Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جما

جمي

الْجِيم وَالْمِيم وَالْيَاء

الجَمَى، والجُمَى: نتوء وورم فِي الْبدن.

وجَمى الشَّيْء، وجَمَاؤه: شخصه وحَجْمُهُ قَالَ:

وخُبْزة مثل جَمَاء التُّرْس

وَإِنَّمَا قضينا على هَذَا أَنه من الْيَاء؛ لِأَن انقلاب الْألف عَن الْيَاء طرفا اكثر من انقلابها فِي الْوَاو.

جمي: الــجَمَا والــجُمَا: نُتوءٌ ووَرَمٌ في البدن. الفراء: جُماءُ كلِّ

شيء حَزْرُه وهو مقداره. وجَمَاءُ الشيء وجُماؤه: شخصُه وحَجْمُه؛ قال:

يا أُمَّ سَلْمَى، عَجِّلي بخُرْسِ،

وخُبْزةٍ مِثْلِ جُمَاءِ التُّرْسِ

قال ابن بري: ومثله قول الآخر يرثي رجلاً:

جَعَلْتُ وِسادَهُ إِحْدَى يَدَيْهِ،

وفَوْقَ جُمَائِه خَشَباتِ ضَالِ

ويروى: وتَحْتَ جُمَائِه؛ قال ابن حمزة: وهو غلط لأَن الميت إِنما يجعل

الخشب فوقه لا تحته. قال أَبو بكر: يقال جَمَاءُ التُّرْسِ وجُمَاؤُه،

وهو اجتماعه ونُتُوءُه. وجُمَاءُ

الشيء: قَدْرُه. أَبو عمرو: الــجُمَاء شخص الشيء تراه من تحت الثوب؛

وقال:فيا عَجَباً للحُبِّ داءً فلا يُرَى

له تحتَ أَثوابِ المُحِبِّ جُمََاءُ

الجوهري: الــجَمَاءُ والــجَمَاءَةُ الشخصُ. ابن السكيت: تَجَمَّى القومُ

إِذا اجتمع بعضهم إِلى بعض، وقد تَجَمَّوْا عليه. ابن بُزُرْجَ: جَمَاءُ

كل شيء اجتماعُه وحَركته؛ وأَنشد:

وبَظْر قد تَفَلَّقَ عن شَفِيرٍ،

كأَنَّ جَمَاءَهُ قَرْنا عَتُودِ

قال ابن سيده: وهو من ذوات الياء، لأَن انقلاب الأَلف عن الياء طرفاً

أَكثر من انقلابها عن الواو، والله أَعلم.

جمي
: (} الــجَمَاء و) {الــجَماءَةُ، (بهاءٍ) ، وَعَلَيْهِمَا اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ.
وَلم يُشِر لَهُ المصنِّفُ بواوٍ أَو ياءٍ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ من ذواتِ الياءِ، لأنَّ انْقلابَ الألفِ عَن الياءِ طَرَفاً أَكْثَر من انْقِلابِها عَن الواوِ.
فإمَّا سَقَطت إشارَة الْيَاء بالأحْمر من النَّساخِ أَو هُوَ قُصُورٌ من المصنِّفِ.
(ويُضَمَّانِ، الشَّخصُ من الشَّيءِ وحَجْمُه) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للراجزِ:
يَا أُمَّ سَلْمَى عَجِّلي بخُرْسِ
وخُبْزةٍ مِثلِ} جُمَاءِ التَّرْسِ قالَ ابنُ بَرِّي: ومِثْلُه قَوْلُ الآخرِ يَرْثي رَجُلاً:
جَعَلْتُ وِسادَةُ إحْدَى يَدَيْهِ
وفَوْقَ {جُمَائِه خَشَباتِ ضَالِوقالَ أَبو عَمْرو:} الــجُمَاءُ شخصُ الشَّيْء تَراهُ من تَحْت الثَّوْبِ؛ وقالَ:
فيا عَجَباً للحُبِّ دَاء فَلَا يُرَى
لَهُ تحتَ أَثوابِ المُحِبِّ {جُمَاءُ (وبالقَصْرِ ويُضَمُّ: نُتُوءٌ) واجْتماعُه؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) أَيْضاً: (وَرَمٌ فِي الثَّدْي) ، هَكَذَا فِي النُّسخ.
(و) أَيْضاً: (الحَجَرُ النَّاتِىءُ على وجْهِ الأرضِ.
(و) قالَ الفرَّاءُ:} الــجَمَا {والــجُمَا (مقدارُ الشَّيءِ) وحَزْرُه.
(و) قالَ غيرُهُ: (ظَهْرُ كُلِّ شيءٍ) } جَماهُ. (ومِن الجَنينِ وغَيرِهِ: حَرَكَتُه واجْتِماعُهُ) ومَدَّه ابنُ بُزُرْج وأَنْشَدَ:
وبَظْر قد تَفَلَّقَ عَن شَفِيرٍ
كأنَّ {جَمَاءَهُ قَرْنا عَتُودِ (و) أَيْضاً: (نُتُوءٌ ووَرَمٌ فِي البَدَنِ، وَيضم فِي الكُلِّ.
(و) قالَ ابنُ السِّكِّيت: (} تَجَمَّى القَوْمُ اجْتَمَعَ بعضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ،) وَقد {تَجَمّوا عَلَيْهِ.

جَبَاخانُ

جَبَاخانُ:
بالفتح، وبعد الألف خاء معجمة، وآخره نون قال أبو سعد: قرية على باب بلخ خرج منها جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسين ابن الفرج الجباخاني البلخي الحافظ، رحل إلى خراسان والجبال والعراق والشام، وكان حافظا، تكلّموا فيه، حدث عن أبي يعلى الموصلي وخلق كثير، روى عنه جماعة، وتوفي ببلخ في شهر ربيع الأول سنة 357، وقيل سنة 356، وكان يروي المناكير.

أبوللو

أبوللو
أبولّو [مفرد]
جماعة أبولُّو:
1 - مجلة أدبية أنشأها الشاعر الطبيب أحمد زكي أبو شادي في مصر عام 1932 م، واسمها مأخوذ من (أبولّون) إله الفنون والنور والــجمال عند اليونان.
2 - جماعة أدبية تأسست في القاهرة في سبتمبر 1932م على يد الشاعرين أحمد زكي أبو شادي وإبراهيم ناجي وضمت بعض الشعراء والنقاد، وحملت لواء التجديد والرومانسية (الخيال والعاطفة) في الشعر العربي. 

الرَّجْم

(الرَّجْم) (شرعا) قتل الزَّانِي رميا بِالْحِجَارَةِ وَيُقَال قَالَه رجما بِالْغَيْبِ ظنا من غير دَلِيل وَصَارَ فلَان رجما لَا يُوقف على حَقِيقَته وَمَا يرْجم بِهِ من حِجَارَة وَغَيرهَا (ج) رجوم

(الرَّجْم) الْحِجَارَة الَّتِي تُوضَع على الْقَبْر والقبر والبئر والتنور (ج) رجام وأرجام

(الرَّجْم) الشهب وَهِي مَا يظْهر فِي السَّمَاء كَأَنَّهَا نُجُوم تتساقط وحجارة تنصب على الْقَبْر

الحركة

الحركة: الخروج من القوة إلى الفعل تدريجا، وقيل هي شغل حيز بعد أن كان في حيز آخر، وقيل هي كونان في آنين في مكانين كما أن السكون كونان في آنين في مكان واحد.
الحركة:
نصف الألف، وبها تقدّر -عند المتأخرين- مقادير المدود، وهي بمقدار نصف المد الطبيعي، ويقدر زمنها بمعدل قبض الإصبع أو بسطه، من غير سرعة ولا بطء، وُيعبر عنه بـ (فويق) و (فوق)، يقال: قرأ بـ (فويق القصر) و (فوق القصر) أي بمقدار ثلاث حركات، وقرأ بـ (فويق التوسط) و (فوق التوسط) أي بمقدار خمس حركات.
الحركة:
[في الانكليزية] Movement ،motion
[ في الفرنسية] Mouvement
بفتح الحاء والراء المهملة في العرف العام النقل من مكان إلى مكان، هكذا ذكر العلمي في حاشية شرح هداية الحكمة، وهذا هو الحركة الأينية المسماة بالنقلة. قال صاحب الأطول: لا تطلق الحركة عند المتكلمين إلّا على هذه الحركة الأينية وهي المتبادرة في استعمالات أهل اللغة. وقد تطلق عند أهل اللغة على الوضعية دون الكميّة والكيفية انتهى.
وهكذا في شرح المواقف. ويؤيد الإطلاقين ما وقع في شرح الصحائف من أنّ الحركة في العرف العام انتقال الجسم من مكان إلى مكان آخر، أو انتقال أجزائه كما في حركة الرّحى انتهى.
وعند الصوفية الحركة السلوك في سبيل الله تعالى، كذا في لطائف اللغات:
ثم المتكلمون عرّفوا الحركة بحصول جوهر في مكان بعد حصوله في مكان آخر أي مجموع الحصولين لا الحصول في الحيز الثاني المقيّد بكونه بعد الحصول في الحيز الأول، وإن كان متبادرا من ظاهر التعريف. ولذا قيل الحركة كونان في آنين في مكانين، والسكون كونان في آنين في مكان واحد. ويرد عليه أنّ ما أحدث في مكان واستقر فيه آنين وانتقل منه في الآن الثالث إلى مكان آخر لزم أن يكون كون ذلك الحادث في الآن الثاني جزءا من الحركة والسكون، فإنّ هذا الكون مع الكون الأول يكون سكونا، ومع الثالث يكون حركة، فلا تمتاز الحركة عن السكون بالذات، بمعنى أنّه يكون الساكن في آن سكونه أعني الآن الثاني شارعا في الحركة. فالحق هو المعنى المتبادر من التعريف. ولذا قيل الحركة كون أول في مكان ثان، والسكون كون ثان في مكان أول.
ويرد عليه وعلى القول الأول أيضا أنّ الكون في أول زمان الحدوث لا يكون حركة ولا سكونا.
اعلم أنّ الأشاعرة على أنّ الأكوان وسائر الأعراض متجدّدة في كل آن. والمعتزلة قد اتفقوا على أنّ السكون كون باق غير متجدّد، واختلفوا في الحركة هل هي باقية أم لا؟ فعلى القول ببقاء الأكوان يردّ على كلا الفريقين أنه لا معنى للكونين ولا لكون الكون أولا، وثانيا لعدم تعدّده اللهم إلّا أن يفرض التجدّد فرضا.
وعلى القول بعدم بقائها يرد أن لا يكون الحركة والسكون موجودين لعدم اجتماع الكونين في الوجود، اللهم إلّا أن يقال يكفي في وجود الكل وجود أجزائه ولو على سبيل التعاقب.
وقيل الحق أنّ السكون مجموع الكونين في مكان واحد، والحركة كون أول في مكان ثان.
ومما يجب أن يعلم أنّ المراد بكونين في مكان أنّ أقل السكون ذلك وبالكون الثاني في مكان أول ما يعمّ الكون الثالث. وعلى هذا قس سائر التعاريف.
واعلم أيضا أنّ جميع التعاريف لا يشتمل الحركة الوضعية لأنّه لا كون للمتحرك بها إلّا في المكان الأول، هكذا يستفاد مما ذكره المولوي عصام الدين والمولوي عبد الحكيم في حواشيهما على شرح العقائد النسفية. ويجيء ما يدفع بعض الشكوك في لفظ الكون.
وأمّا الحكماء فقد اختلفوا في تعريف الحركة. فقال بعض القدماء هي خروج ما بالقوة إلى الفعل على التدريج. بيانه أنّ الشيء الموجود لا يجوز أن يكون بالقوة من جميع الوجوه وإلّا لكان وجوده أيضا بالقوة، فيلزم أن لا يكون موجودا، فهو إمّا بالفعل من جميع الوجوه وهو البارئ تعالى، والعقول على رأيهم أو بالفعل، من بعضها وبالقوة من بعض. فمن حيث إنّه موجود بالقوة لو خرج ذلك البعض من القوة إلى الفعل فهو إمّا دفعة وهو الكون والفساد فتبدل الصورة النارية بالهوائية انتقال دفعي، ولا يسمّونه حركة بل كونا وفسادا، وإمّا على التدريج وهو الحركة. فحقيقة الحركة هو الحدوث أو الحصول أو الخروج من القوة إلى الفعل إمّا يسيرا يسيرا أو لا دفعة أو بالتدريج.
وكل من هذه العبارات صالحة لإفادة تصوّر الحركة. لكن المتأخّرين عدلوا عن ذلك لأنّ التدريج هو وقوع الشيء في زمان بعد زمان، فيقع الزمان في تعريفه، والزمان مفسّر بأنّه مقدار الحركة، فيلزم الدور. وكذا الحال في اللادفعة، وكذا معنى يسيرا يسيرا. فقالوا الحركة كمال أول لما هو بالقوة من جهة ما هو بالقوة.
وهكذا قال أرسطو. وتوضيحه أنّ الجسم إذا كان في مكان مثلا وأمكن حصوله في مكان آخر فله [هناك] إمكانان، إمكان الحصول في المكان الثاني، وإمكان التوجّه إليه. وكلّ ما هو ممكن الحصول له فإنه إذا حصل كان كمالا له، فكل من التوجه إلى المكان الثاني والحصول فيه كمال، إلّا أنّ التوجّه متقدّم على الحصول لا محالة، فوجب أن يكون الحصول بالقوة ما دام التوجّه بالفعل. فالتوجّه كمال أول للجسم الذي يجب أن يكون بالقوة في كماله الثاني الذي هو الحصول. ثم إنّ التوجّه ما دام موجودا فقد بقي منه شيء بالقوة. فالحركة تفارق سائر الكمالات بخاصتين: إحداهما أنها من حيث إنّ حقيقتها هي التأدّي إلى الغير، والسلوك إليه تستلزم أن يكون هناك مطلوب ممكن الحصول غير حاصل معها بالفعل ليكون التأدّي تأدّيا إليه، وليس شيء من سائر الكمالات بهذه الصفة، إذ ليست ماهيتها التأدّي إلى الغير ولا يحصل فيها واحد من هذين الوصفين. فإنّ الشيء مثلا إذا كان مربعا بالقوة ثم صار مربعا بالفعل فحصول المربعية من حيث هو هو لا يستعقب شيئا ولا يبقى عند حصولها شيء منها بالقوة. وأما الإمكان الاستعدادي وإن كان يستلزم أن لا يكون المقبول غير حاصل معه بالفعل فإنّ التحقيق أنّ الاستعداد يبطل مع الفعل لكن حقيقتها ليس التأدّي. وثانيتهما أنها تقتضي أن يكون شيء منها بالقوة فإنّ المتحرّك إنما يكون متحركا إذا لم يصل إلى المقصد، فإنّه إذا وصل إليه فقد انقطع حركته، وما دام لم يصل فقد بقي من الحركة شيء بالقوة. فهوية الحركة مستلزمة لأن يكون محلها حال اتصافه بها يكون مشتملا على قوتين، قوة بالقياس إليها وقوة أخرى بالقياس إلى ما هو المقصود بها. أما القوة التي بالنسبة إلى المقصد فمشتركة بلا تفاوت بين الحركة، بمعنى القطع والحركة بمعنى التوسط. فإنّ الجسم ما دام في المسافة لم يكن واصلا إلى المنتهى، وإذا وصل إليه لم تبق الحركة أصلا. وأما القوة الأخرى ففيها تفاوت بينهما، فإنّ الحركة بمعنى القطع حال اتصاف المتحرّك بها يكون بعض أجزائها بالقوة وبعضها بالفعل. فالقوة والفعل في ذات شيء واحد. والحركة بمعنى التوسّط إذا حصلت كانت بالفعل، ولم تكن هناك قوة متعلّقة بذاتها، بل بنسبتها إلى حدود المسافة. وتلك النسبة خارجة عن ذاتها عارضة لها كما ستعرف. فقد ظهر أنّ الحركة كمال بالمعنى المذكور للجسم الذي هو بالقوة في ذلك الكمال وفيما يتأدّى إليه ذلك الكمال. وبقيد الأول تخرج الكمالات الثانية، وبقيد الحيثية المتعلّقة بالأول تخرج الكمالات الأولى على الإطلاق، أعني الصورة النوعية لأنواع الأجسام والصور الجسمية للجسم المطلق فإنّها كمالات أولى لما بالقوة، لكن لا من هذه الحيثية بل مطلقا، لأنّ تحصيل هذه الأنواع والجسم المطلق في نفسه إنّما هو بهذه الصور وما عداها من أحوالها تابعة لها، بخلاف الحركة فإنّها كمال أول من هذه الحيثية فقط، وذلك لأنّ الحركة في الحقيقة من الكمالات الثانية بالقياس إلى الصور النوعية.
وإنّما اتصفت بالأولية لاستلزامها ترتّب كمال آخر عليها بحيث يجب كونه بالقوة معها فهي أول بالقياس إلى ذلك الكمال، وكونه بالقوة معها لا مطلقا. فالحاصل أنّ الحركة كمال أول للجسم الذي هو بالقوة في كماله الثاني بحيث يكون أوليته من جهة الأمر الذي هو له بالقوة بأن تكون أولية هذا الكمال بالنسبة إليه.
وهاهنا توجيهان آخران. الأول أن يكون قولهم من جهة ما هو بالقوة متعلّقا بما يتعلّق به قولهم لما هو بالقوة كالثابت والحاصل، فيكون المعنى كمال أول حاصل للجسم الذي يجب كونه معه بالقوة في كماله الثاني، ومتعلّق به من جهة كونه بالقوة، وذلك لأنّ الحركة كمال بالنسبة إلى الوصول أو بقية الحركة للجسم الذي يجب كونه معه بالقوة في كماله الثاني، وحصوله له من جهة كونه بالقوة إذ على تقدير الوصول أو بقية الحركة بالفعل تكون الحركة منقطعة غير حاصلة للجسم. وبيان فائدة القيود مثل ما مرّ، لكن بقي انتقاض تعريف الحركة بالإمكان الاستعدادي إذ يصدق أنّه كمال بالنسبة إلى ما يترتب عليه سواء كان قريبا أو بعيدا للجسم الذي يجب كونه معه بالقوة في الكمال الثاني، من جهة كونه بالقوة، فإنّه إذا حصل ما يترتّب عليه بطل استعداده، وكذلك أولية الاستعداد بالنسبة إلى ما يترتب. والثاني أن يكون متعلّقا بلفظ الكمال ويكون المعنى أنّ الحركة كمال أول للجسم الذي هو بالقوة في كماله الثاني من جهة المعنى الذي هو به بالقوة، بأن يكون ذلك المعنى سببا لكماليته، وذلك فإنّ الحركة ليست كمالا له من جهة كونه جسما أو حيوانا بل إنما هي كمال من الجهة التي باعتبارها كان بالقوة، أعني حصوله في أين مخصوص أو وضع مخصوص أو غير ذلك؛ وفيه نظر، وهو أنّ الحركة ليست كمالا من جهة حصوله في أين أو وضع أو غير ذلك، فإنّ كماليتها إنما هو باعتبار حصولها بعد ما كان بالقوة.
ويردّ على التوجيهات الثلاثة أنه يخرج من التعريف الحركة المستديرة الأزلية الأبدية الفلكية على زعمهم، إذ لا منتهى لها إلّا بالوهم، فليس هناك كمالان أول هو الحركة وثان هو الوصول إلى المنتهى إلّا إذا اعتبر وضع معين واعتبر ما قبله دون ما بعده؛ إلّا أنّ هذا منتهى بحسب الوهم دون الواقع المتبادر من التعريف. وفي الملخص أنّ تصور الحركة أسهل مما ذكر فإنّ كل عاقل يدرك التفرقة بين كون الجسم متحركا وبين كونه ساكنا. وأمّا الأمور المذكورة فمما لا يتصورها إلّا الأذكياء من الناس.
وقد أجيب عنه بأنّ ما أورده يدلّ على تصورها بوجه والتصديق بحصولها للأجسام لا على تصوّر حقيقتها.
اعلم انهم اختلفوا في وجود الحركة.
فقيل بوجوده وقيل بعدم وجوده. وحاكم بينهم ارسطو، فقال: الحركة يقال بالاشتراك اللفظي لمعنيين. الأول التوجّه نحو المقصد وهو كيفية بها يكون الجسم أبدا متوسطا بين المبدأ والمنتهى، أي مبدأ المسافة ومنتهاها، ولا يكون في حيّز آنين بل يكون في كل آن في حيّز آخر، وتسمّى الحركة بمعنى التوسط. وقد يعبر عنها بأنها كون الجسم بحيث أي حدّ من حدود المسافة يفرض لا يكون هو قبل الوصول إليه ولا بعده حاصلا فيه، وبأنها كون الجسم فيما بين المبدأ والمنتهى بحيث أي آن يفرض يكون حاله في ذلك الآن مخالفا لحاله في آنين يحيطان به، والحركة بهذا المعنى أمر موجود في الخارج، فإنّا نعلم بمعاونة الحسّ أنّ للمتحرك حالة مخصوصة ليست ثابتة له في المبدأ ولا في المنتهى، بل فيما بينهما، وتستمر تلك الحالة إلى المنتهى وتوجد دفعة. ويستلزم اختلاف نسب المتحرك إلى حدود المسافة فهي باعتبار ذاتها مستمرة وباعتبار نسبتها إلى تلك الحدود سيالة وبواسطة استمرارها وسيلانها تفعل في الخيال أمرا ممتدا غير قارّ هو الحركة بمعنى القطع. فالحركة بمعنى التوسّط تنافي استقرار المتحرّك في حيّز واحد سواء كان منتقلا عنه أو منتقلا إليه، فتكون ضدا للسكون في الحيّز المنتقل عنه وإليه، بخلاف من جعل الحركة الكون في الحيّز الثاني كما يجيء في لفظ الكون. الثاني الأمر الممتد من أول المسافة إلى آخرها ويسمّى الحركة بمعنى القطع ولا وجود لها إلّا في التوهم، إذ عند الحصول في الجزء الثاني بطل نسبته إلى الجزء الأول منها ضرورة، فلا يوجد هناك أمر ممتد من مبدأها إلى منتهاها. نعم لما ارتسم نسبة المتحرك إلى الجزء الثاني الذي أدركه في الخيال قبل أن يزول نسبته إلى الجزء الأول الذي تركه عنه، أي عن الخيال، يخيّل أمر ممتد، كما يحصل من القطرة النازلة والشعلة المدارة أمر ممتد في الحسّ المشترك فيرى لذلك خطّا ودائرة.
التقسيم
الحركة إمّا سريعة أو بطيئة. فالسريعة هي التي تقطع مسافة مساوية لمسافة أخرى في زمان أقلّ من زمانها، ويلزمها أن تقطع الأكثر من المسافة في الزمان المساوي. أعني إذا فرض تساوي الحركتين في المسافة كان زمان السريعة أقلّ، وإذا فرض تساويهما في الزمان كانت مسافة السريعة أكثر. فهذان الوصفان لا زمان للسريعة مساويان لها. ولذلك عرفت بكلّ واحد منهما.
وأمّا قطعها لمسافة أطول في زمان أقصر فخاصة قاصرة. والبطيئة عكسها فتقطع المساوي من المسافة في الزمان الأكثر أو تقطع الأقل من المسافة في الزمان المساوي، وربما قطعت مسافة أقل في زمان أكثر لكنه غير شامل لها. والاختلاف بالسرعة والبطء ليس اختلافا بالنوع إذ الحركة الواحدة سريعة بالنسبة إلى حركة والبطيئة بالنسبة إلى أخرى، ولأنهما قابلان للاشتداد والنقص.
فائدة:
قالوا علّة البطء في الطبيعة ممانعة المخروق الذي في المسافة، فكلما كان قوامه أغلظ كان أشدّ ممانعة للطبيعة وأقوى في اقتضاء بطء الحركة كالماء مع الهواء، فنزول الحجر إلى الأرض في الماء أبطأ من نزوله إليها في الهواء.
وأمّا في الحركات القسرية والإرادية فممانعة الطبيعة إمّا وحدها لأنه كلما كان الجسم أكبر أو كانت الطبيعة السارية فيه أكبر كان ذلك الجسم بطبيعته أشدّ ممانعة للقاسر، والمحرك بالإرادة وأقوى في اقتضاء البطء وإن اتحد المخروق والقاسر والمحرّك الإرادي. ومن ثمّ كان حركة الحجر الكبير أبطأ من حركة الصغير في مسافة واحدة من قاسر واحد، أو ممانعة الطبيعة مع ممانعة المخروق كالسهم المرمي بقوة واحدة تارة في الهواء، وكالشخص السائر فيهما بالإرادة، وربّما عاوق أحدهما أكثر والآخر أقل فتعادلا، مثل أن يحرك قاسر واحد الجسم الكبير في الهواء والصغير في الماء الذي يزيد معاوقة الهواء بمقدار الزيادة التي في طبيعته. وأيضا الحركة إمّا أينية وهي الانتقال من مكان إلى مكان تدريجا وتسمّى النقلة، وإمّا كمية وهي الانتقال من كم إلى كم آخر تدريجا وهو أولى مما ذكره الشارح القديم من أنّها انتقال الجسم من كمّ إلى كمّ على التدريج، إذ قد ينتقل الهيولى والصورة أيضا من كم إلى كم، وهذه الحركة تقع على وجوه التخلخل والتكاثف والنمو والذبول والسّمن والهزال، وإمّا كيفية وهي الانتقال من كيفية إلى أخرى تدريجا وتسمّى بالاستحالة أيضا، وإمّا وضعية وهي أن يكون للشيء حركة على الاستدارة، فإنّ كلّ واحد من أجزاء المتحرّك يفارق كلّ واحد من أجزاء مكانه لو كان له مكان، ويلازم كله مكانه، فقد اختلفت نسبة أجزائه إلى أجزاء مكانه على التدريج. وقولهم لو كان له مكان ليشمل التعريف فلك الأفلاك.
والمراد بالحركة المستديرة ما هو المصطلح وهو ما لا يخرج المتحرّك بها عن مكانه لا اللغوي فإنّ معناها اللغوي أعمّ من ذلك، فإنّ الجسم إذا تحرك على محيط دائرة يقال إنه متحرك بحركة مستديرة، فعلى هذا حركة الرحى وضعية وكذا حركة الجسم الآخر الذي يدور حول نفسه من غير أن تخرج عن مكانه حركة وضعية. وقيل الحركة الوضعية منحصرة في حركة الكرة في مكانها وليس بشيء إذ الحركة في الوضع هي الانتقال من وضع إلى وضع آخر تدريجا. وقيل حصر الوضعية في الحركة المستديرة أيضا ليس بشيء على ما عرفت من معنى الحركة في الوضع، كيف والقائم إذا قعد فقد انتقل من وضع إلى وضع آخر مع أنّه لا يتحرك على الاستدارة وثبوت الحركة الأينية لا ينافي ذلك.
نعم لا توجد الوضعية هناك على الانفراد.
وبالجملة فالحق أنّ الحركة الوضعية هي الانتقال من وضع إلى وضع كما عرفت، فكان الحصر المذكور بناء على إرادة الحركة الوضعية على الانفراد. ولذا قيل الحركة الوضعية تبدل وضع المتحرك دون مكانه على سبيل التدريج، وتسمّى حركة دورية أيضا انتهى.
وهذا التقسيم بناء على أنّ الحركة عند الحكماء لا تقع إلّا في هذه المقولات الأربع، وأما باقي المقولات فلا تقع فيها حركة لا في الجوهر لأنّ حصوله دفعي ويسمّى بالكون والفساد، ولا في باقي مقولات العرض لأنها تابعة لمعروضاتها، فإن كانت معروضاتها مما تقع فيه الحركة تقع في تلك المقولة الحركة أيضا وإلّا فلا. ومعنى وقوع الحركة في مقولة عند جماعة هو أنّ تلك المقولة مع بقائها بعينها تتغير من حال إلى حال على سبيل التدريج، فتكون تلك المقولة هي الموضوع الحقيقي لتلك الحركة، سواء قلنا إنّ الجوهر الذي هو موضوع لتلك المقولة موصوف بتلك الحركة بالعرض وعلى سبيل التبع أو لم نقل وهو باطل، لأنّ التسود مثلا ليس هو أنّ ذات السواد يشتدّ لأنّ ذلك السواد إن عدم عند الاشتداد فليس فيه اشتداد قطعا، وإن بقي ولم تحدث فيه صفة زائدة فلا اشتداد فيه أيضا، وإن حدثت فيه صفة زائدة فلا تبدل ولا اشتداد قطعا ولا حركة في ذات السواد، بل في صفة والمفروض خلافه.
وعند جماعة معناه أنّ تلك المقولة جنس لتلك الحركة، قاموا إنّ من الأين ما هو قارّ ومنه ما هو سيّال، وكذا الحال في الكم والكيف والوضع. فالسيّال من كل جنس من هذه الأجناس هو الحركة فتكون الحركة نوعا من ذلك الجنس وهو باطل أيضا إذ لا معنى للحركة إلّا تغيّر الموضوع في صفاته على سبيل التدريج، ولا شك أنّ التغيّر ليس من جنس المتغيّر والمتبدّل لأنّ التبدّل حالة نسبية إضافية والمتبدّل ليس كذلك، فإذا كان المتبدّل في الحركة هذه المقولات لم يكن شيء منها جنسا للتبدل الواقع فيها. والصواب أنّ معنى ذلك هو أنّ الموضوع يتحرك من نوع لتلك المقولة إلى نوع آخر من صنف إلى صنف آخر أو من فرد إلى فرد آخر.
وأيضا الحركة إمّا ذاتية أو عرضية. قالوا ما يوصف بالحركة إمّا أن تكون الحركة حاصلة فيه بالحقيقة بأن تكون الحركة عارضة له بلا توسط عروضها لشيء آخر أو لا تكون، بأن تكون الحركة حاصلة في شيء آخر يقارنه فيوصف بالحركة تبعا لذلك، والثاني يقال له إنّه متحرك بالعرض وبالتبع وتسمّى حركته حركة عرضية وتبعية كراكب السفينة، والأول يقال له إنّه متحرك بالذات وتسمّى حركته حركة ذاتية.
والحركة الذاتية ثلاثة أقسام لأنه إمّا أن يكون مبدأ الحركة في غيره وهي الحركة القسرية أو يكون [مبدأ] الحركة فيه إمّا مع الشعور أي شعور مبدأ الحركة بتلك الحركة، وهي الحركة الإرادية أو لا مع الشعور وهي الحركة الطبعية.
فالحركة النباتية طبعية وكذلك حركة النّبض لأنّ مبدأ هاتين الحركتين موجود في المتحرّك ولا شعور له بالحركة الصادرة عنه. وقد أخطأ من جعل الحركة الطبعية هي الصاعدة والهابطة وحصرها فيهما إذ تخرج عنها حينئذ هاتان الحركتان، وكذا أخطأ من جعل الحركة الطبعية هي التي على وتيرة واحدة من غير شعور بخروج هاتين الحركتين. ومنهم من قسّم الحركة إلى ذاتية وعرضية، والذاتية إلى ستة أقسام، لأنّ القوة المحركة إن كانت خارجة عن المتحرك فالحركة قسرية، وإن لم تكن خارجة عنه فإمّا أن تكون الحركة بسيطة أي على نهج واحد وإمّا أن تكون مركّبة أي لا على نهج واحد.
والبسيطة إمّا أن تكون بإرادة وهي الحركة الفلكية أو لا بإرادة وهي الحركة الطبعية.
والمركّبة إمّا أن يكون مصدرها القوة الحيوانية أو لا. الثانية الحركة النباتية. والاولى إمّا أن تكون مع شعور بها وهي الحركة الإرادية الحيوانية أو مع عدم شعور وهي الحركة التسخيرية كحركة النبض.
فائدة:
الحركة تقتضي أمورا ستة. الأول ما به الحركة أي السبب الفاعلي. الثاني ما له الحركة أي محلها. الثالث ما فيه الحركة أي إحدى المقولات الأربع. الرابع ما منه الحركة أي المبدأ. والخامس ما إليه الحركة أي المنتهى وهما أي المبدأ والمنتهى بالفعل في الحركة المستقيمة وبالفرض في الحركة المستديرة.
السادس المقدار أي الزمان فإنّ كل حركة في زمان بالضرورة فوحدتها متعلّقة بوحدة هذه الأمور، فوحدتها الشخصية بوحدة موضوعها وزمانها وما هي فيه ويتبع هذا وحدة ما منه وما إليه، ولا يعتبر وحدة المحرك وتعدده، ووحدتها النوعية بوحدة ما فيه وما منه وما إليه ووحدتها الجنسية بوحدة ما فيه فقط. فالحركة الواقعة في كل جنس جنس من الحركة، فالحركات الأينية كلّها متحدة في الجنس العالي، وكذا الحركات الكمية والكيفية. ويترتّب أجناس الحركات بترتب الأجناس التي تقع تلك الحركة فيها فالحركة في الكيف جنس هي فوق الحركة في الكيفيات المحسوسة وهي فوق الحركة في المبصرات وهي [جنس] فوق الحركة في الألوان، وهكذا إلى أن ينتهي إلى الحركات النوعية المنتهية إلى الحركات الشخصية. وتضاد الحركتين ليس لتضاد المحرّك والزمان وما فيه بل لتضاد ما منه وما إليه إمّا بالذات كالتسوّد والتبيّض أو بالعرض كالصعود والهبوط، فإنّ مبدأهما ومنتهاهما نقطتان متماثلتان عرض لهما تضاد من حيث إنّ إحداهما صارت مبدأ والأخرى منتهى، فالتضاد إنّما هو بين الحركات المتجانسة المتشاركة في الجنس الأخير. ففي الاستحالة كالتسوّد والتبيّض وفي الكم كالنمو والذبول وفي النقلة كالصاعدة والهابطة وأمّا الحركات الوضعية فلا تضاد فيها.
فائدة:
انقسام الحركة ليس بالذات بل بانقسام الزمان والمسافة والمتحرك؛ فإنّ الجسم إذا تحرّك تحركت أجزاؤه المفروضة فيه، والحركة القائمة بكل جزء غير القائمة بالجزء الآخر، فقد انقسمت الحركة بانقسام محلها.
فائدة:
ذهب بعض الحكماء كأرسطو وأتباعه والجبّائي من المعتزلة إلى أنّ بين كل حركتين مستقيمتين كصاعدة وهابطة سكونا، فالحجر إذا صعد قسرا ثم رجع فلا بد أن يسكن فيما بينهما فإنّ كل حركة مستقيمة لا بدّ أن تنتهي إلى سكون لأنها لا تذهب على الاستقامة إلى غير النهاية، ومنعه غيرهم كأفلاطون وأكثر المتكلّمين من المعتزلة. وإن شئت تحقيق المباحث فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع والعلمي وغيرها.
تذنيب
الحركة كما تطلق على ما مرّ كذلك تطلق على كيفية عارضية للصوت وهي الضم والفتح الكسر ويقابلها السكون. قال الإمام الرازي الحركات أبعاض المصوّتات. أمّا أولا فلأنّ الحروف المصوتة قابلة للزيادة والنقصان، وكلّما كان كذلك فله طرفان ولا طرف في النقصان للمصوّتة إلّا بهذه الحركات بشهادة الاستقراء.
وأمّا ثانيا فلأنّ الحركات لو لم تكن أبعاض المصوّتات لما حصلت المصوتات بتمديدها، فإن الحركة إذا كانت مخالفة لها ومددتها لم يمكنك أن تذكر المصوّت إلّا باستئناف صامت آخر يجعل المصوّت تبعا له، لكن الحسّ شاهد بحصول المصوتة بمجرّد تمديد الحركات، كذا في شرح المواقف في بحث المسموعات.
حركات الأفلاك وما في أجرامها لها أسماء
الحركة البسيطة وتسمّى متشابهة وبالحركة حول المركز أيضا، وبالحركة حول النقطة أيضا، وهي حركة تحدث بها عند مركز الفلك في أزمنة متساوية زوايا متساوية. وبعبارة أخرى تحدث بها عند المركز في أزمنة متساوية قسي متساوية. والحركة المختلفة وهي ما لا تكون كذلك. والحركة المفردة وهي الحركة الصادرة عن فلك واحد وقد تسمّى بسيطة، لكن المشهور أنّ البسيطة هي المتشابهة. والحركة المركّبة وهي الصادرة عن أكثر من فلك واحد. وكل حركة مفردة بسيطة وكل مختلفة مركبة وليس كل بسيطة مفردة وليس كل مركّبة مختلفة. والحركة الشرقية وهي الحركة من المشرق إلى المغرب سمّيت بها بظهور الكوكب بها من الشرق، وتسمّى أيضا حركة إلى خلاف التوالي لأنّها على خلاف توالي البروج، والبعض يسمّيها بالغربية لكونها إلى جهة الغرب. والحركات الشرقية أربع: الأولى الحركة الأولى وهي حركة الفلك الأعظم حول مركز العالم سمّيت بها لأنها أول ما يعرف من الحركات السماوية بلا إقامة دليل، وتسمّى بحركة الكلّ أيضا إذ الفلك الأعظم يسمّى أيضا بفلك الكل لأنّ باقي الأجرام في جوفه وتسمّى أيضا بالحركة اليومية، لأنّ دورة الفلك الأعظم تتم في قريب من يوم بليلته على اصطلاح الحساب، وتسمّى أيضا بالحركة السريعة لأنّ هذه الحركة أسرع الحركات. الثانية حركة مدير عطارد حول مركزه وتسمّى حركة الأوج إذ في المدير الأوج الثاني لعطارد فيتحرك هذا الأوج بحركة المدير ضرورة. الثالثة حركة جوزهر القمر حول مركزه وتسمّى بحركة الرأس والذنب لتحركهما بهذه الحركة. الرابعة حركة مائل القمر حول مركزه وتسمّى حركة أوج القمر لتحركه بحركته. ولما كان الأوج كما يتحرك بهذه الحركة كذلك يتحرك بحركة الجوزهر أيضا. ويسمّى البعض مجموع حركتي الجوزهر والمائل بحركة الأوج صرّح به العلّامة في النهاية. والحركة الغربية كحركة فلك الثوابت وهي الحركة من المغرب إلى المشرق وتسمّى أيضا بالحركة إلى التوالي لأنها على توالي البروج والبعض يسميها شرقية أيضا لكونها إلى جهة الشرق، وتسمّى أيضا بالحركة البطيئة لأنها أبطأ من الحركة الأولى، وبالحركة الثانية لأنها لا تعرف أولا بلا إقامة دليل. وحركات السبعة السيارة أيضا تسمّى بالحركة الثانية والبطيئة وإلى التوالي والغربية أو الشرقية. فمن الحركات الغربية حركة فلك الثوابت. ومنها حركات الممثلات سوى ممثل القمر حول مراكزها وتسمّى حركات الأوجات والجوزهرات، وحركات العقدة. ومنها حركات الأفلاك الخارجة المراكز حول مراكزها. وحركة خارج مركز كل كوكب يسمّى بحركة مركز ذلك الكوكب اصطلاحا ولا تسمّى حركة مركز التدوير كما زعم البعض وإن كانت يطلق عليها بحسب اللغة. وحركة مركز القمر تسمّى بالبعد المضعف أيضا.
اعلم أنّ خارج مركز ما سوى الشمس يسمّى حاملا فحركة حامل كل كوكب كما تسمّى بحركة المركز كذلك تسمّى بحركة العرض لأنّ عرض مركز التداوير إنّما حصل بها فلهذه الحركة دخل في عرض الكوكب وهي أي حركة العرض هي حركة الطول بعينها إذا أضيفت وقيست إلى فلك البروج.
اعلم أنّ مركز التدوير إذا سار قوسا من منطقة الحامل في زمان مثلا تحدث زاوية عند مركز معدّل المسير ويعتبر مقدارها من منطقة معدل المسير، وبهذا الاعتبار يقال لهذه الحركة حركة المركز المعدّل الوسطى وتحدث أيضا زاوية عند مركز العالم ويعتبر مقدارها من منطقة البروج. وبهذا الاعتبار يقال لهذه الحركة حركة المركز المعدل. وإذا أضيفت إلى حركة المركز المعدّل حركة الأوج حصل الوسط المعدّل فإذا زيد التعديل الثاني على الوسط المعدّل أو نقص منه يحصل التقويم المسمّى بالطول وهذا في المتحيرة، ويعلم من ذلك الحال في النيرين.
فلهذا سميت بهذه الحركة المضافة إلى فلك البروج بحركة الطول. ومعنى الإضافة إلى فلك البروج أن تعتبر هذه الحركة بالنسبة إلى مركز فلك البروج الذي هو مركز العالم.
اعلم أنّ مجموع حركة الخارج والممثل في الشمس والمتحيّرة تسمّى حركة الوسط وقد تسمّى حركة المركز فقط بحركة الوسط وأهل العمل يسمّون مجموع حركة الممثل وفضل حركة الحامل على المدير في عطارد بالوسط، فإنهم لما سمّوا فضل حركة الحامل على حركة المدير في عطارد بحركة المركز سمّوا مجموع حركة الممثل والفضل المذكور بحركة الوسط.
وأما الوسط في القمر فهو فضل حركة المركز على مجموع حركتي الجوزهر والمائل، وتسمّى حركة مركز القمر في الطول أيضا وقد يسمّى جميع الحركات المستوية وسطا.
وحركة الاختلاف وهي حركة تدوير كل كوكب سمّيت بها لأنّ تقويم الكوكب يختلف بها، فتارة تزاد تلك الحركة على الوسط وتارة تنقص منه ليحصل التقويم وتسمّى أيضا حركة خاصة الكوكب لأنّ مركزه يتحرك بها بلا واسطة وهذه الحركة ليست من الشرقية والغربية لأنّ حركات أعالي التداوير لا محالة مخالفة في الجهة لحركات أسافلها لكونها غير شاملة للأرض فإن كانت حركة أعلى التدوير إلى التوالي أي من المغرب إلى المشرق كانت حركة الأسفل إلى خلافه، وإن كانت بالعكس فبالعكس. هذا كله مما يستفاد مما ذكره الفاضل عبد العلي البرجندي في تصانيفه في علم الهيئة والسيّد السّند في شرح الملخص.

باليه

باليهـ
باليه [مفرد]: (فن) نوع مِن الرقص الإيقاعيّ التعبيريّ، عرضٌ مسرحيّ جماعيّ في الغالب، أساسه الرقص على موسيقى خاصّة، يحكي قصّة أو يُعبِّر عن فكرة، ويُلتزم فيه لباسٌ مُعيَّن "باليه بحيرة البجع" ° موسيقا الباليه: أصوات موسيقيّة لإيقاعات عرض مسرحيٍّ جماعيٍّ راقصٍ.
• باليه مائيّ: استعراض حركات راقصة في الماء. 

فَخٌّ

فَخٌّ:
بفتح أوله، وتشديد ثانيه، والفخ: الذي يصاد به الطير معرّب وليس بعربي واسمه بالعربية طرق:
وهو واد بمكة، وقال السيد عليّ: الفخ وادي الزاهر، ويروى قول بلال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخ وعندي إذخر وجليل؟
ويوم فخّ كان أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن ابن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، خرج يدعو إلى نفسه في ذي القعدة سنة 169 وبايعه جماعة من العلويين بالخلافة بالمدينة وخرج إلى مكة فلما كان بفخ لقيته جيوش بني العباس وعليهم العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وغيره فالتقوا يوم التروية سنة 169 فبذلوا الأمان له، فقال: الأمان أريد،
فيقال إن مباركا التركي رشقه بسهم فمات وحمل رأسه إلى الهادي وقتلوا جماعة من عسكره وأهل بيته فبقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع، ولهذا يقال لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشدّ وأفجع من فخ، قال عيسى بن عبد الله يرثي أصحاب فخ:
فلأبكينّ على الحسي ... ن بعولة وعلى الحسن
وعلى ابن عاتكة الذي ... واروه ليس بذي كفن
تركوا بفخّ غدوة ... في غير منزلة الوطن
كانوا كراما هيّجوا، ... لا طائشين ولا جبن
غسلوا المذلّة عنهم ... غسل الثياب من الدّرن
هدي العباد بجدّهم، ... فلهم على الناس المنن
وأنشد موسى بن داود بن سلم لأبيه في أصحاب فخ:
يا عين بكّي بدمع منك منهمر، ... فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن
صرعى بفخ تجرّ الريح فوقهم ... أذيالها وغوادي دلّح المزن
حتى عفت أعظم لو كان شاهدها ... محمد ذبّ عنها ثم لم تهن
وفي هذا الموضع دفن عبد الله بن عمر ونفر من الصحابة الكرام. وفخ أيضا: ماء أقطعه النبي، صلى الله عليه وسلم، عظيم بن الحارث المحاربي، حكى ذلك الحازمي.

عقق

ع ق ق: (الْعَقِيقُ) وَ (الْعَقِيقَةُ) وَ (الْعِقَّةُ) بِالْكَسْرِ الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ عَلَيْهِ كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الشَّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ عَنِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ (عَقِيقَةً) . وَ (الْعَقِيقُ) ضَرْبٌ مِنَ الْفُصُوصِ. وَهُوَ أَيْضًا وَادٍ بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ. وَ (عَقَّ) عَنْ وَلَدِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ إِذَا ذَبَحَ عَنْهُ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ. وَكَذَا إِذَا حَلَقَ عَقِيقَتَهُ. وَ (عَقَّ) وَالِدَهُ يَعُقُّ بِالضَّمِّ (عُقُوقًا) وَ (مَعَقَّةً) بِوَزْنِ مَشَقَّةٍ فَهُوَ (عَاقٌّ) وَ (عُقَقٌ) كَعُمَرَ. وَجَمْعُ عَاقٍّ (عَقَقَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ وَفِي الْحَدِيثِ: «ذُقْ (عُقَقُ) » أَيْ ذُقْ جَزَاءَ فِعْلِكَ يَا عَاقُّ. قُلْتُ: وَنَقَلَ الْأَزْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: (عَقَّ) وَالِدَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (الْعَقْعَقُ) طَائِرٌ مَعْرُوفٌ وَصَوْتُهُ (الْعَقْعَقَةُ) . 

عقق


عَقَّ(n. ac. عَقّ)
a. Split, cleft, rent, ripped.
b.(n. ac. مَعْقَقَة
عُقُوْق), Was disobedient, refractory, wilful, undutiful to
resisted.
c.(n. ac. عَقَق
عَقَاْق
عِقَاْق), Was pregnant, big with young.
d.(n. ac. عَقَق)
see VII (a)
أَعْقَقَa. Made bitter.
b. Put forth shoots (palm-tree).
c. see I (c)
إِنْعَقَقَa. Was split, rent; burst, broke.
b. Was tight, firm, fast.

عَقّa. see 21
عِقّa. Furrow, cleft, rent.

عِقَّة
(pl.
عِقَق)
a. see 2
عُقّa. Bitter.

عُقَقa. see 21
أَعْقَقُa. see 21
عَاْقِق
(pl.
عَقَقَة
أَعْقِقَة
15t)
a. Disobedient, wilful, undutiful.

عَاْقِقَة
(pl.
عَوَاْقِقُ)
a. fem. of
عَاْقِق
عَقِيْق
(pl.
أَعْقِقَة)
a. Ravine, gully.
b. Carnelian; coral.

عَقِيْقَة
(pl.
عَقَاْئِقُ)
a. Flash of lightning.
b. see 25 (b)
عَقُوْقa. see 21
عِقَّاْنa. Shoots.
ع ق ق

ما أعقّه لأبيه. وتقول: فلان هيّن المبرة شديد المعقّة. قال:

أحلام عاد وأجساد مطهرة ... من المعقّة والآفات والأثم

" وذق عقق ". مثلك في وادي العقوق، " أعز من الأبلق العقوق "؛ وهي الحامل التي نبتت العقيقة وهي الشعر على ولدها، وقد أعقت فهي معق وعقوق. ويقال: أهش من نوى العقوق وهو نوىً هشّ ليّن الممضغة تعلفه العقوق إلطافاً بها. وتقول: ما أدري شمت عقيقه، أم شمت عقيقه؛ أي سللت سيفاً أم نظرت إلى برقٍ وهي البرقة التي تستطيل في عرض السحاب، ولقد أكثروا استعارتها للسيف حتى جعلوها من أسمائه، فقالوا: سلّوا عقائق، كالعقائق؛ ونحوه قول بشر بن أبي خازم:

رأى درّةً بيضاء يحفل لونها ... سخام كغربان البرير المقصّب

وهي عناقيده. وانعقّ البرق: تسرّب في السحاب. وفي كلام أعرابيّة: سحماء عقّاقه، كأنها حولاء ناقه.
عقق
عَقَّ عَقَقْتُ، يَعُقّ، اعْقُقْ/ عُقّ، عُقوقًا وعَقًّا، فهو عاقّ، والمفعول معقوق
• عقَّ والديه: عصاهما، وترك الشَّفقة والإحسان إليهما "ما عَقَقْنا والدينا قطّ- نهى الإسلامُ عن عُقوق الوالدين- ولدٌ عاقٌّ". 

عَقَّ عن عَقَقْتُ، يَعُقّ، اعْقُقْ/ عُقّ، عقًّا، فهو عاقّ، والمفعول معقوق عنه
• عَقّ عن ولدِه: ذبَح ذبيحةً يوم السابع "عقَّ عن ابنته بشاة". 

عاقّ [مفرد]: ج عاقّون وعققة، مؤ عاقَّة، ج مؤ عاقَّات وعواقُّ: اسم فاعل من عَقَّ وعَقَّ عن. 

عَقّ [مفرد]: مصدر عَقَّ وعَقَّ عن. 

عُقوق [مفرد]: مصدر عَقَّ. 

عقيق [جمع]: جج أعِقَّة، مف عقيقة: حجرٌ كريمٌ أحمر تُعمل منه الفصوصُ، يُوجد باليمن وسواحل البحر المتوسط، يدخل في تكوينه عناصر الألومنيوم والماغنسيوم والكالسيوم "تُحفةٌ من عقيق". 

عقيقة [مفرد]: ج عقائِقُ:
1 - شعر كلّ مولود من الناس والبهائم ينبت وهو في بطن أمِّه.
2 - (فق) ذبيحة تُذبَحُ عن المولود يوم السابع عند حلق شعره "أهدى أقاربَه من العقيقة". 
[عقق] فيه: إنه "عق" عن الحسنين، هي ما تذبح عن الولد، من العق: الشق والقطع. ومنه ح: الغلام مرتهن "بعقيقته"، أي يحرم أبوه شفاعته إذا لم يعق عنه- ومر في ر. وح: لا أحب "العقوق"، ليس فيه توهين لأمر العقيقة وإنما كره الاسم وأحب اسم النسيكة والذبيحة كما اعتاده في تغيير الاسم القبيح، ويقال للشعر الذي يخرج من بطن أمه: عقيقة، لأنها تحلق؛ وجعله الزمخشري أصلًا والذبيحة مشتقة منه. ط: ويحتمل أنه استعار العقوق للوالد جعل إباءه عن العقيقة مع قدرته عقوقًا- ومر في يدمي، وإماطة الأذى حلق شعره أو تطهيره من أوساخ وأوضار تلطخ به عند الولادة. نه: منه: إن انفرقت "عقيقته"، أي شعره تشبيهًا بشعر المولود. ومنه ح: نهى عن "عقوق" الأمهات، من عق والده إذا أذاه وعصاه، من العق: الشق، وخصت لأن لهن مزية وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيمًا. ك: لتقدمهن برًا وإن تقدم الأب طاعة. ش: أو لأن أكثر العقوق يقع لهن. نه: ومنه: مر أبو سفيان بحمزة قتيلًا فقال: ذق "عقق"، هو معدول عن عاق كفسق من فاسق، أي ذق القتل يا عاق قومه بالقتل منهم يوم بدر. وفيه: مثلكم ومثل عائشة مثل العين في الرأس تؤذي صاحبها ولا يستطيع أن "يعقها" إلا بما هو خير لها، هو مستعار من عقوق الوالدين وفيه: إن من أطرق مسلمًا "فعقت" له فرسه كان كأجر كذا، عقت: حملت، والأجود: أعقت، فهي عقوق. ومنه المثل: أعز من الأبلق "العقوق"، لأن العقوق الحامل والأبلق من صفات الذكر. ومنه: أتاه رجل معه فرس "عقوق"، أي حامل، وقيل: حائل، وقيل: هو من التفاؤل كأنهم أرادوا أنها ستحمل إن شاء الله. وفيه: يغدو إلى بطحان "والعقيق"، هو واد من أودية المدينة، وورد أنه واد مبارك. ك: ومنه: أتاني آت "بالعقيق"، والآتي جبرئيل، ولعل المراد بصل سنة الإحرام، وقل: عمرة في حجة، أي مدرجة في حجة- يعني القرآن، أو في بمعنى مع. نه: وفيه: إن "العقيق" ميقات أهل العراق، وهو موضع قريب من ذات عرق، وهو اسم مواضع أخر كثيرة، وكل موضع شققته من الأرض فهو عقيق، والجمع أعقة وعقائق.
ع ق ق : الْعُقَّافَة وِزَانُ تُفَّاحَةٍ وَرُمَّانَةٍ هِيَ الْمِحْجَنُ وَعَقَفَهُ عَقْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْعَقَفَ عَطَفَهُ فَانْعَطَفَ وَعَقَفْتُ الشَّيْءَ تَعْقِيفًا عَوَّجْتُهُ.

(ع ق ق) : عَقَّ عَنْ وَلَدِهِ عَقَّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الْعَقِيقَةُ وَهِيَ الشَّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ يَوْمَ الْأُسْبُوع.
وَفِي الْحَدِيثِ «قُولُوا نَسِيكَةٌ وَلَا تَقُولُوا عَقِيقَةٌ» وَكَأَنَّهُ رَآهُمْ تَطَيَّرُوا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ فَقَالَ قُولُوا نَسِيكَةٌ وَيُقَالُ لِلشَّعْرِ الَّذِي يُولَدُ عَلَيْهِ الْمَوْلُودُ مِنْ آدَمِيٍّ وَغَيْرِهِ عَقِيقَةٌ وَعَقِيقٌ وَعِقَّةٌ بِالْكَسْرِ وَيُقَالُ أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ يُقَالُ عَقَّ ثَوْبَهُ كَمَا يُقَالُ شَقَّهُ بِمَعْنَاهُ وَمِنْهُ يُقَالُ عَقَّ الْوَلَدُ أَبَاهُ عُقُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا عَصَاهُ وَتَرَكَ الْإِحْسَانَ إلَيْهِ فَهُوَ عَاقٌّ وَالْجَمْعُ عَقَقَةٌ.

وَالْعَقِيقُ الْوَادِي الَّذِي شَقَّهُ السَّيْلُ قَدِيمًا وَهُوَ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ عِدَّةُ مَوَاضِعَ مِنْهَا الْعَقِيقُ الْأَعْلَى عِنْدَ مَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يَلِي الْحُرَّةَ إلَى مُنْتَهَى الْبَقِيعِ وَهُوَ مَقَابِرُ الْمُسْلِمِينَ وَمِنْهَا الْعَقِيقُ الْأَسْفَلُ وَهُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ وَمِنْهَا الْعَقِيقُ الَّذِي يَجْرِي مَاؤُهُ مِنْ غَوْرَيْ تِهَامَةَ وَأَوْسَطُهُ بِحِذَاءِ ذَاتِ عِرْقٍ قَالَ بَعْضُهُمْ وَيَتَّصِلُ بِعَقِيقَيْ الْمَدِينَةِ وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فَقَالَ لَوْ أَهَلُّوا مِنْ الْعَقِيقِ كَانَ أَحَبَّ إلَيَّ وَجَمْعُ الْعَقِيقِ أَعِقَّةٌ وَالْعَقِيقُ حَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْفُصُوصُ.

