Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تملأ

الوَكْزُ

الوَكْزُ، كالوَعْدِ: الدَّفْعُ، والطَّعْنُ، والضَّرْبث بِجُمْعِ الكَفِّ، والمَلْءُ، والرَّكْزُ، والعَدْوُ،
وع.
وتَوَكَّزَ: تَوَشَّزَ، وتَوَكَّأ، وتَمَلأَّ.

العَشَّةُ

العَشَّةُ:
من قرى ذمار باليمن.
العَشَّةُ: النَّخْلَةُ إذا قَلَّ سَعَفُها، ودَقَّ أسْفَلُهَا، وقد عَشَّتْ وعَشَّشَتْ، والشَّجَرَةُ اللَّئيمَةُ المَنْبِتِ، الدقيقةُ القُضْبَانِ، والمرأةُ الطويلةُ القليلَةُ اللحمِ، أو الدَّقيقَةُ عِظامِ اليَدِ والرِّجْلِ، وهو عَشٌّ.
وعَشَّ بَدَنُهُ عَشاشةً وعُشوشةً وعَشَشاً: نَحِلَ، وضَمُرَ.
والعَشُّ: الفَحْلُ يُبْصِرُ ضَبْعَةَ النَّاقَةِ ولا يَظْلِمُها، والطَّلَبُ، والجَمْعُ، والكَسْبُ، والضَّرْبُ، وتَرْقِيعُ القَميِصِ، وإقْلاَلُ العَطاء، والعَطاءُ القليلُ، ولُزومُ الطائِرِ عُشَّهُ، وبالضم: مَوْضِعُ الطائِرِ يَجْمَعُهُ من دُقَاق الحَطَبِ في أفْنَانِ الشَّجَرِ، ويُفْتَحُ. و"ليس بِعُشِّكَ فادْرُجِي"، أي: ليس لكِ فيه حَقٌّ، فامْضِي. وعُشُّ بنُ لَبِيدِ بنِ عَدَّاءٍ: شاعِرٌ.
وذُو العُشِّ: ع بِبِلادِ بَنِي مُرَّةَ.
وأعْشاشٌ: ع بِبِلاَدِ بنِي سَعْدٍ قُرْبَ طَمِيَّةَ. و"تَلَمَّسْ أعْشَاشَكَ"، أي: تَلَمَّس العِلَلَ والتَّجَنِّيَ في أهْلِكَ.
والعَشْعَشُ، ويُضَمُّ: العُشُّ المُتَراكِبُ بعضُهُ في بعضٍ.
والمَعَشُّ: المَطْلَبُ، وبهاءٍ: الأرضُ الغليظَةُ. وجاء به من عِشِّهِ وبِشِّهِ: لُغَةٌ في السينِ.
وأعَشَّ: وَقَعَ في أرضٍ عَشَّةٍ،
وـ فلاناً عن حاجَتِهِ: صَدَّهُ،
وـ الظَّبْيَ: أزْعَجَهُ،
وـ القَوْمَ: نَزَلَ مَنْزِلاً قد نَزَلُوهُ فآذاهُمْ حتى تَحَوَّلُوا،
كعَشَّهُمْ،
وـ اللهُ تعالى بَدَنَه: أنْحَلَهُ.
وعَشَّشَ الطائِرُ تَعْشِيشاً: اتَّخَذَ عُشّاً،
كاعْتَشَّ،
وـ الكَلأْ والأرضُ: يَبِسَا،
وـ الخُبْزُ: تَكَرَّجَ.
وفي الحديثِ: "ولا تَمْلأُ بَيْتَنا تَعْشِيشاً"، أي: لا تَخُونُ في طَعَامِنَا، فَتَخْبَأ في كلِّ زاوِيَةٍ شيئاً، فَيَصِيرَ كمُعَشَّشِ الطُّيورِ.
واعْتَشُّوا: امْتَارُوا ميرَةً قليلةً.
وانْعَشَّ القميصُ: تَرَقَّعَ.

الوَسَطُ

الوَسَطُ، محركةً، من كلِّ شيء: أعْدَلُهُ.
{وكذلك جَعَلْناكم أمةً وسَطَاً} ، أي: عَدْلاً خِياراً.
وواسِطَةُ الكُورِ وواسِطهُ: مُقَدَّمُه.
وواسِطٌ، مُذَكَّراً مَصْرُوفاً وقد يُمْنَعُ: د بالعراق اخْتَطَّهَا الحَجَّاجُ في سَنَتَيْنِ، ويقالُ: واسِطُ القَصَبِ أيضاً، أو هو قَصْرٌ كان قد بَناهُ أوَّلاً قَبْلَ أن يُنشْئ البَلَدَ،
ومنه المَثَلُ: "تَغَافَلْ كأنَّكَ واسِطِيٌّ"، لأنَّهُ كان يَتَسَخَّرُهُمْ في البِناء، فَيَهْرُبُونَ، ويَنامُونَ بين الغُرَباء في المَسْجِد، فَيَجِيء الشُّرَطِيُّ،
ويقولُ: يا واسِطِيُّ. فمنْ رَفَعَ رأسَهُ، أخَذَهُ. فلذلكَ كانوا يَتغافَلُونَ.
وواسِطُ: ة قُرْبَ مَكَّةَ بوادِي نَخْلَةَ،
وة ببَلْخَ منها: محمدُ بنُ محمدِ بن إبراهيمَ، وبشيرُ بنُ مَيْمُونٍ المُحَدِّثانِ،
وة ببابِ طُوسَ، ويقالُ لها: واسِطُ اليَهودِ، منها محمدُ بنُ الحُسَينِ الواعِظُ المحدِّثُ الفَرَضِيُّ،
وة بِحَلَب، وبِقُرْبِها أخْرَى تُسَمَّى الكوفةَ،
وة بالخابور، وقَرْيَتانِ بالمَوْصِلِ،
وة بِدُجَيْلٍ، منها محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ عليٍّ العَطَّارُ المحدِّثُ،
وة بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ، منها أبو النَّجْمِ عيسى بنُ فاتِكٍ،
وة باليمنِ، ومَنْزِلٌ بينَ العُذَيْبَةِ والصَّفْرَاء، ومنْزِلٌ لبني قُشَيْرٍ،
وع لبني تَميمٍ،
ود بالأنْدَلُسِ، منه أبو عُمَرَ أحمدُ بنُ ثابِتٍ،
وة باليَمامَةِ، وحِصْنٌ لبني السُّمَيْرِ،
وة بِنَهْرِ المَلِكِ، وجَبَلٌ أسفَلَ من جَمرَةِ العَقَبَةِ بينَ المأزِمَينِ، كان يَقْعُدُ عنده المَساكِينُ، أو اسمٌ للجَبَلَيْنِ اللَّذَيْنِ دونَ العَقَبَةِ.
والواسِطُ: البابُ
ووَسَطَهُمْ، كوَعَدَ، وَسْطاً وسِطَةً: جَلَسَ وسْطَهُمْ،
كتَوَسَّطَهُمْ.
وهو وسِيطٌ فيهم، أي: أوسَطُهُمْ نَسَباً، وأرفَعُهُمْ مَحَلاً.
والوسِيطُ: المُتَوَسِّطُ بين المُتَخاصِمَيْنِ. وكصَبُورٍ: بيتٌ من بُيوتِ الشَّعَرِ، أو هو أصْغَرُهَا، والناقَةُ تَمْلَأُ الإِناء، والتي تَحْمِلُ على رُؤُوسِهَا وظُهُورِهَا لا تُعْقَلُ ولا تُقَيَّدُ، والتي تَجُرُّ أربعينَ يوماً بعدَ السَّنَةِ.
ووَسْطَانُ: د للأكرادِ.
ووَسَطٌ، محركةً: جبلٌ.
ودارةُ واسِطٍ: ع.
ووَسَطُ الشيء، محركةً: ما بين طَرَفَيْهِ،
كأَوْسَطِهِ. فإذا سُكِّنَتْ، كانَتْ ظَرْفاً، أو هُمَا فيما هو مُصْمَتٌ كالحَلْقَةِ، فإذا كانتْ أجْزَاؤُهُ مُتَبَايِنَةً، فبالإِسكَانِ فقطْ، أو كلُّ موضِعٍ صَلَحَ فيه بين، فهو بالتَّسْكِينِ، وإلاَّ فبالتَّحْرِيك.
وصارَ الماء وسِيطَةً: غَلَبَ على الطينِ.
والوُسْطَى من الأصابعِ: م.
والصلاةُ الوُسْطَى المذكورَةُ في التَّنْزِيلِ: الصُّبْحُ، أو الظُّهْرُ، أو العَصْرُ، أو المَغْرِبُ، أو العِشاء، أو الوِتْرُ، أو الفِطْرُ، أو الأضْحَى، أو الضُّحَى، أو الجَماعَةُ، أو جميعُ الصلواتِ المَفْرُوضاتِ، أو الصبحُ والعصرُ معاً، أو صلاةٌ غيرُ مُعَيَّنَةٍ، أو العِشاء والصبْحُ معاً، أو صلاةُ الخَوْفِ، أو الجُمْعَةُ في يومِهَا، وفي سائِرِ الأيامِ الظُّهْرُ، أو المُتَوَسِّطَةُ بين الطُّولِ والقِصَرِ، أو كلٌّ من الخَمْسِ، لأن قَبْلَها صَلاتَيْنِ، وبعدَهَا صلاتينِ.
ابنُ سِيْدَه: من قال هي غيرُ صلاةِ الجُمْعَةِ، فقد أخْطَأَ، إلاَّ أن يقولَهُ بروايَةٍ مُسْنَدَةٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. قيل: لا يَرِدُ عليه: "شَغَلُونا عن الصلاةِ الوُسْطَى صلاةِ العصرِ"، لأنه ليس المُرادُ بها في الحديثِ المذكورَةَ في التَّنْزِيلِ.
ووَسَّطَهُ تَوْسِيطاً: قَطَعَهُ نِصْفَيْنِ، أو جعَلَهُ في الوَسَطِ،
وتَوَسَّطَ بينَهُمْ: عَمِلَ الوَساطَةَ، وأخَذَ الوَسَطَ بين الجَيِّدِ والرَّديء.
ومُوْسَطُ البيتِ، كمُكْرَمٍ: ما كان في وسَطِهِ خاصَّةً.

شَكِعَ

شَكِعَ، كفرحَ: كثُرَ أنِينُه،
وـ الزَّرْعُ: كثُرَ حَبُّه، وغضِب، وتَوَجَّعَ. وككتِفٍ: البَخيلُ اللَّئيمُ، والوَجِعُ.
وشَكَعَ بَعيرَهُ بِزِمامِهِ، كمنعَ: رَفَعَه.
وأشْكَعَه: أغْضَبَه، أو أمَلَّهُ وأضْجَرَه.
والشُّكاعَةُ، كثُمامَةٍ: شَوْكةٌ تَمْلأُ فَمَ البعيرِ.
والشُّكاعى، كحُبارَى، وقد تفتحُ: من دِقِّ النَّباتِ، ولدِقَّتِهِ يقالُ للمَهْزولِ: كأنه عودُ الشُّكاعَى، الواحدةُ: شُكاعاةٌ، أو لا واحِدَةَ لهِا، وإنما يقالُ: شُكاعَى واحِدَةٌ، وشُكاعَى كثيرَةٌ. وهُما شُكاعَيانِ، وهُنَّ شُكاعَياتٌ، يُشْبِهُ الباذاوَرْدَ وليس به، نافِعٌ من الحُمَّياتِ العَتيقَةِ واللهاةِ الوارِمَةِ، ووَجَعِ الأسنانِ.

رأه

[رأه] فيه ولا تمئر "رئتي" جنبي، الرئة التي في الجوف معروفة أي لست بجبان تنتفخ رئتي فــتملأ جنبي، وهاؤها عوض عن الياء، من رأيته إذا أصبت رئته.

العتاب

العتاب:
[في الانكليزية] Blame ،regret ،admonition
[ في الفرنسية] Blame ،regret ،admonestation

بالفارسية: (ملامت كردن) وعتاب المرء نفسه كقوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ الآيات.

وقوله: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي الآيات كذا في الاتقان.
العتاب
من أوضح ما جاء من العتاب في القرآن قوله تعالى يعاتب رسوله، وقد جاءه أحد المسلمين يسأله في أمور الدين، وكان الرسول ساعتئذ في حديث مع طائفة من المشركين، مؤملا أن يفضى به الحديث إلى إيمانهم، فلم يعن بأمر هذا المسلم السائل، بل أعرض عنه عابسا، فنزل قوله سبحانه: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (عبس 1 - 10). بدأ هذا العتاب متحدثا عن الغائب، وكأنه بذلك يريد أن يرسم الصورة لرسوله على لوحة يراها أمام عينيه على وجه غير وجهه، لتكون الصورة واضحة القسمات بيّنة المعالم، فالمرء لا يرى وجه نفسه، ثم اتجه العتاب إلى الخطاب في رفق قريب من العنف، مبينا ما لعله يرجى من الخير من هذا الأعمى السائل، ثم عقد موازنة بين من عنى به النبى ومن أعرض عنه، فهذا مستغن لا يعنيه أن يصغى إلى الدعوة، أو يطيعها، والآخر مقبل، تملأ قلبه الخشية، ويدفعه الإيمان، وقد سجل القرآن معاملة الرسول لهما، ولكن هذا العتاب يحمل في ثناياه عذر الرسول، فهو ما تصدى لمن استغنى إلا أملا في هدايته وإرشاده.
وقد يقسو القرآن في العتاب، بعد أن يكون قد استخدم الرفق واللين، وذلك في الأمور التى يترتب على التهاون فيها ما يؤدي بالدعوة، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (التوبة 38، 39). ولعله بعد رفقه بهم، وبيانه لهم أن متاع الحياة الدنيا قليل، إذا قيس بمتاع الآخرة- رأى ألا يقف عند هذا الحد من الموازنة، بل مضى محذرا منذرا.
ومن العتاب القاسى- لأنه يمس أساسا من أسس نشر الدعوة لتأخذ طريقها إلى النصر والنجاح- قوله تعالى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (الأنفال 67 - 68). أما إذا لم يتصل العتاب بمثل ذلك من مهمات الأمور فإن العتاب يرق ويلين كما ترى ذلك في قوله تعالى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (التوبة 43). وقوله سبحانه:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التحريم 1).
فمعرفة الصادق والكاذب إذا كانت قد ضاعت في فرصة، فمن الممكن أن يتوصل إليها في فرصة أخرى، وتحريم النبى لما أحل الله له مسألة شخصية ليس لها من الأثر ما للجهاد من آثار.
العتاب: مخاطبة الإدلال، ومذاكرة الموجدة.
العتاب: مَا يكون على صُدُور الْمَكْرُوه من الحبيب تأديبا ليَسْتَغْفِر عَنهُ وَيصير مورد المراحم بِخِلَاف الْعقَاب فَإِنَّهُ مَا يكون على صُدُور الْمَكْرُوه من الْعَدو تفضيحا وتأليما كالعذاب على الْكفَّار وخلودهم فِي النَّار فِي تِلْكَ الدَّار. وَبِعِبَارَة أُخْرَى العتاب تَأْدِيب الشَّفَقَة.

أَمت

أَمت
: ( {أَمَتَه،} يَأْمِتُه) ، {أَمْتاً: (قَدَّرَه وحَزَرَه، كأَمَّته) } تَأْميتاً.
وَيُقَال: كم {أَمْتُ مَا بَينَك وَبَين الكُوفةِ؟ أَي: قَدْرُ.
} وأَمَتُّ القَومَ، أَمْتاً: إِذا حَزَرْتَهم.
وأَمَتُّ الماءَ، أَمْتاً إِذا قَدَّرْتَ مَا بينَك وبَيْنَه، قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي بَلْدة يَعْيَا بِها الخِرِّيتُ
رَأْيُ الأَدِلاَّءِ بهَا شَتِيتُ
أَيْهاتَ مِنْهَا ماؤُها! المَأْموتُ أَي: المحزورُ. ويُقالُ: {ائْمِتْ يَا فلانُ هَذَا لي، كم هُوَ؟ أَي: احْزِرْهُ كم هُوَ.
(و) أَمَتَهُ، أَمْتاً: (قَصَدهُ) .
(و) يقالُ: هُوَ إِلَى (أَجَلٍ} مَأْمُوتٍ) ، أَي: (مُؤَقَّت) . وَعبارَة الصَّحاح: مَوْقُوت.
وشيْءٌ مَأْموتٌ: مَعروف.
( {والأَمْتُ: المَكَانُ المُرْتَفِع) .
والأَمْتُ: الرَّوَابِي الصِّغارُ.
والأَمْتُ: النَّبَكُ، وكذالك عَبَّر عَنهُ ثَعْلَب. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الأَمْتُ: النَّبْكُ من الأَرض: مَا ارتَفعَ، ويُقال: مسايِلُ الأَوْدِيَةِ: مَا تَسفَّلَ. وَفِي الصّحاح: الأَمْت: النِّبَاكُ، (و) هِيَ (التِّلالُ الصِّغارُ) .
زَاد غيرُه، عَن ابْن الأَعْرابيّ: والأَمْت: الوَهْدَة بَين كلِّ نَشْزَيْنِ.
(و) الأَمْت: (الانخِفاض، والارْتفاعُ) ، وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: {لاَّ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلآ أَمْتاً} (طه: 107) ، أَي: لَا انْخفاضَ فِيهَا وَلَا ارْتِفَاع، وَمِنْه قولُهم: اسْتَوتِ الأَرْضُ، فَمَا بهَا أَمْتٌ.
(و) الأَمْت: (الاخْتِلافُ فِي الشَّيْءِ) .
و (ج} إِمَاتٌ) بِالْكَسْرِ، ( {وأُمُوتٌ) بالضَّمّ، قَالَ شيخُنا: على الشُّذُوذ، كأَنَّهم أَلْحَقوه بالمعتلّ.
(و) الأَمْتُ: (الضَّعْفُ والوَهْنُ) ، يُقَال: سِرْنا سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ، أَي: لَا ضَعْفَ فِيهِ وَلَا وَهْنَ؛ وَقَالَ العجّاجُ:
مَا فِي انْطِلاقِ رَكْبِهِ منْ أَمْتِ
أَي من فُتُور واسترخاءٍ.
(و) الأَمْت: (الطَّرِيقَةُ الحَسَنَةُ) .
(و) الأَمْتُ: (العِوَجُ) ، قَالَ سيبَوَيْه: وَقَالُوا:} أَمْتٌ فِي الحَجَرِ، لَا فِيكَ، أَي: لِيَكُن! الأَمْتُ فِي الحِجَارة لَا فِيك. وَمَعْنَاهُ: أَبقاكَ اللَّهُ تعالَى بعد فَناءِ الحِجارَةَ، وَهِي ممّا تُوصَفُ بالخلود والبَقاء. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: رَفَعُوهُ وإِنْ كَانَ فِيهِ معنى الدُّعَاءِ؛ لأَنّه لَيْسَ بجارٍ على الفِعل، وصاركقولك: التُّرابُ لَهُ، وحَسُن الابتداءُ بالنَّكِرَة؛ لأَنّه فِي قوّة الدُّعَاءِ. وهاذا المَثل، نَقله شُرّاحُ التَّسهيل وَغَيره، وأَغفلَه المَيْدانيُّ وَغَيره.
(و) الأَمْت: (العَيْبُ فِي الفَمِ، وَفِي الثَّوْبِ والحَجَرِ) هاكذا بالجرّ فِي غير مَا نُسْخةٍ، وَضَبطه بَعضهم بالرّفْع، كأَنَّهُ يُرِيد: والأَمْت: الحَجَرُ، وَمَا رأَيْته فِي ديوانٍ.
(و) الأَمْت: (أَنْ يَغْلُظَ مكانٌ ويَرِقٌ مَكانٌ) أَي: يكون بعضُه أَشرَفَ من بعض.
والأَمْتُ: تَخَلْخُلُ القِرْبَةِ إِذا لم تُحْكَمْ أَفْرَاطُهَا. قَالَ الأَزهريّ: سَمِعْتُ العربَ تَقول: قد مَلأَ القِرْبَةَ مَلأً لَا أَمْتَ فِيهِ، أَيْ لَيْسَ فِيهِ اسْترخاءٌ من شِدَّةِ امْتِلائِها. وَفِي قَوْل بعضٍ: الأَمْتُ: أَن تَصُبَّ فِي القِرْبَة حَتَّى تَنْثَنِيَ وَلَا تَمْلأَــها، فَيكون بعضُها أَشرفَ من بعض، والجمعُ: إِمَاتٌ، وأُمُوتٌ.
( {والمُؤَمَّتُ) ، كمُعَظَّم: (المَمْلُوءُ) .
وَفِي الأَساس: وامتلأَ السِّقاءُ، فَلم يَبْقَ فِيهِ أَمْتٌ.
(و) } أُمِّتَ بالشَّرِّ: أُبِنَ بِهِ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّة:
يَؤُوب أُولُو الحَاجاتِ مِنْهُ إِذا بَدَا
إِلى طَيِّبِ الأَثْوَابِ غَيْرِ! مُؤَمَّتِ
المُؤَمَّتُ: هُوَ (المُتَّهَمُ بالشَّرِّ ونَحْوِهِ) .
(و) حكى ثعلبٌ: (الخَمْرُ حَرُمَتْ) من بابِ كَرُمَ. وَفِي نُسْخَة: بالمبنيّ للْمَجْهُول من بَاب التّفعيل: (لَا أَمْتَ فِيهَا، أَي: لَا شَكَّ فِي حُرْمَتِهَا) وَقد وَرَدَ هاذا فِي حديثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْريّ: أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الخَمْرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا، وأَنا أَنْهَى عَن السَّكَرِ والمُسْكِر) ، قَوْله: لَا أَمْتَ فِيهَا، أَي: لَا عَيْبَ فِيهَا. وَقَالَ الأَزهريّ: لَا شَكَّ فِيهَا، وَلَا ارْتِيابَ. وَقيل لِلشَّكِّ وَمَا يُرْتَابُ فِيهِ: أَمْتٌ، لأَنَّ الأَمْتَ: الحَزْرُ والتَّقدير، ويَدخُلُهما الظَّنُّ والشَّكُّ.
وقولُ ابْنِ جابِرٍ، أَنشدَه شَمِرٌ:
وَلَا أَمْتَ فِي جُمْلٍ لَيالِيَ سَاعَفَتْ
بهَا الدّارُ إِلاّ أَنَّ جُمْلاً إِلى بُخْلِ
قَالَ: لَا أَمْتَ فِيهَا، أَي: لَا عَيْبَ فِيهَا. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: معنَى قولِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ فِي الحَدِيث المتقدِّم غَيْرُ معنَى مَا فِي الْبَيْت. أَراد: أَنّه حرَّمها تَحريماً لَا هَوادَةَ فِيهِ وَلَا لِينَ، ولاكنّه شَدَّد فِي تَحريمها، وَهُوَ من قَوْلك: سِرْتُ سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ، أَي: لَا وَهْنَ فِيهِ، وَلَا ضَعْفَ. وجائزٌ أَن يكونَ المعنَى أَنّه حَرَّمها تَحْرِيمًا لَا شَكَّ فِيهِ، وَقد تقدّم.

أَبض

أَبض
{أَبَضَ البَعِيرَ} يَأْبِضُه أَبْضاً، من حَدِّ ضَرَبَ، وزَادَ فِي اللِّسَان: {ويَأْبُضُه} أُبُوضاً، من حَدّ نَصَرَ شَدَّ رُسْغَ يَدهِ إِلى عَضُدِهِ حَتَّى تَرْتَفِعَ يَدُهُ عَن الأَرْضِ، وَقد {أَبَضْتُهُ، فَهُوَ} مَأْبُوضٌ. وذلِكَ الحَبْلُ إِبَاضٌ، ككِتَابٍ، ج: {أُبُضٌ، بضَمَّتَيْنِ، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ. وَقَالَ أَبو زيْدٍ نَحْوٌ مِنْهُ وأَنشَدَ ابنُ بَرّيٍّ لِلْفَقْعَسِيّ: أَكْلَفُ لَمْ يَثْنِ يَدَيْهِ} آبِضُ! والإِبَاضُ أَيْضاً: عِرْقٌ فِي الرِّجْلِ، عَن أَبِي عُبَيْدَةَ. ويُقَال لِلْفَرَس إِذَا تَوَتَّرَ ذلِكَ العِرْقُ مِنْهُ {مُتَأَبِّضٌ. وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: كأَنَّهُ فِي} الإِبَاضِ من فَرْطِ الانْقِبَاضِ. وعَبْدُ اللهِ بنُ إِبَاضٍ التَّمِيمِيُّ، الَّذِي نُسِبَ إِليْه الإِبَاضِيَّةُ من الخَوَارِجِ، وهُمْ قَوْمٌ من الحَرُورِيَّةِ، وزَعَمُوا أَنَّ مُخَالِفَهُمْ كافِرٌ لَا مُشْرِكٌ، تَجُوزُ مُنَاكَحَتُه، وكَفَّرُوا عَلِيّاً وأَكْثَرَ الصَّحَابَةِ، وكَان مَبدَأُ ظُهُورِهِ فِي خِلاَفَةِ مَرْوَانَ الحِمَارِ. و {أُبَاضُ، كغُرَاب: ة، باليَمَامَةِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عِرْضٌ باليمَامةِ، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ، وأَنْشَد مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ الأَعْرَابِيُّ:
(أَلاَ يَا جَارَتَا} بأُبَاضَ إِنِّي 
... رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جَارَا)

(تُغَذِّينَا إِذا هَبَّتْ عَلَيْنَا ... وتَمْلأُ عَيْنَ نَاظِرِكُمْ غُبَارَا)
قَالَ ياقوت: لَمْ يُرَ أَطْوَلُ من نَخِيلِها، قَالَ: وعِنْدَهَا كانَتْ وَقْعَةُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ بمُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ وأَنشد: كَأَنَّ نَخْلاً من {أُبَاضَ عُوجَا أَعناقُها إِذْ هَمَّتِ الخُرُوجَا زَاد فِي اللّسَان: وَقد قِيلَ: بِهِ قُتِلَ زيْدُ بنُ الخطّابِ.} والمَأْبِضُ، كمَجْلِسٍ: بَاطِنُ الرُّكْبَةِ من كُلِّ شَيْءٍ، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيّ، والجَمْعُ: {مَآبِضُ. وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم بَالَ قائِماً لِعلَّةٍ} بمَأْبِضَيْه أَي لأَنَّ العربَ تقولُ: إِنَّ البَوْلَ قَائِما يَشْفِي من تِلْكَ العِلَّةِ. و {المَأْبِضُ من البَعِير: باطِنُ المِرْفَقِ. وَفِي التَّهْذِيب:} مَأْبِضَا السَّاقَيْنِ: مَا بَطَنْ من الرُّكْبَتيْنِ، وهُمَا فِي يَدَيِ البَعِيرِ بَاطِنَا المِرْفَقيْنِ. وَقَالَ غيرُه: المَأْبِضُ: كُلُّ مَا ثَبَتَتْ عَلَيْهِ فَخِذُكَ. وَقيل:! المَأْبِضَانِ: مَا) تَحْتَ الفَخِذيْنِ فِي مَثَانِي أَسَافِلِهما. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي{والأَبْضُ: التَّخْلِيَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ ضِدُّ الشَّدِّ، قُلتُ: ونَصّ ابنَ الأَعْرَابِيّ:} الأَبْضُ: الشَّدُّ، {والأَبْضُ: التَّخْلِيَةُ، فَهُوَ إِذن مَعَ مَا تَقَدَّمَ ضِدٌّ، وَلم يُصَرِّح بِهِ المُصَنِّف. الأَبْضُ: السُّكُونُ، عَنهُ أَيضاً. قُلْتُ: فَهُوَ إِذَنْ ضِدٌّ أَيضاً، وَلم يُصَرِّحْ بِهِ المُصَنِّفُ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي مَعْنَى الحَرَكَةِ: تَشْكُو العُرُوقُ} الآبِضَاتُ {أَبْضَا فِي المُحْكَم والصّحاح:} الأُبْضُ بالضَّمِّ: الدَّهْرُ، قَالَ رُؤْبةُ: فِي حِقبَةٍ عِشْنَا بِذَاكَ {أُبْضَا خِدْنَ اللَّوَاتِي يَقْتَضِيْن النُّعْضَا ج} آبَاضٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ. {وأَبْضَهُ، مُثَلَّثَةً، وَاقْتصر ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ على الضَّمّ: ماءٌ لِبَلْعَنِبرِ. وَقَالَ أَبو القَاسِمِ جَارُ اللهِ: ماءَةٌ لِطَيِّءٍ، ثمّ لِبَنِي مِلْقَطٍ مِنْهُم، عَليْه نَخْلٌ قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّقَةِ، على عَشَرَةِ أَمْيَال، مِنْهَا. قَالَ مُسَاوِرُ بنُ هِنْدٍ:
(وجَلَبْتُهُ من أَهْلِ} أُبْضَةَ طَائِعاً ... حَتَّى تَحَكَّمَ فِيه أَهْلُ إِرَابِ)
قَالَ ابنُ شُمَيْل: فَرَسٌ {أَبُوض النَّسَا: شَدِيدُ السُّرْعَةِ، كأَنَّمَا} يَأْبِضُ رِجْليْه من سُرْعَةِ رَفْعِهِما)
عِنْد وَضْعِهِمَا. {ومُؤْتَبِضُ النَّسَا: الغُرَابُ، لأَنّهُ يَحْجِلُ كَأَنَّهُ مَأْبُوضٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وظَلَّ غُرَابُ البَيْنِ مُؤْتبِضَ النَّسَا ... لَهُ فِي دِيَارِ الجَارَتيْنِ نَعِيقُ)
} والمُتَأَبِّضُ: المَعْقُولُ {بالإِباضِ، يُقَال: قد تَقَبَّض، كأَنَّمَا} تَأَبَّض. وَقَالَ لبِيد:
(كأَنَّ هِجَانَها {مُتَأَبِّضاتٍ ... وَفِي الأَقْرَانِ أَصْوِرَةُ الرَّغَامِ)
أَي مَعْقُولات} بالإِباض وَهِي مَنْصُوبَةٌ على الحَالِ. {وتَأَبَّضْتُ البَعِيرَ: شَدَدْتُهُ} بالإِباضِ، فتَأَبَّضَ هُوَ، لاَزِمٌ مُتَعَدّ، كَمَا يُقَالُ زَادَ الشَّيْءُ وزِدْتُهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {التَّأَبُّضُ: انْقِبَاضُ النَّسَا، وَهُوَ عِرْققٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.} وتَأَبَّضَ: تَقَبَّضَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: يُسْتَحَبّ من الفَرَسِ {تَأَبُّضُ رِجْليْهِ وشَنَجُ نَسَاهُ. قَالَ: ويُعْرَفُ شَنَجُ نَسَاهُ بتَأَبُّضِ رِجْليْه وتَوْتِيرِهِما إِذا مَشَى.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَهُوَ مَدْحٌ فِيهِ. ويُقَال:} تَأَبَّضَت المَرْأَةُ، إِذا جَلَسَتْ جِلْسَةَ {المُتَأَبِّضِ. قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امْرَأَةً:
(إِذا جَلَسَتْ فِي الدَّارِ يَوْماً تَأَبَّضَتْ ... } تَأَبُّضَ ذِئْبِ التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ)
أَراد أَنّهَ تَجْلِسُ جِلْسَةَ الذِّئْبِ إِذا أَقْعَى، وإِذا تَأَبَّضَ عَلَى التَّلْعَةِ تَرَاهُ مُنْكَبّاً. والْمَأْبِضُ: الرُّسْغُ، وَهُوَ مَوْصِلُ الكَفِّ فِي الذّراعِ. وتَصْغِيرُ {الإِبَاضِ أُبَيِّضٌ. قَالَ الشَّاعِرُ.
(أَقولُ لِصاحِبِ واللَّيْلُ دَاجٍ ... أُبيِّضَكَ الأُسَيِّدَ لَا يَضِيعُ)
يقولُ: احْفَظْ} إِبَاضَكَ الأَسْوَدَ لَا يَضِيعُ، فصَغَّرَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

قصَع

قصَع
القَصْعَةُ: الصَّحْفَةُ أَو الضَّخْمَةُ مِنْهَا تُشْبِعُ العَشَرَةَ، ج: قَصَعاتٌ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وأنْشَدَ قوْلَ أبي نُخَيْلَةَ: مَا زالَ عَنَّا قَصَعاتٌ أرْبَعُ شَهْرَينِ دَأْباً فبَوَادٍ رُجَّعُ عَبْدَايَ وابْنَايَ وشَيْخٌ يُرْفَعُ كَمَا يَقُومُ الجَمَلُ المُطَبَّعُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ فِي جُمُوع القَصْعَة على قِصَعٍ وقِصَاعٍ، كَعِنَبٍ وجِبالٍ، وأنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ ف شاهِدِ الأخِير:
(ويَحْرُمُ سِرُّ جارَنِهِم عَلَيْهم ... ويَأْكُلُ جارُهمُ أُنُفَ القِصَاعِ)
وَمِنْه أَبُو العّبّاس الفَضْلُ بنُ مُحَمَّد بنِ نَصْر السُّغْدِيُّ القِصَاعِيُّ المُحَدِّثُ كأنَّه إِلَى صَنْعةِ القِصَاعِ، رَوى عَن مُحَمَّد بنِ مَعْبدٍ، وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ الإدْرِيسيُّ.
وفَاتَهُ: ثَوْرُ بنُ مُحَمَّد القِصَاعِيُّ، عَن إبْرَاهيمَ بنِ يُوسُفَ، رَوَى المُسْتَمِلي عَن رجُلٍ عَنهُ.
والقُصَيْعَةُ، كجُهَينَةَ، تَصْغِيرُها وَمِنْه فِي تَعْلِيمِ آدَمَ الأسْماءَ حَتّى القَصْعَةَ والقُصَيْعَةَ.
والقُصَيْعَةُ: قَرْيَتَانِ بِمصْرَ، إحْدَاهِمَا بالشَّرْقِيَّةِ من أعْمَالِ صَهْرَجْت، أَو من أعْمَال فَاقُوس، والأُخْرَى بالسَّمَنُّودِيَّة والصَّوابُ فِيهِمَا: القُطَيْعَة، بالطاءِ كَمَا فِي قَوَانينِ ابْنِ الجَيْعَانِ وَقد صَحَّفَ المُصَنِّفُ.
وقَصَعَ، كمَنَعَ: ابْتَلَعَ جُرَعَ الماءِ أَو الجِرَّةَ، وَقد قَصَعَت النّاقَةُ بجرَّتِها: رَدَّتْهَا إِلَى جَوْفِها، كَمَا فِي الصّحاحِ، أَو مَضَغَتْهَا، أَو هُوَ بَعْدَ الدَّسْعِ وقَبْلَ المَضْغِ والدَّسْعُ: أنْ تَنْزِعَ الجِرَّةَ من كَرِشِها، ثمَّ القَصْعُ بعدَ ذلكَ، والمَضْغُ والإفَاضَةُ أَو هُوَ أنْ تَمْلأَ بهَا فاهَا وعِبَارَةُ الصّحاح وقالَ بَعْضُهم: أَي)
أخْرَجَتْهَا فمَلأَتْ فاها.
أَو قَصْعُ الجِرَّةِ: شِدَّةُ المَضْغِ، وضَمُّ بَعْضِ الأسْنَانِ على بَعْضٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيْدٍ، قَالَ جَعَلَه من قَصْعِ القَمْلَةِ، وَهُوَ أنْ تَهْشِمَها وتَقْتُلَها، والجِرَّةُ: اللُّقْمَةُ الَّتِي يُعَلَّلُ بهَا البَعِيرُ إِلَى عَلَفِه، وبكُلِّ مَا ذُكِر فُسِّرَ الحَديثُ: أنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطَبَهُم على راحِلَتِه، وإنَّهَا لَتَقْصَعُ بجِرَّتِهَا.
وقاَ أَبُو سَعَيدٍ الضَّرِيرُ: قَصْعُ النّاقَةِ الجِرَّةَ: اسْتِقَامَةُ خُرُوجِهَا من الجَوْفِ إِلَى الشِّدْقِ غيرَ مُتَقَطِّعةٍ وَلَا نَزْرَة، ومتَابَعَةُ بَعْضِها بَعْضاً، وإنَّمَا تَفْعَلُ النّاقَةُ ذلكَ إِذا كانَتْ مُطْمَئِنَّةً ساكِنَةً لَا تَسِيرُ، فَإِذا خافَت شَيْئاً قَطَعَت الجِرَّةَ وَلم تُخْرِجْهَا، قالَ: وأصْلُ هَذَا من تَقْصِيع اليَرْبُوعِ التُّرَابَ، فجعَلَ هذِه الجِرَّةَ إِذا دَسَعَتْ بهَا النّاقَةُ بمنْزِلَةِ التُّرَابِ الَّذي يُخْرِجُه اليَرْبُوعُ من قَاصِعائِه.
وقَصَعَ البَيْتَ قَصْعاً: لَزِمَهُ ولَمْ يَبْرَحْه.
ويُقَال: قَصَعَ الماءُ عَطَشَه: أذْهَبَه وسَكَّنَهُ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وَهُوَ مجَازٌ، وأنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:
(فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها ... وَقد نَشَحْنَ فَلَا رِيٌّ وَلَا هيمُ)
وأنشَدَ الصّاغَانِيُّ للعَجَّاجِ: حَتَّى إِذا مَا بَلَّت الأغْمَارا رِيّاً ولَمَّا تَقْصَعِ الأصْرارا كقَصَّعَهُ تَقْصِيعاً، فِيهِمَا، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ فِي الأوّلِ:
(إنِّي لأُخْلِي لَهَا الفِرَاشَ إِذا ... قَصَّع فِي حِضْنِ عِرْسِهِ الفَرِقُ)
وقصع الْجرْح بِالدَّمِ قصعاً: شَرق بِهِ عَن ابْن دُرَيْد وَلكنه شدد قصع وَزَاد غَيره وامتلأ.
وقَصَعَ القَمْلَةَ بينَ الظُّفْرَيْن: قَتَلَها وفِي الحَدِيثِ: نَهَى أنْ تُقْصَعَ القَمْلَةُ بالنَّواةِ وإنّمَا خُصَّتِ النَّواةُ لأنَّهُمْ كَانُوا يأكُلُونَه عِنْد الضَّرُورَة، أَو لِفَضْلِ النَّخْلَة.
وقَصَعَ فُلاناً يَقْصَعُه قَصْعاً: صَغَّرَهُ وحَقَّرَه، وَكَذَلِكَ: قَمَعَه قَمْعاً.
وقَصَعَ اللهُ شَبَابهُ: أكْدَاهُ، وَهُوَ مَجازٌ، أصابَهُ بشَدَائِدِ الدَّهْرِ، وفِي بَعْضِ النُّسَخ: أقْمَأه أَي أذَلَّه، وهُمَا مُتَقَارِبانِ.
وقَصَعَ الغُلامَ، أَو قَصَعَ هَامَتَهُ: ضَرَبَه أَو ضَرَبَهَا ببُسْطِ كَفِّه على رَأسِهِ. قيل: والّذي يُفْعَلُ بِهِ ذلكَ لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدَادُ.
وغُلامٌ مَقْصُوعٌ، وقَصِيعٌ، وقَصِعُ، الأخيرُ ككَتِفٍ: كَادِي الشَّبابِ قَمئٌ، لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدادُ، ويُقَالُ)
للصَّبيِّ إِذا كانَ بطئَ الشَّبابِ: قَصِيعٌ، يُرِيدُونَ أنَّه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ، فَلَيْسَ يَطُولُ، وَهِي قَصِيعَةٌ بِهاءٍ، عَن كُرَاع.
وَقد قَصُعَ، ككَرُمَ وفَرِحَ، قَصَاعَةً وقَصَعاً، مُحَرَّكةً، فِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّب، وَكَذَا مَعَ قولِه: قَصِيعٌ وقَصِعٌ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ على قَصُعَ ككَرُمَ، فَهُوَ قَصِيعٌ.
والقُصْعَةُ، الضَّمِّ. غُلْفَةُ الصّبيِّ إِذا اتَّسعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُه، ج: قُصَعٌ، كصُرَدٍ.
والقُصْعَةُ أيْضاً، أَي بالضَّمِّ، والقُصَعَةُ، والقُصَعَاءُ، والقُصَيْعَاءُ، والقُصَاعَةُ، والقَاصِعاءُ، كهُمَزَةٍ، وهذهِ عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ، وثُؤَباءَ، وحُمَيْراءَ، وثُمَامَةٍ، ونَافِقَاءَ، والأشْهَرُ الثانِيَةُ والأخيرَةُ، وَعَلَيْهِمَا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: جُحْرٌ لليَرْبُوعِ يَحْفِرُه ويَدْخُلُه فَإِذا فَزِعَ ودَخَلَ فِيهِ، سَدَّ فَمَه، لئلاّ يَدْخُلَ عَلَيْهِ حَيَّةٌ أَو دابَّةٌ، وقِيلَ: هِيَ بابُ جُحْرِه يَنْقُبُهُ بعدَ الدَّامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخَر، وَقيل: فَمُ جُحْرِه أوَّلَ مَا يَبْتَدِئُ فِي حَفْرِه، ومَأْخَذُه من القَصْعِ، وَهُوَ ضَمُّ الشَّيءِ على الشَّيءِ، وقيلَ: قاصِعَاؤُه: تُرَابٌ يَسُدُّ بِهِ بابَ الجُحْرِ، ج: قَوَاصِعُ. 5 (قالَ الجَوهَرِيُّ: شَبَّهُوا فاعِلاْءَ بفَاعِلَةٍ، وجَعَلُوا ألفَيِ التَّأْنيثِ بمَنْزِلَةِ الهاءِ، انْتَهَى. وتَقْصِيعُهُ:) إخراجُه تُرابَ قاصِعائِه، قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِيعاً: خَرَج من الأرْضِ، فَإِذا صارَ لَهُ شُعَبٌ قِيلَ: شَعَّبَ.
وقالَ غَيْرُه: قَصَّع أوَّلُ القَوْم منْ نَقْبِ الجَبَلِ: إِذا طَلَعُوا وَمن المَجَاز: قَصَّعَ فِي ثَوْبِهِ: تَلَفَّفَ، وَفِي الأسَاسِ: تَدَثَّر.
ويُقَالُ: سَيْفٌ مُقصَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: قَطّاعٌ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَفِيه نظَر، وَهُوَ فِي العُبَابِ واللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ وسائِرِ أُمَّهاتِ اللُّغَةِ: مِقْصَعٌ، كمِنْبَرٍ، وَزَاد صاحِبُ اللِّسَانِ: ومِقْصَلٌ كذلِك، فَفِي ضَبْطِ المُصَنِّف إيّاه نَظَرٌ ظاهِرٌ، وكأنَّه مقلوبُ مِصْقَعٍ، كمِنْبَر أَيْضا، فتأمَّلْ.
وتَقَصَّع الدُّمَّلُ بالصَّديد: امْتَلأ مِنْه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: القَصَنْصَعُ، كسَمَنْدَلٍ: القَصِيرُ المُتَداخِلُ الخَلْقِ. وجَعَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ تَرْكِيباً مُسْتَقِلاً.
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القَصِيعُ، كأميرٍ: الرَّحَى، نَقَله أَبُو سعِيدٍ.
وقَصَعَت الرَّحى الحَبَّ قَصْعاً فَضَخَتْهُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ مَجَازٌ.)
والقَصْعُ: دَلْكُ الشَّيءِ بالظُّفْرِ، وكذلكَ المَصْعُ، بالمِيمِ.
وقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالتَّشدِيدِ، كتَقَصَّعَ.
وقَصَّعَتِ النّاقَةُ بجِرَّتِهَا: مثلُ قَصَعتْ.
وقَصَّعَ الضَّبُّ تَقْصِيعاً: سَدَّ بابَ جُحْرِهِ، وقِيلَ: كُلُّ سادٍّ مُقَصِّعٌ، وَمِنْه تَقَصَّعَ البَيْتَ: لَزِمَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
ويُقال: قَصَّعَ الضَّبُّ: دَخَلَ فِي قاصعائِه، واسْتَعَارَه بعضُهُم للشَّيْطَانِ، فَقَالَ إِذا الشَّيْطَانُ قَصَّع فِي قَفَاهَا. تَنَفَّقْنَاه بالحَبْلِ التُّؤَامِ.
قولُه: تَنَفَّقْناه، أَي اسْتَخْرَجْنَاه، كاسْتِخْرَاجِ الضَّبِّ من نَافِقائه.
وَفِي الأساسِ: قَصَّع الشَّيْطانُ فِي قَفَاهُ، إِذا ساءَ خُلُقُه.
وَأما قولُ الفَرَزْدَقِ يَهْجُو جَرِيراً:
(وَإِذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لَمْ تَجِدْ ... أحَداً يُعِينُكَ غَيْرَ من يَتَقَصَّعُ)
فمَعْناه: إنَّمَا أنْتَ فِي ضَعْفِكَ إِذا قَصَدْتُ لكَ، كَبنِى يرْبُوعٍ، لَا يُعِينُكَ إلاّ ضَعيفٌ مِثْلُك. وإنَّمَا شَبَّههُم بِهَذَا لأنَّه عَنَى جَرِيراً، وَهُوَ مِِنْ بنِي يرْبُوع.
وقَصَعَةُ قَصْعَةً: دَفَعَه وكَسَرَه.
والأقْصَعُ من الصِّبْيَانِ: القَصِيرُ القُلْفَةِ، الَّذِي يكونُ طَرَفُ كَمَرَتِه بَادِياً، وَمِنْه حَدِيثُ الزِّبْرقانِ بنِ بَدْرٍ: أبْغَضُ صِبْيَاننا إلَيْنَا الأُفَيْصِعُ الكَمَرَةِ.
وقَوْلُ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيِّ: فيَسْتَخْرِجُ اليَرْبُوعَ من نَافِقَائِهومن جُحْره ذُو الشَّيْخَةِ اليَتَقصَّعُ قالَ الأخفَشُ: أرادَ الّذي يَتَقَصَّعُ فِيهِ، وقالَ ابنُ السَّرَّاجِ: لمّا احْتَاجَ إِلَى رَفْعِ القَافِيَةِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً، وَهُوَ من أقْبَح ضَرُورات الشِّعْرِ.
والقَصّاع، كشَدّادٍ: من يَصْنَع القِصَاعَ.

جَنْبَد أو جَنْبذَ

جَنْبَد أو جَنْبذَ: فعل مشتق من الاسم جُنبذة، وهو أن تملأ الكيل حتى يكون جنبذة وهي ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة.
وينقل الكباب (ص118 و) رأي مالك فيقول: لا يطفف ولا يجلب فأن الله تعالى (يقول): ويل للمطففين. فلا خير في التطفيف، ولكن يصب عليه حتى يجتبده فإذا اجتبده أرسل يده ولم يمسك.
ثم ينقل بعد ذلك هذه التعليقة للقاضي أبي الوليد ابن رشد: وقد في الرواية: حتى يجتبده ولم يمسك، والصواب يجنبده فإذا جنبده. قال بعض أهل اللغة: الجنبة المكان المرتفع من الأرض، وإنما قلنا هو الصواب لأن الاجتباد هو الجلب الذي منع منه.
وقد اعتمد دي غويه في معجم المتفرقات على هذا النص فقال: إن الفعل المشتق من الاسم هو أجَتَبَد، وأرى إنه قد أخطأ في ذلك. ولا بد من أن نلاحظ أن عبارة مالك فيها الفعل يجتبد واجتبد، وهو صيغة افتعل من جبد أو جبذ وقال ابن رشد، الذي نقل الكلمة الأولى والأخيرة من العبارة، أن هذا خطأ، والصواب يجنبده واذا جنبده. وألف اجنبده في قوله فإذا اجنبده التي جاءت في المخطوطة زائدة، وإنها إنما جاءت من تصحيف الكلمة إلى اجتبده.
جَنْبَذ (بالفارسية كَّنُبْدَ): معبد النار في فارس.
وآزاج، وقبة - ومعبد ذو ضريح (معجم المتفرقات).
جُنْبُذ: هي نفس الكلمة السابقة، وتطلق مجازاً على كُمّ الزهرة قبل أن تتفتح (معجم المتفرقات)، وفي مفردات ابن البيطار (1: 265): جنبذ الرمان (بالذال في مخطوطتنا وبالدال المهملة في مخطوطة ب).
أنظر في المستعيني زهر الرمان، ويجمع على جنبذات (أبو الوليد ص570).
جُنبذَة وجُنبذة بفتح الباء أو هو لحن: صرح ذو قبة (معجم المتفرقات - والمرتفع من الأرض (أنظر الفعل جنبذ أعلاه).
مُجَنْبَذ: مقبب، في شكل القبة (معجم المتفرقات).

قبطل

قبطل: قبطل: ضرب بكوعه. (الكالا).
قبطل والجمع قباطل: aqueduc ( فوك).
ويرى السيد سيمونيه انها نفس الكلمة الغرناطية cauchil التي تدل على نفس المعنى.
قبطل والجمع قباطل وقبطال: مقياس مسطرة. وفي معجم فوك: قبطل والجمع قباطل أي مسطرة وفي المعجم اللاتيني- العربي: ( amussis قبطال وميزان).
وعند ابن ليون (ص4 ق، ص5 و): والوزن بالقبطال والجفنة أن تملأ جفنة معتدلة الحواشي أو صفحة معتدلة الحواشي من ماء في موضع معتدل وتمد على الجفنة فبطالا طويلا ثم تنظر بعينيك مع القبطال وتعلم بعلامة حيث يقف بصرك وتنقل الجفنة إلى هنالك وأمضى هكذا حتى تتم وهذه صفة ذلك.
قبطال قبطال الخط خيط في طرفه ثقالة الخ.
وهذه صفة ذلك: ميزان قبطال خط خط قبطال وكلمة قبطال مأخوذة من اللاتينية cubitalis والكلمة الأسبانية codal تدل على نفس المعنى (انظر المعاجم الأسبانية وسيمونيه ص304).
قبطل (فوك) أو قبطل (الكالا) (من اللاتينية cubitus تصغير cubitellus والجمع قبطلات وقباطل: مرفق، كوع، وذراع (مقياس 50 سنتميترا).
ففي معجم المنصوري: موفق: ويسميه العامة القبطل بترقيق الطاء. والمرفق والكبطال (هربرت 4) جمعه كباطل (جزائرية) وفي معجم بوشر مرفق قبطال أو كبطال (بربرية) وأنظر سيمونيه (ص340).
تقبطل: ضربه بالكوع. (الكالا).

بنو/بني

بنو/بني
بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على يبنِي، ابنِ، بناءً وبُنيانًا وبنايةً، فهو بانٍ، والمفعول مَبْنِيّ
• بنَى المنزلَ: أقام جدارَه ونحوَه، ويستعمل مجازًا في معانٍ تدور حول التأسيس والتنمية "بنى مجدَه/ الرِّجالَ- يبني قصرًا ويهدم مصرًا [مثل]: يضرب في مَنْ يقدّم خيرًا قليلاً ويؤذي كثيرًا- يبني الرِّجالَ وغيره يبني القرى ... شتان بين قرى وبين رجالِ- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} " ° بنى أمره على: عزم، صمّم على، قرّر- بنى نظريّة: أوجدها وصاغها، أقام الدليل عليها- يبني قصورًا في الهواء: يعيش على الأوهام، يسعى في غير طائل.
• بنَى الطَّعامُ فلانًا/ بنَى الطَّعامُ جسمَ فلانٍ: غذّاه وسمَّنه.
• بنَى الكلمةَ: (نح) ألزم آخرها حالة واحدة "الآنَ: ظرف للزمان مبنيّ على الفتح".
• بنَى بزوجته/ بنَى على زوجته: دخل بها "وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا [حديث] ".
• بنَى على كلامه: احتذاه واعتمد عليه، استند إليه "بنى نظريتَه على وقائع ثابتة/ النتائجَ على المقدِّمات/ شبهاته على الاحتمال". 

ابتنى يبتنَي، ابتَنِ، ابتناءً، فهو مُبتنٍ، والمفعول مُبتنًى
• ابتنَى المنزلَ: بناه، أقام جدارَه ونحوَه. 

انبنى/ انبنى على ينبَني، انبَنِ، انبناءً، فهو مُنْبنٍ، والمفعول مُنبنًى عليه
• انبنَى الشَّيءُ: مُطاوع بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على: بُنِيَ "تنبني نظريّة ابن خلدون على نموذج محدَّد".
• انبنَى عليه الأمرُ: تأسَّس، ترتَّب عليه "ينبني على هذا الأمر نتائج مهمة- انبنى على إهماله احتراقُ المبنى- انبنى السَّلام على حسن النَّوايا". 

تبنَّى يَتبنَّى، تبَنَّ، تبَنّيًا، فهو متبنٍّ، والمفعول مُتبنًّى
• تبنَّى الطِّفلَ: اتّخذه ابنًا أو عامله كابنه "عندما تأكّد من صدقه وإخلاصه تبنّاه وسلَّمه إدارة العمل".
• تبنَّى الرَّأيَ: قبله، أخذ به "تبنّى مشروع قانون". 

ابتناء [مفرد]: مصدر ابتنى. 

ابتنائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ابتناء.
2 - مصدر صناعيّ من ابتناء.
• الموادُّ الابتنائيَّة: (حي) مجموعة هرمونات صناعيّة تعزِّز مخزون البروتين ونمو الأنسجة. 

ابْن1 [مفرد]: ج بنون وأبناء: ولد ذكر، ويدخل في تسمية أبناء الأقارب، يطلق على كلّ ما ترتب على غيره بالسببيّة أو التبعيّة أو الملازمة أو المشابهة "رزقه الله ابنًا صالحًا- يؤخذ الأبناء بجرائر الآباء- أبناء مهنة واحدة-
 {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} - {وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} " ° أبناء الشَّعب/ أبناء الوطن: المواطنون- أبناء الضَّاد: العرب- ابن أبيه: مشابه له في صفاته- ابن أكابر: من أسرة مشهورة- ابن الآخرة: الزاهد- ابن الحرب: الشُّجاع الذي تعوَّد الحرب وألِفها- ابن السَّبيل: المسافر- ابن الطَّريق/ ابنُ اللَّيل: اللِّص- ابن اللُّغة: المتحدث بها كلغة أولى- ابن بطنه: أكول نهِم- ابن بلد: شهم، يعرف الأصول- ابن حرام/ ابن سِفاح: ابن زِنًى، خسيس، لِصّ- ابن ساعته: من غير ترتيب سابق، وقتيّ لا يدوم طويلا- ابن سبعة: سريع الغضب، أو مولود لسبعة أشهر- ابن كلمة: سريع التَّصديق لما يقال- ابن كيف: مدمن- ابن نكتة: فكِه، يأتي بالنوادر والفكاهات- ابن يومه: لا يدوم، لا يفكّر في غده- بالرِّفاء والبنين: دعاء للمتزوِّج بالالتئام والاتفاق وجمع الشَّمل وإنجاب البنين- بنو آدم: البشر- ليس ابنَ البارحة: ليس جاهلاً بل خبيرًا ومحنَّكًا. 

ابْن2 [مفرد]: ج بنات
• ابن آوى: (حن) حيوان من فصيلة الكلبيّات ورتبة اللّواحم يعيش في البلدان الحارَّة، وهو أصغر حجمًا من الذئب.
• ابن عِرْس: (حن) دويبّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذيل، تفتك بالدجاج ونحوه.
• ابن الماء: (حن) طائر من طويلات الساق، وتعرف بعض أنواعه في مصر بالبلشون "لبنات الماء ريش جميل يستعمل في التزيين". 

ابنة [مفرد]: ج بنات:
1 - بنت، صبيَّة، وتستعمل في تسمية بنات الأقارب "ابنة العمّ/ الخال- {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} " ° بناتُ الأفكار: الخواطر- بناتُ الدَّهر: شدائده- بناتُ الصَّدْر: همومه ووساوسه- بناتُ اللَّيل: الهموم والوساوس، البغايا- ابنةُ الجبل: الصدى- بناتُ الحشا: الأمعاء- بناتُ الحمْل/ بناتُ الأسفار: الإبل- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- غَزْل البنات: حلوى قطنيَّة الشكل تُصنع من السكَّر المغزول- بناتُ الحجال/ بناتُ الخُدور: النِّساء.
2 - امرأة من نساء الأمّة " {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ".
• بنات نعْش الكُبرى: (فك) سبعة كواكب تشاهد جهة القطب الشماليّ. 

انبناء [مفرد]: مصدر انبنى/ انبنى على. 

بِناء [مفرد]: ج أَبْنِيَة (لغير المصدر):
1 - مصدر بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على ° البناء الاجتماعيّ: الهيكل أو التنظيم الاجتماعي- البناء الحُرّ: الماسونيّة- البناء القوميّ/ البناء الفوقيّ: يُراد به المؤسَّسات ونظم الحكم- بناءً على هذا/ بناءً على ذلك/ بناءً عليه: وفقا أو نتيجة له أو اعتمادًا عليه واستنادًا إليه.
2 - ما بُني كالدُّور ونحوها، بناية، عمارة "وعدت الحكومة بإنشاء عدد من الأبنية- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} " ° بناء مشترك: بناية كبيرة تشيّدها جماعة من النَّاس ويخصصونها للعائلات ذات الدَّخل الزهيد- بناء مُفرّغ: بناء من جدران خشبية تُملأ فراغاتُها بمواد خفيفة كالآجر والجِصّ- عامل بناء: بَنَّاء.
3 - (نح) لزوم آخر الكلمة حالة واحدة، خلاف الإعراب.
4 - (لغ) صيغة الكلمة والهيئة الحاصلة من ترتيب الحروف والحركات "في العربية أبنية لم يلتفت إليها الصرفيّون".
• البِناء الدِّراميّ: (فن) الجسم الدِّراميّ المتكامل في حدِّ ذاته، الذي يتكون من أعمال مرتَّبة ترتيبًا خاصًّا، ليُحدث تأثيرًا في الجمهور. 

بِنائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بِناء ° طور بنائيّ: طور انفصاليّ. 

بنائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى بِناء: "مواد/ زخرفة بنائيّة" ° أبحاث بنائيّة: ذات علاقة ببناء مجموع معنويّ كالدَّولة والمجتمع وغيرهما. 

بناية [مفرد]:
1 - مصدر بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على.
2 - مبنى، عمارة، بيت كبير متعدد الطَّبقات والمنازل ° بناية فسيحة: مبنى كبير متعدد المنازل والطَّبقات يتألَّف من شقق للإيجار، عمارة.
3 - حرفة البِناء. 

بنت [مفرد]: ج بنات:
1 - ابنة، أنثى لم يسبق لها الزَّواج، صبيَّة، وتستعمل في تسمية بنات الأقارب "بنت العمّ/ الخال- {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} " ° بناتُ الأفكار: الخواطر- بناتُ الدَّهر: شدائده- بناتُ الصَّدْر: همومه ووساوسه- بنت الشَّفة: الكلمة- بنت اليمن: القهوة- بنت عنب: الخمر- بناتُ اللَّيل: الهموم والوساوس، البغايا- بنت العَيْن: الدّمعة- بنت الحلال: الزّوجة الصَّالحة- بناتُ الحشا: الأمعاء- بناتُ الحمْل/ بناتُ الأسفار: الإبل- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- غَزْل البنات: حلوى قطنيَّة الشكل تُصنع من السكَّر المغزول- لم ينبس ببنت شفة/ ما نبس ببنت شفة: لم يفتح فاه، سكت، لم يتكلّم مطلقًا- بناتُ الحجال/ بناتُ الخُدور: النِّساء.
2 - امرأة من نساء الأمّة " {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ".
• بنت الأذن: (شر) الغدّة النكفيَّة وهي غدّة أسفل الأذنَيْن.
• بنات نعْش الكُبرى: (فك) سبعة كواكب تشاهد جهة القطب الشماليّ.
• بنات نَعْش الصُّغرى: (فك) سبعة كواكب تقع قرب الأُوَل. 

بنَّاء [مفرد]:
1 - من حرفته البناء "بنّاء مدن- {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} ".
2 - إيجابيّ، منتج "محادثات بنّاءة" ° البنَّاءون الأحرار: جمعية شبه سرّيَّة تقول بمبدأ الأخوة بين أعضائها ويقال لهم: الماسونيون- نقد بنَّاء: يدفع إلى الارتقاء والتقدّم، إيجابيّ. 

بُنُوّة [مفرد]: صلة النَّسب بين المولود والوالد "اعترف ببُنوّة ولد". 

بُنْيان [مفرد]:
1 - مصدر بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على: "الطَّبيعة تكره الهدم من غير بنيان".
2 - ما بُنيَ، شيء مبنيّ "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا [حديث]- {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} " ° البنيان المرصوص: المتين- بنيان المجتمع: بناؤه، تكوينه.
3 - جدار، حائط " {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} ". 

بُنْية [مفرد]: ج بُنًى:
1 - ما بُنِي "الصناعة ووسائل الإنتاج هي بُنًى تحتية أمّا القوانين والأدبيّات فهي بنًى فوقيّة".
2 - خِلْقَة، جسم، جثمان "صحيح البُنْية". 

بِنْيَة [مفرد]: ج بِنًى:
1 - بُنْية، ما بُنيَ " {فَأَتَى اللهُ بِنْيَتَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} [ق] " ° بنية المجتمع الفوقيّة: مجموع المؤسسات والأفكار والثقافة في ذلك المجتمع- بنية خاصّة: استعداد فردي خاصّ فطري عادة لمقاومة العوامل الخارجية.
2 - هيئة البناء وتركيبه "عاش المجتمع العربيّ في بنيته الاجتماعية أمدًا طويلاً- بنية سياسيَّة/ اقتصاديَّة/ إداريَّة" ° بنية الجسم البشريّ: قوامه، تركيبه- صحيح البِنْية/ قويّ البِنْية: في وضع صحِّيّ سليم- ضعيف البنية: ضعيف صحّيًّا، نحيل، معرَّض للمرض- عديم البنية: عديم الخلايا.
3 - بُنْية، خِلْقَة، جسم، جثمان.
4 - (حي) ترتيب وتشكيل الأنسجة، أو الأعضاء، أو أجزاء الكائن الحي العضوي.
• بِنْية الكلمة: بناؤها، صيغتها الصرفيّة.
• البِنْيَة التَّحْتِيَّة: تجهيزات أساسيّة تقوم بها الحكومة كالصَّرف الصِّحيّ، وتعبيد الطُّرق، والكهرباء، والمياه. 

بِنْيَويّ [مفرد]: ج بِنْيَويون:
1 - اسم منسوب إلى بِنْيَة.
2 - خاصّ ببنية الإنسان "تعب بنيويّ".
3 - مَنْ يدرس البِنَى ويحلِّل عناصرها "عالم بِنْيَويّ". 

بِنْيَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بِنْيَة ° أبحاث بنيويَّة: ذات علاقة ببناء مجموع معنويّ كالدَّولة والمجتمع وغيرهما.
2 - مصدر صناعيّ من بِنْيَة.
3 - مذهب في العلوم والفلسفة مؤدّاه الاهتمام أولاً بالنظام العام لفكرة أو لعدّة أفكار مرتبطة بعضها ببعض، وامتد إلى علوم اللغة عامة وعلم الأسلوب خاصّة ويُعرف أحيانًا باسم البنائيّة والتركيبيّة.
4 - (لغ) نظرية تهتمّ بالجانب الوصفيّ من اللغة، وتنظر إليها على أنها وحدات صوتيّة تتجمّع لتكوِّن المورفيمات التي تكوِّن الجملة، ومن أعلام هذه النظرية بلومفيلد الأمريكي. 

بُنَيّ [مفرد]: تصغير ابْن1: شاب صغير السنّ، ويستعمل عادة في النداء " {يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ} ". 

بُنَيَّة [مفرد]:
1 - تصغير ابنة.
2 - فتاة صغيرة "أبنيّتي تشجّعي ولا تخافي". 

تَبَنٍّ [مفرد]:
1 - مصدر تبنَّى.
2 - إحدى الوسائل الاجتماعية القانونية لرعاية الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم الطبيعيّة. 

مَبْنًى [مفرد]: ج مبانٍ:
1 - ما بُني من الدُّور ونحوها، أساس، قاعدة البناء، بناية "أعجبني مبنى الكليّة" ° المباني العامّة: مباني الدَّولة- مبنى مطار: محطَّة مطار.
2 - (دب) شكل أو قالب يصاغ فيه المعنى المعبّر عنه "يتكون العمل الأدبيّ من المبنى والمعنى- أبدع الكاتب في روايته معنًى ومبنًى".
• حروف المباني/ أحرف المباني: (لغ) الحروف الهجائيّة التي تُبنى منها الكلمة، وليس للحرف معنى مستقل. 

مَبْنِيّ [مفرد]: اسم مفعول من بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على.
• المَبْنِيّ: (نح) ما لا تتغيَّر حركة آخره خلاف المُعرب.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمعلوم: (نح) الفعل الذي يحتفظ بحركاته الأصلية ويصحبه فاعلُه اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا بارزًا أو مستترًا، وخلافه المبنيّ للمجهول.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمجهول: (نح) الفعل الذي يحذف فاعله لغرضٍ ما ويأتي المفعول به نائبًا عنه، ويضمُّ أوّله ويكسر ما قبل آخره إن كان ماضيًا، أو يضمُّ أوله ويفتح ما قبل آخره إن كان مضارعًا، وخلافه المبني للمعلوم. 

رمى

(رمى) - في حَديثِ طَاوُس: "مَنْ قُتِل في عِمَّيَّة في رِمِّيَّا تكَونُ بينهم بالحِجارة"
الرِّمِّيَّا : من الرَّمى على وَزْن الحِصِّيصَى والهِجِّيرى والخِلِّيفَى.
- في حَدِيثِ عَدِىِّ الجُذامِىّ: "فَرُمِى في جِنازَتِها".
: أي ماتَتْ، وهو كقولك: سِيرَ بِزَيْد، فلِذلَك لم يُؤنِّثْ الفِعلَ فاعِلُه الذي أُسند إليه - وهو الطَّرفُ بعَيْنه - والجِنازَة مرمِىٌّ فِيهَا.
رمى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَو أَن أحدكُم دعِي إِلَى مِرماتين لأجاب وَهُوَ لَا يُجيب إِلَى الصَّلَاة. 90 / الف يُقَال: إِن المرماة / مَا بَين ظلفي الشَّاة قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا حرف لَا أَدْرِي مَا وَجهه إِلَّا أَنه هَكَذَا يُفَسر وَالله أعلم. وَفِي بعض الحَدِيث: لَو أَن رجلا ندا النَّاس إِلَى مِرماتين أَو عرق أجابوه فَمن قَالَ: ندا جعله من النادي وَهُوَ الْمجْلس يُقَال: ندوت الْقَوْم أندوهم. وَفِيه لُغَة أُخْرَى: مرماة بِفَتْح الْمِيم.
(رمى)
الشَّيْء رماء رَبًّا وَزَاد يُقَال رمى المَال وَرمى على الْخمسين من عمره زَاد وَهُوَ يَرْمِي على صَاحبه يزِيد وَالشَّيْء وَبِه من يَده رميا ورماية أَلْقَاهُ وقذقه وَيُقَال رمى الله لَهُ نَصره وصنع لَهُ وَرمى الله فِي يَده وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء دُعَاء عَلَيْهِ وَرمى فلَانا بِأَمْر قَبِيح قذفه وَنسبه إِلَى الْفَاحِشَة وَرمى بحبله على غاربه تَركه وخلاه وَرمى بِهِ على الْبَلَد سلطه وولاه والبلد قَصده وَالصَّيْد رميا ورمية أطلق عَلَيْهِ مَا يصيده بِهِ وَيُقَال رمى عَن الْقوس وَعَلَيْهَا رميا ورماية أطلق سهمها
رمى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] لَا تشتروا الذَّهَب بالفضّة إِلَّا يدا بيد [هَاء وهاء -] إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم الرماء. [قَوْله: الرماء -] يَعْنِي الرِّبَا. وأصل الرِّماء الزِّيَادَة يَقُول: هُوَ زِيَادَة على مَا يحلّ وَمِنْه يُقَال: أرميت على الْخمسين إِذا زِدْت عَلَيْهَا إرماء وَكَذَلِكَ يرْوى عَن عمر فِي بعض الحَدِيث أَنه قَالَ: إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم الإرماء فجَاء بِالْمَصْدَرِ وَقَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

وأسمر خطيا كأنّ كُعوبَه ... نوى القَسب قد أرمى ذِراعا على العَشر ... يَقُول: زَاد على الْعشْر ذِرَاعا قَالَ الْكسَائي: والرماء مَمْدُود. 
رمى رصف قذذ مرق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين ذكر الْخَوَارِج فَقَالَ: قوم يتفقهون فِي الدَّين يَحْقِر أحدكُم صلاتَه عِنْد صلاتِه وصومَه عِنْد صومِه يَمْرُقون من الدَّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرمِيَّة فَأخذ سَهْمه فَنظر فِي نصله فَلم ير شَيْئا ثُمَّ نظر فِي رصافه فَلم ير شَيْئا ثُمَّ نظر فِي القُذَذِ فتمارى أيرى شَيْئا أم لَا. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الرَّمية هِيَ الطريدة الَّتِي يرميها الصَّائِد وَهِي كل دابةٍ مَرْمِيَّةِ. وَقَوله: نظر فِي كَذَا وَكَذَا فَلم ير شَيْئا - يَعْنِي أَنه أنْفَذَ سَهْمه فِيهَا حَتَّى خرج وندر فَلم يعلق بِهِ من دَمهَا شَيْء من سرعته فَنظر إِلَى النصل فَلم ير فِيهِ دَمًا ثُمَّ نظر فِي الرصاف وَهِي العَقَب الَّتِي فَوق الرُّعظ والرعظ مدْخل النصل فِي السهْم فَلم ير دَمًا وَاحِدَة الرصاف رَصفة. والقُذَذ ريش السهْم كل وَاحِدَة [مِنْهَا -] قُذة. وَمِنْه الحَدِيث الآخر: هَذِه الْأمة أشبه الْأُمَم ببني إِسْرَائِيل تتبعون آثَارهم حَذْو القُذّة بالقُذّة - يَعْنِي كَمَا تُقدّر كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ على صاحبتها. فَتَأْوِيل الحَدِيث [الْمَرْفُوع -] أَن الْخَوَارِج يَمْرُقُونَ من الدَّين مروق ذَلِك السهْم من الرَّمية - يَعْنِي إِذا دخل فِيهَا ثُمَّ خرج مِنْهَا لم يعلق بِهِ مِنْهَا شَيْء فَكَذَلِك دُخُول هَؤُلَاءِ فِي الْإِسْلَام ثُمَّ خُرُوجهمْ مِنْهُ لم يَتَمَسَّكُوا مِنْهُ بِشَيْء. وَفِي حَدِيث آخر: قيل: يَا رَسُول اللَّه ألَهُمْ آيَة أَو عَلامَة يعْرفُونَ بهَا قَالَ: نعم التسبيد فيهم فَاش.
رمى: الرَّمْيُ: مَعْرُوْفٌ. والرَّمِيَّةُ: الصَّيْدُ تَرْمِيْه فتَصْرَعُه ذَكَراً كانَ أو أُنْثى. والمِرْمَاةُ: سَهْمٌ يُتَعَلَّمُ به الرَّمْيُ، والجَمِيْعُ المَرَامي. والارْتِمَاءُ: الشَّيْءُ الذي يَتَرامى بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والرِّمِّيّا على خِلِّيْفى: من الرَّمْيِ. وهو رَمْيُ فلانٍ: أي المُرَامي دُوْنَه.
وإذا ألْقَيْتَ الرَّجُلَ من دابَّةٍ أو جَبَلٍ قُلْتَ: أرْمَيْتُه، ورَمَيْتُه باليَدِ.
وخَرَجْتُ أتَرَمّى: إذا خَرَجْتَ تَرْمي في الأغْرَاض، وأرْتَمي: إذا خَرَجْتَ تَرْمي في القَنَص.
والأَرْمِيَةُ: السَّحَابَاتُ التي تَرْمي بالمَطَرِ.
والرَّمِيُّ أيضاً: قِطَعٌ صِغَارٌ من السَّحَابِ رِقَاقٌ قَدْرُ الكَفِّ؛ والجَمِيْعُ الأرْمَاءُ، وهو الرَّمْيُ أيضاً بتَخْفِيْفِ الياء.
وأرْمى على الخَمْسِيْنَ ورَمى: زادَ عليها.
والرَّمَاءُ: الرِّبَا، يُقال: أرْمَيْتُ ورَمَيْتُ: أي أكَلْت الرِّبَا. ورَمى القَوْمِ مائةُ رَجُلٍ: أي زِيَادَتُهم مَقْصُوْرٌ، ويُنَوَّنُ أيضاً. وهو صاحِبُ رَمِيَّةٍ: اي يَزِيْدُ في الحَدِيْثِ؛ من الرَّمَاءِ والزِّيَادَةِ. وارْتَمى المالُ: كَثُرَ.
وهو مُرْتَمٍ للقَوْمِ: إذا كان مُسْتَطِيْلاً في شَرَفٍ.
وفي هذا رَمْيٌ على ذاكَ: أي فَضْلٌ مُسَكَّنُ الميم.
وفي الحَدِيْثِ: " لو أنَّ أحَدَكُمْ دُعِيَ إلى مِرْمَاتَيْنِ لأَجَابَ؛ وهو لا يُجِيْبُ الصَّلاةَ " وهُما مَا بَيْنَ ظِلْفَيِ الشّاةِ، ويُقال: مَرْمَاةٌ أيضاً.
رمأ مَهْمُوزٌ: رَمَأَ بالمَكانِ: أقَامَ به، وهو رَامِىءٌ. ورَمَأَتِ الإِبِلُ في العُشْبِ رَمْأً ورُمُوْءاً.
ورَمَأْتُ إلَيْهِ: دَنَوْتُ إليه.
وأتَانَا بمُرَمَّآتِ الأخْبَارِ: أي بأبَاطِيْلِها.
وأرْمَأْتُ على الخَمْسِيْنَ: أي زِدْت بالهَمْزِ، وهي قَلِيْلَةٌ.
[رمى] رميت الشئ من يدى، أي ألقيته فارتمى. ورَمَيْتُ بالسهم رَمْياً ورِمايَةً. ورامَيْتُهُ مُراماةً ورِماءً، وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا. وكانت بينهم رِمِّيَّاً ثم صاروا إلى حِجَيزى. أبو عبيدة: رَمى الله لك، أي نَصَرك وصنع لك. ابن السكيت: رَمَيْتُ عن القوس ورَمَيْتُ عليها. قال: ولا تقل رَمَيْتُ بها. قال الراجز: أرمى عليها وهى فرع أجمع * وهى ثلاث أذرع وإصبع قال: ويقال: خرجت أَتَرَمَّى، إذا خرجت تَرْمى في الأغراض وفي أصول الشجر. وخرجت أَرْتَمي، إذا رميت القنص. (*) ورميت على الخمسين وأَرْمَيْتُ أيضاً، أي زدتُ. قال حاتم طيئ: وأَسْمَرَ خَطِّيَّاً كأَنَّ كعوبَهُ * نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذِراعاً على العَشْرِ وتقول: للمرأةِ أنتِ تَرْمينَ وأنتنَّ تَرْمينَ، الواحد والجماعة سواءٌ. والرَماءُ، بالفتح والمدّ: الرِبا. وأَرْمى فلانٌ، أي أَرْبى. قال عمر رضي الله عنه: " لا تَشتروا الذهب بالفضة إلاّ يدا بيد: هاوها، إنى أخافُ عليكم الرَماءَ ". قال الكسائي: هو ممدودٌ. وتَرامى الجُرح إلى الفساد. ويقال: طعنه فأَرْماهُ عن فرسه، أي ألقاه عن ظهر دابَّته، كما يقال أَذْراهُ. وأَرْمَيْتُ الحجر من يدي، أي ألقيت. ويقال: سَابَّهُ فأَرْمَى عليه، أي زاد. والرَمِيَّةُ: الصيد. يقال: بئس الرمية الارنب، أي بئس الشئ مما يرمى الارنب. وإنما جاءت بالهاء لانها صارت في عداد الاسماء، وليس هو على رميت فهى مرمية وعدل به إلى فعيل، وأنما هو بئس الشئ في نفسه مما يُرْمى الأرنبُ. أبو عمرو: المرماة مثل السروة، وهو نصل مدوَّرٌ للسهم. وأما الذي في الحديث: " لو أن أحدهم دعى إلى مِرْماتَيْنِ لأجاب وهو لا يجيب [إلى ] الصلاة "، فيقال: المِرْماةُ الظلف. وقال أبو عبيد: هو ما بين ظلفى الشاة. قال: ولا أدرى ما وجهه، إلا أنه هكذا يفسر. والرمى: السقى، وهى السحابة العظيمة القَطرِ الشديدة الوقعِ من سحائب الحميم والخريف، والجمع أَرْمِيَةٌ وأسقية، عن الاصمعي. ومنه قول أبى ذؤيب يصف عسلا: يمانية أحيالها مظ مائد * وآل قراس صوب أرمية كحل ويأسقية ".
[رمى] نه فيه: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من "الرمية" هو الصيد الذي ترميه تقصده وينفذ فيها سهمك، وقيل: هي كل مرمية. ط: الرمية فعيلة بمعنى مفعولة يريد أن دخولهم في الدين ثم خرجوهم منه ولم يتمسكوا منه بشيء كسهم دخل في صيد ثم يخرج منه ولم يعلق به منه شيء من نحو الدم والفرس لسرعة نفوذه، ومر في حدث. نه: خرجت "ارتمى" بسهمي، وروى: اترامى، رميت بالسهم وارتميت وتراميت وراميت إذا رميت به عن القسى، وقيل: خرجت ارتمى - إذا رميت القنص، وأترمى - إذا خرجت ترمي في الأهداف ونحوها. ومنه: ليس وراء الله "مرمى" أي مقصد ترمي غليه الآمال ويوجه نحوه الرجاء. ش: هو موضع الرمي، أي ليس وراء معرفته تعالى مطلوب، ويتم في و. نه وفي ح زيد: أنه سبى في الجاهلية "فترامى" به الأمر إلى أن صار إلى خديجة رضي الله عنها فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، ترامى به الأمر إلى كذا صار وأفضى إليه، أي رمته الأقدار غليه. وفيه: من قتل في عمية في "رميا" تكون بينهم بالحجارة، هو بوزن هجيري من الرمي للمبالغة. وفيه: كان لي امرأتان فاقتتلنا فرميت أحداهما "فرُمي" في جنازتها، أي ماتت فقال صلى الله عليه وسلم: اعقلها ولاترثها، يقال: رمى في جنازة فلان - إذا مات لأن جنازته تصير مرميا فيها، والمراد من الرمي الحمل والوضع، قوله في جنازة نائب فاعل رمى، نحو سير بزيد، ولذا لم يؤنث، وفي رواية:باب الراء مع النون

رم

ى1 رَمَى الشَّىْءَ, (T, * S, M, K,) aor. ـْ (T,) inf. n. رَمْىٌ; (T, M;) and رَمَى بِهِ; (M, K;) He threw, cast, or flung, the thing, (S, K,) مِنْ يَدِهِ from his hand; (S, TA;) as also ↓ ارمى; (M, K;) i. e. ارمى الشَّىْءَ مِنْ يَدِهِ: (M: [in the K it is implied that one says also بَهِ ↓ ارمى; agreeably with a phrase mentioned in what follows:]) you say, الحَجَرَ مِنْ يَدِى ↓ أَرْمَيْتُ I threw the stone from my hand: (S:) and الفَرَسُ بِرَاكِبِهِ ↓ ارمى

The horse threw, or threw down, [i. e. threw off,] his rider: (T:) رَمَيْتُ الرَّجُلَ is said إِذَا رَمَيْتَهُ بِيَدِكَ; [i. e., as meaning رَمَيْتُهُ بِيَدِى; which may be rendered I threw him (the man) with my hand; and also I threw, or shot, at him (the man) with my hand;] but when you remove him from his place, you say, عَنِ الفَرَسِ وَغَيْرِهِ ↓ أَرْمَيْتُهُ [I threw him, or threw him down or off, from the horse &c.]: (Msb:) and عَنْ فَرَسِهِ ↓ طَعَنَهُ فَأَرْمَاهُ, meaning [He thrust him, or pierced him, with his spear,] and threw him, or threw him down [or off], from his horse: (El-Fárábee, S, Msb:) and الحِمْلَ عَنْ ظَهْرِ البَعِيرِ ↓ أَرْمَيْتُ I threw down the load from the back of the camel. (T.) وَمَا رَمَيْتَ

إِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمَى, in the Kur [viii. 17], is said by Aboo-Is-hák to be tropical, and to mean (tropical:) And thou didst not cast [in effect, or] so as to attain the point that was attained, [when thou didst cast,] but God [cast in effect, i. e.,] overruled the casting: or, accord. to Abu-l-' Abbás, the meaning is, (assumed tropical:) thou didst not cast fear, or terror, into their hearts, when thou didst cast the pebbles, [but God cast the fear, or terror:] or, accord. to Mbr, (assumed tropical:) thou didst not cast with thy strength, when thou didst cast, but with the strength of God thou didst cast [so that in effect God cast]. (T. [See also another explanation in what follows.]) b2: [رَمَى بِسَلْحِهِ He cast forth his excrement, or ordure, or properly, in a thin state, is a phrase of frequent occurrence.] b3: You say also, رَمَيْتُ بِالسَّهْمِ [I shot the arrow], inf. n. رَمْىٌ and رِمَايَةٌ. (S.) And رَمَى عَنِ القَوْسِ, (S, M, Msb,) or رَمَى السَّهْمَ عَن القَوْسِ, (Mgh, * K,) and عَلَيْهَا, (S, M, Mgh, Msb, K,) inf. n. رَمْىٌ (Mgh, Msb, K) and رِمَايَةٌ, (Mgh, K,) [He shot, or shot the arrow, from, and upon, meaning with, the bow;] and accord. to El-Ghooree, بِهَا also; (Mgh;) but one should not say رَمَى بِهَا, (S, M, Msb, K,) unless meaning “ he threw it from his hand; ”

though some make it to mean [رَمَى عَنْهَا or] رَمَى

عَلَيْهَا, making the ب to be instead of عن or على. (Msb.) b4: And رَمَى القَنَصَ, (S, M,) or الصَّيْدَ, [He shot, or shot at, the animal, or animals, of the chase,] inf. n. رَمْىٌ and رِمَايَةٌ, (Msb,) or رَمْىٌ, and none other. (M.) [And رَمَاهُ بِكَذَا He threw at him, cast at him, or shot at him, with such a thing; i. e. he threw it, cast it, or shot it, at him: and, more commonly, he threw at him, or cast at him, and hit him, or he shot him, with such a thing: namely, with a stone, an arrow, &c. and رَمَاهُ بِحِجَارَةً He threw at him with stones, threw stones at him: and he pelted him with stones, i. e. threw at him and hit him with stones.] and رَمَى فِى الأَغْرَاضِ [He shot, or cast, at the butts]. (ISk, T, S, M.) b5: [Hence,] one says, in cursing a person, رَمَى اللّٰهُ فِى يَدِهِ, and أَنْفِهِ, (assumed tropical:) [May God aim at, and smite, with some bane, or malady, his hand, or arm, and his nose,] and in like manner in relation to other members. (M, K. *) [And رَمَاهُ اللّٰهُ بِكَذَا, sometimes meaning (assumed tropical:) God smote him, or afflicted him, with such a thing: but generally, may God smite him, or afflict him, with such a thing; as in the saying,] رَمَاهُ اللّٰهُ بِدَآءِ الذِّئْبِ (assumed tropical:) [May God smite him, or afflict him, with the disease of the wolf]; a prov., meaning may God destroy him, or cause him to perish; because [it is said that] the wolf has no disease but death: or, as some say, the meaning is, رَمَاهُ اللّٰهُ بِالجُوعِ [may God afflict him with hunger]; because the wolf is always hungry. (Meyd.) and رَمَاهُ بِدَاهِيَةٍ (assumed tropical:) [He (God) sent upon him, or against him,. or smote him with, a calamity: and also] (assumed tropical:) he (a man) made a very sagacious and crafty and politic man to be his assailant. (L in art. حجر. [See also, in that art., رُمِىَ فُلَانٌ بِحَجِرِ الأَرْضِ, and بِحَجَرِهِ.]) [And رَمَاهُ بِكَذَا (assumed tropical:) He assailed him with such a thing; as, for instance, reproach, and an argument, &c. Hence,] رَمَاهُ بِقَبِيحٍ, (TA,) or بِأَمْرٍ قَبِيحٍ, (IAar, T,) or بِالقَبِيحِ, (Msb,) (assumed tropical:) He reproached him, or upbraided him, with a thing, or with that, which was bad, evil, abominable, or foul: (IAar, T, Msb, TA:) whence the usage of the verb alone [in this sense, adultery being understood,] in the Kur xxiv. 4 and 6. (T, TA.) [And رَمَاهُ بِسُوْءٍ (assumed tropical:) He cast an evil imputation upon him; accused him, or suspected him, of evil: see مَرْمِىٌّ. And رَمَاهُ alone (assumed tropical:) He accused him, or suspected him.] And رَمَاهُ بِالحَقِّ (assumed tropical:) [He accused him with truth]. (L in art. قرح, in explanation of قَرَحَهُ بِالحَقِّ.) [And رَمَاهُ بِلِسَانِهِ (assumed tropical:) He spoke against him.] b6: رَمَى اللّٰهُ لَكَ means (tropical:) May God aid thee, or aid thee against thine enemy, and work [good] for thee: (AO, S, TA: *) and رَمَى اللّٰهُ لَهُ (tropical:) God aided him, or aided him against his enemy, (AAF, M, K, TA,) and wrought [good] for him: (AAF, M, TA:) and [it is said that] the verb has this meaning in the words of the Kur, وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمَى

[of which other explanations have been given above]; because, when God aids a person against his enemy, He aims at, and smites, (يَرْمِى,) that enemy. (M, TA.) [In like manner, also, فُلَانٌ يَرْمِى مِنْ وَرَآءِ فُلَانٍ means (assumed tropical:) Such a one defends such a one.] b7: رُمِيتُ بِكَذَا (tropical:) I had such a thing offered, or presented, to me, the meeting with it being appointed, or prepared; [I had it as it were thrown to me, or thrown in my way; as though I were thrown at therewith;] like نُبِذْتُ بِهِ. (A in art. نبذ.) b8: رَمَانِى القَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ (assumed tropical:) The people, or party, [cast their eyes, on me: or] looked at me sideways, or did so with anger, or aversion: or looked at me hardly, or intently. (Mgh.) [And رَمَى بِبَصَرِهِ الأَرْضَ (assumed tropical:) He cast his eyes on the ground.] b9: رَمَى بِالقَوْمِ (assumed tropical:) He, or it, caused, or made, the people, or party, to go forth; expelled them; [or cast them forth;] from one country, or the like, to another. (M, TA.) [See also 6.]) [And رَمَى بِنَاقَتِهِ الفَلَاةَ (assumed tropical:) He urged forth his she-camel, or went forth with her, or journeyed with her, or directed his course with her, into the desert; agreeably with what precedes or with what follows.] رَمْىٌ signifies also (assumed tropical:) The going forth from one country, or the like, to another. (Th, M, TA.) And رَمَى الرَّجُلُ (assumed tropical:) The man journeyed. (IAar, T, TA.) And Az says, (TA,) I heard an Arab of the desert say to another, أَيْنَ تَرْمِى, meaning (assumed tropical:) Whither dost thou direct thy course. (T, TA.) One says, رَأَيْتُ نَاسًا يَرْمُونَ الطَّائِفَ (assumed tropical:) I saw men directing their course to, or towards, Et-Táïf. (Har p. 54.) [See also an ex. in a verse of Dhu-r-Rummeh cited in p. 78.] b10: رَمَوْهَا بِأَثْوَابٍ خِفَافٍ, in a verse cited voce ثَوْبٌ, [They cast upon them light, or agile, bodies,] means they mounted them with their [light, or agile,] bodies; referring to camels. (T and TA in art. ثوب.) b11: رُمِىَ فِى جِنَازَتِهِ He has been carried, or lifted, and put, into, or upon, his bier, means (assumed tropical:) he died, or has died: (TA:) it is said in giving information of a man's death. (TA in art. جنز.) b12: [رَمَى also app. means (assumed tropical:) He (a governor) imposed an impost upon his subjects: see رَمِيَّةٌ.]

b13: And رَمَى, aor. ـْ means also (assumed tropical:) He misconjectured; thought wrongly; or formed a wrong opinion: (IAar, T:) [and app. he threw out a conjecture: or he spoke conjecturally; for Az adds,] it is like the phrase رَجْمًا بِالغَيْبِ [or رَجَمَ بِالغَيْبِ or قَالَ رَجْمًا بِالغَيْبِ]. (T.) b14: رَمَى السَّحَابُ: see 6. b15: رَمَى عَلَى الخَمْسِينَ: see 4.

A2: رَمُوَ is a verb of the same kind as قَضُوَ and هَيُؤَ, [invariable as to person, time, and mood,] and means Excel-lent [or how excellent] is he in his throwing, or shooting! (IJ, TA voce هَيُؤَ, q. v. [See also بَطُؤَ, voce بُطْآنَ.]) 3 رَامَيْتُهُ, (S, K,) and رَامَيْتُهُ بِالسِّهَامِ, (TA,) inf. n. مُرَامَاةٌ and رِمَآءٌ (T, S, K) and ↓ تَرْمَآءٌ, (K,) or this last is like the two preceding ns. [in meaning, but is a quasi-inf. n.], (T,) [I threw, or shot, (generally the latter,) and I shot arrows, with him, or at him; (see 6;) mostly meaning in competition, or contention; i. e. I competed, or contended, with him, in throwing, or shooting, and in shooting arrows: and رَامَيْتُهُ alone often means رَامَيْتُهُ بِالحِجَارَةِ, or بِالسِّهَامِ; whence it is said that] مُرَامَاةٌ signifies the shooting arrows, and throwing stones, with any one. (KL.) It is said in a prove., respecting an affair in which one is forward before doing it, قَبْلَ الرِّمَآءِ تُمْلَأُ الكَنَائِنُ [Before shooting arrows with another, or doing so in competition or contention, the quivers are to be filled]. (A 'Obeyd, T.) 4 أَرْمَىَ see 1, first sentence, in seven places: b2: and see also 6.

A2: ارمى, (M, Mgh,) inf. n. إِرْمَآءٌ, (Mgh,) also signifies It (a thing, Mgh) exceeded. (M, Mgh.) You say, ارمى عَلَيْهِ It (anything) exceeded it, namely, another thing. (M.) Hátim-Teiyi says, وَأَسْمَرَ خَطِّيًّا كَأَنَّ كُعُوبَهُ نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِرَاعًا عَلَى العَشْرِ [And a tawny spear of El-Khatt, as though its knots, or joints, were hard date-stones; one that exceeded a cubit over the ten]: (T, S:) i. e., قَدْ زَادَ عَلَيْهَا. (T.) And hence, (T,) you say, ارمى عَلَى الخَمْسِينَ, i. e. He exceeded [the age of fifty]; (Az, A 'Obeyd, T, S, M, K;) [like اربى;] as also ↓ رَمَى; (Az, T, S, M, K;) [for] رَمْىٌ signifies the exceeding in age: and one says also أَرْمَأَ and رَمَأَ in the same sense. (IAar, T.) and ارمى فُلَانٌ signifies the same as أَرْبَى [meaning Such a one took usury or the like]. (S.) See also رَمَآءٌ, below. You say also, سَابَّهُ فَأَرْمَى عَلَيْهِ, i. e. [He reciprocated reviling, or vilifying, with him, and] he exceeded him. (S.) 5 ترمّى He shot, or cast, at the butts, and at the trunks of trees. (ISk, T, S, M.) 6 تَرَامَيْنَا and ↓ اِرْتَمَيْنَا [We cast, or shot, (generally the latter,) one with another, or one at another; mostly meaning in competition, or contention; i. e. we competed, or contended, together in throwing, or shooting]: (S, K:) and ترامى القَوْمُ بِالسِّهَامِ and ↓ ارتموا The people, or party, shot arrows, [one with another, or] one at another. (T.) b2: [Hence,] ترامت بِهِ البِلَادُ (tropical:) The countries cast him forth, or expelled him; (M, K, TA;) [as though they bandied him, one to another;] as also ↓ ارتمت, (so in a copy of the M, [which I think correct,]) or ↓ ارمت. (K.) b3: And ترامى السَّحَابُ (assumed tropical:) The clouds became drawn, or joined, together, (M, K, TA,) [as though thrown, one at another,] and heaped, or piled, up; (TA;) as also ↓ رَمَى. (M, TA.) b4: And ترامى أَمْرُهُ إِلَى

الظَّفَرِ; or إِلَى الخِذْلَانِ; i. e. (assumed tropical:) [His affair, or case,] came eventually [to the attainment of what was desired, or sought; or to abandonment by God]. (T, K, TA.) Hence, (TA,) it is said in a trad., of Zeyd Ibn-Háritheh, سُبِىَ فِى الجَاهِلِيَّةِ فَتَرَامَى الأَمْرُ أَنْ صَارَلِخَدِيجَةَ, (T, TA,) i. e. (assumed tropical:) [He was made a captive in the Time of Ignorance, and the case] came eventually, and led, [to his becoming the property of Khadeejeh, (إِلَى being understood before أَنْ صَارَ,)] as though the decrees [of God] cast him thereto. (IAth, TA.) One says also, ترامى الأَمْرُ, meaning تَرَاخَى [i. e. (assumed tropical:) The affair was sluggish, or backward]: (K:) [or] one says of a [purulent swelling such as is termed]

حِيْن, (T,) or of a wound, (S,) ترامى إِلَى فَسَادٍ, (T,) or الى الفَسَادِ, (S,) i. e. (assumed tropical:) It was in a sluggish, or backward, state, (تَرَاخَى,) and became putrid and corrupt. (T.) And ترامى إِلَيْهِ الخَبَرُ (assumed tropical:) The news, or information, came to him; or came to him by degrees. (MA.) b5: ترامت سَفْرَتُهُ (assumed tropical:) His journey was, or became, distant, or far-extending. (Har p. 34.) b6: تراماهُ الشَّبَابُ Youthfulness, or youthful vigour, attained its full term [in him]. (Skr, M.) 8 ارتمى It was, or became, thrown, cast, or flung. (S, K, TA.) It fell to the ground: so in the saying, ارتمى الحِمْلُ عَنْ ظَهْرِ البَعِيرِ [The load fell to the ground, or it may mean was thrown down, from the back of the camel]. (T.) b2: Also He shot, or shot at, an animal, or animals, of the chase. (T, S, M.) b3: See also 6, in three places.

رَمْىٌ [originally an inf. n.]: see رَمِىٌّ.

رِمًى The sound of a stone (T, K) thrown at a boy (so accord. to a copy of the T) or thrown by a boy; (K;) on the authority of IAar. (T.) A2: رِمًا [thus written in the M]: see رَمَآءٌ.

رَمْيَةٌ A single throw, or cast, or fling: and a single shot: (Mgh, Msb, TA:) pl. رَمَيَاتٌ. (Msb, TA.) رُبَّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامٍ [Many a hitting shot, or scarce any hitting shot, is there without a skilled shooter] is a prov. [applied to the case of an unexpected success obtained by an inexperienced person;] meaning many a [hitting] shot, or scarce any [hitting] shot, originates from a shooter that [usually] misses. (Meyd) رَمَآءٌ, (S, IAth, K, in a copy of the T and in a copy of the S without any vowel-sign,) with fet-h and medd, (IAth, and so in a copy of the S, in which it is added that it is said by Ks to be with medd,) like سَمَآءٌ; (K;) or ↓ رِمَآءٌ; (Mgh, and so in a copy of the T;) or ↓ رِمًا, said by Lh to be formed by substitution [of م for ب, as is shown by what follows]; (M;) An excess, or an addition; i. e., (A 'Obeyd, T, Mgh,) i. q. رِبًا, (A 'Obeyd, T, S, M, K,) or رِبًوا, (Mgh, and thus written in some copies of the S and K, or in most of the copies of the K, [meaning usury, and the like,]) or an excess, or addition, over what is lawful. (T, IAth.) Hence the trad. of 'Omar, لَا تَبِيعُوا, (A 'Obeyd, T,) or he said لَا تَشْتَرُوا, (S,) الذَّهَبَ بِالفِضَّةِ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ هَا وَهَا, [or هَأْ وَهَأْ, (see art. هوأ,)] or هَآء وَهَآء, [i. e. هَآءَ وَهَآءَ,] (accord. to different copies of the T and S,) adding, (T, S,) إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرمآءَ; (T, S, Mgh;) [i. e. Exchange not ye gold for silver, except it be done hand with hand, meaning, except there be no delay between the giving and receiving, take and take: verily I fear for you the practice of usury;] or he said, إِلَّا هَآءَ وَهَآءِ, meaning, except [by saying] take and give: (Az, TA in باب الالف الليّنة:) and, as some relate it, he said, انّى اخاف عليكم ↓ الإرْمَآءَ; [which means the same;] using the inf. n. (T, Mgh.) رِمَآءٌ: see the next preceding paragraph.

رَمِىٌّ, applied to the male of the goat-kind, or mountain-goat, or of the gazelle, [and any male animal of the chase,] and likewise, without ة, to the female, i. q. ↓ مَرْمِىٌّ [i. e. Thrown at, or cast at, or shot at, or shot]: but when they do not distinguish a male from a female, the word applied to the male and to the female is [↓ رَمِيَّةٌ,] with ة [added لِلنَّقْلِ, i. e. to transfer it from the category of epithets to that of substantives]: or, accord. to Lh, رَمِىٌّ and ↓ رَمِيَّةٌ are both applied, as epithets, to the female; but the former is the more approved: the pl. of the former [and of the latter also] is رَمَايَا. (M, TA.) A2: Also, (M,) accord. to As, i. q. سَقِىٌّ, i. e., (T, S,) A cloud of which the rain-drops are large, and vehement in their fall, (T, S, M, K, *) of the clouds of the hot season and of the autumn: (S:) or, (M, K,) accord. to Lth, (T,) small portions of clouds, (T, M, K,) of the [apparent] size of the hand, or somewhat larger; but the approved explanation is that given by As: (T:) and ↓ رَمْىٌ is a dial. var. thereof: (TA:) the pl. is أَرْمِيَةٌ, (T, S, M, K,) like as that of سَقِىٌّ is أَسْقِيَةٌ, (S,) and أَرْمآءٌ, (Lth, T, M, K,) [each, properly, a pl. of pauc.,] and رَمَايَا. (M, K.) رَمِيَّةٌ: see the next preceding paragraph, in two places. [As a subst.,] it signifies A thing, (S, M,) meaning (S) an animal (As, T, S, M, * Mgh, Msb) of the chase, (As, T, S,) that is thrown at, or cast at, or shot at, or shot, (As, T, S, M, Mgh, Msb,) by its pursuer; and any beast thrown at, cast at, shot at, or shot; (As, T;) applied to the male and the female: (As, T, Mgh, Msb:) it is originally a word of the measure فَعِلَيةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: (Msb:) [or rather] it is made fem., (As, T,) [i. e.] it has ة, (S,) because it is made a subst., (As, T, S,) not an epithet: (As, T:) it is not مَرْمِيَّةٌ converted into رَمِيَّةٌ: (S:) or, accord. to Sb, the ة, in general, is affixed to show that the act has not yet been executed upon the object thereof; [so that the meaning is, an animal to be thrown at, cast at, shot at, or shot;] and thus ذَبِيحَةٌ is applied to “ a sheep, or goat, [to be slaughtered or sacrificed,] not yet slaughtered [or sacrificed]; ” but when the act has been executed upon it, it is [said to be] ذَبِيحٌ: (M:) the pl. is رَمِيَّاتٌ and رَمَايَا. (Msb.) One says, بِئْسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنَبُ, meaning Very bad is the thing of those that are [or are to be] thrown at, or cast at, or shot at, or shot, the hare. (S, M.) b2: Also, (assumed tropical:) An impost which the governor imposes [so I render مَا يَرْمِيهِ العَامِلُ] upon his subjects. (TA.) رِمِّيَّا, (S, TA,) thus correctly written, like عِمِّيَّا; in the copies of the K like عِمِيَّا, (TA,) [and in two copies of the T written رِمِيَّا; in a copy of the M, رِمِّيَا;] i. q. تَرَامٍ: (T, S: *) or مُرَامَاةٌ: (K:) or رَمْىٌ: (M:) or it is an intensive inf. n. from الرَّمْىُ, of the measure فِعِّيلَى, like هِجِّيَرى and خِصِّيصَى: (Nh, TA:) one says, كَانَتْ بَيْنَهُمْ رِمِّيَّا (T, * S, M, * TA) ثُمَّ حَجَزَتْ بَيْنَهُمْ حِجِّيزَى, (T,) or ثُمَّ صَارُوا إِلَى حِجِّيزَى, (S, TA,) i. e. There was between them a reciprocal throwing of stones, (T, TA,) [or shooting of arrows or the like, or a great, or vehement, throwing, &c.,] then there intervened between them [an intervention, or a vehement intervention, or] a person, or persons, who withheld them, one from another, (T,) or then they withheld themselves, [or withheld themselves much,] one from another. (TA.) رَامٍ act. part. n. of 1; (Lth, T, TA;) Throwing, &c.: (TA:) [pl. رُمَاةٌ.] b2: [Hence, الرَّامِى a name of The constellation Sagittarius; the ninth of the signs of the zodiac: thus called in the present day; but more commonly, القَوْسُ.] b3: [Hence likewise,] رَامٍ also signifies (assumed tropical:) [One who assails with reproach, &c.:] (assumed tropical:) one who reproaches, or upbraids; or who gives an ill name: (KL:) [(assumed tropical:) one who accuses, or suspects, another: see مَرْمِىٌّ.]

أَرْمَى [More, and most, skilled in throwing, or casting, or shooting]: see an ex. voce تِقْنٌ.

تَرْمَآءٌ: see 3 [of which it is a quasi-inf. n.].

مَرْمًى A place [of throwing, or casting, or] of shooting arrows; (KL;) the place of the butt at which arrows are shot: (TA:) [pl. مَرَامٍ.] b2: [Hence,] (assumed tropical:) i. q. مَقْصِدٌ [meaning A place, and an object, to, or towards, which one directs his aim or course]: (TA, and Har p. 54:) pl. مَرَامٍ: (Har ibid.:) whence the trad., لَيْسَ وَرَآءَ اللّٰهِ مَرْمًى, i. e. (assumed tropical:) [There is not, beyond God,] any object (مَقْصِد) towards which to direct hopes. (TA.) مِرْمًى An instrument for throwing, or casting, or shooting: pl. مَرَامٍ. (Har p. 54.) [Hence,] مَرَامِى نِيرَانٍ [Engines for throwing fire upon the enemy]. (S and K voce حَرَّاقَةٌ.) [See also مِرْمَاةٌ.]

مَرْمَاةٌ i. q. غَلْوَةٌ [as meaning The limit of a shot or throw]. (K in art. غلو.) A2: See also the next paragraph.

مِرْمَاةٌ An arrow with which one shoots (As, IAar, T) at a butt: (As, T, Mgh:) an arrow with which one learns to shoot; (M, K, TA;) which is the worst kind of arrows: (TA:) or a small, weak arrow: (AHn, M, K:) or an arrow with its [head of] iron: (Th, TA in art. حسب:) or, like سِرْوَةٌ, a round arrow-head: (AA, [so in the S, but in the TA it is IAar,] S, TA:) [and app. a missile of any kind: (see مِرْدًى:)] pl. مَرَامٍ. (M.) When they see many مَرَامٍ in the quiver of a man, they say, وَنَبْلُ العَبْدِ أَكْثَرُهَا المَرَامِى

[And the arrows of the slave, most of them are those that are small and weak]: a prov., said to mean that the free man purchases arrows at a high price, buying the broad and long iron head, because he is a man of war and of the chase; but the slave is only a pastor, and therefore is content with what are termed مَرَامٍ, because they are cheaper if he buy them; and if he ask for them as a gift, no one gives him aught but a مِرْمَاة. (M.) [See also the last sentence of this paragraph.] b2: It is also used, tropically, as meaning (tropical:) A مَنْجَنِيق [or kind of engine for casting stones at the enemy; app. such as was called by the Romans “ onager,” or the like thereof]: because, like the مِرْمَاْة before mentioned, it is an instrument for casting, or shooting. (Mgh.) [See also مِرْمًى.] And [the pl.] مَرَامٍ also signifies (assumed tropical:) Thunderbolts; syn. صَوَاعِقُ. (Bd in xviii. 38.) b3: Also A cloven hoof (S, Mgh, K) of a sheep or goat; because it is of the things that are thrown away: (Mgh:) [or,] accord. to A 'Obeyd, (T, S,) a thing that is between the two hoofs of a sheep or goat; (T, S, M, K;) as also ↓ مَرْمَاةٌ: (A 'Obeyd, T, M, K:) thus, he says, it is explained; but I know not what is its meaning: (T, S:) its dual occurs in the following trad.: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دُعِىَ

إِلَى مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابَ وَهُوَ لَا يُجِيبُ إِلَى الصَّلَاةِ; (T, S; related also, with some variations, in the M and Mgh;) in which it is said to be the dual of مِرْمَاةٌ in the former of these two senses; [i. e. If any one of you were invited to partake of two hoofs of a sheep or goat, he would obey the invitation, but he will not obey the invitation to prayer;] (S, Mgh;) or, accord. to A 'Obeyd, it is here the dual of this word in the latter of the same two senses: (T, S:) accord. to IAar, (T, TA,) or Aboo-Sa'eed, it here means the kind of arrow called مِرْمَاةٌ: (T, Mgh, TA:) but in another, and similar, trad., مرماتين is followed by أَوْعَرْقٍ [i. e. “ or a bone with some meat remaining upon it ”]. (T, Z, TA.) مَرْمِىٌّ pass. part. n. of 1; Thrown, &c.: (TA:) [thrown at, or cast at, or shot at, or shot:] see رَمِىٌّ. b2: [Hence, (assumed tropical:) Smitten, or afflicted, with some bane, or malady, &c.: (assumed tropical:) assailed with reproach, &c.: (assumed tropical:) reproached, or upbraided, or stigmatized with an ill name: (assumed tropical:) accused, or suspected.] You say اِمْرَأَةٌ مَرْمِيَّةٌ بِسُوْءٍ (assumed tropical:) A woman accused, or suspected, of evil. (TA in art. رطم.) مُرْتَمٍ A scout (T, K) لِقَوْمٍ [to a people or party]: (T, K: *) and so مُرْتَبِئٌ. (T.)
رمى
الرَّمْيُ يقال في الأعيان كالسّهم والحجر، نحو: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى
[الأنفال/ 17] ، ويقال في المقال، كناية عن الشّتم كالقذف، نحو: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ
[النور/ 6] ، يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ
[النور/ 4] ، وأَرْمَى فلان على مائة، استعارة للزّيادة، وخرج يَتَرَمَّى: إذا رمى في الغرض.

زخر

زخر: ازدخر النهار: طما ماؤه وملأه (محيط المحيط في مادة دشوة).
زَخْرَة: موجة شديدة (عباد 1: 301).
زخيرة وجمعها زخائر: مؤونة العساكر وخيلها (محيط المحيط)، وانظر ذخيرة.
زخيرة: لا أدري كيف أفسر هذه الكلمة التي وردت في ألف ليلة (برسل 11: 163): فقالت له يا رجل كم علينا للخباز وثمن زخيره، حتى لو كانت تصحيف ذخيرة.
زَخَّارة: تصحيف ذَخَّارة (انظر ذَخَّارة).
زاخر: رائج، مزدهر (بوشر).
(زخر) : زَمْجَرَ عُشْبُهُ: إذا بَرْعَمَ، أي خَرَجتْ بَراعِيمُه.
[زخر] فيه: "فزخر" البحر، أي مد وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه.
{زخر} - في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فَزَخَرَ البَحرُ"
: أي مَدَّ وكَثُر ماؤُه وارتفعتْ أمواجُه، وكذلك زَخَر النَّباتُ؛ إذا طال وكَثُر.
ز خ ر: (زَخَرَ) الْوَادِي امْتَدَّ جِدًّا وَارْتَفَعَ. وَبَحْرٌ (زَاخِرٌ) وَبَابُهُ خَضَعَ. 
(زخر)
النَّهر زخرا وزخورا وزخيرا طما وفاض وَالْحَرب وَالْقدر جاشتا وَيُقَال أَيْضا زخر الْقَوْم جاشوا لنفير أَو حَرْب وَفُلَان بِمَا عِنْده فَخر والنبات طَال وَالشَّيْء ملأَهُ وأذراه فِي الرّيح وَفُلَانًا غَلبه فِي الْفَخر

زخر


زَخَرَ(n. ac. زَخْر
زُخُوْر)
a. Rose high, became full, swollen; overflowed.
b. Boiled; raged, was infuriated; grew furious.
c. Set out, started, put themselves in motion (
troops ).
d. Grew, shot up (plant).
e. [Bi], Boasted about, gloried in.
زَاْخَرَa. Boasted at the expense of; jeered at, flouted.

زَخْر
زَخْرَةa. Rising, overflow; inundation.

زَاْخِرa. Noble, distinguished, illustrious.
b. Rejoicing, joyful.
c. High sea, high tide.

زَخَّاْرa. see 21 (c)
زخر زخر البخر زخوراً وزخراً طما مده. وتزخره تملؤه. وإذا جاش الفوم لنفير أو لحرب قيل زخروا. وأخذ النبت زخاريه إذا أخرج زهره. والزخرية النبت التام. والزخاري والزخور مثله. وكل ما طال فقد زخر. وكلام زخوري فيه تكبر. وزاخرته فزخرته أي فاخرته ففخرته. والزخرير النبت التام. وزخرت فلاناً أطريته. والزاخر الجذلان. وزخرت الريح السحاب طردته. وزخر العشب المال إذا سمنه وزينه. والزواخر مجاري الماء. والزخري والزخاري الطويل. وزخر الدق أذراه في الريح.
[زخر] زَخَرَ الوادي، إذا امْتَدَّ جِدّاً وارتَفَع. يقال: بَحْرٌ زاخِرٌ. وأما قول الهُذَليّ : صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها * جَوادٌ بِقوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ - فيقال: إنها تجود بِقُوتِها في حالِ الجوعِ وهَيَجانِ الدم والطَبائع. ويقال، نَسَبُها مُرتفِعٌ، لأنَّ عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَم. وقال أبو عبيدة: يقال عِرْقُ فلانٍ زاخِرٌ، إذا كان كرِيماً ينمى. وزخر البنات: طال. فإذا التَفَّ النَباتُ وخَرجَ زَهْرُهُ، قيل: قد أخذَ زُخَارِيَّهُ، ومكانٌ زُخارِيُّ النَباتِ. قال ابن مقبل: زُخارِيُّ النَباتِ كأنّ فيه * جِيادَ العَبْقَرِيّةِ والقطوع -
ز خ ر

بحر زاخر وزخار، وقد زخر زخيراً: طما مدّه، وتزخر تزخراً وهو تملؤه و" أخذت الأرض زخرفها " وللماء زخارف: طرائق. وتقول: للأرض من وشي الرياض زخارف، وللماء من جري الرياح زخارف.

ومن المجاز: زخر القوم: جاشوا لحرب أو نقير، وزخرت الحرب. قال:

إذا زخرت حرب ليوم عظيمة ... رأيت بحوراً من بحورهم تطمو

وزخر النبات: طال. وأخذت الأرض زخاريها إذا زخر نباتها، وأخذ النبت زخارية. وكل أمر تم واستحكم فقد أخذ زخارية، مثل عندهم. وتقول: النبت إذا أصاب ريّه، أخذ زخاريّه. واكتهلت زواخر الوادي: أعشابه. قال زهير:

فاعتمّ واكتهلت زواخره ... تتهاول كتهاول الرقم

قصر التهاويل. وفخر فلان بما ليس عنده وزخر، وفاخرت فلاناً وزاخرته ففخرته وزخرته: غلبته. ورجل زاخر: جدلان. وفلان بحر زاخر، وبدر زاهر؛ وهو من البحور أزخرها، ومن البدور أزهرها؛ ورأيت البحار فلم أر أغلب منه زخره، والجبال فلم أر أصلب منه صخره.
زخر
زخَرَ/ زخَرَ بـ يَزخَر، زَخْرًا وزُخورًا وزَخِيرًا، فهو زاخر، والمفعول مزخور (للمتعدِّي)
• زخَر البحرُ: ارتفع ماؤه وفاض "عطاءٌ زاخِر".
• زخر الشَّخصُ: جاد بما عنده.
• زخَر المطرُ السَّواقيَ: ملأها "زخَر الرجلُ الإناءَ".
• زخَرت المكتبةُ بالكتب النَّفيسة: امتلأت بها. 

زاخر [مفرد]: ج زاخرون وزَواخِرُ: اسم فاعل من زخَرَ/ زخَرَ بـ ° زواخر الوادي: أعشابُه- هو من عِرْق زاخر: كريم الأصل. 

زخَّار [مفرد]: صيغة مبالغة من زخَرَ/ زخَرَ بـ: مِعْطاء، فيَّاض "هو رجلٌ زخَّارٌ على قِلَّة ماله". 

زَخْر [مفرد]: مصدر زخَرَ/ زخَرَ بـ. 

زُخور [مفرد]: مصدر زخَرَ/ زخَرَ بـ. 

زَخِير [مفرد]: مصدر زخَرَ/ زخَرَ بـ. 

زخر: زَخَرَ البَحْرُ يَزْخَرُ زَخْراً وزُخُوراً وتَزَخَّرَ: طَمَا

وَــتَمَـَّلأَ. وزَخَرَ الوادِي زَخْراً: مَدَّ جِدّاً وارتفع، فهو زاخِرٌ.

وفي حديث جابر: فَزَخَرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وارتفعت

أَمواجه. وزَخَر القومُ: جاشوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وكذلك زَخَرَتِ الحربُ

نفسُها؛ قال:

إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ،

رأَيتَ بُحُوراً من نُحُورِهِمُ تَطْمُو

وزَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قال أُمية

بن أَبي الصلت:

فَقُدُورهُ بِفنائِهِ،

للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ

وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قال الهذلي:

صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،

جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ

قال الجوهري: معناه يقال إِنها تجود بقوتها في حال الجوع وهيجان الدم

والطبائع، ويقال: نسبها مرتفع لأَن عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَمِ. وقال

أَبو عبيدة: عِرق فلان زاخر إِذا كان كريماً يَنْمِي. وزَخَرَ النباتُ:

طال، وإِذا التف النبات وخرج زهره قيل: قد أَخذ زُخاريَّهُ. وزَخَرَتْ

رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عن كراع.

