Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=63900#2ad6ad
(المــجثة) المجثاث (ج) مجاث
جثث: الجَثُّ: القَطْعُ؛ وقيل: قَطْعُ الشيء من أَصله؛ وقيل: انتزاعُ
الشجر من أُصوله؛ والاجْتثاث أَوْحى منه؛ يقال: جَثَثْتُه، واجْتَثَثْتُه،
فانجَثَّ. ابن سيده: جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً، واجْتَثَّه فانجَثَّ،
واجْتَثَّ.
وشجرة مُجْتَثَّة: ليس لها أَصل في الأَرض.
وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة: اجْتُثَّتْ من فَوقِ الأَرض ما
لها من قَرار؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة، قال الزجاج:
أَي اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض. ومعنى اجْتُثَّ الشيءُ في اللغة:
أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها.
وجَثَّه: قَلَعه.
واجْتَثَّه: اقْتَلَعه. وفي حديث أَبي هريرة: قال رجل للنبي، صلى الله
عليه وسلم: فما نُرى هذه الكَمْأَة إِلاّ الشجَرة التي اجْتُثَّتْ من فوق
الأَرض؟ فقال: بل هي من المَنّ. اجْتُثَّتْ: قُطِعَتْ.
والمُجْتَثُّ: ضَرْبٌ من العروض، على التشبيه بذلك، كأَنه اجْتُثَّ من
الخفيف أَي قُطع؛ وقال أَبو إِسحق: سمي مُجْتَثّاً، لأَنك اجْتَثَثْتَ
أَصلَ الجُزء الثالث وهو «مف» فوقع ابتداء البيت من «عولات مُسْ».
الأَصمعي: صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما يُقْلَعُ منها شيء من أُمه، فهو
الجَثيثُ، والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل.
أَبو عمرو: الجَثِيثةُ النخلة التي كانت نَواةً، فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ
بجُرْثُومَتها، وقد جُثَّتْ جَثّاً. أَبو الخطاب: الجَثِيثةُ ما تَساقط
من أُصول النخل. الجوهري: والجَثِيثُ من النخل الفَسيل، والجَثيثة
الفسيلة؛ ولا تَزالُ جَثيثة حتى تُطْعِم، ثم هي نخلة. ابن سيده: والجَثيثُ أَولُ
ما يُقْلَعُ من الفَسيل من أُمه، واحدتُه جَثيثة؛ قال:
أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها،
أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها
البَعْلُ من النخل: ما اكْتَفَى بماء السماء. والجَعْلُ: ما نالته
اليَدُ من النخل. وقال أَبو حنيفة: الجَثيثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل،
ولم يُغْرَسْ من النَّوى. الجوهري: المِــجَثَّة والمِجْثاثُ حديدة يُقْلَع
بها الفسيل. ابن سيده: المِجَثُّ والمِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِيثُ.
والجَثِيثُ: ما يَسْقُط من العنب في أُصول الكرم. والــجُثَّةُ: شخص الإِنسان،
قاعداً أَو نائماً؛ وقيل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو
مُضْطَجعاً؛ وقيل: لا يقال له جُثَّة، إِلاّ أَن يكون قاعداً أَو نائماً، فأَما
القائم فلا يقال جُثَّتُه، إِنما يقال قِمَّتُه؛ وقيل: لا يقال جُثَّةٌ
إِلاّ أَن يكون على سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حكاه ابن دريد عن أَبي
الخطاب الأَخْفَشِ؛ قال: وهذا شيء لم يسمع من غيره، وجمعها جُثَثٌ
وأَجْثاثٌ، الأَخيرة على طرح الزائد، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث
قال: وقد يجوز أَن يكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جمعُ جُثَّة،
فيكون على هذا جمعَ جمعٍ. وفي حديث أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه
أَي جَسَدِه.
والجُثُّ: ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص؛ وقيل: هو ما ارتفع من الأَرض
حتى يكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغيرة؛ قال:
وأَوْفَى على جُثٍّ، ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ
على الأُفْقِ، لم يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ
والجَثُّ: خِرْشاءُ العسل، وهو ما كان عليها من فراخها أَو
أَجْنِحَتِها.ابن الأَعرابي: جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه،
وهو ما مات من النحل في العسل. وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر
المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل:
فما بَرِحَ الأَسْبابُ، حتى وَضَعْنَهُ
لدى الثَّوْلِ، يَنْفِي جَثَّها، ويَؤُومُها
يصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، وهي الحبالُ، ودَلَّوْه من
أَعلى الجبل إِلى موضع خَلايا النحل. وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ
عليها بالأُيام، والأُيامُ: الدُّخانُ. والثَّوْلُ: جماعة النحل.
الجوهري: الجَثُّ، بالفتح، الشَّمَعُ
(* قوله «الجث، بالفتح، الشمع إلخ»
بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس انه بالضم.
وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً، غير أَن في القاموس غلاف
الثمرة المثلثة، والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية.)؛ ويقال:
هو كلُّ قَذى خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها. والجُثُّ:
غِلافُ التَّمْرة. وجَثُّ الجرادِ: مَيِّتُه؛ عن ابن الأَعرابي.
الكسائي: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، وجُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ
ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ. وفي حديث بدءِ الوَحْي: فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا
المَلَك الذي جاءَني بحِراءٍ، فجُثِثْتُ منه أَي فَزعْتُ منه وخِفْتُ؛ وقيل:
معناه قُلِعْتُ من مكاني؛ من قوله تعالى: اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض؛
وقال الحَرْبيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثاء، وقد تقدَّم.
وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ: كثُرَ. وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ.
والجَثْجاثُ: نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إِذا أَحَسَّ بالصيف وَلَّى وجَفَّ؛
قال أَبو حنيفة: الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر، وهو أَخضر، ينبت بالقَيْظ،
له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الريح تأْكله الإِبل
إِذا لم تجد غيره؛ قال الشاعر:
فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى،
يُمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُها،
بأَطْيَبَ من فيها، إِذا جِئْتَ طارِقاً،
وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها
واحدتُه جَثْجاثَةٌ. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ،
الجَثْجاثُ: شَجر أَصفرٌ مُرٌّ طَيِّبُ الريح، تَسْتَطِيبُه العربُ وتكثر
ذكره في أَشعارها.
وجَثْجَتَ البعيرُ: أَكل الجَثْجاثَ.
وبعيرُ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم. وشَعَرٌ جُثاجثٌ، بالضم، ونبت جُثاجث أَي
مُلْتَفٌّ.
شرح: الشَّرْحُ والتَّشْريح: قَطْعُ اللحم عن العضو قَطْعاً، وقيل:
قَطْعُ اللحم على العظم قطعاً، والقِطْعَةُ منه شَرْحة وشَرِيحة، وقيل:
الشَّرِيحةُ القِطعةُ من اللحم المُرَقَّقَةُ.
ابن شميل: الشَّرْحة من الظِّباء الذي يُجاء به يابِساً كما هو، لم
يقَدَّدْ؛ يقال: خُذْ لنا شَرْحة من الظِّباء، وهو لحم مَشْرُوح؛ وقد
شَرَحْتُه وشَرَّحْتُه؛ والتَّصْفِيفُ نَحْوٌ من التَّشْريح، وهو تَرْقِيقُ
البَضْعة من اللحم حتى يَشِفَّ من رِقَّتِه ثم يُلْقَى على الجَمْر.
والشَّرْحُ: الكَشْفُ؛ يقال: شَرَحَ فلان أَمره أَي أَوضحه، وشَرَح
مسأَلة مشكلة: بَيَّنها، وشَرَح الشيءَ يَشْرَحُه شَرْحاً، وشَرَّحَه: فتحه
وبَيَّنَه وكَشَفه. وكل ما فُتح من الجواهر، فقد شُرِحَ أَيضاً. تقول:
شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته؛ ومنه تَشْريحُ اللحم؛ قال الراجز:
كم قد أَكلتُ كَبِداً وإِنْفَحهْ،
ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه
وكل سمين من اللحم ممتدّ، فهو شَرِيحة وشَرِيح. وشَرَح اللهُ صدرَه
لقبول الخير يَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح: وَسَّعَه لقبول الحق فاتَّسَع. وفي
التنزيل: فمن يُرِد اللهُ أَن يَهْدِيَه يَشْرَحْ صدرَه للإِسلام. وفي
حديث الحسن، قال له عطاء: أَكان الأَنبياءُ يَشْرَحُون إِلى الدنيا مع علمهم
بربهم؟ فقال له: نعم إِن لله تَرائك في خَلْقِه؛ أَراد: كانوا ينبسطون
إِليها ويَشْرَحُونَ صدورَهم ويرغبون في اقتنائها رَغْبَةً واسعة.
والمَشْرَحُ: متاع المرأَة؛ قال:
قَرِحَتْ عَجِيزَتُها ومَشْرَحُها،
من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ
وربما سمي شُرَيْحاً، وأُراه على ترخيم التصغير. والمَشْرَحُ: الرائق
الاسْتُ
(* قوله «والمشنرح الراشق الاست» كذا بالأصل.).