وَالْعَقْعَقُ وِزَانُ جَعْفَرٍ طَائِرٌ نَحْوُ الْحَمَامَةِ طَوِيلُ الذَّنَبِ فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ الْغِرْبَانِ وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ. 
(عقق) - في حديث أبي إدْريسَ: "مَثَلُكُم وَمَثلُ عائِشَةَ - رَضي الله عنها - مَثَلُ العَيْنِ فيِ الرَّأسِ تُؤذِي صَاحِبَها، ولا يَسْتَطِيعُ أن يَعُقَّها إلاّ بالَّذِي هو خيْرٌ لها". أصل العَقّ: القَطْعُ والشَّقُّ: يقال: عقَّ ثَوبَه: أي شَقَّه؛ ومنه الوَلَدُ العَاقُّ، والرَّحِم العَقُوِق.
- في الحديث: "أتاه رَجلٌ معه فرسٌ عَقُوق"
: أي حَامِلٌ. وقيل: حَائِل، وهو من الأَضْداد.
قال أَبو حَاتِم: أَظنُّ أنّ هذا من التَّفَاؤل، كأنهم أَرادُوا أنها سَتَحْمِل إن شَاءَ الله.
- في الحديث : "الغُلامُ مُرْتَهَن بِعَقِيقتِه"
ذُكِر عن أحمدَ بنِ حَنْبل - رحمه الله - أَنَّ مَعْنَاه أَنَّ أباه يُحَرمُ شَفاعةَ وَلَدِه إذا لم يَعُقَّ عنه.
- في الحديث: "أَيُّكم يُحبُّ أن يَغْدُوَ إلى بُطْحَانَ أو العَقِيقَ"
والعَقِيق هذا عَقِيقُ المَدِينة وادٍ من أَودِيَتِها - مسِيلٌ للماء الذي ورد ذِكرُه في الأَحادِيثِ، وأَنَّه وادٍ مُبارَك.
- وفي حديث آخر: "إنَّ العَقِيقَ مِيقاتُ أهلِ العِراقِ"
وهذا غَيرُ ذَلك، كما أَنَّ بَطْحانَ الذي ذُكِر مع العَقِيقِ ليس بِبَطْحاءِ مكَّةَ وأَبْطَحِها الذي ضُرِبَتْ بها قُبَّتُه حين حجَّ.
قال الجَبَّان: قِيلَ للوَادِي المعَروفِ بالمدينة: العَقِيقُ؛ لأنه كان عُقَّ: أي شُقَّ، فهو عَقِيقٌ بمعنى مَعْقُوق. وكُلُّ شيءٍ شقَقْتَه من الأرضِ فهو عَقِيقٌ. والجمع أعِقَّة وعَقائِقُ.
وفي بِلادِ العَرَب عَقائِقُ كَثيرَة. كُلُّ واحد منها يُسَمَّى العَقِيقَ.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: كُتِبَ إليه بأَبْيَاتٍ في صحيفة منها:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْن مُعَقَّلات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ 
يعني نساءً مُعقَلاتٍ لأزواجهنّ، كما تُعَقَّل النُوقُ عند الضِّراب.
ومن الأَبْياتِ أيضا:
* يُعَقَّلهُنّ جَعْدَةُ من سُلَيْم *
أرادَ أنه يَتَعرَّض لهُنَّ، فَكنَى بالعَقْلِ عن الــجماع: أي أَنَّ أزواجَهنّ يُعَقِّلُونَهُنّ، وهو يُعَقِّلُهُنَّ أيضا، كأنَّ البَدْءَ للأَزْواجِ والإعادةَ له
[عقق] العَقيقَةُ: صوت الجَذَعِ. وشَعَرُ كلِّ مولودٍ من الناس والبهائم الذى يولد عليه عقيقة، وعقيقة، وعِقَّةٌ أيضاً بالكسر. قال ابن الرقاع يصف حماراً: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأنْسَلَها واجْتابَ أخرى جديداً بعد ما ابْتَقَلا ومنه سمِّيت الشاة التي تُذبحُ عن المولود يوم أسبوعه عَقيقَةً. وقال أبو عبيد: العِقَّةُ في الناس والحُمُرِ، ولم نسمعه في غيرهما. وعَقيقَةُ البرقِ: ما انْعَقَّ منه، أي تَضَرَّبَ في السحاب، وبه شبِّه السيف. قال عنترة وسيفي كالعَقيقةِ فهو كِمْعي سلاحي لا أفل ولافطارا وكل انشقاق فهو انْعقاقٌ، وكل شقٍّ وخرقٍ في الرمل وغيره فهو عَقٌّ. ويقال: انعَقَّتِ السحابة، إذا تَبَعَّجت بالماء. والعقيق: ضرب من الفصوص. والعقيق: واد بظاهر المدينة. وكل مسيلٍ شَقَّه ماء السيل فوسَّعه فهو عَقيقٌ، والجمع أعِقّةٌ. وعَقَّ بالسهم، إذا رمى به نحو السماء. وينشد للهذليّ : عَقُّوا بسهمٍ ثم قالوا صالِحوا يا ليتني في القوم إذا مسحوا اللحى وذلك السهم يسمَّى عَقيقةً، وهو سهم الاعتذار، وكانوا يفعلونه في الجاهلية. فإن رجع السهم ملطخا بالدم لم يرضوا إلا بالقود، وإن رجع نقيا مسحوا لحاهم وصالحوا على الدية، وكان مسح اللحى علامة للصلح. قال ابن الاعرابي: لم يرجع ذلك السهم إلا نقيا. ويروى: " عقوا بسهم " بفتح القاف، وهو من باب المعتل. وينشد  عقوا بسهم فلم يشعُر به أحدٌ ثمَّ استفاءوا وقالوا حبذا الوضح وعق عن ولده يعق عَقًّا، إذا ذَبَح عنه يوم أسبوعه، وكذلك إذا حلق عَقيقَتَهُ. وعَقَّ والدَه يَعُقُّ عُقوقاً ومَعَقَّةً، فهو عاق وعقق مثل عامر وعمر، والجمع عققة مثل كفرة. وفي الحديث: " ذُقْ عُقَقُ " أي ذُقْ جزاءَ فعلك يا عاقُّ. قاله بعضهم لحمزة رضى الله عنه وهو مقتول. تقول منه: أعَقَّ فلانٌ، إذا جاء بالعُقوقِ. وأعَقَّتِ الفرسُ، أي حملتْ فهي عَقوقٌ، ولا يقال مُعِقٌّ إلا في لغة رديئة وهو من النوادر، والجمع عُقَقٌ، مثل رسول ورسل. ونَوى العَقوقِ: نوًى رِخْوٌ تعلفُهُ الإبلُ العُقَقُ. وربَّما سمُّوا تلك النواة عَقيقَةً. والعِقاقُ: الحوامل من كل حافرٍ، وهو جمع عُقُقٍ، مثل قلص وقلاص، وسلب وسلاب. والعَقاقُ بالفتح: الحَمْلُ. يقال: أظهرت الاتان عقاقا، وكذلك العقق. قال عدى ابن زيد: وتركت العير يدمى نحره ونحوصا سمحجا فيها عقق وقولهم: " طلب الأبلَقَ العَقوقَ " مثلٌ لما لا يكون، وذلك إن الأبلق ذَكَرٌ ولا يكون الذكر حاملاً. وأمَّا قول الشاعر، أنشده ابن السكيت: ولو طَلَبوني بالعَقوقِ أتيتُهُمْ بألفٍ أؤدِّيهِ إلى القوم أقْرَعا فيقال الابلق، ويقال موضع. والعقعق: طائر معروف، وصوته العقعقة. وعقه: بطن من النمر بن قاسط، ومنه قول الاخطل: ومُوَقِّع أَثَرُ السِفارِ بِخَطْمِهِ من سُودِ عَقة أو بني الجَوَّال وماء عُقٌّ مثل قُعٍّ. وأعَقَّه الله، أي أمَرَّهُ، مثل أقَعَّهُ. وعِقَّانُ النخيل والكروم: ما يخرج من أصولها. وإذا لم تقطع العِقَّانُ فسدت الأصول. وقد أعَقَّتِ النخلة والكرمة. 
عقق
! العَقيقُ، كأمِير: خَرَزٌ أحْمَر تُتّخذُ مِنْهُ الفُصوصُ، يكون باليَمَن بالقُرْبِ من الشِّحْر. يتكوّن ليَكُون مَرْجاناً، فيمنَعُه اليُبْس والبَرْد. قَالَ التّيفاشِيّ: يُؤْتَى بِهِ من اليَمَن من مَعادِن لَهُ بصَنْعاءَ، ثمَّ يؤتَى بِهِ الى عَدَن، وَمِنْهَا يُجْلَب الى سائِرِ البلادِ. قلتُ: وَقد تقدّم للمصنِّفِ فِي ق ر أأن معدِن العَقيق فِي موضِع قُرب صَنعاءَ يُقال لَهُ: مُقرأ. وبسَواحِل بحْرِ روميّة مِنْهُ جنْسٌ كدِرٌ، كماءٍ يجْري من اللّحْمِ المُمَلَّح، وَفِيه خُطوطٌ بيضٌ خفيّةٌ. قلت: وَهُوَ المَعْروف بالرُّطَبيّ، قالَه التّيفاشيُّ. وأجودُ أنواعِه الْأَحْمَر، فالأصْفر، فالأبيضُ، وغيرُها رَديء. وَقيل: المُشَطَّبُ مِنْهُ أجْوَد، وَهِي أصْليّةٌ لَا مُنقَلِبَة بالطّبْخ، كَمَا ظُنّ. حقّقه داودُ فِي التّذْكِرة. وَمن خَواصّ الْأَحْمَر مِنْهُ أنّ: مَنْ تخَتّم بِهِ سكَنَت روعتُه عِنْد الخِصام وَزَالَ عَنهُ الهمُّ والخَفَقان، وانْقَطَع عَنهُ الدّم من أَي موضِع كَانَ ولاسيّما النِّساء اللّواتي يَدُوم طمْثُهن، وشُربُه يُذهِب الطِّحال ويفْتَحُ السُّدَد. ونُحاتَةُ جَمِيع أصنافِه تُذهِب حفَر الأسْنان. ومحْروقُه يثبِّت متحَرِّكَها ويشُدُّ اللِّثَة. وَقد وردَ فِي بعْض الْأَخْبَار: تختّموا {بالعَقيقِ فإنّه برَكَة. وَقَالَ صاحبُ اللِّسان: ورأيتُ فِي حاشيةِ بعْضِ نُسَخ التّْذيب الموْثوق بهَا.
قَالَ أَبُو الْقَاسِم: سُئل إبْراهيمُ الحَرْبيُّ عَن الحَدِيث: لَا تخَتّموا بالعَقيق فَقَالَ: هَذَا تصْحيفٌ، إِنَّمَا هُوَ لَا تُخَيِّموا بالعَقيق أَي: لَا تُقيموا بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ خَراباً الواحِدةُ بهاءٍ، ج: عَقائِق. والعَقيقُ: الْوَادي، ج: أعِقّة وعَقائِقُ. (و) } العَقيقُ: كُلُّ مَسيلٍ شَقّه ماءُ السّيْل فأنْهَرَه ووسّعه، والجَمْع كالجَمْع.
والعَقيقُ: ع بالمَدينة على ساكنِها أفضَلُ الصّلاةِ والسّلام، فِيهِ عُيونٌ ونَخيلٌ، وَهُوَ الَّذِي وردَ ذِكرُه فِي الحَدِيث: أَنه وادٍ مُباركٌ كأنّه عُقَّ، أَي: شُقَّ، غلَبت الصِّفةُ عَلَيْهِ غلَبةَ الاسْم، ولزِمَتْه الألِف واللاّم لِأَنَّهُ جُعِلَ الشّيء بعَيْنه، على مَا ذهَب إِلَيْهِ الخَليلُ فِي أسْماءِ الأعْلامِ الَّتِي أصلُها الصّفة كالحارِث والعبّاس. وَأَيْضًا: موضِع باليَمامَة وَهُوَ وادٍ واسعٌ ممّا يَلي العرَمة، تتدفّق فِيهِ شِعابُ العارِض، وَفِيه عُيون عذْبة الماءِ. وَأَيْضًا: مَوضِع بتِهامَة وَمِنْه الحَدِيث: وقّتَ لأهْل العِراقِ بطْنَ العَقيق. قَالَ الأزهريُّ: أرادَ العَقيقَ الَّذِي بالقُرْبِ من ذاتِ عِرْق قبلَها بمَرْحَلة أَو مرْحلَتَيْن. وَهُوَ الَّذِي ذكَره الشافِعيُّ رحِمه الله فِي المَناسِك، وَهُوَ قَوْله: وَلَو أهَلّوا من العَقيق كَانَ أحبَّ إليّ. وَأَيْضًا: موضِع بنَجْد يُقال لَهُ: عَقيقُ القَنان، تجْرِي إِلَيْهِ مياهُ قُلَل نجْدٍ وجِبالِه.
والعَقيق: ستّة مواضِع أُخَر وَهِي أودِيَة شقّتْها السَّيْلُ عاديّةٌ، مِنْهَا العَقيقان: بلدان فِي بِلَاد بني عامِر من ناحيةِ الْيمن، فَإِذا رأيتَ هَذِه اللفظَة مُثنّاةً فإنّما يفعْنى بهَا ذانِكَ البَلَدان، وَإِذا رأيتَها)
مُفْردَة فقد يجوزُ أَن يُعْنَى بهَا العَقيق الَّذِي هُوَ وادٍ بالحجاز، وَأَن يُعْنى بهَا أحد هذَيْن البلَدين لأنّ مثْل هَذَا قد يُفْرد، كأبانَيْن. والعَقيقُ: شعَر كُلِّ موْلود يخرجُ على رأسِه فِي بطْنِ أمّه من النّاس. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَكَذَلِكَ من البَهائِم، {كالعِقّة بِالْكَسْرِ، والعَقيقَة كسَفينة. وَأنْشد الأزهريُّ للشَّمّاخ:
(أطار} عَقيقَه عَنهُ نُسالاً ... وأُدمِج دَمْجَ ذِي شَطَنٍ بَديعِ)
أَرَادَ شَعْره الَّذِي يولَد عَلَيْهِ أنّه أنْسَله عَنهُ. وَأنْشد أَبُو عُبَيد لِابْنِ الرِّقاع يصف العَيْر:
(تحسّرَتْ {عِقّةٌ عَنهُ فأنْسَلَها ... واجْتابَ أخْرى جَديداً بَعْدَمَا ابْتَقَلا)
يَقُول: لمّا تربّع وأكَلَ بُقولَ الرّبيع أنْسَلَ الشّعرَ المولودَ مَعَه، وأنْبَتَ الآخر، فاجْتابَه، أَي: اكْتَساه. وَفِي الحَدِيث: كُلّ موْلودٍ مُرْتَهَنٌ} بعَقيقَتِه أَي: العَقيقةُ لازِمةٌ لَهُ، لابُدّ لَهُ مِنْهَا. قَالَ الليثُ: وَإِذا سقَطَ عَنهُ الشّعْر مرّةً ذهبَ ذَلِك الاسْم مِنْهُ. قَالَ امْرُؤ القَيس:
(يَا هِنْدُ لَا تنْكِحي بوهَةً ... عليهِ {عَقيقَته أحْسَبا)
وَقد مرّ تمامُ الأبيات فِي ر س ع يصِفُه باللّؤْم والشُحِّ، أَي: لم يحْلِق عَقيقَتَه فِي صغَرِه حتّى شاخ. وَقَالَ زُهير:
(أذلِك أمْ أقَبُّ البَطْنِ جأْبٌ ... عَلَيْهِ من} عَقيقَتِه عِفاءُ)
وَفِي الحَدِيث: إِن انفَرَقَتْ عَقيقتُه فرَق أَي شعره، سُمّي! عَقيقةً تشْبيهاً بشَعْر الْمَوْلُود. أَو {العِقّة بالكَسْر فِي الحُمُر والنّاس خاصّة وَلم تُقَلْ فِي غيْرهما، قَالَ أَبُو عُبَيد. قَالَ عديُّ بنُ زيْد العِباديّ يصِف حِماراً:
(صَيِّتُ التّعْشير رَزّامُ الضُحى ... ناسِلٌ} عِقّته مثلُ المَسَدْ)
ج: {عِقَق كعِنب. قَالَ رؤبةُ: كالهَرَويّ انْجابَ عَن لَيْلِ البَرَقْ طيّر عَنْهَا النّسْرُ حوْلِيَّ} العِقَقْ النَّسْر: السِّمَن. {والعَقيقةُ أَيْضا: صوفُ الجذَع كَمَا أنّ الجَنيبة: صوف الثّنِيّ. وسُمّيَت الشّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ عِنْد حلْقِ شعَر الموْلودِ} عَقيقة لأنّه يُحْلَقَ عَنهُ ذلِك عندَ الذّبْح، وَلذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: فأهرِيقوا عَنهُ دَمًا، وأميطُوا عَنهُ الأذَى يَعْنِي بالأذَى ذلِك الشَّعَر الَّذِي يُحْلَق عَنهُ، وَهَذَا من الأشياءِ الَّتِي ربّما سُمّيتْ باسْم غيْرِها إِذا كَانَت معَها، أَو من سَبَبِها. وَفِي الحَدِيث: أَنه سُئلَ عَن)
العَقيقَة فَقَالَ: لَا أحِب {العُقوقَ لَيْسَ فِيهِ توْهينٌ لأمر} العَقيقة، وَلَا إسْقاطٌ لَهَا، وَإِنَّمَا كرِه الاسمَ، وأحَبَّ أَن تُسَمّى بأحْسَن مِنْهُ، كالنّسيكَةِ، والذّبيحَة، جرْياً على عادَتِه فِي تغْيير الاسْم القَبيح.
وجعَل الزّمَخْشَريُّ الشَّعر أصْلاً، والشّاة المذبوحةَ مُشتَقّة مِنْهُ. والعَقيقَةُ من البَرْقِ: مَا يبْقَى فِي السَّحابِ من شُعاعِ، قَالَه اللّيثُ. وَقَالَ غيرُه: عَقيقةُ البَرْق: مَا انْعقّ مِنْهُ، أَي: تسرّب فِي السَّحاب كالعُقَقِ، كصُرَد. وَقيل: {العَقيقة} والعُقَق: البَرْق إِذا رأيتَه وسط السّحاب كأنّه سيْف مسْلول قَالَ اللّيث: وَبِه تُشَبَّه السّيوفُ فتُسمّى عَقائِقَ. قَالَ عنْتَرَةُ:
(وسَيْفي! كالعَقيقَةِ فَهُوَ كِمْعِي ... سِلاحي لَا أفَلَّ وَلَا فُطارا) وَأنْشد اللّيثُ لعَمْرو بنِ كُلْثوم:
(بسُمْرٍ من قَنا الخَطّيِّ لُدْنٍ ... وبيضٍ {كالعَقائِقِ يجْتَلينا)
وَفِي الأساس: مَا أدْري شِمْتَ عَقيقَة أم شِمتُ} عقيقة أَي: سَللتَ سَيفاً أم نظَرتُ الى برْقٍ. وَهِي البَرقَة الَّتِي تستَطيل فِي عُرْضِ السّحابِ، وَقد أكثَروا استِعارَتَها للسّيف، حَتَّى جعَلوها من أسمائِه، فَقَالُوا: سَلّوا {عَقائِقَ} كالعَقائِق. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: العَقيقَة: المَزادَة. والعَقيقَة: النّهْر.
والعَقيقَة: العِصابةُ سَاعَة تُشَقُّ من الثّوْب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة، وابنُ الأعرابيّ أَيْضا: العَقيقَة: غُرْلَة الصّبيّ إِذا خُتِن. وَالْأَصْل فِي كلِّ ذَلِك {عَقّ} يعُقّ {عقّاً: إِذا شقّ وقطَع، فَهُوَ} معْقوقٌ {وعَقيقٌ. وَمِنْه تسمِيَةُ شَعَر الموْلودِ عَقيقَة، لِأَنَّهُ إِن كَانَ على رأسِ الإنسيّ حُلِقَ وقُطِع، وَإِن كَانَ على البَهيمة فإنّها تُنْسِلُه. والذّبيحَة تُسمّى عَقيقة لِأَنَّهَا تُذبَح، فيُشَقّ حُلْقومها ومَريئُها وودَجاها قطْعاً، كَمَا سُمّيَت ذَبيحةً بالذّبْح، وَهُوَ الشّقُّ. (و) } عقّ عَن الْمَوْلُود {يعِقُّ} ويَعُقّ: حلَق {عَقيقَتَه، أَو ذبَح عَنهُ شَاة.
وَفِي التّهذيب والصِّحاح: يومَ أسبوعِه، فقيّدَه بالسّابع. قَالَ اللّيثُ: تُفصَل أعضاؤُها، وتُطْبَخُ بماءٍ ومِلْح، فيَطْعَمُها الْمَسَاكِين. وَفِي الحَدِيث: أنّ النّبي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم عقّ عَن الْحسن والحُسين رَضِي الله عَنْهُمَا. وعقّ بالسّهْم: إِذا رمَى بِهِ نحْوَ السّماءِ، وذلِك السّهمُ يُسَمّى} عَقيقةً وَهُوَ سهم الاعْتِذار، وَكَانُوا يفعَلونه فِي الجاهليّة، فَإِن رجَع السّهم مُلطَّخاً بالدّم لم يرْضوا إِلَّا بالقَوْد، وَإِن رجعَ نقيّاً مسَحوا لِحاهُم، وصالَحوا على الدِّيّة. وَكَانَ مسْحُ اللِّحَى عَلامَة للصُّلْح، كَمَا فِي العُباب. وَفِي اللّسان: أصلُه أَن يُقتَل رجلٌ من القَبيلة، فيُطالَب القاتِلُ بدَمِه، فتجْتَمع جَماعة من الرّؤساءِ الى أولياءِ القَتيل، ويعْرِضون عَلَيْهِم الدِّيَة، ويسألون العَفْوَ عَن الدّم، فإنْ كَانَ وليُّه قَوِيا حَميّاً أَبى أخعذَ الدِّيَة، وَإِن كانَ ضَعيفاً شاورَ أهلَ قبيلَتِه، فَيَقُول للطّالِبين: إنّ)
بينَنا وَبَين خالِقنا عَلامَة للأمْر والنّهْي، فيقولُ لَهُم الآخَرون: مَا عَلامَتُكم فَيَقُولُونَ: نأخذُ سهْماً فنُركِّبُه على قوْس، ثمَّ نرْمي بِهِ نَحْو السّماء، فَإِن رجعَ إِلَيْنَا مُلَطَّخاً بالدّم فقد نُهينا عَن أخذِ الدِّية، وَلم يرْضَوا إِلَّا بالقَوَد، وَإِن رجَعَ نقِياً كَمَا صعَد فقد أُمِرْنا بأخذِ الدِّية، وصالَحوا، فَمَا رجَع هَذَا السّهمُ قطُّ إِلَّا نقِيّاً، وَلَكِن لَهُم بِهَذَا عُذْر عِنْد جُهّالِهم. وَقَالَ شاعِرٌ من أهل الْقَتِيل وَقيل: من هُذَيْل. وَقَالَ ابنُ بَرّي: هُوَ للأشْعَر الجُعْفِيّ وَكَانَ غائِباً عَن هَذَا الصُلْح:
( {عَقّوا بسَهْمٍ ثمّ قَالُوا صالِحوا ... يَا ليتَني فِي القَوْم إذْ مسَحوا اللِّحَى)
قَالَ الأزهَريُّ: وَأنْشد الشافِعي للمُتَنَخِّل الهُذَلي:
(عقّوا بسَهْمٍ وَلم يشْعُر بِهِ أحدٌ ... ثمَّ استفاءُوا وَقَالُوا حبّذا الوضَحُ)
أخْبَرَ أنّهم آثَروا إبِلَ الدِّيَة وألبانَها على دمِ قاتِل صاحِبهم. والوَضَح هَاهُنَا: اللّبَن. ويُروى عقّوا بسَهم بِفَتْح الْقَاف، وَهُوَ من بابِ المُعْتَلّ.} وعقَّ والِدَه {يعُق} عقًّا، و {عُقوقاً بالضّمِّ} ومَعَقّة: شَقّ عَصا طاعَتِه، وَهُوَ ضِدُّ بَرَّه وَقد يُعَمّ بلَفْظ العُقوق جميعُ الرّحِم. وَفِي الحَدِيث: أكبَرُ الكَبائِر الإشراكُ بِاللَّه، وعُقوق الوالِدَين، وقَتْلُ النّفْس، واليَمين الغَموس. وَأنْشد لسَلَمة المخْزوميّ:
(إنّ الْبَنِينَ شِرارُهم أمثالُه ... مَنْ عقّ والدَه وبَرَّ الأبعدا)
وَقَالَ زُهَير: (فأصْبحْتُما فِيهَا على خيْرِ موْطِن ... بعيدَيْنِ فِيهَا من عُقوق ومأثَمِ)
وَقَالَ آخر، وَهُوَ النَّابِغَة:
(أحْلامُ عادٍ وأجْسامٌ مطهَّرَةٌ ... من {المَعَقّةِ والآفاتِ والأثَمِ)
فَهُوَ} عاقٌّ {وعَقٌّ. وَمِنْه قولُ الزَّفَيان واسمُه عَطاءُ بنُ أُسَيد: أَنا أَبُو المِرْقاِ} عَقّاً فَظّا لمَن أُعادِي مِدْسَرا دَلَنْظَى هَكَذَا أنشدَه الصَّاغَانِي، وروايةُ ابْن الأعرابيّ هَكَذَا: أَنا أَبُو المِقْدام {عَقّاً فَظّا بِمن أُعادي مِلْطَساً مِلَظّا أكُظُّه حَتَّى يموتَ كَظّا ثُمَّتَ أُعْلي رأسَه المِلْوَظّا)
صاعِقَةً من لَهَبٍ تلظّى قيل: أَرَادَ} بالعَقّ هُنا {العاقّ، وقيلَ: المُرُّ من الماءِ} العُقاق، كَمَا سَيَأْتِي، {وعَقَقٌ، مُحرَّكة هَكَذَا فِي سائِر النُسَخ، وَالصَّوَاب:} عُقَق، كعامِرٍ وعُمَر، معْدولٌ من عاقّ للمُبالغة، كغُدَرٍ من غادِرٍ، وفُسَق من فاسِق. وَمِنْه قَول أبي سُفْيان يومَ أُحُد لحَمْزَة رَضِي الله عَنهُ حِين رَآهُ مقْتولاً: ذُقْ عُقَقُ أَي: ذُق جَزاءَ فِعلِك يَا {عاَقّ، كَمَا فِي الصِّحاح. ويُروى أَيْضا: رجُلٌ عُقُق بضمّتين أَي: عاقٌّ، كَمَا فِي اللّسان جمْع الأولى:} عقَقَة، مُحرَّكَة ككافر وكفَرة، كَمَا فِي الصّحاح، زَاد الصاغانيّ: {وعُقَّق، مِثَال سُكَّر. وَأنْشد لرؤْبَة: من العِدا والأقربينَ} العُقَّقا {وعَقاقِ، كقطام: اسْم من} العُقوقِ كَمَا فِي العُباب. ونقلَه ابْن بَرّي أَيْضا، وَأنْشد لعَمْرة بنتِ دُريد ترْثيه: (لعَمْرُك مَا خشيتُ على دُرَيْدٍ ... ببَطْنث سُمَيْرةٍ جيْش العَناقِ)

(جَزَى عنّا الإلهُ بَني سُلَيْمٍ ... {وعقّتْهُم بِمَا فَعَلوا} عَقاقِ)
وماءٌ {عُقٌّ} وعُقاقٌ، بضمِّهما أَي: مُرٌّ شَديدُ المَرارة، أَو مُرٌ غليظ، الواحِدُ والجَمْعُ سَواءٌ مثل قُعّ وقُعاع. وفَرَسٌ {عَقوق، كصَبور: حائِلٌ، أَو حامِل، وَذَلِكَ إِذا انفتَق بطْنُها واتّسَع للولَد ضِدٌّ. قَالَ أَبُو حَاتِم فِي الأضداد: زعَم بعضُ شيوخِنا أنّ الفرَس الحامِل يُقال لَهَا: عَقوق، وَيُقَال أَيْضا للحائِل: عَقوقٌ. وَفِي الحَدِيث: أَتَاهُ رجُلٌ مَعَه فرَسٌ عَقوقٌ، أَي: حائِل أَو هُوَ على التّفاؤل كَمَا ظنّه أَبُو حَاتِم قَالَ: كأنّهم أَرَادوا أنّها ستحْمِل إِن شاءَ الله تَعَالَى. قَالَ الأزهريّ: وَهَذَا يفرْوى عَن أبي زيْد ج:} عُقُقٌ، بضمّتين كقَلوصٍ وقُلُصٍ، كَمَا فِي العُباب. ونظّره الجوْهَريُّ برَسولٍ ورسُل. قَالَ رؤبَة يصِف صائِداً: وسَوْسَ يدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ سِرّاً وَقد أوّن تأْوينَ العُقُقْ يُروى أوّن على وزن فعّل، يُريد الواحدَ من الحَمير، والأوْنُ: العِدْلُ، أَي: شرِبَ حَتَّى صَار كأنّه فرَسٌ حامِل، ويُروى: أوّنَّ على وزن فعّلْن يُريد بذلِك الــجماعةَ مِنْهُم، أَي شربْن حَتَّى كأنّ كُلَّ واحدَة منهنّ {عَقوقٌ، أَي: حَامِل، فشبّه بطونَها بالأعْدالِ. جج أَي جمْع الجَمْع: عِقاقٌ ككِتاب مثل قُلُص وقِلاص. وَقد} عقّت {تعِقُّ من حدّ ضرَبَ، وَمِنْه الحَدِيث: من أطْرَقَ مُسلِماً،} فعقّت لَهُ)
فرسُه، كَانَ لَهُ كأجرِ كَذَا {عقّتْ أَي: حملَت} عَقاقاً كسَحاب {وعَققاً مُحرَّكة} وأعَقّت، وَسَيَأْتِي قَرِيبا فِي كَلامِ المُصنِّف أَو {العَقاق، كسَحابٍ، وكِتاب: الحَمْلُ بعَيْنِه. قَالَ أَبُو عمْرو: أظْهَرت الأتانُ} عَقاقاً، بِفَتْح الْعين: إِذا تبيّن حمْلُها. ويُقال للجَنين: عَقاقٌ. قَالَ:
(جَوانِحُ يمْزَعْنَ مزْعَ الظِبا ... ءِ لم يتّرِكْنَ لبَطْنٍ عَقاقا)
أَي: جَنيناً. هَكَذَا قَالَ الشّافِعيّ: {العَقاقُ بِهَذَا المعْنى فِي آخِر كِتاب الصّرفِ. وَأما الأصمعيُّ فإنّه يَقُول العَقاق مصْدر العَقوق. قَوْله:} والعَقَقُ، مُحرَّكة: الانْشِقاقُ هَكَذَا فِي سَائِر النُسَخ، والصّوابُ {كالعَقَق محرّكةً، أَي: بِمَعْنى الحَمْلِ، كَمَا فِي اللّسان والصِّحاح والعُباب. يُقال: أظْهَرت الأتانُ} عقَقاً، أَي: حمْلاً. وأنشَدوا لعَديّ بنِ زَيْدٍ العِباديّ:
(وترَكْتُ العَيْر يدْمَى نحْرُه ... ونَحوصاً سَمْحَجاً فِيهَا {عَقَقْ)
وَأما} العَقَق، محركةً، بمعْنى الانشِقاق فخطأٌ ينْبَغي التّنَبُّه لذَلِك، وَالله أعلم. وَفِي الْمثل: أعزّ من الأبلَق {العَقوق:
(طلَب الأبْلَقَ} العَقوقَ فلمّا ... لم ينَلْه أرادَ بيْضَ الأنوقِ)
وَمن أمثالِهم أَيْضا فِي الرّجُل يسألُ مَا لَا يكون، وَمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ: كلّفتَني الأبْلَق العَقوقَ.
ومثلُه: كلّفْتَني بَيْضَ الأنوقِ. وَقيل: الأبْلَقُ العَقوق: الصُّبح لِأَنَّهُ ينْشَقّ. وَقد مرّ مَا يتعلّق بِهِ فِي: ب ل ق وأ ن ق فراجعْه. ويُقال: أهشُّ من نَوَى العَقوق وَهُوَ نَوًى هشٌّ أيّ رِخْو لَيِّنُ المَمْضَغَةِ تأكُله العَجوز أَو تَلوكُه، تُعْلَفُه النّاقةُ العَقوق إلْطافاً لَهَا، فلِذلك أُضيف إِلَيْهَا. قَالَ اللّيثُ: وَهُوَ من كَلَام أهْل البَصْرة، وَلَا تعرِفُه الأعرابُ فِي بادِيَتها.! وعَقّةُ: بطْنٌ من النَّمِر بنِ قاسِط بنِ هِنْب بنِ أفْصَى بن بُعْمِيّ بن جَديلَة قَالَ الأخْطَل:
(ومُوَقَّع أثَرُ السِّفارِ بخَطْمِه ... من سودِ عَقّةَ أَو بَني الجوّالِ)
الموقَّع: الَّذِي أثّر القَتَبُ على ظهْرِه. وَبَنُو الجوّال فِي بَني تغْلِب. وَقَالَ ابنُ الكَلبيّ فِي الجَمْهَرة: فمِنْ بَني هِلال {عقّةُ بنُ البِشْرِ بنِ هِلالِ بنِ البِشْر بن قيْس بنِ زُهَيْر بنِ عقّة بن جُشَم بن هِلال بنِ رَبيعةَ بنِ زَيد مَناةَ الَّذِي كَانَ على بني النَّمِر يومَ عيْنِ التّمر، لَقيَهُم خالِدُ بنُ الوَليد، فقتَله خالدُ بنُ الوَليد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وصلَبه. قلت: وَالَّذِي فِي أنْسابِ أبي عُبَيد القاسِم بنِ سَلاّم مَا نصُّه: وَكَانَت أوسُ مَناة من النّمِر بن قاسِط أُبيدُوا يَوْم لَقِيَهم خالدُ بنُ الوَليد فِي زَمَن أبي بكْر رَضِي الله عَنْهُمَا، ورَئِيسهم يَوْمئِذٍ لَبيدُ بنُ عُتْبة، يُقَال: هُوَ رَئيسُ أوْس خاصّة، ثمَّ قَالَ:)
وَمن بَني تَيْم الله من النَّمِر الضّحْيان، واسمُه عامرُ بن سَعْد بنِ الخَزْرج بنِ تيْم الله، وَأَخُوهُ عَوفُ بنُ سعْد، من ولَده عَقّةُ بنُ قيْس بنِ بِشر: كَانَ على بَني النَّمِر يَوْم لَقيَهم خالدُ بن الوَليد بعَيْن التّمر، فقتلَه وصلَبَه. وَقَالَ ابنُ دُريد: العَقّةُ: البَرْقَةُ المُستَطيلة فِي السّماءِ. وَفِي الأساس: فِي عُرْضِ السّحاب. زَاد غيرُه: كأنّه سيفٌ مسْلول. والعَقّة: حُفْرةٌ عَميقةٌ فِي الأرضِ والجمعُ} عَقّات {كالعِقّ، بالكَسْر. هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب بالفَتْح، وَهُوَ حفْر فِي الأَرْض مُستطَيلٌ، سُمِّيَ بالمَصْدر، كَمَا فِي اللّسان.} والعُقّة، بالضّمِّ: الَّتِي يلعَبُ بهَا الصِّبْيان كَمَا فِي اللِّسَان. وَفِي الصِّحاح: {عِقّانُ النّخيل والكُرومِ، بِالْكَسْرِ: مَا يخرُج من أصولِهما. وَفِي الصِّحاح والعُباب: من أصولِها، وَإِذا لم تُقْطَع} العِقّانُ فسدَت الْأُصُول. وَقد {أعقّت} إعقاقاً: أخرَجَتا {عِقّانَهما.} وعَواقُّ النّخْل: رَوادِفُه، وَهِي فُسْلانٌ تنبُت مَعَه كَمَا فِي العُباب. {والعَقْعَقُ كجَعْفَر: طائِرٌ معْروف فِي حجْم الحَمامِ أبْلَقُ بسَواد وبَياض أذْنَب، وَهُوَ نوْع من الغِرْبان، والعَرَبُ تتشاءَمُ بِهِ، كَمَا فِي المِصْباح،} يُعَقْعِق بصَوْتِه {عقْعَقَةً: يُشْبِه صوتُه العيْنَ والقافَ إِذا صات، وَبِه سُمّي، وَقد} عقْعَق الطائِرُ بصوْتِه: إِذا جاءَ وذهَب، قَالَ رؤبة: ومَنْ بَغَى فِي الدّين أَو تعمّقا وفرّ مخْذولاً فَكَانَ {عَقْعَقا قَالَ ابنُ بَرّيّ: ورَوى ثعْلَبٌ عَن إسحاقَ المَوْصليّ أَن} العَقْعَق يُقال لَهُ الشّجَجَى. وَفِي حَدِيث النّخَعيّ: يقتُلُ المُحرِمُ العَقْعَقَ. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَإِنَّمَا أجازَ قتْلَه لأنّه نوعٌ من الغِرْبان. وَهَذَا ماءٌ {أعقّه الله، أَي: أمرّه وَكَذَلِكَ: أقعّه الله.} وأعقّت الأرضُ الماءَ: أمرّتْه. وَقَالَ الجعدِيُّ: بحرُك بحرُ الجودِ مَا {أعقّهُ ربّكَ والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ أَي: مَا أمرّه. (و) } أعقّت الفرَسُ والأتانُ: إِذا حملَت وانْفَتَق بطنُها. {والإعْقاقُ فِي الخَيْل والحُمُر بعدَ الإقْصاص. وَقيل:} عقّت: إِذا حمَلت، {وأعقّت إِذا نبتَت} العَقيقةُ فِي بطنِها على الولَد الَّذِي حملَتْه.
وَهِي {عَقوقٌ على غيْر القِياس، وَلَا يُقال:} مُعِقٌّ، وَهَذَا نادِر، أَو يُقال ذلِك فِي لُغَيّة رَديئَة وَمِنْه قولُ رُؤبَة: قد عتَق الأجْدَعُ بعد رِقِّ بقارحٍ أَو زَوْلَة! مُعِقِّ) وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: {عقّت، فَهِيَ} عَقوق، {وأعَقّتْ فهيَ} مُعِقّ. واللُغَة الفَصيحةُ {أعقّت فَهِيَ} عَقوق. وَفِي نَوادِر الْأَعْرَاب: {اعتَقّ السّيْفَ من غِمدِه، واهْتَلَبه، وامْتَرقَه، واختلَطَه: إِذا استلّه.
قَالَ الجُرْجانيّ: الأصلُ اخترَطه، وكأنّ اللاّم مُبدَلة مِنْهُ، وَفِيه نظَر. (و) } اعتقّ السّحابُ: انْشَقّ واندَفَع مَاؤُهُ. قَالَ أَبُو وَجْزَة:
(حتّى إِذا أنْجَدَتْ أرواقُه انهزَمَتْ ... {واعتَقّ مُنْبعِجٌ بالوَبْلِ مبْقورُ)
} وانعَقّ الغُبارُ: انشقّ وسَطَع عَن ابنِ فارِس، قَالَ رؤبةُ: إِذا العَجاجُ المُستَطارُ {انْعَقّا (و) } انعقّت العُقْدَة: انْشَدّت واستَحْكَمَت. وانعقّت السّحابَة: تبعّجَتْ بالماءِ وانشَقّت. وكُلُّ انشِقاقٍ فَهُوَ {انعِقاقٌ. يُقال:} انعَقّ الثّوبُ، أَي: انشَقّ، عَن ثَعْلب. {وانعَقّ البَرْقُ: تشقّق. والتّركيبُ يدلُّ على الشَّقِّ، وَإِلَيْهِ ترجع فُروعُ البابِ بلُطْفِ نظَر. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:} العَقيقُ، كأمير: البَرقُ، وَبِه فَسّر بعضُهم قولَ الفَرزْدَق:
(قِفي ودِّعينا يَا هُنَيْدُ فإنّني ... أرى الحَيَّ قد شامُوا العَقيقَ اليَمانِيا)
أَي: شامُوا البَرْقَ من ناحِيَة اليَمَن. {وعَقّ البرقُ: انشقّ. ويُقال:} الانعِقاقُ: تشقُّقه. والتّبوّجُ: تكَشُّفه، {وعَقيقَتُه: شُعاعُه.} وانعَقّ الوادِي: عَمُق. {والعَقائِقُ: النِّهاءُ والغُدْران فِي الأخاديدِ} المُنْعَقّة، حَكَاهُ أَبُو حَنيفة. وأنْشَدَ لكُثيِّر بنِ عبدِ الرّحمنِ الخُزاعي يصفُ امْرَأَة:
(إِذا خرَجَت من بيْتِها راقَ عينَها ... مُعوَّذُه وأعجَبَتْها {العَقائِقُ)
أَرَادَ معوَّذَ النّبت حوْل بيتِها. وقيلَ: العَقائِق: الرِّمال الحُمْر. وعقّت الريحُ المُزْنَ} تعُقُّه {عَقّاً: إِذا استدرّتْه كأنّها تشُقُّه شقّاً. قَالَ الهُذَليُّ يصِف غيْثاً:
(حارَ} وعقّتْ مُزْنَهُ الرّيحُ وانْ ... قارَ بهِ العَرْضُ وَلم يُشْمَلِ)
حَار: تحيّر وتردّد، واستدَرّته ريحُ الجَنوب، وَلم تهُبّ بِهِ الشّمالُ فتَقْشَعَه. وانْقارَ بِهِ العرْضُ، أَي: عرْض السّحابِ وقَعَت مِنْهُ قِطْعة. وسَحابة {مَعْقوقَة: إِذا} عُقَّت {فانْعَقّتْ. وسَحابة} عَقّاقة: إِذا دَفَعت ماءَها وَقد {عقَّت. قَالَ عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف غيْثاً:
(فمرّ على الأنْهاءِ فانْثَجَّ مُزنُه ... } فعَقّ طَويلاً يسكُبُ الماءَ ساجِيا)
ومنهُ قولُ ابنةِ المُعَقِّر البارِقيّة: أرى سَحابةً سَحماءَ {عَقّاقَة، كأنّها حُوَلاءُ نَاقَة، ذَات هَيْدب دانٍ، وسَيْرٍ وانٍ. رَوَاهُ شَمِر. وَمَا} أعقّه لوالِدِه. {وأعقّ فلانٌ: إِذا جاءَ} بالعُقوقِ. كَمَا يُقال: أحْوَب: إِذا)
جاءَ بالحُوبِ. وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى أنشَده ابنُ السِّكيت:
(فإنّي وَمَا كلّفتُموني بجَهْلِكمْ ... ويعْلَمُ رَبّي مَنْ {أعقَّ وأحْوَبا)
وَفِي المثَل:} أعقُّ من ضَبٍّ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: إِنَّمَا يُريدُ بِهِ الأُنثَى. {وعُقوقُها: أنّها تأكُلُ أولادَها.} والعُقُق، بضمّتين: البُعَداء من الأعْداءِ. وَأَيْضًا: قاطِعو الأرْحام. ويُقال: {عاقَقْتُ فُلاناً} أُعاقُّه {عِقاقاً: إِذا خالَفْتَه. وَفِي الحَدِيث: مثَلكم ومثَلُ عائِشَة مثَلُ العَيْن فِي الرّأسِ تؤذي صاحِبَها وَلَا يَسْتَطيع أَن} يعُقَّها إِلَّا بالّذي هُوَ خيْر لَهَا. هُوَ مُسْتَعار من عُقوق الوالِدَين. ويُقال للصّبيّ إِذا نشأَ مَعَ حيٍّ حَتَّى شَبّ وقَوِيَ فيهم: {عقّت تَميمَتُه فِي بني فُلان. وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(بلادٌ بهَا عَقَّ الشّبابُ تَميمَتي ... وأوّلُ أرضٍ مسَّ جِلدِي تُرابُها)
والأصلُ فِي ذَلِك أنّ الصّبيَّ مادام طِفلاً تُعَلِّق أمُّه عَلَيْهِ التّمائم تُعَوِّذُه من العَيْن، فَإِذا كبِر قُطِعَت عَنهُ. قلت: ووقَع فِي خُطْبةِ المُطَوَّل للسّعد: بِلادٌ بهَا نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي وَمَا ذَكَرنا هُوَ الأصحُّ. وكُلّ شقّ وخَرْق فِي الرّمل وغيْره فَهُوَ} عَقٌّ. {والعَقوق، كصَبور: موضِع، وَبِه فُسِّر قولُ الشّاعر، أنشدَه ابنُ السِّكّيت:
(وَلَو طلبُوني} بالعَقوقِ أتيتُهم ... بألفٍ أؤدِّيه الى القومِ أقْرَعا)
ويُقال: المُرادُ بِهِ الأبْلق، والوَجْهان ذكَرَهما الجوهَريُّ. ويُقال للمُعْتَذِر إِذا أفرطَ فِي اعتِذاره: قد {اعْتَقّ} اعْتِقاقاً. ويُقال للدّلو إِذا طلَعت من البِئْر مَلأى: قد {عقّت} عَقّاً. وَمن العَرِب مَن يَقُول: {عَقّت} تعْقِيَة. وأصلُها عقّقَت فَلَمَّا اجتَمَعت ثُلاثُ قافات قلَبوا إحْداها يَاء، كَمَا قَالُوا: تظَنّيْت من الظَّنِّ، وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: عقّتْ كَمَا عقّتْ دَلوفُ العِقْبان شبّه الدّلْوَ وَهِي تَشُقُّ هَواءَ البِئْر طالِعةً بسرعَةٍ بالعُقاب تدْلِف فِي طيَرانِها نحوَ الصَّيد. {والعَقْعَقَة: حركةُ القِرْطاسِ والثّوبِ الجَديد، كالقَعْقَعَة.} والعَقيقِيّون: جماعةٌ من الأشرافِ. مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الحسَن بنُ محمدِ بنِ يَحْيى العدَويّ، صَاحب كتاب النَّسَب. روى عَن جدّه يَحْيى بنِ الحسَن. وَأَبُو الْقَاسِم أحمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ أحمدَ بنِ عليّ بنِ محمدِ بنِ جعْفرٍ العَقيقيُّ، من كبار الدِّمَشْقِيّين فِي أثناءِ المائةِ الرابعةِ، وَهُوَ صَاحب الدّار الَّتِي صَارَت المدرسةَ الظاهريّةَ بِدِمَشْق، مَاتَ سنة. ومُنية {عَقيق: قَرْيَة بِمصْر.} والأعِقّة: رمل. وَبِه فسّر السّكريُّ قولَ أبي) خِراشٍ: وَمن دونِهم أرضُ! الأعِقّة والرّملُ
(ع ق ق) : (الْعَقُّ) الشَّقُّ وَالْقَطْعُ (وَمِنْهُ) عَقِيقَةُ الْمَوْلُودِ وَهِيَ شَعْرُهُ لِأَنَّهُ يُقْطَعُ عَنْهُ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ (وَبِهَا سُمِّيَتْ) الشَّاةُ الَّتِي تُذْبَحُ عَنْهُ وَإِنَّمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا «قُولُوا نَسِيكَةً وَلَا تَقُولُوا عَقِيقَةً» كَرَاهِيَة الطِّيَرَةِ وَقَدْ قَرَّرْتُ هَذَا فِي رِسَالَةٍ لِي (وَالْعَقِيقُ) مَوْضِعٌ بِحِذَاءِ ذَاتِ عِرْقٍ وَهُوَ الَّذِي فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «وَقَّتَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ بَطْنَ الْعَقِيقِ» وَفِي كَلَامِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ أَهَلَّ (بِالْعَقِيقِ) كَانَ أَحَبُّ إلَيَّ وَأَصْلُهُ كُلُّ مَسِيلٍ شَقَّهُ السَّيْلُ فَوَسَّعَهُ.

عقق: عَقَّه يَعُقُّه عَقاًّ، فهو مَعْقوقٌ وعَقِيقٌ: شقَّه.

والعَقِيقُ: وادٍ بالحجاز كأَنه عُقَّ أَي شُقّ، غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته

الأَلف واللام، لأَنه جعل الشيء بعينه على ما ذهب إِليه الخليل في

الأَسماء الأَعلام التي أَصلها الصفة كالحرث والعباس. والعَقَيقَان: بلدان في

بلاد بني عامر من ناحية اليمن، فإِذا رأَيت هذه اللفظة مثناة فإِنما

يُعْنى بها ذَانِكَ البلدان، وإِذا رأَيتها مفردة فقد يجوز أَن يُعْنى بها

العَقُِيقُ الذي هو واد بالحجاز، وأَن يُعْنى بها أَحد هذين البلدين لأَن

مثل هذا قد يفرد كأَبَانَيْن؛ قال امرؤ القيس فأفرد اللفظ به:

كأَنّ أَبَاناً، في أَفَانِينِ وَدْقِهِ،

كبيرُ أُناسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ

قال ابن سيده: وإِن كانت التثنية في مثل هذا أَكثر من الإِفراد، أَعني

فيما تقع عليه التثنية من أَسماء المواضع لتساويهما في الثبات والخِصْب

والقَحْط، وأَنه لا يشار إِلى أَحدهما دون الآخر، ولهذا ثبت فيه التعريف في

حال تثنيته ولم يجعل كزيدَيْن، فقالوا هذان أَبانَان بَيِّنَيْن

(* قوله

«فقالوا هذان إلخ» فلفظ بينين منصوب على الحال من أَبانان لأنه نكرة وصف

به معرفة، لأن أَبانان وضع ابتداء علماً على الجبلين المشار إليهما، ولم

يوضع أَولاً مفرداً ثم ثني كما وضع لفظ عرفات جمعاً على الموضع المعروف

بخلاف زيدين فإنه لم يجعل علماً على معينين بل لإنسانين يزولان، ويشار

إلى أحدهما دون الآخرفكأنه نكرة فإذا قلت هذان زيدان حسنان رفعت النعت لأنه

نكرة وصفت به نكرة ، أفاده ياقوت)، ونظير هذا إفرادهم لفظ عرفات، فأَما

ثبات الأَلف واللام في العَقِيقَيْن فعلى حدِّ ثباتهما في العَقِيق، وفي

بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى العَقِيقَ؛ قال أَبو منصور: ويقال لكل ما

شَقَّه ماء السيل في الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِيق، والجمع أَعِقَّةٌ

وعَقَائِق، وفي بلاد العرب أَربعةُ أَعِقَّةَ، وهي أَودية شقَّتها السيول،

عادِيَّة: فمنها عَقيقُ عارضِ اليمامةِ وهو وادٍ واسع مما يلي العَرَمة

تتدفق فيه شِعابُ العارِض وفيه عيون عذبة الماء، ومنها عَقِيقٌ بناحية

المدينة فيه عيون ونخيل. وفي الحديث: أَيكم يجب أَن يَغْدُوَ إِلى بُطْحانِ

العَقِيقِ؟ قال ابن الأَثير: هو وادٍ من أَودية المدينة مسيل للماء وهو

الذي ورد ذكره في الحديث أَنه وادٍ مبارك، ومنها عَقِيقٌ آخر يَدْفُق ماؤُه

في غَوْرَي تِهَامةَ، وهو الذي ذكره الشافعي فقال: ولو أَهَلُّوا من

العَقِيقِ كان أَحَبَّ إِليّ؛ وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، وقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِيقِ؛ قال أَبو منصور: أَراد العَقِيقَ

الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتين وهو الذي ذكره

الشافعي في المناسك، ومنها عَقِيق القَنَانِ تجري إِليه مياه قُلَلِ نجد

وجباله؛ وأَما قول الفرزدق:

قِفِي ودِّعِينَا، يا هُنَيْدُ، فإِنَّني

أَرى الحيَّ قد شامُوا العَقِيقَ اليمانيا

فإِن بعضهم قال: أَراد شاموا البرق من ناحية اليمن.

والعَقّ: حفر في الأَرض مستطيل سمي بالمصدر. والعَقَّةُ: حفرة عميقة في

الأَرض، وجمعها عَقَّات. وانْعَقَّ الوادي: عَمُقَ. والعقائق: النِّهَاء

والغدرانُ في الأَخاديد المُنْعَقَّةِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لكثير بن

عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة:

إِذا خرجَتْ من بيتها راق عَيْنَها

مُعَِوِّذه، وأَعْجَبَتْها العَقَائِقُ

يعني أَن هذه المرأَة إِذا خرجت من بيتها راقَها مُعَوَّذ النبت حول

بيتها، والمُعَوَّذ من النبت: ما ينبت في أَصل شجر يستره، وقيل: العقائق هي

الرمال الحمر. ويقال: عَقَّت الريحُ المُزْنَ

تَعُقُّه عَقاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تشقه شقّاً؛ قال الهذلي يصف

غيثاً:

حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ، وانْـ

ـقَارَ بِهِ العَرْضُ، ولم يُشْمَلِ

حارَ: تحيَّر وتردد واستَدَرَّته ريح الجَنوب ولم تهب به الشَّمال

فتَقْشَعَه، وانْقَارَ به العَرْضُ أَي كأَن عرضَ السحاب انْقارَ

بهِ أَي وقعت منه قطعة وأَصله من قُرْتُ جَيْب القميص فانْقار، وقُرْتُ

عينه إِذا قلعتها. وسحبة مَعْقُوقة إِذا عُقَّت فانْعَقَّت أَي تَبَعَّجت

بالماء. وسحابة عَقَّاقة إِذا دفعت ماءها وقد عَقَّت؛ قال عبدُ

بني الحَسْحاص يصف غيثاً:

فمرَّ على الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه،

فَعَقَّ طويلاً يَسْكُبُ الماءَ ساجِيَا

واعْتَقَّت السحابة بمعنى؛ قال أَبو وَجْزة:

واعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور

ويقال للمُعْتذر إِذا أَفرط في اعتذاره: قد اعْتَقَّ اعْتِقاقاً. ويقال:

سحابة عَقَّاقة منشقة بالماء. وروى شمر أَن المُعَقِّرَ بن حمار

البارِقِيّ قال لبنته وهي تَقُوده وقد كُفَّ بصرُه وسمع صوت رعد: أَيْ بُنَيّةُ

ما تَرَيْنَ؟ قالت: أَرى سحابة سَحْماء عَقَّاقَة، كأَنها حوِلاءُ ناقة،

ذات هَيْدب دَانٍ، وسَيرٍ وان قال: أَيْ

بُنَيّة وائلي إِلى قَفْلةٍ فإِنها لا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ من السيل؛

شَبَّه السحابة بِحِوَلاءِ الناقة في تشققها بالماء كتشقق الحِوَلاءِ،

وهو الذي يخرج منه الولد، والقَفَلة الشجرة اليابسة؛ كذلك حكاه ابن

الأَعرابي بفتح الفاء، وأَسكنها سائر أَهل اللغة. وفي نوادر الأعراب: اهْتَلَبَ

السيفَ من غِمْدِه وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛

قال الجرجاني: الأَصل اخْتَرَطَه، وكأَنّ اللام مبدل منه وفيه نظر.

وعَقَّ والدَه يَعُقُّه عَقّاً وعُقُوقاً ومَعَقَّةً: شقَّ عصا طاعته.

وعَقَّ والديه: قطعهما ولم يَصِلْ

رَحِمَه منهما، وقد يُعَمُّ بلفظ العُقُوقِ جميع الرَّحِمِ، فالفعل

كالفعل والمصدر كالمصدر. ورجل عُقَقٌ وعُقُق وعَقُّ: عاقٌّ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي للزَّفَيان:

أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّاًّ فَظّا

بمن أُعادي، مِلْطَساً مِلَظّا،

أَكُظُّهُ حتى يموتَ كَظّا،

ثُمَّتَ أُعْلِي رأْسَه المِلْوَظَّا،

صاعقةً من لَهَبٍ تَلَظَّى

والجمع عَقَقَة مثل كَفَرةٍ، وقيل: أَراد بالعقّ المُرَّ من الماء

العُقَاقِ، وهو القُعَاع، المِلْوَظّ: سوطٌ أَو عصا يُلْزِمُها رأْسَه؛ كذا

حكاه ابن الأَعرابي، والصحيح المِلْوَظُ، وإِنما شدد ضرورة. والمَعَقَّةُ:

العُقُوق؛ قال النابغة:

أَحْلامُ عادٍ وأَجْسادٌ مُطَهَّرَة

من المَعَقَّةِ والآفاتِ والأَثَمِ

وأَعَقَّ

فلانٌ إِذا جاءَ بالعُقوق. وفي المثل: أَعَقِّ من ضَبٍّ؛ قال ابن

الأَعرابي: إِنما يريد به الأُنثى، وعُقُوقُها أَنها تأْكل أَولادها؛ عن غير

ابن الأَعرابي؛ وقال ابن السكيت في قول الأَعشى:

فإِني، وما كَلَّفْتُموني بِجَهْلِكم،

ويَعْلم ربَي من أَعَقَّ وأَحْوَبا

قال: أَعَقَّ جاء بالعُقُوقِ، وأَحْوَبَ جاء بالحُوبِ. وفي الحديث: قال

أَبو سفيان بن حرب لحمزة سيد الشهداء، رضي الله عنه، يوم أُحد حين مرَّ

به وهو مقتول: ذُقْ عُقَقُ

أَي ذق جزاء فعلك يا عاقّ، وذق القتل كما قتلت مَن قتلتَ يوم بدر من

قومك،يعني كفار قريش، وعُقَق: معدول عن عاق للمبالغة كغُدَر من غادرٍ وفُسَق

من فاسقٍ. والعُقُق: البعداء من الأَعداء. والعُقُق أَيضاً: قاطعو

الأَرحام. ويقال: عاقَقْتُ فلاناً أُعَاقُّه عِقاقاً إِذا خالفته. قال ابن بري

عَقَّ والدَه يَعُقُّ عقوقاً ومَعَقَّةً؛ قال هنا: وعَقَاقِ مبنية على

الكسر مثل حَذَامِ ورَقَاشِ؛ قالت عمرة بنت دريد ترثيه:

لَعَمْرُك ما خشيتُ على دُرَيْد،

ببطن سُمَيْرةٍ، جَيْشَ العَنَاقِ

جَزَى عنّا الإِلهُ بني سُلَيْم،

وعَقَّتْهم بما فعلوا عَقَاقِ

وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن عُقُوقِ الأُمّهات، وهو

ضد البِرّ، وأَصله من العَقّ الشَّقّ والقطع، وإنما خص الأُمهات وإن كان

عُقوقُ الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً لأَن لِعُقوقِ الأُمهات مزيّة

في القبح. وفي حديث الكبائر: وعدَّ منها عقوقَ الوالدين. وفي الحديث:

مَثَلُكم ومَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العينِ في الرأْس تؤذي صاحبها ولا يستطيع

أن يَعُقَّها إِلا بالذي هو خير لها؛ هو مستعار من عُقُوقِ

الوالدين. وعَقَّ البرقُ وانْعَقَّ: انشق. والانْعِقاق: تشقق البرق،

والتَّبَوُّجُ: تَكَشُّفُ البرقِ، وعَقِيقَتُهُ: شعاعه؛ ومنه قيل للسيف

كالعَقِيقَة، وقيل: العَقِيقَةُ والعُقَقُ البرق إِذا رأَيته في وسط السحاب

كأَنه سيف مسلول. وعَقِيقةُ البرق: ما انْعَقَّ منه أَي تَسَرَّبَ

في السحاب، يقال منه: انْعَقَّ البرقُ، وبه سمي السيف؛ قال عنترة:

وسَيْفي كالعَقِيقةِ، فهو كِمْعِي

سِلاحِي، لا أَفَلَّ ولا فُطَارَا

وانْعَقَّ الغبار: انشق وسطع؛ قال رؤبة:

إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا

وانْعَقَّ الثوبُ: انشق؛ عن ثعلب.