وكلام زَخْوَرِيُّ: فيه تَكبر وتَوَعُّدٌ، وقد تَزَخْوَرَ. ونَبْتٌ

زَخْوَرٌ وزَخْوَرِيٌّ وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ. الأَصمعي: إِذا التف

العشبُ وأَخرج زَهْرَهُ قيل: جَنَّ جُنُوناً وقد أَخذ زُخارِيَّهُ؛ قال ابن

مقبل:

ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً،

سَقَتْهُ كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ

زُخارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فيه

جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ

ويقال: مكان زُخارِيُّ النبات، وزُخارِيُّ النبات: زَهْرُهُ. وأَخذ

النباتُ زُخارِيَّهُ أَي حَقَّه من النَّضارة والحسن. وأَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت

زُخارِيَّها.

أَبو عمرو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ العالي. ويقال للوادي إِذا جاش مَدُّه

وطمَا سَيْلُه: زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً، وقيل: إِذا كثر ماؤه وارتفعت

أَمواجه، قال: وإِذا جاش القوم للنَّفِير، قيل: زَخَروا. وقال أَبو تراب:

سمعت مُبْتَكِراً يقول: زاخَرْتُه فَزَخَرْتُه وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه،

وقال الأَصمعي: فَخَرَ بما عنده وزَخَرَ واحدٌ.

زخر

1 زَخَرَ, (S, A, K,) aor. ـَ inf. n. زَخْرٌ and زُخُورٌ (K) and زَخِيرٌ, so in the A, (TA,) It (the sea) became full; or rose, and became full; as also ↓ تزخّز: (K:) or both, said of the sea, its flow, or tide, rose, or became full: (JK, A:) or the former, [or each,] said of the sea, it increased, and its water became abundant, and its waves rose. (TA.) b2: It (a valley) flowed with much water, which rose high: (S, K:) it flowed copiously, and its torrent became full: or it flowed with abundance of water, and its waves rose. (TA.) b3: زَخَرَتِ القِدْرُ, (K,) aor. ـَ inf. n. زَخْرٌ, (TA,) The cooking-pot boiled, or began to do so: (K, TA:) and in like manner, الحَرْبُ [war, or the war; i. e. raged, or began to do so]. (A, * K.) and زَخَرَ القَوْمُ The people, or party, became in a state of commotion for the purpose of going forth to execute some affair, (AA, JK, K, TA,) or for war. (JK, A, K.) b4: [زَخَرَتِ الرِّيحُ The wind blew strongly, or vehemently. (Freytag, from the Deewán el-Hudhaleeyeen.)] b5: زَخَرَ said of a plant, or herbage, It became high, or tall; (A, K;) and so said of anything. (JK.) b6: And, said of a man, He boasted (As, A, K) بِمَا عِنْدَهُ [of what he possessed], (As, K,) or بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ [of what he did not possess]; (A;) as also ↓ تَزَخْوَرَ: (K:) or this latter signifies he magnified himself; or behaved proudly, haughtily, or insolently; and threatened. (TA.) A2: زَخَرَ, (K,) inf. n. زَخْرٌ, (TA,) He filled a thing. (K.) b2: It (the herb, or herbage,) fattened, and rendered comely, the cattle. (JK, K.) b3: He caused a man to be affected with emotion [app. by reason of mirth or joy]; syn. أَطْرَبَ. (JK, K.) b4: زَخَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ The wind drove along the clouds. (JK.) b5: زَخَرَ الدِّقَّ i. q. أَذْرَاهُ فِى الرِّيحِ [He threw, or scattered, the fine part, or particles, (accord. to the TK the flour and bran,) in the wind], (JK, K, TA,) with the مِذَرَّة [or instrument with which grain is scattered]. (TA.) A3: See also what next follows.3 زَاْخَرَ ↓ زَاخَرْتُهُ فَزَخَرْتُهُ I vied with him in boasting, and surpassed him, or overcame him, therein. (JK, A, K. *) 5 تَزَخَّرَ see 1, first sentence. Q. Q. 2 تَزَخْوَرَ: see 1.

زَخْرَةٌ [Fulness of the sea]. One says, رَأَيْتُ البِحَارَ فَلَمْ أَرَ أَغْلَبَ مِنْهُ زَخْرَةً وَالجِبَالَ فَلَمْ أَرَ أَصْلَبَ مِنْهُ صَخْرَةً [I have seen the seas, but I have not seen one more surpassing in fulness than he is in bountifulness; and the mountains, but I have not seen one more firm in rock than he is in heart]. (A.) زُخْرِىٌّ, applied to a plant, or herbage, &c., (TA,) Tall; (JK, K, TA;) as also ↓ زُخَارِىٌّ. (JK.) زِخْرِيَّةٌ, (JK,) or زِخْرِيَةٌ, like هِبْرِيَةٌ, (O, TA,) A plant, or herbage, full-grown; (IDrd, JK, O, TA;) as also ↓ زِخْرِيرٌ. (JK.) زِخْرِيرٌ: see what next precedes.

زَخُورٌ A wind blowing violently. (Freytag, from the Deewán el-Hudhaleeyeen.)]

زَخْوَرٌ: see the next paragraph.

زُخَارِىٌّ A plant, or herbage, full-grown, full of juice, luxuriant, or abundant and dense, (K, TA,) and in blossom; (TA;) as also ↓ زَخْوَرِىٌّ and ↓ زَخْوَرٌ. (K, TA.) See also زُخْرِىٌّ. b2: مَكَانٌ زُخَارِىُّ النَّبَاتِ [A place having its plants, or herbage, full-grown, full of juice, luxuriant, or abundant and dense, and in blossom]. (S.) b3: And زُخَارِىُّ النَّبَاتِ The blossoms, and the beauty and brightness, of plants, or herbage. (K.) [Hence,] أَخَذَ زُخَارِيَّهُ It (a plant, or herbage,) blossomed: (JK:) or became luxuriant, or abundant and dense, and put forth its blossoms; as also جُنَّ, inf. n. جُنُونٌ: (As, TA:) or obtained its full supply of moisture: (A, TA:) or acquired its due degree of beauty and brightness: (TA:) or became tall. (A.) Also It (any affair, or thing,) became complete, or perfect, and in a sound, or good, state. (A, TA.) And أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخَارِيَّهَا The land had tall herbage: (A, TA:) when such is the case, it is termed أَرْضٌ

↓ زَاخِرَةٌ. (TA.) زَخْوَرِىٌّ: see the next preceding paragraph. b2: كَلَامٌ زَخْوَرِىٌّ Speech in which is self-magnification, pride, haughtiness, or insolence, (JK, K, TA,) and threatening. (TA.) زَخَّارٌ: see the next paragraph.

زَاخِرٌ A sea full, or flowing with much water, and rising high: (S, TA:) and a valley flowing with a copious and high tide of water: and ↓ زَخَّارٌ, also, is applied as an epithet to a sea [in a similar, but intensive, sense]. (TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ وَبَدْرٌ زَاهِرٌ (assumed tropical:) [Such a one is a full sea, meaning bountiful, and a shining full moon, meaning illustrious]. (A, TA.) The saying of the Hudhalee, describing a woman, جَوَادٌ بِقُوتِ البَطْنِ وَالعِرْقُ زَاخِرُ means Liberal with the food of the belly in the time of hunger, when [the vein is full, and] the blood and the tempers are excited: or it means, and her lineage is high; for the vein of the generous flows fully with generousness. (S, TA.) One says also عِرْقُهُ زَاخِرٌ meaning (assumed tropical:) He is generous, increasing [in generosity], or abounding [therein]. (AO, S, K, TA.) And زَاخِرٌ signifies High nobility. (AA, K.) b2: See also زُخَارِىٌّ, last sentence. b3: Also Rejoicing, joyful, glad, or happy. (A, K.) زَاخِرَةٌ a subst. from زَاخِرٌ, rendered such by the affix ة.] زَوَاخِرُ [is its pl., and] signifies Watercourses; or channels of water. (JK.) b2: and Herbs: so in the saying, اِكْتَهَلَتْ زَوَاخِرُ الوَادِى

[The herbs of the valley became tall, full-grown, or of their full height and in blossom]. (A, TA.) أَزْخَرُ [More, and most, full, &c.]. One says, هُوَ مِنَ البُحُورِ أَزْخَرُهَا وَمِنَ البُدُورِ أَزْهَرُهَا (assumed tropical:) [He is, of the seas, the most full, meaning, of the bountiful, the most bountiful; and of the full moons, the most shining, meaning, of the illustrious, the most illustrious]. (A, TA.)
زخر
: (زَخَرَ البَحْرُ، كمَنَع) ، يَزْخَرُ (زَخْراً) ، بفَتْح فسُكُون، (وزُخُوراً) ، بالضَّمّ، وزَخِيراً، الأَخِيرُ من الأَساس، (وَتَزَخَّرَ: طَمَا وتَمَلَّأَ) . فِيهِ لَفٌّ ونَشْر مُرَتَّب. (و) زَخَرَ (الوادِي) زَخْراً: (مَدَّ جِدًّا وارْتَفَعَ) ، فَهُوَ زَاخِرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ويُقَال لِلْوادِي إِذا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً. وَقيل إِذا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً. وَقيل إِذا كَثُر ماؤُه وارْتَفَعَت أمواجُه. وَفِي حَدِيث جَابِر (فَزَخَرَ البَحْرُ) ، أَبي مَدَّ وكَرَ مَاؤُه وارْتَفَعت أَمواجُه.
وَيُقَال: فُلاَنٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ، وبَدْرٌ زَاهِرٌ، وَهُوَ من البُحْخور أَزخَرُهَا، وَمن البُدُور أَزهَرُهَا. ورأَيتُ البِحَارَ فَلم أَرَ أَغْلَبَ مِنْهُ زَخْرَةً، والجِبالَ فَلم أَرَ أَصح 2 بَ مِنْهُ صَخْرَةً.
(و) زَخَر (الشَّيْءَ) زَخْراً (: مَلأَه) .
قُلْتُ: وَيُمكن أَن يُؤخَذَ مِنْهُ قَولُ المُصَنِّف السَّابِق: زَخْمَر القِرْبَةَ: ملأَهَا، على أَنّ الْمِيم زائدةٌ، والصَّوابِ ذِكْرُه هُنَا، فتأَمَّل.
(و) زَخَرَ (القَوْمُ: جاشُوا: لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ) ، قَالَ أَبو عَمرو: وإِذا جاشَ القَوْمُ للنَّفِير قيل: زَخَرُوا. (و) زَخَرَت (القِدْرُ والحَرْبُ) نَفْسُهَا (: جاشَتَا) ، تَزْخَرَانِ زَخْراً. أَما شاهِدُ الأَوّل.
فقُدُورُهُ بفِنَائِه
للضَّيْف مُتْرَعَةٌ زَوَاخِرْ
وأَمّا شَاهد الثَّانِي:
إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْمِ عَظِيمَةٍ
رَأَيْتَ بُحوراً من نُحورِهمُ تَطْمُو
(و) زَخَرَ (النَّبَاتُ: طالَ) .
(و) قَالَ الأَصمَعِيُّ: زَخَرَ (الرَّجلُ بِمَا عندَهُ) و (فَخَرَ) ، واحدٌ، وعِبَارَةٌ الأَساسِ: بِمَا لَيْس عِنْدَه، (كتَزَخْوَرَ) وَقيل: تَزَخْوَرَ، إِذا تَكَبَّر وتَوَعَّدَ.
(و) زَخَرَ فلانٌ (الرَّجلَ: أَطْرَبَه) .
(و) زَخَرَ (العُشح المالَ: سَمَّنَه وزَيَّنَه) .
(و) زَخَر (الدِّقَّ: أَذْراهُ فِي الرِّيح) بالمِذْرَاةِ.
(و) قَالَ أَبو تُرَاب. سَمِعتُ مُبْتَكِراً يَقُول: (زَاخَرَه فَزَخَرَه) ، و (فَاخَرَه ففَخَرَهُ) ، واحدٌ.
(ونَبَاتٌ زَخُوَرٌ) ، كجَعْفَر، (وزَخْوَرِيٌّ) ، بياءِ النِّسْبَة، (وزُخَارِيٌّ) ، بالضَّم: (تَامٌّ رَيَّانُ مُلْتَفٌّ) قد خَرَجَ زَهْرُه.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (الزِّاخِرُ: الشَّرفُ العَالي) .
(و) فِي الأَساس الزَّاخِرُ: (الجَذْلاَنُ) .
(والزُّخْرِيُّ، ككُرْدِيَ: الطَّوِيلُح) من النَّبَات وغيرِه.
(و) يُقَال: مَكَانٌ زُخَارِيُّ النَّبَاتِ. (زُخَارِيُّ النّبَاتِ: زَهْرُه ونَضَارَتُه) . وأَخَذَ النَّبَاتُ زُخَارِيَّه، أَي حَقَّه من النَّضَارةِ والحُسْن.
وَفِي الأَسَاس: وأَخذَت الأَرضُ زُخَارِيَّها إِذا زَخَرَ نَبَاتُها. وأَخَذَ النَّبْتُ زُخَارِيَّه. وكُلُّ أَمرتَمَّ واستَحْكم فقد أَخَذَ زُخَارِيَّه، مَثَلٌ عنْدهم. وَتقول: النَّبتُ إِذا أَصابَ رِيَّه أَخَذَ زُخَارِيَّه.
وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا التَفَّ العُشْبُ، وأَخْرَجَ زَهْرَه قيل: جُنَّ جُنوناً وَقد أَخذَ زُخَارِيَّه قَالَ ابنُ مُقْبِل:
ويَرْتَعِيَان لَيْلَهُمَا قَرَاراً
سَقَتْه كُلُّ مُدجِنَةٍ هَمُوعِ
زُخَارِيَّ النَّبَاتِ كأَنَّ فِيهِ
جِيَادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ
(وعِرْقُه زاخِرٌ، أَي) هُوَ (كريمٌ يَنْمِي) ، قَالَه أَبو عُبَيْدَة. وَقيل: عِرْقٌ زاخِرٌ: وَافِرٌ. قَالَ الهُذَلِيّ:
صَنَاعٌ بإِشْفَاهَا حَصَانٌ بشَكْرِهَا
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زَاخِرُ
قَالَ الجَوْهَرِيّ: مَعْنَاهُ يُقَال إِنها تَجُود بقُوتِهَا فِي حَال الجُوعِ وهَيَجَانِ الدَّمِ والطَّبَائِع. وَيُقَال: نَسبُها مُرْتَفِع، لأَن عِرْقَ الكَرِيمِ يَزْخَر بالكَرَم.
(وكَلامٌ زَخْوَرِيٌّ: فِيهِ تكَبُّرٌ) وتَوعُّدٌ، وَقد تَزَخْوَرَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
زَخَرَت دِجْلَةُ زَخْراً: مَدَّت، عَن كُرَاع.
وأَرْضٌ زَاخِرَةٌ: أَخذَت زُخَارِيَّهَا.
واكْتَهَلَتْ زَوَاخِرُ الوَادِي: أَعشابُه.
وبَحْرٌ زَخَّارٌ.
قَالَ ابنُ دُرَيْد، زِخْرِيَةٌ، مِثَال هِبْرِية: نَبْتٌ تامٌّ، نقَله الصَّغَانِيّ.

سدد

سدد: {سدا}: مسدودا. قيل: بالضم ما كان خلقة وما كان من عمل الناس فهو سد بالفتح. {السدين}: جبلين. {سديدا}: قصدا.
سدد فتح فتح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة 8 / ب / فَلم يَأْذَن لَهُ فَقَالَ: منْ يَأْتِ سُدَد السُّلْطَان يَقمُ ويَقْعُد وَمن يجد بَابا مغلقا يجد إِلَى جنبه بَابا فَتْحا رَحْبا إِن دَعَا أُجيب وَإِن سَأَلَ أُعطي. [قَالَ -] قَوْله: سدد السُّلْطَان واحدتها: سُدّة وَهِي السَّقِيفَة فَوق بَاب الدَّار وَبَعْضهمْ يَقُول: السُدّة: الْبَاب نَفسه. وَأما الفُتُح فإنّ الْأَصْمَعِي كَانَ يَقُول: الفُتُح: الْوَاسِع وَأرَاهُ يذهب بالفُتُح الطلبَ إِلَى الله تَعَالَى والمسألةَ.
(س د د) : (سَدَّ الثُّلْمَةَ) سَدًّا (وَمِنْهُ) سِدَادُ الْقَارُورَةِ بِالْكَسْرِ (وَالسُّدَّةُ) الْبَابُ أَوَالظُّلَّةُ فَوْقَهُ (وَمِنْهَا) قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَنْ يَأْتِ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ وَيَقْعُدْ وَعَنْ شُرَيْحٍ مَا سَدَدْتُ عَلَى لَهَوَاتِ خَصْمٍ قَطُّ أَيْ لَمْ أَسْدُدْ عَلَيْهِ طَرِيقَ الْكَلَامِ وَمَا مَنَعْتُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا فِي ضَمِيرِهِ وَفِي الْفَائِقِ عَنْ الشَّعْبِيِّ مَا سَدَدْتُ عَلَى خَصْمٍ قَطُّ أَيْ مَا قَطَعْتُ عَلَيْهِ وَرُوِيَ الْأَوَّلُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفُسِّرَ بِالتَّقْوِيَةِ وَهُوَ خَطَأٌ إلَّا أَنْ يُقَامُ مَقَامَ لَهَوَاتِ عَضُدٌ كَمَا فِي قَوْلِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَشُدَّ عَلَى عَضُدِهِ وَلَا يُلَقِّنَهُ حُجَّتَهُ.

سدد


سَدَّ(n. ac. سَدّ)
a. Stopped, closed; filled up; corked.
b. Barred; obstructed.
c.(n. ac. سَدَاْد), Was straight, direct, right; went right, straight;
hit.
d. [Fī], Was upright, honest, straight-forward, sincere
&c. in.
e. Paid in kind (debt).
سَدَّدَa. Directed, guided aright.

أَسْدَدَa. see I (c)
إِنْسَدَدَa. Was stopped, closed &c.

إِسْتَدَدَa. see VIIb. Was directed right, was rightly guided.

سَدّ
(pl.
سُدُوْد
أَسْدَاْد
38)
a. Obstacle, obstruction, barrier.
b. Mountain.
c. (pl.
أَسْدِدَة), Infirmity, defect, fault.
d. (pl.
سِدَاْد
سُدُوْد) Basket.
سَدَّةa. see 1 (d)
سِدّa. see 25
سُدّa. see 1 (a) (b).
c. (pl.
سُدُوْد), Black cloud.
d. (pl.
سِدَدَة), Rock-strewn valley.
e. see 24
سُدَّة
(pl.
سُدَد)
a. Threshold, doorway; porch, portico; vestibule; door
gate, entrance.
b. Seat; bench.
c. see 24
سَدَدa. Straight; right; true.

أَسْدَدُ
(pl.
سُدّ)
a. see 25
مَسْدَدa. Barrier &c.

سَدَاْدa. see 4b. Correctness, precision, exactness.
c. Payment in kind.

سِدَاْد
(pl.
أَسْدِدَة)
a. Stopper, cork.
b. Stop-gap.
c. Means of subsistence.

سِدَاْدَةa. see 23 (a)
سُدَاْدa. Stoppage ( in the nose & c.).
سَدِيْدa. Straight; direct.
b. Right; true; upright, honest, straightforward
truthful.
N, P. II, Well-directed.
(سدد) - في الحديث : "سَلِ الله تعالى السَّداد واذكُر بالسَّداد تَسْدِيدَك السَّهمَ".
السَّداد: القَصدُ، وتَسْدِيد السَّهم: إصابةُ القَصْد به.
ويقال: سدَّ السهمُ إذا استَقام في الرَّمْي: أي انْوِ بما تَسأَله إصابةً كإصابة السهم.
- ومنه الحديث الآخر: "قارِبُوا وسَدِّدوا"
: أي اطْلبُوا بأعمالكم القُربَ من الحَقِّ واطلبوا السدادَ وهو القَصْد .
- وفي صفة متعلم القرآن: "يُغفَر لأبويه إذا كانا مسدَّدَينْ".
يقال: سَدَّد الرجلُ: إذا لَزِم الطريقةَ المستقِيمةَ، فهو مُسدِّد بالكسرء.
ويقال أيضاً: سدَّده الله فتَسدَّدَ، والسَّدادُ: القَصْد والصَّواب.
- في حديث عَرْضِ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسّلام: " فإذا الأُفقُ مُسْتَدَّة بوجوه الرِّجال"
: أي مُنْسَدَّة. قال الأصمعي: جاءنا سَدٌّ إذا سدّ الأفُق من كثرته، والسَدُّ: سحابٌ يُرَى في جانِب السَّماء كَثِيفاً غليظاً قد سَدَّ جانبَه الذي فيه، أَمطَر أم لم يُمطِر.
س د د

سد الثلمة فانسدت واستدت، وهذا سدادها. وضرب بينهما سد وسد، وضربت بينهما الأسداد، وغشيت سدة فلان وهي ما بين يدي بابه أو بابه. قال:

ترى الوفود قياماً عند سدته ... يغشون باب مزور غير زوار

وفي الحديث " الشعث الرءوس الذين لا تفتح لهم السدد " أي الأبواب. وهو على سداد من أمره وسدد. وقلت له سداداً من القول وسددا: صواباً. قال كعب:

ماذا عليها وماذا كان ينقصها ... يوم الترحل لو قالت لنا سددا

واللهم سددني: وفقني. وسد الرجل يسد بكسر السين: صار سديداً، وسدّ قوله وأمره يسد بفتح السين، وأمر سديد. وأسد واستد ساعده، وتسدد على الرمي: استقام. قال:

أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استدّ ساعده رماني

وسدد السهم نحوه، وسد السهم بنفسه.

ومن المجاز: فيه " سداد من عوز " بكسر السين. وجراد سد: يسد الأفق من كثرته. قال العجاج:

سيل الجراد السد يرتاد الخضر ... آواه ليل غرضا ثم ابتكر

وفتأت عنه ضحى الشرق الخصر ... فمد أعراف العجاج وانتشر

أي غرض بمكانه يريد الانتشار ومع الجراد تهيج غبرة إذا طار، شبه به الجيش. وفلان بريء من الأسدة وهي العيوب، يقال: ما به سداد أي عيب يسد فاه فلا يتكلم. وهو يسد مسد أبيه، وهم يسدون مساد أسلافهم. وهو من أسد المسد وهو بستان بني معمر. وأتتنا الريح من سداد أرضهم: من قصدها. قال:

إذا الريح جاءت من سداد بلادها ... أتانا بها مسك ذكيّ وعنبر

وعين سادة: ذهب نورها وهي قائمة.
سدد قَالَ أَبُو عبيد قَالَ: إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا لثَلَاثَة: رجل تحمل بحمالة من قوم وَرجل أَصَابَته جَائِحَة فاجتاحت مَاله فَيسْأَل حَتَّى يُصِيب سدادا من عَيْش أَو قواما من عَيْش وَرجل أَصَابَته فاقة حَتَّى يشْهد لَهُ ثَلَاثَة من ذَوي الحجىلا من قومه أَن قد أَصَابَته فاقة وَأَن قد حلت لَهُ الْمَسْأَلَة وَمَا سوى ذَلِك من الْمسَائِل سحت. وأما قَوْله: رجل تحمل بحمالة وَرجل أَصَابَته جَائِحَة فعلى مَا فسرت لَك وَأما الْفَاقَة: / فالفقر. وَقَوله: 48 / الف سدادًا من عَيْش فَهُوَ بِكَسْر السِّين وكل شَيْء سددت بِهِ خللًا فَهُوَ سِداد وَلِهَذَا سمي سِداد القارورة وَهُوَ صِمامُها لِأَنَّهُ يسد رَأسهَا وَمِنْه سداد الثغر - إِذا سد بِالْخَيْلِ وَالرِّجَال قَالَ الشَّاعِر: [الوافر] أضاعوني وأيَّ فَتى أضاعوا ... ليَوْم كريهة وسداد ثغرِ

وَأما السَّداد - بِالْفَتْح - فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْإِصَابَة فِي الْمنطق أَن يكون الرجل مسدَّدا يُقَال مِنْهُ: إِنَّه لذُو سَداد فِي مَنْطِقه وتدبيره وَكَذَلِكَ الرَّمْي فَهَذَا مَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث من الْعَرَبيَّة وَأما مَا فِيهِ من الْفِقْه فَإِنَّهُ أخْبرك لمن تحل لَهُ الْمَسْأَلَة فَخص هَؤُلَاءِ الْأَصْنَاف الثَّلَاثَة ثمَّ حظر الْمَسْأَلَة على سَائِر الْخلق وَأما حَدِيث ابْن عمر أَن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا من فقر مُدقِع أَو غُرم مُفْظع أَو دم موجع فَإِن هَذِه الْخلال الثَّلَاث هِيَ تِلْكَ الَّتِي فِي حَدِيث أَيُّوب عَن هَارُون بْن رِئَاب عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِأَعْيَانِهَا إِلَّا أَن الْأَلْفَاظ اخْتلفت فيهمَا فَلَا أرى الْمَسْأَلَة تحل فِي هَذَا الحَدِيث أَيْضا إِلَّا لأولئك الثَّلَاثَة بأعيانهم.
س د د: التَّسْدِيدُ التَّوْفِيقُ (لِلسَّدَادِ) بِالْفَتْحِ وَهُوَ الصَّوَابُ وَالْقَصْدُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. وَ (الْمُسَدَّدُ) الَّذِي يَعْمَلُ بِالسَّدَادِ وَالْقَصْدِ وَهُوَ أَيْضًا الْمُقَوَّمُ. وَ (سَدَّدَ) رُمْحَهُ (تَسْدِيدًا) ضِدُّ عَرَّضَهُ. وَ (سَدَّ) قَوْلُهُ يَسِدُّ بِالْكَسْرِ (سَدَادًا) بِالْفَتْحِ صَارَ سَدِيدًا وَأَمْرٌ (سَدِيدٌ) وَ (أَسَدُّ) أَيْ قَاصِدٌ. وَ (اسْتَدَّ) الشَّيْءُ اسْتَقَامَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فَلَمَّا اسْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: اشْتَدَّ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَ (السَّدَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ الِاسْتِقَامَةُ وَالصَّوَابُ مِثْلُ (السَّدَادِ) بِالْفَتْحِ. وَ (سِدَادُ) الْقَارُورَةِ وَالثَّغْرِ: مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ
بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرٍ
وَهُوَ سَدُّهُ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: فِيهِ (سِدَادٌ) مِنْ عَوَزٍ وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ أَيْ مَا تُسَدُّ بِهِ الْخَلَّةُ فَيُكْسَرُ وَيُفْتَحُ وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَ (سَدَّ) الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ أَصْلَحَهَا وَأَوْثَقَهَا. وَ (السَّدُ) بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ الْجَبَلُ وَالْحَاجِزُ. قُلْتُ: وَفِي الدِّيوَانِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السُّدُّ بِالضَّمِّ مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَبِالْفَتْحِ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِي آدَمَ. وَ (اسْتَدَّتْ) عُيُونُ الْخَرَزِ وَ (انْسَدَّتْ) بِمَعْنًى. وَ (السُّدَّةُ) بِالضَّمِّ بَابُ الدَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الشُّعْثُ الرُّءُوسِ الَّذِينَ لَا تُفْتَحُ لَهُمُ (السُّدَدُ) » . 
س د د : سَدَدْتُ الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا سَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَمِنْهُ قِيلَ سَدَدْتُ عَلَيْهِ بَابَ الْكَلَامِ سَدًّا أَيْضًا إذَا مَنَعْتَهُ مِنْهُ.

وَالسِّدَادُ بِالْكَسْرِ مَا تَسُدُّ بِهِ الْقَارُورَةَ وَغَيْرَهَا.

وَسِدَادُ الثَّغْرِ بِالْكَسْرِ مِنْ ذَلِكَ وَاخْتَلَفُوا فِي سِدَادٍ مِنْ عَيْشٍ وَسِدَادٍ مِنْ عَوَزٍ لِمَا يُرْمَقُ بِهِ الْعَيْشُ وَتُسَدُّ بِهِ الْخَلَّةَ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَاقْتَصَرَ الْأَكْثَرُونَ عَلَى الْكَسْرِ مِنْهُمْ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَثَعْلَبٌ وَالْأَزْهَرِيُّ لِأَنَّهُ مُسْتَعَارٌ مِنْ سِدَادِ الْقَارُورَةِ فَلَا يُغَيَّرُ وَزَادَ جَمَاعَةٌ فَقَالُوا الْفَتْحُ لَحْنٌ وَعَنْ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ سِدَادٌ مِنْ عَوَزٍ إذَا لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَلَا يَجُوزُ فَتْحُهُ وَنَقَلَ فِي الْبَارِعِ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ سِدَادٌ مِنْ عَوَزَ بِالْكَسْرِ وَلَا يُقَالُ بِالْفَتْحِ وَمَعْنَاهُ إنْ أَعْوَزَ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَفِي هَذَا مَا يَسُدُّ بَعْضَ الْأَمْرِ.

وَالسَّدَادُ بِالْفَتْحِ الصَّوَابُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَأَسَدَّ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ جَاءَ بِالسَّدَادِ وَسَدَّ يَسُدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ سُدُودًا أَصَابَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ فَهُوَ سَدِيدٌ.

وَالسَّدُّ بِنَاءٌ يُجْعَلُ فِي وَجْهِ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ أَسْدَادٌ وَالسُّدُّ الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ بِالضَّمِّ فِيهِمَا وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَقِيلَ الْمَضْمُومُ مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَالْجَبَلِ وَالْمَفْتُوحُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِي آدَمَ وَالسُّدَّةُ بِالضَّمِّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْفِنَاءُ لِبَيْتِ الشَّعْرِ وَمَا أَشْبَهَهُ وَقِيلَ السُّدَّةُ كَالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَوْقَ بَابِ الدَّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا وَقَالَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِالسُّدَّةِ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ أَبْنِيَةٍ وَلَا مَدَرٍ وَاَلَّذِينَ جَعَلُوا السُّدَّةَ كَالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَإِنَّمَا فَسَّرُوهَا عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَالسُّدَّةُ الْبَابُ وَيُنْسَبُ إلَيْهَا عَلَى اللَّفْظِ فَيُقَالُ السُّدِّيُّ وَمِنْهُ الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ وَهُوَ إسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الْمَقَانِعَ وَنَحْوَهَا
فِي سُدَّةِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَالْجَمْعُ سُدَدٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَسَدَّدَ الرَّامِي السَّهْمَ إلَى الصَّيْدِ بِالتَّثْقِيلِ وَجَّهَهُ إلَيْهِ وَسَدَّدَ رُمْحَهُ وَجَّهَهُ طُولًا خِلَافَ عَرْضِهِ وَاسْتَدَّ الْأَمْرُ عَلَى افْتَعَلَ انْتَظَمَ وَاسْتَقَامَ. 
[سدد] التَسْديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصوابُ والقصدُ من القول والعمل. ورجلٌ مُسَدَّدٌ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. والمُسَدَّدُ: المُقَوَّمُ. وسَدَّدَ رمحَهُ، وهو خلاف قولك: عَرَّضَهُ. وسَدَّ قولُهُ يَسِدُّ بالكسر، أي صار سَديداً. وإنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ، إذا كان يصيب السداد، أي القصد. ويقال للرجل: أَسْدَدْتَ ما شئتَ، إذا طلب السَدادَ والقصدَ. وأَمْرٌ سَديدٌ وأَسَدُّ، أي قاصدٌ. وقد اسْتَدَّ الشئ، أي استقام. وقال الشاعر: أُعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ * فلما استد ساعده رماني - قال الاصمعي: اشتد بالشين ليس بشئ. والسداد بالفتح: الاستقامةُ والصوابُ وكذلك السَدَدُ مقصورٌ منه. قال الأعشى: ماذا عَلَيها وماذا كانَ يَنْقُصُها * يَوْمَ التَرَحُّلِ لو قالتْ لنا سَدَدا - فحذف الألف. تقول منه: أَمْرُ بني فلان يجرِي على السَدادِ. وقد قال سَداداً من القول. وأما سِدادُ القارورة وسِدادُ الثَغْرِ فبالكسر لا غير. قال العَرْجِيُّ: أَضاعوني وأَيَّ فَتىً أَضاعوا * لِيَوْمِ كَريهَةٍ وسِدادِ ثَغْرِ - وهو سَدُّهُ بالخيل والرجال. وأما قولهم: فيه سِدَادٌ من عَوَزٍ، وأصَبْتُ به سِدَاداً من عيشٍ، أي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ، فيُكْسَرُ ويُفْتَحُ، والكسر أفصحُ. وسددْت الثُلْمَةَ ونحوَها أَسُدُّها سدا: أصلحتها وأوثقتها. والسد والسد: الجبلُ، والحاجز . وصَبَبْتُ في القربة ماء فاسْتَدَّتْ عيون الخُرَزِ وانْسَدَّتْ، بمعنىً. وأرضٌ بها سَدَدَةٌ، وهي أودية فيها حجارةٌ وصخور، يبقى الماء فيها زماناً، الواحد سُدٌّ بالضم، مثل جحر وجحرة. ويقال أيضا: جاءنا جراد سُدٌّ بالضم، إذا سَدَّ الأُفُقَ من كثرته. قال العجاج:

سَيْلُ الجَرادِ السُدِّ يَرْتادُ الخُضَرْ * والسُدُّ أيضاً: واحد السُدودِ، وهي السحائِبُ السود، عن أبى زيد. والسدة: داء يأخذ بالانف يمنع نسيم الريح. وكذلك السُدَادُ، مثل الصداع والعطاس. والسُدَّةُ: باب الدار. تقول: رأيته قاعداً بسُدَّةِ بابه. وفي الحديث : " الشعث الرؤوس الذين لا تفتح لهم السُدَدُ ". قال أبو الدرداء: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السلطان يَقُمْ ويقعد. وسمى إسماعيل السدى لانه كان يبيع المقانع والخمر في سدة مسجد الكوفة، وهى ما يبقى من الطاق المسدود.والسد بالفتح: واحد الاسدة، وهى العيوب مثل العمى والصم والبَكَم، جمع على غير قياس، وكان قياسه سُدوداً. ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بجنْبك الأسِدَّةَ، أي لا يضيقنَّ صدرُك فتسكتَ عن الجوابِ كمن به صممٌ وبكَمٌ. قال الكميت: وما بِجَنْبِيَ من صَفْحٍ وعائِدةٍ * عند الأَسِدَّةِ إنَّ العى كالعضب - يقول: ليس بي عِيٌّ ولا بكم عن جواب الكاشح، ولكني أصفح عنه، لأن العِيَّ عن الجواب كالعَضْبِ، وهو قطعُ يدٍ أو ذَهاب عضوٍ. والعائدةُ: العطفُ. والسد أيضا: شئ يتخد من قضبان له أطباق. والمسد: بستان ابن معمر، وذلك البستان مأسدة. قال أبو ذؤيب: ألفيت أغلب من أسد المسد حدي‍ * - د الناب أخذته عفر فتطريح قال الاصمعي: سألت ابن أبى طرفة عن المسد فقال: هو بستان ابن معمر، الذى يقول له الناس بستان ابن عامر.
السين والدال س د د

السَّدُّ إغلاَقُ الخَلَلِ وَرَدْمُ الثَّلْم سَدَّهُ يَسُدُّه سَدّا فانْسَدَّ واسْتَدَّ وسدَّدَه والاسمُ السُّدُّ وحكى الزَّجّاجُ ما كانَ مَسْدُوداً خِلْقَةً فهوَ سُدٌّ وما كانَ من عَملِ الناسِ فهو سَدٌّ وعلى ذلك وجَّهَ قراءةَ من قَرأَ بين السُّدَّيْنِ والسَّدَّيْنِ وقولُه تعالى {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا} يس 9 قال الزجَّاجُ هؤلاء جماعة أرادوا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم سُوءاً فحالَ اللهُ بينهم وبين ذلك فجُعِلُوا بمَنْزِلةِ من غُلَّت يدُه وسُدَّ طريقُه من بين يَدَيْه ومن خَلْفِه وجُعِلَ على بَصَرِه غِشاوَةٌ والسِّدَادُ ما سُدَّ به والجمعُ أَسِدَّة وقالوا سِدَادٌ من عَوَزٍ وسَدَادٌ أي ما يُسَدُّ به الحاجةُ وهو على المَثَلِ والسُّدُّ الرَّدْمُ لأنه يُسَدُّ به والسُّدُّ والسَّدُّ كُلُّ بِناءٍ سُدَّ به موضِعُ وقد قُرئَ {فاجْعَلْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُم سُدّا} الكهف 96 وسَدَا والجمعُ أسِدَّةٌ وسُدودٌ فأما سُدودٌ فعَلَى الغالِبِ وأما أسِدَّةٌ فشاذٌّ وعندي أنه جمعُ سِدَادٍ والسُّدُّ ذَهَابُ البَصَرِ وهو مِنْه والسُّدُّ السَّحابُ المرتفِعُ السَّادُّ للأُفُقِ والجمعُ سُدودٌ قال

(قَعَدْتُ له وشيَّعَنِي رِجَالٌ ... وقد كَثُرَ المَخَايِلُ والسُّدودُ)

وقد سَدَّ عليهم وأسَدَّ والسُّدُّ القِطْعَةُ من الجَرَادِ تَسُدُّ الأفُقَ قال الرَّاجزُ

(سَيْلُ الجرادِ السُّدِّ يَرْتَادُ الخُضَرْ ... )

فإما أن يكونَ بدلاَ من الجَرادِ فيكونَ اسماً وإما أن يكونَ جمعَ سَدودٍ وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صِفَةً والسُّدُّ والسَّدُّ الجَبَلُ وقيل كل ما قابَلَكَ فَسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ وسُدُّ ومنه قولُهم في المِعْزَي سُدٌّ يُرَى مِنْ ورائِه الفَقْرُ وسَدٌّ أيضاً أي أنّ المِعْزَى ليس إلا مَنْظَرَها وليس لها كَبِيرُ مَنْفَعَةٍ والسَّدُّ سِلَّة من قُضْبانٍ والجمعُ سِدَادٌ وسُدُودٌ والسُّدَّةُ أَمامَ بابِ الدَّارِ وقيل هي السَّقِيفَةُ سُدَّةُ المَسْجدِ الأَعْظَم ما حَوْلَه من الرِّواقِ وسُمِّيَ السُّدَّيُّ بذلك لأنه كان يَبِيعُ الخُمُرَ على بابِ مسجدِ الكوفَةِ واسمُه إسماعيلُ والسُّدَّة جَريدٌ يُشَدُّ بعضُه إلى بعْضٍ يُنامُ عليه والجمعُ أسِدَّة نادِرَة وقياسُه الغالب عليه أسُدٌّ أو سُدُودٌ والسَّدَدُ القَصْدُ في القولِ وقد تسدَّدَ له واسْتَدَّ والسَّديدُ والسَّدادُ الصَّوابُ من القول ورَجُلٌ سَديدٌ وأَسَدُّ من السَّدادِ وقَصْدِ الطَّريقِ وسدَّدَهُ اللهُ وفَّقَهُ والسَّدُّ الظِّلُّ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ (قَعَدْتُ له في سَدِّ نَقْضٍ مُعَوَّدٍ ... كذلك في صحَراءِ جِذْمٌ دَرِينُها)

أي جعلتُه سُتْرةً لي من أن يَراني وقوله جذْمٌ دَرِينُها أي قديمٌ لأن الجِذْمَ الأصلُ ولا أَقْدَمَ من الأصْلِ وجَعَلَه صِفَةً إذ كانَ في معنى الصِّفة والدَّرِينُ من النَّباتِ الذي قد أَتَى عليه عامٌ والمُسَدُّ موضِعٌ بمكَّةَ عِنْد بُستانِ ابن عامرٍ وقيل هو موضِعٌ بقُرْبٍ من مكَّة قال أبو ذُؤَيب

(أَلْفَيْتُ أغْلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ جديدَ ... النَّابِ أَخْذَتُهُ عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ)

وسُدُّ قريةٌ باليَمنِ
سدد
سدَّ1 سَدَدْتُ، يسُدّ، اسْدُدْ/ سُدّ، سَدًّا، فهو سادّ، والمفعول مَسْدود
• سدَّ الشَّيءَ: أغلقه "سدَّ البابَ/ الثَّغرةَ/ الخانةَ- سدَّ الشارعَ بمتاريس- سدَّ القارورةَ: وضع عليها السِّداد- مسدود بالماء- مُحْكَم السَّدّ" ° سار في طريق مسدود: سلك سلوكًا لا يوصِّل إلى المطلوب- سدَّ أذنيه: لم ينتبه، لم يستمع إلى الصواب- سُدَّت في وجهه الأبواب: لم يستطع عمل شيء، فشِل في بلوغ غرضه- سدَّ عليه الطريقَ: وضع العراقيلَ أمامه ومنعه من بلوغ أهدافه، أعاقه- سدَّ عليه المنافِذَ: أفحمه- سدَّ عليه بابَ الكلام: منعه منه- سدَّ مسدَّه: قام مقامه.
• سدَّ القناةَ: أقام عليها سدًّا.
• سدَّ العجزَ: غطّاه، أضاف إليه ما يصيِّره تامًّا "سدَّ الخَلَل/ الفجوة"? سدّ حاجته: حقّق له ما يريد- سدَّ رمقَ
 جائع: أطعمه ما يمسك ويحفظ قوَّتَه- سدَّ عوزَ فلان: لبَّى حاجته وأعانه- سدَّ فراغًا أو نقصًا: كان ذا أهمية. 

سدَّ2 سَدَدْتُ، يَسِدّ، اسْدِدْ/ سِدّ، سَدادًا وسُدُودًا، فهو سَدِيد
• سدَّ الشَّخصُ: أصاب في قوله أو فعله.
• سدَّ القولُ والفعلُ: استقام " {فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا}: قولاً صادقًا عدلاً".
انسدَّ يَنسَدّ، انْسَدِدْ/ انْسَدَّ، انسِدادًا، فهو مُنسَدّ
• انسدَّ الشَّيءُ: مُطاوع سدَّ1: سُدّ، أغلِق "انسدّت في وجهه كلّ السُّبُل- انسدّت عيونُ القربة- انسدّت الماسورةُ". 

تسدَّدَ يتسدَّد، تسدُّدًا، فهو مُتسدِّد
• تسدَّد القولُ والفعلُ: استقام وانتظم.
• تسدَّد الدَّيْنُ: مُطاوع سدَّدَ: دُفع إلى الدَّائن. 

سدَّدَ يُسدِّد، تسديدًا، فهو مُسدِّد، والمفعول مُسدَّد
• سدَّد السَّهمَ ونحوَه إلى هدف: صوّبه ووجّهه إليه "سَدَّد سهمَه إلى عدوِّه- سدَّد الكرة إلى المرمى" ° سدّد الكرة أو الضربة: دفعها وأطلقها بشدّة نحو الهدف.
• سدَّد الدَّيْنَ أو القرضَ ونحوَهما: دفعه إلى الدّائن "سدَّدَ المصاريفَ/ قائمةَ الحساب- اللهمّ سدّد عنّا دَيْنَ الدنيا والآخرة"? سَدَّد عجزًا: غطّاه، أتم نَقْصه.
• سدَّد اللهُ الشَّخصَ: هداه ووفَّقه إلى الصواب، أصلحه وأرشده? سدَّد اللهُ خطاه: قوّاه ووفَّقه، هداه إلى الطريق الصواب. 

انسداد [مفرد]: مصدر انسدَّ.
• الانسداد التَّاجيّ: (طب) انغلاق الشُّريان التَّاجيّ بجلطة دمويّة.
• ذاتيّ الانسداد: يسُدّ نفسَه بنفسه حتّى بعد ثقبه كالإطار المطّاطيّ للعجلة. 

سَداد [مفرد]:
1 - مصدر سدَّ2.
2 - استقامة وقصد "اللّهم اهدنا إلى السَّداد".
3 - صواب القول أو الفعل "أصاب في قوله السَّدادَ".
• سَداد الدَّيْن: دفعُه إلى الدّائن، تَسْديده، وفاؤه "قام بسداد دينه في الموعد المحدّد" ° تحت السَّداد: غير مدفوع.
• سداد هوائيّ: (طب) انسداد ينجم عن دخول فقاقيع هوائيّة في الأوردة الدَّمويّة بعد إجراء جراحة أو الإصابة بجُرْح. 

سُداد [مفرد]:
1 - كلّ ما يسدّ مجرًى في البَدَن ° سُداد الأُذُن: ما سدّ مجرى السّمْع.
2 - (طب) داء يسدّ الأنف فيمنع دخول الهواء. 

سِداد [مفرد]: ج سِدادات:
1 - ما يُسدّ به، أداة يُسدّ بها فم الزجاجة ونحوها "سِداد القارورة" ° سِداد الثغر: ما يسدُّه من خيل ورجال- سِداد من عَوَز: ما يسُدّ الحاجَة من مالٍ وغيره.
2 - (جو) قطعة من حجر بركانيّ تملأ فُوَّهة بركان.
3 - (طب) جلطة دمويّة، أو كتلة من البكتيريا أو جسم غريب آخر يسُدُّ وعاءً دمويًّا. 

سِدادة [مفرد]: سِداد؛ كلّ ما يتّخذ من زجاج أو فلِّين أو غيرهما لسَدِّ القوارير. 

سَدّ [مفرد]: ج سُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر سدَّ1.
2 - حاجِز، فاصل بين شَيْئَيْن " {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا}: هما جبلان على حدود بلاد التركستان والصين، وقد سدّ ذو القرنين ما بينهما" ° ضرَب بينهما سدًّا منيعًا- يجتاز السدود: يتخطّى العقبات.
3 - بناء في مجرى الماء ليحجزه، بناء في نهر يقوم بحجز المياه وتصريفها حسب الحاجة "سَدّ أسوان" ° السَّدُّ العالي: سَدّ ضخم أقيم في مصر في العصر الحديث على نهر النيل؛ لضبط الفيضان وتوفير المياه وتوليد الكهرباء.
4 - (طب) إعتام عدسة العين ممّا يسبِّب ضُعف أو فقدان البصر. 

سُدّ [مفرد]: سَدّ؛ حاجز من صُنع الله " {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سُدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا} [ق] ". 

سُدَّة [مفرد]: ج سُدَد:
1 - ظُلّة بباب الدّار "جلسوا تحت السُّدّة".
2 - ساحة أمام الباب "جلسنا في السُّدَّة".
3 - رُتْبة ومنصب "جلس في سُدَّة الوزارة".
4 - سِداد، ما يُسَدُّ به
 "سُدَّة قارورة".
5 - باب الدار.
6 - مرتفع كالمنبر يصعد إليه الخطيب. 

سُدود [مفرد]: مصدر سدَّ2. 

سَدِيد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سدَّ2 ° نَظْرة سديدة: صائبة. 

سدد: السَّدُّ: إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ.

سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فانسدّ واستدّ وسدّده: أَصلحه وأَوثقه، والاسم

السُّدُّ. وحكى الزجاج: ما كان مسدوداً خلقه، فهو سُدٌّ، وما كان من عمل

الناس، فهو سَدٌّ، وعلى ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بين السُّدَّيْنِ

والسَّدَّيْن. التهذيب: السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشيء سَدّاً.

والسَّدُّ والسُّدّ: الجبل والحاجز. وقرئ قوله تعالى: حتى إِذا بلغ بين

السّدَّين، بالفتح والضم. وروي عن أَبي عبيدة أَنه قال: بين السُّدّين،

مضموم، إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله، وإِن كان من فعل الآدميين، فهو

سَد، بالفتح، ونحو ذلك قال الأخفش. وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: بين

السَّدَّين وبينهم سَدّاً، بفتح السين. وقرأَ في يس: من بين أَيديهم سدّاً ومن

خلفهم سُدّاً، يضم السين، وقرأَ نافع وابن عامر وأَبو بكر عن عاصم

ويعقوب، بضم السين، في الأَربعة المواضع، وقرأَ حمزة والكسائي بين السُّدَّين،

بضم السين. غيره: ضم السين وفتحها، سواء السَّدُّ والسُّدُّ؛ وكذلك قوله:

وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً، فتح السين وضمها.

والسَّد، بالفتح والضم: الردم والجبل؛ ومنه سدّ الرَّوْحاء وسد الصهباء وهما

موضعان بين مكة والمدينة. وقوله عز وجل: وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن

خلفهم سدّاً؛ قال الزجاج: هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبي، صلى الله

عليه وسلم، سوءاً فحال الله بينهم وبين ذلك، وسدّ عليهم الطريق الذي

سلكوه فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه

وجُعل على بصره غشاوة؛ وقيل في معناه قول آخر: إِن الله وصف ضلال الكفار فقال

سَددْنا عليهم طريقَ الهدى كما قال ختم الله على قلوبهم.

والسِّدادُ: ما سُذَّ به، والجمع أَسِدَّة. وقالوا: سِدادٌ من عَوَزٍ

وسِدادٌ من عَيْشٍ أَي ما تُسَدُّ به الحاجة، وهو على المثل. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، في السؤال أَنه قال: لا تحل المسأَلة إِلا

لثلاثة، فذكر منهم رجلاً أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأَل حتى يصيب سِداداً

من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي ما يكفي حاجته؛ قال أَبو عبيدة: قوله سِداداً

من عيش أَي قواماً، هو بكسر السين، وكل شيء سَدَدْتَ به خَلَلاً، فهو

بالكسر، ولهذا سمي سِداد القارورة، بالكسر، وهو صِمامُها لأَنه يَسُدُّ

رأْسَها؛ ومنها سِدادُ الثَّغْرِ، بالكسر، إِذا سُدَّ بالخيل والرجال؛ وأَنشد

العرجي:

أَضاعوني، وأَيَّ فتًى أَضاعوا

ليومِ كريهةٍ، وسِدادِ ثَغْرِ

بالكسر لا غير وهو سَدُّه بالخيل والرجال. الجوهري: وأَما قولهم فيه

سِدادٌ من عَوَز وأَصيبت به سِداداً من عَيْش أَي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ،

فيكسر ويفتح، والكسر أَفصح.

قال: وأَما السَّداد، بالفتح، فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون

الرجل مُسَدَّداً. ويقال: إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره، وكذلك في

الرمي. يقال: سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام. وسَدَّدْتُه تسديداً.

واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام؛ وقال:

أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ،

فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني

قال الأَصمعي: اشتد، بالشين المعجمة، ليس بشيء؛ قال ابن بري: هذا البيت

ينسب إِلى مَعْن بن أَوس قاله في ابن أُخت له، وقال ابن دريد: هو لمالك

بن فَهْم الأَزْدِيِّ، وكان اسم ابنه سُلَيْمَةَ، رماه بسهم فقتله فقال

البيت؛ قال ابن بري: ورأَيته في شعر عقيل بن عُلَّفَةَ يقوله في ابنه عُميس

حين رماه بسهم، وبعده:

فلا ظَفِرَتْ يمينك حين تَرْمي،

وشَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ

وفي الحديث: كان له قوس تسمى السَّدادَ سميت به تفاو لاً بإِصابة ما رمى

عنها.

والسَّدُّ: الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ به، والسُّدُّ والسَّدُّ: كل بناء

سُدَّ به موضع، وقد قرئ: تجعل بيننا وبينهم سَدّاً وسُدّاً، والجمع

أَسِدٌّ وسُدودٌ، فأَما سُدودٌ فعلى الغالب وأَما أَسدة فشاذ؛ قال ابن سيده:

وعندي أَنه جمع سداد؛ وقوله:

ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ

يقول: سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عميت عليَّ مذاهبي، وواحد الأَسْدادِ

سُدٌّ.

والسُّدُّ: ذهاب البصر، وهو منه. ابن الأَعرابي: السَّدُودُ العُيون

المفتوحة ولا تبصر بصراً قوياً، يقال منه: عين سادَّة. وقال أَبو زيد: عين

سادَّة وقائمة إِذا ابيضت لا يبصر بها صاحبها ولم تنفقئ بعدُ.

أَبو زيد: السُّدُّ من السحاب النَّشءُ الأَسود من أَي أَقطار السماء

نشأَ. والسُّدُّ واحد السُّدودِ، وهر السحائب السُّودُ. ابن سيده: والسُّدّ

السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق، والجمع سُدودٌ؛ قال:

قَعَدْتُ له وشَيَّعَني رجالٌ،

وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ

وقد سَدَّ عليهم وأَسدَّ. والسُّدّ: القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ؛

قال الراجز:

سَيْلُ الجَرادِ السُّدُّ يرتادُ الخُضَرْ

فإِما أَن يكون بدلاً من الجراد فيكون اسماً، وإِما أَن يكون جمع

سَدودٍ، وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صفة. ويقال: جاءَنا سُدٌّ من جراد.

وجاءَنا جراد سُدَّ الأُفق من كثرته.

وأَرض بها سَدَدَةٌ، والواحدة سُدَّةٌ: وهي أَودية فيها حجارة وصخور

يبقى فيها الماءُ زماناً؛ وفي الصحاح: الواحد سُدٌّ مثل حُجْرٍ وحِحَرَةٍ.

والسُّدُّ والسَّدُّ: الجبل، وقيل: ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ

وسُدٌّ. ومنه قولهم في المِعْزَى: سَدٌّ يُرَى من ورائه الفقر، وسُدٌّ

أَيضاً، أَي أَن المعنى ليس إِلا منظرها وليس له كبير منفعة. ابن الأَعرابي

قال: رماه في سَدِّ ناقته أَي في شخصها. قال: والسَّدُّ والدَّرِيئة

والدَّرِيعةُ الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد؛ وأَنشد

لأَوس:فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ،

ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ

قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر في كتابه: يقال سَدَّ عليك الرجلُ يَسِدُّ

سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ. وما كان هذا الشيء سديداً ولقد سَدَّ يَسدُّ

سَداداً وسُدوداً، وأَنشد بيت أَوس وفسره فقال: لم يجبنوا من الإِنصاف

في القتال ولكن حشرنا عليهن فلقونا ونحن كالنار التي لا تبقي شيئاً؛ قال

الأَزهري: وهذا خلاف ما قال ابن الأَعرابي.

والسَّدُّ: سَلَّة من قضبان، والجمع سِدادٌ وسُدُدٌ. الليث: السُّدودُ

السِّلالُ تتخذ من قضبان لها طباق، والواحدة سَدَّة؛ وقال غيره: السَّلَّة

يقال لها السَّدَّة والطبل.

والسُّدَّة أَمام باب الدار، وقيل: هي السقيفة. التهذيب: والسُّدَّة باب

الدار والبيت؛ يقال: رأَيته قاعداً بَسُدَّةِ بابه وبسُدَّة داره. قال

أَبو سعيد: السُّدَّة في كلام العرب الفِناء، يقال بيت الشَّعَر وما

أَشبهه، والذين تكلموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحاب أَبنية ولا مَدَرٍ، ومن

جعل السُّدَّة كالصُّفَّة او كالسقيفة فإِنما فسره على مذهب أَهل الحَضَر.

وقال أَبو عمرو: السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت، والظُّلَّة

تكون بباب الدار؛ قال أَبو عبيد: ومنه حديث أَبي الدرداء أَنه أَتى باب

معاوية فلم يأْذن له، فقال: من يَغْشَ سُدَد السلطان يقم ويقعد. وفي الحديث

أَيضاً: الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذين لا تُفتح لهم السُّدَدُ. وسُدَّة

المسجد الأَعظم: ما حوله من الرُّواق، وسمي إِسمعيل السُّدِّيُّ بذلك لأَنه

كان تاجراً يبيع الخُمُر والمقانع على باب مسجد الكوفه، وفي الصحاح: في

سُدَّة مسجد الكوفة. قال أَبو عبيد: وبعضهم يجعل السُّدَّة الباب نفسه. وقال

الليث: السديُّ رجل منسوب إِلى قبيلة من اليمن؛ قال الأَزهري: إن أَراد

إِسمعيل السديّ فقد غلط، لا تعرف في قبائل اليمن سدّاً ولا سدّة. وفي

حديث المغيرة بن شعبة: أَنه كان يصلي في سُدَّة المسجد الجامع يوم الجمعة مع

الإِمام، وفي رواية: كان لا يصلي، وسُدَّة الجامع: يعني الظلال التي

حوله. وفي الحديث أَنه قيل له: هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسُّدَّة؛ السدة:

كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي

الساحة بين يديه؛ ومنه حديث واردي الحوض: هم الذين لا تفتح لهم السُّدَدُ

ولا يَنكحِون المُنَعَّات أَي لا تفتح لهم الأَبواب. وفي حديث أُم سلمة:

أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلى البصرة: إِنك سُدَّة بين رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وبين أُمته أَي باب فمتى أُصيب ذلك الباب بشيء

فقد دخل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حريمه وحَوْنَته

واستُبيحَ ما حماه، فلا تكوني أَنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتُحْوِجي

الناس إِلى أَن يفعلوا مثلك. والسُّدَّة والسُّداد، مثل العُطاس

والصُّداع: داء يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم ويمنع نسيم الريح.

والسَّدُّ: العيب، والجمع أَسِدَّة، نادر على غير قياس وقياسه الغالب

عليه أَسُدٌّ أَو سُدود، وفي التهذيب: القياس أَن يجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو

سُدُوداً. الفراء: الوَدَس والسَّدُّ، بالفتح، العيب مثل العَمى والصمَم

والبَكم وكذلك الأَيه والأَبه

(* قوله «وكذلك الأَيه والأَبه» كذا بالأصل

ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك، والآهة والماهة الحصبة

والجدري.) أَبو سعيد: يقال ما بفلان سَدادة يَسُدُّ فاه عن الكلام أَي ما به

عيب، ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لا تُضَيِّقَنَ صدرك

فتسكت عن الجواب كمن به صمم وبكم؛ قال الكميت:

وما بِجَنْبَيَ من صَفْح وعائدة،

عند الأَسِدَّةِ، إِنَّ الغِيَّ كالعَضَب

يقول: ليس بي عِيُّ ولا بَكَم عن جواب الكاشح، ولكني أَصفح عنه لأَن

العِيَّ عن الجواب كالعَضْب، وهو قطع يد أَو ذهاب عضو. والعائدة:

العَطْف.وفي حديث الشعبي: ما سدَدْتُ على خصم قط أَي ما قطعت عليه فأَسُدَّ

كلامه. وصببت في القربة ماء فاسْتَدَّت به عُيون الخُرَز وانسدت بمعنى

واحد.والسَّدَد: القصْد في القول والوَفْقُ والإِصابة، وقد تَسَدَّد له

واستَدَّ.

