هوعل: تصحيف هيعل (معجم الــجغرافيا) أنظر: هي.
هوعل: تصحيف هيعل (معجم الــجغرافيا) أنظر: هي.
وصل: وَصَلْت الشيء وَصْلاً وَصِلةً، والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران. ابن
سيده: الوَصْل خلاف الفَصْل. وَصَل الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً
وصُلَةً؛ الأَخيرة عن ابن جني، قال: لا أَدري أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير
مطَّرد، قال: وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف
إِنما هي الفاء التي هي الواو، وقال أَبو علي: الضمَّة في الصُّلَة ضمة
الواو المحذوفة من الوُصْلة، والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو
في يَجُدُ، ووَصَّلَهُ كلاهما: لأَمَهُ. وفي التنزيل العزيز: ولقد
وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ، أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من
مَضَى بعضها ببعض، لعلهم يَعْتَبرون.
واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء: لم ينقطع؛ وقوله أَنشده ابن جني:
قامَ بها يُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ،
وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ
إِنما أَراد اتَّصَلَتْ، فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد؛
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
سُحَيْراً، وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها
مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ
معناه: أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل، وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا
يَجْري ولا يَتَّصِل، والثَّغَبُ: مَسِيلٌ دَقيقٌ، شَبَّه الإِبِل في مَدِّها
أَعناقها إِذا جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في
الوادي. ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه: انتهى إِليه
وبَلَغه؛ قال أَبو ذؤيب:
تَوَصَلُ بالرُّكْبان حيناً، وتُؤْلِفُ الـ
ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها
ووَصَّله إِليه وأَوْصَله: أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه. وفي حديث
النعمان بن
مُقَرِّن: أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضرَب
في القوم أَي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من
السُّرْعة. وفي الحديث: رأَيت سَبَباً واصِلاً من السماء إِلى الأَرض أَي
مَوْصولاً، فاعل بمعنى مفعول كماءٍ دافِقٍ؛ قال ابن الأَثير: كذا شرح، قال: ولو
جعل على بابه لم يَبْعُد. وفي حديث عليّ، عليه السلام: صِلوا السيوفَ
بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل؛ قال ابن الأَثير: أَي إِذا قَصُرت السيوف عن
الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم
بالنَّبْل؛ قال: ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير:
يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا، حتى إِذا طَعَنُوا
ضارَبَهُمْ، فإِذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقا
وفي الحديث: كان اسمُ نَبْلِه، عليه السلام، المُوتَصِلة؛ سميت بها
تفاؤلاً بوُصولها إِلى العدوِّ، والمُوتَصِلة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه
الواو وأَشباهها في التاء، فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك،
وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد.
وأَوْصَله غيرُه ووَصَلَ: بمعنى اتَّصَل أَي دَعا دعْوى الجاهلية، وهو
أَن يقول: يالَ فلان وفي التنزيل العزيز: إِلاَّ الذين يَصِلون إِلى قوم
بينكم وبينهم ميثاقٌ؛ أَي يَتَّصِلون؛ المعنى اقتُلوهم ولا تَتَّخِذوا
منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق واعْتَزَوْا
إِليهم. واتَّصَلَ الرجلُ: انتسَب وهو من ذلك؛ قال الأَعشى:
إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ،
وبَكْرٌ سَبَتْها، والأُنُوفُ رَواغِمُ
(* قوله «قالت لبكر» في المحكم والتهذيب: قالت أَبكر إلخ).
أَي إِذا انتَسَبَتْ. وقال ابن الأَعرابي في قوله: إِلا الذين يَصِلون
إِلى قوم؛ أَي يَنتَسِبون. قال الأَزهري: والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ
المنهيّ عنه إِذا قال يالَ بني فلان ابن السكيت: الاتِّصال أَن يقول يا
لَفُلان، والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ فلان. وقال أَبو عمرو: الاتصالُ
دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً، والاعْتزاءُ عند شيء يعجبُه فيقول أَنا ابن
فلان. وفي الحديث: مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى
الجاهلية، وهي قولهم يالَ فلان، فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك.
يقال: وَصَل إِليه واتَّصَل إِذا انتَمى. وفي حديث أُبَيٍّ: أَنه
أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَل.
والواصِلة من النساء: التي تَصِل شعَرَها بشعَر غيرها، والمُسْتَوْصِلة:
الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، لعَنَ الواصِلةَ والمُسْتَوْصِلة؛ قال أَبو عبيد: هذا في
الشعَر وذلك أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً. وروي في حديث
آخر: أَيُّما امرأَةٍ وَصَلت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً، قال: وقد
رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ شيء وُصِل به الشعر، وما لم يكن الوَصْل
(* قوله «وما لم يكن الوصل» أي الموصول به شعراً إلخ) شعراً فلا بأْس به.
وروي عن عائشة أَنها قالت: ليست الواصِلةُ بالتي تَعْنون، ولا بأْسَ أَنْ
تَعْرَى المرأَةُ عن الشعَر فتَصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد،
وإِنما الواصِلة التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها، فإِذا أَسَنَّتْ
وصَلَتْها بالقِيادة؛ قال ابن الأَثير: قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له:
ما سمعت بأَعْجَب من ذلك. ووَصَله وَصْلاً وصِلة وواصَلَهُ مُواصَلةً
ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ ودَعارَتِه، وكذلك وَصَل حَبْله
وَصْلاً وصِلةً؛ قال أَبو ذؤيب:
فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها،
وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل
وواصَلَ حَبْله: كوَصَله. والوُصْلة: الاتِّصال. والوُصْلة: ما اتَّصل
بالشيء. قال الليث: كلُّ شيء اتَّصَل بشيء فما بينهما وُصْلة، والجمع
وُصَل. ويقال: وَصَل فلان رَحِمَه يَصِلها صِلةً. وبينهما وُصْلة أَي اتِّصال
وذَرِيعة. ووَصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِل وُصولاً، وهذا غير واقع.
ووَصَّله تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَصْل، وواصَله مُواصَلةً ووِصالاً،
ومنه المُواصَلةُ بالصوم وغيره. وواصَلْت الصِّيام وِصالاً إِذا لم
تُفْطِر أَياماً تِباعاً؛ وقد نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الوِصال في
الصوم وهو أَن لا يُفْطِر يومين أَو أَياماً، وفيه النهي عن المُواصَلة في
الصَّلاة، وقال: إِنَّ امْرَأً واصَلَ في الصلاة خرج منها صِفْراً؛ قال
عبد الله بن أَحمد بن حنبل: ما كُنَّا نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة حتى
قَدِم علينا الشافعيُّ، فمضى إِليه أَبي فسأَله عن أَشياء وكان فيما
سأَله عن المُواصَلة في الصلاة، فقال الشافعي: هي في مواضع: منها أَن يقول
الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن
يسكُت الإِمام، ومنها أَن يَصِل القراءة بالتكبير، ومنها السلامُ عليكم
ورحمةُ الله فيَصِلها بالتسليمة الثانية، الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا
يُجْمَع بينهما، ومنها إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو
بواو. وتَوَصَّلْت إِلى فلان بوُصْلة وسبب توَصُّلاً إِذا تسبَّبت إِليه
بحُرْمة. وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في الوُصول إِليه. وفي حديث عُتْبة
والمقدام: أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بالمشركين حتى خَرجا إِلى
عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا إِلى المسلمين،
وتوصَّلا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا.