والعَقِيقةُ: الشعر الذي يولد به الطفل لأَنه يشق الجلد؛ قال امرؤ

القيس:يا هندُ، لا تَنْكِحي بُوهَةً

عليه عَقِىقَتُه، أَحْسَبَا

وكذلك الوَبَرُ لِذي الوَبَرِ. والعِقَّة: كالعَقِيقةِ، وقيل: العِقَّةُ

في الناس والحمر خاصة ولم تسمع في غيرهما كما قال أَبو عبيدة؛ قال رؤبة:

طَيَّرَ عنها النَّسْرُ حْولِيَّ العِقَق

ويقال للشعر الذي يخرج على رأْس المولود في بطن أُمه عَقِيقةٌ لأَنها

تُحْلق، وجعل الزمخشري الشعرَ أصلاً والشاةَ المذبوحة مشتقة منه. وفي

الحديث: إِن انفرقت عَقِيقَتُه فَرَقَ أَي شعره، سمي عَقيقةً تشبيهاً بشعر

المولود. وأَعَقَّت الحامل: نبتت عَقيقَةُ ولدها في بطنها. وأَعَقَّت الفرس

والأَتان، فهي مُعِقّ وعَقُوق: وذلك إِذا نبتت العَقيقةُ في بطنها على

الولد الذي حملته؛ وأَنشد لرؤبة:

قد عَتَق الأَجْدعُ بعد رِقِّ،

بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُعِقِّ

وأَنشد أَيضاً في لغة من يقول أَعَقَّتْ فهي عَقُوق وجمعها عُقُق:

سِراًّ وقد أَوَّنَّ تَأْوِينَ العُقُقْ

(* قوله «سراً إلخ» صدره كما في الصحاح:

وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق

أَوَّنَّ: شربن حتى انتفخت بطونهن فصار كل حمار منهن كالأَتان العَقُوق،

وهي التي تكامل حملها وقرب ولادها، ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّلْنَ

يريد بذلك الــجماعة من الحمير، ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّل، يريد الواحد

منها.

والعَقاقُ، بالفتح: الحَمْل، وكذلك العَقَقُ؛ قال عديّ بن زيد:

وتَرَكْن العَيْر يَدْمَى نَحْرُه،

ونَحُوصاً سَمْحجاً فيها عَقَقْ

وقال أَبو عمرو: أَظهرت الأَتانُ عَقاقاً، بفتح العين، إِذا تبين حملها،

ويقال للجنين عَقاق؛ وقال:

جَوانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبا

ء، لم يَتَّرِ كْنَ لبطن عَقَاقا

أَي جَنِيناً؛ هكذا قال الشافعي: العَقاق، بهذا المعنى في آخر كتاب

الصرف، وأَما الأَصمعي فإِنه يقول: العقاق مصدر العَقُوقِ، وكان أَبو عمرو

يقول: عَقَّتْ فهي عَقُوق. وأَعَقّعتْ فهي مُعِقّ، واللغة الفصيحة

أَعَقَّتْ فهي عَقُوق.

وعَقَّ عن ابنه يَعِقُّ ويَعُقُّ: حلق عَقِيقَتهُ أَو ذبح عنه شاة، وفي

التهذيب: يوم أُسبوعه، فقيَّده بالسابع، واسم تلك الشاة العَقيقة. وفي

الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: في العَقِيقَةِ عن الغلام

شاتان مثلان، وعن الجارية شاة؛ وفيه: إِنه عَقَّ عن الحسن والحسين،

رضوان الله عليهما، وروي عنه أَنه قال: مع الغلام عَقِيقَتُه فأَهَر يقُوا

عنه دماً وأَميطوا عنه الأَذى. وفي الحديث: الغلام مُرْتَهِنٌ بعَقِيقته؛

قيل: معناه أَن أَباه يُحْرَم شفاعةَ ولده إِذا لم يعُقَّ عنه، وأَصل

العَقِيقةِ الشعر الذي يكون على رأْس الصبي حين يولد، وإِنما سميت تلك الشاةُ

التي تذبح في تلك الحال عَقِيقةً لأَنه يُحْلق عنه ذلك الشعر عند الذبح،

ولهذا قال في الحديث: أَميطوا عنه الأَذى، يعني بالأَذى ذلك الشعر الذي

يحلق عن، وهذا من الأَشياء التي ربما سميت باسم غيرها إِذا كانت معها أَو

من سببها، فسميت الشاة عَقِيقَةٍ لَعَقِيقَةِ الشعر. وفي الحديث: أَنه

سئل عن العَقِيقةِ فقال: لا أُحب العُقُوق، ليس فيه توهين لأَمر

العَقِيقَةِ ولا إِسقاط لها، وإِنما كره الاسم وأَحب أَن تسمى بأَحسن منه كالنسيكة

والذبيحة، جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح. والعَقِيقَةُ: صوف

الجَذَع، والجَنيبَة: صوف الثَّنِيِّ؛ قال أَبو عبيد: وكذلك كل مولود من

البهائم فإِن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عَقِيقَة وعَقِيقٌ وعِقَّةٌ،

بالكسر؛ وأَنشد لابن الرِّقاع يصف العير:

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأَنْسَلَها،

واجْتابَ أُخْرَى جديداً بعدما ابْتَقَلا

مُوَلَّع بسوادٍ في أَسافِلِهِ،

منه احْتَذَى، وبِلَوْنٍ مِثلِهِ اكتحلا

فجعل العَقِيقةَ الشعر لا الشاة، يقول: لما تَرَبَّع وأَكل بُقول الربيع

أَنْسَلَ

الشعر المولود معه وأَنبت الآخر، فاجتابه أَي اكتساه، قال أَبو منصور:

ويقال لذلك الشعر عَقِيقٌ، بغير هاء؛ ومنه قول الشماخ:

أَطارَ عَقِيقَةُ عنه نُسَالاً،

وأُدْمِجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بدِيعِ

أَراد شعره الذي يولد عليه أَنه أَنْسَله عنه. قال: والعَقُّ في الأَصل

الشق والقطع، وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أُمه وهي عليه

عَقِيقةً، لأَِِنها إِن كانت على رأْس الإِنسي حلقت فقطعت، وإِن كانت على

البهيمة فإِنها تُنْسِلُها، وقيل للذبيحة عَقِيقةٌ لأَنَّها تُذبَح فيُشقّ

حلقومُها ومَريثُها وودَجاها قطعاً كما سميت ذبيحة بالذبح، وهو الشق. ويقال

للصبي إِذا نشأَ مع حيّ حتى شَبَّ وقوي فيهم: عُقَّتْ تميمتُه في بني

فلان، والأصل في ذلك أَن الصبي ما دام طفلاً تعلق أُمه عليه التمائم، وهي

الخرز، تُعَوِّذه من العين، فإِذا كَبِرَ قُطعت عنه؛ ومنه قول الشاعر:

بلادٌ بها عَقَّ الشّعبابُ تَمِيمَتي،

وأَوّعلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدي تُرابُها

وقال أَبو عبيدة: عَقِيقةُ الصبيّ عُرْلَتُه إِذا خُتِن. والعَقُوق من

البهائم: الحامل، وقيل: هي من الحافر خاصةً والجمع عُقُقٌ وعِقاق، وقد

أَعَقَّتْ، وهي مُعِقّ وعَقُوق، فمُعِقّ على القياس وعَقوق على غير القياس،

ولا يقال مُعِقّ إِلا في لغة رديئة، وهو من النوادِر. وفرس عَقُوق إِذا

انْعَقّ بطنُها واتسع للولد؛ وكل انشقاق هو انْعِقاقٌ؛ وكلُّ شق وخرق في

الرمل وغيره فهو عَقّ، ومنه قيل للبَرْقِ إِذا انشق عَقِيقةٌ. وقال أَبو

حاتم في الأَضداد: زعم بعض شيوخنا أَن الفرس الحامل يقال لها عَقوق ويقال

أَيضاً للحائل عَقوق؛ وفي الحديث: أَتاه رجل معه فرس عَقوق أَي حائل،

قال: وأَظن هذا على التفاؤل كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شاء الله.

وفي الحديث: من أَطْرَقَ مسلماً فعَقَّتْ

له فرسُه كان كأَجر كذا؛ عَقَّتْ أَي حَمَلت. والإِعْقاقُ بعد

الإِقْصاصِ، فالإِقْصاص في الخيل والحمر أَوَّل ثم الإِعْقاقُ بعد ذلك.

والعَقِيقةُ: المَزادة. والعَقِيقةُ: النهر. والعَقِيقةُ:العِصابةُ

ساعةَ تشق من الثوب. والعَقِيقةُ: نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تؤكل.

ونَوى العَقوقِ: نَوىً هَشّ لَيِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله العجوز أَو

تَلوكه تُعْلَفُه الناقة العَقوق إلْطافاً لها، فلذلك أُضيف إِليها، وهو

من كلام أَهل البصرة ولا تعرفه الأَعراب في باديتها. وفي المثل: أَعَزُّ

من الأَبْلِق العَقوقِ؛ يضرب لما لا يكون، وذلك أَن الأَبْلق من صفات

الذكور، والعَقُوق الحامل، والذور لا يكون حاملاً، وإِذا طلب الإِنسان فوق

ما يستحق قالوا: طَلَب الأَبْلَق العَقوق، فكأَنه طلب أَمراً لا يكون

أَبداً؛ ويقال: إِن رجلاً سأَل معاوية أَن يزوجّه أمَّه هنداً فقال: أَمْرُها

إِليها وقد قَعَدَتْ عن الولد وأَبَتْ أَن تتزوج، فقال: فولني مكان كذا،

فقال معاوية متمثلاً:

طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقوقَ، فلمَّا

لم يَنَلْهُ أَراد بَيْضَ الأَنُوقِ

والأَنوق: طائر يبيض في قُنَنِ

الجبال فبيضه في حِرْزٍ إِلا أَنه مما لا يُطْمَع فيه، فمعناه أَنه طَلب

ما لا يكون، فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إِليه، وهو مع ذلك

بعيد. ومن أَمثال العرب السائرة في الرجل يسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدر

عليه: كَلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقوق، ومثله: كَلَّفْتَني بَيْضَ

الأَنوق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فلو قَبِلوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ

بأَلْفٍ أُؤَدِّيه من المالِ أَقْرَعا

يقول: لو أَتيتهم بالأَبْلَق العَقوقِ

ما قبلوني، وقال ثعلب: لو قبلوني بالأَبيض العَقوق لأَتيتهم بأَلف،

وقيل: العَقوق موضع، وأَنشد ابن السكيت هذا البيت الذي أَنشده ابن الأَعرابي

وقال: يريد أَلف بعير. والعَقِيقةُ: سهم الاعتذار؛ قالت الأَعراب: إِن

أَصل هذا أَن يُقْتَلَ رجلٌ من القبيلة فيُطالَب القاتلُ بدمه، فتجتمع

جماعة من الرؤساء إِلى أَولياء القَتِيل ويَعْرضون عليهم الدِّيةَ ويسأَلون

العفو عن الدم، فإِن كان وَلِيّهُ

قويّاً حَمِياًّ أَبي أَخذ الدية، وإِن كان ضعيفاً شاوَرَ أَهل قبيلته

فيقول للطالبين: إِن بيننا وبين خالقنا علامة للأَمر والنهي، فيقول لهم

الآخرون:ما علامتكم؟ فيقولون: نأْخذ سهماً فنركبه على قَوْس ثم نرمي به

نحْوَ السماء، فإِن رجع إلينا ملطخاً بالدم فقد نُهِينا عن أَخذ الدية، ولم

يرضوا إِلا بالقَوَدِ، وإِن رجع نِقياًّ كما صعد فقد أُمِرْنا بأَخذ

الدية، وصالحوا، قال: فما رجع هذا السهمُ

قطّ إِلا نَقِياًّ ولكن لهم بهذا غُذْرٌ عند جُهَّالهم؛ وقال شاعر من

أَهل القَتِيل وقيل من هُذَيْلٍ، وقال ابن بري: هو للأَشْعَر الجُعْفي وكان

غائباً من هذا الصلح:

عَقُّوا بِسَهْمٍ ثم قالوا: صالِحُوا

يا ليتَني في القَوْمِ، إِذ مَسَحوا اللِّحى

قال: وعلامة الصلح مسح اللِّحى؛ قال أَبو منصور: وأَنشد الشافعي للمتنخل

الهذلي:

عَقُّوا بسَهْم، ولم يَشْعُرْ بِه أَحَدٌ،

ثم اسْتَفاؤوا وقالوا: حَبَّذا الوَضَحُ

أَخبر أَنهم آثروا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم، والوَضَحُ

ههنا اللبن، ويروى: عَقَّوْا بسهم، بفتح القاف، وهو من باب المعتل.

وعَقَّ بالسهم: رَمى به نحو السماء.

وماء عُقّ مثل قُعٍّ وعُقاقٌ: شديد المرارة، الواحد والجمع فيه سواء.

وأَعَقَّتِ الأَرضُ الماء: أَمَرَّتْه؛ وقول الجعدي:

بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ، ما أَعَقَّهُ

ربُّكَ، والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ

معناه ما أَمَرَّه، وأَما ابن الأَعرابي فقال: أَراد ما أَقَعَّهُ من

الماء القُعِّ وهو المُرُّ أَو الملح فقلب، وأَراه لم يعرف ماءً عُقاًّ

لأَنه لو عرفه لحَمَلَ الفعلَ عليه ولم يحتج إِلى القلب. ويقال: ماءٌ قُعاعٌ

وعُقاق إِذا كان مراًّ غليظاً، وقد أَقَعَّهُ اللهُ وأَعَقَّه.

والعَقِيقُ: خرز أَحمر يتخذ منه الفُصوص، الواحدة عَقِيقةٌ؛ ورأَيت في

حاشية بعض نسخ التهذيب الموثوق بها: قال أَبو القاسم سئل إِبراهيم الحربي

عن الحديث لا تَخَتَّمُوا بالعَقِيقِ فقال: هذا تصحيف إِما هو لا

تُخَيِّمُوا بالعَقِيق أَي لا تقيموا به لأَنه كان خراباً والعُقَّةُ: التي يلعب

بها الصبيان.

وعَقْعَقَ الطائر بصوته: جاء وذهب. والعَقْعَقُ: طائر معروف من ذلك

وصوته العَقْعَقةُ. قال ابن بري: وروى ثعلب عن إِسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ

يقال له الشِّجَجَى. وفي حديث النخعي: يقتل المُحْرِمُ العَقْعَقَ؛ قال

ابن الأَثير: هو طائر معروف ذو لونين أَبيض وأَسود طويل الذَّنَب، قال:

وإِنما أَجاز قتله لأَنه نوع من الغربان.

وعَقَّهُ: بطن من النِّمِر بن قاسِطٍ؛ قال الأَخطل:

ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ،

من سُود عَقَّةَ أَو بني الجَوَّالِ

المُوقَّع: الذي أَثَّر القَتَبُ في ظهره، وبنو الجَوَّال: في بني

تَغْلِب. ويقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَى: قد عَقَّتْ عَقّاً، ومن

العرب من يقول: عَقَّتْ تَعْقِيةً، وأَصلها عَقَّقَتْ، فلما اجتمعت ثلاث

قافات قلبوا إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ

من الظن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ

شبه الدلو وهي تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالعُقاب تَدْلِفُ في

طَيَرانها نحوَ الصيد.

وعِقَّانُ النخيل والكُروم: ما يخرج من أُصولها، وإِذا لم تُقطع

العِقَّانُ فَسَدت الأُصول. وقد أَعَقَّتِ النخلة والكَرْمة: أَخرجت

عِقَّانها.وفي ترجمة قعع: القَعْقَعةُ والعَقْعَقَةُ حركة القرطاس والثوب

الجديد.

شهر

[شهر] الشَهْرُ: واحد الشُهورِ. وقد أَشْهَرْنا، أي أتى علينا شَهْرٌ. قال الشاعر: ما زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ السُفّارُ أَنْظُرُهُمْ * مثلَ انتظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ - ابن السكيت: أَشْهَرْنا في هذا المكان: أقمنا فيه شهراً. وقال ثعلب: أَشْهَرْنا: دخلنا في الشَهْرِ. والمُشاهَرَةُ من الشهْر، كالمُعاومَة من العام. والشُهْرَةُ: وضوح الأمر. تقول منه. شَهَرْتُ الأمر أَشْهَرُهُ شَهْراً وشُهْرَةً، فاشْتَهَرَ أي وضح. وكذلك شَهَّرْتُهُ تَشْهيراً. ولفلان فضيلةٌ اشْتَهَرَها الناسُ. وشَهَرَ سفيه يشهره شهرا، أي سله.
(شهر) - في الحديث: "صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه"
قال الخَطَّابي: العرب تُسَمِّى الهِلالَ الشَّهَر. يقول: رَأيتُ الشَّهَر،
: أي الهِلالَ. وأنشدَ ابنُ الأَعرابي: ابدأْنَ من نَجْدٍ على مَهَلٍ
والشَّهْرُ مِثلُ قُلامةِ الظُّفْرِ
: أي الهلال، والشّهرُ: من الاشْتِهارِ؛ لأنه يَظهَر فيه القَمَر، وسِرُّه: آخره،
: أي صوموا أَولَ الشهرِ وآخرَه.
- في الحديث: "من لَبِس ثوبَ شُهْرَةٍ أَلبسَه الله تَعالَى ثَوبَ مَذَلَّةٍ".
الشُّهْرَةُ: ظهور الشىَّءِ في شُنْعَةٍ حتى يَشْهَرَه الناسُ وَيشْتَهِر هو.
- في الحديث عن ابن الزُّبَيْر: "مَنْ شَهَر سَيفَه، ثم وَضَعه، فَدَمُه هَدَر".
قال السِّينَاني : وضَعَه بمعنى ضَرَب به.
ش هـ ر

شهر بكذا واشتهر به واشتهر، وشهره وشهره فهو مشهور وشهير ومشهر. قال:

كناصاة الأغر المشهر

واشتهروه بذلك وتشاهروه. ولبس المشهرة. ونهي عن الشهرتين. وشهر سيفه: انتضاه ورفعه على الناس. وطلع الشهر: الهلال. قال ذو الرمة:

فأصبح أجلي الطرف ما يستزيده ... يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل

وأشهر الصبي، وصبي مشهر: أتى عليه شهر كما قيل: أحول فهو محول. قال:

وما مشهر الأشبال رئبال غابة ... تنكبه غلب الليوث الخوادر

وسمع أعرابيّ: أترانا أشهرنا منذ لم نلتق. وهو يركب الشهرية والشهاري. والبرذون الشهري: بين الرمكة والفرس العتيق، والرمكة: البرذونة، والحجر: العربية.

ومن المجاز: اشتهرت فلاناً: استخففت به وفضحته، وجعلته شهرة. قال الأخطل:

فلأجعلن بني كليب شهرة ... بعوارم ذهبت مع القفال

بقواف.
شهر
الشَّهْرُ: أصْلُه من الشَّهْرِ، والمُشَاهَرَةُ: المُعَامَلَةُ شَهْراً بشَهْرٍ. والمُشْهِرُ: الذي أتى عليه شَهْرٌ. وأشْهَرَتِ المَرْأةُ: دَخَلَتْ في شَهْرِ وِلادِها. وأشْهَرْنا: أقَمْنا شَهْراً.
والشُّهْرَةُ: ظُهُورُ الأمْرِ في شُنْعَةٍ حتى يَشْتَهِرَه الناسُ ويَشْهُرُوْنَه، فهو مَشْهُورٌ ومُشْتَهِرٌ وشَهِيْرٌ. وشَهَرَ فلانٌ سَيْفَه: انْتَضاه.
وامْرَأةٌ شَهِيْرَةٌ - وأتَانٌ - كذلك -: وهي العَرِيْضَةُ الضَّخْمَةُ. واشْتَهَرْتُ بفلانٍ: اسْتَخْفَفْتَ به. والشَّهْرِيَّةُ: البَرَاذِيْنُ، والشَّهَارِيُّ جَمْعُها.
شهر
الشَّهْرُ: مدّة مَشْهُورَةٌ بإهلال الهلال، أو باعتبار جزء من اثني عشر جزءا من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النّقطة. قال تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة/ 185] ، فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة/ 185] ، الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ
[البقرة/ 197] ، إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً
[التوبة/ 36] ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ [التوبة/ 2] ، والْمُشَاهَرَةُ:
المعاملة بالشّهور كالمسانهة والمياومة، وأَشْهَرْتُ بالمكان: أقمت به شهرا، وشُهِرَ فلان واشْتُهِرَ يقال في الخير والشّرّ.
ش هـ ر : (الشَّهْرُ) وَاحِدُ (الشُّهُورِ) وَ (أَشْهَرْنَا) أَيْ أَتَى عَلَيْنَا شَهْرٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَشْهَرْنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ أَقَمْنَا فِيهِ شَهْرًا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَشْهَرْنَا دَخَلْنَا فِي الشَّهْرِ. وَ (الْمُشَاهَرَةُ) مِنَ الشَّهْرِ كَالْمُعَاوَمَةِ مِنَ الْعَامِ. وَ (الشُّهْرَةُ) وُضُوحُ الْأَمْرِ، تَقُولُ: (شَهَرْتُ) الْأَمْرَ مِنْ بَابِ قَطَعَ وَ (شُهْرَةً) أَيْضًا (فَاشْتَهَرَ) وَ (اشْتَهَرْتُهُ) أَيْضًا (فَاشْتَهَرَ) وَ (شَهَّرْتُهُ) أَيْضًا (تَشْهِيرًا) . وَلِفُلَانٍ فَضِيلَةٌ (اشْتَهَرَهَا) النَّاسُ. وَ (شَهَرَ) سَيْفَهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ سَلَّهُ. 
(ش هـ ر) : (شَهَرَهُ) بِكَذَا وَشَهَّرَ بِهِ وَهُوَ مَشْهُورٌ وَمُشَهَّرٌ وَأَشْهَرَهُ بِمَعْنَى شَهَرَهُ غَيْرُ ثَبْتٍ (وقَوْله تَعَالَى) {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] أَيْ وَقْتُ الْحَجِّ أَشْهُرٌ مَعْرُوفَاتٌ عِنْدَ النَّاسِ وَهِيَ شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَعَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ تِسْعُ ذِي الْحِجَّةِ وَلَيْلَةُ يَوْمِ النَّحْرِ وَعِنْدَ مَالِكٍ ذُو الْحِجَّةِ كُلُّهُ وَأَصْلُ الشَّهْرِ الْهِلَالُ يُقَالُ رَأَيْتُ الشَّهْرَ أَيْ هِلَالَهُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ
فَأَصْبَحَ أَحْلَى الطَّرْفِ مَا يَسْتَزِيدُهُ ... يَرَى الشَّهْرَ قَبْلَ النَّاسِ وَهُوَ نَحِيلٌ
وَسُمِّيَ ذَلِكَ لِمَا لَهُ مِنْ الشُّهْرَةِ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ الِاشْتِهَارِ (وَمِنْهَا) نُهِيَ عَنْ الشُّهْرَتَيْنِ وَهُمَا الْفَاخِرُ مِنْ اللِّبَاسِ الْمُرْتَفِعُ فِي غَايَةٍ وَالرَّذْلُ الدَّنِيءُ فِي غَايَةٍ (وَالشِّهْرِيَّةُ) الْبَرَاذِينُ شهرز وَالْجَمْعُ الشِّهَارِيُّ (وَالشِّهْرِيزُ) نَوْعٌ مِنْ التَّمْرِ جَيِّدٌ وَالسِّينُ غَيْرُ الْمُعْجَمِ أَعْرَفُ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ.
ش هـ ر : الشَّهْرُ قِيلَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ عَرَبِيٌّ مَأْخُوذٌ مِنْ الشُّهْرَةِ وَهِيَ الِانْتِشَارُ وَقِيلَ الشَّهْرُ الْهِلَالُ سُمِّيَ بِهِ لِشُهْرَتِهِ وَوُضُوحِهِ ثُمَّ سُمِّيَتْ الْأَيَّامُ بِهِ وَجَمْعُهُ شُهُورٌ وَأَشْهُرٌ وقَوْله تَعَالَى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] التَّقْدِيرُ وَقْتُ الْحَجِّ أَوْ زَمَانُ الْحَجِّ ثُمَّ سُمِّيَ بَعْضُ ذِي الْحِجَّةُ شَهْرًا مَجَازًا تَسْمِيَةً لِلْبَعْضِ بِاسْمِ الْكُلِّ وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ كَثِيرًا فِي الْأَيَّامِ فَتَقُولُ مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمَانِ وَالِانْقِطَاعُ
يَوْمٌ وَبَعْضُ يَوْمٍ وَزُرْتُكَ الْعَامَ وَزُرْتُكَ الشَّهْرَ وَالْمُرَادُ وَقْتٌ مِنْ ذَلِكَ قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَهُوَ مِنْ أَفَانِينِ الْكَلَامِ وَهَذَا كَمَا يُطْلَقُ الْكُلُّ وَيُرَادُ بِهِ الْبَعْضُ مَجَازًا نَحْوَ قَامَ الْقَوْمُ وَالْمُرَادُ بَعْضُهُمْ.

وَأَشْهَرَ الشَّيْءُ إشْهَارًا أَتَى عَلَيْهِ شَهْرٌ كَمَا يُقَالُ أَحَالَ إذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَأَشْهَرَتْ الْمَرْأَةُ دَخَلَتْ فِي شَهْرِ وِلَادَتِهَا وَشَهَرَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ شَهْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ سَلَّهُ وَشَهَرْتُ زَيْدًا بِكَذَا وَشَهَّرْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَأَمَّا أَشْهَرْتُهُ بِالْأَلِفِ بِمَعْنَى شَهَّرْتُهُ فَغَيْرُ مَنْقُولٍ وَشَهَرْتُهُ بَيْنَ النَّاسِ أَبْرَزْتُهُ وَشَهَرْتُ الْحَدِيثَ شَهْرًا وَشُهْرَةً أَفْشَيْتُهُ فَاشْتَهَرَ. 
[شهر] نه: فيه: صوموا "الشهر" وسره، الشهر الهلال لشهرته وظهوره أي صوموا أول الشهر وأخره، وقيل: سره وسطه. ومنه: "الشهر" تسع وعشرون، أي أن فائدة ارتقاب الهلال ليلة تسع وعشرين ليعرف نقص الشهر قبله، وإن أريد به الشهر نفسه يكون اللام للعهد. ن: أي هذا الشهر كذلك أو قد يكون كذلك، وقد يتواتر في شهرين وثلاثة وأربعة لا أكثر. ك: أي الشهر المعهود المحلوف عليه. نه: أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: "شهر" الله المحرم، أضيف إليه تفخيمًا له. وفيه: "شهرًا" عيد لا ينقصان، أي شهر رمضان وذو الحجة، أي إن نقص عددهما في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تخرج أمته إذا صاموا تسعة وعشرين، أو وقع حجهم خطأ عن التاسع أو العاشر لم يكن عليهم قضاء ولم يقع في نسكهم نقص وهو أشبه ما ذكر فيه - ويتم في ن. غ: فإذا انسلخ "الأشهر" الحرم كانت عشرًا من ذي الحجة إلى عشر من ربيع الأخر لأن البراءة وقعت في يوم عرفة. نه: من لبس ثوب "شهرة" ألبسه الله تعالى ثوب مذلة، الشهرة ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس. ط: أراد ما يحل لبسه، أو ما يقصد به التفاخر والتكبر أو ما يتخذه المساخر ليجعل ضحكة أو ما يرا أي به كناية بالثوب عن العمل، والثاني أظهر لترتب إلباس ثوب مذله عليه. ج: هو الذي إذا لبسه أحد افتضح به واشتهر، والمراد ما لا يحل وليس من لباس الرجل. ش: نهى عن "الشهرتين" وهما الفاخر من اللباس المرتفع في غاية والرذل الدنئ في غاية. نه: ومنه ح عائشة رضي الله عنها: خرج أبي "شاهرًا" راكبًا راحلته، أي يوم الردة أي مبرزًا له من غمده. وح: من "شهر" سيفه ثم وضعه فدمه هدر، أي من أخرجه من غمده، ووضعه أي ضرب به. وفيه: وما تتلو السفاسرة "الشهور"؛ أي العلماء، جمع شهر. غ: و"الشهرة" الفضيحة.
(ش هـ ر)

الشُّهْرَة: ظُهُور الشَّيْء فِي شنعة، شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً، وشَهَّرَه، واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ، قَالَ: أُحِبُّ هُبوطَ الوَادِيَينِ وإنَّني ... لمُشْتَهَرٌ بالْوَادِيَيْنِ غَرِيبُ

ويروى لَمُشْتَهِرٌ، بِالْكَسْرِ.

وَرجل شَهِيرٌ، ومَشهور: مَعْرُوف الْمَكَان مَذْكُور، قَالَ ثَعْلَب، وَمِنْه قَول عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ: " إِذا قدمتم علينا شَهَرْنا أحْسَنَكم اسْما، فَإِذا رأيناكم شَهَرْنا أحسنكم وَجها، فَإِذا بلوناكم كَانَ الِاخْتِيَار ".

والشَّهْرُ: الْقَمَر، سمي بذلك لشُهْرَته وظهوره، وَقيل: هُوَ إِذا ظهر وقارب الْكَمَال.

والشَّهْرُ: الْعدَد الْمَعْرُوف من الْأَيَّام، سمي بذلك لِأَنَّهُ يُشْهَر بالقمر، وَفِيه عَلامَة ابْتِدَائه وانتهائه، وَالْجمع أشْهُرٌ وشُهُورٌ.

وشاهَرَ الْأَجِير مَشاهَرَةً وشِهاراً: اسْتَأْجرهُ للشَّهْر، عَن اللحياني.

والمُشاهَرَة: الْمُعَامَلَة شَهْراً بشَهْرٍ.

وأشهَرَ الْقَوْم: أَتَى عَلَيْهِم شَهْرٌ.

وأشْهَرَت الْمَرْأَة: دخلت فِي شَهْرِ ولادها.

وشَهَرَ فلَان سَيْفه، وشَهَّرَه: انتضاه فرفعه على النَّاس، قَالَ:

يَا لَيْتَ شِعْرِي عنكمُ حَنِيفا ... أشاهِرُونَ بَعْدَنا السُّيُوفا

وَقَالَ آخر:

وَقد لاحَ للسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَى ... عَلى أُخْرَياتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ

أَي صبح مَشهورٌ.

والأَشاهِرُ: بَيَاض النرجس.

وَامْرَأَة شَهيرَةٌ، وأتان شَهيرة: عريضة وَاسِعَة.

والشَّهْرِيَّة: ضرب من البراذين، وَهُوَ بَين البرذون والمقرف من الْخَيل. وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

لَها سَلَف يَعودُ بكُلّ رِيعٍ ... حَمَى الحَوْزَاتِ واشْتَهَرَ الإفالا

فسره فَقَالَ: واشتهَر الإفالا: مَعْنَاهُ جَاءَ بهَا تشبهه، وَيَعْنِي بالسلف الْفَحْل. والإفال: صغَار الْإِبِل.

وَقد سموا شَهْراً وشَهِيراً ومَشْهوراً.

وشَهْرانُ: أَبُو قَبيلَة من خثعم.

وشُهارٌ: مَوضِع، قَالَ أَبُو صَخْر:

ويوْمَ شُهارٍ قد ذَكرْتُكِ ذِكْرَةً ... عَلى دُبُرٍ مُجْلٍ من العَيشِ نافِدِ
شهـر
شهَرَ1 يَشهَر، شَهْرًا، فهو شاهِر، والمفعول مَشْهور
• شهَر السّيفَ: سلَّه من غمده ورفَعه.
• شهَر العقدَ: وثَّقه في إدارة التوثيق (الشهر العقاريّ). 

شهَرَ2 يَشهَر، شَهْرًا وشُهْرةً، فهو شاهِر، والمفعول مَشْهور
• شهَر الخبرَ ونحوَه: أفشاه، أعلنه، أذاعه "شهَر زواجَه- شهَر الحربَ على أعدائه".
• شهَر فلانًا ببلاغته: ذكره وعرَّفه بها، جعله معروفا بها. 

أشهرَ يُشهِر، إشْهارًا، فهو مُشهِر، والمفعول مُشهَر (للمتعدِّي)
• أشهر الصَّبيُّ: أتى عليه شَهْر.
• أشهرتِ الحاملُ: دخلت في شهرِ ولادتِها.
• أشهر السَّيفَ: رفَعه، سلّه من غِمْده.
• أشهر الحربَ: شهَرها؛ أعلنها "أشهَر التاجرُ إفلاسَه- أشهَر زواجَه". 

اشتهرَ/ اشتهرَ بـ/ اشتهرَ في يشتهر، اشتهارًا، فهو مُشتَهِر، والمفعول مُشتَهَر به
• اشتهر الأمرُ: انتشر وذاع خبرُه "اشتهر الخبرُ- اشتهرتِ الأغنيةُ".
• اشتهرتِ المدينةُ بصناعة الزُّجاج/ اشتهرتِ المدينةُ في صناعة الزُّجاج: عُرِفت وتَميَّزت به "اشتهر بأعمال حميدة: لفَت الأنظارَ بما حقّقه منها- اشتهر بشجاعته". 

اشْتُهِرَ بـ يُشتهَر، اشتهارًا، والمفعول مُشْتَهَر به
• اشتُهِر بكذا: عُرِف به "اشتُهِر ببلاغته". 

تشاهرَ بـ يتشاهر، تشاهُرًا، فهو مُتشاهِر، والمفعول مُتشاهَر به
• تشاهر بكذا: تصنَّع الشُّهرةَ. 

شاهرَ يشاهر، شِهارًا ومُشاهرةً، فهو مُشاهِر، والمفعول مُشاهَر
• شاهره صاحبُ العمل: عامله بالشّهر، استأجره لمدّة شهر "شاهَر أجيرًا". 

شهَّرَ بـ يشهِّر، تشهيرًا، فهو مُشهِّر، والمفعول مُشهَّر به
• شهَّر بفلانٍ: فضحه، عابه، وأذاع عنه السّوءَ "تهديد بالتشهير: ابتزاز عن طريق التهديد بالفضح أمام الناس- حملةُ تشهير". 

إشهار [مفرد]:
1 - مصدر أشهرَ.
2 - (قن) إعلان عن وضع قانونيّ أو فعليّ "إشهار الحكم الصادر عن القضاء- إشهار إفلاس التاجر". 

شَهْر [مفرد]: ج أشهر (لغير المصدر) وشهور (لغير المصدر):
1 - مصدر شهَرَ1 وشهَرَ2.
2 - جزء من اثني عشر جزءًا من السَّنة الشمسيّة والقمريّة ويقدّر في السنة القمريّة بدورة القمر حول الأرض "الشهر الماضي/ الجاري- {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} - {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} " ° أشهر الحِلّ: هي ما سوى الأشهرُ الحُرُم- الأشهر الحُرُم: الأشهر التي كانوا يُحرِّمون القتال فيها وهي أربعة، ثلاثة منها متوالية وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو رجب- الشُّهور العربيَّة: المحرم، صفر .. إلخ- الشُّهور الميلاديَّة (الشَّمسيّة): يناير، فبراير .. إلخ- رأس الشَّهر: أوّل يوم منه- شهرا الرَّبيع: الربيعان: ربيع الأوّل وربيع الآخر- شهرا العيد: رمضان وذو الحجّة- شهر العسل: الشَّهر الأوَّل بعد الزَّواج- شهر الله الأصمّ: رجب- شهر الله المبارك: رمضان.
• مصلحة الشَّهر العقاريّ: (قن) إدارة حكوميَّة قائمة على توثيق العقود ونحوها وإعلانها. 

شُهْرة [مفرد]: ج شُهُرات (لغير المصدر) وشُهْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر شهَرَ2.
2 - كون اسم أو شخص أو شيء معروفًا لدى النَّاس معرفة واسعة، صيت وسُمعة "طبَّقت شهرتُه الآفاقَ- له شُهْرة واسعة بين النَّاس" ° شهرة الإنسان: اسمُ عائلته. 

شَهْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَهْر: ما يحدث أو يتكرَّر كلَّ شهْر "اشتراك شهريّ" ° شهريًّا: كلّ شَهْر- نِصْف شَهْرِيّّ: دوريّ يصدر مرّتين في الشهر أو كلّ أسبوعين. 

شهريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَهْر: "مهيَّة شهريَّة: تُصرف كلَّ شهر- مجلَّة شهريَّة: تصدر كلّ شهر" ° الدَّورة الشَّهريَّة: دم الحيض ينزلُ على المرأة مرّة كلّ شهر.
2 - مصدر صناعيّ من شَهْر: مرتَّب ونحوه يُؤقّت بشهر "أعطى العمالَ شهريَّتَهم". 

شَهير [مفرد]: مشهور، لامع، نابه الذكر "طبيب/ فنان/ أديب شهير". 

مشهورات [جمع]: مف مشهورة: قضايا أو آراء اتّفق الناسُ أجمعهم أو أغلبهم على التصديق بها، مثل: العدل جميل، والكذب قبيح. 

شهر: الشُّهْرَةُ: ظهور الشيء في شُنْعَة حتى يَشْهَره الناس. وفي

الحديث: من لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَة أَلبسه الله ثوبَ مَذَلَّة. الجوهري:

الشُّهْرَة وُضُوح الأَمر، وقد شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ

وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قال:

أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ، وإِنَّنِي

لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ

ويروى لَمُشْتَهِر، بكسر الهاء. ابن الأَعرابي: والشُّهْرَةُ الفضيحة؛

أَنشد الباهلي:

أَفِينا تَسُومُ الشَّاهِرِيَّةَ بَعْدَما

بَدا لك من شَهْرِ المُلَيْساء، كوكب؟

شهر المُلَيْساء: شَهْرٌ بين الصَّفَرِيِّة والشِّتاء، وهو وقت تنقطع

فيه المِيرَة؛ يقول: تَعْرِض علينا الشَّاهِرِيَّةَ في وقت ليس فيه مِيرة.

وتَسُومُ: تَعْرِض. والشَّاهِرِيَّة: ضَرْب من العِطْر، معروفة. ورجل

شَهِير ومشهور: معروف المكان مذكور؛ ورجل مَشْهور ومُشَهَّر؛ قال ثعلب: ومنه

قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إِذا قَدمْتُمْ علينا شَهَرْنا

أَحْسَنَكم اسماً، فإِذا رأَيناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْناكم

كان الاخْتِيارُ.

والشَّهْرُ: القَمَر، سمي بذلك لشُهرته وظُهوره، وقيل: إِذا ظهر وقارَب

الكمال. الليث: الشَّهْرُ والأَشْهُر عدد والشهور جماعة. ابن سيده:

والشهر العدد المعروف من الأَيام، سمي بذلك لأَنه يُشْهَر بالقمر وفيه علامة

ابتدائه وانتهائه؛ وقال الزجاج: سمي الشهر شهراً لشهرته وبيانه؛ وقال أَبو

العباس: إِنما سُمي شهراً لشهرته وذلك أَن الناس يَشْهَرُون دخوله

وخروجه. وفي الحديث: صوموا الشَّهْرَ وسِرَّه؛ قال ابن الأَثير: الشهر الهلال،

سُمِّي به لشهرته وظهوره، أَراد صوموا أَوّل الشهر وآخره، وقيل: سِرُّه

وسَطه؛ ومنه الحديث: الشهر تسع وعشرون، وفي رواية: إِنما الشهْر، أَي أَن

فائدة ارْتِقاب الهلال ليلة تسع وعشرين لِيُعَرف نقص الشهر قبله، وإِن

أُريد به الشهرُ نفسُه فتكون اللام فيه للعهد. وفي الحديث: سُئِل أَيُّ

الصوم أَفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: شهر الله المحرمُ؛ أَضافه إِلى الله

تعظيماً وتفخيماً، كقولهم: بيت الله وآل الله لِقُرَيْشٍ. وفي الحديث:

شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصان؛ يريد شهر رمضان وذا الحجة أَي إِنْ نَقَصَ عددهما

في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صاموا تسعة

وعشرين، أَو وقع حَجُّهم خطأًً عن التاسع أَو العاشر لم يكن عليهم قضاء

ولم يقع في نُسُكهم نَقْص. قال ابن الأَثير: وقيل فيه غير ذلك، قال: وهذا

أَشبه، وقال غيره: سُمي شهراً باسم الهلال إِذا أَهَلَّ سمي شهراً. والعرب

تقول: رأَيت الشهر أَي رأَيت هلاله؛ وقال ذو الرُّمة:

يَرَى الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ وهو نَحِيلُ

ابن الأَعرابي: يُسَمَّى القمر شَهْراً لأَنه يُشْهَرُ به، والجمع

أَشْهُرٌ وشُهور.

وشاهَرَ الأَجيرَ مُشاهَرَةً وشِهاراً: استأْجره للشَّهْر؛ عن اللحياني.

والمُشاهَرَة: المعاملة شهراً بشهر. والمُشاهَرة من الشهر: كالمُعاوَمَة

من العام، وقال الله عز وجل: الحَجُّ أَشهرٌ معلومات؛ قال الزجاج: معناه

وقتُ الحجّ أَشهر معلومات. وقال الفراء: الأَشهر المعلومات من الحجّ

شوّال وذو القَعْدَة وعشر من ذي الحِجَّة، وإِنما جاز أَن يقال أَشهر وإِنما

هما شهران وعشرٌ من ثالث وذلك جائز في الأَوقات. قال الله تعالى:

واذكروا الله في أَيام معدودات فمن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ؛ وإِنما يتعجل في

يوم ونصف. وتقول العرب: له اليومَ يومان مُذْ لم أَرَهُ، وإِنما هو يوم

وبعض آخر؛ قال: وليس هذا بجائز في غير المواقيت لأَن العرَب قد تفعَل

الفِعْل في أَقلَّ من الساعة ثم يوقعونه على اليوم ويقولون: زُرْته العامَ،

وإِنما زاره في يوم منه.

وأَشْهَرَ القومُ: أَتى عليهم شهرٌ، وأَشهرتِ المرأَة: دخلتْ في شهرِ

وِلادِها، والعرب تقول: أَشْهَرْنا مُذْ لم نلتق أَي أَتى علينا شهر: قال

الشاعر:

ما زِلتُ، مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم،

مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ

وأَشْهَرْنَا مذ نزلنا على هذا الماء أَي أَتى علينا شهر.

وأَشهرنا في هذا المكان: أَقمنا فيه شهراً. وأَشْهَرْنا: دخلنا في

الشهر.وقوله عز وجل: فإِذا انسلخ الأَشهُرُ الحُرُم؛ يقال: الأَربعةُ أَشهر

كانت عشرين من ذي الحجة والمحرمَ وصفرَ وشهرَ ربيع الأَول وعشراً من ربيع

الآخر، لأَن البراءة وقعت في يوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداءَ الأَجَل،

ويقال لأَيام الخريف في آخر الصيف: الصَّفَرِيَّةُ؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح

سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم:

فَإِنِّي والضَّوابِحَ كلَّ يوم،

وما تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ

الشُّهور: العلماء، الواحد شَهْر. ويقال: لفلان فضيلة اشْتَهَرها

الناسُ.وشَهَر فلان سيفَه يَشْهَرُهُ شَهْراً أَي سَلَّه؛ وشَهَّرَهُ: انْتَضاه

فرفعه على الناس؛ قال:

يا ليتَ شِعْرِي عنكُم حَنِيفا،

أَشاهِرُونَ بَعْدنا السُّيُوفا

وفي حديث عائشة: خرج شاهِراً سيفه راكباً راحِلَته؛ يعني يوم الرِّدَّة،

أَي مُبْرِزاً له من غمده. وفي حديث ابن الزبير: من شَهَر سيفه ثم وضعه

فَدَمُه هَدَرٌ، أَي من أَخرجه من غمده للقتال، وأَراد بوضَعَه ضرب به؛

وقول ذي الرمة:

وقد لاحَ لِلسَّارِي الذي كَمَّلَ السُّرَى،

على أُخْرَياتِ الليل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ

أَي صبح مشهور. وفي الحديث: ليس مِنّا من شَهَر علينا السلاح.

وامرأَة شَهِيرة: وهي العَرِيضة الضخمة، وأَتانٌ شَهِيرة مثلُها.

والأَشاهِرُ: بَياض النَّرْجِس. وامرأَة شَهِيرة وأَتان شَهِيرة: عريضة

واسعة.والشِّهْرِيَّة: ضرْب من البَراذِين، وهو بين البِرذَون والمُقْرِف من

الخيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

لها سَلَفٌ يَعُود بكلِّ رِيعٍ،

حَمَى الحَوْزات واشْتَهَر الإِفَالا

فسَّره فقال: واشتهر الإِفالا معناه جاء تشبهه، ويعني بالسَّلَفِ الفحل.

والإِفالُ: صغار الإِبل. وقد سَمَّوْا شَهْراً وشُهَيْراً ومَشْهُوراً.

وشَهْرانُ: أَبو قبيلة من خَثْعَم. وشُهارٌ: مَوضع؛ قال أَبو صخر:

ويومَ شُهارٍ قد ذَكَرْتُك ذِكْرَةً

على دُبُرٍ مُجْلٍ، من العَيْشِ، نافِدِ

شهر

1 شَهَرَهُ, (S, A, K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. شَهْرٌ and شُهْرَةٌ; (S;) and ↓ شهّرهُ, (S, A, O, K,) inf. n. تَشْهِيرٌ; (S;) and ↓ اشتهرهُ; (S, K;) He made it apparent, conspicuous, manifest, notorious, notable, commonly known, or public: (S, O, MF:) or [it generally means] he made it apparent, &c., as bad, evil, abominable, foul, or unseemly; he exposed it as such; or rendered it notorious in a bad sense, or infamous. (A, K.) You say, شَهَرْتُ الحَدِيثَ, inf. n. as above, I divulged the story, or discourse. (Msb.) And ↓ لِفُلَانٍ فَضِيلَةٌ اشْتَهَرَهَا النَّاسُ [Such a one has an excellent quality which the people have made commonly known]. (S.) And شَهَرْتُهُ بَيْنَ النَّاسِ I rendered him conspicuous [or notorious or celebrated or renowned] among the people. (Msb.) And شَهَرْتُ زَيْدًا بِكَذَا and ↓ شهّرته [I rendered Zeyd conspicuous, notorious, celebrated, or renowned, for such a thing]; (Mgh, * Msb;) [but] the latter has an intensive signification: ↓ أَشْهَرْتُهُ, with ا, in the sense of شَهَرْتُهُ, has not been transmitted: (Msb:) or is not of established authority. (Mgh.) One says also, شُهِرَ بِكَذَا, and ↓ اِشْتَهَرَ, [generally, but not always, in a bad sense, meaning] He was rendered, or became, notorious, or infamous, for such a thing: (A:) the latter verb being intrans. as well as trans. (TA.) And [hence one says,] ↓ اِشْتَهَرْتُ فُلَانًا meaning (tropical:) I held such a one in light, or little, estimation, or in contempt, and exposed his vices, faults, or evil qualities or actions. (A.) b2: And شَهَرَ سَيْفَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. شَهْرٌ, (S, Msb,) He drew his sword (S, Msb, TA) from its scabbard: (TA:) or he drew his sword and raised it over the people; (A, K;) as also ↓ شهّرهُ. (K.) 2 شَهَّرَ see above, in three places. [In modern Arabic, شهّر often signifies He paraded an offender as a public example; and it occurs in this sense in the S and TA in art. بلس, &c.: the offender, in this case, is generally mounted upon an ass or a camel, and often with his face towards the animal's tail.]3 شاهرهُ, (K,) inf. n. مُشَاهَرَةٌ (S, K) and شِهَارٌ, (K,) He hired him, or took him as a hired man or hireling, for [or by] the month: (Lh, K:) or he made an engagement, or a contract, with him for work or the like, by the month, or month by month: (TA:) المُشَاهَرَةُ from الشَّهْرُ is like المُعَاوَمَةُ from العَامُ. (S, TA.) 4 أَشْهَرَ see 1.

A2: أَشْهَرْنَا, (S, Msb, * K,) inf. n. إِشْهَارٌ, (Msb,) A month passed (lit. came) over us. (S, Msb, * K.) And اشهر الصَّبِىُّ [The child became a month old; or] a month passed (lit. came) over the child: similar to أَحْوَلَ, (A,) or to أَحَالَ. (Msb.) And اشهرت الدَّارُ The house became altered, or changed, and months passed over it. (TA in art. حول.) b2: Also We remained, stayed, dwelt, or abode, a month in a place. (ISk, S.) b3: And We entered upon the month, i. e., the lunar month. (Th, S.) b4: And اشهرت She (a woman) entered upon the month of her bringing forth. (Msb, K.) 8 اشتهر It was, or became, apparent, conspicuous, manifest, notorious, notable, commonly known, or public: (S:) or [it generally means] it was, or became, apparent, &c., as bad, evil, abominable, foul, or unseemly; it was, or became, exposed as such, or rendered notorious in a bad sense or infamous. (A, K.) It (a story, or discourse,) became divulged, or public. (Msb.) اشتهر بِكَذَا: see 1.

A2: As a trans. verb: see 1 in three places.

شَهْرٌ The new moon, when it appears: (IF, A, Mgh, O, Msb, K:) so called because of its conspicuousness. (Mgh, Msb.) This is the original signification. (Mgh.) [See the last sentence of this paragraph.] You say, رَأَيْتُ الشَّهْرَ, meaning I saw the new moon of the month. (Mgh.) Hence it is said in a trad., صُومُوا الشَّهْرَ, meaning Fast ye the first day of the lunar month. (Lh, TA.) And hence the trad., إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ, meaning The utility of watching for the new moon is on the nine and twentieth night. (L, TA.) [Or the meaning is, that the lunar month is a period of nine and twenty nights.] b2: Also The moon: or the moon when conspicuous, and near to being full. (K.) b3: And [A lunar month;] a certain well-known number of days: so called because made manifest by the moon: (ISd, K:) an arabicized word; or, as some say, Arabic; (Msb;) and so called because of its being manifest: (Msb, TA:) pl. [of pauc.] أَشْهُرٌ (Msb, K) and [of mult.] شُهُورٌ. (S, Msb, K.) The following are the modern names of the months: 1. المُحَرَّمُ [to which the epithet الحَرَامُ is often added]: 2. صَفَرٌ [to which the epithet الخَيْرُ is often added]: 3. رَبِيعٌ الأَوَّلُ 4. رَبِيعٌ الآخِرُ [or الثَّانِى] 5. جُمَادَى الأُولَى 6. جُمَادَى الآخِرَةُ [or الثَّانِيَةُ] 7. رَجَبٌ [to which is often added the epithet الأَصَمُّ, and that of الفَرْدُ] 8. شَعْبَانُ [to which we often find the epithet المُعَظَّمُ added, and sometimes that of الشَّرِيفُ] 9. رَمَضَانُ [to which the epithet المُبَارَكُ is appropriated]: 10. شَوَّالٌ [to which the epithet المُكَرَّمُ is frequently added]: 11. ذُو القَعْدَةِ: and 12. ذُو الحِجَّةِ: [see the second of the two tables in p. 1254:] and the following are the names by which they were called by the tribe of 'Ád, agreeably with the foregoing numeration: 1. مُؤْتَمِرٌ: 2. نَاجِرٌ: 3. خَوَّانٌ: 4. بُصَّانٌ [q. v.]: 5. رُبَّى: 6. حَنِينٌ: 7. الأَصَمُّ: 8. عَاذِلٌ: 9. نَاتِقٌ: 10. وَعْلٌ: 11. وَرْنَةُ: and 12. بُرَكٌ [or بُرَكُ?]. (Ibn-El-Kelbee, in TA, voce مُؤْتَمِرٌ. [But authors differ respecting some of these names, as will be seen in other articles.]) أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ, said, in the Kur [ii. 193], to be the period of the pilgrimage, for by الحَجُّ, which immediately precedes, is meant وَقْتُ الحَجِّ, (Mgh, Msb,) or زَمَانُ الحَجِّ, (Msb,) applies to Showwál and Dhul-Kaadeh and ten days of Dhu-l-Hijjeh, (Mgh, Msb,) accord. to Aboo-Haneefeh (Mgh) and most of the learned, part of Dhu-l-Hijjeh being called a month tropically, as is often done by the Arabs in similar cases, relating to time; for ex. when they say, مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمَانِ, the period of separation having been a day and a part of a day: (Msb:) or [and] nine days of Dhu-l-Hijjeh with the night preceding the day of the sacrifice, accord. to Esh-Sháfi'ee: (Mgh:) or [and] all Dhu-l-Hijjeh, accord. to Málik: (Mgh, Msb:) [in these two explanations the two months next preceding being meant to be included:] or Showwál and Dhu-l- Kaadeh and Dhu-l-Hijjeh and Moharram, accord. to Aboo-'Amr Esh-Shaabee. (Msb.) b4: Also (assumed tropical:) A learned man: (O, K:) [because of his celebrity:] pl. شُهُورٌ. (O, TA.) b5: [And accord. to the K, it signifies also The like of a nail-paring: but this is app. a mistake, perhaps originating from a mutilated transcript of what here follows:] a poet says, describing camels, أَبْدَأْنَ مِنْ نَجْدٍ عَلَى ثِقَةٍ وَالشَّهْرُ مِثْلُ قُلَامَةِ الظُّفْرِ [They went forth from Nejd in a state of confidence, the new moon being like the nail-paring]. (O.) شُهْرَةٌ a subst. from الاِشْتِهَارُ, (Mgh,) signifying The appearance, conspicuousness, manifestness, notoriousness, notableness, or publicity, of a thing: (S, O, Msb:) or [generally] its appearance, &c., as bad, evil, abominable, foul, or unseemly; its notoriousness in a bad sense, or infamousness. (A, K.) b2: Any evil thing that exposes its author to disgrace; any disgraceful, or shameful, thing; a vice, or fault, or the like. (IAar, O, TA.) b3: A dress of the most excellent or superb kind; and one of the vilest or meanest kind: both of which are forbidden. (Mgh.) b4: [It is also used in the sense of مَشْهُورٌ.] One says, جَعَلَهُ شُهْرَةً (tropical:) [He rendered him notorious, either in a bad or in a good sense]. (A.) And صَارَ شُهْرَةً, (K in art. دول,) i. e. مَشْهُورًا (assumed tropical:) [He became notorious, &c.]; said of a man. (TK in that art.) بِرْذَوْنٌ شِهْرِىٌّ A برذون [or hackney] between the رَمَكَة [or mare of mean breed] and the horse of generous breed: one says, لَمْ يَرْكَبِ الشِّهْرِيَّةَ and الشَّهَارِىَ [He did not ride hackneys of the sort above mentioned]: (A:) or شِهْرِيَّةٌ signifies بَرَاذِين [or hackneys]; and its pl. is شَهَارٍ: (Mgh:) or a sort of بَرَاذِين [or hackneys]; (Lth, O, K;) a horse of which the dam is Arabian but not the sire. (Lth, O.) شَهِيرٌ: see مَشْهُورٌ. b2: شَهِيرَةٌ A woman, and a she-ass, broad (O, K) and bulky. (O.) أَشْهَرُ More, and most, apparent, conspicuous, manifest, notorious, &c.; better, and best, known. b2: Hence, الأَشْهَرَانِ The drum and the banner. (Gol., from Meyd.)]

أَشَاهِرُ [in the CK اَشاهِيرُ] The whiteness of the narcissus. (K, TA.) مُشْهِرٌ A child a month old. (O, TA.) مُشَهَّرٌ: see the following paragraph.

