Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تنقى

عِنَبٌ 

(عِنَبٌ) الْعَيْنُ وَالنُّونُ وَالْبَابُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى ثَمَرٍ مَعْرُوفٍ، وَكَلِمَةٍ غَيْرِ ذَلِكَ.

فَالثَّمَرُ الْعِنَبُ، وَاحِدَتُهُ عِنَبَةٌ. وَيَقُولُونَ: لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فِعَلَةٌ إِلَّا عِنَبَةٌ. وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْعِنَبِ الْعِنَبَاءُ. قَالَ: الْعِنَبَاءَ الْمُــتَنَقَّى وَالتِّينْ

وَرُبَّمَا جَمَعُوا الْعِنَبَ عَلَى الْأَعْنَابِ. وَيُقَالُ رَجُلٌ عَانِبٌ، أَيْ كَثِيرُ الْعِنَبِ، كَمَا يُقَالُ تَامِرٌ وَلَابِنٌ.

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى: الْعَنَبَانُ، عَلَى وَزْنِ فَعَلَانِ: الْوَعِلُ الطَّوِيلُ الْقُرُونِ. قَالَ:

يَشُدُّ شَدَّ الْعَنَبَانِ الْبَارِحِ

وَيُقَالُ لِلظَّبْيِ النَّشِيطِ: الْعَنَبَانُ، وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ.

دَبَلَ 

(دَبَلَ) الدَّالُ وَالْبَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى جَمْعٍ وَتَجَمُّعٍ وَإِصْلَاحٍ لَمِرَمَّةٍ. تَقُولُ دَبَلْتُ الشَّيْءَ جَمَعْتُهُ، كَدَبْلِكَ اللُّقْمَةَ بِأَصَابِعِكَ. وَالدُّبُولُ: الْجَدَاوِلُ. وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُدْبَلُ، أَيْ تُنَقَّى وَتُصْلَحُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَرْضٌ مَدْبُولَةٌ، إِذَا أُصْلِحَتْ بِسِرْجِينٍ وَغَيْرِهِ. قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ أَصْلَحْتَهُ فَقَدْ دَبَلْتَهُ وَدَمَلْتَهُ. وَيُقَالُ الدَّوْبَلُ: الْحِمَارُ الصَّغِيرُ. وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَجَمُّعِ خَلْقِهِ. وَيُقَالُ دَبِلَ الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ يَدْبَلُ، إِذَا امْتَلَأَ لَحْمًا.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الدِّبْلُ: الدَّاهِيَةُ. وَدَبَلَهُمُ الْأَمْرُ مِنَ الشَّرِّ: نَزَلَ بِهِمْ. يُقَالُ دِبْلًا دَبِيلًا، كَمَا يَقُولُونَ: ثُكْلًا ثَاكِلًا. قَالَ الشَّاعِرُ:

طِعَانَ الْكُمَاةِ وَرَكْضَ الْجِيَادِ

وَقَوْلَ الْحَوَاضِنِ دِبْلًا دَبِيلًا

نشو

نشو: نشى: في محيط المحيط ( ... نشى الثوب عالجه بالنشا) (فوك، الكالا، بوش).
تنشى: عولج بالنشا (فوك).
نشوة والجمع نشوات: (ديوان امرئ القيس 31: 8 فسرت بالخمر والسكرن وفيه، وفي القلائد مخطوطة 2: 51) ك عامر اندية النشوة= منغمس في الخمرة.
نشاوية: في محيط المحيط ( .. ومنه النشاوية لطعام يعمل منه (أي من النشا)).
ن ش و
رجل نشوان بيّن النشوة، وامرأة نشوى، وقوم نشاوى، وقد انتشوا، ووجدت منه نشوة المسك بالكسر ونشا المسك. قال:


وينشى نشا المسك في فأرة ... وريح الخزامى على الأجرع

ونشيت منه ريحاً طيّبة واستنشيت. قال:

ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... ةوخشيت وقع مهندٍ قرضاب

ومن المجاز: من أين نشيت هذا الخبر؟ وهو نشيان للأخبار ونشوان، وإنه لذو نشوة للأخبار بالكسر.
نشو: النَّشْوُ: أحْدَاثُ النّاسِ. والنَّشْوَةُ: السُّكْرُ، انْتَشى فهو نَشْوَانُ، ونَشِيَ يَنْشى، وامْرَأَةٌ نَشْوى، وجَمْعُه نَشَاوى. والنَّشَا: نَسِيْمُ الرِّيْحِ الطَّيِّبَةِ، ونَشِيَتِ الرِّيْحُ، واسْتَنْشَيْتُ نَشَا رِيْحٍ طَيِّبَةٍ. ورَجُلٌ نَشْوَانُ للخَبَرِ ونَشْيَانُ: أي يَتَنَسَّمُه. والَّشِيْءُ بالشَّيْءِ: المُعَاوِدُ له، نَشِيَ بالشَّيْءِ: أي عاوَدَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى. ونَشِيَ المالُ: أخَذَه داءٌ من نَشْوَةِ العِضَاهِ وهو أوَّلُ ما يَخْرُجُ. وكُلُّ صَغيرٍ: نَشْوَةٌ؛ لِسَنَتِها، وكذلك أُتْرُجَّةٌ نَشْوَةٌ.

نشو


نَشَا
نَشِيَ(n. ac. نَُِشْوَة
[نَشْوَة
نِشْوَة])
a. Smelt.
b. Had knowledge of; learnt.
c. [Bi], Resumed.
d.(n. ac. نَشْو
نَشْوَة
نِشْوَة
نُشْوَة), Was intoxicated.
نَشَّوَa. see I (d)b. [ coll. ], Starched, stiffened.

أَنْشَوَa. see I (a)
تَنَشَّوَتَنَاْشَوَإِنْتَشَوَإِسْتَنْشَوَa. see I (a) (d).
نَشْوَة []
a. Giddiness; inebriety.
b. Odour, smell.

نَشْوَى []
a. fem. of
نَشْوَاْنُ
نَشًاa. Smell.
b. P.
Starch.
نَشَاة []
a. see 1t (a)b. Odoriferous tree.

نَشَآء []
a. see 4 (b)
نَشَاوِيَّة []
a. A certain dish.

نَشِيَّة [] (pl.
نَشَايَا)
a. see 1t (b)
نَشْوَان [] (pl.
نَشَاوَى [] )
a. Giddy; tipsy; inebriate.

نَشْيَان بِلْأَخْبَار
a. Inquisitive.
ن ش و : النَّشْوَةُ السُّكْرُ وَرَجُلٌ نَشْوَانُ مِثْلُ سَكْرَانَ.

وَنَشَأَ الشَّيْءُ نَشْئًا مَهْمُوزُ مِنْ بَابِ نَفَعَ حَدَثَ وَتَجَدَّدَ وَأَنْشَأْتُهُ أَحْدَثْتُهُ وَالِاسْمُ النَّشْأَةُ وَالنَّشَاءَةُ وِزَانُ التَّمْرَةِ وَالضَّلَالَةِ.

وَنَشَأْتُ فِي بَنِي فُلَانٍ نَشْئًا رُبِّيتُ فِيهِمْ وَالِاسْمُ النَّشْءُ مِثْلُ قُفْلٍ وَالنَّشَا وِزَانُ الْحَصَا الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ وَالنَّشَا مَا يُعْمَلُ مِنْ الْحِنْطَةِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ نَشَاسْتَج فَحُذِفَ بَعْضُ الْكَلِمَةِ فَبَقِيَ مَقْصُورًا ذَكَرَهُ فِي الْبَارِعِ.
وَفِي الصِّحَاحِ وَغَيْرِهِمَا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ مَمْدُودًا وَالْقَصْرُ مُوَلَّدٌ وَقَالَ فِي ذَيْلِ الْفَصِيحِ لِثَعْلَبٍ وَالنَّشَاءُ مَمْدُودٌ وَلَا ذِكْرَ لِلْمَدِّ فِي مَشَاهِيرِ الْكُتُبِ. 
ن شوالنَّشَا مقصورٌ نَسِيمُ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ والنَّشَا مقصورٌ شَيْءٌ يُعْمَلُ به الْفَالُوذَجُ فَارِسيٌّ يُقالُ له النَّشاسْتَجُ سُمِّيَ بذلك لِخُمُومِ رَائِحتِهِ ونَشِيَ الرَّجُلُ من الشَّراب نَشْواً وَنَشْوَةً ونِشْوةً ونُشْوَةً الكَسْرُ عن اللّحيانيّ وتَنَشَّى وانْتَشَى كلُّه سَكِرَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(إني نَشِيتُ فما أسْطِيعُ من قَلَبٍ ... حتى أُشَقِّقَ أثْوابي وأَبْرَادِي)

ورجُلٌ نشْوانٌ ونَشْيانٌ على الْمُعَاقَبَةِ والأُنْثَى نَشْوَى وجَمْعُهَا نَشَاوَى كَسَكَارَى قال زهيرٌ

(وقد أَغْدُوا على ثُبَةٍ كِرَامٍ ... نَشَاوَى واجِدِينَ لما نَشَاءُ) والنَّشْوَةُ الخبرُ أَوَّلُ ما يَرِدُ ورجُلٌ نَشْيَانٌ بَيِّنُ النِّشْوَةِ يَتَخَبَّرُ الأَخْبارَ أَوَّلَ وُرُودِهَا وهذا على الشُّذُوذِ إنّما حُكْمُه نَشْوانُ ولكنّه من باب جَبَوْتُ المالَ جِبَايَةً ونَشَوْتُ في بَنِي فلانٍ رُبّيتُ نَادِرٌ وهو محوّلٌ من نَشَأْتُ وبِعَكْسِهِ هو يَسْتَنْشِئُ الرّيحَ حَوَلُوها إلى الْهَمْزَةِ وحكى قُطْربٌ نَشَا يَنْشُو لُغَةٌ في نَشَأَ يَنْشَأْ وليس عنده على التَّحْويلِ والتَّنشاة الشجرةُ اليابسةُ إمّا أن يكون على التَّحويلِ وإما أن يكون على ما حكاه قُطْرُبٌ قال الهُذَلِيُّ

(تَدَلًّى عليه من بَشَامٍ وأَيْكةٍ ... نَشَاةُ فُرُوعٍ من مُرْثَعِنِّ الذَّوَائِبِ)

والجمعُ نَشاً والنَّشْوُ اسمٌ للجَمْعِ أنشدَ

(كأنّ على أكْتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ ... وقد جاوَزوا تَيَّانَ كَالنَّبَطِ الغُلْفِ)
باب الشين والنون و (وا يء) معهما ن ش و، ن وش، ش ي ن، ش نء، شء ن، ن شء، نء ش، ء ش ن مستعملات

نشو: النّشوة: السُّكرُ، وانتشى فلان فهو نشوان، وقد يقال: نشي ينشى، في معنى: انتشى، فهو نشوانُ وامرأة نشوى مثل: عطشى. والجميع نشاوى. والنَّشا، مقصور: نسيم الريح الطيبة، قال :

وتنشى نشا المسك في فأرة ... وريحُ الخُزامى على الأجوع

واستنشيت نشوةً، أي: نسمتها، واستروحتها.

نوش: النَّوش: التناول، ناشتِ الظّبيةُ الأراك تنوشه، وتنتاشه، أي: تناولته. ونشتُ الرَّجل نوشاً: أنلته خيراً أو شراً. وقوله: انتشتني من دَجَرِ الظلام أي: أخرجتني، ودجرَ الرجلُ، إذا أخطأ.

شين: الشِّين: حرفٌ ... والشَّينُ: نقيضُ الزَّين، وقد شانهُ يشينه شينا. شنأ: أزد شنوءة، فعولة، ممدودة: أصحُّ الأزدِ فرعاً وأصلاً، قال:

فما أنتم بالأزد أزدِ شنوءة ... ولا من بني كعب بن عمرو بن عامر

وشنيء يشنأ شنأةً وشناناً، أي: أبغض. ورجلٌ شناءةٌ وشنائيةٌ، بوزن فعاله وفعاليةٍ: أي: مُبغضٌ، سيءُ الخُلقِ .

شأن: الشَّأن: الخطبُ، والجميع: الشؤون. والشُّؤون: نمانمُ في الجُمجمة بين القبائل، أي: خطوط بين القبائل الأربع.

نشأ: النَّشأُ: أحداث الناس الصِّغار.. يقال للواحد: هو نشأ سوءٍ، وهؤلاء نشأ سوءٍ، قال :

ولولا أن يقال: صبا نُصيبٌ ... لقلت: بنفسي النشأ الصغار

والناشىء: الشاب، يقال: فتى ناشىء، ولم أسمع هذا النعت في الجارية، والفعل: نشأ ينشأ نشأً ونشأةً ونَشاءةً. والناشئة: أول اللَّيل ...وأنشأت حديثاً: ابتدأت.. وأنشأ الله السحاب فنشأ ينشأ، أي: ارتفع. ونشيئةُ الحوض، بوزن فعيلة: أعضاده، إذا كان الحوض على وجه الأرض رفعت له نصائبُ الحجارة.