والوَصْل: ضد الهجران. والتَّواصُل: ضد التَّصارُم. وفي الحديث: مَن
أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه، تكرّر في الحديث ذكر صِلة
الرَّحِم؛ قال ابن الأَثير: وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين من ذوي
النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم،
وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا، وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه. يقال:
وَصَل رَحِمَه يَصِلُها وَصْلاً وصِلةً، والهاء فيها عِوَض من الواو
المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِليهم قد وَصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة
والصِّهْر. وفي حديث جابرٍ: إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلاً
من ذهَب أَي صِلةً وهِبةً، كأَنه ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في
مَعاشه. ووَصَله إِذا أَعطاه مالاً. والصِّلة: الجائزة والعطيَّة. والوَصْل:
وَصْل الثوب والخُفّ. ويقال: هذا وَصْل هذا أَي مثله.
والمَوْصِل: ما يُوصَل من الحبل. ابن سيده: والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل
في الحَبْل.
ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما: فَعَل كذا ولا يُوصَل
حَيٌّ بميت، وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه؛ قال الغَنَوِي:
كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ،
ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ
ويروى:
وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل
وهو معنى قول المتنَخِّل الهذلي:
ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ، وقد
عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ
دُعاء لرجل أَي لا وُصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا
وُصِل بالميت، ثم قال: وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت
ويَتَّصِل به، قال: هذا قول ابن السكيت، قال ابن سيده: والمعنى فيه عندي على غير
الدُّعاء إِنما يُريد: ليس هو ما دام حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه
قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت لا محالة فيَتَّصِل به
وإِن كان الآن حَيًّا، وقال الباهلي: يقول بان الميت فلا يُواصِله الحيُّ،
وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَصِّله إِلى ما وَصَل إِليه الميت؛
وأَنشد ابن الأَعرابي:
إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ،
ومَن يُلْفَ واصِلاً فهو مُودِي قال أَبو العباس: يعني لَوْح المَقابر
يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع للميت
(* قوله «موضع للميت» لعله موضع لاسم
الميت) بَياضاً، فإِذا مات الإِنسانُ وُصِل ذلك الموضع باسمه.
والأَوْصال: المَفاصِل. وفي صِفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان فَعْمَ
الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء، الواحدُ وِصْل.
والمَوْصِل: المَفْصِل. ومَوْصِل البعير: ما بين العَجُز والفَخِذ؛ قال
أَبو النجم:
ترى يَبِيسَ الماءِ دون المَوْصِلِ
منه بِعجْزٍ، كصَفاةِ الجَيْحَلِ
الجَيْحَل: الصُّلْب الضَّخْم. والوِصْلانِ: العَجُز والفَخِذ، وقيل:
طَبَق الظهر. والوِصْل والوُصْل: كلُّ عظم على حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط
بغيره ولا يُوصَل به غيره، وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ، بالدال، والجمع
أَوْصال وجُدُول، وقيل: الأَوْصال مجتَمَع العظام، وكلّه من الوَصْل.
ويقال: هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله. والوَصِيل: بُرود اليمن، الواحدة
وَصِيلة. وفي الحديث: أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً
تُبَّعٌ، كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن. وفي حديث
عمرو: قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصائله؛
القتيبي: الوَصائل ثياب يمانية، وقيل: ثياب حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية،
ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه، ويجوز أَن يكون أَراد بالوَصائل الصِّلاب،
والوَذِيلة قطعة من الفضة، ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ
والمَذِيَّةُ؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء، يقول: ما
زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به
عنها، أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل.
وقوله عز وجل: ما جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ؛ قال
المفسرون: الوَصِيلةُ كانت في الشاء خاصة، كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ
أُنثى فهي لهم، وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم، فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً
وأُنثى قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم. والوَصِيلة
التي كانت في الجاهلية: الناقةُ التي وَصَلَتْ بين عشرة أَبْطُن وهي من
الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَت في
السابع عَناقاً قيل وَصَلتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ
الرِّجال دون النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة. وقال أَبو عرفة وغيره:
الوَصِيلة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا، فإِن كان
السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل منه الرجال والنساء، وإِن كانت أُنثى
تُرِكتْ في الغنم، وإِن كانت أُنثى وذكَراً قالوا وَصَلتْ أَخاها فلم يُذْبَح
وكان لَحْمُها
(* قوله «وكان لحمها» في نسخة لبنها) حَراماً على النساء؛
وفي الصحاح: الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة
أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً
قالوا وَصَلَتْ أَخاها، فلا يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها
النساء وكان للرجال، وجرَتْ مَجْرَى السائبة. وروي عن الشافعي قال:
الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن، فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التي
وَقَّتوا لها قيل وَصَلتْ أَخاها، وزاد بعضهم: تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة
عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال: هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذي بطن
بأَخٍ له معه، وزاد بعضهم فقال: قد يَصِلونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلونها
في خمسة وفي سبعة. والوَصِيلةُ: الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُصِلَتْ
بأُخْرى، ويقال: قطعنا وَصِيلة بعيدة. وروي عن ابن مسعود أَنه قال: إِذا
كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها، قال: لم يُرِد بالوَصِيلة
ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ
كَلأٍ؛ قال: وفي الأُولى يقول لبيد:
ولقد قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً،
يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ
والوَصِيلة: العِمَارة والخِصْب، سمِّيت بذلك
(* قوله «سميت بذلك إلخ»
عبارة المحكم: سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها، والوصائل ثياب
يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك، واحدتها وصيلة) واحدتها
وَصِيلة.وحَرْفُ الوَصْل: هو الذي بعد الرَّوِيِّ، وهو على ضربين: أَحدهما ما
كان بعده خروج كقوله:
عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله:
أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ،
وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ
قال الأَخفش: يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً
أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق، قال: ويكون
الوَصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها،
وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها،
والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ
وادْعُهُ، يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ، فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة
الحروف؛ قال ابن جني: فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل، لا يريد
به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل، أَلا ترى أَن قول
العجاج:
قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ
لا وَصْل معه؛ وأَن قول الآخر:
يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما،
وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا
إِنما فيه وَصْل لا غير، ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن
يأْتي بعد الرَّوِيٍّ، فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ، فأَجْمَل
القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله، وجمعه ابن جني على وُصُول، وقياسُه أَن لا
يُجْمَع. والصِّلةُ: كالوَصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به.
وليلة الوَصْل: آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ.