مَشْهُورٌ Of known place or station; (K;) well known; well spoken of; celebrated; held in repute; reputable; notable; eminent; (O, K, TA;) applied to a man; (O, TA;) as also ↓ شَهِيرٌ, (O, K, TA,) and [in an intensive sense] ↓ مُشَهَّرٌ. (TA.) [And Anything apparent, conspicuous, manifest, notorious, notable, commonly known, or public: lit. rendered apparent &c. Applied to a word or phrase or meaning, Commonly known or obtaining or received; well known; or held in repute. Hence عَلَى المَشْهُورِ According to common, or well-known, usage; or according to common repute.]
شهر
: (الشُّهْرَةُ، بالضَّمّ: ظُهُورُ الشَّيْء فِي شُنُعَةٍ) ، حَتَّى يَشْهَرَه النّاسُ، هاكذا فِي الْمُحكم والأَساس فَقَوْل شَيخنَا: القَيْدُ بالشُّنْعَةِ غيرُ معروفٍ وَلَا يُعْرَفُ لغيرِ المصَنّف، محَلُّ تأَمُّلٍ، نَعمْ ذَكرَه الجَوْهَرِيّ من غير قَيْدٍ، فَقَالَ: الشُّهْرَةُ: وُضُوحُ الأَمْرِ.
(وَقد شَهَرَه، كمَنَعَه) ، يَشْهَرُه شَهْراً.
(وشَهَّرَهُ) تَشْهِيراً فاشْتَهَرَ، وشَهَّرَه تَشْهِيراً.
(واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ) أَي، يُسْتَعْمَلُ لازِماً ومُتَعَدِّياً، وَهُوَ صَحِيحٌ قَالَ:
أُحِبُّ هُبُوطَ الوَادِيَيْنِ وإِنَّنِي
لمُشْتَهَرٌ بالوَادِيَيْنِ غَرِيبُ
ويروى لمُشْتَهِرٌ بِكَسْر الهاءِ. (والشَّهِيرُ والمَشْهُورُ: المَعْرُوف المكانِ المَذْكُورُ) ، يُقَال: رجلٌ شَهِيرٌ ومَشْهُورٌ ومُشَهَّرٌ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَمِنْه قولُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله عَنهُ: إِذا قَدِمْتُمْ عَلَيْنَا شَهَرْنا أَحْسَنَكُم اسْماً، فإِذا رَأَيْنَاكُم شَهَرْنا أَحْسَنَكُم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْنَاكُم كَانَ الاخْتِيَارُ.
(و) الشَّهِيرُ: (النَّبِيهُ) ، ذكرَه الصاغانيّ.
(والشَّهْرُ: العَالِمُ) ، جَمْعُه شُهُورٌ، قَالَ أَبو طالِبٍ يَمْدَحُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فإِنِّي والضَّوَابِحَ كلَّ يَوْمٍ
وَمَا يَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهُورُ
قَالَ الصاغانيّ: هاكذا أَنشده الأَزهريّ لأَبِي طالِبٍ، وَلم أَجدْه فِي شعرِه.
(و) الشَّهْرُ: (مِثْلُ قُلامَةِ الظُّفْرِ) .
(و) فِي الحَدِيث: (صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه) ، قَالَ ابنُ الأَثير: الشَّهْرُ: (الهِلالُ) ، سُمِّيَ بِهِ لشُهْرَتِه وظُهوره، أَرادَ: صُومُوا أَوّلَ الشَّهْرِ وآخِرَه، وَقيل: سِرُّه: وَسَطُه، وَمِنْه الحَدِيث: (إِنّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ) أَي إِنّ فائِدَةَ ارتِقَابِ الهِلالِ لَيْلَةَ تِسْعٍ وَعشْرين: ليُعْرَفَ نَقْصُ الشَّهْرِ قَبْلَه.
(و) الشَّهْرُ: (القَمَرُ) ، سُمِّيَ بِهِ لشُهْرَتِه وظُهُورِه، (أَو هُوَ إِذا ظَهَرَ) ووَضَحَ (وقارَبَ الكَمَالَ. و) قَالَ ابنُ سِيدَه: الشَّهْرُ: (العَدَدُ المَعْرُوفُ مِنَ الأَيّامِ) ، سُمِّيَ بذالك (لأَنَّهُ يُشْهَرُ بالقَمَرِ) ، وَفِيه عَلامَةُ ابتدائِه وانتهائه.
وَقَالَ الزَّجّاج: سُمِّيَ الشّهْرُ شَهْراً لشُهْرَتِهِ وبَيانِه. وَقَالَ أَبو العَبّاس: إِنّمَا سُمِّيَ شَهْراً لشُهْرَتِه، والك أَن النّاسَ يَشْهَرُونَ دُخُولَه وخُرُوجَه.
(ج: أَشْهُرٌ وشُهُورٌ) ، وَقَالَ اللَّيْث: الشَّهْرُ والأَشْهُرُ عَدَدٌ، والشُّهُورُ: جماعةٌ.
وَقيل: سُمِّيَ شَهْراً باسمِ الهِلالِ إِذَا أَهَلَّ، والعَرَبُ تَقول: رَأَيْتُ الشَّهْرَ، أَي رأَيْتُ هِلالَه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
يَرَى الشَّهْرَ قبلَ النّاسِ وهْوَ نَحِيلُ وَقَالَ الله عَزّ وجَلّ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} (الْبَقَرَة: 197) ، قَالَ الفَرّاءُ: هِيَ شَوّال وذُو القَعْدَةِ، وعَشْرٌ من ذِي الحِجَّةِ، وإِنما جَاز أَن يُقَال: أَشْهُرٌ، وإِنَّمَا هُمَا شَهْرَانِ وعَشْرٌ من ثالثٍ، وذالك جائِزٌ فِي الأَوْقَاتِ، وتقولُ العَرَبُ: لَهُ اليَوْمَ يَوْمَانِ مُذْ لمْ أَرَهُ، إِنما هُوَ يَوْمٌ وبعضُ آخَرَ، قَالَ: وَلَيْسَ هاذا بجائز فِي غيرِ المَوَاقِيتِ؛ لأَنّ العربَ قد تَفْعلُ الفِعْلَ فِي أَقلَّ من الساعَةِ ثمَّ يُوقِعُونَه على اليومِ، ويقولُون: زُرْته العامَ وإِنما زار فِي يومٍ مِنْهُ.
(وشَاهَرَهُ مُشَاهَرَةً وشِهَاراً) ، ككِتابٍ: (اسْتَأْجَرَهُ للشَّهْرِ) ، عَن اللِّحْيَانِيّ.
والمُشَاهَرَةُ: المُعَامَلَةُ شَهْراً بشَهْرٍ، كالمَعَاوَمَةِ من العامِ.
(وأَشْهَرُوا: أَتَى عَلَيْهِم شَهْرٌ) ، تَقول الْعَرَب: أَشْهَرْنا مُذْ لَم نَلْتَقِ، أَي أَتَى علينا شَهْرٌ، قَالَ الشَّاعِر:
مَا زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ السُّفّارُ أَنْظُرُهُمْ
مِثْلَ انْتِظارِ المُضَحِّي رَاعِيَ الغَنَمِ
وأَشْهَرْنَا مُذ نَزَلْنَا على هاذا الماءِ، أَي أَتَى علينا شَهْرٌ.
وأَشْهَرْنا فِي هاذا المكانِ: أَقَمْنا فِيهِ شَهْراً.
وأَشْهَرْنَا دَخَلْنَا فِي الشَّهْرِ.
(و) أَشْهَرَت (المَرْأَةُ: دَخَلَتْ فِي شَهْرِ وِلادِهَا) .
(وشَهَرَ) زيدٌ (سَيْفَه، كمَنَعَ) ، يَشْهَرُه شَهْراً، أَي سَلَّه.
(وشَهَّرَهُ) تَشْهِيراً: (انْتَضَاهُ فرَفَعَه عَلَى النّاسِ) ، قالَ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا
أَشَاهِرُونَ بَعْدَنا السُّيُوفَا
وَفِي حَدِيث عائِشَة: (خَرَجَ شاهِراً سَيْفَه، راكِباً راحِلَتَه) ، تَعْنِي يَوْم الرِّدَّةِ، أَي مُبْرِزاً لَهُ من غِمْدِه. وَفِي حَدِيث ابنِ الزُّبَيْرِ: مَنْ شَهَرَ سَيْفَه ثمّ وَضعَه فدَمُهُ هَدَرٌ، أَي من أَخْرَجه من غِمْدِه للقِتَالِ، وأَرادَ بوَضَعَه: ضَرَبَ بِه، وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ مِنّا من شَهَرَ علينا السِّلاحَ) .
(والأَشَاهِرُ: بَياضُ النَّرْجِسِ) .
(و) يُقَال: (أَتَانٌ) شَهيرَةٌ، (وامْرَأَةٌ شَهِيرَةٌ) ، أَي (عَرِيضَةٌ) ضَخْمَةٌ، وَقيل: عَرِيضَةٌ (واسِعَةٌ) .
(و) يُقَال: هُوَ لَمْ يَرْكَب (الشِّهْرِيَّة، بالكَسْرِ: ضَرْبٌ من البَرَاذِينِ) ، وَهُوَ بَيْنَ البِرْذَوْنِ والمُقْرِفِ من الخَيْلِ.
وَفِي الأَساس: بيْنَ الرَّمَكَةِ والفَرَسِ العَتِيق، والجَمْعُ الشَّهَارِي.
(وشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ) الأَشْعَرِيّ: (مُحَدِّثٌ مَتْرُوكٌ) ، رَوَى عَن بِلاَلٍ المُؤَذِّن، وتَميمٍ الدّارِيّ، وجابِرٍ وجَرِيرٍ وجُنْدَبٍ وسَلْمَانَ وأَبي ذَرَ وأَبي هُرَيْرَةَ وعائِشَةَ رَضِي الله عَنْهُم، وَعنهُ زُبَيْرٌ اليامِيّ وخالدٌ الحَذّاءُ وعاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، وغَيْلاَنُ بنُ جَرِيرٍ، ومَطَرٌ الوَرّاقُ وغيرُهم، كَذَا فِي حاشِيَةِ الإِكْمَال، قَالَ ابْن عَدِيَ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ، ووَثَّقَه ابْن مُعِين، كَذَا فِي دِيوان الذَّهَبِيّ.
قَالَ شيخُنَا: هُوَ المُرادُ من قَوْلهم: خَرِيطَةُ شَهْرٍ، مأْخوذُ من قَوْلِ القَائلَ يُخاطِبُه:
لقد بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ
فمَنْ يَأْمَنُ القُرّاءَ بعدَكَ يَا شَهْرُ
قلت: القائِلُ هُوَ القُطامِيّ الكَلْبِيّ، وَيُقَال: سِنَانُ بنُ مُكَبّل النُّمَيْرِيّ، وَكَانَ شَهْرٌ قد وَلِيَ على خَزائِنِ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ، وَبعده:
أَخَذْتَ بهَا شَيْئاً طَفِيفاً وبِعْتَه
مِن ابنِ جَرِيرٍ إِنَّ هَذَا هُوَ الغَدْرُ
كَذَا فِي تَارِيخ أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ.
(وشَهْرَانُ بنُ عِفْرِس) بنِ خَلَفِ بنِ أَفْتَلَ، (أَبُو قَبِيلَةٍ من خَثْعَمَ) ، وأَفْتَلُ هُوَ خَثْعَمُ، مِنْهُم مالكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سِنَانٍ الشَّهْرَانِيّ، كَانَ أَميرَ الجُيُوشِ فِي زمنِ مُعَاوِيَةَ، وكُسِرَ على قَبْرِه أَربعون لِواءً.
(والمَشْهُورُ) : اسمُ (فَرَس ثَعْلَبَة بنِ شِهَابٍ الجَدَلِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(ويَوْمُ شَهْوَرَة) ، بِفَتْح الشين وَسُكُون الهاءِ، (مِنْ أَعْظَمِ أَيامِ بَنِي كِنَانَةَ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(والمُشَهَّرَةُ: فَرَسُ مُهَلْهِلِ بنِ ربِيعَةَ) ، وَفِي التكملة: هِيَ المُشَهَّر، بِغَيْر هاءٍ.
(وذُو المُشَهَّرَةِ: أَبو دُجَانَةَ سِمَاكُ بنُ أَوْس) بنِ خَرَشَةَ الخَزْرَجِيّ السَّعْدِيّ، (صَحَابِيّ، كانَتْ لَهُ مُشَهَّرَةٌ، إِذا خَرَجَ بهَا يَخْتَالُ بينَ الصَّفَّيْنِ لم يُبْقِ ولمْ يَذَرْ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشُّهْرَةُ: الفَضِيحَةُ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ.
ولَبِسَ المُشَهَّرَةَ.
ونُهِيَ عَن الشُّهْرَتَيْن.
وصَبِي مُشْهِرٌ، كأَحْوَلَ فَهُوَ مُحْوِلٌ.
وَمن المَجاز: أَشْهَرْت فلَانا: استَخْفَفْت بِهِ وفَضَحْته وجَعَلْتُه شُهْرَة.
وشُهَارٌ، كغُرابٍ: مَوضِع. قَالَ أَبو صَخْر:
ويَوْمَ شُهَارٍ قد ذَكَرْتُكِ ذِكْرَةً
علَى دُبُرٍ مُجْلٍ مِنَ العَيْشِ نافِدِ
وشُهَارَةُ، بالضمّ: حِصْن عَظيمٌ باليَمَن، ويُقَال لَهُ: شُهَارَةُ الفَيْشِ، وَهُوَ من مَعاقِل الأَهْنُوم، قَالَ الشّاعِر:
وَفِي شُهَارَةَ أَيّامٌ تَعَقَّبَها
قَتْلُ القَرَامِطَةِ الأَشْرارِ فِي أُقُرِ
ووَبْرُ بنُ مُشَهَّرٍ، كمُحَمَّدٍ: صحابيّ، وضبطَه الذّهبيّ كمُكْرَم، وحكَى ابنُ الجَوْزِيّ كمُحْسِنٍ، بِالسِّين الْمُهْملَة.
وأُمُّ الأَسودِ ابنةُ عليّ بنِ مُشْهِر، لَهَا ذِكْر.
ومُشْهِرُ بنُ العَيّار العِجْلِيّ. وأَبو محمَّدٍ عبدُ اللَّهِ المَوْصِلِيّ، يُعْرَف بابنِ المُشْهِر، حَدَّثَا. وشيخُنَا العَلاّمة المُعَمَّر المحدِّث مَشْهُورُ بن المُسْتَرِيحِ الحُسَيْنِيّ الأَهْدَلِيّ، حدَّثَنا عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيَ المَرْحُومِيّ الضَّرِيرِ، نَزِيل مُخا، وَعَن الوَجِيه عبدِ الرحمانِ بنِ محمّد الذَّهَبِيّ الدِّمَشْقِيّ وَغَيرهمَا.
شهر: قال الجواليقي: ذكر بعض أهل اللغة أنه بالسريانية.

شهر


شَهَرَ(n. ac. شَهْر)
a. Made known, divulged, published about; made
conspicuous, famous, notorious.
b. Unsheathed, drew (sword).
شَهَّرَa. see I (a)
شَاْهَرَa. Engaged, made a contract with for a month.

أَشْهَرَa. Remained, spent a month in, at.
b. see I (a)
إِشْتَهَرَa. Was made known, published; was made, became conspicuous
& c.
b. see I (a)
شَهْر
(pl.
أَشْهُر شُهُوْر)
a. Month.
b. Moon; new moon.

شَهْرِيّa. Monthly.

شُهْرَةa. Publicity; celebrity, renown; notoriety.

شَهِيْرa. Well-known: celebrated, famous; notorious.

N. P.
شَهڤرَ
(pl.
مَشَاْهِيْرُ)
a. Divulged, made public.
b. see 25
شهر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ: أَي الصَّوْم أفضل بعد شهر رَمَضَان فَقَالَ: شهر اللَّه الْمحرم. قَوْله: شهر اللَّه الْمحرم أرَاهُ [قد -] نسبه إِلَى اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] وَقد علمنَا أَن الشُّهُور كلهَا لله [تَعَالَى -] وَلكنه إِنَّمَا ينْسب إِلَيْهِ عز وَجل كل شَيْء يعظم ويشرف وَكَانَ سُفيان بْن عُيَيْنَة يَقُول: إِن قَول اللَّه تَعَالَى: {وَاعْلَمُوْا اَنَّمَا غَنِمْتُمْ مَّنْ شَيْءٍ فَاَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ} وَقَوله: {مَا أفاءَ اللهُ عَلى رَسُوْلِه مِنْ أَهْلِ الْقٌرَى فَلِلّهِ وَلِلرَّسُوْلِ} فنسب الْمغنم والفيء إِلَى نَفسه وَذَلِكَ أَنَّهُمَا أشرف الْكسْب إِنَّمَا هما بمجاهدة الْعَدو قَالَ: وَلم يذكر ذَلِك عِنْد الصَّدَقَة فِي قَوْله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِيْنِ} وَلم يقل: لِلهِ وَلِلْفُقَرَاءِ لِأَن الصَّدَقَة أوساخ النَّاس واكتسابها مَكْرُوه إِلَّا للْمُضْطَر إِلَيْهَا.

وحش

(وحش) : الوَحْشِيُّ: من أَسماءِ حِمار الوَحْشِ.
وحش
الوحش: خلاف الإنس، وتسمّى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه:
وُحُوش. قال تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير/ 5] ، والمكان الذي لا أنس فيه:
وَحْش، يقال: لقيته بوحش إصمت . أي:
ببلد قفر، وبات فلان وحشا: إذا لم يكن في جوفه طعام، وجمعه أوحاش، وأرض مُوحِشَة:
من الوحش، ويسمّى المنسوب إلى المكان الوَحِش وحشيّا، وعبّر بالوحشيّ عن الجانب الذي يضادّ الإنسيّ، والإنسيّ هو ما يقبل منهما على الإنسان، وعلى هذا وحشيّ القوس وإنسيّه.
و ح ش: (الْوَحْشُ) الْوُحُوشُ وَهِيَ حَيَوَانُ الْبَرِّ الْوَاحِدُ (وَحْشِيٌّ) يُقَالُ: حِمَارُ (وَحْشٍ) بِالْإِضَافَةِ وَحِمَارٌ (وَحْشِيٌّ) . وَأَرْضٌ (مَوْحُوشَةٌ) ذَاتُ (وُحُوشٍ) . (وَالْوَحْشَةُ) الْخَلْوَةُ وَالْهَمُّ وَقَدْ (أَوْحَشَهُ) اللَّهُ (فَاسْتَوْحَشَ) . (وَأَوْحَشَ) الْمَنْزِلُ أَقْفَرَ وَذَهَبَ عَنْهُ النَّاسُ. (وَوَحَّشَ) الرَّجُلُ (تَوْحِيشًا) إِذَا رَمَى بِثَوْبِهِ وَسِلَاحِهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلْحَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ» . 
و ح ش

أرض كثيرة الوحش والوحوش. وهذا حمار وحشٍ، وحمارٌ وحشيّ، ويقال إذا أقبل الليل: استأنس كلّ وحشيٍّ، واستوحش كلّ إنسيّ. وأرض موحوشة: ذات وحشٍ. واستوحشت منه، وأوحشني، وأوحش المكان وتوحّش، ومكان موحش ومتوحش ووحشٌ: خالٍ من الإنس. وتركوا الدّار وحشاً ووحشةً. وباتوا أوحاشاً: جوعاً. وأوحش الرّجل وتوحّش: جاع. وبات موحشاً ومتوحشاً ووحشاً. قال حميد:

وإن بات وحشاً ليلةً لم يضيق بها ... ذراعاً ولم يصبح لها وهو خاشع

وتوحّش للدّواء: تجوّع له. ووحّش المهزوم ثيابه وسلاحه تخفّفاً: رمى به بعيداً. ومال الرّجل لوحشيّه: لشقّه الأيسر.
وحش
الوَحْشُ: من دَوَابِّ البَرِّ ما لا يَسْتَأْنِسُ، والجَميعُ: الوُحُوْشُ، وحِمَارُ وَحْشٍ. والوُحْشَانُ: الوُحُوْشُ. والوَحِيْشُ: حَمَاعَةُ الوَحْشِ. وأَرْضٌ مَوْحُوْشَةٌ: ذاتُ وَحْشٍ. والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقّا كلِّ شَيْءٍ. والوَحْشِيُّ: ما خالَفَه، ووَحْشِيُّ القَوْسِ أيضاً. ويُقال للجائع الخالي البَطْنِ: قد تَوَحَّشَ. وأوْحَشَ أيضاً. والمُحْتَمي لِشُرْبِ الدَّواءِ كذلك. ورَجُلٌ مُوْحِشٌ بَيِّنُ الإِبْحَاشِ: جائعٌ. وباتَ فلانٌ وَحْشاً، وجَمْعُه: أوْحاشٌ.
والوَحْشَةُ: ضِدُّ الأنَسَةِ، دارٌ مُوْحِشَةٌ، وطَلَلٌ مُوْحِشٌ، ومَنْزِلٌ وَحْشٌ. وبينهما وَحْشَاءُ - على فَعْلاء -: أي وَحْشَةٌ. وأوْحَشْتُ الأرْضَ: وَجَدْتَها وَحِشَةً. ووَحَّشَ الرَّجُلُ بسَيْفِه وبثَوْبِه: إذا رَمى به بَعِيْداً، وفي الحديث: " فَوَحَشُوا بِرِماحِهم " رَمَوْا بها.

وحش


وَحَشَ
a. [ يَحِشُ] (n. ac.
وَحْش) [Bi], Threw away (weapons).
وَحُشَ(n. ac. وَحَاْشَة
وُحُوْشَة)
a. Was abject.
b. see IV (a)
وَحَّشَa. see Ib. Wasted, ravaged, depopulated.
c. [ coll. ], Brutalized.

أَوْحَشَa. Was devastated.
b. Found waste.
c. Saddened; vexed.
d. Was destitute, starving.

تَوَحَّشَa. see IV (a)b. Became brutalized; grew wild.

إِسْتَوْحَشَa. Was sad; moped.
b. [La], Missed, regretted.
c. see IV (a)d. [Min], Feared.
وَحْشa. Waste, wild, desolate; wilderness, solitude.
b. (pl.
وُحُوْش وُحْشَاْن), Wild beast, brute.
c. (pl.
أَوْحَاْش), Famished.
d. see N. Ac.
V
وَحْشَةa. Solitude, loneliness.
b. Sadness, grief, melancholy, despondency;
regret.
c. Fear, fright.
d. see 1 (a)
& N. Ac.
تَوَحَّشَ
وَحْشِيّa. Wild, savage, fierce, ferocious; brutish.
b. Barbarous, outlandish, rare (word).
c. see 1 (b)d. Outside, exterior; back; right side, left side.

وَحْشِيَّةa. see N. Ac.
Vb. Fierce wind, gale.

وَحِيْشa. see 1 (b)
وَحْشَاْنُ
(pl.
وَحَاْشَى)
a. Sad, sorrowful, melancholy, despondent.

N. Ag.
تَوَحَّشَa. see 1yi (a)
N. Ac.
تَوَحَّشَa. Wildness, savageness, brutishness, barbarity
barbarousness; ferocity, cruelty.

مَوْحُوْشَة
a. Inhabited by wild beasts (land).

مُسْتَوْحِشَة
a. Waste (land).
حِمَار وَحْشِيّ
a. Wild ass.
(وحش) - في حديث عبدِ الله - رضي الله عنه -: "أنه كان يَمْشى مَعَ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في الأرضِ وَحْشاً"
: أي وحْدَه لَيس معَه غيرُه. وَأصْلُ الوحْشَةِ: الفَرق من الخَلْوَة.
قال ابنُ الأعْرَاِبى: وَحّشَ بثَوبه؛ إذَا خافَ أن يُلحَقَ، فخفَّف عن دابّتِه.
- وسُئل سعيدُ بن المسيّب: "عن المرأة يَهْلِكُ زَوْجُها، وهي في وَحْشٍ مِن الأَرضِ"
: أي خَلَاءٍ، يُقال: لَقِيتُهُ بوَحْشِ إصْمِتَ: أي ببَلَدٍ قَفْرٍ.
- في حديث النَّجاشىِّ: "فنَفَخَ في إحْليلِ عُمَارَة فاسْتَوْحش"
وفي روَاية: "فطار مَعَ الوحْش"
: أي سُحِرَ به حَتَّى جُنَّ، فصارَ يَعْدُو مع الوَحْشِ في البَريَّةِ حتى ماتَ.
وقَدْ تَوحَّشَ وأَوْحشَ ووَحِشَ: جاعَ، فهو وحْشٌ ووَحِشٌ، وأنشد:
وَإن بَاتَ وَحْشاً ليلةً لم يضِقْ بهَا
ذِراعاً وَلم يُصْبِح لَها وهْوَ خاشِعُ  والوَحْشِىّ مِن الدّابّةِ: الجَانِبُ الذي لا يُرْكَب منه ولا يُحْلَب، وقد اختُلِف فيه. وَأوحَشْتُ الأَرْضَ: وجَدْتُها وَحْشَةً. وشىَء وحِشٌ: يُسْتَوحَش منه لقُبحِه.
[وحش] نه: فيه: بين الأوس والخزرج قتال فنادى صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" "فوحشوا" بأسلحتهم واعتنق بعضهم بعضا، أي رموها. ومنه: لقي الخوارج "فوحشوا" برماحهم واستلوا السيوف. ن: فوحشوا برماحهم، أي رموا بها عن بعد. تو: هو بتشديد حاء مفتوحة. نه: وح: كان له صلى الله عليه وسلم خاتم من ذهب "فوحش" به بين ظهراني أصحابه فوحش الناس بخواتيمهم. وح: أتاه سائل فأعطاه تمرة "فوحش" بها. وفيه: لقد بتنا "وحشين" ما لنا طعام، من رجل وحش - بالسكون - من قوم أوحاش - إذا كان جائعًا لا طعام له، وأوحش - إذا جاع، توحش الدواء - إذا احتمى له، وفي الترمذي: لقد بتنا ليلتنا هذه وحشي، كأنه أراد جماعة وحشي. وفيه: لا تحقرن شيئًا من المعروف ولو أن تؤنس "الوحشان"، أي المغتم، وقوم وحاشي، وهو فعلان من الوحشة: ضد الأنس، والوحشة: الخلوة والغم، وأوحش المكان - إذا صار وحشًا، توحش مثله، وأوحشت الرجل فاستوحش. وفيه: كان يمشي معه صلى الله عليه وسلم "وحشا"، أي وحده ليس معه غيره. وح فاطمة: كانت في مكان "وحش" فخيف على ناحيتها، أي خلاء لا ساكن به. وح المدينة: فيجدانه "وحشا". ن: أي ذات "وحوش" وقيل: معناه أن غنمها تصير وحوشًا بالانقلاب، أو بأن ينفر من أصواتها وتتوحش، وأنكر القاضي الثاني واختار أن ضمير يجدانها للمدينة لا للغنم. نه: وفي النجاشي: فنفخ في إحليل عمارة "فاستوحش"، أي سحر حتى جن فصار يعدو مع الوحش في البرية حتى مات؛ وروي: فطار مع الوحش.
[وحش] الوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ. وأرضٌ موحوشة: ذات وحوش، عن الفراء. والوحشي: الجانب الايمن من كل شئ. هذا. قول أبى زيد وأبى عمرو. وقال عنترة: وكأنما تنأى بجانب دفها ال‍ * وحشى من هزج العشى مؤوم * وإنما تنأى بالجانب الوحشى لان سوط الراكب في يده اليمنى. وقال الراعي: فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها * وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ * ويقال: ليس من شئ يفزع إلا مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن. وكان الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الايسر من كل شئ. ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها. وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها. وكذلك وَحْشِيُّ اليد والرجل وإنسيهما. والوحشة: الخلوة والهمُّ. وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفر. يقال " لقيته بوحش إصمت " أي أي ببلد قفر. وتوحشت الارض: صارت وَحْشَةً. وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً. وأنشد الاصمعي لعباس بن مرداس: لاسماء رسم أصبح اليوم دارسا * وأوحش منها رحرحان فراكسا * وأوْحَشَ المنزل أيضاً: صار كذلك وذهب عنه الناس. قال الشاعر: لمية موحشا طلل * يلوح كأنه خلل * وأوحش الرجل: جاعَ. وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخل جوفك له من الطعام. وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً. وبتنا أوْحاشاً. وقد أوْحَشْنا منذ ليلتان، أي نفد زادنا. وقال حميد يصف ذئبا وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * ذِراعاً ولم يصبح بها وهو خاشِعُ * ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ. وفي الحديث: " فوَحَّشوا برماحهم ". وقال الشاعر :

فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالابرق *
و ح ش : الْوَحْشُ مَا لَا يُسْتَأْنَسُ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِّ وَجَمْعُهُ وُحُوشٌ وَكُلُّ شَيْءٍ يَسْتَوْحِشُ عَنْ النَّاسِ فَهُوَ وَحْشٌ وَوَحْشِيٌّ كَأَنَّ الْيَاءَ لِلتَّوْكِيدِ كَمَا فِي قَوْلِهِ 
وَالدَّهْرُ بِالْإِنْسَانِ دَوَّارِيُّ
أَيْ كَثِيرُ الدَّوَرَانِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ الْوَحْشُ جَمْعُ وَحْشِيٍّ وَمِنْهُ.

الْوَحْشَةُ بَيْنَ النَّاسِ وَهِيَ الِانْقِطَاعُ وَبُعْدُ الْقُلُوبِ عَنْ الْمَوَدَّاتِ وَيُقَالُ إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَسَ كُلُّ وَحْشِيٍّ وَاسْتَوْحَشَ كُلُّ إنْسِيٍّ وَأَوْحَشَ الْمَكَانُ وَتَوَحَّشَ خَلَا مِنْ الْإِنْسِ وَحِمَارٌ وَحْشِيٌّ بِالْوَصْفِ وَبِالْإِضَافَةِ.

وَالْوَحْشِيُّ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ قَالَ الشَّاعِرُ
فَمَالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّهَا ... وَقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الْأَيْسَرُ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ أَئِمَّةُ الْعَرَبِيَّةِ الْوَحْشِيُّ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ غَيْرِ الْإِنْسَانِ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ هُوَ الَّذِي لَا يَرْكَبُ مِنْهُ الرَّاكِبُ وَلَا يَحْلُبُ مِنْهُ الْحَالِبُ وَالْإِنْسِيُّ الْجَانِبُ الْآخَرُ وَهُوَ الْأَيْسَرُ وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ الْوَحْشِيَّ هُوَ الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ الرَّاكِبُ وَيَحْلُبُ مِنْهُ الْحَالِبُ لِأَنَّ الدَّابَّةَ تَسْتَوْحِشُ عِنْدَهُ فَتَفِرُّ مِنْهُ إلَى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ عِنْدِي قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَيُقَالُ مَا مِنْ شَيْءٍ يَفْزَعُ إلَّا مَالَ إلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ لِأَنَّ الدَّابَّةَ إنَّمَا تُؤْتَى لِلرُّكُوبِ وَالْحَلْبِ مِنْ الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ فَتَخَافُ عِنْدَهُ فَتَفِرُّ مِنْ مَوْضِعِ الْمَخَافَةِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْسَرُ إلَى مَوْضِعِ الْأَمْنِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ فَلِهَذَا قِيلَ الْوَحْشِيُّ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ وَوَحْشِيُّ الْيَدِ وَالْقَدَمِ مَا لَمْ يُقْبِلْ عَلَى صَاحِبِهِ وَالْإِنْسِيُّ مَا أَقْبَلَ.

وَوَحْشِيُّ الْقَوْسِ ظَهْرُهَا وَإِنْسِيُّهَا مَا أَقْبَلَ عَلَيْكَ مِنْهَا. 
(وح ش)

الوحْشُ: كل شَيْء من دَوَاب الْبر مِمَّا لَا يسْتَأْنس. مؤنث، وَالْجمع وحُوشٌ لَا يكسر على غير ذَلِك، حمَار وحْشِيٌّ وثور وحشِيّ، كِلَاهُمَا مَنْسُوب إِلَى الوحْشِ.

وكل شَيْء لَا يسْتَأْنس بِالنَّاسِ وحْشِيٌّ.

وَأَرْض مَوْحوشَةٌ: كَثِيرَة الوحْشِ. واستَوحَشَ مِنْهُ، وَلم يأنس بِهِ فَكَانَ كالوحشِيّ. وَقَول أبي كَبِير:

وَلَقَد غَدوتُ وصاحبِي وحشِيَّةٌ ... تحتَ الرداءِ بصيرةٌ بالمُشْرفِ

قيل: عَنى بِوَحشِيَّةٍ ريحًا تدخل تَحت ثِيَابه، وَقَوله: بَصِيرَة بالمشرف، أَي من اشرف لَهَا أَصَابَته.

وَمَكَان وحْشٌ: خَال. وَأَرْض وَحْشةٌ.

وأوحَشَ الْمَكَان من أَهله وتَوحَّشَ، خلا. وأوحَشَ الْمَكَان، وجده وحْشاً خَالِيا.

ولقيته بِوَحْشٍ إصمت، أَي بقفر خَال لَا أحد بِهِ. وَحكى الَّلحيانيّ: تركته بوحْشِ إصمت، إصمتة، وَمَعْنَاهُ كمعنى الأول.

وَتركته بوحشِ الْمَتْن، عَنهُ أَيْضا، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، ثمَّ فسر الْمَتْن فَقَالَ: وَهُوَ الْمَتْن من الأَرْض. وَكله من الْخَلَاء. وبلاد حِشونَ: قفرة خَالِيَة.

وَبَات وَحْشاً ووَحِشاً: لم يَأْكُل شَيْئا فَخَلا جَوْفه. وَالْجمع أوحاشٌ.

والوحشُ والموحِشُ: الجائع من النَّاس وَغَيرهم لخلوه من الطَّعَام. وتوحَّش جَوْفه، خلا من الطَّعَام.

والتوَحُّشُ للدواء: الْخُلُو لَهُ.

ووَحْشِيُّ كل شَيْء: شقَّه الْأَيْسَر، وإنسيه شقَّه الْأَيْمن. وَقد قيل بِخِلَاف ذَلِك. وَقَالَ بَعضهم: إنسي الْقدَم مَا أقبل مِنْهَا على الْقدَم الْأُخْرَى، ووحشيُّها مَا خَالف إنسيها.

ووحشِيُّ الْقوس الأعجمية ظهرهَا، وإنسيها بَطنهَا الْمقبل عَلَيْك، وَقيل: وحشيُّها الْجَانِب الَّذِي لَا يَقع عَلَيْهِ السهْم، وإنسيها الْجَانِب الَّذِي يَقع عَلَيْهِ السهْم، لم يخص بذلك أَعْجَمِيَّة من غَيرهَا.

ووحشِيُّ كل دَابَّة: شقَّه الْأَيْمن، وإنسيه شقَّه الْأَيْسَر، وَقيل: الوحشيُّ من الدَّابَّة مَا يركب مِنْهُ الرَّاكِب ويحتلب مِنْهُ الحالب، وَإِنَّمَا قَالُوا: فجال على وحشيِّه، انصاع جَانِبه الوحشي، لِأَنَّهُ لَا يُؤْتى فِي الرّكُوب والحلب والمعالجة وكل شَيْء إِلَّا مِنْهُ، فَإِنَّمَا خَوفه مِنْهُ، والإنسي الْجَانِب الآخر. وَقيل: الوحشِيُّ الَّذِي لَا يقدر على أَخذ الدَّابَّة إِذا أفلتت مِنْهُ، وَإِنَّمَا تُؤْخَذ من الْإِنْسِي وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي تركب مِنْهُ الدَّابَّة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجَانِب الوَحِيشُ كالوحشِيّ، وَأنْشد:

بأقدامِنا عَن جارِنا أجنبيَّةٌ ... حَيَاء وللمُهدَي إِلَيْهِ طريقُ

لجارتِنا الشِّقُّ الوحيشُ وَلَا يَرَى ... لجارتِنا منَّا أخٌ وصدِيقُ

وتوحَّشَ الرجل: رمى بِثَوْبِهِ أَو بِمَا كَانَ. ووحش بِثَوْبِهِ وبسيفه وبرمحة، خَفِيف، رمى، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَالنَّاس يَقُولُونَ: وحَّش، مشدد. قَالَ مرّة: وحَشَ بثوبِه وبدِرعِه ووحَّشَ، مخفف ومثقل، خَافَ أَن يدْرك فَرمى بِهِ.

والوحْشيّ من التِّين: مَا نبت فِي الْجبَال وشواحط الأودية، وَيكون من كل لون: أسود وأحمر وأبيض، وَهُوَ أَصْغَر التِّين، وَإِذا أكل جنيا أحرق الْفَم، ويزبب، كل ذَلِك عَن أبي حنيفَة.

ووحشِيٌّ: اسْم رجل.

ووحشيَّةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ الوقاف أَو المرار الفقعسي:

إِذا تَركتْ وحشِيَّةُ النَّجْدَ لم يكُن ... لِعَينَيك مِمَّا تَشكوانِ طبيبُ 
وحش
وحِشَ لـ يوحَش، وَحْشَةً، فهو وَحِش، والمفعول مَوْحوش له
• وحِش للشَّخص/ وحِش للشَّيء: شعَر بوحشةٍ له "سافر فوَحِش لأهله". 

وُحِشَ يُوحَش، وَحْشةً، والمفعول موحوش
• وُحِشَ المكانُ: كثُرت فيه الحيوانات الوحشيَّة ° أَرْض موحوشة: أي ذات وحش أو كثيرة الوحش. 

أوحشَ يُوحش، إيحاشًا، فهو مُوحِش، والمفعول مُوحَش (للمتعدِّي)
• أوحش المكانُ: ذهب عنه النَّاس وكثُرَ وَحْشُه "أوحشت الدَّارُ بعد ارتحال أهلها عنها".
• أوحش المكانَ: وجده خاليًا.
• أوحش الشَّخصَ: جعله يحسُّ بالوحدة والوَحْشة "أوحشت أهلك وعشيرتك- أوحشني فراقُ الأصدقاء". 

استوحشَ/ استوحشَ لـ/ استوحشَ من يستوحش، استيحاشًا، فهو مُستوحِش، والمفعول مُستوحَش له
• استوحش الشَّخصُ: وجد الوحشة أو شعر بها، عكسه استأنس.
• استوحش المكانُ: ذهب النَّاسُ عنه فصار قفرًا.
• استوحش لفلان: أحسّ بالوحشة لفراقه "استوحش المسافرُ لأهله".
• استوحش من المكان: رَهبه وعافته نفْسُه، لم يأنس به "استوحش الطِّفلُ من الضيف الغريب". 

توحَّشَ يتوحَّش، توحُّشًا، فهو مُتوحِّش
• توحَّش الإنسيُّ: صار كالوحش طبعًا وتصرّفًا.
• توحَّش المكانُ: صار قفرًا خاليًا من النّاس "توحّشت دارُ طفولتنا في القرية". 

مُوحِش [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أوحشَ.
2 - قفرٌ لا أُنسَ فيه "صحراء مُوحِشة".
3 - مُخيف "زُقاقٌ مُوحِش". 

وَحْش [مفرد]: ج وحوش ووُحْشان: ما لا يُستأنسُ من دوابِّ البَرّ "وحوش ضارية- {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} " ° بات وَحْشًا: جائعًا- مشَى في الأرض وَحْشًا: وَحْدَه- مكان وَحْش: قَفْرٌ- هو من وَحْش النّاس: من أراذلهم.
• حمار الوَحْش: (حن) حيوان بريّ، من ذوات الحوافر وفصيلة الخيليّات، معروف بألوانه المخطّطة بالأبيض والأسود.
• بَقَر الوَحْش: (حن) المها؛ البقر البرِّيَّ غير الأهليَّ. 

وَحِش [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحِشَ لـ. 

وَحْشَة [مفرد]: ج وَحَشات (لغير المصدر) ووَحْشات (لغير المصدر):
1 - مصدر وُحِشَ ووحِشَ لـ.
2 - أرض قفرٌ مستوحَشة.
3 - خَلْوَةٌ.
4 - انقطاع وبعدُ القلوب عن المودَّات "لك وَحْشَة" ° جرتِ بينهم الوحْشة: ابتعد الواحد، عن الآخر.
5 - خوف من الخَلْوَة.
6 - خوف وهمّ "سيطرت عليه الوَحْشَةُ". 

وَحْشِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَحْش: "جريمة وحشيّة- مُجْرم/ هجوم/ حمارٌ وحشيّ- حيوان وحشيّ: برّيّ، غير مروَّض" ° عَمَلٌ وَحْشيّ: متَّسم بالقساوة- كلامٌ وَحْشيّ: ألفاظ غير مألوفة الاستعمال/ كلام لم يعد مستعملاً.
 2 - الجانب الأيمن من كل شيء.
3 - فوق مستوى الطَّاقة البشريّة.
• الوحشيّ: (شر) الجانب الخارجيُّ من كلّ عضو.
• الوَحْشيّ من النَّاس: العنيف، متحجِّر الفؤاد "مجرمٌ وحشيّ". 

وَحْشيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَحْش: "القوّة الوحشيّة: الشبيهة بالقوّة الصادرة عن الوحش".
2 - مصدر صناعيّ من وَحْش: قساوة وعدم تحضُّر "عذّبه بكل وحشيَّة- حركة قمع وحشيّة" ° معاملة وحشيّة: قاسية جدًّا. 

وحش

1 وَحُشَ, aor. ـُ [inf. n., probably, وُحُوشَةٌ or وَحَاشَةٌ or both,] It (a place) abounded with wild animals. (IKtt.) [The meaning assigned to this verb in Freytag's Lex. belongs not to it, but to وَخُشَ.]

A2: وَحَشَ بِهِ, or بِهَا,] aor. ـِ (IAar, K,) inf. n. وَحْشٌ; (TK;) and بِهِ ↓ وحّش, (S, K,) or بِهَا, (S, A,) which latter form of the verb is disapproved by IAar, but both are correct; (TA;) and ↓ توحّش [app. used alone, the objective complement being understood]; (TA;) He threw it, or them, away, (S, K,) or to a distance, (A,) namely, his garment, (S, K,) or his garments, (A,) and his sword, (TA,) and his spear, (S, TA,) and his weapon, or weapons, (S, A,) or anything, (TA,) to lighten himself, (A,) or his beast of carriage, (TA,) in fear of his being overtaken: (S, K:) [or in any case; for] it is said in a trad. of El-Ows and ElKhazraj, فَوَحَشُوا بِأَسْلِحَتِهِمْ واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [Then they threw away their weapons, and embraced one another]. (TA.) 2 وَحَّشَ see 1.4 اوحش It (a place, A, Msb, or a place of alighting or abode, S, K) was, or became, desolate, deserted, or destitute of human beings; (S, A, Msb, K,) the people having gone from it; (S, K;) as also ↓ توحّش. (A, Msb, K.) And [in like manner you say of a land,] الأَرْضُ ↓ توحّشت, [and ↓ استوحشت, (see أَرْضٌ وَحْشَةٌ, voce وَحْشٌ,)] The land was, or became وَحْشَة (S, TA) [i. e. desolate, deserted, &c.] b2: He (a man) was, or became, hungry; (S, A, K, TA;) not having eaten anything, so that his inside was empty; (TA;) as also ↓ توحّش: (A:) or the latter signifies his belly became empty by reason of hunger. (S, K.) Also the former, His provisions became spent, or exhausted. (S, K.) You say, قَدْ أَوْحَشْنَا مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ Our provisions have been spent for two nights. (S.) You say also, ↓ توحّش لِلدَّوَآءِ (S, A, K *) He made himself hungry; (A;) or made his inside, (S,) or his stomach, (K,) empty of food (S, K) and beverage; (K;) for the purpose of drinking medicine. (S, * A, * K.) A2: اوحش الأَرْضَ He found the land to be وَحْشَة (As, S, K) [i. e. desolate, deserted, or destitute of human beings b2: اوحش الرَّجُلَ (S, A) He made the man lonely, or solitary; and sad, sorrowful, or disquieted or troubled in mind; [by his absence, or withdrawal of himself; and afraid;] or he made him to feel, or experience, وَحْشَة [i. e. loneliness, or solitude, &c.]; (S;) contr. of آنَسَهُ, (S, K, in art. أنس,) inf. n. إِينَاسٌ. (S, in that art.) Hence the saying of the people of Mekkeh, [and of Egypt,] أَوْحَشْتَنَا [Thou hast made us lonely, &c., by thine absence]. (TA.) [See also an ex. from a poet, voce أُنْسٌ: and see its quasi-pass., 10.]5 توحّش He (a beast) became wild, or shy; syn. أَبَدَ, (S, A, K, &c., in art. أبد,) and تَأَبَّدَ. (A, L, in that art.) And He (a man) became unsocial, unsociable, unfamiliar, or shy; like a wild animal; syn. أَبِدَ, (S, K, ubi supra,) and تَأَبَّدَ: (A, K, ubi supra;) and ↓ استوحش signifies the same; (see this verb below;) or he became, or made himself, as though on a par with the wild animals; expl. by لَحِقَ بَالْوَحْشِ. (TA.) [See exs. of both voce أَنِسَ.] b2: See also 4, in five places. b3: And see 1.10 استوحش: see 5. b2: It is also quasi-pass. of أَوْحَشَ الرَّجُلَ, (S, TA,) and [thus] signifies He felt, or experienced, وَحْشَة [i. e. loneliness, or solitude, &c.; and sadness, grief, sorrow, or disquietude or trouble of mind, &c.; and fear, &c.]. (S, * K, TA.) And استوحش إِلَى الشَّىْءِ [He felt a want of the thing]. (K, voce عُرِىَ, q. v.) Yousay also استوحش مِنْهُ, (A, TA,) or عَنْهُ, (Msb,) [meaning He was afraid of, or feared, him, or it; agreeably with an explanation of the inf. n. in Har, p. 331: see also an instance below, voce وَحْشٌ: or] meaning he was shy of him; averse from him; unsocial, unsociable, or unfamiliar, with him; and like a wild animal. (TA.) b3: استوحشت الأَرْضُ: see 4.

A2: [He deemed a word, or sound, &c., strange, or uncouth.]

حِشَةٌ: pl. حِشُونَ: see وَحْشٌ.

وَحْشٌ, applied to a country, or region, (S, K,) and a place, (TA,) and a house (داَرٌ), (A,) and [its fem.] وَحْشَةٌ, applied to a land (أَرْضٌ), (S, TA,) to a house (دار); (A;) Desolate, deserted, or destitute of human beings or inhabitants; (S, K, TA;) as also ↓ مُوحِشٌ and ↓ مُتَوَحِّشٌ: (A:) and أَرْضٌ وَحْشَةٌ and ↓ مُسْتَوْحِشَةٌ signify the same. (K, TA.) You say also, بِلَادٌ حِشُونَ Countries, or regions, desolate, deserted, &c.; after the manner of سِنُونَ; and in the accus. and gen., حِشِينَ: pl., as Az says, of ↓ حِشَةٌ, originally وَحْشٌ, [So I read instead of وَحْشَة, which is evidently a mistranscription,] the و being wanting, as it is in زِنَةٌ and صِلَةٌ and عِدَةٌ. (TA.) You also say, لَقِيتُهُ بِوَحْشِ إِصْمِتَ, (S, K,) and إِصْمِتَةَ, (TA,) i. e., I found him, or met him, in a desolate, or deserted, country, or region. (S, K.) [See remarks on the last word in the former phrase in art. صمت.] And in like manner, تَرَكْتُهُ بِوَحْشِ المَتْنِ I left him in the desert part of the elevated plain, where one could not reach him. (L, TA. *) And [hence] حِمَارُ وَحْشٍ An ass of a desert; [i. e. a wild ass;] as also حِمَارٌ وَحْشِىٌّ. (S, K.) [And بَقَرُ الوَحْشِ The bull and cow, or bulls and cows, collectively, of the desert; i. e., the wild bull and cow, or bulls and cows.] b2: [Hence also] Animals (حَيَوَان [which is used as a sing. and a pl., but is here meant to be understood collectively, as appears from what follows,]) of the desert, (S, A, K, TA,) such as are not tame; (TA;) [i. e. wild animals;] of the fem. gender; (TA;) as also وُحُوشٌ (S) and ↓ وَحِيشٌ: (K:) these three words are all used in a collective sense: (ISh:) and ↓ وَحْشِىٌّ signifies a single one of such animals; (S, K;) like زَنْجِىٌّ in relation to زَنْجٌ, and رُومِىٌّ to رُومٌ: (TA:) or وَحْشٌ signifies such as is not tame, of beasts of the desert; and everything that is afraid of human beings (كُلُّ شَىْءٍ يَسْتَوْحِشُ عَنِ النَّاسِ); as also ↓ وَحْشِىٌّ, as though the ى were a corroborative, as in دوَّارِىٌّ: or, accord. to El-Fárábee, وَحْشٌ in the pl. [lexicologically, but not in the language of the grammarians] of ↓ وَحْشِىٌّ, like as رُومٌ is of رُومِىٌّ: (Msb:) or it is used as a sing., as well as collectively; for you say, هٰذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ [this is a bulky wild animal], and هٰذِهِ شَاةٌ وَحْشٌ [this is a wild sheep or goat, &c.]: (ISh:) وُحُوشٌ is a pl. of وَحْشٌ, (Msb, K,) and so is وُحْشَانٌ, (Sgh, K,) and so is وَحِيشٌ, [lexicologically, but grammarians term it a quasi-pl. n.,] like as ضَئِينٌ is of ضَأْنٌ: (Sgh, TA:) or وُحُوشٌ is its only broken pl. (TA.) b3: [Hence also, Wild, or shy; applied to girls or women: see an ex. of the word in this sense voce تَوٌّ, where it has a redundant ن affixed to it.] b4: [Hence also] Lone; solitary; without company. You say. مَشَى فِى الأَرْضِ وَحْشًا He walked, or went, in the land alone, having no other with him. (TA.) b5: [Hence also] Hungry; (S, A, K;) as also ↓ مُوحِشٌ, (Az, A,) and ↓ مُتَوَحِّشٌ, (A,) and ↓ وَحِشٌ: (TA:) pl. of the first, أَوْحَاشٌ (S, A, K) [and وَحْشُونَ]. You say, بَاتَ فُلَانٌ وَحْشًا, (S, A, * K, *) and مُوحِشًا, and مُتَوَحِّشًا, (A,) Such a one passed the night hungry, (S, A, K,) not having eaten anything, so that his inside was empty. (TA.) And بِتْنَا وَحْشِينَ We passed the night without food. (TA.) [In another place in the TA, we find لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هٰذِهِ وَحْشِى, and so in the L; the last word being evidently a mistranscription, for وَحْشِينَ: and it is added, as though the speaker meant, جَمَاعَةَ وَحْشَى; doubtless a mistake for جَمَاعَةَ وَحْشٍ so that the saying seems to mean, We have passed this our night like a company of wild animals.]

وَحِشٌ: see وَحْشٌ, last signification.

وَحْشَةٌ Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; syn. خَلْوَةٌ: (S, K:) sadness; grief; sorrow; disquietude, or trouble, of mind: (S, K, TA:) or sadness, &c., arising from loneliness or solitude: (TA:) fear: (K, TA:) or fear, or fright, arising from loneliness or solitude: (TA:) a state of disunion between men, and remoteness of hearts from feelings of love or affection; from وَحْشٌ signifying “ a wild beast,” or “ wild beasts, of the desert: ” (Msb:) unsociableness; unfriendliness; unsocialness; unfamiliarity; shyness; wildness: [in all the above senses] contr. of أُنْسٌ. (T, S, A, K, in art. أنس.) [Hence, لَيْلَةُ الوَحْشَةِ The night of loneliness, &c.; the first night after burial: also called لَيْلَةُ الوَحْدَةِ, q. v.] You say, تَرَكْتُهُ فِى وَحْشَةٍ I left him in loneliness, or solitude. (TK.) And أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ Sadness, grief, sorrow, or disquietude or trouble of mind, or sadness, &c., arising from loneliness or solitude, laid hold upon him. (TA.) وَحْشِىٌّ [Of, or belonging to, or relating to, the desert: and hence, wild; untamed; undomesticated; uncivilized; unfamiliar: and often used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]: see وَحْشٌ, in three places: i. q. حُوشِىٌّ; (S, Msb, art. حوش;) contr. of أَهْلِىٌّ. (TA, in art. اهل.) b2: كَلَامٌ وَحْشِىٌّ (tropical:) i. q. حُوشِىٌّ, q. v. (S, A, art. حوش:) and in like manner, ↓ لَفْظَةٌ وَحْشِيَّةٌ (tropical:) i. q. حُوشِيَّةٌ. (Mz, 13th نوع.) b3: The right side of anything: (Az, AA, S, K, &c.:) or the left side (As, S, A, K,) of anything. (As, S.) [For more full explanations of this term, and its contr. إِنْسِىٌّ, in relation to a beast and to a man, see the latter term: of a beast, accord. to most authorities, it is The right, far or off, side. See an ex. in a verse cited voce دَفٌّ.] Of the arm or hand, and of the leg or foot, The back; إِنْسِىٌّ signifying the side that is towards the man: (S:) or of the foot, the former means [the outer side, or] the side that is the more remote from the other foot; the latter being the contr., or that which is towards the other foot. (TA.) Of a bow, (S, K,) or of a Persian bow, (TA,) The back; and إِنْسِىٌّ, the side that is towards thee: (S, K:) or of a bow, whether Persian or not is not said, the former means the side against which the arrow does not lie. (TA.) And ↓ الجَانِبُ الوَحِيشُ signifies the same as الوَحْشِىُّ. (IAar.) b4: A sort of fig, that grows in the mountains and in the remote parts of valleys, of every colour, black and red and white; it is the smallest of figs, [in the TA, smaller than the تبن,] and when eaten newly plucked it burns the mouth; but it is dried. (AHn, L.) b5: وَحْشِيَّةٌ [or رِيحٌ وَحْشِيَّةٌ] A wind that enters one's clothes, by reason of its vehemence. (K.) وَحْشَانُ, applied to a man, Sad; sorrowful: pl. وَحَاشَى. (K.) وَحِيشٌ: see وَحْشٌ, (of which it is a quasi-pl. n.,) in two places: b2: and see وَحْشِىٌّ.

مُوحِشٌ: see وَحْشٌ, first sentence, and near the end.

أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ A land having, (Fr, S, A,) or abounding with, (K,) wild animals, or animals of the desert. (Fr, S, A, K.) [See أَرْضٌ مَجْرُوَدةٌ, in art. جرد.] In [some of] the copies of the K, مُوحِشَةٌ, which is a mistake. (TA.) مُتَوَحِّشٌ: see وَحْشٌ, first sentence, and near the end: أَرْضٌ مُسْتَوْحِشَةٌ: see وَحْشٌ, first sentence.

وحش: الوَحْش: كلُّ شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، وهو

وَحْشِيّ، والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ

وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ. ويقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ

وحْشِيٌّ. ابن شميل: يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ

وَحْش، والــجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قال أَبو النجم:

أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُهْ،

قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ

وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ. وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛

وكل شيء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ. قال بعضهم: إِذا أَقبل الليلُ

استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ.

والوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة. يقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ. وأَرض

مَوْحُوشةٌ: كثيرة الوَحْشِ. واسْتَوْحَشَ منه: لم يَأْنَسْ به فكان

كالوَحْشيّ؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ،

تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف

(* قوله «ولقد عدوت» في شرح القاموس: ولقد غدوت بالغين المعجمة.)

قيل: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، وقوله بَصِيرة بالمُشْرف

يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ. وفي

حديث النجاشي: فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى

جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات، وفي رواية: فطارَ

مع الوَحْشِ. ومكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ.

وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ: خَلا وذهبَ عنه الناسُ. ويقال

للمكان الذي ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد:

لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ،

يَلُوح كأَنه خِلَلُ

وهذا البيت أَورده الجوهري فقال: لِمَيّةَ موحشاً؛ وقال ابن بري: البيت

لكُيَيّر، قال وصواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، وأَوْحَشَ المكانَ:

وجَدَه وحْشاً خالياً. وتوَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي

لعبّاس بن مِرْداس:

لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا،

وأَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا

ويروى:

وأَقْفَر إِلاَّ رَحْرَحانَ فراكِسا

ورَحْرَحانُ وراكِس: موضعان. وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من

المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ. وقومٌ

وَحاشَى: وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس. والوَحْشةُ: الخَلْوة والهَمُّ.

وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وكذلك توحّشَ، وقد أَوْحَشْت

الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وفي حديث عبد اللَّه: أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه،

صلى اللَّه عليه وسلم، في الأَرضِ وَحْشاً أَي وحْدَه ليس معه غيره. وفي

حديث فاطمة بنت قيس: أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها أَي

خَلاءٍ لا ساكنَ به. وفي حديث المدينة: فيَجدانه وَحْشاً. وفي حديث ابن

المسيب وسئل عن المرأَة: هي في وَحْشٍ من الأَرض. ولَقِيَه بوَحْشِ

إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، ومعناه كمعنى الأَول، أَي ببلد قَفْر. وتركته بوَحْشِ

المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه، ثم فسّر المَتْنَ فقال: وهو المتنُ من

الأَرض وكلُّه من الخَلاء.

وبلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خالية؛ وأَنشد:

منازلُها حِشُونا

على قياس سِنُونَ وفي موضع النصب والجرّ حِشِينَ مثل سِنِينَ؛ وأَنشد:

فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا

قال أَبو منصور: حِشُون جمعُ حِشَةٍ وهو من الأَسماء الناقصة، وأَصلُها

وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة، ثم

جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسماء الناقصة.

وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً فخلا جَوفُه، والجمع

أَوْحاشٌ. والوَحْشُ والمُوحِشُ: الجائعُ من الناس وغيرهم لخُلُوِّهِ من

الطعام. وتوَحَّشَ جوفُه: خَلا من الطعام. ويقال: تَوَحَّشْ للدَّواء أَي

أَخْل جوفَك له من الطعام. وتوَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى

مَعِدَتَه ليكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه. والتوَحُّشُ للدواء.

الخُلُوُّ له. ويقال للجائع الخالي البطن: قد توَحَّشَ. أَبو زيد: رجل مُوحِشٌ

ووحْشٌ ووحِشٌ وهو الجائع من قوم أَوْحاشٍ. ويقال: بات وَحْشاً ووَحِشاً

أَي جائعاً. وأَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. وبِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً. وقد

أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَيد يصف ذئباً:

وإِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً، ولم يُصْبِحْ بها وهو خاشِعُ

وفي الحديث: لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام. يقال: رجل وَحْشٌ،

بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ وقد أَوْحَشَ إِذا جاع.