شن الأشنةُ من العطر: شيء أبيض كأنه مقشور من عرق والأشنانُ: معروف [الذي يُغسل به الأيدي]
نشو
: (ي) : هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّحيحُ أنَّه واوِيٌّ لأنَّ أَصْلَ {نشيت واوٌ قلِبَتْ يَاء للكَسْرة، فتأَمَّل.
(} نَشَى رِيحاً طَيِّبَةً) ، مِن حَدِّ رَمَى؛ كَمَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي الصِّحاح مِن حَدِّ عَلِمَ؛ (أَو عامٌّ) ، أَي سَوَاء كانتْ رِيحاً طَيِّبةً أَو مُنْتِنَةً، ( {نُشْوَةً، مُثَلَّثةً) ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر؛ وزادَ ابنُ سِيَدَه الفَتْح؛ (شَمَّها) .
وَفِي المُحْكم:} النَّشَا، مَقْصورٌ: نَسِيمُ الرِّيحِ الطّيِّبَةِ، وَقد {نَشِيَ مِنْهُ ريحًا طيِّبَةً} نِشْوةً {ونَشْوَةً، أَي شَمَّها، عَن اللّحْياني؛ قالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلي:
} ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهِم
وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ.
وَهَكَذَا أنْشَدَه الجَوْهرِي أيْضاً للهُذَلي وهوَ أَبو خِراشٍ.
وَقَالَ ابنُ برِّي: قَالَ أَبو عُبيدَةَ فِي الْمجَاز فِي آخِرِ سُورَةِ ن والقلم: إنَّ البَيْتَ لقَيْسِ بنِ جَعْدَةَ الخُزاعي.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكونُ {النَّشْوَة فِي غيرِ الرِّيحِ الطيِّبَةِ.
(كاسْتَنْشَى) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمّة:
وأَدْرَكَ المُــتَنَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه
ومِن ثَمائِلِها} واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ والغَرَبُ: الماءُ الَّذِي يَقْطرُ مِن الدلاَّئِين للبِئْرِ والحَوْضِ ويَتَغيَّر رِيحُه سَرِيعاً.
( {وانْتَشَى} وتَنَشَّى) . ونقلَ شيْخُنا عَن شَرْحِ نوادِرِ القالِي لأبي عبيدٍ البَكْري: أنَّ اسْتَنْشَى مِن {النَّشْوةِ، وَهِي الرَّائحةُ، ولاحَظَ لَهَا فِي الهَمْزةِ وَلم يُسْمَع اسْتَنْشَأَ إلاَّ مَهْموزاً كالفرقِىء للبَيْض لم يُسْمَع إلاَّ مَهْموزاً، وَهُوَ مِن الغرقِ ونَقِيضُهما الخابِيَة لَا تُهْمَزُ، وَهِي مِن خَبَأَ، انتَهَى.
قُلْت: وأَصْلُ هَذَا الكَلامِ نقلَهُ يَعْقوب فإنَّه قالَ: الذِّئْبُ يَسْتَنْشىءُ الرِّيحَ، بالهَمْز، وإنَّما هُوَ مِن نَشِيت، غَيْر مَهْموزٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وتقدَّمَ ذلكَ فِي الهَمْزةِ؛ وَقد ذَكَرَه ابنُ سِيدَه فِي خطْبَةِ المُحْكم أَيْضاً؛ وبعَكْسِه} نَشَوْت فِي بَني فلانٍ أَي رُبِّيتُ، وَهُوَ نادِرٌ، محوَّل مِن نَشَأْت.
(و) {نَشِيَ (الخَبَرَ عَلِمَهُ) زِنَةً ومَعْنًى.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ أَيْضاً:} نَشِيتُ الخَبَرَ إِذا تَخبَّرْتَ ونَظَرْتَ مِن أيْنَ جاءَ. يقالُ: مِن أَيْن نَشِيتَ هَذَا الخَبَرَ أَي مِن أَيْن عَلِمْتَه؟ وَقَالَ ابْن القطَّاع: نَشِيت الخَبَرَ {نَشْياً} ونَشيةً تَخَبَّرْته.
(و) {نَشِيَ مِن الشَّرابِ، كعَلِمَ، (} نَشْواً) ، بِالْفَتْح، (ِ {ونُّشْوَةً، مَثَلَّثَةً) ؛ الكَسْرُ عَن الّلحْياني؛ (سَكِرَ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
إِنِّي} نَشِيتُ فَمَا أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ
حَتَّى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي ( {كانْتَشَى} وتَنَشَّى) ؛ قَالَ، سِنانِ بنُ الفحلِ الطَّائِي:
وَقَالُوا: قد جُنِنْتَ فَقلت: كَلاَّ
ورَبي مَا جُنَنْتُ وَلَا انْتَشَيْتُويُرْوَى: مَا بَكَيْتُ وَلَا! انْتَشَيْتُ: وأَنْشَدَ الجَوْهرِي وقالَ: يريدُ وَلَا بَكَيْتُ مِن سكْرٍ.
ويقالُ: {الانْتِشاءُ أَوَّل السُّكْر ومُقدِّماته.
(و) } نَشِيَ (بالشَّىءٍ) {نَشاً: (عاوَدَهُ مَرَّةً بعْدَ أُخْرَى) ؛ وأنْشَدَ أَبو عَمْرو لشوال بن نعيم:
وأَنْت} نَشٍ بالفاضِحاتِ الغَوائِل أَي مُعاوِدٌ لَهَا.
(و) {نَشِيَ (المالُ) } نَشاً: (أَخَذَه داءٌ مِن {نَشْوَةِ العِضاهِ) ، وَهِي أَوَّل مَا يَخْرجُ.
(} وأَنْشاهُ: وَجَدَ {نَشْوَتُه) ، نقلَهُ ابْن القطَّاعِ عَن اللّحْياني.
(} والنَّشِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الَّرائِحَةُ، {كالنَّشْوَةِ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، وَهُوَ غيْرُ محرَّرٍ مِن وَجْهَيْن: الأوَّل: الصَّوابُ فِي} النِّشْيَة كسْر النونِ وتَخْفيفِ الياءِ وَهُوَ المَنْقولُ عَن ابنِ الأعْرابي وفَسَّره بالرَّائِحَةِ؛ وثَانِياً: قولهُ {كالنَّشْوة مُسْتدركٌ لَا حاجَةَ إِلَى ذِكْرهِ، وسِياقُ المُحْكم فِي ذلكَ أَتَم فقالَ: وَهُوَ طَيِّبُ} النَّشْوَةِ {والنِّشْوَةِ} والنِّشْيَةِ الأخيرَةُ عَن ابنِ الْأَعرَابِي، فتأَمَّل ذلكَ؛ وَلم يَذْكَر أَحَدٌ {النَّشِيَّة كغَنِيَّةٍ، وإنَّما هُوَ تَصْحيفٌ وَقَعَ فِيهِ المصنِّفُ.
(ورجُلٌ} نَشَوانُ {ونَشْيانُ) ؛ على المُعاقَبَةِ، (بَيِّنُ} النَّشْوَةِ، بِالْفَتْح) ؛ إِنَّمَا ذكر الفَتْح وَلَو أنَّ الإطْلاقَ يَكْفِيه مُراعاةً لِمَا يأْتي بعْدَه مِن قوْلهِ بالكَسْر يقالُ اسْتَبَانَتْ {نَشْوَته.
قالَ الجَوْهرِي: وزَعَمَ يُونُس أنَّه سَمِعَ فِيهِ نِشْوة، بالكَسْر.
(و) رجُلٌ (} نَشْيانُ بالأَخْبارِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: للأَخْبارِ وَهُوَ الصَّوابُ، قالَ: وإنَّما قَالُوا بالياءِ للفَرْقِ بَيْنه وبَيْنَ النَّشْوانِ مِن الشَّرابِ، وأَصْلُ الياءِ فِي نَشِيت وَاو قُلِبَت يَاء للكَسْرةِ انتَهَى. وقالَ غَيْرُه هَذَا على الشّذوذِ وإنَّما حكْمُه {نَشْوان، ولكنَّه مِن بابِ جَبَوْت الماءَ جبايَةً؛ وَقَالَ شمِرٌ: رجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ ونَشْوانُ مِن السّكْرِ، وأَصْلُهما الْوَاو ففَرَّقُوا بَيْنهما؛ وقالَ الكِسائي: رجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ} ونَشْوانُ، وَهُوَ الكَلامُ المُعْتَمَدُ؛ (بَيِّنُ {النِّشْوةِ، بالكَسْر) ، هَكَذَا فَصَّلَه شمِرٌ وفَرَّق بَيْنه وبَيْنَ} نَشْوةِ الخَمْرِ؛.
(أَي: (يَتَخَبَّرُ الأَخْبارَ أَوَّلَ وُرُودِها.
( {والنَّشا) ، مَقْصورٌ (وَقد يُمَدُّ) ، ظاهِرُه الإطْلاق والصَّحيحُ أنَّه يُمَدُّ عنْدَ النِّسْبَةِ إِلَيْهِ؛ شيءٌ يُعْمَلُ بِهِ الفَالَوذ، يقالُ لَهُ (} النَّشاسْتَج) ، فارِسِيٌّ (مُعَرَّبٌ) ؛ قَالَ الجَوْهرِي: (حُذِفَ شَطْرُه) تَخْفيفاً، كَمَا قَالُوا للمَنازِلِ مَنَا كَوْنه مُعَرَّباً هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُ الأئِمّة فِي كُتُبِهم، وَبِه صَرَّحَ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه فِي المُحْكم وَفِي المُخَصَّص أَيْضاً، وابنُ الجَوالِيقي فِي المُعَرَّب، إلاَّ أَنَّه قالَ: مُعَرَّبُ نشاسته، وَفِي المُخَصَّص سُمِّي بذلكَ لخموم رائِحَتهِ.
وقالَ أَبُو زيْدٍ:! النَّشَا حِدَّةُ الرَّائِحَةِ طَيِّبَةً كانتْ أَو خَبِيثَةً، فَمن الطّيبِ قولُ الشاعرِ:
بآيةِ مَا أنَّ النّقا طَيِّبُ النَّشا
إِذا مَا اعْتَراهُ آخِرَ اللّيْل طارِقُهُ وَمن النَّتْن النَّشا، سُمِّي بذلكَ لنَتْنِهِ فِي حالِ عَمَلِه.
قالَ ابنُ برِّي: فَهَذَا يدلُّ على أَنَّ النَّشا عَرَبيٌّ وليسَ كَمَا ذَكَرَه الجَوْهرِي، قالَ: ويدلُّكَ على أَنَّ النَّشا ليسَ هُوَ النَّشاسْتَجِ، كَمَا زَعَم أَبو عبيدٍ فِي بابِ ضُروبِ الألْوانِ مِن كتابِ الغَرِيبِ المصنَّف الأُرْجُوان: الحُمْرَةُ، ويقالُ الأُرْجُوان النَّشاسْتَج، وكَذلكَ ذَكَرَه الجَوْهرِي فِي فصْلِ رجا فقالَ: والأُرْجُوان صبْغٌ أَحْمر شَدِيدُ الحُمْرةِ؛ قالَ أَبُو عبيدٍ: وَهُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ النَّشاسْتَج، والبَهْرَمان دُونَه، قالَ ابنُ برِّي: فثَبَتَ بِهَذَا أنَّ النَّشاسْتَج غَيْرُ النَّشا.
(ومحمدُ بنُ حبيبٍ {النَّشائيُّ: محدِّثٌ) ؛ هَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ محمدُ بنُ حَرْب قالَ الحافظُ فِي التّبْصير: هُوَ مِن المَشايخِ النبل نُسِبَ إِلَى عملِ النَّشا.
(} ونَشْوَى) ، كسَكْرَى؛ كَذَا فِي النسخِ وضَبَطَه ياقوتُ كحمزى؛ (د. بأَذْرَبِيجان) ، أَو مِن أرّ أَن بلصقِ إرْمِينِيَة، مِنْهُ الإمامُ أَبو الفَضْلَ خداداءُ بنُ عاصِمِ بنِ بكران! النَّشوِيُّ خازاندار الكُتُب بجنزة، رَوَى عَن أَبي نَصْر عبدِ الواحدِ بنِ عسْرَة القَزْويني، وَعنهُ ابْن مَاكُولَا.
(وَلَا تَقُلْ نَخْجَوانُ) ، بالخَاءِ والجيمِ، (وَلَا نَخْشَوانُ) ، بقلْبِ الجيمِ شيناً، (وَلَا نَقْشَوانُ) ، بقلْبِ الخاءِ قافاً، فإنَّها مِن إطْلاقاتِ العامَّة، وصَحَّح بعضٌ نَخْجَوان وجَعَلَ النِّسَبَ إِلَيْهِ نَشَويٌّ على غيرِ القِياسِ.
(وأُتْرُجَّةٌ {نَشْوَةٌ) : إِذا كانتْ (لسَنَتِها.
(} والنَّشاةُ: الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ، ج {نَشاً) ، كعَصاةٍ وعَصاً؛ ذَكَرَه الْمُطَرز.
قَالَ ابنُ سِيدَه: إمَّا أَنْ يكونَ على التَّحْويل، وإمَّا أنْ يكونَ على مَا حَكَاه قُطْرب مِن أَنَّ} نَشا {يَنْشَوُ لُغَة فِي يَنْشَأَ؛ قالَ الهُذَلي:
تَدَلَّى عَلَيْه من بَشام وأَيْكةٍ
} نَشاة فُرُوعِ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِوممَّا يُسْتدركَ عَلَيْهِ:
{النّشا، مَقْصورٌ، ومَصْدَر} نَشَا رِيحاً، كعَلِمَ، إِذا شَمَّها؛ {كالنَّشاة، يقالُ للرَّائِحةِ} نَشْوةٌ {ونَشاةٌ} ونَشاً؛ نقلَهُ ابنُ برِّي عَن عليِّ بنِ حَمْزةَ، والجَمْعُ {أَنْشاءٌ.
} وأَنْشاكَ الصَّيْد: شَمَّ رِيحَكَ.
{وأَنْشَاكَ الشَّرابُ: أَسْكَركَ؛ وَمِنْه قَهْوةُ الانْشاءِ.
وامْرأَةٌ} نَشْوَى، والجَمْعُ {نَشَاوَى، كسَكَارَى، قَالَ زُهَيْر:
وَقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ
} نَشَاوَى واجِدينَ لمَا نَشَاء {ُوالاسْتِنْشاءُ فِي الوضوءِ: هُوَ الاسْتِنْشاقُ.
وَقَالَ الأصْمعي: يقالُ} اسْتَنْش هَذَا الخَبَرَ واسْتَوِشِ، أَي تَعرَّفْه.
! والمُسْتَنْشِيةُ: الكاهِنَةُ لأنَّها تَبْحثُ الأخْبارَ؛ ويُرْوَى بالهَمْزِ، وَقد ذُكِرَ فِي محلِّه.
{ونَشَوْتُ فِي بَني فلانٍ} نَشْوَةً {ونَشْواً: كَبِرْتُ؛ عَن ابْن القطَّاع.
قَالَ قُطْرب: هِيَ لُغَةٌ وليسَ على التَّحْويلِ.
} والنَّشْوُ: اسْمٌ لجَمْعِ نَشاة للشَّجَرَةِ اليابسَةِ: وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
كأَنَّ على أَكْتافِهِم {نَشْوَ غَرْقَدٍ
وَقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْف} ِوالنَّاشِي: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
{والنِّشْوَةُ، بالكسْر: الخَبَرُ أَوَّلُ مَا يَرِدُ} ونشْوَةٌ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الشرقيةِ.
{وَنَشا: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الغَربيةِ وَقد وَرَدْتُها، وَمِنْهَا الشيخُ كمالُ الدِّينْ} النّشائيُّ مُصنِّفُ جامِعِ المُخْتَصَرات، وأَبُوه مِن كبارِ الفُضَلاءِ وغيرُهُما.
{وأَنْشَى الرَّجُل: تَناسَلَ مَاله، والاسْمُ} النّشاءُ؛ عَن ابْن القطَّاع.
{والمناشى: قُرًى بمِصْرَ.
} ومنتشا: بلَدٌ بالرُّومِ.
{والمُنْشِيَّةُ: مدينةٌ عَظِيمةٌ تجاه أخْمِيم، وَقد دَخَلْتها.