والمَوْصِل: أَرض بين العِراق والجزيرة؛ وفي التهذيب: ومَوْصِل كُورة
معروفة؛ وقول الشاعر:
وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا، والعِراقُ لنا،
والمَوْصِلانِ، ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ
يريد المَوْصِل والجزيرة.
والمَوْصولُ: دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع
الناسَ. والمَوْصول من الدوابّ: الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه؛ عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد:
هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ،
لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ
ووَاصِل: اسم رجل، والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع
الواوين. ومَوْصول: اسم رجل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَغَرَّكَ، يا مَوْصولُ، منها ثُمالةٌ،
وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ؟
أَراد تُؤام فأَبدل.
واليَأْصُول: الأَصْلُ؛ قال أَبو وجزة:
يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما
عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ
يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ.
نذر: النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه
نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور، والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد
ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً، قال: ولغة أَهل الحجاز كذلك،
وأَهل العراق يسمونه الأَرْش. وقال أَبو نَهْشَل: النَّذْرُ لا يكون إِلا
في الجِراح صِغارها وكِبارها وهي مَعاقِل تلك الجِراح. يقال: لي قِبَل
فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل؛ وقال أَبو سعيد الضرير: إِنما
قيل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فيه أَي أَوجب، من قولك نَذَرتُ على نفسي أَي
أَوجبْت. وفي حديث ابن المسيَّب: أَن عمر وعثمان، رضي الله عنهما، قَضَيا
في المِلْطاة بنصف نَذْرِ المُوضِحَة أَي بنصف ما يجب فيها من الأَرْش
والقِيمة؛ وقد نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً
ونُذُوراً.
والنَّذِيرة: ما يُعطيه. والنَّذِيرة: الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو
خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى، وجمعه النَّذَائر، وقد
نَذَرَه.
وفي التنزيل العزيز: إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني مُحَرَّراً؛ قالته
امرأَة عِمران أُمُّ مريم. قال الأَخفش: تقول العرب نَذَرَ على نفسه
نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً؛ رواه عن يونس عن العرب. وفي الحديث
ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً؛ تقول: نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا
أَوجبتَ على نفسِك شيئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غيرِ ذلك. قال ابن
الأَثير: وقد تكرّر في أَحاديثه ذِكْرُ النهي عنه وهو تأْكيدٌ لأَمرِه
وتحذيرٌ عن التَّهاوُن به بعد إِيجابه؛ قال: ولو كان معناه الزَّجْرُ عنه
حتى لا يُفعلَ لكان في ذلك إِبطالُ حُكمِهِ وإِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء به،
إِذْ كان بالنهي يصير معصية فلا يَلزمُ، وإِنما وجهُ الحديث أَنه قد
أَعلمهم أَن ذلك أَمرٌ لا يَجرُّ لهم في العاجل نفعاً ولا يَصرِف عنهم
ضَرًّا ولا يَرُدَ قضاء، فقال: لا تَنْذِرُوا على أَنكم تُدرِكون بالنَّذرِ
شيئاً لم يُقدِّرْه الله لكم أَو تَصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم،
فإِذا نذَرْتم ولم تعتقدوا هذا فاخرُجوا عنه بالوَفاء فإِن الذي
نذَرْتُمُوه لازم لكم.
ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ، بكسر الذال، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه.
وأَنذَرَه بالأَمر
(* قوله «وأنذره بالامر إلخ» هكذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة
القاموس مع شرحه: وأَنذره بالأمر انذاراً ونذراً، بالفتح عن كراع
واللحياني ويضم وبضمتين، ونذيراً) إِنْذاراً ونُذْراً؛ عن كراع واللحياني:
أَعلَمَهُ، والصحيح أَن النُّذْر الاسم والإِنذار المصدرُ. وأَنذَره أَيضاً:
خوّفه وحذَّره. وفي التنزيل العزيز: وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ؛
وكذلك حكى الزجاجي: أَنذَرْتهُ إِنذاراً ونذِيراً، والجيِّد أَن الإِنذار
المصدر، والنذِير الاسم.
وفي التنزيل العزيز: فستعلمون كيف نَذِير. وقوله تعالى: فكيف كان
نَذِيرِ؛معناه فكيف كان إِنذاري. والنذِير: اسمُ الإِنذار. وقوله تعالى:
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنُّذُرِ؛ قال الزجاج: النُّذُر جمع نَذِير. وقوله عز وجل:
عُذْراً أَو نُذْراً؛ قرئت: عُذُراً أَو نُذُراً، قال: معناهما المصدر
وانتصابُهما على المفعول له، المعنى فالمُلْقِيات ذكراً للإِعذارِ أَو
الإِنذار. ويقال: أَنذَرْتُه إِنذاراً. والنُّذُر: جمع النذِير، وهو الاسم
من الإِنذار. والنذِيرة: الإِنذار. والنذِيرُ: الإِنذار. والنذِير:
المُنْذِر، والجمع نُذُرٌ، وكذلك النذِيرة؛ قال ساعدة بن جُؤيَّة:
وإِذا تُحُومِيَ جانبٌ يَرْعَوْنَه،
وإِذا تَجيء نَذِيرة لم يَهْربوا
وقال أَبو حنيفة: النذيرُ صَوْت القَوْس لأَنه يُنْذِر الرَّمِيَّة؛
وأَنشد لأَوس بن حجر:
وصَفْراء من نَبْعٍ كأَن نذِيرَها،
إِذا لم تُخفِّضه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ
وتَناذَر القوم: أَنذر بعضُهم بعضاً، والاسم النُّذْر. الجوهري. تَناذرَ
القومُ كذا أَي خَوّف بعضُهم بعضاً؛ وقال النابغة الذُّبياني يصف حَيَّة
وقيل يصف أَن النعمان توعَّده فبات كأَنه لديغ يَتململ على فِراشه:
فبِتُّ كأَني ساوَرَتْني ضَئِيلَةٌ
من الرُّقْشِ، في أَنيابِها السُّمُّ ناقِعُ
تَناذَرَها الرَّاقُون من سُوء سَمِّها،
تُطَلّقُه طَوْراً، وطَوْراً تُراجِعُ
ونَذِيرة الجيش: طَلِيعَتُهم الذي يُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَي
يُعلمهم؛ وأَما قول ابن أَحمر:
كَم دون لَيْلى من تَنُوفِيَّةٍ
لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ
فيقال: إِنه جمع نَذْر مثل رَهْن ورُهُن. ويقال: إِنه جمع نَذِير بمعنى
مَنْذُور مثل قَتيل وجَديد. والإِنذارُ: الإِبلاغ، ولا يكون إِلا في
التخويف، والاسم النُّذُر. ومنه قوله تعالى: فكيف كان عذابي ونُذُرِ أَي
إِنذاري. والنَّذِير: المُحذِّر، فعيل بمعنى مُفْعِل، والجمع نُذُر. وقوله عز
وجل: وجاءكُمُ النَّذِيرُ؛ قال ثعلب: هو الرسول، وقال أَهل التفسير:
يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: إِنا أَرسَلْناك شاهِداً
ومُبَشِّراً ونَذِيراً. وقال بعضهم: النَّذِير ههنا الشَّيْب، قال
الأَزهري: والأَوّل أَشبَه وأَوضح. قال أَبو منصور: والنذِيرُ يكون بمعنى
المُنْذِر وكان الأَصلَ وفعلُه الثُّلاثيُّ أُمِيتَ، ومثله السميعُ بمعنى
المُسمِعِ والبديعُ بمعنى المُبدِعِ. قال ابن عباس: لما أَنزل الله تعالى:
وأَنْذِرْ عَشِيرتَكَ الأَقْرَبِين، أَتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
الصَّفا فصعَّد عليه ثم نادى: يا صباحاه فاجتمع إِليه الناسُ بين رجُل
يَجيء ورجُل يَبعثُ رسوله، قال: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يا بني
عبدِ المطَّلِب، يا بني فلان، لو أَخبرْتُكم أَن خَيْلاً ستَفْتَحُ هذا
الجبَلَ
(* قوله« ستفتح هذا الجبل» هكذا بالأصل؛ والذي في تفسير الخطيب
والكشاف بسفح هذا الجبل) تُريدُ أَن تُغِيرَ عليكم صدّقتُموني؟ قالوا:
نعم. قال: فإِني نَذِيرٌ لكم بين يَدَيْ عذابٍ شديدٍ، فقال أَبو لَهَب:
تَبًّا لكم سائرَ القَومِ أَما آذنْتُمونا إِلا لهذا؟ فأَنزل الله تعالى:
تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. ويقال: أَنذَرْتُ القومَ سَيْرَ العدُوّ
إِليهم فنَذِروا أَي أَعلمتُهم ذلك فعَلِموا وتحرّزوا.
