطعة من الصوف أو الجلد.
وجبيرة (مركبة من كلمة جيب العربية ومن اللاحقة البرتغالية eira) : حقيبة من جلد أو جعبة يعلقها الفارس في قربوس السرج وتتدلى منه كما تتدلى جعبة السيف (معجم الأسبانية 125 - 126).
وجبيرة: حقيبة وزارة (معجم الأسبانية 127) وعند دونانت (ص64): إن كاتب الباي يلقب بصاحب الجبيرة.
جَبَيْرَة: حقيبة وزارة (معجم الأسبانية 127).
جَبَّارة ويجمع أيضاً على جبابر (الكامل 347).
وجبّار: صلب، عنيد، عديم الرحمة (بوشر) جابر: مُجِبَر، الذي يصلح العظام المكسورة (الكالا).
جَوْبَرة: نوع من السمك (معجم البلاذري) مَجبُور: نوع من الكسكسي وهودون المحوّر (شيرب).
وريال مجبور: نقد جزائري (براكس، مجلة الشرق والجزائر 4: 137).
انجبار: انظره في حرف الألف.
ج ب ر : جَبَرْتُ الْعَظْمَ جَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُهُ فَجَبَرَ هُوَ جَبْرًا أَيْضًا وَجُبُورًا صَلَحَ يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَجَبَرْتُ الْيَتِيمَ أَعْطَيْتُهُ وَجَبَرْتُ الْيَدَ وَضَعْتُ عَلَيْهَا الْجَبِيرَةَ وَالْجَبِيرَةُ عِظَامٌ تُوضَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ الْعَلِيلِ مِنْ الْجَسَدِ يَنْجَبِرُ بِهَا وَالْجِبَارَةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْجَبَائِرُ.

وَجَبَرْتُ نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذَا عَادَلْتُهُ بِهِ وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْجُبْرَانُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ جَابِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَالْجَبْرُ وِزَانُ فَلْسٍ خِلَافُ الْقَدَرِ وَهُوَ الْقَوْلُ بِأَنَّ اللَّه يَجْبُرُ عِبَادَهُ عَلَى فِعْلِ الْمَعَاصِي وَهُوَ فَاسِدٌ وَتُعْرَفُ أَدِلَّتُهُ مِنْ عِلْمِ الْكَلَامِ بَلْ هُوَ قَضَاءُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا أَرَادَ وُقُوعَهُ مِنْهُمْ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يُرِيدُ وَيَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ جَبْرِيٌّ وَقَوْمٌ جَبْرِيَّةٌ بِسُكُونِ الْبَاءِ وَإِذَا قِيلَ جَبْرِيَّةٌ وَقَدَرِيَّةٌ جَازَ التَّحْرِيكُ لِلِازْدِوَاجِ وَفِيهِ جَبَرُوتٌ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْ كِبْرٌ وَجُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ بِالضَّمِّ أَيْ هَدَرٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ مَعْنَاهُ أَنَّ الْبَهِيمَةَ الْعَجْمَاءَ تَنْفَلِتُ فَتُتْلِفُ شَيْئًا فَهُوَ هَدَرٌ وَكَذَلِكَ الْمَعْدِنُ إذَا انْهَارَ عَلَى أَحَدٍ فَدَمُهُ جُبَارٌ أَيْ هَدَرٌ.

وَأَجْبَرْتُهُ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْرًا وَغَلَبَةً فَهُوَ مُجْبَرٌ هَذِهِ لُغَةُ عَامَّةِ الْعَرَبِ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي تَمِيمٍ
وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يَتَكَلَّمُ بِهَا جَبَرْتُهُ جَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَجُبُورًا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ وَلَفْظُهُ وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَلَفْظُ ابْنِ الْقَطَّاعِ وَجَبَرْتُكَ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وَحَكَاهَا جَمَاعَةٌ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فَجَبَرْتُهُ وَأَجْبَرْتُهُ لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي بَابِ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَبُو زَيْدٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مِمَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ مِنْ فَعَلْتُ وَأَفْعَلْتُ جَبَرْتُ الرَّجُلَ عَلَى الشَّيْءِ وَأَجْبَرْتُهُ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ الْجَبَّارُ الَّذِي جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ يُقَالُ جَبَرَهُ السُّلْطَانُ وَأَجْبَرَهُ بِمَعْنًى وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ عِنْدَ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] أَنَّ الثُّلَاثِيَّ لُغَةٌ حَكَاهَا الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ وَاسْتَشْهَدَ لِصِحَّتِهَا بِمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَبْنِي فَعَّالٌ إلَّا مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ نَحْوَ الْفَتَّاحِ وَالْعَلَّامِ وَلَمْ يَجِئْ مَنْ أَفْعَلَ بِالْأَلِفِ إلَّا دَرَّاكٌ فَإِنْ حُمِلَ جَبَّارٌ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَهُوَ وَجْهٌ قَالَ الْفَرَّاءُ وَقَدْ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ جَبَرْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ وَأَجْبَرْتُهُ وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَلَا يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِ مَنْ ضَعَّفَهَا.

وَجِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ لُغَاتٌ كَسْرُ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَالثَّانِيَةُ كَذَلِكَ إلَّا أَنَّ الْجِيمَ مَفْتُوحَةٌ وَالثَّالِثَةُ فَتْحُ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبِهَمْزَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ يُقَالُ هُوَ اسْمٌ مُرَكَّبٌ مِنْ جَبْرٍ وَهُوَ الْعَبْدُ وَإِيلَ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِيهِ لُغَاتٌ غَيْرُ ذَلِكَ. 
جبر
أصل الجَبْر: إصلاح الشيء بضرب من القهر، يقال: جَبَرْتُهُ فَانْجَبَرَ واجْتَبَرَ، وقد قيل:
جَبَرْتُهُ فَجَبَرَ ، كقول الشاعر:
قد جبر الدين الإله فجبر
هذا قول أكثر أهل اللغة، وقال بعضهم: ليس قوله (فجبر) مذكورا على سبيل الانفعال، بل ذلك على سبيل الفعل، وكرّره، ونبّه بالأول على الابتداء بإصلاحه، وبالثاني على تتميمه، فكأنه قال: قصد جبر الدين وابتدأ به فتمّم جبره، وذلك أنّ «فعل» تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ منه. وتَجَبَّرَ بعد الأكل يقال إمّا لتصور معنى الاجتهاد والمبالغة، أو لمعنى التكلف، كقول الشاعر:
تجبّر بعد الأكل فهو نميص
وقد يقال الْجَبْرُ تارة في الإصلاح المجرد، نحو قول عليّ رضي الله عنه: (يا جَابِر كلّ كسير، ويا مسهّل كلّ عسير) ومنه قولهم للخبز:
جَابِر بن حبّة ، وتارة في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام: «لا جَبْر ولا تفويض» والجَبْر في الحساب: إلحاق شيء به إصلاحا لما يريد إصلاحه، وسمي السلطان جَبْراً كقول الشاعر:
وأنعم صباحا أيها الجبر
لقهره الناس على ما يريده، أو لإصلاح أمورهم.
والإجبار في الأصل: حمل الغير على أن يجبر الآخر لكن تعورف في الإكراه المجرّد، فقيل: أَجْبَرْتُهُ على كذا، كقولك: أكرهته.
وسمي الذين يدّعون أنّ الله تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مُجْبِرَة، وفي قول المتقدمين جَبْرِيَّة وجَبَرِيَّة. والجبّار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادّعاء منزلة من التعالي لا يستحقها، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم، كقوله عزّ وجل: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [إبراهيم/ 15] ، وقوله تعالى:
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا [مريم/ 32] ، وقوله عزّ وجل: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ [المائدة/ 22] ، وقوله عزّ وجل:
كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر/ 35] ، أي: متعال عن قبول الحق والإيمان له. يقال للقاهر غيره: جَبَّار، نحو:
وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق/ 45] ، ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل: نخلة جبّارة وناقة جبّار . وما روي في الخبر: «ضرس الكافر في النار مثل أحد، وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبّار» فقد قال ابن قتيبة: هو الذراع المنسوب إلى الملك الذي يقال له: ذراع الشاة . فأمّا في وصفه تعالى نحو: الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
[الحشر/ 23] ، فقد قيل: سمي بذلك من قولهم: جَبَرْتُ الفقير، لأنّه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه، وقيل: لأنه يجبر الناس، أي: يقهرهم على ما يريده .
ودفع بعض أهل اللغة ذلك من حيث اللفظ، فقال: لا يقال من: «أفعلت» فعّال، فجبّار لا يبنى من: أجبرت، فأجيب عنه بأنّ ذلك من لفظ الجبر المروي في قوله: «لا جَبْرَ ولا تفويض» لا من لفظ الإجبار ، وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا: يتعالى الله عن ذلك، وليس ذلك بمنكر فإنّ الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة، وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث، وسخّر كلا منهم لصناعة يتعاطاها، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحرّاها، وجعله مجبرا في صورة مخيّر، فإمّا راض بصنعته لا يريد عنها حولا، وإمّا كاره لها يكابدها مع كراهيته لها، كأنه لا يجد عنها بدلا ولذلك قال تعالى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون/ 53] ، وقال عزّ وجل: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الزخرف/ 32] ، وعلى هذا الحدّ وصف بالقاهر، وهو لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه، وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه: (يا بارئ المسموكات وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها) .
وقول ابن قتيبة : هو من: جبرت العظم، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدّم. وجَبَرُوت: فعلوت من التجبر، واسْتَجْبَرْتُ حاله: تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُهَا أي: لا يتحرّى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجَبِيرَة:
للخرقة التي تشد على المَجْبُور، والجِبَارة للخشبة التي تشدّ عليه، وجمعها جَبَائِر، وسمّي الدّملوج جبارة تشبيها بها في الهيئة، والجبار:
لما يسقط من الأرش.
(ج ب ر)

الجَبْر: خلاف الْكسر. جَبَرَ العَظْمَ وَالْفَقِير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً، وجُبُورا، وجِبَارة، عَن اللحياني.

وجَبَّرَهُ فَجَبَرَ يَجْبُرُ جَبْرا، وجُبُورا، وانجبر، واجْتَبر، وتَجَبَّرَ.

وَقدر أجبارٌ: ضد قَوْلهم: قدر أكسار، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ جَابر فِي نَفسه، أَو أَرَادوا: جمع قدر جَبْر، وَإِن لم يصرحوا بذلك، كَمَا قَالُوا: قدر كسر، حَكَاهَا اللحياني.

والجبائر: العيدان الَّتِي تشدها على الْعظم لتَجْبُره بهَا.

واحدتها: جِبَارة وجَبِيرة.

وجَبَر الله الدَّين جَبْرا فَجَبَرَ جُبُورا، حَكَاهُ اللحياني، وَأنْشد قَول العجاج:

قد جبر الدَّينَ الإلهُ فجَبَرْ

وجَبَر الرجل: احسن إِلَيْهِ.

قَالَ الْفَارِسِي: جَبَره: أغناه بعد فَقْر، وَهَذِه أليق العبارتين.

وَقد استَجْبَر، واجْتَبر.

وأصابته مُصِيبَة لَا يجتبرها: أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا.

وتَجَبّرَ النبت وَالشَّجر: اخضر وأورق وَظَهَرت فِيهِ المشرة وَهُوَ يَابِس، وانشد اللحياني لامرئ الْقَيْس:

تَجَبَّر بعد الْأكل فهْوَ نمِيصُ

وتَجَبَّر الْكلأ: أكل ثمَّ صلح قَلِيلا بعد الْأكل، قَالَ: وَيُقَال لمريض: يَوْمًا ترَاهُ متجبّرا وَيَوْما تيأس مِنْهُ. معنى قَوْله: متجبّرا: أَي صَالح الْحَال.

وتجبّر الرجل مَالا: عَاد إِلَيْهِ مَا ذهب مِنْهُ. وَحكى اللحياني: تجبّر الرجل، فِي هَذَا الْمَعْنى فَلم يعده.

وَجَابِر بن حَبَّة: اسْم للخبز، معرفَة، وكل ذَلِك من الجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر.

وجابرة: اسْم مَدِينَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهَا جَبَرَت الْأَيْمَان.

وجَبَر الرجل على الْأَمر يَجْبُرُه جَبْرَاً، وجُبُورا، وأجبره: أكرهه، والأخيرة أَعلَى. وَقَالَ اللحياني: جَبَرَه: لُغَة تَمِيم وَحدهَا، وَعَامة الْعَرَب تَقول: أجْبرهُ.

والجَبْرُ: خلاف الْقَدَرِيَّة، وَهُوَ كَلَام مولد.

والجَبَرية، والجَبْرِية، والجَبَرُوّة، والجَبَرُوت، والجُبُورة، والجِبُّورة بِكَسْر الْجِيم، كُله: الْكبر.

وَرجل جَبَّار: متكبر، والمتغطرف: المتكبر.

والجَبَّار: المتكبر الَّذِي لَا يرى لأحد عَلَيْهِ حَقًا؛ يُقَال: جبَّار بَين الجِبريَّة والجِبريَّة بِكَسْر الْجِيم وَالْبَاء، والجَبْرِيَّة والجَبُّروة، والجَبْرُوت والجُبُرُوت، والجُبُورة، والجَبُّورة، والجِبْرِياء، والتَّجْبار.

والجَبَّار: الله عز وَجل لكبره أَي يجْبر عباده على حكمه.

والجبَّار من الْمُلُوك: العاتي.

وَقيل كل عَاتٍ جَبَّار، وجِبِّير.

وقلب جَبَّار: لَا تدخله الرَّحْمَة.

وَرجل جَبَّار: مسلَّط قاهر، قَالَ الله عز وَجل: (ومَا أَنْت عَلَيْهِم بجَبَّار) . أَي مسلط تقهرهم على الْإِسْلَام.

والجَبَّار: المتكبر عَن عبَادَة الله، وَفِي التَّنْزِيل: (ولم يكن جَبَّارا عصيا) وَقَالَ حِكَايَة عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: (ولم يَجْعَلنِي جبَّارا شقيا) أَي متكبرا عَن عِبَادَته.

والجبَّار: الْقِتَال فِي غير حق، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذا بطشتم بطشتم جبارين) وَفِيه: (إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تكون جبَّارا فِي الأَرْض) : أَي قتالا فِي غير الْحق، وَكله رَاجع إِلَى معنى التكبر.

والجَبَّار: الْعَظِيم الْقوي الطَّوِيل، عَن اللحياني.

ونخلة جَبَّارة: فتية قد بلغت غَايَة الطول وحملت.

وَقيل: هِيَ الَّتِي فَاتَت الْيَد.

وَالْجمع: جَبَّار، قَالَ:

فاخرات ضروعها فِي ذُرَاها ... وأناضَ العَيْدان والجَبَّارُ وَحكى السيرافي: نَخْلَة جَبَّار، بِغَيْر هَاء. قَالَ أَبُو حنيفَة: الجَبَّار: الَّذِي ارتُقِىَ وَلم يسْقط كربه، قَالَ: وَهُوَ أفتى النّخل وأكرمه.

والجَبْر: الْملك، وَلَا اعرف مِم اشتق؛ إِلَّا أَن ابْن جني قَالَ: سمي بذلك لِأَنَّهُ يَجْبُرُ بجوده، وَلَيْسَ بِقَوي، قَالَ ابْن احمر:

اسْلَمْ براووقٍ حُبِيتَ بِهِ ... وانعم صباحا أيُّها الجَبْر

وَلم يسمع بالجَبْر: الْملك إِلَّا فِي شعر ابْن احمر، حكى ذَلِك ابْن جني، وَله فِي شعر ابْن احمر نَظَائِر، مِنْهَا مَا تقدم، وَمِنْهَا مَا يَأْتِي.

والجَبْر: العَبْد، عَن كرَاع.

والجَبْر: الرجل.

وَحرب جُبَار: لَا قَود فِيهَا وَلَا دِيَة.

والجُبَار من الدَّم: الهدر، وَفِي الحَدِيث: " الْمَعْدن جُبَار، والعجماء جُبَار " قَالَ:

حَتَم الدَّهرُ علينا أَنه ... ظَلَفٌ مَا نَالَ منا وجُبَار

وَقَالَ تأبط شرا:

بِهِ مِن نِجاء الصَّيْف بِيض أقرَّها ... جُبَار لصُمّ الصخر فِيهِ قَراقِرُ

جُبار: يَعْنِي سيلا، كل مَا اهلك وأفسد جُبَار.

والجَبِيرة، والجِبَار: السوار من الذَّهَب وَالْفِضَّة، قَالَ الْأَعْشَى:

فأرتك كَفاًّ فِي الخِضَا ... ب ومِعْصما مِلْء الجِبَارَهْ

ونار إجْبِيرَ، غير مَصْرُوف: نَار الحباحب، حَكَاهُ أَبُو عَليّ عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ. وجُبَار: اسْم ليَوْم الثُّلَاثَاء فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ:

أرجَّى أَن أعيش وَإِن يومي ... بأوَّلَ أَو بأهونَ أَو جُبَارِ

وجَبْر، وَجَابِر، وجُبَير، وجُبَيرة، وجُبَيرة: أَسمَاء.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: جِنْبا، من الجَبْر، هَذَا نَص لَفظه، وَلَا ادري من أَي جبر عَنى، أَمن الجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر وَمَا فِي طَرِيقه؟ أم من الجَبْر الَّذِي هُوَ خلاف الْقدر؟. وَكَذَلِكَ لَا ادري مَا جنبار أوصف أم علم أم نوع أم شخص؟؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ: جنبار، من الْجَبْر لألحقته بالرباعي ولقلت: إِنَّهَا لُغَة فِي الجِنِبَّار الَّذِي هُوَ فرخ الحباري، أَو مخفف عَنهُ، وَلَكِن قَوْله: من الجَبْر تَصْرِيح بِأَنَّهُ عِنْده ثلاثيّ.
جبر
جبَرَ يَجبُر، جَبْرًا وجُبُورًا وجِبارةً، فهو جابِر، والمفعول مجبور (للمتعدِّي)
• جبَر العظمُ: صلَح.
• جبَر العظمَ المكسورَ: أصلح كسرَه، وضع عليه جبيرة ° جبَر القلوبَ المنكسرة: آسى المحزونين، واساهم.
• جبَر الفقيرَ/ جبَر اليتيمَ: كفاه حاجتَه، أصلح حاله، أحسن إليه "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي

[حديث] "? جبَر خاطرَه/ جبَر بخاطرَه: أجاب طلبَه، عزّاه وواساه في مصيبةٍ حلَّت به، أزال انكساره وأرضاه.
• جبَر الأمرَ: أصلحه وقوَّمه "جبَر النَّقْصَ في الميزانيَّة"? جبَر كسرَه: أصلح شئونه وعوّضه عمّا خسِر.
• جبَر الكسرَ: (جب) أكمله إلى الواحد الصَّحيح.
• جبَره على العمل وغيره: قهره عليه وأكرهه، ألزمه إيّاه "لم يستجب إلى طلب أمِّه فجبره أبوه عليه". 

أجبرَ يُجبر، إجبارًا، فهو مُجبِر، والمفعول مُجبَر
• أجبره على الموافقة: جبَرَه عليها؛ أكرهه عليها وألزمه بها "أجبره على الاعتراف/ الوفاء بوعده". 

انجبرَ ينجبر، انجبارًا، فهو مُنجبِر
• انجبر العظمُ: مُطاوع جبَرَ: تماسك، صلَح بعد كسر.
• انجبر الفقيرُ/ انجبر اليتيمُ: أخذ حاجَته ° انجبر خاطرُه: طاب. 

تجبَّرَ يتجبَّر، تجبُّرًا، فهو متجبِّر
• تجبَّر الظَّالمُ: تكبَّر وكان عاتيًا شديدًا "رجلٌ مُتجبِّر: عنيد، صُلْب، ليس في قلبه رأفةٌ ولا رحمة- لا يصحُّ أن يكون الحكيم مُتجبِّرًا" ° المُتجبِّر: الأسد. 

جبَّرَ يجبِّر، تجبيرًا، فهو مُجبِّر، والمفعول مُجبَّر
• جبَّرَ العظمَ المكسورَ: جبَره، أصلح كسرَه، وضع عليه جبيرة "جبَّر ذراعَه". 

إجبار [مفرد]:
1 - مصدر أجبرَ.
2 - (نف) دافع قويٌّ ومُتكرِّر للعمل بصورة مُعيَّنة وهو وسيلة للتخلُّص من القلق الناتج عن أفكار ورغبات مُتصارعة لا يمكن التعبير عنها. 

إجباريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إجبار: إلزاميّ، ضدّه اخْتياريٌّ "السؤال الأوّل إجباريّ".
2 - ما تفرضه القوانينُ والشَّرائعُ "بيعٌ/ تعليمٌ/ تجنيدٌ إجباريّ".
• التَّسعير الإجباريّ: (قص) التَّسعير الجبريّ؛ السعر الرسميّ الذي تحدِّده الدولة للسلع بحيث لا يجوز للبائع أن يتعدَّاه. 

جِبارة [مفرد]: ج جِبارات (لغير المصدر) وجَبَائرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جبَرَ.
2 - حرفة المُجبِّر ومهنته "بلغت الجِبارة في الطبّ العربيّ شأوًا بعيدًا في الدِّقَّة".
3 - (طب) جَبيرة؛ ما يُشدّ على العظم المكسور من خشب وجبس ونحوهما لينجبر "عاقته الجِبارة عن الحركة". 

جبَّار [مفرد]: ج جبَّارون وجَبَابرة:
1 - صيغة مبالغة من جبَرَ: قاهر، متسلِّط، متكبِّر، متعالٍ عن قبول الحقّ، لا يرى لأحد عليه حقًّا، مستبدّ " {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} - {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} " ° قَلْبٌ جبَّار: لا يقبل موعظة.
2 - كثير القتل مبالغ فيه " {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} ".
3 - هائل، عظيم، ضخم، عملاق "مجهود/ إنجاز/ مصنع جبَّار- إمكانات جبَّارة" ° عقلٌ جبَّار: فائقُ الذكاء.
• الجبَّار: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالي الذي لا يُنال، صاحب الجبروت والتَّكبُّر، المُصلح للأمور " {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} ". 

جَبْر [مفرد]: مصدر جبَرَ ° جبرًا: بالإكراه، عنوةً، قسْرًا.
• علم الجَبْر: (جب) فرعٌ من فروع الرِّياضيات يقوم على إحلال الرموز محلّ الأعداد المجهولة أو المعدومة.
• مَذْهب الجَبْر: (سف) مذهب يرى أصحابه أنّ العباد مُجْبَرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى "كانت الجهميّة تقول بالجَبْر". 

جَبَروت [مفرد]:
1 - قدرة طاغية، سلطة قاهرة، عظمةٌ وكِبْر "لن تُفلح إسرائيل في فرض جبروتها على الشَّعب الفلسطيني".
2 - قهر، سلطان، قدرة "سبحان ذي الجبروت والملكوت". 

جَبْريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَبْر: بالقوّة، بالقَسْر "بيع جبريّ" ° إقامة جبريَّة: فرض الإقامة على شخص سياسيّ في منزله أو في مكان يُخَصَّص له.
2 - خاصّ بعلم الجَبْر "معادلة جبريّة".
3 - (سف) من يؤمن بمذهب الجَبْر.
• المذهب الجَبْريّ: (سف) مذهب فلسفيّ يرى أصحابه أن العباد مُجبرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
• التَّسْعير الجَبْريّ: (قص) التَّسعير الإجباريّ؛ السعر الرسميّ الذي تحدِّده الدَّولة للسِّلع بحيث لا يجوز للبائع أن يتعدَّاه. 

جَبْريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من جَبْر: إجبار وتسلُّط "لو كان الإسلام دين جَبْريّة وتسلُّط لفرض نفسه بحدِّ السيف".
• الجَبْريَّة:
1 - (سف) مذهب يرى أصحابه أن العباد مُجبرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو
 إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
2 - أتباع هذا المذهب. 

جُبور [مفرد]: مصدر جبَرَ. 

جَبيرة [مفرد]: ج جبيرات وجَبَائرُ: (طب) جِبارة، ما يُشَدّ على العظم المكسور من خشب وجبس ونحوهما لينجبر "وضع ذراعه المكسورة في جبيرة من الجبس". 

جبر: الجَبَّارُ: الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي.

ابن الأَنباري: الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ، ومنه جَبَّارُ

النخل. الفرّاء: لم أَسمع فَعَّالاً من أَفعل إِلا في حرفين وهو جَبَّار

من أَجْبَرْتُ، ودَرَّاك من أَدركْتُ، قال الأَزهري: جعل جَبَّاراً في

صفة الله تعالى أَو في صفة العباد من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه لا من

جَبَرَ. ابن الأَثير: ويقال جَبَرَ الخلقَ وأَجْبَرَهُمْ، وأَجْبَرَ

أَكْثَرُ، وقيل: الجَبَّار العالي فوق خلقه، وفَعَّال من أَبنية المبالغة،

ومنه قولهم: نخلة جَبَّارة، وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول. وفي حديث

أَبي هريرة: يا أَمَةَ الجَبَّار إِنما أَضافها إِلى الجبار دون باقي

أَسماء الله تعالى لاختصاص الحال التي كانت عليها من إِظهار العِطْرِ

والبَخُورِ والتباهي والتبختر في المشي. وفي الحديث في ذكر النار: حتى يضع

الجَبَّار فيها قَدَمَهُ؛ قال ابن الأَثير: المشهور في تأْويله أَن المراد

بالجبار الله تعالى، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: حتى يضع فيها رب

العزة قدمه؛ والمراد بالقدم أَهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه

كما أَن المؤمنين قَدَمُه الذين قدَّمهم إِلى الجنة، وقيل: أَراد بالجبار

ههنا المتمرد العاتي، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: إِن النار قالت:

وُكّلْتُ بثلاثة: بمن جعل مع الله إِلهاً آخر، وبكل جَبَّار عنيد،

وبالمصوِّرين. والجَبَّارُ: المتكبر الذي لا يرى لأَحد عليه حقّاً. يقال:

جَبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرِيَّة والجِبِرِيَّة، بكسر الجيم والباء،

والجَبْرِيَّةِ والجَبْرُوَّةِ والجَبَرُوَّةِ والجُبُرُوتِ والجَبَرُوتِ

والجُبُّورَةِ والجَبُّورَة، مثل الفَرُّوجة، والجِبْرِياءُ والتَّجْبَارُ: هو بمعنى

الكِبْرِ؛ وأَنشد الأحمر لمُغَلِّسِ بن لَقِيطٍ الأَسَدِيّ يعاتب رجلاً

كان والياً على أُوضَاخ:

فإِنك إِنْ عادَيْتَني غَضِبِ الحصى

عَلَيْكَ، وذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ

يقول: إِن عاديتني غضب عليك الخليقة وما هو في العدد كالحصى. والمتغطرف:

المتكبر. ويروى المتغترف، بالتاء، وهو بمعناه.

وتَجَبَّرَ الرجل: تكبر. وفي الحديث: سبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت؛

هو فَعَلُوتٌ من الجَبْر والقَهْرِ. وفي الحديث الآخر: ثم يكون مُلْكٌ

وجَبَرُوتٌ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. اللحياني: الجَبَّار المتكبر عن عبادة

الله تعالى؛ ومنه قوله تعالى: ولم يكن جَبَّاراً عَصِيّاً؛ وكذلك قول عيسى،

على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ولم يجعلني جباراً شقيّاً؛ أَي متكبراً

عن عبادة الله تعالى. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، حضرته

امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:

دَعُوها فإِنها جَبَّارَة أَي عاتية متكبرة. والجِبِّيرُ، مثال الفِسِّيق:

الشديد التَّجَبُّرِ. والجَبَّارُ من الملوك: العاتي، وقيل: كُلُّ عاتٍ

جَبَّارٌ وجِبِّيرٌ. وقَلْبٌ جَبَّارٌ: لا تدخله الرحمة. وقَلْبٌ جَبَّارٌ:

ذو كبر لا يقبل موعظة. ورجل جَبَّار: مُسَلَّط قاهر. قال الله عز وجل:

وما أَنتَ عليهم بِجَبَّارٍ؛ أَي بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم على الإِسلام.

والجَبَّارُ: الذي يَقْتُلُ على الغَضَبِ. والجَبَّارُ: القَتَّال في غير

حق. وفي التنزيل العزيز: وإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ؛ وكذلك

قول الرجل لموسى في التنزيل العزيز: إِن تُرِيدُ إِلا أَن تكونَ

جَبَّاراً في الأَرض؛ أَي قتَّالاً في غير الحق، وكله راجع إِلى معنى التكبر.

والجَبَّارُ: العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ؛ عن اللحياني: قال الله تعالى: إِن

فيها قوماً جَبَّارِينَ؛ قال اللحياني: أَراد الطُّولَ والقوّة

والعِظَمَ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به إِلى الجَبَّار من النخيل وهو الطويل الذي

فات يَدَ المُتَناول. ويقال: رجل جَبَّار إِذا كان طويلاً عظيماً

قويّاً، تشبيهاً بالجَبَّارِ من النخل. الجوهري: الجَبَّارُ من النخل ما طال

وفات اليد؛ قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه،

عليه أَبابِيلٌ من الطَّيْرِ تَنْعَبُ

ونخلة جَبَّارَة أَي عظيمة سمينة. وفي الحديث: كَثافَةُ جلد الكافر

أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار؛ أَراد به ههنا الطويل، وقيل: الملك، كما

يقال بذراع الملك، قال القتيبي: وأَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام

الذراع. ابن سيده: ونخلة جَبَّارة فَتِيَّة قد بلغت غاية الطول وحملت،

والجمع جَبَّار؛ قال:

فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُراها،

وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ

وحكى السيرافي: نخلة جَبَّارٌ، بغير هاء. قال أَبو حنيفة: الجَبَّارُ

الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كَرْمُه، قال: وهو أَفْتَى النخل

وأَكْرَمُه.قال ابن سيده: والجَبْرُ المَلِكُ، قال: ولا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن

جني قال: سمي بذلك لأَنه يَجْبُر بِجُوده، وليس بِقَوِيٍّ؛ قال ابن

أَحمر:

اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ به،

وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

قال: ولم يسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا في شعر ابن أَحمر؛ قال: حكى ذلك

ابن جني قال: وله في شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه. التهذيب:

أَبو عمرو: يقال لِلْمَلِك جَبْرٌ. قال: والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لم

يكن مَلِكاً. وقال أَبو عمرو: الجَبْرُ الرجل؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

أَي أَيها الرجل. والجَبْرُ: العَبْدُ؛ عن كراع. وروي عن ابن عباس في

جبريل وميكائيل: كقولك عبدالله وعبد الرحمن؛ الأَصمعي: معنى إِيل هو

الربوبية فأُضيف جبر وميكا إِليه؛ قال أَبو عبيد: فكأَنَّ معناه عبد إِيل، رجل

إِيل. ويقال: جبر عبد، وإِيل هو الله. الجوهري: جَبْرَئيل اسم، يقال هو

جبر أُضيف إِلى إِيل؛ وفيه لغات: جَبْرَئِيلُ مثال جَبْرَعِيل، يهمز ولا

يهمز؛ وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك:

شَهِدْنا فما تَلْقى لنا من كَتِيبَةٍ،

يَدَ الدَّهرِ، إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها

قال ابن بري: ورفع أَمامها على الإِتباع بنقله من الظروف إِلى الأَسماء؛

وكذلك البيت الذي لحسان شاهداً على جبريل بالكسر وحذف الهمزة فإِنه قال:

ويقال جِبريل، بالكسر؛ قال حسان:

وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينا،

ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءٌ

وجَبْرَئِل، مقصور: مثال جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين، بالنون.

والجَبْرُ: خلاف الكسر، جَبَر العظم والفقير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً

وجُبُوراً وجِبَارَةٍ؛ عن اللحياني. وجَبَّرَهُ فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً

وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ. ويقال: جَبَّرْتُ الكَسِير

أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً؛ وأَنشد:

لها رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ،

وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها وجاحُ

ويقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً وجَبَرَ العظمُ بنفسه جُبُوراً أَي

انجَبَر؛ وقد جمع العجاج بين المتعدي واللازم فقال:

قد جَبَر الدِّينَ الإِلهُ فَجَبَرْ

واجْتَبَر العظم: مثل انْجَبَر؛ يقال: جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَر

أَي سدّ مفاقره؛ قال عمرو بن كلثوم:

مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فلا اجْتَبَرْ،

ولا سَقَى الماءَ، ولا راءَ الشَّجَرْ

معنى عال جار ومال؛ ومنه قوله تعالى: ذلك أدنى أَن لا تعولوا؛ أَي لا

تجوروا وتميلوا. وفي حديث الدعاء: واجْبُرْني واهدني أَي أَغنني؛ من جَبَرَ

الله مصيبته أَي رَدَّ عليه ما ذهب منه أَو عَوَّضَه عنه، وأَصله من

جَبْرِ الكسر.

وقِدْرٌ إِجْبارٌ: ضدّ قولهم قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه

جابراً في نفسه، أَو أَرادوا جمع قِدْرٍ جَبْرٍ وإِن لم يصرحوا بذلك، كما

قالوا قِدْرٌ كَسْرٌ؛ حكاها اللحياني.

والجَبائر: العيدان التي تشدّها على العظم لتَجْبُرَه بها على استواء،

واحدتها جِبارَة وجَبِيرةٌ. والمُجَبِّرُ: الذي يَجْبُر العظام

المكسورة.والجِبارَةُ والجَبيرَة: اليارَقَةُ، وقال في حرف القاف: اليارَقُ

الجَبِيرَةُ والجِبارَةُ والجبيرة أَيضاً: العيدان التي تجبر بها العظام. وفي

حديث عليّ، كرّم الله تعالى وجهه: وجَبَّار القلوب على فِطِراتِها؛ هو من

جبر العظم المكسور كأَنه أَقام القلوب وأَثبتها على ما فطرها عليه من

معرفته والإِقرار به شقيها وسعيدها. قال القتيبي: لم أَجعله من أَجْبَرْتُ

لأَن أَفعل لا يقال فيه فَعَّال، قال: يكون من اللغة الأُخْرَى. يقال:

جَبَرْت وأَجْبَرَتُ بمعنى قهرت. وفي حديث خسف جيش البَيْدَاء: فيهم

المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُور وابن السبيل؛ وهذا من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ. أَبو

عبيد: الجَبائر الأَسْوِرَة من الذهب والفضة، واحدتها جِبَارة

وجَبِيرَةٌ؛ وقال الأَعشى:

فَأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا

بِ ومِعصماً، مِثْلَ الجِبَارَهْ

وجَبَرَ الله الدين جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً؛ حكاها اللحياني، وأَنشد

قول العجاج:

قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجبَرْ

والجَبْرُ أَن تُغْنِيَ الرجلَ من الفقر أَو تَجْبُرَ عظمَه من الكسر.

أَبو الهيثم: جَبَرْتُ فاقةَ الرجل إِذا أَغنيته. ابن سيده: وجَبَرَ

الرجلَ أَحسن إِليه. قال الفارسي: جَبَرَه أَغناه بعد فقر، وهذه أَليق

العبارتين. وقد استَجْبَرَ واجْتَبَرَ وأَصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُها أَي لا

مَجْبَرَ منها.

وتَجَبَّرَ النبتُ والشجر: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ وظهرت فيه المَشْرَةُ وهو

يابس، وأَنشد اللحياني لامرئ القيس:

ويأْكُلْنَ من قوٍّ لَعَاعاً وَرِبَّةً،

تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ، فَهْوَ نَمِيصُ

قوّ: موضع. واللعاع: الرقيق من النبات في أَوّل ما ينبت. والرِّبَّةُ:

ضَرْبٌ من النبات. والنَّمِيصُ: النبات حين طلع ورقة؛ وقيل: معنى هذا

البيت أَنه عاد نابتاً مخضرّاً بعدما كان رعي، يعني الرَّوْضَ. وتَجَبَّرَ

النبت أَي نبت بعد الأَكل. وتَجَبَّر النبت والشجر إِذا نبت في يابسه

الرَّطْبُ. وتَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثم صلح قليلاً بعد الأَكل. قال: ويقال

للمريض: يوماً تراه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه؛ معنى قوله متجبراً

أَي صالح الحال. وتَجَبَّرَ الرجُل مالاً: أَصابه، وقيل: عاد إِليه ما ذهب

منه؛ وحكى اللحياني: تَجَبَّرَ الرجُل، في هذا المعنى، فلم يُعَدِّه.

التهذيب: تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِليه من ماله بعضُ ما ذهب.

والعرب تسمي الخُبْزَ جابِراً، وكنيته أَيضاً أَبو جابر. ابن سيده:

وجابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة؛ وكل ذلك من الجَبْرِ الذي هو ضد

الكسر.وجابِرَةُ: اسم مدينة النبي، صلى الله عليه وسلم، كأَنها جَبَرَتِ

الإِيمانَ. وسمي النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة بعدة أَسماء: منها

الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ. وجَبَرَ الرجلَ على الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً

وجُبُوراً وأَجْبَرَه: أَكرهه، والأَخيرة أَعلى. وقال اللحياني: جَبَرَه لغة

تميم وحدها؛ قال: وعامّة العرب يقولون: أَجْبَرَهُ. والجَبْرُ: تثبيت وقوع

القضاء والقدر. والإِجْبارُ في الحكم، يقال: أَجْبَرَ القاضي الرجلَ على

الحكم إِذا أَكرهه عليه.

أَبو الهيثم: والجَبْرِيَّةُ الذين يقولون أَجْبَرَ اللهُ العبادَ على

الذنوب أَي أَكرههم، ومعاذ الله أَن يُكره أَحداً على معصيته ولكنه علم

ما العبادُ. وأَجْبَرْتُهُ: نسبته إلى الجَبْرِ، كما يقال أَكفرته: نسبته

إِلى الكُفْرِ. اللحياني: أَجْبَرْتُ فلاناً على كذا فهو مُجْبَرٌ، وهو

كلام عامّة العرب، أَي أَكرهته عليه. وتميم تقول: جَبَرْتُه على الأَمر

أَجْبرُهُ جَبْراً وجُبُوراً؛ قال الأَزهري: وهي لغة معروفة. وكان الشافعي

يقول: جَبَرَ السلطانُ، وهو حجازي فصيح. وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ

لأَنهم نسبوا إِلى القول بالجَبْرِ، فهما لغتان جيدتان: جَبَرْتُه

وأَجْبَرْته، غير أَن النحويين استحبوا أَن يجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد

كسره وجَبْرِ الفقير بعد فاقته، وأَن يكون الإِجْبارُ مقصوراً على

الإِكْراه، ولذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ، قال:

وجائز أَن يكون الجَبَّارُ في صفة الله تعالى من جَبْرِه الفَقْرَ

بالغِنَى، وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير، وهو جابِرُ دِينِه الذي ارتضاه،

كما قال العجاج:

قد جَبَرَ الدينَ الإِلهُ فَجَبَرْ

والجَبْرُ: خلافُ القَدَرِ. والجبرية، بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّة،

وهو كلام مولَّد.

وحربٌ جُبَارٌ: لا قَوَدَ فيها ولا دِيَةَ. والجُبَارُ من الدَّمِ:

الهَدَرُ. وفي الحديث: المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ

جُبَارٌ؛ قال:

حَتَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّهُ

ظَلَفٌ، ما زال منَّا، وجُبَار

وقال تَأَبَّط شَرّاً:

بِهِ من نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها

جُبَارٌ، لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَراقِرُ

جُبَارٌ يعني سيلاً. كُلُّ ما أَهْلَكَ وأَفْسَدَ: جُبَارٌ. التهذيب:

والجُبارُ الهَدَرُ. يقال: ذهب دَمُه جُبَاراً. ومعنى الأَحاديث: أَن تنفلت

البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إِنساناً أَو شيئاً فجرحها هدَر،

وكذلك البئر العادِيَّة يسقط فيها إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ،

والمَعْدِن إِذا انهارَ على حافره فقتله فدمه هدر. وفي الصحاح: إِذا انهار على

من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مُستَأْجرُه. وفي الحديث: السائمةُ جُبَار؛

أَي الدابة المرسَلة في رعيها.

ونارُ إِجْبِيرَ، غير مصروف: نار الحُباحِبِ؛ حكاه أَبو علي عن أَبي

عمرو الشيباني. وجُبَارٌ: اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية من أَسمائهم

القديمة؛ قال:

أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي

بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ

أَو التَّالي دُبارِ، فإِنْ يَفُتْني،

فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيَارِ

الفراء عن المُفَضَّل: الجُبَارُ يوم الثلاثاء. والجَبَارُ: فِناءُ

الجَبَّان. والجِبَارُ: الملوك، وقد تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار. قيل:

الجَبَّارُ المَلِكُ واحدهم جَبْرٌ. والجَبَابِرَةُ: الملوك، وهذا كما يقال هو كذا

وكذا ذراعاً بذراع الملك، وأَحسبه ملكاً من ملوك العجم ينسب إِليه

الذراع.

وجَبْرٌ وجابِرٌ وجُبَيْرٌ وجُبَيْرَةُ وجَبِيرَةُ: أَسماء، وحكى ابن

الأَعرابي: جِنْبَارٌ من الجَبْرِ؛ قال ابن سيده: هذا نص لفظه فلا أَدري من

أَيِّ جَبْرٍ عَنَى، أَمن الجَبْرِ الذي هو ضدّ الكسر وما في طريقه أَم

من الجَبْرِ الذي هو خلاف القَدَرِ؟ قال: وكذلك لا أَدري ما جِنْبَارٌ،

أَوَصْفٌ أَم عَلَم أَم نوع أَم شخص؟ ولولا أَنه قال جِنْبَارٌ، من

الجَبْرِ لأَلحقته بالرباعي ولقلت: إِنها لغة في الجِنبَّارِ الذي هو فرخ

الحُبَارَى أَو مخفف عنه، ولكن قوله من الجَبْرِ تصريحٌ بأَنه ثلاثي، والله

أَعلم.

جبر

1 جَبَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. جَبْرٌ (S, A, Msb, K, &c.) and جُبُورٌ, (M, K,) which latter, accord. to MF, is an inf. n. of the intrans. verb only, but it has been heard as an inf. n. of the trans. verb also, (TA,) and جِبَارَةٌ, (Lh, K,) He set a bone; reduced it from a fractured state; (S, A, Msb, K, &c.;) as also ↓ جبّر, (A, IAmb, K,) inf. n. تَجْبِيرٌ; (TA;) and ↓ اجبر, (Ibn-Talhah, MF, TA,) but this is extremely strange, and not found in the lexicons of celebrity, (MF,) and not heard by AO; (TA;) [and ↓ اجتبر.] One says also, يَدَهُ ↓ جبّر, (A, IAmb,) or جَبَرَهَا, (Msb,) He (a bone-setter) set his arm, or reduced it from a fractured state: (A:) or put upon it the جَبِيرَة [or splints]. (Msb.) b2: Hence, (TA,) جَبَرَ, (AAF, M, K, &c.,) inf. n. جَبْرٌ (S, A, K) and جُبُورٌ [but respecting this latter see above] and جِبَارَةٌ; (K;) and ↓ جبّر, (K,) inf. n. تَجْبِيرٌ; (TA;) and ↓ اجبر; (Ibn-Talhah, MF, TA; [but respecting this form see above;]) and ↓ اجتبر; (K;) (tropical:) He restored a man from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (AAF, S, A, K, &c.:) or he benefited a poor man; conferred a benefit, or benefits, upon him: (M, K:) but the former is the more appropriate explanation: (AAF, TA:) and this signification is tropical; (IDrst, MF, TA;) the poor man being likened to one who has a broken bone, and his restoration to wealth, or competence, being likened to the setting of the bone; wherefore he is called فَقِيرٌ, as though the vertebræ of his back were broken: (IDrst, TA:) in the A it is mentioned as proper, not tropical; but the author of the A afterwards mentions جَبَرْتُ فُلَانًا as tropical in the sense of نَعَشْتُهُ (tropical:) [I recovered such a one from his embarrassment, &c.; repaired his broken fortune, or his condition]. (TA.) One says also, جَبَرْتُ فَاقَةَ الرَّجُلِ (tropical:) [I repaired the broken fortune of the man;] I restored the man to wealth, or competence, or sufficiency. (A Heyth, TA.) And جَبَرْتُ اليَتِيمَ (assumed tropical:) [I put the affairs of the orphan into a right, or good, state: or] I gave to the orphan. (Msb.) And جَبَرَ (tropical:) He restored anything to a sound, right, or good, state. (IDrst, TA.) And جَبَرَهُ اللّٰهُ (assumed tropical:) [May God render him sound, and strong]: said in relation to a child. (S and K in art. زرع.) And جَبَرْتُ نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذَا (assumed tropical:) I made the amount of the property equal to that which renders it incumbent on the possessor to pay the poor-rate, by [adding] such a thing: the name of that thing is جبران [app. ↓ جُبْرَانٌ]: and the person who does this is termed ↓ جَابِرٌ. (Msb.) A2: جَبَرَ also signifies He compelled, or constrained, another. (B.) You say, جَبَرَهُ عَلَى الأَمْرِ, (Lh, Az, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. جَبْرٌ and جُبُورٌ, (Msb,) a chaste form of the verb, of the dial. of El-Hijáz, (Az, TA,) or of the Benoo-Temeem and of many of the people of El-Hijáz, (Msb,) or of Temeem alone; (Lh, TA;) [but said in the Mgh to be of weak authority;] and ↓ اجبرهُ; (Th, S, Msb, K, &c.;) both these forms of the verb mentioned by Az, Fr, A 'Obeyd, and others, (Msb,) but the latter is the form used by the generality of the Arabs, (Lh, TA,) and by the grammarians [in general]; (TA;) He compelled him, against his will, to do the thing: (Lh, Th, Az, S, Msb, K:) ↓ إِجْبَارٌ originally signifying the inciting, urging, or inducing, another to restore a thing to a sound, right, or good, state. (B.) And عَلَى الحُكْمِ ↓ اجبرهُ He (a judge) compelled him to submit to, or to perform, the sentence. (L.) A3: Also جَبَرَ, [aor. ـُ inf. n. جُبُورٌ (S, Msb, K) and جَبْرٌ, (Msb, K,) which latter, accord. to MF [and the Mgh], is an inf. n. of the trans. verb only, but it has been heard as an inf. n. of the intrans. verb also; (TA;) and ↓ انجبر, (T, S, K,) and ↓ اجتبر, (T, S,) and ↓ تجبّر; (K;) It (a bone) became set, or reduced from a fractured state. (T, S, Msb, K.) b2: And [hence,] the first of these verbs, with the same inf. ns.; (K;) and ↓ اجتبر, (S, * K,) and ↓ انجبر, and ↓ تجبّر, and ↓ استجبر; (K;) (tropical:) He (a poor man, K, and an orphan, TA) became restored from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (S, * K:) or received a benefit, or benefits: (K:) ↓ اجتبر is syn. with انتعش (tropical:) [he recovered, or became recovered, from his embarrassment, &c.]. (A.) [And (assumed tropical:) It (anything) became restored to a sound, right, or good, state.] El-' Ajjáj has used جَبَرَ transitively and intransitively in the same sentence, saying, قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلَاهُ فَجَبَرْ [(assumed tropical:) God hath restored the religion to a sound, right, or good, state, and it hath become restored thereto]: (S:) or, accord. to some, the second verb is corroborative of the first; the meaning being, God hath desired, or purposed, to restore the religion, &c., and hath completed its restoration. (B.) 2 جَبَّرَ see 1, in three places.4 أَجْبَرَ see 1, in five places.

A2: اجبرهُ also signifies He imputed to him [the tenet of] الجَبْر; (S, * L, K; *) he called him a جَبَرِىّ: (L:) like as اكفرهُ signifies “ he imputed to him infidelity. ” (S.) 5 تجبّر: see 1, latter part, in two places. Also (tropical:) What had gone from him (a man) returned to him: (K:) or some of his property that had gone from him returned to him. (T, TA.) (assumed tropical:) He (a sick man) became in a good state. (K.) (assumed tropical:) It (a plant, TA, and a tree, K) became green, and put forth leaves (K, TA) and fresh green twigs, when dry: produced fresh shoots in its dry parts: (TA:) it (herbage) became somewhat restored to a good state after having been eaten: (K, * TA:) or grew after having been eaten. (S.) b2: He (a man, S) magnified himself; behaved proudly, haughtily, or insolently. (S, A, K.) A2: (assumed tropical:) He (a man) obtained wealth, or property: (K:) but Lh explains it as meaning, intransitively, he obtained wealth, or property. (TA.) 7 إِنْجَبَرَ see 1, latter part, in two places.8 إِجْتَبَرَ see 1, in five places. You say also, أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ لَا يَجْتَبِرُهَا [(assumed tropical:) A calamity befell him from which he will not recover]; i. e. مِنْهَا ↓ لَا مَجْبَرَ [(assumed tropical:) there is no recovering from it]. (TA.) 10 إِسْتَجْبَرَ see 1, latter part.

A2: استجبرهُ (tropical:) He exerted himself much, or exceedingly, or to the utmost, in paying frequent attention to him, taking care of him, or putting his affairs into a right, or proper, state. (A.) جَبْرٌ, in computation, (assumed tropical:) The addition of something for the purpose of reparation. (TA.) [Hence, الجَبْرُ (assumed tropical:) Algebra; more commonly called الجَبْرُ وَالمُقَابَلَةُ perfective addition and compensative subtraction; or restoration and compensation; because of the frequency of these operations in the reduction of equations.]

A2: The contr. of قَدَرٌ: (S, Msb, K:) it is the assertion that God compels his servants, or mankind, to commit acts of disobedience; (Msb;) the virtual denial that actions proceed from man, and attributing them to God; the sect that hold the tenet thus termed asserting that man, with respect to his actions, is like the feather suspended in the air; whereas قَدَرٌ signifies the “ virtual attributing of optional, or voluntary, actions to man; asserting that man creates his own optional, or voluntary, actions: ” (IbrD:) A 'Obeyd says that it is a post-classical term. (S.) A3: A king; (AA, T, M, K;) of uncertain derivation: (M:) and a slave, or servant: (A 'Obeyd, Kr, K, &c.:) thus bearing two contr. significations: (K:) and a man: (AA, A 'Obeyd, K, &c.:) [see جَبْرَئِيلُ:] and a young man: and [a] courageous [man]. (K.) A4: [Also, app., Aloes-wood: الجَبْرُ is explained in the K as signifying العُودُ, which means wood in general, as well as aloes-wood in particular; and to this is added in the TA, الذى يُجْبَرُ بِهِ, as though the meaning were the wood with which one sets bones; but I think that يُجْبَرُ is a mistranscription for يُجَمَّرُ; and that the meaning is aloes-wood with which one fumigates.]

جَبَرِىٌّ or جَبْرِىٌّ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبَرُوَّةٌ and جَبْرُوَّةٌ and جَبَرُوتٌ &c.: see what next follows.

جَبَرِيَّةٌ (S, K) and جَبْرِيَّةٌ and جِبْرِيَّةٌ and جِبِرِيَّةٌ and ↓ جِبْرِيَآءُ (K) and ↓ جَبَرِيَّآءُ (Aboo-Nasr, TA) and ↓ جَبَرُوَّةٌ (S, K) and ↓ جَبْرُوَّةٌ (K) and ↓ جَبَرُوتٌ (S, Msb, K, one of the forms most known, of the measure فَعَلُوتٌ, like مَلَكُوتٌ and رَهَبُوتٌ and رَغَبُوتٌ and رَحَمُوتٌ, said to be the only other words of this measure, though, as MF says, this requires consideration, TA) and ↓ جُبْرُوتٌ (K) and ↓ جَبْرَؤُوتٌ (Et-Tedmuree, TA) and ↓ جَبَرُوتَى (K, like رَحَمُوتَى, [&c.], TA) and ↓ جَبُّورَةٌ (S, K) and ↓ جَبُّورٌ (Lh, Kr) and ↓ جُبُّورٌ (Lh, TA) and ↓ جُبُورَةٌ and ↓ تَجْبَارٌ, (K,) all inf. ns., (TA,) [or simple substs.,] meaning The quality denoted by the epithet جَبَّارٌ; (K;) i. e. self-magnification, pride, haughtiness, or insolence; or proud, haughty, or insolent, behaviour; (S, Msb, K;) &c. (K, TA.) Hence, مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ جَبَرِيَّةً [There has been no prophetic office but a kingly office has succeeded in its place through some one's selfmagnification, pride, haughtiness, or insolence]; i. e., but kings have magnified themselves, or behaved proudly or haughtily or insolently, after it. (A, TA.) A2: الجَبَرِيَّةُ (S, K) and الجَبْرِيَّةُ, (Th, Msb,) or the latter is a mispronunciation, or is the correct form, (K,) and the former is so pronounced in order to assimilate it to القَدَرِيَّةُ; (Msb, K; *) the latter is the pronunciation of the scholastic theologians of the persuasion of EshSháfi'ee (El-Háfidh in the “ Tabseer,” B) in old times, but the term used in the conventional language of the modern scholastic theologians is ↓ المُجْبَرَةُ; (B;) and الجبريّة, also, is a postclassical term; (TA;) The contr. of القَدَرِيَّةُ; (S, K;) the sect who hold the tenet termed جَبْرٌ [q. v.]; (Msb;) a sect of those who follow their own natural desires, whose founder was El-Hoseyn Ibn-Mohammad En-Nejjár El-Basree, who assert that man has no power; that [what are termed] voluntary motions are of the same predicament as a tremour; though this does not oblige them to deny the imposition of duties; (Lb, TA;) a sect who assert that God compels his servants, or mankind, to commit sins: (AHeyth, TA:) n. un. ↓ جَبَرِىٌّ or جَبْرِىٌّ. (Msb.) جَبْرَالُ and جِبْرَالُ: see جَبْرَئِيلُ.

جُبْرَانٌ: see 1.

جِبْرِيلُ and جَبْرِيلُ &c: see جَبْرَئِيلُ.

جِبْرِينُ and جَبْرِينُ: see جَبْرَئِيلُ.

جِبْرِيَآءُ and جَبَرِيَّآءُ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبْرَئِيلُ, (S, Msb, K, &c.,) imperfectly decl., because having the quality of a proper name and that of a foreign word, or being a compound regarded as forming a single word, as some say, (TA,) originally Syriac, or Hebrew, [?,] (Esh-Shiháb [El-Khafájee],) A proper name of an angel; (TA;) [Gabriel: and also, of a man:] signifying the servant of God: (A 'Obeyd, S, Msb, K, TA:) or (rather, TA) the man of God: (A 'Obeyd, TA:) being said to be composed of جَبْرٌ, (S, Msb, TA,) signifying “ servant,” or “ slave,” (Msb, TA,) or rather “ man,” (TA,) and إِيلٌ, (S, Msb, TA,) signifying “ God: ” (Msb, TA:) or both together signify the servant of the Compassionate: or the servant of the Mighty, or Glorious: (TA:) this form of the word is of the dialects of Keys and Temeem: (TA:) and there are other dial. vars.; namely, ↓ جَبْرَيِيلُ, without ء , and ↓ جَبْرَائِيلُ , (S, K,) and ↓ جَبْرَايِيلُ , and ↓ جَبْرَئِلُ , and ↓ جَبْرَائِيلُ , (K,) and ↓ جَبْرَايِيلُ , (Es-Suyootee, TA,) and ↓ جَبْرَائِلُ , (K,) and ↓ جَبْرَايِلُ , (Es-Suyootee, TA,) and ↓ جِبْرِيلُ, (S, Msb, K, which is the form most known and most chaste, and is of the dial. of El-Hijáz, TA,) and ↓ جَبْرِيلُ, (Msb, K, reckoned of weak authority by Fr, because the measure فَعِّيل [or فَعْلِيل] does not exist in the language, for as to سَمْوِيل, mentioned by Esh-Shiháb as against the objection of Fr, it is of the measure فَعْوِيل, MF, TA,) and ↓ جَبْرَيْلُ, and ↓ جَبْرَالُ, and ↓ جِبْرَالُ, (K,) and ↓ جِبْرِينُ, and ↓ جَبْرِينُ, (S, K,) and ↓ جَبْرَائِينُ. (Es-Suyootee, MF.) جَبْرَيِيلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِلُ and جَبْرَايِلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِيلُ and جَبْرَايِيلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِينَ: see جَبْرَئِيلُ.

جُبَارٌ A thing of which no account, or for which no revenge or retaliation or mulct, is taken. (S, A, Msb, K, TA.) You say, ذَهَبَ دَمَهُ جُبَارًا His blood went unrevenged, unretaliated, or unexpiated by a mulct. (S, A.) And جُرْحٌ جُبَارٌ A wound for which is no retaliation, nor any expiatory mulct. (A, TA.) And حَرْبٌ جُبَارٌ A war in which is no retaliation, (K, TA,) nor any expiatory mulct. (TA.) And المَعْدِنُ جُبَارٌ [The mine is a thing for which no mulct is exacted]: i. e., if the mine fall in upon him who is working in it, and he perish, his hirer is not to be punished for it. (S and Msb from a trad.) And البِئْرُ جُبَارٌ [The well is a thing for which no mulct is exacted]: i. e., if a man fall into an ancient well, and perish, his blood is not to be expiated by a mulct: (TA:) or, as some say, it relates to a hired man's descending into a well to cleanse it, or to take forth something from it, if he fall into it and die. (TA in art. بأر.) And جُرحُ العَجُمَآءِ جُبَارٌ The wound of the speechless beast, if it get loose and wound a man or other thing while loose, is a thing for which no retaliation or expiatory mulct is exacted. (T, A, * Msb. *) b2: Clear, or quit, of a thing: so in the saying, أَنَا مِنْهُ خَلَاوَةٌ وُجُبَارٌ [I am clear, or quit, of it]. (K. [See also فَالِجٌ.]) A2: A torrent. (K.) b2: Anything that corrupts, or mars, and destroys; (so accord. to some copies of the K, and the TA;) as the torrent, &c.: (TA:) or anything that is corrupted, or marred, and destroyed. (So accord. to other copies of the K.) A3: Tuesday; (S, K;) an ancient name thereof, (S,) used in the Time of Ignorance; (TA;) as also ↓ جِبَارٌ. (K.) جِبَارٌ: see what next precedes.

جِبَارَةٌ and ↓ جَبِيرَةٌ Splints; pieces of wood with which bones are set, or reduced from a fractured state: (S, K:) or bones which are put upon a diseased part of the person, to reduce it to a sound state: pl. جَبَائِرُ. (Msb.) b2: Also, both words, A wide bracelet; syn. يَارَقٌ: (S, K:) a bracelet (سِوَار) of gold or silver: pl. جَبَائِرَةٌ [or جَبَائِرُ, as above?]. (A 'Obeyd, TA.) جُبُورَةٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبِيرَةٌ: see جِبَارَةٌ.

جَبَّارٌ One who magnifies himself, or behaves proudly or haughtily or insolently, and does not hold any one to have any claim upon him, or to deserve anything of him: (K:) one who slays when in anger: (S, A:) one who slays unjustly: (K:) imperious, or domineering, by absolute force and power; overbearing; tyrannical; a tyrant: (TA:) any one who exalts himself, or is insolent and audacious, in pride and in acts of rebellion or disobedience; who is bold, or audacious, and immoderate, inordinate, or exorbitant; or excessively, immoderately, or inordinately, proud, or corrupt, or unbelieving, or disobedient, or rebel-lious; or who exalts himself and is inordinate in infidelity; or who is extravagant in acts of disobedience and in wrongdoing; or who is refractory, or averse from obedience; (K, * TA;) as also ↓ جِبِّيرٌ: (K:) or this latter signifies one who magnifies himself much, or behaves very proudly or haughtily or insolently: (S:) and the former, one who proudly, haughtily, or insolently, disdains the service of God: (Lh, TA:) fem. with ة: pl. masc. جَبَّارُونَ and جَبَابِرَةٌ. (A, TA.) b2: الجَبَّارٌ [A name of] God; so called because of his magnifying Himself [above every other being], (K,) and his highness: (TA:) meaning the Compeller of his creatures to do whatsoever He willeth: (Bd and Jel in lix. 23:) or the Compeller of his creatures to obey the commands and prohibitions which He pleaseth to impose upon them: (Msb, TA:) accord. to Fr, from أَجْبَرَ, and the only instance known to him of an epithet of the measure فَعَّالٌ from a verb of the measure أَفْعَلَ except دَرَّاكٌ [q. v.] from أَدْرَكَ: (Az, TA:) or, accord. to Fr, from جَبَرَ as syn. with أَجْبَرَ: (Msb:) it is also explained as meaning the Supreme; the High above his creatures: (Az, TA:) or the Unattainable; and hence applied to the palm-tree [of which the branches cannot be reached by the hand]: (IAmb, TA:) or it may signify (tropical:) the Restorer of the poor to wealth or competence or sufficiency. (Az, TA.) [God is also called] جَبَّارُ القُلُوبِ عَلَى فِطَرَاتِهَا (assumed tropical:) The Establisher of hearts according to their natural constitutions which He hath given them in the mothers' wombs, disposing them to know Him and to confess Him, both the unfortunate of them and the fortunate. (TA from a trad. of 'Alee.) b3: Also (tropical:) A name of الجَوْزَآءُ [the constel-lation Orion]; (A, K;) because it is [represented] in the form of a crowned king upon a throne. (A.) b4: ذِرَاعُ الجَبَّارِ (assumed tropical:) The cubit of the king: (A, TA:) or the long cubit: or, as KT thinks, by الجبّار is here meant a certain foreign king whose fore arm was of full length. (TA.) b5: قَلْبٌ جَبَّارٌ (tropical:) A heart that receives not admonition: (A:) or that admits not compassion. (K.) b6: جَبَّارٌ, (Seer, K,) without ة, (Seer, TA,) applied to a palm-tree (نَخْلَةٌ), signifies (tropical:) Tall and young; (Seer, K, TA;) as also ↓ جُبَّارٌ: (K:) or is applied to palmtrees collectively (نَخْلٌ), and signifies tall, and above the reach of the hand; (T, S;) and the epithet applied to a single palm-tree is with ة; (S, A;) in this sense; meaning less than سَحُوقٌ: (A:) or, with ة, it signifies a young palm-tree, that has attained its utmost height and has borne fruit: (M:) or that has been ascended [for the purpose of cutting off its fruit], and retains its excellence, surpassing therein other palm-trees. (AHn, TA.) b7: Also, hence, as Az thinks, (TA,) (tropical:) Huge, tall, and strong; a giant. (T, A, * K.) b8: And, with ة, (S, A,) and also without ة, (A,) applied to a she-camel, (tropical:) Great (S, A) and fat. (S.) جُبَّارٌ: see جَبَّارٌ.

جَبُّورٌ and جُبُّورٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جِبِّيرٌ: see جَبَّارٌ.

جَبُّورَةٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَابِرٌ, (S,) and جَابِرُ بْنُ حَبَّةَ, (S, A, K,) names of (tropical:) Bread; (S, A, K;) and أَبُو جَابِرٍ is a surname thereof; (S, K;) and so أُمُّ جَابِرٍ: which last also signifies the ear of corn: (T in art. ام:) and i. q. الهَرِيسَةُ [grain, or wheat, bruised, or brayed, and then cooked]. (Har p. 227.) b2: فُلَانٌ جَابِرٌ لِى i. q. ↓ مُسْتَجْبِرٌ (tropical:) [Such a one exerts himself much, or exceedingly, or to the utmost, in paying frequent attention to me, taking care of me, or putting my affairs into a right, or proper, state]. (A.) b3: See also 1.

تَجْبَارٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

مَجْبَرٌ [an inf. n. of 1]: see 8.

المُجْبَرَةُ: see جَبَرِيَّةٌ.

مُجَبِّرٌ One who sets bones, or reduces them from a fractured state; a bone-setter. (S, A, K.) مَجْبُورَةٌ A woman possessed by a jinnee, or genie; syn. مَجْنُونَةٌ; but this is held to be of weak authority. (Mgh.) المُتَجَبِّرُ The lion. (K.) مُسْتَجْبِرٌ: see جَابِرٌ.
(جبر) - قَولُه تَعالَى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} .
قال الجَبّان: أَصْلُ جَبْرَئِيل كَفْرئِيل ومَعْناه: عَبدُ اللهِ القادِر، وليس بعربي الأَصْل. وقيل: مَعْناه: رَجل الله. - ومنه حدِيث خَسْفِ جَيْشِ البَيْداء: "فِيهِم المُسْتَبْصِرُ، والمَجْبُور، وابنُ السَّبيل"
وهذا من جَبَرت، لا من أَجْبَرْت.
ج ب ر

جبر المجبر يده فجبرت. قال العجاج:

قد جبر الدين إلا له فجبر

ومسح على الجبائر، وليس الجبائر، وهي الأسورة، وقيل الدماليج، والواحدة فيهما جبارة وجبيرة. وذهب دمه جبارا، و" جرح العجماء جبار " وهو جبار من الجبابرة، وقد تجبر، وويل لجبار الأرض من جبار السماء. وفيه جبرية، وقوم جبرية، وفيهم جبرية. وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع الملك.

وفي الحديث: " دعوها فإنها جبارة " وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جبرية أي إلا تجبر الملوك بعدها.

ومن المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد، وهي دون السحوق. وناقة جبار: عظيمة، بغير تاء. وقد فسر قوله تعالى: " قوماً جبارين " بعظام الأجرام. وقلب جبار: لا يقبل موعظة وطلع الجبار أي الجوزاء لأنها في صورة ملك متوج على كرسي. وقلبي إلى جابر بن حبة وهو الخبز. قال:

فلا تلوميني ولومي جابراً ... فجابر كلفني الهواجرا

وجبر الله يتمه، وجبرت الفقير: أغنيته، شبه فقره بانكسار عظمه. وفي الدعاء: اللهم اجبرنا. وجبرت فلاناً فاجتبر أي نعشته فانتعش. قال:

من عال منا بعدها فلا اجتبر

واستجبرته إذا بالغت في تعهده، وفلان جابر لي مستجبر. وقال الراعي:

أعبد بن حار للدموع البوادر ... وللجد أمسى عظمه في الجبائر

أي عثر فتكسر حتى احتاج إلى المجبر، وهو من المجاز الحسن.

جدر

(جدر) النبت جدر وَالشَّجر أَجْدَر وَالْكَرم جدر وَالْبناء شيده

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدر
(ج د ر) : (الْجِدَارُ) وَاحِدُ الْجُدُرِ وَالْجُدْرَانِ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ النَّمِرِ بْنِ جِدَارٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ فِي الْقِسْمَةِ وَفِي نَفْيِ الِارْتِيَابِ هَكَذَا قَالَ وَهُوَ كُوفِيٌّ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الْأَسْلَمِيِّ وَجُدَّانُ تَصْحِيفٌ (وَالْمَجْدُورُ وَالْمُجَدَّرُ) ذُو الْجُدَرِيِّ.
ج د ر

ناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي بذلك: لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت جديراً به. قال زهير:

بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا

ولقد جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو مجدور الوجه، ومجدر.
(جدر)
الجدري فِي الْبدن جدرا برز والنبت طلعت رؤوسه فِي أول الرّبيع وعنق الْحمار جدورا تورم وَالرجل توارى بالجدار وَالشَّيْء جدرا حوطه

(جدر) جدرا أَصَابَهُ الجدري وظهره ظَهرت فِيهِ جدر وَيَده قرحت من الْعَمَل وَالْكَرم حبب وهم بالإيراق

(جدر) بِكَذَا وَله جدارة صَار خليقا بِهِ فَهُوَ جدير (ج) جدراء والنبت جدر

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدور
جدر: جَدْرِيّ: رعام، ضرب من الجرب، التهاب الجلدة المخاطية في الخيل (دوماس حياة العرب 5: 189) جِدار: يجمع على جدارات (أبو الوليد 125).
والجِدار: الأرض تحيط بالبيت. ففي محيط المحيط: والجِدار عند العامة ما حول البيت من الأرض.
جَدَارِي: انظر جَوْذَر - نوع من الحيات اسمها العلمي Zamènis florulentus ( انظر هيلجن في زيشر. لغة مصر، مايس سنة 1868 ص55).
جَدْوار: انظره في مادة درونج، - جداور هندي: زرنباء، عرق الكافور (بوشر).
مُجَدَّرَة: طعام يتخذ من الرز والعدس (بوشر، بركهارت عرب 1: 64، محيط المحيط)، قالوا: وسمي هذا الطعام مجدَّرَة لان العدس في الرز يشبه الوجه الذي أثر فيه الجْدري.
المجدَّرة البيضاء: خرزات من الخزف الصيني ذوات شامات مكورة (ليون 152)
ج د ر: (الْجَدْرُ) كَالْفَلْسِ وَ (الْجِدَارُ) الْحَائِطُ وَجَمْعُ الْجِدَارِ (جُدُرٌ) وَجَمْعُ الْجَدْرِ (جُدْرَانٌ) كَبَطْنِ وَبُطْنَانٍ. وَ (الْجُدَرِيُّ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَ (الْجَدَرِيُّ) بِفَتْحِهِمَا لُغَتَانِ تَقُولُ مِنْهُ (جُدِّرَ) الصَّبِيُّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مُجَدَّرٌ) . وَهُوَ (جَدِيرٌ) بِكَذَا أَيْ خَلِيقٌ وَهُوَ جَدِيرٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا. وَ (جَنْدَرَ) الْكِتَابَ أَمَرَّ الْقَلَمَ عَلَى مَا دَرَسَ مِنْهُ لِيَتَبَيَّنَ وَكَذَا الثَّوْبُ إِذَا أَعَادَ وَشْيَهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. 

جدر


جَدَرَ(n. ac. جَدْر)
a. Broke out (smallpox).
b. [pass.], Had the smallpox.
c. see IVd. [acc. & La], Fitted, adapted, qualified for.
e. Walled in, enclosed.

جَدِرَ(n. ac. جَدَر)
a. Broke out ( pustules, pimples ).
b. see IV
جَدُرَ(n. ac. جَدَاْرَة)
a. [La], Was fitted, adapted for, worthy to.
b. see IV
جَدَّرَa. see IVb. [pass.], Had the small-pox.
c. Erected (wall).
أَجْدَرَa. Budded, sprouted, shot up.

إِجْتَدَرَa. see II (c)
جَدْرa. Root, origin.
b. Root ( square, cubic ).
c. (pl.
جُدْر
جُدُر
جُدْرَاْن
35), Wall, enclosure.
جَدَر
(pl.
أَجْدَاْر)
a. Spot, pimple, pustule; pock-mark; scar.
b. Bud, shoot.

جَدَرِيّ
جُدَرِيّa. Small-pox.

جِدَاْر
(pl.
جُدُر)
a. Wall, enclosure.

جَدِيْر
(pl.
جُدَرَآءُ)
a. Enclosed, walled in.
b. [Bi
or
La], fitted, adapted, suitable for, worthy to
qualified, competent for.
جَدِيْرَةa. Enclosure ( for camels ).
مُجَدَّرَة
a. Lentils-pilau.
ج د ر : الْجِدَارُ الْحَائِطُ وَالْجَمْعُ جُدُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْجَدْرُ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ وَجَمْعُهُ جُدْرَانٌ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ «اسْقِ أَرْضَك حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ الْجَدْرَ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمُرَادُ بِهِ مَا رُفِعَ مِنْ أَعْضَادِ الْأَرْضِ يُمْسِكُ الْمَاءَ تَشْبِيهًا بِجِدَارِ الْحَائِطِ وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ الْجَدْرُ الْحَاجِزُ يَحْبِسُ الْمَاءَ وَجَمْعُهُ جُدُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْجُدَرِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَأَمَّا الدَّالُ فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا قُرُوحٌ تَنْفَطُ عَنْ الْجِلْد مُمْتَلِئَةٌ مَاءً ثُمَّ تَنْفَتِحُ وَصَاحِبُهَا جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ وَيُقَالُ أَوَّلُ مِنْ عُذِّبَ بِهِ قَوْمُ فِرْعَوْنَ وَهُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَحَقِيقٍ. 
جدر
الجِدَار: الحائط، إلا أنّ الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان، والجدار يقال اعتبارا بالنتوّ والارتفاع، وجمعه جُدُر. قال تعالى: وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ [الكهف/ 82] ، وقال:
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ [الكهف/ 77] ، وقال تعالى: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ [الحشر/ 14] ، وفي الحديث: «حتى يبلغ الماء الجدر» ، وجَدَرْتُ الجدار: رفعته، واعتبر منه معنى النتوّ فقيل: جَدَرَ الشجر: إذا خرج ورقه كأنه حمّص، وسمي النبات الناتئ من الأرض جَدَراً، الواحد: جَدَرَة، وأَجْدَرت الأرض:
أخرجت ذلك، وجُدِرَ الصبي وجُدِّرَ: إذا خرج جدريّه تشبيها بجدر الشجر.
وقيل: الجُدَرِيُّ والجُدَرَةُ: سلعة تظهر في الجسد، وجمعها أَجْدَار، وشاة جَدْرَاء والجَيْدَر: القصير. اشتق ذلك من الجدار، وزيد فيه حرف على سبيل التهكم حسبما بينّاه في «أصول الاشتقاق» . والجَدِيرُ: المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار، وقد جَدُرَ بكذا فهو جَدِير، وما أَجْدَرَهُ بكذا وأَجْدِرْ به.
(جدر) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَسَولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال للزُّبَيْر: احْبِس المَاءَ حتَّى يَبلُغَ الجَدْرَ" .
الجَدْر ها هنا المُسَنَّاة ، وهي للأَرضِين كالجِدَار للدَّار، وقيل: الجَدْر: الجِدار، وقيل: أَصلُ الجِدار.
ورواه بَعَضُهم: "حتَّى يبلغ الجُدُر" وهو جَمْع جدارٍ، وبَعضُهم يَرْويِه الجَذْر، بالذَّالِ المُعْجَمَة، يُرِيد مَبلغَ تَمامِ الشُّرْب من جَذْر الحِساب، والجَذْر، بفَتْح الجيمِ وكَسْرِها وبالذَّال المُعْجَمَة: أَصلُ كُلِّ شيء، والمًحْفُوظُ بالدَّال المُهْمَلة .
- في حَديث مَسْرُوق: "أَتينَا عَبْدَ اللهِ في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين". فالمُجدَّر: الذي به الجُدَرِيّ، وهي بَثَرات تَخرُج في البَدَن، يُقالُ لِصاحِبها: مَجْدُور، فإن بالَغْتَ قُلتَ : مُجَدَّر ويُقالُ: جَدَرِيّ أَيضاً بفَتْح الجِيمِ مَنسوبٌ إلى جَدَرِ العِضَاة، وهي كالبَثَرات أو إلى الجَدَرة، وهي وَرَم كالسَّلْعة في الحَلْق وغَيرِه. وإذا ضَممتَ الجِيمَ، يكون من تَغْيِير النَّسَب.
[جدر] الجَدْرُ والجِدارُ: الحائط. وجمع الجِدارِ جُدُرٌ، وجمع الجَدْرِ جُدْرانٌ، مثل بطن وبطنان. والجَدْرُ أيضاً: نَبْت. وقد أَجْدَرَ المكان. والجَدَرُ: أثر الكَدْمِ بعنق الحمار قال رؤبة:

وجادر الليتين مطوى الحنق * وشاة جدراء: إذا تقوب جلدها من داء يصيبها. والجُدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال، والجَدَريُّ بفتحهما: لغتان. تقول: جُدِّرَ الرجل فهو مُجَدَّرٌ. وأرض مُجَدَّرَةٌ: ذات جُدَريٍّ. ويقال أيضاً: هذا الأمر مَجْدَرَةٌ لذلك، أي مَحْراةٌ. وفلان جديرٌ بكذا، أي خليق. وأنت جديرٌ أن تفعل كذا. والجمع جُدَراءُ وجَديرونَ. والجَديرُ: مكان قد بُني حوالَيْه جِدارٌ. ويقال للحظيرة من صخر: جديرة. وجدر: قرية بالشام تنسب إليها الخمر. وقال الشاعر : ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية * بماء سحاب يسبق الحق باطلى - والجدرة: خراج، وهى السلعة، والجمع جدر. وأنشد ابن الاعرابي:

يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر * والجدرة أيضا: حى من الازد، ويقال: سموا بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة. وجندرت الكتاب: إذا أمررت القلم على ما درس منه ليتبين، وكذلك الثوب إذا أعدت وشيه بعد ما كان ذهب. وأظنه معربا.
جدر: الجَدْرُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ والشَّجَرِ الِّدقِّ، يُقال: أجْدَرَتِ الأرْضُ والشَّجَرُ؛ فهي جَدْرٌ؛ حتّى تَطُول. وجَدَرَ الشجر يَجْدُرُ جُدُوراً؛ وأجْدَرَ أيضاً بالألفِ: إذا حَبَّبَ قَبْلَ أنْ يُوْرِقَ. وأوَّلُ ما يكونُ في جَوْفِ الطَّلْعِ: الوَليْعُ ثُمَّ الجَدّرُ. والجَدَرُ: انْتِبَارٌ في عُنُقِ الحِمَارِ، ورُبَّما كان من آثارِ الكَدْم. وتُسَمّى الضَّوَاةُ التي تَخْرُجُ بِلَهَازِمِ البَعِيْرِ: جَدَرَةً. والجِدَارُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه جُدُرٌ، وكذلك الجَدْرُ. وهو أيضاً: الحاجِزُ بَيْنَ المَشَارَتَيْنِ. وسُمِّيَ الجِدَارَ لأنَّه جَدَرَ فارْتَفَعَ كما يَجْدُرُ الجُدَرِيُّ والشَّجَرَةُ. والجَدِيْرَةُ: مَكَانٌ قد بُبِيَ حَوَالَيْهِ جِدَارٌ مَجْدُوْرٌ. وهي أيضاً: الحَظِيْرَةُ من الحِجَارَةِ. والحَوْضُ. والجُدَرِيُّ: قُرُوْحٌ تَنْفِطُ عن الجِلْدِ؛ مُمْتَلِئَةٌ ماءً ثُمَّ تُقَيَّحُ. ورَجُلٌ مَجْدُوْرٌ ومُجَدَّرٌ. وفلانٌ جَدِيْرٌ لِذَالكَ: أي خَلِيْقٌ له، وما كانَ جَدِيراً ولقد جَدُرَ جَدَارَةً وأجْدِرْ به. وجَدَرْتُه أنا: جَعَلْته جَدِيْراً به. والجَيْدَرُ: القَصِيْرُ من الرِّجالِ، والمَرْأةُ جَيْدَرَةٌ، وجَمْعُه جَيَارِرُ. والمَجْدُوْرُ من الرِّجال: القليلُ اللَّحْمِ على الفِطَامِ. واجْدَرَّ: بمعنى اجْتَرَّ.
[جدر] نه فيه: احبس الماء حتى يبلغ "الجدر" هو ههنا المسناة وهو ما رفع حول المزرعة كالجدار، وقيل: لغة في الجدار، وقيل: أصل الجدار، وروى: الجدر- بالضم جمع جدار، وروى بالذال ويجيء. ك: هو بمفتوحة فمهملة ساكنة، والرجل هو حاطب، وقيل: غيره، ومن نسبه إلى النفاق فهو مجترئ إذ لا يطلق الأنصاري على من اتهم به. ن: هو بفتح جيم وكسرها وجمعه جدور وهو الجدار وجمعه جدر ككتب، والمراد أصل الحائط، وقيل: أصل الشجر. دل صلى الله عليه وسلم الزبير [على] الإيثار بأن يسقى شيئاً يسيراً ثم يرسله إلى جاره فلما قال ما قال أمره أن يأخذ جميع حقه، وقوله هذا يوجب الردة ولم يقتله تأليفاً، وحكى أنه كان منافقاً ويتم بياناً في شرج. ط: فاستوعى أي استوفاه. نه ومنه قوله لعائشة: أخاف أن يدخل قلوبهم إن أدخل "الجدر" في البيت يريد الحجر لما فيه من أصول حائط البيت. ك: سألته عن "الجدر" أهو من البيت؟ بفتح جيم وسكون مهملة ولبعض بكسر ففتح فألف فقال: نعم، وظاهره أن الحجر جملته من البيت. و"جدرات" المدينة بضمتين جمع جدر جمع جدار. ج: لا تستروا "الجدر" لأنه زي المتكبرين المتنعمين. ش ومنه: تلألؤ في الجدر، بضمتين أي تلمع. ط: الكمأة "جدري" الأرض هو حب يظهر في جسد الصبي من فضلات تضمن المضرة يدفعها الطبيعة، شبهوها به في كونها فضلات يدفعها الأرض إلى ظاهرها ذماً لها، فقابله بالمدح بأنه من المن، أي مما من الله به [على] عباده، أو شبهها بالمن وهو العسل الذي ينزل من السماء إذ يحصل بلا علاج واحتياج إلى بذر وسقي أي ليست بفضلات بل من فضل الله ومنه، أوليست مضرة بل شفاء كالمن النازل ويتم الشرح في "الكمأة". نه: شبهها به لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد وأراد به ذمها. ومنه: أتينا عبد الله في "مجدرين" ومحصبين أي جماعة أصابهم الجدري، والحصبة شبه الجدري. وذو "الجدر" بفتح جيم وسكون دال مسرح على ستة أميال من المدينة أغير منها لقاح النبي صلى الله عليه وسلم.
جدر
جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ يَجدُر، جَدارةً، فهو جدير، والمفعول مَجْدور به
• جدُر بهذا المنصب/ جدُر لهذا المنصب: صار أهلاً له، خليقًا به "أنت جدير بكلّ احترام- استحقَّ لقب البطولة بكلِّ جدارة". 

جدِرَ يَجدَر، جَدَرًا، فهو جدِر
• جدِر الطِّفْلُ: أصابه الجُدَريّ. 

جُدِرَ يُجدَر، جَدَرًا، والمفعول مجدور
• جُدِرَ الطِّفْلُ: جدِر، أصابه الجُدَرِيّ. 

جدَّرَ يُجدِّر، تجديرًا، فهو مُجدِّر، والمفعول مُجدَّر
• جدَّر البناءَ: أقامه وبناه. 

جُدِّرَ يُجدَّر، تجديرًا، والمفعول مُجَدَّر
• جُدِّر الطِّفْلُ: أصابه الجُدريّ بكثرة "طفل مُجدَّرُ الأطراف". 

جِدار [مفرد]: ج جُدُر وجُدْران:
1 - حائط، أرض تحيط بالبيت " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} " ° جدار داعم: جدار صغير يُسْنَد إلى جدار آخر لتقويته- ورق الجُدران: ورق حائط، ورق مطبوع يُلصق على الجدران لتزيينها- يعيش بين أربعة جدران: ملازم مكانه لا يبرحه.
2 - حاجز أو فاصل بين شيئين "كان بيننا جدارٌ من الخصام/ الحقد" ° جدار الصَّوت: دويّ يشبه صوت انفجار تُحدثه طائرةٌ عندما تبلغ سرعتُها سرعةَ الصَّوت.
3 - (شر) اسم يُطلق على الأجزاء المحيطة ببعض التجويفات في الجسم "جدار البطن- جدار المَعِدَة: الغشاء المبطِّن لها".
• جدار الخليَّة: (حي) طبقة خارجيّة للخليّة، توجد في النباتات وبعض الطحالب والفطريات والبكتيريا، ولا توجد في الخلايا الحيوانيّة. 

جَدارة [مفرد]: مصدر جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° شهادة الجَدارة: شهادة تؤيِّد تفوُّق صاحبها في مجالٍ ما.
• نظام الجَدارة: مجموعة القواعد والتعليمات التي تضعها مؤسّسة ما لإدارة شئون الموظفين والعاملين بها والتي تؤكِّد أن بقاء الموظّف أو ترقيته إنّما يعتمد على مستوى الأعمال اليوميّة التي يؤديِّها. 

جِداريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِدار.
• الفصّ الجِداريّ: (شر) الفصُّ الموجود على القشرة الدماغيَّة، وهو يلعب دورًا خاصًّا في الإحساس الجسديّ. 

جَدَر1 [مفرد]: مصدر جُدِرَ وجدِرَ. 

جَدَر2 [مفرد]: ج أجْدار: (طب) جَدرَة، خُرَاج يكون في البدن خِلْقة أو من الضرب والجراحات. 

جَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدِرَ. 

جُدْرانيَّة [مفرد]: ج جُدرانيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُدْران: على غير قياس "تميَّز الفراعنة بلوحاتهم الجدرانيَّة الملوَّنة".
2 - قطعة نسيج خاص من نوع السجّاد معلَّقة على حائط للزينة "علّق جدرانيَّة إيرانيَّة دقيقة الصنع". 

جَدرَة [مفرد]: (طب) جَدَر، خُراج يكون في البدن خلقة أو من الضرب والجراحات. 

جُدَريّ [مفرد]: (طب) حُمَّى حادَّة مُعْدية، يُمَيِّزها طفح جلديّ يتقيّح يعقبه نقر "طفح جُدَريّ- بثور جُدريَّة". 

جدير [مفرد]: ج جديرون وجُدَراء، مؤ جَديرة، ج مؤ جَديرات وجَدائرُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° الجدير بالذِّكر/ من الجدير بالذِّكر/ من الجدير ذكرُه: ممّا يستحقّ الذكر. 

جُدَيْريّ [مفرد]: (طب) طَفْح لَقاحيّ غير خبيث، ويكثر لدى الأطفال "لم يكد يتعافى من الحصبة حتى أصيب بالجديريّ". 
باب الجيم والدال والراء معهما ج د ر، د ج ر، د ر ج، ج ر د، ر د ج مستعملات

جدر: الجَدرُ: ضرب من النَّباتِ، الواحدة بالهاء. ومن الشِّجر: الدِّقُّ ينبت في القِفاف والصِلابِ، فإذا أطلعت رءوسها في أول الربيع يقال: أجدَرَتِ الشَّجرة وأجدَرَتِ الأرض، فهو جَدِرٌ، وفي نُسخةٍ: مُجدِرٌ، حتى يَطول، فإذا طال تفرقت أسماؤه. والجِدارُ جمعه جَدَرٌ. والجَديرُ: مكانٌ بُني حواليه جِدارٌ مَجدورٌ، قال:

ويبنون في كلِّ وادٍ جديرا

وقال:

تشييدُ أعضادِ البِناء المُجتدر

والجُدري معروف، وصاحبهُ مجدور ومجدر، وهو قُروحٌ تنفطُ عن الجِلد والجَدَرُ: انتِبارٌ في عٌنقِ الحمارِ، وربَّما كان من آثار الكدمِ، وجدِرَت عُنُقُه جدرا إذا انتبرت أعراضه. وفلانٌ جَديرٌ لذاك، وقد جَدُرَ جَدارةً، وأجدِر به أن يفعله أي خَليقٌ. والجَدر: شدَّةُ الشُّربِ. وامرأة جَيدَرةٌ: قصيرةٌ، ورجل جيدرٌ وجَيدَرَةٌ أيضاً.

دجر: الدَّجَرُ شبه الحيرة، وقد دَجِرَ فهو دجر ودَجرانُ أي حَيرانُ في عمله وأمره، ويُجمع دجارى، قال:

دَجرانَ لم يشرَب هناك الخَمرا

والدَّيجُورُ: الظَّلامُ والغُبارُ الأسودُ. والدَّجرُ: اللَّوبياءُ. والدِّجرُ: الخشبة التي تُشدُّ عليها حديدةُ الفَدّان، وبالكسرة لغةٌ، ومنهم من يجعله دُجرين كأنَّهما أذنانِ، والحديدةُ اسمها السَّبَّةُ، والفَدانُ اسم لجميع أدواتِه، والنَّير الخشبة على عُنقِ الثَّور، والسَّميقانِ خشبتان قد شُدَّتا في العنق، والخشبة التي في وسطه يُشدُّ بها عِنانُ الويج، وهي القُناحَةُ، والويجُ والميلُ باليَمانيّة اسم الخشبة الطويلة بين الثَّورين، والخشبة التي يَقبِضُ عليها الحَرَاثُ هي المِقوَمُ والمِملقَةُ والمِملسَةُ النِّمرز وهو المسفن أيضاً.

جرد: الجَرَدُ فضاء لا نبات فيه، اسم للفضاء، فإذا نعتَّ به قلت: أرض جرداءُ، ومكان أجردُ، وقد جَرِدَت جَرَداً، وجَردَها القحط تجريداً. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. والأجرَدُ من الخيل والدواب: القصير الشعر حتى يقال: إنه لأجرَدُ القوائم أي قصير شعر القوائم أي قصير شعر القوائم، قال:

كأن قتودي والفتان هوت به ... من الذرو جَرداءُ اليدين وثيق

ويقال: فلان حسن الجُردَةِ وهي العرية. والمُجرَّدُ: الذي أجرَدَه الناس فتركوه في مكان واحد. والجردُ: أخذك الشَّيء عن الشّيء جرفاً وسحفاً، فلذلك سُميَ المشؤومُ جارُوداُ كما قيل في الهجاء للجارودِ العبديِّ:

لقد جَرَّدَ الجارُودُ بكر بن وائلٍ

وإذا جَدَّ الرجل في سيره فمطى، يقال: انجرد فذهب. وتَجرَّدَ لأمر كذا أو للعبادة أي أخذ في القيام به. وإذا خرجت السُّنبلة من لفائِفها، قيل: تجردت. وامرأة بضة المتجرَّد أي رخصة ناعمة تحت ثيابها. والجريدةُ: سعفة رطبة جُرِّدَ عنها خوصُها كما يُقشأ الورقُ عن القضيب وزرع مَجرودٌ: أصابه الجَرادُ، وجُرِدَ الزرع. والجُردانُ والمُجَرَّدُ: من أسماء الذَّكر. والجُرادُ والجُرادة اسم رمل بالبادية. والجرادة والجراد: اللحّاسة، معروف. والجَردُ: ثوب خلق، لغة هُذيلٍ، وهُذيلٌ تقول: لُبس جَردَةٍ، وأرض مَجرودةٌ ومَجرَدٌ وجُردَةٌ أي ليس فيها سترة من شجرٍ وغيره. والجريدةُ: طائفةُ من الجند .

ردج: الرَّدَجُ: ما يخرج من بطن السَّخلةِ أول ما توضع ، ويقال للصَّبيِّ أيضاً ، قال الشاعر:

والكلبُ يلحسُ عن حرف استه الردجا

درج: الدَّرَجُ: جماعة عتب الدَّرَجَةِ. والدَّرَجَةُ في الرِّفعة والمنزلة، وتجمع الدَّرَج، ودَرَجاتُ الجنان: منازلُ ارفع من منازل. والدَرَجانُ: مشية الشيخ والصَّبيّ، ودَرَجَ يَدرجُ دَرجاً ودَرَجاناً. والدُّرّاجُ من الطير بمنزلة الحيقطان، من طير العراق، أرقَط. والدِّرِّيجُ: شيء يضرب به ذو أوتارِ كالطَّنبور. وكلُّ بُرجٍ من بروج السَّماء ثلاثون دَرَجَة. والمَدرَجة: ممرُّ الأشياء على مسلك الطَّريق ونحوه. ورجعتُ في أدراجي ودرجي أي طريقي الذي مررتُ فيه. ودَرَجَ قرنٌ بعد قَرنٍ أي فنوا، وأدرجَهُم الله إدراجاً. وأدرجتُ الكتاب، وفي دَرجٍ الكتاب كذا. والدَّراجات شبه الدّبّابات تتخذ في الحروب يدخل فيها الرِّجالُ. والدُّرجُ: حِفشٌ من أحفاشِ النساء والجميع الدِّرجة. والدرجة: خرقة تدرج فتجعَل في حَياء النّاقة إذا ظئرت يُغطى رأسها ثم يَسلُّون تلك الدُّرجةُ سلا عنيفاً فيشمُّونها للرأم فإذا شمَّت ظنَّت أنَّه ولدها فانعطفت عليه، قال:

ولم يجعل لها دُرَج الظِّئارِ

أي لم تلد قطُّ. والمِدراجُ: النّاقةُ تضمَرَ حتى يلحق حقبها بالتصدير. والمِدراجُ أيضاً: النّاقة لا تجاوز يومها الذي ضُربت فيه حتى تنتجَ، والتي تجاوز يقالُ لها الجَرُورُ.

جدر

1 جَدَرَ, (K,) aor. ـُ (TA,) He made a جِدَار [app. here meaning a wall of enclosure]; syn. حَوَّطَ: (K:) or he built a جدار: and he founded it. (Ham p. 818.) A2: He concealed himself by means of a جِدار [or wall]. (Th, K.) A3: جُدِرَ, (A, K,) inf. n. جَدْرٌ; (TA;) and جَدَرَ, (Lh, K,) aor. ـُ inf. n. جَدْرٌ; (Lh, TA;) and ↓ جُدِّرَ, (S, (A, K,) which last some disallow, because this form denotes repetition, and the verb signifies the having a disease that befalls but once in a man's life; (MF;) He (a man, S, or a child, A) had, or became attacked by, جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, A, K.) [And جَدَرَ الجُدَرِىُّ The small-pox came forth, or broke out; as in the TK: for its inf. n.]

جَدْرٌ signifies the coming forth, or breaking out, of the جُدَرِىّ. (K.) A4: جَدُرَ, aor. ـُ inf. n. جَدَارَةٌ, He, or it, was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) You say, جَدُرَ بِهِ [and لَهُ ] He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for it. (A.) [And جَدُرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for doing such a thing. See جَدِيرٌ .]

A5: جَدَرَهُ He made, or called, (جَعَلَ,) him, or it, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) 2 جَدَّرَ بِنَآءَهُ: see 8.

A2: جُدِّرَ: see 1.4 مَا أَجْدَرَهُ بِالخَيْرِ [and لِلْخَيْرِ] How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, is he for what is good! or how worthy is he of what is good! (A.) And مَا أَجْدَرَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ, and أَجْدِرْ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, &c., is he for doing that! or how worthy is he to do that! (TA.) The usage of جَدُرَ, signifying “ he was, or became, adapted, &c.,” refutes the assertion of certain grammarians that these two forms of the verb deviate from general rule. (MF.) 8 اجتدر بِنَآءَهُ; and ↓ جدّرهُ, inf. n. تَجْدِيرٌ (K) and مُجَدَّرٌ; (TA;) He raised his building high; or constructed it firmly and strongly, and raised it high; syn. شَيَّدَهُ. (K, TA.) [In the CK, we read اِجتَدَرَ بِنَاهُ, as though the pronoun ه referred to the word جِدَار, which precedes; and thus the verb signified “ he built a wall; ” but it is shown in the TA that the right reading is that given above.] Q. Q. 1 جَنْدَرَ الكِتَابَ He passed the pen over what had become obliterated, of the writing, (S, K,) in order that it might become distinct. (S.) and جندر الثَّوْبَ He renewed the variegated, or figured, work of the garment, or piece of cloth, after it had gone. (S, K.) [J says,] I think it to be an arabicized word. (S) جَدْرٌ A wall; or a wall of enclosure; syn. حَائِطٌ; as also ↓ جِدَارٌ, [which is the more common]: (S, A, Msb, K:) pl. of the former, جُدُرٌ, (S, Msb, K,) sometimes used as a pl. of pauc., (Sb, TA,) and جُدْرٌ; (K;) and of the latter, جُدْرَانٌ. (S, Msb, K.) b2: The basis, or foundation, of a wall: (K:) and the side of a wall: (Lh, K:) pl., in both these senses, جُدُورٌ. (TA.) الجَدْرُ is applied to The [wall called the]

حَطِيم (A, K) of the Kaabeh; (K;) because in it is a part of the [original] foundations of the house: (TA:) and it is also called الحِجْرُ. (A.) b3: (assumed tropical:) A fence, or dam, raised of branches, to retain water; likened to a wall: (Az, Msb:) or a fence, or dam, to confine water: pl. جُدُورٌ: (Suh, Msb:) and جُدُرٌ, [which is also a pl.,] signifies fences, or dams, between houses, which retain water. (TA.) b4: [The pl.] جُدُورٌ also signifies Gardens, or walled gardens, (حَوَائِط,) of grapes. (TA.) جَدَرَةٌ: see جَدِيرَةٌ جُدَرِىٌّ and جَدَرِىٌّ (S, Msb, K) [Small-pox;] certain pustules (Msb, K) in the body, (K,) which break forth (Msb, K) from the skin, full of water, and afterwards opening, (Msb,) and generating thick purulent matter; (K;) a well-known disease, that attacks people once during life. (TA.) b2: جُدَرِىُّ الأَرْضِ (tropical:) an appellation applied to Truffles (كَمْأَة), denoting disapprobation. (TA from a trad.) جِدَارٌ: see جَدْرٌ: and see also جَدِيرَةٌ.

جَدِيرٌ A place having a wall built around it; a walled place. (S, K.) A2: See also مُجَدَّرٌ.

A3: Also Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ (S, A, Msb, K) and حَقِيقٌ: (Msb:) fem. with ة: (TA:) pl. mase. جَدِيرُونَ and جُدَرَآءُ: (S, K:) pl. fem. جَدِيرَاتٌ and جَدَائِرُ. (TA.) You say, هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا (S, A, Msb) and لِكَذَا (TA) He is adapted, disposed, apt, meet, &c., for such a thing; (S, A, Msb;) and [naturally] drawn to it. (Ham p. 707.) And أَنْتَ جَدِيرٌ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا Thou art adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing such a thing; or worthy to do it. (S.) And أَنْ يَفْعَلَ ↓ إِنَّهُ لَمَجْدَرَةٌ, (K,) and in like manner you say of two persons, and of more, (TA,) and ↓ مَجْدُورٌ, (K.) Verily he is one who is adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing [such a thing]; or worthy to do [it]; syn. مَخْلَقَةٌ. (K.) [↓ مَجْدَرَةٌ properly signifies A place, and hence a thing, an affair, and a person, adapted, disposed, apt, meet, &c.; like مَخْلَقَةٌ and مَحْرَاةٌ: and ↓ مَجْدُورٌ, Made, or called, adapted or disposed &c., though said by Aboo-Jaafar Er-Ru- ásee to be a pass. part. n. having no verb.] Also بِذٰلِكَ ↓ إِنَّهَا لَمَجْدَرَةٌ Verily she is one who is adapted, disposed, apt, &c., for that: and بِأَنْ تَفْعَلَ ذٰلِكَ for doing that: and in like manner you say of two persons, and of more. (TA.) And لِذَاكَ ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for that; syn. مَحْرَاةٌ. (S.) And ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ مِنْهُ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for him to do; i. e. he is adapted, apt, meet, &c., for doing it. (TA.) جَدِيرَةٌ An enclosure for camels, (Az, S, K,) and for lambs and kids and calves &c., (TA,) made of masses of stone; (Az, S;) as also ↓ جَدَرَةٌ: (TA:) if of mud, or clay, it is called ↓ جِدَارٌ: (Az, TA:) or an enclosure (زَرْب ) for sheep or goats. (TA.) A2: Nature; or natural, or native, disposition, temper, or other property. (K) هُوَ أَجْدَرُ بِهِ He, or it, is more, or most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it, or him; or he is more, or most, worthy of it. (A.) [See an ex. in a verse cited voce خُطَّةٌ.]

أَرْضٌ مَجْدَرَةٌ A land in which is حُدَرِىّ [or small-pox]: (Lh, S:) or a land in which is much thereof. (K.) A2: See also جَدِيرٌ, in five places.

مُجَدَّرٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ مَجْدُورٌ (Mgh, K) and ↓ جَدِيرٌ (Msb, TA) Having the جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, Mgh, Msb, K.) And ↓ مَجْدُورٌ الوَجْهِ [Having the face marked with the smallpox]. (A.) مَجْدُورٌ: see مُجَدَّرٌ: A2: and see also جَدِيرٌ, in two places.
الْجِيم وَالدَّال وَالرَّاء

هُوَ جَدِير بِكَذَا، ولكذا: أَي خليق.

وَالْجمع: جَدِيرون، وجُدراء.

وَالْأُنْثَى: جديرة.

وَقد جَدُر جَدارة.

وَإنَّهُ لمَجْدَرة أَن يفعل، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع.

وَإِنَّهَا لمَجْدَرة بذلك وَبِأَن تفعل ذَلِك. وَكَذَلِكَ: الاثنتان والجميع، كُله عَن اللحياني.

وَهَذَا الْأَمر مَجْدَرة لذَلِك ومجدرة مِنْهُ: أَي مخلقة.

ومَجْدَرةٌ مِنْهُ أَن يفعل كَذَا: أَي هُوَ جدير بِفِعْلِهِ.

وَحكى اللحياني عَن أبي جَعْفَر الرُّؤَاسِي: إِنَّه لمجدور أَن يفعل ذَلِك، جَاءَ بِهِ على لفظ الْمَفْعُول وَلَا فعل لَهُ.

وَحكى: مَا رَأَيْت من جدارته، وَلم يزدْ على ذَلِك.

والجُدَرِيّ، والجَدَرِيُّ: قُرُوح فِي الْبدن تَنَفَّط وتقيح.

وَقد جُدِر جَدْرا، وجُدِّر.

وروى اللحياني جَدَر يجدِر جَدْرا.

وَأَرْض مَجْدَرة: ذَات جُدَرِيّ.

والجَدرُ، والجُدَرُ: سلع تكون فِي الْبدن خلقَة، وَقد تكون من الضَّرْب والجراحات.

واحدتها: جَدَرة وجُدَرة، وَهِي الأَجْدار.

وَقيل: الجُدَرُ إِذا ارْتَفَعت عَن الْجلد، وَإِذا لم ترْتَفع عَنهُ فَهِيَ ندب. وَقد تدعى النّدب جُدَرا، وَلَا تدعى الجُدَر نَدبا.

وَقَالَ اللحياني: الجَدَر: السّلع تكون بالإنسان أَو البثور النابتة، واحدتها: جَدَرة والجُدَر: آثَار ضرب مُرْتَفعَة على جلد الْإِنْسَان، الْوَاحِدَة: جُدَرة. فَمن قَالَ: الجُدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجُدَر، وَمن قَالَ: الجَدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجَدَر، هَذَا قَول اللحياني، وَلَيْسَ بالْحسنِ.

وجَدِر ظَهره جَدَرا: ظَهرت فِيهِ جُدَر.

والجُدَرة فِي عنق الْبَعِير: السّلْعَة. وَقيل: هِيَ من الْبَعِير جُدَرة، وَمن الْإِنْسَان سلْعَة وضواة.

والجَدَر: ورم يَأْخُذ فِي الْحلق.

وشَاة جَدْرا: تقوب جلدهَا عَن دَاء وَلَيْسَ من جُدَرِيّ.

والجَدَر: انتبار فِي عنق الْحمار، وَرُبمَا كَانَ من الكدم.

وَقد جَدَرَتْ عُنُقه جُدُورا.

وعامر الأجدارِ: أَبُو قَبيلَة من كلب؛ سمي بذلك لسلع كَانَت فِي بدنه.

وجَدَر النبت وَالشَّجر، وجَدُر جدارة، وجَدَّر، وأَجدر: طلعت رءوسه فِي أول الرّبيع. وَذَلِكَ يكون عشرا أَو نصف شهر.

وأجدرت الأَرْض: كَذَلِك.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَدَر الشّجر: إِذا اخْرُج ثمره كالحمص.

وَشَجر جَدَر.

وجَدَر العَرْفَجُ والثُّمام يَجْدُر: إِذا خرج فِي كعوبه ومتفرق عيدانه مثل أظافير الطير.

وأجدر الوليع، وجادر: اسمر وَتغَير، عَن أبي حنيفَة، يَعْنِي؛ بالوليع طلع النّخل.

وجَدَّر الْعِنَب: صَار حبه فويق النفض.

والجَدَرة، بِفَتْح الدَّال: حَظِيرَة تصنع للغنم من حِجَارَة وَالْجمع: جَدَر.

والجَدِيرة: زرب الْغنم.

والجديرة: كنيف يتَّخذ من حِجَارَة يكون للبهم وَغَيرهَا. فَإِن كَانَ من طين فَهُوَ جِدار.

والجِدَار: الْحَائِط.

وَالْجمع: جُدُر. وجُدُرات: جمع الْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ مِمَّا استغنوا فِيهِ بِبِنَاء اكثر الْعدَد عَن بِنَاء أَقَله، فَقَالُوا: ثَلَاثَة جُدُر.

وَقَول عبد الله بن عمر أَو غَيره: إِذا اشْتريت اللَّحْم يضْحك جَدْر الْبَيْت يجوز أَن يكون جَدْر: لُغَة فِي جِدَار.

وَالصَّوَاب عِنْدِي: تضحك جُدُر الْبَيْت وَهُوَ جمع جِدَار، وَهَذَا مثل، وَإِنَّمَا يُرِيد أهل الدَّار يفرحون.

وجَدَره يَجْدُره جَدْرا: حَوَّطه.

واجتدره: بناه، قَالَ رؤبة:

تشييدَ أَعضادِ الْبناء المُجْتَدِرْ

وجدّره: شيده، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وآخَرون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ

كَأَنَّهُمْ فِي السَّطْحِ ذِي المجدَّر

إِنَّمَا أَرَادَ: ذِي الْحَائِط المجدَّر. وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: ذِي التجدير: أَي الَّذِي جُدّر وشُيِّد، فَأَقَامَ المُفَعَّل مقَام التفعيل؛ لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا مصدران لفعَّل، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِن المُوَقَّى مثل مَا وقِّيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَر الرجل: توارى بالجدار، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

إِن صُبَيح بن الزبير فَأرا

فِي الرَّضْم لَا يتْرك مِنْهُ حَجَرا

إلاّ مَلاَه حِنْطة وجَدَرا

قَالَ: ويروى: " حشاه ". وفأر: حفر. قَالَ هَذَا سرق حِنْطَة وخبأها. والجَدَرة: حَيّ من الأزد بنوا جِدَار الْكَعْبَة فسموا: الجَدَرةَ، لذَلِك.

والجَدْر: أصل الجِدَار، وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى يبلغ المَاء جَدْرَه ": أَي أَصله، وَالْجمع: جُدُور، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الجوانب، وَأنْشد:

تَسْقِى مذانب قد طَالَتْ عَصِيفتها ... جُدُورها من أتىّ المَاء مطمومُ

قَالَ: افرد مطموما لِأَنَّهُ أَرَادَ مَا حول الجُدُور، وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ: مطمومة.

والجُدُور: الحواجز الَّتِي بَين الدبار الممسكة المَاء.

والجدِير: الْمَكَان يبْنى حوله جِدَار، قَالَ الْأَعْشَى:

ويبنون فِي كلّ وَاد جَدِيرا

وجُدُور الْعِنَب: حوائطه، وَاحِدهَا: جَدْر.

وجَدْر الكظامة: حافتاها.

وَقيل: طين حافتيها.

والجِدْر: نَبَات، واحدته: جِدْرة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة الجَدْر: كالحلمة غير انه صَغِير يتربل، وَهُوَ من نَبَات الرمل ينْبت مَعَ الْمَكْر وَجمعه: جُدُور، قَالَ العجاج، وَوصف ثورا:

أَمْسَى بِذَات الحاذِ والجُدُور

وجَدَر: مَوضِع بِالشَّام قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ من أَذرِعاتٍ فوادي جَدَرْ

وخمر جَيْدريَّة: مَنْسُوب إِلَيْهَا على غير قِيَاس. قَالَ:

أَلا يَا اصبحاني فَيْهجا جَيْدَريَّةً ... بِمَاء سَحَاب يسْبق الحقَّ باطِلي يَعْنِي بِالْحَقِّ: الْمَوْت وَالْقِيَامَة.

وَقد قيل: إِن جَيْدرا: مَوضِع هُنَالك أَيْضا.

فَإِن كَانَت الْخمر الجَيْدَرِيَّة منسوبة إِلَيْهِ فَهُوَ نسب قياسي.

والجَيْدَر، والجَيْدَرِيّ، والجَيْدَرانُ: الْقصير، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدرة على الْمُبَالغَة، وَقَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا كَمَا قَالُوا لَهُ: دحداحة، ودِنَّبَة وحِنْزَقْرة، وَامْرَأَة جَيْدرة، وجَيْدريَّة، أنْشد يَعْقُوب:

ثنت عُنُقا لم ثنها جَيْدرِيَّة ... عَضَاد وَلَا مكنوزةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

والتَّجدير: الْقصر، وَلَا فعل لَهُ، قَالَ:

إِنِّي لأَعْظُمُ فِي صَدْر الكمِيّ على ... مَا كَانَ فِيّ من التَّجدير والقِصَر

أعَاد الْمَعْنيين لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ:

وَهِنْد أَتَى من دونهَا النَّأيُ والبُعْدُ

جدر: هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا أَي خَلِيقٌ له، والجمع جَدِيرُونَ

وجُدَراءُ، والأُنثى جَدِيرَةٌ. وقد جَدُرَ جَدارَة، وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يفعل،

وكذلك الاثنان والجمع، وانها لمَجْدَرَةٌ بذلك وبأَن تفعل ذلك، وكذلك

الاثنتان والجمع؛ كله عن اللحياني. وعنه أَيضاً: لَجدِير أَن يفعل ذلك

وإِنهما لجَدِيرانِ؛ وقال زهير:

جَدِيرُونَ يوماً أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا

ويقال للمرأَة: إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تفعل ذلك وخليقة، وأَنهن جَدِيراتٌ

وجَدائِرُ؛ وهذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ منه أَي

مَخْلَقَةٌ. ومَجْدَرَةٌ منه أَن يَفْعَل كذا أَي هو جَدِيرٌ بفعله؛ وأَجْدِرْ بِهِ

أَن يفعل ذلك. وحكى اللحياني عن أَبي جعفر الرَّوَاسي: إِنه لمَجْدُورٌ

أَن يفعل ذلك، جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له. وحكى: ما رأَيت من

جَدَارتِهِ، لم يزد على ذلك.

والجُدَرِيُّ

(* قوله: «والجدري» هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر

غالباً. قالوا: أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم، وقال عكرمة: أوّل

جدري ظهر ما أصيب به أبرهة، أفاده شارح القاموس). والجَدَرِيُّ، بضم

الجيم وفتح الدال وبفتحهما لغتان: قُروحٌ في البدن تَنَفَّطُ عن الجلد

مُمْتَلِئَة ماءً، وتَقَيَّحُ، وقد جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وصاحبها جَدِيرٌ

مُجَدَّرٌ، وحكى اللحياني: جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً. وأَرضٌ مَجْدَرَة: ذات

جُدَرِيّ.

والجَدَرُ والجُدَرُ: سِلَعٌ تكون في البدن خلقة وقد تكون من الضرب

والجراحات، واحدتها جَدَرَة وجُدَرَةٌ، وهي الأَجْدارُ. وقيل: الجُدَرُ إِذا

ارتفعت عن الجلد وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ، وقد يدعى النَّدَبُ جُدَراً

ولا يدعى الجُدَرُ نَدَباً. وقال اللحياني: الجُدَرُ السِّلَع تكون

بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة، واحدتها جُدَرَةٌ. الجوهري: الجَدَرَةُ

خُرَاجٌ، وهي السِّلْعَةُ، والجمع جَدَرٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

يا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلاً ذا الجَدَرْ

والجُدَرُ: آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ على جلد الإِنسان، الواحدة جُدَرَةٌ، فمن

قال الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ، ومن قال الجَدَريُّ نسبه إِلى

الجَدَر؛ قال ابن سيده: هذا قول اللحياني، قال: وليس بالحسن.

وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً: ظهرت فيه جُدَرٌ. والجُدَرَةُ في عنق البعير:

السِّلْعَةُ، وقيل: هي من البعير جُدَرَةٌ ومن الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ.

ابن الأَعرابي: الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ في أَصل لَحْيِ البعير النضر.

الجَدَرَةُ: غُدَدٌ تكون في عنق البعير يسقيها عِرْقٌ في أَصلها نحو السلعة

برأْس الإِنسان. وجَمَلٌ أَجْدَرُ وناقة جَدْراء. والجَدَرُ: وَرَمٌ يأْخذ

في الحلق. وشاة جَدْراء: تَقَوَّب جلدها عن داء يصيبها وليسَ من

جُدَرِيّ. والجُدَرُ: انْتِبارٌ في عنق الحمار وربما كان من آثار الكَدْمِ، وقد

جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً. وفي التهذيب: جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا

انْتَبَرَتْ؛ وأَنشد لرؤبة:

أَو جادِرْ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ

ابن بُزُرج: جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ، كل ذلك

مفتوح، وهي تَمْجَلُ وهو المَجْلُ؛ وأَنشد:

إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا،

وابن وجَدْتُ في يَدَيَّ مَجْلا

وفي الحديث: الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض، شبهها بالجُدَرِيِّ، وهو الحب

الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأَرض، كما يظهر الجُدَرِيُّ من

باطن الجلد، وأَراد به ذمّها. ومنه حديث مَسْرُوق: أَتينا عبدالله في

مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جماعة أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ.

والحَصْبَةُ: شِبْه الجُدَرِيّ يظهر في جلد الصغير.

وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبو قبيلة من كَلْبٍ، سمي بذلك لِسِلَعٍ كانت في

بدنه.

وجَدَرَ النَّبْتُ والشجر وجَدَّرَ جَدارَةً وجَدْرَ وأَجْدَرَ: طلعت

رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر، وأَجْدَرَتِ الأَرض

كذلك. وقال ابن الأَعرابي: أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره

كالحِمَّصِ؛ وقال الطرماح:

وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ

وشجر جَدَرٌ. وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خرج في

كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير. وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ:

اسْمَرَّ وتغير؛ عن أَبي حنيفة، يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ:

الحَبَّةُ من الطلع. وجَدَّرَ العنَبُ: صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض.

ويقال: جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق.

والجِدْرَ: نَبْتٌ؛ وقد أَجْدَرَ المكانُ.

والجَدَرَةُ، بفتح الدال: حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة، والجمع جَدَرٌ.

والجَدِيرَة: زَرْبُ الغَنم. والجَدِيرَة: كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون

لِلْبَهْم وغيرها. أَبو زيد: كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر، وهي

الحظيرة أَيضاً. والحِظَارُ: ما حُظِرَ على نبات شجر، فإِن كانت الحظيرة

من حجارة فهي جَدِيرَة، وإِن كان من طين فهو جِدارٌ.

والجِدارُ: الحائط، والجمع جُدُرٌ، وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ

وبُطْنانٍ

(* قوله: «مثل بطن وبطنان» كذا في الصحاح. ولعل التمثيل: إِنما هو

بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما. وفي المصباح: والجدار

الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران)؛ قال

سيبويه: وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله، فقالوا

ثلاثة جُدُرٍ؛ وقول عبدالله بن عمر أَو غيره: إِذا اشتريت اللحم يضحك

جَدْرُ البيت؛ يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ؛ قال ابن سيده: والصواب

عندي تضحك جُدُرُ البيت، وهو جمع جِدارٍ، وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن

أَهل الدار يفرحون. الجوهري: الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط. وجَدَرَه

يَجْدُرُه جَدْراً: حَوَّطه. واجْتَدَرَهُ: بناه؛ قال رؤبة:

تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ

وجَدَّرَهُ: شَيَّدَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ،

كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ

إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر، وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي

الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً

مصدران لفَعَّلَ؛ أَنشد سيبويه:

إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَرَ الرجلُ: توارى بالجِدارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد:

إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا

في الرَّضْمِ، لا يَتْرُك منه حَجَرا

إِلاَّ مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا

قال: ويروى حشاه. وفأَر: حفر. قال: هذا سرق حنطة وخبأَها.

والجَدَرَةُ: حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة

لذلك. والجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ. وفي الحديث: حتى يبلغ الماء جَدْرَهُ

أَي أَصله، والجمع جِدُورٌ، وقال اللحياني: هي الجوانب؛ وأَنشد:

تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها،

جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ

قال: أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ، ولولا ذلك لقال

مطمومة. وفي حديث الزبير حين اختصم هو والأَنصاري إِلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، في سُيول شِراجِ الحَرَّةِ: اسْقِ أَرْضَكَ حتى يَبْلُغَ الماءُ

الجَدْرَ؛ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار، وفي

رواية: قال له احبس الماء حتى يبلغَ الجُدَّ؛ هي المُسنَّاةُ وهو ما رفع حول

المزرعة كالجِدارِ، وقيل: هو لغة في الجدار، وروي الجُدُر، بالضم، جمع

جدار، ويروى بالذال؛ ومنه قوله لعائشة، رضي الله عنها: أَخاف أَن يَدْخُلَ

قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ في البيت؛ يريد الحِجْرَ لما فيه من

أُصول حائط البيت. والجُدُرُ: الحواجز التي بين الدِّبارِ الممسكة الماء.

والجَدِيرُ: المكان يبنى حوله جِدارٌ. الليث: الجَدِيرُ مكان قد بني

حواليه مَجْدورٌ؛ قال الأَعشى:

ويَبْنُونَ في كُلِّ وادٍ جَدِيرا

ويقال للحظيرة من صخر: جَدِيرَةٌ. وجُدُورُ العنب: حوائطه، واحدها

جَدْرٌ. وجَدْراءُ الكَظَامَة: حافاتها، وقيل: طين حافتيها.

والجِدْرُ: نبات

(* قوله: «والجدر نبات إلخ» هو بكسر الجيم وأما الذي من

نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس). واحدته جِدْرَةٌ. وقال أَبو حنيفة:

الجَدْرُ كالحلمة غير أَنه صغير يَتَرَبَّلُ وهو من نبات الرمل ينبت مع

المَكْرِ، وجمعه جُدُورٌ؛ قال العجاج ووصف ثوراً:

أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ

التهذيب: الليث: الجَدْرُ ضرب من النبات، الواحدة جَدْرَةٌ؛ قال العجاج:

مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ

قال: ومن شجر الدِّقِّ ضروب تنبت في القِفاف والصِّلابِ، فإِذا أَطلعت

رؤوسها في أَول الربيع قيل: أَجْدَرَتِ الأَرْضُ. وأَجْدَرَ الشجر، فهو

جَدْرٌ، حتى يطول، فإِذا طال تفرقت أَسماؤه.

وجَدَرٌ: موضع بالشام، وفي الصحاح: قرية بالشام تنسب إِليها الخمر؛ قال

أَبو ذؤيب:

فما إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَا

رُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ، فَوَادي جَدَرْ

وخمر جَيْدَرِيَّةٌ: منسوب إِليها، على غير قياس؛ قال معبد بن سعنة:

أَلا يا آصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ،

وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ

أَلا يا آصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً،

بماءٍ سَحَابٍ، يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي

وهذا البيت أَورده الجوهري أَلا يا آصْبَحِينا، والصواب ما أَوردناه

لأَنه يخاطب صاحبيه. قال ابن بري: والفيهج هنا الخمر وأَصله ما يكال به

الخمر، ويعني بالحق الموت والقيامة، وقد قيل: إِن جَيْدَراً موضع هنالك

أَيضاً فإِن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إِليه فهو نسب قياسي.

وفي الحديث ذكر ذي الجَدْرِ، بفتح الجيم وسكون الدال، مَسْرَحٌ على ستة

أَميال من المدينة كانت فيه لِقاحُ النبي، صلى الله عليه وسلم، لما أُغير

عليها. والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ: القصِير، وقد يقال له

جَيْدَرَةٌ على المبالغة، وقال الفارسي: وهذا كما قالوا له دَحْداحة

ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة. وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ؛ أَنشد

يعقوب:ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ

عَضَادٌ، ولا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ

والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، ولا فعل له؛ قال:

إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ، على

ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ

أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين، كما قال:

وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأَْيُ والبُعْدُ

الجوهري: وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه

ليتبين؛ وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب، قال: وأَظنه

معرّباً.

جدر
: (الجَدْرُ) ، بفتحٍ فَسُكُون: (الحائِطُ: كالجِدَارِ) ، بِالْكَسْرِ، ووَرَدَ فِي قَول عبدِ الله بنِ عُمَرَ: (إِذا اشتريْت اللَّحْمَ يضحكُ جَدْرُ البَيْتِ) ؛ قَالُوا: هُوَ لغةٌ فِي الجِدَار. (ج جُدْرٌ) ، بضمتَيْن، (وجُدْرانٌ) جَمْعُ الجمعِ، مثل بَطْن وبُطْنَان. قَالَ سِيبَوَيْه: وَهُوَ ممّا استغنَوْا فِيهِ ببِنَاءِ أَكثرِ العَدَدِ عَن بناءِ أَقلِّه، فَقَالُوا: ثلاثَةُ جُدُرٍ.
(و) الجَدْرُ: (نَبْتٌ رمْلِيٌّ) ، وَهُوَ كالحَلَمة غيرَ أَنه صغيرٌ يَتَرَبَّلُ، يَنْبُتُ مَعَ المَكْرِ، قالَه أَبو حنيفةَ: (ج جُدُورٌ) ، بالضمّ، قَالَ العَجّاج ووَصَفَ ثَوْراً:
أَمْسَى بذَات الحَاذِ والجُدُورِ
وَفِي التَّهْذِيب: عَن اللَّيْث: الجَدْر: ضَرْبٌ من النَّبَات، الواحِدَةُ جَدْرَةٌ، قَالَ العَجّاج:
مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ
(وَقد أَجْدَرَ المَكَانُ) .
قَالَ الأَزهَريُّ: ومِن شَجَر الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبتُ فِي القِفاف والصَّلاب، فإِذا أَطْلَعتْ رؤُوسها فِي أَول الرَّبِيعِ، قيل: أَجْدرت الأَرْضُ، وأَجْدَرَ الشَّجرُ، فَهُوَ جَدْرٌ حِين يطولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
كتاب م كتاب (و) الجَدْرُ: (حَطِيمُ الكَعْبَةِ) ، لما فِيهِ من أُصلِ حائِطِ البَيت. وَفِي الأَساس: وللحِجْر ثلاثةُ أَسماءِ: الحِجْرُ والحَطِيمُ والجدْرُ، (و) هُوَ (أَصْلُ الجِدَارِ) ؛ سُمِّيَ بِهِ لأَن جِدارَه مُسْتَوْطِيءٌ. وَفِي الحَدِيث: (حتَّى يَبْلُغَ الماءُ جَدْرَه) أَي أَصْلَه. والجمعُ جُدُورٌ. (و) قَالَ اللِّحيانيّ: جَدْرُه: (جانِبُه) ، والجمعُ جُدُورٌ،، وأَنشدَ:
تَسْقِي مَذَانِبَ قد طالَتْ عَصِيفَتْهَا
جُدُورُهَا مِن أَتِيِّ الماءِ مَطْمَومُ
(و) الجَدْرُ: (خُرُوجُ الجُدَرِيِّ، بضمِّ الجيمِ وفتحِها) ، لغتانِ، وأَما الدّالُ فمفتوحةٌ على كلِّ حَال، وَهُوَ إسمٌ (لقُرُوح فِي البَدَن تَنَفَّطُ) عَن الجِلْد ممتلئةٌ مَاء، (وتَقَيَّحُ) ، وَهُوَ داءٌ معروفٌ يَأْخُذُ الناسَ مرَّةً فِي العُمرِ. , قَالَ شيخُنا: وَقد قَالُوا: أَوَّلُ مَن عُذِّبَ بِهِ قومُ فرْعَوْنَ، ثمَّ بَقِيَ بعدهمْ، كمنا فِي المِصْباح. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَوَّلُ جُدَرِيّ ظَهَرَ مَا أُصِيب بِهِ أَبْرهةُ.
(وَقد جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً، حَكَاهُ اللِّحْيَانيُّ.
(وجُدِرَ، كعُنِيَ) جَدْراً. (ويُشَدَّدُ) .
قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنكرَه الحرِيريُّ وجماعةٌ، وقلوا: إِن التَّفْعِيلَ يَدُلُّ على المبالغةِ والتَّكرارِ، وَهُوَ لَا يَأْتِي فِي العُمر إِلّا مرّة وَاحِدَة، فَكيف يُشَدَّدُ؟ وتَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها فِي شرح نَظْمِ الفَصِيح، وأَشرتُ إِليها فِي شرح الدُّرَّة. (وَهُوَ مَجْدُور) الوَجْهِ، (ومُجَدَّرٌ) وجَدِيرٌ.
(وأَرْضٌ مجْدَرَةٌ: كَثِيرَتُه) . وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: ذاتُ جُدَرِيَ.
(والجِدْرُ، بِالْكَسْرِ: نباتٌ، لواحدةُ بهاءٍ) . وَقد أَجْدَرتِ الأَرضُ.
(و) الجَدَرُ (بالتَّحرِيك: سِلَعٌ تكون فِي البَدَن خِلْقَةً) أَو البُثورُ النّاتِئَةُ، عَن اللِّحْيانيّ، (أَو) آثارٌ (مِن ضَرْبٍ) مرتَفِعَةٌ على جِلْدِ الإِنسان، (أَو مِن جِراحَةٍ) ، وَقيل: الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عَن الجِلْد، وإِذا لم ترْتَفع فَهِيَ نَدَبٌ، وَقد يُدْعَى (النَّدب) جَدَراً وَلَا يُدْعَى الجدَرُ نَدَباً، (كالجُدَرِ، كصُرَدٍ، واحدتُهما بهاءٍ) .
وَفِي الصّحاح: الجَدَرَةُ: خُرَاجٌ، وَهِي السِّلْعَةُ، والجمعُ جَدرُ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:
يَا قَاتَلَ اللهُ دُقَيْلاً ذَا الجَدَرْ
وَفِي المُحكَم: فمَن قَالَ: الجُدَرِيُّ، نَسَبَه إِلى الجُدر، وَمن قَالَ الجدريُّ نسَبَه إِلى الجَدر، قَالَ: وهاذا قولُ اللِّحْيانيِّ وَلَيْسَ بالْحسنِ، (ج الأَجْدارُ) .
(و) الجَدَرُ: (وَرمٌ يأْخُذُ فِي الحَلْق) وَعَن ابْن الأَعْرَابيِّ: الجَدَرَةُ: الوَرْمَةُ فِي أَصْل لَحْى البَعير. وَقَالَ النَّضْر: الجدَرةُ: غُددٌ تكونُ فِي عُنُق البَعِير، يسْقِيهَا عِرْقٌ فِي أَصْلهَا، نَحْوُ السِّلْعَة برأْس الإِنسان. وجمَلٌ أَجْدَرُ. وناقَةٌ جَدْراءُ. وَقيل: هِيَ فِي عُنُق البَعِير السِّلْعَةُ، وَقيل: هِيَ مِن البعِيرِ جُدرَةٌ، وَمن الإِنسان سِلْعةٌ (وضَوَاةٌ) .
(و) الجَدَرُ: (انْتِبارٌ أَو أَثَرُ كَدْم فِي عُنُقِ الحِمَارِ) جُدُوراً) ، بالضَّمِّ. وَفِي التَّهْذِيب: جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً، إِذا انْتَبَرَتْ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ:
أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
(و) الجَدَرُ: (حَبُّ الطَّلْعِ) . وأَجْدَرَ الوَلِيعُ، وجادرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ، عَن أَبي حنيفَة، يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ، واحدتُه جَدَرَةً، وَهِي حَبَّةُ الطَّلْعِ.
(و) الجَدَرُ (أَن يَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ) ، أَي فِي بَدَنه من البُثُور النّاتئَة، وَقد جَدِرَ ظ 2 هْرُه، قالَه اللِّحْيَانيُّ.
والجَدرُ أَيضاً أَن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ، وَقد جَدِرتْ عُنُقُه، كَمَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الجَدرُ: (هَمُّ الكَرْمِ بالإِيراقِ) ، يُقَال: جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً، إِذا حبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق وجدَّر العِنَبُ: صارَ حَبّه فُوَيْق النَّفَضِ.
(وفِعْلُهما كفَرِحَ) لَا غيرُ.
(والجدِيرُ: مكانٌ) يُبْنَى حولَه. وَقَالَ اللَّيْث: (بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ) قَالَ الأَعشى:
وتَبْنُونَ فِي كلِّ وادٍ جَدِيرَا
(و) الجَدِيرُ: (الخَلِيقُ) ، يُقَال: هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا ولكذا، أَي خَلِيقٌ لَهُ. (ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ) والأُنثى جَدِيرَةٌ.
(وَقد جَدُرَ ككَرُمَ (جَدَارةً) بِالْفَتْح. قَالَ شيخُنَا وَفِيه رَدٌّ على النُّحَاة الَّذين يَقُولُونَ: إِنّ مَا أَجْدَرَه وأَجْدِرْ بِه شاذٌّ، كَمَا فِي التَّوْضِيح وغيرِه، وأَشرتُ إِلى نَقْدِه فِي حَواشِيه.
(وإِنّه لَمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ) ، وكذالك الإثْنانِ والجَمْع، وإِنها لمجْدَرَة بذالك، وبأَن تَفْعَلَ ذالك، وكذالك الإِثْنَتَانِ والجَمْع، كلُّه عَن اللِّحْيَانيّ، وَعنهُ أَيضاً: إِنِ لَجدِيرٌ أَن يَفْعَلَ ذالك، وإِنهما لَجدِيرانِ. وَقَالَ زُهَيْر:
جَدِيرُون يَوماً أَنْ يَنَالُوا فيسْتَعْلوا
ويُقال للمرأَة: إِنّها لَجَدِيرَةٌ أَن تَفعَلَ ذالك وخَلِيقَةٌ، وإِنهُنَّ جدِيرَاتٌ وجَدَائِرُ. (و) حُكِيَ عَن أَبي جَعْفَر الرَّوَاسِيِّ: إِنه (مَجْدُورٌ) أَن يفعَل ذَلِك، جاءَ بِهِ على لَفْظ الْمَفْعُول وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَقَالَ غيرُه: هاذا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ لذالك، ومَجْدَرَةٌ مِنْهُ، (أَي مَخْلَقَةٌ) مِنْهُ أَن يفعلَ كَذَا، أَي هُوَ جَدِيرٌ بفِعْلِه.
(وجَدَرَه: جَعَلَه جَدِيراً) نقلَه الصَّغَانِيُّ.
وأَجْدِرْ بِهِ أَن يفعلَ ذالك، وَمَا أَجْدَرَه.
(والجَدِيرَةُ: الحَظيرَةُ) ، وَهِي كَنِيفٌ يُتَّخَذُ مِن حِجَارَة يكون للبَهْم وغيرِهَا، كالجَدَرَة، محرَّكةً. وَقيل: الجَديرَةُ: زَرْبُ الغَنَم. وَعَن أَبي زَيْد: كَنِيفُ البَيْتِ مثلُ الحُجْرَة تُجْمَعُ من الشَّجَر، وَهِي الحَظيرَةُ أَيضاً؛ فإِن كَانَت من حِجَارَة فَهِيَ جَديرةٌ، وإِن كَانَ من طِين فَهُوَ جدَارٌ.
(و) الجَديرةُ: الطَّبيعَةُ) .
(و) الجِدارَةُ (ككِتَابَة: وادٍ بالحِجَاز فِيهِ قُرًى) ومَساكنُ عامرةٌ.
(وجَدَرُ، محرَّكَةً: ة بَين حِمْصَ وسَلَميَّةَ) تُنْسبُ إِليها الخَمْر، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَمَا إِنْ رَحِيقٌ سبَتْها التِّجا
رُ مِن أَذْرعَاتٍ فَوَادِي جَدَرْ (والنَّسْبَةُ جَدَريٌّ) على قِيَاس (وجَيْدَريٌّ) على غير قياسٍ، قَالَ مَعْبَد بنُ سَعْنَةَ:
أَلَا يَا اصْبَحاني قبلَ لَوْم العَواذِلِ
وقبلَ ودَاع من زُنَيْبَةَ عاجلِ
أَلَا يَا اصْبَحانِي فَيْهَجاً جَيْدَريَّةً
بماءِ سحَابٍ يَسْبِق الحَقَّ باطلي
هاكذا أَنشدَه ابْن بَرِّيَ. والفَيْهَجُ هُنَا: الخَمْر، وأَصلُه مَا يُكالُ بِهِ الخْمر، وَقد قيل إِن جَيْدَرَ موضعٌ هُنَاكَ أَيضاً، فإِن كَانَت الخَمرُ الجَيْدَريَّةُ منسوبةً إِليه فَهُوَ نَسَبٌ قياسيٌّ، كَمَا فِي اللِّسَان.
(والجَدَرَةُ، محرَّكَةً: حَيٌّ مِن الأَزْد) ، وهم بَنو عَامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَة، وَمن قَالَ: ابْن عَمْرو مِن حُزَيْمَةَ فقد أَخطأَ؛ كَذَا حَقَّقه السهَيْليُّ فِي الرَّوْض. قلتُ: وخثعمة هاذا هُوَ ابنُ بكْر بن يَشْكُرَ بن قَسِيِّ بن صَعْب بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأَزْدِيُّ؛ (سُمُّوا بِهِ لأَنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الكَعْبة، عَظَّمَها اللهُ تعالَى) وشَرَّفها، (أَو حِجْرَها) وَهُوَ الْحطيم. وَقَالَ أَهلُ الأَنساب: دَخَلَ السَّيْلُ مرَّةً الكعبةَ، وصَدَّعَ بُنْيَانَها، ففَزعتْ قُريشٌ إِن جاءَ سَيْلٌ آخَرُ يَذهَبُ بشَرَفهم ودِينهم، فبنَى عامرٌ المذكورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّيْل، يُسَمَّى الجَادِرَ. وَقَالَ شيخُنَا: والجَدَرَةُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ، ككاتِب وَكَتَبَة ثمَّ سَمَّوُا القَبيلَةَ. قلْتُ: ويجوزُ أَن يكونَ إِلى الجَدِير، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي بُنِيَ حَوْلَه جدَارٌ، وأُرِيدَ بِهِ الحَطِيمُ، كَمَا قَالُوا فِي ثَقِيف ثَقَفِيّ.
(و) جَدَرةُ، (بِلَا لَام: والِدَةُ قُصَيِّ بنِ كِلاب) ، واسمُهما فاطمةُ بنتُ عوْفِ بنِ سعدِ بنِ سَيِلِ بنِ الجَدرَةِ، وهم حُلَفَاءُ بَنِي الدِّيلِ، قالَه ابنُ الأَثِير والأَمِيرُ.
(وجَدَرَ الشَّجَرُ خَرَجَ ثَمَرُه كالحِمِّصِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. (و) جَدَرَ (النَّبْتُ) والشَّجَرُ (طَلَعَتْ رُؤُوسه) فِي أَول الرَّبِيع، (كأَنَّه الجُدَرِيُّ) ، فَهُوَ مَجازٌ (كجَدُرَ ككَرُمَ) جَدارَةٌ (وأجْدَرَ) ، حَكَى الثَّلاثةَ ابنُ الأَعرابيِّ، (وجَدَّرَ فيهمَا) وجادَرَ، الأَخِيرُ عَن أَبي حنيفَة، وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
فآلَيْتُ أَلْحَى عَاشِقًا مَا سَرَى القَطَا
وأَجْدَرَ مِن وادِي نَطَاةَ وَلِيعُ
وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمَامُ يَجْدُرُ، إِذا خَرَجَ فِي كُعُوبِه ومُتَفَرّقِ عِيدانِه مثلُ أَظافِيرِ الطَّيْرِ.
وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ.
وَقَالَ اللَّيْث: أَجْدَرَ الشَّجَرُ فَهُوَ جَدْرٌ، حِين يَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
(و) عَن ابنِ بُزُرْجَ وجَدَرَتِ (اليَدُ) تَجْدُرُ، ونَفِطَتْ، (مَجَلَتْ) ، كلُّ ذالك مفتوحٌ، وَهِي تَمْجَلُ، وَهُوَ المَجَلُ.
(و) جَدَرَ (الجدارَ) يَجْدُرُ: حَوَّطَه) .
(و) جَدَرَ (الرجلُ: توارَى بالجِدار) ، حَكَاهُ ثَعْلبٌ، وأَنشد:
إِنَّ صُبَيْحَ بنَ الزُّبَيْرِ فَأَرَا
فِي الرَّضْمِ لَا يَتْرُكُ مِنْهُ حَحَرَا
إِلَّا مَلأَه حِنْطَةً وجَدَرَا
قَالَ: هاذا سَرَقَ حِنْطَةً وخَبَأَها.
(واجْتَدَرَ: بنَاه) ، قَالَ رُؤْبة:
تَشْيِيدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ (وجَدَّرَه تَجْدِيراً: شَيَّدَه) ، وأَنشدَ ابْن الأَعرابيّ:
وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
كأَنَّهم فِي السَّطْح ذِي المُجَدَّرِ
قيل: أَرادَ: ذِي الحائطِ المُجَدَّرِ، ويجوزُ أَن يكون أَراد: ذِي التَّجْدِيرِ؛ أَي الَّذِي جُدِّرَ وشُيِّدَ، فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِيلِ؛ لأَنهما جَمِيعاً مصدرانِ لفَعَّلَ، أَنشدَ سِيبَوَيْهِ:
إِنَّ المُوَقَّى مثلُ مَا لَقِيتُ
أَي إِنْ التَّوْقِيَةَ.
(والجَيْدَرُ: القَصِيرُ، كالجَيْدَرِيِّ والجَيْدَرَانِ) ، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدَرَةٌ، على المُبَالَغة، قَالَ الفارسيّ: وهاذا كَمَا قَالُوا: دَحْدَاحَةٌ ودِنَّبَةٌ وحِنَزْقَرَةٌ. وامرأَةٌ جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ، وأَنشدَ يعقوبُ:
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَيْدرِيَّةٌ
عَضَادٌ وَلَا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
(والمَجْدُورُ: القليلُ اللَّحْمِ) ، وَمن بِهِ آثارُ ضَرْبٍ أَو سِياط.
(وذ جَدْرٍ) بِفَتْح فَسُكُون جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وَهُوَ (مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِينَةِ) ، على ساكنها أَفضل الصلاةِ وَالسَّلَام، على ستةِ أَميال مِنْهَا، ناحيةَ قُبَاءٍ، كَانَت فِيهِ لِقاحُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم لما أُغِيرَ عَلَيْهَا.
(والمِجْدَارُ) كمِحْرابٍ: (مَا يُنْصَبُ فِي الزَّرْعِ مَزْجَرَةً للسِّباع) والطَّيْرِ، قَالَ:
اصْرِمِينِي يَا خِلْقَةَ المِجْدارِ
وصِلِينِي بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ
(وعامِرُ بنُ جَدَرَةَ، محرَّكةً: أَولُ مَن كَتَب بخَطِّنا) ، أَي العربيِّ. قَالَ شيخُنا: وسيأْتي لَهُ فِي (مّ) أَنّ أَولَ مَن كَتَبَ بالعربيَّة مُرَامِرٌ، وجَزَمَ بِهِ جماعةٌ، وتَوَقَّفَ جماعَةٌ: هَل هُوَ خِلافٌ أَو يُمكنُ التوفيقُ؟ قَالَ: وهاذه الأَوَّلِيَّةُ فِيهَا خِلافٌ طويلُ الذَّيْلِ، أَوردَه ابنُ عَساكِرَ وغيرُه، ونَقَلَ خُلاصتَه الجَلَالُ فِي أَوَّلِيَّاتِه، وسيأْتي طَرَفٌ مِنْهُ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. قلتُ: وهاذه العبرةُ مأْخُوذةٌ من الجَمْهَرة لِابْنِ دُرَيْد، قَالَ فِيهَا: أَوْلُ مَن كَتَبَ بخَطِّنا هاذا عامرُ بنُ جَدَرَةَ، ومُرَامِرُ بنُ مُرَّةَ، الطّائِيّانِ، ثمَّ سَعْدُ بنُ سَيَلٍ، غير أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَكَر كلَّ واحدٍ فِيمَا يُناسِبُ ذِكْره فِي مَحَلِّه.
(وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبُو حَيَ) مِن كَلْبٍ؛ سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه كَانَ عَلَيْهِ جَدَرَةٌ) ، أَي سِلْعَةٌ، وَهُوَ عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ كِنَانَةَ بنِ عَوف بنِ عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ الّلاتِ، وهاذا الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف مِن وَجْه التَّسْميَة؛ فقد صَرَّحَ بِهِ ابنُ دُرَيْد، ورَدَّ على ابْن الكَلْبيّ حَيْثُ قَالَ: لأَنه كَانَ جَالِسا بجَنْب جِدار إِلى آخرِه، فراجِع المعجمَ
(وجُدْرَةُ، بالضمّ: ابنُ سَبْرَةَ) العتَقِيُّ، شَهِدَ فتحَ مِصْرَ، (صَحابِيٌّ) ، هاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولَا بالدّال الْمُهْملَة.
(وجَنْدَرَ الكِتَاب: أَمَرَّ القَلَم على مَا دَرَسَ مِنْهُ) لِيَتَبيَّنَ. (و) كذالك (الثَّوْبَ) إِذا (أَعادَ وشْيَه بعد ذَهابِه) ، وَهُوَ مأْخوذٌ من الصّحاح، قَالَ: وأَظُنُّه معرَّباً.
(وأَبو قِرْصافَةَ جَنْدَرةُ بنُ خَيْشَنَةَ) الكِنَانِيُّ (صَحابِيٌّ) ، نَزلَ عَسْقَلَانَ، رَوَتْ عَنهُ بِنْتُه.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمد بنِ يُوسُفَ المقرىء الجَنْدَرِيُّ محدِّثٌ، رَوى عَن أَبي بكرٍ الخَرائِطِيِّ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
شاةٌ جَدْراءُ: تَقَوَّبَ جِلْدُهَا عَن داءٍ بُصِيبُهَا، وَلَيْسَ مِن جُدَرِيَ.
وَفِي الحَدِيث: (الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرْضِ) ؛ شَبَّهَهَا بِهِ لظُهُورِهَا مِن بَطْن الأَرْضِ كَمَا يَظْهَرُ الجُدَرِي مِن باطِن الجِلْد، وأَراد بِهِ ذَمَّها.
وأَجْدَرتِ الأَرضُ، إِذا طَلَعَتْ رُؤُوسُ نَباتِها.
وشَجَرٌ جَدَرٌ.
وجادَرَ الطَّلْعُ: طَلَعَ حَبُّه.
والجَدَرَةُ، محرَّكةً: حَظيرَةُ الغَنَم.
والجُدُرُ، بضمتَيْن: الحواجزُ الَّتِي بَين الدِّيارِ، المُمْسِكَةُ المَاء.
وجُدُورُ العِنَبِ حوَائِطُه.
وجدْرَا الكِظَامةِ: حَافَتَاهَا، وَقيل: طِينُ حافَتَيْهَا.
والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ قَالَ:
إِني لأَعْظُمُ مِن صَدْرِ الكَمِيِّ علَى
مَا كانَ فِي زَمَنِ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ.
أَعادَ المَعْنَيَيْنِ لاختلافِ اللفظَيْن، كَمَا قَالَه:
وهِنْنٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
كَذَا فِي اللِّسان.
والمُجَدَّرُ: لَقَبُ نصْرِ بنِ زَيْد، رَوَى عَن مَالك وشَرِيك.
والمجَنْدِر: لَقَبُ أَبي القاسِم يَحيَى بنِ أَحمدَ بنِ بدْرٍ البغداديِّ، مِن جنْدَرَةِ الثِّيَابِ، رَوَى عَنْه السّمْعَانيُّ.
وجَدِرَ البعيرُ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَجدر، والناقةُ جَدْراءُ، مِن الجُدَرَةِ وَهِي السِّلْعَةُ.
وجُدَارَةُ، بالضمّ: أَخو خُدْرَةَ فِي بَنِي النَّجَّار، نقلَه السُّهَيْلِيُّ فِي غَزْوَة بَدْر، عَن ابْن إِسحاق، والمشهورُ بالخاءِ، كَمَا سيأْتي.
والمُجَدَّرَةُ، كمُعَظَّمة: طعامٌ لأَهل الشامِ.
وقَطِيعَةُ بَنِي جِدَارٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ، مِنْهَا أَبو بكرٍ أَحمدُ بن سندي بنِ الحَسَنِ البغداديُّ، صَدُوقٌ، تَرْجَمه الخطيبُ فِي تَارِيخه.
وجِدَارٌ: صحابيُّ رَوى عَنهُ يَزَيدُ بنُ شَجرَةَ.
وجِدَارٌ العُذْريُّ: تابعيُّ.
وجِدارُ بن بَكْرةَ عَن جَدِّه، وَعنهُ محمّدُ بنُ جعفرٍ الكِنانيُّ.

خرب

خ ر ب: (خَرِبَ) الْمَوْضِعُ بِالْكَسْرِ (خَرَابًا) فَهُوَ (خَرِبٌ) وَدَارٌ (خَرِبَةٌ) وَ (أَخْرَبَهَا) صَاحِبُهَا. وَ (خَرَّبُوا) بُيُوتَهُمْ شُدِّدَ لِفُشُوِّ الْفِعْلِ أَوْ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (الْخَرُّوبُ) بِوَزْنِ التَّنُّورِ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. وَ (الْخُرْنُوبُ) بِوَزْنِ الْعُصْفُورِ لُغَةٌ وَلَا تَقُلِ الْخَرْنُوبُ بِالْفَتْحِ. 
الخرب: هو حذف الميم والنون من مفاعيلن ليبقى: فاعيل، فينقل إلى: مفعول، ويسمى أخرب.
خ ر ب : خَرِبَ الْمَنْزِلُ فَهُوَ خَرَابٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَخْرَبْتُهُ وَخَرَّبْتُهُ وَالْخُرْبَةُ الثُّقْبَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ خُرَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْخُرْبَةُ أَيْضًا عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ وَالْأَخْرَبُ الْكَبْشُ الَّذِي فِي أُذُنِهِ شَقٌّ أَوْ ثُقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فَإِنْ انْخَرَمَ ذَلِكَ فَهُوَ أَخْرَمُ وَفِعْلُهُ خَرِبَ وَخَرِمَ خَرَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَخَرَبَ يَخْرُبُ مِنْ بَابِ قَتَلَ خِرَابَةً بِالْكَسْرِ إذَا سَرَقَ. 
(خ ر ب) : (خَرَابُ) الْأَرْضِ فَسَادُهَا بِفَقْدِ الْعِمَارَةِ (وَمِنْهُ) شَهَادَةُ الرَّجُلِ جَائِزَةٌ مَا لَمْ يُضْرَبْ حَدًّا أَوْ لَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ (خَرِبَة) فِي دِينِهِ أَيْ عَيْبٌ وَفَسَادٌ وَالزَّايُ وَالْيَاءُ تَصْحِيفٌ (وَالْخُرْبَةُ) بِالضَّمِّ عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ وَمِنْهَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِنْ كَانَ الْهَدْيُ شَاةً فَقَلِّدْهَا خُرْبَةً وَلَا تُشْعِرْهَا (وَالْخَرُّوبُ) نَبْتٌ وَقِيلَ شَجَرُ الْخَشْخَاشِ وَهُوَ الَّذِي تَشَاءَمَ بِهِ سُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - والخرنوب لُغَةٌ.
خرب
يقال: خَرِبَ المكان خَرَاباً، وهو ضدّ العمارة، قال الله تعالى: وَسَعى فِي خَرابِها [البقرة/ 114] ، وقد أَخْرَبَه، وخَرَّبَهُ، قال الله تعالى: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ [الحشر/ 2] ، فتخريبهم بأيديهم إنما كان لئلّا تبقى للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، وقيل:
كان بإجلائهم عنها. والخُرْبَة: شقّ واسع في الأذن، تصوّرا أنه قد خرب أذنه، ويقال: رجل أَخْرَب، وامرأة خَرْبَاء، نحو: أقطع وقطعاء، ثمّ شبّه به الخرق في أذن المزادة، فقيل: خَرِبَة المزادة، واستعارة ذلك كاستعارة الأذن له، وجعل الخارب مختصّا بسارق الإبل، والخَرْب :
ذكر الحبارى، وجمعه خِرْبَان، قال الشاعر:
أبصر خربان فضاء فانكدر
(خرب) - في الحديث : "من اقْتِراب الساعة إخرابُ العَامِر "
قال أبو عمرو: الِإخْراب: تَركُ المَوضِع خَرِباً، والتَّخْريب: الهَدْم. وقرأ وَحدَه: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} ، والباقون {يُخْرِبُونَ}.
وقيل: المُرادُ بالحديث ما يُخرِّبه المُلوكُ من العُمران شَهوةً لا إصلاحا .
- وفي حديث ابن مسعود: "ما سَتَرْتَ الخَرَبَةَ" . : أي العَيْبَ والفَسادَ، ومنه الخارِبُ لِعَيشِه بالسَّرِقة، وخَرابُ الأَرضِ: فَسادُها بتَرك العِمارة.
- وفي حديث ابنِ عُمَر: "في الذِي يُقلِّد بَدَنَتَه ويَبْخَل بالنَّعْل، قال: يُقَلِّدها خُرَّابة".
ويُروَى، بتَخْفِيفِ الرَّاء وتَشدِيدها، يُرِيد عُروةَ المَزادَة، قال أبو عبيد: المَعْروف في كلام العرب أَنَّ عُروةَ المَزادة خُرْبَة، وسُمِّيت بها لاستِدارَتِها، وكُلُّ ثَقْب مُستَدير خُربَة.
[خرب] الخُرْبُ بالضم: مُنْقَطَعُ الجمهور من الرمل. والخُرْبُ أيضاً: ثَقْبُ الوَرِكِ. والخُرْبَةُ مثله، وكذلك الخُرابَةُ، وقد يشدّد. والخُرْبَةُ أيضاً: عُرْوَةُ المَزادَةِ. وكلُّ ثَقْبٍ مستدير فهو خربة. والمخروب: المشقوق، ومنه قيل رجل أخْرَبُ للمشقوق الأذن، وكذلك إذا كان مثقوب الاذن. فإذا انخرم بعد الثَقْبِ فهو أخْرَم. والخراب: ضدّ العِمارة. وقد خَرِبَ الموضع بالكسر فهو خَرِبٌ. ودارٌ خَرِبَةٌ، وأخربها صاحبُها. وخَرَّبوا بيوتهم، شُدِّدَ لِفُشُوِّ الفعل أو للمبالغة. والخارب: اللصّ. قال الأصمعي: هو سارق البُعْرانِ خاصة، والجمع الخُرَّابُ. تقول منه خرب فلان بإبل فلان يخرب خرابة، مثل كتب يكتب كتابة. والخَرَبُ: ذكر الحُبارى، والجمع الخِرْبانُ. والخروب أيضا: مصدر الاخرب، وهو الذي فيه شَقٌّ أو ثَقْبٌ مستدير. والخَرُّوبُ بالتشديد: نبت معروف. والخُرْنوبُ لغة، ولا تقل الخَرْنوبَ بالفتح.
خرب قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي يعرف فِي الْكَلَام أَنَّهَا الخُربة وَهِي العُروة وَجَمعهَا: خُرَبٌ وَإِنَّمَا سمّاها خُرْبة لاستدارتها وَكَذَلِكَ كل ثَقْبٍ مستدير فَهُوَ خُربة (قَالَ الكُميْت يذكر القَطا وأنّهن يحملن الماءَ لفراخهن فَقَالَ:

(المنسرح)

يَحْمِلْنَ فوقَ الصُّدور أسْقِيَةً ... لِغَيْرِهنَّ العِصَام والخُرَبُ

يَقُول: إِنَّمَا أسْقَيْنَهُنَّ الصدورَ وَلَيْسَ كأسقية النَّاس الَّتِي تحْتَاج إِلَى العصام والعُرَى وَكَذَلِكَ كل جُحْر فِي أذُن أَو غَيرهَا فَهُوَ خربة) قَالَ ذُو الرُّمة يصف ظَليما: (الْبَسِيط)

كَأنَّهُ حَبَشِيُّ يَبْتَغِيْ اَثَراً ... أَو مِن مَعاشِرَ فِي آذانِها الخُرَبُ

يَعْنِي الثُّقَب الَّتِي فِي آذان السِّنْد.