والسَّديدُ والسَّداد: الصواب من القول. يقال: إِنه لَيُسِدُّ في القول

وهو أَن يُصِيبَ السَّداد يعني القصد. وسَدَّ قوله يَسِدُّ، بالكسر، إِذا

صار سديداً. وإِنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان يصيب السداد

أَي القصد. والسَّدَد: مقصور، من السَّداد، يقال: قل قولاً سَدَداً

وسَداداً وسَديداً أَي صواباً؛ قال الأَعشى:

ماذا عليها؟ وماذا كان ينقُصها

يومَ الترحُّل، لو قالت لنا سَدَدا؟

وقد قال سَداداً من القول.

والتَّسديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصواب والقصد من القول والعمل.

ورجل سَديدٌ وأَسَدُّ: من السداد وقصد الطريق، وسدَّده الله: وفقه.

وأَمر سديد وأَسَدُّ أَي قاصد. ابن الأَعرابي: يقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ

وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ. والسِّدادُ: الشيء من اللَّبَن يَيْبَسُ

في إِحليل الناقة.

وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم،

عن الإِزار فقال: سَدِّدْ وقارِبْ؛ قال شمر: سَدِّدْ من السداد وهو

المُوَفَّقُ الذي لا يعاب، أَي اعمل به شيئاً لا تعاب على فعله، فلا تُفْرِط

في إِرساله ولا تَشْميره، جعله الهروي من حديث أَبي بكر، والزمخشري من

حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَن أَبا بكر، رضي الله عنه، سأَله؛

والوَفْق: المِقْدار. اللهم سدِّدْنا للخير أَي وَفِّقْنا له؛ قال: وقوله

وقارِب، القِرابُ في الإِبل أَن يُقارِبَها حتى لا تَتَبَدَّد. قال

الأَزهري: معنى قوله قارِبْ أَي لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ في إِسباله، ولا

تُقَلِّصه فتفرط في تشميره ولكن بين ذلك. قال شمر: ويقال سَدِّدْ صاحِبَكَ

أَي علمه واهده، وسَدِّد مالك أَي أَحسن العمل به. والتسديد للإِبل: أَن

تيسرها لكل مكانِ مَرْعى وكل مكان لَيانٍ وكل مكان رَقَاق. ورجل

مُسَدَّدٌ: مُوَفَّق يعمل بالسَّدادِ والقصْد. والمُسَدَّدُ: المُقوَّم. وسَدَّد

رمحه: وهو خلاف قولك عرّضه. وسهم مُسَدَّد: قويم. ويقال: أَسِدَّ يا رجل

وقد أَسدَدْتَ ما شئت أَي طلبت السَّدادَ والقصدَ، أَصبته أَو لم

تُصِبْه؛ قال الأَسود بن يعفر:

أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَري

يُطَوِّفُ حَوْلَنا، وله زَئِيرُ

يقول: اقصدي له يا منية حتى يموت.

والسَّاد، بالفتح: الاستقامة والصواب؛ وفي الحديث: قاربوا وسَدَّدوا أَي

اطلبوا بأَعمالكم السَّداد والاستقامة، وهو القصد في الأَمر والعدل فيه؛

ومنه الحديث: قال لعليّ، كرم الله وجهه: سلِ اللهَ السَّداد، واذكر

بالسَّداد تَسديدَك السهم أَي إِصابةَ القصد به. وفي صفة متعلم القرآن: يغفر

لأَبويه إِذا كانا مُسَدَّدَيْن أَي لازمي الطريقة المستقتمة؛ ويروى بكسر

الدال وفتحها على الفاعل والمفعول. وفي الحديث: ما من مؤْمن يؤْمن بالله

ثم يُسَدِّدُ أَي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف. قال أَبو عدنان: قال لي جابر

البَذِخُ الذي إِذا نازع قوماً سَدَّد عليهم كل شيء قالوه، قلت: وكيف

يُسَدِّدُ عليهم؟ قال: ينقض عليهم على كل شيء قالوه. وروى الشعبي أَنه قال:

ما سَددتُ على خَصْم قط؛ قال شمر: زعم العِتْرِيِفيُّ أَن معناه ما قطعت

على خصم قط.

والسُّدُّ: الظِّلُّ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

قعدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ،

لذلك، في صَحْراءٍ جِذْمٍ دَرِيُنها

أَي جعلته سترة لي من أَن يراني. وقوله جِذْم دَرينها أَي قديم لأَن

الجذم الأَصل ولا أَقدم من الأَصل، وجعله صفة إِذ كان في معنى الصفة.

والدرين من النبات: الذي قد أَتى عليه عام.

والمُسَدُّ: موضع بمكة عند بستان ابن عامر وذلك البستان مأْسَدَة؛ وقيل:

هو موضع بقرب مكة، شرفها الله تعالى؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَلفَيْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حديـ

ـدَ النَّابِ، أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ

قال الأَصمعي: سأَلت ابن أَبي طرفة عن المُسَدّ فقال: هو بستان ابن

مَعْمَر الذي يقول له الناس بستان ابن عامر. وسُدّ: قرية باليمن. والسُّد،

بالضم: ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، بسدّه.

سدد
: ( {سَدَّدَه} تَسديداً) أَي الرُّمْحَ: (قَوَّمَهُ) كَذَا فِي الصّحاح.
وَقَالَ أَهلُ الأَفعال:! سَدَّدَ سَهْمَه إِلى المَرْمَى: وَجَّهَه. زَاد فِي (التوشيح) : وبالشين الْمُعْجَمَة، لُغَة فِيهِ.
وَقَالُوا سَدَّدَه عَلَّمه النِّضَالَ {وسَدَّ الثَّلْمَ: أَصْلَحه وأَوْثَقَه.
(و) سَدَّدَه: (وَفَّقَه} للسَّدادِ) ، بِالْفَتْح (أَي الصَّوابِ من القَوْل والعَمل) والقَصْدِ مِنْهُمَا. والإِصابة فِي المَنطق: أَن يكون الرَّجلُ {مَسَدَّداً. وَيُقَال: إِنّه لذُو} سَدَاد فِي مَنطِقه وتَدْبِيرِه. وكذالك فِي الرَّمْي. وَمِنْه: اللهُمّ {- سَدِّدْني، أَي وَفِّقْنِي.
(} وَسدَّ) الرَّجُلُ والسَّهْمُ بنفْسه والرُّمحُ ( {يَسدُّ بِالْكَسْرِ، إِذا (صَار} سَدِيداً) وَكَذَا القوْلُ وَالْعَمَل، يُقَال: إِنه {لَيَسِدُّ فِي القَوْل، وَهُوَ أَن يُصِيبَ} السَّدَادَ. وسَهْمٌ {سَدِيدٌ: مُصِيبٌ، ورُمْحٌ سَدِيدٌ: قَلَّ أَنْ تُخْطِىءَ طَعْنَتُه، ورَجُلٌ سَدِيدٌ} وأَسَدُّ، من {السَّدَاد وقَصْدِ الطّريقِ، وأَمرٌ سَدِيدٌ} وأَسَدُّ: قاصدٌ.
( {وسَدَّ الثُّلْمَةَ) ، بضمّ المثلّثَة، وَهِي الفُرْجَة، (كمَدَّ) ،} يَسُدُّ بالضّمّ، {سَدًّا: رَدَمَهَا و (أَصلَحَها ووَثَّقَهَا) ، وَفِي بعض النُّسخ: أَوْثقَها،} كسَدَّدَها {فانْسَدَّتْ} واسْتَدَّت وهاذا {سدَادُها، بِالْكَسْرِ، (} واستَدَّ) الشَّيْيءُ: (استقامَ) {كأَسَدَّ} وتَسدَّدَ، وَقَالَ:
أُعَلِّمُه الرِّمَايَةَ كلَّ يَومٍ
فَلَمَّا {اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَانِي
قَالَ الأَصمعيّ: اشتَدَّ بالشين المعجمةِ لَيْسَ بشيْءٍ.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: هاذا الْبَيْت يُنْسَب إِلى مَعْن بن أَوْس، قَالَه فِي ابْن أُخت لَهُ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ لمالكِ بن فَهْم الأَزْدِي، وَكَانَ اسمُ ابْنه سُلَيْمَة، رَماه بِسَهْم فقتلَه، فَقَالَ الْبَيْت.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: ورأَيته فِي شعر عَقِيلِ بن عُلَّفة يَقُوله فِي ابْنه عُمَيس، حينَ رمَاه بِسَهْم؛ وَبعده:
فَلَا ظَفِرتْ يَمِينُكَ حِين تَرْمِي
وشَلَّتْ منكَ حاملةُ البَنانِ
(} وأَسَدَّ) الرَّجلُ: (أَصابَ {السَّدَادَ) ، أَي القَصْدَ والاستقامةَ، (أَو) } أَسَدَّ الرَّجلُ: (طَلَبَهُ) ، أَصابَ أَو لم يُصِبْ. وَيُقَال: {أَسِدَّ يَا رجلُ، وَقد} أَسْدَدْت مَا شِئتَ، أَي طَلَبْتَ السَّدَادَ والقَصْدَ، أَصَبْتَه أَو لم تُصِبْ. قَالَ الأَسودُ بن يَعْفُرَ:
{أَسِدِّي يَا مَنِيُّ لِحِمْيَرِيَ
يُطَوِّف حَوْلَنا وَله زَئِيرُ
يَقُول: اقْصِدِي لَهُ يَا مَنِيَّةُ حتّى يَمُوت.
(والسَّدَدُ) ، محرَّكةً: القَصْد و (الاستِقَامَةُ} كالسَّدَادِ) ، بِالْفَتْح، الأَوّل مقصورٌ من الثَّانِي، يُقَال: (قل) قَولاً {سَدَداً} وسَدَاداً {وَسَدِيداً، أَي صَواباً، قَالَ الأَعشى:
مَاذَا عَلَيْهَا وماذَا كَانَ يَنْقُصاها
يومَ التَّرَحُّل لَوْ قالتْ لنا} سَدَدَا
( {وسَدَادُ بنُ سعِيدٍ) ، كسَحَابٍ، (السَّبْعِيُّ، حَدَّثَ) ، وَهُوَ شَيْخٌ لمُحَمَّد بن الصَّلْت.
(و) قَالَ أَبو عُبيدة: كلُّ شَيْءٍ} سَدَدْتَ بِهِ خَلَلاً فَهُوَ {سِدَادٌ، بِالكسر، ولهاذا سُمِّيَ (} سِدَادُ القَارُورَةِ) وَهُوَ صِمَامُها، لأَنه {يَسُدُّ رَأْسَها.
(و) مِنْهَا} سِدَادُ (الثَّغْرِ) إِذا {سُدَّ بالخَيْلِ والرِّجال (فبالكسر فَقَط) لَا غير، وأَنشد للعَرْجِيّ:
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضاعُوا
لِيَوْم كَرِيهةٍ} وسِداد ثَغْرِ
(و) وَمن الْمجَاز: فِيهِ (سِدَادٌ مِن عَوَز، و) أَصَبْتُ بِهِ سِدَاداً من (عَيْشٍ، لما! تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةُ) أَي الحَاجَة، ويُرْمَقُ بِهِ العَيْشُ، فيُكْسَر، (وَقد يُفْتَحُ) ، وَبِهِمَا قَالَ ابْن السِّكِّيت، والفارَابيُّ، وتَنبِعَه الجوهَريُّ، وَالْكَسْر أَفصحُ. وَعَلِيهِ اقتصرَ الأَكثرُون، مِنْهُم ابْن قُتَيْبَة وثَعْلَبٌ، والأَزْهَريُّ، لأَنّه مستعار من سِدَادِ القارورَةِ فَلَا يُغَيَّر.
وَفِي حَدِيث النَّبيّ، صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فِي السُّؤَال أَنَّه قَالَ: (لَا تَحِلُّ المَسْأَلةُ إِلَّا لثلاثَةٍ، فذَكَر مِنْهُم رجلا أَصابَتْه جائِحةٌ فاجتاحَتْ مالَهُ، فيَسْأَلُ حَتَّى يُصيبَ {سِدَاداً مِن عَيْش، أَو قِوَاماً) ، أَي مَا يَكْفِي حاجَته. قَالَ بو عُبَيْدَة: قولُه سِداداً من عَيْش، أَي قوَاماً، هُوَ بِكَسْر السِّين. وكلُّ شيْءٍ سَدَدْت بِهِ خَلَلاً فَهُوَ سِدَادٌ، بِالْكَسْرِ، (أَو) الفتحُ فِي سداد من عَوَز (لَحْنٌ) ليسَ من كلامِ الْعَرَب. وَفِيه إِشارةٌ إِلى قِصَّة المازنيِّ، أَوردَهَا الحَرِيريُّ فِي (دُرَّة الغَوَّاص) .
وَعَن النَّضر بن شُمَيْل: سِدَادٌ من عَوَزٍ، إِذا لم يكن تامًّا، وَلَا يجزُ فتْحُه.
وَنقل (البارع) عَن الأَصمعيّ: سدَادٌ من عَوَزٍ، بِالْكَسْرِ، وَلَا يُقَال بِالْفَتْح. وَمَعْنَاهُ: إِن أَعْوَزَ الأَمرُ كلُّه فَفِي هاذا مَا يَسُدُّ بعضَ الأَمْر.
(} والسَّدُّ) بِالْفَتْح: (الجَبَلُ، و) {السَّدُّ: (الحاجزُ) ، كَذَا فِي التَّهْذِيب (ويُضَمُّ) فيهمَا، صَرَّحَ بِهِ الفَيُّوميُّ وَغَيره. قَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال لكل جَبَل} سَدٌّ {وسُدٌّ، وصَدٌّ وصُدٌّ (أَو بالضمّ: مَا كَانَ مَخْلُوقاً لله عزّ وجلّ، وبالفَتْح، من عَملِنا) ، حَكَاهُ الزَّجّاج. وعَلى ذالك وَجْهُ قِراءَةِ مِن قَرَأَ: {بَيْنَ} السَّدَّيْنِ} (الْكَهْف: 93) {والسُّدَّيْن، وَرَوَاهُ أَبو عبيدةَ. وَنَحْو ذالك قَالَ الأَخفش وقَرَأَ ابْن كَثِير وأَبو عَمْرو {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} . {وَبَيْنَهُمْ} سَدّا} (الْكَهْف: 94) بِفَتْح السِّين.
وقرآ فِي يللهس: {مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ {سُدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} (يللهس: 9) بضمّ السِّين.
وقرأَ نَافِع وَابْن عَامر، وأَبو بكر عَن عَاصِم، وَيَعْقُوب: بضمّ السِّين فِي الأَربعة الْمَوَاضِع، وقرأَ حمزةُ والكسائيّ: {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بضمّ السِّين.
(و) عَن أَبي زيد: السُّدُّ، (بالضّمّ) ، من (السَّحَاب) : النَّشْءُ (الأَسودُ) من أَيِّ أَقطارِ السَّماءِ نشَأَ، (ج} سُدودٌ) وَهِي السَّحائبُ السُّودُ. وَهُوَ مَجَاز، لكَونه حَجزاً بَين السماءِ والأَرض.
وَفِي الْمُحكم: السُّدُّ: السَّحَاب المرتَفِع {السادُّ للأُفُقِ. والجَمْع:} سُدُودٌ. قَالَ:
قَعَدْتُ لَهُ وَشَيَّعَني رِجَالٌ
وَقد عثُرَ المَخَايِلُ {والسُّدودُ
وَقد سَدَّ عَلَيْهِم وأَسَدَّ.
(و) السُّدُّ بالضّمّ: (الوادِي فِيهِ حِجَارةٌ وصُخُورٌ يَبْقَى الماءُ فِيهِ زَماناً، ج:} سِدَدَةٌ، كقِرَدَةٍ) كجُحْرٍ وجِحَرة، كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: أَرْضٌ بهَا {سَدَدة، وَالْوَاحد} سُدَّة.
(و) من الْمجَاز: السُّدُّ، بالضّم (الظِّلُّ) ، عَن ابْن الأَعرَابيّ، وأَونشد:
قَعَدْتُ لَهُ فِي {سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ
لذالكَ فِي صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُها
أَي جَعلْته سُتْرةً (لي) من أَن يَراني.
(و) السُّدُّ، بالضّمّ: (ماءُ سَماءٍ فِي) حَزْمِ بني عُوَالٍ (جُبَيْلٍ لِغَطَفَانَ) أَمرَ رَسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم} بِسَدِّهِ.
(و) السُّدُّ، بالضّمّ: (حِصْنٌ باليَمَنِ) وَقيل: قَرْيَةٌ بهَا.
(و) السُّدُّ أَيضاً: (الوادِي) ، لكَوْنه يُسَدُّ ويُرْدَم. وكلُّ بِناءٍ {سُدَّ بِهِ موضعٌ فَهُوَ} سُدٌّ {وسَدٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (جَرادٌ} سُدٌّ) بالضّمّ، أَي كثيرٌ سَدَّ الأُفُقَ) ، وَيُقَال: جاءَنا {سُدٌّ من جَرادٍ، وجاءَنا جَرادٌ} سُدٌّ، إِذا سَدَّ الأُفُقَ من كَثْرته.
( {وسُدُّ أَبي جِرَابٍ) ، بالضّمّ: مَوضِع (أَسْفَلَ من عَقَبَةِ مِنْي دُونَ القُبُورِ عَن يَمينِ الذَّاهِبِ إِلى مِنًى) ، منسوبٌ إِلى أَبي جِرَابٍ عبدِ الله بنِ محمّدِ بن عبد الله بن الْحَارِث بن أُمَيَّةَ الأَصغر.
(وسُدُّ قَنَاةٍ) ، بالضّمّ: (وادٍ يَنْصَبُّ فِي الشُّعَيْبَةِ) تَصغيراً لشُعْبة.
(و) } السِّدُّ، (بِالْكَسْرِ: الكَلامُ) السَّدِيد الْمُسْتَقيم (الصَّحِيحُ) ، عَن الصاغانيّ.
(و) من المَجَاز: السَّدّ (بِالْفَتْح: العَيْبُ) كالوَدَس، قَالَه الفرّاءُ. (ج {أَسِدَّةٌ) ، نادرٌ على غير قِيَاس، (والقِياسُ) الغالبُ: (} سُدُودٌ) ، بالضَّمّ، أَو {أَسُدٌّ. وَفِي التَّهْذِيب: الْقيَاس أَن يُجمَع سَدٌّ} أَسُدًّا أَو! سُدُوداً. وَفِي التَّهْذِيب: السُّدُّ كلُّ بِناءٍ سُدَّ بِهِ مَوضِعٌ. والجمْع {أَسِدَّةٌ} وسُدُودٌ. فأَمّا {سُدُودٌ فَعلَى الغالِبِ، وأَمَّا} أَسِدّةٌ فشاذٌّ.
قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنه جمع {سِدَادٍ.
(و) عَن أَبي سَعِيد: يُقَال: مَا بفُلانٍ} سَدَادَةٌ يَسُدّ فَاه عَن الْكَلَام، أَي مَا بِهِ عَيْبٌ، وَمِنْه (قولُهُم: لَا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِك الأَس 2 دَّةَ، أَي لَا تُضَيِّقَنَّ صَدْرَكَ فَتسكُت عَن الجوَابِ كمَن بِهِ عَيب، من صَمَمٍ أَو بَكَمٍ) . قَالَ الْكُمَيْت:
وَمَا بِجَنْبِيَ من صَفحٍ وعائِدةٍ
عِنْدَ {الأَسِدَّةِ إِنَّ العِيَّ كالعَضَبِ
يَقُول: لَيْسَ بِي عِيٌّ وَلَا بَكَمٌ عَن جَوابِ الْكَاشِح، ولاكنِّي أَصفح عَنهُ، لأَنّ العِيّ عَن الجوَاب كالعَضْب وَهُوَ قَطْعُ يدٍ أَو ذَهَابُ عُضْوٍ، والعائدة: العَطْفُ.
(و) السَّدُّ بِالْفَتْح: (شيْءٌ يُتَّخَذُ من قُضْبانٍ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ.
وَالصَّوَاب: سَلَّة من قُضْبانٍ، كَمَا فِي سئر أُصول الأُمهات (لَهُ أَطْبَاقٌ) وَالْجمع: سِدَادٌ وسُدُود. وَقَالَ اللَّيث السُّدُود: السِّلَال تُتَّخذ من قُضْبان لَهَا أَطْبَاق، والواحدة سَدَّةٌ. وَقَالَ غَيره: السَّلَّة يُقَال لَهَا السَّدَّة والطَّبْل.
(} والسُّدَّةُ، بالضَّمِّ: بابُ الدَّارِ) والبيتِ كَمَا فِي التَّهْذِيب. يُقَال: رأَيتُه قاعِداً {بِسُدَّةِ بابِه،} وبِسُدَّةِ دارِه.
وَقيل هِيَ السَّقيفة.
وَقَالَ أَبو سعيد: السُّدّة فِي كَلَام الْعَرَب: الفِنَاءُ، يُقَال لبَيْت الشَّعرِ وَمَا أَشبَهه. والَّذِين تَكلَّموا! بالسُّدَّة لم يَكُونُوا أَصحابَ أَبْنِيَة وَلَا مَدَرٍ، وَمن جَعلَ السُّدَّةَ كالصُّفَّة، أَو كالسَّقِيفَة، فإِنما فَسَّره على مذْهب أَهل الحَضَرِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: السُّدَّة كالصُّفَّةِ تكون بَين يَدَي البَيتِ. والظُّلَّة تكون لِبابِ الدَّارِ، (ج: سُدَدٌ) ، بضمّ ففتْح. وَفِي بعض النُّسخ: بضمّتين.
وَفِي حَدِيث أَبي الدرداءِ: (أَنّه أَتى بابَ مُعاوِية فَلم يأْذَنْ لَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُدْ) .
(و) سُدَّةُ المسْجِدِ الأَعظمِ مَا حَوْلَه من الرُّوَاق، وسُمِّيَ أَبو مُحَمَّد (إِسماعيلُ) ابنُ عبد الرحمان الأَعور الكوفيّ: التَّابِعِيّ الْمَشْهُور، ( {السُّدِّيّ) ، روى عَن أَنَس وابنِ عَبَّاس وَغَيرهمَا، (لِبَيْعِهِ المقَانِعَ) والخُمُرَ على بَاب مَسْجِد الكوفَةِ. وَفِي الصّحاح: (فِي} سُدَّةِ مَسْجِد الكوفَةِ، وَهِي مَا يَبْقَى من الطَّاقِ المَسْدُودِ) .
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُهم يَجْعَل {السُّدَّةَ البَابَ نَفْسَه، وَمِنْه حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنها قَالَت لعائشةَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إِلى البَصْرَةِ (إِنك} سُدَّةٌ بَيْنَ رَسُولِ الله صلَّى الله عليْه وسلّم وَبَين أُمَّتِهِ) أَي بابٌ. وقَال الذَّهَبِيُّ: لقَعوده فِي بَاب جامِعِ الكُوفَة. وَقبل اللَّيْث: {- السُّدِّيُّ رَجُلٌ منسوبٌ إِلى قَبِيلَة من الْيمن. قَالَ الأَزهَرِيُّ. إِن أَرَادَ إِسماعِيلَ السُّدِّيَّ فقد غَلِطَ، لَا يُعْرَف فِي قبائِلِ اليمنِ: سُدٌّ وَلَا سُدَّة. وأَغْرَبَ أَبو الْفَتْح اليَعْمُرِيّ فَقَالَ: كَانَ يَجْلِس فِي المدينةِ، فِي مكانٍ يُقَال لَهُ: السُّدّ، فنُسِب إِليه.
والسُّدِّيُّ ضَعَّفه ابْن مُعين ووثَّقه الإِمامُ أَحمد، واحتَجَّ بِهِ مُسْلمٌ. وَفِي (التَّقْرِيب) أَنّه صَدُوقٌ. مَاتَ سنة سبعٍ وَعشْرين وَمِائَة، وروَى لَهُ الجماعةُ إِلّا البخاريَّ. وَقَالَ الرُّشاطيّ: وَلَيْسَ هُوَ صاحبَ التَّفْسِير، ذَاك محمّدُ بن مروانَ الكوفيّ، يُعرف} - بالسُّدّيِّ، عَن يحيَى بن عبيد الله، والكلبيّ، وَعنهُ هِشَامُ بنُ عبد الله، والمحاربيّ. وَقَالَ جرير: هُوَ كذَّاب.
(و) {السُّدَّة، بالضمّ: (داءٌ فِي الأَنف) } يَسُدُّه، يأْخذ بالكَظَمِ، ويَمنَع نَسِيمَ الرِّيحِ، ( {كالسُّدَادِ، بالضّمّ) أَيضاً، مثل العُطَاس والصُّدَاع.
(و) } السُّدُّ، بالضّمّ، ذهَابُ البَصرِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: (! السُّدُد، بِضَمَّتَيْنِ؛ العُيُونُ المُفَتَّحَةُ لَا تُبْصِرُ بَصراً قَوِيًّا) ، وَهُوَ مجَاز.
(و) يُقَال مِنْهُ (هِيَ عَينٌ {سادَّةٌ، أَو) عَيْن} سادَّةٌ وقائمة: هِيَ (الّتي ابْيَضَّت وَلَا يُبْصَر بهَا، وَلم تَنْفَقِيء بَعْدُ) ، قَالَه أَبو زيد.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: ( {السّادةَّ) هِيَ (النّاقَةُ الهَرِمَةُ) وَهِي سادَّةٌ وسَلِمَةٌ، وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ.
(و) من المَجَاز: السّادَّة: (ذُؤابةُ الإِنسان (تَشْبيهاً بالسَّحَاب أَو بالظِّلِّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: هُوَ من أُسْدِ (} المَسَدِّ) ، وَهُوَ موضعٌ بمكةَ عنتد (بُسْتَانِ ابْنه عَامر) ، وذالك البُسْتَانُ مَأْسَدةٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
أَلفَيْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حَدِي) دَ النَّابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتَطْرِيحُ
(لَا) بُسْتان ابْن (مَعْمَرٍ، وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ) .
قَالَ الأَصمعيّ: سأَلْت ابْن أَبِي طَرفَةَ عَن المَسَدِّ فَقَالَ: هُوَ بُسْتَانُ ابنِ مَعْمَر الّذِي يَقُول فِيهِ النَّاس: بُستان ابنِ عَامر. هاذا نصُّ عبارَة الجوهريّ، فَلَا وَهَمَ فِيهِ، حَيْثُ بَيَّن الأَمريْنِ، وَلم يُخَالِفْه فِيمَا قَالَه أَحدٌ، بل صرَّحَ البَكْرِيُّ وغيرُه، بأَن قَوْلَهم بُستانُ ابنِ عامرٍ، غَلَطٌ، صوابُه ابْن مَعْمَرٍ. وسيأْتي فِي الراءِ، إِن شاءَ اللهُ تَعَالَى (وسِدِّينُ كَسِجِّين: د، بالسَّاحل) قريبٌ، يسكنهُ الفُرْسُ. كَذَا فِي المعجم.
(و) السِّدَادُ، (كَكِتَابِ) : الشيْءُ من (اللَّبَن يَيْبَسُ فِي إِحْليلِ النّاقة.
(و) سِدَادُ (بنُ رَشِيد الجُعْفِيُّ، مُحدِّثٌ) ، روَى عَن جَدَّت أُرْجُوانةَ، وَعنهُ ابنُه حُسَيْن، وأَبو نُعَيم، وابنُه حُسَيْن بن سِدَادٍ رَوَى عَن جابرِ بن الحُرّ.
(و) قَوْلهم:
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ {بالأَسْدادِ)
أَي (} سُدَّتْ عَليّ الطُّرُقُ وعَمِيَتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُهُ) ، وَوَاحِد ا {لأَسدادِ:} سُدٌّ، وَمِنْه أُخذَ {السُّدُّ بِمَعْنى ذَابِ البَصَرِ. وَقد تقدَّم.
(و) تَقول صَبَبْت فِي القِرْبَةِ مَاء ف (} اسْتَدَّتْ) بِهِ (عُيونُ الخُرَزِ) و ( {انْسدَّت) ، بِمَعْنى واحدٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} سَدُّ الرَّوْحاءِ {وسَدُّ الصَّهْبَاءِ مَوضعانِ بينَ مكَّةَ والمدينةِ.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ لَهُ قَوْسٌ يُسَمَّى} السَّدَادَ) سَمِّيَتْ بِهِ تَفَاؤُلاً بإِصابة مَا رُمِيَ عَنْهَا.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: رَمَاه فِي {سَدِّ ناقَتِه، أَي فِي شَخْصِهَا، قَالَ والسَّدُّ، والدَّرِيئة، والدَّرِيعَة: النَّاقَة الَّتِي يَسْتَتِر بهَا الصَّائِدُ ويَخْتِلُ ليرْمِيَ الصَّيدَ، وأَنشد لأَوْس:
فمَا جَبُنُوا أَنَّا نَسُدّ عَلَيهمُ
ولاكنْ لَقُوا نَارا تَحُسُّ وتَسْفَعُ
قَالَ الأَزهريّ: قرأْ بخطّ شَمِرٍ فِي كِتَابه: يُقَال} سَدَّ عَلَيْك الرَّجلُ {يَسِدُّ} سَدًّا، إِذا أَتَى {السَّدادَ.
وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيّ: (مَا} سَدَدْتُ على خَصْمٍ قَطُّ) قَالَ شَمِرٌ: زَعَمَ العترِيفِيُّ: أَي مَا قَطَعتُ عَلَيْهِ، فأَسُدَّ كلَامَه.
وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال: {سَدِّدْ صاحِبَك، أَي علِّمه واهدِهِ.} وسَدِّدْ مالَكَ، أَيَ أَحْسِن العَمَلَ بِهِ.
{والتسديد للإِبل أَن تُسَيِّرَهَا لكلّ مَكانِ مَرْعًى، وكلّ مكانِ لَيانٍ، وكلِّ مكانِ رَقَاق،} والمُسَدَّدُ: المُقَوَّم.
وَفِي الحَدِيث: (قَالَ لعليَ: سَلِ الله السَّدادَ، واذكُرْ بالسَّدادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ) أَي إِصابَةَ القَصْد بِهِ.
وَفِي صِفَة متعلّم الْقُرْآن: (يُغْفَرُ لأَبَوَيْهِ إِذا كَانَا! مُسَدَّدَينِ) أَي لازِمَي الطَّريقةِ المُسْتَقِيمةِ. ويُروَى بِكَسْر الدَّال. وَقَالَ أَبو عدْنَانَ: قَالَ لي جابِرُ: البَذِخُ الّذِي إِذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ عَلَيْهِم كلَّ شيْءٍ قَالُوهُ، قلت: وَكَيف {يُسَدِّدُ عَلَيْهِم؟ قَالَ: يَنْقُضُ عَلَيْهِم كلَّ شيْءٍ قالُوه.
وَفِي الْمثل: (} سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ) وسيأْتِي.
وَمن الْمجَاز: هُوَ {يَسُدُّ} مَسَدَّ أَبيه، {ويسُدُّونَ} مَسَدَّ أَسلافِهم.
وسِدَادُ البَطْحَاءِ، بِالْكَسْرِ: لَقَبُ أَبي عَمْرو عبيدةَ بنِ عبدِ مَنَافٍ، وَهُوَ أَخو هاشمٍ والدِ عبد الْمطلب. وَقد انقرضَ وَلَدُه.
وأَتتْنا رِيحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم: مِن قَصْدِهَا. وَهُوَ مَجَازٌ.
{وسُدُودُ، بالضّمّ، أَنَّه جمْع} سدّ: قَرْيَة بِفِلَسْطِين، وأُخْرَى بمصْر، فِي المُنُوفِيَّةِ. وَيُقَال فِي الأَخيرة: {أُسْدُودُ أَيضاً.
ورجُل} سَدَّادٌ، ككَتَّان: مُستقيمٌ.
{والمَسَدّ: قَرْيَة بالمغرِب.
} وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.
وسَدِيدَةُ بنتُ أَبي المُظفَّر الشاشيّ.
سمع مِنْهُمَا أَبو المحاسن القُرَشيّ.
والسُّدُّ، بالضّمّ: ماءُ سَماءٍ، جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلٌّ عَلَيْهِ، نقلَه الصاغانيُّ. وَهُوَ غير الَّذِي لِغَطفانَ.
(سدد) : السادَّةُ: نَعَفَةُ الرَّحْلِ، وهي ذُؤابَتُه [وعُذْرَتُه] . 
(سدد) السهْم إِلَى الصَّيْد وَجهه إِلَيْهِ وَالله فلَانا قومه ووفقه للسداد وَيُقَال سدد صَاحبه علمه وهداه وسدد مَاله أحسن الْعَمَل بِهِ وَعَلِيهِ القَوْل نقضه

ديم

ديم: الديمةُ: المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا برق، أقله ثلث النهار أو

ثلث الليل، وأَكثره ما بلغ من العِدَّة، والجمع دِيَمٌ؛ قال لبيد:

باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ

تَرْوي الخَمائِلَ، دائماً تَسْجامُها

ثم يُشَبَّه به غيره. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وسئلت عن عمل

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعبادته فقالت: كان عملُه دِيمةً؛

الدِّيمةُ المطر الدائم في سكون، شَبَّهَتْ عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة

المطر الدائم، قال: وأَصله الواو فانقلبت ياء للكسرة قبلها. وفي حديث

حُذَيْفَةَ: وذكر الفتن فقال إنها لآتِيَتُكُم دِيَماً دِيَماً أي أنها

تملأُ الأرض في دَوامٍ، ودِيَمٌ جمع دِيَمةِ المطر، وقد دَيَّمَت السماءُ

تَدْيِيماً؛ قال جَهْم بن سَبَلٍ يمدح رجلاً بالسَّخاء:

أنا الجَواد ابن الجَواد ابن سَبَلْ،

إن دَيَّمُوا جادَ، وإن جادوا وَبَل

(* قوله «أنا الجواد ابن الجواد إلخ» قد تقدم في المادة قبل هذه هو

الجواد. وكذلك الجوهري أورده في مادة سبل وقال: ان سبلاً فيه اسم فرس، وقد

تقدم للمؤلف هناك عن ابن بري ان الشعر لجهم بن سبل وأن ابا زياد الكلابي

ادركه يرعد رأسه وهو يقول: أنا الجواد إلخ اهـ. فظهر من هذا ان سبلاً ليس

اسم فرس بل اسم لوالد جهم القائل هذا الشعر يمدح به نفسه لا رجلاً آخر).

والدَّيامِيمُ: المفاوِزُ. ومفازة دَيْمومَةٌ أي دائمة البعد. وفي حديث

جُهَيْشِ بن أَوْس: ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ؛ هي الصحراء البعيدة، وهي

فَعْلُولة من الدَّوامِ، أَي بعيدة الأرْجاء يَدُومُ السير فيها، وياؤها

منقلبة عن واو، وقيل: هي فَيْعُولة من دَمَمْتُ القدر إذا طليتها بالرماد أي

أنها مشتبهة لا عَلَمَ بها لسالكها. وحكى أبو حنيفة عن الفراء: ما زالت

السماء دَيْماً دَيْماً أي دائمة المطر، قال: وأَراها معاقبة لمكان الخفة،

فإذا كان هذا لم يُعْتَدّ به في الياء، وقد روي: دامَتِ السماء تَديمُ

مطرت دِيمةً، فإن صح هذا الفعل اعتد به في الياء. وأَرض مَديمةٌ

ومُدَيَّمةٌ: أصابتها الدِّيمةُ، وقد ذكر في دوم؛ قال ابن مقبل:

رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِهِ

رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوانَ المُدَيَّما

وقال كراع: اسْتَدامَ الرجل إذا طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ منه الدم، مقلوب

عن اسْتَدْمى.

ديم
عن الفارسية ديم بمعنى وجه.

ديم


دَام (ي)
a. see دَوَم
ديم
عن العبرية بمعنى ذهول. يستخدم للذكور.
(ديم) : الدِّيْمَةُ للمِعْزَى: يُحْفَرُ في الأَرضِ، ثم يُظَلَّلُ ليُدْفِئَ المِعْزَى في الشِّتاءِ.
ديم: ديَامَة (أسبانية): ماس، الماس (الكالا).
دَيّمان: من مصطلح البحرية: حبل الشراع لتثبيته وتوجيهه (الجريدة الآسيوية 1841، 1: 588).
ديم
دِيمة [مفرد]: ج دِيمات ودِيَم: (انظر: د و م - دِيمة). 
[ديم] نه فيه: كان عمله "ديمة" هي المطر الدائم في سكون، شبه به عمله في دوامه مع الاقتصاد، وأصله الواو قلبت ياء لكسرة ما قبلها، ومر معنى الدوام. ش: هي بكسر دال وسكون ياء. نه ومنه ح الفتنة: أنها لأتيتكم "ديما" أي أنها تملأ الأرض في دوام، وديم جمع ديمة المطر. وفيه: و"ديمومة" سردح، هي الصحراء البعيدة، وهي فعلولة من الدوام، أي بعيدة الأرجاء يدوم فيها السير.

ديم

1 دَامَتِ السَّمَآءُ, aor. ـِ inf. n. دَيْمٌ: see 1 in art. دوم.2 دَيَّمَتِ السَّمَآءُ: and دَيَّمُوا said of horses: see 1 in art. دوم, in the latter half of the paragraph, in three places.

مَا زَالَتِ السَّمَآءُ دَيْمًا دَيْمًا: see دَوْمٌ, in art. دوم.

دِيمٌ: see دِيمَةٌ.

دِيمَةٌ: see art. دوم.

دَيْمُومٌ and دَيْمُومَةٌ: see arts. دم and دوم.

دَيَّومٌ: see دَائِمٌ, in art. دوم.

أَرْضٌ مَدِيمَةٌ and مُدَيَّمَةٌ: see art. دوم.
د ي م: (الدِّيمَةُ) الْمَطَرُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رَعْدٌ وَلَا بَرْقٌ أَقَلُّهُ ثُلُثُ النَّهَارِ أَوْ ثُلُثُ اللَّيْلِ وَأَكْثَرُهُ مَا بَلَغَ مِنَ الْعِدَّةِ وَالْجَمْعُ (دِيَمٌ) ثُمَّ يُشَبَّهُ بِهِ غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً» . وَمَفَازَةٌ (دَيْمُومَةٌ) أَيْ دَائِمَةُ الْبُعْدِ. 
(ديم) - وفي حديث جُهَيْش: "دَيْمُومَةٍ صُرْدَحٍ" .
فَعْلُولَة من الدَّوَام: أي مُتَقَاذِفَة الأَرجاء، يَدُوم السَّيرُ فيها، واليَاءُ منقَلِبَة عن وَاوٍ تَخْفِيفا.
وقيل: فَيْعُولة، من دمَمْتُ القِدرَ: طَلَيتُها بالرَّمادِ والطِّحال.
: أي مُشْتَبِهَة لا عَلَم بها، مَسالِكُها مُغَطَّاة على سَالِكها، وكما يُغَطّى الدِّمامُ أَثرَ الشَّعْبِ من القِدْر، وجَمعُ الدِّيَمَة دِيَمٌ، وهي فِعْلَة من الدَّوَامَ.
[ديم] أبو زيد: الديمَةُ: المطر الذي ليسَ فيه رعدٌ ولا برقٌ. وأقلُّه ثلث النهار أو ثلث الليل، وأكثره ما بلغ من العِدّة. والجمع دِيَمٌ. قال لبيد: باتت وأسبل وأكف من دِيمَةٍ يَرْوي الخَمائِلَ دائماً تَسْجامُها ثم يشبَّه به غيره. وفي الحديث: " كان عملُه دِيمَةً ". وقد دَيَّمت السماء تَدْييماً. قال الشاعر يمدحُ رجلاً بالسخاء:

إنْ دَيِّموا جادَ وإن جادوا وَبَل * والدَياميمُ: المفاوز. ومفازةٌ دَيْمومةٌ، أي دائِمة البعد. وأرضٌ مُديمَةٌ، من الديمَةِ. عن اليزيدى.
ديم

( {الدِّيمَةُ) بالكَسْر، وَإِنَّما أَهْمَلَه عَن الضَّبْط لشُهْرَته، وَهُوَ المَطَر الدَّائِم (وَاوِيَّةٌ يائِيَّةٌ) ، تقدّم للْمُصَنف فِي د وم، وَذَكَره الجَوْهَرِيّ هُنَا ولكُلِّ وِجْهَةٌ.
(ومَفازَةٌ دَيْمُومَةٌ) : بَعِيدَةُ الأَطراف، (ذكر فِي د م م) على أَنَّها فِي الأَصل فَيْعُولة من دممت الْقدر إِذا طَلَيْتها بالدِّمام، (وَوَهِم الجَوْهَرِي) فِي ذِكْرِه هُنَا، وَقد يُقال: إِن الظَّاهِر والاشْتِقَاق مَعَ الجوهريّ، وهُمَا من الأُصول المَرْجُوع إِلَيْهَا فِي تَصْرِيف الكَلِم، واختارَ أَبو عَلِيّ الفَارِسيّ أَنَّهَا من الدَّوام فيُذْكَر فِي " د وم ".
[د ي م] حَكَى أبو حَنِيفَةَ عن الفَراّءِ: ما زالَتِ السَّماءُ دَيْماً دَيْماً: أي دائِمَةَ المَطَرِ، وأُراها مُعاقَبَةً لَمكانِ الخِفَّةِ، فإِذا كانَ هذا لم يُعْتَدَّ بهِ في الياءِ، وقد رُوِى دامَتِ السَّماءُ تَدِيمُ: مَطَرَت ديَمَةً: فإِن صَحَّ هذا الفعلُ اعْتُدَّ به في الياءِ. وأَرَضٌ مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ: أصابَتْها الدِّيمَةُ، وسيأتِي في الواوِ، قالَ ابنُ مُقبِلٍ:

(رَبَيبَةُ رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِهِ ... رَخَاخَ الثَّرَى والأُقُحُوانَ المُدّيَّمَا)

وقالَ كُراع: اسْتَدامَ الرَّجُلُ: إِذا طَأْطَأَ رَأْسَه يَقْطُرُ منه الدَّمُ، مقلوبٌ عن اسْتَدْمَى.

حرم

[حرم] الحُرْمُ بالضم: الإحْرامُ. قالت عائشة رضي الله عنها: " كنت أطيبه صلى الله عليه وآله وسلم لِحلِّهُ وحُرْمِهِ "، أي عند إحرامه. والجرمة: ما لا يحل انتهاكه. وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها. وقد تَحَرَّمَ بصُحبته. وحُرْمَةُ الرجل: حَرَمُهُ وأهله. ورجلٌ حَرامٌ، أي محرم: والجمع حرم، مثل قذال وقذل. ومن الشهور أربعةٌ حُرُمٌ أيضاً، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب ثلاثة، سرد وواحد فرد. وكانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حيان: خثعم وطيى، فإنهما كانا يستحلان الشهور. وكان الذين ينسئون الشهور أيام الموسم يقولون: حرمنا عليكم القتال في هذه الشهور، إلا دماء المحلين. فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور. والحرام: ضد الحلال. وكذلك الحِرْمُ بالكسر. وقرئ: (وحِرْمٌ على قَرْية أهلَكْناها) : وقال الكسائي: معناه واجبٌ. والحِرْمَةُ بالكسر: الغُلْمَةُ. وفي الحديث ي‍: " الذين تدركهم الساعة تبعث عليهم الحِرْمَةُ ويُسْلَبونَ الحياءَ ". والحِرْمَةُ أيضاً: الحرمانُ. والحِرْمِيُّ: الرجل المنسوب إلى الحرم. والانثى حرمية. والحرمية أيضا: سهام تنسب إلى الحرم. ومكة حرم الله عز وجل. والحرمان: مكّةُ والمدينة. والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ، ونظيره زمنٌ وزمانٌ. والحَرَمَةُ بالتحريك أيضاً في الشاء، كالضَبَعَةِ في النوق والحِنَاء في النعاج، وهو شهوةُ البَضَاع. يقال: اسْتَحْرَمَتِ الشاةُ وكلُّ أنثى من ذوات الظِلف خاصةً، إذا اشتهت الفحل. وهي شاةٌ حَرْمى وشياهٌ حِرامٌ وحرامى، مثال عجال وعجالى. كأنه لو قيل لمذكره لقيل حرمان. وقال الاموى: استحرمت الذئبة والكلبةُ إذا أرادت الفحل. وقولهم: حَرامُ اللهِ لا أفعَلُ، كقولهم: يمينُ الله لا أفعَلُ. والمَحْرَمُ: الحَرامُ. ويقال: هو ذو مَحْرَمٍ منها، إذا لم يحلَّ له نكاحُها. ومَحارِمُ الليل: مخاوِفَهُ التي يَحْرُمُ على الجبانِ أن يسلكَها. وأنشد ثعلب: محارم الليل لهن بهرج حتى ينام الورع المحرج الأصمعيّ: يقال إنَّ لي مَحْرَُماتٍ فلا تهتكْها. واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ. والمُحَرَّمُ أوَّل الشهور. ويقال أيضاً: جِلْدٌ مُحَرَّمٌ، أي لم تتم دباغته. وسوط محرم: لم يلين بعد. وقال الاعشى:

تحاذر كفى والقطيع المحرما * وناقة محرمة، أي لم تتم رياضتها بعد. عن أبى زيد. والتحريم: ضدُّ التحليل. وحَريمُ البئر وغيرِها: ما حولَها من مَرافقها وحُقوقها. والحريم: ثوب المحرم. وكانت العرب تطوف عراة وثيابهم مطروحة بين أيديهم في الطواف. وقال: كفى حزنا مرى عليه كأنه لقى بين أيدى الطائفين حريم وحريم، الذى في شعر امرئ القيس اسم رجل . والحريمة: ما فات من كلِّ مطموعٍ فيه. وحرم الشئ بالضم حرمة. يقال: حرمت الصلاةُ على الحائض حُرْمَا. وحَرَمَهُ الشئ يحرمه حرما، مثال سرقه سرقا بكسر الراء، وحرمة وحريمة وحِرْماناً، وأَحْرَمَهُ أيضاً، إذا منعَه إياه. وقال يصف امرأة: ونبئتها أحرمت قومها لتنكح في معشر آخرينا والحرم بكسر الراء أيضا: الحِرْمانُ. قال زُهير: وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسألةٍ يقولُ لا غائب مالى ولا حرم وإنما رفع يقول وهو جواب الجراء على معنى التقديم عند سيبويه، كأنه قال: يقول إن أتاه خليل. وعند الكوفيين على إضمار الفاء. أبو زيد: حرِم الرجلُ بالكسر يحْرَم حرما، أي قمر. وأحرمته أنا، إذا قمرته. والكسائي مثله. ويقال أيضا: حرمت الصلاة على المرأة، لغة في حَرُمَتْ. وأحْرَمَ الرجلُ، إذا دخل في حرمة لا تهتك. قال زهير:

وكم بالقنان من محل ومحرم * أي ممن يحل قتاله وممن لا يحل ذلك منه. وأَحْرَمَ، أي دخَل في الشهر الحرام. قال الراعى: قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ودعا فلم أر مثله مخذولا وقال آخر: قتلوا كسرى بليل محرما غادروه لم يمتع بكفن يريد قتل شيرويه أباه أبر ويز بن هرمز. وأحرم بالحج والعمرة، لانه يحرُمُ عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصيد والنِساء. والإِحْرامُ أيضا والتحريم بمعنى . وقال: يصف بعيرا له رئة قد أحرمت حل ظهره فما فيه للفقرى ولا الحج مزعم وقوله تعالى: (للسائِل والمَحْروم) . قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: هو المُحارَفُ. والحيرمة: البقرة: والجمع حيرم. وقال:

تبدل أدما من ظباء وحيرما
حرم

(الحِرْمُ، بالكَسْرِ: الحَرامُ) وهما نَقِيضا الحِلِّ والحَلال، (ح: حُرُمٌ) ، بِضَمَّتَيْن، قَالَ الأَعْشَى:
(مَهادِي النَّهارِ لِجاراتِهِمْ ... وباللَّيْلِ هُنَّ عَلَيْهِم حُرُمْ)

(وَقد حَرُمَ عَلَيْه) الشَّيْءُ، ((كَكَرُمَ، حُرْمًا، بالضمِّ) وحُرْمَةً (وحَرامًا، كَسَحابٍ، وحَرَّمَهُ اللهُ تَحْرِيمًا، وحَرُمَت الصَّلاةُ على المَرْأَةِ، كَكَرُمَ، حُرْمًا، بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن) . وَقَالَ الأزهريُّ: حَرُمَت الصَّلاةُ على المرأةِ تَحْرُم حُرُومًا، وحَرُمَت المرأةُ على زَوْجها تَحْرُم حُرْمًا وحَرامًا.
(وحَرِمَتْ) عَلَيْهَا، (كَفَرِحَ، حَرَمًا) ، محرّكَة (وحَرامًا) بِالْفَتْح، لُغَة فِي حَرُمَتْ، كَكَرُمَ، (وَكَذَا) حَرُمَ (السَّحُورُ على الصّائِم) من حَدّ كَرُمَ، والمَصْدَرُ كالمَصْدَر.
(والمَحارِمُ: مَا حَرَّمَ اللهُ تَعالَى) فَلَا يَحِلّ اسْتِحْلاله، جَمْع حَرامٍ على غَيْرِ قِياس.
(و) المَحارِمُ (مِن اللَّيْلِ: مَخاوِفُهُ) الَّتِي يَحْرُم على الجَبانِ أَنْ يَسْلُكَها، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَأنْشد ثَعْلب:
(مَحارِمُ اللَّيْلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ ... حَتَّى يَنامَ الوَرَعُ المُحَرَّجُ)

كَذَا فِي الصِّحَاح، ويُرْوَى بالخاءِ المُعْجَمَة، أَي: أَوائله.
(والحَرَمُ) ، محرّكَةً، (والمُحَرَّمُ) ، كَمُعَظَّم: (حَرَمُ مَكَّةَ) مَعْرُوف، (وهُوَ حَرَمُ اللهِ وحَرَمُ رَسُولِهِ) . قَالَ اللَّيْث: الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ وَمَا أَحاط إِلَى قَرِيبٍ من الحَرَم. وَقَالَ الأزهريّ: الحرَمُ قد ضُرِب على حُدُوده بالمَنارِ القَدِيمة الَّتِي بَيَّنَ خَلِيلُ الله تَعَالَى عَلَيْهِ السّلام مِشاعِرَها، وَكَانَت قُرَيْشٌ
تَعْرِفُها فِي الجاهِلِيَّة والإِسْلام، وَمَا وَراءَ المَنارِ لَيْس من الحَرَمِ يَحِلُّ صَيْدُه لمن لَمْ يكن مُحْرِمًا، وشاهِدُ المُحَرَّم قولُ الأَعْشَى:
(بأَجْيادِ غَرْبِيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ ... )

قَالَ اللَّيْثُ: المُحَرَّم هُنَا الحَرَم.
(والحَرَمانِ) : مُثَنَّى الحَرَم (مَكَّة والمَدِينَة) زادَهُما الله تَعَالَى تَشْرِيفًا، (ج: أَحْرامٌ) .
(وأَحْرَمَ: دَخَلَ فِيهِ) أَي: فِي الحَرَم، (أَو) أَحْرَمَ: دَخَلَ (فِي حُرْمَةٍ) من عَهْدٍ أَو مِيثاق هُوَلَهُ حُرْمَةٌ من أَنْ يُغارَ عَلَيْه.
و (لَا تُهْتَكُ) ، وَأنْشد الجوهريُّ لزُهَيْرٍ:
(جَعَلْنَ القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُ ... وكَمْ بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ)

أَي: مِمَّن يَحِلُّ قِتالُه ومِمَّن لَا يَحِلّ ذلِكَ مِنْه، (أَو) أَحْرَمَ: دَخَلَ (فِي الشَّهْرِ الحَرامِ) ، وَأنْشد الجوهريُّ للراعِي:
(قَتَلُوا ابْنَ عَفّانَ الخَلِيفَةَ مُحْرِمًا ... ودَعا فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ مَخْذُولاَ)

وَقَالَ آخر:
(قَتَلُوا كِسْرَى بِلَيْلٍ مُحْرِمًا ... غادَرُوه لَمْ يُمَتَّعْ بِكَفَنْ)

يُرِيدُ قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْزَ بنَ هُرْمُزَ، وقالَ غيرُه: أَرادَ بِقَوْلِهِ: مُحْرِما، أَنَّهم قَتَلُوه فِي آخِرِ ذِي الحِجَّة. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: أَي: صَائِما. ويُقال: أرادَ لم يُحِلَّ من نَفْسِه شَيْئا يُوقِعُ بِهِ، فَهُوَ مُحْرِمٌ.
وَقَالَ ابْن بَرّي: لَيْسَ مُحْرِمًا فِي بَيْتِ الراعِي من الإِحْرامِ وَلَا من الدُّخُولِ فِي الشَّهْر الحَرامِ وإِنَّما هُوَ مِثْلُ الْبَيْت الَّذِي قَبْلَه، وإِنَّما يُرِيد أَنَّ عُثْمانَ فِي حُرْمَةِ
الإِسْلامِ وذِمَّتِهِ لَمْ يُحِلّ من نَفْسِه شَيْئا يُوقِعُ بِهِ. (كَحَرَّمَ) تَحْرِيمًا.
(و) أَحْرَمَ (الشَّيْءَ: جَعَلَهُ حَرامًا) ، مثل حَرَّمَ تَحْرِيمًا، قَالَ حُمَيْدُ بن ثُوْر:
(إِلَى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ كَأَنَّها ... رَواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ)

وَالضَّمِير فِي كأنّها يعود على رِكابٍ تقدم ذكْرُها. وَأنْشد الجوهريُّ للشاعِرِ يصف بَعِيرًا:
(لَهُ رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه ... فَمَا فِيه للفُقْرَى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ)

(و) أَحْرَمَ (الحاجُّ أَو المُعْتَمِرُ) : إِذا (دَخَلَ فِي عَمَلٍ) بمُباشَرَةِ الأسْبابِ والشُّرُوطِ، و (حَرُمَ عَلَيْه بِهِ مَا كانَ حَلالاً) كالرَّفَثِ والتَّطَيُّبِ ولُبْسِ المَخِيطِ وصَيْدِ الصَّيْدِ فَهُوَ مُحْرِم.
(و) أَحْرَمَ (فُلانًا: قَمَرَهُ) أَي: غَلَبَهُ فِي القِمارِ، عَن أبي زَيْدٍ والكِسائيّ، (كَحَرَّمَه) تَحْرِيمًا.
(وحَرامُ بنُ عُثْمانَ) ، قَالَ البُخارِيّ: هُوَ أَنْصارِيٌّ سَلِمِيٌّ، مُنْكَرُ الحَدِيث، قَالَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يَتَشَيَّع، رَوَى عَن جابِرِ بن عَبْدِ الله، وَقَالَ النّسائيّ: هُوَ (مَدَنِيٌّ) ضعيفٌ، كَذَا فِي شَرْح مُسْلِم لِلْنَّوَوِيّ، وَقَالَ غَيره: هُوَ (واهٍ) ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: مَتْرُوكٌ مُبْتِدِعٌ توفّى سنة مائةٍ وخَمْسِينَ. (وهُوَ) أَي: حَرامٌ (اسْمٌ شائعٌ) اسْتِعْمالُه (بالمَدِينَةِ) على ساكِنِها أفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ بَنُو حَرامٍ مَدَنِيُّونَ، وَهَذَا اسمٌ رائجٌ فِي أهل المَدِينة.
قَالَ الْحَافِظ: وحِزام بالزَّاي أَكْثَر.
(وَمُحَمَّدُ بنُ حَفْصٍ) كُوفِيٌّ، روى عَنهُ مُحَمّد بن عُثْمان بن أبي شَيْبَةَ. (ومُوسَى بنُ إِبْراهِيمَ) مدنيّ صَدُوقٌ من طَبَقَةِ مَعْنِ بن عِيسَى (الحَرامِيَّانِ: مُحَدِّثان) .
(و) الحَرِيمُ، (كَأَمِيرٍ: ماحُرِّمَ فَلَمْ يُمَسَّ) ، كَذَا فِي المُحْكم، وَفِي التَّهذيب: الَّذِي حَرُمَ مَسُّه فَلَا يُدْنَى مِنْهُ.
(والحَرِيمُ: الشِّرِيكُ) .
(و) الحَرِيمُ (ع، باليَمامَة) ، وَقَالَ نَصْرٌ: بالحِجاز، كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَين كِنانَةَ وخُزاعَة. (و) أَيْضا: (مَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ) شَرْقِيّها وتُعْرَف بالحَرِيم الطّاهِرِيّ، (تُنْسَبُ إِلَى طاهِرِ بن الحُسَيْنِ) الأَمِير، كَانَت لَهُ بهَا مَنازلُ؛ وَقَالَ الحافِظ: بالجانب الغربيّ من بَغْدادَ، وكانَ من لَجَأَ إِلَيْهَا أَمِنَ، فَسُمِّيَت الحَرِيم. وَقَوله (مِنْها ابنُ اللَّتِيِّ الحَرِيمِيّ) فَهُوَ عَبْدُ الله بن عُمَرَ البَغْدادِيّ المُحَدِّث، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى حَرِيمِ دَار الخِلافَة بِبَغْدادَ، وَكَانَ مِقْدَار ثُلُثِ بَغْداد، عَلَيْهِ سُورٌ نِصْفُ دائرةٍ، طَرَفاه على دِجْلَة مُشْتَمِلٌ على أسواقٍ ودُورٍ. (و) الحَرِيمُ: (ثَوْبُ المُحْرِم) وتُسَمِّيه العامّة الإِحْرام والحَرام.
(و) الحَرِيمُ: (مَا كانَ المُحْرِمُونَ يُلْقُونَه من الثِّيابِ) ، كَانَت العَرَبُ فِي الجاهِلِيّة إِذا حَجَّت البيتَ تَخْلَعُ ثِيابَها الّتي عَلَيْهَا إِذا دَخَلُوا الحَرَمَ (فَلَا يَلْبَسُونَهُ) مَا داموا فِي الحَرَمِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(لَقًى بَين أَيْدِي الطائِفينَ حَرِيمُ ... )

