تصغير التّلّ: جبل بين مكة والبحرين عن نصر.
تصغير التّلّ: جبل بين مكة والبحرين عن نصر.
تلل: تَلَّه يَتُلُّه تَلاًّ، فهو متلول وتَلِيل: صَرَعه، وقيل: أَلقاه
على عُنقه وخَدِّه، والأَول أَعلى، وبه فسر قوله تعالى: فلما أَسلما
وتَلَّه للجَبِين؛ معنى تَلَّه صَرَعه كما تقول كَبَّه لوجهه. والــتَّلِيلُ
والمَتْلول: الصَّرِيع؛ وقال قتادة: تلَّه للجَبِين كَبَّه لفيه وأَخذَ
الشَّفْرة. وتُلَّ إِذا صُرِع؛ قال الكميت:
وتَلَّه للجَبين مُنْعَفِراً،
منه مَناطُ الوَتِينِ مُنْقَضِبُ
وفي حديث أَبي الدرداء: وترَكوك لمَتَلّك أَي لمَصْرَعك من قوله تعالى:
وتلَّه للجَبِين. وفي الحديث الآخر: فجاء بناقة كوْماء فتَلَّها أَي
أَناخَها وأَبْرَكها. والمُتَلَّل: الصَّرِيع وهو المُشَغْزَب. وقول
الأَعرابية: ما له تُلَّ وغُلَّ؛ هكذا رواه أَبو عبيد، ورواه يعقوب: أٌلَّ
وغُلَّ، وقد تقدمت الحكاية في أُهْتِرَ. وقوم تَلَّى: صَرْعى؛ قال أَبو
كبير:وأَخُو الإِنابة إِذ رأَى خُلاَّنَهُ،
تَلَّى شِفَاعاً حَوْله كالإِذْخِر
أَراد أَنهم صُرِعُوا شَفْعاً، وذلك أَنَّ الإِذْخِر لا ينبت متفرقاً
ولا تكاد تراه إِلا شَفْعاً. وتَلَّ هو يَتُلُّ ويَتِلُّ: تَصَرَّع وسقَط.
والمِتَلُّ: ما تَلَّه به. والمِتَلُّ: الشديد. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: يُتَلُّ
به أَي يُصْرع به، وقيل: قويّ منتصب غليظ؛ قال لبيد:
رابط الجَأْشِ على فَرْجهم،
أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلُّ
المِتَلُّ: الذي يُتَلُّ به أَي يُصْرَع به؛ وقال ابن الأَعرابي:
مِتَلٌّ شديد أَي ومعي رُمْح مِتَلٌّ، والجَوْن: فَرَسه. وقال شمر: أَراد
بالجَوْن جَمَله، والمَرْبوع جَرِيرٌ ضُفِرَ على أَربع قُوًى؛ وقال ابن القطاع
في معنى البيت أَي أَعْطِفه بعِنَانٍ شديد من أَربع قُوًى؛ وقيل: برمح
مربوع لا طويل ولا قصير. ورجل تُلاتِلٌ: قصير. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: غليظ
شديد، وهو العُرُدُّ أَيضاً؛ وكل شيءٍ أَلقيته إِلى الأَرض مما له جُيَّه،
فقد تَلَلْته. وتَلَّ يَتُلُّ وَيتِلُّ إِذا صَبَّ. وتَلَّ يَتُلُّ يَتِلُّ
إِذا سقط.
والتَّلَّة: الصَّبَّة. والتَّلَّة: الضَّجْعة والكَسَل. وقول سيدنا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نُصِرْت بالرُّعْب وأُوتيت جوامع الكلم،
وبَيْنَا أَنا نائم أُتِيت بمفاتيح خزائن الأَرض فتُلَّت في يدي؛ قال ابن
الأَثير في تفسيره: أُلقيت في يدي، وقيل: التَّلُّ الصَّبُّ فاستعاره
للإِلقاء. وقال ابن الأَعرابي: صُبَّت في يدي، والمعنيان متقاربان. قال أَبو
منصور: وتأْويل قوله أُتِيت بمفاتيح خزائن الأَرض فتُلَّت في يدي؛ هو ما
فتحه الله جل ثناؤه لأُمته بعد وفاته من خزائن ملوك الفُرْس وملوك الشام
وما استولى عليه المسلمون من البلاد، حقق الله رؤياه التي رآها بعد وفاته
من لَدُن خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إِلى هذا؛ هذا قول أبي
منصور،و رحمه الله، والذي نقول نحن في يومنا هذا: إِنا نرغب إِلى الله عز
وجل ونتضرع إِليه في نصرة ملته وإِعْزاز أُمته وإِظهار شريعته، وأَن
يُبْقِي لهم هِبَة تأْويل هذا المنام، وأَن يعيد عليهم بقوّته ما عدا عليه
الكفار للإِسلام بمحمد وآله، عليهم الصلاة والسلام. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ
بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره المشايخ، فقال: أَتأْذن لي أَن
أُعطي هؤُلاء؟ فقال: والله لا أُوثر بنصيبي منك أَحداً فَتَلَّه رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، في يده أَي أَلقاه.
والتَّلُّ من التراب: معروف واحد التِّلال، ولم يفسر ابن دريد التَّل من
التراب. والتَّلُّ من الرَّمل: كَوْمَة منه، وكلاهما من التَّلِّ الذي
هو إِلقاء كل جُثَّة، قال ابن سيده: والجمع أَتلال؛ قال ابن أَحمر:
والفُوفُ تَنْسُِجُه الدَّبُورُ، وأَتْـ
ـلالٌ مُلَمَّعَة القَرَا شُقْرُ
والتَّلُّ: الرابية، وقيل: التَّلُّ الرابية من التراب مكبوساً ليس
خِلْقَةً؛ قال أَبو منصور: هذا غلط، التِّلال عند العرب الروابي المخلوقة.
ابن شميل: التَّلُّ من صغار الآكام، والتَّلُّ طوله في السماء مثل البيت
وعَرْض ظَهْره نحو عشرة أَذرع، وهو أَصغر من الأكَمة وأَقل حجارة من
الأَكَمة، ولا يُنْبِت التَّلُّ حُرّاً، وحجارة التَّلِّ غاصٌّ بعضُها ببعض مثل
حجارة الأَكَمة سواءً.
والــتَّلِيل: العُنُق؛ قال لبيد:
تَتَّقِيني بِــتَليلٍ ذي خُصَل
أَي بعُنُق ذي خُصَل من الشعر، والجمع أَتِلَّة وتُلُل وتَلائِل.
والمِتَلُّ: الشديد من الناس والإِبل. ورجل مِتَلٌّ إِذا كان غليظاً
شديداً. ورجل مِتَلٌّ: منتصب في الصلاة؛ وأَنشد:
رِجالٌ يَتُلُّون الصَّلاةَ قِيام
قال أَبو منصور: هذا خطأٌ وإِنما هو:
رجال يُتَلُّون الصلاةَ قيام
من تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ؛ قال شمر: تَلَّى فلان
صلاتَه المكتوبة بالتطوّع أَي أَتْبَع؛ قال البُعَيْث:
على ظَهْرِ عادِيٍّ كأَنَّ أُرُومَه
رِجالٌ، يُتَلُّون الصَّلاة، قِيامُ
وقوله أَنشده سيبويه:
طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاَ
أَشَقّ رَحيب الجَوفِ مُعْتَدِلُ الجرم
عَنى ما انتصب منه. وقولهم: هو بِتِلَّة سُوءٍ إِنما هو كقولهم بِبِيئة
سُوء أَي بحالة سُوءٍ. وثَلَطَه بِتِلَّة سُوءٍ أَي رماه بأَمر قبيح؛ عن
ثعلب. وبات بِتِلَّة سُوءٍ أَي بحالة سوء.
والتَّلُّ: صَبُّ الحَبْل في البئر عند الاستقاء؛ عن ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
يَومانِ: يَوْمُ نِعْمَةٍ وظِلِّ،
ويَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِّ
وتَلَّ جَبِينُه يَتِلُّ تَلاًّ: رَشَح بالعَرَق، قال: وكذلك الحوض؛ عن
اللحياني. قال أَبو الحسن: يقال إِن جبينه ليَتِلُّ أَشد التَّلِّ، وحكى:
ما هذه التِّلَّة بفيك أَي البِلَّة؟ وسئل عن ذلك أَبو السَّمَيْدَع
فقال: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شيء واحد؛ قال أَبو منصور:
وهذا عندي من قولهم تَلَّ أَي صَبَّ، ومنه قيل للمِشْرَبة التَّلْتَلَة
لأَنه يُصَبُّ ما فيها في الحَلْق. والتَّلْتَلة: مِشْرَبة من قِشْرِ
الطَّلْعة يُشْرب فيه النبيذ، وفي الصحاح: تُتَّخذ من قِيقَاءة الطَّلْع.
والتَّلْتَلة: التحريك والإِقْلاق. التهذيب في ترجمة ترر: التَّرْتَرة أَن
تُحَرِّك وتُزَعْزِع، قال: وهي التَّرْتَرة والتَّلْتَلة والمَزْمَزة؛ قال
ذو الرمة يصف جملاً:
بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَرْجٌ شَمَرْدَلٌ،
يُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاري تَلاتِلُه
وتَلْتَله أَي زَعْزَعه وأَقْلَقه وزَلْزَله. وفي حديث ابن مسعود:
أُتِيَ بشارب فقال تَلْتِلُوه؛ هو أَن يُحَرَّك ويُسْتَنْكَه ليُعْلَم أَشرب
أَم لا، وهو في الأَصل السَّوْق بعُنْف. وتَلْتَل الرجلُ: عَنُف بسَوْقه.