خرب


خَرَبَ(n. ac. خَرْب
خِرَاْبَة)
a. Ruined, devastated, laid waste, depopulated;
demolished ( country; house ).
b. Became a robber, brigand.
c. Pierced, bored.
d.
(n. ac.
خَرْب
خَرَاْبَة
خِرَاْبَة
خُرُوْب) [Bi], Stole, carried off ( camels & c. ).
خَرِبَ(n. ac. خَرَاْب)
a. Was ruined, devastated & c.
b.(n. ac. خَرَب), Had his ears pierced; was pierced, bored.

خَرَّبَأَخْرَبَa. Ruined, devastated &c.
b. Damaged, spoilt, destroyed.

تَخَرَّبَa. Was demolished, pulled down.
b. Gnawed.

إِسْتَخْرَبَa. Was overwhelmed, crushed by misfortune.
b. Bore up bravely against misfortune.
c. [Ila], Sighed, longed, yearned for.
خَرْب
خَرْبَةa. see 3خَرَبَة
خِرْبَة
(pl.
خِرَب)
a. Ruin. —
خُرْب خُرْبَة
(pl.
خُرَب خُرُوْب
أَخْرَاْب), Hole, perforation, bore; eye ( of a needle)
b. Loop.
c. Wallet.

خَرَب
(pl.
خِرْبَاْن)
a. Male bustard.
b. see 4t
خَرَبَةa. Vice, fault; unsoundness in religion.

خَرِبa. Devastated, laid waste, depopulated, desolate
ruined.
b. Empty.

خَرِبَة
(pl.
خَرَاْئِبُ)
a. Ruin, waste place, desolation.

أَخْرَبُ
(pl.
خُرْب)
a. Pierced, slit (ear).
خَاْرِب
(pl.
خُرَّاْب)
a. Robber, brigand, devastater.

خَرَاْبa. Ruin, devastation.

خُرَاْبَة
خَرَّاْبَة
خُرَّاْبَةa. see 3 (a)
خَرُّوْب
P.
a. Carob-bean.

خَرُّوْبَة
P.
a. Carob-tree.

خُرْنُوْب
P.
a. see 31
خُرْنُوْبَة
P.
a. see 31t
خِرْبِز
P.
a. Melon.
خ ر ب

أخربوا البلاد وخربوها، وقد خربت خرباً، وبلد خراب. وهو صاحب خربة أي فساد وريبة. قال قيس بن النعمان:

لحى الله أدنانا إلى كل خربة ... وأبطأنا في ساحة المجد أقدحا

وما رأينا من فلان خربة في دينه. ووقعوا في وادي خربات. قود خرب الإبل يخربها خرابة، مثل يطلبها طلابة. وهو خارب من خرّاب. وفي أذنه وسقائه وأديمه خربة وهي الثقبة الواسعة المستديرة. واجعل هذا الحبل في خربة المزادة وهي عروتها. وطعنه في خربة وركه. واستخرب السقاء: تثقب.

ومن المجاز: فلان خرب أي جبان، استعير من الخرب واحد الخربان. قال تأبط شراً ينفي هذه الأوصاف الذميمة:

ولا خرب هلباجة ذو غوائل ... هيام كجفر الأبطح المتهيل

وهو خرب العظام إذا لم يكن فيها مخ. قال كعب:

ينجو بها خرب المشاش كأنه ... بخزامة في أنفه مشنوق أي مرفوع الرأس. وهو خرب الأمانة.

وعنده تخرب الأمانات. قال عمر بن أبي ربيعة:

ثم لا تخرب الأمانة عندي ... أغدر الناس من يخون الأمينا
خرب
الخَرَابُ: نَقِيْضُ العُمْران، وثلاثةُ أخْرِبَةٍ، والجميع خَرِب - بكَسْرِ الراء -، والواحد خِرْبَة. وخَرِبَ يَخْرَبُ خَرَاباً.
واسْتَخْرَبَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ من أمْرٍ أصابَه.
واسْتَخْرَبْتُ إليه: إذا فارَقَكَ فَوَجَدْتَ عليه.
واسْتَخْرَبْتُ لهذا الأمْرِ خَرْبَةً شَدِيدةً: ترِيدُ التَّوَجُّعَ.
ورجلٌ خَرَبٌ: جَبَان.
والخَرُّوْبَةُ: شَجَرَةُ اليَنْبُوت.
والخَرَبُ: الذَّكَرُ من الحُبارى، والجميع الخِرْبانُ.
والخُرْبَةُ والخُرْبُ: سَعَةُ خَرْق الأذُنِ، أمَةٌ خَرْباءُ وعَبْد أخْرَب. وهي - أيضاً -: شَرْمَةٌ في ثَفَرِ الناقة. وعُرْوَةُ المَزَادة، وهي الخُرّابَةً أيضاً.
وكُلُّ ثَقْبٍ مُسْتَديرٍ: خُرْبَةٌ وخَرِيْبَة.
والخُرْبُ: ثَقْبُ الوَرِكِ الذي عليه الفائلُ. وهو: مُنْقَطَعُ الجُمهور المُشْرِفِ من الرَّمْل.
والمُخَرَّبُ من المَزَاد: الذي جُعِلَ له عُرْوَةٌ.
وما رأيْنا منه خُرْبَةً: أي فَساداً في دِيْنِه وشَيْناً، وخَرْبَةً: مِثْلُه، وخَرَباتٌ وخُرْبانُ للجميع.
والخارِبُ: اللِّصُ، وجَمْعُه أخْرَاب، والمَخْرِبُ: الذي جَمَعَهم. وشَدائدُ الدهر.
وخُرّابَةُ الإِبْرَةِ: خُرْتُها.
والخُرَابَةُ: حَبْل من لِيفٍ أو نَحْوِه.
وخُرَيْبَةُ: مَوضِع.
والخُربَةُ: الغِرْبال، والجمع خُربات.
والخُرّابَةُ: فَمُ الدبْرَة الذي يُسْكَرُ عند سَقْي الأرض. وخُرْبَةٌ في الجَبَل.
والخُرابُ: السهْمُ. والنفِي من المَطَر.
والخُرْخُوْبُ: الناقة الخَوارة الكثيرة اللبَن في سُرْعَةِ انْقِطاع.
والخَرَبَةُ: دائرةٌ تكونُ تحت القُصْرَيَيْن.
[خرب] نه فيه: الحرم لا يعيذ عاصيًا ولا فارا "بخربة" أصلها العيب، والمراد من يفر بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه مما لا يجوزه الشرع، والخارب أيضًا سارق الإبل ثم اتسع فيه، وفي البخاري: الخربة الجناية والبلية، الترمذي: وروى: بخزية، فهو إما بكسر خاء وهو ما يستحي منه أو من الهوان والفضيحة أو بفتحها للمرة. ك: إن مكة لا تعيذ أي لا تعصم عاصيًا من إقامة الحد مصاحبًا بدم ملتجئًا على الحرم، ولا فارًا بسبب "خربة" بفتح فساكن أي سرقة، وبضم خاء أي فساد، وبكسرها وسكون راء وأصلها سرقة الإبل وتطلق على كل جناية. وقد حاد عمرو عن الجواب وأتى بكلام ظاهره حق ولن أراد به الباطل فإن ابن الزبير لم يرتكب ما يجب عليه فيه شيء بل هو أولى بالخلافة من يزيد لأنه صحابي بويع قبله، فقال أبو شريح: قد بلغتك، وهو يشعر بأنه لم يوافقه، فبطل قول ابن بطال إن سكوته دليل رجوعه بل إنما ترك جواب عمرو لعجزه وشوكة عمرو. وفي ح: "خرب" المدينة، ضبط كلكم وعنب، وبفتح مهملة ومثلثة في أخره. نه وفيه: من اقتراب الساعة "إخراب" العامر وعمارة "الخراب" الإخراب أن يترك الموضع خربا والتخريب الهدم، والمراد ما يخربه الملوك من العمران وتعمره من الخراب شهوة لا إصلاحًا، ويدخل فيه ما يعمله المترفون من تخريب المساكن العامرة لغير ضرورة وإنشاء عمارتها. وفي ح بناء المسجد: كان فيه نخل وقبور المشركين و"خرب" هو بكسر خاء وفتح راء جمع خربة كنقمة ونقم أو بكسر وسكون تخفيفًا كنعمة ونعم أو بفتح فكسر ككلمة وكلم، وروى بحاء مهملة ومثلثة أي الموضع المحروث للزراعة. وفيه: سئل عن غتيان النساء في أدبارهن فقال: في أي "الخربتين" أو: في أي الخرزتين، أو: في أي الخصفتين؟ أي في أي النقبتين، والثلاثة بمعنى. ومنه ح: كأني بحبشي "مخرب" على هذه الكعبة، يريد مثقوب الأذن، يقال: مخرب ومخرم. وح: كأنه أمة "مخربة" أي مشقوقة الأذن، وتلك الثقبة هي الخربة. وفيه: يقلدها "خرابة"، يروى بخفة راء وشدتها، يريد عروة المزادة، قيل: المعروف في عروتها خربة، سميت بها لاستدارتها، وكل ثقب مستدير خربة. وفيه: ولا سترت "الخربة" أي العورة، يقال: ما فيه خربة، أي عيب. وفي ح سليمان عليه السلام: كان ينبت في مصلاه كل يوم شجرة فيسألها: ما أنت؟ فتقول: شجرة كذا، أنبت في أرض كذا، أنا دواء من كذا، فيأمر بها فتقطع ثم تصر ويكتب على الصرة اسمها ودواؤها، فلما كان في أخر ذلك نبتت الينبوتة وقالت: أنا "الخروبة" وسكتت، فقال: الآن أعلم أن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك، فلم يلبث أن مات. وفيه: ذكر "الخريبة" هي مصغرة محلة من البصرة. ط: "خربت" خيبر، دعاء أو خبر باعتبار أنه سيقع محققًا، فكأنه وقع قوله: إنا إذا نزلنا بساحة قوم، علة لخربت. ك: أو تفاؤل لما خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم التي من الات الهدم. ويشرح يخرب الكعبة في ذي السويقتين. ط ومنه ح الدجال: أنه خارج من خلة ويمر "بالخربة" بفتح خاء وكسر راء، أي فاسدة لفقد العمارة.
بخربز] نه فيه: رأيته صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب و"الخريز": البطيخ. 
باب الخاء والراء والباء معهما خ ر ب، ب خ ر، ر ب خ مستعملات

خرب: يقال: خَرابٌ، وثلاثة أخربة، والجميع: خَرِبٌ كالكلمة والكلم، ولغة تميم: خِرْبٌ وكلم الواحدة: خِرْبة (وكلمة) . وخَرِبَ خَراباً وخرَّبتُه تخريباً.

وفي الدعاء: اللهُمَ مُخَرِّبَ الدنيا ومعمر الآخرة

أي خَلَقْتَها للخَراب. والخَرَوبَةُ: شجرة الينبوت. والخَرَبُ: الذكر من الحُبارَي، ويجمع على خِرْبان والخُرَبةُ: سعة خُرْتِ الأذن، (وأهل السند خرب) . وامرأة خَرْباءُ وعبدٌ أخْرَبُ، والخَرَبْ مصدر الخُرْبة. والخُرْبةُ أيضا: شرمة أي: شق في ناحيةٍ، ويقال: ربما كانت في ثغر الدابة. والخُرْبة أيضاً: عروة المزادة، وكل ثقبةٍ مستديرة فهي خُرْبةٌ، وكذلك من الدلو الذي فيه عروة العرقوة. والخارِبُ: اللص. وما رأينا من فلانٍ خُرْباً وخُرْبةً أي: فساداً في دينه أو شينا. وخُرَيْبة: موضع بالبصرة يسمى بصيرة الصغرى. والخارِبُ من شدائد الدهر، قال:

إن بها أكتل أو رزاما ... خُوَيْرِبانِ ينقفان الهاما

والأَكْتَلُ والكَتَالُ هما شِدَّة العَيْش، والرِّزامُ: الهُزال، ويقال: أكْتَلُ ورزام أسما لصين، واللِّصُّ: من شدائد الدهر، لأنه يَسْتَأْصِلُ أموال الناس. والخُرّابةُ: جبل من ليفٍ ونحوه. وخُرّابةُ الإبرة: خُرْتُها. والخُرخُوبُ: الناقة الخَوّارةُ الكثيرة اللبن في سرعة انقطاعٍ .

برخ: البَرْخ: ضربٌ بالسيف يقطع بعض اللحم. والبَرْخُ: الرخيص بلغة عمان. والبَرْخُ: الحرب، وأهل عمان يقولون: كيف اسعاركم؟، فيقول المجيب: بَرْخ، هكذا، أي: رخيص. وقول رؤبة:

ولو أقول بَرِّخُّوا لَبَرخُّوا ... لمارِ سَرْجيسَ وقد تَدخْدَخُوا

قوله: بَرِّخُوا أي بَرِّكُوا، أخَذَها من النَّبَطيّة.

ربخ: الرَّبُوخ: المرأة يغشى عليها عند الملامسة، يقال: رَبِخَت تَرْبَخُ رُبُوخاً ورَبَخاً، وأَرْبَخَتْ إرباخاً فهي رَبُوخٌ. ومُرْبخٌ: رملٌ بالباديةِ، وربِخَت الإبل في المُرْبخِ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال، قال:

أمِنْ حبالِ مُرْبِخٍ تمطين  ... لا بُدَّ منه فانحَدِرْنَ وأرْقَيْنْ

أو يَقْضِيَ الله صُبابات الدَّيْنْ  ... وقد قطعت الرمل إلا حبلين

حبْلَيْ زَرُودَ والذي بالغَرَبَيْنْ

وعن الضرير: مُرْبِخ: أحد حبال الشقيق وهي خمسة أحبل: حبلا زَرود وحَبْل الغرب ومُرْبخ وحبل الطريدة. قال الضرير: وأوعرها مُرْبخ، وهذه الحبال تَحَبَّلَتْ من عالج. ورجل ربيخ أي ضخم، قال الشاعر:

فلما اعترَتْ طارِقاتُ الهمومِ ... فَعَت الولي وكوراً رَبيخا

خبر: أخْبَرْتُه وخَبَّرْتُه، والخَبَرُ: النَّبَأُ، ويجْمَعُ على أخبار. والخبيرُ: العالِمُ بالأمر. والخُبْرُ: مَخْبَرةُ الإنسان إذا خُبِرَ أي جُرِّبَ فبدت أخباره أي أخلاقه. والخبرة: الاختبار، تقول: أنت أبطن به خِبْرةً، وأطوَلُ به عشرةً. والخابرُ: المُخْتَبرُ المُجَرِّبُ، والخُبْرُ: علمك بالشيء، تقول: (ليس لي به خُبْرٌ) . والخَبارُ: أرض رخوة يتتعتع فيها الدواب، قال:

يُتَعْتِعُ بالخّبارِ إذا عَلاه ... ويَعْثُرُ في الطَّريقِ المستقيمِ

والخَبْرُ والمُخَابَرة: أن تَزْرَعَ على النصف أو الثلث ونحوه، والأكار: الخبيرُ، والمُخابرة: المُؤاكَرَة. الخبراء: شجر في بطن روضةٍ يبقى الماء فيها إلى القيظ، وفيها ينبت الخَبْرِّ وهو شجر السِّدْر والأراك، وحواليها عشبٌ كثيرٌ. ويقال: الخَبِرَة أيضاً، والجميع خَبِر، وخَبْرُ الخَبِرةِ: شجرها، قال:

فجادَتكَ أنواء الربيع وهَلَّلَت ... عليك رياضٌ من سلامٍ ومن خَبْرِ

والخَبْر من مناقع الماء: ما خَبَّرَ المسيل في الرءوس، فيخوض الناس فيه. بخر: البَخَرُ: ريحٌ كريهةٌ من الفم، بَخِرَ الرجل فهو أَبْخَرُ وامرأة بَخْراء. والبَخْرُ- مجزوم- فعل البخار، بَخِرَتِ القِدْرُ تَبْخَرُ بُخاراً وبَخَراً. وكل شيءٍ يسطع من ماء حار فهو بُخار. وكذلك من النَّدَى. والبَخُورُ: دخنة يُتَبَخرَّ بها. وبنات بَخْرٍ وبناتُ مَخْرٍ سحابات بيضٌ، الواحدة بنت بَخْرٍ وبنت مَخْرٍ اشتُقَّ من بُخار البحر لأن هذه السحاب تعلو في البَحْر ولا تجوز إلى البَرّ.
خرب
خرَبَ يَخرُب، خَرْبًا، فهو خارِب، والمفعول مَخْروب
• خرَب الآلةَ: عطّلها، منعها من أن تكون لها منفعة ° خرَبَ نظامًا: أفسده وبلبله.
• خرَبَ الدَّارَ: هدمها، جعلها خَرَابًا? خرَبَ الدُّنيا: أقام الدنيا وأقعدها، أثار ضجَّة كبرى، أحدث بلبلة وصَخَبًا- يخرب بيتَه بيده: أي يقضى على مستقبله بنفسه. 

خرِبَ يَخرَب، خَرَابًا وخرَبًا، فهو خَرِب وخَرْبانُ/خربانٌ
• خرِبتِ الآلةُ: تعطَّلت عن أن تؤتي منفعتها، كفَّت عن النَّفْع "خرِبتِ السيارةُ- ساء التصرُّف في المؤسّسة فخرَِبتْ".
• خرِب المكانُ: خلا من الأحياء، عكسه عمَر "أصبحت المدن الفلسطينيّة خرابًا بعد القصف الجويّ لها- إذا اصطلح الفأرة والسِّنَّور خرِب دكّان العطار [مثل]: التنبيه إلى انتشار الخراب عند اتفاق الرُّقباء- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} ". 

أخربَ يُخرب، إخرابًا، فهو مخرِب، والمفعول مخرَب
• أخرب المكانَ: تركه خرابًا، هدمه، دمّره "أخربت الحربُ
 البلادَ- {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} ". 

انخربَ ينخرب، انخرابًا، فهو مُنخرِب
• انخربَ البيتُ: مُطاوع خرَبَ: انهدم، انهار. 

تخرَّبَ يتخرَّب، تخرُّبًا، فهو متخرِّب
• تخرَّبتِ الآلةُ: مُطاوع خرَّبَ: تعطَّلت وفسدت، لم تعُدْ تؤدِّي منفعتها. 

خرَّبَ يخرِّب، تخريبًا، فهو مخرِّب، والمفعول مخرَّب
• خرَّب الماكينةَ: خَرَبَها، عطّلها أو أفسدها "خرّب سيارة".
• خرَّب الدَّارَ: خَرَبَها، هدمها ودمّرها، صيَّرها خرابًا "حذّر من تخريب الآثار العامة- {يُخَرِّبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} [ق] ". 

أخْرَبُ [مفرد]: (عر) جزء دخله الخَرْب. 

تَخْريب [مفرد]:
1 - مصدر خرَّبَ.
2 - تدمير للممتلكات أو إعاقة للعمليّات المعتادة من قبل المدنييّن أو عملاء العدوّ في الحرب "سياسة التَّخريب" ° تخريبُ النِّظام: إفسادُ النِّظام والعبث به. 

تخريبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَخْريب: تدمير متعمَّد لمبانٍ ومنشآت عامة بهدف سياسيّ غالبًا "قام المتظاهرون بأعمال تخريبيّة". 

خراب [مفرد]:
1 - مصدر خرِبَ.
2 - خَرِب (وصف بالمصدر) "فلان على حافة الخراب: يكاد الخراب ينزل به- دمَّرت القنابلُ المدينة فصارت خرابًا" ° أَرْضٌ خراب: سادها الدّمار والخراب. 

خَرَابة [مفرد]: ج خَرَابات وخَرَائبُ: موضع الخراب "أصبح الإقليم خرابة بعد هلاك من فيه- قصفت الصواريخُ المدينةَ حتى حولتها إلى خرائب". 

خَرْب [مفرد]: مصدر خرَبَ.
• الخَرْب: (عر) اجتماع الخرم، وهو حذف أوَّل التَّفعيلة المبدوءة بوتد مجموع مع الكفِّ، وهو حذف السَّابع السَّاكن من التفعيلة، فتتحوَّل (مفاعيلن إلى فاعيلُ). 

خَرَب [مفرد]: ج أخراب (لغير المصدر) وخراب (لغير المصدر):
1 - مصدر خرِبَ.
2 - ذكر الحُبارى. 

خَرِب [مفرد]: مؤ خَرِبة، ج مؤ خَرَائبُ وخِرَب:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرِبَ ° خَرِبُ الذِّمَّة: عديم الشرف.
2 - غير عامر، خالٍ وخاوٍ. 

خَرْبانُ/ خَرْبانٌ [مفرد]: ج خَرْبَى/ خربانون، مؤ خَرْبَى/ خرْبانة، ج مؤ خَرْبَى/ خربانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرِبَ. 

خَرِبة [مفرد]: ج خَرِبات وخَرَائبُ وخِرَب: موضع الخراب "كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وَخِرَبٌ [حديث] ". 

خَرُّوب [جمع]: مف خَرُّوبة: (نت) شجر مثمر من الفصيلة القرنية، يؤكل ويستعمل علفًا للماشية وهو نبات دائم الخضرة، وتُطلق الكلمة أيضًا على ثمار ذلك الشّجر، وهي ثمار حلوة مستطيلة تشبه القرن في شكلها، ولونها يميل إلى السواد ° عصير الخرّوب: مشروب يصنع من ثمار الخرّوب. 

خَرّوبة [مفرد]: ج خَرُّوب:
1 - واحدة الخرُّوب.
2 - حبَّة الخروب يوزن بها. 

خَرْنوب/ خُرْنوب [جمع]: مف خَرْنوبة/ خُرْنوبة: خَرُّوب، شجر له ثمر حلو يشبه القرن في شكله، يؤكل ويستعمل علفًا للماشية. 
الْخَاء وَالرَّاء وَالْبَاء

الخَراب: ضدُّ العُمران، وَالْجمع: اخربة.

خَرِب خَرَباً، وأخْرَبه، وخَرّبه.

والخَرِبة: مَوضِع الخَراَب، وَالْجمع: خَرِبات، وخَرِبٌ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا تُكَسّر " فَعِلَة " لقلتهَا فِي كَلَامهم.

وكُل ثَقْبٍ مُستدير: خُرْبَة.

وَقيل: هُوَ الثَّقب، مُستديراً كَانَ أَو غير ذَلِك. وخُرْبة السِّندي: ثَقْب شحمة أُذنه، إِذا كَانَ غير مَخْروم، فَإِن كَانَ مَخروما، قيل: خَرَبة السِّندي، انشد ثَعْلَب قَول ذِي الرمة: كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتغي أثرا أَو مِن مَعاشِرَ فِي آذانها الخُرَبُ

ثمَّ فَسّره، فَقَالَ: يصف نعاما، شَبّهه برجُل حَبشّي لسواده، وَقَوله " يَبتغي اثرا "، لِأَنَّهُ مُدلىَّ الرَّأْس. " وَفِي آذانها الخُرَب " يَعْنِي، السِّنْد.

وَقيل: الخُرْبة: سَعَة خَرْق الْأذن.

وأخْرَبُ الْأذن: كخُربْتها، اسْم، كأفكل.

وخُرْبَ الإبرة، وخُرَّابَتها: خُرْتُها.

وخُرْبُ الوَرِك، وخَربه: ثَقْبه، وَالْجمع: اخراب.

وَكَذَلِكَ، خُرْبَته، وخُرَابته، وخُرّابته، وخَرَّابته.

وخَرب الشَّيْء يَخْرُبه خَربا: ثقبه أَو شقّه.

والخُرْبة: عُروة المَزادة، وَقيل: أُذنها، وَالْجمع: خُرَبٌ وخُروب، هَذَا عَن أبي زيد، نادِرةٌ، وَهِي الأخَراب.

والخُرَّابة، كالخُرْبة.

والخَرْباء من المَعَز: الَّتِي خُربت أذنها وَلَيْسَ لخُرْبتها طُولٌ وَلَا عَرْضٌ.

وأُذُن خَرْباء: مَشْقُوقة الشْحمة.

وعَبْدٌ أخرب: مَشْقُوق الْأذن.

والخَرْبُ فِي الهَزَج: أَن يَدْخُل الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ مَعًا، فَيصير " مفاعيلن " إِلَى " فاعيل "، فينُقل فِي التَّقطيع إِلَى " مفعول "، بيتُه:

لَو كَانَ أَبُو بشْرٍ أَمِيرا مَا رَضِيناهُ

فَقَوله " لَو كَانَ " مفعول.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: سُمي أخرب، لذهَاب اوله وَآخره، فَكَأَن الخراب لحقه لذَلِك.

والخُرْبَتان: مَغْرِزُ رَأس الفَخذ.

والاخرَاب: أطرافُ أعيار الكَتفين السُّفَل.

والخُرْبَة: وعاءُ يحمل فِيهِ الرَّاعِي زَاده، والحاءُ فِيهِ لُغَة. والخُرْبة، والخَرْبة، والخُرْب، والخَرَب: الفَسادُ فِي الديِّن، وَهُوَ من ذَلِك.

والخاربُ: اللِّصُّ، وخصّ بعضُهم بِهِ سارقَ الْإِبِل، قَالَ:

إِن بهَا أكْتَل أَو رِزَامَا خُوَيْربَيْن يَنقُفان الهامَا

نصب " خُويربين " على الذّم.

وَالْجمع: خراب.

وَقد خَربَ يَخْرُب خِرَابةً.

وَقَالَ اللِّحيانيّ: خَرَب فلانُ بِإِبِل فلَان، يَخْرُب بهَا خَرْباً، وخُروباً، وخِرابة، وخَرابة، أَي: سَرَقهَا، هَكَذَا حَكَاهُ مُتعَدِّيا بِالْبَاء.

وَقَالَ مرّة: خَرَب فلانٌ، أَي صَار لصا، وانشد:

اخشى عَلَيْهَا طِّيئاً وأسدا وخاربَيْن خَرَبَا فمَعَدَا

لَا يَحْسبان الله إِلَّا رَقدا والخَراب، كالخارِب.

والخُرَابة: حَبْلٌ من لِيف.

وخَلية مُخْرِبة: خَالِيَة لم يُعَسَّل فِيهَا.

والنَّخاريب: خُروقٌ كبُيوت الزَّنابير، وَاحِدهَا: نُخْروب.

والنَّخاريب: الثُقَبِ المُهيأة من الشَّمع، وَهِي الَّتِي تمُجُّ النَحْلُ العسلَ فِيهَا.

ونَخْربَ القادحُ الشَّجَرَة: ثَقبها، وَقد قيل: إِن هَذَا لَهُ رباعي، وسَيأتي.

والخُرْبُ: مُنْقطَع الجُمهور المُشرِفِ من الرَّمل يُنْبت الغَضَى.

والخَربُ: حَدٌّ من الْجَبَل خارِجٌ.

والخَرِبُ: اللَّجَفُ من الأَرْض، وبالوَجهين فُسِّر قولُ الرَّاعِي: فَمَا نَهلَتْ حَتَّى أجاءت جمامَة إِلَى خَرِبٍ لَا فِي الخَسِيفة خارقه

وَمَا خَرب عَلَيْهِ خَرْبةً، أَي: كلمة قبيحة.

والخَرَب من الفَرَس: الشَّعر المُختلف وسَط مِرفقه.

والخَرَبُ: ذكر الحُبارَي، وَقيل: هُو الحُباري كُلها، وَالْجمع: خِرَابٌ، وأخْراب، وخِرْبان، عَن سِيبَوَيْهٍ.

ومُخرَّبة: حيٌ من بني تَمِيم، أَو قَبيلة.

ومَخْرَبة: اسمٌ.

والخُرَيْبة: موضعٌ، وَالنّسب إِلَيْهِ خُرَيبيّ، على غير قِيَاس، وَذَلِكَ أم مَا كَانَ على " فعيلة " فالنسب إِلَيْهِ بطَرح الْيَاء، إِلَّا مَا شَذَّ كَهَذا وَنَحْوه.

والخَرُّوب: شجر اليَنْبوت، واحدته خَرُّوبة، وَهُوَ الخَرْنوب، والخُرنوب، واحدته: خُرْنوبة، وخَرْنوبة. واراهم ابدلوا النُّون من إِحْدَى الراءين، كَرَاهِيَة التَّضْعِيف، كَقَوْلِهِم: انجانة، فِي: إجانة. قَالَ أَبُو حنيفَة: هما ضَرْبَان، أَحدهمَا اليَنبوتة، وَهِي هَذَا الشوكالذي يُسْتوقد بِهِ، يَرتفع الذِّراع ذُو افنان وحَمْلٍ أحمَّ خَفيف، كَأَنَّهُ تفّاح، وَهُوَ بَشع لَا يُؤْكل إِلَّا فِي الجَهد، وَفِيه حَبٌّ صُلْب زَلال، وَالْآخر الَّذِي يُقال لَهُ: الخَروب الشَّامي، وَهُوَ حُلو يُؤكل، وَله حب كحب اليَنْبوت إِلَّا انه اكبر، وثَمره طوالٌ كالقِثاء الصغار، إِلَّا أَنه عريض، ويُتَّخذ مِنْهُ سَوِيق ورُبٌّ.

وخَرُّوبٌ، وأخْرُب: مَوضعان، قَالَ الجُميج:

مَا لأمَيمة أمستْ لَا تُكلِّمنا مَجْنونةٌ أم احسَّته أهل خَرُّوبِ

مرت بِرَاكِب مَلْهوزِ فَقَالَ لَهَا ضُرِّى الجُميجَ ومَسِّيه بتَعْذيب

يَقُول: طَمح بَصرها عني فكانّها تنظُر الي رَاكب قد اقبل من أهل خَرُّوب.

خرب

1 خَرِبَ, (JK, S, A, Msb, &c.,) aor. ـَ (JK, K,) inf. n. خَرَابٌ, (JK, S, * A, Mgh, * Msb, KL, TA,) said of a place, (S,) or a country, (A, Mgh, *) or a dwelling, or place of abode, (Msb,) or a house, (TK,) It was, or became, in a state of ruin, waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing: (JK, S, A, Mgh, KL, TA:) خَرَابٌ is the contr. of عِمَارَةٌ. (S.) b2: خَرِبَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. خَرَبٌ, (S, Msb, K,) It had in it a slit, or a round perforation: (S:) or he had his ear slit, (Msb, K,) or bored with a round perforation. (Msb.) A2: خَرَبَ: see 4. b2: Also, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. خِرَابَةٌ, (Msb,) He stole: (Msb:) or he became a thief, or robber. (K.) And خَرَبَ إِبِلَ فُلَانٍ, (S, A, *) or خَرَبَ بِإِبِلِ فُلَانٍ, (K,) both mentioned as on the authority of Lh, (TA,) aor. ـُ (S, A,) inf. n. خِرَابَةٌ (S, A, K) and خَرَابَةٌ and خَرْبٌ and خُرُوبٌ, (K,) He stole the camels of such a one. (S, K.) b3: خَرَبَهُ, (K,) aor. ـُ inf n. خَرْبٌ, (TA,) He bored it, perforated it, or made a hole through it: or he slit it: (K, TA:) namely, a thing. (TA.) b4: And He struck his خُرْبَةٌ, (K,) meaning the part where the head of his thigh-bone was inserted; or خربة here has some other of the significations assigned to it in this article. (TA.) 2 خَرَّبَ see 4, in four places.4 اخرب, (S, A, Msb, K,) inf. n. إِخْرَابٌ, (TA,) He reduced to ruin; or rendered waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing; (S, A, K;) a house, (S, K,) or a dwelling, or place of abode, (Msb,) or a country; (A;) as also ↓ خرّب, (A, Msb, K,) inf. n. تَخْرِيبٌ; (TA;) and ↓ خَرَبَ, (K,) [inf. n. خَرَابٌ, as in the Kur ii. 108:] or ↓ خرّب signifies the same, but in a more extensive, or a superlative or an intensive sense: you say, خَرَّبُوا بُيُوتَهُمْ [They ruined their houses; the ر being doubled because the verb has many objects: or they demolished their houses]. (S, TA.) بُيُوتَهُمْ ↓ يُخَرِّبُونَ, in the Kur [lix. 2], means They demolishing their houses: this is the reading of AA: all others read يُخْرِبُونَ بيوتهم, meaning they going forth from their houses, and leaving them; (TA;) or evacuating their houses; or leaving them in a state of ruin. (Bd.) b2: [Hence the saying,] الأَمَانَاتُ ↓ عِنْدَهُ تُخَرَّبُ (tropical:) [Deposits entrusted to him become lost, or perish]. (A.) 5 تخرّب It (a building) became demolished. (TA.) 10 استخرب It (a skin for water or milk) became perforated with many holes; became full of holes. (A, TA.) b2: (assumed tropical:) He became broken by misfortune. (JK, K.) b3: اِسْتَخْرَبْتُ لِهٰذَا الأَمْرِ (assumed tropical:) I lamented for this event, or case. (JK.) b4: استخرب إِلَيْهِ (assumed tropical:) He was angry with him; or was angry with him with the anger that proceeds from a friend; (وَجَدَ عَلَيْهِ;) namely, one who had separated himself from him: (JK:) or he yearned towards, longed for, or desired, him. (K.) Q. Q. 1 نَخْرَبَ [in the CK, erroneously, تَخَرَّبَ,] It (the canker-worm) corroded a tree: (K, TA:) but accord. to some, this verb is [radically] quadriliteral, and as such it occurs again in the K [in art. نخرب]. (TA.) خَرْبٌ: see خُرْبَةٌ, in five places: A2: and see also خَرَبٌ.

خُرْبٌ: see خُرْبَةٌ, in seven places.

A2: Also The place where an elevated accumulation of sand terminates, (JK, S, * TA,) producing trees of the kind called غَضًا. (TA.) خَرَبٌ The male of the [species of bustard called]

حُبَارَى: (S, K:) or i. q. حُبَارَى, absolutely: (TA:) pl. خِرْبَانٌ. (S.) b2: And hence, (A,) or ↓ خَرِبٌ, (JK,) or ↓ خَرْبٌ, (TA,) and ↓ خِرِبَّانٌ, (K,) (tropical:) Cowardly; or a coward. (A, K, TA.) A2: See also خُرْبَةٌ, near the end of the paragraph.

خَرِبٌ (S, TA) and ↓ خَرَابٌ (A, Msb) In a state of ruin, waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing; (S, A, TA;) applied to a place, (S,) or a country, (A,) or a dwelling, or place of abode. (Msb.) You say دَارٌ خَرِبَةٌ A house which its owner has reduced to ruin, or rendered uninhabited, &c. (S, TA.) [In the phrase, هٰذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ, meaning This is a deserted hole of a lizard of the kind called dabb, the word خرب is put in the gen. case عَلَى الجِوَارِ, i. e. because of its proximity to a preceding word in that case, not being so properly.] b2: [Hence,] هُوَ خَرِبُ العَظْمِ (tropical:) [He is without marrow in the bone]. (A, TA.) And خَرِبُ الأَمَانَةِ (tropical:) [One in whom trust is not safely reposed]. (A, TA.) b3: See also خَرَابٌ.

A2: And see خَرَبٌ.

خَرْبَةٌ see the next paragraph, in two places.

A2: See also خِرْبَةٌ.

خُرْبَةٌ A hole, perforation, or bore; (Msb, TA;) whether round or not: (TA:) or any round hole or perforation or bore; (S, K, TA;) such as that of the ear; (TA;) [and] so ↓ خُرْبٌ: (A:) pl. [of mult.] of the former (in this and in other senses here following, K, * TA) خُرَبٌ (Msb, K) and خُرُوبٌ, which latter is extr. [with respect to rule], and [of pauc.] أَخْرَابٌ [which is irregular as pl. of the former, but regular as pl. of the latter]. (K. [See also خُرْتٌ and خُرْتَةٌ.]) [Hence,] خُرْبَةٌ السِّنْدِىِّ The bore of the lobe of the ear, when not slit: [the Sindee being particularly noted by the Arabs for his pierced ears:] when slit, it is termed السِّنْدِىِّ ↓ خَرْبَةٌ. (TA.) b2: Width of the hole, or perforation, of the ear; (JK;) as also ↓ خَرْبٌ, (JK,) or ↓ خُرْبٌ, (A,) and ↓ أَخْرَبٌ, (K,) this last being a subst. like أَفْكَلٌ. (TA.) b3: The eye of a needle: [like خُرْتٌ and خُرْتَةٌ:] and the foramen of the anus: as also ↓ خُرْبٌ and ↓ خَرْبٌ and ↓ خَرَّابَةٌ and ↓ خُرَّابَةٌ and ↓ خُرَابَةٌ; (K, MF;) in both of these senses, though this is not clearly shown in the K: (MF:) and likewise, of the vagina; the dual of خُرْبَةٌ occurring in a trad., as some relate it, applied to the foramen of the anus and that of the vagina together: (TA:) and the last, ↓ خُرَابَةٌ, also signifies any perforation like the eye of a needle. (K.) b4: الخُرْبَةُ and ↓ الخُرْبُ and ↓ الخُرَابَةُ and ↓ الخُرَّابَةُ The hole [or socket] of the hip, (S, TA,) where the head of the thigh-bone is inserted; as also خُرْبَةُ الوَرِكِ and الورك ↓ خُرْبُ and ↓ خَرْبُ الورك and الورك ↓ خَرَابَةُ [or, probably, ↓ خُرَابَة] and الورك ↓ خُرَّابَةُ and الورك ↓ خَرَّابَةُ: and the pl., أَخْرَابٌ, also signifies the lower extremities of the shoulder-blades. (TA.) b5: And الخُرْبَةُ, (A 'Obeyd, S, Mgh, Msb, K,) or خُرْبَةُ المَزَادَة, (A,) and ↓ الخُرَّابَة, and sometimes ↓ الخُرَابَة without tesh-deed, (TA,) [and perhaps ↓ الخُرْبُ also, (see خُبْنٌ,)] The loop of the [leathern water-bag called] مَزَادَة; (A 'Obeyd, S, A, Mgh, Msb, K;) because of its round form: every مزادة having two loops [whereby it is suspended upon either side of the camel], each of which is thus called; and two kidney-shaped pieces of leather (كُلْيَتَانِ) [at the two upper corners]; and the two loops are sewed to these. (TA. [See also خُرْتَةٌ.]) A2: A vice, or fault; (IAth, TA;) as also ↓ خَرَبَةٌ: (K:) and corruption, or unsoundness, in religion; (JK, K;) as also ↓ خَرَبَةٌ (JK, TA) and ↓ خَرْبَةٌ [like حَرْبَةٌ] (Mgh, * K) and ↓ خُرْبٌ and ↓ خَرْبٌ (K) and ↓ خَرَبٌ: and a quality inducing suspicion, or evil opinion: [a meaning app. belonging to all of the foregoing words:] (TA:) pl., of the first, خُرُبَاتٌ; and of the second, خَرَبَاتٌ: (JK:) also, the first (i. e. خُرْبَةٌ), a crime: a bad, an evil, or a foul, word or saying: and a trial, or an affliction. (TA.) You say, مَا فِيهِ خُرْبَةٌ There is not in him a vice, or fault. (TA.) And مَا رَأَيْنَا مِنْ فُلَانٍ

خُرْبَةً (JK, TA) and ↓ خَرْبًا, (TA,) or ↓ خَرَبَةً, (JK,) We have not seen in such a one unsoundness of religion nor anything disgraceful. (JK, TA.) b2: فَارٌّ بِخُرْبَةٍ, occurring in a trad., means One who flees with a thing desiring to appropriate it to himself and to take possession of it unlawfully. (TA.) خِرْبَةٌ: see خَرَابٌ, in three places.

A2: Also The state, or condition, or guise, of him who is termed خَارِبٌ: (K:) also explained as signifying a thing whereof one is ashamed: or as derived from [خَرَبَةٌ, meaning] “ contemptibleness, and disgrace, or ignominy: ” or it may be ↓ خَرْبَةٌ, meaning a single act [of a shamefal nature, or the like]. (Et-Tirmidhee, TA.) خَرَبَةٌ: see خُرْبَةٌ, in three places, near the end of the paragraph. b2: Also i. q. ذِلَّةٌ [Baseness, vileness, &c.]: (K, TA:) in one copy of the K, زَلَّةٌ [a slip, lapse, fault, &c.]: (TA:) and disgrace, or ignominy, and contemptibleness. (TA.) b3: And الخَرَبَةٌ signifies العَوْرَةُ [The part, or parts, of the person, which it is indecent to expose]. (K.) خَرِبَةٌ and its pls.: see خَرَابٌ, in five places.

خِرِبَّانٌ: see خَرَبٌ.

خَرَابٌ inf. n. of خَرِبَ in the first of the senses explained above. (JK, S, * A, &c. [See 1, first sentence.]) b2: [Then used as an epithet:] see خَرِبٌ. b3: [And then used as an epithet in which the quality of a subst. predominates, as appears from what follows;] contr. of عُمْرَانٌ: (JK, A, K:) and ↓ خَرِبَةٌ signifies [the same; or] مَوْضِعُ خَرَابٍ; (A, K;) as also ↓ خِرْبَةٌ: (Lth, K:) [all may be rendered A ruin, or waste; a place, country, place of abode, or house, in a state of ruin, waste, uninhabited, depopulated, deserted, desolate, uncultivated, or in a state the contrary of flourishing:] the pl. of خَرَابٌ is أخْرِبَةٌ, (JK, K,) a pl. of pauc., (JK,) and خِرَبٌ, which latter is mentioned by El-Khattábee, (K,) as occurring in a trad. respecting the building of the mosque of El-Medeeneh: كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَقُبُورُ المُشْرِكِينَ وَخَرِبٌ فَأَمَرَ بِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ [There were in it palm-trees, and the graves of the believers in a plurality of gods, and ruins; and he gave orders respecting the ruins, and they were levelled]: but IAth says that خِرَبٌ may be pl. of ↓ خَرِبَةٌ, or of ↓ خِرْبَةٌ: or it may be ↓ خَرِبٌ [coll. gen. n.] of ↓ خَرِبَةٌ: and accord. to one reading of the trad., the word is حَرْثٌ, meaning “ a place ploughed for sowing: ” (TA:) [accord. to F,] the pl. of ↓ خِرْبَةٌ, also, is خِرَبٌ: and the pl. of ↓ خَرِبَةٌ is خَرِبٌ [mentioned above] and خَرَائِبُ [which is anomalous] and خَرِبَاتٌ. (K.) [Hence,] وَقَعُوا

↓ فِى وَادِى خَرِبَاتٍ [They fell into a valley of ruins, or waste places, &c.]: (A, TA:) i. e., into destruction: (TA:) [a prov., of which there are various readings: see جَذَبَات, in art. جذب.]

A2: [Also inf. n. of خَرَبَ as syn. with اخرب, q. v.]

خَرَابَةٌ: see خُرْبَةٌ.

خُرَابَةٌ: see خُرْبَةٌ, in five places.

خَرُّوبٌ (Az, S, Mgh, K) and ↓ خُرْنُوبٌ, (Az, S, K,) mentioned by Az as radically quadriliteral, (TA in art. خرنب,) and ↓ خَرْنُوبٌ, (Mgh, K,) but this last is of weak authority, (TA,) or not allowable, (S,) a coll. gen. n.; n. un. with ة; (TA;) A kind of tree, growing upon the mountains of Syria, having grains (حَبّ) like those of the يَنْبُوت [q. v.], called by the children of El-'Irák القِثَّآءُ الشَّامِىُّ, dry, or tough, and black: (Az, TA in art. خرنب:) a certain plant, (S, Mgh,) well known: (S:) said by some to be kind of tree [or plant] called خَشْخَاش [i. e. poppy]: (Mgh:) certain trees, of which there are two kinds, wild (بَرِّىٌّ), and Syrian (شَامِىٌّ): (AHn, K:) the former kind is also called يَنْبُوتَةٌ; (AHn;) and this is thorny, (AHn, K,) used as fuel, rising to the height of a cubit, having branches, (AHn,) with a fruit (AHn, K) black (أَحَمُّ) and light, like bubbles, (AHn, TA,) in the copies of the K كَالتُّفَّاحِ, but correctly كَالنُّفَاخِ, (TA,) disagreeable in taste, (AHn, K,) not eaten except in cases of difficulty, or distress; having grains (حَبّ) which are hard and lubricous: (AHn:) the Syrian kind [is that to which the name of خرّوب is now commonly applied, the carob, or locust-tree; ceratonia siliqua; the fruit of which] is sweet, and is eaten; having grains (حَبّ) like those of the يَنْبُوت, but larger; (AHn;) the fruit of this kind is like the خِيَار شَنْبَر [or cassia fistula], but wide; and from it are prepared an inspissated juice and [a kind of]

سَوِيق [or parched meal]. (AHn, K.) [Its grain is used as a weight: see قِيرَاطٌ and دِرْهَمٌ and دِينَارٌ.]

خَرَّابَةٌ: see خُرْبَةٌ, in two places.

خُرَّابَةٌ: see خُرْبَةٌ, in four places.

خُرْنُوبٌ and خَرْنُوبٌ: see خَرُّوبٌ.

خَارِبٌ A stealer of camels: (As, S, A:) and (by extension of its original meaning, TA) any thief, or robber: (JK, S:) dim. ↓ خُوَيْرِبٌ: (TA:) and pl. خُرَّابٌ, (S, A, TA,) or أَخْرَابٌ. (JK.) [See also خِرْبَةٌ.]

خُوَيْرِبٌ: see what next precedes.

أَخْرَبُ Slit: or having a round hole or perforation: (S:) [fem. خَرْبَآءُ; as in] أُذُنٌ خَرْبَآءُ An ear having the lobe slit. (K.) b2: A man, (S,) or a ram, (Msb,) having his ear slit; (S, Msb, K;) as also ↓ مُخَرَّبٌ and مُخَرَّمٌ; (TA;) from ↓ مَخْرُوبٌ signifying slit: (S:) and (so in the S and TA, but in the Msb “ or ” ) having his ear pierced, or bored: when it is slit (after the piercing, S, TA), he is said to be أَخْرَمُ: (S, Msb, TA: [but see this last in art. خرم:]) and أَخْرَبُ الأُذُنَيْنِ having the ears pierced, or bored: (AM, TA in art. خرت:) and خَرْبَآءُ a female slave having the lobe of her ear slit [or pierced, or bored]: and ↓ مُخَرَّبَةٌ a female slave having her ear [slit or] pierced, or bored: (TA:) and خَرْبَآءُ a she-goat having her ear slit, but so that the slit is not long nor wide. (K.) A2: أَخْرَبٌ: see خُرْبَةٌ.

خَلِيَّةٌ مُخْرِبَةٌ An empty bee-hive, (K,) in which honey has not been collected. (TA.) مُخَرَّبٌ, and its fem. (with ة): see أَخْرَبُ.

مَخْرُوبٌ: see أَخْرَبُ.

نُخْرُوبٌ sing. of نَخَارِيبُ, (TA,) which latter signifies Holes like those of hornets' nests: and the holes, or cells, (prepared with wax, K in art. نخرب,) in which the bees deposit their honey. (K, TA. [In the CK, erroneously, تخاريب.]) Accord. to some, the ن is a radical letter. (TA.)

خرب: الخَرابُ: ضِدُّ العُمْرانِ، والجمع أَخْرِبةٌ. خَرِبَ، بالكسر، خَرَباً، فهو خَرِبٌ وأَخْرَبه وخَرَّبَه.

والخَرِبةُ: موضع الخَرابِ، والجمع خَرِباتٌ. وخَرِبٌ: كَكَلِم، جمع

كَلِمة. قال سيبويه: ولا تُكَسَّرُ فَعِلةٌ، لقِلَّتها في كلامهم. ودارٌ

خَرِبةٌ، وأَخْرَبَها صاحبُها، وقد خَرَّبَه الـمُخَرِّبُ تَخْرِيباً؛ وفي

الدعاءِ: اللهم مُخَرِّبَ الدنيا ومُعَمِّر الآخرةِ أَي خَلَقْتَها للخَرابِ.

وفي الحديث: مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إِخْرابُ العامِرِ وعِمارةُ الخَراب؛ الإِخْرابُ: أَن يُتْرَكَ الـمَوْضِعُ خَرِباً.

والتَّخْريبُ: الهَدْمُ، والمرادُ به ما يُخَرِّبُه الـمُلُوكُ مِن العُمْرانِ، وتَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لا إِصلاحاً، ويَدْخُل فيه ما يَعْمَلُه الـمُتْرَفُون مِن تَخْريبِ الـمَساكِنِ العامِرةِ لغير ضرورةٍ وإِنْشاءِ عِمارَتِها.

وفي حديث بناء مسجِدِ المدينةِ: كان فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المشركين

وخِرَبٌ، فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ. قال ابن الأَثير: الخِرَبُ يجوز أَن يكون، بكسر الخاءِ وفتح الراءِ، جمع خَرِبةٍ، كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ؛ ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ، بكسر الخاءِ وسكون الراءِ، على التخفيف، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ؛ ويجوز أَن يكون الخَرِبَ، بفتح الخاءِ وكسر الراءِ، كَنبِقةٍ ونَبِقٍ وكَلِمةٍ وكَلِمٍ. قال: وقد روي بالحاءِ المهملة، والثاء المثلثة، يريد به الموضع الـمَحْرُوثَ للزِّراعةِ.

وخَرَّبُوا بيوتَهم: شُدِّدَ للمبالغة أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، وفي التنزيل: يُخرِّبُونَ بيوتَهم؛ مَن قرأَها بالتشديد معناه يُهَدِّمُونَها، ومن قرأَ يُخْرِبُون، فمعناه يَخْرُجُونَ منها ويَتْرُكُونها. والقراءة بالتخفيف أَكثر، وقرأَ أَبو عمرو وحده يُخَرِّبون، بتشديد الراءِ، وقرأَ

سائرُ القُرَّاءِ يُخْرِبون، مخففاً؛ وأَخْرَبَ يُخْرِبُ، مثله.

وكلُّ ثَقْبٍ مُستدِير: خُرْبةٌ مثل ثَقْبِ الأُذن، وجمعها خُرَبٌ؛

وقيل: هو الثَّقْبُ مُسْتديراً كان أَو غير ذلك. وفي الحديث: أَنه سأَله رجل عن إِتْيان النِّساءِ في أَدْبارِهِنَّ، فقال: في أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ، يعني في أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ؛ والثلاثةُ بمعنىً واحد، وكلها قد رويت.

والـمَخْرُوبُ: الـمَشْقوقُ، ومنه قيل: رَجُل أَخْرَبُ، للمشْقُوقِ

الأُذُنِ، وكذلك إِذا كان مَثْقُوبَها، فإِذا انْخَرَم بعد الثَّقْبِ، فهو

أَخْرَمُ. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: كأَني بحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ على هذه الكعبة، يعني مَثْقُوبَ الأُذُنِ. يقال: مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ. وفي حديث المغيرة، رضي اللّه عنه: كأَنه أَمةٌ مُخَرَّبةٌ أَي مَثْقوبةُ الأُذُنِ؛ وتلك الثُّقْبَةُ هي الخُرْبةُ.

وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمةِ أُذنِه إِذا كان ثَقباً غير مَخْرُوم، فإِن كان مَخْروماً، قيل: خَربَةُ السِّنْدِيِّ؛ أَنشد ثعلب قول ذي الرمة:

كأَنه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً، * أَوْ مِنْ مَعاشِرَ، في آذانِها، الخُرَبُ

ثم فسَّره فقال: يَصِف نَعاماً شَبَّهَه برجل حَبَشيٍّ لسَوادِه؛ وقوله

يَبْتَغِي أَثَراً لأَنه مُدَلَّى الرأْسِ، وفي آذانِها الخُرَبُ يعني السِّنْدَ. وقيل: الخُرْبةُ سَعةُ خَرْقِ الأُذن.

وأَخْرَبُ الأُذُنِ:كخُرْبَتِها، اسم كأَفْكَل، وأَمةٌ خَرْباءُ وعَبْدٌ أَخْرَبُ.

وخُرْبَةُ الإِبْرةِ وخُرَّابَتُها: خُرْتُها.

والخَرَبُ: مصدر الأَخْرَبِ، وهو الذي فيه شَقٌّ أَو ثَقْبٌ مُسْتَديرٌ.

وخَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُه خَرْباً: ثَقَبَه أَو شَقَّه. والخُرْبةُ: عُرْوةُ الـمَزادةِ، وقيل: أُذُنها، والجمع خُرَبٌ وخُرُوبٌ، هذه عن أبي

زيد، نادرة، وهي الأَخْرابُ والخُرَّابةُ كالخُرْبةِ.

وفي حديث ابن عمر في الذي يُقَلِّدُ بَدَنَتَه فيَضِنُّ بالنَّعْلِ قال:

يُقلِّدها خُرابةً. قال أَبو عبيد: والذي نَعْرِفُ في الكلام أَنها

الخُرْبةُ، وهي عُرْوةُ الـمَزادةِ، سُميت خُرْبةً لاسْتِدارتها.

قال أَبو عبيدة: لِكلِّ مَزادةٍ خُرْبَتانِ وكُلْيَتان، ويقال خُرْبانِ،

ويُخْرَزُ الخُرْبانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ؛ ويروى قوله في الحديث:

يُقَلِّدُها خُرابةً، بتخفيف الراءِ وتشديدها. قال أَبو عبيد: المعروف في كلام العرب. أَن عُرْوَة الـمَزادةِ خُرْبةٌ، سُميت بذلك لاسْتِدارتِها، وكلُّ ثَقْبٍ مُسْتَديرٍ خُرْبةٌ. وفي حديث عبداللّه: ولا سَتَرْتَ الخَرَبةَ يعني العَوْرةَ.

والخَرْباءُ من الـمَعَزِ: التي خُرِبَتْ أُذُنها، وليس لخُرْبَتِها طُولٌ ولا عَرْضٌ. وأُذن خَرْباءُ: مَشْقُوقةُ الشَّحْمةِ. وعَبْدٌ أَخْرَبُ:

مَشْقُوقُ الأُذنِ. والخَرْبُ في الهَزَجِ: أَن يدخل الجُزءَ الخَرْمُ

والكَفُّ مَعاً فيصير مَفاعِيلُنْ إِلى فاعِيلُ، فيُنْقَل في التقطيع إِلى

مَفعولُ، وبيتُه:

لو كانَ أَبُو بِشْرٍ

أَمِيراً، ما رَضِيناهُ

فقوله: لو كان، مفعولُ. قال أَبو إِسحق: سُمي أَخْرَبَ، لذهاب أَوَّله وآخِره، فكأَنَّ الخَرابَ لَحِقَه لذلك.

والخُرْبَتانِ: مَغْرِزُ رأْسِ الفَخِذِ. الجوهري: الخُرْبُ ثَقْبُ رأْسِ الوَرِكِ، والخُرْبةُ مثله. وكذلك الخُرابةُ، وقد يشدَّد.

وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُه: ثَقْبُه، والجمع أَخْرابٌ؛ وكذلك خُرْبَتُه

وخُرابَتُه، وخُرَّابَتُه وخَرَّابَتُه.

والأَخْرابُ: أَطْرافُ أَعْيار الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ.

والخُرْبةُ: وِعاءٌ يَجْعَلُ فيه الراعي زاده، والحاء فيه لغة.

والخُرْبةُ والخَرْبةُ والخُرْبُ والخَرَبُ: الفسادُ في الدِّين، وهو من ذلك. وفي الحديث: الحَرَمُ لا يُعِيذُ عاصِياً، ولا فارّاً بِخَرَبةٍ. قال ابن الأَثير: الخَرَبةُ أَصلُها العيبُ، والمراد بها ههنا الذي يَفِرُّ بشيءٍ يريد أَن يَنْفَرِدَ به ويَغْلِبَ عليه مـما لا تُجِيزُه الشَّريعةُ.

والخارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثم نُقِل إِلى غيرها اتِّساعاً.

قال: وقد جاءَ في سِياقِ الحديثِ في كتاب البخاري: أَنَّ الخَرَبةَ

الجِنايةُ والبَلِيَّةُ. قال وقال الترمذي: وقد روي بِخِزْيةٍ. قال: فيجوز أَن يكون بكسر الخاء، وهو الشيء الذي يُسْتَحْيا منه. أَو من الهَوانِ والفضيحةِ؛ قال: ويجوز أَن يكون بالفتح، وهو الفَعْلةُ الواحدة منهما؛ ويقال: ما فيه خَرَبةٌ أَي عَيْبٌ.

ويقال: الخارِبُ من شدائدِ الدهر. والخارِبُ: اللِّصُّ، ولم يُخَصَّصْ به سارِقُ الإِبِلِ ولا غيرِها؛

وقال الشاعر فيمن خَصَّصَ:

إِنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا، * خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفانِ الْهاما

الأَكْتَلُ والكَتالُ: هما شِدّةُ العيش. والرِّزامُ: الهُزال. قال أَبو

منصور: أَكْتَلُ ورِزامٌ، بكسر الراءِ: رجُلانِ خارِبانِ أَي لِصَّانِ.

وقوله خُوَيْرِبانِ أَي هما خارِبانِ، وصغَّرهما وهما أَكْتَلُ ورِزامٌ،

ونَصَب خُوَيْرِبَيْنِ على الذَّمِّ، والجمع خُرَّابٌ.

وقد خَرَبَ يَخْرُبُ خِرابةً؛ الجوهري: خَرَبَ فلانٌ بإِبل فلان،

يَخْرُبُ خِرابةً: مثل كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً؛ وقال اللحياني: خَرَبَ فلان بإِبل فلان يَخْرُب بها خَرْباً وخُرُوباً وخِرابةً وخَرابةً أَي سَرَقَها.

قال: هكذا حكاه مُتَعدِّياً بالباءِ. وقال مرة: خَرَبَ فلان أَي صارَ

لِصّاً؛ وأَنشد:

أَخْشَى عَلَيْها طَيِّئاً وأَسَدا،

وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا،

لا يَحْسِبانِ اللّهَ إِلاَّ رَقَدا

والخَرَّابُ: كالخارِب.

والخُرابةُ: حَبْلٌ من لِيفٍ أَو نحوه.

وخَلِيَّةٌ مُخْرِبةٌ: فارِغةٌ لم يُعَسَّلْ فيها.

والنَّخاريبُ: خُرُوقٌ كبيُوتِ الزَّنابِيرِ، واحدتها نخرُوبٌ.

والنَّخاريبُ: الثُّقَب الـمُهَيَّأَةُ من الشَّمَع، وهي التي تَمُجُّ النَّحْلُ

العَسَلَ فيها.

ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبَها؛ وقد قيل: إِنّ هذا كُلّه رباعيّ،

وسنذكره.

والخُرْبُ، بالضم: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ من الرَّمْل. وقيل: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ الـمُشْرِفِ منَ الرَّمل، يُنْبِتُ الغَضى.

والخَرِبُ: حدّ من الجبل خارجٌ. والخَرِبُ: اللَّجَفُ من الأَرضِ؛

وبالوجهين فسر قول الراعي:

فما نَهِلَتْ، حتى أَجاءَتْ جِمامَه * إِلى خَرِبٍ، لاقَى الخَسِيفةَ خارِقُهْ

وما خَرَّبَ عليه خَرْبةً أَي كلمة قَبِيحةً. يقال: ما رأَينا من فلان

خَرْبةً وخَرْباءَ مُنْذُ جاوَرَنا أَي فساداً في دِينه أَو شَيْناً.

والخَرَبُ من الفَرَس: الشعرُ الـمُخْتَلِفُ وسَطَ مِرْفَقِه. أَبو عبيدة: من دَوائِر الفرَسِ دائرةُ الخَرَبِ، وهي الدائرةُ التي تكون عند

الصَّقْرَيْنِ، ودائرتَا الصَّقْرَيْنِ هما اللَّتانِ عند الحَجَبَتَيْنِ

والقُصْرَيَيْنِ. الأَصمعي: الخَرَبُ الشَّعَرُ الـمُقْشَعِرُّ في الخاصرةِ؛

وأَنشد:

طويلُ الحِداءِ، سَلِيمُ الشَّظَى، * كَريمُ المِراحِ، صَلِيبُ الخَرَبْ

والحِدَأَةُ: سالِفةُ الفَرَسِ، وهو ما تقَدَّمَ من عُنْقِه. والخَرَبُ:

ذكَر الحُبارَى، وقيل هو الحُبارَى كُلُّها، والجمع خِرابٌ وأَخْرابٌ

وخِرْبانٌ ، عن سيبويه.

ومُخَرَّبةُ: حيٌّ(1)

(1 قوله «ومخرّبة حيّ» كذا ضبط في نسخة من المحكم.)

من بني تميم، أَو قبيلة. ومَخْرَبةُ: اسم.

والخُرَيبةُ: موضع، النَّسبُ إِليه خُرَيْبِيٌّ، على غير قياس، وذلك أَنّ ما كان على فُعَيْلةَ، فالنَّسبُ إِليه بطَرْحِ الياءِ، إِلا ما شذَّ كهذا

ونحوه. وقيل:

خُرَيْبةُ موضع بالبصرة، يسمى بُصَيْرةَ الصُّغْرى.

والخُرْنُوبُ والخَرُّوب، بالتشديد: نبت معروف، واحدته خُرْنُوبةٌ وخَرْنُوبةٌ، ولا تقل: الخَرْنوب، بالفتح(1)

(1 قوله «ولا تقل الخرنوب بالفتح» هذا عبارة الجوهري، وأمـَّا قوله واحدته خرنوبة وخرنوبة فهي عبارة المحكم وتبعه

مجدالدين.) . قال: وأُراهُمْ أَبدَلوا النون من إِحدى الراءَين كراهية التضعيف، كقولهم إِنْجانة في إِجانَّة؛ قال أَبو حنيفة: هما ضربان: أَحدهما اليَنْبُوتةُ، وهي هذا الشَّوكُ الذي يُسْتَوْقَدُ به، يَرْتَفعُ الذِّراعُ ذُو أَفْنانٍ وحَمْلٍ أَحَمُّ خَفيفٌ، كأَنه نُفّاخٌ، وهو بَشِعٌ لا يُؤْكل إِلا في الجَهْد، وفيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ؛ والآخر الذي يقال له الخَرُّوبُ الشامي، وهو حُلْوٌ يؤْكل، وله حَبٌّ كَحَبِّ اليَنْبُوتِ، إِلاَّ أَنه أَكْبَرُ، وثَمَرُه طِوالٌ كالقِثّاءِ الصِّغارِ، إِلاّ أَنه عَريضٌ، ويُتَّخَذُ منه سَويقٌ ورُبٌّ. التهذيب: والخَرُّوبة شجرة اليَنْبُوتِ، وقيل: الينبوتُ الخَشْخاشُ. قال: وبلغنا في حديث سُلَيْمان، على نَبِيِّنا وعليه الصلاةُ والسلامُ، أَنه كانَ ينْبُتُ في مُصَلاّه كلَّ يَوْمٍ شَجَرةٌ، فيَسْأَلُها: ما أَنـْتِ؟ فَتقُولُ: أَنا شَجرةُ كذا، أَنْبُتُ في أَرضِ كذا، أَنا دَواءٌ مِنْ داءِ كَذا، فيَأْمُرُ بها فَتُقْطَعُ، ثم

تُصَرُّ، ويُكْتَبُ على الصُّرّةِ اسْمُها ودَواؤُها، حتى إِذا كان في آخِر ذلك نَبَتَتِ اليَنْبُوتةُ، فقال لها: ما أَنتِ؟ فقالت: أَنا الخَرُّوبةُ

وسَكَتَتْ؛ فقال سُلَيْمانُ، عليه السلام: الآن أَعْلَمُ أَنَّ اللّه قد

أَذِنَ في خَرابِ هذا الـمَسْجدِ، وذَهابِ هذا الـمُلْكِ، فلم يَلْبَثْ

أَن ماتَ.

وفي الحديث ذكر الخُرَيْبة، هي بضم الخاءِ، مصغَّرة: مَحِلَّةٌ مِنْ

مَحالِّ البَصْرة، يُنْسَبُ إِليها خَلْقٌ كثير.

وخَرُّوبٌ وأَخْرُبٌ: مَوْضِعان؛ قال الجُمَيْحُ:

ما لأُمَيْمةَ أَمـْسَتْ لا تُكَلِّمُنا، * مَجْنُونةٌ، أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوبِ؟(2)

(2 قوله «قال الجميح ما لأميمة إلخ» هذا نص المحكم والذي في التكملة قال الجميح الأسدي واسمه منقذ: «أمست أمامة صمتا ما تكلمنا» مجنونة وفيها ضبط مجنونة... بالرفع والنصب.)

مَرَّتْ بِراكِبِ مَلْهُوزٍ، فقالَ لها: * ضُرِّي الجُمَيْحَ، ومَسِّيهِ بتَعْذيبِ

يقول: طَمَحَ بَصَرُها عني، فكأَنها تَنْظُر إِلى راكِبٍ قد أَقبلَ من

أَهْلِ خَرُّوبٍ.

خرب
: (الخَرَابُ ضِدُّ العُمْرَانِ) بالضَّم (ج أَخْرِبَةٌ وخِرَبٌ كعِنَبٍ) الأَخِيرُ حُكِيَ (عَن) أَبِي سُلَيْمَانَ (الخَطَّابِيِّ) فِي حَدِيثِ بِناءِ مَسْجِدِ المَدِينَةِ (كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وقُبُورُ المُشْرِكِينَ وخِرَبٌ، فَأَمَرَ بالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ) وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخِرَبُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بكَسْرِ الخَاءِ وفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعَ خَرِبَةٍ كَنَقِمَةٍ ونِقَمٍ، ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ خِرْبَةٍ بكَسْرِ الخَاءِ وسُكُونِ الرّاءِ على التَّخْفِيفِ كنِعْمَةٍ ونِعَمٍ ويجوزُ أَنْ يكونَ الخَرِب بفَتْحِ الخاءِ، وكَسْرِ الرَّاء كنَبقَةٍ ونَبِقٍ، وكَلِمَةٍ وكِلِمٍ، قَالَ: وَقد رُوِي بالحَاءِ المُهْمَلَةِ والثَّاءِ المُثَلَّثَةِ، يُرِيدُ بِهِ المَوْضِعَ المَحْرُوثَ للزِّراعَةِ.
(و) الخَرَابُ (لَقَبُ زَكَرِيَّا بنِ أَحْمَدَ) هَكَذَا فِي النّسخ والصوابُ يَحْيَى بَدَلَ أَحْمَدَ (الوَاسِطِيِّ المُحَدَّثِ) عَن ابْن عُيَيْنَةَ (وهُوَ كَلَقَبِهِ) أَي ضَعِيفٌ ساقِطُ الرِّوَايَةِ.
(خرِبَ) بالكَسْرِ (كَفَرِح) خَرَاباً فَهُوَ خَرِبٌ، (وأَخْرَبَه) يُخْرِبُه، (وخَرَّبَهُ) ، وَفِي الحديثِ (مِن اقْتِرَابِ) السَّاعَةِ إِخْرَابُ العَامِرِ وعِمَارَةُ الخَرَابِ) الإِخْرَابُ أَنْ تَتْرُكَ المَوْضِعَ خَرِباً، والتَّخَرُّبُ: التَّهَدُّمُ، وَقد خَرَّبَهُ المُخَرِّبتَخْرِيباً، وَفِي الدُّعَاءِ (اللَّهُمَّ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا ومُعَمِّرَ الآخِرَةِ) أَي خَلَقْتَهَا لِلْخَرَابِ، وخَرَّبُوا بُيُوتَهُمْ، شُدِّدَ للمبالغَةِ أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، وَفِي التَّنْزِيل: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} (الْحَشْر: 2) مَنْ قَرَأَهَا بالتَّشْديد فمعناهُ يُهَدِّمُونَهَا، ومَنْ قَرَأَ: يُخْرِبُونَ فَمَعْنَاه يَخْرُجُونَ مِنْهَا ويَتْرُكُونَهَا، والقِرَاءَة بالتَّخْفيفِ أَكْثَرُ، وقرأَ أَبو عمرٍ ووَحْدَه بالتشديدِ، وسَائِرُ القُرَّاءِ بالتَّخْفِيفِ.
(والخَرِبَةُ كفَرِحَةٍ: مَوْضِعُ الخَرَابِ) يُقَال: دارٌ خَرِبَة: أَخْرَبَهَا صاحِبُهَا (ج خَرِبَاتٌ وخَرِبٌ كَكَتِفٍ) لَوْ قَالَ ككَلِمَاتٍ وكَلِمٍ جمْعِ كَلِمَةٍ كانَ أَحْسَن كمَا لَا يَخْفَى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَعِلَةٌ لَا تُكَسَّرُ، لقِلَّتِهَا فِي كلامِهِم (وخرائِبُ) وَيُقَال: وَقعُوا فِي وَادِي خَرِبَاتٍ، أَيِ الهَلاكِ، والخَرِبَة (كالخِرْبَة بالكسْرِ) رُوِيَ ذَلِك (عَن اللَّيْث ج) خِرَبٌ (كعِنَبٍ) وَهُوَ أَحَدُ الأَوجُهِ الثلاثةِ، وَقد تقدم النقلُ عَن ابْن الأَثير.
(و) الخَرِبَةُ (قُرًى بِمِصْرَ) كثيرةٌ مِنْهَا (خَمْسٌ بالشَّرْقِيَّةِ) خَرِبَة القطفِ، وخَرِبة الأَتل، وخَرِبَةُ نما، وخَرِبةُ زَافِرٍ، وخَرِبة النكارية، هذِه الخَمْسَةُ بالشَّرْقِيَّةِ، إِحْدَاهَا المَوْقُوفَة على الخَشَّابِيِّة إِحْدى مدَارِسِ جامِعِ عمرِو بنِ العاصِ، وقَفَهَا السُّلْطَانُ صلاحُ الدينِ يوسفُ بنُ أَيُّوبَ وكانَ السِّرَاجُ البَلْقِينِيُّ يُسَمِّيهَا العَامِرَةَ، كَمَا فِي ذَيْلِ قُضَاةِ مِصْرَ للسَّخَاوِيِّ، (و) مِنْهَا (: ة بالمُنُوفِيَّةِ) تُسَمَّى بذلك، ومَوْضِعٌ بَيْنَ القُدْسِ والخَلِيلِ (والخَرْبَةُ بالفَتْحِ: الغِرْبالُ) وَيُوجد فِي بعضِ النسخِ الغِرْبَانُ بالنُّونِ بَدَل اللاَّمِ، وَهُوَ خَطَأٌ.
(و) الخَرَبَةُ (بالتَّحْرِيكِ: أَرْضٌ لِغَسَّانَ و: ع لِبَنِي عِجْلٍ، وسُوقٌ باليَمَامَةِ) وَفِي بعض النّسخ: وبالتَّحْرِيكِ أَرْضٌ باليَمَامَةِ، وسُوقٌ لِبَنِي عِجْلٍ وأَرْضٌ لغَسَّانَ و: ع، (و) الخَرَبَةُ (: العَيْبُ) والفَسَادُ فِي الدِّينِ كالخُرْبَةِ والخُرْبِ بالضَّمِّ فيهِما، والخَرَبِ بالتَّحْرِيكِ، وَفِي الحديثِ (الحَرَمُ لاَ يُعِيذُ عاصِياً وَلَا فارًّا بِخَرَبَةٍ) والمُرَادُ هُنَا الَّذِي يَفِرُّ بشيءٍ يريدُ أَنْ يَنْفَرِدَ بِهِ ويَغْلِبَ عَلَيْهِ مِمَّا لَا تُجِيزُهُ الشَّرِيعَةُ، وأَصْلُ الخَرَبَةِ العَيْبُ، قَالَه ابْن الأَثيرِ، والخَرَبَةُ: الكَلِمَةُ القَبِيحَةُ، يقالُ: مَا جَرَّبَ عَلَيْهِ خَرَبَةً، أَي كَلِمَةً قَبِيحةً، (و) الخَرَبَةُ (: العَوْرَةُ) ، وَفِي حَدِيث عبدِ اللَّهِ (ولاَ سَتَرْتَ الخَرَبَةَ) يَعْنِي العَوْرَةَ (و) الخَرَبَةُ (: الذِّلَّةُ) والفَضِيحَة والهَوَانُ، وَفِي نُسْخَة: الزَّلَّةُ بَدَل الذِّلَّةِ.
(و) الخِرْبَة (بالكَسْرِ: هَيْئةُ الخَارِبِ) لَكِن ضَبطه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: ويُرْوَى بكَسْرِ الخاءِ، وَهُوَ الشيءُ الَّذِي يَسْتَحْيَا مِنْهُ، أَو من الهَوَانِ والفَضِيحَةِ، قَالَ: ويجوزُ أَن يكونَ بالفَتْحِ، وَهُوَ الفَعْلَةُ الوَاحِدَة مِنْهُمَا.
(و) الخْرْبَةُ (بالضَّمِّ: كُلُّ ثَقْبٍ مُسْتَدِيرٍ) مِثْلِ ثَقْبِ الأُذُنِ، وقِيلَ هُوَ الثَّقْبُ مُسْتَدِيراً كانَ أَو غيرَه، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ سَأَلَه رَجُلٌ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فقالَ: فِي أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ أَوْ فِي أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ أَو فِي أيِّ الخُصْفَتَيْنِ) يَعْنِي فِي أَيِّ الثُقْبَتَيْنِ، والثَّلاَثَةُ بمَعْنًى وَاحِد وَكِلَاهُمَا قد رُوِيَ، وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمَةِ الأُذُنِ إِذا كانَ ثَقْباً غيرَ مخْرُومٍ، فإِنْ كانَ مَخْرُوماً قيل: خَرَبَةُ السِّنْدِيِّ، (و) قِيلَ: الخُرْبَةُ: (سَعَةُ خَرْقِ الأُذُنِ، كالأَخْرَبِ) اسْمٌ كأَفُكَلٍ، وأَخْرَبُ الأُذُنِ كخُرْبَتِهَا، (و) الخُرْبَةُ (مِنَ الإِبْرَةِ والاسْتِ) : خُرْتُهَا، أَي (ثَقْبُهَا، كَخَرْبِهَا وخَرَّابَتِهَا مُشَدَّدَةً، ويُضَمَّانِ، و) الخُرْبَة هِيَ (عُرْوَةُ المَزَادَةِ أَوْ أُذُنُهَا، ج) أَي فِي الكُلِّ (خُرَبٌ) بضَمَ فَفَتْحٍ (وخُرُوبٌ، وَهَذِه) عَن أبي زيد (نادِرَةٌ و) هِيَ (أَخْرَابٌ) قَالَ أَخْرَابٌ) قَالَ أَبو عُبيدٍ: الخْرْبَةُ: عُرْوةُ المَزَادَة، سُمِّيَتْ بهَا لاِسْتِدَارَتِهَا، ولِكُلِّ مَزَادَةٍ خُرْبَتَانِ وكُلْيَتَانِ، وَيُقَال: خُرْبَانِ، ويُخْرَزُ الخُرْبَانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ، والخُرَّابَةُ كالخُرْبَةِ، ويُخَفَّفُ، والتِّشْدِيدُ أَكثرُ وأَعْرَفُ فِيهِ، والخُرْبَتَانِ: مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ، قَالَ الجوهَرِيّ: الخُرْبُ: ثَقْبُ رَأْسِ الوَرِكِ، والخْرْبَةُ مِثْلُه، وَكَذَلِكَ الخُرَابَةُ، وَقد يُشَدَّدُ، وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُهُ: ثَقْبُهُ، والجَمْعُ أَخْرَابٌ، وَكَذَلِكَ: خُرْبَتُه وخُرَابَتُه، وخُرَّابَتُهُ، والأَخْرَابُ: أَطرافُ (أَعيارِ) الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ، (و) الخُرْبَةُ (وِعَاءٌ يَجْعَلُ فِيهِ الرَّاعِي زَادَهُ) ، وَقد تقدم فِي المُهْمَلَةِ مثلُ ذلكَ، فانْظُرْه إِنْ لم يكنْ تصحيفاً، (و) الخْرْبَةُ (: الفَسَادُ فِي الدِّينِ) والرِّيبَةُ، وأَصْلُهَا: العَيْبُ، ويقالُ: مَا فِيهِ خُرْبَةٌ أَي عَيْبٌ (كالخُرْبِ) بالضَّمِّ، (ويُفْتَحَانِ) ، والخَرَبِ، بالتَّحْرِيك، وَيُقَال: مَا رَأَيْنَا مِنْ فلانٍ خُرْبةً وخَرَباً مُنْذُ جَاوَزَنَا، أَي فَسَاداً فِي دِينِه وشَيْناً، وَقد تقدَّم مَا يتعلَّق بِهِ، وجاءَ فِي سِيَاقِ البُخَارِيِّ أَنَّ الخَرَبَةَ: الجِنَايَةُ والبَلِيَّةُ.
(وخَرَبَهُ: ضَرَبَ خُرْبَتَهُ) وَهِي مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ أَو غير ذَلِك حَسْبَمَا ذُكِرَ آنِفْاً.
(و) خَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُهُ خَرْباً (: ثَقَبَه أَوْ شَقَّهُ) .
(و) خَرَبَ (فلانٌ: صَارَ لِصًّا) والخَارِبُ: مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ.
(و) خَرَبَ (الدَّارَ: خَرَّبَهَا، كأَخْرَبَهَا) الأُولى لغةٌ فِي الِاثْنَيْنِ، عنِ ابْن الأَعرابيّ، وأَبي عَمْرو، وَمن الْمجَاز: هِوَ خَرِبُ الأَمَانةِ، وعِنْدَهُ تَخْرَبُ الأَمَانَاتُ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) خَرَبَ فلانٌ إِبِلَ فلانٍ يَخْرُبُ خِرَابَةً مثْلُ كَتَبَ يَكْتُب كِتَابَةً، قَالَه الجوهريّ، وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: خَرَبَ فلانٌ (بِإِبِلِ فلانٍ) يَخْرُبُ بِهَا (خِرَابَةً، بالكَسْرِ والفَتْحِ، وخَرْباً وخُرُوباً) أَيْ (سَرَقَهَا) ، قَالَ: هَكَذَا جاءَ متعدِّياً بِالْبَاء، وَقد رُوِيَ عَن اللحيانيِّ متعدِّياً بِغَيْر الْبَاء أَيضاً، وأَنشد:
أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا
وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
لاَ يَحْسِبَانِ اللَّهَ إِلاَّ رَقَدَا
والخَارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثمَّ نُقِلَ إِلى غيرِهَا اتِّسَاعاً، قَالَ الشَّاعِر:
إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْرِزَامَا
خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا
قَالَ أَبو مَنْصُور: أَكْتَلُ ورِزَامٌ: رَجُلاَنِ خَارِبَانِ، أَيْ لِصَّانِ، وخُوَيْرِبَانِ تَصْغِيرُ (خَارِبَانِ) صَغَّرَهُمَا، والجَمْعُ خُرَّابٌ.
(والخَرَبُ، مُحَرَّكَةً: ذَكَرُ الحُبَارَى و) قيل: هُوَ الحُبَارَى كُلُّهَا، والخَرَبُ مِنَ الفَرَسِ (: الشَّعَرُ المُقَشَعِرُّ فِي الخَاصِرَةِ) قَالَه الأَصمعيّ، وأَنشد:
طَوِيلُ الحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى
كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ
الحِدَأَةُ: سَالِفَةُ الفَرَسِ، وَهُوَ مَا تقدَّم من عُنُقِه (أَو) الشَّعَرُ (المُخْتَلِفُ وَسَطَ المِرْفَقِ) مِنْهُ، قَالَ أَبو عُبَيْدَة: دَائِرَةُ الخَرَبِ، وَهِي الدائرةُ الَّتِي تكونُ عندَ الصَّقْرَينِ، ودَائِرَتَا الصَّقْرَيْنِ هُمَا اللتَانِ عندَ الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ (ج أَخْرَابٌ وخِرَابٌ وخِرْبَانٌ، بكَسْرِهِمَا) الأَخيرةُ عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ الراجز:
تَقَضَّيَ البَازِي إِذَا البَازِي كَسَرَ
أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ
والخَرْبُ فِي الهَزَج: أَن يَدْخُلَ الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ مَعًا، فيَصِيرَ مَفَاعِلُنْ إِلى فاعِيلُ فيُنقلَ فِي التقطيعِ إِلى مَفْعُولُ، وبيْتُه: لوْ كَانَ أَبُو بِشْرٍ
أَمِيراً مَا رَضِيناهَ
فقولُه: (لَوْ كَان) مفعُولُ، قَالَ أَبو إِسحاقَ: سُمِّي أَخْرَبَ لذَهَابِ أَوَّلهِ وآخرِه، فكانَّ الخَرَابَ لَحِقَه لذَلِك، وَقد أَهمله الْمُؤلف.
(والخَرْبَاءُ: الأُذُنُ المَشْقُوقَةُ الشَّحْمَةِ و) أَمَةٌ خَرْبَاءُ، والخَرْبَاءُ: (مِعْزَى خُرِبَتْ أُذُنُهَا، وليسَ لخُرْبَتِهَا طولٌ وَلاَ عَرْضٌ، والأَخْرَبُ: المَشقُوقُ الأُذُنِ) وَكَذَا مَثْقُوبُهَا، فإِذا انْخَرَزَ بعدَ الثَّقْبِ فَهُوَ أَخْرَمُ، وَفِي حَدِيث عليّ (كأَنى بِحَبَشِيَ مُخَرَّبٍ على هَذِه الكَعْبَةِ) يَعْنِي مَشْقُوقَ الأُذُنِ، يُقَال: مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ، وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ (كَأَنَّهُ أَمَةٌ مُخَرَّبَةٌ) أَي مَثْقُوبَةُ الأُذُنِ.
والخُرَبُ: جَمْعُ خْرْبَةٍ، هِي الثُّقْبَةُ، وأَنشد ثعلبٌ قولَ ذِي الرمّة:
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً
أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ فِي آذَانِهَا الخُرَبُ
ثمَّ فسَّره فَقَالَ: يصفُ نَعاماً، شَبْهه برجُلٍ حَبَشِيَ لسوادِه، ويَبتغِي أَثَراً لأَنَّه مُدَلَّى الرَّأْسِ، وَفِي آذانها الخُرَبُ، يَعْنِي السِّنْدَ، (والمصدَرُ الخَرَبُ، مُحَرَّكَةً) أَي مصدر الأَخْرَب.
(و) أَخْرُبُ بِلَا لامٍ و (بضَمِّ الرَّاءِ) ويُرْوَى بفَتحِهَا: (ع) فِي أَرض بنِي عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَفِيه كَانَت وَقْعَةُ بني نِهْدٍ ببني عامرٍ، قَالَ امْرُؤ القَيْس:
خَرَجْنَا نُعَالِي الوَحْش بَيْنَ ثُعَالَةٍ
وبَيْنَ رُحَيَّاتٍ إِلى فَجَ أَخْرُبِ
إِذَا مَا رَكِبْنَا قالَ وِلْدَانُ أَهْلِنَا
تَعَالَوْا إِلى أَنْ يَأْتِيَ الصَّيْدُ نَحْطِبِ
كَذَا فِي (المعجَم) .
(و) خَرُّوب (كَكَمُّونٍ: ع) ، قَالَ الجُمَيْحُ الإِسلامي:
مَا لاِمَيْمَةَ أَمْسَتْ لاَ تُكَلِّمُنَا
مَجْنُونَةٌ أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوب
مَرَّتْ بِرَاكِبِ مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا
ضُرِّي الجُمَيْحَ ومَسِّيهِ بِتَعْذِيبِ يقولُ: طَمَحَ بَصَرُهَا عَنِّي فكأَنهَا تَنظُرُ إِلى راكبٍ قَدْ أَقبلَ من أَهْلِ خَرُّوبٍ، (و) خَرُّوبٌ: (: فَرَسُ النُّعْمَانِ بن قُريع بن الْحَارِث، أَحد بني جُشَم بن بكْرٍ، قَالَ الأَخْطَل:
فَوَارِس خَرُّوبٍ تَنَاهْوَا فإِنَّمَا
أَخُو المَرْءِ مَنْ يَحْمِي لَهُ ويُلاَئِمُهْ
(و) خَرَبٌ (كجَبَلٍ: ع) ، قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
لِمَنِ الدَّارُ تَعَفَّتْ مُذْ حِقَبْ
بِجُنُوب الفَرْدِ أَقْوَتْ فالخَرَبْ
قلتُ: وهُوَ أَبْرَقُ طَوِيلٌ فِي دِيارِ بنِي كِلاَبٍ بَيْنَ سَجاً والثُّعْلِ، يُقَال لَهُ: خَرَبُ العُقابِ.
(و) خِرِبَّانٌ (كعِفِتَّانٍ) كالخَرَبِ مُحَرَّكَةً (: الجَبَانُ) ، وَهُوَ مجازٌ، اسْتُعِيرَ مِنَ الخَرَبِ وَاحِدِ الخِرْبَانِ. وَهُوَ خَرِبُ العَظْمَ: لاَمُخَّ فيهِ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) الخُرَيْبَةُ بالتصغيرِ (كجُنيْنَةٍ) جاءَ ذِكرُهَا فِي الحَدِيث (: ع) وقِيل: مَحَلَّةٌ (بالبَصْرَةِ) يُنْسَبُ إِليها خَلْقٌ كثيرٌ (ويُسَمَّى البُصَيْرَةَ الصُّغْرَى) والنسبُ إِليه خُرَيْبِيُّ، على غيرِ قياسٍ، وَذَلِكَ أَنَّ مَا كَانَ على فُعَيْلَةَ فالنَّسَبُ إِليهِ بِطَرْحِ الْيَاء إِلا مَا شَذَّ، كهذَا ونحوِه.
(و) خَربٌ (كَكَتِفٍ) : ماءَةٌ بنَجْدٍ لبني غَنْمِ بنِ دُودَانَ، ثمَّ لبني الكَذَّاب (جَبَلٌ قُرْبَ تِعَارَ) نَحْو مَعْدِن بَنِي سُلَيْمٍ (وأَرضٌ) عَرِيضةٌ (بَيْنَ هِيتَ والشَّأْمِ و: ع بَيْنَ فَيْدَ و) جَبَلِ السَّعْدِ على طريقٍ كَانَت تُسْلِمُ إِلى (المَدِينَة) .
(و) الخَرِبُ (: حَدٌّ مِنَ الجَبَلِ خَارِجٌ، و) الخَرِبُ (: اللَّجَفُ مِنَ الأَرْضِ) وبالوَجْهَيْنِ فُسِّر قَوْلُ الرَّاعِي:
فَمَا نَهِلَتْ حَتَّى أَجَاءَتْ جِمَامَه
إِلَى خَربٍ لاَقَى الخَسِيفَةَ خَارِقُهْ كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
والخُرْبُ بالضَّمِّ: مِنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ من الرَّمْلِ يُنْبِتُ الغَضَى.
(وأَخْرَابٌ: ع بنَجْدٍ) قَالَ ابْن حَبيب: الأَخْرَابُ: أُقَيْرِنٌ أَحْمَرُ بَيْنَ السَّجَا والثُّعْلِ وحَوْلَهُمَا، وهُنَّ لِبَنِي الأَضْبَطِ وَبني قُوَالَةَ، فَمَا يَلِي الثّعْلَ لبني قُوَالةَ بنِ أَبِي رَبيعَةَ، ومَا يَلِي سَجاً لبَنِي الأَضْبَطِ بنِ كِلابٍ، وهما من أَكْرَمِ مِيَاهِ نَجْدٍ وأَجْمَعه لبني كِلاَبٍ، وسَجاً: بَعِيدَة القَعْرِ عَذْبَةُ الماءِ، والثُّعْلُ أَكْثَرُهُمَا مَاء، وَهِي شَرُوبٌ، وأَجَلَى: هَضَبَاتٌ ثَلاَثٌ على مَبْدأَةٍ من الثُّعْلِ، وسيأْتي بَيَانهَا فِي مَحَلَّهَا، قَالَ طَهْمَانُ بنُ عَمْرٍ والكِلاَبِيّ:
لَنْ تجِدَ الأَخْرَابَ أَيْمَنَ مِن سَجاً
إِلى الثُّعْلِ إِلاَّ أَلأَمُ النَّاسِ عامِرُهْ
ورُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عنهُ قَالَ لِرَاشِدِ بنِ عَبْدِ رَبَ السُّلَمِيّ: أَلاَ تَسْكُنُ الأَخْرَابَ؟ فَقَالَ: ضَيْعَتِي لَا بدَّ لِي مِنْهَا، وَقيل: الأَخْرَابُ فِي هَذَا المَوْضِعِ اسْمٌ للثُّغُورِ، وأَخْرَابُ عَزْوَرٍ: مَوْضِعٌ فِي شعر جَميل:
حَلَفْتُ لَهَا بالرَّاقِصَاتِ إِلى مِنًى
وَمَا سَلَكَ الأَخْرَابَ أَخْرَابَ عَزْوَرِ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وذُو الخَرِبِ كَكَتِفٍ: ة بِسُرَّ مَنْ رَأَى) وَهُوَ صُقْعٌ كَبِيرٌ.
(وخَرْبَى كسَكْرَى: ع) كَانَ يَنزِلُه عَمرُو بن الجَمُوحِ.
(وخَرِبةُ المُلْكِ كفَرِحَةٍ: قُرْبَ قَفْطٍ) بالصَّعِيدِ الأَعْلَى، قِيلَ على سِتَّةِ مَرَاحِلَ مِنْهَا، وهناكَ جَبَلاَنِ يُقَال لأَحدهما: العَرُوسُ، وللآخَرِ: الخَصُوم (بهَا) مَعْدِنُ (الزُّمُرُّذِ) الأَخْضَرِ، لَمْ يَنْقَطعْ إِلاَّ عَنْ قَرِيبٍ.
(وخَرَّوبَةُ مُشَدَّدَةً: حِصْنٌ) بساحِلِ الشَّأْمِ (مُشْرِفٌ على عَكَّا) وَهُوَ على تَلَ عالٍ، كَانَ بِهِ مُخَيَّمُ المَلِكِ المُجَاهِدِ صلاحِ الدّين يوسفَ بنِ أَيّوبَ واسْتُشْهِدَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَلها واقعةٌ عَجهيبَةٌ ذكرهَا الإِمَام أَبو المحَاسِن يوسفُ بن رافِعِ بن تميمِ بن شدَّاد قَاضِي حَلَبَ فِي تَارِيخه.
(واسْتَخْرَبَ: انْكَسَرَ مِنْ مُصِيبَةٍ) واسْتَخْرَبَ السِّقَاءُ: تَثَقَّبَ، (و) اسْتَخْرَبَ (إِليه: اشْتَاقَ) وَوَجِدَ لفِرَاقِه.
(ومَخْرَبَةُ بنُ عَدِيًّ كمَرْحَلةٍ) الجُدَامِيُّ أَخُو حَارِقَةَ مِنْ بَنِي الضُّبَيْب الَّذين غَزَاهُم زيدُ بنُ حارثَةَ رَضِيَ الله عنهُ.
(ومُخَرِّبَةُ كَمُحَدِّقَةٍ) لَقَبُ (مُدْرِكِ بنِ خُوطٍ) العَبْدِيِّ (الصَّحَابِيِّ) وجَّهَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى أَزْدِعُمَانَ (وكذَلك أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرِّبَةَ) ابنِ جَنْدَلِ بنِ أُبَيْرٍ، وَهِي أُمُّ عَيَّاشٍ وعبدِ الله ابْنَيْ أَبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّين الصَّحَابِيّينِ، وأُمُّ الحارِثِ وأَبِي جَهْل ابْنَيْ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ (و) قيلَ: أَسْمَاءُ بِنْتُ (سَلاَمَةَ بنِ مُخَرِّبَةَ بنِ جَنْدَلِ) بنِ أُبَيْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ (والمُثَنَّى بن مُخَرِّبةَ العَبْدِيّ رَفِيقُ سُلَيْمَانَ بنِ صُرَدَ، خَرَجَ مَعَ التَّوَّابِينَ فِي ثلاثماَة من أَهْلِ البَصْرَةِ.
(والخَرُّوبُ كَتَنُّورٍ) نَبْتٌ معْرُوفٌ، (والخُرْنُوبُ) بالضَّمِّ على الأَفْصَحِ (وقَدْ تُفْتَحُ هذِهِ) الأَخِيرَةُ، وَهِي لُغَيَّةٌ، واحِدَتُهُ: خُرْنُوبَةٌ أَبْدَلُوا النُّونَ من إِحْدَى الرَّاءَيْنِ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ، كَقَوْلِهِم: إِنْجَانَةٌ فِي إِجَّانَةٍ، وَقَالَ أَبو حنيفةَ هُوَ (شَجَرٌ) بَرِّيٌّ وشَامِيٌّ، (بَرِّيُّهُ) يُسَمَّى اليَنْبُوتَةَ، (شَوِكٌ) ، أَي ذُو شَوْكٍ، وَهُوَ الَّذِي يُسْتَوْقَدُ بِهِ، يَرتَفعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ، (ذُو) أَفْنَان و (حَمْلٍ) أَحَمُّ خَفِيفٌ (كالتُّفَّاحِ) هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّحِيح النُّفَّاخ بِضَم النُّون وَتَشْديد الْفَاء وَآخره خاءٌ مُعْجمَة (لكِنَّهُ بَشِعٌ) لَا يِؤْكَلُ إِلاَّ فِي الجَهْدِ، وَفِيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ (وشَامِيُّهُ) ، وَهُوَ النَّوْعُ الثَّاني حُلْوٌ يُؤْكَلُ، وَله حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ إِلاّ أَنَّهُ أَكْبَرُ (ذُو حَمْلٍ كالخِيَارِ شَنْبَرٍ إِلاَّ أَنَّه عَرِيضٌ وَله رُبٌّ وسَوِيقٌ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : الخَرْنُوبَةُ والخَرُّوبَةُ: شَجَرُ اليَنْبُوتِ، وَقيل اليَنْبُوتُ: الخَشْخَاشُ، قَالَ: وبَلغَنَا فِي حَدِيث سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ وعَلى نبيّنا أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ أَنَّهُ كانَ يَنْبُتُ فِي مُصَلاَّهُ كُلَّ يَوْمٍ شَجَرَةٌ فيَسأَلُهَا: مَا أَنْتِ؟ فتَقُول (أَنا) شَجَرَةُ كَذَا، أَنْبَتُ فِي أَرْضِ كَذَا، أَنَا دَوَاءٌ مِنْ دَاءِ كَدَا، فيأْمُر بهَا فتُقْطَعُ ثمَّ تُصَرُّ ويُكْتَبُ على الصُّرَّةِ اسْمُهَا ودَوَاؤُهَا، حتَّى إِذا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِك نَبَتَتِ اليَنْبُوتَةُ فَقَالَ لَهَا: مَا أَنْتِ؟ فَقَالَت: أَنا الخَرُّوبَة، وسَكَتتْ، فَقَالَ سليمانُ: الآنَ أَعْلَمُ أَنَّ الله قد أَذِنَ فِي خَرَابِ هَذَا المَسْجِدِ وذَهَابِ هَذَا المُلْكِ. فَلم يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والخُرَابَةُ كثُمَامَةٍ) والخَارِبُ والخَرَّابُ (: حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ) أَو نَحْوِه، نَقَلَه الليثُ (وصَفِيحَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ تُثْقَبُ فيُشَدُّ فيهَا حَبْلٌ، و) لُغَةٌ فِي (ثَقْبِ الإِبْرَةِ ونَحْوِهَا كالاستِ والسِّقاءِ، وَقد تقدّمَ.
(وخَلِيَّةٌ مُخْرِبَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: فارِغَةٌ) لم يُعَسَّلْ فِيهَا.
(والنَّخَارِيبُ) بالنُّون (خُرُوقٌ كبُيُوتِ الزَّنَابِيرِ) واحدتها نُخْرُوبٌ، (و) النَّخَارِيبُ (الثُّقَبُ) المُهَيَّأَةُ من الشَّمُعِ وَهِي (الَّتِي تَمُجُّ النَّخْلُ العَسَلَ فِيهَا) .
(ونَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَةَ) إِذَا (قَدَحَهَا) أَي ثَقَبَهَا، وَقد قِيلَ: إِن هَذَا رُبَاعِيٌّ، وسيأْتي فِي مَحَلّه.
(والخِرَّابَتَانِ مُشَدَّدَةً والخِزْنَابَتَانِ) ، وَهَذِه عَن الفراءِ (بكَسْرِهِمَا) وقَلْبِ إِحْدَى الرَّاءَيْنِ نُوناً (: الخِنَّابَتَانِ) ، بالنُّون، وسيأْتي ذكره فِي خنب، ولكنّ هَذَا القَلْبَ غيرُ مُحتاج إِليه لاِءَمْنِ اللَّبْسِ مَعَ وجودِ الهاءِ، وسيأْتي بحثُه فِي مَحلِّه.
(والتَّخْرَبوتُ) رُبَاعِيٌّ، وزنُه فَعْلَلُوتٌ أَو تَفْعَلُولٌ، مَضَى ذِكْرُه (فِي تخرب) فراجِعْه هُنَاكَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الحُصَيْنُ بنُ الجُلاَسِ بنِ مُخَرِّبَةَ الشاعرُ من بَنِي تَمِيمٍ.
وخربَانُ: جَدُّ أَبِي عبدِ الله أَحمَدَ بنِ إِسحاقَ بنِ خربَانَ البَصْرِيّ.
وأَبو القاسِم عبدُ اللَّهِ بن محمدِ بنِ خربانَ البَغُدَادِيّ، والسَّرِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ خربانَ الجُنْدَيْسَابُورِيّ، مُحَدِّثُونَ.
وخُرْبَةُ بالضَّمِّ: جَدُّ إِيمَاءَ بنِ رَحْضَةَ الصَّحَابِيِّ مِنْ بَنِي غِفَارٍ.
وُرْبَةُ بالضَّمِّ أَيضاً: مَاءٌ فِي دِيَارِ بنِي سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ، بَيْنَهُ وبيْنَ ضَرِيَّةَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ.
وخَرَّبَ المَزَادَةَ تَخْرِيباً: جَعَلَ لَهَا خُرْبَةً.
والخِرَابُ ككِتَابٍ: السَّهْمُ، والنَّفِيُّ مِنَ المَطَرِ.
والخَرَبَةُ، مُحَرَّكَةً: أَرْضُ مِمَّا يَلِي ضَرِيَّةَ.
والخَرَابُ كسَحَابٍ: قَريةٌ عامِرَةٌ بخُوَارَزْمَ.
وخَرَابُ المَاءِ: من قرى مَارِدِينَ، ذَكَرَهُما الفَرَضِيُّ، وإِلى أَحدهما أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ الفَرَجِ شيخُ ابْن مجاهدٍ المُقْرِىءِ.
والخَرَابُ: ثَلاَثُ قُرًى بمِصْرَ، إِحْدَاهَا فِي القَلْيُوبِيَّةِ.
والخَرَابَةُ، أُخْرَى بالمُرْتَاحِيَّة.
(خرب)
خربا صَار لصا فَهُوَ خارب (ج) خراب وَالشَّيْء ثقبه وَشقه وَيُقَال خرب دينه أفْسدهُ بريبة أَو شكّ وَالشَّيْء عطله عَن أَن يُؤْتِي منفعَته وَفُلَانًا ضرب خربته وَالشَّيْء وَبِه خربا وخرابة وخروبا سَرقه

(خرب) خربا وخرابا تعطل عَن أَن يُؤْتى منفعَته وَالْمَكَان خلا وَفِي الْمثل (إِذا اصْطلحَ الْفَأْرَة والسنور خرب دكان الْعَطَّار) يضْرب فِي تظاهر الخائنين (مو) فَهُوَ خرب وَهُوَ أَيْضا خراب (ج) أخربة وَالْحَيَوَان صَار مشقوق الْأذن فَهُوَ أخرب وَهِي خرباء (ج) خرب
خرب: خرب فلاناً: أهلكه زأرداه. ويقال خرب بيته بهذا المعنى.
خرب الدنيا: أقام الدنيا وأقعدها، أثار ضجة كبرى، أحدث بلبلة وهوشة. وصخب وضج، وسخط وتسخط، طار طائره وفار فائره، واستشاط واحتد.
خربوا الدنيا: عاثوا فساداً في الارض، بلبلوا كل شئ، افرغوا جهدهم في الفساد ولم يتركوا وسيلة في سبيل ذلك.
خرب نظاماً: أفسده، وبلبله.
خرب النظام: أزال احكامه، وشوشه، مرجه، وأخل به (بوشر).
خَرَب يَخْرَب: خَرَب في وخَرَب على: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: مكار، محتال، غشاش، مخادع، وفي معجم الكالا: خَرُب: ختل، خدع، غش، مكر.
خَرَّب (بالتشديد)، تخريب النظام: افساد النظام والعبث به (بوشر).
تحرّب: تقوض، تهدم، انهار، باد، تلف، وفني شيئاً فشيئاً (بوشر).
انخرب: انهدم، انهار (فوك) وانظر: باين سميث 1362.
استخرب: صار لا يبالي بالخراب (محيط المحيط).
خَرِب: غير عامر، خراب (ترجمة العهد الصقلي للو ص10).
خَرْبَة: مسكن متداع. غير أنها تطلق في الجزائر وبخاصة في منطقة قسطنطينة على الإسطبل وذلك لأن الأماكن المخصصة لذلك هي في الغالب مساكن متداعية أو متهدمة (شيرب ديال رقم 31) وكذلك لدى مارتن (ص41) وهو ينطقها خُرْبة.
خِرْبَة: باحة الدار، صحن الدار، أو حوش الدجاج (الكالا).
خُرْبَة: انظر خَرْبَة.
خُرْبَة وتجمع خُرِب: خديعة، مداهنة، غش، مكر (الكالا).
خربان: خَرِب، مدمّر (بوشر).
خَرْبانة: خراب (هلو).
خُرْبي: أريب، داهية، مكار، محتال (الكالا).
خُرْبَيْر: حيلة، مكيدة، خدعة في القسم الأول من معجم فوك، وخدعة في القسم الثاني من معجم فوك، ولما كانت فيه اللاحقة ارو الأسبانية فإني أرى إنه معنى هذه الكلمة أريب، داهية مكار، محتال.
خُرُّبَة: انظرها في مادة خَرُّوب.
خَرَاب: يستعمل اسماً للمكان الخرب ويجمع على خربات. ففي حيان - بسام (3: 141و): حمل من رصاص وحديد كان جمع من خرابات القصور السلطانية. وفي المستعيني مادة بوذرنج (وهو الخشخاش الأحمر): يزرع في المدن، وينبت في الخربات والبساتين.
ويستعمل وصفاً بمعنى خَرِب، مهدم، مهمل. وهذه الكلمة لا تدخلها علامة التأنيث (معجم الادريسي).
خرابة: مسكن متداع (بوشر، ألف ليلة 1: 32، 66).
خَرّاب: مخرب، متلف، هادم (بوشر).
خَرُّوب، خَرْنوب، قرن خروب: قراطباء، القريط الشامي (بوشر).
خروب الخنزير: نبات اسمه العلمي: Anagyris foetida
(ابن البيطار 1: 83، 355، 2: 132) وفي معجم بوشر: خرنوب الخنازير.
خرنوب الشوك = الخرنوبي النبطي (ابن البيطار 1: 355).
خَرُّب صندلي أو مقدسي: صنف من الخروب وهو أصغر ثمراً وأزكى حلاوة من الخروب العادي (محيط المحيط).
خرنوب مصري أو قبطي: نبات اسمه العلمي mimosa nilotica ( ابن البيطار 1: 355). حيث نجد في مخطوطتنا: خرنوب مصري وقبطي.
خرنوب المعز: خرنوب قبطي (ابن البيطار 1: 355) وفي مخطوطة ب: خرنوب المعري وفي مخطوطة 1: المعزي، ويظهر أن الصواب هو المعز كما جاء في مادة ينبوت.
الخرنوب القبطي: الينبوت (المستعيني في مادة ينبوت، ابن البيطار 1: 355) (84) وثمرة هذا النبات (معجم المنصوري مادة ينبوت).
الخروب الهندي: نبات اسمع العلمي Cassia fistula ( المستعيني في مادة خيار شنبر، ابن البيطار 1: 355، باجني مخطوطات).
خرّروب: سنفه، قرن، غمد بعض أنواع البقول (بوشر).
خَرُّوب أو خُرُّوب: محتال، مكار، داهٍ، (المقري 1: 629) وانظر رسالة إلى فليشر (ص91، 92).
خَرُّوبة، وتجمع على خراريب: اسم عمله نقدية صغيرة من النحاس، تساوي 3 سنتين و 2/ 1 87 من السنتيم (رولاند) وانظر عبد الواحد (ص184) ورياض النفوس (90، ص94) وفيه إنه 16/ 1 من الدرهم (لوجيه ص251، بلاكيير 2: 147، إوالد ص125، ميشيل ص80) ونكتب خربة (أماري ص169).
خَرُّوبة: قسم من القبيلة (دوماس قبيل ص47 - 48) ولم يتضح لي المعنى الذي ذكره صاحب محيط المحيط عن خروبة وهو: وفي اصطلاح العامة حديدة تدخل في ثقب ما ينفذ من حائط أو غيره لتمنعه من الخروج منه. خُرَّابة: ثقب في الصخر مستدير تربط إليه الدابة (محيط المحيط).
خّروبّي: أسود كالخروب ففي ابن البيطار (2: 120) الادريسي: وهذا التركيب صبغ الشعر وغير الشيب تغييراً خّروبّياً.
مَخْرُوب: ساحة الدار، صحن الدار (الكالا).

ملق

م ل ق: (تَمَلَّقَهُ) وَ (تَمَلَّقَ) لَهُ (تَمَلُّقًا) وَ (تِمِلَّاقًا) بِالْكَسْرِ أَيْ تَوَدَّدَ إِلَيْهِ وَتَلَطَّفَ لَهُ. وَ (الْمَلَقُ) الْوُدُّ وَاللُّطْفُ وَقَدْ (مَلِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَرَجُلٌ (مَلِقٌ) يُعْطِي بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ. وَ (انْمَلَقَ) مِنْهُ الشَّيْءُ أَفْلَتَ. وَ (الْمَلَقَةُ) الصَّفَاةُ الْمَلْسَاءُ. وَ (الْإِمْلَاقُ) الِافْتِقَارُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْ إِمْلَاقٍ} [الأنعام: 151] . 
(ملق) - في الحديث: "لَيس مِن خُلُقِ المُؤْمِن المَلَقُ"
المَلَقُ: التَوَدُّدُ واللُّطْف والدُّعاءُ والتَّضرُّع فوقَ مَا يَنْبَغِى، وهو مَلَّاقٌ ومُتَمَلَّقٌ. والتَّملُّق: التّلَينُّ، كَأنَّهُ يُريد التكلُّفَ لِذَلك، وإراءَةَ الرَّجُل أنَّه يُحبُّه، بِخلَافِ ما في قَلْبِه.
وفي حديث آخَر: "إلاَّ في طَلَب العِلْمِ"
كأَنَّه يريد التَضَرُّعَ: أي لا تَضرّع لِلْخَلْق في طَلَبِ الدُّنيا ونحوها إلّا في طَلَبِ العِلْم.
(ملق) الشَّيْء ملسه وَيُقَال ملق الأَرْض أَو الْجِدَار ملسه بالمالق
(ملق) الْفرس ملقا كَانَ عدوه لطيفا مسرعا فَهُوَ ملق والخاتم من الإصبع قلق وَفُلَانًا وَله تودده بِكَلَام لطيف وتضرع فَوق مَا يَنْبَغِي
م ل ق : أَمْلَقَ إمْلَاقًا افْتَقَرَ وَاحْتَاجَ.

وَمَلَقْتُ الثَّوْبَ مَلْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ غَسَلْتُهُ.

وَمَلَقْتُهُ مَلَقًا وَمَلَقْتُ لَهُ أَيْضًا تَوَدَّدْتُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَتَمَلَّقْتُ لَهُ كَذَلِكَ. 

ملق

1 مَلَقَهُ He flayed him with a whip: like سَلَقَهُ. (TA in art. سلق.) 5 تَمَلَّقَهُ , (S, K,) and تَمَلَّقَ لَهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَمَلُّقٌ and تِمِلَّاقٌ, [like تِحِمَّالٌ and تِكِلَّامٌ, not تَمْلَاقٌ as in the CK,] He behaved in a loving, or an affectionate, and a blandishing, or coaxing, manner to him. (S, Msb, * K.) See a verse cited in art. رضو, conj. 5.

مَلَقِيَّةٌ [A swiftly-running mare]. See عَبَّرَ بِهِ.

مَلَّاقٌ Vehement in journeying, or in his pace; i. q. مَلَّاخٌ. (TA, voce مَلَّاخٌ.) مِمْلَقَةٌ A harrow: see مَلَّسَ.
ملق: ملق: جذب، أغرى، اطمع، فتن، شهى، سحر (هلو).
ملق: احتال، دس (الكالا: abarcar tierra وانظر نبريجا وفكتور).
ملق: تملق، تزلف (بوشر) داعب، أطرى. صانع. داهن (همبرت 245، 236).
تملق مع فلان: انظر تصنع في مادة (صنع).
ملق: طعم، جاذب (هلو).
ملق: تصنع الحب بالقول فقط دون القلب (معجم المنصوري).
ملقة: والجمع ملق وأملاق هي، في مصر. مسافة فرسخ (بوشر، لين - عادات المصريين 2: 417، بركهارت نوبيا 482).
إمليق: (بالأسبانية ombligo) والجمع أماليق: سرة، جأبة (فوك، الكالا) del animal ombligo) .
تملق: مديح تفه، تزلف (بوشر).
مملق: له سرة (الكالا- ombligado) انظر (إمليق).
مملاق = ملاق: (الكامل 11: 330).
[ملق] نه: في ح فاطمة: أما معاوية فرجل "أملق" من المال، أي فقير منه قد نفذ ماله، وأصل الإملاق: الإنفاق، أملق ما معه وملقه- إذا أخرجه من يده، والفقر تابعه، ذكر السبب في محل المسبب حتى اشتهر. ومنه: ويريش "مملقها"، أي فقيرها. ومن الأصل ح: "املقي" من مالك ما شئت. وفي ح موجب الجنابة: قال: الرف و"الاستملاق"، الرف: المص، والاستملاق: الرضع، وهو استفعال منه، وكني به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل، ملق الجدي أمه: رضعها. وفيه: ليس من خلق المؤمن "الملق"، هو بالحركة زيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي؛ وفي المنهل: إظهار المودة واللطف. ط: ومنه ح خواص عباده: فقام "يتملقني".

ملق


مَلِقَ(n. ac. مَلَق)
a. [La], Flattered, fawned upon.
b. Slipped off (ring).
مَلَّقَa. Smoothed; levelled.
b. see I (d)
مَاْلَقَ
a. [acc.]
see (مَلِقَ) (a).
أَمْلَقَa. Grew poor.
b. Stumbled (horse).
c. see I (b)
تَمَلَّقَ
a. [acc.
or
La]
see (مَلِقَ) (a).
إِنْمَلَقَ
(a. ن
or

م )
a. Was smooth.
b. [Min], Slipped away, escaped from.
إِمْتَلَقَ
(م)
a. Drew, pulled out.
b. see VII (a)
مَلَقa. Adulation, flattery; blandishments; caresses.
b. Love.
c. Level ground.
d. Gallop; run.

مَلَقَةa. Smooth stone.

مَلِقa. Flattering, fawning; flatterer, fawner.
b. Swift.
c. Infirm.

مِمْلَقa. Trowel; spud.

مَلَّاْقa. see 5 (a)
مِمْلَاْقa. Poor.

N. Ac.
مَلَّقَتَمَلَّقَa. see 4
مَالَق
P.
a. Roller.
b. Trowel.

مَيْلَق
a. see 5 (b)
م ل ق

قام على الملقة وهي الصخرة الملساء. وسرنا في الملق والملقات وهي القيعان الملس الصّلاب. وملق الأرض بالمملقة: ملسها بالمملسة. وملّق الجدار بالمالق والمملق. وخاتم قلق: ملق. وأزلقت المرأة وأملقت.

ومن المجاز: أملق الدهر ماله: أذهبه وأخرجه من يده. وأملق الرجل: أنفق ماله حتى افتقر. ورجل مملق. وقال أعرابيّ: قاتل الله النساء كيف يمتلقن العلل لأكأنها تخرج من تحت أقدامهن أي يستخرجنها. ورجل متملّق وملق وملاق: يظهر الودّ واللطف وفيه ملق شديد. قال:

إياك أدعو فتقبّل ملقى ... واغفر خطاياي وثمّر ورقي

وفرس ملق: يقفز ويضرب الأرض بحوافره ولا جرى عنده. قال الجعديّ:

ولا ملق ينزو ويندر روثه ... أحاد إذا فاس اللجام تصلصلا
ملق
المَلَقُ: الوُدُّ واللَّطَفُ الشَّدِيدُ. والدُّعاءُ والتَّضَرُّعُ. وهو مَلاقٌ مُتمَلِّقٌ.
والإِمْلاقُ: الإِنْفَاقُ للمال حتّى يُوْرِثَ الفَقْرَ، أمْلَقَ الرَّجُلُ: أخْفَقَ.
والمَلْقُ: السيْرُ الرَّفِيقُ. والمَيْلَقُ: السَّرِيْعُ.
وهو يملق الأرْضَ بحَوافره: أي يضْربُ.
وأمْلَقُ من الأرْض: مِثْلُ أمْلَسَ. ومَلِقَ الجَدْيُ أمَّه: رَضَعَها.
وامْتَلَقَها ومَلَقَها: جامَعَها. وفَرَسٌ مَمْلُوقُ الذَّكَرِ: حَدِيثُ العَهْدِ بالنِّزَاء.
وامْتَلَقَ الفَرَسُ قَضِيْبَه من الحَيَاءِ: أخْرَجَه.
ومَلَقَه بالعَصا: ضَرَبَه بها، وبلسانِه - أيضاً -: مِثْلُ سَلَقَه.
وأمْلَقَتِ الفَرَسُ: مِثْلُ أزْلَقَت، والوَلَدُ مَلِيْقٌ. ومَلِقَ الخاتَمُ: مَرجَ.
والمَلَقَةُ: الصَّفَاةُ المَلْسَاءُ. وتَمْلِيْقُ الأرض: تَمْلِيْسُها بالمِمْلَقَةِ بَعْدَ البَذْرِ.
والمالَقُ: خَشَبَةُ الفَدّانِ. ومالَجُ الطَّيّانِ والمَلَقُ: ما اسْتَوى من الأرض.
وأمْلَقْتُ الثَّوْبَ: غَسَلْته. والتِّمْلاَقُ: التَّمَلُّقُ.
[ملق] المَلْقُ: المحوُ، مثل اللَمْقِ. ومَلقَ الثوب أيضاً: غسله. ومَلَقَ الفصل أمه، أي رضعها، حكاه ابن الاعرابي. وملقه بالعصا، أي ضربَه. ويقال تَمَلَّقَهُ وتَمَلَّقَ له تَمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً، أي تودَّد إليه وتلطَّف له. قال الشاعر: ثلاثةُ أحبابٍ فحُبُّ عَلاقةٍ وحُبُّ تِمِلاَّق وحُبٌّ هو القتلُ والمَلَقُ بالتحريك: الودّ واللطف الشديد. قال أبو يوسف: وأصله التَليينُ. وقد مَلِقَ بالكسر يَمْلَقُ مَلَقاً. ورجلٌ مَلقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. ومنه قول الشاعر : أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا يُنْصِبْكَ عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ والمَلَقُ أيضاً: ما استوى من الأرض. قال رؤبة يصف الحمار:

معتزم التجليح ملاخ الملق * الواحدة مَلَقَةٌ. قال الأصمعيّ: المَلْقُ مثل المَلْخِ، وهو السير الشديدُ. والميلق: السريع. قال الزفيان: ناج ملح في الخبار ميلق كأنه سوذانق أو نقنق وانملق الشئ واملق، بالادغام، أي صار أملس. قال الراجز * وحوقل ساعده قد انملق يعني انسجع من حمل الأصقال وانملق منِّي، أي أفلت. والمَلَقَةُ: الصَفاةُ الملساء. قال الهذلى يصف صائدا: أتيح لها أقيدر ذو حشيف إذا سامت على الملقات ساما والاملاق: الافتقار. وقال تعالى: {ولا تقتلوا أولاد كم من إملاق} .
(م ل ق)

الملق: شدَّة لطف الود.

وَقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان.

ملق ملقا، وتملق، وتملقه، وتملق لَهُ.

وَرجل ملق، وملاق.

وَقيل: الملاق: الَّذِي لَا يصدق وده.

والملق، أَيْضا: الَّذِي يعدك ويخلفك فَلَا يَفِي ويتزين بِمَا لَيْسَ عِنْده.

والملق: الدُّعَاء والتضرع، قَالَ العجاج:

لَا هم رب الْبَيْت والمشرق ... إياك ادعو فَقبل ملقي

وملق الشَّيْء: ملسه.

والملق: الصفوح اللينة المتزلقة من الْجَبَل واحدتها: ملقة. وَقيل: هِيَ الآكام المفترشة، قَالَ صَخْر الغي:

اتيح لَهَا أقيدر ذُو حشيف ... إِذا سامت على الملقات ساما والإملاق: إِنْفَاق المَال حَتَّى يُورث حَاجَة.

وَقد املق، واملقه الله.

وَقيل: المملق: الَّذِي لَا شَيْء لَهُ.

وملق الْأَدِيم يملقه ملقا: إِذا دلكه حَتَّى يلين.

وملق الثَّوْب والإناء يملقه ملقا: غسله.

وملق الجدي أمه يملقها ملقا: رضعها. وَكَذَلِكَ الفصيل وَالصَّبِيّ.

وملق عينه يملقها ملقا: ضربهَا.

وملقه بِالسَّوْطِ يملقه ملقا: ضربه.

والملق: ضرب الْحمار بحوافره الأَرْض، قَالَ رؤبة يصف حمارا:

معتزم التجليح ملاَّخ الملق

أَرَادَ: الملق، فثقله. يَقُول: لَيْسَ حافر هَذَا الْحمار بثقيل الوقع على الأَرْض.

والملق: الْحَضَر الشَّديد.

وَرجل ملق: ضَعِيف.

والمالق: الْخَشَبَة العريضة الَّتِي تشد بالحبال إِلَى الثورين فَيقوم عَلَيْهَا الرجل، ويجرها الثوران فيعفر آثَار اللؤمة.

وَقد ملقوا أَرضهم، يملقونها.

وَقيل: المالق: الَّذِي يقبض عَلَيْهِ الْحَارِث.

قَالَ أَبُو حنيفَة: المملقة، خَشَبَة عريضة يجرها الثيران.
ملق
ملِقَ/ ملِقَ لـ يملَق، مَلَقًا، فهو مَلِق، والمفعول مَمْلوق
• ملِق الشَّخصَ/ ملِق للشَّخص: تودّد إليه وليَّن كلامَه وتذلّل، وأبدى له من الوُدِّ ما ليس في قلبه، تضرّع له فوق ما ينبغي، داهنه "ملِق لرئيسهِ/ رئيسه طمعًا في ترقية- ملِق لذي سلطان- شخصٌ مَلِقٌ- وصل لكرسيِّه بالرِّياء والنِّفاق والملَق". 

أملقَ يُملق، إملاقًا، فهو مُملِق، والمفعول مُمْلَق (للمتعدِّي)
• أملق الشَّخصُ: افتقر "الإملاق مصدر لكثير من الشّرور-
 {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ} ".
• أملق الدَّهرُ مالَهُ: أذهبه وأخرجه من يده ° أملقته الخطوبُ: أفقرته. 

امَّلقَ/ امَّلقَ من يمَّلق، امِّلاقًا، فهو مُمَّلِق، والمفعول مُمَّلَقٌ منه
• امَّلق الشَّيءُ: انملق، صار أملس.
• امَّلق من يده: أفلت. 

انملقَ/ انملقَ من ينملق، انملاقًا، فهو مُنْملِق، والمفعول مُنْملَقٌ منه
• انملق الشَّيءُ: صار أملسَ.
• انملق من يده: أفلت. 

تملَّقَ/ تملَّقَ لـ يتملَّق، تملُّقًا، فهو مُتملِّق، والمفعول مُتملَّق
• تملَّق الشَّخصَ/ تملَّق للشَّخص: مَلِقَه؛ تودّد إليه وليَّن كلامَه وتذلّل وأبدى له من الودّ ما ليس في قلبه، تضرّع له فوق ما ينبغي، داهنه "احذر المتملِّقين- تملّق رئيسَ العمل". 

ملَّقَ يملِّق، تَمْليقًا، فهو مُملِّق، والمفعول مُملَّق
• ملَّق الرَّجلَ: بالغ في التودُّد والتضرُّع إليه باللِّسان. 

مَلَق [مفرد]: مصدر ملِقَ/ ملِقَ لـ. 

مَلِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِقَ/ ملِقَ لـ: متذلِّل متودِّد، معسول اللِّسان لا يصرِّح بالحقائق أو الآراء بشكل بسيط وصريح "شخصٌ مَلِق". 

ملق: المَلَقُ: الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل: المَلَقُ

شدة لطف الودّ، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ

مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد

إليه وتلطف له: قال الشاعر:

ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ،

وحُبُّ تِمِلاَّقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل

وفي الحديث: ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في

التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي. وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ

مَلَقاً. ورجل مَلِقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل:

أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ

قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم،

وجِنُّ الشباب: أوله وقوله: ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً

ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق،

وقيل: المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه. والمَلِقُ أَيضاً: الذي يَعِدُك

ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده. أَبو عمرو: المَلَقُ اللين من الحيوان

والكلام والصُّخور. والمَلَقُ: الدعاء والتضرع؛ قال:

لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ،

إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي

يعني دعائي وتضرُّعي. ويقال: إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا

يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق،

وأصله من التليين. ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛

وقال الراجز:

وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ

أَي لانَ. خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه، أُخذ

من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي:

ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ

أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا

أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف

الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.

ومَلَّق الشيءَ: ملسه. وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإدغام، أَي صار

أَملس؛ قال الراجز:

وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ،

يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ

قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال. وانْمَلَق مني أَي

أَفْلت. والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة،

وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي

الهذلي:

ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور،

كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا

أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف،

إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا

والإمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.

وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه

قد نَفِد ماله. يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإملاق

الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده

ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار

به أَشهر. وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.

والإمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه

الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له. وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن

عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت. قال

الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة. ابن شميل: إنه

لمُمْلِق أي مفسد. والإملاق: الإفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد. يقال:

أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما

بيده؛ ومنه قول أَوس:

لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي،

وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ

وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته. ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ

الدهر أَي أَذهبه.

ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين. ويقال: مَلَقْتُ

جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال:

رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ

بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ

يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة. ومَلَقَ الثوبَ والإناء

يَمْلُقه مَلْقاً: غسله. والمَلْقُ: الرضع. ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها

مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ

الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها

لغة. ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه

إذا رضعها. وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما

يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، والاسْتِملاق

الرضع، وهو اسْتِفْعال منه، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل،

من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها، وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص

المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي.

ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً: ضربها. ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه

مَلْقاً: ضربه. ويقال: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه. والمَلْقُ: ضرب الحمار

بحوافره الأرض؛ قال رؤبة يصف حماراً:

مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ،

يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ

أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يقول: ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على

الأرض. والمَلَقُ: ما استوى من الأرض، وأَنشد بيت رؤبة: مَلاَّخ المَلَقْ،

وقال: الواحدة مَلَقَة. والمَلْقُ: مثل المَلْخِ وهو السير الشديد.

والمَيْلَقُ: السريع؛ قال الزفيان:

ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ،

كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ

والمَلْقُ: المحو مثل اللَّمْقِ. ومَلْقُ الأَدِيم: غسله. والمَلْقُ:

الحُضْر الشديد. والمَلْقُ: المَرّ الخفيف. يقال: مَرّ يَمْلُقُ الأَرض

مَلْقاً. ورجل مَلِقٌ: ضعيف. والمالَقُ: الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال

إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار

اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا

ذلك بها؛ قال الأزهري: مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض، فكأنه

جعل المالَقَ عربيّاً؛ وقيل: المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث.

وقال أَبو حنيفة: المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران. الليث: المالَقُ

الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة. أَبو سعيد: يقال لمالَج الطَّيّان

مالَقُ ومِمْلَقٌ. ويقال: ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها

أَي لا شعر عليه. والمَلقُ: المِلوسة. وقال الأَصمعي: الجنين مَلِيطٌ،

بالطاء، بهذا المعنى.

ملق
ملَقَه يمْلُقه ملْقاً: مَحاهُ كلَمَقَه، نقَلَه الجوهريُّ. ومَلَقَ جاريَتَه وملَجَها، أَي: جامَعَها كَمَا يمْلُقُ الجَدْيُ أمَّه إِذا رضَعها. وملَقَ الثّوْبَ والإناءَ يملُقه ملْقاً: غسَلَه. والمَلْقُ: الرّضْعُ. يُقال: ملَق الجدْيُ أمَّه يمْلُقها ملْقاً: رضَعَها وَكَذَلِكَ الفَصيلُ والصّبيُّ، عَن ابْن الأعرابيّ. وقُرِئَ على المُنْذِري: مَلق الجدْيُ أمَّهُ يمْلِقُها، قَالَ: وأحسَب ملَقَ الجدْيُ أمَّه يمْلُقها: إِذا رضَعها لُغة. وملَقَه بالسّوطِ والعصا ملْقاً: ضرَبَه. ويُقال: ملَقه ملَقاتٍ إِذا ضرَبَه. وَقَالَ الأصمعيّ: ملَق فُلانٌ: إِذا سَار شَديداً، وكذلِك ملَخ. وتملّقه. وتملّق لَهُ تملُّقاً، وتِمِلاّقاً بكسْرتَيْن مَعَ تشْديدِ اللَّام: تودّد إِلَيْهِ، وتلطّفَ لَهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(ثَلاثةُ أحبابٍ فحُبُّ عَلاقَةٍ ... وحُبُّ تِمِلاّقٍ، وحُبٌّ هُوَ القتْلُ)
وَقد ذُكِر الْبَيْت فِي علق. والمَلَق، مُحرّكةً: الوُدُّ واللُّطْفُ الشّديدُ، وأصْلُه التّليينُ. وَقيل: هُوَ شِدّة لُطْفِ الوُدِّ، وَقيل: التّرفُّقُ والمُداراةُ، والمَعْنَيان مُتقارِبان. والمَلَقُ أَيْضا: أَن تُعْطيَ باللِّسان مَا ليْسَ فِي القَلب. وَمِنْه الحَدِيث: ليْسَ من خُلُق المؤْمِن المَلَقُ. والفِعْل مَلِق كفرِح وَهُوَ مَلِقٌ. وَمِنْه قولُ المُتَنخِّل:
(أرْوَى بجِنِّ العهْد سلْمَى وَلَا ... يُنصِبْك عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ)
وَقيل: المَلِق: الَّذِي يعِدُك ويُخلِفُك، فَلَا يَفي ويتزيّنُ بِمَا لَيْسَ عندَه. والمَلَقُ أَيْضا: مَا اسْتَوى من الأَرْض. قَالَ رؤبةُ يصِفُ الحِمار:) مُعْتزِمُ التّجْليحِ مَلاّخُ الملَقْ يرْمي الجَلاميدَ بجُلْمودٍ مِدَقّْ الْوَاحِدَة ملَقَة. والمَلَق أَيْضا: ألطَفُ الحُضْرِ وأسْرَعُه عَن أبي عُبَيدة: قَالَ: وَمِنْه فرسٌ ملِق، ككتِف، وَهِي بهاءٍ، وَأنْشد للنّابغةِ الجَعْديّ رَضِي الله عَنهُ:
(وَلَا مَلِقٌ ينْزو ويُنْدِرُ روثَه ... أُحادَ إِذا فأسُ اللِّجامِ تصَلْصَلا)
ومَلِقَ الخاتَمُ، كفَرِح: جرِجَ أَي: قلِق. وَقَالَ الأصمعيّ: المَلِق، ككَتِفٍ: الضّعيفُ. وَقَالَ خالدُ بنُ كُلْثوم: المَلِقُ من الخيْل: فرسٌ لَا يوثَقُ بجرْيِه، أخذَه من ملَقِ الإنسانِ الَّذِي لَا يصْدُقُ فِي مودّتِه. وَأنْشد قولَ النابغةِ السّابق. وَقَالَ الزّمخشَريّ: فرَسٌ ملِقٌ: يقْفِزُ ويضْرِبُ الأرضَ بحوافِرِه وَلَا جرْيَ عندَه، وَهُوَ مجازٌ. والمالَق، كهاجَر: مَا يُمَلِّسُ بِهِ الحارثُ الأرضَ المُثارَةَ قَالَه اللّيث. وَقَالَ النّضرُ: هِيَ الخشَبةُ العريضةُ الَّتِي تُشَدُّ بالحِبال الى الثّورين، فيَقوم عَلَيْهَا الرّجُل، ويجُرُّها الثّوران، فيُعَفّى آثارَ اللؤمَةِ والسِّنّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: ومالَجُ الطّيّانُ يُقال لَهُ: مالَق كالمِمْلَق كمِنْبَر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المِمْلَقَةُ: خشَبة عريضَة يجُرُّها الثّيران. وَقد ملّقَ الأرضَ والجِدارَ تمْليقاً أَي: ملّسها بالمالَق. وَقَالَ الأزهريّ: ملّقوا وملّسوا وَاحِد، فكأنّه جعلَ المالَق عربيّاً. ومالَقَة بفتْح اللَّام، والعامّة تكسِرُها، قَالَ الصاغانيّ: وَهُوَ غلَط، وأكثَرُ الأندَلُسيّين يضبِطونه بفَتْحِها. قَالَ شيخُنا: وسمِعْنا من الشّيوخِ أنّه الوجهَين: د، بالأندلُس كثيرُ الفَواكِه والثِّمار، ولاسيّما الزّيتون والتّين، والأمثالُ تُضرَبُ بتِينِه، وَمِنْه يُحمَل الى الآفاقِ، وَقيل: إنّه ليسَ فِي الدُنيا مثلُه. وَفِيه يَقُول أَبُو الحجّاج، يوسُفُ بنُ الشيخِ البَلَويُّ المالَقِيّ، حَسْبَمَا أنشدَه غيرُ وَاحِد، وَهُوَ فِي نفْح الطّيب وَغَيره من تَواريخِ الأندلس: (مالَقَةٌ حُيّيتَ يَا تينَها ... الفُلكُ من أجلِك يَا تينَها)

(نَهى طَبيبي عَنهُ فِي علّتي ... مَا لِطَبيبي عَن حَياتي نَهَى)
وَقد ذيّل عَلَيْهِ الخَطيبُ أَبُو عبدِ الوهّاب المُنْشي بقَوله:
(وحِمْصُ لَا تنْسَ لَهَا تِينَها ... واذكُرْ مَعَ التّينِ زَياتينَها)
والمَيْلَق، كحيْدَر: السّريع، والياءُ زَائِدَة، قَالَ الزَّفَيانُ: ناجٍ مُلِحٌّ فِي الخَبارِ ميْلَقُ كأنّه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ)
والميْلَق: اسْم، ومنهُم ابنُ الميْلَق المشْهور، وَقد ذكرْناه وَآل بيتِه فِي أل ق فراجِعْه. وانْمَلَق الشيءُ: امّلس أَي: صارَ أمْلَس. قَالَ الراجز: وحوْقَلٍ ساعدُه قد انْمَلَقْ يَقُول قَطْباً ونِعماً إِن سلَقْ أَي: انْسحَجَ من حمْلِ الأثْقالِ كامّلَق على افْتَعَل. وانْمَلَق منّي وانْملَس، أَي: أُفلِت. والمَلَقَة، مُحرّكة: الصّفاةُ الملْساءُ اللّيِّنة، والجمْعُ ملَقاتٌ. قَالَ صخْرُ الغيِّ:
(أُتيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشيفٍ ... إِذا سامَتْ علَى الملَقاتِ ساما)
ويروى: أُغَيبِر، ويُرْوى: ذُو قطاع. وَقيل: الملَقاتُ: صُفوح ليّنةٌ مُلتزِقةٌ من الجبَل، وَقيل: هِيَ الآكامُ المُفتَرِشَة، وَقيل: المَلَقَة: مكانٌ أملَسُ يُزلَقُ مِنْهُ. ومُلاق كغُراب: نهْر. ومَلَقونِيَةُ، مُخَفَّفة، كحلَزُونِيَة: د بالرّوم قُربَ قونِيَة ومعْناها بلُغَتِهم: مقْطَع الأرْحاءِ لأنّ من جبَلِها تُقْطَعُ أرْحاؤها.
وَقَالَ ابنُ عبّاد: فرسٌ ممْلوقُ الذَّكَر أَي: حديثُ العهدِ بالنِّزاءِ. وَمن الْمجَاز: أمْلَقَ زيدٌ: أنْفَقَ مالَه حَتَّى افْتَقَر. قَالَ الصاغانيّ وَهُوَ جارٍ مجْرى الكِناية لِأَنَّهُ إِذا أخْرجَ مالَه من يدِه ردَفَه الفقْر، فاستُعمِل لفْظُ السّبَبِ فِي مَوضِع المُسَبّب. قَالَ الله تَعالى:) وَلَا تقْتُلوا أولادَكُم من إمْلاقٍ (.
وَقَالَ ابنُ عبّاد: أملَقَت الفَرسُ مثل: أزْلَقَتْ، والولَدُ مليقٌ كأميرٍ. وَفِي اللّسان: يُقَال: ولَدت النّاقةُ فخرَج الجنينُ مَليقاً من بطنِها، أَي: لَا شضعْرَ عَلَيْهِ. والمَلَق: المُلوسَةُ، وَقَالَ الأصمعيّ: الجَنينُ مَليطٌ بِهَذَا الْمَعْنى. وأملَقَ الثّوب: غسَلَه لغةٌ فِي ملَق. وَقَالَ ابنُ عبّاد: امْتَلَقَه أَي: الفَرَسُ قَضيبَه من الحَياءِ، أَي: أخْرجَه. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رجُلٌ مَلاّق، ككتّان: مثل ملِقٍ. والمَلَقُ: الدُعاءُ والتّضرُّع، وَمِنْه قولُ العجّاج: لَا هُمَّ ربَّ البيْتِ والمُشَرَّقِ إيّاكَ أدْعو فتقبّلْ مَلَقي يعْني دُعائي وتضرُّعي. وملّقَ الشيءَ تمْليقاً: ملّسضه. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: الإمْلاق: الإفْساد. وَإنَّهُ لمُمْلِقٌ، أَي: مُفسِد. وَقَالَ غيرُه: المُمْلِقُ: الَّذِي لَا شيءَ لَهُ. وَقَالَ شَمِر: أملَق لازمٌ متعدّ. أما اللازِم فقد ذكَره المُصنِّف. وَأما المُتعَدّي فيُقال: أملَق الدّهرُ مَا بيَدِه. وَمِنْه قولُ أوْس:
(لمّا رأيتُ العُدْمَ قيّدَ نائِلي ... وأمْلَقَ مَا عِنْدي خُطوبٌ تنبَّلُ)
وأملقَتْه الخُطوب: أفقَرتْه. وأملَقَ مالِي خُطوبُ الدّهرِ: أذْهَبَتْه. ويُقال: أملَق مَا معَه إمْلاقاً،)
وملَقَه ملْقاً: إِذا أخْرَجه وَلم يحْبِسْه. ورجُلٌ أمْلَقُ من المالِ، أَي: فَقيرٌ مِنْهُ. وملقَ الأديمَ يمْلُقه ملْقاً: إِذا دَلَكَه حتّى يَلينَ. ويُقال: ملَقْتُ جِلدَه: إِذا دلَكْته حَتَّى يمْلاسّ، قَالَ: رأتْ غُلاماً جِلدُه لم يُمْلَقِ بماءِ حمّامٍ وَلم يُخَلَّقِ والاسْتِمْلاقُ: يُكْنَى بِهِ عَن الجِماع استِفْعالٌ من المَلْق، وَهُوَ الرّضْع لأنّ المرأةَ ترضَعُ ماءَ الرّجُلِ إِذا خالَطَها، كَمَا يرضَعُ الرّضيعُ إِذا لَقِمَ حلَمَة الثّدْي. وملَقَ عينَه يمْلُقُها ملْقاً: ضرَبها.
والمَلْقُ: ضرْبُ الحِمار بحوافِره الأرْضَ. قَالَ رؤبَة يصِفُ حِماراً: مُعتَزِمُ التّجليح ملاّخُ المَلَقْ أَرَادَ الملْق فثقّلَه. يَقُول: ليسَ حافِرُ هَذَا الحِمار بثَقيل الوقْع على الأرْض. وَفِيه قولٌ آخر سبَق آنِفاً. وملْقُ الْأَدِيم: غسْلُه. والمَلْقُ: المَرُّ الخَفيف. يُقال: مرَّ يمْلُقُ الأرضَ ملْقاً. وانْمَلَق الخِضابُ: املاسّ وذهَبَ. وأبشيه المَلَق: قريةٌ بالغَرْبية من أعمالِ مِصْر. وشَبْرا ملَق: أُخْرَى بهَا. والنِّساءُ يتملّقْن العِلْكَ بأفْواهِهنّ، أَي: يمضُغْنَ ويستَخْرِجْنَ. ومُلقاباذ: من مَحالّ أصفهان، يُنسَب إِلَيْهِ جَماعةٌ من المُحدّثين.

نبأ

نبأ: نبأ: نادى به، أعلنه بصوت عال، وعظ (رولاند) proclamer, precher.
نبى عن: annoncer بلغ. أخبر. أشعر (بوشر) كشف المستقبل بالتخمين (بوشر).
نبأ (بالتشديد) prophetiser: تنبأ وأنبأ (الكالا).
نبأ: جعله نبيا (في الحديث عن الله الذي يختار أنبياءه) (عباد 3: 5، النووي، المقدمة ص62).
أنبأ: تنبأ، نطق بوحي الهي، حدس، خمن، تكهن ب. (بقطر).
نبأ. النبأ العظيم: يوم الدينونة، يوم البعث عند المسلمين (سورة النبأ، آية 2).
نبأ. النبأ العظيم: عند الدروز يوم انتصار (الحاكم Hakem) وعباده (دي ساسي كرست 2: 236).
نباء: نبوءة (بوشر). Prophetie.
نبي: أنظر نبو (بوشر).
نبوة. النبوات: مجموعة أحاديث النبي. المقدمة (3: 119: 5).
نبوة. النبوات: التصريحات التي أدلى بها الأنبياء (المقدمة 224: 13).
نبوة: رتبة عالية (بسام 3: 5): لم تكن لهم نبوة مشهورة، ولا حظوظ من الأدب موفورة Haut rang.
نبويات: مدائح نبوية (المقدمة 3: 339): تم تحريك الكلمة على وجهها الصحيح من قبل السيد دي سلان وقد وردت في مخطوطتينا.
أنبا (آرامية): لقب رئيس الدير abbe ( محيط المحيط).
أنبأ: اسم تفضيل من نبأ: أسمى، أعلى (دي ساسي كرست 2: 99 وانظر 236).
منبأة: إمارة، علامة، دلالة (عن) indice ( دي ساسي كرست 2: 401)، (=درة الغواص).
(نبأ) - في الحديث: "قيل له: يا نَبئَ الله، فقال: لَا تَنْبِرُوا اسْمِى، أَنَا نَبىُّ اللهِ"
النَّبِيءُ: فَعِيل من النَّبأ؛ لأنه أَنْبَأَ عن الله - عز وجلّ - قال عبَّاسُ بن مِرْداس:
* يا خاتَمَ النُّبَآءِ إنَّك مُرسَلٌ *
وسائِغ في مثله التَّحقيق والتَّخفِيف، إلّا أَنَّهم استعملوا النَّبِىَّ والبَرِيَّة بلا هَمْز.
وأصل النّبِىّ: الشىء المُرْتَفِع. - ومنه حديث البَراء: "قُلْتُ: ورَسُولِكَ الذي أرْسَلْتَ. قال: ونبيِّك"
لأنه إذا قال: ورَسُولك الذي أرسلتَ صَار البيان مكرّرًا، فقال: ونبيّك إذْ كان نبيًّا قبل أن كان رَسُولًا، لِيَجْمَع له ثَناءَ الاسْمَين معًا، وليكون تَعْدِيدًا للنِّعمة في الحالَيْن، وتَعْظِيمًا لِلْمِنَّة على الوَجْهَين - والله تعالى أعلم.
والنَّبِىُّ: المُنْبِىء المُخبر، فَعِيل بمعنى مفعل.
والرَّسولُ: أخَصُّ من النّبِىَّ، لان كُلَّ رَسول نَبِىّ وليس كلُّ نَبِىٍّ رسُولًا.
وقيل: إنما يقال: ونبيّكَ بلا هَمز، لأنه من الرِّفعة، فيَحْصُل فيه مَعنَى الرِّفعة والرِّسالة معا.
[نبأ] النبأة: الصوت الخفى. قال ذو الرمة:

بنبأة الصوت ما في سمعه كذب * ورمى فأنبأ، إذا لم يشرم ولم يخدش. وسيل نابئ: جاء من بلد آخر، وكذلك رجل نابئ. قال الشاعر : ولكنْ قَذاها كلُّ أشْعَثَ نابِئٍ أتَتْنا به الأقدارُ من حيث لا ندري أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أنْبَأُ نَبْأ ونُبوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: ونَبَأتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خرجتَ منها إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الاعرابي بقوله: " يا نبئ الله "، أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز . ونَبَأتُ به الأرض: جاءت به. قال الشاعر : فنفسَكَ أحرِزْ فإنَّ الحتو * فَ يَنْبَأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأ ونَبَّأ، أي: أخبر، ومنه أخذ النبئ لانه أنبأ عن الله تعالى، وهو فَعيلٌ، بمعنى فاعل. قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ مسيلمة بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز في النبي كما تركوه في الذرية والبرية والخابية، إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الاحرف، ولا يهمزون في غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. وتصغير النبئ نبيئ مثل نُبَيِّعٍ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نبيعة. تقول: العرب كانت نبيئة مسيلمة نبيئة سوء. وجمع النبيِّ نُبَآءُ. قال الشاعر : يا خاتمَ النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخير كلُّ هُدى السَّبيلِ هُداكا ويجمع أيضا على أنبياء، لان الهمز لما أبدل وألزم الابدال جمع جمع ما أصل لامه حرف العلة، كعيد وأعياد، على ما نذكره في باب المعتل إن شاء الله.
[ن ب أ] النَّبَأُ الخبر والجمع أنباءٌ وقوله تعالى {عم يتساءلون عن النبإ العظيم} النبأ 1 2 قيل عن القرآن وقيل عن البعث وقيل عن أمره صلى الله عليه وسلم وقد أنبأه إياه وبه وكذلك نَبَّأه متعدّية بحرف وغير حرف وحكى سيبويه أنا أُنْبُؤُكَ على الإتْباع وقوله

(إلى هِنْدٍ مَتَى مَا تُسْأَلِي تُنْبَىْ ... )

أبدل همزةَ تُنْبَى إبدالاً صحيحًا حتى صارت الهمزة حرف علة فقوله تُنْبَى كقوله تُقْضَى وهكذا رأيت هذا البيت وهو لا محالة ناقص واستنبأَ النبأَ بحث عنه ونابأْتُ الرجلَ أنبأْتُه وأنبأَنِي قال ذو الرمة

(زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهُم سَرَقُوا ... مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُم كَذَبُوا)

والنَّبِىْءُ المُخْبِرُ عن الله عز وجل مكية قال سيبويه الهمز فيه لغة رديئة يعني لقلة استعمالها لأن القياس يمنع من ذلك ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قيل له يا نَبِيْءَ الله فقال لست بِنَبِيْءِ الله ولكن نَبِيُّ الله وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أنكر الهمز في اسمه فرده على قائله لأنه لم يدر بم سماه فأشفق أن يُمسك على ذاك وفيه شيء يتعلق بالشرع فيكون بالإمساك عنه مُبِيحَ محظورٍ أو حاظرَ مباحٍ والجمع أَنْبِئَاءُ ونُبآءُ وقوله تعالى {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} الأحزاب 7 فقدمه صلى الله عليه وسلم على نوح في أخذ الميثاق فإنما ذلك لأن الواو معناها الاجتماعُ وليس فيها دليل أن المذكور أولاً لا يستقيم أن يكون معناه التأخير فالمعنى على مذهب أهل اللغة ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ومنك وجاء في التفسير إِنَّنِي خُلِقْتُ قَبْلَ الأَنْبِيَاءِ وبُعِثْتُ بَعْدَهُمْ فعلى هذا لا تقديم في الكلام ولا تأخير هو على نَسَقِه وأَخْذُ الميثاق حيث أُخرجوا من صلب آدم كالذَّرِّ وهي النُّبوءَةُ وتنبأ الرجلُ ادَّعَى النُّبُوءَةَ وقد أنعمت شرح هذه الكلمة وأَبَنْتُ اشتقاقها في الكتاب المخصِّص ونبأ من بلد كذا ينبأُ نَبْأً ونُبُوءًا طَرَأَ والنَّابِيءُ الثَّوْرُ الذي يَنْبَأُ من أرضٍ إلى أرضً أي يخرج ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً هَجَمَ وطلع وكذلك نَبَهَ وطلع كلاهما على البدل ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا ارتفع والنَّبْأَةُ النَّشْزُ والنَّبِيءُ الطريق الواضح والنَّبْأَةُ صوت الكلاب وقيل هو الجِرْسُ أيّا كان وقد نَبَأَ نَبْأً
نبأ
النَّبْأَةُ: الصوت الخفِيُّ، قال ذو الرمَّة:
وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدِسٌ ... بِنَبْأة الصَّوتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ
أبو زيد: نَبَأْتُ أنْبَأُ نُبُوْءً: إذا ارتفعت، وكل مُرتفع نابِيءٌ ونَبِيْءٌ، وفي الأحاديث التي لا طرق لها: لا يُصَلّى على النبي، أي: المكان المُرتَفِع المُحدَوْدِب.
ونَبَأْتُ على القوم نبْأ ونُبُوْءً: إذا طلعت عليهم. ونَبَأْتُ من أرض إلى أرض: إذا خرجْت منها إلى أُخرى، وهذا المعنى أراد الأعرابي بقوله: يا نبِيءَ الله؛ أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأُنْكِر عليه الهمْز، وقال: إنّا مَعْشر قريش لا نَنْبِر، ويروى: لا تَنْبِر باسمي فإنما أنا نبيُّ الله.
وسيل نابئٌ: جاء من بلد آخر، وكذلك: رجل نابئٌ، قال الأخطل:
ولكِنْ قَذاها كُلُّ أشْعَثَ نابِئٍ ... رَمَتْنا به الغيطانُ من حيثُ لا ندري
ونبَأَتْ به الأرض: جاءَت به، قال حَنَش بن مالك:
فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فإن الحُتوفَ ... يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ وادِ
ونُبَاءٌ - بالضم والمد -: موضع بالطائف.
والنَّبَأُ: الخبر، ونَبَّأَ وأنْبَأَ: أي أخبر، ومنه اشتُقَّ النبيءُ؛ لأنه أنْبَأَ عن الله عز وجل، وهو فَعِيْلٌ بمعنى فاعِل، غير أنهم تركوا الهمز في النبي والبريّة والذُرية والخابية إلاّ أهل مكة - حرسها الله تعالى - فإنهم يهمزون هذه الحروف ولا يهمزون غيرها، ويُخالفون العرب في ذلك. وتصغير النَّبيء نُبَيِّئٌ مثال نُبيِّعٍ، وتصغير النُّبُوْءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نُبَيِّعة، تقول العرب: كانت نُبَيِّئةُ مُسيلِمة نُبَيِّئة سوء. وجمْع النَّبيء نُبَأةُ، قال العباس بن مِرداسٍ السُّلمي:
يا خاتم النُّبَأءِ إنك مُرْسِلٌ ... بالحقِّ كُلُّ هُدى السَّبيلِ هُدَاكا
إنَّ الإلهَ بَنى عليك مَحَبَّةً ... في خَلْقِه ومحمَّداً سَمّاكا
ويروى: " يا خاتم الأنباء ". ويجمع أيضاً على نبيين وأنبياء، لأن الهمز لما أُبدل وأُلزِم الإبدال جُمِع جَمْع ما أصل لامه حرفُ العلة؛ كعيدٍ وأعياد.
ورمى فأنْبَأ: أي لم يَشْرِمْ ولم يَخدِشْ، وقيل: الأنْبَاء: أن يَرمي ولا يُنفذَ.
ونبَّأ نبيئَةً: أخبر.
وقوله تعالى:) لَتُنَبِّئَنَّهم بأمْرِهم هذا (أي: لَتُجازينهم بفعلهم، وتقول العرب للرجل إذا توعَّدوه: لأُنبِّئنَّك ولأُعرِّفنَّك.
قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلاّ ويقول: تَنَبَّأَ مسيلمة؛ بالهمز.
ويقال: نابَأْتُ الرجل ونابَأَني: إذا أخبرْته وأخبرَك. وقيل: نابَأْتُهم: تركتُ جِوارهم وتباعدْتُ عنهم، قال ذو الرمّة يهجو قوماً:
زُرْقُ العُيونِ إذا جاوَرْتَهُمْ سَرَقوا ... ما يَسْرِقُ العَبْدُ أو نابأْتَهم كَذَبوا
والاستنباء: الاستِخْبار.
والتركيب يدل على الإتيان من مكان إلى مكان.

نب

أ1 نَبَأَ. (K,) inf. n. نَبْءٌ, (TA,) He uttered a low voice, or sound: or he (a dog) cried, or barked. (K.) [See نَبَحَ.]

A2: نَبَأَ, aor. ـَ inf. n. نَبْءٌ and نُبُوْءٌ, He was exalted, or elevated.

A3: نَبَأَ عَلَيْهِمْ, (K,) inf. n. نَبْءٌ and نُبُوْءٌ, (S,) He assaulted them; came forth upon them: (K:) like نَبَعَ and نَبَهَ: he came upon them. (Az, S.) [See also نَابِئٌ.]

b2: نَبَأَ He went forth from a land to another land. (S, K.) [See نَابِئٌ.] b3: نَبَأَتْ بِهِ الأَرْضُ i. q. جَآءَتْ به, The land brought, or led him: (S, L:) [accord. to Golius, The land brought, or produced, it: but it is a phrase well known to the learned among the Arabs in the present day, as similar to نَادَاهُ تُرَابُهُ “ his dust, or earth, (i. e. the place of his burial,) called him: ” and the explanation which I have given is confirmed by the citation, in the S, of the following verse, of Hanash Ibn-Málik, immediately after نبأت به in the sense of جاءت به:] فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فَإِنَّ الحُتُو فَ يَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فِى كُلِّ وَادْ [Then take good care of thyself; for deaths (of various kinds) bring (or lead) a man into every valley (or place): i. e., fate brings him to the place where he is destined to be buried, whereever it be]. (S.) b4: نَبَأَ, aor. ـَ see 4.2 نبّأ: see 4.3 نابأهُ He acquainted or informed him, and the latter did the same. (K.) b2: Also, simply, He acquainted or informed him. (TA.) b3: نَابَأَهُمْ He quitted their neighbourhood; withdrew to a distance from them. (K.) [See also art. نبو.]4 انبأهُ إِيَّاهُ, and بِهِ, (and عَنْهُ, S, K, art. كود;) and ↓ نبّأهُ (S, * K) and ↓ نَبَأَهُ, (S, * TA,) each followed by ايّاه or به; (TA;) He informed him, or told him, of it: (K:) or these verbs, followed by ايّاه, signify he made him to know it; and followed by به, he informed him, or told him, of it. (TA.) b2: Es-Semeen says, that انبأ and نبّأ and اخبر and خبّر, when they convey the meaning of knowledge, are triply transitive, or may govern three objective complements, the greatest number that any verb can govern: (TA:) [ex. أَنْبَأْتُ زَيْدًا عَمْرًا قَائِمًا I acquainted Zeyd that 'Amr was standing]. b3: It is also said, that ↓ نبّأ

has a more intensive signification than انبأ: ex.