الجهاد

الجهاد
قوبل الدين الجديد بأعنف مظاهر المعارضة، واجتمع أعداؤه يريدون القضاء عليه، ويحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يخنقوه في مهده، وأن يبيدوا فكرته ومبادئه، ولم يقفوا عند حد الجدل اللسانى، أو المعارضة القولية، بل تعدوا ذلك إلى أشد ألوان الإيذاء، فحملوا بقسوة على من اعتنق هذا الدين الجديد، حتى أصبح مقامهم في وطنهم عبئا لا يحتمل، وجحيما لا يطاق، ففروا بدينهم إلى المدينة، وضحوا في سبيل عقيدتهم بأموالهم. وأهليهم، فكان من الطبيعى أن يسمح لمعــتنقى هذا الدين الذى اتخذ شعاره: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). أن يعدوا العدة للدفاع عن أنفسهم، والدفاع عن عقيدتهم، حتى يتدبر الناس أمرها في حرية وأمن، ويتدبروا ما فيها من الحق والصواب، فيعتنقوها عن اقتناع، ويدخلوها مطمئنين، لا يخافون، وقد بين القرآن ذلك في قوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (الحج 39، 40). وإن أحق ما يعطاه المظلوم من الحقوق الدفاع عن النفس، ليعيش آمنا في سربه، مطمئنّا إلى حياته، لا يخشى أحدا على نفسه ولا عقيدته، والجهاد هو الذى يدفع شرّة العدو، ويحول بينه وبين الاعتداء والتعدى، فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (النساء 84).
وإذا كان للجهاد، هذا الأثر القوى في تأمين الجماعة الناشئة على نفسها وعقيدتها، فلا جرم كان له مكانه الممتاز بين مبادئ هذا الدين وقواعده، حتى إنه لينكر أن يسوى به غيره مما لا يبلغ قدره وقيمته، فيقول: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة 19 - 22).
ويقول: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (النساء 95).
أرأيت هذا التكرير وما يحمله من معانى التوكيد، مثبتا في النفس فضل الجهاد وقدره وقيمته.
والقرآن يعترف بأن الجهاد فريضة ثقيلة على النفوس، لا تتقبله في يسر، ولا تنقاد إليه في سهولة، فهو يعلم ما لغريزة حب الذات من أثر قوى في حياة الإنسان وتوجيه أفعاله، ولذلك تحدث في صراحة، مقررا موقف النفس الإنسانية، من تلك الفريضة الشاقة، التى يعرض المرء فيها حياته لخطر الموت، وقد طبعت النفوس على بغضه وكراهيته، فقال كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة 216). ويقرر في صراحة أن نفوس المسلمين قد رغبت في أن تظفر بتجارة المكيين الآئبة من الشام، والتى يستطيعون الاستيلاء عليها من غير أن يريقوا دماءهم في قتال مرير مع القرشيين، إذ يقول: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (الأنفال 7).
وإذا كانت النفس الإنسانية تجد الجهاد فريضة شاقة، فقد جمع القرآن حولها من المغريات ما يدفع إلى قبولها قبولا حسنا، بل إلى حبها والرغبة فيها.
وإذا كان أول ما يثنى المرء عن الجهاد هو حبه للحياة وبغضه للموت، فقد أكد القرآن مرارا أن هذا الذى يقتل في سبيل الله حىّ عند ربه يرزق، وإن كنا لا نشعر بحياته ولا نحس بها، فقال: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 169 - 171). وإذا كان من يقتل في سبيل الله حيا يرزق، ويظفر بحياة سعيدة، فرحا بما أنعم الله به عليه، ولا يمسه خوف، ولا يدركه حزن، فلا معنى للإحجام عن الجهاد، حرصا على حياة لا تنقطع بالموت في ميدان القتال، ولا تنتهى بالاستشهاد، بل يستأنف صاحبها حياة أخرى آمنة، خالصة مما يشوب حياة الدنيا من القلق والمخاوف والأحزان.
ويمضى بعدئذ، غارسا في نفوسهم أن الموت قدر مقدور، لا يستطيع المرء تجنبه أو الهرب منه، فلا معنى إذا لتجنب الجهاد الذى لا يدنى الأجل، إذا كان في العمر فسحة، إذ الأجل لا يتقدم ولا يتأخر، فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (الأعراف 34). فيقول: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (الأعراف 34). ويقول: يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ (آل عمران 154). ويرد على أولئك الذين يزعمون الجهاد مجلبة للموت ردّا رفيقا حازما في قوله: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (آل عمران 167، 168). وإذا كان المرء يموت عند انقضاء أجله، فلا معنى كذلك للفرار من ميدان القتال خوفا من الموت إذ لا
شىء يحول بينهم وبينه إن كان أجلهم قد دنا، قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (الأحزاب 16، 17).
وإذا كانت الدنيا زائلة لا محالة والموت قادما لا ريب فيه، وإذا كان الباقى الدائم هو الدار الآخرة والجهاد وسيلة من وسائل السعادة في هذه الدار- كان العاقل الحازم هو هذا الذى يقبل على الجهاد بنفس راضية، مؤثرا ما يبقى على ما يزول قال سبحانه: فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (النساء 74). ويرد على هؤلاء الذين اعترضوا على فرض القتال بقوله: وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (النساء 77، 78).
ويثير فيهم النخوة الإنسانية، وشهامة الرجولة، حينما يمثل لهم واجبهم المقدس إزاء إنقاذ قوم ضعاف يسامون الذل، ويقاسون الظلم، على أيدى قرية ظالم أهلها، فلا يجدون ملجأ يتجهون إليه سوى الله، يرجونه ويطلبون نصرته، أليس هؤلاء الضعاف أجدر الناس بأن يهب من لديهم نخوة لإنقاذهم من أيدى ظالميهم؟ قال سبحانه: وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (النساء 75).
ويمثلهم وأعداءهم معسكرين، أحدهما ينصر الله، وثانيهما ينصر الشيطان، أحدهما يدافع عن الحق، وثانيهما يدافع عن الباطل والغواية، والدفاع عن الحق من عمل الإنسان الكامل، أما الباطل فلا يلبث أن ينهار في سرعة، لأنه هشّ ضعيف، الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (النساء 76).
أما جزاء الجهاد فقد أعد الله للمجاهد مغفرة منه ورحمة خيرا مما يتكالب الناس على جمعه في هذه الحياة، وهيأ له جنات تجرى من تحتها الأنهار، فقد عقد معه عقد بيع وشراء، يقاتل في سبيله، فيقتل ويقتل، وله في مقابل ذلك جنة الخلد، ذلك عهد قد أكد الله تحقيقه في قوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 111). وأكّد القرآن هذا، وكرره في مواضع عدة، فقال مرة: فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (آل عمران 195). وقال أخرى حاثا على الجهاد مغريا به: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الصف 10 - 12).
ويشجعهم على تتبع أعدائهم بلا تباطؤ ولا وهن، مبينا لهم أن أعداءهم ليسوا بأسعد حالا منهم، فهم يتألمون مثلهم ثمّ هم يمتازون عليهم بأن لهم آمالا في الله، ورجاء في ثوابه وجنته، ما ليس لدى أعدائهم، ولذا كانوا أجدر منهم بالصبر، وأحق منهم بالإقدام، فيقول: وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء 104).
تلك هى المغريات التى بثها القرآن هنا وهناك، يحث بها على الجهاد، ويوطن النفس على الرغبة فيه والإقبال عليه، وأنت تراها مغريات طبيعية تدفع النفس إلى الإقدام على مواطن الخطر غير هيابة ولا وجلة، مؤمنة بأنه لن يصيبها إلا ما كتب الله لها، فلا الخوف بمنجّ من الردى، ولا الإحجام بمؤخر للأجل، مؤملة خير الآمال في حياة سعيدة قادمة، لا يعكر صوفها خوف ولا حزن.
وإذا كان الله قد حث النفس الإنسانية على الجهاد، وحببه إليها، فقد حذرها من الفرار من ميدان القتال تحذيرا كله رهبة وخوف، وإن الفرار يوم الزحف لجدير أن يظفر بهذا التهديد، لأنه يوهن القوى، ويفت في العضد، ويسلم إلى الانحدار، والهزيمة، فلا غرابة أن نسمع هذا الزجر العنيف في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال 15، 16).
ويشير القرآن إلى أن الإعداد للحرب وسيلة من وسائل تجنّبها، وهو من أجل ذلك يحث على إعداد العدة واتخاذ الأهبة، حتى يرهب العدو ويحذر، فيكون ذلك مدعاة إلى العيش في أمن وسلام، ويدعو القرآن إلى البذل في سبيل هذا الإعداد، حتى ليتكفل بوفاء النفقة لمن أنفق من غير ظلم ولا إجحاف به، والقرآن بتقرير هذا المبدأ عليم بالنفس الإنسانية التى يردعها الخوف فيثنيها عن الاعتداء، قال سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (الأنفال 60).
وبهذه القوة التى أمرنا القرآن بإعدادها نرهب العدو، ونستطيع القضاء عليه، إذا هو حاول الهجوم، أو نقض عهدا كان قد أبرمه معنا، وبها نقلّم أظافره، فلا نغتر بما قد يبديه من خضوع، يخفى وراءه رغبة في الانقضاض إن واتته الفرصة، أو وجد عندنا غفلة، وبهذه القوة يشعر العدو بخشونة ملمسنا، وأننا لسنا لقمة سائغة الازدراء،
فالقتال مباح حتى يأمن سرب الجماعة، ويهدأ بالها، فلا تخشى هجوما ولا مباغتة، ولكن من غير أن تحملنا القوة على الزّهو فنعتدى، وبهذه القوة نقابل الاعتداء بمثله، من غير أن نظهر وهنا ولا استكانة يظنها العدو ضعفا، وبها نقضى على أسباب الفتنة، حتى تصبح حرّيّة العبادة مكفولة، وحرية العقيدة، موطدة الأركان، واستمع إلى هذه المبادئ القوية مصوغة في أسلوب قوى في قوله: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 190 - 193).
وإِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (الأنفال 55 - 57)، وكَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 7 - 15). يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة 123). فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (محمد 35).
ولم يدع القرآن بابا لتقوية الروح المعنوية لدى المسلمين إلا سلكه، ففضلا عن المغريات التى أسلفنا الحديث عنها، يؤكد لهم مرارا أن الله معهم، وأنه وعد من ينصره بالنصر المؤزر، ويطمئنهم بأنه يمدهم بالملائكة يساعدونهم ويشدون عضدهم، ويخبرهم بأنه ينزل السكينة على قلوبهم، والأمن على أفئدتهم، ويربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم، وهو يعلم ما للإيمان الصادق، وما للروح المعنوية القوية من أثر بالغ في صدق الدفاع والنصر، ولهذا جعل المؤمن الصابر الصادق يساوى فى المعركة عشرة رجال، ثم رأى أن هذا الجندى المثالى قليل الوجود، فجعل المؤمن الواحد يساوى اثنين، فللقوة المعنوية أثرها الذى لا ينكر في ميدان القتال، واستمع إليه يقول: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال 65).
ويقرر القرآن ما للرعب الذى يلقيه في قلوب أعدائهم من الأثر فيما يلحقهم من الهزائم، وفي كل ذلك تثبيت لقلوب المؤمنين، وتقوية لروحهم المعنوية.
هذا، ومن أهم ما عنى به القرآن وهو يصف القتال الناجح- وصفه المقاتلين يتقدمون إلى العدو في صفوف ملتحمة متجمعة، لا ثغرة للعدو ينفذ منها، ولا جبان بين الصفوف يتقدم في خوف ووهن، وذلك حين يقول: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف 4). وفي كلمة البنيان والرصّ ما يصور لك صفوف المجاهدين يتقدمون في قوة وحزم، يملأ قلوبهم الإيمان، ويحدوهم اليقين.
كما عنى بالحديث عن الجند الخائن، وأن الخير في تطهير الجيش منهم، فهم آفة يبثون الضعف، ويبذرون بذور الوهن في النفس، ويقودون الجيش إلى الانهيار والهزيمة، وقد أطال القرآن في وصف هؤلاء الجند وتهديدهم وتحذير الرسول من صحبتهم، فقال مرة: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (النساء 72، 73). ويصفهم مهددا منذرا فى قوله: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (التوبة 81 - 87). ويبين أن الخير في عدم استصحابهم، فيقول: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (المائدة 47). وهذه النذر القوية تؤذن بما للجهاد من أثر في صيانة الدين، والتمكين له في الأرض.
الجهاد:
[في الانكليزية] Effort ،holywar ،struggle against the desires
[ في الفرنسية] Effort ،guerre sainte ،lutte contre les desirs
بالكسر في اللغة بذل ما في الوسع من القول والفعل كما قال ابن الأثير. وفي الشريعة قتال الكفار ونحوه من ضربهم ونهب أموالهم وهدم معابدهم وكسر أصنامهم وغيرها كذا في جامع الرموز. ومثله في فتح القدير حيث قال:
الجهاد غلب في عرف الشرع على جهاد الكفار وهو دعوتهم إلى الدين الحق وقتالهم إن لم يقبلوا، وهو في اللغة أعمّ من هذا انتهى.
والسّير أشمل من الجهاد كما في البرجندي.
وعند الصوفية هو الجهاد الأصغر. والجهاد الأكبر عندهم هو المجاهدة مع النفس الأمّارة كذا في كشف اللغات.

خضم

خضم


خَضَمَ(n. ac. خَضْم)
a. Cut, cut off.
b. Ate.

خَضِمَ(n. ac. خَضْم)
a. Ate.

إِخْتَضَمَa. Cut, cut off.

خِضَمّa. Generous.
b. Great mass, large crowd.

خَضِيْمَةa. Young plant.
b. Boiled wheat.
خ ض م: (الْخَضْمُ) الْأَكْلُ بِجَمِيعِ الْفَمِ وَبَابُهُ فَهِمَ. وَ (الْخِضَمُّ) بِوَزْنِ الْهِجَفِّ الْكَثِيرُ الْعَطَاءِ. 
(خضم) - في الحديث: "نَسِيتُها في خُضْم الفِراشِ" . : أي جَانبهِ، وكذلك هو من كُلِّ شَىءٍ، وجَمعُه خُضومٌ وأَخْضام، قاله صاحب التَّتِمَّة، والصَّحيحِ بالصَّاد المُهْمَلة.
- في حديث المُغِيرة: "خُضَمَةَ".
: أي شَدِيد الخَضْم، والهاء للمُبَالَغَة.
خضم
خِضَمّ [مفرد]:
1 - بحر واسع "قاد السفينةَ وسط هذا الخِضَمّ" ° في خِضَمّ الحياة: في مشاغلها الكثيرة.
2 - جمع كثير من الناس "أعلن رأيَه أمام هذا الخِضَمّ من الحاضرين".
3 - جوادٌ كريم "فلانٌ خِضمّ". 
[خضم] في ح على: فقام إليه بنو أمية "يخضمون" مال الله، خضم الإبل نبتة الربيع، هو الأكل بأقصى الأضراس، والقضم بأدناها. ومنه ح أبي ذر: تأكلون "خضما" ونأكل قضما. وح أبي هريرة مر بمروان وهو يبني بنيانًا فقال: ابنوا شديدًا، وملوا بعيدا، "اخضموا" فسنقضم. وفيه: بئس زوج المرأة المسلمة "خُضمة" حُطمة: أي شديد الخضم. وفيه: نسيتها في "خضم" الفراش، أي جانبه، والصحيح إهمال الصاد وقد مر. وفيه: يقال له نقيع "الخضمات" هو موضع بنواحي المدينة.
خضم الخضم الأكل في رغدة العيش. وفي الحديث " يخضمون ونقضم "، وهو كنحو أكل القثاء ونحوه. وما أخضمه أي ما أرطبه. والخضم نعت للشريف المعطاء. والسيد الضخم الجواد، والجميع الخضمون والخضام. والفرس الضخم الجوز. والسيف القاطع، من خضمه واختضمه أي قطعه. والضرب الشديد. والمسن في قول أبي وجزة
على خضم يسقي الماء عجاج
وهو في خضمة قومه: أي مصاصهم. والخضمة: من خرز الرجال إذ أرادوا مهماً أو دخولاً على سلطان. والخضيمة: أن تؤخذ الحنظلة فــتنقى وتطيب. وفلان مخضم: أي موسع عليه غني. والماء المخضم: الغليظ الملح. وهو الشريب أيضاً. والخضم: العدد 123أالكثير. على مثال بقم. وخضم: اسم موضع. وخضم بها وخضف: ضرط.
خ ض م

يخضمون ونقضم، أي يأكلون بأقصى الأضراس، ونحن بمقدّمها. وبحر خضم: كثير الماء.

ومن المجاز: رجل خضم: جواد، ورجال خضمون. وفرس خضم: ذو أجاري. وسيف خضم: كثير الماء. ومسن خضم: ذو جوهر وماء. قال أبو وجزة يصف نصلاً:

حري موقعة ماج البنان بها ... على خضم يسقى الماء عجاج

واختضموا الطريق: قطعوه. واختضم السيف العظام: مر فيها وقطعها. قال:

إن القساسيّ الذي يعصى به ... يختضم الدارع في أثوابه

فيما يشتمل عليه من كم الدرع، وهو السيف المنسوب إلى قساس: جبل فيه معدن حديد.
[خضم] الخضوع: التطامن والتواضع. يقال: خَضَعَ واخْتَضَعَ، وَأَخْضَعَتْني إليك الحاجةُ. ورجلٌ خُضَعَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، أي يَخْضَعُ لكلِّ أحد. وخَضَعَ النَجمُ، أي مال للمغيب. والخضيعة: صوت بَطْن الدابة ; ولا يُبْنى منه فعل. قال الشاعر : كأن خضيعة بطن الجوا * د وعوعة الذئب في فدفد * وقولهم: " سمعت للسياط خضعة وللسيوف بَضْعَةً " فالخَضْعَةُ: وقعُ السياطِ. والبَضْعُ: القطعُ. وأمَّا قول لبيد:

والضاربونَ الهامَ تحت الخَيضْعَهْ * فإنَّ أبا عُبيدٍ حكى عن الفراء أنَّها البيضةُ. وحكى سَلَمَةُ عن الفراء أنّه الصوتُ في الحرب. والأَخْضَعُ: الذي في عنقه خُضُوعٌ وتطامنٌ خِلْقَةً. يقال: فرسٌ أَخْضَعُ بيّن الخَضَع، وظليمٌ أَخْضَعُ، وقومٌ خُضُعُ الرقابِ، جمع خَضوعٍ، أي خاضعٍ. قال الشاعر : وإذا الرجالُ رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُمْ * خَضُعَ الرقابِ نواكس الابصار
خضم قذم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه مر بِمَرْوَان وَهُوَ يَبْنِي بنيانا لَهُ فَقَالَ: ابْنُوا شَدِيدا وأمّلوا بَعيدا واخضموا فَسَنَقْضَم. [قَوْله: اخْضَموا فسنقْضَم -] الخَضْم أَشد فِي المضغ وأبلغ من القضم وَهُوَ بأقصى الأضراس والقضم بأدناها [وَقَالَ أَيمن بن خريم الْأَسدي يذكر أهل الْعرَاق حِين سَار عبد الْملك إِلَى مُصعب فَقَالَ:

(الطَّوِيل)

رَجَوا بالشقاق الْأكل خَضْماً فقد رَضُوا ... أخيرا من أكل الخَضْم أَن يَأْكُلُوا القَضْمَا

يَعْنِي حِين ظهر عَلَيْهِم عبد الْملك] . وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو هُرَيْرَة بِهَذَا مثلا [ضربه -] يَقُول: استكثروا من الدُّنْيَا فَإنَّا سنكتفي مِنْهَا بالدون [وَهَذَا شَبيه بقول أبي ذَر: عَلَيْكُم معشر قُرَيْش بدنياكم فاغذَموها -] .

خضم

1 خَضِمَ, aor. ـَ (S, K;) and خَضَمَ, aor. ـِ (JK, K;) inf. n. خَضْمٌ; (JK, S, K;) He (a man) ate a thing with the whole of the mouth: (As, S:) or he ate, (K,) in a general sense: (TA:) or he ate with the more remote of the teeth: (K:) قَضْمٌ signifies the “ eating with the nearer of the teeth; ” (TA;) [i. e., “with the teeth of the fore part of the mouth: ” or the “ eating with the extremities of the teeth: ” see art. قضم:] or [he ate so that] he filled his mouth with that which he ate: or it relates peculiarly to the thing that is moist, or juicy, as the cucumber, (K,) and the like: (TA:) or he ate in the enjoyment of a plentiful and pleasant life: (JK, TA:) or خَضْمٌ referring to a man is like قَضْمٌ referring to a beast. (TA.) b2: And خَضَمَهُ, aor. ـِ (JK, K,) inf. n. as above; (TA;) and ↓ اختضمهُ; (JK, K;) He cut it; or cut it off: (K:) or he cut it in pieces. (JK.) b3: خَضَمَ لَهُ مِنْ مَالِهِ, (K,) accord. to IAar, (TA,) signifies He gave him of his property; (K;) [as though he cut off for him a portion thereof;] but Th rejects this, and says that it is هَضَمَ. (TA.) 8 إِخْتَضَمَ see 1. b2: [Hence,] السَّيْفُ يَخْتَضِمُ جَفْنَهُ The sword cuts, and eats, its scabbard, (K,) by reason of its sharpness; mentioned by J as a meaning of يَخْتَضِمُ: [see 8 in art. خصم:] and يَخْتَصِمُ العَظْمَ cuts the bone: and الذِّرَاعَ [the fore arm]. (TA.) b3: And اختضم الطَّرِيقَ He stopped the way, robbing and slaying passengers. (K.) خُضْمٌ: see خُصْمٌ.

خَضْمَةٌ i. q. خَصْمَةٌ, (K,) i. e. A certain bead, or gem, mentioned before. (TA.) خُضَامٌ: see what next follows.

خُضَامَةٌ A thing that is eaten in the manner termed خَضْمٌ; [see 1;] (K;) as also ↓ خُضَامٌ [expressly said to be like غُرَابٌ, otherwise it would seem to be خَضَامٌ, like قَضَامٌ, to which it is opposed,] (TA,) [and ↓ مَخْضَمٌ, as is indicated in the K in art. قضم, opposed to مَقْضَمٌ in that art. (q. v.) in the S and K.]

مَخْضَمٌ: see what next precedes.
الْخَاء وَالضَّاد وَالْمِيم

الخَضْم: الْأكل عَامَّة.

وَقيل: هُوَ مَلء الْفَم بالمأكول.

وَقيل: هُوَ الْأكل باقصى الاضراس.

وَقيل: هُوَ أكل الشَّيْء الرَّطب خَاصَّة، كالقثاء وَنَحْوه.

وكُل أكل فِي سَعة ورَغد: خَضْم.

وَقيل: الخَضم للْإنْسَان، بِمَنْزِلَة القَضْم من الدابّة. خَضِم يَخْضَم خَضْما.

والخُضام: مَا خُضِم.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخضيمة: النَّبت إِذا كَانَ رَطْبا أَخْضَر.

واحسبه سُمِّي خضيمة، لِأَن الراعية تَخْضِمه كَيفَ شَاءَت والخضيمة من الأَرْض: مثل الخُضُلَّة، وَهِي الناعمة المِنْبات.