وشَرَحَ جاريته إِذا سَلَقها على قفاها ثم غَشِيَها؛ قال ابن عباس: كان
أَهل الكتاب لا يأْتون نساءهم إِلاّ على حَرْفٍ وكان هذا الحيّ من قريش
يَشْرَحون النساءَ شَرْحاً؛ شَرَحَ جاريته إِذا وطئها نائمة على قفاها.
والمَشْرُوحُ: السَّرابُ؛ عن ثعلب، والسين لغة. قال أَبو عمرو: قال رجل
من العرب لفتاه: أَبْغِني شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ وإِني أَخاف
عليه الطَّمْلَ؛ قال أَبو عمرو: الشارح الحافظ، والمُغَوَّسُ
المُشَنَّخُ؛ قال الأَزهري: تَشْنِيخُ النخل تَنْقِيحُه من السُّلاَّء. والأَشاءُ:
صِغارُ النخل؛ قال ابن الأَعرابي: الشَّرْحُ الحفظ، والشَّرْح الفتح،
والشَّرْح البيان، والشَّرْح الفَهْم، والشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار؛
وشاهدُ الشارح بمعنى الحافظ قولُ الشاعر:
وما شاكرٌ إِلاّ عصافيرُ قريةٍ،
يقومُ إِليها شارِحٌ فَيُطيرُها
والشارحُ في كلام أَهل اليمن: الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها.
وشُرَيْحٌ ومِشْرَحُ بن عاهانَ: اسمان.
وبنو شُرَيح: بَطْنٌ.
وشَراحِيلُ: اسم، كأَنه مضاف إِلى إِيل، ويقال شَراحِينُ أَيضاً بإِبدال
اللام نوناً، عن يعقوب.
همد: الهَمْدَةُ: السَّكْتةُ. هَمَدَتْ أَصواتُهم أَي سكَنَتْ. ابن
سيده: هَمَدَ يَهْمُدُ هُمُوداً، فهو هامِدٌ وهَمِدٌ وعَمِيدٌ: مات.
وأَهْمَدَ: سَكَتَ على ما يَكْرَه؛ قال الراعي:
وإِني لأَحْمي الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتي،
إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأَمانةِ أَهْمَدا
الليث: الهُمُودُ الموتُ، كما هَمَدَتْ ثمودُ. وفي حديث مصعب بن عمير:
حتى كاد يَهْمُدُ من الجوعِ أَي يَهْلِكُ. وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ
هُمُوداً: طُفِئَتْ طُفُوءاً وذهبت البتة فلم يَبِنْ لها أَثَر، وقيل:
هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها. ورَمادٌ هامِدٌ: قد تغيَّر وتَلَبَّدَ. والرّماد
الهامِدُ: البالي المُتَلَبِّدُ بعضه على بعض. الأَصمعي: خَمَدَتِ النارُ
إِذا سكَن لَهَبُها، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت البتة. فإِذا صارت
رَماداً قيل: هَبا يَهْبُو، وهو هابٍ. ونباتٌ هامِدٌ: يابس. وهَمَدَ شجرُ
الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب. وشجرة هامدةٌ: قد اسودّت وبَلِيَتْ. وثَمَرَةٌ
هامدةٌ إِذا اسودّت وعَفِنَتْ. وترى الأَرض هامدةً أَي جافَّة ذات تُراب.
وأَرضٌ هامدة: مُقْشَعِرّة لا نبات فيها إِلا اليابس المُتَحَطِّم، وقد
أَهْمَدَها القَحْطُ. وفي حديث عليّ: أَخرَجَ من
(* قوله «أخرج من» كذا
بالأصل، والذي في النهاية أخرج به من ولعل المعنى أخرج به أي بالماء.)
هَوامِدِ الأَرض النباتَ؛ الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن
لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر. والهامد من الشجر:
اليابس. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُمُوداً: تَقَطَّع وبليَ، وهو من طول
الطسّ تنظر إِليه فتحسَبه صحيحاً فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر من البِلى،
وقيل: الهامِدُ البالي من كل شيء. ورُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صارت قَشِرةً
وصَقِرةً. وأَهْمَدَ في المكان: أَقام. والإِهمادُ: الإِقامةُ؛ قال رؤبةُ بن
العجاج:
لَمَّا رَأَتْني راضِياً بالإِهمادْ،
كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بعيْنَ الأَوْتادْ.
يقول: لما رأَتني راضياً بالجلوس لا أَخرج ولا أَطلب كالبازي الذي
كُرِّزَ أُسْقِطَ ريشُه، وأَهْمَدَ في السير أَسرع؛ قال: وهذا الحرف من
الأَضْدادِ. ابن سيده: والإِهمادُ السُّرْعةُ. وقال غيره: السرعة في السير؛
قال: فهو من الأَضداد، قال رؤَبة بن العجاج:
ما كانَ إِلاَّ طَلَقُ الإِهْماد،
وكَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِياد
حتى تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد،
تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكاد
والطَّلَق: الشَّوْطُ؛ يقال: عَدا الفرس طَلَقاً أَو طلَقين، كما تقول:
شَوْطاً أَو شَوْطين. والأَغْرُبُ: جمع غَرْب، وهي الدول الكبيرة، أَي
تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حتى رَوِيَتْ. وأَهْمَدَ الكلبُ أَي
أَحضَرَ. ويقال للهامد: هَمِيدٌ. يقال: أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِيدِ أَي بما
مات من الغنم. ابن شميل: الهَمِيدُ المال المكتوب على الرجل في الدِّيوان
فيقال: هاتوا صدَقَتَه وقد ذهب المالُ. يقال: أَخَذَنا الساعِي
بالهَمِيد.
ابن بُزُرج: أَهْمَدوا في الطّعامِ أَي اندفعوا فيه. وهَمْدانُ:
قَبِيلةٌ من اليمن.
جذع: الجَذَعُ: الصغير السن. والجَذَعُ: اسم له في زمن ليس بسِنٍّ تنبُت
ولا تَسْقُط وتُعاقِبُها أُخرى. قال الأزهري: أَما الجَذَع فإِنه يَختلف
في أَسنان الإِبل والخيل والبقر والشاء، وينبغي أَن يفسر قول العرب فيه
تفسيراً مُشْبعاً لحاجة الناس إِلى مَعرِفته في أَضاحِيهم وصَداقاتهم وغيرها،
فأَما البعير فإِنه يُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام ودخوله في السنة
الخامسة، وهو قبْلَ ذلك حِقٌّ؛ والذكر جَذَعٌ والأُنثى جَذَعةٌ وهي التي
أَوجبها النبي، صلى الله عليه وسلم، في صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ
ستِّين، وليس في صدَقات الإِبل سنٌّ فوق الجَذَعة، ولا يُجزئ الجَذَعُ من
الإِبلِ في الأَضاحِي. وأَما الجَذَع في الخيل فقال ابن الأَعرابي: إِذا
استَتمَّ الفرس سنتين ودخل في الثالثة فهو جذع، وإِذا استتم الثالثة ودخل في
الرابعة فهو ثَنِيٌّ، وأَما الجَذَعُ من البقر فقال ابن الأَعرابي: إِذا طلَع
قَرْنُ العِجْل وقُبِض عليه فهو عَضْبٌ، ثم هو بعد ذلك جذَع، وبعده
ثَنِيٌّ، وبعده رَباعٌ، وقيل: لا يكون الجذع من البقر حتى يكون له سنتانِ
وأَوّل يوم من الثالثة، ولا يجزئ الجذع من البقر في الأَضاحي. وأَما الجَذَعُ
من الضأْن فإِنه يجزئ في الضحية، وقد اختلفوا في وقت إِجذاعه، فقال أَبو
زيد: في أَسنان الغنم المِعْزى خاصّة إِذا أَتى عليها الحول فالذكر تَيْسٌ
والأُنثى عَنْز، ثم يكون جذَعاً في السنة الثانية، والأُنثى جذعة، ثم
ثَنِيًّا في الثالثة ثم رَباعيّاً في الرابعة،ولم يذكر الضأْن. وقال ابن
الأَعرابي: الجذع من الغنم لسنة، ومن الخيل لسنتين، قال: والعَناقُ يُجْذِعُ
لسنة وربما أَجذعت العَناق قبل تمام السنة للخِصْب فتَسْمَن فيُسْرِع
إِجذاعها، فهي جَذَعة لسنة، وثَنِيَّة لتمام سنتين: وقال ابن الأَعرابي في
الجذع من الضأْن: إِن كان ابن شابَّيْن أَجْذَعَ لستة أَشهر إِلى سبعة أَشهر،
وإِن كان ابن هَرِمَيْن أَجْذَعَ لثمانية أَشهر إِلى عشرة أَشهر، وقد
فَرَق ابن الأَعرايّ بين المعزى والضأْن في الإِجْذاع، فجعل الضأْن أَسْرعَ
إِجذاعاً. قال الأَزهري: وهذا إِنما يكون مع خِصب السنة وكثرة اللبن
والعُشْب، قال: وإِنما يجزئ الجذع من الضأْن في الأَضاحي لأَنه يَنْزُو
فيُلْقِحُ، قال: وهو أَوّل ما يسطاع ركوبه، وإِذا كان من المعزى لم يُلقح حتى
يُثْني، وقيل: الجذع من المعز لسنة، ومن الضأْن لثمانية أَشهر أَو تسعة.