مَنْ أَنْبَأَكَ هٰذَا قَالَ نَبَّأَنِى العَلِيمُ الخَبِيرُ [Who hath acquainted thee with this? He said, The Knowing, the Intelligent (God), hath apprized me: Kur, lxvi. 3]. (TA.) b4: Sb has mentioned أَنَا

أَنَبُؤُكَ [for انا أَنْبَؤُكَ] as used for the sake of conformity in sound with a preceding word. (M, TA.) [See art. جوأ.]

A2: رَمَى فَأَنْبَأَ He cast, or shot, but did not split, or cleave, or make a slight cut, or scratch: (S, K:) or, did not penetrate. (K.) 5 تنبّأ, (S, K,) said to have been pronounced with ء universally; (Sb, S;) but in the L, تنبّى; (TA;) He arrogated to himself the gift of prophecy, or office of a prophet. (L, K.) 10 استنبأ النَّبَأَ He sought, or searched after, information, or news. (K.) b2: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ (in the Kur, x. 54) means And they will ask thee to inform them, [saying,] Is it true? (Bd.) نَبَأٌ Information; a piece of information; intelligence; an announcement; news; tidings; a piece of news; an account; a narrative, or narration; a story: or what is related from another or others: syn. خَبَرٌ: (S, Msb, K:) it is generally held to be syn. with خَبَرٌ; but accord. to Er-Rághib, signifies an announcement of great utility, from which results either knowledge or a predominance of opinion, and true: (TA:) pl. أَنْبَآءُ. (K.) b2: النَّبَأُ العَظِيمُ [Kur, lxxviii. 2,] accord. to some, The Kur-án: others say, the resurrection: and others, the case of the Prophet. (TA.) b3: الأَنْبَآءُ, in the Kur, xxviii. 66, (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَآءُ) signifies The allegations, pleas, or excuses. (TA.) نَبْأَةٌ An eminence, or protuberance, in the earth, or ground. (TA.) b2: نَبْأَةٌ A low voice, or sound: (S, K:) or the cry, or barking, of dogs. (K.) نَبِىْءٌ, (S, K,) pronounced with ء in the dial. of the people of Mekkeh, (S,) whose pronunciation of it is disapproved by Sb on account of its uncommonness; (TA;) by others, نَبِىٌّ, without ء; (S, K, TA;) A prophet: (TA:) of the measure فَعِيلٌ used in the sense of the measure مُفْعل [i. e.

مُفْعِلٌ or مَفْعَلٌ] (IB) or فَاعِلٌ (S, Es-Sunoosee) or مَفْعُولٌ; (Es-Sunoosee) i. e., who acquaints or informs mankind, (S, K, TA,) or who is acquainted or informed, respecting God and things unseen: or accord. to some, it is derived from نَبْوَةٌ and نَبَاوَةٌ signifying “ elevation; ” (see art. نبو;) in which case it is originally without ء: or, accord. to others, from نَبِىْءٌ in a sense given below; that of “ a conspicuous way. ” (TA.) It is a less special word than رَسُولٌ [when thereby is meant an apostle of God]; for every رسول is a نبىّ, but not every نبىّ is a رسول. (TA.) Pl.

أَنْبِيَآءُ (S, K, without ء, because the ء is changed into ى in the sing., S,) and نُبَأءُ (S, K, like كُرَمَآءُ [pl. of كَرِيمٌ] TA,) and أَنْبَآءٌ [K, these two preserving the original radical ء] and نَبِيُّونَ, (K,) without ء: (TA:) but some pronounced the first and last of these pls., in the Kur-án, with ء; though the more approved pronunciation is without ء. (TA.) The dim. is نُبَيّئٌ, (S, K,) with those who make the pl. نُبَأءٌ [or أَنْبَآءٌ]; but with those who make the pl. أَنْبِيَآء, it is نُبَىٌّ. (K.) b2: An Arab of the desert said to Mohammad, يَا نَبِىْءَ اللّٰهِ, and the latter disapproved of his pronouncing نبىء in this case with ء, because, as it signifies An emigrant, he meant thereby to call him an emigrant from Mekkeh to El-Medeeneh. (S, K, TA.) b3: نَبِىْءٌ A conspicuous, an evident, or a clear, way. (K.) Hence, accord. to some, the apostle [or rather prophet] is so called, because he is the conspicuous, evident, way, that conducts to God. (MF.) b4: نَبِىْءٌ and ↓ نَابِئٌ An elevated, or a protuberant, or gibbous, place. (K.) b5: Hence it is said in a trad., لَا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِىْءِ [Pray not upon the place that is elevated, or protuberant]. (K.) نُبُوْءَةٌ, (K, in the CK نُبُوَّة) in which the ء is sometimes softened in pronunciation, and sometimes [or rather generally] changed into و which is incorporated into the preceding و so that the word is written and pronounced نُبُوَّةٌ, (TA,) Prophecy; the gift of prophecy; the office, or function, of a prophet. (MA, K.) Dim. نُبَيِّئَةٌ. (S, K.) نَابِئٌ act. part. n. of نَبَأَ. b2: A bull [app. a ثَوْرٌ وَحْشِىٌّ] that goes forth from one land or country to another. (TA.) b3: A torrent that comes forth from another land or tract. (S.) b4: A man coming forth unexpectedly from an unknown quarter. (S, A.) b5: [See also نَبِىْءٌ.]

هَلْ عِنْدَكُمْ نَابِئَةُ خَبَرٍ, i. q. جَائِبَةُ خَبَرٍ, [Have ye any current news? or — news from a distant place? &c.: see جائبة]. (A.)
نبأ
نبَأَ يَنبَأ، نَبْئًا، فهو نابئ
• نبَأ الشّخصُ: أخبَرَ. 

أنبأَ يُنبئ، إنباءً، فهو مُنْبِئ، والمفعول مُنْبَأ
• أنبأ الشَّخصُ الخبرَ/ أنبأ الشَّخصُ بالخبرِ: أبلغه، أعلمه إيَّاه "أنْبأ فلانًا النّجاح- أنبأه بمولود جديد/ بقدومه- {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} ". 

استنبأَ/ استنبأَ عن يستنبئ، استِنباءً، فهو مُستنبِئ، والمفعول مُستَنْبَأ
• استنبأ الرَّجلَ: سأله، واستخبره عن أمر ما "استنبأه عمّا جرى في الاجتماع- {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} ".
• استنبأ الخبرَ/ استنبأ عن الخبر: سأل عنه، بحث عنه "استنبأ عن الوضع العامّ- يصغر في أعين الناس من يستنبئ أنباءَهم الخاصّة". 

تنبَّأََ/ تنبَّأَ بـ يتنبَّأ، تنبُّؤًا، فهو مُتنبِّئ، والمفعول مُتنبَّأ به
• تنبَّأ الشَّخصُ:
1 - تنبَّى، ادّعى النُبوءة، وهي تبليغ وحي الله إلى الناس "تنبّأ مُسيلمة فوُصِف بالكذّاب".
2 - ادَّعى
 أنّه قادر على التنبُّؤ بالمستقبل.
• تنبَّأ الشَّخصُ بالأمر: أخبر به قبل وقوعه، أخبر بالغيب، توقّعه "تنبّأ بالحرْب/ بمستقبل باهر/ بالطّقس- تنبّأت النشرةُ الجويّة بسقوط الأمطار". 

نبَّأَ ينبِّئ، تَنْبيئًا وتنْبِئةً، فهو مُنبِّئ، والمفعول مُنبَّأ
• نبَّأه الخبرَ/ نبَّأه بالخبَرِ: خبّره، وأعلمه إيّاه "نبَّأته بقُدوم والده- نبّأه بوقوع الخطر- {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} - {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}: يجازيكم". 

تَنْبئة [مفرد]: مصدر نبَّأَ. 

تنبُّؤ [مفرد]: ج تنبؤات (لغير المصدر):
1 - مصدر تنبَّأََ/ تنبَّأَ بـ.
2 - تكهُّن أو استشفاف أو توقُّع النتائج أو أحداث المستقبل قبل وقوعها عن طريق التخمين، أو دراسة الماضي، أو التحليل العلميّ والإحصائيّ لوقائع معروفة "تنبؤات جوّيّة/ ماليّة- تنبؤات الطقس".
3 - (فك) قضايا تتعلَّق بأحداث المستقبل تُستنبط من القوانين العامّة، كالقضايا الخاصّة بمسار تحرُّكات الكواكب التي تدور حول الشّمس. 

نَبْء [مفرد]: مصدر نبَأَ. 

نَبَأ [مفرد]: ج أنْباء:
1 - خبَرٌ "نَبأ سياسيّ/ رياضيّ- وكالة الأنباء- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} " ° الأنباء: بيان بحوادث معاصرة ذات أهميّة إخباريّة تنشر بجريدة يوميّة أو دوريّة أو تذاع بالإذاعة- نشرات الأنباء: ملخَّصات الأنباء يُعدّها المكتب المختصّ داخل أية هيئة أو مصلحة أو مؤسَّسة للإعلام عن أنبائها، وتبعث بها للصُّحف والجهات التي يُهمّه أن تطَّلع عليها- وكالة الأنباء: الهيئة التي تتخصَّص في استقاء الأنباء وتوزيعها على الصُّحف والإذاعة وغيرها.
2 - ما له وقعٌ، وشأنٌ عظيمٌ " {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} - {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ}: يضرب لمن يرتاب في أمر واقع لا محالة- {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ}: القرآن، أو البعث، أو القيامة".
3 - عاقبة " {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ".
• النَّبَأ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 78 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعون آية. 

نُبوءة [مفرد]:
1 - تكليف إلهيّ لواحدٍ من البشر، يختاره الله لتبليغ رسالته إلى الناس "اتّبع المؤمنون نُبوءة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم- تحقّقت نبوءتُه".
2 - مقامُ النبيّ وجميع مميِّزاته وخصائصه "نبوءة محمد صلّى الله عليه وسلّم- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوءَةَ وَالْكِتَابَ} [ق] ".
3 - إخبار عن الشّيء قبل وقته حزْرًا وتخمينًا، إخبار عن الغيب "نبوءة المنجِّمين". 

نُبوّة [مفرد]:
1 - نُبوءة؛ تبليغ وحي الله إلى النَّاس "اتّبع المؤمنون نبوّةَ محمد صلَّى الله عليه وسلَّم" ° عصر النبوّة: الفترة الزمنيّة من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى وفاته.
2 - مقام النبيّ وجميع مميِّزاته وخصائصه "نُبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم- {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ} ".
3 - إخبار عن الشّيء قبل وقته حزْرًا وتخمينًا، إخبار عن الغيب. 

نَبَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نبيّ: "أحاديثُ نبويّة- الكلام النبويّ". 

نبيء [مفرد]: ج أنبياء: صاحب النبوة المُخبر عن الله، وهو إنسان يصطفيه اللهُ من خلقه ليوحى إليه بدين أو شريعة سواء كُلِّف بالإبلاغ أم لا، وتخفّف الهمزُة فيقال نبيّ " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيءٍ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} [ق]- {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيْئًا} [ق] ". 

نبيّ [مفرد]: ج نبيوّن وأنبياء: نبيء، صاحب النبوّة المُخبر عن الله، وهو إنسان يصطفيه اللهُ من خلقه ليوحى إليه بدين أو شريعة، سواء كُلِّف بالإبلاغ أم لا "محمد صلّى الله عليه وسلّم نبيّ الله المختار- {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} - {وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} "
 ° أبو الأنبياء: سيِّدنا إبراهيم عليه السلام- خاتم النَّبيِّين: سيِّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم- سُنَّة النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ما ثبت عنه صلَّى الله عليه وسلَّم من قول أو فعل أو تقرير.
• الأنبياء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 21 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتا عشرة ومائة آية. 

نبأ: النَّبَأُ: الخبر، والجمع أَنْبَاءٌ، وإِنَّ لفلان نَبَأً أَي خبراً. وقوله عز وجل: عَمَّ يَتساءَلُون عن النَّبَإِ العظيم. قيل عن القرآن، وقيل عن البَعْث، وقيل عن أَمْرِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم. وقد أَنْبَأَه إِيّاه وبه، وكذلك نَبَّأَه، متعدية بحرف وغير حرف، أَي أَخبر. وحكى سيبويه: أَنا أَنْبُؤُك، على الإِتباع. وقوله:

إِلى هِنْدٍ مَتَى تَسَلِي تُنْبَيْ

أَبدل همزة تُنْبَئِي إِبدالاً صحيحاً حتى صارت الهمزة حرف علة، فقوله تُنْبَيْ كقوله تُقْضَيْ. قال ابن سيده: والبيت هكذا وجد، وهو لا محالة ناقص.

واسْتَنْبأَ النَّبَأَ: بحَث عنه.

ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي: أَنْبَأْته وأَنْبأَنِي. قال ذو الرمة يهجو قوماً:

زُرْقُ العُيُونِ، إِذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا * ما يَسْرِقُ العَبْدُ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا

وقيل: نَابَأْتَهم: تركْتَ جِوارَهم وتَباعَدْت عنهم.

وقوله عز وجل: فَعمِيَتْ عليهم الأَنْبَاءُ يومئذٍ فهم لا يَتَساءَلون .

قال الفرَّاءُ: يقول القائل قال اللّه تعالى: وأَقْبَلَ بَعضُهم على بعض يَتَساءَلون؛ كيف قال ههنا: فهم لا يتساءَلُون؟ قال أَهل التفسير: انه يقول عَمِيَتْ عليهم الحُجَجُ يومئذٍ، فسكتوا، فذلك قوله تعالى فهم لا يَتَساءَلون. قال أَبو منصور: سمَّى الحُجَج أَنـْبَاءً، وهي جمع النَّبَإِ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عن اللّه، عز وجل. الجوهري: والنَبِيءُ: الـمُخْبِر عن اللّه، عز وجل، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ. قال ابن بري: صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ. وفي النهاية: فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ.

قال: ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه. يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنـْبَأَ.

قال سيبويه: ليس أَحد من العرب إِلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة،بالهمز، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ، إِلاّ أَهلَ مكة، فإِنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون

غيرها، ويُخالِفون العرب في ذلك. قال: والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة، يعني لقلة استعمالها، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك. أَلا ترى إِلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه، فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإِنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّهِ ولكنِّي نبيُّ اللّه. وذلك أَنه، عليه السلام، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. والجمع: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ:

يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إِنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا

إِنَّ الإِلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً * في خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا

قال الجوهري: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف

العلة كَعِيد وأَعْياد، على ما نذكره في المعتل. قال الفرَّاءُ: النبيُّ: هو من أَنـْبَأَ عن اللّه، فَتُرِك هَمزه. قال: وإِن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، فأَصله غير الهمز. وقال الزجاج: القِرَاءة المجمع عليها، في الـنَّبِيِّين والأَنـْبِياء، طرح الهمز، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا. واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قال: والأَجود ترك الهمز؛ وسيأْتي في المعتل.

ومن غير المهموز: حديث البَراءِ. قلت: ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ،

فردَّ عَليَّ وقال: ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. قال ابن الأَثير: انما ردَّ

عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة

والرِّسالة، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على

الوجهين. والرَّسولُ أَخصُّ من النبي، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً.

ويقال: تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعَى النُّبُوّةَ. وتَنَبَّى كما تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه من الدجّالين الـمُتَنَبِّينَ.

وتصغير النَّبِيءِ: نُبَيِّئٌ، مثالُ نُبَيِّعٍ. وتصغير النُّبُوءة: نُبَيِّئَةٌ، مثال نُبَيِّعةٍ. قال ابن بري: ذكر الجوهري في تصغير النَّبِيءِ نُبَيِّئٌ، بالهمز على القطع بذلك. قال: وليس الأَمر كما ذَكر، لأَن

سيبويه قال: من جمع نَبِيئاً على نُبَآء قال في تصغيره نُبَيِّئ،

بالهمز، ومن جمع نَبيئاً على أَنْبِياء قال في تصغيره نُبَيٌّ، بغير همز. يريد: من لزم الهمز في الجمع لزمه في التصغير، ومن ترك الهمز في الجمع تركه في التصغير. وقيل: الـنَّبيُّ مشتق من الـنَّبَاوةِ، وهي الشيءُ الـمُرْتَفِعُ. وتقول العرب في التصغير: كانت نُبَيِّئةُ مُسَيْلِمَة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ.

قال ابن بري الذي ذكره سيبوبه: كانت نُبُوّةُ مسيلمة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ،

فذكر الأَول غير مصغر ولا مهموز ليبين أَنهم قد همزوه في التصغير، وإِن لم يكن مهموزاً في التكبير. وقوله عز وجل: وإِذ أَخذنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنْكَ ومِن نُوح. فقدّمه، عليه الصلاة والسلام، على نوح، عليه الصلاة والسلام، في أَخذ المِيثاق، فانما ذلك لإِنّ الواو معناها الاجْتِماعُ، وليس فيها دليلٌ أَن المذكور أَوّلاً لا يستقيم أَن يكون معناه التأْخير، فالمعنى على مذهب أَهل اللغة: ومن نُوح وإِبراهيم ومُوسَى وعيسى

بنِ مريمَ ومِنْكَ. وجاء في التفسير: إِنّي خُلِقْتُ قبل الأَنبياء

وبُعِثْتُ بعدَهم. فعلى هذا لا تقديم ولا تأْخير في الكلام، وهو على نَسَقِه.

وأَخْذُ المِيثاقِ حين أُخْرِجوا من صُلْب آدمَ كالذَّرّ، وهي النُّبُوءة.

وتَنَبَّأَ الرَّجل: ادّعَى النُّبُوءة.

ورَمَى فأَنْبَأَ أَي لم يَشْرِمْ ولم يَخْدِشْ.

ونَبَأْتُ على القوم أَنْبَأُ نَبْأً إِذا طلعت عليهم. ويقال نَبَأْتُ من

الأَرض إِلى أَرض أُخرى إِذا خرجتَ منها إليها. ونَبَأَ من بلد كذا

يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: طَرأَ.

والنابِئُ: الثور الذي يَنْبَأُ من أَرض إِلى أَرض أَي يَخْرُج. قال

عديّ بن زيد يصف فرساً:

ولَهُ النَّعْجةُ الـمَرِيُّ تُجاهَ الرَّكْـ * ـبِ، عِدْلاً بالنَّابِئِ المِخْراقِ

أَرادَ بالنَّابِئِ: الثَّوْرَ خَرَج من بلد إِلى بلد، يقال: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ إِذا خَرج من بلد إِلى بلد.

ونَبَأْتُ من أَرض إِلى أَرض إِذا خَرَجْتَ منها إِلى أُخرى. وسَيْلٌ

نابِئٌ: جاء من بلد آخَر. ورجل

نا بِئٌ. كذلك قال الأَخطل:

أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عَنِّيَ القَذَى، * فليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الخَمْرِ

وليسَ قَذاها بالَّذِي قَدْ يَريبُها، * ولا بِذُبابٍ، نَزْعُه أَيْسَرُ الأَمْرِ(1)

(1«وليس قذاها إلخ» سيأتي هذا الشعر في ق ذ ي على غير هذا الوجه.)

ولكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ، * أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْري

ويروى: قداها، بالدال المهملة. قال: وصوابه بالذال المعجمة. ومن هنا قال الأَعرابي له، صلى اللّه عليه وسلم، يا نَبِيءَ اللّه، فهَمز، أَي يا مَن خَرَج من مكةَ إِلى المدينة، فأَنكر عليه الهمز، لأَنه ليس من لغة قريش.ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: هَجَم وطَلَع، وكذلك نَبَهَ ونَبَع، كلاهما على البدل. ونَبَأَتْ به الأَرضُ: جاءَت به قال حنش بن مالك:

فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ، فإِنَّ الحُتُو * فَ يَنْبَأْنَ بالـمَرْءِ في كلِّ واد

ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءاً: ارْتَفَعَ.

والنَّبْأَةُ: النَّشْزُ، والنَبِيءُ: الطَّرِيقُ الواضِحُ.

والنَّبْأَةُ: صوتُ الكِلاب، وقيل هي الجَرْسُ أَيّاً كان. وقد نَبَأَ

نَبْأً. والنَّبْأَةُ: الصوتُ الخَفِيُّ. قال ذو الرمة:

وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ، نَدُسٌ، * بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ، ما في سَمْعِه كَذِبُ

الرِّكْزُ: الصوتُ. والـمُقْفِرُ: أَخُو القَفْرةِ، يريد الصائد.

والنَّدُسُ: الفَطِنُ. التهذيب: النَّبْأَةُ: الصوتُ ليس بالشديد. قال

الشاعر:

آنَسَتْ نَبْأَةً، وأَفْزَعَها القَنَّاصُ * قَصْراً، وقَدْ دَنا الإِمْساءُ

أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ.

نبأ
: ( {النَّبَأُ مُحَرَّكَةً الخَبَرُ) وهما مترادفانِ، وفرَّق بَينهمَا بعضٌ، وَقَالَ الراغبُ:} النَّبأُ: خَبَرٌ ذُو فائدةٍ عظيمةٍ، يَحْصُل بهِ عِلْمٌ أَو غَلَبَةٌ ظَنَ، وَلَا يُقال للخَبَر فِي الأَصْلِ {نَبَأٌ حَتَّى يَتَضَمَّنَ هَذِه الأَشياءَ الثلاثةَ ويَكونَ صادِقاً، وحقُّه أَنْ يَتَعرَّى عنِ الكَذِب، كالمُتَواتِر وخَبَرِ اللَّهِ وخَبرِ الرسولِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولتَضَمُّنِه معنى الخَبَرِ يُقَال: أَنْبَأْتُه بِكَذَا، ولتَضَمُّنه معنى العِلْمِ يُقَال:} أَنْبَأَتُه كَذَا. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {1. 031 إِن جَاءَكُم فَاسق! بنبإ} (الحجرات: 6) الْآيَة، فِيهِ تَنْبِيه على أَنّ الخَبرَ إِذا كَانَ شَيئًا عَظيماً فحقُّه أَن يُتَوَقَّفَ فِيهِ، وإِن عُلِمَ وغَلَبَ صِحَّته على الظنِّ حَتَّى يُعادَ النَّظَرُ فِيهِ ويَتَبَيَّن (فَضْلَ تَبَيُّنٍ يُقَال {نَبَّأْته} وأَنْبَأْته) (ج {أَنباءٌ) كخَبَرٍ وأَخبارٍ، وَقد (} أَنْبَاه إِيَّاه) إِذا تضمَّن مَعْنَى العِلْم، (و) {أَنبأَ (بِهِ) إِذا تَضَمَّن معنى الخَبَر، أَي (أَخْبَره،} كنَبَّأَهُ) مشدَّداً، وحَكى سيبويهِ: أَنا {أَنْبُؤُك، على الإِتباع. وَنقل شيخُنا عَن السَّمِين فِي إِعرابه قَالَ: أَنْبَأَ ونَبَّأَ وأَخْبَرَ، مَتى ضُمِّنَتْ معنى العِلْم عُدِّيَت لِثلاَثةِ وَفِي نِهايَةُ التَّعَدِّي، وأَعلمته بِكَذَا مُضَمَّنٌ معنى الإِحاطة، قيل: نَبَّأْتُه أَبلَغُ من أَنْبَأْتُه، قَالَ تَعَالَى: {مَنْ} أَنبَأَكَ هَاذَا قَالَ {- نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (التَّحْرِيم: 3) لم يقل} - أَنْبَأَني، بل عَدَل إِلى نَبَّأَ الَّذِي هُوَ أَبلغُ، تَنْبِيهاً على تَحْقيقِه وكَوْنِه مِن قِبَلِ الله تَعَالَى. قَالَه الرَّاغِب.
( {واسْتَنْبَأَ النَّبأَ: بَحَثَ عَنهُ،} ونَابَأَه) {ونَابَأْتُه} أَنبؤة {وأَنْبَأَته أَي (أَنْبَأَ كُلٌّ مِنْهُمَا صاحِبَه) قَالَ ذُو الرّمَّة يهجو قوما:
زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهُمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
(} - والنَّبِيءُ) بِالْهَمْز مكِّيَّة، فَعِيلٌ بِمَعْنى مُفْعِل، كَذَا قَالَه ابنُ بَرِّيّ، هُوَ (المُخْبِرُ عَن اللَّهِ تَعَالَى) فإِن الله تَعَالَى أَخبره بتوحيده، وأَطْلَعَه على غَيْبه وأَعلمه أَنه نبيُّه. وَقَالَ الشَّيْخ السنوسي فِي شَرْحِ كُبْرَاه: {النَّبِيءُ، بِالْهَمْز، من النَّبَإِ، أَي الْخَبَر لأَنه أَنبأَ عَن الله أَي أَخبر، قَالَ: وَيجوز فِيهِ تَحْقِيق الْهَمْز وتَخْفيفه، يُقَال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ أَحدٌ من الْعَرَب إِلا وَيَقُول} تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ، بِالْهَمْز، غير أَنهم تَرَكُوا فِي الْهَمْز النَّبِيّ كَمَا تَرَكوه فِي الذُّرِّيَّة واليَرِية والخَابِيَة، إِلا أَهل مَكَّة فإِنهم يهمزون هَذِه الأَحرف، وَلَا يَهْمزون فِي غَيرهَا، ويُخالفونٍ العَربَ فِي ذَلِك، قَالَ: والهمز فِي النبيّ لغةٌ رَدِيئة، أَي لِقلَّة اسْتِعْمَالهَا، لَا لِكَوْنِ القياسِ يَمنع ذَلِك (وتَرْكُ الهَمْزِ) هُوَ (المُخْتارُ) عِنْد الْعَرَب سوى أَهل مَكَّة، وَمن ذَلِك حديثُ البَرَاء: قلتُ: ورسُولِك الَّذِي أَرسَلْتَ، فردَّ عليّ وَقَالَ (وَنبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ ابنُ الأَثير، وإِنما رَدَّ عَلَيْهِ ليختلِفَ اللفظانِ وَيَجْمَع لَهُ الثَّناءَ بَين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة، وَيكون تَعْدِيداً اللنِّعْمَة فِي الحالَيْنِ وتعظيماً للمِنَّة على الوَجْهَيْنِ. والرسولُ أَخصُّ من النَّبِيّ، لأَن كلَّ رسولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيَ رَسُولا (ج {أَنْبِيَاءُ) قَالَ الْجَوْهَرِي: لأَن الْهَمْز لما أَبْدِل وأُلْزِم الإِبدالَ جُمِعَ جَمْعَ مَا أَصْلُ لامه حَرْفُ العلّة، كَعِيدٍ وأَعْياد، كَمَا يأْتي فِي المعتلّ (} ونُبَآءُ) ككُرَمَاءَ، وأَنشد الجوهريُّ للعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ رَضِي الله عَنهُ:
يَا خَاتَم {النُّبَآءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ
بِالْخَيْرِ كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا
إِنَّ الإِلاهَ بَنَى عَلَيْكَ مَحَبَّةً
فِي خَلْقِه ومُحَمَّداً سَمَّاكَا
(} وأَنْبَاءٌ) كَشهِيدٍ وأَشْهَادٍ، قَالَ شَيخنَا وخُرِّجتْ عَلَيْهِ آياتٌ مَبْحوثٌ فِيهَا، {والنَّبِيئونَ جمعُ سَلامةٍ، قَالَ الزجَّاجُ القِراءَةُ المُجْمَع عَلَيْهَا فِي} النَّبِيِّينَ {والأَنْبِياءِ طَرْحُ الهَمْزِ، وَقد همز جَماعةٌ من أَهل الْمَدِينَة جميعَ مَا فِي الْقُرْآن من هَذَا، واشتقاقُه من نَبأَ وأَنبأَ، أَي أَخبر، قَالَ: والأُجودُ تَرْكُ الْهَمْز، انْتهى (والاسمُ} النُّبُوءَةُ) بِالْهَمْز، وَقد يُسَهَّل، وَقد يُبْدَل وَاواً ويُدْغم فِيهَا، قَالَ الرَّاغِب: {النُّبُوَّةُ: سِفارَةٌ بَين اللَّهِ عزَّ وجلَّ وَبَين ذَوِي العُقولِ الزَّكِيَّة لإِزَاحَةِ عِلَلِهَا.
(} وَتَنَبَّأَ) بِالْهَمْز على الِاتِّفَاق، وَيُقَال تَنَبَّى، إِذا (ادَّعَاها) أَي النُّبُوَّةَ، كَمَا! تَنَبَّى مُسَيْلِمَةُ الكَذَّاب وغيرُه من الدجَّالين، قَالَ الرَّاغِب: وَكَانَ من حَقّ لَفظه فِي وضْع اللغةِ أَن يَصِحَّ استعمالُه فِي {- النَّبِيءِ إِذا هُوَ مُطَاوع نَبَّأَ كَقَوْل زَيَّنَه فَتَزَيَّنَ وحَلاَّه فَتَحلَّى (وجَمَّلَه فَتَجمَّل) لَكِن لمَّا تُعُورفَ فِيمَن يَدَّعي النبُوَّة كَذِباً جُنِّبَ استعْمَالُه فِي المُحِقّ وَلم يُسْتَعْمَل إِلاَّ فِي المُتَقَوِّلِ فِي دَعْوَاهُ. (وَمِنْه} المُتَنَبّىءُ) أَبو الطَّيِّبِ الشاعرُ (أَحمدُ بنُ الحُسينِ) بن عبد الصَّمد الجُعْفِيّ الكِنْدِيّ، وَقيل مَوْلاَهم، أَصلُه من الكُوفة (خَرَج إِلى بَني كَلْب) ابْن وَبرَة من قُضَاعة بأَرض السَّمَاوَة، وتَبِعه خلْقٌ كثيرٌ، وَوضع لَهُم أَكاذيبَ (وادَّعَى) أَوَّلاً (أَنَّه حَسَنِيّ) النّسَب ثمَّ ادَّعَى النُّبُوَّةَ فشُهِدَ) بِالضَّمِّ (عَلَيْهِ بالشأْم) يَعْنِي دِمَشْقَ (وحُبِسَ دَهْراً) بِحِمْصِ حِين أَسرَه الأَميرُ لُؤْلُؤٌ نَائِب الإِخشيد بهَا، وفَرَّق أَصحابَه، وادَّعى عَلَيْهِ بِمَا زَعمه فأَنكر (ثُمَّ اسْتُتِيبَ) وكَذَّب نَفْسه (وأُطْلِقَ) من الحَبْس وطَلَب الشِّعْرَ فقاله وأَجاد، وفاقَ أَهلَ عَصْرِه، واتصلَ بِسَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ، فمدَحه، وَسَار إِلى عَضُد الدَّوْلَة بفارِس، فمدحه، ثمَّ عَاد إِلى بغدادَ فقُتِل فِي الطّريق بقُرْبِ النَّعْمَانية سنة 354 فِي قِصّةٍ طويلةٍ مَذكورة فِي مَحلّها، وَقيل: إِنما لُقِّب بهِ لِقُوَّة فَصاحَته، وشِدَّةِ بلاغته، وكَمَالِ مَعرفته، وَلذَا قيل:
لَزْ يَرَ النَّاسُ ثَانِيَ {- المُتَنَبِّي
أَيُّ ثَانٍ يُرَى لِبِكْر الزَّمَانِ
هُوَ فِي شِعْرِه نَبِيٌّ ولكِنْ
ظَهَرْتْ مُعْجِزِاتُه فِي المَعَانِي
وَكَانُوا يُسمُّونه حَكيمَ الشعراءِ، وَالَّذِي قَرَأْتُ فِي شَرْحِ الواحدي نقلا عَن ابنِ جِنّي أَنه إِنما لُقِّب بقوله:
أَنَا فِي أُمَّةٍ تَدَارَكَها اللَّهُ
غَرِيبٌ كَصَالِحٍ فِي ثَمُودِ
(ونَبَأَ كمنَع} نَبْأً {ونُبُوءًا: ارْتَفع) قَالَ الفَرَّاء: النَّبِيُّ هُوَ من أَنْبأَ عَن الله، فتُرِك همزُه، قَالَ: وإِن أُخِذَت من} النُّبُوَّة! والنَّبَاوَة وَهِي الِارْتفَاع (عَن الأَرض) أَي أَنه أَشرف على سَائِر الخَلْق فأَصله غير الْهَمْز.
(و) نَبَأَ (عَلَيْهِم) {يَنْبَأُ} نَبْأً {ونُبُوءًا: هَجَم و (طَلَعَ) وَكَذَلِكَ نَبَهَ ونَبَعَ، كِلَاهُمَا على الْبَدَل، ونَبَأْتُ على الْقَوْم نَبْأَ إِذا اطَّلَعْت عَلَيْهِم، (و) يُقَال: نَبَأَ (مِنْ أَرْضٍ إِلى أَرْض) أُخْرَى أَي (خَرَج) مِنْها إِليها.} والنَّابِىءُ: الثورُ الَّذِي يَنْبَأُ ن أَرضٍ إِلى أَرْض، أَي يَخْرُج، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً:
وَلَهُ النَّعْجَةُ المَرِيُّ تُجَاهَ الرّ
كْبِ عِدْلاً بِالنَّابِيء المِخْرَاقِ
أَراد! بالنابىءِ ثَوْراً خَرَج من بَلدٍ إِلى بلد، يُقَال: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ، إِذا خرَج من بَلدٍ إِلى بلدِ، وسَيْلٌ نَابِيءٌ: جاءَ من بلدٍ آخَرَ، ورجلٌ نابِيءٌ، أَي طارِيءٌ من حَيْثُ لَا يُدْرَى، كَذَا فِي (الأَساس) ، قَالَ الأَخطل:
أَلاَ فَاسْقِيَاني وَانْفِيَا عَنِّيَ القَذَى
فَلَيْسَ القَذَى بِالعُودِ يَسْقُطُ فِي الخَمْرِ
وَلَيْسَ قَذَاهَا بِالَّذِي قَدْ يَرِيبُهَا
وَلاَ بِذُبَابٍ نَزْعُهُ أَيْسَرُ الأَمْرِ
وَلكِنْ قَذَاهَا كُلُّ أَشْعَثَ نَابِيءٍ
أَتَتْنَابِهِ الأَقْدَارُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي
(و) مِن هُنَا مَا جاءَ فِي حَدِيثٍ أَخرَجه الحاكمُ فِي (المُسْتَدرك) ، عَن أَبي الأَسود، عَن أَبي ذَرَ وَقَالَ إِنه صَحِيح على شَرْط الشَّيْخَيْنِ (قولُ الأَعرابيّ) لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يَا نَبِيءَ اللَّهِ، بِالْهَمْز، أَي الخارِجَ من مَكَّة إِلى الْمَدِينَة) فَحِينَئِذٍ (أَنكَره) أَي الْهَمْز (عَلَيْهِ) على الأَعرابيّ، لأَنه لَيْسَ من لُغة قُرَيْش، وَقيل: إِن فِي رُوَاته حُسَيْن الجُعْفيّ وَلَيْسَ من شَرطهمَا، وَلذَا ضَعَّفه جماعَةٌ من القُرَّاءِ والمُحَدِّثين، وَله طَرِيق آخرُ مُنقطِع، رَوَاهُ أَبو عُبَيد: حَدَّثنا مُحمدُ بن سَعْدٍ عَن حَمْزَة الزَّياتِ عَن حِمْران بن أَعْيَنَ أَن رجلا فَذكره، وَبِه استدَلَّ الزركشيُّ أَن المختارَ فِي النَّبِيّ تَرْمُ الهمزِ مُطلقاً، وَالَّذِي صرَّح بِهِ الجوهريُّ والصاغاني، بأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِنما أَنكره لأَنه أَراد يَا مَنْ خَرَج من مَكَّة إِلى الْمَدِينَة، لَا لكَونه لم يكن من لُغته، كَمَا توهَّموا، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَقُولُواْ راعِنَا} (الْبَقَرَة: 104) فإِنهم إِنما نُهُوا عَن ذَلِك لأَن اليهودَ كَانُوا يَقْصِدون استعمالَه مِن الرُّعونة، لَا من الرِّعاية، قَالَه شيخُنا، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهمزُ فِي النبيِّ لغةٌ رَدِيئَة، يَعْنِي لِقِلّة اسْتِعْمَالهَا، لَا لأَنّ القِياس يمْنَع من ذَلِك، أَلاَ تَرَى إِلى قَول سيِّدنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموقد قيل لَهُ يَا نَبيءَ اللَّهِ (فقالَ) لَهُ (إِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا نَنْبِرُ، ويروى: (لَا تَنْبِزْ باسمى) كَذَا فِي النُّسخ الْمَوْجُودَة، من النَّبَزِ وَهُوَ اللَّقَب، أَي لَا تَجْعَل لَا سمى لَقَباً تَقْصِدُ بِهِ غيرَ الظَّاهِر. وَالصَّوَاب: لَا تَنْبِرْ، بالراءِ أَي لَا تَهْمِزْ، كَمَا سيأْتي (فإِنّما أَنَا نبِيُّ اللَّهِ، أَي بِغَيْر همزٍ) وَفِي رِوَايَة فَقَالَ: (لَسْتُ {- بِنَبِيءِ اللَّه وَلَكِن نَبِيُّ الله، وَذَلِكَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنكر الْهَمْز فِي اسْمه، فرَدَّه على قَائِله، لأَنه لم يَدْرِ بِمَا سمَّاه، فأَشفق أَن يُمْسِكَ على ذَلِك، وَفِيه شَيْء يتعلَّق بالشرْع، فَيكون بالإِمساك عَنهُ مُبِيحَ مَحْظورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. [كَذَا فِي (اللِّسَان) ، قَالَ أَبو عليّ الفارسيّ: وَيَنْبَغِي أَن تكون روايةُ إِنكارِه غيرَ صحيحةٍ عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام، لأَن بعض شُعرائه وَهُوَ العبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ قَالَ (يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ) وَلم يَرِدْ عَنهُ إِنكارُه لذَلِك، فتأَمَّل.
(} - والنَّبِيءُ) على فَعِيل (: الطريقُ الواضِحُ) يُهمز وَلَا يُهمز، وَقد ذكره المُصَنّف أَيضاً فِي المعتلّ، كَمَا سيأْتي، قَالَ شَيخنَا: قيل: وَمِنْه أُخذ الرَّسُول، لأَنه الطريقُ المُوَضِّحُ المُوَصِّلُ إِلى الله تَعَالَى، كَمَا قَالُوا فِي {1. 031 أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} (الْفَاتِحَة: 6) هُوَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا فِي الشِّفَا وشُرُوحه. قلت: وَهُوَ مفهومُ كلامِ الكِسائيّ) فإِنه قَالَ: النَّبِيءُ: الطريقُ، والأَنْبِياءُ: طُرُق الهُدى. (و) النبيءُ (: المكانُ المرتفِعُ) الناشِزُ (المُحْدَوْدِبُ) يُهمَزُ وَلَا يُهْمَز (كالنَّابِيء) وَذكره ابنُ الأَثير فِي المُعتلّ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : نَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا إِذا ارْتَفع (وَمِنْه) مَا وَردَ فِي بعض الأَخبار وَهِي من الأَحاديث الَّتِي لَا طُرُقَ لَهَا (لَا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِيءِ) بِالْهَمْز، أَي المكانِ المُرْتَفع المُحْدَوْدِب، وَمِمَّا يُحَاجَى بِهِ: صَلُّوا على النَّبِيء، وَلَا تُصَلُّوا على النَّبِيء، وَغلط المُلاَّ عليّ فِي ناموسه، إِذ وَهَّم المَجْدَ فِي ذِكْرِه فِي المهموز، اغترَاراً بابنِ الأَثير، وظَنًّا أَنه من النَّبْوة بِمَعْنى الِارْتفَاع، وَقد نَبَّه على ذَلِك شيخُنا فِي شَرحه ( {والنَّبْأَةُ) : النَّشْزُ فِي الأَرض، و (: الصَّوْتُ الخَفِيُّ) أَو الخَفِيف، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وقدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ
بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ مَا فِي سَمْعِهِ كَذِبُ
الرِّكْزُ: الصَّوْتُ، والمُقْفِرُ: أَخو القَفْرَةِ، يُرِيد الصائدَ. والنَّدُسُ: الفَطِنُ وَفِي (التَّهْذِيب) :} النَّبْأَةُ: الصَّوْت لَيْسَ بالشديد، قَالَ الشَّاعِر:
آنَسَتْ {نَبَأَةً وأَفْزَعَهَا الْقَنَّ
اصُ قَصْراً وَقَدْ دَنَا الإِمْساءُ
أَرادَ صَاحِبُ نَبْأَةٍ (أَو) النَّبْأَة (صَوْتُ الكِلابِ) قَالَ الحَرِيرِيّ فِي مقاماته: فسمعنا فسمِعنا نَبْأَة مُسْتَنْبِح، ثمَّ تَلَتْهَا صَكَّةُ مُسْتَفْتِح، وَقيل: هِيَ الجَرْسُ أَيًّا كَانَ، وَقد (نَبَأَ) الْكَلْب (كمَنَعَ) نَبْأً.
(} ونُبَيْئَةُ) بِالضَّمِّ (كجُهَيْنَةَ ابنُ الأَسْوَدِ العُذْرِيّ) وَضَبطه الْحَافِظ هَكَذَا، وَقَالَ: هُوَ زَوْج بُثَيْنَة العُذْرِيَّة صاحِبةِ جَمِيلِ بن مَعْمَرٍ، وابنُه سَعِيدُ بنُ نُبَيْئَةَ، جاءَت عَنهُ حِكاياتٌ، وتَصغير النَّبِيءِ نُبَيِّيءٌ مِثال نُبَيِّع (و) يَقُولُونَ فِي التصغير كَانَت (نُبَيِّئَةُ مُسَيْلِمَةَ) مِثال نُبَيِّعَة، نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ (تصغيرُ النُّبُوءَةِ وَكَانَ نُبَيِّيءَ سَوْءٍ) بِالْفَتْح، وَهُوَ (تَصْغِير نَبِيءٍ) بِالْهَمْز، قَالَ ابْن بَرِّيّ: الَّذِي ذكره سيبويهِ: كَانَ مُسَيْلِمَة نُبُوَّتُه! نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ، فَذكر الأَوَّل غيرَ مُصَغَّرٍ وَلَا مَهْمُوز، لِيُبَيِّن أَنهم قد همزوه فِي التصغير وإِن لم يكن مهموزاً فِي التَّكْبِير، قَالَ ابنُ بَرّيّ: ذكر الجَوْهَرِيُّ فِي تَصْغِير النَّبِيءِ {نُبَيّىءٌ، بِالْهَمْز على الْقطع بذلك، قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر كَمَا ذَكر، لأَن سيبويهِ قَالَ (هَذَا فِيمَن يَجْمَعُهُ) أَي} نَبِيئَاً (على نُبَآءَ) كَكُرماء، أَي فيصغره بِالْهَمْز (وأَمّا مَنْ يَجمعُه على أَنْبِياءَ فَيُصَغِّرُه على {- نُبَيٍّ) بِغَيْر همزٍ، يُرِيد: مَنْ لَزِم الهَمْزَ فِي الْجمع لَزِمه فِي التصغير، وَمن ترك الهَمْز فِي الْجمع تَركه فِي التصغير، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (وأَخطأَ الجَوهريُّ فِي الإِطلاق) حَسْبَمَا ذكرنَا، وَهُوَ إِيرادُ ابنِ بَرِّيّ، وَلَكِن مَا أَحلَى تَعبيره بقوله: وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِك، فَانْظُر أَين هَذَا من قَوْله أَخْطأَ، على أَنه لَا خطأَ، فإِنه إِنما تَعرَّض لتصغير المهموز فَقَط، وَهُوَ كَمَا قَالَ، وَهُنَاكَ جوابٌ آخُر قَرَّره شَيخنَا.
(و) يُقَال (: رَمَى) فلانٌ (} فَأَنْبَأَ، أَي لم يَشْرِمْ وَلم يَخْدِشْ، أَو) أَنه (لم يُنْفِذْ) نَقله الصَّاغَانِي، وسيأْتي فِي المعتل أَيضاً.
( {ونَابَأَهُمْ) } مُنَابَأَةً (: تَرَكَ جِوَارَهم وتَبَاعَدَ عَنْهُم) قَالَ ذُو الرُّمَّة يهجو قوما:
زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
ويُرْوَى نَاوَأْتَهُم، كَمَا سيأْتي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَبَأَتْ بِهِ الأَرضُ: جاءَتْ بِهِ، قَالَ حَنَشُ بنُ مَالك:
فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فَإِنَّ الحُتُو
فَ {يَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فِي كُلِّ وَادِ
} ونُبَاءٌ كَغُرَاب: موضِعٌ بِالطَّائِف.
وَيُقَال: هَل عنْدكُمْ مِن {نَابِئَةِ خَبَر.
} والنُّبَاءَةَ كَثُمَامَة: مَوضِع بِالطَّائِف وقَعَ فِي الحَديث هَكَذَا بالشكّ: خَطَبنا {بالنُّبَاءَة، أَو} بالنُّبَاوَة.
وأَبو نُبَيْئَة الهُذَلِيُّ شاعرٌ.
نبأ: {أنباء}: أخبار. {ويستنبئونك}: يستخبرونك.
(نبأ)
الشَّيْء نبئا ونبوءا ارْتَفع وَظهر وَمن أَرض إِلَى أَرض أُخْرَى خرج مِنْهَا إِلَيْهَا وعَلى الْقَوْم طلع عَلَيْهِم وهجم وَيُقَال نبأ نبئا ونبأة صات صَوتا خَفِيفا ونبأ الرجل نبأ أخبر
ن ب أ: (النَّبَأُ) الْخَبَرُ، يُقَالُ: (نَبَأَ) وَ (نَبَّأَ) وَ (أَنْبَأَ) أَيْ أَخْبَرَ وَمِنْهُ (النَّبِيُّ) لِأَنَّهُ أَنْبَأَ عَنِ اللَّهِ وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ تَرَكُوا هَمْزَهُ كَالذُّرِّيَّةِ وَالْبَرِيَّةِ وَالْخَابِيَةِ إِلَّا أَهْلَ مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ الْأَرْبَعَةَ. قُلْتُ: وَتَمَامُ الْكَلَامِ فِي النَّبِيِّ مَذْكُورٌ فِي [ن ب ا] مِنَ الْمُعْتَلِّ. 
نبأ: النَّبَأُ مَهْمُوْزٌ: الخَبَرُ، أَنْبَأَه ونَبَّأَه: خَبَّرَه، واسْتَنْبَأْتُه، والجَمِيْعُ الأنْبَاءُ.
والنّابِئَةُ: الطّارِئَةُ تَنْبَأُ عليكَ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
وأَنْبَأَ: صَادَفَ نَبَأً.
والنَّبِيْءُ: مَنْ هَمَزَه من ذلك؛ لأنَّه أَنْبَأَ عن اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى، ومَنْ خَفَّفَه فهو من النَّبْوَةِ للمَكَانِ المُرْتَفِعِ.
والنَّبِيْءُ: التَّلُّ من الرَّمْلِ. والطَّرِيْقُ الواضِحُ يَأْخُذُ بكَ إلى حَيْثُ تُرِيْدُ.
والثَّوْرُ النّابِىءُ: الذي يَنْبَأُ من أرْضٍ إلى أرْضٍ.
والنَّبْأَةُ: صَوْتُ الكِلاَبِ، نَبَأَ به نَبْأً ونَبْأَةً.
والإِنْبَاءُ: أنْ يَرْمِيَ فلا يُنْفِذُ.
ونَابَأْتُ الرَّجُلَ: أي ذَاكَرْتُه ما في نَفْسِه ونَفْسي.
ن ب أ

أتاني نبأ من الأنباء، وأنبئت بكذا وكذا، ونبئت، واستنبأته: استخبرته، ونبّيء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستنبيء. ورجل نابيء. وسيل نابيء: طارىء من حيث لا يدرى، وقد نبأ علينا وضبأ. وهل عندكم نابئة خبرٍ ومغرّبة خبرٍ وجائبة خبرٍ. وقال خنيش بن مالك:

فنفسك أحرز فإن الحتو ... ف ينبأن بالمرء في كلّ واد

وقال:

ألا فاسقياني وانفيا عنكما القذى ... وليس القذى بالعود يسقط في الخمر ولكن قذاها كل أشعث نابيء ... أتتنا به الأقدار من حيث لا ندري

وقال أبو النجم:

والنابيء العريض من جهالها

وسمعت نبأةً: صوتاً.
[نبأ] نه: فيه: قال لقائل يا "نبئ" الله: "لا تنبر" باسمي فإنما أنا نبي الله، هو بمعنى فاعل من النبأ: الخبر، لأنه أنبأ عن الله، ويجوز تخفيف همزته وتحقيقها، نبأ ونبأ وأنبأ، سيبويه: كل العرب يقول: تنبأ مسيلمة- بالهمزة، غير أنهم خففوا النبي كالذرية والبرية والخابية إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الثلاثة لا غيرها؛ الجوهري: نبأت عليهم- إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض- إذا خرجت منها، وأراده الأعرابي، لأنه خرج من مكة، فأنكر عليه الهمز لأنه ليس من لغة قريش، وقيل: هو مشتق من النباوة وهي الشيء المرتفع، ومن المهموز شعر ابن مرداس:
يا خاتم النباء إنك مرسل
ومن الأول ح: قلت: ورسولك الذي أرسلت، فرد وقال: ونبيك الذي أرسلت، وهذا ليختلف اللفظان ويجمع له الثناءين: النبوة والرسالة، والرسول أخص. جك وجه الرد أن فيه مدحًا بوصفين وفي المردود تكرير مدح بوصف، والنبي: المنبئ وإن لم يؤمر بالتبليغ، والرسول: المأمور به، وفيه حجة لمن منع نقل الحديث بالمعنى. ط: لا ونبيك الذي أرسلت، وقيل: لأن الرسول يدخل فيه جبرئيل، وقيل: رعاية للفظ الوارد لاحتمال خاصية فيه. ش: السمت والتؤدة والاقتصاد جزء من أربع وعشرني من "النبوة"، أي من شمائل الأنبياء عليهم السلام لأن النبوة لا يتجزأ ولا أن من جمعها يكون نبيًا. ج: وفيه: فسيكون لها "نبأ"، أي شأن يتحدث به الناس. غ: "عن "النبأ" العظيم" أي القرآن أو أمر القيامة. و""لتنبئنهم" بأمرهم" لتجازينهم بفعلهم، العرب في الوعيد: لأنبئنك ولأعرفنك.
نبأ
[النَّبَأُ] : خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غَلَبَة ظنّ، ولا يقال للخبر في الأصل نَبَأٌ حتى يتضمّن هذه الأشياء الثّلاثة، وحقّ الخبر الذي يقال فيه نَبَأٌ أن يتعرّى عن الكذب، كالتّواتر، وخبر الله تعالى، وخبر النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولتضمُّن النَّبَإِ معنى الخبر يقال: أَنْبَأْتُهُ بكذا كقولك: أخبرته بكذا، ولتضمّنه معنى العلم قيل: أَنْبَأْتُهُ كذا، كقولك: أعلمته كذا . قال الله تعالى: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ
[ص/ 67 68] ، وقال: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ
[النبأ/ 1- 2] ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ [التغابن/ 5] ، وقال: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ
[هود/ 49] ، وقال:
تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها
[الأعراف/ 101] ، وقال: ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ [هود/ 100] ، وقوله:
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
[الحجرات/ 6] فتنبيه أنه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر فحقّه أن يتوقّف فيه، وإن علم وغلب صحّته على الظّنّ حتى يعاد النّظر فيه، ويتبين فضل تبيّن، يقال:
نَبَّأْتُهُ وأَنْبَأْتُهُ. قال تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
[البقرة/ 31] ، وقال:
أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ
[البقرة/ 33] ، وقال: نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ
[يوسف/ 37] ، وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ
[الحجر/ 51] ، وقال: أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ
[يونس/ 18] ، قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ [الرعد/ 33] ، وقال: نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
[الأنعام/ 143] ، قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ [التوبة/ 94] . ونَبَّأْتُهُ أبلغ من أَنْبَأْتُهُ، فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[فصلت/ 50] ، يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
[القيامة/ 13] ويدلّ على ذلك قوله: فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
[التحريم/ 3] ولم يقل: أَنْبَأَنِي، بل عَدَلَ إلى «نَبَّأَ» الّذي هو أبلغُ تنبيهاً على تحقيقه وكونه من قِبَلِ الله. وكذا قوله: قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ
[التوبة/ 94] ، فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
[المائدة/ 105] والنُّبُوَّةُ: سِفَارَةٌ بين الله وبين ذوي العقول من عباده لإزاحة عللهم في أمر مَعادِهم ومَعاشِهم. والنَّبِيُّ لكونه منبِّئا بما تسكن إليه العقول الذَّكيَّة، وهو يصحُّ أن يكون فعيلا بمعنى فاعل لقوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي
[الحجر/ 49] ، قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ
[آل عمران/ 15] ، وأن يكون بمعنى المفعول لقوله: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم/ 3] . وتَنَبَّأَ فلان: ادَّعى النُّبوَّة، وكان من حقّ لفظه في وضع اللّغة أن يصحّ استعماله في النبيِّ إذ هو مُطاوِعُ نَبَّأَ، كقوله: زَيَّنَهُ فَتَزَيَّنَ، وحَلَّاهُ فَتَحَلَّى، وجَمَّلَهُ فَتَجَمَّلَ، لكن لمَّا تُعُورِفَ فيمن يدَّعِي النُّبوَّةَ كَذِبا جُنِّبَ استعمالُه في المُحقِّ، ولم يُستعمَل إلّا في المُتقوِّل في دَعْواه. كقولك: تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ، ويقال في تصغير نَبيء: مُسَيْلِمَة نُبَيِّئُ سَوْءٍ، تنبيهاً أنَّ أخباره ليست من أخبار الله تعالى، كما قال رجل سمع كلامه: والله ما خرج هذا الكلام من إلٍّ أي: اللهِ. والنَّبْأَة الصَّوْتُ الخَفِيُّ.

عجس

[عجس] نه: فيه "فيتعجسكم" في قريش، أي يتتبعكم.
(عجس) - في حديث الأَحْنَف: "فيَتَعَجَّسُكم في قُرَيْش".
: أي يَتَتَبّعكم. وتَعَجَّسَت الأَرضَ غُيوثٌ، أصابها غَيثٌ. بعد غَيْثٍ ومَطَر عَجُوسٌ: مُنْهَمِرٌ.

عجس


عَجَسَ(n. ac. عَجْس)
a. [acc. & 'An], Kept back, prevented from.
تَعَجَّسَ
a. [Bi], Detained.
b. Temporized; procrastinated.
c. Pursued, kept in view.

عَجْسa. Middle; middle of.
b. Handle ( of the bow ).
عِجْس
عُجْسa. see 1 (b)
عُجْسَةa. A period of the night.

عَجِيْسa. Impotent.

عَجُوْسa. Pouring rain.
عجس
العَجسُ: شدةُ القَبْض على الشيء، ومنه: عَجس القوس ومَعجِسًها: لِمَقبِضِها. ومَضى عجسٌ من الليل وعجاساءُ: أي ثُلُث. وعَجَاسَاءُ الليْل: ظُلْمَتُه. والعَجَاسَاءُ من الإبِل: العِظامُ المَسَان. والعظَام من السَّحاب والجَرادِ. وكُلُّ ما عَجَسَكَ عن أمْرٍ أي مَنَعَكَ وحَبَسَكَ. وأرْضٌ تَعَجًسَتْها غُيُوْثٌ، والعجُوْسُ: القَاطِرُ، وفي مَثَلٍ: " عَجَاسَاءُ غَيْثٍ يَفْري ويَذَر ".
والعَاجسُ والمُتَعجسُ: المُتَأخرُ في القِتال، مأخُوذٌ من عَجْس اللَّيْل وعَجِيْسِه: أي آخِره.
ولا آتِيْكَ سَجِيْسَ عُجَيْسَ، وقد يصرَفُ عُجَيسٌ فيُقال عُجَيْس: أي الدهْر. والاعْجَس: الشديدُ العَجْس أي الوَسَط. والعِجَّوْسُ: العَجّوْلُ.
[عجس] العَجْسُ والعُجْسُ والعِجْسُ: مَقْبِض القوس. وكذلك المعجس، مثال المجلس. وأما قول الراجز :

وفِتيةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ * فهو طائفةٌ من وسط الليل، كأنَّه مأخوذ من عَجْسِ القوس. يقال: مضى عَجْسٌ من الليل. والعَجاساءُ: القطعة العظيمة من الابل. قال الراعى:

إذا بركت منها عجاساء جلة * والعجاساء أيضا: الظلمة. والعجنس: الجمل الضخم. قال العجاج :

يتبعن ذا هداهد عجنسا * والجمع عجانس، بحذف الثقيلة لانها زائدة. وعجسنى عن حاجتى يعجسنى عجسا، أي حبسني. والعجس: القبض على الشئ. وتعجست أمر فلان، إذا تَعقَّبته وتتبّعته. يقال: تَعَجَّسِت الأرض غُيوثٌ، إذا أصابها غيثٌ بعد غيث. ومطرٌ عَجوسٌ، أي منهمر. قال رؤبة:

أوطف يهدى مسبلا عجوسا * وفحل عجيس، مثل عجيزٍ، وهو الذي لا يُلقِح. وقولهم: لا آتيك سَجيسَ عُجَيْسٍ، أي أبداً. وعُجَيْسٌ مصغَّرٌ. قال الشاعر: فأقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضمرةَ طائِعاً * سَجيسَ عُجَيْسٍ ما أبان لساني * وعجيسى، مثال خطيبى: اسم مشية بطيئةٍ. وقال أبو بكر بن السراج: عجيساء بالمد، مثل قريثاء. 
الْعين وَالْجِيم وَالسِّين

العَجْسُ: شدَّة الْقَبْض على الشَّيْء.

وعِجْسُ الْقوس، وعَجْسُها، وعُجْسُها، ومَعْجِسُها: مقبضها. وَقيل: هُوَ مَوضِع السهْم عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: عَجْس الْقوس: أجلُّ مَوضِع فِيهَا وأغلظه. وكل عجز عَجْس. وَالْجمع أعْجاس. قَالَ رؤبة:

ومَنْكِبا عز لنا وأعْجاسْ

وعِجْس السهْم: مَا دون ريشه. والعَجْس آخر الشَّيْء.

وعَجِيساء اللَّيْل. وعَجاساؤُه: ظلمته.

وعَجَسَت الدَّابَّة تَعْجِس عُجَسَانا: ظلعت.

والعَجاساء: الْإِبِل الْعِظَام المسان. وَقيل هِيَ الْقطعَة الْعَظِيمَة مِنْهَا. وَقيل: هِيَ النَّاقة الْعَظِيمَة.

والعَجيساء: مشْيَة فِيهَا ثقل.

وعَجَّس: أَبْطَأَ.

وَلَا آتِيك سَجِيس عُجَيْسٍ: أَي طول الدَّهْر، وَهُوَ مِنْهُ، لِأَنَّهُ يَتَعَجَّسُ، أَي يبطيء، فَلَا ينْفد أبدا. وَلَا آتِيك عَجِيسَ الدَّهر: أَي آخِره.

والعَجاسَي: بِالْقصرِ: التَّقاعُس.

وعَجَسَه عَن حَاجته يَعْجِسُه، وتَعَجَّسَه: حَبسه.

وتعَجَّسَتْنِي أَمر: حبستني. وتَعَجَّسَه: أَمر أمرا فَغَيره عَلَيْهِ.

وفحل عَجِيس، وعَجيساء، وعَجاساء: عَاجز عَن الضِّراب.

وعَجِيساء: مَوضِع. والعَيْجُوس: سمك صغَار تملح.
(باب العين والجيم والسين معهما) (ع ج س، ع س ج، ج ع س، س ج ع مستعملات، س ع ج، ج س ع مهملان) عجس: العجس: شدّة القبض على الشّيء. ومَعْجِس القوس: مَقْبِضْها، قال:

انْتَضُوا مَعَجِس القسي وأبرقنا ... كما توعد الفحول الفحولا

وقيل: عَجْسُ القوس عجُزُها. وعَجْسُ القوم: اخرهم وعَجُزُهم. وعَجَاساءُ الليلة: ظُلْمَتُها. قال العجاج:

منها عجاساءُ إذا ما التَجَّتِ.

والعَجاساءُ الْمَسَانُّ من الإبل. قال:

وإن بَرَكَتْ منها عجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَة أشلى العِفاسَ وبَرْوُعا

عسج: العَسَجُ: مدّ العُنُق في المشي. والعَوْسَجُ: شجر كبير الشوك، وهو ضروب شتّى، وقال في العسج:

والعيسُ من عاسجٍ أو واسج خببا وقال:

عسجن بأعناق الظباء وأعين الجآذر ... وارتجَّت لهنّ الروادف

جعس: الجَعْسُ: العَذِرة. جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْسا. والجُعْسوس: اللئيم القبيح الخلقة والخُلُق، والجمع: الجعاسيس. قال العجاج:

ليس بجُعْسوسٍ ولا بجُعشُمِ

سجع: سَجَعَ الرجلُ إذا نطق بكلام له فواصل كقوافي الشعر من غير وزن كما قيل: لِصُّها بَطَلٌ، وتمرها دَقَلٌ، إن كثُر الجيش بها جاعوا، وإن قلّوا ضاعوا يَسْجَعْ سَجْعا فهو ساجع وسجّاع وسجّاعة. والحمامةُ تَسْجَعُ سَجْعا إذا دعت، وهي سَجُوع ساجعة، وحمام سُجَّع سواجعُ. قال:

إذا سَجَعْتَ حمامةُ بطنِ وجّ

وقال:

وإن سجعت هاجت لك الشوق سجعُها ... وإن قرقرت هاج الهوى قرقريرها

أي: قرقرتها. 

عجس

1 عَجَسَهُ, (K,) [aor. ـِ inf. n. عَجْسٌ, (S, O,) He grasped it; (S, O, K;) namely, a thing [such, for ex., as a bow]: (S:) [and he grasped it hard; for] عَجْسٌ signifies also the grasping a thing hard. (TA.) b2: And عَجَسَهُ عَنْ حَاجَتِهِ, aor. as above, (O, K,) and so the inf. n., (O,) He, or it, withheld him from the object of his want; (O, K;) as also ↓ تعجّسهُ: (TA:) and ↓ تعجّسهُ is likewise said of a radical, or hereditary, evil quality, meaning It withheld him from generous actions; (Sh, O, K;) as also تعقّلهُ and تثفّلهُ. (Sh, O.) And عَجَسَنِى عَنْكَ It (an affair, or event,) withheld me from thee. (AO, O.) And بِهِمْ ↓ تعجّس He withheld them; and he held them back, or made them slow or tardy: (Sh, O, K: *) and one says, بِىَ الرَّاحِلَةُ ↓ تَعَجَّسَتْ The riding-camel kept me back, or made me slow or tardy. (TA.) b3: عَجَسَ and ↓ تعجّس alone signify He was, or became, slow, tardy, late, or backward: (TA:) and the latter signifies [likewise] he was, or became, behind, or backward; or he remained behind, or held back. (O, TA.) b4: And one says of a she-camel, عَجَسَتْ بِهِ, (O, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) meaning She turned aside, or away, with him from the road, by reason of her briskness, liveliness, or sprightliness; (O, K, TA;) and so ↓ تعجّست; and, as written by El-Urmawee, ↓ عَجَّسَتْ. (TA.) 2 عَجَّسَ see what next precedes.5 تَعَجَّسَ see 1, in six places. b2: تعجّسهُ also signifies He reckoned, or esteemed, his judgment, or opinion, weak. (Sh, O, * TA.) b3: And He upbraided him, or reproached him, for a thing, or an affair, (IDrd, K, TA,) which he had commanded him to do. (IDrd, TA.) b4: And تعجّس

أَمْرَهُ He searched repeatedly after the knowledge of his (i. e. another's S, O) affair, or case. (S, O, K.) Hence, in a trad., فَيَتَجَّسُكُمْ فِى قُرَيْشٍ

And he seeks repeatedly after you among Kureysh. (TA.) b5: And تعجّست الأَرْضَ غُيُوثٌ Rains fell, one after another, upon the earth, or land, (S, O, K, TA,) and bore heavily upon it. (TA.) A2: تعجّس الرَّجُلُ The man went forth in a last portion, before daybreak, (↓ بِعِجْسَةٍ, O, or ↓ بِعُجْسَةٍ, K, [but see what follows,]) of the night: (O, K:) El-Marrár Ibn-Sa'eed El-Fak'asee says, describing his travelling-companions, وَإِذَا هُمُ ارْتَحَلُوا بِلَيْلٍ حَابِسٍ

↓ المُتَعَجِّسِ ↓ أُخْرَى النُّجُومِ بِعَجْسَةِ [And when they departed in an impeding night, in the last period of the appearance of the stars, in a last portion of the night of him who goes forth at that time]. (O: in which بعجسة is thus written, with fet-h and damm, and with مَعًا above them.) [It is also said in the O (immediately after this verse), and likewise in the K and TA (in neither of which is the verse cited), in all of them probably from one and the same source, that ↓ المُتَعَجِّسُ means المُتَشَمْخِرُ; and it is added in the TA that this has been mentioned in its place: but it is not mentioned in its proper art. in the O nor in the K nor in the TA; and it is evidently a mistranscription, for المُسْتَحِرُ, part. n. of اِسْتَحَرَ (q. v. voce أَسْحَرَ), and therefore I have rendered المُتَعَجِّس as above.]

عَجْسٌ and ↓ عُجْسٌ and ↓ عِجْسٌ The handle, or part that is grasped by the hand, of a bow; (S, O, K, TA;) which is the part, thereof, that is the place of the arrow; as AHn says, the thickest place therein; (TA;) as also ↓ مَعْجِسٌ [lit. the place of grasping]. (S, O, K.) b2: And, (K,) or the first of these words, (S, O,) A portion of the middle of the night; (S, O, K;) as though from the عَجْس of the bow; [whence] one says, مَضَى عَجْسٌ مِنَ اللَّيْلِ [A portion of the middle of the night passed]: (S, O:) or the last part of the night: (Lth, O, K:) or the blackness of the night &c. (TA.) [See also عُجْسَةٌ.] b3: And see أَعْجَسُ.

عُجْسٌ: see the next preceding paragraph.

عِجْسٌ: see عَجْسٌ. [It is of the dial. of Hudheyl. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees).] b2: Also The part, of an arrow, that is below, or exclusive of, the feathers. (TA.) عَجْسَةٌ: see 5, last sentence but one.

عُجْسَةٌ, with damm, A period (سَاعَةٌ) of the night. (O, K, TA.) And The blackness of night. (IAar, TA. [See also عَجْسٌ.]) And see 5, last sentence but one, in two places.

عِجْسَةٌ: see 5, last sentence but one.

عَجُوسٌ Pouring rain, (S, O, K, TA,) that does not clear away. (TA.) And Clouds (سَحَابٌ) heavy [with rain], (O, K,) not passing away. (O.) عَجِيسٌ, applied to a stallion, (S, K, TA,) Impotent to cover; (TA;) that will not impregnate: (S, K, TA:) as also عَجِيزٌ. (S.) and both signify also A man who does not come to women [by reason of impotence]. (TA in art. عجز.) b2: See also what next follows.

لَا آتِيكَ سَجِيسَ عُجَيْسٍ, (S, O,) and سَجِيسَ

↓ عَجِيسٍ and سَجِيسَ عَجِيسَ, (O,) both of which words are written in the K in this art. like

أَمِير, with a reference to art. سجس, but the latter of them is correctly عُجَيْس, in the dim. form, (TA,) mean I will not come to thee ever; (S, O;) or while time lasts. (TA.) And one says also, لَا آتِيكَ عُجَيْسَ الدَّهْرِ I will not come to thee to the end of time. (TA.) أَعْجَسُ Strong in the ↓ عَجْس, i. e. the middle. (O, K.) [To what this epithet is applied is not said.]

مَعْجِسٌ: see عَجْسٌ.

مُتَعَجِّسٌ see 5, last two sentences.

عجس: العَجْسُ: شدّة القَبْضِ على الشيء. وعَجْسُ القوسِ وعِجْسُها

وعُجْسُها ومَعْجِسُها وعُجْزُها: مَقْبِضُها الذي يقبضه الرامي منها، وقيل:

هو موضع السهم منها. قال أَبو حنيفة: عَجْسُ القَوس أَجلُّ موضع فيها

وأَغلظه. وكل عَجْزٍ عَجْسٌ، والجمع أَعْجاس؛ قال رؤبة:

ومَنْكِبا عِزٍّ لنا وأَعْجاس

وعُجْسُ السهم: ما دون ريشه. والعُِجْسُ: آخر الشيء.

وعَجِيساءُ الليل وعَجاساؤُه. ظلمته. والعَجاساءُ: الظلمة. وعَجَسَتِ

الدابة تَعْجِسُ عَجَساناً: ظَلَعَتْ. والعَجاساءُ: الإِبلُ العِظامُ

المَسانُّ، الواحِدُ والجمعُ عَجاساءُ؛ قال الراعي يصف إِبلاً وحاديها:

إِذا سَرَحَتْ من مَنْزِلٍ نام خَلْفَها،

بِمَيْثاءَ، مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعا

وإِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ

بِمَحْنِيَّةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعَا

مِبْطانُ الضُّحى: يعني راعياً يبادر الصَّبُوح فيشرب حتى يمتلئ بطنه

من اللبن. والأَرْوَعُ: الذي يَرُوعُك جَمَاله، وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ

إِليه الارتياع. والميثاء: الأَرض السهلة. وبَرَكَتْ: من البُرُوك.

والعِفاسُ وبَرْوَعٌ: اسما ناقتين؛ يقول: إِذا استأْخرت من هذه الإِبل

عَجاسَاءُ دعا هاتين الناقتين فتبعهما الإِبل، قال ابن بري: وهو في شعره

خَذَلَتْ أَي تخلفت. والجِلَّةُ: المَسَانُّ من الإِبل، واحدها جليلٌ مثل

صَبِيٍّ وصِبْيَةٍ، وقيل: هي القطعة العظيمة منها، وقيل: هي الناقة العظيمة

الثقيلة الحَوْساءُ، الواحدة عَجاساءُ، والجمع عَجاسَاءُ، قال: ولا تقل

جَمَلٌ عَجاساءُ، والعَجاساءُ يمد ويقصر؛ وأَنشد:

وطافَ بالحَوْضِ عَجاساً حُوسُ

الحُوسُ: الكثيرة الأَكل. وقال أَبو الهيثم: لا يعرف العَجاسا مقصورةً.

والعَجُوسُ: آخر ساعة من الليل.

والعُجُوسُ: إِبطاء مشي العَجاسَاءِ، وهي الناقة السمينة تتأَخر عن

النوق لثقل قَتَالِها، وقَتالُها شَحْمُها ولحمها. والعَجِيساء: مِشْيَةٌ

فيها ثقل.

وعَجَّسَ: أَبْطَأَ. ولا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي طُولَ الجهر، وهو

منه لأَنه يَتَعَجَّسُ أَي يبطئ فلا يَنْفَدُ أَبداً. ولا آتيك عُجَيْسَ

الدهرِ أَي آخره؛ أَبو عبيد عن الأَحمر:

فأَقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً،

سَجِيسَ عُجَيْسٍ، ما أَبانَ لِساني

عُجَيْس مصغر، أَي لا آتيه أَبداً، وهو مثل قولهم لا آتيك الأَزْلَمَ

الجَذَعَ، وهو الدهر.

وتَعَجَّسَت بي الراحلةُ وعَجَسَتْ بي إِذا تَنَكَّبَتْ عن الطريق من

نشاطها؛ وأَنشد لذي الرمة:

إِذا قالَ حَادِينا: أَيا عَجَسَتْ بِنا

صُهابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوالِفِ

ويروى: عَجَّسَتْ بنا، بالتشديد. والعَجاسا، بالقَصْرِ: التَّقَاعُسُ.

وعَجَسَهُ عن حاجته يَعْجِسُهُ وتَعَجَّسَهُ: حبسه؛ وعَجَسَتْنِي

عَجَاساءُ الأُمور عنك. وما منعك، فهو العَجاسَاءُ. وعَجَسَني عن حاجتي

عَجْساً: حبسني. وتَعَجَّسَتْني أُمورٌ: حَبَسَتْني. وتَعَجَّسَه: أَمَرَه

أَمْراً فغيره عليه. وفَحْلٌ عَجِيسٌ وعَجِيساءُ وعَجاسَاءُ: عاجز عن

الضِّراب، وهو الذي لا يُلْقِحُ. وعَجِيساءُ: موضع.

والعَيْجُوسُ: سمك صغار يملح؛ وأَما قول الراجز:

وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ

فهو طائفة من وسط الليل كأَنه مأْخوذ من عَجْسِ القَوسِ؛ يقال: مضى

عَجْسٌ من الليل. والعُجْسَةُ: الساعة من الليل، وهي الهُتْكَةُ والطَّبِيقُ؛

وروى ابن الأَعرابي بيت زهير:

بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَعَنَّ بِعُجْسَةٍ

قال: وأَراد بعُجْسَةٍ سَوادَ الليل وهذا يدل على أَن من رواه:

واسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ، لم يرد تقديم البُكور على الاسْتِحارِ.

وتَعَجَّسْتُ أَمر فلان إِذا تعقبته وتتبعته. وفي حديث الأَحنف:

فَيَتَعَجَّسُكُمْ في قريش أَي يتبعكم. ويقال: تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُيُوثٌ إِذا

أَصابها غَيْثٌ بعد غَيثٍ فتثاقل عليها. ومَطَرٌ عَجُوسٌ أَي

مُنْهَمِرٌ؛ قال رؤبة:

أَوْطَف يَهْدِي مُسْبِلاً عَجُوسا

وتَعَجَّسَهُ عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ به عن

المكارم. وفي الحديث: يَتَعَجَّسُكُمْ عند أَهل مكة؛ قيل: معناه

يُضَعِّفُ رَأْيَكُمْ عندهم. وعِجِّيسَى مثل خِطِّيبَى: اسم مِشْيَة بطيئة؛ وقال

أَبو بكر بن السَّرَّاج: عَجِيساءُ، بالمد، مثال قَرِيثَاءَ.

عجس
العَجْسُ والعِجْسُ والعُجْسُ: مَقْبِضُ القوس، وكذلك المَعْجِسُ - مثال المَجْلِس -، قال أوس بن حَجَر يَصِفُ قوساً:
كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُوْنَ مِلْئها ... ولا عجْسُها عن موضع الكَفِّ أفْضَلا
الكَتوم: القوس التي لا شَقَّ فيها ولا صَدْع. وقال مُهَلْهِل:
أنْبَضُوا مَعْجِسَ القِسِيِّ وأبْرَقْ ... نا كما تُوْعِدُ الفُحولُ فُحولا
والعَجْس: طائفة من وَسَطِ الليل، كأنَّه مأخوذ من عَجْسِ القَوْس، قال مَنظور بن حَبَّة:
وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُم بعَجْسِ ... وَهْناً وما نَبَّهْتُهُم لِبَأسِ
إلاّ لِسَيْرٍ بالفلاةِ مَلْسِ ... على قِلاصٍ كَقِسِيِّ الفُرْسِ
يقال: مَضى عَجْسٌ من الليل. وقال الليث: العَجْس: آخِر الليل، قال حُرَيْث بن عَنّاب:
وأصحاب صِدْقٍ قد بَعَثْتُ بجَوْشَنٍ ... من الليل لولا حُبُّ ظمياء عَرَّسوا
فقاموا يَجُرّونَ الثِّياب وخَلْفَهم ... من الليل عَجْسٌ كالنعامة أقْعَسُ
ومَطَرٌ عَجُوْس: أي منهمر، قال رؤبة:
أُسْقِيْنَ نَضّاخَ الصَّبا بَجِيسا ... أوْطَفَ يَهْدي مُسْبِلاً عَجُوْسا
والعَجُوْس: السحاب الثقيل الذي لا يَبْرَح.
وعَجَسَني عن حاجَتي يَعْجِسُني - بالكسر - عَجْساً: أي حَبَسَني.
والعَجْس - أيضاً -: القَبْض.
وعَجَسَت به الناقة: إذا تنَكّبَت به عن الطريق من نشاطها، قال ذو الرمّة:
إذا قال حادِيْنا أيا عَجَسَتْ بِنا ... صُهَابِيَّةُ الأعْراف عُوْجُ السَّوَالِفِ والأعْجَسُ: الشديد العَجْس أي الوَسَط.
والعَجَاساء: القِطْعَة الَظِيمة من الإبل، قال الراعي:
ولإن بَرَكَتْ منها عَجَاسَاء جِلَّة ... بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا
والعَجَاسى، وانكرها أبو الهيثم، قال:
وطاف بالحوض عَجاسى حُوْسُ
والعَجَاساءُ - أيضاً -: الظُّلْمَة، وقال شَمِر: عَجاساءُ الليل: ظُلْمَتُه المُتَراكِمَة، وقال ابن دريد: العَجاساءُ: القِطْعَة العَظيمة من الليل، وقال أبو عمرو: الواحِدة عَجاساءُ والجَمعُ عَجاساءُ أيضاً؛ ولا يقال جَمَل عَجاسَاء، قال العجّاج يَصِف ليلة هادئة شديدة:
إذا رَجَوْتَ أنْ تُضِيْء اسْوَدَّتِ ... دونَ قُدامى الصُّبْحِ فارْجَحَنَّتِ
منها عَجَاساءُ إذا ما الْتَجَّتِ ... حَسِبْتُها ولم تُكَرَّ كُرَّتِ
وعَجَاساءُ: رَمْلَة عظيمة بِعَيْنِها.
وقال أبو عُبَيدة: يقال عَجَسَتْني عَجاساءُ الأمور عنكَ: أي مَنَعَتْني مَوانِعُها. وما مَنَعَكَ فهو العَجاساءُ.
وقال ثعلب: العُجُوس: مَشْيُ العَجاساءِ من الإبل.
والعَجُسُ: العَجُزُ، والأْعَجاس: الأعْجَازُ، قال رؤبة:
وعُنُق تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ... ومَنْكِبا عِزٍّ لنا وأعْجَاسْ
والعُجْسَة - بالضم -: الساعة من الليل.
وقال ابن عبّاد: العِجَّوْس - مثال عِلَّوْص -: العِجَّوْلُ.
وفَحْلٌ عَجِيْس وعَجِيْزٌ: لا يُلْقِح.
والعِجِّيْسي - مِثال خِطِّيْبي -: اسم مِشْيَةٍ بَطِيْئةٍ. وقال أبو بكر بن السرّاج: هي عَجِيْسَاءُ - مثال قَرِيْثاءَ -.
ويقال: لا آتيك سَجِيْسَ عَجِيْسَ وسَجِيْسَ عَجِيْسٍ وسَجِيْسَ عُجَيْسٍ: أي أبداً، قال:
فأقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً ... سَجِيْسَ عُجَيْسٍ ما أبانَ لساني
وتعجَّسْتُ أمْرَ فلانٍ: إذا تَعَقَّبْتَهُ وتَتَبَّعْتَه.
ويقال: تَعَجِّسْتُ الأرْضَ غُيُوْثٌ: إذا أصابها غَيْثٌ بعد غَيْثٍ.
وتَعَجَّسَ الرجل: خَرَجَ بعُجْسَةٍ من الليل أي بسُحْرَةٍ، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ رُفْقَتَه:
وإذا هُمُ ارْتَحَلُوا بِلَيْلٍ حابِسٍ ... أُخْرى النُّجُوْمِ بِعُجْسَةِ المُتَعَجِّسِ
المُتَعَجِّس: المُتَسَحِّر.
وتَعَجَّسَ: تأخَّرَ. وقال شَمِر: تَعَجَّسَ فلان بالقوم: إذا حَبَسَهُم وأبْطَأ بهم.
وتَعَجَّسه عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه: إذا قَصَّرَ به عن المكارم.
وقال ابن دريد: تَعَجَّسْتُ الرجل: إذا أمَرَ أمراً فَغَيَّرْتَه عليه.
ورَوى النَّضْرُ بن شُمَيل في حديث: يَتَعَجَّسُكُم عند أهل مكة. وقال: معناه يُضَعِّفُ رأيَكُم عندهم.
والتركيب يدل على تأخير الشيء كالعَجُزِ في عِظَمٍ وتَجَمُّعٍ وغِلَظٍ.
عجس
العجْسُ، مُثَلَّثَةَ العَيْنِ: مَقْبِضُ القَوْسِ الَّذِي يَقْبِضُه الرّامِي مِنْهَا، وقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ السُّهْمِ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ عُجْزُها، كالمَعْجِسِ، كمَجْلِسٍ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ، رحِمَه الله: عَجْسُ القَوْسِ: أَجَلُّ مَوْضِعٍ فِيهَا وأَغْلَظُه، وقولُ الراجِزِ: وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُم بالعجْسِ. قِيلَ: طائِفَةٌ مِنْ وَسَط اللَّيْلِ، كأَنَّه مأْخُوذٌ من عَجْسِ القَوْسِ، يُقَال: مَضَى عَجْسٌ من عَجْسِ القَوْسِ، يُقال: مَضَى عَجْسٌ من اللَّيْلِ. أَو عَجْسُ الشّيْءِ: سَوادُ اللَّيْلِ أَو غيرهِ أَو آخِرُه، عَن اللَّيْث. وعَجَسَه عَن حاجَتِه يَعْجِسُه عَجْساً: حَبَسَه عَنْهَا، وَكَذَلِكَ تَعَجَّسَه. وعَجَسَه أَيضاً: قَبَضَه، كَذَا فِي العُبَاب. والعَجُوسُ، كصَبُورٍ: السَّحَابُ الثَّقِيلُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ. والعَجُوسُ: المَطَرُ المُنْهَمِرُ فَلَا يُقْلِعُ، قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْطَفَ يَهْدِي مُسْبِلاً عَجُوساً وعَجَسَتْ بِهِ الناقَةُ تَعْجِسُ عَجْساً: نَكَبَتْ بِهِ عَن الطَّرِيقِ مِن نَشَاطِها، وَكَذَلِكَ تَعَجَّسَتْ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا قالَ حادِينَا أَيَا عَجَسَتْ بِنَا ... صُهَابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوَالِفِ)
ويُرْوى: عَجَّسَتْ بِنَا، بالتَّشْدِيد، كَمَا ضَبَطَه الأُمَوِيّ، فَهِيَ لغاتٌ ثلاثٌ، ذكرَ الصّاغَانِي مِنْهَا وَاحِدَةً وقلَّدَه المصنِّف، وأُغْفِلَ عَن الاثنتين. والأَعْجَسُ: الشَّدِيدُ العَجْسِ، أَي الوَسَطِ. نَقَلَه الصّاغَانِي. والعَجَاسَاءُ، ممدُوداً: القِطْعَةُ العَظِيمَةُ من الإبِلِ قَالَ الراعِي يَصف إِبِلاً:
(إِذا سُرِّحَتْ مِن مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَا ... بِمَيْثَاءَ مِبْطَانُ الضُّحَى غَيْرُ أَرْوَعَا)

(وإِن بَرَكْت مِنْهَا عَجَساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا)
العِفَاسُ وبَرْوَع: اسمُ ناقَتَيْنِ. يَقُول: إِذا اسْتَأْخَر من هذِه الإِبِلِ عَجَاسَاءُ دَعَا هاتَيْنِ الناقَتَيْنِ فتَبِعَهُمَا الإِبِلُ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهُوَ فِي شِعْره: خذلت أَي تَخلَّفْتْ. والعَجَاسَاءُ: الإِبلُ العِظَامُ المَسَانُّ. ويُقْصَر، قَالَ: وطافَ بالحَوْضِ عَجَاساً حُوسُ. وأَنْكَر أَبُو الهَيْثمِ القَصْرَ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَلَا تَقُل: جَمَلٌ عَجَاسَاءُ. والعَجاسَاءُ أَيَضاً: القِطْعةُ مِن اللَّيلِ. والعَجاسَاءُ: الظُّلْمَةُ المُتَراكِمَةُ، ج عَجاساءُ، بالمَدِّ أَيَضاً فالمُفْرَدُ والجمعُ سَواءٌ، هَكَذَا مُقْتَضَى صَنِيعِه، وَالَّذِي فِي كتاب الأُرْمَوِيٌ أَنَّ الجَمعَ بالمَدِّ والمُفْرَدَ بالقَصْرِ، فلْيُتَأَمَّلْ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: العَجَاسَاءُ: المَوَانِعُ من الأمُورِ، يُقَال: عَجَسَتْنِي عَجَاسَاءُ الأُمُورِ عَنْك.)
وعَجَاسَاءُ: رَمْلَةٌ عَظِيمَةٌ بعَيْنِهَا، نَقله الصّاغَانِيُّ. والعَجَسُ، كنَدُسٍ: العَجُزُ، ج: أَعْجَاسٌ، كأَعْجَازٍ، قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشدَ لِرُؤْبَةَ:
(وعُنُقٌ تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ... ومَنْكِبَا عِزٍّ لَنَا وأَعْجَاسْ)
والعُجْسَةُ، بالضّمِّ: السّاعَةُ من اللَّيْلِ، وَهِي الهُتْكَةُ والطَّبِيقُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ.
والعُجُوسُ، مُقْتَضَى سِيَاقِه الفَتْحُ، ونَقَلَه فِي التَّكْمِلَة، والصوابُ بالضَّمِّ، وَهُوَ إِبْطاءُ مَشي العَجاسَاءِ من الإِبِلِ، عَن ثَعْلَبٍ، وَهِي النّاقَةُ السَّمِينَةُ تَتَأَخَّرُ عَن النُّوقِ لِثِقَلِ قَتَالِهَا، وقَتَالُهَا: شَحْمُها ولَحْمُها. العِجَّوْسُ، كعِلَّوْصٍ: العِجَّوْلُ وَزْناً ومعْنَىً، عَن ابْن عَبّادٍ. وفَحْلٌ عَدِيسٌ، كخَسِيسٍ، وعَجِيسَاءُ وعَجَاسَاءُ: عاجِزٌ عَن الضِّراب، وَهُوَ الَّذِي لَا يُلْقِحُ. والعِجِّسَي، كخِلِّيفَى: اسمُ مِشْيَة بَطِيئَة، وَقَالَ أَبو بَكرِ بنُ السَّرّاجِ: عَجِيسَاءُ مثلُ قَريثَاءَ. وَفِي الأَمْثَال: لَا آتِيكَ سَجِيسَ عَجِيسٍ، كِلَاهُمَا كأَمِيرٍ، كَمَا ضَبَطَه الصاغَانيُّ، والصَّوابُ أَن عُجَيْساً مُصغَّرٌ، أَي طُول الدَّهْرِ، لأنَّه يَتَعَجَّسُ، أَي يُبْطِيءُ فَلَا يَنْفَدُ أَبداً، وَقد تقدّم فِي س ج س. وتَعَجَّس أَمْرَه: تَتَبَّعَه وتَعَقَّبه، وَمِنْه حَدِيثُ الأَحْنَف: فيتَعجَّسُكُم فِي قُريشٍ، أَي يَتَتَبَّعُكُم. ويُقَال: تَعَجَّسَتِ الأَرْضَ غُيوثٌ، إِذا أَصَابَها غَيْثٌ بَعْدَ غَيْثٍ فتَثَاقَلَ عَلَيْهَا. وتَعَجَّسَ الرجُلُ: خَرجَ بِعُجْسَةٍ من اللَّيْلِ، أَي بسُحْرَةٍ، وكأَنَّه أَخَذَه من قَوْلِ زُهَيْرٍ. بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَعَنَّ بِعُجْسةٍ على مَا رَواهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، ليُطابِقَه بالرِّوَايَةِ الْمَشْهُورَة وَهِي: واسْتَحَرْن بِسُحْرةٍ. وتَعَجَّسَ بهِم: حَبَسَهُمْ، عَن شَمِرٍ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا لَو ذَكَرَه عِنْد عَجَسَه عَن حاجَتهِ، كَانَ أَصابَ، فإِنَّ المَعْنَى وَاحدٌ، فَلَا يُنَاسِبُ تَفْرِيقُهما. وتَعَجَّسَ بهم، إِذا أَبْطَأَ بهِم وتَأَخَّرَ، يُقَال: تعَجَّسَتْ بِي الرّاحِلَةُ.
وتَعَجَّس فُلاناً: عَيَّرَهُ على أَمْرٍ أَمَرَه بِهِ. وتَعَجَّسَه عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقًّله وتَثَقَّلَه، إِذا قَصَّرَ بِهِ عَن المَكَارِمِ، عَن شَمِرٍ، وَمِنْه الحَدِيثُ: يَتَعَجَّسُكُم عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ، أَي يُضَعِّفُ رَأْيَكُم عِنْدَهم.
والمُتَعَجِّسُ المُتَسَحِّر، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العَجْسُ: شِدَّةُ القَبْضِ عَلى الشّيءِ. وعِجْسُ السَّهْمِ، بالكَسْرِ: مَا دُونَ رِيِشه. وعَجِيسَاءُ اللَّيْلِ: ظُلْمَتُه المُتراكِمَةُ. وعَجَسَت الدّابَّةُ تَعْجِسُ عَجَساناً: ظَلَعَتْ. والعَجْسَاءُ: النّاقَةُ العَظِيمَةُ الثَّقِيلةُ الحَوْسَاءُ، أَي الكَثِيرَةُ الأَكْلِ.
والعَجِيساءُ: مِشْيَةٌ فِيهَا ثِقَلٌ. وعَجَّسَ وتَعَجَّس: أَبْطَأَ. وَلَا آتِيكَ عُجَيْسَ الدَّهْرِ، أَي آخِرَه.
والعَجَاسَى، بالقَصْر: التَّقَاعُسُ. وعَجْسَاءُ: مَوْضِعٌ. والعَيْجُوسُ: سَمَكٌ صِغَارُ يُمَلَّحُ. وتَعَجَّسَهُ،)
إِذا ضَعَّفَ رَأْيَه. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العُجْسَة، بالضَّمِّ: سَوادُ الليلِ، وَبِه فسَّرَ قَوْل زُهَيْرٍ حَسْبَمَا رَوَاهُ، قالَ: وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ مَن رَواه: واسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ لم يُرِدْ تَقْدِيم البُكُورِ على الاسْتِحار.
وتَعَجَّس: تَأَخَّر. وَبَنُو العَجِيسِ، كأَمِيرٍ: قَبِيلَةٌ من البَرْبَرِ بالمَغْرِب، وَمِنْهُم عالِمُ الدُّنْيَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أحْمدَ ابنِ مُحمَّدِ بن مُحمَّدِ بن مُحَمَّدِ بن أبي بَكْرِ بن محمّد بن مَرْزُوقٍ العَجِيسِيُّ التِّلِمْسَانِيُّ، يُعْرَفُ بحَفِيدِ ابنِ مَرْزُوقٍ، وبابْنِ مَرْزُوقٍ، وُلِد سنة، وأَخَذَ عَن ابْن عَرَفَة، والبُلْقِينيِّ، وَابْن المَلَقِّن، والعِرَاقِيِّ، وَمَات بتِلِمْسَانَ سنة.

نفد

ن ف د : نَفِدَ يَنْفَدُ مِنْ بَابِ تَعِبَ نَفَادًا فَنِيَ وَانْقَطَعَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَنْفَدْتُهُ إذَا أَفْنَيْتَهُ. 
[نفد] ن: فيه: كلما "نفدت" أخراها، بفتح فاء وإهمال دال وإعجامها. ك: فأكل حتى "نفدها"- بتشديد فاء وإهمال دال، أي أفناها. ش: ومنه: دون "نفاد" الإدلاء- بفتح نون، من نفد: فني.
(نفد)
الشَّيْء نفدا ونفادا فني وَذهب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قل لَو كَانَ الْبَحْر مدادا لكلمات رَبِّي لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي}
ن ف د: (نَفِدَ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ (نَفَادًا) فَنِيَ، وَ (أَنْفَدَهُ) غَيْرُهُ. وَخَصْمٌ (مُنَافِدٌ) يَسْتَفْرِغُ جُهْدَهُ فِي الْخُصُومَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنْ (نَافَدْتَهُمْ) نَافَدُوكَ» وَيُرْوَى بِالْقَافِ. 
[نفد] نفد الشئ بالكسر نفادا: فَنِيَ. وأنْفَدْتُهُ أنا. وأَنْفَدَ القومُ، أي ذهبت أموالهم، أو فَنِيَ زادهم. قال ابن هرمةَ : أَغَرُّ كمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ الندَى * ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إذا هو أَنْفَدا - واسْتَنْفَدَ وُسعه، أي استفرغَه. وخصمٌ مُنافِدٌ: يستفرغ جهده في الخصومة. وفى الحديث: " إن نافدتهم نافدوك ". ويروى بالقاف.
نفد
النَّفَادُ: الفَناءُ. قال تعالى: إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ
[ص/ 54] يقال: نَفِدَ يَنْفَدُ قال تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ
[الكهف/ 109] ، ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ
[لقمان/ 27] . وأَنْفَدُوا: فَنِيَ زادُهم، وخَصْمٌ مُنَافِدٌ: إذا خَاصَمَ لِيُنْفِدَ حُجَّةَ صاحبِهِ، يقال: نَافَدْتُهُ فَنَفَدْتُهُ.

نفد


نَفِدَ(n. ac. نَفَد
نَفَاْد)
a. Was exhausted, spent; ceased; failed.

نَفَّدَ
a. [ coll. ], Detailed.

نَاْفَدَa. Prosecuted, went to law with.

أَنْفَدَa. Exhausted, consumed, spent.
b. see Ic. Was destitute.

تَنَاْفَدَ
a. [Ila], Went to law.
إِنْتَفَدَa. see IV (a)b. Claimed & received in full (debt).
c. Drew forth (milk).
إِسْتَنْفَدَa. see IV (a)
نَاْفِدa. Extenuated.

نَفَاْدa. Disappearance.

N. Ag.
نَاْفَدَa. Contentious, litigious; litigant.

N. P.
تَنَفَّدَa. Scene of tumult.

N. P.
إِنْتَفَدَa. Ample provision; sufficiency.
b. Refuge; open space.

مُنْتَفِدًا
a. Aside, apart.
ن ف د

المال نافد، وقد نفد نفاداً، وأنفدوا ما عندهم واستنفدوه وانتفدوه. قال الحارثيّ يصف بقرة:

إذا استنفدت مرعًى طباها لغيره ... أغنّ كبرد الخال مقرته سهل

وأنفد القوم: فنى زادهم. ورجل منافد: يحاجّ الخصم حتى يقطع حجّته وينفدها. يقال: هل عنكم من منافد. ويقال: ليس له رافد، ولا منافد. قال أبّاق الدبيريّ في ابنه الرّكّاض:

وهو إذا ما قيل هل من رافد ... أو رجل عن حقكم منافد

يكون للغائب مثل الشاهد وتنافدوا: تخاصموا.
نفد
نَفِدَ الشيْءُ: فَنِيَ؛ نَفَاداً ونافِداً ونُفُوْداً. وأنْفَدَ القَوْمُ: ذَهَبَ زادُهم. واسْتَنْفَدُوا ما عِنْدَهم وانْتَفَدُوه.
وما لَهم مُنْتَفَد: أي مَذْهَبٌ. وانْتَفَدَ: ذَهَبَ. وفلانٌ مُنْتَفَدُ فلانٍ: أي إذا نَفِدَ ما عِنْدَه أمَده بنَفَقَةٍ. وانْتَفَدْنا لَبَنَها: أي احْتَلَبْنَاه.
وانْتَفَدَ المالُ: اتَّسَعَ. ولي فيه مُنْتَفَدٌ: أي مُتَّسَع. وما لي عنه مُنْتَفَد: أي بُد. والمُسْتَنْفِدُ: المُتَمَهِّلُ. والمُنْتَفِدُ: المُتَنَحّي المُنْتَقِلُ. ونافَدْتُ الرجُلَ: خاصَمْته وحاجَجْته. ورَجُلٌ مُنَافِدٌ: جَيِّدُ الحُجَّةِ. ونافَدَ عن قَوْمِه: ناضَلَ. ونافَدْتُه إلى فلانٍ: أي نافَرْته.
نفد: نفد: تقال للمنجم المهجور ( abandonlee mine) ( معجم الجغرافيا).
نفد: نفد الحساب: فصل الحساب، سمى كل فقرة الواحدة بعد الأخرى، وفي (محيط المحيط): (نفد الحساب ذكره نفدة نفدة أي مفصلا وهما من كلام العامة وبعضهم يقول نفده).
أنفد: أفرغ زقا (الأغاني 33: 11).
استنفد: أنهك، أضنى (ابن جبير 161: 11) نزفت معها العيون واستنفدت ماءها الشئون -كذا في الأصل المترجم- (مولر 1863 و2: 35 و1: 11): (مات لأنه استنفد قوته؛ (وفي ابن عبد الملك 86): روى عن أبيه واستنفد بالكتابة مصنفاته أي استنسخ كتب أبيه كلها.
استنفد: استنفد وسعه: أعطى كل ما عنده (عبد الواحد 610: 3): (وردت الكلمة بالذال وهذا من خطأ الطباعة) وكذلك استنفد ما قبله (عباد 1: 369): استفراغ الوسع واستنفاد الجهد (البروني 4: 1).
استنفد: بذل كل من الطائفتين جهده واستنفد وسعه (هذا ما جاء في نسخة باريس أما مخطوطة ليدن فقد ورد فيها خطأ: واستنفدوا).
نفدة: بيان حساب مبالغ يجب دفعها memoire ( بوشر) (انظر نفد).
[ن ف د] نَفِدَ الشَّيءُ نَفَداً، ونَفاداً: فَنِيَ وذَهَبِ. وفي التَّنْزِيلِ: {ما نفدت كلمات الله} [لقمان: 27] . قالَ الزَّجّاجُ: مَعْناهُ ما انْقَطَعَتْ ولا فَنِيَتْ، ويُرْوَى أَنَّ المُشْرِكِينَ قالُوا في القُرآنِ: إنَّ هذا الكَلام سَيْنفَدُ ويَنْقَطِعُ، فأَعْلَمَ اللهُ أَنَّ كلامَه وحِكْمَتَه لا تَنْفَدُ. وأَنْفَدَهُ واسْتَنفَدَهَ. وأَنْفَدَ القَوْمُ: نَفِدَ زادُهُم. وأَنْفَدَتِ الرَّكَّيةُ: ذَهَبَ ماؤُها. والمُنافِدُ: الذي يُحاجُّ صاحِبَه حَتّى يَقْطَعَ حُجَّتَه وتَنْفَدَ. قالَ بَعْضُ الدُّبَيْرِيِّينَ:

(وهو إِذا ما قِيلَ: هَلْ مِنْ وافِدِ ... )

(أو رَجُلٍ عن حَقِّكُمْ مُنافِدِ ... ) (يَكُونُ للغائِبِ مِثْلَ الشّاهِد ... )

وانْتَفَدَ عن عَدْوِه: اسْتَوْفاهُ، قال أبو خِراشٍ يَصِفُ فَرَساً:

(فاَلْجَمَها فأَرْسَلَها عَلَيْه ... ووَلَّي فهو مُنْتَفِذٌ بَعِيدُ)

وَقعَد مُنْتَفِداً: أي مُنْتَحِياً، هذه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
نفد
نفِدَ يَنفَد، نفادًا ونَفَدًا، فهو نافِد
• نفِد مالُه: فنِي وذهَب بأكمله، لم يبق منه شيء "نفدت الطّبعةُ الأولى من الكتاب- نفِد صبرُه- متاع نافد- {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}: فرغ وانقضى- {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ}: فناء" ° نافِد من السُّوق: غير مُتوفِّر. 

أنفدَ يُنفد، إنفادًا، فهو مُنفِد، والمفعول مُنفَد
• أنفد مالَه: أهلكه، صرفه حتى أفناه "أنفد ذخيرتَه- أنفد معينَ صبرِه: أفرغه- مُنفِدٌ للقُوى- أنفد طبعةَ كتاب: باعها بأكملها- أنفد الأبناءُ كلَّ ما ورثوه عن أبيهم". 

استنفدَ يستنفد، استنفادًا، فهو مُستنفِد، والمفعول مُستنفَد
• استنفد مالاً: أنفده، أنفقه، صرفه حتى أفناه "استنفاد منجم: استخراج كامل محتواه- استنفد المشروعُ الأموالَ الطَّائلة- استنفد الكتابُ عِدّة طبعات" ° استنفد الأمرُ أغراضَه: حقَّقها ولم يَبْق داعٍ لوجوده أو مبرِّر لاستمراره- استنفد وُسعَه: استفرغ جهدَه. 

نافدَ ينافد، مُنافدةً، فهو مُنافِد، والمفعول مُنافَد
• نافد خصمَه: حاكَمه وخاصَمه ليقطع حجَّتَه ويفنِّدها "خَصْمٌ منافِد- منافدةُ الخصوم". 

نَفاد [مفرد]: مصدر نفِدَ. 

نَفَد [مفرد]: مصدر نفِدَ. 

نفد

1 نَفِدَ, aor. ـَ inf. n. نَفَادٌ (S, A, L, Msb, K) and نَفَدٌ, (L, K,) It (a thing, S, &c.) passed away and came to an end; became spent, exhausted, or consumed; failed entirely; ceased; syn. فَنِى (S, A, L, Msb, K) and ذَهَبَ (S, L, K) and اِنْقَطَعَ. (L, Msb.) 4 انقدهُ (S, A, L, Msb, K) and ↓ استنفدهُ (A, L, K) and ↓ انتفده (K) He caused it to pass away or come to an end; spent, exhausted, or consumed, it; caused it to fail entirely; caused it to cease; made an end of it. (S, A, L, Msb, K.) b2: انفدوا مَا عِنْدَهُمْ, and ↓ استنفدوهُ, They spent, exhausted, or consumed, what they had. (A, L.) b3: وُسْعَهُ ↓ استنفد He spent, exhausted, or exerted, to the utmost his ability or power (S, L, Msb.) b4: انفد الَقْوُم The people came to that state that their travelling-provisions were exhausted, or had come to an end: (S, A, L, K:) or, (in the K, and,) their property had passed away and come to an end. (S, L, K.) b5: انفدت الرَّكِيَّةُ The well lost its water. (L, K.) 3 نافدهُ, (inf. n. مُنَافَدَةٌ, L,) [He exerted his whole power, or ability, in contention, dispute, or litigation, with him: see مُنَافِدٌ:] he contended with him in arguments, pleas, or allegations, so as to put an end to his argument, and overcome him: (L:) or he contended with him before a judge; (IAth, L, K;) contended, disputed, or litigated with him. (K.) It is said in a trad., إِنْ نَافَدْتَهُمْ نَافَدُوك (S, L) If thou contend with them before a judge, they will so contend with thee: or if thou allege to them, they will allege to thee: (IAth, L;) but accord. to one relation, the verb is with ق (S, L.) and accord. to another, the latter verb is with ذ, نافذوك. (L.) 6 تنافدوا They contended, disputed, or litigated, together. (A.) See 3, and see also تنافذوا, with ذ.]8 انتفدهُ: see 4, b2: He exacted, took, or received, it fully, or wholly (K) b3: انتفد مِنْ عَدْوِهِ He exacted the full, or utmost, rate of his running. Said with reference to a horse. (M, L.) b4: انتفد اللَّبَنَ He drew forth the milk. (K.) 10 إِسْتَنْفَدَ see 4.

مُنَافِدٌ A man who exerts his whole power, or ability, in contention, dispute, or litigation, (S, L,) and who does so well, so as to put an end to the arguments, pleas, or allegations, of his adversary, and overcome him: (L:) who contends with his adversary in arguments, pleas, or allegations, so as to put an end to his argument. (A, L.) One says, لَيْشَ لَهُ رَافِدٌ وَلَا مُنَافِدٌ He has not an aider, or assistant, nor one who contends &c. (A, TA.) فِيهِ مُنْتَفَدٌ عَنْ غَيْرِهِ In him is that which renders thee in no need of any other. (Aboo-Sa'eed, T, L, K. *) b2: إِنَّ فِى مَالِهِ لَمُنْتَفَدٌ Verily in his wealth is ample provision. (Az, T, L, K *) b3: تَجَدُ فِى البِلَادِ مُنْتَفَدًا (in the TK مُتَنَفَّدًا) Thou wilt find in the countries, or towns, a place to which to flee and in which to seek gain; syn. مُرَاغَمًا وَمُضْطَرَبًا (K.) See also مُنْتَفَذٌ.

قَعَدَ مُنْتَفِدًا He set aside, or apart. (IAar. L, K.)

نفد: نَفِدَ الشيءُ نَفَداً ونَفاداً: فَنِيَ وذهَب. وفي التنزيل

العزيز: ما نَفِدَت كلماتُ الله؛ قال الزجاج: معناه ما انقَطَعَتْ ولا

فَنِيَتْ. ويروى أَن المشركين قالوا في القرآن: هذا كلامٌ سَيَنْفَدُ وينقطع،

فأَعلم الله تعالى أَنّ كلامه وحِكْمَتَه لا تَنْفَدُ؛ وأَنْفَدَه هو

واسْتَنْفَدَه. وأَنْفَدَ القومُ إِذا نَفِدَ زادُهم أَو نَفِدَتْ أَموالُهم؛

قال ابن هرمة:

أَغَرّ كَمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ النَّدَى،

ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إِذا هو أَنْفَدَا

واسْتَنْفَدَ القومُ ما عندهم وأَنْفَدُوه. واسْتَنْفَدَ وُسْعَه أَي

اسْتَفْرَغَه. وأَنْفَدَتِ الرَّكِيَّةُ: ذهب ماؤها.

والمُنافِدُ: الذي يُحاجُّ صاحبَه حتى يَقْطَع حُجَّتَه وتَنْفَدَ.

ونافَدْتُ الخَصْمَ مُنافَدةً إِذا حاجَجْتَه حتى تقطع حُجَّتَه. وخَصْم

مُنافِدٌ: يستفرغ جُهْدَه في الخصومة؛ قال بعض الدَّبِيرِيِّينَ:

وهو إِذا ما قيل: هَلْ مِنْ وافِدِ؟

أَو رجُلٍ عن حقِّكُم مُنافِدِ؟

يكونُ للغائِبِ مِثْلَ الشاهِدِ

ورجل مُنافِدٌ: جَيِّدُ الاستفراغ لِحُجَجِ خَصْمِه حتى يُنْفِدَها

فَيَغْلِبَه. وفي الحديث: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك، قال: ويروى بالقاف،

وقيل: نافذوك، بالذال المعجمة. ابن الأَثير: وفي حديث أَبي الدرداء: إِنْ

نافَدْتَهم نافَدُوك؛ نافَدْتُ الرجلَ إِذا حاكَمْتَه أَي إِن قلتَ لهم

قالوا لك؛ قال: ويروى بالقاف والدال المهملة. وفي فلان مُنْتَفَدٌ عن غيره:

كقولك مندوحة؛ قال الأَخطل:

لقدْ نَزَلْت بِعبْدِ اللهِ مَنْزِلةً،

فيها عن العَقْب مَنْجاةٌ ومُنْتَفَدُ

ويقال: إِنَّ في ماله لَمُنْتَفَداً أَي لَسَعَةً. وانتَفَدَ من

عَدْوِه: استوْفاهُ؛ قال أَبو خراش يصف فرساً:

فأَلْجَمَها فأَرْسَلَها عليه،

وولَّى، وهو مُنْتَفِدٌ بَعِيدُ

وقعد مُنْتَفِداً أَي مُتَنَحِّياً؛ هذه عن ابن الأَعرابي. وفي حديث ابن

مسعود: إِنكم مجموعون في صَعيدٍ واحد يَنْفُدُكُم البَصَرُ. يقال:

نَفَدَني بَصَرُه إِذا بَلَغَني وجاوَزَني. وأَنفَدْتُ القومَ إِذا خَرَقْتَهم

ومَشَيْتَ في وَسَطِهم، فإِن جُزْتَهم حتى تُخَلِّفَهم قلت: نَفَدْتُهم،

بلا أَلف؛ وقيل: يقال فيها بالأَلف، قيل: المراد به يَنْفُدُهم بصرُ

الرحمنِ حتى يأْتِيَ عليهم كلِّهم، وقيل: أَراد يَنْفُدُهم بصر الناظر

لاستواء الصعيدِ. قال أَبو حاتم: أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإِنما

هو بالمهملة أَي يَبْلُغُ أَوَّلَهم وآخِرَهم حتى يراهم كلَّهم

ويَسْتَوْعِبَهم، من نَفَدَ الشيءُ وأَنفَدْتُه؛ وحملُ الحديث على بصر المُبْصِر

أَولى من حمله على بصر الرحمن، لأَن الله، عز وجل، يجمع الناس يوم القيامة

في أَرضٍ يَشْهَدُ جميعُ الخلائق فيها مُحاسَبةَ العبدِ الواحدِ على

انفراده، ويَرَوْنَ ما يَصِيرُ إِليه.

نفد
: (نَفِدَ) الشيءُ، (كسمعَ) ، يَنْفَدُ (نَفَاداً) ، بِالْفَتْح، (ونَفَداً) ، مُحرَّكةً (: فَنِيَ وذَهبَ) ، ونقَلَ شيخُنَا عَن الزمخشريّ فِي الكَشَّاف أَنه لَو استَقْرأَ أَحدٌ الأَلفاظَ الَّتِي فاؤُها نونٌ وعيْنُها فاءٌ لوجَدها دالَّةً على معنَى الذّهابِ والخُرُوجِ وَقَالَهُ غَيره، انْتهى. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (سُورَة لُقْمَان، الْآيَة: 27) قَالَ الزَّجّاج: مَعنا مَا انْقَطعتْ وَلَا فَنِيَتْ، ويُرْوَى أَن الْمُشْركين قَالوا فِي القرآنِ: هاذا كَلاَمٌ سيَنْفَد ويَنْقَطِع، فأَعْلَمَ الله تَعَالَى أَنَّ كَلَامه وحِكْمتَه لَا تَنْفَد.
(وأَنْفَده) هُوَ (: أَفْنَاهُ، كاسْتَنْفَدَه) . واسْتَنْفَدَ القَومُ مَا عِندهم، وأَنْفَدُوه.
(و) كَذَلِك (انْتَفَده) ، إِذا أَذْهَبه.
(و) أَنْفَدَ (القَوْمُ: فَنِيَ زَادُهُمْ) .
أَ (و) نَفِدَ (مالُهُم) قَالَ ابنُ هَرْمةَ:
أَغَرّ كَمِثْلِ البدْرِ يسْتَمْطِرُ النَّدَى
ويَهْتَزُّ مُرْتَاحاً إِذَا هُو أَنْفَدَا
(و) أَنْفَدتِ (الرَّكِيَّةُ: ذَهبَ ماؤُها) .
(ونَافَدَه) أَي الخَصْمَ مُنَافَدةً (: حاكَمَه وخَاصمَه) ، فَهُوَ مُنَافِدٌ يُحاجُّ الخَصْمَ حتَّى يَقْطَعَ حُجَّتَه ويُنْفِدَها، وَيُقَال: لَيْسَ لَهُ رافِدٌ وَلَا مُنَافِدٌ. وَفِي اللِّسَان: نافَدْت الخَصْمَ مُنَافَدةً إِذا حاجَجْتَه حَتَّى تَقْطَعَ حُجَّتَه، وخَصْمٌ مُنَافِدٌ: يسْتَفْرِغ جُهْدَه فِي لخُصُومةِ، قَالَ بعضُ الدُّبيْرِيِّينَ:
وهْوَ إِذَا مَا قِيلَ هَلْ مِنْ وافِدِ
أَوْ رَجُلٍ عنْ حقِّكُمْ مُنَافِدِ
يكُونُ لِلْغَائِبِ مِثْلَ الشَّاهِدِ
ورَجُلٌ مُنَافِدٌ: جَيِّدُ الاستفراغِ لِحُججِ خَصْمِهِ تى يُنْفِدَها فيغْلِبَه. وَفِي الحَدِيث (إِنْ نَافَدْتَهُم نَافَدُوك) ويروَى بِالْقَافِ، وَقيل: (نَافَذُوك) بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ ابنُ الأَثير فِي حَدِيث أَبي الدَّرْداءِ (إِنْ نَافَدْتَهم نَافَدُوك) نافَدْتُ الرجُلَ، أَي حاكَمْته، أَي إِن قُلْتَ لهُم قَالُوا لَك.
(وانْتَفَده) من عدْوِه (: اسْتَوْفَاهُ) قَالَ أَبو خِراش يصِف حِماراً:
فَأَلْجمها فَأَرْسلَها علَيْه
ووَلَّى وهْوَ مُنْتَفِدٌ بَعِيدُ
أَي ولَّى الحمارُ ذَاهِبًا (و) من ذالك انْتَفَد (اللَّبنَ) إِذا (حَلَبَه) .
(و) يُقَال (قَعدَ مُنْتَفِداً) ومُعْتَنِزاً، أَي (مُتَنَحِّياً) ، هاذه عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) يُقَال: (فِيهِ مُنْتَفَدٌ عَن غَيْرِه) ، كَقَوْلِك (مَنْدُوحةٌ) وسعةٌ، قَالَ الأَخطَل:
لَقَدْ نَزَلْتُ بِعبْدِ الله منْزِلَةً
فِيها عَن العَقْبِ منْجاةٌ ومُنْتَفَدُ
(و) يُقَال: إِن فِي مالِه لمُنْتَفَداً، أَي (سَعة، و) يُقَال: (تَجِدُ فِي البلادِ مُنْتَفَداً) ، أَي (مُراغَماً ومُضْطَرباً) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
اسْتَنْفَدَ وُسْعَه: اسْتَفْرغَه.
وتَنَافَدُوا: تَخَاصمُوا، وَيُقَال: تَنَافَدُوا إِلى الحاكِم، إِذا أَنْفَدُوا حُجَّتَهم، وتَنَافَذُوا، بِالذَّالِ مُعْجمَة، إِذا خَلَصوا إِليه. ونَفَدَني بَصرهُ إِذا بلَغَنِي وجاوَزَني، وأَنْفَدْتُ القَومَ، إِذا خرقْتَهم ومَشَيْت فِي وَسطِهِم، فإِن جُزْتَهم حَتَّى تُخَلِّفَهم قلت نَفَدْتُهم، بِلَا أَلف، وَقيل: يُقَال فِيهَا بالأَلف، وَمِنْه حَدِيث ابنِ مسعودٍ: (إِنكم مجْموعونَ فِي صَعيدٍ واحدٍ يَنْفُدُكُمْ البَصرُ) وَقيل: المرادُ بِهِ يَنْفُدُهُمْ بَصَرُ الرحمانِ حَتَّى يأْتِيَ عَلَيْهِم كُلِّهم، وَقيل: أَراد ينْفُدُهم بَصَرُ الناظِرِ لاستواءِ الصَّعِيدِ، قَالَ أَبو حاتمٍ: أَصحاب الحدِيثِ يروُونه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وإِنما هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ، أَي يبْلُغُ أَوَّلَهم وآخِرَهم حتَّى يراهم كُلَّهم ويَسْتَوْعِبَهم، من نَفَدَ الشيءُ وأَنْفَدْتُه، وحَمْلُ الحديثِ على بَصَرِ المُبْصِر أَوْلَى من حمْلِه بَصَرِ الرَّحمانِ، لأَن الله عزَّ وجلَّ يَجمع الناسَ يومَ القِيامةِ فِي أَرْضٍ يَشْهدُ جميعُ الخلائقِ فِيهَا مُحاسبةَ العبدِ الواحِدِ على انفرادِهِ ويَروْنَ مَا يصِيرُ إِليه. كَذَا فِي اللِّسَان.
وَيُقَال: فُلانٌ مُنْتَفَدُ فلانٍ، أَي إِذا أَنْفَدَ مَا عندَه أَمدَّه بنفَقَةٍ، عَن الصاغانيّ.
نفد: نفد: ثقب، خرق، كان له مخرج وعلى سبيل المثال: بيته نافذ على حارتين (بوشر) وفي (محيط المحيط): نفذ المنزل إلى الطريق اتصل به (دي ساسي كرست 2: 33 ألف ليلة رقم 1: 857: 7): وفتح باب سر القصر النافذ إلى البحر.
نفذ لبعض: اتصل بآخر (في الحديث عن شقتين) (بوشر).
زقاق لا ينفذ: طريق لا ينفذ (ألف ليلة رقم 1: 236 و 2: 21).
نفذ: اسم المصدر نفذ: شرب (تقال للورق النشاف) (الكالا: el papel espanzirse) وفي السابق كانت اللغة الفرنسية، ايضا، تستعمل اصطلاح نفد لأن (فكتور) ترجم الاصطلاح الأسباني ب: نفذ أو شرب (الورق) فقد الكاغد espazimimiento de papel.
نفذ: حقق تقدما عظيما. وفي (محيط المحيط): (نفذ الأمر والقول نفوذا ونفاذا مضى وجرى. وتفذ فلان في الأمر مهر فيه وأجراه (فخري 273: 5): وكان قد مات أبوه وهو صغير فسلمته أمه إلى بعض كتاب العجم فنفد نفاذا محمودا وتعلم آدابا كثيرة من آداب الفرس (حيان بسام 1: 10) وكلاهما من اكمل فتيان الزمان فهما ومعرفة ونفاذا في العلوم الرفيعة (وفي 3: 5) مشاركته في علم اللسان ونفوذه في علم القرآن (ابن البيطار 1: 68): وكان رجلا بصيرا بالتكهن نافذا فيه نفاذا كثيرا (معجم الجغرافيا).
نفذ: أصبح الأمر محتوما، باتا وفي (محيط المحيط): (نفذ الأمر ( ordre) والقول نفوذا ونفاذا مضى وجرى، ونفذ العتق كأنه مستعار من نفوذ السهم فإنه لا مرد له) (محمد بن الحارث 230): فإن أجابوا إلى البيع وإلا فإن حكمي قد نفذ أي لو رضوا بالبيع فيها، رفضوا فإن قراري لا رجعة فيه (انظر معجم التنبيه).
نفذ: خرج (الكالا) (المقدمة 1: 309: فإن نفذ مع نفوذ عددهم أي لو كان عدد أسلافهم الذي نجم منهم يتفق مع اتساع شجرة نسبهم.
نفذ: اجتاز الصعوبات (بوشر)؛ نجح: (المقري 2: 405): ينفذ مع هذا في مطوعات الأشعار.
نفذ: s'executer وفي، نفذ ما وعد به، أجرى المطلوب بمقتضى الأمر أو الحال se faire تقضى وانقضى (بوشر).
نفذ: نجا، بقي بعد الكارثة (بوشر).
نفذ من: نجا من، تخلص (بوشر). نفذ من الخطر: نجا منه (بوشر).
نفذ لوجهه: (كارتاس 58: 8): نفذ لطيته (ابن جبير 333: 10): التي يجب أن نقرأها فنفذنا لطيتنا: رحلنا إلى مقصدنا.
نفذ إلى: متجها إلى (محمد بن الحارث 226): فإنه صار إلى حمص منصرفه -المفروض منصرفه بالضمة. المترجم- من بغداد نافذا اليكم؛ باشر بالسير (ابن جبير 345: 1 و2 حيان 4): فنفذ حتى قدم قرطبة (وفيه 39): (حين طلب أهل طرطوس قاضيا من السلطان عين لهم، في هذا المنصب، فقيه الميرة الذي نفذ إليهم.
نفذ أمره إلى فلان ب: أمر فلان ب (قرطاس 39: 10 و17: 40 ... الخ).
نفذ الطريق: في (محيط المحيط): (نفذ الطريق عم مسلكه لكل أحد فهو نافذ أي عام).
نفذ: مثقوب percer a jour ( معجم الادريسي).
نفوذ العلامة: تخطيط أو رسم العلامة، صادق أو صحح مستندا صادرا من السلطان؛ أشره أو وقعه بالأحرف الأولى، وفي (عبد الواحد 12: 205): متحدثا عن أسرة السلطان أو حاشية الخليفة الذين هم أفراد أسرته وقد كانوا قبل ذلك لا فرق بين أحدهم وبين الخليفة سوا نفوذ العلامة -المفروض: سوى. المترجم-.
نفذ: في (محيط المحيط): (نفذ السهم أنفذه ينفذ).
نفذ البضائع من غير كمرك: هربها (بوشر).
نفذ: ثقب، خرق وهو فعل متعد باللاتينية (فوك، الكالا: ranspassando) (hincar) ؛ سيف منفذ الجانبين أي ذو حدين (المقري 2: 165).
نفذ: أنجز (معجم بدرون، معجم البيان، معجم البلاذري، فاليتون 7، رقم 1 محمد بن الحارث 273، 347): تنفيذ أمور إذا استبانت الاناءة فيها إذا اشتبهت، وفي (ابن حيان 86): (استشهادان): نفذ ذلك أي أنجز (رياض النفوس 54: فقال أن الأمير أمر بتنفيذ ما تحبون وكذلك أمر في تنفيذ (ابن صاحب الصلاة 86): ينفذ في الأوامر أي يقوم بها. نفذ لفلان أي امتثل وطبق أوامره (أخبار 157: 9): لقد عيناك لواء (أبو فريقا في الجيش- المترجم) أو حاكما فتهاونت بالتنفيذ لنا وقلة المبالاة بنا.
نفذ حكم فلان: تعهد لفلان في تطبيق قراره (محمد بن الحارث 231): كان (السلطان) ينفذ أحكامه وإن وقعت منه بغير المحبوب وفيه (233): ونفذ له حكمه.
نفذ: نطق بالحكم (محمد بن الحارث 229): فنفذ القاضي القضية على حبيب وسجل وأشهد (وفي 267) ورأيت في بعض الحكايات أنه إنما عزله لأنه حفظت عليه في تلك المدة سبعون قضية قضا -المفروض قضى. المترجم- بها فاستكثرت منه قال محمد وهي فيما أرى حكاية مدخولة لأنه لا تنكر (في مخطوطة 1 ينكر) تنفيذ الاقضية وكثرتها مع حضور الحق وانكشاف الصدق وفي (232): ثم اخذ كتابا فعقد حكمه للقوم بالضيعة ثم نفذه بالإشهاد فيه.
تنفيذ الحقوق: إقامة العدل لكل واحد، إدارة العدالة (المقري 1: 468).
نفذ إليه: أمر ordonner ( ابن جبير 77: 18): حسبما نفذ إليه ذلك من سلطانه (أي كما أمر به من سلطانه).
نفذ في: ففي (محمد بن الحارث 329): وإذن بالتنفيذ في القطع والصلب بلا مؤامرة منه ولا اسيذان.
نفذ: envoyer بلغ وأبلغ، نفذ وأنفذ parvenir faire ( دي يونج، معجم الطرائف، المقري 1: 251): امرأ ... الخ.
نفذ من الخطر: نجا (بوشر).
نفذ له الشيء: خصص له شيئا أو خصص له قدرا (من المال أو غيره) من شيء يتسلمه (ابن بطوطة 3: 436): نفذ له الشيء على فلان (ابن بطوطة 3: 440): الزرع المنفذ على عزيز: الحصة من الزرع التي أمرت بأن يدفعها عزيز، وفي (2: 13): تنفيذ ما يحتاج إليه على فلان أي دفع الحوالات الواجبة التسديد على فلان.
نفذ: انظر اسم واسم المفعول فيما يأتي.
أنفذ: في (محيط المحيط): (نفذ السهم أنفذه جعله ينفذ).
أنفذ: ثقب (انظر المقال الذي ضربه دي ساسي كرست 2: 133) لهذا الفعل.
أنفذ أنقابا: نقب (المقري، 335).
انفذ: نطق حكما (محمد بن الحارث 221، 232، المقدمة 1: 406) (وذلك حين نقرأ في الجملة كلمة إنفاذ التي وجدناها عند (ساسي كرست 1: 469).
أنفذ: قضى حكما، فصل في الخصومة أو الدعوى (عبد الواحد 207: 5): فكان هذا أيضا مما حمله على القعود في أيام مخصوصة لمسائل مخصوصة لا ينفذها غيره.
أنفذ أمرا: أعطاه، أمر به (ابن الخطيب 54): أنفذ الأمر بقتلهما وكذلك انفذ وحدها تفيد إعطاء الأوامر (عباد 1: 296).
أنفذ: أرسل (معجم البلاذري، معجم الطرائف، دي يونج، حيان 39، حيان بسام 1: 54، النويري أسبانيا 334، كارتاس 58: 2، ألف ليلة 3: 226).
أنفذ عهدا: صدقه، اقره. صادق على المعاهدة (عادات 2) ونفذ لهم الوليد عهد طارق (النويري أسبانيا 474): وأمضى أمير المؤمنين عهده هذا وأجازه وأنفذه أي أجراه ونهض به أو قضى عهدا. إلا أنها تعني أيضا: صادق على معاهدة (عادات 2 منه): فكتب لها هشام إلى حنظلة بن صفوان الكلبي عامل أفريقية بإنفاذ عهد الوليد بن عبد الملك.
أنفذ لفلان (أو إلى فلان) صكا: صرف مبلغ الصك، دفع الحوالة (معجم الطرائف).
تنفذ: انظرها في (فوك) في مادة penetrare.
تنفذ: ثقب، خرق (كارتاس 225: 5): (أقبلت سهام المسلمين عليهم صائبة كأنها المطر الواكف، والريح العاصف) في تنفذ التراس والدرع ولكن يجب أن نقرأ والدروع وبعد ذلك والجموع، وفي (باين سميث 1540): تنفذ، نفوذ دواء أو غيره.
تنفذ: أنجز الأمر (فوك).
تنفذ: أفضى إلى (هلو).
انتفذ: انظرها في (فوك) في مادة penetrare.
نفاذ: نفاذ الأمر: إجراؤه (بوشر).
نفاذ: تهريب (بوشر).
نفاذ: في (محيط المحيط): (النفاذ مصدر وعند أهل القوافي حركة هاء الوصل التي للإضمار ككسرة الهاء في قوله تجرد المجنون من كسائه وفتحها في قوله رحلت سمية غدوة أحمالها وضمنها قوله وبلد عامية إعماؤه) (فريتاج عرب. فركنشت 322).
نفاذة: قوة، نشاط، حيوية (باين سميث 1293).
نافذ: فعال بسلطات كاملة أو تفويض مطلق (رولاند).
نافذة والجمع نوافذ: في (محيط المحيط): (النافذة مؤنث النافذ والخرق في الحائط ينفذ منه النور وغيره إلى البيت والجمع نوافذ).
أنفذ: أشد تأثيرا أو فعالية (معجم الماوردي).
انفذ: مشروع، مقبول شرعا، صحيح valable ( هلو).
تنفيذ: قوة، نشاط (محمد بن الحارث 231): اقره السلطان على قضاء الجماعة وكان يعرف صلابته وتنفيذه.
تنفيذ الخرج أو خطة التنفيذ أو التنفيذ وحده: رقابة مصروفات السلطان (البربرية 1: 473): وقلده حجابته مجموعة إلى تنفيذ الخرج، وفي (1: 5): خطة التنفيذ، وفي (فرطاس 259: 8): وكان يتولى التنفيذ.
التنفيذ والجمع تنفيذات: إذن أو أمر بالصرف، بمبلغ معين، لشخص معين (انظر هامش (446) من ترجمة هذا المعجم) (أماري دبلوماسية 108: 7): وإذا كان لأحد منهم حق في الديوان وعليه حق وبيده بذلك تنفيذ حوسب مما له بما عليه (فيه 1: 10 المقري 3: 438): من اجل مآثره بها المدرسة الجديدة وكان قدم للنظر على بنائها قاضيه على المدينة المذكورة ولما اخبر السلطان بتمام بنائها جاء إليها من فاس ليراها فقعد على كرسي من كراسي الوضوء حول صهريجها وجيء بالرسوم المتضمنة للتنفيذات اللازمة فيها فغرقها في الصهريج قبل أن يطالع ما فيها وأنشد:
لا بأس بالغالي إذا قيل حسن ... ليس لما قرت به العين ثمن
منفذ: (وليس منفذ التي وردت عند [فريتاج] و [فليشر] في شرحه [للمقري 2: 612] و [بريشت 151]) والجمع منافذ وعلى سبيل المثال منافذ الوجه (معجم التنبيه) أي نوافذه.
منفذ: منفس، نافذة، فتحة التهوية (بوشر، معجم الجغرافيا) انظر منفس.
منفذ: فتحة يدخل منها الماء، قناة ماء (البكري 59: 10): جدول ماء جار يستدير بالمديرة وله منافذ تسقى منها عند الحاجة، وفي (المقري 1: 165): قطعوا القناة عن جريتها إلى الكنيسة وسدوا منافذها (المقدمة 2: 322): المنافذ للمياه الجارية؛ انظر منفس.
منفذ: قناة (معجم الجغرافيا).
منفذ: مدخل (حيان 73): ضاق باب الحصن بأصحابه في انهزامهم فلم يجد اللعين منفذا للدخول عليه حتى ... الخ.
منفذ: مخرج (هلو، بوشر) بابا، ومجازا: نهاية أو نتيجة (بوشر، ألف ليلة رقم 1: 752): فقالت له الفارة أني أعددت في حجري هذا سبعين منفذا أخرج منه إذا طلبت الخروج. وفي (الادريسي 138: 1): جبال وشعاب لا يقدر أحد على سلوكها لصعوبة مراقيها وخشونة طرقاتها وتعذر منافذها. (قرطاس 104: 6): فقاتلهم قتالا شديدا قتال من أيقن بالموت واغتنم الشهادة إذ (وفي مخطوطة إذا) لم يجد منفذا يخلص منه.
منفذ: ثقب أو فوهة قالب الأنبوب (المقدمة 2: 612) هكذا تقرأ الكلمة -أي بفتح الميم والفاء- وفقا لطبعة بولاق.
منفذ: مجاز في غابة، فسحة خالية، ركام من جذوع لسد الفراغ في الغابة (بوشر).
منفذ: شارع، ممر، طريق يربط موضعا بموضع آخر؛ سد المنافذ إلى قطع الاتصالات (بوشر، معجم الجغرافيا).
منفذ: ملجأ، عذر، حجة (بوشر).
منفذ: المنفد الخاص بالسلطان في داره هو مراقب المصروفات الخاصة بالسلطان أو المشرف على أمواله وبيته. (المقدمة 2: 14): (وأما دولة بني عبد الواد فلا أثر عندهم لشيء من هذه الألقاب، ولا تمييز الخطط، لبداوة دولتهم وقصورها إنما يخصون باسم الحاجب، في بعض الاحوال، المنفذ الخاص بالسلطان في داره كما كان في دولة ابن أبي حفص .. ). أن مركز المنفذ كان مرقوقا في بلاط بني زيان في تلمسان وفي بلاط بني حفص في تونس وكان يطلق عليه، في بعض الأحيان، اسم الحاجب، وكان ينهض، في بعض الحالات بمهام المحاسبة والتوقيع، بالأحرف الأولى، على المستندات الرسمية. انه في تونس، طبقا لما ذكره (ليون 565 وما رمول 2: 244)، يعد من أكبر الوجهاء أو نائب ملك vice-roi ( تطرق- فإن غيستل 2: 375 - إلى ذكره إلا أن اسمه قد تحرف إلى Flmonisets) . أما في (فاس) فقد كان للوزير والمنفذ أعلى مراتب الدولة (مارمول 2: 99).
منفذ: محجاج، ميل يسبر به عمق الجرح في الطب (الكالا).
منفوذ: زناقة بلا منفوذة: طريق مسدودة (الكالا).

نعم

نعم: جواب لكلام لا حجة فيه، قاله الحرالي. 
نعم: هو لتقرير ما سبق من النفي.
(نعم) فلَان قَالَ نعم وَفُلَانًا رفهه وَالشَّيْء جعله نَاعِمًا
نعم: هِيَ لتقرير مَا سبق من الْإِثْبَات وَالنَّفْي. وَقد تكون لتقرير مَا بعْدهَا.
نعم: {والأنعام}: الإبل والبقر والغنم. وهو جمع لا واحد له من لفظه. 
(نعم) حرف جَوَاب وَيكون تَصْدِيقًا للمخبر فِي جَوَاب الْخَبَر فِي نَحْو الظُّلم مرتعه وخيم ووعدا للطَّالِب فِي جَوَاب الْأَمر أَو النَّهْي فِي نَحْو افْعَل وَلَا تفعل وإعلاما للسَّائِل فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام فِي نَحْو هَل أدّيت الْأَمَانَة
نعم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِن أهل الْجنَّة لَيَتَراءَوْنَ أهل عِلَّيَّينَ كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرَّيَّ فِي أفق السَّمَاء وَإِن أَبَا بَكْر وَعمر مِنْهُم وأنْعَمًا. قَالَ الْكسَائي: قَوْله: وأنعما - يَعْنِي زادا على ذَلِك. قَالَ ويُقَال من هَذَا: قد أَحْسَنت إِلَيّ وأنعمت - أَي زِدْت على الْإِحْسَان وَكَذَلِكَ قَوْلهم: دققت الدَّوَاء فأنعمت دقة - أَي بالغت فِي دقة وزدت.
(نعم)
الشَّيْء نعما ونعمة ونعيما لَان ملمسه ونضر وطاب ورفه يُقَال نعم عيشه وباله هدأ واستراح وَبِه سر واستمتع يُقَال نعمت بلقائه ونعمت بِهِ عينا

(نعم) نعومة لَان ملمسه وَصَارَ نَاعِمًا لينًا فَهُوَ ناعم

(نعم) فعل غير متصرف لإنشاء الْمَدْح يُقَال نعم الْفَتى وَنعم الفتاة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {نعم العَبْد إِنَّه أواب} و {نعم أجر العاملين} وتلحق بِهِ (مَا) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن تبدوا الصَّدقَات فَنعما هِيَ}
ن ع م

جلّت نعمة الله ونعماؤه، وأنعم الله عليهم. ونعم عيشه ينعم وينعم نعمةً، وعيش ناعم وفلان ينعم ويتنعّم، وهو ف يالنعمة والنعيم، ونعّم الله عيشه وناعمه. وجارية منعّمةٌ ومناعمة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم. قال ذو الرمة يصف امرأة بيضاء:

هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر

ودقة دقاً نعماً، وأنعم دقّه. وإذا عملت عملاً فأنعمه: فأجده. وأحسن فلان وأنعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانعم صباحاً ومساءً ويقال: عم صباحاً بحذف النون. ونعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها ونعمت وأنعم الله بك عيناً، ونعم الله بك عيناً، ونعمك عيناً. وسألته حاجة فأنعم لي بها إذا قال: نعم، ويقال: نعم ونعمى عين ونعمة عين ونعام عين. وله نعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:

قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نعم

أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب. وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:

وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس

ومن المجاز: " خفّت نعامتهم ": ذهبوا. قال زياد الأعجم:

إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها

ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها

وقال السمهريّ العكليّ:

ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر

كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:

فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
نعم
نَعِمَ نَعْمَةً ومَنْعَماً فهو ناعِمٌ نَعِمٌ. والنُّعْمَى والنَّعْماء والنَّعِيْمُ والنَّعْمَة. وجارِيَةٌ مُنَعَّمَةٌ ومُنَاعَمَةٌ وناعِمَةٌ. والنِّعْمَةُ: اليَدُ البَيْضاء. ونَعِمَ الله بك عَيْناً يَنْعَمُ ويَنْعِمُ، وأنْعَمَ الله بك عَيْناً: لُغَتان.
ونَعَّمَكَ الله عَيْناً: كما يُقال كَفَلْتُك ونِعْمَ الله بك عَيْناً - بسُكُون العَيْن.
وأنْعَمَتِ الرِّيْحُ: هَبَّتْ نُعَامى وهي الجَنُوب، وكأنَّه من النَّعْمَة لرِطُوبَتها. ويُقال: النَّعْمُ في النَّعَمِ: وهو الإِبِلُ والبَقَرُ والشّاءُ، ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. ونَعَمْ: أدَاةٌ تُسْتَعْمَل في جَواب الواجِب.
ويقولون: أفْعَلُه ونَعَامَ عَيْنٍ، ونِعَامَ عَيْنٍ، ونُعْمى عينٍ، ونُعْمَ عينٍ، ونَعِمّا عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونَعَامَةَ عينٍ.
وقال بعضُهم: إذا وَجَدَ الوَحْشِيُّ ماءَ السَّماء ومَرْعىً فيا نُعْمَ هو، كما تقول: هو في نُعْمٍ من عَيْشِهِ. وهو رَجُلٌ نَعِيْمٌ ونَعِمّاً: أي نِعْمَ ما. وإنما نُعَامَاكَ أنْ تَفْعَل كذا: أي قُصَاراك.
والنُّعْمَانُ: نَبْتٌ. ونَعْمَانُ: أرْضٌ بالحجاز. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليَمن. والإِنْعَامُ: الزِّيادَة، ومنه: دَقَقْتُه دَقّاً نِعِمّاً. وَتَنَعَّمْتُهم: تَمَشَّيْتَ إليهم. وتَنَعَّمَ الطَّريقَ وانْتَعَمه: رَكِبَه، وكأنَّهما من ابنِ النَّعَامَة: وهي عَصَبَةٌ في باطِنِ أخْمِصِ الرِّجْل. ونَعَّم قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهما. وتَنَعَّمْتُه: في الحاجَة: اعْتَمَدْتَه. وتَنَعَّمْتُه: ألْحَحْتَ عليه سَوْقاً. وكأنَّه من طَرْدِ النَّعَامَة.
والنَّعَامَةُ: بَيْتٌ من بُيُوْت الأعْرَاب. وصَخْرَةٌ في الرَّكِيَّة ناشِزَةٌ. والنَّعْشُ. وخَشَبَةُ البَكْرَة. وحِجارَةٌ تُنْصَبُ فوقَ الجَبَل لِيُهْتَدى بها. وعَلاَمَةٌ كان يَتَّخِذُها الرَّجُلُ على ظَهْر بَيْتِه في الجاهِليَّة لِيُعْلَمَ أنَّه شَريف، قال البُرَيْقُ الهُذليُّ:
قد أشْهَدُ الحَيَّ جَميعاً بِهمْ ... لَهُمْ نَعَامٌ وعليهمْ نَعَمْ
وشَالَتْ نَعَامَتُهم، ويُرْوى: خَفَّت نَعَامَتُهم: أي ذَهَبُوا و َتَفَرَّقوا، وقيل: النَّعَامَةُ وابْنُ النَّعَامَةِ جميعاً: الطَّريقُ، والمعنى: اسْتَمَرَّ بهم السَّيْرُ؛ ونَقِيْضُه: قَرَّتْ نَعَامَتُهم. وقيل: النَّعَامَةُ: اسْمٌ للنَّفْس وللجَماعة. والنَّعَامَةُ من الفَرَسِ: فَمُه، وقيل: دِماغُه، قال:
خَفيفُ النَّعامة ذو مَيْعَةٍ ... كَثيفُ الفَراشَةِ ناتي الصُّرَدْ ويُقال للمُفْرِط الطُّول: ظِلُّ النَّعَامَة. والنَّعَائمُ: ثَمانِيَةُ كواكِبَ أرْبَعَةٌ في المجَرَّة ويُقال لها الوارِدُ؛ وأرْبَعَةٌ خارِجَةٌ ويُقال لها الصّادِر.

نعم


نَعَمَ(n. ac.
نَعْمَة
مَنْعَم)
a. Lived in ease, affluence.
b. Was pleasant (life).
c. Suited, agreed with.
d. see IV (g)
نَعِمَ(n. ac. نَعَم)
a. Was green & tender (branch).
b. see supra
(a) (b), (c).
e. [Bi], Affirmed.
نَعُمَ(n. ac. نُعُوْمَة)
a. Was soft, tender.

نَعَّمَa. Procured a comfortable life for; prospered.
b. Said yes to, answered in the affirmative.
c. [ coll. ], Rendered soft;
pulverized.
نَاْعَمَa. see I (a)
& II (a).
c. Made firm (cord).
أَنْعَمَ
a. [acc.
or
La]
see II (a)b. Was pleasant.
c. Rendered pleasant.
d. [acc. & 'Ala
or
Bi], Granted to; favoured with.
e. [acc. & Fī], Fixed upon (look).
f. [Fī], Was diligent over.
g. Came bare-foot to.
h. see II (b)
تَنَعَّمَa. see I (a) (b), (c) & IV (
f ).
e. Went bare-foot.
f. Drove.

تَنَاْعَمَa. see I (a)
نَعْمَةa. Well-being; prosperousness; affluence, wealth
fortune.
b. Pleasure, enjoyment.

نِعْمَة
(pl.
نِعَم أَنْعُم
&
a. نِعَمَات ), Favour, benefit
kindness; grace.
b. see 1t (a) (b).
d. [ coll. ], Privilege.

نُعْم
(pl.
أَنْعُم)
a. Prosperity, ease, happiness; enjoyment.

نُعْمَىa. see 1t & 2t
(a).
نَعَم
(pl.
أَنْعَاْم أَنَاْعِيْمُ)
a. Cattle; sheep; camels.

نَاْعِمa. Soft; supple; tender, delicate.
b. Easy, comfortable, luxurious (life).
c. Well-off, wealthy.
d. [ coll. ], Thin, fine;
pulverized.
نَاْعِمَة
(pl.
نَوَاْعِمُ)
a. Garden.

نَعَاْمa. Ostrich.
b. Desert.
c. see 22t (c) (d).
نَعَاْمَة
(pl.
نَعَاْئِمُ
& reg. )
a. see 22 (a) (b).
c. Projecting stone or beam of a well.
d. Sign, road-sign.
e. Road.
f. Joy.
g. Forehead.
h. Crowd.
i. Honour.
j. Darkness; ignorance.

نُعَاْمَى
(pl.
نَعَاْئِمُ)
a. South wind.

نَعِيْم
(pl.
نُعَمَآءُ)
a. Ease; affluence.
b. Pleasant abode: Paradise.
c. Bounty, goodness.
d. see 2t (a)نُعْم
&
نَاْعِم
(c).
نَعِيْمَةa. Delight.

نُعُوْمَةa. Softness.
b. Pleasantness.

نُعْمَاْنa. Blood.
b. Surname of certain Arab kings.

نَعْمَآءُa. see 2t (a)
مِنْعَاْمa. Generous, beneficent.

نَعَاْئِمُ
a. [art.], Name of certain stars.
N. P.
نَعَّمَa. see 21 (c)b. Kind, gentle (speech).
N. Ag.
نَاْعَمَa. see 21 (a)
N. P.
نَاْعَمَa. see 21 (c)
& N. P.
نَعَّمَ
(b).
N. Ag.
أَنْعَمَa. Beneficent; bountiful; benefactor.

N. Ac.
أَنْعَمَ
(pl.
إِنْعَامَات)
a. Beneficence: grace; bounty.

N. Ag.
تَنَعَّمَa. see 21 (c)
N. Ac.
تَنَعَّمَa. Well-being; comfort; satisfaction; joy.

N. Ag.
تَنَاْعَمَa. see 21 (a)
نَعَمْ
a. Yes; certainly; so it is; just so; exactly.

نِعْمَ نَِعِمَّا نِعْمَت
a. Bravo! Well done!

إِنْعَامَة
a. Favour, grace.

تَنْعِيْمَة
a. A thorny tree.

مُنْعُم
a. Broom, brush.

نَُعْم عَيْنٍ
نَُغَام عَيْنٍ
نَعِيْم عَيْنٍ
a. For the sake of.

نَعِيْم البَالِ
a. Easy-going, goodnatured.

وَاسِع النَّعْمَة
a. Affluent, opulent.

شَقَائِق النُّعْمَان
a. Anemone.

نَعَام الصَّادِر
نَعَام الوَارِد
a. Names of certain stars.

أَنْعَمَ اللّٰهُ بِكَ
عَيْنًا
or
نَعَمَ
نَعِمَك اللّٰهُ عَيْنًا
a. May God favour thee!