والتَّناذُر: أَن يُنْذِر القومُ بعضُهم بعضاً شرًّا مَخُوفاً؛ قال
النابغة:
تَناذَرَها الرَّاقُون من شرِّ سَمِّها
يعني حيَّة إِذا لَدَغَتْ قتلت.
ومن أَمثال العرب: قد أَعذَرَ من أَنذَر أَي من أَعلَمك أَنه يُعاقِبُك
على المكروهِ منك فيما يَستقبِله ثم أَتيتَ المكروه فعاقَبَك فقد جَعَل
لنفسه عُذْراً يكُفُّ به لائِمَةَ الناس عنه. والعرب تقول: عُذْراك لا
نُذراك أَي أَعْذِر ولا تُنْذِر.
والنَّذِيرُ العُرْيانُ: رجُل من خَثْعَمَ حَمَلَ عليه يومَ ذِي
الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامر فقطَع يَده ويَدَ امرأَتِه؛ وحكى ابن بَرّي في
أَماليه عن أَبي القاسم الزجاجي في أَماليه عن ابن دريد قال: سأَلت أَبا حاتم
عن قولهم أَنا النَّذِيرُ العُرْيان، فقال: سمعت أَبا عُبيدة يقول: هو
الزبير بن عمرو الخثْعَمي، وكان ناكِحاً في بني زُبَيْد، فأَرادت بنو زبيد
أَن يُغِيروا على خَثْعَمَ فخافوا أَن يُنْذِر قومَه فأَلقَوْا عليه
بَراذِعَ وأَهْداماً واحتَفَظوا به فصادف غِرّة فحاضَرَهم وكان لا يُجارَى
شَدًّا، فأَتى قومَه فقال:
أَنا المُنْذِرُ العُرْيان يَنْبِذ ثَوبَه،
إِذا الصَّدْقُ لا يَنْبِذْ لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ
الأَزهري: من أَمثال العرب في الإِنذار: أَنا النَّذِيرُ العُرْيان؛ قال
أَبو طالب: إِنما قالوا أَنا النذِيرُ العريان لأنّ الرجُل إِذا رأَى
الغارة قد فَجِئَتْهُم وأَراد إِنذار قومه تجرّد من ثيابه وأَشار بها
ليُعلم أَن قد فَجِئَتْهُم الغارة، ثم صار مثلاً لكل شيء تخاف مُفاجأَته؛ ومنه
قول خُفاف يصف فرساً:
ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه
رجُل، يُلوِّحُ باليدَيْن، سَلِيبُ
وفي الحديث: كان إِذا خَطَب احْمرَّت عيناه وعلا صَوْتُه واشتدّ غضبُه
كأَنه مُنذِر جَيش يقول صَبَّحَكُم ومَسَّاكم؛ المُنْذِر: المعلِم الذي
يُعْرّف القومَ بما يكون قد دهَمَهم من عَدُوّ أَو غيره، وهو المخوِّف
أَيضاً، وأَصل الإِنذار الإِعلام. يقال: أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا
أَعلمته،فأَنا مُنْذِر ونَذير أَي مُعْلِم ومُخوِّف ومُحذِّر. ونَذِرْت
به إِذا عَلِمْت؛ ومنه الحديث: انذَرِ القوم أَي احْذَرْ منهم واستعِدّ
لهم وكُنْ منهم على عِلم وحَذَرٍ.
ومُنذِر ومُناذِر: اسْمان. وبات بليلة ابن المُنذِر يعني النعمان، أَي
بليلة شديدة؛ قال ابن أَحمر:
وبات بنو أُمّي بِليلِ ابنِ مُنذِر،
وأَبناءُ أَعمامي عذُوباً صَوادِيا
عذُوب: وُقُوف لا ماء لهم ولا طعام. ومُناذِر ومحمد بن مَناذِر، بفتح
الميم: اسم، وهُمُ المَناذِرة يريد آل المُنذِر أَو جماعةَ الحيّ مثل
المَهالِبة والمَسامِعة؛ قال الجوهري: ابن مناذِر شاعر، فمن فتح الميم منه لم
يصرفه، ويقول إِنه جمع مُنذِر لأَنه محمد بن مُنذِر بن مُنذِر بن مُنذِر،
ومن ضمها صرَفه.
وحل: الوَحَل، بالتحريك: الطينُ الرَّقيق الذي ترتَطِمُ فيه الدوابّ،
والوَحْل، بالتسكين، لغة رديَّة، والجمع أَوْحالٌ ووُحُولٌ. والمَوْحَل
بالفتح المصدر، وبالكسر المكان.
واسْتَوْحَل المكان: صار فيه الوَحَل.