والتَّلْتَل: الشِّدَّة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
وإِن تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا
أَبو تراب: البَلابِل والتَّلاتِلُ الشدائد مثل الزلازل؛ ومنه قول
الراعي:
واخْتَلَّ ذو المال والمُثْرُونَ قد بَقِيَتْ،
على التَّلاتِل من أَموالهم، عُقَدُ
والتَّلَّة والتَّلْتَلة: من وصْف الإِبل. وتَلَّه في يديه: دفعه إِليه
سَلَماً، ورجل ضَالٌّ تَالٌّ آلٌّ، وقد ضَلِلْت وتَلِلْت ضَلالة وتَلالة،
وجاء بالضَّلالة والتَّلالة والأَلالة، وهو الضَّلال
بن التَّلال؛ قال الجوهري: وكل ذلك إِتباع. وقولهم: ذهب يُتَالُّ أَي
يطلب لفرسه فَحْلاً وهو يُفاعِل؛ وأَنشد ابن بري في حواشيه هذا البيت ولم
يُفْصِح عما استشهد به عليه، قال: وقال النضري:
لقد غَنِينا تَلَّةً من عَيْشِنا
بحَنَاتمٍ مملوءةٍ وزِقَاق
وتَلَّى وتِلَّى: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَلا تَرَى ما حَلَّ دُونَ المَقْرَب،
من نَعْفِ تَلَّى، فدِبابِ الأَخْشَب؟
وتَلْتَلة بَهْراء: كَسْرُهم تاء تِفْعلون يقولون تِعْلَمون وتِشْهَدون
ونحوه، والله أَعلم.
جوز: جُزْتُ الطريقَ وجازَ الموضعَ جَوْزاً وجُؤُوزاً وجَوازاً ومَجازاً
وجازَ به وجاوَزه جِوازاً وأَجازه وأَجاز غيرَه وجازَه: سار فيه وسلكه،
وأَجازَه: خَلَّفه وقطعه، وأَجازه: أَنْفَذَه؛ قال الراجز:
خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَه،
حتى يُجِيزَ سالماً حِمارَه
وقال أَوسُ بن مَغْراءَ:
ولا يَرِيمُونَ للتَّعْريف مَوْضِعَهم
حتى يُقال: أَجِيزُوا آل صَفْوانا
يمدحهم بأَنهم يُجيزُون الحاج، يعني أَنْفِذوهم. والمَجازُ والمَجازَةُ:
الموضع. الأَصمعي: جُزْت الموضع سرت فيه، وأَجَزْته خَلَّفْته وقطعته،
وأَجَزْتُه أَنْفَذْته؛ قال امرؤ القيس:
فلما أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ، وانْتَحى
بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قفافٍ عَقَنْقَلِ
ويروى: ذي حِقاف. وجاوَزْت الموضع جِوازاً: بمعنى جُزْتُه. وفي حديث
الصراط: فأَكون أَنا وأُمَّتي أَوّلَ من يُجِيزُ عليه؛ قال: يُجِيزُ لغة في
يجُوز جازَ وأَجازَ بمعنى؛ ومنه حديث المسعى: لا تُجِيزوا البَطْحاء
إِلاَّ شدًّا.
والاجْتِيازُ: السلوك. والمُجْتاز: مُجْتابُ الطريق ومُجِيزه.
والمُجْتاز أَيضاً: الذي يحب النَّجاءَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
ثم انْشَمَرْتُ عليها خائفاً وجِلاً،
والخائفُ الواجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِر
ويروى: الوَجِلُ.
والجَواز: صَكُّ المسافر. وتجاوَز بهم الطريق، وجاوَزَه جِوازاً:
خَلَّفه. وفي التنزيل العزيز: وجاوَزْنا ببني إِسرائيل البحر. وجَوَّز لهم
إِبِلَهم إِذا قادها بعيراً بعيراً حتى تَجُوزَ.
وجَوائِزُ الأَمثال والأَشْعار: ما جازَ من بلد إِلى بلد؛ قال ابن مقبل:
ظَنِّي بِهم كَعَسى، وهُمْ بِتَنُوفَةٍ،
يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثال
قال أَبو عبيدة: يقول اليقين منهم كَعَسى، وعَسى شَكٌّ؛ وقال ثعلب:
يتنازعون جوائز الأَمثال
أَي يجليون الرأْي فيما بينهم ويَتَمَثَّلُون ما يريدون ولا يلتفتون
إِلى غيرهم من إِرخاء إِبلهم وغفلتهم عنها. وأَجازَ له البيعَ: أَمْضاه.
وروي عن شريح: إِذا باع المُجِيزان فالبيع للأَول،وإِذا أَنْكح المُجِيزان
فالنكاح للأَول؛ المُجِيز: الولي؛ قال: هذه امرأَة ليس لها مُجِيز.
والمُجِيز: الوصي. والمُجِيز: القَيّم بأَمر اليتيم. وفي حديث نكاح البكر: فإِن
صَمَتَتْ فهو إِذنها،وإِن أَبَتْ فلا جَوازَ عليها أَي لا ولاية عليها
مع الامتناع. والمُجِيز: العبد المأْذون له في التجارة. وفي الحديث: أَن
رجلاً خاصم إِلى شُرَيْحٍ غلاماً لزياد في بِرْذوْن باعه وكَفَلَ له
الغلامُ، فقال شريح: إِن كان مُجيزاً وكَفَلَ لك غَرِم، إِذا كان مأُذوناً
له في التجارة.
ابن السكيت: أَجَزْت على« اسمه إِذا جعلته جائزاً. وجَوَّزَ له ما صنعه
وأَجازَ له أَي سَوَّغ له ذلك، وأَجازَ رأْيَه وجَوَّزه: أَنفذه. وفي
حديث القيامة والحساب: إِني لا أُجِيزُ اليومَ على نَفْسي شاهداً إِلا
مِنِّي أَي لا أُنْفِذ ولا أُمْضِي، مِنْ أَجازَ أَمره يُجِيزه إِذا أَمضاه
وجعله جائزاً. وفي حديث أَبي ذر، رضي الله عنه: قبل أَن تُجِيزُوا عليَّ أَي
تقتلوني وتُنْفِذُوا فيَّ أَمْرَكم. وتَجَوَّزَ في هذا الأمر ما لم
يَتَجَوَّز في غيره: احتمله وأَغْمَض فيه.
والمَجازَةُ: الطريق إِذا قَطَعْتَ من أَحد جانبيه إِلى الآخر.
والمَجازَةُ: الطريق في السَّبَخَة.
والجائِزَةُ: العطية، وأَصله أَن أَميراً واقَفَ عدوًّا وبينهما نهر
فقال: من جازَ هذا النهر فله كذا، فكلَّما جاز منهم واحدٌ أَخذ جائِزَةً.
أَبو بكر في قولهم أَجازَ السلطان فلاناً بجائِزَةٍ: أَصل الجائزَة أَن
يعطي الرجلُ الرجلَ ماء ويُجِيزه ليذهب لوجهه، فيقول الرجل إِذا وَرَدَ ماءً
لقَيِّمِ الماء: أَجِزْني ماء أَي أَعطني ماء حتى أَذهب لوجهي وأَجُوز
عنك، ثم كثر هذا حتى سَمَّوا العطية جائِزَةً.
الأَزهري:الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهَلٍ إِلى
مَنْهَلٍ، يقال: اسْقِني جِيزة وجائزة وجَوْزة. وفي الحديث: الضِّيافَةُ
ثلاثة أَيام وجائِزَتُه يوم وليلة وما زاد فهو صدقة، أَي يُضافُ ثلاثَةَ
أَيام فَيَتَكَلَّفُ له في اليوم الأَوّل مما اتَّسَعَ له من بِرٍّ
وإِلْطاف، ويقدّم له في اليوم الثاني والثالث ما حَضَره ولا يزيد على عادته،
ثم يعطيه ما يَجُوزُ به مسافَةَ يومٍ وليلة، ويسمى الجِيزَةَ، وهي قدر ما
يَجُوز به المسافر من مَنْهَل إِلى منهل، فما كان بعد ذلك فهو صدقة
ومعروف، إِن شاء فعل، وإِن شاء ترك، وإِنما كره له المُقام بعد ذلك لئلا تضيق
به إِقامته فتكون الصدقة على وجه المَنِّ والأَذى. الجوهري: أَجازَه
بِجائِزَةٍ سَنِيَّةٍ أَي بعطاء. ويقال: أَصل الجَوائِز أَنَّ قَطَنَ بن عبد
عَوْف من بني هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ ولَّى فارس لعبد الله بن عامر،
فمر به الأَحنف في جيشه غازياً إِلى خُراسان، فوقف لهم على قَنْطرة فقال:
أَجيزُوهم، فجعل يَنْسِبُ الرجل فيعطيه على قدر حَسَبه؛ قال الشاعر:
فِدًى لأَكْرَمِينَ بني هِلالٍ،
على عِلاَّتِهم، أَهْلي ومالي
هُمُ سَنُّوا الجَوائز في مَعَدٍّ،
فصارت سُنَّةً أُخْرى اللَّيالي
وفي الحديث: أَجِيزُوا الوَفْد بنحو ما كنت أُجِيزُهم به أَي أَعْطوهم
الجِيزَة. والجائِزَةُ: العطية من أَجازَه يُجِيزُه إِذا أَعطاه. ومنه
حديث العباس، رضي الله عنه: أَلا أَمْنَحُك، أَلا أَجِيزُكف أَي أُعطيك،
والأَصل الأَوّل فاستعير لكل عطاء؛ وأَما قول القطامي:
ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الماء جائِزَةً
فهي الشَّرْبة من الماء.
والجائزُ من البيت: الخشبة التي تَحْمِل خشب البيت، والجمع أَجْوِزَةٌ
وجُوزان وجَوائِز؛ عن السيرافي، والأُولى نادرة، ونظيره وادٍ وأَوْدِيَة.