أَنْعَمَ اللّٰهُ صَبَاحَكَ
a. I wish you a good morning.
نعم
النِّعْمَةُ: الحالةُ الحسنةُ، وبِنَاء النِّعْمَة بِناء الحالةِ التي يكون عليها الإنسان كالجِلْسَة والرِّكْبَة، والنَّعْمَةُ: التَّنَعُّمُ، وبِنَاؤُها بِنَاءُ المَرَّة من الفِعْلِ كالضَّرْبَة والشَّتْمَة، والنِّعْمَةُ للجِنْسِ تقال للقليلِ والكثيرِ. قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 40] ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة/ 3] ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
[آل عمران/ 174] إلى غير ذلك من الآيات. والإِنْعَامُ: إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ، ولا يقال إلّا إذا كان المُوصَلُ إليه من جِنْسِ النَّاطِقِينَ، فإنه لا يقال أَنْعَمَ فلانٌ على فَرَسِهِ. قال تعالى: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة/ 7] ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 37] والنَّعْمَاءُ بإِزَاءِ الضَّرَّاءِ. قال تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
[هود/ 10] والنُّعْمَى نقيضُ البُؤْسَى، قال: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ
[الزخرف/ 59] والنَّعِيمُ: النِّعْمَةُ الكثيرةُ، قال:
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
[يونس/ 9] ، وقال:
جَنَّاتِ النَّعِيمِ [لقمان/ 8] وَتَنَعَّمَ: تَنَاوَلَ ما فيه النِّعْمَةُ وطِيبُ العَيْشِ، يقال: نَعَّمَهُ تَنْعِيماً فَتَنَعَّمَ. أي: جَعَلَهُ في نِعْمَةٍ. أي: لِينِ عَيْشٍ وخَصْبٍ، قال: فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
[الفجر/ 15] وطعامٌ نَاعِمٌ، وجارية نَاعِمَةٌ. [والنَّعَمُ مختصٌّ بالإبل] ، وجمْعُه: أَنْعَامٌ، [وتسميتُهُ بذلك لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِعْمةٍ، لكِنِ الأَنْعَامُ تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أَنْعَامٌ حتى يكون في جملتها الإبل] . قال: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ
[الزخرف/ 12] ، وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً [الأنعام/ 142] ، وقوله: فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ [يونس/ 24] فَالْأَنْعَامُ هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها. والنُّعَامَى: الرِّيحُ الجَنُوبُ النَّاعِمَةُ الهبُوبِ، والنَّعَامَةُ: سُمِّيَتْ تشبيهاٍ بِالنَّعَمِ في الخِلْقة، والنَّعَامَةُ: المَظَلَّةُ في الجَبَلِ، وعلى رأس البئر تشبيهاً بالنَّعَامَةِ في الهَيْئَة مِنَ البُعْدِ، والنَّعَائِمُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ تشبيهاً بِالنَّعَامَةِ وقول الشاعر:
وابْنُ النَّعَامَةِ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْكَبِي
فقد قيل: أراد رِجْلَهُ، وجعلها ابنَ النَّعَامَةِ تشبيهاً بها في السُّرْعَة. وقيل: النَّعَامَةُ بَاطِنُ القَدَمِ، وما أرَى قال ذلك من قال إلّا من قولهم:
ابْنُ النَّعَامَةِ. وقولهم تَنَعَّمَ فُلَانٌ: إذا مَشَى مشياً خَفِيفاً فَمِنَ النِّعْمَةِ.
و «نِعْمَ» كلمةٌ تُسْتَعْمَلُ في المَدْحِ بإِزَاءِ بِئْسَ في الذَّمّ، قال تعالى: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص/ 44] ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ
[الزمر/ 74] ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الأنفال/ 40] ، وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ [الذاريات/ 48] ، إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
[البقرة/ 271] وتقول: إن فَعَلْتَ كَذَا فَبِهَا وَنِعْمَتْ. أي: نِعْمَتِ الخَصْلَةُ هِيَ، وغَسَّلْتُهُ غَسْلًا نِعمَّا، يقال: فَعَلَ كذا وأَنْعَمَ. أي: زَادَ، وأصله من الإِنْعَامِ، ونَعَّمَ اللَّهُ بِكَ عَيْناً.
و «نَعَمْ» كلمةٌ للإيجابِ من لفظ النِّعْمَة، تقول: نَعَمْ ونُعْمَةُ عَيْنٍ ونُعْمَى عَيْنٍ ونُعَامُ عَيْنٍ، ويصحُّ أن يكون من لفظ أَنْعَمَ منه، أي: أَلْيَنَ وأَسْهَلَ.
ن ع م: (النِّعْمَةُ) الْيَدُ وَالصَّنِيعَةُ وَالْمِنَّةُ وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْكَ. وَكَذَا (النُّعْمَى) فَإِنْ فَتَحْتَ النُّونَ مَدَدْتَ فَقُلْتَ: (النَّعْمَاءُ) . وَ (النَّعِيمُ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ وَاسِعُ (النِّعْمَةِ) أَيْ وَاسِعُ الْمَالِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَبِهَا وَ (نِعْمَتِ) أَيْ وَنِعْمَتِ الْخَصْلَةُ. وَ (نِعْمَ) وَبِئْسَ فِعْلَانِ مَاضِيَانِ لَا يَتَصَرَّفَانِ لِأَنَّهُمَا اسْتُعْمِلَا لِلْحَالِ بِمَعْنَى الْمَاضِي، فَنِعْمَ مَدْحٌ وَبِئْسَ ذَمٌّ. وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ: الْأَصْلُ نَعِمَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ. ثُمَّ تَقُولُ: نِعِمَ فَتُتْبِعُ الْكَسْرَةَ الْكَسْرَةَ. ثُمَّ تَطْرَحُ الْكَسْرَةَ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُ: نِعْمَ بِكَسْرِ النُّونِ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نَعْمَ بِفَتْحِ النُّونِ. وَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ وَنِعْمَ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. فَالرَّجُلُ فَاعِلُ نِعْمَ وَزَيْدٌ يَرْتَفِعُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً قُدِّمَ عَلَيْهِ خَبَرُهُ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هُوَ زَيْدٌ جَوَابٌ لِسَائِلٍ سَأَلَ مَنْ هُوَ؟ لَمَّا قُلْتَ: نِعْمَ الرَّجُلُ. وَ (النُّعْمُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الْبُؤْسِ، يُقَالُ: يَوْمٌ نُعْمٌ وَيَوْمٌ بُؤْسٌ وَالْجَمْعُ (أَنْعُمٌ) وَأَبْؤُسٌ. وَ (نَعُمَ) الشَّيْءُ صَارَ (نَاعِمًا) لَيِّنًا وَبَابُهُ سَهُلَ. وَكَذَا (نَعِمَ) يَنْعَمُ مِثْلُ عَلِمَ يَعْلَمُ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا وَهِيَ: (نَعِمَ) يَنْعُمُ مِثْلُ فَضِلَ يَفْضُلُ. وَلُغَةٌ رَابِعَةٌ: (نَعِمَ) يَنْعِمُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (النَّعْمَةُ) بِالْفَتْحِ التَّنْعِيمُ. وَيُقَالُ: (نَعَّمَهُ) اللَّهُ (تَنْعِيمًا) وَ (نَاعَمَهُ فَتَنَعَّمَ) . وَامْرَأَةٌ (مُنَعَّمَةٌ) وَ (مُنَاعَمَةٌ) بِمَعْنًى. وَ (أَنْعَمَ) اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النِّعْمَةِ. وَأَنْعَمَ اللَّهُ صَبَاحَهُ مِنَ (النُّعُومَةِ) . وَ (أَنْعَمَ) لَهُ قَالَ لَهُ: نَعَمْ. وَفَعَلَ كَذَا وَأَنْعَمَ أَيْ زَادَ. وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا أَيْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّهُ. وَكَذَا (نَعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَعِمَكَ عَيْنًا. وَ (النَّعَمُ) وَاحِدُ (الْأَنْعَامِ) وَهِيَ الْمَالُ الرَّاعِيَةُ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى الْإِبِلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّثُ يَقُولُونَ: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ وَجَمْعُهُ (نُعْمَانٌ) كَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْأَنْعَامُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] وَقَالَ: «مِمَّا فِي بُطُونِهَا» ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَنَاعِيمُ) . وَ (نَعَمْ) عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ وَجَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ. وَرُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قِيلَ: لَيْسَ لِي عِنْدَكَ وَدِيعَةٌ فَقَوْلُكَ: نَعَمْ وَبَلَى تَكْذِيبٌ. وَ (نَعِمْ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (النَّعَامَةُ) مِنَ الطَّيْرِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَ (النَّعَامُ) اسْمُ جِنْسٍ مِثْلُ حَمَامٍ وَحَمَامَةٍ وَجَرَادٍ وَجَرَادَةٍ. وَ (النُّعَامَى)
بِالضَّمِّ رِيحُ الْجَنُوبِ لِأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وَأَرْطَبُهَا. وَ (نَعْمَانُ) بِالْفَتْحِ وَادٍ فِي طَرِيقِ الطَّائِفِ يَخْرُجُ إِلَى عَرَفَاتٍ. وَيُقَالُ لَهُ: نَعْمَانُ الْأَرَاكِ. وَقَوْلُهُمْ: (عِمْ) صَبَاحًا كَلِمَةُ تَحِيَّةٍ كَأَنَّهُ مَحْذُوفٌ مِنْ نَعِمَ يَنْعِمُ بِالْكَسْرِ، كَمَا يُقَالُ: كُلْ مِنْ أَكَلَ يَأْكُلُ حُذِفَ مِنْهُ الْأَلِفُ وَالنُّونُ تَخْفِيفًا. وَ (التَّنْعِيمُ) مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. 
(نعم) - قوله تبارك وتعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} .
كَلِمة "نَعَم" تقع في الكَلام جَوابًا لِمَا لا جَحْدَ فيه. وفيه لُغَتان: فتح العَين وكَسْرُها، والكَسْرُ هي قراءة الكسَائِي وجماعَةٌ، وهي قراءة النبى صلَّى الله عليه وسلَّم.
على ما رُوِى عن قتَادة "عن رَجُلٍ من خَثْعَم قال: دُفِعْتُ إلى النبىّ - صَلّى الله عليه وسلّم، وهو بمنى، فَقُلْتُ له: أنتَ الذي تَزْعُم أنّك نبِىٌّ؟ قال: نَعِم" وكَسَرَ العَينَ.  - وقال بعض وَلدِ الزُّبَير: "ما كنتُ أسْمَعُ أشيَاخَ قُريش يَقُولُون: إلاَّ نَعِم" بكَسْر الِعين .
- وقالَ أبو عُثمِانَ النَّهْدِى: أمرَنا أمير المؤمنين عُمَر رَضى الله عنه بأمرٍ فقلنا: نعَمْ. فقال: "لا تَقُولُوا نَعَمْ، ولكن قُولُوا: نَعِم" وكَسَرَ العَيْنَ.
وقال بَعْضُ الأعْرَاب: كَانَ أبى إذَا سِمِعَ رَجُلًا يقُولُ: نَعَمْ يقول: نَعَم: إبلٌ وشَاءٌ، إنّما هي نَعِمْ. وقال الشَّاعر - في اللغَتَين جميعًا -:
دَعَانِي عَبْدُ الله نَفسىِ فدَاؤُه فيَالَكَ مِن دَاع دَعَانَا نعَم نَعِمْ.
- في الحديث: "من تَوضَّأ يوم الجُمعَةِ فبِهَا ونِعْمت"
فيه قولان: أَحَدُهما: ونِعْمَتِ الخَلَّةُ والفَعْلَة، ثمّ يحذِفُ الْفَعْلَةَ اختصارًا والثاني "نَعِمْت"
: أي نَعَّمَك الله، وقال الأصمعي: "فبها": أي فبِالسُّنَّةِ أخَذ.
- وفي حديث أبي مَرْيم الأزْدِى قال: "دَخَلْتُ على مُعاوِية - رضي الله عنه - فقال: ما أَنْعَمَنَا بِكَ؟ "
: أي ما جاءَنا بك، أو ما الذي أعمَلَك إلينَا؛ وإنما يقال ذلك لمن يُفْرَح بلِقائه، كأنّه يقولُ: ما الذي أطلعَكَ علَينا، وأنْعَمَنا بلقَائك، وسَرَّنا برُؤْيَتِكَ. ومن ذلك قَولُهم في التحيَّةِ: أَنْعِمْ صَباحًا.
وَيُحْتَمَل أن يُريد: ما الذي جَشَّمَكَ الإتيَانَ إاليَنا وَالمشىَ علَى نَعَامةِ رِجْلِكَ.
قيل: النَّعَامَةُ: صَدْرُ القَدَم. وقيلِ: عَصَبَةٌ في الأخْمَص، ومنه: بهيمة الأنعَاِم وهي الماشِيَةُ التي تمشى على نعَامَته، خِلاف ذوَات الَحَافِر في وَطْئِها.
قال ابن دُرَيد: النّعامَةُ: باطنُ القَدَم. وقيل: ابنُ النعَامَة صَدْر القَدَم.
وتنعَّم: مشى حافيًا. وقيل: إنه على طريق التفَاؤُل؛ لأن الرُّجْلة عَناءٌ وبُؤْسٌ فقَلَبُوه، وقالوا: تَنعَّمَ: إذا مَشىَ حافيًا، كما قالوا. في اللّدِيغ سَلِيمٌ.
وتَنعَّمتُهُم: مَشيْتُ إِليهِم.
- في الحديث: "مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بنَعْمان السّحاب"
نَعْمان: جَبَلٌ بقُرْب عَرَفة، وأضافه إلى السَّحاب، لأنّ السّحاب يركد فوْقَهَ لعُلُوّه.
- قوله تعالى: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
"نِعْم" يُستَعمَل في حَمْدِ كل شىء وتفَضِيلِه.
يقال: إذا عَمِلت عَمَلا فَأَنْعِمْهُ: أي اعمَله على وجه يُثنَى عليه بنِعْم.
ومنه: دقَّه دقًّا نِعَمًّا قال: رَشِدتَ وأَنعمت. - وفي حديث أبى سفيان: "أنْعَمَتْ فَعالِ عنها"
- يعنى هُبَل - حين أَرادَ الخروجَ إلى أُحُدٍ، كتَب على سَهم: نَعَم، وعلى آخر: لا، فأجالهُما عند هُبَل، فخرج سَهم الإِنعام؛ أي حين قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عُمر: الله أعْلَى وأَجَلّ.
أي اتْرُك ذِكْرها، فقد صدَقَت في فَتْواها وأنْعَمَتْ: أجابَت بنعَمَ.
- في حديث ابن ذى يزن:
* أتَي هِرَقْلاً وقد شَالَت نَعامَتُهم *
النَّعامة: الجماعَة: أي تفرّقوا.
- في الحديث: "نِعِمَّا بالمَالِ"
أَصلُه نِعْم ما، فأُدغم وشُدِّد، وما غير موصوفة ولا موصولة كأنه قال: نِعْم شيئا المَالُ، والباء مزيدة، كهى في "كَفَى بالله حَسِيبًا".
ويجوز كَسرُ النّون وفَتحُها، والعين مكسورة.
ن ع م : النَّعَمُ الْمَالُ الرَّاعِي وَهُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ عَلَى الْإِبِلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ النَّعَمُ الْجِمَالُ فَقَطْ وَيُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ وَجَمْعُهُ نُعْمَانٌ مِثْلُ حَمَلٍ وَحُمْلَانٌ وَأَنْعَامٌ
أَيْضًا وَقِيلَ النَّعَمُ الْإِبِلُ خَاصَّةً وَالْأَنْعَامُ ذَوَاتُ الْخُفِّ وَالظِّلْفِ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَقِيلَ تُطْلَقُ الْأَنْعَامُ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فَإِذَا انْفَرَدَتْ الْإِبِلُ فَهِيَ نَعَمٌ وَإِنْ انْفَرَدَتْ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ لَمْ تُسَمَّ نَعَمًا.

وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالْعِتْقِ وَغَيْرِهِ وَالِاسْمُ النِّعْمَةُ وَالْمُنْعِمُ مَوْلَى النِّعْمَةِ وَمَوْلَى الْعَتَاقَةِ أَيْضًا وَالنُّعْمَى وِزَانُ حُبْلَى وَالنَّعْمَاءُ وِزَانُ الْحَمْرَاءِ مِثْلُ النِّعْمَةِ وَجَمْعُ النِّعْمَةِ نِعَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَنْعُمٌ أَيْضًا مِثْلُ أَفْلُسٍ وَجَمْعُ النَّعْمَاءِ أَنْعُمٌ مِثْلُ الْبَأْسَاءِ يُجْمَعُ عَلَى أَبْؤُسٍ.

وَالنَّعْمَةُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْ التَّنَعُّمِ وَالتَّمَتُّعِ وَهُوَ النَّعِيمُ وَنَعِمَ عَيْشُهُ يَنْعَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ اتَّسَعَ وَلَانَ وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَعَّمَهُ اللَّهُ تَنْعِيمًا جَعَلَهُ ذَا رَفَاهِيَةٍ وَبِلَفْظِ الْمَصْدَرِ وَهُوَ التَّنْعِيمُ سُمِّيَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ أَقْرَبُ أَطْرَافِ الْحِلِّ إلَى مَكَّةَ وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ وَيُعْرَفُ بِمَسَاجِدِ عَائِشَةَ.

وَنَعُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نُعُومَةً لَانَ مَلْمَسُهُ فَهُوَ نَاعِمٌ وَنَعَّمْتُهُ تَنْعِيمًا.

وَقَوْلُهُمْ فِي الْجَوَابِ نَعَمْ مَعْنَاهَا التَّصْدِيقُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَاضِي نَحْوُ هَلْ قَامَ زَيْدٌ وَالْوَعْدُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ هَلْ تَقُومُ قَالَ سِيبَوَيْهِ نَعَمْ عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ قَالَ ابْنُ بَابْشَاذْ يُرِيدُ أَنَّهَا عِدَةٌ فِي الِاسْتِفْهَامِ وَتَصْدِيقٌ لِلْإِخْبَارِ وَلَا يُرِيدُ اجْتِمَاعَ الْأَمْرَيْنِ فِيهَا فِي كُلٍّ قَالَ النِّيلِيُّ وَهِيَ تُبْقِي الْكَلَامَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ إيجَابٍ أَوْ نَفْيٍ لِأَنَّهَا وُضِعَتْ لِتَصْدِيقِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَرْفَعَ النَّفْيَ وَتُبْطِلَهُ فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ مَا جَاءَ زَيْدٌ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ جَاءَ وَقُلْتَ فِي جَوَابِهِ نَعَمْ كَانَ التَّقْدِيرُ نَعَمْ مَا جَاءَ فَصَدَّقْتَ الْكَلَامَ عَلَى نَفْيِهِ وَلَمْ تُبْطِلْ النَّفْيَ كَمَا تُبْطِلُهُ بَلَى وَإِنْ كَانَ قَدْ جَاءَ قُلْتَ فِي الْجَوَابِ بَلَى وَالْمَعْنَى قَدْ جَاءَ فَنَعَمْ تُبْقِي النَّفْيَ عَلَى حَالِهِ وَلَا تُبْطِلُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وَلَوْ قَالُوا نَعَمْ كَانَ كُفْرًا إذْ مَعْنَاهُ نَعَمْ لَسْتَ بِرَبِّنَا لِأَنَّهَا لَا تُزِيلُ النَّفْيَ بِخِلَافِ بَلَى فَإِنَّهَا لِلْإِيجَابِ بَعْدَ النَّفْيِ وَأَنْعَمْتُ لَهُ بِالْأَلِفِ قُلْتُ لَهُ نَعَمْ.

وَالنَّعَامَةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ نَعَامٌ.

وَنِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ بِكَسْرِ النُّونِ مُبَالَغَةٌ فِي الْمَدْحِ وَالْمَعْنَى لَوْ فُصِّلَ الرِّجَالُ رَجُلًا رَجُلًا فَضَلَهُمْ زَيْدٌ وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِعْمَتْ أَيْ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَالتَّاءُ فِيهَا كَهِيَ فِي قَامَتْ هِنْدٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الْوَقْفِ.

وَنُعْمَانُ الْأَرَاكِ بِفَتْحِ النُّونِ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَيَخْرُجُ إلَى عَرَفَاتٍ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ نُعْمَانٌ اسْمُ جَبَلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَهُوَ وَجُّ الطَّائِفِ.

وَالنُّعْمَانُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ. 
نعم: نعم ب: استمتع ب (عباد 1: 98، 11، 39، 10).
نعم: لطف، حلى (الماء)، جعله (الشيء) ناعم الملمس (بوشر): adoucir.
نعم: رقق (بوشر): subtiliser.
نعم: سحق الشيء وجعله قطعا صغيرة (بوشر).
نعم النظر أو في النظر: أو في النظر: أحد النظر إلى، حدج بطرفه، حدق فيه، حملق regarder fixement ( باين سميث 1183 - 5).
انعم: ضمن أو أمن دخلا (الكالا- renta colar) .
انعم: قال نعم (أبو الوليد 780: 29).
انعم له: في (محيط المحيط): (قال له نعم فسر بذلك) (الكامل 549: 12)، وفي (فوك) concedere له وبه وفيه.
أنعم السؤال له: سمح له، بلطف، أن يتقدم بأسئلته (معجم أبي الفداء).
انعم: وعد (الكالا): promettre بالفرنسية التي تقابل prometer اللاتينية.
انعم: في (محيط المحيط): (ويقال دققت الدواء وأنعمت أي بالغت وزدت فيه والشيء جعلته ناعما).
أنعم النظر: حقق النظر وبالغ فيه (معجم الجغرافيا).
أنعم بك: تعبير اصطلاحي لم افهم، بدقة، معناه (ألف ليلة 3: 444): ثم أعطاه دينارا وإذا بالسقاء نظر إليه واستقل به وقال له أنعم بك أنعم بك يا غلام صغار قوم كبار قوم آخرين وفي رواية (برسلاو): يا نعم يا نعم.
تنعم: ترفه، تمتع، شعر بالرضا أو خامرته مشاعر الرضا (ابن جبير 87 في حديثه عن تقبيل الحجر الأسود): وللحجر عند تقبيله لدونة ورطوبة يتنعم بها الفم.
نعم والجمع أنعام: بركات، أفضال السماء أو معروفها (الجمع والمفرد له المعنى نفسه) (بوشر).
نعم: كيف؟ إن هذه الكلمة تستعمل للاستعادة حين ترد، في الكلام، كلمة غير مفهومة فيعلق عليها السامع قائلا: (العفو، ماذا قلت) (بوشر). ونعم: أي لا شك أن الأمر كذلك (هوجفلايت 49: 3).
يا نعم يا نعم: (انظر أنعم).
نعمة: فضل السماء، معروف السماء، فضل الله (الكالا: =رحمة).
نعمة: سخاء، كرم (الكالا، النويري مصر 193): كانت له نعمة عظيمة.
نعمة: تقال للتأكيد، في حديث مع أحد الأمراء على سبيل المثال؛ وحق نعمتك (أقسم بحق فضلك على) (ألف ليلة 1: 95).
نعمة: كل ما يتلقاه المرء بفضل من الله ففي (محيط المحيط): ( ... ما أنعم به عليك من رزق ومال وغيره). من هنا جاء ذكر الأموال (النويري أسبانيا 442): سلب نعمته أي سلبه ماله وواسع النعمة هو الغني (محيط المحيط) وأرباب النعم الأغنياء (كوسج كرست 82): وأخرجوا لزوجته الحلل الفاخرة والنعم الظاهرة.
النعم: المباهج السماوية، أفراح الفردوس (معجم بدرون، أبحاث 1 الملحق 111 L. 12) .
نعم: رقة، نعومة (دي ساسي كرست 1: 252): وذكر إنها ورقة التوت فيها لين ونعمة؛ إلا أن هذا النص الذي نقتبسه هنا مليء بالأخطاء إذ ينبغي أن تحل كلمة نعومة في موضع نعمة.
نعمة: بقوة، بشدة، بكثرة fortement, bien وباللاتينية: ( valde - فوك).
نعمة: المعجم اللاتيني ذكر الكلمة ضمن مادة غريبة: bono appetius، نعمة المودة فلو أنها كانت boni appetius لكان النص العربي مودة النعمة.
نعمة: حصاد، ريع، كسب (شيرب ديال 180).
نعمة: خبز (دوماس 271).
نعمى: سعادة (عباد 1: 388).
نعمان: خشخاش، خشخاش منثور (نبات عشبي سنوي من الفصيلة الخشخاشية له زهر أحمر) coguelicot, parot وباللاتينية papaver وعند المستعيني: ماميثا: شبيه بورق الخشخاش أو النعمان. وفي مادة خشخاش لبيض يعادل النعمان الكبير.
نعمان: هو نبات النعمان عند (فورسكال) (بركهارت سوريا 571) ونعمانية حسبما ورد عند (فريتاج) اعتمادا على (فورسكال).
نعماني: (جمال من سلالة طيبة يطلق عليها هذا الاسم للدلالة على المكان الذي تتوالد منه) (بيرتون 16) إلا أنني أعتقد أن هذه الكلمة يجب أن تنطق نعماني بضم النون وليس بالفتح لأنني اعتقد أن هذا الاصطلاح يتعلق بعصافير النعمان.
نعماني: من المواليات، ما كان من سبعة مصاريع (انظر سباعي).
شقيق نعماني: هو نبات الشقار (شقائق النعمان) (بوشر).
نعما: جيدا، بقوة (زيتشر 1: 158، ابن العوام 1: 130 و14: 131، 5، 14 و143: 8 ... الخ) وكذلك قولنا دققته دقا نعما أي نعم ما دققته (لم يحسن فريتاج نطق الكلمة).
نعيم. نعيما: نعما! (كلمة مجاملة تقال لمن يخرج من الحمام أو يشذب لحيته أو يستيقظ من نومه) (بوشر).
نعيم: راحة، استراحة، هدوء (الكالا holgura) . نعيم: رفاهية، سعادة، رخاء دائم (بوشر، عباد 1: 385).
نعيم: الفردوس، الإقامة السعيدة (همبرت 149). وكذلك جنة النعيم (ويجرز 47: 2 والملاحظات المذكورة في ص 164).
نعيم البال: هادئ (الحماسة 732).
نعومة: رقة، طراوة؛ بنعومة: برقة مزاج (بوشر).
نعومة: لين. (نعومة الملمس) (بوشر).
نعومة: أملس، صقيل (ألف ليلة 3: 20 برسل 3: 271).
نعومية: رقة، لطافة (بوشر).
ناعم: رقيق، لذيذ الطعم، مرهف أو رقيق الشعور أو الملمس، لطيف (زيتشر).
ناعما: جيدا، بقوة (الجريدة الآسيوية 1850: 1: 228).
ناعم ناعم: دقيق، مقطع قطعا صغيرة (بوشر).
سكر ناعم: سكر مدقوق (بوشر) وكذلك بن ناعم وتراب ناعم أي محكم الدق (محيط المحيط).
اخذ في الناعم: اطاع، تراجع خوفا doux eiler ( بوشر).
ناعمة: نبات القويسة (انظر بوشر، والمستعيني في اشفاقس) (ابن البيطار 1: 77 b و2: 79).
تنعم: رخاوة، طراوة، حياة البطالة والشهوات (الثعالبي لطائف 30: 3) وكان فيه تخنيث متأنيث وتنعم شديد.
منعم البدن: رقيق، رهيف (فوك).

نعم

1 نَعِمَ عَيْشُهُ His life was, or became, plentiful and easy: (Msb:) was, or became, good, or pleasant. (Mgh.) See عَوْفٌ. b2: نَعِمَ, aor. نَعُمَ

, is like فَضِلَ, aor. نَعُمَ

, and حَضِرَ, aor نَعُمَ

. See the latter. b3: اِنْعِمْ ضَبَاحًا, and عِمْ صَباحًا: see تَرِبَ and صَبَاحٌ. b4: نَعُمَ, inf. n. نُعُومَةٌ; (S, Msb;) and نَعِمَ; (S;) It was, or became, soft, or tender, (S, Msb,) to the feet. (Msb.) 2 نَعَّمَهُ , (S, Msb, K,) and ↓ نَاعَمَهُ, (S, K,) He (God, S, Msb,) made him to enjoy, or lead, a plentiful, and a pleasant or an easy, and a soft, or delicate, state, or life; a state, or life, of ease and plenty. (S, Msb, K.) b2: نَعَّمَهُ He nourished well him, or it; pampered him.3 نَاْعَمَ see 2.4 أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِشَىْءِ He conferred, or bestowed, upon him a thing as a favour. See أَحْسَنَ. b2: أَنْعَمَ عَجْنَهُ He kneaded it well, thoroughly, or soundly. (TA, voce رَيْعٌ.) b3: أَنْعَمَ الدَّقَّ He bruised or powdered finely: see دَقَّقَ. b4: أَنْعَمَ طَبْخَهُ He cooked it well; syn. أَجَادَ طَبْخَهُ. (IbrD.) The verb is often used in this sense. b5: أَنْعَمَ اللّٰهُ بِكَ عَيْنًا: see أَبْغَضَ.5 تَنَعَّمَ he enjoyed, or led, an easy, a pleasant, a soft, or a delicate, life, with ampleness of the means of subsistence; a life of ease and plenty. (K.) b2: تَنَعَّمَ It (a tree) became flourishing and fresh, (TK, art. روى, &c.,) luxuriant, succulent, sappy, soft, tender, and supple. See رَوِىَ. b3: تَنَعَّمَ i. q. تَمَتَّعَ. (Msb. *) نُعْمٌ contr. of بُؤْسٌ, (S,) [like ↓ نَعْمَآءُ and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَةٌ and ↓ نَعِيمٌ:] pl. أَنْعُمٌ. (S.) See نِعْمَةٌ.

نَعَمْ Even so; yes; yea. (Msb, &c.) See أَجَلْ and بَجَلْ.

نَعَمٌ Pasturing مَال [or cattle]; mostly applied to camels, and neat, and sheep and goats: or applied to all these, and to camels when alone, but neat and sheep or goats when alone are not thus termed; (Msb;) therefore, cattle, consisting of camels or neat or sheep or goats, or all these, or camels alone.

نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ Excellent, or most excellent, or excellent above all, is the man, Zeyd; or [very or] superlatively good, &c. (Msb.) b2: See بئْسَ.

نَعْمَةٌ subst. of تَنَعُّمٌ (Msb, K) in the sense of تَرَفُّةٌ subst. of تَمَتُّعْ (Msb:) or i. q. b2: تَنَعُّمٌ: (S: in F's smaller copy, تَنَعِيمٌ, an evident mistake:) i. e. plentifulness, and pleasantness or easiness, and softness or delicacy, of life: ease and plenty. b3: نَعْمَةٌ A living in [or rather enjoyment of a life of] softness, daintiness, or delicacy, and ease, comfort, or affluence: (KL:) i. q. ↓ نَعِيمٌ; (Msb;) and مُتْعَةٌ: (Jel in xliv. 26:) it is from التَّنَعُّمُ; and ↓ نِعْمَةٌ is from الإِنْعَامُ. (Ksh, cited in Kull, p. 364.) See نِعْمَةٌ: and see تُرْفَةٌ. b4: نَعْمَةُ الشَّباَبِ [The flourishing freshness, softness, tenderness, or blooming loveliness or graces, of youth. See عَبْعَبٌ.] b5: نَعْمَةٌ Softness; tenderness; bloom; or flourishing freshness (IbrD;) of a branch; and of youth, or youthfulness. (M, art. ملد; &c.) نِعْمَةٌ and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ A benefit; benefaction; favour; boon; or good: (S, Msb:) a blessing; [bounty; gratuity;] or what God bestows upon one: and so ↓ نَعِيمٌ: (S:) [grace of God:] and ↓ نَعِيمٌ and ↓ نَعْمَةٌ, with fet-h, [and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ and ↓ نُعْمٌ, ease and plenty,] enjoyment; (Msb;) [welfare; well being; weal:] ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ are the contr. of بُؤْسَى and بَأْسَآءُ: (TA, art. بأس:) بَعْدَ ضَرَّآءَ ↓ نَعْمَآءُ, in the Kur [xi. 13,] is like health after sickness; and richness, or competence, after want. (Bd.) b2: نِعْمَةٌ A blessing; (S;) a cause of happiness. (K.) A favour: a benefit; and the like. (S.) b3: نِعْمَةٌ Wealth, or property. (K.) The first explanations given to it above are assigned in the K, not to this word, but to ↓ نَعِيمٌ and ↓ نُعْمَى. b4: نِعْمَةٌ with the article seems generally to signify Wealth: and without the article, A benefit, benefaction, favour, boon, or blessing.

نُعْمَةٌ The act of rejoicing by a thing: and the state of rejoicing in a thing. (KL.) نُعْمَى contr. of بُؤْسَى; (S, TA in art. بأس;) and نَعْمَآءُ contr. of بَأَسَآءُ. (TA in that art.) b2: See نِعْمَةٌ.

نَعْمَآءُ : see نِعْمَةٌ.

نَعِيمٌ Enjoyment; [delight; pleasure;] as also ↓ نَعْمَةٌ, q. v.: (Msb:) plenty and ease. (K.) See نِعْمَةٌ.

نَعَامَةٌ The blackness of night. (S in art. سقط.) see an ex. voce سقْطٌ. b2: نَعَامَةٌ The ostrich: it sometimes denotes the female. See مَخْزُومٌ and جَراَدٌ. b3: شاَلَتْ نَعَامَتُهُمْ: see طَائِرٌ, زَأْلٌ, شَالَ, and a verse voce إِمَّا. b4: اِبْنُ النَّعَامَةِ The shank-bone: and a certain vein in the leg: and the middle, or beaten track, of the road: and the brisk, lively, or sprightly, horse: and the drawer of water (السَّانِى) who is at the head of the well. (T in art. بنى.) b5: نَعَامَةٌ and نَعَامَتَانِ of a well see زُرْنُوقٌ. b6: النَّعَائِمُ Nine stars [of Sagittarius], behind الشَّوْلَةُ, four in the Milky Way, [b, g, d, and ε,] called النعائمُ الوَارِدَةُ, as though drinking; and four without the Milky Way β, γ, δ, ε,, [c, s, t, and f,] called النعائمُ الصَّادِرَةُ, as though returning from drinking; and the ninth, λ,] [not mentioned by some,] high between them: each of the two fours forming the corners of a quadrilateral figure. The twentieth Mansion of the Moon. (El-Kazweenee.) عَيْشٌ نَاعِمٌ [A plentiful and easy life. See نَعِمَ عَيْشُهُ.] A pleasant life. (Mgh.) [A soft, or delicate, life.] b2: نَاعِمٌ Soft, or tender: applied to a plant or tree: (Mgh:) [smooth; sleek. And i. q. مُتَنِّعَمٌ.]

مُنَعَّلٌ , applied to a horse, white on the forelegs: see أَقْفَزُ.

أَنَاعِيمُ , pl. pl. of نَعَمٌ: see a verse cited voce دَانَى.
(ن ع م) : (النِّعْمَةُ) وَاحِدَةُ النِّعَمِ (وَالنَّعْمَةُ) بِالْفَتْحِ التَّنَعُّمُ يُقَالُ كَمْ ذِي نِعْمَةٍ لَا نَعْمَةَ لَهُ أَيْ كَمْ ذِي مَالٍ لَا تَنَعُّمَ لَهُ وَيُقَالُ نَعِمَ عَيْشُهُ إذَا طَابَ وَفُلَانٌ يَنْعَمُ نِعْمَةً أَيْ يَتَنَعَّمُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَقَوْلُهُمْ) نَعِمْتَ بِهَذَا عَيْنًا أَيْ سُرِرْتَ بِهِ وَفَرِحْتَ وَانْتِصَابُ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ وَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صَارَ مَثَلًا فِي الرِّضَا حَتَّى قِيلَ (نَعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا كَمَا قِيلَ يَدُ اللَّهِ بُسْطَانِ لَمَّا صَارَتْ بَسْطَةُ الْيَدِ عِبَارَةً عَنْ الْجُودِ لَا أَنَّ لِلَّهِ يَدًا وَعَيْنًا تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا (وَأَمَّا) قَوْلُ مُطَرِّفٍ لَا تَقُلْ نَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْعَمُ بِأَحَدٍ عَيْنًا وَلَكِنْ قُلْ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنْكَارٌ لِلظَّاهِرِ وَاسْتِشْبَاعٌ لَهُ عَلَى أَنَّكَ إنْ جَعَلْتَ الْبَاءَ لِلتَّعَدِّي وَنَصَبْتَ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْكَافِ الَّذِي هُوَ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ صَحَّ وَخَرَجَ عَنْ أَنْ تَكُونَ الْعَيْنُ لِلَّهِ تَعَالَى وَصَارَ كَأَنَّك قُلْتَ نَعَّمَكَ اللَّهُ عَيْنًا أَيْ نَعَّمَ اللَّهُ عَيْنَكَ وَأَقَرَّهَا وَأَمَّا (أَنْعَمَ اللَّهُ) بِكَ عَيْنًا فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَنْعَمَ بِمَعْنَى نَعَّمَ فَتَكُونُ الْبَاءُ مَزِيدَةً أَوْ يَكُونَ بِمَعْنَى دَخَلَ فِي النَّعِيمِ فَتَكُونُ صِلَةً مِثْلُهَا فِي سُرَّ بِهِ وَفَرِحَ وَانْتِصَابُ الْعَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْمَفْعُولِ فِي كِلَا الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ إنَّمَا أَنْكَرَ مُطَرِّفٌ لِأَنَّهُ لَا يُجَوِّزُ نَعِمَ بِمَعْنَى أَنْعَمَ وَهُمَا لُغَتَانِ كَمَا يُقَالُ نَكِرْتُهُ وَأَنْكَرْتُهُ وَزَكِنْتُهُ وَأَزْكَنْتُهُ أَيْ عَلِمْتُهُ وَأَلِفْتُ الْمَكَانَ وَآلَفْتُهُ قَالَ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَشْهَدُ لَهُ مَا فِي تَهْذِيبِ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ نَعَّمَكَ اللَّهُ عَيْنًا وَنَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَعَنْ الْفَرَّاءِ قَالُوا نَزَلُوا مَنْزِلًا يَنْعَمُهُمْ وَيُنْعِمهُمْ ثَلَاثُ لُغَاتٍ وَبِنَعِيمِهِمْ أَرْبَعُ لُغَاتٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا وَعَنْ الْكِسَائِيّ كَذَلِكَ وَالتَّنْعِيمُ مَصْدَرُ نَعَّمَهُ إذَا أَتْرَفَهُ وَبِهِ سُمِّيَ (التَّنْعِيمُ) وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَالتَّرْكِيبُ دَالٌّ عَلَى اللِّينِ وَالطِّيبِ وَمِنْهُ نَبْتٌ وَشَعْرٌ (نَاعِمٌ) أَيْ لَيِّنٌ وَعَيْشٌ نَاعِمٌ طَيِّبٌ وَبِهِ سُمِّيَ (نَاعِمٌ) أَحَدُ حُصُونِ خَيْبَرَ (وَالنَّعَامَةُ) مِنْهُ لِلِينِ رِيشِهَا وَمِنْ ذَلِكَ الْأَنْعَامُ لِلْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ إمَّا لِلِينِ خُلُقِهَا بِخِلَافِ الْوَحْشِ وَإِمَّا لِأَنَّ أَكْثَرَ نَعَمِ الْعَرَبِ مِنْهَا وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدُ اللَّفْظِ وَإِنْ كَانَ مَجْمُوعَ الْمَعْنَى وَلِذَا ذُكِّرَ الضَّمِيرُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] هَكَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي الْكِتَابِ وَقَرَّرَهُ السِّيرَافِيُّ فِي شَرْحِهِ (وَعَلَيْهِ) قَوْلُهُ فِي الصَّيْدِ وَاَلَّذِي يَحِلُّ مِنْ الْمُسْتَأْنَسِ الْأَنْعَامُ وَهُوَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَالدَّجَاجُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَالَ هُوَ وَلَمْ يَقُلْ هِيَ وَالدَّجَاجُ رُفِعَ عَطْفًا عَلَى الْأَنْعَامِ لَا عَلَى مَا وَقَعَ تَفْسِيرًا لَهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ أَنَّ التَّذْكِيرَ عَلَى تَأْوِيلِ فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنَا كَقَوْلِ مَنْ قَالَ مِثْلَ الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهُ عَنْ الْفَرَّاءِ أَنَّهُ إنَّمَا ذُكِّرَ عَلَى مَعْنَى النَّعَمِ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تَذْكِيرِهِ
أَكُلَّ عَامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهْ ... يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَنْتِجُونَهْ
قَالُوا وَالْعَرَبُ إذَا أَفْرَدَتْ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهِ إلَّا الْإِبِلَ (وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى) {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95] فَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْأَنْعَامُ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ (نُعَيْمُ) بْنُ مَسْعُودٍ مُصَنِّفُ كِتَابِ الْحِيَلِ (وَنِعْمَ) أَخُو بِئْسَ فِي أَنَّ هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ وَذَلِكَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الذَّمِّ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَقْتَضِي فَاعِلًا وَمَخْصُوصًا بِمَعْنَى أَحَدِهِمَا وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِعْمَتْ الْمُقْتَضَيَانِ فِيهِ مَتْرُوكَانِ وَالْمَعْنَى فَعَلَيْكَ بِهَا أَوْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذْتَ (وَنِعْمَتْ) الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَتَاؤُهُ مَمْطُوطَةٌ أَيْ مَمْدُودَةٌ وَالْمُدَوَّرَةُ خَطَأٌ وَكَذَلِكَ الْمَدُّ مَعَ الْفَتْحِ فِي بِهَا.
[نعم] نه: فيه: كيف "أنعم" وصاحب القرن قد التقمه! أي كيف أتنعم، من النعمة وهي المسرة والفرج والترفه. ط: أي كيف يطيب عيشي وقد قرب أن ينفخ فيها، فكني عن القرب بوضع الصور في فمه. مف: خاف على أمته وقد علم أنها لا تقوم إلا على شرار الناس، أو تنبيه على حث أصحابه على الوصية لمن بعدهم، قوله: أصغى سمعه، أي أمال أذنه. نه: ومنه ح: إنها لطير "ناعمة"، أي سمان مترفة. وفيه: فأبرد بالظهر و"أنعم"، أي أطال الإبراد وأخر الصلاة. ومنه: "أنعم" النظر فيه- إذا أطال التفكر فيه. ومنه: وإن أبا بكر وعمر منهم و"أنعما"، أي زادًا وفضلًا. من أحسنت إلي وأنعمت أي زدت
[نعم] النِعْمَةُ: اليدُ، والصنيعةُ، والمنَّةُ، وما أُنْعِمَ به عليك. وكذلك النُعْمى. فإن فتحت النون مددت فقلت النَعْماءُ. والنَعيمُ مثله. وفلانٌ واسعُ النِعْمَةِ، أي واسع المال. وقولهم: إن فعلتَ ذاك فبها ونِعْمَتْ: يريدون نِعْمَتِ الخَصْلة. والتاء ثابتة في الوقف، قال ذو الرمة: أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة دعائم الزور نعمت زورق البلد (257 - صحاح - 5) ونعم وبئس: فعلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّف سائر الأفعال، لأنَّهما استعمِلا للحال بمعنى الماضي. فنِعْمَ مدحٌ، وبئس ذمٌّ. وفيهما أربع لغات: نَعِمَ بفتح أوَّله وكسر ثانيه، ثم تقول نِعِمَ فتُتبع الكسرة الكسرة، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الاول مفتوحا فتقول نَعْمَ الرجل بفتح النون وسكون العين. وتقول نِعْمَ الرجل زيد، ونِعْمَ المرأة هند، وإن شئت قلت: نِعْمَتِ المرأة هند. فالرجل فاعل نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أحدهما أن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبره، والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وذلك أنَّك لمَّا قلت نِعْمَ الرجل قيل لك من هو؟ أو قدَّرتَ أنَّه قيل لك ذلك فقلت: هو زيد، وحذفت " هو " على عادة العرب في حذف المبتدأ والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد . إذا قلت نعم رجلاً فقد أضمرت في نِعْمَ الرجل بالألف واللام مرفوعاً، وفسَّرته بقولك رجلاً، لأنَّ فاعل نِعْمَ وبئس (*) لا يكون إلا معرفة بالألف واللام، أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد، أو نكرةً منصوبة، ولا يليهما عَلَمٌ ولا غيره، ولا يتَّصل بهما الضمير. لا تقول نِعْمَ زيدٌ، ولا الزَيْدونَ نِعموا. وإن أدخلْت على نِعْمَ ما قلت: (نِعمَّا يعظُكم به) تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين. وتقول: غسلتُ غسلاً نِعِمَّا، تكتفي بما مع نِعْمَ عن صلته، أي نِعْمَ ما غَسَلْتُهُ. والنُعْمُ بالضم: خلاف البؤس، يقال يومُ نعم ويوم يؤس، والجمع أنعم وأبؤس. ونعم الشئ، بالضم نعومة، أي صار ناعماً ليِّناً. وكذلك نَعِمَ يَنعم، مثل حَذِرَ يَحْذَرُ. وفيه لغة ثالثة مركبَّة بينهما: نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ. ولغةٌ رابعة: نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. والنَعْمَةُ بالفتح: التنعيم. يقال: نعمه الله وناعمه فتَنَعَّمَ. وامرأةٌ مُنَعَّمَةٌ ومُناعَمَةٌ بمعنًى. ورجل منعام، أي مفضال. يقال: أتيتُ أرضَ فلان فتَنَعَّمَتْني، إذا وافقته. وتقول: أنْعَمَ الله عليك من النِعْمَةِ. وأنْعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ. وأنْعَمَ له، أي قال له نَعَمْ. وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد. وأَنعمَ الله بك عيناً، أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه. وكذلك نَعِمَ الله بك عينا نعمة، مثل غلم غلمة، ونزه نزهة. ونعمك علينا مثله. والنعم: واحد الانعام، وهي المال الراعية وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. قال الفراء: هو ذكرٌ لا يؤنَّث. يقولون: هذا نَعَمٌ واردٌ. ويجمع على نُعْمانٍ، مثل حَمَلٍ وحُمْلانٍ. والأنعامُ تذكَّر وتؤنَّث. قال الله تعالى في موضع: (مِمَّا في بطونه) ، وفي موضع آخر: (مِمَّا في بطونها) . وجمع الجمع أناعيمُ، ويراد به التكثير فقط. لان جمع الجمع إما أن يراد به التكثير أو الضروب المختلفة. قال ذو الرمة:

وانحسرت عنه الاناعيم * ونعم: عِدَةٌ وتصديقٌ، وجواب الاستفهام، وربَّما ناقض بلى. إذا قال: ليس لي عندك وديعة فقولك نَعَمْ تصديقٌ له، وبلى تكذيبٌ. ونَعِمْ، بكسر العين: لغة فيه حكاها الكسائي. والنعامة من الطير يذكَّر ويؤنَّث. والنَعامُ: اسمُ جنسٍ، مثل حَمامٍ وحَمامَةٍ، وجرادٍ وجرادَةٍ. والنَعامَةُ: الخشبة المعترضة على الزُرْنوقَيْنِ. ويقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفوقوا: قد شالت نعَامَتُهُمْ. والنَعامَةُ: ما تحت القدم. وقال:

وابنُ النَعامَةِ يومَ ذلك مَرْكَبي * قال الأصمعيّ: هو اسم فرس. وقال الفراء: هو عِرْقٌ في الرِجْلِ. قال: سمعته منهم، حكاه في المصنَّف. وقال أبو عبيدة: هو اسمٌ لشدَّة الحرب، كقولهم: أُمُّ الحرب، وليس ثَمَّ امرأةٌ، وإنَّما ذلك كقولهم: به داء الظبى، وجاءوا على بَكْرة أبيهم، وليس ثَمَّ بكرة ولا داء. والنعام والنعامة: عَلَمٌ من أعلامِ المفاوز. قال أبو ذؤيب يصف طرق المفازة: بِهنَّ نَعامٌ بَناهُ الرجال تُلْقي النفائض فيه السريحا وقال آخر:

لا شئ في ريدها إلا نعامتها * ونعام: موضع. يقال: فلان من أهل برك ونعام، وهما موضعان من أطراف اليمن. والنعائم: منزل من منازل القمر، وهي ثمانية أنجمٍ كأنَّها سريرٌ معوجّ: أربعةٌ صادرة، وأربعة واردة. ونعامة: لقب بيهس. والنعامة: اسم فرس في قول لبيد: تكاثر قرزل والجون فيها وتحجل والنعامة والخبال وأبو نعامة: كنية قطرى بن الفجاءة، ويكنى أبا محمد أيضا. ونعمة العين بالضم: قُرَّتها. ويقال نُعْمَ عَيْنٍ، ونَعامَ عَيْنٍ، ونَعامَةَ عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونُعْمى عينٍ، كلُّه بمعنًى. أي أفعل ذلك كرامةً لك وإنعاما لعينك وما أشبهه. (*) والنعامى بالضم: ريح الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرِياحِ وأرطبُها. ويقال أيضاً: نُعاماكَ: بمعنى قصاراك. ونعمان بن المنذر: ملك العرب، نسب إليه الشقائق، لانه حماه. قال أبو عبيدة: إن العرب كانت تسمى ملوك الحيرة النعمان، لانه كان آخرهم. ونعمان بالفتح: واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات. وقال : تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوَةٍ عطرات ويقال له نعمان الاراك. وقال : أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنعمان الاراك وقولهم: عم صباحا: كلمةُ تحيَّةٍ، كأنَّه محذوف من نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر، كما تقول: كل من أكل يأكل، فحذف منه الالف والنون استخفافا. والتنعيمة: شجرة. والتنعيم: موضع بمكة. وأنيعم: موضع. ونعم بالضم: اسم امرأة.
نعم
نعُمَ يَنعُم، نُعومَةً، فهو ناعم
• نعُم الخدُّ/ نعُم الجلدُ: لان مَلْمَسُه، وصار لطيفًا رقيقًا "نعُمت بشرتُها- نعومة خدّ الأطفال/ الحرير/ الحصان" ° أنعم من الحرير: شديد النعومة.
• نعُم عَيْشُه: طاب، وكان مَيْسورًا? عيش ناعم: طيِّب رَغْد. 

نعِمَ/ نعِمَ بـ يَنعَم ويَنعُم ويَنعِم، نَعَمًا ونَعْمَةً ونعيمًا، فهو ناعِم، والمفعول منعوم به
• نعِم الجلدُ: نعُم، لان ملمسُه وأصبح لطيفًا رقيقًا "وجه ناعِم- نعِمت أناملُه- نعم اللَّوح الخشبيّ بعد صقله" ° نَعِم العودُ: اخضرّ ونضَر.
• نعِم العيشُ: نعُم، طاب وكان ميسورًا " {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}: رفاهية وطيب عيش".
• نعِم بالُه: هدَأ واستراح، كان خلِيّ البال "يعيش مع أسرته في نعيم".
• نعِم بلقاء صديقه: سُرَّ وسعِد واستمتع "نعم بلقاء ولده بعد غيبةٍ طويلة- {لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ}: كلُّ ما يُستطاب ويُستمتع به"? نعِم بك الله عينًا: أقرّ عينَك، وأقرَّ بك عين مَنْ تحبّ- نعِمتَ بذلك عينًا: سُرِرتُ. 

أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ يُنعم، إنعامًا، فهو مُنعِم، والمفعول مُنعَم (للمتعدِّي)

• أنعم الشَّخصُ: صار في يُسرٍ وحسن حال وطيب عَيْشٍ وراحةِ بال "أنعم بعدَ عُسْر" ° جارية منعمة: حسنة العيش والغذاء.
• أنعم أولادَه: رفَّههم وأسعد معيشتَهم "رجلٌ منعمٌ أهلَه"? أنعم الله النِّعمةَ عليه/ أنعمه بالنِّعمة: أوصلها إليه- أنعم اللهُ بك عينًا: أقرَّ بك عينَ من تُحبّ/ أقرَّ عينك بمن تحبّه- أنعم الله صباحَك: جعله ذا نعومة وطراوة- ما الذي أنعمنا بك: ما الذي أقدمك علينا.
• أنعمَ السُّكَّرَ: سحقه وجعله ناعمًا "أنعم مِلْحًا".
• أنعم على جيرانه: أحسن إليهم وزاد في عطائه لهم "رجلٌ منعمٌ على أهلِه- أنعم اللهُ عليه بولدٍ- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} - {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} "? أنعم الله عليك: دعاء بالخير- مُنْعَم عليه: حسن الحال، كثير المال.
• أنعم في الأمر: بالغ فيه وتأمَّله، أجاد فيه "أنعم في التفكير"? أنعم النَّظرَ في أمرٍ: أطال التفكير والتدقيق فيه.
• أنعم لوالدِه: أجابه، قال له: نعَم "ناداه أخوه فأنعمه"? أنعِم صباحًا: دعاءٌ بالخَيْر، أي: صباح مبارك، ذو لينٍ ورغد. 

تناعمَ يتناعم، تناعُمًا، فهو مُتناعِم
• تناعمَ الشَّخصُ: ترفَّه، تمتَّع بملذَّات الحياة "شابٌ مُتناعِم- تناعم بعد زُهْد- تناعمتِ الأسرةُ بعد أن عمل أفرادها جميعًا". 

تنعَّمَ بـ يتنعَّم، تنعُّمًا، فهو مُتنعِّم، والمفعول مُتنعَّمٌ به
• تنعَّم الشَّخصُ بعيشِه: مُطاوع نعَّمَ: تناعم، ترفَّه، تمتَّع بملذّات الحياة "تنعَّم بدفءٍ قُرب حبيبه- تنعَّم بثروة أبيه" ° أتيتُ أرضَهم فتنعَّمتني: وافقتني وطابت لي. 

نعَّمَ ينعِّم، تنعيمًا، فهو مُنعِّم، والمفعول مُنعَّم (للمتعدِّي)
• نعَّم التِّلميذُ: أنْعَم، قال: نَعَم "ناداه معلِّمه فنعَّم".
• نعَّم أولادَه: أنعمهم؛ رفَّههم، يسَّر عيشَهم "طفلٌ منعَّم- نعّم اللهُ عيشَه- نعّم عمّالَه وأجزل لهم العطاءَ- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} ".
• نعَّم مِلْحًا: أنعَمَه، سحقَه وجعله ناعمًا "نعَّم التّوابلَ/ التُّربةَ- دقيقٌ منعَّم- نعَّم الخشبَ بورق الصنفرة". 

إنعام [مفرد]:
1 - مصدر أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ.
2 - عطاء وإحسان، جميل ومعروف "أوصاني بالإنعام على إخوتي- عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردُدْ شرّه بالإنعام عليه".
3 - تأنٍّ وتدقيق وطول تفكير "إنعام النّظر". 

تنعيم [مفرد]:
1 - مصدر نعَّمَ.
2 - (رع) إسلاس التربة، أي جعلها خوّارة بالحرث والسِّماد. 

مُنعَّم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نعَّمَ.
2 - ميسور العَيْش حسن الحال هادئ البال "فلاّحٌ منعَّم".
3 - مبالغٌ في دقِّه وسحقِه "سكّرٌ/ دقيق منعَّم- استخدمت الحمّص المنعّم في صنع الحلوى".
4 - ليّن، لطيف، رقيق، عذب "صوتٌ/ لحنٌ/ كلامٌ مُنعَّم". 

مُنعِم [مفرد]: اسم فاعل من أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ.
• المُنْعِم: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي يوصل النِّعمةَ والخيرَ إلى الغير. 

ناعِم [مفرد]: مؤ ناعِمة، ج مؤ ناعِمات ونواعمُ:
1 - اسم فاعل من نعُمَ ونعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - ليِّن رقيق عذب "جلدٌ/ صوتٌ/ ثوبٌ ناعم" ° إجابة ناعمة: مهذَّبة- الجنس النَّاعم: كناية عن النِّساء- الحياة النَّاعمة: الحسنة العيش والغذاء/ المترفة- ناعم البال: رخيُّه/ موفور العيش- ناعم الظُّفْر: شابٌّ يافع.
3 - مسحوق "سكَّر/ ملحٌ ناعم".
4 - ذو بهجة وحسن وإشراق ونضارة " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ. لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} ". 

نَعامَة [مفرد]: ج نعامات ونَعائمُ ونَعَام:
1 - (حن) طائر من فصيلة النَّعاميّات، كبير الجسم، طويل العُنق، قصير الجناح، شديد العَدْو، ريشه ناعم، ولا يطير (يُسمَّى ذَكَرُها: الظَّليمَ وصغيرها: الرَّألَ) ° *أسد عليّ وفي الحروب نعامة*: يقوى على الضعيف، ويَجبنُ في المواقف التي تستوجب الشجاعة- أصبح نعامة: منهزمًا- بَيْض النَّعام: يضرب مثلاً
 في الضياع- جاء كالنَّعامة: رجع خائبًا- خفيف النَّعامة: ضعيف العقل- رِجْلا النعامة: مثل للاثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر بحال من الأحوال- ركِب ابن النَّعامة: رِجْلَه- ركِب جَناحي النَّعامة: جدّ في أمره، عجَّل فيه واحتفل به- شالت نَعامةُ القومِ/ خفَّت نَعامةُ القوم: تفرَّقت كلمتُهم، وذهب عِزُّهم واستمر بهم السّير- شالت نعامته: مات- ما أنت إلاّ نعامة: يقال ذلك لمن يُكثر عِلَلَه عليك- مِثْل النَّعامة لا طَيْر ولا جَمَل: المرء لا ينفع في عمل يوجَّه إليه- نفرت نعامتُه: فزِع من شيء أو مات- هو ظلُّ نعامة: طويل.
2 - جِلْدة تغشي الدِّماغَ.
3 - باطن القَدَم.
• النَّعائم: (فك) ثمانية أنجم تكوِّن منزلة من منازل القمر، صورتها كالنَّعامة. 

نعاميَّات [جمع]: (حن) فصيلة طير من رتبة العوادي، أجناسها ثلاثة: النَّعامة، والأمو (النَّعامة الأسترالية)، والرّوحاء، جميعها كبيرة الجسم، مستطيلة العنق الدقيق، أجنحتها صغيرة، سريعة العدو. 

نَعَم1 [مفرد]: مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ. 

نَعَم2 [جمع]: جج أنعام:
1 - إبل، كرائم الإبل "لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ [حديث] " ° حُمْر النَّعَم: هي كرائم الإبل يضرب بها المثل في الرغائب والنَّفائس، الجمال الحمر.
2 - غنم وماعز وحمير وبقر " {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ} - {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} ".
• الأنعام: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 6 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وستون ومائة آية. 

نَعَمْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جواب يفيد التَّصديق بعد النَّفي أو الإثبات "أُذِّن لصلاةِ الفجر؟ نَعَم أُذِّن- أليست الغربة صعبة؟ نَعَم".
2 - حرف جواب يفيد الإعلام بعد الاستفهام الموجود أو المقدّر "هل أقبل الضَّيف؟ نعَم أقبل- نعمْ هذه بيوتهم: جواب لسؤال مقدّر: هل هذه بيوتهم؟ ".
3 - حرف جواب يفيد التَّوكيد في أوَّل الكلام "نعم أنا متفائل". 

نُعْم [مفرد]: طيب العَيْش واتِّساعه، خلاف البُؤس ° سأفعله نُعْم عينيك: إنعامًا لعينيك وإكرامًا لك- يَوْمٌ نُعْم: رغد وطرب. 

نِعْمَ [كلمة وظيفيَّة]: (نح) تفيد المدح وهو استحسان أمر يستحق المدح.
• نِعْمَ القائدُ خالدٌ: فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح، عكسه بئس لإنشاء الذمِّ وقد تلحق به (ما) "نِعْمَ ما صنعت- {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُُ} - {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}: أصلها نِعْم ما". 

نَعماءُ [مفرد]: ج أنْعُم:
1 - دَعَة ويُسر، نعمة وخير وفير، صحّة ورخاء وسعة رزق "عاش في نعماء- {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} ".
2 - نُعْمى؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعمان [مفرد]: دم، اسم من أسماء الدّم "خضابُ النُّعمان".
• شقائقُ النُّعمان: (نت) نبات عشبيّ أحمر الزّهر مبقع بنقط سود، ينمو في المناطق الشماليّة وسمِّي بذلك لأنّ النعمان من أسماء الدّم فهو أخوه في لونه. 

نَعْمَة [مفرد]: ج نَعَمات (لغير المصدر) ونَعْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - رفاهة وطيب عيش، نعيم، خلاف بؤس " {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ} - {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} " ° نَعْمةُ العيش: رغدُه وغضارتُه. 

نِعْمَة [مفرد]: ج نِعْمات وأنْعُم ونِعَم:
1 - حُسنُ الحال والمال، ما وهبه الله من رزق ومالٍ وغيرهما، خير يصل إلى المرء في دينه أو دنياه وعكسها نقمة أو بؤس "بالشكر تدوم النِّعَم- {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: خير دينيّ أو دنيويّ- {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} " ° حديث نعمة/ مُحْدَث نعمة: أصبح ذا نعمة وثراء في وقت قريب، يتباهى بعرض ثروته ببذخٍ خالٍ من الذّوق ينمُّ عن تصنُّعٍ وغباءٍ مثيرَيْن للسُّخرية وهو ذو منشأ متواضع- نِعمة الله:
 ما أعطاه الله للعبد مِمّا لا يتمنَّى غيره أن يعطيه إيَّاه- واسع النِّعمة: غنيّ مُوسر.
2 - منَّة، جميل، معروف "لك عندي نعِمةٌ لا أنكرها- {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} - {وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}: عصمته وتوفيقه" ° غمَط النِّعمةَ: لم يشكرها- وليُّ النِّعمة: المحسِن إليه.
3 - مسرَّة، فرح وسرور وبهجة.
4 - حالة يستلذُّها الإنسان.
5 - رسالة ونبوّة، دين وكتاب " {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} - {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}: بالإسلام والقرآن".
6 - رحمة " {فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ".
7 - ثواب، عطاء " {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: وقيل بجنة ومغفرة".
• النِّعمتان: الفراغ والصِّحَّة.
• النِّعمتان المكفورتان: الأمن والعافية. 

نُعْمى [مفرد]:
1 - نَعماءُ، خفض ودعَة ويُسر ومال "مرّت عليه أيّام بؤسى وأيام نُعْمَى" ° سأفعله نُعْمى عينٍ: إنعامًا لعينك وإكرامًا لك.
2 - نَعماء؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعومة [مفرد]:
1 - مصدر نعُمَ ° منذ نعومة أظفاره: منذ طفولته وصغره.
2 - (كم) حالة تجزئة مادّة صلبة إلى مسحوقٍ دقيق. 

نعيم [مفرد]:
1 - مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - حسن الحال وراحة البال، ما يُتلذّذ به في الدُّنيا من الصَّحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} - {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} " ° جنَّات النَّعيم: الفردوس السَّماوي- دار النَّعيم: الفِرْدوس، مقرّ الأبرار- فِرْدَوس النَّعيم: اسم الجنَّة التي أسكنها الله آدم حتى عصى- فلانٌ نعيم البال: هادئ، مرتاح.
• نعيمُ الله: رحمتُه، عكسه العذاب الأليم. 
(ن ع م)

النَّعِيمُ والنُّعْمَى والنِّعْمَةُ كُله: الْخَفْض والدعة وَالْمَال. وَقَوله عز وَجل (وَمَنْ يُبدِّلْ نِعْمَةَ الله مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُ) يَعْنِي فِي هَذَا الْموضع حجج الله الدَّالَّة على أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوله تَعَالَى (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم) أَي تُسألون يَوْم الْقِيَامَة عَن كل مَا استمتعتم بِهِ فِي الدُّنْيَا.

وَجمع النِّعْمَةِ نِعَمٌ وأنْعُمٌ كشدة وَأَشد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ النَّابِغَة:

فَلَنْ أذْكُرَ النُّعْمانَ إلاَّ بِصَالحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُما

والتَّنَعُّم: التَّرفُّه وَالِاسْم النَّعْمَةُ. ونَعِمَ الرجل يَنْعَمُ ويَنْعِم. وَقَالَ ابْن جني: نَعِمَ فِي الأَصْل ماضي يَنْعَمُ ويَنْعُمُ فِي الأَصْل مضارع نَعُمَ. ثمَّ تداخلت اللغتان. فاستضاف من يَقُول نَعِمَ لُغَة من يَقُول يَنْعُم فَحدثت هُنَاكَ لُغَة ثَالِثَة. فَإِن قلت: فَكَانَ يجب على هَذَا أَن يستضيف من يَقُول نَعُمَ مضارع من يَقُول نَعِمَ فيتركب من هَذَا لُغَة ثَالِثَة وَهِي نَعُمَ يَنْعَمُ. قيل: منع من هَذَا أَن فَعُل لَا يخْتَلف مضارعه أبدا وَلَيْسَ كَذَلِك نَعِمَ، قد يَأْتِي فِيهِ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتمل خلاف مضارعه، وفَعُل لَا يحْتَمل مضارعه الْخلاف. فَإِن قلت: فَمَا بالهم كسروا عين يَنْعِمُ وَلَيْسَ فِي ماضيه إِلَّا نَعِمَ ونَعُم. وكل وَاحِد من فَعِلَ وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظّ من بَاب يَفْعَلُ، قيل: هَذَا طَرِيقه غير طَرِيق مَا قبله، فإمَّا أَن يكون ينعِمُ بِكَسْر الْعين جَاءَ على ماضٍ وَزنه فَعَلَ غير أَنهم لم ينطقوا بِهِ اسْتغْنَاء عَنهُ بِنَعِمَ ونَعُمَ كَمَا استغنوا بترك عَنْ وذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنوا بملامح عَن تكسير لمحة أَو يكون فَعِل فِي هَذَا دَاخِلا على فَعُل. أَعنِي أَن تكسر عين مضارع نَعِم كَمَا ضُمَّت عين مضارع فَعُلَ.

وَكَذَلِكَ تَنَعَّمَ وتَناعَمَ وناعَمَ ونَعَّمَه ونَاعمَه.

ونَعَّمَ أَوْلَاده: ترفهم.

والنَّاعِمَةُ والمُناعِمَةُ والمُنَعَّمَُ: الْحَسَنَة الْعَيْش والغذاء.

وَقَوله:

مَا أنْعَمَ العَيْشَ لَو أنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثُ عنْهُ وهْو مَلمُومُ

إِنَّمَا هُوَ على النّسَب لأَنا لم نسمعهم قَالُوا نَعِمَ الْعَيْش، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم هُوَ أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين فِي انه اسْتعْمل مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّب وَإِن لم يَك مِنْهُ فِعْل، فتفَّهم.

وَنبت ناعمٌ ومُناعِمٌ ومُتَناعِمٌ: سَوَاء، قَالَ الْأَعْشَى: وتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثَّنايا كَأنَّها ... ذُرَا أُقْحُوان نَبْتُهُ مُتَناعِمُ

والتَّنْعِيَمةُ: شَجَرَة عَظِيمَة ناعمة الْوَرق وَرقهَا كورق السلق وَلَا تنْبت إِلَّا على مَاء. وَلَا ثَمَر لَهَا. وَهِي خضراء غَلِيظَة السَّاق.

وثوب ناعِمٌ: لين. وَمِنْه قَول بعض الوصاف " وَعَلَيْهِم الثِّيَاب النَّاعِمَةُ " وَقَالَ:

ونَحْمِي بهَا حَوْماً رُكاما ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَرِيرُ

وَكَلَام مُنَعَّمٌ، كَذَلِك.

والنِّعْمةُ: الْيَد الْبَيْضَاء الصَّالِحَة.

ونِعْمَةُ الله: مَا أعطَاهُ العَبْد مِمَّا لَا يُمكن غَيره أَن يُعْطِيهِ إِيَّاه كالسمع وَالْبَصَر. وَالْجمع مِنْهُمَا نِعَمٌ وأنْعُمٌ. قَالَ ابْن جني: جَاءَ ذَلِك على حذف التَّاء فَصَارَ كَقَوْلِهِم ذِئْب وأذؤب وَقطع وأقطع، وَمثله كثير، ونِعْماتٌ ونِعِماتٌ، الإتباع لأهل الْحجاز. وَحَكَاهُ اللحياني. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم " تجْرِي فِي الْبَحْر بِنِعِمَاتِ الله " وَقَوله تَعَالَى (وأسْبَغَ عَلَيكُمْ نِعَمَةُ ظاهِرَةً وباطِنَةً) وَقَرَأَ بَعضهم (وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً) فَمن قَرَأَ نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيع مَا أنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِم، وَمن قَرَأَ نْعَمَةً أَرَادَ مَا أعْطوا من توحيده. هَذَا قَول الزّجاج.

وأنْعَمَها الله عَلَيْهِ وأنْعَمَ بهَا. وَقَوله تَعَالَى: (وإذْ تَقُولُ للَّذي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وأنْعَمْتَ عَلَيْه أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَك) قَالَ الزّجاج معنى إنْعام الله تَعَالَى عَلَيْهِ هدايته إِلَى الْإِسْلَام، وَمعنى إنعامِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْتَاقه إِيَّاه من الرّقّ، وَقَوله عز وَجل: (وأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدّثْ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: اذكر الْإِسْلَام وَاذْكُر مَا أبلاك بِهِ رَبك، وَقَوله تَعَالَى (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثمَّ يُنْكِرُونها) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ يعْرفُونَ أَن أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق ثمَّ يُنكرُونَ ذَلِك.

والنِّعْمَةُ: المسرة.

ونَعِمَ الله بك عينا ونَعِمَكَ عينا. وأنْعم بك عينا: أقَرَّ بك عين من تحبه، أنْشد ثَعْلَب:

أنْعَمَ اللهُ بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا الرَّسول هَاهُنَا: الرسَالَة، وَلَا يكون الرَّسُول لِأَنَّهُ قد قَالَ: وَالْحَامِل الرسَالَة. وحامل الرسَالَة هُوَ الرَّسُول فَإِن لم تقل هَذَا دخل فِي الْقِسْمَة تدَاخل، وَهُوَ عيب.

ونزلوا منزلا يَنْعِمُهُمْ ويَنْعَمُهُمْ بِمَعْنى وَاحِد عَن ثَعْلَب: أَي يقرُّ أَعينهم ويحمدونه وَزَاد اللحياني: ويَنْعُمُهُم عينا.

وَتقول: نَعْمَ ونُعْمَ عين ونُعْمَةَ عين ونَعْمَةَ عين ونِعْمَةَ عين ونُعْمَى عين ومعام عين ونعام عين ونعيم عين ونعامى عين. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: نصبوا كل ذَلِك على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره.

ونَعِمَ الْعود: اخضر ونضر، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ ومنْ قِدمٍ ... لَا يَنْعِمُ الغُصْنُ حَتى يَنْعِمَ الوَرَقُ

وَقَول الفرزدق:

وكُومٍ تَنْعِمُ الأضيافُ عَيْنا ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها ثِقالاَ

يرْوى الأضيافُ والأضيافَ. فَمن قَالَ الأضيافُ بِالرَّفْع أَرَادَ تَنْعِمُ الأضيافُ عينا بِهن لأَنهم يشربون من أَلْبَانهَا، وَمن قَالَ تَنْعِمْ الأضْيافَ فَمَعْنَاه تَنَعمُ هَذِه الكوم بالأضياف عينا فَحذف وأوصل فنصب الأضيافَ. أَي أَن هَذِه الكوم تسر بالأضياف كسرور الأضيافِ بهَا، لِأَنَّهَا قد جرت مِنْهُم على عَادَة مألوفة مَعْرُوفَة. فَهِيَ تأنس بِالْعَادَةِ. وَقيل: إِنَّمَا تأنس بهم لِكَثْرَة الألبان فَهِيَ لذَلِك لَا تخَاف أَن تعقر وَلَا تنحر. وَلَو كَانَت قَليلَة الألبان لما نَعِمَتْ بهم عينا لِأَنَّهَا كَانَت تخَاف الْعقر والنحر.

وَحكى اللحياني يَا نُعْمَ عَيْني: أَي يَا قُرَّة عَيْني، وَأنْشد عَن الْكسَائي:

صَبَّحك اللهُ بخَيرٍ باكِرِ ... بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبابٍ فاخِرِ

والنَّعامَةُ مَعْرُوفَة، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع نَعاماتٌ ونعائم ونعامٌ. وَقد تقع النَّعامُ على الْوَاحِد. قَالَ أَبُو كثوة:

وَلَّى نَعَامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأةً ... لمَّا رَأى أسَداً فِي الغابِ قدْ وَثبا والنعام أَيْضا بِغَيْر هَاء: الذّكر مِنْهَا.

والنَّعامَةُ: الْخَشَبَة المعترضة تعلق مِنْهَا البكرة.

والنَّعامَتانِ: المنارتان عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة المعترضة. وَقَالَ اللحياني: النَّعَامتان: الخشبتان اللَّتَان على زرنوقي الْبِئْر. الْوَاحِدَة نَعامَةٌ. وَقيل النعامةُ خَشَبَة تجْعَل على فَم الْبِئْر. يقوم عَلَيْهَا الساقي.

والنَّعامَةُ: صَخْرَة نَاشِزَة فِي الْبِئْر.

والنَّعامةُ: كل بِنَاء كالظلة أَو علم يهتدى بِهِ، وَقيل: كل بِنَاء على الْجَبَل كالظلة وَالْعلم. وَالْجمع نَعامٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرّجا ... لُ تَحْسِبُ آرَامَهُن الصُّرُوحا

والنَّعامة: الْجلْدَة الَّتِي تغطي الدِّمَاغ.

والنَّعامَةُ من الْفرس: دماغه.

والنَّعامَةُ: بَاطِن الْقدَم.

والنَّعامَةُ: الطَّرِيق.

والنَّعامَةُ: جمَاعَة الْقَوْم.

وشالَتْ نَعامَتُهُم: ولَّوا، وَقيل: تحولوا عَن دَارهم. وَقيل خَيرهمْ وَوَلَّتْ أُمُورهم، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

أزْرَى بِنَا أنَّنا شالَتْ نَعامَتُنا ... فَخالَنِي دُونَه بل خِلْتُه دُوني

والنعامَةُ: الظُّلمة.

والنَّعامَةُ: الْجَهْل، يُقَال سَكَنَتْ نَعامَتُه، قَالَ المرار الفقعسي:

ولَوْ أَنِّي حَدَوْتَ بِهِ ارْفأنَّتْ ... نَعامَتُه وأبْغَضَ مَا أقُول

وأراكة نَعامَةٌ: طَوِيلَة.

وَابْن النَّعامَةِ: الطَّرِيق. وَقيل عرق فِي الرِّجْلِ، وَقيل: صدر الْقدَم قَالَ عنترة: فَيَكُونُ مَركَبُكَ القعودَ ورَحْلَهُ ... وابنُ النَّعامَةِ عِنْد ذَلِك مَركَبِي

فسر بِكُل ذَلِك. وَقيل: ابْن النعامة: فرسه. وَقيل: رِجْلَاهُ.

والنَّعَمُ: الْإِبِل وَالشَّاء، يذكرو يؤنث، والنَّعْمُ لُغَة فِيهِ، وَأنْشد:

وأشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلولُ

وَالْجمع أنْعامٌ. وأناعِيمُ جمع الْجمع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّعَمُ: الْإِبِل خَاصَّة. والأنعام الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم، وَقَوله تَعَالَى (فَجَزَاءٌ مِثلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) قَالَ: ينظر إِلَى الَّذِي قتل مَا هُوَ. فتؤخذ قِيمَته دَرَاهِم فَيتَصَدَّق بهَا وَقَوله جلّ وَعز (والَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمتَّعُونَ ويَأكُلُونَ كَمَا تَأكُلُ الأنْعامُ) ، قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ لَا يذكرُونَ الله على طعامهم وَلَا يسمون كَمَا أَن الْأَنْعَام لَا تفعل ذَلِك.

والنُّعامَى: ريح الْجنُوب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْهُ النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى منَ الشأمِ رِيحَا

وَقَالَ اللحياني عَن أبي صَفْوَان: هِيَ ريح تَجِيء بَين الْجنُوب وَالصبَا.

والنَعَامُ والنَّعائمُ: من منَازِل الْقَمَر ثَمَانِيَة كواكب. أَرْبَعَة فِي المجرة تسمى الْوَارِدَة وَأَرْبَعَة خَارِجَة تسمى الصادرة.

وأنْعَمَ أَن يُحسن أَو يُسيء زَاد.

وأنعم فِيهِ: بَالغ قَالَ:

سَمِينُ الضواحي لم تُؤَرّقْهُ لَيْلَةً ... وأنْعَمَ أبكارُ الهُمُومِ وعُونُها

وَقَوله:

فَوَرَدَتْ والشَّمْسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذَلِك أَيْضا أَي لم تبالغ فِي الطُّلُوع.

ونِعْمَ ضد بِئْسَ، وَلَا تعْمل من الْأَسْمَاء إِلَّا مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام أَو مَا أضيف إِلَى مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام وَهُوَ مَعَ ذَلِك دَال على معنى الْجِنْس قَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِذا قلت زيد أَو نِعْمَ رجلا زيد فقد قلت: اسْتحق زيد الْمَدْح الَّذِي فِي سَائِر جنسه فَلم يجز إِذا كَانَت تستوفي مدح الْأَجْنَاس أَن تعْمل فِي غير لفظ جنس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يَقُول نَعْمَ الرجل فِي نِعْمَ، كَانَ أَصله نَعِمَ ثمَّ يُخَفف بِإِسْكَان الكسرة على لُغَة بكر بن وَائِل. وَلَا تدخل عِنْد سِيبَوَيْهٍ إِلَّا على مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام مظْهرا أَو مضمرا، كَقَوْلِك نِعْمَ الرجل زيد، فَهَذَا هُوَ الْمظهر ونِعْمَ رجلا زيد فَهَذَا هُوَ الْمُضمر. وَقَالَ ثَعْلَب حِكَايَة عَن الْعَرَب: نِعْمَ بزيد رجلا ونِعْمَ زيد رجلا. وَحكى أَيْضا مَرَرْت بِقوم نِعْمَ قوما ونِعْمَ بهم قوما ونِعموا قوما، وَلَا يتَّصل بهَا الضَّمِير عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَعنِي انك لَا تَقول: الزيدان نِعْما رجلَيْنِ وَلَا الزيدون نِعْمُوا رجَالًا.

وَقَالُوا: إِن فعلت ذَلِك فبها ونِعْمَتْ بتاء سَاكِنة فِي الْوَقْف والوصل لِأَنَّهَا تَاء تَأْنِيث - كَأَنَّهُمْ أَرَادوا ونِعْمَتِ الفعلة أَو الْخصْلَة. وَفِي الحَدِيث " من تَوَضَّأ يَوْم الْجُمُعَة فبها ونِعْمَتْ، وَمن اغْتسل فالغُسْلُ أفضل " كَأَنَّهُ قَالَ: فبالسنة أَخذ. وَقَالُوا: نَعِمَ الْقَوْم كَقَوْلِك نِعْمَ الْقَوْم. قَالَ طرفَة:

مَا أقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ ... نَعِمَ الساعون فِي الْأَمر المُبِرّ

هَكَذَا انشدوه نَعِمَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين جَاءُوا بِهِ على الأَصْل وَإِن لم يكثر اسْتِعْمَاله عَلَيْهِ، وَقد روى نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع.

ودققته دقا نِعِماَّ: أَي نِعْمَ الدق، وَيُقَال انه لرجل نِعِمَّا وانه لَنَعِيمٌ.

وتَنَعَّمَهُ بِالْمَكَانِ: طلبه.

وتَنَعَّمَ الرجل: مَشى حافيا. قيل: هُوَ مُشْتَقّ من النَّعامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيق، وَلَيْسَ بِقَوي.

وَقَالَ اللحياني: تَنَعَّمَ الرجل قَدَمَيْهِ: أَي ابتذلهما.

وأنْعَمَ الْقَوْم ونَعَّمَهُمْ: أَتَاهُم مُتَنَعِّماً على قدمه حافيا قَالَ:

تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وليلةٍ ... فأصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهْوَ بَطينُ والنُّعْمانُ: الدَّم.

وشقائق النُّعْمانِ: نَبَات أَحْمَر يشبه بِالدَّمِ.

والأُنَيْعِمُ والأَنْعَمانِ وناعِمَةُ ونَعْمانُ كلهَا مَوَاضِع وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأرَاك بِمَكَّة وَهُوَ نعْمانُ الْأَكْبَر، وَهُوَ وَادي عَرَفَة. ونَعْمانُ الْغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ نَعْمانُ الْأَصْغَر.

والأنْعَمان مَوضِع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

صَحا قَلْبُه بَلْ لَجَّ وهْوَ لجُوجُ ... وزالَتْ لَهُ بالأنْعَمَينِ حُدُوج

والتَّنْعيم: مَكَان بن مَكَّة وَالْمَدينَة.

ومسافر بن نِعْمَة بن كريز من شعرائهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وناعِمٌ ونُعَيمٌ ومُنَعَّمٌ وأنْعُمُ ونُعْمِىٌّ ونُعْمانُ ونُعَيْمَانٌ وتَنَعْمُ كُلهنَّ أَسمَاء.

والتَّناعِمُ: بطن من الْعَرَب ينسبون إِلَى تَنْعُمِ بن عتِيك.

وَبَنُو نَعامٍ بطن.

والنَّعامَةُ فرس مَشْهُورَة فارسها الْحَارِث بن عباد وفيهَا يَقُول:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن حِيالِ

أَي بعد حِيَال.

وَأَبُو نَعامَة قطري.

وناعِمَةُ: اسْم امْرَأَة طبخت عشبا، يُقَال لَهُ الْعقار رَجَاء أَن يذهب الطَّبْخ بغائلته فأكلته فَقَتلهَا فيسمى الْعقار لذَلِك عقار ناعمة رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

ويَنْعَمُ: حَيّ من الْيمن.

ونَعَمْ ونعِمْ كَقَوْلِك بلَى إِلَّا أَن نعم فِي جَوَاب الْوَاجِب وَهِي مَوْقُوفَة الآخر لِأَنَّهَا حرف جَاءَ لِمَعْنى وَقَول الطَّائِي:

تَقُولُإنْ قُلْتُم: لَا: لَا، مُسلِّمةًلأمْرِكُمْ، و: نَعَمْ إِن قُلْتمُ: نَعَمَا

قَالَ ابْن جني لَا عيب فِيهِ كَمَا يظنّ قوم، لِأَنَّهُ لم يقر نَعَمْ على مَكَانهَا من الحرفية، لكنه نقلهَا فَجَعلهَا اسْما فنصبها على حد قَوْلك قلت خيرا أَو قلت ضيرا. وَقد يجوز أَن يكون قُلْتُمْ نَعَما على مَوْضِعه من الحرفية فَيفتح للإطلاق كَمَا حرك بَعضهم لالتقاء الساكنين بِالْفَتْح فَقَالَ قُم اللَّيْل وبع الثَّوْب. واشتق ابْن جني نَعَمْ من النِّعْمَةِ وَذَلِكَ أَن " نَعَمْ " أشرف الجوابين وأسرُّهما للنَّفس وأجلبهما للحمد، و" لَا " بضدها، أَلا ترى إِلَى قَوْله:

وَإِذا قُلْتَ نَعَمْ فاصْبِرْ لَها ... بِنَجاح الوَعْدِ إنَّ الخُلفَ ذَمّ

وَقَول الآخر أنْشدهُ الْفَارِسِي:

أبي جُودُه لَا البُخْل واسْتَعْجَلَتْ بهِ ... نَعَمْ منْ فَتى لَا يَمْنَعُ الجُوسَ قاتِله

يرْوى بِنصب الْبُخْل وجره، فَمن نَصبه فعلى ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون بَدَلا من " لَا " لِأَن " لَا " موضوعها للبخل، فَكَأَنَّهُ قَالَ أَبى جوده الْبُخْل وَالْآخر أَن تكون " لَا " زَائِدَة وَالْوَجْه الأول أَعنِي الْبَدَل أحسن لِأَنَّهُ قد ذكر بعْدهَا " نعم " و" نعم " لَا تزاد فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون " لَا " هَاهُنَا غير زَائِدَة. وَالْوَجْه الآخر على الزِّيَادَة صَحِيح أَيْضا. أَلا ترى انه لَو قَالَ لَك إِنْسَان: لَا تُطعم وَلَا تأت المكارم وَلَا تقر الضَّيْف. فَقلت أَنْت: لَا، لكَانَتْ هَذِه اللَّفْظَة هُنَا للجود لَا للبخل، فَلَمَّا كَانَت " لَا " قد تصلح للأمرين جَمِيعًا أضيفت إِلَى الْبُخْل لما فِي ذَلِك من التَّخْصِيص الْفَاصِل بَين الضدين.

ونَعَّمَ الرجل قَالَ لَهُ: نَعَمْ فَنَعِمَ بذلك بَالا كَمَا قَالُوا بجلته أَي قلت لَهُ بجل أَي حَسبك. حَكَاهُ ابْن جني.

نعم: النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة، كله: الخَفْض

والدَّعةُ والمالُ، وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى. وقوله عز وجل: ومَنْ

يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءته؛ يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله

الدالَّةَ على أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: ثم

لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم؛ أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في

الدنيا، وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأََنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ؛ حكاه

سيبويه؛ وقال النابغة:

فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ،

فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما

والنُّعْم، بالضم: خلافُ البُؤْس. يقال: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤُْْسٌ،

والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً،

وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما:

نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ، ولغة رابعة: نَعِمَ يَنْعِم،

بالكسر فيهما، وهو شاذ. والتنَعُّم: الترفُّه، والاسم النِّعْمة. ونَعِمَ

الرجل يَنْعَم نَعْمةً، فهو نَعِمٌ بيّن المَنْعَم، ويجوز تَنَعَّم، فهو

ناعِمٌ، ونَعِمَ يَنْعُم؛ قال ابن جني: نَعِمَ في الأصل ماضي يَنْعَمُ،

ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَعِمَ

لغة من يقول يَنْعُم، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة، فإن قلت: فكان يجب، على هذا،

أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة

وهي نَعُم يَنْعَم، قيل: منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً،

وليس كذلك نَعِمَ، فإن نَعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم، فاحتمل

خِلاف مضارعِه، وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ، فإن قلت: فما بالهُم

كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل

وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل؟ قيل: هذا طريقُه غير طريق ما قبله،

فإما أن يكون يَنْعِم، بكسر العين، جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم

يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن

وَذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ، أَو يكون

فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما

ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل، وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه.

ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّعْمةُ، بالفتح: التَّنْعِيمُ.

يقال: نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم. وفي الحديث: كيف أَنْعَمُ وصاحبُ

القَرْنِ قد الْتَقَمه؟ أي كيف أَتَنَعَّم، من النَّعْمة، بالفتح، وهي

المسرّة والفرح والترفُّه. وفي حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما

أَنْعَمَنا بك؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا، وإنما يقال

ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ

أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك.

والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ

المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال

وقوله:

ما أَنْعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ،

تنْبُو الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ

إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه

سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل

منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.

ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ. ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء؛

قال الأَعشى:

وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنه

ذرى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتناعِمُ

والتَّنْعيمةُ: شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، ولا تنبت

إلى على ماء، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ. وثوبٌ ناعِمٌ:

ليِّنٌ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف: وعليهم الثيابُ الناعمةُ؛ وقال:

ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً،

عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ

وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك.

والنِّعْمةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما

أُنْعِم به عليك. ونِعْمةُ الله، بكسر النون: مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ

مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ منهما

نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قال ابن جني: جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ

وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، ومثله كثير، ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ، الإتباعُ

لأَهل الحجاز، وحكاه اللحياني قال: وقرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِي في

البَحْرِ بنِعَمات الله، بفتح العين وكسرِها، قال: ويجوز بِنِعْمات الله،

بإسكان العين، فأَما الكسرُ

(* قوله «فأما الكسر إلخ» عبارة التهذيب: فأما

الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات، ومن أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع

الكسرة كسات ومن قرأ إلخ) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ

بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات، وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله،

بالكسر. وقوله عز وجل: وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً

(* قوله وقوله

عز وجل وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم» هكذا في

الأصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما). قال الجوهري: والنُّعْمى كالنِّعْمة،

فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء، والنَّعيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ

النِّعْمةِ أي واسعُ المالِ. وقرأَ بعضهم: وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً، فمن

قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ ما أَنعم به عليهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن

عباس

(* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل) نِعَمَه، وهو وَجْهٌ جيِّد

لأَنه قد قال شاكراً لأَنعُمِه، فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن

نِعَمَه جائز، ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده؛ هذا قول الزجاج،

وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم بها عليه؛ قال ابن عباس: النِّعمةُ

الظاهرةُ الإسلامُ، والباطنةُ سَتْرُ الذنوب. وقوله تعالى: وإذْ تقولُ للذي

أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك؛ قال الزجاج:

معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام، ومعنى إنْعام النبي، صلى

الله عليه وسلم، عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ. وقوله تعالى: وأَمّا

بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ؛ فسره ثعلب فقال: اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ

به ربُّك. وقوله تعالى: ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ؛ يقول: ما

أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون. وقوله

تعالى: يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم يُنْكِرونها؛ قال الزجاج: معناه يعرفون أَن

أمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك. والنِّعمةُ،

بالكسر: اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً ونِعْمةً، أُقيم الاسمُ

مُقامَ الإنْعام، كقولك: أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى

واحد. وأَنْعَم: أَفْضل وزاد. وفي الحديث: إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ

عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء، وإنَّ

أبا بكر وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا، رضي الله عنهما. ويقال: قد

أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ، وقيل: معناه صارا

إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ، ومعنى

قولهم: أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِعْمةً. وتقول: أَنْعَم

اللهُ عليك، من النِّعْمة. وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك، من النُّعُومةِ.

وقولهُم: عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم، بالكسر، كما

تقول: كُلْ من أَكلَ يأْكلُ، فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً. ونَعِمَ

اللهُ بك عَيْناً، ونَعَم، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَنْعَم اللهُ بك

عَيْناً: أَقرَّ بك عينَ من تحبّه، وفي الصحاح: أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن

تحبُّه؛ أَنشد ثعلب:

أَنْعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ

سِلِ، والحاملِ الرسالَة عَيْنا

الرسولُ هنا: الرسالةُ، ولا يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة،

وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ، فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ،

وهو عيب. قال الجوهري: ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ

نُزْهةً. وفي حديث مطرّف: لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا

يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً، ولكن قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً؛ قال الزمخشري:

الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم، وعَيْناً نصبٌ على

التمييز من الكاف، والباء للتعدية، والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم

عينَك وأَقَرَّها، وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك

اللهُ عَيْناً، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن

الهمزة كافية في التعدية، تقول: نَعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً،

ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء، قال:

ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن

الفاعل فاستعظمه، تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً، كما يقولون

نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً، والباء للتعدية، فحَسِبَ أن الأَمر في

نَعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك، ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى

واحد؛ عن ثعلب، أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وزاد اللحياني:

ويَنْعُمُهم عيناً، وزاد الأَزهري: ويُنْعمُهم، وقال أَربع لغات. ونُعْمةُ العين:

قُرَّتُها، والعرب تقول: نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ

عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ

ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما

أَشبهه؛ قال سيبويه: نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ.

وفي الحديث: إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه، فإن وافقَ قولٌ

عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً

يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه، فلا تَعْجَلْ

حتى تختبر فعلَه، فإن رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ،

وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي قُرَّةَ عينٍ، يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك

واتّباع أمرك. ونَعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أنشد سيبويه:

واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ،

لا يَنْعَمُ العُودُ حتى يَنْعَم الورَقُ

(* قوله «من لحو» في المحكم: من لحق، واللحق الضمر).

وقال الفرزدق:

وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً،

وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا

يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فمن قال الأَضيافُ، بالرفع، أراد تَنْعَم

الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها، ومن قال تَنْعَم

الأَضيافَ، فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً، فحذفَ وأَوصل فنَصب

الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها،

لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة، وقيل:

إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان، فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر،

ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ

والنحر. وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن

الكسائي:

صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ،

بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ

قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكر منه نَعْمٌ، ويجمع

أَنْعُماً.

والنَّعامةُ: معروفةٌ، هذا الطائرُ، تكون للذكر والأُنثى، والجمع

نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ، وقد يقع النَّعامُ على الواحد؛ قال أبو

كَثْوة:ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ زَوْزَأَةً،

لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا

والنَّعامُ أَيضاً، بغير هاء، الذكرُ منها الظليمُ، والنعامةُ الأُنثى.

قال الأَزهري: وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء، وقيل النَّعام اسمُ

جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، والعرب تقول: أَصَمُّ مِن

نَعامةٍ، وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت، ويقولون: أَشمُّ مِن هَيْق

لأَنه يَشُمّ الريح؛ قال الراجز:

أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ

ويقولون: أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ؛ ومُوقها: تركُها

بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها، ويقولون: أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من

نَعامةٍ. ويقال: ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره. ويقال

للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ ومنه قول بشر:

فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار

فكانوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا

وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين: خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ

نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ. ويقال للعَذارَى:

كأنهن بَيْضُ نَعامٍ. ويقال للفَرَس: له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه،

وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها. ومن أَمثالهم: مَن يَجْمع بين

الأَرْوَى والنَّعام؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام

السُّهولةُ، فهما لا يجتمعان أَبداً. ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك:

ما أَنت إلا نَعامةٌ؛ يَعْنون قوله:

ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً،

تُعاظِمُه إذا ما قيل: طِيري

وإنْ قيل: احْمِلي، قالت: فإنِّي

من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور

ويقولون للذي يَرْجِع خائباً: جاء كالنَّعامة، لأَن الأَعراب يقولون إن

النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين؛

وفي ذلك يقول بعضهم:

أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ من بَيْتِها

لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ

فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها، فانْتَهَتْ

هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ

ومن أَمثالهم: أنْتَ كصاحبة النَّعامة، وكان من قصتها أَنها وجَدتْ

نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة، ثم

دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ

وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ، فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ

غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا

نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ؛ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير

الثِّقةِ. والنَّعامة: الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما

القامة، وهي البَكَرة، فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ؛ وقال أَبو

الوليد الكِلابي: إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان، قال: والمعترضة

عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها، قال الأزهري: وتكون

النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في

الأرض، أحدهما من هذا الجانب، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل

يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين،

وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين، والنَّعامتانِ: المَنارتانِ

اللتان عليهما الخشبة المعترِضة؛ وقال اللحياني: النَّعامتان الخشبتان اللتان

على زُرْنوقَي البئر، الواحدة نَعامة، وقيل: النَّعامة خشبة تجعل على فم

البئر تَقوم عليها السَّواقي. والنَّعامة: صخرة ناشزة في البئر.

والنَّعامة: كلُّ بناء كالظُّلَّة، أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز،

وقيل: كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم، والجمع نَعامٌ؛ قال أَبو ذؤيب

يصف طرق المفازة:

بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجا

لُ، تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا

(* قوله «بناها» هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا،

والذي في مادة نفض تذكيره، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك).

وروى الجوهري عجزه:

تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا

قال: والنَّفائضُ من الإبل؛ وقال آخر:

لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها،

منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي

والمشهور من شعره:

لا ظِلَّ في رَيْدِها

وشرحه ابن بري فقال: النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة،

والهَزيم: المتكسر؛ وبعد هذا البيت:

بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي، وما كَسِلوا

حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق

والنَّعامة: الجِلْدة التي تغطي الدماغ، والنَّعامة من الفرس: دماغُه.

والنَّعامة: باطن القدم. والنَّعامة: الطريق. والنَّعامة: جماعة القوم.

وشالَتْ نَعامَتُهم: تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم

وولَّوْا، وقيل: تَحَوَّلوا عن دارهم، وقيل: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ

أُمورُهم؛ قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ:

أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا،

فخالني دونه بل خِلْتُه دوني

ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا: قد شالت نعامتهم.

وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم: النعامة

الجماعة أَي تفرقوا؛ وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ:

اشْرَبْ هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم،

وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا

وأَنشد لآخر:

إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ،

لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ

أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه،

وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ

والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الجهل، يقال: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قال

المَرّار الفَقْعَسِيّ:

ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ

نَعامتُه، وأَبْغَضَ ما أَقولُ

اللحياني: يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل.

وأَراكةٌ نَعامةٌ: طويلة. وابن النعامة: الطريق، وقيل: عِرْقٌ في الرِّجْل؛ قال

الأَزهري: قال الفراء سمعته من العرب، وقيل: ابن النَّعامة عَظْم الساق،

وقيل: صدر القدم، وقيل: ما تحت القدم؛ قال عنترة:

فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه،

وابنُ النَّعامةِ، عند ذلك، مَرْكَبِي

فُسِّر بكل ذلك، وقيل: ابن النَّعامة فَرَسُه، وقيل: رِجْلاه؛ قال

الأزهري: زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله:

وابن النعامة، يوم ذلك، مَرْكَبي

وابن النَعامة: الساقي الذي يكون على البئر. والنعامة: الرجْل.

والنعامة: الساق. والنَّعامة: الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح.

والنَّعامة: الإكرام. والنَّعامة: المحَجَّة الواضحة. قال أَبو عبيدة في

قوله:وابن النعامة، عند ذلك، مركبي

قال: هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة، وإنما ذلك كقولهم: به داء

الظَّبْي، وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم، وليس ثم داء ولا بَكرة. قال ابن

بري: وهذا البيت، أَعني فيكون مركبكِ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ؛

وقبله:

كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ،

إنْ كنتِ شائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي

لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطعَمْتُه،

فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ

إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي:

هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ

إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ،

إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي

ويكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ،

وابنُ النَّعامة، يوم ذلك، مَرْكَبِي

وقال: هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود، وقال: ابنُ النَّعامة

فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي، والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد،

قال: وتروى الأبيات أَيضا لعنترة، قال: والنَّعامة خَطٌّ في باطن

الرِّجْل، ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه

(* قوله «في

كتابه» هو الأغاني كما بهامش الأصل)، وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب

النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال: إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا

أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك، ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل

والقَعود وأَسَروني أَنا، فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي

أَنا، وقال: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه، وهذا أَقرب

إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس،

اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً، وليس في ذلك من

الفخر ما يقوله عن نفسه، فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها

راكباً أو راجلاً؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو

ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله.

والنَّعَم: واحد الأَنعْام وهي المال الراعية؛ قال ابن سيده: النَّعَم

الإبل والشاء، يذكر ويؤنث، والنَّعْم لغة فيه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ،

وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول

والجمع أَنعامٌ، وأَناعيمُ جمع الجمع؛ قال ذو الرمة:

دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ

قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ

وقال ابن الأَعرابي: النعم الإبل خاصة، والأَنعام الإبل والبقر والغنم.

وقوله تعالى: فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ

منكم؛ قال: ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها؛ قال

الأَزهري: دخل في النعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم. وقوله عز وجل:

والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ؛ قال ثعلب: لا يذكرون

الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك، وأما

قول الله عز وجَل: وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في

بطونه؛ فإن الفراء قال: الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم، والنَّعَم تذكر

وتؤنث، ولذلك قال الله عز وجل: مما في بطونه، وقال في موضع آخر: مما في

بطونها، وقال الفراء: النَّعَم ذكر لا يؤَنث، ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل

وحُمْلانٍ، والعرب إذا أَفردت النَّعَم لم يريدوا بها إلا الإبل، فإذا قالوا

الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم، قال الله عز وجل: ومن

الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله (الآية) ثم قال: ثمانية أَزواج؛

أي خلق منها ثمانية أَزواج، وكان الكسائي يقول في قوله تعالى: نسقيكم

مما في بطونه؛ قال: أَراد في بطون ما ذكرنا؛ ومثله قوله:

مِثْل الفراخ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ

أي حواصل ما ذكرنا؛ وقال آخر في تذكير النَّعَم:

في كلّ عامٍ نَعَمٌ يَحْوونَهُ،

يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ

ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرت

(* قوله «إذا ذكرت» الذي في

التهذيب: كثرت) الأَنعام والأَناعيم.

والنُّعامى، بالضم على فُعالى: من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ

الرياح وأَرْطَبُها؛ قال أَبو ذؤيب:

مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ،

خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ، ريحا

وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان قال: هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا.

والنَّعامُ والنَّعائمُ: من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ،

وأَربعة واردٌ؛ قال الجوهري: كأنها سرير مُعْوجّ؛ قال ابن سيده: أَربعةٌ

في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ. قال الأَزهري:

النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر، والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ، وهي

أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة، ويقال لها

النَّعام؛ أَنشد ثعلب:

باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه،

إلا المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ

النَّعامُ ههنا: النَّعائمُ من النجوم، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض.

ونُعاماكَ: بمعنى قُصاراكَ. وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زاد.

وأَنْعَم فيه: بالَغ؛ قال:

سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه، لَيْلةً،

وأَنْعَمَ، أبكارُ الهُمومِ وعُونُها

الضَّواحي: ما بدا من جَسدِه، لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم

وعُونُها، وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة، وأَبكار الهموم: ما فجَأَك،

وعُونُها: ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت

قبلها. وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد. وفي حديث صلاة الظهر: فأَبردَ

بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة؛ ومنه قولهم: أَنْعَمَ

النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه؛ وقوله:

فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ

من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع.

ونِعْمَ: ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ

واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام، وهو مع ذلك دالٌّ على معنى

الجنس. قال أَبو إسحق: إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ،

فقد قلتَ: استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه، فلم يجُزْ إذا كانت

تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ. وحكى سيبويه:

أَن من العرب من يقول نَعْمَ الرجلُ في نِعْمَ، كان أصله نَعِم ثم خفَّف

بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل، ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه

الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً، كقولك نِعْم الرجل زيد فهذا هو

المُظهَر، ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر. وقال ثعلب حكايةً عن العرب: نِعْم

بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً، وحكى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِعْم قوماً،

ونِعْمَ بهم قوماً، ونَعِمُوا قوماً، ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه

أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين، ولا الزيدون نِعْموا رجالاً؛

قال الأزهري: إذا كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ

أَبداً، وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً، وذلك قولك نِعْم

رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رجلاً على التمييز، ولا تَعْملُ

نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ، إنما تَعْمَلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على

جنس، أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس. الجوهري: نِعْم وبئس فِعْلان

ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنى

الماضي، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وفيهما أَربع لغات: نَعِمَ بفتح أَوله وكسر

ثانيه، ثم تقول: نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ، ثم تطرح الكسرة الثانية

فتقول: نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني

وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول: نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين،

وتقول: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم المرأَةُ هندٌ، وإن شئت قلت: نِعْمتِ

المرأَةُ هند، فالرجل فاعلُ نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أَحدهما أَن يكون

مبتدأ قدِّم عليه خبرُه، والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ، وذلك أَنَّك

لمّا قلت نِعْم الرجل، قيل لك: مَنْ هو؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت:

هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ، والخبر إذا عرف المحذوف

هو زيد، وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف

واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً، لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا

معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام، ويراد به تعريف

الجنس لا تعريفُ العهد، أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا

يتصل بهما الضميرُ، لا تقول نِعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِعْموا، وإن أَدخلت

على نِعْم ما قلت: نِعْمَّا يَعِظكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت

العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين، وتقول غَسَلْت غَسْلاً

نِعِمّا، تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته، وقالوا: إن

فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء

تأْنيث، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة. وفي الحديث: مَن

توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَت، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل؛ قال ابن

الأثير: أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي، فحذف المخصوص بالمدح،

والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة، يعني

الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وقيل: هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ

فأَضمر ذلك. قال الجوهري: تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في الوقف؛ قال ذو الرمة:

أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة

دَعائمَ الزَّوْرِ، نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ

وقالوا: نَعِم القومُ، كقولك نِعْم القومُ؛ قال طرفة:

ما أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ

نَعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ

هكذا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا به على الأَصل ولم

يكثر استعماله عليه، وقد روي نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع. ودقَقْتُه

دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ. قال الأَزهري: ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت

دَقَّه أي بالَغْت وزِدت. ويقال: ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه.

ويقال: إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ.

وتَنَعَّمَه بالمكان: طلَبه. ويقال: أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي

وافقتني وأَقمتُ بها. وتَنَعَّمَ: مَشَى حافياً، قيل: هو مشتق من النَّعامة

التي هي الطريق وليس بقويّ. وقال اللحياني: تَنَعَّمَ الرجلُ قدميه أي

ابتذَلَهما. وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم: أتاهم مُتَنَعِّماً على قدميه

حافياً على غير دابّة؛ قال:

تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ،

فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ

وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات. وقوله تعالى: إن

تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي، ومثلُه: إنَّ الله نِعِمّا يَعِظكم به؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا، بكسر النون وجزم

العين وتشديد الميم، وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا، بفتح النون وكسر العين،

وذكر أَبو عبيدة

(* قوله «وذكر أَبو عبيدة» هكذا في الأصل بالتاء، وفي

التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها) حديث النبي، صلى عليه وسلم،

حين قال لعمرو بن العاص: نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح، وأَنه

يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية؛ قال ابن الأَثير: أَصله نِعْمَ ما

فأَدْغم وشدَّد، وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه قال نِعْمَ شيئاً

المالُ، والباء زائدة مثل زيادتها في: كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه

الحديث: نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح؛ قال ابن الأثير: وفي نِعْمَ

لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين، ثم فتح النون وكسر العين، ثم

كسرُهما؛ وقال الزجاج: النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين

ويقولون إن هذه الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة، وروي عن عاصم أَنه قرأَ

فنِعِمَّا، بكسر النون والعين، وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ

خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات، وما في

تأْويل الشيء في نِعِمّا، المعنى نِعْمَ الشيءُ؛ قال الأزهري: إذا قلت

نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل، فالمعنى نِعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل،

وكذلك قوله: إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به؛ معناه نِعْمَ شيئاً يَعِظكم

به.والنُّعْمان: الدم، ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. وشقائقُ

النُّعْمانِ: نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم. ونُعْمانُ بنُ المنذر: مَلكُ العرب

نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قال أَبو عبيدة: إن العرب كانت

تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم. أَبو عمرو: من أَسماء

الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ.

الفراء: قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها

(* قوله

«ونعمتها» كذا بالأصل بالتخفيف، وفي الصاغاني بالتشديد) ومَصَلْتها

(* قوله

«ومصلتها» كذا بالأصل والتهذيب، ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد

والمصول) أي كَنسْتها، وهي المِحْوَقةُ. والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ:

المِكْنَسة.

وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ، كلها: مواضع؛ قال ابن

بري: وقول الراعي:

صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ،

وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ

الأَنْعَمين: اسم موضع. قال ابن سيده: والأَنْعمان موضعٌ؛ قال أَبو

ذؤيب، وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي:

صبا صبوةً بَلْ لجَّ، وهو لجوجُ،

وزالت له بالأَنعمين حدوجُ

وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو

وادي عرفة، ونَعْمانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ. ونَعْمانُ:

اسم جبل بين مكة والطائف. وفي حديث ابن جبير: خلقَ اللهُ آدمَ مِن

دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ، عليه السلام، بِنَعْمان السَّحابِ؛ نَعْمانُ: جبل

بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه. ونَعْمانُ،

بالفتح: وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات؛ قال عبد الله ابن نُمَير

الثَّقَفِيّ:

تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أنْ مَشَتْ

به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطرات

ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ؛ وقال خُلَيْد:

أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ،

ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ

والتَّنْعيمُ: مكانٌ بين مكة والمدينة، وفي التهذيب: بقرب من مكة.

ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير: من شُعرائهم؛ حكاه ابن الأَعرابي. وناعِمٌ

ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ

(* قوله «ومنعم» هكذا ضبط في الأصل

والمحكم، وقال القاموس كمحدّث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله «وأنعم»

قال في القاموس بضم العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله «ونعمى» قال في

القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي) ونُعْمانُ ونُعَيمانُ

وتَنْعُمُ، كلهن: أَسماءٌ. والتَّناعِمُ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن

عَتِيك. وبَنو نَعامٍ: بطنٌ. ونَعامٌ: موضع. يقال: فلانٌ من أَهل بِرْكٍ

ونَعامٍ، وهما موضعان من أطراف اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ مشهورة فارسُها

الحرث بن عبّاد؛ وفيها يقول:

قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي،

لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ

أي بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعامةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى.

وناعِمةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن

يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار

ناعِمةَ؛ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليمن. ونَعَمْ

ونَعِمْ: كقولك بَلى، إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب، وهي موقوفة الآخِر لأنها

حرف جاء لمعنى، وفي التنزيل: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً قالوا

نَعَمْ؛ قال الأزهري: إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه،

قال: وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً، وربما ناقَضَ بَلى إذا قال:

ليس لك عندي ودِيعةٌ، فتقول: نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ. وفي حديث

قتادة عن رجل من خثْعَم قال: دَفَعتُ إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو

بِمِنىً فقلت: أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ؟ فقال: نَعِمْ، وكسر العين؛ هي

لغة في نَعَمْ، وكسر العين؛ وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب، وقد

قرئَ بهما. وقال أَبو عثمان النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ المؤمنين عمرُ،

رضي الله عنه، بأمر فقلنا: نَعَمْ، فقال: لا تقولوا نَعَمْ وقولوا نَعِمْ،

بكسر العين. وقال بعضُ ولد الزبير: ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون

إلاَّ نَعِمْ، بكسر العين. وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد:

كتبَ على سَهمٍ نَعَمْ، وعلى آخر لا، وأَجالهما عند هُبَل، فخرج سهمُ

نَعَمْ فخرج إلى أُحُد، فلما قال لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ، وقال عمر: اللهُ

أَعلى وأَجلُّ، قال أَبو سفيان: أنعَمتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد

صدقت في فَتْواها، وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمُْ؛ وقول الطائي:

تقول إنْ قلتُمُ لا: لا مُسَلِّمةً

لأَمرِكُمْ، ونَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما

قال ابن جني: لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على

مكانها من الحرفية، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها، فيكون على حد قولك

قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً، ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من

الحرفية، فيفتح للإطلاق، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح، فقال:

قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ من النِّعْمة، وذلك أن

نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد، ولا

بضِدِّها؛ ألا ترى إلى قوله:

وإذا قلتَ نَعَمْ، فاصْبِرْ لها

بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ الخُلْف ذَمّْ

وقول الآخر أَنشده الفارسي:

أبى جُودُه لا البُخْلِ واسْتَعْجَلتْ به

نَعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله

(* قوله «لا يمنع الجوع قاتله» هكذا في الأصل والصحاح، وفي المحكم:

الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع الجود قاتله، وكتب

عليه الدسوقي ما نصه: قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع عائد على الممدوح؛

والجود مفعول ثان؛ وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده

لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله

اهـ. تقرير دردير).

يروى بنصب البخل وجرِّه، فمن نصبه فعلى ضربين: أحدهما أن يكون بدلاً من

لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ، والآخر أن تكون

لا زائدة، والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن، لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ،

ونَعمْ لا تزاد، فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة، والوجه الآخر

على الزيادة صحيح، ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه، لأَنَّ

لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً، ألا ترى أَنه لو قال لك

الإنسان: لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ

أَنت: لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً

أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين. ونَعَّم

الرجلَ: قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً، كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت

له بَجَلْ أي حَسْبُك؛ حكاه ابن جني. وأَنعَم له أي قال له نعَمْ.

ونَعامة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنعامةُ: اسم فرس في قول لبيد:

تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها،

وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ

(* قوله «وتحجل والخبال» هكذا في الأصل والصحاح، وفي القاموس في مادة

خبل بالموحدة، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله:

تكاثر قرزل والجون فيها * وعجلى والنعامة والخيال

فبالمثناة التحتية، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل).

وأَبو نَعامة: كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ، ويكنى أَبا محمد أَيضاً؛ قال

ابن بري: أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب، وأَبو محمد كُنيته في السِّلم.

ونُعْم، بالضم: اسم امرأَة.

نعم

(النَّعِيمُ، والنُّعمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا (الخَفْضُ والدِّعَةُ والمَالُ، كَالنِّعْمَةِ، بِالكَسْرِ) يُقالُ: فُلانُ وَاسِعُ النِّعْمَةِ اَيْ: وَاسِعُ المَالِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الرَّازِيُّ: النِّعْمَةُ المَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ على جِهَةِ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْر، قَالَ: فخَرَجَ بِالمَنْفَعَةِ المَضَرَّةُ المَخْفِيَّةُ والمَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ إِلَّا على جِهَة الإِحسان غلى الغَيْر، بِأَن قَصَدَ الفَاعِلُ نَفْسَه، كَمَنْ أَحسَنَ إِلَى جَارِيَةٍ لِيَرْبَح فِيها، أَوْ أَرَادَ اسْتِدْرَاجَه بِمَحْبُوبٍ إِلَى ألَمٍ، أَوْ أَطْعَمَ غَيرَه نَحْو: سُكِّرٍ أَوْ خَبِيصٍ مَسْمُومٍ لِيَهْلِكَ، فَلَيْسَ بِنَعْمَةٍ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: ((النِّعمةُ: مَا قُصِدَ بِه الإحْسَانُ والنَّفْعُ، وبِناؤُها بِناءُ الحَالَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، كالجِلْسةَ (وجَمْعُهَا:) أَي: النِّعْمَةُ؛ ولِذَا لم يُشِرْ إِلَيْهَا بالجِيمِ على عَادَتِه: (نِعَمٌ) ، بِكَسْرٍ فَفَتْح، (وأَنعُمٌ) ، بِضَمِّ العَيْن، كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ، حَكَاه سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ على حَذْفِ التَّاءِ، فَصَارَ كَقَوْلِهم: ذِئْبٌ وأذْؤُبٌ، ونِطْعٌ وأَنْطُعٌ، ومِثلُه كَثيرٌ)) وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(فلَنْ أَذكُرَ النُّعْمَانَ إلاَّ بِصَالِحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُمَا)

وقُرئَ قَولُه تَعالَى: {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة} نَقَلَهَا الفَرَّاءُ عَن ابنِ عَبَّاس، وَهُوَ وَجْه جَيِّد؛ لِأَنَّهُ قَالَ: {شاكرا لأنعمه} ، فَهَذَا جَمْعُ النِّعْمِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نِعَمه جَائِز، ومَنْ قَرَأَ: نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيعَ مَا أَنْعَم بِه عَلَيْهم.
(والتَّنَعُّمُ: التَّرفُّهُ) . وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ تَناوَلَ مَا فِيه نِعْمَةٌ وطِيبُ عَيْشٍ.
(والاسْمُ: النَّعْمَةُ، بِالفَتْحِ) ، قَالَ الرَّاغِبُ: بِنَاؤُها بِناءُ المَرَّةِ من الفِعْلِ، كَالشَّتْمَةِ والضَّرْبَةِ، والنَّعْمَةُ جِنْسٌ يُقالُ لِلكَثِير والقَلِيلِ.
(نَعِمَ، كَسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَربَ) ثُلاثُ لُغاتٍ. والّذِي فِي الصِّحاحِ: ونَعُمَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نُعُومَةً، أَيْ: صَارَ نَاعِمًا لَيِّنا، وكَذَلِك: نَعِمَ يَنْعَمُ مِثَال: حَذِرَ يَحْذَر، وفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مركَّبة بَيْنَهُما نَعِمَ يَنْعُم مثل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ولُغةٌ رَابِعَةٌ: نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ فِيهِما، وَهُوَ شَاذٌّ.
قَالَ ابنُ جِنِّي: نَعِمَ فِي الأصْلِ مَاضِي يَنْعَم، ويَنْعُم فِي الأصلِ مُضَارِعُ نَعُمَ، ثمَّ تَداخَلَتِ اللُّغَتَانِ، فاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ: نَعِمَ لُغةَ مَنْ يَقُولُ يَنعُم، فَحَدَثَ هُنالك لغةٌ ثَالِثَةٌ، فإنْ قُلتَ: فكانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ: نَعُم، مُضَارِعَ من يَقُولُ: نَعِمَ فيتَركَّبُ مِنْ هَذَا لُغةٌ ثَالِثَةٌ، وهِيَ نَعُمَ يَنْعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَنَّ فَعُلَ لَا يَخْتَلِفُ مُضارِعُه أَبدًا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَعِم؛ فَإِن نَعِمَ قَدْ يَأْتِي فِيهِ يَنْعَمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلافَ مُضَارِعِه، وفَعُلَ لَا يَحْتَمِل مُضَارِعُه الخِلافَ.
وحَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الكَاتِبِ عَن سيبَوَيْهِ أَنَّه يُقالُ: نَعِمَ يَنْعُمُ، بالضَّمِّ، كَفَضِل يَفْضُلُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ من القُتَيْبِيِّ. وَمنْ تَأَمَّلَ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ تَبَيَّنَ لَه أَنَّه لم يَذْكُر الضَّمَّ إلاَّ فِي فَضِل يَفضُل، قَالَ شَيخُنا: بل حَكَاه عَنهُ غَيرُه، وذَكَرَه ابنُ القُوطِيَّة وَقَالَ: إنَّهما لَا ثَالِثَ لَهُما.
قُلتُ: وَقد سَبَق فِي اللاَّمِ عَن بَعضَهم: حَضِرَ يَحْضُر، ونَقَلَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ: نَكِلَ يَنْكُل، وشَمِلَ يَشْمُل، وَحكى ابْن عُدَيْس: فَرِغَ يَفْرُغ من الفَرَاغِ، وبَرِئَ يَبْرُؤ عَن صَاحب المبرز، أوردهنّ أَبُو جعفرٍ اللَّبْلِيُّ فِي بُغْيَةِ الآمَالِ. ومَرَّ فِي " ف ض ل " مَا فِيهِ مَقْنَعٌ، وبِمَا عَرفْتَ ظَهَر لَكَ مَا فِي سِياقِ المُصَنِّف من القُصُورِ والمُخَالَفَةِ.
(و) يُقَال: هَذَا (مَنْزِلٌ يَنْعَمُهُم) عَيْنًا (مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ، والكَسْرُ عَن ثَعْلَب، والضَّمُّ عَن اللِّحْيَانِيّ، (و) زَادَ الأزْهَريّ لُغَةً رابِعَةً: وَهِي: (يُنْعِمُهُم، كَيُكْرِمُهُمْ) ، أَي: يُقِرُّ أَعَيْنَهُمْ ويَحْمَدُونه.
(وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ) أَيْ: (تَنَعَّمَ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لكُلِّ مَا مَضَى من ذِكْر الأَفْعال، وتقديرُه ونَعَمٍ بلُغاتِه الثَّلاَثَةَ، وتَنَاعم ونَاعَم بِمَعْنَى تَنَعَّم، وَمِنْه الحَدِيثُ: " كَيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قد الْتَقَمَه "؟ أَي: كَيْفَ أَتَنَعَّمُ؟
(ونَاعَمَهُ) مُنَاعَمَةً، (ونَعَّمَهُ غَيرُهُ تَنْعِيمًا) : رَفَّهَهُ فَتَنَعَّمَ.
(والنَّاعِمَةُ، والمُنَاعِمَةُ، والمُنَعَّمَةُ، كَمُعَظَّمَةٍ: الحَسَنَةُ العَيْشِ والغِذَاءِ) المُتْرَفَةُ، وَمِنْه الحَدِيث: ((إِنَّها لطَيرٌ نَاعِمَةٌ)) أَي: سِمَانٌ مُتْرَفَةٌ.
(ونَبْتٌ نَاعِمٌ، ومُنَاعِمٌ، ومُتَنَاعِمٌ سَوَاءٌ) . قَالَ الأَعْشَى:
(وتَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايَا كَأَنَّهُ ... ذُرَا أُقحوانٍ نَبتُه مُتَنَاعِمُ)

(والتَّنْعِيمَةُ: شَجَرَةٌ نَاعِمَةُ الوَرَقِ) ، وَرَقُها كَوَرَقِ السِّلْقِ، وَلَا تَنْبُتُ إِلاَّ عَلَى مَاءٍ، ولاثَمَرَ لَهَا، وَهِي خَضْرَاءُ غَلِيظَة السَّاقِ.
(وثَوبٌ نَاعِمٌ) : لَيِّن، وَمِنْه قَولُ بَعضِ الوُصَّاف: وعَلَيْهِم الثِّيابُ النَّاعِمَةُ، وَقَالَ:
(ونَحْمِي بِهَا حَوْمًا رُكامًا ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَرِيرُ)

(وكَلامٌ مُنَعَّمٌ، كَمُعَظِّمٍ: لَيِّنٌ) .
(والنِّعْمَةُ، بِالكَسْرِ: المَسَرَّةُ) . قَالَ شَيخُنا: وَفِي الكَشَّافِ أَثْنَاءَ المُزَّمِّل:
" النَّعْمة، بِالفَتْح: التَّنَعُّم، وبالْكَسْر: الإِنْعامُ، وبَالضَّمِّ: المَسَرَّةُ " وهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ غَيرُ واحدٍ مِمَّن تَكَلَّمَ على المُثَلَّثاتِ. قُلتُ: وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْدَرُ نَعِم الله بِكَ عَيْنًا، كالغُلْمةِ من غَلِمَ، والنُّزْهَةِ من نَزِهَ.
النِّعْمَةُ: (اليَدُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد ابنُ سِيدَه: (البَيْضَاءُ الصَّالِحَةُ) والصَّنِيعَةُ والمنَّةُ، وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْك كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِيه إشارَةٌ إِلَى أَنَّه اسمٌ من أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ يُنْعِمُ إِنْعَامًا ونِعْمَةً، أُقِيمَ الاسْمُ مُقامَ الإنْعَامِ كَقَوْلِك: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إِنْفَاقًا ونَفَقَةً بِمَعْنى واحدٍ، (كَالنُّعْمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا، (والنَّعْمَاءِ بِالفَتْح مَمْدُودَةً) . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِثلُه النَّعِيم (ج:) أَي: جَمْع النِّعْمة، وظاهِرُ سِياقِه أَنَّه جَمعُ الأَلْفاظِ المَذْكُورَةِ وَلَيْسَ كَذَلِك، وكأَنَّه قد احترَزَ من هَذَا الإيهامِ فِي أَوَّل التَّركِيبِ، ثمَّ كَرَّرَ. ووَقَعَ فِيهِ: (أَنْعُمٌ، ونِعَمٌ) . وَقد تَقَدَّم ذِكْرُهُما، (ونِعِمَاتٌ، بِكَسْرَتَيْن، وتُفْتَحُ العَيْنُ) الإتباعُ لأَهْلِ الحِجَازِ، وحَكاه اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: وقَرَأَ بَعضُهم: {أَنَّ الفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بنِعمَاتِ الله} ، بفَتْحِ العَيْن
وكَسْرِها، قَالَ: ويَجُوزُ تَسْكِينُ العَيْنِ، وَهَذِه قد أَغْفَلَهَا المُصَنِّفُ. فَأَمَّا الكَسْرُ فَعَلَى من جَمَع كِسْرَةً: كِسِراتٍ، وَمن قَرَأَ بِنِعَمَات فَإِنَّ الفَتْحَ أَخفُّ الحَرَكَاتِ، وَهُوَ أَكْثَرُ فِي الكَلاَمِ. وأَنَعْمَهَا الله تَعالَى عَلَيْه، وأَنْعَمَ بِهَا إنْعَامًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ أمسك عَلَيْك زَوجك} قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى إنْعَامِ اللهِ تَعالَى عَلَيْهِ هِدَايَتُه إِلَى الإِسْلاَم، ومَعْنَى إِنْعَامِ النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم [عَلَيْهِ] إِعْتَاقُه من إيَّاه من الرِّقِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الإِنْعَامُ: إِيْصالُ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْرِ، وَلَا يُقالُ ذَلِكَ إلاّ إِذَا كانَ المُوصَلُ إِلَيْهِ من [جنس] النَّاطِقِينَ.
(ونَعِيمُ اللهِ تَعالَى: عَطِيَّتُه) الكَثِيرَةُ الوَافِرَة. وقَولُه تَعالَى: {ولَتُسْئَلُنَّ يَومَئِذٍ عَن النَّعِيمِ} أَي: عَنْ كلّ مَا استَمْتَعْتُم بِهِ فِي الدُّنيَا.
(و) فِي الصِّحاحِ: (نَعِمَ الله تَعالَى بِكَ، كَسَمِعَ، ونَعِمَكَ) عَيْنًا نُعْمَةً مثل: غَلِمَ غُلْمَةً، ونَزِه نُزْهَةً.
(و) كَذَلِك (أَنْعَم) الله (بِكَ عَيْنًا) أَيْ: (أَقَرَّ) الله (بِكَ عَيْنَ مَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي المُحْكَم، (أَوْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنشَدَ ثَعْلَب:
(أَنعَمَ الله بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحَامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا)

الرَّسُولُ هُنَا الرِّسَالَةُ، وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: " لَا تَقُل: نَعِمَ الله بِكَ عَيْنًا؛ فإنَّ الله لَا يَنْعَمُ بِأَحدٍ عَيْنًا، ولَكِن قُلْ: أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا " قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ((الَّذِي مَنَعَ مِنْهُ مَطَرِّفٌ صَحِيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلاَمِهم، وعَينًا نَصْبٌ على التَّمْيِيزِ من الكَافِ، والبَاءُ للتَّعْدِيَةِ، والمَعْنَى نَعَّمَك الله عَيْنًا أَيْ: نَعَّمَ عَينَك وأَقَرَّهَا، وقَدْ يَحْذِفُون الجَارَّ ويُوصِلُونَ الفِعْلَ فَيَقُولُون: نَعِمَكَ الله عَيْنًا، وأَمَّا أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا، فَالبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ لأَنَّ الهَمْزَةَ كافِيةٌ فِي التَّعْدِيَة، ويَجوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ اَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيمِ، فيُعَدَّى بالبَاءِ، قَالَ: ولَعَلَّ مُطَرِّفًا خُيِّلَ إِلَيْهِ أنّ انْتِصَابَ المُمَيِّزَ فِي هَذَا الكَلاَم عَن الفَاعِلِ فاسْتَعْظَمه، تَعالَى الله أَنْ يُوصَفَ بِالحَوَاسّ عُلُوًّا كَبيرًا، كَمَا يَقُولُون: نَعِمْتُ بِهَذَا الأَمْرَ عَيْنًا، والباءُ للتَّعْديَة، فَحسِبَ أَنَّ الأَمرَ فِي نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِك)) .
العَرَبُ تَقُولُ: (نَعْم عَيْنٍ ونَعْمَة) عَيْنٍ (وَنَعَام) عَيْنٍ، وهَذِه عَن الحِرْمَازِي، كَمَا فِي النَّوَادِرِ. (ونَعِيم) عَيْنٍ، (بفَتْحِهِنَّ. ونُعْمَى) عَيْنٍ، (ونُعَامَى) عَيْنٍ، (نُعَامَ) عَيْنٍ، و (نُعْمَ) عَيْنٍ، (ونُعْمَة) عَيْنٍ (بَضَمِّهِنَّ. ونِعْمَةُ) عَيْنٍ، (ونِعَامَ) عَيْنٍ، (بِكَسْرِهِما) . قَالَ سيبَوَيْهِ: (ويُنْصَبُ الكُلُّ بإضْمَارِ الفِعْلِ) المَتْرُوكِ إظْهَارُه (اَيْ: أَفْعَلُ ذَلِك إِنْعَامًا لِعَيْنِكَ وإِكْرَامًا) لَكَ، وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الصِّحاحِ: كَرامةً لَكَ وإِكْرَامًا لِعَيْنِك وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا سَمِعْتَ قَولاً حَسَنًا فَرُوَيْدًا بِصَاحِبِه، فَإِنْ وَافَقَ قَولٌ عَمَلاً فَنَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ، آخِهِ وأَوْدِدْه "، أَيْ: قُلْ لَهُ: نَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ: [أَي: قُرَّة عَيْنٍ] ، أَي: أُقِرُّ عَيْنَكَ بِطَاعَتِكَ واتِّباعِ أَمْرِكَ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وكُوم تَنْعَمُ الأضْيافُ عَيْنًا ... وتُصْبِحُ فِي مَبَارِكِها ثِقالاَ)

أَي: تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْنًا بِهِنَّ، لأَنهم يَشْرَبُونَ من أَلْبَانِهَا. وقِيلَ: إنّ هَذِه الكُومَ تُسَرُّ بِالأَضْيَافِ كُسُرورِ الأَضْيَافِ بِهَا. وقِيلَ: إِنَّمَا تَأْنَسُ بِهِم لكَثْرةِ أَلْبانِها فَهِيَ لِذَلِك لَا تَخَافُ أَن تُعْقَرَ.
وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: يَا نُعْمَ عَيْنِي، أَي: يَا قُرَّةَ عَيْنِي، وأَنْشَدَ عَن الكِسائيّ:
(صَبَّحَكَ الله بِخَيْرٍ بَاكِر ... )

(بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبَابٍ فَاخِرِ ... )
(ونَعِمَ العُودُ، كَفَرِحَ: اخْضَرَّ ونَضَرَ) ، وأَنشَدَ سِيبَوَيْهِ: (واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ ... لَا يَنْعِمُ العُودُ حتَّى يَنْعِمَ الوَرَقُ)

(والنَّعَامَةُ: طَائِرٌ) مَعْرُوفٌ، أُنْثَى (ويُذَكَّرُ) ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وجَائزٌ أَنْ يُقالَ للذَّكَرِ: نَعامَةٌ بِالهَاءِ، (واسمُ الجِنْس: نَعَامٌ) ، كَحَمَامٍ وحَمَامَةِ، وجَرَادٍ وجَرَادَةٍ، (و) قَدْ (يَقَعُ) النَّعَام (على الوَاحِدِ) . قَالَ أَبُو كَثْوَةَ:
(ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأَةً ... لَمَّا رَأَى أَسَدًا بِالغَابِ قَدْ وَثَبَا)

والعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ من نَعَامَةٍ، وقَد تَقَدَّم فِي: " ظ ل م "، وأَمْوَقُ مِنْ نَعَامَةٍ، وأَشْرَدُ من نَعَامَةٍ، وأَجْبَنُ من نَعَامَةٍ، وأَعْدَى مِنْ نَعَامَةٍ.
النَّعَامَةُ: (المَفَازَةُ، كالنَّعَامِ) ، هَكَذا فِي سَائِر النُّسَخ، والّذي فِي الصِّحاحِ: النَّعامُ، والنَّعَامَةُ: عَلَمٌ من أَعْلاَمِ المَفَاوِز يُهْتَدَى بِهِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ المَفَازَةِ:
(بِهِنَّ نَعَامٌ بَنَاهَا الرِّجا ... لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّرِيحَا)

وَرَوَى غَيرُ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه:
(تَحْسَبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحَا ... )
وَقَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(لَا شَيْءَ فِي رَيْدِهَا إِلاَّ نَعَامَتُها ... مِنْهَا هَزِيمٌ ومِنها قَائِمٌ بَاقِي)

ولَعَلَّ المُصَنِّف اغْتَرَّ بِقَولِ الجَوْهَرِيّ عَلَمٌ منْ أَعْلاَمِ المَفَاوِز فظَنَّ أنَّه يُرِيد عَلَمٌ عَلَيها، فَتَأَمَّل. النَّعَامَةُ: (الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على الزُّرْنُوقَيْنِ) تُعَلَّقُ مِنْهُمَا القَامَةُ، وَهِي البَكَرَةُ فإنْ كانَتِ الزَّرَانِيقُ من خَشَبٍ فَهِي: دِعَمٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيدِ الكِلابِيُّ: إِذَا كَانَتَا من خَشَبٍ فَهُمَا النَّعَامَتَانِ، قَالَ: والمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلَةُ والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بِهَا.
(و) نَعَامَةُ: (سَبْعَةُ اَفْرَاسٍ) مَنْسُوبَةٌ، مِنْها (لِلْحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ) اليَشْكُرِيّ، وفيهَا يَقُولُ:
(قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعامَةِ عِنْدِي ... لَقِحَتْ حَربُ وَائلٍ عَن حِيَالِ)

وابنُها فرسُ خُزَرِ بنِ لَوْذَان السَّدُوسِيِّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُه:
(وابْنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )

(و) فَرَسُ (مِرْدَاسِ بنِ مُعاذٍ الجُشَمِيِّ، وَهِي ابنَةُ صَمْعَر) .
(و) فَرَسُ (عُيَيْنَةَ بنِ أَوْسٍ المَالِكِيِّ) ، من بَنِي مَالِك.
(و) فَرَسُ (مُسافِعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى) .
(و) فَرَسُ (المُنْفَجِرِ الغُبَرِيِّ) . وَفِي نُسْخَةٍ: الغَنَزِيِّ.
(و) فَرَسُ (قَرَّاضٍ الأَزْدِيِّ) . وعَلى الأخِيرَةِ اقْتَصَر ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ الخَيْلِ، وأَنشَدَ لَهُ يَقُولُ فِيهِ:
(عَرَضْتُ لَهُمْ صَدْرَ النَّعَامَةِ أَذْرُعًا ... فَلَمْ أَرجُ ذِكْرَى كُلِّ نَفْسٍ أَشُوفُها)

وَفِي الصِّحاحِ: والنَّعَامَة: فَرسٌ فِي قَولَ لَبِيد:
(تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعَامَةُ والخَبَالُ)

النَّعَامَةُ: (الرَّحْلُ اَوْ مَا تَحْتَه) . هَكَذا فِي النُّسخ، والصَّواب: الرِّجْلُ أَو مَا تَحْتَها كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصّحاح: مَا تَحْتَ القَدَمِ، وَفِي الهَامِش: يُقَال: الصَّوابُ: ابنُ النَّعَامة: مَا تَحْت القَدَم، (وكُلُّ بِناءٍ) عَالٍ (على الجَبَلِ، كَالظُّلَّةِ) والعَلَمِ نَعَامَةٌ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ مَا نُصِبَ من خَشَبٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ الرّبِيئَةُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ.
(و) النَّعَامَةُ (مِنَ الفَرَسِ: دِماغُه أَو فَمُه) .
(و) النَّعامَةُ: (الطَّرِيقُ) ، وقِيلَ: المَحَجَّةُ الوَاضِحَةُ.
(و) النَّعَامَةُ: (النَّفْسُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَرَحُ والسُّرُورُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الإِكْرَامُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَيْجُ المُسْتَعْجِلُ) . كلُّ ذَلِكَ نَقلَه الأَزْهَرِيّ.
(و) النَّعَامَةُ: (صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الرَّكِيَّةِ) .
(و) النَّعامَةُ: (عَظْمُ السَّاقِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: ابنُ النَّعَامَةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وَبِه فُسِّر قَولُ خَزَزِ بنِ لَوْذَانَ:
(وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )
(و) النَّعَامَةُ: (الظُّلمَةُ) .
(و) االنَّعَامَةُ: (الجَهْلُ) . يُقالُ: سكَنَتْ نَعَامَتُه، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(ولَوْ أَنِّي حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعَامَتُهُ وأَبْغَضَ مَا أَقُولُ)

(و) النَّعَامَةُ: (العَلَمُ المَرْفُوعُ) فِي المَفَاوِزِ لِيُهْتَدَى بِهِ، وَقد تَقَدَّم.
(و) النَّعَامَةُ: (السَّاقِي) الَّذِي يَكُونُ (على البِئْرِ) ، الصَّوَابُ فِيهِ: ابنُ النَّعَامَةِ.
(و) النَّعَامَةُ: (الجِلْدَةُ) الّتي (تُغَشِّي الدَّمَاغَ) وتُغَطِّيه.
(و) نَعامَةُ: (ع بِنَجْد) : قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ إِذَا مَا لَقِيتَه ... نَعَامةُ أَدْنَى دَارِهَا فَظَلِيمُ) (بِأَنَّا ذَوُو وَجْدٍ وأَنَّ قَتِيلَهُمْ ... بَنِي خَالِدٍ لَو تَعْلَمِين كَرِيمُ)

(و) النَّعَامَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ، وَمِنْه) قَولُهم: (شَالَتْ نَعَامَتُهُم) إِذَا تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهُمْ، وذَهَبَ عِزَّهُم، ودَرَسَتْ طَرِيقَتُهم وَوَلَّوْا، وقِيلَ: تَحَوَّلُوا عَن دَارِهِمْ، وَقيل: قَلَّ خَيْرُهُمْ وَوَلَّتْ أمُورُهم، (و) قد (ذُكِرَ فِي " ش ول ") . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ:
(أَنَّ الفَرَزْدَقَ قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وعَضَّهُ حَيَّةٌ من قَوْمِهِ ذَكَرُ)

(و) النَّعَامَةُ: (لَقَبُ كُلِّ مَنْ مَلَكَ الحِيرَةَ) ، والّذي فِي الصِّحاحِ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ اَنَّ العَرَبَ كانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَة النُّعْمانَ، لأَنَّه كَانَ آخِرَهم. انْتَهَى. ولَعَلَّ مَا ذَكَره المُصَنِّف غَلطٌ وتَحْرِيفٌ.
(و) أَيْضا (لَقَبُ بَيْهَسٍ) الفَزَارِيّ أَحَدِ الإِخْوَةِ السَّبْعَةِ الّذِين قُتِلُوا، وتُرِكَ هُوَ لُحمْقِه، وَهُوَ القَائِل:
(الْبَسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوسَها ... إِمَّا نَعِيمُها وإِمَّا بُوسُها)

وَمِنْه: أَحمَقُ من بَيْهَسٍ.
(وأَبُو نَعَامَةَ: لَقَبُ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءَةِ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُكنَى أَبَا مُحَمَّد أَيْضا، وَمِنْه قَولُ الحَرِيرِيِّ: تَقْلِيدُ الخَوَارِج أَبَا نَعَامَةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَبُو نَعَامَةَ كُنْيَتُهُ فِي الحَرْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ فِي السِّلْم.
(وَفِي المَثَلِ: أَنْتَ كَصَاحِبِة النَّعَامَةِ، يُضْرَبُ فِي المَزْرِيَةِ على مَنْ يَثِقُ بِغَيْر الثِّقَةِ) ، ومِنْ قِصَّتِهَا (لأَنَّها وَجَدَتْ نَعَامَةً قد غُصَّتْ بصُعْرُورٍ، أَيْ: بصَمْغَةٍ، فَأَخَذَتْها فَرَبَطَتْها بِخمَارِهَا إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دَنَتْ من الحَيِّ فَهَتَفَتْ: مَنْ كَانَ يَحُفُّنَا ويَرُفُّنَا فَلْيَتَّرِكْ، وقَوَّضَتْ بَيْتَها، لتَحْمِلَ على النَّعَامَة، فانْتَهَتْ إِلَيْهَا وَقد اَسَاغَتْ غُصَّتَها وأُفْلِتَتْ، وبَقِيَت المَرْأَةُ، لَا صَيْدَهَا اَحْرَزَتْ وَلَا نَصِيبَهَا من الحَيِّ حَفِظَتْ) . كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(والنَّعَمُ) ، مُحَرّكَةً، (وقَدْ تُسَكَّنُ عَيْنُه) لُغَةٌ فِيهِ، عَن ثَعْلَب، وأَنْشَدَ:
(وأَشْطَانُ النَّعَامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ)

وَلَا عِبْرَة بقَوْل شَيخِنا: هُوَ غَيْر مَعْرُوفٍ وَلَا مَسْمُوعٍ: (الإِبِلُ) والبَقَرُ (والشَّاءُ) زَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والمَعِزُ والضَّأْنُ، وهَذَا القَولُ صَحَّحَه القُرْطُبِيّ، ونَقَلَ الوَاحِدِيّ إِجْمَاعَ اَهْلِ اللُّغَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فجزاء مثل مَا قتل من النعم يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم} أَي: ينظر إِلَى الّذي قُتِلَ مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُه دَرَاهِمَ، فَيُتَصَدَّقُ بهَا. قَالَ الأزْهَرِيّ: دَخَلَ فِي النَّعَمِ هَهَنَا الإِبلُ والبَقَرُ والغَنَمُ (أَوْ خَاصٌّ بِالإِبِلِ) ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، وَقيل: إنَّما خُصَّتِ النَّعْمُ بِالإِبِلِ لِكَوْنِها عِنْدَهم أَعْظَمَ نِعْمَة، وَفِي تَحْرِيرِ الإِمَام النَّوَوِيّ: النَّعَمُ: اسْمُ جِنْس (ج: أَنْعامٌ) ، وَفِي الصِّحاح: النَّعَمُ: واحدُ الأْنَعام، وَهِي المَالُ الرَّاعِيَة، وأَكْثَر مَا يَقَعُ هَذَا الاسْمُ على الإِبِل. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّث، يَقُولُون: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ، ويُجْمَع على: نُعْمَانٍ مثل: حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ. والأَنْعَامُ تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ. قالَ الله تَعالَى فِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونه} وَفِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونها} اه. وقِيلَ: النَّعَمُ مُؤَنَّثٌ؛ لأَنَّه مِنْ أَسْمَاءِ جُمُوعِ مَا لَا يَعْقِلُ، وقِيلَ: النَّعَمُ والأَنْعَامُ فِيهِما الوَجْهَانِ. قَالَ شَيْخُنَا: ومَنْ جَوَّزَ الوَجْهَيْنِ جَعَل التَّفْرِقَةَ فِي الاسْتِعْمالِ والجَمْعِ لتَعَدُّدِ الأَنْوَاعِ. وانْتَهَى. وَقيل: إِنَّ العَرَبَ إِذا أَفردَتِ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلاَّ الإِبلَ فَإِذا قَالُوا: الأَنْعام أرادُوا بهَا الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ، نُقِلَ ذَلِكَ عَن الفَرَّاءِ. قَالَ الرَّاغِبُ: لَكِن لَا يُقالُ لَهَا أَنْعَامٌ حَتَّى تَكُونَ فِيها الإِبل. وَكَانَ الكِسَائِيّ يَقُولُ: فِي قَولِه تَعالَى: {مِمَّا فِي بطونه} أنَّه أَرَادَ: فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنا.
ومثلُه قَولُه:
(مِثْل الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ ... )

أَيْ: حَوَاصِل مَا ذَكَرْنا.
وَقَالَ آخَر فِي تَذْكِير النَّعَمِ:
(فِي كلّ عَامٍ نَعَمٌ يَحْوُوُنَهُ ... )

(يُلْقِحُهُ قَومٌ ويَنْتِجُونَهُ ... )

قالَ شَيْخُنَا: وقالَ جَمَاعَةٌ: إنَّ الأَنْعَامَ اسمُ جَمْع، فَيُذَكَّرُ ضَمِيرُه ويُفرَد نَظَرًا لِلَفْظِه، ويُؤَنَّث ويُجْمَع نَظَرًا لمَعْنَاه.
(جج:) أَيْ: جَمْعُ الجَمْع: (أَنَاعِيمُ) . قَالَ الجوْهَرِيّ: ويُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ فَقَط؛ لأنَّ جَمْعَ الجَمْعِ إِمَّا أَنْ يُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ أَوْ الضُّرُوبُ المُخْتَلِفَةُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(دَانَى لَهُ القَيدُ فِي دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ وانْحَسَرتْ عَنْه الأَنَاعِيمُ)

(والنُّعَامَى، بِالضَّمِّ) والقَصْر على فُعَالَى: من أَسْمَاءِ (رِيح الجُنُوبِ) ، لأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها، كَمَا فِي الصِّحاح، وَبِه جَزَم المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ، وَمِنْه قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلاَفَ النُّعَامَى من الشَّأْمِ رِيحَا) (أَو) هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ (بَيْنَه وبَيْنَ الصَّبَا) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ عَن أَبِي صَفْوَان.
(والنَّعَائِمُ) : مَنزِلَةٌ (مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ) ، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَنْجُمْ كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوَجٌّ، أربعَةٌ صَادِرَةٌ وأربعَةٌ وَارِدَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي المُحْكَمِ: أربعَةٌ فِي المَجَرَّةِ وتُسَمَّى الوّارِدَةَ، وأربعَةٌ خَارِجَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهِي أرْبَعَةُ كَوَاكِبَ مُرَبَّعَةٍ فِي طَرَفِ المَجَرَّةِ، وَهِي شَآميّةٌ.
(وأَنْعَمَ أَنْ يُحْسِنَ) أَوْ يُسِيءَ أَيْ: (زَادَ، و) أَنْعَمَ (فِي الأَمْرِ: بَالَغَ) قَالَ:
(سَمِين الضَّواحِي لم تُؤرّقْه لَيْلَةً ... وأًنعَمَ أَبْكارُ الهُمُومِ وعُونُها)

الضَّواحِي: مَا بَدَا من جَسَدِه، وأَنْعَمَ أَيْ: وَزَادَ على هَذِه الصِّفَةِ: وأَبْكَارُ الهُمُومِ: مَا فَجَأَكَ، وعُونُها: مَا كَان هَمًّا بَعْدَ هَمٍّ.
وفَعَلَ كَذَا وكَذَا، وأَنْعَمَ أَيْ: زَادَ، وَفِي حَدِيثِ صَلاَةِ الظُّهْرِ: " فَأَبْرَدَ بِالظُّهْر وأَنْعَم " أَي: أَطَالَ الإِبْرَادَ وأَخَّرَ الصَّلاَةَ، وَمِنْه قَولُهم: أَنْعَم النَّظَر فِي الشَّيْءِ، إِذَا أَطَالَ الفِكْرَةَ فِيهِ، قَالَ شَيخُنا: وقِيل: هُوَ مَقْلُوبُ أَمْعَنَ.
وقَولُ الشِّاعِرِ:
(فوَرَدَتْ والشَّمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... )

أَيْ: لَمَّا تُبَالِغْ فِي الطُّلُوعِ.
(ونِعْمَ وبِئْسَ) : فِعْلان مَاضِيَان لَا يَتَصَرَّفَانِ تَصَرُّفَ سَائِرِ الأَفْعَالِ؛ لأَنَّهُما استُعْمِلا للحَالِ بِمَعْنَى المَاضَي، فَنِعْمَ مَدْحٌ، وبِئْسَ ذَمٌّ، و (فِيهِما) أَرْبَعُ (لُغَات) ، الأُولَى: نَعِمَ، (كعَلِمَ) ، وَمِنْه قَولُ طَرَفَةَ:
(مَا أَقَلَّتْ قَدَمَايَ إِنَّهُمُ ... نَعِمَ السَّاعُونَ فِي الأَمْرِ المُبِرّ)

هَكَذَا أَنْشَدُوه: كعَلِمَ، جَاؤُا بِهِ عَلَى الأَصْل، وَلم يَكْثُر اسْتِعْمَالُه عَلَيْهِ.
(و) الثَّانِيّةُ، (بِكَسْرَتَيْنِ) بإتْبَاعِ الكَسْرَةِ الكَسْرَةَ.
(و) الثَّالِثَةُ، (بِالكَسْرِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْحِ الكَسْرَةِ الثَّانِيَة.
(و) الرَّابِعَةُ، (بِالفَتْحِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْح الكَسْرَةِ من الثَّانِي وتَرْك الأَوَّل مَفْتُوحًا، ذَكَر الجَوْهَرِيّ هَذِه اللُّغات الأَربعةَ. وَفِي الأَخِيرَة حَكَى سِيبَوَيْهِ أَنَّ مِنَ العَرَب مَنْ يَقُولُ: نَعْمَ الرَّجلُ فِي نِعْم، كَانَ أَصلُه: نَعِم، ثُمَّ خُفِّف بِإسْكَانِ الكَسْرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَشْهَرُ اللُّغَاتِ كَسْرُ النُّونِ مَعَ سُكُون العَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وكَسْرُ العَيْنِ، ثُمَّ كَسْرُهُما. اه.
وَلَا يَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلاَّ عَلَى مَا فِيه الأَلِفُ واللاَّم مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِك: نِعْمَ الرَّجُل زَيْد، فهَذَا هُوَ المُظْهَرُ، ونِعْمَ رَجُلاً زَيدٌ، فَهَذَا هُوَ المُضْمَرُ، وَقَالَ الأزْهَرِيّ: إِذَا كَان مَعَ نِعْم وبِئْس اسْمُ جِنْسٍ بِغيْر ألِف ولامٍ
فَهُوَ نَصْبٌ أَبدًا، وَإِن كانَتء فِيهِ الألِفُ واللاَّمُ فَهُوَ رَفْعٌ اَبدًا، وذَلِك قَوْلُك: نِعْم رَجُلاً زَيدٌ، ونِعْم الرَّجُل زَيْدٌ، ونَصَبْتَ رَجُلاً على التَّمِيِيزِ، ولاَ يَعْمَلاَنِ فِي اسْمِ عَلَمٍ، وإنَّمَا يَعْمَلاَنِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، اَوْ اسْمٍ فِيهِ أَلِفٌ ولاَمٌ تَدُلُّ على جِنْس. وَفِي الصّحاح: وتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، ونِعْمَ المَرْأَةُ هِنْدٌ، وَإِن شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ المَرْأَةُ من وَجْهَين: أَحدُهما أَن يَكونَ مُبْتَدأً قُدِّم عَلَيْهِ خَبَرُه، والثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وإِذَا قُلْتَ: نِعْمَ رَجُلاً فقد أَضْمَرْتَ فِي نِعْمَ " الرَّجُلُ " بِالأَلِفِ واللاَّمِ مَرْفُوعًا، وفَسَّرتَه بِقَوْلِك: رَجُلاً؛ لأَنَّ فَاعِلَ نِعْمَ وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلاَّ مَعْرِفَةً بِالأَلِفِ واللاَّم، أَوْ مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيه الألِفُ واللاَّم، ويُرادُ بِهِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ لَا تَعْرِيفُ العَهْدِ، أَو نَكِرة مَنْصُوبَةً.
(ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ) ذَاك (فَبِهَا ونِعْمَتْ، بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ وَقْفًا وَوَصْلاً) ؛ لأَنَّها تَاءُ تَأَنِيثٍ (أَيْ:) و (نِعْمَتِ الخَصْلَةُ) أَو الفَعْلَة، والتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الوَقْفِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(أَو حُرَّةٌ عَيْطَلٌ ثَيْجَاءُ مُجْفَرَةٌ ... دَعَائِمَ الزَّوْرِ نِعْمَتْ زَوْرقُ البَلَدِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: وَنِعْمَتْ الخَصْلَةُ أَو الفَعْلَةُ هِيَ، فحَذَفَ المَخْصُوصَ بِالمَدْحِ والبَاءُ فِي ((فَبَهَا)) مُتَعَلِّقَةٌ بفِعْل مُضْمَر، أَي: فَبِهَذِه الخَصْلةِ أَو الفَعْلَةِ، يَعْنِي الوُضُوءَ، يُنالُ الفَضْلُ وقِيل: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى السُّنَّة، أَي: فبِالسُّنَّةِ أَخَذَ، فأَضْمَرَ ذَلِك، (وتَدْخُلُ عَلَيْه مَا، فَيَكْتَفِى بِهَا) مَعَ نِعْم (عَن صِلَتِه تَقوُلُ: دَقَقْتُه دَقًّا نِعِمّا) ، بِكَسْر النُّونِ والعَيْن، ومِثلُه فِي النُّعُوتِ: خِبِقٌّ ودِفِقٌّ، (وَقد تُفْتَحُ العَيْنُ) أَي: مَع كَسْرِ النُّون هَكَذَا قَيَّده أَبُو بَكْرِ بنُ إِبراهيمَ، ونَقلَه الأزهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَم، قَالَ: ومِثلُه فِي النُّعُوتِ فَرسٌ هِضَبٌّ أَيْ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وزَجْع هِضَمٌّ، وبَعِيرُ خِدَبٌّ للعَظِيمِ، وهِزَبٌّ وهِجَفٌّ للظَّلِيم (أَيْ: نِعْمَ مَا دَقَقْتُه) . قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَةُ [ونَافعُ] وعَاصِمٌ وأَبُو عَمْرٍ و {فَنعما هِيَ} ، بِكَسْرِ النُّونِ وجَزْمِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المِيمِ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ،يَعِظُكم بِهِ)) .
(وتَنَعَّمَهُ بالمَكَانِ: طَلَبَه) .
(و) تَنَعَّمَ (الرَّجُل: مَشَى حَافِيًا) ، قيل: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ، ولَيِسَ بِقَوِيٍّ.
(و) تَنَعَّمَ (الدَّابَّةَ) ، إِذا (أَلَحَّ عَلَيْها سَوْقًا) .
(و) يُقَالُ: (نَعَمَهُمْ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّخْفِيفِ، والصَّوَابُ: بِالتَّشْدِيدِ، (و) كَذَلِك: (أَنْعَمَهُم) ، إِذَا (أتَاهُم) مُتَنَعّمًا على قَدَمَيْه (حَافِيًا) على غَيْر دَابَّةٍ، ويُقالُ: اَنْعَمَ الرَّجلُ إذَا شَيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوات.
(والنُّعْمَانُ، بِالضَّمِّ: الدَّمُ، وأُضِيفَتِ الشّقائِقُ إِليْه) ، وَهُوَ نباتٌ أَحمَرُ يُقالُ لَه: الشَّقِرُ (لُحمْرَتِه) ، وَبِه جَزَم عَبْدُ الله بنُ جُلَيْدٍ أَبُو العَمَيْثَل فِي نُقُولِه كَمَا نَقَلَه ابنُ خِلِّكَان. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ المُبَرّدِ، (أَوْ هُوَ إِضَافةٌ إِلَى) النُّعْمَانِ (بنِ المُنْذِر) مَلِك العَرَب؛ (لأَنَّه حَمَاهُ) ، وعَلى هَذَا القَوْل اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، ونَقَلَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَنَّ العَرَبَ كَانَتُ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَةِ النُّعْمَانَ؛ لأَنَّه كَانَ آخِرَهُمْ.
(ومَعَرَّةُ النُّعْمَانِ: د) قَدِيمٌ من الشَّامِ، وأَهلُه تَنُوخُ، يُقالُ: (اجْتَازَ بِهِ النُّعْمَانُ ابنُ بَشِيرٍ) رَضِيَ الله عَنهُ (فَدَفَنَ بِهِ وَلَدًا فأُضِيفَ إِلَيْهِ) ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي الرَّاء، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ المَعَرِّي.
(والنُّعْمَانُونَ ثَلاَثُونَ صَحَابِيًّا) وهم: النُّعْمَانُ بنُ أَسْمَاءَ وابنُ بادِيةَ، وابنُ بَشِيرٍ، وابنُ تِنْبَالَةَ، وابنُ ثَابِتٍ، وابنُ الحرّ، وابنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أَبِي جعالٍ، وابنُ حارثةَ، وَابْن أبي حزفةَ، وابنُ خَلَفٍ، وابنُ زَيْدٍ والنُّعْمَانُ السَّبَئِيُّ، وابنُ سِنَانٍ، وابنُ سَيَّارٍ، وابنُ شَرِيكٍ، وابنُ عَبْدِ عَمْرٍ و، وابنُ العَجْلاَنِ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ عصرٍ، وابنُ عَمرٍ و، وابنُ أَبي فاطمةَ، وابنُ قَوْقَلٍ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ مَالكِ بنِ ثَعْلَبَة، وابنُ مَالِكِ بنِ عامِرِ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ مورقٍ، وَابْن يَزِيدَ، والنُّعْمَان: قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ، رَضِي الله عَنْهُم.
(وبَنُو نَعَامٍ، كَسَحَابٍ: بَطْنٌ) مِنْ اَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ فِي طَرِيقِ المَدِينَةِ يَعْبُرون بِسوق العَبِيدِ، مِنْهُم سَمَاعَةُ بنُ أَشْوَلَ الشَّاعِرُ.
(والأُنَيْعِمُ) ، مُصَغَّرًا: (ع) .
(والأَنَعَمَانِ: وَادِيَانِ) باليَمَامَةِ عِنْد مَنْعِجٍ وحُزَاز. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الأَنْعَمَان: اسمُ مَوْضِع، وأَنشدَ للرَّاعِي:
(صَبَا صَبْوَةً بَلْ لَجَّ وَهُوَ لَجُوجُ ... وزَالَت لَهُ بِالأَنْعَمَيْن حُدوجُ)

(أَوْهُمَا: الأَنْعَمُ وعَاقِلٌ) ، وَقَالَ نَصْرٌ: الأَنْعَمُ: جَبَلٌ بِاليَمَامة، وهُنَاك آخَرُ قَرِيبٌ مِنْهُ يُقَال لَهُمَا: الأَنْعَمَان.
(والنَّعَائِمُ: ع بِنَوَاحِي المَدِينَةِ) على سَاكِنِها أَفْضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، قَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللِّهْبَيّ:
(ألم يَأْتِ سَلْمَى نَأْيُنا ومُقَامُنَا ... بِبَابِ دُقاقٍ فِي ظِلاَلِ سُلاَلِم)

(سِنينَ ثَلاثًا بِالعَقِيقِ نَعُدُّها ... وَنبت جريد دُونَ فَيْفَا نَعَائِمِ)

(ونَعْمَايَا) - بِفَتْح فسُكُون، وبَعْدَ الأَلِف الأُولى يَاء -: (جَبَلٌ) ، قَالَ:
(وأَغانِيجٌ بِهَا لَوْ غُونِجَتْ ... عُصْمُ نَعْمَايَا إِذَا حطَّتْ تُشَدّ)

(والأَنْعَمُ) ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه بِفَتْح العَيْن، والصَّواب: كأَفْلُس كَمَا ضَبَطَه نَصْرٌ: (ع بالعَالِيَةِ) من المَدِينَةِ، وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينَةِ عَلَيْهِ بَعضُ بُيُوتِها.
(ونُعْمٌ، بِالضَّمِّ: ع برَحَبَةِ مَالِك) ابنِ طَوْقٍ. (وبُرْقَةُ نُعْمِيٍّ، كَتُركِيٍّ: مِنْ بُرَقِهِمْ) ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:
(أُسائِلُ مِنْ سُعْدَاكَ مَغْنَى المَعَاهِدِ ... ببُرْقَةِ نُعْمِيًّ فذاتِ الأَساوِدِ)