وَرجل مُخْضَم: مُوسَّع عَلَيْهِ من الدُّنْيَا.

وخَضَمَ لَهُ من مَاله: أعطَاهُ. عَن ابْن الْأَعرَابِي. ورد ذَلِك ثَعْلَب وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ هَضَمٌ.

والخِضَمُّ: السيّد الحَمول الْجواد المِعطاء الْكثير الْمَعْرُوف، وَلَا تُوصَف بِهِ الْمَرْأَة، وَالْجمع: خِضَمُّون، وَلَا يُكسَّر.

والخِضَمُّ: الْبَحْر، لِكَثْرَة مَائه وخيره.

والخِضَمُّ أَيْضا: الْجمع الْكثير.

والخِضَمُّ: الْفرس الضخم الْعَظِيم الوَسَط.

وخَضَمه يَخْضمه خَضْما: قَطعه.

وَسيف خِضَمٌّ: قَاطع.

والخِضَمٌّ: المِسَنُّ، لِأَنَّهُ إِذا شَحَذ الْحَدِيد قَطع، قَالَ:

حَرَّى مُوَقعَةٌ هاج البَنانُ بهَا على خِضَمِّ يُسَقَّى الماءَ عجّاجِ

وخُضُمّةٌ الذَّراع: مُعظمها.

وطَعن فِي خُضُمّته، أَي: فِي وَسطه.

وَفُلَان فِي خُضُمّة قومه، أَي: اوساطهم.

والخَضِيمَةُ: حِنطة تُؤْخَذ فــتُنَقَّى وتُطَّيب ثمَّ تُجعل فِي الْقدر ويُصب عَلَيْهَا مَاء فتُطبخ حَتَّى تَنْضج. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ الرطب الْأَخْضَر من النَّبَات.

والمُخْضِمُ: المَاء الَّذِي لَا يَبلغ أَن يكون اجاجاً يشربه المالُ وَلَا يشربه النَّاس.

والخَضَّم: الْجمع الْكثير من النَّاس، قَالَ:

حَوْليِ اسَيّدُ والهُجَيْمُ ومازنٌ وَإِذا حللتُ فَحْولَ بَيْتي خَضَّمُ وخَضّم: اسْم بلد.

وخَضَّم: اسْم العنبر بن عَمْرو بن تَمِيم.

والخُضُمّان: مَوضِع.
باب الخاء والضاد والميم معهما خ ض م، ض خ م، م خ ض، ض م خ، م ض خ مستعملات

خضم: الخَضْمُ: الأكل والمضغ بأقصى الأضراس. والخَضْمُ: شدة الأكل في رغد. والخَضْم: نحو أكلِ القثاء ونحوه، وهو الأكل بجميع الفمِ. وقولهم: قد يبلغ الخَضْمُ بالقضم، أي: قد يبلغ المبلغ الكبير بالشيء الصغير. وخَضِمْتُ أَخْضَمُ خَضْماً، والخُضْمةُ : ما خُضِمَ. والمُخَضِّمُ: الشديدُ الخَضْمِِ. وخُضُمَّةُ الذراعِ: [مستغلظها] . والمَخْضَم: مصدر من خَضِمْتُ. والخِضَمُّ: نعت للشريف المعطاء، أي: السيد الضَّخْم، وجمعهُ: الخِضَمُّونَ: قال رؤبة : كم لك يا سفاح من خالٍ وعم ... من هاشم في السودد الضَّخُمِ الخِضَمّ

والخِضَمُّ: المسن، والخِضَمُّ: الفرس الجواد الضَخم. قال :

خِضَماّت الأباهر والعروق

ضخم: [الضَّخْم: العظيم من كل شيء] ، وضَخُمَ الشيء ضَخامةً فهو ضَخْمٌ، وجمعه: ضِخامٌ، والإناث: الضَّخْماتُ، لأنه من الصفات، وإذا كان اسماً فهو: فعلاتٌ، مثقل، مثل شربة وشربات وقرية وقريات.. وبنات الواو من الأسماء، نحو: جوزة وجوزات، خفيفة، لأنها إن ثقلت صارت الواو ألفا، فتركت على حالها مخافة الالتباس.

مخض: المَخِيضُ: ما قد أخذ زبده، والمخض: تحريكك المِخْضَ، وهو الذي فيه اللبن. ويستعمل المخَضْ في أشياء كثيرة [نحو] البعير يَمْخَضُ شقشقته. قال رؤبة:

يجمعن زأراً وهديراً مَخْضا

والسحاب يَتَمَخَّضُ بمائه. والدهر يتمخَض بفتنهِ. والتَّمُّخضُ: التحرك. والإمخاضُ: ما اجتمع من الألبان حتى صار وقر بعير، ويجمع على الأماخِيض، وبهذا المعنى [يقال] إحلاب من لبنٍ، وأحاليب. وكل حامل ضربها الطلق فهي: ماخِض. والمخَاضُ: أسم يجمع النوق الحوامل، وهن شولٌ ما دام الفحل فيها، فإذا نتج بعضها وانتظر بعضها فهن عشار، فإذا نتجت فهن لقاح حتى قعدن شولا. وابن المخاض: الذي حملت أمه. والمُسْتَمْخِضُ من اللبن: البطيء الروب، وإذا راب ثم مَخَضْتَهُ فعاد مَخْضا فهو المُسْتَمُخِضُ، وذلك أطيب الألبان. ويقال: إذا أرتكض الولد في بطن [الناقة] قيل لها: ملمع، ثم يقال لها: خلفة، والاثنتان: خلفتانِ، والثلاثُ: خلفات، فإذا جمعت الخلفات قلت لهن: مخاض، فكن مخاضاً إلى مطلع سهيل.. فهن متليات.

ضمخ: الضَّمْخُ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر. قال :

تضمخن بالجادي حتى كأنما الأنوفُ ... إذا استعرضتَهُنَّ رواعفُ

ضَمَخْتُها، وضَمَّخْتُها، فاضْطَمَخَتْ وتَضَمَّخَتْ.

مضخ: المَضْخُ: لغة شنعاء في الضَّمْخ.

خضم: الخَضْمُ: الأَكل عامةً، وقيل: هو مَلءُ الفم بالمأكول، وقيل:

الخَضْمُ الأَكل بأقْصى الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها؛ قال أَيْمَنُ بن

خُرَيْم يذكر أَهل العراق حين ظهر عبد الملك على مُصْعَبٍ:

رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكل خَضْماً، فقد رَضُوا،

أَخيراً من اكْلِ الخَضْمِ، أَن يأْكلوا القضْمَا

وقيل: الخَضْمُ أَكلُ الشيء والرَّطْب خاصة كالقِثَّاء ونحوه، وكلُّ

أَكل في سَعَة ورَغَد خَضْمٌ، وقيل: الخَضمُ للإنسان بمنزلة القَضْم من

الدَّابّة، خَضِم يَخْضَمُ خَضْماً، وقَضِمَ يَقْضَمُ قَضْماً. والخُضامُ: ما

خُضِمَ. وفي حديث أَبي هريرة: أنه مَرَّ بمَرْوانَ وهو يبني بُنياناً له

فقال: ابْنوا شديداً، وأَمِّلُوا بعيداً، واخْضَمُوا فَسَنَقْضَمُ.

الجوهري: خَضِمت الشيءَ، بالكسر، أَخْضَمُه خضْماً؛ قال الأَصمعي: هو الأَكل

بجميع الفم. وفي حديث عليّ، عليه السلام: فقام إليه بنو أُميَّة

يَخْصَونَ مال الله خَضْمَ الإبل نَبْتَةَ الربيع؛ الخَضْمُ: الأكل بأَقصى

الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها، خَضِمَ يَخْضَمُ خَضْماً. وفي حديث أَبي ذرّ:

تأكلون خَضْماً ونأكل قَضْماً. وفي حديث المُغِيرَة: بِئس، لعَمْرُ اللهِ،

زوج المرأةِ المسلمة خُضَمَةٌ حُطَمَةٌ أَي شديد الخَضْم، وهو من أبنية

المبالغة.

أَبو حنيفة: الخَضِيمة النبت إذا كان رَطْباً أَخضر، قال: وأَحسبه

سُمِّيَ خَضِيمةً لأَن الراعية تَخْضِمُهُ كيف شاءت. والخَضِيمةُ من الأَرض:

مثل الخُضُلَّة، وهي الناعمة المِنباتُ.

ورجلُ مُخْضَمٌ: مُوَسَّعٌ عليه من الدنيا. وخَضَم له من ماله: أَعطاه؛

عن ابن الأَعرابي، ورَدَّ ذلك ثعلب وقال: إنما هو هَضَمَ.

والخِضَمُّ، على وزن الهِجَفِّ: السيد الحَمُولُ الجَوادُ المِعْطاءُ

الكثير المعروفِ والعطيةِ، ولا توصف به المرأة، والجمع خِضَمُّونَ، ولا

يُكَسَّرُ. والخِضَمُّ: البحر لكثرة مائه وخيره، وبحر خِضَمٌّ؛ قال

الشاعر:رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافِدات،

بَخٍ لكَ بَخٍّ لبَحْرٍ خِضَمّ

والخِضَمُّ أَيضاً: الجمع الكثير؛ قال العجاج:

فاجْتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ،

فَخَطَمُوا أَمْرَهُمُ وزَمُّوا

خَطَموا أَمرهم: أَحكموه، وكذلك زَمُّوا، وأَصلها من الخِطام

والزِّمامِ. والخِضَمُّ: الفرس الضخم العظيم الوَسَطِ.

وخَضَمَه يَخْضِمُه خَضْماً: قطعه. والسيفُ يَختَضِمُ العظمَ إذا قطعه؛

ومنه قوله:

إنَّ القُساسِيَّ، الذي يُعْصَى به،

يَخْتَضِمُ الدَّارِعَ في أَثوابه

واخْتَضَمَ الطريقَ إذاقطعه؛ وأَنشد في صفة إبل ضُمّرٍ:

ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ،

تَخْتَضِمُ البِيد بغير تَعْبِ

(* قوله «بغير تعب» كذا هو مضبوط في التهذيب وكذا في التكملة بسكون

العين وعليه علامة صح).

وسيف خِضَمٌّ: قاطع. والخِضَمُّ: المِسَنُّ لأَنه إذا شَحَذَ الحديدَ

قَطَعَ؛ قال أَبو وَجْزَة:

حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بها،

على خِضَمٍّ، يُسَقَّى الماءَ، عَجَّاجِ

وفي الصحاح: الخِضَمُّ في قول أَبي وجزة المُسِنُّ من الإِبل؛ قال ابن

بري: صوابه المِسَنُّ الذي يُسَنّ عليه الحديدُ، قال: وكذلك حكاه أَبو

عبيد عن الأُمَويّ، وذكر البيت الذي ذكره لأَبي وجزة، وقد أَورده ابن سيده

وغيره وفسره فقال: شبهها بسهم مُوَقَّعٍ قد ماجت الأَصابع في سَنِّه على

حَجَرٍ خِضَمٍّ يأكل الحديد، عَجَّاج أَي بصوته عَجِيج، والحَرَّى:

المِرْماة العَطْشَى.

الأَصمعي: الخُضُمَّةُ، بالضم وتشديد الميم، عظمة الذراع وهي مستغلظها؛

قال العجاج:

خُضُمَّة الذِّراعِ هذا المُخْتَلا

وخُضُمَّة الذراع: مُعْظَمُها. وطَعَنَ في خُضُمَّته أَي في وسطه. وفلان

في خُضُمَّةِ قومه أَي أَوساطهم. ويقال: إن الخُضُمَّةَ مُعْظَمُ كل

أمر.والخَضِيمةُ: حِنْطة تؤخذ فــتُنَقَّى وتُطَيَّبُ ثم تجعل في القدر ويصبّ

عليها ماء فتطبخ حتى تَنْضَجَ، وقال أَبو حنيفة: هو الرطْبُ الأَخضر من

النبات.

والمُخْضِمُ: الماء الذي لا يَبْلُغُ أَن يكون أُجاجاً يشربه المال ولا

يشربه الناس.

والخَضَّم: الجمع الكثير من الناس؛ قال:

حَوْلي أُسَيِّدُ والهُجَيمُ ومازنٌ،

وإذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَيْتَي خَضَّمُ

وخَضَّم: اسم بلد. والخَضَّمُ، وفي الصحاح خَضَّمٌ

على وزن بَقَّمٍ: اسم العَنْبَر بن عمرو بن تميم، وقد غلب على القبيلة،

يزعمون أَنهم إنما سُموا بذلك لكثرة الخَضْمِ، وهو المضغ بالأَضراس لأَنه

من أَبنية الأَفعال دون الأَسماء؛ قال ابن بري: ومنه قول طَريف بن مالك

العَنْبري:

حَوْلي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شَجْعَةٌ،

وإذا نَزَلْتُ فَحَوْلَ بَيتيَ خَضَّمُ

وخَضَّمٌ: اسم ماء، زاد الأَزهري: لبني تميم، وقال:

لولا الإلَهُ ما سَكَنَّا خَضَّمَا،

ولا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّمَا

وفي الصحاح: بالمَشاء

(* قوله «وفي الصحاح بالمشاء قيما» كذا هو بالأصل)

قُيَّما، قال: وهو شاذ على ما ذكرناه في بَقَّم. أَبو تراب: قال زائدة

القيسيّ خَضَفَ بها وخَضَمَ بها إذا ضَرط، وقاله عَرَّامٌ؛ وأَنشد

للأَغْلَب:

إن قابَلَ العِرْسَ تَشَكّى وخَضَمْ

(* قوله «إن قابل إلخ» تمامه كما في التكملة: وإن تولى مدبراً عنها

خضم).الأَزهري: وحَصَمَ مثله، بالحاء والصاد. وفي حديث أُم سَلَمَةَ:

الدنانير السبعة نسيتها في خُضْمِ الفِراش أَي جانبه؛ قال ابن الأَثير: حكاها

أَبو موسى عن صاحب التتمة، وقال: الصحيح بالصاد المهملة، وقد تقدم.

وفي حديث كعب بن مالك: وذكر الجمعة في نقيع يقال له نَقِيعُ الخَضِماتِ

(* قوله «الخضمات» كفرحات كما ضبطه السيد السمهودي وضبطه الجلال بالتحريك

وضبطه صاحب القاموس في تاريخ المدينة بالكسر، أفاده شارح القاموس)، وهو

موضع بنواحي المدينة. والخُضُمَّانِ: موضع.

[خضم] خضمت الشئ بالكسر، أخضمه خَضْماً. قال الأصمعيّ: هو الأكل بجميع الفم. والخُضُمَّةُ بالضم وتشديد الميم: مُستغلَظَ الذِراع. ويقال: إنَّ الخُضَمَّةَ مُعْظم كلِّ أمر. والخِضَمُّ، على وزن الهجف: الكثير العطاء. والخِضمُّ أيضاً: الجمع الكثير. وقال :

فاجتمع الخضم والخضم * والخضم أيضا في قول أبى وجزة السعدى: المسن من الابل . والخضيمة: حنطة تطبخ بالماء حتى تنضج. وخضم، على وزن بقم، اسم العنبر بن عمرو بن تميم. وقد غلب على القبيلة، يزعمون أنهم إنما سموا بذلك لكترة الخضم، وهو المضغ، لانه من أبنية الافعال دون الاسماء. وخضم: أيضا اسم ماء. وقال: لولا الاله ما سكنا خضما ولا ظللنا بالمشائى قيما وهو شاذ على ما ذكرناه في بقم.