ووَحِل، بالكسر، يَوْحَل وَحَلاً، فهو وَحِلٌ: وقع في الوَحَل؛ قال
لبيد:فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ،
كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ
وأَوْحَله غيرُه إِذا أَوقعَه فيه. وفي حديث سُراقة: فوَحِل بي فَرَسي
وإِنني لَفي جَلَدٍ من الأَرض أَي أَوقعني في الوَحَل؛ يريد كأَنه يسِير
بي في طِينٍ وأَنا في صُلْب من الأَرض. وفي حديث أَسْرِ عُقْبة بن أَبي
مُعَيْط: فوَحِل به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض، والجَدَدُ: ما استوى من
الأَرض. وواحَلَني فوحَلته أَحِلُه: كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل منه، وواحَلَه
فوَحَلَه. والمَوْحِل: الموضع الذي فيه الوَحَل؛ قال المتنخل الهُذلي:
فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على الـ
أَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ في المَوْحَلِ
يروى بالفتح والكسر من المصدر والمكان، يقول: وقفتْ بقَرُ الوَحْش على
الرَّوابي مَخافة الوَحَل لكثرة الأَمطار. وأَوْحَل فلانٌ فلاناً شرّاً:
أَثقله به. ومَوْحَل: موضع
(* قوله «وموحل موضع» كذا في الأصل مضبوطاً) ؛
قال:
من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْحَل
مرق: المَرَقُ الذي يؤتدم به: معروف، واحدته مَرَقة، والمَرَقة أَخص
منه. ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها
إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها. الفراء: سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان
مَرَقة مَرَقَيْن؛ يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، وكذا قال
ابن الأَعرابي. ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت
فصارت ماء. وفي حديث علي: إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً. وقد مرقت
البيضة إذا فسدت. ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً: نتفه.
والمُراقة، بالضم: ما انتتف منهما، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ
إذا دفن ليسترخي، وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة؛
وقال اللحياني: وكذلك الشيء يسقط من الشيء، والشيء يفنى منه فيَبْقى منه
الشيءُ. وفي الحديث: أنَّ امرأَة قالت: يا رسول الله، إن بنتاً لي
عَروُساً تمرَّق شعرُها، وفي حديث آخر: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها. يقال: مَرَقَ
شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره.
والمَرْقة: الصوفة أَول ما تنتف، وقيل: هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ،
وقيل: هو الجلد إذا دبغ.
والمَرْقُ، بالتسكين: الإهابُ المُنْتِنُ. تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي
نتفت عن الجلد المعطون صوفه. وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف. ويقال:
أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ وقال الحرث بن خالد:
ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القلـ
ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ
يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسـ
ك، ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ
قال ابن الأَعرابي: المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما ما أَنشده
ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله: كأَنه ريح مَرْق، ففسره هو
بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى، وقد يجوز أَن يكون
يعني به الصوف أَول ما يُنْتف، لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ. تقول العرب: أَنتَنُ
من مرْقات الغنم، فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة، ويكون من
المذكر المجموع بالتاء، وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي.
وأَمْرَق الشعرُ: حان له أَن يُمْرَقَ. ابن الأَعرابي: المَرْقُ الطعن
بالعجلة. والمُرْقُ: الذئاب المُمَعَّطة. والمَرْق: الصوف المُنَفَّش. يقال:
أَعطني مَرْقة أَي صوفة. والمَرْق: الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك
حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه؛ ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق
امِّراقاً؛ والمُرَاقة والمْرَاطة: ما سقط من الشعر.
والمُراقة من النبات: ما يُشْبِعُ المال؛ وقال أَبو حنيفة: هو الكلأُ
الضعيف القليل. ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ، وهي مُمْرِقٌ: سقط حملها
بعدما كبر، والاسم المَرْقُ.
ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً: خرج من
الجانب الآخر. وفي الحديث وذكر الخوارج: يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق
السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم
المَرْميّ به ويخرج منه. وفي حديث علي، عليه السلام: أُمِرْتُ بقتال
المارِقينَ، يعني الخوارج، وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً، ومنه سميت الخوارج
مارِقةً، وقد أَمْرَقهُ هو. والمُرُوق: الخروج من شيء من غير مدخله.
والمارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه. والمُرُوق: سرعة الخروج من
الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته، وقيل: المُروق أَن يُنْفِذ
السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها. والامْتِراق:
سرعة المَرْقِ. وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة
من وَكْرِها: خرجت. ومَرَق في الأرض مُروقاً: ذهب. ومَرَق الطائر
مَرْقاً: ذَرَقَ. والمَرْق والمُرق؛ الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب: سَفا
السنبل، والجمع أَمراق. والتَّمْرِيقُ: الغناء، وقيل: هو رفع الصوت به؛
قال:ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل،
من بين تالي شِعره ومُمَرِّق
والمَرْق، بالسكون: غِنَاء الإماء والسَّفِلة، وهو اسم. والمُمَرَّق
أَيضاً من الغِناء: الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء. ويقال للمُغَنّي نفسه
المُمَرِّق، وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى. وحكى ابن الأَعرابي:
مَرَّق بالغناء؛ وأَنشد:
أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ،
يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ؟
فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى، يا ابن دَيْسقَ،
فدَعْها، ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ
قال ابن بري: قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو
الزاهد، قال: هو غناء السفلة والساسة، والنَّصْبُ غناء الركبان. وفي الحديث
ذكر المُمَرِّق، هو المغنّي. واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ
واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله. ويقال للذي يُبْدِي عورته: امَّرَقَ
يَمَّرِقُ. وامَّرَقَ الرجلُ: بدت عورته.
وقولهم في المثل: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق، وأَصله أَن امرأَة كانت
تغزو فحبِلت، فذُكِرَ لها الغزو، فقال: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي
أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد؛ قال ابن بري: وقال المفضل هي رَقَاشِ
الكِنانيَّة، وجمع المَارِقِ مُرَّاق؛ قال حميد الأَرقط:
ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن
سَقْطَ عُمَانَ، ولصوصَ الجُفَّيْن
وقال أَبو حنيفة: المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل. ومَرَق حَبُّ
العنب يَمْرُق مُرُوقاً: انتشر من ريح أَو غيره؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والمُرِّيقُ: حب العصفر، وفي التهذيب: شحم العصفر، وبعضهم يقول هي عربية
محضة، وبعض يقول ليست بعربية. قال ابن سيده: المُرِّيقُ حب العصفر، قال:
وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب، قال أَبو العباس: هو أَعجمي وقد
غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب، فكيف يكون عجميّاً؟ وثوب
مُمَرَّق: صبغ بالمُرّيق؛ وتَمَرَّق الثوب: قَبِلَ ذلك؛ وأنشد الباهلي:
يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق
بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَياما
قوله مُتَمرَّق: مصبوغ بالعُصْفر، وقال بالزعفران ضرورة، وكان حقه أَن
يقول بالعصفر.
ورجل مِمْراق: دَخّال في الأُمور. والمَارِقُ: العلم النافذ في كل شيء
لا يتعوج فيه.
ومَرَقَا الأَنفِ: حَرْفاه. قال ثعلب: كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف،
والصواب عنده مَرَقَّا الأنف. وفي الحديث ذكر مَرَق، بفتح الميم والراء،
وقد تسكن، بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة. والمَرَق
أَيضاً: آفة تصيب الزرع. وفي الحديث: أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ؛ هو،
بتشديد القاف، ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له، وميمه زائدة، وقد تقدم
في الراء.