وفي الحديث: أَن امرأَة أَتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالت: إِني
رأَيت في المنام كأَن جائِزَ بيتي قد انكسر فقال: خير يَرُدّ الله غائِبَكِ،
فرجع زوجها ثم غاب، فرأَت مثل ذلك فأَنت النبي، صلى الله عليه وسلم، فلم
تجده ووجَدَتْ أَبا بكر، رضي الله عنه، فأَخْبَرَتْه فقال: يموت زوجُكِ،
فذكرَتْ ذلك لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هل قَصَصْتِها على
أَحد؟ قالت: نعم، قال: هو كما قيل لك. قال أَبو عبيد: هو في كلامهم الخشبة
التي يوضع عليها أَطراف الخشب في سقف البيت. الجوهري: الجائِزَة التي
يقال لها بالفارسية تِير، وهو سهم البيت. وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناء
الكعبة: إِذا هم بِحَيَّة مثل قطعة الجائِز. والجائزَةُ: مَقام السَّاقي.
وجاوَزْتُ الشيء إِلى غيره وتجاوَزْتُه بمعنى أَي أَجَزْتُه. وتَجاوَزَ
الله عنه أَي عفا. وقولهم: اللهم تَجَوَّز عني وتَجاوَزْ عني بمعنى. وفي
الحديث: كنت أُبايِع الناسَ وكان من خُلُقي الجَواز أَي التساهل والتسامح
في البيع والاقْتِضاء. وجاوَزَ الله عن ذَنْبه وتَجاوَز وتَجَوَّز؛ عن
السيرافي: لم يؤاخذه به. وفي الحديث: إِن الله تَجاوز عن أُمَّتي ما
حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها أَي عفا عنهم، من جازَهُ يَجُوزُه إِذا تعدَّاه وعَبَرَ
عليه، وأَنفسها نصب على المفعول ويجوز الرفع على الفاعل. وجازَ
الدّرْهَمُ: قُبِل على ما فيه من خَفِيّ الداخلة أَو قَلِيلِها؛ قال
الشاعر:إِذا وَرَقَ الفِتْيانُ صاروا كأَنَّهم
دراهِمُ، منها جائِزاتٌ وزُيَّفُ
الليث: التَّجَوُّز في الدراهم أَن يَجُوزَها. وتَجَوَّز الدراهمَ:
قَبِلَها على ما بها. وحكى اللحياني: لم أَر النفقة تَجُوزُ بمكانٍ كما
تَجُوز بمكة، ولم يفسرها، وأَرى معناها: تَزْكو أَو تؤثر في المال أَو
تَنْفُق؛ قال ابن سيده: وأُرى هذه الأَخيرة هي الصحيحة. وتَجاوَزَ عن الشيء:
أَغْضى. وتَجاوَزَ فيه: أَفْرط. وتَجاوَزْتُ عن ذنبه أَي لم آخذه. وتَجَوَّز
في صلاته أَي خَفَّف؛ ومنه الحديث: أَسْمَعُ بكاء الصبي فأَتَجوَّزُ في
صلاتي أَي أُخففها وأُقللها. ومنه الحديث: تَجَوَّزُوا في الصلاة أَي
خففوها وأَسرعوا بها، وقيل: إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ. وتَجَوَّز
في كلامه أَي تكلم بالمَجاز.
وقولهم: جَعَل فلانٌ ذلك الأَمرَ مَجازاً إِلى حاجته أَي طريقاً
ومَسْلكاً؛ وقول كُثَيِّر:
عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَريَّة،
مَرِيس بِذِئْبان السَّبِيبِ تَلِيلُــها
قال: الأَجْواز الأَوساط. وجَوْز كل شيء: وسطه، والجمع أجَْواز؛ سيبويه:
لم يُكَسَّر على غير أَفْعال كراهة الضمة على الواو؛قال زهير:
مُقْوَرَّة تَتَبارى لا شَوارَ لها،
إِلا القُطُوع على الأَجْوازِ والوُرُكِ
وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَنه قام من جَوْز الليل يصلي؛ جَوْزُهُ:
وسطه. وفي حديث حذيفة: ربط جَوْزَهُ إِلى سماء البيت أَو إِلى جائِزِه.
وفي حديث أَبي المنهال: إِن في النار أَودِيَةً فيها حَيَّات أَمثال
أَجْوازِ الإِبل أَي أَوساطها. وجَوْز الليل: مُعْظمه.
وشاةَ جوْزاءُ ومُجَوّزة: سوداء الجسد وقد ضُرب وسطُها ببياض من أَعلاها
إِلى أَسفلها، وقيل: المُجَوّزة من الغنم التي في صدرها تَجْويز، وهو
ولن يخالف سائر لونها. والجَوْزاء: الشاة يَبْيَضّ وسطُها. والجَوْزاءُ:
نَجْم يقال إِنه يعترض في جَوْز السماء. والجَوْزاءُ: من بُرُوج السماء.
والجَوْزاء: اسم امرأَة سميت باسم هذا البُرْجِ؛ قال الراعي:
فقلتُ لأَصحابي: هُمُ الحَيُّ فالحَقُوا
بِجَوْزاء في أَتْرابِها عِرْس مَعْبدِ
والجَوازُ: الماء الذي يُسْقاه المال من الماشية والحَرْث ونحوه.
وقد اسْتَجَزْتُ فلاناً فأَجازَني إِذا سقاك ماء لأَرْضِك أَو
لِماشِيَتك؛ قال القطامي:
وقالوا: فُقَيمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ
عُبادَةَ، إِنَّ المُسْتَجِيزَ على قُتْرِ
قوله: على قُتْر أَي على ناحية وحرف، إِما أَن يُسْقى وإما أَن لا
يُسْقى. وجَوَّز إِبلَه: سقاها. والجَوْزَة: السَّقْية الواحدة، وقيل:
الجَوْزَة السَّقْية التي يَجُوز بها الرجلُ إِلى غيرك. وفي المثل: لكل جابِهٍ
جَوْزَةٌ ثم يُؤَذَّنُ أَي لكل مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَةٌ ثم
يُمْنَعُ من الماء، وفي المحكم: ثم تُضْرَبُ أُذُنه إِعلاماً أَنه ليس له
عندهم أَكثرُ من ذلك. ويقال: أَذَّنْتُه تَأْذِيناً أَي رَدَدْته. ابن
السكيت: الجَواز السَّقْي. يقال: أَجِيزُونا، والمُسْتَجِيز: المُسْتَسْقي؛ قال
الراجز:
يا صاحِبَ الماءِ، فَدَتْكَ نَفْسي،
عَجِّل جَوازي، وأَقِلَّ حَبْسي
الجوهري: الجِيزَةُ السَّقْية؛ قال الراجز:
يا ابْنَ رُقَيْعٍ، ورَدَتْ لِخِمْسِ،
أَحْسِنْ جَوَازِي، وأَقِلَّ حَبْسي
يريد أَحْسِنْ سقي إِبلي. والجَواز: العطش.
والجائِزُ: الذي يمر على قوم وهو عطشان، سُقِي أَو لم يُسْق فهو جائِزٌ؛
وأضنشد:
من يَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه،
خَيْرُ مَعَدٍّ حَسَباً ومَكْرُمَه
والإِجازَة في الشِّعْر: أَن تُتِم مِصْراع غيرك، وقيل: الإِجازَة في
الشِّعْر أَن يكون الحرفُ الذي يلي حرفَ الرَّوِي مضموماً ثم يكسر أَو يفتح
ويكون حرف الروي مُقَيّداً. والإِجازَة في قول الخليل: أَن تكون القافية
طاءً والأُخرى دالاً ونحو ذلك، وهو الإِكْفاء في قول أَبي زيد، ورواه
الفارسي الإِجارَة، بالراء غيرَ معجمة.
والجَوْزة: ضرب من العنب ليس بكبير، ولكنه يَصْفَرُّ جدًّا إِذا
أَيْنَع. والجَوْز: الذي يؤكل، فارسي معرب، واحدته جَوْزة والجمع جَوْزات. وأَرض
مجَازَة: فيها أَشجار الجَوزْ. قال أَبو حنيفة: شجر الجَوْز كثير بأَرض
العرب من بلاد اليمن يُحمَل ويُرَبَّى، وبالسَّرَوَات شجر جَوْز لا
يُرَبَّى، وأَصل الجَوْز فارسي وقد جرى في كلام العرب وأَشعارها، وخشبُه موصوف
عندهم بالصلابة والقوة؛ قال الجعدي:
كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه
إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْن بتُرْس شديد الصِّفَا
قِ من خَشَب الجَوْز لم يُثْقَبِ
وقال الجعدي أَيضاً وذكر سفينة نوح، على نبينا محمد وعليه الصلاة
والسلام، فزعم أَنها كانت من خشب الجَوْز، وإِنما قال ذلك لصلابة خشب الجَوْزِ
وجَوْدته:
يَرْفَعُ بالقَارِ والحَدِيدِ من الـ
ـجَوْزِ طوالاً جُذُوعُها عُمُما
وذو المَجاز: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:
وراحَ بها من ذي المَجاز عَشِيَّةً،
يُبادر أُولى السَّابِقاتِ إِلى الحَبْل
الجوهري: ذو المَجاز موضع بِمِنًى كانت به سوق في الجاهلية؛ قال الحرث
بن حِلِّزة:
واذكروا حِلْفَ ذي المَجازِ، وما
قُدِّمَ فيه العُهُودُ والكُفَلاءُ
وقد ورد في الحديث ذِكْر ذي المَجاز، وقيل فيه: إِنه موضع عند عَرَفات،
كان يُقام فيه سُوقٌ في الجاهلية، والميم فيه زائدة، وقيل: سمي به لأَن
إِجازَةَ الحاج كانت فيه.
وذو المَجازَة: منزل من منازل طريق مكة بين ماوِيَّةَ ويَنْسُوعَةَ على
طريق البَصْرَة.