قال ابن الأَثير: وجاء في رواية الترمذي: لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه

وَحْشى، كأَنه أَراد جماعةَ وحْشِيٍّ؛ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقَّا

كلِّ شيء. ووَحْشِيُّ كلِّ شيء: شِقُّه الأَيْسَرُ، وإِنْسِيُّه شِقُّه

الأََيْمنُ، وقد قيل بخلاف ذلك. الجوهري: والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من

كل شيء؛ هذا قول أَبي زيد وأَبي عمرو؛ قال عنترة:

وكأَنما تَنْأَى بجانب دَفّها الـ

ـوَحْشِيّ من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم

وإِنما تَنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى؛

وقال الراعي:

فمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها،

وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ

ويقال: ليس من شيء يَفْزَع إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا

تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من

جانبها الأَيْسر، فإِنما خَوْقُه منه، والخائف إِنما يَفِرّ من موضع المخافة

إِلى موضع الأَمْن. والأَصمعي يقول: الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ من كل

شيء. وقال بعضهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على القدم

الأُخرى، ووَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها. ووَحْشِيُّ القَوْسِ

الأَعْجمِيّةِ: ظَهرُها، وإِنْسِيُّها: بَطنُها المُقْدِمُ عليك، وفي الصحاح:

وإِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها، وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل

وإِنْسِيُّهما، وقيل: وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ، لم يَخُصَّ بذلك

أَعْجميّةٌ من غيرها. ووَحْشِيُّ كلِّ دابة: شِقَّه الأَيمن،

وإِنْسِيُّه: شقُّه الأَيسر. قال الأَزهري: جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في

الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِينَ. ورُوي عن

المفضل وعن الأَصمعي وعن أَبي عبيدة قالوا كلُّهم: الوَحْشِيُّ من جميع

الحيوان ليس الإِنسان، هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه ولا يُرْكَبُ،

والإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب ويَحْلُب منه الحالب. قال أَبو

العباس: واختلف الناس فيهما من الإِنسان، فبعضهم يُلْحِقه في الخيل والدواب

والإِبل، وبعضهم فرّق بينهما فقال: الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ،

والإِنْسِيُّ ما وَليَ الإِبْطَ، قال: هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم

وسائرٍ الحيوان؛ وقيل: الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ

ويَحْتَلِبُ منه الحالبُ، وإِنما قالوا: فَجالَ على وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبُه

الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب والحلب والمُعالجة وكلِّ شيء إِلا

منه فإِنما خوْفُه منه، والإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر؛ وقيل: الوحشي الذي لا

يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ،

وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة. وقال ابن الأَعرابي: الجانب الوَحِيشُ

كالوَحْشِيّ؛ وأَنشد:

بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة

حَياء، وللمُهْدى إِليه طَريقُ

لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، ولا يُرى

لِجارتِنا منّا أَخٌ وصديقُ

وتَوَحَّشَ الرجلُ: رَمى بثوبه أَو بما كان. ووَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه

وبرُمْحه، خَفِيف: رَمى؛ عن ابن الأَعرابي، قال: والناسُ يقولون وَحَّشَ،

مُشَدَّداً، وقال مرّة: وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش، مخفف ومثقَّل، خافَ

أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته. قال الأَزهري: ورأَيت في

كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه.

وفي الحديث: كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، فلما رآهم نادى: أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه

«الآيات» فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها؛ قالت

أُم عمرو بنت وَقْدانَ:

إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم،

فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ

وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا

برِماحِهم واستَلّوا السيوف؛ ومنه الحديث: كان لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه

وسلم، خاتم من حديد

(* قوله «من حديد» الذي في النهاية من ذهب.) فَوَحَّشَ به

بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم، وفي الحديث: أَتاه

سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ بها. والوحشي من التِّين: ما نَبَت في

الجبال وشَواحِط الأَوْدية، ويكون من كل لون: أَسود وأَحمر وأَبيض، وهو أَصغر

التين، وإِذا أَكل جَنِيّاً أَحْرق الفم، ويُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة.

ووَحْشِيٌّ: اسم رجل، ووَحْشِيَّةُ: اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو

المرّار الفقعسي:

إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن

لِعَيْنَيك، مما تَشْكُوانِ، طَبِيبُ

والوَحْشةُ: الخَلْوةُ والهَمُّ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

وحش
.} الوَحْشُ، من حَيَوَان الَبِّر، كُلُّ مَا لَا يُسْتَأْنَسُ، مؤنّثٌ، {كالوَحِيشِ، كأَمِيرٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ونَصُّه: الجَانِبُ} الوَحِيشُ {- كالوَحْشِيِّ، وأَنْشَد:
(لِجَارَتِنَا الشِّقُّ الوَحِيشُ وَلَا يُرَى ... لِجَارَتِنَا مِنَّا أَخٌ وصَدِيقُ)
ج:} وُحُوشٌ، لَا يُكَسَّرَ عَلَى غَيْرِ ذلِك، وقِيل {وُحْشَانٌ أَيْضاً، وَهُوَ بالضَمّ، نَقله الصّاغَانِيُّ، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: والــجماعَة هِي} الوَحْشُ {والوُحُوشُ} والوَحِيشُ، قالَ أَبو النَّجْمِ:
(أَمْسَى يَباباً والنَّعَامُ نَعَمُه ... قَفْراً وآجالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ)
قَالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ جَمْعُ! وَحْشٍ، مِثْل ضَئِينٍ فِي جمع ضَأْنٍ، الوَاحِد ُ {- وَحْشِيّ، كزَنْجٍ وزَنْجِيٍّ، ورُوْمٍ ورُوميٍّ ويُقَالُ: حِمَارُ} وَحْشٍ، بالإِضافَةِ، وحِمَارٌ {- وَحْشِيٌّ، عَلَى النّعْتِ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال لِلْوَاحِدِ من الوَحْشِ: هَذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ، وَهَذِه شاةٌ وَحْشٌ، وقالَ غيرُه: كُلُّ شئٍ} يَسْتَوْحِشُ فَهُوَ وَحِيشٌ. وَقَالَ بَعْضُهم: إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ {واسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ. وأَرْضٌ} مُوحِشَةٌ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ مَوْحُوشَةٌ: كَثِيرَتُهَا، أَيْ {الوُحُوشِ، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ، وَفِي الصّحاحِ، ونَصُّه: أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ: ذاتُ وُحُوشٍ، عَن الفَرّاءِ.} - والوَحْشِيّ: الجَانِبُ الأَيْمَنُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وأَبي عَمْروٍ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(وكَأَنَّمَا تَنْأَى بِجَانِبِ دَفِّها الْ ... وَحْشِيِّ من هَزَجِ العَشِي مُؤَوَّمِ)
وإِنّمَا تَنْأَى بالجانِبِ الوَحْشِيِّ لأَنَّ سَوْطَ الرّاكِب فِي يَدِه اليُمْنَى، قَالَ الرّاعِي:
(فمَالَتْ عَلَى شِقِّ {وَحْشِيِّها ... وقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُ)
ويُقَالُ: لَيْسَ مِنْ شَئ يَفْزَع إِلاَّ مَالَ على جانِبه الأَيْمَن لأَنّ الدّابَّةَ لَا تُؤْتَى من جَانِبِهَا الأَيْمَن، وإِنَّمَا تُؤْتَى فِي الاحْتِلابِ والرُّكُوبِ من جانِبِها الأضيْسَر، فإِنَّما خَوْفُه مِنْه، والخَائِفُ إِنَّمَا يَفِرُّ من مَوْضِعِ الأَمْنِ، هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيِّ. أَو الوَحْشِيُّ: الجَانِبُ الأَيْسَرُ من كُلِّ شَئٍ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ اللّيْثُ:} - وَحْشِيُّ كُلِّ دابَّةٍ: شِقُّه الأَيْمَنُ، وإِنْسِيُّه: شِقُّه الأَيْسَرُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: جَوَّدَ اللَّيْثُ فِي هَذَا التّفْسِير فِي! - الوَحْشِيِّ والإِنْسِيّ، ووَافَقَ قَوْلَ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِين. ورُوِىَ عَن المُفَضَّلِ وعَنِ الأَصْمَعِيّ وعَنْ أَبِي عُبَيْدَة قالُوا كُلُّهُم: {- الوَحْشِيُّ مِنْ جَميعِ الحَيَوانِ، لَيْسَ الإِنْسَان: هُوَ الجَانِبُ الَّذِي لَا يُحْلَبُ مِنْهُ وَلَا يُرْكَبُ، والإِنْسِيُّ: الجانِبُ الَّذِي يَرْكَبُ مِنْهُ الراكِبُ، ويَحْلُبُ مِنْهُ الحالِبُ، قَالَ أَبُو العَبّاس: واخْتَلَف النّاسُ فِيهِمَا من الإِنْسَانِ،)
فبَعْضُهم يُلْحِقُه فِي الخَيْلِ والدَّوَابِّ والإِبِلِ، وبَعْضُهم فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فقالَ: الوَحْشِيّ: مَا وَلِيَ الكَتِفَ، والإِنْسِيُّ: مَا وَلِيَ الإِبِطَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الاخْتِيَارُ ليَكُونَ فَرْقاً بَيْنَ بَنِي آدَمَ وسائِرِ الحَيَوانِ. وقِيلَ الوَحْشِيُّ: الَّذِي لَا يُقْدَرُ على أَخْذِ الدّابَّة إِذا أَفْلَتَتْ مِنْهُ وإِنَّمَا يُؤْخَذُ من الإِنْسِيِّ، وَهُوَ الجَانِبُ الذِي تُرْكَبُ مِنْهُ الدّابّةُ. والوَحْشِيُّ مِن القَوْسِ الأَعْجَمِيَّةِ: ظَهْرُهَا، وإِنْسِيُّهَا: مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهَا، وكذلشكَ} - وَحْشِيُّ اليَدِ والرِّجْلِ وإِنْسِيُّهما، نَقله الجَوْهَرِيُّ وقِيل: وَحْشِيُّ القَوْسِ: الجانِبُ الَّذِي لَا يَقَعُ عَلَيْه السَّهْمُ. لَمْ يَخُصَّ بذلِكَ أَعْجَمِيَّةً مِنْ غَيْرِهَا، وكَذلِكَ الجَوْهَرِيُّ، وأَطْلَقَ القَوْسَ. وقَالَ بَعْضُهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ: مَا أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى القَدَمِ الأُخْرَى، {ووَحْشِيُّهَا مَا خَالَفَ إِنْسِيَّهَا.} - ووَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ الحَبَشِيُّ، من سُوْدانِ مَكَّةَ، صَحَابِيٌّ، وكُنْيَتُه أَبُو دُسْمَةَ، وكانَ مَوْلَى جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ القُرْشِيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ قاتِلُ حَمْزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ شَيْخُنَا: لَعَلَّ المُرَادَ جاهِلِيّةُ نَفْسِ القاتِلِ، وإِلاَّ فَهُوَ إِنّمَا قَتَلَه فِي الإِسْلامِفي غَزْوَةِ أُحُدٍ. قُلْتُ: وهُوَ كَمَا ظَنَّ، ويَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْد: ومُسَيْلِمَةَ الكّذَّابِ فِي الإِسلامِ، أَيْ حالَةَ كَوْنِهِ مُسْلِماً، أَي فجَبَر ذاكَ بِذَا.! والوَحْشِيَّةُ: رِيحٌ تَدْخُل تَحْتَ ثِيابِكَ لِقُوَّتِها، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
(ولَقْدْ غَدَوْتُ وصاحِبي {وَحْشِيَّةٌ ... تَحْتَ الرِّدَاءِ بَصِيرَةٌ بالمُشْرِفِ)
وقَوْلُه: بَصِيرَةٌ بالمُشْرِف يَعْنِي الرِّيحَ، مَنْ أَشْرَفَ لَها أَصابَتْهُ، والرِّداءُ: السّيفُ، وقَد تَقَدَّم فِي ب ص ر. وبَلَدٌ} وَحْشٌ: قَفْرٌ لَا سَاكِنَ بِهِ، ومَكَانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وكَذلِكَ أَرْضٌ وَحْشَةٌ، بالفَتْحِ، وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا كانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ فخِيفَ عَلَى ناحِيَتهَا أَيْ خلاءٍ لَا سَاكِنَ بهِ، وَفِي حَدِيثِ المَدِينَةِ فيَجِدَانِه {وَحْشاً. ولَقِيتُه} بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، أَيْ بِبَلَدٍ قَفْرٍ، وكَذَا تَرَكْتُه! بوَحْشِ المَتْنِ، أَيْ بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْه، وقالَ ياقُوت فِي المُعْجَمِ: إِصْمِتُ، بالكَسْرِ: اسْمٌ لبَرِّيِّةٍ بعَيْنِها قَالَ الرّاعِي:
(أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلابِهَا أَوَدُ)
وقَالَ بَعْضُهُم: العَلَمُ هُوَ وَحْشُ إِصْمِتَ، الكَلِمَتَانِ مَعاً، قالَ أَبُو زَيْدٍ: لَقِيتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ، وببَلْدَةِ إِصْمِتَ، أَي بمكَانٍ قَفْرٍ، وإِصْمِت: مَنْقُولٌ من فِعلِ الأَمْرِ مُجَرّداً عنِ الضّمِيرِ، وقُطِعَت هَمْزَتُه، لِيَجْرِيَ عَلى غالِبِ الأَسْماءِ، هَكَذَا جَمِيعُ مَا يُسَمَّى بِهِ من فِعْلِ الأَمْرِ، وكَسْرُ الهَمْزَةِ فِي إِصْمِت إِمَّا لُغَةٌ لَمْ تَبْلُغْنَا وإِمّا أَنْ يَكُونَ غُيِّرَ فِي التَّسْمِيَةِ بِهِ عَن اصْمُتْ، بالضَّمِّ الَّذِي هُوَ مَنْقُولٌ من) مُضارِع هَذَا الفِعْلِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ مُرْتَجَلاً وَافَقَ فعلَ الأَمْرِ الَّذِي بمَعْنَى اسْكُت، ورُبَّمَا كانَ تَسْمِيَةُ هذِه الصّحراءِ بِهَذَا الفِعْلِ لِلْغَلَبَةِ، لَكَثْرَةِ مَا يَقُولُ الرّجُلُ لِصَاحِبِه إِذا سَلَكَهَا: اصْمُتْ. لِئَلاَّ تُسْمَع فتَهْلِكَ لِشِدَّةِ الخَوْف بِهَا. وباتَ {وَحْشاً بالفَتْحِ وككَتِفٍ، أَيْ جائِعاً لَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فَخَلاَ جَوْفُه، ومِنْهُ حَدِيثُ سَلَمةَ بنِ صَخْرٍ البَيَاضِيِّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ لَقَدْ بِتْنَا} وَحْشِينَ مَا لَنَا طَعَامٌ وَقَالَ حُمَيْدٌ يَصِف ذِئْباً:
(وإِنْ بَاتَ وَحْشاً لَيْلَةً لَمْ يَضِقْ بِهَا ... ذِرَاعاً ولَمْ يُصْبِحْ بِهَا وَهُوَ خاشِعُ)
وَقد {أَوْحَشَ، وهُمْ} أَوْحَاش، يُقَال: بِتْنَا {أَوْحاشاً: أَيْ جائِعِينَ.} والوَحْشَةُ: الهَمُّ. و {الوَحْشَةُ: الخَلْوَةُ.
والوَحْشَةُ: الخَوْفُ، وقِيلَ: الفَرَقُ الحَاصِلُ من الخَلْوَةِ، وكَذلِكَ يُقَالُ فِي الهّمِّ، أَي الحاصِلِ مِنَ الخَلْوَةِ، يُقَالُ: أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ. والوَحْشَةُ: الأَرْضُ المُسْتَوْحِشَةُ، وقَدْ تَوَحَّشَتْ.} ووَحَشَ بثَوْبِه، كوَعَدَ، وكَذا بسَيْفهِ، وبرُمْحِه: رَمَى بهِ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرَكَ لِيُخَفِّفَ عَن دَابَّتِه، كَوَحَّشَ بِهِ، مُشَدّداً، والتَّخْفِيفُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْكَر التّشْدِيدَ، وهُمَا لُغَتَان صَحِيحَتَان، قالَتْ أُمُّ عَمْروٍ بِنْتُ وَقْدَانَ:
(إِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَطْلُبُوا بِأَخِيكُمُ ... فذَرُوا السِّلاحَ {ووَحِّشُوا بالأَبْرَقِ)
وَفِي حَدِيثِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ} فوَحَّشُوا بأَسْلِحَتِهِمْ، واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. ورَجُلٌ {وَحْشَانُ كسَحْبَانَ: مُغْتَمٌّ، ومِنْهُ الحَدِيثُ لَا تَحْقِرَنَّ من المَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَو أَنْ تُؤْنِسَ} الوَحْشَانَ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ فَعْلاَنُ مِنَ الوَحْشَةِ ضِدِّ الأُنْسِ، ج: {وَحَاشَي، مِثْلُ حَيْرانَ وحَيَارَى.} وأَوْحَشَ الأَرْضَ: وَجَدَها {وَحْشَةً، عَن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للْعَبّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ:
(لأَسْمَاءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليَوْمَ دَارِسَاَ ... } وأَوْحَشَ مِنْهَا رَحْرَحَانَ فرَاكِسَا) هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ بِرِّيّ، ويُرْوَى: وأَقْفَرَ إِلاَّ رَحْرَحانَ فرَاكِسَا. {وأَوْحَشَ المَنْزِلُ مِنْ أَهْلِه: صَارَ} وَحْشاً، وذَهَبَ عَنهُ النّاسُ، {كتَوَحَّشَ. وطَلَلٌ مُوِحشٌ، قالَ كُثَيِّرٌ:
(لِعِزَّةَ} مُوحِشاً طَلَلٌ قَدِيمُ ... عَفَاهَا كُلُّ أَسْحَمَ مُسْتَدِيمُ)
و {أَوْحَشَ الرَّجُلُ: جاعَ فَهُوَ مُوحِشٌ، عَن أَبِي زَيْدٍ، وقالَ غَيْرُه: من النّاسِ وغَيْرِهِمْ لخُلُوِّه عَن الطَّعَامِ. ويُقَالُ: قَدْ} أَوْحَشَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ إِذا نَفِدَ زادُه. {وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ: خَلاَ بَطْنُه، من الجُوْعِ، فهُوَ مُتَوَحِّشٌ.} واسْتَوْحَشَ مِنْهُ: وَجَدَ {الوَحْشَةَ ولَمْ يَأْنَسْ بهِ، فكَانَ} - كالوَحْشِيِّ. ويُقَال: {تَوَحَّشْ يَا فُلانُ، أَيْ أَخْلِ مَعِدَتَكَ، وَفِي الصّحاح: جَوْفَكَ مِن الطَّعَامِ والشَّرَابِ لِشُرْبِ الدَّواءِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِخُرُوجِ)
الفُضُولِ من عُرُوقِه، ولَيْسَ فِي الصّحاحِ ذِكْرُ الشّرَابِ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْه:} اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ: لَحِقَ {بالوَحْشِ، وَمِنْه حَدِيثُ النَّجَاشِيِ فنَفَخَ فِي إِحْلِيلِ عُمَارَةَ} فَاسْتَوْحَشَ ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. {وتَوَحَشَّتِ الأَرْضُ: صَارَتْ} وَحْشَةً. {ووحشَ المَكَانُ، بالضَّمِّ: كَثُر} وَحْشُه، عَن ابنِ القَطّاعِ. وقَدْ {أَوْحَشْتُ الرّجُلَ} فاسْتَوْحَشَ، ومِنْهُ قَوْلُ أَهْلِ مَكَّةَ:! أَوْحَشْتَنَا، وأَنْشَدَنا عَن وَاحِدٍ من الشُّيُوخِ، عَن البَدْرِ الدَمَّامِينِيِّ:
(يَا ساكِنِي مَكَّةَ لازِلْتُمُ ... أُنْساً لَنَا إِنِّيَ لَمْ أَنْسَكُمْ) (مَا فِيكُم عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكُمْ ... عِنْدَ اللِّقَاء {أَوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ)
وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الإِمَامُ عَبْدُ القَادِرِ الطَّبَرِيُّ، وَحَذَا حَذْوَه وَلَدُه الإِمَامُ زَيْنُ العَابِدِينَ بِمَا هُوَ مُودَعٌ فِي تارِيْخِ شَيْخِ مَشايِخِنَا مُصْطَفَى بنِ فَتْحِ الله الحَمَوِيّ. ومَشَى فِي الأَرْضِ} وَحْشاً، أَيْ وَحْدَه لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُه. وبِلادٌ {حِشُونَ قَفْزَةٌ خَالِيَةٌ، عَلَى قِيَاسِ سِنُون، وَفِي مَوْضِعِ النَّصْبِ} حِشِينَ مِثْل سِنِينَ، قَالَ الشاعِر: فأَمْسَتْ بعْد ساكِنِهَا {حِشِينَا. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ جَمْعُ} حِشَةٍ، وَهُوَ من الأَسْمَاءِ النّاقِصَةِ، وأَصلُهَا وِحْشَةٌ، فنُقِصَ مِنْهَا الْوَاو، كَمَا نَقَصُوهَا من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ، ثمّ جَمَعُوهَا عَلَى حِشِينَ، كَمَا قَالُوا فِي عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسْمَاءِ الناقِصَةِ، وَفِي الحَدِيثِ لَقَدْ بِتْنَا {وَحْشِينَ مَالَنَا طَعَام وجاءَ فِي رِوَايَة التَّرْمِذِيّ: لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذِه} وَحْشَي قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَأَنّه أَرادَ جماعَةً وحَشْيَ. وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ: رَمَى بثَوْبِهِ، أَوْ بِمَا كانَ. {والوَحْشِيُّ مِنَ التِّينِ: مَا يَنْبُتُ فِي الجِبَالِ وشَوَاحِطِ الأَوْدِيَةِ، ويَكُونُ من كلِّ لَوْنٍ: أَسْوَد وأَحْمَر وأَبْيَض، وَهُوَ أَصْغَرُ من التِّينِ، ويُزَيَّبُ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ.} ووَحْشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، قَالَ الوَقّافُ، أَو المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(إِذا تَرَكَتْ {وَحْشِيَّةُ النَّجْدَ لَمْ يَكُنْ ... لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ طَبِيبُ)
ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ صَدَقَةَ الحَرّانِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ} وَحِشٍ، ككَتِفٍ، سَمِعَ عَن الفْرَاوِيّ. وعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى {الوَحْشِيُّ التُّجِيبِيّ الإِفْلِيلِيّ أَبُو مُحَمّدٍ، سَمِعَ عَن أَبِي بَكْرٍ حازِمِ بنِ محمّد وغَيْرِه، وشَرَحَ الشِّهَابَ، ماتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سنة، ذَكَرُه ابنُ بَشْكُوَال. وقَدْ سَمُّوْا} وُحَيْشاً، كزُبَيْرٍ.

غطل

غطل


غَطِلَ(n. ac. غَطَل)
a. Was dark, gloomy.

إِغْطَأَلَّ
a. Was heaped up, piled up.

غَطَلَّس
a. Wolf.

غَيْطَل
a. see غَيْطَلَ
غَطْلَ4
غطل
الغَيْطَلُ والغَيْطَلَةُ: شَجَرٌ مُلْتَفٌّ أو عُشْبٌ. والنُّعَاسُ الغالبُ. واسْمُ البَقَرَةِ. وجَلَبُ القَوْم وأصواتُهم. وجَماعَةُ الوَحْش. والتِباسُ الظِّلام وتَراكُمُه، وكذلك الغَيْطُول.
والمُغْطَئلُّ: الراكِبُ بعضُه بعضاً. وهو من الشَّجَرِ: المُلْتَفُّ.
وغَيْطَلُ الضُّحى: حَيثُ تكونُ الشمسُ من مَشْرِقها كهيئتها من مغربها وقتَ الظُّهْر.
وغَيَاطِلُ الدُّنيا: نَعِيْمُها. وغَطَلَتِ السَّماءُ يومَنا هذا وأغْطَلَتْ: أي غَطَّتْ ضوء الشَّمس.
غ ط ل

جاء في غيطل الضحى: حين تكون الشمس من مشرقها كهيئتها من مغربها. قال أبو يوسف بن عمر الخزاعيّ:

وجاوزن ذا دوران في غيطل الضحى ... وذو الظل مثل الظل ما زاد إصبعا

وركبته غياطل النعاس وهي غوالبه. قال:

ومال بالقوم النعاس الغيطل

وأبطرتهم غياطل الدنيا: نعمها المترادفة. قال أبو شجرة:

أجدك لا ينسيك نجداً وأهله ... غياطل دنيا مرجحنّ نعيمها

واعتكرت غياطل الليل وهي ظلماته. وتقول: جاؤا على بلق لحّق الأياطل، في قساطل كالغياطل.
باب الغين والطاء واللام معهما غ ط ل، ل غ ط، غ ل ط مستعملات

غطل: الغَيْطَلُ والغَيْطَلَةُ: شجر ملتف أو عشبُ. والغَيْطَلُة اسمٌ البقرةِ، قال زهير:

كما استغاث بسيء فز غَيْطَلةٍ

والغَيْطَلةُ: جلبةُ القَوْمِ، وأصواتهم غيطلاتهم. والغَيْطَلةُ: اسم الظلام وتَراكُمِهِ، قال:

وقد كَسانا ليلةً غَياطِلا

لغط: اللَّغَطُ: أصواتٌ مبهمةٌ لا تفهمُ. واللَّغّاطُ يَلْغَطُ بصَوتهِ لَغَطاً ولَغيطاً، ويُلْغِطُ الغاطاً، قال رؤبة:

باكرته قبل الغطاط اللغط

والْغَطُوا: أكثروا اللَّغّطَ. ولُغاطٌ: اسم جَبَلٍ.

غلط: الغِلاط : كل ما غالَطْتَ به، والغَلْطَةُ المرة الواحدةُ. وغَلَّطَني وأغْلَطَني فغَلِطْتُ غَلَطاً.

غطل: غَطَلَت السماء وأَغْطَلَت: أَطبق دَجْنُها. وغَطِلَ الليلُ

غَطَلاً: الْتَبَستْ ظلمتُه. والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ: الظلمة المتراكمة.

وغَيْطَلة الليلِ: الْتِجاجُ سوادِه. والغَيْطلةُ: الْتِباسُ الظلام

وتراكُمُه؛ وأَنشد:

وقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا

وأَنشد ابن بري للفرزدق في الغَيْطَلة الظلمة:

والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ

أَبو عبيد: المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً. وحكى ابن بري: الغَيطَلةُ

الْتِفافُ الناس، ويقال الغَيْضةُ. المحكم: والغَيْطلُ والغَيْطلةُ

الشجرُ الكثير الملْتَفّ، وكذلك العشب، وقيل: هو اجتماع الشجر والتفافه؛ قال

امرؤ القيس:

فظَلَّ يُرَنَّحُ في غَيْطَلٍ،

كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر

تَرَنَّحَ: تمايَل من سُكْرٍ أَو غيره. والغَيْطَلُ: جمع غَيْطَلة.

والغَيْطَلةُ: الأَجَمة؛ وقال أَبو حنيفة: الغَيْطَلةُ جماعة الشجر والعشب،

قال: وكل ملتف مُخْتلِط غَيْطلة، وخص أَبو حنيفة مرة بالغَيْطلة جماعةَ

الظرفاء؛ وأَما قول زهير:

كما استَغاثَ، بِسَيءٍ، فَزُّ غَيْطلةٍ،

خافَ العُيونَ، فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

فيقال: هي الشجر الملتف أَي ولدته أُمُّه في غَيْطلة. وقال أَبو عبيدة:

الغَيْطَلةُ البقرة الوحشية، وقال ثعلب: هي البقرة فلم يخُصَّ الوحشيةَ

من غيرها. والغَيْطَلةُ: واحدةُ الغَياطِل، وهي ذوات اللبن من الظباء

والبقر. والغَيْطَلةُ: ازدحامُ الناس، يقال: أَتانا في غَيْطَلةٍ أَي في

زحمة؛ قال الراعي:

بِغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علينا،

نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا

أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يوم الظَّعْن. والغَيْطَلةُ: الأَكل والشرب

والفَرَح بالأَمْنِ. والغَيْطَلةُ: المالُ المُطْغي. والغَيْطَلةُ: الصوتُ

والجلَبةُ، تقول: سمعت غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم. وغَيْطَلة الحرب:

كثرةُ أَصواتها وغُبارِها.

وغَيْطَلوا في الحديث: أَفاضوا فيه وارتفعت أَصواتهم به؛ عن الهَجَرِيّ.

والغَيْطَلةُ: اجتماعُ الناس والتفافهم؛ عن ابن الأَعرابي.

والغَيْطَلةُ: الــجماعة؛ عن ثعلب. ابن الأَعرابي: الغُوطالةُ الرَّوْضةُ.

والغَيْطَلةُ: غلبة النعاس. والغَيْطَلُ: السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل؛ عن

كراع.

غطل
غَطَلَت السماءُ يَوْمَنا هَذَا، وأَغْطَلَتْ: أَطْبَقَ دَجْنُها. غَطِلَ الليلُ، كفَرِحَ غَطَلاً: الْتَبسَتْ ظُلمَتُه.
والغَيْطول: الظُّلمةُ المُتراكِمَة. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الغَيْطول: اختِلاطُ الْأَصْوَات، وَأَيْضًا: اختلاطُ الظُّلمةِ، كالغَيْطَلَةِ فيهمَا، أَي فِي الأصواتِ والظُّلمة. والغَيْطَل: السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل، عَن كُراع.
الغَيْطَلُ من الضُّحى: حيثُ تكونُ الشمسُ من مَشْرِقِها كَهَيْئَتِها من مَغْرِبِها وقتَ الظُّهرِ، نَقله الصَّاغانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ، يُقَال: جاءَ فِي غَيْطَلَ الضُّحى. الغَيْطَلَةُ بهاءٍ: الأكلُ والشُّربُ والفَرَحُ بالأمنِ، نَقله الفَرّاءُ. أَيْضا: غَلَبَةُ النُّعاسِ، وَفِي الأساس: رَكِبَتْه غَياطِلُ النُّعاسِ، وَهِي غَوالِبُه.
الغَيْطَلةُ من اللَّيْل: الْتِجاجُ سَوادِه، وَقيل: التِباسُ الظلامِ وتراكمُه، والجمعُ الغَياطِل، قَالَ: وَقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا وأنشدَ ابنُ بَرِّي للفرزْدَق: والليْلُ مُختَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ الغَيْطَلةُ: المالُ المُطْغي، هَكَذَا ذَكرُوهُ، ونُقِلَ عَن الفَرّاءِ، وَلَيْسَ هُوَ من طَغا طَغْوَاً: إِذا أَسْرَفَ فِي الظُّلْم، كَمَا يتبادَرُ إِلَى الذِّهنِ، بل من طَغَت البقرةُ الوَحشِيَّةُ طَغْيَاً: إِذا صاحَتْ، والثَّوْرُ مثلُه، فتأمَّل ذَلِك. الغَيْطَلةُ: نَعيمُ الدُّنيا، يُقَال: أَبْطَرَتْهم غَياطِلُ الدُّنيا: أَي نِعَمُها المُترادِفةُ. أَيْضا الشجرُ الكثيرُ المُلتَفُّ، وَبِه فُسِّرَ قولُ زُهَيْرٍ:)
(كَمَا اسْتغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلةٍ ... خافَ العيونَ فَلم يَنْظُرْ بِهِ الحَشَكُ)
والجمعُ غَيْطَلٌ، قَالَ امرؤُ القَيسِ:
(فظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ ... كَمَا يَسْتَديرُ الحِمارُ النَّعِرْ)
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغَيْطَلة: جماعةُ الشجرِ والعُشبِ، وكلُّ مُلتَفٍّ مُختَلِطٍ غَيْطَلةٌ، خصَّ أَبُو حنيفةَ مرّةً بالغَيْطَلةِ جماعةَ الطَّرْفاء. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الغَيْطَلة: اجتماعُ النَّاس والتفافهم، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الغَيْطَلَةُ: الــجماعةُ، وَقَالَ غيرُه: ازدِحامُ الناسِ، يُقَال: أَتَانَا فِي غَيْطَلةٍ: أَي فِي زَحْمَةٍ، قَالَ الرَّاعِي:
(بغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علينا ... نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيونا)
أَيْضا ذاتُ اللبَنِ من الظِّباءِ والبقرِ، والجمعُ الغَياطِل، كَمَا فِي العُباب. وغَطْيَلَ بتَقديمِ الطاءِ على الياءِ: إِذا اتَّسعَ فِي مالِه وَحَشَمِه ونِعمَتِه. غَطْيَل، هَكَذَا مُقتَضى سياقِه، وَهُوَ غلَطٌ، والصوابُ: وَغَيْطَلَ: إِذا جَعَلَ تِجارتَه فِي الغَيْطَل، أَي البقرِ، وَمِنْه إِلَى آخرِ مَا ذَكَرَ، كُله غَيْطَلَ بتقديمِ الياءِ على الطاءِ. غَيْطَلَ القومُ فِي الحَدِيث: أفاضوا فيع وارتفعَتْ أصواتُهم، عَن الهَجَرِيِّ.
والغُوطالَة: بالضَّمّ: الرَّوْضةُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. واغْطَأَلَّ: رَكِبَ بَعْضُه بَعْضَاً، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ.
وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْليِّ: اغْطَأَلَّ البَحرُ: هاجَ واغْتَلى من الغَيْطَلةِ، وَهِي الظُّلمةُ، انْتهى. وأنشدَ الصَّاغانِيّ لحَسّان رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(مَا البحرُ حينَ تهُبُّ الرِّيحُ شامِلَةً ... فَيَغْطَئِلُّ ويَرمي العِبْرَ بالزَّبَدِ)
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الغَيْطَلة: البقرةُ الوَحشيَّةُ عَن أبي عُبَيْدة، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ البقرةُ، فَلم يَخُصَّ الوَحشيَّةَ من غيرِها. والغَيْطَلة: الجَلَبة، يُقَال: سَمِعْتُ غَيْطَلتَهم وغَيْطَلاتِهم. وَغَيْطَلَةُ الحَربِ: كثرةُ أصواتِها وغُبارِها. وغُصونٌ مُغْطَئِلَّةٌ: ناعمةٌ مُلتَفَّةُ الأوراقِ، وَهَكَذَا يُروى قولُ الشَّاعِر: تَرَأَّدُ فِي غُصونٍ مُغْطَئِلَّهْ والغَياطِل: بَنو سَهْمٍ لأنّ أمَّهم الغَيْطَلةُ، وَقيل: إنّما سُمُّوا بالغَياطِل لأنّ رجلا مِنْهُم قَتَلَ جانَّاً، طافَ بالبيتِ سَبْعَاً، ثمّ خَرَجَ من المسجدِ فَقَتَله، فأظلمَتْ مكَّةُ حَتَّى فزِعوا من شِدّةِ الظُّلمةِ الَّتِي أصابَتْهم، والغَيْطَلة: الظُّلمةُ الشديدةُ، كَمَا فِي الرَّوضِ للسُّهَيْليِّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

غطل

1 غَطَلَتِ السَّمَآءُ (JK, O, K) يَوْمَنَا هٰذَا, (JK, O,) and ↓ أَغْطَلَت, (JK, O, K,) The sky has [by its becoming overcast] concealed the light of the sun [in this our day]: (JK:) or its دَجْن [or shade of the clouds in a rainy day, or its abundant rain, or its covering of clouds full of moisture, and dark, but containing no rain,] has overspread. (O, K.) A2: And غَطِلَ اللَّيْلُ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. غَطَلٌ, (TA,) The darkness of the night became confused. (K, TA.) 4 أَغْطَلَ see the preceding paragraph. Q. Q. 1 غَطْيَلَ, (O, K, TA,) with the ط before the ى, (K, * TA,) He was, or became, abundant in his property, or cattle, and his dependents, or relations and household, or servants, (O, K, TA,) and his weal. (O, TA.) A2: And غَيْطَلَ, (O, TA,) thus correctly in the following senses, accord. to the K غَطْيَلَ, but this is a mistake, (TA,) He made his traffic to be in beasts of the bovine kind, bulls or cows, (O, K, TA,) which are termed غَيْطَلٌ. (TA.) b2: And غَيْطَلَ القَوْمُ فِى الحَدِيثِ The people, or party, pushed on, pressed on, or were copious or profuse, in discourse; or entered into it; and their voices became high: (K, * TA:) on the authority of El-Hejeree. (TA.) [Accord. to the K غَطْيَلَ, which is said in the TA to be a mistake.] Q. Q. 4 اِغْطَأَلَّ It became heaped up, or it mounted, one part upon another: (A 'Obeyd, O, K, TA:) and so اِغْظَأَلَّ, mentioned by IKtt: (TA:) the former verb occurs in a verse of Hassán Ibn-Thábit, said of the sea. (O, TA.) b2: And, said of the heat, It rose, or became raised. (R, TA.) غَيْطَلٌ is pl. of ↓ غَيْطَلَةٌ, [or rather a coll. gen. n. of which the latter is the n. un.,] signifying Numerous dense or tangled trees: (S, O:) or the latter word signifies thus: (K:) or it (the latter) signifies also dense, or tangled, trees: (S, O:) or both signify thus: and also anything confused, or mixed: (Ham p. 213:) or the latter has this last meaning: and signifies also a collection of trees and of herbs; (AHn, TA;) and a collection of [the common tamarisks, called] طَرْفَآء; (K, TA;) as AHn says on one occasion. (TA.) b2: and [the former, or perhaps both words,] The light of the dawn when mingling with the darkness of the night. (Ham p. 213 [q. v.].) b3: And غَيْطَلُ الضُّحَى signifies حَيْثُ تَكُونُ الشَّمْسُ مِنْ مَشْرِقِهَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ مَغْرِبِهَا وَقْتَ الظُّهْرِ, (JK, O, and so in copies of the K,) or بَعْدَ الظُّهْرِ, (accord. to the text of the K in the TA,) or وَقْتَ العَصْرِ: (so in some copies of the K, as mentioned in the TK:) [the last is evidently the right reading; and the meaning, The period of the earlier part of the forenoon, after sunrise, when the sun is distant from its place of rising like as it is from its place of setting at the time of the عَصْر (q. v.): الظهر is probably an old mistranscription.]

A2: Also Beasts of the bovine kind, bulls or cows. (TA.) [See also غَيْطَلَةٌ, last explanation.] b2: And The cat: (K, TA:) as also خَيْطَلٌ: on the authority of Kr. (TA.) غَيْطَلَةٌ: see غَيْطَلٌ. b2: Also A company, or collection, (Th, K, TA,) of men: (K, TA:) or the assembling of men, and their becoming in a dense, or confused, state. (IAar, TA.) b3: and Darkness; as also ↓ غَيْطُولٌ; (K;) or the latter signifies confusedness of darkness; (IDrd, O;) or signifies also dense (lit. accumulated) darkness. (K. [The Arabs describe thick darkness as “ darknesses one above another: ” see Kur xxiv.

40.]) And The intricate and confused blackness of night: (S, O, K:) or غَيْطَلَةُ اللَّيْلِ signifies the confusedness and denseness of the darkness [of night]: and the pl. is غَيَاطِلُ. (TA.) b4: Also A confusion, or mixture, of cries or shouts or noises; (S, * O, * K;) and so ↓ غَيْطُولٌ: (IDrd, O, K:) غَيْطَلَاتٌ, pl. of the former, signifies clamours of men: and the sing., the numerous cries or shouts or noises, and the dust, of war, or battle. (TA.) b5: And The overpowering influence of drowsiness: (O, K:) [or so غَيْطَلَةُ نُعَاسٍ: pl. غَيَاطِلُ:] one says, رَيَّثَتْهُ غَيَاطِلُ النُّعَاسِ meaning غَوَالِبُهُ [i. e. The overpowering influences of drowsiness retarded him, or made him late]. (A, TA.) b6: And The means of happiness of the present world or state of existence: (K:) or غَيَاطِلُ الدُّنْيَا means those means of happiness: (O:) or this latter phrase means the consecutive means of happiness of the present world. (TA.) And The eating and drinking and rejoicing, with security. (Fr, O, K.) b7: And الغَيْطَلَةُ (accord. to Fr, as is said in the O and TA,) signifies المَالُ المُطْغِى

[as though most probably meaning Property that causes extravagance]: (O, K, TA:) [but from what SM remarks respecting it, I can only infer that he holds المُطْغِى to be an epithet applied to the cow as signifying “ having a youngling,”

which is termed طَغْيَا or طُغْيَا, (like المُعْجِلُ signifying “ having a calf,” which is termed عِجْلٌ, and several other epithets of the same form,) and in like manner applied to a collective number of cows, though I do not find it mentioned in this sense; i. e., that he understands; and would explain, المَالُ المُطْغِى as signifying The cattle, meaning cows, having younglings: but his derivation of it seems to be far-fetched; and perhaps he may have been led to assign this meaning to it by another explanation of غَيْطَلَةٌ with which it is agreeable, and which will be found in the next sentence:] it is not [he says] from طَغَا, aor. ـْ signifying أَسْرَفَ فِى الظُّلْمِ, as it seems to be at first sight; but from طَغَتْ said of the بَقَرَة وَحْشِيَّة, signifying صَاحَتْ, the like of which is also said of the ثَوْر. (TA.) b8: غَيْطَلَةٌ signifies also Such as has milk, of gazelles, or antelopes, and of beasts of the bovine kind [perhaps meaning of the wild species, i. e. bovine antelopes]; (S, O, K;) pl. غَيَاطِلُ: (S, O:) accord. to AO, the بَقَرَة وَحْشِيَّة [or bovine antelope]: (S, O:) Th says that it signifies the بَقَرَة [or beast of the bovine kind, bull or cow], not particularizing the wild species. (TA.) [See also غَيْطَلٌ, last explanation but one.]

غَيْطُولٌ: see غَيْطَلَةٌ, first quarter, in two places.

غُوطَالَةٌ i. q. رَوْضَةٌ [generally meaning A meadow]. (IAar, O, K.) شَجَرٌ مُغْطَئِلٌّ Dense, or tangled, trees. (JK. [See also غَيْطَلٌ.]) And غُصُونٌ Soft, or tender, branches, (O, TA,) having dense leaves. (TA.)
[غطل] الغَيْطَلُ. جمع غَيْطَلَةٍ، وهي الشجر الكثير الملتف. وقال امرؤ القيس: فظل يرنح في غيطل كما يستدير الحمار النعر والغيطلة: واحدة الغياطِلِ، وهي ذوات اللبن من الظباء والبقر. وأما قول زهير: كما استغاث بسئ فز غيطلة خاف العيون ولم ينظر به الحشك فيقال: هي الشجر الملتف، أي ولدته أمه في غيطلة. وقال أبو عبيدة: هي البقرة الوحشية. والغيطلة: جلبة القوم. وغيطلة الليل: التجاج سواده .
الْغَيْن والطاء وَاللَّام

غطلت السَّمَاء، واغطلّت: أطبق دجنُها.

وغَطِلَ اللَّيْل غَطَلاً: التبست ظُلمته.

والغَيطلة، والغَيطول: الظلمَة المُتراكمة.

والغيطل، والغَيطلة: الشّجر الْكثير المُلتف.

وَكَذَلِكَ العُشب.

وَقيل: هُوَ اجْتِمَاع الشّجر والتفافه. قَالَ أَبُو حنيفَة: الغيطلة: جمَاعَة الشّجر والعشب. وَقَالَ: وكل ملتف مُخْتَلف، غيطلة.

وَخص أَبُو حنيفَة مرّة بالغَيطلة: جمَاعَة الطَّرْفاء.

والغيطلة: الْبَقَرَة الوحشية.

وَقَالَ ثَعْلَب: هِيَ الْبَقَرَة، فَلم يخص الوحشية من غَيرهَا.

والغيطلة: الصَّوْت والجلبة.

وغيطلة الحَرب: كَثْرَة أصواتها وغُبارها.

وغيطلوا فِي الحَدِيث: افاضوا فِيهِ وَارْتَفَعت اصواتهم بِهِ، عَن الهجري.

والغَيطلة: اجْتِمَاع النَّاس والتفافهم، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغَيطله: الْــجَمَاعَة، عَن ثَعْلَب.

والغيطلة: غَلَبَة النعاس.

والغيطل: السنور، كالخَيطل، عَن كرَاع.

سِنْجُ

سِنْجُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه، وآخره جيم:
قريتان بمرو إحداهما يقال لها سنج عبّاد، ينسب إليها أبو منصور المظفّر بن أردشير الواعظ العبّادي، مات في سنة 547. وسنج أيضا: من أعظم قرى مرو الشاهجان على نهر هناك يكون طولها نحو الفرسخ إلّا أن عرضها قليل جدّا، بنيت دورها على النهر ثمّ صارت مدينة عظيمة، وقد فتحت عنوة ومرو فتحت صلحا، ينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السنجي، كثير الحديث وله تاريخ يروي عن عبد الرزاق بن همّام ويزيد بن هارون والأصمعي وغيرهم، روى عنه مسلم بن الحجّاج وأبو داود السجستاني وغيرهما، وكان عالما شاعرا أديبا، مات سنة 257، وأبو علي الحسن بن شعيب السنجي إمام الشافعية بمرو في عصره صاحب أبي بكر القفّال وأكثر تلامذته، جمع بين طريقتي العراق وخراسان، وهو أوّل من فعل ذلك وشرح فروع ابن الحداد شرحا لم يلحقه فيه أحد مع كثرة الشارحين له، وسمع الحديث مع أصحاب المحاملي، ومات سنة 436، ويحيى بن موسى السنجي، روى عن عبد الله العتكي، ومن المتأخرين أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الصمد الحفصي السنجي، كان فقيها إماما مدرّسا بمرو، سمع جماعة، منهم: أبو المظفّر السمعاني وأبو عبد الله محمد ابن الحسن المهربندقشائي وغيرهما، سمع منه أبو سعد السمعاني، ومولده سنة 458، ولم يذكر موته، وبينها وبين مرو أربعة فراسخ، ولما استولى الغزّ على خراسان وفتحوا البلاد ومرو نزلوا عليها فامتنعت عليهم شهرا كاملا ولم يقدروا على فتحها إلّا صلحا، وذلك في رجب سنة 550، وفي كتاب الفتوح:
رستاق سنج بأصبهان فتحه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وكان على مقدّمة ابن عامر في أيّام عثمان بن عفّان.

جَمَعَ 

(جَمَعَ) الْجِيمُ وَالْمِيمُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى تَضَامِّ الشَّيْءِ. يُقَالُ جَمَعْتُ الشَّيْءَ جَمْعًا. وَالْــجُمَّاعُ الْأُشَابَةُ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى. وَقَالَ أَبُو قَيْسٍ:

ثُمَّ تَجَلَّتْ وَلَنَا غَايَةٌ ... مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ

وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ إِذَا مَاتَتْ وَفِي بَطْنِهَا وَلَدٌ: مَاتَتْ بِجُمْعٍ. وَيُقَالُ هِيَ أَنْ تَمُوتَ الْمَرْأَةُ وَلَمْ يَمْسَسْهَا رَجُلٌ. وَمِنْهُ قَوْلُ الدَّهْنَاءِ " إِنِّي مِنْهُ بِجُمْعٍ ". وَالْجَامِعُ: الْأَتَانُ أَوَّلَ مَا تَحْمِلُ. وَقِدْرٌ جِمَاعٌ وَجَامِعَةٌ، وَهِيَ الْعَظِيمَةُ. وَالْجَمْعُ: كُلُّ لَوْنٍ مِنَ النَّخْلِ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ، يُقَالُ مَا أَكْثَرَ الْجَمْعَ فِي أَرْضِ بَنِي فُلَانٍ لِنَخْلٍ خَرَجَ مِنَ النَّوَى. وَيُقَالُ ضَرْبَتُهُ بِجُمْعِ كَفِّي وَجِمْعُ كَفِّي. وَتَقُولُ: نَهْبٌ مُجْمَعٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

وَكَأَنَّهَا بِالْجِزْعِ جِزْعِ نُبَايِعْ ... وَأُولَاتُ ذِي الْخَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعْ

وَتَقُولُ اسْتَجْمَعَ الْفَرَسُ جَرْيًا. وَجَمْعُ: مَكَّةُ، سُمِّي لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهِ وَكَذَلِكَ يَوْمُ [الْجُمُعَةِ] . وَأَجْمَعْتُ عَلَى الْأَمْرِ إِــجْمَاعًا وَأَجْمَعْتُهُ. قَالَ الْحَارِثُ ابْنُ حِلِّزَةَ:

أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ بِلَيْلٍ فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ وَيُقَالُ فَلَاةٌ مُجْمِعَةٌ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ فِيهَا وَلَا يَتَفَرَّقُونَ خَوْفَ الضَّلَالِ. وَالْجَوَامِعُ: الْأَغْلَالُ. وَالْجَمْعَاءُ مِنَ الْبَهَائِمِ وَغَيْرِهَا: الَّتِي لَمْ يَذْهَبْ مِنْ بَدَنِهَا شَيْءٌ. 

طُوسُ

طُوسُ:
قال بطليموس: طول طوس إحدى وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون، وهي في الإقليم الرابع، إن شئت صرفته لأن سكون وسطه قاوم إحدى العلّتين، واشتقاقه في الذي قبله: وهي مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما الطابران وللأخرى نوقان ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وبها قبر عليّ بن موسى الرّضا وبها أيضا قبر هارون الرشيد، وقال مسعر بن المهلهل:
وطوس أربع مدن: منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان، وبها آثار أبنية إسلامية جليلة، وبها دار حميد بن قحطبة، ومساحتها ميل في مثله، وفي بعض بساتينها قبر عليّ بن موسى الرضا وقبر الرشيد، وبينها وبين نيسابور قصر هائل عظيم محكم البنيان لم أر مثله علوّ جدران وإحكام بنيان، وفي داخله مقاصير تتحير في حسنها الأوهام وآزاج وأروقة وخزائن وحجر للخلوة، وسألت عن أمره فوجدت أهل البلد مجمعين على أنه من بناء بعض التبابعة وأنه كان قصد بلد الصين من اليمن فلما صار إلى هذا المكان رأى أن يخلّف حرمه وكنوزه وذخائره في مكان يسكن إليه ويسير متخففا فبنى هذا القصر وأجرى له نهرا عظيما آثاره بيّنة وأودعه كنوزه وذخائره وحرمه ومضى إلى الصين فبلغ ما أراد وانصرف فحمل بعض ما كان جعله في القصر وبقيت له فيه بعد أموال وذخائر تخفى أمكنتها وصفات مواضعها مكتوبة معه، فلم يزل على هذه الحال تجتاز به القوافل وتنزله السابلة ولا يعلمون منه شيئا حتى استبان ذلك واستخرجه أسعد بن أبي يعفر صاحب كحلان في أيامنا هذه لأن الصفة كانت وقعت إليه فوجّه قوما استخرجوها وحملوها إليه إلى اليمن، وقد خرج من طوس من أئمة أهل العلم والفقه ما لا يحصى، وحسبك بأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي وأبي الفتوح أخيه، وأما الغزالي أبو حامد فهو الإمام المشهور صاحب التصانيف التي ملأت الأرض طولا وعرضا، قرأ على أبي المعالي الجويني ودرس بالنظاميّة بعد أبي إسحاق ونال من الدنيا أربه ثم انقطع إلى العبادة فحجّ إلى بيت الله الحرام وقصد الشام وأقام بالبيت المقدّس مدة، وقيل: إنه قصد الإسكندرية وأقام بمنارتها ثم رجع إلى طوس وانقطع إلى العبادة فألزمه فخر الملك بن نظام الملك بالتدريس بمدرسته في نيسابور فامتنع وقال: أريد العبادة، فقال له: لا يحلّ لك أن تمنع المسلمين الفائدة منك، فدرّس ثم ترك التدريس ولزم منزله بطوس حتى مات بالطابران منها في رابع عشر جمادى الآخر سنة 505 ودفن بظاهر الطابران، وكان مولده سنة 450، ورثاه الأديب الأبيوردي فقال:
بكى على حجّة الإسلام حين ثوى ... من كل حيّ عظيم القدر أشرفه
وما لمن يمتري في الله عبرته ... على أبي حامد لاح يعنّفه
تلك الرزيّة تستهوي قوى جلدي، ... والطّرف تسهره والدمع تنزفه
فما له خلّة في الزّهد منكرة، ... ولا له شبه في الخلق نعرفه
مضى وأعظم مفقود فجعت به ... من لا نظير له في الخلق يخلفه
ومنها تميم بن محمد بن طمغاج أبو عبد الرحمن الطوسي صاحب المسند الحافظ، رحل وسمع بحمص سليمان بن سلمة الخياري، وبمصر محمد بن رمح وغيره، وبالجبال وخراسان إسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى الماسرجسي، وبالعراق عبد الرحمن بن واقد الواقدي وأحمد بن حنبل وهدبة بن خالد وشيبان ابن فرّوخ، روى عنه جماعة، منهم: عليّ بن جمشاد العدل وأبو بكر بن إبراهيم بن البدر صاحب الخلافيات وخلق سواهم، وقال الحاكم: تميم بن محمد ابن طمغاج أبو عبد الرحمن الطوسي محدث ثقة كثير الحديث والرحلة والتصنيف، جمع المسند الكبير ورأيته عند جماعة من مشايخنا، والوزير نظام الملك الحسن بن عليّ وغيرهم، وأهل خراسان يسمّون أهل طوس البقر، ولا أدري لم ذلك، وقال رجل يهجو نظام الملك:
لقد خرّب الطّوسيّ بلدة غزنة، ... فصبّ عليه الله مقلوب بلدته
هو الثور قرن الثور في حر أمّه، ... ومقلوب اسم الثور في جوف لحيته
وقال دعبل بن عليّ في قصيدة يمدح بها آل عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ويذكر قبري عليّ بن موسى والرشيد بطوس:
اربع بطوس على قبر الزكيّ به ... إن كنت تربع من دين على وطر
قبران في طوس: خير الناس كلّهم، ... وقبر شرّهم، هذا من العبر
ما ينفع الرّجس من قرب الزكيّ ولا ... على الزكيّ بقرب الرجس من ضرر
هيهات كلّ امرئ رهن بما كسبت ... يداه حقّا، فخذ ما شئت أو فذر
وطوس: من قرى بخارى، عن أبي سعد، ونسب إليها أبا جعفر رضوان بن عمران الطوسي من أهل بخارى، روى عن أسباط بن اليسع وأبي عبد الله بن أبي حفص، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيّام.

لأم

(لأم) الرجل نسبه إِلَى اللؤم وَالشَّيْء أصلحه
لأم
لأَمَ يَلأَم، لأْمًا، فهو لائم، والمفعول مَلْئوم (للمتعدِّي)
• لأَم بين الطَّرفين المتنازعين: أصلح بينهما ووافق.
• لأَم الطبيبُ الجُرْحَ: ضَمَّده، ضمَّه وشدَّه.
• لأَم فلانًا: أصلحه.
• لأَم الشّيءَ: وصله. 

لؤُمَ يَلؤُم، لُؤْمًا ولآمةً، فهو لائم ولئيم
• لؤُم الشَّخْصُ: دنُؤ وكان خسيسًا وضيعًا "لؤُم رغم المعاملة الحسنة- عامل جارَه بلؤم- إذا المرءُ لم يَدْنَس من اللُّؤم عرضُه ... فكلّ رداء يرتديه جميلُ- مَا أَكْرَمَهُنّ إِلاَّ كَرِيمٌ وَمَا أَهَانَهُنَّ إِلاَّ لَئِيمٌ [حديث] ". 

ألأمَ يُلئم، إلآمًا، فهو مُلئِم، والمفعول مُلأَم (للمتعدِّي)
• ألأم الشَّخصُ: أظهر خصالَ اللؤم.
• ألأم الطَّبيبُ الجُرْحَ: لأمه؛ أصلحه، ضمّه وشدّه. 

استلأمَ يستلئم، استلآمًا، فهو مُستلئِم
• استلأم الفارسُ: لبِس اللأْمة وهي الدّرع. 

التأمَ يلتئم، التئامًا، فهو مُلتَئِم
• التأم الجُرْحُ: مُطاوع لأَمَ: شُفِي، التحم وبرَأ "جراحات السِّنان لها التئامٌ ... ولا يلتام ما جرحَ اللسانُ" ° هذا كلام لا يلتئم على لساني: يشقّ على لساني نطقُه.
• التأم الشَّيئان: اتّفقا وتناسبَا "التأم حذاؤه مع ردائِه".
 • التأم المتظاهرون: اجتمعوا واتّفقوا، احتشدوا وتجمهروا "التأم الطُّلابُ/ الثُّوَّارُ"? التأم شملُهم: اجتمعوا. 

تلاءمَ يتلاءم، تلاؤُمًا، فهو مُتلائِم
• تلاءم الكلامُ ونحوُه: انتظم واتّسق "هذه الآراء لا تتلاءم مع بعضها- ألوانٌ متلائمة" ° تلاءم رأيُه مع رأيي.
• تلاءم الشَّيئان: اجتمعا واتّصلا "تلاءم موقفا الخَصْمَيْن".
• تلاءم القومُ: اجتمعوا واتّفقوا "تلاءمتِ القبائلُ المتناحرة". 

لاءمَ يلائم، ملاءمةً، فهو مُلائِم، والمفعول مُلاءَم (للمتعدِّي)
• لاءم بين شيئين/ لاءم بين فريقين: وافق بينهما، أصلح بينهما "لاءَم بين الأصدقاء/ الألوان/ خُطتين".
• لاءم الشَّيءَ: لأَمه؛ أصلحه وجمعه.
• لاءمه العملُ: وافقه، ناسبه "اختار مسكنًا يلائم صحّتَه- لاءَمه المناخُ" ° بيئة ملائمة: بيئة تتوفَّر فيها العواملُ الضّروريّة لوجود كائن حيّ عضويّ أو نوع من الأنواع الأحيائيَّة- غير ملائم: غير مناسب للظروف، بطريقة غير لائقة أو مناسبة. 

التئام [مفرد]:
1 - مصدر التأمَ.
2 - (سف) خلو الدليل أو المذهب من التناقض. 

تلاؤم [مفرد]:
1 - مصدر تلاءمَ.
2 - (مع) تكيُّف الــجماعة الواحدة أو توافقها مع الــجماعات الأخرى الموجودة في المجتمع، ممّا يؤدِّي إلى تكيُّف المجتمع وتوافقه ككلّ.
3 - (نف) خلق القدرة على التكيُّف مع البيئة. 