وَفِي التَّهْذِيب: كَانَت العربُ تَطُوفُ بالبَيْتِ عُراةً وثِيابُهم مطروحةٌ بَين أَيْدِيهم فِي الطَّوافِ، زَاد بعض المفسِّرين: وَيَقُولُونَ لَا نَطُوفُ بالبَيْتِ فِي ثِيابٍ قد أَذْنَبْنا فِيهَا، وَكَانَت المَرْأَة تَطُوف عُرْيانَةً أَيْضا إِلاّ أَنَّها كَانَت تَلْبَس رَهْطًا من سُيُور.
(و) الحَرِيمُ (من الدّارِ: مَا أُضِيفَ إِلَيْها) ، وَكَانَ (من حُقُوقِها ومَرافِقِها) ، وَفِي التَّهْذيب: الحَرِيمُ: قَصَبَةُ الدارِ
وفِناءُ المَسْجِد. وحُكِيَ عَن أبِي واصِلٍ الكِلابِيّ: حَرِيمُ الدارِ: مَا دَخَلَ فِيهَا مِمَّا يُغْلَق عَلَيْهِ بابُها، وَمَا خرج مِنْهَا فَهُوَ الفِناءُ. قَالَ: وفِناءُ البَدَوِيّ مَا تُدْرِكُه حُجْرَتُه وأَطْنابُه، وَهُوَ من الحَضَرِيّ إِذا كَانَت تُحاذِيها دارٌ أُخْرَى فَفِناؤُهما حُدُّ بابيهما.
(و) الحَرِيمُ: (مَلْقَى نَبِيثَةِ البِئْرِ) والمَمْشَى على جانِبَيْها. وَفِي الصِّحَاح: حَرِيمُ البِئْرِ وغيرِها: مَا حَوْلَها من مَرافِقِها وحُقُوقِها. وحَرِيمُ النَّهْرِ مُلْقَى طِينِه والمَمْشَى على حافَتَيْه ونَحْو ذلِكَ، وَفِي الحَدِيث: ((حَرِيمُ البِئْرِ أَرْبَعُون ذِراعًا)) وَهُوَ المَوْضِعُ المُحيط بهَا الَّذِي يُلْقَى فِيهِ تُرابُها، أَي: أنَّ البِئرَ الَّتِي يَحْفُرها الرجلُ فِي مَواتٍ فَحَرِيمُها ليسَ لأَحِدٍ أَنْ يَنْزِل فِيهِ، وَلَا يُنازِعُه عَلَيْهِ؛ وسُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَحْرُم مَنْعُ صاحِبِهِ مِنْهُ، أَو لأنَّه مُحَرَّم على غَيْرِه التَّصَرّف فِيهِ. (و) الحَرِيمُ (مِنْكَ: مَا تَحْمِيهِ وتُقاتِلُ عَنْهُ، كالحَرَمِ) ، مُحَرّكَةً، (ج: أَحْرامٌ) ، كَسَبَبٍ وَأَسْبابٍ، (وحُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، هُوَ جَمْع حَرِيمٍ كَأَمِير، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غير مُرَتَّب.
(وحَرَمَه الشّيْءَ، كَضَرَبَهُ وَعَلِمَهُ) ، يَحْرِمُه (حَرِيمًا) ، كَأَمِيرٍ، (وحِرْمانًا، بالكَسْرِ، وحِرْمًا وحِرْمَةً، بِكَسْرِهِما) ، وَلَو قَالَ بِكَسْرِهِنّ كَانَ أَخْضَرَ، (وحَرِمًا وحَرِمَةً وحَرِيْمَةً بكَسْرِ رائهنّ: مَنَعَهُ) العَطِيَّةَ فَهُوَ حارِمٌ وَذَاكَ مُحْرُومٌ. وَفِي التّهذيب: الحِرْم: المَنْعُ، والحِرْمَة: الحِرْمانُ، يُقَال: مَحْرُومٌ ومُرْزُوقٌ. وَفِي الصِّحَاح: حَرَمَهُ الشَّيْءَ يُحْرِمُه حَرِمًا، مِثَال سَرَقَهُ سَرِقًا، بِكَسْر الرَّاء، وحِرْمَةً وحَرِيمًا وحِرْمانًا (وأَحْرَمَهُ) أَيْضا: إِذا مَنَعَهُ إِياهُ، وَهِي (لُغَيَّةٌ) ، وَأنْشد لشاعِرٍ يصفُ امْرَأَة، قَالَ أَبُو مُحَمّد الأَسْوَد الغُنْدِجانيّ فِي ضالَّةِ الأَديب إِنَّه لِشَقِيق بن السُّلَيْك الغاضِرِيّ، قَالَ
ابنُ بَرِّي: ويُرْوَى لابنْ أَخِي زِرّ بن حُبَيْشٍ الفَقِيه القارِئ:
(ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها ... لِتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرِينا)

قَالَ الجوهريّ: والحَرِمُ، بِكَسْرِ الرَّاء: الحِرْمانُ، وَقَالَ زُهَيْر:
(وإِنْ أَتاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غائِبٌ مالِي وَلَا حَرِمُ)

قَالَ: وإِنَّما رَفَع يَقُولُ وَهُوَ جَوابُ الجَزاءِ على مَعْنَى التَّقْدِيم عِنْد سِيبَوَيْه كَأَنَّه قَالَ: يَقُول إِنْ أتاهُ خَلِيلٌ، وَعند الكُوفِيّين على إِضْمارِ الفاءِ.
وَقَالَ ابْن بَرِّي: الحَرِمُ: المَمْنُوع، وَقيل: الحَرامُ، يُقَال: حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بِمَعْنى.
(والمَحْرُومُ: المَمْنُوعُ عَن الخَيْرِ) .
وَقَالَ الأزهريُّ: هُوَ الَّذِي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْمانًا. (و) قَوْله تَعَالَى: و (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلّسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} قيل: هُوَ (مَنْ لَا يَنْمِي لَهُ مالٌ، و) قيل أَيْضا إِنّه (المُحارَفُ الَّذي لَا يكَاد يَكْتَسِبُ) .
(و) المَحْرُومُ: (د) .
(وحَرِيمَةُ الرَّبِّ: الَّتِي مَنَعَها مَنْ شاءَ) من خَلْقِه.
(وحَرِمَ) الرجلُ (كَفَرِحَ) : إِذا (قُمِرَ وَلم يَقْمُرْ هُوَ) ، وَهُوَ مُطاوعُ أَحْرَمَه، نَقله الجوهريُّ عَن أبي زيد والكِسائيّ، (و) حَرِمَ الرَّجُلُ حَرَمًا: (لَجَّ ومَحَكَ) .
(و) حَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من (ذَوات الظِّلْفِ، و) كَذَا (الذِّئْبَةُ والكَلْبَةُ) وأكثرها فِي الْغنم، وَقد حُكِيَ ذَلِك فِي الْإِبِل، (حِرامًا، بالكَسْرِ) : إِذا (أَرادَت الفَحْلَ كاسْتَحْرَمَتْ، فَهُوَ حَرْمَى، كَسَكْرَى، ج) حِرامٌ (كَجِبالٍ وسَكارَى) ، كُسِّرَ على مَا لم يُكَسِّر عَلَيْهِ فَعْلَى الَّتِي لَهَا فَعْلان نَحْو عَجْلان وَعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثَى،
(والاسْمُ الحِرْمَةُ، بالكَسْرِ، و) عَن اللّحيانِيّ (بالتَّحْرِيكِ) ، يُقَال: مَا أَبَيْن حِرْمَتَها.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الحرمَةُ فِي الشّاءِ كالضَّبعةِ فِي النُّوقِ، والحِناءِ فِي النِّعاج، وَهُوَ شَهْوَةُ البِضاعِ.
يُقالُ: اسْتَحْرَمَت الشاةُ، وكُلُّ أُنْثَى من ذَواتِ الظِّلْف خاصَّةً: إِذا اشْتَهَت الفَحْلَ.
وقالَ الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمت الذِّئْبَةُ والكَلْبَة: إِذا أرادَت الفَحْلَ. وشاةٌ حَرْمَى وشِياهٌ حِرامٌ وحَرامَى، مثل عِجالٍ وعَجالَى، كأنّه لَو قِيلَ لِمُذَكَّرِه لَقِيل: حَرْمانُ.
قالَ ابْنُ بَرّي: فَعْلَى مُؤَنَّثَةُ فَعْلانَ قد يُجْمَع على فَعالَى وفِعالٍ، نَحْو: عَجَالَى وعِجالٍ، وَأما شَاة حَرْمَى فإنّها وَإِن لم يُسْتَعْمل لَهَا مُذَكَّر فإنّها بِمَنْزِلَة مَا قَد اسْتُعْمِلَ لأَنَّ قِياسَ المُذَكَّر مِنْهُ حَرْمانُ، فلذلِكَ قَالُوا فِي جَمْعِه حَرامَى وحِرامٌ، كَمَا قَالُوا عَجالَى وَعِجال. (وقَد اسْتُعْمِلَ فِي الحَدِيثِ لذُكُورِ الأَناسِيّ) ، يُشِيرُ إِلَى الحَدِيث: ((الَّذِي جاءَ فِي الَّذين تَقُوم عَلَيْهِم الساعةُ تُسَلِّط عَليْهِم الحِرْمَةُ، أَي: الغُلْمَة ويُسْلَبُون الحَياءَ)) . قَالَ ابنُ الأَثير: وكَأَنَّها - أَي: الحِرْمَة - بِغَيْرِ الآدَمِيّ من الحَيَوانِ أَخَصُّ.
(والمُحَرَّمُ، كَمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ) مثلُ العُرْضِيِّ، وَهُوَ (الذَّلُولُ الوَسَطُ الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِهِ) . وناقَةٌ مُحَرَّمَةٌ: لم تُرَضْ.
وَقَالَ الأزهريّ: سمعتُ العربَ تقولُ: ناقةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ: إِذا كَانَت صَعْبَةً لم تُرَضْ وَلم تُذَلَّلْ، وَفِي الصِّحاح: أَي: لم تَتِمّ رِياضَتُها بَعْدُ.
(و) المُحَرَّمُ: (الَّذِي يَلينُ فِي اليَدِ مِنَ الأَنْفِ) .
(و) من الْمجَاز: المُحَرَّمُ: (الجَدِيدُ
من السِّياطِ) لم يُلَيَّنْ بعد، وَفِي الأساسِ: لم يُمَرَّنْ، قَالَ الأَعْشَى:
(تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ غَرْزِها ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا)

أَرَادَ بالقَطِيع سَوْطَه، قَالَ الأزهريّ: وَقد رَأَيْتُ العَرَبَ يَسَوُّونَ سِياطَهُم من جُلُودِ الإِبِلِ الَّتِي لم تُدْبَغ، يأخذونَ الشَّرِيحَةَ العَرِيضَة فَيَقْطَعُون مِنْها سُيُورًا عِراضًا ويَدْفِنُونها فِي الثَّرَى، فَإِذا نَدِيَتْ ولاَنَتْ جَعَلُوا مِنْهَا أَرْبَعَ قُوًى ثمَّ فَتَلُوها ثمَّ عَلَّقُوها فِي شِعْبَيْ خَشَبَةٍ يَرْكُزُونَها فِي الأَرْضِ فَتُقِلُّها من الأَرْض مَمْدُودَة وَقد أَثْقَلُوها حَتَّى تَيْبَسَ.
(و) المُحَرَّمُ: (الجِلْدُ) الَّذِي (لَمْ يُدْبَغْ) ، أَو لم تَتِمَّ دِباغَتُه، أَو دُبغَ فَلَمْ يَتَمَرَّنُ وَلم يُبالغ. وَهُوَ مجَاز.
(و) المُحَرَّمُ: (شَهْرُ اللهِ) رَجَب (الأَصَبُّ) ، قَالَ الأزهريّ: كَانَت العَرَبُ تُسَمِّي شَهْرَ رَجَب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ فِي الجاهِليّة، وَأنْشد شَمرٌ قولَ حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:
(رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كُلِّ مِذْنَبٍ ... شُهُورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّمَا)

قَالَ: وأَرادَ بالمُحَرَّم رَجَبَ، وقالَ: قالَه ابنُ الأَعْرابيّ. وقالَ الآخَرُ:
(أَقَمْنَا بهَا شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهُما ... وشَهْرَي جُمادَى واسْتَحَلُّوا المُحَرَّمَا)

(ج: مَحارِمُ ومَحارِيمُ ومُحَرَّماتٌ) .
(والأَشْهُرُ الحُرُمُ) أَرْبَعَةٌ، ثلاثةٌ سَرْدٌ أَي: مُتَتابِعَة، وَوَاحِد فَرْدٌ، فالسَّرْدُ (ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، و) الفَرْدُ (رَجَبٌ) ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {مِنْهَا أَرْبَعَة حرم} قولُه: مِنْهَا يُريدُ الكَثِيرَ، ثمَّ قَالَ: {فَلَا تظلموا فِيهِنَّ أَنفسكُم} لما كَانَت قَلِيلَةً. والمُحَرَّمُ: شَهْرُ اللهِ، سَمَّتْه العَرَبُ بِهَذَا الاسْمِ؛ لأنَّهم كَانُوا
لَا يستَحِلّون فِيهِ القِتالَ، وأُضِيفَ إِلَى الله تَعَالَى إِعْظامًا لَهُ، كَمَا قيل للكَعْبَة: بَيْتُ الله؛ وَقيل: سُمِّيَ بذلِكَ لأنّه من الأَشْهُر الحُرُمِ، قَالَ ابْن سِيدَه: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيّ.
وَفِي الصِّحَاح: من الشُّهُور أربعةٌ حُرُمٌ كَانَت العربُ لاَ تَسْتَحِلّ فِيهَا القِتالَ إِلاّ حَيّان: خَثْعَمٌ وطَيّيءٌ فإنَّهُما كَانَا يستحلاّن الشهورَ، وَكَانَ الّذين يَنْسَؤُون الشهورَ أَيَّام المَوْسِم يَقُولُونَ: حرَّمْنا عَلَيْكُم القِتالَ فِي هَذِه الشُّهُور إِلاّ دِماءَ المُحِلِّين فَكَانَت العربُ تستحلُّ دِماءَهُم خاصَّةً فِي هَذِه الشُّهورِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شرح مُسْلِم: وَقد اخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة عِدَّتِها على قَوْلَيْنِ حكاهُما الإمامُ أبوجَعْفَرٍ النَّحاس فِي كِتَابه صِناعَة الكُتّاب، قَالَ: ذَهَبَ الكوفِيُّون إِلَى أنّه يُقال: المُحَرَّم ورَجَب وذُو القَعْدَة وذُو الحِجَّة، قَالَ: والكُتاب يميلون إِلَى هَذَا القَوْل، لِيَأْتُوا بهنَّ من سَنَةٍ وَاحِدَة.
قالَ: وأهلُ المَدِينَة يَقُولُونَ: ذُو القَعْدَة وَذُو الحِجَّة والمُحَرَّم ورَجَبٌ. وقومٌ يُنكرُونَ هَذَا، ويَقُولونَ: جاؤُوا بهنَّ من سَنَتَيْن. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ، وجهلٌ باللُّغَة؛ لأنّه قد عُلِمَ المُرادُ، وأنَّ المقصودَ ذِكْرُها، وَأَنَّها فِي كُلِّ سنةٍ، فكيفَ يُتَوهَّم أَنَّها من سَنَتيْن. قَالَ: والأَوْلَى والاخْتِيار مَا قَالَه أهلُ المَدينة؛ لأنَّ الْأَخْبَار قد تَظاهَرَتْ عَن رَسُولِ الله
كَمَا قالُوا من رِواية ابنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَة وَأبي بَكَرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُم، قَالَ: وَهَذَا أَيْضا قولُ أكثرِ أهل التَّأْوِيل. قَالَ النّحاس: وأُدْخِلَت الْألف واللاّم فِي المُحَرَّم دون غَيْرِه من الشُّهُور.
(والحُرْمُ، بالضَّمِّ: الإحْرامُ) وَمِنْه حَدِيثُ عائشةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْها: ((كُنْتُ أُطَيِّبُه
لِحِلّهِ ولحُرْمِه)) أَي: عِنْد إحْرامه. وَقَالَ الأزهريّ: مَعْنَاهُ أنّها كَانَت تُطَيِّبُه إِذا اغْتَسَل وأَراد الإحْرامَ والإِهْلالَ بِمَا
يُكُون بِهِ مُحْرِمًا من حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ، وَكَانَت تُطَيِّبُه إِذا حَلَّ من إحْرامه.
(والحُرْمَةُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْنِ وكهُمَزَةٍ: مَا لَا يَحِلُّ انْتِهاكُهُ) وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ لأُحَيْحَةَ:
(قَسَمًا مَا غَيْرَ ذِي كَذِبٍ ... أَنْ نُبِيحَ الخِدْنَ والحُرَمَه)

قَالَ ابنُ سَيّده: إِنِّي أَحْسب الحُرَمَة لُغَة فِي الحُرْمَة، وأَحْسن من ذَلِك أَن يقولَ: والحُرُمَة بضَمّ الرَّاء فَيكون من بَاب ظُلْمَة وظُلُمَة، أَو يكون أتبع الضَّمّ الضَّمّ للضَّرُورَة.
(و) الحُرْمَةُ أَيْضا: (الذِّمَّةُ) ، وَمِنْه أَحْرَمَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْرِمٌ: إِذا كَانَت لَهُ ذِمَّةٌ.
(و) قَالَ الأزهريّ: الحُرْمَة: (المَهابَةُ) ، قَالَ: وَإِذا كَانَ للْإنْسَان رَحِمٌ وَكُنَّا نَسْتَحِي مِنْهُ قُلْنا: لَهُ حُرْمَةٌ. قَالَ: وللمُسْلِم على المُسْلِم حُرْمَةٌ ومَهابَةٌ. (و) الحُرْمَةُ: (النَّصِيبُ) .
وَقَوله تَعَالَى: {ذَلِكَ (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَتِ اللَّهِ} قَالَ الزَّجّاجُ (أَي: مَا وَجَبَ القِيامُ بِهِ وحَرُمَ التَّفْرِيطُ فِيهِ) .
وقالَ مجاهدٌ: الحُرُماتُ مَكَّة والحَجّ والعُمْرَة وَمَا نَهَى اللَّه من مَعاصِيهِ كُلّها. وَقَالَ غيرُه: الحُرُمات: جَمْع حُرْمَةٍ كَظُلْمَةٍ وظُلُمات؛ وَهِي: حُرْمَةُ الحَرَم، وحُرْمَةُ الإِحْرام، وحُرْمَةُ الشَّهْرِ الحَرام وَقَالَ عَطاءٌ: حُرُماتُ اللهِ: مَعاصِي الله.
(وحُرَمُكَ، بِضَمّ الحاءِ) ، ظاهرُ سِياقِه يَقْتَضِي أنْ يكون بسُكُون الثانِي وَلَيْسَ كَذلِكَ بَلْ هُوَ كَزُفَر: (نِساؤُكَ) وَعِيَالك (وَمَا تَحْمِي، وَهِي المَحارِمُ، الواحِدَةُ مَحْرُمَةٌ كَمَكْرُمَةٍ، وتُفْتَحُ راؤُه) ، وَمِنْه إِطْلاقُ العامَّةِ الحُرْمَة بالضَّمّ على المَرْأَةِ كَأَنَّه واحِدُ حُرَم.
(وَرَحِمٌ مَحْرَمٌ) ، كَمَقْعَدٍ؛ أَي: (مُحَرَّمٌ تَزَوُّجُها) ، قَالَ:

(وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَما ... كَما بَراها اللهُ إِلَّا إِنَّما)

(مَكارِهُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا ... )

وَفِي الحَدِيث: ((لَا تُسافِرُ امْرَأَةٌ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْها)) أَي: من لَا يَحِلّ لَهُ نِكاحُها من الأَقارِبِ كالأَبِ والابْنِ والعَمِّ، وَمن يَجْرِي مَجْراهُمْ.
(وتَحَرَّمَ مِنْهُ بِحُرْمَةٍ) : إِذا (تَمَنَّعَ وتَحَمَّى بذِمَّةٍ) أَو صُحْبَةٍ أَو حَقٍّ.
(و) المُحْرِمُ، (كَمُحْسِنٍ: المُسالِمُ) ، عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْلِ خِدَاش بن زُهير:
(إِذا مَا أَصابَ الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غَيْثَهُم ... من الناسِ إِلاَّ مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ)

(و) المُحْرِمُ أَيْضا: (مَنْ فِي حَرِيمِكِ) ، وَقد أَحْرَم: إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ وذِمَّة، وَهُوَ مُحْرِمٌ بِنَا؛ أَي: فِي حَرِيمِنا. (و) قَوْله تَعَالَى: {وحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أُهْلَكْناَهَا} أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ) {بالكَسْرِ أَي: واجِبٌ} عَلَيْهَا إِذا هَلَكَت أَن لَا ترجع إِلَى دُنياها، رُوِيَ ذَلِك عَن ابنِ عَبّاس، وَهُوَ قَول الكِسائيّ والفَرّاء والزَّجّاج؛ وَقَرَأَ أهلُ الْمَدِينَة: ((وحَرامٌ)) ، قَالَ الفَرَّاءُ: وحَرامٌ أَفْشَى فِي القِراءة، قَالَ ابنُ بَرِّي: إِنّما تَأَوَّلَ الكِسائيّ: وحَرامٌ فِي الْآيَة بِمَعْنى واجِبٌ لِتَسْلَمَ لَهُ ((لَا)) من الزِّيادَة، فَيصير الْمَعْنى عِنْده: واجِبٌ على قريةٍ أهلكناها أَنَّهم لَا يَرْجعون. ومَنْ جعل حَرامًا بِمَعْنى المَنْعِ جَعَلَ ((لَا)) زائِدَةً، تَقْدِيره: وحَرَامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم يَرْجِعُون. قَالَ وتأويلُ الكسائِيّ هُوَ تأويلُ ابنِ عبّاس، ويُقَوِّي قولَ الكسائِيّ أَنَّ ((حَرام)) فِي الآيَة بِمَعْنى واجِبٌ قولُ عبد الرَّحْمنِ بنِ جُمانَةَ المُحارِبِيّ، جاهلي:

(فإنَّ حَرامًا لَا أَرَى الدَّهْرَ باكِيًا ... عَلَى شَجْوِهِ إِلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرِو)

(وكأَمِيرٍ) حَرِيم (بنُ جُعْفِيّ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ) أَخُو مَرَّان بن جُعْفي، وهُما بَطْنانِ، وَهُوَ الَّذِي عَناهُ امرؤُ القَيْس بِقَوْلِه:
(بَلِّغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنِّي ... عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا)

وَهُوَ جَدُّ الشُّوَيْعِر، وَقد ذكر ذَلِك فِي الرَّاء، فمِنْ وَلَدِ حَرِيمٍ، مُحَمّد بن حُمْران بن الحارِث بن مُعاوِيَة، والحَكَمُ بنُ نُمَيْرٍ، وراشِدُ بنُ مالِكٍ، (ومالِكُ بنُ حَرِيمٍ الهَمْدانِيُّ جَدُّ مَسْرُوق) بنِ الأَجْدَع، هَكَذَا ذكره الحافِظُ وابنُ السَّمْعانِيّ. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّه مالِكُ بنُ جُشَم، فإنّ مَسْرُوقًا الْمَذْكُور من وَلَد مَعْمَرِ بنِ الحارِث بن سَعْدِ بن عبد اللهِ بنِ وادِعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ناشِحِ بن رافعِ بنِ مالكِ بن جُشَم بن حاشِدٍ الهَمْدانِيّ، هَكَذَا سَاقه أَبُو عُبَيْد فِي أَنْسابِهِ وتَقَدَّم مثل ذَلِك فِي ((س ر ق)) فَتَأَمّل ذلِك. (و) حُرَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ) ، هَذَا هُوَ الْأَكْثَر، (أَو كأَمِيرٍ) ، كَذَا بخطّ الصُّورِيِّ: (بَطْنٌ من حَضْرَمَوْتَ) ، ثمّ من الصَّدِف، (مِنْهُم عبدُ اللهِ بن بُجَيّ) بضَمّ المُوَحَّدَة، وَفتح الْجِيم مُصَغَّرًا ابْن سَلَمَة بن جُشَم بن جُذامٍ، المعروفُ بالأُجْذُوم، كَذَا فِي النُّسخ وصوابُه بضَمِّ النُّونِ بدَلَ المُوَحَّدة (الحُرَيْمِيّ) الصَّدَفِيّ الحَضْرَمِيّ (التابِعِيّ) روى عَن عَلِيّ. وإخوتُهُ مُسْلِمٌ، والحُسَيْن،
وعِمْران، والأسْقَع، ونعيم، وعَلِيٌّ، وحَمْزَةُ، الكُلّ قُتِلُوا مَعَ عليّ بصفّين، وهم ثمانيةٌ، وأبوهم نُجَيّ، سَمِعَ عَن عَلِيّ أَيْضا، وعبدُ الله هَذَا لَيْسَ بِذَاكَ. (و) حُرَيْم بن الصَّدِف الْمَذْكُور (جَدٌّ لِجُعْشُم) الخَيْر (ابنِ خُلَيْبَةَ) ، كَجُهَيْنَةَ، ابْن مَوْهَبِ ابنِ جُعْشُم ابنِ حُرَيْم، شهد جُعْشُم الخَيْرِ الحُدَيْبِيَةَ، وفَتْحَ مِصْرَ، وَفِيه خُلْفٌ.
(وكسَحابٍ) حَرامُ (بنُ عَوْفٍ) البَلَوِيّ شَهِدَ فَتْحَ مصرَ، قَالَه ابنُ يونُس وَحْدَه. (و) حَرامُ (بنُ مِلْحانَ) خَال أَنَس بن مالِكٍ: بَدْرِيٌّ قُتِلَ ببئر مَعُونَةَ. (و) حَرامُ (بنُ مُعاوِيَةَ) رَوَى عَنهُ زَيْدُ بن رُفَيْع، وحديثُهُ مُرْسَلٌ، وَهُوَ تابِعيٌّ، (أَو هُوَ) حِزام (بالزاي) . قلتُ: الَّذِي نُقِل فِيهِ الزَّايُ هُوَ حَرامُ ابنُ أبي كَعْبٍ الْآتِي ذِكْرُه بعدُ، وأمّا حَرامُ بن مُعاوِيَةَ هَذَا فقد قَالَ الخطيبُ فِيهِ: إنّه حزَام بن حَكِيمٍ وَلم يصرّح لَهُ بالصُّحْبَة، وَذكره ابنُ حِبّانَ فِي ثِقاتِ التابِعِين. (و) حَرامُ (بن أبي كَعْبٍ) السُّلَمِيُّ، وَيُقَال حِزام بالزاي: (صَحابِيُّونَ) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وكَأَحْمَدَ، أَحْرَمُ بنُ هَبْرَةَ الهَمْدانِيّ جاهِلِيٌّ) ، نَقله الْحَافِظ.
(و) حُرَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ فِي نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ) ابْن قَيْسِ بن مُعاوِيَةَ بنِ جُشَم.
قلتُ: هُوَ من بني الصَّدِف، وَقد دَخَلُوا فِي نَسَبِ حَضْرَمَوْت على مَا صَرَّح بِهِ الدّارقُطْنِيّ وغيرُه من أَئِمَّة النَّسَب، وَذكروا لدُخُولِهم أَسْبابًا ليسَ هَذَا مَحَلَّ ذكرِها، ويدلُّ على ذَلِك قولُ المُصَنّف فِيمَا بعد: ((وَوَلَدَ الصَّدِفُ حُرَيْمًا ويُدْعَى بالأُحْرُومِ)
بالضَّمّ، (وجُذامًا ويُدْعَى بالأُجْذُومِ) ، فَمن بنى حُرَيْمٍ: جُعْشُم الخَيْر الَّذِي تقدّم ذِكْرُه. والعَجَب من المصنّف فِي تَكْراره، فإنَّه ذكره أَوَّلاً، فَقَالَ: بَطْنٌ من حَضْرَمَوْت، وذَكَر فِي ضَبْطه الوَجْهَين ثمَّ ذَكَر عبد الله بن نُجَيّ وَهُوَ من وَلد جُذام بن الصَّدِف، لَا من وَلَد حُرَيْم بن الصَّدِف، ثمَّ قَالَ: وجدٌّ لجُعْشُم، ثمَّ قَالَ:: وكَزُبَيْرٍ فِي نَسَب حَضْرَمَوْت، ثمَّ ذَكَر: ووَلَدَ الصَّدِفُ إِلَى آخِره، ومَآل الكُلّ إِلَى واحِدٍ، وتَطْوِيلُه فِيهِ فِي غير مَحَلِّه، وَمن عَرَف الأَنْسابَ، وراجَعَ الأُصُول بالانْتِخابِ، ظَهَرَ لَهُ سِرُّ مَا ذَكرْنَاهُ.
وَالله أعلم.
(وكَعَرَبِيٍّ) أَبُو عَلِيّ (حَرَمِيُّ بنُ حَفْصِ) بن عُمَرَ (القَسْمَلِيّ) العَتَكِيُّ بصريٌّ، عَن عبد الْوَاحِد بن زِيادٍ، وخالِدِ بن أبي عُثْمانَ، وأَبان، ووُهَيْب، وَعنهُ مُحَمّد بن يَحْيَى الذُّهْلِيّ والحَرْبِيّ والكَجِّي، تُوُفّي سنة مِائَتَيْنِ وثلاثٍ وَعشْرين، والقَسامِلَة من الأَزْدِ كَمَا تَقَدَّم. (و) حَرَمِيّ أَبُو رَوْح (بنُ عُمارَةَ) بن أبي حَفْصَة ثابِتٌ (العَتَكِيّ) مَوْلاهم، عَن هِشامِ ابْن حَسَّان، وَأبي خَلْدَةَ؛ وَعنهُ بُنْدارُ وهارُونُ الحَمّال، توفّي سنة مِائَتَيْنِ وَعشر، (ثِقَتانِ) ، صَرَّح بذلِكَ الذَّهَبِيّ فِي الكاشِفِ.
(و) الْأَمِير شهَاب الدّين (مَحْمُود بنُ تُكَشَ) ، بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة، وَفتح الْكَاف، (الحارِمِيُّ صاحِبُ حَماةَ) خالُ السُّلْطان صَلاحُ الدّين يُوسُفُ ابنُ أَيُّوبَ، مَاتَ سنةَ خمسمائةٍ وأربعٍ وَسبعين.
(وَأَبُو الحُرُم، بِضَمَّتَيْن) كُنْيَةُ رَجَب (بنِ مَذْكُورٍ الأَكّافُ) ، سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن وذَوِيه.
وَفَاته: أَبُو الحُرُم رَجَب بن أبي
بَكْرٍ الحَرْبِيّ، رَوَى عَن عبد اللهِ بن أَحْمَد بنِ صاعِد، وَعنهُ منصورُ بن سُلَيْم، وَضَبطه.
(و) أَبُو الحَرَم (بفَتْحَتَيْن: جَماعَةٌ) مِنْهُم: مُحَمَّد بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ أبي الحَرَمِ القَلانِسِيّ، سَمِعَ مِنْهُ الحافِظُ العِراقِيّ، وَوَلدُه الوَلِيّ، وَجَماعةٌ.
(و) مُحْرٍ مٌ، (كَمُسْلِمٍ ومُعَظَّمٍ، وَمَحْرُومٌ: أَسمَاء) .
(والحَيْرَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (البَقَرُ، واحِدَتُه بهاءٍ) ، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ ابنُ أَحْمَر:
(تَبَدَّلَ أُدْمًا مِنْ ظِباءٍ وَحَيْرَمَا ... )

قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لم نَسْمَع الحَيْرَم إِلاَّ فِي شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ، وَله نَظَائِر مذكورةٌ فِي مَواضِعها، قَالَ ابنُ جِنّي: والقَوْلُ فِي هذِهِ الْكَلِمَة ونَحْوِها وُجُوب قَبُولِها، وذلِكَ لما ثَبَتَتْ بِهِ الشهادةُ من فَصاحَة ابنِ أَحْمَر، فإمّا أَنْ يكونَ شَيْئا أَخَذَه عمَّنْ نَطَقَ بلغةٍ قديمَة لم يُشارَكْ فِي سَماعِ ذلِكَ مِنْهُ، على حَدِّ مَا قُلناه فِيمَن خالَفَ الجَماعَةَ وَهُوَ فصيحٌ، أَو شَيْئا ارْتَجَلَه، فإنّ الأعرابيَّ إِذا قَوِيَتْ فَصاحَتُه، وسَمَتْ طَبِيعَتُهُ تَصَرَّف وارْتَجَل مَا لَمْ يَسْبِقْه أحدٌ قَبْلَه، فقد حُكِيَ عَن رُؤْبَة وأَبِيهِ أَنَّهما كَانَا يَرْتَجِلان ألفاظًا لم يَسْمَعاها وَلَا سُبِقَا إِلَيْهَا، وعَلى هَذَا قالَ أَبو عُثْمانَ: مَا قِيسَ على كَلاَمِ العَرَبِ فَهُوَ من كَلامِ العَرَب.
(وحَرْمَى واللهِ) ، كَسَكْرَى؛ أَي: (أَمَا واللهِ) .
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: (الحَرُومُ، كَصَبُورٍ: الناقَةُ المُعْتاطَةُ الرَّحِمِ) .
(و) يُقَال للرجل: مَا (هُوَ بِحارِمِ عَقْلٍ) وَلَا بعادِم عَقْلٍ، مَعْناهما (أَي لَهُ عَقْلٌ) ، قَالَه أَبُو زَيْد.
(والحَرامِيَّةُ: ماءٌ لِبَنِي زِنْباعٍ) بن مازِن بن سَعْد، قَبيلَة من حَرامِ بن
جُذامٍ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ. (و) أَيْضا (ماءَةٌ لِبَنِي عَمْرِو بن كِلابٍ) .
(والحِرْمان) بالكَسْر، مُثَنًّى: (وادِيانِ) يُنبتان السِّدْرَ والسَّلَم (يَصُبّانِ فِي بَطْنِ اللَّيْثِ) من اليَمَنِ، قَالَه نصر، وظاهِرُ سِياقه يدلُّ على أَنَّه بالفَتْح.
(وحَرْمَةُ) ، بالفَتْح: (ع، بِجَنْبِ حِمَى ضَرِيَّةَ) قَرِيبٌ من النِّسارِ.
(و) حَرَمَّة، (بِفَتْحَتَيْنِ مُشَدَّدَة الميمِ: إكامٌ صِغارٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا) .
(وحِرْمانُ، بالكَسْر) وضَمّ النُّونِ: (حِصْنٌ باليَمَنِ قُرْبَ الدَّمْلُوَةَ) .
(و) المَحْرَمَة، (كَمَقْعَدَةٍ: مَحْضَرٌ من مَحاضِرِ سَلْمَى جَبَلِ طَيِّئٍ) .
(والحَوْرَمُ) ، كَجَوْهَرٍ: (المالُ الكَثِيرُ من الصامِتِ والنّاطِقِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(و) يُقال: (إِنَّهُ لَمُحْرِمٌ عَنْكَ، كَمُحْسِنٍ، أَي: يَحْرُم أَذاهُ عَلَيْك) ، وَالَّذِي نَقَلَه ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ: أَي: يَحْرُمُ أذاكَ عَلَيْه. قَالَ الأزهريّ: وَهَذَا بِمَعْنى الخَبَر، أَراد أَنَّه يَحْرُمُ عَلَى كُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَن يُؤْذِيَ صاحِبَه لحُرْمَة الإِسْلامِ المانِعَة عَن ظُلْمِهِ. ويُقال: مُسْلِمٌ مُحْرِمٌ، وَهُوَ الّذي لم يُحِلَّ من نَفْسِهِ شَيْئًا يوقِعُ بِهِ، يُرِيد أَنَّ المُسْلِمَ مُعْتَصِمٌ بالإِسْلامِ مُمْتَنِعٌ بِحُرْمَتِهِ مِمَّن أرادَه وأرادَ مالَه، وَذكر أَبُو القاسِم الزَّجَّاجِيُّ عَن اليَزِيديِّ أنّه قَالَ: سألتُ عَمِيّ عَن قَول النَّبِيّ
: ((كُلُّ مُسْلِمٍ عَن مُسْلِمٍ مُحْرِمٌ)) ، قَالَ: المُحْرِمُ: المُمْسِك، مَعْنَاهُ أَن المُسْلِمَ مُمْسِكٌ عَن مالِ المُسْلِم وعِرْضِه ودَمِهِ، وَأنْشد لِمِسْكِينٍ الدارِمِيّ:
(أَتَتْنِي هَناتٌ عَن رِجالٍ كَأَنَّها ... خَنافِسُ لَيْلٍ لَيْسَ فِيهَا عَقارِبُ)

(أَحَلُّوا عَلَى عِرْضِي وَأَحْرَمْتُ عَنْهُمُ ... وَفِي اللهِ جارٌ لَا ينامُ وطالِبُ)

قَالَ: وَأنْشد المُفَضَّل لأَخْضَرَ بنِ عَبّادٍ المازِنِيّ، جاهِليّ:
(ولَسْتُ أَراكُمْ تُحْرِمُون عَن الَّتِي ... كَرِهْتُ وَمِنْها فِي القُلُوبِ نُدُوبُ)

(و) قَالَ العُقَيْلِيُّون: (حَرامُ اللهِ لَا أَفْعَلُ) ذلِك، (كَقَوْلِهم: يَمِينُ اللهِ لَا أَفْعَلُ) ذلِك، وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: ((فِي الحَرامِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ)) . وَيحْتَمل أَنْ يُرِيدَ تَحْرِيمَ الزَّوْجة والجارِيَة من غير نِيَّة الطَّلاق، وَمِنْه قولُه تَعالى: {يَا أَيهَا النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك} ثمَّ قالَ عَزّ وَجَلَّ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَنِكُم} وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاس: ((إِذا حَرَّمَ الرجلُ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُها)) .
[] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُحَرَّم، كَمُعَظَّمٍ: أَوَّلُ الشُّهور العَرَبِيَّة، وَذكره الجوهريُّ وغيرُه من الأَئِمَّة، والمُصَنّفُ أوردهُ فِي أَثْناء ذِكْرِ الأَشْهُرِ الحُرُم اسْتِطْرَادًا، وَهُوَ لَا يَكْفِي. وقالَ أَبُو جَعْفَرٍ النحّاس: أَدْخَلُوا عَلَيْهِ اللاّم من دُونِ الشُّهُور.
والمَنْسُوب إِلَى الحَرَم من الناسِ حِرْمِيٌّ، بالكَسْرِ، فَإِذا كَانَ فِي غَيْرِ الناسِ قالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيٌّ، وَالْأُنْثَى حِرْمِيَّةٌ، وَهُوَ من المعدول الَّذِي يَأْتِي على غير قِياسٍ. وَقَالَ المُبَرِّدُ: يُقال امرأةٌ حِرْمِيَّةٌ وحُرْمِيَّة، وأَصْلُه من قَوْلِهم: وحُرْمَةُ البَيْت وحِرْمَةِ البَيْتِ، قَالَ الأَعْشَى:
(لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِيٍّ ظَفِرْتَ بِهِ ... يَوْمًا وإِنْ أُلْقِيَ الحِرْمِيُّ فِي النارِ)

(الباخِسِينَ لِمَرْوانٍ بذِي خُشُبٍ ... والداخِلِينَ عَلَى عُثْمانَ فِي الدارِ)

هَكَذَا أنْشدهُ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم.
قَالَ ابنُ بَرّي: وهُوَ تَصْحِيفٌ، وَإِنَّما هُوَ لِجِرْمِيٍّ، بِالْجِيم فِي الموضِعَيْن. وشاهدُ الحِرْمِيَّة قولُ النابِغَة الذُّبْيانِيّ:
(كَادَتْ تُساقِطُنِي رَحْلِي ومِيْثَرتِي ... بِذِي المَجازِ وَلَمْ تَحْسُسُ بِهِ نَغَمَا)

(مَنْ قَوْلِ حِرْمِيَّةٍ قَالَت وَقد ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخَفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَرِي أَدَمَا)

وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ عِياضَ بن حِمارٍ المُجاشِعِيّ كَانَ حِرْمِيَّ رَسُول الله
فَكانَ إِذا حَجَّ طافَ فِي ثِيابِه)) وَكَانَ أَشْرافُ العَرَب الّذينَ يَتَحَمَّسُون على دِينهِم، أَي: يَتَشَدَّدُون، إِذَا حَجَّ أحدُهم لم يَأْكُلْ إِلَّا طَعامَ رَجُلٍ من الحَرَمِ وَلم يَطُفْ إِلاّ فِي ثِيابِه، فَكَانَ لِكُلّ رجلٍ من أشرافِهم رجلٌ من قُرَيْشٍ، فَيكون كُلّ واحدٍ مِنْهُمَا حِرْمِيّ صاحِبِهِ، كَمَا يُقال: كَرِيٌّ للمُكْرِي والمُكْتَرِي.
وَرَجُلٌ حَرامٌ: داخِلٌ فِي الحَرَمِ وكذلِكَ الاثْنانِ والجَمِيعُ والمُؤَنَّث.
وَأَحْرَمَ: دَخَلَ فِي حُرْمَةِ الخِلافَةِ وذِمَّتِها.
والحِرْمُ، بالكَسْر: الرَّجُلُ المُحْرِم، يُقالُ: أَنْتَ حِلٌّ، وَأَنْتَ حِرْمٌ.
وَقيل لِتَكْبِيرَة الافْتِتاحِ تَكْبِيرة التَّحْرٍ يم لِمَنْعِها المُصَلَّي عَن الكَلامِ والأَفْعالِ الخارِجَة عَن الصَّلاةِ، وتُسَمَّى أَيْضا تَكْبِيرَةَ الإِحْرامِ، أَي: الإِحْرام بالصَّلاةِ ورَوَى شَمِرٌ لِعُمَرَ أَنَّه قَالَ: ((الصِيامُ إِحْرامٌ)) . قَالَ: وَذَلِكَ لامْتِناعِ الصائِمِ مِمَّا يَثْلِمُ صِيامَهُ. ويُقال للصَّائِم: مُحْرِمٌ لذلِكَ، وَيُقَال للحالِفِ: مُحْرِمٌ لِتَحَرُّمه بِهِ وَمِنْه قَول الحَسَن: ((فِي الرَّجُلِ يُحْرِم فِي الغَضبِ)) أَي:
يَحْلِفُ. وَفِي حَدِيث آدَمَ: ((أَنَّه اسْتَحْرَم بعد مَوْتِ ابْنه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَكْ)) ، هُوَ من قَوْلهم: أَحْرَمَ الرجلُ: إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ لَا تُهْتَك، وَلَيْسَ من اسْتِحْرَام الشاةِ.
وناقَةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ: صَعْبَةٌ لم تُرَضْ.
وَفِي العَرَب بُطُونٌ يُنْسَبُون إِلَى آلِ حَرام، مِنْهُم بَطْن فِي تَمِيمٍ، وبَطْنٌ فِي جُذام، وبَطْنٌ فِي بَكْر بن وائِل؛ فالّتي فِي تَميمٍ تُنْسَب إِلَى أبي تَمِيمٍ حَرام بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيم، مِنْهُم أَبُو شِهاب عِيسى بن المُغِيرَة التَّمِيمِيّ الحَرامِيّ من مَشايخ سُفْيان الثُّوْرِيّ، وثّقه ابنُ مَعِين. وَالَّتِي فِي جُذام تُنْسَب إِلَى حَرام بن جُذام، مِنْهُم قَيْسُ بن زَيٍ دِ بن حِيَا بن امْرِئ القَيْسِ الحَرامِيّ، لَهُ صُحْبة. وَفِي خُزاعَةَ حَرامُ بن حَبَشِيَّة بن كَعْبِ بن عَمْرِو بن رَبِيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرو، مِنْهُم أَكْثم بن أبي الجَوْن، لَهُ صُحْبة. وَفِي عُذْرَةَ حَرامُ بن ضِنَّةَ ابْن عَبْدِ بن كَثِيرٍ، مِنْهُم زَمْلُ بنُ عَمْرٍ و، لَهُ صُحْبَة، وجَمِيلُ بن مَعْمَرٍ صاحبُ بُثَيْنةَ وَفِي كِنانَة حَرامُ بن مِلْكان. وَفِي ذُبْيانَ حَرامُ بن سَعْدِ ابْن عَدِيّ بن فَزارَةَ. وَفِي سُلَيْمٍ حَرامُ ابْن سِماكِ بن عَوْفِ بن امْرِئ القَيْس بن بُهْثَةَ بن سُلَيْمٍ، وإياهم عَنَى الفَرَزْدَق:
(فَمَنْ يَكُ خَائفًا لأِذاةِ شِعْرِي ... فقد أمِن الهِجاءَ بَنُو حَرامِ)

وَمن بَلِيّ: حَرامُ بن جُعَل بن
عَمْرِو بن جُشَم بن وَدْمِ بنِ ذُبْيانَ ابْن هيم بن ذُهْلِ بن هنيّ بن بَلِيّ.
وحَرام بن مِلْحان خَال أَنَس بن مالِك وأُخْتُه أم حَرامٍ مشهوران.
وحَرامُ بن عَوْفٍ البَلِوِيّ شَهِد فَتْحَ مِصر.
وَعَبْد الله بنُ عَمْرِو بن حَرامِ بن ثَعْلَبَة بن حَرام بن كَعْبِ بن سَلَمَة الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، والِدُ جابِر.
وزاهر بن حَرام، وقِيل بالزاي وَقَالَ عبد الْغَنِيّ: بالرّاء أصحّ.
وشَبِيبُ بن حَرام: شَهِدَ الحُدَيْبِيَة.
وحَرامُ بن جُنْدب بن عامِرِ بن غنم، جَدٌّ لأَنَسِ بن مَالك.
وحَرامُ بن غِفارٍ، فِي أجداد أبي ذَرّ الغِفارِيّ. وحَرامُ بنُ سَعْدٍ الأَنصارِيّ شيخٌ للزُّهْرِيّ. وحَرامُ ابْن حَكِيم بن سَعْدٍ الأنصاريّ الدِّمَشْقِيّ، عَن عَمّه عبد الله بن سَعْد.
وحَرامُ بن عَبْدِ عَمْرٍ والخَثْعَميّ، عَن عبد الله بن عَمْرو بن العاصِ.
وحَرامُ بن إِبْراهِيمَ النَّخَعِيّ، عَن أَبِيه، وَعنهُ الوَلِيدُ بن حَمّاد، ذَكَرَهُ ابنُ عُقْدَة. وحَرامُ بن وابِصَةَ الفَزارِيّ شاعرٌ فارِسٌ. وحَرامُ بن دَرّاج، عَن عُمَرَ وعَلِيّ، وَقيل بالزاي. وَأَبُو الحَرامِ بن العَمَرَّطِ بن تُجِيبَ.
والدّاخِلُ بنُ حَرامٍ الهُذَلَيّ، شَاعِر، قَالَ الأَصْمَعِي: اسمُه زُهَيْر.
وحَرام: جَبَلٌ بالجَزِيرة، قَالَه نصر.
وحَرِيمَة، كَسَفِينَةٍ: رجلٌ من أَنْجادِهِم، قَالَ الكَلْحَبَةُ اليَرْبُوعِيّ:

(فَأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها ... وَقد جَعَلَتْنِي من حَرِيمَةَ إِصْبَعا)

والحِرْمِيّة، بالكَسْر: سِهامٌ مَنْسوبةٌ إِلَى الحَرَمِ. والحِرْمُ قَدْ يكونُ الحَرام، ونَظِيرُهُ زَمَنٌ وَزَمانٌ.
والحَرِيمَةُ: مَا فاتَ من كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ.
وحَرِمٌ، كَكَتِف: موضعٌ. وَقَالَ نَصر: وادٍ بِأَقْصَى عارِضِ اليَمامَة ذُو نَخْلٍ وَزَرْع، وَقد تُفْتَح الرّاء، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(حَيّ دَارَ الحَيّ لَا حَيَّ بهَا ... بِسِخالٍ فأُثالٍ فحَرِمْ)

والحَرِمُ، كَكَتِفٍ: الحَرامُ والمَمْنُوع. والحَرِيمُ: الصَّدِيقُ، يُقال: فُلانٌ حَرِيمٌ صَرِيحٌ؛ أَي: صَدِيقٌ خالِصٌ.
والتَّحْرِيمُ: الصُّعُوبَة، يُقال: بَعِيرٌ مُحَرَّمٌ؛ أَي: صَعْبٌ، وأعرابيٌّ مُحَرَّمٌ، أَي: جافٍ فَصِيحٌ لم يُخالِط الحَضَرَ. وَهُوَ مجَاز. وَفِي الحَدِيث: ((أَما عَلِمْتَ أَنّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَة)) أَي: مُحَرَّمَة الضَّرْب، أَو ذَات حُرْمَة، وَفِي الحَدِيث الآخر: ((حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي)) أَي: تَقَدَّسْتُ عَنهُ وتَعالَيْت، فَهُوَ فِي حَقّه كالشَّيْءِ المُحَرَّم على الناسِ.
وَأَبُو القاسِمُ سَعِيدُ بن الحَسَنِ الجُرْجانِيّ الحَرَمِيّ، عَن أبي بكر الإسماعيليّ، تُوفي سنة ثلثمِائة وتسع وَتِسْعين. وَأَبُو مُحَمّد حَرَمِيّ بن عليّ البِيْكَنْدِيّ، سَكَنَ بَلْخ، ورَوَى عَن محمّد بن سلاَّم البِيْكَنْدِيّ.
وحَرَمِيّ بن جَعْفَر من مَشاهِير المحدّثين.
وحَرَمِيٌّ: لَقَبُ أبي بكر محمّد بن حُرَيْثِ بن أبي الوَرْقاء البُخارِيّ الْأنْصَارِيّ؛ وَأَيْضًا لَقَبُ أبي الحَسَن أحمدُ بنُ محمّد بنِ يُوسُفَ البَلْخِيّ الباهِلِيّ، عَن عَلِيّ بن المَدِينيّ؛ وَأَيْضًا لَقَب إِبراهيم بن يونُسَ، عَن أبي عَوانَة، وَعنهُ ابنُه محمّد.
والحِرْمِيّان، بالكَسْر، فِي القُرّاء نافِعٌ وابنُ كَثِير.
وسِكّةُ بَنِي حَرام بالبَصْرة، وإليها نُسِبَ أَبُو القاسِم الحَرِيريّ صَاحب المَقاماتِ.
وحَرْمَى، كَسَكْرَى: من أَسمَاء النّساء.
والمُحْرِمُ، كَمُحْسِن: لقب محمّد بن عُبَيْد بن عُمَيْر، كَانَ مُنْكَر الحَدِيث، ذَكَره ابنُ عَدِيّ فِي الْكَامِل.
وَأَبُو عَبْد الله محمَّد بن أَحْمد بن عَلِيّ بن مُحْرِم من شُيُوخِ أبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ. ومحمّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن المُحْرِم الحَضْرَمِيّ اليَمَنِيّ من فُقهاء اليَمَن، مَاتَ سنة سِتّمائَة وَإِحْدَى وَثَمَانِينَ.
ومَحَلَّة المَحْرُوم إِحْدى مَحَلاّت مِصْر، وَهِي مدينةٌ عامرةٌ وتعرف بمَحَلَّة المَرْحُوم.
وَعبد الرَّحْمن بن محمّد بن عبد الرَّحْمنِ بن المَحْرُوم، يُكْنَى أَبَا القاسِمِ، مَاتَ سنة ثلثمائةٍ وَأَرْبَعين.
(حرم) الشَّيْء عَلَيْهِ أَو على غَيره جعله حَرَامًا
حرم: {والمحروم}: المحارَف. {محرومون}: ممنوعون من الرزق.
(حرم)
فلَانا الشَّيْء حرمانا مَنعه إِيَّاه

(حرم) الشَّيْء حُرْمَة امْتنع وَيُقَال حرم عَلَيْهِ كَذَا وَالصَّلَاة حرما امْتنع فعلهَا
(ح ر م) : (حَرُمَ الشَّيْءُ) فَهُوَ حَرَامٌ وَبِهِ سُمِّيَ (حَرَامُ) بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَحَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، وَعَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ عَيَّاشٍ، (وَبَنُو حَرَامٍ) قَوْمٌ بِالْكُوفَةِ، نُسِبَتْ إلَيْهِمْ الْمَحَلَّةُ الْحَرَامِيَّةُ.

(وَالْحُرْمَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَامِ وَقَوْلُهُ
الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ ... تُهْتَكُ فِيهِ الْحُرْمَةُ
يَعْنِي حُرْمَةَ الْكُفَّارِ وَإِنَّمَا حَرَّكَ الرَّاءَ بِالضَّمِّ لِاتِّبَاعِ ضَمَّةِ الْحَاءِ وَالْمَحْرَمُ الْحَرَامُ وَالْحُرْمَةُ أَيْضًا وَحَقِيقَتُهُ مَوْضِعُ الْحُرْمَةِ (وَمِنْهُ) وَهِيَ لَهُ مَحْرَمٌ وَهُوَ لَهَا مَحْرَمٌ وَفُلَانٌ مَحْرَمٌ مِنْ فُلَانَةَ (وَذُو رَحِمٍ) مَحْرَمٍ بِالْجَرِّ صِفَةٌ لِلرَّحِمِ وَبِالرَّفْعِ لِذُو وَأَمَّا قَوْلُهُ وَإِنْ وَهَبَهَا لِأَجْنَبِيٍّ أَوْ ذِي رَحِمٍ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ أَوْ لِذِي مَحْرَمٍ لَيْسَ بِرَحِمٍ فَالصَّوَابُ أَوْ لِمَحْرَمٍ لَيْسَ بِذِي رَحِمٍ.

حرم


حَرَمَ(n. ac. حِرْم
حِرْمَة
حَرِم
حَرِمَة
مَحْرَمَة
حَرِيْم
حَرِيْمَة
حِرْمَاْن)
a. Withheld from, refused; deprived of.
b. Forbade; prohibited, declared unlawful.
c. Excluded.
d. Excommunicated.

حَرِمَ(n. ac. حَرَم
حَرَاْم)
حَرُمَ(n. ac. حُرْم
حُرْمَة
حُرُم
حَرَاْم
حُرُوْم)
a. ['Ala], Was forbidden to, unlawful for.
b. Was sacred, inviolable.

حَرَّمَa. Forbade, prohibited; declared unlawful.
b. Declared sacred, inviolable.

أَحْرَمَa. see II (a) (b).
c. Entered the sacred territory.

تَحَرَّمَa. Pass. of II.
إِحْتَرَمَa. Respected, revered, reverenced.

حِرْم
(pl.
حُرُوْم)
a. Prohibition.
b. Prohibited, forbidden, unlawful.
c. Anathema; excommunication.

حُرْمَة
(pl.
حُرَم)
a. Inviolability.
b. Reverence, respect.
c. That which is sacred, inviolable: woman; honour;
covenant &c.

حَرَم
(pl.
أَحْرَاْم)
a. Forbidden, unlawful.
b. Sacred.
c. [art.], The sacred territory of Mecca.
d. [art.
& dual ), Mecca & Medina.

حَرِمa. see 22
مَحْرَم
(pl.
مَحَاْرِمُ)
a. see 22 (a)
مَحْرَمَة
(pl.
مَحَاْرِمُ)
a. Pocket-hand- Kerchief.

حَرَاْم
(pl.
حُرُم)
a. Forbidden, prohibited; illicit.
b. Sacred, inviolable; venerable; hallowed.

حَرَاْمِيّa. Thief, robber, highway-man.
b. Rascal, scoundrel.

حِرَاْمa. Cloak; coverlet, blanket.

حَرِيْم
(pl.
حُرُم)
a. Sacred, inviolable.
b. Precincts ( of a house & c.).
c. Haram [ Harīm ].

حَرِيْمَةa. Unattainable wish, impossibility;
disappointment.

حِرْمَاْنa. Check, rebuff of fortune, disappointment.

مُحَرَّم
a. The 1st month of the Muhammadan year.

مُحْتَرَم
a. Respected, revered, venerable.