(والتَّنْعِيمُ: ع عَلَى ثَلاَثَةِ اَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ مِنْ مَكَّةَ) المُشَرَّفَةِ، وَهُوَ (أَقْرَبُ أَطْرَافِ الحَلِّ إِلَى البَيْتِ) الشَّرِيف، (سُمِّيَ) بِهِ (لأنَّ على يَمِينِه جَبَلَ نُعَيْمٍ) ، كَزُبَيْرٍ، (وعَلَى يَسَارِه جَبَلَ نَاعِمٍ، والوادِي اسْمُه: نَعْمَانُ) ، بِالفَتْح.
(والنُّعْمَانِيَّةُ) ظاهِرُ سِيَاقِه بالفَتْح، وضَبَطَه يَاقوتٌ بِالضَّمِّ: (ة بِمِصْرَ) ، كَذَا فِي كِتَابِ ابنِ طَاهِرٍ.
(و) أَيْضا: (د بَيْنَ وَاسِطَ وبَغْدَادَ) فِي نِصْفِ الطَّرِيقِ على ضِفَّةِ دِجْلَةَ مَعْدُودَةٌ فِي أَعْمَالِ الزَّاب الأَعْلَى، وَهِي قَصَبةٌ، وأَهلُها شِيعَةٌ غَالِيَةٌ، وَمِنْهَا: ظَهِيرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ الخَطِيرِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الفَارِسِيُّ النُّعْمَانِيُّ، كانَ يَقُولُ: أَنَا نُعْمَانِيّ مِنْ وَلَد النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، ووُلِدْتُ بالنُّعْمَانِيَّةِ، وأَنتَصِرُ لمَذْهَبِ النُّعْمَانِ فِيمَا يُوَافِقُ اجْتِهَادِي، وَكَانَ يَحْفَظُ الجَمْهَرَةَ لابنِ دُرَيْدٍ، ويَسْرُدُها كالفَاتِحَةِ. قَالَ ابنُ طَاهِر: (وَفِي كُلٍّ مِنْهما مَعْدِنُ) أَي مَقْلَعُ (الطِّينِ) الَّذِي (يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْسُ) ، وَهُوَ المَعْرُوفُ بِالطِّفْلِ.
(و) أَيضًا: (ة بسِنْجَارَ) .
(ونَعْمَانُ، كَسَحْبَانَ: وَادٍ وَرَاءَ عَرَفَةَ) بَيْنَ مكَّةَ والطَّائِفِ يَصُبُّ فِي وَدَّان، وَقيل: لهُذَيْلٍ على لَيْلَتَيْنِ من عَرَفَات (وَهُوَ نَعْمَانُ الأَرَاكِ) ؛ لأَنَّه يُنْبِتُه وَقَالَ الأصْمَعِيّ: يَسْكُنُه بَنُو عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلٍ، وبَيْن اَدْناه ومَكَّةَ نِصفُ لَيْلةٍ، بِهِ جَبَلٌ يُقالُ لَهُ: المَدْرَى، وَمن جِبِالِه الأَصْدَارُ، وَمِنْه يَجِيءُ العَسَلُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ بَعضُ الأَعراب:
(نُسائِلُكُمْ: هَلْ سَالَ نَعْمَانُ بَعْدَكُمْ ... وحُبَّ إلينَا بَطْنُ نَعْمَانَ وَادِيَا)

وَقَالَ أَبُو العَمَيْثَلِ فِي نَعْمَانِ الأَرَاكِ:
(أَمَا والرَّاقِصَاتِ بِذَاتِ عِرْقٍ ... ومَنْ صَلَّى بنَعْمَانِ الأَرَاكِ)

(و) نَعْمَانُ أَيضًا: (وَادٍ قُرْبَ الكُوفَةِ) من ناحِيَةِ البَادِيَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِأَرْضِ الشَّامِ قُرْبَ الفُرَاتِ) بِالقُرْبِ من الرَّحَبَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِالتَّنْعِيمِ) ، جَاءَ ذِكرُه فِي كِتَابِ سيف. وَفِي كِتابِ الأُتْرجَّة: نُعْمَان: بلَدٌ فِي الحِجازِ.
(ومَوْضِعَانِ آخَرَانِ) أَحدُهما: حِصْنٌ من حُصُونِ زَبِيدَ، والثَّانِي: حِصْنٌ فِي جَبَلِ وَصَابِ فِي اليَمَنِ أَيضًا، [من أَعْمَال زَبِيد] .
(ونَاعِمٌ، كَصَاحِبٍ، ومُحَدِّثٍ، وحُبْلَى، وعُثْمَانَ، وزُبَيْرٍ، وأَنْعُم، بِضَمِّ العَيْن، وتَنْعُم، كتَنْصُر: أَسْماءٌ) . فمنَ الأَوّل ناعِمُ بنُ أُجَيْلٍ، تقدَّم ذِكرُه فِي " أج ل "، وَمن الخَامِس: أَنْعَمُ بنُ زَاهِرِ ابنِ عَمْرٍ و: قَبِيلَةٌ فِي مُرَاد.
(ويَنْعَمُ، كَيَمْنَع: حَيٌّ) من اليَمَن.
(ونُعْمٌ، بِالضَّمِّ: اسْمُ (امْرَأَة) .
(و) نُعْمُ: (أَربَعَةُ مَوَاضِعَ) ، مِنْهَا المَوْضِع الَّذِي برَحَبَةِ مَالِك، وَقد ذُكِر قَريبًا.
ونُعْمُ: من حُصُونِ اليَمَنِ بيَدِ [عبد] عَلِيِّ بنِ عَوَّاضٍ.
ونُعْمُ: مَوْضِعٌ آخَرُ يُضافُ إِلَيْهِ الدَّيْر، قَالَ:
(قَضَتْ وَطَرًا مِنْ دَيْرِ نُعْمَ وطَالَمَا ... )
(ونَعَامَةُ الضَّبِّيُّ: صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ ابنُه يَزِيدُ، إِنْ صَحَّ الحَدِيثُ. (ونُعَيْمٌ، كَزُبَيْرٍ سِتَّةَ عَشَر صَحَابِيًّا) وهم: نُعَيْمُ بنُ بَدْرٍ، وابنُ خَبّابٍ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ سَعْدٍ، وابنُ عَبْدِ الله النَّحَّامُ، وابنُ قَعْنَبٍ، وابنُ عَبْدِ كلال، وابنُ عَمْرٍ و، وابنُ مَسْعُودٍ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ هَزَّالٍ، وابنُ همادٍ، وابنُ تزيدَ، وابنُ عمرٍ و، رضيَ الله عَنْهُم.
(ونُعَيْمَانُ، مُصَغَّرًا ابنُ عَمْرِو) بنِ رِفَاعَةَ النَّجَّارِيُّ: بَدْرِيٌّ، (وكَانَ مَزَّاحًا يُضْحِكُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَثِيرًا، بَاعَ سُوَيْبَطَ بنَ حَرْمَلَةَ) القُرَشِيَّ العَبْدَرِيَّ البَدْرِيَّ (مِنَ الأَعْرَابِ بعَشْرِ قَلاَئِصَ) ، وذَلِكَ فِي سَفَرِه مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، (فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ) ذَلِكَ (فَأَخَذَ القَلاَئِصَ وَرَدَّهَا، واستَرَدَّ سُوَيْبِطًا، فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأَصْحَابُه مِنْه حَوْلاً) ، وقِصَّتُه مَبْسُوطَةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ.
(والتَّنَاعِمُ) ، بِكَسْرِ العَيْن: (بَطْنٌ) من العَرَب يُنْسَبُون إِلَى تَنْعُمَ بنِ عَتِيكِ.
(والمَنْعُمُ، بِضَمِّ العَيْنِ: المِكْنَسَةُ) ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي نَوَادِر الفَرَّاء: قالتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: حُقْتُ المَشْرَبَةَ ونَعَمْتُها ومَصَلْتُها، أَي: كَنَسْتُها، وَهِي المِحْوَقَةُ والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ: المِكْنَسَةُ. انْتهى، فالصّوابُ فِيهِ: كمِنْبَرٍ؛ لأَنَّها اسمُ آلَة، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
(والنَّاعِمَةُ: الرَّوْضَةُ) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: وَمن أَسْمَاءِ الرَّوْضَةِ: النَّاعِمَةُ، والوَاضِعَةُ، والنَّاصِفَةُ، والغَلْبَاءُ، واللَّفَّاءُ.
(ونَعْمَانُ بنُ قُرادٍ) عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ زيادُ بنُ خَيْثَمَةَ، (ويَعْلَى بنُ نَعْمَانَ عَن بِلالِ بنِ أَبِي الدَّردَاء، (بِفَتْحِهِما: تَابِعِيَّانِ) .
(و) يقالُ: (نَاعِمْ حَبْلَكَ) أَيْ: (أَحْكِمْهُ) بالفَتْلِ.
(ونَعَمْ، بِفَتْحَتَيْنِ) وسُكُونِ المِيمِ، (وَقد تُكْسَرُ العَيْنُ) حَكَاهَا الكِسائِيُّ، وقُرِىءَ بِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ عَن رَجُلٍ من خَثْعَم قَالَ: " دَفَعْتُ إِلَى النّبِيِّ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِمِنًى فقُلتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيّ؟ فَقَالَ: نَعِمْ ". وكَسَرَ العَيْنَ، وَقَالَ أَبُو عُثْمانَ النَّهْدِيُّ: " أَمَرَنَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين عُمَرُ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ بأَمرْ فقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا: نَعَمْ وقُولُوا: نَعِمْ - بِكَسْرِ العَيْن -، وَقَالَ بَعضُ وَلَدِ الزُّبَيْرِ: " مَا كنتُ أَسْمَعُ أَشْيَاخَ قُرَيْشٍ يَقُولُون إِلاّ نَعِم "، بِكَسْرِ العَيْنِ.
(ونَعَامُ) ، بِإِشْبَاعِ الفَتْحَةِ حَتَّى تَحْدُثَ الألِفُ (عَنِ المُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا) النَّهْرَوَانِيِّ، وَهِي لُغَةٌ أَيضًا، وَهِي (كَلِمَةٌ كَبَلَى، إِلاّ أَنَّه فِي جَوَابِ الوَاجِبِ) كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنَّمَا يُجَابُ بِهِ الاسْتِفْهَامُ الّذي لَا جَحْدَ فِيهِ، قَالَ: وَقد يَكُونُ ((نَعَمْ)) تَصْدِيقًا، ويَكُونُ عِدَةً، ورُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قَالَ: لَيْسَ لَك عِنْدِي ودِيعَةٌ، فَتَقول: نَعَمْ؛ تَصْدِيقًا لَهُ، وبَلَى؛ تَكْذِيبًا لَهُ، ومِثلُه فِي الصِّحاحِ، وحَاصِلُ مَا فِي المُغْنِي وشُرُوحِه أَنه: حَرفُ تَصْدِيقٍ بَعْدَ الخَبَرِ، ووَعْدٌ بَعْدَ افْعَلْ وَلَا تَفْعَلْ، وَبعد اسْتِفْهَامٍ، كهَلْ تُعْطِينِي، وإعلامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ وَلَو مُقَدَّرًا.
(ونَعَّمَ الرَّجُلَ تَنْعِيمًا: قَالَ لَه: ((نَعَمْ)) فنَعِمَ بِذَلِك) بَالاً، كَمَا تَقُولُ: بَجَّلْتُه أَيْ: قُلتُ لَه: بَجَلْ، أَيْ: حَسْبُكَ، حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، واشْتَقَّ ابنُ جِنّي نَعَمْ من النَّعْمَة؛ وذَلِك أنَّ نَعَمْ اَشْرَفُ الجَوَابَيْن، وأسرُّهما للنَّفْسِ، وأَجْلَبُهُما للحَمْدِ، ((وَلَا)) بِضِدِّهما، أَلا تَرَى إِلَى قَولِه:
(وإِذَا قُلتَ: ((نَعَمْ)) فَاصْبِرْ لَهَا ... بنَجاحِ الوَعْدِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمّ)

وقَولِ الآخَرِ أَنشدَه الفَارِسِيّ:
(أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واستْعَجَلَتْ بِهِ
((نَعَمْ)) مِنْ فَتَى لَا يَمْنَعُ الجُودَ قَاتِلُهْ)

(ونُعَامَاكَ، بِالضَّمِّ) : مِثْلُ (قُصَارَاكَ) زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(ورجُلٌ مِنْعَامٌ) ، مِثْلُ: (مِفْضَالٍ) ، زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(وأَنْعَمً الله صَبَاحَكَ: من النُّعُومَة) ، كَمَا فِي الصّحَاحِ.
(و) يُقالُ: (أَتَيْتُ أَرْضَهُمْ فتَنَعَّمَتْنِي) أَيْ: (وَافَقَتْنِي) ، وأَقمْتُ بهَا. وَفِي الصّحاح: إِذَا وَافَقَتْه.
(و) قَولُه: (تَنَعَّمَ: مَشَى حَافِيًا) . مُكَرَّر.
(و) كَذَا قَولُه: وتَنَعَّمَ (فُلاُنًا: طَلَبَه) . مُكَرَّرٌ أَيضًا، هَكَذَا يُوجَدُ فِي سَائِرِ النُّسَخ.
(و) تَنَعَّمَ (قَدَمّه: ابْتَذَلَهَا) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: تَنَعَّمَ قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهُمَا، كَذَا نَصَّ اللّحْيَانِيّ فِي النَّوَادِرِ، وأَنْشَدَ:
(تَنَعَّمَهَا مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... فَأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وَهُوَ بَطينٌ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النُّعْمُ بالضَّم: خلافُ البؤْسِ؛ يُقالُ: يَومٌ نُعْمٌ ويَوْمٌ بُؤْسٌ، والجَمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ.
ورَجُلٌ نَعِمٌ، كَكَتِفٍ: بَيِّنُ المَنْعَمِ، كمَقْعَدٍ.
ويَجُوزُ: تَنَعَّمَ، فَهُوَ: نَاعِمٌ.
ومَا أَنْعَمنَا بِكَ؟ أَيْ: مَا الّذِي أَقْدَمَك عَلَيْنا؟ يُقالُ لِمَنْ يُفْرَحُ بِلِقَائِه؛ كأَنَّه قَالَ: مَا الّذِي أَسَرَّنَا. وأَقَرَّ أَعْيُنَنَا بِلِقَائِكَ ورُؤْيَتِكَ، وقَولُ الشَّاعِرِ:
(مَا أَنْعَمَ العَيْشَ لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثَ عَنهُ وَهُوَ مَلْمُومُ)
إنَّمَا هُوَ على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْهُم قَالُوا: نَعِمَ العَيْشُ، ونَظِيرُه مَا حَكَاه سِيبَوَيْهِ من قَولِهِم: [هُوَ] أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، [وأَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ] فِي أَنَّه اسْتُعْمِلَ مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّبِ وَإِن لم يَكُ مِنْهُ فِعْلٌ.
وأَنْعَم: صارَ إِلَى النَّعِيم، ودَخَلَ فِيهِ، كأَشْمَلَ، إِذا دَخَلَ فِي الشَّمَالِ.
وأَنْعَمَ لَهُ: قَالَ لَهُ: نَعَمْ، ومِنه قَولُ أَبِي سُفْيَان: ((أَنْعَمَتْ فَعَالِ عَنْها)) ، أَي: أَجَابَتْ بنَعَمْ فَاتْرُكْ ذِكْرَها؛ يَعْني هُبَلَ.
وقَولُهم: عِمْ صَبَاحًا، تَحيَّةُ الجَاهِليَّةِ، كَأَنَّه مَحْذُوفٌ من نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: كُلْ؛ مِنْ اَكَلَ يَأْكُلُ، فَحَذَفَ مِنْهُ الأَلِفَ والنُّونَ؛ اسْتِخْفَافًا كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي شَرْح المُفَضَّلِيَّات: شَخْصُ كُلِّ إِنْسَانٍ نَعَامَتُه.
وتَنَعُّمُ، كَتَكَرُّم: مَنْبّذَةٌ لِبَعْضِ المُلُوكِ. قَالَ أَبُو حَيّان: وكَأَنَّه مَنْقُولٌ من المَصْدر، وتَاؤُه زَائِدَة.
وأَجْفَلُوا نَعَامِيَّةً، أَيْ: إِجْفَالَةً، كَإِجْفَالِ النَّعَام، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.
وتُجْمَعُ النَّعامَةُ للطَّائِرِ على: نَعَامَاتٍ، ونَعَائِمَ، ونَعَامٍ.
ويُقالُ: رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ، إِذَا جَدَّ فِي أَمْرِه.
ويُقالُ للمُنْهَزِمِين: أَضْحَوْا نَعَامًا، وَمِنْه قَولُ بِشْرٍ:
(فأَمَّا بَنُو عَامِرٍ بِالنِّسارِ ... فَكَانُوا غَدَاةَ لَقُونَا نَعَامَا)

وَإِذا ظَعَنُوا مُسْرِعِين، قَالُوا: خَفَّتْ نَعَامَتُهم.
ويُقالُ للعَذَارَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضُ نَعامٍ.
ويُقالُ للفَرَس: لَهُ سَاقَا نَعَامَةٍ؛ لِقِصَر سَاقَيْه.
ولَهُ جُؤْجُؤُ نَعَامَةٍ؛ لارْتِفَاعِ جُؤْجُؤِها.
ومِنْ أَمْثَالِهم: مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعَام؟ [وَذَلِكَ أَنَّ مساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجِبال، ومساكنَ النَّعامِ السُّهُولةُ؛ فهما لَا يَجْتمعان أبدا] .
ويُقالُ: لِمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عَلَيك: مَا أَنتَ إِلاَّ نَعَامَةٌ؛ يَعْنُون قَوْلَه:
(ومِثْلُ نَعَامَةٍ تُدْعَى بَعِيرًا ... تُعَاظَمُه إِذَا مَا قِيلَ: طِيرِي)

(وإِنْ قِيلَ: احْمِلِي قَالَتْ: فَإِنِّي ... مِنَ الطَّيْرِ المُرِبَّةِ فِي الوُكُورِ)

ويَقُولُون للَّذي يَرْجِعُ خَائِبًا: جَاءَ كَالنَّعامَةِ؛ لأَنَّ الأَعْرَابَ يَقُولُونَ: إِنَّ النَّعامَةَ ذَهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَيْنِ فَقَطَعُوا أُذُنَيْهَا، فَجَاءَتْ بِلاَ أُذُنَيْن، وفِي ذلِك يقُولُ بعْضُهم:
(اوْ كَالنَّعَامَةِ إِذْ غَدَتْ مِنْ بَيْتِها ... لِتُصَاغَ أُذْنَاهَا بِغَيْرِ اَذِينِ)

(فاجْتُثَّتْ الأُذُنَانِ مِنْهَا فانْتَهَتْ ... هَيْمَاءَ لَيْسَتْ مِنْ ذَوَاتِ قُرُونِ)

وقَالَ اللِّحْيَانِيّ: يُقالُ للإِنْسَانِ: إِنَّه لَخَفِيفُ النَّعَامَةِ إِذَا كَانَ ضَعِيفَ العَقْلِ.
وأَرَاكَةٌ نَعَامَةٌ: طَوِيلَةٌ.
وابنُ النَّعَامَةِ: الطَّرِيقُ، وَقيل: عِرْقٌ فِي الرَّجْلِ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: قَالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُه من العَرَب، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: حَكَاه فِي المُصَنَّف، وقِيلَ: ابنُ النَّعامةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وقِيلَ: صَدْرُ القَدَمِ، وقِيلَ: مَا تَحْتَ القَدَمِ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فيَكُونُ مَرْكَبَك القَعُودُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ عِند ذَلِك مَرْكَبِي)

فُسِّرَ بِكُلِّ ذَلِك، وقِيلَ: ابنُ النَّعَامَة: فَرَسُه، وهَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأصْمَعِيّ، وقِيلَ: رِجْلاه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ اسمٌ لِشِدَّةِ الحَرْبِ [كَقَوْلِهِم: أُمّ الحَرْبِ] ، ولَيْسَ ثَمَّ امْرأَةٌ، وإِنَّمَا ذَلِك كَقَوْلِهم: بِهِ دَاءُ الظَّبْيِ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا البَيْتُ لِخَزَز بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِيِّ وقَبلَه:
(كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بَارِدٍ ... إِن كُنتِ سَائِلَتِي غَبُوقًا فَاذْهَبِي)

(لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطْعَمْتُه ... فَيَكُونَ لَونُكِ مِثْلَ لَوْنِ الأجْرَبِ)

(إنّي لأَخْشَى أَنْ تَقُولَ حَليلَتِي: ... هَذَا غُبارٌ سَاطِعٌ فَتَلَبَّبُ)

(إنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ إِلَيكَ وَسِيلَةٌ ... إنْ يَأْخُذُوكِ تَكَحَّلِي وتَخَضَّبِي)

(ويَكُونُ مَرْكَبَكِ القَلُوصُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِي) وَقَالَ: هَكَذَا ذَكَره ابنُ خَالَوَيْهِ وأبُو مُحَمَّدٍ الأَسْودُ، وَقَالَ: ابنُ النَّعَامَةِ: فَرَسُ خُزَر بنِ لَوْذَانَ، والنَّعَامة أُمُّه فَرَسُ الحَارِثِ بنِ عَبَّاد قَالَ: وتُرْوَى الأَبْياتُ أَيْضا لِعَنْتَرَةَ.
قَالَ: والنَّعَامَةُ: خَطٌّ فِي باطِنِ الرِّجْلِ.
وَفِي كِتابِ الأغَانِي لأَبِي الفَرَج فِي مَعْنَى هَذِه الأَبيات: إِن نِهَايَةَ غَرَضِ الرِّجالِ مِنْكِ إِذا أَخَذُوكِ الكُحْلُ والخِضَابُ؛ للتَّمَتُّع بك، ومَتَى أَخَذُوكِ أَنتِ حَمَلُوكِ على الرَّحْلِ، والقَعُودِ، وأَسَرُونِي أَنَا، فَيَكُونُ القَعُودُ مَرْكَبَكِ، ويَكُونُ ابنُ النَّعامَةِ مَرْكَبِي أَنَا، وَقَالَ: ابنُ النَّعامَةِ: رِجْلاَهُ، أَوْ ظِلُّه الَّذِي يَمْشِي فِيهِ. قَالَ ابنُ المُكَرَّم: وَهَذَا أَقْرَبُ إِلَى التَّفْسِيرِ من كَوْنِه يَصِفُ المَرْأَةَ برُكُوبِ القَعُودِ، ويَصِفُ نَفْسَه برُكُوبِ الفَرَسِ، اللَّهُمَّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ رَاكِبُ الفَرَسِ مُنْهَزِمًا مُوَلِّيًا هَارِبًا، ولَيْسَ فِي ذَلِك من الفَخْرِ مَا يَقُولُه عَن نَفْسِه، فَأَيُّ حَالةٍ أَسْوأُ من إِسْلامِ حَلِيلَتِه وهَرَبِه عَنْها رَاكِبًا أَوْ رَاجِلاً؟ فَكَوْنُه يَسْتَهْوِلُ اَخْذَها وحَمْلَها وأَسْرَه هُوَ ومَشْيَه هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يَحْذَرُه ويَسْتَهْوِلُه، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
والنَّعَامُ: النَّعائِمُ من النُّجُومِ لُغَةٌ فِيه، وأَنشَد ثَعْلَب:
(بَاضَ النَّعامُ بِهِ فَنَفَّرَ أَهْلَهُ ... إِلاّ المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّنِ)

ويُقالُ: بَاضَ النَّعَامُ عَلَى رُؤُوسِهِم إِذا لَبِسُوا البَيْض، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
ونَاعِمَةُ: مَوْضِعٌ.
ونَعْمَانُ الغَرْقدِ: موضِعٌ بِالمَدِينَةِ، ويُقالُ لَهُ نَعْمَانُ الأَصْغَرُ، كَمَا يُقالُ لِنَعْمَانِ الأَرَاكِ بِمَكَّةَ: الأَكْبَرُ.
ونَعْمَانُ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، وَهُوَ غَيرُ الوَادِي الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكرُه، ويُقالُ لَهُ: نَعْمَانُ السَّحَابِ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابنِ جُبَيْر، وأَضَافَه إِلَى السَّحابِ؛ لأَنَّه رَكَدَ فَوْقَه لعُلُوِّه. ونَعْمَانُ الصَّدْرِ: حِصْنٌ بِنَاحِيَة النِّجَادِ من اليَمَن.
ومُسَافِرُ بنُ نِعْمَةَ بنِ كُرَيْرٍ: من شُعَرَائِهِم، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابِيّ.
وسَمَّوْا: نُعَمِيًّا، كَدُعْمِيٍّ.
ويَوْمُ نِعْمَةَ، بِالكَسْرِ: من أَيَّام العَرَب، عَن ياقُوت.
ونَعَامٌ كَسَحَابٍ: مَوْضِعٌ بِاليَمَنِ.
وبَرقٌ، ونَعَامٌ: مَا آن لبَنِي عُقَيْل خلا عُبَادَةَ عَن الأصْمَعِي. وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعَان من أَطْرَافِ اليَمَن. وَقَالَ يَاقُوت: نَعَام: وادٍ بِاليَمَامَةِ لِبَنِي هِزَّانَ فِي اَعْلَى المَجَازَة، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ.
ونَاعِمَةُ: امرأَةٌ طَبَخَتْ عُشْبًا يُقالُ لَهُ: العُقَّارُ، رَجَاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغَائِلَتِه فأَكَلَتْه، فَقَتَلها، فسُمِّيَ العُقَّارُ لِذَلِك عُقَّارَ نَاعِمَةَ، رَوَاهُ ابنُ سِيدَه، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وَقد ذُكِر فِي " ع ق ر ".
ونُعْمابَاذُ: قَرْيَةٌ بِسَوَادِ الكُوفَةِ، نُسِبَتْ إِلَى نُعْمَ سُرِّيَّةِ النُّعْمَانِ، قَالَه الكَلْبِيُّ.
ونَاعِمٌ: حِصْنٌ من حُصُون خَيْبَر، عِنْدَه قُتِلَ مَحْمُودُ بنُ مَسْلَمَة، ألقَوْا عَلَيْهِ رَحَى فَقَتَلُوهُ.
وَأَيْضًا: مَوْضِعٌ آخَرُ فِي شِعْرٍ عَدِيِّ ابنِ الرِّقاع.
وذُو نَعَامَةَ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرٍ، كثُمَامةَ: بَطْنٌ من ذِي يَزَن، مِنْهُم عبدُ الله بنُ إسماعيلَ بنِ ذِي نُعَامَةَ، ذَكَره الهَمَدَانِيُّ فِي الإِكْلِيلِ.
وبَنُو النَّعَامة: بَطْنٌ من كَلْب، مِنْهُم ابنُ أَدْهَمَ الشَّاعِرُ، ذَكَره ابنُ الكَلْبَيّ.
ونُعْمَةُ بنُ المُؤَيّد الطُّرسُوسِيُّ، بِالضَّمِّ من مَشَايِخ السِّلَفِيّ، قَالَ الحَافِظُ: هُوَ فَرْدٌ.
قلتُ: ونُعْمَةُ بنُ يُوسُفَ بنِ عَلِيّ بنِ دَاودَ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ بِاليَمَن، وهم أَشرافُ وَادِي وَسَاع، ضُبِطَ بِالضَّمِّ هَكَذا، وَيُقَال لوَلَدِه النُّعْمِيُّون، بالضَّمِّ، وفِيهم كَثْرَةٌ، مِنْهُم الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، تَرجَمَهُ الحَمَوِيُّ، والهَادِي بنُ إِسماعيلَ قَاضِي بَيْتِ الفَقِيهِ، رأيتُه بِهَا، وعليُّ بنُ إِدريسَ بنِ عَلِيٍّ النُّعْمِيُّ جَدُّ آلِ عَلِيٍّ بِالمِخْلاَفِ.
وكَأَمِيرٍ: عَبْدُ اللهِ بنِ نَعِيمِ الحَوْرَانِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأَبُو النَّعِيمِ رِضْوَانُ النَّحْوِيُّ والعقبي، الأَخِيرُ من مِشَايِخِ شَيْخِ الإِسلام زَكَرِيَّا.
ونَعِيمَةُ، كَسَفِينَةٍ: رجُلٌ مِن الكَلاَعِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو الحَسَنِ حيّ الكَلاَعِيُّ النَّعِيمِيُّ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فِي الْغسْل، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وبِالضَّمِّ: نُعَيْمُ بنُ حضورِ بنِ عَدِيٍّ فِي حِمْيَر.
والنَّعِيمِيُّون: جَمَاعَةٌ نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم نُعَيْمٍ، ونُعَيْمٌ المُجّمِّرُ مَرّ للمصَنِّف فِي " ج م ر ".
ويُقالُ لِلطُّوالِ: يَا ظِلَّ النَّعَامَةِ. 

قرأ

ق ر أ: (الْقَرْءُ) بِالْفَتْحِ الْحَيْضُ وَجَمْعُهُ (أَقْرَاءٌ) كَأَفْرَاخٍ وَ (قُرُوءٌ) كَفُلُوسٍ وَ (أَقْرُؤٌ) كَأَفْلُسٍ. وَ (الْقَرْءُ) أَيْضًا الطُّهْرُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَ (قَرَأَ) الْكِتَابَ (قِرَاءَةً) وَ (قُرْآنًا) بِالضَّمِّ. وَ (قَرَأَ) الشَّيْءَ (قُرْآنًا) بِالضَّمِّ أَيْضًا جَمَعَهُ وَضَمَّهُ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْقُرْآنُ لِأَنَّهُ يَجْمَعُ السُّوَرَ وَيَضُمُّهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] أَيْ قِرَاءَتَهُ. وَفُلَانٌ (قَرَأَ) عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ (أَقْرَأَكَ) السَّلَامَ بِمَعْنًى. وَجَمْعُ (الْقَارِئِ قَرَأَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ. وَ (الْقُرَّاءُ) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ الْمُتَنَسِّكُ وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ قَارِئٍ. 
قرأ: {قروء}: القرء: مشترك بين الحيض والطهر، وقيل: هو الوقت. {القرآن}: اسم كتاب الله سبحانه وتعالى، وأصله مصدر.
(قرأ) - في حديث أُبيّ - رضي الله عنه -: "إن كانت لتُقَارِئُ سُورةَ البقرة أو هي أَطْولُ"
: أي تُجارِيها مَدَى طُولِها في القراءة، أو أَنَّ قارِئَها لَيُسَاوي قَارئَ سورة البقرة في زَمَن قِراءتها، وهي مُفاعَلة من القِراءَة.
- في الحديث: "أَكثَر مُنافِقِي أُمَّتي قُرَّاؤُها"
: أي أنهم يَحفَظُونه، نَفْياً للتُّهمَةَ عن أنفسهم، وهم مُعتَقِدون تَضْيِيعَه. وقد كانوا في عَصْر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - بهذه الصِّفَة.
ولم يقل: أَكثَرُ القُرَّاء منافِقون، فيكون ذلك طعنًا على القُرَّاء.
- في الحديث : "أنّ الرّبَّ - عزّ وجلّ - يُقْرِئُكَ السَّلامَ" يقال: أَقْرِئْ فلانًا السّلامَ، واقرأ عليه السلام، كأنه حِينَ يُبَلِّغُه السَّلامَ منه يَحمِله على أن يقرأ عليه السَّلامَ ويَرُدَّه. وإذا قرأ الرجلُ القرآن أو الحديثَ على الرجل يقول: أَقرأَني فُلانٌ: أي حَمَلنيِ على أن أَقرأَ عليه .
(ق ر أ) : (قَرَأَ) الْكِتَابَ قِرَاءَةً وَقُرْآنًا وَهُوَ قَارِئٌ وَهُمْ قُرَّاءٌ وَقَرَأَةٌ وَاقْرَأْ سَلَامِي عَلَى فُلَانٍ وَقَوْلُهُمْ أَقْرِئْهُ سَلَامِي عَامِّيٌّ (وَالْقُرْآن) اسْمٌ لِهَذَا الْمَقْرُوءِ وَالْمَجْمُوع بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ عَلَى هَذَا التَّأْلِيف وَهُوَ مُعْجِزٌ بِالِاتِّفَاقِ إلَّا أَنَّ وَجْهَ الْإِعْجَازِ هُوَ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ وَأَكْثَرُ الْمُحَقِّقِينَ عَلَى أَنَّ الْوَجْهَ هُوَ اخْتِصَاصُهُ بِرُتْبَةٍ مِنْ الْفَصَاحَةِ خَارِجَة عَنْ الْمُعْتَاد وَتَقْرِيره فِي الْمُعْرِبِ (وَالْقُرْءُ) بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الْحَيْضُ فِي قَوْل الْأَكْثَرِينَ وَقِيلَ إنَّهُ يَصْلُح لَهُمَا وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ فِي الْأَصْلِ اسْمٌ لِلْوَقْتِ قَالَ الْقُتَبِيُّ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ قُرْءٌ لِأَنَّهُمَا يَجِيئَانِ فِي الْوَقْت يُقَالُ هَبَّتْ الرِّيح لِقُرْئِهَا وَلِقَارِئِهَا أَيْ لِوَقْتِهَا وَأَنْشَدَ
يَا رُبَّ مَوْلًى حَاسِدٍ مُبَاغِضِ ... عَلَيَّ ذِي ضِغْنٍ وَضَبٍّ فَارِضِ
لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الْحَائِضِ
أَيْ لِهَذَا الضِّغْنِ أَوْقَاتٌ يَهِيجُ فِيهَا وَيَشْتَدُّ كَهَيْجِ دَمِ الْمَرْأَةِ فِي أَوْقَاتِ حَيْضِهَا وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْأَعْشَى
أَفِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ جَاشِمُ غَزْوَةٍ ... تَشُدُّ لِأَقْصَاهَا عَزِيمَ عَزَائِكَا
مُورِثَةٍ مَالًا وَفِي الْحَيِّ رِفْعَةً ... لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
أَيْ مِنْ مُدَّةٍ طَوِيلَة كَالْمُدَّةِ الَّتِي تَعْتَدُّ فِيهَا النِّسَاءُ أَوْ أَرَادَ مِنْ أَوْقَاتِ نِسَائِك وَتَمَامُ الشَّرْحِ فِي الْمُعْرِبِ.
قرأ: قرأ: يقولون إذا قرأ رجل القرآن: قرأ بالسبعة، وكذلك قرأ بالروايات (المقري 1: 503)، أو قرأ السبعة (فليشر في تعليقه على المقري 1: 490، بريشت ص191) أو قرأ القرآن على سبع روايات (ألف ليلة 1: 81).
قرأ: تلا عن ظهر قلب، تلا من حفظه 0رسالة إلى السيد فليشر ص192، أخبار ص34)، وفي معجم الكالا: قرأ من الصدر.
قرأ: تلا كلمات سحرية (كوسج طرائف ص141، ألف ليلة 1: 98).
قرأه: تلا على الميت صلاة الأموات (ألف ليلة برسل 11: 220).
قرأ علما: درس علما. (ألف ليلة 1: 81) وقرأ في علم (بوشر).
قرأ (بالتشديد): درس، علم، أعطاه دروسا، (فوك، الكالا، ياقوت 2: 924، 3: 236، 4: 213).
أقرأ: علم، درّس. ويحذف من بعده إما اسم ما يدرس ويعلم، وإما اسم الشخص الذي يدرس ويعلم. (معجم أبي الفدا، معجم البلاذري، المقري 2: 510).
أقراه السلام: أبلغه إياه. قال الأصمعي وتعديته بنفسه خطأ فلا يقال قرأه السلام لأنه بمعنى أتل عليه، وحكى ابن القطاع إنه يتعدى بنفسه رباعيا فيقال فلان يقرنك السلام (محيط المحيط).
والقاعدة التي قررها النحويون وهي إن هذه الكلمة لا تستعمل إلا في المكاتبة لم تلتزم إلا فيما ندر إذ نجد في طرائف قريتاج مثلا (ص53): قال إن أبي يقرئك السلام. وهذا صواب الكلمة بدل يقريك.
انقرأ: جمع: حشد. (فوك).
ينقري: يقرأ، سهل القراءة (بوشر).
مالا ينقرأ: لا يقرأ، ليس سهل القراءة. (بوشر).
قرء وقرء، والجمع إقراء= عدة، وهو الوقت الذي يجب أن تقضيه المرأة المطلقة لتستطيع الزواج مرة ثانية (معجم بدرون).
قراية (تصحيف قراءة): تلاوة (فوك الكالا بوشر).
قراية درس: دراسة (بوشر).
قراء: قراء، يهودي لا يقر بسنة رجال الدين بل يعتمد نصوص التوراة وحدها. (بوشر).
قراية: عند بعض النصارى كرسي طويل توضع عليه كتب الصلوات في الكنيسة للقراءة. (بوشر، محيط المحيط في مادة قرى).
قارئ: عند النصارى من دخل في أصغر درجات الرهبان. (محيط المحيط).
قارئ: في ديوان الهذليين (ص3، البيت 10): لقارئها= لوقتها. وقارئ القصر= أعلاه.
تقرية: درس. (بوشر).
مقرأ: مصلى في بيت، مسجد صغير، كنيسة صغيرة. (ألف ليلة برسل 1: 316).
مقرأ: جماعة جالسون على الأرض في صفين متقابلين يقرأون جميعا آيات من القرآن (لين عادات 2: 232).
مقرئ: رجل عمله الترتيل والإنشاد على جثة الميت قبل دفنه. (صفة مصر 14: 210) وفي ألف ليلة 12: 235: عمل له الختمات والمقرئين.
[قرأ] القَرْءُ بالفتح: الحيض، والجمع أقْراءٌ وقُروءٌ على فُعولٍ، وأَقْرُؤٌ في أدنى العدد. وفي الحديث: " دعي الصلاةَ أيامَ أقْرائِكِ ". والقَرْءُ أيضا: الطهر، وهو من الاضداد. قال الاعشى : مورثة ما لا وفى الأصل رفْعَةً * لِما ضاع فيها من قروءِ نِسائِكا وأقْرأتِ المرأة: حاضت، فهي مُقْرِئٌ. وأقْرَأتْ: طَهُرت. وقال الأخفش: أقْرأتِ المرأةُ، إذا صارت صاحبة حيضٍ. فإذا حاضت قلت: قَرَأَتْ - بلا ألفٍ - يقال: قَرَأتِ المرأةُ حَيْضَةً أو حَيْضَتين. والقرء: انقضاء الحيض. قال: وقال بعضهم: ما بين الحيضتين. وأقْرأتْ حاجتُكَ: دنت. والقارئ: الوقتُ، تقول منه أقْرَأتِ الريحُ، إذا دخلت في وقتها. قال الهذلى :

إذا هبت لقارئها الرياح * أي لوقتها. واستقرأ الجمل الناقة، إذا تاركها لينظر ألَقِحَتْ أم لا. قال أبو عمرو بن العلاء: يقال دفع فلان جاريته إلى فلانة تقرئها، أي تمسكها عندها حتَّى تحيض للاستبراء. قال: وإنما القرء الوقت، فقديكون للحيض، وقد يكون للطهر. قال الشاعر: إذا ما السماء لم نغم ثم أخْلَفَتْ * قُروءُ الثريَّا أن يكون لها قَطْرُ يريد وقت نَوْئها الذي يُمطَرُ فيه الناس، يقال: أقْرَأتِ النجوم، إذا تأخر مطرها. وقرأت الشئ قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط وما قرأت جنينا، أي لم تضم رحمها على ولد. وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه سمِّي القرآن. وقال أبو عبيدة: سمِّي القرآن لأنه يجمع السُّوَرَ فيضمها. وقوله تعالى: (إنَّ علينا جمعه وقرآنه) أي جمعه وقراءته، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) أي قراءته. قال ابن عبَّاس: فإذا بيَّنَّاه لك بالقراءة فاعمل بما بيَّنَّاهُ لك. وفلان قرأ عليك السلام وأقراك السلامَ، بمعنًى. وأقرأه القرآن فهو مُقْرِئٌ، وجمع القارئ قرأة مثال كافر وكفرة. والقراء: الرجل المتنسِّك، وقد تَقَرَّأَ، أي تنسَّكَ، والجمع القُرَّاءونَ. قال الفراء: أنشدني أبو صدقة الدبيرى : بيضاء تصطاد الغَوِيَّ وتَسْتَبي * بالحسنِ قَلْب المُسلمِ القُرَّاءِ وقد يكون القُرَّاءُ جمعاً لقارئ. والقرأة بالكسر مثال القرعة: الوباء. قال الاصمعي: إذا قدمت بلادا فمكثت بها خمس عشرة فقد ذهبت عنك قرأة البلاد. قال: وأهل الحجاز يقولون: قرة بغير همز. ومعناه أنه إذا مرض بها بعد ذلك فليس من وبإ البلد.
قرأ
القَرْء - بالفتح -: الحَيْضُ، والجمع أقْرَاءٌ وقُرُوْءٌ - على فُعُوْلٍ - وأقْرءٌ في أدنى العدد، وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأم حبيبة بنت جَحْش امرأة عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما -: دَعي الصلاة أيام أقْرائِك.
والقَرْءُ - أيضا -: الطُّهرُ، وهو من الأضداد، قال الأعشى:
وفي كلِّ عامٍ أنتَ جاشِمُ غَزْوَةٍ ... تَشُدُّ لأقْصَاها عَزيْمَ عَزَائكا
مُوَرِّثَةٍ مالاً وفي الحَيِّ رِفعَةً ... لما ضاعَ فيها من قُرُوْءِ نِسائكا
وقَرَأَتِ المرأة: حاضَتْ.
والقارِئُ: الوَقْتُ، ويُروى هذا البيت لأبي ذُؤيْب ولِتَأَبَّطَ شراً؛ وقال الأصمعي: هو لمالِكِ بن الحارث أخي أبي كاهِل الهُذليّ:
كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَني شُلَيْلٍ ... إذا هَبَّتْ لِقارئها الرِّياحُ وقيل: العَقْرُ: القَصْر، وقارِئُ القَصْر: أعلاه، وأصل القَراءِ: الوقتُ؛ فقد يكون للحَيْض وقد يكون للطُّهْر، قال:
إذا السَّماءُ لم تُغِمْ ثم أخْلَفَتْ ... قُرُوْءُ الثُّرَيّا أنْ يكونَ لها قَطْرُ
يريد: وَقْتَ نوْئها الذي يُمْطَر فيه الناس.
وقَرَأْتُ الشيء قُرْآنا: جَمعْتُه وضَمَمْتُ بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قَرَأَتْ هذه الناقة سَلىً قطُّ وما قَرَأَتْ جَنِيْناً: أي لم تَضُمَّ رحِمَها على ولدٍ، قال عمرو بن كلثوم:
تُرِيْكَ إذا دَخَلْتَ على خَلاَءٍ ... وقد أمِنَتْ عُيونَ الناظرينا
دِراعَيْ عَيْطَلٍ أدْماءَ بِكْرٍ ... هِجانِ اللَّونِ لم تَقْرَأْ جَنِينا
وقَرَأْتُ الكتاب قِراءةً وقُرْآناً، ومنه سُمي القُرآن لأنه يجمع السَّور فيضُمّها، وقيل: سُمي به لأنه جُمِع فيه القصص والأمر والنَّهيُ والوعد والوعيد، وقال قُطْرب في أحد قوليْه: يقال قَرأتُ القرآن: أي لَفظْت به مجموعاً: أي القيتُه، وقال عَلقمةُ: قرأت القرآن في سنتين؛ فقال الحارث: القُرآن هَيِّن الوحي أشدُّ: أي القراءة هيِّنة والكتب أشدُّ. وقوله تعالى:) إنَّ عَلَيْنا جَمْعَه وقُرْآنَه (أي جمْعَه وقراءته) فإذا قرأْناه فاتَّبِعْ قُرْآنَه (أي قراءتَه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: فإذا بيّناه لك بالقراءة فاعمل بما بيّناه لك.
وفلانٌ قَرَأ عليك السَّلامَ.
وقَرَأَ: تَنَسَّك، وجمْع القارِئ: قرَأَةٌ؛ مثل عامل وعمَلَةٍ، وقُرّاء أيضاً؛ مثل عابِد وعُبّاد. والقُرّاءُ - أيضاً -: المُتَنَسِّكُ، والجمع القُرّاؤَوْن، قال زيد ابن تُرْكِيٍّ أخو زيد:
ولقد عَجِبْتُ لكاعِبٍ مَوْدونَةٍ ... أطْرافُها بالحَلْي والحِنّاءِ
بيضاءَ تَصطادُ النُّفوسَ وتَسْتَبي ... بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلمِ القُرّاءِ
والقَرْءُ من قولهم: هذا الشِّعِر على قَرْءِ هذا الشِّعر: أي على طريقته ومثاله، والجَمْعُ: الأقْرَاءُ. وقيل للقَوافي قُرُوْءٌ وأَقْراءٌ لأنها مَقاطع الأبيات وحُدودُها كما قيل للتَّحْديد: توقيت. وفي حديث إسلام أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: قال أُنَيْس - رضي الله عنه - أخوه وكان شاعراً: والله لقد وَضَعْتُ قوله على أقْراءِ الشِّعر فلا يلتئمُ على لسان أحدٍ.
والقِرْءَةُ - مثال القِرْعَةِ بالكسر -: الوَبَأُ، قال الأصمعي: إذا قَدِمْتَ بلاداً فمكثتَ فيها خمس عشرة فقد ذهبَتْ عنك قِرْءَةُ البلاد، قال: وأهل الحجاز يقولون قِرَةٌ بغير هَمْز؛ ومعناه: أنّه إذا مَرِض بها بعد ذلك فليس من وَبَأَ البلد.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أراد أن يقرأ القرآن غَضّاً كما أُنزِل فَلْيَقْرَأْهُ قراءة ابن أم عبد، معناه فَلْيَرَتِّلْ كترتيله أو يُحزِّن كتحزينه أو يَحْدُره كَحَدْرِه، ولا يجوز أن يُحْمل معناه على نَظْم الحروف؛ لأن الإجماع على مخالفته.
وفي حديثه الآخر: أقْرَؤُكُم أبيٌّ، يعني في وقت من الأوقات، لأن زيداً لم يكن يتقدَّمه أحد في القرآن، ويجوز أن يُحمل " أقْرَأُ " على قارئ، والتقدير: قارئٌ من أمتي أُبَيٌّ، كما قال أهل اللغة: الله أكبر معناه: الله كبير.
وأقْرَأَتِ المرأةُ: طَهَرَتْ، وقال الأخفشُ: إذا صارت صاحبة حَيضٍ، يقال أقْرَأَتْ حيضة أو حَيْضَتَيْن.
وأقْرَأَتِ حاجَتُكَ: دَنَتْ.
وأقْرَأَتِ النُّجوم: تأخَّرَ مَطَرُها، وغابَتْ أيضاً.
وأقْرَأَكَ السَّلام: مثل قَرَأَ عليك السلام، وقال الأصمعي: لا يُقال أقْرِئْهُ السلام.
وأقْرَأَةُ القرآن.
وأقْرَأْتُ من سفَري: أي أنْصَرفْت، ومن أهلي: دَنوتْ منهم.
وأقْرَأْتُ في الشِّعر: من الأقْرَاء.
والمُقْرَئيُّوْنَ - مثال المُفْعَلِيَّيْن -: جماعةٌ من أصحاب الحديث وغيرهم يُنْسبون إلى بلد من اليمن على مرحلة من صنعاء؛ وبها يُصنع العَقيق وفيها مَعدنُه، منهم: صُبيْح بن مُحْرز وشدّاد ابن أفلح وجُمَيْع بن سعد وسُوَيد بن جَبَلَة وشُرَيْح بن عُبيد وغَيْلان بن مَعْشر ويونس بن عثمان وأبو اليَمان لا يُعرف له اسم وأم بكر بنت أزَذَ. وابن الكَلْبيِّ يَفْتَح الميم من المقرَئيِّين، وأصحاب الحديث يضُمُّونها.
وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: دفعَ فلانٌ إلى فلانَةَ جارِيَتِهِ تُقَرِّئُها: أي تُمسِكها عندَها حتّى تَحيض؛ للاستبراء. وقارأْتُ فلاناً: أي دارستُه. واستَقْرَأتُ فلاناً. والتركيب يدلُّ على الجَمع والاجتماع.
قرضاً: أبو عمرو: من غريبِ شَجَر البرِّ: القِرضِيءُ - بالكَسر -، واحِدَتُه: قِرضِئَةٌ. وقال غيره: القِرضِيءُ: نَبتٌ زَهرَه أشَدُّ صفرةً من الوَرسِ ينبُتُ في أصلِ السَّلَمِ والسَّمُرِ والعُرفُطِ ونحوها.
[قرأ] أصل "القراءة" ونحوه الجمع، ومنه القرآن، جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد ولآيات والسور، وهو مصدر كالغفران، ويطلق على الصلاة لأن فيها قراءة، وعلى القراءة نفسها، ويحذف همزته فيقال قُران وقار. وفيه: أكثر منافقي أمتي " قراؤها" أي إنهم يحفظون القرآن نفيًا التهمة عن أنفسهم وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصره صل الله عليه وسلم بهذه الصفة. وفي ح أبى في سورة الأحزاب: إن كان "لتقارئ" سورة البقرة أو هي أطول، أي تجاريها مدى طولها في القراءة، أو أن قارئها ليساوي قارئ سورة البقرة في زمن قراءتها، وهي مفاعله من القراءة، والأكثر رواية: لتوازي. وفيه: "أقرؤكم" أبى: قيل: أراد من جماعة مخصوصين أو في وقت مخصوص، فأن غيره كان اقرأ منه، ويجوز إرادة أكثرهم قراءة، ويجوز كونه عامًا وأنه أقرأ الصحابة أي أتقن القرآن وأحفظ. غ: "أقرؤكم" في الظهر والعصر، ثم قال في أخره (وما كان ربك نسيًا)، معناه أنه كان لا يجهر بالقراءة فيهما أولًا يسمع نفسه قراءته، كأنه رأى قومًا يقرؤن فيسمعون أنفسهم ومنمنهم فأراد بقوله (وما ربك نسيًا) أن القراءة التي تجهر بها أو تسمعها نفسك يكتبها الملكان، وإذا قرأتها في نفسك لك يكتبها والله يحفظها لك ولا ينساها ليجازيك عنها. وفيه: إن الرب تعالى" يقرئك" السلام، يقال: أقرئ فلانا السلام، وأقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده، وإذا قرأ القرآن أو الحديث على الشيخ يقول: أقرأني فلان، أي حملني على أن أقرأ عليه. ك: (إن علينا جمعه "وقرآنه") أي قرأته، فهو مصدر مضاف إلى المفعول، أي قراءتك إياه. و"تقرأ" السلام على من عرفت، بفتح تاء. وح: (فهل من مدكر) مثل "قراءة" العامةوح: ترى الدم بعد "قرأها" بخمسة أيام، وبفتح قاف أي طهرها لا حيضها. ج: بعدي، أي بعد ما وضعت قوله على أقراء الشعر.
ق ر أ

قرأت الكتاب واقترأته، وأقرأته غيري، وهو من قرأة الكتاب، وفلان قاريء وقرّاء: ناسك عابد، وهو من القرّاء. وقال جرير:

يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد مضى زمني

وقد تقرّأ فلان: تنسّك. واقرأ سلامي على فلان، ولا يقال: أقرئه منّي السلام. وأقرأت المرأة: حاضت، وامرأة مقرئ، واعتدّت بثلاثة قروء وأقراء وأقرء. ودفعت جاريتي إلى فلانة أقرئها أي أمسكها عندها لتحيض، وجراية مقرّأة، وإذا اشتريت أمةً فلا تقربها حتى تقرّئها. وما قرأت هذه الناقة سلاً قط: ما ضمت أي ما حملت ولداً. قال حميد بن ثور:

أراها غلامانا الخلى فتشذّرت ... مراحاً ولم تقرأ جنيناً ولا دماً فخطرت بذنبها.
قرأ
قَرَأْتُ القُرْآنَ قِراءَةً، فأنا قارِىءٌ، والقُرْآنُ مَقْرُوْءٌ. ورَجُلٌ قارِئٌ: أي عابِدٌ ناسِكٌ. وسُمَّيَ القُرآنُ قُرْآناً لأنَّ القارِىءَ يُظْهِرُه ويُبَيِّنُه ويَلْفِظُه من فيه. وقَرَأَتِ المَرْأةُ قَرْءاً: إذا رَأَتْ دَماً، وأقْرَأَتْ: حاضَتْ فهي مُقْرِئٌ وقَعَدَتِ المَرْأةُ أيّامَ إقْرَائها. وتَقَرَّأَ فلانَةَ الدَّمُ: إذا حَرُمَتْ عليها الصَّلاةُ.
وأمّا الناقَةُ إذا حَمَلَتْ فإنَه يُقال: قَرأتْ قِرْوَةً. والقارِئ: الحامِلُ.
والقُرُوْءُ: الحِيَضُ الثَّلاثُ التي تَعْتَدُّ بها. والقَرْءُ: يُجْعَل مَرةً طُهْراً ومَرَّةً حَيْضاً، وهو مَأخُوذٌ من القارِىء والقَرْءِ: للوَقْتِ. وأقْرَأَتِ المرأةُ: جاءَ وَقْتُ طُهْرِها وحَيْضِها. والمُقَرَّأَةُ من النَسَاء: التي يُنْتَظَرُ بها أيّامُ أقْرائها.
ويُقال: هَبَّتِ الرِّيْحُ لِقَرْئها ولقارئها: أي لوَقْتِها. وأقْرَأَتِ الريْحُ: جاءتْ لوَقتها ودَخَلَتْ في هُبُوبها. والقارِئُ: السُّكّانُ والشُّهّاد. وأقْرَأَتِ النُّجُومُ: غابَتْ. وما قَرَأَتِ الناقَة سَلىً قَط: أي ما غَيَّبَتْ في بَطْنِها وَلَداً ولا ضَمَّتْه، وقيل: تَحْمِل وَلَداً فَتَرْمِيه عِنْدَ الوِلادَة. وأقْرَأتْ حاجَتي: دَنَتْ. وأقْراتُ من أهْلي: دَنَوْتُ، ومن سَفَري: انصرَفْتُ. والقِرْأةُ - مَهْمُوزَةٌ -: وَقْتُ المَرَض، وقد تُلَيَّنُ. ويقولون: أقْرئْ فلاناً السَّلامَ واقْرَأ عليه السَّلامَ.
قرأ
قَرَأَتِ المرأة: رأت الدّم، وأَقْرَأَتْ: صارت ذات قُرْءٍ، وقَرَأْتُ الجاريةَ: استبرأتُها بالقُرء.
والقُرْءُ في الحقيقة: اسم للدّخول في الحيض عن طهر. ولمّا كان اسما جامعا للأمرين الطّهر والحيض المتعقّب له أطلق على كلّ واحد منهما، لأنّ كلّ اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كلّ واحد منهما إذا انفرد، كالمائدة:
للخوان وللطّعام، ثم قد يسمّى كلّ واحد منهما بانفراده به. وليس القُرْءُ اسما للطّهر مجرّدا، ولا للحيض مجرّدا بدلالة أنّ الطّاهر التي لم تر أثر الدّم لا يقال لها: ذات قرء. وكذا الحائض التي استمرّ بها الدّم والنّفساء لا يقال لها ذلك. وقوله:
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ
[البقرة/ 228] أي: ثلاثة دخول من الطّهر في الحيض. وقوله عليه الصلاة والسلام: «اقعدي عن الصّلاة أيّام أَقْرَائِكَ» أي أيّام حيضك، فإنما هو كقول القائل: افعل كذا أيّام ورود فلان، ووروده إنما يكون في ساعة وإن كان ينسب إلى الأيّام. وقول أهل اللّغة: إنّ القُرْءَ من: قَرَأَ، أي: جمع، فإنّهم اعتبروا الجمع بين زمن الطّهر وزمن الحيض حسبما ذكرت لاجتماع الدّم في الرّحم، والقِرَاءَةُ: ضمّ الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في التّرتيل، [وليس يقال ذلك لكلّ جمع] . لا يقال: قرأت القوم: إذا جمعتهم، ويدلّ على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد إذا تفوّه به قراءة، والْقُرْآنُ في الأصل مصدر، نحو: كفران ورجحان. قال تعالى:
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
[القيامة/ 17- 18] قال ابن عباس: إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به، وقد خصّ بالكتاب المنزّل على محمد صلّى الله عليه وسلم، فصار له كالعلم كما أنّ التّوراة لما أنزل على موسى، والإنجيل على عيسى صلّى الله عليهما وسلم. قال بعض العلماء: (تسمية هذا الكتاب قُرْآناً من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه) بل لجمعه ثمرة جميع العلوم، كما أشار تعالى إليه بقوله: وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ [يوسف/ 111] ، وقوله: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ [النحل/ 89] ، قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ [الزمر/ 28] ، وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ [الإسراء/ 106] ، فِي هذَا الْقُرْآنِ
[الروم/ 58] ، وَقُرْآنَ الْفَجْرِ
[الإسراء/ 78] أي:
قراءته، لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] وأقرأت فلانا كذا. قال: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى [الأعلى/ 6] ، وتَقَرَّأْتُ: تفهّمت، وقَارَأْتُهُ:
دارسته.
قرأ
قرَأَ يَقرَأ، قِراءةً وقُرْآنًا، فهو قارئ، والمفعول مَقْروء
• قرَأ الكتابَ ونحوَه:
1 - تتبَّع كلماته نظرًا، نطق بها أوْ لا "يهوى قراءةَ الشِّعر/ الرِّوايات- اعتاد أن يقرأ الصحفَ اليوميّة" ° قرأ العقَّادَ وطه حسين/ قرأ للعقّاد وطه حسين: قرأ كتبَ العقاد وطه حسين- قرأ علامات الغضب على وجهه: لاحظها فِراسةً أو عادة.
2 - جمعه وضمَّه " {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ} ".
• قرَأ الآيةَ من القرآن: تلاها؛ نطق بها عن نظر أو عن حِفْظ "إنّه قارئ للقرآن في الإذاعة- {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} " ° قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب: حفظًا دون كتاب.
• قرَأ الغيْبَ: تكهَّنَ به "يزعم أنّه يجيد قراءة الكفّ"? قرَأ للمستقبل حسابَه: احتاط له- قرَأ ما بين السُّطور: فهم الأمرَ المضمر، استشفّ المعنى الضِّمنيّ.
• قرَأ عليه السلامَ: أبْلَغَهُ إيَّاه.
• قرَأ على فلانٍ النحوَ: دَرَسه على يديه. 

أقرأَ يُقرئ، إقراءً، فهو مُقْرِئ، والمفعول مُقْرَأ (للمتعدِّي)
• أقرأتِ المرأةُ:
1 - حاضَت.
2 - طهُرت.
• أقرأ الشَّخْصَ: جعله يَقْرَأُ "أقرأ التِّلميذَ الدرسَ".
• أقرأه القُرْآنَ: عَلَّمه قواعِدَ قراءتِهِ " {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى} ".
• أقرأه السَّلامَ: أبْلَغَه إيّاه "أقرِئ محمّدًا السَّلامَ". 

اسْتقرأَ يَسْتقْرِئ، استِقراءً، فهو مُسْتقرِئ، والمفعول مُسْتقرَأ
• استقرأ المعلِّمُ تلميذَه: طلب إليه أو منه أن يقرأ.
• استقرأ الأمْرَ أو الشَّيءَ: استقراه، تفحّصه، درسه بعناية وتتبّعه لمعرفة خواصّه "استقرأ جوانب الموضوع كُلَّها- استقراء الأحداث السِّياسيّة- استقراء ظواهر الطَّبيعة- استقرأ الظاهرةَ اللغويَّة". 

انقرأَ ينقرئ، انقراءً، فهو مُنْقرِئ
• انقرأ النَّصُّ: مُطاوع قرَأَ: قُرِئ بسهولة. 

استقراء [مفرد]: ج استقراءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اسْتقرأَ.
2 - (سف) حكمٌ على الكلِّ بما يوجد في بعض أجزائه.
3 - تتبُّع الجزئيّات للوصول إلى نتيجة كُلِّيَّة "استقراء نواميس الطبيعة- استقراءاتنا للتاريخ تؤكِّد حتميّة انتصار الشّعوب".
• الاستقراء: (سف) الاستدلال العقليّ والانتقال به من الخصوص إلى العموم. 

استقرائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استقراء: "اهتمّ بالناحية التحليليّة الاستقرائيّة للواقع والتاريخ".
2 - مصدر صناعيّ من استقراء: بحث وتتبُّع للوصول إلى نتيجة "توصّل لنتائج مذهلة من خلال استقرائيّته لنواميس الطبيعة". 

قارِئ [مفرد]: ج قارئون وقَرأة وقُرّاء: اسم فاعل من قرَأَ ° القُرَّاء السَّبعة: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائيّ من قرّاء القرآن المشهورين- بريد القُرَّاء: باب في صحيفة أو مجلَّة ينشر فيه رسائل القُرّاء وقد يُرَدّ عليها- جمهور القُرَّاء: مجموع النَّاس الذين يقرأون الكتبَ والمجلاّت وغيرها في مجتمع ما- عزيزي القارئ: عبارة يستعملها الصحفيُّ أو الكاتبُ لمخاطبة القارئ- قارئُ الكَفِّ: من يتكهّن بالمستقبل وذلك بالنظر في خطوط باطن الكفّ وتفسيرها. 

قُرْء [مفرد]: ج أقرُؤ وأقْراء وقُروء:
1 - حَيْض "دَعِي الصَّلاَةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ [حديث] ".
2 - طهْرٌ من الحيض " {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ} ". 

قُرْآن [مفرد]: مصدر قرَأَ: " {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ}:

قراءته".
• القُرآن: كلام الله المُنزّل على رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم وحْيًا بواسطة جبريل عليه السّلام، المكتوب في المصاحف والمحفوظ في الصُّدور، عدد سوره 114 سورة، ويُقسَّم إلى 30 جزءًا، وهو المصدر الأوَّل من مصادر التَّشريع الإسلاميّ " {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} " ° تجويد القرآن: حُسن تلاوته- حَمَلَة القرآن: حفظته ورواتُه.
• علوم القُرْآن: العلوم التي اشتُقَّت مباشرة من القرآن الكريم أو تفرَّعت عنه، وذلك كعلم القراءات وعلم التَّفسير. 

قُرْآنِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قُرْآن: "دراسة/ آية قُرْآنيّة" ° مَدْرسَة قُرْآنيّة: يحفَّظ فيها القرآنُ الكريم، ويطلق عليها: كُتَّاب. 

قِراءة [مفرد]:
1 - مصدر قرَأَ ° قراءة الأفكار: القدرة على معرفة أفكار الغير بطرق اتِّصال خارجة عن نطاق الإدراك الحسّيّ- قراءة الكفِّ أو الفنجان: التكهُّن بالغيب- قراءة جهريّة: نطق بالمكتوب- قراءة سريعة: أسلوب سريع في القراءة يعتمد على التصفُّح أو استيعاب عدّة كلمات أو عبارات بلمحة- قراءة صامتة: إلقاء النظر والمطالعة بدون نطق.
2 - مطالعة.
3 - وجه من أوجه قراءة القرآن الكريم "يجيد قراءة القرآن بقراءة نافع- حفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر".
• عُسْر القراءة: (طب) اضطراب مَرَضِيّ في القدرة على القراءة يحدث نتيجة خلل عصبيّ ويؤدّي إلى صعوبة في القراءة والفهْم.
• القراءات السَّبع: أوجه قراءة القرآن التي رواها القرّاء السَّبعة في الحروف أو في كيفيّتها من تخفيف أو تشديد وغيرهما. 

قِرائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قِراءة.
• العَمَى القِرائيّ: (طب) عدم القُدْرة على القِراءة الناتج عن إصابات في الدِّماغ. 

قَرّاء [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قرَأَ: كثير القراءة.
2 - حسن القراءة "قرّاء أشعار". 

مَقْرَأَة [مفرد]: ج مَقارِئُ: مكان في مسجد أو ضريح أو غيرهما يجتمع فيه حُفَّاظ القرآن الكريم ليقرءوه تبرُّكًا به "اجتمع المشايخُ في المقرأة- شيخ عموم المقارئ المصريّة". 

مَقْروء [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قرَأَ.
2 - ما يُتَهَافَتُ على قراءتِهِ "جريدة مقروءة".
3 - ما يُقرأ بسهولة "كتب الرسالةَ بخطٍّ مقروء". 

قرأ: القُرآن: التنزيل العزيز، وانما قُدِّمَ على ما هو أَبْسَطُ منه

لشَرفه.

قَرَأَهُ يَقْرَؤُهُ ويَقْرُؤُهُ، الأَخيرة عن الزجاج، قَرْءاً وقِراءة وقُرآناً، الأُولى عن اللحياني، فهو مَقْرُوءٌ.

أَبو إِسحق النحوي: يُسمى كلام اللّه تعالى الذي أَنزله على نبيه، صلى اللّه عليه وسلم، كتاباً وقُرْآناً وفُرْقاناً، ومعنى القُرآن معنى الجمع، وسمي قُرْآناً لأَنه يجمع السُّوَر، فيَضُمُّها. وقوله تعالى: إِنَّ علينا جَمْعه وقُرآنه، أَي جَمْعَه وقِراءَته، فَإِذا قَرَأْنَاهُ فاتَّبِعْ

قُرْآنَهُ، أَي قِراءَتَهُ. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: فإِذا

بيَّنَّاه لك بالقراءة، فاعْمَلْ بما بَيَّنَّاه لك، فأَما قوله:

هُنَّ الحَرائِرُ، لا ربَّاتُ أَحْمِرةٍ، * سُودُ المَحاجِرِ، لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

فإِنه أَراد لا يَقْرَأْنَ السُّوَر، فزاد الباءَ كقراءة من قرأَ:

تُنْبِتُ بالدُّهْن، وقِراءة منْ قرأَ: يَكادُ سَنَى بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار، أَي تُنْبِتُ الدُّهنَ ويُذْهِبُ الأَبصارَ. وقَرَأْتُ الشيءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه وضَمَمْتُ بعضَه إِلى بعض. ومنه قولهم: ما قَرأَتْ هذه الناقةُ سَلىً قَطُّ، وما قَرَأَتْ جَنِيناً قطُّ، أَي لم يَضْطَمّ رَحِمُها على ولد، وأَنشد:

هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا

وقال: قال أَكثر الناس معناه لم تَجْمع جَنيناً أَي لم يَضطَمّ رَحِمُها على الجنين. قال، وفيه قول آخر: لم تقرأْ جنيناً أَي لم تُلْقه.

ومعنى قَرَأْتُ القُرآن: لَفَظْت به مَجْمُوعاً أَي أَلقيته. وروي عن الشافعي رضي اللّه عنه أَنه قرأَ القرآن على إِسمعيل بن قُسْطَنْطِين،

وكان يقول: القُران اسم، وليس بمهموز، ولم يُؤْخذ من قَرَأْت، ولكنَّه اسم لكتاب اللّه مثل التوراة والإِنجيل، ويَهمز قرأْت ولا يَهمز القرانَ، كما تقول إِذا قَرَأْتُ القُرانَ. قال وقال إِسمعيل: قَرأْتُ على شِبْل، وأَخبر شِبْلٌ أَنه قرأَ على عبداللّه بن كَثِير، وأَخبر عبداللّه أَنه قرأَ على مجاهد، وأَخبر مجاهد أَنه قرأَ على ابن عباس رضي اللّه عنهما، وأَخبر ابن عباس أَنه قرأَ على أُبَيٍّ، وقرأَ أُبَيٌّ على النبي صلى اللّه عليه وسلم.وقال أَبو بكر بن مجاهد المقرئُ: كان أَبو عَمرو بن العلاءِ لايهمز القرآن، وكان يقرؤُه كما رَوى عن ابن كثير. وفي الحديث: أَقْرَؤُكم أُبَيٌّ.

قال ابن الأَثير: قيل أَراد من جماعة مخصوصين، أَو في وقت من الأَوقات، فإِنَّ غيره كان أَقْرَأَ منه. قال: ويجوز أَن يريد به أَكثرَهم قِراءة، ويجوز أَن يكون عامّاً وأَنه أَقرأُ الصحابة أَي أَتْقَنُ للقُرآن وأَحفظُ. ورجل قارئٌ من قَوْم قُرَّاءٍ وقَرَأَةٍ وقارِئِين.

وأَقْرَأَ غيرَه يُقْرِئه إِقراءً. ومنه قيل: فلان المُقْرِئُ.

قال سيبويه: قَرَأَ واقْتَرأَ، بمعنى، بمنزلة عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه.

وصحيفةٌ مقْرُوءة، لا يُجِيز الكسائي والفرَّاءُ غيرَ ذلك، وهو

القياس. وحكى أَبو زيد: صحيفة مَقْرِيَّةٌ، وهو نادر إِلا في لغة من قال قَرَيْتُ.

وَقَرأْتُ الكتابَ قِراءة وقُرْآناً، ومنه سمي القرآن. وأَقْرَأَه

القُرآنَ، فهو مُقْرِئٌ. وقال ابن الأَثير: تكرّر في الحديث ذكر

القِراءة والاقْتراءِ والقارِئِ والقُرْآن، والأَصل في هذه اللفظة الجمع، وكلُّ شيءٍ جَمَعْتَه فقد قَرَأْتَه.

وسمي القرآنَ لأَنه جَمَعَ القِصَصَ والأَمرَ والنهيَ والوَعْدَ والوَعِيدَ والآياتِ والسورَ بعضَها إِلى بعضٍ، وهو مصدر كالغُفْرانِ والكُفْرانِ. قال: وقد يطلق على الصلاة لأَنّ فيها

قِراءة، تَسْمِيةً للشيءِ ببعضِه، وعلى القِراءة نَفْسِها، يقال: قَرَأَ

يَقْرَأُ قِراءة وقُرآناً. والاقْتِراءُ: افتِعالٌ من القِراءة. قال:

وقد تُحذف الهمزة منه تخفيفاً، فيقال: قُرانٌ، وقَرَيْتُ، وقارٍ، ونحو ذلك من التصريف. وفي الحديث: أَكثرُ مُنافِقي أُمَّتِي قُرّاؤُها، أَي أَنهم يَحْفَظونَ القُرآنَ نَفْياً للتُّهمَة عن أَنفسهم، وهم مُعْتَقِدون تَضْيِيعَه. وكان المنافقون في عَصْر النبي، صلى اللّه عليه وسلم، بهذه الصفة.

وقارَأَه مُقارَأَةً وقِراءً، بغير هاء: دارَسه.

واسْتَقْرَأَه: طلب إليه أَن يَقْرَأَ.

ورُوِيَ عن ابن مسعود: تَسَمَّعْتُ للقَرَأَةِ فإِذا هم مُتَقارِئُون؛ حكاهُ اللحياني ولم يفسره.

قال ابن سيده: وعندي أَنّ الجنَّ كانوا يَرُومون القِراءة.وفي حديث أُبَيٍّ في ذكر سورة الأَحْزابِ: إِن كانت لَتُقارئُ سورةَ البقرةِ، أَو هي أَطْولُ، أَي تُجاريها مَدَى طولِها في القِراءة، أَو إِن قارِئَها ليُساوِي قارِئَ البقرة في زمنِ قِراءَتها؛ وهي مُفاعَلةٌ من القِراءة. قال الخطابيُّ: هكذا رواه ابن هاشم، وأَكثر الروايات: إِن كانت لَتُوازي.

ورجل قَرَّاءٌ: حَسَنُ القِراءة من قَوم قَرائِين، ولا يُكَسَّرُ.

وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما: أَنه كان لا يَقْرَأُ في الظُّهر والعصر، ثم قال في آخره: وما كان ربُّكَ نَسِيّاً، معناه: أَنه كان لا يَجْهَر بالقِراءة فيهما، أَو لا يُسْمِع نَفْسَه قِراءَتَه، كأَنه رَأَى قوماً يقرؤُون فيُسَمِّعون نفوسَهم ومَن قَرُبَ منهم. ومعنى قوله: وما كان ربُّك نَسِيّاً، يريد أَن القِراءة التي تَجْهَرُ بها، أَو تُسْمِعُها نفْسَك، يكتبها الملكان، وإِذا قَرأْتَها في نفْسِك لم يَكْتُباها، واللّه يَحْفَظُها لك

ولا يَنْساها لِيُجازِيَكَ عليها.

والقَارِئُ والمُتَقَرِّئُ والقُرَّاءُ كُلّه: الناسِكُ، مثل حُسَّانٍ وجُمَّالٍ.

وقولُ زَيْد بنِ تُركِيٍّ الزُّبَيْدِيّ، وفي الصحاح قال الفرّاءُ:

أَنشدني أَبو صَدَقة الدُبَيْرِيّ:

بَيْضاءُ تَصْطادُ الغَوِيَّ، وتَسْتَبِي، * بالحُسْنِ، قَلْبَ المُسْلمِ القُرَّاء

القُرَّاءُ: يكون من القِراءة جمع قارئٍ، ولا يكون من التَّنَسُّك(1)

(1 قوله «ولا يكون من التنسك» عبارة المحكم في غير نسخة ويكون من التنسك، بدون لا.)، وهو أَحسن. قال ابن بري: صواب إِنشاده بيضاءَ بالفتح لأَنّ قبله:

ولقد عَجِبْتُ لكاعِبٍ، مَوْدُونةٍ، * أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنّاءِ

ومَوْدُونةٌ: مُلَيَّنةٌ؛ وَدَنُوه أَي رَطَّبُوه.

وجمع القُرّاء: قُرَّاؤُون وقَرائِئُ(2)

(2 قوله «وقرائئ» كذا في بعض النسخ والذي في القاموس قوارئ بواو بعد القاف بزنة فواعل ولكن في غير نسخة من المحكم قرارئ براءين بزنة فعاعل.)، جاؤوا بالهمز في الجمع لما كانت غير مُنْقَلِبةٍ بل موجودة في قَرَأْتُ.

الفرَّاء، يقال: رجل قُرَّاءٌ وامْرأَة قُرَّاءةٌ. وتَقَرَّأَ: تَفَقَّه.وتَقَرَّأَ: تَنَسَّكَ. ويقال: قَرَأْتُ أَي صِرْتُ قارِئاً ناسِكاً.

وتَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤاً، في هذا المعنى. وقال بعضهم: قَرَأْتُ : تَفَقَّهْتُ. ويقال: أَقْرَأْتُ في الشِّعر، وهذا الشِّعْرُ على قَرْءِ هذا الشِّعْر أَي طريقتِه ومِثاله. ابن بُزُرْجَ: هذا الشِّعْرُ على قَرِيِّ هذا.وقَرَأَ عليه السلام يَقْرَؤُه عليه وأَقْرَأَه إِياه: أَبلَغه.

وفي الحديث: إِن الرّبَّ عز وجل يُقْرِئكَ السلامَ. يقال: أَقْرِئْ

فلاناً السَّلامَ واقرأْ عَلَيْهِ السَّلامَ، كأَنه حين يُبَلِّغُه سَلامَه يَحمِلهُ على أَن يَقْرَأَ السلامَ ويَرُدَّه. وإِذا قَرَأَ الرجلُ القرآنَ والحديثَ على الشيخ يقول: أَقْرَأَنِي فلانٌ أَي حَمَلَنِي على أَن أَقْرَأَ عليه.

والقَرْءُ: الوَقْتُ. قال الشاعر:

إِذا ما السَّماءُ لم تَغِمْ، ثم أَخْلَفَتْ * قُروء الثُّرَيَّا أَنْ يكون لها قَطْرُ

يريد وقت نَوْئها الذي يُمْطَرُ فيه الناسُ.

ويقال للحُمَّى: قَرْءٌ، وللغائب: قَرْءٌ، وللبعِيد: قَرْءٌ. والقَرْءُ

والقُرْءُ: الحَيْضُ، والطُّهرُ ضِدّ. وذلك أَنَّ القَرْء الوقت، فقد

يكون للحَيْض والطُّهر. قال أَبو عبيد: القَرْءُ يصلح للحيض والطهر.

قال: وأظنه من أَقْرَأَتِ النُّجومُ إِذا غابَتْ. والجمع: أَقْراء.

وفي الحديث: دَعي الصلاةَ أَيامَ أَقْرائِكِ. وقُروءٌ، على فُعُول،

وأَقْرُؤٌ، الأَخيرة عن اللحياني في أَدنى العدد، ولم يعرف سيبويه أَقْراءً ولا أَقْرُؤاً. قال: اسْتَغْنَوْا عنه بفُعُول. وفي التنزيل: ثلاثة

قُرُوء، أَراد ثلاثةَ أَقْراء من قُرُوء، كما قالوا خمسة كِلاب، يُرادُ بها خمسةٌ مِن الكِلاب.

وكقوله:

خَمْسُ بَنانٍ قانِئِ الأَظْفارِ

أَراد خَمْساً مِنَ البَنانِ. وقال الأَعشى:

مُوَرَّثةً مالاً، وفي الحَيِّ رِفعْةً، * لِما ضاعَ فِيها مِنْ قُروءِ نِسائِكا

وقال الأَصمعي في قوله تعالى: ثلاثةَ قُرُوء، قال: جاء هذا على غير قياس، والقياسُ ثلاثةُ أَقْرُؤٍ. ولا يجوز أَن يقال ثلاثةُ فُلُوس، إِنما يقال ثلاثةُ أَفْلُسٍ، فإِذا كَثُرت فهي الفُلُوس، ولا يقال ثَلاثةُ رِجالٍ، وإِنما هي ثلاثةُ رَجْلةٍ، ولا يقال ثلاثةُ كِلاب، انما هي ثلاثةُ أَكْلُبٍ. قال أَبو حاتم: والنحويون قالوا في قوله تعالى: ثلاثةَ قُروء. أَراد ثلاثةً من القُروء.

أَبو عبيد: الأَقْراءُ: الحِيَضُ، والأَقْراء: الأَطْهار، وقد أَقْرَأَتِ المرأَةُ، في الأَمرين جميعاً، وأَصله من دُنُوِّ وقْتِ الشيء. قال الشافعي رضي اللّه عنه: القَرْء اسم للوقت فلما كان الحَيْضُ يَجِيء لِوقتٍ، والطُّهرُ يجيء لوَقْتٍ جاز أَن يكون الأَقْراء حِيَضاً وأَطْهاراً.

قال: ودَلَّت سنَّةُ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَنَّ اللّه، عز وجل، أَراد بقوله والمُطَلِّقاتُ يَتَرَبَّصْن بأَنْفُسِهنّ ثلاثةَ قُروء:

الأَطْهار. وذلك أَنَّ ابنَ عُمَرَ لمَّا طَلَّقَ امرأَتَه، وهي حائضٌ،

فاسْتَفْتَى عُمرُ، رضي اللّه عنه، النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فيما فَعَلَ، فقال: مُرْه فَلْيُراجِعْها، فإِذا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْها، فتِلك

العِدّةُ التي أَمَر اللّهُ تعالى أَن يُطَلَّقَ لها النِّساءُ.

وقال أَبو إِسحق: الَّذي عندي في حقيقة هذا أَنَّ القَرْءَ، في اللغة، الجَمْعُ، وأَنّ قولهم قَرَيْتُ الماء في الحَوْضِ، وإِن كان قد أُلْزِمَ الياءَ، فهو جَمَعـْتُ، وقَرَأْتُ القُرآنَ: لَفَظْتُ به مَجْموعاً، والقِرْدُ يَقْرِي أَي يَجْمَعُ ما يَأْكُلُ في فِيهِ، فإِنَّما القَرْءُ اجْتماعُ الدَّمِ في الرَّحِمِ، وذلك إِنما يكون في الطُّهر. وصح عن عائشة وابن عمر رضي اللّه عنهما أَنهما قالا: الأَقْراء والقُرُوء: الأَطْهار. وحَقَّقَ هذا اللفظَ، من كلام العرب، قولُ الأَعشى:

لِما ضاعَ فيها مِنْ قُرُوءِ نِسَائكا

فالقُرُوءُ هنا الأَطْهارُ لا الحِيَضُ، لإِن النّساءَ إِنما يُؤْتَيْن في أَطْهارِهِنَّ لا في حِيَضِهنَّ، فإِنما ضاعَ بغَيْبَتِه عنهنَّ أَطْهارُهُنَّ. ويقال: قَرَأَتِ المرأَةُ: طَهُرت، وقَرأَتْ: حاضَتْ.

قال حُمَيْدٌ:

أَراها غُلامانا الخَلا، فتَشَذَّرَتْ * مِراحاً، ولم تَقْرَأْ جَنِيناً ولا دَما

يقال: لم تَحْمِلْ عَلَقةً أَي دَماً ولا جَنِيناً. قال الأَزهريُّ: وأَهلُ العِراق يقولون: القَرْءُ: الحَيْضُ، وحجتهم قوله صلى اللّه عليه

وسلم: دَعِي الصلاةَ أَيَّامَ أَقْرائِكِ، أَي أَيامَ حِيَضِكِ.

وقال الكسائي والفَرّاء معاً: أَقْرأَتِ المرأَةُ إِذا حاضَتْ، فهي

مُقْرِئٌ . وقال الفرّاء: أَقْرأَتِ الحاجةُ إِذا تَأَخَّرَتْ. وقال الأخفش:

أَقْرأَتِ المرأَةُ إِذا حاضَتْ، وما قَرَأَتْ حَيْضةً أَي ما ضَمَّت

رَحِمُها على حَيْضةٍ. قال ابن الأَثير: قد تكرَّرت هذه اللفظة في الحديث مُفْرَدةً ومَجْمُوعةً، فالمُفْردة، بفتح القاف وتجمع على أَقْراءٍ وقُروءٍ، وهو من الأَضْداد، يقع على الطهر، وإِليه ذهب الشافعي وأَهل الحِجاز، ويقع على الحيض، وإِليه ذهب أَبو حنيفة وأَهل العِراق، والأَصل في القَرْءِ الوَقْتُ المعلوم، ولذلك وقعَ على الضِّدَّيْن، لأَن لكل منهما وقتاً.

وأَقْرأَتِ المرأَةُ إِذا طَهُرت وإِذا حاضت. وهذا الحديث أَراد بالأَقْراءِ فيه الحِيَضَ، لأَنه أَمَرَها فيه بِتَرْك الصلاةِ. وأَقْرَأَتِ المرأَةُ، وهي مُقْرِئٌ: حاضَتْ وطَهُرَتْ. وقَرَأَتْ إِذا رَأَتِ الدمَ.

والمُقَرَّأَةُ: التي يُنْتَظَرُ بها انْقِضاءُ أَقْرائها. قال أَبو عمرو بن

العَلاءِ: دَفَع فلان جاريتَه إِلى فُلانة تُقَرِّئُها أَي تُمْسِكُها عندها

حتى تَحِيضَ للاسْتِبراءِ. وقُرئَتِ المرأَةُ: حُبِسَتْ حتى انْقَضَتْ

عِدَّتُها. وقال الأَخفش: أَقْرَأَتِ المرأَةُ إِذا صارت صاحِبةَ حَيْضٍ،

فإِذا حاضت قلت: قَرَأَتْ، بلا أَلف. يقال: قَرَأَتِ المرأَةُ حَيْضَةً أَو

حَيْضَتَيْن. والقَرْءُ انْقِضاءُ الحَيْضِ. وقال بعضهم: ما بين

الحَيْضَتَيْن. وفي إِسْلامِ أَبي ذَرّ: لقد وضَعْتُ قولَه على أَقْراءِ الشِّعْر، فلا يَلْتَئِمُ على لِسانِ أَحدٍ أَي على طُرُق الشِّعْر وبُحُوره،

واحدها قَرْءٌ، بالفتح. وقال الزمخشري، أَو غيره: أَقْراءُ الشِّعْر:

قَوافِيه التي يُخْتَمُ بها، كأَقْراءِ الطُّهْر التي يَنْقَطِعُ عِندَها.

الواحد قَرْءٌ وقُرْءٌ وقَرِيءٌ، لأَنها مَقَاطِعُ الأَبيات وحُدُودُها.

وقَرَأَتِ الناقةُ والشَّاةُ تَقْرَأُ: حَمَلَتْ. قال:

هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا

وناقة قارئٌ، بغير هاء، وما قَرَأَتْ سَلىً قَطُّ: ما حَمَلَتْ مَلْقُوحاً، وقال اللحياني: معناه ما طَرَحَتْ. وقَرَأَتِ الناقةُ: وَلَدت.

وأَقْرَأَت الناقةُ والشاةُ: اسْتَقَرَّ الماءُ في رَحِمِها؛ وهي في قِرْوتها، على غير قياس، والقِياسُ قِرْأَتها. وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال يقال: ما قَرَأَتِ الناقةُ سَلىً قَطُّ، وما قَرَأَتْ مَلْقُوحاً

قَطُّ. قال بعضهم: لم تَحْمِلْ في رَحِمها ولداً قَطُّ. وقال بعضهم: ما

أَسْقَطَتْ ولداً قَطُّ أَي لم تحمل.

ابن شميل: ضَرَبَ الفحلُ الناقةَ على غير قُرْءٍ(1)

(يتبع...)

(تابع... 1): قرأ: القُرآن: التنزيل العزيز، وانما قُدِّمَ على ما هو أَبْسَطُ منه... ...

(1 قوله «غير قرء» هي في التهذيب بهذا الضبط.) ، وقُرْءُ الناقةِ: ضَبَعَتُها. وهذه ناقة قارئٌ وهذه نُوقٌ قَوارِئُ يا هذا؛ وهو من أَقْرأَتِ المرأَةُ، إلا أَنه يقال في المرأَة بالأَلف وفي الناقة بغير أَلف.

وقَرْءُ الفَرَسِ: أَيامُ وداقِها، أَو أَيام سِفادِها، والجمع

أَقْراءٌ.واسْتَقْرَأَ الجَملُ الناقةَ إِذا تارَكَها ليَنْظُر أَلَقِحَت أَم لا.

أبو عبيدة: ما دامت الوَدِيقُ في وَداقِها، فهي في قُرُوئها،

وأَقْرائِها.وأَقْرأَتِ النُّجوم: حانَ مغِيبها. وأَقْرَأَتِ النجومُ أَيضاً:

تأَخَّر مَطَرُها. وأَقْرَأَتِ الرِّياحُ: هَبَّتْ لأَوانِها ودَخلت في

أَوانِها.

والقارئُ: الوَقْتُ. وقول مالك بن الحَرثِ الهُذَليّ:

كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيلٍ، * إِذا هَبْتْ، لقارئِها، الرِّياحُ

أَي لوَقْتِ هُبُوبِها وشِدَّة بَرْدِها. والعَقْرُ: مَوضِعٌ بعَيْنِه.

وشَلِيلٌ: جَدُّ جَرِير بن عبداللّه البَجَلِيّ.

ويقال هذا قارِيءُ الرِّيح: لوَقْتِ هُبُوبِها، وهو من باب الكاهِل

والغارِب، وقد يكون على طَرْحِ الزَّائد.

وأَقْرَأَ أَمْرُك وأَقْرَأَتْ حاجَتُك، قيل: دنا، وقيل: اسْتَأْخَر.

وفي الصحاح: وأَقْرَأَتْ حاجَتُكَ: دَنَتْ. وقال بعضهم: أَعْتَمْتَ قِراكَ أَم أَقْرَأْتَه أَي أَحَبَسْتَه وأَخَّرْته؟ وأَقْرَأَ من أَهْله: دَنا.

وأَقرأَ من سَفَرِه: رَجَعَ. وأَقْرَأْتُ من سَفَري أي انْصَرَفْتُ.

والقِرْأَةُ، بالكسر، مثل القِرْعةِ: الوَباءُ.

وقِرْأَةُ البِلاد: وَباؤُها. قال الأَصمعي: إِذا قَدِمْتَ بلاداً فَمَكَثْتَ بها خَمْسَ عَشْرةَ ليلة، فقد ذَهَبت عنكَ قِرْأَةُ البلاد، وقِرْءُ البلاد. فأَما قول أَهل الحجاز قِرَةُ البلاد، فإِنما هو على حذف

الهمزة المتحرِّكة وإِلقائها على الساكن الذي قبلها، وهو نوع من القياس، فأَما إِغرابُ أبي عبيد، وظَنُّه إِياه لغة، فَخَطأٌ.

وفي الصحاح: أَن قولهم قِرةٌ، بغير همز، معناه: أَنه إِذا مَرِضَ بها بعد ذلك فليس من وَباءِ البلاد.

قر

أ1 قَرَأَ الشَّىْءَ, [aor. ـَ inf. n. قُرْآنٌ, He collected together the thing; put it, or drew it, together; (S, O, K, TA;) part to part, or portion to portion. (S, O, TA.) [This seems to be generally regarded as the primary signification.] b2: Hence the saying of the Arabs, مَا قَرَأَتْ هٰذِهِ النَّاقَةُ سَلًى قَطُّ and مَا قَرَأَتْ جِنِينًا, meaning This she-camel has not contracted her womb upon a young one: (S, O, TA:) but most say that the meaning is, her womb has not comprised, or enclosed, a fœtus:or the former saying means she has not borne a fœtus: accord. to AHeyth, this same saying and مَا قَرَأَتْ مَلْقُوحًا are both said to mean, by some, she has not borne in her womb a young one (??): and by some, she has not let fall a young one, ever; i. e. she has not been pregnant: and accord. to ISh, one says, ↓ ضَرَبَ الفَحْلُ النَّاقَةَ عَلَى غَيْرِ قَرْءٍ [which seems to mean The stallion covered the she-camel without her bringing forth, or becoming pregnant; for he adds that قرء الناقة means ضعتها; app. ضَعَتُهَا or ضِعَتُهَا; but I have not found ضَعَةٌ nor ضِعَةٌ among the inf. ns. of وَضَعَتْ meaning “ she brought forth; ” and I rather think that the right reading is ضَغَنُهَا or ضِغْنُهَا, and that the meaning therefore is, without her inclining, or being desirous: see 10, third sentence; and see قَرْءُ الفَرَسِ]: and there is another saying; that لَمْ تَقْرَأْ جَنِينًا means She has not, or did not, cast forth a fœtus, or a young one. (TA.) One says also, of the she-camel, (K, TA,) and of the ewe, or she-goat, (TA,) قَرَأَتْ, alone, meaning She became pregnant: (K, TA:) and likewise, of the pregnant [in general], or of the she-camel, accord. to different copies of the K, (TA,) meaning she brought forth: (K, TA:) ISh says that قَرَأَتْ is used in relation to a she-camel; and ↓ أَقْرَأَتْ, in relation to a woman: [each, app., in the former sense and in the latter:] and that one says ↓ نَاقَةٌ قَارِئٌ; pl. نُوقٌ قَوَارِئُ. (TA.) b3: See also 4.

A2: قَرَأَ الكِتَابِ, (S, O, Msb, * K, *) and بِهِ, (Msb, * K,) the verb being trans. by itself and by means of ب, or this particle is redundant, (Msb,) and sometimes the ء is suppressed, so that one says [قَرَى and] قَرَيْتُ

&c., (TA,) aor. ـَ and قَرُاَ, (K,) the latter aor. on the authority of Ez-Zejjájee, as is said in the L, but generally ignored, (TA,) inf. n. قِرَآءَةٌ and قُرْآنٌ (S, O, Msb, K) and قَرْءٌ, (Msb, K,) this last mentioned by Az; (Msb;) and ↓ اقترأهُ; (K;) He read [the book, or Scripture], or recited [it]: (K, TA:) or قَرَأْتُ القُرْآنَ means [properly, or etymologically, accord. to some,] I uttered [the words of] the Kur-án in a state of combination [or uninterruptedly]; (O, TA;) as Ktr is related to have said: (O:) [or قَرَأَ as used in a case of this kind app. signifies properly he read, or recited, the Scripture chanting; like as أَنْشَدَ properly signifies “ he recited ” poetry “ chanting with a high voice: ” (for Scripture and poetry are usually chanted:) then, he read, or recited, anything in any manner, without, or from, or in, a book.] It is said in a trad., مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ قِرَآءَةَ أُمِّ عَبْدٍ [He who desires to read, or recite, the Kur-án freshly, like as it was revealed, let him read, or recite, it in the manner of Ibn-Umm-'Abd]; meaning فَلْيُرَنِّلْ كَتَرْتِيلِهِ [properly, let him read, or recite, in a leisurely manner, with distinct utterance, and with moderation; but conventionally, let him chant, in a peculiar, distinct, and leisurely, manner; like as he did]: or يُحَزِّنْ كَتَحْزِينِهِ [let him read, or recite, with a slender and plaintive voice, like as he did]: or يَحْدُرْهُ كَحَدْرِهِ [let him read it, or recite it, quickly, like as he did]. (O.) And in a trad. of I'Ab, it is said, كَانَ لَا يَقْرَأُ فِى الظُّهْرِ وَالعَصْرِ, meaning He used not to recite [the Kur-án] aloud in the [prayers of the] noon and the [period of the afternoon called the] عْصر: or he used not to make himself to hear his reciting: as though he heard persons reciting and making themselves and those near them to hear. (TA.) The saying, in the Kur [lxxv. 17 and 18], إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِع قُرْآنَهُ means, Verily on us is the collecting thereof [i. e. of the Kur-án] and the reciting thereof; and when we recite it, then follow thou the reciting thereof:or, accord. to I'Ab, and when we explain it to thee, then do thou according to that which we have explained to thee: (S, O, TA:) or the meaning [signified and implied] is, verily on us is the collecting thereof in thy mind, and the fixing the recitation thereof on thy tongue; and when we recite it to thee by the tongue of Gabriel, then follow thou the reciting thereof, and often recur therein so that it may become firmly rooted in thy understanding: (Bd:) [therefore قُرْآنَهُ in the former instance means the teaching thee to recite it; and thus we may explain the assertion that]

قَرَأَ and ↓ أَقْرَأَ are syn. in like manner as are عَلَا قِرْنَهُ and استعلاهُ. (Sb, TA.) See 4. قَرَأَ عَلَيْهِ means He read, or recited, to him the Kur-án, &c., [as a teacher, or an informant; (as is shown by phrases in the Kur xxvi. 199 and lxxxiv. 21;) like تَلَا عَلَيْهِ: and also, as a conventional and post-classical phrase,] as a pupil, or learner, to his sheykh, or preceptor. (L.) قَرَأَ عَلَيْهِ السَّلَامَ and السَّلَامَ ↓ أَقْرَأَهُ are syn., (S, O, Msb, K, TA,) signifying He conveyed, or delivered, to him the salutation: or the latter phrase is not used unless the salutation is written: (K, TA:) or belongs to a particular dial.; and is used when the salutation is written, meaning he made him to read the salutation: (AHát, TA:) the aor. of the verb in the former phrase is قَرَاَ, and the inf. n. is قِرَآءَةٌ: As says that the making that verb trans. by itself is a mistake; therefore one should not say اِقْرَأْهُ السَّلَامَ [meaning Convey thou, or deliver thou, to him, salutation]. (Msb.) b2: See also 5.

A3: and see 4, first quarter.2 قرّأت جَارِيَةً She kept at her abode a girl, or young woman, until she should menstruate, in order to find if she were free from pregnancy. (Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, S, O.) And قِرّئَتْ She was kept in confinement [for the purpose above mentioned, or] in order that the termination of her menstruations might be waited for, or awaited, (K,) or until the termination of her عِدَّة [q. v.]. (TA.) 3 قارأهُ, (O, K.) inf. n. مُقَارَأَةٌ and قِرَآءٌ, (K,) He read, or studied, with him, each of them teaching the other. (O, K.) b2: It is said of the [ch. of the Kur-án entitled] سُورَةُ الأَحْزَاب, as Ibn-Háshim related that trad., إِنْ كَانَتْ لَتُقَارِئُ سُورَةَ البَقَرَةِ هِىَ أَطْوَلُ i. e. [Verily (إِنْ being here a contraction of إِنَّ as in the Kur xvii. 75 and 78 &c.)] it was equal as to the time required to read it, or to recite it, to [that which is entitled] the سورة of the بقرة [or it was longer]: but most related it as commencing with the words ان كانت لَتُوَازِى. (TA.) 4 اقرأت, said of a woman: see 1, former half. Said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) She retained the seed of the male in her womb: (K, TA:) and when this is the case, one says that she is فى قِرْوَتِهَا, which is anomalous, for ↓ فى قِرْأَتِهَا; (TA in the present art.;) meaning in the first period of her pregnancy, before its becoming apparent, or manifest. (TA in art. قرو.) [And accord. to Freytag, (app. in the phrase أَقْرَأَتْ سَمًّا,) the verb is expl. in the Kitáb el-Addád as said of a serpent, meaning It retained poison for the space of a month.] b2: Also, said of a woman, She menstruated: and she became pure from the menstrual discharge: (S, O, * Msb, K, TA:) and so ↓ قَرَأَتْ, in both of these senses, (Msb, TA,) aor. ـَ inf. n. قَرْءٌ; (Msb;) or in the former sense; (Akh, S, K;) and [accordingly] one says, قَرَأَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ [so in copies of the S, agreeably with what immediately precedes, but in one of my copies of the S and in the O and TA, أَقْرَأَت, meaning, she menstruated once or twice]; (S, O, * TA; *) and قَرَأَتْ signifies she saw the blood [of the menses app. for the first time]: (TA:) and أَقْرَأَتْ signifies she became one who had the menstrual discharge. (Akh, S, O, TA.) [Accord. to Zj, as I gather from the TA, the second of the significations in the sentence immediately preceding is from the collection of the blood in the womb: in the opinion of IAth, it and the first signification are from relation to time: but I rather incline to think that the converse of this is the case, and that hence are deduced several other meanings here following.] b3: اقرأت الرِّيَاحُ (S, K) The winds blew, (K,) or began [to blow], (S,) in their time, or season. (S, K.) b4: اقرأ (said of a man, O, TA) He reverted, or turned back, (O, K, TA,) from his journey. (O, TA.) And He returned (K, TA) from his journey. (TA.) b5: And He, or it, approached, or drew near. (K.) You say, أَقْرَأْتُ مِنْ أَهْلِى I approached, or drew near to, my family. (O.) And أَقْرَأَتْ حَاجَتُكَ They object of want approached, or drew near; or has approached, &c. (S, O.) b6: And It set, (K, TA,) said of a star: or the time of its setting came, or drew near. (TA.) أَقْرَأَتِ النُّجُومُ signifies The stars set: (O:) b7: and also (O) The stars delayed [to bring] their rain. (S, O.) b8: And اقرأ is also syn. with أَخَّرَ, (K, TA,) in the phrase اقرأ حَاجَتَهُ [He postponed, or delayed, the object of his want:] (TA:) and, (K, TA,) as some say, (TA,) syn. with اِسْتَأْخَرَ [He, or it, was, or became, behind, backward, late, &c.:] (K, TA:) [but it should be observed that أَخَّرَ is often intrans., and syn. with اِسْتَأْخَرَ; therefore one signification may possibly in this instance be meant by both: such, however, is not the case accord. to SM, as has been shown above, and as is further shown by his saying,] perhaps the saying of the author of the K, that it is syn. with أَخَّرَ, may have been taken from the phrase أَعَتَّمْتَ قِرَاكَ أَمْ أَقْرَأْتَهُ i. e. Hast thou withheld thy entertainment for the guest, or guests, or hast thou postponed it? but his explanation is obviously loose and defective. (TA.) b9: أَقْرَأْتُ فِى الشِّعْرِ is from الأَقْرَآءُ [pl. of القَرْءُ or القُرْءُ: hence it seems to mean I rhymed, or versified: compare أَرْجَزَ from الرَّجَزُ, and أَرْمَلَ from الرَّمَلُ, &c.]. (O. [See also 8.]) A2: أَقْرَأهُ, (L, K, TA,) inf. n. إِقْرَآءٌ, (TA,) He (a sheykh, or preceptor, L, TA) made him, or taught him, to read, or recite; (L, K, TA;) [and so ↓ قَرَأَهُ, inf. n. قُرْآنٌ, as shown before:] see 1, last quarter. One says, أَقْرَأَهُ القُرْآنَ (S, O, L, TA) and الحَدِيثَ (L, TA) He made him, or taught him, to read, or recite, the Kur-án and the tradition. (L, TA.) Hence

أَقْرَأَهُ السَّلَامَ: (AHát, TA:) see 1, near the end. b2: See also what next follows.5 تقرّأ He devoted himself to religious exercises [and particularly to the reading, or reciting, of the Kur-án]; (S, K;) as also ↓ قَرَأَ; (O, TA;) and ↓ اقرأ: (K, TA:) and i. q. تَفَقَّهَ [i. e. he learned knowledge, or science; or particularly الفِقْه, meaning the science of the law. (K.) 8 إِقْتَرَاَ see 1, former half. [After the mention of اقترأهُ as syn. with قَرَأَهُ, it is added in the TA, يقال اقترأت فى الشعر, in which اقترأت is evidently a mistranscription; and not attributable to the copyist, but to the author, of the TA, for the whole sentence is misplaced.]10 استقرأ الأَشْيَآءَ, (Msb,) or استقرى الاشياءَ, (TA in art. قرو,) [both probably correct, as dial. vars.,] He investigated the أَقْرَآء [or modes, or manners of being, (pl. of ↓ قَرْءٌ or قُرْءٌ, and of قَرْوٌ,)] of the things, for acquiring a knowledge of their conditions and properties. (Msb in this art., and TA in art. قرو.) [And one says also, استقرأ الكتَابَ, meaning He investigated the book to find some particular thing.] b2: And استقرأ الجَمَلُ النَّاقَةَ The he-camel left the she-camel (تَارَكَهَا [in the CK and in my MS. copy of the K باركها]) in order that he might see whether she had conceived or not: (S, K:) [or whether she were in her state of desire: for SM adds, after stating that this is from AO,] as long as the وديق [i. e. وَدِيق, an epithet which seems to be properly applied to a female solid-hoofed animal, but here app. applied to a she-camel,] is in her وديق [a mistranscription for وِدَاق or a noun cognate there with], one says of her, ↓ هِىَ فِى قُرْئِهَا and أَقْرَائِهَا. (TA. [See also 1, first quarter; and see قَرْءُ الفَرَسِ.]) b3: And استقرأهُ signifies He desired, or demanded, of him that he should read, or recite. (MA, TA.) قَرْءٌ (S, Mgh, O, Msb, K, &c.) and ↓ قُرْءٌ, (Mgh, Msb, K,) or the latter is a simple subst. and the former is an inf. n., (Msb,) A menstruation: and a state of purity from the menstrual discharge: (S, Mgh, O, Msb, K, &c.:) thus having two contr. meanings: (S, O, K:) said by IAth to have the latter meaning accord. to Esh-Sháfi'ee and the people of El-Hijáz, and the former meaning accord. to Aboo-Haneefeh and the people of El-' Irák: (TA:) and a time; (AA, S, Mgh, O, K;) and so ↓ قَارِئٌ; (S, Mgh, O;) as in the sayings, هَبَّتِ الرِّيحُ لِقَرْئِهَا and ↓ لِقَارِئِهَا The wind blew at its time; (KT, Mgh;) and this is the primary signification (IAth, Mgh, O) accord. to AA [and some others]; (Mgh;) whence [accord. to them] the first and second of the meanings mentioned above: (KT, S, IAth, Mgh, O:) and قَرْءٌ signifies also the termination of a menstruation: and some say, the period between two menstruations: (S:) accord. to Zj, it means the collecting of the blood in the womb; which is only in the case of becoming pure from menstruation: (TA:) the pl. is أَقْرَآءٌ and قُرُوْءٌ and أَقْرُؤٌ, (S, O, Msb, K,) the last of which [as also properly the first] is a pl. of pauc.; (S, O, Msb;) or when قَرْءٌ or ↓ قُرْءٌ has the first of the meanings assigned to it above the pl. is أَقْرَآءٌ, and when it has the second thereof the pl. is قُرُوْءٌ: (K:) respecting the phrase ثَلٰثَةَ قُرُوْءٍ in the Kur [ii. 228], As says, it should by rule be ثَلٰثَةَ أَقْرُؤٍ: (Msb, TA:) the grammarians say that it is for ثَلٰثَةً مِنَ القُرُوْءِ; thus in the L: (TA:) or they say that it is for ثَلٰثَةَ أَقْرُؤٍ مِنَ القُرُوْءِ: but some of them say that it is allowable to use a pl. of mult. in relation to three and more as far as ten [inclusively] without [the necessity of] rendering the phrase otherwise in grammatical analysis. (Msb.) b2: [Hence,] A rhyme: (Z, K, TA:) أَقْرَآءٌ (Z, O, TA) and قُرُوْءٌ (O) signifying the rhymes of verses; (Z, O, TA;) which terminate like as do the اقرآء of the states of purity from menstruation; (Z, TA;) [i. e., they are thus called] because they terminate, and limit, the verses: (O:) and أَقْرَآءُ الشِّعْرِ signifies also the several modes, or manners. or species, (IAth, O, K, TA,) and metres, (IAth, TA,) and scopes, (K, * TA,) of verse, or poetry: (IAth, O, K, TA:) the sing. is قَرْءٌ (O, TA) and ↓ قُرْءٌ, and some say ↓ قِرْءٌ also, and ↓ قَرِىْ and قَرِىٌّ, and some say that it is قَرْوٌ [q. v.] with و: and the pl. of قَرِىٌّ is [also] أَقْرِيَةٌ [a pl. of pauc.]. (TA.) One says, هٰذَا الشِّعْرُ عَلَى قَرْءِ هٰذَا الشِّعْرِ i. e. This poetry is according to the mode, or manner, &c., of this poetry. (O.) See also 10, first sentence. b3: Also A periodical festival; syn. عِيدٌ. (TA.) b4: And A fever [app. an intermittent, or a periodically-recurrent, fever]. (TA.) b5: And i. q. غَائِبٌ [app. meaning A thing becoming absent, or unapparent, or setting, like a star: see 4]. (TA.) b6: And قُرْءُ الفَرَسِ means The days of the mare's desiring the stallion: or, of her being covered: one says هِىَ فِى قَرْئِهَا and فِى أَقْرَائِهَا [She is in her days of desiring &c.]. (TA.) See also 1, first quarter; and see 10, third sentence.

قُرْءٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

قِرْءٌ: see قَرْءٌ, last quarter: b2: and see also the paragraph here following.

قِرْأَةٌ The وَبَآء [by which is here meant the common, or general, disease] (As, S, O, K) of a country; (S, O;) of which it is said that when a person has come to that country and remained in it fifteen nights [or days, accord. to one of my copies of the S,] the قرأة thereof quits him; or, as the people of El-Hijáz say, its قِرَة; meaning that if he be affected with a malady after that, it will not be from the وبآء [or قرأة] of the country: (As, S, O;) and it is also termed ↓ قِرْءٌ. (TA. [But I think it not improbable that this last word may have originated in a mistranscription of قِرَةٌ.]) A2: See also 4, second sentence.

القُرْآنُ is said by some of the erudite to be originally an inf. n. of قَرَأْتُ الشَّىْءَ meaning “ I collected together the thing,” or of قَرَأْتُ الكِتَابَ meaning “ I read, or recited, the book, or Scripture; ” and then conventionally applied to signify The Book of God that was revealed to Mo-hammad: (Kull:) it is [also expl. as signifying] the revelation, (K, TA,) meaning that which is termed العَزِيز [the mighty, or inimitable, &c.], which is read, or recited, and written in books, or volumes: (TA:) used as a subst., and unrestrictedly, it is applied in the language of the law to the substance itself [whereof the Kur-án consists], and lexically to the alphabetical letters [in which it is written] for these are what are read; as when one says, كَتَبْتُ القُرْآنَ [I wrote the Kur-án], and مَسِسْتُهُ [I touched it]: (Msb:) [and without the article ال, it is applied to any portion of the Kur-án:] accord. to AO, (S,) and Zj, (TA,) it is thus called because it collects and comprises the سُوَر [or chapters]: (S, O, TA:) and IAth says that the original meaning of the word is the collection; and that the قُرْآن is so called because it has collected the histories [of the prophets &c.], and commands and prohibitions, and promises and threats, [and the like is said in the O,] and the آيَات [i. e. verses, or signs], and the سُوَر [or chapters]: but Ismá'eel Ibn-Kustan- teen, to whom, as a disciple to his preceptor, EshSháfi'ee read, or recited, the Kur-án, is related on the latter's authority to have said that القُرَانُ is a subst., and with hemz, and not taken from قَرَأْتُ, but is a name for the Book of God, like التَّوْرَاةُ [the Book of the Law revealed to Moses] and الإِنْجِيلُ [the Gospel]: and it is related that Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà used to pronounce القران without hemz [like many others, but it is, and always has been, pronounced by most with hemz]. (TA.) b2: It is also applied to The divinely appointed act of prayer (الصَّلَاةُ) because it comprises recitation [of words of the Kur-án]. (IAth, TA.) قَرِىْءٌ: see قَرْءٌ, last quarter.

قَرَّاءٌ A good reader or reciter [of the Kur-án]: pl. قَرَّاؤُونَ: it has no broken pl. (K, TA.) قُرَّآءٌ, (S, O, K,) an epithet applied to a man and to a woman, (Fr, TA,) and ↓ قَارِئٌ and ↓ مُتَقَرِّئٌ, (K,) A devotee; or one who devotes himself [and in the case of the first of these epithets herself] to religious exercises [and particularly to the reading, or reciting, of the Kur-án]: (S, O, K:) pl. قُرَّاؤُونَ (S, K) and قَرَارِىْءُ, (K, TA,) [in the CK قَرارِئُ and] in a MS copy of the K قَوَارِئُ, which might be a pl. of قَارِئٌ; and in the L قَرَائِئُ. (TA.) And قُرَّآءُ is sometimes a pl. of قَارِئٌ. (S.) قَارِئٌ as an epithet applied to a she-camel; pl. قَوَارِئُ: see 1, former half.

A2: Also Reading, or reciting, the Kur-án [&c.]; or a reader, or reciter, thereof: (K, TA:) and sometimes the ء is suppressed, so that one says قَارٍ: (TA:) pl. قَرَأَةٌ and قُرَّآءٌ (S, O, Msb, K) and قَارِئُونَ. (Msb, K.) b2: And syn. with قُرَّآءٌ, q. v. (K.) A3: See also قَرْءٌ, first quarter, in two places.

A4: هٰذَا وَقْتُ قَارِئِ الرِّيحِ means This is the time of the blowing of the wind. (TA.) A5: It is also said to signify The top, or upper part, of a قَصْر [or pavilion, &c.]. (O.) أَقْرَؤُكُمْ, occurring in a trad., may mean He, of you, who reads, or recites, [the Kur-án] most: or it may mean, who is most sound in his knowledge of the Kur-án, and who retains it most in his memory. (Ibn-Ketheer, TA.) مُقْرِئٌ [thus withot ة] Menstruating: (S, Msb:) and also being pure from the menstrual discharge. (Msb.) A2: And One who makes, or teaches, another or others to read, or recite, (S, TA,) the Kur-án [&c.). (S.) مُقَرَّأَةٌ One whose termination of her menstruations is waited for, or awaited (K.) [See the verb.]

صَحِيفَةٌ مَقْرُوْءَةٌ, (K, TA,) the only form of the latter word allowed by Ks and Fr, (TA,) and مَقْرُوَّةٌ and مَقْرِيَّةٌ, (K, TA,) which are extr., except in the dial. of those who say قَرَيْتُ [ for قَرَأْتُ], (TA,) [A writing read.]

مُتَقَرِئٌ: see قُرَّآءٌ.

قبر

قبر: {فأقبره}: جعل له قبرا.
(قبر)
الْمَيِّت قبرا دَفنه
بَاب الْقَبْر

الْقَبْر واللحد والرمس والضريح والبرزخ والحافرة والشق 
ق ب ر : الْقَبْرُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ قُبُورٌ وَالْمَقْبُرَةُ بِضَمِّ الثَّالِثِ وَفَتْحِهِ مَوْضِعُ الْقُبُورِ وَالْجَمْعُ مَقَابِرُ وَقَبَرْتُ الْمَيِّتَ قَبْرًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ دَفَنْتُهُ وَأَقْبَرْتُهُ بِالْأَلِفِ أَمَرْتُ أَنْ يُقْبَرَ أَوْ جَعَلْتُ لَهُ قَبْرًا وَالْقُبَّرُ وِزَانُ سُكَّرٍ ضَرْبٌ مِنْ الْعَصَافِيرِ الْوَاحِدَةُ قُبَّرَةٌ وَالْقُنْبُرَةُ لُغَةٌ فِيهَا وَهِيَ بِنُونٍ بَعْدَ الْقَافِ وَكَأَنَّهَا بَدَلٌ مِنْ أَحَدِ حَرْفَيْ التَّضْعِيفِ وَيُضَمُّ الثَّالِثُ وَيُفْتَحُ لِلتَّخْفِيفِ وَالْجَمْعُ قَنَابِرُ. 

قبر


قَبَرَ(n. ac.
قَبْر
مَقْبَر)
a. Buried, interred.

أَقْبَرَa. Had buried, allowed to be buried; allowed to
bury.
b. Made a grave for.

قَبْر
(pl.
قُبُوْر)
a. Grave; tomb, sepulchre.
b. Interment, burial.

قُبَرa. see 11b. A kind of white grape.

قُبَّر
قُبَّرَة
11ta. Lark; sky-lark.

مَقْبَرa. see 17t
مَقْبَرَة
(pl.
مَقَاْبِرُ)
a. Burial-place; graveyard, cemetery.

مَقْبَرِيّa. Sepulchral; belonging to a graveyard.
b. Grave-digger, sexton.

مَقْبِرَة
مَقْبُر
مَقْبُرَةa. see 17t
مَقْبُرِيّa. see 17yi
مِقْبَرَةa. see 17t
قَبُوْرa. Flat, low (ground).
قُبَّاْرa. Birdcatcher's lantern.

N. P.
قَبڤرَa. Interred.

قُنْبَُرَة قُنْبُرَآء (pl.
قَنَابِر)
a. see 11t
قُبْرُس
a. Cyprus.
b. Copper.

قِبْز
a. Short.
b. Miser.

قُبُز
a. A musical instrument.
قبر
القَبْرُ: مَدْفَنُ الانسانِ. والمَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ: مَوْضِعُه. والفِعْلُ: قَبَرْتُه أقْبُرُه. والإقْبَارُ: أنْ تُهَىءَ له قَبْراً. وقولُه عَزَّ وجلِّ: " ثمَّ أمَاتَهُ فأقْبَرَه " أي جَعَلَه بحالٍ يُقْبَرُ.
والقِبْرُ: مَوضِعٌ مُتَأكِّلٌ مُسْتَرْخٍ في العُوْد.
والقِبِرّى - على وَزْنِ الجِرِشّى -: هو الأنْفُ، يقولون: أتاني رافِعاً قِبِرّاه: إذا شَمَخَ بأنْفِهِ. وقيل: هو العُنُقُ في قَوْلهم: أتاني نافِشاً قِبِرّاه.
والقُبّارُ: سِرَاجُ الصيّادِ باللَّيْل. وقيل: هم قَوْمٌ يَجْتَمِعُونَ لِيَجُرُّوا ما وَقَعَ في الشِّبَاكِ من صَيْدِ البَحْرِ. وقيل: هو جَمْعُ القابِرِ الذي يَدْفُنُ المَيِّتَ.
والقُبَرُ - مُخَفف -: هو القًبَّرُ للطائرِ الذي يسَمّى القُنْبُرَة.
ق ب ر

قبر الميت، وأنت غداً مقبور. وتقول: نقلوا من القصور، إلى القبور، ومن المنابر، إلى المقابر. وهذا مقبر فلان. والبقيع مقبرة المدينة ومقبرتها. قال:

لكل أناسٍ مقبر بفنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد

ومن المجاز: قولهم للمتكبر: رفع قبرّاه، وجاء رافعاً قبّراه وهي الأنف العظيم كأنها شبّهت بالقبر، كما يقال: رءوس كقبور عادٍ. قال مرادس الدبيريّ:

لقد أتاني رافعاً قبرّاه ... لا يعرف الحق وليس يهواه

وتقول: واكبراه، إذا رفع قبّراه، وتقول: ثبوا على المنابر، فقد خلا الجو للقنابر؛ جمع قنبرة، ويقال لها: القبّرة والقُبَرة والقبّر والقبر.
ق ب ر: (الْقَبْرُ) وَاحِدُ (الْقُبُورِ) وَ (الْمَقْبُرَةُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا وَاحِدَةُ (الْمَقَابِرِ) . وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ (الْمَقْبُرُ) بِغَيْرِ هَاءٍ. وَ (قَبَرَ) الْمَيِّتَ دَفَنَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (أَقْبَرَهُ) أَمَرَ بِأَنْ يُقْبَرَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقْبَرَهُ صَيَّرَ لَهُ قَبْرًا يُدْفَنُ فِيهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: 21] أَيْ جَعَلَهُ مِمَّنْ يُقْبَرُ وَلَمْ يَجْعَلْهُ يُلْقَى لِلْكِلَابِ. فَالْقَبْرُ مِمَّا أُكْرِمَ بِهِ بَنُو آدَمَ. وَ (الْقُبَّرَةُ) وَاحِدَةُ (الْقُبَّرِ) وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. وَ (الْقُنْبُرَاءُ) بِالْمَدِّ وَضَمِّ الْقَافِ وَالْبَاءِ لُغَةٌ فِيهَا وَالْجَمْعُ (الْقَنَابِرُ) . وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: (الْقُنْبُرَةُ) وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الرَّجَزِ. 
قبر: قبره: دفنه، وعاش بعده، ومحا أثره وجعله منسيا. (بوشر).
أقبر: دفن. (فوك، الكالا).
انقبر: دفن. (فوك، باين سميث 1486).
قبر: يجمع على أقبر أيضا. (رايت) وفي الأغاني (ص69): ورب القبر. وقد ترجمها كوسجارتن إلى اللاتينية بما معناه: ورب البيت المقدس.
قبري: رمسي، ضريحي. (بوشر).
قبرية: حجر القبر، شاهد القبر. (ابن البيطار، 1: 40، 2: 15).
قبرة وفي معجم الكالا قبرة (بالأسبانية caparra والجمع قبر (قبر): قرادة (حشرة تعيش على جلد المجترات والكلاب وتمتص دمها). قرادة الكلب. (فوك الكالا).
قبورات (بالتركية قبور): أفراخ المسدس والطبنجة والغداوة. (هلو).
قبوري، الحجر القبوري: نوع من الجمر. (ابن البيطار 1: 119). ولا أدري إذا ما كان يجب ترجمته بشاهد القبر كما يرى سونثيمر.
حفرة قبورية: حفرة شكلها شكل لحد القبر. (ابن العوام 1: 190، 211، 246).
قبار: حفار القبور. (همبرت ص215).
قبار (باليونانية كاسكسابيس) وواحدته قبارة: كبر (معجم الإدريسي ص297) ويقال له كبار أيضا.
قبار البقلة: عذبة. (بوشر).
قابر: حفار القبور. (الكالا).
مقبرة: تربة، ضريح. (معجم الأسبانية ص168). المقابر (جمع): مقبرة. (معجم الأسبانية ص168).
وفي رياض النفوس (ص79 و): رأيت البارحة قصورا في طرف المقابر مملوءة بالجوهر الخ.
(ق ب ر)

الْقَبْر: مدفن الْإِنْسَان. وَجمعه: قُبُور.

والمقبرة: مَوضِع الْقُبُور. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْمقْبرَة: لَيْسَ على الْفِعْل، وَلكنه: اسْم.

وقبره يقبره، ويقبره: دَفنه.

وأقبره: جعل لَهُ قبرا.

وأقبر الْقَوْم قتيلهم: أَعْطَاهُم إِيَّاه يقبرونه. وَأَرْض قُبُور: غامضة.

ونخلة قُبُور: سريعة الْحمل.

وَقيل: هِيَ الَّتِي يكون حملهَا فِي سعفها.

والقبر: مَوضِع متأكل فِي عود الطّيب.

والقبري: الْعَظِيم الْأنف.

وَقيل: هُوَ الْأنف نَفسه.

والقبر: عِنَب ابيض فِيهِ طول، وعناقيده متوسطة، ويزبب.

والقبر، والقبرة، والقنبر، والقنبرة، والقنبراء: طَائِر يشبه الْحمرَة.

والقبار: قوم يتجمعون لجر مَا فِي الشباك من الصَّيْد، عمانية، قَالَ العجاج:

كَأَنَّمَا تجمعُوا قبارا
[قبر] القَبْرُ: واحد القُبور. والمَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ بفتح الباء وضمها: واحدة المقابِر. وقد جاء في الشعر المَقْبَرُ. وقال عبد الله ابن ثعلبة الحنفي: لكلِّ أناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائهِم * فهم ينقُصونَ والقُبورُ تَزيدْ - وهو المَقْبَريُّ والمَقْبُرِيُّ. وقَبَرْتُ الميتَ أقْبُرُهُ قَبْراً، أي دفنته. وأقْبَرْتُهُ، أي أمرت بأن يقبر. قالت تميم للحجاج " أقبرنا صالحا "، وكان قد قتله وصلبه، أي ائذن لنا في أن نقبره. قال لهم: دونكموه. قال ابن السكيت: أقْبَرْتُهُ، أي صيّرت له قَبْراً يدفن فيه. وقوله تعالى:

(ثم أماتَهُ فأقْبَرَهُ) *، أي جعله ممن يُقْبَر، ولم يجعله يلقى للكلاب. وكأنَّ القبر مما أُكرم به بنو آدم. والقُبَّرَةُ: واحدة القُبَّرِ، وهو ضربٌ من الطير. قال طرفة وكان يصطاد هذا الطير في صباه: يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ * خلا لك الجو فبيضي واصفرى - ونقرى ما شئت أن تنقري * قد ذهب الصياد عنك فابشرى - لابد من صيدك يوما فاصبري * والقنبراء: لغة فيها، والجمع القنابر مثل العنصلاء والعناصل: والعامة تقول: القنبرة، وقد جاء ذلك في الرجز، أنشده أبو عبيدة: جاء الشتاء واجثأل القنبر * وجعلت عين الحرور تسكر - أي يسكن حرها ويخبو. وقنبر: اسم رجل، بالفتح.

قبر

1 قَبَرَ, aor. ـُ and قَبِرَ, inf. n. قَبْرٌ (S, Msb, K) and مَقْبَرٌ, (K,) He buried a corpse; (S, Msb, K:) concealed it in the earth. (TA.) 4 اقبرهُ He made him to be buried: so in the Kur, lxxx. 21: (Fr, S:) where it is meant that man is not made by God to be thrown, when dead, to the dogs, (S,) or to the birds and wild beasts. (Fr.) b2: He ordered that he should be buried. (S, Mgh, Msb.) b3: [He permitted that he should be buried.] The tribe of Temeem said to El-Hejjáj, who had slain Sálih the son of 'Abder-Rahmán, أَقْبِرْنَا صَالِحًا, meaning, Permit us to bury Sálih. (S, * TA.) You say also اقبر القَوْمَ, meaning, He gave them their slain that they might burg him. (K.) b4: He assigned to him, or made for him, a grave (ISk, S, Msb, K) to be buried in it: (S:) he made him to have a grave. (Mgh.) b5: Accord. to some, He ordered him to dig a grave. (TA.) قَبْرٌ A grave, tomb, sepulchre, or place of burial, of a human being: (K:) pl. قُبُور. (S, Msb, K.) قُبَرٌ: see قَبَّرٌ.

قُبَّرٌ (S, Msb, K) and ↓ قُبَرٌ (K) and ↓ قُنْبُرَآءُ (S, K) and ↓ فُنْبُرٌ, this last occurring in a Rejez, to be cited below, (S,) The [lark;] a kind of bird, (S, K,) resembling the حُمَّرَة; (TA;) a kind of small bird; (Msb:) n. un. قُبَّرَةٌ (S, Msb, K) and قُبَرَةٌ (K) and قُنْبُرَةٌ, (S, Msb,) which last is the form used by the vulgar, (S,) or it is not allowable, or it is a form of weak authority, (K,) and is also pronounced قُنْبَرَةٌ: (Msb:) pl. of قنبراء, (S, K,) and of قنبرة, (Msb,) قَنَابِرُ. (S, Msb, K.) AO cites, from a Rejez of Jendel Ibn-El-Muthennà Et-Tahawee, جَآءَ الشِّتَآءُ وَاجْثَأَلَّ القُنْبُرُ [The winter came, and the lark plumed himself]. (S.) قُنْبُرٌ: see قُبَّرٌ.

قُنْبُرَآءُ: see قُبَّرٌ.

مَقْبَرٌ and مَقْبُرٌ: see مَقْبُرَةٌ.

مَقْبُرَةٌ and مَقْبَرَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and مَقْبِرَةٌ and مِقْبَرَةٌ (K) and ↓ مَقْبَرٌ, (Lth, S, Mgh,) with fet-h only, (Mgh,) this last occurring in poetry, (S,) but agreeable with analogy, (IB,) and ↓ مَقْبُرٌ. (MF, and TA voce أَلُوكٌ, [under which see some remarks on words of this form in the present work,]) A cemetery, burial-place, or place of graves: (Msb, K:) or the place of a grave: (Mgh:) or the last of the above words has this latter signification: (Lth:) pl. (of مقبرة and مقبر, Mgh) مَقَابِرُ. (S, Mgh, Msb.) مَقْبَرِىٌّ and مَقْبُرِىٌّ applied to a man [A keeper of a cemetery: or of a grave or tomb: or a gravedigger]. (S.)
[قبر] ط: نهى عن الصلاة في "المقبرة"، هي بضم باء وبفتح موضع دفن الموتى، وهذا لاختلاط ترابها بصديد الموتى ونجاساتهم، فإن صلى في مكان طاهر صحت. ج: وكذا إن صلى في الحمام في مكان نظيف. ط: النهى مختص بمقابر مبنوشة للاختلاط المذكور، وقال بظاهره جماعة فكره الصلاة فيها وإن كانت التربة طاهرة. ومنه: لا تجعلوا بيوتكم "مقابر"، أي لا تجعلوها كالقبور فلا تصلوا فيها كالميت لا يصلى في قبره، لقوله: واجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها "قبورا"، وقيل: لا تجعلوها كمقابر لا تجوز الصلاة فيها، والأول أوجه. ك: إذ المناسب على الثاني المقابر لا القبور، قوله: واجعلوا، أي اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، أي النافلة سوى ركعتي الطواف والإحرام والتراويح. ط: أي اجعلوا بعض صلاتكم مؤادة في بيوتكم لتكون منورة وإلا تكون كمقابر لا تصلى فيها، وأيضا من لا يذكر الله كالميت وبيته كالقبر له. وفيه نهى عن زائرات "القبور" والمتخذين عليها السرج، قيل: أذن لهن حين نسخ النهى، وقيل: بقين تحت النهى لقلة صبرهن وكثرة جزعهن، والسرج جميع سراج، ونهى عن الإسراج لأنه تضييع مالي لا نفح أو احترازا عن تعظيم القبور كاتخاذها مساجد وأن كان ثم مسجدًا وغيره ينتفع فيه التلاوة والذكر فلا بأس بالسراج فيه. وح: لا تجعل "قبري" وثناء، أي مثله في التعظيم والعود للزيارة إليه بعد البدء والاستقبال نحوه في السجود كما سمع ونشاهد الآن بعض المزارات. وح: لعن الله اليهود والنصارى واتخذوا "قبور" أنبياء مساجد، كانوا يجعلونها قبلة يسجدون إليها في الصلاة كالوثن، وأما من اتخذ مسجدًا في جوار صالح أو صلى في مقبرة قاصدا به الاستظهار بروحه أو وصول أثر من آثار عبادته إليه لا التوجه نحوه والتعظيم له فلا حرج فيه، ألا يرى أن مرتد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل. وح: أن "نقبر" فيهن، أي ندفن، من قبره - إذا دفنه، من باب نصر وضرب، وأقبره - إذا جعل له قبرا؛ ابن المبارك: أراد صلاة الجنازة. ن: يعني تعمد تأخير الدفن إلى هذه الأوقات. نه: وفي ح بنى تميم قالوا للحجاج وقد صلب صالحا: "أقبرنا" صالحا، أي أمكنا من دفنه في القبر. وفيه إن الدجال ولد "مقبورا"، أي وضعته أمه وعليه جلده مصمتة ليس فيها ثقب فقالت قابلته: هذه سلعة وليس والدا! فقالت أمه: فيها ولد وهو "مقبور"، فشقوا عنه فاستهل.
قبر
قبَرَ يَقبُر ويَقبِر، قَبْرًا، فهو قابِر، والمفعول مَقْبور
• قبَر الميِّتَ: دفَنه، واراهُ التّرابَ.
• قبَر القضيَّةَ: أخفاها حتى لا يبقى لها أيُّ أثَرٍ "قَبَر سرَّ صديقه ولم يبُحْ به لأحد". 

أقبرَ يُقبر، إقبارًا، فهو مُقبِر، والمفعول مُقبَر
• أقبر فلانًا: دفنه، جعل له قبرًا يُدفَن فيه، وهو من مظاهر تكريم الإنسان، أمّا سائر الأشياء، فتُلقى على الأرض " {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} ". 

قُبَّرة [مفرد]: ج قُبَّرات وقُبَّر: (حن) قُنْبُرة؛ طائر من فصيلة القُبّريّات يقتات من الحشرات والبُذور البرِّيَّة، وهو صغير القَدّ، مستطيل الجناحين، دائم التَّغريد، يعيش في معظم البلاد الحارّة والمعتدلة. 

قبْر [مفرد]: ج قُبور (لغير المصدر):
1 - مصدر قبَرَ.
2 - مَدْفن، مكان يُدْفَنُ فيه الميّتُ "أنزل النَّعْش إلى القَبْر- {وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} " ° حفَرَ قبرَه بيده: تسبَّب في هلاك نفسه- رِجْلهُ في القبر: كناية عن كبر سنِّه أو مرضه الشَّديد- عذاب القبر: مرحلة وسطى بين الدُّنيا والآخرة يُحاسَب فيها الإنسانُ بعد موته ودفنه تسمى البرزخ- قبْر الجنديّ المجهول: نُصُب تُقيمه الدَّولة لتخليد شهدائها في الحرب- كان على حافَّة قبره: كان على وشك الموت، في وضع خطير أو قريب من الهلاك- كان كالخارج من قَبْر: كانت نُذُر الموت على وجهه. 

مَقْبَرة [مفرد]: ج مَقْبَرات ومقابِرُ: اسم مكان من قبَرَ: مكان الدَّفن، ويقال لها: التُّربة والجَبَّانة والقرافة "يوجد كثير من المقابر الفرعونيّة لم تُكتشَف حتى الآن- {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} " ° مَقْبرة الشُّهداء: مجتمع جثثهم- هذا البلد هو مَقْبرة الغُزاة: منيع لا يمكن لغازٍ أن يغزوه. 

قبر: القَبْرُ: مدفن الإِنسان، وجمعه قُبُور، والمَقْبَرُ المصدر.

والمَقْبرَة، بفتح الباء وضمها: موضع القُبُور. قال سيبويه: المَقْبُرة ليس

على الفعل ولكنه اسم. الليث: والمَقْبَرُ أَيضاً موضع القبر، وهو

المَقْبَريّ والمَقْبُرِيّ. الجوهري: المَقْبَرَة والمَقْبُرة واحدة المقابر، وقد

جاء في الشعر المَقْبَرُ؛ قال عبد الله بن ثعلبة الحَنَفيّ:

أَزُورُ وأَعْتادُ القُبورَ، ولا أَرَى

سِوَى رَمْسِ أَعجازٍ عليه رُكُودُ

لكلِّ أُناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائِهم،

فهمْ يَنْقُصُونَ، والقُبُورُ تَزِيدُ

قال ابن بري: قول الجوهري: وقد جاء في الشعر المَقْبَرُ، يقتضي أَنه من

الشاذ، قال: وليس كذلك بل هو قياس في اسم المكان من قَبَرَ يَقْبُرُ

المَقْبَرُ، ومن خرج يَخْرُجُ المَخْرَج، ومن دخل يَدْخُلُ المَدْخَل، وهو

قياس مطَّرد لم يَشِذَّ منه غيرُ الأَلفاظِ المعروفة مثل المَبِيتِ

والمَسْقِطِ والمَطْلِع والمَشْرِقِ والمَغْرِب ونحوها. والفِناء: ما حول الدار،

قال: وهمزته منقلبة عن واو بدليل قولهم شجرة فَنْواء أَي واسعة الفناء

لكثرة أَغصانها. وفي الحديث: نهى عن الصلاة في المَقْبُرَة؛ هي موضع دفن

الموتى، وتضم باؤها وتفتح، وإِنما نهى عنها لاختلاط ترابها بصديد الموتى

ونجاساتهم، فإِن صلى في مكان طاهر منها صحت صلاته؛ ومنه الحديث: لا تجعلوا

بيوتَكم مَقابر أَي لا تجعلوها لكم كالقبور لا تصلون فيها لأَن العبد

إِذا مات وصار في قبره لم يُصَلّ، ويشهد له قوله فيه: اجعلوا من صلاتكم في

بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، وقيل: معناه لا تجعلوها كالمقابر لا تجوز

الصلاة فيها، قال: والأَول الوجه.

وقَبَره يَقْبِره ويَقْبُره: دفنه. وأَقْبره: جعل له قبراً. وأَقْبَرَ

إِذا أَمر إِنساناً بحفر قبر. قال أَبو عبيدة: قالت بنو تميم للحجاج وكان

قتل صالح بن عبد الرحمن: أَقْبِرْنا صالحاً أَي ائذن لنا في أَن نَقْبره،

فقال لهم: دونكموه. الفراء في قوله تعالى: ثم أَماته فأَقبره، أَي جعله

مقبوراً ممن يُقْبَرُ ولم يجعله ممن يُلْقَى للطير والسباع ولا ممن

يُلْقَى في النواويس، كان القبر مما أُكرم به المسلم، وفي الصحاح: مما أُكرم

به بنو آدم، ولم يقل فقَبَره لأَن القابر هو الدافن بيده، والمُقْبِرُ هو

الله لأَنه صيره ذا قَبْر، وليس فعله كفعل الآدمي. والإِقْبار: أَن

يُهَيِّءَ له قبراً أَو يُنْزِلَهُ مَنْزِله. وفي الحديث عن ابن عباس، رضي

الله عنهما، أَن الدجال وُلِدَ مقبوراً، قال أَبو العباس: معنى قوله ولد

قبوراً أَن أُمه وضعته وعليه جلدة مُصْمَتة ليس فيها شق ولا نَقْبٌ، فقالت

قابلته: هذه سِلْعة وليس ولداً، فقالت أُمه: بل فيها ولد وهو مقبور فيها،

فشقوا عنه فاستهلَّ. وأَقْبره: جعل له قبراً يُوارَى فيه ويدفن فيه.

وأَقبرته: أَمرت بأَن يُقْبَر. وأَقْبَر القومَ قتيلَهم: أَعطاهم إِياه

يَقْبُرونه. وأَرض قَبُور: غامضة. ونخلة قَبُور: سريعة الحمل، وقيل: هي التي

يكون حملها في سَعَفها، ومثلها كبَوس.

والقِبْرُ: موضع مُتأَكِّل في عُود الطيب. والقِبِرَّى: العظيم الأَنف،

وقيل: هو الأَنف نفسه. يقال: جاء فلان رامِعاً قِبرّاه ورامِعاً أَنفه

إِذا جاء مُغْضَباً، ومثله: جاء نافخاً قِبِرَّاه ووارماً خَوْرَمَتُه؛

وأَنشد:

لما أَتانا رامِعاً قِبِرَّاه،

لا يَعْرِفُ الحقَّ وليس يَهْواه

ابن الأَعرابي: القُبَيْرَةُ تصغير القِبِرَّاة، وهي رأْس القَنْفاء.

قال: والقِبِرَّاة أَيضاً طَرَفُ الأَنف، تصغيره قُبَيرة.

والقُبَرُ: عنب أَبيض فيه طُولٌ وعناقيده متوسطة ويُزَبَّب.

والقُبَّرُ والقُبَّرة والقُنْبَرُ والقُنْبَرة والقُنْبَراء: طائر يشبه

الحُمَّرة. الجوهري: القُبَّرة واحدة القُبَّر، وهو ضرب من الطير؛ قال

طَرَفَة وكان يصطاد هذا الطير في صباه:

يا لكِ من قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ،

خَلا لكِ الجَوُّ فبيضِي واصْفِرِي،

ونَقِّرِي ما شِئْتِ أَن تُنَقِّرِي،

قد ذهبَ الصَّيَّادُ عنكِ فابْشِرِي،

لا بُدَّ من أَخذِكِ يوماً فاصْبرِي

قال ابن بري:

يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمعمر

لكُلَيْبِ بن ربيعة التغلبي وليس لطَرَفَة كما ذكر، وذلك أَن كليب بن

ربيعة خرج يوماً في حِماه فإِذا هو بقُبَّرَة على بيضها، والأَكثر في

الرواية بحُمَّرَةٍ على بيضها، فلما نظرت إِليه صَرْصَرَتْ وخَفَقَتْ

بجناحيها، فقال لها: أَمِنَ رَوْعُك، أَنت وبيضك في ذمتي ثم دخلت ناقة البَسُوس

إِلى الحِمَى فكسرت البيض فرماها كليب في ضَرْعها. والبَسُوس: امرأَة،

وهي خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشيباني، فوثب جسَّاس على كُلَيْب فقتله،

فهاجت حرب بكر وتَغْلِب ابني وائل بسببها أَربعين سنة. والقُنْبَراءُ: لغة

فيها، والجمع القَنَابر مثل العُنْصَلاءِ والعَناصل، قال: والعامة تقول

القُنْبُرَةُ، وقد جاء ذلك في الرجز، أَنشد أَبو عبيدة:

جاء الشِّتاءُ واجْثأَلَّ القُنْبُرُ،

وجَعَلَتْ عينُ الحَرَورِ تَسْكُرُ

أَي يسكن حرها وتخْبو. والقُبَّارُ: قوم يتجمعون لجَرِّ ما في

الشِّبَاكِ من الصيد؛ عُمانية؛ قال العجاج: كأَنَّما تَجَمَّعُوا

قُبَّارَا

قبر
.) القَبْرُ بالفَتْحِ: مَدْفَن الإِنْسَانِ، ج قُبُورٌ. والمَقْبرة، مُثلَّثَة الباءِ، وكمِكْنَسَة: مَوْضِعُهَا، أَي القُبُورِ.
قَالَ سيبَوَيْه: المَقْبُرة لَيْسَ على الفِعْلِ وَلكنه اسمٌ. قَالَ اللَّيْثُ: والمَقْبَرُ أَيضاً: مَوضع القَبْر وَهُوَ المَقْبَرَى والمَقْبُرَى. وَفِي الصحاحِ: المَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ: واحدةُ المَقَابِر، وَقد جاءَ فِي الشِّعْر المَقْبَرُ، قَالَ عبدُ الله بن ثَعْلَبَةَ الحَنَفِيُّ:
(أَزُورُ وأَعْتَادُ القْبُورَ وَلَا أَرَى ... سِوَى رَمْسِ أَعْجَازٍ عَلَيْه رُكُودُ)

(لكُلِّ أُناس مَقْبَرٌ بفَنَائِهِمْ ... فَهُمْ يَنْقُصُونَ والقُبُورُ تَزيدُ)
قَالَ ابنُ برّيّ: قولُ الجَوْهَرِيِّ: وَقد جاءَ فِي الشِّعْر المَقْبَر، يقتضِي أَنّه من الشاذّ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ قِيَاسٌ فِي اسمِ المَكَان من قَبَر يَقْبُر المَقْبَرُ، وَمن خَرَج يَخْرُج المَخْرَجُ، وَهُوَ قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ لم يَشِذَّ مِنْهُ غيرُ الأَلْفَاظ المَعْرُوفَة مثلُ المَبِيتِ والمَسْقِط ونَحْوِهما. والمَقْبُرِيُّون فِي المُحَدِّثينَ جَمَاعَةٌ وهُمْ: سَعِيدٌ، وأَبُوه أَبُوسَعِيد، وابنُه عَبّادٌ، وآلُ بَيْتِه، وغَيْرُهم. قَبَرَه، يَقْبُرُه، بالضّمّ، ويَقْبِرُه بالكَسْر، قبْراً ومَقْبَراً، الأَخير مَصْدَرٌ مِيمىٌّ: دَفَنَهُ وواراهُ فِي التُّرابِ. وأَقْبَرَهُ: جَعَلَ لَهُ قَبْراً يُوَارَى فِيهِ ويُدْفَنُ فِيهِ. وقِيلَ: أَقْبَرَ، إِذا أَمَرَ إِنْساناً بحَفْر قَبْر. قَالَ الفَرّاءُ: وقولُه تَعَالَى: ثُمَّ أَمَاتَهُ فأَقْبَرَهُ. أَي جَعَلَه مَقْبُوراً: مِمَّن يُقْبَر، وَلم يَجْعَلهُ مِمَّن يُلْقَى للطَّيْر والسِّبَاع، كأَنَّ القَبْرَ مِمّا أُكْرِمَ بِهِ المُسْلِمُ. وَفِي الصّحاح: مِمّا أُكْرِم بِهِ بَنُو آدَمَ، وَلم يَقُلْ: فقَبَرَه، لأَنَّ القَابِرَ هُو الدافِنُ بِيَدِه، والمُقْبَرُ هُوَ اللهُ، لأَنَّهُ صَيَّرَهُ ذَا قَبْر، وَلَيْسَ فِعْلُه كفِعْلِ الآدَمِيّ. وأَقْبَرَ القَوْمَ: أَعْطَاهُم قَتِيلَهم ليَقْبُرُوه، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَالَت بَنو تَمِيمٍ للحَجّاجِ، وَكَانَ قَتَلَ صالِحَ بنَ عبدِ الرَّحْمنِ: أَقْبِرْنا)
صالِحاً، أَي ائْذَنْ لَنَا فِي أَنْ نَقْبُرَه، فَقَالَ لَهُم: دُوْنَكُمُوهُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد القَبُورُ، كصَبُور، من الأَرْضِ: الغَامِضَةُ، والقَبُورُ من النَّخْل: السَّرْيِعَةُ الحَمْلِ، أَو هِيَ الَّتِي يَكُون حَمْلُهَا فِي سَعْفِهَا، ومِثْلُهَا كَبُوسٌ. والقِبْرُ، بالكَسْر: موضعٌ مُتَأَكِّلٌ فِي عُودِ الطِّيب. والقِبِرَّى، كزِمِكَّى: الأَنْفُ العَظِيمُ نَفْسُهَا أَو طَرَفُهَا كَمَا قالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: القِبِرَّى: العَظِيمُ الأَنْفِ. وَمن المَجَازِ: جاءَ فُلانٌ رَامِعاً قِبِرّاه، ورامِعاً أَنْفَه، إِذا جاءَ مُغْضَباً. وَمثله: جاءَ نافِخاً قِبِرَّاه، ووَارِماً خَوْرَمَتُهُ. قَالَ الزَّمَخْشَريّ: كَأَنَّهَا شُبِّهَتْ بالقَبْرِ كَمَا يُقَال: رُؤُوسٌ كقُبُورِ عادٍ. وقَال مِرْدَاسٌ:
(لَقَدْ أَتانِي رَافِعاً قِبِرّاهْ ... لَا يَعْرِفُ الحَقَّ ولَيْسَ يَهْواهْ)
وتَقُولُ: واكِبْرَاه، إِذا رَفَعَ قِبِرّاه. والقِبِرّاة: رَأْسُ الكَمَرَةِ، وَفِي النَّوادرِ لابنِ الأَعْرَابِيّ: رَأْسُ القَنْفَاءِ، تَصْغِيرُها قُبَيْرَةٌ، على حَذْفِ الزَّوَائدِ وَكَذَا تَصْغِيرُ القِبِرّاة بمَعْنَى الأَنْف. والقُبَّارُ، كُرّمان، ع بَمَكّةَ حَرَسَهَا الله تعالَى، أَنشد الأَصمعيُّ لِوَرْدٍ العَنْبَرِيّ:
(فأَلْقَتِ الأَرْحُلَ فِي مَحَارِ ... بَيْنَ الحَجُونِ فإِلَى القُبّارِ)
أَي نَزَلَت فأَقامَتْ. والقُبّارُ: المُجْتَمِعُون، وَفِي بعضِ النّسخ المُتَجَمِّعون لجَرِّ مَا فِي الشِّبَاكِ مِن الصَّيْدِ، عُمَانِيَّة، قَالَ العَجّاج: كأَنَّمَا تَجَمَّعُوا قُبّارَا. والقُبّارُ: سِرَاجُ الصَّيّادِ باللَّيْلِ، والقُبَارُ، كهُمَامٍ: سَيْفُ شَعْبَانَ ابنِ عَمْروٍ الحِمْيَريّ.وَعَن أَبِي حَنِيفَة: القُبَرُ، كصُرَدٍ: عِنَبٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ جَيِّدُ الزَّبِيبِ، عَنَاقِيدُه مُتَوَسِّطة. والقُبر، كسُكَّر، وصُرَد: طائرٌ يُشْبهُ الحُمَّرَة، الوَاحِدَةُ بهاءٍ، ويُقَالُ فِيهِ أَيضاً: القُنْبَرَاءُ بالضّم والمَدّ، ج قَنَابِرُ، كالعُنْصَلاءِ والعَنَاصِلِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَلَا تَقُلْ قُنْبُرَة، كقُنْفُذَة، أَو لُغَيَّة وَقد جاءَ ذَلِك فِي الرَّجَز، أَنْشَدَه أَبو عُبَيْدَةَ:
(جاءَ الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُنْبُرُ ... وجَعَلتْ عَيْنُ السُّمُوم تَسْكُرُ)
وقَبْرَةُ: كُورَةٌ بالأَنْدَلُسِ مُتَّصِلَةٌ بأَجْوَازِ قُرْطُبَةَ، مِنْهَا عَبْدُ الله ابنُ يُونُسَ صاحِبُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَد.
وعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُدْرِكٍ المُتَوفَّي سنة قالَهُ الذَّهَبِيّ، وَضَبطه هَكَذَا. وَقد ضَبَطَه السَّمْعَانيّ بفاءٍ مكسورَة وياءٍ ساكِنَة، وتُعَقِّب قَالَه الحافِظُ. وخَيْفُ ذِي قَبْرٍ: ع قُرْبَ عُسْفَانَ.
وقُبْرَيَانُ بالضَّمّ: ة بإِفْرِيقِيَة مِنْهَا سَهْلُ بنُ عبد العَزِيزِ الإِفْرِيقِي القُبْرَيَانِيّ، رَوَى عَن سَحْنُونِ بنِ سَعِيدٍ المَغْرِبيّ. وقِبْرَيْن، بالكَسْر مُثَنّىً: عَقَبَةٌ بتِهَامَةَ. وقولُ ابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الدَّجّال: إِنَّه وُلِدَ مَقْبُوراً، قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاه أَنّ أُمَّه وَضَعَتْه فِي، ونَصَّ أَبي العَبّاس: وعَلَيْه جِلْدَة مُصْمَتَة لَا شَقَّ فِيها وَلَا نَقْبَ، هَكَذَا بالنُّون فِي الأُصُول الصَّحيحَة، وَفِي بَعْضِها بالمُثَلَّثة. فَقَالَت)
قابلتُه: هذِه سِلْعَةٌ لَيْسَ فِيهَا وَلَدٌ. وَفِي اللّسَانِ: ولَيْسَ وَلَداً، وَفِي التكملة: ولَيْسَ بِوَلَدٍ. فَقَالَت أُمُّه: فِيهَا وَلَدٌ، وَهُوَ مَقْبُور ٌ فِيهَا. فشَقُّوا عَنهُ، فاسْتَهَلَّ، هَكَذَا نَقله الصاغَانِيّ وَصَاحب اللّسَان. وأَبو القاسشمِ مَنْصُورٌ ويقالُ: أَبو القاسِمِ بنُ مَنْصُور كَمَا فِي التَّبْصِير للحافِظ القَبّارِيُّ، كشَدّادِيّ: زاهِدُ الإِسْكَنْدَرِيّةِ وإِمَامُها وقُدْوَتُهَا، تُوُفِّيَ سنة، وَقد أَسَنّ.
(قبر) - في حديث بني تَميم: "قالوا للحَجَّاج - وكان قد صَلَب صالحَ ابنَ عبد الرحمن - أَقْبِرْنا صالِحا"
: أي أمْكِنَّا من دَفْنِه في القَبْر.
تقول: أقْبَرْتُه إذا جَعَلتَ له قَبْرًا، وقَبَرْتُه إذا دَفَنْتَه
(ق ب ر) : (قَبَرَ) الْمَيِّتَ فِيهِ قَبْرًا مِنْ بَابَيْ طَلَبَ وَضَرَبَ وَأَقْبَرَهُ صَيَّرَهُ ذَا قَبْرٍ أَوْ أَمَرَ بِأَنْ يُقْبَرَ (وَالْقَابِرُ) الدَّافِنُ بِيَدِهِ (وَالْمُقْبِرُ) هُوَ اللَّهُ تَعَالَى (وَالْقَبْرُ) وَاحِدُ الْقُبُورِ (وَالْمَقْبُرَةُ) بِضَمِّ الْبَاء مَوْضِعُ الْقَبْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَالْمَقْبَرُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ (وَالْمَقَابِرُ) جَمْعٌ لَهُمَا (وَهُوَ الْمَقْبُرِيُّ) .
قبر
القَبْرُ: مقرّ الميّت، ومصدر قَبَرْتُهُ: جعلته في القَبْرِ، وأَقْبَرْتُهُ: جعلت له مكانا يُقْبَرُ فيه. نحو: أسقيته: جعلت له ما يسقى منه. قال تعالى: ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ
[عبس/ 21] ، قيل: معناه ألهم كيف يدفن، والْمَقْبَرَةُ والْمِقْبَرَةُ موضع الْقُبُورِ، وجمعها: مَقَابِرُ. قال: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ [التكاثر/ 2] ، كناية عن الموت. وقوله: إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ [العاديات/ 9] ، إشارة إلى حال البعث. وقيل: إشارة إلى حين كشف السّرائر، فإنّ أحوال الإنسان ما دام في الدّنيا مستورة كأنّها مَقْبُورَةٌ، فتكون القبور على طريق الاستعارة، وقيل: معناه إذا زالت الجهالة بالموت، فكأنّ الكافر والجاهل ما دام في الدّنيا فهو مَقْبُورٌ، فإذا مات فقد أنشر وأخرج من قبره.
أي: من جهالته، وذلك حسبما روي: (الإنسان نائم فإذا مات انتبه) وإلى هذا المعنى أشار بقوله: وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ
[فاطر/ 22] ، أي: الذين هم في حكم الأموات. 