خَضم

خَضم
(الخَضْم: الأَكْلُ) عَامَّة، (أَو بِأَقْصَى الأَضْراسِ) ، والقَضْم بأَدْناها، قَالَ ابْن خُرَيْم يَذْكُر أَهلَ العِراق:
(رَجَوْا بالشِّقاق الأَكلَ خَضْمًا فَقَدْ رَضُوا ... أَخِيراَ مِنَ أكل الخَضْم أَن يَأْكُلُوا قَضْما)

(أَو) هُوَ (مَلْءُ الفمِ بالمَأكُول) ، وَنَقَل الجوهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيّ: هُوَ الأَكْلُ بِجَمِيع الفَمِ، (أَو) هُوَ (خاصٌّ بالشَّيْء الرَّطْب كالقِثَّاءِ) ونحوهِ، وَقيل: كُلُّ أَكْل فِي سَعَة ورَغَد فَهُوَ خَضْم، وقِيل: الخَضْمُ للْإنْسَان بمنْزِلة القَضْم من الدّابّة، (والفِعْل) خَضِم (كَسَمِع، وَضَرَبَ) ، واقتَصَر الجوهرِيُّ على الأُولَى.
(والخُضَامَةُ، كَثُمامَةَ) : اسمُ (مَا خُضِم) أَي: أُكِل.
(والخَضِيمَةُ) كَسَفِينَةٍ: (النًّبْتُ الأَخْضَر الرَّطب) ، قَالَ أَبُو حَنِيفَة: وَأَحْسَبُه سُمّي خَصِيمَة لأنّ الرَّاعِية تَخْضِمه كَيفَ شَاءَت.
(و) الخَضِيمَةُ أَيْضا: (الأَرضُ النَّاعِمَةُ المِنْباتُ) ، وَهِي الخُضُلَّة أَيْضا.
(و) الخَضِيمَةُ: (حِنْطَةٌ تُعالَج بالطَّبْخِ) ، وَذَلِكَ أنَّها تُؤْخَذ وتُنَقَّى وتُطَيَّب، ثمَّ تُجْعَل فِي القِدْر، ويُصَبّ عَلَيْهَا مَاءٌ، فَتُطْبخ حَتَّى تُنْضَج. (وَخَضَمه يَخْضِمه) خَضْماً من حَدِّ ضَرَب: (قَطَعه، فاخْتَضَمه) .
(و) خَضَم (لَهُ من مَالِه: أَعْطاه) ، عَن اْبنِ الأعرابيّ، ورَدّ ذلِك ثَعْلب، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ هَضَم، قَالَ أَبُو تُراب: قَالَ زِائَدَةُ القَيْسيّ: خَضَفَ بهَا، (و) خَضَم (بِهَا) : إِذا (حَبَق) ، وَأنْشد عَرَّام للأَغْلب:
(إِن قابَلَ العِرْسَ تَشَكَّى وخَضَمْ ... )

قَالَ الأزهريُّ: وحَصَم مِثْله بالحَاءِ والصَّاد. وَقد تقدّم.
(والمُخْضِمُ، كَمُحْسِنٍ: الماءُ) الَّذِي (لاَ يَبْلُغ أَن يَكُون أُجاجاً يَشْرَبُه المَالُ) ، و (لَا) يشربُه (النَّاسُ) .
(و) المُخَضَّمُ (كمُعَظَّمٍ ومُكْرمٍ: المُوسَّع عَلَيْهِ فِي الدُّنْيا) . وَفِي الْمُحكم: من الدُّنْيا، وأقتصر على الضَّبْطِ الأول.
(والخُضُمَّةُ، كَحُزُقَّة: الوَسَط) ز يُقالُ: طَعَنْتُه فِي خُضُمَّته أَي: فِي وَسَطه.
(و) خُضُمَّةُ الذِّراع: مُعْظَمُها، وَقيل الخُضُمَّةُ: (مُعْظَم كُلِّ أَمْر) ، نَقله الجوهَرِيّ.
(و) قَالَ الأصمَعِيُّ: الخُضُمَّة: (مُسْتَغْلَظ الذِّراع) ، قَالَ العَجَّاج:
(خُضُمَّةُ الذِّراع هَذّ المختلي ... )

(و) يُقَال: (هُوَ فِي خُضُمَّةِ قَوْمِه) أَي: (فِي مُاصِهِم) وأوساطِهِم.
(و) الخِضَمُّ (كَخِدَبّ: السَّيِّد الحَمولُ) الجَوادُ (المِعْطَاءُ) الكَثِيرُ المَعْرُوفِ (خَاصٌّ بالرِّجالِ) ، وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأةُ، وَهُوَ مجَاز (ج: خِضَمُّون) ، وَلَا يُكَسَّر.
(و) الخِضَمُّ: (البَحْرُ) لكَثْرة مائِه وخَيْرِه. وَيُقَال: بَحْرٌ خِضَمٌّ، قَالَ الشاعِرُ:
(روافِدُه أكرمُ الرَّافِدَاتِ ... بَخٍ لَك بَخٍّ لبَحْرٍ خِضَمّ)

(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (الجَمْعُ الكَثِير) ، قَالَ العَجَّاج:
(فاْجْتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ ... )

(فَخَطَموا أَمْرَهُم وَزَمُّوا ... )

(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (الفَرسُ الضَّخْم) العَظِيم الوَسَط، وَهُوَ مجَاز، وَقيل: فَرسٌ خِضَمٌّ: ذُو جَرْي.
(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (السَّيْفُ القَاطِع) ، وَهُوَ مجَاز، وَقيل: ذُو الجَوْهَرِ والمَاءِ، وَيُقَال: سَيْفٌ خِضَمٌّ.
(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (المِسَنُّ) الَّذِي يُسَنّ عَلَيْهِ الحَدِيد، قَالَه اْبنُ بَرّيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أبُو عُبَيْد عَن الأُمَوِيّ؛ (لأَنَّه إِذْ شَحَذ الحَدِيد قَطَع. وغَلِط الجَوْهَرِيُّ فَقالَ: هُوَ المُسِنُّ من الْإِبِل) . قَالَ ياقُوت: ناسِخُ الصّحاح هَكَذَا وجد فِي نُسَخٍ مقروءةٍ على مَشايخ مُتَّصِلَة الرِّواية بالمُصَنَّف وَهُوَ غَلَط، ثمَّ قَالَ: (فِي قَوْلِ أَبِي وَجْزة) وَلم يَذْكُر البَيْت: (والبَيْت الَّذي أَشارَ إِلَيْهِ هُوَ) هَذَا:

(شاكَتْ رُغامي قَذُوفِ الطَّرفِ خَائِفَةٍ ... هَوْلَ الجَنانِ نَزُورٍ غَيرِ مِخْداجِ)

(حَرَّى مُوقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بِهَا ... على خِضَمٍّ يُسَقَّ الماءِ عَجَّاجِ) تَفْسِير هَذَا الْبَيْت: (حَرَّى: فاعِلُ شَاكَت، أَي: دَخَلَت فِي كَبِدِها حَدِيدَةٌ عَطْشَى إِلَى دم الوَحْشِ وَقد وَقَّعَها الحَدَّادُ، واضْطَرب البَنانُ بتَحْدِيدها على مِسَنٍّ مَسْقِيٍّ) . وأوردَه اْبنُ سِيدَه وغَيْرُهُ وَفَسَّره، فَقَالَ: شَبَّهَها بسَهْمٍ مُوقَّع قد ماجَتِ الْأَصَابِع فِي سَنِّه على حَجَر خَضِمّ يأكُلُ الحَديد، عَجَّاج أَي: بِصَوْته عَجِيج، والحَرَّى: المَرْماة العَطْشى.
قُلتُ: وَقد ذَكَره اْبنُ فَارِس فِي المُجْمَل على الصَّوَاب. ونَبَّه على خطأ الجَوْهَرِي غَيرُ وَاحِد من الأَئِمَّة كابْنِ بَرِّيّ والصَّفَدي والصَّاغانيّ ويَاقُوت وغَيْر هؤُلاء.
(وخَضَّمٌ، كَبقَّم: الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ) . وَمِنْه قَولُ طَرِيفِ بنِ مَالِك العَنْبَرِيّ:
(حَوْلِي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شَجْعَةٌ ... وإِذا نَزَلتُ فَحَوْلَ بَيْتِي خَضَّمُ)

هَكَذَا أنشدَه اْبنُ بَرّيّ، ورِواية غَيْره:
(حَوْلِي أُسَيِّدُ والهُجَيْم ومَازِنٌ ... وَإِذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ)

(و) خَضَّم: (د) وَفِي بَعْضِ النُّسَخ إِشَارَة المَوْضِع، (و) أَيْضا اسمُ (ماءٍ) . زَاد الأَزْهَرِيُّ: لِبَنِي تَمِيم، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ:
(لَوْلَا الإلهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا ... )

(وَلَا ظَلِلْنَا بالمَشائِي قُيِّمَا ... )

(و) خَضَّم: اسْم (رَجُل، أَو) هُوَ (اْسمُ العَنْبر بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم) كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيا: خَضَّم: لَقَبه، واسْمه العَنْبَر، (وَقد غُلِّبَت) ، وَنَصّ الصِّحَاح: وَقد غُلِّب (عَلَى القَبِيلة) ، يَزْعمُونَ أَنَّهم إِنَّما سُمُّوا بِذلِك (لكَثْرة أَكْلِهم) ومَضْغِهم بالأَضراس؛ لأنَّه من أبْنِيَة الأَفْعال دُونَ الْأَسْمَاء. وَبِه فَسَّر اْبنُ بَرّيّ قَولَ طَرِيفِ بنِ مَالك السَّابق، قَالَ الجَوهريُّ: وَهُوَ شَاذٌّ على مَا ذَكَرناه فِي بَقّم.
(والخُضُمَّان من القَمِيص، كالجُرُبَّان زِنَةً ومَعْنًى) .
(واخْتَضَم الطَّرِيقَ) إِذا (قَطَعَه) . قَالَ فِي صِفَة إبل ضُمَّر:
(ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ ... )

(تَخْتَضِم البِيدَ بِغَيْر تَعْبِ ... )

(والسَّيفُ يَخْتَضِم) العَظْمَ إِذا قَطَعه، وَمِنْه قَولُه:
(إِنَّ القُسَاسِيَّ الَّذِي يُعصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدَّارعَ فِي أَثْوابه)

ويَخْتَضِم (جَفْنَه أَي: يَقْطَعُه ويَأْكُلُه) لحِدَّتِه، وَقد ذَكَره الجَوْهَرِيُّ فِي التَّركيب الَّذِي قَبْلَه وَتَقدَّمت الإشارةُ إِلَيْهِ.
(والخَضْمَةُ) لُغَة فِي (الخَصْمَةُ) : وهِي الخرزة المتقدّم ذِكْرُها.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الخُضامُ، كَغُرابٍ: مَا خُضِم.
والخُضَمَةُ، كَهُمَزة: الشَّدِيدُ الضَّخْمُ. وخُضْمُ الفِراش: جانِبُه، هَكَذَا ضَبَطه أَبُو مُوسَى، قَالَ اْبنُ الأَثِير: والصَّحِيحُ بالصَّاد المُهْمَلَة. وَقد تَقَدَّم.
ونَقِيعُ الخَضِمات بالتَّحْرِيك كَمَا ضَبَطه الجَلال، أَو كفَرِحات كَمَا ضَبَطَه السَّيِّد السَّمْهُودِي أَو بالكَسْر كَمَا ضَبَطه المُصَنّف فِي تَارِيخ المَدِينة لَهُ: وَهُوَ مَوْضِع بنَواحِي المَدِينة، وَقد جَاءَ ذِكرُهُ فِي حَدِيث كَعْبِ بن مالِك. والخُضُمَّان: مَوْضِع.

بُلْقُون

بُلْقُون: (بالأسبانية) بَبَر، Pulgon حشرة صغيرة تنخر الكرم (ابن العوام مخطوطة ليدن ص123) وفي طبعة بانكري 1: 509 وفيها نقص نحو اثنتي عشرة صفحة): قال ع تنقى الجفان بعد الزبر من قشرها اليابس فان فيه يتكون الدود والبلقون.

اسْتَبْرَأَ

(اسْتَبْرَأَ) من النَّجس وَالْبَوْل اســتنقى مِنْهُ وَمن الدّين والذنب طلب الْبَرَاءَة مِنْهُ وَالشَّيْء تقصى بَحثه ليقطع الشُّبْهَة عَنهُ

الخضيمة

(الخضيمة) النبت الْأَخْضَر الرطب وَالْأَرْض الناعمة النَّبَات وحنطة تُؤْخَذ فــتنقى وتطيب ثمَّ تجْعَل فِي الْقدر وَيصب عَلَيْهَا مَاء فتطبخ حَتَّى تنضج (البليلة) (ج) خضائم

المرجاس

(المرجاس) حجر يشد فِي طرف الْحَبل ثمَّ يدلى فِي الْبِئْر فتمخض الحمأة حَتَّى تثور ثمَّ يستقى ذَلِك المَاء فــتنقى الْبِئْر كَمَا يقدر بِهِ مَاؤُهَا وَيعلم بِهِ قدر قَعْر المَاء وعمقه (ج) مراجس

خلص

خ ل ص: (خَلَصَ) الشَّيْءُ صَارَ (خَالِصًا) وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (خَلَصَ) إِلَيْهِ الشَّيْءُ وَصَلَ. وَ (خَلَّصَهُ) مِنْ كَذَا (تَخْلِيصًا) أَيْ نَجَّاهُ (فَتَخَلَّصَ) . وَ (خُلَاصَةُ) السَّمْنِ بِالضَّمِّ مَا خَلَصَ مِنْهُ، وَكَذَا (خِلَاصَتُهُ) بِالْكَسْرِ. وَ (أَخْلَصَ) السَّمْنَ طَبَخَهُ. وَ (الْإِخْلَاصُ) أَيْضًا فِي الطَّاعَةِ تَرْكُ الرِّيَاءِ وَقَدْ (أَخْلَصَ) لِلَّهِ الدِّينَ. وَ (خَالَصَهُ) فِي الْعِشْرَةِ صَافَاهُ. وَهَذَا الشَّيْءُ (خَالِصَةٌ) لَكَ أَيْ خَاصَّةٌ. وَ (اسْتَخْلَصَهُ) لِنَفْسِهِ اسْتَخَصَّهُ. 

خلص: خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد

نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم. وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه: أَمْحَضَه.

وأَخْلَصَ الشيءَ: اختاره، وقرئ: إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين،

والمُخْلَصِين؛ قال ثعلب: يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه

تعالى، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ. الزجاج: وقوله:

واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً، وقرئ مُخْلِصاً، والمُخْلَص:

الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، والمُخْلِص: الذي

وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة: قل هو اللّه أَحد، سورة

الإِخلاص؛ قال ابن الأَثير: سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس،

أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ، وكلمة الإِخلاص

كلمة التوحيد، وقوله تعالى: من عبادنا المُخْلَصِين، وقرئ المُخْلِصين،

فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون.

والتخليص: التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ، تقول: خَلَّصْته من كذا

تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ

الغَزْلُ إِذا الْتَبَس. والإِخْلاصُ في الطاعة: تَرْكُ الرِّياءِ، وقد

أَخْلَصْت للّه الدِّينَ. واسْتَخْلَصَ الشيء: كأَخْلَصَه. والخالِصةُ:

الإِخْلاصُ. وخَلَص إِليه الشيءُ: وَصَلَ. وخَلَصَ الشيءُ، بالفتح، يَخْلُصُ

خُلوصاً أَي صار خالِصاً. وخَلَصَ الشيء خَلاصاً، والخَلاصُ يكون مصدراً

للشيء الخالِص. وفي حديث الإِسراء: فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض

أَي وَصَلْتُ وبلَغْت. يقال: خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه،

وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ ومنه حديث هِرَقْلَ: إِني أَخْلُص إِليه. وفي حديث

عليّ، رضي اللّه عنه: أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن

على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى

بما يُتَخَلّص به من الخصومة. وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه.

ويقال: هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة. وقوله عزّ وجلّ: وقالوا

ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل

معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا: جماعةُ ما في

بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا. وقوله: ومُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ على لفظ

ما، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، والذي في بطون

الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ

الأَصابِع أُصبعٌ، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها،

ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا: الأَنعامُ التي في

بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سيده: والقولُ الأَول أَبْبَنُ

لقوله ومُحَرَّمٌ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما، وقرأَ بعضهم

خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً، وأَما قوله عزّ وجلّ: قل هي للذين

آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً،

المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون، فإِذا كان يومُ

القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر، وأَما

إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ

لبيبٌ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال،

كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة.

وقوله عزّ وجلّ: إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار؛ يُقْرَأُ

بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى، فمن قرأَ بالتنوين جعل

ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى

الدار، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين

بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا، وذلك

شأْن الأَنبياء، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى

اللّه، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس

يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم. وفي الحديث: أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا: وما يومُ

الخَلاصِ؟ قال: يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ

ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض. وفي حديث

الاستسقاء: فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس.

وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه. وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ

وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً. والخالصُ من

الأَلوان: ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني.

والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ: رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر.

والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ: التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن،

وأَخْلَصَه: فَعَل به ذلك. والخِلاصُ: ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ.

والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل.

والخُلوصُ: الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ. ويقول الرجل لصاحبةِ

السَّمْنِ: أَخْلِصي لنا، لم يفسره أَبو حنيفة، قال ابن سيده: وعندي أَن

معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ. غيره: وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما

خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه

شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ من

الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بكسر الخاء، وهو

الإِثْر، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ

والقِشْدَةُ والكُدادةُ، والمصدر منه الإِخْلاصُ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ.

أَبو زيد: الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ

والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ

والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ. قال الأَزهري:

سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء

والثُّفْل: الخِلاصُ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ

فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة

اللبن المختلط به، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، وأَما

الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من

ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه. أَبو الدقيش: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه

يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قال: مَرَّ الفرزدق برجل من

باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق: أَتَشْتري

أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي؟ فقال: أَللّهِ عليك

لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال: أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بين

يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال:

لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه،

عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ

من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه،

بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ

فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ،

أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ

الفراء: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا

أَعطى الخَلاص، وهو مِثْل الشيء؛ ومنه حديث شريح: أَنه قضى في قَوْس

كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها. والخِلاص، بالكسر: ما أَخْلَصَته النارُ

من الذهب والفضة وغيره، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة؛ ومنه حديث سلمان: أَنه

كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص. والخِلاصة

والخُلاصة: كالخِلاص، قال: حكاه الهروي في الغريبين.

واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وهو خالِصَتي وخُلْصاني.

وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت

مَوَدّتُهما، وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. وتقول: هؤلاء

خُلْصاني وخُلَصائي، وقال أَبو حنيفة: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ

البعيرُ سَمِن، وكذلك الناقة؛ قال:

وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا

والخَلَصُ: شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ. قال

أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق

بالشجر فيعْلق، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وله وَرْدةٌ

كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وهو طيّبُ الريح، وله حبّ كحبّ عِنَبِ

الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا

يؤكل ولكنه يُرْعَى؛ ابن السكيت في قوله:

بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

الأَصمعي: هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ

المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه.

ويقال لكل شيء أَبيضَ: خالِصٌ؛ قال العجاج:

مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا

يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ. الليث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان

قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد:

مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما

والخالصُ: الأَبْيَضُ من الأَلوان. ثوب خالصٌ: أَبْيَضُ. وماءٌ خالص:

أَبيض. وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم، فذلك الخَلَصُ. قال: وذلك في

قَصَب العظام في اليد والرجل. يقال: خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا

بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم.