والتَّجَاوِيز: بُرودٌ مَوْشِيَّة من برود اليمن، واحدها تِجْواز؛ قال
الكميت:
حتى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ
من التَّجاوِيز، أَو كُرَّاسُ أَسْفار
والمَجازَة: مَوْسم من المواسم.
كسح: الكَسْحُ: الكَنْسُ؛ كَسَحَ البيتَ والبئر يَكْسَحُه كَسْحاً:
كَنَسه.
والمِكْسَحة: المِكْنَسةُ؛ قال سيبويه: هذا الضرب مما يُعْتَمل مكسور
الأَوّل، كانت الهاء فيه أَو لم تكن. الجوهري: المِكْسَحة ما يُكْنَس به
الثَّلْجُ وغيره.
والكُساحة مثل الكُناسة؛ قال ابن سيده: والكُساحة الكُناسة، وقال
اللحياني: كُساحةُ البيت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعض.
والكُساحة: تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ.
واكْتَسَح أَموالَهم: أَخذها كلها؛ يقال: أَغاروا عليهم فاكْتَسَحُوهم
أَي أَخذوا مالهم كله، ويقال: أَتينا بني فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لم
نُبْق لهم شيئاً؛ قال المُفَضَّل: كَسَحَ وكَثَح بمعنى واحد.
والكُساحُ: الزَّمانةُ في اليدين والرجلين وأَكثر ما يستعمل في الرجلين.
الأَزهري: الكَسَحُ ثِقَل في إِحدى الرجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرّاً.
وكَسِحَ كَسَحاً، وهو أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ؛ وقيل:
الأَكْسَحُ الأَعوجُ والمُقْعَدُ أَيضاً؛ قال الأَعشى:
كُل وَضَّاحٍ كَريمٍ جَدُّه،
وخَذولِ الرِّجْلِ، من غيرِ كَسَحْ
وهذا البيت أَورده الجوهري وغيره وابن بري: بين مغلوب نبيل جدّه، وقال:
هو يصف قوماً نَشاوى ما بين مغلوب قد غلبه السكر، وخَذُولِ الرجل من غير
كَسَح. قال ابن بري: ويروى تليل خدّه، بالخاء المعجمة والدال المهملة.
والكَسَحُ: داء يأْخذ في الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل. وقد كَسِحَ
الرجلُ كَسَحاً إِذا ثقلت إِحدى رجليه في المشي، فإِذا مشى كأَنه يَكْسَحُ
الأَرضَ أَي يَكْنُسُها، وفي حديث قتادة في تفسير قوله: ولو نشاء لمسخناهم
على مكانتهم أَي جعلناهم كُسْحاً يعني مُقْعَدين، جمع أَكْسَحَ كأَحْمر
وحُمْرٍ. والأَكسح: المُقْعَدُ، والفعل كالفعل. وفي حديث ابن عمر: سئل عن
مال الصدقة فقال: إِنها شَرُّ مال، إِنما هي مال الكُسْحانِ والعُورانِ؛
وهي جمع الأَكْسَحِ، وهو المُقْعَد، ومعنى الحديث أَنه كره الصدقة إِلاّ
لأَهل الزَّمانَة؛ وأَنشد الليث للأَعشى:
ولقد أَمْنَحُ مَنْ عادَيْتُه
كلَّ ما يَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ
قال: ويروى بالشين. وقال أَبو سعيد: الكُساح من أَدواء الإِبل. جمل
مَكْسُوح: لا يمشي من شدّة الضَّلَع. قال: وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي
مَقْشُور مُسَوًّى؛ قال: ومنه قول الطِّرِمَّاح:
جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها،
شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ
ويروى المكشح بالشين؛ أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لطوله. والمُكاسَحة:
المُشارَّة الشديدة. وكَسَحَتِ الريح الأَرضَ: قشرت عنها التراب.
مهل: المَهْل والمَهَل والمُهْلة، كله: السَّكِينة والتُّؤَدة
والرِّفْق. وأَمْهله: أَنظره ورَفَق به ولم يعجل عليه. ومَهَّله تمْهِيلاً:
أَجَّله. والاسْتِمْهال: الاستنظار. وتَمَهَّل في عمله: اتَّأَدَ. وكلُّ
ترفُّقٍ تمَهُّل. ورُزِق مَهْلاً: رَكِب الذُّنوب والخَطايا فمُهِّل ولم
يُعْجَل. ومَهَلَت الغنمُ إِذا رعت بالليل أَو بالنهار على مَهَلِها.
والمُهْلُ: اسمٌ يجمع مَعْدِنِيَّات الجواهر. والمُهْل: ما ذاب من
صُفْرٍ أَو حديد، وهكذا فسر في التنزيل، والله أَعلم. والمُهْل والمُهْلة:
ضرْب من القَطِران ماهِيُّ رَقِيق يُشْبه الزيت، وهو يضرِب إِلى الصفرة من
مَهاوَتِه، وهو دَسِم تُدْهَن به الإِبل في الشتاء؛ قال: والقَطِران
الخاثر لا يُهْنَأُ به، وقيل: هو دُرْدِيُّ الزيتِ، وقيل: هو العَكَر
المُغْلى، وقيل: هو رَقِيق الزيت، وقيل: هو عامَّته؛ وأَنشد ابن بري للأَفوه
الأَوْدِي:
وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ
بالمُهْلِ، من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى
شبَّه الدمَ حين يَبِس بِدُرْدِيّ الزيت. وقوله عز وجل: يُغاثوا بماء
كالمُهْل؛ يقال: هو النُّحاس المذاب. وقال أَبو عمرو: المُهْل دُرْدِيُّ
الزيت؛ قال: والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد.
ومَهَلْت البعيرَ إِذا طليته بالخَضْخاض فهو مَمْهول؛ قال أَبو وجزة
(*
قوله «قال ابو وجزة» في التهذيب زيادة لفظ: يصف ثوراً).
صافي الأَديم هِجان غير مَذْبَحِه،
كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهول
وقال الزجاج في قوله عز وجل: يوم تكون السماء كالمُهْلِ، قال: المُهْل
دُرْدِيُّ الزيت، قال الأَزهري: ومثله قوله: فكانت وَرْدةً كالدِّهانِ
(*
قوله «فكانت وردة كالدهان» في الازهري زيادة: جمع الدهن) قال أَبو إِسحق:
كالدِّهان أَي تَتَلوَّن كما يتلوَّن الدِّهان المختلفة، ودليل ذلك قوله
تعالى: كالمُهْل يَشْوي الوُجوه؛ فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَميَّع
وتَلوَّن، فقال: هذا من أَشبَهِ ما أَنتم راؤون بالمُهْل؛ قال أَبو عبيد:
أَراد تأْويلَ هذه الآية. وقال الأَصمعي: حدَّثني رجل، قال وكان فصيحاً،
أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، أَوْصى في مرضه فقال: ادفِنوني في
ثَوْبَيَّ هذين فإِنهما للمَهْلةِ والتراب، بفتح الميم، وقال بعضهم: المِهْلة،
بكسر الميم، وقالت العامرية: المُهْل عندنا السُّمُّ. والمُهْل: الصديد
والدم يخرج فيما زعم يونس. والمُهْل: النحاس الذائب؛ وأَنشد:
ونُطْعمُ من سَدِيفِ اللحْم شِيزى،
إِذا ما الماءُ كالمُهْلِ الفَرِيغِ
وقال الفراء في قوله تعالى: وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً؛ الكَثِيب
الرمل، والمَهِيل الذي يحرَّك أَسفله فيَنْهال عليه من أَعلاه، والمَهِيل
من باب المُعْتَلِّ. والمُهْل: ما يَتَحاتُّ عن الخُبزة من الرماد ونحوه
إِذا أُخرِجت من المَلَّة. قال أَبو حنيفة: المُهْل بقيّة جَمْر في
الرماد تُبِينُه إِذا حرَّكته. ابن شميل: المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِيت
جدًّا رأَيتها تَمُوج. والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلةُ: صديد الميت. وفي
الحديث عن أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه أَوْصى في مرضه فقال: ادفِنوني
في ثوبيَّ هذين فإِنما هما للمُهْل التراب؛ قال أَبو عبيدة: المُهْل في
هذا الحديث الصديدُ والقيحُ، قال: والمُهْل في غير هذا كلُّ فِلِزٍّ
أُذِيبَ، قال: والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب والفضة والنُّحاس، وقال أَبو
عمرو: المُهْل في شيئين، هو في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، القيحُ
والصديدُ، وفي غيره دُرْدِيُّ الزيت، لم يعرف منه إِلاَّ هذا، وقد قدَّمنا
أَنه روي في حديث أَبي بكر المُهْلة والمِهْلة، بضم الميم
(* قوله «بضم
الميم» لم يتقدم له ذلك) وكسرها، وهي ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الذي يذُوب
فيَسيل من الجسد، ومنه قيل للنُّحاس الذائب مُهْل.
والمَهَلُ والتمَهُّل: التقدُّم. وتمهَّل في الأَمر: تقدَّم فيه.
والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ، الهمزة بدل من الهاء: الرجلُ الطويلُ المعتدلُ،
وقيل: الطويلُ المنتصبُ. أَبو عبيد: التمَهُّل التقدُّم. ابن الأَعرابي:
الماهِلُ السريع، وهو المتقدِّم. وفلان ذو مَهَل أَي ذو تقدُّم في الخير
ولا يقال في الشرِّ؛ وقال ذو الرمة:
كم فيهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذي مَهَلٍ،
يأْبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغم الضاري
أَي تقدُّمٍ في الشرَف والفضل. وقال أَبو سعيد: يقال أَخذ فلان على فلان
المُهْلةَ إِذا تقدَّمه في سِنٍّ أَو أَدبٍ، ويقال: خُذِ المُهْلةَ في
أَمْرك أَي خذ العُدَّة؛ وقال في قول الأَعشى:
إِلا الذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ
قال: أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع. ويقال: مَهَلُ الرجلِ:
أَسْلافُه الذين تقدّموه، يقال: قد تقدّم مَهَلُك قبلك، ورَحِم الله
مَهَلَك.ابن الأَعرابي: روي عن عليٍّ، عليه السلام، أَنه لما لَقِيَ الشُّراةَ
قال لأَصحابه: أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا، وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ
فَمَهْلاً مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً، وإِذا وقعت العين على العين
فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً، الساكن الرفق، والمتحرك التقدُّم،
أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا. وقال الجوهري:
المَهَل، بالتحريك، التُّؤدة والتباطُؤ، والاسم المُهْلة. وفلان ذو مَهَل،
بالتحريك، أَي ذو تقدُّم في الخير، ولا يقال في الشر. يقال: مَهَّلْته
وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته. ومنه حديث رُقَيْقة: ما يبلُغ سَعْيُهم
مَهَلَه أَي ما يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه؛ وقول أُسامة بن الحرث الهذلي:
لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ
عن الشام، إِمّا يَعْصِيَنَّك خالد
أَمْهَلْت: بالغت؛ يقول: إِن عصاني فقد بالغت في نهيه. الجوهري:
اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالاً أَي اعتدلَ وانتصَب؛ قال الراجز:
وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ
أَي منتصِب؛ وقال القحيف:
إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم،
نَمَا النِّيُّ في أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ
وقال معن بن أَوس:
لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها،
نَمَتْ في نَعيمٍ، واتْمَهَلَّ بها الجسم
وقال كعب بن جعيل:
في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ،
وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ
وقال حبيب بن المرّ قال العبدي:
لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً
لَعُوباً تُناغِيهِ، إِذا ما اتْمَهَلَّتِ
(* قوله «المرداد» هكذا في الأصل).
وقال عُقبة بن مُكَدّم:
في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ،
مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ
والاتْمِهْلال أَيضاً: سكون وفتور. وقولهم: مَهْلاً يا رجل، وكذلك
للاثنين والجمع والمؤنث، وهي موحدة بمعنى أَمْهِل، فإِذا قيل لك مَهْلاً، قلت
لا مَهْلَ والله، ولا تقل لا مَهْلاً والله، وتقول: ما مَهْلٌ والله
بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً؛ قال الكميت:
أَقُولُ له، إِذا ما جاء: مَهْلاً
وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول
وهذا البيت
(* قوله «وهذا البيت إلخ» الذي في نسخ الصحاح الخط والطبع
التي بأَيدينا كما أورده سابقاً وكذا هو في الصاغاني عن الجوهري فلعل ما
وقع لابن بري نسخة فيها سقم) أَورده الجوهري:
أَقول له إِذ جاء: مهلاً
وما مَهْل بواعظة الجهول
قال ابن بري: هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ
الكِلابيِّ، وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً، وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ:
الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر؛ وبيت جامع:
أَقول له: مَهْلاً، ولا مَهْلَ عنده،
ولا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل
وأَما بيت الكميت فهو:
وكُنَّا، يا قُضاع، لكم فَمَهْلاً،
وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ
فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً، وقال الليث: المَهْلُ السكينة
والوَقار. تقول: مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل، ويجوز لك
كذلك ويجوز التثقيل؛ وأَنشد:
فيا ابنَ آدَمَ، ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ؟
لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ
وقال الله عز وجل: فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم؛ فجاء باللغتين أَي
أَنْظِرْهُمْ.
مرن: مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.
ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه. ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا
استمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة. ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ
واستمَرَّتْ. والمَرَانةُ: اللِّينُ. والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ. ومَرَنَ
الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ. ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ
لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ. والمُرّانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة
اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة. وقال أَبو عبيد: المُرّانُ نبات الرماح.
قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت. ابن
الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه، ولذلك يقال قناة
لَدْنَةٌ. ورجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِيلُه. ومَرَنَ وجهُ الرجل على هذا الأَمر.
وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة:
لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ
قال ابن بري: صوابه مَعِكٍ، بالكاف. يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده:
أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ
والمصدر المُرُونة. ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم
يَنْجَعْ فيه. ومَرَنَ
على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عليه. ابن سيده:
مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قال:
قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ،
وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ،
وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ
ومَرَّنه عليه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب. ولا أَدري أَيُّ مَنْ
مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ. والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن
المَدْلوك. ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً، وقد
مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ. وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ.
وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه. والمَرْنُ: ضرب من الثياب؛ قال ابن الأَعرابي:
هي ثيابٌ قُوهِيَّة؛ وأَنشد للنمر:
خفيفاتُ الشُّخُوصِ، وهُنَّ خُوصٌ،
كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ
وقال الجوهري: المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر:
كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ
ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها: ضربها به. وما زالَ ذلك مَرِنَك
أَي دَأْبَكَ. قال أَبو عبيد: يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك
ودَيْدَنَك أَي عادَتَك. والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ: على خُلُقٍ
مُسْتوٍ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قال ابن جني: المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ
والكَذِبِ، والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له،
وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه، قلت أَنت: أَو مَرِناً ما
أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك. الجوهري:
والمَرِنُ، بكسر الراء، الحالُ والخُلُق. يقال: ما زال ذلك مَرِِني أَي
حالي. والمارِن: الأَنف، وقيل: طَرفه، وقيل: المارِنُ ما لان من الأَنف،
وقيل: ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة، وما لان من
الرُّمْح؛ قال عُبيد يذكر ناقتَه:
هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً،
ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس
ومَرْنا الأَنفِ: جانباه؛ قال رؤبة:
لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ
أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب، ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف، وفي
حديث النخعي: في المارِنِ الدِّيَةُ؛ المارِنُ
من الأَنف: ما دون القَصبة. والمارنان: المُنْخُران.
ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ: ظهر لهم أَنها قد
لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ، وقيل: هي التي يُكْثرُ
الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح، وقيل: هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر
عليها الفحل. وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح. ومَرَنَ
البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من
حَفىً به. والتَّمْرين: أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه
بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة؛ وقال ابن مقبل يصف باطنَ
مَنسِم البعير:
فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما
سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون
وقال أَبو الهيثم: المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها، وهو أَن يَدْهَنَ
خُفَّها بالوَدك. وقال ابن حبيب: المَرْنُ الحَفاءُ، وجمعه أَمْرانٌ؛ قال
جرير:
رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها
طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران
وناقة مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكوبة. قال الجوهري: والمُمارِنُ من النُّوق
مثلُ المُماجِنِ. يقال: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.
والمَرَنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ
من البعير، وجمعه أَمرانٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي:
فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته
قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ
قال صَحْبي، إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً:
ما تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلْ
قال: أَدلّ من الإِدلال؛ وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي:
نَهْدُ الــتَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ
الجوهري: أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها؛ وقول ابن مقبل:
يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها
إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا
قال الفارسي: المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به، وقيل: هو
موضع، وقيل: هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ، يريد لا أُكَلِّفها أَن
تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر. وقال الأَصمعي: المرانة اسم ناقة
كانت هادية بالطريق، وقال: الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده.
ويقال: المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار، وقيل: المرانة
مَعْرُِفتُها؛ قال الجوهري: أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي
وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها.
ومَرَّانُ شَنُوأَة: موضع باليمن. وبنو مَرِينا: الذين ذكرهم امرؤ القيس
فقال:
فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا،
ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا
هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد، وليس مَرِينا بكلمة عربية. وأَبو
مَرينا: ضرب من السمك. ومُرَيْنةُ: اسم موضع؛ قال الزاري:
تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا
والمَرانة: موضع لبني عَقِيلٍ؛ قال لبيد:
لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ،
فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ
(* قوله «فشرجه فالحبال» كذا بالأصل، وهو ما صوّبه المجد تبعاً
للصاغاني، وقال الرواية: فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين
المعجمة والجيم. وقول الجوهري: والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية
البيت).
وهو في الصحاح مَرَانة، وأَنشد بيت لبيد. ابن الأَعرابي: يوْمُ مَرْنٍ
إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ، ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ.
ومَرَّان، بالفتح: موضع على ليلتين من مكة، شرفها الله تعالى، على طريق
البصرة، وبه قبر تميم بن مُرٍّ؛ قال جرير:
إِني: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني،
جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ
أَي أَذُبُّ عنه الشعراء: وقوله حَرَّبَني أَغضبني؛ يقول: تميم بن مُرّ
جاري الذي أَعْتَزُّ به، فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من
الشعراء لفخري بتميم؛ وأَما قول منصور:
قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ
فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد، قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ: حدثني
زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول: اللهم إنك
تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي
فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ، فاغْفِرْ لي؛ ومر أَبو جعفر
المنصورُ على قبره بمَرّان، وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة،
فقال:
صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ
قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ
قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً،
عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ
فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ،
فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ
فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً،
أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ
قال: وروى:
صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه
قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ
سحج: سَحَجَهُ الحائطُ يَسْحَجُه سَحْجاً وسَحَّجَه: خَدَشَه؛ قال رؤبة:
جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا
أَي تسْحِيجاً. قال أَبو حاتم: قرأْت على الأَصمعي في جيميَّة العجاج:
جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا
فقال: تَلِيلَــهُ، فقلت: بِلِيتِهِ، فقال: هذا لا يكون، فقلت: أَخبرني به
من سمعه مِن فَلْقِ فِي
(* «في» هنا بمعنى فم.) رُؤْبَةَ، أَعني أَبا
زيد الأَنصاري، قال: هذا لا يكون. قلت: جعله مصدراً، أَراد تسحيجاً، فقال:
هذا لا يكون، قلت: فقد قال جرير:
أَلم تَعْلَمْ بمُسَرَّحي القَوافي؟
فلا عِيّاً بِهِنَّ، ولا اجْتِلابا
أَي تسريحي، فكأَنه أَراد أَن يدفعه، فقلت له: فقد قال تعالى:
ومَزَّقْناهُمْ كلَّ مُمَزَّقٍ؛ فَأَمْسَكَ. قال الأَزهري: كأَنه أَراد: ترى بليته
تسحيجاً، فجعل مسحجاً مصدراً.