قدر

قدر
الْقُدْرَةُ إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكّن من فعل شيء ما، وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنه، ومحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنى وإن أطلق عليه لفظا، بل حقّه أن يقال: قَادِرٌ على كذا، ومتى قيل: هو قادر، فعلى سبيل معنى التّقييد، ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلّا ويصحّ أن يوصف بالعجز من وجه، والله تعالى هو الذي ينتفي عنه العجز من كلّ وجه. والقَدِيرُ:
هو الفاعل لما يشاء على قَدْرِ ما تقتضي الحكمة، لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصحّ أن يوصف به إلا الله تعالى، قال: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[البقرة/ 20] . والمُقْتَدِرُ يقاربه نحو: عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
[القمر/ 55] ، لكن قد يوصف به البشر، وإذا استعمل في الله تعالى فمعناه القَدِيرُ، وإذا استعمل في البشر فمعناه: المتكلّف والمكتسب للقدرة، يقال: قَدَرْتُ على كذا قُدْرَةً. قال تعالى: لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا
[البقرة/ 264] .
والقَدْرُ والتَّقْدِيرُ: تبيين كمّيّة الشيء. يقال:
قَدَرْتُهُ وقَدَّرْتُهُ، وقَدَّرَهُ بالتّشديد: أعطاه الْقُدْرَةَ.
يقال: قَدَّرَنِي الله على كذا وقوّاني عليه، فَتَقْدِيرُ الله الأشياء على وجهين:
أحدهما: بإعطاء القدرة.
والثاني: بأن يجعلها على مقدار مخصوص ووجه مخصوص حسبما اقتضت الحكمة، وذلك أنّ فعل الله تعالى ضربان:
ضرب أوجده بالفعل، ومعنى إيجاده بالفعل أن أبدعه كاملا دفعة لا تعتريه الزّيادة والنّقصان إلى إن يشاء أن يفنيه، أو يبدّله كالسماوات وما فيها. ومنها ما جعل أصوله موجودة بالفعل وأجزاءه بالقوّة، وقدّره على وجه لا يتأتّى منه غير ما قدّره فيه، كتقديره في النّواة أن ينبت منها النّخل دون التّفّاح والزّيتون، وتقدير منيّ الإنسان أن يكون منه الإنسان دون سائر الحيوانات.
فَتَقْدِيرُ الله على وجهين:
أحدهما بالحكم منه أن يكون كذا أو لا يكون كذا، إمّا على سبيل الوجوب، وإمّا على سبيل الإمكان. وعلى ذلك قوله: قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
[الطلاق/ 3] .
والثاني: بإعطاء الْقُدْرَةِ عليه. وقوله:
فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
[المرسلات/ 23] ، تنبيها أنّ كلّ ما يحكم به فهو محمود في حكمه، أو يكون من قوله: قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً [الطلاق/ 3] ، وقرئ: فَقَدَرْنا
بالتّشديد، وذلك منه، أو من إعطاء القدرة، وقوله: نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ [الواقعة/ 60] ، فإنه تنبيه أنّ ذلك حكمة من حيث إنه هو الْمُقَدِّرُ، وتنبيه أنّ ذلك ليس كما زعم المجوس أنّ الله يخلق وإبليس يقتل، وقوله: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[القدر/ 1] ، إلى آخرها. أي: ليلة قيّضها لأمور مخصوصة. وقوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ
[القمر/ 49] ، وقوله: وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [المزمل/ 20] ، إشارة إلى ما أجري من تكوير الليل على النهار، وتكوير النهار على الليل، وأن ليس أحد يمكنه معرفة ساعاتهما وتوفية حقّ العبادة منهما في وقت معلوم، وقوله: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
[عبس/ 19] ، فإشارة إلى ما أوجده فيه بالقوّة، فيظهر حالا فحالا إلى الوجود بالصّورة، وقوله: وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً
[الأحزاب/ 38] ، فَقَدَرٌ إشارة إلى ما سبق به القضاء، والكتابة في اللّوح المحفوظ والمشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام: «فرغ ربّكم من الخلق والخلق والأجل والرّزق» ، والْمَقْدُورُ إشارة إلى ما يحدث عنه حالا فحالا ممّا قدّر، وهو المشار إليه بقوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن/ 29] ، وعلى ذلك قوله: وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ [الحجر/ 21] ، قال أبو الحسن: خذه بقدر كذا وبقدر كذا، وفلان يخاصم بقدر وقدر، وقوله: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
[البقرة/ 236] ، أي:
ما يليق بحاله مقدّرا عليه، وقوله: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى
[الأعلى/ 3] ، أي: أعطى كلّ شيء ما فيه مصلحته، وهداه لما فيه خلاصه، إمّا بالتّسخير، وإمّا بالتّعليم كما قال: أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه/ 50] ، والتَّقْدِيرُ من الإنسان على وجهين: أحدهما: التّفكّر في الأمر بحسب نظر العقل، وبناء الأمر عليه، وذلك محمود، والثاني: أن يكون بحسب التّمنّي والشّهوة، وذلك مذموم كقوله: فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
[المدثر/ 18- 19] ، وتستعار الْقُدْرَةُ والْمَقْدُورُ للحال، والسّعة في المال، والقَدَرُ: وقت الشيء المقدّر له، والمكان المقدّر له، قال: إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ [المرسلات/ 22] ، وقال: فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها [الرعد/ 17] ، أي: بقدر المكان المقدّر لأن يسعها، وقرئ:
(بِقَدْرِهَا) أي: تقديرها. وقوله: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ
[القلم/ 25] ، قاصدين، أي: معيّنين لوقت قَدَّرُوهُ، وكذلك قوله:
فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
[القمر/ 12] ، وقَدَرْتُ عليه الشيء: ضيّقته، كأنما جعلته بقدر بخلاف ما وصف بغير حساب. قال تعالى:
وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ
[الطلاق/ 7] ، أي:
ضيّق عليه، وقال: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ
[الروم/ 37] ، وقال: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
[الأنبياء/ 87] ، أي: لن نضيّق عليه، وقرئ: (لن نُقَدِّرَ عليه) ، ومن هذا المعنى اشتقّ الْأَقْدَرُ، أي: القصيرُ العنق. وفرس أَقْدَرُ: يضع حافر رجله موضع حافر يده، وقوله:
وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
[الأنعام/ 91] ، أي: ما عرفوا كنهه تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه، وهذا وصفه، وهو قوله:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر/ 67] ، وقوله: أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ
[سبأ/ 11] ، أي: أحكمه، وقوله:
فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ
[الزخرف/ 42] ، ومِقْدَارُ الشيء: للشيء المقدّر له، وبه، وقتا كان أو زمانا أو غيرهما، قال: فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج/ 4] ، وقوله:
لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الحديد/ 29] ، فالكلام فيه مختصّ بالتّأويل. والقِدْرُ: اسم لما يطبخ فيه اللّحم، قال تعالى: وَقُدُورٍ راسِياتٍ
[سبأ/ 13] ، وقَدَرْتُ اللّحم: طبخته في الْقِدْرِ، والْقَدِيرُ: المطبوخ فيها، والْقُدَارُ: الذي ينحر ويُقْدَرُ، قال الشاعر:
ضرب القدار نقيعة القدّام

قدر

1 قَدَرْتُ الشَّىْءَ, aor. ـِ and قَدُرَ, [or the former only accord. to the Mgh., as will be seen by what follows,] inf. n. قَدْرٌ, (S, Msb,) is from التَّقْدِيرُ, (S,) [or] it signifies the same as قدّرتُ ↓ الشَّىْءَ, inf. n. تَقْدِيرٌ: (Msb:) [which latter phrase is afterwards mentioned in the S, but unexplained: the meaning is, I measured the thing; computed, or determined, its quantity, measure, size, bulk, proportion, extent, amount, sum, limit or limits, or number:] الشَّىْءَ ↓ قدّر signifies he computed, or determined, or computed by conjecture, the quantity, measure, size, bulk, proportion, extent, amount, sum, or number, of the thing, (حَزَرَهُ,) in order that he might know how much it was. (IKtt.) It is said in a trad., إِذَا غُمَّ عَلَيْكُمُ الهِلَالُ فَاقْدِرُوا لَهُ, and فَاقْدُرُوا; (S, Msb; *) or إِنْ غْمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا, with kesr to the د; (Mgh, Msb; *) for فَاقْدُرُوا, with damm, is wrong; (Mgh;) and Ks. say, that you say قَدَرْتُ الشَّىْءَ, aor. ـْ with kesr, and that he had not heard any other aor. : (TA:) the meaning of the trad. is, [When the new moon (of Ramadán) is hidden from you by a cloud or mist, or if it be so hidden,] compute ye (↓ قَدِّرُوا) the number of the days to it, (Mgh, Msb,) and so complete Shaabán, making it thirty days: (S, * Mgh, * Msb:) or, as some say, compute ye (قَدِّرُوا) the mansions of the moon, and its course in them [to it, i. e., to the new moon]. (Msb.) See also 5. b2: [Hence, app., the saying,] أُقْدُرْ بِذَرْعِكَ بَيْنَنَا See thou and know thy rank, or estimation, among us. (AO.) b3: Hence also,] مَا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ [Kur., vi. 91, and other places, meaning, And they have not estimated God with the estimation that is due to Him: or] and they have not magnified, or honoured, God, with the magnifying, or honouring, that is due to Him: (S, K:) for قَدْرٌ signifies [also] a magnifying, or honouring: (K:) or have not assigned to God the attributes that are due to Him: (Lth:) or have not known what God is in reality. (El-Basáïr.) b4: قَدَرَ الشَّىْءَ بِالشَّىْءِ, aor. ـِ and]

قَدُرَ, (L,) inf. n. قَدْرٌ; (L, K;) and به ↓ قدّرهُ; (L;) He measured the thing by the thing: (L, K: *) and عَلَى مِثَالِهِ ↓ قدّرهُ he measured it by its measure: (S, K, art. قيس:) and بَيْنَ الأَمْرَيْنِ ↓ قدّر he measured, or compared, the two things, or cases, together; syn. قَايَسَ; (K, art. قيس;) and so بَيْنَهُمَا ↓ قَادَرَ. (L, art. قيس.) b5: [Hence, app.,] قَدَرَ الأَمْرَ, (L, K,) and إِلَى الأَمْرِ, (L,) aor. ـِ (L, K,) and قَدُرَ, (L,) inf. n. قَدْرٌ; (L, K;) [and ↓ قدّرهُ;] He thought upon the thing, or affair, (L,) and considered its end, issue, or result, (L, K,) and measured, or compared, one part of it with another; (L;) he measured it, compared one part of it with another, considered it, and thought upon it. (L.) See also 2. b6: قَدَرْتُ عَلَيْهِ الثَّوْبَ, (S, K, *) inf. n. قَدْرٌ, (S,) I made the garment according to his measure; adapted it to his measure: (S, K: *) [and قَدَرْتُ عَلَيْهِ الشَّىْءَ app. signifies I made the thing according to his, or its, measure; proportioned, or adapted, the thing to him, or it; for وصفته, by which it is explained in the TA, seems to be, as IbrD thinks, a mistake for وَضَعْتُهُ:] and الشَّىْءَ ↓ قدّر signifies, in like manner, he made the thing by measure, or according to a measure; or proportioned it; syn. جَعَلَهُ بِقَدَرٍ: (IKtt:) the primary meaning of ↓ تَقْدِيرٌ is the making a thing according to the measure of another thing. (Bd-xv. 60.) b7: [Hence,] قَدَرَ اللّٰهُ ذٰلِكَ عَلَيْهِ, aor. ـِ and قَدُرَ, inf. n. قَدْرٌ and قَدَرٌ, (K,) or the latter is a simple subst., (Lh, Msb,) and مَقْدَرَةٌ; (S [unless this be a simple subst.];) and عليه ↓ قدّرهُ, (K,) [which is more common,] inf. n. تَقْدِيرٌ; (TA;) and لَهُ; (K;) [God decreed, appointed, ordained, or decided, that against him; and for him, or to him; accord. to an explanation of قَدَرٌ in the K: or decreed, &c., that against him; and for him, or to him; adapting it to his particular case; accord. to an explanation of قَدَرٌ by Lth, and of قَدْرٌ and قَدَرٌ in the S, and of قَدَرٌ in the Msb: see قَدْرٌ, below.] You say also قَدَرَ اللّٰهُ لَهُ بِخَيْرٍ [God decreed, &c., for him, good]. (K.) b8: Also, قَدَرَ, (K,) aor. ـِ and قَدُرَ, inf. n. قَدْرٌ, (TA,) He [God] distributed, divided, or apportioned, [as though by measure,] sustenance, or the means of subsistence. (K, TA. In the CK, the verb is قَدَّرَ.) Hence, say some, the appellation of لَيْلَةُ القَدْرِ, [in the Kur, ch. xcvii.,) as being The night wherein the means of subsistence are apportioned. (TA.) See also قَدْرٌ, below. b9: Also, aor. ـِ and قَدُرَ, but the former is that which is adopted by the seven readers [of the Kur-án], and is the more chaste, (Msb,) He (God) straitened, or rendered scanty, [as though He measured and limited,] the means of subsistence: (Bd, xiii. 26, and other places; and Msb:) and قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ, [see Kur, lxv. 7,] inf. n. قَدْرٌ, his means of subsistence were straitened to him; like قُتِرَ. (S, TA.) You say قَدَرُ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, aor. ـِ and قَدُرَ, (Lh, TA,) inf. n. قَدْرٌ (K,) and قَدَرٌ and قُدْرَةٌ; (Lh, TA;) and ↓ قدّر, inf. n. تَقْدِيرٌ; (K;) He rendered the thing strait, or distressing, to him. (Lh, K, * TA.) And قَدَرَ عَلَى عِيَالِهِ He scanted his household; or was niggardly or parsimonious towards them, in expenditure; like قَتَرَ. (S.) It is said in the Kur, [xxi. 87,] فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ And he thought that we would not straiten him: (Fr, AHeyth:) or the meaning is, لَنْ نُقَدِّرَ عَلَيْهِ مَا قَدَّرْنَا مِنْ كَوْنِهِ فِى بَطْنِ الحُوتِ, for نَقْدِر is syn. with نُقَدِّر; (Zj;) and this is correct; i. e., we would not decree against him what we decreed, of the straitness [that should befall him] in the belly of the fish: it cannot be from القُدْرَةُ [meaning power, or ability]; for he who thinks this is an unbeliever. (Az, TA.) b10: Also, قَدَرَهُ, aor. ـِ inf. n. قَدَارَهٌ; (K;) and ↓ قدّرهُ; (TA;) He prepared it. (K, TA.) b11: And the former, He assigned, or appointed, a particular time for it. (K.) A2: قَدَرْتُ عَلَى الشَّىْءِ, aor. ـِ (S, Msb, K) and قَدُرَ, (Ks, K,) but the former is that which is commonly known, (TA,) inf. n. قُدْرَةٌ and قِدْرَانٌ, (S, K,) with kesr, (K,) but the latter is written in a copy of the T, قَدَرَانٌ, (TA,) [and in one copy of the S قُدْرَانٌ,] and قَدْرٌ (Ks, Fr, Akh, K) and مَقْدُرَةٌ and مَقْدَرَهٌ and مَقْدِرَهٌ (S, K) and مِقْدَارٌ (K) and مَقْدَرٌ (TA) and قَدَارٌ (Sgh, K) and قِدَارٌ; (Lh, K;) and قَدِرْتُ عَلَيْهِ, aor. ـَ (S, K, *) a form of weak authority, mentioned by Yaakoob, (S,) and by Sgh from Th, and said by IKtt, to be of the dial. of Benoo-Murrah, of Ghatafán, (TA,) inf. n. قَدَرٌ (Ks, Fr, Akh, K) and قَدَارَةٌ and قُدُورَهٌ and قُدُورٌ, (K, TA,) these four are of قَدِرَ; (TA;) and all that are here mentioned as from the K, are inf. ns.; (TK;) and عليه ↓ اقتدرت; (S, K, * TA;) or this has a stronger signification; (IAth;) I had power, or ability, to do, effect, accomplish, achieve, attain, or compass, &c., the thing; I was able to do it, I was able to prevail against it. (Msb, K, * TA.) You say مَا لِى عَلَيْكَ مَقْدُورَةٌ, and مَقْدَرَةٌ, and مَقْدِرَةٌ, i. e. قُدْرَةٌ, [I have not power over thee.] (S.) And in like manner, المَقْدُورَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ [Power drives away that care which one has of what is sacred, or inviolable, or of religion, to avoid suspicion]. (S.) b2: See also قُدْرَةٌ, below.

A3: قَدَرَ and ↓ اقتدر are like طَبَخَ and إِطَّبَخَ [meaning He cooked, and he cooked for himself, in a قِدْر, or cooking-pot]. (S, TA.) You say قَدَرَ القِدْرَ, (K, * TA,) aor. ـُ and قَدِرَ, inf. n. قَدْرٌ, (K,) He cooked [the contents of] the cooking-pot. (K, * TA.) And أَمَرَنِى أَنْ أَقْدُرَ لَحْمًا He ordered me to cook a cooking-pot of flesh-meat. (TA, from a trad.) And أَتَقْتَدِرُونَ ↓ أَمْ تَشْتَوُونَ Do ye cook [for yourselves] in a cooking-pot, or roast? (S.) 2 قدّر, inf. n. تَقْدِيرٌ: see 1, in most of its senses. b2: He meditated, considered, or exercised thought in arranging and preparing, a thing or an affair; (T, K, * El-Basáïr;) either making use of his reason, and building thereon; the doing of which is praiseworthy; or according to his desire or appetite; as in the Kur, lxxiv. 18 and 19; the doing of which is blameable; (ElBasáïr;) or by means of marks, whereby to cut it. (T.) b3: He intended a thing or an affair; he determined upon it. (T.) [Said of God, He decreed, appointed, ordained, destined, predestined, or predetermined a thing.] b4: [Hence, app., قدّر كَذَا, in grammar, He meant, or held, or made, such a thing to be supplied, or understood. You say تَقْدِيرُهُ كَذَا Its (a phrase's) implied, or virtual, meaning, or meaning by implication, is thus. And يُقَدَّرُ بِكَذَا Its implied meaning is to be expressed by saying thus. and تَقْدِيرًا is said in the sense of implicatively, or virtually, as opposed to لَفْظًا or literally. b5: and He supposed such a thing.] b6: He made; syn. جَعَلَ and صَنَعَ. Ex., in the Kur, [xli. 9,] وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا And He made therein its foods, or aliments. And it is said in the Kur, [x. 5,] وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ And hath made for it [the moon] mansions. (TA.) b7: He knew. So in the Kur, xv. 60; and lxxiii. 20, according to the Basáïr. (TA.) A2: قدّرهُ, inf. n. تَقْدِيرٌ, He asserted him to be, or named him, or called him, a قَدَرِىّ: (Fr, Sgh, K:) but this is post-classical. (TA.) A3: قدّرهُ, (Msb,) or ↓ اقدرهُ, (K,) [the latter of which is the more common,] He empowered him; enabled him; rendered him able. (Msb, K.) You say اقدرهُ اللّٰهُ عَلَى كَذَا God empowered him, enabled him, or rendered him able, to do such a thing. (K, * TA.) 3 قادر بَيْنَ الأَمْرَيْنِ: see 1. b2: قَادَرْتُهُ, (K,) inf. n. مُقَادَرَةٌ, (TA,) I measured myself, or my abilities, with him, or his, (قَايَسْتُهُ,) and did as he did: (K:) or I vied, or contended, with him in power, or strength. (A, TA.) 4 أَقْدَرَ see 2.5 تَقَدَّرَ see 7. b2: كَانَ يَتَقَدَّرُ فِى مَرَضِهِ أَيْنَ أَنَا اليَوْمَ [He (Mohammad) used to compute, or reckon, in his mind, in his disease, Where am I to-day?] i. e., he used to compute, or reckon, (يُقَدِّرُ,) [in his disease,] the days of his wives, when it was his turn to visit each of them. (TA, from a trad.) See also 1. b3: تقدّر It (a thing, S,) became prepared, (S, K,) لَهُ for him. (S.) 7 انقدر (S, K) and ↓ تقدّر (A) It (a garment) agreed with, or was according to, the measure (S, A, K.) You say تقدّر الثَّوْبُ عَلَيْهِ The garment agreed with, or was according to, his measure. (A.) 8 اقتدرهُ He made it of middling size; expl. by جَعَلَهُ قَدْرًا. (JK, TA. [In the latter, the explanation is without any syll. signs; but in the former I find it fully pointed, and immediately followed by شَىْءٌ مُقْتَدَرٌ, thus pointed, and explained as signifying “ a thing of middling size, whether in length or tallness or in width or breadth. ”]) A2: See also 1, last two significations.10 استقدر اللّٰهَ خَيْرًا He begged God to decree, appoint, ordain, or decide, for him good. (S, K.) A2: أَلّٰهُمَّ إِنِّى أَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ O God, I beg Thee to give me power to do it, by Thy power. (TA, from a trad.) قَدْرٌ The quantity, quantum, measure, magnitude, size, bulk, proportion, extent, space, amount, sum, or number attained, of a thing; (S, Msb, K;) as also ↓ قَدَرٌ (Msb, K) and ↓ قُدْرٌ (Fr, Sgh, K) and ↓ مِقْدَارٌ. (Msb, K.) You say هٰذَا قَدْرُ هٰذَا, and ↓ قَدَرُهُ, This is the like of this [in quantity, &c.; is commensurate with, or proportionate to, this; and so هذا ↓ هذا بِمِقْدَارِ]. (Msb.) And هُمْ قَدْرُ مِائةٍ, and مائة ↓ قَدَرُ, They are as many as a hundred. (Z, Msb.) And أَخَذَ بِقَدْرِ حَقِّهِ, and ↓ بِقَدَرِهِ, and ↓ بِمِقْدَارِهِ, He took as much as his due, or right. And قَرَأَ بِقَدْرِ الفَاتِحَةِ, and ↓ بِقَدَرِهَا, and ↓ بِمِقْدَارِهَا, He read as much as the Fátihah. (Msb.) and أَقَمْتُ عِنْدَهُ قَدْرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا I remained at his abode long enough for him to do thus. (Meyd, TA.) But you say ↓ جَآءَ عَلَى قَدَرٍ, thus only, with fet-h [to the dál, as is shown by what precedes in the Msb,] as meaning [It came according to measure; i. e.,] it was conformable; it matched; it suited. (Msb.) You say also جَاوَزَ قَدْرَهُ or ↓ قَدَرَهُ [He overstepped, transgressed, went beyond, or exceeded, his proper measure, bound, or limit: and the same is said of a thing]. (L, art. عند; &c.) And فَرَسَ بَعِيدُ القَدْرِ A horse that takes long, or wide, steps. (JK, TA.) [And هٰذَا قَدْرِى This is sufficient for me.] b2: [Hence, Estimation, value, worth, account, rank, quality, or degree of dignity;] greatness, majesty, honourableness, nobleness; (Msb, * TA;) gravity of character; (Msb;) as also ↓ قَدَرٌ. (Msb.) You say مَا لَهُ عِنْدِى قَدْرٌ, and ↓ قَدَرٌ, He has no honourableness, or gravity of character, in my opinion. (Msb.) In the words of the Kur, [vi. 91,] وَمَا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ, [for explanations of which see 1,] we may also correctly read ↓ قَدَرِهِ. (TA.) A2: قَدْرٌ and ↓ قَدَرٌ, (S,) [the latter of which is the more common,] or قَدَرٌ (JK, Msb, K) alone, (Msb,) or both, and ↓ مِقْدَارٌ and ↓ تَقْدِيرٌ, (TA,) and ↓ مَقْدَرَة, with fet-h only [to the د], (S,) Decree, appointment, ordinance, or destiny: or what is decreed, appointed, &c.: syn. قَضَآءٌ and حُكْمٌ: (M, K:) or decree, &c., adapted [to a particular case], (Lth, JK, Az, TA,) by God; (S, Msb;) expl. by قَضَآءٌ مُوَفَّقٌ, (Lth, JK, &c.,) and مَا يُقَدِّرُهُ اللّٰهُ مِنَ القَضَآءِ, (S,) and القَضَآءُ الَّذِى

يُقَدِّرُهُ اللّٰهُ: (Msb:) [accord. to general usage, it differs from قَضَآءٌ; this latter signifying a general decree of God, as that every living being shall die; whereas ↓ قَدَرٌ signifies a particular decree of God, as that a certain man shall die at a particular time and place &c.; or particular predestination: thus القَضَآءُ وَالقَدَرُ may be rendered the general and particular decrees of God; or general and particular predestination or fate and destiny. The term قَدَرٌ is variously explained by different schools and sects: but its proper meaning seems to be that given above on the authority of Lth.] The pl. of ↓ قَدَرٌ is أَقْدَارٌ; (K, TA;) and of ↓ مَقَادِيرُ مِقْدَارٌ. (TA.) You say الأُمُورُ تَجْرِى

بِقَدَرِ اللّٰهِ, and ↓ بِمِقْدَارِهِ, &c., Events have their course by the decree, &c., of God. (TA.) It is said that لَيْلَةُ القَدْرِ signifies The night of decree, &c. (TA. See also 1.) A3: قَدْرٌ (A, L, K) and ↓ قَدَرٌ (L) A camel's or horse's saddle of middling size; (A, L, K;) and in like manner ↓ قَادِرٌ, applied to a horse's saddle, between small and large; or this last signifies easy, that does not wound; like قَاتِرٌ: (T, TA:) and ↓ مُقْتَدَرٌ, (JK,) or ↓ مُقْتَدِرٌ, (K, but see 8,) a thing, (JK,) or anything, (M, K,) of middling size, (JK, M, K,) whether in length or tallness or in width or breadth: (JK:) مقتدرُ الخَلْقِ signifying a man, and a mountain-goat, and an antelope, of middling make: (M, TA:) and مقتدرُ الطُولِ a man of middling stature or tallness; (A, TA;) as also ↓ قُدَارٌ. (K.) and أُذُنٌ قَدْرَآءُ An ear neither small nor large. (Sgh, K.) A4: See also قُدْرَةٌ.

قُدْرٌ: see قَدْرٌ.

قِدْرٌ A cooking-pot; a vessel in which one cooks: (Msb:) [and it very often means the food contained therein; i. e. pottage of any kind: (see, for an ex., 3 in art. غلو:)] of the fem. gender (Msb, K, TA) without ة: (TA:) or it is made fem. (S, K) as well as masc., accord. to some: but he who asserts it to be made masc. is led into error by a saying of Th: AM observes, as to the saying of the Arabs, related by Th, مَا رَأَيْتُ قِدْرًا غَلَى أَسْرَعَ مِنْهَا [I have not seen a cooking-pot that has boiled quicker than it], قدر is not here meant to be made masc. but the meaning is, ما رأيت شَيْئًا غلى [I have not seen a thing that has boiled]; and similar to this is the saying in the Kur, [xxxiii. 52,] لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَآءُ, meaning, لا يحلّ لك شَىْءٌ مِنَ النِّسَآءِ: (TA:) the dim. is قُدَيْرٌ, without ة, contr. to analogy; (S, TA;) or قُدَيْرَةٌ, with ة, because قِدْرٌ is fem.; (Msb;) or both: (TA:) and the pl. is قُدُورٌ: (Msb, K:) it has no other pl. (TA.) [See a tropical ex. voce حامٍ.]

قَدَرٌ: see قَدْرٌ, throughout: (where its pl. is أَقْدَارٌ; K, * TA:) and قُدْرَةٌ: (in which sense also its pl. is as above; K.) b2: See also جَبْرٌ: and see مِقْدَارٌ. b3: Also, A time, or a place, of promise; an appointed time, or place; syn. مَوْعِدٌ. (TA.) [See Kur, xx. 42.]

قُدْرَةٌ and ↓ مَقْدُرَةٌ and ↓ مَقْدَرَةٌ and ↓ مَقْدِرَةٌ (S, K) and ↓ قَدْرٌ and ↓ قَدَرٌ (Ks, Fr, Akh, K) and ↓ قِدْرَانٌ (S, K) and مِقْدَارٌ (K) and ↓ مَقْدَرٌ (TA) and ↓ قَدَارٌ (Sgh, K) and ↓ قِدَارٌ (Lh, K) and ↓ قَدَارَةٌ and ↓ قُدُورَةٌ and ↓ قُدُورٌ (K) Power; ability. (K.) See قَدَرْتُ عَلَى الشَّىْءِ. b2: Hence, (TA,) the first and second and third and fourth (S, * Msb, * TA) and fifth, (K, TA,) or all excepting قَدَرٌ and مَقْدَرٌ, (TK,) [and there seems to be no reason for not adding these two,] Competence, or sufficiency; richness. (S, * Msb, * K.) You say رَجُلٌ ذُو قُدْرَةٍ, and ↓ مَقْدُورَةٍ, and ↓ مَقْدَرَةٍ, and ↓ مَقْدِرَة. A man possessing competence, or riches. (S, Msb, TA.) قَدَرَةٌ A certain interval, or distance, between every two palm-trees. (JK, Sgh, K.) You say نَخْلٌ غُرِسَ عَلَى القَدَرَةِ Palm-trees planted at the fixed distance, one from another. (JK, Sgh, K.) And كَمْ قَدَرَةُ نَخْلِكَ [What is the fixed distance of thy palm-trees, one from another?] (K.) أُذُنٌ قَدْرَآءُ: see قَدْرٌ, last signification.

A2: بَنُو قَدْرَآءَ Those possessing competence, or sufficiency; the rich. (K.) قِدْرَانٌ: see قُدْرَةٌ.

القَدَرِيَّةُ The sect of those who deny القَدَر as proceeding from God, (K, * TA,) and refer it to themselves. (TA.) [Opposed to الجَبَرِيَّةُ.]

قَدَارٌ: see قُدْرَةٌ.

قُدَارٌ: see قَدْرٌ, last signification.

A2: A cook: or one who slaughters camels or other animals; (S, K;) as being likened to a cook: (TA:) or one who slaughters camels, and cooks their flesh: (TA:) and one who cooks in a cooking-pot (قِدْر); as also ↓ مُقْتَدِرٌ. (K.) قِدَارٌ: see قُدْرَةٌ.

قُدُورٌ: see قُدْرَةٌ.

قَدِيرٌ: see قَادِرٌ.

A2: Flesh-meat cooked in a pot, with seeds to season it, such as pepper and cuminseeds and the like: (Lth, JK:) if without such seeds, it is called طَبِيخٌ: (Lth, TA:) or what is cooked in a قِدْر; (L, K:) as also ↓ قَادِرٌ: so in the K; but this seems to be a mistake, occasioned by a misunderstanding of the saying of Sgh [and others] that قَدِيرٌ is the same as قَادِرٌ: or perhaps the right reading of the passage in the K is وَالقَدِيرُ القَادِرُ وَمَا يُطْبَخُ فِى القِدْرِ; and it has been corrupted by copyists:) (TA:) [but this is improbable, as the passage, if thus, would be in part a repetition:] also cooked broth; (L;) and so ↓ مَقْدُورٌ. (JK, L.) قَدَارَةٌ: see قُدْرَةٌ.

قُدُورَةٌ: see قُدْرَةٌ.

قَادِرٌ, applied to God, i. q. ↓ مُقَدِّرٌ [Decreeing, appointing, ordaining, deciding]; (S;) and ↓ قَدِيرٌ may signify the same. (TA.) A2: See also قَدْرٌ, last signification.

A3: Possessing power, or ability; as also ↓ قَدِيرٌ, (K,) and ↓ مُقْتَدِرٌ: (TA:) or قَدِيرٌ has an intensive signification, and مُقْتَدِرٌ still more so: (IAth:) or ↓ قَدِيرٌ signifies he who does what he will, according to what wisdom requires, not more nor less; and therefore this epithet is applied to none but God; and مُقْتَدِرٌ signifies nearly the same, but is sometimes applied to a human being, and means one who applies himself, as to a task, to acquire power or ability. (El-Basáïr.) When you say اَللّٰهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ

قَدِيرٌ [God is able to do everything; is omnipotent;] you mean, to do everything that is possible. (Msb.) b2: بَيْنَ أَرْضِكَ وَأَرْضِ فُلَانٍ لَيْلَةٌ قَادِرَةٌ; (Yaakoob, S;) and بَيْنَنَا ليلية قادرة; (K;) Between thy land and the land of such a one is a gentle night's journey; (Yaakoob, S;) and between us is an easy night's journey, in which is no fatigue. (K.) A4: See also قَدِيرٌ.

تَقْدِيرٌ: see قَدْرٌ, and 2.

مَقْدَرٌ: see قُدْرَةٌ.

مُقَدِّرٌ: see قَادِرٌ.

مَقْدَرَةٌ and مَقْدُرَةٌ and مَقْدِرَةٌ: for the first, see قَدْرٌ: b2: and for all, see قُدْرَةٌ.

مِقْدَارٌ A measure; (JK, L;) a thing with which anything is measured; as also ↓ قَدَرٌ: (L:) a pattern (مِثَالٌ) by which a thing is measured, proportioned, or cut out. (T, art. مثل.) b2: See also قَدْرٌ, in six places. b3: Death. They say إِذَا بَلَغَ العَبْدُ المِقْدَارَ مَاتَ [When man reacheth the term of life, he dieth]. The pl. is مَقَادِيرُ. (TA.) A2: See also قُدْرَةٌ.

مَقْدُورٌ: see قَدِيرٌ.

مُقْتَدَرٌ: see قَدْرٌ, last signification.

مُقْتَدِرٌ: see قَدْرٌ, last signification.

A2: See also قَادِرٌ. b2: صَانِعٌ مُقْتَدِرٌ An artificer gentle in work. (A, TA.) A3: See also قُدَارٌ.
قدر
. القَدَرُ، محرّكةً: القَضَاءُ المُوَفَّق، نَقله الأَزهرِيُّ عَن اللَّيْث، وَفِي المُحْكَم: القَدَرُ: القَضَاءُ والحُكْمُ، وَهُوَ مَا يُقَدِّرُه اللهُ عَزَّ وجَلَّ من القَضَاءِ ويَحْكُم بِهِ من الأُمورِ. والقَدَر أَيضاً: مَبْلعُ الشَّيْءِ.
ويُضَمُّ، نَقله الصاغانيّ عَن الفرّاءِ، كالمِقْدَارِ، بالكَسْر. والقَدَر أَيضاً: الطَّاقَة، كالقَدْرِ، بفَتْح فسُكُون فِيهما، أَمّا فِي معنَى مَبْلَغِ الشَّيْءِ فقد نَقَلَه اللَّيْث، وَبِه فَسَّرَ قَولَه تَعالَى: ومَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه. قَالَ: أَي مَا وَصَفوهُ حَقَّ صِفَتِه. وَقَالَ: والقَدْر والقَدَر هَا هُنَا: بِمَعْنى، وَهُوَ فِي الأَصْلِ مَصْدرٌ. وَقَالَ أَيضاً: والمِقْدَارُ: اسمُ القَدَرِ. وأَمّا فِي مَعْنَى الطَّاقَةِ فقَدْ نُقِلَ الوَجْهَانِ عَن الأَخْفَشِ ذَكرَه الصاغَانيّ، وذَكَرَه الأَزْهرِيّ عَنهُ وَعَن الفَرّاءِ. وبِهمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى: عَلَى المُوَسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدْرُهُ. قَالَ الأَزهريُّ: وأَخْبَرَنِي المُنْذِرِيّ عَن أَبي العَبّاس فِي قَوْله تعالَى: على المُقْتِر قَدَرُه. وقَدْرُه قَالَ: التَّثْقِيلُ أَعْلَى اللُّغَتَيْنِ وأَكْثَرُ، ولِذلك اخْتِير. قَالَ: واخْتَار الأَخْفَشُ التَّسْكِينَ قَالَ: وإِنَّمَا اخترنَا التَّثْقِيلَ لأَنّه اسمٌ. وَقَالَ الكسائيّ: يُقْرَأُ بالتَّخْفِيف وبالتَّثْقِيل، وكلٌّ صَوابٌ. قلتُ: وبالقدْرِ بمعنَى الحُكْمِ فُسِّرَ قولُه تعالَى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ. أَي الحُكْمِ، كَمَا قَالَ تعالَى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، وأَنشد الأَخْفَشُ لهُدْبَةَ بنِ الخَشْرَمِ:)
(أَلاَ يَا لَقَوْمِي للنَّوائبِ والقَدْرِ ... وللأَمْرِ يَأْتِي المَرْءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي)
فقولُ المُصَنّف كالقَدْرِ فيهمَا مَحَلُّ نَظر، والصَّوابُ فِيهَا أَي فِي الثَّلاثَة، فتَأَمَّلْ. والقَدْرُ، بالمَعَاني السابِقَة، كالقَدَرِ فِيهَا، ج أَقْدَار، أَي جَمْعُهَا جَمِيعاً. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: القَدَرُ الاسْمُ، والقَدْر المَصْدرُ.
وأَنشد:
(كُلُّ شيْءٍ حَتَّى أَخِيكَ مَتَاعُ ... وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجتماعُ)
وأَنْشَدَ فِي المَفْتُوح:
(قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذَا النُّخَيْلِ وَقد أَرَى ... وأَبِيكَ مالَكَ ذُو النُّخَيْلِ بِدَارش)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا أَنشدَهُ بالفَتْحِ، والوَزْنُ يَقْبَل الحَرَكَةَ والسُّكُونَ. والقَدَرِيَّةُ، مُحَرَّكَةً: جاحِدُو القَدَرِ، مُوَلَّدةٌ. وَقَالَ الأَزْهريّ: هم قومٌ يُنْسَبُونَ إِلى التَّكْذِيبِ بِمَا قَدَّر اللهُ من الأَشْيَاءِ. وَقَالَ بعضُ مُتَكَلِّمِيهم: لَا يَلْزَمُنَا هَذَا اللَّقَب، لأَنَّنَا نَنْفِي القَدَرَ عَن الله عزَّ وجلَّ، وَمن أَثْبَتَهُ فهُوَ أَوْلَى بهِ. قَالَ: وَهَذَا تَمْوِيهٌ مِنْهُم لأَنَّهُمْ يُثْبِتُونَ القَدَرَ لأَنْفُسِهم، ولِذلك سُمُّوا قَدَرِيَّةً. وقولُ أَهْلِ السُّنَّة إِنَّ عِلْمَ اللهِ عزَّ وجلَّ سَبَقَ فِي البَشَرِ، فَعَلِمَ كُفْرَ مَنْ كَفَرَ مِنْهُم كَمَا عَلِمَ إِيمانَ من آمَنَ، فأَثْبَتَ عِلْمَه السابقَ فِي الخَلْق وكَتَبَه، وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. ويُقَال: قَدَرَ اللهُ تعالَى ذَلِك عَلَيْه يَقْدُرُهُ، بالضَّمّ، ويَقْدِرُه، بالكَسْر، قَدْراً، بالتَّسْكِين، وقَدَراً، بالتَّحْرِيك، وقَدَّرَهُ عَلَيْهِ تَقْدِيراً، وقَدَّرَ لَهُ تَقْدِيراً: كُلُّ ذَلِك بمَعْنىً. قَالَ إِياسُ بنُ مالِك:
(كِلاَ ثَقَلَيْنَا طامِعٌ بغَنِيمَة ... وقَدْ قَدَرَ الرَّحْمنُ مَا هُوَ قادِرُ) قولُه: مَا هُوَ قادِرُ، أَي مُقَدِّرٌ. وأَرادَ بالثَّقَلِ هُنَا النِّسَاءَ. واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً: سَأَلَهُ أَنْ يَقْدُرَ لَهُ بِهِ، من حَدِّ نَصَرَ، كَمَا فِي نُسَخَتِنَا. وَفِي بَعْضِها أَنْ يُقَدِّرَ لَهُ بِهِ بالتَّشْدِيد، وهما صَحِيحَان. قَالَ الشَّاعِر:
(فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ ... فبَيْنَمَا العُسْرُ إِذ دَارَتْ مَياسِيرُ)
وَفِي حَدِيث الاسْتِخاَرة: اللهُمَّ إِني أَسْتَقْدِرُك بقُدْرَتِك، أَي أَطْلُبُ مِنْك أَنْ تَجْعَلَ لي عَلَيْهِ قُدْرَةً.
وقَدَرَ الرِّزْقَ يَقْدُرُه ويَقْدِرُه: قَسَمَهُ، قِيلَ: وَبِه سُمِّيَت لَيْلَةُ القَدْرِ لأَنَّهَا تُقَسَّم فِيهَا الأَرزاقُ.
والقَدْرُ، بِفَتْح فسُكُون: الغِنَى واليَسَارُ، وهُمَا مَأْخُوذانِ مِن القُوَّة، لأَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا قُوّةٌ، كالقُدْرَةِ، بالضّمّ، والمَقْدِرَةِ، مثلثَة الدالِ، يُقَال: رَجُلٌ ذُو قُدْرَة ومَقْدِرَةٍ، أَي ذُو يَسَارٍ. وأَمَّا مِنَ القَضَاءِ والقَدَرِ فالمَقْدَرَةُ، بالفَتْح لَا غَيْرُ. قَالَ الهُذَليّ:)
(وَمَا يَبْقَى على الأَيَّامِ شَيْءٌ ... فيا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكِتَابِ)
والمِقْدَارُ والقَدْرُ: القُوَّة. وأَمّا القَدَارَةُ، بالفَتْح، والقَدَرُ، محرَّكةً، والقُدُورَةُ والقُدُورُ، بضَمِّهما، فمِنْ قَدِرَ، بالكَسْر، كالقُدْرَة، والقِدْرَانِ، بالكَسْر، وَفِي التَّهْذِيب بالتَّحْرِيك ضَبْطَ القَلَم، والقَدَارُ، بالفَتْح ذَكره الصاغانيّ، ويُكْسرُ، وَهَذِه عَن اللّحيانيّ، والاقْتِدار على الشَّيْءِ: القثدْرَةُ عَلَيه والفِعْلُ كَضَرَب، وَهِي اللُّغة المشهورةُ ونَصَرَ، نَقَلَهَا الكسائيُّ عَن قوم من العَرَبِ، وفَرِحَ، نقلهَا الصّاغَانيّ عَن ثَعْلَب، ونَسَبَها ابنُ القَطّاع لِبَنِي مُرَّةَ من غَطَفَانَ، واقْتَدَر. وهُوَ قادرٌ وقَديرٌ ومُقْتَدِرٌ. وأَقْدَرَه اللهُ تعالَى على كَذَا، أَي جَعَلَه قادِراً عَلَيْهِ. والاسْمُ من كُلِّ ذَلِك المَقْدِرَةُ، بِتَثْلِيث الدّال. والقَدْر: التَّضْيِيق، كالتَّقْدِير. والقَدْر: الطَّبْخُ. وفِعْلُهُمَا كضَرَبَ ونَصَر، يُقَال: قَدَرَ عَلَيْهِ الشَّيْءَ يَقْدِرُه ويَقْدُرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّرَه: ضَيَّقَه، عَن اللّحيانيّ. وتَرْكُ المُصَنِّف القَدَرَ بالتَّحْرِيك هُنَا قُصُورٌ. وقولُه تَعَالَى: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ. أَي لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ قَالَه الفَرّاءُ وأَبو الهَيْثَم.
وَقَالَ الزَّجّاج: أَي لَنْ نُقدِّر عَلَيْهِ مَا قَدَّرنا من كوْنِه فِي بَطْنِ الحُوتِ. قَالَ: ونَقْدِرُ: بمعنَى نُقدِّر.
قَالَ: وَقد جَاءَ هَذَا فِي التَّفْسِير. قَالَ الأَزْهريّ: وَهَذَا الَّذِي قالَهُ صحيحٌ، وَالْمعْنَى مَا قَدّرَهُ اللهُ عَلَيْه من التَّضْيِيقِ فِي بَطْنِ الحُوت وكُلُّ ذَلِك سائغٌ فِي اللُّغَة، وَالله أَعلم بِمَا أَراد. وأَمّا أَنْ يكونَ من القُدْرَة فَلَا يَجُوز، لأَنَّ من ظَنَّ هَذَا كَفَر، والظَنُّ شَكٌّ، والشَّكُّ فِي قُدْرَةِ الله تَعَالَى كُفْرٌ. وَقد عَصَمَ الله أَنْبِيَاءَه عَن ذَلِك، وَلَا يَتَأَوَّل مِثْلَه إِلاّ جاهلٌ بكلامِ العَرَب ولُغَاتهَا. قَالَ: ولَمْ يَدْرِ الأَخْفَشُ مَا مَعْنَى نَقْدِر، وذَهَب إِلى مَوضع القُدْرَة، إِلى مَعْنَى فظَنَّ أَن يَفُوتَنا، وَلم يَعْلَمْ كلامَ الْعَرَب حَتَّى قَالَ: إِنّ بعض المفسّرِين قَالَ: أَرادَ الاسْتِفْهَام: أَفَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه وَلَو عَلِمَ أَنّ معنَى نَقْدِر: نُضَيِّق، لم يَخْبِطْ هَذَا الخَبْطَ. قَالَ ولَمْ يَكُنْ عالِماً بِكَلَام العَرَب، وَكَانَ عالِماً بقياسِ النَّحْو. وَقَالَ: وقولُه تَعَالَى: وَمَنْ قُدِرَعَلَيْه رِزْقُهُ. أَي ضُيِّقَ. وَقَدَرَ عَلى عِيَالِه قَدْراً: مِثْل قَتَرَ. وقُدِرَ على الإِنْسَانِ رِزقُه: مثل قُتِرَ. وأَمّا القَدْرُ بمعنَى الطَّبْخِ الّذِيالأَقْدَر: القَصِيرُ من الرِّجَالِ، وَبِه فُسِّر قولُ صخْرِ الغَيِّ يصفُ صائداً، ويَذْكُر وُعُولاً، وَقد وَرَدتْ لِتَشْرَبَ الماءَ:
(أَرَى الأَيّامَ لَا تُبْقِى كَرِيماً ... وَلَا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعَامَا)

(وَلَا عُصْماً أَوَابِدَ فِي صُخُورٍ ... كُسِينَ عَلَى فَرَاسِنِها خِدَامَا)

(أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ ... إِذا سَامَتْ على المَلَقَاتِ سَامَا)
العُصْمُ: الوُعولُ. والخِدَامُ: الخَلْخَالُ، وأَراد بِها الخُطُوطَ السُّودَ الَّتِي فِي يَدَيْه. والأُقَيْدِرُ: أَراد بِهِ الصائدَ. والحَشِيفُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. وسامَتْ: مَرَّتْ ومَضَتْ. والمَلَقَاتُ: جمع مَلَقَة، وَهِي الصَّخْرَةُ المَلْسَاءُ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الأَقْدَرُ: فَرَسٌ إِذا سارَ وَقَعَتْ رِجْلاه مَواقِعَ يَدَيْهِ قَالَ عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ:
(وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَواتِ ساطٍ ... كُمَيْتٌ لَا أَحَقُّ وَلَا شَئِيتُ)
وَقد قَدِرَتْ، بالكَسْر، أَو الأَقْدَر: هُوَ الَّذِي يَضعُ رِجْلَيْه، وَفِي بعض النّسخ: يَدَيْه وَهُوَ غلطٌ، حَيْثُ يَنْبَغِي، وَقَالَ أَبوعُبَيْد: الأَقْدَرُ: هُوَ الّذِي يُجَاوِزُ حافِرَا رِجْلَيْه مِواقِعَ حافِرَيْ يَدَيْه.
والشَّئيت: خِلافُه. والأَحَقُّ: الَّذِي يُطَبِّق حافِرَا رِجْلَيْه حافِرَيْ يَدَيْهِ. والقِدْر، بالكَسْرِ: م، مَعْروفَةٌ أُنْثَى، بِلَا هاءٍ عِنْد جمِيع العَرَب، وتَصْغِيرُهَا قُدَيْرَةٌ، وقُدَيْرٌ، الأَخيرة على غَيْرِ قِيَاسٍ قَالَه الأَزهريّ أَو يُذَكَّر، ويَُؤَّنث. وَمن قَالَ بتَذْكِيْرِهَا غَرَّهُ قَوْلُ ثَعْلَب. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَمّا مَا حَكَاهُ ثَعْلَب من قَوْلِ العَرَب: مَا رَأَْيُت قِدْرَاً غَلاَ أَسْرَعَ مِنْهَا فإِنّه لَيْس على تَذْكِير القِدْر، ولكِنَّهم أَرادُوا: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً غَلاَ. قَالَ: ونَظِيرُه قولُ الله تَعَالَى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ. قَالَ ذَكَّرَ)
الفِعْلَ لأَنّ مَعْنَاه مَعْنَى شَيْءٍ، كأَنَّه قَالَ: لَا يَحِلُّ لَك شيْءٌ من النِّسَاءِ. ولابْنِ سِيدَه هُنَا فِي المُحْكم كلامٌ نَفِيسٌ، فراجِعْه. قلتُ: وعَلى قَوْلِ من قَالَ بالتَّذْكِير يُؤَوَّل قولُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنهُ، فِيْمَا يُرْوَى عَنهُ: غَلاَ قِدْرِي، عَلاَ قَدْرِي كَذَا أَوْرَدَه بعضُ أَئمّة التَّصْحِيف. ج قُدُورٌ، لَا يُكَسَّر على غَيْر ذَلِك. والقَدِيرُ والقادِرُ: مَا يُطْبَخُ فِي القِدْر، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ. وَفِي اللّسَانِ: مَرَقٌ مَقْدُورٌ وقَدِيرٌ أَي مَطْبُوخ. والقَدِيرُ: مَا يُطْبَخُ فِي القِدْر. وَقَالَ اللَّيْث: القَدِيرُ: مَا طُبِخَ من اللَّحْمِ بتَوَابِلَ، فإِنْ لم يكن ذَا تَوابلَ فَهُوَ طَبِيخٌ. وَمَا رأَيتُ أَحَداً من الأَئمّة ذكرَ القادِرَ بِهَذَا المَعْنَى. ثمَّ إِنَّنِي تَنَبَّهْتُ بعدَ زَمان أَنَّه أَخَذَه من عِبَارَة الصاغانيّ: والقَدِيرُ: القَادِرُ فَوهِمَ، فإِنَّه إِنّمَا عَنَى بِهِ صِفَةَ اللهِ تعالَى لَا بمَعْنَى مَا يُطْبَخُ فِي القِدْر، فتَدَبَّر. ويُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنّ الصّواب فِي عِبَارَته: والقَدِيرُ: القادِرُ، وَمَا يُطْبَخُ فِي القِدْرِ فيرْتَفِع الوَهَمُ حينئذٍ، ويكونُ تَوْسِيطُ الوَاوِ بَيْنَهُما من تَحْرِيفِ النُّسّاخ، فافْهَمْه. والقُدَارُ، كهُمَامٍ: الرَّبْعَةُ من الناسِ لَيْسَ بالطَّوِيلِ وَلَا بالقَصِيرِ. والقُدَارُ: الطَّبّاخُ، أَو هُوَ الجِزّارُ، على التَّشْبِيه بالطَّبّاخِ، وقِيلَ: الجَزّارُ هُوَ الَّذِي يَلِي جَزْرَ الجَزُورِ وطَبْخَها. قَالَ مُهَلْهِلٌ:
(إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هَامَها ... ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القُدّامِ)
وَمن سَجَعاتِ الأَساس: ودَعَوْا بالقُدَارِ فَنَحرَ فاقْتَدَرُوا، وأَكَلُوا القَدِيرَ، أَي بالجَزّار وطَبَخُوا اللَّحْمَ فِي القِدْر وأَكَلُوه. والقُدَارُ الطابِخُ فِي القِدْر، كالمُقْتَدِرِ يُقَال: اقْتَدَرَ وقَدَرَ، مثل طَبَخَ واطَّبخَ، وَمِنْه قولُهُم: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُونَ. وقُدَارُ بنُ سالِفٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أُحَيْمِرُ ثَمُودَ: عاقِرُ الناقَةِ ناقَةِ صالحٍ عَلَيْهِ السّلام. والقُدَار بنُ عَمْرِو بن ضُبَيْعَة رَئِيسُ رَبِيعَةَ، كَانَ يَلِي العِزَّ والشَّرَف فيهم.
والقُدَارُ: الثُّعْبَانُ العَظِيمُ، وقِيلَ: الحَيَّة. وقَدَارٌ، كَسَحَابِ: ع، قَالَ امُرؤ القَيْس:
(وَلَا مِثْلَ يَومٍ فِي قَدَارٍ ظَلِلْتُه ... كَأَنِّي وأَصْحَابِي بقُلَّةِ عَنْدَرَا)
قَالَ الصاغانيّ: ورَوَى ابنُ حَبِيب وأَبو حاتِمٍ: فِي قَدَارَانَ ظَلْتُه وَقد تَقَدَّم فِي ع د ر. والمُقْتَدِرُ: الوَسَطُ من كُلِّ شَيْءٍ، هَذِه عبارةُ المُحْكَم. وَقَالَ غَيْرُه: وكُلُّ شيْءٍ مُقْتدِرٌ: فَهُوَ الوَسَطُ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه أَيضاً: ورَجُلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْقِ، أَي وَسَطُه لَيْسَ بالطَّوْيِلِ والقَصِيرِ، وَكَذَلِكَ الوَعِلُ والظَّبْيُ وغيرُهما. وَفِي الأَساس: رَجُلٌ مُقْتَدِرُ الطُّول: رَبْعَةٌ. وبَنُو قَدْراءَ: المَيَاسِيرُ، أَي الأَغْنِيَاءُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ. والقَدَرَةُ، بالتَّحْرِيك: القَارُورَةُ الصَّغِيرَةُ، نَقله الصاغانيّ. وقادَرْتُه مُقَادَرَةً: قايَسْتُه، وفَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِه، وَفِي الأَساس: قاوَيْتُه. وَفِي التَّهْذِيب: التَّقْدِيرُ، على وُجوه من المَعَانِي: أَحدُها:)
التَّرْوِيَةُ والتَفْكِيرُ فِي تَسْوِيَةِ أَمرٍ وتَهْيِئَتِه، زادَ فِي البَصَائِر: بحَسَبِ نَظَرِ العَقْل وبناءِ الأَمْرِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ. ثمَّ قَالَ: والثّاني تَقْدِيرُه بعلاماتٍ يُقطَّعُه عَلَيْهَا. وَالثَّالِث: أَنْ تَنْوِيَ أَمراً بعَقْدِك، تقولُ: قَدَّرْتُ أَمرَ كَذَا وَكَذَا، أَي نَوَيْتُه وعَقَدْتُ عَلَيْهِ. وَذكر الصاغانيّ الأَوّلَ والثالِثَ، وأَما المصّنف فِي البصائر فذَكَر بعد الأَوّل مَا نَصُّه: والثانِي أَن يكونَ بحَسَبِ التَّهَيُّؤِ والشَّهْوَة.
قَالَ: وَذَلِكَ مَذْمُومٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: فَكَّرَو وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ وَقَالَ: إِنَّ كِلَيْهِمَا من الإِنْسَان. وَقَالَ أَيضاً: وأَمَّا تَقْدِيرُ اللهِ الأُمورَ فعَلَى نَوْعَيْن: أَحدُهما بالحُكْم مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كَذَا أَو لَا يِكُون كَذَا، إِمَّا وُجُوباً وإِمّا إِمْكَاناً وعَلَى ذَلِك قولُه تَعَالَى: قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. وَالثَّانِي بإِعْطَاءِ القُدْرَة عليهِ، وَمِنْه قولُه تعالَى: والَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى أَي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ مَا فِيْه مَصْلَحَةٌ، وهَداهُ لِما فِيهِ خَلاصٌ، إِمّا بالتَّسْخِير وإِمّا بالتَّعْلِيم، كَمَا قَالَ: أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى.
وتَقَدَّر لَهُ الشيءُ: تَهَيَّأَ. وقَدَرَهُ وقدَّرَه: هَيَّأَه. وقولُه تعالَى: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قدْرِهِ، قِيلَ: أَي مَا عَظَّمُوه حَقَّ تَعْظِيمِه، وَقَالَ اللَّيْث: مَا وَصَفُوه حَقَّ صِفَتِه. وَفِي البصائر: أَي مَا عَرضفُوا كُنْهَه، تَنْبِيهاً أَنْه كَيْفَ يُمْكِنُهم أَنْ يُدْرِكُوا كُنْهَه وَهَذَا وَصْفُه، وَهُوَ قَوْله: والأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. ويُقًالُ: قَدَرْتُ الثَّوْبَ عَلَيْهِ قَدْراً، فانْقَدَرَ، أَي جاءَ على المِقْدَارِ. وَفِي الأَساسِ: تَقَدَّرَ الثَّوْبُ عَلَيْهِ: جاءَ على مِقْدَارِه. وَمن المَجَازِ: قولُهُم: بَيْنَنَا ونصُّ يَعْقُوبَ: بَيْنَ أَرضِك وأَرْضِ فلَان لَيْلَةٌ قادِرَةٌ، أَي هَيِّنَة، ونَصُّ يَعْقُوبَ والزَّمَخْشَرِيّ: لَيِّنَةُ السَّيْرِ لَا تَعَبَ فِيهَا، زادَ يعقُوبُ: مِثْل قاصِدَةٍ ورَافِهَة. وقَيْدَارُ: اسمٌ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: فإِنْ كَانَ عَرَبِيّا فاليَاءُ زائدَة، وَهُوَ فَيْعَالٌ من القُدْرَة. والقَدْرَاءُ من الآذانِ: الّتي لَيْسَتْ بصَغِيرةٍ وَلَا كَبِيرةٍ، نَقله الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ القَطّاع قَدِرَت الأُذُنُ قَدَراً: حَسُنَتْ. ويُقَال كَمْ قَدَرَةُ نَخْلِك محرَّكَةً. ويُقَال أَيضاً: غُرِسَ نخْلُك على القَدَرَة، مُحَرّكةً أَيضاً، وَهِي ونَصُّ الصاغانِيّ: وهُوَ أَنْ يُغْرَسَ على حَدٍّ مَعْلُومٍ بَيْنَ كُلِّ نَخْلَتَيْن، هَذَا نَصّ الصاغانِيّ. وقَدَّرَه تَقْدِيراً: جَعلَهُ قَدَرِيّاً، نَقله الصاغانيّ عَن الفَرّاءِ، وَهِي مُوَلَّدَةٌ. ودَارٌ مُقادَرَةٌ، بِفَتْح الدَّال: ضَيِّقَةٌ، سُمّيَ بالمَصْدَر، من قادَرَ الرَّجُلَ. وَعَن شَمِرٍ: قَدَرْتُه أَقْدِرُه، من حَدِّ ضَرَب، قَدَارَةً، بالفَتْح: هَيَّأْتُ. وقَدَرْتُ: وَقَّتُّ، قَالَ الأَعْشى:
(فاقْدِرْ بذَرْعِك بَيْنَنَا ... إِنْ كُنْتَ بَوّأْتَ القَدَارَهْ)
بَوَّأْت: هَيَّأْت. وقَال أَبو عُبَيْدَةَ: اقْدِرْ بذَرْعِك بَيْنَنا، أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَكَ. وَقَالَ لَبِيدٌ:
(فقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّس غُدْوَةً ... فَوَرَدْتُ قَبْلَ تَبَيُّنِ الأَلْوَانِ)
)
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَدِيرُ، والقَادِرُ: من صِفَاتِ الله عَزّ وجَلَّ، يكونَان من القُدْرَة، ويَكُونانِ من التَّقْدِير. قَالَ ابنُ الأَثِير: القَادِرُ: اسمُ فاعِل من قَدَرَ ويَقْدِرُ والقَدِيرُ فَعِيلٌ مِنْهُ، وَهُوَ للمُبَالَغَةِ، والمُقْتَدِر ُ مُفْتَعِلٌ من اقْتَدر، وَهُوَ أَبْلغُ. وَفِي البَصائر للمُصَنِّف: القَدِيرُ: هُوَ الفَاعِلُ لِمَا يَشَاءُ على قَدْرِ مَا تقضِى الحِكْمَة، لَا زَائِدا عَلَيْهِ وَلَا ناقِصاً عَنهُ، وَلذَلِك لَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بِهِ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى، والمُقْتَدِرُ يُقَارِبُه إِلاّ أَنَّهُ قد يُوصَفُ بِهِ البَشَرُ، ويكونُ مَعْنَاهُ المُتَكَلِّف والمُكْتَسِبُ للقُدْرَةِ، وَلَا أَحَدَ يُوصَفُ بالقُدْرَة من وَجْهٍ إِلاّ ويَصِحّ أَنْ يُوصَفَ بالعَجْر من وَجْهٍ، غَيْرَ أّنْ الله تعالَى، فهُوَ الَّذِي يَنْتَفِى عَنهُ العَجْزُ من كلّ وَجْهٍ، تعالَى شَأْنُه. وَفِي الأَساس: صانِعٌ مُقْتَدِرٌ: رَفِيقٌ بالعَمَل. قَالَ:
(لَهَا جَبْهَةٌ كسَرَاةِ المِجَنِّ ... حَذَّقَة الصانِعُ المُقْتَدِرْ)
والأُمورُ تَجْرِي بقَدَرِ اللهِ ومِقْدَارِه وتَقْدِيرِه وأَقْدَارِه ومَقَادِيرِه. وفَرَسٌ بَعِيدُ القَدْرِ: بَعِيدُ الخَطْوِ.
قَالَ:
(ببَعِيدٍ قَدْرُهُ ذِي جُبَبٍ ... سَبِطِ السُّنْبُكِ فِي رُسْغٍ عَجُرْ)
وَهُوَ مَجاز: والقَدْرُ: الشَّرَف، والعَظَمةُ، والتَّزِيينُ، وتَحْسِينُ الصُّورَة. وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القادِرُونَ أَي صَوّرْنَا فنِعْمَ المُصَوِّرُونَ. قَالَ الفَرّاءُ: قَرَأَهَا عليُّ كرَّمَ الله وَجْهَه فقَدَّرْنا بالتَّشْدِيد، وخَفَّفها عاصِمٌّ. قَالَ: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يكونَ المعنَى فِي التَّخْفِيفِ والتَّشْدِيدِ وَاحِداً، لأَنَّ العَرَب تقولُ: قُدِّرَ عَلَيْهِ وقُدِرَ عَلَيْه. واحتجَّ الَّذِين خَفَّفُوا فَقَالُوا: لَو كانَتْ كَذَلِك لَقَالَ: فنِعْمَ المُقَدِّرُون. وَقد تَجْمَع العربُ بَيْنَ اللُّغَتَيْن، قَالَ الله تَعَالَى: فَمَهِّلِ الكافرِين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً. والتَّقْدِيرُ: الجَعْلُ والصُّنْع، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ. أَي جعلَ لَهُ، وَكَذَا قولُه تَعَالَى وقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا. والتَّقْدِيرُ أَيضاً: العِلْمُ والحِكْمَة، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: واللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ أَي يَعْلَم كَذَا فِي البصائر. قلتُ: وَمِنْه أَيضاً قولُه تعالَى: قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغَابِرِينَ، قَالَ الزَّجَّاج: المَعْنَى عَلِمْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغابِرين. وَقيل: دَبَّرْنَا. وقَدَّرْتُ عَلَيْهِ الشَّيْءَ: وَصَفْتُه. ورَوَى أَبو تُرَاب عَن شُجَاع غُلامٌ قُدُرٌّ، كعُتُلٍّ: وَهُوَ التامُّ الشديدُ المُكْتَنِزُ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جَعَلَه قَدْراً. وَمن أَمثالِهم المَقْدرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظة. ومِقْدَارُ كلّ شيْءٍ: مِقْيَاسُه، كالقَدْرِ والتَّقْدِير. وَقَالَ شَمِرٌ: قَدَرْتُ: مَلكْتُ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَدَّرْتُ أَمْرَ كَذَا وَكَذَا تَقْدِيراً: نَوَيْتُه وعَقَدْتُ عَلَيْه. والقَدَرُ، بالتَّحْرِيك: المَوْعِدُ.
وقَدَرَ الشَّيْءَ: دَنَا لَهُ، قَالَ لَبِيدٌ:)
(قُلْتُ هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى ... وقَدَرْنَا إِنْ خَنَى اللَّيْلِ غَفَلْ)
قَالَ الكسائيّ: قَدَرْتُ الشَّيءَ فأَنَا أَقْدِرُه، لم أَسْمَعْه إِلاّ مَكْسُوراً. وقولُه: وَمَا قَدَروا الله حَقَّ قَدْرِه خفيفٌ، وَلَو ثُقِّلَ كانَ صَوَاباً. وَقَوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقدَر مُثَقَّلٌ. وقولُه: فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا. مُثقَّل، وَلَو خُفِّف كَانَ صَواباً. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: وقَدَرَ الشَيْءَ: جعله بقَدَرٍ، وقَدَرَ الإِنْسَانُ الشَّيْءَ: حَزَرَه لِيَعْرِف مَبْلَغَه كَذَا فِي التَّهْذيب لَهُ. والمِقْدَارُ: الهِنْدازُ والمَوْت وَقَالُوا: إِذا بَلَغَ العَبْدُ المِقْدَارَ ماتَ. وأَنشد اللَّيْث:
(لَو كَانَ خَلْفَكَ أَو أَمَامَكَ هائِباً ... بَشَراً سِوَاكَ لَهَابَكَ المِقْدَارُ)
يَعنِي المَوْتَ. وجَمْعُ المِقْدَارِ المَقَادِيرُ. وسَرْجٌ قادِرٌ: قاتِرٌ. والقُدَارُ، كغُرَاب: الغُلام الخَفِيفُ الرُّوحِ الثَّقِفُ اللَّقِفُ. وَفِي الحَدِيث: كانَ يَتَقَدَّرُ فِي مَرَضِه: أَينَ أَنا اليَوْمَ: أَي يُقَدِّر أَيامَ أَزْوَاجِه فِي الدَّوْرِ عليهنّ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: يُقَال: أَقَمْت عندَه قَدْرَ أَنْ يَفْعَل ذَلِك. قَالَ: وَلم أَسْمَعْهُمْ يَطْرَحُون أَنْ فِي المَوَاقِيت إِلا حَرْفاً حَكَاهُ هُوَ الأَصمعيّ، وَهُوَ قَوْلهم: مَا قَعَدْت عندَه إِلا رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِى. وَفِي الحَدِيث: فإِنْ غُمَّ عليكُمْ فاقْدُرُوا لَهُ. وَفِي حَدِيث آخر: فأَكْمِلُوا العِدَّة قولُه فاقْدُرُوا لَهُ، أَيْ قَدِّرُوا لَهُ عَدَدَ الشَّهْرِ حتَى تُكْمِلُوه ثَلاثِينَ يَوْماً، واللَّفْظَانِ وإنِ اخْتَلَفَا يَرْجِعَانِ إِلى مَعْنَىً واحِد. ولابْنِ سُرَيْج هُنَا تَفْصِيلٌ حَسنٌ، ذكرَه الأَزْهَرِيُّ فِي التَّهْذِيب، والصَّاغَانيّ فِي التكملة، فراجِعْهما. وعبدُ اللهِ بنُ عُثْمانَ بنِ قُدَيرَة، كجُهَيْنَةَ: سَمِعَ من أَبي البَدْرِ الكَرْخِيِّ، وأَخُوه يُوسُفُ سَمِعَ من سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ، وَمَاتَا مَعاً سنة. وبَيْتُ القُدَارى، بالضَّمّ: قَرْيَةٌ باليَمَنْ. وَمِنْهَا فِي المتأَخِّرِين سَعِيدُ ابنُ عَطّافِ بنِ قحليل القدارىّ، سَمِع الحديثَ عَن عبد الرَّحْمن بن حُسَيْنٍ النَّزِيلِيّ وَغَيره، وتُوُفِّيَ بهَا سنة. وقَدُّورَةُ، كسَفُّودَةَ: لَقَبُ أَبي عُثْمَانَ سَعِيدِ بنِ إِبرَاهِيمَ التُّونُسِيّ الجَزَائريّ الإِمَام مُسْنِد المَغْرِبِ، رَوَى بتلِمْسَانَ عَن المُسْنِدِ المُعَمَّر أَبي عُثْمَانَ سَعِيدِ بنِ أَحْمَد المُقْرِيّ التِّلِمْسَانِيّ، وجالَ فِي البِلاد إِلى أَنْ أَلقَى عَصَا التَّسْيارِ بثَغْر الجَزَائِرِ، وَبهَا تُوُفِّىَ سنة وَقد تَرْجَمَه تلمِيذُه الإِمامُ أَبو مَهْدِىّ عِيسَى الثَّعَالِبِيّ فِي مَقَالِيد الأَسَانِيد. وقَدَارَانُ بالفَتْح: مَوْضِعٌ فِي شعر امرئِ القَيْس، على رِوَايَة ابنِ حَبِيب وأَبِي حَاتِم، كَمَا تقدّمت الإِشَارَةُ إِليه. وابنُ قِدْرَانَ، بالكَسْرِ: رجلٌ أَظنّه من جُذَامَ، إِلَيْه نُسِبَت الكُبَيْشَة القِدْرَانِيّة، إِحْدَى الأَفْرَاسِ المَخْبُورَةِ المَشْهُورَةِ بِالشّأْم. ومِقْدَارُ بنُ مُخْتَارٍ المَطَامِيريّ، لَهُ دِيوَانُ شِعْر.
(قدر) فلَان تمهل وفكر فِي تَسْوِيَة أَمر وتهيئته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقدر فِي السرد} وَالشَّيْء بَين مِقْدَاره وَالشَّيْء قاسه بِهِ وَجعله على مِقْدَاره وَالله الْأَمر عَلَيْهِ وَله جعله لَهُ وَحكم بِهِ عَلَيْهِ وَفُلَانًا على الشَّيْء أقدره وَأمر كَذَا وَكَذَا نَوَاه وَعقد عَلَيْهِ الْعَزْم
القدر: تعلق الإرادة الذاتية بالأشياء في أوقاتها الخاصة، فتعليق كل حال من أحوال الأعيان بزمان وعين وسبب معين عبارة عن القدر.

القدر: خروج الممكنات من العدم إلى الوجود، واحدًا بعد واحد، مطابقًا للقضاء، والقضاء في الأزل، والقدر فيما لا يزال، والفرق بين القدر والقضاء، هو أن القضاء وجود جميع الموجودات في اللوح المحفوظ مجتمعة، والقدر وجودها متفرقة في الأعيان بعد حصول شرائطها.
(قدر)
عَلَيْهِ قدارة تمكن مِنْهُ وَالشَّيْء قدرا بَين مِقْدَاره وَيُقَال قدر فلَانا عظمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا قدرُوا الله حق قدره} وَجعله بِقدر وَيُقَال قدر الْأَمر دبره وفكر فِي تسويته وَالشَّيْء بالشَّيْء قاسه بِهِ وَجعله على مِقْدَاره وَالله الْأَمر على فلَان جعله لَهُ وَحكم بِهِ عَلَيْهِ والرزق عَلَيْهِ ضيقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَأما إِذا مَا ابتلاه فَقدر عَلَيْهِ رزقه} وَاللَّحم طبخه فِي الْقدر

(قدر) الشَّيْء قدرا قصر يُقَال قدر الرجل وَقدر الْعُنُق وَالْفرس وَقعت رِجْلَاهُ موقع يَدَيْهِ فَهُوَ أقدر وَهِي قدراء (ج) قدر
ق د ر

هو قادر مقتدر ذو قدرة ومقدرة. وأقدره الله عليه. وقادرته: قاويته. وهم قدر مائة وقدرها ومقدارها: مبلغها. والأمور تجري بقدر الله ومقداره وتقديره وأقداره ومقاديره. وقدرت الشيء أقدره وأقدره، وقدّرته. وهذا شيء لا يقادر قدره. وقدرت أن فلاناً يفعل كذا. وهذا سرج قدر. ورحلٌ قدر: وسط. ورجل مقتدر الطول: ربعةٌ. وصانع مقتدر: رفيق بالعمل. قال امرؤ القيس:

لها جبهة كسراة المجنّ ... حذفه الصانع المقتدر

وإذا وافق الشيء الشيء قالوا: جاء على قدرٍ. وقدر عليه رزقه. وقدّر: قتّر. وقدّر الشيء بالشيء: قاسه به وجعله على مقداره. وفلان يقادرني: يطلب مساواتي. وتقادر الرجلان: طلب كلّ واحد مساواة الآخر. واستقدر الله خيراً. قال:

استقدر الله خيراً وارضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير

وتقدّر له كذا: تهيّأ له. وتقدّر الثوب عليه: جاء على مقداره. ودعوا بالقدار فنحر فاقتدروا وأكلوا القدير أي بالجزّار فطبخوا اللحم في القدر وأكلوه، واقدروا لنا أي اطبخوا.

ومن المجاز: فرس بعيد القدر: بعيد الخطو. قال:

ببعيدٍ قدره ذي جببٍ ... سبط السّنبك في رسغ عجر

وليلة قادرة: قاصدة لينة السير.
قدر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة قَالَت: قدم وَفد الْحَبَشَة فَجعلُوا يَزْفِنُون ويَلْعَبُون وَالنَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَائِم ينظر إِلَيْهِم فَقُمْت وأَنا مستترة خَلفه فَنَظَرت حَتَّى أعييت ثمَّ قعدت ثمَّ قُمْت فَنَظَرت حَتَّى أعييت ثمَّ قعدت وَرَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَائِم ينظر فاقْدُروا قَدْر الْجَارِيَة الحديثة السِّنِّ المشتهية للنَّظَر قَالَ حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّد بن كثير عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة. قَوْلهَا: فَاقْدُرُوا قدر الْجَارِيَة الحديثة السِّنِّ المشتهية للنَّظَر تَقول: إِن الْجَارِيَة الحديثة السن المشتهية للنَّظَر هِيَ شَدِيدَة الْحبّ للهو تَقول: فَأَنا مَعَ شدَّة حبي لَهُ قد قُمْت مرَّتَيْنِ حَتَّى أعييت ثمَّ قعدت وَالنَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك كُله قَائِم ينظر فكَمْ ترَوْنَ أَن ذَلِك كَانَ تصف طول قِيَامه للنَّظَر وَلَيْسَ هَذَا وَجه الحَدِيث أَن يكون فِيهِ شَيْء من المعازف وَلَا فِيهِ ذكره وَلَيْسَ فِي هَذَا حجَّة فِي الملاهي الْمَكْرُوهَة مثل المزاهر والطبول وَمَا أشبههَا لِأَن تِلْكَ بِأَعْيَانِهَا قد جَاءَت فِيهَا الْكَرَاهَة وَإِنَّمَا الرُّخْصَة فِي الدُّف وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَت الزَّفْن واللعب.
ق د ر: (قَدْرُ) الشَّيْءِ مَبْلَغُهُ. قُلْتُ: وَهُوَ بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا ذَكَرَهُ فِي التَّهْذِيبِ وَالْمُجْمَلِ. وَقَدَرُ اللَّهِ وَ (قَدْرُهُ) بِمَعْنًى. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] أَيْ مَا عَظَّمُوهُ حَقَّ تَعْظِيمِهِ. وَ (الْقَدَرُ) وَ (الْقَدْرُ) أَيْضًا مَا يُقَدِّرُهُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ. وَيُقَالُ مَا لِي عَلَيْهِ (مَقْدِرَةٌ) بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا أَيْ (قُدْرَةٌ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: (الْمَقْدِرَةُ) تُذْهِبُ الْحَفِيظَةَ. وَرَجُلُ ذُو (مَقْدُرَةٍ) بِالضَّمِّ أَيْ ذُو يَسَارٍ. وَأَمَّا مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ (فَالْمَقْدَرَةُ) بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. وَ (قَدَرَ) عَلَى الشَّيْءِ (قُدْرَةً) وَ (قُدْرَانًا) أَيْضًا بِضَمِّ الْقَافِ. وَ (قَدِرَ) يَقْدَرُ (قُدْرَةً) لُغَةٌ فِيهِ كَعَلِمَ يَعْلَمُ. وَرَجُلُ ذُو قُدْرَةٍ أَيْ يَسَارٍ. وَ (قَدَرَ) الشَّيْءَ أَيْ (قَدَّرَهُ) مِنَ التَّقْدِيرِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا غُمَّ عَلَيْكُمُ الْهِلَالُ فَاقْدُرُوا لَهُ» أَيْ أَتِمُّوا ثَلَاثِينَ. وَ (قَدَرْتُ) عَلَيْهِ الثَّوْبَ بِالتَّخْفِيفِ (فَانْقَدَرَ) أَيْ جَاءَ عَلَى (الْمِقْدَارِ) . وَ (قَدَرَ) عَلَى عِيَالِهِ بِالتَّخْفِيفِ مِثْلُ قَتَرَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7] وَ (قَدَّرَ) الشَّيْءَ (تَقْدِيرًا) . وَيُقَالُ: (اسْتَقْدِرِ) اللَّهَ خَيْرًا. وَ (تَقَدَّرَ) لَهُ الشَّيْءُ أَيْ تَهَيَّأَ. وَ (الِاقْتِدَارُ) عَلَى الشَّيْءِ (الْقُدْرَةُ) عَلَيْهِ. وَ (الْقِدْرُ) مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا (قُدَيْرٌ) بِلَا هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 
قدر
القَدَرُ: القَضَاءُ المُوَفَّقُ. وإذا وافَقَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ فهو قَدَرٌ له.
والمِقْدَارُ: اسْمُ القَدَرِ وهو المَوْتُ. والمِقْدَارُ: الهِنْدَازُ.
وقَدْرُ الشَّيْءِ: مَبْلَغُه. وقَوْلُه عَزَ وجَلَّ: " وما قَدَرُوا اللهَ حق قدْرِه ": أي ما وَصَفُوه حَقَّ وَصْفِه.
والقُدْرَةُ: مَصْدَرُ قَوْلكَ: له على الشَّيْءِ قُدْرَةٌ: أي مِلْكٌ، فهو قَدِيرٌ وقادِرٌ. واقْتَدَرَ على الشَّيْءِ: قَدَرَ عليه.
واقْتَدَرَه: جَعَلَه قَدْراً. وشَيْءٌ مُقْتَدَرٌ: وَسَطٌ طُولاً كانَ أو عَرْضاً.
والأقْدَرُ: القَصِيرُ. والأقَيْدِرُ: المُتَقَارِبُ الخَطْوِ.
ورَجُلٌ أقْدَرُ: قَصِيرُ العُنُقِ، وامْرَأَةٌ قَدْرَاءُ، وعَنْزٌ قَدْراءُ، وجَمْعُها قُدْرٌ.
والأقْدَرُ من الخَيْل: الذي إذا سارَ وَقَعَتْ رِجْلاه مَواقِعَ يَدَيْه.
والقَدْرَاءُ من الآذَان: الحَسَنَةُ التي ليستْ بصَغِيرةٍ ولا كبيرةٍ.
والأقَيْدِرُ: الأقْفَدُ. والقَدْرُ من الرِّحال والسُّرُوْج ونَحْوِه: الوَسَطُ.
والقِدْرُ: معروفةٌ، مُؤَنَّثَةٌ، وتَصْغِيرُها قُدَيْرٌ - بلا هاءٍ -. والقَدِيْرُ: ما طُبخَ فيها من لَحْمٍ بتَوَابِلَ. ومَرَق مَقْدُوْرٌ: أي مَطْبُوخٌ. والقدَارُ: الطَّبّاخُ الذي يَلي جَزْرَ الجزُوْرِ وطَبْخَها. واقْتَدَرْنا: طَبَخْنا في قِدْرٍ.
ويُقال: كَمْ قَدَرَةُ نَخْل فلانٍ. ونَخْلٌ غُرِسَ على القَدَرَة: وهو أنْ يُغْرَسَ على حَدٍّ مَعْلُومٍ بَيْنَ كلِّ نَخْلَتَيْنِ.
وفَرَسٌ بَعِيْدُ القَدْرِ: أي الخَطْو. وبَيْنَنا وبَيْنَه لَيْلةٌ قادِرَةٌ: أي لَيِّنَةُ السَّيْرِ.
وفي الحَدِيث: " إذا غُمَّ عليكم الهِلالُ، فاقْدُرُوا له " أي قَدِّرُوا له المَسِيرَ والمَنازِلَ.
وهو على قُدْرِ الذِّرَاعَيْنِ: أي قَدْرِهما.
وقيل في قَوْل اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُه: " فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عليهِ ": أي لن نضيق عليه.
ويقولون: ما قَدَرْتُ عليه بقَدَارٍ: أي بقُدْرَةٍ.
ومَقْدِرَةٌ ومَقْدَرَةٌ ومَقْدُرَةٌ: كلُّها القُدْرَةُ.
[قدر] قدر الشئ : مبلغه. وقدر الله وقَدْرُهُ بمعنًى، وهو في الأصل مصدر. وقال الله تعالى:

(ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ) *، أي ما عظَّموا الله حقَّ تعظيمه. والقَدَرُ والقَدْرُ أيضاً: ما يقدره الله عزوجل من القضاء. وأنشد الأخفش : ألا يا لِقومي للنوائبِ والقَدْرِ * وللأمرِ يأتي المرَء من حيث لا يدري - ويقال: مالي عليه مَقْدَرَةٌ ومَقْدِرَةٌ ومَقْدُرَةٌ، أي قُدْرَةٌ. ومنه قولهم: " المَقْدُرَةُ تُذهب الحفيظة ". ورجلٌ ذو قُدْرَةٍ، أي ذو يسارٍ. وقَدَرْتُ الشئ أقدره وأقدره قدرا، من التقدير. وفى الحديث: " إدا غم عليكم الهلالُ فاقْدُروا له "، أي أتِمُّوا ثلاثين. قال الشاعر : كِلا ثَقَلينا طامِعٌ في غنيمةٍ * وقَدْ قَدَرَ الرحمنُ ما هو قادِرُ - أي مقدر. وقدرت عليه الثواب قَدْراً فانْقَدَرَ، أي جاء على المِقْدارِ. ويقال: بين أرضك وأرضِ فلان ليلة قادرة، إذا كانت ليِّنةَ السيرِ، مثل قاصدُةٍ ورافِهَةٍ. عن يعقوب. وقَدَرَ على عياله قَدْراً، مثل قَتَرَ. وقُدِرَ على الإنسان رزقُهُ قدرا، مثل قتر. وقدرت الشئ تَقْديراً. ويقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً. وتقدر له الشئ، أي تهيأ. والاقتدار على الشئ: القدرة عليه. واقْتَدَرَ القومُ: طبخوا في قِدْرٍ. يقال: أتقتدرون أم تشتوون؟ والقدير: المطبوخُ في القِدْرِ. تقول منه: قَدَرَ واقْتَدَرَ، مثل طبخ واطَّبَخَ. والقدر تؤنث، وتصغيرها قدير بلاهاء، على غير قياس. والقدار: الجزار، ويقال الطباخ. وقدار بن سالف الذى يقال له أحمر ثمود، عاقر ناقة صالح عليه السلام. والاقدر: القصير من الرجال. قال الشاعر - هو صخر الهذلى - يصف صائدا: أتيح لها أقيدر ذو حشيف * إذا سامت على الملقات ساما - والاقدار من الخيل: الذي يجاوِز حافِرُ رجليه حافِرَيْ يديه. قال رجلٌ من الأنصار : وأقْدَرُ مُشرِفُ الصَهواتِ ساطٍ * كُمَيْتٌ لا أحق ولا شئيت -
ق د ر : قَدَرْتُ الشَّيْءَ قَدْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَقَدَّرْتُهُ تَقْدِيرًا بِمَعْنًى وَالِاسْمُ الْقَدَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَقَوْلُهُ «فَاقْدُرُوا لَهُ» أَيْ قَدِّرُوا عَدَدَ الشَّهْرِ فَكَمِّلُوا شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ وَقِيلَ قَدِّرُوا مَنَازِلَ الْقَمَرِ وَمَجْرَاهُ فِيهَا.

وَقَدَرَ اللَّهُ الرِّزْقَ يَقْدِرُهُ وَيَقْدُرُهُ ضَيَّقَهُ وَقَرَأَ السَّبْعَةُ {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} [العنكبوت: 62] بِالْكَسْرِ فَهُوَ أَفْصَحُ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ الرِّوَايَةُ فِي قَوْلِهِ «فَاقْدِرُوا لَهُ» بِالْكَسْرِ وَقَدْرُ الشَّيْءِ سَاكِنُ الدَّالِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ مَبْلَغُهُ يُقَالُ هَذَا قَدْرُ هَذَا وَقَدَرُهُ أَيْ مُمَاثِلُهُ وَيُقَالُ مَا لَهُ عِنْدِي قَدْرٌ وَلَا قَدَرٌ أَيْ حُرْمَةٌ وَوَقَارٌ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُمْ قَدْرُ مِائَةٍ وَقَدَرُ مِائَةٍ وَأَخَذَ بِقَدْرِ حَقِّهِ وَبِقَدَرِهِ أَيْ بِمِقْدَارِهِ وَهُوَ مَا يُسَاوِيهِ وَقَرَأَ بِقَدْرِ الْفَاتِحَةِ وَبِقَدَرِهَا وَبِمِقْدَارِهَا.

وَالْقَدَرُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ الْقَضَاءُ الَّذِي يُقَدِّرُهُ اللَّهُ تَعَالَى وَإِذَا وَافَقَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ قِيلَ جَاءَ عَلَى قَدَرٍ بِالْفَتْحِ حَسْبُ.

وَالْقِدْرُ آنِيَةٌ يُطْبَخُ فِيهَا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَلِهَذَا تَدْخُلُ الْهَاءُ فِي التَّصْغِيرِ فَيُقَالُ قُدَيْرَةٌ وَجَمْعُهَا قُدُورٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ.

وَرَجُلٌ ذُو قُدْرَةٍ وَمَقْدُرَةٍ أَيْ يَسَارٍ وَقَدَرْتُ عَلَى الشَّيْءِ أَقْدِرُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَوِيتُ عَلَيْهِ وَتَمَكَّنْتُ مِنْهُ وَالِاسْمُ الْقُدْرَةُ وَالْفَاعِلُ قَادِرٌ وَقَدِيرٌ وَالشَّيْءُ مَقْدُورٌ عَلَيْهِ وَاَللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَالْمُرَادُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُمْكِنٍ فَحُذِفَتْ الصِّفَةُ لِلْعِلْمِ بِهَا لِمَا عُلِمَ أَنَّ إرَادَتَهُ تَعَالَى لَا تَتَعَلَّقُ بِالْمُسْتَحِيلَاتِ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ. 

قدر


قَدِرَ(n. ac. قَدَر
قَدَاْرَة
قُدُوْر
قُدُوْرَة)
a. see supra
(a)b.(n. ac. قَدَر), Was short-necked.
قَدَّرَa. see I (c) (e), (f).
d. [acc. & 'Ala], Enabled, empowered, rendered able to do.
e. Meditated upon, considered, pondered; disposed (
affair ).
f. Fixed, settled, determined.
g. Meant, implied.
h. [ coll. ], Supposed, took for
granted.
i. [ coll. ], Estimated, valued;
priced.
قَاْدَرَa. Proportioned, fitted to.
b. Took the measure of.

أَقْدَرَa. see II (d)
تَقَدَّرَa. Was appointed, decreed, determined, ordained.
b. Was prepared; was arranged, settled.
c. [Bi], Implied; expressed, meant.
d. Reckoned.
e. see VII
إِنْقَدَرَ
a. ['Ala], Fitted (clothing).
إِقْتَدَرَa. Was powerful, influential.
b. see I (a) (h).
إِسْتَقْدَرَa. Asked, sought, begged of (God).

قَدْر
(pl.
أَقْدَاْر)
a. Quantity; measure; magnitude, size, bulk; proportion;
extent; amount.
b. Worth, value.
c. Power, might; influence; position, standing; rank
dignity.
d. see 3t & 4
(a).
قَدْرَةa. Measure, fit.
قِدْر
(pl.
قُدُوْر)
a. Cooking-pot; earthen pan.

قِدْرَة
a. [ coll. ]
see 2
قُدْرَةa. Might, power; ability; faculty.
b. Riches, wealth, opulence.

قَدَر
(pl.
أَقْدَاْر)
a. Fate, destiny; divine decree; providence.
b. see 1 (a) (b), (c) &
قُدْرَة
قَدَرَةa. Flask.
b. Space, distance ( between palm-trees ).

قَدَرِيَّةa. A certain sect.

أَقْدَرُa. Shortnecked.
b. More powerful &c.

مَقْدَرa. see 3t
مَقْدَرَةa. see 3t & 4
(a).
مَقْدِرَة
مَقْدُرَةa. see 3t
قَاْدِرa. Able, capable; mighty, powerful; supreme (
God ).
b. Decreeing, appointing, ordaining, deciding.
c. see 25 (b)
قَدَاْرa. see 3t (a) (b)
c. [ coll. ], Valuation, estimate.

قَدَاْرَةa. see 3t
قِدَاْرa. see 3t & 22
(c).
قُدَاْرa. Cook.

قَدِيْرa. see 21 (a)b. Cooked.

قُدُوْر
قُدُوْرَة
قِدْرَاْنa. see 3t
مِقْدَاْر
(pl.
مَقَاْدِيْرُ)
a. see 1 (a) (b), (c).
d. Interval, period; term.
e. Pattern.
f. Death.

N. P.
قَدڤرَa. see N. P.
II
N. Ag.
قَدَّرَa. see 21 (b)b. [ coll. ], Valuer ( of the
crops ).
N. P.
قَدَّرَa. Determined, appointed, decreed, ordained.
b. (pl.
مَقَاْدِيْرُ), Fate, destiny; decree of fate.
N. Ac.
قَدَّرَ
(pl.
تَقَاْدِيْر)
a. Predestination; fatality.
b. Implied meaning.
c. [ coll. ], Supposition.

N. Ag.
إِقْتَدَرَa. see 21 (a) & 24
N. P.
إِقْتَدَرَa. Fitting, suitable; convenient.

N. Ac.
إِقْتَدَرَa. see 8t
تَقْدِيْرًا
a. Virtually, implicatively.

بِمِقْدَار مَا
a. As much as.

قُدَيْر قُدَيْرَة
a. A small caldron.

لَيْلَةُ القَدْرِ
a. The night of decree: the night on which Muhammad
ascended to Heaven.
باب القاف والدال والراء معهما ق د ر، ق ر د، ر د ق، د ق ر، ر ق د مستعملات

قدر: القَدَرُ: القضاء الموفق، يقال: قَدره الله تقديراً. وإذا وافق الشيء شيئاً قيل: جاء على قَدَرِه. والقَدَريّة: قوم يكذبون بالقَدرِ. والمِقدارُ: اسم القدر إذا بلغ العبد المِقدارَ مات. والأشياء مقادير أي لكل شيء مقدار وأجل. والمطر ينزل بمقِدار أي بقَدّرٍ وقدر (مثقل ومجزوم) ، وهما لغتان. والقَدْرُ: مبلغ الشيء. وقول الله عز وجل-: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ*

، أي ما وصفوه حق صفته. وقدِرَ على الشيء قُدْرةً أي ملك فهو قادِرٌ. واقتدَرْتُ الشيء: جعلته قَدْراً. والمُقتَدِر: الوسط، ورجل مُقتَدِرٍ الطول. وقول الله عز وجل- عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ

أي قادر. وقَدَرَ الله الرِّزق قدراً يَقدِرُه أي يجعله بقَدْرٍ. وسرج قَدْرٌ ونحوه أي وسط، وقَدَرٌ (يخفف ويثقل) . وتصغير القِدْرِ قُدَيْر بلا هاء، ويؤنثه العرب. والقَديرُ: ما طبخ من اللحم بتوابل، فإن لم يكن بتوابل فهو طبيخ. ومرق مقدور أي مطبوخ. والقُدارُ: الطباخ الذي يلي جزر الجزور وطبخها. وقَدَرْتُ الشيء أي هيأته.

دقر: والدوقرة: بقعة بين الجبال، وفي الغيطان انحسرت عنها الشجر، وهي بيضاء صلبة لا نبات فيها، وهي أيضاً منازل الجن يكره النزول بها، وتجمع الدَّواقيرَ. ويقال للكذب المستشنع ذي الأباطيل ما جئت إلا بالدَّقاريرِ. والدَّقرارةُ: الداهية، قال الكميت:

ولن أبيت من الأسرار هينمة ... على دَقاريرَ أحكيها وأفتعل

قرد: القِردُ، والقِردةُ الأنثى، ويجمع على قُرُود وقِرَدَة وأقرادٍ. والقُرادُ: معروف، وثلاثة أقردةٍ ثم الأقرادُ والقرِدْانُ. وقَرَّدْتُ البعير تقريداً أي ألقيت عنه القُراد. وأقْرَدَ الرجل أي ذل وخنع. والقَرْدُ: لغة في الكرد أي العنق، وهو مجثم الهامة على سالفة العنق قال:

فجلله عضب الضريبة صارماً ... فطبق ما بين الذؤابة والقَرْدِ

والقَرِدُ من السحاب الذي تراه في وجهه شبه انعقاد في الوهم شبه بالوبر القَرِد والشعر القرد الذي انعقدت أطرافه. وعلك قرد أي قد قرد أي فسدت ممضغته. وقُرْدودةُ الظهر: ما ارتفع من ثبجه. والقَرْدَدُ من الأرض: قرنة إلى جنب وهدة، وهذه أرض قَرْدَدٌ. وقال:

بقرقرة ملساء ليست بقَرْدَدِ

رقد: الرُّقادُ والرُّقودُ: النوم بالليل، والرقدة أيضاً: همدة ما بين الدنيا والآخرة ويقول المشركون: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا . إذا بعثوا، فردت الملائكة: هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ . والرّاقودُ: حب كهيئة الأردبة يسيع داخله بالقار، ويجمع رواقيد.

درق: الدَّرقةُ: ترس من جلود، ويجمع على درقٍ وأدراق ودِراق. والدَّورق: مكيال للشرب. والدَّرْدَقُ: صغار الناس وأطفالهم، ومن الإبل، ويجمع دَرادِقَ. والدَّرداق: دك صغير متلبد، فإذا حفرت كشفت عن رمل.

ردق: الرَّدقُ لغة في الردج كالشيرق لغة في الشيرج. والرَّدَجُ عقي السخلة والصبي. 
قدر: قدر: قوي، وقد تحذف أن بعد الفعل المضارع فتقول مثلا: أقدر أقول. (رسالة إلى السيد فليشر ص49).
قدر على، وقدر ب: قضى، قدر، حتم (فوك).
قدر: في رحلة ابن بطوطة (2: 279): فلم يقدر فدر ذلك، وقد ترجمت إلى الفرنسية بما معناه: لم يستحق كل هذا التفضيل والإكرام.
قدر (بالتشديد): حتَّم، قضى، حدّد (المقدمة 2: 51).
قدر: في عبارة غريبة وردت في رياض النفوس (ص93 و): طلب منا أن نعيره ربع درهم فلم يقدر (كذا) له منا بشيء أو يظهر أن معناها: لم يقض الله تعالى أن نعطيه شيئا.
وفي هذه الحالة يكون معنى قدر قضى أو حكم. فاللغويون العرب يفسرون قدر الله الأمر عليه أوله بقضى وحكم به.
قدر: جعل النقود في الوزن المعين. (المقدمة 1: 407، 2: 47).
قدر المعمار: خطط خريطة المبنى ورسمها. (معجم الطرائف).
قدر: قاس، تبين مقداره. (عباد 2: 112).
قدر: مسح أرضا وذرعها. (هلو).
قدر: وضع كلمة على مثال أخرى. ففي لطائف الثعالبي (ص24) في الكلام عن لقب نفطوية: وقدر اللقب على مثال سيبويه.
قدر: عمل عملا فنيا، عمل بتقانة ومهارة. ففي تاريخ البربر (1: 414): ورفعت سقفها من الخشب المقدر بالصنائع المحكمة والأشكال المنمقة. وفي المقري (2: 799): دروع مقدرة السرد.
قدر على: جعله متناسبا مع، جعله متكافئا مع، قاسه على، قاسه ب. (بوشر).
قدر: ثمن، سعر، قوم، عين ثمن الشيء وقيمته. (فوك، الكالا) والمصدر: تقدير.
قدر الثمن: ثمن، سعر، عين الثمن (بوشر).
لا يقدر: لا يثمن، لا يقوم، لا يعرف ثمنه أو قيمته (بوشر، المقري 1: 308، 2: 391، المقدمة 2: 51).
قدر: حدس، خمن، افترض. يقال مثلا: يكون تقدير طوله قريبا من ثلاثين رمحا. وعسكر ضخم تقديرا أربعين ألفا. (ابن فضلان ص 58).
قدر: خال، حسب، رأى، ظن، افترض. (عبد الواحد ص68، ص94، المقدمة 2: 332).
قدر فلانا أو عليه: أذن له، أجازه، فوضه. ومهد له. (بوشر).
قدر: ضمن أضمر، أضاف ما اضمر. (الكالا، بوشر، البيضاوي 2: 48).
الأقوات المقدرة: يظهر أنها تعنى قوت وغذاء كل يوم. ففي الإدريسي (القسم السابع، الفصل الرابع): وبها من الأقوات المقدرة أقل مما يكفيهم.
قدر: انظر فيما يأتي اسم المفعول: مقدر.
قادر: قادرت فلانا= قاويته أي حاولت التغلب عليه وقهره. (عباد 3: 105).
تقدر: تأمل، تبصر، اعتبر، حسب، ظن، ارتأى. (فوك).
تقدر: أضمر، ضمن، (بوشر).
انقدر له: تملكه، صار في ملكه. (فوك).
استقدر: بدا قادرا قويا. (المقري 2: 331). قدر. قدر: مضافا إلى مضاف إليه: في كبر، في عظم. ففي ألف ليلة (1: 58): لؤلؤ قدر البندق وأكبر. ويقال أيضا بقدر. (ألف ليلة 1: 91). قدر: نحو، زهاء، حوالي، (فوك).
قدر. جاء (أو بلغ) من قدرك تتكلم بهذا الكلام: كيف تجرأ على أن تتكلم بهذا الكلام؟ (بوشر).
ليلة القدر: الليلة التي ذكرت في السورة السابعة والتسعين من القرآن الكريم، وهي خير الليالي وأفضلها، وفي هذه الليلة نزل القرآن كله جملة على محمد صلى الله عليه وسلم، وقدرت فيها الأمور وقضيت طول السنة. وتنزل فيها الملائكة لتبارك المؤمنين. وتقبل فيها صلواتهم وأدعيتهم .. ومما يؤسف له إنها لا تعرف أي ليلة هي، غير أن المعروف إنها إحدى الأوتار الخمسة الأخيرة من شهر رمضان، أي الحادي والعشرين، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين والتاسع والعشرين. (انظر تفسيرات القرآن، لين عادات 2: 265، المقري (1: 632، 527، 2: 429، وبخاصة 1: 572.
قدر. يقال: أكل القدور أي لكل الطعام الذي طبخ في القدور. (ملر ص28).
قدور مطبوخة: فدور فيها طعام مطبوخ، كما جاء في مخطوطتنا لابن العوام (1: 277) قدران (جمع قدر) في قولهم حمار القدران: حريش أم أربعة وأربعين= الدود التي يتولد تحت الجرار. (باين سميث 1310).
القدر: نجوم في كوكبة النجوم الملتهبة.
(القزويني 1: 231 ألف استرون 1: 23). قدر: قضاء الله وحكمه (فوك)، وفيه الجمع: أقدار، ومقادر.
الأقدار: الرجال الأقوياء القادرون ذوو النفوذ. (عباد 1: 69).
قدر: إباحة، ترخيص، سماح، قضاء الله وحكمه. (الكالا) وفيه قضاء وقدر.
قدرة= قدر: إناء يطبخ فيه، وعاء (بوشر) وهو من الخزف (رايلي ص208 (وفيه جدرة)، ابن العوام 1: 277، أبو المحاسن: 1: 268) وإناء اللبن. (صفة مصر 18 القسم الثاني ص416). وفي معجم فوك: قدرة، والجمع قدر.
قدرة: لابد أن لها معنى آخر في عبارة ألف ليلة (4: 648): وفي كل قدرة من البلور جوهرة يتيمة.
قدرة: تجمع على قدر. (فوك).
قدرة: قابلية، قوة الإدراك أو الفهم. (بوشر). قدري: جبري. (بوشر).
قدار: فرس بليد، فرس ضعيف، كديش (مارسيل) وعند دوماس (حياة العرب ص189): كدار. وعند شيرب: كدار، والجمع: كيادر. قديرة: اخينو، توتياء البحر، سفور، قنفذ البحر (دومب ص68).
قديرة: وعاء من الخزف المطلي بالطلاء الصيني (الورنيش) يستعمل للطبخ. (الكالا). وفي رياض النفوس (ص47 ق): فإذا طبخ المرابطون قديراتهم وصلوا المغرب ودخلوا بيوتهم الخ. وفيه (ص62 ق): وجعل القديرة على النار وجعل فيها ذلك البقل.
قَدَّار: صانع القدور والأواني (فوك).
القُدّار: نجم يظهر في الساعة الثانية صباحا. (دوماس حياة العرب ص245).
قادر (=قادر على الوفاء): موسر، يملك ما يستطيع به الوفاء بدينه. (بوشر).
القادرة: الأقوياء الجبارون، ذوو القدرة والنفوذ. (ارنولد طرائف ص188).
أقدر: أكثر قدرة، أكثر قوة، أكثر حولا أكثر بأسا، أكثر نفوذا وتأثيرا (معجم الماوردي).
اقيدر: ذكرت في ديوان الهذليين (ص37)، البيت أقيدر: ذكرت في ديوان الهذليين (ص37)، البيت الثامن. وقد فسرت فيه بالقصير العظام، والقصير المختلف القدمين، ومقارب الخلق.
تقدير: إضمار، حذف. (بوشر، محيط المحيط).
تقدير: فرض، افتراض، حسبان. (بوشر، المقدمة 2: 127).
تقدير: كون الشيء مضمرا أو في قوة لا فعل لها. (بوشر).
تقدير: العد عند أهل الحساب، وهو إسقاط العدد الأقل من العدد الأكثر بحيث لا يبغي الأكثر ويسمى بالتقدير أيضا. (محيط المحيط) مادة عد. قديرا: ضمنا، مضمرا. (بوشر).
تقديرات: ترجمة للكلمة السريانية فيقفا (=تشابه). (باين سميث 1448).
تقديري: إضماري، حذفي، إيجازي. (بوشر).
مقدر: مضمر. موجود بالقوة لا بالفعل. (بوشر).
مقدر: صمني، مضمر. (بوشر).
كلمة مقدرة: كلمة مضمرة، كلمة محذوفة (بوشر).
مقدر: كبير ففي الإدريسي قرى نفرازة في مقاطعة قشتالة تسمى دوما: القرى المقدرة السير (تاريخ البربر 1: 146، 639، 646) واشك أن يكون معناها: (قليلة البعد بعضها عن البعض الآخر). كما ترجمها السيد دي سلان. وفي الإدريسي (ص25): 3 مجار مقدرة الجري، وتعنى ثلاثة أيام طويلة من الملاحة) ولعل معنى الجملة الأولى: يتطلب الطواف في هذه القرى سيرا طويلا. غير إني لا أستطيع أن اجزم بشيء.
مقدر. عند العامة: عصابة مزينة تتعصب بها المرأة. (محيط المحيط).
مقدر، عند العامة: الذي يخمن على الزرع والأشجار ويعين مقدار غلتها. (محيط المحيط).
مقدرة: القدرة على الأداء أو على الوفاء بالدين، ميسرة، يسار، (بوشر).
مقدار: تجمع على مقادير. (فوك، دي ساسي طرائف 2: 112).
مقدار: كبر، عظم. (معجم الإدريسي). مقدار: مسافة، بعد، مدى. (معجم الإدريسي).
مقدار: حصة، نصيب، ما يصيب كل واحد عند القسمة. (ألكالا).
مقدار من ناس: كثير من الناس. (الكالا).
مقدار: مثال، نموذج، قدوة. ففي المعجم اللاتيني- العرب. ( exemplum= أسوة).
مقدار: رجل ممتاز خال من العيوب. رجل كامل. ففي القلائد (ص231): مقدار له النافلة في الجلالة والفرض.
مقدار: رؤوس من البصل والثوم مربوطة بعضها مع بعض في حزمة قش. (الكالا).
مقدور. بل المقدور في: أجتهد في، كد، بذل جهده (بوشر).
المقادير: أجل، ميعاد، أوان، وهو الوقت الذي في نهايته تضع المرأة الحامل حملها. (ألف ليلة 1: 397).
مقدورة، والجمع مقادر: مقدرة، قدرة. اقتدار، قوة، بأس، حول، تسلط. (فوك). المقادر: الذكر، عضو التناسل للرجل. (المقري 2: 462).
اقتداري: اختياري، مباح. (بوشر).
[قدر] نه: فيه "القادر" فاعل من قدر يقدر، و "القدير" للمبالغة، و "المقتدر" أبلغ، و "القدر" ما قضاه الله وحكم به من الأمور، وقد تسكن داله. ومنه ليلة "القدر" وهي ليلة يقدر فيها الأرزاق وتقضى. ن: سميت به لكتب أقدار السنة وأرزاقها وآجالها فيها، أو لعظم قدرها، وهي منتقلة في السنة، وبه يجتمعوإحياءً وإماتةً، وكل ذلك تمويهات وتلبيسات. ن: معناه: إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر صلوا الظهر، وإذا مضى بعده قدر ما يكون بينه وبين العصر صلوا العصر وكذا المغرب والعشاء والفجر إلى أن ينقضي ذلك اليوم. وح: يتطيب ما "قدر" عليه، هو محتمل لتكثيره ولتأكيده حتى يفعله بما أمكنه، ويؤيده: ولو من طيب المرأة، أي ماله لون مع كراهته للرجال. وح: تركتم "قدركم"لا شيء فيها، خطاب للأوس بأنه لا نصر لكم حيث قتل حلفاءكم قريظة ولم يشفع فيه سعد الأوسي و "قدر" القوم أي الخزرج حامية لشفاعتهم في حلفائهم بني قينقاع حتى منّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بشفاعة ابن أبُي وهو ابو حباب المذكور. غ: ((ما "قدروا" الله حق "قدره")) أي ما عرفوه حق معرفته. و ((ظن أن لن "نقدر" عليه)) أي نقدر عليه ما قدرنا من كونه في بطن الحوت، أو لن نضيق عليه (("فقدر" عليه ورزقه)). و "اقدر" بذرعك، أي اقدر على الشيء بمقدار عندك من الاستقلال. تو: و "قدرت" بئر بضاعة بردائي، أي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضها ستة أذرع. وح: "لايقدر قدره"-بضم ياء وفتح دال، قدرته وأقدره بضم دال وكسرها، قدر من التقدير، وقدر الشيء: مبلغه. و "المقدرة" بضم دال وفتحها بمعنى عليه القدرة. و"بقدر" المصطفى، أي مبلغ شرفه وعظم شأنه. و"يقدر" النبي صلى الله عليه وسلم حق "قدره"، بضم ياء أي يعظم حق تعظيمه. ش: و"يقدر" النبي صلى الله عليه وسلم حق"قدره"، هو بضم دال أي يعظم حق تعظيمه.
الْقَاف وَالدَّال وَالرَّاء

الْقدر: الْقَضَاء وَالْحكم. قَالَ الله تَعَالَى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر) : أَي الحكم. كَمَا قَالَ تَعَالَى: (فِيهَا يفرق كل أَمر حَكِيم) وَقَوله تَعَالَى: (لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر) أَي: ألف شهر لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقدر، وَقَالَ الفرزدق:

وَمَا صب رجْلي فِي حَدِيد مجاشع ... مَعَ الْقدر إِلَّا حَاجَة لي اريدها

وَالْقدر: كالقدر، وجمعهما جَمِيعًا: أقدار.

وَقَالَ اللحياني: الْقدر: الِاسْم، وَالْقدر: الْمصدر، وانشد:

كل شَيْء حَتَّى أَخِيك مَتَاع ... وبقدرٍ تفرقٌ واجتماعُ

وانشد فِي المفتوح:

قدر احلك ذَا النخيل وَقد أرى ... وَأَبِيك مَالك ذُو النخيل بدار هَكَذَا انشده بِالْفَتْح، وَالْوَزْن يقبل الْحَرَكَة والسكون.

والقدرية: قوم يجحدون الْقدر. مولدة.

وَقدر الله بذلك يقدره، ويقدره قدرا وَقدرا، وَقدره عَلَيْهِ وَله، وَقَوله:

من أَي يومي من الْمَوْت أفر ... أيوم لم يقدر أَو يَوْم قدر

فَإِنَّهُ أَرَادَ النُّون الْخَفِيفَة، ثمَّ حذفهَا ضَرُورَة فَبَقيت الرَّاء مَفْتُوحَة، كَأَنَّهُ أَرَادَ: يقدرُونَ. وانكر بَعضهم هَذَا فَقَالَ: هَذِه النُّون لَا تحذف إِلَّا لسكون مَا بعْدهَا، وَلَا سُكُون هَاهُنَا بعْدهَا.

قَالَ ابْن جني: وَالَّذِي أرَاهُ أَنا فِي هَذَا: وَمَا علمت أَن أحدا من اصحابنا وَلَا غَيرهم ذكره، وَيُشبه أَن يَكُونُوا لم يذكروه للطفه، وَأَن يكون أَصله: " أيَوْم لم يقدر أم ... " بِسُكُون الرَّاء للجزم، ثمَّ إِنَّهَا جَاوَرت الْهمزَة الْمَفْتُوحَة. وَهِي سَاكِنة وَقد اجرت الْعَرَب الْحَرْف السَّاكِن، إِذا جاور الْحَرْف المتحرك، مجْرى المتحرك، وَذَلِكَ فِي قَوْلهم: فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَول بعض الْعَرَب، الكماة والمراة، يُرِيدُونَ: الكمأة وَالْمَرْأَة، وَلَكِن الْمِيم وَالرَّاء لما كَانَتَا ساكنتين، والهمزتان بعدهمَا مفتوحتان، صَارَت الفتحتان اللَّتَان فِي الهمزتين كَأَنَّهُمَا فِي الرَّاء وَالْمِيم، وَصَارَت الْمِيم وَالرَّاء كَأَنَّهُمَا مفتوحتان، وَصَارَت الهمزتان لما قدرت حركتاهما فِي غَيرهمَا كَأَنَّهُمَا ساكنتان، فَصَارَ التَّقْدِير فيهمَا: مرأة وكمأة، ثمَّ خففتا فابدلت الهمزتان الفين لسكونهما وانفتاح مَا قبلهمَا، فَقَالُوا: مراةٌ وكماةٌ، كَمَا قَالُوا فِي رَأس وفأس، لما خففتا: راس وفاس، وعَلى هَذَا حمل أَبُو عَليّ قَول عبد يَغُوث:

وتضحك مني شيخة عبشمية ... كَأَن لم ترى قبلي اسيرا يَمَانِيا

قَالَ: جَاءَ بِهِ على أَن تَقْدِيره مخففا: كَأَن لم ترأ ثمَّ إِن الرَّاء الساكنةلما جَاوَرت الْهمزَة، والهمزة متحركة، صَارَت الْحَرَكَة كَأَنَّهَا فِي التَّقْدِير قبل الْهمزَة اللَّفْظ بهَا: لم ترأ، ثمَّ ابدل الْهمزَة الْفَا لسكونها وانفتاح مَا قبلهَا، فَصَارَت ترا، فالالف على هَذَا التَّقْدِير بدل من الْهمزَة الَّتِي هِيَ عين الْفِعْل، وَاللَّام محذوفة للجزم على مَذْهَب التَّحْقِيق، وَقَول من قَالَ رأى يراى. وَقد قيل: إِن قَوْله: ترى، على التَّخْفِيف، السائغ، إِلَّا أَنه أثبت الْألف فِي مَوضِع الْجَزْم تَشْبِيها بِالْيَاءِ فِي قَول الآخر:

ألم يَأْتِيك والانباء تنمى ... بِمَا لاقت لبون بني زِيَاد

وَرَوَاهُ بَعضهم: " ألم ياتك " على ظَاهر الْجَزْم. وانشده أَبُو الْعَبَّاس عَن أبي عُثْمَان عَن الْأَصْمَعِي:

أَلا هَل أَتَاك والأنباء تنمى

وَقَوله تَعَالَى: (إِلَّا امْرَأَته قَدرنَا إِنَّهَا لمن الغابرين) قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى: علمنَا أَنَّهَا لمن الغابرين. وَقيل: دبرنا أَنَّهَا لمن الغابرين: أَي البَاقِينَ فِي الْعَذَاب.

واستقدر الله خيرا: سَأَلَهُ أَن يقدر لَهُ بِهِ، قَالَ:

فاستقدر الله خيرا وارضين بِهِ ... فَبَيْنَمَا الْعسر إِذْ دارت مياسير

وَقدر الرزق يقدره: قسمه.

وَالْقدر، وَالْقُدْرَة، والمقدار: الْقُوَّة.

وَقدر عَلَيْهِ يقدر، وَيقدر، وَقدر قدرَة وقدارة، وقدورة، وقدوراً، وقدراناً، وقدراراً، هَذِه عَن اللحياني.

واقتدر، وَهُوَ قَادر، وقدير.

وأقدره الله عَلَيْهِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: الْمقدرَة، والمقدرة، والمقدرة.

وَالْقدر: الْغَنِيّ واليسار، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهُ كُله قُوَّة.

وَبَنُو قدراء: المياسير.

وَقدر كل شَيْء، ومقداره: مقياسه.

وَقدر الشَّيْء بالشَّيْء يقدره قدرا، وَقدره: قاسه.

وَقَوله تَعَالَى: (ثمَّ جِئْت على قدر يَا مُوسَى) قيل فِي التَّفْسِير: على موعد. وَقيل: على قدر من تكليمي إياك، هَذَا عَن الزّجاج.

وَقدر الشَّيْء: دنا لَهُ، قَالَ لبيد: قلت هجدنا فقد طَال السرى ... وقدرنا إِن خنى الدَّهْر غفل

وَقدر الْقَوْم امرهم يقدرونه قدرا: دبروه.

وَقدر عَلَيْهِ الشَّيْء يقدره قدرا، وَقدرا، وَقدره: ضيقه، كل ذَلِك عَن اللحياني، وَفِي التَّنْزِيل: (على الموسع قدره وعَلى الْمقر قدره) وَقَوله تَعَالَى: (فَظن أَن لن نقدر عَلَيْهِ) يفسره بِالْقُدْرَةِ، ويفسر بالتضييق.

وَقدر كل شَيْء، ومقداره: مبلغه. وَقَوله تَعَالَى: (وَمَا قدرا الله حق قدره) : أَي مَا عظموه حقَّ تَعْظِيمه.

والمقدار: الْمَوْت.

والمقتدر: الْوسط من كل شَيْء.

وَرجل مقتدر الْخلق: أَي وَسطه، لَيْسَ بالطويل وَلَا الْقصير، وَكَذَلِكَ: الوعل والظبي وَنَحْوهمَا.

وَالْقدر: الْوسط من الرّحال والسروج.

والاقدار من الْخَيل: الَّذِي إِذا سَار وَقعت رِجْلَاهُ مواقع يَدَيْهِ، قَالَ رجل من الْأَنْصَار:

وأقدر مشرف الصهوات ساط ... كميت لَا احق وَلَا شئيت

وَقيل: الاقدر: الَّذِي يضع رجلَيْهِ حَيْثُ يَنْبَغِي.

وَالْقدر: مَعْرُوفَة، أُنْثَى، وَأما مَا حَكَاهُ ثَعْلَب من قَول الْعَرَب: مَا رَأَيْت قدرا غلا أسْرع مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ على تذكير الْقدر، وَلَكنهُمْ أَرَادوا: مَا رَأَيْت شَيْئا غلا، قَالَ: وَنَظِيره قَول الله تَعَالَى: (لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد) قَالَ: ذكر الْفِعْل، لِأَن مَعْنَاهُ معنى شَيْء، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا يحل لَك شَيْء من النِّسَاء، قَالَ: فَأَما قِرَاءَة من قَرَأَ: (فناداه الْمَلَائِكَة) فَإِنَّمَا بناه على الْوَاحِد، وَلَيْسَ عِنْدِي كَقَوْل الْعَرَب: مَا رَأَيْت قدرا غلا أسْرع مِنْهَا، وَلَا كَقَوْلِه تَعَالَى: (لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد) لِأَن قَوْله: (فناداه الْمَلَائِكَة) لَيْسَ بحجدٍ فَيكون شَيْء مُقَدرا فِيهِ، كَمَا قدر فِي: مَا رَأَيْت قدرا غلا اسرع.. وَفِي قَوْله تَعَالَى: (لَا يحل لَك النِّسَاء) وَإِنَّمَا اسْتعْمل تَقْدِير شَيْء فِي النَّفْي دون الْإِيجَاب، لِأَن قَوْلنَا شَيْء عَام لجَمِيع المعلومات، وَكَذَلِكَ النَّفْي فِي مثل هَذَا اعم من الْإِيجَاب، أَلا ترى أَن قَوْلك: ضربت كل رجل، كذب لَا محَالة، وقولك: مَا ضربت رجلا، قد يجوز أَن يكون صدقا وكذبا، فعلى هَذَا وَنَحْوه يُوجد النَّفْي أَعم من الْإِيجَاب، وَمن النَّفْي قَوْله تَعَالَى: (لن ينَال الله لحومها وَلَا دماؤها) إِنَّمَا أَرَادَ: لن ينَال الله شَيْء من لحومها وَلَا شَيْء من دمائها.

وَجمع الْقدر: قدور، لَا تكسر على غير ذَلِك.

وَقدر الْقدر يقدرها، ويقدرها قدرا: طبخها.

ومرق مَقْدُور.

والقدير: مَا يطْبخ فِي الْقدر.

والاقتدار: الطَّبْخ فِيهَا.

والقدار: الطباخ. وَقيل: الجزار، قَالَ مهلهل:

إِنَّا لنضرب بالصوارم هامهم ... ضرب القدار نقيعة القدام

القدام: جمع قادم. وَقيل: هُوَ الْملك.

والقدار: الثعبان الْعَظِيم.

وقدار: اسْم عَاقِر النَّاقة.

وَقَالَ اللحياني: يُقَال: أَقمت عِنْده قدر أَن يفعل ذَاك، قَالَ: وَلم اسمعهم يطرحون أَن فِي الْمَوَاقِيت إِلَّا حرفا حَكَاهُ هُوَ والأصمعي، وَهُوَ قَوْلهم: مَا قعدت عِنْده إِلَّا ريث اعقد شسعي وقيدار: اسْم. 
قدر
قدَرَ1 يَقدُر ويَقدِر، قدْرًا، فهو قادِر، والمفعول مَقْدور
• قدَره حقَّ قَدْره: أعطاهُ ما يستحقّه من عناية وتعظيم "قدَرَ أستاذَه حقَّ قدره- {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ".
• قدَر ثَمَنَ البضاعة: بيّن مقدارَه "قدر حجمَ الكتاب".
• قدَر الأمرَ: دَبَّره وفكّر في تسويته "قدَر المشكلةَ بينه وبين أخيه".
• قدَر الشَّيءَ بالشَّيء: قاسَهُ به وجعله على مِقداره "قدر احتفالَ هذا العام بالعام السَّابق".
• قدَر اللهُ الرِّزْقَ على فلان: ضيّقه " {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ
 فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} ". 

قدَرَ2 يقدُر ويقدِر، قَدْرًا وقَدَرًا، فهو قادِر، والمفعول مَقْدور
• قدَر اللهُ الأمرَ: قضى وحكم به "قدر اللهُ السَّعادةَ عليه- {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}: حُكم به أزلاً". 

قدَرَ على يقدُر ويَقدِر، قَدَارةً وقُدْرةً ومقدرةً، فهو قادِر وقدير، والمفعول مقدور عليه
• قدَر على الصعود إلى الجبل: تمكّن منه، استطاع، قوي عليه "قدَر على عدوِّه/ العمل/ الصِّعاب- العفو عند المقدرة- له قدرة كبيرة على إنجاز العمل- {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} ". 

قدِرَ على يقدَر، قدَرًا وقُدْرةً، فهو قادِر، والمفعول مقدور عليه
• قدِرَ على عدوّه: قدَر؛ تمكّن منه وقوي عليه. 

أقدرَ يُقدر، إقْدارًا، فهو مُقدِر، والمفعول مُقدَر
• أقدرَه: رآه قديرًا.
• أقدرَه اللهُ على العمل: قَوَّاه وجعله قادِرًا عليه "أقْدَرَ تلميذَه على المذاكرة- أقْدَرَت وليدَها على السّيْر- أقْدَرَ ابنَه على النجاح- أقْدَرَه اللهُ على عدوِّه: جَعَله قادرًا عليه، قوّاه عليه". 

استقدرَ يستقدر، استقدارًا، فهو مُستقدِر، والمفعول مستقدَر
• استقدر اللهَ خيرًا: طلب منه أن يجْعل له قُدرة عليه "اللّهمّ إنّا نستقدرك بقدرتك أن تجعل لنا الغلبةَ على أعدائك". 

اقتدرَ على يَقتدر، اقتدارًا، فهو مُقْتدِر، والمفعول مُقْتدَر عليه
• اقتدر على عدوِّه: قوِي عليه وتمكّن منه "اقتدر على المذاكرة/ السباق- {فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ}: قادرون على ما يريدون". 

تقدَّرَ على/ تقدَّرَ لـ يتقدَّر، تقدُّرًا، فهو مُتقدِّر، والمفعول مُتقدَّرٌ عليه
• تقدَّر عليه الموتُ وغيرُه: جُعل له وحكم به عليه "تقدّر عليه الرُّسوبُ- تقدّرت عليه التعاسةُ".
• تقدَّرت له الشُّهرةُ: تهيَّأت له وتسهَّلت "تقدَّر له أن يصبح غنيًّا/ يكون عالِمًا". 

قدَّرَ يقدِّر، تقديرًا، فهو مُقدِّر، والمفعول مُقدَّر (للمتعدِّي)
• قدَّر الشّخصُ: تمهَّل وفكَّر في تسوية أمر وتهيئته " {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} ".
• قدَّر مساحةَ الأرض: قاسها، وحدَّد مقدارَها وحسبها بالتقريب مستعينًا بخبرته "قدّر كميّة محصول القطن/ الأضرارَ/ مدى الخسائر- {وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}: يحدِّد مقدارهما" ° قدِّر لرِجْلِك قبل الخطو موضعَها: الحثّ على الاحتراس قبل الإقدام على أمرٍ ما- لا يُقَدَّر بثمن: نفيس، قيِّم، عظيم القيمة.
• قدَّره حقَّ قَدْره: قوَّمه.
• قدَّر التلميذُ مُعلِّمَه: احترمه، عامله بحبّ ومودّة "قدّر الابنُ أباه- تقدير شخصيّ/ علميّ/ دراسيّ- جدير بالتقدير".
• قدَّره اللهُ له/ قدّره عليه: قضاه وحكم به، أوجبه، حتّمه "قدّر اللهُ لك النجاحَ- {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} "? قدَّر ولطف: جاءت عواقبُ الأمور مقبولة- لا قدّر اللهُ لك الشرَّ: دُعاء بالخير.
• قدَّره اللهُ على العمل الدَّءوب: أقْدَره، قوّاه عليه "قدّرك اللهُ على فعل الخير".
• قدَّر جُهدَه بجُهد صديقه: قاسَه به وجعله على مقْداره "قدَّر قيمةَ المحصول هذا العام بالعام السّابق".
• قدَّر الفاعلَ المحذوفَ: (نح) افترضه.
• قدَّر الحركةَ الإعرابيّةَ: (نح) أضمرها.
• قدَّر أمرَ كذا:
1 - نواه وعزم عليه، قرّره مُسَبَّقًا "قدَّر السَّفرَ
 بعد يومين".
2 - تفكَّر فيه بحسب نظر العقل " {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} ". 

تقدير [مفرد]: ج تقديرات (لغير المصدر):
1 - مصدر قدَّرَ.
2 - احتمال، افتراض "في تقديري أنّه صادق- تقديره للوضع كان خاطئًا".
3 - توقّع "تقديرات الميزانيّة- تقديرات ماليّة- تقدير قيمة السلعة/ مبلغ التعويضات/ عمل فنيّ" ° تجاوز كلّ التَّقديرات: جاء على خلاف المتوقّع.
4 - معيار تُقيّم به درجاتُ الطالب في الجامعة "نجح بتقدير مقبول/ جيّد/ جيّد جدًا/ ممتاز". 

تقديريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تقدير.
2 - تقريبيّ "ميزانيّة تقديريّة- تغيير تقْديريّ".
• صورة تقديريّة: (فز) صورة تظهر فيها الأشعّة من الضّوء المنعكس أو المنكسر لتنفرج أو تنحرف كما في صورة مرآة الطائرة. 

قادر [مفرد]: اسم فاعل من قدَرَ على وقدِرَ على وقدَرَ1 وقدَرَ2.
• القادر: اسم من أسماء الله الحُسْنَى، ومعناه: المُستطيع المُتمكِّن من الفعل بلا واسطة، صاحب النُّفوذ والسُّلطان والتَّصرُّف التّام في جميع الأكوان، الذي لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السَّماء "الله قادرٌ على كلّ شيء: صاحِب قُدْرة كُلِّيّة- {قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ ءَايَةً} ". 

قَدَارة [مفرد]: مصدر قدَرَ على. 

قدْر [مفرد]: ج أقدار (لغير المصدر):
1 - مصدر قدَرَ1 وقدَرَ2.
2 - مقدار "هُمْ قَدْر ألف- إيجار قدره كذا- مبلغ وقدره كذا".
3 - مكانة اجتماعيّة، شأن، جدارة "رجل رفيع القَدْر بين قومه".
4 - نصيب "رجل على قدر كبير من الذكاء- هي على قدْر من الجمال".
5 - بحسَبِ "يقوم بجهده قَدْر المستطاع: ما أمكن، بجهد الاستطاعة- بقدْر ما يجتهد الطالبُ يكافأ- أسهم بقَدْر وسائله" ° بقَدْر الرَّأي تُعتبر الرِّجال: مقياس الرُّجولة الرَّأي والحكمة.
6 - عظمة، شَرَف، مكانة " {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}: وهي إحدى الليالي الفرديّة في العشر الأواخر من رمضان وفيها أُنزل القرآن الكريم إلى السماء الدنيا".
• القَدْر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 97 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمس آيات. 

قَدَر [مفرد]: ج أقدار (لغير المصدر):
1 - مصدر قدِرَ على وقدَرَ2.
2 - مقدار الشّيء وحالاتُه المقدَّرَة له، مقدار الطّاقة " {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} - {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} ".
3 - قضاء الله تعالى، كون الأشياء محدَّدة مدبّرة بإحكام في الأزل "شاءت الأقدار ذلك- {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} " ° قضاءً وقدرًا: دون قصد، أو تدبير من أحد.
4 - وقت الشّيء أو مكانُه المقدَّر له " {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى}: على موعد".
• القضاء والقَدَر: (سف) عقيدة مَنْ يرى أنّ الأعمال الإنسانيّة وما يترتّب عليها من سعادة أو شقاء وكذلك الأحداث الكونيّة تسير وفق نظام أزليّ ثابت. 

قِدْر [مفرد]: ج قُدُور: إناءٌ يُطْبَخُ فيه الطّعام (تؤنَّث وتذكَّر) والأفصح التأنيث "قِدْر من نُحاس/ طين- وضع القِدْرَ على النار".
• القِدْر الكاتمة: وعاء للطّبخ محكم التَّغطية لإنضاج الطَّعام بسرعة ويسمّى كذلك حلّة ضغط. 

قُدْرة [مفرد]: ج قُدُرات (لغير المصدر) وقُدْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر قدَرَ على وقدِرَ على.
2 - قوّة تمكّن من أداء فعل، طاقة، استطاعة، سلطان "أظهر قُدْرة على/ في البحث- قدرات خاصّة/ خارقة/ ذاتيَّة: طاقات وقدرات ينفرد بها البعض".
3 - غِنًى وثراء "رجل ذو قُدْرة".
4 - (فز) معدَّل استخدام طاقة أو أداء شُغل.
• قُدْرة حِصان: (فز) معدَّل الشُّغْل ويُساوي 550 قدم- رطل في الثَّانية.
• قُدْرة شَمْعة: (فز) وحدة معياريّة لقياس شدّة الضّوء.
• اختبار القُدْرة: قياس قُدْرة العامل على أداء واجبات معيّنة كالقُدْرة الميكانيكيّة، والقُدْرة الكتابيّة، والقُدْرة الفنِّيّة. 

قِدْرة [مفرد]: ج قِدْرات: قِدْر، إناء يطبخ فيه الطعامُ "وضع الفولَ المدمَّس في القِدْرة". 

قَدَريّة [جمع]: مف قَدَرِيّ: قومٌ ينكرون قضاء الله وقدره ويقولون: إنّ كُلّ إنسان خالق لِفعْلِه بإرادتِهِ (يقابلها الجبريَّة). 

قدير [مفرد]: ج قديرون وقُدُراءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قدَرَ على: "حاكمٌ/ خطيب/ عامل قدير".
• القدير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: التامّ القدرة لا يلابس قدرتَه عجز بوجه " {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} ". 

مُقْتَدِر [مفرد]: اسم فاعل من اقتدرَ على.
• المقتدِر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب القدرة العظيمة التي لا يمتنع عليها شيء، المُتناهي في الاقتدار، المُتحكِّم في جميع الآثار "الله المقتدر- {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ". 

مِقْدار [مفرد]: ج مَقَادِيرُ:
1 - مثل في العَدَد أو الكيْل أو الوَزْنِ أو المساحة "أعطه مقدار ما أخذت منه".
2 - قضاء وحُكم " {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} " ° إذا حلَّت المقاديرُ ضلّت التَّدابيرُ- يعمل بمقدار: بتوازن. 

مُقَدَّر [مفرد]: ج مُقدَّرات:
1 - اسم مفعول من قدَّرَ.
2 - متوقّع بحسب الدِّراسات "نفقات مقدّرة في الميزانيّة- أعدَّت إدارةُ التخطيط مقدّرات الميزانيّة". 

مَقْدِرة [مفرد]:
1 - مصدر قدَرَ على.
2 - قدرة، يسار وغنى ° العَفْو عند المقدرة: ترك المعاقبة عند التمكّن منها. 

مقدور [مفرد]: ج مقدورات ومَقَادِيرُ:
1 - اسم مفعول من قدَرَ على.
2 - طاقة واستطاعة، ما يقدر عليه الإنسانُ "في مقدوره أن يفعل كذا- لو كان في مَقْدوري أن ألتحق- ليس في مقدوري أن أساعده". 

قدر: القَدِيرُ والقادِرُ: من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة

ويكونان من التقدير. وقوله تعالى: إِن الله على كل شيء قدير؛ من القُدْرة، فالله

عز وجل على كل شيء قدير، والله سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه. ابن

الأَثير: في أَسماء الله تعالى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فالقادر اسم

فاعل من قَدَرَ يَقْدِرُ، والقَدِير فعيل منه، وهو للمبالغة، والمقتدر

مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ، وهو أَبلغ.

التهذيب: الليث: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. يقال: قَدَّرَ الإِله

كذا تقديراً، وإِذا وافق الشيءُ الشيءَ قلت: جاءه قَدَرُه. ابن سيده:

القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم، وهو ما يُقَدِّره الله عز وجل من القضاء

ويحكم به من الأُمور. قال الله عز وجل: إِنا أَنزلناه في ليلة القَدْرِ؛ أَي

الحُكْمِ، كما قال تعالى: فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم؛ وأَنشد الأَخفش

لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ:

أَلا يا لَقَوْمي للنوائبِ والقَدْرِ

وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ من حيثُ لا يَدْري

وللأَرْض كم من صالح قد تَوَدَّأَتْ

عليه، فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ

فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه،

ولا ذا ضَياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقْرِ

تودّأَت عليه أَي استوت عليه. واللماعة: الأَرض التي يَلْمع فيها

السَّرابُ. وقوله: فلا ذا جَلال انتصب ذا بإِضمار فعل يفسره ما بعده أَي فلا

هِبْنَ ذا جَلال، وقوله: ولا ذا ضَياع منصوب بقوله يتركن. والضَّياعُ، بفتح

الضاد: الضَّيْعَةُ، والمعنى أَن المنايا لا تَغْفُلُ عن أَحد، غنيّاً

كان أَو فقيراً، جَليلَ القَدْر كان أَو وضيعاً. وقوله تعالى: ليلةُ القدر

خير من أَلف شهر؛ أَي أَلف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ وقال الفرزدق:

وما صَبَّ رِجْلي في حديدِ مُجاشِعٍ،

مَعَ القَدْرِ، إِلا حاجَةٌ لي أُرِيدُها

والقَدَرُ: كالقَدْرِ، وجَمْعُهما جميعاً أَقْدار. وقال اللحياني:

القَدَرُ الاسم، والقَدْرُ المصدر؛ وأَنشد

كُلُّ شيء حتى أَخِيكَ مَتاعُ؛

وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجْتِماعُ

وأَنشد في المفتوح:

قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذا النخيلِ، وقد أَرى،

وأَبيكَ، ما لَكَ، ذُو النَّخيلِ بدارِ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده بالفتح والوزن يقبل الحركة والسكون. وفي

الحديث ذكر ليلة القدر، وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأَرزاقُ وتُقْضى.

والقَدَرِيَّةُ: قوم يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التهذيب:

والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ اللهُ من الأَشياء، وقال بعض

متكلميهم: لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله عز وجل

ومن أَثبته فهو أَولى به، قال: وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ

لأَنفسهم ولذلك سموا؛ وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر

فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق في

الخلق وكتبه، وكلُّ ميسر لما خلق له وكتب عليه. قال أَبو منصور: وتقدير

الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة

والشقاء، وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم، فكتب علمه الأَزليّ السابق

فيهم وقَدَّره تقديراً؛ وقَدَرَ الله عليه ذلك يَقْدُرُه ويَقْدِرُه

قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّره عليه وله؛ وقوله:

من أَيّ يَوْمَيَّ من الموتِ أَفِرّ:

أَيَومَ لم يُقْدَرَ أَمْ يومَ قُدِرْ؟

فإِنه أَراد النون الخفيفة ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة كأَنه

أَراد: يُقْدَرَنْ، وأَنكر بعضهم هذا فقال: هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما

بعدها ولا سكون ههنا بعدها؛ قال ابن جني: والذي أَراه أَنا في هذا وما

علمت أَن أَحداً من أَصحابنا ولا غيرهم ذكره، ويشبه أَن يكونوا لم يذكروه

للُطْفِه، هو أَنْ يكون أَصله أَيوم لم يُقْدَرْ أَم بسكون الراء للجزم،

ثم أَنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة وهي ساكنة، وقد أَجرت العرب الحرف

الساكن إِذا جاور الحرف المتحرّك مجرى المتحرك، وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه

من قول بعض العرب: الكَماةُ والمَراة، يريدون الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ

ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين، والهمزتان بعدهما مفتوحتان، صارت

الفتحتان اللتان في الهمزتين كأَنهما في الراء والميم، وصارت الميم والراء

كأَنهما مفتوحتان، وصارت الهمزتان لما قدّرت حركاتهما في غيرهما كأَنهما

ساكنتان، فصار التقدير فيهما مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ، ثم خففتا فأُبدلت

الهمزتان أَلفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما، فقالوا: مَرَاةٌ وكَماةٌ، كما

قالوا في رأْس وفأْس لما خففتا: راس وفاس، وعلى هذا حمل أَبو علي قول عبد

يَغُوثَ:

وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ،

كَأَنْ لم تَرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا

قال: جاء به على أَن تقديره مخففاً كأَن لم تَرْأَ، ثم إِن الراء

الساكنة لما جاورت الهمزة والهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها في التقدير قبل

الهمزة واللفظُ بها لم تَرَأْ، ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها وانفتاح ما

قبلها فصارت تَرا، فالأَلف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين

الفعل، واللام محذوفة للجزم على مذهب التحقيق، وقَوْلِ من قال: رَأَى

يَرْأَى، وقد قيل: إِن قوله ترا، على الخفيف السائغ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف

في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قول الآخر:

أَلم يأْتيك، والأَنباءُ تَنْمِي،

بما لاقَتْ لَبُونُ بني زِيادِ؟

ورواه بعضهم أَلم يأْتك على ظاهر الجزْم؛ وأَنشده أَبو العباس عن أَبي

عثمان عن الأَصمعي:

أَلا هلَ تاكَ والأَنباءُ تَنْمِي

وقوله تعالى: إِلا امرأَته قَدَّرْنا أَنها لمن الغابرين؛ قال الزجاج:

المعنى علمنا أَنها لمن الغابرين، وقيل: دَبَّرنا أنها لمن الغابرين أَي

الباقين في العذاب. ويقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً، واسْتَقْدَرَ اللهَ

خَيْراً سأَله أَن يَقْدُرَ له به؛ قال:

فاسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً وارضَيَنَّ به،

فبَيْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَياسِيرُ

وفي حديث الاستخارة: اللهم إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب منك

أَن تجعل لي عليه قُدْرَةً.

وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ: قَسَمه. والقَدْرُ والقُدْرَةُ

(* قوله«

والقدر والقدرة إلخ» عبارة القاموس: والقدر الغنى واليسار والقوة كالقدرة

والمقدرة مثلثة الدال والمقدار والقدارة والقدورة والقدور بضمهما والقدران

بالكسر والقدار ويكسر والاقتدار والفعل كضرب ونصر وفرح.) والمِقْدارُ:

القُوَّةُ؛ وقَدَرَ عليه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ، بالكسر، قُدْرَةً

وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً؛ هذه عن اللحياني، وفي

التهذيب: قَدَراناً، واقْتَدَرَ وهو قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ

عليه، والاسم من كل ذلك المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ. ويقال: ما

لي عليك مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة. وفي حديث عثمان،

رضي الله عنه: إِنَّ الذَّكاة في الحَلْقِ واللَّبَّة لمن قَدَرَ

(*

قوله« لمن قدر» أي لمن كانت الذبيحة في يده مقدر على ايقاع الذكاة بهذين

الموضعين، فاما إذا ندت البهيمة فحكمها حكم الصيد في أن مذبحه الموضع الذي

أصاب السهم او السيف، كذا بهامش النهاية.) أَي لمن أَمكنه الذبْحُ فيهما،

فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ من جسمهما؛ ومنه قولهم:

المَقْدُِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ. والاقتدارُ على الشيء: القُدْرَةُ

عليه، والقُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ على الشيء قُدْرَة أَي مَلَكه، فهو

قادِرٌ وقَدِيرٌ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جعله قَدْراً. وقوله: عند مَلِيكٍ

مُقْتَدِرٍ؛ أَي قادِرٍ. والقَدْرُ: الغِنى واليَسارُ، وهو من ذلك لأَنه

كُلَّه قُوَّةٌ.

وبنو قَدْراء: المَياسيرُ. ورجل ذو قُدْرَةٍ أَي ذو يَسارٍ. ورجل ذو

مَقْدُِرَة أَي ذو يسار أَيضاً؛ وأَما من القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ،

بالفتح، لا غير؛ قال الهُذَليّ:

وما يَبْقَى على الأَيّامِ شَيءٌ،

فيا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكتابِ

وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه: مِقْياسُه. وقَدَرَ الشيءَ بالشيء يَقْدُرُه

قَدْراً وقَدَّرَه: قاسَه. وقادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إِذا قايسته وفعلت

مثل فعله. التهذيب: والتقدير على وجوه من المعاني: أَحدها التروية

والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته، والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها، والثالث

أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تقول: قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي

نويتُه وعَقَدْتُ عليه. ويقال: قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له وأَقْدُرُ

قَدْراً إِذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته؛ ومنه قول عائشة، رضوان الله

عليها: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثة السِّنِّ المستهيئة للنظر أَي

قَدِّرُوا وقايسوا وانظروه وافْكِرُوا فيه. شمر: يقال قَدَرْتُ أَي هيأْت

وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ؛

قال لبيد:

فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً،

فَوَرَدْتُ قبل تَبَيُّنِ الأَلْوانِ

وقال الأَعشى:

فاقْدُرْ بذَرْعِكَ ببنَنا،

إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ

بَوَّأْتَ: هَيَّأْتَ. قال أَبو عبيدة: اقْدُر بذَرْعِك بيننا أَي

أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك. وقوله عز وجل: ثم جئتَ على قَدَرٍ يا موسى؛ قيل في

التفسير: على مَوْعدٍ، وقيل: على قَدَرٍ من تكليمي إِياك؛ هذا عن

الزجاج. وقَدَرَ الشيءَ: دَنا له؛ قال لبيد:

قلتُ: هَجِّدْنا، فقد طال السُّرَى،

وقَدَرْنا إِنْ خَنى الليل غَفَلْ

وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه وقَدَرْتُ عليه

الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَي جاءَ على المِقْدار. ويقال: بين أَرضك وأَرض

فلان ليلة قادرة إِذا كانت لينة السير مثل قاصدةٍ ورافِهةٍ؛ عن يعقوب.

وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه:

ضَيَّقه؛ عن اللحياني. وفي التنزيل العزيز: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى

المُقْتِرِ قَدَرُه؛ قال الفراء: قرئ قَدَرُه وقَدْرُه، قال: ولو نصب كان صواباً

على تكرر الفعل في النية، أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ

قَدْرَه؛ وقال الأخفش: على الموسع قدره أَي طاقته؛ قال الأَزهري: وأَخبرني

المنذري عن أَبي العباس في وقوله على المُقْتِر قَدَرُه وقَدْرُه، قال:

التثقيل أَعلى اللغتين وأَكثر، ولذلك اختير؛ قال: واختار الأَخفش التسكين،

قال: وإِنما اخترنا التثقيل لأَنه اسم، وقال الكسائي: يقرأُ بالتخفيف

والتثقيل وكلٌّ صواب، وقال: قَدَرَ وهو يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة

ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً، قال: كل هذا سمعناه من العرب، قال:

ويَقْدُر لغة أُخرى لقوم يضمون الدال فيها، قال: وأَما قَدَرْتُ الشيء

فأَنا أَقْدِرُه، خفيف، فلم أَسمعه إِلا مكسوراً، قال: وقوله: وما قَدَروا

اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ خفيفٌ ولو ثُقِّلَ كان صواباً، وقوله: إِنَّا كلَّ

شيء خلقناه بِقَدَرٍ، مُثَقَّلٌ، وقوله: فسالتْ أَوديةٌ بقدَرها؛

مُثَقَّلٌ ولو خفف كان صواباً؛ وأَنشد بيت الفرزدق أَيضاً:

وما صَبَّ رِجْلِي في حَدِيدِ مُجاشِعٍ،

مع القَدْر، إِلا حاجةٌ لي أُرِيدُها

وقوله تعالى: فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ يفسر بالقُدرة ويفسر

بالضِّيق، قال الفراء في قوله عز وجل: وذا النُّون إِذ ذهب مُغاضِباً فظنَّ أَن

لن نَقْدِرَ عليه؛ قال الفراء: المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه من

العقوبة ما قَدَرْنا. وقال أَبو الهيثم: روي أَنه ذهب مغاضباً لقومه، وروي

أَنه ذهب مغاضباً لربه، فأَما من اعتقد أَن يونس، عليه السلام، ظن أَن لن

يقدر الله عليه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غير مؤمن، ويونس، عليه السلام،

رسول لا يجوز ذلك الظن عليه. فآل المعنى: فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه

العقوبة، قال: ويحتمل أَن يكون تفسيره: فظن أَن لن نُضَيِّقَ عليه، من قوله

تعالى: ومن قُدِرَ عليه رزقَه؛ أَي ضُيِّقَ عليه، قال: وكذلك قوله: وأَما

إِذا ما ابتلاه فَقَدَر عليه رزقه؛ معنى فَقَدَر عليه فَضَيَّقَ عليه، وقد

ضيق الله على يونس، عليه السلام، أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه على مُعَذَّب

في الدنيا لأَنه سجنه في بطن حوت فصار مَكْظُوماً أُخِذَ في بَطْنِه

بكَظَمِهِ؛ وقال الزجاج في قوله: فظن أَن لن نُقْدِرَ عليه؛ أَي لن نُقَدِّرَ

عليه ما قَدَّرنا من كونه في بطن الحوت، قال: ونَقْدِرُ بمعنى

نُقَدِّرُ، قال: وقد جاء هذا في التفسير؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله أَبو إِسحق

صحيح، والمعنى ما قَدَّرَه الله عليه من التضييق في بطن الحوت، ويجوز

أَن يكون المعنى لن نُضَيِّق عليه؛ قال: وكل ذلك شائع في اللغة، والله

أَعلم بما أَراد. فأَما أَن يكون قوله أَن لن نَقْدِرَ عليه من القدرة فلا

يجوز، لأَن من ظن هذا كفر، والظن شك والشك في قدرة الله تعالى كفر، وقد عصم

الله أَنبياءه عن مثل ما ذهب إِليه هذا المُتَأَوِّلُ، ولا يَتَأَوَّلُ

مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب ولغاتها؛ قال الأَزهري: سمعت

المُنْذِرِيَّ يقول: أَفادني ابن اليَزيديّ عن أَبي حاتم في قوله تعالى: فظن أَن لن

نقدر عليه؛ أَي لن نضيق عليه، قال: ولم يدر الأَخفش ما معنى نَقْدِر وذهب

إِلى موضع القدرة إِلى معنى فظن أَن يَفُوتَنَا ولم يعلم كلام العرب حتى

قال: إِن بعض المفسرين قال أَراد الاستفهام، أَفَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ

عليه، ولو علم أَن معنى نَقْدِر نُضَيِّق لم يخبط هذا الخبط، قال: ولم

يكن عالماً بكلام العرب، وكان عالماً بقياس النحو؛ قال: وقوله: من قُدِرَ

عليه رِزْقُه؛ أَي ضُيِّقَ عليه عِلْمُه، وكذلك قوله: وأَما إِذا ما

ابتلاه فَقَدَرَ عليه رِزْقَه؛ أَي ضَيَّقَ. وأَما قوله تعالى: فَقَدَرْنا

فنِعْمَ القادِرُون، فإِن الفراء قال: قرأَها عليّ، كرم الله وجهه،

فَقَدَّرْنا، وخففها عاصم، قال: ولا يبعد أَن يكون المعنى في التخفيف والتشديد

واحداً لأَن العرب تقول: قُدِّرَ عليه الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ، وقُدِّر

عليه وقُدِرَ، واحتج الذين خففوا فقالوا: لو كانت كذلك لقال: فنعم

المُقَدِّرون، وقد تجمع العربُ بين اللغتين. قال الله تعالى: فَمَهِّلِ

الكافرين أَمْهِلْهُم رُوَيْداً. وقَدَرَ على عياله قَدْراً: مثل قَتَرَ.

وقُدِرَ على الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مثل قُتِرَ؛ وقَدَّرْتُ الشيء

تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشيء أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً من التقدير. وفي الحديث

في رؤية الهلال: صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإِن غُمَّ عليكم

فاقْدُرُوا له، وفي حديث آخر: فإِن غم عليكم فأَكملوا لعِدَّة؛ قوله: فاقْدُرُوا

له أَي قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً، واللفظان

وإن اختلفا يرجعان إِلى معنى واحد؛ وروي عن ابن شريح أَنه فسر قوله

فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم وتبين لكم أَن الشهر

تسع وعشرون أَو ثلاثون، قال: وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم؛

قال: وقوله فأَكْمِلُوا العِدَّة خطاب العامَّة التي لا تحسن تقدير

المنازل، وهذا نظير النازلة تنزل بالعالِمِ الذي أَمر بالاجتهاد فيها وأَن لا

يُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به حتى يتبين له الصوب كما بان لهم،

وأَما العامة التي لا اجتهاد لها فلها تقليد أَهل العلم؛ قال: والقول الأَول

أَصح؛ وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى:

كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ،

وقد قَدَر الرحمنُ ما هو قادِرُ

فلم أَرَ يوماً كانَ أَكثَرَ سالِباً

ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ

وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً يَبْتَغِي العُلى،

يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً، وهو حاسِرُ

قوله: ما هو قادرُ أَي مُقَدِّرٌ، وثَقَلُ الرجل، بالثاء: حَشَمه ومتاع

بيته، وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور

كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه والأَمر في ذلك جار على قدر الرحمن.

وقوله: ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وهو لا

يُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل، وانتصب سرباله بأَنه مفعول ثان

لمُسْتَلَب، وفي مُسْتَلَب ضمير مرفوع به، ومن رفع سرباله جعله مرتفعاً به ولم

يجعل فيه ضميراً. واليافع: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ في عَصْرِ شبابه.

والدارع: اللابس الدرع. والحاسر: الذي لا درع عليه.

وتَقَدَّر له الشيءُ أَي تهيأَ. وفي حديث الاستخارة: فاقْدُرْه لي

ويَسِّرْه عليّ أَي اقض لي به وهيئه. وقَدَرْتُ الشيء أَي هيأْته.

وقَدْرُ كل شيء ومِقْداره: مَبْلَغُه. وقوله تعالى: وما قَدَرُوا اللهَ

حَقَّ قَدْرِه؛ أَي ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال الليث: ما وَصَفوه حق

صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد، وقَدَرُ الله وقَدْرُه

بمعنًى، وهو في الأَصل مصدر.

والمِقْدارُ: الموتُ. قال الليث: المِقْدارُ اسم القَدْر إِذا بلغ

العبدُ المِقْدارَ مات؛ وأَنشد:

لو كان خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً

بَشَراً سِواكَ، لَهابَك المِقْدارُ

يعني الموت. ويقال: إِنما الأَشياء مقاديرُ لكل شيء مِقْدارٌ داخل.

والمِقْدار أَيضاً: هو الهِنْداز، تقول: ينزل المطر بمِقْدار أَي بقَدَرٍ

وقَدْرٍ، وهو مبلغ الشيء. وكل شيء مُقْتَدِرٌ، فهو الوَسَطُ. ابن سيده:

والمُقْتَدِر الوسط من كل شيء. ورجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ليس

بالطويل والقصير، وكذلك الوَعِلُ والظبي ونحوهما. والقَدْرُ: الوسط من الرحال

والسروج ونحوهما؛ تقول: هذا سرجٌ قَدْرٌ، يخفف ويثقل. التهذيب: سَرْجٌ

قادرٌ قاترٌ، وهو الواقي الذي لا يَعْقِرُ، وقيل: هو بين الصغير والكبير.

والقَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، وهو أَقدرُ؛ والأَقْدَر:

القصير من الرجال؛ قال صَخْرُ الغَيّ يصف صائداً ويذكر وُعُولاً قد وردت

لتشرب الماء:

أَرَى الأَيامَ لا تُبْقِي كريماً،

ولا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعاما

ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُورٍ،

كُسِينَ على فَراسِنِها خِداما

أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ،

إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما

معنى أُتيح: قُدّر، والضمير في لها يعود على العُصْم. والأُقَيْدِرُ:

أَراد به الصائد. والحَشيف: الثوب الخَلَقُ. وسامت: مَرَّتْ ومضت.

والمُلَقات: جمع مَلَقَةٍ، وهي الصخرة الملساء. والأَوابد: الوحوش التي

تأَبَّدَتْ أَي توحشت. والعُصْمُ: جمع أَعْصَمَ وعَصْماء: الوَعِلُ يكون بذراعيه

بياض. والخِدَام: الخَلاخِيلُ، وأَراد الخطوطَ السُّودَ التي في يديه؛

وقال الشاعر:

رأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَةً

وقيل: الأَقْدَر من الرجال القصير العنق. والقُدَارُ: الرَّبْعَةُ من

الناس. أَبو عمرو: الأَقْدَرُ من الخَيل الذي إِذا سار وقعت رجلاه مواقع

يديه؛ قال رجل من الأَنصار، وقال ابن بري: هو عَدِيُّ بن خَرَشَةَ

الخَطْمِيُّ:

ويَكْشِفُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي

جُرَازٌ، كالعَقِيقَةِ، إِن لَقِيتُ

وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ

كُمَيْتٌ، لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ

النخوة: الكبر. والمختال: ذو الخيلاء. والجراز: السيف الماضي في

الضَّرِيبة؛ شبهه بالعقيقة من البرق في لَمَعانه. والصهوات: جمع صَهْوَة، وهو

موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس. والشئيب: الذي يَقْصُرُ حافرا رجليه عن

حافِرَي يديه بخلاف الأَقْدَرِ. والأَحَقُّ: الذي يُطَبِّقُ حافِرا رجليه

حافِرَيْ يديه، وذكر أَبو عبيد أَن الأَحَقَّ الذي لا يَعْرَقُ، والشَّئيتُ

العَثُور، وقيل: الأَقدر الذي يُجاوِزُ حافرا رجليه مَواقعَ حافِرَيْ

يديه؛ ذكره أَبو عبيد، وقيل: الأَقْدَرُ الذي يضع رجليه حيث ينبغي.