قال الليث: الجذع من الدوابِّ والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة، وهو أَول ما
يستطاع ركوبه والانتفاعُ به. وفي حديث الضحية: ضَحَّيْنا مع رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، بالجَذَع من الضأْن والثنيّ من المعز. وقيل لابنة
الخُسِّ: هل يُلْقِحُ الجَذَع؟ قالت: لا ولا يَدَعْ، والجمع جُذعٌ
(* قوله«
والجمع جذع» كذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة المصباح: والجمع جذاع مثل جبل
وجبال وجذعان بضم الجيم وكسرها ونحوه في الصحاح والقاموس. وجُذْعانٌ
وجِذْعانٌ والأُنثى جَذَعة وجَذعات، وقد أَجْذَعَ، والاسم الجُذُوعةُ، وقيل:
الجذوعة في الدواب والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة؛ وقوله أَنشده ابن
الأَعرابي:إِذا رأَيت بازِلاً صارَ جَذَعْ
فاحْذر، وإِن لم تَلْقَ حَتْفاً، أَن تَقَعْ
فسره فقال: معناه إِذا رأَيت الكبير يَسْفَه سَفَه الصغير فاحْذَرْ أَن
يقَعَ البلاءَ ويَنزل الحَتْفُ؛ وقال غير ابن الأَعرابي: معناه إِذا
رأَيت الكبير قد تحاتَّتْ أَسنانه فذهبت فإِنه قد فَنِيَ وقَرُب أَجَلُه
فاحذر، وإِن لم تَلْق حَتْفاً، أَن تَصير مثلَه، واعْمَلْ لنفسك قبل الموت ما
دُمْت شابّاً. وقولهم: فلان في هذا الأَمر جَذَعٌ إِذا كان أَخذ فيه
حديثاً. وأَعَدْتُ الأَمْرَ جَذعاً أَي جَدِيداً كما بَدَأَ. وفُرَّ الأَمرُ
جَذَعاً أَي بُدئ. وفَرَّ الأَمرَ جذَعاً أَي أَبْدَأَه. وإِذا طُفِئتْ
حَرْبٌ بين قوم فقال بعضهم: إِن شئتم أَعَدْناها جَذَعةً أَي أَوّلَ ما
يُبتَدَأُ فيها.
وتجاذع الرجلُ: أَرى أَنه جَذَعٌ
على المَثَل؛ قال الأَسود:
فإِن أَكُ مَدْلولاً عليّ، فإِنني
أَخُو الحَرْبِ، لا قَحْمٌ ولا مُتَجاذِعُ
والدهر يسمى جَذَعاً لأَنه جَدِيد. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر
لجِدَّته؛ قال الأَخطل:
يا بِشْر، لو لم أَكُنْ منكم بِمَنْزِلةٍ،
أَلقى علَيّ يدَيْه الأَزْلَمُ الجَذَعُ
أَي لولاكُمْ لأَهْلكني الدهْر. وقال ثعلب: الجَذَعُ من قولهم الأَزْلم
الجذَعُ كلُّ يوم وليلة؛ هكذا حكاه، قال ابن سيده: ولا أَدري وجْهَه،
وقيل: هو الأَسد، وهذا القول خطأٌ. قال ابن بري: قولُ مَن قال إِن الأَزلَم
الجذَعَ الأَسَدُ ليس بشيء. ويقال: لا آتِيكَ الأَزلمَ الجَذَعَ أَي لا
آتيك أبداً لأَنَّ الدهر أَبداً جديد كأَنه فَتِيٌّ لم يُسِنُّ. وقول
ورقَةَ ابن نَوْفل في حديث المَبْعَث:
يا لَيْتني فيها جَذَعْ
يعني في نبوَّة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي ليتني أَكون
شابَّا حين تَظْهَرُ نبوَّته حتى أُبالِغَ في نُصْرته.
والجِذْعُ: واحد جُذوع النخلة، وقيل: هو ساق النخلة، والجمع أَجذاع
وجُذوع، وقيل: لا يَبين لها جِذْع حتى يبين ساقُها.
وجَذَع الشيءَ يَجْذَعُه جَذْعاً: عفَسَه ودَلَكه.
وجَذَع الرجلَ يَجْذَعُه جَذْعاً: حبَسَه، وقد ورد بالدال المهملة، وقد
تقدَّم. المَجْذُوعُ: الذي يُحْبَسُ على غير مَرْعىً. وجَذَعَ الرجلُ
عِيالَه إِذا حبَس عنهم خيراً. والجَذْعُ: حَبْسُ الدابَّة على غير عَلَف؛
قال العجاج:
كأَنه من طول جَذْعِ العَفْسِ،
ورَملانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ،
يُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ
وفي النوادر: جَذَعْت بين البَعِيرين إِذا قَرَنْتَهَما في قَرَنٍ أَي
في حَبْل. وجِذاعُ الرجُل: قوْمهُ لا واحد له؛ قال المُخَبَّل يهجو
الزِّبْرقان:
تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعُه،
فأَمسَى حُصينٌ قد أَذَلَّ وأَقْهَرا
أَي قد صار أَصحابه أَذِلاء مَقْهُورِين، ورواه الأَصمعي
(* قوله «ورواه
الأَصمعي إلخ» بمراجعة مادة قهر يعلم عكس ما هنا.) قد أُذِلَّ
وأُقْهِرَا، فأُقْهِرَا في هذا لغةٌ في قُهِرَ أَو يكون أُقْهِر وُجِد
مَقْهُوراً. وخص أَبو عبيد بالجِذاع رَهْط الزِّبْرقان.
ويقال: ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ إِذا تفرَّقوا في كل وجه.
وجُذَيْعٌ: اسم. وجِذْعٌ أَيضاً: اسم. وفي المثل: خُذْ من جِذْعٍ ما
أَعطاكَ؛ وأَصله أَنه كان أَعْطى بعضَ المُلوك سَيْفَه رَهناً فلم يأْخذه
منه وقال: اجعل هذا في كذا من أُمِّك، فضرَبه به فقتله. والجِذاعُ: أَحْياء
من بني سعد مَعْروفون بهذا اللقب. وجُذْعانُ الجِبال: صِغارُها؛ وقال ذو
الرمة يصف السراب:
جَوارِيه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِك
أَي يَجرِي فيُرِي الشيءَ القَضِيفَ كالنّبَكة في عِظَمِه. والقَضَفةُ:
ما ارتَفَعَ من الأَرض.
والجَذْعَمةُ: الصغير. وفي حديث علي: أَسلم والله أَبو بكر، رضي الله
عنهما، وأَنا جَذْعَمةٌ؛ وأَصله جَذَعةٌ والميم زائدة، أَراد: وأَنا جذَع
أَي حديث السنِّ غير مُدْرِك فزاد في آخره ميماً كما زادوها في سُتْهُم
العَظِيم الاسْتِ وزُرْقُم الأَزْرَق، وكما قالوا للابن ابْنُم، والهاء
للمبالغة.
جيف: الجِيفةُ: معروفة جُثَّةُ الميت، وقيل: جثة الميت إذا أَنـْتَنَتْ؛
ومنه الحديث: فارْتَفَعَت ريحُ جِيفةٍ. وفي حديث ابن مسعود: لا
أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِيفةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ أَي يَسْعَى طُول نهارِه لدنياه
ويَنام طُولَ ليلِه كالجِيفة التي لا تتحرك. وقد جافت الجِيفةُ
واجْتافَتْ وانْجافَتْ: أَنتنت وأَرْوَحَتْ. وجَيِّفَتِ الجِيفةُ تَجْيِيفاً إذا
أَصَلَّتْ. وفي حديث بدر: أَتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفُوا؟ أَي أَنتَنوا،
وجمع الجيفة، وهي الــجُثَّة الميتة المنتنة، جِيَفٌ ثم أَجْيافٌ. وفي
الحديث: لا يدخل الجنة دَيُّوثٌ ولا جَيَّافٌ، وهو النَّبّاشُ في الجَدَثِ،
قال: وسمي النّبَّاش جَيّافاً لأَنه يكْشِفُ الثياب عن جِيَفِ الموتى
ويأْخذها، وقيل: سمي به لِنَتْنِ فِعْله
جثم: جثَم الإِنسانُ والطائرُ والنَّعامةُ والخِشْف والأَرْنبُ
واليَرْبوعُ يَجْثِم ويَجْثُم جَثْماً وجثُوماً، فهو جاثِم: لَزِم مكانه
فلم يَبْرَح أَي تَلَبَّد بالأَرض، وقيل: هو أَن يَقَعَ على صدره؛ قال
الراجز:
إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَبْ،
ثَبَجْتَ، يا عَمْرو، ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ
قال: وهي بمنزلة البُرُوك للإِبل؛ ومنه الحديث: فلزِمها حتى تَجَثَّمَها
تَجَثُّمَ الطير أُنْثاه إِذا عَلاهاللسِّفاد. وجَثَم فلان بالأَرضَ
يَجْثُم جُثوماً: لصِق بها ولَزِمها؛ قال النابغة يصِف رَكَبَ امرأَةٍ:
وإذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثماً.