حَرْمَل
a. Rue (plant).
ح ر م

هتك رحمته. وفلان يحمي البيضة ويحوط الحريم. وهي له محرم إذا لم يحل له نكاحها، وهو لها محرم. قال:

وجارة البيت أرها محرما

والحاجة لابدّ لها من محرم، وهو ذو رحم محرم، وهي من ذوات المحارم. وتقول: إنّ من أعظم المكارم، اتقاء المحارم. وهو حرام محرم، وحرام الله لا أفعل. وأحرم الحاج فهو حرام وهم حرم. ولبس المحرم وهو لباس الإحرام. وأحرمنا: دخلنا في الشهر الحرام أو البلد الحرام. قال الراعي:

قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً ... ومضى فلم أر مثله مخذولاً

ولافن محرم: له ذمة وحرمة. وتحرم فلان بفلان إذا عاشره ومالحه، وتأكدت الحرمة بينهما. وتحرمت بطعامك ومجالستك، أي حرم عليك مني بسببهما ما كان لك أخذه. وحرمني معروفه حرماً، وحرماناً وفلان محروم: غير مرزوق. وحرمت الشاة والبقرة، واستحرمت، وشاة وبقرة مستحرمة وحرمى، وبها حرمة شديدة مثل الضبعة.

ومن المجاز: جلد محرم: لم يدبغ. وسوط محرم: لم يمرن. قال الأعشى:

ترى عينها صغواء في جنب ماقها ... تحاذر كفي والقطيع المحرما

وأعرابي محرم: حاف لم يخالط الحضر، وسرى في محارم الليل، وهي مخاوفه التي يحرم السرى معها. وأنشد ثعلب:

والله للوم وبيض دمج ... أهون من ليل قلاص تمعج

محارم الليل لهن بهرج ... حين ينام الورع المزلج
(حرم) - قَولُ اللهِ تَعالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} .
وقد فَسَّرَه الهَرَوِيّ.
وذَكَر الحَرْبِيُّ فيه قَولًا حَسَناً، قال: المَحْرُوم: الذي أَصابَتْه الجَائِحَة، سَمَّاه اللهُ مَحْروماً في موضِعَين:
قال الله تَبارَك وتعَالَى {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} - إلى أَنْ قال: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ، ثم قال -: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} . وقال تعالى في أَصْحَابِ الجَنَّة التي طَافَ عليها طَائِفٌ من رَبِّك: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} .
- في حَدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "في الحَرَامِ كَفَّارةُ يَمِين".
قال أبو زَيْد: العَقِيلِيُّون يَقُولون: "حَرامَ اللهِ لا أَفعَل كَذَا، ويَمِينَ اللهِ لا أَفعَلُه".
ويُحتَمل أن يُرِيد: تَحْرِيمَ الزوجَةِ والجَارِيَةِ من غَيرِ نِيَّة الطَّلاق، كما في قَولِه تَعالَى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} - إلى أَنْ قال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} .
وهذه المَسْألة اخْتَلَف قَولُ الصَّحابة، رَضِي الله عنهم، والأَئِمَّة فيها.
- في الحَدِيث: "حَرِيمُ البِئْرِ أَربَعُون ذِراعاً، عَطَن لِمَاشِيَته". يَعنِي البِئرَ التي يَحفِرها الرّجلُ في مَواتٍ لا يَملِكُه أَحَد، فحَرِيمُها: مُلقَى تُرابِها، لَيسَ لأحدٍ أن يَنزِلَ فيه، ولا يتَصَرَّفَ فيه.
وكذلك من حَفَر نَهْراً فحَرِيمُه مُلقَى تُرابِه، وكَمَا أَنَّه مَلَك البِئْر والنَّهر بالحَفْر مَلَك حَرِيمَهما، تَبَعًا لَهُمَا، فيُمكِن أن يكون سُمِّي به، لأَنَّه يَحرُم مَنْع صاحِبِه منه، أو لأَنَّه يَحرُم على غَيرِه التَّصرُّفُ فيه، وأَصلُ البَابِ المَنْع.
- قَولُه تَعالى: {حَرَمًا آمنًا} .
قيل: سُمِّيَت مَكَّة حَرَمًا، لأنّه يَحرُم انتِهاكُها بالصَّيد ونَحْوِه.
- في الحَدِيثِ: "اسْتَحرمَ آدمُ عليه الصَّلاة والسَّلام بَعْد قَتْلِ ابنِه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَك".
كأنَّه من الحُرمَة، ولَيسَ من قَولِهم: استَحْرَمت الشَّاةُ، إذا أَرادَتِ السِّفادَ في شَىءٍ.
الحاء والراء والميم
حرم الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ، وفي الحَديثِ " حَرَمُ إِبراهِيمَ - عليه السَّلام - والمَدِيْنَةُ حَرَمي ". والمُحَرَّمُ هو الحَرَمُ في شِعْرِ الأعْشى. والحَرَمانِ مكَّةُ والمَدينةُ. والمَنْسُوْبُ من الرِّجالِ إلى الحَرَمِ حِرْمِيٌّ؛ ومن غَيْرِهم حَرَمِيٌّ. وأحْرَمَ الرَّجُلُ فهو مُحْرِمٌ إِذا دَخَلَ الحَرَمَ، أو دَخَلَ في عَهْدٍ، أو أحْرَمَ بِحَجَّةٍ وعُمْرَةٍ أو إحداهما. وقَوْمٌ حَرَامٌ وقَوْمٌ حُرُمٌ مُحْرِمُوْن. وشَهْرٌ حَرَامٌ وحَرَمٌ. وأشْهُرٌ حُرُمٌ رَجَبٌ وذو القَعْدَةِ وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ. والمُحْرِمُ الدّاخِلُ في الشَّهْرِ الحَرَام. ويقال حِرْمٌ وحَرَامٌ كما يُقالُ حِلٌّ وحَلاَلٌ. والحُرْمَةُ ما لايَحِلُّ لك انْتِهاكُه. وأحْرَمَ الرَّجُلُ كانتْ له حُرْمَةٌ. وحُرَمُ الرَّجُلِ نِسَاؤه. والمَحَارِمُ ما لا يَحِلُّ اسْتِحْلالُه. وفي المَثَلِ " لا بُقْيا للحَمِيَّةِ بَعْدَ الحَرائمِ " أي عند الحُرْمَةِ. والمَحْرَمُ ذو الحُرْمَةِ في القَرَابَةِ. وهو ذو رَحِمٍ ومَحْرَمٍ. وحَكى الكِسائيُّ مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ. وحَرِيْمُ الدّارِ والنَّهرِ ما أُضِيْفَ إِليهما وكان من حُقُوْقِهما. والحَرِيْمُ الذي حُرِّمَ مَسُّه فلا يُدْنى منه في قَوْلِه
لَقىً بين أيْدي الطائفينَ حَرِيْمُ
قال أبو عمرو: هو شَيْءٌ كانُوا يَصْنَعُوْنَه من سَنَامِ الجَزُوْرِ لا يَمَسُّه إِلاّ مَنْ شَهِدَ الوَقْعَةَ. والحَرَامُ: ضِدُّ الحَلالِ، والجَميعُ: الحُرُمُ. وهو عليه حَرَامٌ وحِرْمٌ وحَرْمٌ وحَرَمٌ. وحَرَامَ اللهِ لا أفْعَلُ ذاكَ: أي يَمِيْنَ اللهِ. والمَحْرُوْمُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ؛ حِرْماناً. وقُرِيء: " وحِرْمٌ على قَرْيَةٍ " أي واجِبٌ، و " حَرَامٌ " حُرِّمَ ذلك عليها. والحُرْمُ: الحِرْمانُ، يُقال: حَرَمَه حُرْماً وحَرْماً وحُرْمَةً وحَرِيْمَةً. وحَرِمَ الرَّجُلُ: إِذا لَجَّ في شَيْءٍ ومَحِكَ. والحَرْمى من الشّاءِ والبَقَرِ: هي المُسْتَحْرِمَةُ إِذا أرادَتِ السِّفادَ، وهُنَّ حَرَامى مُسْتَحْرِماتٌ. والقَطِيْعُ المُحَرَّمُ: الذي لم يُمَرَّنْ. والحَيْرَمَةُ: البَقَرَةُ، والجَميعُ: الحَيْرَمُ. وقال أبو زَيْدٍ: أحْرَمْتُ الرَّجُلَ إِحْرَاماً: إِذا قَمَرْتَه، وحَرِمَ هو يَحْرَمُ حَرَماً. وإِنَّه لَحَرِمُ الجَمالِ وحارِمُ الجَمالِ: أي ليس بالجَمِيْلِ. وما هو بحارِمِ عَقْلٍ: أي له عَقْلٌ. والحُرْمُ: القَرْءُ إِذا حاضَتِ المَرْأةُ وحَرُمَ عليها الصَّلاةُ.
حرم
الحرام: الممنوع منه إمّا بتسخير إلهي وإمّا بشريّ، وإما بمنع قهريّ، وإمّا بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى: وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ [القصص/ 12] ، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك:
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الأنبياء/ 95] ، وقوله تعالى: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
[المائدة/ 26] ، وقيل: بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
[المائدة/ 72] ، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ [الأعراف/ 50] ، والمُحرَّم بالشرع: كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ [البقرة/ 85] ، فهذا كان محرّما عليهم بحكم شرعهم، ونحو قوله تعالى: قُلْ: لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ 
الآية [الأنعام/ 145] ، وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ [الأنعام/ 146] ، وسوط مُحَرَّم: لم يدبغ جلده، كأنه لم يحلّ بالدباغ الذي اقتضاه قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «أيّما إهاب دبغ فقد طهر» .
وقيل: بل المحرّم الذي لم يليّن، والحَرَمُ: سمّي بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيرا مما ليس بمحرّم في غيره من المواضع .
وكذلك الشهر الحرام، وقيل: رجل حَرَام وحلال، ومحلّ ومُحْرِم، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ [التحريم/ 1] ، أي: لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكلّ تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشيء، نحو: وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها [الأنعام/ 138] ، وقوله تعالى: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
[الواقعة/ 67] ، أي: ممنوعون من جهة الجدّ، وقوله: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
[الذاريات/ 19] ، أي: الذي لم يوسّع عليه الرزق كما وسّع على غيره. ومن قال: أراد به الكلب ، فلم يعن أنّ ذلك اسم الكلب كما ظنّه بعض من ردّ عليه، وإنما ذلك منه ضرب مثال بشيء، لأنّ الكلب كثيرا ما يحرمه الناس، أي: يمنعونه. والمَحْرَمَة والمَحْرُمَة والحُرْمَة، واستحرمت الماعز كناية عن إرادتها الفحل.
ح ر م: (الْحُرْمُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ الْإِحْرَامُ. «قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَلِّهِ وَحُرْمِهِ» أَيْ عِنْدَ إِحْرَامِهِ. وَ (الْحُرْمَةُ) مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَكَذَا (الْمَحْرُمَةُ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَقَدْ (تَحَرَّمَ) بِصُحْبَتِهِ. وَ (حُرْمَةُ) الرَّجُلِ (حَرَمُهُ) وَأَهْلُهُ. وَرَجُلٌ (حَرَامٌ) أَيْ (مُحْرِمٌ) وَالْجَمْعُ (حُرُمٌ) مِثْلُ قَذَالٍ وَقُذُلٍ. وَمِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ أَيْضًا وَهِيَ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ إِلَّا حَيَّانِ خَثْعَمُ وَطَيِّئٌ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ. وَ (الْحَرَامُ) ضِدُّ الْحَلَالِ وَكَذَا (الْحِرْمُ) بِالْكَسْرِ وَقُرِئَ:» وَحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا " وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مَعْنَاهُ وَاجِبٌ. وَ (الْحِرْمَةُ) بِالْكَسْرِ الْغُلْمَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ تُبْعَثُ عَلَيْهِمُ الْحِرْمَةُ وَيُسْلَبُونَ الْحَيَاءَ» وَمَكَّةُ (حَرَمُ) اللَّهِ. وَ (الْحَرَمَانِ) مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ. وَ (الْحَرَمُ) قَدْ يَكُونُ الْحَرَامَ مِثْلُ زَمَنٍ وَزَمَانٍ. وَ (الْمَحْرَمُ الْحَرَامُ) وَيُقَالُ: هُوَ ذُو (مَحْرَمٍ) مِنْهَا إِذَا لَمْ يَحِلَّ لَهُ نِكَاحُهَا. وَ (الْمُحَرَّمُ) أَوَّلُ الشُّهُورِ. وَ (التَّحْرِيمُ) ضِدُّ التَّحْلِيلِ. وَ (حَرِيمُ) الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا مَا حَوْلَهَا مِنْ مَرَافِقِهَا وَحُقُوقِهَا. وَ (حَرُمَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ يَحْرُمُ (حُرْمَةً) وَ (حَرُمَتِ) الصَّلَاةُ عَلَى الْحَائِضِ (حُرْمًا) وَ (حَرِمَتْ) أَيْضًا مِنْ بَابِ فَهِمَ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (حَرَمَهُ) الشَّيْءَ يَحْرِمُهُ (حَرِمًا) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا مِثْلُ سَرَقَهُ يَسْرِقُهُ سَرِقًا وَ (حِرْمَةً) وَ (حَرِيمَةً) وَ (حِرْمَانًا) وَ (أَحْرَمَهُ) أَيْضًا إِذَا مَنَعَهُ إِيَّاهُ. وَ (أَحْرَمَ) الرَّجُلُ دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ. وَأَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ لِأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا كَانَ حَلَالًا مِنْ قَبْلُ كَالصَّيْدِ وَالنِّسَاءِ. وَ (الْإِحْرَامُ) أَيْضًا بِمَعْنَى التَّحْرِيمِ يُقَالُ: (أَحْرَمَهُ) وَ (حَرَّمَهُ) بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هُوَ الْمُحَارَفُ. 
ح ر م : حَرُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ حُرْمًا وَحُرُمًا مِثْلُ: عُسْرٍ وَعُسُرٍ امْتَنَعَ فِعْلُهُ وَزَادَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ حُرْمَةُ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا وَحَرُمَتْ الصَّلَاةُ مِنْ بَابَيْ قَرُبَ وَتَعِبَ حَرَامًا وَحُرْمًا امْتَنَعَ فِعْلُهَا أَيْضًا وَحَرَّمْت الشَّيْءَ تَحْرِيمًا وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ الشَّهْرُ الْأَوَّلُ مِنْ السَّنَةِ وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لَمْحًا لِلصِّفَةِ فِي الْأَصْلِ وَجَعَلُوهُ عَلَمًا بِهِمَا مِثْلُ: النَّجْمِ وَالدَّبَرَانِ وَنَحْوِهِمَا وَلَا يَجُوزُ دُخُولُهُمَا عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّهُورِ عِنْدَ قَوْمٍ وَعِنْدَ قَوْمٍ يَجُوزُ عَلَى صَفَرٍ وَشَوَّالٍ وَجَمْعُ الْمُحَرَّمِ مُحَرَّمَاتٌ وَسُمِعَ أَحْرَمْتُهُ بِمَعْنَى حَرَمْتُهُ وَالْمَمْنُوعُ يُسَمَّى حَرَامًا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ حَرَامٍ وَقَدْ يُقْصَرُ فَيُقَالُ حَرَمٌ مِثْلُ: زَمَانٍ وَزَمَنٍ وَالْحِرْمُ وِزَانُ حِمْلٍ لُغَةٌ فِي الْحَرَامِ أَيْضًا.

وَالْحُرْمَةُ بِالضَّمِّ مَا لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَالْحُرْمَةُ الْمَهَابَةُ وَهَذِهِ اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَامِ مِثْلُ: الْفُرْقَةِ مِنْ الِافْتِرَاقِ وَالْجَمْعُ حُرُمَاتٌ
مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرُفَاتٍ وَشَهْرٌ حَرَامٌ وَجَمْعُهُ حُرُمٌ بِضَمَّتَيْنِ فَالْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ وَاحِدٌ فَرْدٌ وَثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَهِيَ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَالْبَيْتُ الْحَرَامُ وَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَالْبَلَدُ الْحَرَامُ أَيْ لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهُ وَيُقَالُ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ أَيْ لَا يَحِلُّ نِكَاحُهُ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمَحْرَمُ ذَاتُ الرَّحِمِ فِي الْقَرَابَةِ الَّتِي لَا يَحِلُّ تَزَوُّجُهَا يُقَالُ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَيُجْعَلُ مَحْرَمٌ وَصْفًا لِرَحِمٍ لِأَنَّ الرَّحِمَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ وَصَفَهُ بِمُذَكَّرٍ كَأَنَّهُ قَالَ ذُو نَسَبٍ مَحْرَمٍ وَالْمَرْأَةُ أَيْضًا ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ قَالَ الشَّاعِرُ
وَجَارَةُ الْبَيْتِ أَرَاهَا مَحْرَمًا ... كَمَا بَرَاهَا اللَّهُ إلَّا إنَّمَا
مَكَارِمُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا
أَيْ أَجْعَلُهَا عَلَيَّ مُحَرَّمَةً كَمَا خَلَقَهَا اللَّهُ كَذَلِكَ وَمَنْ أَنَّثَ الرَّحِمَ يَمْنَعُ مِنْ وَصْفِهَا بِمَحْرَمٍ لِأَنَّ الْمُؤَنَّثَ لَا يُوصَفُ بِمُذَكَّرٍ وَيَجْعَلُ مَحْرَمًا صِفَةً لِلْمُضَافِ وَهُوَ ذُو وَذَاتُ عَلَى مَعْنَى شَخْصٍ وَكَأَنَّهُ قِيلَ شَخْصٌ قَرِيبٌ مَحْرَمٌ فَيَكُونُ قَدْ وَصَفَ مُذَكَّرًا بِمُذَكَّرٍ أَيْضًا وَمَحْرَمٌ بِمَعْنَى حَرَامٍ وَالْحُرْمَةُ أَيْضًا الْمَرْأَةُ وَالْجَمْعُ حُرَمٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمَحْرَمَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا الْحُرْمَةُ الَّتِي لَا يَحِلُّ انْتِهَاكُهَا وَالْمَحْرَمُ وِزَانُ جَعْفَرٍ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْمَحَارِمُ.

وَحَرَمُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَعْرُوفٌ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حَرَمِيٌّ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ يُقَالُ رَجُلٌ حَرَمِيٌّ وَامْرَأَةٌ حُرْمِيَّةٌ وَسِهَامٌ حُرْمِيَّةٌ قَالَ الشَّاعِرُ
مِنْ صَوْتِ حُرْمِيَّةٍ قَالَتْ وَقَدْ ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخِفِّيكُمُو مَنْ يَشْتَرِي أَدَمَا
وَقَالَ الْآخَرُ
لَا تَأْوِيَنَّ لِحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ بِهِ ... يَوْمًا وَإِنْ أُلْقِيَ الْحَرَمِيُّ فِي النَّارِ
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ اللَّيْثُ إذَا نَسَبُوا غَيْرَ النَّاسِ نَسَبُوا عَلَى لَفْظِهِ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ فَقَالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيٌّ وَهُوَ كَمَا قَالَ لِمَجِيئِهِ عَلَى الْأَصْلِ.

وَأَحْرَمَ الشَّخْصُ نَوَى الدُّخُولَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ وَمَعْنَاهُ أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِي شَيْءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ بِهِ مَا كَانَ حَلَالًا لَهُ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَنْجَدَ إذَا أَتَى نَجْدًا وَأَتْهَمَ إذَا أَتَى تِهَامَةَ وَرَجُلٌ مُحْرِمٌ وَجَمْعُهُ مُحْرِمُونَ وَامْرَأَةٌ مُحْرِمَةٌ وَجَمْعُهَا مُحْرِمَاتٌ وَرَجُلٌ وَامْرَأَةٌ حَرَامٌ أَيْضًا وَجَمْعُهُ حُرُمٌ مِثْلُ: عَنَاقٍ وَعُنُقٍ وَأَحْرَمَ دَخَلَ الْحَرَمَ وَأَحْرَمَ دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَدِيثِ «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لِحِلِّهِ وَحَرَمِهِ» أَيْ وَلِإِحْرَامِهِ.

وَحَرِيمُ الشَّيْءِ مَا حَوْلَهُ مِنْ حُقُوقِهِ وَمَرَافِقِهِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى غَيْرِ مَالِكِهِ أَنْ يَسْتَبِدَّ بِالِانْتِفَاعِ بِهِ وَحَرَمْتُ زَيْدًا كَذَا أَحْرِمُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ حِرْمًا بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَحِرْمَانًا وَحِرْمَةً بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَحْرُومٌ وَأَحْرَمْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فِيهِ وَالْحَرْمَلُ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ لَهُ حَبٌّ أَسْوَدُ وَقِيلَ حَبٌّ كَالسِّمْسِمِ. 
[حرم] نه فيه: كل مسلم عن مسلم "محرم" أي يحرم عليه أذاه، ويقال: مسلم محرم، أي لم يحل من نفسه شيئاً يوقع به، يريد أنه معتصم بالإسلام ممتنع بحرمته ممن أراده، أو أراد ماله، و"نصيران" يشرح في النون. ومنه ح: الصيام "إحرام" لتجنبه ما يثلم صومه، ويقال للصائم أيضاً: محرم. ومنه:
قتلوا ابن عفان الخليفة "محرماً" ... ورعا فلم أر مثله مخذولا
وقيل: أراد لم يحل من نفسه شيئاً يوقع به، ويقال للحالف: محرم، لتحرمه به. ومنه "يحرم" في الغضب، أي يخلف. وفيه: في "الحرام" كفارة يمين، هو أن يقول: حرام الله لا أفعل، كما تقول: يمين الله، ويحتمل أن يريد تحريم الزوجة والجارية من غير نية الطلاق. ومنه: "لم تحرم ما أحل الله لك". ومنه: إلى صلى الله عليه وسلم من نسائه و"حرم" فجعل الحرام حلالاً، أي ما كان قد حرمه بالإيلاء من نسائه عاد حله بالكفارة. وفيه: أطيبه صلى الله عليه وسلم لحله و"حرمه" بضم حاء وسكون راء: الإحرامب الحج، وبالكسر الرجل المحرم يقال: أنت حل وأنت حرم. و"أحرم" إذا دخل في الحرم وفي الشهور الحرم، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. ومنه: "تحريمها" التكبير، كأنه بالتكبير ممنوع من الأفعال والكلام. وفيه: يعظمون فيها "حرمات" الله، جمع حرمة، أي حرمة الحرم وحرمة الإحرام وحرمة الشهر الحرام، والحرمة ما لا يحل انتهاكه. ومنه: لا تسافر المرأة إلا مع ذي "محرم" منها، وروى: ذي "حرمة"، والمحرم من لا يحل له نكاحها. ك: محرم بفتح ميم وسكون حاء، وذي حرمة بضم حاء وسكون راء، أي رجل ذو حرمة بنسبة أو غيره، مسيرة يوم، وروى: فوق ثلاثة أيام، واختلافه لاختلاف السائلين، وجوز الشافعي السفر مع الأمن. وح: لا يدخل عليها إلاومالك في تحريم صيدها، وأباحه أبو حنيفة لحديث ما فعل النغير، وأجيب بأنه قبل التحريم، أو كان من الحل. ط: في "الحرام" يكفر، أي من حرم شيئاً على نفسه يلزمه كفارة يمينه. ومن "حرمها" أي من حرم خيرها بتوفيق العبادة فيها "حرم" أي حرم خيراً كثيراً. قوله: الأكل "محروم" أي لا حظ له في السعادة. ن: أهل بيتي من "حرم" الصدقة، بضم حاء وخفة راء. وح: إنما "حرم" أكلها، بفتح حاء وضم راء وبضم حاء وكسر راء مشددة. و"حرمت" الخمر، أي اعتقدت حرمته ولا أفعله. وح: والله لقد "حرمناه" بتخفيف راء أي منعناه منه، حرمته وأحرمته بمعنى. وح: "حرمة" نساء المجاهدين هذا بتحريم التعريض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن. غ: "حرام على قرية" واجب، وحرم وجب. و"الحرمة" ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه. و"من يعظم حرمات الله" فروضه أو ما حرمه عليه فيجنبه.
حرم: حرمه من الشيء: منعه عنه ومنه (بوشر، دي ساسي ديب 9: 46).
وحرم: أبسل، جعله حراما (بوشر، همبرت ص157) وفصله عن الجماعة (ألكالا) (فهو محروم) (محيط المحيط، بوشر) وفيها محروم وهو الذي وقع عليه الحِرم.
حرَّم (بالتشديد). حرَّم الشيء على نفسه: جعله حراما أي ممنوعا من فعله (بوشر).
وحرَّم الرجل: فصله عن الجماعة (فوك، ألكالا: أماري ص 421).
وحرَّم: ذكرها فوك في مادة ( Pallium) .
أحرم: حَرَم، اعدم، منع (بوشر) وأحرم بمعنى قال الله اكبر في افتتاح الصلاة (انظر لين في مادة حرّم) (البكري ص139، المقري 1: 544، 2: 533، رياض النفوس (ص60 ق، 74 و) ومن هذا: أحرم بالصلاة أي دخل فيها. وفي معجم لين تحرَّم بالصلاة في نفس المعنى. وفي رياض النفوس (ص77 ق): فقال السلام عليك واستقبل القبلة وأحرم بالصلاة. ويقال في نفس المعنى: أحرم للصلاة (كرتاس ص179، ألف ليلة (برسل 11: 445) كما يقال احرم في الصلاة (فوك). وفي الكلام عن الكعبة يقال: أحْرَمَتَُّ: وإحرام الكعبة يكون في اليوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة. فترفع الستارة التي تغطيها من جوانبها الأربعة إلى باع ونصف لكي يحموا هذه الستارة من أيدي الذي يحاولون إسلامها ومنذ هذا الحين لا تفتح الكعبة إلا بعد الإفاضة من الوقوف بعرفة، أي بعد اثني عشر يوما (ابن جبير ص166، ابن بطوطة 1: 395) أما في أيامنا هذه يعني أن الكعبة بدون ستارة ويستمر هذا خمسة عشر يوما لأنهم يرفعون الستارة في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ثم يضعون عليها سترة جديدة في اليوم العاشر من ذي الحجة (بركهارت جزيرة العرب 1: 255، علي بك 2: 78).
تحرَّم. كما يقال تحرَّم بالصلاة أي بدأها ودخل فيها (لين): يقال تحرَّم بالطواف أي بدا الطواف حول الكعبة (بدرون 284).
وتحرَّم: سرق، امتهن اللصوصية (ألف ليلة، برسل 7: 291) وامتهن القرصنة (دي ساسي ديب 11: 41، أماري ديب ص194).
وتحرَّم، ذكرها فوك في مادة ( Pallium) .
انحرم: ذكرها فوك في مادة ( Proibere) .
احترم. لقد صحح لين غلط جوليوس وفريتاج اللذين قالا إن معناه صار محترَماً ومكَرَّما، وقال إن صوابها أحْتُرِمَ بالبناء للمجهول. غير أن أهل الأندلس يقولون محترِم بدل محترَم بمعنى مُبَجَّل ومكرم. (انظر ألكالا).
وهذا الفعل يستعمل مجازا بمعنى أبقى على كما نستعمل كلمة ( Respecter) الفرنسية ففي رحلة ابن بطوطة (3: 291) مثلا: وكان هذا السلطان يعاقب على الذنوب الصغيرة كما يعاقب على الكبيرة ولا يبقي على أحد (وكان لا يحترم أحد) لا عالماً ولا عدلاً ولا شريفاً (ابن بطوطة 2: 88).
وقد ارتكب فريتاج خطا كبير حين قال إن ج، ج شلتنز قد علق على هامش نسخته من معجم جوليوس إن هذا الفعل يعني باللاتينية ما معناه: منعه الاحترام، لأن شلتنز ذكر لهذا الفعل معنيين معنى امتنع ومنع ومعنى احترم غير أن فريتاج خلط بينهما وظنَّهما معنى واحدا (انظر ويجرز في روتجرز ص154) وهذا الفعل يعني في الحقيقة: امتنع عن الشيء احتراما له وامتنع من استعمال شيء احتراما له. فعند روتجرز (ص153) مثلا: وكان العرب الذين يسكنون هذه الأقطار يمتنعون عن قطع شيء من هذه الشجرة ((كانت يحترمون أن يقطعوا شيئا منها)) لأنهم كانوا يعتقدون إنها مسكن الجن. وفي المقري (1: 688): وعلى الرغم من إن على هذا النهر جسرين فإن الناس ودوابهم كانوا يعبرونه بالزوارق ((لأن هذين الجسرين كانا قد احْتُرِما)) لوقوعهما داخل سور قصر السلطان. وانظر (1: 9) منه ففي: احتراما لموضع السلطان.
واحترام اللحم: الامتناع عن أكل اللحم (فوك).
واحترم: امتنع من (دي ساسي طرائف (2: 83) وفيه: احترم الإفادة من جميع الحدود أي امتنع من الإفادة التي يمكن أن يستفيدها من جميع الشيوخ (أي رجال الدين). تَحَيْرَمَ: سرق، امتهن اللصوصية (ألف ليلة برسل 6: 199، 11: 395).
حِرْم: حرام. والمنع عن شركة المؤمنين ومخالطتهم (بوشر، محيط المحيط).
حُرْمَة: بمعنى الاحترام والكرامة، يقال: عمل حرمة بمعنى احترم (ألكالا). ويقال حاشا حرمة السامعين أي حاشا احترام السامعين. ويقال: حاشا حرمتك من ذلك أي انك لا تستطيع عملا سيئا مثل ذلك (بوشر).
ونجد في معجم ألكالا فكرة مغيرة لأنه يترجم ( Horma) بما معناه: مكانة واعتبار، ففيه: حرمة الجماعة واعتبارها وانظر في المعجم اللاتيني - العربي ( Privilegium) : حرمة وتقدم.
وحرمة: شارة الشرف (ألكالا).
وحرمة: شعار غلبة وهو مجموعة أسلحة تذكارا لنصر (لكالا).
وحرمة: شرف النسب وكرم الأبَّوة والجرثومة (ألكالا).
وحرمة: حمى، ملاذ (دومب ص99،هلو).
وحرمة بالمعنى التي ذكرها لين 555 (= ذمّة) وانظر العبارة في كوزج مختارات (ص31) وهي: لا أبيعها بكل ما في الدنيا من مال لحرمتها بي للرابطة المقدسة التي تربطها بي.
وحُرمة: سيدة، امرأة محترمة (كوزج مختارات ص22).
يا حرمة: يا سيدة (ألف ليلة 2: 427).
بحرمة: باسم، بحق، مراعاة، إكراما (بوشر).
في حرمة أو لحرمة: لأجل، بشأن، بسبب - وحرمة فَش: لأجل ماذا؟ (فوك).
حرمي. الأذخر الحرمي: صنف من الأذخر. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه ينبت في الحجاز (ابن البيطار 1: 19). حِرْمان: خسران، خسارة (بوشر).
حِرْمَانية: خسران، خسارة (بوشر).
حَرَام: لئيم، شرير، غير شريف، مستقيم (بوشر).
وحَرام: مرابي (بوشر).
وحَرام: مرتكب المحارم، زان بمحرم مسافح (بوشر).
وحَرام: سرقة، اختلاس (بوشر، ألف ليلة ماكن 1: 233، 3: 475، برسل 6: 235).
وحَرام: لعنة (هلو) وحِرم، حرمان (ألكالا) حَرام وحِرام: تحريف إحرام (انظر الكلمة). وهي قطعة من نسيج الصوف الأبيض ويستعملها المغاربة غالبا وهو يلقونها على أجسادهم كما إنهم يستعملونها غطاء في الليل ويفرشونها كالبساط. والمغاربة هم اللذين أدخلوا الحرام في مصر وقد سمَّي هذا الغطاء حراما لأنه يشبه إحرام الحجاج (انظر لين ترجمة ألف ليلة 3: 570 تعليقة 21) وفي هذه العبارة التي تتصل بها التعليقة حرام في طبعة بلاق خطأ والصواب حزام كما هو مذكور في طبعة ماكن 16604. لين عادات 1: 227، 2: 8، بوشر، صفة مصر 12: 128).
ويجمع بالألف والتاء جمع المؤنث السلم (صفة مصر 27: 300، دفريمري مذكرات ص153، باننتي 2: 66).
وحرام: شال يغطي نصف الوجه (بارت 5: 270، وانظر 4: 349).
ابن حرام: ابن زنا (بوشر، همبرت ص30، ألف ليلة 1: 178).
وابن حرام: رجل بور، رجل سوء، خسيس، نذل، لئيم (همبرت ص240) وشقي، وغد، نذل، ساقط الهمة (بوشر).
وأبناء الحرام: أدنياء، اخساء، لصوص، سرَّاق (ألف ليلة 1: 772).
حُرُوم: حِرم، حرمان كنسي (بوشر).
حَريم، ويجمع على حَرَائِم: أهل الرجل (فوك).
حريمات: زوجات رجال متعددين (ألف ليلة 2: 474، 475).
حِرَامة: ذكرها فريتاج. ولابد أن تحذف (فليشر تعليقه على المقري 1: 486، وفي بريشت ص189).
حَرامِيّ: نذل، خبيث، لئيم، لص، سارق، قاطع طريق (بوشر، هلو، محيط المحيط، ابن جبير ص303، كوزج مختارات ص74، برايتنباخ ص115 ق، دافيدسن ص64، برتون 1: 242، 2: 101) وكذلك في العبارة التي نقلها فريتاج من حياة تيمور.
وحرامي: نغل، ابن زنا، ابن حرام (همبرت ص30 (الجزائر)، رولاند دوماس حياة العرب ص101).
وحرامي يطلق في أفريقية وسوريا على الياسمين البري (ابن العوام 1: 310) هذا إذا كانت كتابة الكلمة فيه صحيحة. حَرِيِمي. الحسن الحريمي: حسن النساء (ابن جبير ص210 = ابن بطوطة 2: 101).
أَحْرَم: أردأ، اسوأ، أنجس، شر، ألعن (الكالا).
إحْرام:، ويجمع على احاريم (ابن بطوطة 4: 116) وأحَارِم (فوك، المقري 2: 117): لباس الحاج: وهو يتألف من قطعتين من نسيج الكتان أو الصوف ويفضل الأبيض منهما ويبلغ طوله ستة أقدام بعرض ثلاثة أقدام ونصف القدم، ويسمى أحدهما ((رداء)) وهو الذي يرتدي فيغطي القسم الأعلى من الجسم ويسمَّى الآخر ((إزاراً)) وهو الذي يؤتزر به ويغطي الجسم من المحزم إلى الركبة. (بركهارت جزيرة العرب: 1: 160، برتون 2: 133) وهذا هو لباس العرب منذ القدم (أنظر الحماسة ص81 مثلا) وهو لباسهم اليوم أيضاً فيما يقول برتون فإن رجال الأقوام الذين يسكنون غربي البحر الأحمر لا يلبسون غيره.
وإحرام: لباس الإحرام وهو نفس لباس الحاج (نيبور ب ص345).
وإحرام عند المغاربة: رداء يرتديه الرجال يغطي الرأس والكتفين أو الكتفين فقط (معجم الأسبانية ص109، 110) وفي كتاب ابن عبد الملك (ص116 ق): حين ضرب منصور الموحدي الدنانير الكبيرة التي تسمى منذئذ باليعقوبية أعطى مائتي دينار منها ملفوفة بقرطاس أحد العلماء ((فلما صار القرطاس بيده جذب طرف إحرامه الذي كان عليه وأفرغ القرطاس فيه)) (انظر ابن بطوطة 1: 18، 19).
وإحرام: أنظر: حرام.
مَحْرَم: يطلق عادة على القريب من نفس الأسرة كما يطلق على البعيد من نفس الأسرة الذي يمكن تزوجه (دي يونج).
ومَحْرَم: ضرب من النسيج (مملوك 2، 2: 71، 2: 12، 18، 19) غير أن كتابة الكلمة مشكوك فيها (انظر ص76).
مَحْرَمة، وتجمع على محارم: منديل (مملوك 2، 2: 76، ميهرن ص42، زيشر 11، 503 وما يليها، وولتر سدروف، برتون 2: 115، هلو، غدامس ص42، محيط المحيط).
ومحرمة، فوطة، غطاء المنضدة (بوشر).
ومَحْرمة فم حزام: منديل من الحرير مخطَّطة أطرافه تضعه النساء على أكتافهنَّ (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 24).
مَحْرَمِيَّة: مسارة، نجوى (هلو).
مُحرَّم: قسم الخباء المخصَّص لسكنى الأسرة (زيشر 22: 100 رقم 31).
مَحْرُوم: مطرود من المجتمع (ابن عباد 3: 45 رقم 44).
ومحروم: حَرِم، ممنوع من شركة المؤمنين (ألكالا، همبرت ص157).
مُحْنَرَم: مفضل، مكرم، ذو حظوة عند الأمراء وغيرهم (ألكالا).
ومحترم: مكان مفضل (الكالا).
باب الحاء والراء والميم معهما ح ر م، ح م ر، م ح ر، م ر ح، ر ح م، ر م ح كلهن مستعملات

حرم: الحَرَمُ: حَرَمُ مَكّةَ وما أحاط بها إلى قريبٍ من المَواقيت التي يُحْرِمُون منها، مَفصول بين الحِلِّ والحَرَم بمِنىً. والمُحَرَّم في شعر الأعشى هو الحَرَم حيث يقول:

بأجْيادَ غربيَّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

وقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: مَكَّةُ حَرَمُ إبراهيم، والمدينةُ حَرَمي.

(والمُحَرَّم هو الحَرَم) ، ورجلٌ حِرْميٌّ: منسوبٌ إلى الحَرَم، قال:

لا تَأْويَنَّ لِحرميٍّ مررتَ به ... يوماً وإنْ أُلِقَي الحِرْميُّ في النار

[وإذا نسبوا غير النّاس (فتحوا وحرّكوا) فقالوا] : منسوبٌ إلى الحَرَم. أي: مُحْرِمون. وتقول: أحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ وحَرام، ويقالُ: إنّه حَرامٌ على مَن يرومُه بمكروهٍ، وقَومٌ حرم أي: محرمون. والأَشهُرُ الحُرُم ذو القَعْدة وذو الحِجة والمُحَرَّم ورَجَبٌ، ثلاثة سَرْدٌ وواحد فَرْدٌ . والمُحَرَّم سُمِّيَ به لأنَّهم [لا] يَسْتَحلُّونَ فيه القتال. وأَحْرَمْتُ: دَخَلْتُ في الشهر الحَرام. والحُرْمةُ: ما لا يَحِلُّ لكَ انتِهاكُه. وتقول: فلانٌ له حُرْمةٌ أي تَحَرَّمَ منّا بصُحبةً وبحَقٍّ. وحُرَمُ الرجل: نِساؤه وما يَحمي. والمَحارِمُ: ما لا يحِلّ استحلالُه. والمَحْرَم: ذو الرّحم في القرابة [وذات الرّحم في القرابة] أي: لا يحِلّ تَزويجُها، يقال: هو ذو رَحِمٍ مَحْرَم [وهي ذات رَحِمٍ مَحْرَم] قال: .

وجارة البَيْتِ أراها مَحْرَما

وحَريمُ الدار: ما أُضيفَ إليها من حُقوقها ومَرافِقها (وحَريم البِئْر: مُلْقَى النَّبيثَة والمَمْشَى على جانِبَيْها ونحو ذلك. وحَريمُ النَّهر: مُلْقَى طينه والمَمْشَى على حافَتَيْه) . والحَريمُ: الذي حَرُمَ مَسُّه فلا يُدْنَى منه. وكانت العَرَبُ إذا حَجُّوا ألْقَوا الثِّيابَ التي دَخَلوا بها الحَرَمَ ، فلا يلبَسونها ما داموا في الحَرَم، قال  كفى حزنا كري عليه كأنه ... لقى بين أيدي الطائفين حَريمُ

والحَرامُ ضِدُّ الحَلال، والجميع حُرُم، قال:

وباللّيْل هُنَّ عليه حُرُمْ

والمَحرومُ: الذي حُرِمَ الخَيْرَ حِرْماناً، ويُقَرأ (قوله تعالى) : وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ

، أي واجب، عليهم، حَتْم لا يَرجِعونَ إلى الدنيا بعد ما هَلَكُوا. ومن قَرَأَ: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ

يقول: حُرِّمَ ذلك عليها فلا يُبْعَث دون يوم القيامة. وحَرِمَ الرجل إذا لج في شيءٍ ومَحَكَ . والحَرْمَى من الشّاء والبَقَر هي المُسْتَحْرِمة، تقول: استَحْرَمَتْ حِرْمةً إذا أرادَتْ السِّفاد وهُنَّ حَرَامَى أي مُستَحْرمات. والقَطيعُ المُحَرَّم: السَّوْط الذي لم يَمْرُنْ، قال الأعشى:

تَرَى عَيْنَها صَغْواءَ في جَنْبِ مَأْقِها ... تُراقِبُ كَفّي والقَطيعَ المُحَرَّما  رحم: الرَّحمن الرَّحيم: اسمانِ مُشتَقّانِ من الرَّحْمة، ورَحْمةُ الله وسعت كل شيء، (وهو أرحم الراحمين) ، ويقال: ما أقرَبَ رُحْمَ فلانٍ إذا كانَ ذا مَرْحَمةٍ وبرٍّ، وقوله- جلَّ وعزَّ- وَأَقْرَبَ رُحْماً

، أي أَبَرَّ بالوالدَيْن من القتيل الذي قَتَلَه الخَضْرُ- عليه السلام-، [وكان الأبَوان مُسلِمَيْن والابْنُ كان كافِراً فوُلِدَ لهما بعدُ بنتٌ فوَلَدَت نبيّاً، وأنشد:

أحْنَى وأرحَمُ من أُمٍّ بواحدها ... رُحْماً وأشجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضاري)

والمَرْحمةُ: الرَّحْمة، [تقول: رَحِمْتُه أَرْحَمُه رَحْمةً ومَرْحمة، وتَرَحَّمْت عليه، أي قلت: رَحْمةُ اللهِ عليه، وقال الله- جلَّ وعزّ- وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أي أوصَى بعضُهم بعضاً برحمة الضَّعيف والتَّعْطُّف عليه) . والرَّحِمُ: بيْتُ مَنبِت الوَلَد ووِعاؤه في البَطْن. وبينهما رَحِمٌ أي قَرابةٌ قريبة، قال الأعشى:

نُجْفَى وتُقطَعُ منا الرَّحِمْ

[وجمعُه الأرحام. وأما الرَّحِم الذي جاء

في الحديث: الرَّحِمُ مُعَلَّقةٌ بالعَرْش، تقول: اللهُمَ صِلْ من وَصَلَني واقطَعْ من قَطَعْني

فالرَّحِمُ القرابة تجمَع بني أَبٍ. وناقة رَحُومٌ: أصابَها داءٌ في رَحِمها فلا تَلْقَح، تقول: قد رَحُمِتَ رُحْماً، وكذلك المرأة رَحِمَت ورَحُمَت إذا اشتَكَتْ رَحِمَها] » .

مرح: المَرَحُ: شِدَّة الفَرَح حتى يُجاوزَ قَدْرَه. وفَرَسٌ (مَرِحٌ) مِمْراح مَرُوحٌ، وناقة مِمْراحٌ مَرُوحٌ، وقال:

نطوي الفَلا بمَرُوحٍ لحمُها زِيَمُ

ومَرْحَى: كلمة تقولها العَرَبُ عند الإصابة. والتَّمريحُ: أنْ تُمْلأَ المَزادةُ أوَّلَ ما تُخْرَزِ حتى تُكْتَمَ خُروزُها ، تقول: ذَهَبَ مَرَحُ المَزادة إذا لم يَسِلْ ماؤها، وقد مَرِحَتِ [العين] مَرَحاناً: [اشْتدّ سَيَلانها] ، [قال] :

[كأنَّ قَذًى في العَيْن قد مَرِحَت به ... وما حاجة الأخرى إلى المَرَحان]

ويقال: مَرِّح جلْدَك أي: ادهَنْه، قال الطرماح:

مدبوغة لم تمرح  رمح: الرُّمْح [واحدُ] الرِّماح. والرِّماحةُ: صَنْعَةُ الرَّمّاح. والرامِحُ: نَجْمٌ يقال له السِّماكُ المرزم. و [ذو] الرُّمَيْح : ضَرْبٌ من اليرابيع، طويل الرِّجْلَيْن في أوساط أوظفته، في كلّ وَظيفٍ فَضل ظُفْر. وأخَذَتِ البُهْمَى رِماحَها: إذا امتَنَعَتْ من المراعي. ورَمَحَتْ الدّابَّةُ بِرجْلِها تَرْمَحُ بها رَمْحاً، [وكل ذي حافر يَرْمَح رمحاً إذا ضَرَب برِجْلَيْه، ورُبَّما استُعير الرُّمّحُ لذي الخُفِّ، قال الهذلي:

ّبطَعْنٍ كرَمْح الشَّوْلِ أَمسَتْ غَوارِزاً ... حَواذبُها تَأْبَى على المتُغَبِّرِ]

ويقال: بَرِئْتُ إليكَ من الجِماح والرِّماح، [وهذا من العُيوب التي يُرَدُّ المبَيعُ بها] ويقال: رَمَحَ الجُنْدُبُ أي: ضَرَبَ الحَصَى برِجْله، قال:

والجُنْدُبُ الجَون يَرْمَحُ

حمر: الحُمْرة: لَوْنُ الأَحمْرَ، تقول: قد احمَرَّ الشيء [احمِراراً] إذا لَزِمَ لونَه فلم يَتَغَيَّرْ من حالٍ إلى حال، واحمارَّ يَحمارُّ احميراراً إذا كان عَرَضَاً حادثاً لا يثُبتُ، كقولك: جَعَلَ يَحمارُّ مَرَّةً ويَصفارُّ مرّةً. والحَمَرُ: داء يعتري (الدابَّةَ) من كَثْرة الشَّعير، تقول: حَمِرَ يَحْمَرُ حَمَراً، وبِرْذَوْنٌ حَمِرٌ، [وقال امرؤ القيس:

لَعَمْري لَسَعْدُ بن الضبِّابِ إذا غَدا ... أحَبُّ إلينا منكَ، فا فَرَسٍ حَمِرْ

أراد: يا فا فَرَسٍ حَمِره، لقَّبَه بفي فَرَسٍ حَمِرٍ لنَتَنِ فيه] . والحُمْرة : داء يعتَري الناسَ فَتَحمَرُّ مَواضِعُها، يُعالَجُ بالرُّقْية. والحِمار: [العَيْر الأهْليّ والوَحْشّي] ، والعَدَدُ : أحمِرة، والجميع: الحَمير والحمر والحُمُرات، والأنثى حِمارة وأَتانٌ. والحَمِيرة: الأُشْكُزُّ : [مُعَرَّب وليس بعَربيٍّ، وسُمِّيَتْ حَميرةٌ لأنَّها تَحْمَرُ أي: تُقْشَرُ، وكلُّ شيءٍ قَشَرْتَه فقد حَمَرْتَه فهو محمُورٌ وحَميرٌ] . والخَشَبة التي يَعْمَلُ عليها الصَّيْقلُ يقال لها: الحِمار: وحِمارَةُ القَدَم: هي المُشْرفة بين مَفصِلِها وأصابعها من فوق.والحِمار: خَشَبةٌ في مُقَدَّم الرَّحْل تقبِضُ عليها المرأةُ، وهي في مُقَدَّم الإِكافِ أيضاً، قال الأعشى:

كما قيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا

وحِمارُ قَبّان: دُوَيْبَّة صغيرة لازِقةٌ بالأرض ذات قوائم كثيرة.

وفي الحديث : غَلَبتنا عليكَ هذه الحَمْراء

يعني العَجَم والموالي، لسُمْرة ألوان العَرَب وحُمْرة ألوان العَجَم. وفَرَسٌ مِحْمَر وجمعُه مَحامِر ومَحامير أي: يَجري جَرْيَ الحِمار من بُطْئِه، [قال:

يدِبُّ إذْ نَكَسَ الفُحْجُ المَحاميرُ] .

والحُمَّرة: ضرَبْ من الطير كالعصافير، وبعضٌ يجعَلُ العصافير الحُمَّرة، قال:

يا لكِ من حُمَّرةٍ بالجَنْفَر

وحَمارَّةُ الصيَّفْ: شِدَّة وقت الحَرّ، ولم اسمَع على فَعَالْة غير هذه والزّعارّة. ثم سَمِعت بخراسان صَبارّة الشِّتاء، وسَمِعتُ: إنْ وراءَك لقُرّاً حِمِرّاً. والأحمَرانِ: الزَّعْفَران والذهب. ومَوْتٌ أحمر، ومِيتَةٌ حمراء، أي: شديدة، قال:

نُسقَى بأيدينا مَنايا حُمْرا

وسنةٌ حمراء أي: شديدة، قال:

إليكَ أشكوُ سنَوَاتِ حُمْرا

أُخْرِجَ على نَعْت الأعوام فلم يقل حمراوات .

محر: المَحارة: دابَّة في الصَّدَفَيْن. والمَحارة: باطن الأُذُن . والمَحارة: ما يُوجَرُ به الصَّبيُّ ويُلَدُّ، ورُبَّما سُقِيَ فيها باللَّبَن لعِلّه» .
الْحَاء وَالرَّاء وَالْمِيم

الحِرْمُ والحَرَامُ: نقيض الْحَلَال. وَجمعه حُرُمٌ. وَقد حَرُمَ عَلَيْهِ الشَّيْء حُرْما وحَراما، وحَرَّمَه الله عَلَيْهِ. وحَرُمَت الصَّلَاة على الْمَرْأَة حُرُما وحُرْما، وحَرِمَتْ عَلَيْهَا حَرَما وحَرَاما. وحَرُمَ عَلَيْهِ السّحُور حُرما وحَرِمَ لُغَة. والمَحارِمُ: مَا حَرَّمَ الله.

ومَحارِمُ اللَّيْل: مخاوفه، يَحْرُمُ على الجبان أَن يسلكها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

مَحارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ

حينَ ينامُ الورَعُ المزَلَّجُ

ويروى: مخارم اللَّيْل، أَي أَوَائِله.

وأحْرَمَ الشَّيْء: جعله حَراما.

والحريمُ: مَا حُرّمَ فل يمس.

وحَرَمُ مَكَّة مَعْرُوف، وَهُوَ حَرَم الله وحَرَمُ رَسُوله.

والحَرَمانِ: مَكَّة وَالْمَدينَة. وَالْجمع أحْرامٌ. وأحرَمَ الْقَوْم، دخلُوا فِي الحرَم. وَرجل حَرامٌ: دَاخل فِي الحرَمِ. وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميع والمؤنث. وَقد جمعه بَعضهم على حُرُمٍ. وَالنّسب إِلَى الحَرَمِ حِرْمِيّ، وَهُوَ من المعدول الَّذِي يَأْتِي على غير قِيَاس. قَالَ الْأَعْشَى:

لَا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مررتَ بِهِ ... يَوْمًا، وَإِن أُلْقِىَ الحِرْمِيُّ فِي النَّارِ

وَقَالَ النَّابِغَة:

مِنْ قَولِ حِرْمِيَّةٍ قَالَت وَقد ظَعَنوا ... هَل فِي مخَفِّيكُم مَنْ يَشْتَرِي أَدَما

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

لهنّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كَأَنَّهَا ... ضَرائرُ حِرْمِىٍّ تَفاحَش غارُها قَالَ الْأَصْمَعِي: أَظُنهُ عَنى قُريْشًا، وَذَلِكَ أَن أهل الحَرمِ أول من اتخذ الضرائر.

وَقَالُوا فِي الثَّوْب الْمَنْسُوب إِلَيْهِ: حَرَمِيّ، وَذَلِكَ للْفرق الَّذِي يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ كثيرا ويعتادونه فِي مثل هَذَا.

والحرِيمُ: مَا كَانَ المُحْرِمونَ يلقونه من الثِّيَاب فَلَا يلبسونه. قَالَ:

كَفَى حَزَنا كَرّي عَلَيْهِ كأنَّه ... لَقى بَين أَيدي الطائِفينَ حرِيمُ

وبلد حَرَامٌ، وَمَسْجِد حرامٌ، وَشهر حرامُ. وَالْأَشْهر الحُرُمُ أَرْبَعَة: ثَلَاثَة سرد وَوَاحِد فَرد، فالسرد ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم والفرد رَجَب. وَفِي التَّنْزِيل: (مِنْهَا أربَعةٌ حُرُمُ) وَقَوله: مِنْهَا، يُرِيد الْكثير، ثمَّ قَالَ: (فَلَا تَظْلِمُوا فيهنَّ أنفُسَكُم) لما كَانَت قَليلَة.

والمُحَرَّمُ: شهر الله، سمته الْعَرَب بِهَذَا الِاسْم لأَنهم كَانُوا لَا يسْتَحلُّونَ فِيهِ الْقِتَال، وأضيف إِلَى الله تَعَالَى إعظاما لَهُ، كَمَا قيل للكعبة بَيت الله. وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ من الْأَشْهر الحُرُمِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي. وَجمع المُحَرَّمِ ومَحاِرُم ومَحارِيمُ ومُحَرَّماتٌ.

وحَرَم وأحْرَمَ: دخل فِي الشَّهْر الْحَرَام، قَالَ:

وَإِذ فَتَك النُّعمانُ بالناسِ مُحْرِما ... فملِّيء مِنْ عَوفِ بن كعبٍ سَلاسِلُه

فَقَوله: مُحْرِما، لَيْسَ من إِحْرَام الْحَج، وَلكنه الدَّاخِل فِي الشَّهْر الْحَرَام.

والحَرْمَ: الإحْرامُ بِالْحَجِّ، وَفِي حَدِيث عَائِشَة: كنت أطيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحلِّهِ ولحُرْمِه.

والحُرمَةُ: مَا لَا يحل انتهاكه. وَقَوله تَعَالَى: (ذلكَ وَمن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) قَالَ الزّجاج: هِيَ مَا وَجب الْقيام بِهِ وحَرُمَ التَّفْرِيط فِيهِ. فَأَما قَول أُحيحة، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

قَسَما مَا غيرَ ذِي كذِبٍ ... أَن نُبيحَ الحِصْنَ والحُرَمَه فَإِنِّي أَحسب الحُرَمَة لُغَة فِي الحُرْمَةِ، وَأحسن من ذَلِك أَن تَقول: والحُرُمَة، بِضَم الرَّاء، فَيكون من بَاب ظلمَة وظلمة، أَو يكون أتبع الضَّم الضَّم للضَّرُورَة، كَمَا أتبع الْأَعْشَى الْكسر الْكسر أَيْضا فَقَالَ:

أذاقَتْهمُ الحَربُ أنفاسَها ... وَقد تُكرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ

إِلَّا أَن قَول الْأَعْشَى قد يجوز أَن يتَوَجَّه على الْوَقْف، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْله: مَرَرْت بِالْعَدْلِ.

وحُرَمُ الرجل: نساؤه وَمَا يحمي، وَهِي المحارِمُ، واحدتها مَحرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ.

ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْوِيجهَا، قَالَ:

وجارَةَ البيْتِ أَرَاهَا مَحرَما

والحُرْمَةُ: الذِّمَّة. وأحْرمَ الرجل، إِذا كَانَت لَهُ ذمَّة، قَالَ الرَّاعِي:

قَتَلوا ابنَ عَفانَ الخليفَةَ مُحْرِما ... ودَعا فَلم أرَ مِثْلَه مقتولا

ويروى: مخذولا. وَقيل: أَرَادَ بقوله مُحرِما، أَنهم قَتَلُوهُ فِي آخر ذِي الْحجَّة.

وتَحرَّمَ مِنْهُ بحُرْمَةٍ: تحمى وتمنع.

والمُحْرِمُ: المسالم، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

إِذا مَا أصابَ الغَيثُ لم يَحْمِ غَيْثَهم ... من الناسِ إِلَّا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ

هَكَذَا أنْشدهُ: أصَاب الْغَيْث، بِرَفْع الْغَيْث، وأراها لُغَة فِي صاب، أَو على حذف الْمَفْعُول كَأَنَّهُ: إِذا أَصَابَهُم الْغَيْث، أَو أصَاب الْغَيْث بِلَادهمْ فأعشبت. وأنشده مرّة أُخْرَى:

إِذا شربوا الغيثِ

والمكافِلُ: المجاور المحالف. وحَرَمُ الرجل وحَرِيمُه: مَا يُقَاتل عَنهُ ويحميه، فَجمع الحرمِ أحْرامٌ، وَجمع الحرِيمِ حُرُمٌ.

وَفُلَان مُحْرِمٌ بِنَا، أَي فِي حرِيمنا.

وحَرِيمُ الدَّار: مَا أضيف إِلَيْهَا وَكَانَ من حُقُوقهَا ومرافقها.

وحَرِيمُ الْبِئْر: ملقى النبيشة والممشى على جانبيها وَنَحْو ذَلِك.

وحَرَمَه الشَّيْء يَحْرِمُه، وحرِمَه، حِرمانا وحَرِما وحَرِيما وحِرْما وحَرِمَةً وحَرِمةً وحَرِيمةً، وأحْرَمه، لُغَة لَيست بِالْعَالِيَةِ، كُله: مَنعه. قَالَ الشَّاعِر:

وأنُبِئتُها أحْرَمتْ قومَها ... لتِنْكحَ فِي مَعْشرٍ آخرِينا

وَرجل محرومٌ: مَمْنُوع من الْخَيْر. وَقَوله تَعَالَى: (والَّذين فِي أموالِهم حَقٌ مَعْلُوم للسائِلِ والمحرومِ) قيل: المحروم الَّذِي لَا ينمى لَهُ مَال، وَقيل أَيْضا إِنَّه المحارف الَّذِي لَا يكَاد يكْتَسب.

وحَرِيمَةُ الرب: الَّتِي يمْنَعهَا من شَاءَ من خلقه.

وأحْرَمَ الرجل: قمره. وحَرِمَ هُوَ فِي اللعبة حرما: قمر وَلم يقمر هُوَ.