لأْم [مفرد]: مصدر لأَمَ. 

لُؤْم [مفرد]: مصدر لؤُمَ. 

لآمة [مفرد]: مصدر لؤُمَ. 

لَئيم [مفرد]: ج لِئام ولُؤماءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لؤُمَ. 

ملاءمة [مفرد]:
1 - مصدر لاءمَ.
2 - (مع) تكيُّف الفرد ونموّه مع البناء الاجتماعيّ ومسايرة كلّ ما هو جديد وحديث.
3 - (نف) تلاؤم؛ خلق القدرة على التكيُّف مع البيئة. 
(ل أ م) : (إذَا كَانَ) الْعِلْكُ مُصْلَحًا مُلْتَأَمًا الصَّوَابُ (مُلْتَئِمًا) بِالْهَمْزَةِ الْمَكْسُورَةِ وَفِي الْإِيضَاعِ إذَا كَانَ مَعْجُونًا أَمَّا إذَا كَانَ عِلْكًا لَمْ يَلْتَئِمْ بَعْدُ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ يَكُونُ دُقَاقًا يَتَفَتَّتُ وَيَتَكَسَّرُ ثُمَّ يُعْجَنُ وَيُصْلَحُ فَيَلْتَئِمُ أَيْ يَنْضَمُّ وَيَلْتَصِقُ وَيُسَمَّى حِينَئِذٍ مَعْمُولًا.
(لأم) - في الحديث : "أنَّه أَمَر الشَّجرتَيْن فجاءتَا فَلمّا كانَتَا بالمَنْصَفِ لَأمَ بَينهما"
: أي جَمَعَ. والتَأَمَ الشَيْئان وتَلاءَما: اتَّفَقَا.
- ومنه حديث ابنِ أمِّ مَكتُوم - رضي الله عنه -: "لى قَائِدٌ لَا يُلائِمُنِى"
: أي لا يُساعِدُني ولا يُوافِقُنى. ولَأمتُ الجُرحَ بالدَّوَاءِ؛ إذَا سَددَتَ صُدُوعَه.
ولأَمَ ولاَءمَ مقصُورٌ ومَمدُودٌ بمعنًى.
ل أ م: (اللَّئِيمُ) الدَّنِيءُ الْأَصْلِ الشَّحِيحُ النَّفْسِ. وَقَدْ (لَؤُمَ) بِالضَّمِّ (لُؤْمًا) وَ (مَلْأَمَةً) أَيْضًا وَ (لَآمَةً) . وَ (أَلْأَمَ إِلْآمًا) إِذَا صَنَعَ مَا يَدْعُوهُ النَّاسُ عَلَيْهِ لَئِيمًا. وَ (الْمِلْأَمُ) وَ (الْمِلْآمُ) بِوَزْنِ مِفْعَلٍ وَمِفْعَالٍ الَّذِي يَقُومُ بِعُذْرِ (اللِّئَامِ) . وَ (لَامَ) الْجُرْحَ وَالصَّدْعَ مِنْ بَابِ قَطَعَ إِذَا سَدَّهُ (فَالْتَأَمَ) . وَ (لَاءَمَ) بَيْنَ الْقَوْمِ (مُلَاءَمَةً) أَصْلَحَ وَجَمَعَ. وَإِذَا اتَّفَقَ الشَّيْئَانِ فَقَدِ (الْتَأَمَا) وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا طَعَامٌ لَا يُلَائِمُنِي، وَلَا تَقُلْ: لَا يُلَاوِمُنِي لِأَنَّهُ مِنَ اللَّوْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لِيَتَزَوَّجِ الرَّجُلُ لُمَتَهُ» أَيْ مِثْلَهُوَشَكْلَهُ وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الذَّاهِبَةِ مِنْ وَسَطِهِ. 
لأم: عند (فريتاج) مصدر مَلأمَةٌ (البربرية 398:1 و437:2).
تلاءم: توحد، ترابط الشيء بالشيء (باين سميث 1455، ابن دريد [رايت]).
تلاءم مع: انظرها عند (فوك) في مادة concordare.
تلاءم: سخِر. عبَث. هزئ (بوشر).
التأم ب: التحم، التصق (فوك).
التأم ب: تسلح بالزرد (النويري، أفريقية 50):
إذا التثموا بالريط خلتَ وجوههم ... أزاهر تبدو من فتوق الكمائمِ
أو التأموا بالسابرية ابرزوا ... عيون الأفاعي من جلود الأراقمِ
استلأم السلاح: تسلّح (انظر ابن صاحب الصلاة: استلأموا السلاح وركبوا خيولهم).
لأمة: بخل شديد (بوشر).
لئيم: ساخر، هزئ بالآخرين سخرية رديئة وبغيضة (بوشر).
الأم: وجمعها ألائم (الكامل للمبرد 271، 6).
ملأم الماء: مجمع المياه (أبو الوليد 629، 16 سعديا المزامير).
ملايمات (اسم جمع) فرِزجة (كعكة تقحم في المهبل لمنع الحمل أو لتصحيح وضع الرحم) (ابن وافد 7): حملان الوشائع المعروفة بالملايمات في العضو المذكور.
ل أ م

صدعٌ ملتئم ومتلائم، وقد لاءمته ملاءمة ولأمته، وفلان لا يلائمني: لا يوافقني. وريش لؤام: خلاف لغاب إذا التقى بطن قذّة وظهر أخرى، وسهمٌ لأمٌ: مريش باللؤام وبه فسّر: كرّك لأمين على نابل. ولبس لأمته وهي الدّرع المحكمة الملتئمة، ولبسوا اللأم، وقيل: اللؤم كقرية وقرًى. وقال المتلمس:

وعليه من لأم الكتائب لأمةٌ ... فضفاضة فيما يقوم ويجلس

واستلأم: تدرّع. ولؤم فلان لؤماً ولآمةً، وهو من اللئام واللؤماء، وهو لئيم ملأمٌ: ملوم منسوب إلى اللؤم. ورجل ملأم: للذي يعذر اللئام ويذبّ عنهم.

ومن المجاز والكناية: هذا طعام لا يلائمني. وما التأمت عيني حتى فعل كذا أي ما ثقفه بصري. وهذا كلام لا يلتئم على لساني. ورجل لؤمة: يحكى ما يصنع غيره. واستلأم الرجل الخال لابنه: إذا تزوج في اللئام، ونقيضه: استكرم الخال لابنه.

ل

أم1 لَؤُمَ He was base, base-born, low, ignoble, ungenerous, mean, sordid; (S:) contr. of كَرُمَ. (K.) See لَئِيمٌ. b2: لَأَمَ: see also ظَاهَرَ.3 لَآءَمْتُ بَيْنَ القَوْمِ, inf. n. مُلَآءَمَةٌ, I reconciled the people, (S, Msb,) and brought them together. (S.) b2: لَآءَمَهُ He was suited to him as a companion: see 5 in art. زوى. b3: لَآءَمَهُ It (food, T, and an affair, M) suited him. (T, M.) b4: And i. q. لَا زَمَهُ. (T.) b5: And It coalesced, or united, with it.8 اِلْتَأَمَ It (a wound, and a crack) became coalesced, consolidated, closed, or closed up: (S:) it (a hole, or rent,) became repaired. (Msb.) b2: اِلْتَأَمَا They (two things) agreed together, or became consistent. (S, Msb.) b3: اِلْتَأَمَ It drew, and stuck, together; coalesced; or consolidated. (Mgh.) لُؤْمَةٌ: see لُؤَمَةٌ.

لُؤَمَةٌ, (S, K,) or ↓ لُؤْمَةٌ, (M, IB,) The whole apparatus, or gear, of the plough: (AHn, S, M, K:) or its iron [or share] and its wooden parts: (M:) or the سِنَّة [or ploughshare] with which the earth is ploughed up, and which, when upon the plough, is termed عِيَانٌ, pl. عين: (IAar, TA:) the سِكَّة. (IB, TA.) See عِيَانٌ.

رَجُلٌ جَمِيعُ اللَّأْمَةِ: see جَمِيعٌ.

لَئِيمٌ Mean; ungenerous; sordid; ignoble; base; base-born; contr. of كَرِيمٌ. (K, &c.) See لَؤُمَ.

أَلَائِمُ الأُمُورِ: see مَدَاقّ.

أَلْأَمُ Baser, and basest; &c.: see an ex. voce زَكْمَةٌ.

المُلَآءَمَةُ i. q. الاِجْتِمَاعُ: see اِسْتَلَمَ.

رِيشٌ مُتَلَائِمٌ i. q.. لُؤَامٌ. See لَفَتَ.
[لأم] نه: فيه: لما انصرف صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع "لأمته"، هو بالهمزة: الدرع، وقيل: السلاح، ولأم الحرب: أداته، وقد تخفف الهمزة. ومنه ح: وأكملوا "اللؤم" هو جمع لأمة بغير قياس فكأنه جمع لؤمة. ن: ومنه: نرهنك "اللأمة"، قوله: واعده أن يأتيه بالحارث، وأبو عبس هو عطف على مستتر: ويأتيه، وروى: وأبي عبس، وهو ظاهر. ك: هو من المعاريض المباحة، قوله: قائل بشعره، أي آخذ به، ودونكم، أي خذوه، قوله: أبو عبس والحارث وعباد، فإن قيل: هم ثلاثة والمجمل رجلان؟ قلت: هذا في رواية غير عمرو. وفيه: "يستلئم" للقتال، أي يلبس اللأمة. نه: وفيه: إنه أمر الشجرتين فجاءتا فلما كانتا بالمنصف "لأم" بينهما، يقال: لأم ولاءم بين الشيئين- إذا جمع بينهما ووافق، وتلاءما والتأما بمعنى. ن: لأم بينهما- بهمزة مقصورة وممدودة، وفي بعضها: ألأم، وهو مصحف. وح: ثم "لأمه"، بوزن ضربه، وفيه لغة بالمد أي جمعه وضم بعضه إلى بعض. نه: وفيه: لي قائد لا "يلائمني"، أي يوافقني، وقد تخفف الهمزة ياء، ويروى: يلاومني- بالواو، وهو تحريف من الراوي لأنه مفاعلة من اللوم. ج: الرواية: يلاومني، ولا يلائم. ط: "فتلتئم" عليه فيختلف أضلاعه، التأم إذا اجتمع، والاختلاف: إدخال شيء في شيء، أي يقرب كل جانب من القبر إلى الجانب الآخر ويضمه ويعصره. نه: وفيه: من "لايمكم" من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون، روى بياء منقلبة عن همزة. ط: لا تعذبوا خلق الله، أي أنتم وهم سواء في مخلوقيته فلا تعذبوهم.
لأم: اللُّؤْمُ: البُخْلُ، وكذلك اللآَّمَةُ، والفِعْلُ: لَؤُمَ؛ فهو لَئِيْمٌ ولِيْمٌ.
واللاّمَةُ: النَّقِيْصةُ. والعارُ. والأَمْرُ تُلاَمُ عليه.
ولَئِيْمٌ مُلْئِمٌ: أي يُلْئِمُ غَيْرَه. والمِلأَمُ: الذي يَعْذِرُ اللِّئامَ ويَقُوْمُ بعُذْرِهِم. واسْتَلأَمَ: تَزَوَّجَ في اللِّئَامِ. وقَوْمٌ لُؤْمَانٌ ولُؤَمَاءُ.
واللأْمَةُ: الدِّرْعُ، واسْتَلأَمَ الرَّجُلُ: لَبِسَها، وجَمْعُ اللأْمَةِ: لُؤُوْمٌ ولأْمٌ.
واللأْمُ من كُلِّ شَيْءٍ: الشَّدِيْدُ؛ حَتّى الفَرَسِ المُلَزَّزِ الخَلْقِ.
ولأْمُ الإِنْسَانِ: شَخْصُه.
والْتَأَمَ الشَّيْئانِ: اتَّفَقَا. واللُّؤَمُ: المُلاَءَمَةُ والمُوَافَقَةُ.
ولأَمْتُ الجُرْحَ بالدَّوَاءِ: إذا سَدَدْتَ صُدُوْعَه.
ولا تَطْمَعْ في لِئْمِ القَوْمِ: أي في صَلاَحِهِم وتَلاَؤُمِ أمْرِهم.
واللِّئْمُ: العَسَلُ؛ لأنَّه يُلاَئِمُ كُلَّ أَحَدٍ.
ورِيْشٌ لُؤَامٌ: إذا رِيْشَ به السَّهْمُ فالْتَأَمَتِ الظُّهْرَانُ ورَافَقَ بَعْضُها بَعْضاً.
واللأْمُ: السَّهْمُ المَرِيْشُ بالرِّيْشِ اللُّؤَامِ.
واللُّؤَامَةُ: الحاجَةُ، وجَمْعُها لُؤَامَاتٌ. وما الْتَأَمَتْ عليه عَيْنِي حَتّى فَعَلَ كذا: أي ما ثَقِفَه بَصَري.
ورَجُلٌ لُؤَمَةٌ: يَحْكي ما يَصْنَعُ غَيْرُه، ومنه قَوْلُهم: " لَوْلا اللُّؤَامُ هَلَكَتْ جُذَام " أي المُلاَءَمَةُ.
[ل أم] اللُّؤْمُ ضِدُّ العِتْقِ والكَرَمِ وَقَدْ لَؤُمَ لُؤْمًا فَهُو لَئِيمٌ مِن قَوْمٍ لِئَامٍ وَلُؤَمَاءَ وَمَلأَمَانٌ والأُنْثَى مَلأَمَانَةٌ وَقَالُوا فِي النِّدَاءِ يا لأْمَانُ ويَا مَلأَمُ ويَا مَلأَمَانُ وَأَلأَمَ أَظْهَرَ خِصَالَ اللُؤْمِ وَأَلأَمَ وَلَدَ اللِّئَامَ هذه عن ابنِ الأَعرابيّ وَاستَلأَمَ أَصْهَارًا اتَّخَذَ أَصْهَارًا لِئَامًا وَاستَلأَمَ أَبًا كَانَ لَهُ أَبٌ لَئِيْمٌ وَلأمَهُ نَسَبَهُ إِلَى اللُّوْمِ وَأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ (يَرُومُ أَذَى الأَحرار كُلُّ مُلأَمٍ ... وَيَنْطِقُ بالعَوْرَاءِ مَنْ كانَ مُعْوِرَا)

وَالمِلأَمُ وَالمِلآمُ الَّذِي يَعْذِرُ اللِّئَامَ وَقَدْ تلاءَمَ القَومُ وَالتَأَمُوا اجْتَمَعُوا وَاتَّفَقُوا وَلأمَ الشيءَ لأمًا وَلاءَمَهُ وَلأَّمَهُ وَأَلأَمَهُ أَصْلَحَهُ فَالتَأَمَ وَتَلأَمَ وَتَلاءَمَ وَلاءَمَنِي الأَمَرُ وَافَقَنِي وَرِيْشٌ لُؤَامٌ يُلائِمُ بَعْضُهُ بَعْضًا وهُو ما كانَ بَطْنُ القُذَّةِ مِنهُ يَلِي ظَهْرَ الأُخْرى وهُو أَجْوَدُ مَا يكونُ وسَهْمٌ لأمٌ عليهِ رِيشٌ لُؤَامٌ وَلأَمَ السَّهْمَ لأْمًا جَعَلَ عليه ريشًا لُؤَامًا وَفُلانٌ لِئْمُ فُلانٍ ولِئامُهُ أي مِثْلُهُ وَشِبْهُهُ والجَمْعُ أَلآمٌ ولِئَامٌ عن ابنِ الأَعرابيّ وَأَنشد

(أَتَقْعُدُ العَامَ لا تَجْنِي على أحدٍ ... مُجَنَّبِينَ وهذا النّاسُ ألآمُ)

وقالوا لولا اللُّؤَامُ هَلَكَ اللِّئَامُ قيلَ معَناهُ الأمْثَالُ وقيلَ المُتَلائِمُون واللِّئْمُ السيف قال

(وَلِئْمُكَ ذُو زِريَّن مَصقُولُ ... )

واللأْمُ الشَّديدُ من كُلِّ شَيءٍ واللأْمَةُ واللُّؤْمَةُ مَتَاعُ الرَّحْلِ مِنَ الأَشِلَّةِ والوَلايا قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ

(حَتَّى تَعَاوَنَ مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ ... منَ التَّنَاوِيرِ شَكْلُ العَينِ في اللُّؤَمِ)

واللأُمَةُ الدِّرْعُ وَجَمْعُهَا لُؤَمٌ على غير قياسٍ واستَلأَمَ لأْمَتَهُ وَتَلأَّمَهَا الأَخيرَةُ عَن أَبِي عُبَيدَةَ لَبِسَهَا وَجَاءَ مُلأَّمًا عَلَيْهِ لأْمَةٌ قال (وَعَنْتَرَةُ الفَلْحَاءُ جَاءَ مُلأَمًا... كأَنَّكَ فِنْدٌ مِن عَمايَةَ أَسْوَدُ)

قال الفَلْحَاءُ فأَنَّثَ حَمْلاً لَهُ عَلَى لَفْظِ عَنْتَرَةَ لمكانِ الهَاءِ أَلا تَرَى أَنَّهُ لَمَّا استَغْنَى عَن ذَلكَ رَدَّهُ إِلى التذكِيرِ فقالَ كَأَنَّكَ واللأْمَةُ السِّلاَحُ كُلُّها عن ابن الأعرابي وقَدْ استَلأَمَ بِهَا واستَلأَمَ الحَجَرَ منَ المُلاءَمَةِ عَنْهُ أَيضًا وَأَمَّا يَعقُوبُ فقالَ هُو مِنَ التَّلاَمِ وقد تَقَدَّمَ واللُّؤْمَةُ جَمَاعَةُ أَدَاةِ الفَدَّانِ قاله أَبُو حِنِيفة وقال مَرَّةً هِي جِمَاعُ آلَةِ الفَدَّانِ حَدِيْدُهَا وَعِيْدَانُهَا

لأم: اللُّؤْم: ضد العِتْقِ والكَرَمِ. واللَّئِيمُ: الدَّنيءُ الأَصلِ

الشحيحُ النفس، وقد لَؤُم الرجلُ، بالضم، يَلْؤُم لُؤْماً، على فُعْلٍ،

ومَلأَمةً على مَفْعَلةٍ، ولآمةً على فَعالةَ، فهو لَئِيمٌ من قوم لِئامٍ

ولُؤَماءَ، ومَلأَمانُ؛ وقد جاء في الشعر أَلائمُ على غير قياس؛ قال:

إِذا زالَ عنكمْ أَسْودُ العينِ كنتُمُ

كِراماً، وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ

وأَسْودُ العين: جبل معروف، والأُنثى مَلأَمانةٌ. وقالوا في النِّداء:

يا مَلأَمانُ خلاف قولك يا مَكْرَمانُ. ويقال للرجل إِذا سُبَّ: يا

لُؤْمانُ ويا مَلأمانُ ويا مَلأمُ. وأَلأَمَ: أَظْهَرَ

خصالَ اللُّؤْم. ويقال: قد أَلأمَ الرجل إِلآماً إِذا صنع ما يدعوه

الناس عليه لَئيماً، فهو مُلْئِمٌ. وأَلأمَ: ولَدَ اللِّئامَ؛ هذه عن ابن

الأَعرابي، واسْتَلأمَ أَصْهاراً

(* قوله «واستلأم اصهاراً لئاماً» هكذا في

الأصل، وعبارة القاموس: واستلأم أصهاراً اتخذهم لئاماً). لِئاماً،

واسْتلأمَ أَباً إِذا كان له أَبٌ سوءٌ لئيمٌ ولأَّمَه: نسبَه

(* قوله «ولأمه

نسبه إلخ» عبارة شرح القاموس: ورجل ملأم كمعظم منسوب إلى اللؤم وكذا ملآم،

وأنشد ابن الأَعرابي:

يروم أذى الأحرار كلّ ملأم). إِلى اللُّؤْمِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

يرومُ أَذَى الأَحرارِ كلُّ مُلأَّمٍ،

ويَنْطِقُ بالعَوْراء مَن كانَ مُعْوِرا

والمِلأمُ والمِلآمُ: الذي يُعْذِرُ اللِّئامَ. والمُلْئِمُ: الذي يأْتي

اللِّئام. والمُلْئِمُ: الذي يأْتي اللِّئام. والمُلْئِمُ: الرجل

اللَّئيم. والمِلأمُ والمِلآمُ على مِفْعَل ومِفْعال: الذي يقوم يُعْذِرُ

اللئام. والَّلأْم: الاتفاقُ: وقد تلاءمَ القومُ والْتأَمُوا: اجتمعوا

واتَّفقوا. وتَلاءَمَ الشيئان إِذا اجتمعا واتصلا. ويقال: الْتأَم الفَرِيقان

والرجلان إِذا تَصالحا واجتمعا؛ ومنه قول الأَعشى:

يَظُنُّ الناسُ بالمَلِكيـ

ـن أَنَّهما قد الْتَأَما

فإِنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهما،

فإِنَّ الأَمْرَ قد فَقِما

وهذا طعامٌ يُلائُمني أَي يوافقني، ولا تقل يُلاوِمني. وفي حديث ابن

أُمّ مكتوم: لي قائدٌ لا يُلائُمني أَي يُوافِقني ويُساعدني، وقد تخفف

الهمزة فتصير ياء، ويروى يُلاوِمني، بالواو، ولا أَصل له، وهو تحريف من

الرُّواة، لأَن المُلاوَمة مُفاعَلة من اللَّوْم. وفي حديث أَبي ذر: مَن

لايَمَسكم من مملوكِيكم فأَطْعِموه مما تأْكلون؛ قال ابن الأَثير: هكذا يروى

بالياء منقلبة عن الهمزة، والأَصل لاءَمكم. ولأَم الشيءَ لأْماً ولاءَمَه

ولأَّمَه وأَلأَمَه: أَصلحه فالْتَأَمَ وتَلأَّمَ. واللِّئْمُ: الصلح،

مهموز. ولاءَمْت بين الفريقين إِذا أَصلحت بينهما. وشيء لأْمٌ أَي مُلْتئِم.

ولاءمْت بين القوم مُلاءمة إِذا أَصلحتَ وجمعت، وإِذا اتَّفق الشيئان

فقد التَأَما؛ ومنه قولهم: هذا طعامٌ لا يُلائمُني، ولا تقل يُلاوِمُني،

فإِنما هذا من اللَّوْم. واللِّئْم: الصُّلح والاتفاقُ بين الناس؛ وأَنشد

ثعلب:

إِذا دُعِيَتْ يَوْماً نُمَيْرُ بنُ غالب،

رأَيت وُجوهاً قد تَبَيَّنَ لِيمُها

وليَّن الهمز كما يُلَيَّنُ في اللِّيام جمع اللَّئيم. واللِّئْم:

فِعْلٌ من الملاءَمة، ومعناه الصلح. ولاءَمَني الأَمرُ: وافقني. وريشٌ

لُؤَامٌ: يُلائم بعضُه بعضاً، وهو ما كان بَطْنُ القُذَّة منه يلي

ظَهْرَ الأُخرى، وهو أَجود ما يكون، فإِذا التقى بَطْنان أَو ظَهْران فهو لُغاب

ولَغْب؛ وقال أَوْس بن حَجَر:

يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكبٍ

ظُهارٍ لُؤامٍ، فهو أَعْجَفُ شاسِفُ

وسهم لأْمٌ: عليه ريشٌ لُؤامٌ؛ ومنه قول امرئ القيس:

نَطْعَنهم سُلْكَى ومُخْلوجةً،

لَفْتَكَ لأْمَيْنِ على نابِل

ويروى: كَرَّكَ لأْمَيْنِ. ولأَمْتُ السهم، مثل فَعَلْت: جعلت له

لُؤاماً. واللُّؤامُ: القُذَذُ الملتَئِمة، وهي التي يلي بطنُ القُذّة منها

ظهرَ الأُخرى، وهو أَجود ما يكون ولأَم السهمَ لأْماً: جعل عليه ريشاً

لُؤاماً. والْتَأَمَ الجرحُ التِئاماً إِذا بَرَأَ والتَحَمَ. الليث:

أَلأَمْتُ الجُرحَ بالدَّواء وألأَمْتُ القُمْقُم إِذا سدَدْت صُدوعَه، ولأَمْت

الجرحَ والصَّدْعَ إِذا سددته فالتأَم. وفي حديث جابر: أَنه أَمر

الشَّجَرَتَين فجاءتا، فلما كانتا بالمَنْصَفِ لأم بينهما. يقال: لأَمَ ولاءَمَ

بين الشيئين إِذا جمع بينهما ووافق. وتلاءَمَ الشيئان والْتَأَما بمعنى.

وفلانٌ لَِئْمُ فلانٍ ولِئامُه أَي مثلُه وشِبهه، والجمع أَلآمٌ ولِئامٌ؛

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَنَقْعُد العامَ لا نَجْني على أَحدٍ

مُجَنَّدِينَ، وهذا الناسُ أَلآمُ؟

وقالوا: لولا الوِئام هلك اللِّئام؛ قيل: معناه الأَمثال، وقيل:

المتلائمون. وفي حديث عمر: أَن شابَة زُوِّجت شيخاً فقتلته، فقال: أَيها الناس،

ليَنْكِح الرجلُ لُمَتَه من النساء، ولتَنْكِح المرأَةُ لُمَتها من

الرجال أَي شكله وتِرْبَه ومثلَه، والهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه؛

وأَنشد ابن بري:

فإِن نَعْبُرْ فإِنَّ لنا لُماتٍ،

وإِن نَغْبُرْ فنحنُ على نُدورِ

أَي سنموت لا محالة. وقوله لُمات أَي أَشباهاً. واللُّمَة أَيضاً:

الــجماعة من الرجال ما بين الثلاثة إِلى العشرة. واللِّئْمُ: السيْف؛

قال:ولِئْمُك ذُو زِرَّيْنِ مَصْقولُ

والَّلأْمُ: الشديد من كل شيء. والَّلأْمةُ واللُّؤْمةُ: متاع الرجل من

الأَشِلّةِ والوَلايا؛ قال عديّ بن زيد:

حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ

من التَناويرِ، شَكْل العِهْنِ في اللُّؤَمِ

والَّلأْمةُ: الدرع، وجمعها لُؤَم، مِثل فُعَل، وهذا على غير قياس. وفي

حديث عليّ، كرم الله وجهه: كان يُحرِّضُ أَصحابَه يقول تَجَلْبَبُوا

السكِينةَ وأَكمِلُوا اللُّؤَمَ؛ هو جمع لأْمة على غير قياس فكأَنَّ واحدَته

لُؤْمة. واسْتَلأَم لأْمَتَه وتلأَّمَها؛ الأَخيرة عن أَبي عبيدة:

لَبِسَها. وجاء مُلأَّماً عليه لأْمَةٌ؛ قال:

وعَنْتَرة الفَلْحاء جاء مُلأَّماً،

كأَنَّكَ فِنْدٌ مِن عَمايةَ أَسْودُ

(* قوله «كأنك» تقدم له في مادة فلح: كأنه)

قال الفَلْحاء فأَنَّث حملاً له على لفظ عنترة لمكان الهاء، أَلا ترى

أَنه لما استغنى عن ذلك ردّه إِلى التذكير فقال كأَنَّك؟ والَّلأْمةُ:

السّلاح؛ كلها عن ابن الأَعرابي. وقد اسْتَلأَم الرجلُ إِذا لبِس ما عنده من

عُدّةٍ رُمْحٍ وبيضة ومِغْفَر وسيف ونَبْل؛ قال عنترة:

إِن تُغْدِفي دُوني القِناعَ، فإِنَّني

طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ

الجوهري: اللأْم جمع لأْمة وهي الدرع، ويجمع أَيضاً على لُؤَم مثل

نُغَر، على غير قياس أَنه جمع لُؤْمة. غيره: اسْتَلأَم الرجلُ لبِس اللأْمة.

والمُلأَّم، بالتشديد: المُدَرَّع. وفي الحديث: لما انصرف النبي، صلى الله

عليه وسلم، من الخَنْدقِ ووضَع لأْمته أَتاه جبريلُ، عليه السلام،

فأَمره بالخروج إِلى بني قُرَيْظة؛ اللأْمة، مهموزةً: الدرعُ، وقيل: السلاح.

ولأْمةُ الحرب: أَداتها، وقد يترك الهمز تخفيفاً. ويقال للسيف لأْمة

وللرمح لأْمة، وإِنما سمّي لأْمةً لأَنها تُلائم الجسد وتلازمه؛ وقال بعضهم:

الَّلأْمة الدرع الحصِينة، سميت لأْمة لإِحْكامِها وجودة حلَقِها؛ قال ابن

أَبي الحُقَيق فجعل اللأْمة البَيْضَ:

بفَيْلَقٍ تُسْقِطُ الأحْبالَ رؤيتُها،

مُسْتَلْئِمِي البَيْضِ من فوق السَّرابِيل

وقال الأَعشى فجعل اللأْمة السلام كله:

وقُوفاً بما كان من لأْمَةٍ،

وهنَّ صِيامٌ يَلُكْنَ اللُّجُم

وقال غيره فجعل الَّلأْمة الدرع وفروجها بين يديها ومن خلفها:

كأَنَّ فُروجَ الَّلأمةِ السَّرْد شَكَّها،

على نفسِه، عَبْلُ الذِّراعَيْن مُخْدِرُ

واسْتَلأَم الحَجَر: من المُلاءَمة، عنه أَيضاً، وأَما يعقوب فقال: هو

من السِّلام، وهو مذكور في موضعه.

واللُّؤْمة: جماعة أَداةِ

الفدَّان؛ قاله أَبو حنيفة، وقال مرة: هي جماع آلة الفدّان حديدها

وعيدانها. الجوهري: اللُّؤْمة جماعةُ أَداة الفدّان، وكل ما يبخل به الإنسان

لحسنه من متاع البيت. ابن الأَعرابي: اللُّؤْمة السِّنَّة التي تحرث بها

الأَرض، فإِذا كانت على الفدّان فهي العِيانُ، وجمعها عُيُنٌ. قال ابن

بري: اللُّؤْمة السِّكَّة؛ قال:

كالثَّوْرِ تحت اللُّؤْمةِ المُكَبِّس

أَي المُطأْطئ الرأْس.

وَلأْم: اسم رجل؛ قال:

إِلى أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأْم،

ليَقْضِيَ حاجَتي فِيمنْ قَضاها

فما وَطِئَ الحصى مثلُ ابن سُعْدى،

ولا لَبس النِّعالَ ولا احْتَذاها

لأم

( {اللُّؤْمُ، بِالضَّمِّ: ضِدُّ) العِتْقِ و (الكَرَمِ) . ومَرَّ لَهُ فِي الكَرَم أَنه ضِدُّ اللُّؤْمِ، وعَابَ جَمَاعةٌ عَلَيْهِ، وَوَقَع فِي شَرْحِ الشَّواهِد للعَيْنِيّ أَنَّ اللُّؤْمَ أَن يَجْتَمِعَ فِي الإنْسَانِ الشُّحُّ ومَهانَةُ النَّفْسِ ودَنَاءَةُ الآبَاءِ، وَهُوَ مِنْ أَذَمِّ مَا يُهْجَى بِهِ، وقَدْ (} لَؤُم، كَكَرُم {لُؤْمًا، بِالضَّمِّ فَهُوَ:} لَئِيمٌ) دَنِىءُ الأصْلِ شَحِيحُ النَّفْسِ، (ج: {لِئامٌ) ، بِالكَسْرِ (} ولُؤْمَاءُ) ، كَكُرَمَاء ( {ولُؤْمَانٌ) ، بِالضَّمِّ، كَسَرِيعٍ وسُرْعَانٍ.
(} وأَلأَمَ) الرَّجلُ: (وَلَدَهم) أيِ: اللِّئَامَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ.
(أَوْ) {ألأَمَ: (أَظْهَرَ خِصَالَهُمْ) ، أَو صَنَع مَا يَدْعُوه النَّاسُ عَلَيْهِ لَئِيمًا.
(و) ألأَمَ (القُمْقُمَ: سَدَّ صُدُوعَهُ) } فالْتَأَمَتْ.
(و) قَالُوا فِي النِّدَاءِ: (يَا {مَلأَمَانُ) خِلافُ قَوْلِك: يَا مَكْرَمَانُ، كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) يُقالُ للرَّجُلِ إذَا سُبَّ: (يَا} مَلأَمُ ويَا {لأَمَانُ، ويُضَمُّ، أَيْ: يَا لَئِيمُ) .
و (} لأَمَه، كَمَنَعَه: نَسَبَه إِلَى اللُّؤْمِ) .
(و) {لأَمَ (السَّهْمَ) } لأْمًا: (جَعَلَ عَلَيْه رِيشًا {لُؤَامًا) .} واللُّؤَامُ هِيَ القُذَذُ المُلْتَئِمَة، وَهِي الّتي تَلِي بَطْنُ القُذَّةِ مِنْهَا ظَهْرَ الأخْرَى، وَهُوَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ.
(و) لأَمَ (فُلانًا) : أَصْلَحَه، ( {كَأَلأَمَهُ،} ولأَّمَهُ) ، بِالتَّشْدِيدِ، ( {ولاَءَمَه) على فَاعَلَه (} فَالْتَأَمَ، {وتَلأَّمَ،} وتَلاءَمَ) ، كافْتَعَل وتَفَعَّل وتَفَاعَل. يُقَال: {لاءَمتُ بَيْنَ القَوْم} مُلاءَمَةً، إِذَا أَصلَحْتَ وجَمَعْتَ، وإِذَا اتَّفَقَ الشَّيْئَان فَقَد تَلأَّمَا والْتَأَمَا.
( {والمَلأَمُ، كَمَقْعَدٍ، ومِنْبَرٍ، ومِصْبَاحٍ) ، وعَلَى الأخِيرَيْنِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي زَيْدٍ، قَالَ: هُوَ (مَنْ) يَقُومُ (يُعْذَرُ} اللّئَامَ) . وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: {المَلأَم: الَّذِي يقومُ بعُذْر} اللِّئَام، زَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: ويَذُبُّ عَنْهُم.
( {واسْتَلأَمَ أَصْهَارًا: اتَّخَذَهُمْ} لِئَامًا، وتَزَوَّجَ فِي {اللِّئَامِ) ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) } اسْتَلأَمَ: (لَبِسَ {اللأْمَةَ) ، فَهُوَ مُسْتَلْئِمٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِنَاعَ فإنّنِي ... طَبٌّ بِأَخْذِ الفَارِسِ} المُسْتَلْئِمِ)

{واللأْمَةُ: اسْمٌ (لِلدِّرْعِ) كَمَا فِي الصِّحاحِ، زَادَ بَعْضُهم: الحَصِينَةِ، سُمِّيَتْ لإحْكَامِها وَجَوْدَةِ حِلَقِها، وَمِنْه قَولُ الشَّاعر:
(كَأَنَّ فُرُوجَ} اللأْمةِ السَّرْدِ شَكَّهَا ... على نَفْسِه عَبْلُ الذَّرَاعَيْنِ مُخْدِرُ)

وقِيلَ: عُدَّةُ السَّلاحِ من رُمْحٍ وبَيْضَةٍ ومِغْفَرٍ وسَيْفٍ ونَبْلٍ، وَمِنْه قَولُ الأعِشَى:
(وُقُوفًا بِمَا كَانَ مِنْ {لأْمَةٍ ... وهُنَّ صِيامٌ يَلُكْنَ اللُّجُمْ)

وخَصَّها ابنُ أَبِي الحُقَيْقِ بِالبَيْضِ فَقالَ:
(بفَيْلَقٍ تُسْقِطُ الأَحْبَالَ رُؤْيَتُها ... } مُسْتَلْئِمِي البَيْضِ مِنْ فَوْقِ السَّرَابِيلِ)

وأَمَّا حَدِيثُ الخَنْدَقِ: " لَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ [
] من الخَنْدَقِ وَوَضَعَ لأْمَتَه أَتَاه جِبريلُ عَلَيْهِ السَّلام، فأَمَرَهُ بِالخُروجِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ "، فَقِيلَ: الدِّرْعُ، وقِيل: السَّلاحُ كلُّه.
وَقد يُتْرَكُ الهَمْزُ تَخْفِيفًا، [و] يُقَال للسَّيْفِ: {لأمَةٌ ولِلرُّمْحِ: لأْمَةٌ، وإنَّمَا سُمِّيَتْ لأنَّهَا} تُلائِمُ الجَسَدَ وتُلازِمُه، (وجَمْعُها: {لأْمٌ) ، بِحَذْفِ الهَاءِ، (ولُؤَمٌ، كَصُرَدٍ) . وَفِي الصِّحاح: مِثَال: نُغَرٍ، على غَيرِ قِياسٍ، كَأَنَّه جَمْعُ:} لُؤمَةٍ، وَمِنْه حَدِيثُ عَليّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ يُحَرِّضُ أَصْحَابَه يَقُولُ: " تَجَلْبَبُوا السَّكِينَةَ، وأَكْمِلُوا {اللُّؤَمَ ".
(} ولاءَمَة! مُلاءَمَةً: وَافَقَه) يُقالُ: هَذَا طَعَامٌ {يُلائِمُنِي أَيْ: يُوَافِقُنِي، وَلَا تَقُلْ: يُلاوِمُنِي؛ فإنّه مُفَاعَلَةٌ من اللَّوْم. وَفِي حَدِيث أبي ذّرٍّ: " مَن لاَيَمَكُم من مَمْلُوكِيكُم فأَطْعِمُوه ممّا تَأْكُلُون "، هكَذا يُرْوَى: بِاليَاءِ مُنْقَلِبَةً عَن الهَمْزَةِ، وَهُوَ جائِزٌ.
(وسَهْمٌ} لأْمٌ: عَلَيْه رِيشٌ {لُؤَامٌ) ، كَغُرَابٍ (أَي:} يُلائِمُ بَعْضُها بَعْضًا) ، وَهُوَ مَا كَانَ بَطْنُ القُذَّةِ مِنْهُ يَلِي ظَهْرَ الأُخرى، فَإِذَا الْتَقَى بَطْنَان أَو ظَهْرَانِ فَهُو: لُغَابٌ [ولَغْبٌ] . قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
(يُقَلِّبُ سَهْمًا رَاشَه بِمَنَاكِبٍ ... ظُهَارٍ {لُؤَامٍ فَهُوَ أَعْجَفُ شَاسِفُ)

وَمِنْه قَولٌ امْرِئِ القَيْسِ:
(نَطْعَنُهم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً ... لَفْتَكَ} لأْمَيْنِ على نَابِلِ)

ويُرْوَى: كَرَّكَ لأْمَيْنِ، (وَهُوَ لَئِمُه، {ولِئَامُه، بِكَسْرِهِمَا أَيْ مِثْلُه وشِبْهُه، ج:} أَلآمٌ، {ولِئَامٌ) عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، وأنشَدَ:
(أتَقْعُدُ العَامَ لَا تَجْنِي على أحَدٍ ... مُجَنَّدِين وهَذَا النَّاسُ أَلآمُ؟} )

وَقَالُوا: ((لَوْلا الوِئَامُ هَلَكَ {اللِّئَامُ)) ، قِيلَ: مَعْنَاه الأمْثالُ، وقِيلَ:} المُتَلائِمُونَ.
(وقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه) وَقد زُوِّجَتْ شَابَّةٌ شَيْخًا فَقَتَلَتْه: ((أَيُّها النَّاسُ (لِيَنْكِح الرَّجُلُ {لُمَتَهُ) مِن النِّسَاءِ، ولِتَنْكِحِ المرأةُ} لُمَتَهَا من الرِّجال)) قَوْله: لُمَتَه، (بِالضَّمِّ أَيْ: شَكْلَه ومِثْلَه) وتِرْبَه، (والهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الهَمْزَةِ الذَّاهِبَةِ) من وَسَطِه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(فَإِنْ نَعْبُر فإِنَّ لَنَا! لُماتٍ ... وإِنْ نَغْبُرْ فَنَحْن على نُدُورِ) أَيْ: سَنَمُوتُ لَا مَحَالَةَ. وَقَوله: {لُمَاتٍ أَيْ: أَشْبَاهًا.
(} واللِّئْمُ، بِالكَسْرِ: الصُّلْحُ والاتِّفَاقُ) بَيْنَ النَّاسِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
(إذَا دُعِيَتْ يَوْمًا نُمَيْرُ بنُ غَالبٍ ... رَأَيْتَ وُجوهًا قد تَبَيَّنَ {لِيمُها)

وقَال الجوهَرِيّ: لَيَّنَ الهَمْزَةَ كمَا يُلَيَّنُ فِي} اللِّيَامِ جَمع {اللَّئِيم، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف فِي " ل ي م ".
(و) } اللِّئْمُ: (العَسَلُ) ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف فِي " ل وم "، اللَّوْمَةُ: الشَّهْدَة.
(و) {اللأْمُ، (بِالفَتْحِ: الشَّخْصُ) ، وسَيَاْتِي لَهُ فِي " ل وم " أَيْضا.
(و) أَيْضا: (اسْمُ) رَجُلٍ، وَهُوَ ابنُ عَمْرِو بنِ طَرِيفِ بنِ عَمْرِو بن ثُمَامَةَ بنِ مَالِكِ بنِ جْدْعَاءَ: أَبو بَطْنٍ من طَيِّئ، قَالَ الحَمْدَانِيُّ:
(وبَنُو} لأْمٍ دَاخِلُونَ فِي امْرأَة امْرأ ... آل ربيعَة من عرب الشَّام)

وَمن وَلَدِه أَوسُ بنُ حَارِثَةَ بنِ لأْمٍ: سَيِّدٌ جَوَادٌ، وفِيه يقُولُ بِشْرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ:
(إِلَى أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ {لأمْ ... لِيَقْضِيَ حَاجَتِي فِيمَنْ قَضَاهَا)

(فَمَا وَطِئَ الحَصَا مِثْلُ ابنِ سُعْدَى ... وَلَا لَبِسَ النِّعَالَ وَلَا احْتَذَاهَا)

وقَدْ أَعْقَبَ أَوسٌ هَذَا مِنْ تِسْعَة، والبَيْتُ فِي رَبِيع بنِ مرى بن أَوْس.
(} واللُّؤَامُ، كَغُرَابٍ: الحَاجَةُ) ، وسَيَأْتِي لَهُ فِي " ل وم " أَيْضا.
(و) ! اللُّؤَمَةُ (كَهُمْزَةٍ: مَنْ يَحْكِي مَا يَصْنَعُ غَيْرُه) ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ، وَهُوَ مَجازٌ. (و) {اللُّؤَمَةُ أَيْضا: (جَمَاعَةُ أَدَاةِ الفَدَّانِ) كَمَا فِي الصِّحاح، وهَكَذا هُوَ مَضْبُوطٌ، كَهُمَزَة، ووُجِد فِي بَعْضِ نُسَخِهَا: بِالضَّمِّ. وقَال أَبُو حَنِيفَةَ: اللُّؤْمَةُ: جِمَاعُ آلَةِ الفَدَّان وحَدِيدُها وعِيدَانُها. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: اللُّؤْمَةُ: السِّنَّةُ الَّتِي تُحْرَثُ بهَا الأَرْض، فَإِذا كَانَتْ على الفَدَّان، فَهِيَ العِيَانُ، جَمْعُه: عُيُنٌ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ:} اللُّؤْمَةُ: السِّكَّةُ، وأنْشَدَ:
(كَالثَّوْرِ تَحْتَ اللُّؤْمَةِ المُكَبِّسِ ... )
أَي: المُطَأْطِئِ الرَّأْسِ.
(و) فِي الصِّحَاح: اللُّؤْمَةُ، (كُلُّ مَا يُبْخَلُ بِهِ لِحُسْنِه من مَتَاعٍ) البَيْت ونَحْوه.
( {واسْتَلأَمَ فُلانٌ الأَبَ أَيْ: لَه أَبٌ سَوْءٍ) } لَئِيمٌ، وَهُوَ مَجاز، وَفِي الأسَاسِ: اسْتَلأمَ الرَّجُلُ الخَالَ لابنِه.
( {والمُلأَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: المُدَرَّعُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
} والمَلأَمَةُ، كَمَسْعَدَةٍ، {واللآمَةُ، كَسَحَابَةٍ مَصْدَرُ} لَؤُمَ، كَكَرُمَ، نَقَلَهما الجَوْهَرِيّ وَغَيره.
وَقد جَاءَ {أَلائِمُ فِي جَمْعِ} لَئِيمٍ فِي الشّعر على غَيْرِ قِيَاسٍ، قَالَ:
(إذَا زَالَ عَنكُم أَسْودُ العَيْنِ كُنْتُمُ ... كِرَامًا وأَنْتُمْ مَا أَقَام {أَلائِمُ)

وأَسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ مَعْروف.
وامْرَأَةٌ} مَلأمَةٌ: {لَئِيمَةٌ.
} وأَلأَم الرَّجُلُ {إلآمًا: صَنَعَ مَا يَدعُوهُ النَّاسُ عَلَيْهِ} لَئِيمًا، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبِي زَيْد.
ورَجُلٌ {مُلأَّمٌ، كَمُعَظَّمٍ: مَنْسُوبٌ إِلَى اللُّؤْمِ، وكَذَا} مِلآم، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(يَرُومُ أَذَى الأَحْرَارِ كُلُّ! مُلأَّمٍ ... ويَنْطِقُ بِالعَوْرَاءِ مَنْ كَانَ مُعْوِرَا) {واللأْمُ: الاتِّفَاقُ، قَالَ الأعْشَى:
(يَظُنُّ النَّاسَ بِالمَلِكَي ... ن أَنَّهُمَا قد} الْتَأَمَا)

(فإِنْ تَسْمَعْ {بِلأْمِهِما
فإنَّ الأمْرَ قد فَقِمَا)
وشَيْءٌ} لأْمٌ، أَي: {مُلْتَئِمٌ مُجْتَمِعٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
} والتَأَمَ الجَرْحُ {الْتِآمًا: بَرَأَ والْتَحَمَ.
} وأَلأَمْتُ، الجُرْحَ بِالدَّوَاءِ {ولأَّمتُه، وكَذَلِك:} لأَمْتُ الصَّدْعَ.
{واللُّمَّةُ، بِالضَّمِّ: الــجَمَاعَةُ من الرِّجَالِ، مَا بَيْن الثَّلاثَةِ إِلَى العَشَرِةِ.
} واللِّئْمُ، بِالكَسْر: السَّيفُ، قَالَ:
( {ولِئْمُك ذُو زِرِّيْنِ مَصْقُولُ ... )
} والَّلأْمُ: الشَّدِيدُ من كُلّ شَيْء.
{والَّلأْمةُ:} واللُّؤْمَةُ: مَتَاعُ الرَّجُل من الأَشِلَّةِ والوَلايا، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(حَتَّى تَعاوَن مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ ... من التَّنَاوِيرِ شَكْل العِهْنِ فِي {اللُّؤَمِ)

كَذَا فِي المُوَازَنَة للآمِدِيِّ.
} وتَلأَّمَ {الَّلأْمَةَ: لَبِسَها، عَن أَبِي عُبَيْدَةَ.
وجَاءَ} مُلأَّمًا: عَلَيْهِ {لأْمَةٌ، قَالَ:
(وعَنْتَرَةُ الفَلْحَاءُ جَاءَ} مُلأَّمًا ... كَأَنَّك فِنْدٌ مِنْ عَمَايَةَ أَسْوَدُ)

{واسْتَلأَمَ الحَجَرُ، مِنَ الملاَءَمَةِ، وجَعَلَها يَعْقُوبُ من السِّلام، وَقد ذُكِرَ فِي " س ل م ".
وَمَا} الْتَأَمَتْ عَيْنيِ حَتَّى فَعَلَه، أَيْ: مَا ثَقِفَه بَصَرِي.
وكَلامٌ لَا {يَلْتَئِمُ على لِسانِي، وَهُوَ مَجَاز.
} والَّلامُ: الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيْء، ذَكَره ابنُ سِيدَه فِي " ل وم ".

برزق

[برزق] فيه: لا تقوم الساعة حتى يكون الناس "برازيق" ويروى برازق أي جماعات واحدة برزاق وبرزق.
برزق: البِرْزِيقُ: جماعة خيل دون الموكب، كما قال زياد: ما هذه البَرازيقُ التي تتردد والبَرْْْزق: نبات.
[برزق] البرازيق: الــجماعات. قال أبو عبيد: أنشدني ابن الكلبى لجهمة بن جندب بن العنبر بن عمرو ابن تميم: رددنا جمع سابور وأنتم بمهواة متالفها كثير تظل جياده متمطرات برازيقا تصبح أو تغير يعنى جماعات الخيل.
برزق: بَرْزَقَة: تحديد النظر (محيط المحيط).
بُرْزُقة وجمعها برازق: رقائق من الخبز تطلى بالدبس أو بالسمن وينثر عليها السمسم (زيشر 11: 517) وفي رياض النفوس ص 61ق: فإذا بتمر برني وبرازق تفور حرارة ما كنت أقدر على أكلها من شدة الحرارة.
برزق
البرازِيق: الــجَماعات كَمَا فِي الصِّحَاح وَفِي الْمُحكم من النَّاس الْوَاحِد برزيق كزنبيل قَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ فَارسي مُعرب أَو هم الفرسان نَقله ابْن دُرَيْد أَو جماعات خيل وَهَذَا نَقله الْجَوْهَرِي عَن أبي عبيد قَالَ أَنْشدني ابْن الْكَلْبِيّ لجهمة بن جُنْدُب بن العنبر بن عَمْرو ابْن تَمِيم:
(رددنا جمع سَابُور وَأَنْتُم ... بمهواة متالفها كثير)

(تظل جيادنا متمطرات ... برازيقاً تصبح أَو تغير)
قالَ: يَعْنِى جَماعاتِ الخَيلِ، وَزَاد غَيره: دونَ الكوْكِبِ وَهُوَ قولُ الليثِ، وقالَ عُمارةُ بن طَارق: أَرض بهَا الثيران كالبرازق كَأَنَّمَا يَمْشين فِي اليلامق حُذِفَت الْيَاء لأجل الضَّرُورَة. والبَرازِيقُ: الطُّرُق المُصطَفَّة حولَ الطَّرِيقِ الأَعْظَم نَقَله الصّاغانِيّ. وَفِي التَّهذِيبِ: قالَ اللَّيْثُ: البَرْزَقُ كجعْفَر: نَبَات قالَ الأزْهَرِي: هَذَا مُنْكَرٌ والصَّوابُ البَرْوَقُ بِالْوَاو، فغُيِّرَ، قَالَ الصّاغانِيّ: ليسَ هَذَا فِي كِتابِ الليْثِ فِي هَذَا التركِيب.
وَمِمَّا يستدرَكُ عَلَيْهِ: تبَرزَقَ القَومُ: إِذا اجْتَمَعُوا بِلَا خَيْل وَلَا رِكاب، عَن الهَجَرِيِّ.

فور

فور
عن العبرية بمعنى قرعة ونصيب.
الفور: وجوب الأداء في أول أوقات الإمكان، بحيث يلحقه الذم بالتأخير عنه.
فور: {فار التنور}: هاج وغلا. {فورهم}: وجههم. وقيل: من غضبهم، فار فائره إذا غضب.
ف و ر: (فَارَتِ) الْقِدْرُ جَاشَتْ وَبَابُهُ قَالَ وَ (فَوَرَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْوَاوِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ذَهَبْتُ فِي حَاجَةٍ ثُمَّ أَتَيْتُ فُلَانًا مِنْ (فَوْرِي) أَيْ قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ. وَ (فَوْرَةُ) الْحَرِّ شِدَّتُهُ. وَ (فُوَارَةُ) الْقِدْرِ بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ مَا يَفُورُ مِنْ حَرِّهَا. 
[فور] فارَتْ القِدْرُ تَفورُ فَوْراً وفَوَراناً: جاشتْ. ومنه قولهم: ذهبْتُ في حاجة ثم أتيتُ فلاناً من فَوْري، أي قبل أن أسكن. وفارَ فائِرُهُ: لغة في ثار ثائره، إذا جاش غضبه. وفَوْرَةُ الحَرِّ: شدته وفَوْرَةُ العشاء: بعد العَتَمَةِ. والفُورُ بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها. يقال: " لا أفعل كذا ما لأْلأَتِ الفورُ "، أي بَصْبَصَتْ بأذنابها. وفوارة الورك بالفتح والتشديد: ثقبها. وفوراة القدر، بالضم والتخفيف: ما يَفورُ من حَرِّها. والفِيارانِ: اللذان يكتنفان لسان الميزان. 
(ف و ر) : (فَارَ) الْمَاءُ مِنْ الْأَرْضِ يَفُورُ فَوْرًا وَفَوَرَانًا نَبَعَ وَخَرَجَ (وَقَوْلُ) الْفُقَهَاءِ الْأَمْرُ عَلَى الْفَوْرِ لَا عَلَى التَّرَاخِي أَيْ عَلَى الْحَالِ وَهُوَ فِي الْأَصْل مَصْدَر فَارَتْ الْقِدْرُ إذَا غَلَتْ فَاسْتُعِيرَ لِلسُّرْعَةِ ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهِ الْحَالَةُ الَّتِي لَا رَيْثَ فِيهَا وَلَا لَبْثَ فَقِيلَ جَاءَ فُلَانٌ وَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ أَيْ مِنْ سَاعَتِهِ (وَفِي التَّكْمِلَة) فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ فَوْرِهِ وَفَوْرَتِهِ إذَا وَصَلَ الْفِعْلَ بِالْآخَرِ وَفِي الصِّحَاحِ ذَهَبْتُ فِي حَاجَةٍ ثُمَّ أَتَيْتُ فُلَانًا مِنْ فَوْرِي أَيْ قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ وَالتَّحْقِيق الْأَوَّلُ.
فور
الفَوْرُ: شِدَّةُ الغَلَيَانِ، ويقال ذلك في النار نفسها إذا هاجت، وفي القدر، وفي الغضب نحو: وَهِيَ تَفُورُ
[الملك/ 7] ، وَفارَ التَّنُّورُ
[هود/ 40] ، قال الشاعر:
ولا العرق فَارَا
ويقال: فَارَ فلان من الحمّى يَفُورُ، والْفَوَّارَةُ:
ما تقذف به القدر من فَوَرَانِهِ، وفَوَّارَةُ الماء سمّيت تشبيها بغليان القدر، ويقال: فعلت كذا من فَوْرِي، أي: غليان الحال، وقيل: سكون الأمر.
قال تعالى: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا
[آل عمران/ 125] ، والفَارُ جمعه فِيرَانٌ، وفأرة المسك تشبيها بها في الهيئة، ومكان فئر: فيه الفأر.
[فور] فيه: فجعل الماء "يفور " من بين أصابعه، أي يغلي، ويظهر متدفقا. ومنه ح: كلا بل هي حمى "تفور" أو تثور، أي يظهر حرها، وح: إن شدة الحر من "فور" جهنم، أي وهجها، وغليانها. وفيه: ما لم يسقط "فور" الشفق، وهو بقية حمرة الشمس في المغرب، ويروى بثاء - وتقدم. وفيه ح: خرجنا من "فورة" الناس، أي مجتمعهم وحيث يفورون في أسواقهم، وح: نعطيكم خمسين من الإبل في "فورنا"، فور كل شيء أوله. ك: ومنه: في" فور". حيضها، وفي سنن أبي داود: فوح. و "نار" أي جاش. ن: هو بفتح حاء وسكون الواو أي وقت كثرتها. ط: وفيه: فغطى حتى يذهب "فوده"، أي غليان دخانه، "حتى" ليس بمعنى كي بل لمطلق الغاية، قوله: أعظم البركة -أي عظيم البركة. ج: وفيه: الحمى: "فوره" من النار، فارث القدر - إذا غلت، شبه شدة الحمى بفوران القدر. غ: جاء من "فوره"، أي من ساعته، و "فار فائره" إذا اشتد غضبه.
ف و ر

فارت القدر، وفارت فوّارتها. وعين فوّاره، في أرض خوّارة. وفار الماء من العين.

ومن المجاز: فار الغضب، وأخاف أن تفور عليّ، وقال ذلك في فورة الغضب. ويقال: فلان ثار ثائره، وفار فائه؛ إذا اشتد غضبه. وبنو فلان تفور علينا قدرهم. قال:

تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنا إذا حميها غلا

وشرب فورة العقار وهي طفاوتها وما فار منها. وأخذت الشيء بفورته أي بحداثته. وقفلوا من غزوة وخرجوا من فورهم إلى أخرى. وانظر إلى فوّارتي وركيه وهما اللتان تفوران أي تتحركان إذا مشى الفرس ويقال لهما: فوّارتا الورك ودوّارتاه، ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ما لألأت الفور " أي بصبصت التي تفور بأذنابها أي تحرّكها، قيل: هي الظباء، وقيل: أولاد الأروى.

فور


فَارَ (و)(n. ac. فَوْرفُؤُوْر []
فَوَرَاْن)
a. Boiled, bubbled; estuated; heaved.
b. Beat, throbbed (vein).
c. Spouted, welled, gushed forth.
d.(n. ac. فُوَاْر
فَوَرَاْن), Diffused its odour (musk).
e.(n. ac. فَوْر), Made to boil.
فَوَّرَ
a. [ coll. ]
see I (e)
أَفْوَرَa. see I (e)
فَوْرa. Boiling, bubbling; ebullition; heat.
b. Anger, passion; hastiness.
c. Haste, precipitation.
d. A time; present time.
e. Muscles.

فَوْرَةa. Heat.
b. Outburst, fit of anger, passion, rage.
c. Commotion, excitement; bustle.
d. Odour, exhalation.
e. see 1 (d)
فُوْرa. Young gazelles.