مُتَحَيِّراً بمكانه مِلْءَ اليَدِ
الليث: الجاثِمُ اللاَّزِمُ مكانه لا يَبْرح. الليث: الجاثِمَةُ
واللَّبِدُ الذي لا يَبْرحُ بيتَه؛ يقال: رجل جُثَمةٌ وجَثَّامة للنَّؤوم الذي
لا يسافِر. ويقال: إن العسَل يَجْثُم على المَعِدة ثم يَقْذِف بالداء، وفي
بعض الكلام: إذا شرِبت العسَل جَثَم على رأْس المَعِدة ثم قَذف الداء؛
وجمعُ الجاثِمِ جُثوم. وقوله تعالى: فأَصبَحوا في دِيارِهِمْ جاثِمين؛ أَي
أَجساداً مُلْقاةً في الأَرض؛ وقال أَبو العباس: أَي أَصابهم البلاءُ
فبَركوا فيها، والجاثِمُ: البارِك على رِجْليه كما يَجْثِمُ الطيرُ، أي
أَصابهم العذابُ فماتوا جاثِمين أي بارِكين. الأَصمعي: جَثَمْت وجَثَوْت
واحد. والجَثُومُ: الأَرْنَبُ لأَنها تَجْثِمُ، ومكانها مَجْثَمٌ.
والجُثامُ والجاثُومُ: الكابُوس يَجْثِمُ على الإنسان، وهو
الدَّيَثانيُّ. التهذيب: ويقال للذي يقَع على الإنسان وهو نائم جاثُوم وجُثَم وجُثَمة
ورازِمٌ ورَكَّاب وجَثَّامة؛ قال: وهو هذا النجت
(* قوله «وهو هذا
النجت» هكذا في اإصل من غير نقط، وفي نسخة سقيمة من التهذيب: وهو هذا النجت)
الذي يقَع على النائم. وجَثَمَ الليلُ جُثوماً: انتصَف؛ عن ثعلب.
والجَثَمَةُ والحَثَمة
(* قوله «والجثمة إلخ» عبارة التكملة: الجثمة
والحثمة، بالتحريك فيهما، والجثوم الاكمة إلى آخر ما هنا، وضبط الأخير فيها
كصبور ولكن يستفاد من القاموس أن الأخير مضموم الأول). والجَثوم:
الأَكَمَةُ؛ قال تأَبط شرّاً:
نَهَضْتُ إليها من جَثومٍ كأَنَّها
عجوزٌ، عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ
والجَثَّامةُ: البَلِيدُ؛ قال الراعي:
مِنْ أَمْرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزالُ له
بَزْلاءُ، يعيا بها الجَثَّامة اللُّبَدُ
ويروى اللَّبِدُ، بالكسر، وهي أَجود عند أَبي عبيد، والجَثَّامةُ: السيد
الحليم:
والمُجَثَّمةُ: المَحْبوسةُ. وفي الحديث: أَنه نَهى عن المَصْبُورة
والمُجَثَّمةِ؛ قال أَبو عبيد: المُجَثَّمة التي نهى عنها هي المَصْبورة وهي
كل حيوان يُنْصَب ويُرْمَى ويُقْتَل. قال أَبو عبيد: ولكن المُجَثَّمة لا
تكون إلاَّ من الطير والأَرانِب وأَشْباهِها مما يَجْثِمُ بالأرض أي
يَلْزمها، لأن الطير تَجْثِم بالأرض إذا لَزِمَتْها ولَبَدت عليها، فإنْ
حَبَسَها إنسان قيل: قد جُثِّمتْ، فهي مُجَثَّمة إذا فُعِل ذلك بها، وهي
المحبوسة، فإذا فَعَلَتْ هي من غير فِعْل أَحد قيل: جَثَمتْ تَجْثِمُ
وتَجْثُمُ جُثُوماً، فهي جاثمة. شمر: المُجَثَّمة هي الشاة التي تُرْمى
بالحجارة حتى تموت ثم تؤكل، قال: والشاة لا تَجْثِم إنما الجُثوم للطير ولكنه
استُعِير . وروي عن عِكْرمة أَنه قال: المُجَثَّمة الشاة تُرمَى بالنَّبْل
حتى تُقْتَل. وجَثَمَ الطِّين والترابَ والرَّماد: جَمَعها، وهي
الجُثْمة. والجَثْمُ والجَثَم: الزَّرْع إذا ارتفع عن الأرض شيئاً واستقَلّ
نباته، وقد جَثَم يجثِم. قال أَبو حنيفة: الجَثْمُ العِذْقُ إذا عَظُم
بُسْرُه، والجمع جُثُومٌ. وجَثَمَت العُذُوق تَجْثُمُ، بضم الثاء، جُثوماً:
عَظُم بُسْرُها شيئاً، وفي التهذيب: إذا عظُمت فلزِمتْ مكانها.
والجُثْمان: الجِسْم؛ وقول الفرزدق:
وباتَتْ بِجُثْمانِيَّةِ الماءِ نِيبُها،
إلى ذاتِ رَحْلٍ كالمآتِمِ حُسَّرا
جُثْمانِيَّة الماء: الماءُ نفسُه. ويقال: جُثْمانِيَّة الماءِ وسَطُه
ومُجْتَمَعُه ومكانُه؛ وقول رؤبة:
واعْطِفْ على بازٍ تَراخى مَجْثَمُهْ
أي بعد وَكْره. التهذيب: الجُثْمان بمنزلة الجُسْمان جامع لكل شيء تريد
به جِسْمه وأَلواحَه. ويقال: ما أَحسن جُثْمان الرجل وجُسْمانه أي جسده؛
قال الممزَّق العَبْديّ:
وقد دعَوْا ليَ أَقْواماً، وقد غَسَلوا،
بالسِّدْر والماءِ، جُثْماني وأَطْباقي
الأزهري: قال الأصمعي الجُثْمان الشخص، والجُسْمانُ الجِسْم؛ قال بِشْر:
أَمُونٌ كدُ كَّان العِباديِّ فَوْقَها
سَنامٌ كجُثْمان البَنِيَّةِ أَتْلَعا
يعني بالبَنِيَّة الكعبة، وهو شخص وليس بجَسد؛ قال ابن بري: صوابُ
إنْشاده أَمُوناً بالنصب لأنه منصوب بقوله فكَلَّفْت قبله، وهو:
فكَلَّفْت ما عندي، وإن كنتُ عامِداً
من الوَجْدِ كالثَّكْلان، بل أَنا أَوْجَعُ
وأَتْلَعُ بالرفع لأنه نعت لسَنام، والذي في شِعْره كجُثْمان
البَلِيَّة، وهي الناقة تجعل عند قبر الميت؛ شبَّه سَنام ناقته بجُثْمانِها. ويقال:
جاءني بثَريد مثل جُثْمان القَطاة.
والجُثُوم: جبل؛ قال:
جَبَل يَزيدُ على الجِبالِ إذا بدا،
بين الرَّبائِع والجُثُومِ مُقِيمُ
زلم: الزُّلَمُ والزَّلَمُ: القِدْح لا ريش عليه، والجمع أَزْلام.
الجوهري: الزَّلَمُ، بالتحريك، القِدْحُ؛ قال الشاعر:
بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ،
ليس بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ
قال: وكذلك الزُّلَمُ، بضم الزاي، والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي
كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها.
وزَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه وليَّنه. وزَلَّمَ الرَّحَى: أَدارها وأَخذ
من حروفها؛ قال ذو الرمة:
تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ،
كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ
(* قوله «مجمرات وقيعة» هذا هو الصواب في اللفظ والضبط وما تقدم في مادة
رقد تحريف).
شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من
حروفها وسوَّتْها. وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى، قال: وهذا
أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، وقيل: كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد
زُلِّم. ويقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ
وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته، وعَصاً
مُزَلَّمَةٌ، وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه.
وفي التنزيل العزيز: وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق؛ قال
الأَزهري، رحمه الله: الاستقسام مذكور في موضعه، والأَزْلامُ كانت لقريش في
الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ
وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة، يقوم بها سَدَنَةُ البيت، فإذا أَراد رجل سفراً
أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال: أَخْرِج لي زَلَماً، فيخرجه وينظر إليه،
فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قِدْحُ النهي قعد
عما أَراده، وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه، فإِذا أَراد
الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري:
لم يَزْجُرِ الطير، إن مَرَّتْ به سُنُحاً،
ولا يُفِيضُ علي قِسْمٍ بأَزْلامِ
وقال طَرَفَةُ:
أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً،
فأتى أَغْواهما زَلَمَهْ
ويقال: مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناً
(* قوله «يزلم زلماناً»أي يسرع)
ويَحْذِم حَذَماناً؛ وقال ابن السكيت في قوله:
...كأنَّها * رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ
قال: الربابيح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح.
والمُزَلَّمُ: القصير الذنب. ابن سيده: والمُزَلَّمُ من الرجال القصير
الخفيف الظريف، شبه بالقِدْحِ الصغير. وفرس مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ
الخَلْق. ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة: رجل
مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ. وزَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر
جِرمه لذلك. وقالوا: هو العبد زُلْماً؛ عن اللحياني، وزُلْمَةً وزُلَمَةً
وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وقيل:
معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو؛ عن اللحياني، قال: يقال ذلك في
النكرة وكذلك في الأَمة، وفي الصحاح: أَي قُدَّ قَدَّ العبد. يقال: هذا العبد
زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً، وقيل: معنى كل ذلك حَقّاً. وعطاء
مُزَلَّم: قليل. وزَلَّمْتُ عطاءه: قللته. والمُزَلَّم: الرجل القصير. ابن
الأَعرابي: المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الــجُثَّةِ، والمُزَلَّمُ
السيِّء الغذاء.