والقِدْرُ: معروفة أُنْثَى وتصغيرها قُدَيْرٌ، بلا هاء على غير قياس.

الأَزهري: القِدْرُ مؤنثة عند جميع العرب، بلا هاء، فإِذا صغرت قلت لها

قُدَيرة وقُدَيْر، بالهاء وغير الهاء، وأَما ما حكاه ثعلب من قول العرب ما

رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه ليس على تذكير القِدْرِ ولكنهم

أَرادوا ما رأَيت شيئاً غلا؛ قال: ونظيره قول الله تعالى: لا يَحِلُّ لك

النساء من بَعْدُ؛ قال: ذكر الفعل لأَن معناه معنى شيء، كأَنه قال: لا يحل

لك شيء من النساء. قال ابن سيده: فأَما قراءة من قرأَ: فناداه الملائكة،

فإِنما بناه على الواحد عندي كقول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ

منها، ولا كقوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد، لأَن قوله تعالى: فناداه

الملائكة، ليس بجحد فيكون شيء مُقَدَّر فيه كما قُدِّرَ في ما رأَيت

قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، وفي قوله: لا يحل لك النساء، وإِنما استعمل تقدير شيء

في النفي دون الإِيجاب لأَن قولنا شيء عام لجميع المعلومات، وكذلك النفي

في مثل هذا أَعم من الإِيجاب، أَلا ترى أَن قولك: ضربت كل رجل، كذب لا

محالةً وقولك: ما ضربت رجلاً قد يجوز أَن يكون صدقاً وكذباً، فعلى هذا

ونحوه يوجد النفي أَعم من الإِيجاب، ومن النفي قوله تعالى: لن يَنالَ اللهَ

لحومُها ولا دِماؤها، إِنما أَراد لن ينالَ اللهَ شيءٌ من لحومها ولا شيء

من دمائها؛ وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.

وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، واقْتَدَر

أَيضاً بمعنى قَدَرَ مثل طَبَخَ واطَّبَخَ. ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ

أَي مطبوخ. والقَدِيرُ: ما يطبخ في القِدْرِ، والاقتدارُ: الطَّبْخُ فيها،

ويقال: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. الليث: القديرُ ما طُبِخَ من

اللحم بتَوابِلَ، فإِن لم يكن ذا تَوابِلَ فهو طبيخ. واقْتَدَرَ القومُ:

طَبَخوا في قِدْرٍ. والقُدارُ: الطَّبَّاخُ، وقيل: الجَزَّارُ، وقيل

الجَزَّار هو الذي يلي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها؛ قال مُهَلْهِلٌ:

إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها،

ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ

القُدَّام: جمع قادم، وقيل هو المَلِكُ. وفي حديث عُمَيْر مولى آبي

اللحم: أَمرني مولاي أَن أَقْدُرَ لحماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لحم.

والقُدارُ: الغلام الخفيف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ. والقُدارُ: الحية،

كل ذلك بتخفيف الدال. والقُدارُ: الثعبان العظيم.

وفي الحديث: كان يَتَقَدَّرُ في مرضه أَين أَنا اليومَ؛ أَي يُقَدِّرُ

أَيامَ أَزواجه في الدَّوْرِ علهن.

والقَدَرةُ: القارورةُ الصغيرة.

وقُدارُ بن سالِفٍ: الذي يقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح، عليه

السلام؛ قال الأَزهري: وقالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبيهاً به؛ ومنه قول

مُهَلْهِل:

ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ

اللحياني: يقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن يفعل ذلك، قال: ولم أَسمعهم

يطرحون أَن في المواقيت إِلا حرفاً حكاه هو والأَصمعي، وهو قولهم: ما قعدت

عنده الاَّ رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي. وقَيْدارٌ: اسم.

(قدر) : القِدْرُ: رأْسُ الكَتِفِ الذي تَكُون فيه الوابِلةُ.
(ق د ر) : (قَوْلُهُ) فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ (فَاقْدِرُوا) بِكَسْرِ الدَّال وَالضَّمُّ خَطَأٌ رِوَايَةً أَيْ فَقَدِّرُوا عَدَدَ الشَّهْرِ حَتَّى تُكْمِلُوهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَقَدَرُ اللَّهُ وَقَدْرُهُ تَقْدِيره وَقَدْرُ الشَّيْء مَبْلَغُهُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَان (وَقَوْلُهُمْ) عِلَّةُ الرِّبَا الْقَدْرُ وَالْجِنْسُ يَعْنُونَ الْكَيْل وَالْوَزْنَ فِيمَا يُكَالُ وَيُوزَنُ (وَقَوْلُهُمْ) الْقُدْرَةُ تُذْكَر وَيُرَادُ بِهَا التَّقْدِيرُ فِيهِ نَظَرٌ.

سهب

(سهب) : أَسْهَبَ الشَّاةَ وَلَدُها: إذا رَغَثَها.
سهب: سَهَّب ومصدره تسهيب معناه: إسهاب أي كثرة الكلام وإطالته (كرتاس ص3).
أسهب: جاء في القسم الأول من معجم فوك بمعنى اختصر الكلام وهو خطأ لأن معنى هذا الفعل ضد هذا تماماً.
س هـ ب : (أَسْهَبَ) أَكْثَرَ الْكَلَامَ فَهُوَ (مُسْهَبٌ) بِفَتْحِ الْهَاءِ. وَلَا يُقَالُ: بِكَسْرِ الْهَاءِ وَهُوَ نَادِرٌ. 
س هـ ب

أسهب في الكلام: أطال، وفي كلامه إسهاب وإطناب. وأسهب في العطاءز ورجل مسهب بالفتح. وطويل مسهب: مفرط الطول. وقطعوا سهباً من الأرض وسهوباً: مستوية بعيدة. وبئر سهبة: بعيدة القعر.

سهب


سَهَبَ(n. ac. سَهْب)
a. Took.

أَسْهَبَa. Started off (horse).
b. Was greedy, insatiable.
c. Gave largely.
d. [Fī], Was prolix in ( his speech ).

سَهْبa. Desert.

سُهْب
(pl.
سُهُوْب)
a. Vast plain; steppe.

N. Ag.
أَسْهَبَa. Prolix, loquacious, verbose.

N. Ac.
أَسْهَبَa. Amplification, prolixity, verbosity.
[سهب] السَهْبُ: الفلاةُ، والفرسُ الواسعُ الجَرْي. وبئرٌ سَهْبَةٌ: بعيدةُ القَعْرِ، ومُسْهَبَةٌ أيضاً بفتح الهاء. وحفروا فأسهبوا: بلغوا الرملَ ولم يَخرج الماء. وأسهَبَ الفرسُ: اتّسع في الجري وسَبَقَ. وأَسْهَبَ الرجلُ، إذا أكثر من الكلام فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاء، ولا يقال بكسرها، وهو نادر. وأُسْهِبَ الرَجُلُ على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا ذهب عَقلُه من لَدْغِ الحيةِ.
[سهب] نه: أكلوا وشربوا و"أسهبوا" أي أكثروا وأمعنوا، من أسهب فهو مسهب بفتح هاء إذا أمعن في الشيء وأطال. ومنه ح: إنه بعث خيلا "فأسهبت" شهرا، أي أمعنت في سيرها. وح ابن عمر رضي الله عنهما قيل له: ادع الله لنا، فقال: أكره أن أكون من "المسهبين" بفتح هاء أي الكثير الكلام، وأصله من السهب وهي أرض واسعة ويجمع على سهب. ومنه ح: وفرقها "بسهب" بيدها. وح: وضرب على قلبه "بالإسهاب" قيل: هو ذهاب العقل.
(سهب) في حديث الرُّؤْيَا: "أَكلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا"
: أي أكثَرُوا وأَمعَنوا.
يقال: حَفَر فأَسهَب: أي بَلَغ الرَّملَ، وبئر سَهْبَةٌ: بعيدة القَعْر.
والمُسْهَب: الكَثِيرُ الكَلام.
- ومنه الحديث: "أنَّه بعث خَيلاً فَأَسْهَبَت شَهْراً"
: أي أَمعَنَت في سَيرها.
- وقال ابن عمر: "أَكرَه أن أَكَونَ من المُسْهَبين" .
بفتح الهاءِ، وأَصلُه من السَّهْب، وهي الأرضُ الواسعة.
سهب
فَرَسٌ سَهْبٌ: سَرِيْعُ الجَرْي بَطِيْءُ العَرَقِ، وإنَّه لَمُسْتَهِبٌ جَوَادٌ. وبِئرٌ سَهْبَةٌ: بَعِيدةُ القَعْرِ يَخْرُجُ منها الرَّملُ، حَفَروا فأسْهَبُوا، وبِئْرٌ مُسْهَبَةٌ. والسَّهْبَاءُ: بئْرٌ لِبَنيِ سَعْدٍ. وسُهُوْبٌ الفَلاةِ: نَواحِيها التي لا مَسْلَكَ فيها. وهي أيضاً -: الأرَضُونَ البَعِيدةُ المُسْتَوِيَة. ورَوضَةٌ تُسَمّى السَّهْبَاءَ، مَخْصُوصةٌ بهذا الاسم.
وأسْهَبَ في المَنْطِق: أكْثَرَ. والمُسْهَبُ: الذي لا تَنْتَهي نَفْسُه عن الطَّعام والشًّراب. وقيل: هو الذي ذَهَبَ عَقْلُه من عَضَّةِ حَيَّةٍ، ومُسَهَّبٌ مِثْلُه. وإسْهَابُ اللُّبِّ: تَيهانُه بالمرأة. والمُسْهَبُ: الطَّويلُ، والمُهْمَل أيضاً. والسَّهْبُ: الأخْذُ.
سهـب
أسهبَ/ أسهبَ في يُسهب، إسهابًا، فهو مُسهِب ومُسهَب، والمفعول مُسهَب (للمتعدِّي)
• أسهب الشَّخصُ:
1 - أطنب، أكثر من الكلام وأطال "تحدَّث عن الأمّ ودورها فأسهب" ° بإسهاب: بتفصيل.
2 - أكثر من العطاء.
• أسهب كلامَه/ أسهب في كلامِه: أطال فيه وتوسَّع
 "أسهب في الحديث عن طموحاته". 

مُسْهَب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أسهبَ/ أسهبَ في.
2 - اسم مفعول من أسهبَ/ أسهبَ في. 
باب الهاء والسين والباء معهما س هـ ب، ب هـ س، س ب هـ مستعملات

سهب: فَرَسُ سَهْبُ: شديد الجَرْي، بطيء العَرَق، قال :

وقد أغدو بطرف هيكل ... ذي مَيْعَةٍ سَهْبِ

وبئر سَهْبةٌ: بعيدةُ القَعْرِ يَخْرُج منها الرّيح. وإذا حفر القوم فهجموا على الرّيحِ، وأخلفهم الماء قيل: أَسْهَبوا، ويقال: بل حفروا فأسهبوا معناه: حتّى بلغوا رملاً. وقال في بئر كثيرة الماء:

حَوْضٌ طويٌّ نِيَل من إسهابها ... يَعْتَلِجُ الآذيُّ من حَبابِها

وهي المُسْهَبةُ، حُفِرتْ حتى بُلِغَ بها عَيْلم الماء، ألا ترى أنّه قيل: نِيل من أعُمقِ قَعْرِها . والسَّهباء: بئرٌ لبني سعد، وروضةٌ بالصَّمَّان. وسُهوبُ الفَلاة: نواحيها التي لا مسلك فيها قال: : سُهوبُ مَهامهٍ ولها سُهوبُ

والمُسْهَبُ: الكثيرُ الكلامِ، قال الجعديّ

غير عييٍّ ولا مُسْهِبِ

والمُسْهَبُ: المتغِّير الوجه. والمُسْهِبُ: الغالب المكثر [في عطائه] .

بهس: بَيْهَسُ: من اسماء الأسد، وأخذ [فلان] يَتَبْيَهُس، وتَبَيْهَسُ في مَشْيه، إذا تبختر، فهو يَتَبَيْهَسُ تَبَيْهُساً

. سبه: السَّبَهُ: ذَهابُ العَقْل من هَرَمٍ. قال رؤبة :

قالت أُبَيْلَى لي ولم أُسَبَّهِ: ... ما السَّنُ إلاّ غَفْلةُ المُدَلَّهِ

سهب: السَّهْبُ، والـمُسْهَبُ، والـمُسْهِبُ: الشديدُ الجَرْيِ،

البَطِـيءُ العَرَقِ من الخَيْل؛ قال أَبو داود:

وقد أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْــ * ــكَلٍ، ذِي مَيْعَةٍ، سَهْبِ

والسَّهْبُ: الفرسُ الواسعُ الجَرْيِ. وأَسْهَبَ الفرسُ: اتَّسَعَ في الجَرْي وسَبَقَ. والـمُسْهِبُ والـمُسْهَبُ: الكثيرُ الكلامِ؛ قال الجعْدِيُّ:

غَيْرُ عَيِـيٍّ، ولا مُسْهِب

ويروى مُسْهَب. قال: وقد اختُلف في هذه الكلمة، فقال أَبو زيد:

الـمُسْهِبُ الكثير الكلام؛ وقال ابن الأَعرابي: أَسْهَب الرجلُ أَكثرَ الكلام، فهو مُسْهَب، بفتح الهاءِ، ولا يقال بكسرها، وهو نادر. قال ابن بري: قال أَبو علي البغدادي: رجل مُسْهَبٌ، بالفتح، إِذا أَكثر الكلام في الخطإِ، فإِن كان ذلك في صواب، فهو مُسْهِبٌ، بالكسر لا غير؛ ومما جاءَ فيه أَفْعَلَ فهو مُفْعَلٌ: أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ إِذا أَفْلَس، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ؛ وفي حديث الرُّؤْيا: أَكَلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا أَي أَكثَروا وأَمْعَنُوا. أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، بفتح الهاءِ، إِذا أَمْعَنَ في الشيءِ وأَطال، وهو من ذلك. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: قيل له: ادْعُ اللّهَ لنا، فقال: أَكْرَه أَن أَكونَ من الـمُسْهَبِـين، بفتح الهاءِ، أَي الكَثِـيري الكلام؛ وأَصله من السَّهْب،

وهو الأَرضُ الواسِعةُ، ويُجمع على سُهُبٍ. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: وفرَّقَها بسُهُبِ بِـيدِها. وفي الحديث: أَنه بعث خيلاً، فأَسْهَبَتْ شَهْراً؛ أَي أَمْعَنَتْ في سَيْرِها. والـمُسْهِبُ والـمُسْهَبُ: الذي لا تَنْتَهِـي نَفْسُه عن شيءٍ، طَمَعاً وشَرَهاً. ورَجل مُسْهَبٌ: ذاهِبُ العَقْلِ من لَدْغِ حَيَّةٍ أَو عَقْرَبٍ؛ تقول منه أُسْهِبَ، على ما لم يُسمَّ فاعله؛ وقيل هو الذي يَهْذي من خَرَفٍ.

والتَّسْهِـيبُ: ذَهابُ العقل، والفعلُ منه مُماتٌ؛ قال ابن هَرْمةَ:

أَمْ لا تَذَكَّرُ سَلْمَى، وهْيَ نازِحةٌ، * إِلاَّ اعْتَراكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِـيبِ

وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: وضُرِبَ على قَلْبِه بالإِسْهابِ؛ قيل: هو ذَهابُ العقل.

ورجُل مُسْهَبُ الجسْمِ إِذا ذَهَبَ جِسْمُهُ مِن حُبٍّ، عن يعقوب. وحكى اللحياني: رجل مُسْهَبُ العقل، بالفتح، ومُسْهَمٌ على البدل؛ قال: وكذلك الجسْم إِذا ذَهَبَ مِن شِدّةِ الـحُبِّ. وقال أَبو حاتم: أُسْهِبَ السَّلِـيمُ إِسْهاباً، فهو مُسْهَبٌ إِذا ذهب عَقْلُه وعاشَ؛ وأَنشد:

فباتَ شَبْعانَ، وبات مُسْهَبَا

وأَسْهَبْتُ الدَّابَّةَ إِسْهاباً إِذا أَهْمَلْتَها تَرْعَى، فهي مُسْهَبةٌ؛ قال طفيل الغنوي:

نَزائِـعَ مَقْذُوفاً على سَرَواتِها، * بِما لَمْ تُخالِسْها الغُزاةُ، وتُسْهَبُ

أَي قد أُعْفِـيَتْ، حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ على سَرَواتِها.

قال بعضهم: ومن هذا قيل للمِكْثارِ: مُسْهَبٌ، كأَنه تُرِكَ والكلام،

يتكلم بما شاءَ كأَنه وُسِّعَ عليه أَن يقول ما شاءَ.

وقال الليث: إِذا أَعْطَى الرجلُ فأَكثرَ، قيل: قد أَسْهَبَ. ومَكانٌ مُسْهِبٌ: لا يَمْنَع الماءَ ولا يُمْسِكُه.

والـمُسْهَبُ: الـمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ مِن حُبٍّ، أَو فَزَعٍ، أَو مَرَضٍ.

والسُّهْبُ مِن الأَرضِ: الـمُسْتَوي في سُهُولَةٍ، والجمع سُهُوبٌ.

والسَّهْبُ: الفَلاةُ؛ وقيل: سُهُوبُ الفَلاةِ نَواحِـيها التي لا مَسْلَكَ فيها. والسَّهْبُ: ما بَعُدَ من الأَرضِ، واسْتَوَى في طُمَـأْنِـينَةٍ، وهي أَجْوافُ الأَرضِ، وطُمَـأْنِـينَتُها الشيءَ القَلِـيلَ تَقُودُ الليلةَ واليومَ، ونحو ذلك، وهو بُطُونُ الأَرضِ، تكون في الصَّحارِي والـمُتُونِ، وربما تَسِـيلُ، وربما لا تَسِـيلُ، لأَنَّ فيها غِلَظاً وسُهُولاً، تُنْبِتُ نَباتاً كثيراً، وفيها خَطَراتٌ مِنْ شَجَرٍ أَي أَماكِنُ فيها شَجَرٌ، وأَماكِنُ لا شجر فيها. وقيل: السُّهُوبُ الـمُسْتَوِيَةُ البَعِـيدَةُ. وقال أَبو عمرو: السُّهُوبُ الواسِعةُ من الأَرضِ؛ قال الكميت:

أَبارِقُ، إِن يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمةً، * يَدَعْ بارِقاً، مِثْلَ اليَبابِ مِنَ السَّهْبِ

وبِئْرٌ سَهْبةٌ: بَعِـيدَةُ القَعْر، يخرج منها الريحُ، ومُسْهَبةٌ أَيضاً، بفتح الهاءِ. والـمُسْهَبةُ من الآبارِ: التي يَغْلِبُكَ سِهْبَتُها، حتى لا تَقْدِرَ على الماءِ وتُسْهِلَ. وقال شمر: الـمُسْهَبةُ من الرَّكايا: التي يَحْفِرُونَها، حتى يَبْلُغوا تُراباً مائقاً، فيَغْلِـبُهم

تَهَيُّلاً، فيَدَعُونَها. الكسائي: بئر مُسْهَبةٌ التي لا يُدْرَكُ قَعْرُها وماؤُها. وأَسْهَبَ القومُ: حَفَروا فهَجَمُوا على الرَّمْلِ أَو الرِّيحِ؛ قال الأَزهري: وإِذا حَفَر القومُ، فَهَجَمُوا على الرِّيحِ، وأَخْلَفَهُم

الماءُ، قيل: أَسْهَبُوا؛ وأَنشد في وصْفِ بِئر كثيرة الماءِ:

حَوْضٌ طَوِيٌّ، نِـيلَ من إِسْهابِها، * يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبابِها

قال: وهي الـمُسْهَبةُ، حُفِرت حتى بَلَغَتْ عَيْلَم الماءِ. أَلا ترى

أَنه قال: نِـيلَ مِن أَعْمَقِ قَعْرِها. وإِذا بَلغَ حافِرُ البئرِ إِلى

الرَّمْل، قيل: أَسْهَبَ. وحَفَر القومُ حتى أَسْهَبُوا أَي بَلَغُوا

الرَّمْل ولم يَخْرُجِ الماءُ، ولم يُصِـيبوا خيراً، هذه عن اللحياني.

والـمُسْهِبُ: الغالب الـمُكْثِرُ في عَطائِه.

ومَضى سَهْبٌ من الليل أَي وَقْتٌ.

والسَّهْباءُ: بِئر لبني سعد، وهي أَيضاً رَوْضةٌ مَعْرُوفة مَخْصوصة بهذا الاسم. قال الأَزهري: ورَوْضةٌ بالصَّمَّان تسمى السَّهْباءَ. والسَّهْبـى: مفازةٌ؛ قال جرير:

سارُوا إِليكَ مِنَ السَّهْبـى، ودُونَهُمُ * فَيْجانُ، فالـحَزْنُ، فالصَّمَّانُ، فالوَكَفُ

والوَكَفُ: لبني يَرْبُوعٍ.

سهب

1 سَهْبٌ The act of taking. (JK, K.) Yousay, سَهَبَ الشَّىْءَ, aor. ـَ inf. n. سَهْبٌ, He took the thing. (TK.) 2 تَسْهِيبٌ The departure of reason, or intellect: its verb [which was probably سُهِّبَ, like أُسْهِبَ, q. v.,] is obsolete. (TA.) 4 اسهب He went far, or to a great or an extraordinary length, in a thing; for instance, in journeying; as in a trad., in which it is said of horses, or horsemen, أَسْبَهَتْ شَهْرًا They went far for a month; and in eating and drinking; as in another trad.: (TA:) it is from سُهْبٌ, signifying “ a plain and far-extending land; ” as though meaning He traversed a plain and far-extending tract of land; like as one says أَسْهَلَ and أَحْزَنَ. (Har p. 572.) He (a horse) ran with wide steps, and preceded, or outstripped. (S, TA. [See also سَهْبٌ, below.]) And [hence,] He was, or became, loquacious, or profuse of speech; (IAar, S, K;) like اسهم; (K * and TA in art. سهم;) [and] so اسهب فِى المَنْطِقِ : (JK:) or he doted; or was disordered in his intellect; but when a man makes many mistakes in his speech, you say of him أَفْنَدَ: (As, TA:) or he doted much, or often; or was much, or often, disordered in his intellect: (AO, TA:) [and it seems from an explanation of the part. n. مُسْهِبٌ that it probably signifies also he was eloquent, or profuse of correct speech:] or he was very greedy, and (in some copies of the K “ or ”) covetous, so as to refrain from nothing: (K, TA:) and you say also اسهب كَلَامَهُ He prolonged, or was prolix in, his speech: and فى كَلَامِهِ إِسْهَابٌ In his speech is prolixity. (A, TA.) Also He (a man) gave much, or largely; and so ↓ استهب: (Lth, K:) [or, in this sense,] you say, اسهب فِى العَطَآء. (A.) b2: اسهبوا They reached sand, in digging [a well], and water came not forth: (S:) or they dug, and came upon sand or a current of air: (K:) or they dug, and came upon a current of air, and the water disappointed them of its coming: (Az, TA:) or they dug without attaining any good: (K:) or اسهب signifies he dug until he reached sand: and, accord. to Th, he dug a well and reached water. (TA.) b3: اسهبوا الدَّابَّةَ They left the beast alone, or by itself, (K, TA,) to pasture [where it would]. (TA.) A2: اسهب الشَّاةَ وَلَدُهَا Her young one sucked, (K,) or licked, (TA,) the ewe, or she-goat. (K.) A3: أُسْهِبَ He (a man, S) lost his reason, (S, K, TA,) as some say, (TA,) from the bite of a serpent, (S, K, TA,) or the sting of a scorpion: (TA:) or his colour became altered in consequence of love or fright or disease: (K:) or, accord. to AHát, اسهب, [so in the TA, in which it seems to be implied that أَسْهَبَ, not أُسْهِبَ, is meant,] inf. n. إِسْهَابٌ, signifies he (a man bitten by a serpent, or stung by a scorpion,) lost his reason and lived. (TA. [See also the part. n., مُسْهَبٌ, below.]) إِسْهَابُ اللُّبِّ [in which the former word is probably the inf. n. of أُسْهِبَ, not of أَسْهَبَ,] means The mind's being confounded, or perplexed, by [love of] a woman. (JK.) 8 إِسْتَهَبَ see 4, in the middle of the paragraph.

سَهْبٌ A desert, or waterless desert; syn. فَلَاةٌ: (S, K:) pl. سُهُبٌ. (TA.) [See also سُهْبٌ.]

A2: A horse wide of step in running, (S, K, TA,) and (TA) vehement therein, (JK, K, * TA,) slow to sweat; (JK, TA;) and ↓ مُسْهَبٌ and ↓ مُسْهِبٌ, (K,) but the latter of these is said to be peculiarly the chaste form in this sense, (TA,) signify the same. (K.) b2: بِئْرٌ سَهْبَةٌ A deep well; (S, A, O, K;) as also ↓ بِئْرٌ مُسْهَبَةٌ: (S * O:) or the former, a deep well (JK, TA) from which sand comes forth (JK) or from which wind, or a current of air, comes forth: (TA:) and ↓ the latter, a well of which the coarse sand baffles one so that he cannot reach the water [in digging it]; (K;) or a well that people dig until they reach pouring earth, which baffles them by its pouring down, so that they leave it; (Sh, TA;) or a well of which the bottom and the water are not reached; (Ks, TA;) or a well that is dug until one reaches the water upon which is the earth. (Az, TA. [See 4.]) A3: A portion of time; as in the saying, مَضَى سَهْبٌ مِنَ اللَّيْلِ [A portion of the night passed]. (TA.) سُهْبٌ A plain and smooth, or plain and smooth and soft, tract of land: pl. سُهُوبٌ: (K:) or the pl. signifies plain and far-extending tracts of land: (JK, A, TA:) or wide land [or lands (for the sing. is expl. in the TA in one place as signifying a wide land)]: (AA, TA:) or سُهُوبُ الفَلَاةِ signifies, (K,) or signifies also, (JK,) tracts, or regions, of the فلاة [i. e. desert, or waterless desert,] in which there is no way. (JK, K.) [See an ex. in a verse cited in art. رقل, conj. 4: and see also سَهْبٌ, above, first sentence.]

مُسْهَبٌ, with fet-h to the ه, [contr. to rule, being of the measure مُفْعَلٌ in the sense of the measure مُفْعِلٌ,] Going far, or to a great or an extraordinary length, in a thing: and prolonging. (TA.) b2: See also سَهْبٌ: and its fem., with ة, see in two places in the same paragraph. b3: Also Long, or tall: (JK:) applied [in the latter sense] as an epithet to a man: and طَوِيلٌ مُسْهَبٌ excessively tall. (A.) b4: Also, and ↓ مُسْهِبٌ, (K,) both said to have been mentioned by ISk, (TA,) or the former, but not ↓ the latter, (Az, IAar, IKt, Zbd, S, TA,) though the former is extr. [with respect to rule], (S, TA,) Loquacious, or profuse of speech: (Az, IAar, ISk, IKt, Zbd, S, K, TA:) or, accord. to Aboo-'Alee El-Baghdádee, as is stated by IB, the former signifies profuse and erroneous in speech: and the ↓ latter, eloquent, or profuse and correct in speech: and in like manner says El-Aalam, adding that ↓ the latter is shown to have this meaning by its being applied to a horse that is fleet, or swift, and excellent: (TA:) or the former signifies doting; or disordered in his intellect: (As, TA:) or doting much, or often; or much, or often, disordered in his intellect: (AO, TA:) [and similar explanations of it will be found below:] other instances of verbs of the measure أَفْعَلَ having مُفْعَلٌ as the measure of the part. n. used in the sense of the measure مُفْعِلٌ are أَلْفَجَ and أَحْصَنَ and أَجْرَشَتِ الإِبِلُ and أَهْتَرَ: as used in the first of the senses expl. in this sentence, مُسْهَبٌ is from سُهْبٌ signifying “ a wide land: ” or, as some say, it is from أَسْهَبُوا الدَّابَّةَ, expl. above; as though the person to whom it is applied were left to speak what he would, or made to have ample scope to say what he would. (TA.) b5: Both مُسْهَبٌ and ↓ مُسْهِبٌ signify also Very greedy, and covetous, so as to refrain from nothing. (TA.) b6: And the former, One who has lost his reason; as some say, from the bite of a serpent, or the sting of a scorpion: or one who talks irrationally, or foolishly, or deliriously, in consequence of doting, or disorder of his intellect: or whose colour has become altered in consequence of love or fright or disease. (TA.) And مُسْهَبُ الجِسْمِ A man whose body is wasting away in consequence of love: so says Yaakoob: and Lh mentions the phrases العَقْلِ ↓ مُسْهِبُ, with kesr, and الجِسْمِ, and مُسْهِم, which is formed by substitution [of م for ب], as meaning a man whose reason is departing, and whose body is wasting away, in consequence of love: and accord, to AHát, مسهب, [app. ↓ مُسْهِبٌ, as the context seems to imply,] applied to one bitten by a serpent or stung by a scorpion, signifies who has lost his reason, and lives. (TA.) b7: Also Land farextending, and plain, with depression, consisting of low tracts, the depression whereof is little, extending for the space of a day and a night [of journeying], and thereabout: the بُطُون [or low tracts] of land of which it consists are in [deserts such as are termed] صَحَارَى, and in elevated and plain, or hard and elevated, tracts of ground, and sometimes they flow [with torrents], and sometimes they do not flow, for they comprise parts that are rugged, and parts that are plain, or soft, producing much herbage, and in them are places wherein are trees [or shrubs], and places wherein are none. (L, TA.) b8: Also A place that does not obstruct nor retain water. (TA.) مُسْهِبٌ: see سَهْبٌ, second signification: b2: and see مُسْهَبٌ, in seven places. b3: Also A man who overcomes, or surpasses, and is bountiful, in his gifts. (TA.)
سهب
: (السَّهْبُ: الفَلَاةُ) جمعه سهب وَقَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاس اللَّهَبِيُّ:
ونَحْلُلْ من تِهَامَةَ كُلَّ سَهْبٍ
نَقِيِّ التُّرْبِ أَوْدِيَةً رِحَابا
أَبَاطِحَ مِن أَبَاهِرَ غَيْرَ قَطْع
وَشَائِط لم يُفَارقن الذُّبَابا
(و) السَّهْبُ: (الفَرَسُ الوَاسِعُ الجَرْى) . وأَسْهَبَ الفرسُ: اتَّسَعَ فِي الجَرْى وسَبَق.
(و) السَّهْبُ: (الشَّدِيدُ) الجَرْى البَطِيءُ العَرَقِ من الخَيْلِ. قَالَ أَبو دُوَاد:
وقَدْ أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْ
كلٍ ذِي مَيْعَةٍ سَهْبِ
(كالمُسْهَبِ) بِالفَتْح (وتُكْسر هَاؤُه) يُقَال: الفَصِيحُ فِي الجَوَادِ الكَسْرُ خَاصَّة، كَمَا اعْتمد عَلَيهُ أَبو الحَجَّاج الشَّنْتَمريُّ المَعْرُوفُ بالأَعْلَم.
والسَّهْبُ: مَا بَعُدَ من الأَرْضِ واسْتَوَى فِي طُمَأْنِينَة، وَهِي أَجْوَافُ الأَرْض وطُمَأْنِينَتهَا الشَّيْءَ القَلِيلَ تَقُودُ اليومَ واللَّيْلَة وَنَحْو ذَلِك، وَهُوَ بُطُونُ الأَرْضِ تَكُونُ فِي الصَّحَارِي والمُتُونِ وربمَا تَسِيلُ وربَما لَا تَسِيل لأَنَّ فِيهِ غِلَظاً وسُهُولاً تُنْبت نباتاً كثيرا، وفيهَا خَطَرَاتٌ مِنْ شَجَر أَي أَمَاكِنُ فِيهَا شَجَر وأَمَاكن لَا (شجر فِيهَا) كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) السَّهْبُ: (الأَخْذُ) . ومضَى سَهْبٌ من اللَّيْل، أَي وَقْتٌ.
(و) السَّهْبُ: (سَبَخَةٌ، م) وَهِي بَيْنَ الحَمَّتَيْن فالمِضْبَاعَة.
(و) السُّهْبُ (بالضَّمِّ: المُسْتَوِي مِنَ الأَرُضِ فِي سُهُولَة ج سُهُوبٌ) .
وَقيل: السُّهُوبُ: المسْتَوِيَةُ البَعِيدةُ.
وقَالَ: أَبو عَمْرو السُّهُوبُ: الوَاسِعَةُ من الأَرْض. قَالَ الكُمَيْتُ:
أَبَارِقُ إِنْ يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمَةً
يَدَعْ بَارِقاً مِثْلَ اليَبَابِ من السُّهْبِ
(أَو سُهُوبُ الفَلَاةِ: نَوَاحِيها الَّتي لَا مَسْلَكَ فِيهَا) .
(وأَسْهَبَ) الرَّجُلُ: (أَكْثَرَ) مِنَ (الْكَلَام فَهُوَ مُسْهِب) بالكَسْر (ومُسْهَبٌ) بالفَتْح. قَالَ الجَعْدِيُّ:
ويُرْوَى مُسْهَب.
وَقد اخْتُلِفَ فِي هذِه الكَلِمَةِ، فَقَالَ أَبُو زَيْد: المُسْهَبُ: الكَثِيرُ الكَلَامِ أَي بالفَتْحِ خَاصَّةً، ومِثْلُه فِي أَدَبِ الكَاتِبِ لابْنِ قُتَيْبَةَ ومُخْتَصَرِ العَيْنِ للزُّبَيْدِيّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: أَسْهَبَ الرجلُ: أَكْثَرَ من الكَلَام فَهُوَ مُسْهَبٌ بِفَتْح الْهَاء وَلَا يُقَال بِكَسْرِها، وَهُو نَادِرٌ. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: قَالَ أَبُو عَلِيَ البَغْدَادِيُّ: رَجُلٌ مُسْهَبٌ بِالْفَتْح إِذا أَكْثَرَ الكلامَ فِي الخَطإِ، فإِن كَانَ ذلِك فِي صَوَاب فَهُوَ مُسْهِبٌ بِالْكَسْرِ لَا غير. أَي البَلِيغ المُكْثِرُ مِنَ الصَّواب بالكَسْرِ، وَبِه أَجَابَ أَبُو الحَجَّاج الأَعْلَمُ فِي كتَابِ ابْنِ عَبَّادٍ مَلِكِ الأَنْدَلُس ونسبَهُ إِلَى البَارِعِ لأَبِي عَلِيَ، ثمَّ نَقل عَنْ أَبِي عُبَيْدَة: أَسْهَب فِو مُسْهَبٌ بِالْفَتْح إِذَا أَكْثَرَ فِي خَرَف وتَلَف ذِهْن. وعَن الأَصْمَعِيّ: أَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ، إِذا خَرِف وأُهْتِر، فإِن أَكْثَرَ من الْخَطَإِ قيل: أَفْنَد، فَهُوَ مُفْنَد. ثمَّ قَالَ فِي آخِرِ الجَوَاب: فَرَأْيُ مَملُوكِك أَيَّدَك اللهُ واعْتِقَادُه أَنَّ المُسْهَب بالفَتْح لَا يُوصَف بِهِ البَلِيغ المُحْسِن، وَلَا المُكْثِرُ المُصِيبُ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ مَكِّيِّ بنِ سَوَادَةَ: حَصِرٌ مُسْهَبٌ جَرِىءٌ جَبَانٌ
خَيْرُ عِيِّ الرِّجال عِيُّ السُّكّوتِ
أَنَّه قَرَنَ فِيهِ المُسْهَب بالحَصِر ورَدَفَه بالصَّفَتَيْنِ، وجَعَل المُسْهَبَ أَحَقَّ بالعيِّ من السَّاكِتِ والحَصِرِ فَقَالَ:
خَيُر عِيِّ الرِّجَال عِيُّ السُّكُوتِ
والدَّلِيلُ على أَن المُسْهِب بِالْكَسْرِ يُقَال لِلْبَلِيغ المُكْثِرِ مِن الصَّوَاب أَنَّه يَقُولُون لِلْجَوَادِ مِنَ الْخَيْل: مُسْهِب بالكَسْرِ خَاصة؛ لأَنَّهُما بمَعْنَى الأَجَادَةِ والإِحْسَان. ولَيْسَ قَوْلُ ابْنِ قُتَيْبَةَ والزُّبَيْديّ فِي المُسْهَب بالفَتْح هُوَ المُكْثِرُ من الكَلَام بمُوجِب أَن المُكْثِرَ هُوَ البَلِيغُ المُصِيب؛ لأَنَّ الإِكْثَارَ من الكَلَام دَاخِلٌ فِي معنى الذَّمِّ. انْتهى كَلامُ الأَعْلَم حَسْبَمَا نَقَلَه شَيْخُنا.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ أَفْعَل فَهُوَ مُفْعَلٌ أَسْهَبَ فَهُوَ مُسَهَبٌ، وأَلْفَجَ فَهُوَ مُلْفَجٌ، وأَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَنٌ، فَهَذِهِ الثَّلَاثَة جَاءَت بالفَتْح. حَكَاه القَاضِي أَبُو بَكْر بْنُ العَرَبِيّ فِي تَرْتيب الرِّحْلة، وابنُ دُرَيْد فِي الجَمْهَرَة، وابْنُ الأَعْرَابِيّ فِي النَّوَادِر وَمثله فِي كتَاب لَيْس لِابْنِ خَاليْه، إِلَّا أَنَّه قَالَ: وأَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ: بَالَغَ. هذَا قَوْلُ ابْنِ دُرَيْد. وَقَالَ ثعْلَب: أَسْهَب فَهُو مُسْهَب فِي الكلَامِ قَالَ: ووجدْتُ بعد سَبْعِين سَنَةً حَرْفاً رَابِعاً وهُوَ: أجْرَشَتِ الإِبِلُ: سَمِنَت فَهِيَ مُجْرَشَةٌ.
قُلت: واسْتَدْرَكُوا أَيْضاً: أَهْتَر فَهُوَ مُهْتَر، ونَقَلَه عبد البَاسِطِ البُلْقِينيّ، ويَأتَي للمُصَنِّف. ورأَيْتُ فِي نَفْح الطِّيبِ لِلشِّهَابِ المَقَّرِيّ مَا نَصُّه: (رأَيتُ فِي بَعْضِ الحَواشِي الأَنّدَلُسِيَّة أَي كِتَاب التَّوْسِعَة كَمَا حَقَّقَه شَيْخُنَا أَنَّ ابْنَ السِّكِّيت ذَكَر فِي بَعْضِ كُتُبه فِيمَا جَعَله بَعْضُ العَرَب فَاعِلاً وبعضُهُم مَفْعُولاً: رَجُلٌ مُسْهَبٌ ومُسْهِب للكَثِيرِ الكَلَام، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُما، وَاحِدٌ) . انْتَهَى وَهُوَ رَأْيُ المُصَنِّف أَي عَدَمُ التَّفْرِقَةِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، قِيلَ لَهُ: ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: (أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْهَبِين) بفَتْحِ الهَاءِ أَي الكَثِيرِي الكَلَامِ، وأَصْلُه من السَّهْب؛ وَهُوَ الأَرْضُ الوَاسِعَةُ.
قلت: وسَيَأْتِي للمُصَنِّف فِي جَذَع: أَجْذَعَ فَهُو مُجْذَعٌ لِمَا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا ثَبَات، نَقْلَه الصَّاغَانِيُّ عَن ابْن عَبَّاد، ولَمْ أَرَ أَحَداً أَلْحَقَه بِنَظَائِرِه فَتمَّلْ ذَلِكَ.
(أَو) أَسْهَب: (شعرِهَ وطَمِعَ) ، وَفِي نُسْخَةٍ أَو طَمِعَ (حَتَّى لَا تَنْتَهِيَ نَفْسُه عَنْ شَيْءٍ) فَهُوَ مُسْهِب ومُسْهَب، بالكَسْرِ والفَتْح. وأَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَب، بفَتْحِ الهَاءِ إِذا أَمْعَن فِي الشَّيْء وأَطَالَ، وَمِنْه حَدِيث الرُّؤْيَا: (كلوا وَاشْرَبُوا وَأَسْهِبُوا وأَمْعِنُوا) . وَفِي آخر (أَنَّه بعَث خيلاً فأَسْهَبَتُ شَهْراً) أَي أَمعَنَتْ فِي سَيرها.
(وأُسْهِبَ بالضَّمِّ) على مَا لم يُسَمِّ فاعِلُه، فَهُوَ مُسْهَبٌ بِالْفَتْح: (ذَهَبَ عَقْلُه) . وَقِيل: المُسْهَب: الذَّاهِبُ العَقُل (مِنْ لَدْغِ الحَيَّة) أَو العَقْرَب، وقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَهْذِي مِن خَرَف. والتَّسْهِيبُ: ذَهَابُ العَقْل، والفِعْلُ مِنْه مُمَاتٌ. قَالَ ابْنُ هَرْمَة:
أَمْ لَا تَذَكَّرُ سَلْمَى وَهْي نَازِحَةٌ إِلَّا اعْتَرَاكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِيبِ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ رَضِيَ اللهُ: (وضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بالإِسْهَابِ) قيل: هُوَ ذَهَابُ العَقْلِ.
(أَو) أُسْهِبَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُسْهَبٌ، إِذَا (تَغَيَّر لونُه من حُبَ أَو فَزَعٍ أَو مَرَضٍ) وَرجل مُسْهَبُ الجِسْمِ، إِذَا ذَهَب جِسْمُه مِن حُبَ، عَنْ يثقُوب. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: رَجُلٌ مُسْهِب العَقْلِ بالكَسْرِ ومُسْهِمٌ، عَلى البَدَل، قَالَ: وكَذلك الجِسْم إِذَا ذَهَب مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ. قَالَ أَبُو حَاتِم: أُسْهِبَ السَّلِيمُ إِسْهَاباً فَهُوَ مُسْهَبٌ، إِذَا ذَهَب عَقْلُه وطَاشَ، وأَنْشَد:
فَبَاتَ شَبْعَانَ وَبَاتَ مُسْهَبَا
(وبِئْرٌ سَهْبَةٌ: بَعِيدَةُ القَعْرِ) يَخْجُ مِنْهَا الرِّيحُ (ومُسهَبَةٌ) أَيضاً بفَتْح الهَاءِ (إِذا غَلَبَتْكَ سِهْبَتُهَا) بالكَسْرِ (حَتَّى لَا تَقْدرَ على المَاءِ) . قَالَ شَمِر: المُسْهَبَةُ مِن الرَّكَايَا: الَّتِي يَحْفِرُونَهَا حَتَّى يَبْلُغُوا تُرَاباً مَائِقاً فَيغْلِبُهم تَهِيُّلاً فيَدعُونَها. وعَن الكسائيّ: بِئرٌ مُسْهَبَةٌ: الَّتِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهَا ومَاؤُهَا.
(وأَسْهَبُوا: حَفَرُوا فهَجَمُوا عَلَى لرَّمْل أَو الرِّيح) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وإِذا حفَر القَوْمُ فهَجَمُوا عَلَى الرِّيحِ وأَخْلَفَهم المَاءُ يُقَالُ: أَسْهَبُوا. وأَنْشَدَ فِي وَصْفِ بِئرٍ كَثِيرَةِ المَاءِ:
حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيلَ مِنْ إِسْهَابِها
يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبَابِها
قَالَ: هِيَ المُسْهَبَة حُفِرَت حَتَّى بَلَغَتْ غَيْلَمَ المَاءِ. أَلا تَرَى أَنَّه قَالَ: نِيلَ مِنْ أَعمَقِ قَعْرِها، وإِذَا بَلَغَ حَافِرُ البِئرِ إِلَى الرَّمْلِ قِيلَ: أَسْهَبَ.
(أَو) أَسْهَبُوا، إِذَا (حَفَرُوا) حَتَّى بَلَغُوا الرَّمْلَ وَلم يَخْرُج المَاءِ (فَلَم يُصِيبُوا خَيْراً) ، وَهَذِه عَن اللِّحْيَانِيّ. وعَنْ ثَعْلَب: أَسْهَبَ فَهُو مُسْهِب، وإِذ حفر بِئراً فبلَغ المَاءَ.
(و) أَسْهَبُوا (الدَّابَّةَ) إِسْهَاباً، إِذَ (أَهْمَلُوهَا) تَرْعَى فَهِيَ مُسْهَبَةٌ. قَالَ طُفَيلٌ الغَنَوِيُّ:
نَزَائِعَ مَقْذُوفاً عَلَى سَرَوَاتِها
بِمَا لم تُخَالِسْهَا الغُزَاةُ وتُسْهَب
أَي قَدْ أُعْفِيَت حَتَّى حَمَلَتِ الشَّحْمَ عَلَى سَرَوَاتِها، كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ.
قَالَ بَعْضُهُم: وَمِنْ هَذَا قِيل للمكْثَارِ مُسْهَبٌ كَأَنه تُرِكَ والكَلامَ يَتَكَلَم بِمَا شَاءَ، كَأَنَّه وُسِّع عَلَيْهِ أَن يَقُولَ مَا شَاءَ.
(و) أَسْهَبَ (الشاةَ) مَنْصُوب (وَلَدْهَا) مَرْفُوعٌ، إِذَا (رَغَثَها) : لَحَسَها:
(و) أَسْهَبَ (الرَّجُلُ) كَلَامَه: أَطَالَه. وَفِي كَلَامِه إِسْهَابٌ وإِطْنابٌ وأَسْهَبَ إِذا (أكْثر من العطاءِ كاسْتَهَبَ) .
والمُسْتَهَبُ: الجَوَادُ، قَالَه اللَّيْثُ.
وَمَكَان مُسْهَب بالفَتْح: لَا يَمْنَعُ المَاءَ وَلَا يُمْسِكُه. والمُسْهِبُ (بالكَسْرِ) : الغَالِبُ المُكْثِرُ فِي عَطَائِهِ.
(والسَّهْبَى: مَفَازَة) قَالَ جَرِير:
سَرُا إِلَيْكَ مِنَ السَّهْبَى ودُونَهُمُ
فَيْحَانُ فالحَزْنُ فَالصَّمَّانُ فالوَكَفُ
الوَكَفُ لِبَنِي يَرْبُوع.
والمُسْهَبُ: فَرَسُ جُبَيْر بْنِ مَرِيض، وكانَ صَاحِبَ الخَيْلِ، وَفِيه يَقُولُ:
لَئن لَمْ يَكُنْ فِيكُنّ مَا أَتَّقِي بِهِ
غَدَاةَ الرّهان مُسْهَبُ ابْنِ مَريض
لَينقضينْ حَدُّ الرَّبِيعِ وبَيْنَنَا
من البَحْرِ لُجُّ لَا يُخَاضُ عريض
كَذَا فِي كتاب البَلَاذُرِيّ.
(و) السَّهْبَاءُ (بالمَدِّ: بِئرٌ لبنِي سَعْد) . (و) هِيَ أَيضاً (رَوْضَة) مَعْرُوفَةٌ مَخْصُوصَةٌ بِهَذَا الِاسْم. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَرَوْضَةٌ بِالصَّمَّان تُسْمَى السَّهْبَاءَ.
(وَرَاشِدُ بنُ سِهَابِ) بْنِ عَبْدَةَ كَذَا فِي التكملة، وَالصَّوَاب أَنه ابْن جهبل بن عَبدة بن عصر (كَكِتَابٍ: شَاعِرٌ) هَكَذَا ضَبطه المفجّع البصريّ وَقَالَ: من قَالَه بِالْمُعْجَمَةِ فقد أَخطأَ. (ولَيْسَ لَهُ سِهَابٌ بالمُهْمَلَةِ غَيْرُه) وَهُوَ أَخُو أَوْسِ بْنِ سِهَاب.
والسَّهْبُ: مَوْضِعٌ باليَمَن. مِنْه أَبو حُذَافَة إِسماعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بن سنبه.

سرف

س ر ف

عود مسروف وقد سرف إذا أكلته السرفة، ومنه السرف الذي هو مجاوزة الحد في النفقة وغيرها. وقد أسرف في كذا وهو مسرف، وتقول: يفعل السرف بالنشب، ما يفعل السرف بالخشب. وأرض سرفة: كثيرة السرف.

ومن المجاز: شاة مسروفة: استؤصلت أذنها. وسرفت المرأة ولدها: أفسدته بكثرة اللبن. وذهب ماء البئر سرفاً: ضيعة. ورجل سرف الفؤاد وسرف العقل: فاسده؛ وأصله من سرفت السرفة الخشبة فسرفت، كما تقول: حطمته السن فحطم، وصعقته السماء فصعق.
(سرف) : والسَّريف: سَطْرٌ من كَرْمٍ، والجمعُ سُرُوفٌ.
(سرف) الطَّعَام سَرفًا ائتكل حَتَّى كَأَن السرفة أَصَابَته فَهُوَ سرف وَالشَّيْء أغفله وأخطأه وَفِي الحَدِيث (أردتكم فسرفتكم) وجهله وَالْقَوْم جاوزهم
(س ر ف) : (قَوْله تَعَالَى) {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} [الإسراء: 33] أَيْ الْوَلِيُّ لَا يَقْتُلْ غَيْرَ الْقَاتِلِ وَلَا اثْنَيْنِ وَالْقَاتِلُ وَاحِدٌ وَقِيلَ الْإِسْرَافُ الْمُثْلَةُ (وَسَرِفٌ) بِوَزْنِ كَتِفٍ جَبَلٌ بِطَرِيقِ الْمَدِينَةِ.

سرف


سَرَفَ(n. ac. سَرْف)
a. Gnawed, ate ( leaves of a tree: insect ).
b. Surfeited ( child: mother ).
سَرِفَ(n. ac. سَرَف)
a. Neglected, took no heed of, overlooked.
b. [Min]. Was addicted to (wine).
أَسْرَفَ
a. [Fī], Was extravagant with, squandered, dissipated.

تَسَرَّفَa. Devoured.

سُرْفَة
(pl.
مَسْرُف)
a. Wood-fretter; teredo; caterpillar.

سَرَفa. Prodigality, waste; extravagance.

سَرِفa. Ignorant.
b. Negligent, careless.

سَرُوْفa. Momentous, formidable.
سرف: سرف. نشأ على السرف أهملت تربيته. (معجم الطرائف).
أسرف. أسرف على نفسه: اتبع هواه (معجم الطرائف، تاريخ البربر 1: 528).
اسرف: أفرط وجاوز القصد في العطاء ففي الفرج بعد الشدة (مخطوطة 61 ص165) فجعلت محبسه داري وأشرفت (وأسْرَفتُ) طعامه وشرابه لأحرس لك نفسه.
سَرَف: تستعمل خاصة بمعنى تبذير ومجاوزة الحد. (معجم الطرائف).
سرف: انهماك في المنكر، فساد السيرة، دعارة (بوشر).
سَرَف: تآكل، تأكل (بوشر).
سرفون: ذكرت في معجم فريتاج. والصواب سرفوت (انظر الكلمة).
سارف: متآكل (بوشر).
س ر ف: (السَّرَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ الْقَصْدِ. وَالسَّرَفُ أَيْضًا الضَّرَاوَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ لِلَّحْمِ سَرَفًا كَسَرَفِ الْخَمْرِ» وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْإِسْرَافِ. وَ (الْإِسْرَافُ) فِي النَّفَقَةِ التَّبْذِيرُ. وَ (إِسْرَافِيلُ) اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ كَأَنَّهُ مُضَافٌ إِلَى إِيلٍ. وَ (إِسْرَافِينُ) لُغَةٌ فِيهِ كَمَا قَالُوا: جِبْرِينُ وَإِسْمَاعِينُ وَإِسْرَائِينُ. 
سرف
في الحَدِيث: " إنَ لِلَّحْمِِ سرَفاً كَسَرَفِ الخَمْرِ " أي ضَرَاوَةً. وذَهَبَ ماءُ البِئْرِ سَرَفاً: أي ضيْعَةً. والإسْرَافُ: نَقِيْضُ الاقْتِصَادِ.
والسرَفُ: الخَطَأُ، أرَدْتُكم فسَرِفْتُكم. والسرِفُ: الغافِلُ، سَرِفْتُ القَوْمَ: أغْفَلْتهم. ورَجُلٌ سَرِفُ العَقْلِ: أي قَلِيْلُه.
وسَرَفَتْه أُمُّه: أي أفْسَدَتْه بسَرَفِ اللبَنِ. والمَسْرُوْفَةُ من الشّاء: التي يُقْطَعُ أُذُنُها أصْلاً. وفي المَثَل: " أصْنَعُ من سُرْفَةٍ " وهي دُوَيْنَةٌ صَغِيْرَةٌ تَثْقُبُ الشجَرَ تَبْني فيه، يُقال: شرِفَتِ الشجَرَةُ. وقيل: دُوْدَةُ القَزِّ.
والسُّرُفُ: شَيْءٌ أبْيَضُ كأنَه نَسْجُ دُوْدِ القَزِّ. وأرْضٌ سَرِفَةٌ: من السُّرْفَةِ. وسَرِف: مَوْضِعٌ بالحِجاز.
والسرُوْفُ: الشدِيْدُ العَظِيمُ، يَوْم سَرُوْف: عَظِيْمٌ.
سرف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة أَن للَّحم سَرَفا كسَرَف الْخمر قَالَ: حدّثنَاهُ مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ عَن مُوسَى بن عَليّ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة. قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: سَرِفت الشَّيْء أخطأته وأغفلته وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي فِي حَدِيثه: أردتكم فسرفتكم أَي أخطأتكم قَالَ جرير ابْن الخطفي يمدح قوما: (الْبَسِيط)

أعْطوا هُنَيدةَ يَحْدُوها ثمانيةٌ ... مَا فِي عطائهم مَنُّ وَلَا سَرَفُ

يُرِيد بالسرف الْخَطَأ يَقُول: لم يُخْطئوا فِي عطيتهم وَلَكنهُمْ وضعوها موَاضعهَا. وَقَالَ مُحَمَّد بن عمر: السَرَف فِي هَذَا الحَدِيث الضراوة وَيُقَال: للّحم ضراوة مثل ضراوة الْخمر قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا عِنْدِي أشبه بِالْمَعْنَى وَإِن لم أكن سَمِعت هَذَا الْحَرْف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي يذهب إِلَى أَن السَّرف الْخَطَأ يَقُول: إدمانه خطأ فِي النَّفَقَة.
[سرف] نه: فيه: فان بها سرحة لم تعبل و"لم تسرف" أي لم تصبها السرفة، وهى دويبة صغيرة "تنقب الشجر تتخذه بيتا يضرب بها المثل فيقال: أصنع منة. وفيه: إن للحم "سرفا كسرف" الخمر، أي ضراوة كضراوتها وشدة كشدتها، لأن من اعتاد ضرى بأكله فأسرف فيه فعل مدمن الخمر في ضراوته بها وقلة صبره عنها، وقيل: أراد به الغفلة، رجل سرف الفؤاد أي غافل، وسرف العقل أي قليله، وقيل: هو من الإسراف والتبذير في النفقة لغير حاجة أو في غير طاعة الله، شبهت ما يخرج في الإكثار من اللحم بما يخرج في الخمر، والغالب في الإسراف الوارد في الحديث الإكثار من الذنوب والخطايا واحتقاب الأوزار. ومنه ح: أردتكم "فسرفتكم" أي أخطأتكم. وفيه: إنه تزوج ميمونة "بسرف" بكسر راء موضع من مكة بعشرة أميال. ك: هو بفتح سين وبفاء غير منصرف. ن: جهلى وإسرافي" أي تجاوز الحد مني. ط: الحلال لا يحتمل "السرف" أي لا يوجد كثيرًا حتى يحتمل الإسراف، أو معناه لا ينبغى أن يسرف فيه ثم يحتاج إلى الغير، قوله: إن احتاج كان أول من يبذل دينه، أي كان ذلك الشخص أول شخص يبذل دينه فيما يحتاج إليه، ولو حمل من على ما لكان أبين، فأول اسم كان، ودينه خبره. غ: (كلوا واشربوا و"ولا تسرفوا" هو أكل ما لا يحل، أو مجاوزة القصد مما أحله الله.
س ر ف : أَسْرَفَ إسْرَافًا جَازَ الْقَصْدَ وَالسَّرَفُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْهُ وَسَرِفَ سَرَفًا مِنْ بَابِ تَعِبَ جَهِلَ أَوْ غَفَلَ فَهُوَ سَرِفٌ وَطَلَبْتُهُمْ فَسَرِفْتُهُمْ بِمَعْنَى أَخْطَأْتُ أَوْ جَهِلْتُ وَسَرِفٌ مِثَالُ تَعِبٍ وَجَهْلٍ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ التَّنْعِيمِ وَبِهِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَيْمُونَةَ الْهِلَالِيَّةَ وَبِهِ تُوُفِّيَتْ وَدُفِنَتْ.

(س ر ق (: سَرَقَهُ مَالًا يَسْرِقُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَسَرَقَ مِنْهُ مَا لَا يَتَعَدَّى إلَى الْأَوَّلِ بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالْمَصْدَرُ سَرَقٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَالِاسْمُ السِّرْقُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَالسَّرِقَةُ مِثْلُهُ وَتُخَفَّفُ مِثْلُ: كَلِمَةٍ وَيُسَمَّى الْمَسْرُوقُ سَرِقَةً تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَسَرَقَ السَّمْعَ مَجَازٌ وَاسْتَرَقَهُ إذَا سَمِعَهُ
مُسْتَخْفِيًا وَالسَّرَقَةُ شُقَّةُ حَرِيرٍ بَيْضَاءُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كَأَنَّهَا كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ وَالْجَمْعُ سَرَقٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ. 
(سرف) - في الحديث: "فإنّ بها سَرْحةً سُرَّ تَحْتَها سَبْعُون نبيا، فهي لا تُسرَف ولا تُعبَل ولا تُجْرَد"
: أي لا تُصِيبها السُّرْفَة؛ وهي دويبَّة صَغِيرة تَثْقبُ الشَّجر تَتَّخِذهُ بَيتاً، يُضرَب بها المَثَل فيُقالُ: "أَصْنَع من سُرْفَةٍ" والفعل منه سُرِف فهو مَسْرُوف، وسَرَفت السُّرفةُ الشَّجَر:
أكلت ورقَه سَرْفاً. وقوله: لا تُعْبَل: أي لا يَسقُطُ وَرقُها - ولا تُجَرد: أي لا يأكلها الجَرادُ.
وروي: لا تُسْرَحُ: أي لا تُترك فيها الإبلُ والغَنَم لِتَرعاه.
- في حديث عَائِشة - رضي الله عنها -: "إن لِلَّحم سَرَفاً كَسَرَف الخَمْرِ"
قال أبو عمرو: سَرِفْتُ الشيءَ: أغفَلتهُ وأَخطأْته: أي أنّ إدمانَه خَطَأ أو أن إدمانه يَحمِل الناسَ على الإغْفال والخَطَأ،
وقيل: السَّرَفُ بمعنى الضَّراوة: أي ضَرَاوَتُه كضَرَاوة الخَمْرِ.
- في الحديث: "أنه تزوّج مَيْمونةَ بِسَرف ".
سَرِف، بكسر الراء، موضع من مَكَّةَ على عشرة أميال.
وقيل: هو من السَّرف الذي هو الإغْفال، كأنه لِصِغَره يُغْفَل عنه، وهو مُنْصَرِف منوَّن.
[سرف] السَرَفُ: ضدُّ القصدِ. والسَرَفُ: الاغفال والخطأ وقد سرفت الشئ بالكسر، إذا أغفلته وجهلته. وحكى الاصمعي عن بعض الاعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا فأخلفهم، فقيل له في ذلك فقال: " مررت بكم فسرفتكم " أي أغفلتكم. ومنه قول جرير: أعطؤا هنيدة يَحْدوها ثَمانِيَةٌ ما في عَطائِهِمُ من ولا يخطئون موضع العطاء بأن يعطوه من لا يستحق ويحرموه المستحق. ورجل سرف الفؤاد، أي مخطئ الفؤاد غافِلُه، قال طرفة: إنَّ امرأً سَرِفَ الفؤادِ يَرى عَسَلاً بماءٍ سَحابَةٍ شَتْمي والسرف: الضرواة. وفى الحديث: " إن لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخَمْرِ ". ويقال: هو من الاسراف. وسرف: اسم موضع. والاسراف في النفقة: التبذير. ومسرف: لقب مسلم بن عقبة المرى صاحب وقعة الحرة، لانه قد أسرف فيها. قال على ابن عبد الله بن عباس: هم منعوا ذمارى يوم جاءت كتائب مسرف وبنى اللكيعه والسرفة: دويبة تتخذ لنفسها بيتا مربيا من دقاق العيدان، تضمُّ بعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناووس، ثمَّ تدخل فيه وتموت. يقال في المثل: " هو أصنعُ من سُرْفَةٍ ". وقد سَرَفَتِ السُرْفَةُ الشجرةَ تَسْرِفُها سرفا، إذا أكلت ورقها، عن ابن السكيت. وسرفت الشجرةُ فهي مَسْرُوفَةٌ. وأرضٌ سَرِفَةٌ: كثيرة السرفة. وإسرافيل: اسم أعجمى، كأنه مضاف إلى إيل. قال الاخفش: ويقال في لغة: إسرافين، كما قالوا جبرين، وإسماعين، وإسرائين.
سرف
السَّرَفُ: تجاوز الحدّ في كلّ فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر. قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
[الفرقان/ 67] ، وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً
[النساء/ 6] ، ويقال تارة اعتبارا بالقدر، وتارة بالكيفيّة، ولهذا قال سفيان: (ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سَرَفٌ، وإن كان قليلا) ، قال الله تعالى: وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام/ 141] ، وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ [غافر/ 43] ، أي:
المتجاوزين الحدّ في أمورهم، وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ [غافر/ 28] ، وسمّي قوم لوط مسرفين ، من حيث إنهم تعدّوا في وضع البذر في الحرث المخصوص له المعنيّ بقوله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ [البقرة/ 223] ، وقوله: يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ
[الزمر/ 53] ، فتناول الإسراف في المال، وفي غيره. وقوله في القصاص: فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ
[الإسراء/ 33] ، فسرفه أن يقتل غير قاتله، إمّا بالعدول عنه إلى من هو أشرف منه، أو بتجاوز قتل القاتل إلى غيره حسبما كانت الجاهلية تفعله، وقولهم: مررت بكم فَسَرِفْتُكُمْ ، أي: جهلتكم، من هذا، وذاك أنه تجاوز ما لم يكن حقّه أن يتجاوز فجهل، فلذلك فسّر به، والسُّرْفَةُ: دويبّة تأكل الورق، وسمّي بذلك لتصوّر معنى الإسراف منه، يقال:
سُرِفَتِ الشجرةُ فهي مسروفة.
سرف
أسرفَ/ أسرفَ على/ أسرفَ في يُسرِف، إسرافًا، فهو مُسْرِف، والمفعول مُسْرَف (للمتعدِّي)
• أسرف الشَّخصُ/ أسرف في الأمر: بالغ، أفرط وجاوز الحدَّ "أسرَف في الكلام/ الثناء/ القتل/ الظلم- يُسرف في خزن البضائع- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} - {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}: المجاوزون الحدّ في الضّلال والطغيان- {فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ}: نهي عن التمثيل بالقتيل أو قتل غير القاتل"

° يسرف في تبديد طاقته: يستنفد طاقته إلى حدّ الإنهاك.
• أسرف مالَه: بدَّدَه وجاوز الحدّ في إنفاقه وتبذيره "أفلس من الإسراف- هدر ثروته بإسرافه".
• أسرف على نفسه: أكثر من الذنوب والخطايا والآثام، أفرط في الجناية " {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} ". 

سَرَف [مفرد]:
1 - إسراف؛ مجاوزة الحَدّ، عكس التقتير "في كلامه سَرَف".
2 - ضراوة بالشّيء وولوع به.
3 - ما ذهب من غير نفع "ذهب الماء سَرَفًا: من غير سقي ولا نفع". 

سُرْفة [مفرد]: ج سُرُفات وسُرْفات وسُرَف: دودة القَزِّ، دوْيبَّة سوداء الرأس وسائرها أحمر تتّخذ لنفسها بيتًا من خيوط تفرزها وتضمّ بعضها إلى بعض بلعابها وتموت فيه. 
السين والراء والفاء س ر ف

السِّرَفُ والإِسرافُ مُجاوزةُ القَصْدِ وأسْرَفَ في مالِه عَجِلَ من غيْرِ قَصْدٍ وأمَّا السَّرْفُ الذي نَهَى اللهُ عنه فهَوَ ما أُنْفِقَ في غيْر طاعةِ اللهِ قليلاً كانَ أو كثيراً وأَكَلَهُ سَرَفاً أي في عَجلَةٍ وقولُ الله تَعَالى {ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا} النساء 6 أي ومُبَادَرَةَ كِبَرِهِم قال بعضُهم إسْرافاً أي لا تأثَّلُوا مِنْها وكُلُوا القُوتَ على قَدْرِ نَفْعِكُم إيَّاهُم وقال بعضُهم معنى من كان فقيراً فلْيَأْكُل بالمعروفِ أي يأكل قَرْضاً ولا يأخُذ من مال اليَتيم شيئاً لأنّ المعروف أن يأَكلَ الإِنسانُ مالَه ولا يأكلُ مالَ غيره والدَّليلُ على ذلك قوله تعالى {فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم} النساء 6 وأسْرَفَ في الكلام وفي القَتْلِ أفْرط وفي التنزيل {فلا يسرف في القتل} الإسراء 33 قال الزجَّاج اخْتُلِفَ في الإِسْرافِ في القَتْل فقيلَ هو أن يقْتُلَ غير قاتلِ صاحِبِه وقيل أن يَقْتُلَ هو القاتلَ دونَ السُّلطانِ وقيل هو أن لا يَرْضَى بقتل واحدٍ حتَّى يَقْتُل جماعَةً لِشَرَف المقتول وخساسَةِ القاتلِ أو أن يقتل أَشْرَف من القاتلِ والسَّرَفُ اللَّهَجُ بالشَّيءِ وفي الحديث

إنّ لِلَّحْمِ لَسَرفاً كَسَرفِ الخَمْر وسَرَفَ الشيءَ سَرَفاً أغْفَلَهُ وأخْطأه وسَرِفَ القومَ جاوَزهُم والسَّرِفُ الجاهِلُ والسُّرْفَةُ دَودةُ القَزِّ وقيل هي دُوَيْبَّةٌ غَبراءُ تَبْنِي بَيْتاً حَسَناً تكونُ فيه وفي المثل أصْنَعُ من سُرْفةٍ وقيل هي دُوَيْبَّةٌ صغيرةٌ مثل نِصْفِ العَدَسَةِ تَثْقُبُ الشَجرةَ ثم تَبْنِي فيها بيتاً من عيدانٍ تجمعُها بمثل غَزْلِ العنكبوتِ وقيل هي دابة صغيرةٌ جداً غَبْراء تأتي الخشبةَ فَتَحْفِرُهَا ثم تأتي بِقطعةِ خَشبةٍ فتضَعُها فيها ثم أخرى ثم أخرى ثم تنْسِجُ مثل نَسْج العنكبوتِ وقال أبو حنيفَةَ وقيلَ السُّرْفَةُ دُوَيْبّةٌ مثل الدُّودةِ إلى السَّواد ما هِيَ تكونُ في الحَمْضِ تَبْنِي بيْتاً من عيدانٍ مُربَّعاً تَشُدُّ أطراف العيدانِ بشيءٍ مثل غَزْل العنكبوتِ وقيل هي الدّودةُ التي تَنْسِجُ على بعض الشَّجرِ وتأكلُ ورقَهُ وتُهْلِكُ ما بَقِيَ منه بذلك النَّسْجِ وقيل هي دودةٌ مثل الإِصْبَعِ شعراء رَقْطاء تأكلُ ورَق الشجر حتَّى تُعَرِّيَها وقيل هي دودةٌ تَنْسِجُ على نَفْسِها قدرَ الإِصْبَعِ طولاً كالقِرْطاسِ ثم تَدْخلُهُ فلا يُوصَل إليها وقيل هي دُوَيْبّةٌ خفيفَةٌ كأنها عنكبوتٌ ويقال أَخَفُّ من سُرْفَةٍ وأرضٌ سَرِفَةٌ من السُّرْفَةِ ووادٍ سَرِفٌ كذلك وسَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكَلَ حتى كأنَّ السُّرْفَةَ أصابْتُه وسُرِفَتِ الشجرةُ أصابتها السُّرْفَةُ وشاةٌ مَسْروفَةٌ مقطوعةُ الأذُنِ أصْلاً وسَرِفٌ موضعٌ قال قيسُ بن ذَرِيحٍ

(عَفَا سَرِفٌ من آلهِ فَسُرَاوعُ ... )

وقد ترك بعضُهم صَرْفَه جعله اسماً للبُقْعَةِ ومنه قولُ عيسى بن أبي جهْمَةَ اللَّيثيِّ وذكَر قَيْساً فقَالَ كانَ قيسُ بن ذَرِيح مِنَّا وكانَ طريفاً شاعِراً وكان يكونُ بمكةَ ودُونَها من قُدَيْدٍ وسَرِفَ وحولَ مكةَ في بَوادِيها ومسرف اسم
باب السين والراء والفاء معهما س ر ف، ر س ف، ف ر س، ر ف س، س ف ر، ف س ر مستعملات

سرف: الأسرف وسَرِفٌ موضِعان بالحِجاز. والأِسراف نقيض الاقتصاد. ولِلَّحْمِ سَرَفٌ كسَرَفِ الخَمر، وهو الضَّراوةُ. والمَسروفةُ من الشّاءِ: التي تُقُطَعُ أُذُنُها أصلاً. وفي المَثَل: أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، وهي دُوَيبَّة صغيرة تَنْقُبُ الشَّجَر وتَبني فيه بَيْتاً، وسَرِفَ الشَّجَرُ أي أصابَتْه السُّرْفة. والسَّرِفُ: الجاهِلُ، وقال:

إنَّ امرَءاً سَرِفَ الفُؤادِ يَرَى ... عَسَلاً بماءِ سَحابةٍ شَتْمي

والسَّرَفُ: الخَطَأ، يقال : أردتكم فسرفتكم، قال: ما في عَطائِهُمُ مَنٌّ ولا سَرَف

أي لا يُخطِئُون ويَضَعُونَه موضِعَه.

رسف: الرَّسْفُ والرَّسيفُ والرَّسَفانُ: مِشْيَة المُقَيَّد، [وقد رَسَفَ في القَيْد يَرسُفُ رَسيفاً فهو راسفٌ] . والمَرْسَفةُ: المَمْشى لمّا نجدها ووَجَدنا المَرْسَف.

فرس: هذا فَرَسٌ وهذه فَرَسٌ والفُروسَةُ، مصدر الفارس، لا فِعْلَ له والفِراسةُ مصدر التفرس. والفَرْسُ: دَقُّ العُنُق. والفَريسةُ فَريسةُ الأسَد، ونادَى منادي عُمَرَ فقال: لا تَنخَعُوا ولا تفرِسُوا، أي لا تكسِروا العُنَقَ. وأبو فِراس: كُنيةُ الأسَد، وكنية الفرزدق أيضاً. والفَريس: حَلْقةُ الحَبْل من خَشَب، قال:

فلو كان الرشا مائتين باعاً ... لكانَ مَمَرُّ ذلك في الفريس  رفس: الرَّفسَةُ: الصَّدْمَةُ بالرِّجْل في الصَّدْرِ.

سفر: السَّفْر: قومٌ مسافِرون وسُفّار، والأَسفار جماعة السَّفْر. والسَّفَر: بَياض النَّهار، وأسفَرَتْ: أَصَبَحت، وأَسَفَرَ الصُّبْحُ، تقول: رُحْ بنا إلى المنزل بسَفَرٍ أي قبل اللَّيل. ووجهٌ مُسْفِرٌ: منيرٌ مُشرِقٌ سروراً وحسناً. وسَفَرْتُ الشيءَ عن الشيء سَفْراً أي كَشَطْتُه فانسفَرَ وذَهَبَ قال:

سَفْرَ الشَّمالِ الزبرج المزبرجا

وانسَفَرَتِ الإِبِل: تَصَرَّفَت فذَهَبَت. والسَّفيرُ: ما تَساقَطَ من الشَّجَر أيّامَ الخريف، سَفَرَتْ به الرَّيحُ. ويقال: اعلِفُوه سَفيراً. وسَفَرْتُ البيتَ بالمِسْفَرةِ أي كَنَستُه بالمِكنَسةِ سَفْراً. والسَّفيرُ: الكُناسةُ. والسُّفُور: سَفْرُ المرأةِ نِقابَها عن وجهها فهي سافِرٌ وهُنَّ سَوافِرُ، قال تَوْبةُ:

فقد رابني منها الغداة سفورها  والسفار: خَيطٌ يُشَدُّ طَرَفه على خِطام البعير فيُدارُ عليه ويُجُعَل بقيَّتُه زمامَها، ورُبَّما كان السِّفار من حديد، والجمع أسفرة. والسَّفيرُ: رسول بعض القوم إلى قوم، وهم السُّفَراءُ. والأسفار أجزاءُ التَّوراة، وجُزءٌ منه سِفرٌ، والتَّوراة خمسة أسفار أي كُتُب. سِفْرٌ يخرُجُ من بني إسرائيلَ من مِصر، وسِفر لسيرة الملوك، وسِفْر الوَصيّة وسفر مُكَرّرٌ. والسَّفَرة: الكَتَبةُ، وملائكةُ السَّماءِ والأرضِ سَفَرة أي كتبة، وهم الكتبة الذين يُحصُون أعمالَ أهلِ الأرض من قوله سبحانه: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . ويقال: سَفَرت الكتاب أي كَتَبْتُ أسفِره سفرا. والسفسير: الفَيْج والتابع والخادم. وسُفْرة الطعام تُتَّخَذُ للمسافرِ .

فسر: الفَسْرُ: التفسير وهو بيان وتفصيل للكِتاب، وفَسَره يفسِره فسرا، وفسره تفسيرا. والتَّفْسِرة: اسمٌ للبَوُل الذي ينظُر فيه الأَطِّباء، يُسْتَدَلُّ به على مَرَض البَدَنِ، وكلُّ شيءٍ يُعرفَ به تفسيرُ الشيءِ فهو التَّفسِرةُ.
سرف
السَّرَفْ: ضد القصد.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ينتَهِبُ الرجل نهبة ذاة سَرَفٍ وهو مؤمن. أي ذاة شَرَفٍ، أي ذاة قدر كثير يُنكِر ذلك الناس ويتشرفون إليه ويستعظمونه، ويُروى بالشين المعجمة.
والسَّرَفُ - أيضاً -: الإغفال والخطأ، وقد سَرِفْتُ الشيء - بالكسر -: إذا أغفلته وجهلته. وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا فأخلفهم؛ فقيل له في ذلك فقال: مررت بكم فَسَرِفْتُكُم: أي أغْفَلْتُكم، ومنه قول جرير:
أعطوا هُنيدة يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفُ
أي إغفال ولا خطأ، أي لا يخطئون موضع العطاء بأن يعطوه من لا يستحق ويحرموه المُسْتَحِقَّ.
ورجل سَرِفُ الفؤاد: أي مُخْطِئ الفؤاد غافلُهُ، قال طرفة بن العبد:
إن إمرءً سَرِفَ الفؤاد يرى ... عَسَلا بماء سَحَابَةٍ شتمي
والسَّرَفُ - أيضاً -: الضراوة، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: إن لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخمر. والمعنى: أن مَن اعتاده ضري بأكله فأسرف فيه فعل المعاقر في ضراوته بالخمر وقلة صبره عنها. ووجه آخر: أن تريد بالسَّرَفِ الغَفلَةَ. ويجوز أن يكون من سَرِفَتِ المرأة صبيها إذا أفسدته بكثرة اللبن، تعني الفساد الحاصل من جهة غلظة القلب وقسوته والجرأة على المعصية والانبعاث للشهوة.
وسَرِفُ - مثال كَتِفٍ -: موضع قريب من التنعيم، وتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية - رضي الله عنها - بِسَرِفَ سنة سبعٍ من الهجرة في عمر القضاء، وبنى بها بِسَرِفَ، وكانت وفاتها - أيضا - بِسَرِفَ، ودفنت هنالك. قال خداش بن زهير:
فإن سمعتم بجيشٍ سالك سرفاً ... أو بطن مرَّ فأخفوا الجرس واكتتموا
وقال عبيد الله بن قيس الرُّقيات:
سَرِفٌ منزل لسلمةَ فالظه ... ران منها منازل فالقصيمُ
والسُّرْفَةُ: دويبة تتخذ لنفسها بيتا مربعا من دُقَاقِ العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناوُوْسِ ثم تدخل فيه وتموت. وفي المثل: هو أصنع من سُرْفَةٍ. وقد سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الشجرة تَسْرُفُها سَرْفاً: إذا أكلت ورقها؛ عن ابن السكيت. وسُرِفَتِ الشجرة فهي مَسْرُوْفَةٌ. وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: ولم تُسْرَفْ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ج ر د. وأرض سَرِفَةٌ: كثيرة السُّرْفَةِ.
وقال ابن عبّاد: السًّرُفُ: شيء أبيض كأنه نسج دود القز.
والسَّرُوْفُ: الشديد العظيم، يقال يوم سَرُوْفٌ: أي عظيم.
وقال غيره: الأُسْرُفُ: الآنُكُ، فارسي معرب، وهو تعريب سُرُبْ.
وذهب ماء الحوض سرفاً: إذا فاض من نواحيه.
والسَّرِيْفُ: سطر من كَرْمٍ.
واسرافيل: اسم أعجمي كأنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش: ويقال في لغة: اسْرَافِيْنُ؛ كما قالوا جبرين واسماعين واسْرَائينُ. والإسراف في النفقة: التبذير، قال الله تعالى:) ولا تُسْرِفُوا (الإسراف: أكل ما لا يحل أكله، وقيل: هو مجاوزة القصد في الأكل مما أحله الله، وقال سفيان: الإسْرَافُ ما أُنْفِقَ في غير طاعة الله، وقال إياس بن معاوية: ما قُصِرَ به عن حق الله.
وقوله تعالى:) مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (أي كافرٌ شاك.
ومُسْرِفٌ: لقب مسلم بن عقبة المُرِّيِّ صاحب وقعة الحرة؛ لأنه قد أسْرَفَ فيها، قال علي بن عبد الله بن العباس:
هم منعوا ذِماري يوم جاءت ... كتائب مُسْرِفٍ وبنو اللَّكِيْعَه
والتركيب يدل على تعدي الحد وعلى الإغفال للشيء.

سرف: السَّرَف والإسْرافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ. وأَسرفَ في ماله: عَجِلَ

من غير قصد، وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ في

غير طاعة اللّه، قليلاً كان أَو كثيراً. والإسْرافُ في النفقة: التبذيرُ.

وقوله تعالى: والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا؛ قال

سفيان: لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم

يُقَصِّروا به عن حقه؛ وقوله ولا تُسْرِفوا، الإسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله،

وقيل: هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللّه، وقال سفيان:

الإسْراف كل ما أُنفق في غير طاعة اللّه، وقال إياسُ بن معاوية: الإسرافُ ما

قُصِّر به عن حقّ اللّه. والسَّرَفُ: ضدّ القصد. وأَكَلَه سَرَفاً أَي في

عَجَلة. ولا تأْكلُوها إسْرافاً وبِداراً أَن يَكْبَرُوا أَي ومُبادَرة

كِبَرهِم، قال بعضهم: إِسْرافاً أَي لا تَأَثَّلُوا منها وكلوا القوت على

قدر نَفْعِكم إياهم، وقال بعضهم: معنى من كان فقيراً فليأْكل بالمعروف أَي

يأْكل قَرْضاً ولا يأْخذْ من مال اليتيم شيئاً لأَن المعروف أَن يأْكل

الإنسان ماله ولا يأْكل مال غيره، والدليل على ذلك قوله تعالى: فإذا دفعتم

إليهم أَموالهم فأَشْهِدُوا عليهم. وأَسْرَفَ في الكلام وفي القتل:

أَفْرَط. وفي التنزيل العزيز: ومَن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سُلطاناً

فلا يُسرِف في القتل؛ قال الزجاج: اخْتُلِفَ في الإسراف في القتل فقيل: هو

أَنْ يقتل غير قاتل صاحبه، وقيل: أَن يقتل هو القاتلَ دون السلطان، وقيل:

هو أَن لا يَرْضى بقتل واحد حتى يقتل جماعةً لشرف المقتول وخَساسة

القاتل أَو أَن يقتل أَشرف من القاتل؛ قال المفسرون: لا يقتل غير قاتله وإذا

قتل غير قاتله فقد أَسْرَفَ، والسَّرَفُ: تجاوُزُ ما حُدَّ لك.

والسَّرَفُ: الخطأُ، وأَخطأَ الشيءَ: وَضَعَه في غير حَقِّه؛ قال جرير يمدح بني

أُمية:

أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثمانِيةٌ،

ما في عَطائِهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ

أَي إغْفالٌ، وقيل: ولا خطأ، يريد أَنهم لم يُخْطِئوا في عَطِيَّتِهم

ولكنهم وضَعُوها موضعها أَي لا يخْطِئون موضع العَطاء بأَن يُعْطُوه من لا

يَسْتَحقُّ ويحرموه المستحق. شمر: سَرَفُ الماء ما ذهَب منه في غير سَقْي

ولا نَفْع، يقال: أَروت البئرُ النخيلَ وذهب بقية الماء سَرَفاً؛ قال

الهذلي:

فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِيّةِ وَسْطَها،

سَرَفُ الدِّلاء من القَلِيبِ الخِضْرِم

وسَرِفْتُ يَمينَه أَي لم أَعْرِفْها؛ قال ساعِدةُ الهذلي:

حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ يَمِينَه،

ولِكُلِّ ما قال النُّفُوسُ مُجَرّبُ

يقول: ما أَخْفَيْتُك وأَظْهَرْت فإنه سيظهر في التَّجْرِبةِ.

والسَّرَفُ: الضَّراوةُ. والسَّرَفُ: اللَّهَجُ بالشيء. وفي الحديث: أَنَّ عائشة،

رضي اللّه عنها، قالت: إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الخمر؛ يقال: هو من

الإسْرافِ، وقال محمد بن عمرو: أَي ضَراوةً كضراوةِ الخمر وشدّة

كشدَّتها، لأَن من اعتادَه ضَرِيَ بأَكله فأَسْرَفَ فيه، فِعْلَ مُدَمِن الخمر في

ضَراوته بها وقلة صبره عنها، وقيل: أَراد بالسرَفِ الغفلة؛ قال شمر: ولم

أَسمع أَن أحداً ذَهب بالسَّرَفِ إلى الضراوة، قال: وكيف يكون ذلك

تفسيراً له وهو ضدّه؟ والضراوة للشيء: كثرةُ الاعتِياد له، والسَّرَف بالشيء:

الجهلُ به، إلا أَن تصير الضراوةُ نفسُها سَرَفاً، أَي اعتيادُه وكثرة

أَكله سرَفٌ، وقيل: السّرَفُ في الحديث من الإسرافِ والتبذير في النفقة

لغير حاجة أَو في غير طاعة اللّه، شبهت ما يَخْرج في الإكثار من اللحم بما

يخرج في الخمر، وقد تكرر ذكر الإسراف في الحديث، والغالب على ذكره الإكثار

من الذُّنُوب والخطايا واحْتِقابِ الأَوْزار والآثام. والسَّرَفُ:

الخَطَأُ. وسَرِفَ الشيءَ، بالكسر، سَرَفاً: أَغْفَلَه وأَخطأَه وجَهِلَه،

وذلك سَرْفَتُه وسِرْفَتُه. والسَّرَفُ: الإغفالُ. والسَّرَفُ:

الجَهْلُ.وسَرِفَ القومَ: جاوَزهم. والسَّرِفُ: الجاهلُ ورجل سَرِفُ الفُؤاد:

مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه؛ قال طَرَفةُ:

إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد يَرى

عَسَلاً بماء سَحابةٍ شَتْمِي

سَرِفُ الفؤاد أَي غافل، وسَرِفُ العقل أَي قليل. أَبو زيادٍ الكلابي في

حديث: أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم. وقوله تعالى: من هو

مُسْرِفٌ مُرْتاب؛ كافر شاكٌّ. والسرَفُ: الجهل. والسرَفُ: الإغْفال. ابن

الأَعرابي: أَسْرَفَ الرجل إذا جاوز الحَدَّ، وأَسْرَفَ إذا أَخْطأَ،

وأَسْرَفَ إذا غَفَل، وأَسرف إِذا جهِلَ. وحكى الأَصمعي عن بعض الأعرابي وواعده

أَصحاب له من المسجد مكاناً فأخلفهم فقيل له في ذلك فقال: مررت

فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم.

والسُّرْفةُ: دُودةُ القَزِّ، وقيل: هي دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تبني بيتاً

حسَناً تكون فيه، وهي التي يُضرَبُ بها المثل فيقال: أَصْنَعُ من

سُرْفةٍ، وقيل: هي دُويبة صغيرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها

بيتاً من عِيدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت، وقيل: هي دابة صغيرة جدّاً

غَبْراء تأْتي الخشبة فَتَحْفِرُها، ثم تأْتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أُخرى

ثم أُخرى ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت؛ قال أَبو حنيفة: وقيل

السُّرْفةُ دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي، تكون في الحَمْض تبني بيتاً من

عيدان مربعاً، تَشُدُّ أَطراف العيدان بشيء مثل غَزْل العنكبوت، وقيل: هي

الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأْكل ورقه وتُهْلِكُ ما بقي منه بذلك

النسج، وقيل: هي دودة مثل الإصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتى

تُعَرِّيَها، وقيل: هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصْبع طولاً كالقرطاس ثم

تدخله فلا يُوصل إليها، وقيل: هي دويبة خفيفة كأَنها عنكبوت، وقيل: هي

دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بَعضها إلى بعض بلعابها

على مثال الناووس ثم تدخل فيه وتموت. ويقال: أَخفُّ من سُرْفة. وأَرض

سَرِفةٌ: كثيرة السُّرْفةِ، ووادٍ سَرِفٌ كذلك. وسَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكل

حتى كأَنَّ السرفة أَصابته. وسُرِفَتِ الشجرةُ: أَصابتها السُّرْفةُ.

وسَرِفَةِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إذا أَكلت ورَقها؛ حكاه

الجوهري عن ابن السكيت. وفي حديث ابن عمر أَنه قال لرجل: إذا أَتيتَ مِنًى

فانتهيت إلى موضع كذا فإن هناك سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَفْ، سُرَّ

تحتها سبعون نبيّاً فانزل تحتها؛ قال اليزيدي: لم تُسْرَفْ لم تُصِبْها

السُّرْفةُ وهي هذه الدودة التي تقدَّم شرحها. قال ابن السكيت: السَّرْفُ،

ساكن الراء، مصدر سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إذا وقعت فيها

السُّرْفةُ، فهي مَسْرُوفةٌ. وشاة مَسروفَةٌ: مقطوعة الأُذن أَصلاً.

والأَُسْرُفُّ: الآنُكُ، فارسية معرَّبة.

وسَرِفٌ: موضع؛ قال قيس بن ذَريحٍ:

عَفا سَرِفٌ من أَهْله فَسُراوِعُ

وقد ترك بعضهم صَرْفَه جعله اسماً للبقعة؛ ومنه قول عيسى بن أَبي جهمة

الليثي وذكر قيساً فقال: كان قَيْسُ بن ذَريحٍ منَّا، وكان ظريفاً شاعراً،

وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْدٍ وسَرِف وحولَ مكة في بواديها. غيره:

وسَرِف اسم موضع. وفي الحديث: أَنه تزوّج مَيْمُونةً بِسَرِف، هو بكسر

الراء، موضع من مكة على عشرة أَميال، وقيل: أَقل وأكثر. ومُسْرِفٌ: اسم،

وقيل: هو لقب مسلم بن عُقْبَةَ المُرِّي صاحب وقْعةٍ الحَرَّة لأَنه قد

أَسْرفَ فيها؛ قال عليّ بن عبد اللّه بن العباس:

هُمُ مَنَعُوا ذِمارِي، يومَ جاءتْ

كتائِبُ مُسْرِفٍ، وبنو اللَّكِيعَهْ

وإسرافيلُ: اسم أعْجمي كأَنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش: ويقال في لغة

إسْرافِينُ كما قالوا جِبْرِينَ وإِسْمعِينَ وإسْرائين، واللّه أَعلم.

سرف
السَّرَفُ، مُحَرَّكَةً: ضِدُّ الْقَصْدِ، كَمَا فِي الصَّحاحِ، والعُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: مُجَاوَزَةُ القَصْدِ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ تَجَاوُزُ مَا حُدَّ لَك.
السَّرَفُ أَيضاً: الإِغْفَالُ، والْخَطَأُ، وَقد سَرِفَهُ، كَفَرِحَ: أَغْفَلَهُ، وجَهِلَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ وحَكَى الأَصْمَعِيُّ عَن بَعْضِ الأَعْرَابِ، ووَاعَدَهُ أَصْحابٌ لَهُ مِن المَسْجِدِ مَكَاناً فأَخْلَفَهُمْ، فقِيل لَهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ: مَرَرْتُ بكُمْ فسَرِفْتُكُم، أَي: أَغْفَلْتُكُمْ، وَمِنْه قَوْلُ جَرِيرٍ، يَمْدَحُ بني أُمَيَّةَ:
(أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ ... مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولاَ سَرَفُ)
أَي: إِغْفَالٌ، ويُقَال: وَلَا خَطَأٌ أَي لَا يُخْطِئُونَ مَوْضِعَ العَطَاءِ بأَن يُعْطُوه مَن لَا يَسْتَحِقُّ، ويَحْرِمُوا المُسْتَحِقَّ.
السَّرَفُ، مِن الْخَمْرِ: ضَرَاوَتُهَا، وَمِنْه حديثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا) إنَّ لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخَمْرِ (أَي: مَن اعْتَادَهُ ضَرِىَ بأَكْلِهِ، فأسْرَفَ فِيهِ، فِعْلَ المُعَاقِرِ فِي ضَرَاوَتِهِ بالخَمْرِ، وقِلَّةِ صَبْرِه عَنْهَا، أَو المُرَادُ بالسَّرَفِ: الغَفْلَةُ، أَو الفَسَادُ الحاصِلُ مِن جِهَةِ غِلْظَةِ القَلْبِ، وقَسْوَتِهِ، والجَرَاءَةِ علَى المَعْصِيَةِ، والانْبِعَاثِ للشَّهْوَةِ، قَالَ شَمِرٌ: وَلم أسْمَعْ أنَّ أَحَداً ذَهَبَ بالسَّرَفِ إِلَى الضَّرَاوَةِ، قَالَ: وَكَيف يكونُ ذَلِك تَفْسِيراً لَهُ وَهُوَ ضِدُّهُ، والضَّرَاوَةُ للشَّيءِ: كَثْرَةُ الاعْتِيَادِ لَهُ، والسَّرَفُ بالشَّيءِ: الجَهْلُ بِهِ، إِلاَّ أَن تَصِيرَ الضَّراوَةُ نَفْسُهَا سَرَفاً، أَي: اعْتِيادُه وكَثْرَةُ أَكْلِهِ سَرَفٌ، وَقيل: السَّرفُ فِي الحديثِ: مِن الإِسْرافِ فِي النَّفَقَةِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ، أَو فِي غيرِ طَاعَةِ اللهِ: السَّرَفُ جَدُّ محمدِ بنِ حاتِمِ بنِ السَّرَفِ، المُحَدِّثِ، الأَزْدِيِّ، عَن مُوسَى بن نُصَيْرٍ الرَّازِيِّ، وَعنهُ عُمَرُ بنُ أَحمدَ القَصَبَانِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:) لَا يَنْتَهِبُ الرَّجُلُ نُهْبَةً ذَاتَ سَرَفٍ وهُو مُؤْمِنٌ أَي: ذَاتَ شَرَفٍ، وقَدْرٍ كَبِيرٍ، يُنْكِرُ ذَلِك الناسُ، وَيَتَشَرَّفُونَ إِليه، ويَسْتَعْظِمُونَه، ويُرْوَى بِالشِّينِ المُعْجَمَةِ أَيْضاً، كَمَا سَيَأْتي.
) و (سَرِفٌ، كَكَتِفٍ: ع على عَشْرةِ أَمْيَالٍ مِن مَكَّةَ، وَقيل: أَقَلّ أَو أَكْثَر، قُرْبَ التَّنْعِيمِ، تَزَوَّجَ بِهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ مَيْمُونَةَ بنتَ الحارِثِ الهِلاَلِيَّةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَنَةَ تِسْعٍ مِن الهجرَةِ، فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ، وَبَنَى بهَا بسَرِفٍ، وكانتْ وَفَاتُهَا أَيضاً بسَرِفٍ، ودُفِنَتْ هُنَالك، قَالَ خِدَاشُ بنُ زُهَيْرٍ:
(فإِنْ سَمِعْتُمْ بجَيْشٍ سَالِكٍ سَرِفاً ... أَو بَطْنَ مَرٍّ فأَخْفُوا الجَرْسَ واكْتَتِمُوا)

وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَةَ فالظَّهْرَانُ مِنْهَا مَنَازِلٌ فالْقَصِيمُ وَقَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: عَفَا سَرِفٌ مِنْ أَهْلِهِ فَسُرَاوِعُ وَقد تَرَكَ بعضُهم صَرْفَهُ، جَعَلَه اسْماً للبُقْعَةِ. مِن المَجَازِ: رَجُلٌ سَرِفُ الْفُؤَادِ: أَي مُخْطِئُهُ، غَافِلُهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَكَذَا: سَرِفُ العَقْلِ، أَي: فَاسِدُه، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَصْلُهِ مِن سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الخَشَبَةَ فسَرِفَتْ، كَمَا تَقول: حَطَمَتْه السِّنُّ فَحَطِمَ، وصَعَقَتْهُ السَّمَاءُ فصَعِقَ، وَقَالَ طَرَفَةُ:
(إِنَّ امْرَأً سَرِفَ يَرَى ... عَسَلاً بِمَاءِ سَحَابَةٍ شَتْمِى)
والسُّرْفَةُ، بالضَّمِّ: دُوَيْبَّةٌ تَتَّخِذُ لِنَفْسِهَا بَيْتاً مُرَبَّعاً مِن دِقَاقَ الْعِيدَانِ، تَضُمُّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ بلُعابِهَا، علَى مِثَالِ النَّاوُوسِ، فَتَدْخُلُهُ وتَمُوتُ، كَمَا فِي الصَّحاحِ، وَقيل: هِيَ دُودَةُ القَزِّ، وَهِي غَبْرَاءُ، وَقيل: هِيَ دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ مِثْلُ نِصْفِ العَدَسَةِ، تَثْقُبُ الشَّجَرةَ، ثمَّ تَبْنِى فِيهَا بَيْتاً مِن عِيدَانٍ، تَجْمَعُها بمِثْلِ غَزْلِ العَنْكَبُوتِ، وَقيل: تَأْتِي الخَشَبَةَ فتَحْفِرُها، ثمَّ تأْتي بقِطْعَةِ خَشَبَةٍ فتَضَعُهَا فِيهَا، ثمَّ أُخْرَى ثُمَّ أُخْرَى، ثُمَّ تَنْسِجُ مِثْلَ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ، قَالَ أَبُو حنيفَةَ: قِيل: السُّرْفَةُ: دُوَيْبَّة مِثْلُ الدُّودَةِ إِلى السَّوَادِ مَا هيَ، تكونُ فِي الحَمْضِ، تَبْنِى بَيْتاً من عِيدَانٍ مُرَبَّعاً، تَشُدُّ أَطْرَافَ العِيدَانِ بشيءٍ مِثْل غَزْلِ العَنْكَبُوتِ، وَقيل: هِيَ الدُّودَةُ الَّتِي تَنْسِجُ علَى بعضِ الشَّجَرِ، وتَأْكلُ وَرَقَهُ، وتُهْلِكُ مَا بَقِىَ مِنْهُ بذلِكَ النَّسْجِ، وقيلَ: هِيَ دُودَةٌ مِثْلُ الأُصْبُعِ، شَعْرَاءُ رَقْطَاءُ، تَأْكلُ وَرَقَ الشَّجَرِ حَتَّى تُعَرِّيَهَا، وَقيل: هِيَ دُودَةٌ تَنْسِجُ علَى نَفْسِهَا قَدْرَ الأُصْبُعِ طُولاً كالقِرْطاسِ، ثمَّ تدخُله، فَلَا يُوصَلُ إِليها، وَمِنْه الْمَثَلُ:) أَصْنَعُ مِنْ سُرْفَةٍ (، و) أَخَفُّ مِنْ سُرْفَةٍ (.
قد سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الشَّجَرَةَ، مِن حَدِّ نَصَرَ، تَسْرُفُها، سَرْفاً: إِذا أَكَلَتْ وَرَقَهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.
وأَرْضٌ سَرِفَةٌ، كَفَرِحَةٍ: كَثِيرَتُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ووَادٍ سَرِفٌ، كَذَلِك. من المَجَازِ: سَرَفَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا: إِذا أَفْسَدَتْهُ بِسَرَفِ اللَّبَنِ، أَي: بكَثْرَتِهِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والسُّرُفُ، بِضَمَّتَيْنِ: شَيْءٌ أَبْيَضُ، كَأَنَّهُ نَسْجُ دُودِ الْقَزِّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. قَالَ: السَّرُوفُ، كَصَبُورٍ: الشَّدِيدُ الْعَظِيمُ، يُقَال: يَوْمٌ سَرُوفٌ، أَي: عظيمٌ. السَّرِيفُ، كَأَمِيرٍ: السَّطْرُ مِن الْكَرْمِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. والأُسْرُفُّ، بالضَّمِّ:)
الآنُكُ، فارسَّيةٌ، مُعَرَّبُ أَسْرُبّ، كَمَا فِي العُبَابِ. يُقَال: ذَهَبَ مَاءُ الحَوْضِ سَرَفاً، مُحَرَّكَةً: إِذا فَاضَ مِنْ نَوَاحِيهِ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وَقَالَ شَمِرٌ: سَرَفُ الماءِ: مَا ذَهَبَ مِنْهُ فِي غَيْرِ سَقْيٍ وَلَا نَفْعٍ، يُقَال: أَرْوَتِ البِئْرُ النَّخِيلَ، وذَهَبَ بَقِيَّةُ الماءِ سَرَفاً، قَالَ الهُذَلِيُّ:
(فكَأَنَّ أَوْسَاطَ الْجَدِيَّةِ وَسْطَهَا ... سَرَفُ الدِّلاَءِ مِنَ الْقَلِيبِ الْخِضْرِمِ)
وإِسْرَافِيلُ: لُغَةٌ فِي إسْرَفِينَ، أَعْجَمِيٌّ، كأَنَّهُ مُضَافٌ إلَى إِيلَ، الأَخِيرةُ نَقَلَهَا الأَخْفَشُ، قَالَ: كَمَا قالُوا: جِبْرينَ وإِسْمَاعِينَ، وإِسْرَائِينَ.
والإِسْرَافُ فِي النَّفَقَةِ: التَّبْذِيرُ، ومُجَاوَزَةُ القَصْدِ، وَقيل: أَكْلُ مَا لَا يَحِلُّ أَكْلُهُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تعالَى:) وَلاَ تُسْرِفُوا (وَقيل: الإِسْرَافُ: وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غيرِ مَوْضِعِهِ، أَو هُوَ مَا أُنْفِقَ فِي غَيْرِ طَاعَة اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ، زَاد غيرُه: قَلِيلا كانَ أَو كثيرا، كالسَّرَفِ، مُحَرَّكةً، وَقَالَ إِياسُ بنُ مُعاوِيَةَ: الإِسْرَافُ: مَا قُصِّرَ بِهِ عَن حَقِّ اللهِ.
واخْتُلِفَ فِي قولِه تعالَى:) فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ (، فَقَالَ الزَّّجَّاجُ: قيل: هُوَ أَن يَقْتُلَ غيرَ قَاتِلِ صَاحبِه، وَقيل: أَن يَقْتُلَ هُوَ القاتلَ دونَ السُّلْطَانِ، وَقيل: هُوَ أَنْ لَا يَرْضَى بقَتْلِ واحدٍ حَتَّى يَقْتُلَ جَمَاعَةً، لِشَرَفِ المَقْتُولِ، وخَسَاسَةِ القاتلِ، أَو أَنْ يَقْتُلَ أَشْرَفَ مِن الْقَاتِلِ، قَالَ المُفَسِّرُونَ: لَا يَقْتُلُ غيرَ قَاتِله، وإِذا قَتَلَ غَيْرَ قاتِله فقد أَسْرَفَ. ومُسْرِفٌ كمُحْسِنٍ: لَقَبُ مُسْلِمِ بنِ عُقْبَةَ الْمُرِّىِّ، صَاحِبِ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ بظَاهِرِ المدينَةِ، علَى سَاكِنها أَفْضَلُ الصلاةِ والسَّلامِ، وعلَى مُسْرِفٍ مَا يَسْتَحِقُّ، لأَنَّهُ قد أَسْرَفَ فِيهَا، علَى مَا ذَكَره أَرْبَابُ السِّيَرِ، بِمَا فِي سَمَاعِه ونَقْلِه شَنَاعَةٌ، وَفِيه يقولُ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ ابنِ عَبَّاٍ س:
(وهُم مَنَعُوا ذِمَارِي يَوْمَ جَاءَتْ ... كَتَائِبُ مُسْرِفٍ وبَنُو اللَّكِيعَهْ)
وَقد تقدَّم فِي) ل ك ع (.
وسِيرَافُ، كَشِيرَازَ: د بِفَارِسَ، على ساحِلِ البحرِ، مِمَّا يَلِيِ كَرْمانَ، أَعْظَمُ فُرْضَةٍ لَهُم، كَانَ بِنَاؤُهُمْ بِالسَّاجِ فِي تَأَنُّقٍ زَائِدٍ، وَقد نُسِبَ إِليه جُمْلَةٌ مِن أَهلِ العِلْمِ، كأَبِي سعيدٍ السِّيَرافِيِّ النَّحْوِيِّ اللُّغَويِّ، وَهُوَ الحَسَنُ بن عبدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ، ولد سنة، وتُوُفِّيَ سنة، وَله شَرْحٌ عظيمٌ على كتابِ سِيبَوَيْه، يأْتِي النَّقْلُ عَنهُ فِي هَذَا الكتابِ كثيرا، وولدُه أَبو محمدٍ يُوسُفُ بنُ)
أبي سعيدٍ، فاضِلٌ كأبِيه، شَرَحَ أَبْيَاتَ إِصْلاحِ المَنْطِقِ، وكَمَّلَ كتابَ أَبِيهِ) الإقْنَاعَ (، تُوُفِي سنة، عَن خَمْسٍ وخمسينَ سَنَةً. ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَكَلَهُ سَرَفاً وإِسْرَافاً: أَي فِي عَجَلَةٍ. وأسْرَفَ فِي الكلامِ: أفْرَطَ. وسَرِفْتُ يَمِينَهُ: أَي لم أَعْرِفْها، قَالَ سَاعِدَةُ الهُذَلِيُّ:
(حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتِ يَمِينَهُ ... ولِكُلِّ مَا قَال النُّفُوسُ مُجَرَّبُ)
يَقُول: كلُّ مَا أَخْفَيْتَ وأَظْهَرْتَ، فإِنَّه سيَظْهَر فِي التَّجْرِبَةِ. والسَّرَفُ، مُحَرَّكَةً: اللَّهَجُ بالشَّيْءِ.
والإِسْرَافُ أَيضاً: الإِكْثَارُ من الذُّنوبِ والخَطَايَا، واحْتِقابِ الأَوْزارِ والآثَامِ. والسَّرِفُ، ككَتِفٍ: الجاهِلُ، كالمُسْرِفِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ورَجُلٌ سَرِفُ العَقْلِ: أَي قَلِيلُهُ، وَقيل: فاَسِدُه.
والمُسْرِفُ: الكافِرُ، وَبِه فُسّرَ قَوْلُه تعالَى:) مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (.
وسُرِفَ الطَّعَامُ، كفَرِحَ: ائْتَكَلَ حَتَّى كأَنَّ السُّرْفَةَ أَصَابَتْه، وَهُوَ مَجَازٌ. وسُرِفَتِ الشَّجَرَةُ، بالضَّمِّ، سَرْفاً: إِذا وَقَعَتْ فِيهَا السُّرْفَةُ، فَهِيَ مَسْرُوفَةُ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.
وشَاةٌ مَسْرُوفَةٌ: مَقْطُوَعُةُ الأُذُنِ أَصْلاً، كَمَا فِي اللِّسَانِ، وَفِي الأَساسِ: شَاةٌ مَسْرُوفَةٌ، اسْتَؤْصِلَتْ أُذُنُهَا، وسُرِفَتْ أُذُنُهَا، وَهُوَ مَجَازٌ.
وهُوَ مُسْرَفٌ: أَكَلَتْهُ السُّرْفَةُ وجَمْعُ السُّرْفَةِ: سُرَفٌ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: يَفْعَلُ السَّرَفُ بالنَّشَبِ، مَا يَفْعَلُ السُّرَفُ بالخَشَب.

سرف

1 سَرِفَ, aor. ـَ inf. n. سَرَفٌ, He was ignorant: or he was unmindful, negligent, or heedless. (Msb.) [In these senses it is trans.: you say,] سَرِفَهُ, (S, M, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. سَرَفٌ, (S, * M, K, *) He was unmindful, negligent, or heedless, of it; (S, M, K;) namely, a thing: (S, M:) and he was ignorant of it: (S, K:) and he missed it; (S, * M, K; * [in the first and third of which, only the inf. n. of the verb in this sense in mentioned, and expl. as syn. with خَطَأٌ;]) syn. أَخْطَأَهُ. (M.) And طَلَبْتُهُمْ فَسَرِفْتُهُمْ I sought them and missed them: or was ignorant of them. (Msb.) And سَرِفَ القَوْمَ He passed by the people, or party, and left them behind him. (M.) As relates, of an Arab of the desert, with whom some companions of his made an appointment to meet him in a certain place of the mosque, and to whom he broke his promise, that, being asked respecting that, he said, مَرَرْتُ بِكُمْ فَسَرِفْتُكُمْ, meaning [I passed by you and] I was unmindful of you. (S.) And hence the saying of Jereer, (S, TA,) praising the Benoo-Umeiyeh, (TA,) أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ مَا فِى عَطَائِهِمُ مِنٌّ وَلَا سَرَفُ meaning [They gave a hundred camels, eight persons driving them, or urging them by singing to them: there was not in their gift reproach for a benefit conferred, nor] unmindfulness: or the meaning is, nor missing (خَطَأٌ); that is, they did not miss the proper place of the gift by their giving it to such as did not deserve it and refusing it to the deserving. (S, TA.) You say also, سَرِفْتُ يَمِينَهُ I was unacquainted with, or knew not, his oath. (TA.) b2: [سَرَفٌ is also, as expl. below, syn. with إِسْرَافٌ, but as a subst., having no verb properly belonging to it.]

A2: سَرَفَتِ الشَّجَرَةَ, (ISk, S, K,) aor. ـُ inf. n. سَرْفٌ, (ISk, S,) said of the سُرْفَة [q. v.], It ate the leaves of the tree: (ISk, S, K:) and سَرَفَتِ الخَشَبَ is likewise said of the سُرْفَة [as meaning it ate the wood]. (Z, TA.) And سُرِفَتِ الشَّجَرَةُ, (ISk, S, M, TA,) inf. n. سَرْفٌ, (ISk,) The tree had its leaves eaten by the سُرْفَة: (S:) or was smitten, or lighted on, by the سُرْفَة: (ISk, M, TA:) and سَرِفَ الخَشَبُ [the wood was eaten by the سُرْفَة], the verb in this phrase being quasi-pass. of the verb in the phrase سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الخَشَبّ, like as حَطِمَ and صَعِقَ are quasi-passives of the verbs in the phrases حَطَمَتْهُ السِّنُّ and صَعَقَتْهُ السَّمَآءُ: (Z, TA:) and [hence] one says also, سَرِفَ الطَّعَامُ (tropical:) The wheat, or food, was, or became, cankered, or eaten away; as though smitten, or lighted on, by the سُرْفَة. (M, TA.) b2: [Hence also,] سُرِفَتْ أُذُنُ الشَّاةِ (tropical:) The ear of the sheep, or goat, was entirely cut off. (A, TA.) b3: And سَرَفَتْ وَلَدَهَا (tropical:) She (a mother) injured her child by too much milk. (A, K, * TA.) 4 اسرف, (Msb,) inf. n. إِسْرَافٌ, (M, Msb,) He exceeded, or transgressed, the just, or right, bound, or limit, or measure; acted extravagantly, exorbitantly, or immoderately: (M, Msb:) or إِسْرَافٌ signifies the being extravagant in expenditure, syn. تَبْذِيرٌ; (K) or so إِسْرَافٌ فِى النَّفَقَةِ: (S, TA:) or, as some say, تبذير means the “ exceeding in respect of the right objects of expenditure,” which is ignorance of the [right] manner, and of things that should prevent it; and اسراف means the exceeding with respect to quantity [in expenditure], and is ignorance of the values of the right objects: (MF in art. بذر:) or the latter signifies the expending otherwise than in obedience of God, (Sufyán, K, * TA,) whether little or much; (TA;) as also ↓ سَرَفٌ: (M, TA:) it is also said to mean the eating that which it is not lawful to eat; and this is said to be meant in the Kur vi. 142 or vii. 29: and the putting a thing in a wrong place [as when one expends his money upon a wrong object]: and accord. to Iyás Ibn-Mo'áwiyeh, الإِسْرَافُ is that [action] whereby one falls short of what is due to God. (TA.) You say also, اسرف فِى مَالِهِ, meaning He was hasty in respect of his property, [i. e. in expending it,] without pursuing the just course, or keeping within due bounds. (M.) And اسرف فِى الكَلَامِ and فِى القَتْلِ He exceeded the due bounds, or just limits, in speech, and in slaying. (M.) الإِسْرَافُ فِى القَتْلِ, which is forbidden in the Kur xvii. 35, is said to mean The slaying of another than the slayer of one's companion: (Zj, M, Mgh: *) or the slaying the slayer without the authority of the Sultán: or the not being content with slaying one, but slaying a number of persons, because of the high rank of the slain and the low condition of the slayer: or the slaying one higher in rank than the slayer: (Zj, M:) or the slaying two when the slayer is one: or the maining or mutilating [before slaughter]. (Mgh.) إِسْرَافٌ also signifies The committing of many faults, offences, or crimes, and sins. (TA.) and you say, أَكَلَهُ إِسْرَافًا (TA) and ↓ سَرَفًا, (M, TA,) meaning He ate it hastily. (M, TA.) 5 تسرّف He sucked: and ate, gnawed, or devoured. (KL. [App. from سُرْفَةٌ, q. v. See also سَرَفَتِ الشَّجَرَةَ, &c., in the latter half of the first paragraph.]) سَرَفْ inf. n. of سَرِفَ [q. v.]. (S, * M, Msb, K. *) b2: And also a subst. from أَسْرَفَ; (Msb;) i. q. إِسْرَافٌ; (M;) signifying Excess, or transgression, of the just, or right, bound, or limit, or measure; extravagant, exorbitant, or immoderate, action or conduct; (M, Msb, TA;) contr. of قَصْدٌ. (S, K.) See also 4, in two places. b3: [Hence,] (tropical:) The overflowing of water from the sides of a watering-trough, or tank; as in the saying, ذَهَبَ مَآءُ الحَوْضِ سَرَفًا (tropical:) The water of the watering-trough, or tank, [went away running to waste, or] overflowed from its sides: (K, TA:) or سَرَفُ المَآءِ means (assumed tropical:) what goes, of water, without irrigating and without profit: [or rather its going for nought:] you say, أَرْوَتِ البِئْرُ النَّخِيلَ وَذَهَبَ بَقِيَّةُ المَآءِ سَرَفًا (assumed tropical:) [The well irrigated the palmtrees, and the rest of the water went for nought, in waste]. (Sh, TA.) b4: And Addictedness (ضَرَاوَةٌ, S, K, or لَهَجٌ M) to a thing, (M,) or in respect of wine. (K, TA.) It is said in a trad. (S, M) of 'Áïsheh, (TA,) إِنَّ لِلَّحْمِ سَرَفًا كَسَرَفِ الخَمْرِ [Verily there is an addictedness to flesh-meat like the addictedness to wine]: (S, M, TA:) i. e. he who is accustomed to it is addicted to the eating thereof, like as he who is constantly drinking wine is addicted thereto, having little selfrestraint therefrom: or the meaning here is unmindfulness [of consequences with respect to flesh-meat &c.]: or corruptness of conduct, arising from hardness of heart, and daringness to disobey, and self-impulsion to the gratification of appetite: (TA:) or it may be [that the meaning is, there is an extravagance with respect to flesh-meat &c.,] from الإِسْرَافُ (S, TA) in expenditure for that which is not needed, or otherwise than in obedience [to the law of God]. (TA.) b5: It is also said in a trad., لَا يَنْتَهِبُ الرَّجُلُ نُهْبَةً ذَاتَ سَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ, meaning, ذَاتَ شَرَفٍ وَقَدْرٍ كَبِيرٍ

[i. e. The man shall not take a thing as spoil that is of high and great estimation, he being a believer]: (K, TA:) [for] people disapprove of that: (TA:) and it is also related with ش [i. e.

ذات شَرَفٍ]. (K.) سَرِفٌ Ignorant; (IAar, M, Msb, TA;) as also ↓ مُسْرِفٌ: (IAar, TA:) or unmindful, negligent, or heedless. (Msb.) And رَجُلٌ سَرِفٌ الفُؤَادِ (tropical:) A man missing, or mistaking, in heart, or mind; negligent, or heedless, therein. (S, K, TA.) and رَجُلٌ سَرِفُ العَقْلِ (assumed tropical:) A man having little intellect, or intelligence: or (tropical:) corrupt in intellect; accord. to Z, from سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الخَشَبَ, of which the quasipass. is سَرِفَ [q. v.; meaning that it is from سَرِفٌ as a part. n. of this latter verb]. (TA.) b2: أَرْضٌ سَرِفَةٌ, (S, M, K,) and وَادٍ سَرِفٌ, (M, TA,) A land, and a valley, abounding with the [worm, or caterpillar, or small creeping thing, called] سُرْفَة. (S, M, * K, TA.) سُرُفٌ A certain white thing [or substance] resembling the web of the silkworm. (Ibn-'Abbád, O, K.) سُرْفَةٌ [A certain worm, or caterpillar, or small creeping thing;] a small creeping thing that makes for itself a habitation, (S, K,) four-sided, or square, (S,) of fragments of wood, (S, K,) joining them together by means of its spittle, in the form of a نَاؤُوس [here meaning coffin], (S,) which it then enters, and [therein it] dies: (S, K:) or the silkworm: or a certain small creeping thing, dust-coloured, that constructs a beautiful habitation in which it is: or a very small creeping thing, like the half of a lentil, that bores a tree, and then constructs therein a habitation of pieces of wood, which it conjoins by means of what resembles the web of the spider: or a very small dust-coloured creeping thing, that comes to a piece of wood and excavates it, and then brings a bit of wood and puts it therein, then another, then another, and then weaves what resembles the web of the spider: or, accord. to AHn, a certain small creeping thing, like the worm, inclining in some degree to blackness, found upon the [plants called] حَمْض, that constructs a four-sided, or square, habitation, of pieces of wood, joining the extremities of these together by means of a thing [or substance] resembling the web of the spider: or the worm [or caterpillar] that weaves [a web] upon certain trees, and eats their leaves, and destroys the rest thereof by that weaving: or a certain worm [or caterpillar] like the finger, hairy, speckled with black or white, that eats the leaves of trees so as to make them bare: or a certain worm [or caterpillar] that weaves upon itself, of the size of the finger in length, a thing like the قِرْطَاس [or roll, or scroll, of paper], which it enters, so becoming unattainable: or a certain light, small creeping thing, like a spider: (M:) pl. سُرَفٌ. (TA.) Hence the prov., أَصْنَعُ مِنْ سُرْفَةٍ [More skilled in fabricating than a سُرْفَة]. (S, M, K.) And one says also, أَخَفُّ مِنْ سُرْفَةٍ [Lighter than a سُرْفَة]. (M.) سَرَافٌ, accord. to Freytag, (but he has not named his authority,) The erosion of a tree by wood-fretters (“ teredines,” by which he means سُرَف, pl. of سُرْفَةٌ).]

سَرُوفٌ Hard, severe, or difficult; great, momentous, or formidable: (O, K, TA:) an epithet applied to a day. (O, TA.) سَرِيفٌ A row of grape-vines. (O, K.) سَرَافِيلُ: see إِسْرَافِيلُ, below.

أُسْرُفٌ i. q. آنُكٌ [i. e. Lead, or black lead, or tin, or pewter]; (O, K;) of Pers\. origin, (O,) arabicized, from سُرُبْ, (O, L, K,) or أُسْرُبْ. (CK.) [See also أُسْرُبٌ.]

إِسْرَافِيلُ, (S, M, O, K,) and El-Kanánee used to say ↓ سَرَافِيلُ, the name of A certain angel; (M; [in which it is mentioned among quadriliteral-radical words; but it is there said that the إ may be radical;]) the angel who is to blow the horn on the day of resurrection: (Jel in vi. 73, &c.:) [see رُوحَانِىٌّ:] a foreign word (S, O, K) prefixed, (K,) or as though prefixed, (S, O,) to إِيلُ: (S, O, K:) and إِسْرَافِينُ is a dial. var. of the same; (Kh, S, M, O, K;) like as they said جَبْرِينُ and إِسْمَاعِينُ and إِسْرَائِينُ. (Akh, S, O.) مُسْرِفٌ [Exceeding, or transgressing, the just, or right, bound, or limit, or measure; acting extravagantly, &c.: see its verb (4)]. b2: See also سَرِفٌ. b3: [Also] Denying, or disacknowledging, the favours, or benefits, or the unity, and the prophets and law, of God; a disbeliever, an unbeliever, or an infidel: it is said to be used in this sense in the Kur xl. 36. (TA.) مَسْرُوفٌ Eaten by the سُرْفَة [q. v.]. (TA.) and شَجَرَةٌ مَسْرُوفَةٌ A tree of which the leaves have been eaten by the سُرْفَة; (S;) or smitten, or lighted on, by the سُرْفَة. (ISk, TA.) b2: شَاةٌ مَسْرُوفَةٌ (tropical:) A sheep, or goat, that has had its ear entirely cut off. (M, A.) سرفل and سرفن سَرَافِيلُ and إِسْرَافِيلُ and إِسْرَافِينُ: see the next preceding art. سرق.1 سَرَقَ مِنْهُ مَالًا, (S, Mgh, O, Msb,) or الشَّىْءَ, (K,) and سَرَقَهُ مَالًا, (S, Mgh, O, Msb,) thus also they sometimes said, (S, O,) the prep. being suppressed for the sake of alleviation, but meant to be understood, (Ham p. 155,) aor. ـِ inf. n. سَرَقٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and سَرِقٌ and سَرَقَةٌ (Mgh, K) and سَرِقَةٌ and سَرْقٌ, (K,) He stole from him property, [or the thing,] i. e. he took it [from him] secretly, and by artifice; (Mgh;) or he came clandestinely to a place of custody, and took what belonged to him, namely, another person; (O, K;) as also ↓ استرقهُ [followed by مِنْهُ]. (IAar, K.) And سَرَقَهُمْ [alone, He stole from them; or robbed them]. (JK and K in art. بوق.) It is said in a prov., سُرِقَ السَّارِقُ فَانْتَحَرَ (S, O) The thief was robbed, and in consequence slew himself: applied to him who has a thing not belonging to him taken from him, and whose impatience consequently becomes excessive. (Meyd, * O.) And ↓ سرّقهُ, inf. n. تَسْرِيقٌ signifies the same as سَرَقَهُ: El-Farezdak says, لَا تَحْسِبَنَّ دَرَاهِمًا سَرَّقْتَهَا تَمْحُو مَخَازِيكَ الَّتِى بِعُمَانِ [By no means reckon thou that dirhems which thou stolest will efface thy disgraceful practices that were committed in 'Omán]. (IB, TA.) And you say in selling a slave, بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ الإِبَاقِ وَالسَّرَقِ [I am irresponsible to thee for running away and stealing]. (TA.) b2: One says also, سَرَقَ السَّمْعَ, meaning استرقهُ . (Msb. See 3.) b3: And سُرِقَ صَوْتُهُ [lit. His voice was stolen], meaning (tropical:) he became hoarse. (Z, TA.) b4: And سرقت يا قوم [app. سُرِقْتُ يَا قَوْمِ, expl. as meaning سرقت عرضى, which I think a mistranscription for سُرِقْتُ عِرْضِى, i. e. (assumed tropical:) I have been robbed of my honour, or reputation, O my people]. (TA.) b5: And سَرَقْنَا لَيْلَةً مِنَ الشَّهْرِ (assumed tropical:) We passed pleasantly, or with enjoyment, a night of the month. (TA.) b6: And سَرَقَتْنِى عَيْنِى (tropical:) My eye overcame me. (TA.) A2: سَرِقَ, aor. ـَ (Yoo, IDrd, K,) inf. n. سَرَقٌ, (TK,) said of a thing, (Yoo, IDrd,) i. q. خَفِىَ [It was, or became, unperceived, or imperceptible, or hardly perceived or perceptible, &c.]. (Yoo, IDrd, K.) b2: And سَرِقَتْ مَفَاصِلُهُ, aor. as above, (IDrd, K,) and so the inf. n., (TA,) His joints became weak, or feeble; (IDrd, K;) as also ↓ انسرقت. (K.) 2 سرّقهُ: see 1. b2: Also, (S,) inf. n. تَسْرِيقٌ, (K,) He attributed to him [or accused him of] theft. (S.) It is said in the Kur [xii. 81], accord. to one reading, إِنَّ ابْنَكَ سُرِّقَ [Verily thy son has been accused of theft]. (S.) 3 هُوَ يُسَارِقُ النَّظَرَ إِلَيْهِ (tropical:) He avails himself of, (S, O,) or seeks, (K,) his inadvertence, to look at him: (S, O, K:) [he takes an opportunity of looking at him by stealth:] and in like manner one uses the phrases النَّظَرِ ↓ اِسْتَراقُ and ↓ تَسَرُّقُهُ [as meaning (tropical:) the taking an opportunity of looking by stealth]: and ↓ التَّسَرُّقُ [alone] signifies (assumed tropical:) the taking an opportunity of looking and of hearing: (TA:) [and the hearing discourse by stealth; as is indicated in the TA:] and السَّمْعَ ↓ استرق [and استرق alone, as appears from an explanation of the part. n. مُسْتَرِقٌ, below,] (tropical:) He listened, (S, O,) or heard, (Msb,) by stealth; (S, O, Msb;) as also السَّمْعَ ↓ سَرَقَ. (Msb.) 5 تسرّق He stole [by degrees, or] one thing and then another. (O, K.) So in the phrase تسرّق شِعْرِى [He stole my poetry, bit by bit], used by Ru-beh. (O, TA.) b2: See also 3, in two places.7 انسرق He went, drew, or shrank, back, in order to go away, عَنْهُمْ from them. (K, TA. [In this and the following sense, the verb is erroneously written in the CK اَسْرَقَ.]) b2: and He was, or became, languid, and weak, or feeble. (O, K, TA.) See also 1, last sentence.8 استرق: see 1, first sentence: b2: and see 3, in two places. [See also كَبِيسٌ.] b3: Also (tropical:) He deceived, or circumvented, secretly, [or by stealth,] like him who [so] listens. (TA.) b4: And you say, استرق الكَاتِبُ بَعْضَ المُحَاسَبَاتِ (tropical:) The writer suppressed some of the items of the reckoning. (TA.) Q. Q. 1 سَرْقَنَ الأَرْضَ He manured the land with سِرْقِين. (L in art. سرقن.) سَرَقٌ Oblong pieces (S, O, Msb, * K) of silk; (S, O, Msb;) accord. to A'Obeyd, (S, O,) of white silk: (S, O, K:) or silk in general: (K:) said by A'Obeyd to be arabicized from the Pers\.

سَرَهْ, meaning “ good: ” (S, O:) n. un. with ة; (S, O, Msb;) which is expl. as meaning a piece of good silk. (TA.) سَرِقٌ and ↓ سَرِقَةٌ [the former of which is said in the Mgh and K, and the latter in the K, to be an inf. n., are also said to be] substs. from سَرَقَ, [as such signifying Theft,] as also ↓ سَرْقَةٌ, (O, K,) or ↓ سِرْقَةٌ. (Msb.) سَرْقَةٌ: see what next precedes.

سِرْقَةٌ: see what next precedes.

سَرِقَةٌ: see سَرِقٌ. b2: Also, (Msb,) A thing stolen; (Mgh, Msb;) and so ↓ سُرَاقَةٌ; [pl. of the latter سُرَاقَاتٌ;] whence the saying عِنْدَهُ سُرَاقَاتُ الشِّعْرِ [He has stolen things of poetry or verse]. (TA.) سِرْقِينٌ, (K, and S and Msb in art. سرج,) sometimes written سَرْقِينٌ, (K,) as also سَرْجِين, (Msb, TA,) Dung of horses or other solid-hoofed animals, syn. رَوْثٌ, and زِبْلٌ, (Msb,) or fresh dung of camels, sheep and goats, wild oxen, and the like; (TA in art. ذأر;) a manure for land: (L:) arabicized from سركين [or سَرْگِينْ], (Msb, K,) a Pers\. word. (Msb.) [See سِرْجِينٌ, in art. سرج.]

سَرُوقٌ [Thievish; a great thief]; an epithet applied to a man, and to a dog: pl. سُرُقٌ. (TA.) سُرَاقَةٌ: see سَرِقَةٌ. b2: Also A stealer of poetry or verses. (TA.) سَرُوقَةٌ [Very thievish; a very great thief]: it has no pl. (TA.) سَارِقٌ [Stealing; a thief; or] one who comes clandestinely to a place of custody, and takes what does not belong to him: (O:) pl. سَرَقَةٌ and سُرَّاقٌ (TA) and سُرَّقٌ. (Mgh.) سُورَقٌ A certain disease in the members, or limbs. (Ibn-'Abbád, O.) سَارِقَةٌ sing. of سَوَارِقُ, which signifies [Collars by means of which the two hands are confined together to the neck, called also] جَوَامِعُ, (O, K, TA,) of iron, attached to fetters or shackles. (TA.) b2: And the pl., سَوَارِقُ, signifies also The adjuncts (زَوَائِد) in the catches (فَرَاش [q. v.]) of a lock. (Ibn-'Abbád, O, K.) مَسْرُوقُ الصَّوْتِ [lit. Having the voice stolen,] means (tropical:) hoarse in voice. (Z, TA.) And hence, مَسْرُوقُ البُغَامِ (tropical:) [A young gazelle] having a nasal sound, or twang, in its cry; as though its voice were stolen: a phrase used by El-Aashà. (TA.) مُسْتَرِقٌ (tropical:) Listening by stealth, (K, TA,) like the thief. (TA.) b2: (assumed tropical:) Defective, weak in make. (Ibn-'Abbád, O, K.) b3: مُسْتَرِقُ القَوْلِ (tropical:) Weak in speech or saying. (A, TA.) b4: مُسْتَرِقُ العُنُقِ (tropical:) Short in the neck; (Ibn-'Abbád, O, K, TA;) applied to a man; (Ibn-'Abbád, O, TA;) contracted therein. (A, TA.) [In the CK, المُسْرِقُ is erroneously put for المُسْتَرِقُ.]

شكل

(شكل) : الشَّكْلاءُ المُداهِنةُ.
(شكل) : الشّواكل من الطَّريق: ما انْشَعَبَ مِن الطُّرُقِ عن الطَّرِيِقِ الأَعظم.
(شكل) الدَّابَّة قيدها بالشكال وَالْكتاب ضَبطه بالشكل وَالشَّيْء صوره وَمِنْه الْفُنُون التشكيلية والزهر ألف بَين أشكال متنوعة مِنْهُ وَالْمَرْأَة شعرهَا أشكلته
الشكل: هو الهيئة الحاصلة للجسم بسبب إحاطة حدٍّ واحد بالمقدار، كما في الكرة، أو حدود، كما في المضلعات من المربع والمسدس.

والشكل في العروض: هو حذف الحرف الثاني والسابع من فاعلتن ليبقى فعلات، ويسمى: أشكل.
(ش ك ل) : (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالشِّبْهُ وَالْجَمْعُ أَشْكَالٌ (وَمِنْهُ) أَشْكَلَ الْأَمْرُ إذَا اشْتَبَهَ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ الْعَيْنِ (وَأَشْهَلُ الْعَيْنِ) وَفِيهَا شُكْلَةٌ وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِهَا وَشُهْلَةٌ فِي سَوَادِهَا (وَفَرَسٌ مَشْكُولٌ) بِهِ شِكَالٌ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ خِلَافٍ.
(شكل)
الْأَمر شكولا الْتبس وَالْمَرِيض تماثل وَالثَّمَر أينع بعضه وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا شكلا قيدها بالشكال وَيُقَال شكلها بِهِ شدّ قَوَائِمهَا وَالْكتاب ضَبطه بالشكل

(شكل) اللَّوْن شكلا خالطه لون غَيره وَيُقَال شكلت الْعين خالط بياضها حمرَة وشكلت الْخَيل خالط سوادها حمرَة فَهُوَ شكل وأشكل وَهِي شكْلَة وشكلاء
شكل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كره الشِّكال فِي الْخَيل. [قَوْله: الشكال -] يَعْنِي أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجّلة وَوَاحِدَة مُطلقَة. وَإِنَّمَا أَخذ هَذَا من الشكال الَّذِي تشكل بِهِ الْخَيل شبه بِهِ لِأَن الشكال إِنَّمَا يكون فِي ثَلَاث قَوَائِم أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة ورِجل محجّلة وَلَيْسَ يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل وَلَا يكون فِي الْيَد.
بَاب الشكل

أخبرنَا ابو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الشكل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر والشكل الْمثل وانشد قَالَ ثَعْلَب وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل لرؤبة بن العجاج رجز

(حَتَّى اكتست من ضرب كل شكل ... )

(من ثَمَر الحماض غير الخشل)

فَقَالَ الخشل الْمقل الْيَابِس وَقَالَ أَبُو زيد الخشل رُؤُوس الْحلِيّ والخشل ضرب من النَّبَات أَحْمَر وأصفر وأخضر مثل الشكل

وَأخْبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه قَالَ البسل الْحَلَال والبسل الْحَرَام والبسل الشجَاعَة والبسل بِمَعْنى آمين وَكَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَقُول فِي آخر دُعَائِهِ آمين وبسلا آمين وبسلا أَي إِيجَابا والبسل عصارة العصفر والحناء والبسل أَخذ الشَّيْء قَلِيلا قَلِيلا والبسل الْحَبْس

ش ك ل : الشِّكَالُ لِلدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ شُكُلٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَشَكَلْتُهُ شَكْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَيَّدْتُهُ بِالشِّكَالِ وَشَكَلْتُ الْكِتَابَ شَكْلًا أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَاتِ الْإِعْرَابِ وَأَشْكَلْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَأَشْكَلَ الْأَمْرُ بِالْأَلِفِ الْتَبَسَ وَأَشْكَلَ النَّخْلُ أَدْرَكَ ثَمَرُهُ.

وَالشَّكْلُ الْمِثْلُ يُقَالُ هَذَا شَكْلُ هَذَا وَالْجَمْعُ شُكُولٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَشْكَالٍ وَيُقَالُ إنَّ الشَّكْلَ الَّذِي يُشَاكِلُ غَيْرَهُ فِي طَبْعِهِ أَوْ وَصْفِهِ مِنْ أَنْحَائِهِ وَهُوَ يُشَاكِلُهُ أَيْ يُشَابِهُهُ وَامْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ بِالْكَسْرِ أَيْ دَلٍّ وَالشُّكْلَةُ كَالْحُمْرَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى لَكِنْ يُخَالِطُهَا بَيَاضٌ وَرَجُلٌ أَشْكَلُ. 
شكل
الْمُشَاكَلَةُ في الهيئة والصّورة، والنّدّ في الجنسيّة، والشّبه في الكيفيّة، قال تعالى:
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ
[ص/ 58] ، أي:
مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشِّكْلُ قيل: هو الدّلّ، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطّريقة، ومن هذا قيل: الناس أَشْكَالٌ وألّاف ، وأصل الْمُشَاكَلَةُ من الشَّكْل.
أي: تقييد الدّابّة، يقال شَكَلْتُ الدّابّةَ.
والشِّكَالُ: ما يقيّد به، ومنه استعير: شَكَلْتُ الكتاب، كقوله: قيدته، ودابّة بها شِكَالٌ: إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشِّكَالِ، وقوله: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
[الإسراء/ 84] ، أي: على سجيّته التي قيّدته، وذلك أنّ سلطان السّجيّة على الإنسان قاهر حسبما بيّنت في الذّريعة إلى مكارم الشّريعة ، وهذا كما قال صلّى الله عليه وسلم: «كلّ ميسّر لما خلق له» .
والْأَشْكِلَةُ: الحاجة التي تقيّد الإنسان، والْإِشْكَالُ في الأمر استعارة، كالاشتباه من الشّبه.
ش ك ل: (الشَّكْلُ) بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ وَالْجَمْعُ (أَشْكَالٌ) وَ (شُكُولٌ) يُقَالُ: هَذَا أَشْكَلُ بِكَذَا أَيْ أَشْبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84] أَيْ عَلَى جَدِيلَتِهِ وَطَرِيقَتِهِ وَجِهَتِهِ. وَ (الشِّكَالُ) الْعِقَالُ وَالْجَمْعُ (شُكُلٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الشِّكَالَ فِي الْخَيْلِ» وَهُوَ أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلَةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً أَوْ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُطْلَقَةً وَرِجْلٌ مُحَجَّلَةً. وَلَا يَكُونُ الشِّكَالُ إِلَّا فِي الرِّجْلِ. وَالْفَرَسُ (مَشْكُولٌ) وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَ (أَشْكَلَ) الْأَمْرُ الْتَبَسَ. وَ (شَكَلَ) الطَّائِرَ وَالْفَرَسَ بِالشِّكَالِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَذَا (شَكَلَ) الْكِتَابَ إِذَا قَيَّدَهُ بِالْإِعْرَابِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (أَشْكَلَ) الْكِتَابَ كَأَنَّهُ أَزَالَ بِهِ إِشْكَالَهُ وَالْتِبَاسَهُ. وَ (الْمُشَاكَلَةُ) الْمُوَافَقَةُ وَ (التَّشَاكُلُ) مِثْلُهُ. 

شكل


شَكِلَ(n. ac. شَكَل)
a. Was red & white.
b. Was coquettish.

شَكَّلَa. see I (a) (b)
d. Figured, fashioned, shaped; pictured, depicted.
e. [ coll. ], Turned, tucked up (
sleeves & c. ).
شَاْكَلَa. Was like, resembled; suited; matched; agreed
with.

أَشْكَلَa. see I
تَشَكَّلَa. Was formed, fashioned, shaped; had such & such a
form & c.
b. [ coll. ], Adorned herself with
flowers (woman).
c. see I (d)
تَشَاْكَلَa. Resembled each other; matched, agreed.

إِشْتَكَلَa. see I (a)
شَكْل
(pl.
شُكُوْل
أَشْكَاْل
38)
a. Resemblance, likeness, similarity.
b. Shape, figure, form, image; physiognomy.
c. Like, the like of.
d. Coquettishness, coquetry.
e. see 1t
شَكْلَةa. Vowel-point.

شِكْلa. see 1 (a)b. (c), (d).
شُكْلَةa. Red blended with white.

شَكِلَةa. Coquette, flirt.

أَشْكَلُ
(pl.
شُكْل)
a. Red & white.
b. Kind of lote-tree.

أَشْكَلَةa. Dubiousness.
b. see 1 (a) & 21t
(b).
شَاْكِلَة
(pl.
شَوَاْكِلُ)
a. Side, flank.
b. Rule of conduct, course, way of proceeding.
c. Intention, purpose.

شَكَاْلَة
a. see 3t
شِكَاْل
(pl.
شُكُل)
a. Shackle, hobble; cord.
b. White spot on a horse's foot.
c. see 1 (a)
شَوَاْكِلُa. Branchroads.

شَكْلَآءُa. Need, want.

N. Ac.
شَاْكَلَ
(شِكْل)
a. see 1 (a)
N. Ag.
أَشْكَلَ
(pl.
مَشَاْكِلُ)
a. Dubious.
b. Difficulty, trouble.

N. Ac.
تَشَاْكَلَa. see 1 (a)
تَشْكِيْلَة
a. [ coll. ], Bouquet (
flowers ).
ش ك ل

هذا شكله أي مثله، وقلت أشكاله، وهذه الأشياء أشكال وشكول، وهذا من شكل ذاك: من جنسه " وآخر من شكله أزواج " وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكل المريض وشكل وتشكل، كما تقول: تماثل. وأشكل النخل: طاب بسره وحلا وأشبه أن يصير رطباً، ومنه: أشكل الأمر كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شكل وشكلة، ومتشكلة وقد تشكلت وتدللت. وأصاب شاكلة الرمية: خاصرته. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شكلة وهي حمرة في بياضها. ولي قبلك أشكلة وشكلاء: حاجة. وحبستني عنك أشكلة. وشكلت دابتي بالشكال.

ومن المجاز: أصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه الشواكل. وامشوا في شاكلتي الطريق وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل. قال يصف طريقاً:

له خلج تهوي فرادى وترعوى ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل

ودابة بها شكال: إحدى يديه وإحدى رجليه بيضاوان. وشكل الكتاب: قيده، وهذا كتاب مشكول. والماء من الدم أشكل. قال جرير:

فمازالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

وجرى الشكيل على الشكيم وهو الروال على وزن فعال: اللعاب المختلط بالدم.
[شكل] في صفته صلى الله عليه وسلم" كان "أشكل" العينين، أي في بياضهما شيء من الحمرة وهو محمود محبوب، يقال: ماء أشكل، إذا خالطه الدم. ن: وفسر الشكل بطول شق العين، ووهمه القاضي باتفاقهم على ما مر. نه: ومنه ح قتل عمر: فخرج النبيذ "مشكلًا" أي مختلطًا بالدم غير صريح. وفيه: وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية حتى "يشكل" أرضها غراسًا، أي حتى يكثر غراس النخل فيها فيراها الناظر على غير صفة عرفها بها فيشكل عليه أمرها. وفيه: فسألت أبي عن "شكل" النبي صلى الله عليه وسلم، أي مذهبه وقصده، وقيل: عما يشاكل أفعاله، والشكل بالكسر الدل وبالفتح المثل والمذهب. ومنه ح تفسير العربة "بالشكلة" بفتح شين وكسر كاف وهي ذات الدل. ك: أي المتحببة إلى زوجها. نه: وفيه: كره "الشكال" في الخيل، هو أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة، تشبيهًا بشكال تشكل به الخيل فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبًا، وقيل: هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة، وقيل: أن تكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين؛ وكرهه لأنه كالمشكول صورة تفؤلًا، ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجاية، وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال. وفيه: إن ناضجًا تردى في بئر فذكى من قبل "شاكلته" أي خاصرته. وح: تفقدوا "الشاكل" في الطهارة، هو بياض بين الصدغ والأذن. في ((على "شاكلته")) أي طريقه، طريق ذو شواكل: ينشعب منه الطرق؛ أو مذهبه. ش: أي كل أحد يعمل ما يشتهيه مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة، ومجازه كل أحد يعمل ما يشتهيه.
(شكل) - في الحديث: "أن ناضِحًا تَردَّى في بئر، فذُكِّي من قِبَل شَاكِلته" .
: أي خَاصِرَتِه. وقيل: هي ما علا الِطَّفْطِفَة. والشَّاكلة أيضا: ما بين الِعذَار والأُذُن من البَيَاض. والشَّاكِلَة أيضا الرَّحِم، وذَكاةُ المُتَردِّى مِثلُ ذَكاةِ الصَّيْد في أَىِّ مَوضِع أَمكَن.
- في الحديث: "أَنه كَرِه الشِّكالَ في الخَيْلَ".
قيل: هو أن تكونَ إحدَى يدَيْه وإحدى رِجْلَيه من خِلافٍ مُحجَّلة. وقيل: هو أن يكونَ ثَلاثُ قوائم مُطلَقَةً: أي على لون البدن والرابعة مُحَجَّلة، ويُحتَمل أن تكون كَراهتُه ذلك لأنه كالمَشْكُول الذي عليه الشِّكال وهو القَيْد، والمَشْكُولُ لا يستَطِيع المَثنْىَ، فكْرِهَه تَفؤُّلا ، ويمكن أن يكون جَرّب ذلك الجنْس فلم يكن فيه بَلاءٌ.
وقيل: إذا كان معِ ذلك أَغرَّ زالت الكَراهيَة؛ لأنه قد ورد في حديث آخر: "اشْترِ كُمَيتاً أَقْرحَ أَرْثَم مُحجَّل الثَّلاثِ مُطلَق اليُمْنَى".
- وفي حديث آخر: "أَغَرّ مُحجَّلا". فإن لم يكن كُميتاً فأَدهَم على هذه الصفة. والفرق بينهما أَنَّ البَياضَ إذا كان في ثلاثِ قَوائم وِحدهَا فذلك شِكالٌ. فإذا كان معه في الوَجْه والشَّفَة بياضٌ ارْتَفع شِيَةُ الشِّكالِ، ويجوز أن يكون جرَّب هذا الجنْسَ، فوجد معه بَلاءً عند الطَّلَب والهَرَب، والله أعلم.
- في الحديث: "تَفقَّدوا الشَّاكِلَ في الطَّهارة".
يَعنىِ البَياضَ الذي بين الصُّدغ والأُذُنِ.
شكل
الشكْلُ: غُنْجُ المَرْأةِ ودَلُّها، وهي شَكِلَةٌ مُتَشَكلَةٌ.
والشَكْلُ: المِثْلُ والضَّرْبُ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِه " أي ناحِيَته. وقيل: هي المُشابِهُ أي على ما يُشْبِهُه.
والأشْكَلُ في ألْوانِ الإِبل والغَنَم: أنْ يَكُونَ مع سَوَادٍ حُمْرَةٌ أو غُبْرَةٌ كأنَّه قد شْكَلَ عليكَ لَونُه. وقيل: هو بَيَاضٌ وحُمْرَة قد اخْتَلَطا. وأسْمَرُ فيه شكْلَةٌ.
والأشْكالُ: الأمُورُ والحَوَائجُ المُخْتَلِفَةُ.
والمُشَاكِلُ من الأُمُور: ما وافَقَ فاعِلَه ونَظِيرَه.
وأشْكَلَ علينا هذا الأمْرُ فهو مُشْكِلٌ.
وشَكَلْتُ الكِتابَةَ: قَيَّدْتها بالتَنْقِيْط. والشِّكَالُ: حَبْلٌ تُشْكَلُ به الدابَّةُ في قَوائِمها. وهو - أيضاً -: خَيْط يُجْعَلُ بيْنَ الحَقَب والتَّصْدِير ثُمَ يُشَدُّ لكي لا يَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّيْل، يُقال: شَكَلْتُ عن البَعِير.
وفَرَسٌ به شِكَالٌ من خِلافٍ: إذا كانَ في يَدِه اليُمْنى ورِجْلِه اليُسْرى بيَاضٌ، وهو مكروه. وقيل: أنْ تكونَ الثَّلاثُ مُطْلَقَةً ورِجْلٌ مُحَجَّلَةً.
والشاكِلَتانِ: ظاهِرُ الطفْطَفَتَيْن من لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرى إلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ من جانِبَي البَطْن.
والشَّوَاكِلُ - أيضاً -: بمعنى الرجْلَيْن لأنَّهما يُشْكَلانِ بالقَيْدِ. وقيل: هو الرَحِمُ.
والشَّكْلاَءُ من الضّأْنِ: التي ابْيَضَّتْ شاكِلَتُها.
ولي عِنْدَه أشْكَلَةٌ: أي حاجَة. وقيل: هو الرَّحِمُ والحُرْمَةُ.
وشَكِلْتُ إلى كذا: أي رَكِنْتُ إليه.
والأشْكَلُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
والأشْكَلَةُ: شَجَرَة يُتَخَذُ منها القِسِيُّ.
والأشْكالُ: جَمْعُ الشّكْل وهو شَيْءٌ كانَتِ الجَواري يُعَلِّقْنَه في شُعُورِهنَّ من لُولُؤٍ وفضَّةٍ.
وشَكَلَتِ المَرْأةُ شَعرَها: إذا ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْن من مُقَدَّم رأْسِها عن يَمِيْن وشِمالٍ.
والشَكِيْلُ: الزَّبَدُ المُخْتَلِطُ بالدَّم يَظْهَرُ على شَكِيم اللَّجَام.
وأشْكَلَ النَّخْلُ: إذا طابَ رُطَبُه.
[شكل] الشَكْلُ بالفتح : المِثْلُ، والجمع أَشْكالٌ وشُكولٌ. يقال: هذا أَشْكَلُ بكذا، أي أَشْبَهُ. والشِكْلُ بالكسر: الدال. يقال: امرأة ذات شكل. والأَشْكَلُ من الشاءِ: الأبيضُ الشاكِلَةُ، والأنثى شَكْلاءُ بيِّنَةُ الشَكَلِ. والشَكْلاءُ: الحاجةُ، وكذلك الأَشْكَلَةُ. يقال: لنا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ، أي حاجةٌ. والشُكْلَةُ: كهيئة الحُمْرَةِ تكون في بياض العين، كالشُهْلَةِ في سوادها. وعينٌ شَكْلاءُ بيِّنة الشَكَلِ، ورجلٌ أَشْكَلُ العينِ. ودمٌ أَشْكَلُ، إذا كان فيه بياضٌ وحُمْرَةٌ. قال ابن دريد: إنَّما سُمِّيَ الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المختلطَينِ فيه. والأَشْكَلُ: السدر الجبلى. وقال :

عوجا كما اعوجت قياس الاشكل * وقال آخر:

أو وجبة من جناة أشكلة * يعنى سدرة جبلية. والشاكلة: الخاصرة، وهى الطفطفة. و (كل يعمل على شاكلته) أي على جَدِيلَتِهِ، وطريقته، وجهته. قال قُطْرُبٌ: الشاكِلُ: ما بين العِذارِ والأذُن من البياض. والشِكالُ: العقالُ، والجمع شُكُلٌ. الأصمعي: الشِكالُ حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، كي لا يدنُوَ الحقَب من الثيل. وهو الزوار أيضا عن أبى عمرو. ويقال أيضاً: بالفرسِ شِكالٌ، وهو أن تكون ثلاث قوائم مُحَجَّلَةً وواحدة مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشكالِ، وهو العقال. أو تكون الثلاثُ مُطلقةً ورجلٌ محجَّلة. قال أبو عبيد: وليس يكون الشِكال إلا في الرِجل، ولا يكون في اليد. والفرسُ مشكول، وهو يكره. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم " كره الشكال في الخيل ". وأشكل الامر، أي التبس. قال الكسائي: أَشْكَلَ النخلُ، أي طاب رُطَبه وأدرك. وتَشَكَّلَ العنبُ: أينع بعضُه. وشَكلْتُ الطائر، وشَكَلْتُ الفرس بالشكال. وشكلت عن البعير، إذا شددتَ شِكالَه بين التصدير والحقَبِ، أَشْكُلُ شَكْلاً. وشَكَلْتُ الكتاب أيضاً، أي قيَّدته بالإعراب. ويقال أيضاً: أَشْكَلْتُ الكتاب بالألف، كأنَّك أزلت به عنه الإشْكالَ والالتباسَ وهذا نقلته من غير سماع. والمشاكلة: الموافقة: والتشاكل مثله. وشكل، بالتحريك: بطن من العرب.
شكل: شكل: عقد، ربط (بوشر).
شكل: ناسب، جعله متناسبا مع. كافأ، جعله متكافئاً مع (الكالا).
شكل: والعامة تقول شكل فلان المسألة أي علقّها بما يمنع نفوذها (محيط المحيط).
شكل الخنجر ونحوه جعله في منطقته (محيط المحيط).
يشكل: محتمل، مستساغ، مقبول (بوشر).
شكّل (بالتشديد): وضع الزمام، وضع الرباط (ألكالا).
شكّل: ربط، أوثق، شدّ: قيّد (ألكالا).
شكّل: عذّب، أبرم، أزعج، آلم (ألكالا).
شكّل أذياله جعلها في منطقته وكذلك شكّل الخنجر جعله في منطقته (محيط المحيط) شكّل دكاناً بالبضائع: موّن مخزناً بالبضائع (بوشر).
شكّل: وضع علامة الحركة على الحرف (بوشر).
يشكّل له: يوافقه ويصلح له (فوك).
شاكل: ما أشاكلهم: ما أجانسهم (بوشر).
شاكل: ما يشاكلهم: لا علاقة له بهم (بوشر).
شاكل: ما أشاكله: لا أريد أن يكون ما يجمعني معه (بوشر).
مشاكلة: مجانسة. ملائمة، موافقة، علاقة (بوشر).
شاكل: تغنج وتدلل. يقال شاكلت المرأة إذا كانت تستثير بنظراتها وحركاتها الفاتنة (الف ليلة برسل 2: 276، 11: 367. وكذلك يقال شاكل الرجل (ألف ليلة برسل 11: 366).
شاكل: نازع، ماحك (بوشر).
أشكل: جعله من شكله، جعله شبيهه ونظيره (ديوان الهذليين ص211 البيت 4).
تشكَّل. تشكل الفرس: شكل، عقل، قيّد (فوك) تشكّل: اتخذ أشكالا مختلفة (المقدمة 1: 58).
وفي المقريزي حضرموت: تتشكل حدأة أي تكون بشكل الحدأة.
تشكل: تعثر (هلو).
تشكّل. والعامة تقول تشكّلت المرأة أي تزينت بزهور تشكلها في رأسها. (محيط المحيط).
تشكّل. تشكّلت الأسنان: تصوّرت وتصرفت. (باين سميث 1383).
تشاكل: حاكى، تشبه به (هلو).
تشاكل مع: تعارك، تخاصم، وتشاكلوا: تعاركوا وتخاصموا (بوشر).
انشكل: وضع عليه شكل الحركات (فوك).
تنشكل في: تعثر، وتعرقل سيره (بوشر).
اشكل، اشتكل عليه معنى الكلام: أشكل عليه المعنى والتبس (بوشر).
استشكل: بالمعنى الذي ذكره لين المقري 3: 132، 182، المقدمة 3: 77.
استشكل: حكم بان الشيء غير لائق ومزعج ومكدر (المقدمة 3: 75).
شَكُل: صورة، هيئة. وشكل حرفي: صورة الحرف التي يكتب بها (المقدمة 2: 338).
شكْل: صورة رياضية (بوشر).
شكل منتظم: مظلع منتظم. شكل كثير الأضلاع والزوايا منتظم. (بوشر).
شكل: مسألة هندسية (أبو الفرج ص280، أماري ص480).
شكْل: عند أصحاب الرمل هيئة النقط المرسومة لاستخراج المطلوب (محيط المحيط).
شكل: نوع، صنف، ضرب جنس (بوشر) جنس نوع (همبرت ص46، المقري 1: 33).
أشكال وأنواع الطعام: قائمة الطعام في مطعم (بوشر).
أشكال أشكال: أنواع مختلفة (بوشر).
شكل: هيئة، طريقة، أسلوب، كيفية (بوشر).
شكل: بزّة، ثوب (ألكالا).
شكل: غيَّر شكله: تنكرّ (بدرون ص295) شكل السلاح: شكْة، لأمة (المعجم اللاتيني - العربي).
شكل: عينة، أنموذج (بوشر).
شكل: نوع اللون واختلافه، درجة اللون (بوشر).
أشكال: عمارات المدينة. ففي الادريسي قسم 5 فصل 2: مدينة عجيبة البناء قائمة الأشكال عامرة الأسواق. وفي ملّر في كلامه عن مالقة: حسن أشكالها.
شكل: مؤسسة. ففي الجريدة الأسيوية (1849، 1: 193) وقائد القسطنطينية أقام بها شكلا زائداً على معتاد القيادة كترتيب الرجال. وفيها (1852، 2: 211): السلطان أقام شكلاً جميلاً، ورتب مجلساً جليلاً.
شكل: لطافة، كياسة، ظرافة ملاحة (الكالا).
قلة شكل: قلة لطافة وقلة كياسة (ألكالا).
قليل الشكل: من يتكلم أو يعمل بدون كياسة (ألكالا).
شكل: جمال (فوك) في محيط المحيط: شكل جمال المنظر وهو يقول فلان يحب الشكل. وفي ألف ليلة (برسل 9: 349): بدلة شكل أي بدلة جميلة، وفي طبعة ماكن حلة فاخرة.
شكل: خصام، نزاع. ويقال: طلب معه شكلا لو طلب شكلاً من. (بوشر).
شكل: عند المنطقيين هو هيئة نسبة الحدّ الأوسط إلى الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر كنسبة المتغير إلى العالم والحادث في قولك العالم متغير وكل متغير حادث (محيط المحيط).
شكل: عند الصوفية هو وجود الحق (محيط المحيط).
شكل: لابد أن هذه الكلمة تعنى شيئاً آخر غير حركات الشكل. انظر المقدمة (3: 140) حيث يرى السيد دي سلان أنها الأعداد.
شكلة: واحدة الشكل، الحركة وتوابعها (محيط المحيط) ويستشهد ببيت للمتنبي (ص266 البيت 11 طبعة ديتريشى).
شُكْلَة: الحركة وتوابعها (ألكالا، آرت 2: 21) ومنها أخذ الفعل الأسباني Xuclar شكَّل بالحركات الذي يستعمله الفونس دي كاستلو في (تاريخ أسبانيا 3: 25، 36).
شُكْلِيّ: حسّاس، سريع الانفعال، قريب الغضب، سريع التأثر (بوشر).
شُكلى: مماحك، محب للخصام (بوشر، همبرت ص241) ومنازع، كثير الشغب (همبرت ص241): مجادل، مشاجر، مخاصم، مزعج، مقلق، منكد، ومن يحب إقامة الدعاوى، من يحب المبارزة، سائف، مسايف، محب المسايفة (بوشر).
شِكَال: عقال. ويجمع بالألف والتاء عند بوشر.
وشُكُول عند فوك، وأشْكُل عند ألكالا.
شِكال: حصير صفصاف، حصير لتجفيف الجبن فيما يظهر (بابن سميث 1516). بيت الشكال: رسغ الفرس (بوشر).
شِكال: فصل الأمطار في الهند (ابن بطوطة 2: 6).
شِكالة: جمال، أناقة (باين سميث 1534).
شُكالِيْة (جمع): من يصنعون السيور، وشكالات الخيل وأرسنتها (صفة مصر 18 قسم 2 ص388) شاكِلة: لياقة (فوك) وفي حيان - بسام (3: 143 و) والوزراء هتفوا بإبطال الخلافة جملة لعدم الشاكلة.
كل على شاكلته أي على سجيته وخلقه، وكل في رتبته ومنصبه (تاريخ البربر 2: 198، 330).
تشكيك: تنوع، اختلاف، تشكّل (بوشر).
تشكيل: الزهر المختلف الأشكال (محيط المحيط) تشكيلة وجمعها تشاكيل: الضمة من الزهر. الباقة منه (محيط المحيط) مَشْكَل وجمعها مَشاكل: صورة. ففي حيان - بسام (1: 174 ف): مجلس به مشاكل الجبس مُشْكِل: حديث لم تثبت صحته (دي سلان المقدمة 2: 483).
مُشّكِلَة: صعَوبة. عُسْر (بوشر).
مشاكل: أنيق (ألكالا).
مشاكل: جميل (بوشر).
مشاكَلّة: استساغة، معقولية، احتمال التصديق (بوشر).
(ش ك ل)

الشكل: الشّبَه والمثل.

