الــحاذ نبت، واحدتها حاذة، عن أبي عبيد:
وهو موضع كثير الأسود، قال سلمى بن المقعد القرمي:
نرمي ونطعنهم على ما خيّلت، ... ندعو رباحا وسطهم والتّوأما
والأفرمان وعامر، ما عامر! ... كأسود حاذة يبتغين المرزما
حوذ: حاذَ يَحُوذَ حَوْذاً كحاط حَوْطاً، والحَوْذُ: الطَّلْقُ.
والحَوْذُ والإِحْواذُ: السيرُ الشديد. وحاذ إِبله يحوذها حَوْذاً: ساقها سوقاً
شديداً كحازها حوزاً؛ وروي هذا البيت:
يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذيُّ
فسره ثعلب بأَن معنى قوله حوذي امتناع في نفسه؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف
هذا إِلا ههنا، والمعروف:
يحوزهنّ وله حوزي
وفي حديث الصلاة: فمن فرّغ لها قلبه وحاذ عليها، فهو مؤمن أَي حافظ
عليها، من حاذ الإِبل يحوذها إِذا حازها وجمعها ليسوقها. وطَرَدٌ أَحْوَذُ:
سريع؛ قال بَخْدَجٌ:
لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا
مني، وشلاًّ للأَعادي مِشْقَذا،
وطَرَداً طَرْدَ النعام أَحْوَذا
وأَحْوَذَ السيرَ: سار سيراً شديداً. والأَحْوَذِيُّ: السريع في كل ما
أَخَذَ فيه، وأَصله في السفر. والحَوْذُ: السوق السريع، يقال: حُذْت
الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مثله. والأَحْوَذِيّ: الخفيف في الشيء
بحذفه؛ عن أَبي عمرو، وقال يصف جناحي قطاة:
على أَحْوَذِيَّينِ اسْتَقَلّتْ عليهما،
فما هي إِلا لَمْحَة فَتَغيب
وقال آخر:
أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِيَّا،
ماءٍ مِنَ الطّثرة أَحْوَذيَّا
يعني سريع الإِسهال. والأَحْوَذيّ: الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال؛
وأَنشد:
لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ،
وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ
قال: انضمامها انطواء بدنها، وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها. قال:
والذعاليب أَيضاً ذيول الثياب. ويقال: أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه وضمه؛ ومنه يقال:
استحوذ على كذا إِذا حواه. وأَحْوَذ ثوبه: ضمه إِليه؛ قال لبيد يصف
حماراً وأُتناً:
إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها
وأَوردَهَا على عُوجٍ طِوال
قال: يعني ضمها ولم يفته منها شيء، وعنى بالعُوج القوائم. وأَمر مَحُوذ:
مضموم محكم كَمَحُوز، وجادَ ما أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها. ويقال:
أَحوذ الصانع القِدْح إِذا أَخفه؛ ومن هذا أُخِذَ الأَحْوذيّ المنكمش الحادّ
الخفيف في أُموره؛ قال لبيد:
فهو كَقِدْحِ المَنِيح أَحْوَذَه الصَّا
نعُ، يَنْفِي عن مَتْنِه القُوَبَا
والأَحْوَذِيُّ: المشمر في الأُمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها
شيء.
والحَويذُ من الرجال: المشمر؛ قال عمران بن حَطَّان:
ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ ناصِعُه،
لا طَائِشُ الكفّ وَقّاف ولا كَفِلُ
يريد بالكَفِلِ الكِفْلَ. والأَحْوَذِيّ: الذي يَغْلِب. واستَحْوَذ:
غلب. وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله عنهما: كان والله أَحْوَذيّاً
نَسِيجَ وحْدِه. الأَحْوذِيّ: الحادّ المنكمش في أُموره الحسن لسياق الأُمور.