والزَّلَمَةُ: هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي
زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد:
بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ
وقال الليث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها
زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلَمُ
وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن.
والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل: الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو
زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها. وشاة زَلْماء:
مثل زَنْماء، والذكر أَزْلَمُ. ابن شميل: ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي
قطعه، وزَلَم الله أَنفه.
وأَزْلامُ البقر: قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ
للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح. والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛
الأَخيرة عن كراع، والجمع أَزْلامٌ، وخص بعضهم به أَظلاف البقر.
والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف، والجمع أَزْلام؛ قال:
تَزِلُّ على الأَرض أَزْلامُهُ،
كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ
الآزِحَةُ: الكثيرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها
زَلَمٌ، وهو القِدْح المَبْرِيّ؛ وقال الأَخْفش: واحد الأَزْلامِ زُلَم
وزَلَم. وفي حديث الهجرة: قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، وفي رواية:
الأَزْلامَ، وهي القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء
له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج
منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم
يفعله. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر، وقيل: الدهر الشديد، وقيل: الشديد
المرّ، وقيل: هو المتعلق به البَلايا والمَنايا، وقال يعقوب: سمي بذلك لأَن
المنايا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل:
يا بِشْرُ، لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ،
أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ
وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة
به، أخذها من زَنَمَةِ الشاة، ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بري:
وقال عباس بن مرْداسٍ:
إني أَرَى لكَ أَكْلاً لا يَقومُ به،
من الأَكولة، إلاَّ الأَزْلَمُ الجَذَع
قال: وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن
كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ
الوَعِلُ.ويقال للوعِلِ: مُزَلَّم؛ وقال:
لو كان حَيٌّ ناجِياً لَنَجَا،
من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ
وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً،
وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة. وقالوا: أَوْدَى به الأَزْلَمُ
الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر، يقال ذلك لما ولَّى وفات
ويُئِسَ منه. ويقال: لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً، ومعناه
أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ
لا يُسِنُّ.
والزَّلْماء: الأُرْوِيَّةُ، وقيل: أُنثى الصُّقور؛ كلاهما عن كراع.
وزَلَمَ الإناء: ملأه؛ هذه عن أَبي حنيفة. وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ
إذا ملأته؛ وقال:
حابية كالثَّغَبِ المَزْلوم
أَبو عمرو: الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ وقال قُحَيْفٌ:
يبيتُ مع الأَزْلامِ في رأْس حالقٍ،
ويَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ
وفي حديث سَطِيحٍ:
أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ
قال ابن الأَثير: فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً، والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف
الهمزة تخفياً، وقيل: أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفياً،
وقيل: أزلَمَّ قبض، والعَنَنُ: الموت أي عرض له الموت فقبضه.
وزُلَيْم وزَلاَّمٌ: إسمان.
وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارتحلوا؛ قال العجاج:
واحتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا
والمُزْلَئِمُّ: الذاهب الماضي، وقيل: هوالمرتفع في سير أَو غيره؛ قال
كُثَيِّر:
تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم
مكان الي قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت
أَي ذهبت فمضت، وقيل: ارتفعت في سيرها. ويقال للرجل إذا نهض فانتصب: قد
ازْلأَمَّ. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع. وزْلأَمَّت الضُّحى: انبسطت.
الجوهري: ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً. وازْلأَمَّ
الشيءُ: انتصب. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه، وقيل في شَأْوِ
العَنَنِ: إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ.
تلل: تَلَّه يَتُلُّه تَلاًّ، فهو متلول وتَلِيل: صَرَعه، وقيل: أَلقاه
على عُنقه وخَدِّه، والأَول أَعلى، وبه فسر قوله تعالى: فلما أَسلما
وتَلَّه للجَبِين؛ معنى تَلَّه صَرَعه كما تقول كَبَّه لوجهه. والتَّلِيلُ
والمَتْلول: الصَّرِيع؛ وقال قتادة: تلَّه للجَبِين كَبَّه لفيه وأَخذَ
الشَّفْرة. وتُلَّ إِذا صُرِع؛ قال الكميت:
وتَلَّه للجَبين مُنْعَفِراً،
منه مَناطُ الوَتِينِ مُنْقَضِبُ
وفي حديث أَبي الدرداء: وترَكوك لمَتَلّك أَي لمَصْرَعك من قوله تعالى:
وتلَّه للجَبِين. وفي الحديث الآخر: فجاء بناقة كوْماء فتَلَّها أَي
أَناخَها وأَبْرَكها. والمُتَلَّل: الصَّرِيع وهو المُشَغْزَب. وقول
الأَعرابية: ما له تُلَّ وغُلَّ؛ هكذا رواه أَبو عبيد، ورواه يعقوب: أٌلَّ
وغُلَّ، وقد تقدمت الحكاية في أُهْتِرَ. وقوم تَلَّى: صَرْعى؛ قال أَبو
كبير:وأَخُو الإِنابة إِذ رأَى خُلاَّنَهُ،
تَلَّى شِفَاعاً حَوْله كالإِذْخِر
أَراد أَنهم صُرِعُوا شَفْعاً، وذلك أَنَّ الإِذْخِر لا ينبت متفرقاً
ولا تكاد تراه إِلا شَفْعاً. وتَلَّ هو يَتُلُّ ويَتِلُّ: تَصَرَّع وسقَط.
والمِتَلُّ: ما تَلَّه به. والمِتَلُّ: الشديد. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: يُتَلُّ
به أَي يُصْرع به، وقيل: قويّ منتصب غليظ؛ قال لبيد:
رابط الجَأْشِ على فَرْجهم،
أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلُّ
المِتَلُّ: الذي يُتَلُّ به أَي يُصْرَع به؛ وقال ابن الأَعرابي:
مِتَلٌّ شديد أَي ومعي رُمْح مِتَلٌّ، والجَوْن: فَرَسه. وقال شمر: أَراد
بالجَوْن جَمَله، والمَرْبوع جَرِيرٌ ضُفِرَ على أَربع قُوًى؛ وقال ابن القطاع
في معنى البيت أَي أَعْطِفه بعِنَانٍ شديد من أَربع قُوًى؛ وقيل: برمح
مربوع لا طويل ولا قصير. ورجل تُلاتِلٌ: قصير. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: غليظ
شديد، وهو العُرُدُّ أَيضاً؛ وكل شيءٍ أَلقيته إِلى الأَرض مما له جُيَّه،
فقد تَلَلْته. وتَلَّ يَتُلُّ وَيتِلُّ إِذا صَبَّ. وتَلَّ يَتُلُّ يَتِلُّ
إِذا سقط.
والتَّلَّة: الصَّبَّة. والتَّلَّة: الضَّجْعة والكَسَل. وقول سيدنا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نُصِرْت بالرُّعْب وأُوتيت جوامع الكلم،
وبَيْنَا أَنا نائم أُتِيت بمفاتيح خزائن الأَرض فتُلَّت في يدي؛ قال ابن
الأَثير في تفسيره: أُلقيت في يدي، وقيل: التَّلُّ الصَّبُّ فاستعاره
للإِلقاء. وقال ابن الأَعرابي: صُبَّت في يدي، والمعنيان متقاربان. قال أَبو
منصور: وتأْويل قوله أُتِيت بمفاتيح خزائن الأَرض فتُلَّت في يدي؛ هو ما
فتحه الله جل ثناؤه لأُمته بعد وفاته من خزائن ملوك الفُرْس وملوك الشام
وما استولى عليه المسلمون من البلاد، حقق الله رؤياه التي رآها بعد وفاته
من لَدُن خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إِلى هذا؛ هذا قول أبي
منصور،و رحمه الله، والذي نقول نحن في يومنا هذا: إِنا نرغب إِلى الله عز
وجل ونتضرع إِليه في نصرة ملته وإِعْزاز أُمته وإِظهار شريعته، وأَن
يُبْقِي لهم هِبَة تأْويل هذا المنام، وأَن يعيد عليهم بقوّته ما عدا عليه
الكفار للإِسلام بمحمد وآله، عليهم الصلاة والسلام. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ
بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره المشايخ، فقال: أَتأْذن لي أَن
أُعطي هؤُلاء؟ فقال: والله لا أُوثر بنصيبي منك أَحداً فَتَلَّه رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، في يده أَي أَلقاه.
والتَّلُّ من التراب: معروف واحد التِّلال، ولم يفسر ابن دريد التَّل من
التراب. والتَّلُّ من الرَّمل: كَوْمَة منه، وكلاهما من التَّلِّ الذي
هو إِلقاء كل جُثَّة، قال ابن سيده: والجمع أَتلال؛ قال ابن أَحمر:
والفُوفُ تَنْسُِجُه الدَّبُورُ، وأَتْـ
ـلالٌ مُلَمَّعَة القَرَا شُقْرُ
والتَّلُّ: الرابية، وقيل: التَّلُّ الرابية من التراب مكبوساً ليس
خِلْقَةً؛ قال أَبو منصور: هذا غلط، التِّلال عند العرب الروابي المخلوقة.