والمُسَحَّجُ: المُعَضَّضُ، وهو من سَحَجَ الجلد.
وسَحَّجَه فَتَسَحَّجَ: شُدِّد للكثرة.
وسَحَجْتُ جلده فانْسَحَجَ أَي قسرته فانقشر.
والسَّحْجُ: أَن يصيب الشيءُ الشيءَ فَيَسْحَجَه أَي يَقْشِرَ منه شيئاً
قليلاً، كما يصيب الحافرَ، قبل الوَجَى، سَحْجٌ.
وانْسَحَجَ جلده من شيء مَرَّ به إِذا تقشَّر الجلد الأَعلى.
ويقال: أَصابه شيء فَسَحَجَ وجْهَه، وبه سَحْجٌ. وسَحَجَ الشيءَ بالشيء
سَحْجاً، فهو مَسْحُوجٌ وسَحِيجٌ: حاكَّه فقشره؛ قال أَبو ذؤيب:
فجاءَ بها بعدَ الكَلالِ كأَنه،
من الأَيْنِ، مِخْراشٌ أَقَذُّ سَحِيجُ
وبعير سَحَّاجٌ: يَسْحَجُ الأَرض بخفه أَي يقشرها فلا يلبث أَن يَحْفَى؛
وناقة مِسْحاجٌ، كذلك؛ وزمن مِسْحاجٌ وسَحَّاجٌ: يقشر كل شيء؛ قال أَبو
عامر الكلابي يصف نخلاً:
ما ضَرَّها مَسُّ زَمانٍ سَحَّاجْ
وسَحَجَ العُودَ بالمِبْرَدِ يَسْحَجُه سَحْجاً: قشره؛ وسَحَجَتِ الريحُ
الأَرض، كذلك. والسَّحَجُ: داء في البطن قاشر، منه. وسَحَجَ شعره بالمشط
سَحْجاً: سَرَّحَه تسريحاً ليناً على فَروَة الرأْس. وسَحَجَه يَسْحَجُه
سَحْجاً، فهو سَحِيجٌ. وسَحَّجَه: عضَّه فأَثر فيه، وقد غلب على حُمُرِ
الوحش. وحمار مُسَحَّجٌ أَي مُعَضَّضٌ مُكَدَّم؛ والمِسْحَجُ، منها.
والمِسْحَاجُ: العَضَّاضُ. والمَسَاحِجُ: آثارُ تَكادُمِ الحُمُرِ
عليها.والتَّسْحِيجُ: الكَدْمُ.
والسَّحْجُ: من جَرْيِ الدواب دون الشَّدِّ. ويقال: حمارٌ مِسْحَجٌ
ومِسْحاجٌ؛ قال النابغة:
رَباعِيَةٌ أَضَرَّ بها رَباعٌ،
بِذاتِ الجِزْعِ، مِسْحاجٌ شَنُونُ
وقال غيره: مَرَّ يَسْحَجُ أَي يسرع؛ قال مزاحم:
على أَثَرِ الجُعْفِيِّ دَهْرٌ، وقد أَتى
له، مُنْذُ وَلَّى يَسْحَجُ السَّيْرَ، أَربَعُ
وسَحَجَ الأَيْمانَ يَسْحَجُها: تابَعَ بينها. ورجلٌ سَحَّاجٌ، وكذلك
الحلف؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
لا تَنْكِحَنَّ نَحِضاً بَجْباجَا
فَدْماً، إِذا صِيحَ به أَفاجا
وإِنْ رَأَيْتِ قُمُصاً وسَاجا،
ولِمَّةً وحَلِفاً سَحَّاجا
وسَيْحُوجٌ: اسم.
قنفد: القُنْفُدُ: لغة في القُنْفُذِ؛ حكاها كراع عن قطرب.
قود: القَوْدُ: نقيض السَّوْق، يَقُودُ الدابَّة من أَمامِها ويَسُوقُها
من خَلْفِها، فالقَوْدُ من أَمام والسَّوْقُ من خَلْف. قُدْتُ الفرس
وغيره أَقُودهُ قَوْداً ومَقادَة وقَيْدُودة، وقاد البعيرَ واقْتادَه: معناه
جَرَّه خلفه. وفي حديث الصلاة: اقْتادوا رَواحِلَهم؛ قاد الدابةَ
قَوْداً، فهي مَقُودة ومَقْوُودَة؛ الأَخيرة نادرة وهي تميمية، واقْتادَها
والاقْتِيادُ والقَوْدُ واحد، واقْتادَهُ وقادَهُ بمعنى. وقَوَّدَهُ: شدِّدَ
للكثرة.
والقَوْدُ: الخيل، يقال: مَرَّ بنا قَوْد. الكسائي: فرس قَوُودٌ، بلا
همز، الذي ينقاد، والبعير مثله، والقَوْد من الخيل التي تُقادُ
بِمَقاوِدِها ولا تركب، وتكون مُودَعَة مُعَدّة لوقت الحاجة إِليها. يقال: هذه
الخيلُ قَوْدُ فلان القائِد، وجمع قائد الخيل قادَة وقُوَّاد، وهو قائد بَيِّن
القِيادة، والقائِدُ واحد القُوَّاد والقادةِ؛ ورجل قائد من قوم قُوَّد
وقُوَّاد وقادة.
وأَقاده خيلاً: أَعطاه إِياها يَقُودها، وأَقَدْتُك خيلاً تَقُودُها.
والمِقْوَدُ والقِيادُ: الحبل الذي تقود به. الجوهري: المقود الحبل يشدّ
في الزِّمام أَو اللِّجامِ تُقاد به الدابَّة. والمِقْوَدُ: خَيْط أَو
سير يجعل في عنق الكلب أَو الدابة يقاد به. وفلان سَلِسُ القِياد
وصَعْبُه، وهو على المثل. وفي حديث علي، رضوان الله عليه: فمن اللَّهِج باللذةِ
السَّلِس القِيادِ للشَّهْوَةِ، واستعمل أَبو حنيفة القِيادَ في اليعاسِيب
فقال في صِفاتها: وهي مُلوك النحل وقادَتُها.
وفي حديث السَّقِيفَةِ: فانطلق أَبو بكر وعمر يَتَقاودان حتى أَتَوْهُم
أَي يَذْهبان مُسْرِعَين كأَن كل واحد منهما يَقُودُ الآخرَ لسُرْعَتِه.
وأَعطاه مَقادَتَه: انقادَ له. والانقيادُ: الخُضوعُ. تقول: قُدْتُهُ
فانقادَ واستقادَ لي إِذا أَعطاك مَقادتَه، وفي حديث عليّ: قُرَيْشٌ قادَة
ذادَة أَي يَقُودونَ الجُيُوشَ، وهو جمع قائِدٍ. وروي أَنَّ قُصَيّاً
قَسَمَ مَكارِمَه فأَعْطى قَوْدَ الجُيُوشِ عبدَ منافٍ، ثم وَلِيَها عبدُ
شَمْسٍ، ثم أُمية بن حرب، ثم أَبو سفيان.
وفرس قَؤُود: سَلِسٌ مُنْقادٌ. وبعير قَؤُود وقيِّدٌ وقَيْدٌ، مثل
مَيْت، وأَقْوَدُ: ذليل مُنْقاد، والاسم من ذلك كله القِيادةُ.
وجعلته مَقادَ المُهْرِ أَي على اليمين لأَن المهر أَكثر ما يُقادُ على
اليمين؛ قال ذو الرمة:
وقد جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عن يمينٍ
مَقادَ المُهْرِ، واعْتَسَفُوا الرِّمالا
وقادت الريحُ السحابَ على المَثَل؛ قالت أُم خالد الخثعمية:
لَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه،
يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضا بِزِمامِ
وأَقادَ الغَيثُ؛ فهو مُقِيدٌ إِذا اتسع؛ وقول تميم بن مقبل يصف الغيث:
سَقاها، وإِن كانتْ عَلَيْنا بَخِيلَةً،
أَغَرُّ سِماكِيٌّ أَقادَ وأَمْطَرَا
قيل في تفسيره: أَقاد اتَّسَع، وقيل: أَقاد أَي صار له قائد من السحاب
بين يديه؛ كما قال ابن مقبل أَيضاً:
له قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ، وخَلْفَه
رَوايا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرا
أَراد: له قائدٌ دُهْمٌ رَبابُه فلذلك جَمَع. وأَقادَ: تقدَّم وهو مما
ذكر كأَنه أَعطَى مَقادَتَه الأَرضَ فأَخَذَتْ منها حاجتها؛ وقول رؤبة:
أَتْلَع يَسْمُو بِــتَلِيلٍ قَوَّاد
قيل في تفسيره: مُتَقَدّم. ويقال: انقادَ لي الطريق إِلى موضع كذا
انقِياداً إِذا وَضَح صَوْبُه؛ قال ذو الرمة في ماءٍ وَرَدَه:
تَنَزَّلَ عن زَيْزَاءَةِ القُفِّ، وارْتَقَى
عن الرَّمْلِ، فانقادَتْ إِليه الموارِدُ
قال أَبو منصور: سأَلتُ الأَصمعي عن معنى وانقادتْ إِليه المَواردُ،
قال: تتابَعَتْ إِليه الطُّرُقُ.
والقائدةُ من الإِبلِ: التي تَقَدَّمُ الإِبِلَ وتَأْلَفُها الأُفْتاءُ.