مير: المِيرَةُ: الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان. ابن سيده: المِيرَةُ جَلَب
الطعام، وفي التهذيب: جلَب الطعام للبيع؛ وهم يَمتارُون لأَنفسهم
ويَمِيرُون غيرهم مَيْراً، وقد مار عيالَه وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتارَ
لهم. والمَيَّارُ: جالبُ المِيرَة. والمُيَّارُ: جَلاّبة ليس بِجمْعِ
مَيَّار إِنما هو جمع مائِرٍ. الأَصمعي: يقال مارَه يمُورُه إِذا أَتاه
بِمِيرَة أَي بطعام، ومنه يقال: ما عنده خَيْر ولا مَيْر، والامْتِيارُ
مِثلُه، وجمع المائِر مُيَّارٌ مثل كُفَّارٍ، ومَيَّارَةٌ مثل رَجَّالةٍ،
يقال:نحن ننتظر مَيَّارَتَنا ومُيَّارَنا. ويقال للرُّفْقة التي تنهض من
البادية إِلى القُرى لِتَمْتار: مَيَّارَةٌ. وفي الحديث: والحَمُولَة
المائِرَةُ لهم لاغِيةٌ؛ يعني الإِبل التي تُحْمَلُ عليها الميرة وهي الطعام
ونحوه مما يجلب للبيع، لا يُؤْخَذُ منها زكاةٌ لأَنها عَوامِلُ. ويقال
مارَهم يَمِيرُهم إِذا أَعطاهم الميرة.
وتمايَرَ ما بينهم: فَسَدَ كتماءَرَ. وأَمارَ أَوداجَه: قطعها؛ قال ابن
سيده: على أَن أَلف أَمارَ قد يجوز أَن تكون منقلبة من واو لأَنها عين.
وأَمارَ الشيءَ: أَذابَه. وأَمار الزعفرانَ: صَبَّ فيه الماء ثم دافَه؛
قال الشماخ يصف قوساً:
كأَنّ عليها زَعْفَرَاناً تُمِيرُه
خَوازِنُ عَطَّارٍ يَمانٍ كوانِزُ
ويروى: ثمان، على الصفة للخوزان. ومِرْتُ الدواءَ: دُفْتُه. ومِرْتُ
الصُّوفَ مَيْراً: نفشْتُه. والمُوارَةُ: ما سقط منه، وواوه منقلبة عن ياء
للضمة التي قبلها. ومَيَّارٌ: فَرس قُرطِ بن التَّوْأَم.
موز: الليث: إِذا أَراد الرجل أَن يضرب عُنُقَ آخر فيقول: أَخْرِجْ
رأْسَك، فقد أَخطأَ، حتى يقول مازِ رأْسك، أَو يقول: مازِ ويسكت، معناه مُدَّ
رأْسك؛ قال الأَزهري: لا أَعرف مازِ رأْسك بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون
بمعنى مايِزْ فأَخر الياء فقال: مازِ، وسقطت الياء في الأَمر
(* زاد في
القاموس ابن الأَعرابي: أصله أن رجلاً اراد قتل رجل اسمه مازن، فقال: ماز
رأسك والسيف، ترخيم مازن، فصار مستعملاً وتكلمت به الفصحاء).والمَوْزُ:
معروف، الواحدة مَوْزَةٌ. قال أَبو حنيفة: المَوْزة تَنْبُتُ نباتَ
البَرْدِيِّ ولها ورقة طويلة عريضة تكون ثلاثة أَذرع في ذراعين وترتفع قامة، ولا
تزال فراخها تنبت حولها كا واحد منها أَصغر من صاحبه، فإِذا أَجْرَتْ
قطعت الأُم من أَصلها وأَطْلَعَ فَرْخُها الذي كان لحق بها فيصير أُمًّا،
وتبقى البواقي فِراخاً ولا تزال هكذا، ولذلك قال أَشْعَبُ لابنه فيما رواه
الأَصمعي: لم لا تكون مثليففقال: مَثَلي كَمَثَلِ المَوْزَةِ لا
تَصْلُحُ حتى تموت أُمها؛ وبائعه: مَوَّازٌ.
مكس: المَكْسُ: الجباية، مَكَسَه يَمْكِسه مَكْساً ومكَسْتُه أَمْكِسه
مَكْساً. والمَكْسُ: دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع في الأَسواق في
الجاهلية. والماكِسُ: العَشَّار. ويقال للعَشَّار: صاحب مَكْسٍ. والمَكْسُ:
ما يأْخذه العَشّار. يقال: مَكَسَ، فهو ماكِسٌ، إِذا أَخذ. ابن
الأَعرابي: المَكْسُ دِرْهم كان يأْخذه المُصَدَّقُ بعد فراغه. وفي الحديث: لا
يدخل صاحب مَكْسٍ الجنةَ؛ المَكْسُ: الضريبة التي يأْخذها الماكِسُ وأَصله
الجباية. وفي حديث ابن سيرين قال لأَنس: تستعملني أَي على عُشُور الناس
فأُماكِسُهم ويُماكِسوني، قيل: معناه تستعملني على ما يَنقص دِيني لما
يخاف من الزيادة والنقصان في الأَخذ والترك. وفي حديث جابر قال له: أَترى
إِنما ماكَسْتُك لآخذ جملَكَ؛ المماكسة في البيع: انتقاص الثمن
واسْتِحطاطُهُ والمنابذة بين المتبايعين. وفي حديث ابن عمر: لا بأْس بالمُماكَسَة في
البيع. والمَكْس: النقص. والمَكْس: انتقاص الثمن في البياعة؛ ومنه
أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه؛ قال جابر بن حُنَيٍّ الثعلبي:
أَفي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ،
وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ؟
أَلا يَنْتَهِي عَنّا مُلوك، وتَتَّقي
مَحارمَنا، لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ؟
تَعاطَى المُلُوكُ السِّلْم، ما قَصَدوا بنا،
وَلَيْسَ علينا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ
الإِتاوَةُ: الخرَاجُ. والمَكْسُ: ما يأْخذه العَشَّار؛ يقول: كلُّ من
باع شيئاً أُخِذَ منه الخَراجُ أَو العُشر وهذا مما آنف منه، يقول: أَلا
ينتهي عنا ملوك أَي لينتهِ عنا ملوك فإِنهم إِذا انتَهَوْا لم يَبُؤْ دم
بدم ولم يقتل واحد بآخر، فَيَبُؤْ مجزوم على جواب قوله أَلا ينتهي لأَنه
في معنى الأَمر، والبَوء: القَوَد. وقوله ما قصدوا بنا أَي ما رِكِبُوا
بنا قَصْداً. وقد قيل في الإِتاوة: إِنها الرَّشْوة، وقيل: كل ما أُخذ
بِكُرْه أَو قسِم على قوم من الجباية وغيرها إِتاوة؛ وخص بعضهم به الرَّشْوَة
على الماء، وجمعها أُتًى نادر كأَنه جمع أُتْوَةٍ. وفي قوله مكس درهم
أَي نقصان درهم بعد وجوبه. ومَكَسَ في البيع يَمْكِسُ، بالكسر، مَكْساً
ومَكَسَ الشيءُ: نقص. ومُكِس الرجل: نُقِص في بيع ونحوه.