ويخط خطّ فَيدْخل فِيهِ غلْمَان وَيكون عدتهمْ من خَارج الْخط فيدنو هَؤُلَاءِ من الْخط ويصافح أحدهم صَاحبه، فَإِن مس الدَّاخِل الْخَارِج فَلم يضبطه قيل للداخل: حَرِمَ، وأحرَمَ الْخَارِج الدَّاخِل. وَإِن ضَبطه الدَّاخِل فقد حَرمَ الْخَارِج وأحْرَمَه الدَّاخِل.

وحَرِمَ الرجل حَرَما: لج ومحك.

وحَرِمَت المعزى وَغَيرهَا من ذَوَات الظلْف حِراما واسْتَحرمَتْ: أَرَادَت الْفَحْل، وَهِي حَرْمَى وَجَمعهَا حِرَامٌ وحَرَامَي، فُسر على مَا يُفسر عَلَيْهِ فعلى الَّتِي لَهَا فعلان، نَحْو: عجلَان وعجلى، وغرثان وغرثى. وَالِاسْم الحَرَمَةُ والحِرْمَةُ، الأولى عَن الَّلحيانيّ. وَكَذَلِكَ الذئبة والكلبة، وأكثرها فِي الْغنم. وَقد حكى ذَلِك فِي الْإِبِل. وَجَاء فِي بعض الحَدِيث: " الَّذين تقوم عَلَيْهِم السَّاعَة تُسلط عَلَيْهِم الحِرْمَةُ ويُسلبون الْحيَاء " فَاسْتعْمل فِي ذُكُور الأناسي.

والمُحَرَّمُ من الْإِبِل مثل العرضي، وَهُوَ الذلول الْوسط الصعب التَّصَرُّف حِين تصرفه. وناقة مُحرمَة: لم ترض. والمُحَرَّمُ من الْجُلُود: مَا لم يدبغ، أَو دبغ فَلم يتمرن وَلم يُبَالغ.

وسوط مُحَرَّمٌ: جَدِيد لم يلين، قَالَ الْأَعْشَى:

تَرى عَينَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ غَرْزِها ... تُراقِبُ كفيِّ والقطيعَ المحرَّما

وَقَوله تَعَالَى: (وحَرامٌ عَلى قَريةٍ أهْلَكناها) قيل مَعْنَاهُ، وَاجِب.

وَقد سمت حِريما، وَهُوَ أبوحى مِنْهُم، وحَرَاما. وَفِي الْعَرَب بطُون ينسبون إِلَى حِرامٍ: بطن فِي بني تَمِيم، وبطن فِي جذام، وبطن فِي بكر بن وَائِل.

وحَرامٌ: مولى كُلَيْب.

وحَريمةُ: رجل من أنجادهم، قَالَ الكلحبة الْيَرْبُوعي:

فَأدرَكَ إبقاءَ العَرادةِ ظَلْعُها ... وَقد جَعلْتني منْ حِريمةَ إصبَعا

وحَرِمٌ: اسْم مَوضِع قَالَ ابْن مقبل:

حَيّ دارَ الحَيّ لَا حَيَّ بهَا ... بسخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ

والحَيرَمُ: الْبَقر، واحدتها حَيِرَمةٌ. قَالَ الْأَصْمَعِي: لم نسْمع الحَيرمَ إِلَّا فِي شعر ابْن أَحْمَر، وَله نَظَائِر سَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله. قَالَ ابْن جني: وَالْقَوْل فِي هَذِه الْكَلِمَة وَنَحْوهَا، وجوب قبُولهَا. وَذَلِكَ لما ثبتَتْ بِهِ الشَّهَادَة من فصاحة ابْن أَحْمَر فإمَّا أَن يكون شَيْئا أَخذه عَمَّن ينْطق بلغَة قديمَة لم يُشَارك فِي سَماع ذَلِك مِنْهُ على حد مَا قُلْنَاهُ فِي من خَالف الْجَمَاعَة وَهُوَ فصيح، كَقَوْلِه فِي الذُرَحْرِح: الذُّرَّحرُح، وَنَحْو ذَلِك. وَإِمَّا أَن يكون شَيْئا ارتجله ابْن أَحْمَر، فَإِن ابْن الْأَعرَابِي إِذا قويت فَصَاحَته وسمت طَبِيعَته تصرف وارتجل مَا لم يسْبقهُ أحد قبله بِهِ، فقد حُكيَ عَن رؤبة وَأَبِيهِ انهما كَانَا يرتجلان ألفاظا لم يسمعاها وَلَا سبقا إِلَيْهَا، وعَلى هَذَا قَالَ أَبُو عُثْمَان: مَا قيس على كَلَام الْعَرَب فَهُوَ من كَلَام الْعَرَب. 
حرم
حرَمَ يَحرِم، حِرْمًا وحِرْمانًا، فهو حارِم، والمفعول مَحْروم
• حرَمه الميراثَ/ حرَمه من الميراث: منعه إيّاه "حرمتنا الظروفُ الاقتصاديّة التَّمتُّع بمباهج الحياة- حرَمه الدراسةَ/ من الدراسةِ: منَعه منها- صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ [حديث] " ° حِرْمان الذَّات: امتناع المرء طوعًا عن بعض الأشياء. 

حرُمَ على يَحرُم، حُرْمًا وحَرامًا وحُرمَةً، فهو حريم، والمفعول محروم عليه وحريم
• حرُم الشَّيءُ عليه: امْتَنَع "حرُم عليه الخروجُ- يحرُم الصَّومُ على الحائض- حرُمت المرأةُ على زوجها: مُنع من مسِّها- تفنى اللَّذاذة ممَّن نالَ صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثمُ والعارُ" ° مكان حرام: لا يُنتهك. 

أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن يُحرِم، إحرامًا، فهو مُحرِم، والمفعول محرَم به
• أحرَم الرَّجلُ: دخل في الحرَم، أو في البلد الحرام، أو في الشهر الحرام، أو في حُرْمةٍ من عهد وميثاق.
• أحرم بالصَّلاة: دخل فيها بتكبيرة الإحرام.
• أحرم بالحجّ/ أحرم بالعمرة: حرُم عليه ما كان حَلالاً من قبل، كالصَّيد والنِّساء.
• أحرم عن الشَّيء: أمسك وامتنع عنه "أحرم عن قول السُّوء". 

احترمَ يَحترِم، احترامًا، فهو مُحترِم، والمفعول مُحترَم
• احترمه: كرّمه وأكبره، هابه، ورعى حرمتَه، أحسن معاملتَه حبًّا ومهابةً "من مكارم الأخلاق احترام المرء من هم أكبر منه سنًّا- احترم العهدَ والقوانينَ: التزم به- احترم التقاليدَ: رعاها- احترام الآخرين واجب" ° احترم نفسه: عبارة تقال لمن يتجنَّب القيام بما يسيء إلى سمعته- تفضَّلوا بقبول فائق الاحترام: عبارة تُقال في نهاية التماس أو طلب أو رجاء من مسئول أو رئيس ونحوهما- جديرٌ بالاحترام: يستحقّ التَّقدير- يكنّ له كلّ احترام: يوقِّره ويُكبره. 

استحرمَ يستحرم، استحرامًا، فهو مُستحرِم، والمفعول مُستحرَم
• استحرم الشَّيءَ: عدَّه حَرامًا "يستحرم المسلمُ كلَّ ما يُغضب اللهَ أو الرَّسولَ- تستحرم الأديانُ السَّماويّة الغشَّ والنَّميمةَ". 

حرَّمَ يحرِّم، تحريمًا، فهو مُحرِّم، والمفعول مُحرَّم
• حرَّم الشَّيءَ:
1 - جعله حَرامًا، ضدّ حلَّله "حرَّم اللهُ القمارَ- رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا [حديث]- {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} ".
2 - جعله ممنوعًا "حرَّمت الدّولُ الكبرى التَّجاربَ النَّوويَّة على الدول الصغيرة- حرَّم تحريمًا قاطعًا بيعَ المخدرات".
• حرَّم البلدَةَ: جعل لها حَرَمًا آمنًا " {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} ". 

إحرام [مفرد]: مصدر أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن.
• الإحرام بالحجِّ أو العمرة: (فق) نيَّة الدُّخول في أحدهما، وهو يتطلَّب الامتناع عن لبس المخيط من الثِّياب والصَّيد والنِّكاح والتَّطيُّب وغير ذلك "لباس الإحرام". 

احترام [مفرد]: مصدر احترمَ ° احترام الذَّات: احترام النَّفس والشعور بالكرامة- احترامًا له: بدافع الاحترام- قليل الاحترام للآخرين: مُهين، وَقِح- لك احتراماتي/ تقبّل وافر الاحترام/ مزيد الاحترام: من عبارات المجاملة التي تقال في المكاتبات ونحوها. 

تحريم [مفرد]: مصدر حرَّمَ.
• التَّحريم: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 66 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها اثنتا عشرة
 آية. 

حَرام [مفرد]: ج حُرُم (لغير المصدر):
1 - مصدر حرُمَ على ° ابن حرام: ابن زِنًى، خسيس، لِصّ- البلد الحرام: مكَّة المكرَّمة- البيت الحرام: الكعبة المشرَّفة- الشَّهر الحرام: أحد الأشهر الأربعة الحُرُم التي كان العرب يحرِّمون فيها القتالَ وهي: ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم ورجب، وتسمَّى الأشهرَ الحُرُمَ- المسجِد الحرام: الذي فيه الكعبة- مَنطِقة حرام: لا يمكن انتهاكها أو دخولها إلاّ بتصريح.
2 - محرَّم، شيء ممنوع فعله؛ لا يحلُّ انتهاكُه، عكسه حلال.
3 - ممتنع " {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} ". 

حِرام [مفرد]: ج حِرامات وأحرِمَة: قطعة من نسيج صوفيّ تستخدم غطاءً وفراشًا عند النوم، كما تستخدم غطاء للرأس والجسم "يلبس الحِرام". 

حَراميّ [مفرد]: ج حَراميّة: اسم منسوب إلى حَرام: فاعل الحرام، ويكثر إطلاقُه على اللِّصّ "قبض الشرطيّ على الحراميّ- مأوى للحراميَّة". 

حَرَم [مفرد]: ج أحْرام:
1 - ما لا يحلّ انتهاكه، وما يحميه الرَّجل ويدافع عنه "بيت الرَّجل وأسرته حَرَم- الحَرَم المكيّ/ القدسيّ/ النبويّ/ الجامعيّ" ° ثالث الحَرَمين/ الحرم الأقصى: بيت المقدس- حَرَم الرَّجل: ما يقاتل عنه ويحميه، وشاع استعماله بمعنى الزَّوجة.
2 - اسم ذات، مكّة وما حولها "حَمام الحَرَم [مثل]: يُضرب به المثل في الأمن والصّون- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} " ° البيت الحرَم: الكعبة المشرَّفة، بيت الله الحرام.
• الحَرَمان: مكّة المكرَّمة والمدينة المنوّرة، وما أحاط بهما إلى قريب من المواقيت التي يُحرِمون منها. 

حُرْم [مفرد]: مصدر حرُمَ على. 

حِرْم [مفرد]:
1 - مصدر حرَمَ.
2 - حرام. 

حِرْمان [مفرد]:
1 - مصدر حرَمَ.
2 - خسران وخسارة "مَنْ سأل صاحبَه فوق طاقته فقد استوجب الحِرْمان: الحثّ على الابتعاد عن المطالب المتعذِّرة" ° حِرْمان البصر: العمى.
• حرمان من الإرث: (قن) منع شخص من ميراث كان يعتمد عليه. 

حُرْمانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حُرْمة: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من حُرْمة: على غير قياس "جاء رفضه اعتمادًا على مبدأ طهارة اليد وحُرْمانيّة المال العام". 

حُرْمة [مفرد]: ج حُرُمات (لغير المصدر {وحُرْمات} لغير المصدر) وحُرَم (لغير المصدر):
1 - مصدر حرُمَ على ° رعى عليه حُرمته: حفظها- فلانٌ له حُرمة: تحرّم بنا بصحبة أو بحقّ.
2 - حَرَم الرجل، أهلُه "يحمي الرجلُ حُرْمَتَه".
3 - ما لا يحلّ انتهاكُه من ذمَّة أو حقّ أو صحبة أو غير ذلك "انتفض العربُ والمسلمون دفاعًا عن حُرْمة بيت المقدس- حُرْمة المقابر".
4 - امرأة "زوجة الرَّجل حُرْمته".
5 - مهابة، وهي الاسم من الاحترام "له حُرْمة بين أهله وعشيرته- لكلّ بيت حُرمتُه".
6 - حِمًى وملاذ "هو في حُرْمةِ فلان". 

حَريم [مفرد]: ج أحْرام وحرائمُ وحُرُم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرُمَ على.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حرُمَ على: ما حُرِّم فلا ينتهك "جعلوا من ذلك حَريمًا".
• الحريم من كلِّ شيء: ما تبعه فحرُم بحرمته من مرافق وحقوق ° حريم الدَّار: ما أضيف إليها من حقوقها ومرافقها- حريم الرَّجل: ما يقاتل دونه ويحميه- حريم المسجد: الموضع المحيط به. 

مُحترَم [مفرد]: اسم مفعول من احترمَ ° المحترم: لقب تعظيم واحترام يُستعمل في المكاتبات والرَّسائل، ويُذكر عادة بعد الاسم أو الرُّتبة. 

مُحرَّم [مفرد]: ج محرَّمات ومَحارِمُ ومَحاريمُ: اسم مفعول من حرَّمَ ° مَنطِقة مُحرّمة: لا يمكن انتهاكَها أو دخولُها إلاّ بتصريح.
• المحرَّم: الشّهر الأوَّل من شهور السنة الهجريَّة، يليه صَفَر، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يحرِّمون فيها القتالَ "اليوم غُرَّة المحرَّم". 

مَحْرَم [مفرد]: ج مَحارِمُ:
1 - ذو الحُرْمة "انتهاك محرم".
2 - ما حرَّم الله تعالى "القتل والزِّنا من المحارم- إنَّ من
 أعظم المكارم اتِّقاءَ المحارم".
• المَحْرم من النِّساء والرِّجال: القريب الذي يحرم التزوّج به أبدًا "وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ [حديث] ". 

مُحْرِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحرمَ/ أحرمَ بـ/ أحرمَ عن.
2 - من أحرم بالحجِّ والعمرة "المحرم لا يحلُّ له الصَّيد". 

مِحْرَم [مفرد]: ج مَحارِمُ: لباس الإحرام "عندما يرتدي الحاجُّ المِحْرَم يكون قد دخل في النُّسك". 

مَحْرَمَة/ مَحْرُمَة [مفرد]: ج مَحارِمُ:
1 - زوجةُ الرَّجُلُ وعيالُه وما يدخل في حمايته.
2 - ما يحرم انتهاكُه من عهد أو ميثاق أو نحوهما.
3 - مِنديل "مسح عرَقه بمَحْرمَة". 

حرم: الحِرْمُ، بالكسر، والحَرامُ: نقيض الحلال، وجمعه حُرُمٌ؛ قال

الأَعشى:

مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ،

وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ

وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ، بالضم،

حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً،

وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً: لغة في حَرُمَت. الأَزهري: حَرُمَت

الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ

حُرْماً وحَراماً، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً، وحَرِمَ لغةٌ.

والحَرامُ: ما حَرَّم اللهُ. والمُحَرَّمُ: الحَرامُ. والمَحارِمُ: ما حَرَّم

اللهُ. ومَحارِمُ الليلِ: مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها؛

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ،

حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ

(* قوله «المحرج» كذا هو بالأصل والصحاح، وفي المحكم؛ المزلج كمعظم).

ويروى: مخارِمُ الليل أَي أَوائله. وأَحْرَمَ الشيء: جَعله حَراماً.

والحَريمُ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ. والحَريمُ: ما كان المُحْرِمون

يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه؛ قال:

كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه

لَقىً، بين أَيْدي الطائفينَ، حَريمُ

الأَزهري: الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه، وكانت العرب في

الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم

يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم؛ ومنه قول الشاعر:

لَقىً، بين أَيدي الطائفينَ، حَريمُ

وقال المفسرون في قوله عز وجل: يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد؛

كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون: لا نطوف بالبيت في ثياب

قد أَذْنَبْنا فيها، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها

كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور؛ وقالت امرأة من العرب:

اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ،

وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ

تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته، فأَمَرَ اللهُ عز

وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار

فقال: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد؛ قال الأَزهري: والتَّعَرِّي

وظهور السوءة مكروه، وذلك مذ لَدُنْ آدم. والحَريمُ: ثوب المُحْرم، وكانت العرب

تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف. وفي الحديث: أَن

عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

فكان إذا حج طاف في ثيابه؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم

أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم، ولم

يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش، فيكون كل

واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري،

قال: والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ، بكسر الحاء وسكون الراء.

يقال: رجل حِرْمِيّ، فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ.

وحَرَمُ مكة: معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله. والحَرَمانِ: مكة

والمدينةُ، والجمع أَحْرامٌ. وأَحْرَمَ القومُ: دخلوا في الحَرَمِ. ورجل

حَرامٌ: داخل في الحَرَمِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جمعه بعضهم

على حُرُمٍ.

والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام. وقوم حُرُمٌ

ومُحْرِمون. والمُحْرِمُ: الداخل في الشهر الحَرام، والنَّسَبُ إلى

الحَرَم حِرْمِيٌّ، والأُنثى حِرْمِيَّة، وهو من المعدول الذي يأتي على غير

قياس، قال المبرد: يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم:

وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت؛ قال الأَعشى:

لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به،

بوماً، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار

وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم، واستشهد به ابن بري في أَماليه

على هذه الصورة، وقال: هذا البيت مُصَحَّف، وإنما هو:

لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به،

يوماً، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار

الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ،

والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار

وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني:

كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي،

بذي المَجازِ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما

من قول حِرْمِيَّةٍ قالت، وقد ظَعنوا:

هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما؟

وقال أَبو ذؤيب:

لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ، كأَنها

ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها

قال الأَصمعي: أَظنه عَنى به قُرَيْشاً، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول

من اتخذ الضرائر، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ، وذلك للفرق الذي

يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا. وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ

وشهر حرام.

والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ،

فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ، والفَرْدُ رَجَبٌ. وفي

التنزيل العزيز: منها أَربعة حُرُمٌ؛ قوله منها، يريد الكثير، ثم قال:

فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة.

والمُحَرَّمُ: شهر الله، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا

يستَحلُّون فيه القتال، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة

بيت الله، وقيل: سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ؛ قال ابن سيده: وهذا

ليس بقوي. الجوهري: من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها

القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور، وكان

الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون: حَرّمْنا عليكم القتالَ في

هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في

هذه الشهور، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ. الأَزهري:

كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية؛ وأَنشد

شمر قول حميد بن ثَوْر:

رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ،

شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما

قال: وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، وقال: قاله ابن الأَعرابي؛ وقال

الآخر:أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما،

وشَهْرَيْ جُمادَى، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما

وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

خَطَبَ في صِحَّته فقال: أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق

السموات والأرض، السَّنَة اثنا عشر شهراً، منها أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ

مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين

جُمادَى وشعبان. والمُحَرَّم: أَول الشهور. وحَرَمَ وأَحْرَمَ: دخل في

الشهر الحرام؛ قال:

وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً،

فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ

فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ.

والحُرْمُ، بالضم: الإحْرامُ بالحج. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت

أُطَيِّبُه، صلى الله عليه وسلم، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه؛

الأَزهري: المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام

والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة، وكانت تُطَيِّبُه إذا

حَلّ من إحْرامه؛ الحُرْمُ، بضم الحاء وسكون الراء: الإحْرامُ بالحج،

وبالكسر: الرجل المُحْرِمُ؛ يقال: أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ. والإِحْرامُ: مصدر

أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة

وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه

الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأَصل فيه المَنْع، فكأنَّ

المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء. ومنه حديث الصلاة: تَحْرِيمُها

التكبير، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام

والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ

لمنعه المصلي من ذلك، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام

بالصلاة.والحُرْمَةُ: ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه، وكذلك المَحْرَمَةُ

والمَحْرُمَةُ، بفتح الراء وضمها؛ يقال: إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها، واحدتها

مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ، يريد أن له حُرُماتٍ. والمَحارِمُ: ما لا يحل

إستحلاله.

وفي حديث الحُدَيْبية: لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله

إلا أَعْطيتُهم إياها؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ؛

يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام.

وقوله تعالى: ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله؛ قال الزجاج: هي ما وجب

القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه، وقال مجاهد: الحُرُماتُ مكة والحج

والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها، وقال عطاء: حُرُماتُ الله معاصي

الله.وقال الليث: الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ، قال

الأَزهري: الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ

خليلُ الله، عليه السلام، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية

والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى

مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ، ولما بعث الله عز وجل

محمداً، صلى الله عليه وسلم، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك، وكتب مع

ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش: أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ

من إرْثِ إبراهيم، فما كان دون المنار، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا

يُقْطَع شجره، وما كان وراء المَنار، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن

صائده مُحْرِماً. قال: فإن قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى: أَوَلم

يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم؛ كيف

يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ؟ فالجواب فيه أَنه عز

وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً، فمن آمن

بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به، ومن

أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ، ومن

أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما

قَتَلَ من الصيد، فإن عاد فإن الله ينتقم منه. وأَما المواقيت التي يُهَلُّ

منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ، وهي من الحلّ، ومن أَحْرَمَ منها

بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام

مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ،

وعن لُبْس الثوب المَخيط، وعن صيد الصيد؛ وقال الليث في قول الأَعشى:

بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ

قال: المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ. وتقول: أَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ

وحَرامٌ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ،

وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد

والنساء. وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال، وأَحْرَمَ إذا

صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه؛

وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي:

قَسَماً، ما غيرَ ذي كَذِبٍ،

أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه

(* قوله «أن نبيح الخدن» كذا بالأصل، والذي في نسختين من المحكم: أن

نبيح الحصن).

قال ابن سيده: فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ، وأَحسن من ذلك

أَن يقول والحُرُمَة، بضم الراء، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ، أَو

يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً

فقال:أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها،

وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ

إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه

من قولهم: مررت بالعِدِلْ.

وحُرَمُ الرجلِ: عياله ونساؤه وما يَحْمِي، وهي المَحارِمُ، واحدتها

مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة. ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ

تَزْويجُها؛ قال:

وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا

كما بَراها الله، إلا إنما

مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا

كما بَراها الله أَي كما جعلها. وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ والمَحْرَمُ:

ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها، تقول: هو ذو رَحِمٍ

مَحْرَمٍ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الجوهري: يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم

يحل له نكاحُها. وفي الحديث: لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها،

وفي رواية: مع ذي حُرْمَةٍ منها؛ ذو المَحْرَمِ: من لا يحل له نكاحها من

الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم.

والحُرْمَة: الذِّمَّةُ. وأَحْرَمَ الرجلُ، فهو مُحْرِمٌ

إذا كانت له ذمة؛ قال الراعي:

قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً،

ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا

ويروى: مَخْذولا، وقيل: أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي

الحِجَّةِ؛ وقال أَبو عمرو: أَي صائماً. ويقال: أَراد لم يُحِلَّ من نفسه

شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ. الأزهري: روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام

إحْرامٌ، قال: وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ

صيامَه، ويقال للصائم أَيضاً

مُحْرِمٌ؛ قال ابن بري: ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من

الدخول في الشهر الحَرام، قال: وإنما هو مثل البيت الذي قبله، وإنما

يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً

يُوقِعُ به، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به، ومنه قول الحسن في الرجل

يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف؛ وقال الآخر:

قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً،

غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ

يريد: قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهري:

الحُرْمة المَهابة، قال: وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا: له

حُرْمَةٌ، قال: وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ. قال أَبو زيد: يقال

هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن

وجب عليه حَقُّه. ويقال: أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه، وذكر أَبو

القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال: سألت عمي عن قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ، قال: المُحْرِمُ الممسك، معناه

أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ؛ وأَنشد لمِسْكين

الدارميّ:

أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ، كأَنها

خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ

أَحَلُّوا على عِرضي، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ،

وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ

قال: وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ:

لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي

أُبَلَّغُ عنكْم، والقُلوبُ قُلوبُ

وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ

ليَرْجِعَ وُدٌّ، والمَعادُ قريبُ

ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي

كرِهْتُ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ

فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ،

فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ

ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ،

إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال، عُيوبُ

ويقال: أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:

إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كأنها

رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ

قال: والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها. وتَحَرَّم منه

بحُرْمَةٍ: تَحَمّى وتَمَنَّعَ. وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر

الحَرامِ؛ قال زهير:

جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ،

وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ؛ وأَنشد بيت زهير:

وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه. والمُحْرِمُ:

المُسالمُ؛ عن ابن الأَعرابي، في قول خِداش بن زهير:

إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ،

من الناس، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ

هكذا أَنشده: أَصاب الغَيْثُ، برفع الغيث، قال ابن سيده: وأَراها لغة في

صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث

بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ وأَنشده مرة أُخرى:

إذا شَرِبوا بالغَيْثِ

والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ.

وحُرْمَةُ الرجل: حُرَمُهُ وأَهله. وحَرَمُ الرجل وحَريمُه: ما يقاتِلُ عنه

ويَحْميه، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ، وجمع الحَريم حُرُمٌ. وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي

في حَريمنا. تقول: فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق

وذِمَّةِ. الأَزهري: والحَريمُ

قَصَبَةُ الدارِ، والحَريمُ فِناءُ المسجد. وحكي عن ابن واصل الكلابي:

حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو

الفِناءُ، قال: وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ، وهو

من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما.

وحَريمُ الدار: ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها. وحَريمُ

البئر: مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك؛ الصحاح: حَريم

البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها. وحَريمُ النهر: مُلْقى طينه

والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك. وفي الحديث: حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً،

هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها

الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها،

وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره

التصرفُ فيه.

الأَزهري: الحِرْمُ المنع، والحِرْمَةُ الحِرْمان، والحِرْمانُ نَقيضه

الإعطاء والرَّزْقُ. يقال: مَحْرُومٌ ومَرْزوق. وحَرَمهُ الشيءَ

يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً

(* قوله «وحرماً» أي بكسر فسكون، زاد في

المحكم: وحرماً ككتف) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً،

وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية، كله: منعه العطيّة؛ قال يصف امرأة:

وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها

لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا

أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها. الأَصمعي: أَحْرَمَتْ قومها أَي

حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: كل مُسلمٍ

عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ؛ قال أَبو العباس: قال ابن الأَعرابي

يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه؛ قال الأَزهري: وهذا

بمعنى الخبر، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ

لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه. ويقال: مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي

لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ

بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله.

والتَّحْرِيمُ: خلاف التَّحْليل. ورجل مَحْروم: ممنوع من الخير. وفي

التهذيب: المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً. وقوله تعالى: في أَموالهم

حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم؛ قيل: المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال،

وقيل أَيضاً: إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ. وحَرِيمةُ

الربِّ: التي يمنعها من شاء من خلقه. وأَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، وحَرِمَ في

اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً: قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو؛ وأَنشد:

ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ

ويُخَطُّ خَطٌّ

فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من

الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه

الداخلُ قيل للداخل: حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، وإن ضبطه الداخلُ

فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ. وحَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ

ومَحَكَ. وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً

واسْتحْرَمَتْ: أَرادت الفحل، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها، وهي حَرْمَى، وجمعها حِرامٌ

وحَرامَى، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو

عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ؛ الأَول

عن اللحياني، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم، وقد حكي ذلك

في الإبل. وجاء في بعض الحديث: الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم

الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ، فاسْتُعْمِل في ذكور

الأَناسِيِّ، وقيل: الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً. والحِرْمَةُ،

بالكسر: الغُلْمةُ. قال ابن الأثير: وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ.

وقوله في حديث آدم، عليه السلام: إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ

لم يَضْحَكْ؛ هو من قولهم: أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا

تهْتَكُ، قال: وليس من اسْتِحْرام الشاة. الجوهري: والحِرْمةُ في الشاء

كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ، والحِنَاء في النِّعاج، وهو شهوة البِضاع؛ يقال:

اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل. وقال

الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ

إذا أَرادت الفحل. وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ

وعَجالى، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ، قال ابن بري: فَعْلَى

مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ، وأَما شاة

حَرْمَى فإنها، وإن لم يستعمل لها مذكَّر، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن

قياس المذكر منه حَرْمانُ، فلذلك قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ، كما

قالوا عَجالَى وعِجالٌ.

والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ: وهو الذَّلُول الوَسَط

(* قوله

«وهو الذلول الوسط» ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم

بكسرها ولعله أقرب للصواب) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه. وناقة

مُحَرَّمةٌ: لم تُرَضْ؛ قال الأَزهري: سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ

الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ، وفي الصحاح: ناقة

مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ. وفي حديث عائشة: إنه أَراد البَداوَة

فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل.

والمُحَرَّمُ من الجلود: ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ، وجِلد

مُحَرَّم: لم تتم دِباغته. وسوط مُحَرَّم: جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ؛ قال

الأَعشى:

تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها،

تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما

وفي التهذيب: في جنب موقها تُحاذر كفِّي؛ أَراد بالقَطيع سوطه. قال

الأَزهري: وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ،

يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في

الثَّرَى، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً، ثم فتلوها ثم علَّقوها

من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً

وقد أَثقلوها حتى تيبس.

وقوله تعالى: وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون؛ روى قَتادةُ عن

ابن عباس: معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها؛

وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ: بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية

أَي وَجَب عليها، قال: وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها: وحِرْمٌ

على قرية أَهلكناها؛ فسئل عنها فقال: عَزْمٌ عليها. وقال أَبو إسحق في

قوله تعالى: وحرامٌ

على قرية أَهلكناها؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ، قال:

وهو، والله أَعلم، أَن الله عز وجل لما قال: فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له

كاتبون، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار، فالمعنى حَرامٌ على قرية

أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون؛

وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله: وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها،

قال: واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم

تائب؛ قال الأَزهري: وهذا يؤيد ما قاله الزجاج، وروى الفراء بإسناده عن ابن

عباس: وحِرْمٌ؛ قال الكسائي: أَي واجب، قال ابن بري: إنما تَأَوَّلَ

الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى

عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون، ومن جعل حَراماً بمعنى

المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون،

وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية

بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ:

فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً

على شَجْوِهِ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو

وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ، قال الفراء: وحَرامٌ أَفشى في القراءة.

وحَرِيمٌ: أَبو حَيّ. وحَرامٌ: اسم. وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل

حَرامٍ

(* قوله «إلى آل حرام» هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل) بَطْنٌ من

بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل. وحَرامٌ: مولى كُلَيْبٍ.

وحَريمةُ: رجل من أَنجادهم؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ:

فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها،

وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا

وحَرِيمٌ: اسم موضع؛ قال ابن مقبل:

حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها،

بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ

والحَيْرَمُ: البقر، واحدتها حَيْرَمة؛ قال ابن أَحمر:

تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما

قال الأَصمعي: لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر، وله نظائر

مذكورة في مواضعها. قال ابن جني: والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها،

وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر، فإما أَن يكون شيئاً

أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه، على حدّ ما

قلناه فيمن خالف الجماعة، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ

ونحو ذلك، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر، فإن الأَعرابي إذا

قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله، فقد

حكي عن رُؤبَة وأَبيه: أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا

سُبِقا إليها، وعلى هذا قال أَبو عثمان: ما قِيس على كلام العَرَب فهو من

كلام العرب. ابن الأَعرابي: الحَيْرَمُ البقر، والحَوْرَمُ المال الكثير

من الصامِتِ والناطق.

والحِرْمِيَّةُ: سِهام تنسب إلى الحَرَمِ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ،

ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ.

وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس: اسم رجل، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ

جَدُّ الشُّوَيْعِر؛ قال ابن بري يعني قوله:

بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني،

عَمْدَ عَيْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما

وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر. والحرَيمةُ: ما فات من كل مَطْموع فيه.

وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً، بكسر الراء،

وحِرْمَةً

وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه؛ وقال يصف إمرأة:

ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها

لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا

(* قوله «ونبئتها» في التهذيب: وأنبئتها)

قال ابن بري: وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد

أَحدهما من صاحبه، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ، وتروى لابن

أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ، وخطب امرأَة فردته فقال:

ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها

لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا

فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي،

فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا

وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا،

وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا

فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء،

إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا

وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة،

تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا

خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ،

وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا

إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ

أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا

وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ،

تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا

يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه،

إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا

كأَن المَساويكَ في شِدْقِه،

إذا هُنَّ أُكرِهن، يَقلَعنَ طينا

كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ

وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا

أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ

حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه، والوُكُونُ: جمع واكِنٍ مثل جالس

وجُلوسٍ، وهي الجاثِمة، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ

لارتفاعه، والغِسْل: الخطْمِيُّ، واللَّجِينُ: المضروب بالماء، شبَّه ما رَكِبَ

أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء. والحَرِمُ، بكسر

الراء: الحِرْمانُ؛ قال زهير:

وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ

يقولُ: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ

وإنما رَفَعَ يقولُ، وهو جواب الجزاء، على معنى التقديم عند سيبويه

كأَنه قال: يقول إن أَتاه خليل لا غائب، وعند الكوفيين على إضمار الفاء؛ قال

ابن بري: الحَرِمُ الممنوع، وقيل: الحَرِمُ الحَرامُ. يقال: حِرْمٌ

وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى. والحَريمُ: الـصديق؛ يقال: فلان حَريمٌ

صَريح أَي صَديق خالص. قال: وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ

الله لا أَفعلُ ذلك، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك، معناهما واحد. قال:

وقال أَبو زيد يقال للرجل: ما هو بحارِم عَقْلٍ، وما هو بعادِمِ عقل،

معناهما أَن له عقلاً. الأزهري: وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت

الصُّغْرى للكُبْرى؛ قال القتيبي: يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة

الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة، مثال ذلك: نَهْرٌ

يجري لشِرْب العامة، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا

النهر، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة، هذا وما أَشبهه، قال:

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ؛ هو أَن يقول

حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ، وهي لغة العقيلِييّن، قال:

ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق؛ ومنه قوله

تعالى: يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك، ثم قال عز وجل:

قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:

آلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ

حلالاً، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ

وجعل في اليمين الكفارةَ. وفي حديث عليّ

(* قوله «وفي حديث عليّ إلخ» عبارة

النهاية: ومنه حديث عليّ إلخ) في الرجل يقول لامرأته: أَنتِ عليَّ

حَرامٌ، وحديث ابن عباس: من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ، وحديثه الآخر: إذا

حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها. والإحْرامُ والتَّحْريمُ

بمعنى؛ قال يصف بعيراً:

له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ،

فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ

قال ابن بري: الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره: له رَبَّة، وقوله مَزْعَم

أَي مَطْمع. وقوله تعالى: للسائل والمَحْرُوم؛ قال ابن عباس: هو

المُحارِف.أَبو عمرو: الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، والزَّجُومُ التي

لا تَرْغُو، والخَزُوم المنقطعة في السير، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على

الحوض.

والحَرامُ: المُحْرِمُ. والحَرامُ: الشهر الحَرامُ. وحَرام: قبيلة من

بني سُلَيْمٍ؛ قال الفرزدق:

فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي،

فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ

وحَرَام أَيضاً: قبيلة من بني سعد بن بكر.

والتَّحْرِيمُ: الصُّعوبة؛ قال رؤبة:

دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما

يقال: هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب. وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ

أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ. وقوله في الحديث: أَما عَلِمْتَ أَن الصورة

مُحَرَّمةٌ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ، والحديث الآخر:

حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ، فهو في حقه

كالشيء المُحَرَّم على الناس. وفي الحديث الآخر: فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي

بتحريمه، وقيل: الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله. وحديث

الرضاع: فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً. وفي حديث ابن عباس:

وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين:

حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ، فقال: يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي

منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض؛ قال ابن الأَثير: أَراد ابن

عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين

الحُرَّتَين فقال: لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم

يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت،

ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى

الأُخت لأَنها من أَصْهاره، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم

الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه، قال: والفقهاء على خلاف ذلك

فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء، فالآية

المُحَرِّمةُ قوله تعالى: وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف، والآية

المُحِلَّةُ قوله تعالى: وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ.

حرم

1 حَرُمَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. حُرْمٌ (Msb, K) and حُرُمٌ (Msb) and حُرْمَةٌ (IKoot, S, Msb) and حِرْمَةٌ (IKoot, Msb) and حَرَامٌ, (Msb, K,) It (a thing, S, Msb) was, or became, forbidden, prohibited, or unlawful, (Msb,) عَلَيْهِ to him. (S, K.) And حَرُمَتِ الصَّلَاةُ, (S, Msb, K,) inf. n. حُرْمٌ (S, K) and حُرُمٌ (K,) and حُرُومٌ; (Az, TA;) and حَرِمَت, (S, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. حَرَمٌ [in the CK حَرْم] and حَرَامٌ; (Msb, K, TA;) Prayer was, or became, forbidden, prohibited, or unlawful, (Msb,) عَلَيْهَا to her; (T, S, K;) namely, a woman (T, S, K) menstruating. (S.) and حَرُمَ السَّحُورُ عَلَى الصَّائِمِ [The meal before daybreak was, or became, forbidden to the faster]. (K.) And حَرُمَتِ المَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا, aor. ـُ inf. n. حُرْمٌ and حَرَامٌ, [The woman was, or became, forbidden to her husband.] (Az, TA.) b2: [Also It (a place, a possession, a right, an office or a function, a quality, a command or an ordinance, &c.,) and he, (a person,) was, or became, sacred, or inviolable, or entitled to reverence, respect, or honour; whence several applications of its part. n. حَرِيمٌ, q. v.]

A2: حَرَمَهُ الشَّىْءَ, aor. ـِ (S, Msb, K;) and حَرِمَهُ الشئ, aor. ـَ (K;) inf. n. حَرِمٌ (S, Msb, K) and حِرْمٌ and حَرِمَةٌ (K) and حِرْمَةٌ and حِرْمَانٌ (S, Msb, K) and حَرِيمَةٌ (S, K) and حَرِيمٌ (K) and مَحْرَمَةٌ; (Har p. 69;) and ↓ احرمهُ الشئ, (S, Msb, K,) but this last is of weak authority; (K;) He denied him, or refused him, the thing; (S, K;) he refused to give him the thing: (TA:) he rendered him hopeless of the thing: (PS:) accord. to the T, حِرْمٌ signifies the act of denying or refusing [a thing]; and حِرْمَةٌ is the same as حِرْمَانٌ; (TA;) which signifies [also the denying, or refusing, a thing; or] the rendering unprosperous, or unfortunate; (KL;) [and frequently, as inf. n. of the pass. v. حُرِمَ, the being denied prosperity; privation of prosperity; ill-fatedness: see its syn. حُرْفٌ.]

A3: حَرِمَتْ, aor. ـَ inf. n. حِرَامٌ; (K;) and ↓ استحرمت; (S, K;) said of a female cloven-hoofed animal, She desired the male: (S, K:) accord. to El-Umawee, (S,) likewise said of a she-wolf and of a bitch: (S, K:) and sometimes also said of a she-camel: but mostly of a ewe or she-goat. (TA.) A4: حَرِمَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. حَرَمٌ, (S,) accord. to Az and Ks, (S,) He was overcome in contending for stakes, or wagers, in a game of hazard, (S, K,) not having himself overcome therein. (K.) A5: Also حَرِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَرَمٌ, (TA,) He persisted; or persisted obstinately; or persisted in contention, litigation, or wrangling; or he contended, litigated, or wrangled. (K.) 2 حرّمهُ, inf. n. تَحْرِيمٌ, (S, Msb, K,) said of God, (K,) and of a man, (S, Msb,) He forbade it, prohibited it, or made it unlawful, (S, Msb, K, *) عَلَيْهِ to him; (S;) as also ↓ احرمهُ, (S, * Msb, K,) inf. n. إِحْرَامٌ. (S.) The saying اَللّٰهُ أَكْبَرُ at the commencement of prayer is termed تَكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِ [The تكبيرة of prohibition], because it prohibits the person praying from saying and doing anything extraneous to prayer: and it is also termed ↓ تكبيرةُ الإِحْرَامِ, meaning the تكبيرة of entering upon a state of prohibition by prayer. (TA.) It is said in a trad., of Ibn-'Abbás, إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهِىَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا [When the man declares his wife to be forbidden to him, it is an oath, which he must expiate]: for the تَحْرِيم of a wife and of a female slave may be without the intention of divorce. (TA.) and حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى, occurring in another trad., [lit. I have forbidden myself wrongdoing, said by Mohammad,] means I am far above wrongdoing. (TA.) تَحْرِيمٌ [as the inf. n. of حُرِّمٌ] means The being refractory, or untractable; [as though forbidden to the rider;] whence مُحَرَّمٌ [q. v.] applied to a camel. (TA.) b2: [Also He made, or pronounced, it, or him, sacred, or inviolable, or entitled to reverence or respect or honour; whence المُحَرَّمُ applied to the حَرَم of Mekkeh, &c:] he, or it, made him, or it, to be reverenced, respected, or honoured. (KL.) A2: He bound it hard; namely, a whip. (KL.) b2: He tanned it incompletely [so that it became, or remained, hard]; namely, a hide. (KL.) A3: See also 4, in two places.4 احرام, [inf. n. إِحْرَامٌ,] He entered upon a thing [or state or time] that caused what was before allowable, or lawful, to him to be forbidden, or unlawful. (S, * Msb. [See also 5.]) And hence, (S, Msb,) He purposed entering upon the performance of the حَجّ or the عُمْرَة: (Msb:) or he (the performer of the حَجّ or the عُمْرَة) entered upon acts whereby what was allowable, or lawful, to him became forbidden, or unlawful; (K, TA;) as venereal intercourse, and the anointing of oneself, and wearing sewed garments, and hunting and the like: (TA:) you say, احرام بِالحَجِّ and بِالعُمْرَةِ, because what was allowable to the person became forbidden; as the killing of objects of the chase, and [venereal intercourse with] women. (S.) And He entered into the حَرَم, i. e. Mekkeh or El-Medeeneh, (K, TA,) or the sacred territory of cither of those cities: (TA:) or he entered into a sacred, or an inviolable, state; or into a state of security or safety, (S, K, TA,) being assured by a compact, or bond, that he should not be attacked [&c.]: (TA:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S,) he entered upon a sacred month; (S, Msb, K;) and so ↓ حرّم, (K, TA, [in the CK حَرَمَ,]) inf. n. تَحْرِيمٌ. (TA.) And He entered [as a subject] into the covenanted state of security of the government of the Khaleefeh. (TA.) 'Omar said, الصِّيَامُ إِحْرَامٌ [Fasting is a state of prohibition], because the faster is prohibited from doing that which would break his fast. (Sh, TA.) And الرَّجُلُ يُحْرِمُ فِى

الغَضَبِ, a saying of El-Hasan, means The man swears in anger, because he becomes prohibited thereby (بِهِ ↓ لِتَحَرُّمِهِ) [from doing, or refraining from, a thing]. (TA.) See also 2, second sentence. b2: احرام عَنْهُ He refrained from it [as though he were prohibited from doing it]. (ElMufaddal, TA.) A2: احرمهُ: see 2, first sentence. b2: See also 1.

A3: Also He overcame him in contending for stakes, or wagers, in a game of hazard; (Az, Ks, S, K;) and so ↓ حرّمهُ, (K,) inf. n. تَحْرِيمٌ. (TA.) 5 تحرّم [He became in a state of prohibition]: see 4. [Thus it is similar to 4 in the first of the senses assigned to this latter above. Like as you say, احرم بِالحَجِّ and بِالعُمْرَةِ, so] you say, تحرّم بِالصَّلَاةِ [He became in a state of prohibition by prayer; i. e.] he pronounced the تَكْبِير [or تَكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِ, also termed تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ, (see 2,)] for prayer; he entered upon prayer. (MA.) b2: [Also He protected, or defended, himself.] Yousay, تحرّم مِنْهُ بِحُرْمَةٍ, meaning تمنّع and تحمّى

[He protected, or defended, himself] بِذِمَّةٍ [by a compact, or covenant, whereby he became in a state of security or safety, or by a promise, or an assurance, of security or safety]; (K;) or بِصُحْبَةٍ

[by companionship]; or بِحَقٍّ [by a right, or due]. (TA.) And تحرّم بِصُحْبَتِهِ [He protected, or defended, himself by his companionship: or, as explained in the PS, he sought protection, or security, by his companionship]. (S.) b3: Also [He was, or became, entitled to reverence, respect, or honour; or] he possessed what entitled him to reverence, respect, or honour. (KL.) 8 احترمهُ He held him in reverence, respect, or honour; he reverenced, respected, or honoured, him. (MA.) [See حُرْمَةٌ. Golius and Freytag explain اِحْتَرَمَ as meaning “ Dignitate et præsidio venerabilis fuit: ” but it is the pass., اُحْتُرِمَ, that has this meaning; or rather, he was held in reverence, &c.; was reverenced, &c.]10 استحرم [He deemed himself in a state of prohibition]. It is said in a trad., of Adam, اِسْتَحْرَمَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِهِ مِائَةَ سَنَةٍ لَمْ يَضْحَكْ [He deemed himself in a state of prohibition, after the death of his son, a hundred years, not laughing]: from أَحْرَمَ signifying “ he entered into a sacred, or an inviolable, state. ” (TA.) A2: استحرمت, said of a female cloven-hoofed animal, &c.: see 1.

حَرْمٌ: see حِرْمٌ.

حُرْمٌ The state of إِحْرَام (Az, S, K) on account of the performance of the حَجّ or the عُمْرَة; (Az, TA;) as also ↓ حِرْمٌ. (K in art. حل. [See 4 in the present art.]) Hence the saying, فَعَلَهُ فِى حُلِّهِ وَحُرْمِهِ, and ↓ فِى حِلِّهِ وَ حِرْمِهِ, He did it when he was free from احرام and when he was in the state of احرام. (K in art. حل.) And hence the saying of 'Áïsheh, respecting Mohammad, كُنْتُ أُطَيِّبُهُ لِحُلِّهِ وَحُرْمِهِ, i. e. [I used to perfume him when he was free from احرام and] when he was in the state of احرام: (S, Msb: *) or when he became free from احرام and when he performed the ablution and desired to enter upon the state of احرام for the حَجّ or the عُمْرَة. (Az, TA.) [حُرْمُكَ in copies of the K, explained as meaning نِسَاؤُكَ وَ مَا تَحْمِى, is a mistranscription for حُرَمُكَ: see حُرْمَةٌ.]

حِرْمٌ: see حُرْمٌ, in two places.

A2: See also حَرَامٌ, in two places. b2: وَ حِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ, (S, * K, * TA,) in the Kur [xxi. 95], (TA,) thus read by some, (S, TA,) means وَاجِبٌ [i. e. It is a necessary lot of the people of a town that we have destroyed that they shall not return] (S, K, TA) to their present state of existence: (TA:) so explained by Ks, (S, TA,) and by I'Ab and Fr and Zj: (TA:) some read ↓ حَرْمٌ: (Bd:) the people of El-Medeeneh read ↓ حَرَامٌ; meaning forbidden; and accord. to this reading and meaning, لا is redundant: (TA:) [or حَرَامٌ in this instance is syn. with وَاجِبٌ, like حِرْمٌ; for it is said that] the explanation of Ks is confirmed by the saying of 'Abd-er-Rahmán Ibn-Jumáneh [in the TA حمانة, app. for جُمَانَة,] ElMuháribee, a Jáhilee, لَا أَرَى الدَّهْرَ بَاكِيًا ↓ فَإِنَّ حَرَامًا عَلَى شَجْوِهِ إِلَّا بَكِيتُ عَلَى عَمْرٍو [For it is a necessary thing that I should not ever see one weeping for his sorrow but I should weep for 'Amr]. (TA.) حَرَمٌ: see حَرَامٌ, with which it is sometimes syn., like as زَمَنٌ is with زَمَانٌ. (S, Msb, TA.) b2: [Hence,] الحَرَمُ The حَرَم [or sacred territory] of Mekkeh, (Lth, Az, Msb, * K,) upon the limits of which were set up ancient boundary-marks [said to have been] built by Abraham; (Az, TA;) also called حَرَمُ اللّٰهِ and حَرَمُ رَسُوِلِ اللّٰهِ (K) and ↓ المُحَرَّمُ: (Lth, K:) also the حَرَم of El-Medeeneh: (Msb:) [and Mekkeh itself: and El-Medeeneh itself:] and الحَرَمَانِ [the sacred territory of Mekkeh and that of El-Medeeneh: and] Mekkeh [itself] and El-Medeeneh [itself]: pl. أَحْرَامٌ: (K:) and حَرَمُ اللّٰهِ is also applied to Mekkeh [itself]. (S.) b3: See also حَرِيمٌ, in two places.

حَرِمٌ: see حَرَامٌ, with which it is syn. (TA.) Zuheyr says, وَ إِنْ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَةٍ

يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِى وَ لَا حَرِمُ [And if a friend come to him, on a day of solicitation, he says, My cattle are not, or my property is not, absent, nor forbidden, or refused]: (S, IB, TA:) [in the S, this is cited as an ex. of حَرِمٌ as syn. with حِرْمَانٌ, which is an inf. n. of حَرَمَهُ, q. v.: but] IB says that حَرِم means مَمْنُوع: (TA:) يقول in this verse is marfooa though commencing an apodosis, because meant to be understood as put before [in the protasis], accord. to Sb; as though the poet said, يَقُولُ إِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ: accord. to the Koofees, it is so by reason of فَ understood. (S, TA.) حُرْمَةٌ The state of being forbidden, prohibited, or unlawful: (KL:) [and of being sacred, or inviolable; sacredness, or inviolability: (see حَرُمَ, of which it is an inf. n.:)] and the state of being revered, respected, or honoured. (KL.) See also مَحْرَمٌ. b2: Also, (Az, Mgh, Msb, K,) and ↓ حُرُمَةٌ, (Mgh, K,) and ↓ حُرَمَةٌ, (K,) Reverence, respect, or honour; (Az, K, TK;) a subst. from اِحْتِرَامٌ, (Mgh, Msb,) like فُرْقَةٌ from اِفْتِرَاقٌ; (Msb;) and ↓ مَحْرَمٌ signifies the same; but properly, a place of حُرْمَة: (Mgh:) pl. of the first حُرَمَاتٌ and حُرُمَاتٌ and حُرْمَاتٌ, like غرفات pl. of غُرْفَةٌ. (Msb) When a man has relationship [to us], and we regard him with bashfulness, we say, لَهُ حُرْمَةٌ [Reverence, &c., is due to him; or is rendered to him]. (Az, TA.) And we say, لِلْمُسْلِمِ عَلَى

المُسْلِمِ حُرْمَةٌ [Reverence, &c., to the Muslim is incumbent on the Muslim]. (Az, TA.) b3: Also A thing that should be sacred, or inviolable; (S, Msb, K;) and so ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ (S, Msb) and ↓ مَحْرَمٌ: (Msb:) as, for instance, a man's honour, or reputation: (TK:) a thing which one is under an obligation to reverence, respect, or honour [and defend]: (Jel in ii. 190:) a thing of which one is under an obligation to be mindful, observant, or regardful: (Bd ibid.:) [everything that is entitled to reverence, respect, honour, or defence, in the character and appertenances of a person: a thing that one is bound to do, or from which one is bound to refrain, from a motive of reverence, respect, or honour: (see the next sentence:) and any attribute that renders the subject thereof entitled to reverence, respect, or honour:] the pl. of حُرْمَةٌ is حُرُمَاتٌ (Bd and Jel ubi suprà, and TA) [and حُرَمَاتٌ and حُرْمَاتٌ, as above,] and حُرَمٌ; (Msb;) and that of ↓ مَحْرَمٌ [and ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ] is مَحَارِمُ; (Msb;) and مَحْرَمَاتٌ and مَحْرُمَاتٌ [also] are pls. of ↓ مَحْرَمَةٌ and ↓ مَحْرُمَةٌ. (As, S.) حُرُمَاتُ اللّٰهِ means [The inviolable ordinances and prohibitions of God: or] the ordinances of God, and other inviolable things: (Bd and Jel * in xxii. 31:) or what it is incumbent on one to perform, and unlawful to neglect: (Zj, K:) or all the requisitions of God relating to the rites and ceremonies of the pilgrimage and to other things: (Ksh in xxii. 31:) or the حَرَم [or sacred territory] and the requisitions relating to the pilgrimage: (Bd ubi suprà:) or the requisitions relating to the pilgrimage in particular: (Ksh ubi suprà:) or the Kaabeh and the sacred mosque and the sacred territory and the sacred month and the person who is in the state of إِحْرَام: (Ksh and Bd ibid.:) or the inviolability (حُرْمَة) of the sacred territory and of the state of إِحْرَام and of the sacred month: (TA:) or Mekkeh and the pilgrimage and the عُمْرَة, and all the acts of disobedience to God which He has forbidden: (Mujáhid, TA:) or [simply] the acts of disobedience to God. ('Atà, TA.) b4: and [hence, because it should be regarded as sacred, or inviolable,] i. q. ذِمَّةٌ [A compact, a covenant, or an obligation; and particularly such as renders one responsible for the safety, or safe-keeping, of a person or thing, or for the restoration of a thing, or for the payment of a sum of money, &c.; or by which one becomes in a state of security or safety: and simply responsibility, or suretiship: and security, or safety; security of life and property; protection, or safeguard; a promise, or an assurance, of security, safety, protection, or safeguard; indemnity; or quarter: or an obligation, a duty, or a right, or due, that should be regarded as sacred, or inviolable, or the nonobservance of which is blameable]. (K.) b5: and [hence also] A man's حُرَم [i. e. his wives, or women under covert,] and his family: (S:) and [in like manner the pl.] حُرَمٌ, accord. to the K حُرْمٌ, but correctly like زُفَرٌ, (TA,) a man's wives, or women [under covert], (K, TA,) and his household, or family, (TA,) and what he protects, or defends; as also مَحَارِمُ, of which the sing. is ↓ مَحْرُمَةٌ and ↓ مَحْرَمَةٌ: (K, TA:) and hence حُرْمَةٌ is applied by the vulgar to signify a wife. (TA.) [In Har, p. 377, a man's حُرْمَة is said to mean his حَرَم and his family: and in p. 489, a man's حَرَم is said to mean his family and his wives and those whom he protects, or defends. See also حَرِيمٌ.] b6: Also A share, portion, or lot; syn. نَصِيبٌ. (K.) حِرْمَةٌ (K) and ↓ حَرَمَةٌ (Lh, S, K) The desire of a female cloven-hoofed animal, (K,) or of a ewe, or she-goat, (S,) and of a she-wolf and of a bitch, (K,) for the male: (S, K:) حَرَمَةٌ in ewes, or she-goats, is like ضَبَعَةٌ in she-camels, and حِنَآءٌ in ewes. (S.) It is also used, in a trad., in relation to male human beings. (K.) It is said in a trad., respecting those whom the hour [of the resurrection] shall overtake, تُبْعَثُ عَلَيْهِمُ الحِرْمَةُ وَ يُسْلَبُونَ الحَيَآءَ, i. e. Venereal desire [shall be made to befall them, and they shall be bereft of shame]. (S.) حَرَمَةٌ: see what next precedes.

حُرَمَةٌ: see حُرْمَةٌ.

حُرُمَةٌ: see حُرْمَةٌ.

حَرْمَى, applied to a female cloven-hoofed animal, (K,) or to a ewe, or she-goat, (S,) and to a she-wolf and to a bitch, (K,) Desiring the male: pl. حِرَامٌ and حَرَامَى, (S, K,) like عِجَالٌ and عَجَالَى, (S,) or the latter pl. is حُرَامَى; (so accord. to some copies of the K [like عُجَالَى];) as though its masc., if it had a masc., were حَرْمَانُ. (S.) A2: حَرْمَى وَ اللّٰهِ means the same as أَمَا وَ اللّٰهِ [Verily, or now surely, by God]; (K;) as also حَزْمَى وَ اللّٰهِ. (K in art. حزم.) حِرْمِىٌّ, applied to a man, Of, or belonging to, the حَرَم: fem. حِرْمِيَّةٌ. (S, Msb, TA.) [In the TA it is said that Mbr mentions two forms of the epithet حرميّة as applied to a woman: it does not specify what these are; but one seems to be حُرْمِيَّةٌ, for he says that it is from the phrase وَ حُرْمَةِ البَيْتِ

“ by the sacredness of the House ” of God.] Az says, on the authority of Lth, that when they applied the rel. n. from الحَرَمُ to anything not a human being, [as, for instance, to a garment, or piece of cloth,] they said ↓ ثَوْبٌ حَرَمِىٌّ: (Msb:) [but] they also said حِرْمِيَّةٌ, (S,) or سِهَامٌ حِرْمِيَّةٌ, (Msb,) meaning Arrows of the حَرَم: (S, Msb:) and حِرْمِيَّةٌ [also, or قَوْسٌ حِرْمِيَّةٌ,] meaning A bow made of a tree of the حَرَم. (Ham p. 284.) b2: Also A man of the حَرَم whose food was eaten by a pilgrim, and in whose clothes this pilgrim performed his circuiting round the Kaábeh: and a pilgrim who ate the food of a man of the حَرَم, and performed his circuiting round the Kaábeh in this man's clothes: each of these was called the حِرْمِىّ of the other: every one of the chiefs of the Arabs who imposed upon himself hardship, or strictness, in his religious practices had a حرمىّ of the tribe of Kureysh; and when he performed the pilgrimage, would not eat any food but that of this man, nor perform his circuiting round the Kaabeh except in this man's clothes. (TA.) حَرَمِىٌّ: see the next preceding paragraph.