ابن شميل: التَّلُّ من صغار الآكام، والتَّلُّ طوله في السماء مثل البيت
وعَرْض ظَهْره نحو عشرة أَذرع، وهو أَصغر من الأكَمة وأَقل حجارة من
الأَكَمة، ولا يُنْبِت التَّلُّ حُرّاً، وحجارة التَّلِّ غاصٌّ بعضُها ببعض مثل
حجارة الأَكَمة سواءً.
والتَّلِيل: العُنُق؛ قال لبيد:
تَتَّقِيني بِتَليلٍ ذي خُصَل
أَي بعُنُق ذي خُصَل من الشعر، والجمع أَتِلَّة وتُلُل وتَلائِل.
والمِتَلُّ: الشديد من الناس والإِبل. ورجل مِتَلٌّ إِذا كان غليظاً
شديداً. ورجل مِتَلٌّ: منتصب في الصلاة؛ وأَنشد:
رِجالٌ يَتُلُّون الصَّلاةَ قِيام
قال أَبو منصور: هذا خطأٌ وإِنما هو:
رجال يُتَلُّون الصلاةَ قيام
من تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ؛ قال شمر: تَلَّى فلان
صلاتَه المكتوبة بالتطوّع أَي أَتْبَع؛ قال البُعَيْث:
على ظَهْرِ عادِيٍّ كأَنَّ أُرُومَه
رِجالٌ، يُتَلُّون الصَّلاة، قِيامُ
وقوله أَنشده سيبويه:
طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاَ
أَشَقّ رَحيب الجَوفِ مُعْتَدِلُ الجرم
عَنى ما انتصب منه. وقولهم: هو بِتِلَّة سُوءٍ إِنما هو كقولهم بِبِيئة
سُوء أَي بحالة سُوءٍ. وثَلَطَه بِتِلَّة سُوءٍ أَي رماه بأَمر قبيح؛ عن
ثعلب. وبات بِتِلَّة سُوءٍ أَي بحالة سوء.
والتَّلُّ: صَبُّ الحَبْل في البئر عند الاستقاء؛ عن ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
يَومانِ: يَوْمُ نِعْمَةٍ وظِلِّ،
ويَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِّ
وتَلَّ جَبِينُه يَتِلُّ تَلاًّ: رَشَح بالعَرَق، قال: وكذلك الحوض؛ عن
اللحياني. قال أَبو الحسن: يقال إِن جبينه ليَتِلُّ أَشد التَّلِّ، وحكى:
ما هذه التِّلَّة بفيك أَي البِلَّة؟ وسئل عن ذلك أَبو السَّمَيْدَع
فقال: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شيء واحد؛ قال أَبو منصور:
وهذا عندي من قولهم تَلَّ أَي صَبَّ، ومنه قيل للمِشْرَبة التَّلْتَلَة
لأَنه يُصَبُّ ما فيها في الحَلْق. والتَّلْتَلة: مِشْرَبة من قِشْرِ
الطَّلْعة يُشْرب فيه النبيذ، وفي الصحاح: تُتَّخذ من قِيقَاءة الطَّلْع.
والتَّلْتَلة: التحريك والإِقْلاق. التهذيب في ترجمة ترر: التَّرْتَرة أَن
تُحَرِّك وتُزَعْزِع، قال: وهي التَّرْتَرة والتَّلْتَلة والمَزْمَزة؛ قال
ذو الرمة يصف جملاً:
بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَرْجٌ شَمَرْدَلٌ،
يُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاري تَلاتِلُه
وتَلْتَله أَي زَعْزَعه وأَقْلَقه وزَلْزَله. وفي حديث ابن مسعود:
أُتِيَ بشارب فقال تَلْتِلُوه؛ هو أَن يُحَرَّك ويُسْتَنْكَه ليُعْلَم أَشرب
أَم لا، وهو في الأَصل السَّوْق بعُنْف. وتَلْتَل الرجلُ: عَنُف بسَوْقه.
والتَّلْتَل: الشِّدَّة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
وإِن تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا
أَبو تراب: البَلابِل والتَّلاتِلُ الشدائد مثل الزلازل؛ ومنه قول
الراعي:
واخْتَلَّ ذو المال والمُثْرُونَ قد بَقِيَتْ،
على التَّلاتِل من أَموالهم، عُقَدُ
والتَّلَّة والتَّلْتَلة: من وصْف الإِبل. وتَلَّه في يديه: دفعه إِليه
سَلَماً، ورجل ضَالٌّ تَالٌّ آلٌّ، وقد ضَلِلْت وتَلِلْت ضَلالة وتَلالة،
وجاء بالضَّلالة والتَّلالة والأَلالة، وهو الضَّلال
بن التَّلال؛ قال الجوهري: وكل ذلك إِتباع. وقولهم: ذهب يُتَالُّ أَي
يطلب لفرسه فَحْلاً وهو يُفاعِل؛ وأَنشد ابن بري في حواشيه هذا البيت ولم
يُفْصِح عما استشهد به عليه، قال: وقال النضري:
لقد غَنِينا تَلَّةً من عَيْشِنا
بحَنَاتمٍ مملوءةٍ وزِقَاق
وتَلَّى وتِلَّى: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَلا تَرَى ما حَلَّ دُونَ المَقْرَب،
من نَعْفِ تَلَّى، فدِبابِ الأَخْشَب؟
وتَلْتَلة بَهْراء: كَسْرُهم تاء تِفْعلون يقولون تِعْلَمون وتِشْهَدون
ونحوه، والله أَعلم.
لبد: لبَدَ بالمكان يَلْبُدُ لبُوداً ولَبِدَ لَبَداً وأَلبَدَ: أَقام
به ولَزِق، فهو مُلْبِدٌ به، ولَبَِدَ بالأَرض وأَلبَدَ بها إِذا لَزِمَها
فأَقام؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه، لرجلين جاءا يسأَلانه: أَلبِدا
بالأَرض
(* قوله «ألبدا بالأرض» يحتمل أنه من باب نصر أو فرح من ألبد
وبالأخير ضبط في نسخة من النهاية بشكل القلم.) حتى تَفْهَما أَي أَقيما؛ ومنه
قول حذيفة حين ذكر الفتنة قال: فإِن كان ذلك فالبُدُوا لبُودَ الراعِي
على عصاه خلف غَنَمِه لا يذهبُ بكم السَّيلُ أَي اثْبُتُوا والزموا
منازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعي عصاه ثابتاً لا يبرح واقْعُدوا في بيوتكم لا
تخرجوا منها فَتَهْلِكوا وتكونوا كمن ذهبَ به السيلُ. ولَبَدَ الشيءُ
بالشيءِ يَلْبُد ذا ركب بعضُه بعضاً. وفي حديث قتادة: الخُشوعُ في القلبِ
وإِلبادِ البصر في الصلاة أَي إِلزامِه موضعَ السجود من الأَرض. وفي حديث
أَبي بَرْزةَ: ما أُرى اليومَ خيراً من عِصابة مُلْبِدة يعني لَصِقُوا
بالأَرض وأَخْملوا أَنفسهم.
واللُّبَدُ واللَّبِدُ من الرجال: الذي لا يسافر ولا يَبْرَحُ مَنْزِلَه
ولا يطلُب معاشاً وهو الأَلْيَسُ؛ قال الراعي:
مِنْ أَمرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزالُ له
بَزْلاءُ، يَعْيا بها الجَثَّامةُ اللُّبَدُ
ويروى اللَّبِدُ، بالكسر؛ قال أَبو عبيد: والكسر أَجود. والبَزْلاءُ:
الحاجةُ التي أُحْكِمَ أَمرُها. والجَثَّامةُ والجُثَمُ أَيضاً: الذي لا
يبرح من محلِّه وبَلْدِتِه.
واللَّبُودُ: القُرادُ، سمي بذلك لأَنه يَلْبد بالأَرض أَي يَلْصَق.
الأَزهري: المُلْبِدُ اللاَّصِقُ بالأَرض. ولَبَدَ الشيءُ بالأَرض، بالفتح،
يَلْبُدُ لبُوداً: تَلَبَّد بها أَي لَصِقَ. وتَلَبَّد الطائرُ بالأَرض
أَي جَثَمَ عليها. وفي حديث أَبي بكر: أَنه كان يَحْلُبُ فيقول:
أَأُلْبِدُ أَم أُرْغِي؟ فإِن قالوا: أَلْبِدْ أَلزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْع فحلب،
ولا يكون لذلك الحَلبِ رَغْوة، فإِن أَبان العُلْبة رغا الشَّخْب بشدّة
وقوعه في العلبة. والمُلَبِّدُ من المطر: الرَّشُّ؛ وقد لَبَّد الأَرضَ
تلبيداً.
ولُبَدٌ: اسم آخر نسور لقمان بن عادٍ، سماه بذلك لأَنه لَبِدَ فبقي لا
يذهب ولا يموت كاللَّبِدِ من الرجال اللازم لرحله لا يفارقه؛ ولُبَدٌ
ينصرف لأَنه ليس بمعدول، وتزعم العرب أَن لقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها
إِلى الحرم يستسقي لها، فلما أُهْلِكُوا خُيِّر لقمان بين بقاء سبع
بَعْرات سُمْر من أَظْبٍ عُفْر في جبل وَعْر لا يَمَسُّها القَطْرُ، أَو بقاء
سبعة أَنْسُرٍ كلما أُهْلِكَ نَسْرٌ خلَف بعده نسر، فاختار النُّسُور فكان
آخر نسوره يسمى لُبَداً وقد ذكرته الشعراء؛ قال النابغة:
أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتُمِلوا،
أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَد
وفي المثل: طال الأَبَد على لُبَد.