وتماكس البيِّعان: تشاحّا. وماكَسَ الرجلَ مُماكسة ومِكاساً: شاكَسه.
ومن دون ذلك مِكاسٌ وعِكاسٌ: وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك.
وماكِسِين وماكِسون: موضع، وهي قرية على شاطئ الفرات، وفي النصب والخفض
ماكسين.
مرش: المَرْشُ: شِبْهُ القَرْص من الجِلْد بأَطراف الأَظافير. ويقال:
قدْ أَلْطَفَ مَرْشاً وخَرْشاً، والخَرْشُ أَشدُّه. الصحاح: المَرْشُ
كالخَدْش. قال ابن السكيت: أَصابَه مَرْشٌ، وهي المُرُوش والخُرُوشُ
والخُدُوشُ. وفي حديث غزوة حنين: فعَدَلَت به ناقتُه إِلى شجرات فَمَرَشْن ظهْرَه
أَي خَدَشَتْه أَغْصانُها وأَثّرت في ظَهْره وأَصل المَرْشِ الحكُّ
بأَطراف الأَظفار. ابن سيده: المَرْش شَقُّ الجلد بأَطراف الأَظافير، قال: وهو
أَضعف من الخَدْش، مَرَشَه يَمْرُشُه مَرْشاً، والمُرُوشُ: الخُدُوشُ.
ومَرَشَ وجهَه إِذا خَدَشَه. وفي حديث أَبي موسى: إِذا حَكَّ أَحدُكم
فرْجَه وهو في الصلاة فَلْيَمْرُشُه من وراء الثوب. قال الحرّاني: المرْش
بأَطراف الأَظافير. ومَرَش الماءَ يمرُش: سال. والمَرْشُ: أَرض إِذا وقع
عليها المطرُ رأَيتَه كلَّها تَسِيل. ابن سيده: والمَرْشُ أَرضٌ يَمْرُشُ
الماءُ من وجهها في مواضع لا يَبلغ أَن يحفِر حَفْرَ السيل، والجمع
أَمْراش. وقال أَبو حنيفة: الأَمْراشُ مسايلُ لا تجْرحُ الأَرضَ ولا تَخُدّ فيها
تجيء من أَرض مستوية تتبع ما تَوَطَّأَ من الأَرض في غير خدّ، وقد يجيء
المَرْشُ من بُعد ويجيء من قُرْب. والأَمْراشُ: مسايلُ الماء تسقي
السلْقانَ. والمَرْشُ: الأَرضُ التي مَرَشَ المطرُ وجهَها. ويقال: انتهينا إِلى
مَرْشٍ من الأَمْراشِ اسم للأَرض مع الماء وبعد الماء إِذا أَثَّر فيه.
النضر: المَرْسُ والمَرْشُ أَسفل الجبل وحَضِيضُه يَسِيل منه الماء
فيَدِبّ دَبِيباً ولا يحْفِر وجمعه أَمْراسٌ وأَمْراشٌ، قال: وسمعت أَبا
مِحْجن الضِّبابي يقول رأَيت مَرْشاً من السيل وهو الماء الذي يجرح وجه الأَرض
جرحاً يسيراً.
ويقال: عند فلان مُراشةٌ ومُراطةٌ أَي حَقّ صغير.
ومَرَشَه يَمْرُشُه مَرْشاً: تناوَله بأَطراف أَصابعه شبيهاً بالقَرْص،
وامْتَرَشَ الشيءَ: جمَعَه. والإِنسانُ يمْتَرِشُ الشيءَ بعد الشيء من
ههنا أَي يجمعه ويكسبه. وامتَرَشْتُ الشيء إِذا اخْتَلَسْته. ابن
الأَعرابي: الأَمْرَشُ الرجلُ الكثيرُ الشرّ؛ يقال: مَرَشه إِذا آذاه. قال:
والأَرْمش الحسَنُ الخلُق، والأَمْشَرُ النشيطُ، والأَرْشَمُ الشَّرِهُ.
والامْتِراشُ: الانتزاعُ، يقال: امتَرَشْت الشيء من يده انتزعته، ويقال: هو
يَمْتَرِشُ لعياله أَي يكتسب ويقْتَرِف. ورجل مَرَّاشٌ: كَسَّاب.
معض: مَعِضَ من ذلك الأَمرِ، يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً وامْتَعَضَ منه:
غَضِبَ وشَقَّ عليه وأَوْجَعَه؛ وفي التهذيب: مَعِضَ من شيء سمعه؛ قال
رؤبة:
ذا مَعَضٍ لوْلا تَرُدُّ المَعْضا
وفي حديث سعد: لما قُتل رُسْتم بالقادسية بعَث إِلى الناس خالدَ بن
عُرْفُطةَ، وهو ابنُ أُخته، فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شديداً أَي شَقَّ
عليهم وعَظُمَ. وفي حديث ابن سيرين: تُسْتأْمَرُ اليتيمةُ فإِن مَعِضَت لم
تُنْكَحْ أَي شَقَّ عليها، وفي حديث سُراقةَ: تَمَعَّضَتِ الفرَسُ، قال
أَبو موسى: هكذا روي في المعجم ولعله من هذا، وفي نسخة: فنَهَضَتْ. قال
ابن الأَثير: ولو كان بالصاد المهملة من المَعَصِ، وهو الْتِواء الرِّجْل،
لكان وجْهاً. وقال ثعلب: مَعِضَ مَعَضاً غَضِبَ، وكلام العرب امْتَعَضَ،
أَراد كلام العرب المشهورَ؛ وأَمْعَضه إِمْعاضاً ومَعَّضه تَمْعِيضاً:
أَنزل به ذلك. وأَمْعَضَني الأَمرُ: أَوجَعني.
وبنو ماعِضٍ: قوم دَرَجُوا في الدهْر الأَول.
وقال أَبو عمرو: المَعّاضةُ من الإِبل التي ترفع ذنَبها عند نِتاجِها.
مخط: مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه. ويقال: مَخَطَ في
القوس. ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً. نَفَذ وأَمْخَطَه هو.
ويقال: رماه بسهم فأَمْخَطَه من الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه. ومَخَطَ
السهمُ أَي مَرَق. وأَمْخَطْتُ السهمَ: أَنفذْته، وربما قالوا: امْتَخَط ما
في يده نزعَه واخْتَلَسه.
والمَخْطُ: السَّيَلانُ والخُروجُ. وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ: يأْخذ رِجل
الناقة ويضرب بها الأَرض فيَغْسِلُها ضِراباً، وهو من ذلك لأَنه بكثرة
ضِرابه يستخرج ما في رَحِم الناقة من ماء وغيره.