حَرَامٌ Forbidden, prohibited, or unlawful: and sacred, or inviolable; as in the phrases البَيْتُ الحَرَامُ [the Sacred House of God (i. e. the Kaabeh)] and المَسْجِدُ الحَرَامُ [the Sacred Mosque of Mekkeh] and البَلَدُ الحَرَامُ [the Sacred Town or Territory]: (Msb:) contr. of حَلَالٌ; (S;) as also ↓ حَرَمٌ (S, Msb) and ↓ حِرْمٌ (S, Msb, K) and ↓ حَرِمٌ [q. v.] (TA) [and in its primary sense ↓ حَرِيمٌ] and ↓ مَحْرَمٌ: (S, Mgh, Msb:) the pl. [of حَرَامٌ, agreeably with analogy,] is حُرُمٌ; (K;) and ↓ مَحَارِمُ also is a pl. of حَرَامٌ, contr. to rule, (TA,) and signifies things forbidden by God. (K.) See also حِرْمٌ. b2: حَرَامَ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ, (as in some copies of the S,) or حَرَامُ اللّٰه لا افعل, (as in other copies of the S and in the K,) is a saying like يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ, or يَمِينُ اللّٰه لا افعل: (S, K:) it may mean a declaration that the wife or the female slave shall be forbidden [to him who utters it], without the intention of divorcing [thereby the former, or of emancipating the latter; so that it may be rendered, according to the two different readings, I imprecate upon myself, or that which I imprecate upon myself is, what is forbidden of God, if I do it: I will not do such a thing: in like manner, عَلَىَّ الحَرَامُ is often said in the present day]. (TA. [See 2.]) b3: [اِبْنُ حَرَامٍ An illegitimate son: and a disingenuous, or dishonest, person.]

b4: شَهْرٌ حَرَامٌ [A sacred month]: (Msb:) pl. حُرُمٌ. (S, Msb, K.) الأَشْهُرُ الحُرُمُ [The sacred months] (S, * Msb, K) were four; namely, ذُو القَعْدَةِ and ذُو الحِجَّةِ and المُحَرَّمُ and رَجَبٌ; (S, Msb, K;) three consecutive, and one separate: (S, Msb:) in these the Arabs held fight to be unlawful; except two tribes, Khath'am and Teiyi; unless with those who held these months as profane. (S, TA.) b5: حَرَامٌ applied to a man signifies Entering into the حَرَم [or sacred territory of Mekkeh or of El-Medeeneh, or Mekkeh or El-Medeeneh itself]; and is applied also to a woman; and to a pl. number: (TA:) or i. q. ↓ مُحْرِمٌ (S, Msb) as meaning [in, or entering upon, the state of إِحْرَام: i. e. entering upon the performance of those acts of the حَجّ, or of the عُمْرَة, whereby certain things before allowable, or lawful, to him became forbidden, or unlawful; (see 4;) or] purposing to enter upon the performance of the حَجّ or the عُمْرَة: (Msb:) as also ↓ حِرْمٌ: you say, أَنْتَ حِلٌّ and انت حِرْمٌ [Thou art one who has quitted his state of إِحْرَام and thou art in, or entering upon, the state of احرام]: (TA:) the pl. of حَرَامٌ thus applied is حُرُمٌ: (S, Msb:) the fem. of ↓ مُحْرِمٌ is with ة; and the pl. masc.

مُحْرِمُونَ; and the pl. fem. مُحْرِمَاتٌ. (Msb.) b6: See another meaning voce حِرْمٌ.

حِرَامٌ: see حَرِيمٌ.

حَرُومٌ A she-camel that does not conceive when covered. (AA, K. [In the CK, مُغْتاطَة is erro neously put for مُعْتَاطَة.]) حَرِيمٌ: see حَرَامٌ. b2: [Hence,] The appertenances, or conveniences, (حُقُوق and مَرَافِق S, Msb, K,) that are in the immediate environs, (S, Msb,) of a thing, (Msb,) or of a well &c., (S,) or that are adjuncts [or within the precincts] of a house; (K;) because it is forbidden to any but the owner to appropriate to himself the use thereof: (Msb:) or, of a well, the place where is thrown the earth that has been dug out, (K, TA,) and the walking place on either side; in the case of a well dug in a waste land that has no owner, said in a trad. to be forty cubits: (TA: [but see بَدِىْءٌ:]) and of a river, or rivulet, or canal, the place where the mud is thrown out, and the walking-place on each side: (TA:) and of a house, the interior part upon which the door is closed: (Ibn-Wásil ElKilábee, TA:) or the interior part, or middle, (قَصَبَة,) thereof: (T, TA:) [and particularly the women's apartments, and the portion that is for bidden to men who are not related to the women within the prohibited degrees of marriage:] and the court of a mosque: (T, TA:) [and in general,] a place which it is incumbent on one to defend [from intrusion]: (Ham p. 492:) a thing that one protects, and in defence of which one fights; [and particularly, like حُرْمَةٌ as used by the vulgar, a man's wife; and also his female slave; or any woman under covert; and, like حُرَمٌ, pl. of حُرْمَةٌ, as used in the classical language, his wives, or women under covert, and household;] as also ↓ حَرَمٌ: pl. حُرُمٌ, (K,) the pl. of حَرِيمٌ; (TA;) and أَحْرَامٌ, (K,) which is the pl. of ↓ حَرَمٌ. (TA.) b3: A partner, copartner, or sharer. (K.) b4: A friend: so in the saying, فُلَانٌ حَرِيمٌ صَرِيحٌ Such a one is a genuine, or sincere, friend. (TA.) b5: The garment of the مُحْرِم (S, K,) [which he wears during the performance of the حَجّ or the عُمْرَة;] called by the vulgar ↓ إِحْرَامٌ and ↓ حِرَامٌ (TA.) b6: The clothes which the مُحْرِمُون used to cast off, (S, * K, TA,) when, in the time of paganism, they performed the pilgrimage to the House [of God, at Mekkeh], namely, those that were upon them when they entered the حَرَم [or sacred terri tory,] (TA,) and which they did not wear (K, TA) as long as they remained in the حَرَم: (TA:) for the Arabs used to perform their circuiting round the House naked, with their clothes thrown down before them during the circuiting; (T, S, TA;) they saying, “We will not perform the circuiting round the House in clothes in which we have committed sins, or crimes: ” and the woman, also, used to perform the circuiting naked, except that she wore a رَهْط of thongs. (TA.) A poet says, كَفَى حَزَنًا مَرِّى عَلَيْهِ كَأَنَّهُ لَقًى بَيْنَ أَيْدِى الطَّائِفِينَ حَرِيمُ [Sufficiently grievous is my passing by him as though he were a thing thrown away, a cast-off garment of a مُحْرِم, before those performing the circuiting round the Kaabeh]. (S.

حَرِيمَةٌ Anything eagerly desired, or coveted, that escapes one, so that he cannot attain it. (S.) And حَرِيمَةُ الرَّبِّ That which the Lord denies to whomsoever He will. (K.) حَارِمٌ Denying, refusing, or refusing to give. (TA.) b2: هُوَ بِحَارِمِ عَقْلٍ, (so in the copies of the K,) or مَا هُوَ بِحَارِمِ عَقْلٍ, (so in the TA,) means He has intellect, or intelligence: (K:) a phrase mentioned, and thus explained, by Az: and so بِعَارِمِ عَقْلٍ. (TA.) [The right reading is evidently that given in the TA.]

إِحْرَامٌ inf. n. of 4.

A2: See also حَرِيمٌ.

مَحْرَمٌ: see حَرَامٌ, with which it is syn. (S, Mgh, Msb.) [And see an ex. voce حَدٌّ.] b2: See also حُرْمَةٌ, in three places. b3: Also A female relation whom it is unlawful to marry: (T, Msb:) [and such a male relation likewise:] and رَحِمْ مَحْرَمٌ relationship that renders it unlawful to marry. (K.) You say, هِىَ لَهُ مَحْرَمٌ [She is a relation to him such as it is unlawful for him to marry]: and هُوَ لَهَا مَحْرَمٌ and هُوَ مَحْرَمُ مِنْهَا (Mgh) and هُوَ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا he is one whom it is unlawful for her to marry, (S,) and ذُو رَحِمٍ

مَحْرَمٍ and ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٌ, applying محرم as an epithet to رحم and to ذو; (Mgh, Msb;) and ذُو فِى القَرَابَةِ ↓ حُرْمَةٍ: (Ham p. 669:) and in the case of a woman, ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ. (Msb.) b4: مَحَارِمُ اللَّيْلِ (tropical:) The fearful places of the night, (IAar, S, K, TA,) which the coward is forbidden to traverse. (IAar, S, TA.) [See also مَخَارِمُ, pl. of مَخْرَمٌ.]

مُحْرِمٌ: see حَرَامٌ, in two places: Contr. of مُحِلٌّ: and as such signifying [also] one with whom it is unlawful to fight: (S:) or, as such, whom it is unlawful to slay: (TA in art. حل:) and, as such also, one who has a claim, or covenanted right, to protection, or safeguard. (S in art. حل.) Er-Rá'ee says, قَتَلُوا ابْنِ عَفَّانَ الخَلِيفَةَ مُحْرِمًا (S,) meaning [They slew ('Othmán) Ibn-' Affán, the Khaleefeh,] while entitled to the respect due to the office of Imám and to the [sacred] city and to the [sacred] month: for he was slain [in ElMedeeneh and] in [the month of] Dhu-l-Hijjeh. (Ham p. 310.) And one says, إِنَّهُ لَمُحْرِمُ عَنْكَ Verily he is one whom it is unlawful for thee to harm: (K:) or for whom it is unlawful to harm thee: (IAar, Th:) or whom it is unlawful for thee to harm and for whom it is unlawful to harm thee. (Az, TA.) And مُسْلِمٌ مُحْرِمٌ A Muslim is secure, as to himself and his property, by the respect that is due to El-Islám: or a Muslim refrains from the property of a Muslim, and his honour, or reputation, and his blood. (TA.) b2: One who is at peace with another. (IAar, K.) b3: One who is in the حَرِيم of another. (K.) You say, هُوَ مُحْرِمٌ بِنَا He is in our حَرِيم. (TA.) b4: Fasting, or a faster: because the faster is prohibited from doing that which would break his fast. (TA.) b5: And, for a like reason, Swear ing, or a swearer. (TA.) مَحْرَمَةٌ and مَحْرُمَةٌ pl. مَحَارِمُ (K) and مَحْرَمَاتٌ and مَحْرُمَاتٌ: (As, S:) see each voce حُرْمَةٌ, in four places.

مُحَرَّمٌ [Forbidden, prohibited, or made un lawful: and made, or pronounced, sacred, or in violable, or entitled to reverence or respect or honour]. It is said in a trad., أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةُ, i. e. [Knowest thou not that the face is] forbidden to be beaten? or that it has a title to reverence or respect or honour? (TA.) b2: المُحَرَّمُ The first of the months (S, Msb, K, * TA) of the year (Msb) of the Arabs [since the age of pagan ism]; (TA;) the article ال being prefixed because it is originally an epithet; but accord. to some, it is not prefixed to the name of any other month; or, accord. to some, it may be prefixed to صفر and شوّال: (Msb:) and [in the age of paganism, the seventh month, also called] شَهْرُ اللّٰهِ الأَصَبُّ (K, TA.) [الاصبّ being app. a dial. var. of الأَصَمُّ,] i. e. رَجَبٌ; [for] Az says, the Arabs used to call the month of رَجَب in the age of paganism, الأَصَمُّ and المُحَرَّمُ; and he cites the saying of a poet, أَقَمْنَا بِهَا شَهْرَىْ رَبِيعٍ كِلَاهُمَا وَشَهْرَىْ جُمَادَى وَاسْتَحَلُّوا المُحَرَّمَا [We stayed in it during the two months of Rabeea, both of them, and the two months of Jumádà; and they made El-Moharram to be profane; app. by postponing it, as the pagan Arabs often did]: the Arabs called it thus because they did not allow fighting in it [unless they had postponed it]: (TA:) the pl. is مُحَرَّمَاتٌ (Msb, K) and مَحَارِمُ and مَحَارِيمُ. (K.) b3: See also حَرَمٌ — مُحَرَّمٌ applied to a camel means Refractory, or untractable: (TA:) [or,] thus applied, [like عَرُوضٌ, q. v.,] submissive in the middle part, [but] difficult to be turned about, [i. e. stubborn in the head,] when turned about: (K: [in the CK, الذَّلُولُ الوَسَطُ is erroneously put for الذَّلُولُ الوَسَطِ: in my MS. copy of the K, الذَّلُولُ الوَسط:]) and with ة a she-camel not broken, or not trained: (TA:) or not yet completely broken or trained: (S, TA:) and مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ a she-camel that is refractory, or untractable; not broken, or not trained: in this sense heard by Az from the Arabs. (TA.) b4: (tropical:) A skin not tanned: (K:) or not completely tanned: (S:) or tanned, but not made soft, and not thoroughly done. (TA.) b5: (tropical:) A new whip: (K:) or a whip not yet made soft. (S, A, TA.) b6: (tropical:) An Arab of the desert rude in nature or disposition, chaste in speech, that has not mixed with people of the towns or villages. (TA.) b7: (assumed tropical:) The part of the nose that is soft in the hand. (K.) مَحْرُومٌ Denied, or refused, a gift: (Msb, * TA:) or denied, or refused, good, or prosperity: (Az, K:) in the Kur lxx. 25, (I' Ab, S,) [it has this latter, or a similar, meaning;] i. q. مُحَارَفٌ [q. v.]; (I' Ab, S, K;) who hardly, or never, earns, or gains, anything: (K:) or who does not beg, and is therefore thought to be in no need, and is denied: (Bd:) and who has no increase of his cattle or other property: (K:) opposed to مَزْرُوقٌ: (Az, TA:) accord. to some, who has not the faculty of speech, like the dog and the cat &c. (Har p. 378.) b2: Held in reverence, respect, or honour; reverenced, respected, or honoured; and so ↓ مُحْتَرَمٌ. (KL. [But the latter only is commonly known in this sense.]) مَحَارِمُ an anomalous pl. of حَرَامٌ, q. v.: (TA:) b2: and pl. of مَحْرَمَةٌ and مَحْرُمَةٌ: (K:) b3: and also of المُحَرَّمُ. (K.) مَحَارِيمُ a pl. of المُحَرَّمُ. (K.) مُحْتَرَمٌ [erroneously written in the Lexicons of Golius and Freytag مُحْتَرِمٌ]: see مَحْرُومٌ.

حقن

(حقن)
المَاء وَاللَّبن فِي الْقرْبَة حَقنا جمعه وحبسه وَيُقَال حقن الْإِنَاء بِالْمَاءِ وَغَيره ملأَهُ بِهِ وحقن بَوْله حَبسه وحقن دم فلَان مَنعه أَن يسفك وحقن مَاء وَجهه كَفاهُ ذل السُّؤَال وَاللَّبن فِي الْقرْبَة صبه فِيهَا ليخرج زبدته فَهُوَ محقون وحقين وَفُلَانًا أوصل الدَّوَاء إِلَى جِسْمه بالمحقنة
ح ق ن

حقن اللبن في السقاء: جمعه، وهو المحقن. وبارك الله في محاقلكم ومحاقنكم أي في حرثكم ورسلكم. وسقاه الحقين وهو اللبن المحقون. وفي مثل: " أبي الحقين العذرة ". وحقن بوله، ورجل حاقن. وحقن المريض: داواه بالحقنة، واحتقن المريض. واحتقن الدم في جوفه.

ومن المجاز: حقنت دمه إذا حلّ به القتل فأنقذته، وحقنت ماء وجهه. ويقولون: هلال أدفق خير من هلال حاقن وهو الذي يستلقي ويرتفع طرفاه.

حقن


حَقَنَ(n. ac.
حَقْن)
a. [acc. & Fī], Poured into.
b. Collected, stored up ( water, milk ).
c. Prevented (bloodshed), spared ( the
blood of ).
d. Administered a clyster to.

أَحْقَنَa. Mixed together.

إِحْتَقَنَa. Suffered from strangury.
b. Made use of a clyster.

حَقْنَة
(pl.
أَحْقَاْن)
a. Pain in the belly.

حُقْنَة
(pl.
حُقَن)
a. Clyster, injection, enema.

مِحْقَن
مِحْقَنَةa. Syringe.
b. Funnel.

حَاْقِنَة
(pl.
حَوَاْقِنُ)
a. Stomach, belly.

حَقِيْنa. Collected ( water, milk ).
مِحْقَاْن
(pl.
مَحَاْقِيْنُ)
a. Pond, pool; reservoir; fishpond.
حقن: حَقَن: حبس بوله واحتاج إلى أن يبول، ففي رياض النفوس (ص74 و): فلما سار عن المنزل قليلاً عرض له حَقْن فمال إلى ناحية (ألف ليلة 2: 296، 3: 411).
حقَّن (بالتشديد): وحقَّن به ذكرها فوك في مادة ( Constipare) .
وحقن: حقن بالمحقنة (فوك، بوشر، همبرت ص37).
أحقن، تحقَّن، احتقن: ذكرها فوك في مادة ( Constipare) يقال: احتقن به ومنه.
حقْن: حُقْنة (المعجم اللاتيني - العربي) وفيه ( Sasis أنظر دوكانج).
حَقْنَة: سداد، صمامة، شجا (هلو).
حُقْنةَ: حُصْر، اعتقال البطن، قبض حَبس، احتباس (فوك).
مِحْقَان: صهريج (محيط المحيط).
ح ق ن : حَقَنْتُ الْمَاءَ فِي السِّقَاءِ حَقْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعْتُهُ فِيهِ وَحَقَنْتُ دَمَهُ خِلَافُ هَدَرْتُهُ كَأَنَّك جَمَعْتَهُ فِي صَاحِبِهِ فَلَمْ تُرِقْهُ وَحَقَنَ الرَّجُلُ بَوْلَهُ حَبَسَهُ وَجَمَعَهُ فَهُوَ حَاقِنٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ لِمَا جُمِعَ مِنْ لَبَنٍ وَشُدَّ حَقِينٌ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ حَابِسُ الْبَوْلِ حَاقِنًا وَحَقَنْتُ الْمَرِيضَ إذَا أَوْصَلْتُ الدَّوَاءَ إلَى بَاطِنِهِ مِنْ مَخْرَجِهِ بِالْمِحْقَنَةِ بِالْكَسْرِ وَاحْتَقَنَ
هُوَ وَالِاسْمُ الْحُقْنَةُ مِثْلُ: الْفُرْقَةِ مِنْ الِافْتِرَاقِ ثُمَّ أُطْلِقَتْ عَلَى مَا يُتَدَاوَى بِهِ وَالْجَمْعُ حُقَنٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. 
ح ق ن: (حَقَنَ) دَمَهُ مَنَعَ أَنْ يُسْفَكَ، وَحَقَنَ بَوْلَهُ، وَأَنْكَرَ الْكِسَائِيُّ (أَحْقَنَ) وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَ (الْحَاقِنُ) الَّذِي بِهِ بَوْلٌ شَدِيدٌ، يُقَالُ: لَا رَأْيَ لِحَاقِنٍ. وَ (الْحَاقِنَةُ) النُّقْرَةُ بَيْنَ التَّرْقُوَةِ وَحَبْلِ الْعَاتِقِ، وَالذَّاقِنَةُ طَرَفُ الْحُلْقُومِ. وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي» وَيُرْوَى شَجْرِي وَهُوَ مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ. وَقِيلَ: الْحَاقِنَةُ مَا سَفَلَ مِنَ الْبَطْنِ. وَ (الْحُقْنَةُ) مَا يَحْتَقِنُ بِهِ الْمَرِيضُ مِنَ الْأَدْوِيَةِ وَقَدِ احْتَقَنَ. 
[حقن] حَقَنْتُ اللبن أَحْقُنُهُ بالضم، إذا جمعتَه في السقاء وصببتَ حليبَه على رائبه. واسم هذا اللبن الحَقينُ، والسِقاء المِحْقَنُ. وفي المثل: " أبى الحَقينُ العُِذْرَةَ " أي العذر. وَحَقَنْتُ دمَه: منعته أن يُسفَك. قال الكسائي: حَقَنْتُ البولَ. وأنكر أَحْقَنْتُ. والحاقِنُ: الذي به بولٌ شديد. يقال: " لا رأيَ لِحاقِنٍ ". أبو عمرو: الحاقِنَةُ: النُقرة بين التَرقوة وحبلِ العاتق. وهما حاقنتان. وفي المثل: " لالحقن حواقنك بذواقنك ". الذاقنة: طرف الحلقوم ومنه قول عائشة رضى الله عنها: " توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحرى، وبين حاقنتى وذاقنتى ". ويروى " شجري "، وهو ما بين اللحيين. ويقال: الحاقنة ما سفل من البطن. والحُقْنَةُ: ما يُحْقَنُ به المريض من الأدوية. وقد احْتَقَنَ الرجل. والمِحْقانُ: الذي يَحْقُنُ بولَه، فإذا بالَ أكثر منه. 
(ح ق ن) : (حَقَنَ) اللَّبَنَ جَمَعَهُ فِي السِّقَاءِ (وَمِنْهُ) إذَا مَنَعَهُ أَنْ يُسْفَكَ وَذَلِكَ إذَا حَلَّ بِهِ الْقَتْلُ فَأَنْقَذَهُ (وَحَقَنَ بَوْلَهُ) حَبَسَهُ وَجَمَعَهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «لَا رَأْيَ لِحَاقِنٍ وَلَا حَاقِبٍ وَلَا حَازِقٍ» هَكَذَا فِي غَرِيبِ الْقُتَبِيِّ (فَالْحَاقِنُ) الَّذِي بِهِ بَوْلٌ كَثِيرٌ وَالْحَاقِبُ الْمَحْصُورُ وَالْحَازِقُ الَّذِي ضَاقَ خُفُّهُ فَحَزَقَ قَدَمَهُ أَيْ ضَغَطَهَا (وَأَمَّا الْحَاقِنُ) كَمَا فِي الْأَكْمَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ (وَحَقَنَ) الْمَرِيضَ دَاوَاهُ بِالْحُقْنَةِ وَهِيَ دَوَاءٌ يُجْعَلُ فِي خَرِيطَةٍ مِنْ أَدَمٍ يُقَالُ لَهَا الْمِحْقَنَةُ (وَقَوْلُهُ) فِي الْوَاقِعَاتِ رَجُلٌ أَدْخَلَ الْحُقْنَةَ ثُمَّ أَخْرَجَهَا لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ أَرَادَ أُنْبُوبَ الْمِحْقَنَةِ فَتَوَسَّعَ فِي الْكَلَامِ وَاحْتَقَنَ بِنَفْسِهِ تَدَاوَى بِهَا (وَقَوْلُهُ) لَا بَأْسَ بِأَنْ يُبْدِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ لِلْمُحْتَقِنِ صَوَابُهُ لِلْحَاقِنِ (وَقَوْلُهُمْ) احْتَقَنَ الصَّبِيُّ بِلَبَنِ أُمِّهِ بَعِيدٌ (وَاحْتُقِنَ) بِالضَّمِّ غَيْرُ جَائِزٍ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ حُقِنَ أَوْ عُولِجَ بِالْحُقْنَةِ.
الحاء والقاف والنون
حقن: الحَقِيْنُ: لَبَنٌ مَحْقُوْنٌ في مِحْقَن. وفي المَثَلِ: أبى الحَقِيْنُ العِذْرَةَ. وحَقَنْتُه: جَمَعْتُه. وفي الحِذْقِ في الأُمُورْ: أنا منه كحاقِنِ الإِهَالَةِ وذلك أنَّه لا يَحْقِنُها حتّى يَعْلَمَ أنَّها قد بَرَدَتْ لكي لا تُحْرِقَ السِّقَاء. وإذا اجْتَمَعَ الدَّمُ في الجَوْفِ من طَعْنَةٍ: فقد احْتَقَنَ. والحُقْنَةُ: اسْمُ دَواءٍ، يُحْقَنُ بها المَرِيْضُ المُحْتَقَنُ. وبَعِيرٌ مِحْقَانٌ: الذي يَحْقِنُ البّوْلَ فإذا بالِ أكْثَرَ. وتَحَقَّنْتُ الشَّرَابَ: تَمَلَّأتَ منه. وتَحَقَّنَتِ الإِبلُ الكَلأَ: مِثْلُه. وحَقَنْتُ دَمَ فلانٍ: أي أنْقَذْتَه من القَتْلِ. والحاقِنَتانِ: نُقْرَتا التَّرْقُوَتَيْنِ، والجَميعُ: الحَوَاقِنُ. وقيل: الحاقِنَةُ: المَرِيءُ، ويقولون: ما أقْرَبَ حاقِنَتَه من ذاقِنَته، والذّاقِنَةُ: المَعِدَةُ. ولأَلْزِقَنَّ حَوَاقِنَكَ بِذَوَاقِنِكَ أي لأَجْهَدَنَّكَ وأُطِيْلَنَّ عَنَاءكَ. والمُحْتَقِنُ من الضُّرُوْعِ: الذي لَحِقَ بالفُرُوْجِ والصِّفَاقِ. ويقولون: هِلاَلٌ أدْفَقٌ خَيْرٌ من هِلالٍ حاقِنٍ: وهو الذي يَرْتَفِعُ طَرَفاه ويَسْتَلْقي ظَهْرُه. والأدْفَقُ: الأعْوَجُ. والأحْقَانُ والحَقْنَةُ - كالأحْقَالِ والحَقلَة: وهو وَجَعٌ يكون في البَطْنِ، وقد ذُكِرَ.
الْحَاء وَالْقَاف وَالنُّون

حقَن الشَّيْء يَحقِنُهُ حَقنا، فَهُوَ محقونٌ وحقينٌ: حَبسه. وَفِي الْمثل: " أبي الحَقينُ الْعذرَة ". وكل شراب حُقِن فِي سقاء فَهُوَ حقينٌ. وحقن اللَّبن فِي الْقرْبَة وَالْمَاء فِي السقاء، كَذَلِك.

وحقنَ الْبَوْل يَحقِنُهُ حَقْنا: حَبسه، وَلَا يُقَال أحقَنَه وَلَا حَقْنَني هُوَ. وبعير مِحقانٌ: يَحقنُ الْبَوْل فَإِذا بَال أَكثر.

واحتقنَ الْمَرِيض: احْتبسَ بَوْله.

والحُقْنَةُ: دَوَاء يُحْقَنُ بِهِ الْمَرِيض المحتَقنُ.

وحَقَنَ دمَ الرجل: حل بِهِ الْقَتْل فأنقذه.

واحتَقنَ الدمُ: اجْتمع فِي الْجوف.

وحقَنَ اللَّبن فِي السقاء يحقِنُه حَقْنا: صبه فِيهِ ليخرج زبدته.

والمحْقَنُ: الَّذِي يَجْعَل فِي فَم السقاء والزق ثمَّ يصب فِيهِ الشَّرَاب أَو المَاء.

والحاقِنَةُ: الْمعدة. صفة غالبة لِأَنَّهَا تَحقِنُ الطَّعَام.

والحَاقِنةُ: مَا بَين الترقوة والعنق.

والحاقتانِ: مَا بَين الترقوتين وحبلي العاتق. ولألزقن حواقنك بذواقنك: حواقنه مَا حقن الطَّعَام من بَطْنه وذواقنه أَسْفَل بَطْنه وَركبَتَاهُ وَقَالَ بَعضهم: الحواقِنُ مَا سفل من الْبَطن، والذواقن مَا علا.

واحتقنت الرَّوْضَة: أشرقت جوانبها على سرارها، عَن أبي حنيفَة. 
باب الحاء والقاف والنون معهما ح ق ن، ن ق ح، ق ن ح، ح ن ق مستعملات

حقن: الحَقين: اللَّبَنُ المَحقُونُ في مِحْقَنٍ. وفي مَثَل: أَبَى الحَقينُ العِذْرة. وأصلُه أنّ أعرابياً أَتَى حَيّاً فسألهم اللَّبَن، فقيل له: ما عندَنا لَبَنٌ، فالتفت إلى سِقاء فيه لبن فقال: يأبَى الحَقينُ العِذْرة، أي يأبَى الحقين أنْ أقبَلَ عُذْرَكم. وحَقَنْتُه: جَمَعْتُه في سِقاء ونحوِه. وحَقَنْتُ دَمَه: إذا انْقَذْتُه من قَتْلٍ أحلَّ به. واحتَقَنَ الدَمُ في جَوْفه: إذا اجتَمَعَ من طعنةٍ جائفة. والحُقنةُ: اسمُ دواءٍ يُحْقَنُ به المريضُ المُحتَقِن. وبَعيرٌ مِحقانٌ يحقُنِ البَوْل، فإذا بالَ أكثَرَ. والحاقِنتان: نُقْرَتا التَرْقُوَتَيْن، والجميع: الحَواقِن

. نقح: النَّقْح: تَشذيبكَ عن العَصَا أُبَنَها. وكلُّ شيءٍ نَحَّيْتَه عن شَيء فقد نَقَحْتَه من أذىً. والمُنَقِّحُ للكلام: الذي يُفَتِّشُه ويُحسِنُ النَظَر فيه، [وقد] نقحت الكلام.

قنح: القَنْح: اتَّخاذُك قُنّاحة تشُدُّ بها عِضادةَ الباب ونحوه، تُسَمِّيه الفُرْس قانه. قال غير الخليل: لا أعرفُ القَنْح إلا في الشُرْب، وهو شُربٌ في أَفاويقَ، ويُرْوَى في الحديث.

وأَشْرَبُ فأَتَقَنَّحُ

وأَتَقَمَّحُ، يُرْوَيان جميعاً. حنق: الحَنَق: شِدُّةُ الاغتِياظ، حَنِقَ حَنَقاً فهو حَنِق. والاِحناق: لُزُوقُ البَطْنِ بالصُلْب، قال:

فأحنَقَ صُلْبُها وسَنامُها
حقن
حقَنَ يَحقُن ويَحقِن، حَقْنًا، فهو حاقن، والمفعول مَحْقون
• حقَن الماءَ ونحوَه: جمَعه وحبَسه "حقَن البولَ في المثانة- لا رأي لحاقن [مثل]: يُضرب للمضطرّ الذي لا يملك أمرَ نفسه" ° حقَن دم فلان: منعه أن يُسفَك، إذا أنقذه من القتل بعد ما حلّ قتلُه- حقَن ماءَ وجهه: كفاه ذُلَّ السُّؤال وصان كرامته.
• حقَن الشَّخصَ: أوصل الدّواءَ إلى جسمه بالمِحقنة (أداة الحقن)، داواه بالحقنة "حقَن الطّبيبُ المريضَ بمُخدِّر- حقَنه في الوريد". 

احتقنَ يحتقن، احتِقانًا، فهو مُحتقِن
• احتقن الماءُ ونحوُه: تجمَّع واحتبَس "سبّب له احتقان البول".
• احتقن العضوُ: تجمَّع الدّمُ أو الماءُ فيه فانتفخ "احتقَن الكبدُ- شدَّه من رباط رقبته حتَّى احتقن وجهُه" ° احتِقان البول واحتِقان الدَّمِ: احتباسهما- احتقان رئويّ: احتباس الدَّم في الرِّئة- احتقَن وجهُه: احمرّ- مزيل الاحتقان: علاج يقضي على الاحتقان بتخفيف التَّورُّم.
• احتقنَ المريضُ: تداوَى بالحُقْنة. 

احتقان [مفرد]:
1 - مصدر احتقنَ.
2 - تذمُّر، غضب "يشهد العالم العربيّ احتقانًا شديدًا بسبب التصرُّفات الأمريكيّة".
3 - (طب) زيادة الدّمِ في أوعية جزء أو عضو ينشأ إمّا بورود دم أكثر أو تعويق في التصريف. 

احتقانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى احتقان.
• قصور القلب الاحتقانيّ: (طب) حالة تتميَّز بالضَّعف وقصر النَّفس النَّاتج عن دورة الدمّ غير الكافية في الأنسجة المحيطيَّة والرِّئتين. 

حَقْن [مفرد]: مصدر حقَنَ ° حَقْنًا لدمائهم: منعًا وتجَنُّبًا لإراقة دمائهم. 

حُقْنَة [مفرد]: ج حُقُنات وحُقْنات وحُقَن:
1 - إبرة، أداة خاصَّة ذات إبرة يُدفع بها السَّائلُ أو الدَّواءُ في الجسم أو يُسحب منه "حقنة زجاجيَّة" ° ضرَبه حُقْنة: وشى به، سعى به، فتن عليه- هذا رجل حقنة: مؤلم، فظّ.
2 - دواءٌ أو سائِل يُحقَن ويُدفع به إلى جسم المريض "وصف له الطَّبيبُ حُقنةً يأخذها صباحًا ومساءً- حُقنة تحت الجلد: دواء معيَّن يُحقن تحت جلد المريض".
• حُقْنَة شَرَجيَّة: (طب) إدخال سائل أو غاز من الشَّرج إلى المِعى، فيكون غسولاً أو علاجًا. 

مِحْقَن [مفرد]: ج محاقِنُ: اسم آلة من حقَنَ: حُقْنَة، أداة الحَقْن؛ أداة خاصَّة ذات إبرة يُدفع بها السَّائلُ أو الدَّواءُ إلى جسم المريض، وتسمَّى: إبرة "لا يُستعمل المِحْقْنُ إلاّ معقَّمًا". 

مِحْقَنة [مفرد]: ج محاقِنُ: اسم آلة من حقَنَ: حُقْنة، أداة الحَقْن؛ أداة خاصَّة ذات إبرة يُدفع بها السّائلُ أو الدواءُ إلى جسم المريض، وتسمّى: إبرة. 

حقن: حَقَنَ الشَّيءَ يَحْقُنُه ويَحْقِنُه حَقْناً، فهو مَحْقُونٌ

وحَقِينٌ: حَبَسه. وفي المثل: أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ أَي العُذْر، يضرب

مثلاً للرجل يَعْتَذِر ولا عذر له، وقال أَبو عبيد: أَصل ذلك أَن رجلاً

ضافَ قوماً فاستَسْقاهم لبَناً، وعندهم لبنٌ قد حَقَنُوه في وَطْبٍ،

فاعْتَلُّوا عليه واعْتَذَروا، فقال أَبَى الحَقينُ العِذْرةَ أَي أَن هذا

الحقينَ يُكَذِّبُكم؛ وأَنشد ابن بري في الحَقين للمُخبَّل:

وفي إبلٍ ستِّينَ حَسْبُ ظَعِينة،

يَرُوحُ عليها مَخْضُها وحَقينُها.

وحَقَنَ اللبنَ في القِرْبة والماءَ في السقاء كذلك. وحقَنَ البَوْلَ

يَحقُنُه ويَحْقِنُه: حَبَسه حَقْناً، ولا يقال أَحْقَنه ولا حَقَنَني هو.

وأَحْقَنَ الرجلُ إذا جمع أَنواع اللبن حتى يَطِيب. وأَحْقَنَ بولَه إذا

حَبَسه. وبعيرٌ مِحْقانٌ: يَحْقِنُ البولَ، فإذا بالَ أَكثرَ، وقد عَمَّ

به الجوهريُّ فقال: والمِحْقانُ الذي يَحْقِنُ بوله، فإِذا بالَ أَكثرَ

منه. واحْتَقَنَ المريضُ: احتبَسَ بَوْله. وفي الحديث: لا رأْيَ لحاقِبٍ

ولا حاقِن، فالحاقِنُ في البول، والحاقِبُ في الغائط، والحاقنُ الذي له

بولٌ شديد. وفي الحديث: لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو حاقِنٌ، وفي رواية:

وهو حَقِنٌ، حتى يتخفَّفَ الحاقِنُ والحَقِنُ سواءٌ. والحُقْنةُ: دواءٌ

يُحْقَنُ به المريضُ المُحْتَقِنُ، واحْتَقَنَ المريضُ بالحُقْنةِ؛ ومنه

الحديث: أَنه كَرِه الحُقْنةَ؛ هي أَن يُعطى المريضُ الدواءَ من أَسفلِه وهي

معروفة عند الأَطِبّاء. والحاقِنةُ: المَعِدة صفة غالبة لأَنها تحْقِنُ

الطعامَ. قال المفضل: كلَّما مَلأْتَ شيئاً أَو دَسَسْتَه فيه فقد

حقَنْتَه؛ ومنه سمِّيت الحُقْنة. والحاقِنةُ: ما بين التَّرْقُوة والعُنُق،

وقيل: الحاقِنتانِ ما بين التَّرْقُوَتين وحَبْلَي العاتِق، وفي التهذيب:

نُقْرَتا التَّرْقُوتين، والجمع الحواقِنُ، وفي الصحاح: الحاقِنةُ

النُّقْرَةُ التي بين الترقوة وحبل العاتِق، وهما حاقِنتان. وفي المثل:

لأُلْزِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِك؛ حَواقِنُه: ما حَقَن الطعامَ من بَطْنِه،

وذواقِنُه: أَسفَل بَطْنه ورُكْبَتاه. وقال بعضهم: الحَواقِنُ ما سَفُلَ من

البطن، والذَّواقِنُ ما عَلا. قال ابن بري: ويقال الحاقِنَتان

الهَزْمَتانِ تحت الترقوتين، وقال الأَزهري في هذا المثل: لأُلْحِقَنَّ حواقِنَك

بذواقِنِك، وروي عن ابن الأَعرابي الحاقِنةُ المَعِدة، والذاقِنةُ

الذَّقَنُ، وقيل: الذاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقوم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:

تُوفِّي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين سَحْرِي ونَحْري، وبين حاقنتي

وذاقنتي وبين شَجْري، وهو ما بين اللَّحْيَين. الأَزهري: الحاقِنةُ

الوَهْدة المنخفضة بين التَّرْقُوتين من الحَلْق. ابن الأَعرابي: الحَقْلَةُ

والحَقْنةُ وجعٌ يكون في البطن، والجمع أَحْقالٌ وأَحْقانٌ. وحَقَنَ دَمَ

الرجلِ: حَلَّ به القتلُ فأَنْقذَه. واحْتَقَنَ الدَّمُ: اجتمع في الجوف.

قال المفضل: وحقَنَ اللهُ دمَه حَبَسه في جلده ومَلأَه به؛ وأَنشد في

نعتِ إبل امتلأَتْ أَجوافُها:

جُرْداً تَحَقَّنَتْ النَّجِيلَ، كأَنما

بجلُودِهِنَّ مدارجُ الأَنْبار.

قال الليث: إذا اجتمع الدمُ في الجوف من طَعْنةٍ جائفةٍ تقول احْتَقَنَ

الدمُ في جوفه؛ ومنه الحديث: فحَقَنَ له دَمَه. يقال: حَقَنْتُ له دَمَه

إذا مَنَعْتَ من قَتْلِه وإراقَتِه أَي جَمعْتَه له وحبَسْتَه عليه.

وحقَنْتُ دَمه: منعتُ أَن يُسْفَك. ابن شميل: المُحْتقِنُ من الضُّروع الواسع

الفَسيحُ، وهو أَحسنُها قدراً، كأَنما هو قَلْتٌ مجتمع مُتَصعِّد حسنٌ،

وإنها لمُحْتقِنةُ الضرعِ. ابن سيده: وحقَن اللبنَ في السِّقاء يَحْقُنُه

حَقْناً صبَّه فيه ليُخرج زُبْدَتَه. والحَقينُ: اللبنُ الذي قد حُقِنَ

في السِّقاء، حَقنْتُه أَحْقُنُه، بالضم: جمعته في السقاء وصببت حليبَه

على رائِبه، واسم هذا اللبن الحَقينُ. والمِحْقَنُ: الذي يُجعل في فمِ

السِّقاءِ والزِّقّ ثم يُصب فيه الشراب أَو الماء. قال الأَزهري: المِحْقن

القِمَعُ الذي يُحْقَن به اللبنُ في السقاء، ويجوز أَن يقال للسقاء نفسه

مِحْقَن، كما يقال له مِصْرَب ومِجزَم، قال: وكل ذلك محفوظ عن العرب.

واحْتَقنَتِ الرَّوْضةُ: أَشرفت جوانبُها على سَرارِها؛ عن أَبي حنيفة.

حقن

1 حَقَنَهُ, aor. ـُ and حَقِنَ, (K,) inf. n. حَقْنٌ, (TA,) i. q. حَبَسَهُ [as meaning He confined it; kept it in; prevented it from escape; retained, restrained, or withheld, it]; (K;) as also ↓ احتقنهُ, (as in some copies of the K,) or ↓ احقنهُ; (as in other copies and in the TA;) but see, in what follows, what is said of this last in the S. (TA.) b2: حَقَنَ اللَّبَنَ (S, Mgh, K) فِى السِّقَآءِ, (K,) aor. ـُ (S,) inf. n. as above, (TA,) He collected the milk in the skin, (S, Mgh,) and poured fresh milk upon that which was curdled, or thick, or upon that which was churned: (S:) or he poured the milk into the skin, [and kept it therein] that its butter might come forth. (K.) And حَقَنَ المَآءَ فِى السِّقَآءِ, aor. ـُ inf. n. as above, He collected the water in the skin. (Msb.) b3: حَقَنَ البَوْلَ, (Ks, S, M,) or بَوْلَهُ, (Mgh, Msb,) He kept in, or retained, (M, Mgh, Msb,) and collected, (Mgh, Msb,) the urine, (M,) or his urine: (Mgh, Msb:) one should not say ↓ احقنهُ; (Ks, S, M;) nor should one say [of the urine] حَقَنَنِى هُوَ. (M.) b4: حَقَنَ دَمَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) and حَقَنَ لَهُ دَمَهُ, (TA from a trad.,) (tropical:) He prevented or forbade, the shedding of his blood, (S, Mgh, TA,) and the slaying him; (TA;) [he spared his blood, or forbore to shed it;] i. e., (Mgh,) he saved him (Mgh, K) from slaughter (K) when it had become lawful to slay him; from حَقَنَ اللَّبَنَ; (Mgh;) contr. of هَدَرَهُ; as though he collected his blood in him, and did not pour it forth. (Msb.) b5: حَقَنَ مَآءَ وَجْهِهِ (assumed tropical:) He preserved [the lustre of his face; meaning his honour, or reputation]. (TA.) b6: حَقَنَ المَرِيضَ (S, * Mgh, Msb, K *) He administered to the sick person what is termed حُقْنَة, i. e. [a clyster,] a medicine put into a مِحْقَنَة; (Mgh;) he conveyed medicine into the inside of the sick person by his anus (مِنْ مَخْرَجِهِ) with the مِحْقَنَة. (Msb.) See also 8.4 احقن He collected different sorts of milk [in a skin, old and fresh,] to become good. (K.) b2: See also 1, in two places.5 تَحَقَّنَتِ الإِبِلُ The camels became full in their insides. (TA.) 8 احتقن as a trans. v.: see 1.

A2: Also It (blood) collected in the inside in consequence of a spear-wound, or stab, or the like, penetrating thereinto. (TA.) b2: And He (a man) administered to himself, or had administered to him, a حُقْنَة [or clyster]: (S, * Mgh, Msb:) or he (a sick man) made use of the حُقْنَة in consequence of suppression of his urine. (K.) The saying اِحْتَقَنَ الصَّبِىُّ بِلَبَنِ أُمِّهِ [meaning The child had its mother's milk administered to it as a clyster] is farfetched: and اُحْتُقِنَ is not allowable: the right expression is ↓ حُقِنَ, or عُولِجَ بِالحُقْنَةِ. (Mgh.) b3: And اِحْتَقَنَتِ الرَّوْضَةُ The روضة [i. e. meadow, or garden,] had its sides elevated عَلَى سَائِرِهَا [above the rest of it]: so says AHn: in the K, على سَرَارِهَا [above the depressed, or the best, or most fruitful, part of it: in the CK, سِرارِها]. (TA.) حَقِنٌ: see حَاقِنٌ.

حَقْنَةٌ A pain in the belly: pl. أَحْقَانٌ. (IAar, K.) حُقْنَةٌ The administration of a medicine to a sick person by his anus; (TA;) [i. e. the administration of a clyster;] the conveyance of a medicine to the inside of a sick person by his anus with the مِحْقَنَة. (Msb.) b2: And hence, (Msb,) [A clyster;] a medicine so administered to a sick person: (S, Mgh, Msb, K:) pl. حُقَنٌ. (Msb.) b3: And, by extension of the meaning, The tube of a مِحْقَنَة. (Mgh.) حَقِينٌ Confined, kept in, prevented from escape, retained, restrained, or withheld; as also ↓ مَحْقُونٌ. (K.) b2: And, as a subst., (S,) Milk collected in a skin, (S, IF, Msb,) when fresh milk has been poured upon that which has become curdled, or thick, or upon that which has been churned. (S, TA.) Hence the prov., أَبَى الحَقِينُ العِذْرَةَ; i. e. العُذْرَ; [The milk collected in the skin, &c., has disallowed the excuse;] (A 'Obeyd, S, TA;) applied to him who excuses himself when having no [real] excuse: (TA:) originally said by a man who asked some people to give him milk to drink, upon their excusing themselves while they had milk which they had collected in a skin; meaning, this حقبن belies you. (A 'Obeyd, TA.) حَاقِنٌ A man keeping in, or retaining, and collecting, his urine; from حَقِينٌ meaning “ milk collected in a skin: ” (IF, Msb:) [suffering from retention of the urine:] having urine that distresses [by its quantity]: (S, TA:) having much urine retained and collected: (Mgh:) and ↓ حَقِنٌ signifies the same. (TA.) Hence the saying, (Mgh, TA,) in a trad., (TA,) لَا رَأْىَ لِحَاقِنٍ وَلَا حَاقِبٍ وَلَا حَازِقٍ (S, * Mgh, TA *) No counsel, or advice, is possible to one who has much urine retained and collected, nor to one suffering suppression of the feces, nor to one who is pinched by a tight boot. (Mgh, TA. *) b2: [Collecting grease, or melted grease, in a skin.] You say, أَنَا مِنْهُ كَحَاقِنِ الإِهَالَةِ (assumed tropical:) I am a person skilled in it; because such a one does not collect the اهالة in a skin until he knows that it has cooled, lest the skin should be burnt. (K.) b3: (assumed tropical:) A moon a little after or before the change (هِلَال) having its two extremities elevated, and its back decumbent. (K.) Hence the saying, هِلَالٌ وَاقِفٌ خَيْرٌ مِنْ هِلَالٍ حَاقِنٍ (tropical:) [A هلال erect (here meaning nearly erect) is better, or more auspicious, than a هلال decumbent]. (A, TA.) [See also أَذْفَقُ.]

الحَاقِنَةُ The stomach; (K;) an epithet in which the quality of a subst. is predominant; because it retains, or collects, the food: (TA:) and the pit between each collar-bone and what is termed حَبْلُ العَاتِقِ [explained in art. حبل, q. v.]; (AA, S, K; *) the two together being termed [the]

حَاقِنَتَانِ: (AA, S:) the pit of each collar-bone: (T, TA:) the part between the collar-bone and the neck: (TA:) or the lower part of the belly: (S, K:) pl. الحَوَاقِنُ. (T, TA.) [See also الذَّاقِنَةُ.] Hence, (K,) it is said in a prov., لَأُلْحِقَنَّ حَوَاقِنَكَ بِذَوَاقِنِكِ, (S, K,) i. e. [I will assuredly conjoin] the lower part of thy belly with the upper part thereof: or the part of thy belly that retains, or collects, the food, with the lower part of thy belly, and with thy knees. (TA.) The ذَاقِنَة is [also said to be] the extremity of the حُلْقُوم [or windpipe]: and hence the saying attributed to 'Áïsheh, that the Prophet died [with his head] between her حَاقِنَة and her ذَاقِنَة. (S.) مِحْقَنٌ A skin in which milk is collected; fresh milk being poured into it upon that which is curdled, or thick, or upon that which has been churned: (S:) or a skin into which milk is poured, [and in which it is kept,] that its butter may come forth. (K.) b2: And A funnel with which the milk is poured into the skin: (Az, K: *) or a funnel which is put into the mouth of a skin, into which one then pours wine, and water. (TA.) مَحْقَنَةٌ app. sing. of مَحَاقِنُ as used in the following saying; like as مَحْقَلَةٌ is sing of مَحَاقِلُ.]

بَارَكَ اللّٰهُ فِى مَحَاقِلِكُمْ وَمَحاقِنِكُمْ May God bless your seed-produce and your progeny. (TA.) مِحْقَنَةٌ The thing with which a حُقْنَة [or clyster] is administered; (Mgh, Msb;) being a leathern pouch, furnished with a tube. (Mgh.) مِحْقَانٌ One who retains his urine, and, when he discharges it, discharges much: (S, K:) applied by ISd peculiarly to a camel. (TA.) مَحْقُونٌ: see حَقِينٌ.
حقن
: (حَقَنَهُ يَحْقِنُه ويَحْقُنُه) ؛) مِن حَدَّي ضَرَبَ ونَصَرَ؛ حَقْناً، (فَهُوَ مَحْقونٌ وحَقِينٌ: حَبَسَهُ) .
(ومِن هَذَا المَثَل: أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ، أَي العُذْر، يُضْرَبُ للَّذي يَعْتَذِرُ وَلَا عذْرَ لَهُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصْلُ ذلكَ أَنَّ رَجلاً ضَافَ قَوْماً فاسْتَسْقاهم لَبَناً، وعنْدَهم لَبَنٌ قد حَقَنُوه فِي وَطْبٍ، فاعْتَلُّوا عَلَيْهِ واعْتَذَرُوا؛ فقالَ: هَذَا، أَي أَنَّ هَذَا الحَقِينَ يُكَذِّبُكُم، (كأَحْقَنَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حَقَنْتُ البَوْل، وأَنْكَرَ أَحْقَنْتُ.
وَفِي المُحْكَم: حَقَنَ البَوْلَ: حَبَسَه؛ وَلَا يقالُ: أَحْقَنَه وَلَا حَقَنَنِي هُوَ.
(و) حَقَنَ (دَمَ فلانٍ) :) إِذا (أَنْقَذَهُ مِن القَتْلِ) بَعْدَمَا حَلَّ قَتْله؛ وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي الحديثِ: (فحقَنَ لَهُ دَمَه) ، أَي مَنَعَ مِن إِرَاقَتِه وقَتْلِه، أَي جَمَعَه لَهُ وحَبَسَه عَلَيْهِ.
(و) حَقَنَ (اللَّبَنَ فِي السِّقاءِ) يَحْقُنُه حَقْناً: (صَبَّه) فِيهِ (ليُخْرِجَ زُبْدَتَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حَقَنْتُ اللبَنَ أَحْقُنُه، بالضمِّ: إِذا جَمَعْتُه فِي السِّقاءِ، وصَبَبْت حَليبَه على رائِبِه؛ واسْم هَذَا اللبنِ الحَقِينُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للمُخبَّلِ:
فَفِي إِبلٍ سِتِّينَ حَسْبُ ظَعِينة يَرُوحُ عَلَيْهَا مَحْضُها وَحَقِينُها (والحَقْنَةُ، بالفتحِ: وجَعٌ فِي البَطْنِ) ، وكذلكَ الحَقْلَةُ، (ج أَحْقانٌ) وأَحْقالٌ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) الحُقْنَةُ، (بالضَّمِّ: كُلُّ دواءٍ يُحْقَنُ بِهِ المَرِيضُ المُحْتَقِنُ) .
(وَفِي الحَدِيثُ: (أَنَّه كَرِه الحُقْنةَ) ، وَهُوَ أَنْ يُعْطى المَرِيضُ الدَّواءَ مِن أَسْفَلِه، وَهِي مَعْروفةٌ عنْد الأَطبَّاء.
(والحاقِنَةُ: المَعِدَةُ) ؛) صفَةٌ غالبَةٌ لأَنَّها تحْقِنُ الطَّعامَ.
(و) أَيْضاً: (مَا بينَ) التَّرْقُوة والعُنُق.
والحاقِنتانِ: مَا بَيْن (التَّرْقُوَتَيْنِ وحَبْلَيِ العاتِقِ) .
(وَفِي التَّهْذِيبِ: نُقْرَتا التَّرْقُوَتَيْنِ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْرٍ و: الحاقِنَةُ: النُّقْرَةُ بَيْن التَّرْقُوةِ وحَبْل العاتِقِ، وهما حاقِنتانِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: والجَمْعُ الحَواقِنُ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (تُوفي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وبَيْن حاقِنَتي وذَاقِنَتي) .
(أَو) الحَواقِنُ: (مَا سَفَلَ مِنَ البَطْنِ) ، والذَّواقِنُ: مَا عَلا؛ (وَمِنْه المَثَلُ: (لأُلْحِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِكَ) .
(ووُجِدَ بخطِّ الجَوْهرِيُّ: لأُحْقِنَنَّ؛ وَهُوَ سَهْو نبَّه عَلَيْهِ أَبو زَكَرِيَّا. ويُرْوى لأُلْزِقَنَّ.
وقيلَ: حَواقِنُه: مَا حَقَنَ الطَّعامَ مِن بَطْنِه، وذواقِنُه: أَسْفَل بَطْنِه ورُكْبَتاه.
(واحْتَقَنَ المَريضُ: احْتَبَسَ بَوْلُه فاسْتَعْمَلَ الحُقْنَةَ.
(و) احْتَقَنَتِ (الرَّوْضَةُ: أَشْرَفَتْ جَوانِبُها على سَرارِها) ؛) ونَصّ أَبي حَنِيفَةَ: على سَائِرِها.
(و) المِحْقَنُ، (كمِنْبَرٍ: السِّقَاءُ) الَّذِي (يُحْقَنُ فِيهِ اللَّبَنُ) ، أَي يُحْبَسُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) أَيْضاً: (القِمَعُ) الَّذِي يُجْعَلُ فِي فَمِ السِّقاءِ والزِّقِّ ثمَّ يُصَبُّ فِيهِ الشَّرابُ أَو الماءُ.
وقالَ الأَزْهريُّ: القِمَعُ الَّذِي (يُحْقَنُ بِه) اللَّبَنُ فِي السِّقاءِ.
(والمِحْقانُ: من يَحْقِنُ البَوْلَ، فإِذا بالَ أَكْثَرَ) مِنْهُ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وخَصَّ بِهِ ابنُ سِيْدَه: البَعِيرَ.
(وأَحْقَنَ) الرَّجلُ: (جَمَعَ أَنواعَ اللَّبَنِ حَتَّى يَطيبَ.
(والهِلالُ الحاقِنُ: الَّذِي ارْتَفَعَ طَرَفاهُ واسْتَلْقَى ظَهْرُه) ؛) وَمِنْه قَوْلُهم: هِلالٌ أَدْفَقُ خَيْرٌ مِن هِلالٍ حاقِنٍ؛ وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساسِ.
(و) تقولُ: (أَنا مِنْهُ كحاقِنِ الإِهالَةِ، أَي حاذِقٌ بِهِ وَذَلِكَ أَنَّه لَا يَحْقِنُها حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّها بَرَدَتْ لئلاَّ يَحْتَرِقَ السِّقاءُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحاقِنُ: الَّذِي لَهُ بَولٌ شَدِيدٌ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا رأْيَ لحاقِبٍ وَلَا لحاقِنٍ) ، فالحاقِنُ فِي البَولِ، والحاقِبُ فِي الغائِطِ.
ورجلٌ حَقِنٌ، ككَتِفٍ، مثل حاقِنٍ.
واحْتَقَنَ الدَّم: اجْتَمَعَ فِي الجوفِ مِن طَعْنةٍ جائِفَةٍ.
وتَحَقَّنَتِ الإِبِلُ: امُتَلأَتْ أَجْوافُها؛ وأَنْشَدَ المُفَضَّل:
جُرْداً تحَقَّنَتِ النَّجِيلَ كأَنَّمابجلُودِهِنَّ مَدارِجُ الأَنْباروقالَ ابنُ شُمَيْل: المُحْتقِنُ مِن الضُّروعِ: الواسِعُ الفَسِيحُ، وَهُوَ أَحْسَنُها قدرا، كأَنَّما هُوَ قَلْتٌ مُجْتَمعٌ مُتَصعِّدٌ، وإِنَّها لمُحْتَقِنةُ الضّرعِ.
والحَقِينُ، كأَميرٍ: منْهلٌ مِن بطونِ الخالِ مِن أَنوفِ مَخارمَ جفافٍ لطهيةَ بنِ حَنْظَلَةَ؛ قالَهُ نَصْر.
ويقالُ: بارَكَ اللَّهُ فِي مَحَاقِلِكُم ومَحاقِنِكُم، أَي حَرْثكُم ورِسْلكُم.
وحَقَنَ ماءَ وَجْهِه: صَانَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ أَيْضاً:
[حقن] نه فيه: لا رأي "لحاقن" هو من يحبس بوله. ومنه: لا يصلين وهو "حاقن" وروى: حقن، حتى يتخفف. غ: هو بفتح حاء وكسر قاف، من به بول شديد. نه ومنه: "فحقن" له دمه، أي منعه من قتله أي حبس دمه عليه. ومنه ح: إنه كره "الحقنة" وهو أن يعطي المريض الدواء من أسفله. وفيه: توفى صلى الله عليه وسلم بين "حاقنتي" وذاقنتي، هي الوهدة المنخفضة بين الترقوتين من الحلق.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.