والقَيِّدَةُ من الإِبل: التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها، وهي
الدَّرِيئة. والقائدُ من الجَبَل: أَنْفُه. وقائد الجبل: أَنْفُه. وكلُّ
مستطيلٍ من الأَرضِ: قائدٌ. التهذيب: والقِيادَةُ مصدر القائدِ. وكلُّ شيءٍ من
جَبَلٍ أَو مُسَنَّاةٍ كان مستطيلاً على وجه الأَرض، فهو قائدٌ وظهر من
الأَرض يَقُودُ ويَنْقادُ ويَتَقاوَدُ كذا وكذا ميلاً. والقائدَةُ:
الأَكمَةُ تمتدُّ على وجه الأَرض.
والقَوْداءُ: الثَّنِيَّةُ الطويلةُ في السماءِ؛ والجبل أَقْوَدُ. وهذا
مكان يَقُودُ من الأَرض كذا وكذا ويقتادُه أَي يُحاذِيه. والقائدُ: أَعظم
فُلْجانِ الحَرْثِ؛ قال ابن سيده: وإِنما حملناه على الواو لأَنها أَكثر
من الياء فيه. والأَقْوَدُ: الطويلُ العُنُق والظهر من الإِبلِ والناس
والدوابِّ. وفرس أَقْوَدُ: بَيِّن القَوَد؛ وناقة قَوْداءُ؛ وفي قصيد
كعب:وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيلُ
القَوْداءُ: الطويلة؛ ومنه رمل مُنْقادٌ أَي مُسْتطِيلٌ؛ وخيل قُبٌّ
قُودٌ، وقد قَوِد قَوَداً. والأَقْوَدُ: الجبَلُ الطويل.
والقَيْدُود: الطويل، والأُنثى قَيْدُودة. وفرس قَيْدُودٌ: طويلة
العُنُق في انحناء؛ قال ابن سيده: ولا يوصَفُ به المذكر. والقَيادِيدُ:
الطِّوالُ من الأُتُن، الواحد قَيْدُود؛ وأَنشد لذي الرمة:
راحَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وُسِقَتْ
له الفَرائِشُ، والقُبُّ القَيادِيدُ
والأَقْوَدُ من الرجال: الشديدُ العنُق، سمي بذلك لقلة التفاته؛ ومنه
قيل للبخيل على الزاد: أَقود لأَنه لا يتَلَفَّتُ عند الأَكل لئلا يرى
إِنساناً فيحتاج أَن يَدْعُوَه. ورجل أَقْوَدُ: لا يتلفت؛ التهذيب: والأَقود
من الناس الذي إِذا أَقبَل على الشيء بوجهه لم يَكَدْ يصرف وجهه عنه؛
وأَنشد:
إِنَّ الكَريمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَه،
وإِنَّ اللئِيمَ دَائِمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ بن شميل: الأَقْوَدُ من
الخيل الطويلُ العُنُق العظيمُه.
والقَوَدُ: قَتْلُ النفْسِ بالنفسِ، شاذٌّ كالحَوَكَة والخَوَنَة؛ وقد
استَقَدْتُه فأَقادني. الجوهري: القَوَدُ القِصاصُ. وأَقَدْتُ القاتِلَ
بالقتيل أَي قَتَلْتُه به. يقال: أَقاده السلطان من أَخيه. واستقدت الحاكم
أَي سأَلته أَن يُقِيدَ القاتلَ بالقتيل. وفي الحديث: من قَتَلَ عَمْداً،
فهو قَوَدٌ؛ القَوَدُ: القِصاصُ وقَتْلُ القاتِلِ بدل القتيل؛ وقد
أَقَدْتُه به أُقِيدُه إِقادة. الليث: القَوَدُ قتْلُ القاتِلِ بالقتيل، تقول:
أَقَدْتُه، وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخر أَمْراً فانتَقَم منه بِمثْلِها
قيل: استقادَها منه؛ الأَحمر: فإِن قتله السلطانُ بِقَود قيل: أَقاد
السلطانُ فلاناً وأَقَصَّه. ابن بُزُرج: تُقَيِّدُ أَرضٌ حَمِيضَة، سمِّيت
تُقَيِّد لأَنها تُقَيِّدُ ما كان بها من الإِبل تَرْتعِيها لكثرة
حَمْضِها وخُلَّتِها.
غسن: الغُسْنَةُ: الخُصْلةُ من الشَّعَر، وكذلك الغُسْناةُ؛ وقال
حُمَيْدٌ الأَرْقطُ:
بينا الفَتى يَخْبِطُ في غُسْناتِه،
إذ صَعِدَ الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه،
فاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه.
قال ابن بري: ويروى هذا الرجز لجَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ، قال: والذي رواه
ثعلب وأَبو عمرو: في غَيْساتِه، قالا: والغَيْسةُ النَّعْمةُ والنَّضارة.
ويقال للفرس الجميل: ذو غُسَنٍ. الأَصمعي: الغُسَنُ خُصَلُ الشعر من
المرأَة والفرس، وهي الغَدائر. وقال غيره: الغُسَنُ شعر الناصية، فرس ذو
غُسَن؛ قال عدي بن زيد يصف فرساً:
مُشْرِفُ الهادي له غُسَنٌ،
يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إِحْضارا
(* قوله «يعرق العلجين» كذا بالأصل يعرق بالعين المهملة، والعلجين
بالتثنية، ومثله في التهذيب إلا أن يعرق فيه بالغين المعجمة). أَي يسبقها إذا
أَحْضَرَ. والغُسَنُ: خُصَلُ الشعر من العُرْفِ والناصية والذوائب، وفي
المحكم وغيره: الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ والناصية والذوائب؛ قال الأََعشى:
غَدا بــتَليلٍ، كجِذْعِ الخِضا
بِ حُرِّ القَذالِ، طويلِ الغُسَنْ.
قال ابن بري: الخضاب جمع خَضْبةٍ وهي الدَّقْلَةُ من النخل؛ ومثله
لعَدِيّ:
وأَحْوَرُ العينَ مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ،
مُقَلَّدٌ من جيادِ الدُّرِّ أَقْصابا.
ورجل غَسَانيٌّ: جميلٌ جدّاً. والغَيْسان: حِدَّة الشباب، وقيل:
الشبابُ، إن جعلته فَيْعالاً فهو من هذا الباب؛ وأَنشد ابن بري للراجز:
لا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ،
والخَبْطُ في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ.
والغَمَيْدَرُ: الناعم. ويقال: لستَ من غَسَّانه ولا غَيْسَانِه أَي من
ضَرْبِه. ولستَ من غَسَّانِ فلان وغَيْسانِه أَي لست من رجاله. ويقال:
كان ذلك في غَيْسانِ شبابه أَي في نَعْمَةِ شبابه وطَراءتِه. وقال شمر: كان
ذلك في غَيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِه بمعنى واحدٍ أَي في حِينه. ويقال في
جمع الغُسْنَة أَيضاً غُسْناتٌ وغُسُنات؛ قال الراجز:
فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْ،
ذِي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزُمُهْ.
السُّلَميُّ: فلان على أَغْسانٍ من أَبيه وأَعْسَانٍ أَي أَخلاق.
ويقال: امرأَة غَيْسَة ورجل غَيْسٌ أَي حَسَنٌ، قال: فهذا يقضي بزيادة النون.
ويقال: هو في غَيْسان شَبابه أَي في حُسْنه، ومن جعله من الغُسْنة، وهي
الخُصْلةُ من الشعر، لأَنه في نَعْمَةِ شَبابه واسترخائه كالغُسْنَةِ،
فالنون عنده أَصلية. أَبو زيد: لقد علمتُ أَنَّ ذاك من غَسَّانِ قلبك أَي من
أَقصى نفسك. والغَيْسَانة: الناعمة. والغَيْسانُ: الناعم؛ قال أَبو
وَجْزَة:
غَيْسَانَةٌ ذلك من غَيْسانِها.
وغَسَّانُ: اسم ماء نزل عليه قوم من الأَزْدِ فنُسِبُوا إليه، ومنهم بنو
جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ؛ قال حسان:
إما سأَلتَ، فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ،
الأَزْدُ نِسْبَتُنا، والماء غَسَّانُ.
ويقال: غَسَّان اسم قبيلة.
سدف: السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد
الأَرْقط:
وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه
وقيل: هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال:
ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً،
وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ
والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبير:
يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها
وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم
والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج:
أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا،
وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا
أَبو زيد: السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة. قال: والسُّدْفةُ في
لغة قَيْس الضَّوْء. وحكى الجوهري عن الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ
في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد؛ وقال في
قوله:
وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا
أَي أَظلَم، أَي أَقطع الليل بالسير فيه؛ قال ابن بري: ومثله للخَطَفى
جَدّ جرير:
يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا،
أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا
والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ: طائفة من الليل. والسَّدْفةُ: الضوء، وقيل:
اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل
الإسْفار. وقال عمارة: السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره، ما بين
الظلمة إلى الشَّفَق، وما بين الفجر إلى الصلاة. قال الأَزهري: والصحيح ما
قال عمارة. اللحياني: أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو
السَّدَفُ.
وقال أَبو عبيدة: أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى
سُتُورَه وأَظلم، قال: والإسْدافُ من الأَضْداد، يقال: أَسْدِفْ لنا أَي
أَضِئْ لنا. وقال أَبو عمرو: إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له: أَسْدِفْ
أَي تَنَحَّ عن الباب حتى يُضيءَ البيتُ. الجوهري: أَسْدَفَ الصبحُ أَي
أَضاء. يقال: أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حتى يُضيء البيتُ، وفي لغة
هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا من السِّراج.