والخَلْصاءُ: ماءٌ بالبادية، وقيل موضع، وقيل موضع فيه عين ماء؛ قال

الشاعر:

أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها،

وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا

وقيل: هو الموضع بالدهناء معروف. وذو الخَلَصة: موضع يقال إِنه بيت

لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ

فَهُدِم. وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على

ذي الخَلَصة؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم،

وقيل: ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها

رسول اللّه، صلَى اللّه عليه وسلّم، جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها،

وقيل: ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثير: وفيه نظر

(* قوله «وفيه

نظر» أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو لا تضاف

الا إلخ، كذا بهامش النهاية.) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء

الأَجناس، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة

الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ

أَعجازُهن. وخالصةُ: اسم امرأَة، واللّه أَعلم.

خلص

1 خَلَصَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. خُلُوصٌ (S, A, K) and خَلَاصٌ (TA) and خَالِصَةٌ, (K,) or the second and third of these are simple substs. [used as inf. ns., i. e., quasi-inf. ns.]; (TA;) and خَلُصَ also; (Et-Towsheeh, TA;) but the former is that which is commonly known; (TA;) It (a thing, S, TA) was, or became, خَالِص, (S, A, K,) which signifies [here] clear, pure, sheer, free from admixture, unmingled, unmixed, or genuine; (B, TA;) and white. (K.) You say, خَلَصَ انمَآءُ مِنَ الكَدَرِ The water became clear from turbidness. (Msb.) And خَلَصَ الزُّبْدُ مِنَ الثُّفْلِ [The butter became clear from the dregs, or sediment,] in being cooked. (S.) b2: خَلَصَ مِنَ الوَرْطَةِ, (A,) or التَّلَفِ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. خَلَاصٌ (A, Msb) and خُلُوصٌ and مَخْلَصٌ, (Msb,) (tropical:) He became safe, or secure, or free, from embarrassment or difficulty, or from destruction, (A, Msb,) like as a thing becomes clear from its turbidness. (A.) [See also 5.] b3: خَلَصَ مِنَ القَوْمِ (tropical:) He withdrew, retired, or went away or apart, from the people, or company of men. (A, TA.) It is said in the Kur [xii. 80], خَلَصُوا نَجِيًّا (tropical:) They retired, conferring privately together. (Bd, Jel, TA.) b4: خَلَصَ إِلَيْهِ, (S, A, K,) and بِهِ (TA,) inf. n. خُلُوصٌ, (K,) (tropical:) He, or it, (a thing, S, and grief, and happiness, A, TA,) came to, or reached, him: (S, A, K, TA:) he came to, reached, or arrived at, it; namely, a place. (TA.) b5: Also خَلَصُوا إِلَيْهِ They came to him (namely a judge or governor) and referred to him their cause, or suit, for judgment. (T and L in art. نفذ.) A2: خَلَصَ, inf. n. خَلَاصٌ and خُلُوصٌ; (TA;) or ↓ خلّص, (K,) inf. n. تَخْلِيصٌ; (TA;) but the former is that which is found in the correct lexicons; (TA;) He took the خُلَاصَة [q. v.] (K, TA) of, or from, clarified butter; (TA;) and ↓ اخلص, inf. n. إِخْلَاصٌ, signifies the same. (TA.) [See also this last below.]2 خلّصهُ, (A,) inf. n. تَخْلِيصٌ, (TA,) He made, or rendered, it clear or pure [&c. (see 1, first signification)]; he cleared, clarified, purified, or refined, it; (A, Mgh, TA;) [as also ↓ اخلصهُ, q. v.] b2: (assumed tropical:) He separated it from another thing or other things. (Msb.) You say also خلّص بَيْنَهُمَا [He separated them, each from the other]. (M in art. قلص.) b3: (tropical:) He (God, A, TA, or a man, S) saved, secured, or freed, him, (S, A, K,) مِنْ كَذَا from such a thing, (S,) [as, for instance, a snare, and embarrassment or difficulty, or destruction, like as one renders a thing clear from its turbidness, (see 1,)] after he had become caught, or entangled; (TA;) as also ↓ اخلصهُ. (TA.) Also (assumed tropical:) [He disentangled it; unravelled it:] said of spun thread that has become entangled. (Lth and Az and Sgh, in TA, art. عسر.) b4: (assumed tropical:) He made it clear; or explained, expounded, or interpreted, it; as also لَخَّصَهُ. (A in art. لخص.) b5: خلّص, inf. n. as above, also signifies (assumed tropical:) He gave [a man (for the verb in this case, as in others, is trans, accord. to the TK,)] the خَلَاص, (K, TA,) i. e., the equivalent of a thing, or requital, or hire for work. (TA.) A2: See also 1, last signification.3 خَالصهُ, (S, K,) inf. n. مُخَالَصَةٌ, (TK,) (assumed tropical:) [He regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity of mind, or sincerity: and particularly, as also خالصهُ الوُدَّ, mentioned in this art. in the A, but not explained,] (tropical:) he regarded him, or acted towards him, with reciprocal purity, or sincerity, of love, or affection; syn. صَافَاهُ (S, K, TA) and وَادَدَهُ; (TA;) فِى العِشْرَةِ [in social intercourse]. (S, TA.) You say also, خالص اللّٰهَ دِينَهُ (tropical:) [He acted with reciprocal purity, or sincerity, towards God, in his religion]. (A.) and one says, خَالِصِ المُؤْمِنَ وَ خَالِفِ الكَافِرَ (tropical:) [Act thou with reciprocal purity, or sincerity, towards the believer, and act thou with contrariety to the unbeliever]. (A. [See 3 in art. خلق, where a similar saying is mentioned.]) [See also the next paragraph.]4 اخلصهُ: see 2, first signification. You say, اخلص السَّمْنَ, inf. n. إِخْلَاصُ, He clarified the cooked butter by throwing into it somewhat of the meal of parched barley or wheat (سَوِيق), or dates, or globules of gazelles' dung: (S, * L:) or he took the خُلَاصَة [q. v.] of the cooked, or clarified, butter. (Fr, K.) See also 1, last signification. And أَخْلَصَتْهُ النَّارُ [The fire clarified it, or purified it,] namely, butter, and gold, and silver. (K.) b2: You say also, اخلصوا النَّصِيحَةَ and الحُبَّ (tropical:) [lit. They made good advice or counsel, and love, pure, or sincere; meaning, they were pure, or sincere, in giving good advice, and in love]. (TA.) And اخلص لَهُ المَوَدَّةَ (tropical:) [He was pure, or sincere, to him in love, or affection]. (A.) And اخلص لِلّٰهِ العَمَلَ (assumed tropical:) [He was pure, or sincere, towards God in works]. (Msb.) And اخلص لِلّٰهِ الدِّينَ, (S, TA,) or دِينَهُ, (A,) (tropical:) He was pure, or sincere, towards God in religion, [or in his religion;] without hypocrisy. (S, * TA.) And اخلص لِلّٰهِ, [elliptically,] (assumed tropical:) He was without hypocrisy [towards God]. (K.) or إِخْلَاصٌ properly signifies (assumed tropical:) The asserting oneself to be clear, or quit, of [believing in] any beside God. (B, TA.) [Hence.] سُورَةُ الإِخْلَاصِ is (assumed tropical:) a title of The [112th] chapter of the Kur-án commencing with the words قُلْ هُوَ اللّٰهُ

أَحَدٌ: (IAth, Msb:) and سُورَتَا الإِخْلَاصِ (assumed tropical:) the same together with the [109th] chapter commencing with the words يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. (Msb.) And كَلِمَةُ الأِخْلَاصِ is applied to (tropical:) The sentence which declares belief in the unity of God. (A, * TA.) أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ: see below, voce خَالِصَةٌ. b3: See also 2, third signification. b4: And see 10.5 تخلّص (tropical:) He became saved, secured, or freed; he escaped, or freed himself; or became safe, secure, free, or in a state of freedom or immunity; (S, K;) from a thing; (S;) as, for instance, a gazelle, and a bird, from a snare, (A,) [and a man from embarrassment or difficulty, or destruction, like as a thing becomes cleared from its turbidness, (see 1,) or] like spun thread when it has been entangled. (TA.) b2: [See also نَسَبَ بِالْمَرْأَةِ.]6 تخالصوا (tropical:) They regarded one another, or acted reciprocally, [with purity, or sincerity: and particularly,] with purity, or sincerity, of love, or affection. (A, * TA.) 10 استخلص الزُّبْدَ مِنَ اللَّبَنِ He extracted the butter from the milk. (ADk, A, L.) b2: استخلصهُ لِنَفْسِهِ He appropriated him [or it] purely to himself, (Bd and Jel in xii. 54,) exclusively of any partner: (Jel:) he chose him [or it] for himself; took him [or it] in preference for himself; (IAar, in L, art. قرح; and TA in the present art.;) he appropriated him to himself as his particular, or special, intimate; (TA;) syn. اِسْتَخَصَّهُ; (S, K, TA;) and ↓ اخلصهُ signifies the same. (TA.) خِلْصٌ (S, A, K) and ↓ خُلْصَانٌ (S, A, TA) and ↓ خَالِصَةٌ (S, TA) (tropical:) A man's friend; [or his sincere, or true,] or his secret, or private, friend; or his companion, or associate, who converses, or talks, with him; syn. خِدْنٌ; (S, K, TA;) his particular, or special, friend: (TA:) ↓ the second is also used in a pl. sense: (S, TA:) pl. of the first, خُلَصَآءُ. (K.) خَلَصٌ A kind of tree like the grape-vine (K) in its manner of growth, (TA,) that clings to other trees, and rises high; (K;) having leaves of a dust-colour, thin, round, and wide; and a blossom like that of the مر [?]; and tinged in the lower parts of its stems; (TA;) sweet in odour; and having berries (K) like those of [the plant called عِنَبٌ الثَّعْلَبِ, [see art. ثعلب,] three and four together, red, (TA,) like the beads of عَقِيق [q. v.]; (K;) not eaten [by men], but depastured: (TA:) n. un. with ة: (K:) thus described by [AHn] Ed-Deenawaree, on the authority of an Arab of the desert. (TA.) See the end of the next paragraph.

ذُو الخَلَصَةِ, (S, K,) and ذو الخُلُصَةِ, (Hishám, K,) and ذو الخَلْصَةِ, accord. to IDrd, and some write it ذو الخَلُصَةِ, but the first is the form commonly obtaining with the relaters of trads., (TA,) A certain temple, (S, K,) called كَعْبَةُ اليَمَامَةِ, (S,) or الكَعْبَةُ اليَمَانِيَّةُ, (El-Háfidh Ibn-Hajar, K,) and also الكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ, because its door faced Syria, (TA,) belonging to the tribe of Khath'am, (S, K,) and Dows and Bejeeleh and others, (TA,) in which was an idol called الخَلَصَةُ, (S, K,) which was demolished (S, TA) by command of Mohammad: (TA:) or ذُو الخَلَصَةِ was the idol itself, as some say; but, says IAth, this requires consideration, because [it is asserted that] ذو is not prefixed to any but generic names: (TA: [but see ذُو:]) or the temple was so called because it was the place of growth of a tree of a kind called ↓ خَلَص. (K, * TA.) خُلْصَانٌ: see خِلْصٌ, in two places.

خَلَاصٌ an inf. n. of 1. b2: يَوْمُ الخَلَاصِ is The day of the coming forth of الدَّجَّال [or Antichrist]; because then the believers will be distinguished. (TA.) A2: Also (assumed tropical:) An equivalent; a requital, or compensation; hire, pay, or wages, for work: pl. أَخْلَاصٌ. (TA.) b2: See also خُلَاصَة.

خُلَاصٌ: see خُلَاصَة, in two places.

خِلَاصٌ: see خُلَاصَة, throughout.

خُلُوصٌ: see خُلَاصَة, in three places. b2: Also an inf. n. of 1.

خُلَيْصٌ: see خَالِصٌ.

خُلَاصَةُ السَّمْنِ (S, A, L, Msb, K) and خِلَاصَتُهُ (Fr, Sgh, K) What has become clear, of cooked butter; (S, A, L, K;) or cooked butter into which some dates have been thrown, or into which some سَوِيق [i. e. meal of parched barley or wheat] has been thrown, in order that thereby it may become clear from the remains of the milk: (Msb:) for when they cook fresh butter, to make it سَمْن, they throw into it somewhat of سويق, or dates, or globules of gazelles' dung; and when it becomes good, and clear from the dregs, or sediment, that سمن is called الخُلَاصَةُ, and ↓ الخِلَاصُ also, (S, L,) mentioned by A'Obeyd, (S,) and this, namely the خِلَاص, is the إِثْر: (S, L, K:) and the terms ↓ خُلُوصٌ (S, L, K) and قِلْدَةٌ (S, L) and قِشْدَةٌ (S, L, K) and كُدَادَةٌ (S, L) are applied to the dregs, or sediment, remaining at the bottom; (S, L, K;) as also خُلَاصَةٌ: (AHeyth, L in art. قشد:) the inf. n. is إِخْلَاصٌ; and you say, أَخْلَصْتُ السَّمْنَ: (S, L:) or خُلَاصَةٌ and ↓ خِلَاصٌ signify dates and سويق that are thrown into سمن; and اخلص السَّمْنَ signifies “he threw dates and سويق into the سمن [and so clarified it]:” and ↓ خُلَاصٌ [thus I find it written] signifies what has become clear, of سمن, when it is cooked: and خِلَاصٌ also signifies, and so ↓ إِخْلَاصٌ, and ↓ أِخْلَاصَةٌ, butter when clear from the dregs, or sediment: and ↓ خُلُوصٌ, the dregs, or sediment, at the bottom of the milk: (L:) ↓ إِخْلَاصٌ and ↓ إِخْلَاصَةٌ are syn. with إِذْوَابٌ and إِذْوَابَةٌ: (TA:) or, accord. to Az, the latter two terms are applied to butter when it is put into the cooking-pot to be cooked into سمن; and when it has become good, and the milk has become clear from the dregs, or sediment, that milk is called إِثْرٌ and ↓ إِخْلَاضٌ: Az says, I have heard the Arabs apply the term ↓ خِلَاصٌ to that with which سمن is cleared, in the cookingpot, from the water and milk and dregs; for when it is not clear, and the milk is mixed with the butter, they take dates, or flour, or سويق, which they throw therein, that the سمن may become clear from the remains of the milk mixed with it: this is the خِلَاص: but the خلاصة [i. e.

خُلَاصَة] is what remains, of the خِلَاص and dregs or milk &c., in the bottom of the cooking-pot: (L, TA:) [or] ↓ خِلَاصٌ (K) [accord. to some, ↓ خَلَاصٌ, but this is app. wrong, (see Har p. 311,)] and خُلَاصَةٌ (Hr, TA) also signify what fire has clarified, or purified, (مَا أَخْلَصَتْهُ النَّارُ,) of butter, and of gold, and of silver: (Hr, K, TA:) or اللَّبَنِ ↓ خِلَاصُ, means what is extracted from milk; i. e. butter; (ADk, L, TA;) and so does خُلَاصَةُ اللَّبَنِ: (A: [but there mentioned among tropical expressions:]) خُلَاصَةٌ being applied in the manner first mentioned in this paragraph, by a secondary application is made to signify what is clear, or pure, of other things; (Msb;) [as also ↓ خَالِصٌ: and hence both of them often signify (assumed tropical:) the choice, best, or most excellent, part of anything; and so, probably, does ↓ خِلَاصٌ:] and خُلَاصَةٌ and ↓ خُلَاصٌ also signify Inspissated juice (رُبّ) made from dates; (JK;) or this is called ↓ خُلُوصٌ. (TA.) خَالِصٌ Clear; pure; sheer; free from admixture; unmingled; unmixed; genuine: (B, TA:) clear, or pure, applied to any colour: (Lh, TA:) (tropical:) white; as also ↓ خُلَيْصٌ; [which latter appears to me doubtful, though I know not why Freytag has substituted for this, or for the former word, خَلْصٌ;] both applied to anything. (K, TA.) You say, ثَوْبٌ خَالِصٌ (tropical:) A garment, or piece of cloth, of a clear, or pure, white: and قَبَآءٌ أَزْرَقُ خَالِصُ البِطَانَةِ (tropical:) A garment of the kind called قباء blue with a white lining. (A.) b2: [Also (assumed tropical:) Pure, or sincere, love, religion, &c.] b3: See also خُلَاصَة, near the end of the paragraph.

خَالِصَةٌ [fem. of خَالِصٌ: used as a subst.,] (assumed tropical:) A pure property, or quality. (Bd in xxxviii. 46; and K. [In the CK, خُلَّة is erroneously put for خَلَّة: the corresponding word in Bd is خَصْلَة.]) So in the Kur [xxxviii. 46], بِخَالِصَةٍ ↓ أَخْلَصْنَاهُمْ ذِكْرَى الدَّارِ (assumed tropical:) We have rendered them pure by a pure quality, (Bd, K, * TA,) the keeping in memory the final abode: (Bd, TA:) ذكرى الدار being a substitute for خالصة: or it may mean [by] their keeping in memory much the final abode and the return to God: (TA:) some also, (TA,) namely Náfi' and Hishám, (Bd,) read بِخَالِصَةِ, making it a prefix to ذكرى (Bd, TA) as an explicative; or an inf. n., in the sense of خُلُوص, prefixed to its agent. (Bd.) b2: You say also, هٰذَا الشَّىْءُ خَالِصَةٌ لَكَ (assumed tropical:) This thing is a property of thine: (so in a copy of the S, and so the phrase is written in the TA:) or is a thing purely thine, exclusively of others: (TA:) or هذا الشىء خَالِصَةً لَكَ this thing is particularly, or specially, thine, or for thee. (So accord. to other copies of the S, and a copy of the JK.) b3: See also خِلْصٌ.