وحاذه يَحُوذه حوذاً: غلبه. واستَحْوذ عليه الشيطان واستــحاذ أَي غلب، جاء
بالواو على أَصله، كما جاء اسْتَرْوحَ واستوصب، وهذا الباب كله يجوز أَن
يُتَكَلَّم به على الأَصل. تقول العرب: اسْتَصاب واسْتَصْوَب واستَجاب
واسْتَجْوب، وهو قياس مطرد عندهم. وقوله تعالى: أَلم نستحوذ عليكم؛ أَي
أَلم نغلب على أُموركم ونستول على مودّتكم. وفي الحديث: ما من ثلاثة في قرية
ولا بَدْوٍ لا تقام فيهم الصلاة إِلا وقد اسْتَحْوَذ عليهم الشيطان أَي
استولى عليهم وحواهم إِليه؛ قال: وهذه اللفظة أَحد ما جاء على الأَصل من
غير إِعلال خارِجَةً عن أَخواتها نحو استقال واستقام. قال ابن جني:
امتنعوا من استعمال استحوذ معتلاًّ وإِن كان القياس داعياً إِلى ذلك مؤذناً
به، لكن عارض فيه إِجماعهم على إِخراجه مصححاً ليكون ذلك على أُصول ما
غُيّر من نحوه كاستقام واستعان. وقد فسر ثعلب قوله تعالى: استحوذ عليهم
الشيطان، فقال: غلب على قلوبهم. وقال الله عز وجل، حكاية عن المنافقين يخاطبون
به الكفار: أَلم نستَحْوذ عليكم ونَمْنَعْكم من المؤمنين؛ وقال أَبو
إِسحق: معنى أَلم نستحوذ عليكم: أَلم نستول عليكم بالموالاة لكم. وحاذَ
الحمارُ أُتُنَه إِذا استولى عليها وجمعها وكذلك حازها؛ وأَنشد:
يَحُوذُهُنَّ وله حُوذِيُّ
قال وقال النحويون: استحوذ خرج على أَصله، فمن قال حاذ يَحُوذ لم يقل
إِلا استــحاذ، ومن قال أَحْوذَ فأَخرجه على الأَصل قال استحوذ.
والــحاذُ: الحال؛ ومنه قوله في الحديث: أَغبط الناس المؤمنُ الخفيفُ
الــحاذِ أَي خفيف الظهر. والــحاذانِ: ما وقع عليه الذنَب من أَدبار الفخذين،
وقيل: خفيف الحال من المال؛ وأَصل الــحاذِ طريقة المتن من الإِنسان؛ وفي
الحديث: ليأْتين على الناس زمان يُغْبَط الرجل فيه لخفة الــحاذِ كما يُغْبَطُ
اليومَ أَبو العَشَرة؛ ضربه مثلاً لقلة المال والعيال. شمر: يقال كيف
حالُك وحاذُــك؟ ابن سيده: والــحاذُ طريقة المتن، واللام أَعلى من الذال،
يقال: حالَ مَتْنُه وحاذَ مَتْنُه، وهو موضع اللبد من ظهر الفرس. قال:
والــحاذان ما استقبلك من فخذي الدابة إِذا استدبرتها؛ قال:
وتَلُفُّ حاذَــيْها بذي خُصَل
رَيّانَ، مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْر
قال: والــحاذانِ لحمتانِ في ظاهر الفخذين تكونان في الإِنسان وغيره؛ قال:
خَفِيفُ الــحاذِ نَسّالُ الفَيافي،
وعَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَيْرُ عَبْد
الرياشي قال: الــحاذُ الذي يقع عليه الذنَب من الفخذين من ذا الجانب وذا
الجانب؛ وأَنشد:
وتَلُفّ حاذَــيْها بذي خُصَل
عَقِمَتْ، فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم
أَبو زيد: الــحاذ ما وقع عليه الذنب من أَدبار الفخذين، وجمع الــحاذ
أَحْواذ. والــحاذُ والحالُ معاً: ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس؛ وضرب النبي،
صلى الله عليه وسلم، في قوله مؤمنٌ خَفِيفُ الــحاذِ قلةَ اللحم، مثلاً
لقلة ماله وقلة عياله كما يقال خفيف الظهر. ورجل خفيف الــحاذ أَي قليل المال،
ويكون أَيضاً القليل العيال. أَبو زيد: العرب تقول: أَنفع اللبن ما
وَليَ حاذَــيِ الناقة أَي ساعة تحلب من غير أَن يكون رضعها حُِوار قبل ذلك.