والمُخاط: ما يسيل من الأَنف. والمُخاطُ من الأَنف كاللُّعابِ من الفم،
والجمع أُمْخِطةٌ لا غير. ومَخَطْتُ الصبيَّ مَخْطاً ومخطَه يَمْخُطُه
مَخْطاً وقد مَخَطَه من أَنفه أَي رَمَى به. وامْتَخَطَ هو وتَمَخَّطَ
امْتِخاطاً أَي اسْتَنْثر. ومَخَطه بيده: ضَربه.
والماخِط: الذي ينْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقيقة عن وجه الحُوار. ويقال: هذه
ناقة إِنما مَخَطها بنو فلان أَي نُتِجَتْ عندهم، وأَصل ذلك أَن الحُوار
إِذا فارق الناقة مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه وما على أَنفه من
السّابِياء، فذلك المَخْط، ثم قيل للنّاتج ماخِطٌ؛ وقال ذو الرِمّةِ:
وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانةٍ حَرَجٍ
مَهْريّةٍ، مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ
(* قوله «وانم» هو بالواو في الأَصل والأَساس، وأَنشده شارح القاموس
بالفاء جواب إِذا في البيت قبله.)
العِيدُ: قوم من بني عُقَيْل يُنسَب إِليهم النَّجائبُ. ابن الأَعرابي:
المَخْطُ شبه الولد بأَبيه، تقول العرب: كأَنما مَخَطه مَخْطاً. ويقال
للسهام التي تتَراءَى في عين الشمس للناظر في الهواء عند الهاجِرة: مُخاطُ
الشيطانِ، ويقال له لُعابُ الشمس ورِيقُ الشمس، كل ذلك سُمِعَ عن العرب.
ومَخَط في الأَرض مَخْطاً إِذا مضى فيها سريعاً. ويقال: بُرْد مَخْطٌ
ووَخْطٌ قصِير، وسَيْر مَخْط ووخط: سريع شَديد؛ وقال:
قَدْ رابَنا من سَيْرنا تَمَخُّطه،
أَصْبَحَ قد زايَلَه تَخَمُّطه
(* قوله «من سيرنا» وقوله «تخمطه» كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس عن
الصاغاني من شيخنا: وتخبطه بالباء.)
قيل: تَمَخُّطه اضْطِرابُه في مِشْيته يسقط مَرة ويتحامل أُخرى.
والمَخْطُ: اسْتِلالُ السَّيفِ. وامْتَخَطَ سيفَه: سَلَّه من غِمْده. وامْتَخَط
رُمْحَه من مَرْكزه: انتزعه. وامْتَخَطَ الشيءَ: اخْتَطَفَه.
والمَخِطُ: السيِّد الكريم، والجمع مَخِطون؛ وقول رؤْبة:
وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ
مَكانُها من شُمَّتٍ وغُبَّطِ
كسَّره على توهم فاعل؛ قال أَبو منصور ورأَيت في شعر رؤْبة:
وإِنَّ أَدْواءَ الرجال النُّخَّطِ
بالنون. قال: ولا أَعرف المخَّط في تفسيره.
والمُخاطةُ: شجرة تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً يؤْكل.
مشط: مَشَطَ شَعرَه يَمْشُطُه ويَمْشِطه مَشْطاً: رَجَّله، والمُشاطةُ:
ما سقط منه عند المَشْط، وقد امْتَشَط، وامْتَشَطتِ المرأَة ومشَطتها
الماشِطةُ مَشْطاً. ولِمَّةٌ مَشِيطٌ أَي مَمْشوطةٌ. والماشِطةُ: التي
تُحْسِن المَشْطَ، وحرفتها المِشاطة. والمَشّاطة: الجارية التي تُحْسِن
المِشاطَة. ويقال للمُتَمَلِّقِ: هو دائم المَشْطِ، على المَثَل.
والمُشْطُ والمِشْطُ والمَشْطُ: ما مُشِطَ به، وهو واحد الأَمْشاطِ،
والجمع أَمْشاطٌ ومِشاطٌ؛ وأَنشد ابن بري لسعيد بن عبد الرحمن بن حسان:
قد كنتُ أَغْنى ذِي غِنىً عَنْكُمْ كما
أَغْنَى الرّجالِ، عن المِشاطِ، الأَقْرَعُ
قال أَبو الهيثم: وفي المِشْطِ لغة رابعة المُشُطُّ، بتشديد الطاء؛
وأَنشد:
قد كنتُ أَحْسَبُني غَنِيّاً عَنْكُمُ،
إِنّ الغَنِيّ عن المُشُطِّ الأَقْرَعُ
قال ابن بري: ويقال في أَسمائه المَشِطُ والمُشُطُ والمِمْشَطُ
والمِكَدُّ والمِرْجَلُ والمِسْرَحُ والمِشْقا، بالقصر والمدّ، والنَّحيتُ
والمُفَرَّجُ. وفي حديث سِحْرِ النبيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه طُبَّ وجعل
في مُشْط ومُشاطةٍ؛ قال ابن الأَثير: هو الشَّعر الذي يَسْقُط من
الرأْسِ واللحيةِ عند التَّسْريح بالمشط. والمِشْطَةُ: ضَرب من المَشْط
كالرِّكْبةِ والجِلْسة، والمَشْطةُ واحدة. ومن سِمات الإِبل ضرب يُسمّى المُشْط.
قال ابن سيده: والمُشُطُ سِمة من سِماتِ البعير على صورة المُشطِ. قال
أَبو علي: تكون في الخد والعنق والفخذ؛ قال سيبويه: أَمّا المُشْطُ
والدّلْو والخُطَّاف فإِنما يريد أَن عليه صورة هذه الأَشياء. وبعير مَمْشُوطٌ:
سِمَتُه المُشْطُ. ومَشِطَتِ الناقةُ مَشَطاً ومَشَّطَت: صار على
جانبيها مثل الأَمْشاط من الشحْمِ. ومُشْطُ القَدَمِ: سُلامَياتُ ظهرها، وهي
العِظامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشةُ فوق القدم دون الأَصابع. التهذيب:
المُشْط سُلامَياتُ ظهر القدم؛ يقال: انكسر مُشط ظهر قدمه. ومُشط الكَتِفِ:
اللحمُ العريض. والمُشْط: سبَجَةٌ فيها أَفنان، وفي وسَطها هِراوةٌ يُقبض
عليها وتُسوّى بها القِصابُ، ويُغَطَّى بها الحُبُّ، وقد مَشَط الأَرضَ
(*
قوله «مشط الأَرض» كذا في الأَصل بدون تفسير.).
ورجل مَمْشُوط: فيه طول ودِقَّةٌ. الخليل: المَمْشُوط الطويل الدقيق.
وغيره يقول: هو المَمْشُوقُ.
ومَشِطَتْ يده تَمْشَطَ مَشَطاً: خَشُنت من عمل، وقيل: المَشَطُ أَن يمس
الرجلُ الشوك أَو الجِذْع فيدخل منه في يده شيء، وفي بعض نسخ المصنف:
مَشِظَت يده، بالظاء المعجمة، لغة أَيضاً، وسيأْتي ذكره.
والمُشْط: نبت صغير يقال له مُشْط الذئب له جِراء مثل جراء القِثَّاء.