ولُبَّدَى ولُبَّادَى ولُبادَى؛ الأَخيرة عن كراع: طائر على شكل
السُّمانى إِذا أَسَفَّ على الأَرض لَبَِدَ فلم يكد يطير حتى يُطار؛ وقيل:
لُبَّادى طائر. تقول صبيان العرب: لُبَّادى فَيَلْبُد حتى يؤْخذ. قال الليث:
وتقول صبيان الأَعراب إِذا رأَوا السمانى: سمُانَى لُبادَى البُدِي لا
تُرَيْ، فلا تزال تقول ذلك وهي لابدة بالأَرض أَي لاصِقة وهو يُطِيفُ بها
حتى يأْخذها.
والمُلْبِدُ من الإِبل: الذي يضرب فخذيه بذنبه فيلزَقُ بهما ثَلْطُه
وبَعْرُه، وخصَّصه في التهذيب بالفحل من الإِبل. الصحاح: وأَلبد البعير إِذا
ضرب بذنبه على عجُزه وقد ثَلَطَ عليه وبال فيصير على عجزه لُِبْدَة من
ثَلْطه وبوله.
وتَلَبَّد الشعَر والصوف والوَبَر والتَبَدَ: تداخَلَ ولَزِقَ. وكلُّ
شعر أَو صوف مُلْتَبدٍ بعضُه على بعض، فهو لِبْد ولِبْدة ولُبْدة، والجمع
أَلْباد ولُبُود على توهم طرح الهاء؛ وفي حديث حميد بن ثور:
وبَيْنَ نِسْعَيْه خِدَبًّا مُلْبِدا
أَي عليه لِبْدةٌ من الوَبَر. ولَبِدَ الصوفُ يَلْبَدُ لَبَداً
ولَبَدَه: نَفَشَه
(* قوله «ولبده نفشه» في القاموس ولبد الصوف كضرب نفشه كلبده
يعني مضعفاً.) بماء ثم خاطه وجعله في رأْس العَمَد ليكون وِقايةً للبجاد
أَنْ يَخْرِقَه، وكل هذا من اللزوق؛ وتَلَبَّدَتِ الأَرض بالمطر. وفي
الحديث في صفة الغيث: فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ أَي جَعَلَتْها قَوِيَّةً لا
تسُوخُ فيها الأَرْجُلُ؛ والدِّماثُ: الأَرَضون السَّهْلة. وفي حديث أُم
زرع: ليس بِلَبِد فَيُتَوَقَّل ولا له عندي مُعَوَّل أَي ليسَ بمستمسك متلبد
فَيُسْرَع المشيُ فيه ويُعْتَلى. والتبد الورق أَي تَلَبَّد بعضه على
بعض. والتبدت الشجرة: كثرت أَوراقها؛ قال الساجع:
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا
ولَبَّد النَّدى الأَرضَ. وفي صفة طَلْح الجنة: أَنّ الله يجعل مكان كل
شوكة منها مِثْلَ خصوة التيس
(* قوله «خصوة التيس» هو بهذه الحروف في
النهاية أيضاً ولينظر ضبط خصوة ومعناها.) المَلْبُود أَي المُكْتَنِزِ اللحم
الذي لزم بعضه بعضاً فتلبَّدَ.
واللِّبْدُ من البُسُط: معروف، وكذلك لِبْدُ السرج. وأَلْبَدَ السرْجَ:
عَمِلَ له لِبْداً. واللُّبَّادةُ: قَباء من لُبود. واللُّبَّادة: لِباس
من لُبُود. واللِّبْدُ: واحد اللُّبُود، واللِّبْدَة أَخص منه.
ولَبَّدَ شعَرَه: أَلزقه بشيءٍ لَزِج أَو صمغ حتى صار كاللِّبد، وهو شيء
كان يفعله أَهل الجاهلية إِذا لم يريدوا أَن يَحْلِقُوا رؤُوسهم في
الحج، وقيل: لَبَّد شعره حلقه جميعاً. الصحاح: والتلبيد أَن يجعل المحرم في
رأْسه شيئاً من صمغ ليتلبد شعره بُقْياً عليه لئلا يَشْعَثَ في الإِحرام
ويَقْمَلَ إِبْقاء على الشعر، وإِنما يُلَبِّدُ من يطول مكثه في الإِحرام.
وفي حديث المحرم: لا تُخَمّروا رأْسه فإنه يَبْعَث مُلَبِّداً. وفي
حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال: من لَبَّدَ أَو عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعليه
الحلق؛ قال أَبو عبيد: قوله لَبَّد يعني أَن يجعل المحرم في رأْسه شيئاً
من صمغ أَو عسل ليتلبد شعره ولا يَقْمَل. قال الأَزهري: هكذا قال يحيى بن
سعيد. قال وقال غيره: إِنما التلبيد بُقْياً على الشعر لئلا يَشْعَثَ في
الإِحرام ولذلك أُوجب عليه الحلق كالعقوبة له؛ وقال: قال ذلك سفيان بن
عيينة؛ ومنه قيل لِزُبْرِة الأَسَد: لِبْدَةٌ؛ والأَسد ذو لبدة.
واللِّبْدة: الشعر المجتمع على زبرة الأَسد؛ وفي الصحاح: الشعر المتراكب بين
كتفيه. وفي المثل: هو أَمنع من لِبدة الأَسد، والجمع لِبَد مثلِ قِرْبة
وقِرَب.واللُّبَّادة: ما يلبس منها للمطر؛ التهذيب في ترجمة بلد، وقول الشاعر
أَنشده ابن الأَعرابي:
ومُبْلِدٍ بينَ مَوْماةٍ ومَهْلَكةٍ،
جاوَزْتُه بِعَلاة الخَلْقِ عِلْيانِ
قال: المُبْلِدُ الحوض القديم ههنا؛ قال: وأَراد ملبد فقلب وهو اللاصق
بالأَرض.
وما له سَبَدٌ ولا لَبَد؛ السَّبَدُ من الشعر واللبَد من الصوف لتلبده
أَي ما له ذو شعر ولا ذو صوف؛ وقيل السبد هنا الوبر، وهو مذكور في موضعه؛
وقيل: معناه ما له قليل ولا كثير؛ وكان مال العرب الخيل والإِبل والغنم
والبقر فدخلت كلها في هذا المثل.
وأَلبَدَتِ الإِبلُ إِذا أَخرج الربيع أَوبارَها وأَلوانها وحَسُنَتْ
شارَتُها وتهيأَت للسمَن فكأَنها أُلْبِسَتْ من أَوبارها أَلباداً.
التهذيب: وللأَسد شعر كثير قد يَلْبُد على زُبْرته، قال: وقد يكون مثل ذلك على
سنام البعير؛ وأَنشد:
كأَنه ذو لِبَدٍ دَلَهْمَس
ومال لُبَد: كثير لا يُخاف فَنَاؤه كأَنه التَبَدَ بعضُه على بعض. وفي
التنزيل العزيز يقول: أَهلكت مالاً لُبَداً؛ أَي جَمّاً؛ قال الفراء:
اللُّبَد الكثير؛ وقال بعضهم: واحدته لُبْدةٌ، ولُبَد: جِماع؛ قال: وجعله
بعضهم على جهة قُثَمٍ وحُطَم واحداً وهو في الوجهين جميعاً: الكثير. وقرأَ
أَبو جعفر: مالاً لُبَّداً، مشدداً، فكأَنه أَراد مالاً لابداً. ومالانِ
لابِدانِ وأَموالٌ لُبَّدٌ. والأَموالُ والمالُ قد يكونان في معنى واحد.
واللِّبْدَة واللُّبْدة: الجماعة من الناس يقيمون وسائرُهم يَظْعنون
كأَنهم بتجمعهم تَلَبَّدوا. ويقال: الناس لُبَدٌ أَي مجتمعون. وفي التنزيل
العزيز: وانه لما قامَ عبدُ الله يَدْعوه كادوا يكونون عليه لُبَداً؛
وقيل: اللِّبْدَةُ الجراد؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه على التشبيه.
واللُّبَّدَى: القوم يجتمعون، من ذلك. الأَزهري: قال وقرئَ: كادوا يكونون عليه
لِبَداً؛ قال: والمعنى أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما صلى الصبح ببطن
نخلة كاد الجنُّ لما سمعوا القرآن وتعجَّبوا منه أَن يسْقُطوا عليه. وفي
حديث ابن عباس: كادوا يكونون عليه لِبَداً؛ أَي مجتمعين بعضهم على بعض،
واحدتها لِبْدَة؛ قال: ومعنى لِبَداً يركب بعضُهم بعضاً، وكلُّ شيء أَلصقته
بشيء إِلصاقاً شديداً، فقد لَبَّدْتَه؛ ومن هذا اشتقاق اللُّبود التي
تُفْرَشُ. قال: ولِبَدٌ جمع لِبْدَة ولُبَدٌ، ومن قرأَ لُبَداً فهو جمع
لُبْدة؛ وكِساءٌ مُلَبَّدٌ.