والــحاذُ: نبت، وقيل: شجر عظام يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ
كثيرة الشوك. وقال أَبو حنيفة: الــحاذ من شجر الحَمْض يعظم ومنابته السهل
والرمل، وهو ناجع في الإِبل تُخصِب عليه رطباً ويابساً؛ قال الراعي ووصف
إِبله:
إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها
عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا
(* قوله «وصالها» كذا بالأصل هنا وفي عرد. وقد وردت «أجرعا» في كلمة
«عرد» بالحاء المهملة خطأ).
قال ابن سيده: وأَلف الــحاذ واو، لأَن العين واواً أَكثر منها ياء. قال
أَبو عبيد: الــحاذ شجر، الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة؛ وأَنشد:
ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الــحاذِ
والأَمطيّ: شجرة لها صمغ يمضغه صبيان الأَعراب، وقيل: الــحاذة شجرة
يأْلفها بقَرُ الوحش؛ قال ابن مقبل:
وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَــة،
ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن
وقال مزاحم:
دَعاهُنّ ذِكْرُ الــحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ
فَمارِدُ في جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ
والحَوْذانُ: نبت يرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء في أَصلها صفرة وورقته
مدوّرة والحافر يسمن عليه، وهو من نبات السهل حلو طيب الطعم؛ ولذلك قال
الشاعر:
آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسَلْ
والحوْذانُ: نبات مثل الهِنْدِبا ينبت مسطحاً في جَلَد الأَرض وليانها
لازقاً بها، وقلما ينبت في السهل، ولها زهرة صفراء. وفي حديث قس عمير
حَوْذان: الحوذان نبت له ورق وقصب ونَور أَصفر. وقال في ترجمة هوذ: والهاذة
شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها، وجمعها الهاذ؛ قال الأَزهري: روى
هذا النضر والمحفوظ في باب الأَشجار الــحاذ.
وحَوْذان وأَبو حَوْذان: أَسماء رجال؛ ومنه قول عبد الرحمن بن عبد الله
بن الجراح:
أَتتك قَوافٍ من كريم هَجَوْتَهُ،
أَبا الحَوْذِ، فانظر كيف عنك تَذودُ
إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف وغير بدخول الأَلف واللام؛ ومثل هذا
التغيير كثير في أَشعار العرب كقول الحطيئة:
جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلاَّم
يريد سليمان فغير مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلى سليمان وإِنما هي لداود؛
وكقول النابغة:
ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل
يعني سليمان أَيضاً، وقد غلط كما غلط الحطيئة؛ ومثله في أَشعار العرب
الجفاة كثير، واحدتها حَوْذانة وبها سمي الرجل؛ أَنشد يعقوب لرجل من بني
الهمّاز:
لو كان حَوْذانةُ بالبلادِ،
قام بها بالدّلْو والمِقَاطِ،
أَيّامَ أَدْعُو يا بني زياد
أَزْرَقَ بَوّالاً على البساط
مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ
الصُّدَّادُ: الوزَغُ؛ ورواه غيره: بأَبي زياد؛ وروي:
أَوْرَقَ بوّالاً على البساط
وهذا هو الأَكفأُ.
حذر: الحِذْرُ والحَذَرُ: الخيفة. حَذِرَهُ يَحْذَرُهُ حَذَراً
واحْتَذَرَهُ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ:
احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ
ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ
(* قوله: «وحذر» بفتح الحاء وضم الذال كما هو
مضبوط بالأَصل، وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه
بالشكل بسكون الذال) وحاذُــورَةٌ وحِذْرِيانٌ: متيقظ شديد الحَذَرِ
والفَزَعِ، متحرّز؛ وحاذِــرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ؛ والجمع
حَذِرُونَ وحَذارَى. الجوهري: الحَذَرُ والحِذْرُ التحرّز؛ وأَنشد سيبويه
في تعدِّيه:
حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخافُ، وآمِنٌ
ما ليسَ مُنْجِيهِ من الأَقدْارِ
وهذا نادر لأَن النعت إِذا جاء على فَعِلٍ لا يتعدى إِلى مفعول.