A2: خَالِصَةٌ is also syn. with

إِخْلَاصٌ [in some sense not pointed out: see the latter below; and see also 4]. (TA.) إِخْلَاصٌ [inf. n. of 4, used as a subst.]: see خُلَاصَة, in three places.

إِخْلَاصَةٌ: see خُلَاصَة, in two places.

مَخْلَصٌ (tropical:) A place of safety, or security, or escape from an event.]

مُخْلَصٌ Chosen: (JK:) chosen by God, and pure from pollution; applied to a man. (Zj, TA.) [It is implied in the A and TA that it is also syn. with مُخْلِصٌ in the sense explained below.]

مُخْلِصٌ (tropical:) Pure, or sincere, towards God in religion; without hypocrisy: (TA:) or purely believing in the unity of God. (Zj, TA.) يَاقُوتٌ مُتَخَلِّصٌ Picked [sapphires]. (A, TA.)
بَاب خلصته

وأنقذته ونجيته ونعشته وتخلصته
(خلص) - في الخبر : "قَضَى في قَوس كَسَرها رجل بالخَلاص".
: أي ما يُتَخَلَّص به من الخُصُومَة.
- في حَديثِ الاسْتِسْقاء: "فَلْيخْلُص هو وولَدُه لِيَتَمَيَّز من النَّاس".
- ومنه قَولُه تَعالَى: {خَلَصُوا نَجِيًّا} .
(خلص)
خلوصا وخلاصا صفا وَزَالَ عَنهُ شوبه وَيُقَال خلص من ورطته سلم مِنْهَا وَنَجَا وخلص من الْقَوْم اعتزلهم وانفصل مِنْهُم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ خلصوا نجيا} وَيُقَال خلص بِنَفسِهِ وَإِلَى الشَّيْء وصل فَهُوَ خَالص (ج) خلص

(خلص) الْعظم خلصا إِذا تشظى فِي اللَّحْم وَذَلِكَ فِي قصب عِظَام الْيَد وَالرجل
(خ ل ص) : (الْخُلُوصُ) الصَّفَاءُ وَيُسْتَعَارُ لِلْوُصُولِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ والْغَدِيرُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يَخْلُصُ بَعْضُهُ إلَى بَعْضٍ وَخَلَصَتْ الرَّمْيَةُ إلَى اللَّحْمِ (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ حَتَّى خَلَصَ الْكَرْبُ إلَى كُلِّ امْرِئٍ أَيْ وَصَلَ وَأَصَابَ وَالتَّخْلِيصُ التَّصْفِيَةُ وَمِنْهُ اسْتَأْجَرَهُ لِيُخَلِّصَ لَهُ تُرَابَ الْمَعْدِنِ.
خ ل ص : خَلَصَ الشَّيْءُ مِنْ التَّلَفِ خُلُوصًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَخَلَاصًا وَمَخْلَصًا سَلِمَ وَنَجَا وَخَلَصَ الْمَاءُ مِنْ الْكَدَرِ صَفَا وَخَلَّصْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مَيَّزْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ وَخُلَاصَةُ الشَّيْءِ بِالضَّمِّ مَا صَفَا مِنْهُ مَأْخُوذٌ مِنْ خُلَاصَةِ السَّمْنِ وَهُوَ مَا يُلْقَى فِيهِ تَمْرٌ أَوْ سَوِيقٌ لِيَخْلُصَ بِهِ مِنْ بَقَايَا اللَّبَنِ وَأَخْلَصَ لِلَّهِ الْعَمَلَ وَسُورَةُ الْإِخْلَاصِ إذَا أُطْلِقَتْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَسُورَتَا الْإِخْلَاصِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَالْخَلْصَاءُ وِزَانُ حَمْرَاءَ مَوْضِعٌ بِالدَّهْنَاءِ. 
خلص الإخلاص التوحيد لله عز وجل خالصاً. وسورة الإخلاص " قل هو الله أحد ". وخلص الشيء خلوصاً نجا وسلم. وخلص فلان إلى فلان وإلى حاجته وصل إليه. والخلاص مصدر كالخلوص، ومصدر الشيء الخالص. وفلان خالصتي وخلصاني. وهؤلاء خلصاني أي أخلائي. وهذا الشيء خالصة لك أي خالص لك خاصة. والمخلص المختار. والتخليص التنجية من كل منشب، خلصته وتخلصته. والخلاصة والخلاص رب يتخذ من تمر. وما أسفل البرمة من السمن والزبد خلاصة اللبن. والخلصاء ماء بالبادية. وذو الخلصة موضع بالحجاز فيه صنم يدعى ذا الخلصة. وبعير مخلص وهو السمين المخ. والخلاَّص - في لغة هذيل - الخصاص والخلل في البيت. والخلوص جمع الخلص وهو الخلل وهو الخلل في الشيء والشق فيه. والخلص أن ينشق خف الإنسان حتى يدمى قدمه، والجميع الأخلاص. وخلصا الشنة عراقاها؛ وهما ما خلص من الماء من خلل سورها.
خ ل ص

خلص الشيء خلوصاً فهو خالص، وخلصته: صفّيته. واستخلص الشيء لنفسه. وياقوت متخلص: متنقي. وهذه خلاصة السمن أي ما خلص منه.

ومن المجاز: أخلص له المودة، وأخلص لله دينه، وخلّص لله دينه، وهو عبد مخلص ومخلص. وخالصته. الود وخالص الله دينه. ويقال: خالص المؤمن وخالق الكافر. وتخالصوا. وهو خالصتي وخلصاني، وهؤلاء خلصاني، وهذا الشيء خالصة لك. ونطق بشهادة الإخلاص وهي كلمة الشهادة. وهذا ثوب خالص إذا كان صافي البياض. وعليه قباء أزرق خالص البطانة: أبيضها. قال الذبياني:

يصونون أجساماً قديماً نعيمها ... بخالصة الأردان خضر المناكب

وخلص من الورطة خلاصاً: سلم منها سلامة الشيء الذي يصفو من كدره، وتخلّص منها. وتخلّص الظبي والطائر من الحبالة. وخلّصه الله. وخلّص الغزل الملتبس. وخلص بنفسه. والزبد خلاص اللبن أي منه يستخلص، بمعنى يستخرج. وخلص من القوم: اعتزلهم. وخلص إليهم: وصل. وخلص إليه الحزن والسرور.

خلص


خَلِصَ(n. ac. خَلَص)
a. Was fractured, broken (bone).

خَلَّصَa. Rendered clear, pure; clarified, purified, refined;
separated, disentangled.
b. Saved, delivered.
c. Escaped, extricated himself, got free, rid of.

خَاْلَصَa. Acted, behaved towards with sincerity, straight
forwardness.

أَخْلَصَa. Purified, clarified.
b. Was pure, sincere.
c. Appropriated, took the best part of ( for
himself ).
تَخَلَّصَ
a. [Min], Was saved, delivered from; saved himself, got rid
free of, escaped from.
إِسْتَخْلَصَa. Wanted pure, unadulterated &c. ( thing).
b. Claimed, appropriated.
c. Extracted the essence of.

خِلْص
(pl.
خُلَصَآءُ)
a. see N. Ag.
IV
خَاْلِص
(pl.
خُلُص)
a. Clear, pure, genuine, unadulterated; white.
b. Safe; delivered.

خَلَاْصa. Refined, purified, purged.
b. Deliverance; salvation, redemption.
c. End.

خَلَاْصَةa. In fact; the long & short of it; to be
brief.

خَلَاْصِيّa. Salutary.

خِلَاْصَة
خُلَاْصَةa. Extract, essence.
b. Substance of speech.
c. Final judgment of a tribunal.

خَلِيْصa. see 21 (a)
خُلُوْصa. Sincerity, purity.

N. Ag.
خَلَّصَa. Saviour, Redeemer.

N. Ag.
أَخْلَصَa. Friend; intimate, true friend.

الخَالِص
a. Finally; in short, briefly.

بِالخَالِص
a. Entirely, completely.
خلص
الخالص كالصافي إلّا أنّ الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصّافي قد يقال لما لا شوب فيه، ويقال: خَلَّصْته فَخَلَصَ، ولذلك قال الشاعر:
خلاص الخمر من نسج الفدام
قال تعالى: وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا [الأنعام/ 139] ، ويقال: هذا خالص وخالصة، نحو: داهية وراوية، وقوله تعالى: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا [يوسف/ 80] ، أي: انفردوا خالصين عن غيرهم. وقوله: وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
[البقرة/ 139] ، إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ
[يوسف/ 24] ، فإخلاص المسلمين أنّهم قد تبرّؤوا ممّا يدّعيه اليهود من التشبيه، والنصارى من التثليث، قال تعالى: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [الأعراف/ 29] ، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة/ 73] ، وقال:
وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ [النساء/ 146] ، وهو كالأوّل، وقال: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا [مريم/ 51] ، فحقيقة الإخلاص: التّبرّي عن كلّ ما دون الله تعالى.
[خلص] خلص الشئ بالفتح يخلص خُلوصاً، أي صار خالِصاً. وخَلَصَ إليه الشئ: وصل. وخلصته من كذا تَخْليصاً، أي نجّيته فتَخَلَّصَ. وخُلاصَةُ السمنِ بالضم: ما خَلَص منه، لانهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق أو تمر أو أبعار غزلان، فإذا جاد وخلص من الثفل فذلك السمن هو الخلاصة والخلاص أيضا بكسر الخاء، حكاه أبو عبيد. وهو الاثر. والثفل الذى يبقى أسفل هو الخلوص، والقلدة، والقشدة، والكدادة. والمصدر منه الاخلاص. وقد أَخْلَصْتُ السمنَ. والإخْلاصُ أيضاً في الطاعة: تَرْكُ الرياء. وقد أَخْلَصْتُ لله الدينَ. وخالَصَهُ في العِشرة، أي صافاه. وهذا الشئ خالصة لك، أي خاصَّةً. وفلانٌ خِلْصي، كما تقول: خِدْني، وخُلْصاني، أي خالِصتي. وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. واسْتَخْلَصَهُ لنفسه، أي استخصه. والخلصاء: أرض بالبادية فيها عين ماء. قال الشاعر: أشبهن من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صيرانها صورا * وذو الخلصة بالتحريك: بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمامة، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، فهدم.
[خلص] نه فيه: سورة "الإخلاص" سميت به لأنها خالصة في صفته تعالى، أو لأن لافظه أخلص التوحيد لله تعالى. وفيه: يوم "الخلاص" يخرج إلى الدجال من المدينة كل منافق ومنافقة فيتميز المؤمنون منهم ويخلص بعضهم من بعض. وفي ح على: أنه قضى في حكومة "بالخلاص" أي الرجوع بالثمن على البائع إذا استحق العين وقد قبض ثمنها، أي قضى بما يتخلص به من الخصومة. ومنه ح: قضى في قوس كسرها رجل "بالخلاص". وفي ح الاستسقاء: "فليخلص" هو وولده، ليتميز من الناس. ومنه قوله تعالى: "خلصوا" نجيا" أي تميزوا عن الناس متناجين. وفي ح الإسراء: فلما "خلصت" بمستوى، أي وصلت وبلغت. ك: وكذا فلما "خلصت" أي خلصت الصعود إلى السماء الثانية ووصلت إليها. نه: خلص إلى فلان أي وصل إليه، وخلص أيضًا إذا سلم ونجا. ومنه ح هرقل: إني "أخلص" إليه، وقد تكرر في ح بالمعنيين. وفي ح سلمان: أنه اكتب أهله على كذا وعلى أربعين أوقية "خلاص" وهو بالكسر ما أخلصته النار من الذهب وغيره، وكذا بالضم. وفيه: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي
خلص:
خَلَص: صفا ويقال بهذا المعنى خلص الدعاء. إذا كان هذا معنى ما جاء في حيان - بسام (1: 23ق): ولما - خلصتْ فيه النجوى وتوالي عليه الدعاء نظر الله إلى عباده وسلط عليه الخ.
ويستعمل المصدر خُلوص استعمال الظرف عندنا، ففي كليلة ودمنة مثلاً (ص138): الذين ينتظرون من الناس جزاء على ما يفعلون من خير لا بد ان تخيب آمالهم لأنهم أخطئوا في خلوص العمل لغير الله.
أي أن أعمالهم كانت لغير الله (شرح ويجرز).
وخلص: تخلص، نجا: فاز بنفسه (بوشر).
خلص لا وله ولا عليه: ترك الأمر قبل الخسران، خرج من الأمر دون خسارة (بوشر).
وخلص: انتهى، انقضى - مات، وتستعمل مجازاً بمعنى تمِّ، نجز، وتمم، كمل (بوشر، دلابورت ص92، 94).
خَلَص أو وخلصْنا: انتهى كل شيء، تم كل شئ (بوشر).
وخَلَص: كَفَى، حب (على بي 2: 181) وفي محيط المحيط: والعامة تستعمل خلص تارة بمعنى فرغ وتارة بمعنى انتهى.
وخلَّص (بالتشديد) قضى دينه ووفاه. غير أن مصدر خلص ثلاثي (خَلاص) يعني أيضاً قضى دينه ووفاه (ابن بطوطة 3: 412، 423، دي ساسي طرائف 2: 66، أماري ديب معجم).
وخلّص (بالتشديد) بمعنى انتزع وقلع، غير أن مصدر خلص الثلاثي خلاص يعني أيضاً انتزع، وقلع، ففي كوسج (لطائف ص2): أرادوا خلاصها منه أي أرادوا انتزاعها منه.
خلص إليه. ما يخلص إلي: ما يصل إلى فكري (ابن العوام 1: 227).
خلص له: كان من حقه: كان من ملكه. كان خاصاً له. ففي الجريدة الآسيوية (1843، 2: 222): خاصت (خلصت) الجنة لمبتاعها الخلوص التام أي أصبحت البستان ملكاً خالصاً لمن اشتراها.
وفي النويري (الأندلس ص463): خلصت له جميع الأندلس (تاريخ البربر 1: 69). ويقال أيضاً: خلص إلى فلان. ففي كتاب العقود (ص2): ورفع له درك الاستحقاق في ماله الخالص إليه.
وخلص من: وفي ما عليه من دين. نخلَّص من. وخلصت منه: تخلصت منه ووفيت ما علي. (بوشر).
خَلَّص (بالتشديد): دبغ الجلود (الكالا).
وخلَّص: أنجاه وسبب له الخلاص أو الفلاح الأيدي، سبب له السعادة الأبدية (بوشر).
وخلَّص: نجا (محيط المحيط). وخلصه: لم يزعجه، لم يتعبه. ويقال: خَلِّصْني: دعني، إليك عني، اتركني (بوشر).
وفي كتاب الخطيب (ص17 و) وقد أراد الحرس ضرب هذا الرجل غير ان الأمير أمر بتخليصه وسجنه في بعض بيوت القصر، أي بتركه.
وخلَّص: أتم، وأكمل أنهى، أنجز (معجم الادريسي) وأضف إلى ما ذكره بوشر: أفنى، أنفذ (حيث فيما أرى قد أهمل الشدة)، (فوك، دلابورت ص8، هلو).
وخلّص: فقس البيض ونقفه (معجم الادريسي، المقري 1: 94 وهو فيه من المجاز).
وخلَص: حدّد، عينّ، عرّف، شخّص (الكالا).
وخلّص: تأمل، تفكر (الكالا).
وخلَّصه: دفع دينه، وفي دينه (الكالا، وانظر فكتور، بوشر بربرية، أمري ديب معجم، همبرت ص106، دلابورت ص82، رولانديال ص609، محيط المحيط، ابن بطوطة 3: 411، 412، 427، 4: 159). وفي قائمة أموال اليهودي: أوصى صهره أن يخلص الديون التي عليه لأربابها. وفيها: وأعطى الوريث كل المال (على أن يخلص الديون منه التي على موشى بن يحيى وما فضل عنه يبقى بيده).
وفي معجم فوك: خلّصه وخلّص من.
وخلّص: انتزع. ففي ألف ليلة (2: 25): خلصت العصا من يده. وفيها (برسل 4: 320): ووجد في الشبكة جثة كلب ميت فخلَّصه ورماه.
خَلَص من فلان: استوفى منه دينه (بوشر) وفيه: (خلَّص منه حقه)، وعند دي ساسي طرائف (2: 182): خلَّص منه المال شيئاً بعد شيء (ألف ليلة برسل 9: 199).
خلّص: اشترى ثانية بمعنى اشترى ما كان قد باعه، وبمعنى: أنقذ، وافتدى الأسير بدفع فديته (بوشر) وخلّص: استخلص واسترد ميراثاً بعد بيعه.
هذا ما يخلصني: هذا لا يوافقني، لا أرى لي فيه نفعاً (بوشر).
خلّصه من: أعفاه من، سامحه (بوشر).
وخلّص: تروّى، تأمل، أمعن في الفحص عنه (المعجم اللاتيني العربي وفيه: examino: أمتحن وأخلّص).
خلّص ثأره: أخذ ثأره، دفع السيئة بسيئة مثلها، أقاد منه (بوشر).
خلّص الحساب: سدد الحساب، أقفل الحساب (بوشر).
تخليص حق: استخلاص حق. وخلّص حقه بيده: أخذ حقه بيده، انتقم لنفسه. وخلّص حقه من أحد: ثار منه، وانتقم منه، وخلّص له حقه: انتصر له، وانتقم له (بوشر).
خلّص ذَّمَته: أبرأ ضميره، أراح ضميره (بوشر).
أخلص ل: أوقف ل، حبس على نذر، كّرس وقته. ففي عباد (1: 243): أخلص ليله لتملي السرور.
تخلّص من: نجا من ورطة (عبد الواحد ص418). وتخلص من: ختم الحساب بدفع الرصيد، سدّد الحساب وأغلقه (أماري ديب معجم) وهذا من مجاز الحذف لان الأصل تخلص من محاسبته (أماري ديب ص144، 158) وقد ذكرت في معجم فوك.
وتخلص من: حصّل، استرد، استوفى (معجم اللطائف) وحلّ، فكّ وحلَل (هلو).
وتخلص من: تصفّى، تنقى (فوك).
وتخلص من: أفصح وأبان بلغة سليمة رشيقة (المقري2: 52)، وفي حيان - بسام (3: 5ق): وكان هذا الأمير ناقداً متنقراً ثم لا يفوز المتخلص من مضماره على الجهد لديه بطائل، ولا يحظى منه بنائل، فأقصر الشعراء لذلك عن مدحه. وفي مخطوطة ب: لمختلص وهو خطأ.
وتخلصت البيضة: فقست، وانفصل الفرخ من قشرها (معجم الادريسي).
وتخلص من: انتهى، انقضى (فوك، الكالا) وتخلص من: تمّ، نجز، كمل. ففي المباحث (1: 185 الطبعة الأولى): حتى تَخّلصت القضية. أي حتى تمت القضية.
وتخلص إلى: وصل إلى، مثل خلَص (عباد 3: 209، المقري 1: 403، معجم أبي الفداء).
وتخلّص لفلان: تمكن من التفرغ لحربه (ابن بدرون ص131).
استخلص. كما يقال: استخلصه لنفسه بالمعنى الذي ذكره لين، يقال: استخلصه لدولته، (تاريخ البربر 1: 92) وكذلك: استخلصه وحدها (محمد بن الحارث ص231، حيان ص95 و، حيان - بسام 1: 128ق، ويجزر ص20، تاريخ البربر 1: 39، 60، 364).
استخلص: استرجع، استرد (كوسج لطائف ص78). وفي كتاب الخطيب (ص67 ق): فخاطبته - في سبيل استخلاص أملاكي بالأندلس.
واستخلص: استوفى الدين واستوفى الضريبة (ابن بطوطة 3: 437، أماري ص385، أماري ديب 132).
واستخلص واستخلص من فلان: خلّص، أخذ منه مبلغاً من المال، ففي الحلل (ص33 ق): فيذكر إنه استخلص منهم جملة مال بسبب ذلك.
واستخلص: استصفى، صادر (عباد 2: 161) (وليس صودر واستصفى بالبناء للمجهول كما قلت وفي العبارتين عليك أن تقرأها استخلص بالبناء للمجهول) (تاريخ البربر1: 658، المقدمة 2: 12).
واستخلص: اشترى ما كان قد باعه (بوشر).
استخلص في: اختص به، ففي حيان (ص 64و): أبيد الموالي أو كادوا واستخلصت من يومئذ اشبيلية وانفردت فيهم.
خَلاَص: هي مصدر خلص الثلاثي، ولكن هذه الكلمة حين تستعمل مصدراً تدل أحياناً على معنى مصدر خلّص الرباعي.
وتستعمل اسماً أيضاً وكثير من معانيها التالية مأخوذة من خلّص الرباعي وليس من خلص الثلاثي. وخَلاص: صفاء الشيء ونصاعته (دي يونج).
وخَلاص: نجاء (الكالا).
وخَلاص: وضع، ولادة (ألف ليلة 2: 67).
وخلاص: مشيمة، جيب غشائي يتكون فيه الجنين داخل الرحم ويخرج معه عند الوضع (الكالا، بوشر، ألف ليلة 1: 353، 399).
وخَلاص: صنف جيد من التمر (بلجراف 2: 172).
وخلاص: اتمام، تكميل، إنجاز، فراغ من عمل (الكالا، بوشر).
ويقال: مالي خلاص أي مالي قد نفذ (ألف ليلة برسل 7: 274) وفي طبعة ماكن: ما عندي مال.
وخَلاص الحساب: إقفال الحساب وتسديده (بوشر).
وخَلاص: إبراء الضمير وإراحته (بوشر).
وخَلاص: وصل، إيصال بالاستلام، ويقال أيضاً: ورقة خلاص (بوشر، أماري ديب معجم).
وخلاص: فداء (بوشر) وفداء البشر على يد المخلص، سفك المسيح دمه الكريم تخليصاً لبني البشر (بوشر، همبرت ص148).
خلاص حق: تعويض، ترضية، تكفير عن خطأ وغير ذلك (بوشر).
خلاص نية: خلوص النية، سلامة القلب، صدق الطوية (بوشر).
كل واحد يعرف خلاصه: كل واحد يعرف ما ينفعه (بوشر).
خُلُوص: محبة، مودة (بوشر).
خَلاَصَة: مَطْهر، أعراف (فوك).
وخَلاصة: بقايا (فوك) غير إنها في القسم الأول منه: خِلاصة بكسر الخاء.
خُلاَصَة: مجمل، مختصر، ملخص، موجز (محيط المحيط)، وفي طرائف دي ساسي (2: 24) هذه خلاصة أخبارهم (المقري 1: 485، 2: 695).
وخُلاصة في مصطلح الطب: زبدة، جوهر (محيط المحيط).
وخُلاصة: صديق حميم (تاريخ البربر 1: 162).
بخلاصة: بصراحة، بخلوص، بطوية سليمة. بسلامة القلب (بوشر).
خَلاّص: دبّاغ (الكالا).
خالِص: حر، مستقل، غير خاضع لأحد.
وخالِص: تام، كامل، ويقال: هو مجنون خالص أي تام الجنون (بوشر).
وخالص: وصل، إيصال بالاستلام (هلو)، كتب في التذكرة خالص: برئ الذمة، وفي دينه (دلابورت ص106).
وخُلاصة: لباب الدقيق، زهرة الدقيق (دومب ص60).
فاء خالصة: مقابل فاء معقودة با (ابن بطوطة 2: 43). خالِصَة: خليلة (أماري ص600، تاريخ البربر 1: 88، 360، حيان - بسام 3: 141و).
مَخْلَص: مهرب، مخرج، باب خلفية (بوشر).
ومَخْلَص: من مصطلح البلاغة بمعنى تَخَلُّص (انظر فريتاج وميهرن: بلاغة العرب ص145).
ومخلص: انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة (زيشر 20: 592 رقم 4).
مُخْلِص: صادق المحبة (فوك).
مُخَلَّص: الفادي، وهو لقب السيد المسيح عند النصارى (همبرت ص148، محيط المحيط).
ومُخَلَص: حر في تصرفه، قليل الحشمة، غير وقور في أعماله، غير مبال بالعرف، نوق (بوشر).
مُخَاَصَة (وضبط الكلمة هذا وفقاً لمخطوطة ب من ابن البيطار 2: 491) اسم نبات يظن سونثيمر إنه اورشي ( orchis) ( ابن البيطار 1: 274، 2: 491، 527) وفي معجم بوشر اسمه لنير ( linaire) . مُسْتَخْلص. البساتين المستخلصة البساتين الخاصة بأملاك السلطان (معجم البيان ص13).
وتستعمل الكلمة اسماً ويراد بها أملاك السلطان الخاصة (معجم البيان، المقري 1: 130، 245، 3: 436، معيار ص10، وأقرأها فيه مُستخلص (انظر ملر ص63). وفي كتاب الخطيب مخطوطة الاسكوريال في المقالة عن مومل مولي باديس: حين استولى يوسف بن تاشفين على غرناطة قدم مؤملاً على مستخلصه وحصل بيده مفاتيح قصره. وفيه بعد ذلك: وسمي عبد أمير المسلمين وجابي مستخلصه.
وفي كتاب ابن عبد الملك (ص133 د): ثم أعيد إلى غرناطة ناظراً بها. وفيه (ص132 ق): واستمر نظره على المستخلص بها إلى أن توفي.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص57): وعلى المستخلص بالشرف (والشرف قرب اشبيلية).
ومستخلص: وارد أملاك السلطان الخاصة. ففي البكري (ص55): ومستخلص بونة غير جباية بيت المال عشرون ألف دينار.
خلص
خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من يَخلُص، خُلُوصًا وخَلاصًا، فهو خالِص، والمفعول مَخْلُوص إليه
• خلَصت المهمَّةُ: انتهت.
• خلَص السَّائلُ من الكَدر: صفا مما يشوبه "خلَص الماءُ من العُكارة- {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} ".
• خلَص الرَّجلُ من القوم: فارقهم واعتزلهم، انفصل عنهم وانفرد " {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} ".
• خلَص إلى هدفه بعد جهد كبير: بلغه، وصله، انتهى إليه "خلَص إلى المدينة بعد سَيْر كبير- خلصَ إلى القول: انتهى إليه" ° خلَص من المقدِّمة إلى النَّتيجة: وصل إليها.
• خلَص من الورطة: سلم ونجا منها "خلص من الهلاك"? خلَص لا له ولا عليه: ترك الأمر قبل الخُسران. 