وإِذا رُقِعَ الثوبُ، فهو مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبود. وقد لَبَدَه
إِذا رَقَعَه وهو مما تقدم لأَن الرَّقْعَ يجتمع بعضه إِلى بعض ويلتزق بعضه
ببعض. وفي الحديث: أَن عائشة، رضي الله عنها، أَخرجت إِلى النبي، صلى
الله عليه وسلم، كساء مُلَبَّداً أَي مُرَقَّعاً. ويقال: لَبَدْتُ القَميصَ
أَلْبُدُه ولَبَّدْتُه. ويقال للخرقة التي يُرْقَعُ بها صدر القميص:
اللِّبْدَة، والتي يرْقَعُ بها قَبُّه: القَبِيلَة. وقيل: المُلَبَّدُ الذي
ثَخُنَ وسَطه وصَفِقَ حتى صار يُشْبِهُ اللِّبْدَ.
واللِّبْدُ: ما يسْقُط من الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ، وهو سَفاً أَبيض
يسقط منهما في أُصولهما وتستقبله الريح فتجمعه حتى يصير كأَنه قطع
الأَلْبادِ البيض إِلى أُصول الشعر والصِّلِّيانِ والطريفةِ، فيرعاه المال
ويَسْمَن عليه، وهو من خير ما يُرْعى من يَبِيسِ العِيدان؛ وقيل: هو الكلأُ
الرقيق يلتبد إِذا أَنسَلَ فيختلط بالحِبَّة.
وقال أَبو حنيفة: إِبِلٌ لَبِدةٌ ولَبادَى تشَكَّى بطونَها عن القَتادِ؛
وقد لَبِدَتْ لَبَداً وناقة لَبِدَة. ابن السكيت: لَبِدَتِ الإِبِل،
بالكسر، تَلْبَدُ لَبَداً إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان، وهو التِواءٌ في
حَيازيمِها وفي غلاصِمِها، وذلك إِذا أَكثرت منه فَتَغصُّ به ولا تمضي.
واللَّبيدُ: الجُوالِقُ الضخم، وفي الصحاح: اللَّبِيدُ الجُوالِقُ الصغير.
وأَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَي صَيَّرْتُها في لَبيد أَي في جوالق، وفي الصحاح:
في جوالق صغير؛ قال الشاعر:
قلتُ ضَعِ الأَدْسَم في اللَّبيد
قال: يريد بالأَدسم نِحْيَ سَمْن. واللَّبِيدُ: لِبْدٌ يخاط عليه.
واللَّبيدَةُ: المِخْلاة، اسم؛ عن كراع. ويقال: أَلْبَدْت الفرسَ، فهو
مُلْبَد إِذا شدَدْت عليه اللِّبْد. وفي الحديث ذكر لُبَيْداءَ، وهي
الأَرض السابعة. ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ: أَسماء. واللِّبَدُ: بطون من بني
تميم. وقال ابن الأَعرابي: اللِّبَدُ بنو الحرث ابن كعب أَجمعون ما خلا
مِنْقَراً. واللُّبَيْدُ: طائر. ولَبِيدٌ: اسم شاعر من بني عامر.
زول: الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول
زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني؛ قال ذو الرمة:
وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها،
إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها
أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ،
وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة،
وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها. وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول
زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال، وما زال يَفْعل كذا وكذا. وحكى
أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ
يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في
فَعِلْتُ. وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه وزُلْت عن
مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة؛ كل ذلك عن
اللحياني. ابن الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي
تحَرَّك. وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا. أَبو
الهيثم: يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي
يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه. والزَّوَّال: الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً
وما يقطعه من المسافة قليل؛ وأَنشد أَبو عمرو:
البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال
قال ابن بري: الرجز لأَبي الأَسود العجلي، قال: وهو مُغَيَّر كُلُّه
(*
قوله «وهو مغير كله» عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر
المجذر الزوّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ)
والذي أَنشده أَبو عمرو:
البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ
وقبله:
تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ
لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ
والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير. وفي حديث كعب بن مالك: رأَى رَجُلاً
مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره. يقال: زال به السرابُ
إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً؛ ومنه قول كَعب بن زهير:
يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها،
من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ
يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة
وتَخْفِضها أُخرى. والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ. وزالَ المُلْكُ زَوَالاً،
وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه. وقال
يعقوب: يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك
والبلاء؛ هكذا قال، والصواب يدعو عليه؛ وقول الأَعشى:
هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها،
ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟
قيل: معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابي: وإِنما كَرِه
الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ
اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع: زالَ زوالُها،
على الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع
فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به
أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ
ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذلك في
كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها، وغير أَبي عمرو روى هذا
المثَل بالنصب بغير إِقواء، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها
هي بالنهار؛ وقال أَبو بكر: زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي
زالَ خَيالُها حين تَزُول، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب
المَحَلِّ. ويقال: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى
الأَوقات. ويقال: أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه. ابن
السكيت: يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله، وحكي زِيلَ زَوالُه، ويقال:
زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ.
قال أَبو منصور: وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه
بمعنى أَزال اللهُ زوالَها.
والازْدِيالُ: الإِزالة، وقال كثير:
أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَما
أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها
وقوله عز وجل: فَأَزَلَّهما الشيطانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه
نحَّاهما عن مَوْضِعهما.
والزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها.
والزَّوَال: زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله.
وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه ثعلب،
وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء. وزالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك.
وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ: والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان
زائِلةً لتَحَرَّك؛ الزائلة: كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه، ولا يستَقِرُّ
في مكانه، يقع على الإِنسان وغيره، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن
نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه؛ ومن ذلك قول الشاعر:
وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً،
فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل
وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها،
وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل
وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه، فلما شابَ وأَسَنَّ
لم تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ وفي
قصِيد كعب:
في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم،
ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا
أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ. ويقال: فلان
يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه. والزوائل: الصَّيْد.
وازْدَال: رَمَى الزَّوائل. والزوائل: النساء على التشبيه بالوَحْش؛
قال:فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل
وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً: نَهَضَتْ؛ قال النابغة:
كأَنّ رَحْلي، وقد زَالَ النَّهارُ بنا
يَوْمَ الحُلَيْلِ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ
(* قوله «يوم الحليل إلخ» كذا بالأصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة:
يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا:
بذي الجليل على مستأنس وحد
وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم).
وقيل: معناه ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وقيل بَرِحَ كقوله:
عهدي بهم يومَ باب القريتين، وقد
زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ
وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً
كما قالوا في الشمس. وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة
وعَقَلَ. وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني. وزَالَتْ
ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَيضاً.
وقالوا: لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه،
وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة، وقد تقدم؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن
عَبابة:ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو
لَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل
ويقال: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء
والحركة والقَلَق. ويقال: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه. ويقال
للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه. وورد في حديث قتادة:
أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على
المكان، وهو والزَّوَال بمعنى. وفي حديث أَبي جهل: يَزُولُ في الناس أَي
يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ، ويروى يَرْفُل.
وفي حديث معاوية: أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً
مِزْيَلاً؛ المِزْيَل، بكسر الميم وسكون الزاي: الجَدِلُ في الخصومات الذي
يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة، والميم زائدة.
والمُزَاوَلة: معالجة الشيء، يقال: فلان يُزَاوِل حاجة له، قال أَبو
منصور: وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً. وزاوَلْته مُزَاوَلةً
أَي عالجته وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة:
فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها،
بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب
والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة. وقال رجل لآخر عَيَّره
بالجُبْن: والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال
زهير:فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا،
يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه
وتَزَاولوا: تَعَالَجُوا. وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً: حاوَلَه
وطَالَبه. وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ. وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه:
أَجاءه؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد. والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من
ظَرْفه، والجمع أَزْوالٌ.
وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة. ووَصِيفَةٌ زَوْلَة:
نافِذة في الرَّسائل. وتَزَوَّل: تَنَاهَى ظَرْفُه. والزَّوْل: الغُلام
الظَّريف. والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل. والزَّوْل:
الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته؛ وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل
لكثير بن مُزَرِّد:
لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال،
مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال
والزَّوْل: الجَواد. والزَّوْلة: المرأَة البَرْزَة، ويقال: هي
الفَطِنَةُ الدَّاهِية. وفي حديث النساء: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ، هو من ذلك، وقيل
الظَّرِيفة. والزَّوْل: الخفيف الحركات. والزَّوْل: العَجَب. وزَوْلٌ
أَزْوَل على المبالغة؛ قال الكميت:
فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيـ
ـبِ، زَوْلاً لَدَيْها، هو الأَزْوَلُ
ابن بري: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه
الفِرَار. والزَّوْل: الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز:
تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ،
مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها
رخج: الليث: رخج
(* قوله «الليث رخج إلخ» عبارة ياقوت رخج كزمج أي بصم
أوله وفتح ثانيه مشدداً، تعريب رخو بهذا الضبط: كورة ومدينة من نواحي
كابل.) اعْرابُ رخد، وهو اسم كورَةٍ معروفة.