والتحذير: التخويف. والحذارُ: المُــحاذَــرَةُ. وقولهم: إِنه لابْنُ أَحْذارٍ أَي
لابْنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ. والمَحْذُورَةُ: الفزع بعينه. وفي التنزيل العزيز:
وإِنا لجميعٌ حاذِــرُونَ، وقرئ: حَذِرُونَ وحَذُرونَ أَيضاً، بضم الذال،
حكاه الأَخفش؛ ومعنى حاذرون متأَهبون، ومعنى حذرون خائفون، وقيل: معنى
حذرون مُعِدُّونَ. الأَزهري: الحَذَرُ مصدر قولك حَذِرْتُ أَحْذَرُ
حَذَراً، فَأَنا حاذِــرٌ وحَذِرٌ، قال: ومن قرأَ: وإِنا لجميع حاذرون؛ أَي
مستعدون. ومن قرأَ: حذرون، فمعناه إِنا نخاف شرهم. وقال الفرّاء في قوله:
حاذرون، روي عن ابن مسعود أَنه قال مُؤْدُونَ: ذَوُو أَداةٍ من السلاح. قال:
وكأَنَّ الــحاذِــرَ الذي يَحْذَرُكَ الآن. وكَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ
حَذِراً لا تلقاه إِلاَّ حَذِراً. وقال الزجاج: الــحاذِــرُ المستعدُّ،
والحَذِرُ المتيقظ؛ وقال شمر: الــحاذِــرُ المُؤْدِي الشَّاكُّ في السلاح؛
وأَنشد:وبِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّيْ حاذِــرِ،
ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ،
وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ
ورجل حِذْرِيانٌ إِذا كان حَذِراً، على فِعْليانٍ.
وقوله تعالى: ويُحَذِّرُكم الله نفسه؛ أَي يحذركم إِياه. أَبو زيد: في
العين الحَذَرُ، وهو ثِقَلٌ فيها من قَذىً يصيبها؛ والحَذَلُ باللام، طول
البكاء وأَن لا تجف عين الإِنسان. وقد حَذَّرَهُ الأَمَر وأَنا حَذُيرُكَ
منه مُحَذِّرك منه أُحَذِّرُكَهُ. قال الأَصمعي: لم أَسمع هذا الحرف
لغير الليث، وكأَنه جاء به على لفظ نَذِيرُكَ وعَذِيرُكَ.
وتقول: حَذَارِ يا فلان أَي احْذرْ؛ وأَنشد لأَبي النجم:
حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ
أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ
وتقول: سُمِعَتْ حَذارِ في عسكرهم ودُعِيَتْ نَزال بينهم.
والمَحْذُورَةُ: كالحَذَرِ مصدر كالمَصْدُوقَةِ والمَلْزُومَة، وقيل: هي الحرب. ويقال:
حَذارِ مثل قَطامِ لأَأَي احْذرْ، وقد جاء في الشعر حَذار وأَنشد
اللحياني:
حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ،
أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما
فنوّن الأَخيرة ولم يكن ينبغي له ذلك غير أَن الشاعر أَراد أَن يتم به
الجزء. وقالوا. حَذارَيْكَ، جعلوه بدلاً من اللفظ بالفعل، ومعنى التثنية
أَنه يريد: ليكن منك حَذَرٌ بعد حَذَرٍ. ومن أَسماء الفعل قولهم: حَذَرَكَ
زَيْداً وحَذارَكَ زيداً إِذا كنت تُحَذِّرُه منه. وحكى اللحياني:
حَذارِك، بكسر الراء، وحُذُرَّى صيغة مبنية من الحَذَرِ؛ وهي اسم حكاها
سيبويه.وأَبو حَذَرٍ: كُنْيَةُ الحِرْباء.
والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ؛ ويقال لها حَذارِ اسم
معرفة. النضر: الحِذْرِيَةُ الأَرض الغليظة من القُفِّ الخَشِنَةُ،
والجمع الحَذارَى. وقال أَبو الخَيْرَةِ: أَعلى الجبل إِذا كان صُلْباً
غليظاً مستوياً، فهو حِذْرِيةٌ، والحِذْرِيَةُ على فِعْليَةٍ قطعة من الأَرض
غليظة، والجمع الحَذارَى، وتسمى إِحدى حَرَّتَيْ بني سُلَيْمٍ
الحِذْرِيَةَ.
واحْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحرْ نَفْشَ وتَقَبَّضَ.
والإِحْذارُ: الإِنذار. والحُذارِياتُ: المنذورون.
ونَفَشَ الديكُ حِذْرِيَتَهُ أَي عِفْرِيَتَهُ.
وقد سمَّتْ مَحْذُوراً وحُذَيْراً. وأَبو مَحْذُورَةَ: مؤَذن النبي، صلى
الله عليه وسلم، وهو أَوْسُ بن مِعْيَرٍ أَحد بني جُمَحٍ؛ وابنُ
حُِذارٍ: حَكَمُ بن أَسَدٍ، وهو أَحد بني سعد بن ثعلبة بن ذودان يقول فيه
الأَعشى:
وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَيْنَ مَحَلُّهُ،
فاعْمِدْ لبيتِ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ
قال الأَزهري: وحُِذارُ اسم إِبي ربيعة بن حُذارٍ قاضي العرب في
الجاهلية، وهو من بني أَسد بن خزيمة.
شحذ: الليث: الشَّحْذُ التحديد.
شحَذ السكينَ والسيفَ ونحوهما يَشْحَذُه شَحْذاً: أَحَدَّه بالمِسَنِّ
وغيره مما يُخرج حَدَّه، فهو شحيذ ومشحوذ؛ وأَنشد:
يَشْحَذُ لَحْيَيْهِ بِنابٍ أَعْصَلِ
والمِشْحَذُ: المِسَنُّ. وفي الحديث: هلمي المُدْيَةَ واشْحَذيها. ورجل
شُحْذُوذٌ: حديد نَزِقٌ. وشَحَذَ الجوعُ مَعِدَتَه: ضرّمها وقوّاها على
الطعام وأَحَدَّها. ابن سيده: الشحذان، بالتحريك، الجائع، وهو من ذلك.
وشَحَذَه بعينه: أَحَدَّها إِليه ورماه بها حتى أَصابه بها؛ قال وكذلك
ذَرَقْتُه وحَدَجْتُه وشَحَذْتُه أَي سُقْتَهُ سَوْقاً شديداً؛ وسائق مِشْحَذ؛
قال أَبو نُخَيلة:
قلت لإِبليس وهامان: خذا
سُوقا بني الجَعْراءِ سَوْقاً مِشْحَذا
واكْتَنِفاهُم من كذا ومن كذا،
تَكَنُّفَ الريح الجَهَامَ الرَّذَذَا
ومَرَّ يَشْحَذُهم أَي يطردهم. ورجل شَحْذَانُ: سَوَّاقٌ. وفلان مشحوذ
عليه أَي مغضوب عليه؛ قال الأَخطل:
خيال لأَرْوى والرَّباب، ومن يكن له عند أَرْوَى والرَّباب تُبُولُ
يَبِتْ، وهو مَشْحُوذٌ عليه، ولا يَرى
إِلى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سبيل
ابن شميل: المِشْــحاذُ الأَرض المستوية فيها حصى نحو حصى المسجد ولا جبل
فيها؛ قال: وأَنكر أَبو الدُّقيش المِشْــحاذَ؛ وقال غيره: المِشْــحاذ
الأَكَمَةُ القَرْوَاءُ التي ليست بِضَرِسَة الحجارة ولكنها مستطيلة في الأَرض
وليس فيها شجر ولا سهل. أَبو زيد: شَحَذَتِ السماءُ تَشْحَذُ شَحْذاً
وحلبت حلباً، وهي فوق البَغْشَة. وفي النوادر: تَشَحَّذَني فلانٌ
وتَرَعَّفَني أَي طردني وعَنَّاني.