فَاْوِر
(pl.
فُوْر)
a. Boiling, bubbling.
b. see 1 (b)
فُوَاْرَةa. Froth, scum.

فَوَّاْرa. see 21 (a)
فَوَّاْرَةa. Spring, basin, pool.
b. [ coll. ], Fountain, jet d'eau.

فَار (pl.
فِيْرَان [] )
a. Rat; mouse.

فَارَة []
a. see 1Ab. [ coll. ], Plane (
tool ).
فَيُّوْر []
a. Hasty, passionate, choleric.

مِن فَوْرِهِ
a. عَلَى الفَوْر On the instant
instantly, immediately, forthwith, at once.
فَوْرَة العَشَآء
a. The hour after nightfall.

فَار فَائِرُهُ
a. His anger was roused.
(فور) - في الحديث: "فَجعَل الماءُ يَفُور من بين أَصابِعه"
وفي رواية جابر: "يَتَفَوَّر" وكلُّ شيء جَاشَ وغَلَى فقد فَارَ. وفار المَاءُ من العَيْن، كقَولِه تَعالَى: {وفَارَ التَّنُّورُ} ، وفَارَ الغَضَب والقِدْر.
- وفي الحديث : "إن شدَّةَ الحَرِّ من فَوْرِ جَهَنَّم"
وهو وَهَجُها، وأَن يَزيدَ حَرُّها على مِقْدارِ ما كان عليه.
- وفي حَديث عَبد الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: "ما لم يَسْقُط فَوْرُ الشَّفَق"
وهو بَقيَّةُ حُمرةِ الشَّمس في الأفُقُ، سُمِّي فوراً لفَوَرانِه وسُطُوعه.
- وفي خبر قال: "خَرَج مِعْضَدٌ وعَمْرٌو، فضَرَبوا الخِيامَ، وقالوا: أَخرِجْنا من فَوْرَةِ النَّاس"
: أي من مُجْتَمعِهم، وحيث يَفُورُون مِنْ أَسْواقِهم كَفَورانِ القِدْر.
وفَارة المِسْك من الفَوْر والفَوَرَان، وهو فَوْحُ الرِّيح - فأما فَأْرَة البَيْت فمَهْمُوز، من فأر،: أي هَرَبَ وتَوَارَى. 
فور: الفَوْرُ: فَوْرُ القِدْرِ والنّارِ والماءِ والغَضَبِ، فارَتْ تَفُوْرُ فَوْراً وفَوَرَاناً. وفُوّارَةُ القِدْرِ: ما يَفُوْرُ من حَرِّها. ومَفَاوِيْرُها: ما يَفُوْرُ منها.
وجاؤوا من فَوْرِهم: أي جاشُوا للحَرْبِ.
وفارَ العِرْقُ: اتَّسَعَ.
وفَوْرَةُ الخَمْرِ: صَفَاوَتُها.
وفارَ فائرُه: إذا هاجَ غَضَبُه. وإنَّه لَفَيُّوْرٌ: أي حَدِيْدٌ سَرِيْعُ الرَّجْعَةِ والفَيْئَةِ.
وأخَذْتُه بفَوْرَتِه: أي بحَدَاثَتِه.
والفائرُ: المُنْتَشِرُ العَصَبِ من الدَّوَابِّ.
والفِيْرَةُ: حُلْبَةٌ تُطْبَخُ فإذا فارَتْ فَوّارَتُها أُلْقِيَتْ في مِعْصَرٍ ثُمَّ صُفِّيَتْ فَتَتَحَسّاه المَرْأةُ النُّفَسَاءُ.
وفَوّارَتَا الكَرِشِ في باطِنِها: غُدَّتَانِ من كُلِّ ذي لَحْمٍ.
والفَوّارَتَانِ: سِكَّتَانِ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ وبَيْنَ القُحْقُحِ من ناحِيَتَيِ القُحْقُحِ إلى عُرْضِ الوَرِكِ.
والفُوْرُ: الظِّبَاءُ، ولا واحِدَ لها. ويقولون: " لا أفْعَلُ ذاكَ ما لأْلأَتِ الفُوْرُ بأذْنَابِها " أي أبَداً. وهي تَضْرِبُ إلى حُمْرَةٍ خَفِيَّةٍ.
ف و ر : فَارَ الْمَاءُ يَفُورُ فَوْرًا نَبَعَ وَجَرَى وَفَارَتْ الْقِدْرُ فَوْرًا وَفَوَرَانًا غَلَتْ وَقَوْلُهُمْ الشُّفْعَةُ عَلَى الْفَوْرِ مِنْ هَذَا أَيْ عَلَى الْوَقْتِ الْحَاضِرِ الَّذِي لَا تَأْخِيرَ فِيهِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْحَالَةِ الَّتِي لَا بُطْءَ فِيهَا يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ فِي حَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ فَوْرِهِ أَيْ مِنْ حَرَكَتِهِ الَّتِي وَصَلَ فِيهَا وَلَمْ يَسْكُنْ
بَعْدَهَا وَحَقِيقَتُهُ أَنْ يَصِلَ مَا بَعْدَ الْمَجِيءِ بِمَا قَبْلَهُ مِنْ غَيْرِ لُبْثٍ وَالْفَأْرَةُ تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ وَتَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ فَأْرٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَفَئِرَ الْمَكَانُ يَفْأَرُ فَهُوَ فَئِرٌ مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَثُرَ فِيهِ الْفَأْرُ وَمَكَانٌ مَفْأَرٌ عَلَى مَفْعَلٍ كَذَلِكَ وَفَأْرَةُ الْمِسْكِ مَهْمُوزَةٌ وَيَجُوزُ تَخْفِيضُهَا نَصَّ عَلَيْهِ ابْنُ فَارِسٍ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ فِي بَابِ الْمَهْمُوزِ وَهِيَ الْفَأْرَةُ وَفَأْرَةُ الْمِسْكِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ مِنْ فَارَ يَفُورُ وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ. 
فور: فار الماء في غليانه: طفح وفاض (بوشر).
فار: تستعمل مجازا فيقال فار فائره أي استشاط غضبا. (انظر فليشر في تعليقه على المقري (1: 313) لريشت ص182).
فار وجهه: احمر (بوشر).
وجهه يفور: احمر وجهه خجلا. (بوشر).
فار الماء: نبع من الأرض وخرج وجرى.
(لين، محيط المحيط، ابن الأثير 1: 75، كرتاس ص37، 41، المقدمة 2: 276).
فار ي: فجر. (ابن جبير ص334، كرتاس ص64).
فار: نما، كبر. (الكالا).
فور: سال، جرى. (الكالا).
فور. على الفور: فورا، توا، حالا، في الحال للحين: لساعته، لوقته، للوقت. (فوك، الخطيب ص32 و) ويقال أيضا: في الفور، للدلالة على نفس المعنى. (أماري دبي ص104).
فارة: منجر، مساج. رندة. (بوشر، همبرت ص84).
فارة: ربلة الساق. (شيرب).
فارة (بالأسبانية foria) : عيد شعبي، سوق شعبي كثير الزبائن. (فوك).
فورة: غليان، فوران، جيشان. (هلو).
فورة: ثوران البركان. (بوشر).
فورة الكبد: عند الأطباء التهاب يحدث فيها من لذع الصفراء عند غلبتها. وذلك يكون غالبا سببا لسيلان الرعاف. (محيط المحيط).
فورة: تستعمل مجازا بمعنى: نزق، حدة، غضب شديد. (لين). وفي القلائد (ص55): (ويكشف عن عورته، ويستخف ببوادره وفوراته.
فوران: جيشان، غليان. انفعال شديد، تأثر شديد. (بوشر).
فوران: ثوران بركان. (بوشر).
فوران الصفراء: طفح الصفراء (بوشر).
فوران المواد: انتعاظ، هزة الــجماع، ذروة النشوة الجنسية، تهيج أعضاء الجسم. تهيج الأمزجة. (بوشر).
فيران الشهوة: ثوران الشهوة الجنسية (بوشر).
فوار: بخار. (هلو).
فوار: شديد الفوران، شديد الغليان. (فوك).
فوار: منبجس، متدفق. (مملوك 2، 1: 285).
فوار: فوارة، نوفرة، منفث ماء. (مملوك). 2، 1: 284).
فوارة: نوفرة، منفثة ماء. (مملوك 2، 1: 284، بوشر، هلو، عباد 2: 226).
فوارة: فوار: فوارة، نوفرة، منفث ماء. (مملوك 102: 284).
فوارة: نوفرة، منفثة ماء. (مملوك 2، 1: 284، بوشر، هلو، عباد 2: 226).
فوارة: عمود الماء، عمود من الماء والهواء يحركه إعصار أو زوبعة من الريح. (بوشر).
[ف ور] فارَ الشَّيءُ فَوْرًا وفُؤُورًا وفُوارًا وفَوَرَانًا جاشَ وأَفَرْتُه وفُرْتُه المَتَعَدِّيان عن ابنِ الأعرابي وأَنْشَد

(فلا تَسْأَلِينِي واسْأَلِي عن خَلِيقَتِي ... إِذا رَدَّ عافِي القدرِ من يَسْتَعِيرُها)

(وكانُوا قُعُودًا حَوْلَها يَرْقُبُونَها ... وكانَتْ فتاةُ الحَيِّ مِمَّنْ يُفِيرُها)

يُفِيرُها يُوقِدُ تَحْتَها ويُرْوى يَفُورُها على فُرْتُها ورَواهُ غيرُه يُغِيرُها أَي يَشُدُّ وَقُودَها وفارَ العِرْقُ فَوَرانًا هاج ونَبَعَ وضَرْبٌ فَوّارٌ رَغِيبٌ واسِعٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(بضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوّارُه ... وطَعْنٍ تَرَى الدَّمَ مِنه رَشِيشًا) (إذا قَتَلُوا منكُمُ فارِسًا ... ضَمِنًا له خَلْفَهُ أَنْ يَعِيشَا)

يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنَّها واسِعَةٌ فدَمُها يَسِيلُ ولا صَوْتَ له وقَوْلُه ضَمِنّا لَه خَلْفَه أن يَعِيشَا يَعْنِي أَنه يُدْرَكُ بثَأْرِه فكَأَنَّه لم يُقْتَلْ وفارَ المِسْكُ يَفُورُ فُورًا وفَوَرانًا انْتَشَرَ وفارَةُ المِسْكِ رائحتُه وقِيلَ فارَتُه وِعاؤُه وأَمّا فَأْرَةُ المِسْك بالهَمْزِ فقد تَقَدَّمَ ذِكرُها وفارَةُ الإِبِلِ فَوْحُ جُلُودِها إِذا نَدِيَتْ بعدَ الوِرْدِ قال

(لها فارَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ)

وجاءُوا مِنْ فَوْرِهِمْ أي مِن وَجْهِهِمْ والفائِرُ المُنْتَشِرُ الغَضَبِ من الدَّوَابِّ وغَيْرِها وفارَ فائِرُه انْتَشَرَ غَضَبُه وقولُه تعالَى {ويأتوكم من فورهم هذا} آل عمران 125 قالَ الزَّجّاجُ أَيْ من وَجْهِهِمْ هذا والفِيرَةُ الحُلْبَةُ تُخْلَطُ للنُّفَساءِ وقد فَوَّرَ لها وقد تَقَدَّم ذلك في الهَمْز والفارُ عَضَلُ الإِنْسانِ ومن كَلامِهِم ابْرِزْ نارَك وإِنْ هَزَلْتَ فارَك أي أَطْعِم الطَّعامَ وإنْ أَضْرَرْتَ ببَدِنِكَ وحَكاه كُراعٌ بالهَمْزِ والفَوّارتانِ سِكَّتانِ بينَ الوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْضِ الوَرِكِ لا يَحُولانِ دُونَ الجَوْفِ وهُما اللَّتانِ تَفُورانِ فتَتَحرّكانِ إِذا مَشَى وقِيلَ الفَوّارَةُ حَرْقٌ في الوَرِكِ إلى الجَوْفِ لا يَحْجُبُه عَظْمٌ وفَوَارَةُ الماءِ مَنْبَعُه والفُورُ الظِّباءُ لا واحِدَ لها هذا قَوْلُ يَعْقُوبَ وقال كُراعٌ واحِدُها فائِرٌ والفُورَةُ الكُوفَةُ عنه أَيْضًا وفَوْرَةُ الجَبَلِ سَراتُه ومَتْنُه قال الرّاعِي

(فأَطْلَعَتْ فَوْرَة الآجامِ جافِلَةً ... لم تَدْرِ أَنَّى أتاهَا أَوّلُ الذُّعُرِ)

والفِيارَانِ حَدِيدَتانِ تكْتَنِفانِ لِسانَ المِيزانِ وقد فُرْتُه عن ثَعْلَبٍ ولو لَم نَجِد الفِعْلَ لقَضَيْنَا عليهِ بالواوِ لعَدَمِنا ف ي ر مُتناسِقَةً
فور
فارَ يَفور، فُرْ، فَوْرًا وفَوَرانًا، فهو فائر
• فار الماءُ ونحوُه:
1 - اشتدّ غليانه وارتفع حتَّى فاض، وصل درجة الغليان "فار الحساء/ الشاي/ اللبنُ- {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّوْر}: فوران التَّنُّور كناية عن اشتداد الأمر وصعوبته، وإيذان لنوح ببدء الطوفان- {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} ".
2 - أرْغى وأزبد وأطلق فقاقيع غاز يتناثر منها رذاذ رقيق "فارت كأس المياه الغازية" ° فار المسك: انتشر- فار فائره: ثار، غَضِب، هاج.
3 - خرج من الأرض وتدفَّق "فار النَّبعُ بغزارة".
• فارت القِدْرُ ونحوُها: اشتدّ غليان ما فيها وارتفع ° فار دَمُه: استشاط غضبًا- فار غضبه: اشتدّ. 

أفارَ يُفير، أَفِرْ، إفارةً، فهو مُفير، والمفعول مُفار
• أفار القِدْرَ: جعلها تفور. 

فوَّرَ يفوِّر، تفويرًا، فهو مُفوِّر، والمفعول مُفوَّر
• فوَّر الماءَ ونحوَه: جعله يفور. 

إفارة [مفرد]: مصدر أفارَ. 

فائر [مفرد]: اسم فاعل من فارَ. 

فُوارة [مفرد]: ما يفور ويفيض من القِدْر. 

فَوْر [مفرد]:
1 - مصدر فارَ.
2 - ابتداءً من وقت مُعين، حالاً، مُباشرةً، ساعة ووقت "فَوْر وصوله توجه لرؤية والديه- فَوْر علمه خبر نجاحه أرسل إليه برقية تهنئة- ذهبت في حاجة ثمَّ أتيت فلانًا من فَوْري: قبل أن أسكن- {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ}: في لحظتهم بلا تأخُّر" ° فورًا/ على الفور/ من فوره: حالاً. 

فَوَران [مفرد]:
1 - مصدر فارَ ° فوران الدَّم إلى الرَّأس: الغضب الشَّديد.
2 - (كم) اضطراب السائل وتصاعد فقاقيع غازية منه وتكوُّن رغوة على سطحه. 

فَوْرة [مفرد]: ج فَوْرات وفَوَرات: اسم مرَّة من فارَ: حدّة، شدّة "فَوْرة الغضب/ الشباب/ الحرّ" ° فَوْرة النَّهار: أوله.
• فَوْرة الكبد: (طب) التهاب يحدث فيها ويكون غالبًا سببًا لسيلان الرُّعاف. 

فَوْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَوْر: عاجل، دون تأخير "عمل/ رد فعل فوريّ- إجابة فورية- استدعاء فوريّ لجنود الاحتياط" ° ترجمة فوريّة: تتمّ أثناء الحديث. 

فَوّار [مفرد]: صيغة مبالغة من فارَ: كثير الفوران "ملح/ دواء فوّار- حبوب/ عين/ مياه فوّارة". 

فوَّارة [مفرد]:
1 - منبع الماء.
2 - (جو) ينبوع شديد الحرارة يفور بين حين وآخر قاذفًا ماءً ساخنًا وبخارًا وأحيانًا وَحْلاً. 

فور: فارَ الشيء فَوْراً وفُؤُوراً وفُواراً وفَوَراناً: جاش. وأَفَرْته

وفُرْتُه المتعدّيان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فلا تَسْأَلِيني واسأَلي عن خَلِيقَتي،

إِذا رَدَّ عافي القِدْر، مَنْ يَسْتَعِيرُها

وكانوا قُعوداً حَوْلَها يَرْقُبونها،صلى الله عليه وسلموكانتْ فَتاةُ

الحيّ ممن يُفيرُها

يُفِيرُها: يوقد تحتها، ويروى يَفُورها على فُرْتُها، ورواه غيره

يُغِيرها أَي يشدّ وَقُودها. وفارتِ القِدْرُ تَفُور فَوْراً وفَوَراناً إِذا

غلت وجاشت. وفار العِرْقُ فَوَراناً: هاج ونَبَعَ. وضرْبٌ فَوَّار:

رَغِيبٌ واسع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

بِضَرْبٍ يُخَفِّتُ فوَّارُه،

وطَعْنٍ تَرى الدمَ منه رَشِيشا

إِذا قَتَلوا منكمُ فارساً،

ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يَعِيشا

يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له. وقوله:

ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يعيشا، يعني أَنه يُدْرَكُ بثأْره فكأَنه لم يُقتل.

ويقال: فارَ الماءُ من العين يَفُورُ إِذا جاش. وفي الحديث: فجعل الماءُ

يَفُور من بين أَصابعه أَي يَغْلي ويظهر متدفِّقاً. وفارَ المسكُ

يَفُورُ فُوَاراً وفَواراناً: انتشر. وفارةُ المِسْكِ: رائحته، وقيل: فارتُه

وعاؤُه، وأَما فأْرَةُ المسك، بالهمز، فقد تقدم ذكرها. وفارة الإِبل: فَوْح

جلودها إِذا نَدِيَتْ بعد الوِرْدِ؛ قال:

لها فارةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشيةٍ،

كما فَتَقَ الكافورَ، بالمسكِ، فاتِقُه

وجاؤوا من فَوْرِهمْ أَي من وجههم. والفائرُ: المنتشرُ الغَضَب من

الدواب وغيرها. ويقال للرجل إِذا غضب: فارَ فائرُه وثارَ ثائرُه أَي انتشر

غضبه. وأَتيته في فَوْرَةِ النهار أَي في أَوله. وفَوْرُ الحرّ: شدته. وفي

الحديث: كلا، بل هي حُمَّى تَثُور أَو تَفُور أَي يظهر حرها. وفي الحديث:

إِن شدة الحرّ من فَوْرِ جهنم أَي وَهَجِها وغلياها. وفَوْرَةُ العشاء:

بعده. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: ما لم يسقط فَوْرُ الشَّفَقِ،

وهو بقية حمرة الشمس في الأُفُق الغربي، سمِّي فَوْراً لسطوعه وحمرته،

ويروى بالثاء وقد تقدم. وفي حديث مِعْصار

(*قوله « وفي حديث معصار» الذي في

النهاية: معضد): خرج هو وفلان فضربوا الخيام وقالوا أَخْرِجْنا من

فَوْرَةِ الناس أَي من مجتَمَعِهم وحيث يَفُورونَ في أَسواقهم. وفي حديث

مُحَلِّم: نعطيكم خمسين من الإِبل في فَوْرِنا هذا؛ فَوْرُ كلِّ شيء: أَوله.

وقولهم: ذهبتُ في حاجةٍ ثم أَتيتُ فُلاناً من فَوْري أَي قبل أَن أَسكن.

وقوله عز وجل: ويأْتوكم من فَوْرِهم هذا؛ قال الزجاج: أَي من وجههم هذا.

والفِيرةُ: الحُلْبة تخلط للنفساء؛ وقد فَوَّر لها، وقد تقدم ذلك في

الهمز.

والفارُ: عَضَل الإِنسان؛ ومن كلامهم: بَرِّز نارَكَ وإِن هَزَلْت

فارَكَ أَس أَطعم الطعام وإِن أَضررت ببدنك، وحكاه كراع بالهمز.

والفَوَّارتانِ: سِكَّتانِ بين الوركين والقُحْقُحِ إِلى عُرْض الوَرِكِ

لا تحولان دون الجوف، وهما اللتان تَفُوران فتتحركان إِذا مشى، وقيل:

الفَوَّارةُ خرق في الورك إِلى الجوف لا يحجبه عظم. الجوهري: فَوَّارةُ

الورك، بالفتح والتشديد: ثقبها؛ وفُوَارة القِدْر، بالضم والتخفيف: ما

يَفُور من حرِّها. الليث: للكرش فَوَّارتان وفي باطنهما عُذَّتان من كل ذي

لحم، ويزعمون أَن ماء الرجل يقع في الكُلْية ثم في الفَوَّارة ثم في

الخُصْية، وتلك الغُدَّةُ لا تؤكل، وهي لحمة في جوف لحم أَحمر؛ التهذيب: وقول

عوف بن الخَرِع يصف قوساً:

لها رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكْرَبٌ،

فلا العَظْمُ واهٍ ولا العِرْقُ فارا

المُكْرَبُ: الممتلئ فأَراد أَنه ممتلئ العَصَب. وقوله: ولا العِرْق

فارا، قال ابن السكيت: يكره من الفرس فَوْرُ العِرْقِ، وهو أَن يظهر به

نَفْخ أَو عَقْدٌ. يقال: قد فارتْ عروقه تَفُور فَوْراً. ابن الأَعرابي:

يقال للمَوْجة والبِرْكة فَوَّارة، وكل ما كان غيرَ الماء قيل له فوارة

(*

قوله« قيل له فوارة إلى قوله وفوارة الماء منبعه» هكذا بضبط الأصل) ،

وقال في موضع آخر: يقال دَوَّارة وفَوَّارة لكل ما لم يتحرّك ولم يدر، فإِذا

تحرّك ودار فهي دُوارة وفُوارة. وفَوَّارة الماء: مَنْبَعُه.

والفُورُ، بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها؛ هذا قول يعقوب، وقال

كراع: واحدها فائر. ابن الأَعرابي: لا أَفعل ذلك ما لأْلأَتِ الفُورُ أَي

بَصْبصَت بأَذنابها، أَي لا أَفعله أَبداً. والفُورُ: الظباء، لا يفرد لها

واحد من لفظها.

ويقال: فعلتُ أَمرَ كذا وكذا من فَوْري أَي من ساعتي، والفَوْرُ: الوقت.

والفُورةُ: الكُوفة؛ عن كراع. وفَوْرة الجبل: سَراتُه ومَتْنُه؛ قال

الراعي:

فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً،

لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ

والفِيارُ: أَحد جانبي حائط لسان الميزان، ولسان الميزان الحديدة التي

يكتنفها الفِيارانِ، يقال لأَحدهما فِيارٌ، والحديدةُ المعترِضة التي فيها

اللسان المِنْجَمُ، قال: والكِظامَةُ الحَلْقة التي تجمع فيها الخيوط في

طرفي الحديدة. ابن سيده: والفِيارانِ حديدتان تكتنفان لسان الميزان، وقد

فُرْتُه؛ عن ثعلب، قال: ولو لم نجد الفعل لقضينا عليه بالواو ولعدمنا« ف

ي ر» متناسقة.

فور

1 فَارَ, (M, Msb, K,) aor. ـُ said of water; (Msb;) and فَارَتْ, aor. ـُ said of a قِدْر [or cooking-pot]; (T, S;) inf. n. فَوْرٌ and فَوَرَانٌ (T, S, M, Msb, K) [the latter of which is the more common] and فُؤُورٌ (M, K) and فُوَارٌ; (M, TA;) It boiled, or estuated. (T, S, M, Msb, K.) b2: [فار said of a liquor, It fermented. (See نَبِيذٌ.) b3: Said of blood, and of wine, It flushed, or mantled, in the cheeks or head.] b4: فارت نَفْسُهُ His soul [or stomach] heaved; or became agitated by a tendency to vomit; i. q. ثارت [q. v.]. (T in art. ثور.) b5: ↓ فار فَائِرُهُ i. q. ثار ثَائِرُهُ (T, S, K) His anger boiled [or became roused or excited]; (S;) or he was, or became, angry. (TA.) b6: [And ↓ the same phrase is expl. in the M, accord. to the transcript in the TT, as signifying اِنْتَشَرَ غَضَبُهُ; but I think that the right reading is evidently عَصَبُهُ; and the meaning, His sinews became swollen; said of a horse or the like: see art. نشر; and see also فَائِرٌ, below.] b7: فار العِرْقُ, inf. n. فَوَرَانٌ, The vein became excited, or in a state of commotion, and flowed forth [with blood]: (M, K, TA:) to which is added in the K, وَضَرَبَ; but this is a mistake, occasioned by a false reading of the next words in the M, which are وَضَرْبٌ فَوَّارٌ رَغِيبٌ وَاسِعٌ. (TA. [See فَوَّارٌ.]) b8: فَوْرُ العِرْقِ, in a horse means The vein's having inflations, or knots, [or a varicose condition,] apparent in it; which is disapproved. (ISk, TA.) b9: فار said of water signifies also It welled, and came forth, from the earth, or ground: (Mgh:) it appeared, pouring forth, from the spring, or source. (TA.) b10: فاروا is said of men assembled in market-places [app. as meaning They bustled, or were in a state of commotion]. (TA.) b11: فار المِسْكُ, inf. n. فُوَارٌ and فَوَرَانٌ, [The odour of] the musk spread. (M, K.) A2: فُرْتُهُ: see 4.

A3: Also (فُرْتُهُ) I made for it, i. e. the balance, what are termed فِيَارَانِ [dual of فِيَارٌ, q. v.]. (Th, M, K.) 2 فوّر لِلنُّفَسَآءِ He made what is termed فِيرَة [q. v.] for the woman in the state following childbirth. (M, K.) 4 أَفَرْتُهُ and ↓ فُرْتُهُ I made it to boil, or estuate. (IAar, M, K.) الفَارُ The muscles of a man: (M, K:) also mentioned in art. فأرِ, as written with ء. (TA.) أَبْرِزْ نَارَكَ وَإِنْ هَزَلْتَ فَارَكَ [Put forth thy fire, that passengers may see it and be attracted by it, though thou make lean thy muscles,] is a saying meaning (assumed tropical:) give food though thou injure thy body [by doing so]. (M, L.) A2: See also فَأْرٌ (with which it is syn. in other senses), in art. فأر.

فَوْرٌ [originally an inf. n.: see 1.] The burning, or heat, and boiling, of Hell. (TA.) And Intenseness, or vehemence, of heat; (TA;) as also ↓ فَوْرَةٌ. (S.) b2: فَوْرُ الشَّفَقِ The remains of the redness in the western horizon after sunset: as also ثَوْرُهُ. (TA.) [See also فَوْرَةٌ.]

A2: And A time: (TA:) [or rather] the present time in which is no delaying. (Msb.) Thus in the saying, الشُّفْعَةُ عَلَى الفَوْرِ [The right of pre-emption is to be had] in the present time in which is no delaying. (Msb.) b2: And hence, A state in which is no delay. (Msb.) You say, جَآءَ فُلَانٌ فِى حَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ فَوْرِهِ [Such a one came for the object of his want,] then returned immediately, or at once: or, as some say, with the same motion with which he came, not ceasing from motion after it; properly, conjoining what was before the coming with what was after it, without tarrying. (Msb.) and أَتَوْا مِنْ فَوْرِهِمْ, meaning مِنْ وَجْهِهِمْ [i. e., app., They came in a headlong manner; like the phrase مَضَى عَلَى وَجْهِهِ]; (M, K, TA; but the M has جَاؤُوا instead of أَتَوْا;) and this is said by Zj to be the meaning of مِنْ فَوْرِهِمْ in the Kur iii. 121: (M, TA:) or قَبْلَ أَنْ يَسْكُنُوا [before their resting, or ceasing from motion]: (K, TA:) or مِنْ فَوْرِهِمْ in the Kur ubi suprà means in the commencement of their procedure: (O:) or in, or at, their instant of time; (Ksh, Bd;) i. e. [in, or at, the same instant, or] immediately: (Bd:) and أَتَيْتُ فُلَانًا مِنْ فَوْرِى, meaning قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ [i. e. I came to such a one before my resting, or ceasing from motion]. (S, O.) And you say, فَعَلْتُهُ مِنْ فَوْرِى, meaning I did it at once, or instantly. (T, TA.) فُورٌ Gazelles: (T, S, M, K:) a word having no sing.; (T, S, M, TA;) accord. to IAar and Yaakoob: (TA:) or its sing. is ↓ فَائِرٌ; (M, K, TA;) accord. to Kr. (TA.) One says, لَا أَفْعَلُ كَذَا مَا لَأْلَأَتِ الفُورُ I will not do such a thing while the gazelles wag their tails. (IAar, T, S.) فَارَةٌ المِسْكِ The odour of musk: or the bag, or receptacle, [i. e. the follicle, or vesicle,] thereof: (M, L:) [Sgh says that] this and what next follows have been mentioned in art. فأر, [q. v.,] but should more properly be mentioned in the present art., both being from فَارَ, aor. ـُ (O.) b2: فَارَةُ الإِبِلِ means The sweet exhalation from the skins of the camels when they are moist after returning from the water. (M, K.) فَوْرَةٌ: see فَوْرٌ: b2: and فُوَارَةٌ. b3: Also An ebullition of anger, rage, or passion; syn. هَائِجٌ. (S and K in art. هيج.) b4: And Freshness, or newness: so in the saying أَخَذْتُ الشَّىْءَ بِفَوْرَتِهِ [I took the thing in its fresh, or new, state]. (TA.) b5: [And hence,] فَوْرَةُ النَّهَارِ The first part, or beginning, of the day. (T, TA.) And فَوْرَةُ العِشَآءِ The time [next] after the عِشَآء [or nightfall]. (S, TA.) b6: فَوْرَةُ النَّاسِ The place where people congregate, and where they bustle, or are in a state of commotion, (يَفُورُونَ,) in their market-places. (TA.) b7: فَوْرَةُ الجَبَلِ The higher, or highest, part; and the elevated and hard, or elevated and plain or level, part; of the mountain. (K.) فُورَةٌ i. q. فُؤْرَةٌ [expl. in art. فأر] meaning A certain flatus in the pastern of a horse [&c.]. (O, K.) b2: And i. q. كُوفَةٌ [A round piece, or collection, of red sand; or a piece, or collection, of sand mixed with pebbles; &c.]. (Kr, M, K.) فِيرَةٌ Fenugreek (حُلْبَةٌ) mixed [in the manner described voce فَئِيرَةٌ (q. v.) in art. فأر] for the woman in the state following childbirth. (M, K.) فِيَارٌ sing. of فِيَارَانِ, (T,) which signifies The two things (T, S, M, O, K) of iron (M, K) between which is the tongue of the balance: (T, S, M, O, K:) originally with و in the place of the ى, (M, O,) changed into ى because of the kesreh before it. (O.) فُوَارَةٌ The froth, or foam, that boils, or boils over, of a cooking-pot: (S and K in this art. * and voce طُبَاخَةٌ:) and ↓ مَفَاوِرُ signifies the same, mentioned by Ibn-'Abbád. (O.) And [in like manner] ↓ فَوْرَةٌ signifies The mantling foam upon the surface of wine. (TA.) فَوَّارٌ [an intensive epithet from فَارَ; signifying Boiling much; &c.: b2: and Water, &c., welling forth abundantly; gushing]. b3: [Hence,] ضَرْبٌ فَوَّارٌ A smiting [that inflicts a wound] such as is wide, (IAar, M, TA,) so that the blood flows [abundantly]: (M:) a poet says, بِضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوَّارُهُ وَطَعْنٍ تَرَى الدَّمَ مِنْهُ رَشِيشًا

إِذَا قَتَلُوا مِنْكُمُ فَارِسًا ضَمِنَّا لَهُ بَعْدَهُ أَنْ يَعِيشَا (IAar, M, TA. [The text of the M as given in the TT, for تَرَى الدَّمَ, has يُرى الدم; and for أَنْ يَعِيشَا, it has او يعيشا: and the right reading of the first hemistich seems to be, بِضَرْبٍ تُخَفِّتُ فَوَّارَةٍ; for an inf. n. is sometimes made fem.: see an instance of ضَرْب as fem. in the EM p. 157: the poet means, With a smiting that silences, or kills, inflicting a wide and gushing wound; and a piercing with the spear in consequence of which thou seest the blood sprinkled: when they slay a horseman of you, we are responsible for him after it that he shall live: i. e., as is said in the M, his blood shall be revenged, so that he will be as though he had not been slain: and it is also there said that by يخفّت فوّاره is meant لنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له; in which the two fem. pronouns and the fem. epithet all relate to the word ضَرْب, agreeably with what I have stated to be in my opinion the right reading of the first hemistich.]) فَيُّورٌ Sharp, as an epithet applied to a man; syn. حَدِيدٌ. (O, K.) See also طَيُّورٌ.

فَوَّارَةٌ, (accord. to the K,) or ↓ فُوَّارَةٌ, (accord. to a copy of the M,) A source, or spring, of water: (M, K:) [the latter word is app. the right in this case; for] IAar says that ↓ فُوَّارَةٌ is applied to a wave: and to a بِرْكَة [i. e. watering-trough, or the like; or basin, pool, pond; &c.]: and فَوَّارَةٌ, to anything that is not water: and in one place he says that دَوَّارَةٌ and فَوَّارَةٌ are applied to anything that does not move nor turn round; and دُوَّارَةٌ and ↓ فُوَّارَةٌ to such as moves and turns round. (T, TA.) b2: فَوَّارَةُ الوَرِكِ, with fet-h and teshdeed, signifies The hole, or perforating aperture, of the ورك [or haunch]: (S, O:) or the فَوَّارَة, (K,) or ↓ فُوَّارَة, (so in a copy of the M,) is an aperture in the وَرِك [or haunch], to the belly, or interior of the body, not obstructed by bone: (M, K:) [these two explanations plainly apply to the sacroischiatic foramen: but what here follows is consistent with what precedes, though somewhat less clear:] or the فَوَّارَتَانِ, (K,) or ↓ فُوَّارَتَانِ, (accord. to a copy of the M,) are [two parts, in the region of the pelvis, described as being] سِكَّتَانِ [a word which I do not find to have any proper meaning that would be here apposite, but which seems to be applied in this case, by a kind of catachresis, to two parts through which a weapon or the like may pass,] between [each of] the haunch-bones or hip-bones (بَيْنَ الوَرِكَيْنِ) and the قُحْقُح [or ischium], towards the side of the وَرِك [or hip-bone], (M, K,) not intervening as obstacles in the way to the belly, or interior of the body; and they are what become in a state of commotion in the act of walking, or going along. (M.) [See also الفَائِلُ, in art. فيل] And accord. to Lth, the term فَوَّارَتَانِ, (O, and so in a copy of the T,) or ↓ فُوَّارَتَانِ, (so in another copy of the T,) is applied to Two appertenances of the كَرِش [or stomach, properly of a ruminant animal], having within them two small nodous lumps (غُدَّتَانِ), which latter are not eaten, and each of which is a piece of flesh in the midst of red flesh. (T, O.) فُوَّارَةٌ: see the next preceding paragraph, in six places.

فَائِرٌ [part. n. of 1: b2: hence, فَارَ فَائِرُهُ]: see 1, in two places. b3: Applied to a beast, of the equine and other kinds, Swollen in the sinews; syn. مُنْتَشِرُ العَصَبِ. (K. [In the TA, this is said to be a mistake for منتشر الغَضَبِ, and thus I find it to be written in the L, and in a copy of the M accord. to the TT: but see what I have said, in the first paragraph of this art., respecting the phrase above mentioned.]) A2: See also فُورٌ.

مَفَاوِرُ: see فُوَارَةٌ.
فور
. {فارَ الشَّيْءُ} فَوْراً، بالفَتْح، {وفُؤُوراً، بالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ} فُوَاراً، كغُرَاب {وفَوَرَاناً، محرَّكةً: جاشَ.
} وفُرْتُه! وأَفْرَتُه، مُتَعَدِّيانِ عَن ابْن الأَعرابيّ. {وفارَت القِدْرُ} تَفُورُ {فَوْراً} وفَوَرَاناً، إِذا غَلَتْ، وفارَ العِرْقُ {فَوَرَاناً، محرَّكَة: هَاجَ ونَبَعَ. وقولُه: ضَرَبَ وَهَمٌ من المصَنِّف، حَيْثُ عَطَفَه على مَا تَقدَّم، وإِنّمَا غَرَّه نَصُّ المُحكم، فإِنّه قَالَ بعد نَبَع: وضَرْبٌ} فَوّار: رَغيبٌ واسعٌ. فظَنَّ المصنّف أَنّه معطوفٌ على مَا قَبْلَه، فتَأَمَّلْ {وفارَ المِسْك} يَفُورُ {فُوَاراً بالضَّمّ،} وفَوَرَاناً محرّكَةً: انْتَشَرَ.
{وفَارَتُه: رائحَتُهُ. وقِيل: وِعَاؤُهُ. وأَمّا فأْرَةُ المِسْكِ، بالهَمْز، فقد تَقَدَّم ذِكرُها فِي ف أر.} وفارةُ الإِبِلِ: فَوْحُ جُلُودِهَا إِذا نَدِيَتْ بعدَ الوِرْد قَالَ الشَّاعِر:
(لَها {فَارَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كَمَا فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ)
قَالَ الصاغانيّ: وفَارَةُ المِسْكِ وفَارَةُ الإِبِل، مَوْضِعُ ذِكْرِهما هَذَا التَرْكِيبُ. والمُصَنّف قد فَرَّق بَيْنَهما، فذَكَرَ فارَةَ المِسْك فِي الهَمْزِ، وفَارَةَ الإِبِلِ هُنَا، وكأَنّه لِمُنَاسَبَةِ أَنَّ الثانِيَ من} الفَوَرانِ قَطْعاً، وأَما الأَوّل فاختُلِفَ فِيهِ: فَقيل: إِنّ الحَيَوانَ الّذي نُسِبَ إِليه المِسْكُ على صُورَةِ الفَأْرَةِ، وَهُوَ مهموزٌ، فوَجَبَ إِيرادُه هُناك بهذِهِ المُنَاسَبَة. وَقد قَدَّمْنا ذِكْرَ فَارَةِ الإِبل هُناك فِي المُسْتَدْرَكات، فراجِعْه. {والفَائِرُ: المُنْتَشِرُ العَصَبِ، هَكَذَا فِي النُّسخ بالعَيْن والصادِ المُهْمَلَتين، وَهُوَ وَهَمٌ، والصَّواب: الغَضَب من الدَّوابِّ وغَيْرِهَا، كَمَا فِي اللّسان وَغَيره. ويُقَالُ: أَتَوْا من فَوْرِهِم، أَي مِنْ وَجْهِهم، وَبِه فَسَّرَ الزَّجّاجُ قولَه تَعَالَى: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ} فَوْرِهِمْ هذَا. أَو قَبْلَ أَنْ يَسْكُنُوا، وَمِنْه قولُهم: ذَهَبْتُ فِي حاجَة ثمَّ أَتَيْتُ فلَانا من {- فَوْرِي، أَي قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ.} وفَوْرَةُ الجَبَلِ: سَرَاتُه ومَتْنُه، قَالَ الراعِي: (فأَطْلَعَتْ {فَوْرَةَ الآجامِ جافِلَةً ... لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتَاهَا أَوَّلُ الذُعُرِ)
وأَبُو فَوْرَةَ جُدَيْرَةُ السُّلَمِىّ، وَفِي بعض النُّسَخ جُدَيْرٌ، بِغَيْر هاءٍ، وكِلاهُمَا بالجِيم. وَفِي التكملة حُدَيْرٌ، كزُبَيْر، بالمُهْمَلة.} والفَارُ: عَضَلُ الإِنْسَانِ، وَحَكَاهُ كُرَاع بالهَمْز، وَهَكَذَا ذكره الصاغانيّ فِي الهَمْز، وغَلطَ المصنِّف فذكَرَه فِي ف ت ر، وَقد نَبَّهْنا عَلَيْهِ هُنالك. وَمن كَلَامهم: بَرِّزْ نارَك، وإِنْ هَزَلْتَ {فارَك، أَي أَطْعِم الطَّعَامَ وإِن أَضْرَرْتَ ببَدنِك.} والفَوّارَتانِ: سِكَّتانِ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْضِ الوَرِكِ لَا تَحُولانِ دُونَ الجَوْفِ، وهما اللَّتَانِ {تَفُورانِ فتَتحرَّكَانِ إِذَا مَشَى، أَو} الفَوّارَةُ: خَرْقٌ فِي الوَرِكِ إِلى الجَوْف لَا يَحْجُبُه عَظْمٌ. وَفِي الصّحاح: {فَوّارَةُ الوَرِك: ثَقْبُهَا. وَفِي التّكْمِلَة واللّسَان: قَالَ اللّيْث: لِلْكَرِش} فَوّارَتانِ، وَفِي باطِنِهما غُدَّتانِ من كُلّ ذِي لَحْم، ويَزْعُمُون أَنّ ماءَ الرَّجُل يَقَعُ فِي الكُلْيَةِ ثمّ فِي الفَوّارَة، ثمَّ الخُصْيَة، وتِلْك الغُدّة لَا تُؤْكَلُ، وَهِي لَحْمَةٌ فِي جوفِ لَحْمٍ أَحْمَر. انتَهى. وَلَكِن ضَبَطَ الصاغانيُّ فُوّارَتانِ، بالضَّمّ. والفَوّارَةُ: مَنْبَعُ الماءِ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقال للمَوْجَةِ والبِرْكَة: فَوّارَةٌ، وكُلُّ مَا كانَ غَيْرَ الماءِ قيل لَهُ: فَوّارَة.
وَقَالَ فِي موضِعٍ آخَر: يُقال دَوّارَةٌ {وفَوّارَةٌ، لِكُلّ مَا لم يَتَحَرَّك وَلم يَدُرْ، فإِذا تَحَرَّكَ ودارَ فهِي دُوّارَةٌ وفُوّارَةٌ. والفَوَّارَةُ: ة بجَنْبِ الظَّهْرَانِ نَقله الصاغانيّ. (و) } الفُوَارَةُ بالضَّمّ والتَّخْفِيفِ: مَا يَفُورُ من حَرِّ القِدْرِ، كَذَا فِي الصِّحَاح. {والفِيرَةُ، بِالكَسْرِ: الحُلْبَةُ تُخْلَط للنُّفَسَاءِ. وَقد} فَوَّرَ لَهَا {تَفْوِيراً، إِذا عَمِلَهَا لَهَا، وَقد تَقَدَّم ذَلِك فِي الهَمْز.} وفِيرَة، بِلَا لامٍ: جَدُّ والدِ إِبْرَاهِيمَ بنِ مُحَمّد بن حُسَيْنِ بنِ فِيرَةَ الأَصْبَهَانيّ المُحَدِّث رَوَى عَن الحُسَيْن بن القاسِمِ الأَصْبَهَانِيّ، وهنَّاد بنِ السَّرِيّ وغَيْرِهما. وبِضَمّ الراءِ المُشَدَّدَة: أَبُو القاسِم يُقَال: كُنَيْتُه اسْمُه، وَيُقَال: أَبُو مُحَمَّدٍ القاسمُ بن فِيرةْ بنِ خَلف ابنِ أَحمدَ الرُّعَيْنيّ الشّاطِبيّ ناظِمُ القَصيدة المَعْرُوفَة. قَالَ القَسْطَلانِيُّ فِي الْفَتْح المَواهِبِيّ فِي مَناقِب الإِمَام الشاطِبي: إِنّ مَعْنَى {فِيرُّهْ: الحَديدُ. حَدّثَ عَن أَبي طَاهِر السِّلَفِيّ، وأَبي الحَسَنِ عليِّ بنِ هُذَيْلٍ، وأَبي مُحَمّد عاشِرِ بنِ محمّدِ ابنِ محمّد بن عاشرٍ، وأَبِي عَبْد اللهِ محمّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ سَعادَةَ. وآخِرُ من يَرْوِى عَنهُ فِي الدُّنيا المُعِينُ أَبو الفَضْلِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّد بن عبدِ الوارِثِ بنِ الأَزْرَقِ. وتُوفِّيَ جُمادَى الثَّانِيَة سنة عَن خَمْس وخَمْسِينَ سنة. قَالَ: وَقد شارَكَهُ فِي اسْمِ أَبِيه أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ، وَهُوَ الحُسَيْن بن محمّد بنِ فِيرُّهْ المَعْرُوفُ بابْنِ سُكَّرَةَ. قلتُ: ويُوسُفُ بنُ مُحَمّدِ بنِ فِيرُّهْ الأَنْصَاريّ المَغْرِبِي، عَن قَاضِي)
المُرُسْتانِ. ويُوسُفُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ يُوسُفَ بن فِيرُّهْ اللَّخْمِيّ الحافِظُ، مَعْرُوف، وآخَرُون من المَغَارِبَةِ. فَفِي كَلَام المُصَنِّف قُصُورٌ لَا يَخْفَى.} والفُورُ، بالضَّمّ: الظِّباءُ، لَا واحِدَ لَها من لَفْظِهَا هَذَا قولُ يَعْقُوبَ وابنِ الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ اخْتِيَار الجَوْهريّ. وَقَالَ كُرَاع: هُوَ جَمْعُ! فَائِر، كبازل وبُزْل، وَلم يَقْصِدْ بِهِ الرَّدَّ على الجَوْهَرِيّ كَمَا فَهِمَه شَيْخُنَا تَقْلِيداً للبَدْرِ القَرَافِيّ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: لَا أَفْعَلُ ذَلِك مَا لأْلأَت الفُورُ بأَذْنَابِهَا: أَي بَصْبَصَتْ. ويُقَالُ الفائِرُ: ابنُ أَرْوَى.
(و) {الفُورَةُ، بهاءٍ، وَقد تُهْمَز: رِيحٌ تكون فِي رُسْغِ الفَرَسِ تَنْفَشُّ إِذا مُسِحَتْ وتَجْتَمِعُ إِذا تُرِكَتْ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، وَقد تقدّم للمصنّف ذَلِك.} والفِيَارَانِ، بالكَسْرِ: حَدِيدَتَان تَكْتَنِفَانِ لِسَانَ المِيزَانِ. وَقد {فُرْتُه، عَن ثَعْلَب، قَالَ: ولَوْ لَمْ نَجِد الفِعْلَ لَقَضَيْنَا عَلَيْهِ بالوَاوِ كَذَا فِي الْمُحكم، أَي عَمِلْتُ لَهُ} فِيَارَيْنِ. وَقَالَ بعضُهم: {الفِيَارُ: أَحَدُ جانبَيْ حائِطِ لِسَانِ المِيَزانِ، ولِسَانُ المِيزَانِ: الحَدِيدَةُ الَّتِي يَكْتَنِفُهَا} الفِيَاراَنِ، والحَدِيدَةُ المُعْتَرِضَةُ الَّتِي فِيهَا اللِّسَانُ: المِنْجَمُ، والكِظَامَةُ: الحَلْقَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الخُيوطُ فِي طَرَفَيِ الحَدِيدَةِ. ويُقَال: إِنّه {لَفَيُّورٌ كَعَيُّوقٍ: حَدِيدٌ، نَقله الصاغَانيّ.} وفَوْرٌ: ع باليَمَامَة، ويُضَمّ، والّذِي فِي التكملة: {والفَوْرُ. وَقيل: فُوْر. (و) } فوْرٌ، د، بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ، مُعرَّب بُور، وَهُوَ اليَوْمَ بيَدِ النَّصَارى. {وفُورٌ، بالضَّمّ: اسْم جَمَاعَة من المُحَدِّثين، مِنْهُم: محمَّدُ بنُ الفَضْل ابنِ فُورٍ، عَن غُنْدُر، ومحمّدُ بنُ فُورِ بن عبدِ الله أَبو بَكْرٍ العامِرِيّ، سَمعَ يَحْيَى ابنَ يَحْيَى: وعليُّ بنُ محمّد بنِ أَحْمَدَ ابنِ عَلِيّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ فُورٍ، سَمعَ عبدَ الرَّحْمنِ بَن بِشْرٍ.
ومحمّدُ بنُ فُورِ بنِ هانِئ القُرَشِيُّ الخُرَاسَانِيُّ. وأَبو سَعِيد محمّدُ بنُ الحُسَيْن بنِ موسَى بنِ مَحْمُويَه بنِ فُورِ بنِ عبدِ الله السِّمْسَارُ، عَن ابْنِ خُزَيْمَةَ، وغَيْرُهم.} وفُورَانُ، بالضَّمّ: ة بهَمَذَانَ، بِالذَّالِ المُعْجَمَة محَرَّكَة هَكَذَا ضَبَطَه الصاغَانِيّ.! وفُورَانُ: اسْم جَمَاعَةٍ من المُحَدِّثين: مِنْهُم محمّد بنُ إِبْرَاهِيمَ ابنِ فُورَانَ، سَمِعَ الذُّهْلِيّ. وَقَالَ الحافِظُ ابْن حَجَر: وفاؤُه قَرِيبَةٌ من الباءِ الموحَّدة. {وفُوفَارَةُ، بالضّمّ: ة بالسُّغْد، نَقَلَهُ الصاغَانيّ. ويُقَال للرَّجُل: فَارَ فَائرُهُ، إِذا غَضِبَ.
وثَارَ ثائِرُه، إِذا انْتَشَر غَضَبُه. وَلَا يَخْفَى لَوْ ذَكَرَه عِنْد الفائر فِي أَوّل المادةِ كانَ حَسَناً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: ضَرْبٌ} فَوّارٌ، ككَتَّانٍ: رَغِيبٌ واسعٌ عَن ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنشد:
(بضَرْب يُخَفِّتُ {فَوّارُه ... وطَعْن تَرَى الدَمَ مِنْهُ رَشِيشَا)

(إِذا قَتَلُوا مِنْكُمُ فَارِساً ... ضَمِنّاً لَهُ خَلْفَهُ أَنْ يَعِيشَا)
} وفارَ الماءُ من العَيْنِ: ظَهَرَ مُتَدفِّقاً ورأَيتُه فِي {فَوْرَةِ النَّهَارِ، أَي فِي أَوَّلِه.} وفَوْرُ الحَرِّ: شِدَّتُه.)
وَفِي الحَدِيث إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ من فَوْرِ جَهَنَّمَ، أَي وَهَجِها وغَلَيانِهَا. {وفَوْرَةُ العِشَاءِ: بَعْدَهُ. وقولُهم: مَا لَمْ يَسْقُط} فَوْرُ الشَّفَقِ هُوَ بَقِيةُ حُمْرَةِ الشَّمْس فِي الأُفُق الغَرْبيّ، سُمِّيَ فَوْراً لسُطُوعِه وحُمْرَتِه.
ويُرْوَى بالثاءِ، وَقد تَقَدّم. {وفَوْرَةُ الناسِ: مُجْتَمَعُهم وحَيْثُ يَفُورُون فِي أَسْوَاقِهِم.} وفَوْرُ العِرْقُ فِي الفَرَسِ: هُوَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ نَفْخٌ أَو عَقْدٌ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ، قَالَه ابنُ السِّكّيت. وشَرِبَ {فَوْرَةَ العُقارِ: وَهِي طُفَاوَتُهَا وَمَا فارَ مِنْهَا. وأَخَذْتُ الشيءَ} بفَوْرَتِه، أَي بحَدَاثَتِه. وَيُقَال: فَعَلْتُ أَمْرَ كَذَا وَكَذَا مِنْ {- فَوْرِى، أَي من ساعَتِي.} والفوْرُ: الوَقْتُ. {والفُوْرَةُ: الكُوفَة عَن كُرَاع.} وفارُويَهْ: سِكَّةٌ بنَيْسَابُور. وإِلَيْهَا نُسِبَ أَبُو الحُسَيْنِِ مُحَمّد بنُ حُسَيْنِ بنِ يَعْقُوبَ بن ناصِحٍ النَّحْوِيّ {- الفَارُوييّ أَخَذَ عَن المُبَرّدِ وثَعْلَب.} وفَارُو: من عَمَلٍ نَسَفَ، مِنْهَا أَحمدُ بنُ عَليّ بنِ محمّدِ بنِ العَبّاسِ الأَنصارِيّ الفارُويِيّ، عَن أَبِي طاهِرِ بن مَحْمِش وغَيْرِهِ، وعَنْهُ عبدُ العَزِيزِ النَّخْشَبِيُّ. وأَبُو سَوْرَةَ هُمَيْمُ بن فائِدِ بن هُمَيْمٍ البَلْخِيُّ {- الفُورِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ خَشْرَمٍ. وأَبو سَعِيد محمّدُ بنُ الحُسين بن مُوسَى بن فُورٍ السِّمسارُ الفُورِيّ، سَمِعَ أَبا بَكْرِ بنَ خُزَيْمَةَ. وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمّد بن أَحْمَد ابْن فُورٍ النَّيْسَابُورِيّ، عَن أَبي حاتِم الرازِيّ. وخَطّابُ بنُ عُثْمَانَ الفُورِيُّ. وأَبو القاسِمِ} - الفُورانِيّ شيخُ الشافِعِيَّة، مُحَدِّثانِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْر جِبَال! فارانَ، وَهُوَ اسْمٌ لِجبالِ مَكَّةَ بالعِبْرانِيّ، لَهُ ذِكْر فِي أَعْلام النُبُوَّة، وأَلِفُه الأُولَى لَيْسَت بهَمْزَة قَالَه ابنُ الأَثِيرِ.