وَجمعه: أشكال، وشكول، وانشد أَبُو عبيد:

فَلَا تطلبالي أَيّمَا إِن طلبتما ... فَإِن الأيامي لسن لي بشكول

وَقد تشاكل الشيئان.

وشاكل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.

وشاكلة الْإِنْسَان: شكله وناحيته وطريقته، وَفِي التَّنْزِيل: (قل كل يعْمل على شاكلته) أَي: على طَرِيقَته ومذهبه.

وشكل الشَّيْء: صورته المحسوسة والمتوهمة، وَالْجمع: كالجمع.

وتشكل الشَّيْء: تصور.

وشكله: صوره. واشكل الْأَمر: الْتبس.

وَأُمُور أشكال: ملتبسة.

وَبينهمْ أشكلة: أَي لبس.

والأشكلة، والشكلاء: الْحَاجة.

والأشكل من الْإِبِل وَالْغنم: الَّذِي يخلط سوَاده حمرَة أَو غبرة، كَأَنَّهُ قد اشكل عَلَيْك لَونه.

والأشكل من سَائِر الْأَشْيَاء: الَّذِي فِيهِ حمرَة وَبَيَاض قد اخْتَلَط.

وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض يضْرب إِلَى حمرَة وكدرة، قَالَ:

كشائط الرب عَلَيْهِ الأشكال

وصف الرب بالأشكل، لِأَنَّهُ من الوانه.

وَاسم اللَّوْن: الشكلة.

والشكلة فِي الْعين: مِنْهُ، وَقد أشكلت.

وَيُقَال: فِيهِ شكْلَة من سَمُرَة، وشكلة من سَواد، وَقَوله فِي صفة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ ضليع الْفَم أشكل الْعين منهوس العقبين " فسره سماك بن حَرْب: بِأَنَّهُ طَوِيل شقّ الْعين، وَهَذَا نَادِر، وَيُمكن أَن يكون من الشكلة الْمُتَقَدّمَة.

وشكل الْعِنَب، وتشكل: اسود واخذ فِي النضج، فَأَما قَوْله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

ذرعت بهم دهس الهدملة أينق ... شكل الْغرُور وَفِي الْعُيُون قدوح

فَإِنَّهُ عَنى بالشكلة هُنَا: لون عرقها، والغرور هُنَا: جمع غر، وَهُوَ: تثني جلودها، هَكَذَا قَالَ، وَالصَّحِيح: " تثني جلودها ".

وَفِيه شكْلَة من دم: أَي شَيْء يسير.

وشكل الْكتاب يشكله شكلاً، وأشكله: أعجمه.

وشكل الدَّابَّة يشكلها شكلاً، وشكلها: شدّ قَوَائِمهَا بِحَبل.

وَاسم ذَلِك الْحَبل: الشكال. وَالْجمع: شكل.

والشكال فِي الرحل: خيط يوضع فِي الحقب والتصدير لِئَلَّا يلح الحقب على ثيل الْبَعِير فيحقب: أَي يحتبس بَوْله، وَهُوَ من ذَلِك.

والشكال، أَيْضا: وثاق بَين الحقب والبطان وَكَذَلِكَ: الوثاق بَين الْيَد وَالرجل.

والمشكول من الْعرُوض: مَا حذف ثَانِيه وسابعه، نَحْو حذفك ألف " فاعلاتن " وَالنُّون مِنْهَا، سمي بذلك، لِأَنَّك حذفت من طرفه الآخر وَمن أَوله، فَصَارَ بِمَنْزِلَة الدَّابَّة الَّتِي شكلت يَده وَرجله.

وشكلت الْمَرْأَة شعرهَا: ضفرت خَصْلَتَيْنِ من مقدم رَأسهَا عَن يَمِين وَعَن شمال، ثمَّ شدت بهَا سَائِر ذوائبها.

والشكال فِي الْخَيل: أَن تكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ محجلة، والواحدة مُطلقَة.

أَو أَن تكون الثَّلَاث مُطلقَة، والواحدة محجلة.

وَلَا يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل، وَفِي الحَدِيث: " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كره الشكال فِي الْخَيل ".

وَفرس مشكول: ذُو شكال.

والشاكلة: الْبيَاض مَا بَين الْأذن والصدغ، وَفِي الحَدِيث: " تفقدوا فِي الطّهُور الشاكلة والمغفلة والمنشلة " المغفلة: العنفقة، والمنشلة: مَا تَحت حَلقَة الْخَاتم من الاصبع، كل ذَلِك عَن الزجاجي.

وشاكلة الشَّيْء: جَانِبه، قَالَ ابْن مقبل:

وعمداً تصدت يَوْم شاكلة الْحمى ... لتنكأ قلباً قد صَحا وتنكرا

وشاكلة الْفرس: الَّذِي بَين عرض الخاصرة والثفنة، وَهُوَ موصل الْفَخْذ فِي السَّاق.

والشاكلتان: ظَاهر الطفطفتين من لدن مبلغ القصيري إِلَى حرف الحرقفة من جَانِبي الْبَطن.

والشكلاء من النعاج: الْبَيْضَاء الشاكلة.

والشواكل من الطّرق: مَا انشعب عَن الطَّرِيق الْأَعْظَم. والشكل: غنج الْمَرْأَة وغزلها وَحسن دلها.

شكلت شكلاً، فَهِيَ شكْلَة.

وأشكل النّخل: طَابَ رطبه.

والأشكل: السدر الْجبلي.

واحدته: أشكلة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي بعض الْعَرَب: أَن الأشكل شجر مثل شجر الْعنَّاب فِي شوكه وعقف اغصانه، غير انه اصغر وَرقا، وَأكْثر أفنانا، وَهُوَ صلب جدا، وَله نبيقة حامضة شَدِيدَة الحموضة، منابته شَاهِق الْجبَال. تتَّخذ مِنْهُ القسي، وَإِذا لم تكن شجرته عتيقة متقادمة كَانَ عودهَا اصفر شَدِيد الصُّفْرَة، وَإِذا تقادمت شجرته واستتمت جَاءَ عودهَا نِصْفَيْنِ، نصفا شَدِيد الصُّفْرَة، وَنصفا شَدِيد السوَاد. قَالَ العجاج وَوصف المطايا وسرعتها:

معج المرامي عَن قِيَاس الأشكل

قَالَ: ونبات الأشكل مثل شجر الشريان.

وشكلة: اسْم امْرَأَة.

وَبَنُو شكل: بطن.

والشوكل: الرجالة.

وَقيل: الميمنة والميسرة، كل ذَلِك عَن الزجاجي.
شكل
شكَلَ1/ شكَلَ على يَشكُل، شُكُولاً، فهو شاكِل، والمفعول مشكول عليه
• شكَل الأمرُ/ شكَل الأمرُ عليه: التبس. 

شكَلَ2 يَشكُل، شَكْلاً، فهو شاكل، والمفعول مَشْكول
• شكَل الكتابَ: ضبَطه بالنقط والحَرَكات "لغة لا شكل لها".
• شكَل الدَّابّةَ ونحوَها: قيَّدها بالشِّكال وهو القيد؛ ربَطها به. 

شكِلَ يَشكَل، شَكَلاً وشُكْلةً، فهو شَكِل وأشكلُ
• شكِل اللونُ: خالطه لونٌ غيرُه.
• شكِلتِ العينُ: خالط بياضَها حُمرةٌ "شخص أشكلُ العَيْنَيْن".
• شكِلتِ الخيلُ: خالط سوادَها حُمْرة "جوادٌ شكِل/ أشكلُ". 

أشكلَ يُشكل، إشكالاً، فهو مُشكِل، والمفعول مُشْكَل (للمتعدِّي)
• أشكل الأمرُ: التبس واشتبه.
• أشكل اللَّونُ: اختلط بغيره.
• أشكل الكِتابَ: أعلمه بعلامات الإعراب، أعجمه، كأنّه أزال عنه الإشكال والالتباس. 

استشكلَ/ استشكلَ على/ استشكلَ في يستشكل، استشكالاً، فهو مُسْتَشكِل، والمفعول مُسْتَشكَل عليه
• استشكلَ الأمرُ: أشكل، التبس.
• استشكل على الحُكْم/ استشكل في تنفيذ الحُكْم: (قن) أورد ما يستدعي وقف التنفيذ حتى ينظر في وجه الاستشكال. 

تشاكلَ يتشاكل، تشاكُلاً، فهو مُتشاكِل
• تشاكل الشَّيئان: تشابها وتماثلا وتوافقا "تشاكلتِ الأجنحة والزَّعانف الصَّدريّة- لو لم يتشاكلا لما ترافقا- رقّ الزجاجُ وراقتِ الخمرُ ... فتشابها فتشاكل الأمرُ".
• تشاكل الرَّجلان: تعاركا وتخاصما. 

تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من يتشكَّل، تشكُّلاً، فهو مُتشكِّل، والمفعول مُتشكَّل به
• تشكَّل الشَّيءُ: تصوّر وتمثّل، وصار ذا شكْل وهيئة "تشكّل الجنين في بطن أمِّه- تشكّلتِ القضيّةُ: اتَّخذت شكلاً".
• تشكَّل المَعجونُ بشكل الوِعاء: اتَّخذ شكلَه "فستان يتشكَّل بأشكال الجسم: ينسجم معه تمام الانسجام".
• تشكَّل شبحٌ لفلان: ظهر له في صورةٍ مرئيَّة.
• تشكَّل من كذا: تألَّف منه "تشكَّلتِ الوزارةُ الجديدة من رئيس لها وعشرين وزيرًا". 

شاكلَ يشاكل، مُشاكلةً، فهو مُشاكِل، والمفعول مُشاكَل
• شاكلَ فلانًا: شابهه، ماثله، افقه "أنت تشاكل أباك في فضله وعلمه" ° وما شاكل ذلك: ما كان على نمطه. 

شكَّلَ يشكِّل، تشكيلاً، فهو مُشكِّل، والمفعول مُشكَّل
• شكَّل الكتابَ: شكَله، ضبطه بالنّقط والحرَكات.
• شكَّل الفَنَّانُ الشَّيءَ: صوّره، عالجه بغيةَ إعطاء شكلٍ معيّن "شكّل تمثالاً/ قطعة رخام/ مَعْدِنًا".
• شكَّل خطرًا: تسبّب في وقوع ضرر "تشكِّل السياسةُ الإسرائيليّة خطرًا جسيمًا في المنطقة".
• شكَّل حلوى: نوّعها "شكَّل أقلامًا- شكَّل باقةَ ورد".
 • شكَّلَ وزارةً: ألَّفها، جمع فيها عدَّة أعضاء وأسند إليهم مسئوليّاتٍ مُعيَّنة "شكّل حكومةً/ لجنةً". 

إشكال [مفرد]: ج إشكالات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشكلَ.
2 - مشكلة، قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "أثار المتحدِّث إشكالاتٍ عدّة- أوقع صديقَه في إشكالات عديدة".
3 - أمر يوجب التباسًا في الفهم، عكسه بيان.
• إشكال التَّنفيذ: (قن) منازعة تتعلّق بإجراءات تنفيذ الحكم. 

إشكاليَّة [مفرد]: ج إشكاليَّات:
1 - مصدر صناعيّ من إشكال: مجموعة المسائل التي يطرحها أحد فروع المعرفة "إشكاليَّة الثّقافة/ النصّ".
2 - التباس واشتباه في أمرٍ أو شيءٍ ما. 

أشْكَلُ [مفرد]: ج شُكْل، مؤ شكلاءُ، ج مؤ شَكْلاوات وشُكْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ.
تشكُّل [مفرد]:
1 - مصدر تشكَّلَ/ تشكَّلَ بـ/ تشكَّلَ لـ/ تشكَّلَ من.
2 - (حي) تكوُّن أنسجة جديدة.
3 - (هس) شكل خارجيّ يحدِّد الجسم.
• علم تشكُّل الصُّخور: (جو) جزء من علم الجيولوجيا يبحث في التغيُّرات التي حصلت في شكل الصخور كالتجعّدات والتكسّرات ونشوء الجبال. 

تشكيل [مفرد]: ج تشكيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَّلَ.
2 - عدد متجانس من شيء ما "هاجم تشكيل من الطائرات أهدافًا للعدوّ".
3 - (لغ) ضبط الحروف بالحركات. 

تشكيلات [جمع]: مف تشكيل: مناقلات بين الموظّفين، وقد يراد بها ما يرافق المناقلات من تعيين وصرف وترقية، إعادة تنظيم. 

تشكيلة [مفرد]: ج تشكيلات:
1 - اسم مرَّة من شكَّلَ.
2 - مجموعة، عدد مُتنوِّع من شيء ما "تشكيلة عسكريَّة/ بحريَّة جوِّيَّة- تشكيلة حلويّات- تشكيلة من الدبَّابات الحديثة". 

تشكيليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تشكيل ° الفنون التَّشكيليَّة: فنون تصوِّر الأشياء وتمثِّلها؛ كالرسم والتصوير والنحت والهندسة المعماريَّة. 

شاكِلَة [مفرد]: ج شاكلات وشواكلُ:
1 - مؤنَّث شاكل.
2 - سجيّة وطبيعة، طريقة ومذهب " {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} " ° جرَى على شاكلة فلان: حاكاه، فعل مثله- هو على شاكلته: هو من طينته، من نوعه.
3 - خاصرة، جانب، جهة "أصاب شاكلةَ الصواب" ° أصاب شاكلةَ الطَّريق: توصّل إلى الحقيقة- شاكلتا الطَّريق: جانباه. 

شِكال [مفرد]: ج شُكُل: قَيْد أو عِقال أو حَبْل تُشدّ به قوائمُ الدّابَّة، ويكون في إحدى أرجل الدابّة والرِّجل التي تخالفها كاليُمنى الأمامِيَّة واليُسرى الخلفيّة. 

شَكْل1 [مفرد]: ج أشكال (لغير المصدر) وشُكول (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَلَ2 ° الشَّكل والمضمون: اللَّفظ والمعنى فالشَّكل يتمثل في صياغة العمل الفنِّيّ وبنائه اللفظيّ، أما المعنى فهو أفكاره ومعانيه ومغزاه.
2 - صورة الشَّيء، هيئته "شكل خارجيّ- اعرض رأيك بشكل واضح" ° بشكلٍ عامّ: بإيجاز، باختصار- بشكلٍ واضح/ بشكلٍ ملموس: بصورة مفهومة- شكل الأرض: تضاريسُها ومعالمُها- فلانٌ حَسن الشَّكل: حسَن المظهر والهِندام.
3 - شبيه، نمط "إنّ الطيور على أشكالها تقع- {وَءَاخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} ".
4 - طريقة، أسلوب "لا تتكلّم بهذا الشّكل".
5 - (عر) حذف الحرف الثاني والسّابع من (فاعلاتن) ليبقى (فَعِلاتُ).
6 - (هس) هيئة للجسم أو السّطح محدودة بحدٍّ واحد كالكرة، أو بحدود مختلفة كالمثلّث والمربّع.
• علم الشَّكل:
1 - (جو) عِلْم يُعنَى بدراسة شَكْل سطح الأرض.
2 - (حي) عِلْم يتناول دراسة الشَّكل الخارجيّ للنبات أو الحيوان. 

شَكْل2 [جمع]: مف شَكْلَة: علامات ورموز توضع فوق الحروف أو تحتها لضبط النُّطق "اضبط العبارة الآتية بالشَّكْل". 

شَكَل [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شكِلَ. 

شِكْل [مفرد]: شبيه ومثل "هذان التوءمان شِكلان". 

شَكْلانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس "نصّ/ مفهوم شَكْلانيّ". 

شَكْلانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَكْل1: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من شَكْل1.
3 - (دب) مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر "يظهر في دراساته ميلٌ نحو الشكلانيّة في اللغة- تنامت النظرية الشكلانيّة في النقد في الآونة الأخيرة- هو من كتَّاب الشكلانيَّة الروسيَّة". 

شَكْلة [مفرد]: ج شَكَلات وشَكْلات وشَكْل:
1 - اسم مرَّة من شكَلَ2.
2 - علامة أو رمز يوضع فوق الحرف أو تحته لضبط النطق. 

شُكْلة [مفرد]: مصدر شكِلَ. 

شَكْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَكْل1: وهو ما يّتصل بالظاهر دون الباطن، أو بالشكل دون الجوهر، ومنه المذهب الشكليّ في الفنّ والأدب واللغة "إجراء/ احتجاج شكليّ" ° عيب شكليّ: يمس الظّاهر دون الجوهر- فلانٌ رجل شكليّ: يتمسَّك بالقشور ويهمل اللُّباب.
• الدَّفع الشَّكليّ: (قن) دفع المدَّعى عليه المتعلِّق بإجراءات الخصومة دون موضوعها كالدَّفع ببطلان صحيفة الدَّعوى.
• فنّ شَكْليّ: فنّ لا يسلِّم بتمثيل أشكال سهلة المعرفة، بل يسعى للتعبير عن حالات الإحساس بنِسب الأضواء والظِّلال والألوان. 

شكليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شَكْل1: تمسُّك شديد بالأشكال الخارجيّة في الدين والحياة الاجتماعيّة ومجالات أخرى.
2 - مبدأ قوامه أنّ صحّة الأعمال القانونيّة مرتبط ارتباطاً دقيقًا بمراعاة الأشكال.
3 - (دب) شكلانيَّة؛ مذهب في اللُّغة والأدب يرمي إلى التمسُّك بالصورة الخارجيّة أو الاهتمام بالظاهر دون الجوهر. 

شُكُول [مفرد]: مصدر شكَلَ1/ شكَلَ على. 

مُشاكلة [مفرد]:
1 - مصدر شاكلَ.
2 - (بغ) أنْ يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته " {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ". 

مُشكِل [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - اسم فاعل من أشكلَ.
2 - (فق) ما لا يُفهم حتى يدلّ عليه دليلٌ من غيره.
• خُنثى مُشكِل: ما لا يُتبيّن من أيّ الجنسين هو. 

مُشْكِلة [مفرد]: ج مشكلات ومشاكِلُ:
1 - قضيّة مطروحة تحتاج إلى معالجة "مشكلة الشرق الأوسط/ المرور" ° يسبِّب المشاكلَ: يخلق المتاعبَ.
2 - صعوبة يجب تذليلها للحصول على نتيجة ما. 

شكل: الشَّكْلُ، بالفتح: الشِّبْه والمِثْل، والجمع أَشكالٌ وشُكُول؛

وأَنشد أَبو عبيد:

فلا تَطلُبَا لي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما،

فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لي بشُكُولٍ

وقد تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ واحد منهما صاحبَه. أَبو

عمرو: في فلان شَبَهٌ من أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ

ومُشَاكَلَة. وقال الفراء في قوله تعالى: وآخَرُ من شَكْلِه أَزواجٌ ؛ قرأَ

الناس وآخَرُ إِلاَّ مجاهداً فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وقال الزجاج: من قرأَ

وآخَرُ من شَكْلِه؛ فآخَرُ عطف على قوله حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ أَي وعَذاب

آخَرُ من شَكْلِه أَي من مِثْل ذلك الأَول، ومن قرأَ وأُخَرُ فالمعنى

وأَنواع أُخَرُ من شَكْلِه لأَن معنى قوله أَزواج أَنواع. والشَّكْل: المِثْل،

تقول: هذا على شَكْل هذا أَي على مِثَاله. وفلان شَكْلُ فلان أَي مِثْلُه

في حالاته. ويقال: هذا من شَكْل هذا أَي من ضَرْبه ونحوه، وهذا أَشْكَلُ

بهذا أَي أَشْبَه. والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشاكُلُ مثله.

والشاكِلةُ: الناحية والطَّريقة والجَدِيلة. وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه

وناحيته وطريقته. وفي التنزيل العزيز: قُلْ كُلُّ يَعْمَل على شاكِلَته؛ أَي

على طريقته وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وقال الأَخفش: على شَاكِلته أَي على

ناحيته وجهته وخَلِيقته. وفي الحديث: فسأَلت أَبي عن شَكْل النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَي عن مَذْهَبه وقَصْده، وقيل: عما يُشَاكلُ أَفعالَه.

والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمَذْهب. وهذا طَرِيقٌ ذو

شَواكِل أَي تَتَشَعَّب منه طُرُقٌ جماعةٌ. وشَكْلُ الشيء: صورتُه

المحسوسة والمُتَوَهَّمة، والجمع كالجمع.

وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه. وأَشْكَل الأَمْرُ:

الْتَبَس. وأُمورٌ أَشْكالٌ: ملتبسة، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ. وفي

حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَن لا يَبِيعَ من أَولاد نَخْل هذه القُرَى

وَدِيَّةً حتى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حتى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل

فيها فيراها الناظر على غير الصفة التي عَرَفها بها فيُشْكِل عليه

أَمْرُها.

والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. الليث: الأَشْكال الأُمورُ

والحوائجُ المُخْتَلِفة فيما يُتكَلَّف منها ويُهْتَمُّ لها؛ وأَنشد

للعَجَّاج:وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال

الأَصمعي: يقال لنا عند فلان رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وهما الحاجة، ويقال

للحاجة أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بمعنى واحد. والأَشكل من الإِبل

والغنم: الذي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قد أَشْكَل عليك

لونُه، وتقول في غير ذلك من الأَلوان: إِنَّ فيه لَشُكْلَةً من لون كذا

وكذا، كقولك أَسْمر فيه شُكْلَة من سواد؛ والأَشْكَل في سائر الأَشياء:

بياضٌ وحُمْرة قد اخْتَلَطَا؛ قال ذو الرمة:

يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مخلوطاً تَقَمَّصَه

مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج

وقول الشاعر:

فما زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها

بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ

قال أَبو عبيدة: الأَشكل فيه بياضٌ وحُمْرة. ابن الأَعرابي: الضَّبُع

فيها غُثْرة وشُكْلة لَوْنا فيه سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة. وقال شَمِر:

الشُّكْلة الحُمْرة تختلط بالبياض. وهذا شيءٌ أَشْكَلُ، ومنه قيل للأَمر

المشتَبه مُشْكِلٌ. وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر

(* قوله «وأَشكل عليّ الأمر» في

القاموس: وأشكل الأمر التبس كشكل وشكل) إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ

الأَخبار وأَحْكَلَتْ بمعنىً واحد. والأَشْكَل عند العرب: اللونان

المختلطان. ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كان فيه بياض وحُمْرَة؛ قال ابن دريد: إِنما

سُمِّي الدم أَشْكَلَ للحمرة والبياض المُخْتَلَطَيْن فيه. قال ابن سيده:

والأَشْكَلُ من سائر الأَشياء الذي فيه حمرة وبياض قد اختلط، وقيل: هو

الذي فيه بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال:

كَشَائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه من أَلْوانِه، واسم اللون الشُّكْلة،

والشُّكْلة في العين منه، وقد أَشْكَلَتْ. ويقال: فيه شُكْلة من سُمْرة

وشُكْلة من سواد، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ

العين. وفي حديث علي

(* قوله «وفي حديث علي إلخ» في التهذيب: وفي حديث علي

في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ) رضي الله عنه: في عَيْنيه

شُكْلةٌ؛ قال أَبو عبيد: الشُّكْلة كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين، فإِذا

كانت في سواد العين فهي شُهْلة؛ وأَنشد:

ولا عَيْبَ فيها غَير شُكْلة عَيْنِها،

كذاك عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها

(* قوله «شكل عيونها» في التهذيب شكلاً بالنصب).

عِتَاقُ الطَّيرِ: هي الصُّقُور والبُزَاة ولا توصف بالحُمْرة، ولكن

توصف بزُرقة العين وشُهْلتها. قال: ويروى هذا البيت: غَيْرَ شُهْلةِ

عَيْنها؛ وقيل: الشُّكْلة في العين الصُّفْرة التي تُخَالِط بياض العين الذي

حَوْلَ الحَدَقة على صِفَة عين الصَّقْر، ثم قال: ولَكِنَّا لم نسمع

الشُّكْلَة إِلا في الحُمْرة ولم نسمعها في الصُّفْرة؛ وأَنشد:

ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ،

سَقَتْه نَجِيعاً، من دَمِ الجَوْف، أَشْكلا

قال: فهو هَهُنَا حُمْرة لا شَكَّ فيه. وقوله في صفة سيدنا رسول الله،

صلى الله عليه وسلم: كان ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ العين مَنْهُوسَ

العَقِبين؛ فسره سِمَاك ابن حَرْب بأَنه طويل شَقِّ العَيْن؛ قال ابن سيده: وهذا

نادر، قال: ويمكن أَن يكون من الشُّكْلة المتقدمة، وقال ابن الأَثير في

صفة أَشْكَلَ العين قال: أَي في بياضها شيء من حُمْرة وهو مَحْمود

مَحْبوب؛ يقال: ماء أَشْكَلُ إِذا خالطه الدَّمُ. وفي حديث مَقْتَل عُمَر، رضي

الله عنه: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلاً أَي مختلطاً بالدم غير صريح، وكل

مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ.

وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. المحكم: شَكَّلَ

(* قوله «المحكم

شكل إلخ» في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل) العِنَبُ

وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْج؛ فأَما قوله أَنشده ابن

الأَعرابي:ذَرَعَتْ بهم دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ

شُكْلُ الغُرورِ، وفي العُيون قُدُوحُ

فإنه عَنَى بالشُّكْلة هنا لون عَرَقها، والغُرور هنا: جمع غَرٍّ وهو

تَثَنِّي جُلودها

(* قوله «وهو تثني جلودها» زاد في المحكم: هكذا قال

والصحيح ثني جلودها) وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ أَي شيء يسير.

وشَكَل الكِتابَ يَشْكُله شَكْلاً وأَشْكَله: أَعجمه. أَبو حاتم:

شَكَلْت الكتاب أَشكله فهو مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت

الكِتابَ إِذا نَقَطَتْه. ويقال أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك

أَزَلْت به عنه الإِشْكال والالتباس؛ قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من

غير سماع. وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس.

والشِّكَال: العِقَال، والجمع شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ

بالشَّكَال. وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلها شَكْلاً وشَكَّلَها: شَدَّ

قوائمها بحَبْل، واسم ذلك الحَبْلِ الشِّكَالُ، والجمع شُكُلٌ. والشِّكَال

في الرَّحْل: خَيط يوضع بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لئلاّ يُلِحَّ

الحَقَبُ على ثِيلِ البَعِيرِ فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وهو الزِّوار أَيضاً.

والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بين الحَقَب والبِطَان، وكذلك الوثاق بين

اليد والرجل. وشَكَلْت عن البعير إِذا شَدَدت شِكَاله بين التصدير والحَقَب،

أَشْكُلُ شَكْلاً.

والمَشْكُولُ من العَرُوض: ما حُذف ثانيه وسابعُه نحو حذفك أَلفَ

فاعلاتن والنونَ منها، سُمِّي بذلك لأَنك حذفت من طرفه الآخِر ومن أَوّله فصار

بمنزلة الدابَّة الذي شُكِلَت يَدُه ورجلُه.

والمُشاكِلُ من الأُمور: ما وافق فاعِلَه ونظيرَه. ويقال: شَكَلْت

الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بعضاً

يُقَرَّط به النساءُ؛ قال ذو الرمة:

سَمِعْت من صَلاصِل الأَشْكَالِ

أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوَالي،

هَزَّ السَّنَى في ليلة الشَّمَالِ

وشَكَّلَتِ المرأَةُ

(* قوله «وشكلت المرأة» ضبط مشدداً في المحكم

والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن

القطاع) شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين من مُقَدَّم رأْسها عن يمين وعن شمال

ثم شَدَّت بها سائر ذوائبها. والشِّكَال في الخيل: أَن تكون ثلاثُ قَوائم

منه مُحَجَّلةً والواحدة مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وهو العِقال، وإِنما

أُخِذ هذا من الشِّكَال الذي تُشْكَل به الخيل، شُبِّه به لأَن

الشِّكَال إِنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: هو أَن تكون الثلاثُ مُطْلَقة

والواحدة مُحَجَّلة، ولا يكون الشِّكَال إِلا في الرِّجْل ولا يكون في اليد،

والفرسُ مَشْكُولٌ، وهو يَكْرَه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، كَرِه الشِّكال في الخيل؛ وهو أَن تكون ثلاثُ قوائم مُحَجَّلة وواحدة

مُطْلَقة تشبيهاً بالشَّكَال الذي تُشْكَل به الخيلُ لأَنه يكون في ثلاث

قوائم غالباً، وقيل: هو أَن تكون الواحدة محجَّلة والثلاث مُطْلَقة، وقيل:

هو أَن تكون إِحدى يديه وإِحدى رجليه من خلاف مُحَجَّلتين، وإِنما

كَرِهه لأَنه كالمشكول صورةً تفاؤلاً، قال: ويمكن أَن يكون جَرَّب ذلك الجنس

فلم يكن فيه نَجَابة، وقيل: إِذا كان مع ذلك أَغَرَّ زالت الكراهة لزوال

شبه الشِّكَال. ابن الأَعرابي: الشِّكَال أَن يكون البياض في رجليه وفي

إِحدى يديه. وفَرَسٌ مَشْكُول: ذو شِكَال. قال أَبو منصور: وقد روى أَبو

قتادة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ

الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثلاث طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مثله؛ قال

الأَزهري: والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُه صغيرة بين عينيه، وقوله طَلْق اليمنى

ليس فيها من البياض شيء، والمُحَجَّل الثلاث التي فيها بياض. وقال أَبو

عبيدة: الشِّكَال أَن يكون بياض التحجيل في رِجْل واحدة ويَدٍ من خِلافٍ

قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وهو فرس مَشْكُول.

ابن الأَعرابي: الشَّاكِل البياض الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ. وحُكي

عن بعض التابعين: أَنه أَوْصَى رَجُلاً في طَهارته فقال تَفَقَّدِ

المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر. وورد

في الحديث أَيضاً: تَفَقَّدوا في الطُّهور الشاكِلَة والمَغْفَلة

والمَنْشَلة؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: ما تحت حَلْقة

الخاتَم من الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: ما بين

العِذَار والأُذُن من البياض. وشاكِلَة الشيء: جانبُه؛ قال ابن مقبل:

وعَمْداً تَصدَّت، يوم شَاكِلة الحِمى،

لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا

وشاكِلةُ الفَرس: الذي بين عَرْض الخاصرة والثَّفِنة، وهو مَوْصِلُ

الفَخِذ في الساق. والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين من لَدُنْ مَبْلَغ

القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة من جانبي البطن. والشَّاكِلةُ:

الخاصِرةُ، وهو الطَّفْطَفة. وفي الحديث: أَن ناضِحاً تَرَدَّى في بِئر فُذكِّي

من قِبَل شاكِلته أَي خاصِرِته. والشَّكْلاء من النِّعاج: البيضاءُ

الشَّاكِلة. ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وهي

بَيِّنَة الشَّكَل. والأَشْكَل من الشاء: الأَبيضُ الشاكِلة.

والشَّواكِلُ من الطُّرُق: ما انْشَعَب عن الطريق الأَعظم.

والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلاً،

فهي شَكِلةٌ؛ يقال: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وفي تفسير

المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذاتُ

الدَّلّ. والشَّكْل: المِثْل. والشِّكْل، بالكسر: الدَّلُّ، ويجوز هذا في

هذا وهذا في هذا. والشِّكْلُ للمرأَة: ما تَتَحسَّن به من الغُنْج. يقال:

امرأَة ذات شِكْل. وأَشْكَلَ النَّخلُ: طاب رُطَبُه وأَدْرَك.

والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، واحدته أَشْكَلَة. قال أَبو حنيفة:

أَخبرني بعض العرب أَن الأَشْكَلَ شجر مثل شجر العُنَّاب في شَوْكه وعَقَف

أَغْصانه، غير أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وهو صُلْبٌ جِدّاً

وله نُبَيْقَةٌ حامضة شديدة الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الجبال تُتَّخَذ

منه القِسِيُّ، وإِذا لم تكن شجرته عَتِيقة مُتقادِمة كان عُودُها أَصفر

شديد الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جاء عودُها نصفين:

نصفاً شديد الصفرة، ونصفاً شديد السواد؛ قال العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا

وسُرْعَتَها:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَلِ

قال: ونَبات الأَشْكَل مثل شجر الشَّرْيان؛ وقد أَوردوا هذا الشعر الذي

للعجاج:

يَغْلُو بها رُكْبانُها وتَغْتَلي

عُوجاً، كما اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل

قال ابن بري: الذي في شعره:

مَعْجَ المَرامي عن قِياس الأَشْكَل

والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الواحدة مِرْماةٌ؛ وقال آخر:

أَو وَجْبَة من جَناةِ أَشْكَلَةٍ

يعني سِدْرة جَبَلِيَّة. ابن الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب من النبات

أَصفر وأَحمر.

وشَكْلةُ: اسم امرأَة. وبَنُو شَكَل: بطن من العرب. والشَّوْكَل:

الرَّجَّالَةُ، وقيل المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذلك عن الزَّجَّاجي. الفراء:

الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ

العَوْسَجَة.

شكل
الشَّكْلُ: الشَّبَهُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و، يُقالُ: فِي فُلاَنٍ شَكْلٌ من أَبيهِ، وشَبَهٌ، والشَّكْلُ أَيْضا: المِثْلُ تَقولُ: هَذَا عَلى شَكْلِ هَذَا، أَي على مِثَالِهِ، وفُلاَنٌ شَكْلُ فُلانٍ، أَي مِثْلُهُ فِي حَالاتِهِ، قالَ اللهُ تَعالَى: وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أزْوَاجٌ، أَي عَذابٌ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي مِنْ مِثْلِ ذَلِك الأَوَّلِ، قالَهُ الزَّجَّاجُ، وقَرَأَ مُجاهِدٌ: وأُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ، أَي: وأَنْواعٌ أُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ لأنَّ مَعْنَى قَولِه: أزْوَاجٌ، أنْوَاعٌ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَي مِثْلٌ لَهُ فِي الهَيْئَةِ، وتَعاطِي الفِعْلِ. ويُكْسَرُ، وبهِ قَرَأَ مَجَاهِدٌ: مِنْ شِكْلِهِ، بالكَسْرِ. والشَّكْلُ أَيْضا: مَا يُوافِقُكَ، ويَصْلُحُ لَكَ، تَقُولُ: هَذَا مِنْ هَوايَ، ومِنْ شَكْلِي، وليسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِي. والشَّكْلُ: وَاحِدُ الأشْكالِ، للأُمُورِ، والحَوَائِجِ المُخْتَلِفَةِ، فِيمَا يُتَكَلَّفُ مِنْهَا، ويُهْتَمُّ لَهَا، قالَهُ اللَّيْثُ، وأنْشَدَ: وتَخْلَجُ الأشْكالُ دُونَ الأشْكالْ والأشْكَالُ أَيْضا: الأُمُورُ الْمُشْكِلَةِ، المُلْتَبِسَةُ. والشَّكْلُ أَيْضا: صُورَةُ الشَّيْءِ الْمَحْسُوسَةُ، والْمُتَوَهَّمَةُ، وقالَ ابنُ الْكَمالِ: الشَّكْلُ هَيْئَةٌ حاصِلَةٌ للجِسْمِ، بِسَبَبِ إِحَاطَةِ حَدٍّ واحِدٍ بالْمِقْدَارِ، كمَا فِي الكُرَةِ، أَو حُدودٍ كَما فِي المُضَلَّعاتِ، مِنْ مُرَبَّعٍ ومُسَدَّسٍ، ج: أشْكَالٌ، وشُكُولٌ، قالَ الرَّاغِبُ: الشَّكْلُ: فِي الحَقِيقَةِ الأَنْسُ الَّذِي بَيْنَ المُتَماثِلَيْنِ فِي الطَّرِيقَةِ، ومنهُ قيلَ: النَّاسُ أشْكالٌ، قالَ الرَّاعِي، يَمْدَحُ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوانَ:
(فأَبوكَ جالَدَ بالمَدِينَةِ وَحْدَهُ ... قَوْماً هُمُ تَرَكُوا الجَميعَ شَكَولاً)
وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ
(فَلا تَطْلُبا لِي أيِّماً إنْ طَلَبْتُما ... فَإِنَّ الأَيامَى لَسْنَ لي بِشُكُولِ)
والشَّكْلُ: نَبَاتٌ مُتَلَوِّنٌ، أصْفَرُ وأحْمَرُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والشَّكْلُ فِي العَرُوضِ: الْجَمْعُ بَيْنَ الْخَبْنِ والْكَفِّ، وبَيْتُهُ:
(لِمَنِ الدِّيارُ غَيَّرَهُنَّ ... كُلُّ دَانِي المُزْنِ جَوْنِ الرَّبَابِ)
كَما فِي العُبابِ. والشَّاكِلَةُ: الشَّكْلُ، يُقالُ: هَذَا عَلى شَاكِلَةِ أبِيهِ، أَي شِبْهه. والشَّاكِلَةُ: النَّاحِيَةُ، والْجِهَةُ وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ، عَن الأَخْفَشِ. وَأَيْضًا: النِّيَّةُ، قالَ قَتادَةُ)
فِي تَفْسِير الآيَةِ: أَي عَلى جَانِبِه، وعَلى مَا يَنْوِي. وَأَيْضًا: الطَّرِيقَةُ، والْجَدِيلَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ.
وَأَيْضًا: الْمَذْهَبُ، والخَلِيقَةُ، وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ، عَن ابنِ عَرَفَةَ، وقالَ الرَّاغِبُ فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ: أَي عَلى سَجِيَّتِهِ الَّتِي قَيَّدَتْهُ، وذلكَ أنَّ سُلْطَانَ السَّجِيَّةِ عَلى الإِنْسانِ قاهِرٌ، بِحَسَبِ مَا يَثْبُتُ فِي الذَّرِيعَةِ إِلَى مَكارِمِ الشَّرِيعَةِ، وَهَذَا كَمَا قالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: كُلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. والشَّاكِلَةُ: الْبَياضُ مَا بَيْنَ الأُذُنِ والصُّدْغِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ قُطْرُبٌ: مَا بَيْنَ الْعِذَارِ والأُذُنِ ومنهُ الحديثُ: تَفَقَّدُوا فِي الطُّهُورِ الشَّاكِلَةَ. والشَّاكِلَةُ: مِنَ الْفَرَسِ: الْجَلْدُ الَّذِي بَيْنَ عُرْضِ الْخَاصِرَةِ والثَّفِنَةِ، وَهُوَ مَوْصِلُ الفَخِذِ مِنَ السَّاقِ، وَقيل: الشَّاكِلَتَانِ ظَاهِرُ الطَّفْطَفَتَيْنِ، مِنْ لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلَى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ، مِنْ جَانِبَي البَطْنِ، وقيلَ: الشَّاكِلَةُ الخاصِرَةُ، وَهِي الطَّفْطَفَةُ، وَمِنْه: أصابَ شاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ، أَي خَاصِرَتَها. وتَشَكَّلَ الشَّيْءُ: تَصَوَّرَ، وشَكَّلَهُ تَشْكِيلاً: صَوَّرَهُ.
وشَكَّلَتْ الْمَرْأَةُ شَعَرَهَا: أَي ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْنِ مِنْ مَقَدَّمِ رَأْسِهَا عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ، ثُمَّ شَدَّتْ بهَا سَائِرَ ذَوَائِبِها، والصَّوابُ: أَنَّهُ مِنْ حَدِّ نصر، كَمَا قَيَّدَهُ ابنُ القَطَّاعِ. وأشْكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، واخْتَلَطَ، ويُقالُ: أشْكَلَتْ عَلَيَّ الأَخْبَارُ، وأحْلَكَتْ، بمَعْنىً واحِدٍ، وقالَ شَمِر الشُّكْلَةُ: الحُمْرَةُ تَخْلَطُ بالبَياضِ، وَهَذَا شَيْءٌ أشْكَلُ، ومنهُ قيلَ لِلأَمْرِ المُشْتَبِهِ: مُشْكِلٌ. قالَ الرَّاغِبُ: الإِشْكالُ فِي الأَمْرِ اسْتِعَارَةٌ كالاِشْتِبَاهِ من الشَّبَهِ، كشَكلَ، وشَكَّلَ، شَكْلاً، وتَشْكِيلاً، وأشْكَلَ النَّخْلُ: طَابَ رُطَبُهُ، وأَدْرَكَ، عنِ الكِسَائِيِّ، وَفِي الأسَاسِ: أشْكَلَ النَّخْلُ: طابَ بُسْرُهُ، وحَلاَ، وأشْبَهُ أَن يَصِيرَ رُطَباً.
وأُمُورٌ أشْكَالٌ: أَي مُلْتَبِسَةٌ، مَعَ بعضِها مُخْتَلِفَة. والأشْكَلَةُ، بِفْتحِ الهَمْزَةِ والكَافِ: اللَّبْسُ. وَأَيْضًا: الْحَاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، زادَ الرَّاغِبُ، الَّتِي تُقَيِّدُ الإِنْسانَ، كالشَّكْلاءِ، نقلَهُ ابنُ سِيدَهْ، والصَّاغانِيُّ. والأشْكَلُ مِنْ سَائِرِ الأشْياءِ: مَا فيهِ حُمْرَةٌ وبَياضٌ مُخْتَلِطٌ، أَو مَا فيهِ بَياضٌ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ والكُدْرَة. وَقيل: الأشْكَلُ عندَ العَرَبِ: اللَّوْنَانِ المُخْتَلِطانِ، ودَمٌ أشَكَلُ: فيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ مَخْتَلِطَانِ، قالَ جَرِيرٌ:
(فَما زَالتِ القَتْلَى تَمُورُ دِماؤُها ... بِدِجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أشْكَلُ)
والأشْكَلُ: السِّدْرُ الْجَبَلِيُّ، قالَ العَجَّاجُ: مَعْجَ المُرامِي عَنْ قِياسِ الأشْكَلِ وقالَ أَبُو حنيفَةَ: أَخْبَرَنِي بعضُ العَرَبِ: أنَّ الأشْكَلَ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ العُنَّابِ فِي شَوْكِهِ، وعَقَفِ أَغْصَانِهِ، غيرَ أَنَّهُ أصْغَرُ وَرَقاً، وأَكْثَرُ أفْناناً، وهوَ صُلْبٌ جِدّاً، وَله نُبَيْقَةٌ حامِضَةٌ شديدَةُ)
الحُمُوضَةِ، مَنابِتُهُ شَواهِقُ الجِبالِ، تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ، الْواحِدَةُ بِهَاءٍ، قَالَ:
(أَو وَجْبَة مِنْ جَناةِ أشْكَلَةٍ ... إِنْ لَمْ يَرُغْها بالقَوْسِ لم يَنَلِ)
يَعْنِي سِدْرَةً جَبَلِيَّةَ. والأشْكَلُ مِنَ الإِبِلِ، والغَنَم: مَا يَخْلِطُ سَوادَهُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ، كأَنَّهُ قد أشْكَلَ عليْكَ لَوْنُهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الضَّبُعُ فِيهَا غُبْرَةٌ وشُكْلَةٌ، لَوْنَانِ فيهِ سَوَادٌ وصُفْرَةٌ سَمْجَةٌ.
واسْمُ اللَّوْنِ: الشُّكْلَةُ، بالضَّمِّ، ومِنْهُ الشُّكْلَةُ فِي الْعَيْنِ، وَهِي كالشُّهْلَةِ، ويُقالُ: فِيهِ شُكْلَةٌ من سُمْرَةٍ، وشُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ، وعَيْنٌ شَكْلاَءُ: بَيِّيَةُ الشَّكَلِ، ورَجُلُ أشْكَلُ الْعَيْنِ، وَقد أشْكَلَتْ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الشُّكْلَةُ كَهَيْئَةِ الحُمْرَةِ، تكونُ فِي بَياضِ العَيْنِ، فَإِذا كانتْ فِي سَوادِ العَيْنِ فَهِيَ شُهْلَةٌ، وأنْشَدَ:
(وَلَا عَيْبَ فِيهَا غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها ... كذاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ شُكْلٌ عُيُونُها)
عِتاقُ الطَّيْرِ: هِيَ الصُّقُورُ والبُزَاةُ، وَلَا تُوصَفُ بالحُمْرَةِ، وَلَكِن تُوصَفُ بِزَرْقَةِ العَيْنِ وشُهْلَتِها، قالَ: ويُرْوَى هَذَا البيتُ: غَيْرَ شُهْلَةِ عَيْنِها. وقيلَ: الشَّكْلَةُ فِي العَيْنِ الصَّفْرَةُ الَّتِي تُخالِطُ بَياضَ العَيْنِ، الَّتِي حَوْلَ الحَدَقَةِ، عَلى صِفَةِ عَيْنِ الصَّقْرِ، ثُمَّ قالَ: ولكنَّا لم نَسْمَعْ الشُّكْلَةَ إلاَّ فِي الحُمْرَةِ، وَلم نَسْمَعْها فِي الصُّفْرَةِ. وَفِي الحديثِ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَلِيعَ الفَمِ، أشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ، قالَ ابنُ الأثَيرِ: أَي فِي بَياضِها شَيْءٌ مِن حَمْرَةٍ، وهوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ، وقيلَ: أَي كَانَ طَوِيلَ شَقِّ الْعَيْنِ، هَكَذَا فَسَّرَهُ سِماكُ ابنُ حَرْبٍ، ورَوَى عنهُ شُعْبُةُ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا نادِرٌ، وقالَ شَيخُنا: هُوَ تفسيرٌ غريبٌ، نَقَلَهُ التُّرْمِذِيُّ فِي الشَّمائِلِ عَن الأصْمَعِيِّ، وتَعَقَّبَهُ القَاضِي عِياضٌ فِي الْمَشارِقِ، وتَلْمِيذُه فِي المَطالِع، وابنُ الأَثِيرِ فِي النِّهايَةِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي الفائِقِ، وغيرُهم، وأطْبَقَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ على أَنَّهُ وَهَمٌ مَحْضٌ، وأَنَّهُ لَو ثَبَتَ لُغَةً لَا يَصِحُّ فِي وَصْفِهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، لأَنَّ طُولَ العَيْنِ ذَمٌّ مَحْضٌ، فكيفَ وهُوَ غيرُ ثابِتٍ عَن العَرَبِ، وَلَا نَقَلَهُ أَحَدٌ مِن أئِمَةِ الأَدَبِ، وإِنَّهُ مِنَ المُصَنِّفِ لَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ. وشَكَلَ الْعِنبُ: أيْنَعَ بَعْضُهُ، أَو اسْوَدَّ، وأَخَذَ فِي النَّضْجِ، كتَشَكَّلَ، وشَكَّلَ، تَشْكِيلاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وشَكَلَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ، وَهَذَا قد تقدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. ومِنَ المْجازِ: شَكَلَ الْكِتابَ، شَكْلاً، إِذا أَعْجَمَهُ، كقولِكَ، قَيَّدَهُ مِن شِكالِ الدَّابَّةِ، وقالَ أَبُو حاتِم: شَكَلَ الكِتَابَ، فهوَ مَشْكُولٌ: إِذا قَيَّدَهُ بالإعْرابِ، وأعْجَمَهُ: إِذا نَقَطَهُ، كَأَشْكَلَهُ، كأَنَّهُ أزَالَ عَنْهُ الإِشْكالَ والاِلْتِباسَ، فالهَمْزَةُ حِينَئِذٍ للسَّلْبِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. وشَكَلَ الدَّابَّةَ، يَشْكُلُها، شَكْلاً: شَدَّ قَوائِمَهَا) بِحَبْلٍ، كشَكَّلَها، تَشْكِيلاً، واسْمُ ذَلِك الحَبْلِ: الشِّكَالُ، كَكِتَابٍ، وَهُوَ العِقالُ، ج شُكُلٌ، كَكُتُبٍ، ويُخَفَّفُ، وفَرَسٌ مَشْكُولٌ: قُيِّدَ بالشِّكال، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ فِيهِ شُهوُبَةٌ ... نَهِشَ اليّدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الشِّكَالُ فِي الرَّحْلِ: خَيْطٌ يُوضَعُ بَيْنَ التَّصْدِيرِ والْحَقَبِ، لِكَيْلاَ يَدْنُو الْحَقَبُ مِن الثِّيلِ، وَهُوَ الزِّوَارُ أَيْضا، عَن أبي عَمْرٍ و، وَأَيْضًا: وِثَاقٌ بَيْنَ الْحَقَبِ والْبِطَانِ، وَكَذَلِكَ الوِثَاقُ بَيْنَ الْيَدِ والرِّجْلِ. ومِنَ المَجازِ: الشِّكَالُ فِي الخَيْلِ، أَن تَكوُنَ ثَلاَثُ قَوائِمَ منهُ مُحَجَّلَةً، والْواحِدَةُ مُطْلَقَةً، شُبِّهَ بالشِّكالِ، وَهُوَ العِقالُ، لأنَّ الشِّكَالَ، إِنَّما يكونُ فِي ثَلاثِ قَوائِمَ، وقِيلَ: عَكْسُهُ أيْضاً، وَهُوَ أنَّ ثَلاثَ قَوائِمَ مِنْهُ مُطْلَقَةٌ، والواحِدَةُ مُحَجَّلَةٌ، وَلَا يكونُ الشِّكالُ إلاَّ فِي الرِّجْلِ، والفَرَسُ مَشْكُولٌ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، لأنَّهُ كالمَشْكُولِ صُورَةً تَفاؤُلاً، ويُمْكِنُ أَن يكونَ جَرَّبَ ذلكَ الجِنْسَ، فَلم تَكُنْ فيهِ نَجابَةٌ، وقيلَ: إِذا كانَ مَعَ ذَلِك أَغَرَّ زالَتْ الْكَراهَةُ، لِزَوالِ شَبَهِ الشِّكَالِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشِّكَالُ أنْ يَكُونَ بَياضُ التَّحْجِيلِ فِي رِجْلٍ واحِدَةٍ، ويَدٍ مِن خِلاَفٍ، قَلَّ الْبَيَاضُ أَو كَثُرَ.
والمَشْكُولُ مِنَ الْعَرُوضِ: مَا حُذِفَ ثَانِيهِ وسابِعُهُ، نحوَ حَذْفِكَ أَلِفَ فاعلاتن والنُّونَ مِنْهَا، سُمِّيَ بِذلَ لأنَّكَ حَذَفْتَ من طَرَفِهِ الآخِرَ وَمن أَوَّلِهِ، فصارَ بِمَنْزِلَةِ الدَّابَّةِ الذِي شُكِلَتْ يَدُهُ ورِجْلُهُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. والشِّكْلاءُ مِنَ النِّعاجِ: الْبَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، وسائِرُها أَسْوَدُ، وَهِي بَيِّنَةُ الشَّكْلِ. والشَّكْلاَءُ: الْحَاجَةُ، كالأَشْكَلَةِ، وَهَذَانِ قد تقدَّمَ ذكْرُهُما فَهُوَ تَكْرارٌ. والشَّواكِلُ: الطُّرُقُ الْمُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأعْظَمِ، يُقالُ: هَذَا طَريقٌ جَماعَةٌ، وَهُوَ جَمْع شَاكِلَةٍ، يُقالُ: اسْتَوَى فِي شَاكِلَتَي الطَّرِيقِ، وهُما جَانِباهُ، وطريقٌ ظاهِرُ الشَّواكِلِ، وَهُوَ مَجازٌ. والشِّكْلُ بالكسرِ، والفَتْحِ: غُنْجُ الْمَرْأَةِ، ودَلُّهَا وغَزَلُهَا، يُقالُ امَرْأةٌ ذاتُ شِكْلٍ، وَهُوَ مَا تَتَحَسّنُ بِهِ من الغُنْجِ، وحُسْنِ الدَّلِّ، وَقد شَكِلَتْ، كفَرِحَتْ، شَكَلاً، فهيَ شَكِلَةٌ، كفَرِحَةٍ، ويُقالُ: امْرَأَةٌ شَكِلَةٌ مُشْكِلَةٌ حَسَنَةُ الشِّكْلِ. وشَكْلَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي جارِيَةُ المَهْدِي. وشُكْلٌ، بالضَّمِّ: جَمْعُ العَيْنِ الشَّكْلاَءِ، الَّتِي كَهَيْئَةِ الشَّهْلاَءِ.
وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ المِيَاهِ الَّذِي قد خالَطَهُ الدَّمُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَيْضًا: جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ الكِبَاشِ، وغَيْرِها، الَّذِي خالَطَ سَواَدُ حُمْرَةٌ، أَو غُبْرَةٌ. وشَكَلٌ، مُحَرَّكَةً، أَبُو بَطْنٍ، قلتُ: هما بَطْنانِ، أَحَدُهما فِي بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ كَعْبِ بنِ الحَرِيشِ، والثَّانِي فِي كَلْبٍ، وَهُوَ شَكَلُ بنُ يَرْبُوعِ بن الحارِثِ. وشَكَلُ بنُ حُمَيْدٍ العَبْسِيُّ الكُوفِيُّ: صَحَابِيٌّ، مَشْهُورٌ، أَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الدُّعاءِ، وغيرِه، وابْنُهُ شُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ: مُحَدِّثٌ، بل تَابِعِيٌّ، رَوَى عَن أَبِيهِ،)
وَعَن عليٍّ، وابنِ مَسْعودٍ، وَعنهُ الشَّعْبِيُّ، وأهلُ الكُوفَةِ، ماتَ فِي وِلايَةِ ابنِ الزُّبَيْرِ، قالَهُ ابنُ حِبَّان. والشَّوْكَلُ: الرَّجَّالَةُ، عَن الزُّجاجِيِّ، وقالَ الفَرَّاءُ: الشَّوْكَلَةُ، أَو المَيْمَنَةُ أَو الْمَيْسَرَةُ، عَن الزَّجَّاجِيّ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشّوْكَلَةُ: النَّاحِيَةُ، وَأَيْضًا: الْعَوْسَجَةُ. ومِنَ المَجازِ. الشَّكِيلُ، كأَمِيرٍ: الزَّبَدُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّم، يَظْهَرُ عَلى شَكِيمِ اللِّجَامِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ مِنْ لُؤْلؤٍ، أَو فِضَّةٍ، يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً، ويُشاكِلُ يُقَرَّطُ بِهِ النِّساءُ، وقيلَ كَانَت الجَوارِي تُعَلِّقُهُ فِي شُعُورِهِنّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا خَرَجْنَ طَفَلَ الآصَالِ يَرْكُضْنَ رَيْطاً وعِتَاقَ الخالِ سَمِعْتُ مِنْ صَلاصِلِ الأَشْكَالِ والشَّذْرِ والْفَرائِدِ الْغَوالِي أَدْباً عَلى لَبَّاتِها الحَوالِي هَزَّ السَّنَى فِي لَيْلَةِ الشَّمالِ يَرْكُضْنَ: يَطَأْنَ، والخالُ: بُرْدٌ مُوَشَّىً، والأَدْبُ: العَجَبُ. الْوَاحِدُ: شَكْلٌ. والمُشَاكَلَةُ: الْمُوَافَقَةُ، يُقالُ: هَذَا أَمْرٌ لَا يُشاكِلُكَ، أَي لَا يُوافِقُكَ، كالتَّشَاكُلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ المُشاكَلَةِ مِنَ الشَّكْلِ، وَهُوَ تَقْيِيدُ الدَّابَّةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يقُالُ: فيهِ أَشكَلَةٌ مِنْ أَبِيهِ، وشُكْلَةٌ، بالضَّمِّ، وشَاكِلٌ: أَي شَبهٌ مِنْهُ، وَهَذَا أَشْكَلُ بِهِ: أَي أَشْبَهُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الشَّكْلُ: المَذْهَبُ، والقَصْدُ. والشَّوْكَلاَءُ: الحاجَةُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وَفِيه شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ، بالضَّمِّ: أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ.
والمُشْكِلُ: كَمُحْسِنٍ: الدَّاخِلُ فِي أَشْكالِهِ، أَي أَمْثالِهِ، وأَشْبَاهِهِ، مِنْ قَوْلِهِم: أَشْكَلَ: صارَ ذَا شَكْلٍ، والجَمْعُ مُشْكِلاَتٌ. وَهُوَ يَفُكُّ المَشاكِلَ: الأُمُورُ المُلْتَبِسَةَ. ونَباتُ الأَشْكَلِ: مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيَانِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: شَكَلَ عَليَّ الأَمْرُ، أَي: أَشْكَلَ. والشَّكْلاءُ: المُداهِنَةُ. وأَشْكَلَ المَرِيْضُ، وشَكَلَ، كَما تَقُولُ: تَمَاثَلَ. وتَشَكَّلَتِ الْمَرْأَةُ: تَدَلَّلَتْ. وشَكَلَ الأَسَدُ اللَّبُؤَةَ: ضَرَبَها، عَن ابنِ القَطَّاعِ. وأَصابَ شاكِلَةَ الصَّوابِ. وَهُوَ يَرْمِي برَأْيِهِ الشَّواكِلَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بن يوسفَ الشِّكْلِيُّ، بالكَسْرِ: مُحَدِّثٌ. وشَكْلانُ، بالفتحِ: قَرْيَةٌ بِمَرْوَ، مِنْهَا أَبُو عِصْمَةَ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الشَّكْلانِيُّ، مُحَدِّثٌ، ماتَ سنة. والمُشَكَّلُ، كمَعَظَّمٍ: صاحبُ الهَيْئَةِ، والشَّكْلِ الحَسَنِ. وعبدُ الرحمنِ بن أبي حَمَّادٍ شُكَيْلٌ، كزُبَيْرٍ، المُقْرِئ: شيخٌ لعُثْمانَ بنِ)
أبِي شَيْبَةَ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ الشُّكَيْلِ اليَمَنِيُّ، ماتَ سنة. مَسْكَنُهُم بَيْتُ حُجْرٍ، مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، بِوَادِي سُرْدُدٍ، مِنَ اليَمَنِ. وَأَبُو شُكَيْلٍ، كزُبَيْرٍ: إبراهيمُ بنُ عَليِّ بنِ سالمٍ الخَزْرَجِيُّ، ماتَ بتَرِيمَ، سنة.

شكل

1 شَكَلَ, as an intrans. verb: see 4, in three places. b2: And see 5.

A2: شَكَلَ الفَرَسَ بِالشِّكَالِ, (S,) or شَكَلَ الدَّابَّةَ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شَكْلٌ, (Msb,) He bound [the horse or] the beast, with the شِكَال; (Msb;) [i. e.] he bound the legs of [the horse or] the beast with the rope called شِكَال; as also ↓ شَكَّلَهَا, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ. (TA.) and شَكَلْتُ الطَّائِرَ [app. I bound the legs of the bird in like manner]. (S.) And شَكَلْتُ عَنِ البَعِيرِ I bound the camel's شِكَال between the fore girth and the hind girth; (S;) [i. e.] I put [or extended], between the hind girth and the fore girth of the camel, a cord, or string, called شِكَال, and then bound it, in order that the hind girth might not become [too] near to the sheath of the penis. (TA in art. حقب.) b2: And [hence, i. e.] from the شِكَال of the beast, (TA,) شَكَلَ الكِتَابَ, (AHát, S, Msb, K, TA,) inf. n. as above, (Msb, TA,) (tropical:) He restricted [the meaning or pronunciation of] the writing, (قَيَّدَهُ, AHát, S, TA,) or he marked the writing, (أَعْلَمَهُ, Msb,) with the signs of the desinential syntax (AHát, * S, * Msb, TA *) [and the other syllabical signs and the diacritical points]: or i. q. أَعْجَمَهُ: (K:) but AHát says that شَكَلَ الكِتَابَ has the former meaning; and أَعْجَمَهُ signifies he dotted, or pointed, it [with the diacritical points]: (TA:) and الكِتَابَ ↓ اشكل signifies the same as شَكَلَهُ; (S, Msb, K, TA;) as though [meaning] he removed from it dubiousness and confusion; (S, K, * TA;) so that the أ in this case is to denote privation: (TA:) this [J says (TA)] I have transcribed from a book, without having heard it. (S.) b3: And شَكَلَتْ شَعْرَهَا, (O, TA,) aor. ـُ thus correctly, as pointed by IKtt; accord. to the K ↓ شكّلت; (TA;) (assumed tropical:) She (a woman) plaited two locks of her hair, of the fore part of her head, on the right and left, (O, K, TA,) and then bound with them her other ذَوَائِب [or pendent locks or plaits]. (TA.) b4: And شكل [thus in the TA, so that it may be either شَكَلَ or ↓ شكّل,] (assumed tropical:) He (the lion) compressed the lioness: on the authority of IKtt. (TA.) A3: شَكِلَتْ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. شَكَلٌ, (TA,) She (a woman) used amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; displayed what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل; (K, TA;) and ↓ تشكّلت [signifies the same], i. e. تَدَلَّلَتْ [and in like manner تشكّل is said of a man]. (TA.) b2: See also شَكَلٌ below, in two places. b3: and شَكِلْتُ إِلَى كَذَا, with kesr [to the ك], i. q. رَكَنْتُ [i. e. I inclined to such a thing; or trusted to, or relied upon, it, so as to be, or become, easy, or quiet, in mind]. (O.) 2 شكّل, as an intrans. verb: see 4: b2: and see also 5.

A2: شكّلهُ, inf. n. تَشْكِيلٌ, He formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured, it; syn. صَوَّرَهُ; (K, TA;) namely, a thing. (TA.) b2: See also 1, in three places.3 مُشَاكَلَةٌ signifies The being conformable, suitable, agreeable, similar, homogeneous, or congenial; syn. مُوَافَقَةٌ; (S, K;) as also ↓ تَشَاكُلٌ: (IDrd, S, K:) Er-Rághib [strangely] says that المُشَاكَلَةُ is from الشَّكْلُ signifying “ the binding,” or “ shackling,” a beast [with the شِكَال]. (TA.) You say, هُوَ يُشَاكِلُهُ [He, or it, is conformable, &c., with him, or it; or resembles him, or it]. (Msb.) And هٰذَا الأَمْرُ لَا يُشَاكِلُكَ i. e. لَا يُوَافِقُكَ [This affair will not be suitable to thee]. (TA.) And ↓ تَشَاكَلَا They resembled each other. (MA.) 4 اشكل [primarily] signifies صَارَ ذَا شَكْلٍ

[meaning It, or he, was, or became, such as had a likeness or resemblance, or a like, or match, &c.]. (TA.) b2: [And hence, app.,] said of a thing, or case, or an affair; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ شَكَلَ, (O, K, TA, [in the CK, erroneously, شَكِلَ, evidently not meant by the author of the K, as it is his rule, after mentioning a verb of this form, to add كَفَرِحَ or the like,]) inf. n. شَكْلٌ; (TA;) and ↓ شكّل, (K,) inf. n. تَشْكِيلٌ; (TA;) (assumed tropical:) It was, or became, dubious, or confused; syn. اِلْتَبَسَ, (S, O, Msb, K,) and اِخْتَلَطَ, (O, TA,) or اِشْتَبَهَ: (Mgh:) [and ↓ اشتكل is mentioned in this sense by Golius as on the authority of J (whom I do not find to have mentioned it either in this art. or elsewhere), and by Freytag as on the authority of Abu-l-'Alà: accord. to Sh, اشكل in this sense is from شُكْلَةٌ signifying “ redness mixed with whiteness: ” (see مُشْكِلٌ:) but] accord. to Er-Rághib, إِشْكَالٌ in a thing, or case, or an affair, is metaphorical, [and] like اِشْتِبَاهٌ from الشِبْهُ. (TA.) One says, اشكل الأَمْرُ عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) [The thing, or case, or affair, was, or became, dubious, or confused, to the man]; and ↓ شَكَلَ means the same. (Zj, O.) And أَشْكَلَتْ عَلَىَّ الأَخْبَارُ (assumed tropical:) [The tidings were dubious, or confused, to me], and أَحْكَلَتْ; both meaning the same. (TA.) and one says also, عَلَيْهِ إِشْكَالٌ and عليه إِشْكَالَاتٌ [meaning There is doubt, or uncertainty, and there are doubts, or uncertainties, respecting it: thus using the inf. n. as a simple subst., and therefore pluralizing it]. (Mz, 3rd نوع; &c.) b3: It is also said of a disease; [app. as meaning (assumed tropical:) It became nearly cured; because still in a somewhat doubtful state;] like as you say تَمَاثَلَ; and so ↓ شَكَلَ. (TA.) b4: اشكل النَّخْلُ The palm-trees became in that state in which their dates were sweet (Ks, S, A, O, K) and ripe, (Ks, S, O, Msb,) or nearly ripe; (A, TA;) and ↓ تشكّل signifies the same. (O.) b5: And اشكلت العَيْنُ The eye had in it what is termed شُكْلَةٌ [q. v.: see also شَكَلٌ]. (K.) A2: اشكل الكِتَابَ: see 1.5 تشكّل It (a thing, TA) was, or became, formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured; syn. تَصَوَّرَ. (K, TA.) b2: And He became goodly in shape, form, or aspect. (TK in art. طرز.) b3: تشكّل العِنَبُ, (S, K,) and ↓ شَكَلَ, and ↓ شكّل, (K,) The grapes became in that state in which some of them were ripe: (S, K:) or became black, and beginning to be ripe: (K:) thus in the M. (TA.) b4: See also 4, near the end. b5: and see 1, also near the end.6 تَشَاْكَلَ see 3, in two places.8 إِشْتَكَلَ see 4.10 استشكلهُ is often used by the learned in the present day as meaning He deemed it (i. e. a word or phrase or sentence) dubious, or confused.]

شَكْلٌ i. q. شَبَةٌ [as meaning A likeness, resemblance, or semblance; a well-known signification of the latter word, but one which I do not find unequivocally assigned to it in its proper art. in any of the lexicons]. (AA, K, TA. [In the CK, and in my MS. copy of the K, in the place of الشَّبَهُ as the first explanation of الشَّكْلُ in the K accord. to the TA, we find الشِّبْهُ; but that the explanation which I have given is correct, is shown by what here follows.]) One says, فِى فُلَانٍ شَكْلٌ مِنْ أَبِيهِ, meaning شَبَهٌ [i. e. In such a one is a likeness, or resemblance, of his father]: (AA, TA:) and مِنْ أَبِيهِ ↓ فِيهِ أَشْكَلَةٌ and ↓ شُكْلَةٌ (AA, O, K, TA) and ↓ شَاكِلٌ, (O, K, TA,) [likewise] meaning شَبَهٌ, (AA, O, K, TA,) and مُشَابَهَةٌ: (TK:) and ↓ شَاكِلَةٌ also is syn. with شَكْلٌ [in the sense of شَبَهٌ]; (K, TA;) [for] one says, هٰذَا عَلَى شَاكِلَةِ

أَبِيهِ as meaning شَبَهِهِ [i. e. This is accordant to the likeness of his father]. (TA.) b2: And I. q.

مِثَالٌ: you say, هٰذَا عَلَى شَكْلِ هٰذَا, meaning على مِثَالِهِ [i. e. This is according to the model, or pattern, or the mode, or manner, of this]. (TA.) b3: And The shape, form, or figure, (صُورَة,) of a thing; such as is perceived by the senses; and such as is imagined: (K:) the form (هَيْئَة), of a body, caused by the entire contents' being included by one boundary, as in the case of a sphere; or by several boundaries, as in those bodies that have several angles or sides, such as have four and such as have six [&c.]: so says Ibn-El-Kemál: (TA:) pl. [of pauc., in this and in other senses,] أَشْكَالٌ and [of mult.] شُكُولٌ. (K.) b4: [It often means A kind, sort, or variety, of animals, plants, food, &c.] b5: [And The likeness, or the way or manner, of the actions of a person:] it is said in a trad. respecting the description of the Prophet, سَأَلْتُ

أَبِى عَنْ شَكْلِهِ, meaning [I asked my father respecting the likeness of his actions, or] respecting what was like his actions; accord. to IAmb: or, accord. to Az, respecting his particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct: (O:) and ↓ شَاكِلَةٌ [likewise, and more commonly,] signifies a particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct; (S, O, K, TA;) as in the saying, كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ, (S, O, TA,) in the Kur [xvii. 86], (O, TA,) i. e. Every one does according to his particular way, &c., (Ibn-'Arafeh, S, O, Bd, Jel, TA,) that is suitable to his state in respect of right direction and of error, or to the essential nature of his soul, and to his circumstances that are consequent to the constitution, or temperament, of his body: (Bd:) and according to his nature, or natural disposition, (Ibn-'Arafeh, Er-Rághib, O, TA,) by which he is restricted [as with a شِكَال]: (Er-Rághib, TA:) and his direction towards which he would go: (Akh, S, O, K, * TA:) and his side [that he takes]: (Katádeh, O, K, * TA:) and his aim, intention, or purpose: (Katádeh, O, K, TA:) and شَكْلٌ [likewise] signifies aim, intention, or purpose; syn. قَصْدٌ. (TA.) b6: Also A thing that is suitable to one; or fit, or proper, for one: you say, هٰذَا مِنْ هَوَاىَ وَمِنْ شَكْلِى [This is of what is loved by me and of what is suitable to me]: (K, TA:) and لَيْسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِى [What is suitable to him is not of what is suitable to me]. (TA.) [And hence, app.,] one says, مَاشَكْلِى وَشَكْلُهُ, meaning What is my case and [what is] his, or its, case? because of his, or its, remoteness from me. (T and TA voce أُمٌّ.) b7: And sing. of أَشْكَالٌ (L, K, TA) signifying Discordant affairs and objects of want, concerning things on account of which one imposes upon himself difficulty and for which one is anxious: (Lth, TA:) and dubious, or confused, affairs: (TA:) or discordant, and dubious, or confused, affairs. (K. [In the CK, المُشَكَّلَة is erroneously put for المُشْكِلَة.]) A2: Also A like; syn. مِثْلٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and so ↓ شِكْلٌ: (O, K:) or, as some say, the like of another in nature or constitution: (Msb: [and accord. to Er-Rághib, it seems that the attribute properly denoted by it is congruity between two persons in respect of the way or manner of acting or conduct: but in the passage in which this is expressed in the TA, I find erasures and alterations which render it doubtful:]) pl. أَشْكَالٌ (S, Mgh, O, Msb, K *) and شُكُولٌ [as above]. (S, O, Msb, K. *) One says, هٰذَا شَكْلُ هٰذَا This is the like of this. (Msb.) And فُلَانٌ شَكْلُ فُلَانٍ Such a one is the like of such a one in his several states or conditions [&c.]. (TA.) In the saying in the Kur [xxxviii. 58], وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ, (O, TA,) meaning And other punishment of the like thereof, (Zj, TA,) Mujáhid read ↓ من شِكْلِهِ. (O, TA.) A3: Also sing. of أَشْكَالٌ signifying, (O, K,) accord. to IAar, (O,) Certain ornaments (O, K) consisting of pearls or of silver, (K,) resembling one another, worn as ear-drops by women: (O, K:) or, as some say, the sing. signifies a certain thing which girls, or young women, used to append to their hair, of pearls or of silver. (O.) A4: And A species of plant, (IAar, O, K,) diversified in colour, (K,) yellow and red. (IAar, O, K.) A5: [And The various syllabical signs, or vowel-points

&c., by which the pronunciation of words is indicated and restricted: originally an inf. n., and therefore thus used in a pl. sense.]

A6: See also the next paragraph.

شِكْلٌ: see the next preceding paragraph, latter part, in two places.

A2: Also, as an attribute of a woman, Amorous gesture or behaviour; or such gesture, or behaviour, combined with coquettish boldness, and feigned coyness or opposition; syn. دَلٌّ, (S, O, Msb, K,) and غُنْجٌ, and غَزَلٌ; (K; [in the CK, غَزْل, which is a mistranscription;]) or her غُنْج, and comely or pleasing دَلّ, whereby a woman renders herself comely or pleasing; (TA;) and ↓ شَكْلٌ signifies the same. (K.) One says اِمْرَأَةٌ ذَاتُ شِكْلٍ [A woman having amorous gesture or behaviour; &c.]. (S, O, Msb.) شَكَلٌ, in a sheep or goat, The quality of being white in the شَاكِلَة. (S, O. [See أَشْكَلُ.]) [In this sense, accord. to the TK, an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a ram &c.]. b2: and in an eye, The quality of having what is termed شُكْلَة [q. v.]. (S, O.) [Accord. to the TK, in this sense also an inf. n., of which the verb is ↓ شَكِلَ, said of a thing, as meaning It had a redness in its whiteness.]

شُكْلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: One says also, فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ سُمْرَةٍ [In him, or it, is an admixture of a tawny, or brownish, colour], and شُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ [an admixture of blackness]: (TA:) [or] شُكْلَةٌ signifies redness mixed with whiteness: (Sh, Msb, TA:) in camels, (K, TA,) and in sheep or goats, (TA,) blackness mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour: in the hyena, accord. to IAar, a colour in which are blackness and an ugly yellowness: (TA:) in the eye, a redness in the white: (Mgh:) or, in the eye, i. q. شُهْلَةٌ [q. v.]: (K:) or, accord. to AO, (TA,) the like of a redness in the white of the eye; (S, O, TA;) and such was in the eyes of the Prophet; (O;) but if in the black of the eye, it is termed شُهْلَةٌ: (S, O, TA:) and the like is in the eyes of the [hawks, or falcons, termed] صُقُور and بُزَاة: accord. to some, it is yellowness mixing with the white of the eye, around the black, as in the eye of the hawk (الصَّقْر); but he [i. e. AO] says, I have not heard it used except in relation to redness, not in relation to yellowness. (TA.) فِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ means In him, or it, is a little [or a small admixture] of blood. (TA.) شَكِلَةٌ A woman using, or displaying, what is termed شِكْل, i. e. غُنْج and دَلّ and غَزَل [meaning amorous gesture or behaviour, &c.], (K, TA,) in a comely, or pleasing, manner. (TA.) شَكْلَآءُ fem. of أَشْكَلُ [q. v.]. (S, O.) A2: Also A want; syn. حَاجَةٌ; and so ↓ أَشْكَلَةٌ, (S, O, K, [both of these words twice mentioned in this sense in the K,]) and ↓ شَوْكَلَآءُ; this last and the second on the authority of IAar; (O;) accord. to Er-Rághib, such as binds, or shackles, (تُقَيِّد,) a man [as though with a شِكَال]. (TA.) One says, ↓ لَنَا قِبَلَكَ أَشْكَلَةٌ [&c.] i. e. حَاجَةٌ [We have a want to be supplied to us on thy part; meaning we want a thing of thee]. (S, O.) A3: Also i. q. مُدَاهَنَةٌ. (So in the O and TA. [But whether by this explanation be meant the inf. n., or the fem. pass. part. n., of دَاهَنَ, is not indicated. Words of the measure فَعْلَآءُ having the meaning of an inf. n., like بَغْضَآءُ, are rare.]) شِكَالٌ, of which the pl. is شُكُلٌ, (S, O, Msb, K,) the latter also pronounced شُكْلٌ, (TA,) i. q. عِقَالٌ [A cord, or rope, with which a camel's fore shank and arm are bound together]: (S, O:) [or, accord. to the TA, by عقال is here meant what next follows:] a rope with which the legs of a beast (دَابَّة) are bound: (K:) a bond that is attached upon the fore and hind foot [or feet] of a horse [or the like] and of a camel: (KL:) [hobbles for a horse or the like, having a rope extending from the shackles of the fore feet to those of the hind feet: so accord. to present usage; and so accord. to the TK, in Turkish كوستك: Fei says only,] the شِكَال of the beast (دابّة) is well known; and the pl. is as above. (Msb.) In relation to the [camel's saddle called]

رَحْل, (K, TA,) accord. to As, (S, O, TA,) A string, or cord, that is put [or extended and tied] between the تَصْدِير [or fore girth] and the حَقَب [or hind girth], (S, O, K, TA,) in order that the latter may not become [too] near to the sheath of the penis; also called the زِوَار, on the authority of AA: (S, O, TA:) and [in relation to the saddle called قَتَب,] a bond [in like manner extended and tied, for the same purpose,] between the حَقَب [or hind girth] and the بِطَان [by which is meant the fore girth, answering to the تَصْدِير of the رَحْل]: and a bond [probably meaning the rope men-tioned in the explanation given from the K in the preceding sentence] between the fore leg and the hind leg. (K, TA.) b2: Also, in a horse, (tropical:) The quality of having three legs distinguished by [the whiteness of the lower parts which is termed]

تَحْجِيل, and one leg free therefrom; (S, O, K, TA;) [this whiteness] being likened to the عِقَال termed شِكَال: (S, O:) or having three legs free from تَحْجِيل, and one hind leg distinguished thereby: (S, O, K, * TA: *) accord. to A'Obeyd, it is only in the hind leg; not in the fore leg: (S, O:) or, accord. to AO, (TA,) having the whiteness of the تَحْجِيل in one hind leg and fore leg, on the opposite sides, (Mgh, * TA,) whether the whiteness be little or much: (TA:) [when this is the case, the horse is said to be ذُو شِكَالٍ مِنْ خِلَافٍ: see 3 (last sentence) in art. خلف:] the Prophet disliked what is thus termed in horses. (O.) شَكِيلٌ (tropical:) Foam mixed with blood, appearing upon the bit-mouth, or mouth-piece of the bit. (Z, O, K, TA.) شَاكِلٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also A whiteness between the عِذَار [which see, for it has various meanings,] and the ear. (Ktr, S, O. [See also شَاكِلَةٌ.]) شَوْكَلٌ: see شَوْكَلَةٌ. b2: One says, اِجْعَلِ الأَمْرَ شَوْكَلًا وَاحِدًا, meaning Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) شَاكِلَةٌ: see شَكْلٌ, former half, in two places.

A2: الشَّاكِلَةُ, also, signifies The flank; syn. الخَاصِرَةُ, i. e. الطَّفْطَفَةُ: (S, O:) [or,] in a horse, the skin that is between the side (عُرْض) of the خَاصِرَة and the ثَفِنَة, (K, TA,) which latter means [the stifle-joint, i. e.] the joint of the فَخِذ and سَاق: or as some say, the شَاكِلَتَانِ are the two exterior parts of the طَفْطَفَتَانِ [or two flanks] from the place to which the last of the ribs reaches to the edge of [the hip-bone called] the حَرْقَفَة on each side of the belly. (TA.) One says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ, meaning [He hit] the خَاصِرَة [or flank] of the رميّة [or animal shot at]. (TA.) [Hence,] one says, أَصَابَ شَاكِلَةَ الصَّوَابِ (tropical:) [He hit the point that he aimed at, of the thing that was right]: and هُوَ يَرْمِى بِرَأْيِهِ الشَّوَاكِلَ (tropical:) [He hits, by his opinion, or judgment, the right points]. (TA.) Ibn-'Abbád says that [the pl.]

شَوَاكِلُ signifies [also] The hind legs; because they are shackled [with the شِكَال]. (O.) b2: Also The part between the ear and the temple. (IAar, K, TA.) b3: And شَوَاكِلُ (which is the pl. of شَاكِلَةٌ, TA) (assumed tropical:) Roads branching off from a main road. (K.) You say طَرِيقٌ ذُو شَوَاكِلَ (assumed tropical:) A road having many roads branching off from it. (O.) b4: And شَاكِلَتَا الطَّرِيقِ means (tropical:) The two sides of the road: you say طَرِيقٌ ظَاهِرُ الشَّوَاكِلِ (tropical:) [A road of which the sides are apparent, or conspicuous]. (TA.) شَوْكَلَةٌ, (so in the O, as on the authority of IAar,) or ↓ شَوْكَلٌ, (so in the K,) thus says EzZejjájee, but Fr says the former, [like IAar,] (TA,) i. q. رَجَّالَةٌ [as meaning The footmen of an army or the like]: (Fr, IAar, Ez-Zejjájee, O, K, TA:) or مَيْمَنَةٌ [meaning the right wing of an army]: or مَيْسَرَةٌ [meaning the left wing thereof]. (Ez-Zejjájee, K, TA.) b2: And i. q. نَاحِيْةٌ [probably as meaning The side, region, quarter, or direction, towards which one goes; like شَاكِلَةٌ, as expl. by Akh and others, in a saying mentioned voce شَكْلٌ]. (IAar, O, K.) A2: Also i. q. عَوْسَجَةٌ [i. e. A tree of the species called عَوْسَج, q. v.]. (IAar, O, K.) شَوْكَلَآءُ: see شَكْلَآءُ, above.

أَشْكَلُ More, and most, like; syn. أَشْبَةُ: so in the saying, هٰذَا أَشْكَلُ بِكَذَا [This is more, or most, like to such a thing]. (S, K. *) b2: Also Of a colour in which whiteness and redness are intermixed; (S, Msb, K;) applied to blood; and, accord. to IDrd, a name for blood, because of the redness and whiteness intermixed therein; (S;) [and] applied to a man; (Msb;) or to anything: (TA:) or in which is whiteness inclining to redness and duskiness: (K:) or it signifies, with the Arabs, [of] two colours intermixed. (TA.) [Hence,] it is applied to water, (K, TA,) as meaning (tropical:) Mixed with blood: (TA: [see an ex. in a verse cited voce حَتَّى:]) pl. شُكْلٌ. (K.) And the fem., شَكْلَآءُ, is applied as an epithet to an eye, (S, K,) meaning Having in it what is termed شُكْلَةٌ, which is the like of a redness in the white thereof; like شُهْلَةٌ in the black: (S:) pl. as above. (K.) A man is said to be أَشْكَلُ العَيْنِ, meaning Having a redness, (Mgh,) or the like of a redness, (O,) in the white of the eye: (Mgh, O:) the Prophet is said to have been أَشْكَلُ العَيْنِ: and it has been expl. as meaning long in the slit of the eye: (K:) but ISd says that this is extraordinary; and MF, that the leading authorities on the trads. consentaneously assert it to be a pure mistake, and inapplicable to the Prophet, even if lexicologically correct. (TA.) b3: Applied to a camel, (K, TA,) and to a sheep or goat, (TA,) of which the blackness is mixed with redness, (K, TA,) or with dust-colour; as though its colour were dubious to thee: (TA:) pl. as above, applied to rams &c., (K, TA,) in this sense. (TA.) b4: Applied to a sheep or goat, White in the شَاكِلَة [or flank]: (S, O:) fem.

شَكْلَآءُ; (S;) applied to a ewe, as meaning white in the شَاكِلَة, (K, TA,) the rest of her being black. (TA.) A2: Also The mountain-species of سِدْر [or lote-tree]; (S, O, K;) described to AHn, by some one or more of the Arabs of the desert, as a sort of trees like the عُنَّاب [or jujube] in its thorns and the crookedness of its branches, but smaller in leaf, and having more branches; very hard, and having a small drupe, (نُبَيْقَة, [dim. of نَبِقَةٌ, n. un. of نَبِقٌ, which means the “ drupes of the سِدْر,”]) which is very acid: the places of its growth are lofty mountains; and bows are made of it [as is shown by an ex. in the S and O]: (TA:) [app. with tenween, having a] n. un. with ة: (S, K:) AHn says that the growth of the اشكل is like [that of] the trees called شِرْيَان [of which likewise bows are made]. (TA.) أَشْكَلَةٌ: see شَكْلٌ, first signification. b2: Also i. q. لُبْسٌ [meaning (assumed tropical:) Dubiousness, or confusedness]. (K.) A2: See also شَكْلَآءُ, in two places.

A3: Also A single tree of the species called أَشْكَل [q. v.]. (S, K.) مُشْكِلٌ, from أَشْكَلَ in the first of the senses assigned to it above, signifies Entering among [meaning confused with] its likes. (TA.) b2: And [hence, app., or] accord. to Sh, from شُكْلَةٌ meaning “ redness mixed with whiteness,” it signifies (assumed tropical:) Dubious, or confused. (TA.) [Used as a subst.,] it has for its pl. مُشْكِلَاتٌ [and مَشَاكِلُ also: for] one says, هُوَ يَفُكُّ المَشَاكِلَ, meaning (assumed tropical:) [He solves] the things, or affairs, that are dubious, or confused. (TA.) b3: مشكل [app. مُشْكِلٌ], applied to a horse, means Having a whiteness in his flanks. (AA, TA in art. دعم.) مُشَكَّلٌ Endowed with a goodly aspect, or appearance, and form. (TA.) مَشْكُولٌ A horse bound, or shackled, with the شِكَال [q. v.]. (O, TA.) b2: And (tropical:) A horse distinguished by the whiteness in the lower parts of certain of the legs which is denoted by the term شِكَالٌ [q. v.]: (S, Mgh, * O, TA:) such was disliked by the Prophet. (S.) [See also مُحَجَّلٌ.]

b3: And (tropical:) A writing restricted [in its meaning or pronunciation] with the signs of the desinential syntax [and the other syllabical signs and the diacritical points]. (AHát, TA.)
شكل: {من شكله}: مثله. {شاكلته}: ناحيته وطريقته.

شبه

(شبه) عَلَيْهِ الْأَمر أبهمه عَلَيْهِ حَتَّى اشْتبهَ بِغَيْرِهِ وَالشَّيْء بالشَّيْء مثله وأقامه مقَامه لصفة مُشْتَركَة بَينهمَا

(شبه) عَلَيْهِ وَله لبس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صلبوه وَلَكِن شبه لَهُم}
شبه: {متشابها}: يشبه بعضه بعضا.
(ش ب هـ) : (الْخُطُوطُ تَتَشَابَهُ) أَيْ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
شبه
الشَّبَهُ: ضَرْبٌ من النُّحَاس، وشِبْهٌ أيضاً. وفلانٌ شِبْهُك وشَبَهُكَ وشَبِيْهُكَ. والمُتَشابِهاتُ: يُشْبِهُ بعضُها بعضاً. والمُشَبِّهاتُ: المُشْكِلاتُ، شَبَّهْتُ عليه: أي خَلَّطْتَ، واشْتَبَهَ الأمْرُ. وحُرُوْفُ البِئْرِ أشْبَاهٌ، وكُلُّ شَيْءٍ سَوَاءٍ فإنَّها أشْبَاهٌ.
والشَّبَاهُ: حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ، يُشْرَبُ للدَّواء. وفي حديث عمر: " إنَّ اللَّبَنَ يُشْبَهُ عليه أي إنَّ الطِّفْلَ الرَّضِيْعَ رُبَّما نَزَعَ في الشَّبَهِ إلى الظِّئْرِ من أجْلِ اللبَنِ.
(شبه) - في صفة القرآن؛ "وآمِنُوا بمُتَشَابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه"
قال الخَطَّابي: المُحْكَم : مَا يُعرَفُ بِظَاهِره مَعْناه، والمُتَشَابِهُ: ما لم يُتَلَقَّ معناه من لَفْظِه، وهو على ضَرْبَيْن: -
أَحدُهُما: إذا رُدَّ إلى المُحكَم عُرِف معناه.
والآخر: ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته، ولا يُعلَم إلّا بالإيمان بالقَدَر والمَشِيئة، وعِلْم الصِّفاتِ ونَحوِها ممَّا لم نُعَبَّد به، فالمُتَّبع لها مُبتغٍ للفِتْنَة؛ لأَنّه لا يَنتَهى إلى شيء تَسكُن نفسه إليه.
[شبه] شِبْهٌ وَشَبَهٌ لغتان بمعنىً. يقال: هذا شِبْهُهُ، أي شَبيهَهُ. وبينهما شِبَهٌ بالتحريك، والجمع مَشابَهُ على غير قياس، كما قالوا مَحاسِنُ ومذاكيرُ. والشُبْهَةُ: الالتباسُ. والمُشْتَبِهات من الأمور: المشْكِلاتُ. والمُتشابِهاتُ: المُتَماثِلاتُ. وتَشَبَّهَ فلان بكذا. والتَشْبيهُ: التمثيلُ. وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُهُ. واشْتَبَهَ عليّ الشئ. والشبه: ضرب من النحاس. يقال: كوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً. قال المرّار: تدين لِمزْرورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ * من الشِبْهِ سَوَّاها برفقٍ طَبيبُها والشَبَهانُ: ضرْبٌ من العِضاهِ. وقال رجلٌ من عبد القيس: بِوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَثَّ صَدْرُهُ * وأَسْفَلُهُ بالمَرْخِ والشَبَهانِ ويقال: هو النمام من الرياحين. 

شبه


شَبَهَ
شَبَّهَ
a. [acc. & Bi], Made like, assimilated to; compared to, likened.
b. [acc. & 'Ala], Rendered dubious, obscure to.
c. [acc. & Ila], Represented, pictured to.
شَاْبَهَa. Was, became like to, resembled.

أَشْبَهَa. see III
تَشَبَّهَ
a. [Bi], Became, made himself like to; imitated; resembled.

تَشَاْبَهَa. Were alike.

إِشْتَبَهَa. see VIb. ['Ala], Was dubious, obscure to.
c. [Fī], Felt doubtful, uneasy, uncertain about.

شِبْه
(pl.
أَشْبَاْه)
a. Like; match, fellow; counterpart, facsimile.
b. Yellow copper; brass.
c. see 4 (a) (b).
شُبْهَة
(pl.
شُبَه
شُبَُْهَات )
a. Dubiousness, obscureness, ambiguity, vagueness
uncertainty; equivocation.
b. Dubious, obscure, ambiguous, vague, uncertain;
equivocal.

شَبَه
(pl.
أَشْبَاْه مَشَاْبِهُ)
a. Likeness, resemblance, similarity.
b. Similitude; image, figure.
c. see 2 (b) & 36
(b).
شَبِيْه
(pl.
شِبَاْه)
a. Like, resembling; similar; fellow, match; counterpart
facsimile.

شِبْهَاْنa. see 2 (b)
شَبَهَاْنa. see 2 (b)b. A certain plant.

N. Ac.
شَبَّهَa. Comparison.

N. Ag.
تَشَاْبَهَa. Consimilar, conformable.

N. Ac.
شَاْبَهَ
(شِبْه)
a. Resemblance, likeness, similarity.
b. Comparison.
(ش ب هـ)

الشِّبْهُ والشَّبَه والشَّبِيه: الْمثل، وَالْجمع أشْباهٌ.

وأشبه الشَّيْء الشَّيْء: ماثله، وَفِي الْمثل: " من أشبه أَبَاهُ فَمَا ظلم ".

وأشْبَه الرجل أمه، وَذَلِكَ إِذا عجز وَضعف، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

أصْبَحَ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ أمِّه ... منْ عِظَمِ الرأسِ ومِن خُرْطُمِّهِ

أَرَادَ من خرطمه فَشدد للضَّرُورَة، وَهِي لُغَة فِي الخرطوم.

وتشابه الشيئان، واشتبها: أشبه كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، وَفِي التَّنْزِيل: (مُشْتَبِها وغَيرَ مُتَشابِهٍ) .

والآيات المُتشابهات فِي الْقُرْآن ألم، والر، وَمَا اشْتبهَ على الْيَهُود من هَذِه وَنَحْوهَا.

وشَبَّهَه إِيَّاه، وشَبَّهَه بِهِ: مثله.

وَأُمُور مُشْتَبِهَةٌ ومُشَبِّهةٌ: مشكلة يشبه بَعْضهَا بَعْضًا، قَالَ:

واعْلَمْ بأنَّكَ فِي زَما ... نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ

وَبينهمْ أشباه، أَي أَشْيَاء يتشابهون فِيهَا.

وشَبَّه عَلَيْهِ: خلط عَلَيْهِ الْأَمر حَتَّى اشْتبهَ بِغَيْرِهِ.

وَفِيه مَشابِهُ من فلَان، أَي أشباه، وَلم يَقُولُوا فِي واحدته مَشْبَهَةٌ، وَقد كَانَ قِيَاسه ذَلِك، لكِنهمْ استغنوا بشبه عَنهُ، فَهُوَ من بَاب ملامح ومذاكير، وَمِنْه قَوْلهم: " لم يسر رجل قطّ لَيْلَة حَتَّى يصبح إِلَّا أصبح وَفِي وَجهه مشابه من أمه ".

وَفِيه شُبْهَةٌ مِنْهُ: أَي شَبَهٌ.

والشَّبْهُ والشَّبَهُ: النّحاس يصنع فيصفر، سمي بذلك لِأَنَّهُ إِذا فعل بِهِ ذَلِك أشبَهَ الذَّهَب بلونه، وَالْجمع أشباه.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّبَهُ: شَجَرَة كَثِيرَة الشوك تُشْبِه السمرَة، وَلَيْسَت بهَا.

والمُشَبِّه المصفر من النصي.

والشِّباهُ: حب على لون الْحَرْف يشرب للدواء.

والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ: ضرب من العضاه، وَقيل: هُوَ الثمام، يَمَانِية، حَكَاهَا ابْن دُرَيْد.
[شبه] في صفة القرآن: آمنوا "بمتشابهه" واعملوا بمحكمه، المتشابه ما لم يتلق«وأتوا به "متشابها"» في المنظر وإن اختلف في المطعم. مد: متشابها في اللون وغير متشابه في الطعم.
شبه
الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: حقيقتها في المماثلة من جهة الكيفيّة، كاللّون والطّعم، وكالعدالة والظّلم، والشُّبْهَةُ: هو أن لا يتميّز أحد الشّيئين من الآخر لما بينهما من التّشابه، عينا كان أو معنى، قال: وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً
[البقرة/ 25] ، أي: يشبه بعضه بعضا لونا لا طعما وحقيقة، وقيل: متماثلا في الكمال والجودة، وقرئ قوله: مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ
[الأنعام/ 99] ، وقرئ: مُتَشابِهاً [الأنعام/ 141] ، جميعا، ومعناهما متقاربان. وقال: إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا
[البقرة/ 70] ، على لفظ الماضي، فجعل لفظه مذكّرا، و (تَشَّابَهُ) أي:
تتشابه علينا على الإدغام، وقوله: تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ [البقرة/ 118] ، أي: في الغيّ والجهالة، قال: آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ
[آل عمران/ 7] .
والْمُتَشَابِهُ من القرآن: ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره، إمّا من حيث اللّفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: الْمُتَشَابِهُ: ما لا ينبئ ظاهره عن مراده ، [وحقيقة ذلك أنّ الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومُتَشَابِهٌ على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاثة أضرب: متشابه من جهة اللّفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتهما.
والمتشابه من جهة اللّفظ ضربان:
أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إمّا من جهة غرابته نحو: الأبّ ، ويزفّون ، وإمّا من جهة مشاركة في اللّفظ كاليد والعين. والثاني يرجع إلى جملة الكلام المركّب، وذلك ثلاثة أضرب:
ضرب لاختصار الكلام نحو: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء/ 3] .
وضرب لبسط الكلام نحو: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى/ 11] ، لأنه لو قيل: ليس مثله شيء كان أظهر للسامع.
وضرب لنظم الكلام نحو: أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً [الكهف/ 1- 2] ، تقديره: الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا، وقوله: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ إلى قوله: لَوْ تَزَيَّلُوا . والمتشابه من جهة المعنى: أوصاف الله تعالى، وأوصاف يوم القيامة، فإنّ تلك الصّفات لا تتصوّر لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسّه، أو لم يكن من جنس ما نحسّه. والمتشابه من جهة المعنى واللّفظ جميعا خمسة أضرب:
الأوّل: من جهة الكمّيّة كالعموم والخصوص نحو: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ [التوبة/ 5] .
والثاني: من جهة الكيفيّة كالوجوب والنّدب، نحو:
فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء/ 3] . والثالث: من جهة الزّمان كالنّاسخ والمنسوخ، نحو: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ [آل عمران/ 102] .
والرّابع: من جهة المكان والأمور الّتي نزلت فيها، نحو: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها [البقرة/ 189] ، وقوله: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ [التوبة/ 37] ، فإنّ من لا يعرف عادتهم في الجاهليّة يتعذّر عليه معرفة تفسير هذه الآية.
والخامس: من جهة الشّروط التي بها يصحّ الفعل، أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح. وهذه الجملة إذا تصوّرت علم أنّ كلّ ما ذكره المفسّرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم، نحو قول من قال: المتشابه الم [البقرة/ 1] ، وقول قتادة: المحكم: النّاسخ، والْمُتَشَابِهُ: المنسوخ ، وقول الأصمّ :
المحكم: ما أجمع على تأويله، والْمُتَشَابِهُ: ما اختلف فيه. ثمّ جميع المتشابه على ثلاثة أضرب: ضرب لا سبيل للوقوف عليه، كوقت السّاعة، وخروج دابّة الأرض، وكيفيّة الدّابّة ونحو ذلك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضرب متردّد بين الأمرين يجوز أن يختصّ بمعرفة حقيقته بعض الرّاسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضّرب المشار إليه بقوله عليه السلام في عليّ رضي الله عنه: «اللهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التّأويل» ، وقوله لابن عبّاس مثل ذلك . وإذ عرفت هذه الجملة علم أنّ الوقف على قوله: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران/ 7] ، ووصله بقوله: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران/ 7] جائز، وأنّ لكلّ واحد منهما وجها حسبما دلّ عليه التّفصيل المتقدّم . وقوله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً [الزمر/ 23] ، فإنّه يعني ما يشبه بعضه بعضا في الأحكام، والحكمة واستقامة النّظم. وقوله: وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
أي: مثّل لهم من حسبوه إيّاه، والشَّبَهُ من الجواهر: ما يشبه لونه لون الذّهب.
شبه
: (الشِّبْهُ، بالكسْرِ والتّحْريكِ وكأَميرٍ: المِثْلُ، ج أَشْباهٌ) ، كجِذْعٍ وأَجْذاعٍ وسَبَبٍ وأَسْبابٍ وشَهِيدٍ وأَشْهادٍ.
(وشابَهَهُ وأَشْبَهَهُ: ماثَلَهُ) ، وَمِنْه: مَنْ أَشْبَه أَباهُ فَمَا ظَلَم؛ ويُرْوَى:
ومَنْ يُشابه أبه فَمَا ظَلَم (و) أَشْبَه الرَّجُلُ (أُمَّهُ) :) إِذا (عَجَزَ وضَعُفَ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
أَصْبَحَ فِيهِ شَبَهٌ من أُمِّهِمن عِظَم الرأْسِ وَمن خُرْطُمِّهِ (وتَشابَهَا واشْتَبَها: أَشْبَهَ كُلٌّ مِنْهُمَا الآخَرَ حَتَّى الْتَبَسَا) ؛) وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابِه} .
(وشَبَّهَهُ إيَّاهُ وَبِه تَشْبيهاً: مَثَّلَهُ.
(وأُمورٌ مُشْتَبِهَةٌ ومُشَبَّهَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ) :) أَي (مُشْكِلَةٌ) مُلْتبسةٌ يُشْبِهُ بعضُها بَعْضًا؛ قالَ:
واعْلَمْ بأنَّكَ فِي زَمانِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ (والشُّبْهَةُ، بالضَّمِّ: الالْتِباسُ؛ و) أَيْضاً: (المِثْلُ) .) تقولُ: إنِّي لفِي شُبْهَةٍ مِنْهُ.
(وشُبِّهَ عَلَيْهِ الأَمْرُ تَشْبِيهاً: لُبِّسَ عَلَيْهِ) وخُلِّطَ.
(وَفِي القُرآنِ المُحْكَمُ والمُتَشابِهُ) ، فالمُحْكَمُ: قد مَرَّ تَفْسِيرُه، والمُتَشابِهُ: مَا لم يُتَلَقَّ مَعْناه من لَفْظِه، وَهُوَ على ضَرْبَيْن: أَحَدُهما إِذا رُدَّ إِلَى المُحْكَمِ عُرِفَ مَعْناه، والآخَرُ مَا لَا سَبِيل إِلَى مَعْرفَةِ حَقِيقَتِه، فالمُتَّبِعُ لَهُ مُبْتَدعٌ ومُتّبِعٌ للفِتْنَةِ لأنَّه لَا يكادُ يَنْتهِي إِلَى شيءٍ تَسْكُنُ نَفْسُه إِلَيْهِ.
وقالَ بعضُهم: اللَّفْظُ إِذا ظَهَرَ مِنْهُ المُرادُ فإنْ لم يَحْتَمل النّسْخ فمُحْكَم، وإلاَّ فَإِن لم يَحْتَمِل التَّأْوِيل فمُفَسِّرٌ، وإلاّ فَإِن سيق الكَلام لأجْل ذلِكَ المُراد فنَصّ وَإِلَّا فظاهِر، وَإِذا خَفِيَ فَإِن خَفى لعارِضٍ، أَي لغيرِ الصِّيغَةِ، فَخفِيٌّ وَإِن خَفِي لنَفْسِه، أَي لنَفْسِ الصِّيغَةِ، وأُدْرِكَ عقلا فمُشْكل، أَو نَقْلاً فمُهْمَل، أَو لم يُدْرَك أَصْلاً فمُتَشابِهٌ.
ورُوِي عَن الضحَّاكِ: أَنَّ المُحْكَمات مَا لم تُنْسَخْ والمُتَشابِهات مَا قد نُسِخَ.
(والشَّبَهُ والشَّبَهانُ، محرَّكتينِ: النُّحاسُ الأصْفَرُ، ويُكْسَرُ) ؛) واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على الأولى والأخيرَةِ، وقالَ: هُوَ ضَرْبٌ من النّحاسِ، يقالُ: كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعْنًى؛ وأَنْشَدَ:
تَدينُ لمَزْرُورٍ إِلَى جَنْب حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُها (ج أَشْباهٌ) .
(وَفِي المُحْكَم: هُوَ النُّحاسُ يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ.
وَفِي التّهْذيبِ: ضَرْبٌ مِن النُّحاسِ يُلْقَى عَلَيْهِ دواءٌ فيَصْفَرُّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: سُمِّي بِهِ لأَنَّه إِذا فُعِلَ بِهِ ذلكَ أَشْبَه الذَّهبَ بلَوْنِه.
(و) الشَّباهُ، (كسَحابٍ: حَبٌّ كالحُرْفِ) يُشْرَبُ للدَّواءِ؛ عَن اللّيْثِ.
(والشَّبَهُ والشَّبَهانُ، محرَّكتينِ) ، الأُولى عَن ابنِ بَرِّي؛ (نَبْتٌ) كالسَّمُرِ (شائِكٌ، لَهُ وَرْدٌ لَطِيفٌ أَحْمَرُ وحَبٌّ كالشَّهْدانِجِ تِرْياقٌ لنَهْشِ الهَوامِّ، نافِعٌ للسُّعالِ، ويُفَتِّتُ الحَصَى، ويَعْقِلُ البَطْنَ.
(وبضَمَّتَيْنِ) ، وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ بفتحٍ فضمٍ: (شَجَرٌ) مِن (العِضاهِ) ؛) وأَنْشَدَ: بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُوأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِوأَنْشَدَه أَبو حَنيفَةَ فِي كتابِ النَّباتِ: بالوَرْخِ والشَّبَهانِ؛ والبَيْتُ لرجُلٍ من عبْدِ القَيْسِ.
وقالَ أَبو عبيدَةَ: للأَحْوَلِ اليَشْكُري، واسْمُه يَعْلى.
(أَو الثُّمامُ) ، يمانِيَّةٌ، حَكَاها ابنُ دُرَيدٍ.
(أَو النَّمَّامُ) مِن الرَّياحِين؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المُشابِهُ جَمْعٌ لَا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه، أَو جَمْعُ شَبَه على غيرِ قِياسٍ كمَحاسِنٍ ومَذاكِير؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وتَشَبَّه بِكَذَا: تَمَثَّلَ.
وشَبَّهَه عَلَيْهِ تَشْبِيهاً: خَلَّطَه عَلَيْهِ.
وجَمْعُ الشُّبْهَةِ شُبَهٌ.
وشَبَّه الشيءُ: أَشْكَلَ؛ وأَيْضاً سَاوَى بينَ شيءٍ وشَيءٍ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
والتَّشابُه: الاسْتِواءُ.
وَفِي الحدِيثِ: (اللَّبَنُ يُشَبَّهُ) : أَي يَنْزِعُ إِلَى أَخْلاقِ المُرْضِعَةِ؛ وَفِي رِوايَةٍ: يَتَشَبَّهُ.
والمُشَبَّهُ، كمُعَظَّمٍ: المُصْفَرُّ مِن النَّصِيِّ.
والشَّبيهُ: لَقَبُ الإِمامِ الحافِظِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ جَعْفرِ الصَّادِقِ، يقالُ لولدِه بَنُو الشبيه بمِصْر وهُم الشّبهيُّونَ، ووَلدُه الحافِظُ المحدِّثُ يَحْيَى بنُ القاسِمِ هُوَ الَّذِي دَخَلَ مِصْرَ سَنَة 344، وكانَ لدُخولِه ازْدِحامٌ عَجِيبٌ لم يُرَ مثْلُه، وتُوفي بهَا سَنَة 370، ومَقامُه بينَ الإمامَيْن يُزارُ.
شبه: شبه: أشبه (بوشر) شبَّه (بالتشديد). شَبَّهتُك لفلان: وجدتك تشبه فلاناً (بوشر).
شبَّه فلاناً بآخر: ظن إنه الآخر (عباد 1: 229 رقم24، 3: 82، تاريخ البربر 1: 61) ويذكر بوشر في معجمه: شبُّه عليه بهذا المعنى.
وفي تاريخ البربر (2: 509) وقد حذف منه المفعول به: فنصبه للأمر مُشَبّهاً ببعض أولاد السلطان أبي الحسن. وكان كلام المصنف أصح لو إنه قال: يُشَبِهّهُ.
شبّه على فَلان: خدعه بأن جعل الأمر يلتبس عليه. ويقال: شبه على فلان بفلان. ففي تاريخ البربر (1: 648): وما كان من أمر الدعيّ ابن أبي عمارة وكيف شَبه على الناس بالفضل ابن المخلوع بحيلة من مولاهم نصير. ويقال أيضاً: شبه له. ففي تاريخ البربر (2: 384): وانتسب لهم إلى السلطان أبي الحسن وأنه أبو عبد الرحمن ابنه النازع عنه فشبَّه لهم وبايعوه.
شبَّه في الأمر: وكذلك لبِّس فيه أي أبهمه عليه حتى اشتبه بغيره (المقدمة 1: 32) وانظر الترجمة من غير تشبيه: من غير التباس ولا إبهام. ففي ابن البيطار (1: 338): وقد خصَّت فاغية الحناء بذكر الفاغية فيقال الفاغية فتعرف من غير تشبيه. يُشَبَّهُ أن: يظهر أن. (ابن جبير ص37) وانظر لين في مادة تشبه في الآخر.
شَبَّه: صوَّر الصور، مثل التماثيل (باين سميث 1583).
شَبَّه: أرى ما ليس بنفسه، تظاهر، تنكر ب، تكلّف (ألكالا).
شَبَّه الطبيب: عالج المريض (فوك، ألكالا).
شَبَّه: شفي من مرضه وصار في دور النقاهة (ألكالا) وانظر: تشبَّه.
شابه: تمثل به، حاكاه، حذا حذوه (هلو).
تشبّه: تمثل (ألكالا).
تشبه: به: اختلط به ولم يميز بينهما (المقدمة 1: 66).
تمثل من: نقه، شفي من مرضه وصار في دور النقاهة (فوك، ألكالا) تشابه فلاناً: حاكاه وتابعه (بوشر).
اشتبه به: اختلط عليه (المقدمة 1: 66).
اشتبه: انظر اسم المفعول مشتبه فيما يلي.
شَبَه: اسم شجرة واسمها العلمي: Paliurus australis ( ابن البيطار 2: 82).
شُبْهَة. شبهة العَمْد: شبهة العمد في القتل أن يتعمد الضرب ما ليس بسلاح وضعاً ولا ما أجري مجرى السلاح (محيط المحيط).
شُبْهة: هي ما بين الحلال والحرام والخطأ والصواب (محيط المحيط) وفي المقري (2: 159): ولا يجرم ما أحل الله والعجب من أهل زماننا يعيبون الشبهات وهم يستحلون المحرمات. وفي الادريسي (ص110) (البيان 1: 215): والغالب على فضلائهم التمسك بالخير والوفاء بالعهد والتخلي عن الشبهات واجتناب المحارم.
شُبْهة: ما يرتاب في أصله من ملك ومال ونقد وأراضي وغير ذلك أما ما تملكه الأسرة مما ذكر منذ زمن بعيد جداً فليس بشبهة ويمكن التصرف بها باطمئنان القلب في أعمال الخير ووجوه البر. أما مال الشبهة فيبقى موضع ريبة حتى ولو أنتقل من مالك إلى آخر. (انظر كرتاس ص30) ففيه: فورثت منهم مالاً جسيماً حلالاً طبياً ليس فيه شبهة لم يتغير ببيع ولا شراء فأرادت أن تصرفه في وجوه البر وأعمال الخير. وفي (ص12) منه: ولم تصرف فيه سواه احتياطا منه وتحرياً من الشبهات. وانظر كذلك (ص33، 35) في رياض النفوس (ص94 ق): وكان متوقفاً عن الشبهات طيّب المكسب. وفيه أيضاً (ص101 ق): والأشياء التي تشتري حَرَام إذا كانت فاسدة الأصل. وكذلك في (ص102 و) منه.
شبهة: مسألة من مسائل المذهب مختلف فيها. ففي المقري (1: 136): إذا كان هذا الشخص يشتغل بالفلسفة وعلم الفلك والعامة تسمية الملحد فإنْ زلّ في شبهة رجموه بالحجارة.
شبهة: ريب، شكٍ، ففي البيان (2: 56) فاستقدم منهم من أطّلع له على سوء سريرة وشبهة في الثغر.
شبهة: مذهب ضال. ففي المقدمة (2: 132): واجتنب البدع والشبهات. وفي (3: 122) منها: وتدفع شبهة أهل البِدَع عنها (المعري 2: 437) شبهة: ضلالة (المقدمة 1: 382).
شبهة: دليل مصطنع (البكري ص184) ودليل مشكوك فيه، ففي المقدمة (1: 169): انقلب الدليل شبهة والهداية ضلالة.
شبهة: سوء النطق (بوشر، محيط المحيط) وفي رحلة ابن جبير (ص138): وحاش لله أن تعرض في ذلك عِلَّة تمنع منه، أو شبهة من شبهات الظنون ترفع (تدفع) عنه. وفي البلاذري (ص379) يقولون أقوالاً بظن وشبهة فان قيل هاتوا حقّقوا لم يحقّقوا.
ذو شبهة: مشتبه فيه، مريب (بوشر).
شبهة: حجّة، عذر (المقدمة 2: 112).
شبهة: يستعمل اليهود الأسبان كالذين ترجموا الحيّوج هذه الكلمة بمعنى حرف من حروف الهجاء العبرية كما أخبرني السيد درنبورج فالكلمة العبرية (الف) وجمعها الفات وقد كتب إلي يقول (في طبعة ديوقس ص14) وفي طبعة نونت (ص12): إن الكلمة العبرية (سهبات) تقابل العربية؛ من شبهاته. ويستعمل ابن جناح أيضاً هذه الكلمة غير أن جمعها عنده شُبَه.
شَبَهان: نبات اسمه العلمي: Paliurus australis ( ابن البيطار 2: 82).
شَبيه، وجمعه شُبَهاء (فوك).
الشَبيه بالمُعَينَّ عند أهل الهيئة هو شكل ذو أربعة أضلاع لا تكون أضلاعه متساوية ولا زواياه قائمة ولكن يتساوى كل متقابلين من أضلاعه وزواياه (محيط المحيط، بوشر).
شبيه بالمنحرف: شكل ذو أربعة أضلاع متوازية غير متساوية (حاجي خليفة، بوشر).
شابهة: تماثل (هلو).
أَشْبَه. أشبه من: خير من، أفضل من (فوك)، وفي البيان (1: 299): وكان أشبه من غيره سياسةً لا ديناً. (ابن جبير ص181). وفي العبدري (ص43 ق): سمعت أنهم أشبه حالاً من المذكورين بكثير.
أَشبْهُ: ناقِه، نقِه، متعافٍ (فوك).
تَشَبُّه: شدّة المرض (ألكالا).
تَشْبِيه: اختلاف، تظاهر، مداجاة، مداراة (ألكالا).
تشبيه: الجمع تشابه ترجمة للكلمة السريانية التي معناها تماثل (باين سميث 1448).
تَشْبِيهِيّ: تمثيلي (بوشر).
تشابه: التشابه عند المتكلمين هو الاتحاد في الكيف وقيل الاتحاد في العَرض (محيط المحيط).
تشابه الأطراف عند البديعيين أن يعيد الناظم كلمة القافية في أول البيت الثاني (محيط المحيط).
مُشَبّهِة: هذا هو ضبط اسم هذه الفرقة (محيط المحيط) أقول هذا لأن فريتاج لم يضبطها بالشكل.
مَشبُوه: مشكوك فيه (بوشر).
مُشُتبه: شيء مشتبه: شيء نملكه بالفعل لا بالحق. ففي المقري (1: 556): كان للحكم الأول طواحين تسمى طواحين الجسر، وقد أثبت رجل أمام القاضي أنها ملكه فحكم له القاضي بها وبعد زمن قليل اشتراها الحكم منه وقال: كان في أيدينا شيء مشتبه به فصححه لنا (القاضي) وصار حلالاً طيب المسلك في أعقابنا.
متشابه: المتشابه عند المتكلمين هو المتحد في الكيف (محيط المحيط).
والمتشابه عند البديعيين، وقد فسره فريتاج تفسيراً غير دقيق، هو الجناس الذي يكون أحد ركنيه مفرداً والآخر مركباً مع اتفاقهما في الخط كقول الشاعر:
إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه
(محيط المحيط)، ميهرن، بلاغة العرب ص155.
المتشابهان في القرآن هي العبارات التي يتشابه لفظها نحو وكان الله عزيزاً حكيماً، وكان الله عليماً حليماً ونحو ذلك، فان القارئ عن ظهر قلب يغلط أحياناً فيضع الواحدة منها مكان الأخرى (محيط المحيط) مع قصة‍!
شبهـ
أشبهَ يُشبِه، إشباهًا، فهو مُشبِه، والمفعول مُشبَه
• أشبه الشَّيءُ الشَّيءَ: ماثَلَه "من أشبهَ أباه فما ظَلَم [مثل]: لاغرابة أن يشبه الشّخصُ أباه" ° ما أشبه اللَّيلةَ بالبارحة [مثل]: يُضرب في جريان الأمور على وتيرة واحدة- وما أشبه ذلك: وكلّ ما يماثله. 

اشتبهَ/ اشتبهَ بـ/ اشتبهَ على/ اشتبهَ في يشتبه، اشتباهًا، فهو مُشتبِه، والمفعول مُشتبَه به
• اشتبهتِ الأشياءُ: تقاربت وتماثلت من وجه ما " {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} ".
• اشتبه بفلان/ اشتبه في فلان: شكَّ فيه "اشتبه بفلان سارقًا- اشتبه الرجلُ في المسألة: شكّ في صحّتها".
• اشتبهَ عليه الأمرُ: اختلط، التبس. 

تشابهَ يتشابه، تشابُهًا، فهو مُتشابِه
• تشابه الشَّيئان: ماثل كلّ منهما الآخر حتَّى التبسا

"تشابه هذان التوءمان- {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} ".
• تشابهتِ الأمورُ: اختلطت، التبست فلم تتميّز ولم تظهر " {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} ".
• تشابهتِ الآياتُ: تساوت. 

تشبَّهَ بـ يتشبَّه، تشبُّهًا، فهو مُتشبِّه، والمفعول مُتشبَّه به
• تشبَّه بفلان: تمثَّل به، اقتدى به، حاكاه "تشبَّه بالنِّساء: ماثَلَهنّ في حركاته وسلوكه- تشبّه بالكرام: صنع صنيعَهم". 

شابهَ يشابه، مُشابهةً، فهو مُشابِه، والمفعول مُشابَه
• شابه الولدُ أباه: ماثَلَه, شاركه في إحدى صفاته "حَجَر يشابه الياقوت- مَنْ شابَه أباه فما ظلم [مثل]: لاغرابة أن يشبه الشّخصُ أباه" ° وما شابه ذلك: وكلّ ما يماثله. 

شبَّهَ يُشبِّه، تشبيهًا، فهو مُشبِّه، والمفعول مُشبَّه
• شبَّه الفتاةَ بالبدر: مثَّلها به "كثيرًا ما شبَّه الشعراءُ قوامَ المرأة بغصن البان".
• شبَّه عليه الأمرَ/ شبَّه له الأمرَ: أبهمه عليه حتى اختلط بغيره وأُلبس عليه " {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} " ° إيّاك والمشبّهات: الأمور الغامضة المُشْكِلة. 

تشابُه [مفرد]:
1 - مصدر تشابهَ.
2 - (حي) وجود ملامح وصفات جسميّة مشتركة بين كائنات حيّة.
• قانون التَّشابه: أحد قوانين تداعي المعاني، ويتلخّصُ في أنّ الصّور الذِّهنيّة المتشابهة مترابطة، ويستحضر بعضُها بعضًا في الذِّهن.
• تشابُه الأجزاء: (كم) حالة المركَّبات المتشابهة الأجزاء.
• تشابُه بين مثلَّثين: (هس) كون المثلّثين يتساويان في الزّوايا المتقابلة. 

تشبيه [مفرد]:
1 - مصدر شبَّهَ.
2 - (بغ) إلحاق أمر بآخر لصفة مشتركة بينهما، وهو يتكوّن من مُشبَّه ومُشبَّه به وأداة تشبيه ووجه شبه، ويجب أن يكون وجه الشبه في المشبّه به أقوى منه في المشبّه؛ وذلك كتشبيه الرجل بالأسد في الشجاعة.
3 - (سف) تصوُّر الآلهة في ذاتها وصفاتها على غرار الإنسان.
• التَّشبيه البَليغ: (بغ) تشبيه حُذِف فيه كلّ من الأداة ووجه الشَّبه.
• فيش وتشبيه/ تشبيه المسجونين: (قن) أخذ بصمات المسجونين وكتابة أوصافها على استمارة خاصّة لتحديد شخصّيتهم. 

شِبْه [مفرد]: ج أشْباه:
1 - مِثْل "هذا الولد شِبه أبيه في الكرم".
2 - قريب من "يوجد شِبه كساد في السّوق- صحيفة شبه رسميّة- في شبه عُزْلةٍ" ° سيَّارة شِبه حربيّة: سيّارة تجمع في خصائصها بين السّيَّارات المدنيّة والعسكريّة- شِبْه سَهْل: منطقة شِبْه مستوية.
• شِبْه جزيرة: (جغ) أرض تحيط بها المياه من ثلاث جهات.
• شِبْه الفِلزّ: (كم) جسم بسيط غير فلزِّيّ لا ينقل الكهرباء والحرارة إلاّ قليلاً, وليس له لمعان الفلزّات مثل اليود والبروم.
• شِبْه الجُمْلة: (نح) الكلام المؤلّف من الجارّ والمجرور أو من الظرف والمضاف إليه.
• شِبْه المُنحرِف: (هس) شكل رباعيّ له ضلعان متوازيان غيرُ متساويين. 

شُبْهة [مفرد]: ج شُبُهات وشُبْهات وشُبَه:
1 - التباس، غموض، شكّ "أمر تقع عليه بعض الشُّبُهات" ° حامت الشُّبْهةُ ضدّه/ حامت الشُّبْهةُ حوله: دارت حوله وتركّزت فيه- فوق الشُّبهات: ليس محلّ طعن.
2 - (فق) ما يلتبس فيه الحقّ بالباطل والحلال بالحرام "في فوائد المصارف شبهةُ رِبا- اتّقوا الشُّبُهات" ° ذوو الشُّبهات: أشخاص مشبوهون، ذوو سمعة سيِّئة. 

شَبِيه [مفرد]: ج أشْباه وشِباه: نظير ومثيل "ما تفعله مع ابنك اليوم شبيه بما فعله أبوك معك أمس- فلان لا شبيه له" ° ما هو بشبيهك ولا بقرابةٍ من ذلك: لا يمكن أن يكونَ نظيرًا لك.
• شبيه الإنسان: (حن) قردٌ يشبه الإنسان في شكله العام، مثل الغوريلا والشمبانزي والجيبوني. 

مُتشابِه [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تشابهَ.
2 - نص قرآنيّ يحتمل عدّة معانٍ، عكسه مُحْكَم " {مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ". 

مُشابهة [مفرد]:
1 - مصدر شابهَ.
2 - التقاء شيئين أو أكثر في بعض الصِّفات، وأوضح ما تكون في الأشكال الهندسيّة المتشابهة. 

مُشبَّه [مفرد]: اسم مفعول من شبَّهَ.
• المُشبَّه: (بغ) أحد طرفي التشبيه اللذين يشتركان في صفة أو أكثر.
• المشبَّه به: (بغ) الطَّرف الثَّاني من طرفيّ التَّشبيه اللَّذين يشتركان في صفة أو أكثر.
• الصِّفة المُشبَّهة باسم الفاعل: (نح) وصف مشتقّ من المصدر أو الفعل اللازم اتّصفت به الذات اتِّصافًا ثابتًا في الماضي والحاضر، وهي من الثُّلاثيّ سماعيّة مثل حسن وكريم، وإذا دلّت على لون أو عيب أو حيلة فهي على وزن أفعل. 

مُشبِّهة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل شبَّهَ.
• المشبِّهة: فرقة دينيّة يشبِّه أصحابُها الخالقَ بالمخلوق. 

مَشبوه [مفرد]: شخص مشكوك في أمره "أُلقي القبضُ على جماعةٍ من المشبوهين". 
شبه
عن الفارسية شبه: إسم حجر يستخدم في علاج العين.
ش ب هـ

ماله شبه وشبه وشبيه، وفيه شبه منه، وقد أشبه أباه وشابهه، وما أشبههبأبيه. وفي الحديث " اللبن يشبه عليه " وتشابه الشيئان واشتبها، وشبّهته به وشبّهته إياه، واشتبهت الأمور وتشابهت: التبست لإشباه بعضها بعضاً. وفي القرآن المحكم والمتشابه. وشبه عليه الأمر: لُبّس عليه، وإياك والمشبهات: الأمور المشكلات. ووقع في الشبهة والشبهات. وعنده أواني الشبه والشبه. قال يصف ناقة:

تدين لمزرور إلى جنب حلقة ... من الشبه سواها برفق طبيبها
ش ب هـ: (شِبْهٌ) وَ (شَبَهٌ) لُغَتَانِ بِمَعْنًى. يُقَالُ: هَذَا شِبْهُهُ أَيْ شَبِيهُهُ وَبَيْنَهُمَا (شَبَهٌ) بِالتَّحْرِيكِ وَالْجَمْعُ (مَشَابِهُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قَالُوا: مَحَاسِنُ وَمَذَاكِيرُ. وَ (الشُّبْهَةُ) الِالْتِبَاسُ. وَ (الْمُشْتَبِهَاتُ) مِنَ الْأُمُورِ الْمُشْكِلَاتُ. وَ (الْمُتَشَابِهَاتُ) الْمُتَمَاثِلَاتُ. وَ (تَشَبَّهَ) فُلَانٌ بِكَذَا. وَ (التَّشْبِيهُ) التَّمْثِيلُ. وَ (أَشْبَهَ) فُلَانًا وَ (شَابَهَهُ) . وَ (اشْتَبَهَ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ. وَ (الشَّبَهُ) وَ (الشِّبْهُ) ضَرْبٌ مِنَ النُّحَاسِ، يُقَالُ: كُوزٌ شَبَهٌ وَشِبْهٌ بِمَعْنًى. 
ش ب هـ : الشَّبَهُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْمَعَادِنِ مَا يُشْبِهُ الذَّهَبَ فِي لَوْنِهِ وَهُوَ أَرْفَعُ الصُّفْرِ وَالشَّبَهُ أَيْضًا وَالشَّبِيهُ مِثْلُ: كَرِيمٍ.

وَالشِّبْهُ مِثْلُ: حِمْلٍ الْمُشَابِهُ وَشَبَّهْتُ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ أَقَمْتُهُ مُقَامَهُ لِصِفَةٍ جَامِعَةٍ بَيْنَهُمَا وَتَكُونُ الصِّفَةُ ذَاتِيَّةٌ وَمَعْنَوِيَّةً فَالذَّاتِيَّةُ نَحْوُ هَذَا الدِّرْهَمُ كَهَذَا الدِّرْهَمِ وَهَذَا السَّوَادُ كَهَذَا السَّوَادِ وَالْمَعْنَوِيَّةُ نَحْوُ زَيْدٌ كَالْأَسَدِ أَوْ كَالْحِمَارِ أَيْ فِي شِدَّتِهِ وَبَلَادَتِهِ وَزَيْدٌ كَعَمْرٍو أَيْ فِي قُوَّتِهِ وَكَرَمِهِ وَشَبَهِهِ وَقَدْ يَكُونُ مَجَازًا نَحْوُ الْغَائِبُ كَالْمَعْدُومِ وَالثَّوْبُ كَالدِّرْهَمِ أَيْ قِيمَةُ الثَّوْبِ تُعَادِلُ الدِّرْهَمَ فِي قَدْرِهِ وَأَشْبَهَ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَشَابَهَهُ إذَا شَارَكَهُ
فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ وَاشْتَبَهَتْ الْأُمُورُ وَتَشَابَهَتْ الْتَبَسَتْ فَلَمْ تَتَمَيَّزْ وَلَمْ تَظْهَرْ وَمِنْهُ اشْتَبَهَتْ الْقِبْلَةُ وَنَحْوُهَا.

وَالشُّبْهَةُ فِي الْعَقِيدَةِ الْمَأْخَذُ الْمُلَبَّسُ سُمِّيَتْ شُبْهَةً لِأَنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ وَالشُّبْهَةُ الْعُلْقَةُ وَالْجَمْعُ فِيهِمَا شُبَهٌ وَشُبُهَاتٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَغُرُفَاتِ وَتَشَابَهَتْ الْآيَاتُ تَسَاوَتْ أَيْضًا وَشَبَّهْتُهُ عَلَيْهِ تَشْبِيهًا مِثْلُ: لَبَّسْتُهُ عَلَيْهِ تَلْبِيسًا وَزْنًا وَمَعْنًى فَالْمُشَابَهَةُ الْمُشَارَكَةُ فِي مَعْنًى مِنْ الْمَعَانِي وَالِاشْتِبَاهُ الِالْتِبَاسُ 

شبه

2 شَبَّهَهُ إِيَّاهُ and بِهِ, (MA, K,) inf. n. تَشْبِيهٌ, (S, K, KL,) He made it to be like it, or to resemble it; he assimilated it to it; (MA, KL;) i. q. مَثَّلَهُ [meaning thus: and also meaning he likened it to it, or compared it with it; agreeably with the explanation here next following]: (S, * K:) شَبَّهَتُ الشَّىْءَ بِالشَّىْءِ I put the thing in the place, or predicament, of the [other] thing, by reason of an attribute connecting them [or common to them]; which attribute may be real and ideal; real as when one says, “this dirhem is like this dirhem,” and “ this blackness is like this blackness; ” and ideal as when one says, “Zeyd is like the lion ” or “ like the ass ” i. e. in his strength or his stupidity, and “ Zeyd is like 'Amr ” i. e. in his power and his generosity and similar qualities; and sometimes it is tropical, as when one says, “ the absent is like the non-existent,” and “ the garment is like the dirhem ” i. e. the value of the garment is equivalent to the dirhem. (Msb.) شَبَّهُ, [app. for شبّه شَيْئًا بِشَىْء ٍ,] accord. to IAar, means He made a thing equal to a thing, or like a thing. (TA.) b2: [Hence,] شبّههُ عَلَيْهِ, inf. n. as above, He rendered it confused to him [by making it to appear like some other thing]; (JK, * TA;) he rendered it ambiguous, dubious, or obscure, to him. (MA.) See also 8, [with which it is, in its pass. form, and in its act. form likewise, nearly or exactly syn. in one of the senses,] in two places. b3: [And شَبَّهَتْهُ إِلَيْهِ النَّفْسُ, or الحَالُ, The mind, or the case, imaged it to him; like خَيَّلَتْهُ: see art. خيل.] See also 5, [with which, in its pass. form, this verb is nearly or exactly syn. in one sense.]

b4: [تَشْبِيهٌ used as a simple subst. means A comparison, simile, similitude, or parable: and has for its pl. تَشْبِيهَاتٌ. Hence, عَلَى التَّشْبِيهِ By way of comparison.]3 شَاْبَهَ see the next paragraph, in four places.4 اشبههُ, [inf. n. إِشْبَاهٌ;] and ↓ شابههُ, [inf. n. مُشَابَهَةٌ;] (S, K;) He was, or became, like him; he resembled him; syn. مَاثَلَهُ. (K.) One says أَشْبَهَ الوَلَدُ أَبَاهُ, and ↓ شابههُ, The child [resembled his father, or] shared with his father in some one of his qualities, or attributes. (Msb.) and مَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَلَمَ, (Meyd, TA,) or ↓ مَنْ يُشَابِهُ

أبَهُ فَمَا ظَلَمَ, as some relate it, (TA,) [Whoso resembles his father, he has not done that which is wrong:] a prov., meaning, he has not put the likeness in the wrong place; for there is not any one more fit, or proper, for him to resemble than he: or it may mean that the father has not done that which is wrong. (Meyd. [See also Har pp. 667-8.]) And اشبه الرَّجُلُ أُمَّهُ, (IAar, K,) and ↓ شَابَهَهَا, (K,) [The man resembled his mother,] meaning (assumed tropical:) the man became impotent, and weak. (IAar, K.) And it is said in a trad. of 'Omar, إِنَّ اللَّبَنَ يُشْبَهُ عَلَيْهِ [Verily one becomes like by feeding upon milk]: i. e. the infant that is suckled often becomes like the woman who suckles it, because of the milk: (JK:) or اللبن يشبه [app. for اللَّبَنُ يُشْبَهُ عَلَيْهِ]: i. e. one acquires a likeness to the natural dispositions of the woman who suckles [him]: or, as it is also related, ↓ يتشبّه [app. for يُتَشَبَّهُ عَلَيْهِ]. (TA.) A2: [اشبه is also a verb of wonder: hence the saying, مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ How like is this night to yesternight! expl. in art. برح.]5 تشبّه بِهِ [He became assimilated to him, or it: and he assumed, or affected, a likeness, or resemblance, to him, or it; he imitated him, or it;] he made himself to be like, or to resemble, him, or it; (MA, KL; *) i. q. تمثّل: (S, * TA: [in the former, this meaning is indicated, but not expressed:]) said of a man. (S.) See also 4, last sentence but one. b2: [Hence,] تشبّه لَهُ أَنَّهُ كَذَا It became imaged to him [in the mind, i. e. it seemed to him,] that it was so; syn. تَخَيَّلَ, (S and K * in art. خيل,) and تَخَايَلَ: (S in that art.:) and إِلَيْهِ أَنَّهُ كَذَا ↓ شُبِّهَ [signifies the same; or] it was imaged to him [in the mind] that it was so; syn. خُيِّلَ. (PS in that art.) 6 تَشَابُهٌ signifies The being equal, or uniform; syn. اِسْتِوَآءٌ: (TA:) [or rather the being consimilar.] You say, تَشَابَهَا They were like, or they resembled, each other. (MA.) And الخُطُوطُ تَتَشَابَهُ The lines are like one another; the lines resemble one another. (Mgh.) b2: See also the next paragraph, in two places.8 اِشْتَبَهَا and ↓ تَشَابَهَا They resembled each other so that they became confounded, or confused, or dubious. (K.) And اشتبه (S, MA) and ↓ تشابه (MA) It (a thing, S, MA, or an affair, MA) was, or became, ambiguous, dubious, or obscure, (MA,) عَلَىَّ [to me], (S,) or عَلَيْهِ [to him]: (MA:) and عَلَيْهِ الأَمْرُ ↓ شُبِّهَ the thing, or affair, was rendered confused, or dubious, to him: (K, * TA:) and الشَّىْءُ ↓ شَبَهٌ, also, [see مُشْتَبِهٌ,] the thing was, or became, confused, or dubious. (IAar, TA.) شِبْهٌ and ↓ شَبَهٌ are syn., (S, Msb, K,) like مِثْلٌ and مَثَلٌ, and بِدْلٌ and بَدَلٌ, and نِكْلٌ and نَكَلٌ, the only other instances of the kind, i. e. of words of both these measures, that have been heard, having the same meaning, (S and TA in art. بدل,) i. q. ↓ شَبِيهٌ, (S, Msb, K,) syn. مِثْلٌ, (K,) [i. e.] A like; a similar person or thing; (MA; Msb;) [an analogue; a match;] a fellow: (MA:) pl. (of all, TA) أَشْبَاهٌ. (K, TA.) One says, هٰذَا شِبْهُهُ [and ↓ شَبَهُهُ], i. e. ↓ شَبِيهُهُ [meaning This is the like, &c., of him, or it]. (S.) And فُلَانٌ شِبْهُكَ and ↓ شَبَهُكَ and ↓ شَبِيهُكَ [Such a one is the like, &c., of thee]. (JK.) [And ↓ بِهِ This is like him, or it. And hence, in lexicology, الأَشْبَاهُ وَالنَّظَائِرُ The words that are alike in form: generally applied to rare instances.] b2: See also the next paragraph, in two places.

شَبَهٌ: see the next preceding paragraph, in three places. b2: [Hence,] syn. with شَكْلٌ [signifying A likeness, resemblance, or semblance, as meaning something resembling]; (AA, K and TA in art. شكل;) and ↓ شُبْهَةٌ is syn. with مِثْلٌ [in the same sense]: (K in the present art.: [see exs. of the latter voce عُقْرٌ:]) pl. of the former [in this sense, as is indicated in the S,] ↓ مَشَابِهُ, contr. to rule, like مَحَاسِنُ and مَذَاكِيرُ; (S, TA;) or this is a pl. having no proper sing. (TA.) One says, بَيْنَهُمَا شَبَهٌ [Between them two is a likeness, &c.]. (S,) And نَزَعَ إِلَى أَبِيهِ فِى الشَّبَهِ [He inclined to his father in likeness]. (S, in art. نزع.) And a poet cited by IAar says, أَصْبَحَ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ أُمِّهِ مِنْ عِظَمِ الرَّأْسِ وَمِنْ خُرْطُمِّهِ [He became so that there was in him a resemblance of his mother, in respect of bigness of the head, and of his nose]. (TA.) And one says also, لَهُ ↓ بِهِ شُبْهَةٌ i. e. مِثْلٌ [In him is a likeness, or something having a likeness, to him, or it]. (TK.) b3: Also, (JK, S, Msb, K, &c.,) and ↓ شِبْهٌ, (JK, S, K,) and ↓ شَبَهَانٌ, (K, TA, but not in the CK,) [A sort of fine brass;] a metal resembling gold in its colour, the highest in quality of صُفْر [or brass]; (Msb;) yellow نُحَاس; (K;) a sort of نُحَاس (JK, T, S, M *) rendered yellow by the addition of an alloy (lit. a medicament): (T, M, * TA:) so called because resembling gold in its colour: (M, TA:) pl. أَشْبَاهُ. (K.) One says كُوزُ شَبَه ٍ and ↓ شِبْه ٍ [A mug of شبه]. (S.) A2: See also شَبَهَانٌ.

شُبْهَةٌ: see شَبَهٌ, in two places. b2: [Hence,] Confusedness, or dubiousness: (S, K:) pl. شُبَهٌ (TA) [and شُبْهَاتٌ and شُبَهَاتٌ and شُبُهَاتٌ: whence the phrase أَصْحَابُ الشُّبُهَاتِ Those persons who are of dubious characters; those who are objects of suspicion]. One says, لَيْسَ فِيهِ شُبْهَةٌ [There is not any confusedness, or dubiousness, in respect of it]: referring to property. (Msb voce شَائِبَةٌ, in art. شوب.) شَبَهَانٌ and ↓ شَبَهٌ, (K accord. to the TA,) the latter on the authority of IB, (TA, [and mentioned also in the M voce سَيَالٌ on the authority of AA,]) A certain thorny plant, (K accord. to the TA,) resembling the سَمُر [or gum-acacia-tree], (TA,) having an elegant red blossom, and grains like the شَهْدَانَج [or hemp-seed], an antidote for the bite, or sting, of venomous reptiles, beneficial for the cough, lithotriptic, and binding to the bowels. (K accord. to the TA: but see what here follows.) And ↓ شُبُهَانٌ, (K accord. to the TA,) or شَبَهَانٌ, (so in a copy of the S,) or both, (so in copies of the K,) or ↓ شَبُهَانٌ, or ↓ شُبَهَانٌ, (so in different copies of the S, [the latter of these two I find in one copy only,]) A kind of trees, of the [kind called] عِضاَه: (S, K:) or the ثُمَام [i. e. panic grass]: (K, TA, but not in the CK:) or the نَمَّام [now commonly applied to wild thyme, thymus serpyllum], (S, K), one of the sweetsmelling plants, (S,) having an elegant red flower, &c., as in the next preceding sentence. (So in copies of the K. [See شَهَبَانٌ.]) A2: See also شَبَهٌ.

شَبُهَانٌ, or شُبُهَانٌ, or شُبَهَانٌ: see the next preceding paragraph.

شَبَاهٌ (Lth, JK, K) and شُبَاهٌ (CK [but not in my MS. copy of the K nor in the TA]) A certain grain, like that called حُرْف (Lth, JK, K) in colour, [see حُرْفٌ and رَشَادٌ,] which is taken, i. e. swallowed, as a medicine. (Lth, JK.) شَبِيهٌ: see شِبْهٌ, in four places.

أَشْبَهُ [More, and most, like]. أَشْبَهُ مِنَ التَّمْرَةِ بِالتَّمْرَةِ [More like than the date to the date] is a prov.: and so أَشْبَهُ مِنَ المَآءِ بِالمَآءِ [More like than water to water]. (Meyd.) b2: [And More, or most, suitable. One says, هٰذَا أَشْبَهُ بِكَ This is more suitable to thee. And هٰذَا الأَشْبَهُ This is the most suitable.]

مُشَبَّهٌ: [see its verb: b2: and] see مُشْتَبِهٌ. b3: Also, applied to the plant called نَصِىّ, Becoming yellow. (TA.) مُشَبِّهٌ: [see its verb: b2: and] see مَشْتَبِهٌ.

مَشَابِهُ: see شَبَهٌ, of which it is said to be an anomalous pl. مُشْتَبِهٌ [part. n. of 8, q. v.]. مُشْتَبِهَاتٌ, (S,) and ↓ مُشَبِّهَاتٌ, [thus agreeably with an explanation of its verb by IAar, (see 8, last sentence,)] (JK,) or أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ, and ↓ مُشَبَّهَةٌ like مُعَظَّمَةٌ, (K,) Things, or affairs, that are confused or dubious [by reason of their resembling one another or from any other cause]: (JK, S, K:) [and uncertain: (see an ex. of مُشَبَّه in this sense in a verse cited voce سَنَفَ:)]

↓ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِه ٍ, in the Kur [vi. 99], means resembling one another so that they become confounded, or confused, or dubious, and not resembling one another &c. (TA.) مُتَشَابِهٌ Consimilar, or conformable, in its several parts: thus مُتَشَابِهًا means in the Kur xxxix. 24. (Jel.) And مُتَشَابِهَاتٌ Things like, or resembling, one another. (JK, S.) b2: See also مُشْتَبِهٌ. b3: مُتَشَابِهَاتٌ in the Kur iii. 5 means Verses that are equivocal, or ambiguous; i. e. susceptible of different interpretations: (Ksh:) or verses unintelligible; such as the commencements [of many] of the chapters: (Jel:) or the مُتَشَابِه in the Kur is that of which the meaning is not to be learned from its words; and this is of two sorts; one is that of which the meaning is known by referring it to what is termed مُحْكَم [q. v.]; and the other is that of which the knowledge of its real meaning is not attainable in any way: (TA:) or it means what is not understood without repeated con-sideration: (TA in art. فسر:) Ed-Dahhák is related to have explained المُحْكَمَاتُ as meaning “ what have not been abrogated; ” and المُتَشَابِهَاتُ as meaning what have been abrogated. (TA in the present art.)

شبه: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ.

وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: ماثله. وفي المثل: مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم.

وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه: وذلك إذا عجز وضَعُفَ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ،

من عِظَمِ الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ

أَراد من خُرْطُمِهِ، فشدد للضرورة، وهي لغة في الخُرْطُوم، وبينهما

شَبَه بالتحريك، والجمع مَشَابِهُ على غير قياس، كما قالوا مَحاسِن

ومَذاكير. وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ

واشْتَبَها: أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه. وفي التنزيل: مُشْتَبِهاً

وغَيْرَ مُتَشابه. وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله. والمُشْتَبِهاتُ من

الأُمور: المُشْكِلاتُ. والمُتَشابِهاتُ: المُتَماثِلاتُ. وتَشَبَّهَ فلانٌ

بكذا. والتَّشْبِيهُ: التمثيل. وفي حديث حذيفة: وذَكَر فتنةً فقال

تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً؛ قال شمر: معناه أَن الفتنة إذا

أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا فيها

ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل، فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها، فعَلِمَ مَنْ

دخل فيهاأَنه كان على الخطأ. والشُّبْهةُ: الالتباسُ. وأُمورٌ

مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ

(* قوله ومشبهة» كذا ضبط في الأصل والمحكم، وقال المجد:

مشبهة كمعظمة): مُشْكِلَة يُشْبِهُ بعضُها بعضاً؛ قال:

واعْلَمْ بأَنَّك في زَما

نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ

وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها. وشَبَّهَ عليه: خَلَّطَ

عليه الأَمْرَ حتى اشْتَبه بغيره. وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ، ولم

يقولوا في واحدته مَشْبَهةٌ، وقد كان قياسه ذلك، لكنهم اسْتَغْنَوْا

بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح ومَذاكير؛ ومنه قولهم: لم يَسْرِ رجلٌ

قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي وجهه مَشابِهُ من أُمِّه.

وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ. وفي الحديث الدِّياتِ: دِيَةُ

شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ؛ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن

يَقْتُل مِثْلُه، وليس من غَرَضِكَ قتله، فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً

فيَقَعَ في مَقْتَلٍ فيَقْتُل، فيجب فيه الديةُ دون القصاص. ويقال:

شَبَّهْتُ هذا بهذا، وأَشْبَه فلانٌ فلاناً. وفي التنزيل العزيز: منه

آياتٌمُحْكَماتٌ

هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ؛ قيل: معناه يُشْبِهُ بعضُها

بعضاً. قال أَبو منصور: وقد اختلف المفسرون في تفسير قوله وأُخر متشابهات،

فروي عن ابن عباس أَنه قال: المتشابهات الم الر، وما اشْتَبه على اليهود

من هذه ونحوها. قال أَبو منصور: وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان

مُسَلَّماً له، ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه، وكان الفراء

يذهب إلى ما روي عن ابن عباس، وروي عن الضحاك أَنه قال: المحكمات ما لم

يُنْسَخْ، والمُتَشابِهات ما قد نسخ. وقال غيره: المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ

التي نزلت في ذكر القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه: وقال الذين كفروا هل

نَدُلُّكُمْ على رجل يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم

لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ، وضَرْبَ

قولِه: وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو

آباؤُنا الأَوَّلونَ؛ فهذا الذي تشابه عليهم، فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي

ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ عليهم كالظاهر لو

تَدَبَّرُوه فقال: وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من يُحْيِي

العِظامَ وهي رَمِيمٌ

قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل خَلْقٍ عليم الذي

جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون،

أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم؛ أَي إذا كنتم

أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور، وهذا قول

كثير من أَهل العلم وهو بَيِّنٌ واضح، ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل:

فيَتَّبِعُونَ ما تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله؛ أَي

أَنهم طلبوا تأويل بعثهم وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا

يعلمه إلا الله عز وجل، والدليل على ذلك قوله: هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه

يومَ يأْتي تأْويلُه؛ يريد قيام الساعة وما وُعِدُوا من البعث والنشور،

والله أَعلم. وأَما قوله: وأُتُوا به مُتَشابهاً، فإن أَهل اللغة قالوا

معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن، وقال

المفسرون: متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم، ودليل

المفسرين قوله تعالى: هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ؛ لأَن صُورتَه الصورةُ

الأُْولى، ولكنَّ اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق، لو

رأَيت تفاحاً فيه طعم كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ. وفي الحديث

في صفة القرآن: آمنوا بمُتَشابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه؛ المُتَشابه: ما

لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه، وهو على ضربين: أَحدهما إذا رُدَّ إلى

المُحْكم عُرف معناه، والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته، فالمُتَتَبِّعُ له

مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه إليه.

وتقول: في فلان شَبَهٌ من فلان، وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه؛ قال العجاج

يصف الرمل:

وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ،

وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ

الأُمْطِيُّ: شجر له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب. وقوله: وشَبَهٌ، هو اسم

آخر اسمه شَبَهٌ، أَمْيَلُ: قد مال، مَيْلانيُّ: من المَيل. ويروى:

وسَبَطٌ أَمْيَلُ، وهو شجر معروف أَيضاً.

حَيْثُ انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ

حيث انحنى: يعني هذا الشَّبَه. ذو اللِّمَّةِ: حيث نَمَّ العُشْبُ؛

وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس، وهي الجُمَّة.

في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ

بَيْضُ وَدْعانَ: موضعٌ. أَبو العباس عن ابن الأَعرابي: وشَبَّه الشيءُ

إذا أَشْكَلَ، وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء، قال: وسأَلته عن قوله

تعالى: وأُتُوا به مُتَشابهاً، فقال: ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو

من التشابُه الذي هو بمعنى الاستواء. وقال الليث: المُشْتَبِهاتُ من

الأُمور المُشْكِلاتُ. وتقول: شَبَّهْتَ عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك.

واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ، واشْتَبه عليَّ الشيءُ.

وتقول: أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ.

وتقول: إني لفي شُبْهةٍ منه، وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ، وكذلك كل شيء

يكونُ سَواءً فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ

الناقة بها:

كعُقْرِ الهاجِريِّ، إذا ابْتَناهُ،

بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ

قال: شَبَّه قوائم ناقته بالأَساطين. قال أَبومنصور: وغيرُه يَجْعَلُ

الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباهٌ

يُشْبِه بعضُها بعضاً، وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها وحَصانةِ

جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر، وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ، وهو اسم من

الاشْتِباهِ. روي عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال: اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه

(*

قوله «اللين يشبه عليه» ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى،

وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول). ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا

أَرْضَعَتْ

غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها، ولذلك يُختار

للرَّضاعِ امرأةٌ

حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء. وفي الحديث عن

زيادٍ السَّهْمِيّ قال: نهى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَن

تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه. وفي الحديث: فإن اللبن

يَتَشَبَّهُ.والشِّبْهُ والشَّبَهُ: النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ. وفي التهذيب:

ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ

فيَصْفَرُّ. قال ابن سيده: سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه

الذهبَ بلونه، والجمع أَشْباهٌ، يقال: كُوزُ

شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً؛ قال المَرَّارُ:

تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ،

من الشِّبْهِ، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها

أَبو حنيفة: الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست

بها. والمُشَبَّهُ: المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ. والشَّباهُ: حَبٌّ على

لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء. والشَّبَهانُ: نبت يُشْبِهُ الثُّمام،

ويقال له الشَّهَبانُ. قال ابن سيده: والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ

من العِضاه، وقيل: هو الثُّمامُ، يَمانية؛ حكاها ابن دريد؛ قال رجل من

عبد القيس:

بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ،

وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ

قال ابن بري: قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري، واسمه يَعْلى،

قال: وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ؛ على أَن تكون الباء زائدة، وإِن

شئت قَدَّرْتَه: ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ، فتكون الباء للتعدية لما

قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً. وفي الصحاح: وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من

الرياحين. قال ابن بري: والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.