الفراء: السَّدَفُ والشَّدَفُ الظلمة، والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح
وإقْبالُه؛ وأَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قال المفَضّل: وسعدٌ
القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ وكان النعمان يضحك منه، فدعا النُّعْمان بفرسه
اليَحْمُوم وقال لسعدٍ القرقرَة: ارْكبه واطْلُب عليه الوحش، فقال سعد: إذاً
واللّه أُصْرَعُ، فأَبى النعمانُ إلا أَنْ يركبه، فلما ركبه سعد نظر إلى
بعض ولده قال: وابِأَبي وُجُوهُ اليتامى ثم قال:
نحنُ، بَغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعلَمُنا
مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ في السَّدَفِ
والوَدِيُّ: صِغار النخل، وقوله أَعلمُنا منا جَمعَ بين إضافةِ أَفْعَلَ
وبين مِن، وهما لا يجتمعان كما لا تجتمع الأَلف واللام ومن في قولك زيدٌ
الأَفضلُ من عمرو، وإنما يجيء هذا في الشعر على أَن تُجعل من بمعنى في
كقول الأعشى:
ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى
أَي ولست بالأَكثر فيهم، وكذا أَعلمنا مِنّا أَي فينا؛ وفي حديث وفد
تميم:
ونُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ
من السَّديفِ، إذا لم يُؤنَسِ القَزَعُ
السَّدِيفُ: لَحم السَّنامِ، والقَزَعُ: السحابُ، أَي نطعم الشحْم في
المَحْل؛ وأَنشد الفراء أَيضاً:
بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم
يَكْحَلُها، في المَلاحِمِ، السَّدَفُ
يقول: سوادُ أَعينهم في المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ
أَعينهم من الفَزَع فيغيب سوادها. وأَسْدَفَ القومُ: دخلوا في السُّدفة.
وليل أَسْدَفُ: مظلم؛ أَنشد يعقوب:
فلما عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً،
أَنِسْنا به، والدُّجَى أَسْدَفُ
وشرح هذا البيت مذكور في موضعه. والسَّدَفُ: الليلُ؛ قال الشاعر:
نَزُورُ العَدوَّ، على نَأْيه،
بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ
وأَنشد ابن بري للهذلي:
وماءٍ وَرَدْتُ على خِيفَةٍ،
وقد جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ
وقول مُلَيْحٍ:
وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ
من البَرْقِ، فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ
مُسْدِفٌ هنا: يكون المُضيء والمظلم، وهو من الأَضداد. وفي حديث علقمةَ
الثَّقفي: كان بلال يأَتينا بالسَّحور ونحن مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ
القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا؛ السُّدْفةُ تَقَعُ على الضِّياء والظلمة، والمراد
به في هذا الحديث الإضاءةُ، فمعنى مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ،
ويُسْدِفُ لنا أَي يضيء، والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور. وفي حديث
أَبي هريرة: فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار. وفي حديث
عليّ: وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها. وأَسْدَفُوا:
أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ. والسُّدفةُ: البابُ؛ قالت امرأَة
من قَيْسٍ تهجو زوجها:
لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ،
ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ
وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته. ويقال: أَسْدِفِ السِّتْرَ
أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت. وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة
لما أَرادت الخروج إلى البصرة: تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، صلى اللّه عليه
وسلم، ووجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر
وتَوْجِيهُها كَشفُها. يقال: سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدوف؛
قال الأَعشى:
بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ
قالت لها: بِعَيْنِ اللّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ
سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها، ويجوز أَنها أَرادت
بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه
وجعلتِها أَمامك. والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ: الشُّخوص تراها من بُعْد. أَبو عمرو:
أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام. ويقال: وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج
منها، وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه.
والسَّدِيف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، وقيل شَحْمُه؛ ومنه قول طرفة:
ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ
وفي الصحاح: السَّديفُ السَّنامُ؛ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي
(*
قوله «قول المخبل إلخ» تقدم في مادة خصف وقال ناشرة بن مالك يرد على
المخبل:
إذا ما الخصيف العوبثانيّ ساءنا) :
إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا،
تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا
وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً؛ قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ:
قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيـ
ـلِ، حتى أُحاوِلَ منها السديفا
قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه. وسدَّفه:
قَطَّعَه؛ قال الفرزدق:
وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا،
ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ
وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ: اسمانِ.
ذيب: الأَذْيَبُ: الماءُ الكَثِـيرُ. والأَذْيَبُ: الفَزَعُ.
والأَذْيَبُ: النَّشاطُ. الأَصمعي: مَرَّ فلانٌ وله أَذْيَبُ، قال: وأَحْسِـبُه
يقال أَزْيَب، بالزاي، وهو النَّشاطُ.
والذِّيبانُ: الشَّعَر الذي يكون على عُنُقِ البعير ومِشْفَرِه؛ والذيبان أَيضاً: بَقِـيَّة الوَبَرِ؛ قال شمر: لا أَعْرِفُ الذِّيبانَ إِلاَّ في بَيْتِ كثير:
عَسُوف لأَجْوافِ الفَلا، حِمْيَرِيَّة * مَرِيش، بِذِيبانِ الشَّلِـيلِ، تَلِـيلُــها
ويُرْوَى السبيب؛ قال أَبو عبيد: هو واحِدٌ؛ وقال أَبو وجزة:
تَرَبَّعَ أَنْهِـيَ الرَّنْقاءِ، حتى== نَفَى، ونَفَيْنَ ذِيبانَ الشِّتاءِ
ذبي: ذَبَتْ شَفَتُه: كذَبَّتْ؛ قال ابن سيده: وقَضَيْنا عليها بالياء
لكونها لاماً.
وذُبْيان وذِبْيان: قبيلةٌ، والضمُّ فيه أَكثرُ من الكسرِ؛ عن ابن
الأَعرابي؛ قال ابن دُرَيد: وأَحسب أَنَّ اشتقاقَ ذُبيان من قولهم ذَبَت
شَفَته، قال: وهذا أَيضاً مما يُقَوِّي كَوْنَ ذَبَتْ من الياء لو أَنَّ ابن
دريد لم يُمَرِّضه. والذُّبْيان: بقيّة الوَبَر؛ عن كراع، قال: ولست منه
على ثقة، قال: والذي حكاه أَبو عبيد الذُّوبانُ والذِّيبانُ. قال
الأَزهريْ: أَما ذَبى فما عَلِمْتُني سمعت فيه شيئاً من ثقة غير هذه القبيلة
التي يقال لها ذُبْيان. قال ابن الكلبي: كان أَبي يقول ذِبْيان، بالكسر،
قال: وغيره يقول ذُبْيان، وهو أَبو قبيلة من قيس، وهو ذُبْيان بنُ بَغِيضِ
بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ.
ويقال: ذَبَّ الغَديرُ وذَبَى وذَبَتْ شفَتُه وذَبَّت، قال: ولا أَدْري
ما صِحَّتُه.
خذل: الخاذِلُ: ضد الناصر. خَذَله وخَذَل عنه يَخْذُله خَذْلاً
وخِذْلاناً: تَرَكَ نُصْرته وعَوْنه. والتَّخْذيل: حَمْلُ الرجل على خِذْلان
صاحبه وتَثْبِيطُه عن نصْرته. الأَصمعي. إِذا تَخَلَّف الظبيُ عن القَطِيع
قيل خَذَل؛ قال عدي بن زيد يصف فرساً:
فهو كالدَّلْو بكَفِّ المُسْتَقِي،
خَذَلَت عنه العَرَاقي فانْجَذَم
أَي بايَنَتْه العَراقي. وخِذْلانُ الله العبدَ: أَن لا يَعْصِمَه من
الشُّبَه فيقع فيها، نعوذ بلطف الله من ذلك. وخَذَّل عنه أَصحابَه تخذيلاً
أَي حَمَلَهم على خِذْلانه. وتَخَاذَلوا أَي خَذَل بعضُهم بعضاً. وفي
الحديث: المؤمن أَخو المؤمن لا يَخْذُله؛ الخَذْل: ترك الإِعانة والنصرة.
ورجل خُذَلة، مثال هُمَزة، أَي خاذل لا يزال يَخْذُل. ابن الأَعرابي:
الخَاذِل المنهزم، وتَخَاذَل القومُ: تَدَابَروا. وخَذَلَت الظَّبيةُ والبقرةُ
وغيرُهما من الدواب، وهي خاذل وخَذُول: تَخَلَّفَت عن صواحبها وانفردت،
وقيل: تَخَلَّفت فلم تَلْحَق. وخَذَلَت الظَّبيةُ وأَخْذَلَتْ، وهي خاذل
ومُخْذِل: أَقامت على ولدها، ويقال: هو مقلوب لأَنها هي المتروكة،
وتَخَاذَلَتْ مثلُه. التهذيب: الخاذل والخَذُول من الظباء والبقر التي تَخْذُل
صَوَاحِباتها وتَنْفُر مع ولدها، وقد أَخْذَلَها ولَدُها. قال أَبو
منصور: هكذا رأَيته في النسخة: وتَنْفُر، والصواب وتتخلف مع ولدها وتَنْفَرِد
مع ولدها، قال: هكذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي.
والخَذُول: التي تتخلف عن القَطِيع وقد خَذَلَتْ وخَدَرَتْ؛ وأَنشد
غيره:خَذُول تُرَاعِي رَبْرباً بخَمِيلة
والخَذُول من الخَيْل: التي إِذا ضَرَبَها المَخاض لم تَبْرَح من
مكانها. وتَخَاذَلَت رِجْلا الشيخ: ضَعُفَتا. ورَجُل خَذُول الرِّجْل: تَخْذُله
رِجْلُه من ضَعْف أَو عاهة أَو سُكْر؛ قال الأَعشى:
فتَرَى القومَ نَشَاوَى كُلَّهم،
مثل ما مُدَّت نِصَاحَاتُ الرَّبَح
كُلّ وَضَّاحٍ كريمٍ جَدُّه،
وخَذُولِ الرِّجْل من غير كَسَح
قال ابن بري: صدر البيت:
بين مغلوب نَبِيل جَدُّه
ويروى: كريمٍ جَدُّه.