علم أصول الفقه

علم أصول الفقه
وهو: علم يتعرف منه: استنباط الأحكام الشرعية الفرعية، عن أدلتها الإجمالية.
وموضوعه: الأدلة الشرعية الكلية، من حيث أنها كيف يستنبط عنها الأحكام الشرعية.
ومباديه: مأخوذة من العربية، وبعض العلوم الشرعية، كأصول الكلام، والتفسير، والحديث، وبعض من العقلية.
والغرض منه: تحصيل ملكة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية، من أدلتها الأربعة، أعني: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
وفائدته: استنباط تلك الأحكام على وجه الصحة.
واعلم: أن الحوادث، وإن كانت متناهية في نفسها، بانقضاء دار التكليف، إلا أنها لكثرتها، وعدم انقطاعها، مادامت الدنيا غير داخلة تحت حصر الحاصرين، فلا يعلم أحكامها جزئيا.
ولما كان لكل عمل من أعمال الإنسان حكم، من قبل الشارع منوط بدليل يخصه، جعلوها قضايا، موضوعاتها: أفعال المكلفين، ومحمولاتها: أحكام الشارع من الوجوب وأخواته.
فسموا: العلم المتعلق بها، الحاصل من تلك الأدلة: فقها، ثم نظروا في تفاصيل الأدلة والأحكام، وعمومها، فوجدوا الأدلة راجعة إلى: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
ووجدوا الأحكام راجعة إلى: الوجوب، والندب، والحرمة، والكراهة، والإباحة.
وتأملوا في كيفية الاستدلال بتلك الأدلة على الأحكام إجمالا، وبيان طرقه، وشرائطه، ليتوصل بكل من تلك القضايا إلى استنباط كثير من تلك الأحكام الجزئية، عن أدلتها التفصيلية، فضبطوها، ودونوها، وأضافوا إليها من اللواحق، وسموا العلم المتعلق بها: أصول الفقه.
قال الإمام، علاء الدين الحنفي، في (ميزان الأصول) : اعلم: أن أصول الفقه، فرع لعلم أصول الدين، فكان من الضرورة أن يقع التصنيف فيه، على اعتقاد مصنف الكتاب.
وأكثر التصانيف في أصول الفقه: لأهل الاعتزال، المخالفين لنا في الأصول، ولأهل الحديث المخالفين لنا في الفروع، ولا اعتماد على تصانيفهم.
وتصانيف أصحابنا، قسمان:
قسم: وقع في غاية الإحكام والإتقان، لصدوره ممن جمع في الأصول والفروع، مثل: (مأخذ الشرع)، و(كتاب الجدل) للماتريدي، ونحوهما.
وقسم: وقع في نهاية التحقيق في المعاني، وحسن الترتيب، لصدوره ممن تصدى لاستخراج الفروع، من ظواهر المسموع.
غير أنهم لما لم يتمهروا في دقائق الأصول، وقضايا العقول، أفضى رأيهم إلى رأي المخالفين في بعض الفصول.
ثم هجر القسم الأول، إما لتوحش الألفاظ والمعاني، وإما لقصور الهمم، والتواني.
واشتهر القسم الآخر. انتهى.
وأول من صنف فيه: الإمام الشافعي، ذكره الأسنوي في (التمهيد)، وحكى الإجماع فيه.
ومن الكتب المصنفة فيه:
علم أصول الفقه
هو علم يتعرف منه استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها الإجمالية اليقينية. وموضوعه: الأدلة الشرعية الكلية من حيث أنها كيف تستنبط منها الأحكام الشرعية.
ومباديه: مأخوذة من العربية وبعض من العلوم الشرعية كأصول الكلام والتفسير والحديث وبعض من العقلية.
والغرض منه: تحصيل ملكة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها الأربعة أعني الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
وفائدته: استنباط تلك الأحكام على وجه الصحة.
واعلم أن الحوادث وإن كانت متناهية في نفسها بانقضاء دار التكليف إلا أنها لكثرتها وعدم انقطاعها ما دامت الدنيا غير داخلة تحت حصر الحاضرين فلا تعلم أحكامها جزئيا ولما كان عمل من أعمال الإنسان حكما من قبل الشارع منوطا بدليل يخصه جعلوها قضايا موضوعاتها أفعال المكلفين ومحمولاتها أحكام الشارع من الوجوب وأخواته فسموا العلم المتعلق بها الحاصل من تلك الأدلة فقها.
ثم نظروا في تفصايل الأدلة والأحكام وعمومها فوجدوا الأدلة راجعة إلى الكتاب والسنة والإجماع والقياس ووجدوا الأحكام راجعة إلى الوجوب والندب والحرمة والكراهة والإباحة وتأملوا كيفية الاستدلال بتلك الأدلة على تلك الأحكام إجمالا من غير نظر إلى تفصيلها إلا على طريق التمثيل فحصل لهم قضايا كلية متعلقة بكيفية الاستدلال بتلك الأدلة على الأحكام الجزئية وبيان طرقه وشارئط ليتوصل بكل من تلك القضايا إلى استنباط كثير من تلك الأحكام الجزئية عن أدلتها التفصيلية فضبطوها ودونوها وأضافوا إليها من اللواحق وسموا العلم المتعلق بها أصول الفقه.
قال الإمام علاء الدين الحنفي في ميزان الأصول: اعلم أن أصول الفقه فرع لعلم أصول الدين فكان من الضرورة أن يقع التصنيف فيه على اعتقاد مصنف الكتاب وأكثر التصانيف في أصول الفقه لأهل الاعتزال المخالفين لنا في الأصول ولأهل الحديث المخالفين لنا في الفروع ولا اعتماد على تصانيفهم.
وتصانيف أصحابنا قسمان:
قسم: وقع في غاية الإحكام والإتقان لصدوره ممن جمع الأصول والفروع مثل: مآخذ الشروع وكتاب: الجدل للماتريدي ونحوهما.
وقسم: وقع في نهاية التحقيق في المعاني وحسن الترتيب لصدروه ممن تصدى لاستخراج الفروع من ظواهر المسموع غير أنهم لما لم يتمهروا في دقائق الأصول وقضايا المعقول أفضى رأيهم إلى رأي المخالفين في بعض الفصول ثم هجر القسم الأول إما: لتوحش الألفاظ والمعاني وإما: لقصور الهمم والتواني واشتهر القسم الآخر. انتهى.
وهذا الذي نسبه إلى أهل الحديث وعدم الاعتماد على تصانيفهم نفس تعصبية صدرت من بطن التقليد وإذا لم يعتمد تصنيف أهل الحديث الذين هم القدوة والأسوة في الدين والعرفاء بالنصوص من الكتاب والسنة أكثر من أهل الفقه والمقلدة بمراتب كثيرة ومناحي غفيرة فأي جماعة تليق بالاعتماد والتعويل فما هذا الحرف من هذا الحنفي المتعصب إلا زلة شديدة لا يتأتى مثلها إلا عمن ليس من العلم والإنصاف في صدر ولا ورد فهذا القول ليس عليه إثارة من علم. قال في كشاف اصطلاحات الفنون: علم أصول الفقه ويسمى ب علم الدراية أيضا على ما في مجمع السلوك وله تعريفان:
أحدهما: باعتبار الإضافة.
وثانيهما: باعتبار اللقب أي باعتبار أنه لقب لعلم مخصوص ثم ذكر هذين التعريفين وبسط القول في فوائدهما.
ونقل عن إرشاد القاصد للشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي:
إن أصول الفقه: علم يتعرف منه تقرير مطلب الأحكام الشرعية العملية وطرق استنباطها ومواد حججها واستخراجها بالنظر.
وموضوعه: الأدلة الشرعية والأحكام إذ يبحث فيه عن العوارض الذاتية للأحكام الشرعية وهي إثباتها للحكم وعن العوارض الذاتية للأحكام وهي ثبوتها بتلك الأدلة.
قال: وإن شئت زيادة التحقيق فارجع إلى التوضيح والتلويح انتهى كلام الكشاف ملخصا
ثم اعلم أن أول من صنف في أصول الفقه الإمام الشافعي ذكره الإسنوي في التمهيد وحكى الإجماع فيه وهو شيخ المحدثين والفقهاء.
والكتب المصنفة فيه كثيرة معروفة وأحسنها ترتيبا وأكملها تحقيقا وتهذيبا وأبلغها قبولا وأعدلها إنصافا كتاب: إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول لقاضي القضاة شيخنا محمد بن علي الشوكاني اليمني المتوفى في سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وقد لخصنا كتابه هذا وسميناه: بحصول المأمول من علم الأصول وهو نفيس جدا فإن كنت ممن يبغي تحقيق الحق على جانب من التقليد والعصبية لآراء الرجال ويعرف هذا العلم على ما فيه من القيل والقال فارجع إليهما تجدهما ديباجة الدنيا ومكرمة الدهر ونكتة عطارد التي يفتخر بها الفخر.
مذاهب شتى للمحبين في الهوى ... ولي مذهب واحد أعيش به وحدي
وكم من رأي في الدين للشريعة محرف ولهم عن جماعة السنة المطهرة محرف {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} .
وقال في: مدينة العلوم: ومن الكتب القديمة المصنفة في هذا العلم كتاب الجصاص أحمد بن علي أبي بكر الرازي وكتاب: الأسرار وكتاب: تقويم الأدلة للإمام زيد الدبوسي - قرية بين بخارا وسمرقند - المتوفى سنة 402هـ.
ومنها: أصول فخر الإسلام للبزدوي ولكتابه شروح كثيرة أشهرها: الكشف لعبد العزيز بن أحمد البخاري ومنها: أصول شمس الأئمة السرخسي.
وإحكام الأحكام للآمدي.
ومنتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل ومختصر هذين كلاهما لابن الحاجب وشروحه تزيد على عشرة.
وكتاب: القواعد والبديع لابن الساعاتي البعلبكي. ومنها: المنار للنسفي وله شروح ومنها: المغني للخبازي وشرحه لسراج الدين الهندي قاضي الحنفية بالقاهرة.
وكتاب: المنتخب للأخسيكثي و: التحصيل للابي وردي و: المحصول للفخر الرازي و: التنقيح وشرحه: التوضيح لصدر الشريعة والتلويح على شرح التنقيح. للسعد التفتازاني و: فصول البدائع في الأصول الشرائع لشمس الدين الفتازاي و: منهاج الوصول إلى علم الأصول للقاضي البيضاوي على مذهب الشافعي وله شروح.
ومنها: مرقاة الوصول إلى علم الأصول وغير ذلك. انتهى حاصل كلامه.
قلت: ومنها: جمع الجوامع لتاج الدين السبكي وله شروح قد طبع بمصر القاهرة في هذا الزمان وأحسن كتب هذا العلم كتاب شيخنا الشوكاني الذي تقدم ذكره فاشدد يديك عليه تهتدي إلى جادة الحق
فصل: قال قاضي القضاة مؤيد الدين عبد الرحمن بن خلدون - رحمه الله - تعالى - في كتاب: العبر وديوان المبتدأ والخبر ما نصه:
اعلم: أن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية من حيث تؤخذ منها: الأحكام والتكاليف وأصول الأدلة الشرعية هي: الكتاب - الذي هو القرآن - ثم السنة المبينة له فعلى عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت الأحكام تتلقى منه ما يوحى إليه من القرآن ويبينه بقوله وفعله بخطاب شفاهي لا يحتاج إلى نقل ولا إلى نظر وقياس ومن بعده - صلى الله عليه وسلم - تعذر الخطاب الشفاهي وانحفظ القرآن بالتواتر وأما السنة: فأجمع الصحابة - رضوان الله عليهم - على وجوب العمل بما يصل إلينا منها: قولا وفعلا بالنقل الصحيح الذي يغلب على الظن صدقه وتعينت دلالة الشرع في الكتاب والسنة بهذا الاعتبار ثم ينزل الإجماع منزلتها إلا إجماع الصحابة على النكير على مخالفيهم ولا يكون ذلك إلا عن مستند لأن مثلهم لا يتفقون من غير دليل ثابت مع الشهادة الدالة بعصمة الــجماعة فصار الإجماع دليلا ثابتا في الشرعيات.
ثم نظرنا في طرق استدلال الصحابة والسلف بالكتاب والسنة فإذا هم يقيسون الأشباه بالأشباه منهما ويناظرون الأمثال بالأمثال بإجماع منهم وتسليم بعضهم لبعض يفي ذلك فإن كثيرا من الواقعات بعده لم تندرج في النصوص الثابتة فقاسوها بما يثبت وألحقوها بما نص عليه بشروط في ذلك الإلحاق تصح تلك المساواة بين الشبيهين أو المثلين حتى يغلب على الظن أن حكم الله تعالى فيهما واحد وصار ذلك دليلا شرعيا بإجماعهم عليه وهو: القياس وهو رابع الأدلة واتفق جمهور العلماء على أن هذه: هي أصول الأدلة وإن خالف بعضهم في الإجماع والقياس إلا أنه شذوذ وألحق بعضهم بهذه الأربعة أدلة أخرى لا حاجة بنا إلى ذكرها لضعف مداركها وشذوذ القول فيها فكان أول مباحث هذا الفن بما يصح منها - كما قلناه - معتضدا بما كان عليه العمل في حياته - صلى الله عليه وسلم - من إنفاذ الكتب والرسل إلى النواحي بالأحكام والشرائع آمرا وناهيا
وأما الإجماع: فلاتفاقهم على إنكار مخالفته مع العصمة الثابتة للأمة.
وأما القياس: فبإجماع الصحابة - رضي الله عليه عنهم - كما قدمنا هذه أصول الأدلة.
ثم إن: المنقول من السنة محتاج إلى تصحيح الخبر بالنظر في طرق النقل وعدالة الناقلين لتتميز الحالة المحصلة للظن بصدقه الذي هو مناط وجوب العمل وهذه أيضا من قواعد الفن ويلحق بذلك عند التعارض بين الخبرين وطلب المتقدم منهما معرفة الناسخ والمنسوخ وهي من فصوله أيضا وأبوابه ثم بعد ذلك يتعين النظر في دلالة الألفاظ وذلك أن استفادة المعاني على الإطلاق يتوقف على معرفة الدلالات الوضعية مفردة ومركبة والقوانين اللسانية في ذلك هي: علوم النحو والتصريف والبيان وحين كان الكلام ملكة لأهله لم تكن هذه علوما ولا قوانين ولم يكن الفقه حينئذ يحتاج إليها لأنه جبلة وملكة فلما فسدت الملكة في لسان العرب قيدها الجهابذة المتجردون لذلك بنقل صحيح ومقايس مستنبطة صحيحة وصارت علوما يحتاج إليها الفقيه في معرفة أحكام الله تعالى.
ثم إن هناك استفادات أخرى خاصة من تراكيب الكلام وهي: استفادة الأحكام الشرعية بين المعاني من أدلتها الخاصة من تراكيب الكلام وهو الفقه ولا يكفي فيه معرفة الدلالات الوضعية على الإطلاق بل لا بد من معرفة أمور أخرى تتوقف عليها تلك الدلالات الخاصة وبها تستفاد الأحكام بحسب ما أصل أهل الشرع وجهابذة العلم من ذلك وجعلوه قوانين لهذه الاستفادة مثل: أن اللغة لا تثبت قياسا والمشترك لا يراد به معنياه معا والواو لا تقتضي الترتيب والعام إذا أخرجت أفراد الخاص منه هل يبقى حجة في ما عداها؟ والأمر للوجوب أو الندب؟ وللفور أو التراخي؟ والنهي يقتضي الفساد أو الصحة؟ والمطلق هل يحمل على المقيد؟ والنص على العلة كاف في التعدد أم لا؟ وأمثال هذه فكانت كلها من قواعد هذا الفن ولكونها من مباحث الدلالة كانت لغوية.
ثم إن النظر في القياس من أعظم قواعد هذا الفن: لأن فيه تحقيق الأصل والفرع فيما يقاس ويماثل من الأحكام وينفتح الوصف الذي يغلب الظن أن الحكم علق به في الأصل من تبين أوصاف ذلك المحل أو وجود ذلك الوصف والفرع من غير معارض يمنع من ترتيب الحكم عليه في مسائل أخرى من توابعة ذلك كلها قواعد لهذا الفن واعلم: أن هذا الفن من الفنون المستحدثة في الملة وكان السلف في غنية عنه بما أن استفادة المعاني من الألفاظ إلى أزيد مما عندهم من الملكة اللسانية.
وأما القوانين التي يحتاج إليها في استفادة الأحكام خصوصا: فمنهم أخذ معظمها وأما الأسانيد فلم يكونوا يحتاجون إلى النظر فيها لقرب العصر وممارسة النقلة وخبرتهم فلما انقرض السلف وذهب الصدر الأول وانقلبت العلوم كلها صناعة احتاج الفقهاء والمجتهدون إلى تحصيل هذه القوانين والقواعد لاستفادة الأحكام من الأدلة فكتبوها فنا قائما برأسه: أصول الفقه.
وكان أول من كتب فيه: الشافعي أملى فيه رسالته المشهورة تكلم فيها في الأوامر والنواهي والبيان والخبر والنسخ وحكم العلة المنصوصة من القياس.
ثم كتب فقهاء الحنفية فيه وحققوا تلك القواعد وأوسعوا القول فيها.
وكتب المتكلمون أيضا كذلك إلا أن كتابة الفقهاء فيها أمس بالفقه وأليق بالفروع لكثرة الأمثلة منها والشواهد وبناء المسائل فيها على النكت الفقهية.
والمتكلمون يجردون صور تلك المسائل عن الفقه ويميلون إلى الاستدلال العقلي ما أمكن لأنه غالب فنونهم ومقتضى طريقتهم فكان لفقهاء الحنفية فيها اليد الطولى من الغوص على النكت الفقهية والتقاط هذه القوانين من مسائل الفقه ما أمكن.
وجاء أبو زيد الدبوسي من أئمتهم فكتب في القياس بأوسع من جميعهم وتمم الأبحاث والشروط التي يحتاج إليها فيه وكملت صناعة أصول الفقه بكماله وتهذبت مسائله وتمهدت قواعده.
وعني الناس بطريقة المتكلمين فيه وكان من أحسن ما كتب فيه المتكلمون كتاب: البرهان لإمام الحرمين و: المستصفى للغزالي وهما من الأشعرية.
وكتاب: العهد لعبد الجبار وشرحه: المعتمد لأبي الحسين البصري وهما من المعتزلة.
وكانت الأربعة: قواعد هذا الفن وأركانه ثم لخص هذه الكتب الأربعة فحلان من المتكلمين المتأخرين وهما: الإمام فخر الدين بن الخطيب في كتاب: المحصول وسيف الدين الآمدي في كتاب: الأحكام واختلفت طرائقهما في الفن بين التحقيق والحجاج فابن الخطيب أميل إلى الاستكثار من الأدلة والاحتجاج والآمدي مولع بتحقيق المذاهب وتفريع المسائل.
وأما كتاب: المحصول فاختصره تلميذ الإمام سراج الدين الأرموي في كتاب: التحصيل وتاج الدين الأرموي في كتاب: الحاصل واقتطف شهاب الدين القرافي منهما مقدمات وقواعد في كتاب صغير سماه: التنقيحات وكذلك فعل البيضاوي في كتاب: المنهاج وعنى المبتدون بهذين الكتابين وشرحهما كثير من الناس.
وأما كتاب: الأحكام للآمدي وهو أكثر تحقيقا في المسائل فلخصه أبو عمرو ابن الحاجب في كتابه المعروف ب: المختصر الكبير ثم اختصره في كتاب آخر تداوله طلبة العلم وعنى أهل المشرق والمغرب به وبمطالعته وشرحه وحصلت زبدة طريقة المتكلمين في هذا الفن في هذه المختصرات.
وأما طريقة الحنفية: فكتبوا فيها كثيرا وكان من أحسن كتابة فيها: للمتقدمين تأليف أبي زيد الدبوسي وأحسن كتابة للمتأخرين فيها تأليف سيف الإسلام البزدوي من أئمتهم وهي مستوعب.
وجاء ابن الساعاتي من فقهاء الحنفية فجمع بين كتاب: الأحكام وكتاب البزدوي في الطريقتين وسمى كتابه: البدائع فجاء من أحسن الأوضاع وأبدعها وأئمة العلماء لهذا العهد يتداولونه قراءة وبحثا وولع كثير من علماء العجم بشرحه والحال على ذلك لهذا العهد
هذه حقيقة هذا الفن وتعيين موضوعاته وتعديد التآليف المشهورة لهذا العهد فيه والله ينفعنا بالعلم ويجعلنا من أهله بمنه وكرمه إنه على كل شيء قدير. انتهى كلامه.
ومن الكتب المصنفة في هذا العلم: كتاب: مغتنم الحصول في علم الأصول للشيخ حبيب الله. القندهاري من رجال هذه المائة و: مسلم الثبوت لمحب الله البهاري و: رسالة الشيخ محمد إسماعيل الدهلوي و: حصول المأمول لكاتب الحروف - عفا الله عنه.

خثى

(خثى)
الْبَقر أَو الْفِيل خثيا رمى بِمَا فِي بَطْنه من الروث
خثى
خَثى البَقَرُ يَخْثي خَثْياً، وهوخِثْيًها، والأخْثَاءُ جَماعَةٌ. وخِثْيٌ من الناس: أي جَماعةٌ متَفَرِّقة. والمِخْثى: الخَرِيْطَةُ والجِرَابُ الصَّغير يَجْعَل الشائرُ فيه العَسَلَ.
[خثى] الخِثْيُ للبقر، والجمع أَخْثاءٌ مثل حلس وأحلاس.

(293 - صحاح - 6) والخَثْي بالفتح: المصدر. تقول: خَثَى البقر يخثى خثيا.

خث

ى1 خَثَى, aor. ـْ inf. n. خَثْىٌ, said of a beast of the ox-kind, (JK, S, Msb, K,) or of a bull, but not [خَثَتْ] of a cow, (A 'Obeyd, TA,) and of an elephant, (K,) He dunged. (JK, S, Msb, K.) [See also خِثْىٌ.]4 اخثى He (a man, TA) kindled [dry dung such as is called] خِثْى. (K.) خِثْىٌ Dung of a beast of the ox-kind; (JK, S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ خَثًى: (Msb:) or of a bull: (IAar, TA:) and of the elephant: (K:) and metaphorically, of the camel; as used in a trad.: or, accord. to Az, compact dung of a beast of the ox-kind, and of the sheep or goat, and of any cloven-hoofed animal, and of the camel: (TA:) pl. أَخْثَآءٌ [a pl. of pauc.] (JK, S, Mgh, Msb, K) and خَثِىٌّ, (CK, [a quasi-pl. n. like عَبِيدٌ,]) or خِثِىٌّ, (K accord. to the TA, [like حِنِىٌّ, q. v., a pl. of حِنْوٌ,]) and خُثِىٌّ [originally خُثُوىٌ], (K,) these two from Fr. (TA.) b2: خِثْىٌ also signifies (assumed tropical:) A number of people in a state of dispersion: (Sgh, TA:) or so خِثْىٌ مِنَ النَّاسِ. (JK.) خَثًى: see the next preceding paragraph.

مِخْثًى, (JK, TA,) so in the Tekmileh, (TA,) [or مِخْثًا accord. to the CK, there, with the article, written المِخْثا,] or ↓ مِخْثَآءٌ, (K accord. to the TA,) The [kind of pouch called] خَرِيطة, (JK, K,) and small [bag such as is termed] جِرَاب, (JK,) of the gatherer of [wild] honey, (JK, K,) which he puts beneath the part between his armpit and his flank, (TA,) and in which he deposits the honey. (JK.) مِخْثَآءٌ: see what next precedes.

التّشبيه

التّشبيه:
[في الانكليزية] Simile
[ في الفرنسية] Comparaison
لغة الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر.
وظاهر هذا شامل لنحو قولنا قاتل زيد عمروا، وجاءني زيد وعمرو وما أشبه ذلك، مع أنها ليست من التشبيه. وأجيب بأنّ المدلول المطابقي في هذه الأمثلة: ثبوت المسند لكل من الأمرين ويلزمه مشاركتهما في المسند. فالمتكلّم إن قصد المعنى المطابقي فلم يدل على المشاركة، إذ المتبادر من إسناد الأفعال إلى ذوي الاختيار ما صدر بالقصد فلم يندرج في التفسير المذكور، وإن قصد المعنى الالتزامي فقد دلّ على المشاركة فهو داخل في التشبيه. وما وقع في عبارة أئمة التصريف أنّ باب فاعل وتفاعل للمشاركة والتشارك فمسامحة، والمراد أنّه يلزمهما.
فمنشأ الاعتراض إما ظاهر عبارة أئمة التصريف أو عدم الفرق بين ثبوت حكم لشيء وبين مشاركة أحدهما لآخر، أو الغفلة عن اعتبار القصد فيما يسند إلى ذوي الاختيار. والتحقيق أنّ هذه الأمثلة على تقدير قصد المشاركة فيهما تدلّ على التشابه، وفرق بين التشابه والتشبيه كما ستعرف.
وعند أهل البيان هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى لا على وجه الاستعارة التحقيقية والاستعارة بالكناية والتجريد. وكثيرا ما يطلق في اصطلاحهم على الكلام الدّال على المشاركة المذكورة أيضا. فالأمر الأول هو المشبّه على صيغة اسم المفعول والثاني هو المشبّه به، والمعنى هو وجه التشبيه، والمتكلّم هو المشبّه على صيغة اسم الفاعل. قيل وينبغي أن يزاد فيه قولنا بالكاف ونحوه ليخرج عنه نحو قاتل زيد عمروا وجاءني زيد وعمرو. وفيه أنّه ليس تشبيها كما عرفت، فدخل في هذا التفسير ما يسمّى تشبيها بلا خلاف وهو ما ذكرت فيه أداة التشبيه نحو: زيد كالأسد أو كالأسد بحذف زيد لقيام قرينة. وما يسمّى تشبيها على القول المختار وهو ما حذفت فيه أداة التشبيه وجعل المشبّه به خبرا عن المشبّه أو في حكم الخبر سواء كان مع ذكر المشبّه أو مع حذفه، فالأول كقولنا زيد أسد والثاني كقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ أي هم صمّ بكم عمي، فإن المحققين على أنّه يسمّى تشبيها بليغا لا استعارة.
ثم إنّ هذا التعريف عرف به الخطيب على ما هو مذهبه فإنّ مذهبه أنّ الاستعارة مشتركة لفظا بين الاستعارة التحقيقية والاستعارة بالكناية. ولذا لم يقل لا على وجه الاستعارة مع كونه أخصر، إذ لا يصح إرادة المعنيين من المشترك في إطلاق واحد ولم يذكر الاستعارة التخييلية لأنها عنده، وكذا عند السلف إثبات لوازم المشبّه به للمشبّه بطريق المجاز العقلي، وليست فيه دلالة على مشاركة أمر لأمر فهي خارجة بقوله الدلالة على مشاركة أمر لأمر، بل لم يدخل في التفسير حتى يحتاج إلى إخراجه بقيد. وأمّا على مذهب السّكّاكي وهو أنّ الاستعارة مشتركة معنى بين الكلّ والتخييلية استعارة اللفظ لمفهوم شبه المحقق فيجب الاكتفاء بقوله ما لم يكن على وجه الاستعارة، لأن في التقييد تطويلا وكذا عند السلف فإنّ لفظ الاستعارة عندهم مشترك معنى بين التحقيقية والمكنية. وقوله والتجريد أي لا على وجه التجريد ليخرج تشبيه يتضمنه التجريد وهو التجريد الذي لم يكن تجريد الشيء عن نفسه لأنه حينئذ لا تشبيه نحو لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ فإنّه لا نزاع أن دار الانتزاع دار الخلد من جهنّم وهي عين دار الخلد لا مشبّه به، بخلاف لقيت من زيد أسدا فإنّه لتجريد أسد من زيد وأسد مشبّه به لزيد لا عينه، ففيه تشبيه مضمر في النفس. فمن احترز به عن نحو قولهم لهم فيها دار الخلد فلم يجرد عقله عن غواشي الوهم، وكأن حبالة الوهم فيه تعريف التجريد بالانتزاع من أمر ذي صفة الخ. ثم إنّهم زعموا أنّ إخراج التجريد من التشبيه مخالفة من الخطيب مع المفتاح حيث صرّح بجعل التجريد من التشبيه. وفيه ما ستعرفه في خاتمة لفظ الاستعارة.
فائدة.
إذا أريد الجمع بين شيئين في أمر مركّبا كان أو مفردا حسيّا كان أو عقليا واحدا كان أو متعددا، فالأحسن أن يسمّى تشابها لا تشبيها ويجوز التشبيه أيضا، وذلك تارة يكون في المتساويين في وجه الشّبه، وتارة يكون في المتفاوتين من غير قصد إفادة التفاوت. قال الشاعر:
رقّ الزجاج ورقّت الخمر فتشابها وتشاكل الأمر فكأنّه خمر ولا قدح. وكأنّها قدح ولا خمر
فائدة
أركان التشبيه أربعة. طرفاه يعني المشبّه والمشبّه به وأداته كالكاف وكأنّ ومثل وشبه ونحوها ووجهه وهو ما يشتركان فيه تحقيقا أو تخييلا، أي وجه التشبيه ما يشترك الطرفان فيه بحكم التشبيه فيؤول المعنى إلى ما دلّ على اشتراكهما فيه، فلا يرد نحو ما أشبهه بالأسد للجبان لأنّ الشجاعة ليست مشتركة بينهما مع أنّها وجه التشبيه للدلالة على مشاركتهما فيها ولا يلزم أن يكون من وجوه التشبيه في زيد كالأسد الوجود والجسمية والحيوانية. ويتجه أنه يلزم أن يكون الطرفان قبل الدلالة على الاشتراك فيه طرفين إلّا أن يتجوّز، وأخرج التعريف مخرج من قتل قتيلا. وفي قولنا تحقيقا أو تخييلا إشارة إلى أنّ وجه الشبه لا يجب أن يكون من أوصاف الشيء في نفسه من غير اعتبار معتبر. والمراد بالتخييل هو أن لا يوجد في أحد الطّرفين أو كليهما إلّا على سبيل التخييل والتأويل.
فائدة:
الغرض من التشبيه في الأغلب يعود إلى المشبّه لبيان إمكان وجوده أو لبيان حاله بأنّه على أيّ وصف من الأوصاف كما في تشبيه ثوب بآخر في السّواد، أو لبيان مقدار حاله كما في تشبيه الثوب بالغراب في شدّة السواد، أو لبيان تقريرها أي تقرير حال المشبّه في نفس السامع وتقوية شأنه كما في تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل بمن يرقم على الماء. وهذه الأغراض الأربعة تقتضي أنّ يكون وجه الشّبه في المشبّه به أتمّ وهو به أشهر، أو لبيان تزيينه في عين السامع كما في تشبيه وجه أسود بمقلة الظبي، أو لبيان تشويهه أي تقبيحه كما في تشبيه وجه مجدور بسلحة- البراز- جامدة قد نقرتها الديكة، أو لبيان استطرافه أي عدّ المشبّه طريفا حديثا كما في تشبيه فحم فيه جمر. قال الشاعر:
كأنما الفحم والــجمار به بحر من المسك موجه الذهب أي لإبراز المشبّه في صورة الممتنع عادة.
وله أي للاستطراف وجه آخر غير الإبراز في صورة الممتنع عادة وهو أن يكون المشبّه به نادر الحضور في الذهن، إمّا مطلقا كما في المثال المذكور وإمّا عند حضور المشبّه كما في قوله في البنفسج:
ولازورديّة تزهو بزرقتها بين الرياض على حمر اليواقيت كأنّها فوق قامات ضعفن بها أوائل النار في أطراف كبريت فإنّ صورة اتصال النّار بأطراف الكبريت لا تندر كندرة بحر من المسك موجه الذهب، لكن تندر عند حضور صورة البنفسج. وقد يعود الغرض إلى المشبّه به وهو ضربان: الضرب الأول إيهام أنّه أتمّ في وجه التشبيه من المشبّه وذلك في التشبيه المقلوب، وهو أن يجعل الناقص في وجه الشّبه مشبّها به قصدا إلى ادّعاء أنه زائد في وجه الشّبه كقوله:
بدأ الصّباح كأنّ غرّته وجه الخليفة حين يمتدح فإنّه قصد إيهام أنّ وجه الخليفة أتمّ من الصباح في الوضوح والضياء.

قال في الأطول: ولا يخفى أنّه يجوز أن يكون التشبيه المقلوب مبنيا على تسليم أنّه أتم من المشبّه إذا كان بينك وبين مخاطبك نزاع في ذلك وأنت جاريت معه، وأنه يصحّ التشبيه المقلوب في تشبيه التزيين والتشويه والاستطراف لا دعاء أنّ الزينة في المشبّه به أتم أو القبح أكثر، أو ادّعاء أنّ المشبّه أندر وأخفى. ولا يظهر اختصاصه بصورة الحاق الناقص بالكامل.
والضرب الثاني بيان الاهتمام به أي بالمشبه به كتشبيه الجائع وجها كالبدر في الإشراق والاستدارة بالرغيف، ويسمّى هذا النوع من الغرض إظهار المطلوب.

قال في الأطول: ويمكن تربيع قسمة الغرض ويجعل ثالث الأقسام أن يعود الغرض إلى ثالث وهو تحصيل العناق أي الاتصال بين صورتين متباعدتين غاية التباعد، فإنّه أمر مستطرف مرغوب للطباع جدا. ورابعها أن يعود الغرض إلى المشبّه والمشبّه به جميعا، وهو جعلهما مستطرفين بجميعهما لأنّ كلا من المتباعدين مستطرف إذا تعانقا.
[التقسيم]
التقسيم الأول
وللتشبيه تقسيمات باعتبارات. الأول باعتبار الطرفين إلى أربعة أقسام لأنّهما إمّا حسّيان نحو كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ أو عقليان نحو ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً. كذا مثّل في البرهان، وكأنه ظنّ أنّ التشبيه واقع في القسوة وهو غير ظاهر بل هو واقع بين القلوب والحجارة، فمثاله العلم والحياة. أو مختلفان بأن يكون المشبّه عقليا والمشبّه به حسّيا كالمنيّة والسبع أو بالعكس مثل العطر وخلق رجل كريم، ولم يقع هذا القسم في القرآن، بل قيل إنّ تشبيه المحسوس بالمعقول غير جائز لأنّ العلوم العقلية مستفادة من الحواس ومنتهية إليها. ولذا قيل من فقد حسّا فقد علما، يعنى العلم المستفاد من ذلك الحسّ. وإذا كان المحسوس أصلا للمعقول فتشبيهه به يكون جعلا للفرع أصلا والأصل فرعا، وهو غير جائز.
والمراد بالحسيّ المدرك هو أو مادته بالحسّ أي بإحدى الحواس الخمس الظاهرة، فدخل فيه الخيالي، وبالعقلي ما عدا ذلك وهو ما لا يكون هو ولا مادته مدركا بإحدى الحواس الظاهرة فدخل فيه الوهمي الذي لا يكون للحسّ مدخل فيه لكونه غير منتزع منه، بخلاف الخيالي فإنّه منتزع منه، وكذا دخل الوجدانيات كاللذة والألم. وأيضا التشبيه باعتبار الطرفين إمّا تشبيه مفرد بمفرد ويسمّى بالتشبيه المفرق والمفردان إمّا مقيدان بأن يكون للمقيد بهما مدخل في التشبيه كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على طائل هو كالراقم على الماء، فإنّ المشبّه به هو الراقم المقيّد بكون رقمه على الماء لأنّ وجه الشبه فيه التسوية بين الفعل وعدمه وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين. ثم إنّ القيد يشتمل الصلة والمفعول ولا يخصّ بالإضافة والوصف كما هو المشهور. ومن القيود الحال أو غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد أو مختلفان في التقييد وعدمه كقوله والشمس كالمرآة في كفّ الأشل. فإن المشبّه وهو الشمس غير مقيد والمشبّه به وهو المرآة مقيّد بكونها في كفّ الأشل وعكسه، أي تشبيه المرآة في كفّ الأشل بالشمس فيما يكون المشبّه مقيدا والمشبّه به غير مقيد. وإما تشبيه مركّب بمركّب وحينئذ يجب أن يكون كلّ من المشبّه والمشبّه به هيئة حاصلة من عدة أمور وهو قد يكون بحيث يحسن تشبيه كل جزء من أجزاء أحد الطرفين بما يقابله من الطرف الآخر كقوله:
كأن أجرام النجوم لوامعا درر نثرن على بساط أزرق فإنّ تشبيه النجوم بالدّرر وتشبيه السماء ببساط أزرق تشبيه حسن، وقد لا يكون بهذه الحيثية كقوله:
فكأنما المريخ والمشتري قدامه في شامخ الرفعة منصرف بالليل عن دعوة قد أسرجت قدّامه شمعة فإنه لا يصح تشبيه المريخ بالمنصرف بالليل عن دعوة. وقد يكون بحيث لا يمكن أن يعتبر لكل جزء من أجزاء الطرفين ما يقابله من الطرف الآخر إلّا بعد تكلّف، نحو مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً. الآية فإنّ الصحيح أنّ هذين التشبيهين من التشبيهات المركّبة التي لا يتكلّف لواحد واحد شيء يقدر تشبيهه به فإن جعلتها من المفرقة فلا بد من تكلّف وهو أن يقال في الأول شبّه المنافق بالمستوقد نارا وإظهاره الإيمان بالإضاءة وانقطاع انتفاعه بانطفاء النار، وفي الثاني شبّه دين الإسلام بالصيّب وما يتعلّق به من شبه الكفر بالظلمات وما فيه من الوعد والوعيد بالبرق والرعد، وما يصيب الكفرة من الإفزاع والبلايا والفتن من جهة أهل الإسلام بالصواعق. وإمّا تشبيه مفرد بمركّب كتشبيه الشاة الجبلي بحمار أبتر مشقوق الشفة والحوافر نابت على رأسه شجرتا غضا.
والفرق بين المفرد المقيّد وبين المركّب يحتاج إلى تأمّل، فإنّ المشبّه به في قولنا هو كالراقم على الماء إنّما هو الراقم بشرط أن يكون رقمه على الماء، وفي الشاة الجبلي هو المجموع المركّب من الأمور المتعددة بل الهيئة الحاصلة منها. وإمّا تشبيه مركّب بمفرد. وأيضا التشبيه باعتبار الطرفين إن تعدد طرفاه فإمّا ملفوف وهو أن يؤتى على طريق العطف أو غيره بالمشبّهات أو لا، ثمّ بالمشبّه بها [كذلك،] أو بالعكس كقولنا كالشمس والقمر زيد وعمرو، وقولنا كالقمرين زيد وعمرو إذا أريد تشبيه أحدهما بالشمس والآخر بالقمر، أو مفروق وهو أن يؤتى بمشبّه ومشبّه به ثم آخر وآخر كقوله: النشر مسك والوجوه دنانير. ولا يخفى أنّ الملفوف والمفروق لا يخصّ بالطرف بل يجري في الوجه أيضا. وإن تعدّد طرفه الأول يعني المشبّه يسمى تشبيه التسوية لأنه سوّى بين المشبهين كقوله.
صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي. ثغوره في صفاء ودمعي كاللآلئ وإن تعدّد طرفه الثاني أعني المشبه به فتشبيه الجمع لأنّه يجمع للمشبّه وجوه تشبيه أو يجمع له أمور مشبهات كقوله:
كإنّما تبسم عن لؤلؤ. منضّد أو برد أو أقاح وقيل شعر آخر مشتملا على عدة تشبيهات وهو:
نفسي الفداء لثغر راق مبسمه وزانه شنب ناهيك من شنب.
يفتر عن لؤلؤ رطب وعن برد وعن أقاح وعن طلع وعن حبب هكذا في مقامات الحريري
التقسيم الثاني
باعتبار الأداة إلى مؤكد وهو ما حذفت أداته نحو زيد أسد ومرسل وهو بخلافه. وفي جعل زيد في جواب من قال من يشبه الشمس تشبيها مؤكدا نظر، لأن حذف الأداة على هذا الوجه لا يشعر بأنّ المشبّه عين المشبّه به.
فالوجه أن يفرّق بين الحذف والتقدير ويجعل الحذف كناية عن الترك بالكلية بحيث لا تكون مقدّرة في نظم الكلام. ويجعل الكلام خلوا عنها مشعرا بأنّ المشبّه عين المشبّه به في الواقع بحسب الظاهر. فعلى هذا قوله تعالى وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ إذا كان تقديره مثل مرّ السّحاب بالقرينة، فتشبيه مرسل، وبدعوى أن مرور الجبال عين مرّ السحاب تشبيه مؤكّد فاعرفه، فإنّه من المواهب. فالمرسل ما قصد أداته لفظا أو تقديرا لعدم تقييده بالتأكيد المستفاد من إجراء المشبّه به على المشبه. فإن قلت إنّ زيدا كالأسد مشتمل على تأكيد التشبيه فكيف يجعل مرسلا؟ قلت اعتبر في المؤكد والمرسل التأكيد بالنظر إلى نفس أركان التشبيه مع قطع النظر عما هو خارج عما يفيد التشبيه.
التقسيم الثالث
باعتبار الوجه. فالوجه إمّا غير خارج عن حقيقة الطرفين سواء كان نفس الحقيقة أو نوعا أو جنسا أو فصلا، وسواء كان حسيا مدركا بالحس أو عقليا، وإمّا خارج عن حقيقتهما.
ولا يخفى أنّ تشبيه الإنسان بالفرس في الحيوانية لا في الحيوان كما هو دأب أرباب اللسان. وكون الشيء حيوانا ليس جنسا فكأنّه أريد بالوجه الداخل ما يوجد بالنظر إلى الداخل. ثم الخارج لا بدّ أن يكون صفة، أي معنى قائما بالطرفين لأنّ الخارج الذي ليس كذلك غير صالح لكونه وجه شبه. والصفة إمّا حقيقية أي موجودة في الطرفين لا بالقياس إلى الشيء سواء كانت حسّية أي مدركة بالحسّ أو عقلية وإمّا إضافية. وأيضا باعتبار الوجه وجه التشبيه إمّا واحد وهو ما لا جزء له، وإمّا بمنزلة الواحد لكونه مركبا من متعدّد، إمّا تركيبا حقيقيا بأن يكون وجه التشبيه حقيقة ملتئمة من متعدّد، أو تركيبا اعتباريا بأن يكون هيئة منتزعة انتزعها العقل من متعدّد، وإمّا متعدّد بأن يقصد [فيه] بالتشبيه تشريك الطرفين في كلّ واحد من متعدّد، بخلاف المركّب من وجه الشبه، فإنّ القصد فيه إلى تشريكهما في مجموع الأمور أو في الهيئة المنتزعة عنها. هذا ثمّ الظاهر أن يخصّ التركيب في هذا العرف بالمركّب الاعتباري ويجعل المركب الحقيقي داخلا في الواحد إذ ليس المراد بتركيب المشبّه أو المشبّه به أن يكون حقيقته مركبة من أجزاء مختلفة، ضرورة أنّ الطرفين في قولنا زيد كالأسد مفردان لا مركبان، وكذا في وجه الشّبه ضرورة أنّ وجه الشبه في قولنا: زيد كعمرو في الإنسانيّة واحد لا منزّل منزلة الواحد، بل المراد بالتركيب أن تقصد إلى عدة أشياء مختلفة أو إلى عدة أوصاف لشيء واحد فتنتزع منها هيئة وتجعلها مشبّها ومشبّها به، أو وجه تشبيه. ولذلك ترى صاحب المفتاح يصرّح في تشبيه المركّب بالمركّب بأنّ كلّا من المشبّه والمشبّه به هيئة منتزعة.
اعلم أنّه لا يخفى أنّ هذا التقسيم يجري في الطرفين، فإنّ المشبّه أو المشبّه به قد يكون واحدا وقد يكون بمنزلة الواحد وقد يكون متعددا. فالقول بأنّ تعدّد الطرف يوجب تعدّد التشبيه عرفا دون تعدّد وجه الشّبه لو تمّ لتمّ وجه التخصيص.
واعلم أيضا أنّ كلّا من الواحد وما هو بمنزلته إمّا حسّي أو عقلي، والمتعدّد إمّا حسّي أو عقلي أو مختلف، أي بعضه حسّي وبعضه عقلي، والحسّي وكذا المختلف طرفاه حسّيان لا غير، والعقلي أعمّ. وبالجملة فوجه الشبه إمّا واحد أو مركّب أو متعدّد، وكل من الأولين إمّا حسّي أو عقلي، والأخير إمّا حسّي أو عقلي أو مختلف، فصارت سبعة أقسام، وكل منه إمّا طرفاه حسّيان أو عقليان وإمّا المشبّه حسّي والمشبّه به عقلي أو بالعكس، فتصير ثمانية وعشرين، لكن بوجوب كون طرفي الحسّي حسّيين يسقط اثنا عشر ويبقى ستة عشر. هذا ما قالوا. والحق أن يقسم ما هو بمنزلة الواحد أيضا ثلاثيا، كتقسيم المتعدّد. فعلى هذا يبلغ الأقسام إلى اثنين وثلاثين والباقي بعد الإسقاط سبعة عشر، كما يشهد به التأمّل هكذا في الأطول. وأيضا باعتبار الوجه إمّا تمثيل أو غير تمثيل، والتمثيل تشبيه وجه منتزع من متعدّد وغير التمثيل بخلافه.
وأيضا باعتبار الوجه إمّا مفصّل أو مجمل، فالمفصّل ما ذكر وجهه وهو على قسمين: أحدهما أن يكون المذكور حقيقة وجه الشبه نحو زيد كالأسد في الشجاعة. وثانيهما أن يكون المذكور أمرا مستلزما له كقولهم الكلام الفصيح هو كالعسل في الحلاوة، فإنّ الجامع فيه هو لازم الحلاوة وهو ميل الطّبع لأنه المشترك بين الكلام والعسل. والمجمل ما لم يذكر وجهه فمنه ظاهر يفهم وجهه كلّ أحد ممن له مدخل في ذلك نحو زيد كالأسد، ومنه خفي لا يدرك وجهه إلّا الخاصة سواء أدركه بالبداهة أو بالتأمّل، كقولك هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها، أي هم متناسبون في الشرف كالحلقة المفرغة متناسبة في الأجزاء صورة. ولا يخفى أنّ المراد بالخفي الخفي في حدّ ذاته، فلا يخرجه عن الخفاء عروض ما يوجب ظهوره كما في هذا المثال. فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة يظهر وجه الشّبه فلا اختصاص لهذا التقسيم بالمجمل، بل يجري في المفصل أيضا كأنّهم خصّوا به للتنبيه على أنّه مع خفاء التشبيه فيه يحذف الوجه. وأيضا من المجمل ما لم يذكر فيه وصف أحد الطرفين أي وصف يذكر له من حيث أنّه طرف وهو وصف يشعر بوجه الشّبه، فلا يخرج منه زيد الفاضل أسد لأنّ زيدا لا يثبت له الفضل من حيث أنّه كالأسد. ومنه ما ذكر فيه وصف المشبّه به فقط كقولك هم كالحلقة المفرغة إلخ، فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة مشعر بوجه الشّبه. ومنه ما ذكر فيه وصف المشبّه فقط وكأنّهم لم يذكروا هذا القسم لعدم الظّفر به في كلامهم. ومنه ما ذكر فيه وصفهما أي وصف المشبّه والمشبّه به كليهما نحو فلان كثير المواهب أعرضت عنه أو لم تعرض كالغيث فإنّه يصيبك جئته أو لم تجئ. وهذان الوصفان مشعران بوجه الشّبه أي الإفاضة [في] حالتي الطلب وعدمه وحالتي الإقبال والإعراض.
اعلم أنّه لا يخفى جريان هذا التقسيم في المفصل وكأنّهم لم يتعرّضوا له لأنه لم يوجد إذ لا معنى لإيراد ما يشعر بالوجه مع ذكره، أو لأنّ ذكره في المجمل لدفع توهّم أنه ليس التقسيم مجملا مع ما يشعر بالوجه، ولا داعي لذكره في المفصل. وأيضا باعتبار الوجه إمّا قريب مبتذل وهو التشبيه الذي ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به من غير تدقيق نظر لظهور وجهه في بادئ الرأي. ولا ينتقض التعريف بتشبيه يكون المشبّه به لازما ذهنيا للمشبّه مع خفاء وجهه، لأنّه ليس انتقالا لظهور وجهه في بادئ الرأي. وقولنا لظهور وجهه قيد للتعريف. وتحقيقه أن يكون [المشبّه] بحيث إذا نظر العقل فيه ظهر المفهوم الكلّي الذي يشترك بينه وبين المشبّه به من غير تدقيق نظر، والتفت النفس إلى المشبّه به من غير توقف.
ولم يكتف بما ظهر وجهه في بادئ الرأي لأنه يتبادر منه الظهور بعد التشبيه وإحضار الطرفين وهو لا يكفي في الابتذال، بل لا بدّ أن يكون الانتقال من المشبّه إلى المشبّه به لظهور وجهه بمجرد ملاحظة المشبّه كتشبيه الشمس بالمرآة المجلوّة في الاستدارة والاستنارة، فإنّ وجه الشبه فيه لكونه تفصيليا ظاهر. وإمّا غريب بعيد وهو ما لا ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به لظهور وجهه في بادئ الرأي، سواء انتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به من بادئ الرأي لكون المشبّه به لازما ذهنيا، لا لظهور وجهه، أولا ينتقل منه إليه كذلك أصلا كقوله والشمس كالمرآة في كفّ الأشل. وكلما كان تركيب وجه التشبيه خياليا كان أو عقليا من أمور أكثر كان التشبيه أبعد لكون تفاصيله أكثر كقوله تعالى إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ الآية. وقد يتصرف في التشبيه القريب بما يجعله غريبا نحو قول الشاعر
عزماته مثل النجوم ثواقبا لو لم يكن للثاقبات أفول أي غروب. وهذا التشبيه يسمّى بالتشبيه المشروط، وهو التشبيه الذي يقيّد فيه المشبّه أو المشبّه به أو كلاهما بشرط وجودي أو عدمي أو مختلف يدلّ عليه بصريح اللفظ كما في البيت السابق، أو بسياق الكلام نحو هو بدر يسكن الأرض، فإنّه في قوة ولو كان البدر يسكن الأرض، وهذه القبّة فلك ساكن أي لو كان الفلك ساكنا.
التقسيم الرابع
باعتبار الغرض فالتشبيه بهذا الاعتبار إمّا مقبول وهو الوافي بإفادة الغرض كأن يكون المشبّه به أعرف الطرفين بوجه الشّبه في بيان الحال أو أتمّهما فيه، أي في وجه الشبه في إلحاق الناقص بالكامل، أو كأن يكون مسلّم الحكم فيه، أي في وجه الشبه معروفا عند المخاطب في بيان الإمكان أو التزيين أو التشويه، وإمّا مردود وهو بخلافه، أي ما يكون قاصرا عن إفادة الغرض وقد سبق في بيان الغرض. ثم التسمية بالمقبول والمردود بالنظر إلى وجه الشّبه فقط مجرد اصطلاح، وإلّا فكلما انتفى شرط من شرائط التشبيه باعتبار الوجه أو الطرف فمردود، لكن بعد الاصطلاح على جعل فائت شرط الوجه أو الطرف مقبولا لإفادة الغرض لا يقال الوفاء بالغرض لا يوجد بدون اجتماع شرائط التشبيه مطلقا. هذا كله خلاصة ما في الأطول والمطول.
فائدة:
القاعدة في المدح تشبيه الادنى بالأعلى وفي الذم تشبيه الأعلى بالأدنى لأن المدح مقام الأعلى والأدنى طارئ عليه [والذم بالعكس،] فيقال في المدح فصّ كالياقوت وفي الذمّ ياقوت كالزجاج، وكذا في السلب، ومنه قوله تعالى يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ أي في النزول لا في العلوّ، وقوله تعالى أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ أي في سوء الحال، أي لا نجعلهم كذلك. نعم أورد على ذلك مثل نوره كمشكاة فإنّه شبّه فيه الأعلى بالأدنى لا في مقام السلب، وأجيب بأنه للتقريب إلى أذهان المخاطبين، إذ لا أعلى من نوره، فيشبّه به كذا في الاتقان. أقول هكذا أورد في تشبيه الصلاة على نبينا وآله صلى الله عليه وعليهم وسلّم بالصلاة على إبراهيم وآله بأن الصلاة على نبينا أكمل وأعلى لقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ولقوله تعالى هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ الآية. ولأنّ نبينا عليه الصلاة والسلام سيد المرسلين بالإجماع لا خلاف فيه لأحد من المؤمنين، فالصلاة عليه أشرف وأكمل وأعلى بلا ريب فيلزم تشبيه الأعلى بغير الأعلى. وأجيب عن ذلك بوجوه:
أوّلها أنّ إبراهيم على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام دعا لنبينا حيث قال رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنا دعوة إبراهيم) الحديث، فلما وجب للخليل على الحبيب حق دعائه قضى الله تعالى عنه حقّه بأن أجرى ذكره على ألسنة أمته إلى يوم القيمة. وثانيها أنّ إبراهيم سأل ربه بقوله وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ يعني ابق لي ثناء حسنا في أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فأجابه الله تعالى إليه وقرن ذكره بذكر حبيبه إبقاء للثناء الحسن عليه في أمته. وثالثها أنّ إبراهيم أبو الملّة لقوله تعالى مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ الآية ولقوله تعالى قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً الآية، وغيرها من الآيات. ونبينا عليه السلام كان أبا الرحمة لقوله تعالى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ الآية فلمّا وجب لكل واحد منهما عليهما السلام حقّ الأبوة وحقّ الرحمة قرن بين ذكريهما في باب الصلاة والثناء. ورابعها أنّ إبراهيم كان منادي الشريعة في الحجّ وكان نبينا عليه السلام منادي الدين لقوله تعالى رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ الآية، فجمع بينهما في الصلاة. وخامسها أنّ الشّهرة والظهور في المشبّه به كاف للتشبيه، ولا يشترط كون المشبّه به أكمل وأتمّ في وجه التشبيه. وكان أهل مكّة يدينون ملة إبراهيم على زعمهم وكان أكثرهم من أولاد إسماعيل وإسماعيل بن إبراهيم، وكان إبراهيم مشهورا عندهم وكذلك عند اليهود والنصارى لأنهم من أولاد إسحاق وهو ابن إبراهيم أيضا، فكلّهم ينسبون إلى إبراهيم عليهم السلام. وسادسها بعد تسليم الاشتراط المذكور يكفي أن يكون المشبّه به أتم وأكمل ممن سبق أو من غيره، ولا يشترط كونه أتمّ من المشبّه كما في قوله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الآية. هكذا في التفسير الكبير وشرح المشكاة ومدارج النبوة.

اعلم أنّه في جامع الصنائع يقول: إنّ التشبيه ينقسم إلى قسمين: الأول: مرعي، يعني أنّ المشبّه والمشبّه به كلاهما من الأعيان، أي الموجودات كما في تشبيه السالفة بالليل والشفة بالسكر. والثاني: غير مرعي: وهو أن يكون المشبّه به ليس من الموجودات، ولكن من الممكن أن يكون كما في تشبيه العمود المدبّب الرأس «ويشعل في الحرب» بالجبل وكانون النار «المصنوع من النحاس» كأنّه بحر من الذهب.

ثم إنّ التشبيه على أنواع: أحدها: التشبيه المطلق، وهو الذي ذكرت فيه أداة التّشبيه وهي في اللسان العربي: الكاف، وكأنّ، ومثل، ونحو ذلك وفي الفارسية: چون «مثل» «ومانند» «مثل» و «گوئي» «كأنك تقول» وما أشبه ذلك. مثال التشبيه المطلق:
عيناك قاهرة كالنار وجودك جار كالماء وطبعك صاف كالنسيم وحلمك ثابت كالطين (الأرض) الثاني: تشبيه مشروط بأنّ يكون شيء يشبه شيئا آخر ومتوقّف على شرط مثاله: إنّي اسمّي قامتك الجميلة سروا ولكن بشرط أن يكون للسّرو غنج ودلال. حينما تخطرون في الحديقة لا يبلغ الورد إلى مستوى رائحتكم ولكن السّرو يستطيع مصارعة قامتكم لو كان غير مقيّد.

الثالث: التشبيه بالعكس: وهو أن يشبّه شيء بشيء في وصف.
ثم يعود فيشبّه المشبّه به في صفة بالمشبّه مثاله:
لقد أضاء سطح الأرض من لمعان الحديد في حوافر خيله حتى بدت كالفلك.
وصار الفلك من غبار جيشه كالأرض مملوءا بالعجاج. مثال آخر:
كرة الأرض من بهاء طلعتك تسامي الفلك في سمّوه والفلك الدوار من غبار حصانك اتخذ الأرض شعارا الرابع: تشبيه الإضمار وهو إيراد شيئين يمكن التشبيه بهما دون ذكر التشبيه، ثم ذكر ألفاظ تجعل السامع يظنّ أنّ المراد هو شيء آخر. وهنا يقع الإيهام والغموض بأنّ المراد هو التشبيه.

ومثاله: إن تحركي سالفك فسأملأ الدنيا هياجا.

أجل: فالمجنون يزيد هيجانه إذا حرّك أحد قيوده.

الخامس: التشبيه بالكناية. أي أن يشبّه شيء بشيء دون ذكر اسمه صراحة، يعني يكنّى عن المشبّه به ولا ذكر للمشبّه أو المشبّه به في الكلام، ولكنه يفهم من السّياق، ومثاله: نزلت من النرجس (قطرات) من اللؤلؤ وسقّت الورد وهزّت العنّاب بحبات من البرد الذي يبهج النفس (الروح).

السادس: تشبيه التفضيل وهو أن يشبّه شيئا بآخر ثم يرجع عن ذلك فيشبّه المشبّه به بالمشبّه مع تفضيل المشبّه ومثاله: أنت كالقمر ولكن أي قمر إنّه متكلّم. أنت كالسّرو ولكن سرو مغناج.

السابع: تشبيه التّسوية: أن يشبّه شيء بشيء آخر يساويه في الصفة انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: إنّ تشبيه التسوية حسب ما هو مشهور هو أن يعمد الشاعر إلى صفة من صفاته صفة مماثلة من أوصاف محبوبه فيشبههما بشيء آخر. وأمّا الطريق غير المشهور فهو أن يشبّه الشاعر شيئين بشيء واحد. ومثال هذين النوعين في بيت من الشعر العربي وهما: صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي ثغوره في صفاء ودمعي كاللآلي والتشبيه عند أهل التصوّف عبارة عن صورة الــجمال، لأنّ الــجمال الإلهي له معان وهي الأسماء والأوصاف الإلهية، وله صورة وهي تجليّات تلك المعاني فيما يقع عليه من المحسوس أو المعقول. فالمحسوس كما في قوله عليه السلام «رأيت ربي صورة شاب أمرد». والمعقول كقوله تعالى «أنا عند ظنّ عبدي بي فليظن بي ما شاء» وهذه الصورة هي المراد بالتشبيه، وهو في ظهوره بصور جماله باق على ما استحقه من تنزيه. فكما أعطيت الجناب الإلهي حقّه من التنزيه فكذلك أعطه من التشبيه الإلهي حقّه.
واعلم أنّ التشبيه في حقّ الله تعالى حكم بخلاف التنزيه، فإنه في حقّه أمر عيني ولا يدركه إلّا الكمّل. وأمّا من سوههم من العارفين فإنما يدرك ما قلنا إيمانا وتقليدا لما تقضيه صور حسنه وجماله، إذ كل صورة من صور الموجودات هي صورة حسنه، فإن شهدت الصورة على الوجه التشبيهي ولم تشهد شيئا من التنزيه فقد أشهدك الحق حسنه من وجه واحد، وإن أشهدك الصورة التشبيهية وتعلّقت فيها التنزيه الإلهي فقد أشهدك الحقّ جماله وجماله من وجهي التشبيه والتنزيه فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ. واعلم أنّ للحق تشبيهين: تشبيه ذاتي وهو ما عليك من صور الموجودات المحسوسة أو ما يشبه المحسوسة في الخيال، وتشبيه وصفي وهو ما عليه صور المعاني الأسمائية المنتزعة عما يشبه المحسوس.
وهذه الصورة تتعقل في الذهن ولا تتكيف في الحسّ، فمتى تكيفت التحقت بالتشبيه الذاتي، لأن التكيّف من كمال التشبيه والكمال بالذات أولى فبقي التشبيه الوصفي، وهو ما لا يمكن التكيّف فيه بنوع من الأنواع ولا حين يضرب المثل. ألا ترى الحقّ سبحانه كيف ضرب المثل عن نوره بالمشكاة والمصباح والزجاجة وكأنّ الإنسان صورة هذا التشبيه الذاتي، لأن المراد بالمشكاة صدره والزجاجة قلبه وبالمصباح سرّه وبالشجرة المباركة الإيمان بالغيب، وهو ظهور الحقّ في صورة الخلق، لأن معنى الحق غيب في صورة شهادة الخلق، والإيمان به هو الإيمان بالغيب. والمراد بالزيتونية الحقيقة المطلقة التي لا تقول بأنها من كلّ الوجوه حقّ، ولا بأنها من كل الوجوه خلق، فكانت الشجرة الإيمانية لا شرقية، فنذهب إلى التنزيه المطلق بحيث ينفى التشبيه، ولا غربية فنقول بالتشبيه المطلق حتى ينفى التنزيه، فهي تعصر بين قشر التشبيه ولبّ التنزيه، وحينئذ يكاد زيتها يضيئ الذي هو يغيبها فترتفع ظلمة الزيت بنوره ولو لم تمسسه نار المعاينة الذي هو نور عياني، وهو نور التشبيه على نور الإيمان، وهو نور التنزيه يهدي الله لنوره من يشاء. فكان هذا التشبيه ذاتيا، وهو وإن كان ظاهرا بنوع من ضرب المثل فذلك المثل أحد صور حسنه.
فكلّ مثل ظهر فيه الممثّل به فإنّ المثل أحد صور الممثّل به لظهوره به، كذا في الإنسان الكامل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.