أخلصَ/ أخلصَ في/ أخلصَ لـ يُخلص، إخلاصًا، فهو مُخلِص، والمفعول مُخلَص
• أخلص الشَّيءَ: أصفاه ونقّاه من الشوائب.
• أخلص فلانًا: اختاره واختصَّه بدخيلة نفسه " {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} ".
• أخلصَه النَّصيحةَ/ أخلص له النَّصيحةَ: أصفاها، نقَّاها من الغِشّ "أخلص له المودّة- {إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}: مَحَّصوه له خالصًا من شوائب الشرك والرياء" ° أَخْلصه النَّصيحةَ: نقَّاها من الغشِّ.
• أخلص في عمله: أدّاه على الوجه الأمثل.
• أخلص لصاحبه: كان ذا علاقة نقيَّة به وترك الرِّياء في معاملته "لك تحياتي المخلِصة- أخلص لله في جهاده- أخلص له المودة/ الحبّ/ القول"? المُخلِص: كلمة تُختم بها الرسائل الأخوية- كلمة الإخلاص: كلمة التوحيد (لا إله إلا الله). 

استخلصَ يستخلص، استخلاصًا، فهو مستخلِص، والمفعول مستخلَص
• استخلص صديقًا: اختاره واختصه بدخيلة نفسه، جعله من خاصَّته " {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} ".
• استخلص الشَّيءَ من الشَّيء: استخرجه "استخلص الزُّبدة من اللبن- استخلص الزيوت من البذور" ° استخلص منه وَعْدًا: استحصله.
• استخلص الفكرةَ الأساسيَّةَ من النَّصّ: استنتجها وتوصّل إليها "استخلص العِبَر/ معلومات من شخص".
• استخلص البضاعةَ: (جر) استخرجها من الجمارك بعد
 إجراء المعاملات القانونيّة. 

تخالصَ يتخالص، تخالُصًا، فهو متخالِص
• تخالص الشَّخصان: تصافيا "صاروا متخالصيْن بعد عداوة".
• تخالص الدَّائنُ والمدينُ: أبرأ كلٌّ منهما ذِمَّةَ الآخر. 

تخلَّصَ من يتخلَّص، تخلُّصًا، فهو متخلِّص، والمفعول مُتَخَلَّص منه
• تخلَّص من الشَّيء:
1 - أفلت منه وهرب "تخلّص الجندي من الأسر- تخلّص الطائرُ من الحِبالة".
2 - ألقاه ورماه.
• تخلَّص من الأمرِ: نجا منه وبعد عنه "تخلّص من الموت بأعجوبة- تخلّص من عادة قبيحة". 

خالصَ يُخالص، مُخالصةً، فهو مُخالِص، والمفعول مُخالَص
• خالص الدَّائنُ المدينَ: أبرأه من دَيْنِه.
• خالص صديقَه الوُدَّ: صافاه. 

خلَّصَ/ خلَّصَ على يخلِّص، تخليصًا، فهو مُخلِّص، والمفعول مُخلَّص
• خلَّص السَّائلَ من الشَّوائب: صفّاه ونقّاه منها "خلَّص الزَّيتَ مما علق به بعد عصر الزَّيتون- خلّص الحبَّ من الحصَى".
• خلَّص الشَّخصَ من الخطر: أنقذه ونجّاه منه، أخرجه من شِدَّته "خلَّصه الله من العذاب- خلَّصه من التُّهْمة- خلّص الشعب من المجاعة" ° خلَّصه الله من الضَّلال: هداه.
• خلَّص التَّاجرُ بضاعتَه/ خلَّص التَّاجرُ على بضاعته: دفع ماترتب عليها من رسوم جمركيَّةَ "خلَّص الحِسابَ: سَدَّده"? تخليص البَّضائع: إخراجها بعد دفع الرسوم المطلوبة.
• خلَّص حَقَّه: استرجعه واستعاده.
• خلَّص ذمتَه: أبرأ ضميره وأراحه. 

إخلاص [مفرد]: مصدر أخلصَ/ أخلصَ في/ أخلصَ لـ.
• الإخلاص: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 112 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربع آيات ° سورتا الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. 

استخلاص [مفرد]: مصدر استخلصَ.
• استخلاص آليّ: (حس) تمييز الكلمات المفردة وإحصاء ترددها في النص الذي وردت فيه. 

تخلُّص [مفرد]:
1 - مصدر تخلَّصَ من.
2 - (دب) خروج من كلام إلى آخر بطريقة تلائم بين السابق واللاحق.
• بَراعَة التَّخلُّص/ حُسْن التَّخلُّص: (دب، بغ) انتقال الشاعر مما بدأ به قصيدته إلى الغرض منها ببراعة وعدم تكلُّف، الانتقال من موضوع إلى آخر من غير انقطاع محسوس. 

خالِص [مفرد]: ج خالصون وخُلَّص، مؤ خالِصة، ج مؤ خالصات وخُلَّص وخوالصُ:
1 - اسم فاعل من خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من ° خالص من الدَّيْن: مُبرَّأ الذّمَّة منه.
2 - مَحْض، صافٍ، صِرْف "لبن خالص- ذهب/ صوف خالص: غير مخلوط، لا يحوي عنصرًا غريبًا- نيته خالصة: سليمة، لا عيب فيها- {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} " ° خالص: كلمة تقال عند أداء المستحقات الماليّة- خالص الأُجْرة: مدفوع النفقات- خالص الضَّريبة: خال منها، مُعفًى منها- خالص النَّسب: محض، لا تشوبه شائبة ولا دَخَل فيه- لَوْنٌ خالص: صاف ناصع- هو خالصٌ لك: حلال.
3 - (فز) عنصر يوجد في الطبيعة خالصًا غير متّحد بالعناصر الأخرى ° العلوم الخالصة: العلوم والرياضة البحتة. 

خالِصة [مفرد]: ج خالصات وخُلَّص:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - خاصَّة لا يشارك فيها أحد "هذه خالصة لك: خاصّ بك- {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} " ° شيءٌ خالصتي: خاصٌّ بي- هو خالصتي: صديقي الخالص.
3 - حلال " {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ
 الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ". 

خَلاص [مفرد]:
1 - مصدر خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - نجاة وسلامة من الخطر، إنقاذ، ما يُتَخلَّص به من الخصومة وغيرها "هنّأه بخلاصه من القتل- شيء يصعب الخلاص منه" ° كل حيّ يعرف خلاصه: ما ينفعه.
3 - (طب) حبل السُّرَّة وغيره من المخلَّفات التي تنزل مع المولود، مشيمة، أغشية جنينيَّة مطروحة من الرحم بعد الولادة. 

خُلاصة/ خِلاصة [مفرد]:
1 - زبدةُ الشيء وما خلص منه، وما صفا منه وزالت عنه الشوائبُ، ما ينتقى من كلّ شيء "خُلاصة السَّمن- صنع من خُلاصة الأزهار عطرًا جذابًا".
2 - ما يُستخرج من المادَّة حاويًا لخصائصها "خُلاصة الحديد".
• خلاصة الكلام: موجزه، وما استصفى منه مجرَّدًا عن الزَّوائد والفضول؛ أهم مافيه "خُلاصة البحث/ القول". 

خُلَصاء [جمع]: مف خَليص: أصدقاء أوفياء مخلصون "إنه أخلص الخُلَصاء للرئيس". 

خُلوص [مفرد]: مصدر خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من. 

مُخالَصة [مفرد]: ج مخالَصات:
1 - مصدر خالصَ.
2 - (قص) صَكٌّ يعترف فيه الدائن ببراءة ذِمَّة المدين "سدَّد ديونه كلّها وأخذ مخالصةً بذلك". 

مَخْلَص [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من خلَصَ/ خلَصَ إلى/ خلَصَ من.
2 - مهرب، مخرج "لم يجدْ مَخْلَصًا من تهمته".
3 - (بغ) انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة. 

مُخَلِّص [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خلَّصَ/ خلَّصَ على.
2 - شخص يقوم بإنجاز معاملات الغير في الإدارات الحكومية (وبخاصة في إدارات الجمارك) "بحث عن مخلص لينهي له الإجراءات المطلوبة" ° مُخَلِّص جمركيّ: وسيط يقوم بعمل إجراءات الجمارك والتخليص على السلعة. 
(خلص) الشَّيْء صفاه ونقاه من شوبه وَيُقَال خلصه الله نجاه من ورطته وَنَحْوهَا وميزه من غَيره
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.